لقاء ماتع مع سعادة الدكتور فهد الوهبي - بالقاهرة
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[29 Dec 2009, 01:55 م]ـ
في لقاء عطر غمرتنا فيه السعادة أنا والحاضرين، إلتقيت بسعادة المشرف الدكتور فهد الوهبي - حفظه الله ورعاه - بالأمس في رحاب مدينة القاهرة.
وقد كنت أتشوق للقائه منذ فترة، وكنت اتوقع مقابلاته الكريمة في المدينة المنورة أثناء فاعليات ندوة القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة - بيد انشغاله بأطروحة الدكتوراة حالت دون ذلك. وسبحان ربي العظيم تقابلنا في مدينة القاهرة وكان حفظه الله كما عهدته عبر المراسلات والمهاتفات: دمث الخلق وسطي الفكر ذا قدر علمي كبير، له حضور عالي في الحديث - بارك الله فيه.
وقد حضر اللقاء سعادة الأستاذ عزب الغزالي مدير موقع نداء الإيمان، والأستاذ أحمد عبد القادر البهي المشرف العلمي بموقع نداء الإيمان، كذا سعادة الأستاذ الأديب المؤلف محمد الفقي.
وتناول الحديث بعض القضايا العملية الهمة.
فأشكر لسعادته دعوته الكريم للقاء ونيل هذا الشرف الكبير.
راجيا من الله تعالى لكل مشرفين الأعزاء دوام الرقي والتقدم والقبول.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[30 Dec 2009, 06:08 م]ـ
نعم لقد استمعت باللقاء بالإخوة الأفاضل في القاهرة الحبيبة، وقد ضم اللقاء الإخوة الذين تفضل بذكرهم الشيخ أيمن شعبان، وكان لقاء ممتعاً، تداولنا فيه بعض النقاط العلمية، وقد بشرني الإخوة في موقع نداء الإيمان بمشروع قرآني رائع كنت أنوي القيام به مع مجموعة من الباحثين، وقد طلبت من الإخوة إرسال خبر عن المشروع حتى ننقله هنا بإذن الله ..
ـ[محب القراءات]ــــــــ[31 Dec 2009, 11:17 ص]ـ
جعلك الله مباركا أينما كنت يا أبامبارك , ونحن في انتظار عودتك الميمونة إلى المدينة.(/)
خلفية للمكتبة الشاملة (معبرة) بثلاث قياسات
ـ[خادم الاسلام]ــــــــ[29 Dec 2009, 09:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة إلى أخواني وأخواتي المشرفين والأعضاء والزوّار ...
مشاركتي عبارة عن خلفية للشاملة معبرة، بثلاث مقاسات على الرابط التالي:
http://filaty.com/f/911/93821/khlfiat_llmktba_al-shamla.rar.html
أو
http://www.plunder.com/-rar-download-ab0e932bb8.htm
1. حمل الملف المضغوط، ثم قم بفتحه واحفظ مساره.
2. افتح المكتبة الشاملة ثم أذهب إلى قائمة خدمات واختر تغيير خلفية البرنامج
3.اذهب إلى مسار الخلفية ثم اختر ما يناسب شاشتك من المقاسات الثلاثة (محمول - مربع - مستطيل).
أرجو أن تعجبكم، سائل الله أن يتقبل مني ومنكم صالح الأعمال.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(/)
قصيدة الطفل العراقي
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[30 Dec 2009, 12:17 ص]ـ
الطفل العراقي
طفل عراقي ... وقف حيران تائها بعد أن صحا ... فنظر ما حوله فلم ير أمه
ولا أباه ... ولا إخوة له كان يسرح ويمرح معهم ...
ماذا جرى ... إن جدران بيته قد تهدمت ..
وإن في الجادة القريبة من منزله
حفر لم يكن يعرفها ولا يألفها ... يا الله ... يا الله .. الوضع مخيف
أشلاء ممزعة .. وأثاث قد تمزق .. وبيت موحش ... وظلام دامس ...
غبار تعالى .. وأصوات بين الفينة والأخرى كالرعد ..
وإضاءة في السماء كالبرق. نترك هذا الطفل في هذا المشهد المرعب
ويسرح بنا الخيال مع هذه الأبيات:
طفل عراقي شريد في الورى=وعدوه جبنا غدا متجبرا
ويقول هذا الطفل قف لي مبصرا=لأقول قولا صائبا ومحيرا
صحوت على صوت القنابل باكرا=فخلت بأن البيت فينا تفجرا
وكنا طوينا منذ أمس على الحشا=ولم ندر أن الأمر يمتد أشهرا (1)
وكنا طوينا منذ أمس على الحشا=ولم ندر أن الأمر يمتد أدهرا (2)
فلا الماء من عذب الفرات نناله=ولا القلب مرتاح ودمعي قد جرى
وأمي تمزق بالقنابل جسمها=ووالدنا "بأبي غريب" فيا ترى
أحي ذليل في غياهب سجنه=أم الموت بالتعذيب قد قصم العرى
فيا رب قد صارت حياتي هزيلة=وصرت هزيلا كالعجوز مكسرا
ويا رب قد جاء الصيام وقبله=فكنا صياما .. دون خلق من الورى
ولكن صوم البائسين لقلة=وصوم ذوي الطاعات للفرض مظهرا
فبارك إلهي بالحياة لأمتي=ولا تَذَرَنْ يا رب في الأرض كافرا
وسلط عليهم يا إلهي صواعقا=وخوفا وزلزالاً ورعباً وأعصرا
وصلب قناتي يا إلهي فإنني=غدوت غريبا هائما ومهجَّرا
سأثأر من خصمي وأبقر بطنه=وأجعل أظفاري لبطنه مِبْقَرا
وأشحذ أسناني فهل أنا مجرم=إذا كان ثأري للكرامة يا ترى
أصون حمى الأخلاق والدين جاهدا=وأرفع رايات الجهاد تصبرا
فلست من الإرهاب آخُذُ خطتي=وما كان شغلي بل ظلمت مبكرا
فأسأل رب العالمين بفضله=لأمتنا نصرا عزيزا مؤزرا
فيا شهر صومي كن لأمتنا سناً=ووصلا .. ضياءً .. بالفخار تنورا
ويا شهر صومي والحياة كئيبة=لأن عدوي في البلاد تبخترا
فأهلي وإخواني وعرضي يلفهم=ظلام وظلم كالدخان تفجرا
وفيه سواد الليل والكل سادر=فهل بسواد الليل خير لنا نرى
وعهدي بعسرين تولد يسرنا=فصارا سرورا بالهناءة مُبْشِرا
وإني أرى مجدا تسرَّى بنوره=يمزق أستار الظلام مبكرا
وإني ضعيف مستغيث بربنا=فيا خالق الأكوان كن لنا ناصرا
ويا أمة الإسلام أنت رصيدنا=فيا أمة الإسلام صحوا لنجبرا
ويا أمة الإسلام لله فلنعد= لنحصد نصرا في الحياة مؤزرا
والحمد لله أولا و آخرا والصلاة والسلام
على رسوله صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تاريخ هذه القصيدة
مع أول رمضان يمر على العراق بعد الاحتلال
سنة 1424هجرية(/)
ثمانون مسألة فقهية وتربوية من أحكام يوم عاشوراء .. لعل وقتها لم يفت ...
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[30 Dec 2009, 01:34 ص]ـ
بإذن الله لم يفت الأوان ...
يطيب لي اطلاعكم على موضوعي في (الإسلام اليوم) بعنوان:
(ثمانون مسألة فقهية وتربوية من أحكام يوم عاشوراء) ...
على الرابط التالي:
http://www.islamtoday.net/bohooth/artshow-86-124959.htm(/)
قصيدة الطفل العراقي بصوت شاعرها
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[30 Dec 2009, 02:32 ص]ـ
الرابط الصوتي لقصيدة الطفل العراقي
http://www.zshare.net/download/7054713309c34f84/(/)
قصيدة: هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[30 Dec 2009, 06:10 م]ـ
هجرة المصطفى
صلى الله عليه وسلم
تنورت المدينة واستضاءت=بمقدم سيدي خير الأنام
وهللت الجموع بكل صوب=وألقت بالتحية والسلام
على خير البرية مصطفانا=رسول الله والصحب الكرام
فأسس في بني عمرو بن عوف="قباء" والصلاة به مرامي
وأول جمعة صلى حبيبي=بوادي "الصًّلب" كالبدر التمام
وكانت طابة الإيمان حقا=هي الدار المفضل للتهامي
أشاد بها بناء العز يسمو=بروضته فدونك للقيام
فأكثر من صلاتك يا حبيبي=بمسجد سيد الرسل الكرام
تحلق في سماء المجد تعلو=بتسليم على خير الأنام
فذا شرف رفيع للبرايا=فهل أدركت يا حبي كلامي
فحاذر أن تكون أخا ضلال=وجهل في ربا العلم الهمام
لأن الدار والإيمان تعلو=على الفسَّاق في "دار السلام"
فتطردهم وتنفي الخبث عنها=فكن فيها على قدم الإمام
إمام المرسلين رسول ربي=شفيع الخلق في يوم الزحام
حرر في مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم
الأربعاء: الثالث عشر من شهر الله المحرم / 1431هـ(/)
جامع طلبات الإخوة في [الإمارات] ...
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[31 Dec 2009, 10:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهذا موضوع قد تكون فكرته جديدة نوعاً ما ولكن سيستفيد منه الاخوة - إن شاء الله تعالى - وهو من باب إفادة الاخوة والتعاون على الخير
فمن خلال قراءتي في الملتقى أجد أحينا بعض الاخوة - ومنهم من هم من دول أخرى - يسألون عن كتب و مشايخ وأمور أخرى تكون في الإمارات ولا تجد من يرد عليه إلا بعد فترة طويلة
فأحببت فتح هذا الموضوع - وهو في منتدى آخر وذلك لكي تجمع الطلبات في مكان واحد - لكي يكون خاصاً بالإجابة عن استفسارات الإخوة فيما يتعلق بالأمور العلمية (كتب , مكتبات , مشايخ , دروس , دراسة , محاضرات , ...... الخ)
رابط الموضوع الأصلي
اضغط هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=199099)
ومن لا يحب أن يسأل هنا فعنده البريد ويمكنه مراسلتي ahalalquran@hotmail.com
وأسأل الله التوفيق والإعانة لي ولجيمع المتعاونين معي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
مطلوب للعمل: باحثين شرعيين تخصص حديث ومقابلة مخطوطات
ـ[أبو يوسف السلفي]ــــــــ[31 Dec 2009, 11:25 ص]ـ
السلام عليكم
مطلوب باحثين شرعيين لمكتب تحقيق في تخصص: علم الحديث ومقابلة المخطوطات.
بالنسبة للمكتب والعمل:
- يقع مكان المكتب في الهرم.
- مواعيد العمل: من 7 صباحًا إلى 3 مساًء، والأجازة: الجمعة والسبت.
- أولا: بالنسبة للمواصفات المطلوبة في الباحث المتخصص في علم الحديث:
1 - أن تكون له دراية جيدة بعلم المصطلح.
2 - أن يكون مارس علم الحديث عمليًا من قبل.
3 - القدرة على استعمل الموسوعات، والتعامل مع ملفات الوورد والإكسيل والـ pdf.
- طبيعة العمل:
1 - تخريج الأحاديث والآثار ونقل أحكام العلماء عليهما، ولكن باختصار.
2 - تخريج النصوص التي يذكرها مؤلف الكتاب.
3 - الترجمة للأعلام الغير مشهورين باختصار.
الراتب: 800 شهريًا.
- ثانيا: بالنسبة للمواصفات المطلوبة في الباحث المتخصص في مقابلة المخطوطات.
1 - أن تكون له دراية جيدة بمصطلحات نُسَّاخ المخطوطات، ويعرف كيف يفرق بين الحاشية والإلحاق.
2 - القدرة على قراءة المخطوطات بصورة جيدة.
3 - القدرة على استعمل برنامج الوورد.
- طبيعة العمل:
1 - تفريغ المخطوطات.
2 - المقابلة بين المخطوطات.
الراتب: 650 جنيه شهريًا.
- ولمن أراد الالتحاق بالوظيفة فعليه إرسال بريد إلكتروني لهذا الإيميل؛ وذلك لكي يتم تحديد موعد المقابلة:
kareemfouadm@gmail.com
ويكون فيه البيانات التالية:
1 - اسم الباحث وسنه.
2 - السيرة الذاتية للباحث أو الخبرات العلمية التي لديه.
3 - عنوان الباحث دون تفصيل، مع رقم تليفونه الشخصي إن وجد، فإن لم يوجد فتليفون البيت.
أرجو أن أكون وضحت جميع النقاط التي يمكن أن يُسأل عنها.
حيث أني أكره بشدة الإعلانات الغير واضحة المعالم، والتي تضيع وقت الباحثين عن العمل في السؤال والاستفسار عنها.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.(/)
سيد قطب والحياة الدنيا
ـ[نايف المطيري]ــــــــ[31 Dec 2009, 02:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله حقيقة كلام عذب وجميل لسيد قطب رحمه الله حول قوله تعالى
"علموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة , وتفاخر بينكم , وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته , ثم يهيج فتراه مصفرا , ثم يكون حطاما. وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان. وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور). . يقول رحمه الله
"والحياة الدنيا حين تقاس بمقاييسها هي وتوزن بموازينها تبدو في العين وفي الحس أمرا عظيما هائلا. ولكنها حين تقاس بمقاييس الوجود وتوزن بميزان الآخرة تبدو شيئا زهيدا تافها. وهي هنا في هذا التصوير تبدوا لعبة أطفال بالقياس إلى ما في الآخرة من جد تنتهي إليه مصائر أهلها بعد لعبة الحياة!
لعب. ولهو. وزينة. وتفاخر. وتكاثر. . . هذه هي الحقيقة وراء كل ما يبدوا فيها من جد حافل واهتمام شاغل. . ثم يمضي يضرب لها مثلا مصورا على طريقة القرآن المبدعة. . (كمثل غيث أعجب الكفار نباته). . والكفار هنا هم الزراع. فالكافر في اللغة هو الزارع , يكفر أي يحجب الحبة ويغطيها في التراب. ولكن اختياره هنا فيه تورية وإلماع إلى إعجاب الكفار بالحياة الدنيا! (ثم يهيج فتراه مصفرا) للحصاد. فهو موقوت الأجل , ينتهي عاجلا , ويبلغ أجله قريبا (ثم يكون حطاما). . وينتهي شريط الحياة كلها بهذه الصورة المتحركة المأخوذة من مشاهدات البشر المألوفة. . ينتهي بمشهد الحطام!
فأما الآخرة فلها شأن غير هذا الشأن , شأن يستحق أن يحسب حسابه , وينظر إليه , ويستعد له: (وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان). . فهي لا تنتهي في لمحة كما تنتهي الحياة الدنيا. وهي لا تنتهي إلى حطام كذلك النبات البالغ أجله. . إنها حساب وجزاء. . ودوام. . يستحق الاهتمام!
(وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور). .
فما لهذا المتاع حقيقة ذاتية , إنما يستمد قوامه من الغرور الخادع ; كما أنه يلهي وينسي فينتهي بأهله إلى غرور خادع.
وهي حقيقة حين يتعمق القلب في طلب الحقيقة. حقيقة لا يقصد بها القرآن العزلة عن حياة الأرض , ولا إهمال عمارتها وخلافتها التي ناطها بهذا الكائن البشري. إنما يقصد بها تصحيح المقاييس الشعورية والقيم النفسية , والاستعلاء على غرور المتاع الزائل وجاذبيته المقيدة بالأرض. هذا الاستعلاء الذي كان المخاطبون بهذه السورة في حاجة إليه ليحققوا إيمانهم. والذي يحتاج إليه كل مؤمن بعقيدة , ليحقق عقيدته ; ولو اقتضى تحقيقها أن يضحي بهذه الحياة الدنيا جميعا.
وراعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة , وتفاخر بينكم , وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته , ثم يهيج فتراه مصفرا , ثم يكون حطاما. وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان. وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور). .
والحياة الدنيا حين تقاس بمقاييسها هي وتوزن بموازينها تبدو في العين وفي الحس أمرا عظيما هائلا. ولكنها حين تقاس بمقاييس الوجود وتوزن بميزان الآخرة تبدو شيئا زهيدا تافها. وهي هنا في هذا التصوير تبدوا لعبة أطفال بالقياس إلى ما في الآخرة من جد تنتهي إليه مصائر أهلها بعد لعبة الحياة!
لعب. ولهو. وزينة. وتفاخر. وتكاثر. . . هذه هي الحقيقة وراء كل ما يبدوا فيها من جد حافل واهتمام شاغل. . ثم يمضي يضرب لها مثلا مصورا على طريقة القرآن المبدعة. . (كمثل غيث أعجب الكفار نباته). . والكفار هنا هم الزراع. فالكافر في اللغة هو الزارع , يكفر أي يحجب الحبة ويغطيها في التراب. ولكن اختياره هنا فيه تورية وإلماع إلى إعجاب الكفار بالحياة الدنيا! (ثم يهيج فتراه مصفرا) للحصاد. فهو موقوت الأجل , ينتهي عاجلا , ويبلغ أجله قريبا (ثم يكون حطاما). . وينتهي شريط الحياة كلها بهذه الصورة المتحركة المأخوذة من مشاهدات البشر المألوفة. . ينتهي بمشهد الحطام!
فأما الآخرة فلها شأن غير هذا الشأن , شأن يستحق أن يحسب حسابه , وينظر إليه , ويستعد له: (وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان). . فهي لا تنتهي في لمحة كما تنتهي الحياة الدنيا. وهي لا تنتهي إلى حطام كذلك النبات البالغ أجله. . إنها حساب وجزاء. . ودوام. . يستحق الاهتمام!
(وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور). .
فما لهذا المتاع حقيقة ذاتية , إنما يستمد قوامه من الغرور الخادع ; كما أنه يلهي وينسي فينتهي بأهله إلى غرور خادع.
وهي حقيقة حين يتعمق القلب في طلب الحقيقة. حقيقة لا يقصد بها القرآن العزلة عن حياة الأرض , ولا إهمال عمارتها وخلافتها التي ناطها بهذا الكائن البشري. إنما يقصد بها تصحيح المقاييس الشعورية والقيم النفسية , والاستعلاء على غرور المتاع الزائل وجاذبيته المقيدة بالأرض. هذا الاستعلاء الذي كان المخاطبون بهذه السورة في حاجة إليه ليحققوا إيمانهم. والذي يحتاج إليه كل مؤمن بعقيدة , ليحقق عقيدته ; ولو اقتضى تحقيقها أن يضحي بهذه الحياة الدنيا جميعا.
"(/)
الأزهر من جديد
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[02 Jan 2010, 12:18 ص]ـ
أفتى مشيخة الأزهر اليوم بجواز بناء الجدار الفولاذي الذي يفصل بين غزة المحاصرة ومدينة رفح المصرية.
وهو بذلك يعيد ما سبق له من مواقف وفتاوى في غاية الضعف سواء من ناحية الرؤية الشرعية، أو حتى دراسة الواقع المعاش.
والغرابة ليست في هذه لأنها كسابقاتها، وإنما العجب في البعض الذي يخجل من إيضاح الحق احتراما لاسم الأزهر القديم.
وكم من سمي ليس مثل سميه ... وإن كان يدعى باسمه فيجيب
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[02 Jan 2010, 12:44 ص]ـ
لا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[02 Jan 2010, 02:22 ص]ـ
وكم من سمي ليس مثل سميه ... وإن كان يدعى باسمه فيجيب
صدقت بارك الله فيك
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[02 Jan 2010, 02:46 ص]ـ
قال الشاعر في مثل هذه الفتوى التي لم يرد بها وجه الله
أفتى خُزعبلة وقال ضلالةً * وأتى بكفرٍ في البلاد بواحِ
اللهم إنا نبرأ إليك من صنيع حاكم مصر فقد خرب آخرته بدنيا
غيره من أعداء دينك من اليهود وأعوانهم، ونبرأ إليك من كل
موقّعٍ عنك في تسويغ جريمته، وندعوك أن ترينا فيه قوتك التي
أريتناها في فرعون فجعلته لمن خلفه آية. اللهم خلص شعب
فلسطين الصامد من عباس وثلته وانصر المجاهدين في سبيلك
واخذل من خذلهم يا عزيز يا قهار
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[02 Jan 2010, 11:39 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا.
وكم من خجول ليس عن قول الحق فقط؛ بل حتى عن عدم الجري وراء الباطل رغبة أو رهبة؛ بل حتى كسلا وخنوعا.
والله المستعان.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[02 Jan 2010, 02:15 م]ـ
أزهريون يفتون بتحريم الجدار الفولاذي مع غزة
مفكرة الإسلام: أفتى الشيخ سيد عسكر الأمين العام المساعد السابق لمجمع البحوث الإسلامية والدكتور محمد عبد المنعم البرى الأستاذ بجامعة الأزهر ورئيس جبهة علماء الأزهر بالتحريم القاطع لبناء الجدار الفولاذي بين مصر وقطاع غزة.
ووفقًا لصحيفة "المصريون" فقد قال الدكتور البرى: "بناء الجدار محرم شرعًا وحصار وتجويع الفلسطينيين ومنع الغذاء والدواء عنهم بهدم الأنفاق وإغراقها وإغلاق بوابة رفح لصالح العدو الصهيوني يعتبر جريمة ترتكب في حق أشقائنا الفلسطينيين وتحرمه الشريعة الإسلامية".
ووجه البرى خطابه للحكومة المصرية بقوله: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا".
وتأييدًا لهذه الفتوى قال الشيخ سيد عسكر: "بناء الجدار الفولاذى وحصار وتجويع الفلسطينيين ليس فقط محرمًا شرعًا بل إنه جريمة في حق الإسلام والمسلمين لأن الجدار يعمل على حصار الفلسطينيين لصالح الصهاينة".
تفنيد الذرائع عن حماية الأمن القومي المصري
واستنكر الأمين العام المساعد السابق لمجمع البحوث الإسلامية الذرائع التي ساقتها الحكومة ومجمع البحوث الإسلامية لبناء الجدار الفولاذي العازل بأن الجدار العازل هدفه حماية الأمن القومي المصري.
وقال عسكر: "هذه المبررات التي يبررون بها جريمتهم كلها كلام فارغ وأرى أن الفلسطينيين لم يكونوا أبدًا مصدر تهديد للأمن القومي المصري في حين أن الصهاينة الذين يدخلون مصر بالبطاقة الشخصية ويهربون المخدرات ويرتعون في ربوع مصر هم أكبر تهديد للأمن القومي المصري".
وأضاف: "هل سيقوم النظام ببناء جدار فولاذي على حدود مصر مع فلسطين المحتلة التي أقام عليها الصهاينة كيانهم الغاصب والذي يسميه المجتمع الدولي "إسرائيل" وهل سيتم إقامة جدار مماثل على حدود مصر مع ليبيا والسودان".
على الجانب المقابل أعربت الحكومة الصهيونية عن سعادتها بفتوى الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية بتحريم الأنفاق.
وركزت إذاعة "صوت إسرائيل" على قرار مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف، والذي أكد فيه أن من الحقوق الشرعية لمصر أن تضع الحواجز التي تمنع ضرر الأنفاق المحفورة تحت الأرض.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[02 Jan 2010, 03:46 م]ـ
الأخوة الكرام،
حتى لا يحصل خلط:
1. أصدر علماء الأزهر بتاريخ 31 كانون أول بياناً يُحرّمون فيه بناء الجدار.
2. مجمع البحوث الإسلامية لا يمثل علماء الأزهر، وواضح أنه مؤسسة رسمية تستخدم لصالح النظام الخائن لله ولرسوله، والخائن لشعبه ووطنه. وهو الخطر الحقيقي على أمن مصر.
3. شيخ الأزهر لا يحتاج إلى تعريف ففتاواه تُعرّف به، وسلوكه غير السوي أشهر من أن نذكره.
4. نسأل الله تعالى أن يمن على الشعب المصري بالحرية والخلاص.
ـ[أنين الحق]ــــــــ[02 Jan 2010, 07:36 م]ـ
هذه مشاركتى الأولى يا سادة وكم أنا من المعجبين بردودكم المتوازنة الرصينة التى تتناول الموضوعات بكل تجرد وموضوعية وأنا من محبي الأزهر ولكن أي أزهر أنا أحبه؟
الجواب أحب أزهر العمل لا الكلام أزهر البناء لا الهدم أزهر الأولياء لا الفجار.
أزهر محمد الخضر حسين وأزهر عبد الحليم محمود وأزهر جاد الحق على جاد الحق،
لكن ازهر تأميم المعاهد الأزهرية لحساب شخص واحد هو صاحب الأصول والفروع والعقيدة والتاريخ والجغرافيا فكل المواد من تأليفه هو ليس غيره؟؟
أزهر تأميم الجامعات ومقررات الجامعات وتكميم الأفواه وإفقار العلماء.
أزهر فتاوى منع الحجاب وتحليل الربا واستقبال الحاخامات والترحيب ببيريز.
أزهر البذاء والكلام المعيب ورفع الحذاء على الصحفيين.
أزهر التعسف مع الشرفاء فلا وألف لا لأزهر كهذا.
أزهر عقد العقود واستلام النقود والتسليم على المتبرجات للتبرج بالزى الأزهري لشيخ الإسلام والإمام الأكبر.
لكن لا تعجل يا هذا فإياك إياك، بل إياك ثم إياك أن تظلم المؤسسة لأنها تعمل بشرف ولا شك أن اللحم يغشاه عظم، ولكل نار دخان فدع عنك الفقاقيع لتجد مؤسسة ضاقت بمديرها، وعلماء أشد من الملوك جلالة وأعز سلطانا وأفخم مظهرا لكنهم ظلموا به.
إن من الحرمة الآكدة وضع الجدار الفاصل بين مصر الأم وفلسطين البنت الجريحه ولعل هذا الجدار الأمريكي هو ضمن ثمن التوريث الباهظ، اللهم قصر آيامه وأرنا فيه هداك لعله يختم له بخير بدلا من الشقاء الكائن فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[02 Jan 2010, 08:56 م]ـ
بارك الله فيكم إخوتي (أحمد البريدي - أبو عمرو البيراوي- أنين الحق) ..
فإن من الواجب حقا أن نعدل فيما نقول ونبين الحق من الباطل المتلبس به، فالأزهر لازال وسيظل جامعا لثلة من خيار العلماء والصلحاء، وهو متعرض من قديم لحملات التشويه والهدم لما له من هيبة في قلوب المسلمين جميعا، ولكن يأبى الله إلا فضح الباطل وأهله ..
(فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[02 Jan 2010, 11:58 م]ـ
"إذا وسد الأمر لغير أهله فانتظروا الساعة"
وأنصح من يريد التصدر للفتوى أن يقرأ كتاب ابن أبي الدم الحموي في القضاء
وكتاب ابن الصلاح الشهرزوري المسمى أدب المفتي والمستفتي وكتاب الآجري
أخلاق العلماء ففيهم البغية بعد كتاب الله وسنة وسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ورحم الله سلفنا الصالح فقد قال قائلهم:
يسأل السائل عن مسألة فيقوم رجل من عرض القوم فيجيبه
ولو عرضت على سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لجمع لها أهل بدر
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
ـ[حورية الجنة]ــــــــ[03 Jan 2010, 04:06 م]ـ
ما موقف الشيخ القرضاوي من بناء الجدار، سمعت أنباء متعارضة عنه؟
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[03 Jan 2010, 07:18 م]ـ
الأخت الكريمة حورية،
موقف القرضاوي واضح ومُعلن، فقد أفتى بحرمة بناء الجدار، وجاء موقف مجمع البحوث رداً على فتوى القرضاوي. وحتى علماء المجمع لا علاقة لهم بفتوى المجمع، بل هي فتوى شيخ الأزهر سيء السمعة.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[03 Jan 2010, 07:27 م]ـ
إخوتي الكرام:
عندما نذم فتاوى "الأزهر" فنحن نقصد الموجود حاليا، وبالتحديد فإننا نعني من أفتى بما يفتي به، وبالطبع فإننا لا نعني الأزهر الشريف القديم الذي كان صرحا من صروح العلم، ومنارة من منارات الفقه ..
أما "الأزهر" الحالي متمثلا في شيخه الكبير وكثير من أعضاء مجالسه فإننا لا نخجل ولا نندم على فضح ما يحيكون من مؤامرات ضد الإسلام وأهله، ولا ننحني حين نبين أنهم:
1 - أدعياء علم شرعي، وليسوا علماء حقيقة، أعني من ناحية التحصيل العلمي البحت.
2 - أنهم محتاجون حتى إلى فهم الواقع الحالي للأمة الإسلامية، ولحقيقة اليهود في القرآن الكريم.
3 - أن الذي يظهر من أعمالهم أنهم باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم.
وهذا التقديس لكل من يدعي العلم، والخجل من بيان أخطائه وزلاته الواضحة، والبحث له عن أعذار، هو الذي أوصل الأمة إلى ما وصلت إليه.
أما البحث عن واحد أو اثنين أو حتى مجموعة ليست فاعلة في الأزهر لنقول إنهم عارضوا الجدار أو عارضوا بعض الفتاوى الأخرى، فذلك من ذر الرماد في العيون، ومتى كان أهل الباطل مستوين في باطلهم، ومتى قلنا إنه لا يوجد في الأزهر بعض الفضلاء ..
ولكن المهم في الأزهر هو المؤسسات الفاعلة، والتي تحمل اسم الأزهر وتتكلم به وتفتي به، هذه هي التي نعني.
وأما الجدار فهو أمر واقع وسوف يبني بلا شك، ولن يقاتلنا اليهود إلا من وراء جدر هو واحد منها.
والله تعالى أعلم.
ـ[مجاهدالشهري]ــــــــ[03 Jan 2010, 11:24 م]ـ
لا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم
أحب أن أضيف وأنصح باستماع سلسلة دروس في التاريخ عبرة للشيخ خالد السبت حفظه الله فقد فصل في تاريخ مصر عامة وذكر تاريخ الأزهر وأجاد
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[07 Jan 2010, 08:29 ص]ـ
هذه كلمة لعضو من أع
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[07 Jan 2010, 08:32 ص]ـ
هذه كلمة لعضو من أعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين كتبها في جريدة الشروق اليومي الجزائرية:
"وعلم بلا تقى
2010.01.06
محمد الهادي الحسني:
يحلو لأصحاب النزعة الفرعونية في مصر أن يصفوا أنفسهم ـ بمناسبة وبغيرها ـ أنهم " كبار " وغيرهم " صغار ".
(يُتْبَعُ)
(/)
لا شك في أنهم لا يقصدون بهذا الوصف ضخامة أجسامهم، ولكنهم يعنون به أن أفعالهم وأخلاقهم "كبيرة". كنت قبل اليوم أسمع هذا الوصف فلا أهتم له، وقد أسخر منه، وأضحك على قائله، ولكنني في هذه الأيام أصبحت أشد الناس تصديقا له، لأن "الفعلة" التي فعلها "كبيرهم" وأعانه عليها الملأ الذين استخفهم في حق أهلنا المرابطين المجاهدين في غزة هي ـ فعلا ـ " كبيرة "، لا يفكر فيها ولا يتجرأ على إتيانها إلا " كبار ".
إن هذه "الكبيرة" التي هي بدع من الكبائر، إذ لم يحدثنا التاريخ عن مثلها، تتمثل في "تربيع" الحصار على إخوتنا الصامدين في غزة، لقد حاصر اليهود الصهاينة غزة من ثلاث جهات برا، وبحرا، وجوا، فجاء النظام المصري ليكمل الحصار من الجهة الرابعة، ولكنه بلغ درجة الاجتهاد المطلق في هذا الحصار المجرم، حيث أقام جدارا ليس كأحد من الجدران، فهو جدار فولاذي، لا يستطيع أحد له نقبا، وهو عميق وسميك ...
إنني أجزم أن الذي فكّر في الجدار الفولاذي، وحرّض على إقامته، وتولى كبر إقامته، وأيد إقامته، لا يملكون قلوبا كقلوب البشر، بل هي قلوب فولاذية باردة قاسية، ليس فيها من الدفء الإنساني "حُرَيْرَة"، وليس فيها من الرحمة البشرية "ذُرَيْرَة". ولم يكتف النظام المصري بإقامة هذا الجدار الفولاذي، بل هو عازم على وضع أنابيب مثقوبة، يتسرب منها ماء البحر لتتفكك التربة، وتصير هشة، مما يؤدي إلى انهيار الأنفاق الموجودة، ويجعل حفر أنفاق جديدة شبه مستحيل.
لم أستغرب أن يتردّى النظام المصري إلى هذا الدرك من فقدان الكرامة الوطنية والقومية، وقد صارت مهمته منذ اتفاقية "كامب ديفيد" هي أن يقهر الشعب المصري، وأن يخذِّل بين العرب، ويكون عليهم أذنا وعينا، وأن يحرّض عليهم، وأكتفي بشهادة واحدة على ذلك، وهي شهادة الجنرال الأمريكي "تومي فرانكس"، قائد القوات الأمركية في غزو العراق، ولم نقرأ تكذيبا لهذه الشهادة من النظام المصري وأبواقه. يقول الجنرال فرانكس، في الحلقة التاسعة من مذكراته التي نشرتها جريدة "الشرق الأوسط": "وفي 27 يناير 2003 مالَ إليَّ "حسي مبارك" ونبس بلغة إنجليزية واضحة: " جنرال فرانسك، عليك أن تكون شديد الحذر، نحن تكلمنا صراحة مع صدام حسين، إنه رجل مجنون، وهو يمتلك أسلحة دمار شامل كيماوية، وهو سيستخدمها ضد وحداتكم " (1) ".
لكنني أعترف بأنني استغربت وعجبت لموقف بعض "علماء" الأزهر، الذين تمكن منهم واستفحل فيهم ما سمّاه الأديب المصري أحمد حسن الزيات "داء الوظيفة*" فسارعوا إلى إرضاء السلطان وإغضاب الرحمان، فأصدروا "فتوى" من وحي الشيطان، تحلّ لهذا النظام الذي يشاقّ الله ـ عز وجل ـ جهرة، ويحادّ رسوله ـ عليه الصلاة والسلام علانية ـ ويخون الأمانة وهو يعلم، ويطعن المسلمين في الظهر، ويوالى أعداءهم، تحل له إقامة هذا الجدار الفولاذي ـ في وجه أطفال غزة، ونسائها، وشيوخها، الذين لا حول لهم ولا قوة.
لم يحكم أولئك " العلماء " الذين أمروا أن يصدروا " الفتوى " بما أنزل الله ـ سبحانه وتعالى ـ وبما نطق به المعصوم ـ عليه الصلاة والسلام ـ ولكنهم " أفتوا " بما يهوى النظام ويرضيه.
لو حكَّم أولئك "العلماء" القرآن العظيم، وسنة الرسول الكريم لقالوا لمن أمرهم بإصدار تلك الفتوى: إن الله ـ عز وجل ـ جعلنا إخوة لأهل غزة، وللمسلمين جميعا، وأوجب علينا أن نتناصر، وأن لا يسلم بعضنا بعضا، وإن هذا الجدار الفولاذي يقتل المسلمين، ويسلمهم إلى أشد الناس عداوة للمؤمنين.
ألا ينطبق على كل واحد من أولئك "العلماء" الذين جاءوا إفكا وزورا، وزينوا لـ ( ... ) سوء عمله، وأجرموا بتلك "البلوى" في حق أنفسهم أولا، وفي حق إخوانهم ثانيا، ألا ينطبق عليهم وصف من قال الله ـ عز وجل ـ فيه: "وأضله الله على علم"، ومن قال فيه: "واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ..... ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه ".
لقد سمعت أحد أولئك " العلماء " يجادل في قناة فضائية بالباطل عن " الجدار ـ العار " وعن " الفتوى ـ البلوى " ليدحض الحق، فاستحضرت قول الشاعر في مثله:
عجبت لمبتاع الضلالة بالهدى ... ومن يشتري دنياه بالدين أعجب
وأعجب من هذين من باع دينه ... بدنيا سواه، فهو من ذين أعجب
وصف الشاعر أحمد شوقي علماء الأهر فقال:
(يُتْبَعُ)
(/)
كانوا أجل من الملوك جلالة ... وأعز سلطانا وأفخم مظهرا
ولكن خلَفَ من بعد أولئك العلماء الذين باعوا الأمراء خلف، حمّلوا القرآن ولم يحملوه، وأرادهم الإسلام رؤوسا فكانوا أذيالا، وأرادهم أن يقودوا الزحوف، فرضوا أن يكونوا مع الخوالف خلف الصفوف، وأرادهم أن يكونوا قادة فأسلموا للجهال والدعار المقادة، وأمرهم أن يصدعوا بالحق، ولا يخشون فيه لومة لائم، ولا بطش حاكم، ولا بغي ظالم، فإذا هم للحق يكتمون وهم يعلمون، لا يعصون الحاكم ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون:
لا يغضبون لأمر عمّ باطله ... كأنهم غير مخلوقين من عصب
وليس تندى من النكراء أوجههم ... كأنما القوم منجورون من خشب
لقد كذب الذين قالوا إن هذا الجدار ـ العار هو لحماية "الأمن المصري"، ولن يصدقم إلا من سفه نفسه، وفقد عقله، ولست أدري بأي منطق يتكلم هؤلاء الخرّاصون، عندما يرون خطر بندقية "كلاشينكوف" تهرب عبر نفق إلى مجاهد في غزة ليرد بها ـ ما استطاع ـ العدوان، ويتعامون عن خطر المفاعل النووي اليهودي الموجود في " ديمونة " قريبا من دارهم، وعن خطر آلاف اليهود وهم يجوسون خلال مصر؟ " ألا إنهم من إفكهم لمحجوجون ".
وأعجب من موقف النظام المصري وعلمائه موقف هذا "الهيكل" المهترئ المسمى "السلطة الفلسطينية" التي ما صُنعت إلا للتسلط على الأحرار الفلسطينيين، الذين يأبون أن يعطو الدنية في دينهم، ويرفضون أن يفرّطوا في ذرة من فلسطين، إن كثيرا من رموز هذه السلطة "يتشرفون" بلقاء رؤوس المجرمين الصهاينة، قتلة الأطفال الأبرياء، ويسهرون معهم، ويقبلونهم، وفي الوقت نفسه، يمنعون مظاهرة سلمية في مدن الضفة وقراها نصرة لفلسطين وتنديدا بالغاصبين، وتحمي قواتهم الصهاينة وهم ينَجِّسون الأرض الطاهرة، وتطارد المناضلين الفلسطينيين، وتزج بهم في غيابات سجونها حتى يلقوا ربهم تحت التعذيب.
وأما الجريمة الأكبر فيه موافقة " وزير " الأوقاف في السلطة الفلسطينية على " فتوى " الجدار ـ العار، ولولا " قابليته " لبيع دينه، والتفريط في عرضه، لما أنعم عليه بمنصب " وزير " .. وصدق من قال:
إن مثل هؤلاء "العلماء" الذين أصدروا هذه "الفتوى"، والذين وافقوا عليها كمثل من قال الله ـ عز وجل ـ فيهم: "ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا، ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام، وإذا تولّى، سعى في الأرض ليفسد فيها، ويهلك الحرث والنسل، والله لا يحب الفساد ... "، وأي فساد أفسد من هذا الذي فعله هؤلاء " العلماء ".
وكم هادم للدين يهتف باسمه ... وينعاه للإسلام وهو يقاتله
ويأمر بالمعروف وهو غريمه ... ويدعو إلى نصر الهدى وهو خاذله
ويزعم أن الحق لولاه ماسما ... ويأتي بقول يدحض الحق باطله
يا هؤلاء "العلماء"، إن هؤلاء الحكام الذين تخرّون لهم، وتتملقونهم، وتحلون لهم ما حرم الله، وتجادلون عنهم إن نفعوكم في الدنيا بمناصب ومغانم، فإنهم لهم يغنوا عنكم من الله شيئا، يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها، وسيتبرأون منكم، فكلك امرئ يومئذ شأن يغنيه. إنكم أيها العلماء قد ابتعدتم من مهودكم واقتربتم من لحودكم، وإن ربكم سائلكم قبل أن تزول أقدامكم من عنده يوم القيامة: ماذا علمتم فيها علمتم؟
إنه ليحزنني أن يتخذ هؤلاء الحكام الذين لا يقرأ واحد منهم جملة قراءة صحيحة، فضلا عن أن ينشئها، بعض "العلماء" سخريا. ولكل امرئ ما اكتسب من الإثم. وأما عنوان هذه الكلمة فهو جزء من بيتين شعريين للإمام أحمد سحنون، رحمه الله، وهما:
سئمت حياتي، فهي سجن مؤبد =وليس بغير الموت أخلص من سجني
صديق بلا صدق، وعلم بلا تقى =ودين بلا فهم، وأمن بلا أمن
1) جريدة " الشرق الأوسط ". ع 9406 في 29 - 8 - 2004
*) داء الوظيفة يتكون من ثلاثة فيروسات هي: الجبن ـ والتملق ـ والطمع. "
هذا رابط المقال:
http://www.echoroukonline.com/ara/dossiers/analyses/les_jeudis/46608.html
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[07 Jan 2010, 02:49 م]ـ
بارك الله اليد التي كتبت واليد التي نقلت،
وللمناسبة نضع نقاطاً على حروف:
1. ما يحصل في غزة امتحان نجح فيه أهل غزة وأخفق فيه مليار وستة أعشار المليار من المسلمين.
2. تُحاصر القلة الموحدة وتتفرج الأمة، فماذا سيقولون لربهم في الموقف العظيم.
3. نتكلم عن فروض الكفاية وفروض العين. فما حكم العمل على نصرة المسلم الذي يقتّل ويجوّع من قبل معسكرات الكفر والنفاق.
4. في هذا الحصار فضيحة لعدة جهات منها: الغرب الذي مرد على الكفر والنفاق والإجرام. وهو فضيحة للأنظمة في العالم العربي والإسلامي والتي خانت وهانت وظلمت وبطشت. وهو فضيحة لكهنة الفتوى الرسمية الذين يبيعون بأرخص الأثمان، وليتهم يكسبون في سنة ما تكسبه فنانة في ساعة من ليل. وهو فضيحة للشعوب التي أخلدت إلى الأرض فهانت وأهينت.
5. لابد من التفكير: كيف يتم فك الحصار من الخارج. فالعجب كل العجب أن تنتظر الملايين المتعاطفة أن يفك الحصار من قِبل أهل غزة أنفسهم. وأنا على ثقة من أن قوى الإجرام أجبن من أن تستمر في غطرستها لو شعرت أن ذلك سيجلب لها المشاكل وتهديد المصالح. والشعوب هي الأقدر على فك الحصار وليست الأنظمة.
6. هذا الحصار فرصة ذهبية لإنهاض الشعوب التي ترزح تحت نير الجواسيس. والله تعالى قد جعل فلسطين مباركة من أجل العالمين:" باركنا فيها للعالمين".
7. من أيام كنت أستمع لمحاضرة ولفت انتباهي قول المحاضر: (هل تظنون أنّ الله تعالى يغفل عما يفعل الظالمون، وهل تظنون أن الله يترك هذه الشعوب الذليلة من غير عقاب، ومن هنا فإني أتوقع أن تدفع هذه الشعوب الثمن باهظاً وما العراق وأفغانستان والصومال إلا مقدمات .... ). أسأل الله أن يرحم هذه الأمة وأن يهديها سبل السلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[08 Jan 2010, 02:28 م]ـ
أخي الكريم: البيراوي.
بارك الله فيك وفي ملاحظاتك القيمة والجريئة في آن واحد؛ فقل من يجرؤ على قول الحق أو على الأقل جزء منه هذه الأيام ..
وأضيف بأن فك الحصار وطرد اليهود من الأراضي المقدسة والكفار جميعا من جميع بلاد الإسلام واجب على الحكام والشعوب على حد سواء.
ولكن يصعب صلاح الرعية بفساد راعيها؛ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صنفان من الناس إذا صلحا صلح الناس وإذا فسدا فسد الناس: العلماء والأمراء.
فكيف نرجو من أمة هؤلاء حكامها، وأولئك "علماؤها" أن تحرر بلاد المسلمين.
نسأل الله تعالى أن يصلح أحوال المسلمين.(/)
كيفية المسح في الوورد .. ؟؟
ـ[لطيفة]ــــــــ[02 Jan 2010, 12:14 م]ـ
عندي مشكلة مرهقة في الوورد ..
لا أدري لماذا تظهر لي نقط متتالية على هيئة خط متقطع .. ؟
كنت ـ سابقا ـ أضغط على نجمة وشيفت من أجل أن تظهر لي هذه النقط ..
الإشكالية أنها الآن أصبحت تظهر لي تلقائيا .. ولا أستطيع حذفها أو حتى التظليل عليها ..
عندي ملف وورد مهم أريد إرساله لكنه الآن متلئ بهذه الأسطر المتقطعة .. ولا أدري كيف أمسحها ..
أفيدوني مشكورين فالأمر في غاية الأهمية
ـ[بدر عرابي]ــــــــ[02 Jan 2010, 06:06 م]ـ
ما حدث هو إضافة خط إطار، ويمكن إزالته عن طريق اختيار خاصية "لا إطار" كما هو مبين في الصورة.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/77004b3f600084783.jpg
= ملاحظة: لو لو تجدي هذه الخاصية معروضة أمامك، فقط قومي بإدراجها كما توضحها الصورة التالية
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/77004b3f60014e32a.jpg
بالتوفيق(/)
المتنبي يهجو حاكم مصر
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[03 Jan 2010, 12:53 م]ـ
قال شاعر العروبة الكبير أبو الطيب لمتنبي في حاكم مصر
من أية الطرق يأتي مثلك الكرم؟ أين المحاجم يا كافور والجلم؟
جاز الأُلى ملكت كفاك قدرهم فعُرِّفوا بك أن الكلب فوقهم
ساداتُ كل أناس من نفوسهم وسادةُ المسلمين الأعبد القزم
أغاية الدين أن تُحفوا شواربكم؟!! يا أمةً ضحكت من جهلها الأمم
ألا فتى يورد الهندي هامته كيما تزول شكوك الناس والتهم
فإنه حُجة يؤذي القلوب بها مَنْ دينُهُ الدهر والتعطيل والقدَم
ما أقدر الله أن يخزي خليقته ولا يُصدّقَ قوما في الذي زعموا
__________________
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[03 Jan 2010, 10:49 م]ـ
ساداتُ كل أناس من نفوسهم وسادةُ المسلمين الأعبد القزم
أغاية الدين أن تُحفوا شواربكم؟!! يا أمةً ضحكت من جهلها الأمم
[/ align][/B][/font]
__________________
[/size][/font]
ما أصدق ما قال، وكأنه يعيش بين السن واللام من كلمة مسلمين في عصرنا الحاضر.
نقل موفق جزاك الله خيرا.
ـ[خلوصي]ــــــــ[04 Jan 2010, 01:49 م]ـ
المتنبي يهجو حاكم مصر
كأنكم يا أستاذنا تورّون؟ بسمة.(/)
إقامة الدورة التطبيقة الخامسة في مقاصد السور للدكتور الربيعة
ـ[معهد ابن الجزري]ــــــــ[05 Jan 2010, 08:37 ص]ـ
أقام معهد الإمام ابن الجزري بالتعاون مع مركز الدعوة والإرشاد بمحافظة عنيزة الدورة القرآنية التطبيقية الخامسة تحت عنوان (مقاصد سور القرآن الكريم) يوم الأحد الموافق 17/ 1/1431هـ والتي ألقاها وقدمها فضيلة الشيخ الدكتور / محمد بن عبدالله الربيعة الأستاذ المساعد بقسم القرآن وعلومه بجامعة القصيم وقد شارك في هذه الدورة أكثر من أربعين مشاركاً.
وقد أفاد الشيخ حفظه الله المشاركين بفوائد علمية تأصيلية فيما يتعلق بمقاصد سور القرآن وبين بأن المراد من مقاصد السور هو بيان مغزى السورة الذي ترجع إليه معاني السورة ومضمونها وبين الحاجة إلى هذا الموضوع في حلقات تحفيظ القرآن الكريم، ثم أشار الشيخ حفظه الله إلى أهمية مقاصد السور وأن من أهمها: تحقيق المقصد الذي أنزل القرآن من أجله وهو التدبر والهداية، بعد ذلك أبان عناية العلماء والمفسرين رحمهم الله بعلم المقاصد واعتبارها، وأبان طرق المفسرين ومناهجهم في مقاصد السور والكتب والتفاسير المؤلفة فيه، بعد ذلك ذكر منهجاً مقترحاً في دراسة التفسير من خلال مقاصد السور.
ثم قام المشاركون بالتطبيق على بعض سور القرآن واستخراج مقاصد تلك السور.
وفي ختام الدورة سلم الشيخ حفظ الله شهادات الحضور على المشاركين.
كما قام المعهد بتقديم درع شكر وتقدير لفضيلة الشيخ على جهوده المباركة.
للاستماع للدورة الذهاب إلى موقع المعهد http://www.aljazry.com/voices.php?action=show&id=67(/)
الدورة العلمية للشيخ د عبد الكريم الخضير في الدمام
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[06 Jan 2010, 02:24 ص]ـ
دعوة لحضور
الدورة العلمية المكثفة لعضو هيئة كبار العلماء
فضيلة الشيخ الدكتور عبد الكريم بن عبد الله الخضير حفظه الله
في شرح بلوغ المرام
ينظمها مركز الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالدمام
المدينة .. الدمام
المدة:::: ثلاثة أيام من يوم الأربعاء 20/ 1/1431هـ.
الوقت: عشاء الأربعاء والخميس وعصر الجمعة.
المكان: جامع الدعوة بحي الريان.
الكتاب: شرح بلوغ المرام (كتاب الجامع).
النقل المباشر:
1. ستنقل الدروس في قسم البث المباشر في موقع الشيخ حفظه الله.
http://www.khudheir.com
2 . موقع البث الإسلامي
www.liveislam.net
والله يرعاكم(/)
الرابط الصوتي لقصيدة الشام بصوت قائلها
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[06 Jan 2010, 06:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الرابط الصوتي لقصيدة الشام بصوت قائلها
http://www.zshare.net/download/708651400dad4a06/
شعر: أبو الخير صلاح كرنبه(/)
وفاة الدكتور عبد العظيم الديب رحمه الله
ـ[مرهف]ــــــــ[06 Jan 2010, 09:07 م]ـ
انتقل إلى رحمة الله اليوم الدكتور المحقق الأصولي العالم عبد العظيم الديب
وهو على قدم الأستاذ محمود شاكر وأحمد شاكر والطناحي وأمثالهم في التحقيق صاحب تحقيق نهاية المطلب للإمام الجويني
ندعوا الله له بالرحمة والمغفرة
ولد الدكتور عبدالعظيم الديب رحمه الله تعالى في إحدى قرى مصر بمحافظة الغربية سنة 1929م، حفظ القرآن الكريم بكتاب القرية
ثم أتم تعليمه بالأزهر الشريف وكلية دار العلوم جامعة القاهرة، وجه جل اهتمامه لدراسة التراث الإسلامي والذي يرى أنه هو الأساس الذي لا أساس سواه لبناء ثقافتنا له العديد من المؤلفات والبحوث في مختلف جوانب الفكر الإسلامي معني بمكتبة إمام الحرمين الجويني منها:
(البرهان في أصول الفقه - لإمام الحرمين) و (الغياثي - غياث الأمم في التياث الظلم) و (الدرة المضية) و (نهاية المطلب في دراية المذهب) وهو آخر ما حقق ومن أهم ما أخرج ومن مؤلفاته
إمام الحرمين أبوالمعالي عبدالملك بن عبدالله الجويني، حياته وعصره - آثاره وفكره
فقه إمام الحرمين عبدالملك بن عبدالله الجويني، خصائصه - أثره - منزلته
الدرة المضية فيما وقع فيه الخلاف بين الشافعية والحنفية
الندوة الألفية لإمام الحرمين الجويني
الغزالي وأصول الفقه
المنهج في كتابات الغربيين عن التاريخ الإسلامي من إصدارات كتاب الأمه
يرى أن الشرط الأهم من الشروط الغائبة لنهضتنا هو إعادة قراءة التاريخ الإسلامي والدراسة الواعية لدورتنا الحضارية
العمل:
عمل الدكتور الديب (رحمه الله تعالى)
أستاذًا ورئيسًا لقسم الفقه والأصول بكلية الشريعة جامعة قطر ومدير مركز بحوث السيرة والسنة
من أعضاء مجمع الفقه الإسلامي ـ جدة
رحمه الله تعالى رحمة واسعة
يصلى عليه اليوم بعد صلاة العصر – مقبرة أبو هامور
ـ[أبو المهند]ــــــــ[06 Jan 2010, 09:30 م]ـ
.
رحم الله الدكتور عبد العظيم رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وتقبله في الصالحين وأخلفه خيرا في عقبه، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[06 Jan 2010, 09:37 م]ـ
اللهم اغفر له وارحمه وإنا لله وإنا إليه راجعون وقد كتب عنه الدكتور القرضاوي " أفقر العباد إلى عفو ربه، يوسف القرضاوي، يحتسب عند الله تعالي أخاه الحبيب، صديق العمر، ورفيق الدرب، وزميل الشباب والكهولة والشيخوخة، العالم الرباني، والداعية الإسلامي، البحَّاثة المحقِّق، العلاَّمة الأستاذ الدكتور: عبد العظيم محمود الديب، الذي وافته المنية صباح اليوم (20 محرم سنة 1431هـ - الموافق 6 يناير 2010م).
بمستشفي حمد بالدوحة، إثر عملية جراحية، وقد دفن بالدوحة، وصلَّى عليه بعد عصر اليوم، جمع خفير من إخوانه وتلاميذه ومحبيه.
لقد نذر الدكتور الديب حياته للعلم وتعليمه ونشره وخدمة تراث الأمة، وحقَّق كتبا في الفقه وأصوله تعتبر علامات بارزة في فنِّ التحقيق، كلُّها من تراث إمام الحرمين رحمه الله.
كما عاش د. الديب حياته في قطر أستاذا جامعيا، تخرَّجت الأجيال على يديه، وأحبَّه تلاميذه حبًّا جمًّا، طلاَّبا وطالبات. لأنه كان يعتبر التعليم رسالة، ولا يعتبره مجرَّد وظيفة.
وعاش حياته بعيدا عن أضواء الإعلام، رغم إلحاح الإعلاميين عليه، ولقي ربه خالصا مخلصا غير مشوب بشائبات الدنيا، بل أخلص دينه لله، وأخلصه الله لدينه. نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا.
رحم الله عبد العظيم الديب، وجعل مثواه الفردوس الأعلى، وجزاه عن دينه وأمَّته وعن العلم والدعوة، خير ما يجزى العلماء العاملين، والأئمة الربانيين، وأن يعوِّض الأمة فيه خيرا.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
يوسف القرضاوي
ـ[د. نورة]ــــــــ[07 Jan 2010, 01:03 ص]ـ
رحم الله الشيخ الدكتور عبدالعظيم الديب وأسكنه جناته،وجعل قبره روضة من رياض الجنة، ونسأل الله ان يرحمه وسائر اموات المسلمين، ولا حول ولاقوة الا بالله، وإن لله وإن اليه راجعون.
ـ[عبدالرحمن المطيري]ــــــــ[07 Jan 2010, 03:03 ص]ـ
رحم الله الشيخ د. عبدالعظيم الديب، وأسكنه فسيح جناته، وجمعنا به في الفردوس الأعلى. آمين
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Jan 2010, 07:57 ص]ـ
غفر الله للدكتور عبدالعظيم الديب، ورحمه برحمته، وتقبله في الصالحين. فقد كان نعم العالم المحقق المدقق.
ـ[يوسف إبراهيم]ــــــــ[07 Jan 2010, 02:06 م]ـ
رحم الله الشيخ الدكتور عبد العظيم وجمعنا به في مقعد صدق عند مليك مقتدر
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[07 Jan 2010, 02:24 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
كنت قبل الحج في مطالعة تحقيقه الكتاب الضخم الفخم في فقه السادة الشافعية نهاية المطلب في دراية المذهب لإمام الحرمين الجويني الذي طبع في قطر في 20 ملجداً.
وقد تخصص المرحوم في دراسة إمام الحرمين، واستمتعت كثيرا بقراءة مقدمته التي جاءت في مجلد كامل، وأبرز فيها عن تحقيق عال وأمانة علمية، وبث مر الشكوى عن حال أمتنا، وكأنها كلمات مودع.
كنت أظن الشيخ شامياً.
رحمه الله رحمة واسعة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يسري خضر]ــــــــ[13 Jan 2010, 09:51 م]ـ
الصفحة الرئيسية: مقالات:
ابحث في موقع القرضاوي
وداعا صديق العمر ورفيق الدرب العلامة المحقق والداعية المربِّي عبد العظيم الديب
موقع القرضاوي/12 - 1 - 2010
بقلم / د. يوسف القرضاوي
القرضاوي والديب .. رحلة الأخوة والعلم
أفي كلِّ حين لي حبيب أودِّع؟ .. فلا أنا أقفوه ولا هو يرجع!
لقد ودَّعَنا صباح الأربعاء الماضي، 20 من المحرَّم 1431هـ الموافق 6 يناير 2010م، أخ ولا كل الإخوان، وصديق ولا كل الأصدقاء، إنه صديق العمر، وشقيق الروح، ورفيق الدرب، وزميل الدراسة والدعوة، وصاحبي في الشباب والكهولة والشيخوخة، إنه أخي الحبيب عبد العظيم الديب.
لقد ودَّعَنا فجأة وبدون إنذار ولا مقدِّمات، بل مات في صمت، كما عاش في صمت، رحمه الله، وفقدت الأمة الإسلامية، والدعوة الإسلامية، والدراسات الإسلامية، فحلا من فحول العلم، وعَلَمًا من أعلام الأمة، ورائدا من روَّاد الدعوة والتربية بحقٍّ.
لقد تلاقينا منذ حوالي ثلثي قرن من الزمان، في المعهد الديني في طنطا، ونحن في مقتبل العمر، وريعان الشباب، وجمعتنا الدراسة الأزهرية، كما جمعنا الانضمام إلى دعوة الإخوان المسلمين، والتتلمذ على إمام الجماعة في طنطا الداعية الكبير الشيخ البهي الخولي، الذي كنا نلتقي عنده بعد صلاة الفجر من كلِّ أسبوع، في حلقة أطلق عليها كتيبة (الذبيح)، إشارة إلى إسماعيل عليه السلام، الذي قال له أبوه: {يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} [الصافات:102].
ولعل كثيرا من الناس لا يعرف مَن هو عبد العظيم الديب، لأنه لم يكن ممَّن يظهرون على الشاشات، ولا يتعرَّضون للأضواء.
عالم عامل مُعلِّم
إنه أحد العلماء (الربانيين) في هذه الأمة، والرباني - كما فسَّره السلف - هو الذي يَعْلم ويعمل ويعلِّم، فهو يجمع بين الأمور الثلاثة: العلم والعمل والتعليم. وقد قال تعالى: {وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} [آل عمران:79].
أما علمه، فقد شهد له به شيوخه، وشهد له به إخوانه، وشهد له به تلاميذه، وشهدت به آثاره التي خلَّفها، تأليفا وتحقيقا.
وفي شهادة أساتذته، نقل الأخ الدكتور علي السالوس زميل الديب في دار العلوم: أن المشرف على رسالة الديب للدكتوراه، الأستاذ الجليل الدكتور مصطفى زيد، قال بعد مناقشة الرسالة: إن هذه أفضل رسالة قُدِّمت إلى دار العلوم، لا أستثني رسالتي (رسالة الدكتور زيد نفسه).
وقد لقيتُ الدكتور زيدا يوما بالمدينة، وهو أستاذ معار إلى جامعتها، وكان أول مَن سألني عنه، وحمَّلني السلام إليه، هو عبد العظيم، الذي أصبح صديقا من أقرب الناس إلى أستاذه.
ولثقتي بعلمه وفقهه وأصالته، كنتُ في كتبي المهمَّة، أعرضها عليه، وأطلب إليه أن يقرأها، ويبدي رأيه فيها، ويُعمل قلمه في شطب ما يرى، أو إضافة ما يرى كذلك.
وأما عمله فقد شهد له كلُّ مَن عرَفه، وكلُّ مَن عايشه - وأنا منهم - أنه كان طوال حياته رجلا عاملا لا عاطلا، وجادًّا لا هازلا، وبانيا لا هادما، يُعطي قبل أن يأخذ، ويضحِّي قبل أن يستفيد، وإذا عمل أتقن، وإذا قال أحسن، يقول ويفعل، ويَعِد وينجز، ويعاهد فيوفِّي، ويؤتمن فيؤدِّي.
وكان رحمه الله عفَّ اللسان، لا يسيء إلى أحد في حضرته، ولا يذكر أحدا بسوء في غيبته، فقد شغله الحقُّ عن الباطل، وشغله العلم عن الجهل، وشغله الإيمان عن اللغو، وقد قال أبو الطيب:
وأكْبِرُ نفسي عن جزاءٍ بغيبةٍ .. وكُلُّ اغتيابٍ جهدُ من لا له جهدُ
وقد وصف الله المؤمنين بقوله: {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} [المؤمنون:3].
وكان إذا وكِّل إليه عمل استفرغ فيه جهده، ووفَّى له حقَّه، صغيرا كان كالاشتراك في لجنة، أو كبيرا كرئاسته لقسم الأصول والفقه، الذي قام به حقَّ القيام، متعاونا مع كلِّ إخوانه. ولما وكِّل إليه إنهاء الكتاب الذي تكفَّلت به (كلية الشريعة)، بمناسبة بلوغي السبعين: أخرجه خير إخراج، متعاونا مع بعض المخلصين من زملائه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحين ضمَّ إلى وزارة الأوقاف بعد تقاعده من الجامعة، كان يقوم بما يكلَّف به بكلِّ دقة، رغم ما أُصيب به من مرض القلب.
وأما تعليمه، فقد كان معلِّما بالنظرة، ومعلِّما بالدراسة، ومعلِّما بالخبرة والممارسة، وقد علَّم أولا في المدارس الثانوية، ثم أمضى معظم حياته أستاذا جامعيًّا، وقد استكمل كلَّ مقوِّمات الأستاذ أو المعلِّم الناجح. وهي: قوَّته في المادَّة التي يعلِّمها، وتمكُّنه منها، ثم حسن طريقته في تعليمها، ثم أن تكون له شخصية تجذب طلاَّبه إليه، وهو ما توافر لعبد العظيم بجدارة، وعُرف به في جامعة قطر، ولا سيما في قسم الدراسات الإسلامية وكلية الشريعة.
والحقيقة أنِّي منذ أُنشئت (كليتا التربية) في قطر نواة للجامعة المنشودة، وكُلِّفتُ فيها بتأسيس قسم للدراسات الإسلامية، حرصتُ على أن يكون عبد العظيم بجانبي، وكان أمامه عدَّة أشهر حتى يحصل على الدكتوراه من كلية دار العلوم، فلما حصل عليها استقدمتُه، فتحمَّل مسؤوليته من أول يوم، وشدَّ أزري، وقوَّى ظهري، كما قال الله تعالى لموسي: {سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ} [القصص:35].
كان أبا وصديقا لطلابه
وقد كان نعم العضد لي، كما كان نعم الزميل لإخوانه، كما كان نعم المعلم لطلاَّبه، وقد تخرَّجت على يديه أجيال بعضهم من النوابغ، كان لهم معلِّما وأبا وصديقا، وكانوا يحبُّونه حبًّا جمًّا، طلبة وطالبات، لغزارة علمه، وسَعَة أفقه، ورقَّة حِسِّه، وحسن خُلقه، وتفانيه في تدريس مادَّته.
وقد عزَّاني بعض طلابه وطالباته من خريجي كلية الشريعة، ومنهم د. عائشة المناعي عميدة الكلية الآن، فذكرت لي أن آثاره لا تزال مغروسة في فكرها ووجدانها، وأنه كان يدرِّس مادَّته في الفقه وأصوله، وهي مادَّة صعبة، لكنه يدرِّسها بـ (مزاج)! ويحبِّبها إلى طلابه بما يُضفي عليها من رُوحه. وهكذا كلُّ مَن درَّسه لا زال موصولا به فكريا وعاطفيا، فقد كان يمارس التدريس كأنه فنان يمارس هوايته.
وذلك لأنه لم يكن يعتبر التدريس مجرد وظيفة، بل يعتبره رسالة يؤمن بها، وعبادة يتقرَّب إلى الله بأدائها!
أستاذ جامعي متميز
والحقُّ أن عبد العظيم الديب يعدُّ أستاذا جامعيًّا متميِّزا، بكلِّ المقاييس، باعتراف كلِّ مَن عايشوه من العمداء والزملاء.
وأشهد أنه منذ جاء عبد العظيم إلى قطر، قد حمل العبء معي، وكان الساعد الأيمن لي، وقد هضم نظام الساعات المكتسبة، وأصول الإرشاد الأكاديمي، وساهم في تيسير ذلك للطلاب مساهمة فعالة. كما أنه رجل مخلص في تدريسه، يتعب على دروسه، ويعدُّ محاضراته، ويقترب من تلاميذه، ويبتكر في طرائقه، حتى إنه كان يدرس كتاب (الحلال والحرام في الإسلام)، فاخترع له أسئلة على الطريقة الأمريكية، بملء الفراغات، أو الإجابة بعلامة ( ü) أو ( û)، أو بكلمة (نعم) أو (لا)، أو اختيار إحدى الإجابات، إلى غير ذلك.
ولهذا كان قريبا من الطلبة والطالبات، محبَّبا إليهم، محوطا بعواطفهم، حتى بعد أن يتخرَّجوا، يظلُّون على صلة به، وقرب منه، وسؤال دائم عنه. وهذا ما لم أجده إلا عند القليلين من الأساتذة.
فمن الأساتذة مَن يحبه الطالب، ولا يحترمه، لأنه طيب القلب، دمث الأخلاق، جيَّاش العاطفة، فمثله يُحبُّ، ولكن ليس عنده من العلم والموهبة والشخصية ما يجعل الطالب يحترمه.
ومن الأساتذة: مَن يحترمه الطالب لقوَّة شخصيته، وسَعَة علمه، وضبطه لقاعة الدرس، ولكنه لا يحبُّه، لفظاظته أو كبريائه، أو جلافة طبعه، أو نحو ذلك، مما لا يجذب القلوب إليه.
ومنهم: مَن لا يحترمه الطالب ولا يحبُّه، فليس عنده من العلم والشخصية ما يحترمه الطالب ويقدِّره لأجله، ولا عنده من العاطفة، وحسن المعاملة، وانبساط الشخصية: ما يحبِّبه إلى الطالب.
ومنهم: مَن يجمع له الطلاب بين التقدير والحبِّ معًا، لما وهبه الله من علم، وما منحه من مواهب، وما يبذل من جهود: تفرض على كلِّ مَن اتَّصل به أن يقدِّره ويحترمه، ويعطيه حقَّه من الإكبار والتقدير، كما أن لديه من الفضائل النفسية، والمكارم الأخلاقية، والسلاسة والعذوبة في الشخصية: ما يجعله يألف ويؤلف، ويُحِب ويُحَب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأحسب أن عبد العظيم كان - إلى حدٍّ كبير - مع طلابه من هذا الصنف. ليست هذه شهادة صديق لصديق، وإنما هي شهادة رئيس أو عميد لأستاذ. على أن شهادة الصديق لصديقه ليست دائما موضع تهمة، فالله تعالى يقول: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} [الأنعام:152].
ومن الأصدقاء مَن يجور على صديقه، أو لا يعطيه حقَّه من الثناء إذا كان أهلا لذلك، حتى لا يُتَّهم بالتحيُّز، وهو بهذا قد ظلم صديقه، وظلم الحقَّ معًا. كما قيل: إن بعض القضاة حكموا على بعض الأمراء ظلما ليشتهروا بالعدل! وقد شاهدتُ بنفسي بعض الأساتذة، وأنا عميد لكلية الشريعة ظلم ابني، ولم يعطِه الدرجة التي يستحقُّها، حتى لا يقال: إنه جامل ابن العميد!!
لم يركض وراء الشهرة والمال
لقد عاش عبد العظيم الديب حياته راهبا ومتفرِّغا للعلم، لم يركض وراء الشهرة، ولم يسعَ إلى الأضواء، مثل كثير من زملائه، وغير زملائه. بل الحقيقة أن الأضواء سَعَت إليه، وركضت خلفه، ولكنه أبى أن يستجيب لإغرائها.
لقد كلَّمني كثير من أهل العلم أن تتاح لهم الفرصة ليظهروا في برنامج (الشريعة والحياة) الذي أقدمه في قناة الجزيرة، حين أغيب عنه لسبب أو لآخر. إلا عبد العظيم الذي ظلَّت الجزيرة تحاول أن تظفر به في حلقة من الحلقات، وهو العالم الكفء القدير على إيفاء أي موضوع يختاره حقَّه، فلم تصل إلى ما تريد، وقد وسَّطوني في ذلك لإقناعه، فلم أستطع، فقد كان موقفه مبدئيًّا.
وظهرت المصارف (البنوك) الإسلامية، وهيئات الرقابة الشرعية فيها، وفيها مجال للإغراء، وهو من رجال الفقه المعدودين، فلم يقبل أن يدخل في هذا الميدان أيضًا، في حين نرى كثيرين من زملائنا قد أصبح هذا شغلهم الشاغل، الذي يستهلك كلَّ وقتهم أو جُلَّه، ويشغلهم عن العطاء العلمي المنشود من مثلهم.
ولقد شغله الاستغراق في خدمة العلم عن مجاملة الناس، وزيارتهم في مجالسهم، والتعرُّف على كبار الشيوخ الذين لهم منزلة وتأثير في البلد، كما فعل كثيرون. ولا غرو أن أُعطيت الجنسية القطرية لعدد من زملائه، وكلُّهم من أهل الفضل، وكان هو أحقَّ بها وأهلها، فهو أقدم منهم في البلد، وأعظم كفاية، بشهادتهم أنفسهم، ولكن الكثيرين لا يعرفونه.
مشغول بهموم الأمة
ومع عكوفه على العلم، واستغراقه فيه، كان أبدا مشغولا بهموم الأمة، أمَّة الإسلام في المشارق والمغارب، ومشكلاتها السياسية والاقتصادية، وقضاياها الثقافية والاجتماعية، وله فيها رأي ورؤية، وما لقيتُه مرَّة أو حدَّثتُه بالهاتف إلا أخذتْ هذه الهموم جُلَّ وقتنا، فلا يستطيع العالم الحقُّ - وإن ترهَّب وتفرَّغ - أن ينفصل عن أمَّته وما تشكو منها، وهو جزء منها، وعضو في جسدها، ومن لم يهتمَّ بأمر المسلمين فليس منهم.
اشتغاله بالتحقيق أكثر من التأليف
اشتغل عبد العظيم بالتحقيق أكثر مما اشتغل بالتأليف، مع أنه قادر على التأليف بمنهجية وجدارة، ولقلمه نفحة أدبية ظاهرة، وله اهتمام بالثقافة العامَّة، وبالتاريخ الإسلامي خاصَّة، وله فيه دراسات وكتابات جيدة، نشرت له (الأمة) في سلسلة كتبها الدورية: كتابا منها بعنوان: (المنهج في كتابات الغربيين عن التاريخ الإسلامي)، حتى إنه كتب قبل ذلك كتابا عن (أبي القاسم الزهراوي)، الطبيب الجراح المسلم المعروف، وقلما يعنى المشايخ بمثل هذه الأشياء! كما له عناية فائقة باللغة والأدب والشعر، ولا غرو فهو ابن دار العلوم الأصيل.
ولم يؤلِّف فيما يُدرِّسه إلا كتابا واحدا في الميراث والوصية، ليوفِّر وقته لتحقيق الكنوز التي عكف عليها.
مقدمتي لتحقيق (نهاية المطلب)
وقد كتبتُ مقدِّمة طويلة لعمله العلمي الكبير، وهو تحقيقه لكتاب (نهاية المطلب) لشيخه ومعشوقه إمام الحرمين، تضمنت ثلاث كلمات: كلمة عن إمام الحرمين، وكلمة عن كتاب (نهاية المطلب)، وكلمة عن المحقِّق، ولا بأس أن أقتبس هنا بعض ما كتبته عن المحقِّق، قلتُ:
(وأما المحقق، فهو الأخ الصديق الصدوق: الأستاذ الدكتور عبد العظيم محمود الديب، الذي أعرفه منذ كان طالبا في القسم الابتدائي بمعهد طنطا الديني، وتربطني به منذ ذلك الزمن صلة وثيقة، لم تزدها الأيام إلا قوَّة، وإن كان يصغرني ببضع سنوات.
(يُتْبَعُ)
(/)
عرَفتُ الدكتور الديب – منذ يفاعته - رجل صدق: صدق مع نفسه، وصدق مع ربِّه، وصدق مع إخوانه، وصدق مع الناس أجمعين، مستمسكا بالعروة الوثقى لا انفصام لها. عرَفتُه قوي الإيمان، عميق اليقين، نيِّر البصيرة، نقي السريرة، يقظ الضمير، حيَّ القلب، جيَّاش العاطفة، طاهر المسلك، بعيدا عن الريبة.
وعرَفتُ فيه الحماس والغَيرة لما يؤمن به، لا يضنُّ بجهد ولا وقت ولا نفس ولا نفيس في سبيل ما يؤمن به، مدافعا عنه، وإن خالفه الناس. وقد يغلو في الدفاع عن بعض الفصائل الإسلامية، حتى يكاد يحسبه سامعه من المتشدِّدين، وما هو منهم.
تجسَّدت فيه الأخلاق العريقة للقرية المصرية – قبل أن تُغزى بآفات الحضارة الحديثة - من الحياء والإباء، والشهامة والوفاء، والبرِّ والصلة، كما يتجلَّى ذلك في إهداءاته لكتبه، وشكره لشيوخه وزملائه، وكلِّ من عاونه بجهد. أحسبه كذلك، والله حسيبه، ولا أزكيه على الله تعالى.
وقد تجلَّت هذه الفضائل التي عُرف بها الديب يافعا وشابًّا، في حياته العلمية المباركة، كهلا وشيخا، ومَن شبَّ على شيء شاب عليه.
وإذا رأيت من الهلال نموَّه .. أيقنت أن سيصير بدرا كاملا!
المحقق المتميز
فالدكتور الديب رجلٌ عالم بحاثة دؤوب، طويل النفس، دقيق الحسِّ، نافذ البصيرة، متمكِّن من مادَّته، قادر على الموازنة والتحليل، له مَلَكَة علمية أصيلة يقتدر بها على الفَهم والفحص، والنقد. صبور على متاعب العلم، وللعلم متاعب ومشقَّات لا يدركها إلا مَن مارسها وعايشها، كما قال الشاعر:
لا يعرف الشوق إلا مَن يكابده .. ولا الصبابة إلا مَن يعانيها!
وكما ذكرتُ أن الدكتور الديب رجل له قلم رشيق بليغ، كما تجلَّى ذلك في بعض ما كتب من مقالات ورسائل وكتب.
ومع هذا لم يشغل (التأليف) وقته، كما شغله (التحقيق) فقد اختار الطريق الوعر، والمهمَّة الأصعب، وهو لها بتوفيق الله: بما لديه من مؤهِّلات عقلية وعلمية ونفسية؛ فقد حفظ القرآن من صِغَره في الكتاب، وتكوَّن في معاهد الأزهر، الابتدائية والثانوية، ثم في كلية (دار العلوم) بالجامعة، وكان فيها فحول في علوم العربية والشريعة، وملك مفاتيح العلم، وعاش يقرأ ويدرس ويناقش، ويتعلَّم من كبار الشيوخ، وأساتذة التحقيق، وقد اكتملت له الخصال أو المزايا الست، التي أوصى بها شيخه الإمام الجويني طلاَّب العلم، فيما أنشدوا له من شعر، حيث قال:
أصغ، لن تنال العلم إلا بستة .. سأنبيك عن تفصيلها ببيان
ذكاء، وحرص، وافتقار، وغربة .. وتلقين أستاذ، وطول زمان
وقد عكف الأخ عبد العظيم منذ دخل ميدان التحقيق على تراث إمام الحرمين، فهو مُولَع بالرجل منذ عَرَفه في دراسته عنه بالماجستير والدكتوراه بدار العلوم.
بل هو في الحقيقة (عاشق) لإمام الحرمين، كما تحسُّ بذلك إذا تحدَّث عنه أو كتب عنه. والعاشق تهون عليه الصعاب، ويجد البعيد قريبًا، والحَزَن سهلا، في سبيل معشوقه.
أخرج الدكتور الديب قبل ذلك من كتب إمام الحرمين (البرهان) في أصول الفقه، وهو كما قال التاج السبكي (لغز الأمة). وقد أمضى في تحقيقه سبع سنوات كاملة. وأخرج بعد ذلك له أثرين مهمين
و (الدرة المضية في الخلاف بين الشافعية والحنفية)، وقدم لها بدراسة مهمة ونافعة كذلك. أما تحقيق (النهاية) أو نهاية المطلب، فقد كان حلما وأمنية له، منذ عرف إمام الحرمين، ثم غدا أملا ورجاء، ثم تحول إلى حقيقة، منذ بدأ يبحث عن نسخه منذ سنة 1975م، ومنذ وصل إلى قطر سنه 1976م، وهو مشغول بالكتاب.
وظلَّ نحو عشرين عاما، وهو عاكف على (النهاية) أو (نهاية المطلب)، عايشه هذه السنين ورافقه: يقرؤه على مهل، ويجتهد أن يفهمه على الصواب ما أمكن، وأن يفسر غامضه، ويفك طلاسمه.
وأنا أدرى الناس بما عاناه الدكتور الديب في تحقيقه لهذا المخطوط، من حيث جمع أصوله المبعثرة في شتى مكتبات العالم، فقد ظل يقرأ فهارس المخطوطات، ويتتبعها، ويزور المكتبات هنا وهناك بنفسه، ويسأل العارفين، ويستعين بالأصدقاء - وأنا منهم - ليبحثوا له عن نسخ من الكتاب، حتى جمع أقصى ما يمكن الحصول عليه من أجزاء الكتاب من مظانه في العالم، عن طريق التصوير طبعا.
(يُتْبَعُ)
(/)
جَهَد د. الديب جَهده، حتى جمع من الكتاب عشرين نسخة صوَّرها من مكتبات العالم: في القاهرة والإسكندرية وسوهاج من مصر، ودمشق وحلب من سورية، والسلطان أحمد وآيا صوفيا من تركية. ولكن لم توجد منه نسخة كاملة. وبلغ عدد مجلداتها (44)، وعدد أوراقها (10336) ونسخت بخط اليد في (14590) صفحة.
هذا، بالإضافة إلى المختصرات والنصوص المساعدة، وهي تسع نسخ، بلغ عدد مجلَّداتها (15) وعدد أوراقها (3750) تقريبًا.
ثم بدأ يقرأ النص قراءة العارف الخبير، ولكنه يقرأ نصًّا غير عاديٍّ، لرجل غير عاديٍّ، فبعض المصنَّفات تكون ترديدا لكلام السابقين، أو تكرارا وتأكيدا له، فيستطيع قارئها أن يبحث عنها فيما نقلت عنه.
أما إمام الحرمين فهو مستقلٌّ في تفكيره، مستقلٌّ في تعبيره، فيحتاج من محقِّقه إلى فَهم دقيق، وتأمُّل عميق، وصبر جميل، ومراجعة طويلة، حتى يفهم ما يريد المصنِّف.
على أن إمام الحرمين كثيرا ما يغرب في تعبيره، فيظلُّ المحقِّق يبحث طويلا في المعنى المراد، حتى يجده باليقين أو بالظنِّ. وقد يظلُّ أسابيع أو شهورا، يفتِّش عن المعنى، ويبحث عن المظانِّ، ويشاور مَن يثق به، إلى أن يشرح الله صدره لما يختار.
أضف إلى ذلك ما تعانيه المخطوطات أبدا من كلمات مطموسة، أو مخرومة، كلها أو بعضها، أو لعلها سقطت من المصنف نفسه أثناء الكتابة، كما يحدث لكلِّ مؤلف، زيادة عما يصنعه النسَّاخون بالكتب من تصحيف وتحريف، ومسخ وتغيير، وخصوصا الجهلة منهم!
زد على ذلك ما يستشهد به المصنِّف رحمه الله من أحاديث، بعضها لا يكون معروفا عند الفقهاء، وفي كتب الفقه المألوفة، بحيث نجده، في تلخيص الحبير، أو سنن البيهقي، أو غيرهما من الكتب التي هي مظان هذا اللون من الأحاديث.
ليس هيِّنًا ما قام به الدكتور الديب من تحضير وتهيئة للعمل الكبير الذي نهض له، وهو له أهل، ليخرج (النهاية) إلى النور، ويحيلها من مقبور إلى منشور.
وقد قال بعض العلماء: من نشر مخطوطة، فكأنما أحيا موءودة!. فكيف إذا كانت هي (النهاية)؟!
مدرسة متميزة في التحقيق
ينتمي الأخ الدكتور الديب إلى مدرسة في التحقيق، متميزة، شيوخها الكبار: آل شاكر: أحمد ومحمود، وعبد السلام هارون، والسيد أحمد صقر، رحمهم الله، وأمثالهم.
وهي مدرسة تُعنى بخدمة النص ذاته، وتقديمه للقارئ بيِّنا واضحا مفهوما، كما أراده مصنفه، بقدر الاستطاعة، ولا تثقل كاهل المتن المحقق بكثرة التعليقات التي لا لزوم لها، وتوسيعها بغير حاجة، كما يفعل الكثيرون.
ولقد زرت الدكتور الديب في (مخبئه العلمي) أو في (ورشة العمل) التي يزاول فيها مهنته، ويمارس تحقيقه، وهي حجرة كبيرة فيها عدة مكاتب، مجهزة بما سماه الدكتور (حافظ عصرنا) الكومبيوتر، وبالجهاز القاريء للمخطوطات، وبالمراجع المختلفة: من فقهية وحديثية ولغوية، وغيرها.
وقد قدم الدكتور الديب من قبل دراسة عن إمام الحرمين: حياته وآثاره، حصَل بها على درجة (الماجستير) من كلية دار العلوم، وأخرى عن (فقه إمام الحرمين) حصل بها على درجة (الدكتوراه) مع مرتبة الشرف، والتوصية بطباعة الرسالة وتبادلها مع الجامعات. وهذا كله ساعده على فهم إمام الحرمين، وكتابه المتميز (نهاية المطلب).
لقد قدم الدكتور عبد العظيم الديب للمكتبة الإسلامية خدمة جليلة، بتحقيق هذا الكتاب الفذ، ولا يسعنا، بل لا يسع أي مسلم يهتم بدينه وثقافته وحضارته إلا أن يشكر للدكتور الديب ما قام به من جهد وعناء طوال تلك السنين) اهـ.
مرض الشيخ بالقلب
لم يكن عبد العظيم من المرفَّهين ولا المدلَّلين، فهو ابن القرية حقًّا، الناشئ في ربوعها، الآكل من ثمارها، الشارب من لبانها، المتمتِّع بهوائها، وكان تكوينه البدني قويًّا، ولكن شاء الله تعالى أن يصيبه من أمراض العصر مرض القلب، وسافر إلى لندن لعمل عملية جراحية منذ سنوات، تمَّت بنجاح والحمد لله.
ولكنه ظلَّ تحت تأثير هذا المرض، فقلَّل من قُدرته على العمل، ومن لقائه بالناس، وما زال به حتى أصابته جلطة في رجله، دخل من أجلها المستشفى، وأُجريت له عملية، وكان قدر الله أن تكون فيها وفاته، رحمه الله.
العناية بتراث الشيخ ونشره
وأعتقد أن عبد العظيم قد ترك وراءه أشياء كثيرة جديرة أن تُنشر، سواء في باب التأليف أم في باب التحقيق، وإني لأرجو من تلميذه القطري الوفيِّ المخلص الذي كان ساعده الأيمن في تحقيقه، الأخ علي الحمادي حفظه الله: أن يحرص على كلِّ ورقة تركها، وأن ينشر ما هو جاهز للنشر منها، وأن يبحث مع بعض إخوان الشيخ على ما وصل إلى مرحلة قابلة للإتمام، للعمل على إتمامه، وفاء بحقِّ الرجل. ونرجو من جامعة قطر، ووزارة الأوقاف ووزيرها الشهم أحمد عبد الله المري، أن تساهما في ذلك بما للرجل من حقٍّ عليهما.
على طلاَّب الدراسات العليا تقديم أطروحات عن تراث الشيخ:
كما أرجو من طلاَّب العلم في جامعاتنا العربية والإسلامية: أن يتناولوا سيرته العلمية وآثاره المنشورة، بالدراسة والتحليل، في أطروحات أكاديمية للماجستير أو الدكتوراه، لتنتفع بها أجيال الأمَّة القادمة.
أسأل الله تبارك وتعالى أن يغفر لأخي عبد العظيم ويرحمه، ويتقبَّله في الصالحين من عباده، ويسكنه الفردوس الأعلى، ويجزيه خير ما يجزى به العلماء العاملين، والمعلِّمين الربانيين، والدعاة الصادقين، {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاَّ اللَّهَ} [الأحزاب:39] وأن يرزق أهله وإخوانه وتلاميذه ومحبيه الصبر والسلوان، وأن يعوِّض الأمة فيه خيرا، وألاَّ يحرمنا من بشرى الصابرين، {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ *أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة:157،156].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[14 Jan 2010, 01:14 ص]ـ
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح الجنان
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[14 Jan 2010, 04:58 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحمه الله رحمة الابرار وألحقه بكل من أنعم عليهم من عباده الأخيار.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[16 Jan 2010, 12:01 ص]ـ
يقول الأستاذمحمديوسف عدس
"فوجئت بنبأ وفاة واحد من أعز أصدقائي هو الدكتور عبد العظيم الديب .. لم تكن علاقتي به مجرد زمالة جمعتنا لعشر سنوات بجامعة قطر في الفترة من سنة 1980 إلى سنة 1990ولكنها علاقة إنسانية وصداقة حميمة بدأت في الخمسينات من القرن الماضي، واستمرت بعد جامعة قطر إلى يوم وفاته .. نعم .. لقد سافرت كثيرا وتغيبت طويلا عن مصر والعالم العربي سنوات عديدة ولكني ما أن أعود وألتقي به حتى نستعيد معا ذلك الدفءْ العاطفي الأخوي، وتلك الصلات الروحية والفكرية المتبادلة التي لم تستمر فحسب، وإنما ازدادت ثراء وتدفّقا مع مرور الأيام ونُضج الخبرة واتساع آفاق المعرفة ..
أذكر أن أول لقاء لي به كان في مسكني بمنيل الروضة في القاهرة .. كان هو طالبا في كلية دار العلوم وكنت طالبا في كلية الآداب بنفس الجامعة .. كان سكنه على مقربة منى .. وكنا في شهر رمضان فدعوته لتناول الإفطار فاستجاب .. ثم امتد الحديث بنا في تلك الليلة إلى قرب وقت السحور، فطلبت منه البقاء لنتناول السحور معًا .. ولكنه اعتذر لتوقّعه ضيوفا من بلدته سيصلون إليه في ذلك الموعد .. وبينما نحن واقفين خارج الشقة نودّعه هبّ هواء من الداخل فأغلق الباب ومفتاح الشقة بداخلها .. وحاولنا فتح الباب فاستعصى .. وأُسْقط في يديْ .. فقد كان الوقت متأخرا ولا أمل في الحصول على مساعدة من أحد .. ولكن الدكتور عبد العظيم هوّن الأمر عليّ .. قال: لا تيأس سنجد حلا إن شاء الله وإن لم نجد فستقضى الليلة عندي حتى الصباح ..
لم نجد في الحي كله ساهرا سوى صاحب مخبز قريب فاتجهنا إليه وسألناه أن يقرضنا مفكّ لمعالجة باب شقتنا الذي أغلقه الهواء علينا .. ولكن الرجل تشكك في هذا السلوك وسألنا بخبث: شقة منُ يا ترى تريدون سرقتها .. ؟؟ وهممت أن أعنّفه على سوء ظنه .. ولكن صديقي عبد العظيم تدارك الموقف ودخل في حوار هادئ مع الرجل حتى أقنعه بمساعدتنا فقام بنفسه وجاء معه بأدواته .. ولم يتركني الدكتور عبد العظيم حتى اطمأن عليّ ثم استأنف رحلة العودة إلى مسكنه ..
كان الدكتور عبد العظيم يكبرني سنا ببضع سنوات قليلة، ولكنّ هذه الواقعة كشفت لي فيه عن روح أبوّة رحيمة، وشعور ناضج بالمسئولية تجاه أصدقائه .. وصبر عجيب على مواجهة المصاعب .. وقدرة على الاحتمال وعلى الإقناع والتفاهم حتى مع البسطاء من الناس .. ومع أكثر الأيديولوجيين المخالفين شراسة وتعصّبا .. وهى خصال لم تكن متوفّرة عندي .. إنما اكتسبتها منه .. فيسّرت عليّ كثيرا من الصعوبات في مستقبل حياتي .. منذ تلك الواقعة لم تنقطع صلتي بالدكتور عبد العظيم الديب ..
أعلم أنني لا أستطيع أن أنافس إخوانه وأصدقاءه ومريديه ومحبّيه -وما أكثرهم- في إحصاء أعماله وإنجازاته العلمية وعشقه للمعرفة .. ولكنى اطلعت على بعض جوانب من شخصيته الإنسانية ربما لم يطلع عليها أحد غيري .. وهى ما أريد الإشارة إليها هنا لتجلية جوانب من هذه الشخصية الفذة التي لم تجد ما كانت تستحقه من تكريم في وطنه الأم مصر.
فقدت ابني "باسم" سنة 1983 في حادث أليم أثناء وجودي في قطر في بعثة مع اليونسكو .. وكان في السنة الأولى بالجامعة في كانبرا .. فسافرت مسرعا إلى استراليا حيث حضرت إجراءات دفنه وعدت بعد عشرة أيام إلى عملي في الدوحة ولكن أي عودة .. ! لقد شعرت أن عشر سنوات قد انسلخت من عمري لا عشرة أيام فحسب .. عدت شبح إنسان .. وأدرك الدكتور عبد العظيم هول ما تحوّل إليه حالي فلازمني بالزيارة اليومية في منزلي على مدى شهر كامل بانتظام .. دون ملل .. كان يقضى معي يواسيني ساعة أو ساعتين كل يوم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
أستمع إلى حديثه طول الوقت وهو يمدّني بحكمه وقصص من مخزونه الثقافيّ الواسع .. ويغوص بي في أعماق تراث النبوّة والصالحين من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين .. ويستدل في أحاديثه بالآيات المناسبة من القرآن الكريم .. وفى كل هذا كنت أشعر منه بفيض من الرحمة والحب والصبر لم أجد مثله عند أحد غيره .. وكان هذا أكبر عون لي على التعافي من هذه الأزمة النفسية التي ألمّت بي في فترة عصيبة من حياتي ..
أدركت منذ وقت مبكر نعمة وجود صديق مخلص على مستوى فكرى رفيع مثل الدكتور عبد العظيم واسع الثقافة .. ليس منغلقا على تخصصه الضيق .. أن أشاطره همومي واهتماماتي الفكرية .. وأناقشه بحرية تامة فيما يعنّ لي من أفكار وانتقادات .. بل وشكوك أيضا قد أتحرّج من ذكرها أمام الآخرين .. فأجده واسع الصدر عميق النظرة .. لا في الفقه فحسب وإنما في التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية .. ووجدت لدهشتي أننا نتفق في وجهات نظر كثيرة رغم الاختلاف الظاهر في خلفياتنا التعليمية .. لقد كشف لي عن أهمية فكر أستاذه محمود محمد شاكر، وأهداني كتابه "أباطيل وأسمار" مع كتب أخرى له .. كان يعرف مدى حبي واهتمامي بشخصية على عزت بيجوفيتش وفكره .. ويعلم أنني قد جمعت كتبه كلّها ولكنى لم أستطع الحصول على مقالاته المبعثرة .. فسعى صامتا لدى معارفه وأصدقائه للحصول على ما ينقصني، حتى فوجئت به يوما يقول لي: " لك عندي هدية قيّمة " .. فإذا بها كتاب جامع لكل مقالات على عزت القديمة .. ولم تكن فرحته بالحصول عليه بأقل من فرحتي.
تناقشنا طويلا في موضوع الفتنة الكبرى التي شقّت الصف الإسلامي في أحرج مرحلة من مراحل تطوّر الدولة الإسلامية .. وكنا نقرأ في ذلك الوقت آراء مالك بن نبي في تقييم هذه المرحلة .. كانت للدكتور عبد العظيم بعض أفكار مبدئية في هذا الموضوع .. ولكنى فوجئت خلال عامين أنه كان عاكفا على الدراسة والبحث حتى خرج بأفكار ونتائج موثّقة تدحض ما شاع في كتب التاريخ الإسلامي الدارجة ..
لقد تبين له مثلا أن قصة التحكيم الشهيرة التي تُحكى عن أبى موسى الأشعري وعمرو بن العاص هي مجرد قصة خرافية .. وأن أبا موسى الأشعري لم يخلع خاتمه ويقول: لقد خلعت عليّا كما أخلع خاتمى هذا، ثم جاء عمرو بن العاص وقال: إنني أثبّت معاوية في الخلافة كما أثبت خاتمي هذا .. فلم يكن التحكيم أصلا عن أحقية عليّ أو معاوية بالخلافة .. ولم يكن من صلاحياتهما خلع أو تثبيت أحد .. وإنما القضية كما عرضها الدكتور عبد العظيم موثّقة هي محاكمة قتلة سيدنا عثمان: هل كان من الضروري أن تبدأ على الفور كما أراد معاوية .. ؟ أم أنه كان ينبغي الانتظار حتى تتم المبايعة للخليفة الجديد على ابن أبى طالب رضي الله عليه، وتستقر أوضاع الخلافة الوليدة في أجواء بالغة الاضطراب .. ؟؟
لقد أخذ رجل يدّعى العلم هو جمال البنا قصة التحكيم كما شاعت دون تحقيق أو تمحيص ورتّب عليها حُكما أطلقه باستخفاف على صحابيّ جليل في برنامج متلفز قال: " لقد كان أبو موسى الأشعري رجلا ساذجا مغفلا .. " والله أعلم من هو الساذج الحقيقي ومن هو المغفل ... ؟!
كذلك رأى الدكتور عبد العظيم من دراسته أن الفتنة الكبرى كان يغذيها من وراء ستار أفراد من اليهود والمنافقين .. اخترقوا صفوف المسلمين من الجانبين وقاموا بتزوير رسائل وتوقيعات لشخصيات قيادية من الصحابة وتناقلوها فيما بينهم لتزداد الفتنة اشتعالا .. وقد نجحوا بهذه الحيلة الماكرة نجاحا شيطانيا كبيرا ... ويخلص الدكتور عبد العظيم إلى نتيجة بالغة الأهمية وهي أن التاريخ الإسلامي فى تلك الفترة المضطربة لم يُكتب كتابة صحيحة ولا بد من إعادة النظر في كتابته من جديد ..
منذ بضعة أعوام كتب الدكتور صلاح قنصوه مقالا في مجلة الهلال عن النسْخ في القرآن بطريقة ساخرة .. أنا أعرف صلاح قنصوه منذ كنا طُلاّبا في قسم الدراسات الفلسفية .. لم نكن أصدقاء .. وكنت أستخف سلوكه وكلامه .. وأعتقد أنه لم يأخذ شيئا مأخذ الجد في حياته أبدا .. وقد بدا لي شابا مستهترا وأظنه لم يتغير كثيرا بعد أن أصبح عميدا لأكاديمية الفنون .. ! وظهر استهتاره واضحا في عبارات مقاله المذكور عندما كان يشير إلى آية معينة بأنها منسوخة ثم يضيف بين قوسين (يعنى قرآن ملْغى .. !) كتبت ردّا عليه .. ولكنى تريثت في
(يُتْبَعُ)
(/)
نشره حتى أناقش الموضوع مع الدكتور عبد العظيم .. اتصلت به هاتفيا وظللنا ساعة نقلب الرأي فيما بيننا .. وكان رأيه أنه من الأفضل تجاهل الكاتب فهو ليس مشهورا ولا مقروءًا .. وأن ردّى عليه قد يمنحه الشهرة التي يتطلع إليها .. وترُكه سوف ينتهي بموت مقالته .. وقد عملت بنصيحة أخي ومزقت الرد .. وماتت مقالة صلاح قنصوه كما توقع الدكتور عبد العظيم .. !
كان الدكتور عبد العظيم الديب شديد الإخلاص لأساتذته .. وكان محبا عاشقا لإمام الحرمين (الجويني) عمدة الشافعية ومرجعهم الأكبر .. وقد خصص الدكتور عبد العظيم رسالتيه في الماجستير والدكتوراه في تحقيق ودراسة آثاره .. ولم ينقطع عن اهتمام بفكر هذا الإمام والفقيه الجليل فانكب على تحقيق و دراسة آخر أعمال إمام الحرمين " نهاية المطلب ... " حيث جمع عشرين نسخة من هذا المخطوط النادر وقد كانت مبعثرة في أنحاء شتّى من العالم .. سافر إليها حيث مظانها وصوّر نسخها في عدد كبير من الجامعات .. حتى خرج الكتاب في دراسة موسوعية تتألّف من أربعة وأربعين مجلّدا .. قضى في دراستها وتحقيقها وإخراجها عشرين سنة من عمره ..
يصف أستاذنا العلامة الدكتور يوسف القرضاوي دقته وقدرته في البحث فيقول أن الدكتور عبد العظيم الديب: " قد عُرف بقدُره في الفقه ومنزلته في التأصيل والاستنباط ... " ويلفت نظرنا إلى حقيقة هامة يُرجع فيها حب الدكتور عبد العظيم لإمام الحرمين إلى مابين الرجلين من نسب جامع وصفات مشتركة جعلته ينجذب إليه ... " ويفصّل سرّ هذه العلاقة الروحية فيقول: كان الإمام الجويين على رسوخ قدمه في الفقه من أصحاب القلوب" فرجال الفقه لاستغراقهم في القضايا العقلية والمجادلات الكلامية .. قد يصابون بجفاف الروح وقسوة القلوب .. أما الجويني فكان من الفقهاء القلائل الذين احتفظوا بقلوبهم حية لم تمت ..
وكذلك كان الدكتور عبد العظيم الديب -كما عرفته- رحيم القلب رقيقا باش الوجه .. صاحب فكاهة رصينة تأتى في وقتها ومكانها فتلطّف النفوس وتشيع البهجة في المواقف المتجهّمة ...
رحم الله الدكتور عبد العظيم الديب العلامة الجليل وجزاه الله عن أمته خير الجزاء
ـ[يسري خضر]ــــــــ[29 Jan 2010, 01:06 ص]ـ
"الغيَّاثي" سفينتي إلى شيخي د. عبد العظيم الديب "رحمه الله"
أ. د. صلاح الدين سلطان
21/ 1/2010م
في كل زمان يبعث الله رجالاً ليكونوا روادًا في العلم وقادة في التزكية ونموذجًا في الدعوة من أمثال شيخنا المحقق العلامة الرباني الغيور الصبور الدكتور عبد العظيم الديب، وإنني أكتب وأنا معلق بين السماء والأرض من "المنامة" إلى "جدة" في أول رحلة إلى "مكة" بعد وفاته بأيام كي أقوم بعمرة هدية إيمانية لشيخي، وجزء من الوفاء له بعد لقائه ربه تعالى، وأشهد ربي أن أحب شيخي حيًا وميتًا أكثر من حبي لنفسي.
لقد بدأت العلاقة به على قول العرب "والأذن تعشق قبل العين أحيانا" من خلال كتاب "الغياثي .. غياث الأمم في التياث الظلم"، لإمام الحرمين أبي المعالي الجويني ت (478هـ)، وقد وجدته بمكتبة كليتي دار العلوم - وهي كلية الأفذاذ من أمثال الإمامين حسن البنا وسيد قطب والشيخ علي حسب الله ود. مصطفى زيد ود. علي الجندي ود. إبراهيم أنيس ود. بدوي طبانة ود. عباس حسن ود. حسن الشافعي ود. أحمد هيكل ود. أحمد شلبي ود. عبد الصبور شاهين ود. محمد بلتاجي ود. عبد المتعال الجابري وأ. لاشين أبو شنب ود. عبد العظيم الديب و ... - حيث وجدت في تحقيق شيخنا د. عبد العظيم للكتاب من الدقة والحبكة العلمية والتميز ما جعلني أهيم بالكتاب ومؤلفه ومحققه، فصار "الغياثي" - بحق- سفينتي إلى بحر علم شيخي وأستاذي د. الديب.
فالمؤلف هو الأصولي الفقيه الشافعي الفيلسوف المنظر أبو المعالي الجويني، وفي كتابه يخاطب أمتنا المنكوبة في فقهٍ افتراضي في زمن القوة والعزة ليجيب على سؤال يصلح لزمن الضعف والذلة، وهو: لو افترضنا أنه قد جاء زمان خلا من خليفة أو إمام، ماذا يجب على آحاد وجماعات أمة الإسلام؟ وماذا لو تسلط على الحكم فيها من الحكام بالغلبة لا بالشورى أو الاختيار؟ ولم يدرِ الجويني أن سؤاله وافتراضه صار هو الحقيقة المُرة، والكتاب يضع واجبات عملية على الأفراد والعشائر والقبائل والجماعات، بما يحفظ للأمة قوامها واستمرار عزتها، ولولا فضل الله ومنته على أمته بأن يَصنع على عينه
(يُتْبَعُ)
(/)
عالِمًا مثل الدكتور الديب يزهد في الأضواء، ويرغب عن الحركة، ويعكف بين المخطوطات لما خرج للأمة والعالَم كتب الجويني: "الغياثي والبرهان ونهاية المطلب"، ويوقف حياته لإخراج هذه الكنوز الثمينة.
عشت مع أستاذي من خلال الغياثي أولاً، والبرهان ثانيًا، أدعو له وإن كنت لا أعلم من هو؟ وأقول كيف كان الشيخ مسددًا أن يُخرج كتب الجويني في وقت صارت الأمة عامة وعلماؤها خاصة أحوج ما تكون لفكر الجويني الذي تميز بالواقعية والجمع بين اللغة الأدبية والدقة الفقهية، إذ يفترض دائما أن تكون لغة الفقه دقيقة لا أدبية حتى لا تتسع أو تضيق عن الحقيقة الفقهية، لكن أبا المعالي الجويني كان بارعًا في الجمع بين الأمرين مما يجعل عملية التحقيق أشق وأصعب، وخاض المفازة الفارس العلمي والصبور الأصولي، وبلغ المقصد، ووفى بما لم يسبق، وأدى بما أرجو أن يكون به في سدرة المنتهى من الفردوس الأعلى.
ظلت العلاقة تنمو مع الشيخ من بعيد من خلال الغياثي والبرهان حتى كان أول لقاء مع شيخي في موقف لن أنساه لأن الشيخ ارتقى من منزلة العالم المحقق إلى المربي المدقق حيث دُعيت لإلقاء محاضرة في كلية الشريعة - جامعة قطر، وتحدثُت عرضًا عن الجويني وكتابه الغياثي وأوردت بعض نصوصه شفويًا وأثنيت على المحقق د. الديب وأنا لا أدري أن العالم المتواضع جالس يستمع للمحاضرة، فوجدت شيخًا وقورًا يقف ويقول: "لقد عشت سنوات مع كتاب الغياثي وحققته لكني أشهد أن د. صلاح أحفظ له مني" وهنا شعرت بالخجل الشديد، وتركت مكبر الصوت والمنصة، وهرعت نحو شيخنا وقبَّلتُ يده احترامًا ورأسه إجلالاً، وأيقنت أن شيخنا تجرد من أهواء نفسه ليضع تلميذه في هذه المنزلة، وهو أمر ليس قليلا فقط بل نادرًا، وإن كنت على يقين أني لا أساوي غَرفة من بحر علمه، ثم تعمقت المودة بيننا أكثر عندما زرته في لندن أثناء مرضه وجراحته الكبيرة في القلب، ولما خرج من المستشفى كنت معه في حفل غداء فرحا بسلامته مع عدد من العلماء والناشطين في العمل الإسلامي ببريطانيا، ويومها اكتشفت في الشيخ الفقيه الأصولي بُعدًا جديدًا، وهو أنه المؤرخ الذي يروي أحداث التاريخ موثقة باليوم والسنة خاصة عن الغزو المغولي للعراق والشام سنة 656هـ وكيف عادت الأمة لرشدها واستعادت قوتها لتحرِّر الشام والعراق، وتقتل هولاكو قائد المغول في موقعة "عين جالوت" بعد عامين فقط على قدومه، بينما دخل آخرون في الإسلام من المغول وعادوا ينشرون الإسلام في شرق آسيا، وربط ذلك بغزو أمريكا للعراق، وأن الأمة ولود؛ وسوف يُخرج الله من رجال وعلماء الأمة من يَرُدَّ الأمريكان مهزومين مدحورين، وكان يجمع في حديثه بين دقة الرواية وعمق الدراية، وجودة الربط بالواقع وبعث الأمل، وكل هذا حوَّل الغداء المبارك إلى غذاء للقلب والعقل معا.
زادت العلاقة بيني وبين شيخي - رغم تقصيري- عندما كنت أفاجأ به في حلقات خاصة يحضر بين الشباب كواحد منهم، وأتوقف عن المحاضرة التي دعيت لها لكنه كان يصرُّ بقوة وإباء، وكان أحب لقاء مطول في ملتقى "القرضاوي بين التلاميذ والأصحاب" وامتلأ حديثى مع شيخنا بالحمية والحميمية، الحماس والحب لقضايا الأمة، وكانت له استدراكات على مسيرتنا الإسلامية عامة، وفاض ببعضها في غداء عقد ببيت العلامة الشيخ الدكتور عبد الستار عبد المعز في آخر لقاء جمعني بشيخي الجليل د. الديب، وحضور صديقه الحميم علاَّمة العصر وفقيه الأمة شيخنا القرضاوي الذي لم أجده باكيًا على فقد أحد كما وجدته في اتصالي أقدم العزاء وإن كنت أحوج لتلقيه.
ولم أجد كلمات أرق مما كتب الشيخ القرضاوي عن راحلنا إلى دار الخلود - بإذن الله - الدكتور عبد العظيم الديب حيث افتتحها بقوله
أفي كلِّ حين لي حبيب أودِّع؟ فلا أنا أقفوه ولا هو يرجع
رحم الله شيخنا الدكتور الديب، وبارك في أعمار علمائنا الربانيين، وجعلنا الله خير خلَف لخير سلف، كما قال الشاعر:
إذا سيد منا خلا، قام سيد قؤول لما قال الكرام فعول
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[29 Jan 2010, 04:07 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته
ـ[يسري خضر]ــــــــ[28 Mar 2010, 11:47 م]ـ
العلامة عبد العظيم الديب كما عرفته - بقلم أحمد الريسوني
(يُتْبَعُ)
(/)
رغم أني لم أجالس أستاذنا الفقيد العلامة الدكتور عبد العظيم الديب سوى مرات تعد على رؤوس الأصابع، فقد نشأتْ بيني وبينه مودة وعلاقة حميمية أعمق وأكبر بكثير من الجلسات المعدودة التي جمعتنا، وأكثرها كان في بيته وضيافته الكريمة بالدوحة.
ولعل من أسباب هذه المودة والمحبة التي ربطت بيننا، اشتراكنا معا في محبة إمام الحرمين الجويني وتعظيمِه والتتلمذِ عليه. لقد كنت أحس وأقر في نفسي أن الدكتور عبد العظيم هو أستاذ لي، ولكن إمام الحرمين هو أستاذنا معا.
ومعلوم أن أستاذنا وفقيدنا الجليل - عليه رحمة الله وبركاته - هو أكبر من عرَّف بالجويني وتراثه ومهجه، حتى أصبحنا نعتبر أن تخصصه العلمي هو الجويني وتراثه. وفي بعض المجالس كنت أذكر الدكتور عبد العظيم الديب، فإذا وجدت من لا يعرفه أقول: هو أمينُ سِرِّ إمام الحرمين.
على أن من الإنصاف للرجل أن أقول: إن محبتي له تأتي أيضا من كونه يغمر الجميع بمحبته وأدبه ولطفه ورِقَّته، فلا يسع أحدا لقيه وعرفه إلا أن يحبه.
ومن إنصافه أيضا أن أقول: إن تخصصه وتفانيه في خدمة تراث الجويني لا ينبغي أن يحجب عنا اهتماماته وعطاءاته العلمية المتنوعة، ومن أهمها اهتماماته وتحقيقاته الفذة في ميدان التاريخ الإسلامي. لقد كان صاحب حفريات وتحقيقات ونظريات متميزة في كثير من قضايا تاريخنا. ولقد كنت أخشى أن يقع ما قد وقع، فيسترسل في بحوثه ودراساته هذه - بصبره وتأنيه وطول نفَسه - دون أن يتمكن من إخراجها للناس. ولذلك لما حدثني ببعض ذلك - في زيارتي له، الأخيرة أو ما قبل الأخيرة – حاولت إقناعه بأن يُخرج من ذلك ما هو متيسر وجاهز لديه بأي شكل من الأشكال، حتى قلت له: ولو أن تطلع علينا في برنامج الشريعة والحياة بقناة الجزيرة، فتعرفنا بأهم نتائج بحوثك وآرائك في هذا الموضوع، ولكنه لم يفعل. لقد كنت متعجلا كعادتي، وكان هو متأنيا كعادته. فالرجل الذي بقي في تحقيق كتاب (نهاية المطلب في دراية المذهب) للجويني ما يقرب من ثلاثين سنة، لم يكن لتهزه عجلتي وشوقي ...
ولقد كنت قبل ذلك أتخوف على كتاب (نهاية المطلب في دراية المذهب) ألا يتمه ولا يخرجه، وكانت تمر السنوات، ثم أسأله وأستعجله وألح عليه، فيحدثني عن مشاكل تلو أخرى وعوائق تلو أخرى، وأنه قد تجاوز هذه وهو يعالج تلك ... وهكذا إلى أن مَنَّ الله علينا وعليه بصدور هذا الكتاب الموسوعة.
وحينما صدر هذا السِّفر العظيم اتصلت ببعض تلاميذ الدكتور عبد العظيم، واقترحت عليهم أن ينظموا في قَطر احتفالا خاصا بصدور هذا الكتاب. وأظن أنهم قد فعلوا.
وأما هنا بجدة، فحينما اقتنينا الكتاب اقترحت على مديرنا في (مشروع معلمة القواعد الفقهية) أن نقوم باستخراج قواعده لضمها إلى قواعد المشروع، مع أن مرحلة التنقيب والاستخراج كانت قد مضت وانتهت، ودخل المشروع في مرحلة الصياغة والتحرير. فلم يتردد الدكتور جمال الدين عطية في الترحيب بالفكرة. ولكن نظرا لضخامة الكتاب فقد اقترح الدكتور عطية أن توزع مجلداته على عدد من الباحثين، فعرضت عليه أن أقوم أنا وحدي بهذا العمل، بشرط أن أتفرغ له شهرا كاملا، فقال لي: خذ ما يكفيك.
وهكذا كان لي شرف القراءة والتصفح لكل مجلدات الكتاب، في شهر ونصف، واستخرجت منه أزيد من ثلاثمائة من القواعد الفقهية والأصولية. وقد أرسلت نسخة منها إلى فضيلة أستاذنا الدكتور عبد العظيم الديب، ليطلع عليها ويعدل فيها ويضيف إليها، ثم يضمها إلى فهارس الكتاب في طبعته المقبلة، إذا رأى ذلك. ولكن عفته وأمانته جعلته يصر علي أن يكون ذلك باسمي، وأن أعطيه موافقة خطية بذلك، فلبيت رغبته ...
فاللهم يا أرحم الراحمين اجعله عندك في عبادك المخلَصين، مع الأبرار الصالحين، والمجاهدين الصادقين، في أعلى عليين آمين.(/)
ماذا سيحصل للمسجد الأقصى لو ثبت خبر الحفريات والأنفاق من تحته؟
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[07 Jan 2010, 01:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني أخواتي .. لقد بقيت فكرة مناصرة الأقصى ملحة عليّ لأنهض لها؛ فاخترت أن أنصره بما قدرني الله علي مما يوفقني إليه فلعلي أن أكون ممن يؤمن للمؤمنين.
ومعنى (يؤمن للمؤمنين) أن يكون المؤمن وفق سنة النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا بلغه الأمر من الأمن أو الخوف حقق الأمن للمؤمنين بما آتاه الله من الإمامة والصدارة.
ولكني لست إماما ولا صدرا للقوم، إلا أني أنصح بما أذن لي ولمثلي شرعا. فلعلي أن أكون ممن يؤمن للمؤمنين.
فهل الحفريات والأنفاق تحت المسجد الأقصى _ كما نسمع _ تشكل خطرا مهددا لأساساته؟
الجواب: لا، وفي ظني لو برّح كل تراب الأرض من تحته ما سقط ولا تأثرت أساساته.
ما أجبت به ليس بدعا لا أصل له؛ بل هو الحق بإذن الله:
فالمسجد الأقصى بني على تربة رملية، وفي بنائه سنة نبي من أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام في البناء على الرمال. فلابد أن أساساته لا تعتمد على التربة التي تحته، ولا بد أنها منصات ثابتة تحمله.
الدليل أن بيت المقدس أرض رملية حديث قوله صلى الله عليه وسلم عن قبر موسى عليه السلام:"وقبره عند الكثيب الأحمر لو كنت ثم لأريتكموه" بعد أن أخبر صلى الله عليه وسلم في نفس الحديث أن موسى صلى الله عليه وسلم سأل الله أن يدنيه إلى بيت المقدس رمية بحجر.
فبعد ذلك؛ أسأل الله تعالى أن ينزل السكينة على قلوب المؤمنين. والله أعلم
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[07 Jan 2010, 02:04 م]ـ
إلحاقا:
فكرت كثيرا في تقنية هذه السنة _ سنة البناء على الرمال _ وقرنتها بسنة إحياء الموات، والاستفادة من الأشجار في حفر العيون وتسوير الأراضي وغيرها
فظننت أن التقنية هي بناء العقار على الأرض الرملية بالاستفادة من أصول الأشجار التي أصلها ثابت وفرعها في السماء
ولا يكون فرعها في السماء إلا إن تمكن أصلها من الأرض فتعامد جذعها على الأرض متجها إلى السماء ويسمى في لغة الحساب تعامد الجذع مع مسطح الإحداثيات السينية والصادية وهذه الشجرة تكون مظنة ضخ مياه حلوة جاهزة للشرب مباشرة
ولهذه التقنيات منافع وحسابات دقيقة شرعا كتبت فيها بحثا صغيرا
ولعل من نافلة القول أن المسجد الحرام بني على تربة صخرية وهو سنة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام
وأوتي محمد صلى الله عليه وسلم كل ما أوتيه الأنبياء عليهم السلام وزيادة فبنى المسجد النبوي على أرض اجتمع فيها الرمل والصخر وزاد الطين فاستفاد من تقنية الطين اللازب والحمأ المسنون
ولذلك أظن بناء العقار بالخراسانات بناء فاشل تقنيا مؤذي صحيا
ومن السنن التي أظنها قصر عزيز مصر في مصر وقد يكون هو قصر يوسف عليهم السلام
وقصر الصفا أظنه كان مكان اجتماع القرشيين يوم أن أمر صلى الله عليه وسلم بسنة الاضطباع في السعي
كل هذا أتركه للمحققين فيه هي من بنيات أفكاري جمعا بين المعلومات التي لدي
وأضيف ما قد أجلي به عن استغراب بعضهم أن يكون بناء المساجد الثلاثة والصفا وقصر مصر أن موسى عليه السلام كان مهندس الطاقة وفيه تقنية الجذوة والقبس والنار على شجرة الزيتون وتقنية بناء المصابيح بالاستفادة من صناعة مواد الزيتون
ومعنى الكوة والمصباح والضوء الأصفر والضوء التلقائي قبل الإشعال ... الخ
لعله مما ألفت إليه أهل التخصص وأتمنى لو تمكنوا من زيارة المواقع التي سكنها الأنبياء عليهم السلام والخلفاء الأربعة الراشدون رضي الله عنهم لأنها سنن مأمور بها
أفيد: لم أذهب لبيت المقدس، ولا تفحصت ولا اطلعت على شيء عن هندسة البناء ولا الجيولوجيا
كله جمعته من خلال العلوم الشرعية
ومن لديه سؤال عن كيف عرفت أفصل له ذلك
بالتوفيق للجميع والله أعلم
ـ[محمد منقذ]ــــــــ[08 Jan 2010, 05:33 م]ـ
أفيد: لم أذهب لبيت المقدس، ولا تفحصت ولا اطلعت على شيء عن هندسة البناء ولا الجيولوجيا
كله جمعته من خلال العلوم الشرعية
ومن لديه سؤال عن كيف عرفت أفصل له ذلك
كيف عرفت ذلك؟
ـ[فيوض]ــــــــ[08 Jan 2010, 07:19 م]ـ
أظن بناء العقار بالخراسانات بناء فاشل تقنيا مؤذي صحيا
كيف عرفتي ذلك؟؟
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[08 Jan 2010, 08:12 م]ـ
أخي محمد منقذ، لو تحدد سؤالك فإنما اختصرت عن التطويل في الكتابة
فإن تحدد السؤال فهو أسهل لي مشكورا
أختي سندس، إنما قلت: بناء العقار بالخراسانات بناء فاشل لما يلي:
الأول: أن الخراسانات لا تحمل الطوابق لعمر طويل، فغاية ما هنالك أن يعطي المهندسون زمنا لإعادة الترميم.
وثانيا: الحديد فيه بأس شديد، وللأسف الاستعمالات السائدة في الحديد فاشلة وإن كانت طبيا لأنها أنزلت على الناس بأسا شديدا حتى المرضى يوقعون هم على مسئوليتهم حقن الحديد بالدم والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:"من تطبب ولم يعلم منه طب فهو ضامن" ماذا يغني عن الأطباء إقرار الريض بالمسئولية والضامن الطبيب الذي لا يعلم الطب فاستعمل عنصر الحديد. ودواء مرضى السقم _ الضعف الغذائي في الدم _ ينفعهم أصلان: مواد احتواها اليقطين وحديث"المؤمن لا ينجس" فلو حقن لهم لإسعافهم دم مؤمن صحيح الدم غذائيا لكفاهم عن حقن الحديد.
وأما ثالثا: فالخراسانات حالها صريح في القرآن، فإنه للكشف على البناء الخراساني من قواعدة يعلن استنفار المرتادين والسكان للخروج، والسبب أن المبنى مهدد بالسقوط عند الكشف على أساساته، والله يقول: (فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم).
وأما رابعا: فالحديد يحبس الحرارة وإن بطن بالعوازل. ويرفع نسبة تبخر المياه فإما يزيد ضغط الجو بالرطوبة، وإما يجف الهواء بسبب تيبس الأرض من سبب الحديد.
وأخيرا ليس فقط البناء بالحديد فاشل بل حتى شق الطرق بالحديد فاشل، فإن الإسفلت السيارات عجزت عن تحمله بل والمواتر الضخمة تكسرت وتعطلت من حرارة الإسفلت فكيف يتحمله الأحياء من بشر ودواب وطيور وزراعة
النخيل وهي النخيل رمز الصبر .. يرثى لحالها بين الخطين!!
شكرا لتفاعلك مع الموضوع.
والله أعلم(/)
فائدة 00 كيف يُصنعُ الحِبْر قديماً 00 معَ لطائفَ شِعْريَّةٍ
ـ[أبو العز النجدي]ــــــــ[09 Jan 2010, 05:32 م]ـ
الحمد لله
والصلاة السلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
فهذه فائدة اطلعت عليها في أحد المواقع فأحببت ذكرها لعموم الفائدة
الطريقة الأولى
من الورد الجوري،
حيث يُوضع في قدر كبيرة، ثم يُغلى بالماء الحار حتى ينحلّ. ويقطر منه ماء الورد، ثم تؤخذ البقية (الحثالة) ويوضع فيها حديد صدئ فيفاعل معها بالتأكسد، ويتبدّل لون الحثالة إلى أسود، ثم تُجفَّف هذه الحثالة حتى تكون كالفصوص، ثم تُطحن جيداً وتُذاب بالماء الحار فتكون حِبراً أسوداً، يضاف إليها قليل من الصَّمْغ العربي حتى لا يلتصق الحبر بالورقة عند الكتابة، ولا يسقط بالنفط أو النفخ، كذلك ليكتسب الحبر من الصمغ لمعاناً، ويضاف إلى الحبر قليل من الملح) (2)
ويضع الخطاط الحبر في المحبرة، ثم يضع في المحبرة قليلاً من خيوط الحرير وتسمى (ليقة) أو (طُرّة) تقوم هذه الخيوط بتأمين كميةِ محدودةٍ من الحِبْر للقصبة.
كما أن الحبر ضمن هذه الليقة يختمرُ فيشتد لونه أكثر مما هو أسفل المحبرة
وهناك أمر أهم من ذلك كله، ألا وهو أن الخطاط حين يغمس القصبة أو القلم في محبرة الزجاج أو المعدن، فإن الريشة (طرف القلم) تلامس أسفل الدواة فتتأثر بذلك.
الطريقة الثانية
وهناك طريقة أخرى لصناعة الحبر من الدخان المتجمّع في المدافئ، حيث يُؤخذ هذا الدخان الكثيف (السُّخام) ويطبخ في وعاء ثم يضاف إليه كمية من الصمغ العربي، والعفص، والملح، وبعض الخطاطين يضيف ماء قشر الرُّمان بدلاً من العفص، ثم يغلي جيداً ويُصفى.
ويصف ابنُ البواب الحبرَ وطريقةَ صناعتِه فيقول شعراً:
وألِقْ دواتك بالدخان مدبّراً ... بالخل أو بالحصرم المعصور
وأضف إليه مُغْرَة قد صُوّلت ... مع أصفر الزرنيخ والكافور
حتى إذا ما خُمّرت فاعمد إلى ... الورق النقي الناعم المخبور
فاكبسه بعد القطع بالمعصار كي ... ينأى عن التشعيث والتغيير
ثم اجعل التمثيل وابك صابراً ... ما أدرك المأمول مثل ([3]) صبور
والحبر المصنوع من سخام النفط أفضل من غيره.
قال الوزير ابن مقلة:
(أجود المداد ما اتّخذ من سخام النفط) ([4]).
وقال ابن الجوزي:
(كان ابن مقلة على المائدة، فلما غسل يده رأى على ثوبه نقطة صفراء من الحلوى، فأخذ القلم وسوّدها وقال: تلك عيب وهذا أثر صناعة. وأنشد:
وقال جعفر بن محمد
لفتى على ثيابه أثر مداد وهو يستره:
لا تجزعنّ من المداد فإنه ... عطر الرجال وحلية الكُتّاب ([6])
وقال بعض الأدباء:
عطّروا دفاتر آدابكم بجيّد الحبر، فإن الأدب غواني، والحبر غوالي) ([7]) وكانوا يختارون الألوان المناسبة للخطوط والصور التي تتخلل كتبهم، ولهم طريقة ناجحة في صنع الأحبار الملونة، وتمازج الألوان، واشتقاق من كل لون ألواناً أخرى تختلف درجاتها عن الأصل، وذلك بإضافة مسحوق نباتات أو أزهار أو عفص، أو أتربة، أو حشرات ملونة.
لقد صنعوا الأحبار من المواد الملوّنة التالية:
اللون الأزرق: صنعوه من النيلة أو الصبر.
اللون الأصفر: صنعوه من الزعفران أو الليمون.
اللون الأحمر: من الشمع المذاب لحشرة البق المرقّط.
اللون الزيتوني: من خلط الأزرق بالزعفران
اللون الأخضر: من مزج الزعفران بالزنجبار ([8])
اللون البنفسجي: من الأزرق والأحمر ([9])
ووصف أحد الخطاطين الأدباء حياته البائسة فقال:
(عيشي أضيق من محبرة) وجسمي أدق من مسطرة، وجاهي أرق من الزجاج، ووجهي أشد سواداً من الحبر، وحظّي أحقر من شقّ القلم، ويدي أضعف من قصبة، وطعامي أمرّ من العفص، وسوء الحال ألزم لي من الصمغ) ([10]).
يتبع إن شاء الله
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) العقد الفريد (4/ 201).
([2]) تراجم خطاطي بغداد (ص46 - 47).
([3]) الخط العربي (ص84)
([4]) صبح الأعشى (2/ 476)
([5]) المنتظم (13/ 295 - 296)
([6]) العقد الفريد (4/ 200)
([7]) المصدر السابق.
([8]) الزنجبار: هو صدأ النحاس أو البرونز. ويسميه العامة في منطقة وادي الفرات: الجنزار.
([9]) الكتاب العربي منذ نشأته (ص91).
([10]) أدب الكاتب للصولي (ص97).
ـ[حكمت العلي]ــــــــ[13 Jan 2010, 01:49 ص]ـ
سبحان الله //////
معلومات رائعة ......... اللهم زدنا علما وعملا
ـ[أبو العز النجدي]ــــــــ[14 Jan 2010, 11:24 ص]ـ
[ QUOTE= أبو العز النجدي;94019]
وقال ابن الجوزي:
(كان ابن مقلة على المائدة، فلما غسل يده رأى على ثوبه نقطة صفراء من الحلوى، فأخذ القلم وسوّدها وقال: تلك عيب وهذا أثر صناعة. وأنشد:
إنما الزعفران عطر العذارى ... ومداد الدواة عطر الرجال(/)
وجوب طاعة الله وعبادته دون سواه للشيخ صلاح البدير
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[09 Jan 2010, 10:26 م]ـ
وجوب طاعة الله وعبادته دون سواه للشيخ صلاح البدير
خطبة المسجد النبوي - 22 محرم 1431 -
الخطبة الأولى
الحمد لله .. الحمد لله الكبير المتعال .. أحمده على ما تفضل به من جزيل النوال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. تقدّس عن الأشباه والأمثال، وجل عن صفات المخلوقين من الفناء والزوال ..
وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله .. المنعوت بكريم الخصال وشريف الخلال، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه .. خير صحبٍ وأكرم آل.
أما بعد، فياأيها المسلمون اتقوا الله؛ فإن تقواه أفضل زاد وأحسن عاقبةٍ في معاد: .. إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ هود 49.
أيها المسلمون .. خلق الله الخلق العجيب والكون المهيب دلالةً وحجةً على ذاته وصفاته وعظمته وكبريائه وكمال قدرته وجليل آياته، لا يُوصف بشيء من مخلوقاته، بل صفاته قائمةٌ بذاته .. كل شيءٍ تحت قهره وتسخيره، وكل شيءٍ تحت تدبيره وتقديره، ولي كل شيء بعز جلاله وعظمة سلطانه، المتصرف في خلقه بما يشاء .. المتصرف في خلقه بما يشاء .. المتفرد بالدوام والبقاء .. المالك للثواب والجزاء ..
الواحد الأحد .. الواحد الأحد الفرد الصمد، لا مُغالب له ولا ممانع .. ولا معقب لحكمه ولا منازع .. ولا مناهض لأمره ولا مدافع .. قهر كل شيءٍ بقدرته .. قهر كل شيء بقدرته، ودان كل شيءٍ لعظمته .. الخالق البارئ المصور .. المدبر المسخر المقدر، ليس له من خلقه نظيرٌ يساميه ولا قريبٌ يدانيه ..
وهو الذي مد الأرض ومهدها في الطول العرض، وثبتها بالجبال الراسية، وشق فيها الأنهار الجارية، وجعلها فراشاً ومعاشا، يتردد الناس في أقاليمها وأرجائها، ويمشون في مناكبها وأقطارها: وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ .. الرعد 4 .. هذه سبِخةٌ مالحة وهذه طيبةٌ صالحة وهذه مرملِة وهذه محجرة: .. وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ .. لقمان 10 ..
أنبت الأرض والثرى .. أنبت الأرض والثرى، وفلق الحب والنوى، وكان الثمر حطبًا ثم صار بقدرته عنبًا ورطَبا.
خلق السماء بلا وتد .. خلق السماء بلا وتد، ورفعها بلا عمد، وجعلها عالية البناء بعيدة الفناء مستوية الأرجاء مكللةً بالكواكب في الليلة الظلماء مزينةً بالنجوم الزاهرة والأفلاك الدائرة .. فلا فروج ولا شقوق ولا فقور ولا فتوق ..
الشمس والقمر يتعاقبان والليل والنهار يتقارضان، خلق النار المحرقة والبحار المغرقة .. وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ .. الحج 65 .. تسرح في البحر العجاج المتلاطم الأمواج إلى الأقاليم النائية والآفاق القاسية .. تحمل المنافع وتقل البضائع ..
وجعل النجوم بحسنها وضوئها هدايةً لسالك القفار وراكب البحار ومواقيت للزروع والثمار ..
خلقكم من نفسٍ واحدة، وصوركم فأحسن صوركم، وجعل لكم سمعاً تدركون به الأصوات وبصرًا تحسون به المرئيات، وجعل لكم اللباس والرياش، ورزقكم من صنوف المعاش ..
ذلكم الله ربكم .. ذلكم الله ربكم .. ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ * لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ الأنعام 102 – 103.
ولا أعظم ذنبا ولا أكبر جرما ممن جعل لله ندًّا وضدا .. فعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قلت: يارسول الله .. أي الذنب أعظم؟ (أي الذنب أعظم؟)، قال: أن تجعل لله نداً وهو خلقك " متفق عليه.
فويلٌ للذين يعبدون الحجارة الموات .. فويلٌ للذين يعبدون الحجارة الموات والأضرحة والأموات .. ، يذبحون لها القرابين ويجتمعون حولها طائفين وساجدين .. معتقدين أنها تنفع من دعاها وترفع من لاذ بحماها .. يتخذون أهلها شفعاء ووسطاء وينزلونهم منزلة الخالق في إجابة الدعاء وسماع النداء، ويروجون كذباً وزورا حديثاً موضوعا: (إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأصحاب القبور) ..
وهو كذبٌ على الله وكذبٌ على نبينا وسيدنا محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فياسبحان الله! كيف أوجبوا له الشِّركة في العبادة وهي لا تملك نفعاً ولا ضراً ولا تجلب خيراً ولا تدفع شراً؟! ذلكم الله ربكم له الملك .. ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ*إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ فاطر 13 – 14.
أيها المسلمون .. من اعتبر بمخلوقات الله الدالة على ذاته وصفاته وشرعه وقدره وآياته لا يتعلق قلبه بأموات ولا يرجو نفعاً أو يخشى ضراً من رفات، بل يعلق قلبه بمولاه الذي لا يكشف ضر المضرورين سواه .. الخالق الذي خلق الكواكب النيرات والرياح المسخرات والسحب الحاملات والبحار الزاخرات والأجنة في بطون الأمهات وخلق جميع المخلوقات ..
ومن فهم ما في هذه المخلوقات من الحكم الدالة على عظمة الخالق وقدرته ورحمته وحكمته لم يلجأ عند مرضه وشدته إلى ساحرٍ أو كاهن أو مشعوذٍ أو دجال يفسد عليه دينه وعقيدته، ولم يتعلق قلبه بحلقٍ يلبسها أو خيوطٍ يربطها أو تمائم يعلقها أو شاةٍ للجن يذبحها، بل يتوجه إلى الله .. بل يتوجه إلى الله .. بل يتوجه إلى الله بالطلب والدعاء والتضرع والرجاء والمسألة والنداء لأن الله هو النافع الضار ..
فعن أبي تميمة عن رجل من قومه: أنه أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو قال: شهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأتاه رجل فقال: " أنت رسول الله؟ فقال: نعم، قال: فإلام تدعو؟ قال: أدعو إلى الله وحده (أدعو إلى الله وحده) .. من إذا كان بك ضرٌّ فدعوته كشفه عنك، ومن إذا أصابك عام سنةٍ فدعوته أنبت لك، ومن إذا كنت في أرضٍ قفرٍ فأضللت فدعوته رد عليك؛ فأسلم الرجل " أخرجه أحمد وأبو داود ..
وإن يمسسك الله بضر .. وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ * وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ الأنعام 17 – 18.
بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعني وإياكم بما فيه من البينات والحكمة ..
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ وخطيئة؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.?
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه .. صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه، وسلَّم تسليماً كثيراً.
أما بعد، فيا أيها المسلمون اتقوا الله وراقبوه، وأطيعوه ولا تعصوه .. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ آل عمران 102.
أيها المسلمون .. ومن تمكَّن وقارُ الله وعظمته وجلاله من قلبه لم يجترئ على معاصيه، ولم يتوثب على مناهيه .. وكيف يقدره حقَّ قدره، ويعظمه حق تعظيمه، ويوقره حق توقيره من هان عليه أمره فعصاه؟ وحقه فضيعه وتناساه؟ وقدَّم على طاعةِ ربه هواه؟ وآثر الدنيا على طلب رضاه؟ يستحي من الناس ولا يستحي من الله، ويخاف من نظر المخلوقين ويستخف بنظر الله، ويخشى الناس ولا يخشى من الله، ويطيع المخلوقين في معصية الله الذي لا يستحق كمالَ التعظيم و الإجلال والتألُّه، والخضوع والذل سواه ..
وأي فلاح وأي رجاء يرجوه من أغضب ربه الذي لا بدل له منه، ولا عِوض له عنه، ولا حول له ولا قوة إلا به؟ .. ولو كان العبد قوياً غنياً، ما يصنع العبد بعز الغِنى؟ والعزُّ كل العزِّ للمتقين .. من عرف الله فلم تغنه معرفة الله، فذاك الشقيُّ .. وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً؟ قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى طه 124 – 127.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم اعلموا أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه، وثنَّى بملائكته المسبِّحة بقدسه، وأيَّه بكم أيها المؤمنون من جنه وأنسه، فقال قولا كريماً: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماًالأحزاب 56 .. اللهم صلِّ على نبينا وسيدنا محمدٍ بشيرِ الرحمة والثواب، ونذير السطوة والعقابالشافع المشفَّع يوم الحساب اللهم وارض عن جميع آله وأصحابه، وعنا معهم بمنك ورحمتك وجودك يا كريمُ يا وهَّابُ.
اللهم آمنا في أوطاننا. اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأيِّد بالحق إمامنا ووليَّ أمرنا، وأصلح له بطانته يا رب العالمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، ودمر أعداء الدين، وادفع عنا شر الكائدين ومكر الماكرين وعدوان المعتدين يا رب العالمين.
اللهم اشفِ مرضانا. اللهم اشفِ مرضانا. اللهم اشفِ مرضانا، وعافِ مبتلانا، وفكَّ أسرانا، وارحم موتانا، وانصرنا على من عادانا. اللهم انصر جنودنا المرابطين على الحدود. اللهم انصر جنودنا المرابطين على الحدود. اللهم انصر جنودنا المرابطين على الحدود، اللهم احفظهم بحفظك، واكلأهم بعنايتك ورعايتك برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم تقبل من مات منهم في الشهداء، واشفِ مريضهم يا سميعَ الدعاء.
اللهم عليك بالمتسللين المعتدين الباغين الظالمين.
اللهم أدم على بلاد الحرمين الشريفين أمنها ورخاءها وعزها واستقرارها، واحفظ قادتها يا رب العالمين.
اللهم كن لإخواننا في فلسطين ناصراً ومعيناً ومؤيداً وظهيراً. اللهم فُكَّ حصار إخواننا في غزة. اللهم فك حصار إخواننا في غزة. اللهم فك حصار إخواننا في غزة، وانصرهم على عدوهم يا رب العالمين.
اللهم طهِّر المسجدَ الأقصى من رجس يهود. اللهم طهر المسجد الأقصى من رجس يهود.
اللهم أغثنا. اللهم أغثنا. اللهم أغثنا، اللهم أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً، وحياً ربيعاً .. وجداً مطبقا غدقاً مغدقاً مونقا .. هنيئاً مريئاً مريعاً مرتعا مربعا .. سائلاً مسبلاً مجللاً ديما درورا نافعاً غير ضار .. عاجلا غير رائف.
اللهم أنزل في أرضنا زينتها وأنزل علينا في أرضنا سكنها.
اللهم إنا خَلْقٌ من خلقك .. اللهم إنا خلق من خلقك .. اللهم إنا خلق من خلقك فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلَك، اللهم جُدْ علينا برحمتك وإحسانك، وتفضل علينا بغيثك وامتنانك.
اللهم أنت الغني ونحن الفقراء؛ فلا تردنا خائبين برحمتك ياأرحم الراحمين.
أيها المسلمون .. لقد دعا إمام المسلمين خادم الحرمين الشريفين إلى إقامة صلاة الاستسقاء يوم الإثنين القادم فأظهروا التوبة والإنابة، وتخلصوا من المظالم، وتسامحوا وتصافحوا، وتقربوا إلى مولاكم بالصدقة على الفقراء والعطف والإحسان إلى جميع الخلق ..
استجابَ الله دعاءنا، وحقق رجاءنا، وغفر ذنوبنا.
عباد الله .. إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ النحل 90 ..
فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم
.. وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ العنكبوت 45.(/)
بشري سارة: افتتاح موقع تدبر (موقع الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم)
ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[10 Jan 2010, 01:19 ص]ـ
من فضل الله تعالي وتوفيقه تم افتتاح
موقع تدبر (موقع الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم)، موقع طالما انتظرناه، وهاهو قد ظهر علي الوجود.
نسأل الله التوفيق والسداد للفائمين عليه،وكل من شارك فيه، وأسهم في تبليغه للآخرين
رابط الموقع
http://tadabbor.com/
ـ[محب القراءات]ــــــــ[11 Jan 2010, 05:00 م]ـ
جزاك الله خيرا
وأسأل الله أن ينفع بهذا الموقع المبارك , ويجزي القائمين عليه خير الجزاء
ـ[التواقة]ــــــــ[27 Jan 2010, 11:06 م]ـ
وأخييييييييييييييييرا ..
كم بحثت عن هذا الموقع ..
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[08 Feb 2010, 02:42 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[08 Feb 2010, 02:57 ص]ـ
الحمد لله الذي يسر للإخوة إنشاء هذا الموقع الخاص بالتدبر، ونسأل الله لهم الإعانة والتوفيق في مشاريعهم الرائدة، وأبشرهم بأننا على وشك إضافة مادة خاصة بالتدبر في مرحلة الماجستير في تخصص التفسير وعلوم القرآن في جامعة طيبة ولله الحمد ...
ـ[فيوض]ــــــــ[08 Feb 2010, 06:17 م]ـ
اللهم سدد وبارك
ـ[أم البررة]ــــــــ[09 Feb 2010, 12:43 ص]ـ
بُشرتِ بالرضوان
أعتقد أن الأمة اليوم أحوج ما تكون إلى العمل المؤسساتي المنظم
جزاكِ الله خيرًا
وأبشرهم بأننا على وشك إضافة مادة خاصة بالتدبر في مرحلة الماجستير في تخصص التفسير وعلوم القرآن في جامعة طيبة ولله الحمد ...
وبشارة طيبة أخرى من طيبة الطيبة
جزاكم الله خيرًا
ـ[خالد البكري]ــــــــ[13 Feb 2010, 12:13 ص]ـ
جزاك الله خير يا سعاد على نشرك للموقع وكتب الله أجرك يارب العالمين ..
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[14 Feb 2010, 01:50 م]ـ
بارك الله بك
ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[30 Jun 2010, 03:30 م]ـ
وجزاكم الله خيرا ..
ونفعنا وإياكم بهذه المواقع المباركة والمسلمين
وزادنا وإياكم من فضله
ـ[محمد بن مزهر]ــــــــ[30 Jun 2010, 06:37 م]ـ
جزاك الله خيراً.
وقد أعجبت بهذا الموقع جداً, واستقبالهم للزائر بذاك الصوت الشجي من أروع ما شدني فيه.(/)
كسوف الشمس
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Jan 2010, 08:21 م]ـ
أكد الدكتور عبدالله المسند عضو هيئة التدريس بقسم الجغرافيا في جامعة القصيم على أن الحوادث الفلكية بأنواعها وألوانها وأحجامها محط اهتمام الإنسان قديماً وحديثاً، مشيراً إلى ان الحوادث الفلكية النادرة والخارجة عن المألوف تصيب الإنسان بالذهول والهلع والخوف.
وقال في حوار ل"الرياض" بمناسبة الحدث الكوني الكبير الذي ستشهده المملكة صباح يوم الجمعة المقبل والمتمثل في كسوف جزئي للشمس؛ أنه " سيكون الأطول هذا القرن"، مؤكداً على أن قول بعض العلماء بان حوادث الكسوف والخسوف كثرت في هذا العصر بسبب المعاصي والفتن قول يحتاج إلى دليل شرعي أو حتى حسي، وفيما يلي نص الحوار:
بداية الكسوف ومكان رؤيته
* في البداية أين سيُرى الكسوف المقبل؟
- الكسوف الحلقي Annular Solar Eclipse المقبل سيكون الأطول في القرن الحالي والله أعلم، حيث سيستمر كسوفاً حلقياً لمدة 11 دقيقة و8 ثوانٍ، وسيشاهد فوق وسط أفريقيا والمحيط الهندي وجنوب الهند وبورما والصين، وسيكون ظل الكسوف الحلقي على الأرض بعرض 300 كم، وسوف يسير ظل الكسوف على الأرض من الغرب إلى الشرق (من أفريقيا إلى أسيا)، وسيرى في الغرب قبل الشرق، وفي السعودية يشاهد الكسوف جزئياً Partial Eclipse ونسبة المنكسف من قرص الشمس حوالي 21% وفقاً للمشاهد في مدينة الرياض -والله أعلم-.
* وهل رؤية الكسوف ووقته تختلف من مكان إلى آخر في المملكة؟
- بالطبع تختلف، فعلى سبيل المثال الكسوف يبدأ في الجهات الغربية (خاصة الجنوبية الغربية) من المملكة قبل الجهات الشرقية، وينتهي في الجهات الغربية قبل الشرقية، وقد يصل الفارق الزمني بين الساحلين الشرقي والغربي للمملكة حوالي نصف ساعة هذا من جهة الوقت، أما من حيث هيئة الكسوف فنسبة المنكسف من الشمس تكون أكثر كلما اتجهنا جنوباً من المملكة، حيث يكون في جنوب جازان 38% والله أعلم.
موعد الكسوف
* متى سيحدث الكسوف المقبل؟
- سيحدث بإذن الله تعالى يوم الجمعة المقبل 29 محرم 1431ه الموافق 15 يناير 2010م، ووفقاً لأفق الرياض سيكون على النحو التالي: بداية الكسوف 8.00 ص ومنتصف الكسوف 9.20 ص ونهاية الكسوف 10.53 ص وطول فترة الكسوف 2:53 والجزء المنكسف من الشمس حوالي 21%، وأتوقع أن ينادى لصلاة الكسوف في الرياض عند الساعة 8:10 تقريباً والله أعلم.
هل عدد حوادث الكسوف والخسوف يخضع لناموس معين؟
- جرت سنة الله تعالى في كونه والتي أطلع البشر عليها أن يحدث الكسوف والخسوف في السنة الواحدة وعلى مستوى العالم ما بين حدثين إلى سبعة حوادث، وفق نظام إلهي دقيق ومحكم ومقدر لا يتقدم ولا يتأخر (فَلن تجدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تجدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا)، وبالنسبة لكسوف الشمس فقد يحدث في السنة الواحدة ما بين كسوفين وخمسة كسوفات، وحدوث خمسة كسوفات للشمس في سنة واحدة قليل ونادر، وآخر سنة حدث فيها خمسة كسوفات كان في عام 1935م وسيتكرر عام 2206م والله أعلم وأجل.
علاقة الظواهر الكونية بالمعاصي
* علمنا أن لديك دراسة كتبتها عام 1417ه بشأن علاقة الكسوف والخسوف بالمعاصي والذنوب فما الهدف منها؟
- نعم والهدف منها تصحيح مفاهيم شرعية وعلمية بشأن ظاهرتي الكسوف والخسوف، حيث سادت بعض من المفاهيم الخاطئة ومنها:
أولاً الاعتقاد بأنه ليس للكسوف والخسوف دورة ثابتة!، ثانياً الاعتقاد بأنه بالإمكان أن يحدث الكسوف في أي وقت من الشهر وأنه غير مرتبط بوقت الاستسرار!، وأيضاً أن الخسوف ربما يقع في أي ليلة من الشهر وأنه غير مرتبط بليالي الإبدار!، ثالثاً الاعتقاد بأن هناك علاقة ارتباطية بين حوادث الكسوف والخسوف من جهة والمعاصي والفتن من جهة أخرى! .. والمشكلة تكمن في أن هذه المفاهيم الثلاثة تُربط بالشريعة! وبصورة تُحمل النصوص مالا تحتمل، وتؤصل مفاهيم غير صحيحة، وتنسب إلى الشريعة ما ليس منها وهي بريئة منها.
*ما المقصود بربط ظاهرتي الكسوف والخسوف بالمعاصي؟
(يُتْبَعُ)
(/)
- (بعض) الفضلاء من الفقهاء والعلماء غفر الله لهم جميعاً يربطون بين حوادث الكسوف والخسوف وجوداً وعدماً بكثرة وقلة المعاصي والفتن!، فعلى سبيل المثال قولهم: (كثر الكسوف في هذا العصر فلا تكاد تمضي السنة حتى يحدث كسوف في الشمس أو القمر أو فيهما جميعاً، وذلك لكثرة المعاصي والفتن في هذا الزمن…)!، وهذا الطرح نسمعه يتردد في خطب الكسوف والخسوف بل مطبوع ومسجل وهو ليس برأي شخصي ولو كان رأياً شخصياً لكان الأمر هيناً، ولكنه رأي يتناقله الخاصة والعامة وكأنه من مسلمات الشريعة التي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة، وليس الأمر كذلك.
*وأين تكمن المشكلة في الربط بين عدد حوادث الكسوف والخسوف والذنوب؟
- يترتب على الربط بينهما مفاهيم خاطئة وهي: أن كثرة المعاصي تستدعي كثرة حوادث الكسوف والخسوف، وقلة المعاصي تستوجب قلتها! .. وأن حوادث الكسوف والخسوف في هذا العصر أكثر من العصور التي قبله! .. وأننا لو افترضنا جدلاً وجود عباد أتقياء أنقياء أصفياء لا يعصون الله ما أمرهم فإن حوادث الكسوف والخسوف تعدم بناءً على المعادلة السابقة! .. وأن وقوع الكسوف العظيم يوم وفاة ابن الرسول صلى الله عليه وسلم الموافق 29 شوال من عام 10ه كان بسبب كثرة الذنوب في المدينة! .. الي جانب أن ظاهرة الكسوف والخسوف لا تقع في الكواكب والأجرام الأخرى لعدم وجود بشر يذنبون! .. هذه جملة من اللوازم (المنكرة والعجيبة) تلزم من يقول بالارتباط بين الذنوب وحوادث الكسوف والخسوف.
*ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم لما حصل الكسوف فزع ونادىا للصلاة؟
- هذا صحيح ونبينا صلى الله عليه وسلم نفى أن يكون موت ابنه إبراهيم سبب الكسوف آنذاك، وفي الوقت نفسه لم يربط الكسوف بذنوب ومعاصي الناس، بقدر أن الظاهرة آية عظيمة مخيفة وتذكير من الخالق لخلقه أن يفزعوا إليه بالصلاة والصدقة والاستغفار والتكبير وعمل الصالحات وترك المنكرات.
* وما الجواب على المقولة المغلوطة السابقة؟
- الفلكيون قديماً وحديثاً يعلمون وقت حدوث الكسوف والخسوف في اليوم والساعة، بل وحتى في الدقيقة وفي مكانه وشكله وحجمه وهذا أمر واقع مشاهد فلا يمكن حسياً أن يحدث الكسوف في غير أوقاته المقدرة، وشيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله قال: "الخسوف والكسوف لهما أوقات مقدرة كما لطلوع الهلال وقت مقدر ... قال تعالى: (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ)، قال: "وأما العلم بالعادة في الكسوف والخسوف فإنما يعرفه من يعرف حساب جريانهما، وليس خبر الحاسب بذلك من باب علم الغيب …" أ. ه. وعليه أقول: إن القول بأن حوادث الكسوف والخسوف كثرت في هذا العصر بسبب المعاصي والفتن قول يحتاج إلى دليل شرعي أو حتى حسي، إذ ان الواقع المشاهد والمرصود لحوادث الكسوف والخسوف دل على خلاف ما ذكر، وكما أن عدد هذه الحوادث غير مرتبط بموت أحد أو حياته كما دلت على ذلك النصوص، أيضاً كثرة الكسوف وقلته ليست مرتبطة بالمعاصي والذنوب؛ كما هو الحال في بعض الحوادث الأرضية التي يمكن إيجاد ربط بينها وبين ذنوب البشر على ما دل عليه الشرع والواقع -والله أعلم-.
الدليل والحجة .. !
* وهل لديكم دليل شرعي يدعم ما ذهبتم إليه؟
- الذين يثبتون العلاقة بين المعاصي والكسوف والخسوف هم المطالبون بدليل صحيح وصريح، أما من ينفي فهو على الأصل وهو العدم حتى يقوم الدليل، ومع ذلك أقول الدليل الشرعي هو عدم وجود الدليل و-الله أعلم-.
* كيف لا توجد علاقة بين المعاصي والفتن وحوادث الكسوف والخسوف والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولكن الله تعالى يخوف بهما عباده)؟.
- شروق الشمس وغروبها آيتان، والليل والنهار آيتان، والأرض ودورتها آيتان، والبرق والرعد آيتان، والسماوات ونجومها آيات بينات، والآيات على ضربين كما قال أبو بكر ابن العربي رحمه الله "منها مستمرة عادة؛ فيشق أن تحدث بها عبادة، ومنها ما يأتي نادراً فشرع للنفس البطَّالة الآمنة التعبد عند جريان ما يخالف الاعتياد تذكيراً لها وصقلاً لصدئها " أ. ه.، والكسوف (تخويف) في حد ذاته وليس (عقوبة) كما قال صلى الله عليه وسلم (يخوف الله بهما عباده) قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله " ... فذكر أن من حكمة ذلك تخويف العباد كما يكون تخويفهم في سائر الآيات " أ. ه، وقال
(يُتْبَعُ)
(/)
تعالى (وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا).
* إذاً ما الحكمة من وقوع هذه الحوادث؟
- البر والفاجر المسلم والكافر محتاج إلى مشاهد كونية كالكسوف كيما تحمله على التوبة والأوبة، ولذلك يجريها الله تعالى على خلقه كل حين، قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: "وقد أخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن كسوف الشمس وخسوف القمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده، والعباد في أشد الحاجة إلى التخويف والإنذار من أسباب العذاب في كل وقت " أ. ه، ومشروعية الصلاة والدعاء والصدقة عند حدوث الكسوف والخسوف ليست بسبب زيادة المعاصي والفتن، بل كما قال ابن القيم رحمه الله " وأمر النبي صلى الله عليه وسلم عنده بما أمر به من العتاقة والصلاة والدعاء والصدقة كأمره بالصلوات عند الفجر والغروب والزوال " أ. ه.
الخوف من باطن الأرض
* مع تقدم العلم والرصد: هل تم اكتشاف خطورة حسية ناتجة عن الكسوف؟، وهل وصل ذلك إلى الحقيقة العلمية أم لا يزال نظرية تحتاج إلى استقراء وتثبُّت؟
- في حالة الكسوف تكون الشمس والقمر على خط واحد وهذا -والله أعلم- سيضاعف جاذبيتهما على الأرض فيحدث المد والجزر بشكل مضاعف، والأخطر من ذلك باطن الأرض المنصهر يتأثر بتلك الجاذبية العظيمة (وقد) تتفاعل القشرة الأرضية باهتزازات زلزالية تحدث مع الكسوف أو بعده في محيط مسار الكسوف الكلي أو حوله، وهناك شواهد مرصودة لهذا من بعض المراقبين، لأن ظاهرة الجذب من قبل الشمس والقمر لا تؤثر على السوائل فقط، بل وحتى على اليابس من قشرة الأرض!، حيث يرتفع اليابس وينخفض مرتين في اليوم بمقدار 28 سم، والإنسان طبعاً لا يشعر بهذا بسبب أن هذا يقع في وقت واحد للقارة بأجمعها والله تعالى يقول: (ءَأَمِنتُم مَّن فِى ?لسَّمَاءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ ?لْأَرْضَ فَإِذَا هِىَ تَمُورُ)، أي تتحرك تذهب وتجيء وتضطرب، لذا وجه عليه الصلاة والسلام حال الكسوف بقوله: (فَصَلُّوا وَادْعُوا اللَّهَ حَتَّى يُكْشَفَ مَا بِكُمْ) علها تدفع الشرور والنكبات عن الإنسان، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: (فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَصَلُّوا) ولم يقل: (فإذا وقعا فصلوا) لأن منطقة الخطر تكون محصورة في منطقة الرؤية التي تتعرض لشد مضاعف من النيرين خاصة منطقة الكسوف الكلي وما حولها، هذا وقد تتكشف لنا حكمة وعلة أخرى في المستقبل (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) ولله في خلقه شؤون .. ولمتابعة لصيقة لظروف الكسوف وما يصاحبه من آثار، "جوال كون" والذي يشرف عليه د. المسند سيقوم وكالعادة بالمتابعة الآنية لهذا الحدث، وللاشتراك أرسل 1 إلى 88519 لمشتركي الجوال.
المصدر: جريدة الرياض
http://www.alriyadh.com/2010/01/10/article488512.html
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 Jan 2010, 02:17 م]ـ
الأخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحت مقال قد يخالف المقال أعلاه
أضعه بين يديكم
لنتأمل ونتدارس طرق الاستدلال كيف إذا كانت غير صحيحة توصل قطعاً إلى نتائج غير صحيحة
لا تبخلو علينا بأرائكم السديدة وفقكم الله لكل خير
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 Jan 2010, 02:18 م]ـ
د. محمد بن خالد الفاضل
لجينيات ـ كثر الحديث عن هذا الموضوع في هذه الأيام , ونحن حديثو عهد بخسوف القمر في منتصف محرم , واستاء الناس كثيراً من تصريح لأحد الفلكيين السعوديين في إحدى الصحف المحلية عندما قال: (وكان الناس في الماضي يعتقدون أشياء لا أساس لها من الصحة , فكانوا ينسبون هذه الظواهر لغضب الرب , إلا أن الأبحاث العلمية في العصر الحديث بينت أن الخسوف يحدث عندما تقع الشمس والأرض والقمر جميعها على امتدادٍ واحد ... ) ولست أسيء الظن بهذا الفلكي , وإنما أراه اجتهد اجتهاداً مبنياً على الجهل بالجانب الشرعي لهذه القضية المحكومة بعدد من الأحاديث النبوية التي بلغت أعلى درجات الصحة والقبول فهي في صحيح البخاري و صحيح مسلم أو فيهما معاً , فلا يحسن بمسلم مهما بلغ من منزلة في علم الفلك أو غيره من العلوم أن يتجاهل مثل هذه الأحاديث حتى ولو لم يكن يعرف كنهها والمراد منها , ويكفيه أنها صادرة عن الرسول – صلى الله عليه وسلم - , الذي زكاه ربه بقوله: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى? إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى?) ,
(يُتْبَعُ)
(/)
وأوجب علينا إتباعه والأخذ عنه بقوله تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) أليس الرسول – صلى الله عليه وسلم – هو الذي فصّل لنا أحكام الصلاة والزكاة والصيام والحج وغيرها , من حيث العدد والوقت والكيفية والهيئة وغير ذلك؟ فكيف نستسلم لهذه الأحكام طائعين مختارين في حياتنا اليومية دون سؤال أو اعتراض أو افتيات , ثم بعد ذلك نفتات عليه ونتجاوز في أحكام الكسوف والخسوف , وقد نُقل عنه – صلى الله عليه وسلم – أنه لما كسفت الشمس فزع فزعاً شديداً , قال أبو موسى – رضي الله عنه -: (خسفت الشمس فقام النبي فزعاً يخشى أن تكون الساعة فأتى المسجد فصلى بأطول قيامٍ وركوعٍ وسجودٍ رأيته قط يفعله , وقال: هذه الآيات التي يرسل الله لا تكون لموت أحدٍ ولا لحياته ولكن يخوف الله بها عباده , فإذا رأيتم شيئاً من ذلك فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره) رواه البخاري ومسلم.
وقد بلغ من فزعه – وهو أعلم الناس بربه – أنه أخطأ فلبس رداء بعض نسائه , كما قالت أسماء – رضي الله عنها -: (فأخطأ بدرع حتى أُدرِك بردائه بعد ذلك) رواه مسلم. ومن مظاهر فزعه – عليه الصلاة والسلام - , إطالته الصلاة طولاً غير معهود , مع أنه يأمر بالتخفيف , قال جابر – رضي الله عنه -: (فأطال القيام حتى جعلوا يخرّون) رواه مسلم. وأكدت ذلك أسماء – رضي الله عنها – بقولها: (فأطال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - , القيام جداً حتى تجلاني الغَشْي , فأخذت قربة من ماء إلى جنبي فجعلت أصب على رأسي أو على وجهي من الماء) رواه البخاري ومسلم. وفي الموضوع أحاديث صحيحة أخرى رواها البخاري ومسلم عن عائشة – رضي الله عنها - , وعن أبي بكرة , وعن أسماء وفيها أمر بالصلاة والذكر والاستغفار والصدقة والتعوذ من عذاب القبر , بل والعتق , فقد روى البخاري عن أسماء – رضي الله عنها – قولها: (لقد أمر النبي – صلى الله عليه وسلم – بالعتاقة في كسوف الشمس).
فأي كتاب عندنا بعد كتاب الله أصح من صحيح البخاري ومسلم , فهل نصدق قول الرسول وعمله الذي نقل إلينا من نسائه وصحابته نقلاً صحيحاً بحركاته وسكناته , أو نصدق صاحبنا الفلكي الذي علم شيئاً قليلاً فجزم به وتجاهل أموراً أخرى مهمة في الموضوع لا يحسن بمثله تجاهلها , خصوصاً وأنه قد وقع في مثل هذه الهفوة في منتصف صفر من العام الماضي , ورد عليه الشيخ العلامة د. صالح الفوزان وأبان له الصواب في ذلك , نسأل الله لنا وله الهداية وسائر المسلمين.
وهذه القضية – لمن بحث عن الحق – ليست من القضايا المبهمة أو الشائكة أو المغمورة , خصوصاً في ظل ثورة المعلومات عبر شبكة الإنترنت العالمية , ومن نعم الله علينا أن علم علمائنا الراسخين الأحياء منهم والأموات قد قيّض الله له من يخدمه ويقربه لطالبيه عبر مواقع أنشئت لهذا الغرض , ولا يكلفك استفتاء علاّمتنا الكبير سماحة الشيخ ابن باز , أو سماحة تلميذه العلامة ابن عثيمين أو غيرهما إلا لمسة زر تدخلك إلى موقعه الجميل المرتّب المبوّب , وفي هذا الموضوع يقول الشيخ ابن باز – رحمه الله -: (وما يقع من خسوف أو كسوف في الشمس والقمر ونحو ذلك مما يبتلي الله به عباده هو تخويف منه سبحانه وتعالى وتحذير لعباده من التمادي في الطغيان , وحثٌ لهم على الرجوع والإنابة إليه ... ) ويقول: (وكونها آية تعرف بالحساب لا يمنع كونها تخويفاً من الله جلّ وعلا وأنها تحذير منه سبحانه فإنه هو الذي أجرى الآيات , وهو الذي رتب أسبابها ... ) , وسئل الشيخ ابن عثيمين عن اثنين تنازعا في الكسوف: أهو غضب من الله , أم تخويف منه , فقال سماحته: (المصيب من قال إنه تخويف ; لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – صرح بذلك , فقال: يخوف الله بهما عباده , لكن قد يكون هذا التخويف لعقوبة انعقدت أسبابها , ولهذا أمر الناس بالفزع إلى الصلاة والدعاء والاستغفار والصدقة والتكبير .. ) , وقد أُشبع هذا الموضوع بحثاً في مواقع الإنترنت , وقد استفدت كثيراً من خطبة الشيخ إبراهيم الحقيل , ومن موضوع لـ (فتى الظل) موجودين في عدد من المواقع , وإني لأعجب كيف تخفى هذه القضية على حبيبنا الفلكي , وأهل الفلك أكثر الناس علماً بعظمة هذا الكون ومجراته وكواكبه ونجومه , والطبيعي أن يكونوا أكثر الناس رهبة وخوفاً من أي تغيير يحصل فيه صغيراً كان أم كبيراً , وكأن الله سبحانه وتعالى – وله المثل الأعلى – يقول لنا: هذه الكواكب تسير أمامكم ليلاً ونهاراً بإتقان بديع , وقد تخرج عن مسارها سويعات , فأيّ قوة في الأرض تستطيع أن تخرجها؟ وأيّ قوة تستطيع أن تعيدها إذا خرجت؟ , ولعل هذا هو معنى قوله تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى? يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَ?هٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ. قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى? يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَ?هٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفلا تُبْصِرُونَ. وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
بلى والله سنشكرك يا ربنا ونحمدك ونثني عليك بما أنت أهله, ولا يسعنا إلا ما وسع رسولك وحبيبك – صلى الله عليه وسلم – الذي شرفته بقولك: (وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما) , وصدق الله العظيم في قوله الكريم: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ). نسأل الله أن يزيدنا منه خشية ورهبة , وفيه رجاءً ورغبة.
د. محمد بن خالد الفاضل
أستاذ اللغة العربية
جامعة الأمير سلطان
المصدر: موقع لجينيات
http://208.43.93.63/index.cfm?do=cms.con&contentid=32141
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[13 Jan 2010, 11:02 م]ـ
المقال الثاني أضعف بكثير من الأول في نظري، إذ خلاصته أن الكسوف من الآيات التي يخوف الله بها عباده، وهذا ما لم ينكره المقال الأول، انظر إلى قوله:
ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم لما حصل الكسوف فزع ونادىا للصلاة؟
- هذا صحيح ونبينا صلى الله عليه وسلم نفى أن يكون موت ابنه إبراهيم سبب الكسوف آنذاك، وفي الوقت نفسه لم يربط الكسوف بذنوب ومعاصي الناس، بقدر أن الظاهرة آية عظيمة مخيفة وتذكير من الخالق لخلقه أن يفزعوا إليه بالصلاة والصدقة والاستغفار والتكبير وعمل الصالحات وترك المنكرات.
وشيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله قال: "الخسوف والكسوف لهما أوقات مقدرة كما لطلوع الهلال وقت مقدر ... قال تعالى: (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ)، قال: "وأما العلم بالعادة في الكسوف والخسوف فإنما يعرفه من يعرف حساب جريانهما، وليس خبر الحاسب بذلك من باب علم الغيب …" أ. ه.
* إذاً ما الحكمة من وقوع هذه الحوادث؟
- البر والفاجر المسلم والكافر محتاج إلى مشاهد كونية كالكسوف كيما تحمله على التوبة والأوبة، ولذلك يجريها الله تعالى على خلقه كل حين، قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: "وقد أخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن كسوف الشمس وخسوف القمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده، والعباد في أشد الحاجة إلى التخويف والإنذار من أسباب العذاب في كل وقت " أ. ه، ومشروعية الصلاة والدعاء والصدقة عند حدوث الكسوف والخسوف ليست بسبب زيادة المعاصي والفتن، بل كما قال ابن القيم رحمه الله " وأمر النبي صلى الله عليه وسلم عنده بما أمر به من العتاقة والصلاة والدعاء والصدقة كأمره بالصلوات عند الفجر والغروب والزوال " أ. ه
وهذه النقطة الأخيرة هي التي تهدم ما رمي به هذا الفلكي، فهو يصل إلى النتيجة التي نتفق عليها جميعا والحمد لله.
وكل ما نقم عليه أنه أراد تصحيح معلومة واحدة وهي (أن هذا الكسوف لا علاقة له طردية وعكسية كثرة وقلة بالذنوب، بل هما آيتان من آيات الله الظاهرة جعلهما الله تخويفا لعبادة، كما جعل الشمس والقمر آيتين من آياته الظاهرة على منته ونعمته، وكل هذه الآيات له نظام لا يختلف، ونظامه هذا لا يمس بخصيصة التأثر والاعتبار التي ينبغي أن يكون عليها المؤمن عند مشاهدتها) وهذا كلام صحيح لا غبار عليه، وإن كان في عبارته ما قد يؤاخذ به، لكن المطلوب في الإنكار أن ننظر إلى مآلات القول وحقيقة المراد به، وأن نفسر كلام القائل بكلامه هو، فنرد متشابهه إلى محكمه، لا إلى مجرد لفظة لم يحسن فيها التعبير.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 Jan 2010, 11:29 م]ـ
د. محمد بن خالد الفاضل
لجينيات ـ وإني لأعجب كيف تخفى هذه القضية على حبيبنا الفلكي , وأهل الفلك أكثر الناس علماً بعظمة هذا الكون ومجراته وكواكبه ونجومه , والطبيعي أن يكونوا أكثر الناس رهبة وخوفاً من أي تغيير يحصل فيه صغيراً كان أم كبيراً , وكأن الله سبحانه وتعالى – وله المثل الأعلى – يقول لنا: هذه الكواكب تسير أمامكم ليلاً ونهاراً بإتقان بديع , وقد تخرج عن مسارها سويعات , فأيّ قوة في الأرض تستطيع أن تخرجها؟ وأيّ قوة تستطيع أن تعيدها إذا خرجت؟ ......
د. محمد بن خالد الفاضل
أستاذ اللغة العربية
جامعة الأمير سلطان
المصدر: موقع لجينيات
http://208.43.93.63/index.cfm?do=cms.con&contentid=32141
هل الكسوف أو الخسوف ناتج عن خروج الشمس والقمر عن مسارهما؟
لا أعتقد أن هذا صحيحا وهنا نقع فيما ننكره على الآخرين وهو القول في جوانب ليست من اختصاصنا وليست لدينا المعلومة الصحيحة عنها من أهل الاختصاص.
واشكر الأخ العبادي على الجوانب التي تناولها وهي صحيحه لو تنبه لها الدكتور محمد لربما ما احتاج إلى كتابة المقال.
أيها الفضلاء من مشاكلنا أنا نستعجل الرد على بعض الأمور قبل أن نتدبر القول فيها.
ـ[عصام العويد]ــــــــ[15 Jan 2010, 02:19 ص]ـ
التخويف بشيء في زمن دون غيره لا يكون إلا لسبب يقتضيه:
عند ابن أبي شيبة وفي السنن الكبرى للبيهقي بإسناد صحيح من طريق عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِى عُبَيْدٍ قَالَتْ:
زُلْزِلَتِ الأَرْضُ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ حَتَّى اصْطَفَقَتِ السُّرُرُ وَابْنُ عُمَرَ يُصَلِّى فَلَمْ يَدْرِ بِهَا، وَلَمْ يُوَافِقْ أَحَدًا يُصَلِّى فَدَرَى بِهَا فَخَطَبَ عُمَرُ النَّاسَ فَقَالَ: أَحْدَثْتُمْ لَقَدْ عَجِلْتُمْ.
قَالَتْ: وَلاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ قَالَ لَئِنْ عَادَتْ لأَخْرُجَنَّ مِنْ بَيْنِ ظَهْرَانَيْكُمْ.
وفي تفسير الطبري عن قتادة، قوله (وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا)
وإن الله يخوّف الناس بما شاء من آية لعلهم يعتبرون، أو يذكَّرون، أو يرجعون.
[قال قتادة]: ذُكر لنا أن الكوفة رجفت على عهد ابن مسعود،
فقال: يأيها الناس إن ربكم يستعتبكم فأعتبوه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Jan 2010, 06:59 ص]ـ
فرق بين الزلزلة وبين الخسوف الكسوف
أقصد في أثرهما على الناس
فالزلزال لا يمكن إلا أن ترى أثر الخوف على من يعايشه وذلك لما له من آثار مدمرة معنوية ومادية، فهو يذهب باستقرار الأرض المألوف والذي لا تكون الحياة بدونه وما يتبع ذلك من أضرار مادية كتهدم البنيان ونحوه، وهذه مصيبة والعلاقة بين المصائب والذنوب واضحة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
أما الخسوف والكسوف فأثرهما على الناس من ناحية التخويف ليس اضطراريا فنحن نرى أن من الناس من ينظر إلي الحدث نظرة عادية لا تزيد عن الانبهار لأنه خرج عن المألوف، أما أهل الإيمان فهم ينظرون إليه كحدث يثير الخوف في النفوس لما تقرر عندهم من أن هذه النعم إنما أمر وجودها وبقائها وزوالها هو بيد الله تعالى ويتذكرون أنها ستزول حتما يوم ما بزوال هذه الدنيا وما يتبع ذلك من حساب وعقاب وجزاء وأن النجاة لن تكون إلا برحمة الله لمن آمن وعملا صالحا، وأيضا اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في خوفه ووجله صلوات ربي وسلامه عليه.
وربما كانت عبارة الدكتور عصام:
"التخويف بشيء في زمن دون غيره لا يكون إلا لسبب يقتضيه"
صحيحة
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[16 Jan 2010, 10:26 م]ـ
الغريب أن الناس في هذا العصر لا يخافون من هذه الآيات!!
التفسير العلمي للكسوف والخسوف يفسر الخوف الذي كان يشعر به السلف الكرام عند رؤيتهم لهذه الآيات ..
اجتماع النيرين له آثار كبيرة على قشرة الأرض وعلى أجهزة التحسس كارتباك بندول الساعة، وخاصة في الجهة التي لا تكون فيها الشمس مكسوفة .. حتى قالوا إن هناك شدّاً يتزايد على تلك الجهة، ويظل على ذلك على يكشف الكسوف.
وفي الحديث أن النبيء صلى الله عليه وسلم وهو أعلم الناس بربه كان يظنها الساعة.
وذلك والله أعلم لأن الشمس تصير في الكسوف كالكرة المنطفئة، وهو لمح التشابه بين الأمرين (إذا الشمس كورت) ..
فسبحان الله.(/)
كسوف للشمس الجمعة المقبلة والله المستعان
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[11 Jan 2010, 01:09 ص]ـ
تشهد سماء المملكة يوم الجمعه المقبل أول كسوف للشمس للعام الهجري الجديد وهو كسوف جزئي حيث ستتفاوت نسبة الجزء المحتجب من قرص الشمس من منطقة الى اخرى ففي المنطقة الوسطى سيحتجب 21% وفي الغربية 29.9% وكلما اتجهنا إلى الشمال تقل تلك النسبة نظر لابتعاد تلك المناطق عن مسار الكسوف ولكن وكلما اتجهنا جنوب الجزيرة العربية فان نسبة الاحتجاب سوف ترتفع نظرا لقرب تلك المناطق من مسار الكسوف. و خلال رحلة الكسوف التي سوف تستمر 3 ساعات تقريبا، فان الكسوف سوف يقطع حوالي 12.900 كيلومتر وهو ما يغطي 0.87% من سطح الأرض.
وبين المهندس ماجد ابوزاهرة رئيس الجمعية: ان الكسوف في شكلة العام هو كسوف حلقي وسوف يكون مشاهدا وسط إفريقيا والمحيط الهندي وشرق آسيا وسوف يشاهد في شكله الجزئي في معظم إفريقيا واسيا واندونيسيا بما في ذلك سماء المملكة ومساحات واسعة من الوطن لعربي.
واضاف أن مسار الكسوف الحلقي سوف يبدأ في تمام الساعة 08:14 صباحا بتوقيت مكة المكرمة في معظم غرب جمهورية إفريقيا الوسطى. وبسبب إن القمر سيعبر من خلال نقطة الأوج بعد يومين وتحديدا في 17 يناير وفي تمام الساعة 04:41 مساء فهو سيكون على مسافة كبيرة من الأرض، لذا سوف يحدث مسار عريض للكسوف الحلقي. ويتحرك الكسوف باتجاه الشرق سوف يقطع أوغندا وكينيا والأجزاء الجنوبية من الصومال وسوف يدوم الكسوف الحلقي من 7 إلى 9 دقائق.
عقب مرور ساعتين سوف يقطع المحيط الهندي، ورحلته البطيئة سوف تتحول من الجنوبي الشرقي إلى الشمال الشرقي وسوف تكون لحظة ذروة الكسوف الحلقي في تمام الساعة 10:06:33 صباحا وفي هذه اللحظة سوف يدوم الكسوف الحلقي 11 دقيقة و 8 ثوان ويكون عرض المسار 333 كيلومتر والشمس على ارتفاع 66 درجة فوق الأفق المسطح للمحيط الهندي. وهذا الكسوف الحلقي يعتبر الأطول ولن يتكرر بمثل هذا الطول في مدة بقاءه إلا بعد أكثر من 1000 سنه وتحديدا في 23 ديسمبر 3043.
وسوف يكون بداية الكسوف الجزئي في مكة المكرمة الساعة 7.40 الكسوف ويبلغ الكسوف ذروته الساعة 8.55 عنها يكون الجزء المحتجب 29% من قرص الشمس على ان الكسوف ينتهي في الساعة 10.29 ص نهاية الكسوف الجزئي
من جهه اخرى تقيم الجمعية رصد فلكي للظاهرة بحديقة المركز الطبي الدولي ودعت الطلاب في كافة المراحل الدراسية والمهتمين بالظواهرة الفلكية للمشاركة حيث سيتم توزيع نظارات خاصة برصد الكسوف. وحذرت الجمعية من النظر المباشر الى قرص الشمس من خلال العين المجردة أو التلسكوب أو الدربيل في وقت الكسوف لان ذلك ما يسبب في حرق شبكية العين ويجب اخذ الحيطة والحذر
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[11 Jan 2010, 05:07 م]ـ
للرفع
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[13 Jan 2010, 04:02 م]ـ
بعد غد يا أخوة(/)
معلومات عن مسابقة غانم آل ثاني بالدوحة للقرآن الكريم
ـ[محمد بن عبدالعزيز الخضيري]ــــــــ[11 Jan 2010, 04:55 م]ـ
"جيل قرآني" هدف "مسابقة غانم" بالدوحة
أحمد عبد السلام
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1262372205421&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout
المسابقة تهدف لتشجيع الالتحاق بمراكز التحفيظ
الدوحة- «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» .. كان ذلك الحديث النبوي الشريف حاضرا بقوة في مراكز ودور تحفيظ القرآن الكريم بالدوحة على مدار الفترة الماضية، في إطار استعدادات منتسبيها لمسابقة الشيخ غانم بن علي آل ثاني لحفظ القرآن الكريم وتفسيره وتجويده التي شهدتها البلاد على مدار الأسبوعين الماضيين، وينتظر توزيع جوائزها يوم 22/ 1/2010.
وتهدف المسابقة التي تبلغ جوائزها أكثر من مليوني ريال (نصف مليون دولار) لتشجيع أبناء المسلمين ذكورا وإناثا على حفظ كتاب الله تعالى حفظا متقنا ومجودا؛ للمساهمة في إخراج جيل قرآني متميز في حفظه وأدائه وأخلاقه، بحسب القائمين عليها.
ومنذ انطلاق المسابقة في 26 ديسمبر 2009 وحتى اختتامها في 8 يناير 2010، تحولت مراكز ودور تحفيظ القرآن الكريم إلى خلية نحل لا تهدأ؛ فهذا يتلو ما حفظه، وهذا يراجع ما يحفظه، وهذا يستذكر أحكام التجويد، والآخر يطالع تفسير بعض السور، وذلك استعدادا لخوض المسابقة التي تتنوع فروعها ما بين الحفظ والتجويد والتفسير.
1600 متسابق
طالع أيضا:
أم سارة .. بشائر أول مدرسة قرآنية أون لاين
الواجب المعرفي تجاه القرآن
الشيخ خالد بن محمد بن غانم آل ثاني المشرف على المسابقة أوضح في تصريحات صحفية أن المسابقة تسعى إلى تحقيق عدة أهداف أبرزها: تشجيع أبناء المسلمين ذكورا وإناثا في مراكز تحفيظ القرآن الكريم على حفظ كتاب الله تعالى حفظا متقنا ومجودا، وتشجيع الطلاب والطالبات للالتحاق بمراكز تحفيظ القرآن الكريم، وإذكاء روح التنافس بين طلاب وطالبات مراكز التحفيظ من أجل الوصول إلى أعلى درجات الحفظ والإتقان.
وتابع: إضافة إلى تكريم الطلاب المتميزين، وإظهار الحفاوة بهم، وشغل الطلاب بمعالي الأمور، والترفع بهم عن سفاسفها، والمساهمة في إخراج جيل قرآني متميز في حفظه وأدائه وأخلاقه، وإعداد طلاب المراكز للمسابقات المحلية والدولية، ومد الطلاب بأسباب التفوق العلمي (الصبر، والتركيز، وقوة الذاكرة) من خلال حفظ القرآن الكريم.
وبيّن أن آخر أيام المسابقة شهدت تنافسا شديدا بين أصحاب المراكز الأولى عكست قوة الحفظ والإتقان؛ الأمر الذي يشجع جميع الطلاب والطالبات على الالتحاق بمراكز تحفيظ القرآن الكريم.
ويشارك في المسابقة 1600 متسابق ومتسابقة، منهم 1000 طالب من (77) مركزا من مراكز تحفيظ القرآن الكريم للرجال، يقابله 600 متسابقة من (34) دارا من الفتيات ينتسبن لدور تحفيظ القرآن الكريم للنساء والفتيات، وجميع المتسابقين من المنتسبين لمراكز ودور تحفيظ القرآن الكريم التابعة لقسم تحفيظ القرآن الكريم بإدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية أو تقع تحت إشرافه.
تشجيع الالتحاق بمراكز التحفيظ
اقتصار المسابقة على المنتسبين لمراكز ودور التحفيظ أوضح بشكل جلي أحد أبرز أهدافها التي أعلنها الشيخ خالد آل ثاني فيما يتعلق بتشجيع الطلاب والطالبات على الالتحاق بمراكز تحفيظ القرآن الكريم.
وفي هذا السياق بيّن الشيخ خالد أنه بجانب تكريم الطلاب والطالبات سيتم تكريم المراكز والدور المتفوقة، وهناك نقاط لكل مركز مشارك في هذه المسابقة على أساسها يتم تكريم المراكز والدور.
وأفاد بأن ميزانية المسابقة التي تزيد على مليوني ريال ستخصص كمكافآت للحفظة الفائزين ومدرسيهم والإداريين المشرفين على مراكز التحفيظ التي يدرسون فيها.
الحث على المراجعة
بدوره، اعتبر الشيخ محمد يوسف آل إبراهيم عضو لجنة التحكيم أن هذه المسابقة تعد إضافة مهمة لشباب القرآن؛ وذلك لعدة أسباب منها أنها تحثهم وتحفزهم على المراجعة.
وتابع: وتعمل على تكثيف تواجدهم بالمراكز التابعين لها للمراجعة؛ ما يؤدي بالتالي إلى أن يكون حفظهم ممتازا، ومراجعتهم وتلاوتهم ممتازة؛ وهي فائدة ونتيجة حتمية لمن يقوم بالمراجعة والإقبال على كتاب الله"، بحسب جريدة الشرق القطرية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكانت اللجنة المنظمة للمسابقة قد كونت 12 لجنة لاختبارات الطلاب، فيما يشرف على اختبارات النساء إحدى عشرة لجنة كانت تعقد اختباراتها يوميا طوال فترة المسابقة.
وأقيمت الاختبارات على مرحلتين: اختبارات الرجال كانت المرحلة الأولى بدار أروى لتحفيظ القرآن بمنطقة الدفنة، والمرحلة الثانية بقاعة الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود، فيما كانت اختبارات الفتيات والنساء بمركز موزة بنت محمد للقرآن والدعوة بالوعب.
وتتألف اللجان من المشايخ والأئمة والدعاة والحفاظ والمشهود لهم بالكفاءة والإتقان، مع حصول الكثير منهم على إجازات في أكثر من قراءة من القراءات العشر المتواترة للقرآن الكريم.
الأمهات الأميات
وتنقسم المسابقة إلى 11 فئة موزعة على ثلاثة مستويات: ففي مستوى "حفظ القرآن الكريم وتفسيره" تجد عددا من الفئات كل منها على حدة، الفئة الأولى: حفظ القرآن الكريم كاملا مع التجويد وحسن الأداء، مع تفسير مفردات جزء عم كاملا، والفئة الثانية: حفظ 25 جزءا مع التجويد وحسن الأداء، مع تفسير المفردات من سورة الأعلى إلى سورة الناس، والفئة الثالثة: حفظ 20 جزءا مع التجويد وحسن الأداء مع تفسير المفردات من سورة الضحى إلى سورة الناس.
أما المستوى الثاني فيتعلق بحفظ القرآن الكريم فقط، وتنضوي تحته الفئات:
الرابعة: حفظ 15 جزءا مع التجويد وحسن الأداء، والفئة الخامسة: حفظ 10 أجزاء الأخيرة مع التجويد وحسن الأداء، والفئة السادسة: حفظ 5 أجزاء الأخيرة مع التجويد وحسن الأداء، والفئة السابعة: حفظ 3 أجزاء الأخيرة مع التجويد وحسن الأداء، والفئة الثامنة: حفظ جزء "عم" مع التجويد وحسن الأداء، لأمهاتنا الأميات.
أما المستوى الثالث فيتعلق بتلاوة القرآن الكريم وحسن تجويده، ويشمل الفئة التاسعة: تلاوة القرآن الكريم كاملا تلاوة متقنة، مع معرفة الأحكام التجويدية المذكورة في منظومة تحفة الأطفال، لسن (15) سنة فما فوق، والفئة العاشرة: تلاوة نصف القرآن الكريم (المتسابق مخير بين النصف الأول والأخير) لسن (9) سنوات إلى (14) سنة، والفئة الحادية عشرة: تلاوة جزء (عم) لسن (8) سنوات فما دون.
وشهدت المسابقة في دورتها الرابعة (الدورة الحالية) استحداث فرع جديد في حفظ جزء (عم) للأمهات غير المتعلمات؛ الأمر الذي أتاح لهن فرصة المنافسة والفوز بجوائز هذه الفئة التي تصل الجائزة الأولى فيها إلى 5000 ريال.
مراكز التحفيظ بقطر
وبدأ تحفيظ القرآن الكريم في قطر بجهود ذاتية لبعض المشايخ، ومنهم: العلامة عبد الله بن زيد آل محمود، والشيخ عبد العزيز بن محمد المانع، والفاضلة مريم الجيدة، وغيرهم .. شكلت بدايات مسيرة الاهتمام بالقرآن الكريم في البلاد؛ حيث كانوا يتولون تحفيظ القرآن لأبناء الوطن في منازلهم.
ومن ثم انتقلت مراكز التحفيظ للمساجد بفضل توجيهات الشيخ الداعية عبد الله بن إبراهيم الأنصاري، وفي أواسط السبعينيات نظمت المراكز إداريا وفنيا تحت مسمى "إدارة إحياء التراث الإسلامي"، مع تبعيتها لوزارة التربية والتعليم.
