فمثلا الرفع يكون بسبب الابتداء و بسبب كونه مثلا فاعلا،
و النصب يكون مثلا بسبب كونه مفعولا أو بسبب دخول حرف نصب على الفعل المضارع و نحو ذلك أو يكون مجرورا مثلا بسبب كونه مضافا إليه أو بسبب كونه نعتا لأسم مجرور أو بسبب دخول حرف جر.
فتختلف الحركة باختلاف العوامل الداخلة على هذه الكلمة.
مثال ذلك:
• مثلا كلمة محمد:
o " محمد مجتهد " هنا كلمة محمد مرفوعة
o في مثال آخر نراها منصوبة: "رأيت محمدا"
o " أكرم محمدا"
o " ناد محمدا." ..
o ممكن في مثال ثالث نراه مجرورا: "نظرت إلى محمد" "مررت بمحمد " "اذهب إلى محمد"
• نأخذ مثلا كلمة "علي":
o " هذا عليٌ"، هنا مرفوع لأنه خبر." جاء علي" هنا أيضا مرفوع لأنه فاعل.
o لكن في مثال آخر تراه منصوبا، رأيت عليا، أو أكرمت عليا أو ناديت عليا فقلت له تعال يا علي اجلس بجواري مثلا.
o في مثال آخر تراه مجرورا فتقول مثلا ذهبت إلى علي، نظرت إلى علي، مررت بعلي و هكذا
نقول إن هذه التغييرات يمكن أن تكون لفظية يعني ظاهرة و إما أن تكون مقدرة فأما المنطوقة الظاهرة هذه التي أتينا بها
و لكن المقدرة مثالها: "جاء موسى"
فكلمة "موسى" لا تظهر عليها الحركة،و لكن نقول هي مرفوعة بضمة مقدرة و لا يمكن أن تظهر الحركة على الألف
فنقول في اعراب كلمة موسى فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها التعذر و معنى التعذرأنه يعني شيء مستحيل لا يمكن أن تأتي بضمة على ألف.
ممكن تجعلها في محل نصب فتقول مثلا رأيت موسى و ناديت موسى أكرمت موسى و كلمت موسى أو رأيت الفتى فكلمة الفتى مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على الألف
"جاء الفتى" الفتى:فاعل مرفوع علامة رفعه الضمة المقدرة
" مررت بالفتى" مجرور علامة جره الكسرة المقدرة لأنه لا يمكن تظهر الحركات على كلمة الفتى فنقول منع من ظهورها التعذر هنا على الألف
و لكن إذا آخره واوا أو ياءا فلا تقل منع من ظهورها التعذر بل تقول: منع من ظهورها الثقل
مثلا:تقول "جاء القاضي" لم ينطق العرب بكلمة القاضي هنا بالضمة لم يقولوا جاء القاضيُ مع أنه يمكن و لكنهم يحذفون هذه الضمة و يجعلون بدلها الياء لأنه أخف.
فيقدرون الحركة،
"جاء القاضي"
فنقول:
القاضي: فاعل مرفوع علامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل
جاء القاضيُ لأنها ليست مستحيلة النطق و لكن ثقيلة و العرب يحبون الخفة في الكلام و لذلك اللغة العربية يعني من أخف اللغات على السمع و على اللسان بل هي من أجمل اللغات و خاصة أنها لغة كتاب الله و لغة سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم.
أيضا قد تكون الحركة مقدرة من أجل المناسبة فمثلا تقول هذا كتابي كلمة:كتاب مضافة إلى الياء فليس بمستحسن أن تقول هذا كتابُ ثم تأتي بعدها بالياء، ضمة بعدها ياء ثقيلة. و لذلك تكسر الباء من أجل هذه الياء فتقول كتاب خبر مرفوع علامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة.
لأن الذي يناسب هذه الياء هي الكسرة فأنت أتيت بالكسرة لتناسب الياء و لكن محملها محل ضمة.
و في موضع آخر يكون محلها محل فتح. و في موضع آخر يكون محلها محل كسر. هذه الكسرة الآن ليست علامة إعراب و إنما هي من أجل المناسبة و لذلك نقدر الحركات عليها فتقول هذا كتابي خبر مرفوع علامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة.
جاء غلامي، نفس الشيء، غلامي هذا فاعل مرفوع علامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة. لأن الياء لا يناسبها إلا الكسرة.
تقول مثلا قرأت كتابي،
كتابي مفعول به منصوب و النصب يكون بالفتحة و لكن هنا لا تستطيع إظهار هذه الحركة لأن الياء هنا تمنع ظهور هذه الحركة فتجعلها كسرة و تقول منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، ما نقول مبنية و إنما نقول معربة بحركة مقدرة. ليست مبنية و إنما هي معربة بحركة مقدرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما المبني فلا يمكن تغييره يعني بمعنى أنه كالبيت لا يتحرك من مكانه. سيأتي تعريف البناء، لأن البناء عكس الإعراب، الإعراب تغيير أواخر الكلم و البناء لم يذكره المؤلف و لكن هو المقابل و هو أنه لا يتغير حركة آخره لاختلاف العوامل الداخلة. فالمبني لا يتغير كالبناء، البناء مثلا الغرفة أو المسجد أو أي بناء، سمي المبني بذلك تشبيها بالبناء الحسي الذي يبقى في مكانه و لا يتحرك. و المعرب يعني يمكن نشبهه بالسيارة التي تتحرك يعني يوم تراها واقفة أمام البيت و يوم تراها ماشية بالشارع و يوم تراها في مكان فهي متحركة متغيرة لا تجدها على حالة واحدة.
إذن هذه الأمثلة للحركات المقدرة.
إذن الإعراب هو تغيير أواخر الكلم لاختلاف العوامل الداخلة عليها لفظا أو تقديرا.
أما البناء فإنه يبقى على حالة واحدة كما نطقتها العرب، و إن تغير محلها لو كانت في محل رفع أو نصب أو جر فلا يغير من نطقها و إنما يبقى نطقها ثابتا. مثل
• هذا رجل هنا في محل رفع و مع هذا قلنا هذا
• إذا جاءت في محل نصب نقول أكرم هذا الرجل، في محل نصب هذا
• مررت بهذا الرجل،
فتجد أن كلمة هذا ما تغيرت لا في وقت الرفع و لا في وقت النصب و لا في وقت الجر بل بقيت على حالة واحدة كما نطقتها العرب و لم تستطع أن تغير حركتها فهذه نقول ايش؟ مبنية.
فالمبني لا يتغير شكل آخره بتغير موقع الإعراب مهما كانت العوامل.
بعض الكلمات يختلف فيها العرب نطقا فمثلا حيث بعض العرب يبنيها على الضمة دائما و بعضهم يقول لا إذ أنها مثلا مبنية على الفتحة أو بعضهم يجعلها مكسورة و لكن هذه باختلاف اللغات و ليس باختلاف العوامل الداخلة عليها. فكلمة حيث مبنية و المشهور فيها و القول الأقوى فيها أنها مبنية على الضم و القول أنها مبنية بالفتح و كونها مبنية أحيانا بضمة و أحيانا بفتحة و أحيانا بكسرة فهذه هي اللغة الأقل. و لكن كل اللغات منقولة.
طيب إذن مقابل الإعراب هو البناء.
و البناء هو ثبات آخر الكلمة و عدم تغييرها لاختلاف العوامل الداخلة عليها.
مثال حيث:
• قال الله عز و جل: " و من حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام" هذه كلمة مبنية
• اجلس حيث جلس أخوك هنا أيضا مبنية
• جئت من حيث كان أخوك جالسا
فالمهم أن كلمة حيث مبنية و إن كان بعض العرب في كلامهم ينطقها بالفتحة أو بالكسرة. فهذه ليست حركة إعراب و إنما هي حركة بناء لاختلاف لغات العرب فيها.
من أمثلة الأسماء المبنية:
• الأسماء الموصولة: الذي التي
• و أسماء الشرط.
سؤال: هنا نقول مضموم و لا نقول مرفوع لأنه مبني
مبني على الضم ما نقول مرفوع لأن الرفع و النصب و الجر و الجزم هذه للإعراب و أما المبني فنقول مبني على الضمة، مبني على الفتحة، مبني على الكسرة، مبني على السكون.
ذكرنا مثالا للأسماء المبنية كالأسماء الموصولة و أسماء الشرط و نحو ذلك و سيأتي مزيد توضيح لهذا إن شاء الله
و لأننا بدأنا الدرس متأخرا فنكتفي بهذا المقدار و أسأل الله أن ينفعني و إياكم، إنه سميع مجيب.
إذن لنلخص درسنا فنقول:
إن الإعراب هو تغير أواخر الكلم لاختلاف العوامل الداخلة عليها. و البناء لزوم الكلمة حالة واحدة لأن العرب نطقت هذه الكلمة هكذا و لم تتغير بسبب اختلاف العوامل الداخلة عليها.
مثال ذلك:
• هذا رجل، أكرم هذا الرجل مررت بهذا الرجل.
• هؤلاء إخواني، أكرم هؤلاء الطلاب، مررت بهؤلاء الأفاضل.
و هكذا، فكل من كلمة هذا و هؤلاء اسمان مبنيان نطقتهما العرب هكذا. هذه، مثلا من الأسماء الموصولة الذي التي، من الحروف مثلا من، من يجتهد ينجح فهذه أداة شرط مبنية. و هكذا ...
يعبر بالنسبة للحركات فيقال مرفوعة و منصوبة و مجزومة هذا بالنسبة للإعراب.
و يعبر بالضم و الفتح و الكسر و السكون بالنسبة للبناء فيقال مبني على الضم و لا يقال مرفوع. و إنما يعبر عن المبني بأنه مبني على الفتح، مبني على الضم، مبني على الكسر أو مبني على السكون.
لكن المعرب يقال مرفوع بضمة،منصوب بفتحة، مجرور بكسرة،أو مجزوم بالسكون.
( ... )
سؤال: متى يكون التعذر و متى يكون الثقل؟
الجواب: يكون التعذر إذا كان على الألف فالحركات لا تظهر على الألف لكن الثقل على الياء و على الواو.
يدعو تستطيع أن تقول يدعُوُ و لكن ثقيلة فتقول يدعو فنقول يدعو فعل مضارع مرفوع علامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل.
الضمائر كلها مبنية و الحروف و أسماء الإشارة و الأسماء الموصولة و أسماء الأصوات نعم هذه كلها مبنية. و سوف يأتي تفصيلها إن شاء الله تعالى.
الأفعال منها ما هو مبني و منها ما هو معرب فالأصل في الأفعال هو البناء و لكن الإعراب هو الأقل و أما الأسماء فالأصل فيها الإعراب و البناء فيها قليل.
إذن الحروف كلها مبنية لا إعراب فيها (ليس هناك حرف معرب)
أما الأفعال فكما قلت أكثرها مبنية و قليل منها معرب
و أما الأسماء فالأكثر فيها الإعراب و البناء فيها قليل (لأن المعرب لا يمكن حصره و أما المبني فيمكن حصره) و الله أعلم
طيب أنا أسألكم ما معنى لفظا أو تقديرا؟
الجواب:
اللفظ يعني ينطق به، يظهر و لكن التقدير فإنه لا ينطق به و لكن يقدر.
و بهذا تم الدرس و أسأل الله جل و علا أن ينفعني و غياكم إنه سميع مجيب. و صلى الله على نبينا محمد و على آله و أصحابه أجمعين.
أسئلة
1 ـ أذكر العلامة المختصة بالفعل المضارع
2 ـ أذكر علامة مشتركة بين الفعل المضارع و الفعل الماضي
3 ـ أذكر علامة مشتركة بين الفعل المضارع و فعل الأمر
4 ـ ما معنى الإعراب و اذكر مثالا عليه
5 ـ ما معنى البناء و اذكر مثالا عليه
انتهى بفضل الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[04 Nov 2009, 08:31 م]ـ
بارك الله فيك، يا شيخ إمدادا
ونفع الله بك.
واصل رقم بقية الشرح، ليُنتفع به.(/)
قواعد شرعية في التعامل مع الأخبار - الراصد
ـ[زاد الإعلامي]ــــــــ[28 Feb 2009, 11:19 ص]ـ
إن الإنسان يعيش ويرسم منهج حياته وفق الأخبار الماضية والحاضرة والمستقبلة.
وقد أصبحت ثقافة الأخبار تؤثر بصورة فعالة على كثير من القيادات في العالم.
حتى سميت الصحافة عند الغرب بالسلطة الرابعة ..
- فما أهمية الأخبار في حياة البشر؟.
- وما هي المحاذير في صناعة الأخبار ونشرها؟.
- وما هي المحاذير في تلقي الأخبار؟.
- توجيهات هامة للإخباريين.
- قواعد شرعية في تلقي الأخبار وروايتها.
كل هذا وغيره تشاهدونه عبر برنامج الراصد بعنوان: [قواعد شرعية في التعامل مع الأخبار] بقناة المجد الفضائية العامة
مع فضيلة الشيخ / محمد صالح المنجد، حفظه الله.
اليوم السبت: 3/ 3 / 1430هـ بعد صلاة المغرب بتوقيت مكة المكرمة.(/)
فوائد من {التعليق على المنتقى من أخبار المصطفى} للعلامة العثيمين ..
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[28 Feb 2009, 01:40 م]ـ
من مجلد (التعليق على المنتقى من أخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم) للعلامة العثيمين = رحمه الله تعالى =
---------------------------------------------------------------------------------------
# كان الصحابة والتابعون من القرون المفضلة حريصين على معرفة السنة، لا ليفهموا أنها سنة فحسب ولكن لأجل أن يطبقوها، وأما الناس اليوم فيبحثون عن العلم النظري، أن يدرك أن هذا سنة، وهذا مكروه، وهذا حرام، وما أشبه ذلك، وأما التطبيق اليوم فهو قليل جدا والسبب ضعف الإيمان وكثرة الصوارف، والصحابة رضي الله عنهم كانوا إذا قرؤوا القرآن لا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل، بينما نقرأ نحن مئات الآيات ولا نعرف معناها ولا ندري ما العمل بها!.
# يجب على العالم و طالب العلم من مراعاة السنن ما لا يجب على غيره، لأنه يقتدى به، فالعامي مثلا لو ترك سنة فإنه لا يلام عليها، لكن إذا كان عالما يقتدى به فإنه يجب عليه من مراعاة السنة ما لا يجب على غيره، لأنه أسوة وقدوة.
# ينبغي للإنسان أن لا يقرأ أدعية الصلاة وأذكارها على أنها مجرد عبارات تأتي مرسلة، بل عليه أن يستحضر المعنى، وبذلك يصير للصلاة شأن ويصبح لها روح، وهذا من فوائد استعمال الصفات المتعددة الواردة في السنة، فإذا كان يأتي بصفة واحدة دائما، نسي ماسواها من الصفات، فيموت جانب من السنة في حقه، وأيضا يصبح كأنه آلة أتوماتيكية إذا فتح الزر بدأ الشريط يدور!، لكن إذا كان ينوع بالصفات الواردة، فإن هذا مما يزيده استحضارا في صلاته.
# يقول الله عزوجل عن إبليس (فبعزتك لأغوينهم أجمعين) فلم يقل: أقسم بالله، إنما أقسم بعزة الله؛ لأنه أقسم على إغوائهم، وإغواء الناس يحتاج إلى غلبة وقوة وقهر، فأتى بالعزة المناسبة للمقسم عليه وهو الإغواء!.
# أمر الله عزوجل نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقرأ سورة البينة على أبي بن كعب، وذكر هذه السورة بخصوصها لأن أبيا رضي الله عنه كان من أهل الكتاب أولا، فأراد الله من قراءة نبيه عليه أن يبين حال أهل الكتاب، وما من الله به على أبي حيث أسلم حين جاءته البينة!.(/)
وقفات نيرة من كتاب (الصحوة الإسلامية) للعلامة العثيمين ...
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[28 Feb 2009, 08:41 م]ـ
هذه بعض الوقفات النيرة من كتاب (الصحوة الإسلامية ضوابط وتوجيهات) للعلامة العثيمين _ رحمه الله _
================================================== ==
= على الداعية أن يكون على بصيرة في كيفية الدعوة، وهذه يفقدها بعض الدعاة، تجد عنده من الغيرة والحماس والاندفاع شيئا كثيرا لا يستطيع معه أن يمنع نفسه مما يريد أن ينفذه، فيدعو إلى الله بغير حكمة، فتجد هذا الداعية الطيب الذي ملأ الله قلبه غيرة على دينه، لا يملك نفسه فيجد المنكر فيهجم عليه هجوم الطير على اللحم، ولا يفكر في العواقب الناتجة عن ذلك، لا بالنسبة له وحده، ولكن بالنسبة له ولنظرائه من الدعاة إلى الحق!، لأننا نعلم أن للحق أعداء، لذا يجب على الداعية قبل أن يتحرك أن ينظر إلى النتائج ويقيس الأمور، فقد يكون في تلك الساعة ما يطفئ لهيب غيرته فيما صنع، لكن بالتأني والحكمة سيخمد هذا الفعل نار غيرته وغيرة غيره في المستقبل وقد يكون في المستقبل القريب دون البعيد، لذا أحث إخواني الدعاة على استعمال الحكمة والتأني.
---------------------------------------------------------------------------------------
= من شاهد حكمة الله عزوجل في التدرج في التشريع علم أن الناس لا يمكن أن يؤخذوا بين عشية وضحاها، وينقلوا مما هم عليه من المخالفة إلى الموافقة، فإذا علم الإنسان هذا تمكن بما هداه الله تعالى من العلم أن يرشد الناس إلى الخير بالحكمة والموعظة الحسنة والصبر والتأني، وألا يريد من الناس أن يستقيموا في يوم واحد، ومن أراد من الناس أن يستقيموا في يوم واحد فقد طعن في حكمة الله وخالف شرعه، فالواجب أن يقدر الأمور ولا يقيس الناس بنفسه حتى يمكنه أن يصلح ما فسد من عباد الله.
---------------------------------------------------------------------------------------
= أقول للداعي إلى الله اصبر واحتسب الأجر، واعلم أن كل أذى ينالك من أجل دعوتك إلى الله فإنك تؤجر عليه.
---------------------------------------------------------------------------------------
= إذا كان اغتياب العامي من الناس من كبائر الذنوب فإن اغتياب العالم أكبر وأكبر، لأن اغتياب العالم لا يقتصر ضرره على العالم، بل عليه وعلى ما يحمله من العلم الشرعي، والناس إذا زهدوا في العالم أو سقط من أعينهم تسقط كلمته أيضا من أعينهم، وإذا كان يقول الحق ويهدي إليه، فإن غيبة هذا الرجل لهذا العالم تكون حائلا بين الناس وبين علمه الشرعي، وهذا خطره كبير وعظيم!.
---------------------------------------------------------------------------------------
= يتبين لنا من حديث (من رأى منكم منكرا) أن الرسول صلى الله عليه وسلم أراد منا ألا نتعجل في الحكم على شخص ما في المنكر حتى نراه، والمقصود بالرؤية هي الرؤية البصرية أو العلمية بأن يخبره من يثق به.
---------------------------------------------------------------------------------------
= لدينا أمران:
1_ فعل المنكر.
2_ أثر المنكر.
فإذا وجدت أحدا يعمل المنكر فإنك تنكر عليه حتى يدع هذا المنكر، وإذا لم يفعل فإنك لا تجلس معه؛ لأن من الإنكار بالقلب أن لا تجلس معه فإن جلست كنت شريكا له في الإثم، أما إذا وجدت أناسا قد فعلوا المنكر وانتهوا وبقي أثر المنكر عليهم فيجوز الجلوس معهم؛ لأن هذا الذي تشاهده هو أثر المنكر، ففرق بين أثر المنكر وبين التلبس بالمنكر، فلا تجلس مع الذين يحلقون لحاهم حال الحلق، أما بعد الحلق فنجلسهم معهم، لكن لا ندع فرصة إذا أمكن أن نناصحهم؛ لأننا رأينا عليهم أثر المعصية، فننصحهم لأن هذا أمر بالمعروف ونهي عن المنكر.(/)
التهاون في الصلاة ..... قصة مؤثرة
ـ[بو عبدالرحمن"]ــــــــ[01 Mar 2009, 01:25 ص]ـ
أمر عظيم!!!
استدعي من أجله الرسول صلى الله عليه وسلم ... وعرج به إلى السماء ...
فما هو هذا الأمر الذي اختلف عن جميع التشريعات
حيث شرع في السماء في حين شرعت باقي الشرائع في الأرض؟؟؟
واختاره الله أن يكون عموداً لهذا الدين ... بل جعله الفيصل بين الإسلام والكفر ... فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (إن العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) رواه ابن حبان.
بل من تهاون فيها توعده رب العالمين بوادٍ في قعر جهنم حيث قال سبحانه (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ *الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ)
فيا عجباً يثبت لهم سبحانه أنهم مصلين ويتوعدهم!!!
نعم لأنهم صلوها ولكن ضيعوا مواقيتها ... فتارة تنام عنها
وتارة تأخرها
وتارة أخرى تقدم أمورها عليها ...
قال تعالى (إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا)
أي بمواقيت محددة هو سبحانه حددها ...
فمن حدد مواقيت صلواتنا؟؟؟
هل هي أهواؤنا؟
قال تعالى (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلا)
فمن تهاون في مواقيتها وخشوعها فقد دخل بوابة الهلاك التي لا تنتهي إلا بما وصفه رب العالمين
(فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا)
ما هي النتيجة
(فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا)
في يوم من الأيام وأنا في المستشفى في أحد الممرات أوقفتني امرأة وبيدها أوراق فقالت لي: هذا زوجي خلف باب الزجاج ...
فنظرت فإذا برجل شكله مقزز يهتز ويرتعد ولا يكاد يثبت ... ثم يضرب برأسه في الباب الزجاجي ...
فقالت: إن له دواء إذا لم يأخذه يصبح بهذه الحالة والآن انتهى الدوام ونحن نريد هذا الدواء ...
فأحضرت الدواء من الصيدلية ...
فقالت لي:
أريد أن أقول لك شيئاً إن زوجي هذا كان من أقوى الرجال فأنا لم أتزوجه هكذا ...
فأخذت تبكي وتقول:
إنه كان ذا أخلاق طيبة ولكنه كان يصلي كيف ما شاء ... صلاة الفجر لا يصليها إلا عند الساعة السابعة وهو خارج إلى العمل ... ويوم الخميس لا يصليها إلا الساعة العاشرة وهكذا ...
وفي يوم من الأيام بعدما انتهينا من الغداء جلس قليلاً فقلت له: لقد أذن العصر ...
فقال لي: إن شاء الله ...
فذهبت وعدت فوجدته جالساً ... فقلت له: أقيمت الصلاة ...
فقال لي: خلاص إن شاء الله ...
فقلت له: سوف تفوتك الصلاة ...
فصرخ في وجهي وقال: لن أصلي!!!
وجلس حتى انتهت الصلاة ... ثم بعد ذلك قام ... فو الله ما استقر قائماً حتى خر على وجهه في السفرة وأخذ يزبد ويرتعد بصورة لا توصف ... حتى إني وأنا زوجته لم أستطع أن أقترب منه ...
فنزلت إلى إخوته في الدور الأرضي فهرعوا معي إلى الأعلى وحملوه إلى المستشفى على تلك الحالة ...
ثم مكث في المستشفى على الأجهزة لمدة ثم خرج بهذه الحالة ...
إذا لم يأخذ العلاج أخذ يضرب برأسه الجدار ويضرب ابنته ويقطع شعرها ...
ومن ذلك اليوم بلا وظيفة ولا عمل
(إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)
وأنت أخيه ما هو قدر الصلاة في قلبك؟؟؟
فكم من فتاة تزلزل دينها لما ضعف عمود الدين عندها ... فتجدها من السهولة أن تأخر صلاتها من أجل
مكياج وضعته!!!
أو مناسبة تريد حضورها!!!
أو برامج تتابعها!!!
فماذا ستقول غداً لربها وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم
(أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله) رواه الطبراني.
**
المصدر من كتيب (لأنّك غاليَة) عبد المحسن الأحمد(/)
أفكار سهلة جدا للصدقات الجاري ..... الرجاء الدخول
ـ[بو عبدالرحمن"]ــــــــ[01 Mar 2009, 01:29 ص]ـ
أفكار سهلة جداً للصدقة الجارية
--------------------------------------------------------------------------------
أفكار للصدقات الجارية
1 - قم بشراء مصاحف و أعطها لمن يستطيع القراءة، في كل مرة يقرءون من هذه المصاحف سوف تكسب أنت حسنات.
2 - قم بشراء كرسي متحرك، و قم بإرساله لمعاق، أو مستشفى للمعاقين، أو للذين لا يستطيعون شرائه، و في كل مرة يُستخدم فيه هذا الكرسي سوف تكسب أنت حسنات.
3 - قم بإعطاء كتب لأشخاص يستطيعون قراءتها سواء كانت هذه الكتب علمية أو دينية أو أي كتب أخرى مفيدة، و في كل مرة يقرءون من هذه الكتب المفيدة سوف تكسب أنت حسنات.
4 - قم بزيارة جامعات، معاهد، أو مدارس، و اسأل عن الطلاب الذين يرغبون في التعليم و لكنهم غير قادرين على النفقات أو شراء المستلزمات من كتب و قم أنت بدفع المصاريف لهم و شراء الكتب، و في كل مرة يقرءون من هذه الكتب و في كل مرة يستخدمون فيه العلم الذي ساعدتهم في الحصول عليه سوف تكسب أنت حسنات.
5 - قم بإرسال أدعية و أذكار عبر البريد الإلكتروني أو قم بتحفيظ أو تعليم دعاء لأحد أو شراء كتب أدعية و وزعها، في كل مرة يقرءون من هذه الأدعية أو يتذكرونها سوف تكسب أنت حسنات.
6 - قم بإعطاء قرص ممغنط ( Cd ) يحتوي على معلومات علمية أو دينية، و في كل مرة يتم استخدامه سوف تكسب أنت حسنات.
7 - يمكنك وضع بعض المصاحف في المساجد فعندما تعرف أن هناك مسجد تحت الإنشاء إذهب و قم بشراء أي شيء و لو بسيط للمشاركة في بنائه، قد يكون هذا الشيء صفيحة قمامة، أو سجادة، أو حتى قم بتعليق دعاء، و طالما ما زال هذا المسجد قائمًا فسوف يظل الشيء الذي ساهمت به موجود و سوف تكسب أنت حسنات.
8 - قم بشراء براده لشرب المياه و ضعها في مكان عام و سوف تكسب أنت حسنات عن كل من يستخدمها.
9 - قم بزرع شجرة، فكل شخص، أو حيوان سوف يستظل بها، أو يأكل من ثمرها سوف تكسب أنت حسنات.
10 - عَلِّم.
11 - قم بتربية أولادك جيداً.
12 - كن حسن المعاملة و الأخلاق مع الآخرين لكي يتذكرونك بعد مماتك و يدعون لك.
13 - سجادة صلاة::
إذا اشتريت سجادة صلاة و أهديتها لوالدتك مثلا، فإنه في كل مره تصلي عليها فروضها و تتهجد عليها فإنك تكسب حسنات بدون أي مجهود يذكر. و تخيل لو انك اشتريت مجموعه سجادات صلاه جيده وأعطيت عماتك وخالاتك .. فإنه في كل مره يصلو عليها تكسب حسنات ...
قيس عليها أنك تشتري سجاده و تضعها في مسجد أو تشتري سجاده وتهديها لمستشفى أو تشتري سجاده كبيرة لمدرسه وتخيل كم طالب راح يصلي عليها.
14 - سورة الكوثر::
كلنا يعرف أن سورة الكوثر أصغر سوره موجودة في القران. يعني سهل حفظها.
ابحث عن أي واحد من إخوانك الصغار أو أولاد إخوانك أو أي ولد صغير تعرفه
وحاول تحفظه هذه السورة أو أي سوره ثانيه بس هذه سوره صغيره وسهله على الطفل فتخيل أنه كلما قرأ هذا الطفل سورة الكوثر من الحين حتى يموت (يمكن بعد 80 سنه) وأنت تأخذ حسنات. وقيس عليها أي شي ثاني من دعاء ..... أو حتى تعلمه الصلاة فراح تأخذ حسنات كل ما صلى.