وفي سنة 1988 تم إلغاء إدارة إحياء التراث الإسلامي وإسناد بعض مهامها إلى وزارة الأوقاف، في حين احتفظت مراكز التحفيظ عام 1991 بتبعيتها لوزارة التربية والتعليم العالي تحت مسمى "وحدة تحفيظ القرآن الكريم"، قبل أن تنتقل مؤخرا إلى مظلة وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية.(/)
إطلاق خدمة التبرع بالجوال لجمعيات تحفيظ القرآن
ـ[محمد بن عبدالعزيز الخضيري]ــــــــ[11 Jan 2010, 04:59 م]ـ
إطلاق خدمة التبرع بالجوال لجمعيات تحفيظ القرآن
http://aawsat.com/details.asp?section=43&issueno=11365&article=551985&feature=
بإشراف من وزارة الداخلية ومؤسسة النقد
الرياض: «الشرق الأوسط»
لأول مرة، تخوض جمعيات تحفيظ القرآن الكريم في السعودية، تجربة تلقّي تبرعاتها عن طريق رسائل الجوال، في خطوة تأتي بعد نحو شهرين من صدور تعليمات بمنع جمع الأموال لصالح تلك الجمعيات تحوطا من سوء استغلالها.
وقال مصدر في وزارة الشؤون الإسلامية أمس، إن خطوة التبرع بالجوال لجمعيات التحفيظ، ستكون بإشراف من وزارة الداخلية ومؤسسة النقد العربي السعودي (البنك المركزي).
وسيدشن الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس المجلس الأعلى للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، بمكتبه في الوزارة يوم الثلاثاء المقبل، خدمة التبرع للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم عبر الرسائل القصيرة الفارغة « sms».
وأوضح المدير العام للإدارة العامة للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالوزارة الدكتور عثمان بن محمد الصديقي أن التدشين سيتم على هامش اجتماع مجلس الجمعيات بحضور أعضاء المجلس.
وقال إن «هذه الخدمة ستسهم بشكل كبير في دعم الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم التي تشرف عليها الوزارة».
ونوه بما تجده الجمعيات من دعم مادي ومعنوي، ورعاية مستمرة من جانب الدولة. ولفت النظر إلى أن القيادة أرادت مشاركة القطاع الخاص في دعم الدولة في رعايتها للعمل الخيري وفي مقدمة ذلك تعليم القرآن الكريم وتحفيظه وتجويده، وذلك بإتاحة الفرصة للمشروعات التي تعنى بدعم الجمعيات ومنها جمع التبرعات عن طريق رسائل الجوال الفارغة بإشراف من مؤسسة النقد ووزارة الداخلية وجميع الجهات الرسمية وفق التعليمات المنظمة لذلك.
يشار إلى أن آخر إحصائية أصدرتها الإدارة العامة للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم عن الجمعيات أوضحت أن عدد جمعيات القرآن الكريم في مختلف أرجاء المملكة وصل إلى 144 جمعية ما بين رئيسية وفرعية، بينما بلغ عدد الدارسين والدارسات 641.296 وعدد الحلقات التي يدرسون فيها 31.657 حلقة وفصلا نسائيا، وعدد المدرسين 28.609 وعدد الحافظين لكتاب الله 7.249 حافظ وحافظة.
وقد بينت الإدارة العامة للجمعيات بالوزارة المشرفة على مشروع جمع التبرعات لصالح الصندوق الخيري للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، أن عمليات التبرع تتم بإشراف مباشر من مؤسسة النقد العربي السعودي، ودعت الإدارة كل من يرغب في مزيد من المعلومات إلى التواصل معها في مقرها بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة الإرشاد.
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[11 Jan 2010, 08:27 م]ـ
فضيلة الشيخ حفظكم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن تأذنوا لي أن أكتب رأيي في فقه التبرع؛
فإن إقراء القرآن والتعليم من أنشطة المساجد، وللمساجد سنة المؤسسات التي تديرها إدارة الصفة. ومعلوم تاريخيا أن السلف نقل هذه السنة للمدارس التي فرعت عن المساجد.
لا أعلم أصلا لبناء المساجد ولا المدارس من تبرعات المحسنين، وكذلك لا أعلم أنها تدعم بالصدقات. ولكن مثل هذه المؤسسات تبنى بكرائم الأموال لأنه صلى الله عليه وسلم لم يقبل أن يبني المسجد النبوي على أرضه حتى اشتراها من مالكها من كرائم بيت المال.
وليس للمسجد تقبل الصدقات والتبرعات إلا أن تكلف صفته بأعمالهما فتدفع رواتبهم من بند العاملين عليها.
وكانت صفة المسجد النبوي فيها إدارة مالية لتجارات المؤسسة نفسها (المسجد النبوي) بدليل أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلح بين المتخاصمين في الدين في المسجد في غير أوقات جلوسه الإداري لأمر الدولة، ومعلوم حديث خروجه من حجرته وإشارته بيده أن أسقط النصف. والله أعلم
لعلكم مشكورين إذا قرأتم كلامي هذا أن تستفتوا فيه لجنة رسمية وتخبروني بالجواب إن كان في الدواوين تاريخيا من يبني مؤسسات المساجد والمدارس من التبرعات.
أعلم سنتها حكومية كما في المساجد الثلاثة أو أوقافا أو تجارية. ولكن لا أعلم للتبرعات أصلا. والله أعلم(/)
ملتقى المشرفين الأول تحت شعار (نحو احترافية في الأداء وجودة في العمل)
ـ[محمد بن عبدالعزيز الخضيري]ــــــــ[11 Jan 2010, 05:09 م]ـ
http://www.albiladdaily.com/news.php?action=show&id=43430
جريدة البلاد
جدة – بخيت طالع
أكد المهندس عبد العزيز حنفي رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة أن ديننا يأمرنا بالجودة وإتقان العمل والإخلاص فيه وقال في ملتقى المشرفين الأول تحت شعار (نحو احترافية في الأداء وجودة في العمل): إن الجمعية حرصت على الجودة وتطبيقها في كل أعمالها وطبقت التخطيط الاستراتيجي .. وميكنة أعمالها تحقيقاُ لشعارها (جمعية بلاورق)، وترجمت أهدافها الاستراتيجية إلى أهداف تشغيلية بتطبيقها (بطاقة الأداء المتوازن)؛ لتسجل اسمها ضمن أكبر المؤسسات, والشركات العالمية من خلال تطبيقها هذا النظام الذي يعمل به في 70% من أكبر ألف شركة في العالم وأول جمعية خيرية تطبقها في الشرق الأوسط مما أسهم في إقامة عمل مؤسسي. وستطبق الجمعية نظام الجودة العالمي 9001:2008 ISO على جميع العمليات والإجراءات الإدارية بالجمعية.
وأشار إلى أن الجمعية تحرص على تأهيل المعلمين والمشرفين وتأهيلهم وتدريبهم. والارتقاء بهم علمياً ومهارياً،،إتقاناً للعمل وتجويده وتطويره خدمة لكتاب الله تعالى، وبين أن مثل هذا الملتقيات ترتقي بالمشرف من خلال تلاقح الأفكار وتبادل المعارف.(/)
العدد 19 يفرض نفسه في فهرسة مصحف المدينة النبوية
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[12 Jan 2010, 10:58 ص]ـ
العدد 19 يفرض نفسه في فهرسة مصحف المدينة النبوية
لقد تمت قسمة القرآن الكريم إلى ثلاثين جزءا زمن الحجاج بن يوسف الثقفي. وقد سبق أن أوضحنا أن فكرة العدد (30) قد تكون مأخوذة من عدد أيام الشهر , فأما المعيار الذي اعتمد لتحديد الكم (أي مقدار ما يشتمل عليه كل جزء من الآيات) فهو عدد الصفحات. وليس كما يظن البعض أن المعيار هو عدد الآيات أو عدد الحروف. وذلك لما بين أجزاء القرآن من تفاوت واضح بين أعداد الآيات أو أعداد الحروف.
إن أفضل طريقة لقسمة منطقية وعادلة – ونحن نعلم التفاوت الكبير بين آيات القرآن باعتبار طولها وعدد كلماتها وحروفها – هو اعتماد المساحة اللازمة التي يتطلبها كتابة نص ما كوحدة للقياس.
وللتوضيح أقول: إن المساحة اللازمة لكتابة خمسين آية من سورة البقرة , كافية لكتابة 135 آية من سورة الشعراء. (بحدود ست صفحات). وهذا يفسر لنا تماما لماذا كان عدد آيات الجزء الأول في القرآن 141 آية , بينما الجزء الثلاثين كان 564 آية. إن ما يجمع هذين العددين هو التماثل في المساحة اللازمة لكل منهما مقدرة بعدد الصفحات.
وهذا هو ما تم الاعتماد عليه في فهرسة مصحف المدينة النبوية. وما سأكتبه الآن بنيته على ملاحظتي في المصحف , ولا أعلم إن كان قد أشير إلى ذلك من مصدر ما.
والآن لنتأمل كيف تمت فهرسة أجزاء القرآن الثلاثين في مصحف المدينة النبوية:
الجزء الأول:
صفحة البداية (1)
صفحة النهاية (21)
عدد الصفحات المحصورة بين بداية الجزء ونهايته: 19
مجموع أرقام الصفحات الـ 19 المحصورة بين بداية الجزء ونهايته 209 = 11 × 19.
الجزء الثاني:
صفحة البداية (22)
صفحة النهاية (41) , بداية الثالث: (42)
عدد الصفحات المحصورة بين بداية الجزء الثاني وبداية الثالث: 19
مجموع أرقام الصفحات الـ 19 المحصورة 608 = 32 × 19.
الجزء الثالث:
صفحة البداية (42)
صفحة النهاية (61) , بداية الرابع: (62)
عدد الصفحات المحصورة بين بداية الجزء الثالث وبداية الرابع: 19
مجموع أرقام الصفحات الـ 19 المحصورة 988 = 52 × 19.
الجزء الرابع:
صفحة البداية (62)
صفحة النهاية (81) , بداية الخامس: (82)
عدد الصفحات المحصورة بين بداية الجزء الرابع وبداية الخامس: 19
مجموع أرقام الصفحات الـ 19 المحصورة 1368 = 72 × 19.
الجزء الخامس:
صفحة البداية (82)
صفحة النهاية (101) , بداية السادس: (102)
عدد الصفحات المحصورة بين بداية الجزء الخامس وبداية السادس: 19
مجموع أرقام الصفحات الـ 19 المحصورة 1748 = 92 × 19.
الجزء السادس:
صفحة البداية (102)
صفحة النهاية (121) , بداية السابع: (122)
عدد الصفحات المحصورة بين بداية الجزء السادس وبداية السابع: 19
مجموع أرقام الصفحات الـ 19 المحصورة 2128 = 112 × 19.
الجزء السابع:
صفحة البداية (122)
صفحة النهاية (141) , بداية الثامن: (142)
عدد الصفحات المحصورة بين بداية الجزء السابع وبداية الثامن: 19
مجموع أرقام الصفحات الـ 19 المحصورة 2508 = 132 × 19.
الجزء الثامن:
صفحة البداية (142)
صفحة النهاية (161) , بداية التاسع: (162)
عدد الصفحات المحصورة بين بداية الجزء الثامن وبداية التاسع: 19
مجموع أرقام الصفحات الـ 19 المحصورة 2888 = 152 × 19.
الجزء التاسع:
صفحة البداية (162)
صفحة النهاية (181) , بداية العاشر: (182)
عدد الصفحات المحصورة بين بداية الجزء ونهايته: 19
مجموع أرقام الصفحات الـ 19 المحصورة 3268 = 172 × 19.
الجزء العاشر:
صفحة البداية (182)
صفحة النهاية (201) بداية الحادي عشر: (202)
عدد الصفحات المحصورة بين بداية الجزء العاشر وبداية الحادي عشر: 19
مجموع أرقام الصفحات الـ 19 المحصورة 3648 = 192 × 19.
الجزء الحادي عشر ................ إلى الجزء الثلاثين
الملاحظات:
1 - لقد خصصت الصفحة رقم 1 لسورة الفاتحة , فالصفحات العشرين التالية للجزء الأول , إضافة إلى صفحة الفاتحة. وبذلك يكون عدد صفحات الجزء الأول 21 صفحة , وعدد الصفحات المحصورة بين البداية والنهاية 19 .. (وهذه لفتة ذكية جدا).
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - ابتداء من الجزء الثاني وحتى الجزء الثلاثين , تمّ تخصيص 20 صفحة لكل جزء. وقد أدى ذلك إلى أن يكون عدد الصفحات المحصورة بين بداية كل جزء وبداية الذي يليه 19 صفحة , ومن الطبيعي أن يكون مجموع أرقامها عدد من مضاعفات الرقم 19.
3 - عدد الصفحات بين بداية كل جزء وبداية الجزء الذي يليه 20 صفحة. مما يجعل من السهل جدا على المتدبر تعيين الصفحة التي يبدأ عندها كل جزء في القرآن؛ يكفي أن يعرف أن الجزء الثاني يبدأ عند الصفحة 22 , ويزيد على هذا العدد 20 لكل جزء:
22/ 42/62/ 82/102/ 122/142/ 162/182/ 202/222/ 242/262/ 282 ......
4 - مما يترتب على هذا التقسيم سهولة تعيين أين يبدأ كل جزء وأين ينتهي , وما هي أرقام صفحات الجزء , وما مجموعها , دون حاجة إلى آلة حاسبة.
5 - أنبه إلى أن هذا التنسيق الرائع ليس من الإعجاز العددي في القرآن , كما ظن البعض , وما قد يظن البعض مستقبلا.
6 - تطبيقات:
(1) أين يبدأ الجزء الخامس , وأين ينتهي؟ وما مجموع أرقام الصفحات المحصورة بين الجزأين الخامس والسادس؟
- بما أن عدد صفحات كل جزء 20 , فعدد صفحات الأجزاء الأربعة الأولى هو 80 , + 1 رقم صفحة الفاتحة + 1 بداية الجزء الخامس = 82. إذن يبدأ الجزء الخامس عند الصفحة 82 (80 + 1 + 1 = 82).
- بما أن كل جزء 20 صفحة , فالجزء الخامس ينتهي عند الصفحة 101 (82+19).
ويبدأ السادس عند الصفحة 102 (82 + 20).
- مجموع أرقام الصفحات المحصورة بين الجزء الخامس وبداية السادس 19 عددا ومجموعها هو: 92 × 19. (لاحظ أننا نزيد 10 على رقم الصفحة التي يبدأ عندها الجزء) ذلك أنه (سيكون لدينا ابتداء من العدد 83 وانتهاء بالعدد 101 , 19 عددا , العدد المتوسط بينها هو 92 , وحاصل ضربه في 19 هو مجموع أرقام الصفحات) .. وكل ما سنفعله فيما بعد هو زيادة 20 لكل من الأجزاء التالية , نحو:
- مجموع أرقام الصفحات المحصورة بين الجزء الخامس وبداية السادس 92× 19
112 × 19 بين السادس والسابع
132 × 19 بين السابع والثامن
152 × 19 بين الثامن والتاسع
172 × 19 بين التاسع والعاشر
192 × 19 ...... وهكذاحتى نهاية المصحف
(2) في أي جزء تقع الصفحة 167؟
بما أن كل جزء 20 صفحة , فلدينا 8 أجزاء × 20 = 160. ويبقى 7 .. فتكون الصفحة 167 في الجزء التاسع. وبما أن الجزء التاسع يبدأ عند الصفحة 162 , فالصفحة 167 هي الصفحة السادسة من الجزء التاسع.
(3) ما هي الصفحات المخصصة للجزء الخامس عشر؟
بما أن كل جزء 20 صفحة , فعدد صفحات الأجزاء الأربعة عشر الأولى هو 280 + 1 = 281. إذن الجزء الخامس عشر يبدأ عند الصفحة 282 وينتهي بالصفحة 301 (282+19)
-عدد الصفحات المحصورة بين كل جزء وبداية الاخر 19 , وهي هنا:
383/ 84/85/ 86/87/ 88/89/ 90/91/ 92/93/ 94/95/ 96/97/ 98/99/ 400/401 - رقم الصفحة المتوسطة هو 392 , إذن مجموع أرقام الصفحات المحصورة بين بداية الجزء الخامس عشر وبداية السادس عشر هو 392× 19.
والأسهل من ذلك إضافة العدد 10 إلى رقم الصفحة التي بدأ عندها الجزء (382+10).(/)
من رحيق الفرقان يمتص شهدا
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[14 Jan 2010, 05:40 ص]ـ
الإخوة الأفاضل: هاكم المحاولة الشعرية التي أُلقيت في أمسية تأبين فقيد الأمة شيخنا المغفور له بإذن الله الدكتور فريد الأنصاري، معتذرا عن سوء التنسيق الذي لم يمكنيه افتقاد معظم ايقونات الصندوق الماسي بالموقع، وتقول أبيات هذه المحاولة التي ألقيت نيابة عن الطلاب الوافدين للدراسة بالمغرب، محبة ووفاء، مايلي:
ألم ٌ حلَّ بالفؤاد المُعاني = واستبدتْ مشاعرُ الأحزانِ
واكتسى الكونُ حلةً من ظلام = والأسى صاحبٌ بكل مكان
أذرفُ الدمعَ من دمي وبقلبي = حرقةٌ من مرارة الفُقدان
مُذْ تناهى لمسمعي موتُ فذٍ = من أولي الفضل للمكارم بان
سيدٍ ماجدٍ نبيل السجايا = فاضل عالم فريد الزمان
عبقري كريم خلق أديب = "لفظه الدر في عقود الجُمان"
صاحَبَ الذكر في مجالس نورٍ = رَافَقَ الطهر صافي الوجدان
هاشا باشا تراهُ دواما = أريحيَ الرؤى عفيفَ اللسان
ناصحا يرتجي بكل اجتهادٍ = ارتقاءَ النفوس في العُمران
باذلا كلَّ طاقة ليس يألو = " يتوخى كرامة الإنسان"
عاشَ هماً يفوق كل ابتلاءٍ = نصب عينيه أمةَ القرآن
ناءَ بالحملِ، غيرَ أن صمودا = بعثته حرارةُ الإيمان
فانبرى مشعلا يضيء دروبا = طيبَ القصدِ رائعَ التبيان
لؤلؤيا بلفظه ألمعيا = "يخصب الفكر من فنون البيان"
"ينثرُ الدرَ إذ يقوم خطيبا" = نيِّرَ الفكرِ عبقريَ الجنان
يجذب الروح في انسلال عجيب = يرتقيها لطاعة الدِّيان
من رحيق الفرقان يمتص شهدا = منه تسمو النفوس بالإيمان
إيه يالوعتي لفقدك شيخي = كيف أسلو وكيف يحلو لساني؟
بَعْدَكَ اليوم بالمرارة نفسي = جرحها غائرٌ بكل كياني
لست وحدي وإِنْ .. لهان مصاب = إنما الكلُ ذاقَ ممَّا أعاني
ياصروف الزمان روَّعْتِ فينا = أنفسا كم تتوق للإحسان
وقَتَلْتِ البيان غضا نديا= ولِمَ اغْتَلْتِ نَيِّرات الأماني؟
كيف فارقتَ ياحبيبا البرايا = كلَّ فردٍ فينا يَعُدُّ الثوان
لسرورٍ بقربكم ولقاءٍ = ترتجيه النفوس في كل آن
" كيف غادرت والليالي شكولٌ = لم نصل بعد فوق شط الأمان"
أَوَحَقْاً رحلتَ دونَ وداع ٍ = وفَطَرْتَ القُلوبَ بالأحزان
أَوَحَقْاً رأى الوجودُ غروبا = لسراج ٍ بأفقها الأرجوان
واكتسى المغربُ الحبيبُ سوادا = وتوارى به بهاءُ المعاني
بعده لن يُطلّ أيُ نجاحٍ = فلقد غاب فارسُ الميدان
وانتهى بالرحيل منه ضياءٌ = لا طريق ينار للفتيان
ألف كلا؛ فأنت لازلت حيا= ملء روحي وفكرتي وكياني
تملأ الأرض ناشرا أفقَ علمٍ = باقتدار وبلغة في البيان
بمشاريع ضخمة بها نرجو = مدَّ جسر يسير في إمعان
لعلا خير أمة باقتدار = وبهاء ينافس القمران
قرَّ عينا حبيب روحي وهذه = حكمةٌ صاغها فؤادي الحان
إن أرضا أتت بمثلك حينا = لهي حبلى على الدوام بثان
قرَّ عينا فإن خلفك أسداً = من رفاق العلا ودرب التفان
زملاءً يعيشُ في أفئدتهم = همُكم، همُهم عظيم الشان
وشيوخا يُسَخُِّرونَ حياة = لنهوض ٍ بأمة القرآن
وتلاميذَكم على الدرب ساروا = في طموح معزز الأركان
يبذلون الجهود في خير سعي = به يزهو على المدى المغربان
شعلةَ العلم قد تركت منارا = ولها المشرقان يبتدران
فلتطب يافريدُ نفسا فإنا = قد عزمنا المُضي في الإتقان
وسنمضي بما بدأت بعزم = يُحْمَلُ الهمُّ دون أي توان
سائلين الإله رب البرايا = منه عونا محققا للأماني
وشآبيب رحمة منه تترى = في مقام جزاءه جنتان
في نعيم مقيم لا وصب فيه = مع أبرار سورة الإنسان
مع نبي الهدى وممن عليهم = أنْعَمَ اللهُ عالياتِ الجنان
وصلاة المهيمن الفرد تغشى = خاتم الرسل داعي الرحمان
وسلام الإله ينشر فيكم = لكمُ زفَّهُ أسيرٌ يماني
الثلاثاء 10/ 11/2009 - مكناس (تاريخ نظم الأبيات).
ـ[أبو المهند]ــــــــ[16 Jan 2010, 01:10 ص]ـ
بارك الله فيك يا أبا عمر يا أديب المفسرين وجزاك الخير كله على الوفاء المستكن فيك والظاهر منك لأساتذتك ومعلميك وأحبائك، وسلم فمك الذي قال وقلمك الذي كتب، ومتعك يا شيخ محمد بالصحة والعافية.(/)
صدور جريدة المحجة في عددها الخاص المتميز.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[14 Jan 2010, 06:08 ص]ـ
صدرت في الأيام القليلة الماضية جريدة المحجة في عدد متميز موضوعا ومضمونا، خاص بالدكتور: فريد الأنصاري رحمه الله.
وهي متوفرة لمن لم يحصل عليها، او رغب في مطالعتها على الرابط هنا http://www.almahajja.com/index2.htm. بحيث يمكنك تحميل كل الموضوعات التي ترغب فيها بمجرد الضغط على عنوانها.
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[03 Sep 2010, 02:30 ص]ـ
الأخ الفاضل، اشكركم جزيل الشكر على عملكم الذي يعتبر بداية لإحياء عمل الشيخ رحمه الله، فقد انطفأ مصباح، لكن شعاعه لا يجب أن ينطفئ، وهذا هو العمل المطلوب؛ نشر علمه وآثاره، والسير على منهجه القرآني، وهذا أقل القليل مما يمكن أن نعبر له عن حبنا وتقديرنا له، وجزاك الله خير الجزاء والسلام عليكم ورحمة الله.(/)
خبر عاجل عن فيرس جديد منتشر في الإيميلات
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[14 Jan 2010, 11:45 ص]ـ
خبر عاجل هناك رسائل ألكترونية متداوله تحمل في المرفقات صور لشنق الشيخ / أسامة أبن لادن وفي حالة فتح هذه الرسائل فأنها تحطم جهاز الكمبيوتر ولا يمكن أصلاحه .. أذا وصل لك أيميل يحتوي روابط لألقاء القبض علىالشيخ / أسامة بن لادن أو شنق أسامة أبن لادن لاتفتح هذا المرفق .. هذه الرسالة يتم توزيعها خلال دول حول العالم .. الاخذ بعين الاعتبار وارسال هذا التحذير لمن تتعاملون معهم. الرجاء أرسال هذا التحذير لجميع أصدقائك وأقاربك وقوائم الأتصال لديك: يجب أن تكون في حالة تأهب خلال الأيام القادمه.) بغض النظر عمن أرسل لك. Invitation لا تفتح أي رسالة مرفقة بعنوان (دعوه أو ... - - هناك فيروس الشعلة الاولمبية يحرق كامل القرص الصلب في جهاز الكمبيوتر الخاص بك عند فتحه. وهذا الفيروس سوف يتم الحصول عليه من أي شخص لديه عنوان البريد الإلكتروني الخاص بك في قائمة الاتصال، ولهذا السبب يجب عليك إرسال هذا البريد الإلكتروني لجميع جهات الاتصال الخاصة بك. الحصول على هذه الرسالة 25 مرة أفضل من الحصول على الفيروس وفتحه. إذا تلقيت بريد الكتروني بعنوان 'دعوة'، وإن كان بعث بها صديق لاتفتح هذا البريد وأغلق جهازك فوراَ وهذا هو أسوأ فيروس أعلنت عنه قناة السي أن أن؛ وقد صنفته شركة مايكروسوفت بوصفها أخطر فيروس مدمر .. واكتشف هذا الفيروس من قبل شركة مكافي بالأمس ولا يوجد حتى الأن أصلاح لهذا النوع من الفيروسات. هذا الفيروس وببساطة يتلف الملفات الحيويه في القرص و (الخبر الثاني) ____ تحذير عاجل لكل من يستخدم Hotmail و yahoo الخبر بدوون مقدمات لانه لايحتمل التاخير اذا وصلتك اضافه من شخص pavlo _88 @ hotmail .com pavlo _88 @ yahoo .com لاتقبل لانه فايروس يسرق معلومات الكمبيوتر ونرجو من الجميع التعاون في نشر الخبر لآن في حالة فتحه فانك ستخسر ايميلك مع الباسوورد وستظهر عبارة تقول: انت متاخرجدا فحياتك ليست جميلة ... الفايروس اكتشف حديثا من قبل قرصان اسمه مالك الحياة وهم مجموعة من المخترقين الاسرائليين المراهقين تسمي نفسها Kill arabs اي اقتلوا العرب(/)
أرحب بكم في موقعي الجديد [التيسير للقراءات القرآنية و المتون العلمية]
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[14 Jan 2010, 05:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيِّئات أعمالنا، من يهده الله؛ فلا مُضِلَّ له، ومن يضلل؛ فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إلَّا وَأَنتُم مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَازَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكَمْ رَقِيبًا} [النساء: 11].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا. يُصْلحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيماً} [الأحزاب: 70 - 71].
أما بعد، فان أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الامور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
اللهم صلِّ على محمدٍ، وعلى آل محمدٍ؛ كما صليتَ على إبراهيمَ، وعلى آلِ إبراهيمَ، إنك حميدٌ مجيدٌ.
اللهم بارك على محمدٍ، وعلى آلِ محمدٍ؛ كما باركتَ على إبراهيمَ، وعلى آلِ إبراهيمَ، إنك حميدٌ مجيدٌ ".
أما بعد:
أرحب بكم فى موقعي الجديد:
التيسير للقراءات القرآنية و المتون العلمية ( http://www.taiser.net/index.html)
و اخترتُ له اسم التيسير لأسباب منها تيسير العلم الشرعي لطالبيه و ذلك عن طريق المتون العلمية المنظومة و كذلك تيسير علم القراءات القرآنية بتسجيل تلاوات متنوعة بالقراءات القرآنية.
و سميتُه "التيسير" أيضا على كتاب التيسير للإمام أبى عمرو الداني أشهر كتب القراءات و الذى نظمه الإمام الشاطبي فى "حرز الأماني" تفاؤلا أن يكتب الله له القبول و الانتشار كما كتبه لهذا المؤلَّف المبارك.
و إنني إذ أعلن عن افتتاح الموقع رسميا أشكر كل من ساهم معي بجهده و وقته و نصحه فى إعدادالموقع و تصميمه.
أسأل الله أن يجعله [من العلم الذي يُنتفع به، الذى يُؤتي ثماره لصاحبه و هو يتوسد التراب في قبره، و لا تجعله مما ابتُغي به عرض من الدنيا عاريا عن مُتطلبات الدين، فيكون وبالا علينا يوم نلقاك.] (1)
أخوكم / طه الفهد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) من مقدمة التحقيق لكتاب (الموضح فى وجوه القراءات و عللها) للدكتور عمر الكبيسي
ـ[محب القراءات]ــــــــ[14 Jan 2010, 06:06 م]ـ
أسأل الله أن يبارك في جهودكم , وينفع بهذا الموقع المبارك.
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[14 Jan 2010, 08:39 م]ـ
وفقك الله تعالى
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[15 Jan 2010, 01:15 ص]ـ
بارك الله فيكم أخويّ الكرمين محب القراءات و حكيم بن منصور
ـ[أم البنين]ــــــــ[15 Jan 2010, 11:45 ص]ـ
مبارك من القلب
أسأل الله عزوجل أن ينفعنا بهذا الموقع وأن يكون فاتحة خير على طلبة القراءات ومحبي القرآن الكريم!
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[15 Jan 2010, 12:12 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل وبارك لك هذا الموقع الطيب وجعله في ميزان حسناتك ونفع به الإسلام والمسلمين في كل مكان.
وفقك الله تعالى وسددك على طريق الحق والخير دائماً
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[15 Jan 2010, 04:46 م]ـ
بارك الله فيكما أختىّ الكريمتين أم البنين و سمر الأرناؤوط على المرور و التفاعل و الدعاء.
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[15 Jan 2010, 07:50 م]ـ
نبارك لك افتتاح الموقع ونسأل الله أن يكون عونا على إيصال الخير لجميع الناس
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[15 Jan 2010, 10:48 م]ـ
مبارك يا شيخ طه، نفع الله بك وبارك فيك، وجعل ما تقدمون لطلاب العلم في ميزان حسناتكم.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[17 Jan 2010, 12:00 ص]ـ
جزاكما الله خيرا أخوىّ الكريمين أبا يعقوب و فهد الجريوي على مروركما و دعائكما الطيب و لكما بمثل ان شاء الله.
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[26 Jan 2010, 10:02 م]ـ
مبارك لك هذا الموقع ياشيخ طه
أسأل الله أن يبارك فيك، وفي صوتك، وأن ينفع بك العباد والبلاد
كنتُ قبل أيام قليلة قد سجلتُ من متن التحفة والجزرية والسلسبيل الشافي في شريط واحد بصوتكم، لأنني مقرر هذه المتون في تدريس النساء، وقد اخترنا صوتك لهذه المتون، لأنني معجب به كثيراً، مع تحفظي ببعض الملاحظات في ضبط بعض كلمات هذه المتون.
أسأل الله تعالى أن يبارك فيك، وأن ينفع بك، فكلُّ من حفظ عندنا هذه المتون على صوتك فلك أجره - إن شاء الله -.(/)
حلقة نقاش بعنوان: الإنفتاح الفكري حقيقته وضوابطه
ـ[أبوعامر]ــــــــ[16 Jan 2010, 12:09 ص]ـ
(الانفتاح الفكري حقيقته وضوابطه)
أقام مركز التأصيل للدراسات والبحوث حلقة النقاش الثالثة يوم الأربعاء 20/ 1/1431هـ , وقد كانت بعنوان (الانفتاح الفكري حقيقته وضوابطه)
وقد قدم الورقة الأصلية د/ عبدالرحيم بن صمايل السلمي , وقد ابتدأ الورقة بمقدمة تمهيدية بين فيها ضرورة تأصيل هذا الموضوع و أهميته في الواقع المعاصر.
وقد أقام ورقته على ستة أفكار , وهي:
الفكرة الأولى: مفاهيم الانفتاح الفكري, ونبه ابتداءً على أن مصطلح الانفتاح مصطلح غامض , ثم بين مفاهيمه وهي:
المفهوم الأول: الانفتاح في المفهوم الليبرالي
المفهوم الثاني: الانفتاح بمعنى الانفتاح على المخالفين ومشاركتهم.
المفهوم الثالث: الانفتاح بمعنى الاطلاع والوعي.
ثم قدم رؤية شرعية عقب بها على المفاهيم السابقة.
الفكرة الثانية: أنواع الانفتاح وأدواته , وقد ذكر أن الانفتاح ينقسم إلى انفتاح اختياري وانفتاح اضطراري
ثم عرج على الأدوات المستعملة في الانفتاح وذكر أنها نوعان:
1 - أدوات ناقلة محايدة.
2 - أدوات منهجية منتجة للمفاهيم الفكرية.
ثم أردف بذكر المدارس التي تستخدم تلك الأدوات فذكر منها:
1 - أدوات المفهوم الليبرالي.
2 - أدوات المفهوم الإشكالي (العصراني).
3 - أدوات المفهوم السلفي.
الفكرة الثالث: الانفتاح المحمود " ضوابطه وتجاربه".
الفكرة الرابعة: الانفتاح المذموم " أسبابه وتجاربه ".
الفكرة الخامسة: خصائص تجارب الانفتاح في التاريخ الإسلامي.
الفكرة السادسة: توصيات نهائية.
ثم عُقب في الحلقة بتعقيبين
التعقيب الأول: قدمه الأستاذ فهد العجلان , وقد أقامه على جانبين , وهما:
الجانب الأول: التأصيل الفقهي للانفتاح الفكري , وذكر فيه أمور:
الأول: نبه فيه على ضرورة دراسة جزئيات المسائل الفقهية التي تدخل في الانفتاح الفكري , وهذا الجانب يتطلب أولا حصر المسائل المتعلقة بهذا الباب , ثم بذل الجهد في دراستها تأصيلا ونقدا.
ثم ذكر بعض الأمثلة للمسائل التي تدخل في باب الانفتاح الفكري , ومنها: الابتعاث وقراءة الكتب المنحرفة ومعارض الكتب والتعامل مع المبتدع وحرية الرأي والتعبير.
الثاني: نبه فيه على النوافذ الفقهية التي يتسلق منها من يدعو إلى الانفتاح المذموم , ومن تلك المنافذ: الخلافات الفقهية , ومنها:رأي بعض الفقهاء في التعامل مع أهل البدع وغيرها.
الجانب الثاني: التأصيل التربوي والمنهجي لقضايا الانفتاح الفكري , وذكر السبل المعينة على ذلك , ومنها:
1 - تهيئة القدوات
2 - مراعاة الشبهات والمنطلقات المنحرفة.
3 - تحميل المستفتي حقه من المسؤولية.
4 - العناية بالمداخل الشرعية لقراءة الكتب الحديثة.
5 - المواجهة التفصيلية لركام الشبهات المعاصرة.
التعقيب الثاني: وقدمه: د/ سعود العريفي , وقد أشار في بدايته إلى ضرورة تأصيل مسائل لها أثر كبير في باب الانفتاح الفكري , ومن تلك المسائل: باب الولاء والبراء , وتحديد الموضوع والمكان الذي يبحث فيه عن تأصيل الانفتاح الفكري , وتحديد الثوابت بصورة واضحة وتحديد مقدار حجمها الصحيح دون إفراط أو تفريط.
ثم أخذ التعقيب في المناقشة التفصيلية للورقة الأصلية.
ثم تلا التعقيبين مشاركات متعددة من الحضور , وطرحت فيها أفكار ورؤى ومتعددة حول الموضوع.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Jan 2010, 06:32 ص]ـ
موضوع قيمٌ جديرٌ بالنقاش والبحث.
جزاكم الله خيراً يا أبا عامر وتقبل منكم.(/)
محاضرتي الصوتية الأولى في الفتن
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[16 Jan 2010, 05:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى: واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ..
وبعد فهذه محاضرتي الأولى في الفتن مستقاة من كتابي:
"الفتن وأشراط الساعة " وإليكم الرابط الصوتي:
http://www.zshare.net/download/71282382f9454a2b/
راجيا دعواتكم وجزاكم الله خيرا.
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[16 Jan 2010, 07:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد استمعت لمحاضرتكم واستفدت منها
شكر الله لكم ونفع بعلمكم
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[17 Jan 2010, 08:18 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد استمعت لمحاضرتكم واستفدت منها
شكر الله لكم ونفع بعلمكم
أختي الفاضلة طالبة علم التفسير
أسأل الله تعالى أن يجعلك من علماء التفسير
وينفعك وينفع بك وأن يحشرنا تحت لواء
سيد المرسلين عليه وعليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم
وجزاك الله خيرا
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[19 Jan 2010, 09:44 ص]ـ
أختي الفاضلة طالبة علم التفسير
أسأل الله تعالى أن يجعلك من علماء التفسير
وينفعك وينفع بك وأن يحشرنا تحت لواء
سيد المرسلين عليه وعليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم
وجزاك الله خيرا
أخي أبا الخير كرنبة
جزاك الله خيرا ولك بمثل ما دعوت لي
وأسأل الله أن يجعلك من العلماء الموفقين وينفعك وبك
وأن يجعلك في زمرة سيد المرسلين صلى الله عليهم وسلم(/)
خواطر منتقاة من كتاب أفراح الروح لسيد قطب
ـ[فيوض]ــــــــ[18 Jan 2010, 11:18 ص]ـ
كم هو جميل أن يجد الإنسان لذة القراءة ومتعة العقل وراحة البال وهدوء النفس وهو يقرأ لأديب مثل الشهيد سيد قطب!!
وأنا أعتبر كتيب (أفراح الروح) كالشاحن الذي لا نستغني عنه لتزويد المولدات بالطاقة!
بين الحين والآخر نحتاج لتجديد المعاني، حتى لا نركن للدنيا و متاعها ..
وهذه الخواطر جاءت مجزئة مفرقة لنتمكن من تأملها بدقة وخفه ..
(الخاطرة الأولى)
عندما نعيش لذواتنا فحسب، تبدو لنا الحياة قصيرة تبدأ من حيث بدأنا نعي
وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدود ..
أما عندما نعيش لغيرنا، أي عندما نعيش لـ فكرة، فإن الحياة تبدو طويلة عميقة
تبدأ من حيث بدأت الإنسانية وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض ..
إننا نربح أضعاف عمرنا الفردي في هذه الحالة، نربحها حقيقة لا وهمآ
قتصور الحياة على هذا النحو، يضاعف شعورنا بايامنا وساعاتنا و لحظاتنا.
و ليست الحياة بعد السنين، ولكنها بعداد المشاعر.
وما يسميه " الواقعيون " في هذه الحالة " وهما " هو في الواقع " حقيقة " أصح من كل حقائقهم!
لأن الحياة ليست شيئا آخر غير شعور الإنسان بالحياة. جرد أي إنسان من الشعور بحياته تجرده من الحياة ذاتها في معناها الحقيقي
ومتى أحس الإنسان شعورآ مضاعفا بحياته، فقد عاش حياة مضاعفة فعلا.
يبدو لي أن المسألة من البداهة بحيث لا تحتاج إلى جدال ..
إننا نعيش لأنفسنا حياة مضاعفة، حينما نعيش للآخرين، وبقدر ما نضاعف إحساسنا بالآخرين
نضاعف إحساسنا بحياتنا، ونضاعف هذه الحياة ذاتها في النهاية
أنتهى ..
ويتبع إن شاء الله لحقآ.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[18 Jan 2010, 06:47 م]ـ
كم هو جميل أن يجد الإنسان لذة القراءة ومتعة العقل وراحة البال وهدوء النفس وهو يقرأ لأديب مثل الشهيد سيد قطب!!
إن مما أصبح شائعا على كل لسان قولهم فلان شهيد على كل من يعتقد أنه مات بسب من الأسباب التي جاء الشرع بإثبات الشهادة لمن مات بأحدها , ولذا أردت التنبيه على هذه القضية وهي أنه لا يطلق على شخص لفظ الشهادة على سبيل الجزم إلا فيمن ورد فيه نص شرعي فيحكم له بالشهادة ولذا سأحاول جاهدا نقل كلام العلماء في المسالة وبالله التوفيق وأسأله الإعانة.
بوب الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه (باب لا يقال فلان شهيد)
قال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((الله أعلم بمن يجاهد في سبيله والله أعلم بمن يكلم في سبيله))
وذكر هذا الحديث: ((عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْتَقَى هُوَ وَالْمُشْرِكُونَ فَاقْتَتَلُوا فَلَمَّا مَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى عَسْكَرِهِ وَمَالَ الآخَرُونَ إِلَى عَسْكَرِهِمْ وَفِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ لاَ يَدَعُ لَهُمْ شَاذَّةً، وَلاَ فَاذَّةً إِلاَّ اتَّبَعَهَا يَضْرِبُهَا بِسَيْفِهِ فَقَالَ مَا أَجْزَأَ مِنَّا الْيَوْمَ أَحَدٌ كَمَا أَجْزَأَ فُلاَنٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَا إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ أَنَا صَاحِبُهُ قَالَ فَخَرَجَ مَعَهُ كُلَّمَا وَقَفَ وَقَفَ مَعَهُ، وَإِذَا أَسْرَعَ أَسْرَعَ مَعَهُ قَالَ فَجُرِحَ الرَّجُلُ جُرْحًا شَدِيدًا فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ بِالأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ثمَّ تَحَامَلَ عَلَى سَيْفِهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَخَرَجَ الرَّجُلُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ قَالَ وَمَا ذَاكَ قَالَ الرَّجُلُ الَّذِي ذَكَرْتَ آنِفًا أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَأَعْظَمَ النَّاسُ ذَلِكَ فَقُلْتُ أَنَا لَكُمْ بِه فَخَرَجْتُ فِي طَلَبِهِ ثُمَّ جُرِحَ جُرْحًا شَدِيدًا فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ فِي الأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَيْهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو
(يُتْبَعُ)
(/)
لِلنَّاسِ وَهْوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهْوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ)).
يقول الحافظ بن حجر في الفتح:" أي على سبيل القطع بذلك ... " وقال رحمه الله تعالى:" قوله: (قال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم الله أعلم بمن يجاهد في سبيله والله أعلم بمن يكلم في سبيله) أي يجرح وهذا طرف من حديث تقدم في أوئل الجهاد من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة باللفظ الأول ومن طريق الأعرج عنه باللفظ الثاني ووجه أخذ الترجمة منه يظهر من حديث أبي موسى الماضي " من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله " ولا يطلع على ذلك إلا بالوحي فمن ثبت أنه في سبيل الله أعطي حكم الشهادة فقوله " والله أعلم. بمن يكلم في سبيله " أي فلا يعلم ذلك إلا من أعلمه الله فلا ينبغي إطلاق كون كل مقتول في الجهاد أنه في سبيل الله "اهـ.
وجاء في موطأ الإمام مالك رحمه الله تعالى من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "والذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دما اللون لون دم والريح ريح مسك".
يقول بن عبد البر رحمه الله في التمهيد:" وفي قوله عليه السلام "والله أعلم بمن يكلم في سبيله" دليل على أن ليس كل من خرج في الغزو تكون هذه حاله حتى تصح نيته ويعلم الله من قلبه أنه خرج يريد وجهه ومرضاته لا رياء ولا سمعة ولا مباهاة ولا فخرا. اهـ
ويقول الإمام النووي رحمه الله تعالى في شرح مسلم:" قوله صلى الله عليه وسلم: (والله أعلم بمن يكلم في سبيله) هذا تنبيه على الإخلاص في الغزو، وأن الثواب المذكور فيه إنما هو لمن أخلص فيه، وقاتل لتكون كلمة الله هي العليا، قالوا: وهذا الفضل، وإن كان ظاهره أنه في قتال الكفار، فيدخل فيه من خرج في سبيل الله في قتال البغاة، وقطاع الطريق، وفي إقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحو ذلك. والله أعلم "
ويقول الباجي رحمه الله في المنتقى شرح الموطأ:" ثم قال صلى الله عليه وسلم: والله أعلم بمن يكلم في سبيله على معنى أن هذا الحكم ليس على الظاهر أن من كان يقاتل في حيز المسلمين أنه ممن يقاتل في سبيله ويكلم في سبيله لأنه قد يكون في حيز المسلمين ويقاتل حمية ويقاتل ليرى مكانه ويقاتل للمغنم ولا يكون لأحد من هؤلاء هذه الفضيلة حتى يقاتل في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا فتكلم على هذا الوجه فحينئذ يكون ممن يجيء يوم القيامة وجرحه يثغب دما يريد والله أعلم أن لون ذلك الدم لون الدم وريحه ريح المسك وهذا دليل على فضيلته وعلو درجته وما له عند الله من الثواب الجزيل " اهـ
فتأمل قوله (معنى أن الحكم ليس على الظاهر) فدل على أن الحقيقة حقيقة الشهادة لا يعلمها إلا الله وإنما نحن نقول يرجى له الله الشهادة إن شاء الله تعالى وذلك أن الحكم بالشهادة على شخص وكون مات شهيدا هذا حكم له بالجنة والحكم بالجنة يحتاج إلى دليل وهذا يؤيده ما في كلام الحافظ بن حجر السابق حيث قال رحمه الله تعالى:" " ولا يطلع على ذلك إلا بالوحي فمن ثبت أنه في سبيل الله أعطي حكم الشهادة فقوله " والله أعلم. بمن يكلم في سبيله " أي فلا يعلم ذلك إلا من أعلمه الله فلا ينبغي إطلاق كون كل مقتول في الجهاد أنه في سبيل الله ".
ويقول الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله في شرحه على الطحاوية في إجابة على سؤال طرح عليه:" فإذاً الشهادة للمُعَيَّنِ بالجنة ممنوعة، وكذلك بما يَدُلُّ على أنه يُشهَدُ له بالجنة، مثل هذه الأسباب ونحوها.
من ذلك الشهادة له بأنه شهيد وقد جاء في صحيح البخاري بحث هذه المسألة، وبَوَّبَ عليها هل يقال فلان شهيد؟ وذكَرْ أثر عمر (إنكم تقولون لمن مات في معارككم فلانٌ شهيد فلانٌ شهيد، والله أعلم بمن يُكْلَمُ في سبيله، والله أعلم بمن يقتل في سبيله) ,لأنه هل كان يُقَاتِلُ يريد أن تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى؟
هذا أمر غيبي فلذلك لا تجوز الشهادة لمعين؛ لكن نرجوا له، من مات في أرض المعركة نرجوا له الشهادة، نقول نرجوا له أن يكون شهيداً وهذا تبع للأصل أننا نرجو للمحسن ونخاف على المسيء.
(يُتْبَعُ)
(/)
نسأل الله سبحانه لنا جميعاً أن يغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وأن يجزل لنا الأجر على قليل عملنا، وأن يغفر لنا كثرة الذنب والخطايا فإنه سبحانه
جوادٌ كريم، اللهم فأجب واغفر جماً إنك على كل شيء قدير." اهـ.
::::::::::::
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في إجابة على سؤال وجه إليه رحمه الله تجد في مجموع فتاويه ورسائله:" سئل فضيلة الشيخ: عن حكم قول: فلان شهيد؟.
فأجاب بقوله: الجواب على ذلك أن الشهادة لأحد بأنه شهيد تكون على وجهين:
أحدهما: أن تقيد بوصف مثل أن يقال: كل من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن قتل دون ماله فهو شهيد، ومن مات بالطاعون فهو شهيد، ونحو ذلك، فهذا جائز كما جاءت به النصوص، لأنك تشهد بما أخبر به رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ونعني بقولنا:ـ جائز ـ أنه غير ممنوع وإن كانت الشهادة بذلك واجبة تصديقاً لخبر رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
الثاني: أن تقيد الشهادة بشخص معين مثل أن تقول لشخص بعينه: إنه شهيد، فهذا لا يجوز إلا لمن شهد له النبي، صلى الله عليه وسلم، أو اتفقت الأمة على الشهادة له بذلك وقد ترجم البخاري - رحمه الله - لهذا بقوله: "باب لا يقال: فلان شهيد" قال في الفتح 90/ 6: "أي على سبيل القطع بذلك إلا إن كان بالوحي وكأنه أشار إلى حديث عمر أنه خطب فقال: تقولون في مغازيكم: فلان شهيد، ومات فلان شهيداً ولعله قد يكون قد أوقر راحلته، ألا لا تقولوا ذلكم ولكن قولوا كما قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: من مات في سبيل الله، أو قُتل فهو شهيد وهو حديث حسن أخرجه أحمد وسعيد بن منصور وغيرهما من طريق محمد بن سيرين عن أبي العجفاء عن عمر" ا. هـ. كلامه.
ولأن الشهادة بالشيء لا تكون إلا عن علم به، وشرط كون الإنسان شهيداً أن يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا وهي نية باطنة لا سبيل إلى العلم بها، ولهذا قال النبي، صلى الله عليه وسلم، مشيراً إلى ذلك: "مثل المجاهد في سبيل الله والله أعلم بمن يجاهد في سبيله". وقال: "والذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سبيل الله، والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وكلمه يثعب دماً اللون لون الدم، والريح ريح المسك".
رواهما البخاري من حديث أبي هريرة، ولكن من كان ظاهره الصلاح فإننا نرجو له ذلك، ولا نشهد له به ولا نسيء به الظن. والرجاء مرتبة بين المرتبتين، ولكننا نعامله في الدنيا بأحكام الشهداء فإذا كان مقتولاً في الجهاد في سبيل الله دفن بدمه في ثيابه من غير صلاة عليه، وإن كان من الشهداء الآخرين فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه.
ولأننا لو شهدنا لأحد بعينه أنه شهيد لزم من تلك الشهادة أن نشهد له بالجنة وهذا خلاف ما كان عليه أهل السنة فإنهم لا يشهدون بالجنة إلا لمن شهد له النبي، صلى الله عليه وسلم، بالوصف أو بالشخص، وذهب آخرون منهم إلى جواز الشهادة بذلك لمن اتفقت الأمة على الثناء عليه وإلى هذا ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ.
وبهذا تبين أنه لا يجوز أن نشهد لشخص بعينه أنه شهيد إلا بنص أو اتفاق، لكن من كان ظاهره الصلاح فإننا نرجو له ذلك كما سبق، وهذا كاف في منقبته، وعلمه عند خالقه ـ سبحانه وتعالى"اهـ
وفي الأخير أذكر كلمة للشيخ العثيمين رحمه الله تعالى حيث قال:" وهذا خلاف لما عليه الناس اليوم حيث رخصوا هذه الشهادة وجعلوا كل من قتل حتى ولو كان مقتولاً في عصبية جاهلية يسمونه شهيداً " وصدق رحم الله تعالى وفي الأخير هذا ما أردت نقله من كلام العلماء في هذه المسألة وأسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى.
وأظن أن كلام الشيخ ابن عثيمين يزيل الإشكال عما يرد إلى الذهن من فهم الأحاديث التي تشهد بالشهادة على العموم , لا على سبيل الخصوص.
وهذا جزء بسيط من المسألة التي تطول كثيرا , ولكن فيه الكفاية فلسنا بحاجة إلى الإطالة ...
وفي الختام أحب أن أوجه كلمة إلى كل أخ وأخت , أن ينتبهوا إلى إطلاق الأحكام الشرعية قبل أن يعرفوا رأي الشرع فيها ...
منقول للفائدة.
ـ[فيوض]ــــــــ[19 Jan 2010, 12:05 ص]ـ
بارك الله فيك أتت عفوية لم أقصد الجزم أبدآ
قد أنتفعت بما ذكرت بارك الله فيك
ـ[فيوض]ــــــــ[19 Jan 2010, 12:14 ص]ـ
(الخاطرة الثانية)
بذرة الشر تهيج، ولكن بذرة الخير تثمر، إن الأولى ترتفع في الفضاء سريعآ
ولكن جذورها في التربة قريبة، حتى لتحجب عن شجرة الخير النور والهواء
ولكن شجرة الخير تظل في نموها البطيء، لأن عمق جذورها في التربة يعوضها عن الدفء والهواء.
مع أننا حين نتجاوز المظهر المزور البراق لشجرة الشر، ونفحص عن قوتها الحقيقية وصلابتها
تبدو لنا واهنة هشة نافشة في غير صلابة حقيقية، على حين تصبر شجرة الخير على البلاء
وتتماسك للعاصفة، وتظل في نموها الهاديء البطيء، لا تحفل بما ترجمها به شجرة الشر
من أقذاء وأشواك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[19 Jan 2010, 12:14 ص]ـ
جزاك الله خيرا أختنا الفاضلة على هذا القبول الكريم , وكثر الله من أمثالك , ورفع الله قدرك.
ـ[فيوض]ــــــــ[19 Jan 2010, 12:35 ص]ـ
وفيك الله بارك ونفع ..
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[19 Jan 2010, 12:46 ص]ـ
شكر الله لكما ونفع بما تكتبان
ـ[فيوض]ــــــــ[19 Jan 2010, 08:45 ص]ـ
(الخاطرة الثالثة)
عندما نلمس الجانب الطيب في نفوس الناس، نجد أن هناك خيرا كثيرا
قد لا تراه العيون أول وهلة .. !
لقد جربت ذلك، جربته مع الكثيرين، حتى الذين يبدو في أول الأمر أنهم شريرون
أو فقراء الشعور، شيء من العطف على أخطائهم وحماقاتهم، شيء من الود الحقيقي لهم
شيء من العناية ـ غير المتصنعةـ باهتماماتهم وهمومهم، ثم ينكشف لك النبع الخيّر في نفوسهم.
حين يمنحونك حبهم ومودتهم وثقتهم، في مقابل القليل الذي أعطيتهم إياه من نفسك
متى أعطيتهم إياه في صدق وصفاء وإخلاص.
إن الشر ليس عميقآ في النفس الإنسانية إلى الحد الذي نتصوره أحيانا
إنه في تلك القشرة الصلبة التي يواجهون بها كفاح الحياة للبقاء
فإذا أمنوا تكشفت تلك القشرة الصلبة عن ثمرة حلوة شهية
هذه الثمرة الحلوة، إنما تتكشف لمن يستطيع أن يشعر الناس بالأمن من جانبه
بالثقة في مودته، بالعطف الحقيقي على كفاحهم وآلامهم، و على أخطائهم أو على حماقاتهم كذلك
وشيء من سعة الصدر في أول الأمر كفيل بتحقيق ذلك كله، أقرب مما يتوقع الكثيرون.
لقد جربت ذلك، جربته بنفسي، فلست أطلقها مجرد كلمات مجنحة وليدة أحلام وأوهام
ـ[فداء]ــــــــ[19 Jan 2010, 04:04 م]ـ
غفرَ الله لمن كتبَ هذه الدرر ...
وسلمَ ناقلها من كل ضرر ...
ونفع بها كل قرأ واعتبر ...
ـ[فيوض]ــــــــ[20 Jan 2010, 08:45 ص]ـ
(الخاطرة الرابعة)
عندما تنمو في نفوسنا بذور الحب والعطف والخير نعفى أنفسنا من أعباء ومشقات كثيرة
إننا لن نكون في حاجة إلى أن نتملق الآخرين لأننا سنكون يومئذ صادقين مخلصين
إذ نزجي إليهم الثناء، إننا سنكشف في نفوسهم عن كنوز من الخير
وسنجد لهم مزايا طيبة نثنى عليها حين نثنى ونحن صادقون، ولن يعدم إنسان ناحية خيرة
أو مزية حسنة تؤهله لكلمة طيبة، ولكننا لا نطلع عليها ولا نراها
إلا حين تنمو في نفوسنا بذرة الحب ..
كذلك لن نكون في حاجة لأن نحمل أنفسنا مؤونة التضايق منهم، ولا حتى مؤونة الصبر على أخطائهم
وحماقاتهم لأننا سنعطف على مواضع الضعف والنقص، ولن نفتش عليها لنراها
يوم تنمو في نفوسنا بذرة العطف ..
وبطبيعة الحال لن نجشم أنفسنا عناء الحقد عليهم أو عبء الحذر منهم
فإنما نحقد على الآخرين لأن بذرة الخير لم تلتئم في نفوسنا نموا كافيا
ونتخوف منهم لان عنصر الثقة في الخير ينقصنا!
كم نمنح أنفسنا من الطمأنينة والراحة والسعادة حين نمنح الآخرين عطفنا وحبنا وثقتنا
يوم تنمو في نفوسنا بذرة الحب و العطف و الخير
ـ[فيوض]ــــــــ[20 Jan 2010, 09:22 م]ـ
(الخاطرة الخامسة)
حين نعتزل الناس لأننا نحس أننا أطهر منهم روحأ، أو أطيب منهم قلبأ
أو أرحب منهم نفسأ، أو أذكى منهم عقلأ، لا نكون قد صنعنا شيئآ كبيرأ
لقد اخترنا لأنفسنا أيسر السبل وأقلها مؤونة!
إن العظمة الحقيقية: أن نخالط هؤلاء الناس مشبعين بروح السماحة والعطف على ضعفهم
ونقصهم وخطئهم، وروح الرغبة الحقيقية في تطهيرهم وتثقيفهم
ورفعهم إلى مستوانا بقدر ما نستطيع ..
إنه ليس معنى هذا أن نتخلى عن آفاقنا العليا ومثلنا السامية، أو أن نتملق هؤلاء الناس
ونثنى على رذائلهم، أو أن نشعرهم أننا أعلى منهم أفقأ ..
إن التوفيق بين هذه المتناقضات، وسعة الصدر لما يتطلبه هذا التوفيق
من جهد: هو العظمة الحقيقية
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[23 Jan 2010, 08:51 م]ـ
أخي الكريم طارق بن عبد الله
لاريب فيما ذكرت بأن الجزم لشخص بعينه بالشهادة لايكون إلا عن طريق الوحي أومن أجمعت الأمة على ذلك له
ولكن بالله عليك
رجل وقف أمام طاغية جائر حكم بغير ما أنزل الله يدعوه إلى منهج الله وإقامة دينه يتمسك بدعوته إلى الله رغم كل المحن وألوان العذاب ثابتا أمام الفتن والإغراءات يتأبى أن يسترحم لذلك الباطل رافضا كل مساوماته ... يشهد له السواد الأعظم من علماء الأمة ودعاتها ممن عرفوا بالاستقامة في زمن طغت فيه الجاهلية إيما طغيان تسوم الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ألوان العذاب تقتل منهم وتشرد فيهم وتمزق فيهم كل ممزق
رجل بذل دمه وحياته ومناصبه ويشهد له مداده وكلماته بكل صدق وصدح بكلمة الحق والدعوة إلى الله غير آبه بما يلاقي أو يلاقي
ولو لم يكن له إلا كلمته الأخيرة أمام عرض المساومين له: إن السبابة التي تشهد كل يوم خمس مرات لله بالوحدانية أكبر من أن تسترحم لباطل ووصيته لإخوانه بالثبات على دعوة الحق ... لكفته دلالة على صدقه
ونحن لانقول بالشهادة أو الاستقامة إلا على سبيل الرجاء
فهل يستدعي كل هذا الحشد الكريم من كلام السادة أهل العلم أن تضعه في معرض وصف الأخت لهذا الداعية المقتول ظلما في أقل ما يطلق عليه
فلو كان الكلام في وصف لرجل متهم في دينه لكان حسنا أما هنا في معرض ذكر رجل شهد له من شهد من علماء الأمة فلعل الأجدر ألا يورد
وهذا تقديري والله أعلم بالصواب
ولك خالص حبي ودعائي
أخوك في الله طارق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[24 Jan 2010, 12:09 ص]ـ
أخي الكريم طارق بن عبد الله
لاريب فيما ذكرت بأن الجزم لشخص بعينه بالشهادة لايكون إلا عن طريق الوحي أومن أجمعت الأمة على ذلك له
إذا اتفقنا على ذلك فما الداعي لما بعده؟
ولكن بالله عليك
أما وقد سألتني بالله فإليك الجواب بعيدا عن العواطف والمداهنات:
رجل وقف أمام طاغية جائر حكم بغير ما أنزل الله يدعوه إلى منهج الله وإقامة دينه يتمسك بدعوته إلى الله رغم كل المحن وألوان العذاب ثابتا أمام الفتن والإغراءات يتأبى أن يسترحم لذلك الباطل رافضا كل مساوماته.
الذي لا يعلمه كثير من الناس أن سيد قطب كان حريصا على قتل عبد الناصر وكان يخطط لذلك بشهادة قائد التنظيم السري للإخوان مع سيد قطب في 1965 في مذكراته حيث يقول ص 106 - 108:
((وفي أحد الاجتماعات فاجأنا الأستاذ سيد قطب بأنه وردت إليه معلومات من مكتب المشير تقول: نضرب الإخوان الآن أم ننتظر عليهم بعض الوقت؟ وقال: إن هذه المعلومات أكيدة وكان من رأيه أن نسرع في تدريب المجموعات التي ستقوم بتنفيذ أي عمليات فنعطيها أولوية في العمل وأن نشتري بعض الأسلحة.))
وبعد أن تكلم على الأسلحة قال ص 114: ((ومن الشخصيات التي كانت عرضة للاغتيال: جمال عبد الناصر والمشير وزكريا محيي الدين.
وبعض المنشآت التي ورد أنها لابد أن تحطم وتدمر ومنها: مبنى الإذاعة والتلفزيون ومحطات الكهرباء وهدم القناطر الخيرية.))
هذا ليس كلام مبغض لسيد قطب متحامل عليه بل كلام محب له منطو تحت تنظيمه , فهل هذا التخطيط للاغتيالات ولتدمير المنشآت من الإسلام في شيء ومن دعوة الحق؟
وهل من الإسلام أو حتى من العقل والرأي أن نناطح الحكام ولو كانوا طغاة ونحن عاجزون عن ذلك؟
إن عبد الناصر لن يكون شرا في ظاهره من الحجاج بن يوسف الذي قال فيه عمر بن عبد العزيز: لو جاءت كل أمة بخبيثها وجئناهم بالحجاج لغلبناهم وقال أبو بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود ما بقيت لله حرمة إلا وقد ارتكبها الحجاج وقال عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس أن أباه لما تحقق موت الحجاج تلا قوله تعالى فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين. (البداية والنهاية 6/ 238) وإن سيد قطب لن يكون في ظاهره خيرا من عمرو بن عبيد الذي قال فيه الحسن البصري هذا سيد شباب القراء ما لم يحدث. (البداية والنهاية 10/ 79).
ومع هذا فقد قال سلام بن أبي مطيع لأنا بالحجاج أرجى مني لعمرو بن عبيد لأن الحجاج قتل الناس على الدنيا وعمرو بن عبيد أحدث للناس بدعة شنعاء قتل الناس بعضهم بعضا. (البداية والنهاية 9/ 137) وكتب سيد قطب ملئى بكلام أشد من كلام عمرو بن عبيد فماذا لو أنصفنا وتجردنا وتركنا التعصب.
إن جمال عبد الناصر قد مات وماتت معه أقواله وأعماله يحاسب بها عند ربه عز وجل وإن سيد قطب قد قتل وكان قتله سببا في بقاء أفكاره التي تكفر المجتمع كله حتى المصلين والمؤذنين والأئمة وذلك بشهادة الشيخ القرضاوي نفسه.
فأي الرجلين كانت جنايته على الدين أعظم أالحجاج أم عمرو وجمال أم سيد؟
لقد أجاب أحد جهابذة السلف عن الأولين بقوله الآنف: لأنا بالحجاج أرجى مني لعمرو بن عبيد لأن الحجاج قتل الناس على الدنيا وعمرو بن عبيد أحدث للناس بدعة شنعاء قتل الناس بعضهم بعضا.
فلو قلنا في الآخرين ماقاله ذلك العالم في الأولين ألا نكون منصفين؟
إن سيد قطب لم تعجبه خلافة عثمان رضي الله عنه وأخرج خلافته من الخلافة الراشدة واعتبرها فجوة في الإسلام وأثنى على الثورة التي قتلت عثمان , فهل يعجبه حكم عبد الناصر؟
وانظر كتاب العدالة الاجتماعية ص 159 , 172.
يشهد له السواد الأعظم من علماء الأمة ودعاتها ممن عرفوا بالاستقامة
كثيرا من الراسخين في العلم يقدحون في منهج سيد قطب وإن تركوا شخص الرجل أو ترحموا عليه لحماسته وممن يقدح في منهج سيد علامة الزمان الإمام الألباني والشيخ محمد سعيد رسلان وفي موقعه ملف كامل عن طامات سيد قطب من كتبه بل وحتى القرضاوي رد أفكار سيد واعتبره مسئولا عن التطرف والتكفير في العالم الإسلامي , وحتى من دافع عن سيد وكتبه كان عمدته في دفاعه أن سيد ليس من العلماء - وهذا تلطف منهم إذا معناها أنه جاهل بالدين ـ فرجل يدافع عنه محبوه بأنه جاهل بالدين هل يصح إطرائه بكل هذه الألقاب؟
زمن طغت فيه الجاهلية إيما طغيان تسوم الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ألوان العذاب تقتل منهم وتشرد فيهم وتمزق فيهم كل ممزق
قال الشيخ الفوزان حفظه الله: أما ما بعد الإسلام فلا يقال له: جاهلية. لأن الجاهلية زالت ولله الحمد بالإسلام والعلم موجود ورثه الرسول صلى الله عليه وسلم , فبعد بعثة هذا الرسول زالت الجاهلية العامة , أما بقايا الجاهلية أو خصال من أمور الجاهلية فقد تبقى في أفراد من الناس أو طوائف من الناس المسلمين لكن أن يقال: الناس كلهم في جاهلية كما يطلقه بعض الكتاب الجهال فهذا باطل فقد يبالغ بعض الكتاب الجهال فيصفون هذا الوقت بوقت الجاهلية فيقول بعضهم: جاهلية القرن العشرين وهذا تعبير خاطئ وقول باطل كما نبه على هذا شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم. (المجموع الفريد شرح كتاب التوحيد 2/ 65).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[24 Jan 2010, 08:25 ص]ـ
أرجو من الإخوة المعلقين ألا يخرجوا بالموضوع عن مساره؛ فنحن مع عبارات أدبية رفيعة لسيد قطب رحمه الله، ولسنا بصدد الحديث عنه؛ فقد مللنا من ذلك كثيراً؛ فالرجل أفضى إلى ما قدم، وبقيت له آثار تستحق القراءة والتأمل، وفيها من الفوائد والدرر والأساليب الراقية الرفيعة ما يتلذذ به أهل الذوق السليم، والعقل الصحيح.
ـ[فيوض]ــــــــ[24 Jan 2010, 11:12 ص]ـ
أرجو من الإخوة المعلقين ألا يخرجوا بالموضوع عن مساره؛ فنحن مع عبارات أدبية رفيعة لسيد قطب رحمه الله، ولسنا بصدد الحديث عنه؛ فقد مللنا من ذلك كثيراً؛ فالرجل أفضى إلى ما قدم، وبقيت له آثار تستحق القراءة والتأمل، وفيها من الفوائد والدرر والأساليب الراقية الرفيعة ما يتلذذ به أهل الذوق السليم، والعقل الصحيح.
بارك الله فيكم ونفع.
ـ[فيوض]ــــــــ[24 Jan 2010, 11:20 ص]ـ
(الخاطرة السادسة)
عندما نصل إلى مستوى معين من القدرة نحس أنه لا يعيبنا أن نطلب مساعدة الآخرين لنا
حتى أولئك الذين هم أقل منا مقدرة .. !
ولا يغض من قيمتنا أن تكون معونة الآخرين لنا قد ساعدتنا على الوصول إلى ما نحن فيه
إننا نحاول أن نصنع كل شىء بأنفسنا، ونستنكف أن نطلب عون الآخرين لنا
أو أن نضم جهدهم إلى جهودنا .. ؟
نستشعر الغضاضة في أن يعرف الناس أنه كان لذلك العون أثر في صعودنا إلى القمة ..
إننا نصنع هذا كله حين لا تكون ثقتنا بأنفسنا كبيرة، أي عندما نكون بالفعل
ضعفاء في ناحية من النواحى ..
أما حين نكون أقوياء حقأ فلن نستشعر من هذا كله شيئأ، إن الطفل هو الذي يحاول
أن يبعد يدك التى تسنده وهو يتكفأ في المسير!
عندما نصل إلى مستوى معين من القدرة، سنستقبل عون الآخرين لنا بروح الشكر والفرح
الشكر لما يقدم لنا من عون، والفرح بأن هناك من يؤمن بما نؤمن به نحن
فيشاركنا الجهد والتبعة، إن الفرح بالتجاوب الشعوري هو الفرح المقدس الطليق
.
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[24 Jan 2010, 03:01 م]ـ
ستكتب شهادتهم ويسألون
وجزاك الله خيراً أخي أبو مجاهد
وسمعاً وطاعةً
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[24 Jan 2010, 03:58 م]ـ
ستكتب شهادتهم ويسألون
((إلا من شهد بالحق وهم يعلمون))
وجزاك الله خيراً أخي أبو مجاهد
وسمعاً وطاعةً
وجزاك الله خيرا أخي أبا مجاهد.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Jan 2010, 05:21 م]ـ
شكر الله للأخت سندس ما تفضلت به من اختيارات.
وشكر الله للأخ طارق بن عبدالله ما قدَّمه، وقد نجح كعادته في تكدير صفو الموضوع، وإن كان ما قاله قد يكون فيه شيء من الحق، ولكنَّه في غير موضعه. (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً).
ولكن لعله من أجل أن نقول: رحم الله سيد قطب ورفع مكانتَه عنده.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[24 Jan 2010, 05:32 م]ـ
الإنصاف عزيز وعزيز طالبه وعزيز باذله , فاللهم اجعلنا من أهل العز في الدنيا والآخرة.
ـ[فيوض]ــــــــ[24 Jan 2010, 09:05 م]ـ
(الخاطرة السابعة)
إننا نحن إن " نحتكر " أفكارنا وعقائدنا، ونغضب حين ينتحلها الآخرون لأنفسهم
ونجتهد في توكيد نسبتها إلينا، وعدوان الآخرين عليها، إننا إنما نصنع ذلك كله
حين لا يكون إيماننا بهذه الأفكار والعقائد كبيرأ، حين لا تكوت منبثقة من أعماقنا
كما لو كانت بغير إرادة منا حين لا تكون هي ذاتها أحب إلينا من ذواتنا ..
إن الفرح الصافي هو الثمرة الطبيعية لأن نرى أفكارنا وعقائدنا ملكا للاخرين
و نحن بعد أحيأء .. إن مجرد تصورنا لها أنها ستصبح ـ و لو بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض ـ
زادا للآخرين وريا، ليكفى لأن تفيض قلوبنا بالرضى والسعادة والاطمئنان!.
" التجار " وحدهم هم الذين يحرصون على " العلامات التجارية " لبضائعهم
كى لا يستغلها الآخرون ويسلبوهم حقهم من الربح، أما المفكرون و أصحاب العقائد
فكل سعادتهم في أن يتقاسم الناس أفكارهم وعقائدهم ويؤمنوا بها إلى حد أن ينسبوها لأنفسهم
لا إلى أصحابها الأولين! ..
إنهم لا يعتقدون أنهم " أصحاب " هذه الأفكار والعقائد، وإنما هم مجرد " وسطاء "
في نقلها وترجمتها، إنهم يحسون أن النبع الذي يستمدون منه ليس من خلقهم
ولا من صنع أيديهم، وكل فرحهم المقدس إنما هو ثمرة اطمئنانهم إلى أنهم على اتصال بهذا النبع الأصيل
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[24 Jan 2010, 09:25 م]ـ
شكر الله لك،،،
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[25 Jan 2010, 02:01 ص]ـ
شكر الله للأخت سندس ما تفضلت به من اختيارات.
وشكر الله للأخ طارق بن عبدالله ما قدَّمه، وقد نجح كعادته في تكدير صفو الموضوع، وإن كان ما قاله قد يكون فيه شيء من الحق، ولكنَّه في غير موضعه. (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً).
ولكن لعله من أجل أن نقول: رحم الله سيد قطب ورفع مكانتَه عنده.
لقد أغفلت -يا شيخنا عبد الرحمن- شكر الأخ طارق عبدالله الآخر على إثارته -ابتداءً- هذه المسألة و"تكديره لصفو الموضوع"، فليس للأخ محمد (المدعو هنا طارق بن عبد الله) إلا النصح والبيان في قضية الشهادة على المعين، وشكرت الأخت صاحبة الموضوع له نصحه، ولنترك الأخت سندس تواصل شاكرين لها اجتهادها وإفادتها، فإني لاحظت أن الكلام في هذه المسألة (الحكم لسيد قطب -رحمه الله- بالشهادة) لا نصل فيه إلى نتيجة، وقد جرى فيه كلام طويل سابقا، في غير موضوعه، وإني أخشى أن نطيل هنا كذلك، ولا علاقة للموضوع به.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فيوض]ــــــــ[25 Jan 2010, 09:46 ص]ـ
(الخاطرة الثامنة)
الفرق بعيد، جدآ بعيد، بين أن نفهم الحقائق، وأن ندرك الحقائق ..
إن الأولى: العلم، والثانية هى: المعرفة
في الأولى: نحن نتعامل مع ألفاظ ومعان مجردة، أو مع تجارب ونتائج جزئية.
وفي الثانيه: نحن نتعامل مع استجابات حية، ومدركات كلية.
في الأولى: ترد إلينا المعلومات من خارج ذواتنا، ثم تبقى في عقولنا متحيزة متميزة.
وفي الثانية: تنبثق الحقائق من أعماقنا، يجري فيها الدم الذي يجري في عروقنا
وأوشاجنا، ويتسق إشعاعها مع نبضنا الذاتي.
في الأولى: توجد " الخانات " والعناوين: خانة العلم، وتحتها عنواناته وهي شتى
خانة الدين وتحتها عنوانات فصوله وأبوابه، وخانة الفن وتحتها عنوانات مناهجه واتجاهاته.
وفي الثانية: توجد الطاقة الواحدة، المتصلة بالطاقة الكونية الكبرى
يوجد الجدول السارب، الواصل إلى النبع الأصيل
ـ[فيوض]ــــــــ[25 Jan 2010, 09:55 ص]ـ
(الخاطرة الثامنة)
الفرق بعيد، جدآ بعيد، بين أن نفهم الحقائق، وأن ندرك الحقائق ..
إن الأولى: العلم، والثانية هى: المعرفة
في الأولى: نحن نتعامل مع ألفاظ ومعان مجردة، أو مع تجارب ونتائج جزئية.
وفي الثانيه: نحن نتعامل مع استجابات حية، ومدركات كلية.
في الأولى: ترد إلينا المعلومات من خارج ذواتنا، ثم تبقى في عقولنا متحيزة متميزة.
وفي الثانية: تنبثق الحقائق من أعماقنا، يجري فيها الدم الذي يجري في عروقنا
وأوشاجنا، ويتسق إشعاعها مع نبضنا الذاتي.
في الأولى: توجد " الخانات " والعناوين: خانة العلم، وتحتها عنواناته وهي شتى
خانة الدين وتحتها عنوانات فصوله وأبوابه، وخانة الفن وتحتها عنوانات مناهجه واتجاهاته.
وفي الثانية: توجد الطاقة الواحدة، المتصلة بالطاقة الكونية الكبرى
يوجد الجدول السارب، الواصل إلى النبع الأصيل
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[25 Jan 2010, 12:55 م]ـ
((لقد أغفلت -يا شيخنا عبد الرحمن- شكر الأخ طارق عبدالله الآخر على إثارته -ابتداءً- هذه المسألة و"تكديره لصفو الموضوع"، فليس للأخ محمد (المدعو هنا طارق بن عبد الله) إلا النصح والبيان في قضية الشهادة على المعين،))
أخي الكريم حكيم بن منصور: لاتحزن!!! فلقد وصلني التنبيه وأقول لكم: فإن كنتُ كَدَّرتُ صفوَ الموضوع بتعقيبي على إيراد ما نقله اخي في الله الشيخ محمد -حفظه الله ونفعنا بعلمه- بمسألة الحكم بالشهادة لمعين
فإني استغفر الله تعالى عن سوء فعلي ... ويعلم الله تعالى أني لم أبتغ إلى ذلك سبيلا ... وما شهدت لمن أرجو له أن يكون عند الله شهيداً .... إلا بشهادة كثير من أهل العلم ممن تلقيت عنهم ... ولن أناقش ما ذكره أخي الشيخ محمد فيما ذكره عن الرجل؛ فلكل منا رأيه وشهادته بما علم ... وإنّ الله تعالى سيسأل كلاً منا عن ذلك وغير ذلك ... ونبقى إخوة في الله ولن يعكر صفو أخوتنا خلاف بإذنه تعالى إذ لم يجمعنا في هذا المنتدى إلا مائدة كتابه وحبنا للنهل من علومه
وأكرر اعتذاري لكم جميعاً وأسأل الله تعالى أن يجمعنا على مايرضيه
أخوكم في الله طارق
ـ[فيوض]ــــــــ[25 Jan 2010, 03:05 م]ـ
اللهم أرزقنا الإخلاص في القول والعمل ..
أستغفر الله وأتوب إليه ..
يقول الشيخ محمد يعقوب حفظه الله: عند المناظرات تضعف النيات .. !!
والغضب يريك خصمك ويحجب عنك الحق .. !!
شكري وتقديري للفاضلين:
طارق عبد الله و طارق بن عبد الله
أأذنا لي بإكمال ما بدأت به
ـ[فيوض]ــــــــ[25 Jan 2010, 05:35 م]ـ
(الخاطرة التاسعة)
نحن في حاجة ملحة إلى المتخصصين في كل فرع من فروع المعارف الإنسانية
أولئك الذين يتخذون من معاملهم ومكاتبهم صوامع وأديرة، ويهبون حياتهم للفرع
الذي تخصصوا فيه، لا بشعور التضحية فحسب، بل بشعور اللذة كذلك
شعور العابد الذي يهب روحه لإلهه وهو فرحان ..
ولكننا مع هذا يجب أن ندرك أن هؤلاء ليسوا هم الذين يوجهون الحياة، أو يختارون للبشرية الطريق!
إن الرؤاد كانوا دائمأ، وسيكونون هم أصحاب الطاقات الروحية الفائقة
هؤلاء هم الذين يحملون الشعلة المقدسة التي تنصهر في حرارتها كل ذرات المعارف
وتنكشف في ضوئها طريق الرحلة، مزودة بكل هذه الجزئيات، قوية بهذا الزاد
وهي تغذ السير نحو الهدف السامي البعيد.
هؤلاء الرواد هم الذين يدركون ببصيرتهم تلك الوحدة الشاملة، المتعددة المظاهر
في: العلم، والفن، والعقيدة، والعمل، فلا يحقرون واحدآ منها ولا يرفعونه فوق مستواه.
الصغار وحدهم، هم الذين يعتقدون أن هناك تعارضا بين هذه القوى المتنوعة المظاهر
فيحاربون العلم باسم الدين، أو الدين باسم العلم، ويحتقرون الفن باسم العمل
أو الحيوية الدافعة باسم العقيدة المتصوفة.
ذلك أنهم يدركون كل قوة من هذه القوى، منعزلة عن مجموعة من القوى الأخرى
الصادرة كلها من النبع الواحد من تلك القوة الكبرى المسيطرة على هذا الوجود
ولكن الرواد الكبار يدركون تلك الوحدة، لأنهم متصلون بذلك النبع الأصيل، ومنه يستمدون ..
إنهم قليلون، قليلون في تاريخ البشرية، بل نادرون!
ولكن منهم الكفاية، فالقوة المشرفة على هذا الكون، هي التى تصوغهم
وتبعث بهم في الوقت المقدر المطلوب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فيوض]ــــــــ[27 Jan 2010, 09:19 ص]ـ
((الخاطرة العاشرة)
الاستسلام المطلق للاعتقاد في الخوارق و القوى المجهولة خطر، لأنه يقود إلى الخرافة
ويحول الحياة إلى وهم كبير، ولكن التنكر المطلق لهذا الاعتقاد ليس أقل خطرا
لأنه يغلق منافذ المجهول كله، وينكر كل قوة غير منظورة، لا لشىء إلا لأنها قد تكون
أكبر من إدراكنا البشري في فترة من فترات حياتنا، وبذلك يصغر من هذا الوجود
مساحة وطاقة، و قيمة كذلك، ويحده بحدود " المعلوم " وهو إلى هذه اللحظة
ـ حين يقاس إلى عظمة الكون ـ ضئيل، جدآ ضئيل.
إن حياة الإنسان على هذه الأرض سلسلة من العجز عن إدراك القوى الكونية
أو سلسلة من القدرة على إدراك هذه القوى، كلما شب عن الطوق
وخطا خطوة إلى الامام في طريقه الطويل.
إن قدرة الإنسان في وقت بعد وقت على إدراك إحدى قوى الكون التى كانت مجهولة له
منذ لحظة وكانت فوق إدراكه في وقت ما، لكفيلة بأن تفتح بصيرته على أن هناك قوى أخرى
لم يدركها بعد لأنه لا يزال في دور التجريب!
إن احترام العقل البشري ذاته لخليق بأن نحسب للمجهول حسابه في حياتنا
لا لنكل إليه أمورنا كما يصنع المتعلقون بالوهم والخرافة، ولكن لكى نحس عظمة
هذا الكون على حقيقتها، ولكى نعرف لأنفسنا قدرها في كيان هذا الكون العريض
وإن هذا لخليق بأن يفتح للروح الانسانية قوى كثيرة للمعرفة، وللشعور بالوشائج
التي تربطنا بالكون من داخلنا وهى بلا شك أكبر وأعمق من كل ما أدركناه بعقولنا حتى اليوم
بدليل أننا ما نزال نكشف في كل يوم عن مجهول جديد، وأننا لا نزال بعد نعيش
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[27 Jan 2010, 10:40 ص]ـ
(الخاطرة التاسعة)
إنهم قليلون، قليلون في تاريخ البشرية، بل نادرون!
ولكن منهم الكفاية، فالقوة المشرفة على هذا الكون، هي التى تصوغهم
وتبعث بهم في الوقت المقدر المطلوب
كم هو جميل أن يجد الإنسان لذة القراءة ومتعة العقل وراحة البال وهدوء النفس وهو يقرأ , ولكن الأجمل أن يفهم ما يقرأ فما المراد بالقوة المشرفة على هذا الكون؟ وهل هذا التعبير صحيح شرعا؟ أم أن الأديب لا يسأل عما يكتب والإبداع ليس له حدود يقف عندها؟
ـ[فيوض]ــــــــ[27 Jan 2010, 03:00 م]ـ
(الخاطرة الحادية عشرة)
من الناس في هذا الزمان من يرى في الاعتراف بعظمة الله المطلقة غضا من قيمة الإنسان
وإصغارا لشأنه في الوجود: كأنما الله والإنسان ندان يتنافسان على العظمة والقوة في هذا الوجود!
أنا أحس أنه كلما ازددنا شعورأ بعظمة الله المطلقة زدنا نحن أنفسنا عظمة لأننا من صنع إله عظيم.
إن هؤلاء الذين يحسبون أنهم يرفعون أنفسهم حين يخفضون في وهمهم إلههم أو ينكرونه
إنما هم المحدودون الذين لا يستطيعون أن يروا إلا الأفق الواطىء القريب.
إنهم يظنون أن الإنسان إنما لجأ إلى الله إبان ضعفه وعجزه، فأما الآن فهو من القوة
بحيث لا يحتاج إلى إله، كأنما الضعف يفتح البصيرة والقدرة تطمسها!
إن الإنسان لجدير بأن يزداد إحساسآ بعظمة الله المطلقة كلما نمت قوته
لأنه جدير بأن يدرك مصدر هذه القوة كلما زادت طاقته على الإدراك.
إن المؤمنين بعظمة الله المطلقة لا يجدون في أنفسهم ضعة ولا ضعفا، بل على العكس
يجدون في نفوسهم العزة والمنعة باستنادهم إلى القوة الكبرى المسيطرة على هذا الوجود
إنهم يعرفون أن مجال عظمتهم إنما هو في هذه الأرض وبين هؤلاء الناس
فهى لا تصطدم بعظمة الله المطلقة في هذا الوجود.
إن لهم رصيدأ من العظمة والعزة في إيمانهم العميق لا يجده أولئك الذين ينفخون
أنفسهم كـ " البالون " حتى ليغطي الورم المنفوخ عن عيونهم كل آفاق الوجود
.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[27 Jan 2010, 10:19 م]ـ
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة .. سندس ..
(الخاطرة التاسعة)
إنهم قليلون، قليلون في تاريخ البشرية، بل نادرون!
ولكن منهم الكفاية، فالقوة المشرفة على هذا الكون، هي التى تصوغهم
وتبعث بهم في الوقت المقدر المطلوب
(الخاطرة الحادية عشرة)
بل على العكس يجدون في نفوسهم العزة والمنعة باستنادهم إلى القوة الكبرى المسيطرة على هذا الوجود
.
كم هو جميل أن يجد الإنسان لذة القراءة ومتعة العقل وراحة البال وهدوء النفس وهو يقرأ , ولكن الأجمل أن يفهم ما يقرأ فما المراد بالقوة المشرفة على هذا الكون؟ وما المراد بالقوة الكبرى المسيطرة على هذا الوجودوهل هذا التعبير صحيح شرعا؟ أم أن الأديب لا يسأل عما يكتب والإبداع ليس له حدود يقف عندها؟
أخشى أن يقع المحبون لسيد قطب في قول الله تعالى (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله) لأنهم يغضبون لسيد إذا بين عالم خطأه من كتبه , ولا يغضبون لله إذا أخطأ سيد فسماه بما لم يسم به نفسه ولا سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم (والذين آمنوا أشد حبا لله) اللهم اجعلنا من هؤلاء ولا تجعلنا من أولئك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Jan 2010, 11:29 ص]ـ
أتفق مع أخي طارق بن عبدالله في ضرورة حسن اختيار العبارات من كتاب سيد قطب. ولا ينقل كل شيء، فمثل هذه العبارات موهمة.
فليت الأخت سندس تدقق فيما تختار وفقه الله.
ـ[فيوض]ــــــــ[28 Jan 2010, 03:24 م]ـ
انا اعلم ما نقلت ولا ارى به باس ابدا لماذا؟
لاننا في منتدى علمي لا يخفى على ادنى عضو هذه المسالة واذا حذفت منه فقد معناه
اما اذا اراد فضيلة المشرف حذف ما يراه لا يناسب فلا باس
ـ[فيوض]ــــــــ[29 Jan 2010, 12:28 م]ـ
(الخاطرة الثانية عشرة)
لست ممن يؤمنون بحكاية المباديء المجردة عن الأشخاص، لأنه ما المبدأ بغير عقيدة حارة دافعة؟
وكيف توجد العقيدة الحارة الدافعة في غير قلب إنسان؟!
إن المباديء والأفكار في ذاتها ـ بلا عقيدة دافعة ـ مجرد كلمات خاوية أو على الأكثر معان ميتة
والذي يمنحها الحياة هي حرارة الإيمان المشعة من قلب إنسان ..
لن يؤمن الآخرون بمبدأ أو فكرة تنبت في ذهن بارد لا في قلب مشع.
آمن أنت أولا بفكرتك، آمن بها إلى حد الاعتقاد الحار، عندئذ فقط يؤمن بها الآخرون
وإلا فستبقى مجرد صياغة لفظية خالية من الروح والحياة ..
لا حياة لفكرة لم تتقمص روح إنسان، ولم تصبح كائنا حيا دب على وجه الأرض في صورة بشر
كذلك لا وجود لشخص ـ في هذا المجال ـ لا تعمر قلبه فكرة يؤمن بها في حرارة وإخلاص ..
إن التفريق بين الفكرة والشخص كالتفريق بين الروح والجسد، أو المعنى واللفظ
عملية ـ في بعض الأحيان ـ مستحيلة، وفي بعض الأحيان تحمل معنى التحلل والفناء
كل فكرة عاشت قد اقتاتت قلب إنسان، أما الأفكار التى لم تطعم هذا الغذاء المقدس
فقد ولدت ميتة ولم تدفع بالبشرية شبرا واحدا إلى الأمام!
.
ـ[فيوض]ــــــــ[29 Jan 2010, 12:30 م]ـ
(الخاطرة الثالثة عشر)
من الصعب عليّ أن أتصور كيف يمكن أن نصل إلى غاية نبيلة باستخدام وسيلة خسيسة؟!
إن الغاية النبيلة لا تحيا إلا في قلب نبيل: فكيف يمكن لذلك القلب
أن يطيق استخدام وسيلة خسيسة؟ بل كيف يهتدي إلى استخدام هذه الوسيلة؟!
حين نخوض إلى الشط الممرع بركة من الوحل لابد أن نصل إلى الشط ملوثين
إن أوحال الطريق ستترك آثارها على أقدامنا وعلى مواضع هذه الأقدام
كذلك الحال حين نستخدم وسيلة خسيسة: إن الدنس سيعلق بأرواحنا، وسيترك آثاره في
هذه الأرواح وفي الغاية التى وصلنا إليها ..
إن الوسيلة في حساب الروح جزء من الغاية، ففى عالم الروح لا توجد هذه الفوارق والتقسيمات
الشعور الإنساني وحده إذا أحس غاية نبيلة فلن يطيق استخدام وسيلة خسيسة
بل لن يهتدي إلى استخدامها بطبيعته ..
" الغاية تبرر الوسيلة ": تلك هى حكمة الغرب الكبرى، لأن الغرب يحيا بذهنه
وفي الذهن يمكن أن توجد التقسيمات والفوارق بين الوسائل والغايات
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[29 Jan 2010, 04:53 م]ـ
الأخت الفاضلة سندس
أبارك خطواتك وأسدد كلماتك فجزاك الله خيرا
ـ[فيوض]ــــــــ[01 Feb 2010, 08:43 ص]ـ
(الخاطرة الرابعة عشر)
بالتجربة عرفت أنه لا شيء في هذه الحياة يعدل ذلك الفرح الروحي الشفيف
الذي نجده عندما نستطيع أن ندخل العزاء أو الرضى، الثقة أو الأمل أو الفرح إلى نفوس الآخرين!
إنها لذة سماوية عجيبة ليست في شيء من هذه الأرض، إنها تجاوب العنصر السماوي الخالص
في طبيعتنا، إنها لا تطلب لها جزاء خارجياً، لأن جزاءها كامن فيها!
هنالك مسألة أخرى يقحمها بعض الناس في هذا المجال وليست منه في شيء
مسألة اعتراف الآخرين بالجميل!
لن أحاول إنكار ما في هذا الاعتراف من جمال ذاتي ولا ما فيه من مسرة عظيمة للواهبين
ولكن هذا كل شيء آخر، إن المسألة هنا مسألة الفرح بأن الخير يجد له صدى ظاهرياً
قريباً في نفوس الآخرين، وهذا الفرح قيمته من غير تلك لأنه ليس من طبيعة ذلك الفرح الآخر
الذي نحسه مجرداً في ذات اللحظة التي نستطيع أن ندخل فيها العزاء أو الرضى
الثقة أو الأمل أو الفرح في نفوس الآخرين!
إن هذا لهو الفرح النقي الخالص الذي ينبع من نفوسنا ويرتد إليها بدون حاجة إلى أي عناصر خارجية
عن ذواتنا، إنه يحمل جزاءه كاملاً لأن جزاءه كامن فيه!
أنتهى النقل طبعآ عدد الخواطر 17 خاطرة حذفت 3 ليست سيئة أبدآ لكن لعلها تحمل معاني قد تكون تخالف ومعاني أخرى رائعة!!
وهي بالأصل رسالة من سيد إلى أخته ثم نشرت ...
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[02 Feb 2010, 08:43 ص]ـ
سبحان الله نتعب في كتابة الرد على الموضوع ثم لا نجد ما تعبنا في كتابته فالله المستعان.
ـ[فيوض]ــــــــ[02 Feb 2010, 09:35 ص]ـ
حتما ستجده هنا:
(يوم تجد كل نفس ماعملت من خير محضرا)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[02 Feb 2010, 02:07 م]ـ
نعم إن شاء الله سأجده (يوم تجد كل نفس ماعملت من خير محضرا) وإنها لبشرى خير وفأل حسن فالحمد لله وأسأل الله ذلك وأعوذ بالله أن يكون بشر يخطيء ويصيب أعز علي من الله , فإن من كان كذلك يجد ماكتب واعتقد (وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا) فاللهم اجعلني من الأولين ولا تجعلني من الآخرين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[02 Feb 2010, 06:52 م]ـ
أخي طارق بن عبد الله
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
فكم كنت أتمنى أن لو وقفت عند سؤالك الواضح في دلالته عن إنكارك على استخدامه -يرحمه الله- هذا اللفظ ((القوة المشرفة على هذا الكون)) واستخدام التعبير ((القوة الكبرى المسيطرة على هذا الوجود)) ...
أو بينت لقارئك مدى عدم جواز هذا التعبير وأمثاله ...
كم تمنيت أن لو اكتفيت بسؤالك .. أو بينت الخطأ الذي بدا لك .... بيان العلماء الربانين الأمناء على شرع الله ..
أما تعقيبك التالي: أخشى أن يقع المحبون لسيد .... إلى منتهاه
فلتعلم يا أخي ولله الحمد أننا لا نعتقد العصمة لأحد بعد رسول الله -صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلم - كائنا من كان ... وإن كنا أحببنا أحداً من العلماء أوالصالحين أو المسلمين فإنما لإيمانه بالله ورسوله وإسلامه وجهه لله تعالى وحده فيما ظهر لنا منه ... لا لعصمته .. فلقد قال أئمتنا: ما منا إلا رد ورد عليه إلا صاحب هذا القبر - عليه أزكى الصلاة والسلام .. إذ هو المعصوم بما أوحى الله إليه وبما عصمه ربه .... والأمةُ كذلك إن أجمعت على أمر من الأمور ...
فسيد قطب يرحمه الله تعالى وغيره من علماء هذه الأمة ومفكريهم وأدبائهم وقادتهم وعامتهم ممن هو أرسخ منه علما أو أقل ... بشر يخطؤن ويصيبون ...
أخي الكريم الحب لله وفيه يجعل صاحبه على بصيرة لا يزيغ فيه ولا يعمى ... أما من ذكرت فأولئك ممن يتخذ أنداداً من دون الله يحبونهم كحب المؤمنين لله ... لا ممن آمن بالله ربا وبالإسلام دينا وهم أشد حباً لله ... فبه يحبون وبه يبغضون ...
نسأل الله لك الهداية في وضع آيات الله في موضعها وألا يحيد بك ((الحب والبغض)) عن الهدى والصواب
كما نسأله تعالى أن يؤدبنا بأدب العلماء الربانين في الظن بإخوانهم ممن خالفهم أخطأ أو أصاب
وحقا كما قال الله تعالى:
ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[02 Feb 2010, 07:40 م]ـ
اللهم اجعلني ممن آتيته الحكمة فوضع الآيات في مواضعها وفهم عنك وعن نبيك صلى الله عليه وسلم وتأدب في الكلام عنك وعن نبيك صلى الله عليه وسلم وعن العلماء وبين الحق الذي أنزلته ورد على الجهلاء وصبر على عناد المعاندين (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[02 Feb 2010, 07:51 م]ـ
آمين آمين آمين
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[07 May 2010, 06:24 م]ـ
الأخت الفاضلة سندس
أبارك خطواتك وأسدد كلماتك فجزاك الله خيرا
تجعلها مباركة وسديدة؟ وهل ذلك إليك ,وهل يفيد منك , أم أردت أصفها بالمباركة والسديدة وهل تستطيع الجزم بذلك ,؟ أم تدعوا لها بالبركة والسداد؟ فهلا اخترت من الكلام أوضحه ومن البيان أفصحه , وجزاك الله خيرا.
ـ[نعيمان]ــــــــ[08 Jun 2010, 01:40 م]ـ
جزاك الله خيراً أختنا الفاضلة فيوض على هذه الفيوضات الرّقراقة الّتي أبدع فيها الأديب البليغ سيّد قطب -رحمه الله تعالى- وأكثر في الأمّة من أمثاله، وأراحنا من أعدائه بالباطل.
وإنّا لمنتظرون ما تفيضين به من هذه الّدرر الّتي تريح القلب، وتدمع العين، وتزيد الإيمان؛ كما يشعر به نعيمان، ولا علاقة له بمن لا يشعر أو يشعر بخلاف ما الآخر يشعر.
ورحم الله القائل عن الشّعراء:
الشّعراء فاعلمنّ أربعة:
شاعر يجري ولا يُجرى معه
وشاعر من حقّه أن ترفعه
وشاعر من حقّه أن تسمعه
وشاعر من حقّه أن تصفعه
قال الثّعالبيّ: قال لي سهل بن المرزبان يوماً: إنّ من الشّعراء من شَلْشَل، ومنهم من سَلْسَل، ومنهم من قَلْقَل، ومنهم من بَلْبَل،
يريد بمن شلشل: الأعشى في قوله:
وقد أروح إلى الحانوت يتبعني = شاوٍ مِشَلٌ شَلولٌ شُلْشُلٌ شَوِلُ
وبمن سلسل: مسلم بن الوليد في قوله:
سُلَّتْ وسُلَّتْ ثم سُلَّ سَليلها = فأتى سَليلُ سَليلها مَسْلولا
وبمن قلقل: المتنبّي في قوله:
فقَلْقَلْتُ بالهمِّ الذي قَلْقَل الحَشا = قَلاقل عيسٍ كلهن قَلاقِلُ
فقال الثّعالبي: إني أخاف أن أكون رابع الشّعراء، أراد قول الشّاعر:
الشّعراء فاعلمنَّ أربعة
فشاعر يجري ولا يُجرى معه
وشاعر من حقّه أن ترفعه
وشاعر من حقّه أن تسمعهوشاعر من حقّه أن تصفعه
ثمّ إنّي قلت بعد ذلك بحين:
وإذا البلابل أفصحت بلغاتها = فانفِ البلابل باحتساء بَلابِلِ
فكان بهذا رابع فحول ثلاثة لهم القدم الثّابتة في الشّعر، نعني الأعشى، ومسلم بن الوليد، والمتنبّي
وقد قال امرؤ القيس:
فكم كم وكم كم ثم كمكموكم كم = قطعت الفيافي والمهامه لم أمل
فلو لو ولولو ثم لو لو ولو ولو = دنى دار سلمى كنت أول من وصل(/)
محاضرة: (نصرة النبي صلى الله عليه وسلم) للدكتور عادل الشدي بجامعة طيبة
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[18 Jan 2010, 08:08 م]ـ
يسر إخوانكم في جامعة طيبة
دعوتكم لحضور محاضرة
نصرة النبي صلى الله عليه وسلم
لفضيلة الأستاذ الدكتور عادل بن علي الشدي
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود
وذلك في يوم الاثنين
الموافق 3/ 2 / 1431هـ
بالصالة الكبرى بعمادة شؤون الطلاب
وسيتم نقل المحاضرة لشطر الطالبات
(والدعوة عامة)(/)
نمط آخر من الحرية في البلاد الأجنبية
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[19 Jan 2010, 06:59 م]ـ
عرض مسجد في روسيا للبيع بالمزاد العلني ..
أخبرني أحد الإخوة بهذا النبأ؛ فقلت في نفسي لعل هذا نمطا جديدا من أنماط ما يسميه البعض حرية الغرب (بمفهومه الواسع) يضاف إلى أنماط الحرية الأخرى كمنع بناء مآذن للمساجد، وكالمنع من لباس الحجاب، وإن كان أمرا خصوصيا ..
فهذه هي الحرية أو لا تكون .. !
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[20 Jan 2010, 02:56 م]ـ
ثم علمت بعد ذلك أن هناك كنيسا يهوديا في ولاية:"فرجينيا" الأمريكية قد سمح للمسلمين بإقامة الصلاة فيه ..
وأصبحوا يصلون فيه محاطين بالنجم السداسي وكل رموز اليهودية ..
وهذه حرية أخرى تضاف لما سبق
ـ[أبو المهند]ــــــــ[21 Jan 2010, 12:23 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم غفرانك
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[22 Jan 2010, 11:26 م]ـ
وجاءني اليوم خبر آخر من أخبار الحرية في بلاد الغرب، وعدلهم مع المسلمين، وتقدمهم في العلوم كافة، الإنسانية، وغير الإنسانية ...
فحوى الخبر: أن وزيرا أمريكيا يعتذر عن وضع رموز إنجيلية على الأسلحة الأمريكية التي تستعمل في العراق وأفغانستان.
يا سلام.
هذه هي الحرية، أو لا تكون.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[23 Jan 2010, 07:50 م]ـ
وجد خبر آخر من أخبار نشرة الحرية في بلاد الغرب (دائما بمفهومه الواسع)
حيث قامت جماعة من المسيحيين النيجيريين بالاعتداء على قرية صغيرة مسالمة مسلمة من بني وطنهم وأحدثت فيها مذبحة كبيرة ..
ولم تحرك الحكومة النيجيرية أي ساكن ..
ومن المعلوم أن المسيحيين في نيجيريا قلة؛ فليس بإمكانهم القدوم على هذا العمل الوحشي الجبان إلا بغطاء من "الحكومة الأمريكية" متمثلة في حكومة نيجيريا.
فانظروا كيف امتدت حريتهم لتشمل البلاد الإفريقية وغيرها ..
يا لهم من أحرار، ويا لهم من منشدين للعدالة، ومن محبين لها ..
ولكن الكتاب يظلمونهم؛ ويفترون عليهم ..
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[26 Jan 2010, 07:32 م]ـ
واليوم قام هؤلاء المسيحيون المتحضرون المتمدنون العقلانيون الحداثيون المفكرون المبدعون .. بتعليق الهياكل العظمية للنساء والأطفال الذين اغتالوهم على بوابات قراهم لعل المدرسين يجدون وسيلة إيضاح لمادة العلوم الطبيعية سهلة الشرح ..
وهذا النوع من خدمة العلم الحديث منقطع النظير ..
فلماذا نظلمهم وهم يخدمون العلم الحديث، ويكتشفون نظريات جديدة قد يكون لها دخل في الإعجاز ونحوه؛ فنبرهن من خلالها على صحة كتاب ربنا .. !؟!
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[13 Feb 2010, 11:33 م]ـ
وتذكرت نمطا آخر من الحرية في البلاد الأجنبية كان جديرا بي أن أدونه أولا ..
ألا وهو سيطرتهم على عقولنا، وإخراج آلاف بل ملايين البرامج الماكرة التي تستهدف شباب الأمة؛ فتشككه في أصول دينه وثوابته؛ فتجد الواحد مدعيا للعلم، وهو لا يحفظ من كتاب الله تعالى إلا ما تصح به الصلاة عند المتساهلين من أهل الفروع، ولا يفرق بين فعل وفاعل، ولا علم له بأصول فقه، ولا علوم حديث، ولا ..
ثم هو يبادر إلى تجهيل علماء السلف ويصول ويجول: ابن جرير الطبري أخطأ في هذا التفسير، وشيخ الإسلام ما هو إلا نكرة، والذهبي جماع ولا علم له ..
وهؤلاء إنما هم بشر؛ وكأنه هو ملك أو نبي ..
هذه الثلة من الشباب هي من إخراج تلك البرامج التي يعنى أصحابها بالحرية وحقوق الآخرين ..
فلا تختلط عليك القواميس؛ فالاعتداء على شباب أمة وتجهيله بتراثه، وأصله الذي يقوم عليه؛ وتشكيكه في ثوابته، هو الحرية بعينها، وهو التمدن والرقي ..(/)
نصح اهل السنه والجماعة بالامام
ـ[سعد العتيبي]ــــــــ[21 Jan 2010, 01:34 م]ـ
((نصح اهل السنةوالجماعة للإمام))
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا. محمد. وآله وصحبه اجمعين.
امابعد ...
فإن من اعظم نعم الله تعالى التي يمن بها على عبده أن يرزقه التمسك بالعقيدة الصحيحة،
التي اتى بها النبي. عليه السلام، وتمسك بها الصحابة رضي الله عنهم.من بعده،والذين من بعدهم من
سلف الامة الصالحين، وإننا بحمدالله وتوفقيه تربينا في هذه البلاد المبآركة على عقيدة اهل السنة والجماعة وتعلمنها من علمآئنا الافاضل في مدارسنا وجامعاتنا ومساجدنا ومن ذلك اعتقاد اهل السنة والجماعة بوجوب طاعة ولي امر المسلمين امثالاً لنصوص الشريعة
فقد قال النبي عليه السلام: [من خلع يداًمن طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له ........ )
وقد خالف اهل السنة،الفرق المبتدعة كالخوارج والمعتزلة الذين يخرجون على الإمام بشبه يلبسون بها على من لاعلم عنده ولافقه في عقيدة اهل السنة والجماعة.ومن هذه الشبه، قولهم إننا ننكر المنكر، وهذا غير صحيح لان عقيدة اهل السنة تحريم الخروج على الأمام وانكارهم على من فعل ذلك،فقد قال المروزي ((سمعت ابا عبدالله يأمر بكف الدماء، وينكر الخروج انكاراًشديداً))
وقال ابن حجر في الفتح (كان الامام احمد يكره التحدث بالأحاديث التي ظاهرها الخروج على السلطان) وقال ابن تيميه (واما اهل العلم والدين والفضل فلا يرخصون لاحد في مانهى الله عنه من معصيه ولاةالامر،وغشهم والخروج عليهم بوجه من الوجوه)
كما ان انكار المنكرعند اهل السنة على ولي الامر، لايكون بالخروج عليه وسفك الدماء والتشهير به، وإنما طريقتهم النصح له سراً، كما فعل اسامه بن زيد مع عثمان بن عفان فقدقيل له (لو أتيت عثمان فكلمته قال: كلمته دون أن أفتح باباً اكون اول من فتحه، (قال عياض: مراد اسامه أ نه لايفتح باب المجاهرة بالنكير على الامام، لما يخشى من عاقبة ذلك، فليتلطف به،وينصحه سراً، فذلك أجدر يالقبول) ....
وبهذا فعل المسلم الحذر من شبه اهل البدع والضلال التي يصدون بها الناس عن الحق،وتكن طاعتة لي ولاة الامور في المعروف والنصح لهم،والدعاء لهم بالصلاح والتوفيق،يفعل المسلم كل ذلك عبادة يتقرب بها الى الله ومعتقدا يعتقده بقلبه.والله اعلم
وصلى الله على نبينا محمد .. وآله وصحبه
اخوكمـ المحب "سعد العتيبي"
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[21 Jan 2010, 03:58 م]ـ
الأخ الكريم سعد،
1. عندما يكون الإمام شرعي ومرضي من الأمة لا يُقبل الخروج عليه ليس فقط في الإسلام بل عند أغلب الأنظمة البشرية.
2. ولكن ماذا نقول في الحاكم الذي لا يقيم شرع الله، بل يحارب كل من يطالب بتطبيق شريعة الله، كما هو الأمر في غالبية بلاد المسلمين. فهل هذا إمام لا يجوز الخروج عليه؟!
3. ماذا نقول أيضاً في الحاكم الذي فقد إرادته لصالح دول كافرة فأصبح أسيراً لا يملك أمره وأصبح يشكل خطراً على الأمة. هل تم بحث الموقف الشرعي من مثل هذا الحاكم؟!
4. ماذا نقول في حاكم يقوم على نشر الفساد ونهب خيرات العباد ويتآمر مع دول الكفر. هل تم بحث الموقف الشرعي من مثل هذا الحاكم؟!
5. ماذا نقول في حاكم تسلط على رقاب الأمة بقوة السلاح ويرفضه الناس، هل بحث الموقف الشرعي من مثل هذا الحاكم؟!(/)
الربا والسلم والرهن في الحوار العلمي
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[24 Jan 2010, 12:23 ص]ـ
عند متابعتي لبعض الحوارات التي تدار في هذا الملتقى وغيره من المواقع الألكترونية لاحظت أصنافا من المعاملات تقع في الحوارات العلمية منها:
1 - بعض المحاورين يوزعون المهام بينهم، فيمدح أحدهم محاورا ليمدحه، وهذا امر عادي؛ تكلمت عنه سابقا تحت عنوان: "أسلفني على أن أسلفك" ولا ربا فيه لأنه يستلمه يدا بيد وهاء بهاء .. ولا إشكال في هذا.
2 - النوع الثاني يذم محاورا مخالفا له؛ على أن يذم له محاورا آخر مخالفا له، أو يقف إلى جانبه في الحوار، وهذا فيه من الربا ما هو واضح إذا اعتبرنا المدح والذم من الأصناف الربوية.
3 - النوع الثالث: يسلم - بإسكان السين المهملة - محاورا آخر مشاركته في موضوعه على أن يردها له بعد فترة بنفس القوة والحدة والرد على المخالف؛ فإن لم يفعل استعاض منه تلك المشاركة في مواضيع أخر.
4 - النوع الرابع: يقف إلى جانب المحاور وقوفا مرهونا بوقوفه إلى جانبه في حوار آخر، فيعمل الأول بحديث: "الرهن محلوب ومركوب" فيصعد على أكتاف مساعده ذلك، وإن تبين له انه لم يقم بما يجب عمل بحديث: "الرهن لصاحبه له غنمه وعليه غرمه"
فأرجو وآمل أن يترفع من وجد في حواراته شيئا من ذلك عن هذه الأمور ..
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[24 Jan 2010, 02:41 ص]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بما كتبت
وممكن أن أساهم في استخراج وجه كون الكلام مما يدخله الربا معنويا، إذا ما حملناه على استعارة المعاني ..
فالمرادّة في الكلام تسميها العرب استعارة: الكيل .. كقول: فكال له قولا.
وتسمي اللفظ وزنا، على سبيل الاستعارة لتثمين الألفاظ التي ركب منها الكلام، إذا كان على سبيل المرادّة أيضا.
والله أعلم
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[30 Jan 2010, 05:50 م]ـ
بعض المحاورين يشكلون أحزابا سياسية لها نظامها الأساسي؛ وقد استنبطت من خلال ممارستي معهم بعض القواعد الأساسية منها:
1 - إذا رأيتني تعبت من الحوار مع شخص معين؛ فبادر أنت بالتدخل في صالحي، وسوف أعيدها لك لاحقا.
2 - إن رأيت خصمي أفحمني بحجته؛ فابحث عن ثغرة تحول محور النقاش عن الموضوع الرئيسي.
3 - إن لم تجد ثغرة في مشاركات خصمي؛ فابحث عن عيوب في الخصم نفسه؛ لنحول الحوار إلى شخصه، وليس إلى موضوع النقاش.
4 - إن لم تستطع ذلك؛ فحاول أن تثير أعصابه لعله تسقط منه كلمة أو عبارة تنطوي على ما أردنا في النقاط السابقة.
ولعلهم يتبادلون هذه الأدوار عن طريق التواصل الشخصي بالبريد الألكتروني.
هذه مجرد قراءة لواقع بعض الحوارات في هذا الملتقى المبارك.
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[30 Jan 2010, 06:57 م]ـ
الحقيقة ظاهر الحال في بعض المناقشات في الملتقى يشبه أن يكون كما تصف.
وإذا وصل الحوار إلى ما وصفت، فاعلم أن المحاور لا يستفيد، ولا يقدر كلامك.
مما تعلمته من أبي حفظه الله؛ أن من استمع إليك فقد جمّل، واستماعه أن يفهم مقالك ويحسن جوابك بقوله أو فعله. فإن لم يفهم لم يؤذك رده.
هذا الذي يستمع لك بهذه الطريقة، يدفعك لأن تكمل بما يساوي معروف استماعه.
أما إن كان النقاش يصرف إلى إيذاء المتكلم، فلعل المتكلم إذن أن يحرمهم لذة إيذائهم له، فلا يتكلم، ويتركهم عفوا من غير غلط.
ولن يكون منه الغلط لو تفهم وضعهم؛ فالذي يصرف النقاش لغير طائل صحيح، أحد اثنين:
إما قاصد للإساءة، وإما عاجز عن الإحسان.
وبحسب الحال يختار العفو اللائق في الحوار.
ومن نصائح أبي حفظه الله التي اعتدتها منه: اترك أقشر ما عندك آخره، يمكن موذيك يطيح بأقشر منك ويكفيك تعب الرد عليه.
لقد مرت بي حالات نقاش ليست مما ذكرته في ملخصك، وهي تعمد المناقش أن لا ترد عليه جوابك وهو يسألك أو يحملك مسئولية تخصك .. فعجزت أن أتكلم لاجتماع جهدين لا ثالث لهما وقت النقاش .. الأول جهد تقديم العمل فقد بلغ بي مبلغه.
وجهد الحوار الذي لا نفس فيه لي إلا مقطعات أسرع بها بمقتضبات .. وما أغنت عني شيئا والحال تعمد استباق الكلام منهم.
فحمت جدا حتى سكت .. في وقت ظننت الحوار فيه يطول إلى الساعة تقريبا في مخيلتي الغافل .. فصار نصف ساعة لأني فحمت فحمت، وكلامهم انتهى بإسكاتي لما فحمت ..
ولازلت أفحم من الكلام .. ومن القراءة المسموعة .. وأفحم من الجدال ولو كتابة .. فأختار الاقتضاب وربما برعت فيه الآن ..
المشكلة أن المحاورين لم يلاحظوا حقي في الجواب .. ربما مستعجلون .. او لا يرون النقاش إلا شكليا .. وفي حسب حالهم فاتهم تقدير أني فحمت وفات حقي في النقاش ..
وخرجت من النقاش ولا أعلم السبب الذي دعاهم اتفاقا حاليا في النقاش على هذا .. ولكن لعل لهم ظرفا لا أعلمه
وذهبت الأيام .. والله الموفق
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[03 Feb 2010, 12:44 ص]ـ
بعض الكتاب عندما لا يجد من يشمت له عطسته يبادر إلى التشميت لنفسه، هو بنفسه أو بالمتعاونين معه من الصنف الذي ذكرت في المداخلة السابقة، وكلا الوجهان هما لعملة واحدة؛ والفرق بينهما كالفرق بينهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[03 Feb 2010, 01:08 ص]ـ
في ظني أن المشكلة ليست في من الذي يشمت العاطس .. ؟
لكن المشكلة كيف عطس العاطس في الملتقى وانتظر من يشمته؟!
استعارة رائعة في محل المبالغة الواقعية ..
أتذكر في بعض المنتديات كان شروط مميزات الأعضاء أن يشارك العضو بعدد كبير من المداخلات، فإذا بلغ خمسين مشاركة أتيحت له مميزات العضو كاملة في لوحة التحكم!!
وقلت وقتها في نفسي: إذا عرف السبب بطل العجب!!
من كثرة ما ترى النقاشات غير الممنهجة، والكتابات غير المدققة .. بل وإدخال رد في غير الموضوع .. على أنه من الموضوع!
ثم يجد العضو فرصة _ لمصلحته طبعا من غير اتفاق بسبب العدد المطلوب من المشاركات_ ليدخل ويقول: فلان لا يقصد كذا بل يقصد كذا ... !
وهكذا صفحات حوار طويلة .. بين مدح وانتقاد وسرد وغير ذلك من الحدة والمبالغة ..
والسبب هو الشرط الغير المبرر ولا الممنهج: 50 مشاركة لتفعيل مميزات عضوية!!
ربما لو عطس فيهم أحد لشمتوه ليسجلوا رقما في عداد الخمسين!
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[13 Feb 2010, 11:21 م]ـ
وبعض المحاورين عندما تضع له أوصافا سيئة في بعض المحاورين يبادر فينزلها على من وجد في نفسه أنه متصف بها؛ ثم يلومك على طرحها؛ في حين أنك لم تسم زيدا ولا عمروا وإنما وضعت أوصافا؛ قصدك منها هو التحذير من شكلها ونمطها، والله وحده هو المطلع على ما في الضمائر والنيات ..
فلماذا نؤسس لثقافة النفاق حتى مع أنفسنا؟
لماذا نخدع أنفسنا؛ حتى ولو كان الواحد منا وحده في غرفة منعزلة في بيته؛ ويقرأ صفاته؛ ثم بدلا من حمد الله تعالى على أنها بينت له ومحاولة إصلاحها يبادر في ثورة جنونية يقبر رأسه في التراب؛ حتى لا يرى نفسه؟
إن الأسلم من كل ذلك هو أن يصارح المرء نفسه؛ ويعلم أن رؤية العيوب هي أصعب شيء على النفس البشرية؛ ولا أصعب منها إلا محاولة إصلاحها.
هدى الله الجميع لما يحبه ويرضاه.(/)
تأملات في سورة البقرة للشيخ / د. محمد عبد العزيز الخضيري
ـ[سيف التوحيد]ــــــــ[24 Jan 2010, 04:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته::
ينظم المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بصوير (منطقة الجوف) محاضرة بعنوان تأملات في سورة البقرة للشيخ / د. محمد عبد العزيز الخضيري صاحب برنامج بينات في قناة المجد الفضائية بجامع شهاب بصوير يوم الاربعاء القادم 12/ 2/1431هـ بعد المغرب
ويعقد الشيخ لقاء عصر يوم الاربعاء في القسم النسائي بالمكتب التعاوني بصوير (منطقة الجوف) محاضرة بعنوان - قصة الفتاتين -.
وبهذه المناسبة نرحب بفضيلة الدكتور محمد بمنطقة الجوف ونتمنى له طيب الاقامة ..(/)
قصيدة: إخواني في الله
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[25 Jan 2010, 12:52 ص]ـ
إخواني في الله
إذا ما كنت في ترفً=و ملهاة ببستان
وكان طعامنا لحماً=وفاكهة فالحاني
وجدت الغصة الكبرى=بتذكاري لإخواني
فهل صلوا وهل أكلوا=وهل شربوا وجيراني
أم الأحداث تمنعهم =فيا رباه إخواني
اذاما كنت في بيتي=بوقت الفجر ألهاني
عن التفكير في ولدي=وزوجي ذكر إخواني
أيا رباه هل عطشوا=أم الأفكار تغشاني
وهل خرجوا إلى أهل=وأصحاب بأوطاني
وهل قرؤوا دروس العلم=في أوساط خلاني
وهل خطبوا بمسجدنا=بمأثور وتبيان
فيا رباه أنقذهم=و زينهم بقرآن
فإخواني لهم حبي=وأشواقي وتحناني
فيا رباه إخواني=أيا رباه إخواني
المدينة المنورة:26/ 1405 هـ
وكتب: أبو الخير
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[03 Feb 2010, 02:15 ص]ـ
الأخ الفاضل أبو الخير
جميل انك قد أشرت إلى تاريخ كتابة هذه القصيدة، فمن الواضح انها تمثل طفولتك الشعرية، ومرحلة بحر الهزج. فهي تصلح مشروعا لأنشودة للأطفال، اما وصفها بالقصيدة فظلم كبير.ولن يشفع لها الإطار الجميل الذي وضعت فيه.
ومع ذلك فهي تأخذ في هذا الملتقى المبارك مكانها من الاحترام والتقدير ما تأخذه أهم المواضيع، يشهد بذلك عدد المشاهدات المسجلة امامها، ولعلّ السرّ في ذلك أن العربي هو شاعر بالطبع، فإن لم يكن كذلك فهو مفتون بالشعر والشعراء.
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[03 Feb 2010, 07:13 ص]ـ
شكرا للشاعر على العرض الموفق.
في ظني هي قصيدة نظمت على البحر البسيط.
وفي تقديري، إذا كتب الشاعر ستة أبيات متتالية في وحدة موضوع متكاملة، فهي قصيدة. فإن قلّت عن الستة صارت أبياتا.
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[03 Feb 2010, 07:35 ص]ـ
ما أجمل المشاعر الطيبة عندما تجيش في النفوس المؤمنة الطيبة فتفوح حاملة تلك المعاني الطيبة
طبت أخي وطابت كلماتك
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[03 Feb 2010, 11:20 ص]ـ
شكرا للشاعر على العرض الموفق.
في ظني هي قصيدة نظمت على البحر البسيط.
وفي تقديري، إذا كتب الشاعر ستة أبيات متتالية في وحدة موضوع متكاملة، فهي قصيدة. فإن قلّت عن الستة صارت أبياتا.
سبق وقلنا أن البحر هو الهزج،فماذا يعني قولك البسيط؟!
فاما مفهوم القصيدة فلا يقاس بعدد الأبيات.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[03 Feb 2010, 11:23 ص]ـ
ما أجمل المشاعر الطيبة عندما تجيش في النفوس المؤمنة الطيبة فتفوح حاملة تلك المعاني الطيبة
طبت أخي وطابت كلماتك
هل دخلت محاميا أم منافقا أم ناقدا؟
لو شئنا أن ننافق أو نجامل ما كتبنا الذي كتبناه، ولسبقناك إلى هذا الكلام وسطرناه بخط أكبر.
نحن ننقد، لا نحابي ولا ننافق.
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[03 Feb 2010, 09:28 م]ـ
الأستاذ عبد الله جلغوم
القصيدة وضعها صاحبها بعنوان ((إخواني في الله))
ومن حق الأخ على إخوانه في الله إذا ناداهم أن يجيبوه .....
فأجبته بما رأيته حق مناداته التي بث فيها بعضاً من طيب مشاعره .... ولا يهمني نقدك لشاعريته مهما كانت قيمته النقدية أو مناسبته أو بواعثه
ولم أعلق على تعليقك ولا على تعليق الأخت الفاضلة طالبة علم التفسير ... ومثل هذه التعليقات لا تسترعي انتباهي لا من قريب ولا من بعيد لأنني لست من أهل الاختصاص فيه ... وأتفاعل مع المعاني ولا تزعجني المباني ولو أردت أن أرد عليك لخاطبتك باسمك!!
أما رميك لي بالنفاق والمحاباة ... فأستودعها عند علام الغيوب ليحكم بيننا يوم اللقاء!!!
وأما ما أزعجك من كبر خطي فمعذرة ... !!! وبإمكانك أن تتأكد لتجد بأنه اختياري في كل مشاركاتي
وفعلا عجبت لمتخصص في ترتيب القرآن الكريم كيف يخاطب إخوانه بمثل ما خاطبتهم به ... فسلام عليك!!!
ـ[فيوض]ــــــــ[03 Feb 2010, 09:56 م]ـ
من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت ..
عظم الله اجرنا فيك يا منتدانا الحبيب
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[03 Feb 2010, 10:18 م]ـ
الأستاذ عبد الله جلغوم
القصيدة وضعها صاحبها بعنوان ((إخواني في الله))
ولم أعلق على تعليقك ولا على تعليق الأخت الفاضلة طالبة علم التفسير ... ومثل هذه التعليقات لا تسترعي انتباهي لا من قريب ولا من بعيد لأنني لست من أهل الاختصاص فيه ... وأتفاعل مع المعاني ولا تزعجني المباني ولو أردت أن أرد عليك لخاطبتك باسمك!!
أما رميك لي بالنفاق والمحاباة ... وفعلا عجبت لمتخصص في ترتيب القرآن الكريم كيف يخاطب إخوانه بمثل ما خاطبت فسلام عليك!!!
الأستاذ طارق عبدالله أو طارق بن عبدالله
لقد سألتك: هل دخلت محاميا أم منافقا أم ناقدا؟
فلماذا كل هذه الثورة؟
عجيب يا مدير المدرسة، يا أيها الباحث في القرآن؟
والمفهوم من كلامك أنك لست أي واحد من الثلاثة، وإنما دخلت متذوقا .. ولكن من أسف، يبدو لي أنك تفتقر إلى هذه الحاسة.
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[03 Feb 2010, 11:31 م]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[03 Feb 2010, 11:34 م]ـ
سبق وقلنا أن البحر هو الهزج،فماذا يعني قولك البسيط؟!
فاما مفهوم القصيدة فلا يقاس بعدد الأبيات.
على هونك يا شيخ عبدالله
ليه تنفخ؟
أما الأهزوجة فأنت من صنف القصيدة بها .. فهل تجيّر كلامك عليّ؟
يرحمك الله؛ قولي: البحر البسيط: أشير فيه لأوزان الشعر في القصيدة.
وأما الأهازيج فإن شئت أبين لك الآني رأيي في معناها، ولا تنفخ علينا ..
الأهزوجة تشير إلى جرس البحر البسيط، إذا كان تمثله بالقول المسموع يرنمه بلا إحداث ترنيم من متمثله أو تغني.
وتتميز الأهزوجة عن الأرجوزة، أن الثانية ليست من الشعر .. بل من الكلام النثري المتساوي في الطول والمسجوع في ختام متناسق.
لماذا الأرجوزة ليست شعرا؟
الجواب: لأن النبي صلى الله عليه وسلم ارتجز مع أصحابه رضي الله عنهم يوم حفر الخندق .. والله يقول عن نبيه: (وما علمناه الشعر وما ينبغي له) يعني إقرار الله تعالى لفنون الشعر_ النظرية_ التي تعلمها عليه الصلاة والسلام قبل نزول الوحي، ولا ينبغي له التلفظ بالشعر لأنه أمين أداء الوحي فنهي عن الشعر وأوزانه.
ما الدليل أنه صلى الله عليه وسلم تعلم الشعر ولم يتكلم به؟
الجواب: أنه نقد الشعراء، وانتدبهم للمحافل الرسمية الحساسة للدولة الإسلامية، واتخذ شعراء رسميين له.
والله أعلم
يصير نتناقش بلا زعل .. وإن كان أزعلناك فلعلك تسامحنا وأنت المشكور.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[04 Feb 2010, 02:57 م]ـ
على هونك يا شيخ عبدالله
ليه تنفخ؟
أما الأهزوجة فأنت من صنف القصيدة بها .. فهل تجيّر كلامك عليّ؟
يرحمك الله؛ قولي: البحر البسيط: أشير فيه لأوزان الشعر في القصيدة.
وأما الأهازيج فإن شئت أبين لك الآني رأيي في معناها، ولا تنفخ علينا ..
يصير نتناقش بلا زعل .. وإن كان أزعلناك فلعلك تسامحنا وأنت المشكور.
الأبيات - موضوع الحوار - من البحر الهزج، وهو مؤلف من أربع تفعيلات اثنتان في كل شطر. مفاعلتن مفاعلتن - مفاعلتن مفاعلتن، ولها صورة اخرى هي مفاعيلن.
إذا ما كنت في ترفً \ و ملهاة ببستان
ب---\ب-ب ب- \ ب--- \ ب ---
وكان طعامنا لحماً \ وفاكهة فالحاني
ب-ب ب-\ب--- \ ب-ب ب- \ ب---
وجدت الغصة الكبرى \ بتذكاري لإخواني
ب--- \ب --- \ ب--- \ب---
فهل صلوا وهل أكلوا \ وهل شربوا وجيراني
ب--- \ ب-ب ب- \ ب-ب ب- \ ب---
وهكذا ..
فاما بحر الرجز: فتكرار تفعيلة مستفعلن ست مرات ثلاثة في كل شطر.
وإليك هذه البيات مستوحاة من النفخ في هذا الحوار وهي على بحر الهزج:
أنا لا أعرفُ النّفخا - فكيفَ ترينني أزعلْ؟
كلامي كلّهُ حقٌّ - وممّا قلتُ لا أخجلْ
وأصدُرُ فيه عن علمٍ - أحاورُ فيه من يجهلْ
أردّعليه في ثقَةٍ - ويؤلمني الذي يفعلْ
يظنّ بأنني غِبٌّ - ويحسبُ نفسه الأفضلْ
ولا يدري بأني فوق ..... ما قد ظنّ أو سّوّلْ
أخي في الله يعرفني - ويعرف أنني الأنبلْ
ولكن ليس يدركني - رفيق عابرٌ أخطل ْ .................
هذه أبيات ستة- صنعتها لك- وهي في نظرك قصيدة،هي في نظري ليست كذلك رغم أنها موزونة ومقفاة، وفيها من الجمال ما قد يراه الصغار كبيرا.وفي وسعي أن أجعلها ثلاثين بيتا، ولن يغير ذلك من الأمر شيئا.
بقي أن تعرفي أنني امتهنت الشعر والنقد زمنا، وتركت كل ذلك سعيدا لأتفرغ للبحث في ترتيب القرآن الكريم.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[04 Feb 2010, 03:23 م]ـ
على هونك يا شيخ عبدالله
ليه تنفخ؟
يصير نتناقش بلا زعل .. وإن كان أزعلناك فلعلك تسامحنا وأنت المشكور.
بالمناسبة ومادمنا في ساحة الشعر، أتحبين ان أصحح لك الأبيات التي اتخذتها توقيعا؟ ستبدو اجمل بكثير بعد التصحيح.
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[04 Feb 2010, 05:06 م]ـ
زعمت العلم مزهوّا ... وأنت بذلك الأفضل
يكفي كلامك، وأنا انسحبت
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[09 Feb 2010, 12:29 م]ـ
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طالبة علم التفسير
على هونك يا شيخ عبدالله، ليه تنفخ؟ يصير نتناقش بلا زعل
يبدو انك نسيت كلامك هذا .. على أي حال، الأبيات التي ذكرتها هي للتمثيل ولست اعنيك فيها ولا أقصد من ورائها ذما ولا مدحا.
وبما أننا في ساحة الشعر:
الكلام الذي اتخذتيه توقيعا وبدا كبيتين من الشعر،هو أربعة أبيات من مجزوء الكامل، وقد خلطت وفقد بعضها الوزن .. أقترح عليك استبدالها لتكون كالتالي:
قلمي ومكتبتي وأو - راقي التي سطّرتها
هذي قناديلي المضيـ - ئة في الزمان الأسود
أعددتها لما تملـ - ملت الجهالة أبتغي
هديا قويما منجيا - فلزمت سنة احمد
... ولك القرار، وفائق التقدير والاحترام(/)
عُقِدَ القصيدُ فما يكاد يجيبُ
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[25 Jan 2010, 09:53 ص]ـ
هذه أبيات كنت قد قلتها لما تجرأ الكافرون على رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم , رأيتها وأنا أتصفح بعض ما عندي فأحببت أن أكتبها بهذا الملتقى الكريم , عسى الله عز وجل أن ينفع بها ولو بعد وقتها
عُقِدَ القصيدُ
عُ
قِدَ القصيدُ فما يكاد يجيبُ=عَقَدَ القصيدَ تفجع ونحيبُ
أَيُسَبُّ خير المرسلين محمد=علنا وعيش المسلمين يطيبُ
عُقِدَ القصيدُ فما يقول مفوه=أسفا وماذا يستطيع خطيبُ
فمحمد خير الأنام إمامهم=صلى عليه الله فهو حسيبُ
رفع المهيمن ذكره مع ذكره=وكفى فأحمد للقلوب حبيبُ
حيت القلوب بذكره فلحقه=جرت العيون وللقلوب وجيبُ
نبح الكلاب فما يضر نباحهم=قمرَ السماء وليس ذاك عجيبُ
قمرُ السماء يغيب بعد ظهوره=ومحمد نور وليس يغيبُ
يتبجحون بأنها حرية=أو يجرءون بأن يُسَبَّ صليبُ
أفيجرءون على اليهود وسبهم=جبناء لا خلق ولات لبيبُ
ظهرت حقيقتهم وحقد قلوبهم=أو بعد سب محمد تكذيبُ
أفيستفيق المسلمون لدينهم=أو لم يئن للمسلمين وثوبُ
فتميزوا يامسلمين بدينكم=لا تشبهوا أعداءكم فتذوبوا
فالدين قد بدأ الغريب بأهله=والآن دين المسلمين غريبُ
من كتاب اتساع النقاب بين التبرج والحجاب وقد طبع بمكتبة السنة.
محمد بن عيد الشعباني.
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[25 Jan 2010, 09:57 م]ـ
لافض فوك أخي الكريم
وأسأل الله أن يجعلها في ميزانك منافحة عن حبيبه وغيرة على حرماته
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[26 Jan 2010, 12:52 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخانا الكريم.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[07 May 2010, 06:31 م]ـ
عُقِدَ القصيدُ فما يكاد يجيبُ=
أَيُسَبُّ خير المرسلين محمد=
عُقِدَ القصيدُ فما يقول مفوه=
فمحمد خير الأنام إمامهم=
رفع المهيمن ذكره مع ذكره=
حيت القلوب بذكره فلحقه=
نبح الكلاب فما يضر نباحهم=
قمرُ السماء يغيب بعد ظهوره=
يتبجحون بأنها حرية=
أفيجرءون على اليهود وسبهم=
ظهرت حقيقتهم وحقد قلوبهم=
أفيستفيق المسلمون لدينهم=
فتميزوا يامسلمين بدينكم=
فالدين قد بدأ الغريب بأهله=
عَقَدَ القصيدَ تفجع ونحيبُ
علنا وعيش المسلمين يطيبُ
أسفا وماذا يستطيع خطيبُ
صلى عليه الله فهو حسيبُ
وكفى فأحمد للقلوب حبيبُ
جرت العيون وللقلوب وجيبُ
قمرَ السماء وليس ذاك عجيبُ
ومحمد نور وليس يغيبُ
أو يجرءون بأن يُسَبَّ صليبُ
جبناء لا خلق ولات لبيبُ
أو بعد سب محمد تكذيبُ
أو لم يئن للمسلمين وثوبُ
لا تشبهوا أعداءكم فتذوبوا
والآن دين المسلمين غريبُ
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[07 May 2010, 09:53 م]ـ
قصيدة رائعة لا فض فوك ولكن هناك بيت واحد استوقفني ولا أدري هل يجوز قوله أم لا
والبيت هو
ومحمد نور وليس يغيبُ
وما الفرق بالمعنى بين قولك هذا وقول الله تعالى: الله نور السماوات والارض
نور الله تعالى هو الباقي الذي لا يزول
فما رأيك؟؟؟؟
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[07 May 2010, 11:20 م]ـ
كلامك طيب , وينبغي لنا أن نحمي حمى التوحيد من كل ما يمكن أن يشم منه خدشه , فجزاك الله خيرا سأعدل هذا البيت وأعيد كتابة القصيدة بعد التعديل إن شاء الله ومرحبا بملاحظاتكم وتنبيهاتكم.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[08 May 2010, 12:41 ص]ـ
عُقِدَ القصيدُ فما يكاد يجيبُ عَقَدَ القصيدَ تفجع ونحيبُ
أَيُسَبُّ خير المرسلين محمد علنا وعيش المسلمين يطيبُ
عُقِدَ القصيدُ فما يقول مفوه أسفا وماذا يستطيع خطيبُ
فمحمد خير الأنام إمامهم صلى عليه الله فهو حسيبُ
رفع المهيمن ذكره مع ذكره وكفى فأحمد للقلوب حبيبُ
حيت القلوب بذكره فلحقه جرت العيون وللقلوب وجيبُ
نبح الكلاب فما يضر نباحهم قمرَ السماء وليس ذاك عجيبُ
يتبجحون بأنها حرية أويجرءون بأن يُسَبَّ صليبُ
أفيجرءون على اليهودوسبهم جبناء لا خلق ولات لبيبُ
ظهرت حقيقتهم وحقد قلوبهم أو بعد سب محمد تكذيبُ
أفيستفيق المسلمون لدينهم أو لم يئن للمسلمين وثوبُ
فتميزوا يامسلمين بدينكم لا تشبهوا أعداءكم فتذوبوا
فالدين قد بدأ الغريب بأهله والآن دين المسلمين غريبُ
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[08 May 2010, 06:09 ص]ـ
بارك الله بك وجعلك دوماً من أهل الحق وأهل الصواب. ونسأل الله تعالى التوفيق والعون وأن يحشرنا مع أهل التوحيد
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[08 May 2010, 09:48 ص]ـ
آمين وإياكم.(/)
قصيدة: بغداد يا مهد التدين والتقى
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[25 Jan 2010, 09:13 م]ـ
بغداد يا مهد التدين والتقى
وهي من صدى ما قرأت وما سمعت وما في الرائي عرض علينا
من مشاهد تفتت الأكباد وبعضها يندى له جبين الحياء خجلا
فلك الله يا أمتنا الصابرة المصابرة
بغداد يا مهد التدين والتقى=إن الأمانة تقتضينا نسمع
بغداد يا أهلي ويا وطني كما=في أرض مكة للطهارة مرتع
بغداد يا بلد الرشيد وعزنا=مذ أسسوك وللعدو مطامع
لن يخضعوك وقد كبوت فحسبنا=نصر الإله مكرر لا يقطع
كم مر من أحداث فوق ترابنا=ثم انجلت وبريق سيفك يقطع
فيمزق الأعداء يقطعهم كما=أن الجبان لرادعاتك يخضع
هذا سبيلك دائما مترفع=عند المصائب لا يسيل المدمع
بل ترجعلين على المدى راياتنا=رايات غز في البرايا ترفع
أحباب قلبي فاستصيخوا واسمعوا=إن الثعالب في العراق تجمعوا
أحباب قلبي فارصدوهم إنهم=أجناد إبليس اللعين تقنعوا
فوق السحاب شموخنا وإباؤنا=وجموعهم نحو السحاب تطلع
وكبيرهم قد قال جهلا بينا=بخرافة هي في السحاب ستطلع
فتهافتوا نحو السخافة جمعهم=كل يصدق ما يقال ويسمع
هذي عقول الجاهلية لا ترى=للحق وجها في الحياة فسارعوا
نحو اجتثاث المجرمين وفكرهم=من أرض بغداد الجريحة وارفعوا
راياتنا خفاقة بسمائها=فالحق أبلج في القلوب يوقع
والله إن القلب عند سماعنا=صوت استغاثات النساء يُقَطَعُ
في القدس في بغداد عند أحبة=في أرض غزة والكرامَةُ تصفع
أعداءُ دين الله يسبق بعضهم=بعضا إلى هذي البلاد ويجمع
والناس من قومي تسابق جمعهم=نحو الدنايا والدنا وتدافعوا
ونسوا الكرامة والشهامة والندى=وبنوا جدارا بالوقاحة يرفع
وتغافلوا عن كل شهم قانت=حر يهان .. من العبادة يمنع
فهناك في أرض العراق فصائل=بالحقد تمضي .. للجهالة تخضع
بغداد يا مهد التدين والتقى=بغداد يا بلد الجهاد سنرجع
نحن الذين بقادسية خالد=كنا الكماة وجيشنا لا يخدع
نحن الذين قلوبنا لمصابكم=ضجت وثارت للسلاح تطوَّعُ
نكرت طقوسا تستخف بجمعكم=نكرت عمائم لا لربي تخضع
فوجوههم فيها السواد يعمها=وقلوبهم بسوادها تتبرقع
هم حاقدون على الحبيب محمد=مذ جاء جبريل الأمين يقعقع
هم زمرة الشيطان ليس سواهم=هم حاقدون على العداء تجمعوا
وعدوهم نحن الذين عقيدة=دينا إلى نهج الحبيب تطلعوا
عهر الأباعد في العراق مصيبة=هدمت كرامتنا بضرب يوجع
يا هل الكرامة والمروءة والندى=دين الإله المرتجى والمرجع
فالحق عند المؤمنين بربهم=كمنارة تعلوا .. تكبر .. تسمع
الله أكبر هزت الدنيا كما=هز القلوب دويها المتوقع
لا يرفع القدر المهان لأمتي=غيرُ الإله .. لربكم فلترجعوا
وصلاتنا ثم السلام مكملا=للهاشمي محمد فتسارعوا
يا إخوة الإيمان نحو كتابنا=سيروا ولا تهنوا ولا تتوجعوا
فالأجر عند الله يبذل منحة=للصابرين ومن لربه يركع
المدينة المنورة: 10 صفر الخير 1431هـ
وكتب شعرا: أبو الخير
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[26 Jan 2010, 11:39 ص]ـ
لاحول ولا قوة إلا بالله
نسأل الله أن يكشف الضر والضراء والبأس والبأساء
عن أهل العراق وأن يحفظ أعراضهم ودمائهم وأموالهم وديارهم وأن يحفظ عليهم دينهم وأمنهم وأمانهم
وأن يحفظ المسلمين وديارهم إينما كانوا
جزاكم الله كل خير
ـ[حادي العيس]ــــــــ[26 Jan 2010, 01:14 م]ـ
لا فض فوك يا أبا الخير .. وإن نصر الله لقريب
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[27 Jan 2010, 04:07 م]ـ
أخي الكريم أبا الخير الشاعر
هل يتسع صدرك للنقد؟
إن المضمون لا يجعل من النظم شعرا.
وليت الذين يعلقون بأحسنت وبارك وجزاك خيرا، يستبدلون ذلك بما هو أنسب.
مع احترامي لشخصك الكريم
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[27 Jan 2010, 09:28 م]ـ
لاحول ولا قوة إلا بالله
نسأل الله أن يكشف الضر والضراء والبأس والبأساء
عن أهل العراق وأن يحفظ أعراضهم ودمائهم وأموالهم وديارهم وأن يحفظ عليهم دينهم وأمنهم وأمانهم
وأن يحفظ المسلمين وديارهم إينما كانوا
جزاكم الله كل خير
آآآآآآمييييييين
حياك الله ومتعنا وإياك بيوم يغز الله فيه جنده
وجزاك الله خيرا
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[27 Jan 2010, 09:30 م]ـ
لا فض فوك يا أبا الخير .. وإن نصر الله لقريب
بارك الله فيك ونسأل الله الفرج للمسلمين
في مشلرق الأرض ومغاربها
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[27 Jan 2010, 09:39 م]ـ
أخي الكريم أبا الخير الشاعر
هل يتسع صدرك للنقد؟
إن المضمون لا يجعل من النظم شعرا.
وليت الذين يعلقون بأحسنت وبارك وجزاك خيرا، يستبدلون ذلك بما هو أنسب.
مع احترامي لشخصك الكريم
أخي الفاضل عبد الله جلغوم
حياك الله وبياك وعلى الرحب والسعة
" رحم الله امرءا أهدى إلى عيوبي
فلو أتحفتنا بارك الله فيك بتحليل أدبي
ولو لأبيات قليلة تكون انموذجا يحتذى به
فإني لك من الشاكرين
علما أنني يهمنى الفكرة قبل كل شيء
وإيصالها بصياغة أدبية وإن كنت أعلم:
... وإن من البيان لسحرا) فلا أحيد عن هذا
وأعمل للوصول إلى: (إن من الشعر لحكمة .. وإن .. )
جزاك الله خيرا وننتظر ملاحظاتك ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[28 Jan 2010, 03:20 ص]ـ
أخي الفاضل عبد الله جلغوم
حياك الله وبياك وعلى الرحب والسعة
" رحم الله امرءا أهدى إلى عيوبي
فلو أتحفتنا بارك الله فيك بتحليل أدبي
ولو لأبيات قليلة تكون انموذجا يحتذى به
فإني لك من الشاكرين
علما أنني يهمنى الفكرة قبل كل شيء
وإيصالها بصياغة أدبية وإن كنت أعلم:
... وإن من البيان لسحرا) فلا أحيد عن هذا
وأعمل للوصول إلى: (إن من الشعر لحكمة .. وإن .. )
جزاك الله خيرا وننتظر ملاحظاتك ...
1 - بغداد يا مهد التدين والتقى
إن الأمانة تقتضينا نسمع
-وصف بغداد بمهد التدين والتقى غير مناسب. والأنسب الوصف بالصمود والفداء. مقترح (بغداد يا وطن الكرامة والفدا)
مقترح آخر: (بغداد يا وجعي ومثلك يوجعُ – من كان يملك عزةً أو يسمع ُ)
2 - بغداد يا أهلي ويا وطني كما
في أرض مكة للطهارة مرتع
-أراك هنا تلهث وراء الألفاظ وتجد صعوبة في التعبير عن المعنى الذي تريده بمفردات مناسبة.
مقترح: (بغداد يا اهلي ويا وطني كما – بغداد , مكة , للأصالة منبع)
3 - بغداد يا بلد الرشيد وعزنا
مذ أسسوك وللعدو مطامع
مقترح: (بغداد يا بلد الرشيد , أبية – مذ أسسوك وللعدو مطامع)
4 - لن يخضعوك وقد كبوت فحسبنا
نصر الإله مكرر لا يقطع
- كلمة مكرر غير مناسبة , ويمكن استبدالها ليصبح الشطر (نصر الإله ووعده لا يقطع)
5 - كم مر من أحداث فوق ترابنا
ثم انجلت وبريق سيفك يقطع
-البيت مكسور , ويمكن تعديل الشطر ليصبح (كم مرت الأحداث فوق ترابنا)
واستبدال يقطع بـ: يلمع , ليصبح العجز (ثم انجلت وبريق سيفك يلمع)
6 - فيمزق الأعداء يقطعهم كما
أن الجبان لرادعاتك يخضع
-ركيك جدا , لا حاجة (ليقطع) بعد (يمزق) , وكلمة رادعات ثقيلة. والمعنى سقيم.
7 - هذا سبيلك دائما مترفع
عند المصائب لا يسيل المدمع
- الأنسب: لا تسيل الأدمع.مقترح (عند الشدائد , لا تسيل الأدمع)
8 - بل ترجعلين على المدى راياتنا
رايات غز في البرايا ترفع
- استبدال (بل ترجعين) بـ: وسترجعين ..
9 - أحباب قلبي فاستصيخوا واسمعوا
إن الثعالب في العراق تجمعوا
- فاستصيخوا: ثقيلة وتغني عنها واسمعوا. لغة الشعر غائبة.
10 - ونسوا الكرامة والشهامة والندى
وبنوا جدارا بالوقاحة يرفع
-كلمة الوقاحة غير مناسبة ولا تؤدي المقصود. يمكن استبدالها بـ: بالخيانة , بالعمالة ..
11 - فوجوههم فيها السواد يعمها
وقلوبهم بسوادها تتبرقع
-لاحاجة للقلوب بالبرقع , كما أن البرقع لا يصلح غطاء للقلوب , وهي مغطاة على كل حال.
12 - هم حاقدون على الحبيب محمد
مذ جاء جبريل الأمين يقعقع
- القعقعة للسيوف , حتى لو تخيلت جبريل حاملا سيفه , فلا يصلح ان يقال انه يقعقع.
13 - عهر الأباعد في العراق مصيبة
هدمت كرامتنا بضرب يوجع
-هدمت كرامتنا , تغني عن بضرب يوجع .. مقترح: (هدمت كرامتنا وساد الطامع)
14 - يا هل الكرامة والمروءة والندى
دين الإله المرتجى والمرجع
- تحذف الياء (أداة نداء البعيد). ويبدأ البيت بـ: أهل الكرامة ... (أهل: منادى بحرف نداء محذوف) لا تناسب بين شطر البيت وعجزه.
مقترح: أهل الكرامة والمروءة والندى – قد طاب يومكم وطاب المصرع.
15 - الله أكبر هزت الدنيا كما
هز القلوب دويها المتوقع
-ما الفائدة التي يؤديها (التوقع) إلى الدوي؟ وإذا هزت الدنيا , فما الفائدة في هز القلوب؟
مقترح: (الله أكبر , كلما هتفت بها – هذي الحناجر , ردّدتها الأضلع)
أكتفي بهذا القدر من الإضاءات , راجيا أن لا أكون قد أثقلت عليك.
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[29 Jan 2010, 03:50 م]ـ
أخي الفاضل عبد الله جلغوم
لك شكري مع الحب والتقدير على ما بذلت من جهد
وما قدمت من تحليل ... وسوف يكون لي وِقفة تأمل
ما ما خطت يمينك ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات
فما وجدت من أمر ينسجم في فكرتي وهدفي من القصيدة أخذت به
ولا اكتمك سرا أن هذه القصيدة ليست نظما كما ورد في حديثك
ولكنها من قريض الشعر حسب منهجي الأدبي
وهي صدىً لقصيدة مهمة في موضوعها وقوية في عبارتها
وواضحة ومفصحة عن فكرها ومؤدَّها
ألبستها ثوبا الكناية والتلميح في الفكرة وقذفتها في وجه الباطل
لتؤدي غرضها وتعطي درسا للسادرين الغافلين
فالأدب إذا عندي له لون آخر في نظرتي وتفكيري
والفكرة أهم عندي من الصور البيانية وإن كنت أنشد أن أرتقي
بالقصيد إلى ما يسر الناظر ويجبر الخاطر
والمهم عندي أن تصل الفكرة وأن يكون الأدب ملتزما بضوابط
الآداب الشرعية فهذه غاية عندي للتعبير عن فكر إسلامي صحيح
وناضج يبعد عن أفكارنا هرطقات المخرفين والمبتدعين
والشعوبيين ويعطينا صورة حية للعمل الدعوي
الذي يؤدي رسالته للأمة الصابرة المصابرة
ولي كتابات في هذه الموضوع نشرتها في المنتديات
وسوف لا أهمل نظراتك القيمة وكلماتك الطيبة وأفكارك
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا(/)
أمير المدينة يعتمد مشروع (تعظيم بلد الرسول صلى الله عليه وسلم)
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[27 Jan 2010, 05:43 م]ـ
أمير المدينة يعتمد مشروع (تعظيم بلد الرسول صلى الله عليه وسلم)
المصدر: ( http://www.al-madina.com/node/219212)
&&&&&
ومضة
كل شيء نفيس يطول طريقه ويكثر التعب في تحصيله، فإن العلم لما كان أشرف الأشياء لم يحصل إلا بالتعب والسهر والتكرار وهجر اللذات والراحة. (ابن الجوزي)
&&&&&(/)
لأهل المغرب فقط ~~~ سؤال عابر ~~~
ـ[التواقة]ــــــــ[27 Jan 2010, 06:24 م]ـ
دخلت اليوم لموقع الفطرية موقع الشيخ فريد الأنصاري رحمه الله فوجدت فيه درساً موصوف بأنه درس حسني فما تعنون بالدرس الحسني؟ هل لأنه تم إلقاؤه في حضرة الملك محمد السادس؟ أجيبوني مأجورين من الله ..
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[27 Jan 2010, 09:14 م]ـ
لست من أهل المغرب، ولكن هو كما تفضلتم، والدروس الحسنية تلقى في رمضان ويدعى لها المتخصصون من كثير من بلدان العالم الإسلامي وتلقى بحضرة الملك
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[27 Jan 2010, 09:24 م]ـ
وزيادة للتوضيح: فإن سبب تسمية تلك الدروس بالحسنية أن الأسرة المالكة في المغرب يقال إنها من نسل الحسن بن علي بن أبي طالب.
ومن ثم سميت تلك الدروس بالحسنية، وأظن أنها تقليد بدأ من زمن الحسن الثاني.
ـ[التواقة]ــــــــ[27 Jan 2010, 10:21 م]ـ
جزاكم الله خيرا ..
ورفع الله قدركم وزادكم علماً وبصيرة ..(/)
جمالية الدين في جمالية التوحيد - ميثاق المحبّة -!؟! الفريد الأنصاري رحمه الله.
ـ[خلوصي]ــــــــ[28 Jan 2010, 12:21 ص]ـ
.
جمالية الدين في جمالية التوحيد
أ. د. فريد الأنصاري مكناس - المغرب .. رحمه الله رحمة واسعة.
أول واجب في الإسلام هو قول:
«لا إله إلا الله»،
وهي كلمةٌ عظمى في غاية اللطف والبهاء.
نعم! كل المسلمين يقولونها، ولكن القليل منهم هم الذين يعرفونها حقاً؛ ذلك أن انصرافهم إلى التصورات الكلامية، في مجال العقيدة، قد صرفهم عن فضاءاتها الجميلة وأبعادها الجليلة.
وقد كان المسلمون عندما يتلقون العقيدة بعباراتها القرآنية الجليلة، يتفاعلون معها تفاعلاً عجيباً؛
إذ يتحولون بسرعة، وبعمق كبير من بشر عاديين، مرتبطين بعلائق التراب إلى بشر ربانيين ينافسون الملائكة في السماء؛ وما هم إلا بشر يأكلون الطعام، ويمشون في الأسواق؛ ولذلك حقق الله بهم المعجزات في الحضارة والتاريخ.
إن بعض التقسيمات الكلامية للعقيدة الإسلامية التي أملتها ضرورة حِجاجية حيناً، وضرورة تعليمية حيناً آخر، ليست ذات جدوى في عالم التربية الإيمانية؛
لخلوها من روحها الرباني، وسرها التعبدي
الذي لا تجده إلا في كلمات القرآن وأحرفه: «من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: «ألم» حرف؛ ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف» (1). ثم إن الإخبار عن حقيقة الذات الإلهية لا يكون على كمال صدقه، جلالاً وجمالاً إلا إذا كان
بما أخبر الله به عن ذاته ـ سبحانه ـ وصفاته.
وما كان للمخلوق المحدود أن يحيط وصفاً وعلماً بالخالق غير المحدود؛ ومن هنا كان التوقيف في مجال التعبير العقدي في الإسلام.
كثير من الناس يتكلم في العقيدة اليوم،
ولكن قليلاً منهم من يتفاعل معها؛
لأن العلم الجدلي ما كان له أن يؤتي ثماراً قلبية، وهو قد أُنتج أساساً لإشباع رغبات العقل المماري، لا لإشباع حاجات القلب الساري. وقد كان الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ يخاطب بالعقيدة الإيمانية العقول
خطاباً ينفذ من خلالها إلى القلوب؛ حيث تستقر بذرة تنبت جنات وأشجاراً.
إن السر الذي تتضمنه عقيدة «لا إله إلا الله» والذي به غيرت مجرى التاريخ مرات ومرات، والذي به صنعت الشخصيات التاريخية العظيمة في الإسلام؛ إنما يكمن في (جمالها)! .. الجمال: ذلك الشيء الذي لا يدرك إلا بحاسة القلب. إنه إحساسُ: (كم هو جميل أن يكون المرء مسلماً!) .. ودون هذا الإدراك اللطيف للدين إدراكات أخرى من أشكال التدين، لا تغني من الحق شيئاً.
لقد ضاع صفاء الدين وجماله السماوي في غبار التأويلات، ورسوم التقسيمات،
وقد ذم قومٌ (الكلامَ)، لكنهم لم يدركوا أنهم في خضم الصراع المذهبي، ردوا وقسموا؛ (فتكلموا)؛
وسقط عنهم بذلك بهاء الدين وجماله، وهم لا يشعرون، أو ـ على الأقل ـ لم يترك ذلك في الأتباع لمسات الجمال، وأذواق الصفاء في السلوك الذي يصنفون به على أنهم (مسلمون)؛
فكانت التصورات في وادٍ، والتصرفات في وادٍ آخر.
إن القرآن الكريم والسنَّة النبوية يقولان لنا حقيقة جليلة عظيمة لم يستطع أن يوصلها إلينا علم الكلام: هي أن عقيدتنا جميلة.
ولكم هو مؤسف حقاً أن يضيع هذا المعنى من تدين كثير من المسلمين اليوم، فلا يرون في الدين إلا خشونة وحزونة {وَإن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ} [المنافقون: 4]؛ هذا التخشب في الأقوال والفعال، الذي سيطر على تدين كثير من الناس اليوم إنما كان لأسباب سياسية واجتماعية مختلفة، ليس هذا مجال بيانها، ولا يجوز أبداً أن تكون مسوِّغاً للانحراف عن بهاء الدين وجماله، وإنما أنزله الله ليكون جميلاً، تتذوقه القلوب، وتتعلق به الأنفس؛ فلا تستطيع منه فكاكاً؛
فتُسْلِمُ ـ بجذبه الخفي وإغرائه البهي ـ لله رب العالمين.
«لا إله إلا الله» ـ إذ يقولها العبد مستشعراً دلالتها اللطيفة ـ كلمة (قلبية) مدارها على وصف حال، والاعتراف بذوق صفات الكمال والجلال. إنها تعبير عن الخضوع الوجداني التام لله. نعم! قلت: (الوجداني)؛ لأنها ـ ببساطة ـ كذلك وردت في سياقها القرآني الأصيل.
ولو تأملت هذه العبارة العظيمة في اللغة لوجدتها تقوم على لفظتين أساسيتين: هما مدار الإسلام كله: (الله) و (الإله).
(يُتْبَعُ)
(/)
فأما كلمة: (الله) فهو لفظ الجلال، الاسم العَلَم على الذات الإلهية، الاسم الجامع لكل الأسماء الحسنى والصفات الإلهية العلى. ولفظ (الله) فرد في اللغة، فلا يجمع ولا يتعدد.
وأما كلمة: (الإله) فهو لفظُ وصفٍ، يدل على معنى شعوري قلبي؛ ولذلك فهو يتعدد؛ إذ يُجمع على (آلهة). وأما باقي العبارات في (لا إله إلا الله) فهي (لا) النافية، و (إلا) الحاصرة، تقومان بدور البناء والتركيب اللغوي؛ للنفي والإثبات الذي يربط نوع العلاقة في قلب المؤمن بين الصفة: (إله) والاسم: (الله). وحقيقة تلك العلاقة هي ما يهمنا ههنا. إنها علاقة تملأ الوجدان بما يفيض به قلب العبد المعبر بها حقاً وصدقاً من الاعتقاد والشعور تجاه مولاه جل علاه.
ذلك أن كلمة (إله) في أصل الاستعمال اللغوي كلمة قلبية، وجدانية،
كما ذكرنا. أعني أنها لفظ من الألفاظ الدالة على أحوال القلب، كالحب، والبغض، والفرح، والحزن والأسى، والشوق، والرغبة، والرهبة ... إلخ. أصلها قول العرب:
«ألِهَ الفَصيلُ يَألَهُ ألَهاً» إذا ناح شوقاً إلى أمه.
والفصيل: ابن الناقة إذا فُطم وفُصل عن الرضاع، يحبس في الخيمة، وتترك أمه في المرعى، حتى إذا طال به الحال ذكر أمه؛ وأخذه الشوق والحنين إليها ـ وهو آنئذ حديث عهد بالرضاع ـ فناح، وأرغى رغاء أشبه ما يكون بالبكاء. فيقولون: «ألِهَ الفصيلُ» فأمه إذن ههنا هي (إلهه) بالمعنى اللغوي. ومنه قول الشاعر: ألِهْتُ إليها والرَّكائِبُ وُقّفٌ.
جاء في اللسان: (اسم «الله»: تفرد ـ سبحانه ـ بهذا الاسم، لا يشركه فيه غيره، فإذا قيل: (الإله) انطلق على الله ـ سبحانه ـ وعلى ما يُعبد من الأصنام. وإذا قلت: (الله) لم ينطلق إلا عليه سبحانه وتعالى، وقيل في اسم الباري ـ سبحانه ـ: إنه مأخوذ من ألِهَ يَأْلَهُ: إذا تحيَّرَ؛ لأن العقول تَأْلَهُ في عظمته. وأَلِهَ يَألَهُ ألَهاً: أي تحيَّرَ، وأصله وَلِهَ يَوْله وَلَهاً، وقد أَلِهْتُ على فلان: أي اشتد جزعي عليه؛ مثل وَلِهْتُ، وقيل: هو مأخوذ من: ألِهَ يَألَهُ إلى كذا، أي: لجأ إليه؛ لأنه ـ سبحانه ـ الْمَفْزَعُ الذي يُلْجَأُ إليه في كل أمر) (1)؛
إذ (الإله) في هذا السياق اللغوي هو: ما يَشُوقُ القلب، ويأخذ بمجامع الوجدان إلى درجة الانقياد له والخضوع. قال ـ عز وجل ـ: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلَهَهُ هَوَاهُ} [الجاثية: 23].
والراجح فعلاً أن (ألِهَ) هو من (وَلِه) ومنه اشتُق الاسم العلم: (الله)؛ لأن مدار كلا المادتين على معاني القلب؛ فأبدلت من الواو همزة. قال الراغب الأصفهاني: (ألَه فلانٌ يأله: عَبَدَ، وقيل: أصله وِلاه؛ فأبدل من الواو همزة، وتسميته بذلك؛ لكون كل مخلوق والِهاً نحوه، إما بالتسخير فقط كالجمادات وال*****ات، وإما بالتسخير والإرادة كبعض الناس، ومن هذا الوجه قال بعض الحكماء: الله محبوب الأشياء كلها) (2).
و (الوَلَهُ): هو الجنون الحاصل بسبب الحب الشديد، أو الحزن الشديد. يقال: امرأة وَلُوهٌ: إذا أحبت حتى جُنت، أو إذا ثكلت؛ فحزنت حتى جُنت. قال ابن منظور: (الوله: الحزن. وقيل هو ذهاب العقل والتحيُّر من شدة الوجد، أو الحزن أو الخوف. والوله: ذهاب العقل لفقدان الحبيب [و] ناقة مِيلاهٌ: هي التي فقدت ولدها فهي تَلِهُ إليه. يقال: وَلَهَتْ إليه تَلِهُ أي تحن إليه. وناقة وَالِهٌ: إذا اشتد وجدها على ولدها) (3).
وهكذا فأنت ترى أن مدار المادتين (أله) و (وله) هو على معان قلبية، ترجع في مجملها إلى التعلق الوجداني والامتلاء بالحب، فيكون قول المؤمن: «لا إله إلا الله» تعبيراً عما يجده في قلبه من تعلق بربه تعالى،
أي لا محبوب إلا الله،
ولا مرهوب إلا الله،
ولا يملأ عليه عمارة قلبه إلا قصد الله.
إنه أشبه ما يكون بذلك الفصيل الصغير الذي ناح شوقاً إلى أمه، إذا أحس بألم الفراق، ووحشة البعد. إن المسلم إذ (يشهد) أن لا إله إلا الله، يقر شاهداً على قلبه أنه لا يتعلق إلا بالله رغبة ورهبة وشوقاً ومحبة. وتلك لعمري (شهادة) عظيمة وخطيرة؛ لأنها إقرار واعتراف بشعور لا يدري أحد مصداق ما فيه من الصدق إلا الله، ثم الشاهد نفسه. ومعاني القلب لا تحد بعبارات، ولا تحصرها إشارات. ومن هنا كانت شهادة «أن لا إله إلا الله» من اللطافة بمكان؛ بحيث لا تدرك على تمام حقيقتها إلا ذوقاً.
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ:
(يُتْبَعُ)
(/)
(إن محبة العبد لربه فوق كل محبة تقدر، ولا نسبة لسائر المحاب إليها، وهي حقيقة: لا إله إلا الله!) (4)
إلى أن يقول في نص نفيس تُشد إليه الرحال:
(فلو بطلت مسألة المحبة لبطلت جميع مقامات الإيمان والإحسان،
ولتعطلت منازل السير إلى الله؛
فإنها روح كل مقام ومنزلة وعمل.
فإذا خلا منها فهو ميت لا روح فيه ..
ونسبتها إلى الأعمال كنسبة الإخلاص إليها،
بل هي حقيقة الإخلاص،
بل هي نفس الإسلام:
فإنه الاستسلام بالذل والحب والطاعة لله؛ فمن لا محبة له لا إسلام له البتة.
بل هي حقيقة شهادة: أن لا إله إلا الله؛ فإن (الإله): هو الذي يألهه العباد حباً وذلاً، وخوفاً ورجاء، وتعظيماً وطاعة له، بمعنى (مألوه): وهو الذي تألهه القلوب. أي تحبه وتذل له؛ فالمحبة: حقيقة العبودية) (5).
ذلك أن معنى (الإسلام) هو الخضوع لله رب العالمين، والاستسلام لأمره تعالى. إنه الاعتراف الوجداني، أي التعبير العملي عن الشعور الحقيقي الذي يلامس القلب عندما يدرك العبد و (يجد) أنه (عبد) لسيد هذا العالم العظيم. وحقيقة كون المسلم عبداً هي الحقيقة التي تغيب عن أكثر المسلمين؛ فيحدث بسبب ذلك الانحراف بشتى ألوانه وأشكاله.
إن (العبد) مسلوب الإرادة، ليس بالمعنى الكلامي ولكن بالمعنى الوجداني، أعني: أن تجد الشعور بأنك أيها المسلم مِلْكٌ لله الواحد القهار؛ تدور في فلك العبودية والخدمة كما تدور الكواكب في الأفلاك. {لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [الزمر: 63]. وتلك هي مدارات لفظ (عبد) في اللغة: إنها لا تخرج عن معاني الذلة والخضوع والخنوع والانقياد، كما تنقاد الأنعام المذللة لمالكيها رغبةً ورهبةً انقياداً لا تشنج فيه ولا تَفَلُّت.
والعبد لا يكون إلا في باب الخدمة بين يدي مولاه، واقفاً على العتبة ينتظر الأمر والنهي بشوق المحب، ليبادر إلى التنفيذ دون سؤال: علامَ ولِمَهْ؟ {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء: 23]. إنه الرب المحبوب الأعظم، المرغوب المرهوب، رب الكون والخلق أجمعين. يمكنك أن تُعَرِّفَ عقيدة الإسلام في نهاية المطاف،
فتقول: إنها ميثاق المحبة بين الله وعباده.
وحينما نقول (المحبة) فهي
بمفهومها القرآني
لا ما ذهبت إليه طوائف من الغلاة من هذا الاتجاه أو ذاك ممن قالوا بها، فأبطلوا كل منازل الإيمان من خوف ورجاء؛ فانتهى بهم الأمر إلى دعاوى عريضة يتشدقون بها ما أنزل الله بها من سلطان.
كلا! بل لا تقوم المحبة بقلب العبد الصادق إلا على جناحي الخوف والرجاء، وما تفرع عن ذلك من معاني الرَّغَبِ والرَّهَبِ،
والقرآن العظيم والسنة النبوية واضحان في هذا غاية الوضوح. ولا يزيغ عنهما إلا جاهل أو صاحب هوى، والمحب الحقيقي الصادق يخاف من الحرمان، ويخشى من العقوبة بقدر ما يرجو ويشتاق؛ فإذا جرد المحبة عن الخوف والرجاء كان من الكاذبين، كيف لا، ورب العالمين يقول عن صفوة من أنبيائه ورسله:
{إنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونُ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء: 90]؟ وهذا محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سيد الأولين والآخرين يعلنها في الأمة: «أمَا والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له! [وفيه قال]: فمن رغب عن سنتي فليس مني» (1)، ألا وإن أي انحراف عن هذه السبيل لا يكون إلا جهلاً بالدين أو زيغاً من الضلال المبين.
فعلى هذا الوِزَانِ إذن؛ نقول:
إن عقيدة الإسلام قائمة على المحبة، بل إنها ميثاق المحبة؛
وبذلك المعنى كانت تفيض بأنوار الجمال ومباهج الجلال؛
ولذلك يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله ـ تعالى ـ قد حرَّم على النار من قال: «لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله» (2)، أكلمة واحدة تتلفظ بها فتدخل الجنة؟ نعم! ولكنْ .. إنها ليست بكلمة ولا كلمات؛ إنها توجه قلبي وميل وجداني، إنها مسألة (حب)، وإن من أحب اللهَ أحبه اللهُ، ومن أحبه الله وفقه إلى عبادته وطاعته. إنها حقيقة جميلة وعظيمة، وإن عدم إدراكها ذوقاً ووجداناً قد كان سبباً في تضييع معاني الدين وانحراف كثير من الناس عن منهاجه المستقيم.
ولقد تهتُ شخصياً عن هذا المعنى زمنا!
ولي في هذا الشأن قصة أذكرها لعل فيها ما ينبئ عما تعانيه حركة التدين في المجتمع اليوم؛ عسى أن نتمكن من تشخيص مكمن الداء.
.....
...............
__________________________________________
(*) رئيس قسم الدراسات الإسلامية، بجامعة السلطان المولى إسماعيل، المغرب.
(1) رواه البخاري في تاريخه، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح، والحاكم. وصححه الألباني (ص. ج. ص): 6469.
(1) لسان العرب: مادة (أله). (2) المفردات في غريب القرآن: مادة (أله). (3) لسان العرب: مادة (وله).
(4) مدارج السالكين، لابن القيم: 3/ 18. (5) مدارج السالكين: 3/ 26.
(1) متفق عليه. (2) متفق عليه.
(1) فتح المجيد شرح كتاب التوحيد، لعبد الرحمن آل الشيخ: 53 ـ 54. (2) مجموع فتاوى ابن تيمية: 10/ 80 ـ 82.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هاني درغام]ــــــــ[28 Jan 2010, 02:14 ص]ـ
جزاكم الله خيرا كثيرا وبارك لكم
ـ[محمد الدخاخني]ــــــــ[28 Jan 2010, 03:12 م]ـ
السلام عليكم
أخي الفاضل
كنا نتابع مقالات د. فريد الانصاري على مجلة البيان
ومنها هذا الموضوع
ولم أعلم بخبر وفاته إلا من قولك: " رحمه الله رحمة واسعة "
فمتى توفي؟
وفي أي الظروف؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[28 Jan 2010, 03:48 م]ـ
أخي الفاضل أ. هاني:
و إياكم بارك الله فيكم ... امكث معنا.
أخي الفاضل أ. محمد:
أهلا بكم و مرحبا ..
هنا سيدي ظروف مرضه:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=12308
و هنا نبأ وفاته رحمه الله من فاضل عالم مربّ ..
http://tafsir.org/vb//showthread.php?t=17907(/)
سؤال في الميراث .. أفتونا أيها الأفاضل
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[28 Jan 2010, 11:22 ص]ـ
الأخوة الأفاضل: أفتونا جزاكم الله خيرا
هو في الثمانين من عمره , أقعده المرض وشلّه عن الحركة حتى بات عاجزا عن خدمة نفسه.له ابنان , الكبير منهما تخلى عنه , وطرده من بيته القديم وهدمه وبنى مكانه بيتا آخر حديثا , وصار المالك الجديد للأرض وللبناء لا يرى لأحد حق منازعته في شيء منهما.
فأخذه الأصغر عنده , وقام على خدمته ,ورعايته , وما زال ..
كل ما يملكه العجوز من حطام الدنيا قطعة أرض زراعية صغيرة , فكر أن يبيعها ويستفيد من ثمنها في النفقة على حالته الحرجة المزمنة , ولكنه ارتأى بدلا عن ذلك أن يسجلها باسم ابنه الذي يرعاه , وحرمان الآخر , وفعل ذلك ..
وهنا صار يؤرقه السؤال: هل اخطأ في فعلته تلك؟ فبدأ بسؤال كل من يزوره هذا السؤال , قال له بعضهم: لا يجوز لك أن تخص احد أبنائك بشيء دون الآخر إلا بمسوغ شرعي , وليس لك من مسوغ. فاستغرب تلك الفتوى , قائلا: ألا تعد رعاية ابني لي وانا في هذه الحالة مسوغ شرعي؟ ألا يعد عقوق أكبر أبنائي لي في كبري وعجزي مسوغ شرعي؟! أيهما خير؟ أن أبيع قطعة الأرض بثمن بخس للغير , وأصرف من ثمنها على حالتي؟ ولا أدري أين تمضي بي الأيام , وهل تطول أم تقصر .. أم أمنحها لولدي الذي يقوم على خدمتي؟
هذه حكاية الرجل وقد طرحها علي , وأنا أضعها على مائدة الأخوة الأفاضل , طالبا له النصح والمشورة .. فلا تبخلوا علينا جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[28 Jan 2010, 11:37 ص]ـ
الأخوة الأفاضل: أفتونا جزاكم الله خيرا
هو في الثمانين من عمره , أقعده المرض وشلّه عن الحركة حتى بات عاجزا عن خدمة نفسه.له ابنان , الكبير منهما تخلى عنه , وطرده من بيته القديم وهدمه وبنى مكانه بيتا آخر حديثا , وصار المالك الجديد للأرض وللبناء لا يرى لأحد حق منازعته في شيء منهما.
فأخذه الأصغر عنده , وقام على خدمته ,ورعايته , وما زال ..
كل ما يملكه العجوز من حطام الدنيا قطعة أرض زراعية صغيرة , فكر أن يبيعها ويستفيد من ثمنها في النفقة على حالته الحرجة المزمنة , ولكنه ارتأى بدلا عن ذلك أن يسجلها باسم ابنه الذي يرعاه , وحرمان الآخر , وفعل ذلك ..
وهنا صار يؤرقه السؤال: هل اخطأ في فعلته تلك؟ فبدأ بسؤال كل من يزوره هذا السؤال , قال له بعضهم: لا يجوز لك أن تخص احد أبنائك بشيء دون الآخر إلا بمسوغ شرعي , وليس لك من مسوغ. فاستغرب تلك الفتوى , قائلا: ألا تعد رعاية ابني لي وانا في هذه الحالة مسوغ شرعي؟ ألا يعد عقوق أكبر أبنائي لي في كبري وعجزي مسوغ شرعي؟! أيهما خير؟ أن أبيع قطعة الأرض بثمن بخس للغير , وأصرف من ثمنها على حالتي؟ ولا أدري أين تمضي بي الأيام , وهل تطول أم تقصر .. أم أمنحها لولدي الذي يقوم على خدمتي؟
هذه حكاية الرجل وقد طرحها علي , وأنا أضعها على مائدة الأخوة الأفاضل , طالبا له النصح والمشورة .. فلا تبخلوا علينا جزاكم الله خيرا.
هبته لولده الصغير صحيحة إن شاء الله تعالى.
وتفضيل أحد الأولاد في الهبة لمسوغ شرعي صحيحة حتى لو كان الجميع بارين بأبيهم، فكيف والحال كما ذكرت.
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[28 Jan 2010, 12:48 م]ـ
المال ليس بميراث ما زال الرجل على قيد حياته، لا يعتبر المال مورَّثا إلا بموت مالكه فيصير المال للورثة.
لكن لعلها استشارة مالية وليست سؤالا في المواريث.
إذا كان يسكن عند ابنه الذي ينفق عليه ولديه مال فرب المال أحق بالمال إذ يجب عليه الترفع عن الحاجة للمنفق عليه وهو قادر. ووجود أرضه دلالة على قدرته على الترفع عن الحاجة للنفقة من ولده.
وأشير بالآتي إن يرض شوري له:
أولا: أن يحسن الظن بالله فإنه ما أبقاه في عمره إلا على وسعه وطاقته فإن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، فلا يورث مالا لم يصح عليه أنه تركه. وليحمد الله أن أبقى له ولدا بارا، برجاء بريرة الثاني.
وثانيا: بدلا من الهبة للمال التي يشكل فيها أمران:
1) أن يفضل في الأعطية، ولو صحت له الأعطية بالتفضيل، لم يصح له أن يعطي أكثر من ثلث ماله الوارد وليس ماله كله.
2) هو أحق بماله ليغنيه عن الحاجة.
أقول: بدلا من الهبة للمال، يعطي الولد البار عقد تشغيل للمشروع بحقه، فإن كان وكيلا أعطاه حق وكيل التشغيل. وإن كان شريكا أعطاه حصة الشريك.
وعليه سيجد خيرا هو وولده الذي جمل بالإحسان والصدق.
والله يقول: (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور). فالحمد لله أنه قال: (فامشوا) وقد ذللها للمحسنين في كسبهم.
وثالثا: هذا العقد وتحسن الحال مظنة رجوع الكبير للحق، ووقتها يبقى الأب هو المؤدب بالحق.
والله الموفق والهادي والمسدد
وما يرون بأسا.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[28 Jan 2010, 03:20 م]ـ
المال ليس بميراث ما زال الرجل على قيد حياته، لا يعتبر المال مورَّثا إلا بموت مالكه فيصير المال للورثة.
لكن لعلها استشارة مالية وليست سؤالا في المواريث.
إذا كان يسكن عند ابنه الذي ينفق عليه ولديه مال فرب المال أحق بالمال إذ يجب عليه الترفع عن الحاجة للمنفق عليه وهو قادر. ووجود أرضه دلالة على قدرته على الترفع عن الحاجة للنفقة من ولده.
.
الأخت الكريمة،
جزاك الله خيرا على تفضلك بالرد.
الإبن الأكبر هو من يزعم أن تلك الأرض ميراث، وقد قلت له مثل قولك تماما بأن والده مازال حيا، وبالتالي فليست الأرض ميراثا.
فاما قولك أن وجود أرضه دلالة على قدرته، فقطعة الأرض صغيرة وزراعية، أي أن قيمتها ليست كبيرة لو باعها.
والعجوز لا بيت له ولا مال ولا يملك شيئا من حطام الدنيا. ومقيم عند ابنه الأصغر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[28 Jan 2010, 04:21 م]ـ
الأخ الكريم عبد الله،
1. نفقة كل شخص في ماله إلا الزوجة فنفقتها في مال زوجها.
2. وعليه فنفقة هذا الأب في ماله طالما أن له مال.
3. بما أن الابن الأصغر هو الذي ينفق، وبما أن الأرض صغيرة وزراعية، فمن العدل أن يقوم الأب بتسجيلها لابنه الأصغر.
4. حتى يكون الأمر أكثر عدالة يُنظر المدة التي أقامها الأب في رعاية الابن الأصغر، وينظر مقدار النفقة والجهد (يُقيّم الجهد المبذول في رعايته)، فإن غلب على الظن أن ثمن القطعة لا يزيد كثيراً عن النفقة الماضية والمتوقعة مع الجهد المبذول في الرعاية، فلا حرج بل هو العدل.
5. في حال استمرت حياة الأب بحيث استهلكت النفقة والجهد قيمة الأرض الحالية (وليس المستقبلة) تصبح النفقة مناصفة بين الابنين ويلزم الأكبر بنصف النفقة، إلا إذا كان عدد الأولاد أكثر من اثنين.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[28 Jan 2010, 04:22 م]ـ
الإبن الأكبر هو من يزعم أن تلك الأرض ميراث، وقد قلت له مثل قولك تماما بأن والده مازال حيا، وبالتالي فليست الأرض ميراثا.
فاما قولك أن وجود أرضه دلالة على قدرته، فقطعة الأرض صغيرة وزراعية، أي أن قيمتها ليست كبيرة لو باعها.
والعجوز لا بيت له ولا مال ولا يملك شيئا من حطام الدنيا. ومقيم عند ابنه الأصغر.
الأخ الفاضل عبد الله جلغوم
هل ممكن توضح قولك أن الابن الأكبر يزعم أن تلك الأرض ميراث؟
أما ما فعله الأب إذا كانت القضية مثل ما ذكرت فالذي أراه أن لا حرج عليه فيه لا شرعا ولا عقلا.
إن الشرع الذي حفظ حق الولد والوالد في وقت السعة لن يضيع حق الوالد في وقت الحرج والضيق.
إن الاشكالات الواردة في مثل هذه القضايا هي مشكلة التمسك بظاهر نص واغفال نصوص أخرى وفي نفس الوقت اغفال مقاصد الشريعة التي يجب أن ينظر لها بعين الاعتبار في مثل هذه المسائل.
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[28 Jan 2010, 04:49 م]ـ
ليس بكثير على الأب أن يبره ابنه إن كان يقيم عنده ..
ماهذا قصدت .. قصدت إن يجد ما يرفعه عن الحاجة لمن ينفق عليه فهو اللازم شرعا. وواضح أنه محبط حتى لا يرى أن يبقي ماله [الأرض] لديه.
لكن ابنه الأكبر أساء إن قال ما قال يرى المال ميراثا قبل استحقاقه ميراث.
لكن الموضوع يحتاج _على ما وصفت _ تدخلا اجتماعيا للتصحيح، وهذا لا يعطل نظر الرجل في ماله .. والعجوز ليس يمنع من تصريف ماله، بل يشرع له أن يكاري أو يعاقد من يدير له ماله .. على نحو ما شرت به من قبل.
لكن القضية هي البيت الذي يسكنه الكبير الآن _ على الصفة التي قصصتها_
فلعلك تسأل استشارة أخرى اجتماعية لإنقاذ سائر المال من الغصب:
فأشير إن ترون بالآتي:
1) الأرض الزراعية لم أشر عليكم ببيعها، ولكن بمكاراة من ينميها للرجل بعقد استحقاق إما وكالة وإما شركة. وأولى من يعطى المصلحة من له قدم صدق وهو الابن الذي ثبت لحق أبيه في أزمته.
مثلا: لو توفر فيها الماء، وغرست نخيلا بين كل نخلتين 4م سيكون دخلها عظيم بإذن الله. ثم لو استأجروا معمل تصنيع التمور لتجهيز نخيلهم لعلهم يوفقون لخير كثير. وطريقته: إما أن يستأجر المعمل لبعض ساعات العمل للتشغيل بعمالة التشغيل، أو يكون عماله معه .. بحسب اتفاقهم.
وإما أن يكاري مصنعا يصنع له التمور.
والاختلاف هو ختم التصنيع الموضوع على الإنتاج مع مكان الإنتاج.
هذا اقتراح وبالتوفيق.
وعلى فكرة مما يحسنه الكبار بيع التمر في النخلة، فلا يجب عليهم زكاته يوم حصاده فلا يرهقه الوقوف للجداد، ولذلك سيستفيد الشباب والصغار بل والنساء من شراء التمر الذي بدا صلاحه في النخيل ثم يصنعونه على ما سبق شرحه، ويبيعونه.
وتكون زكاته عروض تجارة. فإذا تعافى من ثقله قام لماله بنفسه على ما يرى.
وممكن تغيير نشاط التمور كالفواكه والمكسرات والحقول ...
2) البيت الذي هدمه الكبير وبنى مكانه وسكن فيه، من غير استحقاق نقل ملكية بمعنى غصب المال .. فأقول الآتي:
يقول كبارنا: اضربوهم بالموت يرضون بالمليلة ..
أقترح خطة تربوية إن شئتم:
الأولى: لو اجتمع للأب أصدقاؤه من ذوي الشخصية المهابة، وكلموه بأنه مطالب بنزع جدرانه التي أحدثها في الأرض والخروج والتعويض عن الجدران التي أحدث إزالتها .. ويدفع إيجار البيت القديم لأنه أزاله ولو بقي العقار على حاله للزمه إيجار السكن.
المتوقع سيرتبك جدا .. ويطلب وساطات .. فلو يخططون بتقريب أحدهم منه ليستشفع به للتخفيف عنه، فيمضونه على الآتي:
البناء الحادث يعادل مع عوض المهدوم إن شاء أبوه ذلك .. ويعادل مع الإيجار الذي سبق شرحه.
ويوقع عقد إيجار جديد ويدفع الإيجار.
والثانية: لو أخذ أخوه عقد الأرض الزراعية .. سيتمنى لو يعطى عقدا شبيها .. وكالة للبيت أو شراكة .. بهذه الحال يحتسب العقد له على أن الجدران ملكه والأرض ملك أبيه، وتتم الشركة .. وعليه الإيجار.
ويكمن الموضوع أن يقوم على صيانة الجدران من حصته، أو من عقد الشركة بحسب ما يتفقان. وبالتالي: لو قررت الشركة تطوير المبنى كان على الشركة التكلفة بالمحاصة.
ولو قرر هو تطوير المبنى، ورضيت الشركة التطوير على أرضها، فيحتسب تطويره لحصته في الشركة بحسب الدراسة التوقعية العرفية لمنفعة الشركة من تطويره حيطانه.
أتوقع يخرج ويؤجر البيت لغيره. ويكتفي بالوكالة أسلم .. ويبيع جدرانه بمعادلة قيمتها مع الضرر الذي تسببه لأبيه.
وبالتوفيق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[28 Jan 2010, 05:14 م]ـ
الأخ الفاضل عبد الله جلغوم
هل ممكن توضح قولك أن الابن الأكبر يزعم أن تلك الأرض ميراث؟
.
أخي الكريم حجازي الهوى
جزاك الله خيرا على تفضلك بالمشاركة وإبداء المشورة.
الإبن الأكبر يرى المسألة من الزاوية التي تروق له، فهو يرى أن ما يتركه الأب بعد وفاته هو ميراث، وبذلك فلو أن الأب لم يسجل الأرض باسم الأصغر، لكان له فيها حصة .. ولورثه الاثنان.
أي أنه يرى في تسجيل الارض باسم أخيه حرمانه من ميراث كان متوقعا.
وهو غير قادر أن يفهم (أو أنه يتظاهر بذلك) أن تلك الأرض لا ينطبق عليها صفة الميراث الآن، فوالده مازال حيا.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[28 Jan 2010, 05:17 م]ـ
الأخ الكريم عبد الله،
1. نفقة كل شخص في ماله إلا الزوجة فنفقتها في مال زوجها.