15 - ورقه على جدار::
تباع أوراق صغيره مكتوب عليها تسبيح أو دعاء مثل (سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده) وشكلها حلو مثلا تشتري مجموعه منها تلصقها على باب المسجد في منطقتك أو في العمل أو في المدرسة. ممكن تلصقها في مكان واضح في السوق أو في محلك. فتخيل كل من قراها تأخذ حسنات .. وممكن يحفظها في هذه اللحظة ودايما يذكرها فكل ما ذكرها تأخذ حسنات. وقيس عليها أمور أخرى مثل ورقه أكبر فيها فتوى أو غيرها من الأمور.
هناك آلاف الأبواب التي يمكنك طرقها للحصول على الصدقات الجارية. فقط قم بعمل شيء و لا تعتمد على غيرك ليقومون بعمل صدقات جارية بعد مماتك. قد يأتي موعد وفاتك و أنت بعيد عنهم، لذا قم و اعمل صدقة جارية بنفسك قبل رحيلك عن هذه الدنيا و سوف تستمر كمصدر حسنات لك و قد تساعدك على دخول الجنة و بعدك عن نار جهنم.
قم بإرسال هذه الرسالة إلى كل من تعرف، و إن شاء الله ستكون صدقة جارية، تكسب بها حسنات عن كل من يقرأها و يعمل بها إلى يوم الدين.
قال الإمام الشافعي _ رحمه الله -: من أحب أن يفتح الله له قلبه أو ينوره فعليه بترك الكلام فيما لا يعنيه وترك الذنوب واجتناب المعاصي ويكون فيما بينه وبين الله خبيه من عمل
فإنه إذا فعل ذلك فتح الله عليه من العلم ما يشغله عن غيره
وإن في الموت لأكثر الشغل ... )
ـ[خالد البكري]ــــــــ[04 Mar 2009, 11:14 م]ـ
الله يجزاك يا ابو عبدالرحمن على هذه الافكار .. ونفع الله بك ووفقك الله في الدارين يارب العالمين ..
ـ[يسري خضر]ــــــــ[05 Mar 2009, 10:49 ص]ـ
جزاك الله خيرا(/)
دعواتكم لأختنا (عبير) تم تسليمها أمس إلى النصارى الأقباط لتقى مصير سابقتها وفاء
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[01 Mar 2009, 01:35 م]ـ
محمود سلطان (المصريون): بتاريخ 28 - 2 - 2009
قالت المصري اليوم، أمس 28 فبراير 2009، أن فتاة "ملوي" التي رغبت في إشهار إسلامها، والزواج من مسلم، قد سلمها "الأمن" إلى أسرتها.
وقبلها بيوم .. مساء يوم 27 فبراير، قالت مواقع أقباط المهجر، إن الفتاة سلمتها الأجهزة الأمنية إلى "الكنيسة"!
وصباح أمس نشر، إعلان المتحدث الرسمي باسم مطرانية ملوي القمص "بولا أنور"، والذي فجر المفاجأة، حين أعلن أن الفتاة لم تُسلم لأسرتها وإنما استلمتها الراهبة "هدى حشمت"، تمهيدا لإيداعها أحد الأديرة بالقاهرة!
يعني .. مأساة إنسانية جديدة .. ففي حين لم يُكشف بعد عن مصير زوجة أحد القساوسة ـ السيدة وفاء قسطنطين ـ والتي قيل إنها قُتلت داخل أحد الأديرة، تحت التعذيب والإيذاء البدني والنفسي، بسبب تحولها عن المسيحية، فإن ضحية جديدة تضاف إلى سجل الضحايا الذين غُيبوا داخل أسوار الكنائس القلاعية، فيما لا يجرؤ أحد على أن يسأل عن مصيرهم بما فيهم سلطات التحقيق الرسمية!
وفاء قسطنطين كانت سيدة راشدة عاقلة، ولم تكن قاصرا، كما يدعي غلاة الأقباط، في كل حادث مشابه، تخلت عنها الدولة المسئولة عنها، وسلمتها إلى رجال دين متطرفين ليفعلوا بها الأفاعيل، ثم تختفي هنااااك داخل فيافي وصحاري مصر الموحشة! ولم يتبق منها إلا الإسم وذكرى مؤلمة وجراح والتشهير بعرض زوجها المسكين .. رجل دين أرثوذكسي مريض وقعيد، من قبل زملائه من الكهنة والقساوسة، وعلى الهواء مباشرة في الفضائيات العربية.
ابنة ملوي "عبير" الصبية التي لم تتجاوز الـ 17 ربيعا، سُلمت يوم أمس لتلقى ذات مصير وفاء قسطنطين، فيما توارى الجميع، بما فيهم "رسل الليبرالية" و"حرية الرأي والاعتقاد" والعلمانيون الذين فلقوا أدمغتنا بـ"الدولة المدنية" المهددة من القوى الدينية الظلامية .. ولاذت بالصمت، منظمات حقوق إنسان لم تترك مناسبة إلا وشرشحت للظلاميين الإسلاميين "أعداء الحرية"!
اليوم .. ربما تكون "عبير" قد نقلتها سيارة التراحيل التابعة للكنيسة، إلى ذات الدير الذي خُضبت جدرانه باليدين النازفتين .. للضحية الأبرز وفاء قسطنطين، وتعطرت أجواءه بأنفاسها المعذبة، ولان لها حجر وشجر الأديرة .. اليوم ماذا عساها أن تفعل الصغيرة عبير؟! .. كيف يتحمل قلبها الغض، كل هذه القسوة وهذه الوحشية .. كيف نحميها من اليأس والاستسلام لجلاديها، وهي ترى أجهزة عاتية بالدولة، تتركها "سبية" لمن قرر من قبل إسدال الستار على حياة، من كانت أشد منها قوة، وأعز نفرا؟!
إذا كان المجتمع كله ـ بمؤسساته الرسمية والأهلية والدينية ـ قد تخاذل فيما يتعلق بمحنة وفاء قسطنطين، حتى بات مشاركا بالتواطؤ فيما آل إليه مصيرها، فإن مصير "عبير" سيكون في رقبة الجميع أيضا، بل الأخطر، أنه سيضفي الشرعية على عملية تسليمها للكنيسة، وسيؤصله كـ"إجراء عادي" ومقبول وإنساني وقانوني ودستوري وأخلاقي، مع اللاحقات من القبطيات، اللاتي ربما يعشن ذات المحنة.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[02 Mar 2009, 01:50 ص]ـ
.
ثبتها الله ونصرها ونرجو أن يكون الخبر غير صحيح.
ـ[نوري قرآني]ــــــــ[02 Mar 2009, 02:33 ص]ـ
لا حول ولا قوة الا بالله ..
..
اسال الله ان يحفظها من بين يديها ومن خلفها وعن ايمانها وعن شمائلها ومن فوقها ونعوذ بعظمة الله ان تغتال من تحتها ..
..
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[02 Mar 2009, 05:05 ص]ـ
.
ثبتها الله ونصرها ونرجو أن يكون الخبر غير صحيح.
هذه ظاهرة في مصر للأسف يغفل عنها الكثير ممن هم خارج مصر
النصارى في مصر صاروا سلطة داخل السلطة، وصارت الملايين المملينة من المسلمين أهون على الحكومة من بضع تفلات من النصارى، والكنائس تحوي مخازن للسلاح لحين استخدامه، والنصارى المصريون الآن يرتبطون ارتباطا قويا ومباشرا وشبه معلن بالولايات المتحدة الأمريكية فيتعاملون في مصر كسلطة داخل سلطة.
فعلى الرغم من كفالة القانون المصري لحرية الأديان! إلا أن السياسة الآن هي تسليم من يسلم إلى الكنيسة، وتقوم حكومة النصارى الكنسية بترحيل المتحول للإسلام إلى أحد الأديرة ليعذب عذابا مريرا فيرجع إلى الكفر أو يموت، وقد أكد الدكتور زغلول النجار على قتلهم لأختنا وفاء التي كانت زوجة لقس فأسلمت. والآن أختنا عبير تم ترحيلها إلى ذات الدير لتلقى ذات البرنامج.
فالنصارى المصريون الآن يعيشون حالة انتعاشة وانفراجة في ظل النظام الحالي الذي أتاح لهم حرياتهم إلى حد ما كانوا يحلمون به، وهذا ظهر في انفجارهم فجأة منذ عدة سنوات في احتفالاتهم والتي ظهر فيها التكلف في الظهور وكأنهم فتحوا دولة جدسدة، مما يوشي بوجود أسباب وملابسات وخلفيات ملموسة وليس هو انفراج تدريجي.
ومن يسأل أي من يعيش بمصر يمكنه إخباره بتلك الحقائق(/)
رحبوا بمشاركتي
ـ[شيخ الوقت]ــــــــ[01 Mar 2009, 04:59 م]ـ
بكت يهود دما لمّ تخطوهم كفرا وزورا وتحريفا وبهتانا
بكت يهود فلم يرقأ لهم دمع فما رأو غير غزة ولبنانا
بكت يهود وقد قامت قيامتهم كيما يعيدوا لليهود ما كانا
بكت يهود وماتراه سكتوا قد فاقهم كافر كفرا وطغيانا
بكت يهود وماتوا شرّميتتهم قد فاقهم ظالم ظلما وعدوانا
بكت يهود وسالت أنهار مدمعهم قد سامهم سارق نهبا وحرمانا
يا قدس فد عدنا بالشوق قد عدنا وربّ أقصانا إنا لقد عدنا
إنا حمدنا ربّنا فأنجانا إذي العدوّ قد دنا وقد دانا
إذي العدوّ مكشّرا بأنيابه إذي العدوّ قد مضى للقيانا
فلو رأيت كلاب الكلب هرعانا لقلت أن رحيل الفجر قد آنا
ولو رأيت كلاب الكلب ركبانا علمت أن انسفاك الدّم قد آنا
كم حاربوا الديّن والإسلام أزمانا لم تنتهي حربهم شتّان شتّان
قد ذاق قومي من الإذلال أطنانا قد ذاق قومي من الإذلال ألوانا
الشافعيّ يرى المذلّة الكفر لن نرتضي اليوم إذلالا وإذعانا
وكلّما انتفضنا ولولوا قائلين الطّين الطّين هل نسيتم الطّين
إنّا لقوم ما نبغي الوحل والطينا فالدين لا الطين الفالي بحاضرنا
وعد من اللّه العظيم مولانا بأنّنا سنرى للدّين تمكينا
مازلت أرثي في الصباح أقواما مازلت أرثي في الصباح قتلانا
قد ألبسونا أغلالا وأرسانا وإذ بها صارت موتا وأكفانا
لمّا أرادوا أن نكون أقيانا صرنا عليهم نيرانا وبركانا
وجرح إسلامنا بالدّم أسقانا وجرح إسلامنا بالدمّ غطّانا
لكم غويّ جعلنا موته فخما وإن طعنّا فإنّا نحسن الطعنا
حلّاج كفر جعلنا لحمه فحما وقد حشونا جلد سيّده تبنا
حلّاج زندقة حلّاج هرطقة حلّاج كفر قطعنا منه الهنّة
أم هل تظنونا بأمركم لأمّتنا لسوف نلقي من الجبال أنفسنا
خبتم فما كنا يوما لكم قينا لسوف نعلي بالدماء بنيانا
لسوف نفدي بالدماء عزّتنا لسوف نفدي بالدّماء أسرانا
لسوف نكتب بالدّماء تاريخا هذا إذا ما شاء الّله مولانا
للّه درّ أسودنا بإيرانا لمّا ملأنا جلد الباطنيّ أتبانا
إن ألف الحقد للحلاّج ديوانا هم أضرموا بالحلاّج نيرانا
فنحمد اللّه ربّنا ومولانا كالنّور باقية في الأرض دعوانا
عدنا إليهم رجالات وركبانا زمان جاء ابن تيميّة فأفتانا
فلا تقولوا قد بنّا وقد بانا فجنّة اللّه في شوق للقيانا
إن عاشت النّاس أغناما وقطعانا نعيش نحن فوارسا لمولانا
وسائرون وما ضرّنا الذي خانا فالسّيف عزّ لأولانا وأخرانا
ووقت ضرب الهام قد آنا وقد حانا حتّى نزيل عن الإسلام عدوانا
فسائل الإفرنج عن مواضينا عربا وكردا وجه اللّه يبغونا
قد قتّلوا أزواج النّسوة اشتاقت حتّى تراهنّ ببعضهنّ يزنينا
فسل بني كسرى عنّا أوالصينا لمّا قصدنا الشرق هل خابت مساعينا
وكم جحافل سقناهم لحتفهم تجد لدى القتل اتقانا وإحسانا
وهم أبوا منّا سماع دعوانا إسلامنا شرعا وسنّة وقرأنا
للّه درّ خيول للفتوحات قامت وقد سالت الأنهار أحزانا
الشباب كانوا تحت الثّلج بركانا بالرافدين رأيناهم فدو الدينا
الشباب كانوا إعصارأوطوفان الشباب يوم بنو عزّا وسلطانا
قد حملوا نورا وإيمانا الشباب إذ شادوا للمجد بنيانا
اليوم قد عدنا من أجل ثاراتنا للّه أخلصنا يوم أسلمنا
اللّه لا ربّ إلّاه رزّاق اللّه لا ربّ إلّاه معطينا
اللّه لا ربّ إلّاه علّام اللّه لّا ربّ إلاه معطينا
اللّه لا ربّ إلّاه وهّاب اللّه لا ربّ إلّاه كافينا
اللّه لا ربّ إلّاه موجود اللّه لا ربّ إلّاه يحمينا
اللّه لا ربّ إلّاه مقتدر اللّه لا ربّ إلّاه يرحمنا
اللّه لا ربّ إلّاه قدّوس اللّه لا ربّ إلّاه يسقينا
اللّه لا ربّ إلّاه فتّاح اللّه لا ربّ إلّاه يسترنا
اللّه لا ربّ إلّاه قهّار اللّه لا ربّ إلّاه ينصرنا
دنيا العبيد ملعونة نتنة لكنّما أرجو الخلود بالجنة
ياقوم وقت التضحيات قد حانا فلم نكن يوما نخاف أقيانا
يا باكيا مجدا مضى وسلطانا لا يحزننّك ما ترى وقلّتنا
لا يحزننّك ما ترى وحالتنا لا يحزننّك ضعفنا وفاقتنا
لا يحزننّك يا هذا تكالبهم كي ينهشوا لحمنا بجوف قصعتنا
ما كيدهم إلّلا في نحر بأيدينا هذا إذا ما شاء اللّه مولانا
فلست أبكي على كلب لما ضلّ ولست أحزن إن أردي بأيدينا
فلم أكن يوما للكلب مولغة وأرضخ الكلب إن مضى ليتبعني
وقد بفى فينا بحمد مولانا عقل فلم نصبح للكلب داعينا
ونأبى على الكلب عزّا بين أظهرنا ولا نكون مع االكلب زانينا
ألا كفاني من ذكر الكلب ما كانا ألا كفاني ولو شئنا لأكثرنا
ـ[شيخ الوقت]ــــــــ[02 Mar 2009, 12:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام
على
سيدنا
محمد
وعلى آله
وصحبه
الطيبين الطاهرين
معلوم أنه في حالات الحرب وعندما يراد مثلا اقتحام موقع محصن يلجأ إلى
قصفه قصفا عنيفا مثلا تستخدم في هذه الأيام قاذفات تحمل قنابل
تزن أطنانا
وتدمر الموقع الستهدف قبل اقتحامه و
الكل اليوم يعرف والله جل في علاه
يعلم بأن جزيرة العرب باتت مستهدفة
حيث أنها النبع الذي يرتوي منه الإسلام في كل مكان
فالإسلام لم يخرج إلا في مكة وما حولها ومنها انتشر
إلى بقية أرجاء الأرض لذا فإنهم ققرروا غزوا الإسلام في قعر داره
بعد أن كانوا يلاحقونه في جبال أفغانستان والشيشان والبلقان
لذلك فقد بدأو بالقذف التمهيدي للجزيرة العربية
ولكنهم لا يستخدمون قاذفات بل يستخدمون مقذوفات
وغيرها من القنابل العنقودية التي تحوي ضمنها مقذوفات صغيرة
وبعد أن نجح الأعداء في قطع الصلة بين عامة الأمة وبين كتاب الله
القرآن بتعطيل كلمة الجهاد وإطلاق كلمة الخروج عليها
دل ذلك كله على مدى الدمار المنقطع النظير الذي أحدثه القصف التمهيدي للجزيرة العربية
وليس بعد اللقصف التمهيدي سوى الإجتياح والتدمير والضياع ولست بحاجة لأحدثكم عن
مدى الحقد الذي يكنه بعض المارقين على أتباع سنة محمد صلى الله
عليه وسلم وعلى آله الطيبين
وإنا قوم أعزنا إله الحق بهذا الدين
فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله
لا إله إلا الله محمد رسول الله(/)
من يدلني على برنامج حاسوبي للتفاسير؟
ـ[سعد الشمري]ــــــــ[01 Mar 2009, 05:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبحث عن أفضل البرامج الحاسوبية التي تجمع التفاسير، ومن المهم أن تكون عملية البحث فيه دقيقة، طبعاً غير المكتبة الشاملة لانها موجودة عندي
وشكر الله لكم
ـ[أبو المهند]ــــــــ[02 Mar 2009, 01:54 ص]ـ
[ QUOTE= سعد الشمري;73069] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبحث عن أفضل البرامج الحاسوبية التي تجمع التفاسير، ومن المهم أن تكون عملية البحث فيه دقيقة،
البرنامج الأول انتاج شركة العريس
والثاني انتاج مركز التراث للبرمجيات بالأردن.
مع تحياتي(/)
لنعرف حال إخواننا بمصر أقباط المهجر يباركون عملية الأميرية ويتوعدون بالمزيد للمسلمين
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[02 Mar 2009, 05:09 ص]ـ
منقول:
مواقع أقباط المهجر تبدأ حرب اليكترونية شرسة على مسلمي مصر بعد حادث الأميرية
بعد حادث الأميرية الأخير والذي قام فيه شاب مسيحي بالتعاون مع عمه بفتح النار على أخته المسلمة حديثا وزوجها المسلم فقتل زوجها وأصاب أخته إصابات خطيرة، انفتحت أبواق نصارى المهجر والذين يطلق عليهم زورا وبهتانا "أقباط المهجر" عن آخرها لتهنئ الشاب المسيحي القاتل وتبشر المسلمين بأن ذلك هو بداية انتقام النصارى في مصر والحرب المقدسة على المسلمين المحتلين "على حد وصفهم"،متعهدين أنهم سيسعون لإخراج المسلمين من مصر ورميهم في الجزيرة العربية التي جاءوا منها.
الحرب الاليكترونية انطلقت من الموقع المسمى بـ "أقباط الولايات المتحدة" وظهر الحقد الدفين في تعليقات الزوار "النصارى" على الحادث وصلت إلى تعهد بعضهم بأن يكون هذا الحادث بداية لتشكيل عصابات قبطية مسلحة تكون مهمتها الانتقام من المسلمين وطردهم من مصر.
"الشعب" رصدت ردود الفعل "الهابطة" من نصارى المهجر والتعليقات "السافلة" من أعضاء المنتدى ومنهم مصريون بكل أسف وهذه أمثلة منها:
الحمامة الحسنة: "أيها المسلمون إن كنتم الآن تحاولون أن تطمسوا الحقيقة فالتاريخ يتكلم وسيتكلم حتى يوم القيامة ولن تستطيعوا إسكاته
وما انتم إلا مجموعة بدو أتت من جزيرة الوثنية وستعودون لها بمجرد أن ينتهى الإسلام غريباً كما بدأ وكما سبق واخبركم محمد
فالفراعنة هم أصل الحضارة العريقة التى تمتد لسبعة آلاف سنة واقباط مصر هم سلالة هؤلاء الفراعنة
وسيظلوا هكذا حتى مجيىء المسيح ليرث الأرض ومن عليها ويملكها
أما انتم أيها البدو .. فأى حضارة لكم غير شرب ابوال البعير والمعيز
والتداوى بسبعة تمرات وجناح الذبابة والتبرك بفضلات محمد
أى إختراعات علمية حقيقة تنسب لكم ولإسلامكم؟!
لاشيىء سوى إختراع الرذيلة والإنغماس فى الجنس الشرعى بأمر إله محمد"
غير أن أخطر التعليقات كان نصها كالآتي:
"يااخوة فقد حان الوقت لكى يسمع كل مسلم حاقد ارهابى فى هذه البلد ان يرى ويسمع
فالاقباط سكان مصر الاصليين قد طفح بهم الكيل من وساخه وقذاره الحكومه الارهابيه
المحمديه الاخوانجيه وزعيمها الاخوانجى ابو وشين حسنى مبارك والتى ضرب القانون
بعرض الحائط بقرار جمهورى بالعفو عن ابراهيم عيسى الغير قابل للاستئناف او
التشكيك او النقض (فاكرها بلد امه)
فقد طفح الكيل فسيرى كل مسلم بهذه البلد المحتله ان صمتنا كان من قوة وليس من ضعف
ولكن عند الاعتقاد باننا ضعفاء فعندها يجب ان يروا قوتنا.
وهذا ما سيحدث الايام المقبله"
وهو ما يعد تهديدا صريحًا تطالب "الشعب" على أثره أجهزة الأمن المصرية باليقظة الكاملة قبل أن تأكل الفتنة الأخضر واليابس إذا نفذ هؤلاء تهديداتهم
هذا، وتتحفظ "الشعب" على نشر باقي التعليقات لاحتوائها على سباب واضح لله وللنبي محمد صلى الله عليه وسلم ولعامة المسلمين.
ـ[مُتَّبِعَة]ــــــــ[02 Mar 2009, 05:38 ص]ـ
ليُرْبِعِ النصارى على أنفُسهم؛ في العام الماضي حدثنني مجموعة من تلميذاتي وأخواتي الفاضلات من الجنسية المصرية وكل منهن تؤكد حديث الأخرى عن وجود مليون ونصف مليون قبطي مسلم يكتمون إسلامهم ويعيشون وسط نصارى مصر
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[02 Mar 2009, 11:12 ص]ـ
ليُرْبِعِ النصارى على أنفُسهم؛ في العام الماضي حدثنني مجموعة من تلميذاتي وأخواتي الفاضلات من الجنسية المصرية وكل منهن تؤكد حديث الأخرى عن وجود مليون ونصف مليون قبطي مسلم يكتمون إسلامهم ويعيشون وسط نصارى مصر
ذلك هو موضع الإشكال
لماذا يكتمون إسلامهم؟ .. خوفا من حكومة النصارى، التي هي أقوى من الحكومة المصرية لدرجة أن الحكومة المصرية تقوم ـ بنفسها ـ بتسليم المسلمين إليهم رغم علمهم بما سيجري لهم من (الترحيل) والتعذيب وربما القتل(/)
محاضرة بعنوان (منظار التوحيد) - المنجد
ـ[زاد الإعلامي]ــــــــ[02 Mar 2009, 03:29 م]ـ
يسرني دعوتك لحضور المحاضرة التي هي بعنوان:
(منظار التوحيد)
لفضيلة الشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله
يوم الأربعاء القادم: 7/ 3 / 1430هـ
بعد صلاة العشاء
بجامع ابن باز بحي الدانة بمدينة الظهران
بالمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية
علما بأن المحاضرة ستبث على الهواء مباشرة
الساعة 7:30 مساء تقريباً.
من خلال موقع البث الإسلامي ( http://www.liveislam.net/)(/)
فضائل الأنصار
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[03 Mar 2009, 09:51 ص]ـ
فضائل الأنصار
قال الغساني: " لا خلاف بين أهل العلم بالأنساب أن العرب كلها يجمعها أصلان:عدنان وقحطان فإلى هذين الأصلين ينتمي كل عربي في الأرض، ولا خلاف بين أهل العلم بالنسب وأيام العرب أن عدنان من ولد إسماعيل بن إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، وإنما الخلاف في قحطان، فمنهم من ينسبه إلى إرم بن سام بن نوح عليه الصلاة والسلام، ومنهم من ينسبه إلى إسماعيل عليه الصلاة والسلام " ().
قلت: ومما يدل على أن قحطان وسائر العرب من ذرية إسماعيل ما بوب عليه البخاري وفقه البخاري في تراجمه، قال في صحيحه: باب نسبة اليمن إلى إسماعيل منهم أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر من خزاعة، وذكر حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على نفر من أسلم ينتضلون فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان رامياً ارموا وأنا مع بني فلان قال فأمسك أحد الفريقين بأيديهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما لكم لا ترمون قالوا كيف نرمي وأنت معهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ارموا فأنا معكم كلكم " ().
قال الحافظ ابن عبد البر: يشهد لقول من قال قحطان وسائر العرب من ولد إسماعيل عليه السلام قول الرسول صلى الله عليه وسلم لقوم من أسلم: " ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان رامياً " وقول المنذر بن حرام جد حسان بن ثابت حيث يقول:
ورثنا من البهلول عمرو بن عامر ** وحارثة الغطريف مجداً مؤثلا
مآثر من نبت بن نبت بن مالك ** ونبت بن إسماعيل ما إن تحولا ().
قال ابن كثير:" فأسلم قبيلة من الأنصار والأنصار أوسها وخزرجها من غسان من عرب اليمن من سبإ نزلوا بيثرب لما تفرقت سبأ في البلاد حين بعث الله عز وجل عليهم سيل العرم ونزلت طائفة منهم بالشام وإنما قيل لهم غسان بماء نزلوا عليه قيل باليمن وقيل إنه قريب من المشلل كما قال حسان بن ثابت رضي الله عنه: أما سألت فإنا معشر نجب ** الأزد نسبتنا والماء غسان" ().
قال أبو هريرة في قصة هاجر وهو يخاطب الأنصار " فتلك أمكم يا بني ماء السماء " ().
قال القاضي عياض: " الأظهر عندي أن المراد بذلك الأنصار خاصة ونسبتهم إلى جدهم عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد وكان يعرف بماء السماء وهو المشهور بذلك والأنصار كلهم من ولد حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر المذكور والله اعلم " ().
قال العيني: " فيه حجة لمن يدعي أن العرب كلهم من ولد إسماعيل ويقال أراد به ماء زمزم إذ أنبطها الله تعالى لهاجر فعاشوا بها فصاروا كأنهم أولادها" ().
قال أبو العباس محمد بن يزيد المبرد: " النسب الصحيح في قحطان الرجوع إلى إسماعيل عليه الصلاة والسلام وهو الحق وقول المبرزين من العلماء " ().
قال أبو القاسم السهيلي: " القول في العرب العدنانية والقحطانية بانتسابهم إلى إسماعيل عليه الصلاة والسلام أظهر وأصح " ().
قال أبو حاتم ابن حبان: " كل من كان من ولد هاجر يقال له ولد ماء السماء لأن إسماعيل من هاجر وقد ربي بماء زمزم وهو ماء السماء الذي اكرم الله به إسماعيل حيث ولدته أمه هاجر فأولادها أولاد ماء من السماء ().
قال النووي: قال كثيرون المراد ببني ماء السماء العرب كلهم لخلوص نسبهم وصفائه وقيل لأن أكثرهم أصحاب مواش وعيشهم من المرعى والخصب وما ينبت بماء السماء " ().
قال بهاء الدين يوسف الكندي: " اختار السهيلي أن العرب كلها من ولد إسماعيل الذبيح قال: إذ هم بنو نبت وبنو أيمن ابني إسماعيل فالعدنانية بنو نبت والقحطانية بنو أيمن " ().
قال ابن خلدون: " أصح ما قيل في نسب قحطان إنه قحطان بن يمن بن قيدر ويقال الهميسع بن يمن بن قيدار وأن يمن هذا سميت به اليمن وقال ابن هشام أن يعرب بن قحطان كان يسمى يمناً وبه سميت اليمن، فعلى القول بأن قحطان من ولد إسمعيل تكون العرب كلهم من ولده لأن عدنان وقحطان يستوعبان شعوب العرب كلها" ().
قال ابن عبد البر: روي عن عروة وغيره أن عمر بن الخطاب قال: إنما ننتسب إلى عدنان وما وراء ذلك لا أدري ما هو وقال العدوي: لا أعلم أحداً من الشعراء بلغ في شعره عدنان إلا لبيد بن ربيعة وعباس بن مرداس السلمي.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال لبيد: فإن لم تجد من دون عدنان والداً ** ودون معد فلتزعك العواذل
وقال عباس بن مرداس:
وعك بن عدنان الذين تلقبوا** بغسان حتى طردوا كل مطرد
قال ابن هشام: غسان ماء بسد مأرب في اليمن كان بنو مازن بن الأزد بن الغوث نزلوا عليه فسموا به، ويقال غسان ماء بالمشلل قريب من الجحفة والذين شربوا منه فسموا به قبائل من ولد مازن بن الأزد ().
والذي يهمنا هنا هو فضل الأنصار، ونسبة البصاديين إليهم.
تسمية الأنصار
إن الله عز وجل أدخل قلوب الأنصاري الإيمان وخصهم بالكرامة وسماهم أنصار الله وأنصار رسوله وأثبت لهم الإيمان الحق وأعطاهم المغفرة والرزق الكريم والولاية.
قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيم) سورة الأنفال آية: (74)
وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ) سورة الأنفال من الآية (72)
فذكر المهاجرين بالجهاد بالمال والنفس وذكر معهم الأنصار بالإيواء والنصر ووصف الفريقين معاً بولاية بعضهم لبعض وأثبت لهم معاً حقيقة الإيمان (أُولَائِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً) أي الصادقون في إيمانهم فاستوى الأنصار مع المهاجرين في عامل النصرة وفي صدق الإيمان.
وقال حسان رضي الله عنه في مدح الأنصار:
سماهم الله أنصاراً بنصرهم ** دين الهدى وعوان الحرب تستعر
وسارعوا في سبيل الله واعترفوا ** للنائبات وما خافوا وما ضجروا ().
وعن غيلان بن جرير قال: قلت لأنس: أرأيت اسم الأنصاركنتم تسمون به أم سماكم الله؟ قال: " بل سمانا الله، كنا ندخل على أنس فيحدثنا مناقب الأنصار ومشاهدهم ويقبل علي أو على رجل من الأزد فيقول فعل قومك يوم كذا وكذا كذا وكذا " ().
وعن السائب بن يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يا معشر الأنصار إن الله عز وجل قد أدخل قلوبكم الإيمان وخصكم بالكرامة وسماكم أنصار الله وأنصار رسوله " ().
وقد جاءت نصوص من الكتاب والسنة في فضل الأنصار والثناء عليهم:
قال الله تعالى (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) سورة الحشر آية (9).
وعن عمرو بن ميمون قال: قال عمر رضي الله عنه: " أوصي الخليفة بالمهاجرين الأولين أن يعرف لهم حقهم وأوصي الخليفة بالأنصار الذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبل أن يهاجر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقبل من محسنهم ويعفوا عن مسيئهم" ().
وقال جل وعلا: {إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَاللّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} سورة آل عمران آية (122).
وعن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه قال: نزلت هذه الآية فينا إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا قال: نحن الطائفتان بنو حارثة وبنو سلمة وما أحب أنها لم تنزل والله يقول والله وليهما، وقال سفيان مرة وما يسرني أنها لم تنزل لقول الله والله وليهما " ().
وقال الحسن البصري: هما طائفتان من الأنصار همتا بذلك فعصمهما الله وقيل لما رجع عبد الله ابن أبي في أصحابه يوم أحد همت الطائفتان باتباعه فعصمهما الله " ().
أما نصوص السنة النبوية فكثيرة، منها:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار " ().
وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق فمن أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله " ().
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر " ().
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاءت امرأة من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فخلا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: " والذي نفسي بيده إنكم لأحب الناس إلي ثلاث مرات " ().
وعن عويم بن ساعدة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله تبارك وتعالى اختارني واختار لي أصحاباً فجعل لي منهم وزراء وأنصاراً وأصهاراً فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل " ().
وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى صبيانا ونساء مقبلين من عرس فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم ممثلا فقال: " اللهم أنتم من أحب الناس إلي اللهم أنتم من أحب الناس إلي يعني الأنصار" ().
وعن زيد بن أرقم قالت الأنصار يا رسول الله لكل نبي أتباع وإنا قد اتبعناك فادع الله أن يجعل أتباعنا منا قال النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم اجعل أتباعهم منهم " ().
وعن قيس بن سعد بن عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " اللهم صل على الأنصار وعلى ذرية الأنصار وعلى ذرية ذرية الأنصار " ().
وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار " ().
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استغفر للأنصار قال: وأحسبه قال: ولذراري الأنصار ولموالي الأنصار لا أشك فيه ().
وعن رافع الزرقي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم اغفر للأنصار ولذرارى الأنصار ولذرارى ذراريهم ولمواليهم ولجيرانهم " ().
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اللهم أغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار ولنساء الأنصار" ().
وعن النضر بن أنس أن زيد بن أرقم كتب إلى أنس بن مالك زمن الحرة يعزيه فيمن قتل من ولده وقومه وقال أبشرك ببشرى من الله عز وجل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار واغفر لنساء الأنصار ولنساء أبناء الأنصار ولنساء أبناء أبناء الأنصار " ().
وعن أبي أسيد رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " خير دور الأنصار بنو النجار ثم بنو عبد الأشهل ثم بنو الحارث بن الخزرج ثم بنو ساعدة وفي كل دور الأنصار خير " ().
وعن أسيد بن حضير رضي الله عنهم أن رجلا من الأنصار قال يا رسول الله ألا تستعملني كما استعملت فلاناً قال:" ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض" ().
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: مر أبو بكر والعباس رضي الله عنهما بمجلس من مجالس الأنصار وهم يبكون فقال: ما يبكيكم قالوا ذكرنا مجلس النبي صلى الله عليه وسلم منا فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك قال فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وقد عصب على رأسه حاشية برد قال فصعد المنبر ولم يصعده بعد ذلك اليوم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: " أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي وعيبتي وقد قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم " ().
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه بملحفة قد عصب بعصابة دسماء حتى جلس على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإن الناس يكثرون ويقل الأنصار حتى يكونوا في الناس بمنزلة الملح في الطعام فمن ولي منكم شيئاً يضر فيه قوماً وينفع فيه آخرين فليقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم فكان آخر مجلس جلس فيه النبي صلى الله عليه وسلم" ().
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الأنصار كرشي وعيبتي والناس سيكثرون ويقلون فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم ().
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن عبد الله بن زيد بن عاصم قال لما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم يوم حنين قسم في الناس في المؤلفة قلوبهم ولم يعط الأنصار شيئاً فكأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس فخطبهم فقال: يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلالاً فهداكم الله بي وكنتم متفرقين فألفكم الله بي وكنتم عالة فأغناكم الله بي كلما قال شيئاً قالوا الله ورسوله أمن قال: ما يمنعكم أن تجيبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كلما قال شيئاً قالوا الله ورسوله أمن قال لو شئتم قلتم جئتناً كذا وكذا أترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم لولا الهجرة لكنت أمرءاً من الأنصار ولو سلك الناس وادياً وشعباً لسلكت وادي الأنصار وشعبها الأنصار شعار والناس دثار إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض" ().
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال جمع النبي صلى الله عليه وسلم ناساً من الأنصار فقال: إن قريشاً حديث عهد بجاهلية ومصيبة وإني أردت أن أجبرهم وأتألفهم أما ترضون أن يرجع الناس بالدنيا وترجعون برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيوتكم قالوا بلى قال: لو سلك الناس وادياً وسلكت الأنصار شعباً لسلكت وادي الأنصار أو شعب الأنصار" ().
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال ناس من الأنصار حين أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم ما أفاء من أموال هوازن فطفق النبي صلى الله عليه وسلم يعطي رجالا المائة من الإبل فقالوا يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي قريشاً ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم قال أنس فحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقالتهم فأرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبة من آدم ولم يدع معهم غيرهم فلما اجتمعوا قام النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما حديث بلغني عنكم فقال فقهاء الأنصار أما رؤساؤنا يا رسول الله فلم يقولوا شيئاً وأما ناس منا حديثة أسنانهم فقالوا يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي قريش ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فإني أعطي رجالاً حديثي عهد بكفر أتألفهم أما ترضون أن يذهب الناس بالأموال وتذهبون بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم فوالله لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به قالوا يا رسول الله قد رضينا فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم ستجدون أثرة شديدة فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فإني على الحوض قال أنس فلم يصبروا " ().
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ولو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار وادياً أو شعباً لسلكت وادي الأنصار أو شعب الأنصار" ().
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يا معشر الأنصار ألم آتكم ضلالاً فهداكم الله عز وجل بي ألم آتكم متفرقين فجمعكم الله بي ألم آتكم أعداء فألف الله بين قلوبكم بي قالوا بلى يا رسول الله قال أفلا تقولون جئتنا خائفاً فآمناك وطريداً فآويناك ومخذولاً فنصرناك فقالوا بل لله تبارك وتعالى المن به علينا ولرسوله صلى الله عليه وسلم" ().
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يقطع من البحرين فقالت الأنصار حتى تقطع لإخواننا من المهاجرين مثل الذي تقطع لنا قال:" سترون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني " ().
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: دعا النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار ليقطع لهم بالبحرين فقالوا يا رسول الله إن فعلت فاكتب لإخواننا من قريش بمثلها فلم يكن ذلك عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " إنكم سترون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني " ().
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن عروة بن الزبير أنه أخبره أن المسور بن مخرمة أخبره أن عمرو بن عوف وهو حليف لبني عامر بن لؤي وكان شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو صالح أهل البحرين وأمر عليهم العلاء بن الحضرمي فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة فوافوا صلاة الفجر مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما انصرف تعرضوا له فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم ثم قال أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء قالوا أجل يا رسول الله قال: " فأبشروا وأملوا ما يسركم فو الله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم " ().
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كانت الأنصار يوم الخندق تقول:
نحن الذين بايعوا محمدا ** على الجهاد ما حيينا أبدا
فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة ** فأكرم الأنصار والمهاجرة.
فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما بهم من النصب والجوع قال:
اللهم لا العيش عيش الآخرة ** فاغفر للأنصار والمهاجرة
فقالوا مجيبين له: نحن الذين بايعوا محمدا ** على الجهاد ما بقينا أبدا ().
ومن شعر حسان بن ثابت رضي الله عنه قوله: وهو يخاطب أربد بن ربيعة وعامر بن الطفيل:
ألسنا ملوك الناس في جاهلية ** مضت وأولى الأفضال من آل عامر
فلما أتى الإسلام أصبح فخرنا ** ينير ويسري في النجوم الزواهري
ألسنا من الأنصار أصبح مجدنا ** يتيه ويستعلي على كل فاخر
ورثنا عن البهلول عمرو بن عامر ** مفاخر جماً تزدهي بمفاخر
ونحن بنو النضر المبين وديننا ** يدين المعبود إلى خير ناصر
عناصرنا صدق وحق ومفخر** فأكرم بها من خطة لعناصر ().
قال أبو عمر قال حسان بن ثابت الأنصاري في انتسابه في الأزد
يا بنت آل معاذ إنني رجل ** من معشر لهم في المجد بنيان
أما سألت فإنا معشر نجب ** الأزد نسبتنا والماء غسان
وقال أيضا:
فمن يك عنا معشر الأزد سائلاً ** فنحن بنو الغوث بن زيد بن مالك
وزيد بن كهلان الذي نال عزه ** قديما دراري النجوم الشوابك
إذا القوم عدوا مجدهم وفعالهم ** وأيامهم عند التقاء المناسك
وجدنا لنا فضلا يقر لنا به ** إذا ما فخرنا كل باق وهالك
وقال حسان أيضا
ألم ترنا أبناء عمرو بن عامر ** لنا شرف يربي على كل مرتق
رسا في قرار الأرض ثم سمت له ** فروع تسامى كل نجم محلق
ملوك وأبناء الملوك كأنهم ** سواري نجوم تاليات ونفق
كجفنة والقمقام عمرو بن عامر ** وأبناء ماء المزن وابني محرق ().
وقال حسان رضي الله عنه في مدح الأنصار:
سماهم الله أنصاراً بنصرهم ** دين الهدى وعوان الحرب تستعر
وسارعوا في سبيل الله واعترفوا ** للنائبات وما خافوا وما ضجروا ().
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحواشي
() نزهة الأبصار في فضائل الأنصار للغساني ص 103.
() أخرجه البخاري كتاب الجهاد والسير، باب التحريض على الرمي وقول الله تعالى وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم رقم (2743) 3/ 1062، وفي كتاب الأنبياء، باب قول الله تعالى واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد رقم (3193) 3/ 1234، وفي كتاب المناقب، باب نسبة اليمن إلى إسماعيل منهم أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر من خزاعة رقم (3316) 3/ 1292،
() الإنباه على قبائل الرواة للحافظ ابن عبد البر ص28، ونزهة الأبصار في فضائل الأنصار للغساني ص 104.
() تفسير ابن كثير 3/ 533.
() أخرجه البخاري في كتاب النكاح، باب اتخاذ السراري ومن أعتق جاريته ثم تزوجها رقم (4796) 5/ 1955، ومسلم في كتاب الفضائل، باب من فضائل إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم رقم (2371) 4/ 1840.
() مشارق الأنوار للقاضي عياض 1/ 371، وشرح النووي على صحيح مسلم 15/ 125.
() عمدة القاري شرح صحيح البخاري للعيني 15/ 250.
() نزهة الأبصار في فضائل الأنصار للغساني الأندلسي ص 106.
() نزهة الأبصار في فضائل الأنصار للغساني الأندلسي ص 109.
(يُتْبَعُ)
(/)
() صحيح ابن حبان 13/ 47، وانظر: فتح الباري لابن حجر 6/ 394، وعمدة القاري للعيني 15/ 250.
() شرح النووي على صحيح مسلم 15/ 125.
() السلوك في طبقات العلماء والملوك بهاء الدين يوسف الكندي 1/ 70.
() تاريخ ابن خلدون 2/ 52.
() الإنباه على قبائل الرواة لابن عبد البر ص18، والروض الأنف للسهيلي ج1/ 32.
() السيرة الحلبية لبرهان الدين الحلبي 3/ 92.
() أخرجه البخاري في كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب الأنصار رقم (3565) 3/ 1376، وفي التاريخ الكبير للبخاري رقم (455) 7/ 101.
() أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني رقم (1783) 3/ 376، والطبراني في الكبير رقم (6665) 7/ 151، والبيهقي في دلائل النبوة 5/ 180، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 31 وقال: رواه الطبراني وفيه رشدين بن سعد وحديثه في الرقاق ونحوها حسن وبقية رجاله ثقات.
() أخرجه البخاري في كتاب التفسير، باب والذين تبوؤوا الدار والإيمان رقم (4606) 4/ 1854، وفي كتاب الجنائز، باب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم رقم (1328) 1/ 469، وفي كتاب فضائل الصحابة، باب قصة البيعة والاتفاق على عثمان بن عفان رضي الله عنه رقم (3497) 3/ 1353، والنسائي في السنن الكبرى رقم (11581) 6/ 485، وابن حبان رقم (6917) 15/ 350، وابن أبي شيبة رقم (37059) 7/ 435، وعبد الرزاق رقم (20058) 11/ 109، والبيهقي في السنن الكبرى رقم (16356) 8/ 150.
() أخرجه البخاري كتاب المغازي، باب إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون رقم (3825) 4/ 1488، وفي كتاب التفسير، باب إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا رقم (4282) 4/ 1660، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل الأنصار رضي الله تعالى عنهم رقم (2505) 4/ 1948.
() زاد المسير لابن الجوزي 1/ 449.
() أخرجه البخاري في كتاب الإيمان، باب علامة الإيمان حب الأنصار رقم (17) 1/ 14، وفي كتاب فضائل الصحابة، باب حب الأنصار من الإيمان رقم (3573) 3/ 1379، ومسلم في كتاب الإيمان، باب الدليل على أن حب الأنصار وعلي رضي الله عنه من الإيمان وعلاماته وبغضهم من علامات النفاق رقم (74) 1/ 85.
() أخرجه البخاري في كتاب فضائل الصحابة، باب حب الأنصار من الإيمان رقم (3572) 3/ 1379، ومسلم في كتاب الإيمان، باب الدليل على أن حب الأنصار وعلي رضي الله عنه من الإيمان وعلاماته وبغضهم من علامات النفاق رقم (75) 1/ 85.
() أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب الدليل على أن حب الأنصار وعلي رضي الله عنه من الإيمان وعلاماته وبغضهم من علامات النفاق رقم (76 – 77) 1/ 86، والنسائي في السنن الكبرى رقم (8323) 5/ 86، وأحمد من حديث أبي سعيد الخدري رقم (11903) 3/ 93، ورقم (11425) 3/ 45، ورقم (11318) 3/ 34، ورقم (9424) 2/ 419، والترمذي من حديث ابن عباس في كتاب المناقب، باب في فضل الأنصار وقريش رقم (3906) 5/ 715، والطيالسي من حديث أبي سعيد رقم (2182) ص290، وابن حبان من حديث أبي سعيد رقم (7274) 16/ 263، وابن أبي شيبة من حديث ابن عباس وأبي سعيد رقم (32372 – 32373) 6/ 400، وأبو يعلى من حديثهما رقم (2698) 5/ 91، ورقم (1007) 2/ 287، والطبراني في الكبير من حديث ابن عباس رقم (12339) 12/ 17.
() أخرجه البخاري في كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار أنتم أحب الناس إلي رقم (3575) 3/ 1379، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل الأنصار رضي الله تعالى عنهم رقم (2509) 4/ 1948.
(يُتْبَعُ)
(/)
() أخرجه الحاكم في المستدرك رقم (6656) 3/ 732 وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني رقم (1772) 3/ 370، والطبراني في الكبير رقم (349) 17/ 140، وفي الأوسط رقم (456) 1/ 144، ومحمد بن الغطريف الجرجاني في جزء ابن غطريف رقم (37) ص83، والبرزالي في مشيخة أبي بكر بن أحمد بن عبد الدائم رقم (70) ص95، والأصفهاني في مجموع فيه عشرة أجزاء حديثة رقم (402) ص299، وابن قانع معجم الصحابة رقم (820) 2/ 287، والبيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى رقم (47) ص113 وقال: تفرد به محمد بن طلحة وفيه إرسال لأن عبد الرحمن بن عويم ليست له صحبة، والمحب الطبري في الرياض النضرة رقم (41) 1/ 183، ورقم (43) 1/ 176، واللالكائي في اعتقاد أهل السنة رقم (2341) 7/ 1246، والعلائي في إجمال الإصابة ص58 وقال: إسناده حسن، وابن الجوزي في التبصرة 1/ 478 وقال: تفرد برواية هذا الحديث محمد بن طلحة وكان ثقة، وابن حجر في الأمالي المطلقة ص71 وقال: هذا حديث حسن، وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة رقم (3036).
() أخرجه البخاري في كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار أنتم أحب الناس إلي رقم (3574) 3/ 1379، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل الأنصار رضي الله تعالى عنهم رقم (2508) 4/ 1948.
() أخرجه البخاري في كتاب فضائل الصحابة، باب أتباع الأنصار رقم (3576 – 3577) 3/ 1380، والحاكم في المستدرك رقم (6990) 4/ 95.
() أخرجه النسائي في السنن الكبرى رقم (10156) 6/ 89، وفي عمل اليوم والليلة رقم (324) ص283، وابن أبي شيبة في المصنف رقم (32351) 6/ 398، وابن السني في عمل اليوم والليلة رقم (663) ص614، والطبراني في الكبير رقم (890) 18/ 349، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني رقم (1765) 3/ 366، والبزار رقم (3744) 9/ 196.
() أخرجه البخاري في كتاب التفسير، باب قوله هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون رقم (4623) 4/ 1862، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل الأنصار رضي الله تعالى عنهم رقم (2506) 4/ 1948.
() أخرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل الأنصار رضي الله تعالى عنهم رقم (2507) 4/ 1948، والترمذي في كتاب المناقب، باب في فضل الأنصار وقريش رقم (3902) 5/ 713، وأحمد رقم (12616) 3/ 156، والطبراني في الكبير رقم (5103) 5/ 205، وفي الأوسط رقم (1493) 2/ 135، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني رقم (1755) 3/ 359.
() أخرجه ابن حبان رقم (7283) 16/ 272، وابن أبي شيبة رقم (32376) 6/ 401، والبزار رقم (3734) 9/ 185، وابن حجر في المطالب العالية رقم (4137) 16/ 646، والهيثمي في موارد الظمآن رقم (2295) 1/ 571، وذكره في مجمع الزوائد 10/ 40 وقال: رواه البزار والطبراني ورجالهما رجال الصحيح غير هشام بن هرون وهو ثقة.
() أخرجه الترمذي في كتاب المناقب، باب في فضل الأنصار وقريش رقم (3909) 5/ 715 وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم (3909) 5/ 715.
() أخرجه أحمد رقم (19318) 4/ 370، ورقم (19362) 4/ 374، وابن حبان في صحيحه رقم (7281) 16/ 270، وابن أبي شيبة رقم (32362) 6/ 399، والطبراني في الكبير رقم (5104) 5/ 205، ورقم (5106) 5/ 206، والطحاوي في شرح مشكل الآثار رقم (5813) 15/ 12.
() أخرجه البخاري في كتاب فضائل الصحابة، باب فضل دور الأنصار رقم (3578 – 3580) 3/ 1380، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب في خير دور الأنصار رضي الله تعالى عنهم رقم (2511) 4/ 1949.
() أخرجه البخاري في كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار اصبروا حتى تلقوني على الحوض رقم (3581 – 3582) 3/ 1381، وفي كتاب الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم هلاك أمتي على يدي أغيلمة سفهاء رقم (6648) 6/ 2589، ومسلم كتاب الإمارة، باب الأمر بالصبر عند ظلم الولاة رقم (1845) 3/ 1474.
(يُتْبَعُ)
(/)
() أخرجه البخاري في كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم رقم (3590) 3/ 1383، والنسائي في السنن الكبرى رقم (8346) 5/ 91، وأخرجه مسلم مختصراً في كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل الأنصار من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه رقم (2510) 4/ 1949.
() أخرجه البخاري في كتاب المناقب، باب علامات النبوة رقم (3429) 3/ 1327، وفي كتاب الجمعة، باب القعدة بين الخطبتين رقم (885) 1/ 314، وفي كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم رقم (3589) 3/ 1383، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل الأنصار من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه رقم (2510) 4/ 1949، وأحمد رقم (2629) 1/ 289، والحاكم في المستدرك رقم (6971 – 6972) 4/ 89.
() أخرجه البخاري في كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم رقم (3588) 3/ 1383، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل الأنصار من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه رقم (2510) 4/ 1949.
() أخرجه البخاري في كتاب المغازي، باب غزوة الطائف رقم (4075) 4/ 1574، ومسلم في كتاب الزكاة، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم رقم (1061) 2/ 738.
() أخرجه البخاري في كتاب الفضائل، باب غزوة الطائف، رقم (4079) 4/ 1574، ومسلم كتاب الزكاة، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوى إيمانه رقم (1059) 2/ 735.
() أخرجه البخاري في كتاب الفضائل، باب غزوة الطائف، رقم (4076) 4/ 1574، وفي باب مناقب الأنصار ورقم (3567) 3/ 1376، ومسلم كتاب الزكاة، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوى إيمانه رقم (1059) 2/ 735.
() أخرجه البخاري في كتاب التمني، باب ما يجوز من اللو وقوله تعالى لو أن لي بكم قوة رقم (6817) 6/ 2646، وأحمد رقم (10516) 2/ 501، ورقم (11654) 3/ 67،
والنسائي في السنن الكبرى رقم (8319) 5/ 85، ورقم (8323) 5/ 86، والدارمي رقم (2514) 2/ 313، وابن حبان رقم (7269) 16/ 259، والهيثمي في موارد الظمآن رقم (2292) 1/ 570.
() أخرجه أحمد رقم (12040) 3/ 104، ورقم (13680) 3/ 253، وأحمد في فضائل الصحابة رقم (1435) 2/ 800، وعبد بن حميد رقم (915) 1/ 286 وصححه الألباني في فقه السيرة ص 397.
() أخرجه البخاري في كتاب المساقات الشرب، باب القطائع رقم (2247) 2/ 837، وأحمد رقم (12908) 3/ 182، ورقم (12729) 3/ 167، ورقم (12106) 3/ 111، والحميدي رقم (1195) 2/ 503، والبيهقي في السنن الكبرى رقم (11567) 6/ 143.
() أخرجه البخاري في كتاب المساقات الشرب، باب القطائع رقم (2248) 2/ 838، وفي كتاب الجهاد، باب ما أقطع النبي صلى الله عليه وسلم من البحرين وما وعد من مال البحرين والجزية ولمن يقسم الفيء والجزية رقم (2992) 3/ 1154، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني رقم (1803) 3/ 387، والبيهقي في السنن الكبرى رقم (20219) 10/ 131، ورقم (11576) 6/ 145، ورقم (20219) 10/ 131.
() أخرجه البخاري في كتاب المغازي، باب شهود الملائكة بدرا رقم (3791) 4/ 1473، وفي كتاب الرقاق، باب ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيها رقم (6061) 5/ 2361، ومسلم في كتاب الزهد والرقاق رقم (2961) 4/ 2273.
() أخرجه البخاري في كتاب الجهاد والسير، باب البيعة في الحرب أن لايفروا رقم (2801) 3/ 1081، وفي كتاب المغازي، باب غزوة الخندق وهي الأحزاب رقم (3872 - 3874) 4/ 1504، وفي كتاب فضائل الصحابة، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أصلح الأنصار والمهاجرة رقم (3584) 3/ 1381، ومسلم في كتاب الجهاد والسير، باب غزوة الأحزاب رقم (1804 – 1805) 3/ 1431.
() نزهة الأبصار في فضائل الأنصار للقاضي الغساني الأندلسي ص 174.
() الأنباه على قبائل الرواة للحافظ ابن عبد البر ص103.
() السيرة الحلبية لبرهان الدين الحلبي 3/ 92.(/)
ولأول مرة: المقرئ عبدالله العبيد في دورة+محاضرات الطريفي
ـ[أبوعبدالملك التميمي]ــــــــ[03 Mar 2009, 02:54 م]ـ
رابط الإعلان ( http://www.7ammil.com/data/visitors/2009/03/02/storm_915363156535777433_end.jpg)
http://www.7ammil.com/data/visitors/2009/03/02/storm_915363156535777433_end.jpg(/)
مهم ..... أخطاء شائعة بين الناس
ـ[بو عبدالرحمن"]ــــــــ[03 Mar 2009, 10:13 م]ـ
أخطاء شائعة بين الناس
السلام عليكم
اخواني هذه بعض الاخطاء الشائعه بين الناس
و اسال الله ان يهدي الجميع الى سواء السبيل
1 - تقبيل المصحف.
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى:
(الصحيح أنه بدعة، وأنه ينهى عن ذلك، لأن التقبيل بغير ما ورد به النص على وجه التعبد به بدعة ينهى عنها .... )
3 - قولهم عن الحجر حجر إسماعيل:
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله:
(وبهذه المناسبة أود أن أنبه أن كثيرا من الناس يطلقون على هذا الحجر {حجر إسماعيل} والحقيقة أن إسماعيل لا يعلم به، وأنه ليس حجر له، إنما هذا الحجر حصل حين قَصرت النفقة على قريش، حين أرادوا بناء الكعبة على قواعد إبراهيم، فحطموا منها هذا الجزء، وحجروه بهذا الجدار، وليس لإسماعيل فيه أي علم أو أي عمل)
4 - كتابة {ص، صلع} اختصاراً لـ صلى الله عليه وسلم:
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله:
(ولا ريب أن الرمز أو النحث يفوت على الإنسان أجر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينبغي للمؤمن أن يحرم نفسه الثواب والأجر لمجرد أن يسرع في إنهاء ما كتبه)
5 - صلاة المريض بالإصبع عند العجز.
(وأما الإشارة بالإصبع كما يفعله بعض المرضى فليس بصحيح ولا أعلم له أصلاً من الكتاب والسنة ولا من أقوال السلف)
6 - قضاء الصلاة الفائتة في وقتها من الغد.
بعض الناس الذين يفوتهم عدد من الصلوات لا يصلونها إلا في أوقاتها من الغد، وهذا خطأ واضح، والواجب على أولئك أن يصلوا ما فاتهم من الصلوات فور تذكرهم لها، لقول النبي: (من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها)
7 - مسح الوجه بعد الدعاء:
وقال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله:
(والأقرب أنه ليس بسنة، لأن الأحاديث الواردة في هذا ضعيفة)
8 - انتظار الداخل المؤذن حتى ينتهي عند صعود الخطيب المنبر:
بعض الناس يأتي بعد جلوس الخطيب على المنبر، والمؤذن يؤذن، فلا يدخل في صلاة التحية مباشرة، وإنما ينتظر حتى ينتهي المؤذن من الأذان، فيحرم بصلاة التحية.