2. وعليه فنفقة هذا الأب في ماله طالما أن له مال.
3. بما أن الابن الأصغر هو الذي ينفق، وبما أن الأرض صغيرة وزراعية، فمن العدل أن يقوم الأب بتسجيلها لابنه الأصغر.
4. حتى يكون الأمر أكثر عدالة يُنظر المدة التي أقامها الأب في رعاية الابن الأصغر، وينظر مقدار النفقة والجهد (يُقيّم الجهد المبذول في رعايته)، فإن غلب على الظن أن ثمن القطعة لا يزيد كثيراً عن النفقة الماضية والمتوقعة مع الجهد المبذول في الرعاية، فلا حرج بل هو العدل.
5. في حال استمرت حياة الأب بحيث استهلكت النفقة والجهد قيمة الأرض الحالية (وليس المستقبلة) تصبح النفقة مناصفة بين الابنين ويلزم الأكبر بنصف النفقة، إلا إذا كان عدد الأولاد أكثر من اثنين.
أخي الكريم أبا عمرو
كفّيت ووفّيت، بارك الله بك وسدد رأيك.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[28 Jan 2010, 05:19 م]ـ
الإبن الأكبر يرى المسألة من الزاوية التي تروق له، فهو يرى أن ما يتركه الأب بعد وفاته هو ميراث، وبذلك فلو أن الأب لم يسجل الأرض باسم الأصغر، لكان له فيها حصة .. ولورثه الاثنان.
أي أنه يرى في تسجيل الارض باسم أخيه حرمانه من ميراث كان متوقعا.
وهو غير قادر أن يفهم (أو أنه يتظاهر بذلك) أن تلك الأرض لا ينطبق عليها صفة الميراث الآن، فوالده مازال حيا.
وماذا عن الأرض التي اغتصبها؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[28 Jan 2010, 05:32 م]ـ
ليس بكثير على الأب أن يبره ابنه إن كان يقيم عنده ..
لكن ابنه الأكبر أساء إن قال ما قال يرى المال ميراثا قبل استحقاقه ميراث.
فأشير إن ترون بالآتي:
1) الأرض الزراعية لم أشر عليكم ببيعها، ولكن بمكاراة من ينميها للرجل بعقد استحقاق إما وكالة وإما شركة. وأولى من يعطى المصلحة من له قدم صدق وهو الابن الذي ثبت لحق أبيه في أزمته.
الأخت الكريمة، شكرا لك ثانية
العجوز في الثمانين ومشلول، والأرض لا تصلح لزراعة النخيل - أو غيره -والاستثمار، فهي قطعة صغيرة، وناتجها السنوي أقل من مائة دينار.
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[28 Jan 2010, 06:33 م]ـ
أسأل الله العظيم أن يشفيه ويغنيه ويزيل همه.
فأما الشلل فليس مرضا لا دواء له، وأول دواؤه عقيدة:"لكل داء دواء علمه من علمه وجهله من جلهه".
فإن كان شلله من الجلطة، فصدقت في أن مصابه جلل؛ لأن الطب توصل لقصطرة القلب، ومنظار المعدة، وشفط الدهون .. وإلى الآن لم يجرب قصطرة الجلطة وشفط الدم المتجلط بنفس التقنية .. في علمي على الأقل.
في ذهني فكرة طبية، إن كنت تستطيع أن تنتدب من يجرب طب الجلطة بزيت كبد الحوت والكافور.
فالكافور يوضع في حمام الجاكوزي البارد برودة ماء القربة المغلقة مدة كما في الحديث في تبريد الحمى .. مع التدليك نصف ساعة ثلاث مرات يوميا. كحد متوسط
وزيت كبد الحوت بعد الجاكوزي على موضع الشلل.
لازلت الحقيقة أطلب للطب فيهما من سبق، وهي من بنيات أفكاري لا أعهد بهما بنتيجة.
استخرجتهما من معانيها اللغوية ومن ورودهما في السنة. وهو بحث لم أكتبه بعد.
لكن بخصوص ضعف التغذية التي يعاني منها مرضى الجلطة، ويدخلهم في غيبوبة، الحقيقة لا أخفيك حالهم مؤسفة جدا .. يضعفون حتى عن النفس بسبب قلة الماء والغذاء من الفم .. حتى ينفخونهم نفخا بالهواء .. باقي يعايرون الهواء!!
من جفاف مرضى الجلطة حتى أظافرهم صارت مثل الكرب .. !!
لعل أول علاجهم أن يسقوا ماء باردا بقيمة غذائية مناسبة، ويعطوا دما من مؤمن كامل الصحة لا يتعاطى ما له رائحة مستكرهة من الأطعمة.
ولابد لهم من نبيذ التمر بعد شروق الشمس للنشاط ولو كوبا صغيرا.
كله كان مما أعده لبحث الحمية الشرعية من خلال سيرة يعقوب وموسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام.
ولكن أنبه أني أتوقع أن مرضى الجلطة لو سحبت الجلطة بشفطها من العرق سيما من عرق الدماغ سيسبب لهم دوخة وتقيؤ مباشر لحركة الدم للرأس وتغير الضغط فجأة.
وأتوقع في تقديري أن المريض لا يحتاج للتخدير للقصطرة.
وأتوقع أنه سيتحرك في مدة قصيرة ثم يمشي .. ولابد من حمية غذائية للنقاهة تتدرج به لستطيع الأكل .. ولا بد في الحمية من مرق الضان .. كان يشربه صلى الله عليه وسلم.
ومعروف مرق الضان مع التمر غذائيا.
والله أعلم وأسأل له ولمرضى المسلمين الصحة والعافية التامتين.
أكرر: هذه وصفة من استنتاجي اللغوي والنصي .. لم أجربها من قبل ولا أعلم من جربها. وكتبتها لتعرضها أنت لمن يدرسها طبيا وليس لتطبق بناء على توقعاتي الدراسية النظرية.
كما من المهم أن يعلم أن المرأة في سائر الأمور التقريرية ليس لها القرار والطب لابد فيه من قرار رجل يقرر سلامة ما تنصح به المرأة طبيا.
هذا التنبيه لابد من الأخذ به مع الوصفة<<<للدراسة>>>
أما بخصوص الأرض: فبصراحة حيرتني .. لا أدري بم أشير ولكنك أنت قلت زراعية فكيف لا تنبت فيها النخيل؟؟!!
النخيل تنبت في أي أرض إلا الصخور والجبال فلا تنبت عليهما. ولو نبتت كان ناتجها غير غذائي.
أعانكم الله. في الحقيقة في هذه الحالة لا أشير بشيء.
أسأل الله لكم التوفيق والسداد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[28 Jan 2010, 07:44 م]ـ
وماذا عن الأرض التي اغتصبها؟
لقد بنى عليها بيتا، وهو يرى انها أصبحت ملكا لأنه، لأنه أزال كل ما كان موجودا عليها سابقا.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[28 Jan 2010, 08:03 م]ـ
لقد بنى عليها بيتا، وهو يرى انها أصبحت ملكا لأنه، لأنه أزال كل ما كان موجودا عليها سابقا.
سبحان الله
كم من ظالم في الأرض لا ترى عيناه إلا ما يهوى وما تشتهي نفسه
لا يهنأ بالنوم إلا على أنين المظلموين والمقهورين ولو كانوا ....
يقول صلى الله عليه وسلم:
"مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيِّتَةً فَهِيَ لَهُ وَلَيْسَ لِعِرْقٍ ظَالِمٍ حَقٌّ"
ـ[الريس عبد الرحمن]ــــــــ[29 Jan 2010, 01:07 ص]ـ
على الأخ الاصغر أن يحتسب الاجر عند الله في النفقة على أبيه والعناية به دون أن يمنح هذه الارض من قبل والده و بالذات اذا كانت حاله ميسورة ثم إذا مات هذا الاب (مع دعائنا له بالشفاء العاجل) و لم يرجع الابن الاكبر عن غيه فعند ذلك لوطالب بميراث أبيه سوف يكون للأصغر الحق في المطالبة بالبيت الذي اغتصبه الأكبر ثم على ضوء ذلك يتم توزيع الميراث (الذي استعجل به أخينا عبدالله قبل أونه)
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[29 Jan 2010, 02:42 ص]ـ
السؤال عن الجواز أو عدمه وما جاء من كلام مفصل للأخ البيراوي وفى بالمطلوب. أما ما وراء ذلك من نصائح فأمر آِخر.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[30 Jan 2010, 02:35 م]ـ
قال صلى الله عليه وسلم
"فَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلَادِكُمْ"
سبب ورود هذا الحديث:
روى البخاري بسنده عَنْ عَامِرٍ قَالَ سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ:
أَعْطَانِي أَبِي عَطِيَّةً فَقَالَتْ عَمْرَةُ بِنْتُ رَوَاحَةَ لَا أَرْضَى حَتَّى تُشْهِدَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنِّي أَعْطَيْتُ ابْنِي مِنْ عَمْرَةَ بِنْتِ رَوَاحَةَ عَطِيَّةً فَأَمَرَتْنِي أَنْ أُشْهِدَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَعْطَيْتَ سَائِرَ وَلَدِكَ مِثْلَ هَذَا قَالَ لَا قَالَ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلَادِكُمْ قَالَ فَرَجَعَ فَرَدَّ عَطِيَّتَهُ.
وقد روى هذا الحديث بألفاظ مختلفة ومنها:
ما روى البخاري عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:سَأَلَتْ أُمِّي أَبِي بَعْضَ الْمَوْهِبَةِ لِي مِنْ مَالِهِ ثُمَّ بَدَا لَهُ فَوَهَبَهَا لِي فَقَالَتْ لَا أَرْضَى حَتَّى تُشْهِدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذَ بِيَدِي وَأَنَا غُلَامٌ فَأَتَى بِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّ أُمَّهُ بِنْتَ رَوَاحَةَ سَأَلَتْنِي بَعْضَ الْمَوْهِبَةِ لِهَذَا قَالَ أَلَكَ وَلَدٌ سِوَاهُ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَأُرَاهُ قَالَ لَا تُشْهِدْنِي عَلَى جَوْرٍ.
وما رواه مسلم:
عن النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ
أَنَّ أُمَّهُ بِنْتَ رَوَاحَةَ سَأَلَتْ أَبَاهُ بَعْضَ الْمَوْهِبَةِ مِنْ مَالِهِ لِابْنِهَا فَالْتَوَى بِهَا سَنَةً ثُمَّ بَدَا لَهُ فَقَالَتْ لَا أَرْضَى حَتَّى تُشْهِدَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَا وَهَبْتَ لِابْنِي فَأَخَذَ أَبِي بِيَدِي وَأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمَّ هَذَا بِنْتَ رَوَاحَةَ أَعْجَبَهَا أَنْ أُشْهِدَكَ عَلَى الَّذِي وَهَبْتُ لِابْنِهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا بَشِيرُ أَلَكَ وَلَدٌ سِوَى هَذَا قَالَ نَعَمْ فَقَالَ أَكُلَّهُمْ وَهَبْتَ لَهُ مِثْلَ هَذَا قَالَ لَا قَالَ فَلَا تُشْهِدْنِي إِذًا فَإِنِّي لَا أَشْهَدُ عَلَى جَوْرٍ.
والذي أفهمه من ألفاظ هذا الحديث:
أن بشيرا رضي الله عنه كان له أكثر من زوجة.
وأن زوجه عمرة بنت رواحه سألته أن يهب لابنه النعمان بن بشير موهبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
والذي أفهمه من تصرفها هذا رضي الله عنها وأرضاها هو حرصها على أن يتميز ابنها النعمان عن إخوانه من غيرها بشيء كما هو عادة الضرائر في الغالب.
وأفهم أن بشيرا رضي الله عنه بفطرته وعقله كان لا يرى جواز ذلك لما فيه من التفرقة بين الأبناء ولذلك لم يجبها إلى طلبها سنة ثم بدا له بعد ذلك فوافق وربما كان تحت إلحاح منها رضي الله عنهم أجمعين.
وأفهم أن بشير وزوجه لم يكونا على علم بجواز هذا التصرف أو عدم جوازه.
وأفهم أنها أرادت أن توثق هذا الأمر باشهاد النبي صلى الله عليه وسلم حتى لا يكون الأمر محل نزاع فيما بعد.
وأفهم منه أن النبي صلى الله عليه وسلم أدرك الدوافع من وراء طلب عمرة رضي الله عنها وما قد يؤدي إليه الأمر لو استجاب بشير لطلبها، فجاء الجواب منه صلى الله عليه وسلم:
"فَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلَادِكُمْ"
ثم علل صلى الله عليه وسلم الحكم بقوله كما في الحديث:
ثُمَّ قَالَ: " أَيَسُرُّكَ أَنْ يَكُونُوا إِلَيْكَ فِي الْبِرِّ سَوَاءً قَالَ بَلَى قَالَ فَلَا إِذًا"
إذاً العدل بين الأولاد قاعدة.
لكن الإشكال هو في فهم تطبيقات هذه القاعدة الذي يؤدي في بعض الأحيان إلى الحرج وتكليف ما لا يطاق.
ولنأخذ الأمثلة من حياتنا اليومية:
رجل بلغ سن الزواج فأعطاه تكلفة الزواج هل يلزمه أن يدفع لبقية الأبناء نفس المبلغ؟
رجل أحد أبناءه يحتاج إلى سيارة تنقله إلى جامعته أو عمله وهو لا يزال في بداية الطريق هل يلزمه أن يدفع مبلغ مساوي لقيمة السيارة لكل واحد من أولاده؟
رجل أحد أبناءه فقير والآخر مليونير فدفع إلى الفقير مبلغا من المال ليستعين به على شظف العيش هل يلزم أن يدفع مثله للغني؟
رجل أحد أبناءه بار مطيع يسعى في حوائج والديه وأهله يضع المال فيما يرضي الله تعالى أعطاه أبوه مالا يستثمره مكافأة له ومساعدة له على بناء حياته هل يلزمه أن يعطي الآخر العاق المرتكب للفواحش والآثام الذي يصرف المال فيما يسخط الله تعالى نفس المبلغ؟
والأمثلة كثيرة.
وبناء على الجواب يمكن الحكم على قضيتنا.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[01 Feb 2010, 12:38 ص]ـ
الأخوة الأفاضل:
جزاكم الله خيرا على تفضلكم بالإجابة والنصح. وقد نقلت كل ذلك إلى صاحب السؤال , وقد طلب مني ان أشكركم جميعا.
ويبدو أن للقضية جذور، فقد أبلغني الإبن الأصغر ان اخاه كان يعمل منذ سنوات في الخارج، فعاد بمبلغ كبير من المال، وكانت والدته المسنة - رحمها الله - تملك قطعة أرض كبيرة ورثتها عن والدها، فقام بشرائها منها بمبلغ أربعة آلاف دينار، بحجة انها لا تقدر على خدمة الأرض،وهو يعلم أن أخاه لا يملك مالا يستطيع به أن يقف في طريقه، وبعد فترة بسيطة قام ببيعها بعشرة آلاف، رغم انها تساوي اكثر من ذلك. فلما طالبه بشيء من ذلك المبلغ،رفض، ولما قال له: هل يجوز لك ان تفعل ما فعلت، فأجاب: نعم لقد دفعت لها ثمنها لتصرف على نفسها، وكوني بعتها بعشرة آلاف؛ فهذه تجارة وليست حراما.
ويسأل صاحبنا:
هل ما فعله الابن الأكبر جائز؟ وهل المال الذي ربحه من الأرض حلال؟
أليس لأخيه حق فيه؟ علما أن لهما ثلاث شقيقات.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[01 Feb 2010, 01:22 ص]ـ
الأخ الكريم عبد الله،
1. السؤال الأول واضح والحكم فيه سهل، والحديث فيه عملي وواقعي.
2. أما السؤال الأخير فلا يسهل البت فيه، لأننا لا نحيط بالملابسات، ولا بد من معرفة أمور:
أولاً: عندما باعت الأم قطعة الأرض هل كانت تعلم قيمتها الحقيقية؟! وعندما باعتها لابنها هل كانت تحت سيف الحاجة؟ وهل غُبِنت غبناً فاحشاً؟ هل كانت تقصد أن تخص ولدها الكبير دون غيره؟
3. عندما باعها الابن بعشرة آلاف، بعد زمن يسير، هل كان ارتفاع سعر الأرض لظروف طارئة على المنطقة المحيطة؟ ثم لماذا تعمّد أن يبيعها بسعر أقل من قيمتها الحقيقية؟ ..........
كما تلاحظ هناك أمور كثيرة نحتاج أن نعلمها قبل البت في المسألة.
4. ولكن من الناحية القانونية ليس للأخ الأصغر أن يطالب بشيء من الربح.
5. الملابسات تشير إلى أن هذا الأخ (الكبير) ظالم ولا يبالي بحلال أو حرام. وعليه ننصح هذا السائل أن يهتم بما هو مطروح من قبل الأب لإنصافه.
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[01 Feb 2010, 01:32 ص]ـ
القصة بوصفك هذا لا تكفي للإشارة بالنصيحة؛ للآتي:
1) أمهم توفيت رحمها الله وتركت لهم ما تركت.
2) تصرفت الأم في أرضها في حياتها؛ وكانت هي التي رضيت البيع. فإن كان من إجراء خطأ فعليها هي مسئوليته؛ فلعلكم تسألون عن حالة الغبن في الأرض .. ؟ فإذن:
3) المرأة في حياتها لا يجب عليها النفقة ولا على نفسها، ولكن يجوز لها التصرف في مالها لتقض حاجة لها، ولو طالبت بنفقتها العرفية لم يثرب عليها شرعا. ولعل للناس ظروفهم التي ينظرون فيها مصالحهم.
4) هل باعت على علم منها بالغبن؟ هذا السؤال مهم لتحرير إن كانت الأرض لا تزال تركة أو انتقلت بالبيع وقبول الغبن فيه لملك الذي اشترى؟
5) ثم هل لما غبنت؛ حيث علمت أو لم تعلم، علم ابنها الثاني وزوجها ورضيا الغبن أو فرطا في القيام على واجب القوامة على شأنها وقد احتاجت الدفاع عن مالها واستنقاذه؟
آلآن وقد حصل الغبن وهما يعلمان يستطلبان رد الغبن؟!
6) ما موقف البنات من الغبن وقت الغبن؟ ففيه يتحدد إن كان لايزال لهن فيها ميراث؟ لأنه لا يلزمهن إنقاذ المال، ولكن يجب عليهن نصرة المظلوم بالموقف الحق. فإن كن لا يعلمن، ضمن المفرط بالقوامة لهن نصيبهن من الأرض بقيمتها وقت باعتها المتوفاة، لأنها نقلت الملكية وانقضى خيار المجلس. ويبقى الغبن: يرده المشتري بالعرف الشرعي للوريثات.
وإن كن يعلمن؛ يظهر لي أنهن يحتجن إلى بيان موقفهن بالشهادين العدلين، أو باليمين إن رضي الطرف الآخر، لكن المشكلة أن الطرف الآخر قد لا يرضين هن يمينه؛ لأنه معتد بالغبن .. وربما إهمال النفقة على أمه فاحتاجت أن تصرف بالتفريط بمالها إلا من عذر يثبته بالبينة أو يقبل الورثة يمينه!
7) قد يحتاج الذكور إثبات عدم تفريطهم بحق حفظ مال مورثتهم إذا كانا غلبا على ذلك.
8) "والصلح خير".
9) لا تزال القصة غير وافية وتحتاج تدخل المصلحين.
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[01 Feb 2010, 02:24 ص]ـ
الأخ الكريم عبد الله،
أولاً: عندما باعت الأم قطعة الأرض هل كانت تعلم قيمتها الحقيقية؟! وعندما باعتها لابنها هل كانت تحت سيف الحاجة؟ وهل غُبِنت غبناً فاحشاً؟ هل كانت تقصد أن تخص ولدها الكبير دون غيره؟
.
الأم كبيرة في السن وأميّة،ولا تقصد أن تخص اخدا بشيء. كما فهمت عاد الكبير من الخارج بمبلغ كبير من المال (حتى انه وزع على بعض الفقراء من اهل بلدته عشرات منه) وكانت أمه عندئذ كبيرة وأبوه كذلك، وكان أخوه الأصغر فقيرا جدا. ولعله وجد أنه سيضطر إلى رعاية والدته والنفقة عليها، فصور لها أن بيعها الأرض له سيحل كل مشاكلها ويغنيها عن الحاجة إلى أي مخلوق حتى هو نفسه. (وفي نفس الوقت سيجد نفسه في حل من النفقة عليها باعتبار انها قبضت ثمن الارض التي باعتها) وأخبرها انه مستعد لمشاركة اخيه إذا أراد، أو من شاءت من اخواته، وأعلن ذلك للجميع. ولكنه يعلم ان الجميع لا يملكون شيئا وأنهم يعيشون يوما بيوم ...
الأخ الكريم عبد الله،
3. عندما باعها الابن بعشرة آلاف، بعد زمن يسير، هل كان ارتفاع سعر الأرض لظروف طارئة على المنطقة المحيطة؟ ثم لماذا تعمّد أن يبيعها بسعر أقل من قيمتها الحقيقية؟ ..........
.
حينما علم الاخرون بالقصة وبدأ البعض يتذمر من المسالة،اراد ان يريح الجميع منها-وحتى لا تظل مطروحة عند هذا وذاك - فاستعجل ببيعها، وتهاونه في البيع سهله له، وهو يرى أن ربح عدة آلاف في مدة قصيرة أمر حسن وفرصة قد لا تتكرر.
(انني احاول ان لا اتدخل في سير الأحداث , ولكنني هنا اتساءل: لماذا مادام يملك المال لم يشتر من شخص آخر غير امه؟ إذا كان يريد التجارة بالعقار فهناك بدائل كثيرة، واما مسألة النفقة على الأم، فهي واجبة عليه، وهو الذي قام بارسال عشرات الدنانير كل عشرة في مغلف الى الفقراء .. هل يترك أمه تجوع؟).
الأخ الكريم عبد الله،
5. الملابسات تشير إلى أن هذا الأخ (الكبير) ظالم ولا يبالي بحلال أو حرام. وعليه ننصح هذا السائل أن يهتم بما هو مطروح من قبل الأب لإنصافه.
أصبت. والله يمهل ولا يهمل.
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[01 Feb 2010, 07:01 ص]ـ
تمهل عن إطلاق الأحكام على الناس ومقاصدها يرحمك الله.
إنك إن كنت شاهدا فلا يسعك في الشهادة إلا الحكاية للذي تشهد عليه بسمعك أو بصرك أو بهما معا، ولا يسعك رأيك إلا في القضاء.
مثل هذه القصة لم يحسم بها قضاء بعد.
القصة كما تذكر الأم باعت بعد رجوع ابنها، ولم تبع إلا له. ففيها وجه آخر بلا اتهام للنوايا.
عادة الناس جرت على تبادل المصالح، وربما جرى بين الناس أحد خطئين؛ جفاف في التعامل حتى لقد يظن المتبايعان أن من أنصف جاره فرط في فرصة شرعية له.
وأخرى المجاملة على حساب الحق، فيرى أنه إن ضيع حقه فقد قدم التضحيات ورد الجميل أو بذل المعروف بكرم ..
وكلا الطريقتين خطأ .. وهما سبب تأزم العلاقات وتفاقم الخلافات.
الذي يظهر لي أن الأم لم تكن بحاجة ماسة لبيع الأرض لذلك باعت لما رأت ابنها يصرف نقوده .. فكيف يأتي يتصدق على الفقراء ثم يظلم أمه؟!
أظنها رغبت بمال منقود دون الأرض. فباعت.
وربما لا يعرف أصول البيع والشراء، فظن أن المماكسة في الشراء على إطلاقها. فاشترى بالقليل وباع بالكثير. إلا أن يثبت أن العرف الشرعي للأرض حقا جاء بهذا التفاوت لسبب مستقر شرعا في السوق.
ووجه كلامي هذا؛ أن الأم كانت تستطيع البيع لغير هذا الولد .. ولكن باعت له .. وما المشكلة لو اشترى ابنها فهذا من حقهما .. ؟
وأما البيع فليس هو هبة؛ فربما لو اشترى منها الصغير لآثرته بشيء من التخفيض، فعبادة الأعطية للولد ليست هي الإيثار.
يقول صلى الله عليه وسلم:"يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئا". ولم تكن فقط فاطمة ابنته الموجودة في حياته، بل كانت ثم زينب التي تزوجها أبو العاص بن الربيع رضي الله عنهم.
ووجه الدلالة، أن العدل يكون في النفقة والأعطيات، وليس في الإيثار بإكرام الابن بما طلب. فلعل له عند أمه من المعروف ما أكرمته لأجله بمال طلب شراءه.
فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو طلبت منه فاطمة وأعطاها، لم يلزم منه أن يعطي زينبا، ولكن لو أعطى الأعطية لفاطمة من عنده من غير أن تطلبها لأعطى زينبا مثلها.
فالعدل بين الأبناء يكمن في شيئين:
الأول: عدل في النفقة، وليس يعني التساوي، ولكن يعني الالتزام بحق النفقة، فإن ابنا يحتاج جهاز جوال، وآخر يحتاج حاسوبا .. فتوفير كل حاجة لمحتاجها يعني العدل.
وطلب أحدهما حاجته لا يعني توقفها حتى يطلب الآخر مثله.
لذلك ينبغي للتربية أن تعنى بتثقيف الأبناء على ترك المنافسة على التشابه.
والثاني: عدل في الأعطية، وهذه نفل على النفقة، بتطابق التساوي، وليس بتطابق العين المهداة، فيعطي الأعطيات التي يقع فيها رضى الأبناء وقيمتها واحدة، ولو اختلف نوعها.
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[01 Feb 2010, 03:01 م]ـ
الأخ الكريم عبد الله،
1. على ضوء ما قلت يظهر لنا أن تنازل الأب للابن الأصغر لا غبار عليه، بل هو محاولة للإنصاف. مع ملاحظة ما قلناه سابقاً.
2. مراجعة الأخ الكبير في مسألة ظاهرها قانوني لا يجدي ويزيد الجفوة بين الأخوة. ولكن في حال شعر الأخ الكبير بخطئه وثاب إلى رشده ينصح عندها باسترضاء من ظلمهم.(/)
تحريف القرآن (صحيفة الوحدة اليمنية)
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[28 Jan 2010, 02:29 م]ـ
صحيفة الوحدة تحور سورة الفيل .. الم ترى كيف فعل ربك بأصحاب البيض .. الم يجعل كيدهم في تقويض:
وقد تناقل هذا الخبر عددٌ من المواقع والمنتديات والصحف:
قال مراسلو مأرب برس في عدد من المحافظات ان استياء واسع عم معظم محافظات الجمهورية على خلفية نشر خبر في صحيفة \" الوحدة \" الصادرة في صنعاء في العدد رقم 961 والمنشور بتاريخ 20/ 1/2010 تحويرا لسورة الفيل حيث جاء في الصفحة الاخير في مقال (ياهذا يا صاحب الجنوب العربي، هذا المشروع الهلامي الغمامي .. الم ترى كيف فعل ربك بأصحاب البيض .. الم يجعل كيدهم في تقويض .. و ارسل عليهم صقور التوحيد .. وفهوداً سمراً صناديد .. فجعلهم في كل منفى أشتاتاً رعاديد!!).
وحول هذا التحريف لسورة الفيل من قبل احد الكتاب في الصحيفة حيث قام بعض اصحاب آلآت التصوير بنشر الخبر في المدارس وبين المواطنين وبالاخص في محافظة شبوة، وهو ما احدث ردة فعل وغضب ومطالبه بمحاسبة القائمين على الصحيفة
وجاء في: شبكة البيضاء الاخبارية
صحيفة الوحدة الرسمية مكان الاساءة
في ظاهرة اعلامية كفرية خطيرة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الاعلام اليمني ولم ياتي احد بمثلها في القرن الواحد والعشرين عدا رسومات الدانمرك المسيئة للرسول الاعظم والتي لم تكن ايضا في القرن الواحد والعشرين الذي دشن الاساءة الكفرية الكبرى فيه المدعو ناجي الرعوي رئيس مجلس الادارة واتباعه في صحيفة الوحدة الرسمية الذين سعوا الى تحريف سورة باكملها من القران الكريم (هي سورة الفيل) بعد تحريفهم لقوله تعالى (الم تر كيف فعل ربك باصحاب الفيل) الى (الم تركيف فعل ربك باصحاب البيض .. الم يجعل كيدهم في تقويض) الى نهاية تحريف الصورة الذي نشر في صحيفة الوحدة العدد (961) الاربعاء 20 يناير 2010م والذي يعجز اللسان ان يكمل ماتم تحريفه من ايات في السورة الكريمة.
وقد اهتز لذلك الخطب الجلل كيان الاوساط الاجتماعية بجميع الوانها واقشعرت الاجسام وعجزت الألسن عن الكلام وكاد القلب ان ينفطر لما رأه من تحريف لكلام جبار السموات والارض بعد ان اراد هؤلاء الاوغاد بتحريفعم لكلام الله مجاراة واقع مرير افسده اسيادهم وخيل اليهم ان بداية اصلاحه يكون بأي امرا تمليه عليهم ضمائرهم ولو كان بتحريف كلام الله تعالى.
وجاء في موقع المجلس اليمني تفصيلاً لهذا الأمر والردود
http://www.yemen-1.org/vb/showthread.php?t=479748(/)
جدار القلوب وجدار الحدود مقال: للشريف حاتم العوني
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[28 Jan 2010, 08:46 م]ـ
جدار القلوب وجدار الحدود
الثلاثاء, 26 يناير 2010
الشريف حاتم بن عارف العوني
عضو مجلس الشورى السعودي
مضت على حصار غزة سنوات، ومضى على المطالبات برفعه مئات ألوف الأصوات: من الأفراد والمنظمات الحكومية والأهلية وجماعات حقوق الإنسان. والأمر لا يزداد إلا شدة، وما من مجيب لاستنجاد الجوعى والمرضى والأطفال والنساء في غزة، ولن أذكر أبطال المقاومة، لأني أريد في هذا المقال أن أخاطب ضمائر الكل، حتى من يعد المقاومة المشروعة إرهاباً!
ولا أتحدث عن الجدار الفولاذي الذي تبنيه الشقيقةُ الكبرى جمهورية مصر العربية على حدودها مع الشقيقة الجريحة المعتدى عليها غزة. فنحن جميعاً نعلم أنه شأنٌ مصريٌّ داخلي، ونحن جميعاً نعلم أن قرار بنائه قرارٌ سياديٌّ لحكومة مصر الشقيقة. كما لا أريد أن ننزلق في السجال الفقهي الذي ثار وتباينت فيه الآراء بين المختصين الشرعيين في مصر وغيرها حول جواز بناء هذا الجدار الفولاذي، فالأمر لا يحتاج إلى فتاوى لكي ندرك واجبنا تجاه هذا الأمر الواضح، والذي كانت إرادةُ بنائه موجودةً قبل البدء ببنائه، ولولا وجود تلك الإرادة التي حاصرت إخواننا لما وُجد هذا الجدار أصلاً!
جئت أشكو إلى القراء الكرام (في غير غزة) الجدارَ الفولاذي الذي ضرب على قلوبنا، فَسَجَنَ ضمائرَنا، وأسكت نواحَ تأنيبه في صدورنا، بل خنق أنفاس الضمير! ولولا وجود هذا الجدار لما اختلفنا حول الجدار الفولاذي الذي يُبنى على حدود غزة. حيث إني أظن بأن مثل هذا الظلم الذي يقع على المحاصرين في غزة مما لا يقبله إنسان، أي إنسان، من أي دين أو جنس. ولولا وجود ذلك الجدار الفولاذي على قلوبنا لما اكتفيتُ بالظن فقط!
ذكرني هذا الوضع الغريب لتواطؤ العالم على ظلم هذا الشعب الجريح بحديث من كنوز السنة النبوية، فقد روى بريدة بن الحصيب رضي الله عنه، قال: «لما قدم جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه من الحبشة على النبي صلى الله عليه وسلم، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما أعجب شيءٍ رأيتَ؟ قال رضي الله عنه: رأيتُ امرأةً على رأسها مِكْتَل (وهو الزنبيل) فيه طعام، فمرّ فارسٌ يركض، فأذراه (أي فأسقطه في الأرض فتفرّق الطعام في الأرض)، فجعلت تجمع الطعام وهي تقول: ويلٌ لك يومَ يضع المَلِكُ كرسيَّه فيأخذ للمظلوم من الظالم. فقال صلى الله عليه وسلم - تصديقاً لقولها -: لا قُدِّست أُمةٌ لا يأخذُ ضعيفُها حقَّه من شديدها وهو غير مُتَعْتِع».
وهكذا تتفق هذه العجوز النصرانية مع الشعار الإسلامي الذي أطلقه رسولنا صلى الله عليه وسلم: «لا قُدِّست أُمةٌ لا يأخذُ ضعيفُها حقَّه من شديدها وهو غير مُتَعْتِع». ولا أشك أن كل حكماء العالم وعقلائه يتفقون مع هذا الشعار النبوي.
فأين هم عقلاء العالم وحكماؤه عن هذا الظلم الذي ينال هذه الأمة المستضعفة في غزة؟!
وهل سيقدس الله أمةً بل عالَماً يُظلَمُ فيه شعبٌ بأكمله على مَرْأى ومسمع منه، ولا يحرك ساكناً في ذلك؟!
وإذا خاطبتُ أمّتَنا خاصة: فهل ترضى أمتُنا أن تسقط من عين الله تعالى؟! فماذا تنتظرين يا أمتنا من النعمة والرَّفاه، والنصر والتمكين، بل من الأمن والاستقرار، إذا ما سقطتِ من عين الله تعالى؟!
ثم دعوا هذا الحدَّ القاسي من جلد الذات على تقصيرنا المتناهي في حق إخواننا في غزة، وعُدُّوا أسودَ المقاومة وأشبالَ الصبر والنضال أمةً من الهِرَرة، فهل سننجو من جلد الذات أيضاً؟ هذا إذا بقي في جلودنا إحساسٌ يشعر بالجلد!
قال (صلى الله عليه وسلم): «دخلت امرأةٌ النار في هِرّة، حبستها حتى ماتت، لا هي أطعمتها ولا تركتها تأكل من خَشاش الأرض». فهل يجوز أن نسكت على حبس أمة من الهِررة؟ فضلاً عن أمة من البشر؟ فضلاً عن حبس إخواننا في الدين والعروبة وفي مقاومة العدو المحتل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وافترضنا أن أهل غزة أخطأوا عندما ظنوا أن المقاومةَ هي مصيرهم، لا مجرد اختيارهم، وافترضنا أنهم أخطأوا أيضاً عندما رأوا في «حماس» الممثّل الأفضل، ولا أقول الوحيد، للتخطيط لذلك المصير (الذي هو المقاومة)، وافترضنا أنهم يستحقون الحبس الطويل بهذا الظن والاختيار؛ فهل يستحقون التجويع والإظماء ومنع الدواء والإيواء؟ فلا نحن أطعمناهم وسقيناهم حين حبسناهم، ولا تركناهم يأكلون من خشاش الأرض.
وإذا استحقت امرأة تلك العقوبة الأليمة في حبس هِرة واحدة ... فماذا نستحق في مقابل حبس شعبٍ بأكمله، بأطفاله ونسائه؟
وماذا ينتظر العالم بأسره جراء هذا التعذيب والحصار والتجويع الذي يمارسه العالم بأسره تجاه شعب غزة، بسكوته على غطرسة إسرائيل المؤيِّدة من الحكومات المتعاقبة للولايات المتحدة الأميركية.
وهنا أذكّرُ بقرارين اثنين فقط من جملة قراراتٍ سياسيةٍ عربية:
الأول: أنه صدر إعلان الدوحة المنبثق من القمة العربية المنعقد في 3 - 4 - 1430هـ (30 - 3 - 2009)، فكان من ضمن قراراته القرار الآتي: «نتوجه بتحية إكبار وإجلال للشعب الفلسطيني في مقاومته الباسلة لمواجهة العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، ونؤكد دعم صموده ومقاومته لهذا العدوان، وإدانتنا الحازمة للعدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة، ومطالبتنا بوقف الاعتداءات الإسرائيلية وتثبيت وقف إطلاق النار، ورفع الحصار الجائر عن قطاع غزة وفتح المعابر كافة، والتأكيد على تحميل إسرائيل المسؤولية القانونية والمادية عما ارتكبته من جرائم حرب وانتهاكات للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ومطالبتنا المجتمع الدولي بملاحقة المسؤولين عن تلك الجرائم وإحالتهم إلى المحاكم الدولية».
والثاني: بيانٌ صادرٌ عن البرلمان العربي، في اجتماع دورته العادية لعام 2009، المنعقد في سورية، بين 21 و23 - 3 - 2009، ومما جاء فيه قراران يقولان:
«1 - إدانته الكاملة للعدوان الصهيوني الإسرائيلي المستمر على الشعب العربي الفلسطيني، وبخاصة المجزرة البشعة التي شنتها آلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وما خلفته من سقوط العديد من الشهداء والجرحى وتدمير البنية الأساسية.
2 - دعوة المجتمع الدولي إلى الإسراع في تقديم العون الإنساني العاجل للشعب العربي الفلسطيني في غزة، بما في ذلك سرعة إعادة إعمار غزة».
فماذا ينتظر العالم الإسلامي والعربي حتى يرفع الحصار عن غزة؟ وهو مطلبٌ ديني ضروري، ومطلبٌ سياسي مُقَرّ، ومطلبٌ إنسانيٌّ سابَقَنا فيه أحرارُ العالم من غير المسلمين.
هذا السؤالُ مع كون الجواب عليه سهلاً، إلا أنه قد اختلف فيه المختصون الشرعيون مع السياسيين، وهو ما يدل على أنني لن أجد له جواباً، حتى نرفع الجدار الفولاذي الذي ضرب على قلوبنا، وحينها لا أشك بأن الجواب لن يكون قراراً جديداً يُضاف إلى ركام قراراتنا السابقة، بل سيكون عملاً مشرّفاً. عسى أن نمحو به خِزْيَ ماضٍ كانت فيه ضمائرُنا حبيسةَ الجدار الفولاذي.
http://ksa.daralhayat.com/print/101764(/)
أعلام العصر
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[28 Jan 2010, 10:37 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، وبعد:
يقول الله تبارك وتعالى:
" يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ" سورة الحجرات من الآية 11
كثيرون هم الذين خدموا الإسلام وتركوا أثرا واضحا جلياً في الأمة، ولكن هناك من فتح الله عليه وجعل على يديه من الخير ما جعله علماً من الأعلام الذين يشار إليهم، ومن أشهر هؤلاء:
• السيد سابق رحمه الله تعالى مجدد في الفقه
• محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى مجدد في السنة.
• سيد قطب رحمه الله تعالى مجدد في التفسير.
• عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى، مجدد في الدعوة.
• محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله، مجدد في نشر العلم " الفقه والأصول والفرائض والتفسير والعقيدة".
• محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى في التفسير.
• محمد متولي الشعراوي رحمه الله تعالى مجدد في التفسير.
• عمر سليمان الأشقر رحمه الله تعالى مجدد في العقيدة
• أحمد ديدات رحمه الله تعالى مجدد في الدفاع عن الإسلام.
• يوسف القرضاوي مجدد في الدعوة والفتوى.
• سفر بن عبد الرحمن الحوالي في العقيدة.
• عائض بن عبد الله القرني في الدعوة.
• سلمان بن فهد العودة في الدعوة.
• محمد بن صالح المنجد في الدعوة.
وهذا الأخير أعتقد أنه أبرز الذين خدموا الإسلام في العقد الماضي وإذا أمد الله في عمره فسيكون الأبرز أيضا في هذا العقد دون منافس.
ختاما أسأل الله تعالى أن يرحم المتوفى منهم ويرفع درجته في الصالحين، وأن يبارك في الأحياء ويزيدهم من فضله وينفع بهم الإسلام والمسلمين.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 Jan 2010, 02:47 م]ـ
د. يوسف القرضاوي
انضم إلى موكب الراحلين من كبار العلماء عن دنيانا العالم الكبير الفقيه الداعية المُربِّي الشيخ سيد سابق -رحمه الله- الذي انتقل إلى جوار ربه مساء يوم الأحد 23 من ذي القعدة 1420هـ الموافق 27/ 2/2000م عن عمر يناهز 85 سنة.
كان الشيخ سيد سابق أحد علماء الأزهر الذين تخرجوا في كلية الشريعة، وقد اتصل بالإمام الشهيد حسن البنا وبايعه على العمل للإسلام ونشر دعوته، وجمع الأمة على كلمته، وتفقيهها في شريعته، وأصبح عضوًا في جماعة (الإخوان المسلمين) منذ كان طالبًا.
كان معاصرًا لإخوانه من أبناء الأزهر النابهين الذين انضموا إلى قافلة الإخوان المسلمين من أمثال الشيخ محمد الغزالي، والشيخ عبد المعز عبد الستار، وغيرهما، وإن كانوا هم في كلية أصول الدين، وهو في كلية الشريعة.
اشتغل الشيخ سيد سابق بالفقه أكثر مما اشتغل إخوانه من الدعاة الأزهريين؛ لأنه الأليق بتخصصه في كلية الشريعة، وقد بدأ يكتب في مجلة الإخوان الأسبوعية مقالة مختصرة في فقه الطهارة، معتمدًا على كتب (فقه الحديث) وهي التي تعنى بالأحكام، مثل (سبل السلام) للصنعاني، وشرح (بلوغ المرام) للحافظ ابن حجر، ومثل (نيل الأوطار) للشوكاني، وشرح (منتقى الأخيار من أحاديث سيد الأخيار) لابن تيمية الجد.
ومستفيدًا من كتاب (الدين الخالص) للعلامة الشيخ محمود خطاب السبكي، مؤسس (الجمعية الشرعية) في مصر، وأول رئيس لها، الذي ظهر منه تسعة أجزاء في فقه العبادات، ومن غير ذلك من المصادر المختلفة، مثل (المغني) لابن قدامة، و (زاد المعاد) لابن القيم، وغيرهما.
وقد اعتمد الشيخ سيد -رحمه الله- منهجًا يقوم على طرح التعصب للمذاهب مع عدم تجريحها، والاستناد إلى أدلة الكتاب والسنة والإجماع، وتبسيط العبارة للقارئ بعيدًا عن تعقيد المصطلحات، وعمق التعليلات، والميل إلى التسهيل والتيسير على الناس، والترخيص لهم فيما يقبل الترخيص، فإن الله يحب أن تؤتى رخصه، كما يحب أن تؤتى عزائمه، وكما يكره أن تؤتى معصيته، وحتى يحب الناس الدين ويقبلوا عليه، كما يحرص على بيان الحكمة من التكليف، اقتداء بالقرآن في تعليل الأحكام.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان من التسهيل الذي اتبعه الشيخ في منهجه الذي ارتضاه في كتابة الفقه البعد عن ذكر الخلاف إلا ما لا بد منه، فيذكر الأقوال في المسألة، ويختار الراجح أو الأرجح في الغالب، وأحيانًا يترك الأمر دون أن يرجح رأيًا، حيث لم يتضح له الراجح، أو تكافأت عنده الأقوال والأدلة، فيرى من الأمانة أن يدع الأمر للقارئ يتحمل مسئولية اختياره، أو يسأل عالمًا آخر، وهذا ما لا يسع العالم غيره.
أصدر الشيخ سيد الجزء الأول من كتابه الذي سماه (فقه السنة) في أواسط الأربعينات من القرن العشرين الميلادي، أو في سنة 1365هـ وهو رسالة صغيرة الحجم، من القطع الصغير، وكان في (فقه الطهارة)، وقد صدره بمقدمة من المرشد العام للإخوان المسلمين الشيخ الإمام حسن البنا، تنوه بمنهج الشيخ في الكتابة، وحسن طريقته في عرض الفقه، وتحبيبه إلى الناس، ومما جاء في هذه المقدمة قوله -عليه رحمة الله:
أما بعد .. فإن من أعظم القربات إلى الله -تبارك وتعالى- نشر الدعوة الإسلامية، وبث الأحكام الدينية، وبخاصة ما يتصل منها بهذه النواحي الفقهية، حتى يكون الناس على بينة من أمرهم في عبادتهم وأعمالهم، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: "من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين، وإنما العلم بالتعلم، وإن الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم- لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر".
وإن من ألطف الأساليب وأنفعها وأقربها إلى القلوب والعقول في دراسة الفقه الإسلامي - وبخاصة في أحكام العبادات، وفي الدراسات العامة التي تقدم لجمهور الأمة - البعد به عن المصطلحات الفنية، والتفريعات الكثيرة الفرضية، ووصله ما أمكن ذلك بمآخذ الأدلة من الكتاب والسنة في سهولة ويسر، والتنبيه على الحكم والفوائد ما أتيحت لذلك الفرصة، حتى يشعر القارئون المتفقهون بأنهم موصولون بالله ورسوله، مستفيدون في الآخرة والأولى، وفي ذلك أكبر حافز لهم على الاستزادة من المعرفة، والإقبال على العلم.
وقد وفق الله الأخ الفاضل الأستاذ الشيخ: السيد سابق، إلى سلوك هذه السبيل، فوضع هذه الرسالة السهلة المأخذ، الجمة الفائدة، وأوضح فيها الأحكام الفقهية بهذا الأسلوب الجميل؛ فاستحق بذلك مثوبة الله إن شاء الله، وإعجاب الغيورين على هذا الدين، فجزاه الله عن دينه وأمته ودعوته خير الجزاء، ونفع به، وأجرى على يديه الخير لنفسه وللناس، آمين أ. هـ.
وقال الشيخ سابق في مقدمته القصيرة المختصرة التي قدم بها كتابه:
هذا الكتاب يتناول مسائل من الفقه الإسلامي مقرونة بأدلتها من صريح الكتاب وصحيح السنة، ومما أجمعت عليه الأمة.
وقد عرضت في يسر وسهولة، وبسط واستيعاب لكثير مما يحتاج إليه المسلم، مع تجنب ذكر الخلاف إلا إذا وجد ما يسوغ ذكره فنشير إليه.
والكتاب يعطي صورة صحيحة للفقه الإسلامي الذي بعث الله به محمدًا صلى الله عليه وسلم، ويفتح للناس باب الفهم عن الله ورسوله، ويجمعهم على الكتاب والسنة، ويقضي على الخلاف وبدعة التعصب للمذاهب، كما يقضي على الخرافة القائلة: بأن باب الاجتهاد قد سُدّ.
ظل الشيخ سيد يوالي الكتابة في الفقه بعد ذلك، ويخرج في كل فترة جزءاً من هذا القطع الصغير حتى اكتمل أربعة عشر جزءاً، ثم صدر بعد ذلك في ثلاثة أجزاء كبيرة. واستمر تأليفه نحو عشرين سنة على ما أظن.
سَدَّ كتاب الشيخ سيد سابق فراغًا في المكتبة الإسلامية في مجال فقه السنة، الذي لا يرتبط بمذهب من المذاهب، ولهذا أقبل عليه عامة المثقفين الذين لم ينشأوا على الالتزام بمذهب معين أو التعصب له، وكان مصدرًا سهلاً لهم يرجعون إليه كلما احتاجوا إلى مراجعة مسألة من المسائل.
وقد انتشر الكتاب انتشارًا، وطبعه بعض الناس بدون إذن مؤلفه مرات ومرات، كما يفعلون مع غيره من الكتب التي يطلبها الناس.
ربما انتقد (فقه السنة) بعض المذهبيين المتشددين في اتباع المذاهب، والذين اعتبروا الكتاب داعية إلى ما سموه (اللامذهبية)، وهي - كما قالوا - قنطرة إلى (اللادينية)!
وأنا اعتقد أن مؤلف الكتاب - وإن لم يلتزم مذهبًا بعينه - لا يُعَدُّ من دعاة (اللامذهبية) لأنه لم يذم المذاهب، ولم ينكر عليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أعتقد أن مثل هذا النوع من التأليف ضرورة للمسلم الجديد، الذي يدخل في الإسلام الواسع دون التزام بمدرسة أو مذهب، وكذلك المسلم العصري الذي لا يريد أن يربط نفسه بمذهب معين في كل المسائل، بل يأخذ بما صح دليله، ووضح سبيله.
كما انتقد الكتاب بعض العلماء الذين يرون أن الشيخ - وقد تحرر من المذاهب- لم يعطِ فقه المقارنة والموازنة حقها، في مناقشة الأدلة النقلية والعقلية، والموازنة العلمية بينها، واختيار الأرجح بعد ذلك على بينة وبصيرة.
والجواب عن ذلك: أن الشيخ لم يكتب كتابه للعلماء، بل لجمهور المتعلمين، الذين يحتاجون إلى التسهيل والتيسير، سواء في الشكل أم المضمون، وتوخي طريقة التسهيل والتبسيط، وكل ميسر لما خلق له.
وممن انتقد الكتاب المحدث المعروف الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله، وقد ألف في ذلك كتابًا أسماه (تمام المنة بالتعليق على فقه السنة) يتضمن جملة تعقيبات وانتقادات على الكتاب، ونقده يتمثل في أمرين أساسيين:
الأول: فيما يتعلق بالحديث الذي يستدل به (فقه السنة) وهو ضعيف في نظر الشيخ، وربما يكون هناك خلل في عزوه إلى من عزاه إليه، أو نحو ذلك، وعذر الشيخ سيد أنه ينقل هذه الأحاديث عن كتب السابقين، ولم يبذل جهدًا في تحقيقها وتمحيصها، عملاً بالقاعدة التي تقول: كل علم يؤخذ مسلم من أهله.
والثاني: خلاف في المشرب الفقهي بين الشيخ ناصر والشيخ سيد، فالشيخ ناصر أَمْيل إلى اتباع ظاهر النص، والشيخ سيد أقرب إلى اتباع مقصد النص.
والشيخ ناصر لا يبالي بمخالفة جمهور الأئمة المتقدمين، كما في تحريمه الذهب على النساء، والشيخ سيد يحترم غالبًا رأي الجمهور.
وقد ظهر هذا في التعليق الطويل الذي علق به الشيخ ناصر على (زكاة عروض التجارة) في فقه السنة، فهو لم يصح عنده الحديث في زكاتها، ولم يأخذ بقول من قال من الصحابة بزكاتها، ولا بقول جمهور التابعين والأئمة الذي هو كالإجماع على وجوب زكاة التجارة، ولم يأخذ بمقاصد الشريعة التي يستحيل أن توجب الزكاة على الزارع الذي تثمر أرضه خمسة أوساق، وربما كان مستأجرًا لهذه الأرض، ولا يوجب على التاجر الذي يملك الملايين شيئًا، إلا أن (تنضّ) أي تسيل بلغة عصرها، ويحول عليها الحول.
وقد رددنا على الشيخ ناصر قوله بالأدلة الناصعة في كتابنا (المرجعية العليا للقرآن والسنة).
عرفت فضيلة الشيخ سيد سابق أول ما عرفته قارئًا لبعض مقالاته الفقهية في مجلة الإخوان الأسبوعية، ثم للجزء الأول من كتابه في فقه الطهارة، ثم سمعنا أنه قدم للمحاكمة في قضية مقتل النقراشي باشا، حيث زعموا في ذلك الوقت أنه هو الذي أفتى الشاب القاتل عبدالمجيد حسن بجواز قتله، عقوبة على حل الإخوان، وكانت الصحف تلقب الشيخ في ذلك الوقت بـ (مفتي الدماء).
والحمد لله، قد برأته المحكمة، وخلت سبيله، ولكنه اعتقل مع من اعتقل من الإخوان في سنة 1949م واقتيد إلى معتقل الطور.
وقد عرفت الشيخ وجهًا لوجه في المعتقل، وفي عنبر رقم (2) الذي كان إمامه الشيخ الغزالي، رحمه الله، وكان الشيخ سيد يعقد حلقات في الفقه بعد صلاة الفجر وقراءة الأدعية المأثورات، كما كان الشيخ الغزالي يعقد حلقات أخرى في الدعوة إلى الله.
ثم عرفته بعد أن خرجنا من المعتقل في ساحة الدعوة إلى الله، وكثيرًا ما زرته في بيته حيث كان يسكن في حارة ضيقة في سوق السلاح، ثم مَنَّ الله عليه فسكن في شقة بجاردن ستي، أظنها كانت ملكًا لبعض اليهود الذين خرجوا من مصر، وذهبوا إلى دولة الكيان الصهيوني.
وقد عملت معه حين كان مديرًا لإدارة الثقافة في وزارة الأوقاف، وكان الشيخ الغزالي مديرًا للمساجد، وكان الشيخ البهي الخولي مراقبًا للشؤون الدينية، وذلك في عهد وزير الأوقاف المعروف الشيخ أحمد حسن الباقوري. وذلك في عهد الثورة.
وظل الشيخ مرموق المكانة في وزارة الأوقاف، حتى جاء عهد وزيرها المعروف الدكتور/ محمد البهي، فساءت علاقته بالشيخين الغزالي وسابق، رغم أنها كانت من قبل علاقة متينة، وسبحان مغير الأحوال.
وقد نقل الشيخان إلى الأزهر، لإبعادهما عن نشاطهما المعهود، وإطفاء لجذوتهما، وقد بقيا على هذه الحال، حتى تغير وزير الأوقاف، ودوام الحال من المحال.
(يُتْبَعُ)
(/)
كان الشيخ سيد سابق رجلاً مشرق الوجه، مبتسم الثغر، فكه المجلس، حاضر النكتة، ومما يحكى عنه أنهم حين قبضوا عليه في قضية مقتل النقراشي، وسألوه عن (محمد مالك) الذي ضخمت الصحافة دوره، واعتبروه أكبر إرهابي، وقد اختفى ولم يعثروا عليه فلما سألوا الشيخ: هل تعرف شيئًا عن مالك؟ قال: كيف لا أعرفه وهو إمام من أئمة المسلمين، وهو إمام دار الهجرة رضي الله عنه؟!
قالوا: يا خبيث، نحن لا نسألك عن الإمام مالك، بل عن مالك الإرهابي: قال: أنا رجل فقه أعرف الفقهاء ولا أعرف الإرهابيين.
كان الشيخ الغزالي ونحن في المعتقل، إذا سئل عن مسألة فقهية يحيلها إلى الشيخ سيد سابق، فقد كان هو المعتمد لدى الإخوان في الفقه، ومع هذا كتب الشيخ سيد في العقيدة (العقائد الإسلامية)، وفي الدعوة (إسلامنا) وغيره من الكتب.
انتقل الشيخ في السنين الأخيرة من عمره إلى (جامعة أم القرى) بمكة المكرمة، سعيدًا بمجاورة البيت الحرام، مع نخبة من أجلاء علماء الأزهر، الذين كان لهم دور يذكر ويشكر في ترسيخ جامعة أم القرى ورفع دعائمها، وتعليم أبنائها، وبقى فيها إلى ما قبل سنتين.
وفي سنة 1413 هـ حصل الشيخ على جائزة الملك فيصل في الفقه الإسلامي، وسعدت بمشاركته فيها.
واليوم يودعنا الشيخ، راحلاً من دار الفناء إلى دار البقاء، تاركًا وراءه علمًا نافعًا، وتلاميذ بررة يدعون له بالمغفرة والرحمة، وذكرا طيبًا هو عمر آخر للإنسان بعد عمره القصير.
ورحم الله أمير الشعراء أحمد شوقي حين قال:
دقات قلب المرء قائلة له،،،،،،، إن الحياة دقائق وثوان
فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها،،،،،،، فالذكر للإنسان عمر ثان
رحم الله شيخنا الشيخ سيد سابق، وتقبله في الصالحين من عباده، وجزاه عن العلم والإسلام والأمة ما يجزي العلماء العاملين، والدعاة الصادقين، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
المصدر:
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1178193416198&pagename=Zone-Arabic-ArtCulture%2FACALayout
فديو نادر للشيخ سيد سابق رحمه الله:
http://www.youtube.com/watch?v=0rTft9bIBzs
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 Jan 2010, 10:31 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد:
كنت بصدد كتابة الجواب عن هذا السؤال ولكني وجدته في ثنايا كلام الشيخ القرضاوي فأحببت أن أفرده عن المقال حتى يتميز ويتنبه له:
"ظل الشيخ سيد يوالي الكتابة في الفقه بعد ذلك، ويخرج في كل فترة جزءاً من هذا القطع الصغير حتى اكتمل أربعة عشر جزءاً، ثم صدر بعد ذلك في ثلاثة أجزاء كبيرة. واستمر تأليفه نحو عشرين سنة على ما أظن.
سَدَّ كتاب الشيخ سيد سابق فراغًا في المكتبة الإسلامية في مجال فقه السنة، الذي لا يرتبط بمذهب من المذاهب، ولهذا أقبل عليه عامة المثقفين الذين لم ينشأوا على الالتزام بمذهب معين أو التعصب له، وكان مصدرًا سهلاً لهم يرجعون إليه كلما احتاجوا إلى مراجعة مسألة من المسائل.
وقد انتشر الكتاب انتشارًا، وطبعه بعض الناس بدون إذن مؤلفه مرات ومرات، كما يفعلون مع غيره من الكتب التي يطلبها الناس.
ربما انتقد (فقه السنة) بعض المذهبيين المتشددين في اتباع المذاهب، والذين اعتبروا الكتاب داعية إلى ما سموه (اللامذهبية)، وهي - كما قالوا - قنطرة إلى (اللادينية)!
وأنا اعتقد أن مؤلف الكتاب - وإن لم يلتزم مذهبًا بعينه - لا يُعَدُّ من دعاة (اللامذهبية) لأنه لم يذم المذاهب، ولم ينكر عليها.
كما أعتقد أن مثل هذا النوع من التأليف ضرورة للمسلم الجديد، الذي يدخل في الإسلام الواسع دون التزام بمدرسة أو مذهب، وكذلك المسلم العصري الذي لا يريد أن يربط نفسه بمذهب معين في كل المسائل، بل يأخذ بما صح دليله، ووضح سبيله.
كما انتقد الكتاب بعض العلماء الذين يرون أن الشيخ - وقد تحرر من المذاهب- لم يعطِ فقه المقارنة والموازنة حقها، في مناقشة الأدلة النقلية والعقلية، والموازنة العلمية بينها، واختيار الأرجح بعد ذلك على بينة وبصيرة.
والجواب عن ذلك: أن الشيخ لم يكتب كتابه للعلماء، بل لجمهور المتعلمين، الذين يحتاجون إلى التسهيل والتيسير، سواء في الشكل أم المضمون، وتوخي طريقة التسهيل والتبسيط، وكل ميسر لما خلق له"
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[30 Jan 2010, 12:09 ص]ـ
عرض موفق ان شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
وننتظر تراجم بقية هؤلاء الأعلام الكبار، وبخاصة الأخير منهم، لأن كلامك عنه فى المشاركة الأولى جعلنا فى شوق لمعرفة المزيد عنه
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[30 Jan 2010, 12:36 ص]ـ
عرض موفق ان شاء الله
وننتظر تراجم بقية هؤلاء الأعلام الكبار، وبخاصة الأخير منهم، لأن كلامك عنه فى المشاركة الأولى جعلنا فى شوق لمعرفة المزيد عنه
إن شاء الله تعالى
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 Feb 2010, 08:41 م]ـ
العلامة الشيخ
العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني أحد أبرز العلماء المسلمين في العصر الحديث، ويعتبر الشيخ الألباني من علماء الحديث البارزين المتفردين في علم الجرح والتعديل، والشيخ الألباني حجة في مصطلح الحديث وقال عنه العلماء المحدثون إنه أعاد عصر ابن حجر العسقلاني والحافظ بن كثير وغيرهم من علماء الجرح والتعديل.
مولده ونشأته
* ولد الشيخ محمد ناصر الدين بن الحاج نوح الألباني عام 1333 ه الموافق 1914 م في مدينة أشقودرة عاصمة دولة ألبانيا - حينئذ - عن أسرة فقيرة متدينة يغلب عليها الطابع العلمي، فكان والده مرجعاً للناس يعلمهم و يرشدهم.
* هاجر صاحب الترجمة بصحبة والده إلى دمشق الشام للإقامة الدائمة فيها بعد أن انحرف أحمد زاغو (ملك ألبانيا) ببلاده نحو الحضارة الغربية العلمانية.
* أتم العلامة الألباني دراسته الإبتدائية في مدرسة الإسعاف الخيري في دمشق بتفوق.
* نظراً لرأي والده الخاص في المدارس النظامية من الناحية الدينية، فقد قرر عدم إكمال الدراسة النظامية ووضع له منهجاً علمياً مركزاً قام من خلاله بتعليمه القرآن الكريم، و التجويد، و النحو و الصرف، و فقه المذهب الحنفي، و قد ختم الألباني على يد والده حفظ القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم، كما درس على الشيخ سعيد البرهاني مراقي الفلاح في الفقه الحنفي و بعض كتب اللغة و البلاغة، هذا في الوقت الذي حرص فيه على حضور دروس و ندوات العلامه بهجة البيطار.
* أخذ عن أبيه مهنة إصلاح الساعات فأجادها حتى صار من أصحاب الشهره فيها، و أخذ يتكسب رزقه منها، وقد وفرت له هذه المهنه وقتاً جيداً للمطالعة و الدراسة، و هيأت له هجرته للشام معرفة باللغة العربية و الاطلاع على العلوم الشرعية من مصادرها الأصلية.
تعلمه الحديث
توجهه إلى علم الحديث و اهتمامه به:
على الرغم من توجيه والد الألباني المنهجي له بتقليد المذهب الحنفي و تحذيره الشديد من الاشتغال بعلم الحديث، فقد أخذ الألباني بالتوجه نحو علم الحديث و علومه، فتعلم الحديث في نحو العشرين من عمره متأثراً بأبحاث مجلة المنار التي كان يصدرها الشيخ محمد رشيد رضا (رحمه الله) و كان أول عمل حديثي قام به هو نسخ كتاب "المغني عن حمل الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار" للحافظ العراقي (رحمه الله) مع التعليق عليه.
كان ذلك العمل فاتحة خير كبير على الشيخ الألباني حيث أصبح الاهتمام بالحديث و علومه شغله الشاغل، فأصبح معروفاً بذلك في الأوساط العلمية بدمشق، حتى إن إدارة المكتبة الظاهرية بدمشق خصصت غرفة خاصة له ليقوم فيها بأبحاثه العلمية المفيدة، بالإضافة إلى منحه نسخة من مفتاح المكتبة حيث يدخلها وقت ما شاء، أما عن التأليف و التصنيف، فقد ابتدأهما في العقد الثاني من عمره، و كان أول مؤلفاته الفقهية المبنية على معرفة الدليل و الفقه المقارن كتاب "تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد" و هو مطبوع مراراً، و من أوائل تخاريجه الحديثية المنهجية أيضاً كتاب "الروض النضير في ترتيب و تخريج معجم الطبراني الصغير" و لا يزال مخطوطاً.
كان لإشتغال الشيخ الألباني بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أثره البالغ في التوجه السلفي للشيخ، و قد زاد تشبثه و ثباته على هذا المنهج مطالعته لكتب شيخ الإسلام ابن تيميه و تلميذه ابن القيم و غيرهما من أعلام المدرسة السلفية.
(يُتْبَعُ)
(/)
حمل الشيخ الألباني راية الدعوة إلى التوحيد و السنة في سوريا حيث زار الكثير من مشايخ دمشق و جرت بينه و بينهم مناقشات حول مسائل التوحيد و الإتباع و التعصب المذهبي و البدع، فلقي الشيخ لذلك المعارضة الشديدة من كثير من متعصبي المذاهب و مشايخ الصوفية و الخرافيين و المبتدعة، فكانوا يثيرون عليه العامة و الغوغاء و يشيعون عنه بأنه "وهابي ضال" و يحذرون الناس منه، هذا في الوقت الذي وافقه على دعوته أفاضل العلماء المعروفين بالعلم و الدين في دمشق، و الذين حضوه على الاستمرار قدماً في دعوته و منهم، العلامة بهجت البيطار، الشيخ عبد الفتاح الإمام رئيس جمعية الشبان المسلمين في سوريا، الشيخ توفيق البزرة، و غيرهم من أهل الفضل و الصلاح (رحمهم الله).
نشاط الشيخ الألباني الدعوي
نشط الشيخ في دعوته من خلال:
أ) دروسه العلمية التي كان يعقدها مرتين كل أسبوع حيث يحضرها طلبة العلم و بعض أساتذة الجامعات و من الكتب التي كان يدرسها في حلقات علمية:
- فتح المجيد لعبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب.
- الروضة الندية شرح الدرر البهية للشوكاني شرح صديق حسن خان.
- أصول الفقه لعبد الوهاب خلاف.
- الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث لابن كثير شرح احمد شاكر.
- منهاج الإسلام في الحكم لمحمد أسد.
- فقه السنه لسيد سابق.
ب) رحلاته الشهريه المنتظمة التي بدأت بأسبوع واحد من كل شهر ثم زادت مدتها حيث كان يقوم فيها بزيارة المحافظات السورية المختلفه، بالإضافة إلى بعض المناطق في المملكة الأردنية قبل استقراره فيها مؤخراً، هذا الأمر دفع بعض المناوئين لدعوة الألباني إلى الوشاية به عند الحاكم مما أدى إلى سجنه.
صبره على الأذى ... و هجرته
في أوائل 1960م كان الشيخ يقع تحت مرصد الحكومة السوريه، مع العلم أنه كان بعيداً عن السياسة، و قد سبب ذلك نوعاً من الإعاقة له. فقد تعرض للإعتقال مرتين، الأولى كانت قبل 67 حيث اعتقل لمدة شهر في قلعة دمشق وهي نفس القلعة التي اعتقل فيها شيخ الاسلام (ابن تيمية)، وعندما قامت حرب 67 رأت الحكومة أن تفرج عن جميع المعتقلين السياسيين.
لكن بعدما اشتدت الحرب عاد الشيخ إلى المعتقل مرة ثانية، و لكن هذه المرة ليس في سجن القلعة، بل في سجن الحسكة شمال شرق دمشق، و قد قضى فيه الشيخ ثمانية أشهر، و خلال هذه الفترة حقق مختصر صحيح مسلم للحافظ المنذري و اجتمع مع شخصيات كبيرة في المعتقل.
أعماله وانجازاته
لقد كان للشيخ جهود علمية و خدمات عديدة منها:
1) كان شيخنا -رحمه الله- يحضر ندوات العلامة الشيخ محمد بهجت البيطار -رحمه الله- مع بعض أساتذة المجمع العلمي بدمشق، منهم عز الدين التنوحي - رحمه الله- إذ كانوا يقرؤن "الحماسة" لأبي تمام.
2) اختارته كلية الشريعة في جامعة دمشق ليقوم بتخريج أحاديث البيوع الخاصة بموسوعة الفقه الإسلامي، التي عزمت الجامعة على إصدارها عام 1955 م.
3) اختير عضواً في لجنة الحديث، التي شكلت في عهد الوحدة بين مصر و سوريا، للإشراف على نشر كتب السنة و تحقيقها.
4) طلبت إليه الجامعة السلفية في بنارس "الهند" أن يتولى مشيخة الحديث، فاعتذر عن ذلك لصعوبة اصطحاب الأهل و الأولاد بسبب الحرب بين الهند و باكستان آنذاك.
5) طلب إليه معالي وزير المعارف في المملكة العربية السعودية الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ عام 1388 ه، أن يتولى الإشراف على قسم الدراسات الإسلامية العليا في جامعة مكة، وقد حالت الظروف دون تحقيق ذلك.
6) اختير عضواً للمجلس الأعلى للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة من عام 1395 ه إلى 1398 ه.
7) لبى دعوة من اتحاد الطلبة المسلمين في أسبانيا، و ألقى محاضرة مهمة طبعت فيما بعد بعنوان "الحديث حجة بنفسه في العقائد و الأحكام".
8) زار قطر و ألقى فيها محاضرة بعنوان "منزلة السنة في الإسلام".
9) انتدب من سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله رئيس إدارة البحوث العلمية و الإفتاء للدعوة في مصر و المغرب و بريطانيا للدعوة إلى التوحيد و الاعتصام بالكتاب و السنة و المنهج الإسلامي الحق.
10) دعي إلى عدة مؤتمرات، حضر بعضها و اعتذر عن كثير بسبب أنشغالاته العلمية الكثيرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
11) زار الكويت و الإمارات و ألقى فيهما محاضرات عديدة، وزار أيضا عدداً من دول أوروبا، و التقى فيها بالجاليات الإسلامية و الطلبة المسلمين، و ألقى دروساً علمية مفيدة.
12) للشيخ مؤلفات عظيمة و تحقيقات قيمة، ربت على المئة، و ترجم كثير منها إلى لغات مختلفة، و طبع أكثرها طبعات متعددة و من أبرزها، إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، وسلسلة الأحاديث الصحيحة و شيء من فقهها و فوائدها، سلسلة الأحاديث الضعيفة و الموضوعة و أثرها السيئ في الأمة، وصفة صلاة النبي من التكبير إلى التسليم كأنك تراها.
13) و لقد كانت قررت لجنة الإختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية من منح الجائزة عام 1419ه / 1999م، و موضوعها "الجهود العلمية التي عنيت بالحديث النبوي تحقيقاً و تخريجاً و دراسة" لفضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني السوري الجنسية، تقديراً لجهوده القيمة في خدمة الحديث النبوي تخريجاً و تحقيقاً ودراسة و ذلك في كتبه التي تربو على المئة.
ثناء العلماء عليه
قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
(ما رأيت تحت أديم السماء عالما بالحديث في العصر الحديث مثل العلامة محمد ناصر الدين الألباني)
وسئل سماحته عن حديث رسول الله - صلى الله عليه و سلم-: "ان الله يبعث لهذه الأمه على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها" فسئل من مجدد هذا القرن، فقال -رحمه الله-: الشيخ محمد ناصر الدين الألباني هو مجدد هذا العصر في ظني والله أعلم.
وقال الفقيه العلامة الإمام محمد صالح العثيمين:
فالذي عرفته عن الشيخ من خلال اجتماعي به وهو قليل، أنه حريص جداً على العمل بالسنة، و محاربة البدعة، سواء كان في العقيدة أم في العمل، أما من خلال قراءتي لمؤلفاته فقد عرفت عنه ذلك، و أنه ذو علم جم في الحديث، رواية و دراية، و أن الله تعالى قد نفع فيما كتبه كثيراً من الناس، من حيث العلم و من حيث المنهاج و الاتجاه إلى علم الحديث، و هذه ثمرة كبيرة للمسلمين و لله الحمد، أما من حيث التحقيقات العلمية الحديثية فناهيك به.
العلامة المفسر محمد الأمين الشنقيطي
قول الشيخ عبد العزيز الهده: "ان العلامه الشنقيطي يجل الشيخ الألباني إجلالاً غريباً، حتى إذا رآه ماراً وهو في درسه في الحرم المدني يقطع درسه قائماً ومسلماً عليه إجلالاً له".
وقال الشيخ مقبل الوادعي:
والذي أعتقده وأدين الله به أن الشيخ محمد ناصر الدين الألباني حفظه الله من المجددين الذين يصدق عليهم قول الرسول (صلى الله عليه وسلم) [إن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها]
آخر وصية للعلامة المحدث
أوصي زوجتي و أولادي و أصدقائي وكل محب لي إذا بلغه وفاتي أن يدعو لي بالمغفرة و الرحمة -أولاً- وألا يبكون علي نياحة أو بصوت مرتفع.
وثانياً: أن يعجلوا بدفني، و لا يخبروا من أقاربي و إخواني إلا بقدر ما يحصل بهم واجب تجهيزي، وأن يتولى غسلي (عزت خضر أبو عبد الله) جاري و صديقي المخلص، ومن يختاره -هو- لإعانته على ذلك.
وثالثاً: أختار الدفن في أقرب مكان، لكي لا يضطر من يحمل جنازتي إلى وضعها في السيارة، و بالتالي يركب المشيعون سياراتهم، وأن يكون القبر في مقبره قديمة يغلب على الظن أنها سوف لا تنبش ...
و على من كان في البلد الذي أموت فيه ألا يخبروا من كان خارجها من أولادي - فضلاً عن غيرهم- إلا بعد تشييعي، حتى لا تتغلب العواطف، و تعمل عملها، فيكون ذلك سبباً لتأخير جنازتي.
سائلاً المولى أن ألقاه و قد غفر لي ذنوبي ما قدمت و ما أخرت ..
وأوصي بمكتبتي -كلها- سواء ما كان منها مطبوعاً، أو تصويراً، أو مخطوطاً -بخطي أو بخط غيري- لمكتبة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، لأن لي فيها ذكريات حسنة في الدعوة للكتاب و السنة، و على منهج السلف الصالح -يوم كنت مدرساً فيها-.
راجياً من الله تعالى أن ينفع بها روادها، كما نفع بصاحبها -يومئذ- طلابها، وأن ينفعني بهم و بإخلاصهم و دعواتهم.
(رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي و على والدي و أن أعمل صالحاً ترضاه و أصلح لي في ذريتي إني تبت إليك و إني من المسلمين).
27 جمادى الأول 1410 هـ
وفاته
توفي العلامة الألباني قبيل يوم السبت في الثاني و العشرين من جمادى الآخرة 1420ه، الموافق الثاني من أكتوبر 1999م، و دفن بعد صلاة العشاء.
و قد عجل بدفن الشيخ لأمرين أثنين:
الأول: تنفيذ وصيته كما أمر.
الثاني: الأيام التي مر بها موت الشيخ رحمه الله و التي تلت هذه الأيام كانت شديدة الحرارة، فخشي أنه لو تأخر بدفنه أن يقع بعض الأضرار أو المفاسد على الناس الذين يأتون لتشييع جنازته رحمه الله فلذلك أوثر أن يكون دفنه سريعاً.
بالرغم من عدم إعلام أحد عن وفاة الشيخ إلا المقربين منهم حتى يعينوا على تجهيزه ودفنه، بالإضافه إلى قصر الفترة ما بين وفاة الشيخ ودفنه، إلا أن الآف المصلين قد حضروا صلاة جنازته حيث تداعى الناس بأن يعلم كل منهم أخاه.
المصدر:
http://www.alalbany.net/albany_serah.php
إذا كان لي من تعليق فهو سؤال:
هل تجود الأيام بمثل الألباني رحمه الله؟
زارنا في بلدتنا وكنت ممن جلس بقربه وسألته عن رأيه في زكاة عروض التجارة لقد كنت أشعر بالخير والإيمان يشع من سمته وصورته وصوته رحمه الله رحمة واسعة وأجزل له المثوبة ورفع درجته في الصالحين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو سلطان الغساني]ــــــــ[20 Feb 2010, 10:48 م]ـ
سيرة عطرة بارك الله فيك ابا سعد
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[21 Feb 2010, 07:10 م]ـ
مِن غيرِ اعتِراضٍ على أصلِ الموضوعِ أرى أنَّ مُصطلحَ "التَّجديد" يحتاجُ إلى ضبطٍ , والسَّلفُ رحمهم اللهُ مُختلِفونَ في المرادِ بهذه الكلمةِ في حديث رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ , هل هو الاجتهادُ المُطلَقُ أو إحياءُ المندرسِ من الشريعةِ أو الوقوفُ لإماتةِ المحدَثاتِ إلى آخر تعبيراتهم في ذلك , فحبذا لو أشرتُم حفظكم الله إلى التعريف الذي تبنونَ عليه الوصفَ بالتجديد.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[22 Feb 2010, 07:01 م]ـ
أخي الكريم محمود
لماذا لا يكون جميع ما ذكرت وغيره مما يصدق عليه اللفظ صالحاً لأن يدخل تحت مفهوم التجديد؟
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[23 Feb 2010, 10:59 ص]ـ
لأنَّ هذا سيسبب خلطاً في مفهوم اللفظِ , وقد يضيِّقُ المجال أيضاً عن استيعابِ الكثيرين , ولا يخفى على شريف علمكم أنَّ هذا المصطلح مما اشتغل العلماء بتحريره , وعُقدت لأجله ندوات ومؤتمرات , ولذلك رأيت من المناسب لمن يطرحُ مثل موضوعك الطيب هذا أن يصدِّرهُ بمعنى مصطلحِ التَّجديد عنده ليقرأ القارئُ وهو على بينةٍ لا يستشكلُ معها شيئاً.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[23 Feb 2010, 05:54 م]ـ
أخي الفاضل محمود
لا شك عندي أن التجديد الذي أخبر عنه النبي صلى الله وسلم وبارك عليه بقوله:
"إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها" له مفهوم واحد لا يطرأ على الذهن غيره عند عوام الناس فضلا عن طلبة العلم والعلماء وهو تجديد ما اندرس في نفوس الناس وحياتهم من تعاليم هذا الدين.
ولهذا لم نجد ـ حسب علمي ـ اختلافا عن السلف في مفهوم هذا الحديث، وإنما جاءت الحاجة إلى تحديد مفهوم هذا المصطلح في أعقاب الزمن لمواجهة الهجمات الفكرية على الإسلام التي تبناها الغرب والتي أخذت أشكالاً متنوعة ومنها دعوى التجديد الذي ركب موجته بعض من ينتسب إلى الإسلام مع اختلاف أهدافهم ودوافعهم.
أخي الكريم
نزولا عند طلبك سأفتح موضوعاً تحت " مفهوم التجديد ... فتاوى ومقالات" لعل الله أن ينفع به.(/)
لا تلوموني في حب هذا الإنسان
ـ[إيمان البحر]ــــــــ[29 Jan 2010, 01:17 ص]ـ
افتقدتك كثيراً .......
نعم افتقدت حنانه الجياش وحضنه الدافئ .......
أحببته كثيراً بل أحبني أكثر .......
قلبه كأنه بستان كبير لا ترى فيه إلا الأشجار المثمرة التي تثمر بدون سَقِي ......
فأكلت من ثمارها المتنوعة ثمرة الحب وثمرة الحنان وثمرة الإيمان .......
عطاء وعطاء مستمر ... حتى حينما ذبلت الأشجار لم تتطلب الماء ولم تكف عن العطاء ......
ولكن حينما جفت وسقطت ثمارها اليابسة وتطايرت، وتكسرت جذوعها المتهالكة، ذهلت!!!!
وتسآءلت كيف حدث هذا؟؟؟ لماذا لم أشعر بذبولها وضعفها!!!
هل لأنها لم تشتكي لي أبداً؟؟ أم لأن الذبول لم يظهر عليها قط؟؟
فأيقنت أنه الحب والحنان الجياش الذي يعطيه المحب لحبيبه بكل ما يملك من قدرة على العطاء ودون مقابل .......
ولكن ليس كل المحبين كحبيبي هذا!! أو بالأصح كمحبي هذا!!
إنه أبي الحبيب الغالي صاحب التضحيات الكثيرة والحنان الكبير ......
كان يعطيني الحب والحنان حتى وهو في أشد الحاجة إليهما لمرضه وذهاب عقله وبصره ....
فعقله وبصره ذهب لكن قلبه مازال ينبض بالحب والحنان .......
كنت استقي الحنان من صدره الدافئ ويديه الحنونتين (وهي تمسح على رأسي) كلما ذهبت لرؤيته .......
فمازلت أسمع صوته الحنون وهو يناديني بأحب اسم لي مانوووووو ........
واليوم الألم والحسرة تعصر فؤادي وأنا أراه على سريره دون حراك أو كلام أو حتى وعي ........ والحمد لله على كل حال ..
حقاً افتقدته كثيراً كثيراً .....
فرغم مرضه واحتياجه لي ولإخوتي ولأمي في كل شيء أكله وشربه وحركته وغير ذلك إلا إننا ما زلنا نتوق لسابق حنانه وعطاءه المعهود .....
فسبحان من أودع في قلبك يا أبي كل هذا الحب والحنان ......
وأسأل العلي العظيم الرحمن الرحيم بأن يشفيه ويعافيه ويجزيه جنة عرضها السماوات والأرض ويجعل منزلته الفردوس الأعلى اللهم آمين.
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[29 Jan 2010, 04:50 م]ـ
أختي الفاضلة إيمان البحر
كلمات رائعة ومؤثرة .. رحم الله والدك ووالدينا
وجزاك الله خيرا
ـ[إيمان البحر]ــــــــ[30 Jan 2010, 03:13 م]ـ
الحق أني لن أستطيع وصف عطاء الوالد مهما كتبت .... وأشكر لك شيخي الرد
ـ[بنت الحارث]ــــــــ[01 Feb 2010, 05:01 م]ـ
شفاه الله وعافه وأقر عينيك به قريباً
سمعت صديقة والدتي تتحدث عن مرض والدتها بمايشبه مرض والدك
فقالت أن ابنتها التي معها في المستشفى كانت تحدثها في إذنها وتسلم عليها كل يوم
وتقول إن الله يسمعني حتى لو لم تسمعيني يا أمي
لأنها كانت تشعر أن أمها كانت تسمعها وإن كانت لاتنظر ولا تتكلم معها
بل كانت تحني يديها بالحناءكما كانت تحنيها في عافيتها.
من مثل الأب ياإيمان؟
ومن يعطي مثل حبه وحنانه الدفاق؟
حب الأب والأم دائما بدون مقابل
هل يوجد في الدنيا مثل حبهما؟
شفى الله والدك ياأختي إيمان
ووالديّ وجميع مرضى المسلمين
اللهم آمين.
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[02 Feb 2010, 09:49 م]ـ
أسأل الله تعالى أن يشفيه ويعافيه ويذهب عنه البأس والضر
وأن يجعل ما أصابه من بلاء رفعا لدرجته وقربا منه سبحانه
وأدعوه سبحانه أن يعينكم على بره والوفاء بحقه.
ـ[خلوصي]ــــــــ[21 Feb 2010, 01:16 م]ـ
http://tafsir.org/vb/showpost.php?p=92622&postcount=19
الكلمة الثامنة: [وهو حي لا يموت]
اي: ان الكمال والحسن والاحسان الظاهر في الموجودات وسيلةً للمحبة .. يتجلى بما لا يمكن وصفه وبما لا يحده حدود وفوق الدرجات العلى من مالك الجمال والكمال والاحسان،
فومضةٌ من تجليات جماله سبحانه تعادل جميع محبوبات الدنيا باسرها ..
هذا الإله المحبوب المعبود له حياة أبدية دائمة منزهة عن كل شوائب الزوال وظلال الفناء، مبرأة عن كل عوارض النقص والقصور.
اذن فهذه الكلمة تعلن للملأ جميعاً من الجن والانس وارباب المشاعر والفطنة وأهل العشق والمحبة وتقول:
اليكم البشرى ..
اليكم نسمة أمل وخير،
ان لكم محبوباً ازلياً باقياً، يداوي الجروح المتمخضة من لوعة الفراق الابدي لمحبوبتكم الدنيوية ويمسها ببلسمه الشافي بمرهم رحمته ..
فما دام هو موجوداً، وما دام هو باقياً فكل شئ يهون ..
فلا تقلقوا ولا تبتئسوا. ..
فان الحسن والاحسان والكمال الذي جعلكم مشغوفين باحبائكم ليس الاّ لمحة من ظل ضعيف انشق عن ظلال الحجب والاستار الكثيرة جداً لتجلٍ واحدٍ من تجليات جمال ذلك المحبوب الباقي ..
فلا يعذبنكم زوال اولئك وفراقهم، لانهم جميعاً ليسوا الاّ نوعاً من مرايا عاكسة، وتبديل المرايا وتغييرها يجدد ويجمّل انعكاسات تجلي الجمال وشعشعته الباهرة، فما دام هو موجوداً، فكل شئ موجود اذن.
.(/)
حسنا .. ؟ لن أنسّق لكم هذا المقال البديع من نلميذ البديع حتى تساعدوني!؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[31 Jan 2010, 03:50 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
لا زلت أعاني من حرماني من اللوحة المتقدمة فأضطر إلى تنسيقات و تلوينات و إخراج جديد خاص بهذا المنتدى المبارك المؤنس ..
و بالرغم من لذة العمل فإني ضعيف كسول أبحث عن راحتي كما تبحثون .. بسمة!
و إلى أن تحلوا لي مشكلتي أكتفي برابط المقال فحسب: و سامحوني:
http://muntada.islamtoday.net/t67972.html
ـ[خلوصي]ــــــــ[13 Feb 2010, 07:13 ص]ـ
كان علي ألا أضع الرابط!
فقد مر عليه أقوام و زاروه ربما .. و لم يقل أحد منهم كلمة للمساعدة .. و لا حتى بالاعتذار بالمداعبة .... بسمة واحدة فقط.
ـ[وليد الزامل]ــــــــ[14 Feb 2010, 03:23 ص]ـ
هل مشكلتك في عدم خروج صندوق الكتابة لك؟
جرب الدخول على خيارات لوحة التحكم الخاصة بعضويتكم
او قد تكون مشكلة .. حلها عند الدعم الفني للموقع
هذا ما استطيع افادتكم به
والله أعلم
ـ[خلوصي]ــــــــ[14 Feb 2010, 07:51 ص]ـ
< p> أشكرك أخي الفاضل على شعورك بحزني .. بسمة </ p> <p> الصندوق يظهر عندي كاملا لكن الكلام المكتوب يظهر بشكل كودي لا حقيقي! </ p> <p> </p> <p>
ـ[وليد الزامل]ــــــــ[14 Feb 2010, 01:36 م]ـ
الجميع يظهر لهم بهذا الشكل
لأن صندوق الكتابة في هذا المنتدى معدل (ليس الأصلي الذي وضعته الشركة المبرمجة لبرنامج المنتدى)
وهو أفضل و أكثر خيارات من الصندوق الأصلي
ـ[خلوصي]ــــــــ[14 Feb 2010, 01:50 م]ـ
أخي الفاضل أ. وليد
أشكرك جزيل الشكر على جهدك و وقتك معي ... فبارك الله فيكم.
أخوكم خلوصي.
ـ[وليد الزامل]ــــــــ[15 Feb 2010, 02:41 ص]ـ
صدقاً ..
هل تمكنت من حل مشكلتك؟
ام اني اتكلم في وادٍ و مشكلتكم في وادِ آخر؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[17 Feb 2010, 01:20 ص]ـ
صدقاً ..
هل تمكنت من حل مشكلتك؟
ام اني اتكلم في وادٍ و مشكلتكم في وادِ آخر؟
أخي الفاضل العزيز:
أعتذر جدا عن تأخري لانقطاع الانترنت عندي ..
و أشكرك جزيل الشكر على اهتمامك ..
يبدو أن المشكلة متعلقة بنوع متصفحي مع هذا الموقع! لأنه لا مشكلة لدي في مواقع أخرى مع وجود المشكلة نفسها في مواقع غيرها!؟!
اي أنني لا أتمكن من رؤية الرد كما هو في تنسيقه إلا بعد إرساله .. و هو يتعب كذلك خاصة إذا كان المقال يحتاج تنسيقاً ييسر الربط بين أجزائه.
و أكرر شكري الجزيل و امتناني
و في المرة القادمة بإذن الله آتيكم بهدية جزاء ما ساعدتني و وفاءً لاهتمامكم الكريم.
ـ[وليد الزامل]ــــــــ[21 Feb 2010, 05:03 م]ـ
هذا يحصل مع الجميع
لأن صندوق كتابة الموضوع في هذا المنتدى يختلف عن غيره في بعض المنتديات
الذي تتكلم عنه
يكون هو الأصل عند تنصيب برنامج المنتدى
وهذا الذي في الملتقى .. نسخه معدله
اضيفت لها بعض الإضافات غير الموجودة في الأصل .. و تسمى بـ (الصندوق الماسي)
آمل ان اكون وفقت في تقريب الأمر إليك
ـ[خلوصي]ــــــــ[23 Feb 2010, 12:11 م]ـ
الآن فهمت أنني لست الوحيد الذي يعاني .. بسمة
و لولا كثرة الباكين حولي -- على إخوانهم اقتلت نفسي!
و عسى أن يتدارك الأمر من قبل الإدارة .. لعظم أهمية التنسيق الممنهج في الترغيب بالقراءة و تسهيل الربط بين أجزاء المقالات(/)
سؤال؟؟ لوسائط جوال تدبر
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[31 Jan 2010, 12:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
جزى الله القائمين على جوال وسائط تدبر خير الجزاء على وسائط يرسلونها كل صباح
ولكن يلحظ عليها أن مصدرها ليس من رقم واحد بل من ثلاثة أرقام وهذا يربك ترتيبها في الجوال وبخاصة الجوالات التي تجمع رسائل كل مصدر في ملف واحد كالآي فون مثلا ..
فلماذا لاتنطلق هذه الرسائل من رقم واحد؟ أفتونا مأجورين ,,
ـ[التواقة]ــــــــ[31 Jan 2010, 03:48 م]ـ
هل توجد خدمة وسائط في جوال تدبر؟(/)
الغيره لابن القيم,,,,,,,
ـ[نايف المطيري]ــــــــ[02 Feb 2010, 07:34 ص]ـ
الغيرة غيرتان: غيرة على الشيء، وغيرة من الشيء، فالغيرة على المحبوب حرصك عليه، والغيرة من المكروه أن يزاحمك عليه، فالغيرة على المحبوب لا تتم إلا بالغيرة من المزاحم، وهذه تحمد حيث يكون المحبوب تقبح المشاركة في حبه كالمخلوق.
وأما من تحسن المشاركة في حبه سبحانه فلا يتصور غيره المزاحمة عليه بل هو حسد، والغيرة المحمودة في حقه أن يغار المحب على محبته له أن يصرفها إلى غيره، أو يغار عليها أن يطلع عليها الغير فيفسدها عليه، أو يغار على أعماله أن يكون فيها شيء لغير محبوبه، أو يغار عليها أن يشوبها ما يكره محبوبه من رياء أو إعجاب أو محبة لإشراف غيره عليها أو غيبته عن شهود منته عليه فيها.
وبالجملة: فغيرته تقتضي أن تكون أحواله وأعماله وأفعاله كلها لله، وكذلك يغار على أوقاته أن يذهب منها وقت في غير رضا محبوبه، فهذه الغيرة من جهة العبد، وهي غيرة من المزاحم له المعوق القاطع له عن مرضاة محبوبه. وأما غيرة محبوبه عليه فهي كراهية أن ينصرف قلبه عن محبته إلى محبة غيرة بحيث يشاركه في حبه، ولهذا كانت غيرة الله أن يأتي العبد ما حرم عليه، ولأجل غيرته سبحانه حرم الفاحشة ما ظهر وما بطن؛ لأن الخلق عبيده وإماؤه فهو يغار على إمائه كما يغار السيد على جواريه- ولله المثل الأعلى- ويغار على عبيده أن تكون محبتهم لغيره بحيث تحملهم تلك المحبة على عشق الصور ونيل الفاحشة منها.(/)
مصطلح " الظاهر " عند الشافعي ألا يقصد به المفهوم في بعض الأحيان؟
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[02 Feb 2010, 09:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلااة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
مصطلح " الظاهر " عند الشافعي ألا يقصد به المفهوم في بعض الأحيان؟
ألا توجد دراسة تخص هذا الأمر.؟
نصوص من كتاب الرسالة:
1 - " في محرمات النساء (546) قال الله (حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الاخ وبنات الاخت وأمهاتكم التي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نسائكم وربائبكم التي في حجوركم من نسائكم التي دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم وحلائل أبناءكم الذين من أصلابكم وأن تجمعوا بين الاختين إلا ما قد سلف إن الله كان غفورا رحيما والمحصنا ت من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة إن الله كان عليما حكيما) (547) فاحتملت الآية معيين أحدهما أن ما سمى الله من نساء محرما محرم وما سكت عنه حلال بالصمت عنه وبقول الله (واحل لكم ما وراء ذلكم) وكان هذا المعنى هو الظاهر من الآية (548) وكان بينا في الآية تحريم الجمع بمعنى غير تحريم الامهات فكان ما سمى حلال حلال وما سمى حراما حرام وما نهى عن الجمع بينه من الاختين كما نهى عنه (549) وكان في نهيه عن الجمع بينهما دليل على أنه إنما حرم الجمع وأن كل واحدة منهما على الانفراد حلال في الاصل وما سواهن من الامهات والبنات والعمات والخالات محرمات في الاصل (550) وكان معنى قوله (وأحل لكم ما وراء ذلكم)
من سمى تحريمه في الاصل ومن هو في مثل حاله بالرضاع أن ينكحوهن بالوجه الذي حل به النكاح " أهـ
2 - " (فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شئ قدير) (979) (انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون) (980) قال فاحتملت الآيات أن يكون الجهاد كله والنفير خاصة منه على كل مطيق له لا يسع أحدا منهم التخلف عنه كما كانت الصلوات والحج والزكاة فلم يخرج أحد وجب عليه فرض منها أن يؤدي غيره الفرض عن نفسه لان عمل أحد في هذا لا يكتب لغيره (981) واحتملت أن يكون معنى فرضها غير معنى فرض الصلوات وذلك أن يكون قصد بالفرض فيها قصد الكفاية فيكون من قام بالكفاية في جهاد من جوهد من المشركين مدركا تأدية الفرض ونافلة الفضل ومخرجا من تخلف من المأثم (982) ولم يسوي الله بينهما فقال الله (لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أول الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما) فأما الظاهر في الآيات فالفرض على العامة
(983) رحمه الله قال فأين الدلالة في أنه إذا قام بعض العامة بالكفاية أخرج المتخلفين ن المأثم (984) فقلت له في هذه الآية (985) قال وأين هو منها (986) قلت قال الله (وكلا وعد الله الحسنى) فوعد المتخلفين عن الجهاد الحسنى على الايمان وبأن فضيلة المجاهدين على القاعدين ولو كانوا آثمين بالتخلف إذا غزا غيرهم كانت العقوبة بالاثم إن لم يعفو الله أولى بهم من الحسنى (987) قال فهل تجد في هذا غير هذا (988) قلت: نعم قال الله (وما كان المؤمنين لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) وغزا رسول الله وغزى معه من اصحابه جماعة وخلف أخرى حتى تخلف علي بن أبي طالب في غزوة تبوك وأخبرنا الله أن المسلمين لم يكونوا لينفروا كافة (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة) فأخبر أن النفير على بعضهم دون بعض وأن التفقه إنما هو على بعضهم دون بعض (989) رضي الله تعالى عنه وكذلك ما عدا الفرض في عظم الفرائض التي لا يسع جهلها والله أعلم (990) وهكذا كل ما كان الفرض فيه مقصودا به قصد الكفايه فيما ينوب فإذا قام به المسلمين من فيه الكفاية خرج من تخلف عنه من المأثم (991) ولو ضيعوه معا خفت أن لا يخرج واحد منهم مطيق فيه من المأثم بل لا أشك إن شاء الله لقوله (إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما) .. " أهـ
3 - "وقال (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا) (1706) فقال بعض أصحاب رسول الله ذكر الله المطلقات أن عدة الحوامل أن يضعن حملهن وذكر في المتوفى عنها أربعة أشهر وعشرا فعلى الحامل المتوفى عنها أن تعتد أربعة أشهر وعشرا وان تضع حملها حتى تأتي بالعدتين معا إذا لم يكن وضع الحمل انقضاء العدة نصا إلا في الطلاق (1707) كأنه يذهب إلى أن وضع الحمل براءة وأن الاربعة الاشهر وعشرا تعبد وأن المتوفى عنها تكون غير مدخول بها فتاتي بأربعة اشهر وانه وجب عليها شئ من وجهين
فلا تسقط أحدهما كما لو وجب عليها حقان لرجلين لم يسقط
أحدهما حق الآخر وكما إذا نكحت في عدتها وأصيبت اعتدت من الاول واعتدت من الآخر (1708) عز وجل قال وقال غيره من أصحاب رسول الله إذا وضعت ذا بطنها فقد حلت ولو كان زوجها على السرير (1709) قال الشافعي فكانت الآية محتملة المعنيين معا وكان أشبههما بالمعقول الظاهر أن يكون الحمل انقضاء العدة (1710) رحمه الله قال فدلت سنة رسول الله على أن وضع الحمل آخر العدة في الموت مثل معناه الطلاق "أهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[02 Feb 2010, 05:45 م]ـ
الأخ الكريم: أبو الأشبال.
المثال الأول الذي ذكرت: لا يدل - في نظري - على ما ذهبت إليه.
فإن كلام الشافعي في "الظاهر": إنما يقصد به قوله تعالى: "وأحل لكم ما وراء ذلكم"
وكذا قوله في المثال الثاني: (فأما الظاهر في الآيات فالفرض على العامة) فهو صريح في معنى الظاهر عند أهل الأصول ولا فرق؛ بدليل صيغة الأفعال المجموعة لمقتضية للعموم، والظاهرة في الخطاب للجميع.
وأما المثال الثالث: فهو محاولة منه رحمه الله تعالى للجمع بين عدة المتوفى عنها والمطلقة الحامل، إذا اجتمعتا بأن توفي عنها زوجها وهي حامل، فهل تنتهي عدتها بوضع حملها أم بانقضاء أربعة أشهر وعشرا.
وقد اختلف أهل العلم في ذلك؛ وأرجع الأقوال - وهي كثيرة - أنها تنقضي بوضع حملها، ورجحوا ذلك بمرجحات معروفة في مظانها.
وكلام الشافعي رحمه الله تعالى في هذا المثال لا علاقة له بالظاهر بالمعنى الأصولى.
والله تعالى أعلم.
ملاحظة: حدثت أخطاء كثيرة أثناء عملية قص النصوص ولزقها، فلتتنبه لذلك في المستقبل.بارك الله فيك، وجزاك خيرا على هذه المواضيع المفيدة.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[03 Feb 2010, 08:52 ص]ـ
الأخ الكريم جزاك الله خيرا.
قال الشافعي في المثال الأول:
" فاحتملت الآية معيين أحدهما أن ما سمى الله من نساء محرما محرم وما سكت عنه حلال بالصمت عنه وبقول الله (واحل لكم ما وراء ذلكم) وكان هذا المعنى هو الظاهر من الآية "
واضح من هذا المثال "مفهوم المخالفة" وهو:
" أن يكون المسكوت عنه مخالف للمخصص بالذكر "
وإن كان الشافعي يقصد الآية فلما يوضح ويذكر الأمران معا.
وإذا لاحظنا كلمك " سكت" من قبل الشافعي سيكون الأمر أوضح كما أرى، وهناك أمر آخر وهو أن مفهوم المخالفة تعضده قرائن في الغالب فلابأس أن تكون القرينة في نفس الآية،
والله أعلم.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[03 Feb 2010, 08:54 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1222758#post1222758
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[03 Feb 2010, 07:34 م]ـ
أخي الكريم: اطلعت على الرابط.
ولكن المفهوم لا يستدل به مع وجود المنطوق.
وكون الله تعالى أحل ما وراء ما حرم من النساء منطوق في قوله تعالى: "واحل لكم ما وراء ذلكم" فكيف يستدل له بمفهوم المخالفة المفهوم من سكوت الله تعالى عنه في صدر الآية؟
لا أرى ذلك يستقيم مع أدلة أهل الأصول.
والله تعالى أعلم.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[06 Feb 2010, 08:45 ص]ـ
أخي الكريم: اطلعت على الرابط.
ولكن المفهوم لا يستدل به مع وجود المنطوق.
وكون الله تعالى أحل ما وراء ما حرم من النساء منطوق في قوله تعالى: "واحل لكم ما وراء ذلكم" فكيف يستدل له بمفهوم المخالفة المفهوم من سكوت الله تعالى عنه في صدر الآية؟
لا أرى ذلك يستقيم مع أدلة أهل الأصول.
والله تعالى أعلم.
أخي الكريم عذرا على التأخر في الرد، ولكنها الصوارف وفتور الهمم نسأل الله أن يعيننا.
بالنسبة لنقطة انتبهت لها وهي قولكم في بداية ردكم الذي نبهني لقضية القص واللزق، فهذه نسخة الكترونية لم أقم بكتابتها ولكنها في الشاملة، والبحث كا عشوائي عن طريق مصطلح " الظاهر "، فكثيرا ما كنت أراجع الرسالة فتذكرت هذا المصطلح ظنا مني أنه مفيد وقد كان، أما المثال الأول فسيظهر لكل باحث عند البحث.
أما ما يخص الموضوع، وبالتحديد رأيك الأخير في المثال الأول، فردك يعبر عن وجهة نظرك في كيفية استخدم قاعدة مفهوم المخالفة، وما هي حدود حجيتها، وسأنقل لك بحثا جيدا في ذلك وقد تكلمت عنه في وقت قريب،فيما يلي:
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[06 Feb 2010, 08:55 ص]ـ
مفهوم المخالفة وأثره في الأحكام في قسم العبادات
لسامي أحمد.
وسأنقل
الخاتمة باختصار لأهميتها، وكحلقة جديدة من هذا الموضوع:
1 - أن مفهوم المخالفة أصوليا يعتبر حجة في الجملة، عدا مفهوم اللقب، كما هو مذهب جمهور الصحابة.
2 - جمهور الأحناف لم يأخذوا بمفهوم المخالفة تأصيلا، أما في كلام الناس وأعرافهم فهم يقولون به.
3 - ظهر أن جمهور الأحناف قد نسب إليهم الاستدلال بمفهوم المخالفة لتأييد مذهبهم في بعض الفروع الفقهية.
4 - والقائلين بمفهوم المخالفة قد لا يحتجون به في بعض الفروع الفقهية، لوجود أدلة قوية تعارضه من الكتاب والسنة.
5 - وظهر من البحث أن هناك أدلة أخرى تعاضد الاستدلال بمفهوم المخالفة على الحكم وتؤيده، وليس الحكم معتمدا عليه وحده في الغالب." أهـ
وهذا ذكرني بالقرائن واستدلال السلف بها، وهذا ما بدأ الباحثين باستكشافه، وهذا واضح من خلال هذا البحث الرصين.
والله أعلم.
http://almaktabah.net/vb/showthread.php?t=26608
http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=95519&postcount=6
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[07 Feb 2010, 01:03 ص]ـ
أخي الكريم:
ليست القضية هي في الاحتجاج بمفهوم المخالفة من عدمه.
وإنما هي: في الأولوية في الحكم هل هي للمنطوق أم للمفهوم أيا كان مخالفة أو موافقة.
وهذا الذي بينت في المداخلة السابقة، وهي أن المفهوم - أيا كان - لا يستدل به مع وجود المنطوق؛ لأنه أقوى منه.
ولتقريب المسألة؛ فإن من يستدل بالمفهوم على مسألة فيها منطوق صحيح؛ فهو كمن يستدل على مسألة بحديث ضعيف مع وجود حديث متفق عليه.
أما عند التعارض فلا يعارض منطوق بمفهوم إلا إذا كانت هناك "شوائب" في دلالة المنطوق.
والمسألة أشبعت بحثا في كتب أهل الأصول.
والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[07 Feb 2010, 09:38 ص]ـ
أخي الكريم:
ليست القضية هي في الاحتجاج بمفهوم المخالفة من عدمه.
وإنما هي: في الأولوية في الحكم هل هي للمنطوق أم للمفهوم أيا كان مخالفة أو موافقة.
وهذا الذي بينت في المداخلة السابقة، وهي أن المفهوم - أيا كان - لا يستدل به مع وجود المنطوق؛ لأنه أقوى منه.
ولتقريب المسألة؛ فإن من يستدل بالمفهوم على مسألة فيها منطوق صحيح؛ فهو كمن يستدل على مسألة بحديث ضعيف مع وجود حديث متفق عليه.
أما عند التعارض فلا يعارض منطوق بمفهوم إلا إذا كانت هناك "شوائب" في دلالة المنطوق.
والمسألة أشبعت بحثا في كتب أهل الأصول.
والله تعالى أعلم.
أخي الكريم
هل يمكنك أن تدلني من أين استقيت هذه المعلومة بالذات:
" فإن من يستدل بالمفهوم على مسألة فيها منطوق صحيح؛ فهو كمن يستدل على مسألة بحديث ضعيف مع وجود حديث متفق عليه "
وأيضا قل ما أراد الشافعي باستدلاله السابق في المثال الأول، فقد استدل بدليلين، ما هو الدليل الأول في نظرك وما هو الدليل الثاني، إن لم يكن الأول مفهوم المخالفة فما يكون؟
إذا تفضلت.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[07 Feb 2010, 03:31 م]ـ
المسألة لا تحتاج إلى هذا الجدل.
فإن كنت تريد الفائدة فيها فراجع كتب أهل الأصول؛ فليس عندي غير ما فيها.
أما المثال الذي ذكرت فقد قلت لك إنه من باب التقريب فقط ..
ويجب التفريق بين الاستدلال والاعتضاد واطمئنان النفس ..
فمن وجد منطوقا صحيحا في مسألة ما فإنه لا يحتاج إلى مفهوم.
وعندما يذكر أهل العلم مجموعة من الأدلة في مسألة ما منها منطوق ومفهوم وصحيح وضعيف ونص وظاهر ....
فإنهم لا يقصدون بذلك الاستدلال؛ بل الاعتضاد ..
وهذا من مبادئ العلوم، وأنت أدرى به مني ..
أما كلام الإمام الشافعي رحمه الله تعالى فقد بينت - حسب استطاعتي - أنه من النوع الثاني لا الأول ..
لأن إباحة النساء غير المذكورات منطوق به في قوله تعالى: "وأحل لكم ما وراء ذلكم" حتى وسعه بعض أهل العلم، فأدخل فيه ما ليس داخلا فيه لشدة قوة هذا المنطوق.
والله تعالى أعلم.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[08 Feb 2010, 10:23 ص]ـ
ويجب التفريق بين الاستدلال والاعتضاد واطمئنان النفس ..
وعندما يذكر أهل العلم مجموعة من الأدلة في مسألة ما منها منطوق ومفهوم وصحيح وضعيف ونص وظاهر ....
فإنهم يقصدون .. الاعتضاد ..
لأن إباحة النساء غير المذكورات منطوق به في قوله تعالى: "وأحل لكم ما وراء ذلكم" حتى وسعه بعض أهل العلم، فأدخل فيه ما ليس داخلا فيه لشدة قوة هذا المنطوق.
والله تعالى أعلم.
جزاك الله خيرا فقد أجبت، ورددت على قولك بنفسك، واختصرت كلامك في اقتباسي السابق.
ما قصدته من ما ذكرته سابقا استخدام الشافعي لقاعدة مفهوم المخالفة، وقد استخدمها في المثال الأول في حدود علمي، وللفائدة:
ورد في الدر المنثور:
الدر المنثور:
أخرج عبد الرزاق والفريابي والبخاري وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي في سننه من طرق عن ابن عباس قال: حرم من النسب سبع ومن الصهر سبع، ثم قرأ {حرمت عليكم أمهاتكم} إلى قوله {وبنات الأخت} هذا من النسب، وباقي الآية من الصهر. والسابعة (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء). " أهـ
وورد في القواعد لابن رجب:
فِي قَوْله تَعَالَى {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ} إلَى آخِرِ الْآيَةِ، أَنَّ الْمُرَادَ حُرِّمَتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ بَنَاتُهُ وَأَخَوَاتُهُ وَعَمَّاتُهُ وَخَالَاتُهُ.
فَأَمَّا الْأُمَّهَاتُ فَجَعَلَهَا فِي مُقَابَلَةِ الْأَفْرَادِ بِالْأَفْرَادِ قَالَ؛ لِأَنَّهُ لَمَّا لَمْ يَتَصَوَّرْ أَنْ يَكُونَ لِلْوَاحِدِ أُمَّانِ عُلِمَ أَنَّهُ أَرَادَ الْوَاحِدَ فِي مُقَابَلَةِ الْوَاحِدِ وَأَمَّا مَا احْتَمَلَ الْجَمْعَ فِي مُقَابَلَةِ الْوَاحِدِ فَإِنَّهُ عَمَلُ حِيلَةٍ، وَالْأَظْهَرُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ الْكُلَّ مِمَّا قُوبِلَ فِيهِ الْوَاحِدُ بِالْوَاحِدِ وَالْجُمْلَةُ بِالْجُمْلَةِ وَأَنَّ الْمَعْنَى حُرِّمَتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ أُمُّهُ وَبِنْتُهُ وَأُخْتُهُ إذْ لَوْ أُرِيدَ مُقَابَلَةُ الْوَاحِدِ بِالْجَمْعِ لَحَرَّمَ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ أُمَّهَاتِ الْجَمِيعِ وَبَنَاتِهِمْ وَهُوَ بَاطِلٌ قَطْعًا." أهـ
والله تعالى أعلى وأعلم وأحكم.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[08 Feb 2010, 12:45 م]ـ
بارك الله فيك:
المهم أن تحصل الفائدة سواء بردي على نفسي كما تفهم أو بردك علي ..
ومثل هذه الأمور المنهوكة درسا ومدارسة في كتب الأصول لا ينبغي النقاش فيها في مثل هذه المنتديات؛ بل يكفي فيها الرجوع إلى المصادر والمراجع الأصولية لتحصل الفائدة المرجوة.
وجزيت خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[16 Apr 2010, 04:06 م]ـ
بارك الله فيك:
المهم أن تحصل الفائدة سواء بردي على نفسي كما تفهم أو بردك علي ..
ومثل هذه الأمور المنهوكة درسا ومدارسة في كتب الأصول لا ينبغي النقاش فيها في مثل هذه المنتديات؛ بل يكفي فيها الرجوع إلى المصادر والمراجع الأصولية لتحصل الفائدة المرجوة.
وجزيت خيرا.
وجزاكم الله خيرا، فقد استفدت مما كتبتم.(/)
وفاة العالم الجليل الشيخ عبدالحميد محمود طهماز رحمه الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Feb 2010, 12:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إنا لله وإنا إليه راجعون.
أبلغني الزميل العزيز الدكتور حسين الحازمي بوفاة الشيخ الجليل عبدالحميد بن محمود طهماز الحموي رحمه الله يوم الجمعة الماضية 15 صفر 1431هـ.
وقد توفي عن عمر يناهز الخامسة والسبعين عاماً، وقد كان درَّس في المعهد العلمي في نجران منذ أكثر من عشرين سنة. وتوفي بمدينة الرياض.
وله سلسلة مؤلفات في تفسير سور القرآن الكريم تفسيراً موضوعياً بأسلوب سهل ميسر، نشرتها دار القلم في سوريا، وكنت منذ مدة طويلة أنوي التعريف بهذه السلسلة، ولم يتيسر لي فعل ذلك بعد.
وهذا أحد كتب هذه السلسلة ..
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64b6680b365bc8.jpg
رحمه الله رحمة واسعة وغفر له، وأسكنه فسيح جناته.
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[02 Feb 2010, 09:41 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحمه الله وأعلى مقامه ورفع درجته
وجزاه خيرالجزاء على قدم خدمة للإسلام وأهله، وعوض الأمة خيرا منه.
ومن الخير الذي قدمه سلسلة تفسير سور القرآن الكريم تفسيرا موضوعيا أفاد فيه وأجاد جعله الله في ميزان حسناته
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[03 Feb 2010, 11:39 ص]ـ
رحمه الله برحمته الواسعة ... ورفع مقامه ... وجعل كتابه في عليين
وجزاه الله خير الجزاء بما خدم هذا الدين ونافح عن سنة خير المرسلين
ولا زالت منافحته عن صحيح البخاري ورده للمتطاولين على السنة مسطورة شاهدة له
في رسالته القيمة ((الصحيح أن كل ما في البخاري صحيح))
وخدمتة لكتاب الله شاهدة له بصدق بيانه وتبليغه أمانته والوفاء بميثاق الله الذي واثق به علماء هذه الأمة
ومازلت أذكر درساً في التفسير حضرته له في قوله تعالى ((وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى)) في جامع السلطان عام 1393 للهجرة ... فكم كان ذا بيان وتأثير بالغين!!!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Oct 2010, 10:13 ص]ـ
رحمه الله وغفر له.
وقد بلغني أن دار القلم بسوريا ستخرج قريباً تفسيره لسور القرآن الكريم تفسيراً موضوعياً في كتاب واحد في ستة مجلدات.
ـ[محمود البعداني]ــــــــ[18 Oct 2010, 11:23 ص]ـ
رحمه الله تعالى رحمة واسعة
ـ[أحمد الرويثي]ــــــــ[18 Oct 2010, 01:05 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة وغفر له
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[18 Oct 2010, 01:27 م]ـ
رحمه الله تعالى رحمةً واسعة
أسأل الله تعالى أن يغفر له ذنبه
وأن يوسع له في قبره
وأن يعلي درجته في الجنة
ـ[عمر عودة القلقيلي]ــــــــ[18 Oct 2010, 03:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إنا لله وإنا إليه راجعوان
اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يجعله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
رحمة الله عليك يا شيخنا، ورفع الله مكانك، واعلى مقامك ...
ـ[بدر عرابي]ــــــــ[18 Oct 2010, 04:36 م]ـ
رحمه الله وأسبغ عليه من شآبيب المغفرة والرضوان.
اللهم آمين(/)
غانية .. ولكن.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[04 Feb 2010, 08:43 م]ـ
كنت أختلس إليها لنظر، وأخجل من نفسي حين أتمادى في الحملقة فيها، والجميع يرقبني ..
ولكن أتشجع وأتمثل بيت الشاعر:
من راقب الناس مات غما ... وفاز باللذة الجسور.
؛ ثم قررت في مرة من المرات أن أصارحها بما يختلج في نفسي؛ ويقض مضجعي، فلبست أحسن ملابسي، وامتطيت صهوة جوادي، واخترت رفاقا من خيرة الرفاق: واو المعية، والأفعال الصحيحة، ونون النسوة ..
ولكن مهلا: ما دخل نون النسوة؟
لا أعلم، لكنها كانت في المقدمة ..
وقفنا عند بوابة البيت وكلنا خجل، وحيرة؛ فصرخت بصوت عال، كسر السكون الذي كان مخيما: أنا الذي جئت أخطبك ..
ثم تصببت عرقا، وكأنه انزاح عن صدري ثقل عظيم كاد يفتت أضلاعي.
بحلقت في حتى خفت من ظلي، وبدأت أرتجف، وأرتعش، مع سخونة الجو الشديدة، ثم أدرت ناظري يمينا فوجدت كل رفاقي قد تطايروا قطعا صغيرة جدا؛ فتكون من ذلك الشتات أفعال معتلة، وحروف جر، ومادة رمادية، وأخرى بيضاء، وسكتة دماغية ..
وابتدرتني المحبوبة قائلة بعد صمتها الرهيب؛ كيف تخطبني وأنت تخاف من صوت امرأة تنهرك، وترتعش من فقدان رفاقك، وتتسلح بنون نسوة ..
لا، وملأت بها الأفق فانزاح الهواء كأنما هو إعصار رهيب: إن من يخطبني لا أقبل منه سوى أهم شيء في حياته مهرا ..
إن كنت جادا؛ فانظر من خطبني قبلك: من كان منهم عالما، أخذت منه علمه، وتركه مشوها في جيله، منعوتا بأوصاف الجهل، والحماقة، وما ابن حزم منك ببعيد ..
ومن كان منهم حرا أبيا شجاعا في خطبتي اقتنصت منه حريته، وأخلدته في السجن وما الإمام، وابن تيمية وغيرهما منك ببعيد.
ومن كان منهم مجاهدا يمارس أعلى مراتب الجهاد؛ خلطت له الأمرين؛ وما سيد قطب منك ببعيد ..
واستدارت وتمادت في محاضرتها المخيفة: هل تريد الزيادة ..
وكانت فرصتي الوحيدة؛ وعلي اقتناصها: لا لا الزيادة ربا، وأنت تعلمين أنها تفسد معاني رفاقي؛ بل لا أبالغ حين أقول لك إني أكره حروفها "سألتمونيها"
فاعذريني ثم اعذريني؛ فما أنا إلا واحد من قومي.
ورجعنا بخفي حنين.(/)
عضو بالملتقى هنا لا يتمكن من الدخول، وهذه شكواه
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[05 Feb 2010, 09:17 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتب أحد إخواننا بملتقى أهل الحديث ما ننقله إليكم بنصه آملين النظر في هذه المسألة التقنية والقيام بحلها له، شاكرين سلفًا لكم حسن تعاونكم مع إخوانكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو ممن كان عضوا في ملتقى أهل التفسير أن يبلغ أحدا من الإدارة هاك - ولو على العام - بأنني لا أتمكن من الدخول إلى المنتدى وحينما أريد استرجاع الكلمة يقابلني خطأ فني. وأن هذا عادة ما يحدث حيث ليست أول مرة أفقد الدخول ويقابلني ذات العطل في استرجاع كلمة المرور
وجواكم الله خيرا
رابط الموضوع هنا:
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=202546
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Feb 2010, 09:37 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي يحيى وقد قمت بإصلاحها وأرسلت له الرقم على بريده وهو من الأعضاء القدامى الذين فقدناهم منذ مدة ليست بعيدة وفقه الله
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[06 Feb 2010, 03:53 م]ـ
أحسن الله إليكم أخي الحبيب، ولكن إليك اقتباسًا من مشاركته بملتقى أهل الحديث لبيان ما هو مطابق لحاله الآن:
جزاكم الله تعالى خيرا
وجزى الله الشيخ الحبيب القديم خير الجزاء على تجاوبه
لكن يبدو أن الشيخ يظن المشاركة قديمة نوعا، حيث وقع ذلك بالفعل، ولكن أرجو إخباره أنه قد تكرر مرة أخرى
وكلما أردت استرجاع كلمة المرور وكتبت البريد في الخانة وضغطت ظهرت لي هذه الرسالة:
الرمز الذي قمت بادخاله للصورة التأكيدية لا يطابق المعروض(/)
استمع إلى القرآن الكريم من هذا الموقع وأنت تتصفح الشبكة
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[05 Feb 2010, 10:51 م]ـ
استمع إلى القرآن الكريم من هذا الموقع وأنت تتصفح الشبكة
http://www.tvquran.com
ويتميز بالبث المباشر لشيوخ كثيرين ولا يعيق سرعة الشبكة
رجاء نشر الموقع(/)
دعوة لحضور مؤتمر "قضايا المرأة عند اللبراليين في ميزان القرآن والسنة"
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[05 Feb 2010, 10:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة السلام على رسول الله وبعد:
فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
أخوتي الأفاضل:
يسرني أن أضع بين يديكم محاور المؤتمر الذي سيقام في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، والذي سيكون عن "قضايا المرأة عند اللبراليين في ميزان القرآن والسنة" على هذا الرابط:
http://file15.9q9q.net/Download/91424987/---------...pdf.html،،
أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا إنه سميع مجيب،،(/)
شكر وعرفان
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[06 Feb 2010, 10:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من خلال تلك المشاركة أشكر الشيخ عبد الرحمن الشهري الذي بذل وسعه لما كنت أقبله من مشكلات الدخول للحساب واستعماله
كما أشكر الشيخ يحيى صالح على اهتمامه ونقله للموضوع هنا
كما أشكر الشيخ الدهشوري الذي بادر بمنح حسابه لاستعماله في الإبلاغ عن المشكلة
والمشكلة الاخيرة كانت بسبب تغييري للبريد وقد جاءتني رسالة طلب تأكيد الحساب ولكن على المهملات
والحمد لله رب العالمين
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[06 Feb 2010, 10:21 م]ـ
حمداً لله على سلامتك أبا رشيد.
ـ[نعيمان]ــــــــ[06 Feb 2010, 10:21 م]ـ
والحمد لله إذ ردّك إلى ملتقاك المبارك سالماً غانماً.
وشكر الله لمن ذكرت، ولمن مرّ من هنا ولو عابراً؛ بل شكر الله لكلّ موحّد.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[06 Feb 2010, 10:33 م]ـ
أحسن الله تعالى إليكم .. وأدعو بأعظم وأطلق ما أرجوه لنفسي وأدعو به .. :
اللهم ما أحييتني فاجعلني للقرآن .. وإن توفيتني فشهادة في سبيلك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Feb 2010, 08:10 ص]ـ
حياك الله وبياك، والحمد لله على السلامة.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[07 Feb 2010, 12:11 م]ـ
حياك الله أخي الكريم.(/)
إلى جنان الفردوس يا أبي الحبيب
ـ[نعيمان]ــــــــ[06 Feb 2010, 10:19 م]ـ
ملاحظة ابتدائيّة: عنوان القصيدة دعاء له بأن يكون من أهل جنان الفردوس؛ لا قطع له بها؛ وإنّي لأرجو الحنّان المنّان أن يكون من أهلها؛ لما نعلم عن حاله. والله أعلم بحاله ومآله.
كنت مسافراً بعيداً بعد زمان وبعد مكان عندما جاءني نعيك يا أبي، في عاشوراء، فطرت إليك مسرعاً وحنيني لك يكوي أعظمي أسابق الريح على متن طائرة كنت أحس الساعات قروناً طوالاً، والثواني جمرات في دمي!
وقلبي يتمزق في داخلي، ودمعي يتفجر من مآقي، والدنيا مظلمة في عيني، حتى وصلت إليك والناس قد صلوا عليك في المسجد، ووضعوا جسدك المعطّر بانتظار قدومي لأصلي عليه في المقبرة، ثم نضعك في أحشاء الأرض – ويح قلبي – فوقفت عليك أرثيك وأخاطبك، وأشهد لك أمام الله تعالى شهادة الحق، وأردت أن أكشف وجهك لأرى النور فيه - كما وصفه لي مغسلك ومن كان معه، وأنك نائم مبتسم جسدك كالحرير - فلم أستطع، فتركتك لأنشغل بقبلات الناس الحرى التي كانت تلفح وجهي، ودموعهم تنساب من أعينهم، فبدل أن يواسوني فيك واسيتهم، وبدل أن يعزوني عزيتهم! فأي قلب قاسٍ يملكه ابنك المسكين في أحشائه يا حبيبي؟!!
وهاأنذا أهديك يا أبي وحبيبي بعد مماتك هذه النفثات الحرى،، وهيهات أن توفيك بعض حقك هيهات!!!! لكنها جاءت خربشات على غير هدى مني وترتيب، عفو الخاطر فسامحني وأنت الشاعر المُجيد، والأديب الرفيع، والمربي الكبير!!!
يا ربّ إن والدي اليوم ضيفك، وطالما أكرم ضيوفك على الدنيا، فأكرم مثواه في الآخرة.
يا ليلة العشر من مُحَرّمِ الحُرُمِ = زادت على غيرها في الفضل والشّمَمِ
موسى نجا من أذى فرعون ليلتها = كما نجا نوح من طوفان ذي العَرِمِ
وصام فيها رسولُ الله يومَ رضىً = فضلاً على منهج اليهود والعجم
جاءت بها كربلاء الدّمِ معلنةً = من مجرمين استباحوا حرمة الذممِ
وها على إثرها "جميلُ" فاجأنا = بفقده صاعداً في أمّةِ القِمَمِِ
أبٌ حبيبٌ به القلوب قد تُيّمت = يا لهف نفسي على أبنائه اليُتّمِ
لقد طواه الرّدى في روضةٍ عطرت = بين أحبته من أمّة الخيمِ
وكم بكته عيونُ القلبِ مخضلّة = حزناً ووجداً على حبيبها الهيّمِ
وكم قلوبٍ عليه نزفت حسرةً = على الذي كان وصّالاً إلى الرّحمِ
يا ليلة العشرِ من محرّمِ الحُرُمِ = ابكِ على العاشق المتيّم الصائمِ
القائمِ الليلَ ذكراً شاكراً ربّه = وقارئاً في كتاب ربِّه المنعمِ
والمنفقِ المالَ إحساناً وتكرمةً = من فجرِ عهد الصِّبا في دوحة الكرمِ
والقارضِ الشّعرَ يهدينا بدائعَه = والثغرُ ينشِده من قلبه الكلمِ
شِعْرٌ يفيضُ تقىً وطاعةً وهدىً = يجلو لنا من دُجانا حالكَ الظُّلمِ
شِعرٌ له في كتاب الشّوقِ أجنحةٌ = لأرضِ أهلٍ دهتها قبضةُ المجرمِ
مستنهضاً هممَ الأبطالِ في أمّةٍ = كانت زمانَ العلى من خيرة الأممِ
وهو المربّي لجيلٍ طاب مَغْرِسُهُ = ثقافة طاب فيها مغرسُ الأنْعُمِ
شمائلٌ حلوةٌ مكارمٌ جمّةٌ = جوارحٌ عَفَّةٌ زَكَتْ مِنَ القِدمِ
جموعُ أهلِ العُلا جاءت معزّيةً = بموتِ شيخٍ شريفٍ طاهرٍ عَلَمِ
جاءت تسابقُ أشواقاً مؤجَّجةً = ترجو بها رؤيةَ البَدْرِ الذي قد رُمي
يا والدي لو رأيتَ اليوم جمعَهم = معزياً فلذاتِ الكَبِدِ المُضْرَمِ
لأثلجَ الصّدرَ حُسْنُ سيرةٍ قد مَضَتْ = لوالدٍ فاضلٍ مُقَدَّرٍ مُكْرَمِ
العينُ تدمعُ، والقلبُ بكى حسرةً = والنّفسُ ترجو لك الفلاحَ في الموسمِ
أمّاه صبراً على موت الحبيبِ فقد = عَلا هناك علوَّ البَدْرِ بالأنجُمِ
بين جهادٍ وتعذيبٍ وسجنٍ مَضَتْ = منه ثلاثونَ عاماً تستحلّ دمي
فعاشَ بين شعابِ الصّبرِ مُحتسباً = وصابراً مثلَ أيوبِ النبيِّ المُكْرَمِ
أَنْعِمْ بزوجَتِهِ بِرّاً وتضحيةً = تحنو عليه حنوَّ العاشقِ المُغْرَمِ
وأختُه تُطلِقُ الصَّبْرَ الجميلَ رضىً = تُرضي بهِ قَدَراً أسمى من النّدمِ
فقد توارى "جميلٌ"، "أحمدٌ"، ولها = "مُحمَّدٌ"، في رياضِ النورِ لا الظُّلَمِ
هذا "جميلٌ"، ونِعمَ الشّيخُ، يَفجَعُنا = به الزّمانُ إذا امتدّتْ يَدُ العَدَمِ
يا والدي كم همومٍ كُنتَ تَحْمِلُها = عنّا، وكنتَ لنا خيرَ أبٍ قيِّمِ
يا والدي سوفَ أبكيكَ الزّمانَ، وكم = حُبّي لعينيكَ يَسْري في حنايا دمي
يا والدي ذِكْرُكَ الفوّاحُ يأسِرُنا = بما لأنْعُمِهِ من طاعةِ المُنْعِمِ
أرجو الإلهَ بأنْ يرعاكَ في رحمةٍ = تحنو على والدي المُكَرَّمِ المسلمِ
يا ربّ أدْخِلْهُ جنّاتِ الخلودِ ولا = تحْرِمْهُ من حُورِها، والخيْرِ والأنْعُمِ
أعِذْهُ من حَرِّ نيرانِ القبورِ ولا = تحْرِمْهُ من عفوِ ذي منٍّ وذي كَرَمِ
ثُمَّ الصّلاةُ على خيْرِ الأنامِ فقد = أهدى لنا سُنّةً وضّاءَةَ النُّظُمِ
توفّي الوالد الحبيب فجر السّبت:10/المحرّم/1426هـ- الموافق 19/ 2/2005م
وما يزال محفوراً في القلب وفي الذّاكرة، ولا يكاد يمرّ أسبوع دون أن أراه في منامي رحمه الله تعالى.
ومن باب البرّ بالوالد الحبيب أنشرها هنا في هذا الملتقى المبارك. ولست أطلب تعقيباً عليها؛ ومن عقّب فله جزاءً الحسنى؛ إنّما نتذكّر بها أحبابنا الّذين نفقدهم فإنّ الشّجى يبعث الشّجى، وكلّه قبر والدي. مع الاعتذار لمتمّم بن نويرة -رحمه الله تعالى-
ورحم الله من فقدنا من أحبّائنا جميعاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[06 Feb 2010, 11:32 م]ـ
أخي نعيمان
نسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته وأن يوسع مدخله وأن يخلفكم بصبركم واحتسابكم خير الجزاء
كما نسأله عز وجل أن يرحم أمواتنا وجميع أموات المسلمين
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[06 Feb 2010, 11:49 م]ـ
أعظم الله أجركم، وجبر مصابكم، وغفر لميتكم، وأخلفكم خيرا.
[وإنّي لأرجو الحنّان.
(الحنان) ليس من أسماء الله الحسنى، وأنكره شيخ الإسلام، والشيخ ابن عثيمين، وقال الألباني عن حديث (يمكث رجل في النار فينادي ألف عام: يا حنان يا منان) ضعيف جدا، الضعيفة (1249) فتاوى ابن عثيمين (1/ 48)
ـ[الهياج]ــــــــ[07 Feb 2010, 12:11 ص]ـ
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ..
ـ[نعيمان]ــــــــ[07 Feb 2010, 10:47 ص]ـ
اللهمّ آمين، واستجاب الله أدعيتكم، وجزاكم خيرا، ً وبارك فيكم جميعاً الأساتذة الأكارم: طارق عبد الله، وقطرة مسك، والهياج.
وبورك فيك يا أخت قطرة مسك، وما غابت عنّي هذه الصّفة: الحنّان.
والحديث الذي أوردته ضعيف كما نقلت؛ لكن لا يعني تضعيف هذا السّند بذاته تضعيف لما ورد فيه. وأقصى ما يمكن أن يقال في هذه الصّفة الفعليّة الخبريّة بعد الرّجوع إلى أقوال أهل العلم: إنّ فيها نظراً.
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى ثبوتها كتاباً وسنّة.
قال تعالى: ((يَا يَحْيَى خُذْ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيَّاً وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيَّاً)) [مريم: 12 - 13]
ـ[د. إلياس أنور]ــــــــ[07 Feb 2010, 12:32 م]ـ
رحم الله والدكم وأسكنه فسيح جناته إنه جواد كريم
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[07 Feb 2010, 05:07 م]ـ
قراءة في القصيدة:
لبعض القصائد جاذبية تشدك إليك شدا، تكلمك بلغتها، وتقول لك: اقرأني ..
لا تذهب بعيدا، فأنت بحاجة إلي.
وقصيدة الحبيب نعيمان من هذا النوع ..
منذ مطلع القصيدة يشعر القارئ بأنه أمام شاعر مبدع، مالكٍ لأدوات الشعر، يذهلك منذ الكلمة الأولى، فإذا ما ولجت إلى رواقه، دلف بك من فكرة إلى أخرى، ومن صورة إلى أخرى، ومن مشهد إلى آخر، في تسلسل محكم، دون أن يبدو عليه التعب، أو تخذله الكلمات، وتتركه حائرا تائها جادا في مطاردتها. نفس شعري متدفق لا يفتر ولا يتأرجح، لازم الشاعر في رحلة الحزن من البداية إلى النهاية.
منذ البداية تشعر أنك أمام شاعر من العصور الأولى، حيث كان الشعر في عنفوانه، قويا جزلا، لا تكلف فيه ولا إسفاف، متدثرا بالصدق والعواطف والمعاناة والأحاسيس المرهفة، والمشاعر الرقيقة. أترى هو الحزن الكبير الذي وقف وراء هذا الإبداع؟ أم هي الموهبة؟ أم هو الصدق والتجربة؟ أم أنه كل ذلك؟
لا شك أن مصاب الشاعر كبير،وحب الشاعر للأب الفقيد الذي ملأ عليه جوانحه، قد ساهم في إنتاج هذه المرثية الرائعة، ولا أبالغ إن جعلتها من بين روائع ما قيل في هذا الفن الشعري، وأصحابه قليلون. والقصيدة – كما هو واضح – من البحر البسيط، تعيدك إلى فخامة الشعر وأصالته، في زمن فقد الشعر أجمل ما فيه، وبات كلاما كأي كلام.
ولعل ما يجعل من هذه القصيدة، مثالا سليما للشعر الإسلامي الملتزم، ما تزخر به من المعاني الإسلامية الجليلة، والمواقف النبيلة. فلا يكاد بيت من أبياتها يخلو من صورة نبيلة للمجتمع المسلم،الذي يسوده الإخاء والتعاون والمحبة والتكافل، وهو ما يتجلى في مشهد العزاء،والمشاركة في مؤاساة أهل المصاب، ابتداء من الصلاة عليه، وحتى لحظة مواراته التراب.
هذه السمة تلاحظ من البيت الأول ..
لقد شاءت الأقدار أن تكون ليلة العاشر من محرم، التاريخ الذي فقد الشاعر فيه أباه،ليلة لها في ذاكرته ما لها، حيث أعادت إليه ذكرى أحداث جسام عظيمة، وها هي تشهد حدثا جسيما آخر، حفرته بقوة في الذاكرة فما عاد نسيانه ممكنا. هذا الحدث هو الفجيعة بفقد الأب.
هكذا بدأ الشاعر مرثيته، خمسة أبيات رائعة، أرّخت لوفاة الأب،بيوم ليس يُنسى. وقد أحسن الشاعر استغلاله هذا التاريخ، حينما ابتدأ القصيدة به، فصاغه بلغة شعرية مؤثرة، تشعرك بالحدث الكبير، وفداحة الخطب، والمصاب الجلل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي أربعة أبيات أخرى، نقل للقارئ مشهدا حيّا عما جرى في البيت الذي ودعّ الفقيد إلى غير رجعة،فالعيون باكية، والقلوب نازفة، والإحساس المؤلم بالغياب قد طغى في المكان، كما على الملامح وفي العيون.
وفي البيت الخامس يصعد الشاعر نعيمان بقصيدته إلى القمة، حيث يدعو ليلة العشر من محرم إلى البكاء على فقيدها هي أيضا:
يا ليلة العشر من محرم الحرم
ابكي على العاشق المتيم الصائم
(ورد اللفظ في القصيدة: ابك، ولعله خطا طباعة، والصواب: ابكي)
ويبدع الشاعر حينما يجعل من ذلك البيت مدخلا للحديث عن مناقب الميت، حيث ينتقل بالقارئ بهدوء وخفة، إلى مشهد آخر مليء بالصور والذكريات التي تتحدث عن الفقيد،فهو من القائمين الليل، والشاكرين، والذاكرين، والمتصدقين، والصائمين،والمنفقين، والراكعين الساجدين، الذين نشأوا على طاعة الله. وهل هناك ما هو أجل وأسمى وأحسن؟
لكأني بالشاعر مازال يخاطب ليلة العشر من محرم، فيعددّ لها مناقب الرجل الذي فقدته، ويبرر لها دعوته بأن تبكي عليه، وتحزن.
وفي أربعة أبيات أخرى، يتوقف الشاعر عند محطة من حياة الفقيد، فقد كان شاعرا مجيدا، ملتزما، يعيش آلام الأمة وآمالها، وينبض شعره بهمومها وقضاياها، به يستنهض الهمم والعزائم، ويحارب الظلم،ويهدي إلى الخير والتصويب؛ ولعل هذا الالتزام الديني هو ما أدى إلى ضياع سنين عديدة من حياة الفقيد في السجن، كما أفصح عن ذلك في قوله (بين جهاد وتعذيب وسجن مضت).
وبعد ذلك يتوقف عند محطة أخرى، فقد كان الفقيد مربيا فاضلا، أحسن تربية أبنائه فشبوا على ما كان عليه الأب من الشمائل ومكارم الأخلاق، وكان ذلك هو منهجه خارج البيت في تربية جيل من الشباب المسلم،وغرس قيم الخير والفضيلة في نفوسهم.
وبعد كل هذا، ما العجب أن تحتشد هذه الجموع مودعة ومعزية ومؤاسية بالفقيد الكبير؟
مشهد آخر ينقله الشاعر لنا، مشهد الوداع،والجماهير التي خرجت مودعة فقيدها الراحل،تريد أن يكون لها نصيب في عزاء أبناء الفقيد، ولتكون شاهدة على سيرته العطرة، وحياته الحافلة بأطيب الأعمال.
ومن مشهد الجموع والوقوف عند قبر الميت،وعودة المعزين إلى أعمالهم، ينقلنا الشاعر إلى بيت الفقيد، حيث يتولى بنفسه عزاء الأم المفجوعة بزوجها، فيدعوها إلى الصبر،والرضى بقضاء الله، ويذكرها بابنيها أحمد ومحمد، ففيهما ستجد العون والأمان.
ويختم الشاعر مرثيته، بالبوح عما تركه الفقيد في نفسه من الحزن الذي لن يفارقه أبدا، بل ويذهب إلى أن القبور كلها قد أصبحت لديه قبر أبيه، وكلها تبعث الشجى في نفسه، وتذكره بالوالد الحبيب، وهو في ذلك يشير إلى حالة الشاعر المسلم " متمم بن نويرة " الذي أوقف كل شعره على رثاء أخيه مالك، وفي ذلك يقول:
فقلت لهم إن الشجى يبعث على الشجى
دعوني فهذا كله قبر مالك
وبعد، يدعو له بالرحمة، وجنات الخلد. ويحمد الله على نعمة الإسلام، ويجعل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم آخر كلامه.
أخي الحبيب نعيمان،
هل فات الأوان على قبول التعازي؟ لا أظن ذلك، فإذا كانت القبور كلها قبر والدك،وكل منها يعيدك إلى الحزن والوجع، وموقف الوداع المحفور في القلب والذاكرة .. فالأوان لم يفت بعد، أرجو أن تتقبل عزائي بالوالد العظيم، لقد جعلتنا نحبه ونبكيه رغم أن عيوننا لم تكتحل برؤيته. نسأل الله أن يكون مع النبيين والصديقين والشهداء.
ـ[عبير ال جعال]ــــــــ[30 Apr 2010, 06:35 م]ـ
يا ليلة العشرِ من محرّمِ الحُرُمِابكِ على العاشق المتيّم الصائمِ
القائمِ الليلَ ذكراً شاكراً ربّهوقارئاً في كتاب ربِّه المنعمِ
والمنفقِ المالَ إحساناً وتكرمةًمن فجرِ عهد الصِّبا في دوحة الكرمِ
ويبدع الأبن حينما يجعل من ذلك البيت مدخلا للحديث عن مناقب الميت، حيث ينتقل بالقارئ بهدوء وخفة، إلى مشهد آخر مليء بالصور والذكريات التي تتحدث عن الفقيد،فهو من القائمين الليل، والشاكرين، والذاكرين، والمتصدقين، والصائمين،والمنفقين، والراكعين الساجدين، الذين نشأوا على طاعة الله. وهل هناك ما هو أجل وأسمى وأحسن
وحق للدنيا أن تبكي بما فيها لفقد رجل صالح لكن عزاؤنا بأن الدنيا دار ممر وليست للخلود وإنما الخلود بأذن الله في جنة الفردوس
ـ[نعيمان]ــــــــ[03 May 2010, 09:23 م]ـ
رحم الله والدكم وأسكنه فسيح جناته إنه جواد كريم
اللهمّ آمين
وشكر الله لكم تعزيتكم فضيلة الدّكتور إلياس ورحم أمواتنا جميعاً وغفر لهم، وأكرم نزلهم، وآنس وحشتهم، ونوّر تربتهم، وجعلها روضة من رياض الجنّة، وأعلى منزلتهم في الآخرة. وألحقنا بهم في الصّالحين.
ـ[نعيمان]ــــــــ[03 May 2010, 09:27 م]ـ
يا ليلة العشرِ من محرّمِ الحُرُمِ * ابكي على العاشق المتيّم الصائمِ
القائمِ الليلَ ذكراً شاكراً ربّه * وقارئاً في كتاب ربِّه المنعمِ
والمنفقِ المالَ إحساناً وتكرمةً * من فجرِ عهد الصِّبا في دوحة الكرمِ
ويبدع الأبن حينما يجعل من ذلك البيت مدخلا للحديث عن مناقب الميت، حيث ينتقل بالقارئ بهدوء وخفة، إلى مشهد آخر مليء بالصور والذكريات التي تتحدث عن الفقيد،فهو من القائمين الليل، والشاكرين، والذاكرين، والمتصدقين، والصائمين،والمنفقين، والراكعين الساجدين، الذين نشأوا على طاعة الله. وهل هناك ما هو أجل وأسمى وأحسن
وحق للدنيا أن تبكي بما فيها لفقد رجل صالح لكن عزاؤنا بأن الدنيا دار ممر وليست للخلود وإنما الخلود بأذن الله في جنة الفردوس
صدقت يا أختاه، وجعل الله تعالى الفردوس مأوانا جميعاً ومأواه، وأحسن إليك، وحقّق لك أمنياتك في رضاه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[23 May 2010, 06:36 ص]ـ
ولو كانت متأخرة أخي الحبيب نعيمان ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا:
إن لله ما أخذ ولله ما أعطى فاصبر واحتسب
ووالله إن حسرة موت والدتي ما زال يوجع قلبي ويصدعه رغم مرور سنتين على وفاتها يرحمها الله تعالى. وعظم الله أجر الجميع
ـ[نعيمان]ــــــــ[25 Dec 2010, 08:12 م]ـ
أخي الحبيب نعيمان،
هل فات الأوان على قبول التعازي؟ لا أظن ذلك، فإذا كانت القبور كلها قبر والدك،وكل منها يعيدك إلى الحزن والوجع، وموقف الوداع المحفور في القلب والذاكرة .. فالأوان لم يفت بعد، أرجو أن تتقبل عزائي بالوالد العظيم، لقد جعلتنا نحبه ونبكيه رغم أن عيوننا لم تكتحل برؤيته. نسأل الله أن يكون مع النبيين والصديقين والشهداء.
أخي الحبيب عبد الله
كلّما جاء موعد ليلة عاشوراء تراسلت مع إخوتي الأحبّة جميعاً (التّسعة) نتذاكر الوالد الحبيب ونتواصى بالدّعاء له.
وهل نسيناه؟! معاذ الله.
فإنّ الله تعالى أكرمنا إضافة إلى كثرة نعمه علينا برؤانا إيّاه في مناماتنا الّتي لا تنقطع.
وكذا لا يلتقينا أحد إلا عزّانا به قائلاً: رحم الله أباكم كان وكان وكان. والتّعزية به يا حبيبنا أبا محمّد كلّ حين فلا عليك.
ولقد قلت له ذات مرّة يا أبت الحبيب؛ قد كتبتَ في ألوان الشّعر جميعها، وكتبت في شخصيّات تاريخيّة؛ تنشر أريجها وتنثر عبقها، واختيرت لك قصيدة من أجمل 100 قصيدة في القرن؛ فَلِمَ لَمْ تكتب عن كربلاء الأليمة؟
قال يا ولدي: والله ما قرأت قصّتها إلا بكيت بدل الدّمع دماً. وأظلّ أئنّ حزناً وألماً حتّى يرأف الله تعالى بحالي فأسلو -قد كان والله أسيفاً حزيناً أليماً رحمه الله رحمة واسعة- فلا يطاوعني القلم، ولا تطيقه النّفس، فأفرّ منها إليه سبحانه ليثبّت قلبي.
ففاجأني ذات صباح جميل كاسمه العطر الجميل برسالة تتهادى عبر البريد؛ فإذا بها قصيدة شعريّة رثائيّة حزينة بعنوان: (سبط الرّسول)
في اثنين وأربعين بيتاً؛ قال في آخرها:
قلبي تقطّع من حُزْنٍ ومن حُرقٍ = من كربلاء ومن قتلٍ ومن حَرَبِ
يا قلب فابك دماً في حرقة وأسىً = يا عين جودي بدمعٍ منك منسكبِ
على الحسين وأصحابٍ له قُتلوا = في كربلاء على أيدي بني لهبِ
ويا شهيداً على الأيّام نذكره = عش حول جدّك عن قُربٍ وعن كَثَبِ
ثمّ يا أخاه كلّما مررت على قصيدتي هذه، وقرأتُ تعليقك عليها بكيت وأبكيت، فلم أستطع التّعقيب على تعقيبك إلا الآن.
وحاولت يوم عاشوراء أن أكتب فلم أستطع، والقلم قد كسرته هنا منذ فترة حتّى يأذن الله لي أو يحكم لي وهو خير الحاكمين.
رحمك الله تعالى يا أبتاه وعظّم الله أجركم يا إخواتاه، وألحقنا به وبأحبّائنا في الصّالحين بغير حساب، وبرفقة حبيبنا وجدّنا صلّى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلّم.
شكراً لك أخي الحبيب أبا محمّد؛ عدد ورود الأرض، ونجوم السّماء، وتسبيحات الخلائق.
سبحانك اللهمّ وبحمدك .. أشهد ألا إله إلا أنت .. أستغفرك وأتوب إليك ..
ـ[نعيمان]ــــــــ[25 Dec 2010, 08:29 م]ـ
ولو كانت متأخرة أخي الحبيب نعيمان ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا:
إن لله ما أخذ ولله ما أعطى فاصبر واحتسب
ووالله إن حسرة موت والدتي ما زال يوجع قلبي ويصدعه رغم مرور سنتين على وفاتها يرحمها الله تعالى. وعظم الله أجر الجميع
لا تأخير الحبيب أبا أنس! فوقت التّعزية عند ذكرها ومعرفتها.
وأصبتَ فيما ذكرتَ؛ فمن يحبّ والديه حبّاً ذاتيّاً يتألّم لفراقهما ألماً لا يُطاق ولا يُنسى؛ بخلاف الحبّ الواجب فهو أشبه بحُبّ المُكرَه.
رضي الله عنك وأرضاك وأنعم عليك ببرّ أولادك جميعاً وحبّهم الحبّ الذّاتيّ والواجب كليهما.
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[25 Dec 2010, 09:18 م]ـ
نسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته وأن يوسع مدخله وأن يخلفكم بصبركم واحتسابكم خير الجزاء
كما نسأله عز وجل أن يرحم أمواتنا وجميع أموات المسلمين
ـ[بنت اسكندراني]ــــــــ[26 Dec 2010, 09:38 ص]ـ
رطب الله قلوبا ثكلى تئنّ لفقد أيّ حبيب ...
رطب الله قلوبا لم يزل جُرحها نازفا رغم سرعة تعاقب الأيام العجيب ...
رطب الله قلوب عباده المُبتلين , إنه سميع قريب مجيب.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[26 Dec 2010, 09:50 ص]ـ
رحم الله والدكم أخي الفاضل نعيمان ووالدي وموتى المسلمين جميعًا وجمعنا بهم في مستقر رحمته ووزفقنا للبر بهم أحياء وأمواتًا. لقد نكأت جراحًا كانت تحاول يائسة أن تندمل!
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[26 Dec 2010, 01:21 م]ـ
رحم الله تعالى أباك أخي نعيمان , وجعل خير خلف له.
ومشاعرك في قصيدتك الأليمة تنبض بالألم والمرارة , ولا عجب فهكذا هما الوالدان لا تكاد تُعلمُ مرارةٌ تضاهي مرارة فقدهما في الوقْع والتأثير.
نسأل الله أن يبلغ أباك من الرحمة ما لا يخطر لك ولا له ببال , وينزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين , وجميع موتانا وموتى المسلمين.(/)
ترحموا على والدي وسلوا الله له التثبيت
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[09 Feb 2010, 01:45 ص]ـ
توفي والدي الليلة .. أدعو الله تعالى له بالرحمة وسلوا الله له التثبيت
ـ[محب القراءات]ــــــــ[09 Feb 2010, 01:56 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
أحسن الله عزاءكم يا دكتور وغفر لوالدكم وأسكنه الفردوس الأعلى.
لله ما اخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فاصبر واحتسب.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[09 Feb 2010, 02:13 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
أحسن الله عزاءكم يا دكتور وغفر لوالدكم وأسكنه الفردوس الأعلى.
لله ما اخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فاصبر واحتسب
ـ[أبو المهند]ــــــــ[09 Feb 2010, 02:42 ص]ـ
تقبل الله والدكم الكريم في الصالحين وأسكنه فسيح الجنة ورزقه ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة وألهمكم الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ـ[ابو سلطان الغساني]ــــــــ[09 Feb 2010, 03:47 ص]ـ
رحمه الله واسكنه فسيح جناته واحسن الله عزائكم وجبر مصابكم اصبروا واحتسبوا
ـ[جمان]ــــــــ[09 Feb 2010, 04:35 ص]ـ
أحسن الله عزاءكم وأعظم أجركم في مصيبتكم ,وأسأل الله أن يرفع درجته في عليين وأن يغفر له مغفرة من لدنه , ويرزق أهله وذويه الصبر وبرد الرضا بالقضاء.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Feb 2010, 06:37 ص]ـ
توفي والدي الليلة .. أدعو الله تعالى له بالرحمة وسلوا الله له التثبيت
غفر الله له وأحسن عاقبته، وثبته بالقول الثابت في مواقف السؤال.
أحسن الله عزاءكم يا أبا البراء وكافة الأسرة الكريمة.
ـ[خليل إسماعيل الياس]ــــــــ[09 Feb 2010, 07:15 ص]ـ
عظم الله اجركم وغفر الله لوالدكم وجعلكم خير ذخر له في اعمالكم الصالحات
وعسى ان ينفعه بكم وبدعائكم
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[09 Feb 2010, 07:36 ص]ـ
توفي والدي الليلة .. أدعو الله تعالى له بالرحمة وسلوا الله له التثبيت
أسأل الله الكريم الرحمن الرحيم أن يرحمه برحمته الواسعة، وأن يثبته عن السؤال، وأن يعفو عنه، ويغفر له.
وأحسن الله عزاءكم، وآجركم في مصابكم.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[09 Feb 2010, 09:23 ص]ـ
اعظم الله تعالى اجركم واحسن عزاءكم ورحم والدكم وسائر اموات المسلمين واحياءهم واخلف الله تعالى عليك واهلك الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[09 Feb 2010, 09:32 ص]ـ
اللهم اغفر له وارحمه
اللهم افسح له في قبره واجعله روضة من رياض الجنة
اللهم حرم بشرته على النار واسكنه الفردوس الأعلى من الجنة
جبر الله مصابكم يا دكتور عبد الله وربط على قلوبكم وأحسن عزاءكم
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[09 Feb 2010, 10:10 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
أحسن الله عزاءكم يا دكتور عبد الله وغفر لوالدكم وأسكنه الفردوس الأعلى وثبته في قبره ورفع درجته في عليين
اصبرواحتسب.
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[09 Feb 2010, 10:27 ص]ـ
أحسن الله عزاءكم وأفرغ عليكم صبراً وأثابكم في مصابكم خيراً وأجراً عظيماً
اللهم اغفر له وارحمه اللهم باعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقه من الخطايا والذنوب والآثام كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسله من الخطايا والذنوب والآثام بالماء والثلج والبرد
وأبدله أهلا خيراً من أهله وداراً خيراً من داره وزوجاً خيراً من زوجه
ولقه منك الأمن والكرامة والزلفى والبشرى
هو وجميع أموات المسلمين
آمين آمين
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[09 Feb 2010, 11:45 ص]ـ
أعظم الله أجركم , وأحسن عزاءكم , وغفر لميتكم , وأثابكم خيراً وثبتكم.
ـ[المنصور]ــــــــ[09 Feb 2010, 12:05 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
أسأل الله الكريم الرحيم أن يرحمه برحمته الواسعة ويغفر له، وأن يثبته عند السؤال،
وأحسن الله عزاءكم، وآجركم في مصيبتكم.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[09 Feb 2010, 12:22 م]ـ
أحسن الله عزاءكم يا دكتور وغفر لوالدكم وأسكنه الفردوس الأعلى.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[10 Feb 2010, 12:07 م]ـ
نسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته، عظم الله أجرك يا دكتور وأحسن عزائك وغفر لميتك، وإنا لله وإنا إليه راجعون ..
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[10 Feb 2010, 12:22 م]ـ
السلام عليكم يا دكتور عبد الله
وأعظم الله أجركم في مصيبتكم، وأحسن عزاءكم، وغفر لوالدكم، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ـ[خلوصي]ــــــــ[10 Feb 2010, 01:09 م]ـ
عظم الله أجركم، وأحسن عزاءكم، وغفر للوالد , و رحمه رحمة واسعة و المسلمين أجمعين،
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[10 Feb 2010, 02:02 م]ـ
عظم الله أجركم وغفر لميتكم وأسكنه الفردوس الأعلى وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله.
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[11 Feb 2010, 07:59 ص]ـ
إنا لله وإنا لله وإنا إليه راجعون،
عظم الله لكم الأجر، وغفر لميتكم، وأحسن عزاءكم في مصابكم الجلل، اسال الله أن يرفع درجاته في المهديين وان يخلف عليه في الآخرين وأن يرحم أموات المسلمين، إنه سميع قريب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[كامل]ــــــــ[11 Feb 2010, 08:11 ص]ـ
أحسن الله عزاءكم , وجبر مصابكم , وغفر لموتاكم , وأخلف عليكم خيرا
ـ[ابو فارس]ــــــــ[11 Feb 2010, 12:05 م]ـ
نسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته، عظم الله أجرك يا دكتور وأحسن عزائك وغفر لميتك، وإنا لله وإنا إليه راجعون ..
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[11 Feb 2010, 01:23 م]ـ
أسأل الله تعالى أن يتغمده وأموات المسلمين برحمته ومغفرته وجوده وكرمه.
وإن توقف عمله، فلا توقف حسناته.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[11 Feb 2010, 02:16 م]ـ
تقبل الله والدكم الكريم في الصالحين وأسكنه فسيح الجنة ورزقه ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة وألهمكم الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[11 Feb 2010, 02:21 م]ـ
رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته وغفر له
آمين آمين آمين
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[11 Feb 2010, 05:03 م]ـ
عظم الله أجركم وغفر لميتكم وأسكنه الفردوس الأعلى وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله.
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[13 Feb 2010, 11:38 ص]ـ
الحمد لله على قضائه وقدره، ونشكره على لطفه وامتنانه، فكم أنعم علينا وتفضل! وكم عافانا سبحانه وتعالى ومنّ علينا بهدأة البال!.
أشكركم أيها الأخوة الأكارم على تعزيتكم لنا وعلى دعواتكم الصادقة، وأسأل الله أن يتقبلها وأن يتغمد الوالد بواسع الرحمة والرضوان وأن يجبر المصاب.
كما أشكر الأخوة الذين قدموا لنا التعزية عبر الهاتف ومن أرسل لنا رسالة الكترونية أو هاتفيا فقد كان لها أطيب الأثر في تخفيف المصاب، فجزاكم الله خيراً، وكتب لكم الأجر وتقبل منكم.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[14 Feb 2010, 01:54 ص]ـ
أعظم الله أجركم وأحسن عزاءكم وغفر لميتكم وأسكنه الله عز وجل فسيح جنانه وجعله في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. اللهم آمين.
ـ[يحيى بن عبدربه الزهراني]ــــــــ[28 Feb 2010, 08:37 ص]ـ
رحم الله والدك , وأسكنه فسيح جنته , وجعلك أخي الكريم من العمل الصالح الذي بقي لوالده بعد موته , ((إنا لله وإنا إليه راجعون)).(/)
عاجل: حاجة جامعة طيبة لمعيدين ومعيدات في تخصص الدراسات القرآنية
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[09 Feb 2010, 10:53 ص]ـ
تعلن جامعة طيبة بالمدينة المنورة عن توفر وظائف معيدين ومعيدات للسعوديين بقسمي الطلاب والطالبات بالجامعة، وسيتم استقبال الطلبات ابتداء من يوم السبت الموافق 22/ 2/1431 هـ حتى نهاية الاثنين 1/ 3/1431 هـ حسب تقويم أم القرى.
ويمكن التقديم عن طريق الرابط
http://www.taibahu.edu.sa/cms/posts.aspx?id=1275&ln=
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Feb 2010, 12:44 م]ـ
وفقكم الله يا ابا مبارك وأعانكم على اختيار الأكفاء المخلصين.
ـ[الجكني]ــــــــ[09 Feb 2010, 03:00 م]ـ
بل سمعنا أن الباب فتح لطلبات التقديم على " أستاذ مساعد " من الجنسين، في الدراسات القرآنية؛ والأولوية لعلم القراءات، فهلا تكرمتم أخي د/ فهد بالرابط الخاص بذلك.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[09 Feb 2010, 03:28 م]ـ
بل سمعنا أن الباب فتح لطلبات التقديم على " أستاذ مساعد " من الجنسين، في الدراسات القرآنية؛ والأولوية لعلم القراءات، فهلا تكرمتم أخي د/ فهد بالرابط الخاص بذلك.
شيخنا الكريم .. بحسب ما أعلم أن التقديم على وظيفة أستاذ مساعد غير مرتبط بوقت أو تاريخ بل هو مفتوح طوال العام، وأما ما تم الإعلان عنه فهو خاص بوظائف المعيدين والمعيدات بقسمي التفسير والقراءات ...(/)
أحق أن السلفية تطامن من العقل , وتزري بالقدرة , وتحجر على الموهبة؟
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[09 Feb 2010, 12:09 م]ـ
بعدما حبَّر الكاتب الطلعَة المتفنن عبدالله بن عبدالعزيز الهدلق -استعمله الله في طاعته- مقالةً بديعة بعنوان "حين لا تستقيم الحكومات. . تعوج الطوابير "= سلط بعضُ القرّاءِ الضوءَ على أحرفٍ يسيرة من كتابته، وتناولوها بالنقد وغفلوا - أو قل: تغافلوا - عن إضاءاتِه الماتعةِ في بقيّة المقالة ..
فماكان منه إلا أن أرخى قلمه - إذ ليس هو ممن يتكلف الكتابة (1) - فحبَّر وزبَّر .. فهاكم ماخطّته أنامله:
-----------------
أحق أن السلفية تطامن من العقل , وتزري بالقدرة , وتحجر على الموهبة؟ وأن الإبداع لا يقاربه قلم الكاتب: إلا أن يتمرد على إسار النص , ويجري في أفانين الغواية , ويكسر حاجز المقدس؟ أحق أن السلفية تورث صاحبها ذهناً فاتراً , وأداة خابية , وروحاً بليدة؟ وأن العبقرية إنما تتنزى من نفس الإنسان , والوهج إنما يلفح في أحرف هجائه , والمعاني تأتلق بها روعة تراكيبه؛ حين يوصف بكل وصف إلا أن يكون سلفياً؟ أحق أن السلفية تأسر محط النظر فلا يبرح القرطاس الأصفر , وتطمس مجالي البهاء فلا ينفذ الجمال الى مسارب الفؤاد , فهي قدر المحرومين .. قدر المحرومين من لذاذات العقول , ومدارج الثقافة , ومطارح الجمال؟ وأن كل أحد إلا أن يكون سلفياً: له من أيامه: بهجة المعرفة , وثراء تراث الإنسان , ومفاتن الفكر , ومهاوي الفتون؟ لقد حاولت من خلال (مشروعي الثقافي الصغير) أن أفند هذا الشغب الصبياني البليد الذي يلصقه أراذل أهل المعرفة بهذه السلفية المباركة .. فجعلت قلمي وأيامي - على بساطة تجربتي - وقفاً على هذا المشروع , أردت أن أثبت أن السلفية تحسن أشياء كثيرة إن هي أرادت , وأنها ليست تطامن من العقل , ولا تورث صاحبها ذهناً فاتراً , وأنها ليست بقدر المحرومين من لذاذات العقول , ومطارح الجمال .. وأن الإبداع طوع قلم الكاتب - إن هو استعد - دون أن يستطيل على الرب والدين ويتهاون بالأصول والمعتقدات .. فذهبت أنشىء التأصيل المعرفي .. أرود الثقافة على اتساع مداها , وأحلل الفكر في أصوله , وأوظف الكلام من مظانه العالية , ببيان مشرق وضيء مااستطعت .. حاولت أن أنقض عليهم دعاواهم الواهية , وأدفع الفرية التي يصمنا بها سقط أهل الفكر: حين يرددون أن الخطاب السلفي بات خطاباً متربصاً , ناقداً لمنجز الآخرين دون أن ينجز .. لم أحب أن يذلني أحد - أنا السلفي - إذلالاً معرفياً .. فآمل ألا تختصر هذه الآمال الثقافية , وألا يختزل هذا المشروع المعرفي الذي وقفت حياتي لأجله؛ بثلاثة أسطر وردت في بداية مقال (لي فيها وجهة نظر خاصة لم أتراجع عنها حتى الساعة) فيغيب عن القارىء ما وراء ذلك من سمو المقاصد وكريم الغايات , وبسط هذا بحاجة إلى كلام أوفى .. عسى الله سبحانه أن يوفقنا لما يحب ويرضى , وصلى الله وسلم على نبينا محمد
(1) يبينه قوله في مقالة له بعنوان"بئس هذا الناس": (فانشرح قلمي ... - وقد جاوزتُ طَوْر تكلّفِ الشجى لاستدرار الموهبة-)(/)
أذان العزة،،،،،للشيخ عبد العزيز الداخل. حفظه الله.
ـ[جليسة العلم]ــــــــ[11 Feb 2010, 02:33 م]ـ
أذان العزة
تحدَّرَ دمعُ عينيكَ السَّكُوبُ = على رَبْعٍ تَعَاوَرُه الخطوبُ
تَعَاوَرُه الرَّوامسُ كلَّ يوم = له من موجها لُجَجٌ تنوبُ
فأضحى كلُّ ذي عَلَمٍ يبابا = وأخلي منه ساكنه الحبيبُ
وَبُدِّلَتِ السوائم بعد رَتْعٍ = بنبتٍ للسوائم لا يطيبُ
فظلت في مراعيها شحوباً = وحُجِّرَ دونها المرعى الخصيبُ
تُرَجِّعُ فيه أنظارَ الثكالى = وقد حنَّت له منها القلوبُ
وَبُدِّلَ بئرُها بقليبِ سوءٍ = أَضَرَّ بها ألا لُعِنَ القليبُ
وكان شرابُها بمعينِ صفوٍ = كأنَّ صفاءَه ورقٌ قشيبُ
وكانت كلَّما نَهَلَت أُعِلَّت = فكادت كلَّما شربت تذوبُ
وكانت كلَّما تشكي اعتلالاً = لها في كلِّ سابلةٍ طبيبُ
فأَضْحَت والزَّمانُ له انقلابٌ = لها من كلِّ موجعةٍ نصيبُ
وكانت لا يزال بها غَنَاءٌ = إذا ما الأرضُ أَمْحَلَها الجدوبُ
فأنهكها مع الإمحال شِرْبٌ = خبيثٌ لا يساغُ ولا يُثِيبُ
بعيني ما تُلاقِي من بلاءٍ = وفي قلبي لشكواها ندوبُ
يُخَبِّرُنِي لِسانُ الحالِ عنها = لِسانُ الحالِ مَنْطِقُهُ عجيبُ
يُفَصِّلُ مَنْطِقَاً لا عِيَّ فيهِ = إذا ما خانَ مَنْطِقَهُ الكذوبُ
فَدَعْ عَنكَ البكاء على طُلُولٍ = لها شمس إذا طلعت تغيبُ
وخبر أهل جلدتنا كلاماً = له في القلب إن عقلوا وجيبُ
بأن العز لا يدنيه ذلٌّ = ولا ينجو من الذلِّ الهيوبُ
وأنَّ الذلَّ أوَّله تغاضٍ = على مضض وآخره لحوب
وأوَّله نجاء في رخاء = وآخره مهانات تشيب
وأَذِّنْ في بقايا من أقرُّوا = بميثاق البيان ليستجيبوا
فإنَّ الأرضَ بالدَّلْوَيْنِ تُرْوَى = وإنَّ الماءَ منبعُهُ قريبُ
هنا رابط القصيدة في موقع الشيخ حفظه الله. ( http://www.afaqattaiseer.com/vb/showthread.php?t=5229)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Feb 2010, 08:56 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله.
قصيدة جميلة، وشاعر مجيد فتح الله عليك أخي الكريم عبدالعزيز.
اقتراح:
لو استبدلتَ قولك:
وخبر أهل جلدتنا كلاماً * له في القلب إن عقلوا وجيبُ
بـ:
وأبلغ أهل جلدتنا بأمرٍ * له في القلب إن عقلوا وجيبُ
ـ[يحيى بن عبدربه الزهراني]ــــــــ[28 Feb 2010, 08:32 ص]ـ
ما شاء الله , قصيدة جميلة , ما أحوجنا لمثل هذا الأدب الرفيع في زمن تدنى الأدب حتى وصل الحضيض!!(/)
قصيدة: الأندلسي في الذب عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[12 Feb 2010, 04:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصيدة: الأندلسي في الذب عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
ما شَانُ أُمِّ المُؤْمِنِينَ وَشَانِي=هُدِيَ المُحِبُّ لها وضَلَّ الشَّانِي
إِنِّي أَقُولُ مُبَيِّناً عَنْ فَضْلِها=ومُتَرْجِماً عَنْ قَوْلِها بِلِسَانِي
يا مُبْغِضِي لا تَأْتِ قَبْرَ مُحَمَّدٍ=فالبَيْتُ بَيْتِي والمَكانُ مَكانِي
إِنِّي خُصِصْتُ على نِساءِ مُحَمَّدٍ=بِصِفاتِ بِرٍّ تَحْتَهُنَّ مَعانِي
وَسَبَقْتُهُنَّ إلى الفَضَائِلِ كُلِّها=فالسَّبْقُ سَبْقِي والعِنَانُ عِنَانِي
مَرِضَ النَّبِيُّ وماتَ بينَ تَرَائِبِي=فالْيَوْمُ يَوْمِي والزَّمانُ زَمانِي
زَوْجِي رَسولُ اللهِ لَمْ أَرَ غَيْرَهُ=اللهُ زَوَّجَنِي بِهِ وحَبَانِي
وَأَتَاهُ جِبْرِيلُ الأَمِينُ بِصُورَتِي=فَأَحَبَّنِي المُخْتَارُ حِينَ رَآنِي
أنا بِكْرُهُ العَذْراءُ عِنْدِي سِرُّهُ=وضَجِيعُهُ في مَنْزِلِي قَمَرانِ
وتَكَلَّمَ اللهُ العَظيمُ بِحُجَّتِي=وَبَرَاءَتِي في مُحْكَمِ القُرآنِ
واللهُ خَفَّرَنِي وعَظَّمَ حُرْمَتِي=وعلى لِسَانِ نَبِيِّهِ بَرَّانِي
واللهُ في القُرْآنِ قَدْ لَعَنَ الذي=بَعْدَ البَرَاءَةِ بِالقَبِيحِ رَمَانِي
واللهُ وَبَّخَ مَنْ أَرادَ تَنَقُّصِي=إفْكاً وسَبَّحَ نَفْسَهُ في شَانِي
إنِّي لَمُحْصَنَةُ الإزارِ بَرِيئَةٌ=ودَلِيلُ حُسْنِ طَهَارَتِي إحْصَانِي
واللهُ أَحْصَنَنِي بخاتَمِ رُسْلِهِ=وأَذَلَّ أَهْلَ الإفْكِ والبُهتَانِ
وسَمِعْتُ وَحْيَ اللهِ عِنْدَ مُحَمَّدٍ=مِن جِبْرَئِيلَ ونُورُهُ يَغْشانِي
أَوْحَى إلَيْهِ وَكُنْتُ تَحْتَ ثِيابِهِ=فَحَنا عليَّ بِثَوْبِهِ خَبَّاني
مَنْ ذا يُفَاخِرُني وينْكِرُ صُحْبَتِي=ومُحَمَّدٌ في حِجْرِهِ رَبَّاني؟
وأَخَذْتُ عن أَبَوَيَّ دِينَ مُحَمَّدٍ=وَهُما على الإسْلامِ مُصْطَحِبانِ
وأبي أَقامَ الدِّينَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ=فالنَّصْلُ نَصْلِي والسِّنانُ سِنانِي
والفَخْرُ فَخْرِي والخِلاَفَةُ في أبِي=حَسْبِي بِهَذا مَفْخَراً وكَفانِي
وأنا ابْنَةُ الصِّدِّيقِ صاحِبِ أَحْمَدٍ=وحَبِيبِهِ في السِّرِّ والإعلانِ
نَصَرَ النَّبيَّ بمالِهِ وفَعالِهِ=وخُرُوجِهِ مَعَهُ مِن الأَوْطانِ
ثانِيهِ في الغارِِ الذي سَدَّ الكُوَى=بِرِدائِهِ أَكْرِمْ بِهِ مِنْ ثانِ
وَجَفَا الغِنَى حتَّى تَخَلَّلَ بالعَبَا=زُهداً وأَذْعَنَ أيَّمَا إذْعانِ
وتَخَلَّلَتْ مَعَهُ مَلاَئِكَةُ السَّمَا=وأَتَتْهُ بُشرَى اللهِ بالرِّضْوانِ
وَهُوَ الذي لَمْ يَخْشَ لَوْمَةَ لائِمٍ=في قَتْلِ أَهْلِ البَغْيِ والعُدْوَانِ
قَتَلَ الأُلى مَنَعوا الزَّكاةَ بِكُفْرِهِمْ=وأَذَلَّ أَهْلَ الكُفْرِ والطُّغيانِ
سَبَقَ الصَّحَابَةَ والقَرَابَةَ لِلْهُدَى=هو شَيْخُهُمْ في الفَضْلِ والإحْسَانِ
واللهِ ما اسْتَبَقُوا لِنَيْلِ فَضِيلَةٍ=مِثْلَ اسْتِبَاقِ الخَيلِ يَومَ رِهَانِ
إلاَّ وطَارَ أَبي إلى عَلْيَائِها=فَمَكَانُهُ مِنها أَجَلُّ مَكَانِ
وَيْلٌ لِعَبْدٍ خانَ آلَ مُحَمَّدٍ=بِعَدَاوةِ الأَزْواجِ والأَخْتَانِ
طُُوبى لِمَنْ والى جَمَاعَةَ صَحْبِهِ=وَيَكُونُ مِن أَحْبَابِهِ الحَسَنَانِ
بَيْنَ الصَّحابَةِ والقَرابَةِ أُلْفَةٌ=لا تَسْتَحِيلُ بِنَزْغَةِ الشَّيْطانِ
هُمْ كالأَصَابِعِ في اليَدَيْنِ تَوَاصُلاً=هل يَسْتَوِي كَفٌّ بِغَيرِ بَنانِ؟!
حَصِرَتْ صُدورُ الكافِرِينَ بِوَالِدِي=وقُلُوبُهُمْ مُلِئَتْ مِنَ الأَضْغانِ
حُبُّ البَتُولِ وَبَعْلِها لم يَخْتَلِفْ=مِن مِلَّةِ الإسْلامِ فيهِ اثْنَانِ
أَكْرِمْ بِأَرْبَعَةٍ أَئِمَّةِ شَرْعِنَا=فَهُمُ لِبَيْتِ الدِّينِ كَالأرْكَانِ
نُسِجَتْ مَوَدَّتُهُمْ سَدىً في لُحْمَةٍ=فَبِنَاؤُها مِن أَثْبَتِ البُنْيَانِ
اللهُ أَلَّفَ بَيْنَ وُدِّ قُلُوبِهِمْ=لِيَغِيظَ كُلَّ مُنَافِقٍ طَعَّانِ
رُحَمَاءُ بَيْنَهُمُ صَفَتْ أَخْلاقُهُمْ=وَخَلَتْ قُلُوبُهُمُ مِنَ الشَّنَآنِ
فَدُخُولُهُمْ بَيْنَ الأَحِبَّةِ كُلْفَةٌ=وسِبَابُهُمْ سَبَبٌ إلى الحِرْمَانِ
جَمَعَ الإلهُ المُسْلِمِينَ على أبي=واسْتُبْدِلُوا مِنْ خَوْفِهِمْ بِأَمَانِ
وإذا أَرَادَ اللهُ نُصْرَةَ عَبْدِهِ=مَنْ ذا يُطِيقُ لَهُ على خِذْلانِ؟!
مَنْ حَبَّنِي فَلْيَجْتَنِبْ مَنْ َسَبَّنِي=إنْ كَانَ صَانَ مَحَبَّتِي وَرَعَانِي
وإذا مُحِبِّي قَدْ أَلَظَّ بِمُبْغِضِي=فَكِلاهُمَا في البُغْضِ مُسْتَوِيَانِ
إنِّي لَطَيِّبَةٌ خُلِقْتُ لِطَيِّبٍ=ونِسَاءُ أَحْمَدَ أَطْيَبُ النِّسْوَانِ
إنِّي لأُمُّ المُؤْمِنِينَ فَمَنْ أَبَى=حُبِّي فَسَوْفَ يَبُوءُ بالخُسْرَانِ
اللهُ حَبَّبَنِي لِقَلْبِ نَبِيِّهِ=وإلى الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ هَدَانِي
واللهُ يُكْرِمُ مَنْ أَرَادَ كَرَامَتِي=ويُهِينُ رَبِّي مَنْ أَرَادَ هَوَانِي
واللهَ أَسْأَلُهُ زِيَادَةَ فَضْلِهِ=وحَمِدْتُهُ شُكْراً لِمَا أَوْلاَنِي
يا مَنْ يَلُوذُ بِأَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ=يَرْجُو بِذلِكَ رَحْمَةَ الرَّحْمانِ
صِلْ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ ولا تَحِدْ=عَنَّا فَتُسْلَبَ حُلَّةَ الإيمانِ
إنِّي لَصَادِقَةُ المَقَالِ كَرِيمَةٌ=إي والذي ذَلَّتْ لَهُ الثَّقَلانِ
خُذْها إليكَ فإنَّمَا هيَ رَوْضَةٌ=مَحْفُوفَةٌ بالرَّوْحِ والرَّيْحَانِ
صَلَّى الإلهُ على النَّبيِّ وآلِهِ=فَبِهِمْ تُشَمُّ أَزَاهِرُ البُسْتَانِ
&&&&
ومضة
" رحم الله أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رحمة واسعة وجمعنا بها في دار كرامته "
إلهي نجنا من كل سوء ... فأنت إلهنا مولى الجميع
وهب لنا في المدينة مستقراً ... ورزقاً ثم دفناً بالبقيع
&&&&
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد البكري]ــــــــ[13 Feb 2010, 12:12 ص]ـ
صح لسانك .. بارك الله فيك ..
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[13 Feb 2010, 01:15 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصيدة: الأندلسي في الذب عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
وإذا أَرَادَ اللهُ نُصْرَةَ عَبْدِهِ=مَنْ ذا يُطِيقُ لَهُ على خِذْلانِ؟!
&&&&
ومضة
" رحم الله أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رحمة واسعة وجمعنا بها في دار كرامته "
إلهي نجنا من كل سوء ... فأنت إلهنا مولى الجميع
وهب لنا في المدينة مستقراً ... ورزقاً ثم دفناً بالبقيع
&&&&
أحبك الله الذي أحببت أهله من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وأزواجه ومن تبعهم بإحسان.
وما أحسن ما قلت، وما أصدق ما قلت جميعا وقد لخصته في هذا البيت الذي اقتبست من قصيدتك الجميلة.
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[06 Jul 2010, 08:05 م]ـ
قصيدة الواضحية لإبن بهيج الأندلسي في الدفاع عن عائشة ( http://www.mashahd.net/view_video.php?viewkey=d45b442219f6126aa093&ss=1)(/)
بلاد المطربين أوطاني
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[12 Feb 2010, 07:29 م]ـ
(كلمات موجعة - تحت هذا العنوان -وصلتني على البريد،تستحق القراءة)
وصلتُ إلى بيروت في بداية التسعينات، في توقيت وصول الشاب خالد إلى النجوميّة العالميّة. أُغنية واحدة قذفت به إلى المجد• كانت أغنية "دي دي واه" شاغلة الناس ليلاً ونهاراً. على موسيقاها تُقام الأعراس، وتُقدَّم عروض الأزياء، وعلى إيقاعها ترقص بيروت ليلاً، وتذهب إلى مشاغلها صباحاً.
كنت قادمة لتوِّي من باريس، وفي حوزتي مخطوط "الجسد"، أربعمائة صفحة قضيت أربع سنوات في نحتها جملة جملة، محاوِلة ما استطعت تضمينها نصف قرن من التاريخ النضالي للجزائر، إنقاذاً لماضينا، ورغبة في تعريف العالم العربي إلى أمجادنا وأوجاعنا. لكنني ما كنت أُعلن عن هويتي إلاّ ويُجاملني أحدهم قائلاً: "آه .. أنتِ من بلاد الشاب خالد! "، واجداً في هذا الرجل الذي يضع قرطاً في أذنه، ويظهر في التلفزيون الفرنسي برفقة كلبه، ولا جواب له عن أي سؤال سوى الضحك الغبيّ، قرابة بمواجعي. وفوراً يصبح السؤال، ما معنى عِبَارة "دي دي واه"؟ وعندما أعترف بعدم فهمي أنا أيضاً معناها، يتحسَّر سائلي على قَدَر الجزائر، التي بسبب الاستعمار لا تفهم اللغة العربية!
وبعد أن أتعبني الجواب عن "فزّورة" (دي دي واه)، وقضيت زمناً طويلاً أعتذر للأصدقاء والغرباء وسائقي التاكسي، وعامل محطة البنزين المصري، ومصففة شعري عن جهلي وأُميتي، قررت ألاّ أفصح عن هويتي الجزائرية، كي أرتاح.
لم يحزنّي أن مطرباً بكلمتين، أو بالأحرى بأغنية من حرفين، حقق مجداً ومكاسب، لا يحققها أي كاتب عربي نذر عمره للكلمات، بقدر ما أحزنني أنني جئت المشرق في الزمن الخطأ.
ففي الخمسينات، كان الجزائري يُنسبُ إلى بلد الأمير عبد القادر، وفي الستينات إلى بلد أحمد بن بلّة وجميلة بو حيرد، وفي السبعينات إلى بلد هواري بومدين والمليون شهيد ... اليوم يُنسب العربي إلى مطربيه، وإلى الْمُغنِّي الذي يمثله في "ستار أكاديمي" ... وهكذا، حتى وقت قريب، كنت أتلقّى المدح كجزائرية من قِبَل الذين أحبُّوا الفتاة التي مثلت الجزائر في "ستار أكاديمي"، وأُواسَى نيابة عنها .... هذا عندما لا يخالني البعض مغربية، ويُبدي لي تعاطفه مع صوفيا.
وقبل حرب إسرائيل الأخيرة على لبنان، كنت أتابع بقهر ذات مساء، تلك الرسائل الهابطة المحبطة التي تُبث على قنوات الغناء، عندما حضرني قول "ستالين" وهو ينادي، من خلال المذياع، الشعب الروسي للمقاومة، والنازيون على أبواب موسكو، صائحاً: "دافعوا عن وطن بوشكين وتولستوي". وقلت لنفسي مازحة، لو عاودت إسرائيل اليوم اجتياح لبنان أو غزو مصر، لَمَا وجدنا أمامنا من سبيل لتعبئة الشباب واستنفار مشاعرهم الوطنية، سوى بث نداءات ورسائل على الفضائيات الغنائية، أن دافعوا عن وطن هيفاء وهبي وإليسا ونانسي عجرم ومروى وروبي وأخواتهن .... فلا أرى أسماء غير هذه لشحذ الهمم ولمّ الحشود.
وليس واللّه في الأمر نكتة. فمنذ أربع سنوات خرج الأسير المصري محمود السواركة من المعتقلات الإسرائيلية، التي قضى فيها اثنتين وعشرين سنة، حتى استحق لقب أقدم أسير مصري، ولم يجد الرجل أحداً في انتظاره من "الجماهير" التي ناضل من أجلها، ولا استحق خبر إطلاق سراحه أكثر من مربّع في جريدة، بينما اضطر مسئولو الأمن في مطار القاهرة إلى تهريب نجم "ستار أكاديمي" محمد عطيّة بعد وقوع جرحى جرّاء تَدَافُع مئات الشبّان والشابّات، الذين ظلُّوا يترددون على المطار مع كل موعد لوصول طائرة من بيروت.
في أوطان كانت تُنسب إلى الأبطال، وغَدَت تُنسب إلى الصبيان، قرأنا أنّ محمد خلاوي، الطالب السابق في "ستار أكاديمي"، ظلَّ لأسابيع لا يمشي إلاّ محاطاً بخمسة حراس لا يفارقونه أبداً .. ربما أخذ الولد مأخذ الجد لقب "الزعيم" الذي أطلقه زملاؤه عليه!
ولقد تعرّفت إلى الغالية المناضلة الكبيرة جميلة بوحيرد في رحلة بين الجزائر وفرنسا، وكانت تسافر على الدرجة الاقتصادية، مُحمَّلة بما تحمله أُمٌّ من مؤونة غذائية لابنها الوحيد، وشعرت بالخجل، لأن مثلها لا يسافر على الدرجة الأُولى، بينما يفاخر فرخ وُلد لتوّه على بلاتوهات "ستار أكاديمي"، بأنه لا يتنقّل إلاّ بطائرة حكوميّة خاصة، وُضِعَت تحت تصرّفه، لأنه رفع اسم بلده عالياً!
ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه .. أواه .. ثمّ أواه .. مازال ثمَّة مَن يسألني عن معنى "دي دي واه"!
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[12 Feb 2010, 10:09 م]ـ
حقا نحن نعيش في زمن العجائب والغرائب.
كم من أعضاء هذا الملتقى لديهم مؤلفات ومخطوطات، لا يقدرون على نشرها ولا يجدون من يعينهم على ذلك؟
كم من أعضاء هذا الملتقى يحمل اعلى الدرجات العلمية، فإذا سافر إلى بلد لا يجد من يلتفت إليه، بل ربما كان موضع المساءلة.
ومن الغرائب، أن تنظم مؤسسة دينية مؤتمرا علميا وتدعو إليه العلماء، ولكنها تشترط عليهم ان تكون نفقات السفر على حسابهم، ولا تفترض أنهم قد لا يملكون من حطام الدنيا غير علمهم.
ومن الغرائب أن تأليف عشرة كتب لا كتاب واحد، لن تعود على صاحبها بما تعود أغنية ساقطة على راسب في الثانوية.
ونقول كما قالت صاحبة الكلمة، لا حول ولا قوة إلا بالله.(/)
ومضة!
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[13 Feb 2010, 01:45 ص]ـ
لا يسدل الخمار
على الوجه أم على الثقافة؟!
المستميتون في قضية المرأة من بعض الكتبة لا يدعون الحليم العاقل حيرانا!!
هل غضبهم من أجل الإبداع الذي حجب وحيل بينه وبين الأمة؟ أم أن تلمظهم من أجل الوجه الذي ستر وأسدل عليه الخمار؟
من أجل أن نحسن بهم الظن؛عليهم أن يرفعوا عقيرتهم:لابد أن تخرج ثقافة المرأة إلى النور،ولابد أن نقرأها وتقرأها الأجيال، وأما خمار المرأة وجلبابها فليس قضيتنا.،فنحن أرباب القلم، نجوب الفيافي والقفار! نبحث عن العلم والثقافة المدفونة، ولن يقرّ لنا قرار ويهدأ لنا بال،ويطيب لنا عيش،حتى نخرجها من تحت الركام!!!!(/)
نسأل الله الشفاء لشيخنا العلامة أحمد بن حسن المعلم
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[13 Feb 2010, 01:52 م]ـ
أصيبت الأوساط الإسلامية في اليمن بالخوف إثر الخبر الذي شاع بشأن مرض فضيلة الشيخ العلامة الوالد / أحمد بن حسن المعلم رئيس مجلس علماء أهل السنة والجماعة بحضرموت, ورئيس منتدى المعلم الثقاقي بحضرموت ورئيس مجلس ادارة كلية الريان بحضرموت.