وهذا خطأ، لأن الاستماع إلى الخطبة فرض، وإجابة المؤذن سنة.
9 - تسمية ملك الموت بعزرائيل:
قال الشيخ الألباني رحمه الله:
(اسمه في الكتاب والسنة {ملك الموت} وأما تسميته بعزرائيل فمما لا أصل له) ..
10 - رفع الرجلين أثناء السجود:
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله:
(لا يجوز لساجد أن يرفع شيئا من أعضائه السبعة، فإن رفع رجليه أو إحداهما أو يديه أو إحداهما أو جبهته أو أنفه أو كليهما، فإن سجوده يبطل ولا يعتد به، وإذا بطل سجوده فإن صلاته تبطل).
فائدة:
(يحدث أحيانا أن يكون الإنسان يقرأ في المصحف، فيمر بسجدة، فإذا أراد أن يسجد، قبض أصابعه على المصحف ثم سجد، في هذه الحال تكون الأصابع مضمومة فلا يصدق عليه أنه سجد على سبعة أعظم. نبه على ذلك سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى) ..
11 - قولهم في الدعاء: اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه:
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله:
(هذا الدعاء الذي سمعته: اللهم إنا لا نسألك رد القضاء وإنما نسألك اللطف فيه، دعاء محرم لا يجوز ..... )
12 - قولهم عن المسجد الأقصى ثالث الحرمين:
قال شيخ الإسلام بن تيمية:
(وأما المسجد الأقصى فهو أحد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال، ولا يسمى هو ولا غيره حرما، وإنما الحرم بمكة والمدينة خاصة).
13 - الوقوف عن يمين الإمام في صلاة الجنازة:
هذا خطأ، بل على الجميع أن يقفوا في صفوف تامة خلف الإمام لعموم الأحاديث الواردة في تسوية وإكمال الصفوف في الصلاة، فهي لم تفرق بين صلاة وصلاة.
14 - قولهم للسائل والمحروم، المحروم هو البخيل:
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله:
(المحروم هو من حرم المال (وهو الفقير) وليس هو البخيل كما يظنه كثير من العوام).
15 - المصافحة بعد الصلاة دائماً:
قال الشيخ الألباني رحمه الله:
(وأما المصافحة عقب الصلوات فبدعة لا شك فيها إلا أن تكون بين اثنين لم يكونا قد تلاقيا قبل ذلك فهي سنة).
16 - زيادة لفظ " الشكر " عند اعتداله من الركوع:
فهذه الزيادة لا أصل لها.
17 - قول بعض الأئمة عند تسوية الصفوف: إن الله لا ينظر إلى الصف الأعوج:
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله:
..... وأما حديث: (إن الله لا ينظر إلى الصف الأعوج) فهذا ليس بصحيح.
18 - قولهم أطال الله بقاءك:
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله:
(لا ينبغي أن يطلق القول بطول البقاء، لأن طول البقاء قد يكون خيرا، وقد يكون شرا، فإن شر الناس من طال عمره وساء عمله، وعلى هذا فلو قال: أطال الله بقاءك على طاعته ونحوه، فلا بأس بذلك).
19 - قولهم دفن في مثواه الأخير:
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله:
(قول القائل: {دفن في مثواه الأخير} حرام ولا يجوز، لأنك إذا قلت: في مثواه الأخير، فمقتضاه أن القبر آخر شيء له، وهذا يتضمن إنكار البعث، لهذا يجب تجنب هذه العبارة، فلا يقال عن القبر أنه المثوى الأخير، إما الجنة وإما النار في يوم القيامة).
21 - قول بعضهم راعنا:
قال تعالى: ? يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا ?
23 - قول الحمد لله بعد الجشا:
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله:
(العامة إذا تجشا أحدهم قال: الحمد لله، ولكن لم يرد أن التجشؤ سبب للحمد، كذلك إذا تثاءبوا قالوا: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وهذا لا أصل له، لم يرد عن النبي أنه فعل ذلك)
24 - التنحنح أو الإسراع عند دخول المسجد من أجل أن ينتظره الإمام:
وهذا الفعل كله غير مشروع، وصاحبه غير مأجور، بل قد يأثم فاعله لما يحدثه من تشويش على المصلين، والواجب عليه أن يأتي إلى المسجد بسكينة ووقار، فما أدركه من الصلاة صلاه، وما فاته أتمه وقضاه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
.(/)
موقع جامعة دار الحديث المحمدية ملتان باكستان
ـ[رفيق طاهر]ــــــــ[04 Mar 2009, 11:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تقوم الجامعة دار الحديث المحمدية بإنشاء الموقع على الانترنت
وهذا رابطه
http://www.jamiamultan.jeeran.com/
موقع جامعة دار الحديث المحمدية ملتان باكستان
يحتاج إلى آرائكم القيمة لتطويره
فلا تحرموه
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا
ـ[أبو المهند]ــــــــ[04 Mar 2009, 01:00 م]ـ
ما شاء الله موقع فتي قوي نافع.
ونشكر الأخ رفيق لتفضله.
ونرحب به عضوا جديدا حل بين إخوانه ومحبيه في ملتقى أهل التفسير.(/)
اللقاء العلمي الأول لملتقى المذاهب الفقهية مع فضيلة الشيخ الدكتور عقيل المقطري
ـ[محمدالسعيدي]ــــــــ[05 Mar 2009, 02:09 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسر أسرة ملتقى المذاهب الفقهية، والدراسات العلمية أن تتحفكم بنشر أول لقاءاتها العلمية؛ التي تعتزم عقدها تباعاً مع أهل العلم.
وضيفنا في هذا اللقاء: فضيلة الشيخ الدكتور عقيل بن محمد المقطري رئيس اللجنة العلمية بجمعية الحكمة اليمانية الخيرية.
وموضوع اللقاء: (الفصام المبتدع بين أهل الفقه وأهل الحديث)
وقد سبق في حينه الإعلان عن عقد اللقاء:
ملتقى المذاهب الفقهية والدرسات العلمية يعقد أول لقاءاته العلمية مع د. عقيل المقطري ( http://www.mmf-4.com/vb/showthread.php/-1640/index.html)
وهنا السيرة الذاتية لضيف اللقاء:
تهنئة من أعماق قلوبنا لشيخنا عقيل المقطري بمناسبة حصوله على شهادة الدكتوراه في الحديث ( http://www.mmf-4.com/vb/showthread.php/-707/index.html?t=707&highlight=%C7%E1%E3%DE%D8%D1%ED)
ونشرة اللقاء مرفقة بهذا الموضوع؛ للاستفادة؛ ونشرها بين المنتديات، ولا مانع من طبعها وتوزيعها شريطة أن تكون بوضعها المرفق؛ لحفظ الحقوق؛ وردها لأصحابها.
وفي ذلك إسهام في نشر ملتقى المذاهب الفقهية ورسالته بين طلبة العلم والمعنيين به في كل مكان.
على هذا الرابط http://www.mmf-4.com/vb/showthread.php/-2434/index.html?t=2434
والله ولي التوفيق،،،(/)
آداب مطلوبة للخاطب والمخطوبة - المنجد.
ـ[زاد الإعلامي]ــــــــ[05 Mar 2009, 11:40 ص]ـ
هذا هو عنوان خطبة الجمعة 2 ربيع الأول 1430هـ لفضيلة الشيخ / محمد صالح المنجد
حفظه الله. بجامع عمر بن عبد العزيز بالخبر، وقد تطرق فضيلته لعدة أمور، منها:
- أهم آداب الخطبة.
- الأشياء التي ينظر إليها الخاطب من مخطوبته؟.
- حكم إرسال صورة المخطوبة بالانترنت للخاطب حتى يراها؟.
- شروط جواز النظر إلى المرأة المخطوبة.
- حكم نظر المخطوبة إلى خاطبها؟.
- بعض المخالفات التي تقع في الخطبة.
- حكم لبس الدبلة أثناء الخطبة؟.
- حكم الرجوع فيما يقدمه الخاطب من المهر أو الهدايا عند انفساخ الخطبة؟.
ولسماع الخطبة قم بالضغط على هذا الرابط:
http://www.islammedia.ws/ref/1780(/)
هل فكرت قبل ان تؤديها؟؟؟؟؟
ـ[بو عبدالرحمن"]ــــــــ[05 Mar 2009, 09:53 م]ـ
اللهم حرم وجه من قرأ هذا الموضوع النار ....
قبل .......
أن تؤدي الصلاة هل فكرت يوماً ...
وأنت تسمع الأذان .....
بأن جبار السموات والأرض يدعوك للقائه في 'الصلاة'!!!! ...
وأنت تتوضأ ....
بأنك تستعد لمقابله ملك الملوك ... !!
وأنت تتجه إلى المسجد ... !!!
بأنك تجيب دعوة العظيم ذي العرش المجيد!!!
وأنت تكبر تكبيرة الإحرام!!
بأنك ستدخل في مناجاة ربك السميع العليم!!
وأنت تقرأ سورة الفاتحة في الصلاة!!
بأنك في حوار خاص بينك وبين خالقك ذو القوه المتين!!
وأنت تؤدي حركات الصلاة!!
بأن هناك الإعداد التي لا يعلمها إلا الله من الملائكة ........ راكعون
وآخرون ساجدون منذ ألاف السنين حتى أطَت السماء بهم!!!
وأنت تسجد!!!!!
بأن أعظم وأجمل مكان يكون فيه الإنسان هو أن يكون قريباً من ربه
الواحد الأحد
وأنت تسلم في آخر الصلاة ... !!!
بأنك تحترق شوقاً للقائك القادم مع الرحمن الرحيم ......
'الشوق إلى الله ولقائه'
نسيم يهب على القلب ليذهب وهج الدنيا ....
'المستأنس بالله'
جنته في صدرة
وبستانه في قلبه
ونزهته في رضى ربه
'أرق القلوب ............ قلب يخشع لله
'وأعذب الكلام ............ ذكر الله
وأطهر حب ............ الحب في الله
'ومن وطن قلبه عند ربه'
سكن واستراح
'ومن أرسله في الناس'
أضطرب وأشتد به الغضب
وإذا أحسست بضيق وحزن , ردد دائماً
(لا إله إلا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين)
هي طب القلوب
نورها سر الغيوب
ذكرها يمحي الذنوب
(لا إله إلا الله)
اللهم حرم وجه من قرأ هذا الموضوع على النار
بغير حساب
آمين
يقول:** صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم**
((بلغوا عني ولو آية))
قد تكون بنشرك هذا لغيرك قد بلغت آية تقف لك شفيعه يوم القيامة .... ؟؟
................
انشرها لعلها تشفع لك يوم القيامة(/)
(الكتاب ابن العالم الذى لا يموت) هل أصبحت الآن (الشريط ابن العالم الذى لا يموت)؟
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[06 Mar 2009, 03:08 ص]ـ
قرأتُ فى صيد الخاطر لابن الجوزى ما حاصله أنه يحث على استغلال الوقت و عدم إضاعته كل حسب استطاعته و حث العلماء على التصنيف و قال: (الكتاب ابن العالم الذى لا يموت) أو كلاما يشبه هذا ..
و لكن فى زماننا هذا نجد عزوفا من بعض العلماء عن التصنيف و الاتجاه الى تسجيل دروسهم و المتضمنة شرح بعض الكتب و نجد العديد من التسجيلات للعلماء فى بعض المواقع تصل الى مئات التسجيلات ..
و السؤال: هل يمكن أن يحل الشريط محل الكتاب؟ و هل تتوقعون استمرار النفع بالأشرطة كما هو الحال مع الكتب فنحن نعلم أن هناك بعض الكتب أُلفت قبل مئات السنين و لا يزال الناس يقرؤون و يُفيدون منها؟
نرجو من الإخوة المشاركة بارك الله فيكم ...
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Mar 2009, 08:42 ص]ـ
في رأيي المتواضع أن الكتاب يبقى له المكانة الأولى، لعوامل كثيرة منها استمراريته وخلوده وعدم تعرضه لكثير من الآفات التي تعرض لغيره من الوسائل. وأما الأشرطة فهي عرضة للتلف، وعدم القدرة على استماعها في كل حال، وغير ذلك.
ويبقى لكل منهما فائدته وميزته، فالشريط يمكن الاستماع فيه لصوت المحاضر ونبراته وطريقة إلقاءه وغير ذلك مما لا ينقله لك الكتاب.
وهي في النهاية وسائل مختلفة لتبليغ العلم، ولكلٍّ وجهةٌ هو موليها، ولا تعارض بين هذه الوسائل، وهناك من جمع بين الأمرين فسجَّل وأَلَّف، وهناك من سجل ثم طبعت تسجيلاته بعد ذلك.
أما أنا فلا أعدل بالكتاب شيئاً من وسائل المعرفة، ولا أفرط في بقية الوسائل وأحرص عليها، ولكن الاستفادة الكبرى بالنسبة لي هي من الكتاب، وقد فقدتُ الكثير بسبب تقصيري في حق الكتاب.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[06 Mar 2009, 09:58 ص]ـ
عند ظهور الإنترنت، كان هناك تخوف كبير على سوق الطباعة الورقية. ويبدو أن المخاوف تبددت نسبيا في بعض الميادين، وتأكدت في ميادين أخرى.
هذا الأمر مشاهد بشكل كبير في بلاد الغرب، وأظن أن صدى هذا الوضع سيصل إلى البلاد العربية بعد سنوات.
ففي مقبال فقدان الكتب "التافهة" لأي قيمة، أصبح للكتاب المتخصص ولقصص الخيال العلمي والقصص البوليسية رواج كبير. ولا أدري إن كان يصح المقارنة بين الواقع هنا، وبين الواقع لديكم.
وسوق الكتاب الأكاديمي تلقى رواجا كبيرا لأنها ضرورية للدراسة الأكاديمية، ولأنها محتويات الدرس الأكاديمي يتغير دوريا كل ثلاث سنوات تقريبا (إما محتوى الدروس أو التدريبات)، فلا يجد الكتّاب تخوفا من طباعة كتبهم.
ولعل السوق التي أصبحت تعاني أكثر بسبب الإنترنت هي سوق الصحف.
وتوجد ظاهرة جديدة وممتازة، وأنا من المستفيدين منها كثيرا. وهي ظاهرة الكتاب المسموع. فكثير من الكتب الورقية تصدر ومعها قرص سي دي يحتوي على محتوى الكتاب صوتيا، كل فصل لوحده. وقد نشأ عن هذه الظاهرة مهنة جديدة لمتخصصين في قراءة الكتب والقصص بأسلوب جذاب.
وأغلب الموظفين في كندا يركبون الباصات العمومية المريحة للذهاب للعمل. وعادة ما يمكث الواحد أكثر من ساعة يوميا بين ذهاب وإياب. وكثير من الركاب يستعملون جهاز MP3 . وشخصيا استفدت كثيرا من هذا الجهاز الذي حمّلت عليه عددا من الكتب الشهيرة بالإنجليزية والفرنسية للاستفادة منها.
وأظن أن بالإمكان استثمار هذه الأسلوب الجديد في النشر في الدول العربية.
..
وتصبحون على خير:) فالوقت عندي الآن يناهز الثانية صباحا:)
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[06 Mar 2009, 08:00 م]ـ
بارك الله فيكم و نفع بكم و شكر الله لكم مروركم على الموضوع ...
و بالنسبة لى كما قال فضيلة الشيخ عبدالرحمن ((لا أعدل بالكتاب شيئاً من وسائل المعرفة)) ..
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[06 Mar 2009, 11:11 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
صحيح أن مقولة فضيلة الشيخ عبد الرحمن حفظه الله و رعاه: " {لا أعدل بالكتاب شيئاً من وسائل المعرفة} "، تبقى هي القاعدة ... و يبقى الكتاب الوسيلة الصالحة و المضمونة في كل زمان و مكان ... و إلى أن يشاء الله ...
(يُتْبَعُ)
(/)
أما التقنيات الحديثة فهي قابلة للتغيير ... و التعطيل ... و الإحتكار ... بتغير التقنيات و البرامج و الأجهزة و الرؤى و الأهداف ...
إلا أنني ـ و الحق يقال ـ أجد في اعتماد الأشرطة الصوتية فائدة كبيرة لا تنكر ... و ذلك لسهولة الإستفادة منها في كل الضروف و الحالات، ماشيا و قائما و قاعدا و مضطجعا، و أثناء السفر بكل الوسائل، و في جميع الإتجاهات ...
و على سبيل المثال لا الحصر، لإستحالة ذكر كل مَن يجب ذكر هم هنا ... و هم كثر و الحمد لله ... أذكر ما يلي:
أقضي الآن بفضل الله و منه ساعات في طلب العلم، أجدها " سعيدة " و مفيدة، في الإستماع إلى تسجيلات المتون العلمية بصوتك أيها الأخ الكريم، تقبل الله منك و بارك في عمرك و صحتك ... و سبق أن ذكرت هذا ...
و أستمتع يوميا بالإستماع إلى تفسير القرآن الكريم بصوت الشيخ فائزشيخ الزور حفظه الله و رعاه و تقبل منه ...
و أتابع يوميا و بانتظام الإستماع على جهاز مسجل، لأتمكن من أخذ المعلومات كتابة في مذكرتي، لدروس الأستاذ الفاضل مساعد الطيار، في علم التفسير، و شرحه لكتاب الإتقان ...
و أغتنمها فرصة لأعبر عن مدى إعجابي بسعة علم هذا الأستاذ الجليل و اطمئناني لطريقة عرضه لمواد دروسه في نبرة صوته و وضوح تحليلاته و شرحه، و بيان أدلته و أمثلته و إقناع حججه و ترجيحاته ... و لن أستطيع أن أوفيه حقه مهما قلت في شكره و مدحه ... فأجره على الله و كفى ...
أما عن تسجيلات القنوات الفضائية لإنتاجات أساتذتنا العلماء على اختلاف تخصصاتهم و موضوعات دروسهم ... فيكفي ذكر التفسير المباشر لمشرفنا الجليل، لندرك مدى نفع هذه الأعمال الرائدة و التي هي بحق من مفاخر هذا العصر الرقمي و حسناته ...
بارك الله فيك ياشيخنا و سدد خطاك، و جزاك أوفر الجزاء على كل ما تقدمه من خدمات جليلة لكتاب الله و حفظته و أهله ...
و تقبل الله من كل دال أو صانع أو مساعد على ما فيه رضى الله و منفعة العباد ...
فكما أن لكل زمن رجال ... فكذلك لكل عصر وسائل من تقنيات و أجهزة ...
و يبقى الكتاب لكل زمان و مكان ...
و البقاء لله. ..
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[07 Mar 2009, 07:44 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا الكريم لحسن بنلفقيه على مشاركتكم القيمة ..
و زادكم الله علما و فهما
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[07 Mar 2009, 08:51 م]ـ
أشكر لك أخي الفاضل طه محمد طرحك لهذا الموضوع المهم ..
ومن خلال تجربتي في طلب العلم فالكتاب بالطبع مقدم على جميع الوسائل الأخرى .. فهو رفيق دربي أينما حللت .. كما لا أنكر أهمية الشريط في الطلب فقد كنت أقضي مع الدروس العلمية الصوتية لعلامتنا العثيمين رحمه الله أجمل وأمتع الأوقات .. وهذه الوسائل من النعم العظيمة التي يسر الله لنا طلب العلم من خلالها فله الحمد والمنة ..
أكرر لك شكري وجزاك الله خيرا ونفع بك .. آمين ,,,
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[26 May 2009, 01:10 ص]ـ
بارك الله فيك أخى عبدالرحمن الوشمى على هذه المشاركة الطيبة.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[26 Nov 2009, 01:56 ص]ـ
للرفع و المشاركة ..(/)
وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[06 Mar 2009, 11:11 م]ـ
?
وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ
قال الله تبارك وتعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ {قال ابن كثير عند تفسيره لهذه الآية: [(هذا تعليم الله عباده المؤمنين آداب اللقاء، وطريق الشجاعة عند مواجهة الأعداء، [فقال] {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا} ثبت في الصحيحين، عن عبد الله بن أبي أوفى، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه انتظر في بعض أيامه التي لقي فيها العدو حتى إذا مالت الشمس قام فيهم فقال: " يا أيها الناس، لا تتمنوا لقاء العدو، واسألوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف". ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم وقال: " اللهم، مُنزل الكتاب، ومُجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم"]
فهذه أمور جدير بنا في زماننا هذا تأملها، يقظة وفطنة لما يحاك لأمتنا وعدم تمنٍ للقاء أعداء الله فإذا ما قدر الله علينا اللقاء فالثبات الثبات ثم المدار في هذا كله على حسن الصلة بالله تبارك وتعالى وصدق الالتجاء إليه في السراء والضراء في الشدة والرخاء (تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك عند الشدة)
فيا أحبابنا لتكن جل جهودنا في أيام الشدائد التي تمر بها أمتنا المسلمة اليوم أن نعمل جاهدين على حماية بيضة المسلمين أن ينال منها وأن نحرص على تكريس معاني الأخوة بيننا لا فرق في ذلك بين كبير وصغير وعظيم وحقير وأبيض وأسود وغني وفقير (إنما المؤمنون إخوة) (لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى أو عمل صالح) فهذه وحدها هي ميزان المفاضلة والمفارقة بين الناس وليعلم كلنا أن الكفر ملة واحدة وأن المسلمين يسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم فلنبتعد كل البعد عن موضوعات تعمق الهوة وتزيد الشرخ في وحدة هذه الأمة في زمان عز فيه النصير وتكالبت فيه قوى الشر على أبناء أمتنا وهم يحاولون النيل من وحدتها وتفريق جماعتها وتبديد كلمتها والله عز وجل يخاطبنا من علياء سماءه:} وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون {فيا عجبا ممن يتلقفون الكلمات والمقالات التي تفرق وحدة الصف في أمتنا فيثيرونها في وقت نحن فيه أحوج ما نكون إلى اجتماع الكلمة ووحدة الأمة فلنتنبه إلى ما يريده الأعداء لنا من شر وتفرقة وهم الذين يكيدون لأمتنا ويريدونها في ذيل القافلة ولكن الله غالب على أمره قال الله العزيز الحكيم في محكم تنزيله:
{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ... الآيات}
وقال النبي الكريم عليه وآله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم: (وكونوا عباد الله إخوانا) بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم وللمسلمين فاستغفروه يغفر لكم فيا فوز المستغفرين.(/)
استئناف دروس الشيخ د. عبد الكريم الخضير اليومية في الرياض
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[07 Mar 2009, 01:40 ص]ـ
السلام عليكم
الأخوة الكرام بمشيئة الله تعالى يستأنف فضيلة الشيخ د. عبد الكريم الخضير حفظه الله دروسه اليومبة في مدينة الرياض من يوم السبت 10/ 3/1430هـ
على النحو التالي:
السبت: صحيح البخاري بعد المغرب
الأحد: مختصر الخرقي بعد المغرب
الإثنين: تفسير القرطبي بعد العصر + الموافقات وسبل السلام بعد العشاء
الثلاثاء: صحيح البخاري بعد المغرب
الجمعة: تفسير القرطبي بعد العصر
مع العلم أن جميع الدروس ستكون في مسجد أبا الخيل
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى واجتناب ما يسخط ويأبى(/)
(بل أستطيع!!) مقال قيم للشيخ ناصر العمر ..
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[07 Mar 2009, 09:15 م]ـ
(بل أستطيع!! ... ) للدكتور ناصر العمر .. حفظه الله ..
======================================
يقول ابن القيم- رحمه الله-: لو أن رجلاً وقف أمام جبل وعزم على إزالته؛ لأزاله.
لقد توصلت - بعد سنوات من الدراسة والبحث والتأمل- إلى: أنه لا مستحيل في الحياة؛ سوى أمرين فقط!!.
الأول: ما كانت استحالته كونية (فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ) (البقرة: من الآية258)
الثاني: ما كانت استحالته شرعية؛ مما هو قطعي الدلالة، والثبوت، فلا يمكن أن تجعل صلاة المغرب ركعتين، ولا أن يؤخر شهر الحج عن موعده (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَات) (البقرة: من الآية197)، ولا أن يباح زواج الرجل من امرأة أبيه (إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاءَ سَبِيلاً) (النساء: من الآية22)
وما عدا هذين الأمرين وما يندرج تحتهما من فروع؛ فليس بمستحيل.
قد تكون هناك استحالة نسبية لا كلية، وهو ما يدخل تحت قاعدة عدم الاستطاعة فقد يعجز فرد عن أمرٍ؛ ولكن يستطيعه آخرون، وقد لا يتحقق هدف في زمن؛ ولكن يمكن تحقيقه في زمن آخر، وقد لا يتأتى إقامة مشروع في مكان، ويسهل في مكان ثان، وهكذا.
إن الخطورة: تحويل الاستحالة الفردية، والجزئية، والنسبية؛ إلى استحالة كلية شاملة عامة ..
إن عدم الاستطاعة هو تعبير عن قدرة الفرد ذاته، أما الاستحالة؛ فهو وصف للأمر المراد تحقيقه، وقد حدث خلط كبير بينهما عند كثير من الناس، فأطلقوا الأول على الثاني.
إن من الخطأ أن نحول عجزنا الفردي إلى استحالة عامة؛ تكون سبباً في تثبيط الآخرين، ووأد قدراتهم، وإمكاناتهم في مهدها.
إن أول عوامل النجاح، وتحقيق الأهداف الكبرى هو: التخلص من وهم (لا أستطيع – مستحيل)، وهو بعبارة أخرى: التخلص من العجز الذهني، وقصور العقل الباطن، ووهن القوى العقلية. إن الأخذ بالأسباب الشرعية، والمادية يجعل ما هو بعيد المنال حقيقة واقعة. إن كثيراً من الذين يكررون عبارة: لا أستطيع، لا يشخصون حقيقة واقعة،يعذرون بها شرعاً وإنما هو انعكاس لهزيمة داخلية للتخلص من المسئولية.
إن من الخطوات العملية لتحقيق الأهداف الكبرى هو: الإيمان بالله، وبما وهبك من إمكانات هائلة تستحق الشكر. ومن شكرها: استثمارها؛ لتحقيق تلك الأهداف التي خلقت من أجله.
أي عذر لإنسان؛ وهبه الله جميع القوى التي تؤهله للزواج، ثم هو يعرض عن ذلك دون مبرر شرعي .. إن هذا من كفر النعمة لا من شكرها، وهو تعطيل لضرورة من الضرورات الخمس التي أجمعت جميع الديانات السماوية على وجوب المحافظة عليها، وهو النسل. وحري، بمن فعل ذلك أن تسلب منه هذه النعمة الكبرى (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) (إبراهيم:7). وقل مثل ذلك: في كل نعمة، وموهبة وهبها الله الإنسان.
إنني لست بصدد بيان عوامل النجاح، ومرتكزات القيادة، والريادة؛ ولكنني أحاول أن أزيل هذا الوهم الذي سيطر على عقول كثير من رجال الأمة، وشبابها؛ فأوصلنا إلى الحالة التي سرّت العدو، وأحزنت الصديق. إن الأمة تمر بحالة تاريخية ذهبية من العودة إلى الله، وتلمس طريق النجاة، والنجاح، والسعادة، والرقي. وإذا لم تستثمر تلك الإمكانات، والطاقات الهائلة، والأمة في حال إقبالها؛ فإنه سيكون الأمر أشد وأعسر في حال فتورها. إن من الأخطاء التي تحول بين الكثيرين، وبين تحقيق أعظم الأهداف، وأعلاها ثمناً تصور أنه لا يحقق ذلك إلا الأذكياء. إن الدراسات أثبتت أن عدداً من عظماء التاريخ كانوا أناساً عاديين، بل إن بعضهم قد يكون فشل في كثير من المجالات كالدراسة مثلاً. لا شك أن الأغبياء لا يصنعون التاريخ؛ ولكن الذكاء أمر نسبي يختلف فيه الناس ويتفاوتون، وحكم الناس غالباً على الذكاء الظاهر، بينما هناك قدرات خفية خارقة لا يراها الناس؛بل قد لا يدركها صاحبها إلا صدفة، أو عندما يصر على تحقيق هدف ما؛ فسرعان ما تتفجر تلك المواهب مخلفة وراءها أعظم الانتصارات، والأمجاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن كل الناس يعيشون أحلام اليقظة، ولكن الفرق بين العظماء وغيرهم: أن أولئك العظماء لديهم القدرة، وقوة الإرادة والتصميم على تحويل تلك الأحلام إلى واقع ملموس، وحقيقة قائمة، وإبراز ما في العقل الباطن إلى شيء يراه الناس، ويتفيئون في ظلاله.
إن من أهم معوقات صناعة الحياة:
الخوف من الفشل، وهذا بلاء يجب التخلص منه، حيث إن الفشل أمر طبيعي في حياة الأمم، والقادة، فهل رأيت دولة خاضت حروبها دون أي هزيمة تذكر؟! وهل رأيت قائداً لم يهزم في معركة قط؟! والشذوذ يؤكد القاعدة، ويؤصلها، ولا ينقضها. إن من أعظم قادة الجيوش في تاريخ أمتنا – خالد بن الوليد – سيف الله المسلول، وقد خاض معارك هزم فيها في الجاهلية، والإسلام، ولم يمنعه ذلك من المضي قدماً في تحقيق أعظم الانتصارات، وأروعها .. ومن أعظم المخترعين في التاريخ الحديث؛ مخترع الكهرباء (أديسون) وقد فشل في قرابة ألف محاولة؛ حتى توصل إلى اختراعه العظيم، الذي أكتب لكم هذه الكلمات في ضوء اختراعه الخالد ..
وقد ذكر أحد الكتاب الغربيين؛ أنه لا يمكن أن يحقق المرء نجاحاً باهراً حتى يتخطى عقبات كبرى في حياته. إن الذين يخافون من الفشل النسبي، قد وقعوا في الفشل الكلي الذريع (أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا) (التوبة: من الآية49)
(ومن يتهيب صعود الجبال ... يعش أبد الدهر بين الحفر)
إن البيئة شديدة التأثير على أفرادها؛ حيث تصوغهم ولا يصوغونها (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى) (وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ) (الزخرف: من الآية23)، ولذلك فهي من أهم الركائز في التقدم، أو التخلف، والرجال الذين ملكوا ناصية القيادة والريادة؛لم يستسلموا للبيئة الفاسدة ولم تمنعهم من نقل تلك البيئة إلى مجتمع يتسم بالمجد والرقي والتقدم؛ ولذلك أصبح المجدد مجدداً؛ لأنه جدد لأمته ما اندرس من دينها وتاريخها وقد ختمت النبوة بنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم - فلم يبق إلا المجددون والمصلحون؛ يخرجونها من الظلمات إلى النور فحري بك أن تكون أحد هؤلاء.
وأختم هذه المقالة بإشارات تفتح لك مغاليق الطريق:
1 - ذلك الكم الهائل من عمرك والذي يعد بعشرات السنين، قد تحقق من أنفاس متعاقبة وثوان متلاحقة، وآلاف الكيلو مترات التي قطعتها في حياتك؛ ليست إلا خطوات تراكمت فأصبحت شيئاً مذكوراً. وكذلك الأهداف الكبرى؛ تتحقق رويداً رويدا، وخطوة خطوة، فعشرات المجلدات التي يكتبها عالم من العلماء، ليست إلا مجموعة من الحروف ضم بعضها إلى بعض، حرفاً حرفاً؛ فأصبحت تراثاً خالداً على مر الدهور والأجيال.
2 - علو الهدف يحقق العجائب، فمن كافح ليكون ترتيبه الأول؛ يحزن إذا كان الثاني ومن كان همه دخول الدور الثاني؛ يفرح إذا لم يرسب إلا في نصف المقررات والمواد.
وإذا كانت النفوس كباراً ... تعبت في مرادها الأجسام
من يهن يسهل عليه ... ما لجرح بميت إيلام
3 - الإبداع لا يستجلب بالقوة , وتوتر الأعصاب؛ وإنما بالهدوء , والسكينة وقوة الإيمان , والثقة بما وهبك الله من إمكانات، مع الصبر والتصميم , وقوة الإرادة والعزيمة؛ ولذلك فأكثر الطلاب تفوقاً؛ أكثرهم هدوءاً , وأقلهم اضطراباً عند الامتحان. وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- أشجع الناس، وأربطهم جأشاً، وأثبتهم جناناً، وأقواهم بأساً؛ يتقون به عند الفزع لا يعرف الخوف إلى قلبه سبيلاً.
4 - التفكير السليم المنطقي يقود إلى النجاح، والتخطيط العلمي العملي طريق لا يضل سالكه. وفشل كثير من المشروعات منشؤه الخطأ في طريقة التفكير، والمقدمات الخاطئة تقود إلى نتائج خاطئة.
5 - الواقعية لا تتعارض مع تحقيق أعظم الانتصارات , والريادة في صناعة الحياة؛ بل هي ركن أساس من أركانها، وركيزة يبنى عليها ما بعده، وعاصم من الفشل والإخفاق بإذن الله.
6 - كثير من المشكلات الأسرية , والشخصية , والاجتماعية؛ منشؤها توهم صعوبة حلها , أو استحالته. بينما قد يكون الحل قاب قوسين أو أدنى؛ ولكن الأمر يحتاج إلى عزيمة وتفكير، يبدأ من تحديد المشكلة ثم تفكيكها إلى أجزاء، ومن ثم المباشرة في علاج كل جزء بما يناسبه.
7 - (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين ُ) (الفاتحة:5) جماع الأمر، ومدار العمل، والقاعدة الصلبة التي بدونها تكون الحياة هباء منثوراً.
أخذنا من وقتكم كثيراً، فهلموا إلى العمل والمجد
ـ[معيوض الحارثي]ــــــــ[07 Mar 2009, 10:18 م]ـ
جزاك الله خيرا ً على المقال وبارك فيك
ـ[أحمد تيسير]ــــــــ[07 Mar 2009, 10:23 م]ـ
جزاكم الله خيراً على هذا المقال النافع.
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[08 Mar 2009, 12:07 ص]ـ
أشكر الأخ معيوض الحارثي على مروره ودعائه .. فجزاك الله خيرا ونفع بك ..
كما أثني شكري للأخ أحمد تيسير .. أثابك الله وشكر لك مرورك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو خالد اليمني]ــــــــ[08 Mar 2009, 10:00 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخانا عبد الرحمن
ولكن بارك الله فيك أين أجد هذا المقال
حبذا لو تعطيني رابطه بورك فيك
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[08 Mar 2009, 11:22 ص]ـ
أشكرك أخي أبا خالد اليمني على مرورك المبارك .. وإليك رابط المقال من موقع المسلم والذي يشرف عليه فضيلة الشيخ الدكتور ناصر العمر حفظه الله ..
http://almoslim.net/node/81941(/)
درس بجامع القاضي
ـ[ريان اللويمي]ــــــــ[08 Mar 2009, 03:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فرصة ذهبية للقاء بكبار العلماء ..
استئناف درس ..
فضيلة الشيخ: د. سعد الشثري. عضو هيئة كبار العلماء.
شرح كتاب زاد المستقنع
انتهى من باب الربا والسلم.
الوقت / مغرب و عشاء كل يوم أحد.
ابتداء من اليوم الأحد 11/ 3
الموقع/ جامع القاضي مخرج (6)(/)
خبر: جلاّد سجن أبو غريب يلقى مصرعه بأفغانستان (الجزيرة نت)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[09 Mar 2009, 12:43 ص]ـ
يمهل ولا يهمل.
======
جلاّد سجن أبو غريب يلقى مصرعه بأفغانستان
الجزيرة نت
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/4E8E251E-D85C-403A-8ACC-C8ECF091F0E9.htm
( خبر مترجم منقول عن جريدة: صنداي تايمز)
هل تذكرون جلاّد سجن أبو غريب ذلك الجندي الأميركي الذي ارتبط اسمه في أذهان كل العالم بتلك الصورة التي بثتها وسائل الإعلام وهو ممسك بطوق كلب ينبح بوجه سجين عراقي عار من الثياب، مرتعد الفرائص؟
هل تذكرون سانتوس كاردونا، مدرب الكلاب الذي ما برح كابوس سجن أبو غريب يقض مضجعه وينغص عليه حياته حتى بعد أن عاد إلى بلدته بالولايات المتحدة عقب انتهاء خدمته العسكرية في العراق، وفقا لرواية عائلته التي أوردتها صحيفة صنداي تايمز في عددها اليوم؟
كاردونا هذا البالغ من العمر 34 عاما لقي مصرعه هو وكلبه مؤخرا في أفغانستان. لكن ما الذي قاده إلى تلك البلاد حيث تدور رحى حرب ضروس بين حركة طالبان وقوات من حلف شمال الأطلسي (الناتو) بقيادة الولايات المتحدة؟
تقول الصحيفة البريطانية في تقريرها إن التماس كاردونا التكفير عن الذنب قاده للالتحاق بالعمل في أفغانستان كمقاول حكومي مكلفا بالبحث عن متفجرات وأسلحة مستعينا في ذلك بأحد الكلاب البوليسية. ويشاء القدر أن يقتل كاردونا وكلبه (زومي) عندما اصطدمّت سيارته العسكرية بقنبلة زرعت على جانب الطريق.
وقد أدين كاردونا -الرقيب بالجيش الأميركي- بتهمة الاعتداء في 2006 وحكم عليه بالأشغال الشاقة لمدة تسعين يوما وخفضت رتبته بسبب سلوكه في سجن أبو غريب. وبرئت ساحته من تهم أخرى أكثر خطورة بعد أن أقرّت المحكمة بأنه كان ينفذ أوامر كبار الضباط.
وفي أوج الصراع الدائر هناك في تلك السنة، حاول كاردونا العودة للعراق "ليثبت أن ليس لديه شيء يخفيه"، على حد قول خاله ستيفن أشيفيدو.
وأشار أشيفيدو إلى أن ابن أخته كان شديد الاعتقاد بأهمية عمله، لكنه كان ممتعضا من إدارة رئيس دولته وحكومته الذين أداروا له ظهورهم بعد أن حاولوا استغلاله كبش فداء.
وقد أحدث الخبر الذي شاع بأن كاردونا في طريق عودته للعراق ضجة بالولايات المتحدة.
وفي ذلك يقول الجنرال المتقاعد باري مكافري إنه قرار سيئ لحد البشاعة "فالرسالة الرمزية التي تفهم من ذلك في العراق هي على الأرجح أن الولايات المتحدة تبدو ببساطة غير مكترثة لما يتعرض له السجناء من سوء معاملة".
وأوقف العمل بالقرار وعاد كاردونا أدراجه للعمل في مراكز تربية الكلاب التابعة للجيش الأميركي بولاية كارولينا الشمالية. وبعد عام من ذلك، حصل على استغناء، وصفته الصحيفة بالمشرف، عن خدماته لكنه ظل مسكونا بهاجس أبو غريب.
وقد عرض عليه العمل في أفغانستان عندما كان يبيع الدراجات البخارية ويعمل في إحدى الشركات الأمنية.
وتقول صديقته لنحو 11 عاما، هيثر آشبي البالغة من العمر 36 عاما ووالدة طفلته كيلين: "كانت هناك سلسلة من تفجيرات القنابل على جوانب الطرق في المنطقة، وطلبوا منه الذهاب إلى هناك بصحبة كلبه. وقد أدى الانفجار إلى شطر سيارة الهمفي التي كانت تقله فسقطت على رأسه مما أدى إلى وفاته على الفور".
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[09 Mar 2009, 11:46 ص]ـ
الله اكبر يمهل ولا يهمل
الحمد لله الذي اقر اعيننا بهذا الخبر وجزاك الله كل خير شيخنا الفاضل
ـ[هبة المنان]ــــــــ[09 Mar 2009, 10:43 م]ـ
الحمد لله هذا في الدنيا، وفي الآخرة جهنم وبئس المصير 000(/)
قصيدة عنوان الحكم للشاعر الأديب أبي الفتح البستي
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[09 Mar 2009, 07:15 ص]ـ
قصيدة عنوان الحكم للشاعر الأديب أبي الفتح البستي
بسم الله الرحمن الرحيم
زيادة المرء في دنياه نقصان & وربحه غير محض الخير خسران
وكل وجدان حظ لا ثبات له & فإن معناه في التحقيق فقدان
يا عامراً لخراب الدهر مجتهداً & تالله هل لخراب الدهر عمران؟
ويا حريصاً على الأموال تجمعها & أنسيت أن سرور المال أحزان
يا خادم الجسم كم تسعى لخدمته & أتطلب الربح فيما فيه خسران
أقبل على النفس واستعمل فضائلها & فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان
دع الفؤاد عن الدنيا وزخرفها & فصفوها كدر والوصل هجران
وأوع سمعك أمثالاً افصلها & كما يفصل ياقوت ومرجان
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم & فطالما استعبد الإنسان إحسان
وإن أساء مسيء فليكن لك في & عروض زلته صفح وغفران
وكن على الدهر معواناً لذي أملٍ & يرجو نداك فإن الحر معوان
واشدد يديك بحبل الله معتصماً & فإنه الركن إن خانتك أركان
من يتقي الله يحمد في عواقبه & ويكفه شر من عزوا ومن هانوا
من استعان بغير الله في طلب & فإن ناصره عجز وخذلان
من كان للخير مناعاً فليس له & على الحقيقة إخوان وأخدان
من جاد بالمال مال الناس قاطبة & إليه والمال للإنسان فتان
من سالم الناس يسلم من غوائلهم & وعاش وهو قرير العين جذلان
من مد طرفاً لفرط الجهل نحو هوى & أغضى على الحق يوماً وهو حزنان
من عاشر الناس لاقى منهم نصباً & لأن أخلاقهم بغي وعدوان
من كان للعقل سلطان عليه غداً & وما على نفسه للحرص سلطان
ومن يفتش على الإخوان يقلهم & فجل إخوان هذا العصر خوان
ولا يغرنك حظ جره خرق & فالخرق هدم ورفق المرء بنيان
فالروض يزدان بالأنوار فاغمة & والحر بالعدل والإحسان يزدان
صن حر وجهك لا تهتك غلالته & فكل حر لحر الوجه صوان
وإن لقيت عدواً فالقه أبداً & والوجه بالبشر والإشراق غضان
من استشار صروف الدهر قام له & على حقيقة طبع الدهر برهان
من يزرع الشر يحصد في عواقبه & ندامة ولحصد الزرع إبان
من استنام إلى الأشرار قام وفي & قميصه منهم صل وثعبان
كن ريق البشر إن المرء همته & صحيفة وعليها البشر عنوان
ورافق الرفق في كل الأمور فلم & يذمم يندم رفيق ولم يذممه إنسان
أحسن إذا كان إمكان ومقدرة & فلن يدوم على الإنسان إمكان
دع التكاسل في الخيرات تطلبها & فليس يسعد بالخيرات كسلان
لا ظل للمرء أحرى من تقى ونهى & وإن أظلته أوراق وأغصان
الناس إخوان من والته دولته & وهم عليه إذا عادته أعوان
سحبان من غير مال باقل حص & وباقل في ثرآء المال سحبان
لا تحسب الناس طبعاً واحداً فلهم & غرائز لست تحصيها وأكنان
ما كان ماء كصدآء لوارده & نعم ولا كل نبت فهو سعدان
وللأمور مواقيت مقدرة & وكل أمر له حد وميزان
فلا تكن عجلاً في الأمر تطلبه & فليس يحمد قبل النضج بحران
حسب الفتى عقله خلا يعاشره & إذا تحاماه إخوان وخلان
هما رضيعا لبان حكمة وتقى & وساكناً وطن مال وطغيان
إذا بنا نباخ بكريم موطن فله & وراءه في بسيط الأرض أوطان
يا ظالماً فرحاً بالعز ساعده & إن كنت في سنة فالدهر يقظان
يا أيها العالم المرضي سيرته & أبشر فأنت بغير الماء ريان
ويا أخا الجهل لو أصبحت في لججٍ & فأنت ما بينها لاشك ظمآن
لا تحسبن سروراً دائماً أبداً & من سره زمن ساءته أزمان
إذا جفاك خليل كنت تألفه & فاطلب سواه فكل الناس إخوان
وإن نبت بك أوطان نشأت بها & فارحل فكل بلاد الله أوطان
خذها سوائر أمثال مهذبة & فيها لمن يبتغي التبيان تبيان
ما ضر حسانها والطبع صائغها & إن لم يصغها قريع الشعر حسان.
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[09 May 2009, 11:22 ص]ـ
للرفع(/)
الثقافة الجنسية والاعتداء على الحياء - المنجد.
ـ[زاد الإعلامي]ــــــــ[09 Mar 2009, 12:55 م]ـ
هذا هو عنوان خطبة الجمعة 9 ربيع الأول 1430هـ لفضيلة الشيخ / محمد صالح المنجد
حفظه الله. بجامع عمر بن عبد العزيز بالخبر، وقد تطرق فضيلته لعدة أمور، منها:
- الحياء صفة لله عز وجل.
- الحياء من صفات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وعباد الله الصالحين.
- الاعتداء على الحياء بما يُسمى بالثقافة الجنسية.
- وسائل وأساليب الاعتداء على الحياء.
- الآثار المترتبة على إشاعة الثقافة الجنسية.
- الأدب القرآني والنبوي في عرض الموضوع.
ولسماع الخطبة قم بالضغط على هذا الرابط:
http://www.islammedia.ws/ref/1781(/)
لا تلعنه
ـ[د/ إبراهيم السماعيل]ــــــــ[09 Mar 2009, 03:56 م]ـ
لا تلعنه!
قال ابن تيمية – رحمه الله – " وكثير من الناس لا يستحضر عند التوبة إلا بعض المتصفات بالفاحشة أو مقدماتها، أو بعض الظلم باللسان أو باليد، وقد يكون ما تركه من المأمور الذي يجب لله عليه في باطنه وظاهره من شعب الإيمان وحقائقه أعظم ضرراً عليه مما فعله من بعض الفواحش، فإن ما أمر الله به من حقائق الإيمان التي بها يصير العبد من المؤمنين حقاً أعظم نفعاً من نفع ترك بعض الذنوب الظاهرة؛ كحب الله ورسوله – r– فإن هذا أعظم الحسنات الفعلية، حتى ثبت في الصحيح: أنه كان على عهد النبي – r– رجل يدعى حماراً، وكان يشرب الخمر، وكان كلما أتي به إلى النبي - r– جلده الحد، فلما كثر ذلك منه أتي به مرة فأمر بجلده فلعنه رجل فقال النبي - r– : " لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله "، فنهى عن لعنه مع إصراره على الشرب؛ لكونه يحب الله ورسوله، مع أنه - r– لعن في الخمر عشرة: " لعن الخمر، وعاصرها، ومعتصرها، وشاربها، وساقيها، وحاملها، والمحمولة إليه، وبائعها، ومبتاعها، وآكل ثمنها "، ولكنّ لعنَ المطلق لا يستلزم لعن المعيَّن الذي قام به ما يمنع لحوق اللعنة له " [الفتاوى 10/ 329]
عليك صلوات الله وسلامه يا نبي الرحمة، كيف سموتَ فرأيت الأمر السامي في ذلك الرجل العاصي، رأيت أن شارب الخمر ممكن أن يحب الله ورسوله! ورحمك الله يا شيخ الإسلام على هذا الفهم النفيس! إذن فلماذا العجلة في الأحكام؟ وتراشق الاتهامات؟ والحكم بمنظار (الأبيض أو الأسود) فحسب! وكأنه لا مكان للعاصي في عالم الطاعات السامي المنير؟! وبحفظ الله دمتم.
أخوكم د / إبراهيم بن عبد الله السماعيل
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[09 Mar 2009, 04:18 م]ـ
جزاك الله خيراً فائدة متميزة وتعليق جميل ..
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[09 Mar 2009, 06:29 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[09 Mar 2009, 08:08 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
بارك الله فيك ...
ما أحوجنا لهذ1 التذكير و أمثاله ...(/)
قصيدة للشيخ المرابط بن محفوظ
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[10 Mar 2009, 07:22 ص]ـ
قصيدة للشيخ المرابط بن محفوظ
هذه قصيدة للشيخ مرابط بن محفوظ حفظه الله ورعاه
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على النبي الكريم
أزكى الخليقةِ يا من خصهُ الصمدُ ... بالبعثِ للكلِّ فازَ منْ لهُ اتبعوا
نورُ أضاءَ فلا شيءَ يماثلهُ ... من الكواكبِ في حسنِ لو اجتمعوا
منْ أسمهُ أحمدُ ما مِثله أحدُ ... سادَ الأنامَ فكلهمْ له تبعوا
صلى عليهِ إلهُ العرشِ ما طلعتْ ... شمسُ ولا قمرُ بمنزلٍ يقعُ
فمرحبا بك يا من خُصَّ بينَ الورى ... بِأنه رحمةٌ للكلِّ تتسعُ
بُعثتَ بالسمحةِ الغرا فكنتَ لنا ... كالغيثِ يُمطِرُ عنا إصْرنا تضعُ
فكنتَ تحرِصُ أن تهدِي الجميع ولا ... يشقى الشقيُ وبالتوجيهِ ينتفعُ
لكنّ ربكَ لم يشأ هداية منْ ... قدْ كذّبوا وأبوْ قلوبهم طُبِعوا
ضلوا الصراطَ فما اهتدوا لرشدهمٌ ... وكابروا حسداً والشركَ لم يدعو
فقمتَ فيهمْ نذيراً ناصحاً لهمٌ ... ومن أساءَ عليكَ منهمٌ تدعو
حتى أقمتَ عليهمْ حٌجة فمضى ... أهلُ العنادِ على التكذيبِ فانخدعوا
أما الذينَ هٌدوا فالله خصهمٌ ... بالاستجابة للإسلامِ حين دٌعٌوا
فهَذه أمةُُ أللهُ شرفها ... بكمْ فنالتْ سروراً ليسَ ينقطعُ
أنت الحبيبُ الذي نرجو شفاعتهُ ... يوم التلاقِ وعند الحشرِ نطلعٌ
أمامَنا فَرطٌٌ والحوضُ يجُمعنا ... نُسقى الشرابَ وأهل الكُفرِ قدْ مُنعوا
سُدتَ البرية في دنياً وآخرةٍ ... وفي القيامةِ حينَ الكلُّ يجتمع
فلا نبيَّ سِواك شافعَ لهمٌ ... كما الكتابُ أتى فالكلُّ ينتفع
لدى الوقوفِ إذا ما الناس نالهمُ ... كلُ الخطوبِ إذا أتوكَ تنقشِعُ
أنت الشفيعُ لذاك الجمعِ يومئذٍ ... وكان نجمُكَ فوقَ الكلِّ يرتفعُ
الله خصَّك بالإسرا وفضّلكمْ ... و بالعروجِ إلى السماءِ تستمعُ
للربِّ حينَ انتهى الروحُ الأمينُ إلى ... مقامهِ فدٌعيتَ أنتَ ترتفعُ
أنتَ الكليمُ الخليلُ والحبيبُ فلا ... يٌرى لغيركَ ذا ولا له طمعُ
حُزتَ الثلاثة دونَ الرْسلِ كلهمٌ ... معْ غيرها منْ خِصالٍ دونها قَنِعوا
فيا إلهي عُبيدٌ خائفٌ وجِلُ ... من الذنوبِ وأنتَ الربُّ مُطلعُ
فجد عليَّ بعفوٍ منك يا أملي ... أنتَ الكريمُ المُجيبُ للدعا سمعُ
وسُرنا في جميعِ الأهلِ واقضِ لنا ... كُلَّ الحوائجِ يا من فضْلهُ يسعُ
شفعْ نبيكَ فينا حينَ تجْمَعُنا ... يوم التنادِ وكلُّ الخلقِ قد هُرعوا
و امننْ علينا بأمنٍ منك يا أحدُ ... فلا نخافُ إذا ما الناسُ قد فزعوا
وكف أهل الشرورِ و العدا وقنا ... مما نخافُ فلا نَرى ولا نَقعُ
وصلِّ دوماً على الهادي وشيعتهِ ... خيرُ الأنامِ شفيعُ شافعٌ ورعُ
والآلِ والصحبِ معْ أزكى السلامِ لهمْ ... والتابعينَ ومن لنهجهمْ تبِعوا.
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[10 Mar 2009, 08:52 ص]ـ
عظم قدر النبي صلى الله عليه وسلم
إن قدر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الله لعظيم! وأن كرامته عند الله لكبيرة! فهو المصطفى وهو المجتبى فلقد اصطفى الله من البشرية الأنبياء واصطفى من الأنبياء الرسل واصطفى من الرسل أولي العزم واصطفى من أولي العزم الخمسة إبراهيم ومحمداً صلى الله عليه وسلم، واصطفى محمداً صلى الله عليه وسلم ففضله على جميع خلقه، شرح له صدره ورفع له ذكره ووضع عنه وزره واصطفاه في كل شيء: اصطفاه في عقله فقال سبحانه: ?مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى? (سورة النجم: 2).
اصطفاه في صدقه فقال: ?وَمَا يَنطِقُ عَن الهوىَ ? (سورة النجم: 3).
اصطفاه في صدره فقال:? أَلم نَشْرح لَكَ صَدْرَكَ ? (سورة الشرح: 1).
اصطفاه في فؤاده فقال:? مَا كَذَبَ الفُؤادُ مَارَأىَ ? (سورة النجم: 11).
اصطفاه في ذكره فقال:? وَرَفعنَا لَكَ ذكْرَكَ ? (سورة الشرح: 4).
اصطفاه في علمه فقال: ? عَلَّمَهُ شَديدٌ القُوىَ ? (سورة النجم: 5).
اصطفاه في حلمه فقال:? بِالمؤمِنينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ? (سورة التوبة:128).
اصطفاه فقال: ? وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ ? (سورة الشرح: 2).
اصطفاه وأرضاه فقال: ? وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى? (سورة الضحى:5)
اصطفاه في خلقه فقال: ? وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلقٍ عَظِيمٍ? (سورة القلم: 4).
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يعرف قدر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الله وهو الذي يشفع للبشرية لفصل القضاء في ذلك الوقت العظيم الذي كل الأنبياء يقول فيه نفسي، نفسي، وقد بلغ بالبشرية ما بلغ من الهول والغم والكرب، فالزحام حينذاك يخنق الأنفاس، والشمس فوق الرؤوس بمقدار ميل، والناس غرقى في عرقهم كل بحسب عمله وبحسب قربه من الملك القدير ويزيد المشهد الرهيب غماً فوق الغم وكرباً فوق الكرب بإتيان جهنم والعياذ بالله، قال تعالى: ? وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى يَقُولُ يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي، فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ، وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ ? (سورة الفجر: 23 - 26)، وعن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها ".
أخرجه مسلم رقم (2842) 4/ 2184، والترمذي رقم (2573) 4/ 701، وابن أبي شيبة رقم (34117) 7/ 48، والطبراني في الكبير رقم (10428) 10/ 192، والبزار رقم (1754) 5/ 162، والحاكم في المستدرك رقم (8758) 4/ 637.
وهو اليوم الذي تجثوا جميع الأمم على الركب، قال الله تعالى: ? وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ? سورة الجاثية (28).
ففي هذا الكرب العظيم ينطلق بعض الناس ويقول بعضهم لبعض: ألا ترون ما نحن فيه؟ ألا ترون ما قد بلغنا ألا تنظرون من يشفع لكم عند ربكم ليقضى بينكم فلا يتقدم للشفاعة يومئذ إلا صاحبها سيد ولد آدم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وحينها يقول كل نبي نفسي، نفسي،ويقول حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم أنا لها، أنا لها وقد وصفه الله عز وجل بالرأفة والرحمة بالمؤمنين فقال تعالى:? لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ? سورة التوبة (128) ووعده الله عز وجل بأنه سيرضيه في أمته ولا يسوءه فيها فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم " تلا قول الله عز وجل في إبراهيم ? رب إنهن أضللن كثيراً من الناس فمن تبعني فإنه مني ? وقال عيسى عليه السلام ? إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ? فرفع يديه وقال: اللهم أمتي، أمتي وبكى فقال الله عز وجل يا جبريل اذهب إلى محمد وربك أعلم فسله ما يبكيك فأتاه جبريل عليه السلام فسأله فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال وهو أعلم فقال الله: يا جبريل اذهب إلى محمد فقل إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك".