حيث أن فضيلته أصابته حالة إغماء قبل يومين نقل خلالها الى أحد المستشفيات بالعاصمة صنعاء - حيث كان هناك في مهمة دعوية في إحدى المؤتمرات - وبعد اجراء كامل الفحوصات لفضيلته تبين أنه في حاجة لعملية قسطرة عاجلة وقد تقرر إجراء العلمية لفضيلته بجمهورية مصر الشقيقة.
ومن خلال مصدر قريب تبين أن فضيلته تجرى له حاليا إجراءات السفر للمغادرة الى مصر فنسأل الله له دوام الصحة والعافية وأن يطيل الله عمره في سبيل إعلاء راية التوحيد والدعوة.
وبالشفاء العاجل يا أبامحمد ...
وجاء في موقع المكلا اليوم ما يلي:
غادرصباح اليوم السبت الشيخ المعلم احمد بن حسن المعلم صنعاء متوجها للقاهرة لتلقي العلاج في احد مستشفيات العاصمة المصرية القاهرة بعد تعرضه لازمة صحية موخرا يرافقه الدكتور سالم بافقير
وقبل مغادرته صرح الشيخ المعلم لموقع المكلا اليوم قائلا عند اصابتى مساءالاثنين بوعكة صحية اسعفت مباشرة الى غرفة العناية المركزه لمستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا
الروابط:
http://www.mukallatoday.com/LocalNews.aspx
أو
http://www.alwsta.com/vb/showthread.php?t=15315
ولشيخنا موقع خاص به تجده على هذا الرابط:
http://mualm.com/(/)
خزانة الأدب: تأملات خاصة في ظلال أدب العربية
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Feb 2010, 07:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
منذ التحقتُ بالدراسة في كلية الشريعة تعلقتُ بالأدب من قراءات متفرقة في كتبه القديمة وبعض المعاصرة، وكنت أذهل أحياناً عن المحاضرات لاستغراقي في قراءة بعض دواوين الشعر في المكتبة المركزيَّة للكلية. وأذكر يوماً أنني ضحكت دون شعور لبعض نقائض جرير والفرزدق في وسط سكونٍ مخيم على المكتبة والقراء، فنهرني المشرف على المكتبة وكاد يطردني، وكان أستاذاً مصرياً جليلاً صاحب علم وفضل لا أنساه، وكان مشرفاً متميزاً على المكتبة المركزية لم أجد بعده مثله في حزمه ومعرفته بكتب المكتبة المركزية، ثم خلف من بعده شباب صغار لا يفرقون بين ديوان أبي تمام، وديوان المراقبة العامة.
ولا أنسى ذلك الوقت الممتع الذي تعرفتُ فيه على قصيدة تأبط شراً في وصف الغول، وسعادتي الغامرة بمعرفة تلك القصيدة، وكان وقت المحاضرة قد حضر، فترددت بين البقاء لحفظ القصيدة أو كتابتها باليد من الكتاب، وبين حضور المحاضرة، وأصبح حالي القائل (اللهم أمي وصلاتي .. )، فغلبني حب الأدب فبقيت حتى حفظت القصيدة ونقلتها ونقلت شرحها بيدي، ولا أزال حتى الآن أعدُّها من أثمن محفوظاتي، وهذا سر من أسرار الأدب الخالد، وعلوقه بالنَّفس.
وأذكر أحد الطلاب النابهين الذي درستهم في كلية الشريعة في أول عهدي بالتدريس عام 1415هـ، وكنتُ أدرسهم مقرر (علوم القرآن)، وكان من عادتي أن أستوفي شرح المطلوب في أول الوقت، ثم أدع آخر المحاضرة للأسئلة والأدب. وذات يوم أنشدت الطلاب قصيدة بديع الزمان الهمذاني في وصف الأسد التي قالها على لسان بشر بن عوانة العبدي ضمن المقامة البشريَّة. ومرت الأيام بعد ذلك، حتى لقيني هذا الطالب الصديق العزيز هذا العام بعد مرور ستة عشر عاماً على ذلك الدرس، فقال: لقد مررتُ على الكليَّة، فلم أتذكر من أيامها الجميلة إلا تلك المحاضرة وتلك القصيدة البديعة!
ولذلك فإنني سوف أجتهد في هذه السلسلة في ملتقى أهل التفسير أن أروح عن نفسي أولاً، وأترك العنان ليدي وفكري أن يختار ويعلق على بعض الأبيات والقصائد المختارة من الشعر العربي بكافة عصوره، والوقوف مع بعض الكتب والدواوين والمختارات مع تعليقات شخصية حول هذه المختارات والفوائد.
ولعل في مثل هذه التأملات الأدبية تخفيفاً على أنفسنا من جفاف مسائل الكتب والعلم وجديتها، إلى أفياء الأدب وظلاله الوارفة، التي تجد فيها النفس الذواقة متعتها وأنسها وراحتها، وقديماً قيل: نحن إلى قليل من الأدب أحوج منا إلى كثير من العلم، ومع أن المقصود بالأدب أدب النفس والأخلاق، إلا أن الأدب العربي حسب تجربتي من أقوى ما يعين على تهذيب الأخلاق والتخلق بمكارمها.
وأرجو أن تجد هذه المختارات قبولاً لدى القراء الكرام.
الثلاثاء 2/ 3/1431هـ
ـ[عبدالله الحجي]ــــــــ[16 Feb 2010, 10:12 م]ـ
وأقترح أن تكون الباكورة من أشعارك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Feb 2010, 10:20 م]ـ
دعونا نبدأ مع الشاعر محمد محمود الزبيري رحمه الله (1328 - 1385هـ)، شاعر اليمن الأول في العصر الحديث، من يقرأ ديوانه يشعر بروح الشاعرية تتوثب توثباً من خلال الأبيات.
ولد ونشأ الزبيري في في حارة بستان السلطان بمدينة صنعاء باليمن، العاصمة اليمنية العريقة، وبها بدأ تعلمه، ومال إلى الأدب عامة والشعر خاصة، فدرسه حتى تمكن من نفسه، فهام به أي هيام. (1)
وأسرة الزبيري من الأسر الصنعانية العريقة التي نبغ فيها قضاة وعلماء وشعراء، فقد كان جده القاضي لطف الباري الزبيري شاعراً وكان من أسرته أيضاً القاضي لطف الله بن محمد الزبيري من علماء حفظة كتاب الله ومن شعراء اليمن المعروفين، كما اشتغل والده محمود الزبيري بالقضاء، فأسرة الزبيري أسرة قضاة، وكثيراً ما رأينا لقب القاضي مقترناً باسم شاعرنا ولقد حفظ الزبيري القرآن الكريم صغيراً وكان ندي الصوت بالقرآن، يحب الناس أن يستمعوا إليه وإذا استمعوا إليه أنصتوا وخشعوا وقد أم الناس في صلاتهم وهو لم يزل دون العشرين من عمره.
(يُتْبَعُ)
(/)
بدأ دراسته في الكتَّاب ثم بالمدرسة العلية ثم بجامع صنعاء الكبير، وكان هاوياً للمطالعة هواية ملكت عليه لبه، ونظم الشعر وهو دون العشرين من عمره أيضاً.
وقبل نشوب الحرب العالمية الثانية انتقل إلى مصر ليتم دراسته، فالتحق بدار العلوم، وقبل أن يتم دراسته فيها عاد إلى اليمن عام 1941 م وكانت الأوضاع فيها متردية، استشرى فيها الفقر والمرض، ولم يقم الحكام بواجبهم نحو مكافحة هذين البلاءين، وزاد الأمر سوءا انتشار الجهل وانتصار حكام اليمن له، فأذهل هذا الوضع الزبيري فصرخ متألماً:
ماذا دهى قحطان؟ في لحظاتهم = بُؤسٌ وفي كلماتهم آلامُ
جهلٌ وأمراضٌ وظلمٌ فادحٌ= ومخافةٌ ومجاعةٌ و" إِمامُ"
لقد اتسعت الشقة بين الشعب اليمني وحكامه، وترصد كل منهما الآخر وكان لابد للزبيري أن يسعى لإنقاذ شعبه مما هو فيه، فسعى إلى إقناع الحكام بالسماح لهذا الشعب المسكين أن ينطلق من قيوده، وقد بذل كل ما في وسعه لتحقيق الخير لبني وطنه، فمدح الأئمة وأبناءهم، وصانعهم ولاينهم، ولكن بلا جدوى، فقد تمكنت في نفوسهم عقيدة راسخة بأن هذا الشعب لا يحكم إلا بالحديد والنار.
ولما يئس من استجابة الحكام لدعوته للإصلاح، ترك المصانعة وأعلها عليهم حربا ضروسا، سلاحه فيها شعره المتفجر الملتهب، فقد كان يعتقد بأن للقلم في مقاومة الطغيان فعل الحديد والنار، وقد عبَّر عن هذا الاعتقاد نثراً وشعرا فمن ذلك قوله: (كنت أحس إحساسا أسطورياً بأني قادر بالأدب وحده على أن أقوض ألف عام من الفساد والظلم والطغيان) وفي نفس المعنى يقول شعرا:
قوضت بالقلمِ الجبَّارِ مملكةً * كانت بأقطابها مشدودة الطنبِ
وفي نفس العام الذي عاد فيه من القاهرة استقبلته سجون صنعاء وتعز ولما استطاع محبوه أن يخرجوه من السجن لم يطق البقاء في اليمن - السجن الكبير كما دعاه - فارتحل إلى عدن سنة 1944م لعله يستطيع أن ينطلق منها لتحقيق الحرية لقومه، فعمل على بث روح التضحية والثورة في الشعب اليمنى عن طريق صحيفته التي أصدرها في عدن سنة 1946 م باسم " صوت اليمن " واختاره اليمنيون المقيمون هناك رئيسا للاتحاد اليمني، وأسلموا له راية الجهاد. . تابع جهاده في عدن رغم مضايقات الإنجليز إلى أن قامت الثورة الأولى بقيادة عبد الله بن أحمد الوزير سنة 1948 م، قتل فيها الإمام يحي حميد الدين وعدد من أولاده، فهرع إلى اليمن وعين وزيرا للمعارف، ولكن هذه الثورة لم تدم أكثر من شهر، وعادت أسرة حميد الدين للحكم فى شخص الإمام أحمد ابن الإمام المقتول. وفر الزبيري ثانية، ولكنه وجد الأبواب أمامه موصدة إلا باب الدولة الإسلامية الناشئة في باكستان فالتجأ إليها، ولقي من شعبها المسلم كلَّ تكريم فقابل هذا التكريم بمثله فتغنى بهذا الشعب الأبي، وأنشد أجمل قصائده فيه وأذاع روائع شعره من إذاعة الدولة الناشئة، وقصيدته التي معنا في هذه التأملات كتبها في كوخ من أكواخ باكستان بعيداً عن وطنه.
وفي عام 1952 م هرع إلى مصر عندما علم بقيام الثورة فيها، واستبشر الزبيري خيراً بهذه الثورة عندما لاحت على بداياتها السمات الإسلامية، فأمل في مساعدة قادتها لليمن، وما كان يعلم آنذاك ما خبأته الأقدار لليمن على أيدي رجالات هذه الثورة قام أحمد يحيى الثلايا بثورته الإصلاحية قي سنة1955 م والزبيري بمصر ولكن الثورة فشلت قبل أن يسهم فيها بشيء، وعاد حكام اليمن اكثر قسوة وأشد تصميما على منهجهم في الحكم، واستمر الزبيري في مصر يدعو لإنصاف شعب اليمن عن طريق المقالات التي ينشرها في صحيفة " صوت اليمن " التي أعاد إصدارها في سنة1955 م وأخذ يشارك في جميع القضايا العربية والإسلامية بجهده وشعره.
ويئس بعض رفاقه قي الكفاح، وظل الأمل يحدوه، وقامت ثورة 1962 م بقيادة عبد الله السلال الذي استدعى الزبيري من القاهرة وسلمه وزارة التربية والتعليم، ثم عين عضوا في أول مجلس لرئاسة الجمهورية ولكن الياح لم تجر كما شاء لها شاعرنا وقدَّر فانتكست الثورة بحرب أهلية مريرة لم يشهد تاريخ العرب لها مثيلا، فترك الزبيري الوزارة وأفرغ جهده في إصلاح ما أفسده المفسدون فزار القبائل وعرض نفسه للقتل، ودعا إلى الوفاق والصلح وحقن الدماء، وحضر جميع المؤتمرات التي عقدت للصلح، وكان رئيسا لمؤتمر عمران الذي أصدر قرارات الصلح
(يُتْبَعُ)
(/)
والوفاق ولكن هذه القرارات جوبهت بالمماطلة في التطبيق. . . وتوالت المؤتمرات في ألكويت وفي السودان وفي اليمن. .. وكان الزبيري فيها جميعا داعية الوفاق والإصلاح.
لقد أدرك ـ رحمه الله ـ، بعد كل ما بذل من جهد أن الدعوة الفردية لا تجدي، وأنه لا بد من تنظيم يتبنى نظاما مقبولاً لدى الشعب اليمني بأسره يكون بديلا لكل هذه الدعوات التي أغرقته في بحار من الدماء، ولم يكن الزبيري ليعدل بالإسلام نظاما، فقد عاش حياته مؤمناً أن لا حياة للمسلمين إلا بالإسلام فسارع إلى إنشاء حزبه باسم " حزب الله "، فالتف حوله خيرة الرجال في اليمن، وانطلقت دعوته تجوب آفاق اليمن فتلقى المجيبين والملبين، وبدأ حملة واسعة قي أرجاء اليمن يخطب الجماهير داعيا إلى ما آمن به، وانتهى به المطاف إلى جبال " برط " وبينما كان يلقي خطابه انطلقت رصاصات غادرة تخترق قلبه المؤمن، فسقط على تراب اليمن التي وهبها حياته كلها، وفي هذا اليوم أول نيسان 1965 م صمت الصوت الذي هز اليمن، هز المخلصين فسارعوا إليه يلبون نداءه، وهز الحاقدين والمنتفعين والمستعمرين فسارعوا إلى إفراغ حقدهم برصاصات استقرت في القلب الكبير.
ومحمد الزبيري شاعر مطبوع، تعشق الأدب منذ يفاعته، وقال الشعر منذ صباه يمتاز شعره بالجزالة والحيوية وهو في نسجه أقرب ما يكون للقدامى لولا المعاني الحديثة التي يتناولها، وقف شعره تقريبا لقضيته الكبرى، حرية اليمن وسعادة شعبه، فقد هاله ما يعانيه اليمنيون من ظلم الحكام وفتك الأمراض وانتشار الفقر واستيلاء الجهل على الناس، فحاول محاربة كل هذه الأوبئة بالكلمة، بالأدب، بالشعر وكان مؤمناً إيمانا لا يتزعزع بأنه قادر بها أن يخلص شعبه ويسعده، وقد ظهر اعتداده بشعره في افصلاح في قصيدته التي معنا.
ولم يخل شعره من الالتفات إلى قضايا الإسلام والمسلمين، فالتفت إلى قضايا فلسطين وباكستان وكشمير ... ودافع عنها وبيّن وجه الحق فيها. .. . . ولم يستطع شاعر عربي قبل الزبيري أن يصور بشعره الظلم والظالمين. بمثل القوة التي صورهما بها، وأن يرسم للطغاة صورا تكشف حقيقتهم وتسخر من جبروتهم بمثل ما رسمها، وقارئ دواوينه لا ينفك يطالع هذه الصور المعبرة واللقطات الحية، لأنه شاعر عاش هذا الظلم في أبشع صوره، ولم يصفه وصف الذي سمع به، وليس راءٍ كمن سمع كما قالت العرب.
وأرغب في هذه التأملات التوقف مع قصيدته البديعة التي أعدُّها مِن أجملِ ما قيل في الأدب العربي في وصف لحظات الإشراق الفني والإبداع الشعري، والقصائد التي قيلت في وصف تلك اللحظات قليلة جداً في الأدب العربي بحسب ما اطلعتُ عليه.
ومن تلك الأبيات القليلة التي يصف فيها الشعراء لحظات محاولتهم لقول الشعر قصيدة جميلة للشاعر سويد بن كراع العكلي، حيث قال واصفاً موقفه حيال هذه الإلهامات التي تأتيه، وكيف تعتاص عليه هذه القوافي كأنها سربٌ مذعور من بقر الوحش النافرة لا تكاد تهدأ، وكيف يترقب هذه الأبيات في أوقات السَّحَر وكأنه يراقب صيداً يصيده، وكأنه يشير إلى أن أجمل أوقات قول الشعر هو وقت السَّحر، وقد ذكر ذلك عدد من الأدباء كابن رشيق في العمدة وغيره، وكيف أن هذه الأوابد من القوافي لا تكاد تتأتى له إلا بطول صبر ومخاتلة، وهو يعطي للشاعر درساً ألا يرضى بأدنى المعاني والقوافي كما يصنع كثير من الشعراء اليوم، فيكثرون من الشعر الركيك الذي لا يساوي ريالين، ويورث قارئَه حموضةً يجدها في نفسه حتى تزول بقراءة شيئ من الشعر الذي يستحق أن يقال له شعرُ. وذلك أنه يخاف هذا الشاعر المبدع أن تروى عنه أبيات ضعيفة (إذا خفتُ أن تُروى عليَّ رددُتها =وراءَ التَّراقي خشيةً أن تطلَعا) وكأنه يكتم سراً من الأسرار أن يبوح به، تقديراً لذائقة المستمع، وخوفاً من أن تنقل عنه سقطة، ولذلك هو يراجعها ويثقفها حولاً ثم يذيعها ..
أبيتُ بأبوابِ القوافى كأنَّما =أُصادى بها سِرْباً من الوحش نُزّعا
أُكالئُها حتى أعرّس بعدما =يكون سُحيراً أو بُعيدُ فأَهجعا
عواصيَ إلا ما جعلتُ وراءَها =عصا مربد تغشى نحوراً وأذرعا
أهبْتُ بغر الآبدات فراجعت =طريقاً أملّته القصائد مَهْيَعا
بعيدة شأو لا يكاد يردّها =لها طالب حتى يكلَّ ويظلعا
إذا خفتُ أن تُروى عليَّ رددُتها =وراءَ التَّراقي خشيةً أن تطلَعا
(يُتْبَعُ)
(/)
وجشّمنى خوفُ ابنِ عفان ردَّها = فثقّفتُها حولاً جريداً ومربعا
وقد كان فى نفسى عليها زيادة =فلم أر إلا أن أطيع وأسمعا
ولمعرفة كبار الشعراء والنقاد لمكانة الشعر قالوا: (قول الشعر أشد من قضم الحجارة على من يعلمه). ولذلك فهو يراجعه وينقحه أحسن تنقيح، وقالوا أيضاً: (عمل الشعر على الحاذق به أشد من نقل الصخر، وإن الشعر كالبحر أهون ما يكون على الجاهل أهول ما يكون على العالم، وأتعب أصحابه قلباً من عرفه حق معرفته).
وقد نقلوا عن العلامة الراوية الأديب المفضل الضبي أنه سأله أحدهم: لِمَ لا تقول الشعر وأنت أعلم الناس به؟ فقال: عِلمي به هو الذي يمنعني من قوله، واستشهدَ بقول أحدهم:
وقد يقرض الشعرَ البكيُّ لسانه * وتُعيي القوافي المرءَ وهو لَبيبُ
ومثله الأصمعي عندما قيل له في ذلك، فقال: جيده يعافني، وأعاف رديئه، أو كلمة نحوها. وقال الفرزدق يوماً مصوراً صعوبة قول الشعر أحياناً: (أنا عند العرب أشعر الناس، ولربما كان نزع ضرس أسهل عليَّ من قول بيت شعر). فأين هؤلاء الشعراء الذين يكتبون كل يوم قصيدة أو قصيدتين لا تساوي الواحدة منها ريالاً؟
وقد أحسن محمد الزبيري تصوير هذه اللحظات التي يمر بها الشاعر المبدع أثناء إنشاءه للقصيدة، وأجاد في رسم تلك اللمحات الشاردة التي لم يتوقف لتصويرها إلا القليل النادر. فهو يصور هذه اللحظات بريح الجنان التي تهبُّ على النفس، ولك أن تتصور تلك الريح التي تهب من الجنة وما فيها من النعيم والانشراح، وكيف أنها تنال بهبوبها أعماق الروح، وكيف تأتي القوافي الشعرية مصاحبة لهذه الريح التي تسري في الأعماق ويشعر بها الشاعر كأنها نمل يدبُّ دبيباً، وكيف استطاع تصوير إقبال الأبيات والقوافي على الشاعر وإدبارها ومراوغتها، كما صنع امرؤ القيس في وصفه لفرسه بقوله:
مِكَرٍّ مِفَرٍّ مقبلٍ مدبرٍ معاً * كجلمود صخرٍ حطَّهُ السيلُ من علِ
وكيف أن بعض الأبيات يلمح في ذهن الشاعر ثم يغيب على أمل اللقاء، وبعضها يأتي مذعناً فيقيده الشاعر ويستريح.
أُحِسُّ بريحٍ كريحِ الجِنانِ = تهبُّ بأعماقِ رُوحى هُبوبا
وأَشعرُ أنَّ القوافى تدبُّ = كالنَّملِ ملءَ دماغى دَبيبا
فهذا يزوغُ وذاك يروغُ = وذلك يُذعنُ لي مُستجيبا
وذاكَ يُفارقنى يائساً = وهذا يُواعدني أَن يَؤُوبا
ثم ذكر الغرض الذي يسعى من أجل تحقيقه بهذه القصائد والأبيات وهي رسالات سامية لصالح أمته ووطنه، وفيها تظهر عاطفته الوطنية القوية نحو أهله في اليمن، الذين خرج وتركهم، ورضي بالغربة بعيداً في باكستان من أجل السعي لإنقاذهم. فيقول:
ومنها أَصوغُ حياةَ الشُّعوبِ = وأُذكي على قاتليها الحُروبا
ومنها أُوزِّعُ للعالمين = طُهراً وأَنشرُ في الأرض طيبا
ومنها أَسُودُ، ومنها أَجُودُ = ومنها أُقارِعُ عنِّي الخُطوبا
ومنها أُصوِّرُ هذا الوُجودَ = وأكشفُ منهُ البديعَ العجيبا
ويظهر في هذه الأبيات اعتداد الشاعر بشعره، وأنه يؤثر في هذه الشعوب التي تسمعه وتتذوقه حقاً فيحييها، ويبعثها من سباتها الطويل بما فيه من الدعوة للثورة على الظلم والظالمين، وهو يوزع من شعره على العالمين طهراً وينشر طيباً، وهذا من أجمل ما يوصف به الشعرُ الهادف، ثم صور لنا كيف أن هذا الشعر ثروة حقيقة يسود بها ويجود منها على الناس، وأنه سلاح يدافع به عن نفسه وعن أمته المكلومة، ولا ينسى غاية مهمة من غايات الشاعر المسلم وهي تصوير هذا الوجود العجيب الذي خلقه الله فأحسن خلقه.
ثم ينتقل الزبيري ليصف لنا تلك المعاني التي تسكن تلك القوافي، وأنها ليست على درجة واحدة. فمنها المعاني الشادرة التي لا تعطي قيادها أي أحد، وأنها تأتي مثل البروق لمحاً سريعاً قل من يقدر على صيدها، ولكنها إذا وقعت أحيت الموات، وأروت الجديب من النفوس. وصورها حين تلمس مهجته لمساً رقيقاً فيتوثب القلب في الصدر توثباً فرحاً لعثوره على هذا المعنى الشارد واقتناصه.
وهناك نوع آخر من المعاني لم يسبقه - لروعته - إليه سابق، ولم يخطر على قلب أحد قبله كما يظنُّ، إذا خطرت على ذهنه اضطرب وفزع أن يفوته وسارع إلى تقييده.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهناك نوع آخر من الأبيات والمعاني الخالدة، إذا ولدت وخرجت للوجود فإنها تأبى الزوال وتستعصي على النسيان، وتبقى طيلة الحياة حية متجددة كأنها قيلت أمس، وما أكثر أمثال هذه الابيات لشعراء العربية الكبار التي خَلَّدتهم وخَلَّدُوها. وتأملوا كيف صور الزبيري شعوره - وهو الرجل المطارد من حكام اليمن، الغريب في باكستان بعيداً عن أهله ووطنه - عندما يقتنص مثل هذه الأبيات والمعاني الخالدة، وكيف أنه يحتقر شأن الموت بعدها، ولا يبالي به أن يأتي الآن أو متى شاء، وأنه يصنع بهذه الأبيات شعوباً بأسرها، ويلقح منها عقول المتذوقين، ويزهو مفاخراً بهذه الأبيات التي أنجبها تقوم له مقام الأولاد النجباء، وأنا أقول: بل أبقى ذكراً من الأولاد النجباء، فأين هم اليوم وأين هي أبياته؟
ومن المعاني ما يطوع لأول وهلة، ومنها النوافر المستعصية التي لا يقدر على التعبير عنها إلا نبي من الأنبياء.
ومنها الشَّواردُ مثل البروق = تحي الموات، وتروي الجديبا
إذا لمست مهجتي لمسة = توثب قلبي بصدري وثوبا
ومنها الأوابد لم تسكن العقول = ولم تأوي قط القلوبا
إذا نزلت خاطري فزعت =كوحش يواجه مصراً خصيبا
ومنها المواليد تأتي الوجود = فتأبى الزوال وتأبى المشيبا
أراها فأحقر شأن الردى = بعيداً أتى أم أتاني قريبا
أخلف منها لقاح النهى = وأصنع للأرض منها شعوبا
وأزهو بها راضياً معجباً = لأني ولدتُ الكثير النجيبا
ومنها المطايا إذا اقتدتها =فتحتُ السما وهتكتُ الغيوبا
ومنها النوافر لا يستطيع= إلا نبي عليها ركوبا
ثم يصور الشاعر لنا بعد هذه المعركة مع القوافي أنه يقيد الكثير منها، ولكن الأكثر يفلت من يده فلا يقدر عليه، وأنه يضع كلمات الرويِّ ويبني عليها الأبيات، ويشبه حروف الروي بالنطفة التي يتخلق منها الجنين، وهذا تشبيه رائع لا أعرف من سبق الزبيري إليه، ويصور كل بيت يكتبه بأنه لا يخرج إلا بعد معاناة وجراح ونزف دماء، وكأنه يتخيل ولادة المرأة لطفلها، ومعاناتها في ولادة هذا الطفل. فيقول:
وأكثرها مفلتُ من يدي = يغيب ولا يشتهي أن يغيبا
حروف الرويّ بها نطفة =ترعرع بيتا عريقا نسيبا
يضمخه الجرح من مهجتي = ويخرجه من دماءٍ خضيبا
ثم يصور الزبيري كيف أن القافية تحدد بحرها اللائق بها أحياناً دون شعور من الشاعر واختيار، وكيف تسكن تلك القوافي التي تشبه الدر الأصيل في ذلك البحر الشعري، وكيف تتحمل تلك القوافي معاني ثقيلة ثقل الجبال لما تحمله من سمو ونقاء ومسئولية، وكيف أن المعاني تطلب القوافي المناسبة لها، وتذوب في طيها، وهذه من النظريات الشعرية التي أكثر الأدباء من الحديث عنها في كتب النقد الأدبي.
وقافية تبتغي في البحورِ = دُراً أصيلاً وصيدا جليبا
ووزن تحمَّل ثقلَ الجبال = يُقسّم في طيه أن تذوبا
ومعنىً يسير إلى لفظه = ولفظٌ لمعناه يجري دؤوبا
وكلٌّ له موضع مُعلَم = يؤول إليه رشيداً لبيبا
يسارع كل إلى شكله = ويطلب كلُّ ضريبٍ ضريبا
ثم يصور عقله في هذه اللحظات الغريبة التي تتصارع فيها المعاني والقوافي والبحور والمشاعر في نفسه، وكيف يبدو وكأن به مساً من الجن لمن لا يعرفه، فهو يصمت أحياناً، ويتكلم أحياناً بل ويصيح أحياناً، وأنه لولا معرفته بمثل هذه الأعراض التي تعرض للشاعر المبدع لظن الناظر إليه أن مريض، فيقول:
كأن بعقلي لها جنةً = يلاقي بها كلُّ صبٍّ حبيبا
نواميسُ يسعى إليها الكلامُ = ويبغي لهُ من خُلودٍ نصيبا
أسلّمُ نفسى لها ذاهلا = حريصاً عليها بشوشاً طروبا
وأصمتُ مستمعاً تارةً = وأصرخُ حينا عبوساً غضوبا
ولولا اهتدائى لسرِّ النُّبوغِ = وأعراضهِ لطلبتُ الطبيبا
وما كان عقلي أجيراً لها = ولا كنتُ منها لكسب طلوبا
ولكنها قدر غالب = قضى أن أكون فكنت الأديبا
كذاك طبعت، ومن يستطيع = من طبعه موئلا أو هروبا
ثم يختم بخاتمة رائعة معبرة، يبين فيها حبه الشديد للشعر وتعلقه به، وأنه يحيا به بين الناس في زمان القهر والظلم والطرد من الوطن، وأنه يملك بين جنبيه روحاً متوثبة طفوليَّة الآمال، تمنعه أن يشيب، ولكنَّه شعر أن الشيب على مفرقه قد فضحه أمام الناس. فاستدرك قائلاً: لا تصدق هذا المشيب الذي بمفرقي فإنه شيب كذوب كالناس الذين أصبح الكذب شعاراً لهم. وما أجمل هذه الجملة الاعتراضية في البيت (فقد صار - كالناس - لوناً كذوباً)، ثم يختم بأبياته المشهورة في غناه بشعره، وأنه أغنى من كل من يظنه فقيراً طريداً سليباً، فيقول:
أحب القريض وأحيا به = مع الهول طفلاً ضحوكاً لعوبا
وروحُ الطفولةِ في نزعتي = وفني ستمنعني أن أشيبا
وأما البياضُ على مفرقي = فقد صارَ -كالناسِ- لوناً كذوباً
خذوا كل دنياكموا واتركوا = فؤادي حُرَّاً وحيداً غريبا
فإني أضخمكم دولةً = وإن خلتموني طريداً سليبا
وقد استطاع الزبيري حقاً أن يصور تلك اللحظات التي يمر بها الشاعر عندما يكتب قصيدة من القصائد، والشعراء يتفاوتون في هذه المشاعر والخطوات بحسب إبداعهم وقدراتهم الشعرية، وبحسب المناسبة التي يكتبون فيها القصيدة، والمعاني التي يريدون التعبير عنها، والزبيري شاعر اليمن كان يتنزى ألماً وحرقة على وطنه ومصيرهم، ولذلك كان شعره مرآة تعكس كل هذه المشاعر الوطنية الصادقة.
رحم الله محمد محمود الزبيري، وأحسن إليه فقد أحسن إلينا بهذه القصيدة الرائعة نترنم بها في خلواتنا كما كتبها في خلوته في ذلك الكوخ البعيد في باكستان.
وديوان الزبيري مليئ بما يصلح للوقوف معه، ولكن لعل ذلك في وقفة قادمة.
الثلاثاء 2/ 3 / 1431هـ
ـــــ الحواشي ــــــــ:
(1) استفدت في ترجمته من بعض المواقع الإلكترونية بتصرف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[17 Feb 2010, 03:51 ص]ـ
الحمد لله الذي جعل الشعر ديوان العرب، واختصهم ببدائع المعاني وبديع الأدب، وبرقة الطبع، وجودة الفكر، وبمحاسن الأحاسن التي تضمنها سحر النثر والشعر، فالتقطوا من أبحر المعاني، ما لا يصل إليه فكر المعُاني من درر المَعاني، وقلّبوا الأحداق في زهر سماء المباني وأظهروا إعجاز آيات المثاني، فسبحان القدوس الذي ليس له ثاني، والصلاة والسلام على أفصح العرب العرباء صلى الله عليه وعلى آله، ما اشتاق إلى اللقاء فؤاد المحب الواله، وما سجعت حمائم الأفكار على أفنان البلاغة، واستفرغ المصقع في مدح الرسول بلاغه.
سلام أيها الشيخ الهمام= عليك وقلّ من مثلي السلام
سلام مثل رائحة الخزامى =إذا ما صابها سَحراً غمام
سلام مثل رائحة الغوالي =إذا ما فض من مسك ختام
مقالكم أنيق النواحي، رقيق الحواشي، يتحدر على الأفهام تحدر الزلال على حر الأوام، ويدب في الآذان دبيب الصحة في دنف الأسقام.
والله الذي لا إله غيره أني من ثلاثة أيام عزمت على كتابة رسالة خاصة لكم أطلب من فيها من فضيلتكم الحديث عن مثل هذا الموضوع، ولا أدري ما الذي صرفني عن ذلك، لأنكم من أهل هذا الشأن أمتع الله بكم، وذكرياتكم العبقة العطرة التي أوردتموها في أول المقال نحب أن تكثروا منها، فلسنا مكتفين بالقلادة والسوار وإن أحاطا، ولأنكم لا أخلى الله عينكم من قرة ونفسكم من مسرة، أدخلتم السرور على النفس بهذه الطلعة البهية والكتابة الشهية التي ستكشف لنا فيها عن وجه أبيات رائقة بديعة طالما قد انتقبت. لذا سأهدي لكم جملة من الأبيات تعبر عن ما في النفس تجاهكم وهي مدح يقف على حافة الغزل، وإن كانت من هدايا العمال، لكن لعلها سائغة في مثل هذا الموطن.
حسان مدحك لم يزل يتلو الثنا =عند العشي وفي سنا الإبكار
فاسلم ودم في طيب عيش ما انثنى =في الروض غصن من غناء هزار
إذا ما مدحناكم تضوع بيننا =وبين القوافي من مكارمكم طيب
تمشي البلاغة خلفكم وأمامكم =ويطيب ما تطؤون بالأقدام
وتكاد تعشب أرضكم بكلامكم =لو أن أرضاً أعشبت بكلام
ولا أدري فسح الله تعالى في أيامكم وبارك في سنيكم وأعوامكم، هل هذه الزاوية كلأ مباح لكل زائر، أم هي خاصة بكم، حيث أني رتبت لنفسي قراءة أكثر من سبعين ديوان من دواوين الشعر، وقطعت نصف المشوار فيها وجمعت لي منها نشوراً، فربما يتسنى لي إيراد شيء من ذلك إن وجدت مجالاً، وإن كنت أتمنى أن تقتصر الزاوية على ما توردون، ولا نتقدم بين أيديكم فالأمر لكم من قبل ومن بعد.
فاسلم ودم ما غنت الورقا على =دوح الرياض وجادها الطل الندي
جمع الله تعالى الأرواح المؤتلفة على بساط السرور وأسرة الهنا، وأتاح للنفوس من حسن محاضرتكم قطف المشتهى وهو غض الجنى.
ثم الصلاة وتسليم يقارنها =على الرسول الكريم الخاتم الرسلا
وآله الغر والصحب الكرام ومن =إياهم في سبيل المكرمات تلا
وأسأل الله من أثواب رحمته =ستراً جميلاً على الزلات مشتملا
وأن ييسر لي سعياً أكون به =مستبشراً جذلاً لا باسراً وجلا
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[17 Feb 2010, 09:52 ص]ـ
الله الله يا شيخ عبد الرحمن ما اجمل ما صنعت
سلمت يداك ولا كان من يشناك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Feb 2010, 04:39 م]ـ
والله الذي لا إله غيره أني من ثلاثة أيام عزمت على كتابة رسالة خاصة لكم أطلب من فيها من فضيلتكم الحديث عن مثل هذا الموضوع، ولا أدري ما الذي صرفني عن ذلك، لأنكم من أهل هذا الشأن أمتع الله بكم، وذكرياتكم العبقة العطرة التي أوردتموها في أول المقال نحب أن تكثروا منها، فلسنا مكتفين بالقلادة والسوار وإن أحاطا، ولأنكم لا أخلى الله عينكم من قرة ونفسكم من مسرة، أدخلتم السرور على النفس بهذه الطلعة البهية والكتابة الشهية التي ستكشف لنا فيها عن وجه أبيات رائقة بديعة طالما قد انتقبت.
.......
ولا أدري فسح الله تعالى في أيامكم وبارك في سنيكم وأعوامكم، هل هذه الزاوية كلأ مباح لكل زائر، أم هي خاصة بكم، حيث أني رتبت لنفسي قراءة أكثر من سبعين ديوان من دواوين الشعر، وقطعت نصف المشوار فيها وجمعت لي منها نشوراً، فربما يتسنى لي إيراد شيء من ذلك إن وجدت مجالاً، وإن كنت أتمنى أن تقتصر الزاوية على ما توردون، ولا نتقدم بين أيديكم فالأمر لكم من قبل ومن بعد.
.....
جمع الله تعالى الأرواح المؤتلفة على بساط السرور وأسرة الهنا، وأتاح للنفوس من حسن محاضرتكم قطف المشتهى وهو غض الجنى.
أخي العزيز الأديب الأريب فهد الجريوي حفظه الله.
يعلم الله أنني أحبكم في الله وإن لم ألقكم بعدُ، وأنني أفرح بما تكتبون في هذا الملتقى فرحاً شديداً، وأنتفع به كثيراً، وأحمد الله أن هداني لتلبية رغبتك على غير علمٍ مني بها، وقد كنتُ كتبت سلسلة مطولة من مثل هذه التأملات في موقع آخر، ثم فترتُ، وأنا أجدُ في مثل هذه الكتابة متنفساً من عناء الحياة التي لا تفتأ تلقي علينا بكلكلها كأنَّها ليل امرئ القيس، وأعدك بأن أستمر في هذه الزاوية إن مد الله في الأجل، أكتب ما ييسره الله من كتابات حول أدب العربية، من خلال ما مر بي من أشعاره وكتبه ومواقفه.
وأقترح عليكم أخي العزيز أن تفتتحوا موضوعاً خاصاً باسم (مع الشعر والشعراء) أو (جولة في دواوين الشعر العربي) أو ما شئت من عنوان يدل على المقصود، وسأكون أكثر المتابعين انتفاعاً واستمتاعاً بما تكتبه.
أسأل الله أن يمتعنا بصحبتكم في جنات النعيم، وأن يغفر لنا ما لا تعلمون.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Feb 2010, 04:42 م]ـ
الله الله يا شيخ عبد الرحمن ما اجمل ما صنعت
سلمت يداك ولا كان من يشناك
حياكم الله يا أبا محمد، وأسعدني مرورك الكريم. وما رأيك في قول الزبيري في ختام قصيدته:
وروحُ الطفولةِ في نزعتي = وفني ستمنعني أن أشيبا
وأما البياضُ على مفرقي فقد صارَ -كالناسِ- لوناً كذوباً
خذوا كل دنياكموا واتركوا = فؤادي حُرَّاً وحيداً غريبا
فإني أضخمكم دولةً = وإن خلتموني طريداً سليبا
ألا يستحق أن يحفظ ويترنم به؟
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[17 Feb 2010, 06:10 م]ـ
وإن ننظم الدر الذي أنت بحره = ففضلك ألقاه لنا في السواحل
أحبك الله الذي أحببتنا فيه، ونشهد الله أنني أبادلكم أضعاف ما تكنون أطال الله مدتكم وحرس مودتكم، وبالنسبة لفتح زاوية فهذا مرتقى صعب لسنا أهلاً له، ولعلي أكتفي بالتنعم من ارتشاف رضابكم أعانكم الله وسددكم.
ـ[محمد بن مزهر]ــــــــ[18 Feb 2010, 11:18 م]ـ
بوركت ياشيخ عبدالرحمن ماكدنا نرى هذا الجانب الجميل مما يسطره يراعكم المبارك؟
وهذه البداية المباركة مؤذنة بسيل من الأدب الراقي ولاغرو فاختيار المرء قطعة من عقله كما قيل.
س- هل ديوان الزبيري مطبوع متداول؟ وإن فما أجود طبعاته؟
أرجو أن لايكون هذا السؤال خارج عن طبيعة الموضوع.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Feb 2010, 07:11 م]ـ
بالنسبة لفتح زاوية فهذا مرتقى صعب لسنا أهلاً له، ولعلي أكتفي بالتنعم من ارتشاف رضابكم أعانكم الله وسددكم.
دع عنك هذا يا أخي العزيز وتوكل على الله، فإِنَّا إلى قراءتها بالاشواق وفقك الله وفتح عليك.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Feb 2010, 07:23 م]ـ
بوركت ياشيخ عبدالرحمن ماكدنا نرى هذا الجانب الجميل مما يسطره يراعكم المبارك؟
وهذه البداية المباركة مؤذنة بسيل من الأدب الراقي ولاغرو فاختيار المرء قطعة من عقله كما قيل.
س- هل ديوان الزبيري مطبوع متداول؟ وإن فما أجود طبعاته؟
أرجو أن لايكون هذا السؤال خارج عن طبيعة الموضوع.
حياك الله أخي العزيز محمد، وأرجو أن أكون عند حسن ظنك.
أما ديوان الزبيري فقد طُبع قديماً في دار العودة ببيروت، ونسختي بتاريخ 1986م الموافق 1405هـ. وهي بتقديم الدكتور عبدالعزيز المقالح. ولكنها لا تضم كل إنتاجه الشعري، ولذلك اصدرت له مجموعات شعرية أخرى بعد ذلك في كتيب صغير.
ثم صدرت للديوان طبعة أوفى وأكمل عن مكتبة الإرشاد بصنعاء عام 1430هـ ضمت الأعمال الشعرية الكاملة للزبيري. وديوان الزبيري مليئ بالإبداع الشعري، وله قصائد ومقطعات لو تركت لنفسي هواها لأثرتُ الكثيرَ من الشجون، ولكن حسبي هذه الدلالة.
وشعراء اليمن المبدعون كثيرون، ومن أبرزهم الشاعر المشهور الحسن بن علي بن جابر الهبل المولود بصنعاء عام 1048هـ والمتوفى بها سنة 1079هـ (31 سنة فقط)، ولو عاش ذلك الشاعر لربما أربى على من تقدمه لولا مبالغته في جاروديته.
ومنهم عبدالله البردوني المتوفى قبل سنوات قليلة، وله قصائد في غاية الجمال، لعلي أتوقف يوماً مع عيونها إن شاء الله.
ـ[أحمد الشهري]ــــــــ[25 Feb 2010, 11:08 ص]ـ
بارك الله فيك أستاذي الفاضل
وجزيت خيرا على هذه الدرر
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[02 Mar 2010, 12:37 ص]ـ
الشيخ العزيز عبدالرحمن، السلام عليك ورحمة الله وبركاته، سلام طويت من نشره نفحات الأزهار وغارت من عذوبته جاريات الأزهار، ينم على جنابكم كل وقت أرجه، وتشرق على أرجائكم كل حين سرجه.
صاحب الفضل والفضيلة، أحسن الله عاقبتك، وقرن بالسعادة دنياك وآخرتك:
أما آن لخزانتكم أن تفتح؛ ليتنزه الناظر في رياضها ويكرع الصادي من سلسبيل حياضها فنحن في شوق شديد لذلك:
ولست أستبطي ولكنني =ينقطع الغيث فأستسقي
ـ[محمد مشعل]ــــــــ[02 Mar 2010, 08:11 م]ـ
قد ذكرتم نفع الله بكم أنكم قد كتبتم سلسلة مطولة حول هذا الموضوع في موقع آخر.
فهل من سبيل إلى رابط السلسلة.
ونفع الله بكم.
وأضم صوتي إلى صوتك شيخنا الكريم في مطالبة الأخ الكريم فهد الجريوي في نثر إبداعه.
فلاتبخل علينا أيها الأريب.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[03 Mar 2010, 11:32 م]ـ
ثم خلف من بعده شباب صغار لا يفرقون بين ديوان أبي تمام، وديوان المراقبة العامة.
(يُتْبَعُ)
(/)
أضحك اللهُ سِنَّكَ أبا عبد الله , فقد أصدرت هذهِ الجُملةُ مني ضحكةً كضحكتك من النقائضِ , ولكني في مكتبتي خالٍ فلم ينهرني أحدٌ.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Mar 2010, 09:10 م]ـ
وردني على بريدي تعليق على هذه التأملات من أحد الأبناء الأدباء الشعراء المتميزين وهو الابن محمد بن عبدالله القرني ابن الصديق العزيز الدكتور عبدالله بن محمد القرني مؤلف كتاب (المعرفة في الإسلام ومصادرها). فأحببت إطلاعكم على ما كتبه هنا.
الشيخ الفاضل د. عبد الرحمن الشهري حفظك الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت بحثك يا شيخ مستمتعًا مستفيدًا؛ لما فيه من مجاراة نبض الشاعر بنبض الكاتب والقارئ .. وإشراكنا في رسم الصورة الجمالية للنص دون خدش براءتها الأولى .. بالقبض على مفاصل الفكرة الرئيسية .. وتحريكها نحو تشكيل الدلالة النقدية المقصودة بلا عوجٍ ولا أمت .. وإذا نحن ضممنا مسؤولية الكاتب تجاه القارئ ومسؤولية القارئ تجاه الكاتب نتجت لنا من هذا الضمِّ مسؤولية الناقد .. فإذا كان الناقد هو المحامي الذي يدافع عن الكاتب أمام القارئ وعن القارئ أمام الكاتب فقد كنت يا شيخ محاميًا ناجحًا رابحًا صداقة الطرفين .. اعتمدت على السرد التوضيحيِّ دون التأويلي وهو هنا الأفضل؛ لكون القصيدة - بما لها من رشاقةٍ وأناقةٍ وحميميةٍ - لا تحتمل النوع الثاني والذي يناسب القصائد الرمزية أو التاريخية أو التي تحمل عمومًا في باطنها شيئًا غير الشعر له خطوره! .. وكان اهتمامك بالمعنى دون اللفظ يكرِّس عند القارئ مفهوم أن الشعر رسالةٌ قبل أن يكون فنًا .. فإذا أنّث الزبيري الروح وكان الأفصح تذكيرها (وروح الطفولة ستمنعني) أو أخطأ في نسبة المصدر في (توثب وثوبًا) أو أخذ بالتسهيل في (فتحت السما وهتكت الغيوبا) ولو كنت مكانه لقلت فتحت السماء وخضت الغيوبا ونجوت من تسهيل السماء .. أقول إنه إذا أتى بهذه الصغائر فإنها تغفر له؛ لأن حسنات المضمون قد تعفِّي على سيئات الشكل أحيانًا ولا عكس .. ولعلّ أجمل ما في بحثك يا شيخ أنك استغنيت بالزبيري - وهو ممن ربح الأدب ولم يخسر الدين - عن سواه ممن ربحوا الأدب وخسروا الدين كشاعرٍ يستحق المكوث عنده طويلاً .. وفي هذا تنويهٌ للشباب المتأدب أن يتعمقوا أشعار أولئك الأفذاذ ممن نصروا قضايا الإسلام بشعرهم الرائع .. بعيدًا عمن اساءوا للإسلام بشعرهم أو نصروه بشعرٍ غثٍ رثّ ..
على أنه ما كان لمثلي أن يطارح مثلك شجون الحديث لولا سماحتك جزاك الله خيرًا.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[05 Apr 2010, 07:16 م]ـ
اختفت الأبيات ..
وقلَّ القطر ..
فعسى بهَبَّة تسقي الموات ..
وتلم الشتات!
شاقنا الشعر والأدب يا أبا عبد الله ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Apr 2010, 10:32 ص]ـ
جزاكم الله خيراً، وسوف أكملها فلدي عدد منها جاهزة، ولكن أحببت أن يعود تنسيق الشعر سيرته الأولى.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[12 Apr 2010, 10:05 م]ـ
أحسنتَ يا أبا عبد الله.
حديقةٌ أريجة، ملأ عطرُها الأرجاء، بما اشتملتْ عليه مِنْ لطائف كَلِمِكَ، وبدائع حِكَمِكَ، وجميل اختياراتك، وحُسْنِ عباراتك ...
وظلال ورافةٌ لا أراها إلا كُنَّةً في الحَرِّ، وَوَقارا في النَّدِيِّ ...
أبا عبد الله، سِرْ على بركة الله،، وزدنا يرحمك الله، فإني أراكَ جامعا لآلات الأدب والظرف.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 May 2010, 05:44 م]ـ
وصلتني على بريدي مقالة ممتازة لصديقي الأخ العزيز ماجد البلوشي وفقه الله، تصبُّ فيما نحن بسبيله من الدعوة المستمرة إلى العودة إلى أدب العربية الصافية، ونبعها العذب الرقراق في مظانه في شعر العرب المبدعين من الأولين والآخرين. فأحببت أن أطرفكم بها في ختام هذه الجولة الأدبية، رغبة في أن نقلب صفحة هذه التأملات لصورة أخرى. وإليكم المقالة استمتعوا بها، ولأخي أبي عبدالرحمن مني كل ثناء وتقدير على إتحافنا بهذه القطعة. وأخي ماجد البلوشي عضو معنا في ملتقى أهل التفسير.
أنديتنا الأدبية وقلة الأدب!
بقلم/ ماجد بن عبدالرحمن البلوشي
(يُتْبَعُ)
(/)
بين يديَّ مقالةُ سوء لكاتب زعم أنه عضو في نادٍ أدبي بإحدى المناطق الكبرى، لم أعقلْ منها إلا حروفاً عربيّة صفّها في صحيفة وقدّمها للنشر، فإذا هي غاية في الانحطاط في أسلوبها ومضمونها وضعف تراكيبها وكثرة اللحن فيها، ولست أدري هل قرأ هذا الكاتب قواعد النحو؟ أو ألمَّ بشيء من علوم البيان؟
وليته إذ كتب ما كتب أخفى سوءته فلم يبح بعضويته في ذلك النادي الأدبي، وعضويّة الأندية الأدبيّة في هذا الزمان العجيب مهنة لا يضرُّ الجهل فيها ولا ينفعُ العلم معها، إذ صارت ملاذاً لكل لاهث وراء الظهور والشهرة إلا من رحم ربك وقليل ما هم.
ولا يهولنك ضخامة هذا الاسم "الأندية الأدبية" ولا وقع رنينه أو سحر بريقه! فهم شرذمة قليلون، وقاعات مهجورة، وبئر معطلة! والمعيدي - في السماع به دون رؤيته - خيرٌ من الأندية الأدبية فلا سماع ولا رؤية، فلا سيرتها بالحسنة ولا من عرفها حق المعرفة أثنى عليها، وأعضاؤها كضفدع الطين الإسبانيِّ المهدد بالانقراض ينقصون ولا يزيدون، وقد حق عليهم المثل الشعبي العامي: قال صفّوا صفين قالوا حنا اثنين!
أولم يأتِ هؤلاء أنباء ما في الصحف الأدبية الأولى؟
ألم يأن لأعضاء هذه الأندية الأدبية أن يقبلوا على التأدب والتثقف والاطلاع قبل الإنتاج والكتابة؟
أولا يرون أنهم يكتبون ما يسيء الكرام الكاتبين وتسوّد به الصحائف يوم الدّين؟
لقد أنعم الله علي – وما أنا بأديبٍ أو لغوي - إذ هيّأ لي أن أنظر في جميع ما كتبه الأديب المُلهم أحمد بن حسن الزيات، وما خطّه يراع الشيخ المتفنّن علي الطنطاوي، وما أفاء الله به على عبده العلامة الأديب مصطفى صادق الرافعي ففتح له آفاقاً ممتدة لصنعة النثر ذات العمق في المعنى والتحليل الفكري بعد أن تضاءلت هيبة النثر الفنّي بإبقائه رهيناً لقوة اللفظ وجزالته كما كان الحال عليه في منثور شيخ الأدب وفاتح مغاليقه مصطفى المنفلوطي، ثم أتممت النعمة بأن غمرت نفسي في معين الأدباء الكبار كمحمود بن محمد شاكر، ومحمود بن محمد الطناحي، والشهيد السعيد سيّد قطب، ومن قبلهم إبراهيم المازني، وزكي مبارك سقى الله أجداثهم جميعاً بغوادي الرحمة.
فأتيت على جميع كتبهم ومقالاتهم بالنظر والقراءة والتأمل فأحدث ذلك في الروح أُنساً عظيماً، وغشيني من الطرب النفسي ما غشيني، ولم أقنع بذلك فولّيتُ همّتي شطر آخرين من أمثال عباس محمود العقاد وطه حسين وتوفيق الحكيم فقرأت طرفاً صالحاً من مقالاتهم وكتبهم ورواياتهم، وتضلّعت من أساليبهم محاكياً لها أحايين كثيرة ومنفرداً عنها حيناً.
ولم أكن حبيس عصري وقعيد دهري، فجررت أذيالي وعدت القهقرى إلى زمان كان فيه الأدب غض الإهاب، ناعم العود، رقيق الحاشية، مهيب الجاه، وأقبلت إقبال الظامئ ينهل من منهل عذب مورود فقرأت للجاحظ ما وجدت من كتبه، ونظرت في أدب أديب أهل السنة وفخرهم الإمام ابن قتيبة، وبلغتُ غاية المتعة واللذة بالقراءة لمن لم يكتب بالعربية في عصور التأليف أحد مثله ألا وهو أبو حيان التوحيدي، فما سكنني من كلّ أولئك أحد مثل أحمد بن حسن الزيات، ولا تهمّمّت نثراً أدبيّاً لأحد كنثر أبي حيان التوحيدي.
لقد حوت كتابات هذه الثلة الميمونة من طليعة الأدب وساقته سمات الفصاحة البالغة والجزالة الواضحة، فإن قرأت لهم وعكفت على أدبهم فإنك مستحضر لا محالة ذلك الوصف البالغ في الدقة للأدب والطرب به والأنس له والذي عبّر عنه الإمام الشافعي وقد قيل له: كيف شهوتك للأدب؟ فقال: أسمع بالحرف منه مما لم أسمعه فتود أعضائي أنَّ لها أسماعاً تتنعّم به مثل ما تنعّمت الأذنان.
وما قرأتُه لم أكن فيه بدعاً من جيلي وأترابي من المتيّمين بالأدب والعاكفين عليه، بل قرؤوا كما قرأت، ونظروا كما نظرت، واستمتعوا بما استمتعت به، فمنهم من فتح الله عليه في الكتابة حتى صار علماً يهتدي الناس بأدبه ويقتدون طريقته، ومنهم من وقفت به عزيمته وانصرفت نفسه إلى أنحاء شتى من المعارف والعلوم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأيّاً ما كان حالهم، فإن كل أولئك بقوا أوفياء للأدب يخضعون لأساليب أئمته ويستكينون لهم وبهم يهتدون، فلا تجد أحداً منهم يأتي بالثناء على اللغة الهزيلة والتراكيب السقيمة التي عمّت الكتابة هذه الأيام وغشيت المحافل وصارت علماً على فساد لغة التأليف الأدبي إلا قليلاً، ومن آيات وفائهم الصادق أنهم - كما عهدتهم – ما انفكوا يقرؤون لأولئك الأدباء بتشوف بالغ ونشوة عظيمة وسكينة غامرة.
فهل بقي الأدب على عزته ومنعته وصيانته؟
هانحن ذا نلقف ما تأفك المطابع صبحاً ومساءً بأنه أدب من تلك الأسفار الوضيعة التي نتجرّعها ولا نكاد نسيغها، فينشرون لكل من هب ودب ودرج باسم القصة والرواية والنثر والنقد وشيء من الشعر ما تعافه سليقة العربي القح، وما ينبو في أسلوبه وطريقته نبوّاً يبلغ الغاية في البعد عن سنن أئمة هذا الشأن وواضعي قواعده.
ثم إنَّ كل هذا الهراء يروّج له في تلك الأندية الأدبية، وتُستفتح بذكره أعمدة الكتاب من الصحفيين، وتلهج بالثناء عليه والدعاء لقراءته ألسنة الإعلاميين، ولم يبق كاسد أو وضيع أو منحرف إلا وباءَ بإثم مسوّدات سمّاها – ظلماً وزوراً - "رواية" هتك بها ستره ودل الناس على عورته وكشف خبيئة حاله وجاهر فيها بمعصيته، فأفسد بها من سمو الذائقة ونبل الأخلاق ما شاء أن يفسد، فظن الناس أن غاية الأدب هي هذه، وهم يرون من السادات والكُبراء وبعضاً من الدكاترة ورؤساء المنتديات الأدبية من يضلّونهم السبيل ويحشدون طاقاتهم للتعريف بالمتردية والنطيحة من واضعي هذه المسوّدات المزوّرة.
فانظروا كيف تحوّل الأدب الوقور المهيب إلى "قلة أدب"!
"قلّة أدب" في ركاكة أسلوبه وسُقم تراكيبه وبعده عن طرائق أهله الأصيلة وقرائح مبدعيه.
و"قلة أدب" في فشوِّ الفضيحة فيه، وامتلائه قبحاً ونتناً، وخروجه عن حدِّ الفضيلة وروح العفّة.
فأين في جيل اليوم من يأتي على "حيوان" الجاحظ "وبيانه وتبيّنه" قراءة وأُنساً؟ وأين من يلتهم قرائين البلاغة من أسفار أبي حيان التوحيدي؟ وأين أولئك الذين يعبّون من مورد "الكامل" للمبرّد؟ أو "رسالة الغفران" للمعرّي؟ أو معجم ياقوت للأدباء؟ أو "أساس البلاغة" للزمخشري؟ أو "العقد الفريد" لابن عبدربه؟ وأين منهم من يكون حلس "الأغاني" للأصفهاني؟ وأين أولئك المتسامرون على "مقامات" بديع الزمان وصنوه الحريري؟
قال أبو حيّان التوحيدي في الليلة السابعة عشرة من مجالس كتابه النادر "الإمتاع والمؤانسة" ناعياً على أهل زمانه من أهل الأدب والعلم والفضل حالهم: "فلما عدتُ إلى المجلس قال: ما تحفظ في تِفعال وتَفعال، فقد اشتبها؟ وفزعتُ إلى ابن عبيد الكاتب فلم يكن عنده مقنع، وألقيت على مسكويه فلم يكن له فيها مطلع، وهذا دليل على دثور الأدب وبوار العلم والإعراض عن الكدح في طلبه".
وقال السيوطي في كتابه "المزهر في علوم اللغة": "ولما شرعت في إملاء الحديث سنة 872 وجددته بعد انقطاعه عشرين سنة من سنة مات الحافظ أبو الفضل ابن حجر، أردت أن أجدد إملاء اللغة وأحييه بعد دثوره، فأمليت مجلساً واحداً فلم أجد له حملة ولا من يرغب فيه، فتركته".
فهذا حال أولئك في زمان كان الأدب فيه قريحة تسكن كِرام الرجال، وفخراً ينشده سادة الناس، وزينة يتحلّى بها كبراء الخلق، فكيف بحال أهل هذا الوقت ممن أصبح قصارى اطلاعهم وقراءتهم أن ينظروا في الصحف والمجلات والمنتديات الإلكترونيّة بما تحويه من اللغة المشوّهة والأساليب المستقبحة؟
ولا يستخفّنك الذين لا يوقنون من أولئك القائلين: الأدب مجرّد متعة لفظية، وزخرف من القول، وليس وراءه فكر أو تحريك للعقل، وأن الدوران في فلكه أدى إلى تقهقر العرب وتخلّفهم!
فما يرغب عن هذا الأدب إلا من سفِه نفسه وبغى واعتدى وظلم واجتوى تراثاً عظيماً وأزرى به! وحسبُك في الرد عليهم ما نُقل عن أبي القاسم السيرافيِّ أنه حضر مجلس أبي الفضل ابن العميد فقصر رجل بالجاحظ وحطَّ عليه وحلم ابن العميد عنه، فلما خرج قال له السيرافيِّ: سكتّ أيها الأستاذ عن هذا الجاهل في قوله الذي قال مع عادتك بالرد على أمثاله! فقال ابن العميد: لم أجد في مقابلته أبلغ من تركه على جهله، ولو وافقته وبينت له لنظرَ في كتبه وصار إنساناً، يا أبا القاسم كتب الجاحظ تعلم العقل أولاً والأدب ثانياً.
والقصّة منثورة في كتب التراجم والطبقات.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما والله إنه لحق واجب على كل غيور محب لأدب أمّته أن يُحيى طريقة أولئك الأدباء العظام، ويقتفي أثر أساليبهم، فلا يشذ عنهم أو ينتحي جانباً، بل يعيدها جذعة كما كانت، فهذه مفاخرنا، وما بقي كتاب الله خالداً خلود الدهر إلا بما فيه من إعجاز الفصاحة وإحكام البيان، ولئن طرب شداة الغرب بأعلامها من العازفين والنحّاتين والرسّامين والقاصّين وهاموا بذكرهم وسكروا بحبهم، فإنا نرفع رؤوسنا ونُعلي هاماتنا – فخراً وشموخاً - بكل كاتب أقام صلب اللغة ونصب راية الأدب مقتفياً أثر سلفه العظام من أدباء العربيّة في مر العصور.
قال الطناحي: "لقد كنا في طفولتنا وصدر شبابنا نحفظ الشعر الجاهلي ومتون العلم في الصباح، ونلعب الكرة الشراب عند العصر، فجرتْ اللغة في عروقنا واختلطت بلحمنا وعظمنا .. وهكذا الشأن عند سائر الأمم فتلاميذ المدارس الإنجليزية يقرؤون "شكسبير" ويعرفونه جيّداً، وتلاميذ المدارس الألمانيّة يقرؤون "جوته" ويعرفونه جيّداً، مع الاحترام الزائد والتوقير الشديد".
وكم من حسنة عظيمة لأولئك العلماء الذين كتبوا في العلوم المتعددة بأساليب متقنة ولغة سامية، فجمع الله لهم فخر التأصيل في العلم وشرف الكتابة بالأسلوب البديع، فانظر – بخضوع بالغ وانكسار تام - كيف كان يكتب الإمام الشافعي، وإمام المفسرين وشيخ المؤرخين الطبري، وفخر العربيّة وأحد عجائب الزمان نحواً وصرفاً وتحليلاً ابن جنّي في "الخصائص"، وحجة الإسلام الغزالي في "إحياء علوم الدين"، وعلَم الأعلام ابن القيّم في عامّة ما كتبه، وكيف أبدع ابن خلدون في مقدمته، ثم اختم ذلك كلّه بالوقوف على أسلوب آسر وبلاغة مبهرة تأخذ بمجامع القلوب وتزلزل الجوانح في الفصاحة والبيان للقاضي الجرجاني في كتابه النقدي "الوساطة بين المتنبي وخصومه".
ثم انظر في أهل هذا العصر لترى أنهم سلكوا سَنن أولئك حذوَ القذّة بالقذّة وامتطوا صهوة البيان في تصانيف شتّى، ونحن أشد بهم أنساً وأقرب إليهم عهداً، فاقرأ كيف كان يكتب الشيخ العلامة البشير الإبراهيمي، وفخر الزمان ونادرة العصر الطاهر ابن عاشور، والإمام المجاهد شيخ الإسلام مصطفى صبري، وكيف كانت بلاغة طه حسين – على عمى بصره وبصيرته - في تآليفه المتعددة وعلى رأسها "الأيام"، واجعل للشيخ الأديب محمود بن محمد شاكر ولحواريّه والقائم بحقّه وسميّه محمود بن محمد الطناحي من قراءتك ونظرك نصيباً مفروضاً، وعرّج بالنظر في أدب المتفرّد بأسلوبه والمتفنّن في طريقته مارون عبّود، ولا تنس أن تنيخ ركابك في ساحة الآية العجيبة في علمه وأسلوبه، العجمي في نسبه، العربي في لسانه وفصاحته وبيانه عبدالعزيز الميمني، ومسك الختام أن تقرأ لريحانة القلب وقرّة العين الشيخ العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد ذي الأسلوب الفريد والنظام العجيب، لتعلم كيف كان يكتب هؤلاء العلمَ ومباحثه بأساليب الفصحاء وطرائق الأدباء.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[24 May 2010, 02:07 م]ـ
الشيخ العزيز الحبيب عبدالرحمن: أبعد أن طارت بنا هزة الشوق كل مطير، وأصارتنا غرة الفرح بين روضة غناء وواد مطير تتوقف! بعد أن سقتم هذه الألفاظ التي تأنق الخاطر في تذهيبها، والمعان التي عني الطبع بتهذيبها، وكأن القائل يعنيها يوم قال:
وما هي إلا روضة ونسيمها = يبرد من حر اشتياقي سمائما
وأدواحها أسطارها وحروفها =ترجع فيها بالثناء الحمائما
ينم بسر الحمد وشي طروسها=فنحمد من واشي اليراع النمائما
وكانت هذه الزاوية من قصرها كما قال كشاجم:
لم أستتم عناقَه لقدومهِ
حتى ابتدأت عناقه لوداعه
فأتحفنا حفظك الله بألفاظ تروق مجتليها، وتشوق مجتنيها، فعهدنا بك أمتع الله بك، عهد من إذا حاك الكلام طرز، وإذا غشي ميدان البيان برز، واجعلنا حفظك الله نردد ما قاله الصنعاني رحمه الله:
ووافى نظام يشهد الذوق أنه =هو الراح إلا أنه لن يحرما
معانيه خمر والحروف كؤوسه=وترشفه الأسماع إذ أعجز الفما
إذا رمت تشبيهاً له فعبارتي =تذوب حياءً أن تقول كأنما
أبن لي أدرُّ البحر نظماً جعلته=بلى إنما تلك الدراري من السما
وصلىي على المختار والآل كلما=الحمام بأغصان الرياض ترنما
ـ[الجكني]ــــــــ[24 May 2010, 03:55 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أحييك أخي الدكتور عبدالرحمن على هذه الصفحة وإن كنت لا أزال أرى أنها " أديبة " إلى حد بعيد، وهو ما لا يحمد في " الأدب "!
لي طلب عند يا صديقي العزيز:
في " اشتياق " لقراءة أبيات " اليماني " و " المالي " و فتاة الغنج والدلال " الغانية - بتخفيف الياء - الغانيّة؛ بتشديدها " فهي من روائع الأدب المعاصر.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Jun 2010, 12:14 ص]ـ
الأخ العزيز فهد الجريوي: أشكرك على حرصك وعنايتك، مع كمال أدبك وحسن استشهادك، وقد أعجبتني مختاراتك من كتب العلم والأدب، والتي تنادي على ما وراءها من العقل والفطنة، زادك الله من فضله، وأسبغ عليك نعمه.
الصديق الحبيب أبا إبراهيم الجكني: لقد صحبتك في رحلتنا للمغرب فكنت نعم الرفيق والصاحب، وقد أفدتُ من أدبك وحسن أخلاقك، كما أفدتُ من علمك ودقة بحثك، فزادك الله من فضله، وأحسن إليك في الدنيا والآخرة. وأما قصة الفتاة الغينية، فسأعيد روايتها لك وللزملاء القراء تلبية لرغبتك، وسأجعلها هنا حتى لا يتقطع بنا الحديث.
كان الشاعر عبدالله بن يحيى العلوي من شعراء اليمن الفضلاء، وكان مندوباً للإمام أحمد بن حميد الدين ملك اليمن في زمانه ينيبه في حضور بعض المؤتمرات الدولية، وكان يعود فيصوغ تقاريره شعراً، وكان الإمام يتذوق الشعر ويقوله. وكان هذا الشاعر شهد عام 1382هـ الموافق 1962م مؤتمراً تَمهيدياً لدول عدم الانحياز في القاهرة، فلما رجع كتب هذه الأرجوزة يلخص فيها أهم ما في المؤتمر، وفيها طرافة وإبداع ليس بغريب على أدباء اليمن وشعراءها، حيث يقول:
هاك التحيةْ وكذا سلامي =أرفعهُ لحضرةِ الأمامِ
وبعدُ فالعالمُ في صراعِ = مُحتدمِ الخلاف والنزاعِ
فذا شيوعيٌ يقول مالي =لدولتي، وذاك رأسُمالي
وبانَ في الوجودِ جمعٌ ثالثْ=يدعو إلى الحياد غير عابثْ
وقد دعا إلى اجتماعٍ ناصرِ= من أجله كيتُ وعبدُالناصرِ
فلبتِ الدعوةَ كُلُّ دولهْ =ترى الحيادَ مبدءاً ونحلهْ
وعُقدَ المؤتَمرُ التمهيدي = لدولِ الحياد بالتحديدِ
في مصرَ خيرِ بلدٍ أفريقي =وبين شعب في العلا عريقِ
وانتخبوا لجلسة الرئاسةِ = محمود فوزي وهو ذو كياسةِ
ورأسهُ كإِسْمهِ رِياطُ =كأَنَّه الخلجانُ والحياطُ
واختلطَ البيضانُ بالسودانِ=في ساحةٍ جميلةِ الأركانِ
وكان يوماً قاسي الحرارةْ=تكادُ منه أنْ ترى الشرارةْ
وفي الوفودِ وزراءٌ عشرةْ=قلوبُهم بيضاءُ عكس البَشَرةْ
ورحبَ الوفودُ بالجزائرِ =وهم وقوفٌ بعدَ يومٍ ثائرِ
وصفَّقوا لوفده طويلا=وحاولوا العناق والتقبيلا
كما ارتأوا حقَّ الكبير والصغيرْ= في وحدةِ الأرض وتقريرِ المصير
وأَنْ تَحُدَّ الدولُ القويَّةْ=مِنْ صُنعها القنابل النَّووية
وقرَّروا تصفيةَ القواعدِ=بكل ما أوتوا من السواعدِ
وفي الأخير أصدروا بيانا=وقد حوى الكثير مِمَّا كانا
وقرروا بعدَ جدالٍ مُختصرْ =في بلجرادَ أَن يكونَ المؤتَمرْ
وفي الوفودِ شاعرٌ يَمانيْ= يستلهمُ الوحيَ من المثاني
بشعرهِ يُسجِّلُ الحوادثْ=ولا يَخافُ قَلم المباحثْ
وفي الوفودِ غادةٌ غِينيَّةْ =تَخالُها مِنْ أُسرةٍ غنيَّةْ
ترشقُها العُيونُ بالتَّوالي =وبالأَخصِّ مِن سفيرِ مالي
خفيفةٌ في الروح كالمصريَّةْ=صفراءُ كالليمونةِ الطريَّةْ
واختتمَ المؤتمرُ التمهيديْ =أعمالَهُ بالوعدِ لا الوعيدِ
والشكرُ للمضيفة العظيمةِ = مصرَ على الضيافةِ الكريمةِ
فهذه هي الأرجوزة يا أبا إبراهيم، وهي غنية عن التعليق بحلاوتها وخفتها، رعاك الله وجمعنا بكم على الخير دوماً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Jun 2010, 12:17 ص]ـ
وهذه الحلقة الثانية من هذه التأملات، ذكرتُ فيها قصة طريفة وقعت لي في مشاركتي مع قناة دليل في برنامج ربيع القوافي الأدبي تجدونها على هذا الرابط
خزانة الأدب: تأملات خاصة في ظلال أدب العربية (2) ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=106149#post106149)
ـ[سالمين]ــــــــ[26 Jun 2010, 11:43 ص]ـ
خزانة أدبية ممتعة.
بارك الله فيك يا دكتور.
ـ[الجكني]ــــــــ[08 Jul 2010, 03:33 م]ـ
شكراً جزيلاً أخي الحبيب الأديب الدكتور عبد الرحمن الشهري.
ويظهر لي أن " التغزل " و " النسيب " بالسمراوات ومن بشرتهن " شوكلاتات " خاصة، وليس " كاراميلات " عادة متأصلة في بعض الأدباء العرب الأقحاح، حيث قد سبق أن قام الشيخ العلّامة المشهور بسيبويه عصره، أعني: المختار بن بونا الجكني رحمه الله بنظم أبيات في سمراء، وهذه أبياته:
1 - وسوداء رمت الوصل منها فأعرضت ... فقلتُ أمثلي عنه مثلُك يعرض
2 - فقالت بلوني عنك ما أنا راغب ... ولكن كلوني عن كلونك معرض
3 - وقالت سماك النار إني أخافها ... على جسدي للنار لست أعرّض
4 - فقلت لها مالفظ نار بمحرق ... ولكن عذراً لي أردت يعرض
5 - وقلت لنفسي عن هواها صيانة ... ففي الذنب كل الذل للمرء يعرض
6 - فإن أعرضتِ عني فيا رب رودة ... من البيض مني للهوى تتعرض
هذا ما وجدته من هذه القطعة.
وإني لأجزم أن في تراثنا الأدبي الراقي قديماً وحديثاً كثيراً من التغني بأخواتنا السمراوات اللاتي أقسم يميناً لست فيها بحانث أن الله تعالى أوجد فيهن " شيئاً " لم يعطه " للبيضاوات " ولا " للشقراوات ":
يمين لست فها بحانث **** لأني بعقبى الحانثين عروف
وتقبل مني كل تحية وتقدير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد صالح أحمد غازي]ــــــــ[09 Jul 2010, 02:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب الدكتور/ عبد الرحمن بن معاضة الشهري السلام عليكم ورحمة الله، لقد شغفت بما بثثتموه من أنفاسكم الأدبية فلم أملك نفسي عن أن أدلي بدلوي في الدلاء، فأبعث إليكم ببضاعة مزجاة من أبيات قصيدة قلتها بعد أن اطلعت على المشاركات، أقول فيها:
نسمات شوق فالمحاجر تدمع=طاب القصيد لكم وطاب المقطع
ما زال بي من حرها ما لو جرى=بالصخر جاءك صوته يتوجع
يا طائر الأشجان أهد لإخوتي=في سفح طيبة نفحة تتضوع
سلم على خير الأنام بسفحها=والساكنين ومن إليها أزمعوا
وأطف حمى البلد الحرام فمهجتى=بالشوق كادت نحوه تتقطع
يا طائر الأشجان واحفف ملتقى=نادى الكرام إلى الهدى فتجمعوا
واحمل إلى الشهري باقة لوعة=فالنور من غرر الأكارم يطلع
يهدي إلينا الطيب في أنفاسه=ويحوطنا بثواقب لا تهجع
هذا المقطع الأول.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Jul 2010, 04:15 م]ـ
شكراً جزيلاً أخي الحبيب الأديب الدكتور عبد الرحمن الشهري.
ويظهر لي أن " التغزل " و " النسيب " بالسمراوات ومن بشرتهن " شوكلاتات " خاصة، وليس " كاراميلات " عادة متأصلة في بعض الأدباء العرب الأقحاح، حيث قد سبق أن قام الشيخ العلاَّمة المشهور بسيبويه عصره، أعني: المختار بن بونا الجكني رحمه الله بنظم أبيات في سمراء، وهذه أبياته:
1 - وسوداء رمت الوصل منها فأعرضت ... فقلتُ أمثلي عنه مثلُك يعرض
2 - فقالت بلوني عنك ما أنا راغب ... ولكن كلوني عن كلونك معرض
3 - وقالت سماك النار إني أخافها ... على جسدي للنار لست أعرّض
4 - فقلت لها مالفظ نار بمحرق ... ولكن عذراً لي أردت يعرض
5 - وقلت لنفسي عن هواها صيانة ... ففي الذنب كل الذل للمرء يعرض
6 - فإن أعرضتِ عني فيا رب رودة ... من البيض مني للهوى تتعرض
هذا ما وجدته من هذه القطعة.
وإني لأجزم أن في تراثنا الأدبي الراقي قديماً وحديثاً كثيراً من التغني بأخواتنا السمراوات اللاتي أقسم يميناً لست فيها بحانث أن الله تعالى أوجد فيهن " شيئاً " لم يعطه " للبيضاوات " ولا " للشقراوات ":
يمين لست فها بحانث **** لأني بعقبى الحانثين عروف
وتقبل مني كل تحية وتقدير.
حياك الله يا أبا إبراهيم، وأشكرك على هذه اللفتات الأدبية الحلوة، ويبدو أنَّنا لو انجرفنا معكَ في هذا الطريق ودَّيتنا في داهية!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Jul 2010, 04:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب الدكتور/ عبد الرحمن بن معاضة الشهري السلام عليكم ورحمة الله، لقد شغفت بما بثثتموه من أنفاسكم الأدبية فلم أملك نفسي عن أن أدلي بدلوي في الدلاء، فأبعث إليكم ببضاعة مزجاة من أبيات قصيدة قلتها بعد أن اطلعت على المشاركات ..
.....
هذا المقطع الأول.
حياك الله وبياك، وحيا الله شاعريتك العَذْبَة، وقد دلتني هذه الأبيات التي قلتها على مقدرة شعرية عالية، والشيءُ من معدنه لا يُستغرب، فشعراء اليمن لا يُجارَون ولا يُبارَون في ميدان الشعر، وإِنَّما أَقمنَا هذا السُّوق اقتباساً من أدبهم، واستضاءةً بنور بلاغتهم، وإِنَّا لِلمقطع الثاني لمنتظرون.
ـ[أحمد صالح أحمد غازي]ــــــــ[10 Jul 2010, 01:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي وشيخي الفاضل الدكتور/ عبد الرحمن الشهري، لقد والله كنت صرفت النظر عن رفع المقطع الثاني لما فيه من الخصوصية إلا أن طلبك دفعني إلى تهذيبه وحذف بعض جوانبه، ثم قمت برفعه إليكم، وخذ بالبال أنني في حيدر أباد لا في اليمن، والأبيات كاملة في الخطاب معك أساسا كما أسلفت:
أذكرتني والله عهد صبابتي=يا شيخ والزمن الذي لا يرجع
ومرابع الخلان في صنعاء كم=حاولت في النسيان ما لا ينفع
ثم اكتشفت غداة أن أذكرتني=أني أحاول رتق ما لا يرقع
ألهبت بالشجن الفؤاد وأججت=نار الصبابة لوعة لا تدفع
وبعثت من تحت الرماد نسائما=للشوق تلعب في الفؤاد وترتع
لله يا شهري كم من غادة=خطرت وكم من غادة تتطلع
ما زال يمنعني شوارد غيها=خوف الإله فبابها لا يمنع
وكرائمُ الأخلاق كنت رضعتها=والدينَ منذ المهد فيما أرضع
وسناء آيات الكتاب ومهرة=في غير صادق ودها لا أطمع
أذكرتني يا شيخ ما أنسيته=زمنا وكنت لذاك لا أتوقع
وأعدت غائبة الخواطر بعد أن=كاد الفؤاد لصوتها لا يسمع
وبعثت شاردة القوافي سيدي=فالقلب يخفق والمحاجر تدمع
فجزاك خيرا من براك بفضله=علما على أفق البرية يلمع
جزاك الله خير الجزاء وجمعنا وإياك في المتحابين فيه من السعداء، وأرجو منك الدعاء لنا بالتوفيق والتيسير، والحفظ من الفتن
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Jul 2010, 08:39 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي وشيخي الفاضل الدكتور/ عبد الرحمن الشهري، لقد والله كنت صرفت النظر عن رفع المقطع الثاني لما فيه من الخصوصية إلا أن طلبك دفعني إلى تهذيبه وحذف بعض جوانبه، ثم قمت برفعه إليكم، وخذ بالبال أنني في حيدر أباد لا في اليمن، والأبيات كاملة في الخطاب معك أساسا كما أسلفت:
..................... .................
جزاك الله خير الجزاء وجمعنا وإياك في المتحابين فيه من السعداء، وأرجو منك الدعاء لنا بالتوفيق والتيسير، والحفظ من الفتن
أصلح الله شأنك، وعَصمَكَ من الفتن، ووفقك لما يُحبُّ ويرضى، وأعادك سالماً غانماً.
لقد أبدعتَ وحُقَّ لك أن تُبدِع، وأمتعتَ ولماذا لا تُمتِع؟ والغُربَةُ مادةُ الشاعر، والحنينُ زادُ الإبداع، وأنت منهما في رَوضٍ أريضْ، والغريب دوماً ذُو دعاءٍ عريضْ.(/)
كرامات الإمام ابن تيمية .. وعجائب علمه و أحواله.
ـ[خلوصي]ــــــــ[17 Feb 2010, 02:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه و من تبعهم بإحسان ... إلى يوم الدين ..
هذه ورقات ترجع إلى أكثر من عشرين عاماً ... يوم بدأت بتصنيف كتاب أسميته " كرامات الإمام ابن تيمية "!
و كان الدافع الأساسي له لفت أنظار من يمقتون الإمام من عوام الصوفية و بعض مشايخها!!
و لكن المشاغل أخذتني فلم يكتب من الكتاب إلا المقدمة و ترجمة الإمام و صندوقه العام
و اليوم و قد نعمنا بالشبكة العنكبوتية العظمى صار أمر الكتاب اسهل .. و لكن الكتاب الإلكتروني اليوم في رحاب المنتديات ألطف و أسهل و إن كان مثيراً للأعصاب أحياناً
و سأضيف إلى الكرامات عجائب علمه و أحواله!؟! رحمه الله من إمام مجاهد عالم ذكيّ زكيّ!
تلك المقدمة.
ـ[ابو سلطان الغساني]ــــــــ[19 Feb 2010, 09:21 م]ـ
بالإنتظار ..
جزاكم الله خيرآ
ـ[خلوصي]ــــــــ[20 Feb 2010, 07:51 ص]ـ
بالإنتظار ..
جزاكم الله خيرآ
اهلاً بالأخ العزيز الذي يراقبنا لحظة بلحظة من جواله .. بسمة ..
و قد كان مصدري آنذاك كتاب" العقود الدرية في سيرة شيخ الإسلام ابن تيمية " لابن عبدالهادي تلميذه .. ثم بالطبع جاءت أخبار الشبكات لتفتح
بوابات الاطلاع على جميع المعلومات
حتى لا ينخدع بعدُ مخدوع!؟!
فيا أيّها " الصوفية المتعصّبون " أين تذهبون!؟!
نقل تلميذ الإمام ابن تيمية الامام الحافظ أبو حفص عمر بن علي بن موسى البزار في كتابه الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية في الفصل التاسع في ذكر بعض كراماته وفراسته
(قلت: وكرامات الشيخ رضي الله عنه كثيرة جدا لا يليق بهذا المختصر اكثر من ذكر هذا القدر منها
ومن اظهر كراماته
أنه ما سمع بأحد عاداها و غض منه إلا وابتلي بعدة بلايا غالبها في دينه وهذا ظاهر مشهور لا يحتاج فيه الى شرح صفته)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[20 Feb 2010, 04:08 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع، وأحببت أن أضيف عليه أمران:
الأول: أن أهل السنة يقرون بكرامات أولياء الله تعالى بالضوابط الشرعية لها كما هو معروف.
الثاني: أن شيخ الإسلام وغيره من علماء الأمة مكمن احترامهم وتوقيرهم إنما هو في علمهم وعملهم به، ولو لم يجدوا كرامة.
فذكره رحمه الله تعالى باق ما بقي الجديدان، وعلمه منتفع به من أراد الله تعالى حتى تطلع الشمس من مغربها.
ولعل من أهم كراماته رحمه الله تعالى انتشار علمه وانتفاع الأمة به.
ومن كراماته أيضا كثرة الحاسدين له؛ فيعطوه في كل لحظة حسنات.فرحمه الله تعالى وجزاه عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم خير الجزاء.
وهذان الأمران أضفتهما خوفا على البعض من ربط قيمة العالم بالكرامة، وأعلم أنه ليس من قصدك،
فجزاك الله خيرا.
ـ[خلوصي]ــــــــ[21 Feb 2010, 03:35 م]ـ
سيدي الفاضل أ. إبراهيم الحسني:
أشكر لك تشجيعك .. و إضافتك الغالية. و لي تعليق صغير سيرد بإذن الله.
امكث معنا .. بسمة.
ـ[خلوصي]ــــــــ[25 Feb 2010, 10:38 ص]ـ
ما هو ضابط الكرامات، وما هو الحد الأعلى منها، بمعنى ما هو آخر حد تصل إليه الكرامة.
في الكرامة ثلاثة أقوال
1ـ المنع مطلقا.
2ـ الجواز مطلقا.
3ـ التفصيل بين ما كان من قبيل المعجزات الكبار (ما وقع بها التحدي) أو غيرها فمنعوا الكبار وأجازوا ما دون ذلك.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح (7/ 479 طبعة السلام) إن هذا القول أعدل المذاهب (أي القول الثالث بالتفصيل)، وهذا تمام كلامه رحمه الله:
قوله: (وما كان إلا رزق رزقه الله) في رواية ابن سعد " رزقه الله خبيبا " وفي رواية شعيب وثابت " تقول إنه لرزق من الله رزقه خبيبا " قال ابن بطال: هذا يمكن أن يكون الله جعله آية على الكفار وبرهانا لنبيه لتصحيح رسالته قال: فأما من يدعي وقوع ذلك له اليوم بين ظهراني المسلمين فلا وجه له , إذ المسلمون قد دخلوا في الدين وأيقنوا بالنبوة , فأي معنى لإظهار الآية عندهم؟ ولو لم يكن في تجويز ذلك إلا أن يقول جاهل إذا جاز ظهور هذه الآيات على يد غير نبي فكيف نصدقها من نبي والفرض أن غيره يأتي بها لكان في إنكار ذلك قطعا للذريعة ,
(يُتْبَعُ)
(/)
إلى أن قال.: إلا أن وقوع ذلك مما لا يخرق عادة ولا يقلب عينا , مثل أن يكرم الله عبدا بإجابة دعوة في الحين , ونحو ذلك مما يظهر فيه فضل الفاضل وكرامة الولي , ومن ذلك حماية الله تعالى عاصما لئلا ينتهك عدوه حرمته انتهى. والحاصل أن ابن بطال توسط بين من يثبت الكرامة ومن ينفيها فجعل الذي يثبت ما قد تجري به العادة لآحاد الناس أحيانا , والممتنع ما يقلب الأعيان مثلا ,
والمشهور عن أهل السنة إثبات الكرامات مطلقا ,
لكن استثنى بعض المحققين منهم كأبي القاسم القشيري ما وقع به التحدي لبعض الأنبياء فقال: ولا يصلون إلى مثل إيجاد ولد من غير أب ونحو ذلك , وهذا أعدل المذاهب في ذلك , فإن إجابة الدعوة في الحال وتكثير الطعام والماء والمكاشفة بما يغيب عن العين والإخبار بما سيأتي ونحو ذلك قد كثر جدا حتى صار وقوع ذلك ممن ينسب إلى الصلاح كالعادة , فانحصر الخارق الآن فيما قاله القشيري , وتعين تقييد قول من أطلق أن كل معجزة وجدت لنبي يجوز أن تقع كرامة لولي , ووراء ذلك كله أن الذي استقر عند العامة أن خرق العادة يدل على أن من وقع له ذلك من أولياء الله تعالى , وهو غلط ممن يقوله , فإن الخارق قد يظهر على يد المبطل من ساحر وكاهن وراهب , فيحتاج من يستدل بذلك على ولاية أولياء الله تعالى إلى فارق , وأولى ما ذكروه أن يختبر حال من وقع له ذلك فإن كان متمسكا بالأوامر الشرعية والنواهي كان ذلك علامة ولايته ومن لا فلا وبالله التوفيق.
" عن http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=59860 "
و يشرح الشيخ البراك معنى الجملة الموهمة و التي رفضها البعض شرحاً طيباً بقوله:
بين كرامات الأولياء ومعجزات الأنبياء
السؤال
هناك قول نسمعه وهو ما صح أن يكون معجزة لنبي صح أن يكون كرامة لولي، من قائل هذا الكلام؟ وما معناه؟ وهل هذا يعني أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد شق له القمر وعرج به إلى السماء، وأن الولي الصالح يمكن أن يكون له هذه الكرامة أيضاً؟. أفيدونا بارك الله بكم.
الجواب
الحمد لله، معجزات الأنبياء وهي الآيات والبينات والبراهين على صدقهم، وكرامات الأولياء كلها من خوارق العادات، وكل الخوارق يرجع إلى نوع القدرة والتأثير، أو العلم، أو الغنى.
فالخوارق تتنوع بحسب هذه المعاني، فمعجزات الأنبياء منها ما يكون علمياً، ومنها ما يكون من قبيل القدرة، ومنها ما يكون من قبيل الغنى، وهكذا كرامات الأولياء.
وقول القائل: (ما صح أن يكون معجزة لنبي صح أن يكون خارقاً لولي)، معناه:
أن ما كان معجزة للنبي إن حصل مثله للولي فهو كرامة، وليس المقصود أن كل معجزة من معجزات الأنبياء يكون مثلها للأولياء، لكن إن حصل للولي من الخوارق ما يشبه بعض معجزات النبي فهو في حقه كرامة، وما كان كرامة لولي فإنه معجزة للنبي الذي يتبعه هذا الولي؛ لأنه إنما حصل له هذا الخارق بسبب اتباعه، فتكون الكرامة حجة على صحة الدين الذي هو عليه، وبهذا يعلم أنه لا يلزم أن كل خارق حصل لنبي يكون مثله لأحد من الأولياء، فانشقاق القمر وعروج النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يحصل لغيره ولن يحصل.
وقد ذكر شيخ الإسلام بن تيمية أن خوارق الأنبياء لا يقدر على مثلها أحد من البشر، فلا بد أن تتميز خوارق الأنبياء على كرامات الأولياء.
وأما صاحب هذه المقولة فأنا لا أعرفه، ويمكن الرجوع لمعرفته إلى الكتب المعنية بالمعجزات والكرامات مثل كتاب النبوات لابن تيمية. والله أعلم.
"عن http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=1328 "
و يقول خلوصي الضعيف:
الأفضل إحكام القواعد مع ترك الباب لأفراد الأمثلة التي قد تخرق تلك القواعد مفتوحاً لئلا نضرب الوقائع بالقواعد!؟!
فإن الأمر لم يرد فيه نص .. و ما يسطّر فيه اجتهاد قد لا يبلغ بصاحبه الإحاطة و لا القدرة الكاملة على التحقيق في الحد الذي نستطيع إيصال الكرامة فيه إلى المعجزة النبوية .. هذا على وجه الإجمال!
و نقصد بالوقائع ما ثبت بالدليل القطعي من الخبر كأن يقول لنا مثلا الشيخ ابن باز - و نحن نعلم صدقه - رحمه الله أنه رأى شيخه يحيي ميتاً أمام أهل بلدته جميعاً!؟!
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[26 Feb 2010, 03:13 م]ـ
أخي الكريم: خلوصي.
أولا: أهل السنة متفقون على أن لأولياء الله تعالى كرامات يتفضل بها الله تعالى عليهم.
ثانيا: الأولياء عند أهل السنة لا يعرفون بالكرامات، ولا يقدح فيهم عدم حصولهم على كرامات.
ثالثا: الأولياء عند أهل السنة علامتهم: الإيمان والتقوى كما أوضح ذلك رب العالمين فقال: "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون"
رابعا: حدود الكرامة مختلف فيها كما تفضلت؛ وأرجح الأقوال فيها أنها لا تصل إلى حد معجزة من المعجزات التي تكرم بها الله تعالى أنبيائه.
خامسا: من أعظم الكرامات تحصيل العلم النافع والعمل به؛ ففي كل لحظة - إن شاء الله تعالى - يجد أهل العلم من الحسنات ما لا يعلمه إلا الله تعالى؛ بفضل علومهم التي خلفوا، والتي يستفيد منها طلبة العلم آناء الله وأطراف النهار.
وفقك الله لمزيد من المواضيع المفيدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[26 Feb 2010, 10:10 م]ـ
شكراً للأخ خلوصي على هذا الموضوع القيم ويطيب لي أن أضيف تعليقا في هامشه
ما أعلم من أنكر الكرامات جملةً وتفصيلاً من أهل السنة سوى العلامة أبي محمد عليّ بن أحمد بن حزم رحمه الله تعالى، وقد أثر موقفه في جميع من جاء بعده من أهل الأندلس فتراهم لا يكادون يقبلون خرقا لقوانين الطبيعة، وكان أبو محمد بن حزم يؤمن بما آمن بعده العلم الحديث من أن "الله تعالى قد برمج الأشياء لتسير على قوانين محكمة عرفها من عرفها وجهلها من جهلها" أو بتعبير الفيلسوف الإنكليزي جون ستيوارت مل "إنّ جميع الظواهر على الإطلاق خاضعةٌ لقوانين غير قابلة للتخلف ولا تقف في وجهها إرادة ما طبيعية وغير طبيعية". ولا يوجد إنسان إلا وهو متردد في قبول خبر أن يشاء الله تعالى أن يخرق قوانين الطبيعة التي قدرها في سابق علمه من أجل إنسان ما، وهو الذي شاء أن يقتل شرار الخلق خيارهم وروى لنا استنكاره على بني إسرائيل قتلهم الأنبياء وقال لنا "ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار".
وما أظن ما أصبح يُنسب إلى أهل السنة إلا من تسربات الفكر الهرمسي الفارسي الذي يبدأ باغتيال العقل وتقديم الإيمان بثوابته على كل معقول، ثم بعد ذلك يشرعون يوظفون كل ما تقع عليه أيديهم من دليل لعقلنة لا معقولهم حتى قال فيهم الشاعر
مينٌ يُرَدُّ لم يَرْضَوا بباطله * حتى أبانوا إلى تصديقه طُرُقا
فالفرس يعتقدون أن الله قد ادخر لهم "رئيس جمهورية" محتفطا لهم به في السماء، ويتصل به "مراجعهم" وينقلون لهم رأي السماء في أمور الأرض. وقد اختُرق أهل السنة عبر الصوفية الذين تتلمذ بعضهم على الباطنية والإسماعيلية فتسرب اللامعقول الهرمسي الذي فتك بالإمامية إلى "أهل السنة".
وما أظن الموقف من الكرامات في العصور المتأخرة إلا متأثرا بهذه الهرمسيات.
وأما موقف الفلسفة فإنها لا تفرق بين كرامة ومعجزة، إذ التفريق من مصطلحات متكلمي العصور المتأخرة. لأن المتكلمين من المعتزلة حتى القرن الرابع كانوا مصفقين على إنكار أي خرق لنواميس الكون التي سماها الغزالي والأشعرية بـ"العادة"، وسموا قوانين الطبيعة الثابتة "مستقرّ العادة" ليوحوا بإمكانية خرقها متى شاء الله، وكان غرضهم والحق يقال إثبات المعجزات لكن الناس قد وظفوا الحجج نفسها قي إثبات الكرامات. وكان نكير المتكلمين من المعتزلة لغير معجزات الأنبياء فنجد الجاحظ يروي قول أبي الغول الطهوي
رأيت الغول تهوي جنح ليلٍ
يقول. وهو كما ترى يكذب ويطيل الكذب ويحبّره.
ولا بُدّ لنا هنا من الإشارة إلى أنّ المعرفة العلمية منذ قفزت من الحواس المجردة إلى الحواس المكبّرة بالآلة في القرن السابع عشر الميلادي، وأصبحت تعزز نفسها بكثرة الأشياء التي وقعت تحت رصدها / وهي أشياء متناهية في الصغر (بواسطة المجهر) والكبر (بواسطة المرقب)، هذه المعرفة العلمية بشكلها الحاضر لا تدّعي أنها المعرفة الوحيدة الممكنة، فقد توجد معارف خاصة لا يمكن تعميمها، لكن المعرفة العلمية هي الوحيدة التي تعتمد جماعية العقل، وأن كل حقائقها قابلة للتعلم في زمن يطول ويقصر بحسب تدرج رتب المعارف والحقائق، وعليه فإن الكرامات وقبلها المعجزات هي من "خاصّ " العلوم والمعارف، لا يمكن إدراكها بالتعلم الطبيعي وبسبل نيل المعرفة العلمية، ولذلك فهي بهذا المعنى خارج المعرفة العلمية لكن هذا لا يعني بالضرورة إنكارها، بل فقط هي تعود إلى معارف أخرى خاصة.
ولذلك يكون الموقف من الكرامات موقفاً خاصا يقبله من يقبله ويرفضه من يرفضه.
والدليل (من داخل المعرفة العلمية) على وجود معارف خاصة وجود خروقات لقوانين الطبيعة مما يسمى بـ (ـالباراسايكولوجيا) وسائر خروقات الطبيعة التي لا علاقة لها بالدين فما الذي يمنع من حصول مثل ذلك لشخص متدين؟
لكن يبقى عدم الاهتمام بها أعني بالكرامات، وعدم الحديث عنها أسلم وأنفع للعقل المسلم لأنها مما لا بعود بنفع على الإسلام والمسلمين بشيء.
ويعجبني موقف أبي محمد ابن حزم رحمه الله وهو من هو علماً وديناً.
وبصدد مصدر معلوماتنا عن هذه القضية فإنه لا يصلح إلا الاسترشاد بمسيرة العقل والعلم في القرون الأربعة الأخيرة أعني منذ أن اعتمد غاليلو على الزجاج فتجاوز العلم اليوناني ونشأ "العقل الحديث". فتجاوز الإنسان في الطبيعة بحواسه المجردة. إذ لولا الزجاج لما اكتشف باستور الجراثيم وعرف الطبّ سبب العدوى! فأصبح عمالقة الأطباء قبله أقزاما. وهذا راسل يقول "إنّ لديّ كتب أرسطو في الطبيعيات والتي كانت إنجيل العلم لمدة ألفي سنة، لم يعد فيها حرف صحيح بمنظور العلم المعاصر". فالعقل الإنساني واحد. وما أقول هذا القول إلا لأقرر أن ما ينسبه علماء القرون المتأخرة إلى أهل السنة لا يعني بالضرورة أنه رأي الإسلام.
لكننا لا نشك في أن المخلص لله لا يعيش عيشة ضنكا بل ينام قرير العين هانيها وله سعادة الدارين. وهذا هو معنى قوله تعالى من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والآخرة. إذ المعنى الخفي لهذه الآية أي فعليه أن يلجأ إلى الله لينال ثواب الدنيا والآخرة.
وما دام الحديث عن شيخ الإسلام رحمه الله وهو خاتمة المحققين ومجدد أصول الدين والعلم الشرعي فإن في العودة إليه والبداية من حيث ما انتهى إليه دليلا على صدق النهج وسعادة التوفيق. أما محاولة من حاول أن يتجاوزه ويتطرف في تصديق ظواهر أحاديث الآحاد وما نسب إلى المعصوم من مرويات فعما قليل سوف يبين عواره حين يزول عنه جعجعته وغباره.
فقد وجدناه مجتهدا مطلقا لا يخاف في الله لومة لائم، أعاد الناس إلى الصواب فيما لا يُحصى من المسائل.
رحمه الله تعالى رحمة واسعة ووفقنا للسير على نهجه واقتفاء أثره
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[01 Mar 2010, 06:05 ص]ـ
إخوتي و أساتذتي:
الأستاذ إبراهيم الحسني
د. عبدالرحمن الصالح
أشكركما جزيل الشكر على تفاعلكما .. و أستسمحكما تأخري في الرد لأنكما نكأتما عندي جروحا ً - بسمة -
و لا بد لي من مرهم يداويني .. و الصيدليات بعيدة - بسمة -
و قد استمتعت أيّما متعة بكلامكم د. عبدالرحمن في موضوع عن المغاربة و كنت سأرد وقتها لولا الانشغال ... ! فها أنت ذا الآن هنا .. ! أليس هذا من كراماتي - بسمات مع قليل من القهقهة -
ـ[خلوصي]ــــــــ[18 Apr 2010, 09:10 ص]ـ
:
لأنكما نكأتما عندي جروحا ً - بسمة -
و لا بد لي من مرهم يداويني .. و الصيدليات بعيدة - بسمة -
هنا أول الدواء سادتي .. فاعذراني على تأخري .. فالجرح لا يندمل بسرعة http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif :
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=19275
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[23 Apr 2010, 10:44 ص]ـ
أنا أعلم علم اليقين أن بعض الصوفية الذين لا يحبون أن تيمية رحمه الله ويقدحون بعلمه ومدرسته هم ممن ينتسبون لهذا الملتقى للأسف. وها هم يسمعون كلامكم الآن على مضض. بل ان بعضهم لبس ثوب الاشاعرة يدافع عنهم دفاع المستميت في بعض الملتقيات ولا يلفظ ببنت شفة في هذا الملتقى. . وأقسم بالله لو أن هذا الموضوع طرح في غير هذا الملتقى لرأيتهم يخرجون رؤوسهم الى العنان وهاجوا وماجوا حتى يحقوا الباطل ويبطلوا الحق فما رأيكم أعزتي وإخوتي في ذلك؟؟؟.
ـ[خلوصي]ــــــــ[25 Apr 2010, 08:33 ص]ـ
أخي الكريم أ. تيسير:
أهلا و سهلاً بكم أولا ...
هذا المنتدى و لله الحمد هو المنتدى الذي يستشعر فيه الباحث المسلم بالكثير من الإيجابيات التي يفتقدها في منتديات أخرى .. شهادة لله .. و منها على سبيل المثال:
1 - العالمية في الخطاب و احتواء الباحثين من جميع المشارب للتفاعل و التباحث و النقد الإيجابي .. فلا خوف هنا من أي طرح .. ما دام حق النقد العلمي الهاديء مصاناً للجمع .. و به تتجلى الحقائق سواء في ظهورها أول مرة من حيث هي , أو في شدة سطوعها , أو في إنزالها على الوقائع ..... إلخ.
و من هؤلاء الباحثين من أشعريتهم كأشعرية الإمام ابن كثير ..
و منهم من يتلبس بما هو أوغل إن توغل البحث فيما هو أبعد من ذلك:
خذ الشيخ البوطي مثلاً: تجده ينهى من اطمأن قلبه بالإيمان أن يحضر دروس " كبرى اليقينيات الكونية " و هو من هو!
2 - سعة الصدر أمام ما يتجلّى مما لم نكن قد عرفناه إلا مجملاً أو مشوّها قليلا أو كثيراً! فتستشعر العبودية لله هنا .. لا للنفس و سوابق التصورات و الاجتهادات .. و لو التصقت من قبل بهيبة رموز , هم و الله ما طالبوا أن نتخذهم رموزاً بذلك المعنى الخاطيء الذي يتحمس له طلاب العلم الهواة المتلقين عن الكتب لا العلماء!
3 - التجالس الهاديء غالباً مما يسمح أكثر بالاطلاع الهاديء على التحقيق الذي غالباً ما يجعل الواحد منا على الأقل يعذر مخالفه و لا يرى بأساً أن يجالسه!
4 - جوّ العبودية الذي يذكر دوماً بالغاية من العلم و الحوار و الجدال .. فما الفائدة من علم غلب إذا أذهب الأخوة و الأدب؟!
5 -
6 -
7 -
8 -
http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif
أخي الفاضل:
إن ما تشكو منه من جهة المغالين في من يعادي رموز السلفية .. تجد مثله فيمن يعادي رموز الصوفية .. على أن التحقيق يثبت في كثير من الأحيان " صوفية " السلفية .. و " سلفية " الصوفية!؟! .. فأهل التحقيق و التحقق لا تخدعهم الأشكال و الصور؟
فلذا تجد من يشنع على صوفية الرسوم من صوفية الحقائق نفسها ..
و تجد كذلك مواقع سلفية حذفت هذا الموضوع " كرامات الإمام "!!! بل منها من أوقف خلوصي بسببه!!!
كلام كثير أخي الفاضل يقال في هذا السياق .. و الألم يزداد .. و العالم يحترق!! و كما يقولون في التبليغ: " العالم يحترق و الماء بايديكم أيها العرب "
و جزاكم الله خيراً و بارك الله فيكم.
ملاحظة:
إن كنت ممن يحب الدعابات في سبيل الله فسأسجل اسمك في فريق خلوصي http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[26 Apr 2010, 10:18 م]ـ
أشكرك على تلك الجواهر النفيسة التي خط بها قلمك. ولقد آلمني أن أحد المنتديات شطبت على اسمي وانتهكت حرمة عضويتي لأني قلت رأياً بالاشاعرة وبالصوفية لا يروق لمن يحملون الشهادات العلمية التي يعشقون أنفسهم بها ويرغبوا دوماً أن يزينوا بها توقيعهم ليقولوا لنا (نحن هنا).
تسرني صحبتكم أخي الاستاذ خلوصي والبسمة إن لم تكن واجبة فهي سنة مستحبة يجب أن نزين بها وجوهنا دوماً. تسرني بسمتكم استاذي الكريم وبارك الله بك.
ولكن لدي مشكلة فنية وهي أن الردود على مشاركاتي لا تأتيني عبر بريدي الالكتروني رغم أني فعلت ما يجب أن أفعله لتفعيل هذه الخدمة. فهل تستطيع مساعدتي بذلك؟؟ يا ريت
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[27 Apr 2010, 08:09 م]ـ
و لك الشكر الجزيل أستاذنا الفاضل على جميل مشاعرك ...
و أما السرور بالصحبة فلي ..
و أما الشطب فلا تحزن .. فقد حظرني موقع " سلفي "!! بسبب هذا الموضوع نفسه: " كرامات الإمام ... "!؟!
رحم الله الإمام الرباني أبا الحسن الندوي إذ يقول:
" ... فإن لجناية المصطلحات على الحقائق قصة طويلة."
و أما مشكلة البريد و إشعار الرد فقد بلغتها لقوم طيبين يسهرون لحل مشاكلنا التقنية http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif هنا:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=101134#post101134 (http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=101134#post101134)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[27 Apr 2010, 10:18 م]ـ
لقد آنستني في مصيبتي ووحشتي. رغم أن تلك ليست ظاهرة صحيّة ولا مرضيّة. فإن لم تسع الناس بعضها بعضاً فسوف تضيق على بعضها بعضاً بانعدام المحبة والخلق الحسن.
اللهم حسن أخلاقنا استاذي الفاضل الخلوصي وجعلك من أهل الاخلاص وبارك الله بك فقد آجرتني بمصيبتي.(/)
البحث عن دراسات
ـ[الحداوي]ــــــــ[17 Feb 2010, 08:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اننى ابحث عن دراسات حول العقيدة الأشعرية قصد الفائدة والتحقيق والتوثيق
ولكل من ساعدنى الأجر والثواب والتقدير والمحبة والاخلاص
اننى انتظر جواب المحبين الصداقين
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[17 Feb 2010, 08:46 م]ـ
اذهب إلى موقع الشيخ سفر الحوالي شفاه الله وعافاه
وستجد هناك له بحث قيم تحت عنوان:
منهج الأشاعرة في العقيدة
وهذا هو الرابط:
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showcontent&contentID=6
ـ[أبو المهند]ــــــــ[17 Feb 2010, 11:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اننى ابحث عن دراسات حول العقيدة الأشعرية قصد الفائدة والتحقيق والتوثيق
لا ريب أن الساحة الفكرية العقدية الإسلامية حبلى بأمهات الأبحاث المعنية بالفرق ومعتقداتها ومطلبكم أخى الكريم مطلب له وجاهته علميا.
ولكن أليس يا اخ الحداوى من الجدير بك أن تبحث عن العقيدة الإسلامية بمفهومها الأرحب وشمولها الأوسع لكل أهل القبلة؟
إنني أجد على من يتقوقع في هذا الزمان ويتمترس خلف نبش عقائد الأشعرية والسلفية والصوفية و ..................... فقد تم التفريق بين أبناء المسلمين بسبب هذه المستحدثات.
ومن هنا فقد ولى زمن تورم العيون من أجل بيان الفوارق الدقيقة بين هؤلاء وهؤلاء
فالله تعالى يقول: قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)
ويقول {فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (72)
ويقول: وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ}
ويقول: إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (91)
ويقول: قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12)
ويقول: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33)
ويقول: أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35)
ويقول: مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67)
ويقول: رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101)
ففي زمن الكفران وتشتيت أمر الأمة وتداعى الأكلة عليها يجدر بنا أن نبحث عن كلمة الجمع والتوفيق والاستيثاق من العلم المجيش لجيوش المسلمين بعد أن أصبحنا لا لون لنا ولا ريح ولا طعم اللهم إلا تقسيم المسلمين إلى أصلى وتقليد " سلفى وأشعري " أنا شخصيا ممن لا يهتم كثيرا بمثل هذه التقسيمات، ولكن أحيي الملتزم بالقرآن وبهدي خير العباد بدون العبث في الوقت من خلال الحكم على الناس بهذه الطريقة التى كانت سببا من أسباب تغييبنا عن الحياة بالكلية.
أذكر أن أحد المحبين للمجاملة في الحقل الجامعي قد وضع سؤالا ليرضي به بعض من يرحبون بمثل هذه التصنيفات العقدية فقال في السؤال:
أشعري يكتم أشعريته وقف خطيبا وكنتَ من مستمعيه فهل لك أن تتلمس ما أخفاه من خلال لحن قوله؟ بين ذلك بالأمثلة.!!!!
والله الموفق والمستعان.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[18 Feb 2010, 12:13 ص]ـ
موقف ابن تيمية من الأشاعرة , لعبد الرحمن المحمود؛ رسالة دقيقة وافية.
ـ[الحداوي]ــــــــ[04 May 2010, 11:14 م]ـ
شكرا لك سيدى الفاضل لكن البحث عن الحقيقة هو أمر مهم جدا ولدالك فالبحث عن عقيدة أحد أعلام الأمة الامام الأشعري يتطلب الدقة والبيان والتوضيح دون التشدد والغلو والنتطح هل يمكنك ان تتحدث عن العقيدة مفهومها اللغوي والشرعي والمجازي والعرفي؟(/)
طلب مساعدة في ترجمة ابن كثير رحمه الله
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[18 Feb 2010, 02:18 م]ـ
السلام عليكم
رجاء هل من الممكن تزويدي بـ
1 - الظروف العلمية في بلاد الشام وأثرها في صقل فكر ابن كثير.
2 - التطورات الاجتماعية والسياسية التي عاصرها ابن كثير وأثرها فيه.
وكذلك عندي سؤالين أرجوا التكرم بالجواب عنهما وهما:
1 - ما هي العلاقة العلمية الحديثية بين ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وابن كثير؟
2 - ما هي أبعاد المنهج الحديثي للإمام ابن كثير في تفسيره؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Feb 2010, 02:26 م]ـ
يمكن مراجعة ما كتب في ترجمة ابن كثير من تراجم مفردة وهي كثيرة جداً، فقد تعرضوا للحياة السياسية والاجتماعية والعلمية في زمنه وتأثيرها في شخصيته العلمية.
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[18 Feb 2010, 02:38 م]ـ
يمكن مراجعة ما كتب في ترجمة ابن كثير من تراجم مفردة وهي كثيرة جداً، فقد تعرضوا للحياة السياسية والاجتماعية والعلمية في زمنه وتأثيرها في شخصيته العلمية.
جزيت خيرا هلا دللتني على هذه المصادر؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Feb 2010, 02:44 م]ـ
كما قلت لكم هي كثيرة، وقد سبق كتابة عناوينها في أسئلة كثيرة في الكلتقى عن منهج ابن كثير في تفسيره، وأذكر لك منها:
1 - حياة ابن كثير وكتابه تفسير القرآن العظيم، للدكتور محمد بن عبدالله الفالح. طبعته مكتبة دار البيان في مجلد.
2 - ترجمة ابن كثير الموسعة التي صدرت ضمن سلسلة أعلام المسلمين عن دار القلم بدمشق.
3 - رسالة الدكتور سليمان اللاحم عن منهجه في التفسير.
4 - رسالة الدكتور مطر الزهراني عن منهجه في التفسير .. http://www.archive.org/download/abnkseer/abnkseer.pdf
5- ابن كثير ومنهجه في التفسير للدكتور إسماعيل سالم عبدالعال، وهي مطبوعة.
ويمكنك البحث في الملتقى وستجدين الكثير من عناوين الدراسات حول ابن كثير.
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[18 Feb 2010, 03:55 م]ـ
كما قلت لكم هي كثيرة، وقد سبق كتابة عناوينها في أسئلة كثيرة في الكلتقى عن منهج ابن كثير في تفسيره، وأذكر لك منها:
1 - حياة ابن كثير وكتابه تفسير القرآن العظيم، للدكتور محمد بن عبدالله الفالح. طبعته مكتبة دار البيان في مجلد.
2 - ترجمة ابن كثير الموسعة التي صدرت ضمن سلسلة أعلام المسلمين عن دار القلم بدمشق.
3 - رسالة الدكتور سليمان اللاحم عن منهجه في التفسير.
4 - رسالة الدكتور مطر الزهراني عن منهجه في التفسير .. http://www.archive.org/download/abnkseer/abnkseer.pdf
5- ابن كثير ومنهجه في التفسير للدكتور إسماعيل سالم عبدالعال، وهي مطبوعة.
ويمكنك البحث في الملتقى وستجدين الكثير من عناوين الدراسات حول ابن كثير.
شكر الله لكم وبارك فيكم فضيلة الشيخ(/)
طريقة عمل اختصار لإذاعة القرآن على سطح المكتب .. ~روعة وميسرة ومختصرة .. ~ لايفوتكم!!!
ـ[إمداد]ــــــــ[19 Feb 2010, 09:19 م]ـ
طريقة عمل اختصار إذاعة القرآن على سطح المكتب
الطريقة:
1 - انسخ هذا الكود:
ضع السهم على الرابط ثم اضغط الزر الأيمن ثم اختر نسخ الأختصار
http://38.96.148.74/rd3
- اضغط بالزر الأيمن في الفارةعلى سطح المكتب واختر جديد ثم اختصار ..
3 - يأتيك مربع إنشاء اختصار ألصق الرابط فيه, ثم اضغط التالي ..
4 - ثم اكتب في اسم الاختصار (إذاعة القرآن الكريم) , ثم إنهاء ..
5 - أخيرا راح يطلع لكم الاختصار بصورة ملف ريل بلير ..
وبهذا تقدر تستطيع تشغيل إذاعة القرآن بدون برامج أو صفحة انترنت ..
ساهم في نشر الخير فالدال على الخير كفاعله
ودعواتكم ..
منقول
ـ[ابو سلطان الغساني]ــــــــ[19 Feb 2010, 09:36 م]ـ
بوركتم ..
حفظته لكن لم يعمل وظهر لي بصيغة ام بي ثري
ـ[التواقة]ــــــــ[25 Feb 2010, 07:03 م]ـ
الكود السابق المعطاة لم يشتغل عندي ...
وإنما اشتغل هذا الكود:
mms://38.96.148.74/rd3
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[25 Feb 2010, 08:57 م]ـ
الاخ إمداد والاخت تواقة جزاكم الله كل خير وبارك فيكم
قمت بالاختصار وأسال الله ان يضاعف لكم الاجر
ـ[جليسة العلم]ــــــــ[27 Feb 2010, 06:35 ص]ـ
كتب الله لكم الأجر(/)
فما المتفيهقون؟
ـ[الريس عبد الرحمن]ــــــــ[19 Feb 2010, 11:20 م]ـ
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا , وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون " قالوا: يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون، فما المتفيهقون؟ قال: "المتكبرون ".
السؤال هل كان الرسول صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بلغات العرب أم علمها عن طريق الوحي
اود من إخوتي ضرب الامثلة من هذا النوع حتى ندرك مدى حرص الصحابة رضوان الله عليهم على معرفة معنى ما اشكل عليهم من بعض المفردات الواردة بالكتاب والسنة
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[19 Feb 2010, 11:41 م]ـ
يحتمل أن الصحابة -رضي الله عنهم- يريدون معرفة المراد من الكلمة لا معناها , والله أعلم 0
ـ[الريس عبد الرحمن]ــــــــ[20 Feb 2010, 12:22 ص]ـ
ما الفرق بارك الله فيك علما بانه قد ورد كثير من نوع هذه الاسئلة على النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[20 Feb 2010, 09:27 ص]ـ
الفرق أن من يسأل:
- إما أنه لايعرف نفس اللفظة ويريد أن يعرف معناها 0
- أو أنه يعرف معناها ويريد أن أن يعرف مراد التكلم , أما لكون اللفظة تحتمل أكثر من معنى أو لسبب آخر 0(/)
عن رسم دار أحبتي ألهاني شبه يرددها أبو حسان
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[20 Feb 2010, 02:11 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه , فقد تابعت ما سمي بالمناظرة بين الأستاذ أبي حسان والأستاذ نايف الزهراني وفقهما الله ولكني استفدت من ردود الأستاذ نايف الزهراني ولم أستفد شيئا من كلام الأستاذ أبي حسان سوى أن علمت ما يحمله تجاه السلف ومن يدعو إلى التمسك بفهمهم , وما قاله لا شك يغضب كل مسلم يعلم حق السلف وفضلهم فلا يؤاخذني أحد على عبارة فيها حزم أو جد فإن الغضب لله _ وأسأل الله ذلك ولا أزكي نفسي _ يمدح صاحبه ولا يذم ولهذا أدلته المعروفة عند أهل العلم ولأن النقاش خاص بالأستاذين وهذا لا شك أفضل فقد جرى على ذهني هذه الأبيات فأحببت أن أسجلها ها هنا:
عن رسم دار أحبتي ألهاني = شبه يرددها أبو حسان
يدعوا إلى ترك التسلف مذهبا = ويرى التخلف غاية الإنسان
عنوانه الإغراق في سلفية = حرب على المعقول في الأذهان
سأناقش العنوان دون معنون = عنوان زور ماج بالبهتان
إن الصحابة فضلهم في علمهم = وعقولهم فاعقل بلا ألحان
رضي الإله عقولهم وقلوبهم = في توبة وبآية الرضوان
زكى النبي عقولهم وقلوبهم = في نص خير الناس يا أقراني
حاشا لهم أن يجمعوا بضلالة =أو يسكتوا والوقت وقت بيان
لا لا نقول بعصمة قدسية = بعد النبي المصطفى العدناني
لكن نقول بأنهم أهل النهى = والحق ما قالوه بالإحسان
أو ما قرأت بمن يشاقق آية = فسبيلهم من فرض ذي الإيمان
أو ما سمعت قصيدة مشهورة = للعالم ابن القيم الرباني
العلم قال الله قال رسوله = قال الصحابة هم أولوا العرفان
كم رام قبلك ما تروم فأخفقوا = لم يفلحوا على مدى الأزمان
عبت الأئمة لا غرابة يا فتى =بعد الصحابة من يجل الشاني؟
ثم التعالي منك صار سجية = فالعجب منك ومن أخيك الهاني
صنفت رواد المنتدى بضوابط = من عند نفسك هكذا صنفان
والمشرفون بحلمهم قد أعرضوا = عملا بأمر الله في القرآن
تركوا نقاشك قد كفاهم فاضل = بالعلم يعلو ذا المراء الجاني
لا فض فوك أبا البيان حقيقة = وجزيت خيرا شيخنا الزهراني
فلقد أبنت حقيقة معلومة = كالشمس لكن تمرض العينان
فابحث لدائك عن شفاء ناجع =واقبل نصيحتنا أبا حسان
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[20 Feb 2010, 05:22 م]ـ
أحسنت بارك الله فيك
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[20 Feb 2010, 05:54 م]ـ
أحسنت بارك الله فيك
وفيكم بارك.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[20 Feb 2010, 06:06 م]ـ
أرجو إعادة النظر (عروضياً) في هذا البيت:
كم رام قبلك ما تروم فأخفقوا = لم يفلحوا على مدى الأزمان
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Feb 2010, 06:08 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله، وهذه القصيدة من فوائد ذلك الحوار.
لمَ لا تُسمِّيها ليكمل حسنُها = فيقالُ: خُذْ (نونيَّة الشَّعباني)؟
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[20 Feb 2010, 06:14 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا وناظمنا الشيخ محمد عيد الشعباني.
لقد ضاق بنا الأمر وقت المناظرة، لكن الأمر أصبح جليا.
رحم الله الصحابة رضوان الله عليهم، وهاك بعض فضائلهم في العلم:
1 - قال الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: إن الله نظر إلى قلوب العباد، فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وسلم، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه، يقاتلون على دينه، فما رأى المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رأوا سيئاً فهو عند الله سيء. المسند (1/ 379).
2 - قول الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: من كان مستناً فليستن بمن قد مات، أوائك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، كانوا خير هذه الأمة، أبرها قلوباً وأعمقها علماً وأقلها تكلفاً، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، ونقل دينه، فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم، فهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كان على الهدى المستقيم والله رب الكعبة. الحلية (1/ 305 – 306). ومنهاج السنة (1/ 166).
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - قال حبر الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: إن الله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه خص نبيه محمداً بصحابة آثروه على الأنفس والأموال، وبذلوا النفوس دونه في كل حال، ووصفهم الله في كتابه فقال: {رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً .. } الآية 29 من سورة الفتح، قاموا بمعالم الدين وناصحوا الاجتهاد للمسلمين حتى تهذبت طرقه وقويت أسبابه وظهرت آلاء الله، واستقر دينه ووضحت أعلامه وأذل بهم الشرك، وأزال رؤوسه ومحا دعائمه، وصارت كلمة الله العليا وكلمة الذين كفروا السفلى، فصلوات الله ورحمته وبركاته على تلك النفوس الزكية، والأرواح الطاهرة العالية، فقد كانوا في الحياة لله أولياء، وكانوا بعد الموت أحياء، وكانوا لعباد الله نصحاء، رحلوا إلى الآخرة قبل أن يصلوا إليها، وخرجوا من الدنيا وهم بعد فيها. مروج الذهب (3/ 75).
4 - وقال علي رضي الله عنه كما رواه أبو نعيم في الحلية بإسناده إلى أبي أراكة قال: صلى علي الغداة ثم لبث في مجلسه حتى ارتفعت الشمس قيد رمح كأن عليه كآبة، ثم قال: لقد رأيت أثراً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما أرى أحداً يشبههم والله إن كانوا ليصبحون شعثاً غبراً صفراً بين أعينهم مثل ركب المعزي قد باتوا يتلون كتاب الله يراوحون بين أقدامهم وجباههم، إذا ذكر الله مادوا كما تميد الشجرة في يوم ريح، فانهملت أعينهم حتى تبل والله ثيابهم والله لكأن القوم باتوا غافلين. الحلية (1/ 76).
5 - وقال علي رضي الله عنه أيضاً: أوائك مصابيح الهدى يكشف الله بهم كل فتنة مظلمة، سيدخلهم الله في رحمة منه، ليس أوائك بالمذاييع – أي الذين يشيعون الفاحشة ويذيعونها – البذر ولا الجفاة المرائين. الحلية (1/ 77). والبداية والنهاية (8/ 7).
6 - وروى مسلم في صحيحه (3/ 1461) بإسناده إلى الحسن بن عائذ بن عمرو وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، دخل على عبيد الله بن زياد فقال: أي بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن شر الرعاء الحطمة)، فإياك أن تكون منهم، فقال له اجلس فإنما أنت من نخالة – أي من قشور أو حثالة - أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فقال: وهل كانت لهم نخالة، إنما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم.
وقول عائذ بن عمرو رضي الله عنه هنا إنما هم من جزل الكلام وفصيحه وصدقه الذي ينقاد له كل مسلم، فإن الصحابة رضي الله عنهم كلهم صفوة الناس وسادات الأمة وأفضل ممن بعدهم وكلهم عدول قدوة لانخالة فيهم، وإنما جاء التخليط ممن بعدهم وفيمن بعدهم كانت النخالة. انظر شرح مسلم (12/ 216).
7 - ذكر السيوطي في الدر المنثور (4/ 272) عن أبي صخر حميد بن زياد قال: قلت لمحمد بن كعب القرظي: أخبرني عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما أريد الفتن؟ قال: إن الله قد غفر لجميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأوجب لهم الجنة في كتابه محسنهم ومسيئهم، قلت له: وفي أي موضع أوجب الله لهم الجنة في كتابه؟ قال: ألا تقرأ: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبوعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم}، أوجب لجميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الجنة والرضوان، وشرط على التابعين شرطاً لم يشترطه فيهم، قلت: وما اشترط عليهم؟ قال: اشترط عليهم أن يتبعوهم بإحسان، يقول: يقتدون بهم في أعمالهم الحسنة، ولا يقتدون بهم في غير ذلك، قال أبو صخر: لكأني لم أقرأها قبل ذلك وما عرفت تفسيرها حتى قرأها عليّ محمد بن كعب.
8 - روى أبو نعيم بإسناده إلى الحسن البصري .. أن بعض القوم قال له أخبرنا صفة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فبكى وقال: ظهرت منهم علامات الخير والسيماء والسمت والهدي والصدق وخشونة ملابسهم بالاقتصاد وممشاهم بالتواضع، ومنطقهم بالعمل ومطعمهم و مشربهم بالطيب من الرزق، وخضوعهم بالطاعة لربهم تعالى، واستفادتهم للحق فيما أحبوا وكرهوا، وإعطاؤهم الحق من أنفسهم، ظمئت هواجرهم ونحلت أجسامهم واستخفوا بسخط المخلوقين في رضى الخالق، ولم يفرطوا في غضب ولم يحيفوا ولم يجاوزا حكم الله تعالى في القرآن، شغلوا الألسن بالذكر، بذلوا دماءهم حين استنصرهم وبذلوا أموالهم حين استقرضهم ولم يمنعهم خوفهم من المخلوقين، حسنت أخلاقهم وهانت مؤنتهم وكفاهم اليسير من دنياهم إلى آخرتهم. الحلية (2/ 150).
والسلام عليكم
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[20 Feb 2010, 06:15 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله، وهذه القصيدة من فوائد ذلك الحوار.
لمَ لا تُسمِّيها ليكمل حسنُها = فيقالُ: خُذْ (نونيَّة الشَّعباني)؟
سمعا وطوعا ذاك مسك ختامها = يا شيخنا يا عابد الرحمن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[20 Feb 2010, 06:21 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا وناظمنا الشيخ محمد عيد الشعباني.
لقد ضاق بنا الأمر وقت المناظرة، لكن الأمر أصبح جليا.
رحم الله الصحابة رضوان الله عليهم، وهاك بعض فضائلهم في العلم:
8 - روى أبو نعيم بإسناده إلى الحسن البصري .. أن بعض القوم قال له أخبرنا صفة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فبكى وقال: ظهرت منهم علامات الخير والسيماء والسمت والهدي والصدق وخشونة ملابسهم بالاقتصاد وممشاهم بالتواضع، ومنطقهم بالعمل ومطعمهم و مشربهم بالطيب من الرزق، وخضوعهم بالطاعة لربهم تعالى، واستفادتهم للحق فيما أحبوا وكرهوا، وإعطاؤهم الحق من أنفسهم، ظمئت هواجرهم ونحلت أجسامهم واستخفوا بسخط المخلوقين في رضى الخالق، ولم يفرطوا في غضب ولم يحيفوا ولم يجاوزا حكم الله تعالى في القرآن، شغلوا الألسن بالذكر، بذلوا دماءهم حين استنصرهم وبذلوا أموالهم حين استقرضهم ولم يمنعهم خوفهم من المخلوقين، حسنت أخلاقهم وهانت مؤنتهم وكفاهم اليسير من دنياهم إلى آخرتهم. الحلية (2/ 150).
والسلام عليكم
عليكم السلام , وجزاكم الله خيرا على هذه الدرر التي مست الحاجة إلى التذكير بها الآن.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[20 Feb 2010, 06:25 م]ـ
أرجو إعادة النظر (عروضياً) في هذا البيت:
كم رام قبلك ما تروم فأخفقوا = لم يفلحوا على مدى الأزمان
جزاكم الله خيرا دكتورنا الكريم وسنعيد النظر في البيت المذكور ونرحب بكل الملاحظات المفيدة , وقد قال إمامنا الشاطبي رحمه الله في قصيدته الفذة حرز الأماني والمعروفة بالنسبة إليه بالشاطبية:
وإن كان خرق فادركه بفضلة = من الحلم وليصلحه من جاد مقولا
فجزاكم الله خيرا ومرحبا بملاحظاتكم القيمة.
ـ[أبو حسان]ــــــــ[20 Feb 2010, 06:29 م]ـ
لا اعتقد بأني أقل منكم حبا وتعظيما لجناب الصحابة رضوان الله عليهم
وما رميتموني واتهمتموني به مغفور لكم إن شاء الله تعالى
وإني أثمن غيرتكم لذا فإني أقول سامحكم الله وغفر لي ولكم وجمعنا بصحابة نبيه صلى الله عليه وسلم في جنات عدن مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[20 Feb 2010, 06:53 م]ـ
لا اعتقد بأني أقل منكم حبا وتعظيما لجناب الصحابة رضوان الله عليهم
وما رميتموني واتهمتموني به مغفور لكم إن شاء الله تعالى
وإن أثمن غيرتكم لذا فإن أقول سامحكم الله وغفر لي ولكم وجمعنا بصحابة نبيه صلى الله عليه وسلم في جنات عدن مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا
اللهم آمين , جزاك الله خيرا إن كان هذا رجوعا عما قلته فيما عنونته ب (الإغراق في السلفية ومحاربة العقل) فالرجوع عن الحق فضيلة تشكر عليها وشجاعة أدبية ترفع من قدر صاحبها , وإن كانت الأخرى فكلامك هناك ليس تطبيقا عمليا لكلامك هنا وقد قال الله عز وجل لمن هم خير مني ومنك وممن جاء بعدهم أجمعين (يأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) أسأل الله أن تكون ممن يوافق قوله عمله ومن الرجاعين إلى الحق الباحثين عنه.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Feb 2010, 07:32 م]ـ
لا اعتقد بأني أقل منكم حبا وتعظيما لجناب الصحابة رضوان الله عليهم
وما رميتموني واتهمتموني به مغفور لكم إن شاء الله تعالى
وإني أثمن غيرتكم لذا فإني أقول سامحكم الله وغفر لي ولكم وجمعنا بصحابة نبيه صلى الله عليه وسلم في جنات عدن مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا
بارك الله فيكم يا أبا حسان، ونحن لا نظن بك إلا كل خير وفقك الله.
ولكنه حديث الأدب والشعر.
ـ[ابو سلطان الغساني]ــــــــ[20 Feb 2010, 07:45 م]ـ
نحسب والله ان موقع اهل التفسير اسس على التقوى
لهذا لا تنوبه نائبة ولا تهزه ريح عاتيه
نحسبه كذلك والله حسيبه
ـ[أبو المهند]ــــــــ[21 Feb 2010, 02:47 ص]ـ
بارك الله فيكم يا أبا حسان، ونحن لا نظن بك إلا كل خير وفقك الله.
ولكنه حديث الأدب والشعر.
بهذا دانت لكم القيادة وبهذا دامت لكم الريادة ـ إن شاء الله تعالى ـ.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[11 Apr 2010, 10:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هده , وبعد , فقد أشار علي أخ فاضل أن أكتب هذه القصيدة مرة ثانية مع إعادة النظر فيها فأجبته إلى ذلك شاكرا له وسائلا ربي عز وجل أن يجزيه خيرا عني , وها هي القصيدة:
عن رسم دار أحبتي ألهاني
عن رسم دار أحبتي ألهاني شبه يرددها أبو حسان
يدعوا إلى ترك التسلف منهجا ويرى التخلف غاية الإنسان
عنوانه الإغراق في سلفية حرب على المعقول في الأذهان
سأناقش العنوان دون معنون عنوان زور ماج بالبهتان
إن الصحابة فضلهم في علمهم وعقولهم فاعقل بلا ألحان
رضي الإله عقولهم وقلوبهم في توبة وبآية الرضوان
زكى النبي عقولهم وقلوبهم في نص خير الناس يا أقراني
حاشا لهم أن يجمعوا بضلالة أو يسكتوا والوقت وقت بيان
لا لا نقول بعصمة قدسية بعد النبي المصطفى العدناني
لكن نقول بأنهم أهل النهى والحق ما قالوه بالإحسان
أو ما قرأت بمن يشاقق آية فسبيلهم من فرض ذي الإيمان
أو ما سمعت قصيدة مشهورة للعالم ابن القيم الرباني
العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة هم أولوا العرفان
كم رام قبلك ما تروم فأخفقوا لم يدركوه على مدى الأزمان
عبت الأئمة لا غرابة يا فتى بعد الصحابة من يجل الشاني؟
ثم التعالي منك صار سجية فالعجب منك ومن أخيك الهاني
صنفت رواد المنتدى بضوابط من عند نفسك هكذا صنفان
والمشرفون بحلمهم قد أعرضوا عملا بأمر الله في القرآن
تركوا نقاشك قد كفاهم فاضل بالعلم يعلو ذا المراء الجاني
لا فض فوك أبا البيان حقيقة وجزيت خيرا شيخنا الزهراني
فلقد أبنت حقيقة معلومة كالشمس لكن ترمد العينان
فابحث لدائك عن شفاء ناجع واقبل نصيحتنا أبا حسان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[12 Apr 2010, 07:02 ص]ـ
وهذا تسجيل صوتي للقصيدة:
http://www.4shared.com/audio/YSOwSlB3/___.html
http://www.4shared.com/audio/YSOwSlB3/___.html(/)
معرض الرياض الدولي للكتاب 16/ 3/1431هـ - 2/ 3/2010م
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[21 Feb 2010, 02:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فبمناسبة قرب موعد معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام، ونظرا لحاجتنا جميعا لمعرفة الجديد والمفيد من الكتب، وضعنا هذه الزاوية، نتبادل من خلالها المعلومات حول أخبار المعرض وجديد الدراسات القرآنية فيه - خاصة -.
آملين من الجميع الإفادة والاستفادة.
وفقنا الله جميعا لما يحب ويرضى.
موعد ومقر المعرض ( http://events.alriyadh.gov.sa/rdhEvents/Lists/Evens_List/DispForm.aspx?ID=2472)
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[21 Feb 2010, 04:42 م]ـ
أشكرك أخي الفاضل على تذكيرك لنا بهذا المعرض
وهنا وقت المعرض والبرنامج الثقافي المصاحب له وموقع المعرض بالرياض
أوضح الدكتور عبد الله الجاسر وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية المشرف العام على معرض الرياض الدولي للكتاب أن البرنامج الثقافي لمعرض الرياض الدولي للكتاب لهذا العام غني وشامل ويضم لأول مرة حوارين مفتوحين الأول مع معالي وزير الثقافة والإعلام والثاني مع مسئولي مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني وقد عملت اللجنة الثقافية على إعداده منذ مدة طويلة وشاركت المرأة لأول مرة في عضوية اللجنة الثقافية.
وأضاف الجاسر أن الجدول سيكون على النحو الآتي:
بعد المغرب (السادسة والنصف مساء) الفعالية الثانية
بعد العشاء (الثامنة والنصف مساء)
الثلاثاء - 16 - 3 - 1431 هـ 2 - 3 - 2010 م
الافتتاح الرسمي
الأربعاء- 17 - 3 - 1431هـ 3 - 3 - 2010م
مساهمة السنغال في الحضارة العربية الإسلامية
عبد العزيز كيبي
إدارة - أحمد الزيلعي
التنوع الثقافي في السنغال
رفائيل انجاي
إدارة: محمد ربيع
الخميس- 18 - 3 - 1431هـ 4 - 3 - 2010م
الفنون الشعبية في السنغال
عثمان صو إشار
إدارة - عبد الله المعيقل
الأدب العربي في السنغال
مامادو انجاي - خديم سعيد امباكي
إدارة: محمد الدبيسي
الجمعة - 19 - 3 - 1431هـ 5 - 3 - 2010م
المنتديات الثقافية في المملكة
عبد المحسن القحطاني
إدارة - عبد الله العسكر
قراءة في تجارب المنتديات الثقافية
(راشد المبارك، جعفر الشايب، عبد المقصود خوجة نموذجا)
مرزوق بن تنباك - محمد محفوظ
جميل المغربي - سهم الدعجاني
إدارة: أحمد الطامي
السبت - 20 - 3 - 1431هـ 6 - 3 - 2010م
تجربتي في كتابة السيرة الذاتية
عبد الله مناع
إدارة - حسن النعمي
الثقافة العلمية والتنمية الوطنية
خضر الشيباني - يحيى أبو الخير - أمل فطاني
إدارة - عبد الله القفاري، ميسا الخواجا
الأحد - 21 - 3 - 1431هـ 7 - 3 - 2010م
الأطباء الأدباء
عبد الله الرشيد
إدارة - عبد الرحمن الدرعان
الأدب في حياة الأطباء: تجارب وشهادات
إبراهيم الخضير - محمد القويز - أمل شطا
ندى الطاسان
إدارة: فاطمة عبد الرحمن, أحمد الحريري
الاثنين- 22 - 3 - 1431هـ 8 - 3 - 2010م
تجربة الإصدار الأول
أشجان هندي - خالد الرفاعي - نجوى هاشم
جار الله الحميد
إدارة - محمد الشقحاء، مها السنان
حضور الآخر العربي والأجنبي في الإبداع المحلي
لمياء باعشن - عبد الله إبراهيم
معجب العدواني - حسين المناصرة
إدارة: محمود تراوري، أمل زاهد
الثلاثاء - 23 - 3 - 1431هـ 9 - 3 - 2010م
الكتاب السعودي بين المؤلف والناشر والقارئ
فالح العجمي - عبد الله الماجد - بدرية البشر
إدارة: سعد الزهري، هيلة البغدادي حوار معالي وزير الثقافة والإعلام المفتوح مع المثقفين والمثقفات
الأربعاء - 24 - 3 - 1431هـ 10 - 3 - 2010م
الحوار الوطني ودوره في تعزيز مفاهيم الوسطية, والاعتدال, والتسامح
صالح المغامسي - عبد الرحمن الحبيب
زكي الميلاد
إدارة: فيصل بن عبد الرحمن المعمر
خطاب الشباب الجديد
صالح النصار - أميرة الزهراني - منى المالكي
إدارة: أحمد التيهاني، فوزية الحربي
الخميس - 25 - 3 - 1431هـ 11 - 3 - 2010م
الكتاب المترجم وقضاياه
(محمد منشي)
إدارة - فهد العليان
تجربتي في الترجمة
(محمد طلعت الشايب - حمزة المزيني - نجاة ميلاد)
إدارة: فاطمة الياس, صالح الغامدي
واختتم الجاسر تصريحه بدعوة الجميع لحضور الفعاليات والمساهمة الفاعلة فيها لما يمثّله معرض الرياض الدولي للكتاب من تظاهرة ثقافية وحضارية في بلادنا.
نقلاً من جريدة الجزيرة ( http://search.suhuf.net.sa/2010jaz/feb/26/ln90.htm)
مكان المعرض:
http://riyadhbookfair.org.sa/PublishingImages/croki.png
8/3/1431 هـ
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[21 Feb 2010, 04:59 م]ـ
شكرا لكم
وإن كان الأستاذ عبد الملك سرور ـ وفقه الله ـ أرفق برنامج السنة الماضية كما يبدو من التاريخ!
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[21 Feb 2010, 05:09 م]ـ
شكرا لكم
وإن كان الأستاذ عبد الملك سرور ـ وفقه الله ـ أرفق برنامج السنة الماضية كما يبدو من التاريخ!
يبدو ذلك ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب القراءات]ــــــــ[21 Feb 2010, 05:15 م]ـ
شكرا لكم
وإن كان الأستاذ عبد الملك سرور ـ وفقه الله ـ أرفق برنامج السنة الماضية كما يبدو من التاريخ!
هو كذلك .. لما ذكر ولأن ضيف الشرف هذه السنة هي دولة السنغال , وكان ضيف الشرف العام الماضي 1430 دولة البرازيل.
فلعل الأخ عبد الملك يفيدنا ببرنامج هذه السنة ..
ـ[محب القراءات]ــــــــ[23 Feb 2010, 02:04 ص]ـ
أنصح من يريد الذهاب للمعرض بالاطلاع على الرابط التالي:
معرض الكتاب بالرياض 6 - 3 - 1430 فما نصيحتكم في .. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=14513)
ففيه فوائد ودرر ونصائح قيمة من الإخوة
ـ[يحيى بن عبدربه الزهراني]ــــــــ[24 Feb 2010, 08:54 ص]ـ
يجب أن يحدد الشخص - لا سيما من يأت من خارج الرياض - ماذا يريد من المعرض؛ ويحرص كما ذكر الإخوة على إرتياد دور النشر القادمة من خارج المملكة , أسأل الله أن يرزقنا جميعاً العلم النافع والعمل الصالح.
ـ[لطيفة]ــــــــ[25 Feb 2010, 09:30 ص]ـ
آمل لو يتكرم من لديه علم بمواعيد المعرض ـ من حيث الأيام المخصصة للعوائل أو الرجال ـ أن يفيدنا في ذلك .. إذ لم أستطع الدخول إلى موقع المعرض الالكتروني
ـ[محب القراءات]ــــــــ[27 Feb 2010, 01:29 ص]ـ
وصلني على بريدي الالكتروني المقال التالي فأحببت أن أنشره هنا للفائدة ولمناسبة قرب معرض الكتاب:
كيف تشتري الكتاب أثناء وجودك بالمكتبة؟
بعد أن يشدَّك أحدُ العناوين؛ لأنه يقع ضمن أهدافك في القراءة، فهناك عدة
خطوات تقوم بها قبل شراء الكتاب، وهي على النحو التالي:
1 - مراجعة فهرس الكتاب:
فهي تبيِّن لك بشكل أوليٍّ ومبدئي محتوياتِ الكتاب والمواضيعَ التي يتطرق
إليها، وتعطيك فكرة عامة عن الكتاب.2 - قراءة مقدمة الكتاب: فالمؤلف عادة
يبين هدفه من الكتاب من خلال مقدمة الكتاب.
3 - قراءة بعض الصفحات من الكتاب: وهذه تبيِّن لك كيفية تناول المؤلِّف
للموضوع، وهل يبحثه بالجدية الكافية، وتبين لك أمرًا مهمًّا كذلك، ألا
وهو أسلوب المؤلف، فقد يكون تناوله للموضوع بشكل جيد، ولكن أسلوبه
وطريقته في الكتابة معقدة أو غامضة، أو أن أسلوبه لا يناسب طريقتك في
القراءة، والقارئ هنا أمام خيارين؛ إما أن يشتري الكتاب وهو مجبر،
وخصوصًا إذا لم يكن هناك بديل للكتاب في هذا الموضوع، وإما إذا كان هناك
بديل للكتاب في نفس الموضوع، فالأفضل شراء كتاب يناسب القارئ وأسلوبه في
القراءة.
4 - لا تجعل من وجودك في المكتبة مثل وجودك في أحد الأسواق: ففي المكتبة
لا يكفي المرور على أرفف الكتب، ومشاهدة العناوين وأشكال الكتب من بعيد؛
بل أمضِ وقتًا بين الرفوف، وابحث، وأمضِ وقتًا في المكتبة لا يقل عن
الساعة، وهذا هو الشيء الطبيعي للباحث الجاد، أما أن يخصص أحدهم عشر
دقائق أو ربع ساعة للبحث عن الكتاب المناسب في المكتبة، فهو للهزل والضحك
على النفس أقرب منه للجد!
فالقارئ والباحث الجاد يرى أن الكتاب مهم لديه، ولأنه مهم؛ فهو يستحق
البحث والجد والتعب؛ للبحث عن الكتاب الجيد والمفيد، الذي يثري العقلَ،
ويرفع مستوى الفهم والتحليل، ويوسع مدى قدرة فهم القضايا المختلفة.
ـ[خلود]ــــــــ[27 Feb 2010, 01:21 م]ـ
مواعيد المعرض
سيفتح المعرض أبوابة من الساعة العاشرة صباحاً وحتى العاشرة مساء وستكون المواعيد كالتالي:
1 - الثلاثاء
16/ 3/1431
2/ 3/2010
حفل الافتتاح
2 - الأربعاء
17/ 3/1431
3/ 3/2010
للجميع
3 - الخميس
18/ 3/1431
4/ 3/2010
للجميع
4 - الجمعة
19/ 3/1431
5/ 3/2010
من 4 إلى 10 للرجال
5 - السبت
20/ 3/1431
6/ 3/2010
للجميع
6 - الأحد
21/ 3/1431
7/ 3/2010
للجميع --- ومن 4 إلى 10 للرجال
7 - الاثنين
22/ 3/1431
8/ 3/2010
للجميع
8 - الثلاثاء
23/ 3/1431
9/ 3/2010
للجميع --- ومن 4 إلى 10 للرجال
9 - الأربعاء
24/ 3/1431
10/ 3/2010
للجميع
10 - الخميس
25/ 3/1431
11/ 3/2010
للجميع
11 - الجمعة
26/ 3/1431
12/ 3/2010
من 4 إلى 10 للرجال
جناح الأطفال وقاعة الندوات متاحة للجميع أيام المعرض
ـ[خلود]ــــــــ[27 Feb 2010, 01:36 م]ـ
فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 1431هـ
الثلاثاء - 16 - 3 - 1431 هـ، 2 - 3 - 2010 م
الافتتاح الرسمي
الأربعاء- 17 - 3 - 1431هـ،3 - 3 - 2010م
مساهمة السنغال في الحضارة العربية الإسلامية
عبد العزيز كيبي
(يُتْبَعُ)
(/)
إدارة - أحمد الزيلعي
التنوع الثقافي في السنغال
رفائيل انجاي
إدارة: محمد ربيع
الخميس- 18 - 3 - 1431هـ،4 - 3 - 2010م
الفنون الشعبية في السنغال
عثمان صو إشار
إدارة - عبد الله المعيقل
الأدب العربي في السنغال
مامادو انجاي - خديم سعيد امباكي
إدارة: محمد الدبيسي
الجمعة - 19 - 3 - 1431هـ،5 - 3 - 2010م
المنتديات الثقافية في المملكة
عبد المحسن القحطاني
إدارة - عبد الله العسكر
قراءة في تجارب المنتديات الثقافية (راشد المبارك، جعفر الشايب، عبد المقصود خوجة نموذجا)
مرزوق بن تنباك - محمد محفوظ
جميل المغربي - سهم الدعجاني
إدارة: أحمد الطامي
السبت - 20 - 3 - 1431هـ، 6 - 3 - 2010م
تجربتي في كتابة السيرة الذاتية
عبد الله مناع
إدارة - حسن النعمي
الثقافة العلمية والتنمية الوطنية
خضر الشيباني - يحيى أبو الخير - أمل فطاني
إدارة - عبد الله القفاري، ميسا الخواجا
الأحد - 21 - 3 - 1431هـ،7 - 3 - 2010م
الأطباء الأدباء
عبد الله الرشيد
إدارة - عبد الرحمن الدرعان
الأدب في حياة الأطباء: تجارب وشهادات
إبراهيم الخضير - محمد القويز - أمل شطا -ندى الطاسان
إدارة: فاطمة عبد الرحمن, أحمد الحريري
الاثنين- 22 - 3 - 1431هـ،8 - 3 - 2010م
تجربة الإصدار الأول
أشجان هندي - خالد الرفاعي - نجوى هاشم-جار الله الحميد
إدارة - محمد الشقحاء، مها السنان
حضور الآخر العربي والأجنبي في الإبداع المحلي
لمياء باعشن - عبد الله إبراهيم-معجب العدواني - حسين المناصرة
إدارة: محمود تراوري، أمل زاهد
الثلاثاء - 23 - 3 - 1431هـ،9 - 3 - 2010م
الكتاب السعودي بين المؤلف والناشر والقارئ
فالح العجمي - عبد الله الماجد - بدرية البشر
إدارة: سعد الزهري، هيلة البغدادي
حوار معالي وزير الثقافة والإعلام المفتوح مع المثقفين والمثقفات
الأربعاء - 24 - 3 - 1431هـ،10 - 3 - 2010م
الحوار الوطني ودوره في تعزيز مفاهيم الوسطية, والاعتدال, والتسامح
صالح المغامسي - عبد الرحمن الحبيب -زكي الميلاد
إدارة: فيصل بن عبد الرحمن المعمر
خطاب الشباب الجديد
صالح النصار - أميرة الزهراني - منى المالكي
إدارة: أحمد التيهاني، فوزية الحربي
الخميس - 25 - 3 - 1431هـ،11 - 3 - 2010م -
الكتاب المترجم وقضاياه
(محمد منشي)
إدارة - فهد العليان
تجربتي في الترجمة
(محمد طلعت الشايب - حمزة المزيني - نجاة ميلاد)
إدارة: فاطمة الياس, صالح الغامدي
الفعالية الأولى بعد المغرب (السادسة والنصف مساء)
الفعالية الثانية بعد العشاء (الثامنة والنصف مساء)
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[27 Feb 2010, 04:11 م]ـ
شكرا لكم
وإن كان الأستاذ عبد الملك سرور ـ وفقه الله ـ أرفق برنامج السنة الماضية كما يبدو من التاريخ!
نعم كنت قد أرفقت برنامجاً قديماً ولكن تم تعديل فشكراً لتنبيهك
يبدو ذلك ...
شكرا للتنبيه
هو كذلك .. لما ذكر ولأن ضيف الشرف هذه السنة هي دولة السنغال , وكان ضيف الشرف العام الماضي 1430 دولة البرازيل.
فلعل الأخ عبد الملك يفيدنا ببرنامج هذه السنة ..
تم التعديل وشكرا للتنبيه
14/ 3/1431هـ
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[27 Feb 2010, 07:31 م]ـ
أشكر الأستاذ عبد الملك على التصحيح والمتابعة والإفادة وكذا الأخت الكريمة خلود
ـ[محب القراءات]ــــــــ[28 Feb 2010, 02:27 م]ـ
شكرا للأخ عبد الملك والأخت خلود على الإفادة
وسؤالي للأخ عبد الملك , هل سيكون لمركز تفسير ركن في المعرض كما كان في مشاركة مركز تفسير في المعرض المصاحب لندوة (القرآن وتقنية المعلومات) بالمدينة المنورة ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=17683)
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[28 Feb 2010, 07:24 م]ـ
معارضُ الكتابِ مواسمٌ ثقافيةٌ وتجاريةٌ متكرِّرة، وفي ذلكَ دلالةٌ على الوعي والشَّغفِ بالقراءة، وإنَّها لغبطةٌ للمجتمعِ أنْ يتوجَّه أفرادُه نحوَ الكتاب، لأنَّ اتِّساعَ المداركِ يقودُ غالباً لإدراكِ الحقائقِ التي قدْ تغيبُ بسوءِ التَّربيةِ أوْ فسادِ التَّوجيهِ أوْ خطأ التَّصور.
ونظراً لأنَّ هذه الفرصةَ السَّانحةَ جديرةٌ بالاهتبالِ الأمثلِ حتى لا تكونَ مضيعةً للوقتِ الثَّمين، فهذهِ بعضُ المقترحاتِ للإفادةِ منْ معارضِ الكتابِ على الصَّعيدِ الشَّخصي، وآملُ أنْ تكونَ حافزاً للزِّيارةِ الموفقةِ والمشاركةِ الفاعلةِ، وقدْ كسرتُها على ثلاثةِ أقسامٍ كالتَّالي:
(يُتْبَعُ)
(/)
قبلَ زيارةِ المعرض:
1. تصفحُ موقعِ المعرضِ على الانترنت.
2. الإطلاعُ على دليلِ الكتبِ لانتقاءِ العناوينِ ومعرفةِ النَّاشرِ والسِّعر.
3. مشاهدةُ خريطةِ المعرضِ للوصولِ إلى مواقعِ المكتباتِ بسهولة.
4. معرفةُ جدولِ الفعالياتِ، والمشاركةُ في أكثرِها فائدةً لك.
5. سؤالُ مَنْ سبقكَ بالزِّيارةِ منْ الأصدقاءِ والزُّملاء.
6. تحديدُ احتياجاتِك: فماهوَ المجالُ الأكثرُ أهميةً لك؟ وماهيَ الكتبُ التي تريدها؟ ومَنْ تحرصُ على كتبهِ منْ المؤلفين؟ وأيَّ دورِ النَّشرِ ستزور؟
7. تقديرُ موازنةٍ للشِّراء حتى لا تضرَّ بالتزاماتكَ الأخرى.
8. اختيارُ أنسبِ أوقاتِ المعرضِ لك.
9. استعراضُ المكتبةِ الشَّخصيةِ منعاً للتِّكرار.
10. تفحُّصُ قائمةِ الكتبِ التي دونتها سابقاً من خلالِ القراءةِ أو السَّماع.
خلالَ زيارةِ المعرض:
1. اصطحابُ مَنْ يعنيكَ شأنه؛ فرؤيةُ الكتبِ تجلو البصر، وتحبِّبُ القراءةَ للنَّاشئة.
2. التَّواصلُ معْ النَّاشرِ أوْ المؤلف، وكثيراً ما يحضرون، وليكنْ تواصلكَ راقياً وذا قيمة.
3. مساعدةُ الآخرينَ بالدَّلالةِ أوْ المشورة.
4. تبادلُ عناوينِ الكتبِ معْ الأصحاب، ولو ذهبتَ معْ خبيرٍ عارفٍ لانتفعت.
5. أخذُ نصيبكَ منْ الأجنحةِ التي تمنحُ كتباً مجَّانية.
6. فحصُ الكتابِ جيِّداً تحسُّباً لرداءةِ الطِّباعة.
7. مقارنةُ السِّعرِ بسعرِ السُّوق، ومنْ الطَّريفِ أنَّي وقعتُ مرَّةً على كتابٍ في معرضِ الرِّياضِ بسعرٍ أعلى منهُ في مكتبةٍ تجارية، فأشعرتُ البائعَ بذلك، فأنكر، فقلتُ له: سأتصلُ على المكتبةِ لتسمعَ بإذنك! فقالَ مبتسماً: لا تتصل! لأنَّ هذهِ المكتبةَ تبيعُ للهِ وليسَ للرِّبح!
8. لا تغترَّ بقولِ البائعِ هذا كتابٌ ممنوعٌ أوْ لنْ يتاحَ في غيرِ المعرض، فليسَ كلُّ ممنوعٍ جيِّدا، وقدْ قالَ لي بائعٌ في معرضِ القاهرة: هذا كتابٌ ممنوعٌ في السُّعودية! فقلتُ: ليسَ مهمَّاً لديَّ كونه ممنوعاً منْ عدمه.
9. ليكنْ لكَ نصيبٌ منْ المنتجاتِ الإليكترونية.
10. قدْ تنخفضُ الأسعارُ في آخرِ الأيام، وربَّما لا تجدُ مبتغاك حينها.
11. الكتابُ الذي تحرصُ على اقتنائهِ منْ المعرضِ هو:
• كتابٌ تحتاجه وقدْ لا تجده في غيرِ المعرض؛ لقلةِ النُّسخِ المطبوعة، أوْ لكونِ النَّاشرِ خارجَ البلاد، أوْ لأنَّه لنْ يفسحَ للسُّوق.
• كتابٌ نافدٌ منْ المكتبات.
• كتابٌ تحتاجهُ وسعرهُ مغرٍ قياساً على خارجِ المعرض.
• كتابٌ جديدٌ يعالجُ موضوعاً يقعُ في دائرةِ اهتماماتكَ الواسعة.
12. لتكنْ خلالَ المعرضِ إيجابياً، منَّظماً، رفيقاً، نافعاً، ولتصفْ بسلوككَ الشَّابَّ المسلمَ المثقف.
بعدَ زيارةِ المعرض:
1. قرِّر: هلْ ستزوره أخرى؟ وهلْ ستنصحُ غيرَك بالزِّيارة؟ وما هيَ الكتبُ والدُّورُ التي ستوصي بها؟
2. الإبلاغُ عنْ مخالفاتِ الأسعار.
3. الاحتسابُ على الإداراتِ المسؤولةِ عنْ المنكرات.
4. كتابةُ مقترحاتٍ تطويريةٍ للوزارةِ المنَّفذة.
5. الإفادةُ ممَّا اشتريتَه منْ المعرض.
6. سؤالُ مرافقيكَ عمَّا استفادوه منْ المعرض.
وكمْ هو جميلٌ أنْ يكونَ معرضُ الكتابِ فرصةً لنتعلَّمَ ونزدادَ ثقافة، ولنتعاونَ ونزدادَ ائتلافاً، ولنرتقي ونزدادَ نفعاً، وكمْ تصابُ الثَّقافةُ بمقتلٍ حينَ ينفذُ منْ خلالِها أقوامٌ لتسريبِ أفكارٍ ومقولاتٍ تخدمُ أنساقاً فكريةً تخالفُ ماعليه المجتمعُ وتناقضُ الأسسَ التي اجتمعنا عليها تحتَ مظلةٍ واحدة، فالثَّقافةُ جزءٌ منْ النَّسيجِ العامِّ ويجبُ ألاَّ تكونَ مقصَّاً يسعى بالانفصالِ والتَّخريب.
أحمد بن عبد المحسن العسّاف-الرِّياض
السبت 13 من شهرِ ربيعٍ الأولِ عامَ 1431
ahmadalassaf@gmail.com
كيف نستفيد من معارض الكتاب - لجينيات ( http://www.lojainiat.com/index.cfm?do=cms.con&contentid=34766)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Mar 2010, 11:35 ص]ـ
هذا الموضوع ففيه إصدارات جديدة وفقكم الله لكل خير
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=18902
ـ[يحيى بن عبدربه الزهراني]ــــــــ[02 Mar 2010, 09:45 ص]ـ
شكر الله جهودكم فضيلة الشيخ , فكلما تصفحت قسم رأيتك تدلي بدلوك , وتفيد إخوانك وطلبتك , أحسبك شيخنا ممن جعله الله مفتاحاً للخير , وأسأل الله أن تكون فوق ما أظن.
ـ[مها]ــــــــ[02 Mar 2010, 03:33 م]ـ
تعاود قناة دليل الفضائية بث برنامج "أخبار الكتب" لمتابعة أخبار الكتاب وقضايا دور النشر وآليات التسويق المعرفي وذلك تزامناً مع فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب.
ويتضمن البرنامج الذي يبدأ عرضه في الحادية عشرة مساءً استطلاعاً ميدانياً من داخل أروقة المعرض ومحوراً يهتم بالرصد الإخباري لجديد الكتب والمؤلفات والدوريات المنشورة في المعرض، وأبرز الاتجاهات النوعية التي تضمها أركان دور النشر، وحجم الزائرين وقضايا الرقابة والتصنيف والمتابعة.
كما يتخلل البرنامج لقاءاً لمناقشة القضايا التي تثيرها الساحة الثقافية حول النشر ورقابة المصنفات وإشكالات التسويق والتوزيع.
البرنامج يأتي ضمن تصنيف برامج المناسبات، ويتم بثه على الهواء مباشر خلال أيام فترة المعرض ابتداء من يوم الثلاثاء 2/ 3/2010م وحتى 12/ 3/2010م، عند الساعة الحادية عشرة مساءً، ويعاد بثه الساعة 11:30 صباح اليوم التالي لكل يوم.
يُذكر أن البرنامج سبق وأن بدأ بثه أول مرة في العام المنصرم ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 1430/ 2009
المصدر ( http://idaleel.tv/daleel/news-action-show-id-140.htm)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[02 Mar 2010, 10:33 م]ـ
شكرا للأخ عبد الملك والأخت خلود على الإفادة
وسؤالي للأخ عبد الملك , هل سيكون لمركز تفسير ركن في المعرض كما كان في مشاركة مركز تفسير في المعرض المصاحب لندوة (القرآن وتقنية المعلومات) بالمدينة المنورة ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=17683)
العفو أخي محب القراءات
وللأسف المركز ليس لديه ركن في معرض الكتاب ...
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[03 Mar 2010, 01:47 ص]ـ
مما وجدته في أولى لياليه (عشاء الثلاثاء16/ 3/1431) ..
1 - الغرر وأثره في العقود للصديق محمد الأمين الضرير بدار قاسم السودانية "25ريال"
2 - الثمار اليوانع على (جمع الجوامع للسبكي) للشيخ خالد الأزهري 2مج بدار الأمان المغربية "60ريال" وهذه المكتبة غنيّة بالمصنفات القيمة
3 - علماء المغرب ومقاومتهم للبدع والتصوف والقبورية والمواسم لمصطفى باحو بدار الأمان المغربية"20"
4 - معجم الشوارد النحوية والفوائد اللغوية لمحمد محمد حسن شراب بدار المأمون "45"
5 - آثار ابن باديس 4مج بدار الغرب "130"
6 - ولاية الفقيه وتطورها لخالد التويجري "6"
7 - الأشاعرة عرض ونقد للشيخ سفر الحوالي "12أو15"
8 - أصول الفرق والأديان والمذاهب الفكرية للشيخ سفر الحوالي "12أو15"
وهذه الثلاثة الأخيرة بركن مجلة البيان
بانتظار إضافاتكم ..
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[03 Mar 2010, 07:42 ص]ـ
أتمنى تكرما ممن يجد كتاب شرح مشكل الآثار للطحاوي أن يدلنا عليه
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[03 Mar 2010, 07:51 م]ـ
أتمنى تكرما ممن يجد كتاب شرح مشكل الآثار للطحاوي أن يدلنا عليه
تجد الكتاب بإذن الله في ركن مؤسسة الانتشار العربي في قسم الدور اللبنانية المشاركة في المعرض والكتاب بتحقيق الشيخ عبدالله التركي
17/ 3/1431هـ
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[03 Mar 2010, 08:55 م]ـ
الثلاثاء 17 - 3 - 1431 هـ
1. وجدت عند دار ابن الجوزي كتاب نفيس، وفيه جهد علمي واضح، وهو من مطبوعات مجمع الفقه الإسلامي، الكتاب هو: استدراكات على تاريخ التراث العربي في ثمانية مجلدات، والقسم الأول للتفسير وعلوم القرآن والثاني للقراءات من إعداد الدكتور حكمت بشير ياسين، وقسم القراءات بإشراف الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله -.
2. الدر المصون للسمين الحلبي، بتحقيق الدكتور أحمد الخراط، دار القلم السورية.
3. معاني القرآن للنحاس، بتحقيق الشيخ محمد الصابوني، جامعة أم القرى.
ـ[خلود]ــــــــ[05 Mar 2010, 06:40 ص]ـ
خريطة المعرض
ـ[عيسى الدريبي]ــــــــ[07 Mar 2010, 12:41 م]ـ
أيها الاخوة: جاءني هذا الايميل من أحد طلبة العلم بحصر جيد لبعض مافي المعرض فأحببت أن أفيدكم به -مع بعض التعديل-
فاليكم مشكورين:
الإسلام اليوم:
1 - شكرا أيها الأعداء- سلمان العودة (20)
تجربة المؤلف في التعامل مع خصومه
2 - مشاهد من المقاصد- عبدالله بن بيه (30)
3 - دليل المبتعث الفقهي-د/فهد باهمام
ملحوظة/ هذه الإصدارات توجد أيضا في دار وجوه (التابعة لمؤسسة الإسلام اليوم)
دارة الملك عبدالعزيز:
1 - عنوان المجد (30)
2 - طبقات الحنابلة4مجلدات (50)
3 - الإقناع4مجلدات (40)
ملحوظة/ كتبهم مخفضة مع التحقيق المتقن والطباعة الجيدة ولديهم كتب أخرى نافعة وزهيدة الثمن وأغلب إصداراتهم في تاريخ المملكة
العبيكان:
1 - سنوات في مجلس الشورى-د/عبدالعزيز الثنيان
تجربة المؤلف وذكرياته في مجلس الشورى
2 - فن الإلقاء المتميز-د/عبدالرحمن العشماوي (28)
أصله دورة كان يعقدها المؤلف
3 - رسالة التوحيد-د/محمد الهاشمي (12)
تجربة لإعلامي مميز مع قضية التوحيد
4 - أفلا تبصرون-استشارات نفسية د/سلطان العويضة تقديم عائض القرني (75)
للمهتمين بالطب والاستشارات النفسية وسعره مبالغ فيه
الصميعي:
1 - خزانة الكتب-مؤسسة الدرر السنية (35)
2 - إضاءات في طريق العلم-مؤسسة الدرر السنية (15)
هذان الكتابان أصلهما رسائل جوال للمشتركين في خدمة جوال الدرر السنية وهما نافعان جدا لطالب العلم
3 - تيسير الباري في التفسير من مسند أحمد (40)
4 - كما وصلتني (300رسالة) -فهد الغفيلي (25)
انتقاء من رسائل البريد الالكتروني على مدى عشر سنوات تقريبا
5 - حقوق الموظف العام في المملكة العربية السعودية-محمد الرشيد (20)
(يُتْبَعُ)
(/)
يهم أهل الوظائف في الدوائر الحكومية لمعرفة حقوقهم والأنظمة المتعلقة بهم
دار التوحيد:
1 - النوازل في الحج- علي الشلعان (40)
2 - الأعياد المحدثة وموقف الإسلام منها- د/عبدالله المهنا (28)
ملحوظة/هذه الدار لديها كتب ورسائل قيمة وأسعارها مقبولة
مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني:
1 - التربية بالحوار-د/عبدالكريم بكار
2 - ضوابط الحوار في الفكر الإسلامي_د/مفرح القوسي
3 - حوار الآباء مع الأبناء-د/سهيلة حماد
4 - مهارات التواصل مع الأولاد-د/خالد الحليبي
5 - الحوار الناجح في حورات الانبياء والرسل/ د/عيسى الدريبي
ملحوظة/ توزع الكتب مجانا ولديهم كتب أخرى والذي ذكرناه أهمها
وزارة الشؤون الإسلامية:
1 - الأصول الشرعية عند حلول الشبهات-صالح آل الشخ
2 - الوهابية تحت المجهر-د/ ياسر السلامة
3 - مفهوم جماعة المسلمين-د/عبدالرحمن اللويحق
4 - خلاصة الكلام في أركان الإسلام-د/عبدالله الطيار
ملحوظة/ توزع الكتب مجانا ولديهم كتب أخرى (ومصاحف مسجلة) والذي ذكرناه أهمها
دار الفضيلة:
المسائل التي حكى النووي فيها الإجماع -علي الراشدي (35)
آيات العقيدة التي يوهم ظاهرها التعارض (مجلدان) - خالد الدميخي (55)
ملحوظة/ هذه الدار لديها كتب ورسائل جامعية قيمة وقد طبعوا بعض كتب ابن تيمية المطولة (درء التعارض-منهاج السنة-الجواب الصحيح)
دار الشريف:
1 - سيرة وحياة ابن باز (4مجلدات) -إبراهيم الحازمي (80)
أوسع ما رأيت في تراجم ابن باز
دار الراية المعرفية:
1 - معجم أخطاء الكتاب- صلاح الدين زعبلاوي (50)
من أحسن كتب الأغلاط اللغوية المعاصرة
ابن الجوزي:
1 - أحكام العقيقة في الفقه الإسلامي- مازن بن عيسى (25)
2 - النكت التيمية على الأصول الحديثية- علي النسي (30)
3 - إيضاح الدلائل في الفروق بين المسائل- تحقيق عمر السبيل (38)
الهيئة العامة للكتاب –اليمن:
1 - ديوان عبدالله البردوني (مجلدان) (120)
طبعته فاخرة وله طبعة أخرى في مكتبة الإرشاد ب110ريال
2 - تهذيب فقه السنة-فؤاد دحابة- (20)
اختصار جيد لفقه السنة و ميزته أنه محلى بترجيحات العلامة محمد إسماعيل العمراني
الصحابة-الشارقة:
1 - الفقه الميسر-مجمع الملك فهد (25)
كتاب قيم وطبعة المجمع معدومة في السوق وهذه طبعة مقاربة لها
2 - الجامع لما اتفق عليه أصحاب السنن الأربعة-د/أيمن الدوري (50)
جمع لما اتفق عليه الأربعة ولم يكن في الصحيحين أو أحدهما
3 - الخطيب الناجح بين عوامل الإقناع ووسائل الإمتاع-محمد المستغانمي (25)
دار غراس:
1 - تقريرات أئمة الدعوة في مخالفة مذهب الخوارج وإبطاله-د/محمد طاهري (37)
2 - قرص (الموسوعة الشعرية) إصدار المجمع الثقافي بأبوظبي (15)
أفضل برنامج حاسوبي شعري حوى أكثرمن (2400000) بيت
مركز البحوث والدراسات الكويتية:
لديهم جملة من الإصدارات القيمة من أبرزها:
1 - عالم الكويت الشيخ مجمد آل جرح-د/وليد المنيس
المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب-الكويت:
لديهم إصدارات السلسلة الشهيرة (عالم المعرفة)
مكتبة الملك عبدالعزيز العامة:
من أهم ما يباع عندهم:
1 - معجم الأصول الفصيحة للألفاظ الدارجة-محمد العبودي-13مجلد (300)
2 - الإسلام على مفترق الطرق-محمد أسد (30)
3 - قالوا في الكتاب (آثار وأقوال عن الكتب والقراءة) -دهاشم فرحات ومحمود يوسف (25)
4 - الطريق إلى مكة-محمد أسد (45)
دار ابن الأثير:
لديهم (فتح المجيد) تحقيق د/الوليد آل فريان ب (25) فقط
وهو أفضل تحقيق للكتاب
دار المؤيد:
1 - دعاة الاختلاط في المجتمع ومنظور الفكر الإسلامي المعاصر-د/سليمان العيدي (20)
رسالة علمية مميزة علما أن كاتبها هو مدير القناة الأولى بالتلفزيون السعودي
2 - الأسرار الخفية وراء إلغاء الخلافة العثمانية-د/مصطفى حلمي (10) فقط
دراسة قيمة جدا في أسباب زوال خلافة العثمانيين
دار الزمان:
الشواهد المختارة من المنظومات المحررة في التجويد-إلياس البرماوي (3)
ومن لديه اهتمام بالتجويد والقراءات فهذه الدار بغيته
دار وهج الحياة:
لديهم كتاب (الإعلام بالأرقام) -ماجد الغامدي (50)
دراسة إحصائية هامة
مؤسسة حمد الجاسر
1 - من سوانح الذكريات-حمد الجاسر-مجلدان (75)
من أحسن كتب الذكريات المعاصرة وهو تاريخ لمرحلة التأسيس والبناء في بدايات العهد السعودي
دار العلوم والحكم:
1 - جهود الإمام البجيري في التفسير-د/محمد بكر (10)
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - الأجزاء 16،17،18من مسند البزار (80)
ملحوظة/ لديهم إصدارات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية
دار النحوي:
1 - مقالات كبار العلماء في الصحف السعودية 3مجلدات (80) (الناشر دار أطلس الخضراء)
ملحوظة/جميع إصدارات دار أطلس الخضراء تجدها عندهم
كنوز أشبيليا:
1 - المطلع على دقائق زاد المستقنع-عبدالكريم اللاحم5مجلدات (120)
وهو شرح مناسب وواضح وقد صدر قبله قسم المعاملات المالية في 5مجلدات وسعره (150)
ملحوظة/لديهم رسائل جامعية قيمة بأسعار مناسبة
دار كنوز المعرفة:
لديهم موسوعة (مكة المكرمة والمدينة المنورة) الصادرة عن مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي صدر منها إلى الآن 3مجلدات
سعر المجلد الواحد فقط (350) ريال!!!!
طيبة الخضراء:
1 - الاختيارات الفقهية للشخ ابن باز-علي فقيهي (30)
وميزته أن رئاسة الإفتاء راجعته بالإضافة للشيخ عبدالعزيز القاسم
2 - الخلاصة في علم الفرائض-ناصر الغامدي (35)
طبعة منقحة مزيدة من هذا الكتاب (وهو أفضل الكتب المعاصرة في الفرائض جمعا ووضوحا)
دار حافظ:
الجديد لديهم كتاب (ذكريات الحج) د/هيثم لنجاوي (35)
تأملات في مقاصد الحج ومنافعه
مؤسسة التراث:
لديهم المكنز الكبير (88)
معجم شامل للمجالات والمترادفات والمتضادات
دار طيبة:
1 - شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 5مجلدات (120)
من أمات كتب العقيدة وقد عدمت هذه الطبعة المحققة من الأسواق فترة طويلة
2 - أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ومذاهب الناس فيهم-عبدالعزيز العجلان (20)
3 - مواقف المعارضة في عهد يزيد بن معاوية-د/محمد الشيباني (40)
4 - درء الانتقاص عن عمرو بن العاص (22)
دار الحضارة:
1 - التجريد لمعجم مصطلحات التجويد
2 - مختصر العبارات لمعجم مصطلحات القراءات
كلاهما للدكتور إبراهيم الدوسري وهما نافعان جدا للمشتغلين بعلوم التجويد والقراءات
خوارزم:
1 - أسس علم الاجتماع-د/إسماعيل بن السيد (60)
كتاب يكفي طالب العلم لمعرفة ودراسة علم الاجتماع
2 - الإنترنت والبحث العلمي-د/حسن السريحي ومحمد جعفر (60)
مركز التأصيل:
لديهم 11إصدارا كلها تباع لدى وكيلهم دار العاصمة –والشبكة العربية للأبحاث والنشر من أبرزها:
1 - ضوابط استعمال المصطلحات العقدية والفكرية عند أهل السنة والجماعة –د/سعود بن سعد العتيبي (40)
2 - حقيقة الليبرالية وموقف الإسلام منها –د/عبدالرحيم بن صمايل السُّلَمي.
دار الأعلام:
هذه هي الحقيقة (الأعداد والنسب الحقيقة لأهل السنة والشيعة في العراق) -مركز الرافدين للدراسات الارتيادية (30)
الجامعة الإسلامية:
لديهم العديد من الإصدارات القيمة من أهمها:
1 - علم الغيب في العقيدة الإسلامية (25)
2 - ضوابط معاملة الحاكم عند أهل السنة (45)
3 - الكفارات في الفقه الإسلامي (20)
4 - عقيدة أهل السنة في الصحابة3مجلدات (70)
دار المأمون:
1 - سلم الوصول إلى ترجم علماء مدينة الرسول-حمزة القرعاني (30)
2 - شمائل النبي للترمذي (45)
طبعة فاخرة محققة على 5أول خطية
3 - منهاج القاصدين لابن الجوزي3مجلدات (100)
وهو غير (مختصر منهاج القاصدين لابن قدامة) إذ أن الثاني مختصر للأول
4 - معجم الشوارد النحوية والفوائد اللغوية-محمد حسن شراب (45)
فوائد ماتعة وتقاسيم جامعة في اللغة والنحو
دار البيان:
1 - الجعالة وأحكامها في الشريعة الإسلامية-د/خالد الجميلي (20)
2 - الدية وأحكامها-د/خالد الجميلي (60)
3 - المتجر الرابح في ثواب العمل الصالح –الدمياطي تحقيق عبدالملك الدهيش (35)
دار الكلم الطيب:
1 - نتيجة النظر في نخبة الفكر-كمال الدين الشمني المالكي (30)
2 - موارد التكليف فيما يقتضيه الشرع وما لايقتضيه-د/بلقاسم حديد (30)
دار القلم:
1 - منهج الاستدلال الفقهي عند ابن حزم وابن عبدالبر-د/محمد الكعبي (30)
2 - معجم علوم القرآن –إبراهيم الجرمي (25)
مكتبة الرشد:
1 - الفكر الأصولي عند الإمام أحمد-خالد السريحي (20)
2 - الستر وأثره في الوقاية من الجريمة-حسن العون (25)
3 - القواعد الأصولية عند ابن تيمية وتطبيقاتها في المعاملات التقليدية والاقتصاديات المعاصرة-د/محمد الهاشمي (90)
مكتبة المنهاج (الرياض):
1 - الشامل في فقه الخطبة والخطيب-سعود الشريم
2 - بلوغ السعادة في أدلة توحيد العبادة-صلاح البدير
3 - شعر الغزل ونظرة سواء-عبدالمحسن العسكر
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - تعارض دلالات الألفاظ عند الأصوليين-د/عبدالعزيز العويد
5 - الحموية (15)
6 - شرح الأصبهانية (20)
دار المنهاج (جدة)
1 - العود الهندي عن أمالي في ديوان الكندي-السقاف (100)
من أحسن ماكتب على ديوان المتنبي
مكتبة الإرشاد:
1 - الحوثيون الظاهرة الحوثية-د/أحمد الدغشي (20)
2 - تصحيح الزلات في العقائد والأمثال والكلمات-أحمد شملان (40)
3 - المسك والريحان فيما اتفق على تصحيحه الشيخان (الألباني والوادعي) -عثمان العتمي (40)
شركة ألفا للنشر والتوزيع:
1 - موسوعة الفرق والمذاهب والأديان المعاصرة-ممدوح الحربي (30)
المدار الإسلامي:
1 - الأمثال الصادرة عن بيوت الشعر _حمزة الأصبهاني تحقيق د/أحمد الضبيب (120)
دار ابن كثير:
1 - فقه الإمام عطاء بن أبي رباح ومنهجه فيه-نجم العيساوي (35)
دار ابن حزم:
1 - لحن القول-د/عبدالعزيز الحربي (30)
تصويب وتغليط لألفاظ وجمل شائعة
2 - البلاغة الميسرة-د/عبدالعزيز الحربي (15)
3 - إجماعات الأصوليين-مصطفى بوعقل (40)
المجلة العربية:
لديهم جملة من الإصدارات من بينها:
1 - الإسلامفوبيا (10)
2 - تقنية النانو (10)
3 - الأسس الفلسفية للعلوم (10)
دار الآفاق العربية:
1 - شرح ألفية ابن مالك-الشيخ ابن عثيمين (45)
ملحوظة/لديهم منشورات وزارة الأوقاف بمصر ومنها التفسير المسمى (المنتخب) وموسوعة علوم الحديث والموسوعة القرآنية المتخصصة وموسوعة الفرق و المذاهب (وكل كتاب سعره 50)
الرافدين:
1 - ديوان الجواهري (70)
شاعر فحل لقب ب (متنبي العصر)
دار المنهل:
1 - علاقة علم أصول الفقه بعلم الكلام-د/محمد الجيلاني (90)
2 - الدولة العثمانية-علي الصلابي مجلدان (100)
3 - دولة السلاجقة-علي الصلابي مجلدان (90)
مؤسسة الانتشار:
لديهم كتب عبدالله القصيمي التي كتبها قبل تحوله الفكري للإلحاد ومنها:
1 - نقد كتاب حياة محمد (15)
2 - مشكلات الأحاديث النبوية (20)
3 - البروق النجدية (20)
4 - شيوخ الأزهر والزيادة في الإسلام (20)
دار التوزيع والنشر الإسلامية:
1 - سحر الكلمات-محمد عبدالجواد (25)
مختارات من روائع كلمات الشيخ محمد الغزالي
المركز الثقافي العربي:
1 - دليل الناقد العربي-دميجان الرويلي وسعد البازعي (40)
دار قتيبة:
1 - غريب القرآن للسجستاني-تحقيق محمد جمران (50)
دار النوادر:
لديهم إصدارات قيمة وجديدة (وبعضها مخفض) وعرفوا بالجودة في الطباعة وكتبهم تجدها في التدمرية
دار الثلوثية:
1 - منهجية القراءة الحرة لصناعة المثقف-إبراهيم اليحيى (159
2 - الأمثال العامية في نجد-محمد العبودي5مجلدات (230)
3 - حياة الشيخ محمد عبد الوهاب-حسين خزعل (50)
4 - مأثورات شعبية-محمد العبودي (20)
دار ابن القيم:
1 - قواعد ابن الملقن (60)
2 - القواعد الحديثية-طارق عوض الله (60)
مجلة البيان:
1 - الأشاعرة عرض ونقد-سفر الحوالي (18)
وهو غير رسالة الشيخ الصغيرة (منهج الاشاعرة في العقيدة)
2 - أصول الفرق والأديان والمذاهب الفكرية (14)
كتب على طريقة المقررات الدراسية والمناهج التعليمية
3 - اليسوعية والفاتيكان والنظام العالمي الجديد-فيصل كاملي (35)
4 - ولاية الفقيه-خالد التويجري (8)
دار البشائر:
1 - شرح مختصر الطحاوي في الفقه الإسلامي-الجصاص8مجلدات (230)
2 - مكانة الكتب-خالد الشنو (30)
دار الأندلس الخضراء:
1 - مقاصد المعاملات ومراصد الواقعات-عبدالله بن بيه (40)
2 - كتب جديدة للدكتور محمد موسى الشريف منها (الثقافة الآمنة15 - ضوابط منهجية في السيرة 8 - حقوق آل البيت 10 - عظماء منسيون في العصر الحديث 13
3 - رحلتي مع ابن باز-د/عبدالله الأهدل (10)
4 - روائع الظلال-رامي باعطية (20)
مختارات من روائع كتاب (في ظلال القرآن)
كتب في فرع معين
التربية:
1 - الأسرار التسعة في تربية الأبناء-د/محمد الثويني-دار ذات السلاسل (50)
2 - بناء المربي-دار النشر الدولي (25)
3 - بناء المربي القائد-دار النشر الدولي (25)
4 - كيف تكسب المراهق وتعده لزواج ناجح-دار الحضارة
5 - نحو مراهقة آمنة-فهد الحمدان-دار الثقافة للجميع (20)
6 - بناء القيم-محمد الدويش-مجلة البيان (50)
الأنساب:
1 - قبيلة الدواسر-بادي الدوسري-دار ابن الأثير (60)
2 - تحقيق نسب عتيبة-دراسة وثائقية-تركي العتيبي-دار الشريف-ودار الثلوثية (100)
أفضل ماكتب في نسب هذه القبيلة العريقة
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - خزائن الدلائل في معرفة أصول وتواريخ القبائل-عادل بن عمار-دار الإسراءمجلدان (220)
4 - قبيلة الرولة في التاريخ-فايز الرولي-دار الإسراء (70)
5 - الدرة الثمينة في معرفة أشراف المدينة-عادل بن عمار-دار الإسراء (80)
6 - معجم أنساب قبائل الجزيرة العربية –ماجد الزبيري-دار الرافدين (120)
7 - معجم مصطلحات النسابين-محمود الغريقي-دار الرافدين (20)
8 - قبيلة عنزة-رضا حسين-دار الرافدين (40)
الرؤى وتعبير الأحلام:
1 - الرؤى عند أهل السنة والجماعة والمخالفين-د/سعل العتيبي-دار كنوز إشبيليا (19)
رسالة جامعية قيمة
2 - خلاصة الكلام في الرؤى والأحلام-عائض العصيمي-مؤسسة الإسلام اليوم (28)
أصله مقالات للمؤلف في جريدة الجزيرة وفيه تأصيل جيد لعلم الرؤى
3 - المدخل لعلم تعبير الرؤى- د/فهد السفياني-دار ابن الجوزي (20)
دور نشر اختصت بكتب مؤلف معين أو موضوع معين:
1 - كتب علي الطنطاوي تجدها في دار المنارة
2 - كتب العقاد تجدها في دار نهضة مصر
3 - كتب الشيخ محمد الغزالي تجدها في دار نهضة مصر-ودار القلم
4 - مكتبة جرير لديها خصم20%على جميع إصداراتها
5 - كتب القانون تجدها في: مكتبة القانون والاقتصاد-دار الثقافة-دار الكتب القانونية-دار الفكر الجامعي-منشورات الحلبي القانونية-دار الجامعة الجديدة-المركز القومي للإصدارات القانونية
6 - كتب د/مقداد يالجن تجدها لدى دار عالم الكتب
7 - كتب د/عبدالكريم بكار تجدها لدى دار الأعلام
8 - كتب الطب تجدها لدى دار القدس للعلوم
9 - كتب د/إبراهيم الفقي تجدها في دار اليقين
10 - كتب د/عبدالباسط السيد تجدها في شركة ألفا للنشر والتوزيع
11 - كتب د/راغب السرجاني شركة ألفا للنشر والتوزيع-ودار التوزيع والنشر الإسلامية
12 - كتب الشيخ عبدالله الجديع تجدها في دار الريان
13 - كتب الرحالة الشيخ محمد العبودي تجدها في دار الثلوثية
14 - كتب الشيخ الدكتور محمد موسى الشريف تجدها في دار الأندلس الخضراء
15 - كتب العلامة الألباني تجدها في مكتبة المعارف(/)
سمعاً وطاعةً للدخول على الملك .................. !؟!
ـ[خلوصي]ــــــــ[21 Feb 2010, 03:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه و من تبعهم بإحسان ... إلى يوم الدين ..
اساتذتي و إخوتي الأكارم الفضلاء:
تأثرت من القصة الآتية في وفاة الإمام الغزالي رحمه الله ..