أخرجه مسلم رقم (202) 1/ 191، والنسائي في السنن الكبرى رقم (11269) 6/ 373، وابن حبان رقم (7234 – 7235) 16/ 216 – 217، وأبو نعيم في المسند المستخرج على صحيح مسلم رقم (501) 1/ 275،وأبو عوانة رقم (415) 1/ 137، والطبراني في الأوسط رقم (8894) 8/ 367.
وأعطاه الله المقام المحمود الذي يغبطه عليه الأولون والآخرون، وهو الشفاعة قال الله تعالى: ? وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا ? سورة الإسراء آية (79).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: ? عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً ? سئل عنها قال: " هي الشفاعة ". أخرجه أحمد رقم (9733) 2/ 444، والترمذي رقم (3137) 5/ 303 وحسنه، وابن أبي شيبة رقم (31745) 6/ 319، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم (3137) 5/ 303، وفي صحيح الجامع رقم (6721).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ? عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً? قال:"هو المقام الذي أشفع لأمتي فيه ".
أخرجه أحمد رقم (10851) 2/ 528، ورقم (9682) 2/ 441، وابن المبارك في الزهد رقم (1312) ص463، وتمام الرازي في الفوائد رقم (793) 1/ 315، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان رقم (1557) 2/ 238، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 7/ 140، واللالكائي اعتقاد أهل السنة رقم (2096) 6/ 1113، والطحاوي في شرح مشكل الآثار 3/ 51، وذكره العمراني في الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار 3/ 693، وحسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم (2369) 4/ 485.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: " إن الناس يصيرون يوم القيامة جثا كل أمة تتبع نبيها يقولون يا فلان اشفع يا فلان اشفع حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود ".
أخرجه البخاري رقم (4441) 4/ 1748، والنسائي في السنن الكبرى رقم (11295) 6/ 381.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[10 Mar 2009, 01:27 م]ـ
شكر الله لك أخي أباعبدالله على هذا المقال القيم والنافع .. وجزاك الله خير الجزاء وأوفاه .. آمين ,,,
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[12 Mar 2009, 07:35 م]ـ
كنت في صحبة أحي المرابط ولد محفوظ ولا زلت عقودا ولكنني لا أعلم أن له نشاط في مضمار الشعر وكل ما أعلمه أنه من أهل القرآن فحسب وهو أخ كريم ذو سمت حسن وعلى درجة الية من الأخلاق الكريمة الفاضلة والابتسامة لا تفارق محياه فحياه الله وبياه في هذا الميدان الرحيب في مدح الحبيب عليه وآله وصحبه أفض الصلاة والسلام وأزكى لتحية وأتوجه هنا إلى أخي لحبيب أبي عبد الله النصاري لأستأذنه في تنسيق هذه القصيدة وإبرازها بثوب قشيب تناسب مع جوهرها. نقلها أيضا. فإلى القصيد كما أنت ناشرها جزاكما الله خيرا:
قصيدة للشيخ المرابط بن محفوظ
هذه قصيدة للشيخ مرابط بن محفوظ حفظه الله ورعاه
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على النبي الكريم
أزكى الخليقةِ يا من خصهُ الصمدُ = بالبعثِ للكلِّ فازَ منْ لهُ اتبعوا
نورُ أضاءَ فلا شيءَ يماثلهُ = من الكواكبِ في حسنِ لو اجتمعوا
منْ أسمهُ أحمدُ ما مِثله أحدُ = سادَ الأنامَ فكلهمْ له تبعوا
صلى عليهِ إلهُ العرشِ ما طلعتْ = شمسُ ولا قمرُ بمنزلٍ يقعُ
فمرحبا بك يا من خُصَّ بينَ الورى = بِأنه رحمةٌ للكلِّ تتسعُ
بُعثتَ بالسمحةِ الغرا فكنتَ لنا = كالغيثِ يُمطِرُ عنا إصْرنا تضعُ
فكنتَ تحرِصُ أن تهدِي الجميع ولا = يشقى الشقيُ وبالتوجيهِ ينتفعُ
لكنّ ربكَ لم يشأ هداية منْ= قدْ كذّبوا وأبوْ قلوبهم طُبِعوا
ضلوا الصراطَ فما اهتدوا لرشدهمٌ = وكابروا حسداً والشركَ لم يدعوا
فقمتَ فيهمْ نذيراً ناصحاً لهمٌ = ومن أساءَ عليكَ منهمٌ تدعوا
حتى أقمتَ عليهمْ حٌجة فمضى = أهلُ العنادِ على التكذيبِ فانخدعوا
أما الذينَ هٌدوا فالله خصهمٌ = بالاستجابة للإسلامِ حين دٌعٌوا
فهَذه أمةُُ أللهُ شرفها = بكمْ فنالتْ سروراً ليسَ ينقطعُ
أنت الحبيبُ الذي نرجو شفاعتهُ = يوم التلاقِ وعند الحشرِ نطلعٌ
أمامَنا فَرطٌٌ والحوضُ يجُمعنا = نُسقى الشرابَ وأهل الكُفرِ قدْ مُنعوا
سُدتَ البرية في دنياً وآخرةٍ = وفي القيامةِ حينَ الكلُّ يجتمع
فلا نبيَّ سِواك شافعَ لهمٌ = كما الكتابُ أتى فالكلُّ ينتفع
لدى الوقوفِ إذا ما الناس نالهمُ = كلُ الخطوبِ إذا أتوكَ تنقشِعُ
أنت الشفيعُ لذاك الجمعِ يومئذٍ = وكان نجمُكَ فوقَ الكلِّ يرتفعُ
الله خصَّك بالإسرا وفضّلكمْ = و بالعروجِ إلى السماءِ تستمعُ
للربِّ حينَ انتهى الروحُ الأمينُ إلى = مقامهِ فدٌعيتَ أنتَ ترتفعُ
أنتَ الكليمُ الخليلُ والحبيبُ فلا = يٌرى لغيركَ ذا ولا له طمعُ
حُزتَ الثلاثة دونَ الرْسلِ كلهمٌ = معْ غيرها منْ خِصالٍ دونها قَنِعوا
فيا إلهي عُبيدٌ خائفٌ وجِلُ = من الذنوبِ وأنتَ الربُّ مُطلعُ
فجد عليَّ بعفوٍ منك يا أملي = أنتَ الكريمُ المُجيبُ للدعا سمعُ
وسُرنا في جميعِ الأهلِ واقضِ لنا= كُلَّ الحوائجِ يا من فضْلهُ يسعُ
شفعْ نبيكَ فينا حينَ تجْمَعُنا = يوم التنادِ وكلُّ الخلقِ قد هُرعوا
و امننْ علينا بأمنٍ منك يا أحدُ = فلا نخافُ إذا ما الناسُ قد فزعوا
وكف أهل الشرورِ و العدا وقنا = مما نخافُ فلا نَرى ولا نَقعُ
وصلِّ دوماً على الهادي وشيعتهِ = خيرُ الأنامِ شفيعُ شافعٌ ورعُ
والآلِ والصحبِ معْ أزكى السلامِ لهمْ = والتابعينَ ومن لنهجهمْ تبِعوا.
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[14 Mar 2009, 06:55 ص]ـ
جزاك الله خيراً أبا أسامة ونفع بعلمك.
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[01 Apr 2009, 12:33 ص]ـ
جزاك الله خيراً أبا أسامة ونفع بعلمك.
بارك الله فيك وسدد منك الخطى
وجزاك الله خيرا
ـ[محمد الأمين بن محمد المختار]ــــــــ[01 Apr 2009, 08:43 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أخانا الحبيب أبا عبد الله محمد مصطفى، وتقبل الله منك ومن الشيخ المرابط، هذه القصيدة التي تفوح بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم
لكني - من باب النصيحة الأخوية - أرجو مراجعة القصيدة لتصحيح ما بها من أخطاء لغوية وأخطاء عروضية
ولقد حاولت أن ألون مواضع الخطأ، ولكن يبدو أن الصندوق لا يعمل مع الفاير فوكس، وسأقدم لك هنا نماذج يسيرة:
- من أسمهُ: من اسمه
- فمرحبا بك يا من خُصَّ بينَ الورى: يحتاج إعادة صياغة للوزن
- له تبعوا: له تَبَعُ
- ومن أساءَ عليكَ منهمٌ تدعو: تدَعُ
- للدعا سمعُ:؟
إلخ ...............
مع كامل الود
ـ[أريج الأقحوان]ــــــــ[02 Apr 2009, 12:11 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل.
سؤال: من هو الشيخ المرابط بن محفوظ؟
أنا متأكدة من أنه من موريتانيا!! هذا الاسم مشهوراً عندنا, ولكن في أي بلاد هو؟ وماهو اتجاهه في العلم؟(/)
عظم قدر النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[10 Mar 2009, 09:07 ص]ـ
عظم قدر النبي صلى الله عليه وسلم
إن قدر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الله لعظيم! وأن كرامته عند الله لكبيرة! فهو المصطفى وهو المجتبى فلقد اصطفى الله من البشرية الأنبياء واصطفى من الأنبياء الرسل واصطفى من الرسل أولي العزم واصطفى من أولي العزم الخمسة إبراهيم ومحمداً صلى الله عليه وسلم، واصطفى محمداً صلى الله عليه وسلم ففضله على جميع خلقه، شرح له صدره ورفع له ذكره ووضع عنه وزره واصطفاه في كل شيء: اصطفاه في عقله فقال سبحانه: ?مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى? (سورة النجم: 2).
اصطفاه في صدقه فقال: ?وَمَا يَنطِقُ عَن الهوىَ ? (سورة النجم: 3).
اصطفاه في صدره فقال:? أَلم نَشْرح لَكَ صَدْرَكَ ? (سورة الشرح: 1).
اصطفاه في فؤاده فقال:? مَا كَذَبَ الفُؤادُ مَارَأىَ ? (سورة النجم: 11).
اصطفاه في ذكره فقال:? وَرَفعنَا لَكَ ذكْرَكَ ? (سورة الشرح: 4).
اصطفاه في علمه فقال: ? عَلَّمَهُ شَديدٌ القُوىَ ? (سورة النجم: 5).
اصطفاه في حلمه فقال:? بِالمؤمِنينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ? (سورة التوبة:128).
اصطفاه فقال: ? وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ ? (سورة الشرح: 2).
اصطفاه وأرضاه فقال: ? وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى? (سورة الضحى:5)
اصطفاه في خلقه فقال: ? وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلقٍ عَظِيمٍ? (سورة القلم: 4).
ولا يعرف قدر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الله وهو الذي يشفع للبشرية لفصل القضاء في ذلك الوقت العظيم الذي كل الأنبياء يقول فيه نفسي، نفسي، وقد بلغ بالبشرية ما بلغ من الهول والغم والكرب، فالزحام حينذاك يخنق الأنفاس، والشمس فوق الرؤوس بمقدار ميل، والناس غرقى في عرقهم كل بحسب عمله وبحسب قربه من الملك القدير ويزيد المشهد الرهيب غماً فوق الغم وكرباً فوق الكرب بإتيان جهنم والعياذ بالله، قال تعالى: ? وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى يَقُولُ يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي، فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ، وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ ? (سورة الفجر: 23 - 26)، وعن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها ".
أخرجه مسلم رقم (2842) 4/ 2184، والترمذي رقم (2573) 4/ 701، وابن أبي شيبة رقم (34117) 7/ 48، والطبراني في الكبير رقم (10428) 10/ 192، والبزار رقم (1754) 5/ 162، والحاكم في المستدرك رقم (8758) 4/ 637.
وهو اليوم الذي تجثوا جميع الأمم على الركب، قال الله تعالى: ? وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ? سورة الجاثية (28).
ففي هذا الكرب العظيم ينطلق بعض الناس ويقول بعضهم لبعض: ألا ترون ما نحن فيه؟ ألا ترون ما قد بلغنا ألا تنظرون من يشفع لكم عند ربكم ليقضى بينكم فلا يتقدم للشفاعة يومئذ إلا صاحبها سيد ولد آدم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وحينها يقول كل نبي نفسي، نفسي،ويقول حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم أنا لها، أنا لها وقد وصفه الله عز وجل بالرأفة والرحمة بالمؤمنين فقال تعالى:? لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ? سورة التوبة (128) ووعده الله عز وجل بأنه سيرضيه في أمته ولا يسوءه فيها فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم " تلا قول الله عز وجل في إبراهيم ? رب إنهن أضللن كثيراً من الناس فمن تبعني فإنه مني ? وقال عيسى عليه السلام ? إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ? فرفع يديه وقال: اللهم أمتي، أمتي وبكى فقال الله عز وجل يا جبريل اذهب إلى محمد وربك أعلم فسله ما يبكيك فأتاه جبريل عليه السلام فسأله فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال وهو أعلم فقال الله: يا جبريل اذهب إلى محمد فقل إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك".
(يُتْبَعُ)
(/)
أخرجه مسلم رقم (202) 1/ 191، والنسائي في السنن الكبرى رقم (11269) 6/ 373، وابن حبان رقم (7234 – 7235) 16/ 216 – 217، وأبو نعيم في المسند المستخرج على صحيح مسلم رقم (501) 1/ 275،وأبو عوانة رقم (415) 1/ 137، والطبراني في الأوسط رقم (8894) 8/ 367.
وأعطاه الله المقام المحمود الذي يغبطه عليه الأولون والآخرون، وهو الشفاعة قال الله تعالى: ? وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا ? سورة الإسراء آية (79).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: ? عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً ? سئل عنها قال: " هي الشفاعة ". أخرجه أحمد رقم (9733) 2/ 444، والترمذي رقم (3137) 5/ 303 وحسنه، وابن أبي شيبة رقم (31745) 6/ 319، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم (3137) 5/ 303، وفي صحيح الجامع رقم (6721).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ? عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً? قال:"هو المقام الذي أشفع لأمتي فيه ".
أخرجه أحمد رقم (10851) 2/ 528، ورقم (9682) 2/ 441، وابن المبارك في الزهد رقم (1312) ص463، وتمام الرازي في الفوائد رقم (793) 1/ 315، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان رقم (1557) 2/ 238، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 7/ 140، واللالكائي اعتقاد أهل السنة رقم (2096) 6/ 1113، والطحاوي في شرح مشكل الآثار 3/ 51، وذكره العمراني في الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار 3/ 693، وحسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم (2369) 4/ 485.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: " إن الناس يصيرون يوم القيامة جثا كل أمة تتبع نبيها يقولون يا فلان اشفع يا فلان اشفع حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود ".
أخرجه البخاري رقم (4441) 4/ 1748، والنسائي في السنن الكبرى رقم (11295) 6/ 381.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[10 Mar 2009, 03:54 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا التذكير في أيام تشع نورا من عبق المصطفي صلى الله عليه وسلم وشذاه
جعل الله أيام المسلمين ربيعا في ربيع في ربيع.
وأكرر تقديري لأبي عبد الله بالتذكير بقدر المصطفي صلى الله عليه وسلم في هذا الوقت خصوصا وفي كل أيام السنة عموما
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[12 Mar 2009, 07:14 م]ـ
جزالك الله خيرا أخي أبا عبد الله
فالعطر الزكي يفوح بين السطور مما اصطفى الله تبارك وتعالى به
نبيه صلى الله عليه وسلم على خلقه، ويكفيه شرفا عليه الصلاة والسلام
أن قال الله عز وجل فيه: (محمد رسول الله .. ) وقال سبحانه: (وإنك
لعلى خلق عظيم). بارك الله جهودك الطيبة وأكرمنا وإياك والمسلمين
بحسن متابعته والتأسي به عليه وآله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[14 Mar 2009, 06:56 ص]ـ
جزاك الله خيراً أبا أسامة ونفع بعلمك.(/)
كيف أنقل الصور إلى برنامج pdf أرجو الإفادة
ـ[السراج]ــــــــ[10 Mar 2009, 10:35 م]ـ
كيف أنقل الصور إلى برنامج pdf
أرجو من الأخوة الأفاضل الإفادة ....(/)
تنبيهات ابن تيمية الضرورية .. على حادثة اغتيال كعب ابن اليهودية
ـ[شاكر]ــــــــ[12 Mar 2009, 07:09 ص]ـ
بسم الله والحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه ومن والاه.
المكان: أرض الحرمين الشريفين مهبط الوحي.
الزمان: السنة الثالثة من الهجرة.
الحدث: عمليةاغتيال كماسمّاها من أوتي جوامع الكلم صلى الله عليه وسلم.
الغيلة: فعلة من الاغتيال.
والغيلة في كلام العرب: ايصال الشر والقتل اليه من حيث لايعلم ولا يشعر.
وقُتل غيلة: أي في خُفية واغتيال.
الآمربالعملية: نبي الحق .. بعد أن أصدر حكما بالحق , بإقامة حد من حدود الله , وهو حد من سب الله ورسوله
الجاني: كعب ابن الأشرف .. طاغوت يهودي كما سمّاه ابن عباس رضي الله عنه
وكعبٌ هذا من بني النضير .. ادرك الإسلام ولم يسلم .. اختار العمى على الهدى .. وهو عربي من أم يهودية.
التهمة: آذى الله ورسوله.
مُنفذ عميلة الاغتيال: محمد بن مسلمة على راس خلية من خمسة .. أرهبت بني النضير ودانت بعدها يهود.
محمد بن مسلمة: رضي الله عنه أنصاري بدري شهد المشاهد كلها , وفاتته تبوك.
التقييم الاجمالي: عملية اغتيال ناجحة نوعية وعينية.
ووصفها " بعينية " لأن رسول الله أمر باغتيال كعب بن الأشرف بعينه .. وبه قال شيخ الاسلام كما سيأتي عند نقل كلامه وسرده.
وفيه أيضا توضيحا لما هوالمقصود بأذى النبي والله تعالى ذكره.
فإن كنت أخي للعلم طالبا .. وللحق عاشقا متّشوقا له .. فابقى معي نتدارسه .. و بالدليل من شرعنا نستلهمه .. واصبر ان وجدت في المقال طولا .. فلا تملّ منه ولا تسكثره ..
الأمر هام في فهم المسألة وقد تُفيد أو تستتفيد بعلم قد يكون أحدنا يجهله.
وبعد،
فإن حادثة اغتيال كعب بن الأشرف اثارت جدلا فقهيا منذ القرن الأول للإسلام , تنوع الفقهاء في تبويبها بكتبهم كما اختلفوا في أوجه الاستدلال بها , فمنهم من ادرجها تحت باب " الحرب خدعة " ومنهم من أدرجها تحت باب " الكذب في الحرب " ومنهم من أدرجها في أبواب " العهود"، وآخرون في أبواب متفرقة من أبواب الفقه.
وكذلك اختلفوا في الاستدلال بها , فذهب بعضهم الى جواز الخديعة بعد إعطاء العهد , بينما ذهب آخرون الى جواز التلفظ بالكفرـ دون إكراه ـ من أجل الخديعة , مستدلين في ذلك بما قاله محمد بن مسلمة رضي الله عنه لكعب بن الأشرف قبل اغتياله.
وظروف الحادثة هي الأخرى ما خلت من الخلاف , فكانت مثارا للجدل من عدة أوجه منها:
الكلام الذي كلموه به هل كان فيه شيئا من الكفر؟
هل كان ابن الأشرف معاهدا ساعة اغتياله أم لا؟
الكلام الذي أوهموه به, هل كان فيه عقدا جديدا للأمان أمنّوه به؟
الأمر باغتياله هل كان خاصٌا بكعب ومن فعل فعله أم أنه شمل قومه؟
ما هي العلة التي استوجبت اغتياله؟ أهي كونه كافرا حربيا؟ أم ناقضا للعهد؟
أم أن هناك علة أخرى فوق هذه وتلك؟
حيي بن الأخطب هو أيضا طاغوت يهودي اشترك مع كعب ابن الأشرف في نقض العهد مع رسول الله وفي تحريض القبائل على قتاله , وفيهما معا نزلت آية الجبت والطاغوت , لماذا لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم باغتيال حُيي بن الأخطب كما أمر باغتيال كعب ابن الأشرف؟
العلة في اغتياله: آذاه لله ورسوله , ما المقصود بأذى الله ورسوله؟
أوليس كل من قال ان الله ثالث ثلاثة وقال عزير بن الله وقال يد الله مغلولة ـ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ـ يكون قد آذى الله ورسوله فلماذا لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم باغتيالهم جميعا؟
ما علاقة قصة اغتيال ابن الأشرف بموضوع كتاب الصارم المسلول لابن تيمية؟
على أي وجه استدل شيخ الاسلام بها؟
ما هي الشُبه التي أُثيرت حول الحادثة وما الرد عليها؟
كل هذه الاسئلة وغيرها ما سنحاول بإذن الله أن نجيب عليه من أقوال أهل العلم.
فأقوالهم و تعليقاتهم مهمة كي نعرف ماينبني على تلك الحادثة من أحكام في واقعنا المعاصر. خاصة إذا علمنا أن حادثة اغتيال كعب ابن الأشرف استدل بها المعاصرون أيضا في مسائل العهود والأمان , وهم أيضا اختلفوا عند انزالها على مناطها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد غلط بعضهم فظن أن ابن تيميه رحمه الله أجاز الخدعة بعد اعطاء العهد أو أجاز الفتك بعد عقد الأمان , مستدلا بحادثة كعب ابن الأشرف , فنسبوا لابن تيمية رحمه الله ما لايليق بطويلب علم مبتدئ فضلا عن أن يليق بإمام مجدد ومحقق مجتهد كشيخ الاسلام.
وقديما غلط أيما غلط من ظن أن النبي صلى الله عليه وسلم أجاز الخدعة بعد اعطاء العهد , أو أجاز الفتك بعد عقد الأمان ,
وفي مثل أولئك قال الإمام البغوي رحمه الله:
"قد ذهب من ضل في رأيه, وزل عن الحق , الى أن قتل كعب ابن الأشرف كان غدرا وفتكا , فأبعد الله هذا القائل , وقبح رأيه , ذهب عليه معنى الحديث , والتبس عليه طريق الصواب , بل قد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (الإيمان قيد الفتك لايفتك مؤمن). والفتك أن يُقتل من له أمان فجأة. وكان كعب ابن الأشرف ممن عاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يعين عليه أحدا , ولا يقاتله ثم خلع الأمان , ونقض العهد , ولحق بمكة , وجاء معلنا معاداة النبي صلى الله عليه وسلم يهجوه في أشعاره , ويسبه فاستحق القتل لذلك , وفي الحديث أن كعب ابن الأشرف عاهده , فخزع منه هجاءه للنبي صلى الله عليه وسلم أي قطع منه ذمته وعهده " شرح السنة 11/ 45,46
وما جرى في مجلس معاوية رضي الله عنه ـ وفي رواية في مجلس مروا ن ـ لما حلف محمد بن مسلمة رضي الله عنه ليقتلن ابن يامين لما ذكر أن قتل ابن الأشرف كان غدرا , وطلبه ليقتله بعد ذلك بمدة طويلة , ولم ينكر المسلمون ذلك عليه.
فقد جاء في حاشية الصارم ص 799 م 3 طبعة ابن حزم:
" كان حديث محمد بن مسلمة مع ابن يامين عند مروان بن الحكم لما كان أميرا على المدينة فقال مروان ـ وعنده ابن يامين النضري ـ " كيف كان قتل ابن الأشرف"؟ قال ابن يامين: كان غدرا. ومحمد ابن مسلمة جالس شيخ كبير، فقال: " يا مروان أيغدر رسول الله عندك؟ والله ما قتلناه إلا بأمر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والله لا يؤويني وإياك سقف بيت إلا المسجد". وحلف أن يقتل ابن يامين إذا ظفر به، فوجده بالبقيع وجعل يضربه بالجرائد، والله لو قدرت على السيف لقتلتك" (انظر "مغازي " الواقدي (1/ 192،193)
ابن يامين بن عميرالنضري جهّز اثنين من " البكائين" في جيش العسرة في غزوة تبوك ممن أنزل الله تعالى فيهم
((وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُون)) َ
وبهذا يتبين للقارئ والباحث مدى حساسية طرح هذه الحادثة ومدى ضرورة فهم كل ملابساتها قبل الاستدلال بها وضرورة قراءة كل ما كتبه عالم ما في هذه المسألة وعدم الاكتفاء بفقرة نُقلت هنا أو هناك لا تُظهر مُراد ذلك العالم بتلك الفقرة ولا وجه استدلاله بها.
ولقد قام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله بتحقيق أقوال من سبقه من أهل العلم في هذه الحادثة , وقد أسهب في كتابه " الصارم المسلول " ببحثها في أكثر من أربعين صفحة متتابعة ليرد على أهم الشبه فيها , عدا عن تعليقاته المتفرقة في الصارم والفتاوى وغيرها. وقد نقلها ابن القيم رحمه الله مستدلا بكثير منها في كتابه: " أحكام أهل الذمة ". ولمن فاته قراءة الصارم المسلول كاملا فلم يفهم مراد شيخ الاسلام ووجه استدلاله بحادثة اغتيال كعب , فليقرأ ـ على أقل تقديرـ ما كتب مابين ص 145 ـ 188 في المجلد الثاني (طبعة دار ابن حزم). ومن تلك الصفحات سيكون أغلب نقلي , وان نقلت عن خارجها فسأذكر المصدر.
ونبدأ أولا بسرد رواية قصة اغتيال كعب ثم نُتبعها بتعليقات أهل العلم ومنهم شيخ الاسلام رحمه الله.
وقد رواها عمرو بن دِينَارٍ عن جابر بن عبدالله، قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "مَنْ لِكَعْبِ بِنِ الأَشْرَفِ، فَإِنَّهُ قَدْ آذَى الله َوَرَسُولُهُ؟ " فقام محمد بن مَسْلمة فقال: أنا يا رسول الله، أتحبُ أنَّ أقتله؟
قال: "نعم"، قال: ائْذَن لِي أن
أقول شيئاً
قال: "قل"، قال: فأتاه وذكَر ما بينهم،
قال: إن هذا الرجل قد أراد الصَّدَقة وعنَّانا، فلما سَمِعه، قال: وأيضاً والله لَتَمَلُنَّهُ،
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: إنا قد اتبعْنَاهُ الآن، ونكره أن نَدَعَه حتى ننظر إلى أي شيء يصير أمره، قال: وقد أردت أن تُسْلِفَنِي سَلفاً، قال: فما ترهنني؟ نساءكم، قال: أنت أجمل العرب، أنرهنك نساءنا؟! قال: ترْهَنُوني أولادَكم، قال: يُسَبّ ابن/ أحدنا فيقال: رُهِنت في وِسْقَيْن من تمَرٍ، ولكن نرهنك اللأْمَةَ ـ يعني السلاح ـ قال: نعم، و وَاعَدَه أن يأتَيهُ بالحارث، وأبي عبس بن جبر وعباد بن بشر، فجاؤوا فَدَعَوْهُ ليلاً، فنزل إليهم، قال سفيان: قال غير عمرو: قالت له امرأته: إني لأسمع صَوْتاً كأنَّه صوت دَمٍ، قال: إنما هذا محمد و رضيعُه أبو نائلة، إن الكريم لو دُعِيَ إلى طَعْنة ليلاً لأجاب، قال محمد: إني إذا جاء فسوف أمُدُّ يدي إلى رأسه، فإذا استمكنت منه فَدُونكم، [قال]: فلما نزل نزلَ وهو مُتَوَشِحْ، قالوا: نجد منك رِيحَ الطيب، قال: نعم، تحتي فلانة أعْطَرُ نساء العرب، قال: أفتأذن لي أن أشمَّ منه؟ قال: نعم، فشمَّ، ثم قال: أتأذن لي أن أعود؟ قال: فاستمكن منه، ثم قال: دونكم فقتلوه، متفق عليه.
وقد ذكرها البخاري رحمه الله بالنص التالي تحت باب " الكذب في الحرب " فتح الباري م/6 ص/184
(حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان بن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي ـصلى الله عليه وسلم ـ قال:من لكعب بن الأشرف , فإنه قد آذى الله ورسوله؟ قال محمد بن مسلمة:أتُحب أن أقتله يا رسول الله؟ قال: نعم. قال فاتاه فقال إن هذا ـ يعني النبي صلى الله عليه وسلم ـ قد عنّانا وسألنا الصدقة. قال: والله لتمُلُنّه. قال: فإنا اتبعناه فنكره أن ندعه حتى ننظر الى ما يصير أمره. قال فلم يزل يكلمه حتى استمكن منه فقتله) انتهى
المسألة الأولى:
ما حكم ما تلفظ به محمد بن مسلمة رضي الله عنه؟
قال ابن حجر رحمه الله في تعليقه على الحديث:
" قال ابن المنير: الترجمة غير مطابقة , لأن الذي وقع منهم في قتل كعب بن الأشرف يمكن أن يكون تعريضا ,
لأن قولهم " عنّانا " أي كلفنا بالأوامر والنهي ,
وقولهم " سألنا الصدقة " أي طلبها منا ليضعها مواضعها ,
وقولهم " فنكره أن ندعه الخ " معناه نكره فراقه ,
ولا شك أنهم كانوا يُحبون الكون معه أبدا "
انتهى
ثم نقل كلاما عن ابن بطال عن المهلب قال فيه:
"وليس فيه شئ من الكذب الحقيقي الذي هو الإخبار عن الشئ بخلاف ماهو عليه "
انتهى
وهنا يُلاحظ كيف كره بعض أهل العلم تسمية ما قاله محمد بن مسلمة كذبا , وتقدم كراهة تسميته غدرا , فكيف بمن سمّاه كفرا؟ وعليه أجاز التلفظ بالكفر دون إكراه؟
المسألة الثانية:
ظروف ما قبل اغتيال كعب وتسلسل الأحداث.
أُنوه الى أن ما أنقله من فقرات مختصرة من كلام شيخ الاسلام لا تُغني القارئ عن قراءة ـ الصفحات التي ذكرتها أعلاه ـ كاملة من كتاب الصارم.
وحاولت الاختصار قدر الامكان , لكني وجدت أحيانا ضرورة لتعضيد كلام شيخ الاسلام بكلامه هو لكي يتضح المُراد ويتأكد المعنى.
وقمت بتقسيمه الى نقاط بعنواين ـ اخترتها من عندي ـ وجدتها مناسبه لها.
(1) كعب وقومه كانوا معاهدين ابتداء. نوع العهد: "عهدهدنة/ صلح "
قال شيخ الاسلام في الصارم:
" وذكر أهل المغازي والتفسير مثل محمد بن إسحاق أن كعب بن الأشرف كان مُوادِعاً للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في جملة من واَدعَه من يهود / المدينة وكان عربيا من بني طي وكانت أُمُّه من بني النضِير "
وقال أيضا:
" أنه كان مُعَاهداً مُهادَناً, وهذا لا خلاف فيه بين أهل العلم بالمغازي والسير, وهو عندهم من العلم العام الذي يُستغنى فيه عن نقل الخاصة.
ومما لا رَيْبَ فيه عند أهل العلم ما قَدَّمناه من أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عاهَد لما قدم المدينة جميعَ أصناف اليهود: بني قَيْنُقاع والنضير وقرَيظَة, ثم نقَضَتْ بنو قَيْنُقاع عَهْدَه, فحاربهم؛ ثم نقضَ عهده كعبُ بن الأشرف, ثم نقض عهده بنو النَّضير, ثم بنو قُرَيْظَة. وكان ابن الأشرف من بني النَّضير, وأمْرُهم ظاهرٌ في أنهم كانوا مصالحين للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
(2) كعب يترك المدينة و يذهب الى مكة ويُفضّل دين الجاهلية.
قال شيخ الاسلام:
(يُتْبَعُ)
(/)
" وذهب إلى مكة ورَثَاهم لقريش, وفضّل دين الجاهلية على دين الإسلام, حتى أنزل الله فيه: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً)
وقال أيضا:
"اعتزل كعب بن الاشرف ولحق بمكة , وكان فيها , وقال: لا أعين عليه و لا أقاتله , فقيل له بمكة: أديننا خير أم دين محمد وأصحابه؟ قال: دينكم خير و اقدم , دين محمد حديث.فهذا دليل على أنه لم يظهر محاربة "
وذكر رواية خروج كعب الى مكة:
" وقال ثنا عبد الرازق قال قال معمر اخبرني ايوب عن عكرمة ان كعب بن الاشرف انطلق الى المشركين من كفار قريش فاستجاشهم على النبي وامرهم ان يغزوه وقال لهم انا معكم فقالوا انكم اهل كتاب وهو صاحب كتاب ولا نامن ان يكون مكرا منكم فان اردت ان نخرج معك فاسجد للهذين الصنمين وامن بهما ففعل ثم قالوا له انحن اهدى ام محمد نحن نصل الرحم ونقري الضيف ونطوف بالبيت وننحر الكوم ونسقي اللبن على الماء ومحمد قطع رحمه وخرج من بلده قال بل انتم خير واهدى قال فنزلت فيه ((الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء اهدى من الذين امنوا سبيلا))
(3) حيي بن الأخطب يصحب كعبا الى مكة , وفيهما معا نزلت الآية السابقة: آية (الجبت والطاغوت)
ذكر شيخ الاسلام روايتين عن سفيان ابن عيينة وقتادة أن الاية نزلت في كعب بن الأشرف وحُيي بن الأخطب ثم عّلق على ذلك قائلا:
" وهذان مرسلان من وجهين مختلفين , فيهما أن كلا الرجلين ذهبا الى مكة وقالا ما قالا "
(4) النبي صلى الله عليه وسلم لم يندب لقتل كعب كونه ذهب الى مكة.
قال شيخ الاسلام:
" وأيضاً, فإنه لما ذهَبَ إلى مكة ورجع إلى المدينة لم يَنْدُبِ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ المسلمين إلى قتله "
(5) كعب بن الأشرف وحيي بن الأخطب يعودان الى المدينة.
قال شيخ الاسلام:
" ثم إنهما قدما فندب النبي صلى الله عليه وسلم الى قتل ابن الاشرف وامسك عن ابن الأخطب "
(6) لماذا كعب ابن الأشرف والامساك عن حيي بن الأخطب؟
قال شيخ الاسلام:
" ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم ليأخذ أحدا من المسلمين والمعاهدين إلا بذنب ظاهر , فلما رجع الى المدينة وأعلن الهجاء والعداوة استحق أن يقتل , لظهور اذاه وثبوته عند الناس "
ما الذي ظهر من كعب ابن الأشرف؟
قال شيخ الاسلام:
"ثم لما رجع إلى المدينة أخذ يُنْشِد الأشعار يهجو بها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وشَبَّب بنساء المسلمين, حتى آذاهم, حتى قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ (مَنْ لِكَعْب ابْنِ الأَشْرَفِ فَإنَّهُ <قَدْ> آذَى اللهَ وَرسُولَه؟) وذكروا قصة قتله مبسوطة."
(7) ما المقصود بالأذى والهجاء؟
قال شيخ الاسلام:
" أن جميع ما أتاه ابن الأشرف انما هو أذى باللسان , فإن مرثيته لقتلى المشركين وتحضيضه وسبّه وهجاءه وطعنه في الاسلام وتفضيل دين الكفار عليه , كله قول باللسان , ولم يعمل عملا فيه محاربة "
وقد تقدم قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله)
قال شيخ الاسلام:
" فإنه جعل مطلق أذى الله ورسوله مُوجِباً لقتل رجل معاهد, ومعلوم أن سَبَّ الله وسب رسوله أذَى لله ولرسوله, وإذا رُتِّب الوَصْفُ على الحكم بحرف الفاء دل على أن ذلك الوصف عله لذلك الحكم, لا سيما إذا كان مُنَاسباً, وذلك يدل على أن أذَى الله ورسوله عِلة لنَدْب المسلمين إلى قتل مَنْ يفعل ذلك من المعاهَدِين, وهذا دليل ظاهر على انتقاض عهده بأذى الله ورسوله, والسبُّ من أذى الله ورسوله باتفاق المسلمين, بل هو أخص أنواع الأذى."
وقال:
وأيضاً, فإنه لما ذهَبَ إلى مكة ورجع إلى المدينة لم يَنْدُبِ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ المسلمين إلى قتله, فلما بلغه عنه الهجاء نَدَبهم إلى قتله, والحكم الحادث يضاف إلى السبب الحادث, فعُلم أن ذلك الهجاء والأذى الذي كان بعد قُفُوله من مكة موجِبٌ لنقض عهده ولقتاله "
(8) شيخ الاسلام يؤكد انتقاض " عهد الهدنة " لكعب بن الأشرف بهجاءه للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
قال رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
"فقد قدَّّمنا في حديث جابر أن أوَّل ما نَقَضَ به العهد قصيدته التي أنشأها بعد رجوعه إلى المدينة يهجو بها رسولَ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عندما هجاه بهذه القصيدة ـ نَدَبَ إلى قتله, وهذا وحدُه دليلٌ على أنه إنما نقض العهدَ بالهجاء لا بذهابه إلى مكة."
(9) العلة في الندب لقتل كعب ابن الآشرف هي: سب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وليس كونه كافرا حربيا.
قال شيخ الاسلام في م3/ 769
" يوضّح ذلك أن أذى الله ورسوله لو كان إنما أوجب قتله لكونه كافرا غير ذي عهد لوجب تعليل الحكم بالوصف الأعم , فإن الأعم إذا كان مستقلا بالحكم كان التخصيص عديم التأثير , فلما علل قتله بالوصف الأخص عُلم أنه مؤثر في الأمر بقتله , لاسيما من أُوتي جوامع الكلم , وإذا كان المؤثر في قتله أذى الله ورسوله وجب قتله وإن تاب , كما ذكرناه فيمن سب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من المسلمين فإن كلاهما أوجب قتله أنه آذى الله ورسوله "
... الى أن قال رحمه الله:
" وإنما الواجب أن يوفر على كل نوع حظه من الحكم بحسب ما علقه به الشارع من الأسماء والصفات المؤثرة الذي دل كلامه الحكيم على اعتبارها , وتغلظ عقوبته ابتداءً لا يوجب تخفيفها انتهاءً , بل يوجب تغلظها مطلقا اذا كان الجرم عظيما , وسائر الكفار لم تغلظ عقوبتهم ابتداءً , ولا انتهاءاً مثل هذا , فإنه يجوز اقرارهم بجزية واسترقاقهم في الجملة , ويجوز الكف عنهم مع القدرة لمصلحة ترتقب , وهذا بخلاف ذلك." ص772
(10) السب: فيه جناية زائدة على الكفر الأصلي.
قال شيخ الاسلام:
": أنَّ قتل ساب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإن كان قتل كافر فهو حد من الحدود، ليس قتلاً على مجرد الكفر والحراب، لما تقدم من الأحاديث الدالة على أنه جناية زائدة على مجرد الكفر والمحاربة"
(11) انتقاض عهد كعب كان خاصا.
قال شيخ الاسلام:
" وقد ذكرنا الروايَةَ الخاصة أن كعب بن الأشرف كان معاهداً للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ. ثم إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ جعله ناقضاً للعهد بهجائه وأذاه بلسانه خاصة. "
وقال أيضا:
" فإن مجرد نقض العهد يجعله ككافر لا عهد له، وقد ثبت بهذه السنن أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يأمر بقتل الساب لمجرد كونه كافراً غير معاهد، وإنما قتله لأجل السب مع كون السب مستلزماً للكفر و العداوة والمحاربة، وهذا القدر موجب للقتل حيث كان، وسيأتي الكلام إن شاء الله على تعين قتله.
) 12) قتل كعب ابن الأشرف كان على التعيين.
قال شيخ الاسلام:
" أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أمروا فيه بالقتل عينا "
وقد ذكر أدلة كثيرة وسأكتفي ببعض منها فقال رحمه الله:
الدليل السادس: أقاويل الصحابة، فإنها نصوص في تعيين قتله، مثل قول عمر رضي الله عنه: "من سب الله أو أحداً من الأنبياء فاقتلوه" فأمر بقتله عيناً، ومثل قول ابن عباس رضي الله عنهما: "أيما معاهد عاند فسب الله أو سب أحداً من الأنبياء عليهم السلام أو جهر به فقد نقض العهد، فاقتلوه"
فأمر بقتل المعاهد إذا سب عيناً، ومثل قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه فيما كتب به إلى المهاجر في المرأة التي سبّت النبي صلى الله عليه وسلم: "لولا ما سبقتني فيها لأمرتك بقتلها؛ لأن حد الأنبياء لا يشبه الحدود، فمن تعاطى ذلك من مسلم فهو مرتد، أو معاهد فهو محارب غادر" فبين أن الواجب كان قتلها عيناً لولا فوات ذلك، ولم يجعل فيه خِيرَة إلى الإمام، لا سيما والسابة امرأة، وذلك وحده دليل كما تقدم، ومثل قول ابن عمر في الراهب الذي بلغه أنه يسب النبي صلى الله عليه وسلم: "لو سمعته لقتلته"، ولو كان كالأسير/ الذي يخير فيه الإمام لم يَجُزْ لابن عمر اختيار قتله، وهذا الدليل واضح "
وقال أيضا:
" فإذا تقرر بما ذكرناه من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابه وغير ذلك أن الساب للرسول يتعين قتله، فنقول: إما أن يكون/ تعين قتله لكونه كافراً حربياً أو للسبب المضموم إلى ذلك، والأول باطل؛ لأن الأحاديث نص في أنه لم يقتل لمجرد كونه كافراً حربياً، بل عامتها قد نص فيه على أن موجب قتله إنما هو السب؛
(يُتْبَعُ)
(/)
فنقول: إذا تعين قتل الحربي لأجل أنه سب النبي صلى الله عليه وسلم فكذلك المسلم والذمي أولى؛ لأن الموجب للقتل هو السب، لا مجرد الكفر والمحاربة، كما تبين، فحيثما وُجِدَ هذا الموجب وجب القتل"
(13) الرواية الخاصة التي أشار إليها شيخ الاسلام في البند رقم 11 أعلاه , وهي أحد أدلته.
قال رحمه الله:
" وقد قال الواقدي: حدثني عبد الحميد بن جعفر عن يزيد بن رُومان ومَعْمَر عن الزهري عن ابن كعب بن مالك وإبراهيم بن جعفر عن أبيه عن جابر ... وذكر القصة إلى قتله,
قال: ففزِعَتْ يهود ومَنْ معها من المشركين, فجاؤوا إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين أصْبَحُوا فقالوا: قد طُرِقَ صاحبُنَا الليلة وهو سيد من ساداتنا, قُتِلَ غِيلةً بلا جُرْم ولا حَدَثٍ علمناه, فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم:
(إنه لَوْ قَرَّ كما قَرَّ غَيْرُهُ ممَّن هُوَ على مِثل رأيهِ مَا اغْتِيلَ وَلكنهُ نَالَ مِنَّا الأذى, وَهَجَانَا بالشِّعر, ولّم يَفْعَل هذا أحدٌ منكم إلا كان السيف)
ودعاهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى أن يكتب بينهم كتاباً يَنْتَهُونَ إلى ما فيه, فكتبوا بينهم وبينه كتاباً تحت العذْقِ في دار رَمْلَة بنت الحارث, فحَذرت يهود, وخافت وذَلَّتْ من يوم قَتل ابن الأشرف. "
ثم قال شيخ الاسلام:
" وما ذكره الواقديُّ عن أشياخه يوضح ذلك ويؤيده, وإن كان الواقديُّ لا يُحتَجُّ به إذا انفرد, لكن لا رَيْبَ في علمه بالمغازي, واستعلام كثير من تفاصيلها من جهته, ولم نذكر عنه إلا ما أسْنَدْناه عن غيره.
فقوله: (لَوْ قَرَّ كما قَرَّ غَيْرُهُ ممَّن هُوَ على مِثل رأيهِ مَا اغْتِيلَ وَلكنهُ نَالَ مِنَّا الأذى, وَهَجَانَا بالشِّعر, ولّم يَفْعَل هذا أحدٌ منكم إلا كان السيف) نصٌّ في أنه إنما انتقض عهدُ ابن الأشرف بالهجاء ونحوه, وأن مَنْ فعل هذا من المعاهدينَ فقد استحقَّ السيف, وحديث جابرٍ المسنَدُ من الطريقين يوافقُ هذا, وعليه العمدَةُ في الاحتجاج. "
(14) على أي وجه يُحمل قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ (من ظفرتم به من رجال يهود فاقتلوه)؟
وفيه رد على شبهة نشأت عند بعض الفقهاء ..
قال شيخ الاسلام:
" فان قيل فاذا كان هو وبنو النضير قبيلته موادعين فما معنى ما ذكره ابن اسحاق قال حدثني مولى لزيد بن ثابت حدثتني ابنة محيصة عن ابيها محيصة ان رسول الله قال (من ظفرتم به من رجال يهود فاقتلوه) فوثب محيصة بن مسعود على ابن سنينة رجل من تجار يهود كان يلبسهم ويبايعهم فقتله وكان حويصة بن مسعود اذا ذاك لم يسلم وكان اسن من محيصة فلما قتله جعل حويصة يضربه ويقول اي عدو الله قتلته اما والله لرب شحم في بطنك من ماله فوالله ان كان لاول اسلام حويصة فقال محيصة فقلت له والله لقد امرني بقتله من لو امرني بقتلك لضربت عنقك فقال حويصة والله ان ديننا بلغ منك هذا لعجب.
وقال الواقدي بالاسانيد المتقدمة قالوا فلما اصبح رسول الله في الليلة التي قتل فيها ابن الاشرف قال رسول الله (من ظفرتم به من رجال يهود فاقتلوه) فخافت يهود فلم يطلع عظيم من عظمائهم ولم ينطلقوا وخافوا ان يبيتوا كما بيت ابن الاشرف وذكر قتل ابن سنينة الى ان قال ففزعت يهود ومن معها من المشركين وساق القصة كما تقدم عنه
فان هذا يدل على انهم لم يكونوا موادعين والا لما امر بقتل من صودف منهم ويدل على ان العهد الذي كتبه النبي بينه وبين اليهود كان بعد قتل ابن الاشرف وحينئذ فلا يكون ابن الاشرف معاهدا."
الرد على الشبهه:
" قلنا انما امر النبي بقتل من ظفر به منهم لان كعب بن الاشرف كان من ساداتهم وقد تقدم انه قال ما عندكم يعني في النبي قالوا عداوته ما حيينا, وكانوا مقيمين خارج المدينة فعظم عليهم قتله وكان مما يهيجهم على المحاربة واظهار نقض العهد < فامر النبي بقتل من جاء منهم لان مجيئه دليل على نقض العهد وانتصاره للمقتول وذبه عنه> واما من قر فهو مقيم على عهده المتقدم لانه لم يظهر العداوة ولهذا لم يحاصرهم النبي ولم يحاربهم حتى اظهروا عداوته بعد ذلك.
واما هذا الكتاب فهو شئ ذكره الواقدي وحده وقد ذكر هو ايضا ان قتل ابن الاشرف في شهر ربيع الاول سنة ثلاث وان غزوة بني قنيقاع كانت قبل ذلك في شوال سنة اثنتين بعد بدر بنحو شهر
(يُتْبَعُ)
(/)
وذكر ان الكتاب الذي وادع فيه النبي اليهود كان كانت لما قدم المدينة قبل بدر وعلى هذا < فيكون هذا كتابا ثانيا خاصا لبني النضير تجدد فيه العهد الذي بينه وبينهم غير الكتاب الاول الذي كتبه بينه وبين جميع اليهود > لاجل ما كانوا قد ارادوا من اظهار العداوة وقد تقدم ان ابن الاشرف كان معاهدا وتقدم ايضا ان النبي كتب الكتاب لما قدم المدينة في اوائل الامر والقصة تدل على ذلك < والا لما جاء اليهود الى النبي وشكوا اليه قتل صاحبهم ولو كانوا محاربين لم يستنكروا قتله > وكلهم ذكر ان قتل ابن الاشرف كان بعد بدر وان معاهدة النبي لليهود كانت قبل بدر كما ذكره الواقدي
قال ابن اسحاق وكان فيما بين ذلك من غزو رسول الله امر بني قينقاع يعني فيما بين بدر وغزوة الفرع من العام المقبل في جمادى الاولى وقد ذكر ان بني قينقاع هم اول من حارب ونقض العهد " انتهى
قلت:
وبهذا أوضح شيخ الاسلام أن المقصود من قول النبي صلى الله عليه وسلم (من ظفرتم به من رجال يهود فاقتلوه) هم من يهود خارج المدينة من جاء منهم ناقضا للعهد منتصرا لمقتل كعب. والدليل قوله (إنه لو قر كما قر غيره .. ما اغتيل)
ولتأكيد ذلك يلاحظ كلام شيخ الاسلام السابق
(وكانوا مقيمين خارج المدينة)
(فامر النبي بقتل من جاء منهم لان مجيئه دليل على نقض العهد وانتصاره للمقتول وذبه عنه)
(واما من قر فهو مقيم على عهده المتقدم لانه لم يظهر العداوة ولهذا لم يحاصرهم النبي ولم يحاربهم حتى اظهروا عداوته بعد ذلك.)
(والا لما جاء اليهود الى النبي وشكوا اليه قتل صاحبهم ولو كانوا محاربين لم يستنكروا قتله)
ويوضح في موضع آخر أن استمرار الهدنة جائز لمن لم يأتي بجناية السب:
" فنقول: إذا تعين قتل الحربي لأجل أنه سب النبي صلى الله عليه وسلم فكذلك المسلم والذمي أولى؛ لأن الموجب للقتل هو السب، لا مجرد الكفر والمحاربة، كما تبين، فحيثما وُجِدَ هذا الموجب وجب القتل، وذلك لأن الكفر مبيح للدم، لا موجب لقتل الكافر بكل حالٍ؛ فإنه يجوز أمانه ومهادنته والمن عليه ومفاداته، لكن إذا صار للكافر عهد عَصَم العهد دمه الذي أباحه الكفر، فهذا هو الفرق بين الحربي والذمي، فأما ما سوى ذلك من موجبات القتل فلم يدخل في حكم العهد.
وقد ثبت بالسنة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر بقتل الساب لأجل السب فقط لا لمجرد الكفر الذي لا عهد معه، فإذا وجد هذا السب وهو موجب للقتل و العهد لم يعصم من موجبه تعين القتل، ولأن أكثر ما في ذلك أنه كافر حربي ساب، والمسلم إذا سب يصير مرتداً ساباً، وقتل المرتد أوجب من قتل الكافر الأصلي، و الذمي إذا سب فإنه يصير كافراً محارباً ساباً بعد عهد متقدم، وقتل مثل هذا أغلظ.
(16) حكم الساب مسلما كان أم معاهدا.
قال شيخ الاسلام في الصارم م3/ 55 تحت عنوان " يُقتل شاتم النبي ـ صلى الله عليه وسلم بغير استتابة "
قال:
" قال الامام أحمد في رواية حنبل كل من شتم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتنقصه مسلما كان أم كافرا فعليه القتل, وأرى أن يقتل ولايستتاب.
وقال: كل من نقض العهد وأحدث في الاسلام حدثا مثل هذا رأيت عليه القتل , ليس على هذا أُعطوا العهد والذمة.
وقال عبد الله: سألت أبي عمن شتم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يستتاب؟؟!!
قال: قد وجب عليه القتل ولا يُستتاب , خالد بن الوليد قتل رجلا شتم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولم يستتبه "
انتهى
على ما تقدم اجتمع في كعب ابن الاشرف ذنبان:
الذنب الأول: انتقاض عهده فأصبح كافرا حربيا.
الذنب الثاني: استوجب عليه حد سب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأصبح مطلوبا بحد.
فبأي الذنبين اغتيل؟
وهل كان يوم اغتياله داخلا في عهد جديد " عقد أمان "؟
وقد تقدم بالأدلة السابقة أن علة الندب لقتله هي سب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
(أي الذنب الثاني)
وهنا يرد شيخ الاسلام على شبهتين أحدها عرضت لبعض السفهاء , وأخرى نشأت عند بعض الفقهاء
(17) شبهة عرضت لبعض السفهاء:
قال شيخ الاسلام:
" وقد كان عرضت لبعض السفهاء شبهة في قتل ابن الاشرف فظن ان دم مثل هذا يعصم بذمه متقدمة او بظاهر امان "
قلت:
يبدو أن للسفهاء مرجئة هم الأُخَرْ .. " مرجئة السفهاء " ان صح التعبير ,
(يُتْبَعُ)
(/)
فلا يرون أن عهد الذمي ينتقض وإن سب الله ورسوله , أو نقض كل ما عاهدناه عليه , وهم على غرار غلاة المرجئة لا يُكفّرون من نطق بالشهادتين ولو أتى بكل نواقضها , وسبحان الله العظيم ((أتواصوا به بل هم قوم طاغون)) فالمرجئة هي المرجئة.
ومرجئة السفهاء في عصرنا لا يرون انتقاض عهد "المعاهد" ولو جلد ظهرك وانتهك عرضك , وتجسس عليك أو سب الله ورسوله على أرضك .. فأعطوه العصمة المؤبدة.
فإذا كان " المسلم " الناطق بالشهادتين القائم بأركان الاسلام لا يُحقن دمه إذا سب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فكيف بالذمي "المعاهد"؟
وكما أن المسلم إذا ارتد كانت عقوبته أغلظ , فإن "المعاهد " الساب هو الآخر عقوبته أغلظ.
قال شيخ الاسلام:
" والمسلم إذا سب يصير مرتداً ساباً، وقتل المرتد أوجب من قتل الكافر الأصلي، و الذمي إذا سب فإنه يصير كافراً محارباً ساباً بعد عهد متقدم، وقتل مثل هذا أغلظ. "
(18) سبب ذكر حادثة اغتيال كعب في الصارم ووجه استدلاله بها.
كما يقولون فإن الموضوع يُعرف من عنوانه , وكتاب ابن تيمية رحمه الله " الصارم المسلول على شاتم الرسول " هو الكتاب الذي خصصه رحمه الله ليثبت فيه بالأدلة أن حد سب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو السيف , وما توانى في كتابه من سرد الدليل إثر الدليل ليثبت ذلك , وما كان سرده لقصة اغتيال كعب إلا واحدا من أدلته لكي يثبت فيها أن حد الساب هو السيف , يستوي في ذلك الساب " المسلم " أو "المعاهد" أو "المستأمن ". فالمسلم بسبه يكون مرتدا , وإن تاب لا يسقط عنه الحد , والمعاهد والمستأمن ينتقض عهده ولا يسقط عنه الحد حتى لو عاد لعهده أو أسلم.
قال شيخ الاسلام:
" أنّّا قد قررناأن المسلم إذا سب الرسول يُقتل وان تاب بما ذكرناه من النص والنظر , والذمي كذلك , فإن أكثر ما يفرق به إما كون المسلم يتبين بذلك أنه منافق أو انه مرتد , قد وجب عليه حد من الحدود فيُستوفى منه ونحو ذلك , وهذا المعنى موجود في الذمي , فإن إظهاره للإسلام بمنزلة إظهاره للذمة , فإذا لم يكن كان صادقا في عهده وأمانه لم نعلم أنه صادق في اسلامه وايمانه , وهو معاهد قد وجب عليه حد من الحدود , فيستوفى منه كسائر الحدود " م3/ 850"
(19) رد على شبهة نشأت عند بعض الفقهاء.
فكل ما تقدم هو وجه استدلاله بقصة اغتيال كعب ابن الأشرف ,
وهنا يريد أن يؤكد ويرد على شبهه نشأت عند بعض الفقهاء فظن أن انتقاض عهد كعب (الذنب الأول) هو المبرر لإجازة الفتك به , قال شيخ الاسلام:
" وقد زعم الخطابي أنهم إنما فتكوا به لأنه كان قد خلع الأمان, ونقض العهد قبل هذا, وزعم أن مثل هذا جائز في الكافر الذي لا عهد له كما جاز البيات والإغارة عليهم في أوقات الغِرَّة "
رد شيخ الاسلام:
"ولكن يقال: هذا الكلام الذي كلموه به صار مستأمناً, وأدنى أحواله أن يكون له شبهة أمان, ومثل ذلك لا يجوز قتله بمجرد الكفر؛ فإن الأمان يعصم دم الحربي ويصير مستأمناً بأقل من هذا كما هو معروف في مواضعه, وإنما قتلوه لأجل هجائه وأذاه للهِ ورسوله.
(20) عقد أمان جديد لكعب ابن الآشرف؟!!