فأوحى ذلك لي بهذا الموضوع الذي نتذاكر فيه قصص الوفيات .. وفيات المشاهير .. أو وفيات من نعرفهم حولنا ..
مما فيه العبرة و الخوف و الرجاء و اليقين ..
يحكي الإمام ابن الجوزي رواية عن أحمد، أخي الإمام الغزالي، يقول:
"لما كان يوم الإثنين، وقت الصبح، الرابع عشر من جمادي الآخرة سنة خمس وخمسمائة (505/ 1111م)، توضأ أخي وصلى وقال عليّ بالكفن فأخذه وقبّله ووضعه على عينيه، وقال:
سمعا وطاعة للدخول على الملك!؟!
ثم مد رجليه واستقبل، وانتقل إلى رضوان الله تعالى ".
فاللهمّ أحسن خواتيمنا جميعاً.
آمين آمين آمين.(/)
(الميل العظيم) مقالة للدكتور أحمد القاضي
ـ[فيوض]ــــــــ[22 Feb 2010, 05:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(الميل العظيم)
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
فقد شرع الله لعباده طريقاً مستقيماً، لا اعوجاج فيه، ولا ميل، ودعاهم إلى اتباعه، والاستقامة عليه، وحذرهم من تنكبه، والخروج عنه. قال تعالى: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [الأنعام: 153]، بل أمر عباده بسؤال الهداية إليه، في كل ركعةٍ من ركعات الصلاة، بقول: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) [الفاتحة: 6]، وامتن على نبيه، وخليله إبراهيم، عليه السلام، بالهداية إليه، فوصفه بقوله: (شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [النحل: 121]، ثم أتم نعمته على نبيه، وخليله، محمد صلى الله عليه وسلم، بالهداية إلى ملة أبيه، وصراط ربه، فقال: (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [الأنعام: 161].
وقد وصف الله صراطه بالاستقامة، في نحو ثلاثين موضعاً في القرآن، ووصف العدول عنه بالضلالة، والزيغ، والسفه، في آيات معلومات. وكل هذا بيِّن معلوم. إلا أنا نود في هذا الحديث لفت النظر إلى أمر عجيب، ونزعةٍ شاذة، لدى المنحرفين عن (الصراط المستقيم)، وهي الرغبة في إمالة أهل الاستقامة، واستزلالهم، واستدراجهم، عن خطهم الأصيل! قال تعالى: (وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا) [النساء: 27]. قال إمام المفسرين، ابن جرير الطبري، رحمه الله: (ويريد الذين يطلبون لذّات الدنيا وشهوات أنفسهم فيها "أن تميلوا" عن أمر الله تبارك وتعالى، فتجوروا عنه بإتيانكم ما حرّم عليكم وركوبكم معاصيه "ميلا عظيمًا"، جورًا وعدولا عنه شديدًا) (جامع البيان (تفسير الطبري) - (8/ 212). وعيَّنهم الحافظ ابن كثير، رحمه الله، بقوله: (يُريد أتباع الشياطين؛ من اليهود، والنصارى، والزناة "أَنْ تَمِيلُوا" يعني: عن الحق إلى الباطل "مَيْلا عَظِيمًا") تفسير ابن كثير / دار طيبة - (2/ 267)، وكذا قال السعدي، رحمه الله: (يميلون معها حيث مالت، ويقدمونها على ما فيه رضا محبوبهم، ويعبدون أهواءهم، من أصناف الكفرة والعاصين، المقدمين لأهوائهم على طاعة ربهم، فهؤلاء يريدون "أَنْ تَمِيلُوا مَيْلا عَظِيمًا" أي: أن تنحرفوا عن الصراط المستقيم، إلى صراط المغضوب عليهم والضالين. يريدون أن يصرفوكم عن طاعة الرحمن، إلى طاعة الشيطان، وعن التزام حدود من السعادة كلها في امتثال أوامره، إلى مَنْ الشقاوةُ كلها في اتباعه. فإذا عرفتم أن الله تعالى يأمركم بما فيه صلاحكم وفلاحكم وسعادتكم، وأن هؤلاء المتبعين لشهواتهم يأمرونكم بما فيه غاية الخسار والشقاء، فاختاروا لأنفسكم أوْلى الداعيين، وتخيّروا أحسن الطريقتين) (تفسير السعدي - (1/ 175)
وها نحن في هذه الأزمان، التي انحسر فيها ظل الإيمان، وقلص فيء الفضيلة، واستعرت الشهوات، نسمع دعوات خارجية، وأصداء داخلية، للميل عن جادة الرب، وصراطه المستقيم، واتباع سبيل المغضوب عليهم، والضالين، والذين في قلوبهم مرض، والذين لا يعلمون؛ من اليهود، والنصارى، والمنافقين، والمشركين.
لم يزل أعداء الملة، يحاولون جاهدين، أن يستزلوا أهل الإسلام، عن الصراط المستقيم؛ في عقيدتهم، وشريعتهم، وأخلاقهم، وآدابهم. وقد حذر الله النبي صلى الله عليهم من مكائدهم، واستزلالهم، فقال: (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ. أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [المائدة: 49، 50]. وقد انطلقت آلتهم الإعلامية، ومقذوفاتهم الفكرية، تحاول هدم القلعة
(يُتْبَعُ)
(/)
الإسلامية الحصينة، وشرخ جدار الفضيلة، فنالوا ما كتب لهم، وبقيت طائفة من الأمة على الحق منصورة، لا يضرهم من خالفهم، ولا من خذلهم.
وليس العجب في كيد الأعداء، وإنما في مواطأة الأولياء! فقد وجد ممن نبت في أرض الإسلام، وفتق لسانه القرآن، وشق سمعه الأذان، (سَمَّاعُونَ لَهُمْ) [التوبة: 47]! وهؤلاء، تحديداً، طائفة من المفتونين بالغرب، وثقافته، والشرق، وخرافته، يرون في قومهم كل نقيصة، ويرمقون عدوهم بالإعجاب، و يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير. لا يعتزون بدينهم، ولا يرفعون رأساً بشارتهم التي ميزهم الله بها: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) [آل عمران: 110]، وينفثون كبراً ما هم ببالغيه.
ومن الأمثلة العملية لهذا (الميل العظيم):
1 - الدعوة إلى الاختلاط بين الرجال والنساء في ميادين العمل، وتأنيس ذلك، وكسر حاجز الحياء لدى النساء، بمختلف الممارسات.
2 - المبالغة في الحديث عن زواج الصغيرات، كما لو كانت ظاهرة عامة، والدعوة لاستصدار أحكام تتعلق بالقاصرات، والتحرش الجنسي، مُصاغة على النمط الغربي، للتحلحل من أحكام الشريعة، والتمهيد لخطوات لاحقة.
3 - الحملة الشعواء على أحد الدعاة الذي نال من رافضي مبتدع، ذباً عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحميةً للدين، والوطن، وعدم الانتصار للصحابة الأخيار.
4 - التطاول المستمر على الدعاة، وطلبة العلم، والمحتسبين، وتصنيفهم، ومحاولة تشويه صورتهم، واستغلال المنابر الإعلامية، والأعمدة الصحفية للتشهير بهم.
ونحن على ثقة تامة، بأن الدين أصيل في هذه الأمة، وأن هذه التحرشات، التي يمتهنها هؤلاء المحجوبون، محاولات يائسة لسد المد الإيماني في منبعه، وصد التيار الإسلامي من منطلقه. ونسأله تعالى أن يهدي قلوبهم، ويردهم إلى الحق رداً جميلاً، ويجمع كلمة المسلمين على ما فيه وحدتهم، وقوتهم، وأصالتهم، حتى يكونوا يداً واحدةً على من خالفهم.(/)
تحديث المكتبة الشاملة
ـ[أم رنيم]ــــــــ[23 Feb 2010, 12:48 ص]ـ
أرغب في معرفة طريقة تحديث المكتبة الشاملة؟ وكيف أضيف الكتب التي أحملها من النت في مواضعها من الاقسام؟ وهل يمكن إضافة أي كتاب يتم تحميله من النت؟ أم لا بد من صيغة محددة أو موقع محدد؟
ـ[أم رنيم]ــــــــ[02 Mar 2010, 05:21 م]ـ
هل أجد من يفيدني؟: ((/)
مفهوم التجديد ... فتاوى ومقالات
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[23 Feb 2010, 05:53 م]ـ
مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 4 / ص 118)
وَفِي السُّنَنِ: {إنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ فِي رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا}. وَالتَّجْدِيدُ إنَّمَا يَكُونُ بَعْدَ الدُّرُوسِ وَذَاكَ هُوَ غُرْبَةُ الْإِسْلَامِ.
فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 370)
" إِنَّ اللَّه يَبْعَث لِهَذِهِ الْأَمَة عَلَى رَأْس كُلّ مِائَة سَنَة مَنْ يُجَدِّد لَهَا دِينهَا " أَنَّهُ لَا يَلْزَم أَنْ يَكُون فِي رَأْس كُلّ مِائَة سَنَة وَاحِد فَقَطْ بَلْ يَكُون الْأَمْر فِيهِ كَمَا ذَكَرَ فِي الطَّائِفَة وَهُوَ مُتَّجَه، فَإِنَّ اِجْتِمَاع الصِّفَات الْمُحْتَاج إِلَى تَجْدِيدهَا لَا يَنْحَصِر فِي نَوْع مِنْ أَنْوَاع الْخَيْر، وَلَا يَلْزَم أَنَّ جَمِيع خِصَال الْخَيْر كُلّهَا فِي شَخْص وَاحِد، إِلَّا أَنْ يُدَّعَى ذَلِكَ فِي عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز، فَإِنَّهُ كَانَ الْقَائِم بِالْأَمْرِ عَلَى رَأْس الْمِائَة الْأُولَى بِاتِّصَافِهِ بِجَمِيعِ صِفَات الْخَيْر وَتَقَدُّمه فِيهَا؛ وَمِنْ ثَمَّ أَطْلَقَ أَحْمَد أَنَّهُمْ كَانُوا يَحْمِلُونَ الْحَدِيث عَلَيْهِ، وَأَمَّا مَنْ جَاءَ بَعْده فَالشَّافِعِيّ وَإِنْ كَانَ مُتَّصِفًا بِالصِّفَاتِ الْجَمِيلَة، إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ الْقَائِم بِأَمْرِ الْجِهَاد وَالْحُكْم بِالْعَدْلِ، فَعَلَى هَذَا كُلّ مَنْ كَانَ مُتَّصِفًا بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ عِنْد رَأْس الْمِائَة هُوَ الْمُرَاد سَوَاء تَعَدَّدَ أَمْ لَا.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[23 Feb 2010, 05:55 م]ـ
السؤال:
سمعت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يبعث على رأس كل مائة عام من يصلح لهذه الأمة أمر دينها"، ولي بعض الاستفسارات:
أ. ما هو سند هذا الحديث ومتنه الصحيح، ومن هو راويه؟
ب. ذِكر هؤلاء الصالحين إن أمكن ذلك؟
جـ. ما معنى: "يصلح أمر الدين"، وقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على المحجة البيضاء؟
د. كيف يُستدل عليهم؟
هـ. ما مدى صحة القول: "إنهم يأتون على رأس الثانية عشرة من كل قرن هجري"؟
الجواب:
أولاً: روى هذا الحديث أبو داود في سننه عن سليمان بن داود المهري قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، أخبرني سعيد بن أبي أيوب، عن شراحيل بن يزيد المعافري، عن أبي علقمة، عن أبي هريرة فيما أعلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها".
ثانياً: هذا الحديث صحيح، ورواته كلهم ثقات.
ثالثاً ورابعاً: معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "يجدد لها دينها" أنه كلما انحرف الكثير من الناس عن جادة الدين الذي أكمله الله لعباده وأتم عليهم نعمته ورضيه لهم ديناً، بعث إليهم علماء أو عالماً بصيراً بالإسلام، وداعيةً رشيداً يبصر الناس بكتاب الله وسنة رسوله الثابتة، ويجنبهم البدع ويحذرهم محدثات الأمور ويردهم عن انحرافهم إلى الصراط المستقيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فسمى ذلك: تجديداً بالنسبة للأمة، بالنسبة للدين الذي شرعه الله وأكمله، فإن التغير والضعف والانحراف إنما يطرأ مرة بعد مرة على الأمة، أما الإسلام نفسه فمحفوظ بحفظ كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم المبينة له، قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9].
خامساً: ليس في الحديث أن هؤلاء المصلحين يأتون على رأس السنة الثانية عشرة، بل فيه أنهم يأتون بأمر الله وحكمته على رأس كل مائة سنة، وهي القرن الهجري؛ لأنه المتعارف عند المسلمين في ذلك الزمن، وهذا فضل من الله ورحمة منه بعباده، وإقامة للحجة عليهم حتى لا يون لأحد عذر بعد البلاغ والبيان.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
مجموع فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية - المجلد الحادي والعشرون (العقيدة).
فتوى رقم (8687)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[23 Feb 2010, 05:57 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
"في إطار الجهود التي يبذلها المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في القاهرة للنهوض بالدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، أصدرت لجنة التأليف والنشر بالمجلس أخيرا دراسة في كتاب بعنوان تجديد الخطاب الديني للدكتور سالم محمود عبد الجليل الأستاذ في جامعة الأزهر، الذي أكد أن التجديد في الخطاب الديني ليس المقصود به تغيير معالم الدين، فالإسلام هو الدين الذي كتب الله عز وجل له البقاء وارتضاه للبشرية جمعاء من لدن آدم إلى أن تقوم الساعة وتمامه وكماله صفتان لازمتان له لقول الله تعالى: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا.
وأوضح أن الدعوة إلى التجديد ليست موجهة إلى الإسلام الذي هو دين الله تعالى إنما هي دعوة إلى أصحاب العقول وبالذات الدعاة ـ الذين يدعون إلى الدين ـ إلى مراجعة أنفسهم في مدى فهمهم لكتاب الله عز وجل واستمساكهم بشرع الله وترتيب الأولويات مما يجب عليهم فعله وما يجب أن يبدأوا به، وهذه المراجعة هي بمثابة إعادة ترتيب عقل الداعية الذي بدوره يجدد للأمة دينها ويبعث فيهم روح الإخلاص لله والعمل بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فالتجديد هو تجديد لأمر الدين ومكانته وسلطانه وليس تجديدا للدين نفسه، والمسلمون في حاجة إلى هذا التجديد وللتجديد في كل ميدان، فمن رحمة الله بالمسلمين انه يبعث مجددا على رأس كل مائة سنة كما ورد في الحديث النبوي، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ان الله يبعث إلى هذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها.
وتحت عنوان ضرورة التجديد في أسلوب الخطاب الديني يشير الدكتور سالم محمود عبد الجليل إلى أن استمرار الداعية في مسجده أو في مكان دعوته يعتبر من أهم الأسباب لنجاح دعوته بشرط أن يجدد في خطابه وينوع في أسلوبه ويحسن اختيار موضوعه وإلا أصبح مملا.
وينصح الدكتور سالم محمود عبد الجليل بأن يلتزم الداعية التجديد دائما في خطابه، وهذا يقتضي منه القراءة المتواصلة ومراجعة أحداث المناسبة التي سيتحدث عنها، وان يحاول الربط والتحليل المنطقي السليم للأحداث الجارية وان يربط الماضي بالحاضر والحاضر بالمستقبل ثم ينتقل للحديث عن أنماط التجديد، ويؤكد ان التجديد ليس مطلوبا في الإيمان كما يكون في الوضوء.
وفي القسم الثاني من الدراسة يتحدث الكاتب عن أساليب الدعوة، مؤكدا أن أنجح داعية على الإطلاق هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فالله سبحانه وتعالى علمه من الأساليب الدعوية ما استطاع بها أن يشد انتباه السامعين وأمره سبحانه وتعالى باستعمال ثلاثة أساليب على وجه التحديد وان كانت في معانيها شاملة متجددة لكل عصر وجيل قال تعالى: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن وأول هذه الأساليب: الحكمة، ثانيها الموعظة الحسنة، وثالثها الجدال بالتي هي أحسن.
ويعقب الدكتور سالم محمود عبد الجليل ليس معنى هذا أن الأساليب محصورة في هذه الثلاثة بل هناك أساليب أخرى استعملها القرآن الكريم مثل القصة والمثل.
وتحت عنوان وسائل الدعوة يقسم الكاتب الوسائل التي بها يستطيع الداعية تبليغ دعوته للناس إلى قسمين معنوية ومادية، وعن الوسائل المعنوية يوضح الكاتب أنها تتمثل في الأخلاق الحميدة التي لا غنى للداعية عنها حتى يستجاب له ويقتدى به، ويضيف الدكتور سالم محمود عبد الجليل القصد بالوسائل المادية تلك الوسائل المحسوسة من الأقوال والحركات والأدوات."
المصدر:
http://www.aawsat.com/details.asp?section=17&article=178543&issueno=8977
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[23 Feb 2010, 05:59 م]ـ
قراءة في كتاب جديد
تجديد الخطاب الديني
بين التأصيل والتحريف
تأليف
محمد بن شاكر الشريف
"تساءل المؤلف في مقدمة كتابه عن معنى «تجديد الخطاب الديني»؟ وما مراد المتكلمين به الآن؟ ومتى كانت البدايات الحقيقية له؟ وما أهدافهم من وراء ذلك؟ وما وسائلهم في تحقيق أهدافهم، وما أثر ذلك على المسلمين في دينهم ودنياهم؟ وما مستقبل هذه الدعوة؟ وما دورنا نحن أو واجبنا إزاء ذلك؟
بعد تلك التساؤلات التي يطلقها المؤلف يقول في مقدمته:
(يُتْبَعُ)
(/)
«تلك مجموعة من التساؤلات المهمة في هذا الموضوع، تحتاج إلى بيان وإيضاح، وهذه الأوراق التي بين أيدينا أُعدت لذلك الغرض، وقد سميتها: «تجديد الخطاب الديني بين التأصيل والتحريف».
جعل المؤلف كتابه في فصلين وخاتمة. أما الفصل الأول فقد خصصه للبحث في التجديد من الناحية التأصيلية. والفصل الثاني تحدث فيه عن التجديد من الناحية التحريفية. وفي الخاتمة بحث في مستقبل دعوة التجديد، ودور المسلمين في مواجهة التجديد التحريفي.
ويوضح الكاتب معنى التجديد السائغ شرعاً؛ انطلاقاً من التعريف اللغوي واستناداً للحديث النبوي الشريف: «إن الله يبعث إلى هذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها».
وقد بين المؤلف أن أهل العلم ذكروا في بيان المراد بالتجديد عدة أقوال متقاربة المعاني؛ فمن ذلك: تعليم الناس دينهم، ومنه: تعليم الناس السنن، ونفي الكذب عن النبي صلى الله عليه وسلم أي: تمييز الأحاديث الصحيحة من غيرها، ومنه: إظهار كل سنَّة وإماتة كل بدعة، ومنه: إظهار السنة وإخفاء البدعة، ومنه: إحياء ما اندرس من العمل بالكتاب والسنة والأمر بمقتضاهما، وإماتة ما ظهر من البدع المحدثات، ومنه: تبيين السنَّة من البدعة، وتكثير العلم وإعزاز أهله، وقمع البدعة وكسر أهلها، ومنه: إحياء السنن ونشرها ونصرها، وإماتة البدع ومحدثات الأمور ومحوها وكسر أهلها باللسان، أو تصنيف الكتب والتدريس، وكل هذه الأقوال تدور على معنى حفظ الدين على النحو الذي بلَّغه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويؤكد المؤلف أن التجديد مطلوب بضوابطه الشرعية، فيتحدث أولاً عن القائم بالتجديد، ويحدد له صفات منها:
أ - أن يكون من أهل هذا الدين المؤمنين به على النحو الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ب - أن يكون من المتفقهين فيه المتمسكين به في أقوالهم وأفعالهم، لا يظهر منه تهاون فيه أو خروج عليه، أو تساهل وتفريط فيما دل عليه.
ت - أن يكون خبيراً بواقع الأمة عارفاً بعللها، وأن يكون محيطاً بالأحوال العالمية من حوله والتي لها علاقة بأمته؛ فإنه لا يتحرك في فضاء.
وقد تحدث عن حدود التجديد المشروع فقال:
«هناك ثلاث دوائر كبرى تمثل حدود التجديد المشروع، وهي:
1 - نشر العلم بين الناس، وإظهار الشرائع التي خفيت في المجالات الشرعية المختلفة بفعل الجهل الذي خيّم على كثير من مجتمعات المسلمين، أو بفعل التأويل الفاسد الذي أضاع كثيراً من دلالات النصوص، ويكون التجديد في هذه الحالة: هو إظهار ما طُمِس، وإحياء ما اندرس.
2 - إزالة كل ما علق بالدين مما ليس منه من أخطاء، أو بدع، أو تصورات وقعت في سلوك بعض الناس، أو أقوالهم، أو عقائدهم، وردُّ الأمر إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فيكون التجديد في هذه الحالة: هو إزالة ما زيد في الشريعة أو أضيف إليها.
3 - التمسك بما ورد في الشرع كله، والتقيد به والعمل على وَفْقِه، وعدم ترك جزء منه أو إهماله، فيكون التجديد في هذه الحالة: هو إعادة ما نُزِع أو نقص، ومن أهم تلك الأمور في عصرنا الحاضر إعادة التحاكم إلى الدين (الذي نُحِّيَ وأُبعد عن الغالبية العظمى من ديار المسلمين)؛ ليكون الحكم في شؤوننا كلها بما أنزل الله. ويدخل في هذه الدائرة أيضاً البحث في النصوص الشرعية وأدلة الشريعة الإجمالية، والقواعد الفقهية للتوصل إلى الأحكام الشرعية للنوازل والمستجدات .. ».
وقد أشار إلى فوائد تجديد فهم الدين فقال: «وتجديد الدين - على ما تقدم توضيحه وبيانه - له فوائد عظيمة؛ إذ يكون طريقاً إلى حفظ الدين على صورته النقية بعيداً عن البدع التي أُضيفت إليه، أو الأقوال الباطلة التي نُسبت إليه، كما أنه يؤدي إلى تآلف القلوب واجتماع الكلمة ووحدة الأمة؛ إذ لا مجال ولا مسوّغ للتفرق والاختلاف عند العودة إلى المنابع والأصول».
وفي الفصل الثاني وهو: (التجديد من الناحية التحريفية) يشير إلى اتجاهين في المراد بالدعوة إلى تجديد الخطاب الديني:
(يُتْبَعُ)
(/)
«الأول: وهو الذي ينادي بذلك على الوجه الذي تقدم في هذه الدراسة، وهؤلاء قلة، وصوتهم يكاد أن لا يُسمع من الصخب والجلبة التي يثيرها الفريق الآخر، وهؤلاء غالبيتهم من أهل الاختصاص في العلوم الشرعية: كبعض المفتين، ووزراء الأوقاف، وأساتذة العلوم الشرعية في الجامعات، وبعض الدعاة وطلبة العلم، وإن كان بعض هؤلاء لم يخلُ خطابهم وحديثهم من بعض الشوائب التي كدَّرت صَفْوَ كلامهم؛ وذلك بفعل الصياح الذي يكاد يصم الآذان من الفريق الآخر.
الثاني: وهو الذي ينادي بالتجديد، لكنه يفهم التجديد على أنه التغيير أو التطوير؛ أي تغيير الخطاب الديني: المحتوى والمضمون، وليس الطريقة أو الأسلوب؛ ليجاري التغيرات السريعة في واقع المجتمعات داخلياً، وفي العلاقات بين الدول خارجياً؛ بحيث تصير قضية الخطاب الديني: هي إقرار هذا الواقع وتسويغه وتسويقه، والتجاوب معه كلما تغير».
ويبين خطورة التجديد بمعنى التغيير أو التطوير، فيقول:
«1 - إخضاع الدين الذي هو وضع إلهي إلى عقل الإنسان وتفكيره؛ مما يجعل الدين عرضة للتغيير والتبديل المستمر، وهذا بدوره يؤدي مع مرور الزمن إلى ضياع الدين كليةً، كما حدث مع الذين من قبلنا اليهود والنصارى، حينما عمد الأحبار والرهبان إلى تغيير بعض الأحكام التي أنزلها الله في كتبهم بزعم المصلحة، وقد بين الله ذلك في كتابه؛ فقال مبيناً سوء صنيعهم وعاقبة فسادهم: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ} [التوبة: 31]، قال ابو البختري: «انطلقوا إلى حلال الله فجعلوه حراماً، وانطلقوا إلى حرام الله فجعلوه حلالاً» وعند ذلك يُدْرَس الإسلام، وتعود البشرية إلى الجاهلية مرة أخرى؛ فهذه دعوة تحريفية تسعى إلى خراب العالم وإفساده؛ بإبعاد البشرية عن هداية الله لهم فيما أوحاه إلى عبده ورسوله الأمين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
2 - إفقاد الأمة الإسلامية أهم مصدر من مصادر عزها وقوتها، حتى تصير بعد ذلك أمة بلا هوية، بلا تاريخ، بلا ثقافة، وأخيراً بلا دين، وتصير بعد ذلك نهباً لكل طامع في خيرات بلادها.
3 - إفساح المجال بقوة أمام الحركات أو جمعيات التنصير التي تنشط في المجتمعات والأماكن التي تجهل حقيقة الإسلام.
4 - تحويل الأمة من أمة قائدة هادية للحق إلى أمة تابعة ذليلة ضالة.
5 - إماتة روح الجهاد في نفوس الأمة؛ مما يسهل اختراقها واحتلال بلاد المسلمين من قِبَل الصليبيين المتربصين، كما يساهم في تثبيت احتلال اليهود لفلسطين وسيطرتهم على بيت المقدس.
6 - العبث بحاضر الأمة ومستقبلها؛ مما يحوِّلها في النهاية إلى مجرد قطيع يسوقه راعي الصليب إلى حيث يشاء؛ فتنساق خاضعة مستسلمة حتى لو كان في ذلك هلاكها.
7 - إيجاد قطيعة مع سلف هذه الأمة، حتى إنك لو نظرت في أقوال المجددين العصريين وقارنتها بسلف هذه الأمة خُيِّل إليك أنهم يتحدثون عن شريعة غير الشريعة التي يتمسك بها السلف الصالح، ويتحدثون عنها».
ثم يتابع الحديث عن التجديد من الناحية التحريفية، فيبين أن المجددين العصريين مقلدون، ويذكر ضوابط التجديد عندهم، ثم يرسم ملامح منهج التجديد العصري.
أما مراحل تحريف الدين فيقسمها إلى خمسة أطوار:
1 - الطور الأول: طور البداية.
2 - الطور الثاني: طور التغريب.
3 - الطور الثالث: طور العصرانية.
4 - الطور الرابع: طور العولمة.
5 - الطور الخامس: طور فرض التحريف بالقوة.
وقد أشار إلى المشروع الأمريكي لتطوير الخطاب الديني فقال:
«نشرت بعض الصحف العربية في ذي القعدة 1423هـ تقريراً يتحدث عن مشروع أمريكي يستهدف تطوير الخطاب الديني، والمشروع يعمل على: تقريب دور الدين الإسلامي في حياة العرب والمسلمين من دور الدين النصراني في حياة الغرب العلماني؛ أي: تحويل الإسلام عن وجهته في توجيهه للمسلمين وقيادتهم وفق تشريعاته إلى أن يكون قريباً من الدين النصراني ... ويقترح المشروع أيضاًً تشكيل لجنة دينية عُليا من المسلمين والمسيحيين واليهود: تهدف إلى تبصير كل شعوب العالم بالتقاء وجهات النظر، والتقارب بين الديانات التوحيدية الثلاثة، ويقترح المشروع أيضاً أن تعقد هذه اللجنة أربعة اجتماعات سنوياً في القدس، ومكة، والمدينة، ومقر الفاتيكان».
ومما قاله في الخاتمة: «دور المسلمين في مواجهة التجديد التحريفي»:
«على كل مسلم واجب في ذلك مكافئ لوضعه أو مكانته التي جعله الله فيها؛ فصاحب السلطان له دور، والعالم والداعية له دور، وأصحاب الأموال لهم دور، وهذه الأدوار متنوعة بحسب تخصصات المذكورين وصلاحياتهم، ولكنها تتكامل فيما بينها لتؤدي المطلوب منها، وبقية الناس لهم دور أيضاً؛ فإن هذا من الدفاع عن الدين، وهذا لا يُعفى منه أحد، وقد حمي الآن الوطيس، والمعركة على أشَدِّها بين جند الرحمن وعبيد الشيطان، والغلبة لجند الرحمن، والخذلان والهزيمة لعبيد الشيطان».
وبعد: فإن هذه العجالة لا تفي ببيان ما احتواه الكتاب من قضايا نحياها، وما اشتمل عليه من مسائل تهم القارئ الحصيف الباحث عن الحقيقة. "
الطبعة: الأولى: 1425 هـ/ 2004م.
عدد الصفحات: 152 صفحة. قياس: 17 * 24 سم. غلاف.
الناشر: مجلة البيان - لندن - سلسلة كتاب البيان.
مكتب السعودية: الرياض - هاتف 4641222.
المصدر:
http://www.saaid.net/Doat/alsharef/20.htm
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[23 Feb 2010, 06:04 م]ـ
التجديد .. بين الحقيقة والتزييف
مقال للشيخ القرضاوي
تاريخ النشر: الثلاثاء 23 فبراير 2010
مقدمة
تجديد الدين ..
مقدمة
من فضائل ثقافتنا أنها لا تضيق بالتجديد، بل تؤمن به، وتفتح ذراعيها له سواء أكان تجديداً في الدين أم تجديداً في الحياة.
وكيف لا نؤمن بالتجديد وهذا رسولنا صلى الله عليه وسلم يقول بصريح العبارة مبشراً أمته "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها". فليس لقائل أن يقول: كيف يجدد الدين وهو نصوص محكمات وآيات كريمات وأحاديث شريفات؟ إن تجديد الدين بمعنى تجديد الإيمان به وتجديد الفهم له والفقه فيه، وتجديد الالتزام والعمل بأحكامه وتجديد الدعوة إليه.
عرف تاريخ أمتنا مجددين من أمثال عمر بن عبدالعزيز الذي جدد سنن الخلفاء الراشدين بعد اندراسها والشافعي الذي وضع علم أصول الفقه، والغزالي الذي أحيا الله به علوم الدين وابن تيمية وابن القيم وابن الوزير وولي الله الدهلوي وغيرهم.
وتجديد الشيء ليس معناه أن تزيله، وتنشئ شيئاً جديداً مكانه، فهذا ليس من التجديد في شيء. تجديد شيء ما أن تبقي على جوهره ومعالمه وخصائصه ولكن ترمم منه ما بلي، وتقوي من جوانبه ما ضعف، كما لو أردت تجديد جامع أثري أو قصر أثري فلابد أن تحافظ عليه وعلى خصائصه وروحه ومادته ما استطعت. ولكن تجدد من ألوانه ما ذهب، ومن بنائه ما وهي وتحسن من مداخله وتجمل الطريق إليه .. الخ.
تجديد الدين ..
تجديد الدين لابد أن يكون من داخله وبأدواته الشرعية، وعن طريق أهله وعلمائه لا بالإغارة عليه ولا بالافتيات على أهله ولا بإدخال عناصر غريبة عنه وفرضها عليه عنوة. وإن كنا نرى الكثيرين في العصر الحاضر قد أقحموا أنفسهم على الدين، وزعم كل منهم أنه مجدد الملة، وشيخ الإسلام، وإمام الزمان. فمنهم من يقرأ القرآن قراءة جديدة معاصرة تلغي قراءة الأمة طوال أربعة عشر قرناً، فهو يلغي تراثها كله، ويلقيه في سلة المهملات، ويبدأ من الصفر، لا يعتمد على حديث مرفوع، ولا على أثر موقوف على صحابي ولا على قول صحيح عن تابعي، ولا على رأي مأثور عن إمام في اللغة أو إمام في الفقه أو إمام في التفسير.
هو وحده حجة الزمان، وما عداه جهل وبهتان، ثم يأتي بأي تفاسير وآراء ما أنزل الله بها من سلطان، ولا يقوم عليها برهان. والعجب أن هذا المدعي لا يحسن أن يقرأن آية قراءة صحيحة، ليس فقط لأنه لا يحفظ القرآن بل لأنه لا يعرف مرفوعاً من منصوب، ولا فاعلاً من مفعول.
ومنهم من يريد أن يلغي الفقه كله، فقه الصحابة، وفقه التابعين، وفقه الأئمة المتبوعين، وغير المتبوعين، وأن نضرب عرض الحائط بهذه الثروة التشريعية والحقوقية الهائلة، التي لا توجد لدى أمة من الأمم، والتي اعترف بفضلها وقيمتها وسعتها العرب والعجم، والشرق والغرب، ونوهت بها المؤتمرات الدولية للقانون في لاهاي وفي باريس وفي غيرهما.
يأتي شخص لا يحسن أن يقرأ صفحة من كتاب في أصول الفقه مثل الرسالة للشافعي أو البرهان لإمام الحرمين، أو المستصغي للغزالي أو المحصول للرازي، أو الموافقات للشاطبي أو من كتاب في الفقه مثل بدائع الصنائع للكاساني، أو الذخيرة للقرافي أو المجموع للنووي أو المغني لابن قدامى، ويقول لنا ارموا بهذا الفقه فهو الذي أخركم وهو الذي جمدكم وما ذنب الفقه وما ذنب الأمة إذا كان هذا الشخص لا يحسن أن يقرأه وأن يفهمه وأن يستفيد منه؟، وما ذنب الفقه إذا كانت الأمة لا تحسن الاستفادة من كنوزه وتوظيفها في اجتهاد جديد يراعي تغير الزمان والمكان والإنسان؟.
ومنهم من يريد أن نعرض عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن في هذه الكتب أحاديث ضعيفة وأحاديث موضوعة، أو أحاديث لا أصل لها، وأن من المحدثين من عطلوا العقل في مقابل النقل، ومن ناصروا الجمود التقليدي في مقابلة الاجتهاد والتجديد.
عيب هؤلاء ..
إن عيب هؤلاء أنهم لم يغوصوا في أعماق ثقافاتنا، ولم يعرفوا ما بذلت هذه الأمة في سبيل الحفاظ على تراث نبيها، وأن الله هيأ لعلم النبوة من نفى عنه تحريف الغالبين، وانتحال المبطلين، وتأول الجاهلين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعيب هؤلاء أنهم لم يعرفوا أمتهم، ولم يقدروها قدرها، حسبوا أنها أمة بلهاء، وأن علماءها من المغفلين، الذي تروج عليهم الأباطيل ويخدعهم السراب، وجهلوا أن هذه الأمة لا تجتمع على ضلالة، هذا ما أثبته القرآن وما أيدته السنة وما صدقه التاريخ.
أما القرآن فهو يقول (وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون)، الأعراف: 181، فهذه الآية باقية ما بقيت الحياة، وبقي الناس، وكما قال تعالى (فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين) الأنعام: 89.
وأما السنة فقد استفاضت الأحاديث الصحاح عن عدد من الصحابة لا يتصور أن يتواطأوا لا هم ولا من روى عنهم على الكذب على رسول الله. كل هذه الأحاديث تبشر الأمة بأنه "لا تزال طائفة منها قائمة على الحق، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك".
وتسمى هذه الطائفة عند العلماء (الطائفة المنصورة)، فهذه طائفة تمثل صمام الأمان للأمة، تعلم الجاهلين، وترد الشاردين، وتقوم المنحرفين حتى تقوم الساعة.
وأما التاريخ، فقد صدق القرآن العزيز وصدق السنة المطهرة، ولم يخل عصر من علماء يقاومون البدع ويحاربون الباطل، كما قال علي رضي الله عنه "لا تخلو الأرض من قائم لله بالحجة"
وكما قال شوقي رحمه الله:
إن الذي خلق الحقيقة علقما = لم يخل من أهل الحقيقة جيلاً
ولكنّ هؤلاء المجددين المزيفين جهلوا القرآن وجهلوا السنة وجهلوا التاريخ. وهؤلاء وأمثالهم هم أدعياء التجديد في عصرنا، ولكنهم للأسف لهم صوت مسموع، ولواء مرفوع. إنهم الذين سخر منهم أديب العربية والإسلام مصطفى صادق الرافعي حين قال عن أمثالهم: إنهم يريدون أن يجددوا الدين واللغة والشمس والقمر.
وهم الذين سخر منهم أمير الشعراء أحمد شوقي في قصيدته عن الأزهر فقال:
لا تَحذُ حَذوَ عِصابَةٍ مَفتونَةٍ = يَجِدونَ كُلَّ قَديمِ شَيءٍ مُنكَرا
وَلَوِ اِستَطاعوا في المَجامِعِ أَنكَروا = مَن ماتَ مِن آبائِهِم أَو عُمِّرا
مِن كُلِّ ماضٍ في القَديمِ وَهَدمِهِ = وَإِذا تَقَدَّمَ لِلبِنايَةِ قَصَّرا
وَأَتى الحَضارَةَ بِالصِناعَةِ رَثَّةً = وَالعِلمِ نَزراً وَالبَيانِ مُثَرثِرا
إننا نؤمن بالتجديد إذا كان تجديداً حقاً، ونرحب بالمجددين إذا كانوا مجددين صدقاً، أما هؤلاء الذين ذكرنا نماذج لهم، فإن ما دعوا إليه لا يدخل في باب التجديد، بل هو من باب الهدم والتبديد.
إننا نرفض هؤلاء المبددين بقدر رفضنا دعاة (التقليد) و (التجميد) الذين يريدون أن يبقى كل قديم على قدمه، ولا يرحبون بأي اجتهاد جديد أو فكر جديد، شعارهم: ما ترك الأول إلى الآخر شيئاً .. وليس في الإمكان أبدع مما كان.
نحن نرفض الذين يريدون أن يجرموا على الناس أن يفكروا بعقولهم، وأن يجتهدوا لزمانهم، كما اجتهد السابقون لزمانهم، ونرى أن هؤلاء الجامدين يسيئون إلى أنفسهم، وإلى الدين، الذين يزعمون أنهم يتكلمون باسمه، وهذا الدين ليس فيه رجال كهنوت، ولا اكليروس، إنما فيه علماء قادرون راسخون مؤهلون لأن يردوا فروعه إلى أصوله، وأن يأتوا البيوت من أبوابها، ويستقوا المياه من منابعها النقية.
وقد ذكر الأمير شكيب أرسلان في كتابه (لماذا تأخر المسلمون؟): إن الدين إنما ضاع بين جاحد وجامد، فالجاحد يضلل الناس بجحوده، والجامد يفتنهم بجموده.
المصدر:
http://www.qaradawi.net/site/topics/printArticle.asp?cu_no=2&item_no=1507&version=1&template_id=119&parent_id=13(/)
بخصوص رسائل الوسائط لجوال تدبر ماسبب انقطاعها عني؟
ـ[معيوض الحارثي]ــــــــ[24 Feb 2010, 11:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
استفسر عن رسائل الوسائط لجوال تدبر لها أكثر من 4 أيام لاتصلني؟
ما المشكلة وهل المشكلة عامة أم خاصة؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Feb 2010, 01:05 م]ـ
أما أنا فتصلني رسائل الوسائط بشكل منتظم.
ـ[فيوض]ــــــــ[24 Feb 2010, 01:50 م]ـ
قد يكون من الشبكة نفسها ليس من الجوال وكثير ما يحدث هذا سواء تدبر او غيره
ـ[يحيى بن عبدربه الزهراني]ــــــــ[25 Feb 2010, 03:49 م]ـ
الحقيقة أن رسائل تدبر بدأت قوية , متضمنة نكات ولطائف يصعب الحصول عليها إلا من خلال السبر ولقراءة , لكنها - من وجهة نظري - في الآونة الأخيرة بدأ الضعف يدب إليها , ولا أعلم السبب في ذلك.
ـ[فهد بن صالح]ــــــــ[06 Mar 2010, 02:56 م]ـ
وأنا كذلك كنت مشتركا بخدمة الوسائط لكن للأسف جلست عشرة أيام تقريبا ولم يصلني أي رسالة منهم ولا أدري مالسبب؟(/)
تأمل في حديث "وفي صدره أزيز كأزيز المرجل"
ـ[رفعة]ــــــــ[24 Feb 2010, 10:59 م]ـ
بسم الله وصلاة وسلام على رسول الله
أَزِيزٌ كَأَزِيزِ المِرْجَلْ
الشيخ/ عبد الكريم الخضير
حديث مُطرِّف بن عبد الله بن الشِّخِّير، عن أبيه، مُطرِّف بن عبد الله سَيِّدٌ جليل من ساداتْ التَّابعين، وأبُوهُ صحابي، يقولُ:
((رأيتُ رسُول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يُصلِّي وفي صَدْرِهِ أَزِيزٌ كأزِيزِ المِرْجَلْ))
القِدْر إذا كان على النَّار وهو يَفُور، مع الأسف إن هذا يكاد أنْ يكون ممَّا انْدَرَسْ، حتى مع الأسف الشديد من بعض طُلاَّب العلم، ولا أُبالغ إذا قلت إنَّ بعض العامَّة قد يُوجد منهُ مثل هذا الأمر، وكثير من طُلاَّب العلم بسبب الغفلة والانشغال فيما لا فائدة فيه؛ لمَّا فُتِح على طُلاَّب العلم أبواب الجرح والتَّعديل التِّي لا يستفيد منها الكثير، هذا صار لهُ عُقُوبات،
صار لهُ حرمان من بركة العلم والعمل، أنا لا أقول كُلّ طُلاَّب العلم بهذه المكانة؛ لكنَّهُ موجُود على كُلِّ حال,
بعض طُلاَّب العلم مع الأسف هَمُّهُ قال فُلان، قال عَلاَّن، القَدْح في العُلماء،
عليكَ بخويصة نفسك، أَلْزَمْ ما عليك نَفْسِك، أَصْلِحْ نَفْسِكْ أوَّلاً، تَفَقَّد الخلل الذِّي لديك،
يعني يَنْدُر أن نسمع من يصلي وفي صدره أَزِيزٌ كَأَزِيزِ المِرْجَلْ من البكاء، مَنْ قلبه حاضر في صلاته، يَتَدَبَّر ما يقرأ ويَتَأَمَّلْ، واللهُ المستعان، والأزِيزْ: هو الصوت الناتج من الغليان، غليان القدر إذا وُضع على النَّار يَفُورْ،
وخَرَّج البُخاري عن عُمر -رضي الله عنهُ- أنَّهُ قَرَأَ سُورة يُوسف حتًّى إذا بَلَغَ قَوْلَهُ -جلَّ وعلا-: {إنَّما أشكُو بثِّي وحُزْنِي إلى الله} سُمِعَ نَشِيجُهُ -رضي الله عنهُ وأرضاهُ-، وإلى وقت قريب ونحن نسمع من الأئِمَّة ومن خلفهم مثل هذا الأمر، وإلى وقتٍ قريب أيضاً في ليلة الثالث عشر أو الثاني عشر عند قراءة سورة هود الثاني عشر أو الثالث عشر النَّاس يبكُون،
يُسْمَع لهم شيء من هذا كثير، وبعض الأئمَّة يُقْصَدُ وإن لم يكن صوته من الجمال بحيث يُؤثِّر في الناس؛ لكنه يَتَأَثَّر ويُؤَثِّرْ،
وإن كان الحديث الوارد في هود وأنَّ النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- سُئل عنْ شَيْبه، سَأَلَهُ أبُو بكر أراكَ شِبْتَ يا رسُول الله!، قال: "شَيَّبَتْنِي هُود وأخَوَاتُها"؛ لكن هود لا شك أنَّها مُؤَثِّرَة، سواء ثَبَتَ الخبر أو لم يَثْبُتْ،
وعندنا بعض الناس يقرأ سورة هود وكأنَّه يَقرأ جريدة! يعني لا أَثَرْ ولا تأثِيرْ – نَسْأَلْ الله العافِيَة -،
وهذا يُخْشى أن يكون من مسخ القلوب، ومعلوم أنَّ مسخ القلوب أشد من مسخ الأبدان، فَعَلَيْنَا جمِيعاً أنْ نَعْتَنِي بهذا الباب.
وقفة
كأن القلوب ليست منا، و كأن الحديث يُعنى به غيرنا .. كم من وعيد يخرق الآذانا .. كأنما يُعنى به سوانا .. أصمّنا الإهمال بل أعمانا
ابن الجوزي رحمه الله"
محاضرة:
طالب العلم ومواسم العبادات للشيخ خالد السبت
اسمعيها وكرريها ولن تملي بإذن الله
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=87151
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[25 Feb 2010, 01:49 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء أختي الفاضلة
كم نحتاج لمثل هذا الكلام(/)
مقال مهم للمقبلين على قراءة الكتب الفكرية
ـ[رفعة]ــــــــ[24 Feb 2010, 11:08 م]ـ
منقول
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا مقالٌ قيم للأستاذ عبد الله السعوي نشرته مجلة البيان،أنشره هنا لفائدته للمقبلين على قراءة كتب المنحرفين دون تحفظ أو ضوابط؛ لعلهم يتنبهون إلى أمور قد تغيب عنهم، استرسالا مع نهم الاطلاع، ثبتني الله وإياكم وإياهم على دينه إلى أن نلقاه.
الغرور العقلي .. والانتكاس الفكري
لو ألقينا نظرة تأمُّلية تبحث عن العوامل الفعّالة التي تقف خلف كثير من التحولات الفكرية الحادة عند بعض النماذج والتي تنتقل من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار على نحو يستعصي معه الفهم والتحليل؛ لألفينا أنها لم تنبثق من فراغ بقدر ما هي أثر حتميّ أفرزته بواعث متنوعة بينها تسلسل سببي وروابط عليّة متبادلة ومتفاعلة أسجّل باعثين هنا منها على سبيل الإجمال، مقتصداً جهد الطاقة حتى لا أثقل على ذاكرة القارئ الكريم:
أولاً: القراءة المكثفة في كتب أهل الأهواء مع ضآلة العلم الشرعي في منحاه العقدي خاصة:
إن الفضول المعرفي بطبيعته يدفع إلى مزيد من النّهم القرائي اللامنضبط ـ أحياناً ـ مما يدفع بالفرد إلى قراءة كل ما يقع في متناول يديه من أطروحات فكرية قراءةً غير موجهة بحكم عدم استنادها إلى قدرات علمية عليا، ولذا فهي تولد الاتجاه السلبي أكثر مما تعزّز التوجه السلفي كإفراز حتميّ ناشئ عن ضمور مكتسبه المعرفي في جانبه العقدي على وجه الخصوص.
إن هشاشة الوعي ومحدودية القدرات العلمية تجعل من البنية الذهنية أرضاً خصبة مهيّئة لاستقطاب الأبنية المفاهيمية والمعاني المزيفة والرُّؤى الممعنة في التضليل باعتبارها أفقاً للوعي لا يسع المرء إلا الامتياح منه والتماهي مع معطياته.
إن إثارة الشبهات والتشكيك في العقائد والإطاحة بالتصورات الإيجابية هو الهدف المحوري الذي تتغيّاه كتب ومقالات أهل الأهواء، الشأن الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمعّر وجهه عندما شاهد صحيفة من صحف أهل الكتاب مع عمر ابن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ وهو الفاروق المبشَّر بالجنة، ونهاه عن قراءتها. ولقد كان سلفنا الأفاضل يحرِّمون علم الكلام ويشدّدون في عدم السماع من أهل الأهواء أو النظر في مؤلفاتهم حتى ولو احتوت على شيء من الحق؛ لأن هذه الأطروحات تورّث شُبهاً تضلّل المتلقِّي وتستهويه وتؤثِّر على قناعاته، وهذا التأثير عائدٌ ـ في تصوّري ـ لعاملين:
أحدهما: أنها تعتمد في بنائها التعبيري والفكري آليات فلسفية ترتكز على الفذلكة الكلامية والحذاقة اللفظية لتستهوي الفكر وتأخذ بلباب العقل وتلبس عليه وتسيطر على مساربه فيتلقف بعض الشبهات دون وعي، يتلقاها بلا غربلة ولا تمحيص، تتلبّسه الفكرة ويتلبّس بها، ترتسم في عقله ويتفاعل مع أدقِّ تفاصيلها ويغنى بها عن غيرها، تكبِّله بقيودها وتحجبه عن معاينة ما باينها، وتزجُّ به في دائرة مغلقة خانقة فيسيطر عليه شعور بصوابية ما يعتنقه بل يعتبره هو الحق المطلق، ومن ثم تتعسر عليه المراجعة، وتحت هذا الضغط النفسي الشديد تستبدُّ به الفكرة فلا يرى إلا ما يتقاطع معها، فيندفع للعمل بمقتضاها دون وعي، إنه يعيش في غيبوبة أفضت به إلى عزلة لا مادية خانقة نائية به عن مدِّ جسور التواصل والتماس والتفاعل الحيوي مع الأفكار المغايرة لها، قد ملكت عليه لُبّه ووجدانه على نحوٍ بات معه مفتقداً للرؤية الموضوعية النافذة مثله كما المحاط بألسنة اللهب، فرؤيته محدودة محصورة في ذاته وما يحيط بها من دخان كثيف.
العامل الثاني: أنها تملك مهارات عالية وكفاءة بارعة في تمرير مشروعها الفكري، وذلك من خلال ضخِّ المعاني ذات الطابع المادي التي تدغدغ حوائج الناس وتستجيب لعواطفهم، ومن هنا تصرفهم عن الحق بهذه المداخل الباطلة التي تتظاهر بالعلمية وتدّعي الموضوعية، الشأن الذي يهدينا إلى تبيّن السر الكامن خلف اتِّساع القاعدة الجماهيرية المتناغمة مع أهل الأهواء، حتى صاروا بجملتهم أكثر كمية من أهل السُّنّة والجماعة، وهذا مؤشر يبرهن ـ بجلاء ـ على أن التماهي الوجداني مع المضامين الدلالية لهذا الخطاب ليس حقيقة شعورية منبعثة من رؤية منهجية وصياغة فكرية صائبة بقدر ما هي نتيجة للانسياق للمحركات الوجدانية.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن القارئ المتسطح الذي يعاني من الهزال في بنيته المعرفية يتعسّر عليه ـ إن لم يتعذّر ـ أن يقرأ بروح تمحيصية ناقدة، فهو لا يملك القدرة على سبر أغوار الروح العامة وتفكيك البنية الشاملة التي ينهض عليها هذا الخطاب، ولذا يقع فريسة سهلة للأفكار السالبة بكافة ضروبها، ويسيطر عليه ما يشبه عمى الألوان، فيتجاوب مع المادة المطروحة، ويتذوّقها، وتنطبع لديه في أعماق الضمير، والمصيبة الأعظم تكمن في عدم شعوره بما ينطوي عليه من إشكال معرفي حادّ سهّلَ من اختطاف عقله ومن ثم مصادرته في بُعْده الإنساني.
إن قصور الاستعدادات المعرفية لدى المتلقّي يفضي ـ بالضرورة ـ إلى إضعاف شخصيته الثقافية، ولذا؛ فإنه بمجرد اطِّلاعه على مجموعة مقالات أو بضعة كتب من الكتب الفارغة إلا من الغُثَاء التراكمي فإنها كفيلة بإحداث هزّة عنيفة في كيانه تعصف بما تأصّل لديه من قناعات على نحو يجعله يتنكّر لما نشأ عليه من قيم، ولا ريب أن هذا يبرهن ـ بجلاء ـ على عمق الانفصال بينه وبين الفقه العقدي من جهة، وعلى أساليب الطرح الماكرة القادرة على التسلل بسهولة إلى التركيبة الذهنية للمتلقِّي من جهة أخرى.
تُعدّ العزلة الشعورية، والنَّأْي عن النهل من العلم المؤطر بالمنهج الرباني، وعدم التفاعل المثمر مع قادة الفكر وأرباب المعرفة وذوي الحسّ الحي في الأمة، والتجافي عن المصادر المعتبرة التي تشكل الفكر الموضوعي؛ من أكبر العوامل الموهنة للتماسك العقدي والمؤسسة لتداعي المسلَّمات القطعية، والتي تحيل الفرد إلى هدف سهل المنال لمختلف الوافدات والمؤثرات الثقافية المناهضة لمكوّناته الأساسية، والمناقضة للسلّم القيمي الذي تشكّل وفق دلالاته، والمخالفة للأدوات المعيارية التي على ضوئها يقيم أحداث الحياة. هذه البواعث تعرِّض كثيراً من الأسس المفاهيمية إلى التزعزع والتآكل الداخلي.
إن هذا المتلقِّي بفعل ما يحتوي عليه من فقر علمي وجهل عميق لديه ضرب من السلوك الازدواجي الذي يتجلَّى على نحو واضح في تباين تعاطيه مع الأفكار المجسّدة والمجرّدة وتباين مواقفه إزاء كل منها، مما يشي بإمَّعية فكرية ضُربت بعمق في أعماق أغواره فأضعفت عناصر المقاومة في ذهنه فضلَّ عن الحق وتاهَ في بَيْداء الوهم والخيال كأثر حتمي لتزاوج الهوى الحاجب لصفاء الحقيقة والجهل اللامحدود الذي بفعله باتت رؤيته سطحية هامشية فاقدة للرؤية النقدية التي تعتمد التجرد والموضوعية أبرز أدواتها.
إن مما يبعث الأسى هو أن المتلقّي السالف الذِّكْر قد يكون أحياناً ممن يساهمون ـ في تصوّره ـ بإثراء الحركة العقلية ودفعها ـ لا لتأهيله لذلك، وإنما لاحتلاله مكاناً أكبر بكثير من مقاساته المعرفية والعقلية ـ وهنا تعظم المأساة، حيث إن جملة الأفكار التي تسرّبت إلى جنانه واستقرت في حسِّه وتراكمت في عقله الباطن هو الآن يتبنّى العمل على تصديرها وإنتاجها يستهدف بها متلقّياً ـ هو الآخر بالمواصفات ذاتها ـ يستلهمها فتعانق وعيه وتكتسح لُبَّه فيتقولب بمضامينها التي تتغلغل فتلامس كل جزئية من وجدانه، وهكذا تجري عملية التسويق عن طريق الاجترار بتبادل الأدوار على نحو يثير الشعور بالأسى والشّجن.
إن هذا الطرح ذا النزعة الليبرالية يعكس ـ بنقاء كامل ـ الصورة عن عقول مصادرة تتظاهر بالتحرّر والانفتاح الذي لا يتحقق ـ من وجهة نظرها ـ إلا بالخروج عن منطق التجانس الجمعي، واستفزاز الساكن، ومخالفة السائد، وتحريك الراكد، واختراق (التابو)، والتمرد على المقاييس والأعراف المعتبرة، واستدبار النصوص، وإسقاط مكانة العلماء، والتقليل من خصوصية المجتمع، والمبالغة في السقوط الأخلاقي بحجة التطوير والتجديد.
إن الحقيقة التي يجب أن تكون حاضرة في أذهاننا دائماً هي أن التجديد لا يكمن في الإقصاء لأخلاقٍ واستدعاءِ أخرى على الضدِّ منها، وإنما يتم التجديد من خلال توسيع مدى الأبعاد الدلالية لبعض الأبنية المفاهيمية الأخلاقية، وابتكار الآليات الفعّالة لعولمتها وجمهرة ممارستها وتكثيف الدعاية لها والإعلاء من قيمتها في النَّسَق الأخلاقي العام ودفعها نحو نقلة ارتقائية تحتلُّ جراءها موقعاً أعلى في درجات السلّم القيمي.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن ثمَّة ثلة من الكُتّاب لديهم تصور ذاتي وهمي، فهم يرون ذواتهم أنهم طليعة هذه الأمة والناطق بلسانها والمعبِّر عن آلامها وآمالها، وهم فقط الذين يملكون عناصر الترشيد الضرورية للنسيج الاجتماعي الذي استقرَّ في وعيهم أنه بخاصته ودَهْمَائه وبسُراته وبُسطائه وبتنويعاته وتعبيراته وبمكوّناته وقياداته الدينية وبفعالياته الثقافية وبرموزه العلمية؛ عبارة عن قطيع غوغائي ومزيج نَتِنٍ من الإمَّعات والسطحيين الذين يعيشون في واقع استاتيكي سكوني يغلب عليه طابع النمطية والاطّراد العشوائي على نحو يدفع هؤلاء الكُتّاب ـ من وجهة نظرهم ـ إلى الاشتغال على تهيئة بنية هذا المجتمع لخصائص جديدة، وذلك من خلال تطوير أنماط سلوكهم وتوسيع آفاقهم بعَصْرنة مفاهيمهم ولَبْرلة توجّهاتهم.
الفلسفة التي يصدر عنها الطرح الليبرالي تكمن في اختزاله كافة أشكال الرقي في البُعْد المادي المحض، وتتجلّى في طبيعته الموضوية الرافضة للماضوي والعاملة على تجسيد القطيعة المعرفية معه تمهيداً لمحوه من الأذهان ومن ثم تهميشه في عالم الواقع الفعلي، وفي سبيل هذه الغاية فإنه يلحُّ ـ وعلى نحو مستمر ـ على جملة معانٍ محددة يتغيّا استقطابها لإذاعتها وجمهرتها على أرض الواقع العملي.
تحرير المرأة، إلغاء تعدد الزوجات، الحرية المطلقة، الثورة على التراث السلفي، تحرير العقل من سلطة النقل .. إلخ؛ كلها مفردات تكتظُّ بها هذه الأطروحات على تباين جليٍّ في مستوى شفافيتها وتغاير واضح في القوالب المستخدمة لتسويق تلك الرُّؤى على نحو يضمن لها القبول والانتشار والتمدد.
إذا تبلور ما سلف وصلنا إلى نتيجة راسخة مفادُها أن رفع منسوب العلم الشرعي ـ وفي بُعْده العقدي خاصة بوصفه هو الذي يهندس الشخصية الإسلامية ويوجِّه طاقاتها ويرشد حركة معرفتها ـ شرطٌ موضوعي يلزم توفّره في كل فرد بحسبه.
وتتأكد أهمية توفّره في كل من ينزع إلى التواصل القرائي مع مختلف الأطروحات المنتمية إلى منظومات فكرية مغايرة أخرى؛ لأن العلم الشرعي بحسبه يمثِّل بنية معرفية عميقة بالنسبة للعلوم الأخرى هو الذي يكسب حامله حسَّاً نقدياً ورؤية نافذة قادرة على إزاحة الستار وإدراك ما يحتجب خلفه من منطلقات وما يكمن من خيوط دقيقة ضامرة في أعمق أغواره.
إن الإلمام بالعلم الشرعي والتشبّع بالفقه العقدي وفق منهج سلفي مطلبٌ جوهري في غاية الأهمية والإلحاح، مطلبٌ يمنح صاحبه حصانة فكرية، ويزوِّده بمناعة نفسية، ويورِّثه عزّةً وقناعة تامة بصوابية توجّهه، ويمدّه بحيوية ذهنية وقدرة فذّة على القراءة النقدية التي تضعه أمام الحقيقة الموضوعية لهذه الأفكار الوضعية التي تغذِّي أخيلة مستهلكيها بالمفاهيم الكاسدة والمتشابكة مع أسسنا الفكرية لسلّمنا القيمي المستوحى من نصوص الوحيين.
إن العمق المعرفي الشرعي هو الذي يمنح المتلقِّي عقلاً متحرّراً من علائق التبعية لكل فكر متوتر معزول عن وحي السماء، ويمكِّنه من الصيرورة إلى تملّك أفق شمولي واسع يمنحه أعظم صور البلورة النقيّة التي توقفه على حقيقة مقروئه فيعرِّي سوأته ويجلي ثغراته ويعي مدى ما تولّده من مفاسد في البنية العقلية وحجم ما تقرّه من خلل في الكينونة الثقافية.
إن التأهيل وبقدر كافٍ للذات ـ من خلال توثيق الاتصال الفعّال بمنابع الثقافة الإسلامية ـ شرطٌ يجب استدعاؤه لاستثمار معطياته بحسبانها هي من يزوّد الفرد بالنظرة العميقة المخترقة لحدود الإدراك الظاهر والسابرة لأغوار المقروء وغربلته، ومن ثم مواراة الأفكار المولدة للتصورات المغلوطة في الزوايا المظلمة من الذاكرة ليجري استحضارها في الظرف الملائم، وذلك عند إرادة تجلية مساحات التفوق وإظهار القيم الجمالية وإبراز خطوط التميّز في الفكر السلفي، والذي تتجلّى روعته الأخّاذة عند مقارنته بضدِّه، وكما قال الأول: وبضدِّها تتميّز الأشياءُ.
ثانياً: المبالغة في إيراد الأسئلة والاستفهامات على العقل وتحميله ما لا يحتمل بجعله الإطار المرجعي الأول بعيداً عن النص:
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الحضور الفعّال للبُعْد التساؤلي في حسِّ الفرد يُعدّ من أهمِّ الشروط اللازمة لتفتيح ملكاته الفطرية ونموّ كينونته المعرفية وتكوين نظرته الشمولية. ولذا؛ فإن تطلّع الفرد إلى استكناه المجهول وإيراده للتساؤلات الهادفة ـ التي تطرح أبعاداً غائبة لم تُمنح ما تستحقه من عناية ـ وتشوّفه إلى معرفة الخيوط التي نُسج منها الواقع، وبحثه عن إجابات تمكّنه من فرز التباسات الآني المعقد وتبيّن تشابكاته وتداعياته ومن ثم تحسس المسارات الآمنة ينمّ عن عمق في الوعي، واستنارة في العقل، وتحسّن في مستوى الإدراك، وانعتاق من قيود النمطية والتقليد، وثمّة بَوْنٌ ذهني لصالحه يكشف المساحة الشاسعة بينه وبين الأذهان الببغاوية التي لا تتقن سوى التقليد والمسكونة بكافة ضروب البلادة والتسطح لما تنطوي عليه من افتقار مطلق للبعد العقلاني المرتكز على العلم الموسوعي والتفكير الإبداعي الجادّ، والذي توفّره مربوط إلى حدٍّ كبير بوجود التساؤلات بكثافتها الكمِّية من ناحية، وبطبيعتها النوعية من ناحية أخرى، وقديماً أجاب ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عندما سُئل عن السرّ الكامن خلف ما يتوفر عليه من رصيد علمي هائل بقوله: ( .. بقلب عقول ولسان سؤول).
إذاً؛ فثقافة التساؤل من حيث المبدأ هي ثقافة ينبغي تفعيلها وإشاعتها، ولكن ثمَّة ملحظ يجب استحضاره في هذا السياق، مؤدّاه أن الأسئلة تتباين باعتبار طبيعتها الماهية، فثمَّة أسئلة لها عوائد إيجابية وثمَّة استفهامات لها مردودها المكتظّ بالسلبية، كما هو الحال في الاستفسارات ذات النزعة الفلسفية المتمحورة حول ذات الخالق ـ جلَّ وعلا ـ وأسمائه وصفاته وأفعاله.
إن ثمَّة أموراً يجب أن يقف عندها العقل موقف التسليم والخضوع أُشير إلى جزء منها على نحو مجمل كما يلي:
أولاً: القدر، فهو سرّ الله في خلقه، والرب ـ تبارك وتعالى ـ يعلم الأصلح للخلق الذين لم يتعبَّدوا بالبحث عنه، وإنما تعبَّدوا بالرضى الوجداني والتسليم المطلق والامتثال اللامشروط، ولقد كان سلفنا الأوائل نموذجاً مثالياً يجدر الاحتذاء به في هذا الشأن، وكانت مواقفهم حازمة إزاء من يتمادى في إثارة الأسئلة والإشكالات في القدر، كما نرى في موقف الفاروق عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ تجاه بعض أهل الذمة؛ كـ (قسطنطين) الذي سلَّم مفاتيح بيت المقدس لعمر ـ رضي الله عنه ـ وقد أفصح عن شعور يخالجه بالاعتراض على القدر، فتوعّده عمر ـ رضي الله عنه ـ حتى فاء إلى الحق. وكذلك قصة ذلك الشاب الذي أفرط في التفاعل مع الخواطر العارضة التي ترد على ذهنه، فجاء به والده إلى ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ فزوّده بجرعات تعليمية حتى آبَ إلى النهج السوي، وكذلك أيضاً قصة (صبيغ التميمي) وهي مشهورة في هذا السياق.
ثانياً: الغيبيات عموماً سواء منها ما يتعلق بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله بكيفياتها، أو ما يتعلق بأخبار الغيب الأخرى كأحوال الآخرة أو عالم الشهادة الذي ليس بمقدور مداركنا تناوله، فهذا كله يجب الكف عنه وتجنّب البحث في تفاصيله.
ثالثاً: بعض حِكَم التشريع؛ لأن حِكَم التشريع متباينة، فثمَّة جملة منها قد يُدرك من قِبَل عامة الناس، وجزء آخر قد لا يدركه إلا العلماء، وهناك جزء يختص الخالق ـ جلَّ وعلا ـ بمعرفته، وهو سرٌّ من أسراره الخفية المغيبة عن البشر.
إن الإفراط في طرح المزيد من التساؤلات سلوك له إفرازاته السلبية؛ لأن للسؤال قدرة هائلة على التشعب والتكاثر والسير في كل اتجاه، فالسؤال السابق يفضي إلى السؤال اللاحق الذي بدوره يستدعي إجابة تكتظ بمواطن الأسئلة اللامتناهية، وهكذا تتواصل الأسئلة على نحو توالدي يعي العقل ويرفعه إلى مشارف الهاوية، فتتنازعه مشاعر متناقضة تعصف به وتحيطه بدائرة من الكآبة المقلقة والتوترات النفسية المرشحة للتفاقم والاستفحال.
إن ضغط الأسئلة اللامشروعة على الطاقة الذهنية هو في حقيقته ليس إعمالاً للعقل بقدر ما هو إهمال له وشرعة لاغتياله. تفعيل العقل يكمن في عقلنته بالدلالات المضمونية للنصوص الشرعية، لا بالقفز على هذا البُعْد الشرعي بالاعتماد على الرُّؤى المشوَّهة والطرح المُرْبك للوعي الإنساني.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الذي أوجد العقل حدّد له دائرة عمله، ووضع له الأُطر التي يجب أن لا يتجاوزها، وجعل منه قاعدة ينطلق منها الفرد في وعيه عن الله وأحكامه ومراده ومرامي تشريعاته، وهو بتآزره مع النص يشكل تصورات الفرد لأهداف الحياة والغاية من الوجود الإنساني.
لقد ضلَّت طوائف شتَّى بفعل جهلهم بطبيعة العقل البشري وخصائصه وحدوده، وإقحامه في غير ميدانه، كما نلحظ ذلك جليّاً عند الفلاسفة، حيث أنفقوا طاقاتهم العقلية في سبيل أن يدرك المحدودُ غيرَ المحدود، فتاهوا في محيط من الجدل المتناقض الذي لا يركن إلى قرار، وقالوا: إن وجود الخالق وجود مطلق بشرط الإطلاق، فجرّدوه من الوجود الذاتي، وحصروه في الوجود الذهني الذي لا حقيقة له في الخارج، والمعتزلة قدّسوا العقل وجعلوا النص يدور في فلكه، فأدَّى بهم ذلك إلى القول بخلق القرآن، وقال بعضهم: بمنع التسلسل في صفات الخالق جلَّ شأنه، وأوجبوا عليه فعل الأصلح، والصوفية بفعل انحسار دور النص قالوا: بوحدة الوجود، واعتمد بعضهم على (حدّثني قلبي عن ربي)، والجهمية منحوا العقل مكانة لم يُؤهل لها، ونقلوا قدراته من النسبي إلى المطلق، فقالوا: بنفي النقيضين عن الله، ومنهم من قال: بالحلول، ومنهم من قال: بالاتحاد، وجملة منهم حصروا الإيمان بالمعرفة المجردة فحسب، والقدرية جعلوا للعقل الهيمنة الكاملة والمرجعية المطلقة، فقالوا: بأن العبد خالق أفعاله وأن الله لم يقدّرها، والمرجئة جعلوا السيادة للعقل وعملوا على إقصاء النقل فقالوا: بنفي الكفر عمن تلبّس به والتاث بسلوكياته.
والثنوية ألّهوا العقل وخرجوا به عن الدائرة التي يملك فيها أسباب التصور والإدراك والحكم، فقالوا: بوجود خالقين لهذا العالم، والخوارج وسّعوا دائرة صلاحيات العقل وأَعْلوا من وظائفه فرَمَوا بالكفر من هو منه بَراءٌ، وسلكوا منهج العنف ذي الطابع الراديكالي، والدهرية جعلوا العقل هو الصانع المنتج للوعي والمحدد لإطاره فأنكروا وجود الخالق جلَّ في علاه، والأشاعرة والماتريدية جعلوا العقل هو الركيزة الأساسية التي يصدرون عنها، فقالوا: بظنّية الدلالات الشرعية ويقينية القواطع العقلية، ووصفوا الخالق بالنقص عندما قالوا بعدم ظهور آثار أسماء الخالق وصفاته إلا بعد أن خلق هذا العالم المنظور، والقرآنيون أطلقوا العنان للعقل فذبلت في حسّهم مدلولات النص القرآني وأبعاده الحقيقية فأفضى بهم ذلك إلى تهميش السُّنة وحجب أبعادها الدلالية الملزمة، وهكذا تيارات متعددة تاهتْ عن الطريق الفطري الميسر بفعل تجاوزها لحدود الإدراك الإنساني ولإنفاقها للطاقة العقلية سفهاً في غير مجالها المأمون.
إن الحقيقة التي لا تقبل الجدل أنه ليس ثمَّة تعارض بين العقل الصريح الخالي من الشبهات والنقل الصحيح، بل التوافق بينهما هو الحقيقة الجلية التي لا تخطئها عينُ منصف، والشريعة لا تأتي بمحالات العقول بل بمحاراتها، وتأمَّل معي هذا الكلام القيم لابن تيمية في كتابه الموسوم بـ (درء تعارض العقل والنقل) ـ هذا السِّفر الذي يُعدّ عملاً علمياً فذّاً لا يضارعه إلا القلة النادرة ـ حيث يقول: «إن كل ما عارض الشرع من العقليات فالعقل يعلم فساده وإن لم يعارض العقل وما علم فساده بالعقل لا يجوز أن يعارض به لا عقل ولا شرع» 1/ 194، إذاً؛ فتوهّم التعارض بين العقل والنص الصحيح آية على ارتباك العقل وفساده. ويقول في موضع آخر من درء التعارض: «إن النصوص الثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعارضها قط صريح معقول، فضلاً عن أن يكون مقدماً عليها، وإنما الذي يعارضها شُبَهٌ وخيالات مبناها على معانٍ متشابهة وألفاظ مجملة، فمتى وقع الاستفسار والبيان ظهر أن ما عارضها شُبَهٌ سفسطائية لا براهين عقلية» 1/ 155، 156، ويقول أيضاً في الدّرء: «والمقصود هنا التنبيه على أن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم هو الحق الموافق لصريح المعقول» 3/ 87.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن كل رؤية عقلية لها حظ من البُعْد الموضوعي وتصح من الناحية الاستدلالية يقول بها أهل الأهواء فإن لها ما يعضدها في المصادر التشريعية، يقول ابن تيمية: «فوجدت كل طائفة من طوائف النظار أهل العقليات لا يذكر أحد منهم في مسألة ما دليلاً صحيحاً يخالف ما أخبرت به الرسل، بل يوافقه، حتى الفلاسفة القائلين بقِدَم العالم كـ (أرسطو) وأتباعه ما يذكرونه من دليل صحيح عقلي فإنه لا يخالف ما أخبرت به الرسل، بل يوافقه» درء التعارض 1/ 133، إن الاجتراء الصارخ على قدسية النص ـ إما بإقصائه، وإما باستقطاب الترجمة المشوهة غير الأمينة التي لا تعكس حقيقته ـ ممارسة عبثية لا علمية تشتغل على تهميش العقل الذي تحتِّم مقتضياته أن يكون النص الشرعي هو الضابط لإيقاعه والمحدِّد لمساره والموجِّه لتطلُّعاته، يقول صاحب الدّرء: «إذا تعارض العقل والنقل وجب تقديم النقل؛ لأن الجمع بين المدلولين جمع بين النقيضين، ورفعهما رفع للنقيضين، وتقديم العقل ممتنع؛ لأن العقل قد دلّ على صحة السمع ووجوب قبول ما أخبر به الرسول #، فلو أبطلنا النقل لكنّا قد أبطلنا دلالة العقل، وإذا أبطلنا دلالة العقل لم يصلح أن يكون معارضاً للنقل؛ لأن ما ليس بدليل لا يصلح لمعارضة شيء من الأشياء، فكان تقديم العقل موجباً عدم تقديمه، فلا يجوز تقديمه وهذا بيّن واضح، فإن العقل هو الذي دلَّ على صدق السمع وصحته، وأن خبره مطابق لمخبره، فإن جاز أن تكون هذه الدلالة باطلة لبطلان النقل لزم أن لا يكون العقل دليلاً صحيحاً، وإذا لم يكن دليلاً صحيحاً لم يجز أن يتبع بحال فضلاً عن أن يُقدَّم، فصار تقديم العقل على النقل قدحاً في العقل بانتفاء لوازمه ومدلوله، وإذا كان تقديمه على النقل يستلزم القدح فيه، والقدح فيه يمنع دلالته، والقدح في دلالته يقدح في معارضته كان تقديمه عند المعارضة مبطلاً للمعارضة، فامتنع تقديمه على النقل، وهو المطلوب» 1/ 170، 171.
إنه ليس من العقل تحكيم العقل؛ لأن العقول مضطربة ومتباينة وليس ثمَّة ما يسمّى بالعقل البشري كمدلول مطلق يكون مرجعاً يُحتكم إلى معطياته وعنصراً حاسماً يضع الأمور في نصابها، يقول صاحب الدّرء: «والمسائل التي يقال إنه قد تعارض فيها العقل والشرع جميعها مما اضطرب فيه العقلاء ولم يتفقوا فيها على أن موجب العقل كذا، بل كل من العقلاء يقول: إن العقل أثبت أو أوجب أو سوغ ما يقول الآخر: إن العقل نفاه أو أحاله أو منع منه بل قد آلَ الأمر بينهم إلى التنازع فيما يقولون إنه من العلوم الضرورية، فيقول هذا: نحن نعلم بالضرورة العقلية ما يقول الآخر: إنه غير معلوم بالضرورة العقلية» 1/ 144، 145.
ويقول في موضع آخر من الكتاب ذاته: «فلو قيل بتقديم العقل على الشرع ـ وليست العقول شيئاً واحداً بيِّناً بنفسه ولا عليه دليل معلوم للناس بل فيها هذا الاختلاف والاضطراب ـ لوجبَ أن يحال الناس على شيء لا سبيل إلى ثبوته ومعرفته ولا اتفاق للناس عليه» 1/ 46.
إن الشارع حكم بتحديد مجال النظر العقلي وصيانة الطاقة العقلية أن تتبدّد وراء الغيبيات التي لا سبيل للعقل البشري أن يحكم فيها وإنما يخضع ويذعن، والعقل التسليمي هو الأمر الذي كان الإسلام ـ بوصفه النَّسَق الذي يشكل الإطار المفاهيمي الموضوعي ـ يحث على الصيرورة إليه بعيداً عن العقل الشكي الديكارتي التائه في أودية الخيال. يقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتابه الصواعق المرسلة: «إن مبنى العبودية والإيمان بالله وكتبه ورُسُله على التسليم وعدم الأسئلة عن تفاصيل الحكمة في الأوامر والنواهي والشرائع، ولهذا لم يحكِ الله ـ سبحانه ـ عن أمّة نبي صدّقت نبيها وآمنت بما جاء به أنها سألته عن تفاصيل الحكمة فيما أمرها به ونهاها عنه وبلّغها عن ربها، ولو فعلت ذلك لما كانت مؤمنة بنبيّها، بل انقادت وسلّمت وأذعنت، وما عرفت من الحكمة عرفته، وما خفي عنها لم تتوقف في انقيادها وإيمانها واستسلامها على معرفته، ولا جعلت طلبه من شأنها، وكان رسولها أعظم في صدورها من سؤالها عن ذلك، كما في الإنجيل: «يا بني إسرائيل لا تقولوا: لِمَ أمر ربنا؟ ولكن قولوا: بِمَ أمر ربنا؟»، ولهذا كانت هذه الأمة ـ التي هي أكمل الأمم عقولاً ومعارف وعلوماً ـ لا تسأل نبيها: لِمَ أمر الله بذلك؟ ولِمَ نهى عن كذا؟ ولِمَ قدَّر كذا؟ ولِمَ فعل كذا؟ لعلمهم أن ذلك مضاد للإيمان والاستسلام» 4/ 1560، 1561.
وجماع القول أن إشكالية التحولات الفكرية إشكالية تطرح نفسها على الوسط الفكري بإلحاح يستدعي معاينتها وفق رؤية شمولية تتغيّا الاتجاه إلى العوامل الباعثة لها للعمل على تجفيف منابعها، وهذا لا يعني أن ثمَّة كثافة كمّية مقلقة في هذا السياق ـ كما أسلفت آنفاً ـ ولكن كضرب من الفعل الوقائي الذي يعصم من إفراز إرهاصات بدأت نذرها بالتشكل على نحو قد يلامس حدود التأسيس لظاهرة باعثة على القلق في هذا المقطع الزمني المتّسم بتداخل الثقافات وثورة المعلومات وكونية التفاعل الثقافي، وفي هذا الراهن الآني الذي استحال فيه العالم إلى غرفة إلكترونية محدودة المساحة الشأن الذي يجد فيه كلُّ معنيٍّ بالهمِّ الدعوي نفسه ملزماً أمام ضميره الخاص بتوظيف خبراته المتراكمة لإبداع الأُطر التي تعينه على رفع درجة الوعي لدى العقل الجمعي، وتبصيره بأن التقدم إلى الأمام مرهون بالعودة إلى الخلق المتمثل في القرن الهجري الأول، الذي تبوَّأ فيه المسلمون القمة السامقة في سلك التطور الارتقائي.
وصفوة القول أنه لا مناص من تسليط أشعة النقد على كل فكر ملوّث وكشف تناقضاته الفجّة؛ لإيقاف مفعول الشحنة السلبية التي تستهدف مجتمعاً يسعى لاستئناف مسيرته الحضارية ولإعادة هذا الفكر الظلامي ـ الذي تشكل النزعة الطوباوية أحد أبرز ملامحه ـ إلى مكانته الطبيعية التي هو قمين بها، ليظل قابعاً في أزقة الحضارة وموارياً في مزابل التاريخ.(/)
لقاء مفتوح مع فضيلة الشيخ د عبد الكريم الخضير حفظه الله
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[25 Feb 2010, 03:40 ص]ـ
لقاء مفتوح مع فضيلة الشيخ د عبد الكريم الخضير حفظه الله
المدينة: جدة (حي النزلة).
المكان: جامع الكوثر.
التاريخ: 12/ 3/1431هـ.
اليوم: الجمعة.
الوقت: المغرب.
البث المباشر:
- قسم البث في موقع الشيخ حفظه الله
http://www.khudheir.com/live
- موقع البث المباشر
http://www.liveislam.net/
والله الموفق،،،(/)
فوائد وعظات من كتب التواريخ والسير والتراجم والطبقات
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[25 Feb 2010, 05:52 م]ـ
الحمد لله الذي لاخير إلا منه، ولا فضل إلا من لدنه، أحمده حمداً لا انقطاع لراتبه، ولا إقلاع لسحائبه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قريب ممن يناجيه، سميع لمن يناديه، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله، أتم البرية خيراً وفضلا، وأوسطهم فرعاً وأصلا، وأكرمهم عوداً ونجرا، وأعلاهم منزلة وأجرا، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم على ذلك السبيل، وسائر المنتمين إلى ذلك القبيل.
فإن الهمم لتخمد، وإن الرياح لتسكن، وإن النفوس ليعتريها الملل، وينتابها الفتور، وإن سير العظماء لمن أعظم ما يذكي الأوار، ويبعث الهمم، ويرتقي بالعقول، ويوحي بالاقتداء. وكم من الناس من أقبل على الجد، وتداعى إلى العمل، وانبعث إلى معالي الأمور، وترقى في مدارج الكمالات بسبب حكاية قرأها، أو حادثة رويت له.
وسير الأولين جميلة وأخبارهم جليلة وأعمالهم عظيمة، في ظلال تلك السير عبر ودروس وفي تأملها شحذ للهمم والنفوس، إنهم قوم عرفوا الله حق المعرفة فأطاعوه، وعرفوا الشيطان فعصوه وخالفوه.
قال ابن خلكان في وفيات الأعيان: (لكن ذكرتُ جماعة من الأفاضل الذين شاهدتهم ونقلت عنهم أو كانوا في زمني ولم أرهم ليطلع على حالهم من يأتي بعدي).
وهذا ياقوت الحموي في مطلع كتابه إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب المعروف بمعجم الأدباء يقول: (فهذه أخبار قوم عنهم أُخذ القرآن المجيد والحديث المفيد وبصناعتهم تنال الإمارة وببضاعتهم يستقيم أمر السلطان والوزارة وبعلمهم يتم الإسلام وباستنباطهم يُعرف الحلال من الحرام).
وقال أبو القاسم محمد بن يوسف المدني في تاريخ بلخ (فيه إحياء ذكر الأولين والآخرين من علمائها، والطارئين عليها، فإن ذكرها حياة جديدة، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا. وتصورهم في القلوب، ومعرفة أفعالهم، وزهدهم، وورعهم، وديانتهم، وانصرافهم عن الدنيا، واحتقارهم لها، وصبرهم على شدائد الطاعات والمصائب في الله، فيتخلق الناظر بأخلاقهم، ويتعطر السامع بأحوالهم؟ فالطبع منقاد، والإنسان معتاد، والأذن تعشق قبل العين أحياناً. ولما كان سبب النجاة الاستقامة في الأحوال والأفعال ولا يتم ذلك إلا بسائق وقائد، كصحبة الصالحين أو سماع أحوالهم والنظر في آثارهم، عند تعذر الصحبة حيث تتصور النفس أعيانهم وتتخيل مذاهبهم، لأنك لو أبصرت لم يبق عندك إلا التذكر والتخيل، وكان السمع كالبصر، والعينان كالخبر، وإن كان بينهما بون، ولكن إن لم يكن وابل فطل، سيما وعند ذكر الصالحين تتنزل الرحمة).
وعليه: فإن معرفة أحوالهم العظيمة، وقراءة سيرهم الشريفة، وتقصي أخبارهم الزكية، والاطلاع على تراجمهم النيرة العطرة، لمن أعظم ما يثبت الله به قلوب العباد على الحق، ومن أفضل ما يبعث الهمة؛ ويذكي جذوة الإيمان والاتباع، ويوصل إلى أجل المقاصد الجليلة، وأعلى الغايات النبيلة.
لهذا كله معاشر الكرام، أحببت أن أعرض لكم شيئاً مما استحسنته من سيرهم وأخبارهم، وأسأل الله جل وعلا أن لا يجعل عملنا علينا وبالا، وأن يجعله فيما يرضه سبحانه وتعالى.
ولقد قسمت العمل إلى مجموعات:
المجموعة الأولى وتحتوي على الكتب التالية:
حلية الأولياء لأبي نعيم. (مجلد واحد)
سير أعلام النبلاء للذهبي. (28 مجلد)
البداية والنهاية لابن كثير. (20 مجلد)
تاريخ بغداد للخطيب البغدادي. (17)
طبقات الحنابلة للقاضي أبي الحسين محمد بن أبي يعلى الفراء. (3 مجلدات)
الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب. (5 مجلدات).
وسأورد فوائدها بإذن الله كاملة فيما تبقى من هذا العام (وهي جاهزة بتمامها)، وفي العام المقبل سأورد بقية المجموعات. وفقنا الله وإياكم لكل ما يحب ويرضى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[01 Mar 2010, 12:03 ص]ـ
ملاحظة:
قد لا تصح النسبة لهذا الكتاب والعزو إليه في الأمور البحثية لعدم الالتزام بالترتيب، لكن الأمر في هذا الموضوع أيسر لأن المعول عليه الفائدة، وإن كنت قد التزمت في بقية الكتب بالنقل من الأصول.
(يُتْبَعُ)
(/)
التهذيب الموضوعي لحلية الأولياء، إعداد محمد بن عبدالله الهبدان، الطبعة الأولى 1426هـ، دار طيبة. (941 صفحة).
كتب المؤلف في بيان منهج الكتاب:
هاهي مادة كتاب حلية الأولياء قد نُظِمت فيما يقارب ثلاثمائة موضوع من الموضوعات العامة، ورتُبت هذه الموضوعات على ترتيب حروف الهجاء، وأضحت الاستفادة الموضوعية من هذا الكتاب الجليل ميسرة على طلاب العلم ولعلي أنبه إلى ما يلي:
أ. الأصل أن دورنا في هذا الكتاب ينحصر في جمع شتات المعلومات المتناثرة في كتب التراجم في مكان واحد، ويبقى على القارئ أن يمحص الرواية ويتثبت من صحتها.
ب. هناك بعض الأقوال والقصص القليلة فيها مخالفات شرعية لم نحذفها لكي يستفاد منها في معرفة أقوال القوم، ومن ثم نقاشها لمن يرغب في مناقشتها. وهي مواضع يسيرة لا تؤثر بحال على قيمة الكتاب وفوائده.
ج. على القارئ أن يتأكد من الأسماء؛ فربما يقرأ: قال أحمد، فيظنه ابن حنبل وهو آخر، ونحن نجتهد في نسبة الأسماء ولكن إذا لم نستطع تركناه على حسب الرواية الموجودة في الكتاب.
د. حرصنا على توزيع الأقوال والقصص والمواقف في كل موطن يمكن الاستشهاد بها فيه ـ حتى ولو كان هناك تكرار ـ نظراً لوجود المصلحة في ذلك.
فوائد الكتاب:
1 ـ عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: ما في المؤمن بضعة، أحب إلى الله عز وجل من لسانه، به يدخله الجنة؛ وما في الكافر بضعة أبغض إلى الله عز وجل من لسانه، به يدخله النار. ص 7.
2 ـ عن سالم قال: ما لعن ابن عمر قط خادماً، إلا واحداً، فأعتقه. وقال الزهري: أراد ابن عمر أن يلعن خادمه، فقال: اللهم الع، فلم يتمها؛ وقال: هذه كلمة ما أحب أن أقولها. ص7.
3 ـ عن أبي سليمان الداراني يقول: كل من كان في شيء من التطوع يلذ به، فجاء وقت فريضة، فلم يقطع وقتها لذة التطوع، فهو في تطوعه مخدوع. ص11
4 ـ قال إبراهيم بن هانئ: اختفى عندي أحمد بن حنبل ثلاثة أيام، ثم قال: اطلب لي موضعاً حتى أتحول إليه؛ قلت: لا آمن عليك يا أبا عبدالله؛ قال: إذا فعلت، أفدتك؛ فطلبت له موضعاً؛ فلما خرج قال لي: اختفى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار ثلاثة أيام، ثم تحول؛ وليس ينبغي أن نتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرخاء، ونتركه في الشدة. ص18.
5 ـ عن محمد بن سوقة قال: زعموا أن إبراهيم النخعي كان يقول: كنا إذا حضرنا الجنازة أو سمعنا بميت، عُرِف فينا أياماً، لأنا قد عرفنا أنه قد نزل به أمر صيّره إلى الجنة أو إلى النار؛ قال: وإنكم في جنائزكم تتحدثون بأحاديث دنياكم. ص20.
6 ـ عن عبدالرحمن بن حيان المصري قال: قيل للفضيل بن عياض: يا أبا علي، ما بال الميت تنزع نفسه وهو ساكت، وابن آدم يضطرب من القرصة؟ قال: لأن الملائكة توثقه، ثم قرأ: (توفته رسلنا وهم لا يفرطون). ص28.
7 ـ عن موسى الجهني قال: كان طلحة إذا ذكر عنده الاختلاف، قال: لا تقولوا: الاختلاف، ولكن قولوا: السعة. ص32.
بقية الفوائد تأتي تباعاً بإذن الله.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[02 Mar 2010, 01:21 ص]ـ
8 ـ عن ميمون بن مهران قال: يا ابن آدم، خفف عن ظهرك، فإن ظهرك لا يطيق كل الذي تحمل عليه، من ظلم هذا، وأكل مال هذا، وشتم هذا، وكل هذا تحمله على ظهرك؟ فخفف عن ظهرك. وقال ميمون: إن أعمالكم قليلة، فأخلصوا هذا القليل. ص35.
9 ـ قال مطرف: ليعظم جلال الله: أن تذكروه عند الحمار والكلب؛ فيقول أحدكم لكلبه أو لشاته: أخزاك الله، وفعل الله بك. ص68.
10 ـ عن الربيع قال: مرض الشافعي فدخلت عليه، فقلت: يا أبا عبدالله، قوى الله ضعفك، فقال: يا أبا محمد لو قوّى الله ضعفي على قوتي أهلكني، قلت: يا أبا عبدالله ما أردت إلا الخير فقال: لو دعوت الله علي، لعلمت أنك لم ترد إلا الخير. ص69.
11 ـ عن المطعم بن المقدام الصنعاني قال: كتب الحجاج بن يوسف إلى عبدالله بن عمر: بلغني أنك طلبت الخلافة، وإن الخلافة لا تصلح لعيي، ولا بخيل، ولا غيور، فكتب إليه ابن عمر: أما ما ذكرت من الخلافة أني طلبتها، فما طلبتها، و ما هي من بالي، وأما ما ذكرت من العي والبخل والغيرة، فإن من جمع كتاب الله فليس بعيي، ومن أدى زكاة ماله فليس ببخيل،، وأما ما ذكرت من الغيرة، فإن أحق ما غرت فيه ولدي، أن يشركني فيه غيري. ص79.
12 ـ عن عمر بن الخطاب قال: لا تنظروا إلى صيام أحد ولا صلاته، ولكن انظروا إلى صدق حديثه إذا حدث، وأمانته إذا ائتمن، وورعه إذا أشفى. (أي أشرف على الدنيا وأقبلت عليه). ص 100.
13 ـ عن نافع قال: كان ابن عمر إذا اشتد عجبه بشيء من ماله قرّبه لربه عز وجل، قال نافع: وكان رقيقه قد عرفوا ذلك منه، فربما شمّر أحدهم فيلزم المسجد، فإذا رآه ابن عمر رضي الله عنه على تلك الحسنة أعتقه، فيقول له أصحابه: يا أبا عبدالرحمن، والله ما بهم إلا أن يخدعوك، فيقول ابن عمر: فمن خدعنا بالله عز وجل تخدعنا له؛ قال نافع: فلقد رأيتنا ذات عشية، وراح ابن عمر على نجيب له قد أخذه بمال عظيم، فلما أعجبه سيره أناخه مكانه، ثم نزل عنه، فقال: يا نافع انزعوا زمامه ورحله، وجللوه وأشعروه، وأدخلوه في البدن. ص114.
14 ـ عن المسور ابن مخرمة قال: باع عبدالرحمن بن عوف أرضاً له من عثمان بأربعين ألف دينار، فقسم ذلك المال في بني زهرة، وفقراء المسلمين، وأمهات المؤمنين، وبعث إلى عائشة معي بمال من ذلك المال، فقالت عائشة: أما أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لن يحنو عليكم بعدي إلا الصالحون) سقا الله ابن عوف من سلسبيل الجنة. ص115.
15 ـ عن هشام بن عروة قال: قال عروة لبنيه: يا بني، لا يهدين أحدكم إلى ربه عز وجل ما يستحي أن يهديه إلى كريمه، فإن الله عز وجل أكرم الكرماء، وأحق من اختير له. ص119.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[03 Mar 2010, 12:52 ص]ـ
16 ـ عن مكحول قال: أربع من كن فيه كن له، وثلاث من كن فيه كن عليه، فأما الأربع اللاتي له: فالشكر، والإيمان، والدعاء، والاستغفار؛ قال الله تعالى: (ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وءامنتم)، وقال: (وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون)، وقال: (ما يعبؤ بكم ربي لولا دعاؤكم)، وأما الثلاث اللاتي عليه: فالمكر، والبغي، والنكث، قال الله تعالى: (فمن نكث فإنما ينكث على نفسه) وقال: (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله)، وقال: (إنما بغيكم على أنفسكم).ص136.
17 ـ عن الحسن البصري قال: تفقدوا الحلاوة في ثلاث: في الصلاة، وفي القرآن، وفي الذكر؛ فإن وجدتموها، فامضوا وأبشروا، فإن لم تجدوها، فاعلم أن بابك مغلق. ص138.
18 ـ عن أبي الجوزجاني قال: البخل: هو على ثلاثة أحرف: الباء، وهو البلاء؛ والخاء، وهو الخسران؛ واللام، وهو اللوم؛ فالبخيل: بلاء على نفسه، وخاسر في سعيه، وملوم في بخله. ص142.
19 ـ عن عروة بن الزبير قال: دخلت على أسماء وهي تصلي، فسمعتها، وهي تقرأ هذه الآية: (فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم).؛ فاستعاذت، فقمت وهي تستعيذ؛ فلما طال علي، أتيت السوق، ثم رجعت، وهي في بكائها تستعيذ. ص156.
20 ـ عن حفص بن حميد قال: قال لي زياد بن جرير: اقرأ علي، فقرأت عليه: (ألم نشرح لك صدرك * ووضعنا عنك وزرك * الذي أنقض ظهرك). فقال: يا ابن أم زياد: أنقض ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فجعل يبكي كما يبكي الصبي. ص156.
21 ـ عن عون بن عبدالله بن عتبة قال: لما أتت عبدالله بن مسعود وفاة عتبة ـ يعني أخاه ـ بكى؛ فقيل له: أتبكي؟ قال: كان أخي في النسب، وصاحبي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أحب مع ذلك أني كنت قبله؛ إن يموت فأحتسبه، أحب إلي من أن أموت فيحتسبني. ص156.
22 ـ عن عون بن عبدالله بن عتبة قال: إن الله ليكره عبده على البلاء، كما يكره أهل المريض مريضهم، وأهل الصبي صبيهم، على الدواء؛ ويقولون: اشرب هذا، فإن لك في عاقبته خيراً. ص166.
23 ـ كان أبو الدرداء يقول: اللهم إني أعوذ بك من تفرقة القلب. قيل: وما تفرقة القلب؟ قال: أن يوضع لي في كل واد مال. ص181.
24 ـ عن الحسن البصري قال: بئس الرفيقان: الدرهم والدينار، لا ينفعانك حتى يفارقانك.
بقية الفوائد تأتي تباعاً بإذن الله.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[08 Apr 2010, 11:33 ص]ـ
25 ـ عن مالك بن مغول قال: شكا أبو معشر ابنه إلى طلحة بن مصرف، فقال: استعن عليه بهذه الآية: (رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتي). ص201
26 ـ عن أبي سليمان الداراني قال: قال لقمان لابنه: يابني، لا تدخل في الدنيا دخولاً يضر بآخرتك، ولا تتركها تركاً تكون كلاً على الناس. ص201
27 ـ عن محمد بن كناسة قال: سمعت عمر بن ذر يقول: آنسك جانب حلمه، فتوثبت على معاصيه، أفأسفه تريد؟ أما سمعته يقول: (فلما ءاسفونا انتقمنا منهم). أيها الناس: أجلوا مقام الله، بالتنزه عما لا يحل؛ فإن الله لا يُؤمَن إذا عُصي. ص209
28 ـ عن إبراهيم بن عبدالله بن قريم الأنصاري، ـ قاضي المدينة ـ قال: مر مالك بن أنس على ابن حازم وهو يحدث، فجازه؛ فقيل له (أي في عدم وقوفه لاستماع الدرس) فقال: إني لم أجد موضعاً أجلس فيه، فكرهت أن آخذ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا قائم. ص209
29 ـ عن محمد بن يزيد بن خنيس المكي قال: سمعت سفيان الثوري سئل عن قوله تعالى: (وخلق الإنسان ضعيفاً) ما ضعفه؟ قال: المرأة تمر بالرجل، فلا يملك نفسه عن النظر إليها، ولا هو ينتفع بها؛ فأي شيء أضعف من هذا؟. ص212
30 ـ عن يحيى بن معين قال: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل، صحبناه خمسين سنة، ما افتخر علينا بشيء مما كان فيه، من الصلاح والخير. ص221.
31 ـ عن عمرو بن ميمون قال: ما تكلم الناس بشيء، أعظم من لا إله إلا الله.ص230.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[10 Apr 2010, 01:10 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
32 ـ عن عبدالله بن الزبير قال: لما كان يوم الجمل، جعل الزبير يوصي بدينه، ويقول: يا بني، إن عجزت عن شيء، فاستعن عليه بمولاي؛ قال: فوالله، ما دريت ما أراد، حتى قلت: يا أبت، من مولاك؟ قال: الله؛ قال: فوالله، ما وقعت في كربة من دينه، إلا قلت: يا مولى الزبير، اقض دينه؛ فيقضيه، فقتل الزبير، ولم يدع ديناراً ولا درهماً، إلا أرضين منها بالغابة، ودوراً؛ وإنما كان دينه الذي عليه: أن الرجل كان يأتيه بالمال، فيستودعه إياه؛ فيقول الزبير: لا، ولكنه سلف، فإني أخشى عليه الضيعة؛ فحسبت ما عليه، فوجدته ألفي ألف، فقضيته؛ وكان ينادي عبدالله بن الزبير بالموسم أربع سنين: من كان له على الزبير دين فليأتنا فلنقضه؛ فلما مضى أربع سنين، قسمت بين الورثة الباقي، وكان له أربع نسوة، فأصاب كل امرأة ألف ألف ومائتا ألف. ص232 ـ 233.
33 ـ عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة، قال: إن من المزيد: أن تمرّ السحابة بأهل الجنة، فتقول: ما تريدون أن أمطركم؟ فلا يتمنون شيئاً إلا أمطروا؛ قال خالد: يقول كثير: لئن أشهدني الله ذلك، لأقولن لها: أمطرينا جواري مزينات!!. ص238. (سيقت هذه اللطيفة على سبيل الدعابة).
34 ـ عن محمد بن يوسف ـ وذكر الإخوان ـ قال: وأين مثل الأخ الصالح؟ أهلك يقسمون ميراثك، وهو قد تفرد بجدتك، يدعو لك. ص258.
35 ـ قال حاتم الأصم: الحزن على وجهين: حزن لك، وحزن عليك؛ فأما الذي عليك: فكل شيء فاتك من الدنيا فتحزن عليه، فهذا عليك؛ وكل شيء فاتك من الآخرة، وتحزن عليه؛ فهو لك؛ تفسيره: إذا كان معك درهمان، فسقطا منك، وحزنت عليهما، فهذا حزن للدنيا؛ وإذا خرجت منك زلة، أو غيبة، أو حسد، أو شيء مما تحزن عليه وتندم، فهو لك.ص265.
36 ـ عن ابن حميد قال: عطس رجل عند ابن المبارك، فلم يحمد الله؛ فقال ابن المبارك: إيش يقول العاطس إذا عطس؟ قال: يقول: الحمد لله، فقال: يرحمك الله. ص269.
37 ـ عن ذي النون قال: صدور الأحرار قبور الأسرار. ص274.
38 ـ عن الشافعي قال: قيل لعمر بن عبدالعزيز: ما تقول في أهل صفين؟ قال: تلك دماء طهر الله يدي منها، فلا أب لي أن أخضب لساني فيها. ص278.
39 ـ عن ذي النون قال: ما طابت الدنيا إلا بذكره، ولا طابت الآخرة إلا بعفوه، ولا طابت الجنان إلا برؤيته. ص338.
40 ـ عن ميمون بن سياه قال: إذا أراد الله بعبده خيراً: حبب إليه ذكره. ص349.
41 ـ عن أبي بحرية عن معاذ رضي الله تعالى عنه، قال: ما عمل آدمي عملاً، أنجى له من عذاب الله، من ذكر الله؛ قالوا: يا أبا عبدالرحمن، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا، إلا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع، لأن الله تعالى يقول في كتابه: (ولذكر الله أكبر). ص351.
42 ـ عن محمد بن كعب القرظي قال: لو رخص لأحد في ترك الذكر، لرخص لزكريا عليه السلام، قال الله تعالى: (آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزاً واذكر ربك كثيراً) ولو رخص لأحد في ترك الذكر، لرخص للذين يقاتلون في سبيل الله؛ قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً).ص352.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[11 Apr 2010, 07:24 م]ـ
43 ـ كان الرجل إذا سأل ابن سيرين عن الرؤيا؛ قال له: اتق الله في اليقظة، لا يضرك ما رأيت في المنام. ص370.
44 ـ عن يحيى الحماني قال: قلت لداود بن نصير الطائي: يا أبا سليمان، ما ترى في الرمي؟ فإني أحب أن أتعلمه؛ قال: إن الرمي لحسن، ولكن، هي أيامك، فانظر بم تقطعها. 395.
45 ـ عن ابن سيرين قال: انكح امرأة تنظر في يدك، ولا تنكح امرأة تكون أنت تنظر في يدها. ص422.
46 ـ عن سفيان الثوري قال: إنما سمي المال، لأنه يميل القلوب. ص429.
47 ـ عن الربيع بن صبيح قال: قلت للحسن: إن هاهنا قوماً يتبعون السقط من كلامك، ليجدوا إلى الوقيعة فيك سبيلاً؛ فقال: لا يكبر ذلك عليك، فلقد أطمعت نفسي في خلود الجنان، فطمعت؛ وأطمعتها في مجاورة الرحمن، فطمعت؛ وأطمعتها في السلامة من الناس، فلم أجد إلى ذلك سبيلا؛ لأني رأيت الناس لا يرضون عن خالقهم، فعلمت أنهم لا يرضون عن مخلوق مثلهم.ص435.
(يُتْبَعُ)
(/)
48 ـ عن سهل بن أسلم قال: كان بكر بن عبدالله (أي المزني) إذا رأى شيخاً، قال: هذا خير مني، عبد الله قبلي؛ وإذا رأى شاباً، قال: هذا خير مني، ارتكبت من الذنوب أكثر مما ارتكب؛ وكان يقول: عليكم بأمر: إن أصبتم أجرتم، وإن أخطأتم لم تأثموا، وإياكم وكل أمر: إن أصبتم لم تؤجروا، وإن أخطأتم أثمتم؛ قيل: ما هو؟ قال: سوء الظن بالناس، فإنكم: لو أصبتم، لم تؤجروا؛ وإن أخطأتم، أثمتم. ص435 ـ 436.
49 ـ عن عطاء الخراساني قال: طلب الحوائج من الشباب، أسهل منه من الشيوخ؛ ألم تر إلى قول يوسف: (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم)، وقال يعقوب: (سوف أستغفر لكم ربي).436.
50 ـ عن عمرو بن السكن قال: كنت عند سفيان بن عيينة، فقام إليه رجل من أهل بغداد؛ فقال: يا أبا محمد، أخبرني عن قول مطرف: لأن أعافى، فأشكر؛ أحب إلي من أن أبتلى فأصبر؛ أهو أحب إليك، أم قول أخيه أبي العلاء: اللهم رضيت لنفسي ما رضيت لي؟ قال: فسكت سكتة؛ ثم قال: قول مطرف أحب إليّ؛ فقال الرجل: كيف، وقد رضي هذا لنفسه ما رضيه الله له؟ قال سفيان: إني قرأت القرآن، فوجدت صفة سليمان مع العافية التي كان فيها: (نعم العبد إنه أواب) ووجدت صفة أيوب مع البلاء الذي كان فيه: (نعم العبد إنه أواب) فاستوت الصفتان، وهذا معافى، وهذا مبتلى؛ فوجدت الشكر قد قام مقام الصبر؛ فلما اعتدلا: كانت العافية مع الشكر، أحب إليّ، من البلاء مع الصبر. ص441.
51 ـ قال ابن المنكدر لأبي حازم: يا أبا حازم، ما أكثر من يلقاني، فيدعو لي بالخير، ما أعرفهم، وما صنعت إليهم خيراً قط؛ قال له أبو حازم: لا تظن أن ذلك من عملك، ولكن انظر الذي ذلك من قبله، فاشكره؛ وقرأ ابن زيد: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا).ص442.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[15 Apr 2010, 03:29 م]ـ
52 ـ عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين قال: لما قال سفيان الثوري: لا أقوم حتى تحدثني، قال له: أنا أحدثك، وما كثرة الحديث لك بخير؛ يا سفيان، إذا أنعم الله عليك بنعمة، فأحببت بقاءها ودوامها: فأكثر من الحمد والشكر عليها، فإن الله عز وجل قال في كتابه: (لئن شكرتم لأزيدنكم) وإذا استبطأت الرزق: فأكثر من الاستغفار، فإن الله تعالى قال في كتابه: (استغفروا ربكم إنه كان غفاراً * يرسل السماء عليكم مدراراً * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا) يا سفيان، إذا حزبك، أمر من سلطان أو غيره، فأكثر من: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها مفتاح الفرج، وكنز من الكنوز الجنة؛ فقعد سفيان بيده، وقال: ثلاث وأي ثلاث! قال جعفر: عقلها والله أبو عبدالله، ولينفعه الله بها. ص444.
53 ـ قال الفضيل بن عياض للفيض بن إسحاق: تريد الجنة مع النبيين والصديقين؟ وتريد أن تقف الموقف، مع نوح وإبراهيم ومحمد عليهم الصلاة والسلام؟ بأي عمل، وأي شهوة تركتها لله عز وجل؛ وأي قريب باعدته في الله؛ وأي بعيد قربته في الله. ص449.
54 ـ عن سفيان الثوري قال: ليس شيء أقطع لظهر إبليس، من قول: لا إله إلا الله؛ ولا شيء يضاعف ثوابه من الكلام مثل: الحمد لله. ص453.
55 ـ عن زهير الباني قال: مات ابن لمطرف بن عبدالله بن الشخير، فخرج على الحي ـ قد رجّل جمته، ولبس حلته ـ فقيل له: ما نرضى منك بهذا، وقد مات ابنك؛ فقال: أتأمروني أن أستكين للمصيبة؟ فوالله، لو أن الدنيا وما فيها لي، فأخذها الله مني، ووعدني عليها شربة ماء غداً، ما رأيتها لتلك الشربة أهلاً؛ فكيف: بالصلوات، والهدى، والرحمة. ص458.
56 ـ عن رواد بن الجراح قال: قال سفيان لعطاء بن مسلم: كيف حبك اليوم لأبي بكر؟ قال: شديد؛ قال: كيف حبك لعمر؟ قال: شديد؛ قال: كيف حبك لعلي؟ قال: شديد ـ وطوّلها، وشددها ـ؛ فقال سفيان: هذه الشديدة: تريد كيّة وسط رأسك. ص464.
57 ـ عن أبي قلابة: أن أبا الدرداء رضي الله تعالى عنه مرّ على رجل قد أصاب ذنباً، فكانوا يسبونه؛ فقال: أرأيتم، لو وجدتموه في قليب، ألم تكونوا مستخرجيه؟ قالوا: نعم؛ قال: فلا تسبوا أخاكم، واحمدوا الله الذي عافاكم؛ قالوا: أفلا نبغضه؟ قال: إنما أبغض عمله، فإذا تركه، فهو أخي. ص472.
58 ـ قال أبو الدرداء رضي الله عنه: ادع الله تعالى في يوم سرائك، لعله أن يستجيب لك في يوم ضرائك. وقال: إن خيركم: الذي يقول لصاحبه: اذهب بنا نصوم قبل أن نموت؛ وإن شراركم: الذي يقول لصاحبه: اذهب بنا نأكل، ونشرب، ونلهو، قبل أن نموت. 472.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[15 Apr 2010, 04:04 م]ـ
رائع هذا الموضوع وثري للغاية
وإن في التراجم فوائد وعظات جديرة بالوقوف معها وتأملها بين الفينة والآخرى
فبارك الله فيكم أخي الكريم ونفع بكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[16 Apr 2010, 07:41 م]ـ
بارك الله فيك يا أخت فنان وحفظك.
59 ـ عن يونس بن عبد الأعلى قال: قال لي الشافعي ذات يوم: يا يونس، إذا بُلّغت عن صديق لك ما تكرهه، فإياك أن تبادر بالعداوة، وقطع الولاية، فتكون ممن أزال يقينه بشك؛ ولكن القه، وقل له: بلغني عنك كذا و كذا، وأجدر أن تسمي المبلغ؛ فإن أنكر ذلك، فقل له: أنت أصدق، وأبر؛ ولا تزيدن على ذلك شيئاً؛ وإن اعترف بذلك، فرأيت له في ذلك وجهاً بعذر، فاقبل منه؛ وإن لم يرد ذلك، فقل له: ماذا أردت بما بلغني عنك؟ فإن ذكر ما له وجه من العذر، فاقبله؛ وإن لم يذكر لذلك وجهاً لعذر، وضاق عليك المسلك، فحينئذ أثبتها عليه سيئة أتاها؛ ثم أنت في ذلك بالخيار: إن شئت كافأته بمثله من غير زيادة، وإن شئت عفوت عنه؛ والعفو أبلغ للتقوى، وأبلغ في الكرم، لقوله الله تعالى: (وجزاء سيئةٍ سيئةٌ مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله). فإن نازعتك نفسك بالمكافأة، فاذكر فيما سبق له لديك، ولا تبخس باقي إحسانه السالف بهذه السيئة، فإن ذلك: الظلم بعينه؛ وقد كان الرجل الصالح يقول: رحم الله من كافأني على إساءتي، من غير أن يزيد، ولا يبخس حقاً لي؛ يا يونس: إذا كان لك صديق، فشد يديك به، فإن اتخاذ الصديق صعب، ومفارقته سهل؛ وقد كان الرجل الصالح يشبّه سهولة مفارقة الصديق: بصبي يطرح في البئر حجراً عظيماً، فيسهل طرحه عليه، ويصعب إخراجه على الرجال البرك؛ فهذه وصيتي لك، والسلام. ص473.
60 ـ عن مالك بن دينار قال: إن الصدق يبدو في القلب ضعيفاً، كما يبدو نبات النخلة: يبدو غصناً واحداً، فإذا نتفها صبي، ذهب أصلها، وإن أكلتها عنز ذهب أصلها؛ فتسقى، فتنتشر، وتسقى، فتنتشر؛ حتى يكون لها أصل أصيل يوطأ، وظل يستظل به، وثمرة يؤكل منها؛ كذلك الصدق؛ يبدو في القلب ضعيفاً، فيتفقده صاحبه، ويزيده الله تعالى، ويتفقده صاحبه؛ فيزيده الله؛ حتى يجعل الله بركة على نفسه، ويكون كلامه دواء للخاطئين؛ قال: ثم يقول مالك: أما رأيتموهم؟ ثم يرجع إلى نفسه، فيقول: بلى والله، لقد رأيناهم: الحسن، وسعيد بن جبير، وأشباههم؛ الرجل منهم: يحيي الله بكلامه الفئام من الناس. ص489.
61 ـ عن معاوية بن قرة قال: قال معاذ بن جبل لابنه: يا بني:، إذا صليت صلاة: فصل صلاة مودع، لا تظن أنك تعود إليها أبداً؛ واعلم يا بني: أن المؤمن يموت بين حسنتين: حسنة قدّمها، وحسنة أخّرها. ص 496.
62 ـ عن سفيان بن عيينة قال: لاتكن مثل العبد السوء، لايأتي، حتى يدعى؛ ائت الصلاة قبل النداء. ص497.
63 ـ قال رجل للشعبي: عندي مسائل شداد خبأتها لك؛ فقال: أخبئها لأخيك الشيطان. ص521.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[20 Apr 2010, 05:32 م]ـ
64 ـ قال أبو الدرداء رضي الله عنه: إن أبغض الناس إليّ أن أظلمه: من لايستعين عليّ إلا بالله عز وجل. ص527.
65 ـ عن أبي سليمان الداراني قال: إذا لذّت لك القراءة: فلا تركع، ولا تسجد؛ وإذا لذّ لك السجود: فلا تركع، ولا تقرأ؛ الأمر الذي يفتح لك فيه، فالزمه. ص532.
66 ـ عن علي بن بكار قال: صحبت إبراهيم بن أدهم، وكثيراً ما كنت أسمعه يقول: يا أخي، اتخذ الله صاحباً، وذر الناس جانباً. ص546.
67 ـ عن الفضيل بن عياض قال: لن يتقرب العباد إلى الله بشيء، أفضل من الفرائض؛ الفرائض: رؤوس الأموال، والنوافل: الأرباح. ص564.
68 ـ عن حفص بن حميد يقول: سألت داود الطائي عن مسألة، فقال داود: أليس المحارب إذا أراد أن يلقى الحرب، أليس يجمع له آلته؟ فإذا أفنى عمره في جمع الآلة فمتى يحارب؟ إن العلم آلة العمل، فإذا أفنى عمره فيه، فمتى يعمل؟. ص566.
69 ـ عن مالك بن دينار قال: يا حملة القرآن، ماذا زرع القرآن في قلوبكم؟ فإن القرآن ربيع المؤمن، كما أن الغيث ربيع الأرض؛ فإن الله ينزل الغيث من السماء إلى الأرض، فيصيب الحش، فتكون فيه حبة، فلا يمنعها نتن موضعها: أن تهتز، وتخضر، وتحسن؛ فيا حملة القرآن ماذا زرع القرآن في قلوبكم، أين أصحاب سورة؟ أين أصحاب سورتين؟ ماذا عملتم فيهما؟. ص572.
70 ـ عاد حماد بن سلمة سفيان الثوري، فقال سفيان: يا أبا سلمة، أترى يغفر الله لمثلي؟ فقال حماد: والله، لو خيّرت بين محاسبة الله إياي، وبين محاسبة أبويّ، لاخترت محاسبة الله على محاسبة أبويّ؛ وذلك: أن الله تعالى أرحم بي من أبويّ. ص575.
71 ـ عن ربيعة قال: قال لي ابن خلدة الزرقي: إني أرى الناس قد ملّكوك أمر أنفسهم؛ فإذا سُئِلت عن المسألة، فاطلب الخلاص منها لنفسك، ثم للذي سألك. ص598.
72 ـ عن حسان بن عطية قال: ما ازداد عبد علماً، إلا ازداد الناس منه قرباً؛ رحمةٌ من الله تعالى. ص605.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[20 Apr 2010, 05:59 م]ـ
كلمات تكتب بمداد الذهب
بارك الله فيك نرتقب المزيد
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[24 Apr 2010, 12:20 ص]ـ
73 ـ عن أحمد بن ثعلبة العامل قال: سمعت سالماً الخواص يقول: كنت أقرأ القرآن، ولا أجد له حلاوة؛ فقلت لنفسي: اقرئيه كأنك سمعتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاءت حلاوة قليلة؛ فقلت لنفسي: اقرئيه كأنك سمعتيه من جبريل عليه السلام حين يخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فازدادت الحلاوة؛ ثم قلت لها: اقرئيه كأنك سمعتيه حين تكلم الله به، قال: فازدادت الحلاوة كلها. ص 623.
74 ـ عن وهيب بن الورد قال: نظرنا في هذا الحديث، فلم نجد شيئاً أرق لهذه القلوب، ولا أشد استجلاباً للحق: من قراءة القرآن لمن تدبره. ص624.
75 ـ عن سفيان بن عيينة قال: لا تبلغوا ذروة هذا الأمر، إلا حتى لا يكون شيء أحب إليكم من الله؛ ومن أحب القرآن، فقد أحب الله؛ افقهوا ما يقال لكم. ص625.
76 ـ عن سفيان بن عيينة قال: من أعطي القرآن، فمد عينيه إلى شيء مما صغر القرآن، فقد خالف القرآن؛ ألم تسمع قوله تعالى: (لاتمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى). ص625.
77 ـ عن حفص بن حميد قال: قال لي زياد بن جرير: اقرأ علي، فقرأت عليه: (ألم نشرح لك صدرك * ووضعنا عنك وزرك * الذي أنقض ظهرك) فقال: يا ابن أم زياد أنقض ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فجعل يبكي كما يبكي الصبي. ص628.
78 ـ كان عمر بن ذر: إذا قرأ هذه الآية: (مالك يوم الدين) قال: يا لك من يوم، ما أملأ ذكرك لقلوب الصادقين. ص630.
79 ـ عن سعيد قال: لحن أيوب السختياني عند قتادة، فقال: أستغفر الله. ص689.
80 ـ قال مطرف بن عبدالله: إني لأستلقي من الليل على فراشي: فأتدبر القرآن، وأعرض عملي على عمل أهل الجنة، فإذا أعمالهم شديدة: (كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون)، (يبيتون لربهم سجداً وقياماً)، (أمن هو قانت ءاناء الليل ساجداً وقائماً). فلا أراني فيهم؛ فأعرض نفسي على هذه الآية: (ما سلككم في سقر) فأرى القوم مكذبين، وأمّر بهذه الآية: (وءاخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وءاخر سيئاً) فأرجو أن أكون أنا وأنتم يا إخوتاه منهم. ص702.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[30 Apr 2010, 02:40 م]ـ
81 ـ قال أبو حازم ـ سلمة بن دينار ـ: شيئان إذا عملت بهما: أصبت بهما خير الدنيا والآخرة، ولا أطوّل عليك؛ قيل: وما هما؟ قال: تحمّل ما تكره إذا أحبه الله، وتكره ما تحب إذا كرهه الله عز وجل. ص716.
82 ـ مزح الشعبي في بيته؛ فقيل له: يا أبا عمرو، وتمزح؟ قال: قراء داخل، وقراء خارج، نموت من الغم؟. ص768.
83 ـ عن قتادة قال: ابن آدم، إن كنت لا تريد أن تأتي الخير إلا بنشاط؛ فإن نفسك إلى السآمة وإلى الفترة، وإلى الملل أميل؛ ولكن المؤمن: هو المتحامل، والمؤمن المتقوي؛ وإن المؤمنين: هم العجاجون إلى الله بالليل والنهار، وما زال المؤمنون يقولون: ربنا؛ في السر والعلانية، حتى استجاب لهم. 809.
84 ـ عن أبي حازم ـ سلمة بن دينار ـ قال: لا يحسن عبد فيما بينه وبين الله تعالى: إلا أحسن الله فيما بينه وبين الله تعالى: إلا أحسن الله فيما بينه وبين العباد، ولا يعور فيما بينه وبين الله تعالى: إلا عور الله فيما بينه وبين العباد، ولمصانعة وجه واحد أيسر من مصانعة الوجوه كلها؛ إنك إذا صانعت الله: مالت الوجوه كلها إليك، وإذا أفسدت ما بينك وبينه: شنئتك الوجوه كلها. ص812.
85 ـ قال أبو حازم ـ سلمة بن دينار ـ: إن بضاعة الآخرة كاسدة، فاستكثروا منها في أوان كسادها، فإنه لو قد جاء يوم نفاقها: لم تصل منها، لا إلى قليل، ولا إلى كثير. ص812.
86 ـ عن أبي إدريس عن حصين قال: كان من كلام إبراهيم التيمي، أنه يقول: أي حسرة أكبر على امرئ، من أن يرى عبداً كان له، خوّله الله إياه في الدنيا: هو أفضل منزلة منه عند الله يوم القيامة؟ وأي حسرة على امرئ أكبر: من أن يصيب مالاً، فيورثه غيره، فيعمل فيه بطاعة الله تعالى، فيصير وزره عليه، وأجره لغيره. وأي حسرة على امرئ أكبر، من أن يرى من كان مكفوف البصر: ففتح له عن بصره يوم القيامة، وعمي هو؟ ص816.
87 ـ عن قتادة قال: ذُكر لنا: أن هرم بن حيان لما حضره الموت، قيل له: أوص؛ قال: ما أدري ما أوصي، ولكن: بيعوا درعي، فاقضوا عني ديني؛ فإن لم يفن، فبيعوا غلامي؛ وأوصيكم بخواتيم النحل: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة). ص906.
88 ـ قال أحمد بن عاصم: كتب رجل إلى أخيه: ما ظنك بالتواب الرحيم الكريم: الذي يتوب على من يعاديه، فكيف بمن يعادى فيه؛ والذي يتفضل على من يسخطه ويؤذيه، فكيف بمن يترضاه ويختار سخط العباد فيه. ص 926
تم بحمد الله الفراغ من إيراد ما تيسر من فوائد هذا الكتاب، ويليه بإذن الله الشروع في فوائد كتاب سير أعلام النبلاء، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[08 May 2010, 05:15 م]ـ
الكتاب الثاني: سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي رحمه الله، الطبعة الحادية عشر 1422، مؤسسة الرسالة، أشرف على تحقيق الكتاب وخرّج أحاديثه، الشيخ شعيب الأرنؤوط.
ملاحظة: بعض الأسانيد أوردها باقتضاب وأكتفي بالراوي الذي له علاقة بالموقف، ومن أراد الإسناد كاملاً فليرجع غير مأمور للأصل. كذلك كثير من الفوائد أهملتها لشهرتها، أو انتشارها في كتب السيرة النبوية خاصة فيما يتعلق بتراجم الصحابة، فآثرت عدم إيرادها وعلى كل حال هذا جهد المقل لكم بإذن الله غنمه وعلى كاتبه غرمه، رزقنا الله وإياكم السداد في القول والعمل.
فوائد من المجلد الأول:
1 ـ عن أبي الحسن عمران بن نمران، أن أبا عبيدة كان يسير في العسكر فيقول: ألا رب مبيّض لثيابه، مدنس لدينه! ألا رب مكرم لنفسه وهو لها مهين! بادروا السيئات القديمات بالحسنات الحديثات. ص 18.
2 ـ طاعون عمواس منسوب إلى قرية عمواس، وهي بين الرملة وبين بيت المقدس، وأما الأصمعي فقال: هو من قولهم زمن الطاعون: عمّ وآسى. ص23.
3 ـ عن مجالد عن الشعبي قال: رأى علي طلحة في واد ملقى، فنزل، فمسح التراب عن وجهه، وقال: عزيز عليّ أبا محمد بأن أراك مُجدلاً في الأودية تحت نجوم السماء، إلى الله أشكو عُجري وبُجري. قال الأصمعي: معناه: سرائري وأحزاني التي تموج في جوفي. ص36.
4 ـ عن أبي حبيبة مولى لطلحة، قال: دخلت على عليّ مع عمران بن طلحة بعد وقعة الجمل، فرحّب به وأدناه، ثم قال: إني لأرجو أن يجعلني الله وأباك ممن قال فيهم: (ونزعنا ما في صدورهم من غلّ إخواناً على سرر متقابلين). فقال رجلان جالسان، أحدهما الحارث الأعور: الله أعدلُ من ذلك أن يقبلهم ويكونوا إخواننا في الجنة، قال: قُوما أبعَدَ أرضٍ وأسحقها. فمن هو إذا لم أكن أنا وطلحة!. يا ابن أخي: إذا كانت لك حاجة، فائتنا. ص38 ـ 39.
5 ـ قَدِمت لعبد الرحمن بن عوف سبع مئة راحلة تحمل البر والدقيق والطعام، فلما دخلت سُمع لأهل المدينة رجة، فبلغ عائشة فقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (عبدالرحمن لا يدخل الجنة إلا حبواً)، فلما بلغه قال: يا أمه! إني أشهدك أنها بأحمالها وأحلاسها في سبيل الله.
قلت: نص محققو الكتاب على ضعف الحديث، والحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده وعلق الذهبي على الروايات الواردة في دخول عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه الجنة حبواً فقال:
وبكل حال فلو تأخر عبد الرحمن عن رفاقه للحساب، ودخل الجنة حبواً على سبيل الاستعارة، وضرب المثل، فإن منزلته في الجنة ليست بدون منزلة عليّ والزبير، رضي الله عن الكل. ص78.
6 ـ عن سعد بن الحسن قال: كان عبدالرحمن بن عوف لا يعرف من بين عبيده. ص89.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[11 May 2010, 02:08 م]ـ
7 ـ قال زيد بن أسلم: دُخِل على أبي دجانة وهو مريض، وكان وجهه يتهلل. فقيل له: ما لوجهك يتهلل؟ فقال: ما من عمل شيء أوثق عندي من اثنتين: كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني، والأخرى فكان قلبي للمسلمين سليماً. ص243.
8 ـ عن عبدالله بن عبدالرحمن بن أبي صعصعة أنه بلغه أن عمرو بن الجموح، وابن حرام كان السيل قد خرّب قبرهما، فَحُفِر عنهما ليُغَيّرا من مكانهما، فوُجدا لم يتغيرا كأنما ماتا بالأمس. وكان أحدهما قد جُرح، فوضع يده على جرحه، فدفن كذلك. فأميطت يده عن جرحه، ثم أرسلت، فرجعت كما كانت. وكان بين يوم أحد ويوم حُفر عنهما ستٌ وأربعون سنة. ص255.
قال ابن سعد: قالوا: وكان عبدالله (أي ابن حرام والد جابر) أول من قتل يوم أحد، وكان أحمر أصلع ليس بالطويل، وكان عمرو بن الجموح طويلاً، فدفنا معاً عند السيل، فحفر السيل عنهما، وعليهما نمرة، وقد أصاب عبدالله جرح في وجهه فيده على جرحه، فأميطت يده، فانبعث الدم، فردت، فسكن الدم. قال جابر: فرأيت أبي في حفرته، كأنه نائم، وما تغير من حاله شيء، وبين ذلك ست وأربعون سنة، فحوّلا إلى مكان آخر، وأخرجوا رِطاباً يثنون. ص326.
9 ـ عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو نجا أحد من ضمة القبر، لنجا منها سعد). أي سعد بن معاذ رضي الله عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الذهبي: هذه الضمة ليست من عذاب القبر في شيء، بل هو أمر يجده المؤمن كما يجد ألم فقد ولده وحميمه في الدنيا، وكما يجد من ألم مرضه، وألم خروج نفسه، وألم سؤاله في قبره وامتحانه، وألم تأثره ببكاء أهله عليه، وألم قيامه من قبره، وألم الموقف وهوله، وألم الورود على النار، ونحو ذلك. فهذه الأراجيف كلها قد تنال العبد وما هي من عذاب القبر، ولا من عذاب جهنم قط، ولكن العبد التقي يرفق الله به في بعض ذلك أو كله، ولا راحة للمؤمن دون لقاء ربه. قال الله تعالى: (وأنذرهم يوم الحسرة) وقال: (وأنذرهم يوم الأزفة إذ القلوب لدى الحناجر) فنسأل الله تعالى العفو واللطف الخفي. ومع هذه الهزات، فسعد ممن نعلم أنه من أهل الجنة، وأنه من أرفع الشهداء، رضي الله عنه. كأنك يا هذا تظن أن الفائز لا يناله هول في الدارين، ولا روع ولا ألم، ولا خوف. سل ربك العافية، وأن يحشرنا في زمرة سعد. ص290 ـ 291.
10 ـ عن أبي سعيد قال: قال أُبيّ: يا رسول الله! ما جزاء الحمى؟ قال: (تجري الحسنات على صاحبها) فقال: اللهم إني أسألك حمى لا تمنعني خروجا ًفي سبيلك. فلم يُمس أُبيّ قط إلا وبه الحمى. قلت (أي الذهبي): ملازمة الحمى له حرّفت خُلُقه يسيراً، ومن ثمّ يقول زر بن حبيش: كان أُبيّ فيه شراسة. ص392.
11 ـ النجاشي اسمه أصحمة ملك الحبشة. معدود في الصحابة رضي الله عنهم، وكان ممن حسن إسلامه ولم يهاجر، ولا له رؤية، فهو تابعي من وجه، صاحب من وجه، وقد توفي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فصلى عليه بالناس صلاة الغائب، ولم يثبت أنه صلى، صلى الله عليه وسلم على غائب سواه. ص428 ـ 429.
12 ـ قال العباس بن يزيد البحراني: يقول أهل العلم: عاش سلمان ثلاث مئة وخمسين سنة، فأما مئتان وخمسون، فلا يشكون فيه.
قال الذهبي: وقد فتشت، فما ظفرت في سنه بشيء سوى قول البحراني، وذلك منقطع لا إسناد له. ومجموع أمره وأحواله، وغزوه، وهمته، وتصرفه، وسفه للجريد، وأشياء مما تقدم ينبئ بأنه ليس بمعمر ولا هرم. فقد فارق وطنه وهو حدث، ولعله قدم الحجاز وله أربعون سنة أو أقل، فلم ينشب بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم ثم هاجر، فلعله عاش بضعاً وسبعين سنة. وما أراه بلغ المئة. فمن كان عنده علم، فليفدنا. وقد نقل طول عمره أبو الفرج بن الجوزي وغيره. وما علمت في ذلك شيئاً يركن إليه. وقد ذكرت في تاريخي الكبير أنه عاش مئتين وخمسين سنة، وأنا الساعة لا أرتضي ذلك ولا أصححه. ص555 ـ 556.
هذا ما تهيأ إعداده وتيسر إيراده من فوائد هذا المجلد، ويليه بإذن الله الفوائد من المجلد الثاني.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[13 May 2010, 07:42 م]ـ
فوائد من المجلد الثاني:
1 ـ الأشعث بن قيس رضي الله عنه، كان أبداً أشعث الرأس؛ فغلب عليه. ص38.
2 ـ قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر ـ مع قوة أبي ذر في بدنه وشجاعته ـ (يا أبا ذر إني أراك ضعيفاً، وإني أحب لك ما أحب لنفسي، لا تأمّرن على اثنين، ولا تولين مال يتيم).
فهذا محمول على ضعف الرأي؛ فإنه لو ولي مال يتيم، لأنفقه كلّه في سبيل الخير، ولترك اليتيم فقيراً. فقد ذكرنا أنه كان لا يستجيز ادخار النقدين. والذي يتأمر على الناس، يريد أن يكون فيه حلم ومداراة، وأبو ذر رضي الله عنه كانت فيه حِدة كما ذكرناه فنصحه النبي صلى الله عليه وسلم. ص75.
3 ـ ورد أن عمر رضي الله عنه عمد إلى ميزاب للعباس (عم رسول الله صلى الله عليه وسلم) على ممر الناس، فقلعه. فقال له: أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي وضعه في مكانه. فأقسم عمر: لتصعدن على ظهري، ولتضعنه موضعه. ص96.
4 ـ ذهب بعض العلماء إلى أن عائشة رضي الله عنها أفضل من أبيها. وهذا مردود، وقد جعل الله لكل شيء قدراً، بل نشهد أنها زوجة نبينا صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، فهل فوق ذلك مفخر، وإن كان للصديقة خديجة شأو لا يلحق، وأنا واقف في أيتهما أفضل. نعم جزمت بأفضيلة خديجة عليها لأمور ليس هذا موضعها. ص140.
5 ـ قالت عائشة رضي الله عنها: ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة من كثرة ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرها.
قلت (أي الذهبي): وهذا من أعجب شيء أن تغار رضي الله عنها من امرأة عجوز توفيت قبل تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بعائشة بمُديدة، ثم يحميها الله من الغيرة من عدة نسوة يشاركنها في النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا من ألطاف الله بها وبالنبي صلى الله عليه وسلم، لئلا يتكدر عيشهما. ولعله إنما خفف أمر الغيرة عليها حب النبي صلى الله عليه وسلم لها وميله إليها فرضي الله عنها وأرضاها. ص165.
6 ـ لم يأتنا نص جلي بأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى الله تعالى بعينيه. وهذه المسألة مما يسع المرء المسلم في دينه السكوت عنها. فأما رؤية المنام، فجاءت من وجوه متعددة مستفيضة، وأما رؤية الله عياناً في الاخرة، فأمر متيقن تواترت به النصوص. جمع أحاديثها الدارقطني والبيهقي وغيرهما. ص167.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[19 May 2010, 11:39 ص]ـ
7 ـ عن عوف بن الحارث: سمعت عائشة تقول: دعتني أم حبيبة عند موتها، فقالت: قد كان يكون بيننا ما يكون بين الضرائر، فغفر الله لي ولك ما كان من ذلك. فقلت: غفر الله لك ذلك كله وحللك من ذلك، فقالت: سررتني سرك الله، وأرسلت إلى أم سلمة، فقالت لها مثل ذلك. ص223.
8 ـ رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولدت من عثمان عبدالله، وبه كان يكنى، وبلغ ست سنين، فنقره ديك في وجهه، فطمر وجهه، فمات. ص251.
9 ـ قالت سودة رضي الله عنها زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، صليت خلفك البارحة؛ فركعت بي، حتى أمسكت بأنفي مخافة أن يقطر الدم. فضحك. وكانت تضحكه الأحيان بالشيء. ص268.
10 ـ قال أبو الدرداء رضي الله عنه: كنت تاجراً قبل المبعث، فلما جاء الإسلام، جمعت التجارة والعبادة، فلم يجتمعا، فتركت التجارة، ولزمت العبادة.
قال الذهبي: الأفضل جمع الأمرين مع الجهاد، وهذا الذي قاله، هو طريق جماعة من السلف والصوفية، ولاريب أن أمزجة الناس تختلف في ذلك، فبعضهم يقوى على الجمع، كالصديق، وعبدالرحمن بن عوف، وكما كان ابن المبارك؛ وبعضهم يعجز، ويقتصر على العبادة، وبعضهم يقوى في بدايته، ثم يعجز، وبالعكس؛ وكل سائغ. ولكن لابد من النهضة بحقوق الزوجة والعيال. ص337 ـ 338.
11 ـ قالت أم الدرداء: كان لأبي الدرداء ستون وثلاث مئة خليل في الله يدعو لهم في الصلاة، فقلت له في ذلك، فقال: إنه ليس رجل يدعو لأخيه في الغيب. إلا وكل الله به ملكين يقولان: ولك بمثل. أفلا أرغب أن تدعو لي الملائكة. ص351.
12 ـ حذيفة بن اليمان رضي الله عنه من نجباء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، واسم اليمان حِسل ويقال حُسيل ابن جابر العبسي اليماني، وكان والده (حسل) قد أصاب دماً في قومه، فهرب إلى المدينة، وحالف بني عبد الأشهل، فسماه قومه (اليمان) لحلفه لليمانية، وهم الأنصار. ص361 ـ 362.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 May 2010, 11:56 ص]ـ
أخي العزيز فهد الجريوي
جَمعَ اللهُ شَمْلَك كما جَمَعتَ لنا هذه الفوائد، ورزقنا وإياك الاعتبار والانتفاع بما فيها من التجارب والحكم، وكل موعظة منها جديرة بالتوقف والتأمل.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[20 May 2010, 10:33 ص]ـ
الشيخ العزيز عبدالرحمن: ورد تعليقك فنور ما كان بالإغباب داجياً، وحسن عنك مشافهاً ومناجياً، فأحسن الله إليك يا روضة أدب غذيت برهم الفهم، وسقيت بديم الشيم.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[26 May 2010, 11:41 ص]ـ
13 ـ عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله مقاماً، فحدثنا بما هو كائن إلى قيام الساعة، فحفظه من حفظه، ونسيه من نسيه.
قال الذهبي: قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرتل كلامه ويفسره؛ فلعله قال في مجلسه ذلك ما يكتب في جزء؛ فذكر أكبر الكوائن، ولو ذكر أكثر ما هو كائن في الوجود، لما تهيأ أن يقوله في سنة، بل ولا في أعوام، ففكر في هذا. ص366.
14 ـ قال أبو الزاهرية: سمعت أبا ثعلبة الخشني رضي الله عنه يقول: إني لأرجو ألاّ يخنقني الله كما أراكم تخنقون. فبينا هو يصلي في جوف الليل، قبض، وهو ساجد. فرأت بنته أن أباها قد مات، فاستيقظت فَزِعة، فنادت أمها: أين أبي؟ قالت: في مصلاه. فنادته، فلم يجبها، فأنبهته، فوجدته ميتاً. ص570 ـ 571.
15 ـ كان أبوهريرة رضي الله عنه يقول: رب كيس عند أبي هريرة لم يفتحه. يعنى: من العلم.
قال الذهبي: هذا دال على جواز كتمان بعض الأحاديث التي تحرك فتنة في الأصول، أو الفروع؛ أو المدح والذم؛ أما حديث يتعلق بحلّ أو حرام، فلا يحل كتمانه بوجه؛ فإنه من البينات والهدى.وفي صحيح البخاري: قول الإمام علي رضي الله عنه: حدثوا الناس بما يعرفون، ودعوا ما ينكرون؛ أتحبون أن يكذب الله ورسوله! وكذا لو بث أبو هريرة ذلك الوعاء، لأوذي، بل لقتل. ولكن العالم قد يؤديه اجتهاده إلى أن ينشر الحديث الفلاني إحياء للسنة، فله ما نوى وله أجر، وإن غلط في اجتهاده. ص596 ـ 597.
16 ـ عن ميمون بن ميسرة، قال: كانت لأبي هريرة صيحتان في كل يوم: أول النهار وآخره. يقول ذهب الليل، وجاء النهار، وعُرض آل فرعون على النار. فلا يسمعه أحد إلا استعاذ بالله من النار. ص611.
17 ـ قال الحافظ أبو سعد السمعاني: سمعت أبا المعمر المبارك بن أحمد: سمعت أبا القاسم يوسف بن علي الزنجاني الفقيه: سمعت الفقيه أبا إسحاق الفيروز ابادي: سمعت القاضي أبا الطيب يقول: كنا في مجلس النظر بجامع المنصور، فجاء شاب خراساني، فسأل عن مسألة المُصراة (الناقة أو البقرة أو الشاة يصرى اللبن في ضرعها) فطالب بالدليل، حتى استُدل بحديث أبي هريرة الوارد فيها. فقال وكان حنفياً: أبو هريرة غير مقبول الحديث. فما استتم كلامه، حتى سقط عليه حية عظيمة من سقف الجامع، فوثب الناس من أجلها، وهرب الشاب منها، وهي تتبعه فقيل له: تب، تب. فقال: تبت. فغابت الحية، فلم ير لها أثر. إسنادها أئمة. ص618 ـ 619.
هذا ما تيسر إعداده وتيسر إيراده من فوائد المجلد الثاني، ويليه بإذن الله فوائد من المجلد الثالث.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[08 Jun 2010, 03:11 م]ـ
فوائد من المجلد الثالث:
1 ـ قيل أن حكيم بن حزام رضي الله عنه، باع دار الندوة من معاوية بمئة ألف. فقال له ابن الزبير: بعت مكرمة قريش، فقال: ذهبت المكارم يا ابن أخي إلا التقوى، إني اشتريت بها داراً في الجنة، أُشهدكم أني قد جعلتها لله. ص50.
2 ـ صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نازل عبدالله بن عمرو بن العاص في ختم القرآن إلى ثلاث، ونهاه أن يقرأه في أقل من ثلاث وهذا كان في الذي نزل من القرآن، ثم بعد هذا القول نزل ما بقي من القرآن. فأقل مراتب النهي أن تُكره تلاوة القرآن كله في أٌقل من ثلاث، فما فقه ولا تدبر من تلى في أقل من ذلك. ولو تلا ورتل في أسبوع، ولازم ذلك، لكان عملاً فاضلاً، فالدين يسر، فوالله إن ترتيل سُبع القرآن في تهجد قيام الليل مع المحافظة على النوافل الراتبة، والضحى، وتحية المسجد، مع الأذكار المأثورة الثابتة، والقول عند النوم واليقظة، ودُبُر المكتوبة والسحر، مع النظر في العلم النافع والاشتغال به مخلصاً لله، مع الأمر بالمعروف، وإرشاد الجاهل وتفهميه، وزجر الفاسق، ونحو ذلك، مع أداء الفرائض في جماعة بخشوع وطمأنينة وانكسار وإيمان، مع أداء الواجب، واجتناب الكبائر، وكثرة الدعاء والاستغفار، والصدقة وصلة الرحم، والتواضع، والإخلاص وجميع ذلك، لشُغْلٌ عظيم جسيم، ولمقام أصحاب اليمين وأولياء الله المتقين، فإن سائر ذلك مطلوب. فمتى تشاغل العابد بختمة في كل يوم، فقد خالف الحنيفية السمحة، ولم ينهض بأكثر ما ذكرناه ولا تدبر ما يتلوه.
هذا السيد العابد الصاحب كان يقول لما شاخ: ليتني قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكذلك قال له عليه السلام في الصوم، وما زال يناقصه حتى قال له: (صم يوماً وأفطر يوماً، صوم أخي داود عليه السلام) وثبت أنه قال: (أفضل الصيام صيام داود). ونهى عليه السلام عن صيام الدهر. وأمر عليه السلام بنوم قسط من الليل، وقال: (لكني أقوم وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، وآكل اللحم، فمن رغب عن سنتي فليس مني).
وكل من لم يزم نفسه في تعبده وأوراده بالسنة النبوية، يندم ويترهب ويسوء مزاجه، ويفوته خير كثير من متابعة سنة نبيه الرؤوف الرحيم بالمؤمنين، الحريص على نفعهم، وما زال صلى الله عليه وسلم معلماً للأمة أفضل الأعمال، وآمراً بهجر التبتل والرهبانية التي لم يبعث بها، فنهى عن سرد الصوم، ونهى عن الوصال، وعن قيام أكثر الليل إلا في العشر الأخير، ونهى عن العُزبة للمستطيع، ونهى عن ترك اللحم إلى غير ذلك من الأوامر والنواهي. فالعابد بلا معرفة لكثير من ذلك معذور مأجور، والعابد العالم بالآثار المحمدية، المتجاوز لها مفضول مغرور، وأحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قلّ. ألهمنا الله وإياكم حسن المتابعة، وجنبنا الهوى والمخالفة. ص84 ـ 86.
3 ـ أخذت معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قِرةٌ (برد) فاتخذ لحفاً خِفافاً تُلقى عليه، فلم يلبثْ أن يتأذى بها. فإذا رُفعت، سأل أن تُرد عليه، فقال: قبحك الله من دار، مكثت فيك عشرين سنة أميراً، وعشرين سنة خليفة، وصرت إلى ما أرى. ص157.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[12 Jun 2010, 12:07 ص]ـ
4 ـ عن عبدالله بن دينار، قال: خرجت مع ابن عمر إلى مكة، فعرّسنا، فانحدر علينا راع من جبل، فقال له ابن عمر: أراع؟ قال: نعم، قال: بعني شاة من الغنم. قال: إني مملوك، قال: قل لسيدك: أكلها الذئب. قال: فأين الله عز وجل؟ قال ابن عمر: فأين الله!! ثم بكى، ثم اشتراه بعد، فأعتقه!. ص216.
5 ـ كتب الحجاج إلى ابن عمر: بلغني أنك طلبت الخلافة وإنها لا تصلح لعيي ولا بخيل ولا غيور. فكتب إليه: أما ما ذكرت من الخلافة فما طلبتها، وماهي من بالي، وأما ما ذكرت من العي، فمن جمع كتاب الله، فليس بعيي. ومن أدى زكاته، فليس ببخيل. وإن أحق ما غرت فيه ولدي أن يشركني فيه غيري. ص219.
6 ـ قال ابن عمر: إني لأخرج ومالي حاجة إلا أن أُسلّم على الناس، ويسلمون عليّ. ص221.
7 ـ كتب رجل إلى ابن عمر أن اكتب إليّ بالعلم كله. فكتب إليه: إن العلم كثير، ولكن إن استطعت أن تلقى الله خفيف الظهر من دماء الناس، خميص البطن من أموالهم، كاف اللسان عن أعراضهم، لازماً لأمر جماعتهم، فافعل. ص222.
8 ـ عن نافع أو غيره، أن رجلاً قال لابن عمر: يا خير الناس، أو ابن خير الناس. فقال: ما أنا بخير الناس، ولا ابن خير الناس، ولكني عبد من عباد الله، أرجو الله، وأخافه، والله لن تزالوا بالرجل حتى تهلكوه. ص236.
9 ـ عن عبيد بن حنين، عن الحسين (بن علي رضي الله عنهما) قال: صعدت المنبر إلى عمر، فقلت: انزل عن منبر أبي، واذهب إلى منبر أبيك. فقال: إن أبي لم يكن له منبر! فأقعدني معه، فلما نزل، قال: أي بُني! من علّمك هذا؟ قلت: ما علّمنيه أحد. قال: أي بني! وهل أنبت على رؤوسنا الشعر إلا الله ثم أنتم! ووضع يده على رأسه، وقال: أي بني! لو جعلت تأتينا وتغشانا. ص285.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[12 Jun 2010, 11:36 ص]ـ
شكر الله لك يا أبا تيماء وسلمك الله وأبقاك، وتنبيه لطيف منك وفقك الله.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[28 Jun 2010, 12:05 ص]ـ
10 ـ عبدالله بن حنظلة الغسيل بن أبي عامر من صغار الصحابة، استشهد أبوه يوم أحد، فغسلته الملائكة لكونه جنباً، فلو غُسّل الشهيد الذي يكون جنباً استدلالاً بهذا لكان حسناً. ص321 ـ 322.
11 ـ عن الأصمعي؛ أن امرأة أتت بدجاجة مسموطة، فقالت لابن جعفر (عبدالله بن جعفر بن أبي طالب): بأبي أنت! هذه الدجاجة كانت مثل بنتي، فآليت أن لا أدفنها إلا في أكرم موضع أقدر عليه؛ ولا والله ما في الأرض أكرم من بطنك. قال خذوها منها، واحملوا إليها، فذكر أنواعاً من العطاء، حتى قالت: بأبي أنت! إن الله لا يُحب المسرفين. ص461.
12 ـ أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنها، قال أبو عمر بن عبدالبر: قال عمر لعليّ: زوجنيها أبا حسن، فإني أرصد من كرامتها ما لا يرصد أحد، قال: فأنا أبعثها إليك، فإن رضيتها، فقد زوجتكها ـ يعتل بصغرها ـ قال: فبعثها إليه بِبُرد، وقال لها: قولي له: هذا البرد الذي قلت لك؛ فقالت له ذلك. فقال: قولي له: قد رضيت رضي الله عنك، ووضع يده على ساقها، فكشفها، فقالت: أتفعل هذا؟ لولا أنك أمير المؤمنين، لكسرت أنفك، ثم مضت إلى أبيها، فأخبرته وقالت: بعثتني إلى شيخ سوء! قال: يا بُنيّة إنه زوجك. ص501.
13 ـ قيس بن ذريح الليثي، شاعر محسن، كان يُشبب بأمر معمر لُبنى بنت الحباب الكعبيّة، ثم أنه تزوج بها. ونظمه في الذروة العليا، رقة، وحلاوة، وجزالة. ص534 ـ 535.
هذا ما تيسر إعداده وتهيأ إيراده من فوائد المجلد الثالث ويليه بإذن الله فوائد من المجلد الرابع.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[20 Jul 2010, 10:40 م]ـ
فوائد المجلد الرابع:
1 ـ قيل لهرم بن حيان العبدي: أوص، قال: قد صدقتني نفسي، ومالي ما أوصي به، ولكن أوصيكم بخواتيم سورة النحل. ص48.
2 ـ كان الأسود بن يزيد يجتهد في العبادة، ويصوم حتى يخضر ويصفر، فلما احتُضِر بكى، فقيل له: ما هذا الجزع؟ فقال: مالي لا أجزع، والله لو أتُيتُ بالمغفرة من الله لأهمني الحياء منه مما قد صنعت، إن الرجل ليكون بينه وبين آخر الذنب الصغير فيعفو عنه، فلا يزال مستحياً منه. ص52.
3 ـ قال مسروق: من سره أن يعلم علم الأولين والآخرين، وعلم الدنيا والآخرة، فليقرأ سورة الواقعة.
قلت (الذهبي): هذا قاله مسروق على المبالغة، لعظم ما في السورة من جمل أمور الدارين. ومعنى قوله: فليقرأ الواقعة، أي: يقرأها بتدبر وتفكر وحضور، ولا يكن كمثل الحمار يحمل أسفاراً. ص68.
4 ـ الحارث بن قيس الجعفي الكوفي العابد الفقيه صحب علياً وابن مسعود. روى عنه خيثمة بن عبدالرحمن قوله: إذا كنت في الصلاة، فقال لك الشيطان: إنك ترائي فزدها طولاً. ص75.
5 ـ قال الأحنف بن قيس: ثلاث فيّ ما أذكرهن إلا لمُعْتبِر، ما أتيت باب السلطان إلاّ أن أدعى، ولا دخلت بين اثنين حتى يدخلاني بينهما، وما أذكر أحداً بعد أن يقوم من عندي إلا بخير. ص92.
6 ـ عن يحيى بن سعيد، قال: سُئل سعيد ين المسيب عن آية، فقال سعيد: لا أقول في القرآن شيئاً.
قلت (الذهبي): ولهذا قلّ ما نُقل عنه في التفسير. ص242.
بقية الفوائد تأتي تباعاً بإذن الله.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[19 Sep 2010, 06:24 ص]ـ
7 ـ من مليح قول شهر (بن حوشب): من ركب مشهوراً من الدواب، ولبس مشهوراً من الثياب، أعرض الله عنه، وإن كان كريما.
قلت (الذهبي): من فعله ليعز الدين، ويرغم المنافقين، ويتواضع مع ذلك للمؤمنين، ويحمد رب العالمين، فحسن. ومن فعله بذخاً وتيهاً وفخراً أذله الله وأعرض عنه. ص375 ـ 376.
8 ـ قال علي بن الحسين (ابن علي رضي الله عنه): إني لأستحي من الله أن أرى الأخ من إخواني، فأسأل الله له الجنة وأبخل عليه بالدنيا، فإذا كان غداً قيل لي: لو كانت الجنة بيدك لكنت بها أبخل وأبخل. ص394.
9 ـ كان علي بن الحسين يقول: اللهم إني أعوذ بك أن تحسن في لوائح العيون علانيتي، وتقبح في خفيات العيون سريرتي؛ اللهم كما أسأتُ وأحسنتَ إلي، فإذا عُدت فَعُد علي. ص396.
10 ـ كان بين حسن بن حسن، وبين ابن عمه علي بن الحسين شيء، فما ترك حسن شيئاً إلا قاله، وعليّ ساكت، فذهب حسن، فلما كان في الليل، أتاه علي، فخرج، فقال علي: يا ابن عمي إن كنت صادقاً فغفر الله لي، وإن كنت كاذباً فغفر الله لك، والسلام عليك. فالتزمه حسن، وبكى حتى رثي له. ص397.
11 ـ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي العلوي الفاطمي، شُهر بالباقر، من: بَقَرَ العلم، أي شقه فعرف أصله وخفيه. ص402.
12 ـ قال ابن فضيل، عن سالم بن أبي حفصة: سألت أبا جعفر (الباقر) وابنه جعفراً عن أبي بكر وعمر، فقال لي: يا سالم، تولهما وابرأ من عدوهما، فإنهما كانا إمامي هدى.
كان سالم فيه تشيع ظاهر، ومع هذا فيبث هذا القول الحق؛ وإنما يعرف الفضل لأهل الفضل ذو الفضل، وكذلك ناقلها ابن فضيل شيعي ثقة. فعثَّر الله شيعة زماننا ما أغرقهم في الجهل والكذب، فينالون من الشيخين وزيري المصطفى صلى الله عليه وسلم، ويحملون هذا القول من الباقر والصادق على التقية. ص402 ـ 403.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[20 Sep 2010, 07:25 م]ـ
13 ـ حكى الأصمعي، أن أشعب مرّ في طريق، فعبث به الصبيان فقال: ويحكم، سالم يقسم جوزاً أو تمراً، فمروا يعدون، فغدا أشعب معهم، وقال: ما يدريني لعله حق!. ص465.
14 ـ قال مكحول: ما زلت مضطلعاً على من ناوأني حتى عاونهم عليّ رجاء بن حيوة؛ وذلك أنه كان سيد أهل الشام في أنفسهم.
قلت (الذهبي): كان ما بينهما فاسداً؛ وما زال الأقران ينال بعضهم من بعض؛ ومكحول ورجاء إمامان، فلا يلتفت إلى قول أحد منهما في الآخر. ص558.
15 ـ عن عبدالرحمن بن يزيد بن جابر قال: كنا مع رجاء بن حيوة، فتذاكرنا شكر النعم، فقال: ما أحد يقوم بشكر نعمة؛ وخلفنا رجل على رأسه كساء، فقال: ولا أمير المؤمنين؟ فقلنا: وما ذكر أمير المؤمنين هنا! وإنما هو رجل من الناس. قال: فغفلنا عنه، فالتفت رجاء فلم يره فقال: أُتيتم من صاحب الكساء، فإن دعيتم فاستحلفتم فاحلفوا؛ قال: فما علمنا إلا بحرسي قد أقبل عليه، قال: هيه يا رجاء يذكر أمير المؤمنين، فلا تحتج له؟! قال: فقلت: وما ذاك يا أمير المؤمنين؟ قال: ذكرتم شكر النعم، فقلتم: ما أحد يقوم بشكر نعمة، قيل لكم: ولا أمير المؤمنين، فقلت: أمير المؤمنين رجل من الناس! فقلتُ: لم يكن ذلك؛ قال: آلله؟ قلت آلله. قال: فأمر بذلك الرجل الساعي، فضرب سبعين سوطاً. فخرجت وهو متلوث بدمه فقال: هذا وأنت رجاء بن حيوة قلت: سبعين سوطاً في ظهرك خير من دم مؤمن. قال ابن جابر فكان رجاء بن حيوة بعد ذلك إذا جلس في مجلس يقول ويتلفت: احذروا صاحب الكساء. ص561.
16 ـ عن الحسن (البصري) قال: ابن آدم، السكين تحد، والكبش يعلف، والتنور يُسْجَر. ص586.
17 ـ قيل للفرزدق: من أشعر الناس؟ قال: كفاك بي إذا افتخرت، وبجرير إذا هجا، وبابن النصرانية إذا امتدح. (يقصد الأخطل).
18 ـ عن عثمان التيمي، قال: رأيت جريراً وما تُضم شفتاه من التسبيح، قلت: هذا حالك وتقذف المحصنات! فقال: (إن الحسنات يذهبن السيئات). وعد من الله حق. ص591.
19 ـ قيل لطلق بن لحبيب صف لنا التقوى، فقال: العمل بطاعة الله، على نور من الله، رجاء ثواب الله، وترك معاصي الله، على نور من الله، مخافة عذاب الله.
قلت (الذهبي): أبدع وأوجز، فلا تقوى إلا بعمل، ولا عمل إلا بترو من العلم والاتباع. ولاينفع ذلك إلا بالإخلاص لله، لا ليقال: فلان تارك للمعاصي بنور الفقه، إذ المعاصي يفتقر اجتنابها إلى معرفتها، ويكون الترك خوفاً من الله لا ليمدح بتركها، فمن داوم على هذه الوصية فقد فاز. ص601.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[16 Oct 2010, 06:23 م]ـ
فوائد من المجلد الخامس:
1 ـ عن عكرمة أنه كان إذا رأى السُّؤَّال سبهم، ويقول: كان ابن عباس يسبهم، ويقول: لا تشهدون جمعة ولا عيداً إلاّ للمسألة والأذى، وإذا كانت رغبة الناس إلى الله، كانت رغبتهم إلى الناس.
قلت (الذهبي): فكيف إذا انضاف إلى ذلك غنىً ما عن السؤال، وقوة على التكسب. ص19.
2 ـ كان القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، قليل الحديث، قليل الفتيا، وكان يكون بينه وبين الرجل المداراة في الشيء، فيقول له القاسم: هذا الذي تريد أن تخاصمني فيه هو لك، فإن كان حقاً، فهو لك، فخذه، ولا تحمدني فيه، وإن كان لي، فأنت منه في حِلّ وهو لك. ص57.
3 ـ عن إبراهيم التيمي قال: إن الرجل ليظلمني فأرحمه، وإذا رأيت الرجل يتهاون في التكبيرة الأولى فاغسل يدك منه. ص61 ـ 62.
4 ـ قال ميمون بن مهران: إذا أتى الرجل باب سلطان، فاحتجب عنه، فليأت بيوت الرحمن، فإنها مُفتَّحة، فليصل ركعتين، وليسأل حاجته. ص75.
5 ـ عن الأوزاعي قال: مات عطاء بن أبي رباح يوم مات، وهو أرضى أهل الأرض عند الناس، وما كان يشهد مجلسه إلا تسعة أو ثمانية. ص84.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[29 Oct 2010, 06:23 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
6 ـ عن عبدالعزيز بن عمر: قال لي رجاء بن حيوة: ما أكملَ مروءة أبيك! سمرت عنده، فعشي السراج، وإلى جانبه وصيف نام، قلت: ألا أنبهه؟ قال: لا دعه، قلت: أنا أقوم: قال: لا، ليس من مروءة الرجل استخدامه ضيفه، فقام إلى بطة الزيت (إناء كالقارورة)، وأصلح السراج ثم رجع، وقال: قمت وأنا عمر بن عبدالعزيز، ورجعت وأنا عمر بن عبدالعزيز. ص136.
7 ـ قال ابن عيينه: كانوا يقولون: ما رفع قيس بن مسلم رأسه إلى السماء منذ كذا وكذا تعظيماً لله. قلت: (الذهبي) ورفع الرأس إلى السماء يلزم المسلم ليعرف مواقيت الصلاة، والنجوم التي يُهتدى بها. ص164.
8 ـ قال الترمذي عن البخاري: رأيت أحمد وعليا ًوإسحاق وأبا عبيد وعامة أصحابنا يحتجون بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، ما تركه أحد من المسلمين، فمن الناس بعدهم؟
قلت (الذهبي): أستبعد صدور هذه الألفاظ من البخاري، أخاف أن يكون أبو عيسى وهم. وإلا فالبخاري لا يعرّج على عمرو، أفتراه يقول: فمن الناس بعدهم، ثم لا يحتج به أصلاً ولا متابعة؟ ص167
ثم إن أبا حاتم بن حبان تحرج من تليين عمرو بن شعيب، وأداه اجتهاده إلى توثيقه، فقال: والصواب في عمرو بن شعيب أن يحوّل من هنا إلى تاريخ الثقات، لأن عدالته قد تقدمت.
فأما المناكير في حديثه إذا كانت روايته، عن أبيه، عن جده، فحكمه حكم الثقات إذا رووا المقاطيع والمراسيل بأن يُترك من حديثهم المرسل والمقطوع، و يحتج بالخبر الصحيح.
فهذا يوضح لك أن الآخر من الأمرين عند ابن حبان أن عمراً ثقة في نفسه، وأن روايته عن أبيه عن جده إما منقطعة أو مرسلة، ولا ريب أن بعضها من قبيل المسند المتصل، وبعضها يجوز أن تكون روايته وجادة أو سماعاً، فهذا محل نظر واحتمال. ولسنا ممن نعد نسخة عمرو عن أبيه عن جده من أقسام الصحيح الذي لا نزاع فيه من أجل الوجادة، ومن أجل أن فيها مناكير. فينبغي أن يتأمل حديثه، ويتحايد ما جاء منه منكراً، ويروى ما عدا ذلك في السنن والأحكام محسّنين لإسناده، فقد احتج به أئمة كبار، ووثقوه في الجملة، وتوقف فيه آخرون قليلاً، وما علمت أن أحداً تركه. ص175.
9 ـ قال مصعب: سمع عامر بن عبدالله بن الزبير، المؤذن وهو يجود بنفسه، فقال: خذوا بيدي فقيل: إنك عليل، قال: أسمع داعي الله الله، فلا أجيبه، فأخذوا بيده، فدخل مع الإمام في المغرب، فركع، ثم مات. ص220.
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[29 Oct 2010, 08:05 م]ـ
جزاكم الله خيرا ...
ولدي إقتراح: لو يتم جمع هذه الفوائد وطباعتها في كتاب لتعم الفائدة أكثر،،، وكذلك سائر مواضيعكم،،،
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[20 Nov 2010, 01:47 م]ـ
شكر الله لكم يا فجر الأمة على حسن ظنكم، إذا اكتملت بإذن الله لكل حادث حديث، والله يحفظكم ويرعاكم.(/)
بهذه المناسبة الشريفة: نعاهدك في يوم مولدك يا سيدي يا رسول الله
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[27 Feb 2010, 02:41 ص]ـ
نعاهدك في يوم مولدك يا سيدي يا رسول الله
كتب د. ناجح إبراهيم في جريدة " المصريون " ( http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=25159)
في يوم مولدك يا رسول الله نجدد لك الولاء .. ونجدد لك البيعة .. ونجدد لك المحبة.
ونقول لك في يوم مولدك رغم تقصيرنا في حقك وإسرافنا على أنفسنا إلا أنك أحب إلينا من أهلنا وأولادنا وأنفسنا والناس أجمعين.
ورغم أننا قد لا نستطيع تطبيق ذلك في واقعنا في بعض الأحيان إلا أن هذا الحب العظيم هو ما عقدنا عليه قلوبنا وما استقر في نفوسنا ووجداننا.
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ألا ننشغل بالجزئيات عن الكليات .. أو بالفروع دون الأصول .. وألا نحول الخطأ إلي خطيئة .. والصغيرة إلي كبيرة.
ونعاهدك يا سيدي يا رسول الله ألا تلهينا المسائل الفرعية عن القضايا المصيرية .. فلا ندع أوقاتنا وجهودنا يأكلها الجدل أو المراء فيما لا طائل من ورائه .. أو الصراع والتشاحن والتنابذ حول مسائل فقهية فرعية اختلف فيها السابقون .. ولا أمل أن يتفق عليها المعاصرون ولا فائدة من حسمها .. أو شغل الأوقات فيما لا فائدة منه في عمل أو إصلاح أو خير.
فلن نكون أبدا ً ممن يسألون عن دم البعوض .. ودم الحسين مراق .. أو الذين يتراشقون بالسباب من أجل خلافات فقهية وبلاد المسلمين محتلة أو مهددة بالاحتلال والتقسيم وذوبان الهوية.
نعاهدك يا سيدي يا رسول (صلى الله عليه وسلم) في يوم مولدك أن ندافع عن الإسلام وأوطاننا حتى آخر نفس يخرج من صدورنا .. وأن نضحي من أجلهما بالغالي والرخيص .. والنفس والنفيس.
نعاهدك يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن نعطي كل ذي حق حقه .. فلديننا حق علينا .. وكذلك جيراننا ومواطنينا مسلمين وغير مسلمين
نعاهدك يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن نلتزم بوسطية الإسلام وعدله .. دون إفراط أو تفريط .. أو غلو أو تقصير .. أو زياد أو نقصان
نعاهدك يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في يوم مولدك أن نعيش مع الحق سبحانه بغير نفس .. وأن نعيش مع النفس بغير خلق .. وأن نعيش مع النفس بالمحاسبة والمراقبة.
نعاهدك أن نعترف بأخطائنا .. وأن نصحح مسيرتنا باستمرار .. وألا نغضب ممن يسدي لنا نصحا ً أو توجيها ً أو نقدا ً بناء ً .. وألا نغضب إلا لديننا وشريعتنا .. وألا نغضب لأنفسنا ما استطعنا إلي ذلك سبيلا.
نعاهدك أن نعدل حتى مع خصومنا ومخالفينا .. وأن نعدل حتى مع من يظلمنا .. وأن نعدل مع المسلمين وغير المسلمين .. ومع الصالحين والفاسقين
فبالعدل قامت السماوات والأرض .. وبالعدل وللعدل أنزل الله الكتب وأرسل الرسل .. وإن الله يقيم الجماعة العادلة حتى لو لم تكن مسلمة .. ويزيل الجماعة الظالمة حتى وإن كانت مسلمة.
وبالعدل أتيت يا رسول الله .. وبه حكمت وأمرت .. وبه سدت على العالمين.
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن نمد أيدينا ونفتح قلوبنا لكل من يريد الخير للإسلام والأوطان والمجتمع .. وأن نعاون كل من يحافظ على بلادنا وأوطاننا ويرعي حرمتها .. ويحافظ على هويتها ويمنع ذوبان هذه الهوية.
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن نتمسك بالدعوة إلى الله كما دعوت بالحكمة والموعظة الحسنة وبالرفق .. وأن يكون شعارنا مع العصاه والشاردين.
" اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون "
وأن نحافظ على طهارة منبرك ودعوتك من الأغراض والأهواء والشهوات والشبهات.
وأن تكون دعوتنا للإسلام متجردة لله .. لا ننتظر أجراً من أحد .. وألا نطلب مقابلاً لهذه الدعوة من أحد.
وأن يكون شعارنا في دعوتنا.
" قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى "
فالمقياس الحقيقي لقوة الدعوة وقبولها ليس بكثرة كلامها أو علو صوتها ولكن بقدر إخلاصها وتجردها.
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله أن نكون دعاه لا قضاه .. ودعاة لا ولاة .. ودعاة لا بغاة.
وأن نعمل بالمثل القائل
"اجنوا العسل ولا تكسروا الخلية "
فالداعية العظيم هو الذي يجني العسل بهدوء ورفق .. دون أن يزعج النحل أو يقتله أو يشرده .. ودون أن يكسر الخلية ويسكب العسل على الأرض.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأن نكون ممن يجمع ولا يفرق .. ويبشر ولا ينفر .. وييسر ولا يعسر .. ويحبب ولا يبغض .. ويجذب ولا يطرد .. يعين الناس على شيطانهم ولا يعين الشيطان عليهم.
في يوم مولدك يا رسول الله نعاهدك ألا يكون جل اهتمامنا بهدديك الظاهر مثل اللحية ونحوها فقط .. ولكننا نعاهدك على إصلاح بواطننا وقلوبنا وضمائرنا .. وأن نهتم بغسل وتنظيف هذه القلوب أكثر من خمس مرات يومياً .. كما نتوضأ كل يوم خمس مرات ونغسل فيها جوارحنا بعناية .. فالقلوب أولى بالنظافة من الجوارح .. والنفوس أولى بالطهارة من الملابس.
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله في يوم مولدك أن نعيش دوماً مع قولك الكريم
"إن الله لا ينظر إلى صوركم وأشكالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"
نعاهدك أن نسعى لإصلاح قلوبنا قبل جوارحنا .. وإصلاح باطننا قبل ظاهرنا.
نعاهدك ألا نهمش دعوتك العظيمة في المظهر دون الجوهر .. وفي الشكل دون المضمون
نعاهدك أن ننشغل بالبناء عن الهدم .. وبالعمل عن الجدل .. وبالجمع عن التفريق
نعاهدك أن نحرص على الواجب الشرعي فلا نضيعه .. وأن نهتم بالواقع العملي فلا نهمله .. فمن أهمل الواجب الشرعي فقد ضيع دينه وقصر في حق ربه .. وأهمل أمر ربه وأمر رسوله (صلى الله عليه وسلم)
أما من يهمل الواقع ولا يدركه ولا يعرفه فقد غفل عن الواقع الذي تعمل فيه النصوص الشرعية .. فهذه النصوص لا تعمل في فراغ .. ولا تطبق في الهواء .. ولكن كل نص شرعي من كتاب أو سنة يتناسب مع واقع معين .. ومن أخطأ قراءة النص الشرعي أو أخطأ في قراءة واقعة فإنه سيخطأ بالتأكيد في العمل للإسلام وبالإسلام .. وسيقع في سلسلة متواصلة من السلبيات والأخطاء في دعوته قد تضيع دعوته ليخرج منها خالي الوفاض.
نعاهدك يا رسول الله في يوم مولدك أن ندور مع الإسلام حيث دار .. ومع الشريعة حيث كانت .. ولا ندور حول ذواتنا أو هيئاتنا أو جماعاتنا .. فمن دار حول الإسلام والشريعة ربح ونجح في الدارين .. ومن دار حول ذاته فشل وهزم .. وفسد وأفسد
نعاهدك يا رسول الله أن نفرق بين الغايات والوسائل .. فلا نحول الوسائل إلي غايات .. ولا تنزلها مكانتها .. فإن بعض الخلل الذي أصاب مسيرة الحركة الإسلامية المعاصرة هو تحويل الوسائل إلي غايات .. أو عدم التفرقة بينهما على الأقل.
فالجماعة المسلمة وسيلة إلي تحقيق الإسلام في واقع الحياة .. فلا نحولها إلي غاية .. ليفجر بعضنا في الخصومة من أجلها .. أو نتعصب لها بغير حق .. أو ندور حولها دون وعي .. فنضيع مع هذا الدوران الواجبات والفرائض .. أو نتعصب لها تعصبا ً أعمى مثلما يفعل البعض اليوم.
والجهاد وسيلة إلي مرضاة الله فلا ينبغي أن يتحول شعارنا في يوم من الأيام إلي " الجهاد للجهاد " أو " القتال للقتال " .. أو " والقتال حتى دون هدف " أو " القتال حتى لو أضر بالدعوة أو بالإسلام نفسه " .. كما يفعل البعض
فمعرفة الفرق بين الغايات والوسائل يساعدنا على ضبط حركتنا وعدم الاستغراق في الوسيلة على حساب المقصد والغاية.
وعلينا جميعا ًأن نجدد في وسائلنا لتحقيق المقصد الأسمى لنا جميعا ً وهو إقامة الدين .. فالغايات ثابتة والوسائل متعددة ومتغيرة .. وهي تختلف من زمان إلي زمان .. ومن مكان إلي مكان .. بحيث تتلاءم مع كل الأزمان والبلاد .. وتحقق المصالح وتدرأ المفاسد.
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله في يوم مولدك أن نكون ثابتين على ثوابت الإسلام .. ومتغيرين مع متغيراته.
أن نكون ثابتين مع أخلاقه وعقيدته وغاياته الكبرى وأركانه المعروفة .. وأن نكون متطورين ومتغيرين مع الوسائل والآليات لإقامة الدين في دنيا الناس.
وأن نكون مع ثوابت الإسلام في صلابة الحديد .. ومع متغيراته في مرونة الحرير.
نعاهدك يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن نفرق بين الأصول والفروع .. وبين الثوابت والمتغيرات .. فلا نقيم الدنيا ونقعدها من أجل فروع فقهية اختلف فيها السلف والخلف .. ولم يحسم الرأي الفقهي فيها.
نعاهدك ألا نتعصب ولا نخاصم ولا نشق صف المسلمين من أجل قضية فرعية فقهية لا ضرر من الخلاف فيها .. فالخلاف الفقهي في الفروع هو مصدر ثراء للفقه الإسلامي وتوسعه على المسلمين ورحمة بالناس وحلا ً لمشكلات مجتمعية وإنسانية بل ودولية كثيرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلولا أن هناك خلافا ً فقهيا ً معتبرا ًفي مسائل الحلف بالطلاق لطلقت معظم نساء مصر أو عاشت في الحرام.
ولولا الخلاف الفقهي في جواز قتل المسلم بغير المسلم لاحتلت دول إسلامية إذا نصت في دساتيرها على غير ذلك.
إن الذين يتصارعون ويتخاصمون ويسفه بعضهم بعضا ً من أجل آراء فقهية فرعية لم يفهموا شيئا ً من هدى النبي (صلى الله عليه وسلم) ولا سنته ولا سيرته ولا حكمته التي أقرت أصحابه جميعا ً الذين اختلفوا في تفسير قوله (صلى الله عليه وسلم)
" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة "
فصلى بعضهم العصر في الطريق حملا ً لكلامه (صلى الله عليه وسلم) على أنه لمجرد الحث والإسراع .. وصلى بعضهم العصر بعد وقتها في بني قريظة حملا ً لكلامه على ظاهره.
نعاهدك أن نحول ذكرى مولدك لإقامة سنتك في الأرض .. وأن نحول هذه الذكرى لمحاربة كل ما تكرهه وتبغضه فينا يا سيدي يا رسول الله .. نحارب الرشوة والفساد .. الكبر والحقد والحسد بين الناس .. ونواجه الجريمة والمنكر .. وعقوق الوالدين .. ونتحدى الظلم بكافة أنواعه .. ونعين اليتيم والمسكين والمريض والأرملة والمصاب.
نعاهدك يا رسول الله "صلى الله عليه وسلم " أن نعيش لإسلامنا وديننا وأوطاننا ومجتمعاتنا .. وألا نعيش لأنفسنا أو نتمحور حول دنيانا.
ونعدك يا رسول الله أن نكون من أهل توجيهك العظيم
" خير الناس أنفعهم للناس "
فلن نقبض أيدينا عن أحد .. وسنمدها للناس جميعاً .. وسنلبي دعوة السجين والمعتقل لفك أسره .. ونلبي دعوة اليتيم للوقوف إلي جواره .. ونلبي دعوة المحروم كي نعطيه مما أعطانا الله .. فإن لم يكن لنا مال أعطيناه من حبنا ومودتنا ودفء مشاعرنا وصدق إخوتنا.
نعدك يا سيدي يا رسول الله ألا نتخلى عن إخواننا المعتقلين والسجناء وأسرهم ما استطعنا لذلك سبيلا .. وأن نيسر عليهم حياتهم إن لم نستطع تفريج كربهم.
وأن نرحم الناس كل الناس .. عسى الله أن يرحمنا متأسين بقولك العظيم
" الراحمون يرحمهم الرحمن"
نعدك يا سيدي يا رسول الله في يوم مولدك أن نستبرئ لديننا وأعراضنا ما استطعنا لذلك سبيلا .. فالداعية كالعذراء يشين سمعته أي شيء.
ونعدك يا سيدي يا رسول الله أن نكون كالشجر المثمر يرميه الناس بالحجر فيرميهم بأطيب الثمر .. فالشجر العقيم لا يلتفت إليه أحد ولا يرميه أحد بحجر .. لأنه لا خير فيه ولا ثمر ولا نفع فيه.
ونعاهدك يا سيدي يا رسول الله أن نسعى لإدخال الناس للدين بحسن دعوتهم وإرشادهم وتبلغيهم رسالتك ودعوتك بالصبر الجميل عليهم والحلم معهم.
فالداعية الصادق وهو الذي يسعى لإدخال الناس للدين وليس إخراجهم منه بتكفيرهم أو تفسيقهم أو تبديعهم بأوهى الأسباب ودون حجة.
ونعاهدك يا سيدي يا رسول الله في يوم مولدك أن نحب أصحابك الكرام الأطهار ونذب عنهم وننشر سيرتهم العطرة ونوالي من يواليهم ونعادي من يعاديهم .. ونخاصم من يخاصمهم أو يقدح فيهم أو يرميهم بالسوء.
وخاصة وزيريك يا سيدي يا رسول الله" أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب" رضي الله عنهما .. فقد أسديا للإسلام أعظم الخدمات .. وبلغا رسالتك أعظم البلاغ .. وحكما في الناس بالعدل والقسط.
وسندافع عن زوجتك البتول الطاهرة الفقهية حبيبتك السيدة/ عائشة رضي الله عنها .. والتي حملت على عاتقها إبلاغ معظم فقه النساء والأسرة إلى الأمة كلها بأمانه وصدق وعلم وتجرد.
فمن أحب أصحابك فقد أحبك .. ومن رغب عن أصحابك فقد رغب عنك .. ومن سبهم فقد طعن فيك وفي رسالتك بطريق غير مباشر.
وسنعيش دوماً ذاكرين قولك العظيم
" الله .. الله .. في أصحابي فلو أنفق أحدكم ملء الأرض ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه "
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله أن نعمل بالمعادلة الجميلة التي ذكرها بعض السلف الصالح ملخصاً فيها الإسلام في كلمتين وهي
" الإسلام هو تعظيم الحق "سبحانه" والرفق بالخلق".
فمن حاز الأمرين سينجح في دعوته ورسالته .. ولن يكون هناك تعظيم حقيقي للخالق سبحانه إلا مع الرحمة بالخلق.
فيا أحبتي عظموا الحق " سبحانه " وارحموا الخلق .. وراقبوا الحق وتلطفوا بالخلق.
وقد كنت يا رسول الله "صلى الله عليه وسلم " أعظم الناس في مراقبتك للحق "سبحانه " وتلطفك ورفقك ورحمتك بالخلق .. فجمعت الحسنين معا ً.
نعاهدك يا رسول الله في يوم مولدك أن نسعى دوماً لحقن دماء المسلمين ووقف نزيف دمائهم .. ووقف الصدام المستعر بين الحركات الإسلامية وحكوماتها دونما مبرر أو مصلحة .. ووقف شحن أبناء الحركات الإسلامية إلى السجون والمعتقلات .. ليعيشوا هناك بقية حياتهم وكأنها كتبت عليهم وحدهم .. وذلك دون أن نتخلى عن ثوابت ديننا أو أن نفرط في شريعتنا أو أن نقصر في أمر ربنا.
فإن فعلنا ذلك ثم حدث لنا مكروه فليس أمامنا سوى الصبر الجميل .. والصبر ليس خياراً سلبياً أو اختيارا للضعفاء كما يتصور البعض .. بل هو خيار أولي العزم من الرسل
" فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ "
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله أن نتبع هديك ما استطعنا في أن " نعفو عمن ظلمنا .. ونعطى من حرمنا .. ونصل من قطعنا".
فالصبر الجميل .. والحلم الجميل .. والصفح الجميل .. من أعظم الأدوات التي أمرك بها ربك .. ونحن سنلتزم بها ما حيينا.
يا سيدي يا رسول الله سنعيش اليوم بقلوبنا وأرواحنا مع
" فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ "
" فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ "
" فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً "
قد نقصر يا سيدي يا رسول الله في إنفاذ هذا العهد في بعض الأوقات أو تغلبنا أنفسنا الأمارة بالسوء في لحظات .. أو يوسوس لنا الشيطان للتقصير أو التفريط .. ولكننا سنحاول مرات ومرات .. وسنعزم مرات ومرات .. لإنفاذ عهدك والقيام بهذه المسئولية الجسيمة مهما كانت الصعوبات والعقبات فهذا قدرنا ولا مفر لنا منه.
والمهم أننا عازمون على ذلك .. وعلى الله التوكل .. ومنه الحول والقوة.
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=25159
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[27 Feb 2010, 05:06 ص]ـ
نعاهدك في يوم مولدك يا سيدي يا رسول الله
في يوم مولدك يا رسول الله نعاهدك ألا يكون جل اهتمامنا بهدديك الظاهر مثل اللحية ونحوها فقط .. ولكننا نعاهدك على إصلاح بواطننا وقلوبنا وضمائرنا .. وأن نهتم بغسل وتنظيف هذه القلوب أكثر من خمس مرات يومياً .. كما نتوضأ كل يوم خمس مرات ونغسل فيها جوارحنا بعناية .. فالقلوب أولى بالنظافة من الجوارح .. والنفوس أولى بالطهارة من الملابس.
نعاهدك ألا نهمش دعوتك العظيمة في المظهر دون الجوهر .. وفي الشكل دون المضمون
نعاهدك يا رسول الله في يوم مولدك أن ندور مع الإسلام حيث دار .. ومع الشريعة حيث كانت .. ولا ندور حول ذواتنا أو هيئاتنا أو جماعاتنا .. فمن دار حول الإسلام والشريعة ربح ونجح في الدارين .. ومن دار حول ذاته فشل وهزم .. وفسد وأفسد
نعاهدك أن نحول ذكرى مولدك لإقامة سنتك في الأرض .. وأن نحول هذه الذكرى لمحاربة كل ما تكرهه وتبغضه فينا يا سيدي يا رسول الله .. نحارب الرشوة والفساد .. الكبر والحقد والحسد بين الناس .. ونواجه الجريمة والمنكر .. وعقوق الوالدين .. ونتحدى الظلم بكافة أنواعه .. ونعين اليتيم والمسكين والمريض والأرملة والمصاب.
[/ url]
الأخ الفاضل:
اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما شرع هو عين السمع والطاعة، وهو دليل صدق المحبة ألم تسمع قول الله تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر ذنوبكم)، والاحتفال بالمولد النبوي من البدع المحدثة في الدين وقد قال صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد).
دع عنك هذا واقرأ إن شئت:
رسالة في حكم الاحتفال بالمولد النبوي للعلامة عبد العزيز بن باز ( http://www.saaid.net/mktarat/Maoled/0.htm)
ـ[مها]ــــــــ[27 Feb 2010, 06:00 ص]ـ
من المفارقات العجيبة أن من يحتفل بالمولد في 12 من ربيع الأول سيجد نفسه أنه احتفل بعين التاريخ الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد نبه إلى هذا ابن الحاج المالكي، والفاكهاني، فكيف يجمع بين حزن وفرح ومصيبة ونعمة؟
المولد فرحة يوم - لجينيات ( http://www.lojainiat.com/index.cfm?do=cms.con&contentid=34704)
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[27 Feb 2010, 04:57 م]ـ
الأخ الفاضل:
اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما شرع هو عين السمع والطاعة، وهو دليل صدق المحبة ألم تسمع قول الله تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر ذنوبكم)، والاحتفال بالمولد النبوي من البدع المحدثة في الدين وقد قال صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد).
دع عنك هذا واقرأ إن شئت:
رسالة في حكم الاحتفال بالمولد النبوي للعلامة عبد العزيز بن باز ( http://www.saaid.net/mktarat/Maoled/0.htm)
الأخت أو الأخ (قطرة مسك)
هناك بعض التنبيهات:
1 - المقال ليس لي، و لكنه للأخ د. ناجح إبراهيم - كما هو مذكور في أوله - و النقل مِنّي هنا للموافقة على ما فيه، و المراجعة لبعض ما فيه واردة
2 - قوله: (في يوم مولدك يا رسول الله نعاهدك ألا يكون جل اهتمامنا بهدديك الظاهر مثل اللحية ونحوها فقط .. ولكننا نعاهدك على إصلاح بواطننا وقلوبنا وضمائرنا): تعني تعهده بالهَدْي النبويّ في ظاهر حال المرء و باطنه، و هذا هو المعنى الصحيح للالتزام بالشرع، و ليس في ذلك وجهٌ للتعقّب.
3 - ما وجه (الاحتفال) المبتدَع في هذا المقال؟
4 - كراهة أو تحريم مُجرَّد التذكير بسيرة النبي صلى الله عليه و سلم في أيّ يوم من الأيام، هو عيْن البدعة و الضلالة، و لا ريْب في هذا
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمدٍ و سلّم تسليما كثيرا
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[27 Feb 2010, 06:04 م]ـ
ألم تسمع قول الله تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر ذنوبكم) [/ url]
تصويب الآية (ويغفر لكم ذنوبكم)
وتعقيبا على المشاركة السابقة أقول: عنوان المقالة (دعوة بهذه المناسبة الشريفة)، فتخصيص نقل المقالة بزمن الاحتفال يوحي إلى الرضا بهما.
رسولنا صلى الله عليه وسلم تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، ومن أراد الحق عرف طريقه.
نسأل الله الثبات على الحق دنيا وأخرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[27 Feb 2010, 06:38 م]ـ
لم يثبت تاريخيا تحديد مولد النبي صلى الله عليه وسلم بيوم12 من ربيع الأول، غاية ما في الأمر أنه صلى الله عليه وسلم ولد عام الفيل يوم الاثنين.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[27 Feb 2010, 08:36 م]ـ
نعاهدك في يوم مولدك يا سيدي يا رسول الله
كتب د. ناجح إبراهيم في جريدة " المصريون " ( http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=25159)
في يوم مولدك يا رسول الله نجدد لك الولاء .. ونجدد لك البيعة .. ونجدد لك المحبة.
ونقول لك في يوم مولدك رغم تقصيرنا في حقك وإسرافنا على أنفسنا إلا أنك أحب إلينا من أهلنا وأولادنا وأنفسنا والناس أجمعين.
ورغم أننا قد لا نستطيع تطبيق ذلك في واقعنا في بعض الأحيان إلا أن هذا الحب العظيم هو ما عقدنا عليه قلوبنا وما استقر في نفوسنا ووجداننا.
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ألا ننشغل بالجزئيات عن الكليات .. أو بالفروع دون الأصول .. وألا نحول الخطأ إلي خطيئة .. والصغيرة إلي كبيرة.
ونعاهدك يا سيدي يا رسول الله ألا تلهينا المسائل الفرعية عن القضايا المصيرية .. فلا ندع أوقاتنا وجهودنا يأكلها الجدل أو المراء فيما لا طائل من ورائه .. أو الصراع والتشاحن والتنابذ حول مسائل فقهية فرعية اختلف فيها السابقون .. ولا أمل أن يتفق عليها المعاصرون ولا فائدة من حسمها .. أو شغل الأوقات فيما لا فائدة منه في عمل أو إصلاح أو خير.
فلن نكون أبدا ً ممن يسألون عن دم البعوض .. ودم الحسين مراق .. أو الذين يتراشقون بالسباب من أجل خلافات فقهية وبلاد المسلمين محتلة أو مهددة بالاحتلال والتقسيم وذوبان الهوية.
نعاهدك يا سيدي يا رسول (صلى الله عليه وسلم) في يوم مولدك أن ندافع عن الإسلام وأوطاننا حتى آخر نفس يخرج من صدورنا .. وأن نضحي من أجلهما بالغالي والرخيص .. والنفس والنفيس.
نعاهدك يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن نعطي كل ذي حق حقه .. فلديننا حق علينا .. وكذلك جيراننا ومواطنينا مسلمين وغير مسلمين
نعاهدك يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن نلتزم بوسطية الإسلام وعدله .. دون إفراط أو تفريط .. أو غلو أو تقصير .. أو زياد أو نقصان
نعاهدك يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في يوم مولدك أن نعيش مع الحق سبحانه بغير نفس .. وأن نعيش مع النفس بغير خلق .. وأن نعيش مع النفس بالمحاسبة والمراقبة.
نعاهدك أن نعترف بأخطائنا .. وأن نصحح مسيرتنا باستمرار .. وألا نغضب ممن يسدي لنا نصحا ً أو توجيها ً أو نقدا ً بناء ً .. وألا نغضب إلا لديننا وشريعتنا .. وألا نغضب لأنفسنا ما استطعنا إلي ذلك سبيلا.
نعاهدك أن نعدل حتى مع خصومنا ومخالفينا .. وأن نعدل حتى مع من يظلمنا .. وأن نعدل مع المسلمين وغير المسلمين .. ومع الصالحين والفاسقين
فبالعدل قامت السماوات والأرض .. وبالعدل وللعدل أنزل الله الكتب وأرسل الرسل .. وإن الله يقيم الجماعة العادلة حتى لو لم تكن مسلمة .. ويزيل الجماعة الظالمة حتى وإن كانت مسلمة.
وبالعدل أتيت يا رسول الله .. وبه حكمت وأمرت .. وبه سدت على العالمين.
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن نمد أيدينا ونفتح قلوبنا لكل من يريد الخير للإسلام والأوطان والمجتمع .. وأن نعاون كل من يحافظ على بلادنا وأوطاننا ويرعي حرمتها .. ويحافظ على هويتها ويمنع ذوبان هذه الهوية.
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن نتمسك بالدعوة إلى الله كما دعوت بالحكمة والموعظة الحسنة وبالرفق .. وأن يكون شعارنا مع العصاه والشاردين.
" اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون "
وأن نحافظ على طهارة منبرك ودعوتك من الأغراض والأهواء والشهوات والشبهات.
وأن تكون دعوتنا للإسلام متجردة لله .. لا ننتظر أجراً من أحد .. وألا نطلب مقابلاً لهذه الدعوة من أحد.
وأن يكون شعارنا في دعوتنا.
" قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى "
فالمقياس الحقيقي لقوة الدعوة وقبولها ليس بكثرة كلامها أو علو صوتها ولكن بقدر إخلاصها وتجردها.
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله أن نكون دعاه لا قضاه .. ودعاة لا ولاة .. ودعاة لا بغاة.
وأن نعمل بالمثل القائل
"اجنوا العسل ولا تكسروا الخلية "
(يُتْبَعُ)
(/)
فالداعية العظيم هو الذي يجني العسل بهدوء ورفق .. دون أن يزعج النحل أو يقتله أو يشرده .. ودون أن يكسر الخلية ويسكب العسل على الأرض.
وأن نكون ممن يجمع ولا يفرق .. ويبشر ولا ينفر .. وييسر ولا يعسر .. ويحبب ولا يبغض .. ويجذب ولا يطرد .. يعين الناس على شيطانهم ولا يعين الشيطان عليهم.
في يوم مولدك يا رسول الله نعاهدك ألا يكون جل اهتمامنا بهدديك الظاهر مثل اللحية ونحوها فقط .. ولكننا نعاهدك على إصلاح بواطننا وقلوبنا وضمائرنا .. وأن نهتم بغسل وتنظيف هذه القلوب أكثر من خمس مرات يومياً .. كما نتوضأ كل يوم خمس مرات ونغسل فيها جوارحنا بعناية .. فالقلوب أولى بالنظافة من الجوارح .. والنفوس أولى بالطهارة من الملابس.
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله في يوم مولدك أن نعيش دوماً مع قولك الكريم
"إن الله لا ينظر إلى صوركم وأشكالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"
نعاهدك أن نسعى لإصلاح قلوبنا قبل جوارحنا .. وإصلاح باطننا قبل ظاهرنا.
نعاهدك ألا نهمش دعوتك العظيمة في المظهر دون الجوهر .. وفي الشكل دون المضمون
نعاهدك أن ننشغل بالبناء عن الهدم .. وبالعمل عن الجدل .. وبالجمع عن التفريق
نعاهدك أن نحرص على الواجب الشرعي فلا نضيعه .. وأن نهتم بالواقع العملي فلا نهمله .. فمن أهمل الواجب الشرعي فقد ضيع دينه وقصر في حق ربه .. وأهمل أمر ربه وأمر رسوله (صلى الله عليه وسلم)
أما من يهمل الواقع ولا يدركه ولا يعرفه فقد غفل عن الواقع الذي تعمل فيه النصوص الشرعية .. فهذه النصوص لا تعمل في فراغ .. ولا تطبق في الهواء .. ولكن كل نص شرعي من كتاب أو سنة يتناسب مع واقع معين .. ومن أخطأ قراءة النص الشرعي أو أخطأ في قراءة واقعة فإنه سيخطأ بالتأكيد في العمل للإسلام وبالإسلام .. وسيقع في سلسلة متواصلة من السلبيات والأخطاء في دعوته قد تضيع دعوته ليخرج منها خالي الوفاض.
نعاهدك يا رسول الله في يوم مولدك أن ندور مع الإسلام حيث دار .. ومع الشريعة حيث كانت .. ولا ندور حول ذواتنا أو هيئاتنا أو جماعاتنا .. فمن دار حول الإسلام والشريعة ربح ونجح في الدارين .. ومن دار حول ذاته فشل وهزم .. وفسد وأفسد
نعاهدك يا رسول الله أن نفرق بين الغايات والوسائل .. فلا نحول الوسائل إلي غايات .. ولا تنزلها مكانتها .. فإن بعض الخلل الذي أصاب مسيرة الحركة الإسلامية المعاصرة هو تحويل الوسائل إلي غايات .. أو عدم التفرقة بينهما على الأقل.
فالجماعة المسلمة وسيلة إلي تحقيق الإسلام في واقع الحياة .. فلا نحولها إلي غاية .. ليفجر بعضنا في الخصومة من أجلها .. أو نتعصب لها بغير حق .. أو ندور حولها دون وعي .. فنضيع مع هذا الدوران الواجبات والفرائض .. أو نتعصب لها تعصبا ً أعمى مثلما يفعل البعض اليوم.
والجهاد وسيلة إلي مرضاة الله فلا ينبغي أن يتحول شعارنا في يوم من الأيام إلي " الجهاد للجهاد " أو " القتال للقتال " .. أو " والقتال حتى دون هدف " أو " القتال حتى لو أضر بالدعوة أو بالإسلام نفسه " .. كما يفعل البعض
فمعرفة الفرق بين الغايات والوسائل يساعدنا على ضبط حركتنا وعدم الاستغراق في الوسيلة على حساب المقصد والغاية.
وعلينا جميعا ًأن نجدد في وسائلنا لتحقيق المقصد الأسمى لنا جميعا ً وهو إقامة الدين .. فالغايات ثابتة والوسائل متعددة ومتغيرة .. وهي تختلف من زمان إلي زمان .. ومن مكان إلي مكان .. بحيث تتلاءم مع كل الأزمان والبلاد .. وتحقق المصالح وتدرأ المفاسد.
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله في يوم مولدك أن نكون ثابتين على ثوابت الإسلام .. ومتغيرين مع متغيراته.
أن نكون ثابتين مع أخلاقه وعقيدته وغاياته الكبرى وأركانه المعروفة .. وأن نكون متطورين ومتغيرين مع الوسائل والآليات لإقامة الدين في دنيا الناس.
وأن نكون مع ثوابت الإسلام في صلابة الحديد .. ومع متغيراته في مرونة الحرير.
نعاهدك يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن نفرق بين الأصول والفروع .. وبين الثوابت والمتغيرات .. فلا نقيم الدنيا ونقعدها من أجل فروع فقهية اختلف فيها السلف والخلف .. ولم يحسم الرأي الفقهي فيها.
(يُتْبَعُ)
(/)
نعاهدك ألا نتعصب ولا نخاصم ولا نشق صف المسلمين من أجل قضية فرعية فقهية لا ضرر من الخلاف فيها .. فالخلاف الفقهي في الفروع هو مصدر ثراء للفقه الإسلامي وتوسعه على المسلمين ورحمة بالناس وحلا ً لمشكلات مجتمعية وإنسانية بل ودولية كثيرة.
فلولا أن هناك خلافا ً فقهيا ً معتبرا ًفي مسائل الحلف بالطلاق لطلقت معظم نساء مصر أو عاشت في الحرام.
ولولا الخلاف الفقهي في جواز قتل المسلم بغير المسلم لاحتلت دول إسلامية إذا نصت في دساتيرها على غير ذلك.
إن الذين يتصارعون ويتخاصمون ويسفه بعضهم بعضا ً من أجل آراء فقهية فرعية لم يفهموا شيئا ً من هدى النبي (صلى الله عليه وسلم) ولا سنته ولا سيرته ولا حكمته التي أقرت أصحابه جميعا ً الذين اختلفوا في تفسير قوله (صلى الله عليه وسلم)
" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة "
فصلى بعضهم العصر في الطريق حملا ً لكلامه (صلى الله عليه وسلم) على أنه لمجرد الحث والإسراع .. وصلى بعضهم العصر بعد وقتها في بني قريظة حملا ً لكلامه على ظاهره.
نعاهدك أن نحول ذكرى مولدك لإقامة سنتك في الأرض .. وأن نحول هذه الذكرى لمحاربة كل ما تكرهه وتبغضه فينا يا سيدي يا رسول الله .. نحارب الرشوة والفساد .. الكبر والحقد والحسد بين الناس .. ونواجه الجريمة والمنكر .. وعقوق الوالدين .. ونتحدى الظلم بكافة أنواعه .. ونعين اليتيم والمسكين والمريض والأرملة والمصاب.
نعاهدك يا رسول الله "صلى الله عليه وسلم " أن نعيش لإسلامنا وديننا وأوطاننا ومجتمعاتنا .. وألا نعيش لأنفسنا أو نتمحور حول دنيانا.
ونعدك يا رسول الله أن نكون من أهل توجيهك العظيم
" خير الناس أنفعهم للناس "
فلن نقبض أيدينا عن أحد .. وسنمدها للناس جميعاً .. وسنلبي دعوة السجين والمعتقل لفك أسره .. ونلبي دعوة اليتيم للوقوف إلي جواره .. ونلبي دعوة المحروم كي نعطيه مما أعطانا الله .. فإن لم يكن لنا مال أعطيناه من حبنا ومودتنا ودفء مشاعرنا وصدق إخوتنا.
نعدك يا سيدي يا رسول الله ألا نتخلى عن إخواننا المعتقلين والسجناء وأسرهم ما استطعنا لذلك سبيلا .. وأن نيسر عليهم حياتهم إن لم نستطع تفريج كربهم.
وأن نرحم الناس كل الناس .. عسى الله أن يرحمنا متأسين بقولك العظيم
" الراحمون يرحمهم الرحمن"
نعدك يا سيدي يا رسول الله في يوم مولدك أن نستبرئ لديننا وأعراضنا ما استطعنا لذلك سبيلا .. فالداعية كالعذراء يشين سمعته أي شيء.
ونعدك يا سيدي يا رسول الله أن نكون كالشجر المثمر يرميه الناس بالحجر فيرميهم بأطيب الثمر .. فالشجر العقيم لا يلتفت إليه أحد ولا يرميه أحد بحجر .. لأنه لا خير فيه ولا ثمر ولا نفع فيه.
ونعاهدك يا سيدي يا رسول الله أن نسعى لإدخال الناس للدين بحسن دعوتهم وإرشادهم وتبلغيهم رسالتك ودعوتك بالصبر الجميل عليهم والحلم معهم.
فالداعية الصادق وهو الذي يسعى لإدخال الناس للدين وليس إخراجهم منه بتكفيرهم أو تفسيقهم أو تبديعهم بأوهى الأسباب ودون حجة.
ونعاهدك يا سيدي يا رسول الله في يوم مولدك أن نحب أصحابك الكرام الأطهار ونذب عنهم وننشر سيرتهم العطرة ونوالي من يواليهم ونعادي من يعاديهم .. ونخاصم من يخاصمهم أو يقدح فيهم أو يرميهم بالسوء.
وخاصة وزيريك يا سيدي يا رسول الله" أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب" رضي الله عنهما .. فقد أسديا للإسلام أعظم الخدمات .. وبلغا رسالتك أعظم البلاغ .. وحكما في الناس بالعدل والقسط.
وسندافع عن زوجتك البتول الطاهرة الفقهية حبيبتك السيدة/ عائشة رضي الله عنها .. والتي حملت على عاتقها إبلاغ معظم فقه النساء والأسرة إلى الأمة كلها بأمانه وصدق وعلم وتجرد.
فمن أحب أصحابك فقد أحبك .. ومن رغب عن أصحابك فقد رغب عنك .. ومن سبهم فقد طعن فيك وفي رسالتك بطريق غير مباشر.
وسنعيش دوماً ذاكرين قولك العظيم
" الله .. الله .. في أصحابي فلو أنفق أحدكم ملء الأرض ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه "
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله أن نعمل بالمعادلة الجميلة التي ذكرها بعض السلف الصالح ملخصاً فيها الإسلام في كلمتين وهي
" الإسلام هو تعظيم الحق "سبحانه" والرفق بالخلق".
فمن حاز الأمرين سينجح في دعوته ورسالته .. ولن يكون هناك تعظيم حقيقي للخالق سبحانه إلا مع الرحمة بالخلق.
(يُتْبَعُ)
(/)
فيا أحبتي عظموا الحق " سبحانه " وارحموا الخلق .. وراقبوا الحق وتلطفوا بالخلق.
وقد كنت يا رسول الله "صلى الله عليه وسلم " أعظم الناس في مراقبتك للحق "سبحانه " وتلطفك ورفقك ورحمتك بالخلق .. فجمعت الحسنين معا ً.
نعاهدك يا رسول الله في يوم مولدك أن نسعى دوماً لحقن دماء المسلمين ووقف نزيف دمائهم .. ووقف الصدام المستعر بين الحركات الإسلامية وحكوماتها دونما مبرر أو مصلحة .. ووقف شحن أبناء الحركات الإسلامية إلى السجون والمعتقلات .. ليعيشوا هناك بقية حياتهم وكأنها كتبت عليهم وحدهم .. وذلك دون أن نتخلى عن ثوابت ديننا أو أن نفرط في شريعتنا أو أن نقصر في أمر ربنا.
فإن فعلنا ذلك ثم حدث لنا مكروه فليس أمامنا سوى الصبر الجميل .. والصبر ليس خياراً سلبياً أو اختيارا للضعفاء كما يتصور البعض .. بل هو خيار أولي العزم من الرسل
" فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ "
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله أن نتبع هديك ما استطعنا في أن " نعفو عمن ظلمنا .. ونعطى من حرمنا .. ونصل من قطعنا".
فالصبر الجميل .. والحلم الجميل .. والصفح الجميل .. من أعظم الأدوات التي أمرك بها ربك .. ونحن سنلتزم بها ما حيينا.
يا سيدي يا رسول الله سنعيش اليوم بقلوبنا وأرواحنا مع
" فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ "
" فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ "
" فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً "
قد نقصر يا سيدي يا رسول الله في إنفاذ هذا العهد في بعض الأوقات أو تغلبنا أنفسنا الأمارة بالسوء في لحظات .. أو يوسوس لنا الشيطان للتقصير أو التفريط .. ولكننا سنحاول مرات ومرات .. وسنعزم مرات ومرات .. لإنفاذ عهدك والقيام بهذه المسئولية الجسيمة مهما كانت الصعوبات والعقبات فهذا قدرنا ولا مفر لنا منه.
والمهم أننا عازمون على ذلك .. وعلى الله التوكل .. ومنه الحول والقوة.
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=25159
وهل يجوز لمسلم أن ينادي رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه النداءات المتكررة وأن يعاهده هذه العهود المتباينة؟
ألا يعتقد الدكتوران الكاتب والناقل بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات الموتة التي كتبها الله على سائر الناس وأنه لايسمع من ناداه ولا يجيب من عاهده أو دعاه؟
وما الفرق بين هذه العهود وعهود الصوفية الذين يضللهم الكاتب وربما الناقل في عهودهم وغلوهم؟
وهل نحدد نحن بنود العهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
وهل هذا من الأدب معه صلى الله عليه وسلم؟
أليس الاحتفال بالمولد من البدع فلماذا نحي البدعة بما هو أكبر منها؟
نسأل الله السلامة.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[27 Feb 2010, 09:30 م]ـ
خطبة الأمس عن حكم الاحتفال بالمولد:
http://www.4shared.com/file/231008961/39d300b1/___online.html
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[27 Feb 2010, 10:13 م]ـ
لم يثبت تاريخيا تحديد مولد النبي صلى الله عليه وسلم بيوم12 من ربيع الأول، غاية ما في الأمر أنه صلى الله عليه وسلم ولد عام الفيل يوم الاثنين.
روى البيهقي في " شُعَب الإيمان "، بسنده (عن محمد بن إسحاق، قال: وُلِدَ رسولُ الله صلى الله عليه و سلم لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول.
قال البيهقي رحمه الله: و روينا عن ابن عباس ثم عن قيس بن مخزمة ثم عن قباث بن أشيم، أن النبي صلى الله عليه و سلم وُلِد عام الفيل.
و كان الزهري و مَن تابَعه يقولون: وُلِد بعده. و الأول أصح). اهـ
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[28 Feb 2010, 12:07 ص]ـ
وهل يجوز لمسلم أن ينادي رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه النداءات المتكررة وأن يعاهده هذه العهود المتباينة؟
ألا يعتقد الكاتب والناقل بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات الموتة التي كتبها الله على سائر الناس وأنه لايسمع من ناداه ولا يجيب من عاهده أو دعاه؟
وما الفرق بين هذه العهود وعهود الصوفية الذين يضللهم الكاتب وربما الناقل في عهودهم وغلوهم؟
وهل نحدد نحن بنود العهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
وهل هذا من الأدب معه صلى الله عليه وسلم؟
أليس الاحتفال بالمولد من البدع فلماذا نحي البدعة بما هو أكبر منها؟
نسأل الله السلامة.
(يُتْبَعُ)
(/)
* ما الذي تنكره عليه - في النداءات المتكررة - في قوله: (نعاهدك يا سيدي يا رسول الله)؟!
أَهُوَ قوله: (يا سيدي)؟!
ألم تقرأ الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام مسلم، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه؟:
(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مشفع ").
ألم تقرأ الحديث الذي أخرجه الحاكم في " المستدرك على الصحيحيْن "، من حديث جابر بن عبد الله؟، قال: (صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «من أنا؟» قلنا: رسول الله، قال: «نعم، ولكن من أنا؟» قلنا: أنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف قال: «أنا سيد ولد آدم ولا فخر».
قال الحاكم عقبه: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه»). اهـ
* و أمّا معاهدة الكاتب، فمعاهدة مجازية
و أمّا تلك العهود، فما الذي تنكره منها؟
* و أمّا سؤالك: (ألا يعتقد الكاتب والناقل بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات الموتة التي كتبها الله على سائر الناس، وأنه لايسمع من ناداه ولا يجيب من عاهده أو دعاه؟).اهـ
فجوابه: أنّي أعتقد بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات الموتة التي كتبها الله على سائر الناس، و أحسب أن الكاتب يعتقد ذلك أيضا
- و أمّا إطلاقُك (بأنه لايسمع من ناداه) فغيْر صحيح؛ لأنه صلى الله عليه و سلم يسمع سلامَنا و صلاتنا عليه حيثما كٌنّا؛ فعن عن أبي هريرة رضي الله عنه:
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما مِن أحدٍ يُسِّلم عليَّ إلا رد الله عليَّ روحي حتى أرد عليه السلام "). أخرجه أبو داود في سُننه، و أحمد في مسنده، و غيرهما
و كذا أخرج أبو داود من حديث أبي هريرة مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه و سلم: " ... وصلُّوا عليَّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم ". اهـ
فهو يسمع و يرّد على من ناداه - صلوات الله و سلامه عليه - واعتقادك بغير هذا اعتقادٌ خاطئ،
نسأل الله السلامة
و أمّا معاهدته بعد وفاته (صلى الله عليه و سلم)؛ فمجازيةٌ كما أسلفنا؛ فلا وجه لِما رتبته - أنت - عليها
* و أمّا زعمك بأن ذلك المقال و ما فيه من تذكير بسيرة النبي - صلى الله عليه و سلم - و شريعته، بدعة كبيرة - فزعمٌ باطل، و فَهمٌ خاطئ لمعنى البدعة؛ لأنه يقتضي القول بتحريم التذكير بالسيرة النبوية المشرّفة في اليوم الموافق ليوم مولده الشريف، و هذا عيْن البدعة؛ لأنه تخصيص و إخراج مِن إباحة ذلك بغير مخصص، و لأنه ضد الشِرْعة.
هدانا الله و إياكم
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[28 Feb 2010, 01:09 ص]ـ
* ما الذي تنكره عليه - في النداءات المتكررة - في قوله: (نعاهدك يا سيدي يا رسول الله)؟!
أَهُوَ قوله: (يا سيدي)؟!
أتسألني وتجيب عني؟ وهل هذا من الإنصاف في النقاش؟ مع أن كلامي واضح فأنا لم أشر لا من قريب ولا من بعيد إلى التسييد فهو صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم.
لا بأس أن أبين ما أنكرته مرة ثانية وهو أربعة أمور: نداء الكاتب له بعد موته صلى الله عليه وسلم , وإعطاؤه تلك العهود , وتحديده لبنود العهود , وأن يكون ذلك احتفالا بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم ,فتلك أربعة أمور منكرة إلا إذا استطعت أن تبرهن من السنة الصحيحة على جواز واحد منها.
وأما سماعه صلى الله عليه وسلم للسلام , فالسلام غير النداء والعهد وقد ورد في السلام ما يخصه فلماذا التعميم؟
وأما قولك:
*- و أمّا إطلاقُك (بأنه لايسمع من ناداه) فغيْر صحيح؛ لأنه صلى الله عليه و سلم يسمع سلامَنا و صلاتنا عليه حيثما كٌنّا؛ فعن عن أبي هريرة رضي الله عنه:
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما مِن أحدٍ يُسِّلم عليَّ إلا رد الله عليَّ روحي حتى أرد عليه السلام "). أخرجه أبو داود في سُننه، و أحمد في مسنده، و غيرهما
و كذا أخرج أبو داود من حديث أبي هريرة مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه و سلم: " ... وصلُّوا عليَّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم ". اهـ
فهذه الأحاديث تخص السلام وأنا لا أنكر أنه صلى الله عليه وسلم يسمع سلام من سلم عليه ويرده ولكن لا نعمم فنقول كما قلت أنت:
فهو يسمع و يرّد على من ناداه - صلوات الله و سلامه عليه - واعتقادك بغير هذا اعتقادٌ خاطئ،
فصواب عبارتك فهو صلى الله عليه وسلم يسمع ويرد على من سلم عليه واعتقادك أنه يسمع من ناداه مطلقا اعتقاد خاطئ لأنه لادليل عليه.
وقولك:
و أمّا معاهدته بعد وفاته (صلى الله عليه و سلم)؛ فمجازيةٌ كما أسلفنا؛ فلا وجه لِما رتبته - أنت - عليها
ألا ترى أن قولك هذا يصلح للصوفية في دعائهم واستغاثتهم برسول الله صلى الله عليه وسلم فلو أنكرنا عليهم لقالوا مجازية وليس على الحقيقة.
عهدي بك يا دكتورنا أكبر وأعقل وأجل من هذا الكلام.
وقولك:
* و أمّا زعمك بأن ذلك المقال و ما فيه من تذكير بسيرة النبي - صلى الله عليه و سلم - و شريعته، بدعة كبيرة - فزعمٌ باطل، و فَهمٌ خاطئ لمعنى البدعة؛ لأنه يقتضي القول بتحريم التذكير بالسيرة النبوية المشرّفة في اليوم الموافق ليوم مولده الشريف، و هذا عيْن البدعة؛ لأنه تخصيص و إخراج مِن إباحة ذلك بغير مخصص، و لأنه ضد الشِرْعة.
فتاوى من هم أعلم منا موجودة في بدعة الاحتفال بالمولد بأي شكل من الأشكال إلا أن يكون بصيام يوم الاثنين من كل أسبوع كما أخبر صلى الله عليه وسلم أنه يصومه لأنه ولد فيه , فلنتهم الرأي ولنتبع ما أجمع عليه علماء السنة المعتبرين في عصرنا هذا. والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[28 Feb 2010, 01:37 ص]ـ
مقولة: " لبيك يا رسول الله "!
السؤال:
أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة وهذا سائل يقول: توجد بعض الملصقات على المحلات مكتوب عليها:
"لبيك يا رسول الله! "
فهل تجوز هذه العبارة، وهل هي شرك وما الواجب علينا نحوها؟
الجواب:
("لبيك" هذا لله عز وجل: ليبك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك.
أما "لبيك يا رسول الله": لو أن الرسول-صلى الله عليه وسلم- ناداك، وقال: يا فلان، تقول: "لبيك يا رسول الله"، كما كان الصحابة –رضي الله عنهم- إذا دعاهم قالوا: لبيك يا رسول الله.
أما بعد موته: فلا تقل:"لبيك يا رسول الله"؛ تقول:
لبيك اللهم لبيك) اهـ.
العلامة صالح الفوزان. رقم الفتوى (2022).
واستمع الفتوى بتحميلها من هنا:
http://flflh.com/download-23666- حكم%20قول%20لبيك%20يا%20رسول%20الله%20العلامة%20ال فوزان. rar.html
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[28 Feb 2010, 01:59 ص]ـ
رقم الفتوى (734)
موضوع الفتوى حكم قول يا رسول الله عند التعجب
السؤال س: ما حكم قول (يا رسول الله) عند التعجب؟
الاجابة
لا يجوز ذلك، فإنه شبيه بالدعاء الذي لا يجوز للمخلوق لقوله تعالى فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ولو كان قصد القائل إظهار التعجب، ولا يقصد النداء، ففي إمكانه أن يتعجب بغير هذه العبارة، كالتسبيح، والتكبير، وما أشبه ذلك.
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
http://ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=734&parent=3551
ـ[أنين الحق]ــــــــ[28 Feb 2010, 02:25 ص]ـ
نعاهدك في يوم مولدك يا سيدي يا رسول الله
في يوم مولدك يا رسول الله نجدد لك الولاء .. ونجدد لك البيعة .. ونجدد لك المحبة.
ونقول لك في يوم مولدك رغم تقصيرنا في حقك وإسرافنا على أنفسنا إلا أنك أحب إلينا من أهلنا وأولادنا وأنفسنا والناس أجمعين.
ورغم أننا قد لا نستطيع تطبيق ذلك في واقعنا في بعض الأحيان إلا أن هذا الحب العظيم هو ما عقدنا عليه قلوبنا وما استقر في نفوسنا ووجداننا.
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ألا ننشغل بالجزئيات عن الكليات .. أو بالفروع دون الأصول .. وألا نحول الخطأ إلي خطيئة .. والصغيرة إلي كبيرة.
ونعاهدك يا سيدي يا رسول الله ألا تلهينا المسائل الفرعية عن القضايا المصيرية .. فلا ندع أوقاتنا وجهودنا يأكلها الجدل أو المراء فيما لا طائل من ورائه .. أو الصراع والتشاحن والتنابذ حول مسائل فقهية فرعية اختلف فيها السابقون .. ولا أمل أن يتفق عليها المعاصرون ولا فائدة من حسمها .. أو شغل الأوقات فيما لا فائدة منه في عمل أو إصلاح أو خير.
فلن نكون أبدا ً ممن يسألون عن دم البعوض .. ودم الحسين مراق .. أو الذين يتراشقون بالسباب من أجل خلافات فقهية وبلاد المسلمين محتلة أو مهددة بالاحتلال والتقسيم وذوبان الهوية.
نعاهدك يا سيدي يا رسول (صلى الله عليه وسلم) في يوم مولدك أن ندافع عن الإسلام وأوطاننا حتى آخر نفس يخرج من صدورنا .. وأن نضحي من أجلهما بالغالي والرخيص .. والنفس والنفيس.
نعاهدك يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن نعطي كل ذي حق حقه .. فلديننا حق علينا .. وكذلك جيراننا ومواطنينا مسلمين وغير مسلمين
نعاهدك يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن نلتزم بوسطية الإسلام وعدله .. دون إفراط أو تفريط .. أو غلو أو تقصير .. أو زياد أو نقصان
نعاهدك يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في يوم مولدك أن نعيش مع الحق سبحانه بغير نفس .. وأن نعيش مع النفس بغير خلق .. وأن نعيش مع النفس بالمحاسبة والمراقبة.
نعاهدك أن نعترف بأخطائنا .. وأن نصحح مسيرتنا باستمرار .. وألا نغضب ممن يسدي لنا نصحا ً أو توجيها ً أو نقدا ً بناء ً .. وألا نغضب إلا لديننا وشريعتنا .. وألا نغضب لأنفسنا ما استطعنا إلي ذلك سبيلا.
نعاهدك أن نعدل حتى مع خصومنا ومخالفينا .. وأن نعدل حتى مع من يظلمنا .. وأن نعدل مع المسلمين وغير المسلمين .. ومع الصالحين والفاسقين
فبالعدل قامت السماوات والأرض .. وبالعدل وللعدل أنزل الله الكتب وأرسل الرسل .. وإن الله يقيم الجماعة العادلة حتى لو لم تكن مسلمة .. ويزيل الجماعة الظالمة حتى وإن كانت مسلمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبالعدل أتيت يا رسول الله .. وبه حكمت وأمرت .. وبه سدت على العالمين.
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن نمد أيدينا ونفتح قلوبنا لكل من يريد الخير للإسلام والأوطان والمجتمع .. وأن نعاون كل من يحافظ على بلادنا وأوطاننا ويرعي حرمتها .. ويحافظ على هويتها ويمنع ذوبان هذه الهوية.
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن نتمسك بالدعوة إلى الله كما دعوت بالحكمة والموعظة الحسنة وبالرفق .. وأن يكون شعارنا مع العصاه والشاردين.
" اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون "
وأن نحافظ على طهارة منبرك ودعوتك من الأغراض والأهواء والشهوات والشبهات.
وأن تكون دعوتنا للإسلام متجردة لله .. لا ننتظر أجراً من أحد .. وألا نطلب مقابلاً لهذه الدعوة من أحد.
وأن يكون شعارنا في دعوتنا.
" قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى "
فالمقياس الحقيقي لقوة الدعوة وقبولها ليس بكثرة كلامها أو علو صوتها ولكن بقدر إخلاصها وتجردها.
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله أن نكون دعاه لا قضاه .. ودعاة لا ولاة .. ودعاة لا بغاة.
وأن نعمل بالمثل القائل
"اجنوا العسل ولا تكسروا الخلية "
فالداعية العظيم هو الذي يجني العسل بهدوء ورفق .. دون أن يزعج النحل أو يقتله أو يشرده .. ودون أن يكسر الخلية ويسكب العسل على الأرض.
وأن نكون ممن يجمع ولا يفرق .. ويبشر ولا ينفر .. وييسر ولا يعسر .. ويحبب ولا يبغض .. ويجذب ولا يطرد .. يعين الناس على شيطانهم ولا يعين الشيطان عليهم.
في يوم مولدك يا رسول الله نعاهدك ألا يكون جل اهتمامنا بهدديك الظاهر مثل اللحية ونحوها فقط .. ولكننا نعاهدك على إصلاح بواطننا وقلوبنا وضمائرنا .. وأن نهتم بغسل وتنظيف هذه القلوب أكثر من خمس مرات يومياً .. كما نتوضأ كل يوم خمس مرات ونغسل فيها جوارحنا بعناية .. فالقلوب أولى بالنظافة من الجوارح .. والنفوس أولى بالطهارة من الملابس.
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله في يوم مولدك أن نعيش دوماً مع قولك الكريم
"إن الله لا ينظر إلى صوركم وأشكالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"
نعاهدك أن نسعى لإصلاح قلوبنا قبل جوارحنا .. وإصلاح باطننا قبل ظاهرنا.
نعاهدك ألا نهمش دعوتك العظيمة في المظهر دون الجوهر .. وفي الشكل دون المضمون
نعاهدك أن ننشغل بالبناء عن الهدم .. وبالعمل عن الجدل .. وبالجمع عن التفريق
نعاهدك أن نحرص على الواجب الشرعي فلا نضيعه .. وأن نهتم بالواقع العملي فلا نهمله .. فمن أهمل الواجب الشرعي فقد ضيع دينه وقصر في حق ربه .. وأهمل أمر ربه وأمر رسوله (صلى الله عليه وسلم)
أما من يهمل الواقع ولا يدركه ولا يعرفه فقد غفل عن الواقع الذي تعمل فيه النصوص الشرعية .. فهذه النصوص لا تعمل في فراغ .. ولا تطبق في الهواء .. ولكن كل نص شرعي من كتاب أو سنة يتناسب مع واقع معين .. ومن أخطأ قراءة النص الشرعي أو أخطأ في قراءة واقعة فإنه سيخطأ بالتأكيد في العمل للإسلام وبالإسلام .. وسيقع في سلسلة متواصلة من السلبيات والأخطاء في دعوته قد تضيع دعوته ليخرج منها خالي الوفاض.
نعاهدك يا رسول الله في يوم مولدك أن ندور مع الإسلام حيث دار .. ومع الشريعة حيث كانت .. ولا ندور حول ذواتنا أو هيئاتنا أو جماعاتنا .. فمن دار حول الإسلام والشريعة ربح ونجح في الدارين .. ومن دار حول ذاته فشل وهزم .. وفسد وأفسد
نعاهدك يا رسول الله أن نفرق بين الغايات والوسائل .. فلا نحول الوسائل إلي غايات .. ولا تنزلها مكانتها .. فإن بعض الخلل الذي أصاب مسيرة الحركة الإسلامية المعاصرة هو تحويل الوسائل إلي غايات .. أو عدم التفرقة بينهما على الأقل.
فالجماعة المسلمة وسيلة إلي تحقيق الإسلام في واقع الحياة .. فلا نحولها إلي غاية .. ليفجر بعضنا في الخصومة من أجلها .. أو نتعصب لها بغير حق .. أو ندور حولها دون وعي .. فنضيع مع هذا الدوران الواجبات والفرائض .. أو نتعصب لها تعصبا ً أعمى مثلما يفعل البعض اليوم.
والجهاد وسيلة إلي مرضاة الله فلا ينبغي أن يتحول شعارنا في يوم من الأيام إلي " الجهاد للجهاد " أو " القتال للقتال " .. أو " والقتال حتى دون هدف " أو " القتال حتى لو أضر بالدعوة أو بالإسلام نفسه " .. كما يفعل البعض
(يُتْبَعُ)
(/)
فمعرفة الفرق بين الغايات والوسائل يساعدنا على ضبط حركتنا وعدم الاستغراق في الوسيلة على حساب المقصد والغاية.
وعلينا جميعا ًأن نجدد في وسائلنا لتحقيق المقصد الأسمى لنا جميعا ً وهو إقامة الدين .. فالغايات ثابتة والوسائل متعددة ومتغيرة .. وهي تختلف من زمان إلي زمان .. ومن مكان إلي مكان .. بحيث تتلاءم مع كل الأزمان والبلاد .. وتحقق المصالح وتدرأ المفاسد.
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله في يوم مولدك أن نكون ثابتين على ثوابت الإسلام .. ومتغيرين مع متغيراته.
أن نكون ثابتين مع أخلاقه وعقيدته وغاياته الكبرى وأركانه المعروفة .. وأن نكون متطورين ومتغيرين مع الوسائل والآليات لإقامة الدين في دنيا الناس.
وأن نكون مع ثوابت الإسلام في صلابة الحديد .. ومع متغيراته في مرونة الحرير.
نعاهدك يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن نفرق بين الأصول والفروع .. وبين الثوابت والمتغيرات .. فلا نقيم الدنيا ونقعدها من أجل فروع فقهية اختلف فيها السلف والخلف .. ولم يحسم الرأي الفقهي فيها.
نعاهدك ألا نتعصب ولا نخاصم ولا نشق صف المسلمين من أجل قضية فرعية فقهية لا ضرر من الخلاف فيها .. فالخلاف الفقهي في الفروع هو مصدر ثراء للفقه الإسلامي وتوسعه على المسلمين ورحمة بالناس وحلا ً لمشكلات مجتمعية وإنسانية بل ودولية كثيرة.
فلولا أن هناك خلافا ً فقهيا ً معتبرا ًفي مسائل الحلف بالطلاق لطلقت معظم نساء مصر أو عاشت في الحرام.
ولولا الخلاف الفقهي في جواز قتل المسلم بغير المسلم لاحتلت دول إسلامية إذا نصت في دساتيرها على غير ذلك.
إن الذين يتصارعون ويتخاصمون ويسفه بعضهم بعضا ً من أجل آراء فقهية فرعية لم يفهموا شيئا ً من هدى النبي (صلى الله عليه وسلم) ولا سنته ولا سيرته ولا حكمته التي أقرت أصحابه جميعا ً الذين اختلفوا في تفسير قوله (صلى الله عليه وسلم)
" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة "
فصلى بعضهم العصر في الطريق حملا ً لكلامه (صلى الله عليه وسلم) على أنه لمجرد الحث والإسراع .. وصلى بعضهم العصر بعد وقتها في بني قريظة حملا ً لكلامه على ظاهره.
نعاهدك أن نحول ذكرى مولدك لإقامة سنتك في الأرض .. وأن نحول هذه الذكرى لمحاربة كل ما تكرهه وتبغضه فينا يا سيدي يا رسول الله .. نحارب الرشوة والفساد .. الكبر والحقد والحسد بين الناس .. ونواجه الجريمة والمنكر .. وعقوق الوالدين .. ونتحدى الظلم بكافة أنواعه .. ونعين اليتيم والمسكين والمريض والأرملة والمصاب.
نعاهدك يا رسول الله "صلى الله عليه وسلم " أن نعيش لإسلامنا وديننا وأوطاننا ومجتمعاتنا .. وألا نعيش لأنفسنا أو نتمحور حول دنيانا.
ونعدك يا رسول الله أن نكون من أهل توجيهك العظيم
" خير الناس أنفعهم للناس "
فلن نقبض أيدينا عن أحد .. وسنمدها للناس جميعاً .. وسنلبي دعوة السجين والمعتقل لفك أسره .. ونلبي دعوة اليتيم للوقوف إلي جواره .. ونلبي دعوة المحروم كي نعطيه مما أعطانا الله .. فإن لم يكن لنا مال أعطيناه من حبنا ومودتنا ودفء مشاعرنا وصدق إخوتنا.
نعدك يا سيدي يا رسول الله ألا نتخلى عن إخواننا المعتقلين والسجناء وأسرهم ما استطعنا لذلك سبيلا .. وأن نيسر عليهم حياتهم إن لم نستطع تفريج كربهم.
وأن نرحم الناس كل الناس .. عسى الله أن يرحمنا متأسين بقولك العظيم
" الراحمون يرحمهم الرحمن"
نعدك يا سيدي يا رسول الله في يوم مولدك أن نستبرئ لديننا وأعراضنا ما استطعنا لذلك سبيلا .. فالداعية كالعذراء يشين سمعته أي شيء.
ونعدك يا سيدي يا رسول الله أن نكون كالشجر المثمر يرميه الناس بالحجر فيرميهم بأطيب الثمر .. فالشجر العقيم لا يلتفت إليه أحد ولا يرميه أحد بحجر .. لأنه لا خير فيه ولا ثمر ولا نفع فيه.
ونعاهدك يا سيدي يا رسول الله أن نسعى لإدخال الناس للدين بحسن دعوتهم وإرشادهم وتبلغيهم رسالتك ودعوتك بالصبر الجميل عليهم والحلم معهم.
فالداعية الصادق وهو الذي يسعى لإدخال الناس للدين وليس إخراجهم منه بتكفيرهم أو تفسيقهم أو تبديعهم بأوهى الأسباب ودون حجة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونعاهدك يا سيدي يا رسول الله في يوم مولدك أن نحب أصحابك الكرام الأطهار ونذب عنهم وننشر سيرتهم العطرة ونوالي من يواليهم ونعادي من يعاديهم .. ونخاصم من يخاصمهم أو يقدح فيهم أو يرميهم بالسوء.
وخاصة وزيريك يا سيدي يا رسول الله" أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب" رضي الله عنهما .. فقد أسديا للإسلام أعظم الخدمات .. وبلغا رسالتك أعظم البلاغ .. وحكما في الناس بالعدل والقسط.
وسندافع عن زوجتك البتول الطاهرة الفقهية حبيبتك السيدة/ عائشة رضي الله عنها .. والتي حملت على عاتقها إبلاغ معظم فقه النساء والأسرة إلى الأمة كلها بأمانه وصدق وعلم وتجرد.
فمن أحب أصحابك فقد أحبك .. ومن رغب عن أصحابك فقد رغب عنك .. ومن سبهم فقد طعن فيك وفي رسالتك بطريق غير مباشر.
وسنعيش دوماً ذاكرين قولك العظيم
" الله .. الله .. في أصحابي فلو أنفق أحدكم ملء الأرض ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه "
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله أن نعمل بالمعادلة الجميلة التي ذكرها بعض السلف الصالح ملخصاً فيها الإسلام في كلمتين وهي
" الإسلام هو تعظيم الحق "سبحانه" والرفق بالخلق".
فمن حاز الأمرين سينجح في دعوته ورسالته .. ولن يكون هناك تعظيم حقيقي للخالق سبحانه إلا مع الرحمة بالخلق.
فيا أحبتي عظموا الحق " سبحانه " وارحموا الخلق .. وراقبوا الحق وتلطفوا بالخلق.
وقد كنت يا رسول الله "صلى الله عليه وسلم " أعظم الناس في مراقبتك للحق "سبحانه " وتلطفك ورفقك ورحمتك بالخلق .. فجمعت الحسنين معا ً.
نعاهدك يا رسول الله في يوم مولدك أن نسعى دوماً لحقن دماء المسلمين ووقف نزيف دمائهم .. ووقف الصدام المستعر بين الحركات الإسلامية وحكوماتها دونما مبرر أو مصلحة .. ووقف شحن أبناء الحركات الإسلامية إلى السجون والمعتقلات .. ليعيشوا هناك بقية حياتهم وكأنها كتبت عليهم وحدهم .. وذلك دون أن نتخلى عن ثوابت ديننا أو أن نفرط في شريعتنا أو أن نقصر في أمر ربنا.
فإن فعلنا ذلك ثم حدث لنا مكروه فليس أمامنا سوى الصبر الجميل .. والصبر ليس خياراً سلبياً أو اختيارا للضعفاء كما يتصور البعض .. بل هو خيار أولي العزم من الرسل
" فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ "
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله أن نتبع هديك ما استطعنا في أن " نعفو عمن ظلمنا .. ونعطى من حرمنا .. ونصل من قطعنا".
فالصبر الجميل .. والحلم الجميل .. والصفح الجميل .. من أعظم الأدوات التي أمرك بها ربك .. ونحن سنلتزم بها ما حيينا.
يا سيدي يا رسول الله سنعيش اليوم بقلوبنا وأرواحنا مع
" فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ "
" فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ "
" فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً "
قد نقصر يا سيدي يا رسول الله في إنفاذ هذا العهد في بعض الأوقات أو تغلبنا أنفسنا الأمارة بالسوء في لحظات .. أو يوسوس لنا الشيطان للتقصير أو التفريط .. ولكننا سنحاول مرات ومرات .. وسنعزم مرات ومرات .. لإنفاذ عهدك والقيام بهذه المسئولية الجسيمة مهما كانت الصعوبات والعقبات فهذا قدرنا ولا مفر لنا منه.
والمهم أننا عازمون على ذلك .. وعلى الله التوكل .. ومنه الحول والقوة.
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=25159
يا للهول أن نضع ترابا على تبر
يا للهول أن نمزج دردي الزيت المغلي بالقطران ثم نسكبه على صفاء اللبن والشهد المذكور فيما نقله الدكتور.
يا قومنا هل البرمجة الألكترونية منعتنا من أن نتفهم ما جاء في هذه المعاهدة.
إنه شخص يتكلم ويخاطب نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بما خاطب به هذا العربي الأول الذي يعي عن اللغة ومخاطباتها ما نجهله من خلال ما أورده ابن كثير وغيره من قصة الأعرابي الذي ارتشف لبان العربية الخالصة أكثر منا جميعا من خلال تفسير قوله تعالى
{وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} وقد قال الأعرابي مخاطبا نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم أنشأ يقول:
يا خيرَ من دُفنَت بالقاع أعظُمُه ******* فطاب منْ طيبهنّ القاعُ والأكَمُ ...
نَفْسي الفداءُ لقبرٍ أنت ساكنُه ******* فيه العفافُ وفيه الجودُ والكرمُ ...
ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال: يا عُتْبى، الحقْ الأعرابيّ فبشره أن الله قد غفر له.
ولعل سكان المدينة المنورة أو من زار الروضة الشريفة يجد هذه الأبيات محفورة على باب الحجرة الشريفة التى تضم القبر الشريف.
فبدلا من الوقوف على محتوى هذه المعاهدة النفيسة التي نقلها الدكتور المكرم ولو بكلمة واحدة تحمل الإنصاف انقلب الكل " بدعة " "بدعة " بدعة.
أي بدعة في هذا الكلام يا قومنا؟ أي ثعبان أقرع قد تفلت عليكم يا من تفضلتم بالتعليق؟!
أي خطأ وقع يا أهلنا؟
أي فوبيا تصيبنا عندما تلقى كلمة بعنوان الميلاد الشريف؟؟؟
إننا نبدِّع ما يحدث باسم النبي صلى الله عليه وسلم من مخالفات شرعية تستحق التبديع أما مجرد إلقاء كلمة تحمل نصحا وأدبا ونبلا في مناسبة مولده صلى الله عليه وسلم فمن بدعها فهو مبّدع لمجالس الذكر ومن يفعل هذا ليس شيئا مذكورا بل أقل من أن يوضع في مرتبة المخاطب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[28 Feb 2010, 09:11 ص]ـ
يا للهول أن نضع ترابا على تبر
يا للهول أن نمزج دردي الزيت المغلي بالقطران ثم نسكبه على صفاء اللبن والشهد المذكور فيما نقله الدكتور.
ها قد مزجته بكلامك فكانت المناقشة في مسارها الصحيح فجئت أنت لتحرفها عن مسارها وتخرجها إلى دعوة صوفية مقنعة بهذه القصة المكذوبة.
يا قومنا هل البرمجة الألكترونية منعتنا من أن نتفهم ما جاء في هذه المعاهدة.
الظاهر أن هذا هو ما حدث لك فأنت أدرى بنفسك , أما نحن فننقل عن العلماء ما يفهمه عنهم كل عاقل دون تكلف لمجاز من حقيقة.
إنه شخص يتكلم ويخاطب نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بما خاطب به هذا العربي الأول الذي يعي عن اللغة ومخاطباتها ما نجهله من خلال ما أورده ابن كثير وغيره من قصة الأعرابي الذي ارتشف لبان العربية الخالصة أكثر منا جميعا من خلال تفسير قوله تعالى
{وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} وقد قال الأعرابي مخاطبا نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم أنشأ يقول:
يا خيرَ من دُفنَت بالقاع أعظُمُه ******* فطاب منْ طيبهنّ القاعُ والأكَمُ ...
نَفْسي الفداءُ لقبرٍ أنت ساكنُه ******* فيه العفافُ وفيه الجودُ والكرمُ ...
ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال: يا عُتْبى، الحقْ الأعرابيّ فبشره أن الله قد غفر له.
أرءيت يا دكتور أن ما أجبت به قد احتج به أصحاب القصص المكذوبة فهذه القصة مكذوبة منكرة , وقد ردَّ أئمة السنة على هذه القصة المنكرة, وبينوا بطلانها ونكارتها, ومخالفتها لما عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من عدم الدعاء عند قبره صلى الله عليه وسلم, فضلاً عن دعاءه.
ومنهم:
1 - شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
2 - العلامة ابن عبد الهادي رحمه الله.
3 - الشيخ الإمام عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله.
4 - الشيخ العلامة عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن رحمه الله.
5 - فضيلة الشيخ العلامة: عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين رحمه الله.
6 - العلامة المحدِّث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله.
7 - فضيلة الشيخ العلامة: ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ج1/ص393 - 397 ط. مطبعة السنة المحمدية:
(ولم يكن أحد من السلف يأتي قبر نبي أو غير نبي لأجل الدعاء عنده, ولا كان الصحابة يقصدون الدعاء عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم, ولا عند قبر غيره من الأنبياء, وإنما كانوا يصلون ويسلمون على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه, واتفق الأئمة على أنه إذا دعا بمسجد النبي صلى الله عليه وسلم لا يستقبل قبره, وتنازعوا عند السلام عليه, فقال مالك وأحمد وغيرهما يستقبل قبره ويسلم عليه, وهو الذي ذكره أصحاب الشافعي, وأظنه منصوصا عنه, وقال أبو حنيفة بل يستقبل القبلة ويسلم عليه, وهكذا في كتاب أصحابه, وقال مالك فيما ذكره إسماعيل بن إسحاق في المبسوط والقاضي عياض وغيرهما لا أرى أن يقف عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو ولكن يسلم ويمضي, وقال أيضا في المبسوط لا بأس لمن قدم من سفر أو خرج أن يقف عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيصلي عليه ويدعو لأبي بكر وعمر, فقيل له: فإن ناسا من أهل المدينة لا يقدمون من سفر ولا يريدونه إلا يفعلون ذلك في اليوم مرة وأكثر عند القبر فيسلمون ويدعون ساعة, فقال: لم يبلغني هذا عن أحد من أهل الفقه ببلدنا ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها, ولم يبلغني عن أول هذه الأمة وصدرها أنهم كانوا يفعلون ذلك, ويكره إلا لمن جاء من سفر أو أراده. وقد تقدم في ذلك من الآثار عن السلف والأئمة ما يوافق هذا ويؤيده من أنهم كانوا إنما يستحبون عند قبره ما هو من جنس الدعاء والتحية كالصلاة والسلام, ويكرهون قصده للدعاء والوقوف عنده للدعاء, ومن يرخص منهم في شيء من ذلك فإنه يرخص فيما إذا سلم عليه ثم أراد الدعاء أن يدعو مستقبل القبلة إما مستدبر القبر أو منحرفا عنه وهو أن يستقبل القبلة ويدعو ولا يدعو مستقبل القبر, وهكذا المنقول عن سائر الأئمة
(يُتْبَعُ)
(/)
ليس في ائمة المسلمين من استحب للمار أن يستقبل قبر النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو عنده, وهذا الذي ذكرناه عن مالك والسلف يبين حقيقة الحكاية المأثورة عنه وهي الحكاية التي ذكرها القاضي عياض عن محمد بن حميد قال: ناظر أبو جعفر أمير المؤمنين مالكاً في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له مالك: يا أمير المؤمنين لا ترفع صوتك في هذا المسجد فإن الله تعالى أدب قوما فقال (لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي) الآية ومدح قوما فقال (إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله) وذم قوما فقال (إن الذن ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون) الآية وإن حرمته ميتا كحرمته حيا فاستكان لها أبو جعفر وقال: يا أبا عبد الله أستقبل القبلة وأدعو أم أستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ولِمَ تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم إلى يوم القيامة, بل استقبله واستشفع به فيشفعه الله فيك, قال الله تعالى (ولو أنهم ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله) الآية فهذه الحكاية على هذا الوجه إما أن تكون ضعيفة أو مغيرة, وإما أن تفسَّر بما يوافق مذهبه, إذ قد يُفهم منها ما هو خلاف مذهبه المعروف, بنقل الثقات من أصحابه, فانه لا يختلف مذهبه أنه لا يستقبل القبر عند الدعاء, وقد نص على أنه لا يقف عند الدعاء مطلقا, وذكر طائفة من أصحابه أنه يدنو من القبر ويسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو مستقبل القبلة ويوليه ظهره, وقيل لا يوليه ظهره فاتفقوا في استقبال القبلة, وتنازعوا في تولية القبر ظهره وقت الدعاء, ويشبه والله أعلم أن يكون مالك رحمه الله سئل عن استقبال القبر عند السلام, وهو يسمي ذلك دعاء, فإنه قد كان من فقهاء العراق من يرى أنه عند السلام عليه يستقبل القبلة أيضا, ومالك يرى استقبال القبر في هذه الحال, كما تقدم وكما قال في رواية ابن وهب عنه, إذا سلم على النبي صلى الله عليه وسلم يقف ووجهه إلى القبر لا إلى القبلة, ويدنو ويسلم ويدعو, ولا يمس القبر بيده, وقد تقدم قوله إنه يصلي عليه ويدعو له, ومعلوم أن الصلاة عليه والدعاء له يوجب شفاعته للعبد يوم القيامة, كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي مرة صلى الله عليه عشرا ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها درجة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا ذلك العبد فمن سأل الله لي الوسيلة حلت عليه شفاعتي يوم القيامة) فقول مالك في هذه الحكاية ان كان ثابتا عنه معناه أنك إذا استقبلته وصليت عليه وسلمت عليه وسألت الله له الوسيلة يشفع فيك يوم القيامة, فإن الأمم يوم القيامة يتوسلون إلى الله بشفاعته, واستشفاع العبد به في الدنيا هو بطاعته وفعل ما يشفع له به يوم القيامة, كسؤال الله له الوسيلة ونحو ذلك, وكذلك ما نقل عنه من رواية ابن وهب إذا سلم على النبي صلى الله عليه وسلم ودعا يقف ووجهه إلى القبر لا إلى القبلة ويدعو ويسلم يعني دعاءه للنبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه, فهذا الدعاء المشروع هناك كالدعاء عند زيارة قبور سائر المؤمنين وهو الدعاء لهم فإنه أحق الناس أن يصلي عليه ويسلم ويدعي له بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم, وبهذا تتفق أقوال مالك ويفرق بين الدعاء الذي أحبه والدعاء الذي كرهه, وذكر أنه بدعة.
وأما الحكاية في تلاوة مالك هذه الآية (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم .. ) الآية فهي والله أعلم باطلة, فإن هذا لم يذكره أحد من الأئمة فيما أعلمه ولم يذكر أحد منهم أنه استحب أن يُسأل النبي صلى الله عليه وسلم بعد الموت, لا استغفارا ولا غيره, وكلام مالك المنصوص عنه وعن أمثاله ينافي هذا, وإنما يُعرف مثل هذا في حكاية ذكرها طائفة من متأخري الفقهاء عن أعرابي أنه أتى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتلا هذه الآية وأنشد بيتين:
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ** فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ** فيه العفاف وفيه الجود والكرم
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا استحب طائفة من متأخري الفقهاء من أصحاب الشافعي وأحمد مثل ذلك, واحتجوا بهذه الحكاية التي لا يثبت بها حكم شرعي, لا سيما في مثل هذا الأمر الذي لو كان مشروعا مندوبا لكان الصحابة والتابعون أعلم به وأعمل به من غيرهم, بل قضاء حاجة مثل هذا الأعرابي وأمثاله لها أسباب قد بسطت في غير هذا الموضع, وليس كل من قضيت حاجته لسبب يقتضي أن يكون السبب مشروعا مأمورا به, فقد كان صلى الله عليه وسلم يُسأل في حياته المسألة فيعطيها لا يرد سائلا, وتكون المسألة محرمة في حق السائل, حتى قال (إني لأعطي أحدهم العطية فيخرج بها يتأبطها نارا) قالوا يا رسول الله: فلم تعطيهم؟ قال (يأبون إلا أن يسألوني, ويأبى الله لي البخل) وقد يعمل الرجل العمل الذي يعتقده صالحا ولا يكون عالما أنه منهي عنه فيثاب على حسن قصده ويعفى عنه لعدم علمه, وهذا باب واسع, وعاما العبادات المبتدعة المنهي عنها قد يفعلها بعض الناس ويحصل له بها نوع من الفائدة, وذلك لا يدل على أنها مشروعة, بل لو لم تكن مفسدتها أغلب من مصلحتها لما نهى عنها ... ).
وقال رحمه الله في كتابه قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة ط. مكتبة الفرقان, ص160 - 162:
(وأيضاً فإن طلب شفاعته ودعائه واستغفاره بعد موته وعند قبره ليس مشروعاً عند أحد من أئمة المسلمين، ولا ذكر هذا أحد من الأئمة الأربعة وأصحابهم القدماء، وإنما ذكر هذا بعض المتأخرين: ذكروا حكاية عن العتبي أنه رأى أعرابيا أتى قبره وقرأ هذه الآية، وأنه رأى في المنام أن الله غفر له.
وهذا لم يذكره أحد من المجتهدين من أهل المذاهب المتبوعين، الذين يفتي الناس بأقوالهم، ومن ذكرها لم يذكر عليها دليلاً شرعياً .... ) الخ كلامه رحمه الله.
--------------------------------------------------------------------------------
قال العلامة محمد بن عبد الهادي رحمه الله في كتابه العظيم "الصارم المنكي في الرد على السبكي" ص 212 ط. الإمام بمصر:
(وهذه الحكاية التي ذكرها - يعني السبكي - بعضهم يرويها عن العتبي بلا إسناد، وبعضهم يرويها عن محمد بن حرب الهلالي، وبعضهم يرويها عن محمد بن حرب بلا إسناد، عن أبي الحسن الزعفراني عن الأعرابي.
وقد ذكرها البيهقي في كتاب "شعب الإيمان" بإسناد مظلم عن محمد بن روح بن يزيد البصري حدثني أبو حرب الهلالي، قال: حج أعرابي، فلما جاء إلى باب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أناخ راحلته فعقلها، ثم دخل المسجد حتى أتى القبر، ثم ذكر نحو ما تقدم. وقد وضع لها بعض الكذابين إسناداً إلى علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -.
وفي الجملة؛ ليست الحكاية المذكورة عن الأعرابي مما تقوم به الحجة، وإسنادها مظلم، ولفظها مختلف "أيضاً"، ولو كانت ثابتة لم يكن فيها حجة على مطلوب المعترض، ولا يصلح الاحتجاج بمثل هذه الحكاية، ولا الاعتماد على مثلها عند أهل العلم، وبالله التوفيق).
العالم الرباني, والمجدد الثاني الشيخ عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله
ونقل العالم الرباني, والمجدد الثاني الشيخ عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب رحمه الله كلام شيخ الإسلام المتقدم مع شيء من التصرف, فقال في كتابه القول الفصل النفيس في الرد على المفتري داود بن جرجيس. ص120 - 122 ط. دار الهداية.
(وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في اقتضاء أيضاً:
ولم يكن أحد من السلف يأتي قبر نبي ولا غير نبي لأجل الدعاء به, ولا كان الصحابة يقصدون الدعاء عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم ولا عند قبر غيره من الأنبياء وإنما كانوا يصلون عليهم ويسلمون على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه. فاتفق الأئمة على أنه إذا دعا في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يستقبل قبره, وتنازعوا عند السلام عليه. فقال مالك وأحمد وغيرهما: يستقبل قبره ويسلم عليه. وهو الذي ذكره أصحاب الشافعي. وقال مالك فيما ذكره إسماعيل بن إسحاق في المبسوط والقاضي عياض وغيرهما: لا أرى أن يقف عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم, ولكن يسلم ويمضي. وقال في المبسوط: لا بأس لمن قدم من سفر أو خرج أن يقف على النبي صلى الله عليه وسلم, ويدعو له ولأبي بكر وعمر, فقيل له: إن ناسا من أهل المدينة يفعلون ذلك في اليوم مرة أو أكثر فيسلمون ويدعون ساعة فقال: لم يبلغني هذا عن أحد من أهل الفقه ببلدنا, ولم يبلغني عن أول
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه الأمة وصدرها أنهم كانوا يفعلون ذلك, ويكره إلا لمن جاء من سفر أو أراده.
قال: وقد تقدم من الآثار عن السلف ما يوافق هذا ويؤيده من أنهم إنما كانوا يستحبون عند قبره صلى الله عليه وسلم ما هو من جنس الدعاء له كالصلاة والسلام ويكرهون قصده للدعاء والوقوف عنده, وليس في أئمة المسلمين من استحب للمرء أن يستقبل قبره ويدعو.
وهذا الذي ذكرناه عن مالك والسلف يبين ضعف ما ينقله المحرفون عن مالك وغيره, مما يخالف ذلك مما هو خلاف مذهبه المعروف بنقل الثقات من أصحابه. وهو نص على أنه لا يقف عند قبره للدعاء مطلقاً. ولم يذكر أحد من الأئمة أن أحداً منهم استحب أن يسأل أحداً بعد الموت, وإنما يعرف ذلك في حكاية ذكرها طائفة من متأخري الفقهاء عن أعرابي أنه أتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ** فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ** فيه العفاف وفيه الجود والكرم
فاحتجوا بهذه الحكاية التي لا ينبغي أن يثبت بها حكم شرعي, لا سيما في مثل هذا الأمر الذي لو كان مشروعاً لكان الصحابة والتابعون أعلم به وأعمل له ... ).
http://www.arabswell.com/vb/showthread.php?t=85079
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=54280
ولعل سكان المدينة المنورة أو من زار الروضة الشريفة يجد هذه الأبيات محفورة على باب الحجرة الشريفة التى تضم القبر الشريف
وهل لعل في شيء من العلم , إن هي إلا ظن لا يغني من الحق شيئا فتكلم بعلم أو اصمت أو لعلك.
فبدلا من الوقوف على محتوى هذه المعاهدة النفيسة التي نقلها الدكتور المكرم ولو بكلمة واحدة تحمل الإنصاف انقلب الكل " بدعة " "بدعة " بدعة.
أيا كان محتاواها فكتابتها على هذه الصورة بدعة ولا شك , فلا نناقش محتواها بل نناقش كيفية صياغة هذا المحتوى , فإذا كنت لا تعرف ماذا نناقش فلم تناقش؟ وهل تستحق أن تناقش دون وعي بموضوع النقاش أصلا.
أي بدعة في هذا الكلام يا قومنا؟ أي ثعبان أقرع قد تفلت عليكم يا من تفضلتم بالتعليق؟!
أي خطأ وقع يا أهلنا؟
أي فوبيا تصيبنا عندما تلقى كلمة بعنوان الميلاد الشريف؟؟؟
سل نفسك فأنت الذي أصبت بما تسميه فوبيا ولعلها فوبيا البدعة.
إننا نبدِّع ما يحدث باسم النبي صلى الله عليه وسلم من مخالفات شرعية تستحق التبديع أما مجرد إلقاء كلمة تحمل نصحا وأدبا ونبلا في مناسبة مولده صلى الله عليه وسلم فمن بدعها فهو مبّدع لمجالس الذكر
وهل هذه مجرد كلمة أما عهد وبيعة ومخاطبة ونداء واعتقاد , وهل يجوز لمسلم أن ينادي رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه النداءات المتكررة وأن يعاهده هذه العهود المتباينة؟
فاعلم موموضع النقاش ثم ناقش.
ومن يفعل هذا ليس شيئا مذكورا بل أقل من أن يوضع في مرتبة المخاطب ها قد حكمت على نفسك فالحمد لله رب العالمين.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[28 Feb 2010, 10:38 ص]ـ
1 - أتسألني وتجيب عني؟ وهل هذا من الإنصاف في النقاش؟ مع أن كلامي واضح فأنا لم أشر لا من قريب ولا من بعيد إلى التسييد فهو صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم.
2 - لا بأس أن أبين ما أنكرته مرة ثانية وهو أربعة أمور: نداء الكاتب له بعد موته صلى الله عليه وسلم , وإعطاؤه تلك العهود , وتحديده لبنود العهود , وأن يكون ذلك احتفالا بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم ,فتلك أربعة أمور منكرة إلا إذا استطعت أن تبرهن من السنة الصحيحة على جواز واحد منها.
3 - وأما سماعه صلى الله عليه وسلم للسلام , فالسلام غير النداء والعهد وقد ورد في السلام ما يخصه فلماذا التعميم؟
وأما قولك:
(*- و أمّا إطلاقُك (بأنه لايسمع من ناداه) فغيْر صحيح؛ لأنه صلى الله عليه و سلم يسمع سلامَنا و صلاتنا عليه حيثما كٌنّا؛ فعن عن أبي هريرة رضي الله عنه:
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما مِن أحدٍ يُسِّلم عليَّ إلا رد الله عليَّ روحي حتى أرد عليه السلام "). أخرجه أبو داود في سُننه، و أحمد في مسنده، و غيرهما
و كذا أخرج أبو داود من حديث أبي هريرة مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه و سلم: " ... وصلُّوا عليَّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم ". اهـ)
فهذه الأحاديث تخص السلام وأنا لا أنكر أنه صلى الله عليه وسلم يسمع سلام من سلم عليه ويرده ولكن لا نعمم فنقول كما قلت أنت:
(يُتْبَعُ)
(/)
(فهو يسمع و يرّد على من ناداه - صلوات الله و سلامه عليه - واعتقادك بغير هذا اعتقادٌ خاطئ)
4 - فصواب عبارتك فهو صلى الله عليه وسلم يسمع ويرد على من سلم عليه واعتقادك أنه يسمع من ناداه مطلقا اعتقاد خاطئ لأنه لادليل عليه.
وقولك:
(و أمّا معاهدته بعد وفاته (صلى الله عليه و سلم)؛ فمجازيةٌ كما أسلفنا؛ فلا وجه لِما رتبته - أنت - عليها)
5 - ألا ترى أن قولك هذا يصلح للصوفية في دعائهم واستغاثتهم برسول الله صلى الله عليه وسلم فلو أنكرنا عليهم لقالوا مجازية وليس على الحقيقة.
عهدي بك يا دكتورنا أكبر وأعقل وأجل من هذا الكلام.
وقولك:
* (و أمّا زعمك بأن ذلك المقال و ما فيه من تذكير بسيرة النبي - صلى الله عليه و سلم - و شريعته، بدعة كبيرة - فزعمٌ باطل، و فَهمٌ خاطئ لمعنى البدعة؛ لأنه يقتضي القول بتحريم التذكير بالسيرة النبوية المشرّفة في اليوم الموافق ليوم مولده الشريف، و هذا عيْن البدعة؛ لأنه تخصيص و إخراج مِن إباحة ذلك بغير مخصص، و لأنه ضد الشِرْعة.)
6 - فتاوى من هم أعلم منا موجودة في بدعة الاحتفال بالمولد بأي شكل من الأشكال إلا أن يكون بصيام يوم الاثنين من كل أسبوع كما أخبر صلى الله عليه وسلم أنه يصومه لأنه ولد فيه , فلنتهم الرأي
7 - ولنتبع ما أجمع عليه علماء السنة المعتبرين في عصرنا هذا. والله أعلم.
سلام الله عليكم
يا أخي
نحن في ملتقى علمي، و مراجعات أو حوارات علمية - أو هكذا ينبغي لها أن تكون - فدَعْكَ من حكاية الصوفية، و إشهارها في وجه المحاور، عند العِوَز إلى دليل؛ فهذا أسلوب لا يليق في النقاش العلمي
و كذا قولك (في الاقتباس أعلاه في رقم 1) بأني أسألك ثم أجيب عنك: فقد غفلتَ - أنت - عن صيغة السؤال، المؤكذة بعلامة الاستفهام؛ فهذا سؤال و ليس جوابا مني نيابة عنك!
2 - و أمّا قولك إن السلام عليه [بعد وفاته صلى الله عليه و سلم] غير النداء. فغير صحيح؛ لأن صيغة السلام تشمل النداء؛ فنحن نقول عند زيارة قبره الشريف: السلام عليك يا رسول الله. فـ (يا) هنا حرف نداء.
و لم أَقُلّ بإطلاق و لا تعميم سماعه أو ردّه بعد وفاته - صلوات ربي و سلامه عليه - و إنما أنكرتُ و نقضتُ إطلاقك أنت عدم ذلك، و الفرق بينهما كبير. (و هو ما جاء في رقميّ (4)، و (5).
6 - و أمّا تلك الفتاوى في بدعة الاحتفال، فمحلّها " الاحتفال "، و هو الاجتماع في لسان العرب؛ فلا يشتشهد بها في الادعاء بالقول ببدعة التذكير بالسيرة النبوية المشرفة و الهَدْي النبوي، في ذلك اليوم
7 - و أمّا حكايتك الإجماع المعتبر في عصرنا هذا؛ فجهالةٌ بمعنى الإجماع و حقيقته!
و ما قولك في الخلاف المعروف في القرون التي سبقته؟
2 - و قد أَخَّرَّتُ ما ورد في (رقم 2) و هو الأهمّ في كلامك، و هو قولك: (لا بأس أن أبين ما أنكرته مرة ثانية وهو أربعة أمور: نداء الكاتب له بعد موته صلى الله عليه وسلم , وإعطاؤه تلك العهود , وتحديده لبنود العهود , وأن يكون ذلك احتفالا بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم ,فتلك أربعة أمور منكرة إلا إذا استطعت أن تبرهن من السنة الصحيحة على جواز واحد منها)
- فإليك البرهان على جواز واحدٍ منها، و هو النداء له - صلى الله عليه و سلم - بعد موته؛ فقد أخرج الحافظ ابن حجر في " المطالب العالية بزوائد الثمانية " بسنده (عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، كَانَ " إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و سلم، ثُمَّ أَتَى الْقَبْرَ، فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَتِي "). اهـ
و أخرجه البيهقي في " السنن الكبرى " بسنده (عن نافع: أن ابن عمر كان إذا قدم من سفر دخل المسجد ثم أتى القبر فقال: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبتاه). اهـ
قال صاحب " تحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة ": (وعنه [أي: ابن عمر]: أنه كان إذا قدم من سفر صلى ركعتين في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ثم أتى القبر فقال: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبه.
- قال -: رواه مسدد ومحمد بن يحيى بن أبي عمر والبيهقي موقوفا، بسند صحيح).
* * *
فيا أخي العزيز
تجنبنا تعكير صفو الاحتفاء بذكرى مولده الشريف (صلوات ربي و سلامه عليه) بإثارة الجدل في جواز " الاحتفال " به أو عدم الجواز
و أتينا بما فيه تذكير بهديه و سيرته المشرّفة و العبَر المستفادة منها، فإذا نفرٌ من الناس يهُبّون مستنفرين، لا يطيقون مجرد سماع سيرته صلى الله عليه و سلم في يوم مولده الشريف
فإنّه يَعِزُّ على المرء أن تَحِلّ ذكري ميلاده صلى الله عليه و سلم، فتُقابل بالإهمال لذكر تلك النعمة المهداة، و لا تُقابل بالاهتمام اللائق بها و بصاحبها النبي الأكرم، صلى الله عليه و سلم
فلِماذا هذه " الأرتيكاريا " - الحساسية و الاستثارة - المَرَضِيّة المُفْرِطَة تجاه تلك المناسبة الشريفة؟!
هدانا الله و إياكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[28 Feb 2010, 12:15 م]ـ
و أمّا تلك الفتاوى في بدعة الاحتفال، فمحلّها " الاحتفال "، و هو الاجتماع في لسان العرب؛ فلا يشتشهد بها في الادعاء بالقول ببدعة التذكير بالسيرة النبوية المشرفة و الهَدْي النبوي، في ذلك اليوم
7 - و أمّا حكايتك الإجماع المعتبر في عصرنا هذا؛ فجهالةٌ بمعنى الإجماع و حقيقته!
و ما قولك في الخلاف المعروف في القرون التي سبقته؟
وعليكم السلام ولا يخفاكم أن الإجماع أنواع وأنا قيدته بعلماء العصر المعتبرين فلماذا التجهيل؟
إليك البرهان على جواز واحدٍ منها، و هو النداء له [/ COLOR] - صلى الله عليه و سلم - بعد موته؛ فقد أخرج الحافظ ابن حجر في " المطالب العالية بزوائد الثمانية " بسنده (عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، كَانَ " إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و سلم، ثُمَّ أَتَى الْقَبْرَ، فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَتِي "). اهـ
و أخرجه البيهقي في " السنن الكبرى " بسنده (عن نافع: أن ابن عمر كان إذا قدم من سفر دخل المسجد ثم أتى القبر فقال: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبتاه). اهـ
قال صاحب " تحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة ": (وعنه [أي: ابن عمر]: أنه كان إذا قدم من سفر صلى ركعتين في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ثم أتى القبر فقال: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبه.
- قال -: رواه مسدد ومحمد بن يحيى بن أبي عمر والبيهقي موقوفا،
كل هذا في السلام وليس فيه النزاع فلم الوقوف عند مالا نزاع فيه , هل الصحابة الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته وعاهدوه جددوا له هذا العهد بعد موته؟ وهل التابعون الذين لم يروه بايعوه هذه البيعة وعاهدوه هذه العهود؟
لماذا الحيدة عن محل النزاع؟
وأما قولي بأن جوابك بالمجازية يصلح للصوفية فقد رأيت بنفسك من ساق قصة العتبي المكذوبة تعضيدا لعهودك التي نقلتها فرحا ومقرا لها فالله المستعان.
تجنبنا تعكير صفو الاحتفاء بذكرى مولده الشريف (صلوات ربي و سلامه عليه) بإثارة الجدل في جواز " الاحتفال " به أو عدم الجواز و أتينا بما فيه تذكير بهديه و سيرته المشرّفة و العبَر المستفادة منها، فإذا نفرٌ من الناس يهُبّون مستنفرين، لا يطيقون مجرد سماع سيرته صلى الله عليه و سلم في يوم مولده الشريف
فإنه يَعِزُّ على المرء أن تَحِلّ ذكري ميلاده صلى الله عليه و سلم، فتُقابل بالإهمال لذكر تلك النعمة المهداة، و لا تُقابل بالاهتمام اللائق بها و بصاحبها النبي الأكرم، صلى الله عليه و سلم
أليس هذا دليلا على أنها احتفال بمولده صلى الله عليه وسلم فقلها صراحة أنك تعتقد أن الاحتفال بالمولد ليس بدعة بل هو مباح أو سنة ولكنك تخجل أن تقولها لماذا؟
فلِماذا هذه " الأرتيكاريا " - الحساسية و الاستثارة - المَرَضِيّة المُفْرِطَة تجاه تلك المناسبة الشريفة؟
ولِماذا هذه " الأرتيكاريا " - الحساسية و الاستثارة - المَرَضِيّة المُفْرِطَة تجاه القول ببدعة الاحتفال بتلك المناسبة الشريفة إذا كان صاحب المناسبة نفسه لم يحتفل بها وأصحابه الذين كانوا أكثر حبا له لم يحتفلوا بها؟
بل ومنشأ الاحتفال بها هم العبيديون أبناء اليهودي عبيد الله بن ميمون القداح ويوم مولده صلى الله عليه وسلم مختلف في تعيينه والمتفق عليه أن الثاني عشر من ربيع هو يوم وفاته فبأي شيء كان يحتفل العبيديون؟
أبمولده أم بوفاته؟ هم يعلمون , ولكن الذين يتبعون أهواءهم لا يعلمون.
هدانا الله و إياك
ـ[أنين الحق]ــــــــ[28 Feb 2010, 12:42 م]ـ
[ QUOTE= محمد الشعباني;98488] " ........................ " لو كنت يا شعباني تفهم ما من أجله سيقت القصة ما دخلت بهذا النقل الطويل العريض الذي يعلمه أطفال المتعلمين.
فالقصة يا من بكم البلاد تقدمت وتزينت بحسن فهومكم جاءت من أجل الاستشهاد بأن العربية الأم لغة القوم الذين نطقوا بها وبها نزل القرآن لا تأبى أن نقول يا رسول الله وكما أثبت الدكتور من السنة أن السلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بـ يا رسول الله. ولم يستشهد بالقصة من جانب صوابها أو خطئها أو ثبوتها من عدمه ولكنها البرمجة التى تزحلق صاحبها ليأتي بكل بعيد عن النقاش وماذا نصنع لواحد ما أعطي شيئا إلا الجدل والأحلام السعيدة من خلال كلمة بدعة بدعة بدعة.
وكونك تحمل الظن على الشك في قولي:" لعل أهل المدينة وزوار الروضة الشريفة يرون هذه الأبيات مكتوبة على الحجرة المنيفة لحضرة سيدك وسيدي طب القلوب ودوائها وعافية الأبدان وشفائها ونور الأبصار وضيائها " ـ ينبيء عن جهل واضح بقوانين العربية وسننها لأن ظن قد تكون بمعنى اليقين قال تعالى " الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم ... " وكونك من المجادلين المبرمَجين لم تحسن الفهم لذا فالجزم يا هذا أن هذه الأبيات موجودة يقينا وحقيقة وتراها عيون المحبين حقيقة والمبغضين أيضا لكن من جانب آخر نطويه حتى لا يطول النقاش فيما لا فائدة ترجى منه إلا قتل الوقت عند من لا يحسنون الاستفادة منه.
.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[28 Feb 2010, 12:55 م]ـ
[ QUOTE= محمد الشعباني;98488] " ........................ " لو كنت يا شعباني تفهم ما من أجله سيقت القصة ما دخلت بهذا النقل الطويل العريض الذي يعلمه أطفال المتعلمين.
فالقصة يا من بكم البلاد تقدمت وتزينت بحسن فهومكم جاءت من أجل الاستشهاد بأن العربية الأم لغة القوم الذين نطقوا بها وبها نزل القرآن لا تأبى أن نقول يا رسول الله وكما أثبت الدكتور من السنة أن السلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بـ يا رسول الله. ولم يستشهد بالقصة من جانب صوابها أو خطئها أو ثبوتها من عدمه ولكنها البرمجة التى تزحلق صاحبها ليأتي بكل بعيد عن النقاش وماذا نصنع لواحد ما أعطي شيئا إلا الجدل والأحلام السعيدة من خلال كلمة بدعة بدعة بدعة.
وكونك تحمل الظن على الشك في قولي:" لعل أهل المدينة وزوار الروضة الشريفة يرون هذه الأبيات مكتوبة على الحجرة المنيفة لحضرة سيدك وسيدي طب القلوب ودوائها وعافية الأبدان وشفائها ونور الأبصار وضيائها " ـ ينبيء عن جهل واضح بقوانين العربية وسننها لأن ظن قد تكون بمعنى اليقين قال تعالى " الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم ... " وكونك من المجادلين المبرمَجين لم تحسن الفهم لذا فالجزم يا هذا أن هذه الأبيات موجودة يقينا وحقيقة وتراها عيون المحبين حقيقة والمبغضين أيضا لكن من جانب آخر نطويه حتى لا يطول النقاش فيما لا فائدة ترجى منه إلا قتل الوقت عند من لا يحسنون الاستفادة منه.
.
استمر في أنينك لكنه ليس أنين حق لأن الحق يا هذا ليس له أنين , فإذا كنت لا تحسن اختيار معرفك الذي تكتب به فهل ستحسن النقاش , أتسمي ما نقلته عن علماء الإسلام تعليم أطفال؟
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[28 Feb 2010, 07:24 م]ـ
...
أليس هذا دليلا على أنها احتفال بمولده صلى الله عليه وسلم فقلها صراحة أنك تعتقد أن الاحتفال بالمولد ليس بدعة بل هو مباح أو سنة ولكنك تخجل أن تقولها لماذا؟
...
لم أكتب في حكم " الاحتفال " بالمولد النبوي الشريف؛ تجنبا لتعكير صفو الاحتفاء بذكرى مولده الشريف (صلوات ربي و سلامه عليه) بإثارة الجدل في جواز " الاحتفال " به أو عدم الجواز. اهـ - هذا هو السبب
و إنما
نقلتُ فيه التذكير بهديه و سيرته المشرّفة و العبَر المستفادة منها، فإذا نفرٌ من الناس يهُبّون مستنفرين، لا يطيقون مجرد سماع سيرته صلى الله عليه و سلم في يوم مولده الشريف.
- و أمّا الاحتفال به فمُباحٌ بل مُستحبٌ شرعاً؛ كما صرّح بذلك الإمام الحافظ ابن حجر، و الإمام الحافظ السيوطي - رحمهما الله -
و هذا اعتقادي تصريحاً، و عن درايةٍ و دليل، و ليس عن تقليد
و لهذا موضعٌ آخر، سأعرضه قريبا بإذن الله
و نحن نتقرّب إلى الله تعالى بالاحتفاء و الاحتفال بمولد رسوله الكريم صلى الله عليه و سلم، و أنتم تزعمون التقرّب إلى الله تعالى بالإهمال و التجاهل لذكرى مولد رسوله الكريم!
فنحن أسعدُ به منكم
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[28 Feb 2010, 08:43 م]ـ
لم أكتب في حكم " الاحتفال " بالمولد النبوي الشريف؛ تجنبا لتعكير صفو الاحتفاء بذكرى مولده الشريف (صلوات ربي و سلامه عليه) بإثارة الجدل في جواز " الاحتفال " به أو عدم الجواز. اهـ - هذا هو السبب
و إنما
نقلتُ فيه التذكير بهديه و سيرته المشرّفة و العبَر المستفادة منها، فإذا نفرٌ من الناس يهُبّون مستنفرين، لا يطيقون مجرد سماع سيرته صلى الله عليه و سلم في يوم مولده الشريف.
اتهام بالباطل فنحن نحب أن نسمع سيرته في كل وقت وحين ولا ينبغي لمسلم أن يهمل سيرته حتى إذا حلت ذكرى المولد كتب هذه العهود التي فيها من المخالفات الأمور الأربعة التي بينت لك إضافة إلى تزكية النفس بإبداء هذه العهود
ونحن لا نحتفل بمولده لأنه هو صلى الله عليه وسلم لم يشرع ذلك فنمتثل نهيه عن الغلو فيه ومشابهة النصارى في احتفالهم بميلاد نبيهم صلى الله عليه وسلم.
- و أمّا الاحتفال به فمُباحٌ بل مُستحبٌ شرعاً؛ كما صرّح بذلك الإمام الحافظ ابن حجر، و الإمام الحافظ السيوطي - رحمهما الله -
و هذا اعتقادي تصريحاً، و عن درايةٍ و دليل، و ليس عن تقليد
و لهذا موضعٌ آخر، سأعرضه قريبا بإذن الله
فلماذا كل هذا الجهد حتى تصرح بما تعتقد وهل كل هذه الحيدة من النقاش العلمي في شيء ثم تقول: (ولهذا موضع آخر) بل هذا موضع عرضه وقد زكيت نفسك بالاجتهاد وغمزت مخالفك بالتقليد فهات أدلتك على جواز الاحتفال بالمولد ولا تقلد من نقلت عنهم من الأئمة.
و نحن نتقرّب إلى الله تعالى بالاحتفاء و الاحتفال بمولد رسوله الكريم صلى الله عليه و سلم، و أنتم تزعمون التقرّب إلى الله تعالى بالإهمال و التجاهل لذكرى مولد رسوله الكريم!
نحن لنا سلف في عدم الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم وسلفنا هو نبينا صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام الذين كانوا أكثر حبا له منا وأعلم بما يرضيه منا , ونحن نصوم كل اثنين اقتداء به صلى الله عليه وسلم إذ كان يصومه لأنه اليوم الذي ولد فيه فنحن أسعدُ به منكم إن شاء الله لأننا نذكر مولده في كل أسبوع مرة بصيام يوم الاثنين فنذكر مولده في السنة خمسين مرة وأنتم لا تذكرونه إلا مرة واحدة في يوم مختلف في ميلاده فيه ومتفق على موته فيه وسلفكم أبناء عبيد الله بن ميمون القداح وسلفنا هو النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام.
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سعود بن جريبيع]ــــــــ[28 Feb 2010, 09:33 م]ـ
قال د. أبو بكر:
(هذا عيْن البدعة؛ لأنه تخصيص و إخراج مِن إباحة ذلك بغير مخصص، و لأنه ضد الشِرْعة).
وهذه قاعدة صحيحة، وهي أن الاحتفال بالمولد تخصيص بغير مخصص واستحباب من غير دليل وهذا هو عين البدعة
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[28 Feb 2010, 10:09 م]ـ
قال د. أبو بكر:
(هذا عيْن البدعة؛ لأنه تخصيص و إخراج مِن إباحة ذلك بغير مخصص، و لأنه ضد الشِرْعة).
وهذه قاعدة صحيحة، وهي أن الاحتفال بالمولد تخصيص بغير مخصص واستحباب من غير دليل وهذا هو عين البدعة
ترديد القول و النقل بغير علمٍ و لا فهمٍ أمرٌ مُضحِك!
فقولك: (تخصيص) - تخصيص مِن ماذا؟
لو تأملّتَ ما أقررتَ أنت بأنه قاعدة صحيحة؛ لعلمتَ معناها و وجه الدلالة فيها.
و عليك بقراءة شيء من علم أصول الفقه
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[28 Feb 2010, 11:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نعاهدك في يوم مولدك يا سيدي يا رسول الله
كتب د. ناجح إبراهيم في جريدة " المصريون " ( http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=25159)
في يوم مولدك يا رسول الله نجدد لك الولاء .. ونجدد لك البيعة .. ونجدد لك المحبة.
ونقول لك في يوم مولدك رغم تقصيرنا في حقك وإسرافنا على أنفسنا إلا أنك أحب إلينا من أهلنا وأولادنا وأنفسنا والناس أجمعين.
ورغم أننا قد لا نستطيع تطبيق ذلك في واقعنا في بعض الأحيان إلا أن هذا الحب العظيم هو ما عقدنا عليه قلوبنا وما استقر في نفوسنا ووجداننا.
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ألا ننشغل بالجزئيات عن الكليات .. أو بالفروع دون الأصول .. وألا نحول الخطأ إلي خطيئة .. والصغيرة إلي كبيرة.
ونعاهدك يا سيدي يا رسول الله ألا تلهينا المسائل الفرعية عن القضايا المصيرية .. فلا ندع أوقاتنا وجهودنا يأكلها الجدل أو المراء فيما لا طائل من ورائه .. أو الصراع والتشاحن والتنابذ حول مسائل فقهية فرعية اختلف فيها السابقون .. ولا أمل أن يتفق عليها المعاصرون ولا فائدة من حسمها .. أو شغل الأوقات فيما لا فائدة منه في عمل أو إصلاح أو خير.
فلن نكون أبدا ً ممن يسألون عن دم البعوض .. ودم الحسين مراق .. أو الذين يتراشقون بالسباب من أجل خلافات فقهية وبلاد المسلمين محتلة أو مهددة بالاحتلال والتقسيم وذوبان الهوية.
نعاهدك يا سيدي يا رسول (صلى الله عليه وسلم) في يوم مولدك أن ندافع عن الإسلام وأوطاننا حتى آخر نفس يخرج من صدورنا .. وأن نضحي من أجلهما بالغالي والرخيص .. والنفس والنفيس.
نعاهدك يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن نعطي كل ذي حق حقه .. فلديننا حق علينا .. وكذلك جيراننا ومواطنينا مسلمين وغير مسلمين
نعاهدك يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن نلتزم بوسطية الإسلام وعدله .. دون إفراط أو تفريط .. أو غلو أو تقصير .. أو زياد أو نقصان
نعاهدك يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في يوم مولدك أن نعيش مع الحق سبحانه بغير نفس .. وأن نعيش مع النفس بغير خلق .. وأن نعيش مع النفس بالمحاسبة والمراقبة.
نعاهدك أن نعترف بأخطائنا .. وأن نصحح مسيرتنا باستمرار .. وألا نغضب ممن يسدي لنا نصحا ً أو توجيها ً أو نقدا ً بناء ً .. وألا نغضب إلا لديننا وشريعتنا .. وألا نغضب لأنفسنا ما استطعنا إلي ذلك سبيلا.
نعاهدك أن نعدل حتى مع خصومنا ومخالفينا .. وأن نعدل حتى مع من يظلمنا .. وأن نعدل مع المسلمين وغير المسلمين .. ومع الصالحين والفاسقين
فبالعدل قامت السماوات والأرض .. وبالعدل وللعدل أنزل الله الكتب وأرسل الرسل .. وإن الله يقيم الجماعة العادلة حتى لو لم تكن مسلمة .. ويزيل الجماعة الظالمة حتى وإن كانت مسلمة.
وبالعدل أتيت يا رسول الله .. وبه حكمت وأمرت .. وبه سدت على العالمين.
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن نمد أيدينا ونفتح قلوبنا لكل من يريد الخير للإسلام والأوطان والمجتمع .. وأن نعاون كل من يحافظ على بلادنا وأوطاننا ويرعي حرمتها .. ويحافظ على هويتها ويمنع ذوبان هذه الهوية.
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن نتمسك بالدعوة إلى الله كما دعوت بالحكمة والموعظة الحسنة وبالرفق .. وأن يكون شعارنا مع العصاه والشاردين.
(يُتْبَعُ)
(/)
" اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون "
وأن نحافظ على طهارة منبرك ودعوتك من الأغراض والأهواء والشهوات والشبهات.
وأن تكون دعوتنا للإسلام متجردة لله .. لا ننتظر أجراً من أحد .. وألا نطلب مقابلاً لهذه الدعوة من أحد.
وأن يكون شعارنا في دعوتنا.
" قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى "
فالمقياس الحقيقي لقوة الدعوة وقبولها ليس بكثرة كلامها أو علو صوتها ولكن بقدر إخلاصها وتجردها.
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله أن نكون دعاه لا قضاه .. ودعاة لا ولاة .. ودعاة لا بغاة.
وأن نعمل بالمثل القائل
"اجنوا العسل ولا تكسروا الخلية "
فالداعية العظيم هو الذي يجني العسل بهدوء ورفق .. دون أن يزعج النحل أو يقتله أو يشرده .. ودون أن يكسر الخلية ويسكب العسل على الأرض.
وأن نكون ممن يجمع ولا يفرق .. ويبشر ولا ينفر .. وييسر ولا يعسر .. ويحبب ولا يبغض .. ويجذب ولا يطرد .. يعين الناس على شيطانهم ولا يعين الشيطان عليهم.
في يوم مولدك يا رسول الله نعاهدك ألا يكون جل اهتمامنا بهدديك الظاهر مثل اللحية ونحوها فقط .. ولكننا نعاهدك على إصلاح بواطننا وقلوبنا وضمائرنا .. وأن نهتم بغسل وتنظيف هذه القلوب أكثر من خمس مرات يومياً .. كما نتوضأ كل يوم خمس مرات ونغسل فيها جوارحنا بعناية .. فالقلوب أولى بالنظافة من الجوارح .. والنفوس أولى بالطهارة من الملابس.
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله في يوم مولدك أن نعيش دوماً مع قولك الكريم
"إن الله لا ينظر إلى صوركم وأشكالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"
نعاهدك أن نسعى لإصلاح قلوبنا قبل جوارحنا .. وإصلاح باطننا قبل ظاهرنا.
نعاهدك ألا نهمش دعوتك العظيمة في المظهر دون الجوهر .. وفي الشكل دون المضمون
نعاهدك أن ننشغل بالبناء عن الهدم .. وبالعمل عن الجدل .. وبالجمع عن التفريق
نعاهدك أن نحرص على الواجب الشرعي فلا نضيعه .. وأن نهتم بالواقع العملي فلا نهمله .. فمن أهمل الواجب الشرعي فقد ضيع دينه وقصر في حق ربه .. وأهمل أمر ربه وأمر رسوله (صلى الله عليه وسلم)
أما من يهمل الواقع ولا يدركه ولا يعرفه فقد غفل عن الواقع الذي تعمل فيه النصوص الشرعية .. فهذه النصوص لا تعمل في فراغ .. ولا تطبق في الهواء .. ولكن كل نص شرعي من كتاب أو سنة يتناسب مع واقع معين .. ومن أخطأ قراءة النص الشرعي أو أخطأ في قراءة واقعة فإنه سيخطأ بالتأكيد في العمل للإسلام وبالإسلام .. وسيقع في سلسلة متواصلة من السلبيات والأخطاء في دعوته قد تضيع دعوته ليخرج منها خالي الوفاض.
نعاهدك يا رسول الله في يوم مولدك أن ندور مع الإسلام حيث دار .. ومع الشريعة حيث كانت .. ولا ندور حول ذواتنا أو هيئاتنا أو جماعاتنا .. فمن دار حول الإسلام والشريعة ربح ونجح في الدارين .. ومن دار حول ذاته فشل وهزم .. وفسد وأفسد
نعاهدك يا رسول الله أن نفرق بين الغايات والوسائل .. فلا نحول الوسائل إلي غايات .. ولا تنزلها مكانتها .. فإن بعض الخلل الذي أصاب مسيرة الحركة الإسلامية المعاصرة هو تحويل الوسائل إلي غايات .. أو عدم التفرقة بينهما على الأقل.
فالجماعة المسلمة وسيلة إلي تحقيق الإسلام في واقع الحياة .. فلا نحولها إلي غاية .. ليفجر بعضنا في الخصومة من أجلها .. أو نتعصب لها بغير حق .. أو ندور حولها دون وعي .. فنضيع مع هذا الدوران الواجبات والفرائض .. أو نتعصب لها تعصبا ً أعمى مثلما يفعل البعض اليوم.
والجهاد وسيلة إلي مرضاة الله فلا ينبغي أن يتحول شعارنا في يوم من الأيام إلي " الجهاد للجهاد " أو " القتال للقتال " .. أو " والقتال حتى دون هدف " أو " القتال حتى لو أضر بالدعوة أو بالإسلام نفسه " .. كما يفعل البعض
فمعرفة الفرق بين الغايات والوسائل يساعدنا على ضبط حركتنا وعدم الاستغراق في الوسيلة على حساب المقصد والغاية.
وعلينا جميعا ًأن نجدد في وسائلنا لتحقيق المقصد الأسمى لنا جميعا ً وهو إقامة الدين .. فالغايات ثابتة والوسائل متعددة ومتغيرة .. وهي تختلف من زمان إلي زمان .. ومن مكان إلي مكان .. بحيث تتلاءم مع كل الأزمان والبلاد .. وتحقق المصالح وتدرأ المفاسد.
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله في يوم مولدك أن نكون ثابتين على ثوابت الإسلام .. ومتغيرين مع متغيراته.
(يُتْبَعُ)
(/)
أن نكون ثابتين مع أخلاقه وعقيدته وغاياته الكبرى وأركانه المعروفة .. وأن نكون متطورين ومتغيرين مع الوسائل والآليات لإقامة الدين في دنيا الناس.
وأن نكون مع ثوابت الإسلام في صلابة الحديد .. ومع متغيراته في مرونة الحرير.
نعاهدك يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن نفرق بين الأصول والفروع .. وبين الثوابت والمتغيرات .. فلا نقيم الدنيا ونقعدها من أجل فروع فقهية اختلف فيها السلف والخلف .. ولم يحسم الرأي الفقهي فيها.
نعاهدك ألا نتعصب ولا نخاصم ولا نشق صف المسلمين من أجل قضية فرعية فقهية لا ضرر من الخلاف فيها .. فالخلاف الفقهي في الفروع هو مصدر ثراء للفقه الإسلامي وتوسعه على المسلمين ورحمة بالناس وحلا ً لمشكلات مجتمعية وإنسانية بل ودولية كثيرة.
فلولا أن هناك خلافا ً فقهيا ً معتبرا ًفي مسائل الحلف بالطلاق لطلقت معظم نساء مصر أو عاشت في الحرام.
ولولا الخلاف الفقهي في جواز قتل المسلم بغير المسلم لاحتلت دول إسلامية إذا نصت في دساتيرها على غير ذلك.
إن الذين يتصارعون ويتخاصمون ويسفه بعضهم بعضا ً من أجل آراء فقهية فرعية لم يفهموا شيئا ً من هدى النبي (صلى الله عليه وسلم) ولا سنته ولا سيرته ولا حكمته التي أقرت أصحابه جميعا ً الذين اختلفوا في تفسير قوله (صلى الله عليه وسلم)
" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة "
فصلى بعضهم العصر في الطريق حملا ً لكلامه (صلى الله عليه وسلم) على أنه لمجرد الحث والإسراع .. وصلى بعضهم العصر بعد وقتها في بني قريظة حملا ً لكلامه على ظاهره.
نعاهدك أن نحول ذكرى مولدك لإقامة سنتك في الأرض .. وأن نحول هذه الذكرى لمحاربة كل ما تكرهه وتبغضه فينا يا سيدي يا رسول الله .. نحارب الرشوة والفساد .. الكبر والحقد والحسد بين الناس .. ونواجه الجريمة والمنكر .. وعقوق الوالدين .. ونتحدى الظلم بكافة أنواعه .. ونعين اليتيم والمسكين والمريض والأرملة والمصاب.
نعاهدك يا رسول الله "صلى الله عليه وسلم " أن نعيش لإسلامنا وديننا وأوطاننا ومجتمعاتنا .. وألا نعيش لأنفسنا أو نتمحور حول دنيانا.
ونعدك يا رسول الله أن نكون من أهل توجيهك العظيم
" خير الناس أنفعهم للناس "
فلن نقبض أيدينا عن أحد .. وسنمدها للناس جميعاً .. وسنلبي دعوة السجين والمعتقل لفك أسره .. ونلبي دعوة اليتيم للوقوف إلي جواره .. ونلبي دعوة المحروم كي نعطيه مما أعطانا الله .. فإن لم يكن لنا مال أعطيناه من حبنا ومودتنا ودفء مشاعرنا وصدق إخوتنا.
نعدك يا سيدي يا رسول الله ألا نتخلى عن إخواننا المعتقلين والسجناء وأسرهم ما استطعنا لذلك سبيلا .. وأن نيسر عليهم حياتهم إن لم نستطع تفريج كربهم.
وأن نرحم الناس كل الناس .. عسى الله أن يرحمنا متأسين بقولك العظيم
" الراحمون يرحمهم الرحمن"
نعدك يا سيدي يا رسول الله في يوم مولدك أن نستبرئ لديننا وأعراضنا ما استطعنا لذلك سبيلا .. فالداعية كالعذراء يشين سمعته أي شيء.
ونعدك يا سيدي يا رسول الله أن نكون كالشجر المثمر يرميه الناس بالحجر فيرميهم بأطيب الثمر .. فالشجر العقيم لا يلتفت إليه أحد ولا يرميه أحد بحجر .. لأنه لا خير فيه ولا ثمر ولا نفع فيه.
ونعاهدك يا سيدي يا رسول الله أن نسعى لإدخال الناس للدين بحسن دعوتهم وإرشادهم وتبلغيهم رسالتك ودعوتك بالصبر الجميل عليهم والحلم معهم.
فالداعية الصادق وهو الذي يسعى لإدخال الناس للدين وليس إخراجهم منه بتكفيرهم أو تفسيقهم أو تبديعهم بأوهى الأسباب ودون حجة.
ونعاهدك يا سيدي يا رسول الله في يوم مولدك أن نحب أصحابك الكرام الأطهار ونذب عنهم وننشر سيرتهم العطرة ونوالي من يواليهم ونعادي من يعاديهم .. ونخاصم من يخاصمهم أو يقدح فيهم أو يرميهم بالسوء.
وخاصة وزيريك يا سيدي يا رسول الله" أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب" رضي الله عنهما .. فقد أسديا للإسلام أعظم الخدمات .. وبلغا رسالتك أعظم البلاغ .. وحكما في الناس بالعدل والقسط.
وسندافع عن زوجتك البتول الطاهرة الفقهية حبيبتك السيدة/ عائشة رضي الله عنها .. والتي حملت على عاتقها إبلاغ معظم فقه النساء والأسرة إلى الأمة كلها بأمانه وصدق وعلم وتجرد.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن أحب أصحابك فقد أحبك .. ومن رغب عن أصحابك فقد رغب عنك .. ومن سبهم فقد طعن فيك وفي رسالتك بطريق غير مباشر.
وسنعيش دوماً ذاكرين قولك العظيم
" الله .. الله .. في أصحابي فلو أنفق أحدكم ملء الأرض ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه "
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله أن نعمل بالمعادلة الجميلة التي ذكرها بعض السلف الصالح ملخصاً فيها الإسلام في كلمتين وهي
" الإسلام هو تعظيم الحق "سبحانه" والرفق بالخلق".
فمن حاز الأمرين سينجح في دعوته ورسالته .. ولن يكون هناك تعظيم حقيقي للخالق سبحانه إلا مع الرحمة بالخلق.
فيا أحبتي عظموا الحق " سبحانه " وارحموا الخلق .. وراقبوا الحق وتلطفوا بالخلق.
وقد كنت يا رسول الله "صلى الله عليه وسلم " أعظم الناس في مراقبتك للحق "سبحانه " وتلطفك ورفقك ورحمتك بالخلق .. فجمعت الحسنين معا ً.
نعاهدك يا رسول الله في يوم مولدك أن نسعى دوماً لحقن دماء المسلمين ووقف نزيف دمائهم .. ووقف الصدام المستعر بين الحركات الإسلامية وحكوماتها دونما مبرر أو مصلحة .. ووقف شحن أبناء الحركات الإسلامية إلى السجون والمعتقلات .. ليعيشوا هناك بقية حياتهم وكأنها كتبت عليهم وحدهم .. وذلك دون أن نتخلى عن ثوابت ديننا أو أن نفرط في شريعتنا أو أن نقصر في أمر ربنا.
فإن فعلنا ذلك ثم حدث لنا مكروه فليس أمامنا سوى الصبر الجميل .. والصبر ليس خياراً سلبياً أو اختيارا للضعفاء كما يتصور البعض .. بل هو خيار أولي العزم من الرسل
" فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ "
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله أن نتبع هديك ما استطعنا في أن " نعفو عمن ظلمنا .. ونعطى من حرمنا .. ونصل من قطعنا".
فالصبر الجميل .. والحلم الجميل .. والصفح الجميل .. من أعظم الأدوات التي أمرك بها ربك .. ونحن سنلتزم بها ما حيينا.
يا سيدي يا رسول الله سنعيش اليوم بقلوبنا وأرواحنا مع
" فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ "
" فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ "
" فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً "
قد نقصر يا سيدي يا رسول الله في إنفاذ هذا العهد في بعض الأوقات أو تغلبنا أنفسنا الأمارة بالسوء في لحظات .. أو يوسوس لنا الشيطان للتقصير أو التفريط .. ولكننا سنحاول مرات ومرات .. وسنعزم مرات ومرات .. لإنفاذ عهدك والقيام بهذه المسئولية الجسيمة مهما كانت الصعوبات والعقبات فهذا قدرنا ولا مفر لنا منه.
والمهم أننا عازمون على ذلك .. وعلى الله التوكل .. ومنه الحول والقوة.
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=25159
* تلك دروسٌ قيّمة من د. ناجح إبراهيم - أحد القيادات المؤسِسة " للجماعة الإسلامية " في مصر - بعد أن أنضجته السنون، و زادته الحياة حكمةً و خبرة، و المقالة جيّدة قيّمة، و هي خلاصة فكرٍ و عمْرٍ، يقدمها لشباب الجماعات الإسلامية و غيرهم؛ ترشيداً للمسيرة، و تنبيهاً على الأولويات؛ فجزاه الله خيرا.
* و قد انشغل البعض عما جاء فيها بالإنكار على الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، و جعلوه شغلهم الشاغل، و هَمَّم المقيم، و اشتدَّ نفيرهم و علا صوتهم و صراخهم بذلك النكير في اليوم الموافق ليوم مولده صلوات ربي و سلامه عليه - حدث ذلك و المسجد الإبراهيمي في الخليل بفلسطين المحتلة، قد أعلن اليهود ضمّه لهم و إعلانه أثراً يهوديا،
و لم يستفزّ ذلك العدوان الخطير الأثيم هؤلاء الصارخين، و لم يستنفرهم ذلك لعمل شيء؛ فقد انصرفوا للتفريق و التبديع!
و ها هو المسجد الأقصي المبارك قد تعرّض اليوم للاقتحام؛ تمهيداً للتدمير المخطط له، و لم يتصّدَّ له سوى بضع عشرات أو مئات من أهلنا الأبطال المرابطين في القدس الشريف، ثبتّهم الله و سلّمهم، و نصرهم وأعزّهم، و أذلّ عدوهم
بينما القوم هنا و هناك منهمكون في موقعة حامية الوطيس؛ لتمزيق الشمل، و تبديع الناس في مسألة خلافية، جوّزها بل استحسنها جمهور الأئمة منذ قرون؛ كالحافظ ابن حجر و الحافظ السيوطي و غيرهما
فأفيقوا يرحمكم الله!
ـ[أبو المهند]ــــــــ[28 Feb 2010, 11:42 م]ـ
[ align=center] فأفيقوا يرحمكم الله!
أكررها على حب لكاتبها:
أفيقوا يا عباد الله
أفيقوا يا عباد الله
أفيقوا يا عباد الله
أفيقوا يا عباد الله
أفيقوا يا عباد الله
أفيقوا قبل أن ندفع الجزية.
والموضوع من الموضوعات التى يجب أن يتجنبها كل منشغل أو مشتغل بالبحث العلمي الأكاديمي لأن النتيجة في نهاية المطاف تساوي صفرا فالإعراض عن مثل هذه الموضوعات أولى، مع تحياتي للدكتور " أبو بكر خليل " الذي أراد أن يعرض فكرا اسلاميا راقيا فأبى البعض إلا أن يفرغ الفكرة من صميم محتواها.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[01 Mar 2010, 12:10 ص]ـ
روى البيهقي في " شُعَب الإيمان "، بسنده (عن محمد بن إسحاق، قال: وُلِدَ رسولُ الله صلى الله عليه و سلم لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول.
ما فائدة هذا النقل في تحديد المولد؛ وغاية ما فيه قول محمد بن إسحاق.
أما طرح هذا الموضوع في هذه الفترة الزمنية؛ فلا شك أنه مجانب للصواب ولا يعبر عن حس إسلامي ولا دعوي ..
فتحديد مولده صلى الله عليه وسلم ليس ثابتا بلا شك، وإن ثبت فهو موافق للوفاة، وإن لم يوافق لها؛ فلم يحتفل به الصحابة ولا القرون المفضلة، فما فائدته إذن ..
وما فائدة التذكير فيه بشيء معين ..
والذي يعاهد الله تعالى على حب رسول الله صلى الله عليه وسلم يجب أن لا يتقيد ذلك بزمان ولا مكان ..
والعجب من الدكتور خضر يصف هذا الموضوع بأنه حس إسلامي راق ...
وإن كنت أتفهم كلام الكثيرين؛ وعدم قدرتهم على بيان الحق، فالصوفية لها سطوتها الآن، ولها ولها ..
ولكن خناجرها المسمومة لن تفتك بدين محمد صلى الله عليه وسلم قصدت ذلك أم تم التلاعب بها ..
ورحم الله العلامة المنفرد في عصره ووقته والذي قل أن يوجد له نظير في تعرية الصوفية وبيان حقيقتهم العالم الرباني عبد الرحمن الوكيل، والذي كاد له الصوفية أيما كيد ولكن الله تعالى رد كيدهم في نحورهم؛ ثم حاولوا طمس آثاره العلمية، فنشرها الله تعالى بأيديهم وأيدي المؤمنين ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[01 Mar 2010, 12:54 ص]ـ
[ align=center] تلك دروسٌ قيّمة من د. ناجح إبراهيم - أحد القيادات المؤسِسة " للجماعة الإسلامية " في مصر - بعد أن أنضجته السنون، و زادته الحياة حكمةً و خبرة، و المقالة جيّدة قيّمة، و هي خلاصة فكرٍ و عمْرٍ، يقدمها لشباب الجماعات الإسلامية و غيرهم؛ ترشيداً للمسيرة، و تنبيهاً على الأولويات؛ فجزاه الله خيرا. [/ color]
* و قد انشغل البعض عما جاء فيها بالإنكار على الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، و جعلوه شغلهم الشاغل، و هَمَّم المقيم، و اشتدَّ نفيرهم و علا صوتهم و صراخهم بذلك النكير في اليوم الموافق ليوم مولده صلوات ربي و سلامه عليه - حدث ذلك و المسجد الإبراهيمي في الخليل بفلسطين المحتلة، قد أعلن اليهود ضمّه لهم و إعلانه أثراً يهوديا،
و لم يستفزّ ذلك العدوان الخطير الأثيم هؤلاء الصارخين، و لم يستنفرهم ذلك لعمل شيء؛ فقد انصرفوا للتفريق و التبديع!
و ها هو المسجد الأقصي المبارك قد تعرّض اليوم للاقتحام؛ تمهيداً للتدمير المخطط له، و لم يتصّدَّ له سوى بضع عشرات أو مئات من أهلنا الأبطال المرابطين في القدس الشريف، ثبتّهم الله و سلّمهم، و نصرهم وأعزّهم، و أذلّ عدوهم
بينما القوم هنا و هناك منهمكون في موقعة حامية الوطيس؛ لتمزيق الشمل، و تبديع الناس في مسألة خلافية، جوّزها بل استحسنها جمهور الأئمة منذ قرون؛ كالحافظ ابن حجر و الحافظ السيوطي و غيرهما [/ color]
لماذا الحيدة يمينا ويسارا , وهل ضر دعوة الإسلام مثل الجماعات وقاداتها الذين قتلوا السادات بزعم الجهاد وإقامة الدين ثم أعلنوا أنه قتل شهيدا مظلوما فهم في تخبطهم يترددون وهذا من تخبطهم وتخبط من أعجبه ما جروه على المسلمين من تفرق وضعف.
إن الحيدة هي أكبر دليل على الإفلاس من الحجة , فالحمد لله الذي يحق الحق ويبطل الباطل.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[01 Mar 2010, 01:07 ص]ـ
أكررها على حب لكاتبها:
أفيقوا يا عباد الله
أفيقوا يا عباد الله
أفيقوا يا عباد الله
أفيقوا يا عباد الله
أفيقوا يا عباد الله
أفيقوا قبل أن ندفع الجزية.
والموضوع من الموضوعات التى يجب أن يتجنبها كل منشغل أو مشتغل بالبحث العلمي الأكاديمي لأن النتيجة في نهاية المطاف تساوي صفرا فالإعراض عن مثل هذه الموضوعات أولى، مع تحياتي للدكتور " أبو بكر خليل " الذي أراد أن يعرض فكرا اسلاميا راقيا فأبى البعض إلا أن يفرغ الفكرة من صميم محتواها.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.
فلماذا لم يجتنبها العلماء الأفاضل الذين ألفوا في بدعيتها أم أنهم منشغلين بغير البحث العلمي؟ ولماذا لم يجتنبها الدكتوران , ولماذا لم تجتنبها أنت يا دكتور خضر؟
إن الذي يستهين بالبدعة وخطرها لن يستكثر أن يدفع الجزية , وما دفع أهل الكتاب الجزية إلا لابتداعهم في دينهم وتنكبهم هدي نبيهم وغلوهم فيه وفي مولده.
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[01 Mar 2010, 01:40 ص]ـ
...
إن الذي يستهين بالبدعة وخطرها لن يستكثر أن يدفع الجزية , وما دفع أهل الكتاب الجزية إلا لابتداعهم في دينهم وتنكبهم هدي نبيهم وغلوهم فيه وفي مولده.
بارك الله فيك يا شيخ محمد على غيرتك ودفاعك عن نبيك صلى الله عليه وسلم، وردك لبدعة الاحتفال، التي تركها سيدنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في حياته مع قدرته على فعلها وكان في عزة ومنعة، ثم تركها خليله وصاحبه وخليفته من بعده أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ثم من بعدهم من الخلفاء الراشدين والعلماء العاملين والفقهاء المحققين والقراء المجودين والزهاد العابدين من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، فنحن -إن شاء الله- على آثارهم مقتدون، وبطريقتهم آخذون، ولهديهم سالكون، فهم كانوا للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أعظم تعظيما وأكثر محبةن وأحرص على إحياء سنته وطريقته، وأولى الناس به، فتركوا الاحتفال فنتركه، وننكر على من يحتفل لأنه محدثة في الدين، فقد تركه الأولون، وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه: عليك بالعتيق.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[01 Mar 2010, 11:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحمن
تحيةً و محبةً و شكراً و تقديراً أهديها للإخوة الفضلاء الذين كتبوا طَيِّباً مِن القول سديدا، و لكل من راسلني على " الخاص " من الإخوة الأحبة الأعزاء، جزاهم الله خيرا
و للأخ الكريم (أنين الحق): أشكرُ لكم مبادرتكم بالمؤازرة، و حُسْن تقديركم
و للأخ العزيز، الحبيب الدكتور عبد الفتاح خضر: أَحَبَكم اللهُ الذي أَحْببتني فيه،
و حفظكم المَوْلَى عَزَّ و جَلّ و رعاكم
* * *
و تتميماً للفائدة، و تأصيلاً لموضوع المشاركة الأصل، أُشير بالاطلاع على المشاركة:
(الحب - التأسي – الأخلاق أهداف الاحتفال بمولد سيد الأنام)
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=18970
جزى الله كاتبها و ناقلها خير الجزاء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[03 Mar 2010, 03:45 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحمن
تحيةً و محبةً و شكراً و تقديراً أهديها للإخوة الفضلاء الذين كتبوا طَيِّباً مِن القول سديدا،
جزاك الله خيرا فقد كتبنا طيبا من القول سديدا بالنهي عن بدعة الاحتفال بالمولد ـ ولا نزكي أنفسنا ـ ولكن نشكرك على دعائك.
و لكل من راسلني على " الخاص " من الإخوة الأحبة الأعزاء، جزاهم الله خيرا
الحق لا يتوارى بل يكون عاما وليس خاصا , قال عمر بن عبد العزيز: "إذا رأيت قوماً يتناجون في دينهم دون العامة بشئ فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة" صحيح: رواه أحمد في "الزهد" (ص48)، والدارمي (1/ 91).
و للأخ الكريم (أنين الحق): أشكرُ لكم مبادرتكم بالمؤازرة، و حُسْن تقديركم
و للأخ العزيز، الحبيب الدكتور عبد الفتاح خضر: أَحَبَكم اللهُ الذي أَحْببتني فيه،
و حفظكم المَوْلَى عَزَّ و جَلّ و رعاكم
و للأخوة الكرام (ضيف الله العامري ,سعود بن جريبيع , إبراهيم الحسني , حكيم بن منصور , قطرة مسك , مها): أشكرُ لكم مبادرتكم بالمؤازرة، و حُسْن تقديركم.
و تتميماً للفائدة، و تأصيلاً لموضوع المشاركة الأصل، أُشير بالاطلاع على المشاركة:
(الحب - التأسي – الأخلاق أهداف الاحتفال بمولد سيد الأنام)
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=18970
جزى الله مفندها خير الجزاء.
وانظر أيضا:
http://www.waleedsaif.com/play.php?catsmktba=327&pagecomment=2
وكذلك:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=18966(/)
طلب لو تكرمتم
ـ[فهد بن صالح]ــــــــ[27 Feb 2010, 10:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الاعضاء الفضلاء،، أسكن في مدينة الافلاج وودي بمشايخ أقرأ عليهم في التفسير أو في القراءات لأني جديد على المنطقة وودي أستفيد من وقتي.
فمن كان منكم يعرف احدا فليدلني عليه سواء كان في التفسير أو في القراءات واسال الله لايحرمكم الأجر جميعا.
محبكم / فهد بن صالح
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[28 Feb 2010, 10:52 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك بين أهلك وإخوانك أما بالنسبة للقراءات فهناك الشيخ عبد الجواد مدرس بالمعهد العلمي وأحد طلبة العلم 0
وأما بالنسبة للتفسير فما أعلم أحدا متخصصا في علم التفسير لكن هناك بعض المشائخ يمكن الاستفادة منهم
- الشيخ إبراهيم الخرعان كبير في السن لايلقي دروسا ولكن يستفاد منه في الجلوس معه فهو يجلس بعد صلاة المغرب في المسجد إلى صلاة العشاء وهومن طلبة العلامة بن باز أيام وجوده في الدلم لازمه ثلاث سنوات ملازمة الظل
- الشيخ راشد الزنان من طلاب الشيخ محمد بن إبراهيم وليس له دروس , يمكن زيارته والجلوس معه 0
الشيخ ناصر المواش من طلاب الشيخ محمد بن إبراهيم وأظن حالته الصحية لاتسمح بالاستفادة منه 0
- الشيخ عبد الرحمن الشثري , كاتب عدل , وأحد طلبة العلم المتمكنين 0
-الشيخ إبراهيم العسكر رئيس محاكم الأفلاج 0
ـ[فهد بن صالح]ــــــــ[28 Feb 2010, 12:16 م]ـ
أخي أبو هاجر
] شكر الله لك، وغفر لك ذنبك، لكن عندي سؤال ومعليش أخذت من وقتك هل الشيخ عبدالجواد عنده القراءات السبع لأني أريد أن اقراها عليه لأن تخصي الذي أدرسه هو القراءات. [/ size]
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[28 Feb 2010, 09:42 م]ـ
الشيخ عبد الجواد معه إجازة حفص عن عاصم فقط وهناك الشيخ إسماعيل شعيب مدرس في مدرسة تحفيظ القرآن معه قراءات , وبالتوفيق والسداد 0(/)
ما حكم الإحتفال بالمولد النبوي الشريف
ـ[عبد اللطيف نصر]ــــــــ[28 Feb 2010, 04:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين سيدنا محمدآ وعلي اله وصحبه أجمعين ثم أما بعد.
قرأت في إحدي الكتب أن الإحتفال بالمولد فيه الشر وفيه الخير ولو نظرنا إلي الجانب الخير فيه لكان أغلب بم يكون من ذكر لله وتبادل منافع وخطب ودروس والبهجة التي تدخل علي القلوب السعادة وعلي الراعين للدولة أن يحاولوا تطهير الموالد من الشرالموجود به وبذاك يكون المولد مما لا شك فيه أنه من الأشياء المستحبة فما رأي حضراتكم في هذ الأمر وأحسن الله لي ولكم وهذه فتوي من كتاب أسئلة وأجوبة حول التصوف الإسلامي وما يدور حوله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[28 Feb 2010, 08:53 م]ـ
نص أهل العلم على أن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة منكرة، ولا خير في البدعة في الدين، ولو كان فيه خير لسبقنا إليه الصحابة فهم أشد حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأوثق اتباعا له، وأحرص على الخير منا ولا شك ..
ولك أن تراجع كلام أهل العلم على المسألة في مظانه، كمجموع الفتاوى، وكالدرر السنية، وكتب التفسير، والحديث، وغيرها.
والله تعالى أعلم.
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[01 Mar 2010, 01:53 ص]ـ
هذا مقال لسماحة الشيخ الأستاذ الدكتور محمد علي فركوس الجزائري حفظه الله حول الاحتفال بالمولد النبوي سماه: "حكم الاحتفال بمولد خير الأنام عليه الصلاة والسلام" مأخوذ من أرشيف موقعه، وهو من المقالات الشهرية التي يكتبها في موقعه تجده على هذا الرابط
http://www.ferkous.com/rep/M7.php
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَن أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فقد قَرَّرَ أهلُ السُّنَّة والجماعةِ أنّ العبادةَ لا تقع صحيحةً ولا مقبولةً إلاَّ إذا قامت على أصلين عظيمين:
أولهما: عبادة الله وحده لا شريك له، أي: الإخلاص، بأن تكون العبادةُ خالصةً لله تعالى من شوائبِ الشِّرك، إذ كلُّ عبادةٍ خالطها شركٌ أبطلها؛ قال تعالى: ?وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلىَ الذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ، بَلِ اللهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ? [الزمر: 65 - 66]، وقال تعالى: ?وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ? [الأنعام: 88].
كما أنَّ الأصلَ يقتضي أن يكون الله سبحانه وتعالى هو المشرِّع الوحيد لها، قال تعالى: ?أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللهُ? [الشورى: 21]، وقال تعالى: ?ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلاَ تَتَبِعْ أَهْوَاءَ الذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ? [الجاثية: 18]، وقال سبحانه عن نبيِّه: ?قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلاَ بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ? [الأحقاف: 9]، ومعنى ذلك أنَّ العبادة التي شرعها الله تعالى توقيفيةٌ في هيئتها وعددِها ومواقيتِها ومقاديرِها، لا يجوز تعديها وتجاوزها بحال، ولا مجال للرأي فيها، قال تعالى: ?فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرُ? [هود: 112].
ثانيهما: عبادة الله بما شرع على لسان نَبيِّه صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، ويظهر من هذا الأصل أنَّ النبيَّ صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم هو المبلِّغُ الوحيدُ عن الله تعالى، والمبيِّنُ لشريعته قولاً وفِعلاً، أي: هو القُدوة في العبادة، ولا يُقضى بصلاح العبادة وصوابها إلاَّ إذا قُيِّدَتْ بالسُّنَّة والإخلاص، قال تعالى: ?فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا? [الكهف: 110]. وقد أمر اللهُ تعالى بطاعته، وجعل طاعتَه من طاعة الله، قال تعالى: ?مَن يُّطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ? [النساء: 80]، وقال تعالى: ?وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا? [الحشر: 7]، وقال
(يُتْبَعُ)
(/)
تعالى: ?لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا? [سورة الأحزاب]، وقال صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» (1 - أخرجه مسلم في «الأقضية» (4590)، وأحمد (25870)، والدارقطني في «سُننه» (4593)، من حديث عائشة رضي الله عنها.)
ولقد بيَّن النبيُّ صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم هذا الدِّينَ وأدَّى واجبَ التبليغِ خيرَ أداءٍ، وقد امتثل لأمر ربِّه في قوله تعالى: ?يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ? [المائدة: 67]، وقام به أتمَّ قيام، وقد أتمَّ اللهُ به هذا الدِّينَ فلا ينقصه أبدًا ورضيه فلا يسخطه أبدًا، قال تعالى: ?اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا? [المائدة: 3]، فَكَمُلَتِ الشريعةُ واستغنَت عن زيادةِ المبتدعين واستدراكاتِ المستدركين، قال صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «وَأَيْمُ اللهِ لَقَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى مِثْلِ البَيْضَاءِ لَيْلُهَا وَنَهَارُهَا سَوَاءٌ» (2 - أخرجه ابن ماجه في «المقدمة» رقم: (5)، من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، وحسَّنه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» رقم: (9)، وفي «السلسلة الصحيحة» (688).)، وقد شَهِدَتْ له أُمَّتُهُ بإبلاغ الرِّسالة وأداءِ الأمانة، واستنطقهم بذلك في أعظم المحافل في خُطبته يومَ حَجَّة الوداع، وقد سار على هديه الشريفِ أهلُ الإيمان من سلفنا الصالح من الصحابة والذين اتبعوهم بإحسان، غير مبدِّلين ولا مغيِّرين، سالكين السبيل المستقيمَ، فمن جانبه وحادَ عنه ساء مصيرُه، قال تعالى: ?وَمَن يُّشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِهِ مَا تَوَلَى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا? [النساء: 115].
حدث الاحتفال بالمولد
ومصدره الأوّل
فهؤلاء هم أهلُ محبَّةِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، الصادقون في توقيره وتعظيمه والتزام شرعه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، والتسليم لأحكامه، والتأسي به في الظاهر والباطن، استجابة لله سبحانه في قوله: ?قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ? [آل عمران: 31]، قال ابن كثير ?رحمه الله?: «هذه الآية الكريمة حاكمة على كلِّ مَن ادَّعَى محبةَ الله وليس هو على الطريقة المحمَّدية، فإنه كاذب في نفس الأمر حتى يتبع الشرعَ المحمَّدِيَّ والدِّين النبوي في جميع أقواله وأفعاله كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم أنه قال: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» (3 - تقدم تخريجه.)، … وقال الحسن البصريُّ وغيرُه من السلف: "زعم قوم أنهم يحبّون الله فابتلاهم بهذه الآية: ?قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ? [آل عمران: 31] "» (4 - «تفسير القرآن العظيم» لابن كثير (1/ 358).).
وتفريعًا على ما تقدَّم فإنَّ الاحتفالَ بالمولد النبويِّ الذي أحدثه بعضُ الناس إمَّا مضاهاةً للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام، وإمَّا محبّةً للنبيِّ صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وتعظيمًا له ?زعموا?، يُعتبر من البدع المحدثة في الدِّين التي حَذَّرَ الشرع منها؛ لأنَّ هذا العملَ ليس له أصلٌ في الكتاب والسُّنَّة، ولم يتخذ النبيُّ صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم موالد لأحدٍ من سابقيه من الأنبياء والصالحين، ولا لأبيه آدم عليه السلام، ولا لمن مات قبله مثل: عمِّه حمزة، وزوجته خديجة رضي الله عنهما، ولم يُؤْثَرْ عن الصحابة والتابعين إحياءُ مِثْلِ هذه الموالدِ والاحتفال بها، أي: لم ينقل عن أهل القرون المفضَّلة إقامة هذا العمل، ولا عن الأئمَّة أصحاب المذاهب الأربعة: أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد، فلو كان الاحتفال بالمولد مشروعًا لكان محفوظًا؛ لأنَّ الله تعالى تكفَّل بحفظ شرعه، قال تعالى: ?إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ? [الحجر:
(يُتْبَعُ)
(/)
9]، ولو كان محفوظًا ما تركه الخلفاء الراشدون والصحابة والتابعون رضي الله عنهم، ولو كانت عبادة خيِّرة متجلية في محبة الرسول صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم لسبقونا إليها، فلمَّا لم يفعلوا عُلم أنَّه ليس من دين الله تعالى، قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» (5 - أخرجه البخاري في «الصلح» (2697)، ومسلم في «الأقضية» (4589)، وأبو داود في «السُّنَّة» (4608)، وابن ماجه في «المقدمة» (14)، وأحمد (26786)، من حديث عائشة رضي الله عنها.)، وفي رواية لمسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» (6 - تقدم تخريجه.)، وقال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «فَإِنَّ خَيْرَ الحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» (7 - أخرجه مسلم في «الجمعة» (2005)، وأحمد (14566)، من حديث جابر رضي الله عنه.)، قال حذيفة رضي الله عنه: «كُلُّ عِبَادَةٍ لاَ يَتَعَبَّدُهَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ فَلاَ تَعَبَّدُوهَا، فَإِنَّ الأَوَّلَ لَمْ يَدَعْ لِلآخِرِ مَقَالاً» (8 - أخرجه ابن المبارك في «الزهد» (47)، وابن نصر في «السُّنَّة» (89)، وابن وضَّاح في «البدع» (11)، وابن عبد البر في «الجامع» (1809) من طريق عبد الله بن عون عن إبراهيم، والأثر صحَّحه مشهور سلمان في تحقيقه لكتاب «الاعتصام» للشاطبي (1/ 122).)، وقال عبدُ الله بن مسعود رضي الله عنه: «اتَّبِعُوا ولاَ تَبْتَدِعُوا فقَدْ كُفِيتُمْ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» (9 - أخرجه الدارمي في «سننه» (209)، والطبراني في «الكبير» (8770)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (2216)، قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (1/ 434): «رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح»، واللالكائي في «شرح أصول الاعتقاد» (1/ 96). وصحَّحه الألباني في «تحقيقه لإصلاح المساجد» (12).).
وَخَيْرُ الأُمُورِ السَّالِفَاتِ عَلَى الهُدَى
وَشَرُّ الأُمُورِ المُحْدَثَاتِ البَدَائِعُ
وَكُلُّ خَيْرٍ فِي اتِّبَاعِ مَنْ سَلَفَ
وَ َكُلُّ شَرٍّ فِي ابْتِدَاعِ مَنْ خَلَفَ
هذا، وإنَّما حدث ذلك في دولة بني عُبَيْدٍ من الشِّيعة الرافضة، المتسمِّين بالفاطميِّين، وقد أحدث القومُ عِدَّة موالدَ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، ولآل البيت، ولغيرهم من الأولياء والصالحين، بل لغيرهم من أهل الضلال والباطل من الخرافيِّين والقبوريِّين، فاحتفلوا بموسم رأس السَّنَة اقتداء باليهود، ومولد النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم اقتداءً بالنصارى، وبيوم عاشوراء، ومولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومولد الحسن والحسين رضي الله عنهما، ومولد فاطمة رضي الله عنها، ومولد الخليفة الحاضر، وليلة رجب، وليلة نصفه، وليلة أول شعبان، وليلة نصفه، وعيد الغدير، وكسوة الشتاء، وكسوة الصيف، وموسم فتح الخليج، ويوم النَّوْرُوزِ، وغيرها كثير.
وأوَّل من أحدثه المعزّ لدِين الله سَنَة (362ه) بالقاهرة، واستمرَّ الاحتفال به إلى أن ألغاه الأفضل أبو القاسم أمير الجيوش ابن بدر الجمالي، ووزير الخليفة المستعلي بالله، سنة (490ه) (10 - انظر: «المواعظ والاعتبار» للمقريزي (1/ 432 - 433)، «صبح الأعشى» للقلقشدي (3/ 398)، «الإبداع» لعلي محفوظ (126)، «القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، لإسماعيل الأنصاري (68).).
ثمَّ جاء من بعدهم عمر بن محمَّد المُلا الإِرْبِليّ (11 - إِرْبِل: مدينة كبيرة من أعمال المَوْصِلِ، والمَوْصِل مدينة عتيقة، قديمة الأساس على طرف دِجلة من أعظم المدن بالعراق سميت بذلك لأنَّها وصلت بين الجزيرة والعراق، وقيل: وصلت بين الفرات ودِجلة. [انظر: «الروض المعطار» للحميري (563)، «اللباب» لابن الأثير (1/ 39، 3/ 269)، «مراصد الاطلاع» للصفي البغدادي (1/ 51، 3/ 1333)].) أحد الصوفية المشهورين (12 - هو عمر بن محمّد بن خضر الإربلي الموصلي أبو حفص معين الدين شيخ الموصل المعروف بالملاَّ، له أخبار مع الملك نور الدين محمود ابن زنكي توفي سنة: (570). [انظر ترجمته في: «البداية والنهاية» لابن كثير (12/ 282)، «الأعلام» للزركلي
(يُتْبَعُ)
(/)
(5/ 60)].)، فكان أول من أعاد إحياء بدعة المولد بالموصل (13 - انظر: «الباعث على إنكار البدع والحوادث» لأبي شامة (24).)، وبه اقتدى ملك إربل (14 - هو الملك المظفر: أبو سعيد كُوكُبرى بن زين الدين بن بُكْتِكين، كانت وفاته بقلعة إربل سنة: (630). [انظر: «البداية والنهاية» لابن كثير (13/ 136)، «وفيات الأعيان» لابن خلكان (4/ 113)، و «شذرات الذهب» لابن العماد (5/ 138)].) وغيره.
ومعنى ذلك أنَّ هذه الموالدَ من حوادث الفاطميِّين الباطنيِّين الروافض، وهم أول المروِّجين لها، الساعين لنشرها كما ذكرت كتب التاريخ، تشبّهًا بمن أُمرنا بمخالفتهم وتقليدًا بمن نُهينا عن اتباعهم من اليهود والنصارى في قوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلكتُمُوهُ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، اليَهُودَ والنَّصَارَى؟ قَالَ: فمن؟!» (15 - أخرجه البخاري في «الاعتصام بالكتاب والسُّنَّة» (7320)، ومسلم في «العلم» (6952)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.)، ولا ريب أنَّ الرافضة من أشدِّ الناس تأثُّرًا باليهود والنصارى لذلك شابهوهم في كثرة الأعياد، والصور، ومعظم الأفكار والمعتقدات، إذ لا يخفى على مُتمعِّنٍ في أصول الروافض أنَّ الجذور العقدية للتشيُّع تحمل بصمات وثنية آشورية بابلية ظاهرة، كما أنَّ أقوالهم في عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضي الله عنه وفي الأئمَّة من آل البيت تلتقي مع أقوال النصارى في المسيح عيسى عليه السلام جملةً وتفصيلاً، ولا غَرْوَ في ذلك، فإنّ مؤسِّس الأصول العقدية للرافضة هو: عبد الله بن سبأ اليهودي الحميري من اليمن، الذي أسلم ظاهرًا ونقل ما وجده في الفكر اليهودي ومعتقده إلى التشيُّع (16 - انظر: الدراسات على الشيعة في المراجع التالية: «تاريخ الإمامية وأسلافهم من الشيعة» للدكتور عبد الله فياض، «الشيعة والتشيُّع»، و «الشيعة وأهل البيت» لإحسان إلهي ظهير، و «الصراع بين الشيعة والتشيع» للدكتور موسى الموسوي، وغيرها .. ).
حوادث ومنكرات
لم يعرف المسلمون الموالدَ قبل القرن الرابع الهجري، ولم يفعله السلفُ مع قيام المقتضي له، وانتفاءِ المانع، ولو كان هذا خيرًا محضًا أو راجحًا لكان السلف رضي الله عنهم أحقَّ به مِنَّا؛ فإنَّهم كانوا أشدَّ محبةً لرسوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وتعظيمًا له منَّا، وهم على الخير أحرص، كما صرَّح بذلك شيخ الإسلام في «الاقتضاء» (17 - «اقتضاء الصراط المستقيم» لابن تيمية (2/ 123).)، عِلمًا أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم قال: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ» (18 - أخرجه الترمذي (2891)، وابن ماجه في «المقدمة» (44)، وأحمد (17606)، من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه. وصحَّحه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (936).)، والمهديُّون من الخلفاء لم يفعلوا هذا العمل، وإنَّما مصدر الحدث الفاطميُّون الروافض أوّلاً، ثُمَّ تَلَقَّتْهُ عنهم الصوفية مشاكلة، فاتخذوا المولدَ النبويَّ عِيدًا دينيًّا، فأبدعوا في الاحتفال به بدعًا محدثة بدعوى محبَّة النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -زعموا- من إيقاد الشموع وإشعال الأضواء وتنوير البيوت والمساجد والأضرحة بها، مع تهييج الوضع بالمفرقعات بشتَّى ألوانها وأنواعها على وجه المرح واللعب، والإسراف في نفقات الزينة وتبذير الأموال لإقامة الحفلات وإطعام الطعام، وما ترتِّبه وسائلُ الإعلام السمعية والمرئية بهذه المناسبة من الأغاني والموسيقى والمدائح الشعبية، واختلاط الرجال بالنساء على وجهٍ غير مرضي، وما ينشط فيه الكُتَّاب والشعراء في مدح النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وذِكْرِ سيرته بمساعدة بعض الصحف والجرائد التي تفسح مجالاتٍ لأهل الهوى والرَّدَى ومرضى القلوب في نشر مقالات التهكُّم والتضليل والتمييع، مع ما فيها من غلوٍّ وخطإ في المعلومات المبثوثة والأحكام الشرعية المعروضة، مصحوبة بطابع الاستفزاز والتحدِّي، والأدهى والأَمَرُّ طريقةُ أهل الطرق الصوفية في الاحتفال بالمولد النبوي أنَّهم يجسدون المظهر الديني بالاجتماع حول الضريح
(يُتْبَعُ)
(/)
وإنشاد المدائح والأذكار الخاصَّة، وما يقرأونه من المؤلَّفات الموضوعة بصاحب المولد متبوعًا بدق الطُّبول والرقص البهلواني والتصفيق، وقِلَّة احترام لكتاب اللهِ فَضلًا عمَّا تتضمَّنه قصائدُهم ومدائحُهم النبوية من غلوٍّ وإطراءٍ حذَّر منه النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بقوله: «لاَ تُطْرُوني كَمَا أَطْرَتِ النَّصارَى عِيسَى ابنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّما أَنَا عَبْدٌ، فَقُولُوا: عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ» (19 - أخرجه البخاري في «الأنبياء» (3261)، والدارمي في «سننه» (2682)، وأحمد في «مسنده» (333)، من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.).
وهذا غَيْضٌ من فَيْضٍ من الأعمال التي لا تخرج ?في طابعها العامِّ? عن الاحتفال الشعبي «الفولكلوري» المصطبغ بالصبغة الدينية، وترعاه الهيئات الرسمية التي تعتبر المولدَ النبويَّ عيدًا شرعيًّا وتمنح فيه الإجازات والعطل الرسمية مع أنَّ الشارعَ حَدَّدَ أعياد المسلمين بعِيدَيْنِ دون غيرهما، فقد روى أنسٌ رضي الله عنه قال: «قَدِمَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ المَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فيهِمَا فَقَالَ: مَا هَذَانِ اليَوْمَانِ؟ قَالُوا: كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا في الجَاهِليَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللهَ قَدْ أبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الأَضْحَى، وَيَوْمَ الفِطْرِ» (20 - أخرجه أبو داود في «الصلاة» (1134)، والحاكم في «المستدرك» (1091)، وأحمد في «مسنده» (12416)، من حديث أنس رضي الله عنه. والحديث صحَّحه ابن حجر في «فتح الباري» (2/ 513)، والألباني في «صحيح الجامع» (4381).).
وعجبي لا ينقطع من فئةٍ من الدعاة تدَّعي سلوكَ الطريقة التي كان عليها الصحابة والتابعون ومَن تبعهم بإحسان من التمسُّك بالكتاب والسُّنَّة، وتقديمهما على ما سواهما، والعمل على مقتضى فهم السلف الصالح الذين اتفقت الأُمَّة على إمامتهم وعدالتهم، ثمّ لَمَّا قَويت شوكةُ الصُّوفية في البلاد تجدهم يشاركونهم في الموكب، ويجتمعون معهم على الموائد والزُّرَد والصُّحُون، ويبذلون الجهد في تسويغ أفعالهم بالبحث عن الشُّبُهات وحَشْدِ أقوالِ العلماء وينسجونها نسجًا ليُكوِّنوا بها أدلَّةً ?زعموا? بُغْيَةَ إضفاء الشرعية على مواقفهم، ولئلاَّ تضيع مختلف مصالحهم وشتى مآربهم، يُرضُونهم مداهنة ممتثلين بمقولة القائل: «ودَارِهِمْ مَا دُمْتَ في دَارِهِمْ، وأَرْضِهِمْ مَا دُمْتَ في أَرْضِهِمْ»، وقد غفلوا أنَّ الله تعالى أحقُّ أن يُرضُوه إن كانوا مؤمنين وصادقين، قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «مَنْ أرْضَى اللهَ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللهُ النَّاسَ، وَمَنْ أسْخَطَ اللهَ بِرِضَى النَّاسِ وَكَلَهُ اللهُ إِلَى النَّاسِ» (21 - أخرجه ابن حبان في «صحيحه» (277)، والشهاب القضاعي في «مسنده» (501)، والحديث صحَّحه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (2311).).
والأعجب من ذلك أنَّه إذا ما اجتمعت كلمةُ أهلِ السُّنَّة على الحقِّ والدِّين وتعزَّزت وِحدتها غيَّروا موافقتهم وتدافعوا إلى طليعتها موجِّهين ومنذرين، وقد أخبر الله تعالى عن مثل هذا الصِّنف من الناس بقوله: ?وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللهِ وَلَئِن جَاء نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ، وَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ? [العنكبوت: 10 - 11].
شبهات وتلبيس
وعادة أهل الأهواء التمسُّك بالشُّبُهات يُلبِّسونها على العوامِّ وسائرِ من سار على طريقتهم، يحسبها الجاهل ?بحسن ظنِّه? أدلة الشرع وأحكامه (22 - قد يقوم بالمولد من كان مجتهدًا مُتأوِّلاً أو مُقلِّدًا جاهلاًبحُكمه وهو حسن القصد فإنّه يعذر بجهله لعدم بلوغ الخطاب، أو لمعارضته تأويل باجتهاد أو تقليد بخلاف العالم بحكمه، العامل على غير مقتضى ما عَلِم. وهذا هو مقصود شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيث قال في «الاقتضاء» (2/ 162): «فتعظيم المولد واتخاذه موسمًا، قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده،
(يُتْبَعُ)
(/)
وتعظيمه لرسول الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم كما قدمته لك أنَّه يحسن من بعض الناس ما يستقبح من المؤمن المسدّد». [انظر: «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (22/ 23)].)،?وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ? [آل عمران: 78].
ومن جُملة الشُّبهات وأهمِّ التعليلات: استنادهم إلى قوله تعالى: ?قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ? [يونس: 58]، على أنَّ في الآية أمرًا بالفرح بمولده صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم والاحتفال به، وبقوله تعالى: ?وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ? [إبراهيم: 5]، ليشكروا اللهَ على نعمة مَولد النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، ففي الآية دليلٌ ?في اعتقادهم? على جواز تخصيص شهر ربيع الأول، وليلة: «12 ربيع الأول» منه للابتهاج والفرحة بمولده، وإفهام الناس سيرة النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وأخلاقه ومعجزاته وشمائله، وما لقيه في دعوته من المِحَنِ والشدائد، وهو صبَّار على طاعة الله وعن محارمه وعلى أقداره، شكورٌ قائمٌ بحقوق الله يشكر اللهَ على نعمه، كُلُّ ذلك من التذكير بأيَّام الله، وجاء تأييدهم لذلك بما ورد في صحيح مسلم: أنَّ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم سُئِلَ عن صوم الاثنين؟ فقال: «فِيهِ وُلِدْتُ، وَفِيهِ أُنْزِلَ عَلَيَّ» (23 - أخرجه مسلم في «الصيام» (2807)، وأبو داود في «الصوم» (2428)، وأحمد (23215)، من حديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه.)، ووجهه يدلُّ على شرف ولادته صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، ويفيد شرعية الاحتفال بمولده، كما احتجُّوا على جواز المولد بأنَّ أبا لهب يُخفَّف عنه العذاب كلَّ اثنين لأنَّه أعتق ثويبة إثر بشارتها له بولادة النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم على ما جاء في البخاري: «قَالَ عُرْوَةُ: وَثُوَيْبَةُ مَوْلاَةٌ لأَبِي لهَبٍ وَكَانَ أَبُو لَهبٍ أَعْتَقَها فَأَرْضَعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا مَاتَ أَبُو لَهبِ أُرِيَهُ بَعْضُ أَهْلِهِ بِشَرِّ حِيبَةٍ، قَالَ لَهُ: مَاذَا لَقِيتَ؟ قَالَ أَبُو لَهبٍ: لَمْ ألْقَ بَعْدَكُمْ غَيْرَ أَنِّي سُقِيتُ فِي هَذِهِ بِعَتَاقَتِي ثُوَيْبَةَ» (24 - أخرجه البخاري في «النكاح» (9/ 140) باب ?وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ? ويحرم من الرضاع ما يحرم من النسب، من حديث عروة بن الزبير.)، ولَمَّا كان فرحه بولادة النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم سببًا في تخفيفِ العذاب عنه فذلك دليلٌ على جواز الفرح والابتهاج بيوم مولِدِه والاحتفال به (25 - انظر: «المواهب اللدنية» للقسطلاني (1/ 260).)؛ ولأنَّ الغرض من إقامة مولده صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ?كما قرَّره أهل الطرق? هو شُكْرُ الله على نعمة إيجاده، وتخصيص شكر الله تعالى عليه إنما يكون بإقامة الولائم وإطعام الطعام والتوسعة على الفقراء ?زعموا?، فضلًا عن أعمال البِرِّ الأخرى النافعة كالاجتماع على قراءة القرآن وتلاوته، والذِّكْرِ والصلاة على النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، وسماع شمائله الشريفة وقراءة سيرته العطرة؛ كُلُّ ذلك ?عندهم? محمودٌ غيرُ محظورٍ بل مطلوبٌ إحياءً للذِّكرى، معلِّلين ذلك بما حثَّ الرسولُ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم أُمَّته على صومِ عاشوراءَ شُكْرًا للهِ على نجاةِ موسى ومن معه، فإنَّ ذلك كُلَّهُ يُستفادُ منه شرعيةُ الاحتفال بالمولد (26 - انظر: «الفتاوى الحديثية» لابن حجر الهيثمي (909، 974)، و «الحاوي للفتاوى» للسيوطي (1/ 260).)، ويعكس ?حالَ الاجتماع عليه? محبَّةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وتعظيمَهُ، ويذهبُ بعضُهم إلى أنَّ أعيادَ الميلاد من عادات أهلِ الكتاب، والعادة إذا تَفَشَّتْ عند المسلمين أصبحت من عاداتهم، والبدعةُ لا تلج العادات وإِنَّمَا تدخل في العبادات.
تفنيد الشبهات ومختلف التعليلات
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يخفى أنَّ تفسير قوله تعالى: ?قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ? [يونس: 58] بمولده صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم لا يَشهدُ له أيُّ تفسيرٍ، وهو مخالِفٌ لما فَسَّرَهَا به الصحابة الكرام والأئمَّة الأعلام، وقد جاء عنهم أَنَّ المرادَ بفضل الله: القرآن، ورحمتِه: الإسلام، وبهذا قال ابنُ عباس وأبو سعيد الخدري رضي الله عنهم، وعنهما ?أيضًا?: فضل الله: القرآن ورحمته: أن يجعلكم من أهله، وقيل: العكس (27 - «تفسير القرطبي» (8/ 353)، «تفسير ابن كثير» (2/ 402 - 403)).
فالحاصلُ أنَّ اللهَ تعالى لم يأمر عبادَه بتخصيص ليلةِ المولد بالفرح والاحتفال، وإنَّما أمرهم أن يفرحوا بالإسلام وهو دِين الحقِّ الذي أنزل على نبيِّه صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم ويدلُّ عليه قوله تعالى: ?وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ? [الأنبياء: 107]، وقد تعرَّضت الآية للبِعثة ولم تتعرَّض لولادته، قال تعالى ?مُمْتَنًّا على المؤمنين?: ?لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ? [آل عمران: 164]، وفي «صحيح مسلم»: «إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً (28 - أخرجه مسلم في «البر والآداب والصلة» (6778)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.)» (29 - «حوار المالكي» لابن منيع (85).)، وفي رواية في «صحيح مسلم» ?أيضًا? أَنَّه لَمَّا سُئِلَ عن صوم الاثنين قال: «وَيَوْمٌ بُعِثْتُ فِيهِ» (30 - أخرجه مسلم في «الصيام»، باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كلّ شهر (2747)، من حديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه.).
أمّا قوله تعالى: ?وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ? [إبراهيم: 5]، فالمراد بأن يُذكِّرَهم بنِعم اللهِ ونقمه التي انتقم فيها من قوم نوح وعاد وثمود، والمعنى: أن يَعظهم بالترغيب والترهيب والوعد والوعيد، فإنَّ في التذكير بها لدلالات عظيمة على التوحيد وكمال القدرة لكلِّ مُؤمن، وأُردفت الآيةُ بالوصفين المذكورين وهما: «الصبر والشكر»؛ لأنَّهما ملاك الإيمان (31 - «تفسير ابن كثير» (2/ 523)، «فتح القدير» للشوكاني (3/ 94).)، وفيما صحَّ من حديثِ رسولِ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم أنَّه قال: «عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ «شَكَرَ» فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ «صَبَرَ»، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ» (32 - أخرجه مسلم في «الزهد والرقائق»، باب المؤمن أمره كلّه خير (7500)، من حديث صهيب رضي الله عنه.).
ولا يخفى أنّ الصحابة رضي الله عنهم ومَن بعدَهم من أهل الإيمان الذين يصبرون في الضرَّاء ويشكرون في السَّرَّاء ويحيون سُنَّته ويتَّبعون هديَه لم يفهموا من الآية الاحتفال بالمولد لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ، ولا أقاموه، وإنَّما حدث بعد القرون الثلاثة المفضَّلة.
أمَّا شبهتهم بالحديث فغاية ما يدلُّ عليه الترغيب في الصيام يوم الاثنين (33 - ومن التناقضات العجيبة أنّ أهل إحياء المولد يكرهون الصيام يوم الاثنين إن وافق المولد لكونه عيدًا يلزم فيه الفرح والسرور ويستقبح في مثله الصيام، في حين أنّ صاحب الشريعة يندب إلى صيام يوم الاثنين، فقد صامه النبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ورغَّب في صيامه، قال الحطاب في «مواهب الجليل» (2/ 406): «قال الشيخ زروق في شرح القرطبية صيام المولد كَرِهَه بعضُ من قرب عصره ممّن صحّ علمُه وورعه، قال: إنه من أعياد المسلمين فينبغي أن لا يصام فيه، وكان شيخنا أبو عبد الله القوري يذكر كثيرًا ويستحسنه؟!!».) وقد اكتفى به، وما كفى النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم يكفي أُمَّتَه، وما وسعه يسعها، ولذلك كان شكر الله على نعمة ولادته بنوع ما شكر به صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم إنَّما يكون في هذا المعنى المشروع، ومن ناحية أخرى أنَّ يوم الاثنين الذي هو يوم مولده صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ومبعثه ?كما ورد في الحديث? وافق يوم وفاته بلا خلاف (34 - «فتح الباري» (8/ 129).)، وعلى المشهور ?أيضًا? أنَّ ولادته ووفاته كانتَا في شهر
(يُتْبَعُ)
(/)
ربيع الأول، فلماذا يفرح الناس بولادته ولا يحزنون على وفاته، إذ ليس الفرح أولى من الحزن فيه، علمًا بأنَّ وفاتَه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم مِن أعظم ما ابتلي به المسلمون، وأفجعِ ما أُصيبت به أُمَّة الإسلام، قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَيُّمَا أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ، ?أَوْ مِنَ المُؤْمِنِينَ? أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ فَلْيَتَعَزَّ بِمُصِيبَتِهِ بِي، عَنِ المُصِيبَةِ الَّتِي تُصِيبُهُ بِغَيْرِي، فَإِنَّ أَحَدًا مِنْ أُمَّتِي لَنْ يُصَابَ بِمُصِيبَةٍ بَعْدِي، أَشَدَّ عَلَيْهِ مِنْ مُصِيبَتِي» (35 - أخرجه ابن ماجه في «الجنائز» (1599)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (10154)، من حديث عائشة رضي الله عنها. والحديث صحَّحه بشواهده الألباني في «السلسلة الصحيحة» (3/ 98).).
قال ابن الحاج المالكي رحمه الله: «العجب العجيب كيف يعملون المولد بالمغاني والفرح والسرور ?كما تقدَّم? لأجل مولده صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في هذا الشهر الكريم، وهو صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم فيه انتقل إلى كرامة ربِّه عزَّ وجلَّ، وفُجعت الأُمّة وأُصيبت بمصاب عظيم لا يعدل ذلك غيرها من المصائب أبدًا، فعلى هذا يتعيَّن البكاء والحزن الكثير، وانفراد كُلِّ إنسان بنفسه لما أصيب به لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: "ليعزّى المسلمون في مصائبهم المصيبة بي"» (36 - «المدخل» لابن الحاج (2/ 16 - 17).).
وليس لليوم الثاني عشر من ربيع الأول ?إن صحَّ أنّه مولده? من ميزةٍ دون الأيام الأخرى؛ لأنّه لم يُنقل عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم أنّه خصَّصه بالصيام أو بأيِّ عملٍ آخرَ، ولا فعله أهلُ القرون المفضَّلة من بعده، فدلَّ ذلك على أنَّه ليس له من فضلٍ على غيره من الأيام.
وحقيقٌ بالتنبيه أنّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومَن معه من الصحابة الكرام أجمعوا على ابتداء التقويم السنوي الإسلامي من التاريخ الهجري، وقد خالفوا في ذلك النصارى في البداءة حيث ابتدأوا تقويمَهم السَّنوي من يوم ولادة المسيح عيسى عليه السلام فعن سعيد بن المسيِّب قال: «جمع عمرُ الناسَ فسألهم: من أيِّ يوم يكتب التاريخ؟ فقال علي بن أبي طالب: مِن يوم هاجر رسولُ الله وترك أرضَ الشرك، ففعله عمر رضي الله عنه» (37 - أخرجه الحاكم في «المستدرك» (3/ 15) رقم (4287)، وقال عنه: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه». عن عثمان بن عبيد الله أبي رافع، عن سعيد بن المسيِّب رحمه الله.).
ولم يُنقل عنهم أنهم اتخذوا مولِدَه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ولاَ مبعثَه ولا هجرتَه ولاَ وفاتَه عيدًا يحتفلون به، كما أنَّهم لم يقتدوا بالنصارى في وضع التاريخ الإسلامي، إذ المعلوم أنَّ من سنَّة النصارى اتخاذ موالد الأنبياء أعيادًا، فكيف العدول عن سُنَن الخلفاء الراشدين المهديِّين والاستنان بسُنَّة النصارى الضالين؟! وقد قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ» (38 - أخرجه أبو داود في «السُّنَّة» (4607)، والترمذي في «العلم» (2891)، وابن ماجه في «المقدمة» (44)، وأحمد (17606)، من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه. وصحَّحه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (936).).
ولا يخفى أنَّ سبيل الصحابة رضي الله عنهم حقّ لازم اتباعه وقد جاء الوعيد بمخالفة اتباع غيرِ سبيل المؤمنين في قوله تعالى: ?وَمَن يُّشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا? [النساء: 115].
أمَّا من رأى أبا لهب بعد موته في النوم أنه خُفِّف عنه بعض العذاب كلَّ ليلة الاثنين (39 - «المواهب اللدنية» للقسطلاني (1/ 260).)، فجوابه من عِدَّة وجوه:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: إنَّه ليس في حديث البخاري أنَّه يخفَّف عنه كلّ اثنين، ولا أنه أعتق ثويبة من أجل بشارتها إيَّاه بولادته صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، وقد ذكر ابنُ حجر أنَّه أعتقها أبو لهب بعد هجرة رسول الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم (40 - «الإصابة» لابن حجر (4/ 258).)، وروي أنَّه أعتقها قبل ولادته بزمن طويل (41 - «شرح الزرقاني» على «المواهب اللدنية» (1/ 259).).
الثاني: إنَّه خبر مرسل أرسله عروة ولم يذكر من حدَّثه به.
الثالث: وعلى تقدير أنَّه موصول فالذي في الخبر رؤيا منام فلاَ حُجَّة فيه كما صَرَّح الحافظ ابنُ حَجَر (42 - «فتح الباري» لابن حجر (9/ 145).)، قال المعلمي رحمه الله: «اتفق أهلُ العلم على أَنَّ الرُّؤْيَا لا تصلح للحُجَّة، وهي تبشير وتنبيه، وتصلح للاستئناس بها إذا وافقت حُجَّة شرعية صحيحة» (43 - «التنكيل» للمعلمي (2/ 242).).
الرابع: إنَّ الرائي في المنام: له أَخُوهُ العباس رضي الله عنه وذلك بعد سَنَةٍ من وفاة أبي لهب بعد وقعة بدر ذكره السُّهيلي (44 - «البداية والنهاية» لابن كثير (2/ 273).)، ولعلَّ الرَّائي لم يكن إذ ذاك قد أسلم (45 - «الإصابة» لابن حجر (2/ 271).).
الخامس: إنَّ الخبر مخالِفٌ لظاهر القرآن والإجماع، قال تعالى: ?وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا? [الفرقان: 23]، ولقوله تعالى: ?وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا? [النور: 39]، وقوله تعالى: ?مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ? [إبراهيم: 18]، ولقد كان أبو لهب من أشدِّ الناس عداوةً للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ومُبالغةً في إيذائه، الأمر الذي يهدم ما سلف من الفرح به لو صحَّ ذلك، وقد ذكر القاضي عياض انعقاد الإجماع على أنَّ الكُفَّار لا تنفعهم أعمالهم ولا يثابون عليها بنعيم ولا تخفيف عذابٍ وإن كان بعضهم أشدَّ عذابًا من بعض (46 - «فتح الباري» لابن حجر (9/ 145).).
السادس: وعلى فرض التسليم والقَبول جَدَلًا بأن خفِّف عنه لإعتاقه ثويبة بسبب ولادته وإرضاعه؛ فإنَّ هذا الأمر لا يخفى عن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، كما لم يَخْفَ عنه تخفيف العذاب عن أبي طالب لأجل حمايته ونصرته، ومع هذا العلم لم ينقل عنه اتخاذ يوم مولده عيدًا، ولا أصحاب القرون المفضّلة بعده.
وأمَّا التوسعة على الفقراء بإطعام الطعام وغيرها من أفعال البِرِّ والإحسان إن وقعت على الوجه الشرعي فهي من أعظم القربات والطاعات، لكن تخصيصها على الوجه الذي لا يثبت إلاَّ بنصٍّ شرعيٍّ، إذا انتفى تنتفي المشروعية، عملًا بقاعدة: «إِذَا سَقَطَ الأَصْلُ سَقَطَ الفَرْعُ» (47 - وهذه القاعدة مطردة في المحسوسات والمعقولات؛ لأنّ الأساس إذا انهدم انهدم معه ما بُني عليه. [انظر: «الأشباه والنظائر» للسيوطي (119)، و «الأشباه والنظائر» لابن نجيم (134)].).
أمّا الدروس والعِبر والعِظَات وتلاوةُ القرآن والذِّكر والصلاة على النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وقراءة سيرته وغيرها فإنَّما تشرع كلَّ وقتٍ، وفي كلِّ مكان من غير تخصيصٍ كعموم المساجد والمدارس والمجالس العامَّة والخاصَّة، وتسري عليها القاعدة السابقة: «إِذَا سَقَطَ الأَصْلُ مَعَ إِمْكَانِهِ فَالتَّابِعُ أَوْلَى» (48 - عبّر عنها النووي بهذه الصيغة. انظر: «المجموع» للنووي (1/ 392).).
وإن أُريد بالدروس والعظات وقراءة سيرته إحياء الذكرى به فإنَّ الله تكفَّل برفع ذكره في الدنيا والآخرة على مدار الأزمنة والدهور، فيُذكر مع الله في الأذان والخُطَب والصَّلوات والإقامة والتشهُّد ونحو ذلك، فَقَصْرُ ذِكره في يومِ مولدِه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم جفاءٌ في حَقِّهِ وتقصيرٌ في تعظيمه وتفريطٌ في توقيره ومحبّته.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأمّا عاشوراء الذي حثَّ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم على صيامه شُكرًا لله على نجاةِ موسى ومَنْ معه فإنَّما كان امتثالًا لأمرِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وطاعةً له وهو شُكْرٌ لله على تأييده للحقِّ على الباطل، لكن ليس فيه دليلٌ لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ على إقامة الموالد والاجتماع إليها وإحداث المواسم الدينية، لربط الأزمنة بالأحداث ?زعموا?، وإنَّما التوجيه النبوي لأُمَّته أن يعبِّروا على شكر الله بتجسيده بالصيام لا باتخاذه عيدًا يحتفل به حتَّى يُلحقَ به مولدُه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، إذ لا يعرف في الإسلام من الأعياد السنوية إلاَّ عيد الأضحى وعيد الفطر ?كما تقدَّم? ولو شرعه لنا عيدًا لندب إليه ولأمَر بترك صومه؛ لأنَّ الناس يعتبرون في العيد ضيوفًا عند الله تعالى، والصوم إعراض عن الضيافة، لذلك يفسد إلحاق حكم المولد قياسًا على عاشوراء لقادح المنع، وهو منع حكم الأصل.
ثمّ إنَّ الاحتفال بعيد ميلاد عيسى عليه السلام ليس من عادات الكفار، وإنَّما هو من عباداتهم، كما أفصح عن ذلك ابن القيم رحمه الله بقوله: «من خصَّ الأمكنة والأزمنة من عنده بعبادات لأجل هذا، كان من جنس أهل الكتاب الذين جعلوا زمان أحوال المسيح مواسم وعبادات، كيوم ميلاده، ويوم التعميد (49 - التعميد أو المعمودية عند النصارى: أن يغمس القِسُّ الطفل في الماء باسم الأب والابن وروح القدس، ويتلو عليه بعض فِقَرٍ من الإنجيل، تعبيرًا عن تطهير النفس من الخطايا والذنوب، وهو آية التنصير عندهم. [انظر: «المعجم الوسيط» (2/ 626)، «المسيحية» لأحمد شبلي (30/ 168/169)].)، وغير ذلك من أحواله» (50 - «زاد المعاد» لابن القيم (1/ 59).).
وإذا سلَّمنا ?جدلاً? أنَّه من عاداتهم، فقد نُهينا عن التشبُّه بأهل الكتاب، وتقليدهم، سواء في أعيادهم أو في غيرها لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» (51 - أخرجه أبو داود في «اللباس» (4033)، وأحمد (5232)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. وصحَّحه العراقي في «تخريج الإحياء» (1/ 359)، وحسَّنه ابن حجر في «فتح الباري» (10/ 288)، والألباني في «الإرواء» (1269).)، وأقلُّ أحوال الحديث اقتضاء تحريم التشبُّه بهم، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبِّه بهم كما في قوله تعالى: ?وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ? [المائدة: 51] (52 - انظر: «اقتضاء الصراط المستقيم» لابن تيمية (1/ 270).)، ومعلوم أنَّ المشابهة إذا كانت في أمور دنيوية فإنَّها تورث المحبَّة والموالاة، فكيف بالمشابهة في أمور دينية؟ فإنَّ إفضاءَها إلى نوعٍ من الموالاة أكثر وأشدُّ، والمحبة والموالاة لهم تنافي الإيمان، كما قرَّره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (53 - انظر المصدر السابق (1/ 550).).
طاعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
عنوان محبته وتعظيمه
وليس من محبَّته صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وتعظيمِه ارتكاب البدع التي حذَّر منها، وأخبر أنَّها شرٌّ وضلالة، وإنَّما تتجلَّى محبَّتُه في طاعته، والاستقامة على أمره، والتسليم لأحكامه، واتباع هديه، وسلوك طريقته، والتأسِّي به في مظهره ومخبره، قال تعالى: ?قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ? [آل عمران: 31]، وقال تعالى: ?لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا? [الأحزاب: 21]، وقد كان الصحابة الكرام رضي الله عنه أشدَّ محبَّةً للنبِّيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وتعظيمًا له مِنَّا، وأحرصَ على الخير ممَّن جاء بعدَهم، وأسبقَ إليه من غيرهم، وكانوا أعلمَ الناس بما يصلح له النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم فلو كان في إقامة مولده صَلَّى اللهُ وعليه وآله وسلم والاحتفال به واتخاذه عيدًا أدنى فضل ومحبَّة له وتعظيم له صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم لكانوا رضي الله عنهم أسرعَ الناسِ إليه وأحرصَهم على إقامته والاحتفال به، لكن لم يُنقل عنهم ذلك، وإنَّما أُثِرَ عنهم ما عرفوه من الحقِّ من محبَّته وتعظيمه بالإيمان به وطاعته واتباع هديه، والتمسُّك بسُنَّته ونشر
(يُتْبَعُ)
(/)
ما دعا إليه، والجهاد على ذلك بالقلب واللسان، وتقديم محبَّته صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم على النفس والأهل والمال والولد والناس أجمعين (54 - انظر المصدر السابق (2/ 132).)، تلك هي المحبة الصادقة التي تنعكس على المحبوب بالطاعة والتزام شرعه واتباع هديه، إذ طاعة المحبوب عنوان محبَّته وتعظيمه، قال محمَّد البشير الإبراهيمي رحمه الله: «الحبُّ الصحيح لمحمَّد صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم هو الذي يَدَعُ صاحبَه عن البدع، ويحملُه على الاقتداء الصحيح، كما كان السلف يحبُّونه، فيحبُّون سُنَّته، ويَذُودون عن شريعته ودينه، من غير أن يقيموا له الموالد، وينفقُوا منها الأموال الطائلة التي تفتقر المصالحُ العامَّةُ إلى القليل منها فلا تَجدُه» (55 - «آثاره» (2/ 341).).
هذا، وليست البدعة من محبَّته وتعظيمه ولو كانت حسنةً في نظر فاعلها؛ لأنه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم عَمَّمَ فقال: «كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» (56 - سبق تخريجه.)، وقال: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» (57 - سبق تخريجه.)، وفي رواية مسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» (58 - سبق تخريجه.)، ثمّ إنَّه كيف تكون حسنةً لأنَّ المُحَسِّنَ لها إمَّا الشرع فتنتفي البدعةُ، وإمَّا العقلُ فلا مدخلَ له في إثبات الأحكام الشرعية، ولا في تعلُّق المدح والذمِّ بالأفعال عاجلًا، أو تعلُّق الثواب والعقاب بها آجلًا ?عند أهل السُّنَّة? وإنَّما طريق ذلك السمع المجرَّد.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «معلوم أنَّ كُلَّ ما لم يَسُنَّهُ ولا استحبَّه رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، ولا أحدٌ مِن هؤلاء الَّذين يقتدي بهم المسلمون في دينهم، فإنَّه يكون من البدع المنكرات، ولا يقول أحدٌ في مثل هذا إنَّه بدعةٌ حسنةٌ» (59 - «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (27/ 152).).
هذا، وأخيرًا فإنَّنا نحمد الله تعالى على نِعمة ولادة النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، وعلى نعمة النُّبوَّة والرِّسالة، فهو الذي أنزل عليه القرآنَ، وأتمَّ به الإسلامَ، وبيَّنه أتمَّ البيان، وبلَّغه على التمام، وبهذا نفرح ونبتهج من غير غُلُوٍّ ولا إطراءٍ، ونَسْتَلْهِمُ العِبَرَ والعِظاتِ من سيرتِه العَطِرة، ومن شمائله الشريفة، وسائرِ مواقفه المشرفة في ميادين الجهاد والتعليم، من غير تخصيص بزمان ولا مكان ولا هيئة، ونحرص على اتباع هديه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، والتمسُّكِ بسُنَّته على ما مضى عليه سلفنا الصالح ?رحمهم الله تعالى?.
والموفَّقُ السعيدُ من انتظم في سلك من أحيا سُنَّة وأمات بدعة.
ونسأل اللهَ بأسمائه الحسنى وصفاته العُلاَ أن يُرِيَنَا الحقَّ حَقًّا ويرزقَنَا اتباعَهُ، والباطلَ باطِلًا ويرزقَنَا اجتنابَهُ، ولا يجعلَه مُتَلَبِّسًا علينا فنَضِلَّ، وأن يكون لنا عونًا على أداء واجب الدعوة والنذارة امتثالًا لقوله تعالى: ?وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ? [التوبة: 122].
وآخرُ دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 18 صفر 1426ه
الموافق لـ: 28 مارس 2005م
--------------------------------------------------------------------------------
1 - أخرجه مسلم في «الأقضية» (4590)، وأحمد (25870)، والدارقطني في «سُننه» (4593)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
2 - أخرجه ابن ماجه في «المقدمة» رقم: (5)، من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، وحسَّنه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» رقم: (9)، وفي «السلسلة الصحيحة» (688).
3 - تقدم تخريجه.
4 - «تفسير القرآن العظيم» لابن كثير (1/ 358).
5 - أخرجه البخاري في «الصلح» (2697)، ومسلم في «الأقضية» (4589)، وأبو داود في «السُّنَّة» (4608)، وابن ماجه في «المقدمة» (14)، وأحمد (26786)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
6 - تقدم تخريجه.
7 - أخرجه مسلم في «الجمعة» (2005)، وأحمد (14566)، من حديث جابر رضي الله عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
8 - أخرجه ابن المبارك في «الزهد» (47)، وابن نصر في «السُّنَّة» (89)، وابن وضَّاح في «البدع» (11)، وابن عبد البر في «الجامع» (1809) من طريق عبد الله بن عون عن إبراهيم، والأثر صحَّحه مشهور سلمان في تحقيقه لكتاب «الاعتصام» للشاطبي (1/ 122).
9 - أخرجه الدارمي في «سننه» (209)، والطبراني في «الكبير» (8770)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (2216)، قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (1/ 434): «رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح»، واللالكائي في «شرح أصول الاعتقاد» (1/ 96). وصحَّحه الألباني في «تحقيقه لإصلاح المساجد» (12).
10 - انظر: «المواعظ والاعتبار» للمقريزي (1/ 432 - 433)، «صبح الأعشى» للقلقشدي (3/ 398)، «الإبداع» لعلي محفوظ (126)، «القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم N، لإسماعيل الأنصاري (68).
11 - إِرْبِل: مدينة كبيرة من أعمال المَوْصِلِ، والمَوْصِل مدينة عتيقة، قديمة الأساس على طرف دِجلة من أعظم المدن بالعراق سميت بذلك لأنَّها وصلت بين الجزيرة والعراق، وقيل: وصلت بين الفرات ودِجلة. [انظر: «الروض المعطار» للحميري (563)، «اللباب» لابن الأثير (1/ 39، 3/ 269)، «مراصد الاطلاع» للصفي البغدادي (1/ 51، 3/ 1333)].
12 - هو عمر بن محمّد بن خضر الإربلي الموصلي أبو حفص معين الدين شيخ الموصل المعروف بالملاَّ، له أخبار مع الملك نور الدين محمود ابن زنكي توفي سنة: (570). [انظر ترجمته في: «البداية والنهاية» لابن كثير (12/ 282)، «الأعلام» للزركلي (5/ 60)].
13 - انظر: «الباعث على إنكار البدع والحوادث» لأبي شامة (24).
14 - هو الملك المظفر: أبو سعيد كُوكُبرى بن زين الدين بن بُكْتِكين، كانت وفاته بقلعة إربل سنة: (630). [انظر: «البداية والنهاية» لابن كثير (13/ 136)، «وفيات الأعيان» لابن خلكان (4/ 113)، و «شذرات الذهب» لابن العماد (5/ 138)].
15 - أخرجه البخاري في «الاعتصام بالكتاب والسُّنَّة» (7320)، ومسلم في «العلم» (6952)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
16 - انظر: الدراسات على الشيعة في المراجع التالية:
«تاريخ الإمامية وأسلافهم من الشيعة» للدكتور عبد الله فياض، «الشيعة والتشيُّع»، و «الشيعة وأهل البيت» لإحسان إلهي ظهير، و «الصراع بين الشيعة والتشيع» للدكتور موسى الموسوي، وغيرها ..
17 - «اقتضاء الصراط المستقيم» لابن تيمية (2/ 123).
18 - أخرجه الترمذي (2891)، وابن ماجه في «المقدمة» (44)، وأحمد (17606)، من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه. وصحَّحه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (936).
19 - أخرجه البخاري في «الأنبياء» (3261)، والدارمي في «سننه» (2682)، وأحمد في «مسنده» (333)، من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
20 - أخرجه أبو داود في «الصلاة» (1134)، والحاكم في «المستدرك» (1091)، وأحمد في «مسنده» (12416)، من حديث أنس رضي الله عنه. والحديث صحَّحه ابن حجر في «فتح الباري» (2/ 513)، والألباني في «صحيح الجامع» (4381).
21 - أخرجه ابن حبان في «صحيحه» (277)، والشهاب القضاعي في «مسنده» (501)، والحديث صحَّحه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (2311).
22 - قد يقوم بالمولد من كان مجتهدًا مُتأوِّلاً أو مُقلِّدًا جاهلاًبحُكمه وهو حسن القصد فإنّه يعذر بجهله لعدم بلوغ الخطاب، أو لمعارضته تأويل باجتهاد أو تقليد بخلاف العالم بحكمه، العامل على غير مقتضى ما عَلِم. وهذا هو مقصود شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيث قال في «الاقتضاء» (2/ 162): «فتعظيم المولد واتخاذه موسمًا، قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده، وتعظيمه لرسول الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم كما قدمته لك أنَّه يحسن من بعض الناس ما يستقبح من المؤمن المسدّد». [انظر: «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (22/ 23)].
23 - أخرجه مسلم في «الصيام» (2807)، وأبو داود في «الصوم» (2428)، وأحمد (23215)، من حديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه.
24 - أخرجه البخاري في «النكاح» (9/ 140) باب ?وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ? ويحرم من الرضاع ما يحرم من النسب، من حديث عروة بن الزبير.
25 - انظر: «المواهب اللدنية» للقسطلاني (1/ 260).
(يُتْبَعُ)
(/)
26 - انظر: «الفتاوى الحديثية» لابن حجر الهيثمي (909، 974)، و «الحاوي للفتاوى» للسيوطي (1/ 260).
27 - «تفسير القرطبي» (8/ 353)، «تفسير ابن كثير» (2/ 402 - 403).
28 - أخرجه مسلم في «البر والآداب والصلة» (6778)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
29 - «حوار المالكي» لابن منيع (85).
30 - أخرجه مسلم في «الصيام»، باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كلّ شهر (2747)، من حديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه.
31 - «تفسير ابن كثير» (2/ 523)، «فتح القدير» للشوكاني (3/ 94).
32 - أخرجه مسلم في «الزهد والرقائق»، باب المؤمن أمره كلّه خير (7500)، من حديث صهيب رضي الله عنه.
33 - ومن التناقضات العجيبة أنّ أهل إحياء المولد يكرهون الصيام يوم الاثنين إن وافق المولد لكونه عيدًا يلزم فيه الفرح والسرور ويستقبح في مثله الصيام، في حين أنّ صاحب الشريعة يندب إلى صيام يوم الاثنين، فقد صامه النبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ورغَّب في صيامه، قال الحطاب في «مواهب الجليل» (2/ 406): «قال الشيخ زروق في شرح القرطبية صيام المولد كَرِهَه بعضُ من قرب عصره ممّن صحّ علمُه وورعه، قال: إنه من أعياد المسلمين فينبغي أن لا يصام فيه، وكان شيخنا أبو عبد الله القوري يذكر كثيرًا ويستحسنه؟!!».
34 - «فتح الباري» (8/ 129).
35 - أخرجه ابن ماجه في «الجنائز» (1599)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (10154)، من حديث عائشة رضي الله عنها. والحديث صحَّحه بشواهده الألباني في «السلسلة الصحيحة» (3/ 98).
36 - «المدخل» لابن الحاج (2/ 16 - 17).
37 - أخرجه الحاكم في «المستدرك» (3/ 15) رقم (4287)، وقال عنه: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه». عن عثمان بن عبيد الله أبي رافع، عن سعيد بن المسيِّب رحمه الله.
38 - أخرجه أبو داود في «السُّنَّة» (4607)، والترمذي في «العلم» (2891)، وابن ماجه في «المقدمة» (44)، وأحمد (17606)، من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه. وصحَّحه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (936).
39 - «المواهب اللدنية» للقسطلاني (1/ 260).
40 - «الإصابة» لابن حجر (4/ 258).
41 - «شرح الزرقاني» على «المواهب اللدنية» (1/ 259).
42 - «فتح الباري» لابن حجر (9/ 145).
43 - «التنكيل» للمعلمي (2/ 242).
44 - «البداية والنهاية» لابن كثير (2/ 273).
45 - «الإصابة» لابن حجر (2/ 271).
46 - «فتح الباري» لابن حجر (9/ 145).
47 - وهذه القاعدة مطردة في المحسوسات والمعقولات؛ لأنّ الأساس إذا انهدم انهدم معه ما بُني عليه. [انظر: «الأشباه والنظائر» للسيوطي (119)، و «الأشباه والنظائر» لابن نجيم (134)].
48 - عبّر عنها النووي بهذه الصيغة. انظر: «المجموع» للنووي (1/ 392).
49 - التعميد أو المعمودية عند النصارى: أن يغمس القِسُّ الطفل في الماء باسم الأب والابن وروح القدس، ويتلو عليه بعض فِقَرٍ من الإنجيل، تعبيرًا عن تطهير النفس من الخطايا والذنوب، وهو آية التنصير عندهم.
[انظر: «المعجم الوسيط» (2/ 626)، «المسيحية» لأحمد شبلي (30/ 168/169)].
50 - «زاد المعاد» لابن القيم (1/ 59).
51 - أخرجه أبو داود في «اللباس» (4033)، وأحمد (5232)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. وصحَّحه العراقي في «تخريج الإحياء» (1/ 359)، وحسَّنه ابن حجر في «فتح الباري» (10/ 288)، والألباني في «الإرواء» (1269).
52 - انظر: «اقتضاء الصراط المستقيم» لابن تيمية (1/ 270).
53 - انظر المصدر السابق (1/ 550).
54 - انظر المصدر السابق (2/ 132).
55 - «آثاره» (2/ 341).
56 - سبق تخريجه.
57 - سبق تخريجه.
58 - سبق تخريجه.
59 - «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (27/ 152).
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[01 Mar 2010, 02:06 ص]ـ
وهذا مقال للشيخ الدكتور عبد المجيد جمعة الجزائري المدرس بجامعة قسنطينة بعنوان
الموْرِدُ الرَّويُّ في حُكْمِ الاحْتِفَالِ بالمولدِ النبويِّ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين، إمام المرسلين، المبعوث بالدين المتين، والمنهج المبين، أرسله جلّ وعلا رحمةً للعالمين، وقدوةً للمتقين، وحجة على الخلائق أجمعين.
افترض على العباد طاعته وتعزيره، وأوجب عليهم محبّته وتوقيره، وجعل الذلّ والصغار على من خالف أمره.
أمّا بعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
فإنّ المسلمين (المتأخرين)، إذا أهلّ هلال ربيع الأوّل، أجمعوا أمرهم، وأخذوا أهبتهم، استعدادا لاستقبال يوم عظيم (في زعمهم)، وللاحتفال بموسم كريم (في نظرهم).
والواجب على كلّ مسلم يريد الله سبحانه والدار الآخرة أن لا يُقْدِمَ على أيّ عمل، دقّه وجلّه، ظاهره وخفيّه، حتّى يعرف حكم الله تعالى فيه، وأن يعرضه على ميزان الكتاب والسنَّة، على فهم سلف الأمة الذين عايشوا التنزيل، وعرفوا التأويل، ليكون على بيّنة من دينه.
وعليه فاعلم ـ أخا الإسلام ـ أنّ إقامة الاحتفال بمناسبة المولد النبوي، لا يجوز لأنّه من البدع التي أُحْدِثَتْ في الدين، والدليل على ذلك الأمور التالية:
أولا: أنّ البدعة هي «طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية، يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبّد لله سبحانه».
قال العلامة الشاطبي: في بيان ألفاظ هذا الحدّ:
«وقوله في الحدّ تضاهي الشرعية يعني أنّها تشبه الطريقة الشرعية من غير أن تكون في الحقيقة كذلك، بل هي مضادة لها من أوجه متعددة:
منها: التزام الكيفيات والهيئات المعيّنة، كالذكر بهيئة الاجتماع على صوت واحد، واتخاذ يوم ولاة النبي صلى الله عليه وسلم عيدا، وما أشبه ذلك» [«الاعتصام»: (1/ 36، 39)].
ثانيا: النصوص العامة الواردة في ذمّ البدع والحوادث منها قوله صلى الله عليه وسلم في حديث العرباض ابن سارية: «وَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ، عضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» [صحيح، أخرجه أصحاب السنَّن إلاّ النسائي].
وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة رضي الله عنها: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» [متفق عليه]. أي مَرْدُودٌ على صاحبه.
ثالثا: أنّ هذا الاحتفال لم يفعله النبيّ صلى الله عليه وسلم ـ وهو المعنّي بالأمر ـ، ولا الخلفاء الراشدون الذين أمرنا باتباعهم كما في حديث العرباض، ولا فعل ذلك أحدٌ من الصحابة، وهم أعلم الأمَّة بالسنَّة، وأشدّهم حبّا للرسول صلى الله عليه وسلم وتعظيما له، ومتابعة لهديه.
ولا فعله التابعون ومن تَبِعَهم في القرون الثلاثة المفضّلة، ومن الأئمة الكبار الذين يُقتدى بهم في مثل فهذا الأمر العظيم.
وهؤلاء أحرص الناس وأشدّهم سَبقًا إلى الخيرات، وقد شهد لهم بذلك جَلَّ وَعَلاَ حيث قال: ?وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لهمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ? [التوبة: 100].
فلو كان قربةً تُشْرع، وسنَّةً تُتّبع لسبقونا إليه، فمن أجاز هذا الاحتفال فَلِسَانُ حَالِهِ ـ وربّ حالٍ أبلغُ منْ مقالٍ ـ يقول: إنّ اللهَ لم يكمل الدين، أو إنّ الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبلّغِ الرسالة، أو إنّ الصحابة ي كَتَمُوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أمرهم بتبليغه، وكلُّ ذلك ضلال في ضلال لأنّ الله تعالى يقول: ?اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ?، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّه لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلاَّ وَكَانَ حَقَّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لهمْ، وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لهمْ» [رواه مسلم من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما].
وقال سلمان الفارسي رضي الله عنه وقد قيل له: «قد علّمكم نبيّكم صلى الله عليه وسلم كلّ شيء حتى الخراءة، قال: أجل» [رواه مسلم].
وقال حذيفة رضي الله عنه: «قام فِينَا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مَقَامًا أَخْبَرَنَا بما يكونُ فيه إلى قيام الساعة، عَقِلَهُ مَنْ عَقِلَهُ ونَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ» [رواه الحاكم (4/ 212)].
(يُتْبَعُ)
(/)
وإنّما حدث في مطلع القرن السابع الهجري على يَدِ الملك المظفر أبي سعيد كوكبري، وقد صنّف له أبو الخطاب بن دحية (ت 633 هـ) مجلّدًا في ذلك سَنَة أربعة وستمائة، سمّاه «التنوير في مولد البشير النذير»، قرأه عليه بنفسه وختمه بقصيدة طويلة، فأجازه بألف دينار. [انظر «البداية والنهاية»: (3/ 136)، «ونفح الطيب»: (2/ 575)].
ومن الغرائب ـ والغرائب جَمَّةٌ ـ أنّ الحافظ ابنَ كثير: حكى عن بعض منْ حَضَرَ سماط المظفر في بعض الموالد، كان يمدّ في ذلك السماط خمسة آلاف رأس مشوي، وعشرة آلاف دجاجة، ومائة ألف زبدية، وثلاثين ألف صحن حلوى، وكان يعمل للصوفية سَمَاعًا من الظهر إلى الفجر يَرْقُصُ بنفسه معهم.
وهذا مظهر من مظاهر الضعْفِ والانحراف في عصر الانحطاط بعد سقوط الخلافة الراشدة وانقسام الدولة الإسلامية إلى دويلات مُتَنَافِرَة.
وأوّلُ من أَحْدَثَه بالمغرب بَنُو العزفي، أصحاب سبتة، وفي سنة 691 هـ من شهر ربيع الأول أمر السلطان يوسف بن يعقوب بن عبد الحقّ بعمل المولد النبوي وتعظيمه والاحتفال له، وصَيَّرَهُ عيدا من الأعياد في جميع بلاده. [انظر «الاستقصا لأخبار المغرب الأقصى» (ص: 90) لأبي العباس أحمد بن خالد الناصري].
وهذا يدلّك على أنّ الملوك الذين لا صِلَتَ لَهُمْ بالعلمِ الصحيحِ همُ الذينَ سَنُّوا للناس هذه السُّنَّة السيئة، واتَّبَعهم في ذلك طوائف من العلماء والصوفية. ولله درّ القائل:
وَهَلْ أَفْسَدَ الدِّينُ إلاَّ الملُوكُ وَأَحْبَارُ سُوءٍ وَرُهْبَانُهَا
رابعا: أنّ العلماء اتفقوا على أنّ «العبادات مَبْنَاهَا على التوقيف والإتباع لا على الهوى والابتداع».
فالعبادات التي أوجبها الله جلّ وعلا أو جعلها وسيلة إليه يرجى عليها الثواب، لا يثبت الأمر بها إلاّ بالشرع، فلا يشرع منها إلاّ ما شرعه الله في كتابه أو الرسول صلى الله عليه وسلم في سُنَّتِهِ، ولهذا قال تعالى: ?أَمْ لهمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لهمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ? [الشورى: 21].
فكلّ من شرع عبادة يتقرّب بها إلى الله تعالى، وندب إليها بقوله أو عقله أو ذوقه من غير أن يشرعه الله سبحانه، فقد شرع من الدين ما لم يأذن به الله، ومن اتّبعه في ذلك فقد اتّخذه شريكا لله.
ولذا كان الإسلام مبنيا على أصلين عظيمين أن لا نعبد إلاّ الله وأن نعبده بما شرع لا نعبده بعبادة مبتدعة.
وهذان الأصلان هما رأسا الإسلام وجمّاعه، وهما تحقيق الشهادتين شهادة أن لا إله إلا لله وشهادة أنّ محمدا رسول الله.
فالشهادة لله بأنّه لا إله إلاّ هو، تتضمّن إخلاص العبادة له.
والشهادة بأنّ محمدا رسول الله، تتضمّن إخلاص المتابعة له (1).
خامسا: أنّ العلماء اختلفوا في يوم ولادته صلى الله عليه وسلم على سبعة أقوال ذكرها الحافظ ابن رجب في «لطائف المعارف» (ص: 103)، وهذا يدلّ على أنّ سَلَفَ الأمة لم يكونوا يحتفلون بالمولد، وإلاّ لضبطوا لنا يوم ولادته، كما ضبطوا بعضَ الوقائع العظيمة مع عدم احتفالهم بها.
ومن عجائب القَدَرِ أنّ اليوم الذي اشْتهر أنّه وُلِدَ فيه وهو الثاني من ربيع الأوّل، هو بِعَيْنِهِ اليوم الذي اشْتهرَ أنَّه توفي فيه، فليس الفَرَحُ به بأَوْلَى من الحزْنِ فيه، بل قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أُصِيبَ أَحَدُكُمْ بِمُصِيبَةٍ فَلْيَذْكُرْ مُصِيبَتَهُ بِي فَإِنَّهَا أَعْظَمُ المَصَائِبِ» [انظر «الصحيحة»، رقم (1106)].
سادسا: أنّ الأعيادَ شريعةٌ من الشرائع يجب فيها الإتباع لا الابتداع.
فالأعياد الشرعية والمواسم الدينية هي من العبادات التي يُقصد بها التقرّب إلى الله تعالى وتعظيمه، وتعظيم دينه ونبيّه صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى: ?وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى القُلُوبِ? [الحج: 32]. فلا يشرع منها إلاّ ما شرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومعلوم أنّه كان للناس في الجاهلية أعيادٌ يعظّمونها ويجتمعون فيها، فلمّا بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم نسخ تلك الأعياد كلّها، فلم يبق منها شيءٌ كما روى أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينةَ، ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: «مَا هَذَانِ اليَوْمَانِ؟» قالوا: كنّا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْم الأَضْحَى وَيَوْم الفِطْرِ» [صحيح، أخرجه أبو داود والنسائي].
وقد ضبط الإسلامُ أعيادَ المسلمين، وجعلها ثلاثةَ أعياد، ليس في دُنْيَا المسلمين أعياد سواها.
عِيدٌ يَتَكَرَّرُ في الأسبوع، وهو يوم الجمعة، وهو مترتّب على إكمال الصلوات المكتوبات، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام.
وعيدان في السَّنَةِ، يأتي كلُّ واحد منهما في العام مرةً واحدة، فأحدهما عيد الفطر، وهو مترتّب على إكمال صيام رمضان، وهو الركن الرابع من أركان الإسلام، وعيد الأضحى، وهو مترتّب على إكمال الحجّ، وهو الركن الخامس من أركان الإسلام.
فهذه أعياد المسلمين وهي مترتّبة على إكمال أركان الإسلام، فمن أحدث عيدا فقد أحدث في أعياد المسلمين.
ولا يخفى على كلّ مسلم أنّ للنبيّ صلى الله عليه وسلم حوادث ووقائع عظيمة، وأعزّ الله فيها دينه، ونصر نبيّه، مثل غزوة بدر والخندق وفتح مكة وغيرها، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه اتَّخَذَ مثل تلك الأيّام أعيادًا.
سابعا: أنّ الاحتفال بالمولد فيه تَشَبُّهٌ بالنصارى في احتفالهم بعيد ميلاد عيسى عليه السلام.
وقد نهينا عن التشبّه بهم واتباع ملّتهم، قال الله جلّ وعلا: ?وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ اليَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ? [البقرة: 120].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» [رواه أبو داود من حديث ابن عمر رضي الله عنهما بإسناد صحيح].
هذا فيما كان مشروعا في دينهم، فما بالك في اتباعهم فيما أحدثوه من العبادات أو العادات مِمّا لَمْ يكن مشروعًا في دينهم، لا شكّ أنّ هذا أَقْبَحُ وأَفْضَحُ، فإنَّه لو أحدثه المسلمون لكان منكرا، فكيف لو أحدثه الكافرون؟
هذا، ويضاف إلى ما تقدّم ذِكْرُه، ما يَحْدُثُ في هذه المناسبة من المخالفات والمنكرات الكثيرة، منها:
ـ ما جرت عليه العادة من صنع الطعام وإيقَادِ الشُّمُوعِ والمصَابِيحِ وتَفْجِيرِ المفَرْقَعَاتِ وإحداثِ النيرانِ ونحوها مِمَّا فيه إسرافٌ للأموال وتضييعٌ للأوقات، وتبديدٌ للطاقات، نَاهِيكَ عمّا تُسَبِّبُهُ من إضرار وأضرار، وإحداث هذه الأمور من التشبّه بالكفار في أعيادهم الدينية ومواسمهم السنوية.
ـ إقامة الحفلات ـ وسُميت الدينية ظُلما ـ واستعمال الأغاني ـ وسمّيت النبوية جُرْمًا ـ وآلات الملاهي والطرب كالشبابات والطبول والمزامير والأوتار. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَّ وَالحَرِيرَ وَالخَمْرَ والمَعَازِفَ» [رواه البخاري تعليقا مجزوما به داخلا في شرطه].
ـ إِنْشَادُ الأناشيدِ والقصائدِ المولدية، خاصة قصيدة «البُرْدَةِ» للبُوصيري مع ما اشتملت عليه من الضلالات والشركيات كقوله:
يَا أَكْرَمَ الخَلْقِ مَا لِي مَنْ أَلُوذُ بِهِ سِوَاكَ عِنْدَ حُلُولِ الحَادِثِ العَمِمِ
ففيه استغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم، والاستغاثة بالمخلوق من أنواع الشرك، قال تعالى: ?وَلاَ تَدْعُ مِنْ دُونِ اللهِ مَا لاَ يَنْفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ? [يونس: 106].
ونظيره قوله:
مَا سَامَنِي الدَّهْرُ ضَيْمًا واسْتَجَرْتُ بِهِ إِلاَّ وَنِلْتُ جِوَارًا مِنْهُ لَمْ يُضَمِ
ففيه استجارةٌ بالنبي صلى الله عليه وسلم، واستشفاء به، والله جلّ وعلا يقول: ?وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُو? [يونس: 107].
وقوله:
فَإِنَّ مِنْ جُودِكَ الدُّنْيَا وَضَرَّتَها وَمِنْ عُلُومِكَ عِلْم اللَّوْحِ وَالقَلَمِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ففيه غلوٌّ كبير في النبي صلى الله عليه وسلم حيث يدّعي الشاعرُ أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم يعلم ما في اللوح المحفوظ، ويستلزم من ذلك أنّه يعلم الغيب، والله تعالى يقول: ?قُلْ لاَ يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الغَيْبَ إلاَّ اللهُ? [النمل: 65]، ويقول سبحانه: ?وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ? [الأعراف: 188]، وغير ذلك من الأبيات، ولهذا اشتدّ نكيرُ العلماء المصلحين الموحِّدين على هذه القصيدة والتي تُحفَّظ ـ مع الأسف الشديد ـ للأبناء الصغار بالزوايا، وبَيَّنُوا ضَلاَلَها ومخالفتَها لتوحيد المسلمين في إفراد الله جلّ وعلا بالتعظيم والإجلال والاستعاذة والاستعانة.
والعجيب أنّ بعض الناس يعتقدون أنّ قراءة هذه القصيدة «البُرْدَة» يثابُ عليها، وأنّ هذه القراءة تَصِلُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
ـ الغلو والإطراء في النبيّ صلى الله عليه وسلم: ومن مظاهر ذلك أنّ بعض الناس يعتقد أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم ليس من مثل البشر، بل هو نور من الله الذاتي، وأنّه يحضر بذاته كلّ مجلس ميلاده، وهو يسمع كلامهم.
ومن مظاهر ذلك، قراءةُ الأحاديث الموضوعة المخْتَلَقَةُ المصنوعة، مثل: (لولاك ما خلقت الأفلاك)، وفي لفظ: (لولاك ما خلقت الجنة، ولولاك ما خلقت النار)، وفي لفظ: (لولاك ما خلقت الدنيا)، و (أنا نور الله وكل شيء من نوري)، و (أنا عرب بلا عين أي ربّ، وأنا أحمد بلا ميم أي أحد)، وغير ذلك مما لا أصل له، وإنّما هو من وضع الدَّجَّالِينَ، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الكَاذِبِينَ» [رواه مسلم عن سمرة رضي الله عنه].
ومن مظاهر ذلك، شَدُّ الرِّحَالِ إلى قبر النبيّ صلى الله عليه وسلم والتوسّل به والتبرّك بشباك قبره.
وكلّ هذه المظاهر داخلة في عموم قوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُ اللهِ، فَقُولُوا: عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ» [رواه البخاري عن عمر رضي الله عنه].
وقوله صلى الله عليه وسلم: «إِيَّاكُمْ وَالغُلُوَّ فِي الدِّينِ فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ قَبْلَكُمْ الغُلُوُّ فِي الدِّينِ» [صحيح، أخرجه أحمد وغيره].
وهناك بِدَعٌ ومحدثاتٌ أخرى كثيرة، ضربنا عنها صفحا، خشية الإطالة، وإلاّ فلا يخفى أنّ كلّ قرية أو بلد اختصّ بعادات وتقاليد هي من قبيل ما أُحْدِثَ في المولد.
فإن قيل: أنتم تُنْكِرُونَ الاحتفال بالمولد، وأنتم قِلَّةٌ قليلةٌ، وأكثرُ المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يحتفلون، ويفرحون ويلعبون، بل فَعَلَه قومٌ من أهل العلم والفَضْلِ، فعلى آثارهم نحن مقتدون.
فيقال: إنّ الحقّ لا يُعرف بالكثرةِ ولا بالرجال، بل بالأدلة الشرعية، وقد ذمّ الله جلّ وعلا الكثرة في مواضعَ كثيرةٍ في القرآن، من ذلك قوله تعالى: ?وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ? [الأعراف: 187]، وقوله تعالى: ?وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ? [الأنعام: 116]، وفي المقابلِ يَمْدَحُ القِلَّةَ التي على الحقِّ، قال تعالى: ?إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ? [ص: 24]، وقد قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: «الحَلاَلُ بَيِّنٌ وَالحَرَامُ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا أُمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ» [رواه الشيخان من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه].
والعجيب أنّ هذه الكثرة، أكثرها لا يعرف من نبيّه إلاّ اسمه أو رَسْمه، وأَسْوَؤُهُمْ حَظًّا لا يعرفه إلاّ في هذه المناسبة، ناهيك عن إضاعة الواجبات وانتهاك الحرمات وركوب لُجَجِ المحرّمات.
وأمّا فِعله من بعض أهل العلم والفضل، فهذا إن كان فَعَلَه مجتهدا ومُتَأَوِّلًا فقد يؤجر على حُسْنِ قصدِهِ، لكنْ لم نُؤْمر باتّباعه في كَبْوَتِه وتقليده في هَفْوَتِه، وإنّما أُمرنا بإتباع الحقّ ونَدُورُ معه حيثما دَارَتْ رِكَابُهُ.
ثمّ لو اتّبعتِ الأمّةُ رُخَصَ العلماء وشذُوذَهم لَضاعَ الدينُ واندرستْ أحكامُه وانتكَسَتْ أعْلامُه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثمّ إنّ بعض هؤلاء، موقفُه من السنّة معلوم مَذْمُومٌ، فمنهم من رَدَّها بعقله، ومنهم من ردَّها بذَوْقِه، ومنهم من ردّها بسياسته، ومنهم من ردّها برأيه أو آراء الرجال.
ثمّ يقال: إذا فعله قوم ذَوُو علمٍ وفضلٍ، فقد تركها أقوامٌ هم أوسع عِلْمًا وأدقّ فَهْمًا وأَبَرُّ قلوبًا وأقلُّ تكلُّفًا من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين.
فإن قيل: قد وَرِثْنَاهُ أبًا عن جدٍّ، واتَّبَعَ في ذلك آخرُنا أوّلَنا، ولاحقُنا سابقَنا، فيقال: هذا هو التقليدُ المذموم الذي ذمّه الله في كتابه، وهو اتّباع ما كان عليه الآباء والأجداد، فقال تعالى: ?وَإِذَا قِيلَ لهم تَعَالَوْا إِلى مَا أَنْزَلَ اللهُ وَإلى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ? [المائدة: 104].
فإن قيل: إذًا نعتبرها بدعة حسنة، فيقال: ليس في الدين بدعة حسنة وبدعة قبيحة، بل إنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال القول الفصل ليس بالهزل: «كُلّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ»، فهذا نصّ لا يحلّ ردّ دلالته على ذمّ البدع مطلقا، أو معارضته بعادات أو قول بعض العلماء.
وقد قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: «كلّ بدعة ضلالة، وإن رآها الناس حسنة» [رواه اللالكائي في «أصول الاعتقاد»، رقم (126)].
فإن قيل لقد أجلبتم علينا بخيل الأدلة ورَجِلِها على بدعيَّة الاحتفال بالمولد، فكيف نفرح ونحتفل بهذا اليوم.
قلنا: ليس بالنخير والشخير، ولا بالتغبير والتكسير، ولا بالبنادير والمزامير، فإنّ ذلك من الحوادث والمناكير.
وإنّما يحتفل بتعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم وطاعته، وتوقيره ومحبّته، واتّباع هديه وإحياء سنّته ـ نشرا ونصرا ـ.
يحتفل كما يحتفل هو، فقد سُئل عن صوم يوم الاثنين، قال: «ذَلِكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ وَيَوْمٌ بُعِثْتُ أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ» [رواه مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه].
نحتفل بالأعياد الشرعية حقّا على ما كان عليه السابقون الأوّلون من الذكر والشكر والتهليل والتكبير والصدقة في الفطر والذبح في الأضحى، فلا يصلح آخر هذه الأمّة إلاّ ما أصلح أوّلها، وما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا، ولله درّ القائل:
وَكُلُّ خَيْرٍ فِي اتِّبَاعِ مَنْ سَلَفَ وَكُلُّ شَرٍّ فِي ابْتِدَاعِ مَنْ خَلَفَ
وبالله التوفيق
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[03 Mar 2010, 03:52 ص]ـ
جزاكما الله خيرا على هذا النقل القيم وعسى الله أن يهدينا وإخواننا لاتباع السنة وترك البدعة , وقد خطبت ولله الحمد الجمعة الماضية في التحذير من بدعة الاحتفال بالمولد اتباعا لسنته صلى الله عليه وسلم في التحذير من البدع عامة ومن الغلو فيه خاصة بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم.
[حذف الرابط لأن الملف المحال إليه غير موجود. المشرف أبومجاهد]
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[03 Mar 2010, 09:05 ص]ـ
ها هو الرابط الذي يعمل بإذن الله وقد جربته فوجدت الملف موجودا ويمكن تحميله بسهولة:
http://www.4shared.com/file/231008961/39d300b1/___online.html
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[03 Mar 2010, 10:55 ص]ـ
بمناسبة الحديث عن هذا الاحتفال
يذكرني هذا بيوم الأم أو عيد الأم
كل العلماء بلا استثاء يقولون الأيام كلها للأم ولا يحدد برها بيوم لعلو مقامها
وأستغرب عندما يختلفون في هذه القضية، أيخصص يوم للاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم، أم أنه مذ ولد فكل يوم أصبح لأهل الإسلام عيدا بذكر الله.
ـ[خلوصي]ــــــــ[03 Mar 2010, 01:07 م]ـ
وأستغرب عندما يختلفون في هذه القضية، أيخصص يوم للاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم، أم أنه مذ ولد فكل يوم أصبح لأهل الإسلام عيدا بذكر الله.
أختنا الفاضلة:
كثيرا ما يستشهد بعض الإخوة بهذا .. و هو خروج عم محل البحث!
لأن المحتفلين أصلاً قد رأوا من التهاون و نسيان نبيهم صلى الله عليه و سلم .. فدعاهم ذلك إلى ما ترين ..
و لو ان الأمر واقع كما قلت لما رأيت احتفالاً غالباً ..
فهم يرثون على الاحتفاء بهذا اليوم حتى تقر أعيننا برؤية اتباعنا كل يوم لسنته المطهرة صلى الله عليه و سلم بدافع الحب الذي يغذي جذوة الخوف و الطمع!؟!
و جزاك الله خيرا
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[03 Mar 2010, 01:28 م]ـ
بمناسبة الحديث عن هذا الاحتفال
يذكرني هذا بيوم الأم أو عيد الأم
كل العلماء بلا استثاء يقولون الأيام كلها للأم ولا يحدد برها بيوم لعلو مقامها
وأستغرب عندما يختلفون في هذه القضية، أيخصص يوم للاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم، أم أنه مذ ولد فكل يوم أصبح لأهل الإسلام عيدا بذكر الله.
جزاك الله خيرا وقريبا سيأتي وستجدين من يجادل ويصحح الاحتفال بعيد الأم لأن العقوق قد كثر ونسيان فضل الأم قد كثر في الناس , فيبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[03 Mar 2010, 01:33 م]ـ
أختنا الفاضلة:
كثيرا ما يستشهد بعض الإخوة بهذا .. و هو خروج عم محل البحث!
لأن المحتفلين أصلاً قد رأوا من التهاون و نسيان نبيهم صلى الله عليه و سلم .. فدعاهم ذلك إلى ما ترين ..
و لو ان الأمر واقع كما قلت لما رأيت احتفالاً غالباً ..
فهم يرثون على الاحتفاء بهذا اليوم حتى تقر أعيننا برؤية اتباعنا كل يوم لسنته المطهرة صلى الله عليه و سلم بدافع الحب الذي يغذي جذوة الخوف و الطمع!؟!
و جزاك الله خيرا
كيف خروج عن محل البحث؟ أعلماؤنا لا يدرون محل البحث في المسألة؟ ما هذا الذي يكتب؟
وحجتك هذه ما تقول لمن استدل بها على مشروعية الاحتفال بعيد الأم لأن العقوق قد كثر ونسيان فضل الأم قد كثر في الناس؟
وأنت الآن تعين الناس على نسيان حق النبي صلى الله عليه وسلم حين تقرهم على ذكر ذلك في يوم واحد بدلا من تذكيرهم في كل وقت تخصص ذلك بيوم بعينه لينسى في غيره فسبحان الله العظيم يبحان الله وبحمده.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[04 Mar 2010, 07:57 ص]ـ
أختنا الفاضلة:
كثيرا ما يستشهد بعض الإخوة بهذا .. و هو خروج عم محل البحث!
لأن المحتفلين أصلاً قد رأوا من التهاون و نسيان نبيهم صلى الله عليه و سلم .. فدعاهم ذلك إلى ما ترين ..
و لو ان الأمر واقع كما قلت لما رأيت احتفالاً غالباً ..
فهم يرثون على الاحتفاء بهذا اليوم حتى تقر أعيننا برؤية اتباعنا كل يوم لسنته المطهرة صلى الله عليه و سلم بدافع الحب الذي يغذي جذوة الخوف و الطمع!؟!
و جزاك الله خيرا
جزاك الله خيرا أخي الفاضل.
إنك حاولت أن تحقق المناط فيما سبق من خلال ماطرحت
وإني أقول لك نفس ما قاله أخي الشعباني جزاه الله خيرا.
والدين النصيحة،وهذا ما رأيته كمسلمة تفكر وتعقل، من دون أن أقول أني عالمة أو غيره، فالدين واضح وقد تركنا الرسول صلى الله عليه وسلم على المحجة البيضاء وأوصانا الله ورسوله باتباع الدليل (قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ)
فكيف يستساغ الخلاف بلا دليل.
وللفائدة:
قال:خالد بن سعود البليهد
" الإحتفال بعيد المسيح فيه نوع من إطرائه والغلو فيه والمبالغة في حبه وهذا ظاهر في شعائر النصارى في هذا اليوم. وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك فقال (لا تُطروني كما أطرت النصارى المسيح ابن مرين، فإنما أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله) رواه البخاري. وقد نهى الشرع عن تقديس الأنبياء والغلو فيهم وعبادتهم دون الله ورفعهم فوق منزلتهم التي أنزلهم الله تعالى. فالرسل بعثهم الله مبشرين ومنذرين يدعون الناس لعبادة الله لا لأجل عبادتهم والغلو فيهم. "
فهل نقول نحن أولى بالمسيح!
http://www.saaid.net/Doat/binbulihed/47.htm
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[04 Mar 2010, 11:10 ص]ـ
الحمد لله والصلاة على رسوله محمد بن عبدالله وعلى آله ومن اهتدى بهداه.
في بداية تعليقي أنوّه أني لا أردّ على شخص بعينه من الإخوة المعلقين ولكن المسألة مما هو شائع متداول بين المسلمين فأحببت أن أبين فيها ما ما أشكّ أنه فقه المسألة
والله من وراء القصد
وبعد/ أين وجد الشيطان مزلقا للناس في هذه المسألة،،؟
قد وجد الشيطان مزلقا للناس في هذه المسألة ككثير من المسائل والعوذ بالله من الخذلان. فالحديث فيها قد بَدّد الوقت من غير طائل وربما انجرّ إلى إليه أناس فضلاء، لذنب اقترفوه، وهذا أمر لا يكاد يسلم منه أحد، فإن الشيطان قد استزلّ بعض الصحابة الأطهار المجاهدين ببعض ما كسبوا إلى أن يتولوا يوم التقى الجمعان وبين ظهرانيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، والوهم جائز على كل بشر لكنه إن حصل من نبيّ نبهه الله تعالى عليه ليتعلم المؤمنون من بعده، وقد نهى الله تعالى نبيّه نوحا عليه السلام أن يسأله ما ليس له به علم لأن سؤاله تعالى ما ليس لنا به علم نوع من الجهل فاستعاذ نوح صلى الله عليه وسلم بربه من أن يسأله ما ليس له به علم قائلا (وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين) فنودي أن (اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك).
(يُتْبَعُ)
(/)
فواجب المسلم أن يستغلّ كل مناسبة يجتمعُ فيها الناس إلى دعوتهم إلى الله تعالى وإلى قيم الإسلام الحنيف، إلى الإيمان وعمل الصالحات والتواصي بالحق والتواصي بالصبر والعدل فإن المقسطين يوم القيامة على منابر من نور الذين يعدلون في أنفسهم وأهليهم وما ولوا، وإنه حتى النملة في جحرها لتستغفر لمعلمي الناس الخير. وإن من أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أحسنَ المسلمين أخلاقا الموطأون أكنافا (المتواضعون المبتسمون) الذين يألفون ويؤلفون، نسأل الله تعالى أن يجعلنا والمسلمين منهم، وإن من أبعدهم منه مجلسا يوم القيامة الثرثارون المتفيهقون، نعوذ بالله تعالى أن نكون منهم.
والاحتفال بذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون كما نقل لنا أحد الإخوة بتحقيق مقصد دعوته (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله)، فواجب المسلم والداعي والفقيه والحاض على اتباع السنة أن يستغل هذه المناسبة التي يجتمع لها الناس في تذكير المؤمنين بالعودة إلى الله تعالى والاستعداد للآخرة والالتزام بشرع الله.
أما أن ينشغل ببنيات الطريق فيقوم يقيس المسائل الدنيوية بمقاييس البدع في الدين ويقيس عصر الجهاد والفتوح أيام كان وقت الناس كله لله تعالى على عصر يكون الناس فيه أمام التلفاز والسينما والملاهي وليس لله من أوقاتهم إلا النزرُ اليسير فيقوم بتضييع الفرصة التي بإمكانه أن (يكون السبب في هداية شخص واحد على الأقل إلى الصلاة والالتزام)
فيضيعها، ويحسب أنه على خير!!!! ألا ساء ما يزرون. وعلى كل من يشرع يحذر المسلمين من الاحتفال والاجتماع لأي مناسبة أن يعلم أنه قد استبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير، فواجبه أن يحضر ويبين للناس ما يظنه الحق بحسن خلق وتهيئة القبول. أما أن يكون السبب في بقاء الناس أمام التلفاز والملاهي بدلا من أن يجتمعوا لسماع كلمة من خير فما أبين ضلاله.
وهو أشبه بمن سمعته يقول (جماعة التبليغ والدعوة لديهم بدع) فأخذته جانبا وقلت له ما رأيك أن نخرج معهم ثلاثة أيام ونحاول أن ننبههم إلى البدع التي ذكرت وأن الصواب غيرها، فأبى واستكبر. ولو هُدي إلى الصواب لاستغل كل ما يمكنه استغلاله في ردّ الناس إلى الصواب ولا صواب في غير سيرة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسيرة صحابته الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
وما نشكّ أن من المؤمنين من حصل لديه مزج بين الأمور الدينية والدنيوية فالاحتفال دنيوي ليس زيادة في الدين، وهذا المزج جاء من كون الاحتفال يرتبط هنا بمولد أول المؤمنين وخاتم النبيين صلى الله عليه وسلم. فظن بعض المساكين أن هذا الاحتفال الشعبي زيادة في الدين!!
بل الواجب على المسلم أن يسارع في الخير ويغتنم اجتماع الناس لإحياء الدين في قلوبهم، وإذا بُلي المسلمون بحكومة شيوعية تحارب الدين لاسمح الله أو بحكومة تضطهد العمل والدعوة فعلى المسلم أن يحاول ويحتال لإمكانية توصيل الهدى إلى الناس بأي سبيل, تصوّر أخي القارئ أن يكون بإمكان أهل بلد مسلم أن يجتمعوا في عهد ستالين بمناسبة المولد فلا يحضرها أحد تحت أي ذريعة!! تصور إبعاد النجعة وعظم الضلال عن الرشد وسلوك غير القصد!!! ففي فتاوى أحد المالكية حين نُكب المسلمون بالأندلس قال لهم في رسالته (الصلاةَ الصلاةَ ولو بالإيماء، والزكاة الزكاة ولو كأنها رياء، وإن قالوا سبوا محمدا فسبوا مهمدا فإنهم هكذا يسمونه)
فالاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم مناسبة حسنة واجتماع طيب ومستحب من أضاع وقته في إنكاره فقد استزله الشيطان ببعض ما كسب، وحسبه جهلا أنه لا يستطيع أن ينكر على دولته التي يخدمها أن تحتفل بعيد تأسيسها فهل كان الصحابة يحتفلون بذكرى الهجرة وتأسيس دولة الإسلام؟ وكما قدمت فما نشكُّ أنه قد حصل وهْمٌ لدى من نحسبهم من الفضلاء والله حسيبهم فمزجوا بين ما هو ديني كالعبادات والأحكام وبين ما هو دنيوي تمارسه الشعوب منذ تشكلت المجتمعات.
وإنما الواجب أن تنكر المنكرات الواضحة الصريحة المخالفة للشريعة التي تحصل في المولد كالدروشة غير المنضبطة والهرمسيات والشعبذة إن حصلت لا أن يُنكر الاحتفال نفسه فهو تفويت لفرصة من ذهب تصب في مصلحة الدين إن استُغلت.
ومن فقه الدعوة التي تؤتي أكلها بإذن ربها أن يدعو الداعي المسلمين إلى ما أجمع عليه الفقهاء من لدن الصحابة إلى اليوم ويتجنب مشاكل ومسائل حصلت في تاريخ الإسلام ليست من عزائم الدين، فالدعوة في المجالس العامة لا تكون إلا إلى الله تعالى وإلى الإسلام، فلا تكون لحزب ـو حركة أو مدرسة ولا للرد على أحد أو مخالفة أحد
أو استعداء على أحد، وهذه هي دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم.
نسأل الله أن يأخذ بأيدينا لمراضيه ويجعل مستقبل حالنا خيرا من ماضيه وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 Mar 2010, 12:57 م]ـ
العبرة بالمقاصد
أي عمل يقوم به إنسان لا بد أن يكون له مقصد من وراء ذلك العمل.
ولو سألنا من يحتفل بالمولد النبوي: لماذا تحتفلون؟
سيقولون في النهاية:
نريد التقرب إلى الله بهذا العمل
ثم إن هذا الاحتفال قد حدد بزمن وأخذ أشكالا متعددة
فهو عبادة مؤقته بزمن و"مكيفة"
فأين نضع هذه العبادة أو القربة:
هل هي من السنة؟
أم من غيرها؟
وكيف ندخل هذا الأمر في العادات أو الأمور الدنيوية كما يقال؟
الأمور التي من باب العادات لا تخرج عن:
أمور يمارسها الناس بحكم الفطرة: كالأكل والشرب والنكاح والسعي لكسب الرزق وإصلاح الحياة وعمارة الأرض وهذه من الأمور المباحة وإذا صحبتها النية الصالحة تحولت قربه بنص الشرع.
وهناك أمور يمارسها الناس من باب اللهو والترفيه عن النفس وهذا لا تخلو من حكم للشرع فيها.
أما الأمور التعبدية فقد حددها الشرع كما وكيفا ووقتا وهذه لا يجوز الزيادة عليها.
ثم إن التحذير من البدع وبيانه للناس هو من باب بيان الحق للناس ومن باب الدعوة إلى الله وتبصير الناس بدين الله الحق، ولا تعارض بين الأمرين.(/)
الحب – التأسي – الأخلاق أهداف الاحتفال بمولد سيد الأنام / الشيخ الجليل البوطي.
ـ[خلوصي]ــــــــ[01 Mar 2010, 05:50 ص]ـ
الحب – التأسي – الأخلاق
أهداف الاحتفال بمولد سيد الأنام
العدد: 3 (أبريل - يونيو) 2006
أ. د. محمد سعيد رمضان البوطي / دراسات إسلامية
تمت قراءة هذه المقالة 2745 مرة
لقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رُئي في يوم من أيام الاثنين صائماً، فسأله أحد الصحابة عن ذلك -والشهر ليس شهر رمضان- فقال صلى الله عليه وسلم لَه: «ذاك يومٌ وُلدتُ فيه» (رواه مسلم). وهذا يعني أنه صلى الله عليه وسلم يَحتفي باليوم الذي ولد فيه. فقد صحّ أنه ولد يوم الاثنين، وتوفي أيضاً يوم الاثنين، ومعاذ الله أن يكون احتفالُ المصطفى صلى الله عليه وسلم بيوم ولادته عن طريق صيام ذلك اليوم بدافع من التباهي، معاذ الله، وإنما هو شكر لله سبحانه وتعالى أن اصطفاه وأرسله رحمة للعالمين. ثم إنه تعليم لنا نحن المسلمين من أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فإذا كان مصدرُ الرحمة يحتفي بيوم وِلادته، فالناس الذين تلقَّوا هذه الرحمة وأكرمهم الله عز وجل بها أَوْلى بالاحتفاء والاحتفال بيوم ولادته صلى الله عليه وسلم.
وها نحن في الأيام التي تفوح فيها ذكرى ولادة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولا شك أن من دواعي تجديد البَيعة لرسول الله وتجديد المحبة له والنظر إلى حقيقة اتباعنا له عليه الصلاة والسلام أن نحتفي بذكرَى ولادته، لا لذات الاحتفاء.
ليس الاحتفاء مقصوداً بذاته وإنما هو وسيلةٌ إلى هدف؛ الهدف أن نجدد حبنا للمصطفى صلى الله عليه وسلم، فهذا هو الغرَض الأول، ثم أن نتأسّى بالمصطفى صلى الله عليه وسلم وهذا هو الهدف الثاني، وصدق الله إذ قال: ?لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ? (الأحزاب: 21)، الهدف الثالث أن نجعل من الأخلاق التي أكرم الله عز وجل بها رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم منهج دعوتنا إلى الله، وأساسَ حوارنا مع عباد الله سبحانه وتعالى، فأنعِم بالاحتفال بذكرى مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما يكون سُلَّماً لبلوغ هذه الأهداف الثلاثة.
1. الحبّ
الهدف الأول تغذية محبّتنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أقول إيجاد محبتنا، فأنا لا أتصور أن يكون في الدنيا مسلم آمن بالله وآمن بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ثم لم يُصبح قلبه وِعاءً لمحبة هذا الرسول الذي اصطفاه الله وأرسله رحمة لنا: ?لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ? (التوبة: 128).
مؤمن بالله وبرسول الله ثم لا يكون محباً لله؟!
هذا أمر لا يمكن أن يكون، ولكن المأمول من احتفائنا واحتفالنا بذكرى مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم أن تُمتِّعنا ذكراه بمزيد من محبته وأن تتجدد محبتُه صلى الله عليه وسلم في أعماق نفوسنا. ونحن نعلم أنه صلى الله عليه وسلم قال فيما صحّ عنه: «لا يؤمن أحدُكم حتّى أكون أحبّ إليه من ماله وولده والناس أجمعين» (رواه البخاري). لم يَقُل المصطفى صلى الله عليه وسلم هذا الكلام إطراءً لنفسه -لا، معاذ الله- وإنما بلَّغَنا ما أمره الله عز وجل أن يبلِّغنا إياه. أمَره الله أن يعلِّمنا بأن محبتنا لرسول الله جزء لا يتجزّأ من الإيمان بالله، فكان لا بدّ أن يبلِّغَنا ذلك وإلا ما أُدّيتْ أمانة الله سبحانه وتعالى، ?وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَه? (المائدة: 67).
تلمّسوا في أفئدتكم مكان محبتكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، واعلموا أنه الدواء الذي يقضي على كثير من أمراضنا النفسية التي تجتاح عالَمنا الإسلامي كله.
محبة المصطفى صلى الله عليه وسلم هي الدواء لو أن أفئدتنا كانت أوعية لهذا الحب. ونحن الذين حيل بيننا وبين رؤية المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولم تكتحل أعيننا بمَرآه وحُجبنا عن رؤيته بزمن يبلغ مداه أربعة عشر أو خمسة عشر قرناً، لا بدّ أن يستبدّ بنا الحنين إليه، ولا بدّ أن يستبدّ بنا الشوق إليه ... إلى الذي تشوَّق إلينا قبل أن نتشوَّق إليه. ألا تذكرون يوم زار البقيع قُبيل وفاته، سلّم على أهل البقِيع ومعه ثلّة من أصحابه ثم قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
«وَدِدتُ أنّي قد رأيتُ إخواننا» قالوا يا رسول الله ألسنا إخوانك؟ قال «بل أنتم أصحابي، وإخواني الذين لم يأتوا بعدُ وأنا فَرَطُهم على الحَوض» (رواه النسائي).
أرأيتم كيف تشوّق رسول الله إلينا؟ أفلا نُبادله شوقاً بشوق، أفلا نبادله تَحْناناً بتحنان، حباً بحب؟! أعتقد أننا بحاجة إلى أن نجدد حبنا لرسول الله، وليس حُبُّنا لرسول الله إلا غُصناً متفرّعاً عن حبنا لله سبحانه وتعالى. يا عجباً لجماد لا يعي، وليس له قلب كقلوبنا ينبض به، يحنّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه أُبْعد عنه، ثم لا يكون الإنسان ذو القلب الشجيّ ذو المشاعر الوهّاجة مثل هذا الجماد في حنينه إلى رسول الله، أيُعقل ذلك؟!
أتذكرون ما قاله البخاري في صحيحه وغيرُه يوم وُضِع المنبر لرسول الله صلى الله عليه وسلم بإذن منه، وأُبعد الجذع الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وقف يخطب استند إليه ... أُبعد الجذع إلى مكان قصيّ في المسجد، ولمّا وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب سمع كل من في المسجد أزيزاً كأزيز المرجل ينبعث من ذلك الجذع الجامد الذي لا يَعقل فيما نتصور، والذي ليس له قلب كقلوبنا فيما نتخيّل، حنّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه أُبعد عنه بضعة أمتار،
حتى نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر واستلم الجذع وظل واضعاً يده عليه إلى أن سَكَن.
وإني لأتخيل
أن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يقول له وقد وضع يده عليه: «ماذا تريد؟ إن شئتَ غرستك فوق أعلى رابية من قمم الأرض، نخلة سحوقاً، يتمتع الناس بثمارِكَ إلى يوم القيامة»، ولكن الجذع لم يعجبه ذلك. قال له من خلال ما يُترجَم إليه ذلك الحنين والأنين: «لا، أريد قربك، أريد القرب منك».
ألسنا أحرى بأن نقول هذا لحبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم؟ بيننا وبينه أزمنة طويلة حالت دون رؤيتنا له وقربنا منه، ألسنا أَوْلى من هذا الجذع بأن نقول له:
«نريد قربك يا رسول الله».
الحب ... تلمّسوا محبة رسول الله بين جوانحكم، إن عدتم إلى أنفسكم فوجدتم أن محبة الدنيا والأهل والعشيرة قد تغلّبتْ على محبة رسول الله،
فاعلموا أنكم تعانون في حياتكم الإسلامية من مشكلة لا حلّ لها.
ومهما قَدّمت العقول والأفكار حلولاً فالعقلانية لا تقدم في مثل هذه الحالة حلاًّ ناجزاً، القلب هو الذي يقدم الحل. العقل يشير كما يشير الشرطي لمن تاه عن الطريق إلى الجادة التي ينبغي أن يسلكها، ولا يفعل العقل أكثر من ذلك؛ أما الحادي الذي يسوق، ويدفع إلى الطريق فهو الحب، هو الذي يجعل المؤمنَ يركل بقدمه الدنيا وأهواءها، هو الذي يجعل المؤمن يركل بقدمه كل ما ينافس دين الله وشِرْعة الله وأوامر الله سبحانه وتعالى. نعم، هذه هي الغاية الأولى من احتفائنا بمولد المصطفى صلى الله عليه وسلم، وإنني لأسأل الله أن يجعل قلوبنا أوعية صافية لحب الله أولاً ولحب حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم ثانياً.
2. التأسي
الغاية الثانية من احتفائنا بذكرى حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم أن نجدد البيعة له، يقول الله عز وجل: ?قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ? (آل عمران: 31)، ?قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي? أي فاتبعوا رسول الله، لاحِظوا هذا الربط، يقول لي الله عز وجل: «أتحبني؟ أتحب مولاك وخالقك؟»، «نعم يا رب». قَدِّم البرهان على ذلك. برهان محبتي لله اتباعي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ?مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ? (النساء: 80). تعالوا نجدد بيعتنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، تركَنا على سنة بيضاء نقية ظاهرها كباطنها لا يزيغ عنها إلا هالك، لا تبتعدوا عنه، لا تبتعدوا عن سنة نبيكم المصطفى صلى الله عليه وسلم.
أعود إلى ذلك الحديث الذي تشوق فيه رسول الله إلينا. أقول «إلينا»، آملاً أن نكون نحن من أولئك الذين اشتاق إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. حديثٌ نصفه الأول بِشَارة ونصفه الآخر إنذار، قال: «سأكون فرَطاً لهم على الحوض» أي سأستقبلهم على الحوض، قال له أحد أصحابه: أتعرفهم يا رسول الله، يعني أنت لم ترهم، قال: «أرأيتم لو أن رجلاً له خيول غُرٌّ مُحَجّلة في خيول دُهْمٍ بُهم أفكان يعرفها؟» قالوا: نعم.
(يُتْبَعُ)
(/)
أفرأيتم لو أن رجلا له خيول غُرٌّ، أي لها صبغة بيضاء على جبينها ولها أَسورة بيضاء على قوائمها، هذا معنى «غُر محجلة»، وسط خيول «دُهم بهم»، أي سوداء أفكان يعرفها، قالوا: نعم، قال: «فأنا أعرفهم غرّاً محجلين من آثار الوضوء»، ثم قال: «ألا لَيذادَنَّ رجال عن حوضي» أي ليطردن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال، فأقول: «ألا هلمّ، ألا هلم» فيقال: إنك لا تدرك كم بدّلوا من بعدك، أقول: «فسُحقاً، فسُحقاً، فسحقاً».
تعالوا نحرص على أن نتبع حبيبنا المصطفى ولا نبدّل ولا نغير، أنتم تُدْعَوْن بين الحين والآخر إلى التغيير، إلى التبديل، إلى التطوير، إياكم!.
والله إنها رُقية شيطان، اثبتوا على العهد، نفِّذوا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قال وهو في مرَضه الذي توفي فيه: «ولسوف تجدون أثرةً من بعدي فاصبروا حتى تَلْقوني على الحوض». اصبروا على الشدائد إن رأيتموها شدائد، اصبروا على أوامر الله يُعنكم الله سبحانه وتعالى.
هل تعلمون أعظم مزية متع الله بها رسوله المصطفى؟ إنها مزية الأخلاق الإنسانية الرفيعة، وما أعلمُ أن الله أثنى على حبيبه المصطفى بمزية أجلّ وأسمى وأبقى من مزية الأخلاق التي صاغه الله عز وجل عليها ?وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ? (القلم: 4). قِفوا أمام هذه الكلمة الموجزة التي لا تتناهى معانيها، والتي تنبض بدلائل محبة الله سبحانه وتعالى لرسوله، ?وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ?، «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».
3. الأخلاق
وأقول بحق، لو أن الله عز وجل عَلِم أن هنالك سبيلاً لتنمية الأخلاق الإنسانية الفاضلة في حياة الإنسان غير سبيل العقيدة الإيمانية وغير سبيل المبادئ الإسلامية، لأمَر عباده بسلوك ذلك السبيل،
لكن الله الحكيم العلي القدير علم أن السبيل الأَوحد الذي يفجر الأخلاق الإنسانية، ومن ثم الإسلامية السامية بين جوانح العبد هو
ربوبية الواحد الأحد وهينمته عليه.
هذا هو السبيل الذي يحقق الأخلاق الإنسانية الفاضلة، ألسنا مسلمين؟ ألسنا مؤمنين بالله؟ ألسنا قد عاهدنا الله على أن نتأسى برسوله، إذ قال: ?لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ? (الأحزاب: 21)، إذن فتأسّوا بأخلاق المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي يقول: «أيها الناس! إنكم لن تَسَعوا الناسَ بأموالكم، لِتسَعْكم منهم بسطةُ الوجه وحسن الخلق» إنكم لن تسعوا الناس، الناسَ كلهم مسلمين وغير مسلمين، لن تسعوا الناس بأموالكم، أموالكم لا تكفي لشراء قلوب الناس أبداً، لكن هناك سبيلٌ آخر لا يكلّفكم شيئاً من هذا، فلْتسعكم منهم بسطة الوجه وحسن الخلق.
حسن الخلق هو السلاح الأمضى على طريق الدعوة إلى الله، حسن الخلق هو الدواء الأنجع الذي يجعلكم محبوبين في قلوب الناس، الذي يجعل لكلماتكم سلطاناً على عقولهم ومن ثمّ سلطاناً على أفئدتهم.
الخلُق الإنساني السامي الذي هو الثمرة الأولى لشجرة الإسلام هو السبيل الذي افتتح به المسلمون من قَبلكم شرق العالم وغربه. الإسلام الذي وصل إلى ربوع آسيا الوسطى وغيرها وإلى جنوب شرقي آسيا، بأي وسيلة وصل؟ لم يصل إلا بواسطة الأخلاق الإنسانية الراشدة. وانظروا إلى المسلمين هناك كم يتعشقون الإسلام.
إنّ تعشقهم للإسلام صدًى لدعوة ذلك السلف، يوم دخلوا ربوعهم فرأوا في سلوكهم ما لم يروه في سلوك الآخرين، رأوا في إنسانيتهم، في وداعتهم، في لطفهم، في حبهم، في إخلاصهم، ما لم يروا مثل ذلك لا من قبلُ ولا من بعد.
من أين جاء ذلك كله؟ من الإسلام. تعشقوا هذا الدين الذي فجّر هذه الأخلاق الإنسانية الراشدة، هذا الإسلام الذي وصل إلى ربوع الغرب الذي أشرقت شمسه في إسبانيا، كم هي قطرات الدماء التي أُريقت في سبيل ذلك؟ ولا قطرة. كيف انتشر الإسلام خلال عشرات السنوات لا خلال قرون؟ انتشر الإسلام إذ تعشق أهل هذه البقاع في المسلمين أخلاقهم، تعشقوا فيهم صدقهم، إنسانيتهم، لطفهم، وداعتهم، فترسّخ الإسلام في قلوب أولئك الناس.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنتم أحفاد ذلك الرعيل بحاجة ماسة اليوم إلى أن تُصححوا صورة الإسلام في أذهان كثير من الناس الذين شُوهت حقيقة الإسلام في أذهانهم ورؤوسهم. كيف تستطيعون أن تصححوا هذه الصورة التي شوهت، أَبِخُطَب رنّانة؟ أبداً، لا تفيد الخطب وحدها. أبتهديدات وإنذارات؟ أبقوة مادية؟ لا تكفي وحدها، إنما الذي يصحح هذا الخطأ الذي ران على عقول كثير من الغربيين، بل على أفئدتهم أيضاً،
أن تُروهم من سلوككم ومن نفوسكم صفحة الأخلاق الإنسانية الراشدة، وأن تجعلوا دعوتكم إلى الله عز وجل سائرةً تحت مظلة الأخلاق الإنسانية
كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل. تعشّقه الناس على الرغم من قسوة قلوب الأعراب، تعشقوه لتواضعه وأخلاقه وحبه، لإنسانيته العجيبة الغريبة.
انظروا إلى ذلك الأعرابي الذي دخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخطأ في بعض تصرفاته؛ فنال منه بعضُ الصحابة الذين كان عهدهم بالإسلام قريباً، نالوا منه ببعض الكلمات، فأقبل إليه المصطفى صلى الله عليه وسلم وأجلسه إلى جانبه، ولاَطفه، وحدّثه بالكلام المحبَّب، ففاض قلبه حبّاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورفع يديه يقول: «اللّهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً»، فتبسم المصطفى صلى الله عليه وسلم وقال: «لقد حَجّرْت واسعاً يا أخا العرب».
هذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، تأسَّوْا به وكونوا شعاعاً، كونوا مصابيح الهداية، ولن تكونوا كذلك إلا بأخلاقكم الإنسانية الراشدة.
بَرهِنوا على أخلاقكم السامية بتآلفكم، بالود الذي ينبغي أن يشيع فيما بينكم، بإسقاط عوامل الخلافات والتدابر.
الأخلاقُ الإنسانية ليست كلماتٍ مدبّجةً وإنما هو سلوك.
عندما تزول الخلافات التي تستشري بين الحين والآخر بين المسلمين،
عندما يشيع الإيثار بين المسلم وأخيه المسلم بدلاً من الأثرة،
عندما أتنازل عن فكر اجتهادي تبنَّيتَه في سبيل أخوة إسلامية، وعندما تتنازل عن رأي اجتهادي تبنَّيتَه في سبيل أخوة إسلامية أجلُّ وأبقى؛
عندئذ ينظر الغرب إليكم، يتعشقونكم.
وحتى لو كنتم صامتين فإنّ صَمتكم المقدس لسوف يكون أعظم مصباح يهدي السالكين إلى الله، يخرج التائهين من ظلمات تِيههم إلى الإسلام.
هذه ثلاثة أهداف، نحتفي بذكرى مولِد رسول الله صلى الله عليه وسلم لتحقيقها. فالاحتفال ليس أمراً مقصوداً لذاته وإنما هو سبيل إلى هذه الأهداف الثلاثة.
جددوا محبة رسول الله بين جوانحكم، اجعلوا منه بعد الله مَهوى قلوبكم. جددوا البيعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، على أن تتبعوا هَدْيه وسُنّته؛ وألا تبدّلوا حتى لا تُطردوا من حوضه إذا قام الناس غداً لرب العالمين، وحتى لا يقال لكم «فسُحقاً، فسحقاً، فسحقاً».
جمِّلوا سلوككم بالأخلاق الإنسانية الراشدة، واعلموا أن الثمرة الوحيدة في الدنيا لشجرة الإسلام هي ثمرة واحدة لا ثاني لها، ألا وهي الأخلاق الإنسانية الراشدة؛ حُسْن خُلق المسلم مع أهله، مع أولاده؛ حُسن خُلق المرأة مع زوجها وأولادها؛ ثم حُسن خلق المسلم مع إخوانه المسلمين يتآلفون، يتضامنون، يكونون مثال الوحدة؛ ثم حُسن خلق المسلم مع سائر عباد الله عز وجل.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[01 Mar 2010, 10:46 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على هذا النقل الطيّب
و جزى كاتبه د. محمد البوطي خير الجزاء على ما كتبه؛ فهو من أجمل ما قرأتُ في تلك المناسبة الشريفة
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[01 Mar 2010, 12:19 م]ـ
مقطع مؤثر لأهل الحب الصادق - هكذا نحسبه والله حسيبه، ولا نزكي على الله أحداً-.
http://www.youtube.com/watch?v=STqbDSQ1EgY
ـ[خلوصي]ــــــــ[01 Mar 2010, 01:11 م]ـ
مقطع مؤثر لأهل الحب الصادق - هكذا نحسبه والله حسيبه، ولا نزكي على الله أحداً-.
http://www.youtube.com/watch?v=STqbDSQ1EgY
أرجو ألا يكون في عبارتكم هذه مفهوم مخالفة شيخنا أبا مجاهد - بسمة -
فإن من تحتها أعلاماً و مربين بل مجاهدين كباراً بل و مجددين عظماء ...
من أمثلتهم المعاصرين صاحب كتاب " صناعة الفتوى " .... و العلامة الأعجوبة محمد الحسن ولد الددو.
ثم إن صاحب المقال نفسه خاطب ذات يوم الشيخ الجليل ابن باز رحمه الله بما معناه:
" و أنا لا أحب أن أختلف مع من فيه هذه الصفات - يقصد الجليلة - "
(يُتْبَعُ)
(/)
فلو لم يكن من علامة على حبه الصادق إلا حبه للشيخ لكان كافياً .. نحسبه و الله حسيبه.
و لو أقمت ذات يوم مولداً في بيتي في كل يوم من ايام ربيع كله للخروج من الإحراج .. لكنت يا سيدي أول مدعو .. و لكنت أنا الخادم المباشر لكم - بسمات -
أخوك الصغير خلوصي.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[03 Mar 2010, 03:12 ص]ـ
[ B][align=center][size=6][font=Traditional Arabic]
[color=#800080] الحب – التأسي – الأخلاق
أهداف الاحتفال بمولد سيد الأنام
]
اثبت أولا مشروعية الا حتفال بالمولد ثم رتب عليه هذه الدروس , وهذه الدروس تلزم المسلم في كل وقت وليس في المولد فقط فتخصيصها بالمولد هو عين البدعة.
لقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رُئي في يوم من أيام الاثنين صائماً، فسأله أحد الصحابة عن ذلك -والشهر ليس شهر رمضان- فقال صلى الله عليه وسلم لَه: «ذاك يومٌ وُلدتُ فيه» (رواه مسلم). وهذا يعني أنه صلى الله عليه وسلم يَحتفي باليوم الذي ولد فيه. فقد صحّ أنه ولد يوم الاثنين، وتوفي أيضاً يوم الاثنين، ومعاذ الله أن يكون احتفالُ المصطفى صلى الله عليه وسلم بيوم ولادته عن طريق صيام ذلك اليوم بدافع من التباهي، معاذ الله، وإنما هو شكر لله سبحانه وتعالى أن اصطفاه وأرسله رحمة للعالمين. ثم إنه تعليم لنا نحن المسلمين من أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فإذا كان مصدرُ الرحمة يحتفي بيوم وِلادته،
ليتك طبقت عنوانك على كلامك هذا فوقفت عند التأسي به صلى الله عليه وسلم ولم تزد على فعله شيئا ولو كنت واقفا عند التأسي لما قلت:
فالناس الذين تلقَّوا هذه الرحمة وأكرمهم الله عز وجل بها أَوْلى بالاحتفاء والاحتفال بيوم ولادته صلى الله عليه وسلم.
لأن هذا كلام يكذبه واقع خير الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم وهم صحبه الكرام أكثر الناس حبا له وتأسيا به لم يحتفلوا بيوم مولده وما زادوا على الصيام المشروع في يوم الاثنين من كل أسبوع , فهل نحن خير أم هم؟ وهل نحن أكثر حبا له أم هم؟ وهل نحن أتبع للنبي أم هم؟
وها نحن في الأيام التي تفوح فيها ذكرى ولادة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولا شك أن من دواعي تجديد البَيعة لرسول الله وتجديد المحبة له والنظر إلى حقيقة اتباعنا له عليه الصلاة والسلام أن نحتفي بذكرَى ولادته، لا لذات الاحتفاء.
ليس الاحتفاء مقصوداً بذاته وإنما هو وسيلةٌ إلى هدف؛ الهدف أن نجدد حبنا للمصطفى صلى الله عليه وسلم، فهذا هو الغرَض الأول، ثم أن نتأسّى بالمصطفى صلى الله عليه وسلم وهذا هو الهدف الثاني، وصدق الله إذ قال: ?لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ? (الأحزاب: 21)،
هذا كلام ينقض بعضه بعضا فأين حقيقة التأسي في هذا الكلام المعنون بالتأسي؟ من المفارقات العجيبة أن يستخف الكاتب بعقول من يكتب لهم والأعجب أن ينال هذا الا ستخفاف إعجاب المكتوب لهم كما في قصة العتابي.
وانظر هذه الروابط بهذا المنتدى:
http://tafsir.org/vb/newreply.php?do=newreply&p=98626
http://www.4shared.com/file/23100896...___online.html
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=18966
ـ[خلوصي]ــــــــ[03 Mar 2010, 05:16 ص]ـ
في هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showpost.ph...9&postcount=21
ذكر الأخ فقه العلامة الددو في المسالة:
السّلام عليكم جميعا و رحمة اللّه و بركاته.
لقد ظهر شيخنا العلاّمة محمّد الحسن الددو هذا المساء (الموافق ليوم: الثّلاثاء 10/ 03/2009م) على قناة دليل الفضائية من خلال برنامجها اليومي (فتوى)؛ و قد سعدت بأن كنت أوّل من اتّصل به عبر البرنامج و الحمد للّه.
و قد تكلّم مرّة أخرى في أول البرنامج حول موضوع الاحتفال بالمولد النّبوي بعد طلب من المقدّم -وفّقه اللّه-، فكان ممّا قاله -حفظه اللّه-:
"هذا اليوم مناسبة سارّة و نعمة عظيمة على المسلمين،
تُشكر للّه جلّ جلاله و مع ذلك لا تُجعل عيدا؛ فجعلها عيدا هو ابتداع، و أيضا ازدراءها و تجاهلها كأنّ لم يحصل فيها حدث و كأنّ اللّه لم يُنعم عليك بنعمة هو مِن كفر نعمة اللّه،
فلا بدّ أن يشكر الإنسان للّه نعمته و لا بدّ أن يتقيّد أيضا بالسنّة و لا يتجاوز الحدّ في ذلك،
و التوسّط مطلوب في الأمور كلّها و هو المنهج السويّ الّذي ارتضاه اللّه لرسوله صلّى اللّه عليه و سلّم، و المبالغات سواء كانت في الإفراط أو التّفريط لا خير فيها،
فرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم نهانا عن إطرائه و نهانا عن اتّخاذ قبره عيدا، و مع ذلك أوجب اللّه علينا محبّته في أصل الإيمان و أوجب علينا احترامه و احترام أهل بيته و أصحابه و أزواجه أمّهات المؤمنين، و بيّن أنّه أولى بالمؤمنين مِن أنفسهم و أنّ أزواجه أمّهات للمؤمنين، و بيّن النّبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنّه لا يُؤمن أحد حتّى يكون أحبّ إليه مِن والده و ولده و النّاس أجمعين، و أنّه لا يُؤمن أيضا حتّى يكون أحبّ إليه مِن نفسه الّتي بين جنبيه كما في حديث عمر، فلا بدّ مِن محبّته و نحن اليوم نعيش زمانا قد أدبر النّاس فيه عن أخبار رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و شمائله و سنّته و سيرته ... ".
إلى أن قال -حفظه اللّه و رعاه-:
" ... هذه مناسبة الآن لدراسة سنّة النّبي صلّى اللّه عليه و سلّم و سيرته و شمائله و مراجعتها،
و قد كان عدد مِن سلفنا الصّالح يدرِّسون كتاب (الشّفاء) في هذا الشّهر و يدرُسونه و يعلِّمونه أولادهم و طلاّبهم، و يقطعون المناهج الأخرى حتّى يتعلّموا الشّمائل و السّير،
و حتّى يصلوا أنفسهم برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم؛ و اتّصال الرّوح به شيء مهمّ ... ".
و إليكم رابط الحلقة كاملة؛ و ستجدون كلامه حول خصوص المولد في أوّل الحلقة:
http://www.dedew.net/index.php?A__=11&linkid=1001
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[03 Mar 2010, 08:41 ص]ـ
العلامة الددو
أوصاه شيخه العدود رحمه الله بأن يثبت الأدلة مع كل فرع.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[03 Mar 2010, 08:52 ص]ـ
السّلام عليكم جميعا و رحمة اللّه و بركاته.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
لقد ظهر شيخنا العلاّمة محمّد الحسن الددو هذا المساء (الموافق ليوم: الثّلاثاء 10/ 03/2009م) على قناة دليل الفضائية من خلال برنامجها اليومي (فتوى)؛ و قد سعدت بأن كنت أوّل من اتّصل به عبر البرنامج و الحمد للّه.
و قد تكلّم مرّة أخرى في أول البرنامج حول موضوع الاحتفال بالمولد النّبوي بعد طلب من المقدّم -وفّقه اللّه-، فكان ممّا قاله -حفظه اللّه-:
"هذا اليوم مناسبة سارّة و نعمة عظيمة على المسلمين،
أي يوم يقصد وقد اختلف المؤرخون في يوم مولده صلى الله عليه وسلم على عدة أقوال , أليس الأهم هو إثبات تاريخ يوم المولد بالأدلة ثم الكلام على ما يترتب على إثباته؟
تُشكر للّه جلّ جلاله و مع ذلك لا تُجعل عيدا؛ فجعلها عيدا هو ابتداع، و أيضا ازدراءها و تجاهلها كأنّ لم يحصل فيها حدث و كأنّ اللّه لم يُنعم عليك بنعمة هو مِن كفر نعمة اللّه،
هل يوجد مسلم في العالم كله يزدري يوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم؟ هل كلام العلماء صار خيالا؟ وأين الوسطية والاعتدال فإما الازدراء وإما الاحتفال؟
فلا بدّ أن يشكر الإنسان للّه نعمته و لا بدّ أن يتقيّد أيضا بالسنّة و لا يتجاوز الحدّ في ذلك،
والسنة في ذلك صيام يوم الاثنين من كل أسبوع , ولو كان ليوم الثاني عشر سنة لنقلت فحتى تخصيصه بالصيام من البدع. فما لكم كيف تحكمون؟
و التوسّط مطلوب في الأمور كلّها و هو المنهج السويّ الّذي ارتضاه اللّه لرسوله صلّى اللّه عليه و سلّم، و المبالغات سواء كانت في الإفراط أو التّفريط لا خير فيها،
ليت المتكلمين في الفضائيات يلتزمون بما يقولون فأين هذا التوسط في تقسيم الناس إما محتفل بالمولد وأما مزدر له؟ (تلك إذا قسمة ضيزى).
فرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم نهانا عن إطرائه و نهانا عن اتّخاذ قبره عيدا، و مع ذلك أوجب اللّه علينا محبّته في أصل الإيمان و أوجب علينا احترامه و احترام أهل بيته و أصحابه و أزواجه أمّهات المؤمنين، و بيّن أنّه أولى بالمؤمنين مِن أنفسهم و أنّ أزواجه أمّهات للمؤمنين، و بيّن النّبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنّه لا يُؤمن أحد حتّى يكون أحبّ إليه مِن والده و ولده و النّاس أجمعين، و أنّه لا يُؤمن أيضا حتّى يكون أحبّ إليه مِن نفسه الّتي بين جنبيه كما في حديث عمر، فلا بدّ مِن محبّته و نحن اليوم نعيش زمانا قد أدبر النّاس فيه عن أخبار رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و شمائله و سنّته و سيرته ... ".
وليس من محبته تخصيص يوم الثاني عشر بشيء لأن أصحابه الكرام الذين أحبوه أكثر من حبنا له والتزموا هديه لم يخصوا الثاني عشر بشيء وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه: اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم.
إلى أن قال -حفظه اللّه و رعاه-:
" ... هذه مناسبة الآن لدراسة سنّة النّبي صلّى اللّه عليه و سلّم و سيرته و شمائله و مراجعتها،
تخصيص ذلك بيوم بعينه هو احتفال وابتداع في الدين وقد بين ذلك أئمة أكثر علما وفقها من المتكلم ومنهم الألباني وابن عثيمين وابن باز وابن جبرين والفوزان وغيرهم كثير فلله الحمد والمنة.
و قد كان عدد مِن سلفنا الصّالح يدرِّسون كتاب (الشّفاء) في هذا الشّهر و يدرُسونه و يعلِّمونه أولادهم و طلاّبهم، و يقطعون المناهج الأخرى حتّى يتعلّموا الشّمائل و السّير،
و حتّى يصلوا أنفسهم برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم؛ و اتّصال الرّوح به شيء مهمّ ... ".
دعوى عريضة فأين البرهان عليها من هم هؤلاء الذين يدعى أنهم كانوا يفعلون ذلك
والدعاوى ما لم تقيموا عليها = بينات أبناؤها أدعياء
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[03 Mar 2010, 08:55 ص]ـ
العلامة الددو
أوصاه شيخه العدود رحمه الله بأن يثبت الأدلة مع كل فرع.
وصية قيمة نسأل الله أن يهديه ليعمل بها.
ـ[خلوصي]ــــــــ[03 Mar 2010, 04:49 م]ـ
يا شيخ محمد الله يحفظك ادعيلنا مو تدعي علينا - التوقيع .. بسمة -
و الله نحنا ما جبنا الاحتفال من حالنا ... نحنا اتبعنا الكثير من علماء الأمة المجتهدين!
و متل ما بيؤول الإمام الشاطبي ما معناه: أقوال العلماء كالأدلة للعوام!
و هذه قصيدة جميلة للعلامة الفقيه النادر - حسب تعبير شيخنا العلامة العودة - فضيلة الشيخ عبدالله بن بية .. صاحب كتاب " صناعة الفتوى " .. أقدمها هدية لكم لتقرأها في غير هذا اليوم خروجا من الخلاف ... - بسمتان - تفضلوا سيدي:
قصيدة للشيخ العلامة صاحب كتاب
صناعة الفتوى
عبدالله بن بية
بعنوان
[بادر إلى ذكرى]
بمناسبة المولد النبوي الشريف
هامولدُ المختارِ حَانَ طُلوعُهُ = ذا فجرُهُ الميمونُ آنَ سطوعُهُ
فتلألأتْ أنوارُهُ وتدفَقتْ = بِشرَاً وبُشرىْ فالزمانُ ربيعُهُ
إن غابَ عَنا ذاتُهُ فصفاتُهُ = تُتلىْ فيدنو للنفوسِ شُسوعُهُ1
بادرْ إلى ذِكرى الحَبيبِ بذكرِهِ = تلكَ المساجدُ والقبابُ ربوعُهُ
واسكُبْ مدامعَ مُهجةٍ مُشتاقَةٍ = فأقَلُ ما يُهديْ المُحبُ دُموعُه2
لا تَقنعنْ بإشارةٍ وإشادةٍ = خيرُ القناعةِ للمحبِ قُنوعُهُ3
واذكُرْ محاسِنَ ليلةٍ لا يَنقضيْ = إحسانُها أفرادُهُ وجُموعُهُ
مِنها استعارَ الليلُ بدرَ سمائِهِ = ما كُلُّ ليلٍ تستهِلُّ شموعُهُ!
والمِسكُ منها نَشرَهُ وأريجَهُ = منها يَفوحُ صُوارُه وسطُوعُهُ4
ــــــــــــــــــ
[1]- شسوعه: بعده
[2]- دموعه: خبر أقل وفعل يهدى واقع على ضمير محذوف} فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ {
[3]- قنوعه: معناه الطلب والتذلل عكس القناعة
[4]- الصوار: الرائحة الطيبة. والسطوع هنا: شدة الرائحة إذا فاحت وعلت
http://www.binbayyah.net/Pages/resea...ntheMawlid.htm
و يا ليت منشداً رقيق القلب ينشدها.(/)
البرنامج العلمي للشيخ محمد الحسن ولد الددو بالمدينة 20/ 3 - 1/ 4
ـ[الغزالي]ــــــــ[01 Mar 2010, 12:58 م]ـ
يستضيف المعهد العالي للأئمة والخطباء بجامعة طيبة بالمدينة المنورة: فضيلة الشيخ محمد الحسن ولد الددو في الفترة من 20/ 3 إلى 1/ 4 / 1431هـ حيث يقيم فضيلته برنامجا علميا مكثفاً يتضمن دروساً علمية ومحاضرات عامة ولقاءات علمية
وللمزيد من التفاصيل يرجى الإطلاع على المرفقات
البرنامج اليومي:
بعد العصر: شرح كتاب المساجد والجمعة من صحيح مسلم في قاعة التربية الفنية بجامعة طيبة
بعد المغرب: شرح كتاب الأخلاق والسير لابن حزم في مكتبة الملك عبد العزيز بجوار المسجد النبوي
إضافة إلى محاضرات بعد العشاء
ـ[خلوصي]ــــــــ[01 Mar 2010, 01:15 م]ـ
كم أشتاق للحضور ... بارك الله فيكم يا إمام.
ـ[الغزالي]ــــــــ[01 Mar 2010, 01:28 م]ـ
ستنقل الفعاليات بإذن الله على موقع المسك www.almisk.net لمن لا يستطيع الحضور.
ـ[الردادي]ــــــــ[01 Mar 2010, 06:53 م]ـ
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/46624b8be2a9a3307.jpg
ـ[أبو يوسف الثبيتي]ــــــــ[03 Mar 2010, 12:05 ص]ـ
هل سينقل على البث الإسلامي؟
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[03 Mar 2010, 02:44 ص]ـ
مواضيع رائعة ومناسبة جدا , ومن شخصية متميزة
أسأل الله أن يبارك في الجميع
نتمنى بث هذه الدروس حقا في البث المباشر.
ـ[الغزالي]ــــــــ[03 Mar 2010, 03:50 م]ـ
الدروس إن شاء تبث على موقع المسك لا البث الإسلامي، وسيتم تصويرها فيديو لتنزيل في أقراص مدمجة فيما بعد، وللنساء مكان في جميع فعاليات البرنامج.
ـ[الغزالي]ــــــــ[07 Mar 2010, 12:23 ص]ـ
شكراً لجميع الإخوة والأخوات
بسبب ظروف طارئة في طريق سفر الشيخ إلى المدينة فسيكون يوم غد الأحد هو أول أيام البرنامج
حيث سيبدأ أول درسه الخامسة عصراً في الصالة الرياضية (قاعة الاحتفالات) وستنقل لكلية الطب قسم الطالبات
وبعد المغرب مباشرة في مكتبة الملك عبدالعزيز بجوار المسجد النبوي (هناك مكان للنساء)
وبعد العشاء مباشرة محاضرة (حياة الإمام مالك بن أنس دروس وعبر) في قاعة الاحتفالات بجامعة طيبة أيضاً.
والنقل في موقع المسك (أرجو أن ييسر الله النقل صوتاً وصورة فإن تعذر فسيكون صوتياً)(/)
نجْوى على بوَّابةِ الثلاثينَ.!
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[01 Mar 2010, 05:59 م]ـ
أمَّاهُ ها غيمُ المشاعرِ أمطَراَ = وأنا أهِيمُ بأفقِ عُمريَ إذْ سَرى
أمَّاهُ هل حقاً ثلاثونَ انقضَتْ = عَجْلى سِراعاً.؟ أم بُنَيُّكِ ما دَرى
قالت: بُنَيَّ نعمْ ثلاثونَ احتمَتْ = بِحِمى الفَناءِ , ولفَّ خُطوتَها السُّرى
فأجبتُ أُمِّي , والسُّنونَ , ومُهجتي = والأرضَ , والألمَ الذي حلَّ العُرى
أسَفي على عهدٍ رسمتُ بصدرهِ = كُنهَ البراءةِ , مُورداً أو مُصدِرا
ملِكاً بلا مُلكٍ قضيتُ نهارهُ = ويبيتُ فيهِ الأنسُ عندي معشَرا
فالهمُّ ما غارت عليَّ فلولُهُ = أنَّى , وقلبي كانَ أزهرَ أنورا
أوَّاهُ يا زمنَ الطُّفولةِ كيفَ لي = بسويعةٍ فيها أزورُكَ مُسفِرا
أحيي بهاِ جدثَ السعادةِ بعدما = أضحى رميماً كي يعادَ ويُنشَرا
وأخُطُّ للأيَّامِ أجملَ قصَّةٍ = كانت لها صفحاتُ وجهِكَ دفتَرا
كم قد تَلتكَ من السُّنونِ نظائرٌ = في كُلها كَلُّ الحياةِ تَسمَّرا
سنةٌ إلى أخرى تَقاذَفُني , ولي = فيهِنَّ أن يغفُو الهناءُ وأسهَرا
لي في مفاوزها سِباعُ خطيئتي = ولها عليَّ الروحُ أجعَلُها قِرى
سنةٌ إلى أُخرى , وفي أغوارِها = سوقٌ يُباعُ بها العَناءُ ويُشتَرى
سنةٌ إلى أخرى وفي أرجائها = طُرقٌ بها الخِرِّيتُ يبقى أحْيراَ
ليحُطَّ في بابِ الثلاثينَ التي = تَمحو ندى الأعمارِ منهُ فمَا يُرى
هذي ثلاثونَ ابتنيتُ بنبْضِها = بيتاً من الأملِ الهَنِيِّ مُعمَّراَ
بيتٌ فرشتُ بهِ بقِيَّةَ مُهجَةٍ = يقتاتُ منها الحُبُّ سِراً مُضمَرا
حبٌّ كضوءِ الفجرِ يلتهِمُ الدُّجى = ما كانَ دعْوى أو حديثاً يُفتَرى
شهِدت بهِ شفَتانَ جازَ ببابها = لحنٌ عليهِ تمايلتْ سُقُفُ الذُّرى
شهدت بهِ عينانِ ليتَ لجفنِها = قلمٌ يُنَمِّقُ من غَراميَ أسطُرا
شهِدت بهِ زفراتُ نفسٍ حرُّها = رقَّ البِعادُ لهُ فضاقَ بما جَرى
شهِدَ الفؤادُ وكانَ أصدقَ شاهدٍ = أنِّي مُسَامريَ النسيمُ إذا سَرى
فلهُ أبُثُّ من الغرامِ شؤونهُ = وشُجونهُ , وفنونهُ , مُستَأزِراَ
فإليكِ , أو فعليكِ , أو فلديكِ , أو = بسناكِ , أو بهواكِ , شِعريَ أزْهَراَ
يا من تمَلَّكَني هواهاَ حُلوُهُ = فوجدتُّ حُبَّيها لبَوحي مَصدَرا
ماذا عسايَ اليومَ أفصحُ, إنَّني = أرسلتُ بُدَّنَ أحْرُفي والمُضمَرا
فعجَزتُ عن لفظٍ يُكوِّنُ جُملةً = تُنبي وتُعرِبُ عن هوايَ وما اعتَرى
لكِنَّني سأبُوحُ يا أمِّي فما = ضَرَّ الثُّرَيا أنْ يُناجيها الثَّرى
هذي ثلاثونَ انقضَتْ وجمالُهاَ = وجلالُها , وصباحُها , بكِ أسفَرا
بكِ أنتِ وحدكِ كنتُ أغتالُ الأسى = وأقيمُ في وجهِ الشقاءِ مُعَسكَرا
فكَستكِ أيامُ الهناءِ لَبُوسَها = وسقَتكِ عافيةُ المُهَيمِنِ كوثرا
وأذاقكِ العفوَ الإلهُ , وكنتِ في = وجهِ الرياحِ الهُوجِ أثبتَ من حِرا
صلى عليكِ اللهُ خَيْرَ صَلاتهِ = تغدو , تروحُ عليكِ مِسكا أذفَراَ
وتكونُ دافعةَ البلاءِ بمَنِّهِ = وتصيرُ تيسرَ الذي قد أعسَرا
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[02 Mar 2010, 12:43 ص]ـ
أدام الله ظلكم وأدر وبلكم وطلكم يا شيخ محمود، وهذه النجوى كما قال الأول:
درر هذه بدت أم دراري= أم رياض زهت بقطر السحابه
أم بدور سطت ببازي سناها =فأطارت من الظلام غرابه
أم شموس تلألأت في المعالي= فأزالت عن العيون ضبابه
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[02 Mar 2010, 01:29 م]ـ
جزاك اللهُ خيراً أخي فهد على هذه الكلماتِ الزَّاكيات.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[02 Mar 2010, 04:33 م]ـ
كلمات رائعة ومعبرة وصادقة
حركت في نفسي الكثير والكثير حتى أسبلت عيناي
وفقك الله ورزقك بر أمك وأقر عينيها بسعادتك في الدنيا والآخرة
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[03 Mar 2010, 01:21 م]ـ
ولك بمثل ما دعوت أبا سعد.
ـ[أبو إياد]ــــــــ[04 Mar 2010, 12:24 ص]ـ
لقد أثرتَ الكوامن أبا كابر، سقى الله أيام الطفولة!.(/)
" خَفْقُ اللواءِ "للشيخ: عبد العزيز الداخل. حفظه الله
ـ[جليسة العلم]ــــــــ[01 Mar 2010, 08:49 م]ـ
خَفْقُ اللواءِ
أهمَّ فؤادي أن رأى الخطبَ فاتغا = فصَمَّمَ تصميم الشجاع وبالَغا
وأمعن إمعان الخبير فأنتجت = بنات الحجا أضعافهنَّ نوابغا
وقد كان قبل اليوم سهواً حياتُه = جهولاً بأعداء الشريعة فارغا
إلى أن بدت منهم نوابغ فتنة = وحسبك أن تخشى على الدين نابغا
رضيعَ لِبَان الكفر لاهِجَ ثديه = يُرى كل يوم في المحارم والغا
وأحرى بمن كانت له الغرب مرضعا = بأن يستهلَّ السير في الأرض زائغا
له نَهَمٌ في الغَيِّ يَشْغَفُ قلبه = كأن له في كل عوراء نازغا
فعاثوا فساداً في البلاد بما جنوا = لهم في فنون الزيغ سبعون صائغا
يريدون سلب الناس سربال دينهم = وقد كان درع الدين في الناس سابغا
ولسنا على الأيام نعدم منهم = جريئاً مطاعاً أو خبيثاً مراوغا
ولم نلقَ إلا معرضاً عن شكاتنا = فكنّا كمن لاقى على الجرح لادغا
إذا قيل قول النصح لوَّوا رؤوسهم = وإن قيلت العوراء أصغوا صوادغا
فلو كان عن جهل لقلنا لعلهم = إذا علموا صَبُّوا على السوء دامغا
ولو كان عن عجزٍ صبرنا لعجزهم = فما لوم مسلوب الإرادة سائغا
نرى كل يوم من يدهدي عظيمةً = تدوِّي ولا يلقى من القوم فالغا
نرى كل يوم من يَحُزُّ لِمُطعم = وآخرَ من سُحْتِ المطاعمِ ماضغا
فلو أن نفساً فاضت اليوم حسرة = لقد كان وقع الأمر في النفس بالغا
ولكنني صبَّرتها بتعلُّلي = لعلَّ قريباً أن يرى الصبح بازغا
عسى الله أن يأتي بفتح فتنجلي = غشاوة غش شرها قد تفاشغا
وآثرت أن أبدي النصيحة موجزاً = وقد يبلغ القول الوجيز مبالغا
إذا فرَّط الأخيار في عرش عزِّهم = أحَلَّهم الأشرار ُمنه الروادغا
ولن تبلغ التمكين في الأرض أمة = تبوأ أهل السوء منها مرابغا
• تفاشغ: أي اتسع وانتشر وقارب التمكن، وفي الصحيحين قيل لابن عباس: إن هذا الأمر قد تفشغ بالناس ... الحديث، وقال الأشتر لعلي: إن الناس قد تفشغ فيهم ما يسمعون.
• المرابغ: قال أبو منصور الأزهري: قال أبو سعيد في قوله: إن الشيطان قد أربغ في قلوبكم وعشش: أي أقام على فساد اتسع له المقام معه، قال: والرابغ الذي يقيم على أمر مُمَكَّن له، وقال ابن الأثير: الإرباغ إرسال الإبل على الماء ترده أي وقت شاءت.(/)
درس جديد واستئناف بجامع القاضي بالرياض
ـ[ريان اللويمي]ــــــــ[02 Mar 2010, 02:36 ص]ـ
...
بسم الله الرحمن الرحيم
| جامع القاضي في شمال الرياض |
**
اولاً / تنويه بخصوص درس الشيخ / راشد الزهراني.
* انتهى درس الأصول الثلاثة الفصل الماضي للشيخ راشد الزهراني ونزلت مذكرة له على موقع الشيخ
سيكون الاختبار في المذكرة السبت القادم 20/ 3 والشهادادت معتمدة من مكتب الدعوة بالشمال.
**
ثانياً / الدروس القادمة:-
أ-جديد ش راشد الزهراني شرح لمعة الاعتقاد عشاء كل سبت ابتداءمن 4/ 4 وتنقل على موقع الشيخ راشد
ب-استئناف درس ش يوسف الأحمد شرح عمدة الأحكام مغرب كل ثلاثاءابتداء من 16/ 3
ج-استئناف درس ش حمدان الحمدان شرح العقيدة الطحاوية مغرب كل جمعةابتداء من 12/ 3
**
للاستفسار / 0534070508
الموقع جامع القاضي بحي التعاون ..
***(/)
حينما يصوغ العارف الأديب معرفة النبي صلى الله عليه و سلم .. كأنك ما عرفته من قبل!؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[03 Mar 2010, 08:22 م]ـ
الكلمة التاسعة عشرة
من رسائل النور
رشحات
من بحر معرفة النبي صلى الله عليه و سلم
الرشحة الأولى:
إن ما يُعرّف لنا ربَّنا هو ثلاثة معرّفين أدلاّء عظام:
أوله
: كتاب الكون، الذي سمعنا شيئاً من شهادته في ثلاث عشرة لمعة (من لمعات المثنوي العربي النوري).
ثانيه
: هو الآية الكبرى لهذا الكتاب العظيم، وهو خاتم ديوان النبوة صلى الله عليه و سلم.
ثالثه
: القرآن الحكيم.
فعلينا الآن أن نعرف هذا البرهان الثاني الناطق، وهو خاتم الانبياء وسيد المرسلين صلى الله عليه و سلم وننصت اليه خاشعين.
إعلم! ان ذلك البرهان الناطق له شخصية معنوية عظيمة. فإن قلت: ما هو؟ وما ماهيته؟
قيل لك:
هو الذي لعظمته المعنوية صار سطحُ الأرض مسجده، ومكةُ محرابه، والمدينة منبره ..
وهو امام جميع المؤمنين يأتمون به صافّين خَلْفَه ..
وخطيب جميع البشر يبيّن لهم دساتير سعاداتهم ..
ورئيس جميع الأنبياء يزكّيهم ويصدّقهم بجامعية دينه لأساسات أديانهم ..
وسيد جميع الأولياء يرشدهم ويربّيهم بشمس رسالته ..
وقطبٌ في مركز دائرة حلقة ذكر تركّبَت من الأنبياء والأخيار والصديقين والأبرار المتفقين على كلمته الناطقين بها ..
وشجرةٌ نورانية عروقُها الحيوية المتينة هي الأنبياء باساساتهم السماوية، واغصانها الخضرة الطرية وثمراتها اللطيفة النيّرة هي الأولياء بمعارفهم الالهامية.
فما من دعوى يدّعيها الاّ ويشهدُ له جميعُ الأنبياء مستندين بمعجزاتهم، وجميعُ الأولياء مستندين بكراماتهم. فكأن على كل دعوىً من دعاويه خواتمُ جميع الكاملين،
اذ بينما تراه قال: (لا إله الا الله) وادّعى التوحيد فاذا نسمع من الماضي والمستقبل من الصفّين النورانيين
– أي شموس البشر ونجومه القاعدين في دائرة الذكر – عينَ تلك الكلمة، فيكررونها ويتفقون عليها، مع اختلاف مسالكهم وتباين مشاربهم. فكأنهم يقولون بالاجماع:
((صَدَقت وبالحق نطقت)).
فأنّى لوهمٍ أن يَمدَّ يده لردِّ دعوىً تأيّدتْ بشهادات مَنْ لا يُحَد من الشاهدين الذين تزكّيهم معجزاتُهم وكراماتُهم.
...
.....
..........
ـ[خلوصي]ــــــــ[03 Apr 2010, 11:54 م]ـ
.
الرشحة الثانية
إعلم! إن هذا البُرهان النوراني الذي دلَّ على التوحيد وأرشد البشر اليه، كما أنه يتأيد بقوة ما في جناحَيه نبوةً وولايةً من الاجماع والتواتر ..
كذلك تصدّقُه مئاتُ إشارات الكتب السماوية من بشارات التوراة والانجيل والزبور وُزُبرِ الأولين (1) ..
وكذلك تصدِّقُه رموز ألوف الارهاصات الكثيرة المشهودة،
وكذا تصدِّقُه دلالات معجزاته من أمثال: شق القمر، ونبعان الماء من الأصابع كالكوثر ومجئ الشجر بدعوته، ونزول المطر في آن دعائه، وشبع الكثير من طعامه القليل، وتكلّم الضب والذئب والظبي والجمل والحجر،
الى ألفٍ من معجزاته كما بيّنها الرواة والمحدثون المحققون ..
وكذا تصدِّقه الشريعة الجامعة لسعادات الدارين.
واعلم! أنه كما تصدِّقه هذه الدلائل الآفاقية،
كذلك هو كالشمس يدل على ذاته بذاته، فتصدقّه الدلائل الأنفسية؛
اذ اجتماع اعالي جميع الاخلاق الحميدة في ذاته بالاتفاق ..
وكذا جمعُ شخصيته المعنوية في وظيفته أفاضل جميع السجايا الغالية والخصائل النزيهة ..
وكذا قوة إيمانه بشهادة قوة زهده وقوة تقواه وقوة عبوديته ..
وكذا كمال وثوقه بشهادة سيره،
وكمال جدّيته وكمال متانته،
وكذا قوة أمنيته في حركاته بشهادة قوة إطمئنانه ..
تصدِّقه كالشمس الساطعة في دعوى تمسّكه بالحق وسلوكه الحقيقة.
.......
...............
ـ[خلوصي]ــــــــ[11 May 2010, 06:28 ص]ـ
الرشحة الثالثة:
اعلم! أنّ للمحيط الزماني والمكاني تأثيراً عظيماً في محاكمات العقول.
فإن شئت فتعال لنذهب إلى خير القرون وعصر السعادة النبوية لنحظى بزيارته الكريمة e - ولو بالخيال - وهو على رأس وظيفته يعمل ..
فافتح عينيك وانظر! فإنّ أولَ ما يتظاهر لنا من هذه المملكة:
شخصٌ خارق،
له حسنُ صورة فائقة، في حُسن سيرة رائقة ..
فها هو آخذٌ بيده كتاباً معجِزاً كريماً،
وبلسانه خطاباً موجزاً حكيماً،
يبلّغ خطبةً أزليةً ويتلوها على جميع بَني آدم، بل على جميع الجن والانس، بل على جميع الموجودات!
فيا للعجب! ما يقول؟ ..
نعم! إنه يقول عن أمرٍ جسيم، ويبحث عن نبأٍ عظيم ..
إذ يشرح ويحل اللغز العجيب في سرِّ خِلْقة العالم،
ويفتح ويكشف الطلسم المغلق في سرِّ حكمة الكائنات،
ويوضِّح ويبحث عن الأسئلة الثلاثة المعضلة التي أشغلت العقول وأوقعتها في الحيرة، إذ هي الأسئلة التي يَسأل عنها كلُّ موجود .. وهي:
مَنْ أنتَ؟ ومِن أين؟ والى أين؟.
ـ[خلوصي]ــــــــ[23 May 2010, 08:33 م]ـ
الرشحة الرابعة:
انظر! إلى هذا الشخص النوراني كيف ينشر من الحقيقة ضياءً نوّاراً، ومن الحق نوراً مضيئاً، حتى صيَّر ليلَ البشر نهاراً وشتاءه ربيعاً؛
فكأن الكائنات تبدَّل شكلُها فصار العالَم ضاحكاً مسروراً بعدما كان عبوساً قمطريراً ..
فإذا ما نظرت الى الكائنات خارجَ نور إرشاده؛
ترى في الكائنات مأتماً عمومياً،
وترى موجوداتها كالأجانب الغرباء والأعداء، لا يعرف بعضٌ بعضاً، بل يعاديه،
وترى جامداتها جنائز دهّاشة،
وترى حيواناتها وأناسيّها أيتاماً باكين بضربات الزوال والفراق.
فهذه هي ماهية الكائنات عند مَنْ لم يدخل في دائرة نوره.
فانظر الآن بنوره، وبمرصاد دينه، وفي دائرة شريعته، الى الكائنات. كيف تراها؟ ..
فانظر! قد تبدّل شكلُ العالم،
فتحوّل بيتُ المأتم العمومي مسجدَ الذكر والفكر ومجلسَ الجذبة والشكر،
وتحوّل الأعداءُ الأجانب من الموجودات أحباباً وإخواناً،
وتحوّل كلٌ من جامداتها الميتة الصامتة حيّاً مؤنساً مأموراً مسخَّراً ناطقاً بلسان حاله آيات خالقه،
وتحوّل ذوو الحياة منها - الأيتام الباكون الشاكون - ذاكرين في تسبيحاتهم، شاكرين لتسريحهم عن وظائفهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[23 May 2010, 11:05 م]ـ
نفحاتك يا أخي الخلوصي صوفيّة مجلببة بأصل سلفي. عليها رشحة فكريّة ومسكة رياضية ومسحة جمالية من من هذا الكون البديع. ولكنك تُكثر من ذكر الأنوار التي لا غنى عنها للهادين. هدانا الله أجمعين.
ـ[خلوصي]ــــــــ[26 May 2010, 03:37 م]ـ
نفحاتك يا أخي الخلوصي صوفيّة مجلببة بأصل سلفي. عليها رشحة فكريّة ومسكة رياضية ومسحة جمالية من من هذا الكون البديع. ولكنك تُكثر من ذكر الأنوار التي لا غنى عنها للهادين. هدانا الله أجمعين.
لكان شو مفكّر يا سِيدي؟؟ هادا بديع الزمان!
آخ لو بتعرف مين بديع الزمان!؟
" رجل الغد الآتي "!؟!
لا تئلّي تحزب ما تحزّب ... إيه و الله و الله لو بتعرف إلّي عرفتو لتتعصّب أكتر مني http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon10.gif
شي فخم شغل كرامات! بس اصبور عليّ شوي لحتى جيبلك كراماتي الشخصية بسبب الرسائل النورية!!!
ـ[خلوصي]ــــــــ[17 Jun 2010, 03:36 ص]ـ
C الرشحة الخامسة
لقد تحوّلت بذلك النور حركاتُ الكائنات وتنوعاتُها وتغيراتُها
من العبثية والتفاهة وملعبة المصادفة إلى
مكاتيب ربانية، وصحائف آياتٍ تكوينية، ومرايا أسماء إلهية ..
حتى ترقّى العالمُ وصار كتاب الحكمة الصمدانية.
وانظر إلى الإنسان كيف ترقَّى
من حضيض الحيوانية الذي هوى اليه بعجزه وفقره وبعقله الناقل لأحزان الماضي ومخاوف المستقبل ..
ترقّى
إلى أوج الخلافة بتنور ذلك العقل والعجز والفقر.
فانظر كيف صارت أسبابُ سقوطه - من عجز وفقر وعقل - أسبابَ صعوده بسبب تنورها بنور هذا الشخص النوراني.
فعلى هذا، لو لم يوجد هذا الشخص لسقطت الكائناتُ والأنسان، وكلُ شئ الى درجة العدم؛ لاقيمة ولا أهمية لها ..
فيلزم لمثل هذه الكائنات البديعة الجميلة من مثل هذا الشخص الخارق الفائق المعرِّف المحقق ..
فإذا لم يكن هذا فلا تكن الكائنات، اذ لا معنى لها بالنسبة إلينا.(/)
«إسطنبول للثقافة والعلوم» تطلق أول مجلة دورية محكمة باللغة العربية في تركيا
ـ[خلوصي]ــــــــ[04 Mar 2010, 01:59 ص]ـ
صدر عن مؤسسة إسطنبول للثقافة والعلوم في تركيا مؤخراً، أول مجلة دورية فصلية علمية مُحكّمة باللغة العربية تحت عنوان
" النور للدراسات الحضارية والفكرية "
وجاءت المجلة في 192 صفحة من القطع المتوسط، بإشراف ورعاية مجموعة من المثقفين الأتراك والعرب وبهيئة تحرير ولجنة استشارية من أساتذة الجامعات التركية والعربية.
وتوزعت مواضيع المجلة على عدة أقسام، منها:
ثورة الإيمان ومفاهيم المشروع النهضوي الإسلامي المعاصر،
فصل المقال فيما بين فلسفة البشر وحكمة القرآن من الانفصال،
وفى قسم ملف العدد كانت العناوين كالآتي:
منهج النورسي في إحصاء أسماء الله الحسنى،
عالم الغيب في منظور النورسي،
ومنهج النورسي في التعامل مع الأسماء الإلهية الحسنى،
مقاصد الحياة وغاياتها في فكر النورسي من خلال رسائل النور
والمنهج الواقعي في دراسة قضايا الإيمان.
صاحب الامتياز والمدير المسؤول عن المجلة كنعان دميرطاش، قال إن فكرة إصدار دورية بالعربية جاءت نتيجة تراكم أعداد كبيرة من البحوث والدراسات بالعربية، سبق أن قدمت في الندوات الفكرية والثقافية الدولية التي نظمتها مؤسسته في السنوات الماضية. مضيفاً: "إن كثيرا من الباحثين والأساتذة العرب طلبوا من مؤسسته إصدار دورية ثقافية تتضمن تلك البحوث، بدلاً من وضعها على الأرفف أو في الأدراج لا يستفاد منها".
ومن جهته، قال مولاي حسن الحفيظي -وهو مغربي يعمل بالدورية– إنه يعتمد في الإخراج الفني للمجلة على الحاسوب علاوة على المراسلات وتبادل الرأي مع الباحثين والمتخصصين، مؤكداً وجود ردود طيبة من المتخصصين الذين وصلهم العدد الأول من دورية النور، وأضاف:
"المجلة عمل جيد وخطوة كبيرة سيكون لها دور في توصيل فكر بديع الزمان سعيد نورسي للعالم العربي، كخطوة مكملة للندوة الفكرية العالمية الدورية التي تقام عنه في تركيا أو في خارجها".
يشار إلى أن مؤسسة إسطنبول للثقافة والعلوم ووقفها الخيري، يتبعان جماعة النور الإسلامية التي سبق أن أصدرت مجلة شهرية بعنوان
" حِراء "
قبل نحو ثلاث سنوات، ومثلت أول ظهور لمطبوعات دورية بالعربية في تركيا.
http://www.akhbaralaalam.net/news_detail.php?id=34658
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[21 Jul 2010, 07:56 ص]ـ
بارك الله فيك
بشارة طيبة
ولعلنا ننشر فيها بحول الله تعالى(/)
الاربعون النووية
ـ[عائشة]ــــــــ[05 Mar 2010, 04:44 م]ـ
اريد السؤال عن الحديث الذى رواه الدارقطنى:-
ها هو ضعيف ام لا وبارك الله فيكم(/)
عن الاذكار بعد الصلاة
ـ[عائشة]ــــــــ[05 Mar 2010, 04:50 م]ـ
هل من السنة قراءة سورة الاخلاص بعد الصلاة:-
واذا كان مذكورا اريد حديثا اسناده حسن(/)
الى من تهمه الاخرة
ـ[عائشة]ــــــــ[05 Mar 2010, 05:22 م]ـ
ان لله عبادا فطنا ......... طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا ........... انها ليست لحى وطنا
جعلوها لجة واتخدوا ............. صالح الاعمال فيها سفنا(/)
أرغب بتصميم موقع شخصي فما رأيكم؟؟
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[06 Mar 2010, 03:08 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الإخوة الأكارم ... الذين لهم عناية بالتقنية، أود تصميم وبرمجة موقع شخصي لي، فأي الشركات هي المناسبة في نظركم، وهل من توجيهات بهذا الخصوص ..
ـ[ابو سلطان الغساني]ــــــــ[06 Mar 2010, 01:13 م]ـ
كان بالود خدمتكم لكن نسأل الله لكم التيسير وقد زرت موقعكم بحق ممتع
ـ[بلال]ــــــــ[06 Mar 2010, 08:12 م]ـ
أهلا بالدكتور فهد ..
أتوقع هذه شركة جيدة انظر إلى عملائهم وأعمالهم ..
http://www.smartinfo.com.sa/index.html
تحديد الهدف من الموقع مهم جداً , إذا كانت الفكرة ليست كبيرة والأعمال قليلة , أتوقع المدونات الشخصية جميلة مع تطويرها [توجد مدونات أفضل بكثير من المواقع]
هذا من خلال اطلاعي فقط في الواقع .. ولم أخض التجربة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Mar 2010, 10:16 م]ـ
لدينا في البوابة الإلكترونية للتفسير مشروع (مواقع المتخصصين في الدراسات القرآنية) وسنسعى لتخصيص موقع شخصي لكل المتخصصين المتميزين من أمثالكم تجمع فيه مقالاتهم وكتبهم وصوتياتهم بعناوين خاصة بها، ويجمعها المشروع في البوابة الإلكترونية مع توفير الدعم لأصحاب هذه المواقع إن شاء الله.
فلو أمهلتنا قليلاً يا أبا مبارك، وجهزت المواد التي لديكم ريثما نبدأ في المشروع.(/)
أغنى رجل في بابل.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[06 Mar 2010, 06:25 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أغنى رجل في بابل
أسرار نجاح الشعوب في مجال الثروة والمال، هو المحور الذي تدور عليه فصول هذا الكتاب، الذي ألفه صاحبه كقصة تعددت فصولها بشكل فيه إبداع، لتحفيز القراء في ما يخص موضوع الاقتصاد والتخطيط المالي والثروة الشخصية بشكل مبسط، وقد بيع من هذا الكتاب أكثر من مليوني نسخة.
وقد قرأت ثلثي الكتاب، وفعلا الكتاب مدهش ومفيد، وفيه من الحكم الشيء الكثير، ولكن بما أنا أهل الإسلام متعنا الله تعالى بالعلم المستمد منه سبحانه عن طريق الوحي، نملك بعض الحلقات المفقودة التي قد يتساءل عنها البعض عندما يقرأ الكتاب سواء كان مسلم أم كافر، وفيما يلي سأعرض بعض ما استفدته وبعض تصوراتي عن هذا الكتاب.
يقول الكاتب في محاولة لبيان أصناف الناس عندما يتعلق الأمر بالمال:
" إن القدر متقلب دائما .. ، فقد يأتي بالفقر والإفلاس لكل من أغدق عليهم بمال لم يبذلوا جهدا في كسبه، وكانوا أشخاصا مبذرين، .. وهناك آخرون .. يصبحون بخلاء ويدخرون أموالهم خوفا من تبديدها .. يتركون أنفسهم أسرى للخوف .. ويحكمون على أنفسهم بالعيش في بؤس وخوف "
ويوضح نفسية البعض بالتالي:
" عزمت في قرارة نفسي على أن أطالب بنصيبي في الخيرات المتوفرة في الحياة، لم أكن من أولئك الذين يقفون بعيدا وينظرون بحسد إلى الآخرين "
ويبدأ الكاتب بعد ذلك بإدراج الحكم:
" وبالنسبة للدراسة، ألم يخبرنا معلمنا الحكيم بأن التعليم نوعان:
النوع الأول: هو الأشياء التي نتعلمها ونعرفها.
والنوع الآخر: هو الممارسة التي تعلمنا كيف نكتشف ما لا نعرفه "
ويشير الكاتب إلى نقطة مهمة بقوله:
" ولكن الشباب في أغلب الأحيان يعتقدون أن الشيوخ يعرفون فقط حكمة الأيام الماضية، ولذا فهم لا يستفيدون شيئا ... إن أفكار الشباب هي أضواء ساطعة تلمع بعيدا، تماما مثل الشهب التي غالبا ما تصنع بريقا في السماء، ولكن حكمة الشيوخ كالنجوم الراسخة التي تلمع ولا يتبدد نورها حتى إن البحارة يعتمدون عليها في تحديد وجهتهم "
ووجه الكاتب المطالع لكتابه إلى إدخار المال بمقدار العشر حتى لا ينسى نفسه وما تحتاجه ولا يرهق نفسه، وبالمقابل يجمع الدراهم التي ستكون خادمة له عند الحاجة، فرأيه أن الذي يدفع كل المال لأجل حاجاته الضرورية وغير ضرورية أصبح خادما للناس، ونسي أن يدفع لنفسه.
وبعد الإدخار، لا ينتهي الأمر عند هذه النقطة بل لابد من حسن التصرف الذي لابد أن يتمتع به صاحب المال المدخر، فإذا حاول أن يشغل أمواله، فلابد من استشارة المختصين الأمناء لذلك وإلا خسر ماله.
ودائما ما يلقي الناس فشلهم على قضية الحظ الذي تمتع به الناجح، ولكن الكاتب يرى أن الحظ ينجذب نحو الذي يستحقه بعد أن يكون قد جد وعمل بإخلاص واجتهد وصمم تصميما لا يلين على أداء المهمة بالطرق الواقعية السليمة والشريفة ..
وثروة الإنسان الحقيقية عند الكاتب لا تكمن في المال الذي يحمله في كيس نقوده بل تكمن في الدخل الذي يصنعه، فلابد من استثمار الثروة في مصدر رزق آمن يدر أرباحا باستمرار.
وحاول الكاتب أن يرشد أنفاق الناس نحو الأمور الأنفع:
فإذا أراد أن يتمتع بأكل وطعام يعمل بطريقة معينة غالية الثمن فالأفضل أن يأتي بعامل في منزله بأجر معين ليعده له كل يوم.
ويقول الكاتب في خضم هذا الهدف:
" لن تستطيع أي عائلة أن تستمتع بحياتها تماما ما لم تملك قطعة أرض، حيث يستطيع الأولاد اللعب في أرض نظيفة، وتتمكن الزوجة من أن تزرع، ليس فقط الزهور، ولكن النباتات ذات الإثمار الجيد أيضا والتي يمكن أن تمد عائلتها بالقوت "
وأعجب من الكاتب – الغير مسلم - الذي يقول بعد كل ذلك:
" لابد أن يدفع الإنسان كل ما عليه من ديون مستحقة بأقصى سرعة ممكنة.
لا بد أن يهتم بعائلته حتى يظنون به ظنا حسنا ويذكروه بالخير دائما.
لابد أن يكتب وصية مسجلة.
لابد وأن يكون لديه الشفقة على أولئك الذين أنزل بهم الضرر والخسارة .. وأن يساعدهم في حدود معقولة.
ولا بد أن يقوم بأعمال عطوفة ودودة نحو أحبابه "
ولكن الكاتب مع أنه حث على المساعدة إلا أنه وجهها فقال:
" إذا أردت أن تساعد صديقا لك، فافعل ذلك بطريقة لا تجعلك تحمل أعباءه بدلا منه "
وضرب مثلا بقصة مفادها:
أن الثور قال للحمار أنت منعم بالسروج المطرزة وعملك هو نقل صاحب المزرعة، أما أنا فأتعب وأكد وأحرث، فقال له:
تمارض.
ففعل الثور:
فحرث الأرض الحمار.
فقال الحمار للثور:
إن صاحب المزرعة سيرسلك للجزار غدا.
فقام الثور ليثبت أنه بصحة جيدة، ويستلم عمله من جديد.
وفي الختام:
الكتاب يحوي فوائد عديدة، ولكن هذا ما تيسر إيراده.
والسلام عليكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[12 Oct 2010, 09:25 ص]ـ
وجدت كتابا رائعا للشيخ محمد صالح المنجد: مشروعك الذي يلائمك
http://www.ktibat.com/showsubject- مشروعك_الذي_يلائمك-908. html (http://www.ktibat.com/showsubject- مشروعك_الذي_يلائمك-908. html)(/)
أحسن برنامج ترجمة في الانترنت
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[06 Mar 2010, 11:13 م]ـ
برنامج ترجمة صغير يعمل حتى على الـ pdf وجميع البرامج والمتصفحات
ما عليك سوى أن تقوم بتظليل النص وتنقر فوق الحرف G
وإذا شئت فانقر باليمين واذهب إلى إعدادات settings واختر ظهور الترجمة عند التظليل مباشرة
وفوق ذلك تختار من أي لغة تشاء إلى أي لغة تشاء
وإذا أردت استخدامه كقاموس خاص فانقر مرتين على Ctrl
لا يفُتْكم
حملوه من هنا ( http://translateclient.com/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Mar 2010, 02:15 م]ـ
أحسنت وفقك الله يا دكتور عبدالرحمن.
خدمة مميزة حقاً.
ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[07 Mar 2010, 03:30 م]ـ
جزاك الله خير،،،
تم التحميل
وقد جربته علي رسالتك المكتوبة، وقد ترجمها سريعا من فضل الله،،
برنامج ناجح ومهم للجميع لايستغني عنه ...
((كتب الله تعالي لكم الأجر والمثوبة))
ـ[خلوصي]ــــــــ[03 Apr 2010, 10:28 ص]ـ
سأحمله ثم أنظر إن كان كما تقول .. بسمة .. لي!
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[03 Apr 2010, 05:00 م]ـ
مع الشكر لحرص الدكتور على نفع الآخرين
أقول إن هذا المترجم وبخاصة من الانجليزة إلى العربية يذكرني ببني قومي و هم يحدثون البنقال أو الهنود أو غيرهم بلغة عربية مستحدثة يعرفها الجميع على نحو:
نت فيه روه، ليش أنت كلام ما فيه، أنت معلوم فيه لا معلوم فيه سويه سويه، بس أنا فيه ممكن معلوم ......(/)
ظاهرة الإنسلاخ
ـ[فهد بن صالح]ــــــــ[07 Mar 2010, 12:11 م]ـ
في خضم مشاغل الحياة، وانغماس الناس في الماديات، وانشغالهم بحطام الدنيا وجمعها، أصبحنا نرى أشياء لم نكن نراها، وأضحينا نقول أشياء لم نكن نقولها، وأمسينا نألف أشياء لم نكن نألفها.
ياترى هل الحياة تغيرت؟
أم تغير من هم على قيد الحياة؟
أم يا ترى مالذي حصل؟
إنه لشئ غريب جد غريب يستدعي الوقوف معه، والتأمل في عواقبه، والنظر في مجرياته، قبل أن يدهمنا الخطب ويغشانا، وقبل أن تعظم المصيبة وتتفاقم.
إنه أمر أرقني وأتعبني والله ـ وماذاك إلا حب لمن وقعوا فيه وخشية على النفس من الوقوع فيه ـ عافانا الله وإياكم.
إنه يافضلاء "" الإنسلاخ "" وأعني به ترك الإنسان أشياء هي حق وفعلها واجب وفعل أمور محرمة أو على أقل الأحوال قد تكون مكروهة، قد يكون كلامي غير واضح لكن بالمثال يتضح المقال ..
من أمثلة الإنسلاخ التي نراها كلل يوم وأعتدنا على رؤيتها ..
رجل عرفناه محبا للخير ولايزال ولن يزال إن شاء الله لكن أصيح يأخذ من لحيته بدعوى خلاف مزعزم فيها، أليس هذا من الإنسلاخ؟
رجل كان يرى أن إدخال الدش إلى البيت أمر غير مقبول والآن أصبح بيته يضج بالمنكرات التي يحتويها ذاكم الجهاز الخبيث. أليس هذا من الإنسلاخ؟
وآخر كان لا يألو جهدا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله والآن أصيح يردد (عليكم أنفسكم ... ) ولن يعذب الله أحدا بسبب أحدا. أليس هذا من الإنسلاخ؟
أمور وأمور تدلل على تفشي هذه الظاهرة الخطيرة التي والله تدلل على الإنحدار الذي نعيشه.
ومضة / سئل حذيفة رضي الله عنه كيف يعرف الرجل أنه أصابته الفتنة أم لا قال إذا كان يرى أشياء حلالا هي بالامس كانت عنده حراما فقد وقع في الفتنة.
اللهم ثبتنا يامقلب القلوب ... آمين.
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[28 Mar 2010, 01:31 م]ـ
نسأل الله الثبات , وأكبر قضية تواجه مجتمعاتنا هي ظاهر إنسلاخ الرموز.
والله المستعان.
ـ[فهد بن صالح]ــــــــ[04 Apr 2010, 09:12 ص]ـ
اللهم آمين، وهذا مما اُبتلينا به.(/)
بيان يهز العقل والقلب ( .... وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا)
ـ[ابو سلطان الغساني]ــــــــ[07 Mar 2010, 03:08 م]ـ
قال ابن الجوزي:
أسفاً لعبد كلما كثرت اوزاره قلّ استغفاره، و كلما قرب من القبور قوي عنده الفتور.
اذكر اسم من إذا اطعته افادك، و إذا اتيته شاكراً زادك، و إذا خدمته أصلح قلبك و فؤادك
أيها الغافل ما عندك خبر منك! فما تعرف من نفسك إلا ان تجوع فتاكل، و تشبع فتنام، و تغضب فتخاصم، فبم تميزت عن البهائم!
يا مُطالباً باعماله، يا مسؤلاً عن افعاله، يا مكتوباً عليه جميع أقواله، يا مناقشاً على كل أحواله، نسيانك لهذا أمر عجيب!
من تصور زوال المحن و بقاء الثناء هان الابتلاء عليه، و من تفكر في زوال اللذات وبقاء العار هان تركها عنده، و ما يُلاحظ العواقب إلا بصر ثاقب.
عجباً لمؤثر الفانية على الباقية، و لبائع البحر الخضم بساقية، و لمختار دار الكدر على الصافية، و لمقدم حب الأمراض على العافية.
يا هذا لا نوم أثقل من الغفلة، و لا رق أملك من الشهوة، و لا مصيبة كموت القلب، و لا نذير أبلغ من الشيب.
ـ[خلوصي]ــــــــ[02 Apr 2010, 01:27 م]ـ
جزاكم الله خيراً .. و حبذا لو أتيتنا كل مرة بمقولة أو اثنتين فقط للتركيز.(/)
معلومات عن ملائكة الرحمن
ـ[عائشة]ــــــــ[07 Mar 2010, 05:23 م]ـ
بثت قناة الفجر الفضائية ليلة الجمعة معلومة جميلة جدا عن الملائكة التي تحيط بالإنسان أثناء يومه وعلمت أن رحمة الله بعباده في كل شئ حتى في النوم , وهذه المعلومة قالها الشيخ عبد الباسط , عضو لجنة الإعجاز العلمي والحقيقة
قال إن الملائكة التي تحيط بالإنسان
عددها 10) وتتبدل في وقت الفجر ووقت العصر , والله سبحانه وتعالي يسأل ملائكته وقت انتهاء عمل ملائكته وقت الفجر كيف تركتم عبادي , فترد الملائكة وتقول: تركناهم يصلون , لذلك ينصح دائما بصلاة البردين الفجر والعصر وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ترك صلاة العصر حبط عمله).
وقد جعل الله عشرة أنواع من ملائكة تحيط بالإنسان كالتالي:
ملكين ملك عن اليمين وملك عن اليسار) , الملك اليمين ليكتب الحسنات الملك الشمال ليكتب السيئات ولكن حين يفعل الإنسان سيئة يقول ملك اليمين لملك اليسار اكتب هذه السيئة, فيرد ملك اليسار ويقول
أمهله لعله يستغفر, فإذا استغفر الإنسان لا يكتبها له
ملكين ملك أمام الإنسان وملك خلفه ,
حتى يدفع عنه السيئة التي تصيبه وتحفظه, مثال لذلك: كالذي تصيبه سيارة وينجوا من الحادث , هذه الملائكة تحفظ هذا الإنسان , ولكن إذا كتب الله سبحانه وتعالي أن يموت في الحادث باللوح المحفوظ فسوف يموت.
ملك على الجبين: للتواضع وعدم الكبر.
ملكين علي الشفتين: ملك على الشفة العليا و ملك على السفلى وهم مفوضين هذين الملكين لتسجيل الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم فقط وليس لغرض أخر.
ملكين على العينين: وهم لغض البصر وحماية العينان من الأذى وكما يقول المثل العامي المصري العين عليها حارس.
و أخيرا ملك على البلعوم: لأنه ممكن أن يدخل في فم النائم أي شئ يؤذيه فالله سبحانه وتعالى جعل ملك يحرس البلعوم حتى إذا دخل أي شئ بفم النائم ممكن أن يلفظه تلقائيا.
رب اغفر لي ولوالدي ولوالد والدي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات
الأحياء منهم والأموات يوم يقوم الحساب
__________________
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[01 Apr 2010, 07:24 م]ـ
ملكين ملك أمام الإنسان وملك خلفه ,
حتى يدفع عنه السيئة التي تصيبه وتحفظه, مثال لذلك: كالذي تصيبه سيارة وينجوا من الحادث , هذه الملائكة تحفظ هذا الإنسان , ولكن إذا كتب الله سبحانه وتعالي أن يموت في الحادث باللوح المحفوظ فسوف يموت.
ملك على الجبين: للتواضع وعدم الكبر.
ملكين علي الشفتين: ملك على الشفة العليا و ملك على السفلى وهم مفوضين هذين الملكين لتسجيل الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم فقط وليس لغرض أخر.
ملكين على العينين: وهم لغض البصر وحماية العينان من الأذى وكما يقول المثل العامي المصري العين عليها حارس.
و أخيرا ملك على البلعوم: لأنه ممكن أن يدخل في فم النائم أي شئ يؤذيه فالله سبحانه وتعالى جعل ملك يحرس البلعوم حتى إذا دخل أي شئ بفم النائم ممكن أن يلفظه تلقائيا.
__________________
جزاك الله خيرا , ولكن أين الأدلة الشرعية على هذه التفاصيل؟؟؟
ـ[زمرد]ــــــــ[02 Apr 2010, 12:38 م]ـ
شكر الله لك ياعائشة
كما ذكر الأخ الفاضل بعض الأصناف المذكورة للملائكة تحتاج لدليل من الكتاب أو صحيح السنة أو تفسير عالم معتبر، لوجود أخبار غير قوية في الملائكة.
وهذا كتاب جيد أوصيكم بقراءته
بعنوان: "معتقد فرق المسلمين واليهود والنصارى والفلاسفة والوثنيين في الملائكة المقربين" (مصورا)
د/ محمد بن عبدالوهاب العقيل
حرص فيه المؤلف- وهو أحد أساتذة العقيدة- على تصنيف النصوص الصحيحة من غيرها في مايتعلق بالملائكة
للتحميل
http://www.kabah.info/uploaders/mohmsor/moataqad.rar
ـ[عائشة]ــــــــ[05 Apr 2010, 08:05 م]ـ
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما مدى صحة هذا المقال ,, بارك الله فيكم ونفع بكم ,,
وقد انتشرت في المنتديات كثيرا ,,
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيراً
بعضه صحيح جاءت به الأحاديث، وبعضه ظن وقول على الله بغير عِلم.
أما الصحيح فهو:
(يُتْبَعُ)
(/)
الملائكة التي تتعاقب على الإنسان في الليل والنهار، وذلك في قوله تعالى: (وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا).
وفي قوله صلى الله عليه وسلم: يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم - وهو أعلم بهم -: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون. رواه البخاري ومسلم.
والْحَفَظة، لقوله تعالى: (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ).
والْكَتَبَة، الذين يكتبون الحسنات والسيئات، لقوله تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ).
أما الذي ذُكِر أنه يكون على الجبين فأين الدليل عليه؟
ولا يُمكن إثباته إلا بِنَصّ، لأنه مُتعلّق بِعالَم الغيب.
وكذلك الذي العينين وعلى الشفتين وعلى البلعوم.
وهذا مما يُعلَم بُطلانه، لأنه لو كان كذلك ما عصى الله مؤمن!
وأسوأ ما في الحديث في التفسير التجريبي الدخول في عالم الغيب.
فالذين يتكلّمون في الإعجاز العلمي لهم جهود مشكورة، إلا أن بعضهم لا يقتصر على ما يتعلق بالأمور المشاهَدة (عالم الشهادة) وإنما يتعدّاه إلى الكلام في الأمور الغيبية (عالم الغيب).
وهذا لا شك أنه خوض فيما لا يُحسنه الإنسان مهما أوتي من العلم.
وبعضهم يخوض في مثل هذه الأمور ضاربا بكلام السلف وبتفسيرهم عرض الحائط، بل قد يضرب بعقائد المسلمين من أكثر من ألف سنة عرض الحائط.
أحدهم خاض في قوله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ)
فَزَعَم أن هذا في عالم الميكروبات، وهذا لا شك أنه مُخالفة صريحة للقرآن، وجهل بالعقيدة، وجُرأة على القول على الله بغير عِلم.
والله تعالى أعلم.
الشيخ عبد الرحمن السحيم
بارك الله فيك أختى وأخى فى الله ولكن هذا الشىءيحرض المسلم على فعل الخيرات(/)
لذة الطاعة
ـ[عائشة]ــــــــ[07 Mar 2010, 06:02 م]ـ
في ظلمة الليل أناس نائمون ..... ضموا الغطاء هم بدفئ ينعمون
في اجمل الاحلام هم يتلذذون ..... ظنوا بهذا انهم يستمتعون
لكنهم هم يُحرمون يُحرمون ..... من لذة الركعات في جوف السكون
عن خلوة قدسية هم نائمون ..... عن موكب العبّاد هم يتخّلفون
جربتها وعشقتها
من ذاقها عرف السعادة ما تكون(/)
دعوة لحضور حفل تكريم الخاتمين في الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم
ـ[عبد الحي محمد]ــــــــ[08 Mar 2010, 09:11 ص]ـ
http://qk.org.sa/storage/webFiles/211-1267978412-88638.ExternalLink.jpg
ـ[عبد الحي محمد]ــــــــ[08 Mar 2010, 10:25 ص]ـ
http://www.alhnuf.com/up/pics-gif/upload/view_h.php?file=3eff957bc9
بسم الله الرحمن الرحيم
يسر الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالرياض
دعوتكم لحضور الحفل السنوي للجمعية الخيرية
لتحفيظ القرآن الكريم في منطقة الرياض
برعاية صاحب السمو الملكي الأمير
سلمان بن عبد العزيز آل سعود
أمير منطقة الرياض والرئيس الفخري للجمعية
والذي سيبدأ بمشيئة الله تعالى في الساعة الثامنة مساءَ يوم السبت 27/ 3/1431 هـ
في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الانتركونتننتال
والدعوة عامة للرجال(/)
قلقنا ثم سُررنا كثيرا شكرا يا دكتور نا الفاضل عبد الرحمن الشهري
ـ[محمدالسعيدي]ــــــــ[28 Mar 2010, 11:03 ص]ـ
لقد أصابنا القلق طوال المدة السابقة التي توقف فيها الملتقى، ولكن الحمد لله رجع إلينا وبحلته الجديدة، وثوبه الرائع الأنيق .....
شكرا دكتورنا الفاضل عبد الرحمن الشهري
شكرا دكتورنا مساعد الطيار
شكرا لكل القائيمن على هذا الملتقى المبارك ...(/)
شكرا للشيخ الدكتور عبد الرحمن الشهري لقد تألقت أيضا في عالم الأدب
ـ[محمدالسعيدي]ــــــــ[28 Mar 2010, 11:08 ص]ـ
شكرا للشيخ الدكتور عبد الرحمن الشهري لقد تألقت أيضا في عالم الأدب
حبيبنا الدكتور عبد الرحمن الشهري عُرفت بالتفسير واشتهرت به كما عرفناك في ملتقانا المبارك" ملتقى التفسير" وفي برنامج " التفسيرالمباشر " على قناة الدليل" وغيره من البرامج الآخرى، ولكن فاجئتنا –حقيقة- يا دكتور عبد الرحمن لما أطليت علينا في عالم الأدب فظهرتَ حافظاً للشعر أديبا ذواقة، لقد كنت استمتع كثيرا ببرنامجك الأدبي الذي كان في قناة"صفا" المباركة" بعنوان "شواهد الشعر"، ثم رأيتك على "قناة دليل" في برنامج"مصارع العشاق" وقد تألقت ناقدا للمشاركات، وحافظة للشعر راوية، تسرد القصائد من حفظك فتَطرب وتُطرِب، وتروي المقطوعات فتتذوق فتُمتِع، شكرا الله لك يا شيخ عبد الرحمن، أوتمنى لك كل التوفيق ...
محبك/ أبو عبدالله السعيدي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Mar 2010, 04:56 م]ـ
حياكم الله أخي محمد السعيدي، وأشكرك على حسن ظنك بأخيك، وإنما هي محاولات مبتدئين في عالم الأدب. ولعلي أعود للحديث عن تلك الحلقة ففيها بعض الطرائف.
ـ[التواقة]ــــــــ[29 Mar 2010, 05:50 م]ـ
شكر الله لشيخنا الدكتور وجعل ما قدمه في ميزان حسناته
لقد كان ظهوركم في البرنامج دعاية له فأنا حاولت مرارا متابعة البرنامج قبل تلك الحلقة لكنه لم يستهوني (ربما الأثاث له دور فهو غير جذا إطلاقاً أضف إلى أن الدعاية عنه في القناة غير جذابة ومبخسة للبرنامج)
غير أن ظهور الشيخ المفسر بحد ذاته ومن عرفناه في بينات والتفسير المباشر كان مدعاة لمتابعته فإذا هو في الشعر علم كما هو في التفسير وعلوم القرآن.
حلق بالمشاهدين إلى آفاااااااااااااااااااااق بعيدة وارتفاعات شاهقة فإذا هو بجدارة كما وصفوه أساتذته من قبل فارس الكلمة فقد كانت الحلقة إثباتا لكلامهم.
كم تمنيت أن تطول الحلقة فهل تعدنا شيخنا بمرات قادمة؟ وكم تمنيت أن يسألك المذيع عن بيت الشافعي رحمه الله
ولولا الشعر بالعلماء يزري لكنت اليوم أشعر من لبيد
فهل الشعر يزري بالعلماء فإيضاح مثل هذا مفيد في الرد على الذين ينبذون الشعر وينصبون له العداء في زمن ضعفت فيه اللغة بضعف رجالها.
ومفيد أيضا لللمبتدئين في الطلب الذين يزهدون في الشعر.
كلمة أخيرة: إن ظهوركم لهو انتصار للغة وتحبيب لها في زمن لا يخفى عليكم ما نعترض له من غلبة الرطانة علينا وصار شبه ضروري تعلم الإنجليزية وهذا ليس بعيب لكن العيب بل المؤلم مانراه من انتشار اللحن في الكلام حتى على مستوى بعض النخب ناهيك عن العامة وبات سوء الإلقاء مستشرياً حتى من بعض الإعلاميين الذين يفترض فيهم أنهم يجيدون هذا الفن وغض الطرف عن ذوي المناصب الإدارية الكبيرة.
ـ[سالمين]ــــــــ[09 Jul 2010, 04:28 م]ـ
شكرا للشيخ الدكتور عبد الرحمن الشهري لقد تألقت أيضا في عالم الأدب
حبيبنا الدكتور عبد الرحمن الشهري عُرفت بالتفسير واشتهرت به كما عرفناك في ملتقانا المبارك" ملتقى التفسير" وفي برنامج " التفسيرالمباشر " على قناة الدليل" وغيره من البرامج الآخرى، ولكن فاجئتنا –حقيقة- يا دكتور عبد الرحمن لما أطليت علينا في عالم الأدب فظهرتَ حافظاً للشعر أديبا ذواقة، لقد كنت استمتع كثيرا ببرنامجك الأدبي الذي كان في قناة"صفا" المباركة" بعنوان "شواهد الشعر"، ثم رأيتك على "قناة دليل" في برنامج"مصارع العشاق" وقد تألقت ناقدا للمشاركات، وحافظة للشعر راوية، تسرد القصائد من حفظك فتَطرب وتُطرِب، وتروي المقطوعات فتتذوق فتُمتِع، شكرا الله لك يا شيخ عبد الرحمن، أوتمنى لك كل التوفيق ...
مجبك/ أبو عبدالله السعيدي
شوقتنا أخي محمد لهذه الحلقة من برنامج مصارع العشاق فمتى تعاد؟؟؟
أو هل يمكن تضع لنا رابطها.
في انتظارك.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[09 Jul 2010, 05:12 م]ـ
تفضل أخي سالمين:
الدكتور عبد الرحمن الشهري في برنامج ربيع القوافي علي قناة دليل ( http://tafsir.net/vb/t19647.html)
إن ظهوركم لهو انتصار للغة وتحبيب لها في زمن لا يخفى عليكم ما نتعرض له من غلبة الرطانة علينا
عرف عن الدكتور عبد الرحمن اقتناص الفرص لنشر مثل هذه الجلسات الأدبية، وإشاعتها في الأوساط المختلفة، وهي من الأمور التي تجد تقبلا وإمتاعا كبيرين، فضلا عن الفائدة الكبيرة المتحققة بها، إذ تقرب للناس لغتهم العظيمة وتحببها لهم بأقرب طريق.
وفي الملتقى أمثلة عديدة على مثل هذا، وهذه منها:
خزانة الأدب: تأملات خاصة في ظلال أدب العربية ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=109136)
خزانة الأدب: تأملات خاصة في ظلال أدب العربية (2) ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=106149)
حلقات برنامج (شواهد الشعر) للدكتور عبدالرحمن الشهري ... ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=93100)
ولعل الإخوة يضيفون ما لديهم.(/)
آية قرآنية بكل عامود كهربائي / ادخلوا وشاهدوا يا أهل الترف
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[28 Mar 2010, 01:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على أشرف النبيين والمرسلين ..
وبعد ..
فهذا شيخ قراء الشام / الشيخ المقرئ الكبير / محمد كريّم راجح
وقد رزقت محبة عظيمة لأهل القرآن
محمد كريّم راجح .. من أئمة القراءة ومن خريجي مدرسة الشيخ الحكيم الميداني رحمه الله ورضي عنه
شاهدوه هنا، وهو يحكي؛ كيف حفظ القرآن، وقد نشأ في أسرة فقيرة أجبرته أحوالها أن يعمل وهو في سن 14 عاما وهي السن التي ختم بها القرآن
انظروا كيف كان يحفظ القرآن ..
وليعتبر أهل الترف .. أو ليخجلوا
http://www.youtube.com/watch?v=6EBXkFZalIA
وتعقبها نصيحة حول حفظ ومراجعة القرآن، اراها جيدة لمن تصلح معه(/)
(وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَص
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
قال تعالى:
(وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى)
ورد في تفسير الجلالين:
(ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك) أي قرب مودتهم للمؤمنين (بأن) بسبب أن (منهم قسيسين) علماء (ورهبانا) عبادا (وأنهم لا يستكبرون) عن اتباع الحق كما يستكبر اليهود وأهل مكة نزلت في وفد النجاشي القادمين عليه من الحبشة قرأ صلى الله عليه وسلم سورة يس فبكوا وأسلموا وقالوا ما أشبه هذا بما كان ينزل على عيسى)
وورد في بعض الكتب التاريخية:
"القبائل العربية التي فشت فيها النصرانية كانت نصرانية سطحية غير عميقة الجذور ومما يدل على ذلك سرعة إسلام هذه القبائل، وقيل إنها نصرانية بدائية قريبة جدا من التوحيد"
ورد هذا التوجيه في عدة كتب منها:
الحياة العربية في الشعر الجاهلي، وتاريخ الأدب العربي، والحياة الدينية عند العرب بين الجاهلية والإسلام.
وقد ورد في كتاب الوجود النصراني في المدينة قبل الإسلام وفي العهد النبوي، د. حمد بن محمد بن صراي:
" وفي رأيي أن هذا حكم عام غير دقيق، لأن من تنصر من العرب وتعمق في الديانة النصرانية كان يدافع عنها ويتمسك بها، بل كان يدخل في صراعات مع الدول الكبرى كالبيزنطيين عندما كانوا يخالفونهم الرأي، مثلما حدث بين البيزنطيين والغساسنة على الرغم من التحالف السياسي والعسكري بينهما.
ومن المعروف أن الغساسنة من النصارى القائلين بالطبيعة الواحدة المونوفيزية أو اليعقوبية " أهـ
وفي موقع الشيخ سفر الحوالي ورد ما يلي:
"اليعقوبية:
فرقة نصرانية تنتسب إلى يعقوب البرادعي أسقف الرها ومؤسس الكنيسة السريانية المونوفيزية من القائلين بالطبيعة الواحدة للمسيح، وهم أكفر الفرق النصرانية تكفرهم سائر فرقها، وهم الذين يقولون: (إن الله هو المسيح ابن مريم) تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً."
والقرآن الكريم لم يفرق بين الفرقتين فقد قال تعالى:
" لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة " (المائدة)
" لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح " (المائدة)
و يظهر لي أن اليعقوبية أقرب إلى التوحيد، فهم بفطرتهم استنتجوا أن الرب لا ينقسم بل لابد أن يكون واحد.
ولابد أن يلاحظ الباحثين التطور الذي طرأ على النصرانية، وبين ما كان في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وما كان في زمن غيره.
وفي ما يلي نقولات مفيدة كما أظن والله أعلم.
روى النسائي بإسناده عن ابن عباس رضي الله عنه، قال:
لما أراد الله عز وجل أن يرفع عيسى إلى السماء، خرج إلى أصحابه وهم في بيت اثنا عشر رجلا من عين في البيت، ورأسه يقطر ماء، فقال: إن منكم من يكفر بي اثنتي عشرة مرة بعد أن آمن بي. ثم قال: أيكم يلقى عليه شبهي فيقتل مكاني، ويكون معي في درجتي؟ , فقام شاب من أحدثهم سنا فقال: أنا. فقال له: اجلس. ثم أعاد عليهم، فقام الشاب فقال: أنا. فقال له: اجلس. ثم عاد عليهم فقام الشاب، فقال: أنا. فقال: نعم، أنت ذاك. فألقي عليه شبه عيسى، ورفع عيسى عليه السلام من روزنة في البيت إلى السماء، وجاء الطلب من اليهود فأخذوا شبهه فقتلوه وصلبوه، وكفر به بعضهم اثنتي عشرة مرة بعد أن آمن به، فتفرقوا فيه ثلاث فرق. فقالت فرقة: كان الله فينا ما شاء، ثم صعد إلى السماء. وهؤلاء اليعقوبية. وقالت فرقة: كان فينا ابن الله ما شاء، ثم رفعه إليه وهؤلاء النسطورية وقالت فرقة كان فينا عبد الله ورسوله ما شاء الله ثم رفعه إليه، وهؤلاء المسلمون فتظاهرت الكافرتان على المسلمة، فقتلوها، فلم يزل الإسلام طامسا حتى بعث الله محمدا - صلى الله عليه وسلم - (فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة) يعني: الطائفة التي كفرت من بني إسرائيل في زمن عيسى والطائفة التي آمنت في زمن عيسى) فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين) بإظهار محمد - صلى الله عليه وسلم - دينهم على دين الكفار (فأصبحوا ظاهرين) "
قال ابن كثير في البداية والنهاية:
وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس على شرط مسلم.
ورد في كتاب العرب النصارى عرض تاريخي لحسين عودات
ما يلي:
"لم يعرف العرب لفظة مسيحي أو مسيحية، بل كانوا يطلقون كلمتي نصراني أو نصرانية بدلا منها "أهـ
" وخرج عمرو بن العاص عامل عمر بن الخطاب، من الأديرة التي ببرية الأسقيط والصعيد، سبعون ألف راهب يعقوبي، بيد كل راهب عكاز، وسلموا عليه فكتب لهم عهدا. فتغلب اليعاقبة على كنائس مصر ودياراتهم كلها " أهـ
في بحث الموحدون من النصارى
للشيخ سفر الحوالي
الذي نشرته مجلة البيان ورد ما يلي:
" أما اليعقوبية فهم مع اعتقادهم التثليث ينكرون أن يكون للمسيح طبيعتان، ويجعلونها طبيعة واحدة «إلهية» فكفَّرتهم الكنيسة الملكية بإنكار التثليث في نظرها.
ومن هنا أخطأ كثير من الباحثين أيضاً فظنوا ما جعلته الكنيسة توحيداً على سبيل التهمة هو التوحيد الذي عليه الموحدون "
وقال ابن حزم في كتابه الفصل في الملل والنحل:
" الكلام على النصارى
قال أبو محمد رضي الله عنه النصارى وإن كانوا أهل كتاب ويقرون بنبوة بعض الأنبياء عليهم السلام فإن جماهيرهم وفرقهم لا يقرون بالتوحيد مجرداً بل يقولون بالتثليث فهذا مكان الكلام عليهم ... فالنصارى أحق بالإدخال ههنا لأنهم يقولون بثلاثة لم يزالوا. " أهـ والله أعلم وأحكم
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=54074
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[31 Mar 2010, 12:28 ص]ـ
وهذا موضوع له صلة بهذه الآية
حوار علمي في تفسير آية ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=1974#post1974)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[31 Mar 2010, 07:34 ص]ـ
وهذا موضوع له صلة بهذه الآية
حوار علمي في تفسير آية ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=1974#post1974)
أخي الكريم أبا مجاهد هل النصارى في هذه الآية المقصود بهم نصارى القبائل العربية بالدرجة الأولى؟(/)
«خميني تركيا» .......... !؟! .......... هل يعود فتح الله غولن؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[29 Mar 2010, 10:49 ص]ـ
.
«خميني تركيا» هل يعود فتح الله غولن؟
أرنست خوري
رجب طيب أردوغانأن يأتي عجوز ذو شهرة ونفوذ عالميّين يُدعى فتح الله غولن إلى اسطنبول وأنقرة قريباً، بصفة «فاتح» إسلامي لفرض حكم الشريعة فيهما، فكرة أقرب إلى السورياليّة منها إلى الواقع. لكنها فكرة يطيب للبعض في تركيا والولايات المتّحدة خوض حروب دونكيشوتيّة ضدّها.
فمن هو غولن هذا، المغمور عربيّاً والذائع الصيت غربياً؟
بين من يصفه بـ «خميني تركيا العائد قريباً ليحوّل أنقرة إلى طهران جديدة»، ومن يرى أنه أقرب ما يكون إلى غاندي الإسلام الراكب صهوة حوار الحضارات والانفتاح على «الآخر»، يبقى محمّد فتح الله غولن على الأرجح،
«أكثر شخصيّة مثيرة للالتباس» في تركيا.
لكنه قبل كلّ شيء يبقى أشهر داعية إسلامي في الغرب، وقد يكون أثراهم وأكثرهم نفوذاً.
فتح الله غولنفتح الله غولن (67 عاماً) رجل يجمع في شخصه
معظم معالم الغرابة والألغاز.
نشاطه الطويل في دنيا الدعوة الإسلاميّة (اعتزل ممارستها عام 1981)
بدأ في رحلات إلى قرى سهول الأناضول النائية،
ووصلت به إلى أن يتحوّل نجماً عالميّاً،
يحمل أوسمة «مجلس لوردات بريطانيا»،
وتنهال عليه شهادات كبار رؤساء الجامعات الأميركية والبريطانية. جمعيّاته ومدارسه وجامعاته عددها يناهز الألف، تتوزّع على 90 بلداً في كل القارات.
مؤسّساته الإعلاميّة وشركاته في عالم الاستثمار ثرواتها طائلة، وجميعها تنضوي تحت لواء مؤسسة أم، هي «غولن إنستيتيوت»، ومقرّها حرم جامعة هيوستن الأميركيّة. انفتاحه من منطلق إسلامي، على أديان وحضارات وثقافات العالم، و «تقديسه» قيم الحداثة الغربيّة، من ديموقراطيّة وحرية وتعدّد حزبي وحوار حضارات، جعلت التيّار الإسلامي «التقليدي» يتّهمه بالانحراف عن دينه.
كما لم تشفع نزعته السلميّة في تجنيبه حرباً هوجاء قادها ضدّه، ولا يزال، جنرالات بلاده وعلمانيّوها، على اعتبار أنّه «يسعى صامتاً» للسيطرة (عبر تلاميذه الذين يفوق عددهم المليون في تركيا، أبرزهم رئيس الحكومة التركيّة رجب طيّب أردوغان، حتّى إن بولنت أجاويد وسليمان ديميريل العلمانيَّين درسا في إحدى مدارسه) على السلطة، وتحويل البلاد دولة إسلاميّة على شاكلة الأسلوب الذي اتّبعه روح الله الموسوي، أي خميني إيران عام 1979.
تهمة أودت به إلى المحكمة، قبل أن يُبرّأ مرّتين: عام 2006 وعام 2008.
منفاه الاختياري في ولاية بنسلفانيا الأميركية لجأ إليه منذ عام 1998، ليتجنّب الاعتقال على خلفيّة بثّ تسجيل صوتي له، فسّره أعداؤه الأتراك بأنه يدعو فيه إلى توحيد الجهود للسيطرة على الحكم في أنقرة. منفى قد يغادره قريباً ليعود إلى الوطن، فهو بات بريئاً من كلّ تهمة. لقد تخلّص من الملاحقة القانونيّة، لكنّ حظوظ العودة المظفّرة تبقى محدودة، لأن الرجل يعاني وضعاً صحيّاً دقيقاً.
إسلام «موديرن»
الرجل شاغل الدنيا، وخصوصاً نخب العالم «المسيحي».
الأستاذ الجامعي الأميركي جيل كارول وضع أخيراً كتاباً عنه بعنوان «حوار الحضارات: أفكار غولن الإسلاميّة وحديثه الإنساني».
جوهر الكتاب دراسة مقارنة بين غولن وكونفوشيوس وأفلاطون وإيمانويل كانط وجون ستيوارت ميل وجان بول سارتر في قضايا «القيم الإنسانية والأخلاق والحرية وأهمية التعليم والمسؤوليّة ... ». أمّا رئيسة جامعة «بنسلفانيا ماريوود» آن مونلي، فوصفت المدارس التي أنشأها غولن بأنها «جزيرة للسلام».
الأهم يبقى أنّ حكومة ولاية هيوستن خصّصت يوم 21 من شباط من كل عام للاحتفال به كـ «يوم مؤسسة غولن».
مجلّة «إيكونوميست» البريطانيّة رأت أنّ حركة غولن «تبدو الأكثر عقلانية من معظم نظيراتها، وتسعى من أجل الاعتراف بها لتكون الشبكة الإسلامية الرائدة على مستوى العالم».
(يُتْبَعُ)
(/)
أما صحيفة «لو موند» الفرنسية والمجلّة الاقتصاديّة الشهيرة «فوربز» فقد تبنّتا مشروع غولن مالياً وتنظيمياً. ويرى عدد كبير من علماء الإسلام أنّ حركته باتت على جميع المستويات أوسع انتشاراً وأكثر قبولاً، حتى من جماعة «الإخوان» المسلمين. وقد يكون أبرز مكامن قوّة الحركة في الغرب، أنها مدعومة من هذا الغرب الليبرالي الباحث من دون كلل عن شريك إسلامي في نظريّة «حوار الحضارات». فحركة غولن، تطلب من الشباب المسلم، وتعلّمه في مدارسها وجامعاتها، تبنّي فرص العالم الغربي مع الاحتفاظ بـ «أساسيات الإسلام». أساسيات يرى البعض أنها تدنو عن الحدّ الأدنى، لتصل إلى «الانحراف».
والاعتدال الإسلامي في كتب غولن البالغ عددها 60 (بشأن الدين والسياسة والفنّ والرياضة والفكر) وآلاف مقالاته ودراساته التي تغزو مواقعه الإلكترونيّة المترجمة إلى عدد كبير من لغات العالم، يصل إلى حدّ أنه قد لا يجد القارئ في بعض كتاباته إلا ذكراً واحداً أو اثنين لكلمة «الله» أو «القرآن» أو النبي محمّد. عالمه مليء بالبذخ وسهرات الليالي، وهو أبعد ما يكون عن الصورة النمطيّة لرجال الدين المسلمين.
عولمة إسلاميّة
تزعّم غولن حركة «مدارس النور»، التي أسّسها المفكر والداعية التركي الأبرز، بديع الزمان سعيد النورسي (1877ـــ1960) وهي مدرسة إسلامية معاصرة تجديدية. ورحلة الصراع مع الحكم العلماني التركي بدأت معه في عام 1971 حين اعتُقل بعد الإنذار العسكري الموجه من الحكومة آنذاك، بتهمة «محاولة تغيير الأسس الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للنظام العلماني». ودام اعتقاله ستة أشهر، ثم أطلق سراحه.
انسحب من «النور» عام 1971 لأنه أراد تكوين حركة عالميّة يكون هو زعيمها الأوحد. وسرعان ما شملت مؤسساته خدمات التعليم الحديث، وإصدار عدد كبير من الصحف (أبرزها صحيفة «زمان» و «سيزنتي» و «يني أوميت» و «فونتان» و «ياغمور») والمجلات ووكالات الأنباء، إلى جانب محطة للإذاعة، ثمّ عدد من محطّات التلفزيون ( atv) ودور النشر والمصارف، حتّى إنه أسّس عام 1994 نقابة الصحافيّين والكتّاب الأتراك التي لا يزال رئيسها الفخري. ورغم خروجه من جمعيّة «النور»، لا يزال غولن يُوصَف في تركيا بأنّه رئيس طائفة «نورجو» (النور).
وبحسب الأرقام التي يقدّمها العسكر المناوئ لغولن، فإنّ الجمعيات الإسلاميّة الخاضعة لمراقبة مشددة من الدولة، تملك 4123 شركة منضوية في سبع مجموعات قابضة، تأسّس معظمها خلال التسعينيات، ومعظمها يدور في فلك غولن. وقيمة استثمارات مؤسساته في تركيا وحدها، 1,5 مليار دولار.
ويعترف كل من أتباعه وأعدائه بأنّه، بفضله،
أصبحت الدعوة الإسلامية اليوم «حقيقة في ملعب الكرة
كما هي في مدرجات الجامعة،
وفي صالونات الفنانين والشعراء
كما هي في كراسي الأساتذة الجامعيّين وقاعات البحث،
وتغلغلت في الأسواق
ومراكز الشباب
مثلما تألقت في أكاديميات العلوم ورسائل الدكتوراه»،
على حدّ وصف الموقع الإلكتروني الإسلامي الشهير «إسلام أونلاين».
ومن أبرز ما أعطاه هذه الشهرة العالميّة،
لقاءاته مع رؤساء الطوائف المسيحيّة واليهوديّة. فهو لم يتردّد عن عقد لقاءات «تاريخيّة» مع بابا روما السابق يوحنا بولس الثاني وبطريرك اسطنبول برثلماوس وكبير حاخامات شرقيي يهود إسرائيل إلياهو باكشي ـــ دورون. ويرى غولن نفسه ناطقاً باسم جميع المسلمين السنّة، بحيث يرى أنّ المذهب السنّي «قابل للتأقلم مع العالم الغربي وقيمه أكثر من جميع المذاهب الأخرى». وهو من أبرز من كتب ليبرهن أنّ الإيمان الديني يمكن إثباته علميّاً.
وفي وطنها الأم، تُعدّ حركة غولن مناقضة للنزعة القومية المتطرفة. لكن الحركة تتخذ في الخارج نكهة القومية التركية، حتّى إنّ معظم المتطوّعين والموظّفين الناشطين في مؤسساته، (عددهم 100 ألف)، وخصوصاً المدرّسين (لكون اهتمامه الأوّل ينصبّ على تعليم الأطفال من مختلف الأديان والحضارات)، هم من الأتراك. وفي قرغيزيا، وحتى في باكستان مثلاً، يتعلم تلاميذ مدارس غولن الأغاني التركيّة، وإنّ حركة غولن حققت وجوداً كبيراً في شمال العراق الكردي، عبر تأسيس مدارس ومستشفى، وجامعة. وهنا مصدر مشكلات إضافية مع قوميّي تركيا، رافعي شعار «تركيا للأتراك لا للأكراد».
من أقواله ومبادئه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـــ الحوار بين الحضارات، والتسامح بين الأديان، وإدراج التعليم والتقنية الحديثة في الإعلام (إنترنت وتلفزيون ودعاية) في نشر الدين وأفكاره: «الديموقراطيّة هي، رغم جميع سيّئاتها، النظام الوحيد القابل للحياة، ويجب تثبيت المؤسسات الديموقراطية للوصول إلى زمن نجد فيه مجتمعاً يحترم الحريات والحقوق الفردية الكاملة».
ـــ «يمكن لتركيا أن تكون علمانية، لكن للأسف، تحوّلت العلمانيّة في تركيا إلى عمليّة إخراج الدين من المجتمع».
ـــ من أكثر «النظريّات» التي استدعت ردوداً وتعليقات مناهضة لغولن، وخصوصاً داخل تركيا، كان خطاباً ألقاه عام 2004، ساوى فيه بين الإلحاد والإرهاب.
ـــ أبرز «تجديداته» الدينيّة، هو تحريمه القتل تحت أيّ عذر. فالقتل يجب أن لا يحصل إلا خلال الحروب التي تعلنها الدولة حصراً: «لا أحد يمكنه أن يفتي بهذا الأمر، لا أحد يمكنه أن يتحوّل إلى قنبلة متفجّرة (في إشارة إلى العمليات الانتحاريّة) بين الناس، مهما تكن ديانة هؤلاء. لا أحد سيبلغ الجنّة إذا قتل شخصاً مهما كان الدافع. ليس مسموحاً لا لمجموعة أو لحزب أو لفريق أن يعلن الحرب، الدولة فقط تستطيع ذلك. وأي مجموعة تقود حرباً خارج إطار الدولة تكون مجموعة من المجرمين، ينطبق على عملهم وصف الإرهاب».
ـــ إحدى «النظريات» التي تسبّب لغولن بمشكلات فقهيّة مع عدد كبير من علماء الإسلام، هي جزمه بأنّه «لا يمكنني أن أتصوّر وجود أي شيء اسمه دولة إسلاميّة. هناك فقط أماكن يعيش فيها مسلمون».
ـــ «لا أعتقد أنّ المسلمين حاليّاً قادرون على التأثير في موازين القوى العالميّة ... العالم الإسلامي اليوم متخلّف جدّاً، يمكننا ملاحظة ذلك من خلال الحجّ والمحاضرات ... هؤلاء المسلمون ليسوا بمستوى حلّ مشكلات العالم». وهنا يجد القارئ الأساس النظري لأدوات عمل غولن ومؤسّساته. فالتخلّف لا يرى حلاً له إلا عبر مواكبة العصر و «إنجازات» الحداثة الغربية، من ديموقراطيّة وانفتاح وتطوّر علمي واقتصادي ... لذلك يرى أنّ الاستفادة من أحدث التقنيات العلميّة («التي تعلو فوق كل شيء» على حدّ تعبيره) في الإعلام والعلم والتواصل والتعليم، هو الطريق لتقوية المسلمين وإخراجهم من التخلّف.
ـــ «أحد أكثر الأشخاص الذين أكرههم في العالم، هو أسامة بن لادن، فهو وسّخ وجه الإسلام، ومهما بذلنا من جهود لتصحيح الخطأ الذي تسبّب به (هجمات 11 أيلول)، فذلك سيأخذ سنوات طويلة».
العدوّ الأخطر
مشكلته السياسيّة الأشهر مع «النظام العلماني»، كانت في عام 1998، حين بثّ الإعلام الموالي للعلمانيّين، شريطاً مصوّراً لغولن، يدعو فيه أنصاره من أصحاب الوظائف الرفيعة في السلكين القضائي والعسكري إلى «العمل بصبر للسيطرة على الدولة». وكان غولن غادر البلاد إلى الولايات المتّحدة للعلاج قبل وقت قليل من هذه «الفضيحة». غير أنّ الرأي السائد يؤكّد أنه كان يدري أنّ هناك «مؤامرة» تُحاك ضدّه، لذلك استبق الحملة. وفي عام 2000، صدر أمر بتوقيفه ومحاكمته غيابياً، وعام 2003 فُتحت محاكمة أخرى بحقه بجرم «تأليف خلايا إجراميّة» تحضيراً للانقلاب على الدولة. غير أنّ غولن ادّعى أنّ خطاباته المسجّلة تلك، جرى تحويرها وتغيير السياق التي أتت به، إذ كان الهدف منها «حثّ مجموعة من ضبّاط الجيش والقضاة وموظفي القطاع العام (الذين يرون أنفسهم تلامذته) إلى الصبر والاستمرار في أداء واجبهم المهني، رغم منعهم من أداء شعائرهم الدينيّة علناً».
ومشكلة العلمانيّين مع غولن لا تقتصر على امبراطوريّته الإسلاميّة التي يقودها، بل تمتدّ على ما يرونها «فتح الباب أمام الغرب ليخترق تركيا»، من خلال العلاقات العميقة التي تجمع الداعية مع واشنطن وعواصم الغرب. علاقة يضعها الرجل في خانة الانفتاح، ويسمّيها جنرالات وشوفينيّو أنقرة «عمالة».
وحرب «النخبة العلمانيّة» معه ومع حركته، امتدّت حسب الحقبات، من داخل مؤسسات الدولة، إلى ما وراء الحدود التركيّة.
ففي عام 1986، طرد الجيش كتيبة كاملة من صفوفه، بحجّة أنّ غولن «زرعها» في الجيش،
ودائماً الحجّة نفسها، «بهدف الانقلاب على القيم العلمانية للدولة».
(يُتْبَعُ)
(/)
ولحق به جنرالات تركيا إلى روسيا، حيث كتب ابن رئيس تحرير صحيفة «جمهوريات» (المتحدّثة باسم العلمانيين المتشدّدين) عنه في إحدى الصحف الروسيّة مدّعياً أنه يتزعّم عصابة إرهابيّة روسيّة تُدعى ( nurcus). غير أنّ القضاء الروسي لم يسر في الدعوى القانونيّة، وأنكر أن يكون لغولن أي صلة بالعصابة المذكورة.
ولتبرئته في عامي 2006 و 2008، قصّة أخرى. فالقاضي زكريا أوز، الذي أصدر حكم البراءة بحقّه، شنّ عليه العلمانيون هجوماً قويّاً، وتلقّى تهديدات بالقتل على خلفيّة اتهامه بأنه أحد أتباع غولن، وأنه قيادي في حزب «العدالة والتنمية» (الذي ينظر إليه العلمانيّون على أنّه وريث فكر غولن المعادي للعلمانيّة) وأنّ زوجته ترتدي الحجاب الإسلامي (وهو ما ظهر أنه غير صحيح لاحقاً).
قد يكون أكثر ما يثير في قضيّة غولن، هو تجنّد رموز من المحافظين الجدد الأميركيين للانضمام إلى الحملة المعادية لغولن، بدعوى أنه يسعى لفرض حكم الشريعة في تركيا. مايكل روبين، أحد الكتّاب البارزين في معسكر المحافظين الجدد، أعاد إشعال الحرب الإعلاميّة ضدّ غولن، كاشفاً عن قرب موعد عودته إلى تركيا (في غضون أشهر!). مقال روبين أثار موجة ردود أعنفها من الكاتب الشهير في صحيفة «زمان»، التي يملكها غولن، عبد الحميد بيليسي. مقال روبين في 14 من الشهر الجاري في «ناشونال ريفيو أونلاين»،
أجرى مقارنة طويلة بين شخصيّة الخميني ومسيرته وطرق عمله في السبعينيات من القرن الماضي، التي أوصلته إلى طهران «بطلاً لجمهوريّة إسلاميّة»، مع مسيرة غولن.
حتّى إنّ الكاتب الأميركي استعار عناوين سبق أن استخدمتها صحيفة «جمهورييت» (التي وصفها بأنها «نيويورك تايمز تركيا»)، من نوع «غولن سيحوّل أنقرة واسطنبول إلى طهران ثانية»، أو «غولن شبيه الخميني». وروبين يذهب أبعد من ذلك، ليرى أنّ الخميني جسّد لأتباعه «المهدي المنتظر»، وغولن سيجسّد بدوره الخليفة العثماني الذي انتهى عهده في الامبراطوريّة العثمانيّة عام 1924.
عدد الجمعة 18 نيسان 2008
http://www.al-akhbar.com/ar/node/70940
|(/)
التيسير للقراءات القرءانية و المتون العلمية في حلته الجديدة
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[30 Mar 2010, 02:16 ص]ـ
تم بحمد الله افتتاح موقع التيسير للقراءات القرآنية و المتون العلمية فى حلة جديدة بتصميم جديد و فهرسة أدق للمتون العلمية على هذا الرابط
التيسير للقراءات القرآنية و المتون العلمية ( http://taiser.net/index.php)
و بانتظار اقتراحاتكم و ملاحظاتكم
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[30 Mar 2010, 10:52 ص]ـ
نفع الله بكم، شيخ طه.(/)
أبواب الجنان، وموقع أدبي جديد
ـ[محمد خليل الزروق]ــــــــ[30 Mar 2010, 01:42 م]ـ
أبواب الجنان
من أين أدخل؟
لا بأس عليك، إنها أبواب كثيرة، من أيها دخلت أجزأك، وأوصلك إلى بغيتك، ونفذ بقلبك إلى قلب هذه الحدائق.
فاتساعها، وتباعد أطرافها، وبُعد مداها - يهوِّن عليك الدخول من أقرب مَوْلِج، والاكتفاء ببعض عن بعض.
ولا يهُولَنَّك هذا الاتساع فتزهدَ في الدخول، فإنه ما من داخل أمكنته الإحاطة، فرأى كل شيء، وذاق كل طعم، وسمع كل نغم، ولكنهم يستدلون بما بلغوا على ما لم يبلغوا، وبما أدركوه على ما فاتهم، ويؤمِّلون إن كان في العمر باقية، وفي الزمن اتساع، أن يستزيدوا ما وسعتهم الاستزادة، وأن يغترفوا على قدر آنيتهم، ويستوعبوا على قدر مسيل أوديتهم.
* * *
هذا باب قديم، ليس بِمُعرق في القدم، ولكنه كان مَوْلج كثيرين رغَّبهم وحبَّبهم، وأخذ بأيديهم وعرَّفهم، لا سيما في عهود الصبا، وأيام الشبيبة، والعواطف مشبوبة، والأوتار مشدودة، والخيال مشيَّدةٌ مبانيه، والقلب مضطربة معانيه، يخفق للطيف، ويُشغَل بالأمل، ويُشعل بالوهم، ففرحُه طائر، وحزنه آسر، وحبه حائر.
إنه باب مكتوب عليه: مصطفى لطفي المنفلوطي، يغلب عليه الحزن والتفكر، ففيه مع كل عِبرة عَبرة، ومع كل فكرة فَترة، ومع كل نظرة حسرة، فأنت مع (النظرات) في (عَبَرات)، ومع الكلمات في أنات، وإذا قص عليك قَصص المآسي والأحزان، أبكى وأشجى، وإذا روى لك أحاديث البيان، وصف واستقصى، فيعلمك مع سهولة القالب رقة القلب، ومع نقاء الديباجة إرسال الدمعة.
* * *
وليس ببعيد منه باب كبير، ومَشْرَع واسع، باب مكتوب عليه: أحمد حسن الزيات، من معالمه تعرف أنه صاحب (رسالة)، وكاتب مقالة، أنشأ نهضة واسعة، ومجلة جامعة، يكتب فيها المصري والمغربي، ويتحاور فيها الشامي والعراقي.
كان في أسلوبه نظام وإحكام، مضبوط بمقاييس، وموزون بموازين، كأنما هو خريطة هندسية، أو خطة عسكرية، وقد حكى عن نفسه أنه إذا كتب سد أذنيه بالقطن، حتى لا يسمع صوتًا، وحتى لا ينحرف له خط، ولا يضطرب له رسم، ولا تند عنه كلمة. الدخول من هذا الباب يعلمك محاسن المقابلة، وتتمرن بمحاكاته على الرصف والمزاوجة، ولا تلبث بعد زمن أن تعلم أنه نمط أثير، وأسلوب شائع، وطريقة غالبة، ولك بعد ذلك أن تأخذ منه، وألا تكتفى به.
وأما مجلته التي ذكرتُ فمجلس لا يُسأم، وحديث لا يمل، سال في أنهرها مداد الأدب، وبدا فيها بدائه الشعر والنثر، وبدائع الفكر والفن، وتَحارَب على صفحاتها المختلفون بلا سيف ولا صوت، وتصارعت في فصولها الأفكار بلا غلَب ولا موت،، وأظهرت أدباء لم يُعرفوا، ثم عرفوا، وجدَّد فيها شيوخٌ من أساليب الصنعة ما لم يألفوا، ثم ألفوا، فكانت في تاريخ الفن نُقلة، وبين ماضيه وحاضره وُصلة.
* * *
وباب آخر عليه وقار ومهابة، ولصاحبه فحولة وأصالة، وله في قلوب أهل المذهب تبجيل وجلالة، لم يزل ممثلاً للعزة الإسلامية، والنخوة العربية، يخوض المعارك (تحت راية القرآن)، ويجوب المسالك بصدق أهل الإيمان. كلامه في تفكُّره وتدبره، وقلمه في (وحيه) ونحوِه، وعِلْمه (بآداب العرب)، وتصرُّفه في فنون الأدب - كأنما هو تنزيل من التنزيل، أو قبس من نور الذكر الحكيم.
كان شديدًا على الطاعنين، اللابسين لبوس البحث والأدب ليصلوا إلى حياض الدين، مُرُّ السخرية، واسع الحيلة، بعيد الغور، عميق الفِكْر، طويل النفَس. حكوا عنه أنه كان يحمل قُصاصات من الورق يشقِّق فيها الفِكَر، ويفتِّق فيها الصور، فربما عسُر على الناظر من أول لمحة فهمُ ما يريد، فإذا تأنَّى قليلاً ظهر له مرماه البعيد. يعدّه بعضهم زعيم قصيدة النثر، وإن لم يسم ذلك باسم القصيدة أو باسم الشعر. وكان شاعرًا أول أمره، فنسي الناس بما أذهلهم من ترسُّله ونثره، ما كان عرض عليهم من قبل من دواوين نظمه وشعره.
الدخول من هذا الباب يعلمك كيف تجتمع جزالة العبارة وحداثة المعنى؟ وكيف يُنحت تمثال الخيال؟ وكيف يُستنبط ماء المجاز؟ إنه باب مكتوب عليه: مصطفى صادق الرافعي.
* * *
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا باب يرغِّب في الدخول منه أناس، ويرغِّب عنه أناس، وأنا ممن يرغب في الدخول منه، وما عليك إذا كنت فاقهًا فاهمًا، أن تستمتع بأدب هذا الأديب، وتنعم بهذا اللون من الكتابة، حيث يكون الكاتب ممسكًا بأدواته وآلاته، فيأخذ قارئه إلى حيث يريد، بلا عناء ولا رهَق، يولِّد من المعنى معاني، ومن الفكرة صفحات، ومن الصفحات كتابًا، ويقص عليك حديث (أيامه) فيمتع، و (حديث الأربعاء) فيبدع، ويجدد ذكرى (المتنبي)، و (ذكرى أبي العلاء)، وله على السيرة (هامش) رقيق الحاشية، مزخرف الناحية، فقد كان الرجل أديبًا متأنقًا، صاحب لحون وفنون، ومبدع أصوات ونغمات. وقد سُمي بأخَرة حين طال به العمر، وامتدت به الأيام - عميد الأدب؛ إذ كان بقية أولئك المتقدمين، وآخر طبقته من الغابرين، وقد رجا له الحكماء أن يكون مات على نية صالحة، وتوبة ناصحة. ذلك باب: طه حسين.
* * *
وهذا باب سهل دخوله، هادئ جوه، قليل زحامه، نزر رُوَّاده ووُرَّاده، صاحبه باحث أديب، من كبار الكتاب، أجرى للأدباء من (فيض خاطره) نهرا، وأرخ للإسلام (فجرا وضحى وظهرا)، وأشرف على لجنة للتأليف والنشر دهرا، فأظهرت كنوزًا مخبوءة، وأبرزت دواوين مستورة. جعل من (حياته) مثلاً لكتابة سيرة النفس، ورسْم صورة الذات، بلا تكلف يعيب، أو تعمُّل يشين.
يعلمك الدخول من هذا الباب كيف تبتكر فكرة لمقالة؟ وكيف تخترع موضوعًا لبحث؟ وتعرف منه كيف يكون السهل الممتنع؟ وكيف يكون العلم خادمًا للأدب؟ وكيف يكون البحث مددًا للفن؟ هذا باب: أحمد أمين.
* * *
أراني قد أطلت عليك، وقراء هذا الزمان قليل صبرهم، كثير تبرمهم، ولكنك إذا دخلت حدائق هؤلاء، وكنت راغبًا في أدبهم، متذوقًا لفنهم، عارفًا بقدرهم، علَّموك الصبر على القراءة الطويلة الطويلة، ونسيت بما تعشَّقَتْ نفسُك من آدابهم كلل العين، وطول السهر، وثقل الكتب، لأنك تجد في عقلك أبوابًا كانت مغلقة ففُتحت، وفي نفسك دروبًا كانت مجهولة فعُرفت، وفي قلمك قدرة بالقوة انتقلت إلى الفعل، وفي بيانك طاقة كامنة خرجت إلى العمل.
إنك إذا قرأت هؤلاء - وحدهم وحدهم - صرت أديبًا، ولكنهم لن يتركوك حتى يأخذوا بيدك إلى أبواب الجنان، وحتى يدخلوا بك على ابن المقفع والجاحظ وأبي حيان، وتكون قد أُصبت بداء الإدمان، ووقعت في الأسر، واستولى عليك عمل السحر، تصيح بك الوالدة أو الأخت أو الزوجة: قد برد طعامُك! أو قد تأخر - يا فلان - منامك! فتسمع ولا تجيب، أو تسوِّف ولا تستجيب! تطلب الكتاب بعد الكتاب، ولا يُسْلمك فصل إلا إلى فصل، ولا باب إلا إلى باب، وتلك - لعمر الحق - رحلة ما لها من إياب!
وعسى أن يكون للحديث بقية، إن كان في العمر أيام.
24 - 3 - 2010
ــــــــــــــ
كتبت هذه الكلمة استجابة لطلب صديق أن أكتب في هذا المعنى، بعد صدور مجلة الرقيم على الإنترنت منذ أيام.
ـ[خلوصي]ــــــــ[30 Mar 2010, 04:18 م]ـ
لله درك يا سيدي!
ما أجملها من كلمات منسابة تمهد الدخول من تلك الأبواب الأدبية و فرسانها ..
و لكن ..
و لكنك أيها العزيز قد نسيت أجمل تلك الأبواب و أوسعها و أجمعها للناس على اختلاف أديانهم!؟!(/)
شرح منظومة ابن فرح اللامية:
ـ[عائشة]ــــــــ[30 Mar 2010, 07:22 م]ـ
نَظَمَ ابن فرح المصطلحات الحديثية في قصيدة ظاهرها الغزل، فجاءت طرفة من الطرف، فكثرت عناية العلماء بشرحها والتعريف بمصطلحات أهل الأثر في ثناياها، فمنهم ابن جماعة والسفاريني وغيرهما. وفي هذا الدرس خلاصة لشرح السفاريني لها. منظومة ابن فرح وموضوعها: الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فلا تستعجلوا وتفكروا وتدبروا في هذه القصيدة: غرامي صحيح والرجا فيك معضل وحزني ودمعي مرسل ومسلسل وصبري عنكم يشهد العقل**=**أنه ضعيف ومتروك وذلي أجمل ولا حسنٌ إلا سماع حديثكم مشافهة يملى علي فأنقل وأمري موقوف عليك وليس لي على أحدٍ إلا عليك المعول ولو كان مرفوعاً إليك لكنت لي على رغم عذالي ترق وتعدل وعذل عذولي منكر لا أسيغه وزور وتدليس يرد ويهمل أقضي زماني فيك متصل الأسى ومنقطعاً عما به أتوصل وها أنا في أكفان هجرك مدرجٌ تكلفني ما لا أطيق فأحمل وأجريت دمعي فوق خدي مدبجاً وما هي إلا مهجتي تتحلل فمتفقٌ جسمي وسهدي وعبرتي ومفترقٌ صبري وقلبي المبلبل ومؤتلف وجدي وشجوي ولوعتي ومختلف حظي وما منك آمل خذ الوجد عني مسنداً ومعنعناً فغيري بموضوع الهوى يتحلل وذي نبذٌ من مبهم الحب فاعتبر وغامضه إن رمت شرحاً أطول عزيز بكم صبٌ ذليل لعزكم ومشهور أوصاف المحب التذلل غريب يقاسي البعد عنك وما له وحقك عن دار القلى متحول فرفقاً بمقطوع الوسائل ما له إليك سبيل لا ولا عنك معدل فلا زلت في عزٍ منيعٍ ورفعة ولا زلت تعلو بالتجني فأنزل أوري بسعدى والرباب وزينب وأنت الذي تُعنى وأنت المؤمل فخذ أولاً من آخر ثم أولاً من النصف منه فهو فيه مكمل أبر إذا أقسمت أني بحبه أهيم وقلبي بالصبابة مشعل موضوع المنظومة: ما هو موضوع هذه القصيدة؟ أنواع الحديث في مصطلح الحديث، لعل الناظم لما رأى إقبال الناس على الهوى والمحبة، قال: لا طريق لتعريفهم بالمصطلح إلا بأن نسلك هذا السبيل، فنظم الناظم رحمه الله هذه القصيدة في هيئة الغزل، لكنها في الحقيقة تحتوي على أقسام الحديث وأنواعه في علم مصطلح الحديث. وهذه القصيدة للعلامة ابن فرح الأشبيلي رحمه الله تعالى، شرحها العلامة محمد السفاريني الحنبلي في كتابه: الملح الغرامية بشرح منظومة ابن فرح اللامية نشرع في الكلام على هذه القصيدة وما تحويه من أنواع مصطلح الحديث. وهي تصلح لمن يريد أن يدرس مصطلح الحديث في البداية كما تصلح البيقونية وغيرها، وقد شابه الناظمَ الشارحُ في أول شرحه، فقال: الحمد لله الذي رفع ذكر أهل المحبة وفضل، وأجرى دمعهم مدبجاً على وجنة خد المعلل، وأوقفهم على الحسن فكلهم في قيد الغرام مسلسل لا مرسل، وذللهم للجمال وإن كانوا من أعز العالم وأبسل، وأعضلهم عن مشافهة من علقوا به فليست دفاترهم تملى على غيره أو تنقل، سبحانه وتعالى من إله وفق من أحبه لصحيح القصد وخوّل، وفرق شمل من مقته وضعف قلبه وزلزل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له -فهو القديم- شهادةً تقطع عنا علائق الشرك وبها إلى خالص التوحيد نتوصل، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي ما ترك منكراً إلا بتكه بسيفه العدل وأبطل، نبي ألف الله به بين قلوب كانت قبله مختلفة لا توجل. إلى آخر المقدمة؛ ذكر فيها فضل علم الحديث، وأن هذه القصيدة قد احتوت أقسام المصطلح ضمنها فيه على سبيل التورية فزادت بذلك ملاحتها، وظهرت فصاحتها، ثم إنه ذكر عزمه على شرح هذه المنظومة. تعريف الصحيح والمعضل والمرسل والمسلسل: نريد أن نكتشف ماذا يوجد في كل بيت منها من أنواع الحديث، يقول في مطلعها: غرامي صحيح والرجا فيك معضل وحزني ودمعي مرسل ومسلسل كم نوعاً من أنواع الحديث اشتمل عليها هذا البيت؟ في هذا البيت ذكر أربعة أقسام من الحديث: الأول: الحديث الصحيح: وهو الحديث الذي يتصل سنده بنقل العدل التام الضبط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة قادحة. وقد قال الحافظ العراقي في ألفيته: فالأول المتصل الإسناد بنقل عدل ضابط الفؤاد عن مثله من غير ما شذوذ أو علة قادحة فتوذي ومعروف تعريف الحديث الصحيح: نقل العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة. وعندما نقول: الحديث الذي يتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه، يخرج
(يُتْبَعُ)
(/)
الحديث المرسل والمعضل والمنقطع. وعندما نقول: نقل العدل. يخرج: من كان غير معروف العدالة. وعندما نقول: الضابط. يخرج: ما كان من الرواة مغفلاً كثير الخطأ وإن كان معروفاً بالصدق والعدالة؛ لأن الضبط يتنافى مع الغفلة. ويخرج كذلك الشاذ والمعلل؛ لأننا قلنا في آخر العبارة: من غير شذوذ ولا علة. والصحيح نوعان: صحيح لذاته، وصحيح لغيره. صحيح لذاته تقدم تعريفه، والصحيح لغيره: ما تكثر طرقه مما دون الصحيح لذاته فيرتقي من مرتبة الحسن إلى مرتبة الصحة، ولكن يقال: صحيح لغيره؛ لأنه صار مع غيره صحيحاً، ولو انفرد وحده ما سمي صحيحاً. حكم الحديث المعضل والمرسل: الثاني: الحديث المعضل: وهو الذي سقط منه اثنان فصاعداً على التوالي، كأن يقول مالك رحمه الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكم بين مالك والرسول صلى الله عليه وسلم؟ أقل ما يكون راويان اثنان، فإذا قال مالك: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا حديث معضل. الثالث: الحديث المرسل. أن يقول التابعي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا قال التابعي ذلك سواء كان كبيراً أو صغيراً فإنه حديث مرسل؛ والحديث المرسل ليس من أقسام الحديث الصحيح. فإذا قال قائل: إذا علمنا من حال التابعي أنه لا يرسل إلا عن ثقة؟ فجمهور العلماء من المحدثين على التوقف لبقاء الاحتمال؛ لأنه قد يكون ليس بثقة عند غيره، لكن المراسيل إذا تعددت طرقها ومخارجها وكانت صحيحة فإن بعضها يقوى ببعض، فإذا وجد مرسل عن مجاهد ومرسل عن عكرمة وهي مراسيل صحيحة من جهة السند، والمخارج مختلفة فيمكن أن يتقوى هذا بهذا، ويصبح الحديث صحيحاً أو حسناً. الرابع: الحديث المسلسل. ما يكون فيه شيء واحد يشترك فيه الرواة، وقد يكون التسلسل بالأولية، كأن يقول: حدثني فلان وهو أول حديث سمعته منه عن شيخه فلان وهو أول حديث سمعه منه، عن شيخه فلان وهو أول حديث سمعه منه، وهكذا. وقد يكون التسلسل بالمصافحة، كأن يقول: حدثني فلان وكفي بين كفيه، عن فلان وكفه بين كفيه، عن فلان وكفه بين كفيه، وهكذا. وقد يكون التسلسل بالمحمدين، كأن يقول: حدثني شيخي محمد بن فلان، عن شيخه محمد بن فلان، عن محمد بن فلان، وهكذا. ولكن قلما تسلم المسلسلات من الضعف كما قال أهل العلم. تعريف الضعيف والمتروك: وصبري عنكم يشهد العقل أنه ضعيف ومتروك وذلي أجمل وكم نوعاً من الأنواع اشتمل عليه هذا البيت؟ الضعيف والمتروك والشواهد. أما الحديث الضعيف فإنه أنواع كثيرة، وهو ما لم يبلغ رتبة الحسن، والحديث الضعيف لا يعمل به إلا بشروط عند بعض العلماء: الشرط الأول: إذا لم يشتد ضعفه. الشرط الثاني: إذا دخل تحت أصل معروف معمولٍ به في الشريعة. الشرط الثالث: إذا كان في فضائل الأعمال. وذهب بعض أهل العلم إلى عدم العمل بالحديث الضعيف إطلاقاً، وقال: في الصحيح ما يغني عن الضعيف. ولكن هناك مسألة مهمة جداً في الحديث الضعيف، وهي أنه مفيد في حالات، فإذا كثر طرقه يصير حديثاً حسناً لغيره، لكن هذا يشترط فيه ألا يكون الضعف بسبب فسق الراوي؛ فإذا كان السبب في الضعف فسق الراوي، فإن ذلك لا يرتقي، وإذا كان الضعف في حفظ الراوي وليس في عدالة الراوي، فيمكن بمجيئه من وجهٍ آخر أن يتقوى ويصير حسناً. وهناك فرق بين الحديث الضعيف والمضعف أشار إليه بعضهم، فقال: الضعيف هو المتفق على ضعفه عند العلماء. والمضعف هو الذي ضعفه بعضهم ولم يضعفه آخرون. أما الحديث المتروك فهو ما انفرد به راوٍ مجمعٌ على ضعفه، وهنا قد يقال: أليس المتروك من أقسام الضعيف؟ الجواب: نعم. وذكره هنا من باب ذكر الخاص بعد العام. أما الشاهد: فهو أن يأتي حديث بمعنى حديث آخر دون لفظه، لكن يشهد له من جهة المعنى الذي ذكر فيه ويقويه. والشواهد قد تكون في الأحاديث الضعيفة وقد تكون أيضاً في الأحاديث الصحيحة، فمثلاً: الشافعي رحمه الله روى عن مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الشهر تسع وعشرون فلا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين). زعم بعضهم أن الشافعي تفرد به عن مالك، لكن الحديث هذا لو بحثنا عن معناه في أحاديث أخرى لوجدنا له شواهد: منها: حديث البخاري من رواية محمد بن زياد عن أبي هريرة بلفظ: (فإن غمي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين)
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا معناه مشابه للأول فيكون شاهداً له، فإذا جاء حديث بمعنى حديث آخر فإنه يكون شاهداً له. تعريف الحديث الحسن وذكر كيفيات السماع: ولا حسنٌ إلا سماع حديثكم مشافهةً يملى عليَّ فأنقل فما هي المصطلحات الحديثية في هذا البيت؟ الحسن والمشافهة والسماع والإملاء. الحديث الحسن: هو ما رواه الثقة الضابط لكن ليس تام الضبط؛ لأنه لو كان تام الضبط لصار الحديث صحيحاً، فما رواه ثقة ضابط ليس بتام الضبط متصلاً إلى منتهاه فهو حديث حسن. والحديث الحسن قد يكون حسناً لذاته، وقد يكون حسناً لغيره؛ وهو الذي لا يخلو رجال إسناده من مستور، لكنه ليس مغفلاً كثير الخطأ فيما يرويه، ولا هو متهماً بالكذب، فإذا جاء من وجه آخر تقوى به وصار حسناً لغيره. فالحسن لغيره هو حديث ضعيف جاء مع حديث ضعيف آخر تقوى به، فصار حديثاً حسناً لغيره، فهو أصلاً ضعيف قد ارتقى. كيفيات السماع: أما مسألة السماع التي أشار إليها الناظم رحمه الله، فإن سماع التلميذ من الشيخ على مراتب: فأعلاها سمعت وحدثني، ثم أخبرني وقرأت عليه؛ لأن السماع من الشيخ أعلى من القراءة على الشيخ، ثم قُرئ عليه وأنا أسمع، ثم أنبأني، ثم ناولني، ثم شافهني بالإجازة، ثم كتب إليَّ، ثم عن فلان أو أن فلاناً ونحو ذلك. والحديث: ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم قولاً بأن يتلفظ به كقوله: (إنما الأعمال بالنيات) وفعلاً كلبسه المغفر والدرع وحفر الخندق، وتقريراً كصلاة خبيب عندما أراد المشركون قتله، فأقر النبي صلى الله عليه وسلم خبيباً على ذلك. وإذا قال الراوي: كنا نفعل كذا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، أو قلنا كذا بحضرته صلى الله عليه وسلم فأقرهم؛ فهذا أيضاً يكون من الحديث لكن بالتقرير، أو كان صفةً كأوصافه صلى الله عليه وسلم كنقل الراوي: أنه كان أكحل العينين، أزج الحاجبين، أبيض مشرباً بحمرة، وما شابه ذلك. وأما المشافهة: فهي تكون بالإجازة، فإن الشيخ يشافه الطالب بإجازته في رواية مروياته وأحاديثه. وأما الإملاء: فهو أن يملي الشيخ ويكتب التلميذ؛ سواء كان الشيخ يملي من حفظه، أو من أصله؛ وأصله هو كتاب الشيخ الذي عنده، وقد صحح البخاري رحمه الله في بداية طلبه وهو تلميذ لأحد شيوخه وكان يُقرأ عليه قراءة من حفظه، فتعجب الشيخ وتوقف، ثم دخل بيته واستخرج أصله فنظر فيه فإذا هو كما يقول أبو عبد الله فأذعنوا له. والإملاء أرفع من قراءة التلميذ، إذا كان الشيخ يملي من كلامه والتلميذ يكتب فهذا أعلى من كون التلميذ يقرأ من محفوظات الشيخ، أو من كتاب الشيخ والشيخ يسمع؛ لأن الشيخ يقرأ والتلميذ يسمع ويكتب فهذه أعلى ما يكون من الضبط والتحرز. تعريف الموقوف: وأمري موقوف عليك وليس لي على أحدٍ إلا عليك المعول س: ماذا ذكر في هذا البيت من أنواع المصطلح؟ ج: الموقوف: وهو ما قاله الصحابي أو فعله؛ سواء كان متصل السند إليه أم لا، أما إذا كان من كلام التابعي فلا يُسمى موقوفاً، لكن بعض العلماء يقول: موقوف على فلان وهو التابعي، موقوف على الحسن البصري، موقوف على مالك بن دينار، وبعض الفقهاء الخراسانيين يسمون الموقوف بالأثر. إذاً. الموقوف: هو ما أضيف إلى الصحابي من قول الصحابي أو من فعل الصحابي، سواء كان متصل السند، أو غير متصل السند. تعريف المرفوع: ولو كان مرفوعاً إليك لكنت لي على رغم عذالي ترق وتعدل س: ماذا ذكر هنا؟ ج: المرفوع، وهو ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول، أو فعل، أو تقرير، أو صفة؛ سواء كان هذا المضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم صحابياً أو غيره، وسواء كان هذا الإسناد متصلاً أم لا. فإذا قيل: حديث مرفوع، لا يلزم أن يكون حديثاً متصلاً، قد يكون منقطعاً ولكنه مرفوع، فالمرفوع هو ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم صحيحاً أو غير صحيح، متصلاً أو غير متصل. تعريف الحديث المنكر وذكر مراتب التدليس: وعذل عذولي منكرٌ لا أسيغه وزور وتدليس يُرد ويُهمل س: ماذا ذكر في هذا البيت؟ ج: ذكر خمسة أقسام وهي: المنكر، التدليس، مهمل، المردود، الزور؛ وهو الكذب. فالمنكر: ما فحش غلط راويه. وقيل: ما انفرد به من لم يبلغ في الثقة والإتقان ما يُحتمل تفرده، فالمنكر: ما تفرد به غير الثقة. لو عندنا واحد ليس بثقة تفرد بحديث، لم يأتِ به غيره، فإننا نسمي هذا الحديث حديثاً منكراً، فمن فحش غلطه،
(يُتْبَعُ)
(/)
أو كثرت غفلته، أو ظهر فسقه فحديثه منكر كما قال ابن حجر رحمه الله. أما إذا تفرد الثقة بحديث فيقبل إلا إن خالف الثقات فيرد، والحديث الذي خالف فيه الثقة من هو أوثق منه يُسمى شاذاً، فالتحقيق والتدقيق أن الشاذ غير المنكر: فالمنكر: ما تفرد به غير الثقة. الشاذ: ما خالف فيه الثقة من هو أوثق منه. ذكر مراتب التدليس: المدلس: وأشار إليه بقوله: تدليس، والحديث المدلس سُمي بذلك لكون الراوي لم يسم من حدثه، فأوهم أنه سمع ممن لم يحدثه به؛ وهو أنواع: فلو أن الراوي وصف شيخه بصفة، أو سماه باسم لا يُعرف به هذا الشيخ، فهذا تدليس الشيوخ، لماذا يفعل بعض الرواة هذا؟ لماذا يسمون شيوخهم بأسماء غير معروفة وغير مشهورة؟ إما لقصد سيئ من المباهاة، وإيهام تكثير الشيوخ، فمرة يقول: أبو عبد الله المصري، ومرة يقول: محمد كذا، وهو نفسه شخص واحد، أو أن الشيخ صغير السن وهذا الراوي يأنف أن يحدث عن شيخ صغير السن، أو من هو في مثل سنه، أو من هو أصغر منه، فيأتي باسم غير مشهور أو غير معروف لهذا الشخص. أو أن الشيخ ضعيف فهذا لو ذكره باسمه، مثلاً: لو قال: حدثنا عطية العوفي، لقالوا: قف، هذا حديثك ضعيف، عطية ضعيف، لكن يسميه باسم آخر: أبو فلان كذا، فيتوهم السامع أن هذا شخص آخر ولا يخطر بباله أن هذا هو الضعيف، فقد يسميه باسم غير اسمه، أو يكنيه بغير كنيته، أو ينسبه إلى غير نسبته، أو إلى غير قبيلته، أو يذكر له صفة غير صفته، ونحو ذلك تعمية وتدليساً. وهناك تدليس الإسناد، وهو أن يروي بعض الرواة عمن لقيه وسمع منه حديثاً ليس من مسموعاته منه، فهو قد سمع منه أحاديث معينة، لكنه يروي لنا عن الشيخ هذا حديثاً لم يسمعه منه، فالناظر في السند أول ما يتوهم يقول: نعم فلان سمع من فلان، وهذا من شيوخه فإذن هذا سمعه منه، مع أنه في الحقيقة قد سمع منه أحاديث ولقيه، لكن هذا الحديث بالذات ما سمعه منه، إنما سمعه بواسطة عنه فيحذف الواسطة ويقول: عن فلان، موهماً أنه سمع منه، والتدليس لا يجوز. فيحرم عليه أن يسمع من ضعيفٍ عن الشيخ فلان فيحذف الضعيف ويقول: عن الشيخ فلان؛ وهذا لا شك أنه تدليس شنيع جداً، ولذلك قال شعبة: لأن أزني أحب إليَّ من أن أدلس؛ لأنه يوعر الطريق على العلماء لاكتشافه، ولأنه يوهم أن الحديث سنده صحيح وليس كذلك، ويُروج لهذا الحديث ويأخذ به من يأخذ منخدعاً ونحو ذلك، فالتدليس أخو الكذب. وتدليس التسوية -وهو شر أنواع التدليس على الإطلاق-: أن يروي حديثاً عن شيخه الثقة، وهذا الشيخ الثقة يرويه عن ضعيف عن شيخ آخر ثقة فيأتي المدلس فيسقط الضعيف بين الثقتين ويقول: حدثني فلان -الذي هو الثقة- عن فلان الثقة الآخر وبينهما ضعيف أسقطه هذا المدلس؛ فيصبح السند أمام الناظر سنداً جيداً ليس فيه بأس، فإذا كان هذان الثقتان قد تلاقيا فكيف تكتشفه؟ يقول: حدثني فلان وهو ثقة عن فلان ثقة وبينهما راوٍ ضعيف أسقطه هذا المدلس؛ وهذا الثقة قد سمع من الثقة الآخر وعاصره، فمن ذا الذي يكتشفه؟ فلذلك عدوا هذا شر أنواع التدليس لصعوبة اكتشافه، لكن هيأ الله للأمة من يكتشف هذا وغيره، ويكون الإسناد مستوياً في هذه الحالة أمامك، كلهم ثقات قد لقي بعضهم بعضاً وسمع بعضهم من بعض، والتدليس مذموم ومردود وهو أخو الكذب، لكن قد حفظوا لنا أمثلة عن ناس لم يدلسوا إلا عن ثقات، يُسقط راوياً ثم يكتشف العلماء أن هذا كلما أسقط راوياًَ فإن المسقط ثقة، ولا يكاد يعرف بهذا إلا سفيان بن عيينة رحمه الله، فإنه لا يدلس إلا عن ثقة، ولذلك فإن تدليسه محمول. الفرق بين التدليس والإرسال الخفي: فإن قال قائل: ما هو الفرق بين التدليس والإرسال الخفي؟ لأن هذه النقطة تُشكل وفهمها قد يصعب، ولكن أبان ذلك الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى وغيره. فالمرسل الخفي أن يروي شخصٌ عن معاصرٍ لم يلقه، شخص عاصر الراوي وجد في عصره لكن ما لقيه. فالتدليس يختص بمن روى عمن عُرف لقاؤه إياه، فإذا عاصره ولكن لم يلقه فيسمى مرسلاً خفياً. وتضمن البيت كذلك الحديث المردود، والمردود كثير: الضعيف، والمرسل، والموقوف، والمنكر، والمعضل، والمعلق؛ كلها أحاديث عند قضية الأخذ والرد تكون مردودة، فإنها ترد ولا تقبل ولا يُعمل بها. أما قوله: المهمل. فهذا من صفات الراوي، كأن يكون راوٍ يروي عن اثنين متفقين اسماً، لكن اختص بأحدهما دون
(يُتْبَعُ)
(/)
الآخر، الراوي هذا اختص بالسماع من هذا الشيخ المعين الذي اسمه مشابه لشيخ آخر سمع منه الراوي لكن هو مختص بأحدهما، فهذا الذي اختص به المشهور، والآخر يقال عنه: مهمل. أما قوله: الزور: وهو الحديث المكذوب الموضوع وسيأتي. تعريف الاتصال والانقطاع: أقضي زمان فيك متصل الأسى ومنقطعاً عما به أتوصل س: فماذا تضمن هذا من أنواع الحديث؟ ج: تضمن المتصل، والمنقطع. فأما الحديث المتصل فهو الذي اتصل إسناده فكان كل واحد من رواته سمع ممن فوقه، فإذا كان متصل السند إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيسمى مرفوعاً متصلاً، وإذا اتصل إسناده إلى الصحابي فيسمى موقوفاً متصلاً، وإذا اتصل إسناده إلى التابعي فيسمى مقطوعاً متصلاً. والمنقطع غير المقطوع. أما المنقطع: فهو ما سقط من رواته غير الصحابي؛ لأنه لو سقط الصحابي لكان مرسلاً كما قلنا، أو سقط اثنان غير متواليين؛ لأنه لو كان الاثنان متواليين فيسمى معض أقسام تحمل الحديث وتعريف الإدراج: وها أنا في أكفان هجرك مدرجٌ تكلفني ما لا أطيق فأحمل س: ماذا ذكر في هذا البيت؟ ج: المدرج، ومسألة في المصطلح، وهي التحمل. أما بالنسبة للمدرج: فهو ما أدرج من كلام الرواة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم، كأن يذكر الصحابي كلاماً أثناء الحديث أو بعد الحديث مباشرة، فيتوهم السامع أنه من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، بينما هو تعليق صحابي على الحديث. وقد يكون الإدراج مدحاً لصاحب الفعل، قد يكون تفسيراً كما جاء في حديث البخاري: (وكان يتحنث في غار حراء الليالي ذوت العدد -وهو التعبد-) فكان الإدراج في شرح لفظة، فيتوهم من لا علم عنده أن الكل من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، والواقع خلاف ذلك. فكيف يعرف الإدراج؟ مثل حديث: (تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل) فهذه الجملة الأخيرة: (فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل) هي من كلام أبي هريرة رضي الله عنه. كيف يُعرف أن هذا إدراج؟ أولاً: أن يرويه راوٍ آخر عن الصحابي دون إدراج. ثانياً: أن ينص على أنه من كلامه. ثالثاً: أن ينص بعض الأئمة المطلعين على أنه إدراج. رابعاً: استحالة أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم هذه العبارة، كما لو قال الزهري مثلاً: وفي أيامنا كذا، أو يذكر في عهد خليفة، تعليقاً على الحديث، ويُعرف أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يقول ذلك، وقد يكون الإدراج في أول الحديث، وقد يكون في وسط الحديث، وقد يكون في آخر الحديث وهو الأكثر. وهذا مدرج في المتن، وهناك مدرج في السند أيضاً، كأن يكون هناك شخص سمع الحديث من طريقين فيذكر أحد الطريقين فقط ويذكر المتن بجميعه على هذا السند المعين تاركاً السند الآخر، فإذا كان عند راوٍ متنان مختلفان بإسنادين مختلفين فرواهما مقتصراً على أحد الإسنادين كان هذا نوعاً من الإدراج في السند. مثلاً في أثناء السند يعرض له عارض فيقول كلاماً، فيرويه الراوي من ضمن السند، وكان بعض المحدثين يحدث فقال: حدثنا فلان عن فلان كذا فدخل واحد من طلابه من العُبّاد يلوح على وجهه نور العبادة، والطلاب يكتبون عن فلان عن فلان عن فلان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل هذا الطالب فنظر إليه الشيخ فقال: من صلى بالليل حسن وجهه بالنهار، فكتبوا ذلك، وبعض الكتبة قد يكون فيهم غفلة ولا ينتبهون، ولا ينظرون للشيخ عندما يتكلم، فعدم النظر إلى الشيخ وعدم الانتباه قد يؤدي إلى عملية الإدراج. التحمل والأداء وشروطهما: أما النوع الثاني الذي ذكره المصنف رحمه الله في البيت فهو التحمل؛ تحمل العلم أو تحمل الحديث، وفيه فروع: فمثلاً: قد يسمع الصحابي حديثاً من النبي صلى الله عليه وسلم وهو لم يسلم بعد، ثم يُسلم فينقل إلينا ما سمعه حال كفره بعد إسلامه، فهل نقبله من هذا الصحابي أو نقول: أنت سمعته في حال كفرك ولا نقبله؟ الصحيح أننا نقبله؛ لأنه قد أسلم ونقل الحديث إلينا وهو صحابي، فكيف نرد كلامه وهو لا يكذب؟ فلو تحمل الحديث كافر ثم أسلم وحدثنا به في حال إسلامه قُبل، لأن الإسلام شرط للأداء لا للتحمل؟ التحمل هو سماع الكلام، والأداء أن يبلغنا الكلام، فالإسلام شرط للأداء لا للتحمل. من فروع المسألة كذلك: لو تحمل الحديث صبيٌ ثم أداه بعد البلوغ قُبل على الأصح، وقد قبلت أحاديث جماعة من صغار الصحابة
(يُتْبَعُ)
(/)
رضي الله عنهم تحملوا الحديث في صغرهم كالسبطين و عبد الله بن الزبير و النعمان بن بشير و عبد الله بن عباس وغيرهم، ولم يزل أهل الحديث يحضرون الصبيان في المجالس ثم يحدثون بما سمعوا به بعد البلوغ. فإذا قال قائل: هل يصح سماع الصبي؟ فالحق أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص، وليس هناك سن معين لأن الأفهام تختلف، والنبوغ للصبيان يختلف، فإذا كان أهلاً وحدث قبل منه. أقسام التحمل: والتحمل أقسام من حيث الصيغ: الصيغة الأولى: السماع من لفظ الشيخ. الصيغة الثانية: من كتابه. الصيغة الثالثة: من حفظه. الصيغة الرابعة: قراءة التلميذ على الشيخ. الصيغة الخامسة: قراءة رفيقه على الشيخ وهو حاضر يسمع. الصيغة السادسة: الإجازة بأنواعها مثل: أجزتك برواية أحاديثي. الصيغة السابعة: المناولة: أن يعطي الشيخ التلميذَ شيئاً من مروياته أو من مؤلفاته، لكن لا يجيزه في روايته عنه، بل يناوله إياه مناولة. الصيغة الثامنة: الوصية بالكتابة للقارئ. الصيغة التاسعة: الوجادة. يقول: وجدت بخط الشيخ فإذا كان ثقة خبيراً بخط الشيخ يقبل منه. تعريف المدبج وذكر رواية الأقران والأكابر عن الأصاغر: وأجريت دمعي فوق خدي مدبجاً وما هي إلا مهجتي تتحلل س: ما هو نوع الحديث المتعلق هنا بالمصطلح؟ ج: المدبج: هو أن يروي قرينان كل واحد منهما عن الآخر، قرينان أي: اثنان في السن مشتركان في الطبقة، يطلبان العلم معاً، وكل واحد منهما يروي عن الآخر، هذا يسمى مدبجاً، لكن رواية الأقران أعم؛ لأن رواية الأقران أن يروي واحد عن قرينه لكن القرين لا يروي عن القرين الآخر، أي: من جهة واحدة هذه رواية الأقران. فرواية الأعمش عن التيمي و التيمي عن الأعمش مدبج، وقد يجتمع جماعة من الأقران في سلسلة كما روى أحمد عن أبي خيثمة زهير بن حرب عن ابن معين عن علي المدينيعن عبد الله بن معاذ .... قال: (كان نساء النبي صلى الله عليه وسلم يأخذن من شعورهن حتى يكون كالوفرة) أي: الشعر المجتمع على الرأس وما جاوز شحمة الأذن هو الجمة ثم اللمة. فهذا الحديث رواه لنا هؤلاء الخمسة وكلهم أقران. أحمد بن حنبل عن أبي خيثمة بن حرب عن ابن معين عن علي بن المديني عن عبد الله بن معاذ. ومن المستظرفات في هذا الباب: أن محمد بن سيرين روى عن أخيه يحيى بن سيرين عن أخيه أنس بن سيرين، ثلاثة إخوة يروون عن بعض، فقد وقع في هذا السند ثلاثة من التابعين كلهم إخوة. أما رواية الأكابر عن الأصاغر فهي أن يروي الشيخ عن تلميذه حديثاً ليس عند الشيخ؛ وهذا يحدث كثيراً عندما يكون التلميذ جوالاً في الآفاق، يجمع الأحاديث ثم يأتي إلى الشيخ ويسمع من الشيخ، ثم يقول للشيخ حديثاً ليس عند الشيخ، الشيخ يحدث عن التلميذ بعض الأحاديث. المتفق والمفترق: فمتفقٌ جفني وسهدي وعبرتي ومفترقٌ صبري وقلبي المبلبل س: ماذا ذكر في هذا البيت؟ ج: هذا نوع من المصطلح يسمى بالمتفق والمفترق، ألف فيه الخطيب البغدادي مصنفاً. ما المقصود بالمتفق والمفترق؟ المقصود بالمتفق والمفترق: ما اتفق لفظه وخطه وافترقت أشخاصه، نفس الحروف، نفس الكلمات لكن الأشخاص مختلفون؛ وهذا أقسام وأنواع، والمتفق والمفترق مبحث متعلق بالرواة، أن تتفق أسماؤهم وأسماء آبائهم، وعندنا مجموعة من الرواة أسماؤهم واحدة وأسماء آبائهم واحدة، كالخليل بن أحمد؛ فهناك ستة أشخاص مشهورين بالرواية في الأحاديث، منهم: الخليل بن أحمد الفراهيدي الأزدي البصري النحوي صاحب العروض المشهور، ومنهم: الخليل بن أحمد المزني، ومنهم: الخليل بن أحمد السجزي، ومنهم: الخليل بن أحمد المهلبي، فأنت ترى أن أسماء هؤلاء الرواة وأسماء آبائهم متفقة، مفترقون بالأشخاص. وقد تتفق أسماؤهم وأسماء آبائهم وأجدادهم؛ وهذا طبعاً أقل مثل: أحمد بن جعفر بن حمدان هناك أحمد بن جعفر بن حمدان البغدادي و أحمد بن جعفر بن حمدان البصري. قد يتفقان في الكنية والنسبة معاً، مثل: عبد الملك بن حبيب، و موسى بن سهل بن عبد الحميد اتفقوا في الكنية فكل منهما كنيته أبو عمران، واتفقا أيضاً بالنسبة فكلاهما بصري، فإذا قلت: أبو عمران البصري فيحتمل أنه عبد الملك بن حبيب التابعي المشهور، ويحتمل أنه موسى بن سهل بن عبد الحميد، فهنا لا بد من النظر لتعيين من هو منهما في السند، وقد يتفق الاسم واسم الأب والنسبة، وقد يحدث أن تتفق الكنى
(يُتْبَعُ)
(/)
وأسماء الآباء كأبي بكر بن عياش، فأبو بكر بن عياش اثنان: أبو بكر بن عياش بن سالم الأسدي الكوفي و أبو بكر بن عياش الحمصي، وهكذا من أنواع الاتفاقات، لكنهم أشخاص متفترقة. المؤتلف والمختلف: ومؤتلف وجدي وشجوي ولو عتي ومختلف حظي وما منك آمل س: ماذا ذكر هنا؟ ج: المؤتلف والمختلف نوع من أنواع الحديث، مثل: أن تتفق الأسماء خطاً وتختلف نطقاً. قد يكون المرجع في الاختلاف النقط مثل: الباء والنون، وقد يكون الشكل مثل: الضم والكسر والفتح، فمثلاً: قد يوجد -وخصوصاً قبل النقط- تشابه كبير، فمثلاً: سلاَّم وسلام، حزام وحرام، العنسي والعبسي، عثّام وغنّام؛ فهذه كلها في أبواب المؤتلف والمختلف، فهي من جهة الخط واحدة، خصوصاً قبل وضع النقط، ولكنها مختلفة من ناحية النطق. تعريف المسند والمعنعن والموضوع: خذ الوجد عني مسنداً ومعنعناً فغيري بموضوع الهوى يتحلل س: ماذا ذكر هنا؟ ج: ذكر المسند، والمعنعن، والموضوع. فالمسند: هو الحديث المرفوع الذي رفعه الصحابي بسند ظاهره الاتصال، فالمرسل لا يمكن أن يكون مسنداً، والموقوف لا يمكن أن يكون مسنداً، ولا المعضل ولا المعلق. فالمسند مرفوع الصحابي بسند ظاهره الاتصال، وقد يكون في الباطن غير متصل، فإذا قيل مثلاً: ألف فلان المسند، فاعلم أن الأحاديث الموجودة فيه من هذا الباب، ويشمل ذلك ما فيه علة خفية أو انقطاع غير ظاهر و ما في سنده رجل ضعيف. أما المعنعن: فهو ما رواه الراوي بالعنعنة كأن قال: عن فلان، و (أنّ) كـ (عن) في الحكم. وإذا كان الراوي مدلساً فهل تُقبل عنعنته؟ كلا. ثم النوع الثالث: وهو الموضوع: فهو الحديث المكذوب المختلق على الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد مر بلفظ الزور، ولا يجوز ذكره إلا على سبيل التحذير منه. علامات الوضع في الحديث: ويُعرف الوضع بأشياء كثيرة ذكرها ابن القيم رحمه الله وغيره من أهل العلم: منها: ركاكة اللفظ. ومنها: ذكر الأجور العظيمة المستغربة. ومنها: ما يعترف به واضعه. وقال سفيان رحمه الله: ما ستر الله أحداً بكذبٍ في الحديث. وقال عبد الرحمن بن مهدي: لو أن رجلاً هم أن يكذب في الحديث لأسقطه الله. وقال عبد الله بن المبارك: لو هم رجل في السحر -أي: قبيل الفجر- أن يكذب في الحديث لأصبح والناس يقولون: فلان كذاب. وقيل له: هذه الأحاديث الموضوعة ماذا نفعل بالأحاديث الموضوعة؟ قال: تعيش لها الجهابذة: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر:9]. وبما أن السنة شرح للقرآن فحفظ القرآن يقتضي حفظ السنة، ولذلك هيأ الله من أفذاذ الأمة من قام بالواجب، نقح وصحح وبين وكشف الكذب وهكذا. قال ابن الجوزي رحمه الله: كل حديث ناقض الأصول، وخالف المنقول، وباين المعقول؛ فهو مردود. وكانوا يقولون: لكلام النبوة نور يدركه كل إمامٍ محدث. أصناف الوضاعين: ثم إن الواضعين أصناف: فمنهم الزنادقة الذين وضعوا الأحاديث لإضلال الناس كما روى بعضهم: (إن الله لما أراد أن يخلق نفسه أجرى الخيل فعرقت فخلق نفسه) فهذا الوضاع زنديق يريد بهذا الحديث الذي اختلقه العيب والذم لذات الله عز وجل، فضرب عنقه محمد بن سليمان بن علي و بيان بن سمعان الآخر قتله خالد القسري. وجاء عن حماد بن زيد أنه قال: وضعت الزنادقة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة عشر ألف حديثٍ، ومنهم من وضعه انتصاراً لمذهبه كالرافضة وغيرهم، ومنهم من وضعه إرضاء للأمراء كما فعل غياث بن إبراهيم روى للمهدي حديث: (لا سبق إلا في نصل، أو خفٍ، أو حافر). هذا الحديث، ثم زاد فيه: (أو جناح) لما رأى المهدي يحب اللعب بالحمام دخل عليه وأعطاه الحديث وقال له: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا سبْق إلا في نصل -التي هي السهام- أو خفٍ -وهو سباق الجمال- أو حافر -الخيل) وهذه التي يجوز فيها المسابقات وبالجوائز، ولما كان المهدي يلعب بالحمام ويحب اللعب بالحمام قال: (أو جناح) حتى يبيح له المسابقة في الحمام. ذكر معنى الإبهام في الحديث وبيان معنى الاعتبار: وذي نبذٌ من مبهم الحب فاعتبر وغامضه إن رمت شرحاً أطول س: ماذا ذكر في هذا؟ ج: ذكر المبهم، والغامض، والاعتبار. والمبهم هو الراوي الذي لا يسمى كقول الراوي: أخبرني رجل، حدثني شيخ، حدثني فلان، دون أن يذكر اسمه؛ فهذا لا يُقبل حتى يُسمى لأن من شروط القبول العدالة،
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا لم نعرف من هو الشخص، فكيف نعرف هل هو عدل أم لا؟ ولو أبهمه بلفظ التعديل: كأن قال: أخبرني الثقة لم يُقبل، لأنه قد يكون ثقة عنده ليس بثقة عند غيره، إلا إذا عرفنا أنه لا يقول أخبرني الثقة إلا وهو يريد به شخصاً معيناً، مثلاً: الشافعي لا يقول: أخبرني الثقة إلا إذا كان الثقة هذا هو أحمد، ويعرف هذا بالتجربة وبالخبرة وبكلام الأئمة فإذا نصوا على ذلك كانت هذه حالة خاصة. وكذلك لو أبهم الصحابي في أي سند؛ مثلاً التابعي الثقة قال: حدثني رجل من الصحابة، فلا يضُر ولا يهُم؛ لأن الصحابة كلهم عدول. أما الاعتبار فهو أن يُنظر هل الراوي تُوبع على روايته أم لا فإذا روى حماد بن سلمة -مثلاً- حديثاً لم يتابع عليه عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة فنظرنا هل رواه ثقة آخر عن أيوب عن ابن سيرين غير حماد بن سلمة، فهذه العملية (عملية النظر هل روى عن شيخ الراوي راوٍ آخر) هي عملية الاعتبار، ثم إذا لم نجد ننتقل للشيخ الذي بعده، هل وجد أحد روى الحديث عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا لم نجد عن ابن سيرين ننظر هل هناك أحد آخر روى الحديث عن أبي هريرة غير هؤلاء، فهذه عملية الاعتبار. أما الغامض: فهو الألفاظ المشكلة التي يخفى معناها فتحتاج إلى شرح لبيان الغريب والمشكل، ومن أحسن ما صُنف في هذا الباب كتاب: النهاية لابن الأثير رحمه الله تعريف العزيز والمشهور: عزيز بكم صبٌ ذليل لعزكم ومشهور أوصاف المحب التذلل س: ماذا انطوى عليه هذا البيت؟ ج: العزيز، المشهور. أما بالنسبة للعزيز: فهو ألا يرويه أقل من اثنين عن اثنين عن اثنين إلى منتهاه، وسمي عزيزاً إما لأنه عز برواية هذا وهذا فقوي، أو لأنه نادر أن يكون بهذه الطريقة أي: لا يرويه أقل من اثنين عن اثنين إلى منتهاه، في كل طبقة من طبقات السند يوجد اثنان فأكثر. أما المشهور: فهو ما رواه أكثر من اثنين، وسمي بذلك لوضوحه. وبعضهم يقول: إنه المستفيض من فاض الماء، وسمي بذلك لانتشاره. وبعضهم يقول: إن المشهور ما زادت رواته عن ثلاثة. ولا يشترط في الحديث الصحيح أن يكون مشهوراً ولا عزيزاً، فقد يكون الحديث الصحيح غريباً فرداً، خلافاً لمن يشترط أن يكون في كل طبقة من طبقات السند اثنان فأكثر، فتسقط أحاديث كثيرة جداً، ونحن عندنا حديث: (إنما الأعمال بالنيات). رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم صحابي واحد فقط وهو عمر بن الخطاب، ما عرفنا الحديث إلا من طريق عمر، ورواه عن عمر بن الخطاب تابعي واحد فقط؛ وهو علقمة بن وقاص الليثي، وما رواه عن علقمة إلا واحد وهو محمد بن إبراهيم التيمي. ولم يروه عن محمد بن إبراهيم التيمي إلا يحيى بن سعيد الأنصاري، ومن يحيى بن سعيد الأنصاري انتشر الحديث، حتى إنه يقال: إنه سمعه منه مائتي شخص، لكن الحديث بصحابيه ومن بعده ومن بعده ومن بعده واحد واحد واحد واحد في طبقات السند، ومع ذلك فالحديث صحيح، فالحديث الغريب إذا كان رواته ثقات صحيح مقبول. تعريف الغريب: غريب يقاسي البعد عنكم وما له وحقك عن دار القلى متحول وذكر في هذا البيت الغريب، وهو ما انفرد بروايته شخص واحد في أي موضع وقع التفرد به من السند، فهذا هو الغريب. السفاريني رحمه الله قال: إن المتحول هنا يمكن أن يقصد بها التحويل الذي في السند، التي تكتب أحياناً (ح) أي: تحويلة، وتعني: انتقال الراوي من سند إلى سند آخر، يلتقي بعد ذلك مع هذا السند وقد لا يلتقي ويكون الإسنادان منفصلين. يقول: إنني لم أر فيمن شرح من قبل القصيدة ذكر هذا، لكن يُحتمل أنه أراد الإشارة إلى التحويل الذي في السند. تعريف المقطوع: فرفقاً بمقطوع الوسائل ما له إليك سبيل لا ولا عنك معدل س: ماذا أورد هنا؟ ج: المقطوع، وهو ما أضيف إلى التابعي من قول أو فعل، وجمعه مقاطيع، ما ينتهي إلى التابعي وحتى من دونه من أتباع التابعين يسمى مقطوعاً؛ وهذا غير المنقطع بطبيعة الحال. العالي والنازل من الأسانيد: فلا زلت في عزٍ منيعٍ ورفعة ولا زلت تعلو بالتجني فأنزل س: ماذا ذكر هنا؟ ج: العالي والنازل من فنون المصطلح، والسند العالي لا شك أنه نعمة إذا كان صحيحاً، والسند العالي ما قلت فيه الوسائط، وإذا كان بين صاحب الكتاب والنبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة كان ذلك أشرف من أن يكون بينهما أربعة، وأشرف من أن يكون خمسة وهكذا، وكلما قلّ الرجال في السند تقل مئونة البحث فيه وفي ضعفه، واحتمالات الخطأ فيه، فهذا العالي والنازل. فالإسناد العالي يعتبر محموداً إذا كان نظيفاً من المجروحين، وقد أحسن ابن ناصر الدين الدمشقي رحمه الله لما قال: إذا أحببت تخريج العوالي**=**على الراوين حقق ما أقول نزول عن ثقاتهم علوٌ **=**علوٌ من ضعافهم نزول فإذا ذهبت تروي الإسناد العالي عن طريق ضعفاء ففي الحقيقة أنت ما علوت، وإنما نزلت. والمقصود بالعلو: العلو إلى النبي صلى الله عليه وسلم في السند؛ فالراوي مثلاً يذهب إلى شيخ شيخه ويسمع منه لكي يعلو إسناده، وقد يكون العلو إلى إمام مشهور، أو إلى كتاب من الكتب الستة، ولا شك أن أفضلها في العلو العلو للنبي صلى الله عليه وسلم. المقصود بقصيدة ابن فرح: أوري بسعدى والرباب وزينب وأنت الذي تُعنى وأنت المؤمل يقول الناظم: إنني استخدمت التورية وأتيت بأبيات ظاهرها الغزل، أو ذكر الحب ونحو ذلك، وما يُذكر في أشعار الغزل من سعدى والرباب وزينب وليلى ولبنى وعزة وبثينة ونحو ذلك، ولكنني أقصد شيئاً آخر، قال: فخذ أولاً من آخر ثم أولاً من النصف منه فهو فيه مكمل هذا لغز حله في البيت الذي بعده: أبرُّ إذا أقسمت أني بحبه أهيمُ وقلبي بالصبابة مشعل فما هو حل اللغز؟ فهو يلغز إلى كلمة واحدة؛ والكلمة هذه علم على شخص. لأنه في البيت الأخير قال: أبر إذا أقسمت أني بحبه أهيم وقلبي بالصبابة مشعل وكان قد قال قبلها: فخذ أولاً من آخر: أي: خذ أول كلمة من آخر بيت، وما هي أول كلمة من آخر بيت: (أبر) ثم أولاً من النصف: التي هي كلمة (أهيم). منه فهو فيه مكمل: فهذه الكلمة هي (إبراهيم). وبهذا نكون قد انتهينا من المرور على منظومة ابن فرح الإشبيلي بشرح العلامة السفاريني رحمه الله تعالى. اهـ(/)
شرح أثر ابن سيرين رحمه الله (إن هذا العلم دين ... )
ـ[عائشة]ــــــــ[30 Mar 2010, 07:35 م]ـ
قال الشيخ الفاضل أحمد بن عمر بازمول حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ولا تَمُوتُنَّ إلاَّ وأَنتُم مُّسْلِمُونَ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ واحِدَةٍ وخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً ونِسَاءً واتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ والأَرْحَامَ إنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً
يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ويَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ومَن يُطِعِ اللَّهَ ورَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدى هدى محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أما بعد:
فهذه محاضرة بعنوان شرح قول الإمام ابن سيرين: إن هذا العلم دين، وهذه المحاضرة سأبنيها بإذن الله عز وجل على العناصر التالية
الأول: مقدمة في بيان أهمية الموضوع.
والثاني: ترجمة الإمام محمد ابن سيرين رحمه الله تعالى.
والثالث: تخريج هذا القول ومن نقل عنه مثل قوله.
والرابع: التعريف بالعلم المراد في قول ابن سيرين.
والخامس: ما الدليل على كلام ابن سيرين.
والسادس: ما تضمنه قول ابن سيرين رحمه الله تعالى من الفوائد والمعاني.
والسابع: شبهات حول هذا الموضوع.
وخلاصة هذه الموضوعات تعود إلى بيان من يؤخذ منه العلم ومن لا يؤخذ منه العلم.
فأولا أقول مستعينا بالله عز وجل أهمية هذا الموضوع تظهر في الأمور التالية:
الأمر الأول: أن الله عز وجل أمرنا بذلك حيث قال عز وجل فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إن كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ فأمرنا الله عز وجل بسؤال أهل الذكر وأهل الذكر كما بين ذلك السلف الصالح هم العلماء فتخصيص الله عز وجل العلماء بالسؤال دليل على أن غيرهم لا يسأل وكذا ما أخرج البخاري ومسلم في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قوله عز وجل هُوَ الَذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وابْتِغَاءَ تَأَوِيلِهِ ومَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلاَّ اللَّهُ
فقال عليه الصلاة والسلام فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم
ففي هذا التحذير من قوم يتصدرون للعلم والتدريس والفتيا ولابد من معرفة حالهم
يقول النووي: في هذا الحديث التحذير من مخالطة أهل الزيغ وأهل البدع ومن يتبع المشكلات للفتنة فلا يجاب بل يزجر ويعزر كما عزر عمر رضي الله عنه صبيغ حين كان يتبع المتشابه. انتهى
الأمر الثاني: تظهر أهمية هذا الموضوع لبقاء العلم غظا طريا فتأخذه كل جماعة عن من قبلها فلو لم يؤخذ العلم عن العلماء ضاع العلم كما أخرج البيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى عن عبد الله ابن عبيد ابن عمير قال إن العلماء إذا أدركهم المتعلمون فني العلماء وبقي العلم غضا عند المعلمين فإذا لم يدركهم المتعلمون ذهب العلم ولا يقال إن بقاء الكتب بقاء للعلم كما سيأتينا إن شاء الله عز وجل في موضعه.
الأمر الثالث: أن العلم إذا لم يؤخذ من أهله نزع من الأرض، لأن العلماء ببقائهم بقاء العلم والله عز وجل ينتزع العلم انتزاعا من صدور العلماء ولكن ينتزع العلم بانتزاع العلماء كما في حديث عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأتوا بغير علم فضلوا وأضلوا
(يُتْبَعُ)
(/)
وجه كون العلم يقبض يقبض العلماء أمه لا نبي بعد النبي صلى الله عليه وسلم وكانت الأمم قبلنا تسوسهم أنبيائهم إذا مات نبي خلفه نبي أما محمد صلى الله عليه وسلم فهو خاتم الأنبياء لا نبي بعده صلى الله عليه وسلم ولكن العلماء ورثة الأنبياء فالعلماء هم الورثة لما تركه النبي صلى الله عليه وسلم من العلم فإذا مات العلماء ولم يؤخذ عنهم العلم مات العلم بموتهم، قال البخاري رحمه الله تعالى في الصحيح في كتاب العلم باب كيف يقبض العلم، وكتب عمر ابن عبد العزيز إلى أبي بكر ابن حزم انظر ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاكتبه فإني خفت دروس العلم ـ دروس العلم يعني خفاؤه وذهابه ـ وذهاب العلماء ولا تقبل إلا حديث النبي صلى الله عليه وسلم ولتفشوا العلم يعني لتنشروه ولتجلسوا حتى يعلم من لا يعلم فإن العلم لا يهلك حتى يكون سرا
الأمر الرابع:مما يظهر أهمية هذا الموضوع أن بقبض العلم يظهر الجهل وتظهر الفتن والقتل كما أخرج البخاري ومسلم في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يقبض العلم ويظهر الجهل والفتن ويكثر الهرج قيل يا رسول الله وما الهرج قال هكذا بيده فحرفها كأنه يريد القتل.
الأمر الخامس: أن الناس محتاجون للعلم أكثر من احتياجهم للطعام والشراب قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: الناس أحوج إلى العلم منهم إلى الطعام والشراب قال لأن الطعام والشراب يحتاج إليه في اليوم مرتين أو ثلاثة والعلم يحتاج إليه في كل وقت.
الأمر السادس: أن من لا يؤخذ عنهم العلم قطاع طريق لوصول الثواب إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى قال من دعى الأمة إلى غير أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو عدوه حقا لأنه قطع وصول أجر من اهتدى بسنته إليه وهذا من أعظم معاداته نعوذ بالله من الخذلان. انتهى
الأمر السابع:أن الخطأ في هذه المسألة أعني التمييز بين من يؤخذ منه العلم ومن لا يؤخذ منه العلم يترتب ويتسبب عنه ضرر كبير جدا ومفسدة بالغة قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:الغلط في أمور الشرع يترتب عليه ضرر عظيم بالنسبة للأمة وقال الشيخ الفوزان حفظه الله تعالى:أصحاب البدع والأفكار الهدامة يجب على الشباب الابتعاد عنهم لأنهم يسيئون إليهم ويغرسون فيهم العقائد الفاسدة والبدع والخرافات ولأن المعلم له أثر على المتعلم فالمعلم الضال ينحرف الشاب بسببه والمعلم المستقيم يستقيم على يديه الطلبة والشباب فالمعلم له دور كبير فلا نتساهل في هذه الأمور
الأمر الثامن مما يدل على أهمية هذا الموضوع:أن الذين لا يؤخذ منهم العلم لأهل الأهواء والبدع وغيرهم يحذرون من العلماء الذين يجب أخذ العلم منهم بالباطل ويصفونهم بأوصاف شنيعة ويصفون أهل الأهواء والبدع بأوصاف جميلة مع دفاعهم عنهم فهم يتكلمون بالباطل، ألا نتكلم بالحق، قال الشيخ العلامة أحمد ابن يحيى النجمي حفظه الله تعالى كما أن الحزبيين يحذرون من أهل السنة فكذلك أهل السنة ينبغي لهم أن يحذروا من الحزبيين ويحذروا منهم.
وأضرب لكم مثالا على تحذير الحزبيين من العلماء السلفيين وهذا المثال موجود في مجلة تدعى بمجلة الفتيان العدد الرابع والخمسين سنة 1424 يقول كاتبه محمد العوضي كنت بين المغرب والعشاء في زيارة للأستاذ المفكر الإسلامي محمد قطب وكونه إلى آخره قال سألته يا أستاذ من وجوه النظر التربوية ما رأيك في منهجية وإرشادات الداعية عمرو خالد فقال إنه يملك موهبة فذة وظفها في خدمة دينه ـ هذا محمد قطب ـ قلت له بعض الناس يرى انه ليس عالما ومن ثم لا يجوز أن يأخذ هذا الحجم من الانتشار فقال محمد قطب كثير من العلماء عبارة عن خزانة معلومات مغلقة أو نسخة من مكتبة وهذا الداعية لم يقل أنه فقيه إلى آخر الترهات فانظروا رحمكم الله كيف صور العلماء السلفيين الماشين والسائرين على منهاج النبوة الوارثين لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الدعوة والتعليم والإرشاد والدلالة إلى الخير، صورهم بأنهم خزانة مغلقة وصور رجلا ليس من أهل العلم ولم يثني ركبته في طلب العلم بل تكلم العلماء عنه وحذروا وأنه رجل ورجل فهذا مثال واضح على تحذير أهل الأهواء والبدع من أهل السنة وعلى مدحهم لأهل الأهواء والبدع وإلا فمثل عمرو خالد قد حذر منه
(يُتْبَعُ)
(/)
جماعة من أهل العلم باعتبار أمور:
الأمر الأول: أنه لم يعرف بطلب العلم.
الأمر الثاني: أنه جاهل بالعلم الشرعي وسيأتينا إن شاء الله ما يتعلق بالجهال وكلامهم في العلم الشرعي
الأمر الثالث: أنه فاسق فهو حالق للحيته ويلبس لبس الإفرنج وينظر و يتباسط في الكلام مع النساء ويجوّز اختلاط النساء بالرجال ويفتي و يفتي بخلاف ما يقول محمد قطب إنه لم يقل أنه فقيه هو يفتي، يفتي بجواز ما هو عليه وتعلمون أنهم جوّز حلق اللحية من باب مصلحة الدعوة فواحدة من هذه الأمور تكفي لعدم أخذ العلم عنه فما بالك بأمور مجتمعة في هذا الرجل.
إذا هذه بعض الأمور التي تظهر أهمية هذا الموضوع.
الموضوع الثاني:محمد ابن سيرين الأنصاري أبو بكر رحمة الله عليه من أئمة التابعين ولد سنة واحد وثلاثين وتوفي سنة مائه وعشرة،لقي ثلاثين صحابيا وأخذ عنهم العلم واختص بأنس فهو مولى له وأخذ عن أبي هريرة رضي الله عنه وشهد له أهل العلم والفضل بالعلم والديانة والعدالة فقال عنه ابن معين وأبو زرعة: محمد ابن سيرين ثقة وقال ابن سعد رحمه الله تعالى كان ثقة مأمونا عاليا رفيعا فقيها إماما كثير العلم ورعا وقال ابن خراس: محمد ابن سيرين ويحيى ابن سيرين ومعبد ابن سيرين وأنس ابن سيرين وحفصة بنت سيرين هؤلاء الإخوة كلهم ثقاة وقال ابن جرير الطبري: كان ابن سيرين فقيها عالما ورعا أديبا كثير الحديث صدوقا شهد له أهل العلم والفضل بذلك وهو حجة
وقد تتابع ثناء العلماء ووصف بأنه عالم في الفرائض والقضاء والحساب وأنه كان رحمه الله تعالى فقيها، هذا الإمام رحمه الله تعالى له أقوال فذة تدل على علميته وعلى سلفيته وعلى تأصله في العلم الشرعي من ذلك ما أخرجه الدارمي عن ابن سيرين أنه قال:كان يرونه ـ يعني الرجل وطالب العلم أو العالم ـ كانوا يرونه أنه على الطريق ما دام على الأثر أي ما دام أنه متمسك بالأثر فهو على الطريق الصحيح الموصل إلى الجنة وأخرج اللالكائي عن محمد ابن سيرين أنه قال: لو خرج الدجال لرأيت أنه سيتبعه أهل الأهواء وأخرج اللالكائي عن إسماعيل قال دخل رجلان على محمد ابن سيرين من أهل الأهواء فقالا يا أبا بكر نحدث بحديث قال لا قالا فنقرأ عليك آية من كتاب الله قال لا قال تقومان عني وإلا قمت فقاما الرجلان فخرجا فقال بعض القوم ما كان عليك أن يقرأ آية قال إني كرهت أن يقرآ آية فيحرفاها فيقر ذلك في قلبي وهذا الموقف السلفي موقف عظيم ينبغي لطلاب العلم أن يتنبهوا إليه، هذا محمد ابن سيرين مع إمامته في الدين لا يرضى أن يسمع من أهل البدع حتى نصا قرآنيا، فما بال بعض لسلفيين يقولون نسمع من أهل الأهواء أو نسمع من هؤلاء الحزبيين ونأخذ الحق ونترك الباطل وما بال بعض المسلمين الذين لم يتأهلوا ولا يستحقوا أن يسموا أصلا أنهم طلاب علم فضلا على أن يكونوا علماء يقولون نسمع من ذا وذا ونأخذ الحق ونترك الباطل، محمد ابن سيرين رحمه الله تعالى كان إمام فذا ومع ذلك لم يرضى أن يسمع من أهل الأهواء والبدع آية قرآنية وأيضا ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء:أن رجلا سأل ابن سيرين ما ترى في السماع من أهل الأهواء قال لا نسمع منهم ولا كرامة ما لهم كرامة أهل الأهواء والبدع عند أهل العلم فساق وهم أشد فسقا من أصحاب الكبائر عند أهل العلم إلى غير ذلك من أقواله رحمه الله تعالى.
الموضوع الثالث: تخريج هذا القول
قول الإمام محمد ابن سيرين رحمه الله تعالى أخرجه الإمام مسلم في المقدمة، في مقدمة صحيحه أنه قال إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم وقد رواه عن ابن سيرين جماعات يقول ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى:ابن سيرين هو أول من انتقد الرجال وميز الثقاة من غيرهم وقد روي عنه من غير وجه أنه قال إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم قال يعقوب ابن شيبة قلت ليحيى تعرف أحدا من التابعين كان ينتقي الرجال كما كان ابن سيرين ينتقيهم فقال برأسه أي لا وكان علي ابن المديني كان ـ أي ابن سيرين ـ ممن ينظر في الحديث ويفتش عن الإسناد ولا نعرف أحدا أول منه ثم كان أيوب وابن عون ثم كان شعبة ثم كان يحيى ابن سعيد وعبد الرحمان هذا كله كلام ابن رجب رحمه الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول ابن رجب:وجاء مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم لكنه كما قال ابن رجب لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، يقول وجاء أيضا عن بعض الصحابة أنهم قالوا إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم جاء عن أبي هريرة وجاء عن علي بن أبي طالب وجاء عن أنس ولكن الأسانيد إليهم ضعيفة، جاء عنهم أنهم قالوا إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ولكنها ضعيفة كما قال ابن رجب أقول جاء هذا القول عن أئمة التابعين وأتباعهم جاء عن الإمام مالك رحمه الله تعالى أنه قال لبعض أصحابه:اتق الله وانظر ممن تأخذ هذا الشأن أي العلم
ويقول ابن أبي أويس سمعت خالي مالك ابن أنس يقول إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم لقد أدركت سبعين ممن يحدث قال فلان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند هذه الأساطين وأشار إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لقد أدركت سبعين فما أخذت عنهم شيئا وإن أحدهم لو ائتمن على بيت المال لكان أمينا لأنهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن.
وأيضا جاء عن أنس ابن سيرين أخو محمد ابن سيرين
أخرج ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل عن حماد ابن زيد رحمه الله تعالى أنه قال دخلنا على أنس ابن سيرين في مرضه فقال اتقوا الله يا معشر الشباب وانظروا عمن تأخذون هذه الأحاديث فإنها دينكم وجاء عن الضحاك ابن مزاحم وصح عنه أخرجه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل أنه قال إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذونه أيضا جاء عن ابن عون وعن عقبة ابن نافع وعن الشعبي وعن الأوزاعي وعن زيد ابن أسلم وعن عبد الرحمان ابن يزيد وعن إبراهيم وعن أبي الزناد وعن غيرهم كل هؤلاء نقل عنهم مثل قول ابن سيرين فهو إجماع واتفاق بينهم.
الموضوع الرابع: التعريف بالعلم المراد في قول ابن سيرين رحمه الله تعالى، المراد بالعلم في قول ابن سيرين إن هذا العلم دين هو العلم الشرعي الذي يتقرب به العبد إلى الله عز وجل وذلك يتمثل في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على فهم سلف الأمة قال سفيان الثوري: إنما العلم كله العلم بالآثار أي المنقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه وقال أبو حاتم الرازي: العلم عندنا ما كان عن الله تعالى من كتاب ناطق وناسخ غير منسوخ وما صحت به الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما لا معارض له وما جاء عن الألباء من الصحابة مما اتفقوا عليه فإذا اختلفوا لم نخرج من اختلافهم
وقال الشافعي رحمه الله تعالى:العلم ما نص في الكتاب أو السنة أو في الإجماع فإن لم يوجد في ذلك فالقياس على هذه الأصول ما كان في معناها.
الموضوع الخامس: ما الدليل على كلام ابن سيرين: ابن سيرين رحمه الله تعالى يقول إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم طبعا مر معنا فيما سبق نقولات تدل على قوله من الكتاب والسنة وأيضا من أقوال السلف فهو قول لم يتفرد به ابن سيرين رحمه الله تعالى أما كون العلم دين فهذا واضح من قوله عز وجل اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ومراده سبحانه وتعالى أكملت لكم ما يتعلق بالعقائد والأحكام فهي كاملة على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأيضا يدل عليه حديث معاوية رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين
وأما قوله فانظروا عمن تأخذون دينكم هذا يدل عليه ما سبق من قوله تعالى فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إن كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأوليائكم الذين سمى الله فاحذروهم وأيضا قوله صلى الله عليه وسلم ألا سألوا إذ جهلوا إنما شفاء العي السؤال وأيضا قوله صلى الله عليه وسلم المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا هذه الأدلة ومع الأدلة التي سنذكرها إن شاء الله في مواضعها من الكلام الآتي كلها تدل دلالة واضحة على أن قول الإمام محمد ابن سيرين رحمه الله تعالى مبني على ما فهمه من الصحابة رضي الله عنهم وما فهمه من الكتاب والسنة بل هذا دأب السلف رضوان الله عليهم أنهم كانوا متبعين لا مبتدعين لا يأصلون أصولا من تلقاء أنفسهم بل يرجعون إلى الأصول المعتمدة من كتاب ربنا وسنة نبينا وما نقل عن سلف هذه الأمة.
الموضوع السادس: ما تضمنه قول ابن سيرين رحمه الله تعالى من الفوائد والحكم، قول ابن سيرين رحمه الله تعالى تضمن عدة فوائد أجملها سريعا:
الفائدة الأولى: ما المقصود من العلم.
الفائدة الثانية: حرمة الكلام في مسائل العلم.
الفائدة الثالثة: وجوب الاختيار والانتقاء للمشائخ الذين يتلقى منهم العلم.
الفائدة الرابعة: التمييز بين المتصدرين للعلم.
الفائدة الخامسة: من الذي يؤخذ منه العلم.
الفائدة السادسة: من الذين لا يؤخذ منهم العلم.
الفائدة السابعة: يستوي في ذلك كله السماع والحضور والقراءة والصحبة وأي نوع من أنواع التلقي.
الفائدة الثامنة: كيف تعرف من يؤخذ منه العلم ومن لا يؤخذ منه العلم.
إذاً هذه هي الفوائد المستنبطة والمستخرجة من كلام ابن سيرين رحمه الله تعالى وسنقف عليها فائدة فائدة
الفائدة الأولى: من المقصود من العلم؟ هل المقصود من العلم تكثير المعلومات وتكبير الرأس بحشوه من المعلومات؟ هل الفائدة من العلم أن يتصدر الإنسان للناس ويتفرد بذلك فيقول أنا لازم أجمع وأدرس أشياء كثيرة حتى أكون متفردا فيرجع إلي الناس ويتخذوني رأسا؟ ما المقصود من العلم؟ المقصود من العلم أن تعبد الله عز وجل على بصيرة وأن تحصل لك الخشية والخوف من الله عز وجل وأن تتبع ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام وليس المراد من العلم تكثير المعلومات
أخرج ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله أنه عن الثوري أنه قال إنما يطلب الحديث ليتقي الله به فلذلك فضل على غيره من العلوم ولولا ذلك كان كسائر الأشياء فبين سفيان الثوري رحمه الله تعالى أن العلم يقصد به أن يعبد الله العبد على بصيرة وعلى خشية قال إنما يطلب الحديث ليتقى الله به لتعلم كيف تعبد الله عز وجل قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أي على علم وحجة ونور من الله عز وجل فلا تدعو إلى الله على جهالة أو على ضلالة
وأيضا أخرج الرامهرمزي في المحدث الفاصل عن مالك ابن أنس أنه قال ليس العلم بكثرة الرواية ولكنه نور يجعله الله في القلوب
وقد فسر هذه اللفظة أحمد ابن صالح المصري بقوله:معناه أن الخشية لا تدرك بكثرة الرواية وإنما العلم الذي فرض الله عز وجل أن يتبع فإنما هو الكتاب والسنة وما جاء عن الصحابة الكرام رضي الله عنهم.
وقال قوام السنة وفي كتاب الحجة: ليس العلم بكثرة الرواية وإنما هو الإتباع والاستعمال، يقتدي بالصحابة والتابعين وإن كان قليل العلم ومن خالف الصحابة والتابعين فهو ضال وإن كان كثير العلم وهذا قوله عظيم لابد أن نتدبره، يقول ليس العلم بكثرة الرواية وكثرة المعلومات إنما هو الإتباع، إذا أردت العلم الصحيح العلم الممدوح أصحابه هو العلم المبني على الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة يقول وإن كان قليل العلم قد يكون الرجل متبعا للكتاب والسنة على فهم سلف الأمة وعلمه قليل فهذا الرجل هو الذي تقصده بالتعلم منه والتلقي عنه ولا يخدعك الشيطان بأن علمه قليل لأنه بإتباعه للكتاب والسنة وفهم سلف الأمة هو كبير رغم أنوف أهل البدع والأهواء، أليس الحق المبني على الكتاب والسنة كبيرا إيه والله إنه لكبير ولكن الجاهلون ينظرون إليه ويستصغرونه لأنهم نظروا إلى الأدلة من الكتاب والسنة فاستصغروها واستعملوا عقولهم العفنة وقلوبهم الوسخة فقدموها على نصوص الكتاب والسنة.
جاء في العلل ومعرفة الرجال عن الإمام أحمد عن بعض السلف أنه قال رأيك ورأيي إذا خالف كتاب الله وسنة رسول الله فضعه في الحش ـ إي في مكان القاذورات أكرمكم الله ـ لماذا؟ لأن الرأي المخالف للكتاب والسنة ملعون الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه فالرأي المخالف للكتاب والسنة هل هو من ذكر الله هل هو من ما والاه؟ هو ممن خالفه فهو ملعون لا خير فيه
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك قال قوام السنة ومن خالف الصحابة فهو ضال وإن كان كثير العلم كان بعض زملائي في طلب العلم ولازلت في طلب العلم والحمد لله كان بعض إخواني ممن كنت أتخذه أخا لي في طلب العلم وكان يظهر السنة حينها كان يدرس على بعض أهل الأهواء والبدع وكنت أقول له يا فلان اتق الله هؤلاء أهل الأهواء والبدع، السلف الصالح كانوا أعلم منا وأبصر منا وأفقه منا في دين الله عز وجل حينما حذرونا عن أهل الأهواء والبدع كيف تتلقى عنهم؟ وكيف تأخذ عنهم؟ فكان يقول أنا آخذ منه العلم ومالي وبدعه؟ وكان يقول يا أخي إنه كثير المعلومات في الأصول والفقه وفي كذا كثير المعلومات كثير المعلومات، ليست كثرة المعلومات مربطا للفرس في طلب العلم إنما مربط الفرس في طلب العلم إتباع الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة،فهذا الرجل من أهل الأهواء والبدع صاحب المعلومات الكثيرة بكثرة معلوماته هو حقير ذليل في ميزان الشرع ولا تنفعه كثرة المعلومات كما قال قوام السنة هنا ولذلك المراد بالخشية الموروثة عن العلم أو الخشية التي تحصل للعلماء هي الخشية الحاصلة من العلم الشرعي من التفقه في الكتاب والسنة تفقه في المسائل العلمية والمسائل العملية على فهم سلف الأمة ولذلك أثنى الله عز وجل على العلماء حين قال إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ
الفائدة الثانية: حرمة الكلام في مسائل العلم، ابن سيرين ماذا يقول إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم
طيب إذا كان العلم والكلام في العلم من الدين هل يجوز لكل رجل أن يتصدر في الناس وأن يتكلم في دين الله عز و جل؟
قُلْ إنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا ومَا بَطَنَ والإثْمَ والْبَغْيَ بِغَيْرِ الحَقِّ وأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ
يقول بعض السلف رتب الله عز وجل في هذه الآية المحرمات من الأقل أو من الأدنى فالأعلى فالأشد قل إنما حرم ربي الفواحش، الفواحش من زنى ونحو ذلك محرمة تليها ـ قُلْ إنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا ومَا بَطَنَ ـ أي الظاهرة والباطنة والإثم والبغي والظلم و .... و ..... إلى آخره وآخر شيء وأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ، ما قبلها وأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانا
أيهما أعظم الشرك بالله أو القول على الله بغير علم؟ قال السلف القول على الله بلا علم أشد عند الله من الشرك لماذا؟ قالوا لأن المشرك إنما يضل في نفسه وأما القائل على الله بلا علم فإنه يضل أهل الأرض واضح فلذلك كان القول على الله عز وجل من أشد المحرمات عند العلماء، يقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: ليس لأحد أن يقول في شيء حلال ولا حرام إلا من جهة العلم، وجهة العلم ما نص في الكتاب أو السنة أو في الإجماع فإن لم يوجد في ذلك فالقياس على هذه ما كان في معناها
أخرج مسلم في مقدمة الصحيح عن أبي عقيل قال كنت جالسا عند القاسم ابن عبيد الله ويحيى ابن سعيد فقال يحيى للقاسم يا أبا محمد إنه قبيح على مثلك عظيم أن تسأل عن شيء من أمر هذا الدين فلا يوجد عندك منه علم ولا مخرج فقال له القاسم وكان فقيها وعم ذاك قال لأنك ابن إمامي هدى ـ ابن أبي بكر من جهة أمه وعمر فمن جهة أمه، أمه من أحفاد أبي بكر رضي الله عنه ومن جهة أبيه أبوه من أحفاد عبد الله ابن عمر رضي الله عنهم جميعا ـ قال فقال له القاسم أقبح من ذاك عند من عقل عن الله أن أقول بغير علم أو آخذ عن غير ثقة قال فسكت فما أجابه، فبين له أنه أعظم من ذاك أن أتقول عن الله عز وجل ما لم يقل ومن تكلم في دين بلا علم فهو آثم أصاب الحق أو أخطأ.
أخرج الإمام أحمد في المسند وابن ماجه في السنن والدارمي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من أفتي فتيا بغير ثبت فإنما إثمه على من أفتاه
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخرج الدارمي في السنن عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال من أفتى بفتيا يعمى عليها فإثمها عليه، قال الشافعي: من تكلف ما جهل ولم يثبته معرفة كانت موافقته للصواب وإن وافقه من حيث لا يعرفه غير محمودة والله أعلم وكان بخطئه غير معذور إذا ما نطق فيما لا يحيط علمه بالفرق بين الخطأ والصواب فيه وكذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية نحوه وكذا الشيخ الشيخ الفوزان نحوه، يقول الشيخ الفوزان حفظه الله تعالى:الجاهل أو المبتدأ في طلب العلم ليس له اجتهاد ولا يجوز له أن يجتهد وهو آثم باجتهاده أخطأ أو أصاب لأنه فعل ما ليس له فعله
ولذلك ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل في بعض المسائل فقال لا أدري مثل ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن تبع أنبي؟ فقال صلى الله عليه وسلم ما أدري تبع أنبيا كان أم لا، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم الموحى إليه من الله يقول لا أدري ألا يسع العلماء وطلاب العلم فضلا عن عامة الناس والجهال أن يقولوا فيما لا يعلمون لا نعلم والله إنه لواجب عليهم، ولذلك كان السلف يأمرون طلاب العلم بل حتى العلماء يأمرونهم بأن يقولوا لا أعلم وإليكم بعض النصوص في ذلك
يقول علي رضي الله عنه وهذا ثابت عنه:لا يستحي عالم إن لم يعلم أن يقول الله أعلم
وأخرج البخاري ومسلم في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال يا أيها الناس اتقوا الله من علم منكم شيئا فليقل بما يعلم ومن لا يعلم فليقل الله أعلم فإنه أعلم لأحدكم أن يقول لما لا يعلم الله أعلم
وقال سعيد ابن جبير ويل للذي يقول لما لا يعلم إني أعلم
وقال الشعبي:لا أدري نصف العلم
وقال محمد ابن سيرين رحمه الله تعالى:لئن يموت الرجل جاهلا خير من أن يقول ما لا يعلم
وقال ابن عجلان:إذا أغفل العالم لا أدري أصيبت مقاتله.
الفائدة التي تليها وجب اختيار وانتقاء للمشايخ الذين يتلقى عنهم العلم لأنه قال فانظروا أو تأملوا ممن تأخذون منه العلم ولذلك أخرج الدارمي في السنن عن إبراهيم أنه قال: كانوا إذا أتوا الرجل يأخذون عنه العلم نظروا إلى صلاته وإلى سمته وإلى هيئته ثم يأخذون عنه العلم وفي رواية فإذا رأوه يخل بشيء من صلاته قالوا هو لئن يخل بغيرها أولى فيتركونه ولا يأخذوا منه شيئا.
الفائدة التي تليها: التمييز بين المتصدرين، نستفيد من قول ابن سيرين حينما قال فانظروا عمن تأخذون دينكم:أن المتصدرين لتعليم الناس كثر فأمرنا أن نميز بينهم وأن نفرق بينهم يقول خطيب:ليس كل من ادعى العلم أحرزه ـ أي أصابه ـ ولا كل من انتسب إليه كان من أهله. أهـ
فليس كل من تصدر للناس وتكلم بين أيديهم أهلا لأن يكون عالما وهذا دليل على أن المتصدرين على طبقات وأنواع فمنهم طبقة العلماء المجتهدين أهل الفتوى والمرجع في الموازن العامة ومنهم طلاب العلم ومنهم طبقة طلاب العلم الذين لم يبلغوا درجة العلماء ومنهم العوام الذين تعلموا شيئا يسيرا من العلم ثم تصدروا للخطابة والدعوة ومنهم طبقة لا يؤخذ منهم العلم أبدا.
فهذه الطبقات يجب أن تعرف ويجب أن نميز بينها ويجب أن نعلم ليس كل من تصدر للناس صلح لأن يفتيهم.
أخرج ابن عبد البر في الجامع عن مالك رحمه الله تعالى أنه قال:وجدت ربيعة يوما يبكي فقيل له ما الذي أبكاك أمصيبة نزلت بك فقال لا ولكن أبكاني أنه استفتي من لا علم له وقال ربيعة رحمه الله تعالى: لبعض من يفتي هاهنا أحق بالسجن من السارق.
الفائدة التي تليها: من الذي يؤخذ منه العلم
يقول ابن عبر البر في الجامع: إنما العلماء أهل الأثر والتفقه فيه ويتفاضلون فيه بالإتقان والميز قال تعالى والفهم، فالذي يؤخذ منه العلم كما يؤخذ من أقوال أهل العلم من اتصف بالصفات التالية ومن توفرت فيه الشروط التالية:
أولا:أنه متبع لما جاء في الكتاب والسنة فلا يقدم الآراء ولا يقدم العقل ولا يقدم الواقعة أو السياسة أو غيرها من الأمور الأخرى على الكتاب والسنة فهو مبتدع.
ثانيا: أنه متقيد ومنظبط في فهم الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة.
ثالثا:أنه ملازم للطاعة مجتنبا للمعاصي والذنوب.
رابعا: أنه بعيد عن البدع والضلالات والجهالات محذر منها.
خامسا: أنه يرد المتشابه إلى المحكم.
سادسا: أنه يخشى الله عز وجل.
سابعا: أنه من أهل الفهم والاستنباط.
(يُتْبَعُ)
(/)
وخلاصة هذه الأقوال أن نقول في العالم الذي يؤخذ منه العلم أنه من تعلم الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة مجتنبا للبدع وأهلها وللمعاصي وللذنوب هذا الذي يؤخذ منه العلم وتقييده بأنه على فهم سلف الأمة وعلى طريقتهم يدخل فيه الصفات المذكورة سابقا والأقوال المذكورة سابقا كيف نعرف العالم إن كان عاميا فإنه يسأل أهل العلم المعروفين من أمثال الشيخ الفوزان أو اللحيدان أو الشيخ السبيل أو الشيخ ربيع أو غيرهم من أهل العلم يسألهم عندنا رجل متصدر اسمه كذا وكذا هل نأخذ منه العلم أم لا؟ هل يستفاد منه أم لا؟ هذا كان دأب السلف كانوا يسألون عمن يتصدر لإفادتهم، أما إذا كان طالب علم وكان عنده تمييز فإنه ينظر إلى حاله كما سبق، ينظر إلى صلاته وسمته ينظر إلى أقواله ومنهجه، إن كان متابعا للكتاب والسنة وفهم سلف الأمة لزمه وإن كان رجلا مقدما للرأي معظما لأهل الأهواء والبدع يدل على كتبهم يجتنبهم ويجتنب هذا الرجل
وأذكر لكم مثالا رجل متصدر للتدريس سئل في درسه عن تفسير في ضلال القرآن لسيد قطب وانظروا إلى فتواه فإنه قال ملخصا لكلامه: سيد قطب عنده أخطاء وجاهل ولكنه فسر القرآن ووفق فيه توفيقا عجيبا يكاد يتفرد في أسلوبه في هذا العصر وعنده من تحقيق الإيمان وعنده وعنده وأثنى عليه.
طيب إذا كنت تقول أنت ـ وهذا الرجل الذي تكلم بهذا الكلام متخصص في قسم العقيدة فمثله لا يأبه يعرف أهل الأهواء والبدع ـ إذا كنت تقول إنه جاهل وأنه عنده أخطاء في العقيدة فكيف تدل الناس على كتبه وعلى قراءة كتابه؟ وقد مر معنا أن من تكلم في دين الله وهو جاهل أنه آثم أصاب أو أخطأ فكيف يدل الناس على هذا الكتاب؟ فلا شك أنه يجب يعني إذا رأينا مثل هذا الرجل أن نجتنبه وأن نبعد عن طريقه.
ثم الفائدة التالية: وهي من الذين لا يؤخذ منهم العلم، وهذه الفائدة كما يقال مع الفائدة السابقة من الذي يؤخذ منه العلم هي لب هذه الكلمة ولب هذه النصيحة والموعظة، فالذين لا يؤخذ عنهم العلم يتصفون أو يسمون بعدة أسماء فمنهم:
ممن لا يؤخذ منه العلم الجهال أو من لا يعرف بالطلب ويدخل في الجهال ومن لا يعرف بالطلب يدخل فيهم التائبون من المعاصي ويدخل فيهم علماء الطب والجيولوجيا والإعجاز العلمي وغيرها من العلوم الكونية فهؤلاء ليسوا بعلماء لم يتخصصوا في العلم الشرعي فلا يؤخذ عن أمثال هؤلاء العلم ولا يؤخذ عن أمثال هؤلاء تفسير الكتاب ولا شرح السنة
يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى: الجهل أصل كل فساد وكل ضرر يلحق العبد في دنياه و أخراه فهو نتيجة الجهل. اهـ
ومن الخطأ ظن بعض الناس أن الجاهل هو ذاك الذي لا يقرأ ولا يكتب فقط ولا شك أن هذا فهم قاصر إذا أن المراد بالجاهل في الأحاديث وفي آثار السلف، المراد بالجاهل كل من تكلم في دين الله بلا علم ولو كان يحسن العبارة ولو كان يدرس ولو كان يؤلف الكتب ولو كان خطيبا مفوها كما أن كلمة الجاهل تشمل أهل الأهواء والبدع هؤلاء هم الجهال الذين لا يؤخذ عنهم العلم كل من تكلم في دين الله بلا علم فهو من الجهال
أخرج أبو داود في السنن وغيره عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلا جرح في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ثم احتلم فأمر بالاغتسال فاغتسل فمات فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم قتلوه قتلهم الله ألم يكن شفاء العي السؤال أي ألم يكن شفاء الجهل السؤال ومر معنا حديث عبد الله ابن عمرو إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا
فالرؤوس الجهال هاهنا ليس المراد بهم من لا يقرأ ولا يكتب بل المراد بهم من تكلم في دين الله بلا علم ولو كان خطيبا مفوها أو مؤلفا أو كاتبا أو ناصحا أو واعظا
يقول مالك: لا تحمل العلم عمن لم يعرف بالطلب ولا بمجالسة أهل العلم
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عون أنه قال: لا يؤخذ هذا العلم إلا ممن شهد له بالطلب
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخرج الخطيب في الفقيه عن عبد الله ابن إسحاق قال كان عبد الله ابن الحسن ابن الحسن ابن على بن أبي طالب قال كان يكثر الجلوس إلى ربيعة فتذاكروا يوما السنن فقال رجل كان في المجلس ليس العمل على هذا يرد السنة بأن العمل ليس عليها فقال عبد الله الهاشمي هذا قال أرأيت إن كثر الجهال حتى يكونوا هم الحكام أفهم الحجة على السنة فقال ربيعة أشهد أن هذا الكلام كلام أبناء الأنبياء.
وقال الشيخ الفوزان حفظه الله تعالى: لا يجوز الأخذ عن الجهال ولو كانوا متعالمين ومعنى قوله ولو كانوا متعالمين أي متصدرين لتدريس الناس إذا كانوا جهالا لا يعلمون دين الله عز وجل هؤلاء إذا هم الجهال والجهال لا يؤخذ منهم العلم مطلقا ولو استفتوا ولا يرجع إليهم.
الصنف الذي يليهم أهل الأهواء والبدع ويدخل فيهم الخوارج والصوفية وكل الجماعات المعاصرة التي خالفت الكتاب والسنة مثل جماعة التبليغ أو جماعة الإخوان المسلمين
ومر معنا حديث عائشة حين قال صلى الله عليه وسلم فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم
وأخرج أحمد في المسند عن عقبة ابن عامر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هلاك أمتي في الكتاب واللبن ـ وهذا حديث حسن إن شاء الله ـ قالوا يا رسول الله ما الكتاب واللبن قال يتعلمون القرآن فيتأولونه على غير ما أنزل الله عز وجل ـ وهذه طريقة أهل الأهواء الذين يتبعون ما تشابه منه ـ ويحبون اللبن فيدعون الجماعات والجمع ويبدون ـ أي يكونون مع أهل البادية ـ
وأخرج الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى في الفقيه وغيره عن أبي أمية الجمحي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر
قال ابن المبارك:الأصاغر من أهل البدع
ومن أضرار أخذ العلم من أهل البدع:
أولا انغماس الآخذ عنهم في بدعتهم.
ثانيا: تعلق قلب الطالب بالمبتدع ومحبته له والمرء مع من أحب
ثالثا: فيه تكثير لسواد أهل البدع.
رابعا: فيه إغراء للعامة بصحة ما هم عليه.
خامسا: مجالسة المبتدع توجب الإعراض عن الحق.
سادسا: من جالس صاحب بدعة سلبت منه الحكمة.
قال ابن عبد البر: أجمع أهل الفقه والآثار من جميع الأمصار أن أهل الكلام أهل بدع وزيغ ولا يعدون عند الجميع في طبقات الفقهاء وإنما العلماء أهل الأثر والتفقه فيه
وقال البغوي في شرح السنة:قد مضى الصحابة والتابعون وأتباعهم وعلماء السنة على هذا مجمعين متفقين على معاداة أهل البدعة ومهاجرتهم
وفسر بعض أهل العلم الأصاغر بطلاب العلم الصغار وهذا التفسير يصح إذا ترك طلاب العلم العلماء الكبار والتفوا حول طلاب العلم الصغار فإنه يكون من علامات الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر
وكان السلف يحثون طلاب العلن على أخذ العلم من العلماء الكبار وكانوا يتأدبون فلا يدرسون مع وجود علماء كبار إلا أن يأذن لهم العلماء الكبار بالتدريس
يقول مالك:ما درست و لا أفتيت حتى أذن لي سبعون عالما من أهل المدينة بالفتيا والتدريس وتدريس الصغار من طلاب العلم مقبول عند أهل العلم بشروط أو مراعاة الأمور التالية:
الأمر الأول: أن لا يعامل هذا الصغير معاملة العلماء الكبار
يعني بعض الشباب يعني يتلقون العلم من طالب علم صغير ويقدمون أقواله على العلماء الكبار وهذا خطأ، العلماء الكبار لهم منزلتهم وقدرهم وهذا طالب العلم يعامل بقدره وينزل منزلته وأيضا يجب أن يحذر وهذا بناء على ما سبق يجب أن يحذر من التعصب له وأيضا يجب على هذا المدرس من صغار طلاب العلم أن يتأدب بآداب العلماء وأيضا يجب عليه أن يستمر في طلب العلم يعني بعض الناس إذا تصدر للعلم وهو صغير يأنف ويستكبر أن يحضر دروس أهل العلم وهذا خطأ، يقول ابن المبارك وقد قيل له إلى متى تطلب العلم يقول حتى الممات إن شاء الله وقال الإمام أحمد أنا أطلب العلم إلى أن أدخل القبر، وأيضا من الأمور التي ينبغي أن يراعيها أن لا يتسرع في الأحكام والفتوى
وأهل الأهواء والبدع لا يؤخذ منهم العلم مطلقا ولا يرجع إليهم.
وممن لا يؤخذ منهم العلم الفساق والمراد بالفساق أصحاب المعاصي وأصحاب الذنوب ولو كان عندهم شيء من العلم ولو كان عندهم كثير من العلم، فإن السلف كانوا يحذرون من الفساق لماذا؟ لماذا لأن الفاسق لا يتورع أن يحل ما حرم الله وهو فتنة بفعله وحاله للناس
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك قال سفيان اتقوا فتنة العابد الجاهل والعالم الفاجر ـ أي الفاسق ـ فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون، الناس لما تشوف إنسان متصدر للعلم حالق لحيته يحلقون لحاهم وإذا شافوا إنسان متصدر للعلم مسبل ثوبه أسبلوا ثيابهم واضح، إذا شافوا إنسان متصدر للعلم يفعل الفواحش يسمع الأغاني يفعلون مثله واضح، مثل ما نقل عن بعضهم أنه يسمع لأم كلثوم أو يسمع لمحمد عبد الوهاب وإنه كان يطرب بهذا السماع و يفكر بمصالح الأمة، هي مصالح الأمة الشيطانية وليست على السنة النبوية وهذا منقول عن جماعات في كتبهم وفي مجلاتهم.
يقول الشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى: لا تأخذ دينك إلا عن عالم تقي قال تعالى إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ فخذ من العلماء الذين يخشون الله بشرطين أن يكون عالما وأن يكون يخشى الله، فإن كان عالما لا يخشى فلا تأخذ عنه وإن كان يخشى الله لكنه ليس بعالم فلا تأخذ عنه. اهـ
وأيضا الفساق عند العلماء لا يؤخذ منهم مطلقا.
وممن لا يؤخذ منهم العلم المجهول ما الفرق بين المجهول وبين الجهال؟ الجهال عرفوا بشيء من العلم لكنهم من عوام طلاب العلم لا يستحقوا أن يفتوا وأن يلتف حولهم الشباب وأن يدرسوا، لهم أن ينصحوا وأن يبينوا ما يفهمون وهو قدر يسير وأما أن يبينوا شيئا ما يفهمونه هذا لا يجوز هؤلاء الجهال، أما المجهول فهو إنسان لا يعرف أصلا
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:الكتيبات كثيرة وكثيرة أيضا من أناس مجهولين لا يعلم عنهم سابق علم ولا سابق فقه فيحصل فيها إذا خالفت الحق ضرر على العامة ولهذا أنا أنصح أن لا يتلقى من هذه الكتيبات إلى آخر كلامه رحمه الله
وأيضا ممن لا يؤخذ منه العلم أهل الرأي المحض المجرد عن الدليل.
وأيضا ممن لا يؤخذ منهم العلم فقهاء الواقع والحركيون السياسيون ودعاة الصحوة.
يقول الشيخ الفوزان حفظه الله تعالى: الاشتغال بالمحاضرات العامة والصحافة وبما يدور في العالم دون علم بالعقيدة ودون علم بأمور الشرع تضليل و ضياع ويصبح صاحبها مشوش الفكر لأنه استبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير والله سبحانه وتعالى أمرنا بتعلم العلم النافع أولا قال تعالى فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إلَهَ إلاَّ اللَّهُ واسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وأما الاشتغال بواقع العصر أو فقه الواقع فهذا إنما يكون بعد الفقه الشرعي.
وهنا نقول ليست المناصب كالشهادات والدكاترة أو كون الإنسان قاضيا دليلا على أن صاحبها عالما، قد يكون عالما إذا توفرت فيه الشروط السابقة وقد يكون أجهل الجاهلين بل كما يقول الشيخ حماد الأنصاري أجهل من حمار أهله
طيب ما معنى هذا الكلام المعنى أن المنصب قاضي دكتور مثلا كذا وكذا عضو مجلس كذا عضو مجلس ما أدري ايش شكله عضو مجلس بلدية عضو مجلس شورى هذا ليس دليلا على أن صاحبه عالما وليس دليلا على أنه غير عالم.
بعض الناس يقول يا أخي هذا دكتور يا أخي هذا قاضي يا أخي هذا والله ما أدري ويش شكله هذا والله عضو مجلس ما أدري ايش لا كونه اشتغل في هذا المنصب قد يكون أهلا للعلم والفتوى قد يكون لا، انتبهوا الآن
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: المنصب والولاية لا يجعل من ليس عالما مجتهدا عالما مجتهدا ولو كان الكلام في العلم والدين بالولاية والمنصب لكان الخليفة والسلطان أحق بالكلام في العلم والدين وبأن يستفتيه الناس ويرجعوا إليه فيما أشكل عليهم في العلم والدين
إذا ليس المنصب من دكترة أو كونه قاضيا أو كونه عضو مجلس كذا هذا دليل على أن صاحبه عالما وإنما يوزن بميزان الشرع وفي مجلة الدعوة العدد 1957 في رجب عام 1425 مقالا عن أن الدكتوراة ليست دليلا على أن صاحبها عالم وفيها مقاطع وجمل اعتراضية أنا أبينها أو ألخصها الآن وهي عناوين جيدة منها أن الشهادات العليا لا تصنع العلماء وهذا صحيح ومنها ليس كل من نال شهادة الدكتوراة صدق عليه أنه عالم
(يُتْبَعُ)
(/)
أيضا من العناوين التي ذكرت في مجلة الدعوة أن الشهادات العليا مفاتيح للعلم وليس العلم ذاك وهذا أيضا صحيح وأيضا يقولون بعض الباحثين حصل على الماجستير والدكتوراة بالغش والاحتيال من الخارج هذا واضح أيضا ذالك أنهم يذهبون إلى بعض الباحثين من الضعفاء والمساكين فيقولون لهم اكتبوا لنا هذا البحث ونعطيكم عشرين ألف ثلاثين ألف وأنا والله أعلم عدة أشخاص كتبت لهم رسالة الدكتوراة والماجستير بالفلوس ما كتبوا فيها حرفا ولا راجعوا فيها كلمة بل حتى من الناحية اللغوية من الناحية قد يقال لك إشكال كذا فجوابك كذا أعدت لهم بهذه الصورة فمثل هذا يأخذ الدكتوراة ثم يتقلد منصب وهو جاهل ثم بجهله يريد أن يحكم على الناس فلذلك هي ظلمات بعضها فوق بعض لو كان أخذها بتقوى الله وبعلم لنفعته ولكن لما أخذها بجهل وضلال أضلته إلى آخر ذلك وبعضهم يأخذها بحقها لذلك لم تكن الشهادات دليلا
والشيخ الغديان نقل عنه بعض طلابه أنه قال الدكتوراة أول خطوة في طلب العلم وهذا صحيح لماذا؟ انتبهوا يا إخوان، اللي يحضر الدكتوراة والماجستير ما يحضر العلم ككل في الماجستير يبحث مسألة وفي الدكتوراة يبحث مسألة ضاعت عليه قرابة ثماني سنين أو عشر سنين في هذه المسألتين غالبا ما يقرأ شيء إلا هذه المسائل هذا إذا بحث واضح ثم يتصدر للناس بجهله ما يعلم إلا هاتين المسألتين وهذا خطأ.
طيب الآن نسرع والباقي يترتب على ما سبق.
أيضا الخطباء كون الإنسان خطيبا ليس دليلا على أنه عالم قد يكون خطيبا عالما وقد يكون خطيبا على غير علم يقول ابن رجب: قد فتن كثير من المتأخرين بهذا ـ أي بتكثير الكلام ـ وظنوا أن من كثر كلامه وجداله وخصامه في مسائل الدين فهو أعلم ممن ليس كذلك إلى آخر كلامه في كتابه بيان فضل علم السلف على الخلف وهو كتاب مهم
أيضا ممن ينبغي التنبه لهم الوعاظ والمذكرون ليسوا بعلماء على الإطلاق قد يكون الواعظ والمذكر عالما وقد يكون جاهلا فكونه يذكر الناس ويوعظهم ليس هذا دليلا على أنه عالم فلا ينبغي أن نغتر بهم
يقول ابن الجوزي:متى كان الواعظ عالما بتفسير القرآن والحديث وسير السلف والفقه عرف الجادة ولم يخف عليه بدعة من سنة ودله علمه على حسن القصد وصحة النية ومتى كان قاصر العلم طالبا للدنيا لم ينفع غيره وضر نفسه.
وأيضا من الوعاظ والمذكرين القصاص كون الإنسان قاصا هذا ليس دليلا على أنه عالم، قد يكون عنده علم وقد يكون جهل
وقد كان السلف يحذرون من القاص لماذا؟ لأن القصاص غالبا ما يأتون بالأحاديث الضعيفة والمكذوبة ولأن القصاص يشغلون الناس عن القرآن والسنة بالقصص ولأن القصاص غالبا ما يكونوا جهالا بالكتاب والسنة وهذا والله الذي نراه فإن الناس تقول لهم اسمع لابن باز ولابن عثيمين يقولون لك لا لا كلامهم مو حلو نسمع لفلان وفلان من الجهال والقصاص لماذا؟ يقولون بن باز وابن عثيمين ما عندهم كلام حلو هادوك عندهم كلام حلو فنظروا رحمني الله وإياكم كيف فتنوا العامة ولذلك ينبغي على القصاص والمذكرين والوعاظ أن يتقوا الله عز وجل، والسلف كانوا يحذرون من القصاص يقول أيوب ما أمات العلم إلا القصاص إن الرجل ليجلس إلى القاص بردهة من دهره ـ أي فترة من الزمان ـ فلا يتعلق منه بشيء، وإنه ليجلس إلى الرجل العالم الساعة فما يقوم حتى يفيد منه شيئا ويقول أبو إدريس الخولاني: لئن أرى في طائفة المسجد نارا تقد ـ يعني تشتعل ـ أحب إلي من أن أرى فيها رحلا يقص ليس بفقيه، السلف كانوا يحذرون من القصاص الذين كانوا يشتغلون غالبا بالقصص الماضية واضح، أما قصاص اليوم يشتغلون بالقصص ايش؟ الواقعية والقصص الواقعية فيها محذور من جهات
الجهة الأولى: أنه فيها إشاعة الفاحشة يذكرون قصص في الانتحار وفي الزنا وكيف ضحك على البنت لين شاعت الفاحشة بين المؤمنين والله نهى عن ذلك.
ثانيا: من المحاذير أن هذا صاحب القصة معروف عند بعض الناس فنشر قصته بين الناس فضيحة له.
ثالثا: فيه تعليق الناس بغير الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة وهذا ضلال عند العلماء.
(يُتْبَعُ)
(/)
رابعا: أن كثيرا من هذه القصص مكذوبة وليست حقيقية، من ذلك القصة المشهورة التي بنوا عليها أفلام وتمثيليات ومسرحيات قصة الرجل الذي دفن وجاء في قبره ثعبان عشان إنه ما يصلي زمان اللي ماتوا في عهد الإسلام دفنوا وما ظهر لهم ثعبان في قبورهم فهذه القصة باطلة عند أهل العلم وغيرها وغيرها من القصص وأيضا من القصص الآن أنه حفروا حفروا فسمعوا أصوات أهل القبور شوف كيف الدجل والكذب والباطل الذي يروجونه بين الناس وأيضا ذكر أهل العلم منهم ابن سيرين: أن من يكثر القصص الذين يكثرون القصص في مواعظهم هذه علامة من علامة من علامات الخوارج يقول ابن سيرين:أول من قص الخوارج وكذا قال غيره من السلف
وكذا المفكرون ليسوا من العلماء، يقول الشيخ الفوزان حفظه الله تعالى المفكرون ليس عندهم علم بالأحكام الشرعية وإنما عندهم ثقافة عامة لا تفرق بين صحيح وسقيم في العقيدة ولا تفرق بين بدعي وسني إلى آخر الكلام.
أيضا من أخذ عن الكتب ولم يأخذ عن العلماء مطلقا لا يؤخذ منه العلم يقول ابن يريد لا يفتي الناس الصحفيون
أيضا لا يؤخذ العلم من العباد وفي العباد نعلم أحاديث كثيرة من ذلك قصة الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا أفتاه مرة راهب وأفتاه مرة عالم فمن الذي أنجاه بعد الله عز وجل فتوى العالم وأيضا مر معنا حديث قتلوه قتلهم الله ألا سألوا إذ جهلوا، وقال صلى الله عليه وسلم إن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب
وهنا ينبغي أن نتنبه ليس المراد بالعابد الجاهل المراد بالعابد من كان عنده شيء من العلم وتفرغ للعبادة أما اليوم عبادنا جهال إلا من رحم الله عز وجل عبادنا جهال نسميهم عباد لأننا نحن ما عندنا من العلم حتى نقيس العلم الذي عندهم وأيضا ينبغي أن نتنبه ليس القراء في كونهم حفظة لكتاب الله ليس هذا دليلا على أنهم أهل علم وفتوى يقول صلى الله عليه وسلم سيأتي على أمتي زمان يكثر القراء ويقل الفقهاء ويقبض العلم
يقول الشيخ التويجري رحمه الله تعالى: قد ظهر مصداق هذا الحديث في زماننا فقال الفقهاء العارفون بما جاء عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وكثر الفقراء في الكبار والصغار والرجال والنساء بسبب كثرة المدارس وانتشارها والمراد بالقراء والله أعلم الذين يجيدون القراءة ويقرؤون ما يكتب لهم إلى آخر كلامه رحمه الله وهو كلام متين.
والفائدة التي تليها: يستوي في ذلك كله الحضور والقراءة والصحبة وأي نوع من أنواع التلقي
يقول الشيخ الفوزان حفظه الله تعالى:لا يجوز قراءة كتب المبتدعة ولا سماع أشرطتهم إلا لمن يريد أن يرد عليهم ويبين ضلالهم
ويقول الشيخ النجمي حفظه الله تعالى لا ينبغي لأهل السنة أن يحضروا محاضرات الحزبيين ولا دروسهم خوفا من الفتنة عليهم ولا ينبغي أن يقرأ كتب المبتدعة ولا يسمع قصصهم لأنهم يدسون السم في العسل كما يقال ومن لا يكون عنده أهلية كاملة فإنه ربما سمع شيئا لا يعرفه فيقع منهم ما يقع. انتهى كلامه حفظه الله
بعض الشبهات المثارة حول هذا الموضوع:
أورد بعضها
منها قولهم فلان سلفي العقيدة حركي المنهج فنأخذ منه العقيدة ولا نأخذ منه المنهج وهذه شبهة ساقطة لما يلي:
أولا أن القول بأن القول بأن المنهج غير الاعتقاد هذا قول ضعيف والصواب أن المنهج والاعتقاد شيء واحد أيضا لو فرقنا بين العقيدة والمنهج فهما متلازمان لا ينفكان فالمنهج تبع للعقيدة أيضا العقيدة ليست محصورة في أبواب مسائل الأحكام و الأسماء بل شاملة لكل أبواب الدين
أيضا لا فرق بين العقيدة والمنهج
يقول الشيخ الفوزان: الذين يحاولون جمع الناس مع فساد العقيدة واختلاف المنهج يحاولون محالا لأن الجمع بين الضدين من المحال إلى آخره.
وأيضا من الشبهات قول بعضهم الأمة بحاجة إلى دعاة وليست بحاجة إلى علماء نرد هذا بقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: الواقع أن أمة الإسلام تحتاج إلى دعاة وتحتاج إلى علماء يغوصون في بحار العلم ويستخرجون كنوزه وجواهره إلى آخره.
وأيضا من الشبهات التي يثيرونها قول بعضهم إن العلماء المتصدرين في الساحة كلهم سلفيون وكلهم يؤخذ منهم الحق وهذه شبهة باطلة نردها من وجوه:
الوجه الأول: أن هذا قول من لا يعرف الواقع بل من لا يعرف التاريخ الإسلامي ولم يخبره، فقد وجد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم منافقون وجد في عهد الصحابة الخوارج والقدرية والشيعة.
ثانيا: أن من قال بعض الدعاة إن عندهم أخطاء وبدع وضلالات وأثبت ذلك بالحجة والبرهان وجب قبول قوله وحرم رد الحق لمجرد الهوى
ثالثا: لو كان الدعاة على الحق والسنة فلم هذا الاختلاف ولماذا هذا التفرق والتناحر فهل الحق ينتج عنه هذا التفرق والتناحر؟ وإذا كان الدعاة هؤلاء على الحق فلماذا يحذرون هم وأتباعهم من أهل السنة ويصفونهم بأوصاف تنفيرية خذ على سبيل المثال (علماء حيض ونفاس، عملاء، علماء مناصب، مداهنون، مباحث، مداخلة، جامية).
رابعا:أننا نظرنا فيمن تكلم هي هؤلاء الدعاة إذا هم علماء سنة وعلماء سلفيون وعلماء مأمونون وعلماء مرضيون عند الناس ابن باز، ابن عثيمين، الألباني، الجامي، الشيخ مقبل الوادعي رحمهم الله جميعا والشيخ عبد العزيز آل الشيخ والشيخ الفوزان والنجمي وشيخ ربيع المدخلي وغيرهم حفظهم الله فهل هؤلاء العلماء تكلموا في دعاة السوء من باب الحسد والغيبة والحقد أم أنه من باب التحذير من دعاة الفتنة والضلالة؟ لا شك أنه من باب التحذير من دعاة الفتنة والضلالة.
إذاً خلاصة هذه المحاضرة في كلمتين مجملتين هما (إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم)
من يؤخذ منه العلم ومن لا يؤخذ منه العلم وفي هذا القدر كفاية وأسأل الله عز وجل أن ينفعني وإياكم بما سمعنا وأن يرزقنا العمل بما قلنا وأن يجعلنا من أتباع سنة محمد صلى الله عليه وسلم وأن يصرفنا عن البدع وأهلها وأن يوفقنا لإتباع سنة محمد صلى الله عليه وسلم وآخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين و صلى الله عليه وسلم على نبينا محمد(/)
درر المقترح في أجوبة أسئلة المصطلح
ـ[عائشة]ــــــــ[30 Mar 2010, 07:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}
{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ}
وقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " إن الله لا ينزع العلم انتزاعاً من الصدور ولكن ينتزعه بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا "
وقال العلامة المحدث مقبل بن هادي الوادعي ـ رحمه الله ـ (لا تعلقوا الدعوة بشخص وأنه لو مات ماتت الدعوة علقوها بالله)
انظر ترجمة الشيخ الوادعي
لأبي همام
محمد بن علي بن أحمد فرج
الصومعي البيضاني
نشرع بإذن الله تعالى باستخراج الفوائد والنوادر من كتاب
المقترح في أجوبة أسئلة المصطلح
للعلامة المحدث إمام الجرح والتعديل
مقبل بن هادي الوادعي ـ رحمه الله
قال العلامة ابن باز ـ (من نذر نفسه لخدمة دينه فسيعيش متعبا ولكن سيحيا كبيرا ويموت كبيرا ويبعث كبيرا والحياة في سبيل الله أصعب من الموت في سبيل الله)
قال العلامة الوادعي ـ رحمه الله ـ في مقدمة الطبعة الثانية
(وإنني أحمد الله الذي وفقني للسهولة والتيسير، والمصطلح يحتاج إليه كل طالب علم لكن ينبغي أن يكون وسيلة من الوسائل.
أما الأصل فهو الكتاب والسنة لذا تركت الإجابة عن بعض الأسئلة، فإني أنصح كل طالب أن يهتم بعلم الكتاب والسنة ويأخذ من الوسائل ما يحتاج إليه فلا يشغل بالوسيلة عن حفظ القرآن وعن معرفة سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ومعرفة صحيحها من سقيمها ومعلولها من سليمها).
فضل العالم على غيره بعلمه
والعلم يعتبر علاجا لجميع أمراضنا، ونبينا محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يأمره ربه أن يطلب الزيادة من العلم، فقال سبحانه وتعالى {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} سورة طه، الآية: 114 ورب العزة يبين حالة العالم وحالة الجاهل، فقال {أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} سورة الرعد، الآية: 19.
ونبينا محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول فيما رواه البخاري ومسلم في «صحيحيهما» من حديث معاوية -رضي الله عنه- (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين).
ورب العزة يعلل كثيرا من مخلوقاته، فيقول في آية من كتابه {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ}
سورة الروم، الآية: 22. وقال تعالى {وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} سورة العنكبوت، الآية 43.
ورب العزة يفضل الكلب المعلم على غير الكلب المعلم، فيحل صيد الكلب المعلم مع ذكر اسم الله تعالى، فيقول سبحانه وتعالى {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ} سورة المائدة، الآية 4.
بل يخبرنا الله سبحانه وتعالى أن الهدهد صال بحجته على سليمان فقال {أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ} سورة النمل، الآية22.ما هو العلم الذي يعد فريضة؟
العلم الذي أوجبه الله عليك هو الذي يعد فريضة.
فالعقيدة التوحيد واجب على كل مسلم أن يتعلمها، كما جاءت في الكتاب والسنة.
ويحرم الجهل بالعقيدة سواء أكانت في أسماء الله أو صفاته.
ويجب الإيمان بالعقيدة في أسماء الله وصفاته، كما وردت في كتاب الله، وكما وردت في سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-
فتلكم الجارية التي هي راعية غنم كما في حديث معاوية بن الحكم السلمى -رضي الله عنه- أنه أتى بجارية ليعتقها. فقال: يا رسول الله إني أريد أن أعتقها. فقال لها النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- «يا جارية أين الله؟» قالت: في السماء. قال «أعتقها فإنها مؤمنة».
يجب على كل مسلم أن يؤمن أن الله في السماء، وأن الله سبحانه وتعالى بعلمه مع كل أحد، وبحفظه وكلاءته ونصره مع المؤمنين يجب أن نؤمن بهذا
? أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ? [الملك:16]، ?الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ? [طه: 5].
(يُتْبَعُ)
(/)
حفظ الله سبحانهُ وتعالى العلم بالعلماء
والعلم قيض الله له علماء حفظوا لنا هذا الدين، حفظوا كتاب الله، وتلقاه الآخر عن الأول، وحفظوا سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، ونفوا عنها الكذب والأباطيل، نفوا ووقفوا في وجوه الكذابين، ونخلوا سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- نخلا، لأنهم كانوا لا تأخذهم في الله لومة لائم.
يقول الإمام الشافعي (من روى عن البياضي بيض الله عيونه). يدعو على من روى عن البياضي لأن البياضي مجروح.
ويقول الإمام الشافعي -رحمه الله تعالى- (الرواية عن حرام بن عثمان حرام). فهذا قول الإمام الشافعي في هذين المحدثين.
ولقد كان العلماء رحمهم الله تعالى ينخلون السنة نخلاً، حتى إنه قدم زنديق لتضرب عنقه في عصر الرشيد فقال: كيف تقتلونني وقد وضعت في دينكم أربعة آلاف حديث أحرم فيها الحلال وأحل فيها الحرام.
فقال له الرشيد: يا خبيث، إن أبا إسحاق الفزاري وعبدالله ابن المبارك سينخلانها نخلا.
وكانت لديهم غيرة على سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- حتى إن يحيى بن معين -رحمه الله تعالى- عند أن حدث سويد بن سعيد (من عشق فعف فمات مات شهيدًا). قال يحيى بن معين: لو أن لي فرسًا ورمحًا لغزوت سويدًا، لأنه تجرأ في رواية الأحاديث الضعيفة.
ورئي شعبة بن الحجاج -رحمه الله تعالى- ذات يوم متقنعا في نصف النهار، فقيل له: إلى أين يا أبا بسطام؟
قال: أريد أن أعتدي على جعفر بن الزبير، فإنه يكذب على رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
ومن لم يكن من المحدثين فلا بد أن يتخبط في عبادته، وفي وعظه، وفي معاملته، وفي جميع شئونه. لأنه لا يؤمن أن يحدث بحديث ضعيف.
أحاديث مكذوبة وضعيفة تُروى على لسان
النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
(حب الوطن من الإيمان) هذا الحديث لم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
(اختلاف أمتي رحمة) حديث لا يوجد له سند، ولا يثبت عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
(الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني)، هذا حديث معناه صحيح. لكنه بهذا اللفظ ضعيف، لأنه من طريق أبي بكر بن أبي مريم، وقد اختلط بسبب حلي سرقت عليه.
قصة يحدث بها في الحرمين ويحدث بها في الإذاعات، قصة ثعلبة، التي فيها أنه سأل رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أن يسأل الله أن يرزقه مالا، وأنه قيل له (يا ثعلبة قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه)، وذكرت في «الجلالين»، وقل أن تجد تفسيرا إلا وقد ذكرت فيه.
هذه القصة استفدنا تضعيفها في أول الأمر من أبي محمد بن حزم -رحمه الله تعالى-، قال: إن في سندها معان بن رفاعة، وعلي بن يزيد الألهاني، والقاسم بن عبدالرحمن، وثلاثتهم ضعفاء.
ثم روجع «مجمع الزوائد» فإذا هو يقول في سندها علي بن يزيد الألهاني وهو متروك.
ثم روجع «تخريج الكشاف» للحافظ ابن حجر فإذا هو يقول: في سندها علي بن يزيد الألهاني وهو واه، ثم روجع «تخريج الإحياء» فإذا الحافظ العراقي يقول: إن في سندها ضعفا. وناهيك بالسيوطي تساهلا فإنه ذكرها في «لباب النقول من أسباب النزول».
هذه القصة كان بعض علماء الحرم يحدث بها فقيل له: يا شيخإنها ضعيفة. قال: نريد أن نرقق بها قلوب العامة.
يا سبحان الله!! أما في كتاب الله، ولا في صحيح حديث رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ما يرقق قلوب العامة
?فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآَيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ?.
(لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به) وما أكثر ما قد حدثنا بهذا الحديث! يقول الحافظ ابن رجب في كتابه «جامع العلوم والحكم»: إنه من طريق نعيم بن حماد، وهو ضعيف. هذه علة.
والعلة الثانية: أنه اختلف على نعيم في شيخه. والعلة الثالثة: أنه لا يدرى أسمع عقبة بن أوس من عبدالله بن عمرو أم لم يسمع.
(من تعلم لغة قوم أمن مكرهم) هذا الحديث بحث عنه الباحثون فلم يجدوا له أصلا، وإن كان معناه صحيحا، لكن لا يجوز لنا أن نضيف إلى رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إلا ما ثبت عنه -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
(يُتْبَعُ)
(/)
بعض الأئمة عند تسوية الصفوف يقول (استووا فإن الله لا ينظر إلى الصف الأعوج)، وهذا لا يثبت عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، ويكفي أن تقول: استووا، فإن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول (لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم).
(من قال حين يسمع المؤذن يقول: أشهد أن محمدا رسول الله، ثم ينفث في ظفري إبهاميه ويمسح بهما عينيه ثم يقول: مرحبا بحبيبي وقرة عيني. قال: فمن قالها فإنه لا يرمد) الحديث ذكره الشوكاني في «الفوائد المجموعة في الأحاديث الضعيفة والموضوعة».
(أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن يرد المدينة فليأت الباب). فيه عبدالسلام بن صالح أبوالصلت الهروي وهو متروك.
والصحيح كاف. يكفي ما صح عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ويكفي كتاب الله، فإن نبينا محمدا -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار). هذا مروي عن علي بن أبي طالب، وعن المغيرة بن شعبة، وعن الزبير بن العوام وعن قدر ستين صحابيا.
ويقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- (من حدث عني حديثا وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين).
قول العلامة الوادعي في قول (إن من أهل العلم من أجاز أن يحدث بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال)
نعم، أجازه عبدالرحمن بن مهدي، والإمام أحمد، والإمام البيهقي، وجمع من العلماء لكنهم يعنون الحسن، بدليل أنهم مثلوا بمحمد بن عمرو بن علقمة وأمثاله، وجعلوا حديثه ضعيفا، والمتأخرون يحسنون حديثه. فهم يريدون الحسن.
ومن أجاز التحديث بالحديث الضعيف، فإنما يجيزه بثلاثة شروط
الشرط الأول: أن لا يشتد ضعفه.
الشرط الثاني: أن يكون مندرجا تحت أصل من الأصول.
الشرط الثالث: أن لا يشتهر العمل به، وأن لا يعتقد ثبوته.
أما الإمام الشوكاني -رحمه الله تعالى- فإنه يقول في كتابه «الفوائد المجموعة»: وهو شرع ومن ادعى التفصيل فعليه البرهان.
قد يقول قائل أو يظن ظان أن المشتغل بتصحيح حديث رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يشغله عن الدعوة، لا، بل يقويك على الدعوة، وتصبح حاكما، تستطيع أن تحكم على الخطيب، وعلى الصحفي، وعلى المؤلف، فكم من حديث ضعيف يختلف الناس فيه، وهو حديث ضعيف. منهم من يقول به، ومنهم من لا يقول به.
ومن الأمثلة على هذا: حديث أن جماعة من الصحابة ضحكوا في الصلاة، ثم أمرهم النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أن يعيدوا الصلاة، وأن يعيدوا الوضوء.
هذا حديث من طريق أبي العالية الرياحي، وقد قال الإمام الشافعي -رحمه الله تعالى-: حديث أبي العالية رياح. يعني لا يثبت هذا الحديث عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
ومن الأمثلة على هذا أي على الأحاديث الضعيفة والموضوعة: ما جاء في «فيض القدير» وفي «المجموع» المنسوب لزيد بن علي: أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- رأى رجلا يعبث بلحيته، وهو في الصلاة، فقال: «لو خشع قلب هذا لسكنت جوارحه». هذا الحديث يحدث به كثير من الناس، مع أنه لا يثبت عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
ومن الأمثلة على هذا: «صنفان من أمتي إذا صلحا صلحت أمتي وإذا فسدا فسدت أمتي: العلماء والأمراء». الحديث معناه صحيح، لكن لا يجوز لك أن تقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، لأنه ما كل ما يصح معناه يجوز لك أن تضيفه إلى رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
فالأحاديث الضعيفة كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في كتابه «رفع الملام عن الأئمة الأعلام» سبب من أسباب الفرقة، تجد الرجل قد استدل بحديث، فيأتي آخر ويضعفه، وليس معنى هذا أنه لا سبيل إلى أن تعرف الحقيقة.
«رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه»
من أهل الخير، ومن الناس الطيبين من يحب علم الحديث، ويحب أهل الحديث، لكنه يرى أن الأئمة قد اختلفوا في التجريح والتعديل، واختلفوا في التصحيح والتضعيف، فيظن أنه لا سبيل إلى ذلك، لأن الأئمة رضوان الله عليهم وضعوا قواعد.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأنت إذا قال لك رجل: فلان ثقة. وقال لك آخر: أنا سمعته يعكف على آلات اللهو والطرب أو رأيته على آلات اللهو والطرب. فبأي القولين تأخذ؟ ويقول لك رجل: فلان ثقة يصلي معنا، وحسن المعاملة. وآخر يقول: أنا رأيته عاكفا على آلات اللهو والطرب. فبأي القولين تأخذ؟ الجرح المفسر مقدم على التعديل، والجارح اطلع على مالم يطلع عليه المعدل.
والعلماء يتفاوتون في هذا المضمار من أجل هذا يحصل الاختلاف. وقد ذكر ابن أبي حاتم في كتابه «مناقب الشافعي» والبيهقي أيضا في كتابه «مناقب الشافعي» أنه اختلف الشافعي ومحمد ابن الحسن أي العالمين أعلم، مالك أم أبوحنيفة؟ وكان الشافعي يحب مالكا، والشافعي تلميذ مالك. ومحمد بن الحسن تلميذ أبي حنيفة. فقال الإمام الشافعي لمحمد بن الحسن: أنشدك الله، أصاحبنا أعلم بكتاب الله أم صاحبكم؟ قال: صاحبكم -يعني مالكا-. قال: أنشدك الله، أصاحبنا أعلم بسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، أم صاحبكم؟ قال: صاحبكم -يعني مالكا-. قال: فلم يبق إلا القياس فالذي ليس لديه أصول فعلى أي شيء يقيس. هذه القصة ذكرها ابن أبي حاتم والبيهقي بسند صحيح.
شاهدنا من هذا أن العلماء يتفاوتون فمنهم إمام في الفقه، وهو ضعيف في الحديث، ومنهم إمام في الحديث، لا يستطيع أن يستنبط أحكاما كما يستطيع أن يستنبطها الفقيه.
والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول (رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه) ويقول (رب مبلغ أوعى من سامع).
وعلم الحديث الذي زهد فيه كثير من الناس، وأصبحوا يزهدون فيه، إن لم يكن الفقيه محدثا فلا بد أن يتخبط، كما ذكره الشوكاني -رحمه الله تعالى- في كتابه «نيل الأوطار».
وهكذا أيضا لأن أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كثيرة ولا بد من النظر فيها، فماذا يفعل علماؤنا رحمهم الله تعالى؟ العلماء رحمهم الله تعالى إذا أرادوا أن يستدلوا بحديث؟ فإن كان في «الصحيحين» فقد أجمع أهل الحق على تلقي ما في «الصحيحين» بالقبول إلا أحاديث يسيرة انتقدها الحفاظ كالدارقطني وغيره. وإن كان في غير «الصحيحين» فإما أن يصححه حافظ من الحفاظ، كالحافظ ابن حجر والحافظ العراقي وغيرهما من العلماء الذين تصدوا للتصحيح والتضعيف، وإما أن تبحث أنت عن سنده لابد من هذا وإلا فلا يحل لك أن تستدل، لأن العلماء رحمهم الله تعالى مثل أبي داود -رحمه الله تعالى- يقول في «سننه»: ذكرت الصحيح وما يقاربه وما يشابهه، وما كان فيه وهن شديد بينته وما لم أذكر فيه شيئا فهو صالح.
وهكذا الترمذي ذكر الأحاديث الصحيحة، ورب حديث يذكره الترمذي ويقول: إنه ضعيف، ويقول: إنه منقطع، ويقول: إنه غريب. والغالب على ما قال فيه الترمذي: (غريب) فقط الضعف.
نور العالم إلى المتعلم
فسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يجب على المدرس وعلى الواعظ أن يتعلمها وما أكثر التخبطات في كلام كثير من الواعظين، وذلكم من زمن قديم حتى إن من العلماء من ألف كتابا بعنوان «القصاص» وآخر يؤلف كتابا بعنوان «تحذير الخواص من أحاديث القصاص»، وكثير من الواعظين يعظون الناس بأحاديث ضعيفة وموضوعة، خصوصا الأحاديث التي يتلقاها بعضهم من بعض. فأنصح إخواني في الله من أراد أن يعظ فليقتن «رياض الصالحين» وليقتن «اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان» وليقتن الكتب التي قد خدمت.
أما أن تقرأ في «تنبيه الغافلين» لأبي الليث السمرقندي، أو تقرأ في «نزهة المجالس» أو تقرأ في «بدائع الزهور». وكثير من الكتاب العصريين يكتفون بقولهم رواه الترمذي، رواه ابن ماجه، رواه أبوداود، رواه الطبراني. وهذا لا يكفى لأن هؤلاء لم يشترطوا الصحة، بل لابد أن يقول رواه الطبراني وهو حديث صحيح أو حسن أو ضعيف إلى غير ذلك.
لا يكفى أن يعزو الحديث، ثم بعد ذلك أنت تقرأ وتظن أنه قد طبع في المطابع ولو لم يكن صحيحا لما طبع في المطابع، لا، فكتب السحر والدجل والشعوذة طبعت في المطابع، فإن المطابع الآن أصبحت آلة ارتزاق، يهمهم أن يطبعوا الكتاب الذي ينفق لهم في الأسواق.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلا بد أن تسأل العلماء، وأن ترحل إلى العلماء، كما كان العلماء السابقون يرحلون. فربما رحلوا من أجل حديث واحد، ونحن الآن معشر المسلمين يتغرب أحدنا عشر سنين، أو خمس سنين، أو سنتين من أجل الدنيا، أولئكم كانوا يتغربون، وكانوا يرحلون من أجل العلم، لعلمهم أنه لا قوام للأمة الإسلامية إلا بالعلم، لاسيما وبلدنا معشر اليمنيين فقيرة من العلم نحن محتاجون إلى شباب يدرسون كتاب الله ويحفظون كتاب الله، وإلى شباب يحفظون سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
والأمر سهل جدا لو تغرب طالب العلم مدة يسيرة استطاع أن يحفظ القرآن ومدة يسيرة يستطيع أن يعرف كيف يستفيد من الكتب العلمية يستطيع أن يستفيد في مدة يسيرة. يسر الله ذلك إنه على كل شيء قدير
أسئلة في المصطلح
س/ في كتب المصطلح ذكروا أن الرجل المشهور بالطلب ولم يثبت فيه جرح ولا تعديل، نص بعضهم مثل المزي، والذهبي، وابن القطان، وابن حجر، وغيرهم على قبول روايته، حتى يثبت جرح فيه، وأن أمره محمول على العدالة، وكان هذا منهم مصيرا على مذهب ابن عبدالبر، في الحديث الذي ذكروه، واعترضه ابن الصلاح.
بعضهم قال إن هذا متعين في زمننا، وهذا الذي عليه العمل. فنريد أن نعرف أن الرجل إذا لم يثبت فيه جرح ولا تعديل لكنه معروف عند أهل العلم، هل حديثه محمول على الاحتجاج به، أم ماذا؟
ج/ الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. أما بعد
فالسؤال عن الرجل المحدث المشهور بالطلب، ولم يذكر فيه جرح ولا تعديل، ذكر صاحب «فتح المغيث» أن الرجل إذا كان مشهورا بالطلب، ولم يأت فيه جرح ولا تعديل أنهم يقبلونه، وهكذا الإمام الذهبي -رحمه الله تعالى- لكن صاحب «فتح المغيث» مثل بالإمام مالك -رحمه الله تعالى-، فالإمام مالك مشهور بالطلب وقد وثق، فإذا حصل من هذا النوع وكان مشهورا بالطلب وتتلمذ له معاصروه.
مثل يحيى بن سعيد القطان، أو يحيى بن معين، أو الأئمة من أمثالهما فيقبل، وإن لم يأت فيه جرح ولا تعديل، لأنه لو كان ضعيفا لضعف، والأصل في المسلمين هو العدالة، ولكنه يضاف إلى العدالة الحفظ -لا بد من معرفة الحفظ- إلا أنه لو كان مخلطا لصاحوا به، فهذا مستقيم إن شاء الله تعالى، ولا يقدح فيه أنهم يشترطون العدالة ويشترطون الضبط، لو لم يكن عدلا لما تتلمذ له، لا أقول إنه لو لم يكن عدلا لما تتلمذ له مثل يحيى وغيره، فإنهم قد تتلمذوا للعدل ولغيره، فقد قال بعضهم إننا نسمع الحديث للفائدة ونسمعه للنظر في حال صاحبه.
لكن أقول لو كان مخلطا أو كان ليس بثقة لصاح به مثل يحيى بن معين، ومثل يحيى بن سعيد القطان، وهكذا الإمام أحمد والبخاري، والله أعلم.
س/ بارك الله فيك، المسألة على طرف آخر، فإن ابن الصلاح وغيره من الأئمة الذين تكلموا في المصطلح ذكروا أن العدالة تثبت إما بالشهرة مثل الذين ذكرتهم -يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل وغيرهم- وإما بالتنصيص على ذلك من واحد من العدول، لكن مسألتنا في جانب آخر رجل لم يكن مشهورا عند أئمة الجرح بالتوثيق، لأن مثل الإمام مالك -رحمه الله تعالى- أمره مستفيض وأمره مشهور بالعدالة، فشهرة هؤلاء أقوى من أن يعدلهم أحد الناس لكن مسألتنا مثل ما قالوا هنا في غير هؤلاء المشاهير، رجل قالوا إنه (معروف). أو على سبيل المثال قالوا إنه (حافظ) أو (ضابط).
ج/ هذا أمر آخر قالوا (معروف) لا تكفي، (حافظ) أو (ضابط) أو كذا يقبل منهم لأنه مثل أئمة الجرح والتعديل إذا أطلقوا مثل هذه العبارات على المحدث، فلو كان به جرح لصاحوا به مثل أبي حاتم الرازي، ومثل أبي زرعة، ومن تقدم ذكرهم، لو سمعوا عنه ووجدوه مجروحا، لا يتركونه. فتتلمذهم له، وشهرته، ولا بد أن يكون مشهورا بالطلب، وتتلمذ له أئمة من أئمة الجرح والتعديل، فلو كان ضعيفا لصاحوا به.
س/ رجل وصف بأنه (عابد) أو (مقل)، ليس في وصفه إلا هكذا، فهل يعتبر بحديثه، ويستشهد به؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ج/ يستشهد به، ولا يحتج به، لأن العبادة تحتاج إلى حفظ، فما أكثر المحدثين العابدين الذين ضعفوا مثل: أبان بن أبي عياش، وعبدالله بن عمر العمري، وجمع كثير من العباد الذين ضعفوا، حتى قال يحيى بن سعيد -رحمه الله تعالى-: لم نر الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث. أو بهذا المعنى، يقول مسلم: بمعنى أن الكذب يجري على ألسنتهم ولا يتعمدونه. فهذه العبارة لفظة (عابد) أو ما يجري مجراها لا تدل على أنه يقبل الحديث، لأنه يشترط في الحديث أمر آخر وهو: الضبط. والله المستعان.
س/ ذكرتنا بكم الرواة عنه قالوا إن الراوي عنه يكون عدلا، لو أن -مثلا- رجلا شيخا، في ترجمته أنه شيخ من مراتب الاستشهاد وليس من مراتب الاحتجاج، وكان من الرواة عنه أناس هم من مراتب الاستشهاد، هل يرفعون جهالته؟
ج/ الظاهر أن جهالته ترتفع، إلا إذا كان الراوي عنه كذابا، فربما أن الكذاب يروي عمن لم يوجد ولم يخلق.
س/ وإذا قالوا في الرجل: (يروي عن الثقات ما ليس من حديثهم)، هل هذا الكلام يفهم منه أنه كذاب أو أنه منكر الحديث؟
ج/ ينبغي أن ينظر في قائل هذه الكلمة، فإن مثل هذه الكلمة يقولها ابن حبان في بعض الحفاظ الكبار، من رجال البخاري ومسلم، فإذا قالها الإمام أحمد، أو يحيى بن معين، أو من جرى مجراهما، فمثل هؤلاء ينظر فيما قاله غير القائل، ينظر أوثقه غير القائل؟ أو قال: إنه صدوق غير القائل. أما إذا لم ترد إلا هذه العبارة فهي تعتبر جرحا، وهي محتملة أنه يكذب، وأنه يهم. محتملة لهذا وهذا، فنحن نتوقف في أمره، لا نحكم عليه بأنه كذاب، ولا نحكم عليه بأنه صالح للشواهد والمتابعات، ولكن إن وردت عبارات أخرى لبعض أهل العلم يحمل عليها هذا القول، بمعنى أنه يهم، وينظر أذلك الحديث من أوهامه، أم ليس من أوهامه؟ فإذا لم ترد إلا هذه العبارة توقفنا في أمره ولا نحتج به، لكن ربما يصلح للشواهد والمتابعات، وينظر فيمن روى عنه أهم من الثقات الأثبات أم ماذا؟
س/ قولهم في الرجل (يروي المعضلات) هل المقصود بذلك العجائب والمشكلات، أو الأوابد -كما يقولون-، أم المعضلات بالمعنى الاصطلاحي؟ وإذا كان المقصود المعنى الاصطلاحي فما وجه القدح؟
ج/ ذلك بمعنى الأوابد، وبمعنى الأمور التي لم تثبت عنهم، لكن هذه العبارة -كما تقدم- ينبغي أن ينظر في قائلها، فيخشى أن تكون من ابن حبان -رحمه الله تعالى- فكثيرا ما يقول يروي المعضلات عن الأثبات فاستحق الترك. فابن حبان هو شديد التجريح، كما أنه متساهل في توثيق المجهولين، فهو يطلق هذه العبارة على بعض رجال الشيخين، فيتوقف في كلامه، وربما اعترض عليه الحافظ الذهبي وقال إنه لا يدري ما يخرج من رأسه.
س/ بارك الله فيكم. ومثلها قولهم: (يروي المرسلات والمنقطعات والمقطوعات) ماوجه القدح فيها؟
ج/ الظاهر أنهم يعنون بهذا أنه يصل المرسلات، لعلهم يعنون هذا، يصل المرسل ويرفع الموقوف ... الخ، هذا بمعنى أنه يخالف الناس في هذا، فإذا كان ثقة أو قيل فيه: صدوق، بقي علينا أن ننظر في كتاب «ميزان الاعتدال» وفي كتاب «الكامل» لابن عدي، وفي غير هذين الكتابين، أهذا الحديث مما تفرد هو برفعه والناس يروونه موقوفا، أو تفرد بوصله والناس يروونه مرسلا؟ فينبغي أن تراجع ترجمته، وإذا قد وثقه العلماء الأثبات -وبعضهم قال هذا-، بقي علينا أن ننظر في ترجمته، أهذا الحديث مما أخطأ فيه؟ فيترك خطؤه، وهكذا إذا قالوا صدوق يهم، صدوق يخطيء، وهنا أمر أنصح به طلبة العلم وهو: أن يعرضوا ما كتبوه على كتب العلل، فرب حديث نغتر به ونقول إن رجاله رجال الشيخين، ثم بعد هذا نجد أن الحديث معل، وقد حكم عليه بالوضع، ورب حديث قد حدثنا به وهززنا به رؤوسنا وفي النهاية فإذا الحديث معل، وقد قال أبوحاتم أو الدارقطني رحمهما الله تعالى: إن هذا معل، فالذي أنصح به إخواني في الله أن يعرضوا ما كتبوه على كتب العلل، والحمد لله كتب العلل تغربل الأحاديث غربلة، وقد قال علي بن المديني -وهو كما يقول الحافظ ابن حجر أعلم أهل عصره بعلل الحديث- يقول الحديث إذا لم تجمع طرقه، لم يتبين خطؤه. والله المستعان.
س/ الشيخ الألباني-حفظه الله تعالى- يحسن حديث من هذا حاله، فهل يحمل تحسينه على ما ذكرت أنت من التفصيل؟ أم أن هذه قاعدة عنده أن (صدوق يخطئ) حديثه حسن، وذكره غير مرة في كتابه «السلسلة»؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ج/ الذي يظهر أن هذه قاعدة عنده، وقد سألناه بمدينة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فقال حفظه الله تعالى: إن من مارس أعمالهم في كتب الحديث يرى أنهم يحسنون لمحمد بن عمرو بن علقمة ومن جرى مجراه، فالظاهر أن هذه قاعدة عنده وهي قاعدة مقبولة لا غبار عليها، لكن من أحب أن يتثبت وينظر في ترجمته وفي العلل فهو الأحوط لدينه.
نصائح الوادعي لطالب العلم الشرعي
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وصحبه أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد: فيقول الله سبحانه وتعالى ?أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ?.
وروى البخاري ومسلم في «صحيحيهما» عن معاوية -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أنه قال (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين). ورويا في «صحيحيهما» عن عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا?).
وفي حديث أنس المتفق عليه، وحديث أبي هريرة المتفق عليه أيضا: أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ذكر من أمارات الساعة (رفع العلم، وظهور الجهل)، أو بهذا المعنى.
ونحن في هذا الزمن قد وقع ما أخبر به النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- من ظهور الجهل وتفشيه، حتى إنه أصبح كثير من المسلمين لا يميز بين العالم والمنجم، بل لا يميز بين المسلم والشيوعي، وكل هذا بسبب بعد المسلمين عن تعلم كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
إذا عرفت هذا، -ومعرفته بإذن الله تعالى نافعة للباحث- أعني أن الباحث إذا نظر إلى أحوال المسلمين وإلى حاجتهم، ونظر إلى تفشي الجهل، أنه يحتسب الأجر والثواب ويصبر، فإن طلب العلم يحتاج إلى صبر، ورضي الله عن عبدالله بن عمر إذ يقول (قل لطالب العلم يتخذ نعلين من حديد). وكذا يحيى بن أبي كثير -رحمه الله تعالى- يقول لولده عبدالله (لا يستطاع العلم براحة الجسم). ذكره الإمام مسلم في (كتاب الصلاة).
أما إذا لم يصحب الشخص الصبر والاحتساب فإنه يوشك أن يمل، ويسأم، بل ربما إذا حصل على فائدة وأخرجها للمسلمين، ولم ير المسلمين يتقبلونها، ربما يحمله ذلك على أن يترك، كما حصل لغير واحد من المتقدمين، ورب شخص يحرق كتابه، وآخر يدفن كتبه، إما لخلل في كتبه، وإما لعدم إقبال الناس عليها، كما قال بعضهم
غزلت لهم غزلا نسيجا فلم أر لغزلي نساجا فكسرت مغزلي
فالشخص الذي لا يصبر ولا يحتسب ربما تأخذه السآمة، ويأخذه الفتور، سيما ونحن في مجتمع وعصر لا يشجع على العلم.(/)
مناقشة رسالة الدكتوراه لزميلنا فريد الزامل الأحد 19/ 4
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[02 Apr 2010, 06:52 م]ـ
http://store2.up-00.com/Mar10/DoJ24012.jpg
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[02 Apr 2010, 09:46 م]ـ
بالتوفيق والنجاح أخي الفاضل فريد الزامل وبانتظار النتيجة لك صادق الدعوات
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[05 Apr 2010, 02:58 ص]ـ
بدأت المناقشة بعد صلاة المغرب وامتدت إلى الساعة العاشرة، ثم قررت اللجنة منح زميلنا فريد درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى في النحو والصرف.
ومن هنا أبارك للدكتور فريد الزامل نيله الدرجة، جعلها الله له علمًا نافعًا ورفعة في الدنيا والآخرة.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[05 Apr 2010, 09:53 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل خالد على هذه البشارة وأهنئ الأخ الدكتور فريد على هذه النتيجة المشرفة وأسأل الله تعالى أن يبارك له فيها ويسدد خطاه في خدمة هذا الدين ويرفع درجاته ويحقق أمانيه اللهم آمين.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[05 Apr 2010, 10:08 م]ـ
بوركتِ، أيتها الفُضلى.(/)
لمتابعة دروس فضيلة الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[02 Apr 2010, 10:39 م]ـ
تم بحمد الله تدشين شبكة زاد نت وهي تعنى بحفظ تراث علمائنا ومشائخنا الأجلاء وعلى رأسهم فضيلة الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي كخطوة أولى ثم بقية العلماء والمشائخ الآخرين ...
وقد روعي فيها العمل على كافة الأنظمة بما فيها جوال الجيل الثالث وأيضا أتيح فيها للمتلقي المشاركة التفاعلية (التعليق) من أجل معرفة المزيد من المشاكل والمعوقات ...
أخي الغالي: لا تنس إخوانك القائمين على هذا المشروع بالدعاء في ظهر الغيب ...
ونسأل الله عز وجل أن يجزي فضيلته خير الجزاء وأن يغفر لنا وله ولوالدينا ولوالديه
رابط الموقع
www.zadnet.net
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[03 Apr 2010, 06:01 ص]ـ
الصفحة فيها خطورة أو شيء من هذا القبيل(/)
صلاة الاستسقاء الأثنين القادم
ـ[ريان اللويمي]ــــــــ[03 Apr 2010, 06:49 ص]ـ
بأمر من خاااادم الحرمين الشريفين ..
سوف يقااااام يوم الأثنين بإذن الله عزوجل 20/ 4 صلاة الاستسقاء ...
وذالك إحياء لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ...
فلنكن من الذين يحيون هذه السنة .. لعل الله عزوجل أن يتقبل منا هذه الصلاة وأن يغثنا غيثا عاجل غير آجل ...
اللهم أغثنا غيثا عاجل غير اجل ... نافعا غير ضااار ..
اللهم واسقي به العباااااد والبلاد ...
ااااااااااااااااامين .. ااااااااا مين ..
الله يغفر لنا ذنوبناااا والله إنا في حااااالة مايعلم بها إلا الله عزوجل ...
فلنستغفر الله عزوجل ياإخواني وأخوااااتي
(أستغفر الله العظيم)
(أستغفرالله العظيم)
(أستغفرالله العظيم)
(أستغفرالله العظيم)(/)
جمع الفوائد المنثوره في حكم صلاة المأموم في المقصوره
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[04 Apr 2010, 08:19 ص]ـ
جمع الفوائد المنثوره في حكم صلاة المأموم في المقصوره(/)
الإلمام بحكم صلاة المأموم أمام الإمام
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[04 Apr 2010, 08:26 ص]ـ
الإلمام بحكم صلاة المأموم أمام الإمام(/)
نداء لأهل الرياض ومن حولها.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[04 Apr 2010, 10:34 ص]ـ
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
اذا كان هناك شخص يحمل نفس الفصيله من خارج
الرياض انا على استعداد تام لتحمل
مصاريف رحلته واقامته بمدينة الرياض
فاضل 0554976086
نداء لأهل الخير
توجد طفلة عمرها 5 أشهر تعاني من ثقب في القلب
وهي بحاجة ماسة الى دم من
فصيلة ( B -) لاجراء العملية المتأخرة منذ اسبوعين
ومعلوماتها كالتالي
اسمها/ اسماء فايز العطوي
مستشفى العسكري بالرياض مركز الامير سلطان
لأمراض وجراحة القلب
جوال والدها/ 0553022448
الرجاء المبادرة بالتبرع لمن يملك نفس فصيلة الدم
او النشر
والدال على الخير كفاعله
سديم فهد العنزي ...
محتاجه لتبرع دم من 80 شخص يومياً من أي
فصيلة في مدينة الملك فهد الطبية – الدور
الأول ... (سرطان بالدم) اللهم اشفها يا رب ... يا رب
... هاتف والدها 0509474691
(الرجاء لا تهمل هذا الإيميل)
وأنشره لعلك تكون سبب في مساعدتها دون أن تدري.
ـ[المنصور]ــــــــ[04 Apr 2010, 10:45 ص]ـ
الحمد لله
يجب أن نتعرف جميعا على هذا الموقع الإسلامي الفريد والعالمي
بنك الدم www.freeblood.com
قاعدة بيانات المتبرعين بالدم في العالم
ادخل واطلب هاتف المتبرع القريب من موقعك. وسيلبى طلبك
وفق الله الجميع
اللهم اشف جميع مرضى المسلمين(/)
ملتقيات مهمة لطالب العلم
ـ[عبد الله أويس]ــــــــ[04 Apr 2010, 09:26 م]ـ
* ملتقى أهل التفسير
* ملتقى أهل الحديث
* ملتقى أهل الأثر
* ملتقى أهل الفقه
* ملتقى أهل القرآن
* ملتقى العلماء وطلبة العلم
* ملتقى السيرة النبوية
* ملتقى الأحبة في الله
* ملتقى أهل اللغة
* ملتقى أهل القراءات
* ملتقى أهل القراءات2
* ملتقى الشفاء الإسلامي
* ملتقى أهل العلم
* ملتقى أهل السنة والجماعة
* الملتقى العلمي للعقيدة والمذاهب المعاصرة
* ملتقى المذاهب الفقهية والدراسات العلمية
الروابط تجدونه على المدونة التالية
http://www.thaalibilm.blogspot.com/
ـ[عبد الله أويس]ــــــــ[04 Apr 2010, 09:43 م]ـ
حمل من هنا الروابط للملتقيات(/)
فتوى مهمة لسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى
ـ[السراج]ــــــــ[05 Apr 2010, 05:53 م]ـ
فتوى مهمة لسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى مفتي الديار السعودية
حول الغناء، وصوت المرأة في الإذاعة، وتوظيفها في الأعمال التي تسبب مخالطتها للرجال، وبيان الفوارق الطبيعية والشرعية بين الرجال والنساء، ودفع الشبهات.
نص الفتوى:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
وبعد: فنظراً لما حدث مؤخراً في هذه البلاد من الأمور التي توجب غضب الرب، وفساد المجتمع والتحلل من الأخلاق الفاضلة ولما أوجب الله على أهل العلم من النصح لولاة الأمور، وبيان حكم كل حادثة، وما أوجبه الله على ولاة الأمور من حماية الدين وتعزيزه والقضاء على الفساد، وسد أبوابه وطرقه، وحسم مواده والوسائل المفضية إليه: رأينا تعزيز الكتب السابقة بهذا الكتاب موضحين أدلة ما طلبنا من سموكم منعه وإزالته، وفيما يلي ذكر بعض الأدلة:
الغناء وصوت المرأة في الإذاعة، وغيرها:
تظاهرت أدلة الكتاب والسنة على تحريمه في الجملة، وحكى غير واحد من العلماء إجماع العلماء على تحريمه: منهم القرطبي في تفسيره المشهور، وقد بسط ابن القيم رحمه الله أدلة المنع في كتابه (إغاثة اللهفان) ونقل الأدلة من الكتاب والسنة وكلام أهل العلم في ذمه وتحريمه وبيان ما يترتب عليه من الفاسد الكثيرة والعواقب الوخيمة، هذا كله إذا كان غناءً مجرداً من آلات العزف والطرب.
فأما إذا اقترن بشيء من ذلك صار التحريم أشد، والإثم أكبر، والمفاسد أكثر. وقد حكى العلامة ابن الصلاح إجماع العلماء على تحريم الغناء إذا اقترن به شي من آلات اللهو والطرب نقله عنه العلامة ابن القيم وغيره.
ومن أدلة الكتاب على ذلك قوله سبحانه: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً أولئك لهم عذاب مهين} لقمان، حكى غير واحد من المفسرين كالواحدي وغيره عن أكثر العلماء تفسير (اللهو) هنا بالغناء. وبذلك فسره عبد الله بن مسعود، وابن عباس وابن عمر، وكان عبد الله بن مسعود يحلف على ذلك. وهؤلاء الثلاثة من خيار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلمائهم، ولا يعرف لهم مخالف من الصحابة وهم أعلم الناس بتفسير كتاب الله.
وقد تبعهم على ذلك أكثر العلماء: إن الآية الكريمة شاملة للغناء وغيره من آلات اللهو وأخبار الكفرة وغير ذلك مما يصد عن ذكر الله. والآية الكريمة تدل على أن الاشتغال بلهو الحديث بفضي بأهله إلى الضلال عن سبيل الله، واتخاذ آيات الله هزواً وكفى بذلك قبحاً وشناعة وذماً للغناء وما يقترن به من آلات اللهو والطرب.
ومن ذلك قوله: {واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك} الإسراء، فسر كثير من السلف (الصوت) بالغناء وآلات الطرب وكل صوت يدعو إلى باطل.
ومن ذلك قوله سبحانه: {وللذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراماً} الفرقان، فسر كثير من العلماء (الزور) بالغناء وآلات اللهو، ولا شك أنه داخل في ذلك، والزور يشمله وغيره من أنواع الباطل.
وهذه الآيات الكريمات تدل دلالة واضحة على ذم الغناء والتحذير منه، سواء كان المغني رجلاً أو امرأة. ولا شك أن الغناء إذا كان من الأنثى كانت الفتنة به أعظم، والفساد الناتج عنه أكثر.
وقد دل القرآن الكريم على تحريم خضوع المرأة بالقول في قوله سبحانه: {يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً} (2) وإذا كان أمهات المؤمنين ينهين عن الخضوع في القول مع طهارتهن وتقواهن فكيف بغيرهن من النساء اللاتي لا نسبة بينهن وبين أمهات الؤمنين في كمال التقوى والطهارة فكيف بنساء العصر الفاتنات المفتونات إلا من شاء الله منهن.
وإذا كان الله نهى عن الخضوع في القول فالغناء من باب أولى وأحرى، لأن الفتنة فيه أشد من مجرد القول. ولا يخفى على كل من أدنى بصيرة ما في صوت المرأة بالغناء ومخاطبتها الناس في الإذاعة ونحوها من الفتنة وإثارة الغرائز، لا سيما مع ترخيم الصوت وتحسينه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلاوة على ذلك ما يترتب على ذلك من اختلاطهن بالرجال. وخلوتهم بها والتساهل بالحجامة أو تركه بالكلية، كما هو الواقع من نساء العصر المخالطات للرجال. وتحريم هذا معلوم من الدين بالضرورة. ومن الادلة على ذلك قوله عز وجل: {وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن} (1) وقولهعز وجل: {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهم ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آباء بعولتهن} (2) الآية وأصح ما قيل في تفسير قوله: (إلا ما ظهر منها) أنه الملابس الظاهرة: قاله ابن مسعود وغيره. ومن فسره بالوجه والكفين فمراده مع أمن الفتنة والمحافظة على العفة وستر ما سوى ذلك، والواقع من نساء العصر خلاف ذلك لضعف إيمانهن، وقلة حيائهن، ومعلوم أن سد الذرائع المفضية للمحرمات من أهم أبواب الشريعة الكاملة وقال تعالى: {والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحاً فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وإن يستعففن خير لهن} الآية (3). فإذا كان القواعد وهن العجائز يمنعن من وضع الثياب على محاسنهن كالوجه والكفين ونحو ذلك، فكيف بالشابات الجميلات الفاتنات. وإذا كان العجائز يمنعن من التبرج بالزينة فهو في الشابات أشد منعاً والفتنة بسببهن أكبر.
ولما ذكر ابن القيم رحمه الله (الغناء) وما ورد فيه ابن عباس وغيره من الذم، وأنه من الباطل الذي لا يرضاه الله، قال ما نصه: فهذا جواب ابن عباس رضي الله عنهما عن غناء الأعراب الذي ليس فيه مدح الخمر والزنا واللواط والتشبيب بالأجنبيات وأصوات المعازف والآلات والمطربات، فإن غناء القوم لم يكن فيه شيء من ذلك، ولو شاهدوا هذا الغناء لقالوا فيه أعظم قول، فإن مضرته وفتنته فوق مضرة شرب الخمر بكثير وأعظم من فتنته، ومن أبطل الباطل أن تأتي شريعة بإباحته، فمن قاس هذا على غناء القوم فقياسه من جنس قياس الربا على البيع، والميتة على المذكاة، والتحليل الملعون فاعله على النكاح الذي هو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. اهـ.
وإذا كان هذا كلام ابن القيم في غناء أهل عصره فكيف بغناء هذا العصر الذي يذاع ويسمع الرجال والنساء والخاص والعام فيما شاء الله من البلاد، فنعم مضرته، وتنتشر الفتنة به، لا شك أن هذا أشد إثماً وأعظم مضرة.
وأما الأحاديث فمنها ما رواه الترمذي وحسنه، عن عبد الرحمن ابن عوف رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة خمش وجوده وشق جيوب ورنة) قال ابن القيم رحمه الله بعد هذا الحديث: فانظر إلى هذا النهي المؤكد بتسمية صوت الغناء صوتاً أحمق.
ولم يقتصر على ذلك حتى وصفه بالفجور، ولم يقتصر على ذلك حتى سماه من مزامير الشيطان. وقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر على تسميته (الغناء) مزمور الشيطان في الحديث الصحيح، فإن لم نستفد التحريم من هذا لم نستفده من نهي أبداً. ثم قال: فكيف يستجيز العارف إباحة ما نهى عنه رسول الله صلى عليه وسلم وسماه (صوتاً أحمق فاجراً ومزمور الشيطان) وجعله والنياحة التي لعن فاعلها أخوين، وأخرج النهي عنهما مخرجاً واحداً، ووصفهما بالحمق والفجور وصفاً واحداً. وقال ابن مسعود رضي الله عنه: الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل.
وفي صحيح البخاري، عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه. أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم بحاجة فيقولوا ارجع إلينا غداً، فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير) قال ابن القيم رحمه الله في هذا الحديث: إسناده صحيح. قال: وقد توعد مستحل المعازف فيه بأن يخسف الله بهم الأرض ويمسخهم قردة وخنازير. قال و (المعازف) هي آلات اللهو كلها، لا خلاف بين أهل اللغة في ذلك. قال: ولو كانت حلالاً لما ذمهم على استحلالها، ولما قرن استحلالها باستحلال الخمر والحر. اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد وقد مصداق ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم من استحلال بعض أمته المعازف وصوت المغنيات، ولا شك أن هذا من تزيين الشيطان وخداعه للناس حتى يفعلوا هذه المعاصي.
وفيما ذكرناه من الآيات والأحاديث وكلام أهل العلم الدلالة الصريحة والبرهان القاطع على تحريم الأغاني وآلات الملاهي من الرجال والنساء، لما يترتب على ذلك من المفاسد العظيمة التي تقدم بيان بعضها.
ومما يؤكد تحريم ذلك ويوجب مضاعفة الإثم كون ذلك يلقى في مهبط الوحي ومطلع شمس الرسالة لما يترتب على ذلك من إضلال الناس وفتنتهم ولبس الأمور عليهم، حتى يعتقدوا أن ذلك من الحق كونه صدر من مهبط الوحي وحماة الحرمين الشريفين الذين هم محط أنظار العالم وأمل المسلمين.
ومما يزيد الإثم أيضاً ويضاعف الفتنة أن يشارك في ذلك النساء بأصواتهن الفاتنة المثيرة للغرائز، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء). رواه البخاري، وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للنساء: (ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم منكن) هذا مع تحجبهن وتأدبهن بالآداب الشرعية، فكيف بحال نسائنا اليوم.
توظيف المرأة في الأعمال التي تدعو إلى مخالطة الرجال: كالإذاعة. والخدمة الاجتماعية. وخدمة الرجال في الطائرات وأشباه ذلك: يفضي إلى مفاسد كثيرة:
اعلم وفقك الله -أن الله جل وعلا الذي خلق الذكر والأنثى جعل بينهما فوارق طبيعية لا يمكن إنكارها، ويسبب ذلك الاختلاف الطبيعي جعل لكل منهما خدمات يقوم بها للمجتمع الإنساني مخالفة لخدمات الآخر.
إعلم. أولاً: أن الذكورة كمال خلقي، وقوة طبيعية. والأنوثة نقص خلقي، وضعف طبيعي، وعامة العقلاء مطبقون على ذلك، ولذلك تراهم ينشئون الأنثى في أنواع الزينة من حلي وحلل. كما قال تعالى: {أومن ينشؤ في الحلية وهو في الخصام غير مبين} والتنئشة في الحلية إنما هي لجبر النقص الخلقي الذي هو الأنوثة. بخلاف الذكر، فإن شرف ذكورته وكمالها يغنيه عن الحلي والحلل.
وما الحلي إلا زينة من نقيصة……يتم من حسن إذا الحسن قصرا
وأما إذا كان الجمال موفراً……كحسنك لم يحتج إلى أن يزورا
ولأجل أن الذكورة كمال وقوة جعل الله هذا الكائن في خلقته القوية بطبيعته قائماً على التناقص خلقه التضعيف طبيعة ليجلب له من النفع ما يعجز عن جلبه لنفسه، ويدفع عنه من الضر ما يعجز عن دفعه عن نفسه: {الرجال قوامون على النساء} الآية سورة النساء. ولكون قيامه عليها يقتضي دفع الإنفاق والصداق فهو يترقب النقص دائماً وهي تترقب الزيادة دائماً آثره عليها في الميراث، لأن إيثار مترقب النقص على مترقب الزيادة ظاهر الحكمة، وذلك من آثار ذلك الاختلاف الطبيعي بين النوعين.
ومن آثاره أنه تعالى جعل المرأة حرثاً للرجل: {نساؤكم حرث لكم} الآية. فهو فاعل وهي مفعول به. وهو زارع. وهي حقل زراعة تبذر فيه النطفة كما يبذر في الحب في الأرض، وهذا محسوس لا يمكن إنكاره، لأن آلة الازدراع مع الرجل، فلو أرادت المرأة أن تجامعه لتعلق منه بحمل وهو كاره فإنها لا تقدر على ذلك ولا ينتشر إليها، بخلافه، فإنه قد يحبلها وهي كارهة كما قال أبو كبير الهذلي في ربيبه تأبط شراً:
ممن حملن به وهن عواقد……حبك النطاق فشب غير مهبل
حملت به في ليلة مزوئرة……كرهاً وعقد نطاقها لم يحلل
ولأجل ذلك الاختلاف الطبيعي قال الله تعالى: {ألكم الذكر وله الأنثى * تلك إذا قسمة ظيزى} (3) فلو كانت الأنثى معادلة للذكر في الكمال الطبيعي لكانت تلك القسمة في نفسها غير ظيزى، وإن كان ادعاء الأولاد لله من حيث هو فيه من أشنع الكفر وأعظمه ما لا يخفى.
وقال تعالى: {وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم * يتوارى من القوم من سوء ما بشر به} الآية (4).فلوا كانت الأنثى معادلة للذكر في الكمال الطبيعي لما ظل وجه المبشر به مسوداً وهو كظيم ولما توارى من القوم من سوء تلك البشارة ولما أسف ذلك الأسف العظيم على كون ذلك المولود ليس بذكر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن آثار ذلك الاختلاف الطبيعي: أن الله تعالى جعل شهادة امراتين في الأموال كشهادة رجل {فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان} الآية (1). الله الذي خلقهما وأحاط علماً بما جبلهما عليه وما أودع فيهما من حكمة، ولو لم يجعل الرجل أكمل من المرأة لما نزل امرأتين منزلة رجل واحد، لأن تفضيل أحد المتساويين ليس من أفعال العقلاء، وأحرى خالق السماء جل وعلا.
وقد جاء الشرع الكريم بقبول شهادة الرجال في أشياء لا تقبل فيها شهادة النساء: كالقصاص، والحدود ولو كانا متماثلين في الكمال الطبيعي لما فرق الحكيم الخبير بينهما.
ولأجل هذا الاختلاف الطبيعي وقعت امرأة عمران في مشكلة من نذرها في قوله: {قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محرراً} الآية (2).لما ولدت مريم. ولو كانت ولدت ذكراً لما وقعت في هذا الإشكال المذكور في قوله: {فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى} الآية (3). وتأمل قوله في هذه الآية {وليس الذكر كالأنثى} فإنه واضح في الفرق الطبيعي.
ومن الفوارق الظاهرة بينهما أن المرأة الأولى خلقت من ضلع الرجل الأول، فهي جزء منه. وهو أصل لها: {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها} الآية (4). ولذا كانت نسبة الأولاد إليه، لا إليها، وكان هو المسئول عنها في تقويم أخلاقها {الرجال قوامون على النساء} الآية (5). {يا أيها الذين آمنوا قوا نفسكم وأهليكم ناراً} الآية (6). وهو المسئول عن سد خلاتها.
ولأجل هذا الاختلاف الطبيعي والفوارق الحسبة والشرعية بين النوعين فإن من أراد منهما أن يتجاهل هذه الفوارق ويجعل نفسه كالآخر فهو ملعون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، لمحاولته تغيير صنع الله، تبديل حكمته، وإبطال الفوارق التي أودعها فيهما، وقد ثبت في صحيح البخاري: (أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن المشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء) ولو لم يكن بينهما فرق طبيعي عظيم لما لعن صلى الله عليه وسلم المتشبه منهما بالآخر. ومن لعنه صلى الله عليه وسلم فهو ملعون في كتاب الله، لقوله تعالى: {وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} الآية (1)، كما صح عن ابن مسعود رضي الله عنه (2).
ولما جهلت أو تجاهلت فارس هذه الفوارق التي بين الذكر والأنثى فولوا عليهم إبنة ملكهم قال صلى الله عله وسلم (لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة) أخرجه البخاري في صحيحه، ولو كانا متساويين لما نفى الفلاح عن من ولى أحدهما دون الآخر وقد يفهم من هذا الحديث الصحيح أن تجاهل الفوارق بين النوعين من أسباب عدم الفلاح لأن قوله (لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة) واضح في ذلك. الله جل وعلا جعل الأنثى بطبيعة حالها قابلة لخدمة المجتمع الإنسان خدمة عظيمة لائقة بالشرف والدين. ولا تقل أهميتها عن خدمة الرجل. فهي تحمل وتعاني آلام الحمل مدة وتنفس وترضع، وتصلح جميع شئون البيت فإذا جاء الرجل من عمله وجد أولاده الصغار محضونين، وجميع ما يلزم مهيأ له.
فإن قالوا: هي محبوسة في البيت كالدجاجة.
قلنا: لو خرجت مع زوجها لتعمل كعمله وبقي أولادها الصغار وسائر شئون بيتها -ليس عند ذلك من يقوم به لاضطر زوجها أن يؤجر إنساناً يقوم بذلك فيحبس ذلك الإنسان في بيتها كالدجاجة. فترجع النتيجة في حافرتها، مع أن خروجها لمزاولة أعمال الرجال فيه من ضياع الشرف والمروءة والانحطاط الخلقي ومعصية خالق السماوات والأرض ما لا يخفى.
فإن قالوا: هي في البيت كالمتاع (1).
قلنا بأن المرأة متاع هو في الجملة خير متاع الدنيا، وهو أشد الأمتعة تعرضاً لخيانة الخائنين، وأكثرهم من تخرج المرأة بينهم اليوم فسقه لا ورع عندهم. فتعريضها لنظرهم إليها نظر شهوة ظلم لها، لأنه استمتاع بجمالها مجاناً على سبيل المكر والخيانة.
والخائن يتلذذ بالنظر الحرام تلذذاً عظيماً ...
قال أحدهم:
قلت اسمحوا لي أن أفوز بنظرة……ودعوا القيامة بعد ذلك تقوم
وكما أنه ظلم لها فهو مخل بالمروءة والدين والشرف. والعجب كل العجب ممن لا يغار على حرمة مقبلة مدبرة في غير صيانة ولا ستر بين الفسقة بدعوى التقدم والحرية.
وما عجبت أن النساء ترجلت ……ولكن تأنيث الرجال عجاب
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن المعلوم الذي لا نزاع فيه أن جميع الأقطار التي صارت فيها النساء تزاول أعمال الرجال انتشر فيها من الرذائل والانحطاط الخلقي ما يعرف منه الجبين.
إن للعار فحشاً موبقات……تنقى مثل موبقات الذنوب
فقد راعى الشرع المطهر الفوارق التي ذكرنا في أمور كثيرة كما قدمنا: في الشهادة، والميراث، وقيام الرجل على المرأة، والطلاق، وكتولي المناصب.
فإن للمرأة لا يصح شرعاً أن تساوي الرجل من (تولي المناصب) ومن أوضح الأدلة على ذلك الحديث الصحيح الذي قدمنا: وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة) أخرجه البخاري في صحيحه، فإن علة عدم فلاحهم كون من ولوه امرأة. وقد دل مسلك العلة المعروف بمسلك الإيماء والتنبيه على أن علة عدم الفلاح في هذا الحديث الصحيح هو أنوثة المولى. وضابط مسلك الإيماء والتنبيه المحتوي على جميع صوره هو أن يقترن وصف بحكم في نص من كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم على وجه لو لم يكن فيه ذلك الوصف علة لذلك الحكم لكان الكلام معيباً عند العارفين بأساليب الكلام. فلو لم يكن علة عدم الفلاح في الحديث المذكور كون المولى امرأة لكان الكلام معيباً، ولكان ذكر المرأة حشواً لا فائدة فيه. وكلام من أوني جوامع الكلم منزه عن ذلك. وهذا المسلك لا خلاف في إفادته علة الحكم بين العلماء، وإنما خلافهم فيه هل هو من قبيل النص الظاهر أو الاستنباط كما هو مقرر في محله. ويفهم من دليل خطاب الحديث المذكور -أعني مفهوم مخالفته- أن المولي لو كان ذكراً لما كان ذلك علة لنفي الفلاح. وهو كذلك. وهذا من أعظم الأدلة على الفرق بين الرجال والنساء في تولي المناصب.
ومن أدلة ذلك أيضاً النصوص الدالة على منع اختلاط الرجال بالنساء، لأن المرأة الموظفة لا تختص بالنساء لا بد أن تخالط الرجال بمقتضى طبيعة وظيفتها. ومن تلك النصوص قوله تعالى: {وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب} (2) فالأمر بكون سؤالهن من وراء حجاب دليل واضح على لزوم الحواجز وعدم الاختلاط.
فإن قيل: هذه الآية الكريمة خاصة بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم، كما هو مقتضى السياق وكما روي عن بعض أهل العلم، فلا تشمل غيرهن من نساء المؤمنين.
فالجواب من (ثلاثة اوجه):
(الوجه الأول) هو ما تقرر في الأصول من أن العلة قد نعم معلولها، وذلك مجمع عليه في الجملة، ومن أمثلة صورة المجمع عليها قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (لا يقبض حكم بين اثنين وهو غضبان) فإن المسلك المتقدم الذي هو مسلك الإيمان والتنبيه قد دل أيضاً على أن علة منع الحاكم من القضاء في هذا الحديث الصحيح هي الغضب. عمت معلولها وهو نهي الحاكم عن القضاء في كل حالة مشوشة للفكر: كالجوع والعطش المفرطين، والسرور والحزن المفرطين، والحقن والحقب المفرطين ونحو ذلك، لأن تشويش الفكر المانع من استيفاء النظر أمر شامل للغضب وغيره. فلم يقل أحد بأن القاضي يجوز له الحكم في الحالات المانعة من استيفاء النظر أمر شامل للغضب وغيره. فلم يقل أحد بأن القاضي يجوز له الحكم في الحالات المانعة من استيفاء النظر في الحكم غير الغضب. وإيضاح ذلك في الآية التي نحن بصددها أنه جل وعلا لما قال: {فاسألوهن من وراء حجاب} بين علة ذلك المشتملة على حكمته، فقال تعالى: {ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن} (1) فبين أن العلة في ذلك هي أطهرية قلوب النوعين، والتباعد عن دواعي الريبة وقذر القلوب. ولا شك أن هذه العلة تشمل جميع نساء المؤمنين، لأنهن يطلب في حقهن طهارة قلوبهن وطهارة قلوب الرجال من الميل إلى ما لا ينبغي منهن. فليس لقائل أن يقول: هذا الأدب الكريم السماوي المقتضي المحافظة على الشرف والدين وأطهرية القلوب من الميل إلى الفجور يجوز إلغاؤه وإهداؤه بالنسبة لغير أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من نساء المؤمنين، لأن طهارة القلب ومجانبة أسباب الرذيلة أمر مطلوب من الجميع بلا شك، مع أن النفوس أشد هيبة لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم من غيرهن، لأنهن أمهات المؤمنين.
(يُتْبَعُ)
(/)
(الوجه الثاني): أن الأصل المقرر عند العلماء المؤيد بالدليل هو استواء جميع الناس في أحكام التكليف ولو كان اللفظ خاصاً ببعضهم. إلا ما جاء مصرحاً بالخصوص فيه، ولذلك فجميع الخطابات العامة يدخل فيها النبي صلى الله عليه وسلم نفسه، وأحرى غيره. وما ذلك إلا لاستواء الجميع في الأحكام الشرعية إلا ما قام عليه دليل خاص، فقد سأل الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم فأجابهم بما يتضمن ذلك، فإنه صلى الله عليه وسلم لما قال: (لن يدخل أحدكم عمله الجنة). قالوا: يا رسول الله ولا أنت. قال: (ولا أنا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل) فكأنهم يقولون له: أأنت داخل معنا في هذا العموم؟ وهو يجيبكم بنعم. وما ذلك إلا لاستواء الجميع في الأحكام الشرعية.
فإن قيل: آية الحجاب تخص بمنطوقها أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.
فالجواب: أنها لم تدل على أن غيرهن من النساء لا يشاركهن في حكمها. والأصل مساواة الجميع في الأحكام الشرعية إلا ما قام عليه دليل خاص.
ولذا تقرر في الأصول أن خطاب الواحد المعين من قبل الشرع من صيغ العموم، لاستواء الجميع في أحكام الشرع. وخلاف من خالف من العلماء في أن خطاب الواحد يقتضي العموم خلاف لفظي، لأن القائل بأن خطاب الواحد لا يقتضي العموم موافق على أن حكمه عام إلا أن عمومه عنده لم يقتضه خطاب الواحد بل عمومه مأخوذ من أدلة أخرى كالإجماع على اسواء الأمة في التكليف. وكحديث (ما قولي لامرأة إلا كقولي لمائة امرأة) فالجميع مطبقون على أن خطاب الواحد يشمل حكمه الجميع إلا لدليل خاص، واختلافهم إنما هو هل العموم بمقتضى اللفظ أو بدليل آخر.
(الوجه الثالث): أنا لو سلمنا تسليماً جدلياً أن حكم الآية الكريمة خاص بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم فهن القدوة الحسنة لنساء المؤمنين. فليس لنا أن نحرم نساءنا هذا الأدب السماوي الكريم المقتضي المحافظة على الشرف والفضيلة، والتباعد عن أسباب الرذيلة ودنس القلوب، وقد اختاره الله لنساء أحب خلقه إليه، وأفضلهم عنده.
ومن آثار الفوارق بين النوعين تنبيه القرآن العظيم على أن صوت المرأة إذا ألانته ورخمته فإنه يصير من مفاتنها المؤدية إلى إثارة للغرائز وطمع مرضى القلوب في الفجور، قال الله تعالى: {ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض} الآية (1).
وفي ذلك أوضح دلالة على أن إذاعة صوت المرأة في أقطار الدنيا في غاية الترخيم والترقيق بالألحان الغنائية مخالف مخالفة صريحة للآداب السماوية التي أدب الله بها مساء أحب خلقه إليه. وهن القدوة الحسنة لنساء المؤمنين. والفاء السببية في قوله: {فيطمع الذي في قلبه مرض} تدل دلالة واضحة على أن الخضوع بالقول كالإنته وترخيمه سبب لطمع مرضى القلوب فيما لا ينبغي، ولا شك أن وجود السبب ذريعة لوجود المسبب، والذريعة إلى الحرام حرام، فيجب سدها، وهذا النوع من أنواع الذرائع الثلاث مجمع على سده.
ومن الأدلة على ذلك قوله تعالى: {ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا عدوا بغير علم} (2) فإنه نهى عن سب الأصنام لكونه ذريعة إلى سب عابديها فيسبوا الله. وقوله: {ولا تقربا هذه الشجرة} الآية (3). فنهاهم عن قربانها لأن القرب من الشيء ذريعة للوقوع فيه كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه.
ومن الأحاديث الصحيحة الدالة على أن ذريعة الحرام حرام، قوله صلى الله عليه وسلم: {إن من العقوق شتم الرجل والديه. قالوا يا رسول الله هل يشتم الرجل والديه؟ قال: نعم، يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه) فقد جعل صلى الله عليه وسلم ذريعة السب سباً، وهو واضح في أن ذريعة الحرام حرام.
و (بالجملة) فمن المحسوس أن صوت المرأة الرخيم الرقيق من جملة مفاتنها كمحاسن جسدها، ولذا ترى المتشبهين بالنساء يذكرون الصوت الرخين كذكرهم جمال الجسم وذلك كثير جداً كقول ذي الرمة:
لها بشر مثل الحرير ومنطق ……رخيم الحواشي لا هراء ولا نزر
وعينان قال الله كونا فكانتا……فعولان بالألباب ما تفعل الخمر
فجعل صوتها الرخيم وبشرتها التي هي من الحرير وحسن عينيها سواء في أن الجميع من جملة محاسنها.
وقال قعنب بن أم صاحب:
وفي الخدود لو أن الدار جامعة……بيض أوانس في أصواتها غنى
(يُتْبَعُ)
(/)
فجعل غنة صوتها كبياض جسمها، وهذا معروف. والمقصود التمثيل. ولا شك أن من المعلوم الذي لا يكاد يختلف فيه اثنان. أن البلاد التي تجاهلت هذه الفوارق التي ذكرناها بين النوعين وجعلت المرأة كالرجل في كل ميادين الحياة سبب لها ذلك ضياع الفضيلة، وانتشار الرذيلة، ولا ينكر ذلك إلا مكابر ..
وكيف يصح في الأذهان شيء……إذا احتاج النهار إلى دليل
والذي يدعو إلى مساواة المرأة بالرجل في ميادين الحياة حقيقة دعوته المطابقة لما في نفس الأمر أنه يحاول بكل جهوده أن يردي المرأة المسلمة في مهواة الفساد التي تردت فيها نساء البلاد الأخرى .. فالنتيجة التي كانت عاقبة البلاد الأخرى معلومة لا نزاع فيها. والعجب ممن يراها ويتحققها ويدعو أمته للأسباب التي توقع في مثلها!!!
ختاماً ليعلم سموكم أن الذين يخدعون المرأة المسلمة بالشعارات الزائفة والأساليب البراقة الكاذبة: من حرية، وتقدم، وكفاح، وممارسة حقوق الحياة، ويخيلون لها أنها رجل في جميع الميادين - يريدون إيقاعها في المآسي الآتية:
أولاً: أن تكون ملعونة في كتاب الله على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم لتشبهها بالرجل في كل شيء، وإلغائها الفوارق الطبيعية التي فرق الله بها بينهما قدراً وكوناً وشرعاً.
ثانياً: القضاء على حيائها اللائق بشرفها ومروءتها وإنسانيتها.
ثالثاً: تعريض جمالها لأن يكون مرتعاً لعيون الخائنين يتمتعون به مجاناً على سبيل الخيانة والمكر على حساب الدين والشرف والفضيلة من وراء اسم التقدم والحرية. وربما آلت بها تلك المخالطات إلى أشياء أخر غير لائقة.
رابعاً: تعريضها لأن تكون خراجة ولاجة تزاول الأعمال الشاقة كالأمة، بعد أن كانت درة مصونة في صدف بيتها محجبة، تكفي كل المؤونات صيانة وإكراماً لها ومحافظة على شرفها، مع قيامها بالخدمات العظيمة لزوجها وعامة المجتمع الإنساني في بيتها من غير إخلال بشرف ولا دين.
مما تقدم من الأدلة يعلم تحريم توظيف المرأة في المجالات التي تخالط فيها الرجال وتدعو إلى بروزها والإخلال بكرامتها والأسفار عن بعض محاسنها: مثل كونها مضيفة في الطائرة، وعاملة في الخدمة الاجتماعية، ومذيعة في الإذاعة أو مغنية، أو عاملة في المصنع مع الرجال، أو كاتبة في مكتب الرجال، ونحو ذلك.
أما عملها فيما يخص بالنساء: كالتعليم، والتمريض ونحو ذلك - فلا مانع منه.
ونبتهل إلى الله سبحانه أن يلهمكم الصواب، وينصر بكم الحق، ويحمي بكم حمى الشريعة ويسدد خطاكم في الأقوال والأعمال، إنه على كل شيء قدير. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مفتي الديار السعودية
المصدر: فتاوى ورسائل محمد إبراهيم آل الشيخ الجزء 10 صـ174 - 190.(/)
فتوى مهمة لسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية
ـ[السراج]ــــــــ[05 Apr 2010, 06:55 م]ـ
فتوى مهمة لسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى مفتي الديار السعودية
حول الغناء، وصوت المرأة في الإذاعة، وتوظيفها في الأعمال التي تسبب مخالطتها للرجال، وبيان الفوارق الطبيعية والشرعية بين الرجال والنساء، ودفع الشبهات.
نص الفتوى:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
وبعد: فنظراً لما حدث مؤخراً في هذه البلاد من الأمور التي توجب غضب الرب، وفساد المجتمع والتحلل من الأخلاق الفاضلة ولما أوجب الله على أهل العلم من النصح لولاة الأمور، وبيان حكم كل حادثة، وما أوجبه الله على ولاة الأمور من حماية الدين وتعزيزه والقضاء على الفساد، وسد أبوابه وطرقه، وحسم مواده والوسائل المفضية إليه: رأينا تعزيز الكتب السابقة بهذا الكتاب موضحين أدلة ما طلبنا من سموكم منعه وإزالته، وفيما يلي ذكر بعض الأدلة:
الغناء وصوت المرأة في الإذاعة، وغيرها:
تظاهرت أدلة الكتاب والسنة على تحريمه في الجملة، وحكى غير واحد من العلماء إجماع العلماء على تحريمه: منهم القرطبي في تفسيره المشهور، وقد بسط ابن القيم رحمه الله أدلة المنع في كتابه (إغاثة اللهفان) ونقل الأدلة من الكتاب والسنة وكلام أهل العلم في ذمه وتحريمه وبيان ما يترتب عليه من الفاسد الكثيرة والعواقب الوخيمة، هذا كله إذا كان غناءً مجرداً من آلات العزف والطرب.
فأما إذا اقترن بشيء من ذلك صار التحريم أشد، والإثم أكبر، والمفاسد أكثر. وقد حكى العلامة ابن الصلاح إجماع العلماء على تحريم الغناء إذا اقترن به شي من آلات اللهو والطرب نقله عنه العلامة ابن القيم وغيره.
ومن أدلة الكتاب على ذلك قوله سبحانه: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً أولئك لهم عذاب مهين} لقمان، حكى غير واحد من المفسرين كالواحدي وغيره عن أكثر العلماء تفسير (اللهو) هنا بالغناء. وبذلك فسره عبد الله بن مسعود، وابن عباس وابن عمر، وكان عبد الله بن مسعود يحلف على ذلك. وهؤلاء الثلاثة من خيار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلمائهم، ولا يعرف لهم مخالف من الصحابة وهم أعلم الناس بتفسير كتاب الله.
وقد تبعهم على ذلك أكثر العلماء: إن الآية الكريمة شاملة للغناء وغيره من آلات اللهو وأخبار الكفرة وغير ذلك مما يصد عن ذكر الله. والآية الكريمة تدل على أن الاشتغال بلهو الحديث بفضي بأهله إلى الضلال عن سبيل الله، واتخاذ آيات الله هزواً وكفى بذلك قبحاً وشناعة وذماً للغناء وما يقترن به من آلات اللهو والطرب.
ومن ذلك قوله: {واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك} الإسراء، فسر كثير من السلف (الصوت) بالغناء وآلات الطرب وكل صوت يدعو إلى باطل.
ومن ذلك قوله سبحانه: {وللذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراماً} الفرقان، فسر كثير من العلماء (الزور) بالغناء وآلات اللهو، ولا شك أنه داخل في ذلك، والزور يشمله وغيره من أنواع الباطل.
وهذه الآيات الكريمات تدل دلالة واضحة على ذم الغناء والتحذير منه، سواء كان المغني رجلاً أو امرأة. ولا شك أن الغناء إذا كان من الأنثى كانت الفتنة به أعظم، والفساد الناتج عنه أكثر.
وقد دل القرآن الكريم على تحريم خضوع المرأة بالقول في قوله سبحانه: {يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً} (2) وإذا كان أمهات المؤمنين ينهين عن الخضوع في القول مع طهارتهن وتقواهن فكيف بغيرهن من النساء اللاتي لا نسبة بينهن وبين أمهات الؤمنين في كمال التقوى والطهارة فكيف بنساء العصر الفاتنات المفتونات إلا من شاء الله منهن.
وإذا كان الله نهى عن الخضوع في القول فالغناء من باب أولى وأحرى، لأن الفتنة فيه أشد من مجرد القول. ولا يخفى على كل من أدنى بصيرة ما في صوت المرأة بالغناء ومخاطبتها الناس في الإذاعة ونحوها من الفتنة وإثارة الغرائز، لا سيما مع ترخيم الصوت وتحسينه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلاوة على ذلك ما يترتب على ذلك من اختلاطهن بالرجال. وخلوتهم بها والتساهل بالحجامة أو تركه بالكلية، كما هو الواقع من نساء العصر المخالطات للرجال. وتحريم هذا معلوم من الدين بالضرورة. ومن الادلة على ذلك قوله عز وجل: {وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن} (1) وقولهعز وجل: {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهم ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آباء بعولتهن} (2) الآية وأصح ما قيل في تفسير قوله: (إلا ما ظهر منها) أنه الملابس الظاهرة: قاله ابن مسعود وغيره. ومن فسره بالوجه والكفين فمراده مع أمن الفتنة والمحافظة على العفة وستر ما سوى ذلك، والواقع من نساء العصر خلاف ذلك لضعف إيمانهن، وقلة حيائهن، ومعلوم أن سد الذرائع المفضية للمحرمات من أهم أبواب الشريعة الكاملة وقال تعالى: {والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحاً فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وإن يستعففن خير لهن} الآية (3). فإذا كان القواعد وهن العجائز يمنعن من وضع الثياب على محاسنهن كالوجه والكفين ونحو ذلك، فكيف بالشابات الجميلات الفاتنات. وإذا كان العجائز يمنعن من التبرج بالزينة فهو في الشابات أشد منعاً والفتنة بسببهن أكبر.
ولما ذكر ابن القيم رحمه الله (الغناء) وما ورد فيه ابن عباس وغيره من الذم، وأنه من الباطل الذي لا يرضاه الله، قال ما نصه: فهذا جواب ابن عباس رضي الله عنهما عن غناء الأعراب الذي ليس فيه مدح الخمر والزنا واللواط والتشبيب بالأجنبيات وأصوات المعازف والآلات والمطربات، فإن غناء القوم لم يكن فيه شيء من ذلك، ولو شاهدوا هذا الغناء لقالوا فيه أعظم قول، فإن مضرته وفتنته فوق مضرة شرب الخمر بكثير وأعظم من فتنته، ومن أبطل الباطل أن تأتي شريعة بإباحته، فمن قاس هذا على غناء القوم فقياسه من جنس قياس الربا على البيع، والميتة على المذكاة، والتحليل الملعون فاعله على النكاح الذي هو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. اهـ.
وإذا كان هذا كلام ابن القيم في غناء أهل عصره فكيف بغناء هذا العصر الذي يذاع ويسمع الرجال والنساء والخاص والعام فيما شاء الله من البلاد، فنعم مضرته، وتنتشر الفتنة به، لا شك أن هذا أشد إثماً وأعظم مضرة.
وأما الأحاديث فمنها ما رواه الترمذي وحسنه، عن عبد الرحمن ابن عوف رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة خمش وجوده وشق جيوب ورنة) قال ابن القيم رحمه الله بعد هذا الحديث: فانظر إلى هذا النهي المؤكد بتسمية صوت الغناء صوتاً أحمق.
ولم يقتصر على ذلك حتى وصفه بالفجور، ولم يقتصر على ذلك حتى سماه من مزامير الشيطان. وقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر على تسميته (الغناء) مزمور الشيطان في الحديث الصحيح، فإن لم نستفد التحريم من هذا لم نستفده من نهي أبداً. ثم قال: فكيف يستجيز العارف إباحة ما نهى عنه رسول الله صلى عليه وسلم وسماه (صوتاً أحمق فاجراً ومزمور الشيطان) وجعله والنياحة التي لعن فاعلها أخوين، وأخرج النهي عنهما مخرجاً واحداً، ووصفهما بالحمق والفجور وصفاً واحداً. وقال ابن مسعود رضي الله عنه: الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل.
وفي صحيح البخاري، عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه. أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم بحاجة فيقولوا ارجع إلينا غداً، فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير) قال ابن القيم رحمه الله في هذا الحديث: إسناده صحيح. قال: وقد توعد مستحل المعازف فيه بأن يخسف الله بهم الأرض ويمسخهم قردة وخنازير. قال و (المعازف) هي آلات اللهو كلها، لا خلاف بين أهل اللغة في ذلك. قال: ولو كانت حلالاً لما ذمهم على استحلالها، ولما قرن استحلالها باستحلال الخمر والحر. اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد وقد مصداق ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم من استحلال بعض أمته المعازف وصوت المغنيات، ولا شك أن هذا من تزيين الشيطان وخداعه للناس حتى يفعلوا هذه المعاصي.
وفيما ذكرناه من الآيات والأحاديث وكلام أهل العلم الدلالة الصريحة والبرهان القاطع على تحريم الأغاني وآلات الملاهي من الرجال والنساء، لما يترتب على ذلك من المفاسد العظيمة التي تقدم بيان بعضها.
ومما يؤكد تحريم ذلك ويوجب مضاعفة الإثم كون ذلك يلقى في مهبط الوحي ومطلع شمس الرسالة لما يترتب على ذلك من إضلال الناس وفتنتهم ولبس الأمور عليهم، حتى يعتقدوا أن ذلك من الحق كونه صدر من مهبط الوحي وحماة الحرمين الشريفين الذين هم محط أنظار العالم وأمل المسلمين.
ومما يزيد الإثم أيضاً ويضاعف الفتنة أن يشارك في ذلك النساء بأصواتهن الفاتنة المثيرة للغرائز، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء). رواه البخاري، وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للنساء: (ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم منكن) هذا مع تحجبهن وتأدبهن بالآداب الشرعية، فكيف بحال نسائنا اليوم.
توظيف المرأة في الأعمال التي تدعو إلى مخالطة الرجال: كالإذاعة. والخدمة الاجتماعية. وخدمة الرجال في الطائرات وأشباه ذلك: يفضي إلى مفاسد كثيرة:
اعلم وفقك الله -أن الله جل وعلا الذي خلق الذكر والأنثى جعل بينهما فوارق طبيعية لا يمكن إنكارها، ويسبب ذلك الاختلاف الطبيعي جعل لكل منهما خدمات يقوم بها للمجتمع الإنساني مخالفة لخدمات الآخر.
إعلم. أولاً: أن الذكورة كمال خلقي، وقوة طبيعية. والأنوثة نقص خلقي، وضعف طبيعي، وعامة العقلاء مطبقون على ذلك، ولذلك تراهم ينشئون الأنثى في أنواع الزينة من حلي وحلل. كما قال تعالى: {أومن ينشؤ في الحلية وهو في الخصام غير مبين} والتنئشة في الحلية إنما هي لجبر النقص الخلقي الذي هو الأنوثة. بخلاف الذكر، فإن شرف ذكورته وكمالها يغنيه عن الحلي والحلل.
وما الحلي إلا زينة من نقيصة……يتم من حسن إذا الحسن قصرا
وأما إذا كان الجمال موفراً……كحسنك لم يحتج إلى أن يزورا
ولأجل أن الذكورة كمال وقوة جعل الله هذا الكائن في خلقته القوية بطبيعته قائماً على التناقص خلقه التضعيف طبيعة ليجلب له من النفع ما يعجز عن جلبه لنفسه، ويدفع عنه من الضر ما يعجز عن دفعه عن نفسه: {الرجال قوامون على النساء} الآية سورة النساء. ولكون قيامه عليها يقتضي دفع الإنفاق والصداق فهو يترقب النقص دائماً وهي تترقب الزيادة دائماً آثره عليها في الميراث، لأن إيثار مترقب النقص على مترقب الزيادة ظاهر الحكمة، وذلك من آثار ذلك الاختلاف الطبيعي بين النوعين.
ومن آثاره أنه تعالى جعل المرأة حرثاً للرجل: {نساؤكم حرث لكم} الآية. فهو فاعل وهي مفعول به. وهو زارع. وهي حقل زراعة تبذر فيه النطفة كما يبذر في الحب في الأرض، وهذا محسوس لا يمكن إنكاره، لأن آلة الازدراع مع الرجل، فلو أرادت المرأة أن تجامعه لتعلق منه بحمل وهو كاره فإنها لا تقدر على ذلك ولا ينتشر إليها، بخلافه، فإنه قد يحبلها وهي كارهة كما قال أبو كبير الهذلي في ربيبه تأبط شراً:
ممن حملن به وهن عواقد……حبك النطاق فشب غير مهبل
حملت به في ليلة مزوئرة……كرهاً وعقد نطاقها لم يحلل
ولأجل ذلك الاختلاف الطبيعي قال الله تعالى: {ألكم الذكر وله الأنثى * تلك إذا قسمة ظيزى} (3) فلو كانت الأنثى معادلة للذكر في الكمال الطبيعي لكانت تلك القسمة في نفسها غير ظيزى، وإن كان ادعاء الأولاد لله من حيث هو فيه من أشنع الكفر وأعظمه ما لا يخفى.
وقال تعالى: {وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم * يتوارى من القوم من سوء ما بشر به} الآية (4).فلوا كانت الأنثى معادلة للذكر في الكمال الطبيعي لما ظل وجه المبشر به مسوداً وهو كظيم ولما توارى من القوم من سوء تلك البشارة ولما أسف ذلك الأسف العظيم على كون ذلك المولود ليس بذكر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن آثار ذلك الاختلاف الطبيعي: أن الله تعالى جعل شهادة امراتين في الأموال كشهادة رجل {فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان} الآية (1). الله الذي خلقهما وأحاط علماً بما جبلهما عليه وما أودع فيهما من حكمة، ولو لم يجعل الرجل أكمل من المرأة لما نزل امرأتين منزلة رجل واحد، لأن تفضيل أحد المتساويين ليس من أفعال العقلاء، وأحرى خالق السماء جل وعلا.
وقد جاء الشرع الكريم بقبول شهادة الرجال في أشياء لا تقبل فيها شهادة النساء: كالقصاص، والحدود ولو كانا متماثلين في الكمال الطبيعي لما فرق الحكيم الخبير بينهما.
ولأجل هذا الاختلاف الطبيعي وقعت امرأة عمران في مشكلة من نذرها في قوله: {قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محرراً} الآية (2).لما ولدت مريم. ولو كانت ولدت ذكراً لما وقعت في هذا الإشكال المذكور في قوله: {فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى} الآية (3). وتأمل قوله في هذه الآية {وليس الذكر كالأنثى} فإنه واضح في الفرق الطبيعي.
ومن الفوارق الظاهرة بينهما أن المرأة الأولى خلقت من ضلع الرجل الأول، فهي جزء منه. وهو أصل لها: {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها} الآية (4). ولذا كانت نسبة الأولاد إليه، لا إليها، وكان هو المسئول عنها في تقويم أخلاقها {الرجال قوامون على النساء} الآية (5). {يا أيها الذين آمنوا قوا نفسكم وأهليكم ناراً} الآية (6). وهو المسئول عن سد خلاتها.
ولأجل هذا الاختلاف الطبيعي والفوارق الحسبة والشرعية بين النوعين فإن من أراد منهما أن يتجاهل هذه الفوارق ويجعل نفسه كالآخر فهو ملعون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، لمحاولته تغيير صنع الله، تبديل حكمته، وإبطال الفوارق التي أودعها فيهما، وقد ثبت في صحيح البخاري: (أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن المشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء) ولو لم يكن بينهما فرق طبيعي عظيم لما لعن صلى الله عليه وسلم المتشبه منهما بالآخر. ومن لعنه صلى الله عليه وسلم فهو ملعون في كتاب الله، لقوله تعالى: {وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} الآية (1)، كما صح عن ابن مسعود رضي الله عنه (2).
ولما جهلت أو تجاهلت فارس هذه الفوارق التي بين الذكر والأنثى فولوا عليهم إبنة ملكهم قال صلى الله عله وسلم (لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة) أخرجه البخاري في صحيحه، ولو كانا متساويين لما نفى الفلاح عن من ولى أحدهما دون الآخر وقد يفهم من هذا الحديث الصحيح أن تجاهل الفوارق بين النوعين من أسباب عدم الفلاح لأن قوله (لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة) واضح في ذلك. الله جل وعلا جعل الأنثى بطبيعة حالها قابلة لخدمة المجتمع الإنسان خدمة عظيمة لائقة بالشرف والدين. ولا تقل أهميتها عن خدمة الرجل. فهي تحمل وتعاني آلام الحمل مدة وتنفس وترضع، وتصلح جميع شئون البيت فإذا جاء الرجل من عمله وجد أولاده الصغار محضونين، وجميع ما يلزم مهيأ له.
فإن قالوا: هي محبوسة في البيت كالدجاجة.
قلنا: لو خرجت مع زوجها لتعمل كعمله وبقي أولادها الصغار وسائر شئون بيتها -ليس عند ذلك من يقوم به لاضطر زوجها أن يؤجر إنساناً يقوم بذلك فيحبس ذلك الإنسان في بيتها كالدجاجة. فترجع النتيجة في حافرتها، مع أن خروجها لمزاولة أعمال الرجال فيه من ضياع الشرف والمروءة والانحطاط الخلقي ومعصية خالق السماوات والأرض ما لا يخفى.
فإن قالوا: هي في البيت كالمتاع (1).
قلنا بأن المرأة متاع هو في الجملة خير متاع الدنيا، وهو أشد الأمتعة تعرضاً لخيانة الخائنين، وأكثرهم من تخرج المرأة بينهم اليوم فسقه لا ورع عندهم. فتعريضها لنظرهم إليها نظر شهوة ظلم لها، لأنه استمتاع بجمالها مجاناً على سبيل المكر والخيانة.
والخائن يتلذذ بالنظر الحرام تلذذاً عظيماً ...
قال أحدهم:
قلت اسمحوا لي أن أفوز بنظرة……ودعوا القيامة بعد ذلك تقوم
وكما أنه ظلم لها فهو مخل بالمروءة والدين والشرف. والعجب كل العجب ممن لا يغار على حرمة مقبلة مدبرة في غير صيانة ولا ستر بين الفسقة بدعوى التقدم والحرية.
وما عجبت أن النساء ترجلت ……ولكن تأنيث الرجال عجاب
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن المعلوم الذي لا نزاع فيه أن جميع الأقطار التي صارت فيها النساء تزاول أعمال الرجال انتشر فيها من الرذائل والانحطاط الخلقي ما يعرف منه الجبين.
إن للعار فحشاً موبقات……تنقى مثل موبقات الذنوب
فقد راعى الشرع المطهر الفوارق التي ذكرنا في أمور كثيرة كما قدمنا: في الشهادة، والميراث، وقيام الرجل على المرأة، والطلاق، وكتولي المناصب.
فإن للمرأة لا يصح شرعاً أن تساوي الرجل من (تولي المناصب) ومن أوضح الأدلة على ذلك الحديث الصحيح الذي قدمنا: وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة) أخرجه البخاري في صحيحه، فإن علة عدم فلاحهم كون من ولوه امرأة. وقد دل مسلك العلة المعروف بمسلك الإيماء والتنبيه على أن علة عدم الفلاح في هذا الحديث الصحيح هو أنوثة المولى. وضابط مسلك الإيماء والتنبيه المحتوي على جميع صوره هو أن يقترن وصف بحكم في نص من كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم على وجه لو لم يكن فيه ذلك الوصف علة لذلك الحكم لكان الكلام معيباً عند العارفين بأساليب الكلام. فلو لم يكن علة عدم الفلاح في الحديث المذكور كون المولى امرأة لكان الكلام معيباً، ولكان ذكر المرأة حشواً لا فائدة فيه. وكلام من أوني جوامع الكلم منزه عن ذلك. وهذا المسلك لا خلاف في إفادته علة الحكم بين العلماء، وإنما خلافهم فيه هل هو من قبيل النص الظاهر أو الاستنباط كما هو مقرر في محله. ويفهم من دليل خطاب الحديث المذكور -أعني مفهوم مخالفته- أن المولي لو كان ذكراً لما كان ذلك علة لنفي الفلاح. وهو كذلك. وهذا من أعظم الأدلة على الفرق بين الرجال والنساء في تولي المناصب.
ومن أدلة ذلك أيضاً النصوص الدالة على منع اختلاط الرجال بالنساء، لأن المرأة الموظفة لا تختص بالنساء لا بد أن تخالط الرجال بمقتضى طبيعة وظيفتها. ومن تلك النصوص قوله تعالى: {وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب} (2) فالأمر بكون سؤالهن من وراء حجاب دليل واضح على لزوم الحواجز وعدم الاختلاط.
فإن قيل: هذه الآية الكريمة خاصة بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم، كما هو مقتضى السياق وكما روي عن بعض أهل العلم، فلا تشمل غيرهن من نساء المؤمنين.
فالجواب من (ثلاثة اوجه):
(الوجه الأول) هو ما تقرر في الأصول من أن العلة قد نعم معلولها، وذلك مجمع عليه في الجملة، ومن أمثلة صورة المجمع عليها قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (لا يقبض حكم بين اثنين وهو غضبان) فإن المسلك المتقدم الذي هو مسلك الإيمان والتنبيه قد دل أيضاً على أن علة منع الحاكم من القضاء في هذا الحديث الصحيح هي الغضب. عمت معلولها وهو نهي الحاكم عن القضاء في كل حالة مشوشة للفكر: كالجوع والعطش المفرطين، والسرور والحزن المفرطين، والحقن والحقب المفرطين ونحو ذلك، لأن تشويش الفكر المانع من استيفاء النظر أمر شامل للغضب وغيره. فلم يقل أحد بأن القاضي يجوز له الحكم في الحالات المانعة من استيفاء النظر أمر شامل للغضب وغيره. فلم يقل أحد بأن القاضي يجوز له الحكم في الحالات المانعة من استيفاء النظر في الحكم غير الغضب. وإيضاح ذلك في الآية التي نحن بصددها أنه جل وعلا لما قال: {فاسألوهن من وراء حجاب} بين علة ذلك المشتملة على حكمته، فقال تعالى: {ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن} (1) فبين أن العلة في ذلك هي أطهرية قلوب النوعين، والتباعد عن دواعي الريبة وقذر القلوب. ولا شك أن هذه العلة تشمل جميع نساء المؤمنين، لأنهن يطلب في حقهن طهارة قلوبهن وطهارة قلوب الرجال من الميل إلى ما لا ينبغي منهن. فليس لقائل أن يقول: هذا الأدب الكريم السماوي المقتضي المحافظة على الشرف والدين وأطهرية القلوب من الميل إلى الفجور يجوز إلغاؤه وإهداؤه بالنسبة لغير أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من نساء المؤمنين، لأن طهارة القلب ومجانبة أسباب الرذيلة أمر مطلوب من الجميع بلا شك، مع أن النفوس أشد هيبة لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم من غيرهن، لأنهن أمهات المؤمنين.
(يُتْبَعُ)
(/)
(الوجه الثاني): أن الأصل المقرر عند العلماء المؤيد بالدليل هو استواء جميع الناس في أحكام التكليف ولو كان اللفظ خاصاً ببعضهم. إلا ما جاء مصرحاً بالخصوص فيه، ولذلك فجميع الخطابات العامة يدخل فيها النبي صلى الله عليه وسلم نفسه، وأحرى غيره. وما ذلك إلا لاستواء الجميع في الأحكام الشرعية إلا ما قام عليه دليل خاص، فقد سأل الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم فأجابهم بما يتضمن ذلك، فإنه صلى الله عليه وسلم لما قال: (لن يدخل أحدكم عمله الجنة). قالوا: يا رسول الله ولا أنت. قال: (ولا أنا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل) فكأنهم يقولون له: أأنت داخل معنا في هذا العموم؟ وهو يجيبكم بنعم. وما ذلك إلا لاستواء الجميع في الأحكام الشرعية.
فإن قيل: آية الحجاب تخص بمنطوقها أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.
فالجواب: أنها لم تدل على أن غيرهن من النساء لا يشاركهن في حكمها. والأصل مساواة الجميع في الأحكام الشرعية إلا ما قام عليه دليل خاص.
ولذا تقرر في الأصول أن خطاب الواحد المعين من قبل الشرع من صيغ العموم، لاستواء الجميع في أحكام الشرع. وخلاف من خالف من العلماء في أن خطاب الواحد يقتضي العموم خلاف لفظي، لأن القائل بأن خطاب الواحد لا يقتضي العموم موافق على أن حكمه عام إلا أن عمومه عنده لم يقتضه خطاب الواحد بل عمومه مأخوذ من أدلة أخرى كالإجماع على اسواء الأمة في التكليف. وكحديث (ما قولي لامرأة إلا كقولي لمائة امرأة) فالجميع مطبقون على أن خطاب الواحد يشمل حكمه الجميع إلا لدليل خاص، واختلافهم إنما هو هل العموم بمقتضى اللفظ أو بدليل آخر.
(الوجه الثالث): أنا لو سلمنا تسليماً جدلياً أن حكم الآية الكريمة خاص بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم فهن القدوة الحسنة لنساء المؤمنين. فليس لنا أن نحرم نساءنا هذا الأدب السماوي الكريم المقتضي المحافظة على الشرف والفضيلة، والتباعد عن أسباب الرذيلة ودنس القلوب، وقد اختاره الله لنساء أحب خلقه إليه، وأفضلهم عنده.
ومن آثار الفوارق بين النوعين تنبيه القرآن العظيم على أن صوت المرأة إذا ألانته ورخمته فإنه يصير من مفاتنها المؤدية إلى إثارة للغرائز وطمع مرضى القلوب في الفجور، قال الله تعالى: {ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض} الآية (1).
وفي ذلك أوضح دلالة على أن إذاعة صوت المرأة في أقطار الدنيا في غاية الترخيم والترقيق بالألحان الغنائية مخالف مخالفة صريحة للآداب السماوية التي أدب الله بها مساء أحب خلقه إليه. وهن القدوة الحسنة لنساء المؤمنين. والفاء السببية في قوله: {فيطمع الذي في قلبه مرض} تدل دلالة واضحة على أن الخضوع بالقول كالإنته وترخيمه سبب لطمع مرضى القلوب فيما لا ينبغي، ولا شك أن وجود السبب ذريعة لوجود المسبب، والذريعة إلى الحرام حرام، فيجب سدها، وهذا النوع من أنواع الذرائع الثلاث مجمع على سده.
ومن الأدلة على ذلك قوله تعالى: {ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا عدوا بغير علم} (2) فإنه نهى عن سب الأصنام لكونه ذريعة إلى سب عابديها فيسبوا الله. وقوله: {ولا تقربا هذه الشجرة} الآية (3). فنهاهم عن قربانها لأن القرب من الشيء ذريعة للوقوع فيه كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه.
ومن الأحاديث الصحيحة الدالة على أن ذريعة الحرام حرام، قوله صلى الله عليه وسلم: {إن من العقوق شتم الرجل والديه. قالوا يا رسول الله هل يشتم الرجل والديه؟ قال: نعم، يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه) فقد جعل صلى الله عليه وسلم ذريعة السب سباً، وهو واضح في أن ذريعة الحرام حرام.
و (بالجملة) فمن المحسوس أن صوت المرأة الرخيم الرقيق من جملة مفاتنها كمحاسن جسدها، ولذا ترى المتشبهين بالنساء يذكرون الصوت الرخين كذكرهم جمال الجسم وذلك كثير جداً كقول ذي الرمة:
لها بشر مثل الحرير ومنطق ……رخيم الحواشي لا هراء ولا نزر
وعينان قال الله كونا فكانتا……فعولان بالألباب ما تفعل الخمر
فجعل صوتها الرخيم وبشرتها التي هي من الحرير وحسن عينيها سواء في أن الجميع من جملة محاسنها.
وقال قعنب بن أم صاحب:
وفي الخدود لو أن الدار جامعة……بيض أوانس في أصواتها غنى
(يُتْبَعُ)
(/)
فجعل غنة صوتها كبياض جسمها، وهذا معروف. والمقصود التمثيل. ولا شك أن من المعلوم الذي لا يكاد يختلف فيه اثنان. أن البلاد التي تجاهلت هذه الفوارق التي ذكرناها بين النوعين وجعلت المرأة كالرجل في كل ميادين الحياة سبب لها ذلك ضياع الفضيلة، وانتشار الرذيلة، ولا ينكر ذلك إلا مكابر ..
وكيف يصح في الأذهان شيء……إذا احتاج النهار إلى دليل
والذي يدعو إلى مساواة المرأة بالرجل في ميادين الحياة حقيقة دعوته المطابقة لما في نفس الأمر أنه يحاول بكل جهوده أن يردي المرأة المسلمة في مهواة الفساد التي تردت فيها نساء البلاد الأخرى .. فالنتيجة التي كانت عاقبة البلاد الأخرى معلومة لا نزاع فيها. والعجب ممن يراها ويتحققها ويدعو أمته للأسباب التي توقع في مثلها!!!
ختاماً ليعلم سموكم أن الذين يخدعون المرأة المسلمة بالشعارات الزائفة والأساليب البراقة الكاذبة: من حرية، وتقدم، وكفاح، وممارسة حقوق الحياة، ويخيلون لها أنها رجل في جميع الميادين - يريدون إيقاعها في المآسي الآتية:
أولاً: أن تكون ملعونة في كتاب الله على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم لتشبهها بالرجل في كل شيء، وإلغائها الفوارق الطبيعية التي فرق الله بها بينهما قدراً وكوناً وشرعاً.
ثانياً: القضاء على حيائها اللائق بشرفها ومروءتها وإنسانيتها.
ثالثاً: تعريض جمالها لأن يكون مرتعاً لعيون الخائنين يتمتعون به مجاناً على سبيل الخيانة والمكر على حساب الدين والشرف والفضيلة من وراء اسم التقدم والحرية. وربما آلت بها تلك المخالطات إلى أشياء أخر غير لائقة.
رابعاً: تعريضها لأن تكون خراجة ولاجة تزاول الأعمال الشاقة كالأمة، بعد أن كانت درة مصونة في صدف بيتها محجبة، تكفي كل المؤونات صيانة وإكراماً لها ومحافظة على شرفها، مع قيامها بالخدمات العظيمة لزوجها وعامة المجتمع الإنساني في بيتها من غير إخلال بشرف ولا دين.
مما تقدم من الأدلة يعلم تحريم توظيف المرأة في المجالات التي تخالط فيها الرجال وتدعو إلى بروزها والإخلال بكرامتها والأسفار عن بعض محاسنها: مثل كونها مضيفة في الطائرة، وعاملة في الخدمة الاجتماعية، ومذيعة في الإذاعة أو مغنية، أو عاملة في المصنع مع الرجال، أو كاتبة في مكتب الرجال، ونحو ذلك.
أما عملها فيما يخص بالنساء: كالتعليم، والتمريض ونحو ذلك - فلا مانع منه.
ونبتهل إلى الله سبحانه أن يلهمكم الصواب، وينصر بكم الحق، ويحمي بكم حمى الشريعة ويسدد خطاكم في الأقوال والأعمال، إنه على كل شيء قدير. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مفتي الديار السعودية
المصدر: فتاوى ورسائل محمد إبراهيم آل الشيخ الجزء 10 صـ174 - 190.(/)