مما تقدم يتضح أن شيخ الاسلام اعتبر كلام محمد بن مسلمه لكعب ابن الآشرف قبل اغتياله هو بمثابة عقد أمان جديد لكعب " هذا الكلام الذي كلموه به صار مستأمنا, وأدنى أحواله أن يكون له شبهة أمان, ومثل ذلك لا يجوز قتله بمجرد الكفر؛ فإن الأمان يعصم دم الحربي ويصير مستأمناً بأقل من هذا "
وقال في موضع آخر ليوضح ذلك ويؤكده:
" وقد كان معاهدا قبل ذلك , ثم هجا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ , وقتله الصحابة غيلة بأمر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع كونه أمنّهم على دمه وماله لاعتقاده بقاء العهد , < ولأنهم جاؤوه مجئ من قد آمنه , ولو كان كعب بمنزلة كافر محارب فقط لم يجز قتله إذا أمّنهم كما تقدم , لأن الحربي إذا قلت له أو عملت معه ما يعتقد أنه أمان صار له أمان > وكذلك كل من يجوز أمانه " (ص768)
(21) كيف دخل كعب في أمان جديد , وما الكلام الذي كلموه به فصار مستأمنا؟
قال شيخ الاسلام:
"
(يُتْبَعُ)
(/)
الدليل الثالث: أن الساب لو صار بمنزلة الحربي فقط لكان دمه معصوماً بأمانٍٍ يعقد له أو ذمة أو هُدْنة، ومعلوم أن شبهة الأمان كحقيقته في حَقْن الدم، والنفر الذين أرسلهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى كعب بن الأشرف جاؤوا إليه على أن يستسلفوا منه وحادثوه وماشوه وقد آمنهم على دمه وماله وكان بينه وبينهم قبل ذلك عهد وهو يعتقد بقاءه ثم إنهم استأذنوه في أن يشموا ريح الطيب من رأسه فأذن لهم مرة بعد أخرى، وهذا كله يثبت الأمان، << فلو لم يكن في السب إلا مجرد كونه كافراً حربياً لم يجز قتله بعد أمانه إليهم وبعد أن أظهروا له أنهم مؤمنون له >> واستئذانهم إياه في إمساك يديه، فعلم بذلك أن إيذاء الله ورسوله موجب للقتل لا يعصم منه أمان ولا عهد، وذلك لا يكون إلا فيما أجب القتل عيناً من الحدود كحد الزنى وحد قطع الطريق وحد المرتد ونحو ذلك، فإن عقد الأمان لهؤلاء لا يصح ولا يصيرون مستأمنين، بل يجوز اغتيالهم والفتك بهم لتعين قتلهم، فعلم أن ساب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كذلك.
يؤيد هذا ما ذكره أهل المغازي من قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنّهُ لَوْ قَرَّ كَمَا قَرَّ غَيْرُهُ مَا اغْتِيْلَ، وَلَكِنَّهُ نَالَ مِنَّا الأَذَى وَهَجَانَا بِالشِّعْرِ، وَلَم يَفْعَلْ هَذَا أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلاَّ كَانَ السَّيْف) فإن ذلك دليل على أن لا جزاء له إلا القتل."
نكرر سرد الطُرق التي أعطوه بها الأمان وشبهة الآمان لمن لم يلتفت لها في كلام شيخ الاسلام:
ـ "جاؤوا إليه على أن يستسلفوا منه وحادثوه وماشوه وقد آمنهم على دمه وماله "
ـ "وكان بينه وبينهم قبل ذلك عهد وهو يعتقد بقاءه "
ـ "ثم إنهم استأذنوه في أن يشموا ريح الطيب من رأسه فأذن لهم مرة بعد أخرى، وهذا كله يثبت الأمان، "
(22) إذاً كيف يبرر شيخ الاسلام الفتك بكعب بعد أن أعطوه الأمان؟!!!
يوضح ذلك رحمه فيقول:
" فعُلم أن هجاءه للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأذاه لله تعالى ورسوله لاينعقد معه أمان ولا عهد , وذلك دليل على أن قتله حد من الحدود كقتل قاطع الطريق , إذ ذلك يُقتل وإن أُومن كما يُقتل الزاني والمرتد وإن أُومن , وكل حد وجب على الذمي فإنه لا يسقط بالاسلام وفاقا " ص769
ويقول أيضا في م2 ص540
(أن قتل ساب النبي صلى الله عليه وسلم وان كان قتل كافر فهو حد من الحدود , ليس قتلا على مجرد الكفر والحراب , لما تقدم من الاحاديث الدالة على انه جناية زائدة على مجرد الكفر والمحاربة ومن أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أمروا فيه بالقتل عينا , وليس هذا موجب الكفر والمحاربة لما تقدم من قول الصّدّيق رضي الله عنه " إن حد الآنبياء ليس يشبه الحدود " ومعلوم أن قتل الاسير الحربي ونحوه من الكفار والمحاربين لايسمى حدا ..
الى أن قال:
(وكل حد يكون بهذه المثابة فانه يتعين اقامته بالاتفاق)
وقال أيضا في ص 760
" أن ساب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يُقتل حدا من الحدود , لا لمجرد الكفر , وكل قتل وجب حدا لا لمجرد الكفر فإنه لا يسقط بالاسلام. "
إلى أن قال رحمه الله ...
" والدليل على ذلك أنه قد تقدم أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ اهدر دم المرأة الذمية التي كانت تسّبه ـ صلى الله عليه وسلم ـ عند الأعمى الذي كان يأوي إليها , ولا يجوز ان يكون قتلها لمجرد نقض العهد , لأن المرأة الذمية إذا ما انتقض عهدها فإنها تُسترق و لايجوز قتلها , ولا يجوز قتل المرأة للكفر الأصلي إلا أن تُقاتل , وهذه المرأة لم تكن تُقاتل , ولم تكن معينة على قتال "
الى أن قال رحمه الله:
" فثبت أنها قتلها كان لخصوص السب للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأنه جناية من الجنايات الموجبة للقتل "
(23 من كان مطلوبا بحد هل يعصم دمه كونه معاهدا أو مستأمنا أو حتى لو كان مسلما .. ؟
قال شيخ الاسلام:
" ومن حَلَّ قتله بهذا الوجه لم يعصم دمه بأمانٍ ولا بعهد كما لو آمن المسلم مَنْ وجب قتله لآجل قطع الطريق ومحاربة الله ورسوله والسعي في الأرض بالفساد الموجب للقتل, أو <آمن> مَنْ وجب قتله لأجل زِناه, أو آمن مَنْ وجب قتله لآجل الردة أو لأجل ترك أركان الإسلام ونحو ذلك, ولا يجوز أن يَعقِدَ له عقد عهد, سواء كان عقد أمان أو عقد هدنة أو عقد ذمة؛ لأن قتله حد من الحدود, وليس قتله لمجرد كونه كافراً حربياً كما سيأتي,
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الإغارة والبيات فليس هناك قول أو فعل صاروا به آمنين, ولا اعتقدوا أنهم قد أومنوا, بخلاف قصة كعب بن الأشرف , فثبت أن أذى الله ورسوله بالهجاء ونحوه لا يُحْقَنُ معه الدم بالأمان, فَلَأَن لا يُحْقَنَ معه بالذمة المؤَبَّدة والهدنة المؤقتة بطريق الأَولى."
(24) هل يُجيز شيخ الاسلام الخدعة بعد العهد , أو الفتك بعد إعطاء الأمان للكافر الحربي ـ مالم يكن مطلوبا بحد من الحدود ـ؟
قال رحمه الله:
" ومن المعلوم أن من اظهر لكافر امانا لم يجز قتله بعد ذلك لأجل الكفر , بل لو اعتقد الكافر الحربي أن المسلم آمنه وكلمه على ذلك صار مستأمنا ,
قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه عمرو بن الحمق: (من آمن رجلا < على > دمه وماله ثم قتله فأنا منه بريئ وإن كان المقتول كافرا) رواه الامام أحمد وابن ماجة.
وعن سليمان بن صُرد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا آمنك الرجل على دمه وماله فلا تقتله) روه ابن ماجة.
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الايمان قيد الفتك لا يفتك مؤمن " رواه أبو داود وغيره.) "
وقال شيخ الاسلام أيضا:
" فإن الأمان يجوز عقده لكل كافر, ويعقده كل مسلم, ولا يشترط على المستأمَن شيء من الشروط, والذمة لا يعقدها إلا الإمام أو نائبه, ولا تعقد إلا بشروط كثيرة تشترط على أهل الذمة: من التزام الصَّغَار ونحوه, "
وقال أيضا:
" لأن الحربي إذا ما قلت له أو عملت معه ما يعتقد أنه أمان صار له أمان " ص768
وقال ايضا:
" وشبهة الأمان كحقيقته , فإنَ من تكلم بكلام يحسبه الكافر أمانا كان في حقه أمانا وإن لم يقصده المسلم "
(25) خلاصة ما تقدم
أن شيخ الاسلام رحمه يُثبت عقد الأمان وشبهة الآمان للكافر الحربي ومنهم كعب ابن الاشرف ولا يُجيز الفتك به بعد الأمان ولا الخدعة بعد العهد. أما من كان مطلوبا في حد من الحدود فلا يُحقن دمه عهد أو أمان كما لايحقن دم المسلم ان كان مطلوبا في حد.
وفي الختام اسأل الله تبارك وتعالى أن يجزي شيخ الاسلام عن نَصْرِ دينه، ونَصْر سنة نبيه خير الجزاء , و أن يرزقه الفردوس الأعلى ,
وصلي اللهم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ,
والحمد لله أولا وأخيرا.
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[12 Mar 2009, 06:57 م]ـ
أخي الفاضل: شاكر
بارك الله هذه الجهود الطيبة في كشف اللثمام عن هذه المسألة في ظرف نحن أحوج ما نكون فيه إلى بيان غدر يهود وسفاهتهم ونقضهم للعهود والمواثيق واختلاقهم المعاذير في تبرير وتمرير كل ما من شأنه إلحاق الأذى بالمسلمين في القديم والحديث (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا .. ) فهذه حالهم من لدن بعثة الحبيب عليه الصلاة والسلام إلى يومنا هذا وتراهم يلوحون بالسلام وهم أعداؤه وهم الذين ينقضون العهد وفي كل مرة قاتلهم الله أنَّى يؤفكون ..
ولكن أخي الفاضل لو كنت عرضت الموضوع على حلقات متسلسلة لكان أحرى بالمتابعة والدرس جزاك الله خيرا
ـ[شاكر]ــــــــ[13 Mar 2009, 05:21 ص]ـ
[ color=#8B0000] ولكن أخي الفاضل لو كنت عرضت الموضوع على حلقات متسلسلة لكان أحرى بالمتابعة والدرس جزاك الله خيرا
حياك الله أيها الأخ الفاضل
وسأعمل بنصيحتك في المستقبل إن شاء الله تعالى
أما في الوقت الحاضر فيمكنك أن تقرأ الموضوع على مقاطع براحتك فأنا ليس عندي مانع!!:)(/)
قيام إسرائيل: نهاية اليهود للشيخ محمد المنتصر الكتاني
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[12 Mar 2009, 08:25 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قيام إسرائيل: نهاية اليهود
محاضرة للإمام محمد المنتصر بالله الكتاني: [تغمده الله برحمته]
تقديم مجلس التوعية الإسلامية
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون، والصلاة والسلام على سيد الخلق سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: {والعصر. إن الإنسان لفي خسر. إلا اللذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}. [العصر/ 1 - 3].
يسر مجلس "التوعية الإسلامية" بجامعة الملك عبد العزيز، أن يقدم لكم هذه الليلة محاضرنا الكريم، فضيلة الشيخ محمد المنتصر الكتاني.
فضيلة المحاضر درَس بجامعة القرويين بفاس، بالمغرب، وتخصص في جامعة الأزهر في الحديث الشريف، له باع طويل في حقل التدريس والدعوة إلى الله عز وجل، فقد درّس في الجامعات والكليات في المغرب وسورية، والمملكة العربية السعودية، وغيرها من البلاد العربية. درّس الفقه والتفسير والحديث، والمذاهب المعاصرة، والحضارة الإسلامية، وله العديد من المؤلفات المطبوعة؛ ومنها: "معجم فقه ابن حزم الظاهري"، "تخريج فقه الحنفية"، "فتية طارق والغافقي"، "الإمام مالك" رضي الله عنه، "فاس عاصة الأدارسة"، ونشرت له صحف المملكة والمغرب وسورية ومصر بحوثا ودراسات مختلفة.
قام بمهمات إسلامية للملوك والرؤساء العرب، ويعمل الآن مستشارا عاما في رابطة العالم الإسلامي، ومدرسا للتفسير في الحرم المكي، ومدرسا للحديث في الحرم المدني.
مرحبا بفضيلة المحاضر، وجزاه الله خيرا للاستجابة الكريمة، وليتفضل مشكورا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المحاضرة
السلام عليكم، زملائي الأساتذة، أبنائي الطلبة، لست غريبا عن جامعة الملك عبد العزيز، فقد درّست وحاضرت مدى سنتين في كلية الشريعة منها في مكة المكرمة، ويسرني العودة الآن إلى الوفود بينكم، والتحدث إليكم، في معضلة نعيش فيها قرابة نصف قرن، وهي لا تزيدها الأيام إلا شدة، ولا تزيدها السنون إلا تعقيدا، ولو اهتدينا إلى الطريق السوي لما احتجنا إلى كل هذا، فما أُخِذ بالقوة لا يرجع إلا بالقوة، وقديما كان الجهاد في الإسلام، كان ماضيا في أول الإسلام، وسيبقى كذلك إلى آخر الدنيا، سواء كان الجهاد مع بر أو فاجر، سيبقى مشروعا أبدا مادام في الأرض طغاة وجبابرة، ومادام في الأرض مجرمون وخبثاء يريدون الاعتداء على حقوق الناس، وأراضي الناس، وعقائد الناس، وتراث الناس، وأملاك الناس ...
وإن كان حديثي اليوم سيكون مقصورا - كما رغبت الجامعة ومن دعاني للحديث - على اليهود، ولا أقول: على الصهيونيين، وكل يهودي صهيوني، وكل صهيوني يهودي، وليس في القنافذ أملس كما تقول الأمثلة العربية، وإنما هي تحايز من هؤلاء لنوفر اليهود من كشف ظلمهم وجورهم، وغضب الله عليهم ولعنتهم، وانتشار فسادهم قديما وحديثا، ونقصر ذلك على من يسمونه بالصهيونية. ولكن إذا هم شتموا المسلمين بأسمائهم، وشتموا العرب بأسمائهم، فلا مانع عندهم.
دولة إسرائيل المعاصرة مذكورة في القرآن:
اليهود أقاموا دولتهم على أساس من الدين، وقد تساءلتُ قبل غيري وأنا كنت لا أزال أسكن المغرب على شاطئ المحيط في مدينة أثرية هي توأم للعاصمة الرباط، وأعني بها: سلا، عندما كثر الحديث عن أنها ستقوم دولة يهودية، كنت أقول: "فال الله ولا فال من يقول ذلك". اعتمادا على ما عندي من موروثات ومن مفهومات لنصوص حديثية، ونصوص قرآنية.
وإذا بي أفاجأ بعد أسابيع بأن قامت لهم دولة، فتزعزعت لذلك عقيدتي، وعشت أسابيع كما وصف الله من تتزعزع عقيدته؛ من ضيق الصدر حتى كأنما أصَّعَّدُ في السماء، ولكنني هُديت لأن أستشير تفاسير كتاب الله في القرآن الكريم، بعد قراءتي للقرآن الكريم خلال ثلاثة أيام، قراءة تدبر وتمعن، وجردت منها، من القرآن الكريم الآيات المتعلقة ببني إسرائيل، وإذا بي أجد عجبا!. لكن هذا العجب سأجعله آخر كلامي، ليكون المبشر، وليكون المرجع، ولتكون نفوسنا مطمئنة بأن القرآن الكريم لم يترك شاذة ولا فاذة بما ينصح الناس، كل الناس، إلا وأرشدهم
(يُتْبَعُ)
(/)
إليها، ونبههم لها، لعلهم يوما يرجعون إليها، ويتأدبون بآدابها.
اليهود عنصر فساد في الأرض:
اليهود في الأرض، وفي عصرهم، هم عنصر فساد في الأرض، كل شيء في الأرض له جرثومة، الجرثومة في الخشب، في النبات، في الأرض، على كل ما على سطحها، في الحيوانات، في الإنسان. وما هي جرثومة الإنسان؟. هو: اليهودي!.
اليهودي والفساد كلمتان مترادفتان، بدمه وفطرته، وتاريخه وتراثه، ونشأته، منذ يسقط في رحم أمه القذر، إلى أن يرضع لبانها المنتنة، وهو لا يفكر إلا في الفساد، ولا ينشأ إلا على الفساد.
نراجع تاريخ اليهود في كتابهم مثلا، وبالنسبة لهم ينبغي أن يكون هذا أفضل شيء، خذ التوراة؛ التوراة يقولون عنها: "الكتاب المقدس"، ولا شك أنه في الأصل هو كتاب مقدس، موحى به من الله تعالى إلى نبيه موسى عليه السلام، الذي نؤمن نحن كذلك به، ولكن هذا الكتاب الذي يؤمن به اليهود ويؤمن به النصارى أيضا؛ وما النصرانية إلا شعبة من اليهودية؛ إذ النصارى يؤمنون بما يسمونه "العهد القديم" الذي هو "التوراة"، ويزيدون عليه بالإيمان بالعهد الجديد الذي هو "الإنجيل"، فزادوا في الإيمان على خرافات وخزعبلات وفساد التوراة خرافات وخزعبلاتت أخرى من الإنجيل.
لنأخذ التوراة مثلا؛ نجد التوراة – وعجيب أن يقبل ما فيها عقل إنسان في الأرض – كلها عامرة ومليئة بالهجوم على الله، وجلال الله، وعظمة الله، وقذف الأنبياء – أنبيائهم – لم يستثنوا أحدا، بين كافر في نظرهم، وفاجر مع المحارم، وفاجر مع الجارات، وفاجر بما لا يحل له، زيادة على ما في الكتاب من العبادة للعجل، والعبادة للعزير.
وهكذا لم يكتفوا بذلك حتى أفسدوا الإنجيل على أهله، فنقلوه من كتاب توحيد وكتاب تسليم، من عبادة الله الواحد إلى عبادة مريم وعيسى، وإلى خرافات أخرى معروفة وليست بخافية عن أحد.
تاريخ اليهود منذ كانوا في حياة أنبيائهم، لنأتي إلى "الإنجيل"، ثم لنأتي إلى "القرآن"، فنجد ما عاملوا به أنبياءهم من موسى إلى هارون إلى من قبله، وإلى من بعده، فنجدهم سفكوا الدم الحرام، ونشروا الفساد بكل أنواعه، زنا وربا، وطغيانا وتجبرا، ونشرا لجميع خلائق السوء، بما أصبح بذلك جزءا لا يتجزأ من كيانهم وحياتهم.
والخطير في شأنهم: أن هذا الفساد يلصقونه بدينهم، ويروونه عن ربهم، وعن أنبيائهم، بحيث الفساد في الأرض يوجد في الكثيرين، وفي كل الأمم، وفي كل الشعوب، لكن لا على أن الفساد دين، وعلى أن الفساد غاية، وعلى أن الفساد حضارة، وعلى أن الفساد يجب أن يكون وينشر. هذا لا نجده إلا عند اليهود. اليهودي إذا تم يوم من أيامه دون أن يؤذي أويظلم، أويسرق أو يُفسد، بما يؤذي به إنسانا أو يوجعه؛ يعد نفسه ذلك اليوم ليس من أيامه ولا من حياته. وهكذا إلى أن جاء الإسلام.
ونتابع بإذن الله تعالى مع المحاضر حيث يقول: =
إسرائيل دولة دينية يهودية:
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[12 Mar 2009, 08:36 ص]ـ
إسرائيل دولة دينية يهودية:
وهم أقاموا كيانهم الجديد على دين، يعني: هذا الفساد جعلوه دينا، وجددوا به كيانهم على أساس أن إسرائيل تعني: اليهودية الجديدة التي جاء بها إسرائيل. إسرائيل هو: يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم. ونحن نؤمن بالثلاثة أنبياء من الله صادقين، لا شك ولا ريب.
وهم عندما جعلوا شعار الدولة اسم نبي من أنبيائهم، يقولون في الشعار كما قال في المحتوى: "إن هذه الدولة قامت على الدين"، هم لا يسمحون في بلادهم بأن تنشر مدارس أو تعليم لا ديني، وما أصبحوا يسمونه "علماني"، ليخفوا كلمة: "لا ديني"، و"لائيك"، حتى من أوجدهم من الأمريكان والإنجليز حاولوا أن يقيموا هناك – كعادتهم – جامعات ومعاهد ومدارس لا دينية، فرفضوا رفضا باتا، ونجدهم في أعمالهم دائما يتقدمها كبير حاخاماتهم الذي هو - أيضا - في رتبة عسكرية يوصف بها الجنرال، ليعطوا كل أعمالهم، كل سلبهم، كل طغيانهم، كل ظلمهم صفة دينية تعود إلى التوراة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم قالوا على لسان كبرائهم من أمثال هرتزل ووايزمان؛ قالوا: بأن هذه البلاد وُعدوا بها في "التوراة" من أنبيائهم، ولذلك يسمونها "أرض الميعاد"، كانوا يقولون هذا والناس تهزأ بهم، ثم أعادوه وقالوا: "انظر؛ أليس وقوع هذا دليلا على صدقنا وصدق أنبيائنا؟ ". فغلّّطوا الكثيرين، وضللوا الكثيرين، وأصبح الناس يتساءلون: "أصحيح ذلك؟؛ أن أنبياء الله من أنبياء بني إسرائيل قالوا لليهود: ستعودون يوما لهذه البلاد، ويكون لكم شأن؟ ".
هل لإسرائيل ذكر في مصادر التشريع الإسلامية؟:
إن كان ذلك كذلك؛ ما هو موقف الإسلام، وماذا يقول القرآن آخرُ هذه الكتب والمهيمن على تلك الكتب، ماذا يقول نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام في تفسير هذه الآيات إن وُجدت؟، أو في الاستيناس بذلك إن لم يوجد في القرآن؟.
هذا سؤال سمعته في المشرق وفي المغرب، وفي جامعات مشرقية ومغربية، وأنا حدث معي – كما قلت أول الكلام – وأنا في سلا، عندما قامت هذه الدولة قلت: "كيف يكون ذلك؟ ". كان فهمي كفهم العموم: أن اليهود لن تقوم لهم قائمة بعدما ضرب الله عليهم من ذل وهوان. فإذا بي أفاجأ بأن الدولة قد قامت، كيف يجتمع الذل والهوان مع هذه الدولة؟. هذا ما لم يحتمله عقلي، ولم تتحمله نفسي لمدة أيام.
الإسلام حاول احتواء اليهود قبل أن ينقلبوا عليه:
هؤلاء الذين هم عنصر فساد، الإسلام حاول في أيامه الأولى بقيادة صاحب الرسالة عليه الصلاة والسلام، عندما هاجر من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وكانوا إذذاك هم الظاهرين والبارزين، وأصحاب التجارة، وأصحاب الثقافة والدراسة، والكلام على ماضي الدنيا وعلى حاضرها ومستقبلها، في المدينة المنورة، التي كانوا يسمونها "يثرب"، وغير اسمها عليه الصلاة والسلام، وحَرَّج على المسلم أن يسميها بعد ذلك "يثرب"، فأصبحت "مدينة"، وأصبحت "طابة"، قدسها الله، وزادها تقديسا واحتراما.
فعاملهم [الرسول عليه الصلاة والسلام] بما لم يسبق أن عومل به أحد من غير المسلمين، دخل المدينة، وكانوا مسالمين في الأول، وكانوا يقولون للأوس والخزرج من سكان المدينة: "يوشك أن يظهر نبي جديد، فنكون معه وننتقم منكم".
جاء النبي الجديد، وكانوا يظنونه إسرائيليا، فوجدوه عربيا قرشيا، فحسدوه، وأصروا على عدم الإيمان به، وعلى الكفر به وجحوده. ولكنهم عندما ذهب إليهم رسول الله عليه الصلاة والسلام للمدينة المنورة مهاجرا بنفسه وبأتباعه وبدينه؛ قابلوه لأول مرة على أنه سيكون مساعدا لهم ونصيرا، ويتركهم من غير دعوة إلى دينه. فخرجوا يستقبلون مع من استقبله خارج المدينة على أميال، وهزجوا مع الهازجين:
طلع البدر علينا=من ثنيات الوداع
وضربوا الدفوف مع الضاربين، وقالوا للأوس والخزرج: "قد جاء حظكم يا بني الخزرج ويا بني الأوس".
لكن عندما دعاهم النبي عليه الصلاة والسلام للدخول في دينه؛ حاصوا حيصة حمُر الوحش، وهاجوا وماجوا، وقالوا: "ما كنا نظن ذلك!، نحن على دين، لسنا نحتاج لغير ديننا، ولنا أنبياء وقادة، فلسنا نحتاج إلى غيرهم".
فقال لهم نبينا عليه الصلاة والسلام: "دينكم بُدل، ودينكم غُير، التوراة زيد فيها وحُرفت، والإنجيل زيد فيه وحُرف، وأنا نبي الله إلى الناس كافة، ولو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي". عليه الصلاة والسلام. وأخبر بأن عيسى – أيضا – سينزل في آخر الزمان إلى الأرض، وبشرت بذلك آيات الله وكتابه، وسينزل على دينه، وسيحج حجه، وسيعتمر عمرته، ويصلي خلف أئمة المسلمين.
سكتوا على مضض، فعقد معهم عليه الصلاة والسلام معاهدة – كما يقال اليوم بلغة عصرية: اعتبرهم مواطنين – وأعطاهم من الحقوق ما فرض عليهم من الواجبات، لم يميزهم بشيء ميز به أصحابه، سواء من أهل مكة الذين سموا بعد هجرتهم بالمهاجرين، أو من الأوس والخزرج سكان المدينة الذين سموا بعد ذلك بالأنصار.
وهذه المعاهدة طويلة، أطول معاهدة عرفت لنبي الله عليه الصلاة والسلام، وأول معاهدة عقدت في فاتح الإسلام مع غير المسلمين، مدونة معروفة في كتب السنة وكتب السير، وكتب التاريخ، وجُمعت أخيرا في كتاب "الوثائق النبوية" بأكثر رواياتها، هذا الكتاب طبع عدة مرات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولم يكن عليه الصلاة والسلام عندما عقد معهم هذه المعاهدة يجهل حقيقتهم، ويجهل فسادهم، ولكنه أراد بذلك أن يضرب عصفورين بحجر: من كان لا يزال متعصبا لهم من الأوس والخزرج حتى بعد الإسلام، وأنهم حلفاؤه وأنصاره، أن يوقفهم على حقيقتهم من الخيانة والغدر والفساد بكل أشكاله، وأن يقيم الحجة عليهم أنفسهم، حتى إذا بدا لهم يصنع ما يصنع؛ يكون قد أزال الحجة عن نفسه وألبسها لخصمه.
ما كاد يعقد تلك المعاهدة حتى عاد اليهود - على عادتهم - إلى فسادهم، فألبوا على رسول الله قومهم، وقبائل الجزيرة العربية، وما كادت تمضي بضع سنوات على هجرته للمدينة؛ حتى هوجم - عليه الصلاة والسلام - في عقر داره بجيش عرمرم، ووجد أنه معه من المسلمين مع من يوجد مع الطابور من الجيش الخامس داخل جماعته في نفس الأرض التي يسكنها – أعني: اليهود – فوجد أنه لا يمكن أن يواجه هؤلاء مواجهة المهاجم، واكتفى بمواجهة المُدافع، وخندق على نفسه في المدينة المنورة برأي سلمان، وجعل جبل أُحُد خلف ظهره كحماية، وقاسى الشدائد عليه الصلاة والسلام.
ولكن الله تعالى نصره نصرا عزيزا مؤزرا، فاختلف اليهود مع حلفائهم من قريش وغطفان، وبقية الأحزاب، وهي ما سمي: غزوة الأحزاب وغزوة الخندق. وبذلك زالت الحجة عنهم، وأعطيت الحجة للبطش بهم من رسول الله عليه الصلاة والسلام، بما أقنع حلفاءهم من الأوس والخزرج، وأقنعهم هم أنفسهم.
فرجع إليهم، وعلى مدى أيام أدبهم ورباهم، واكتفى بأن يكون ذلك على درجات ومراحل، ولكن اليهود سوف لا يقفون على هذا فقط؛ حاولوا تسميم النبي عليه الصلاة والسلام، وفعلوا: سممته يهودية اسمها: زينب، في ذراع من شاة، من أكل معه توفي، وكان الذي توفي: شخصان. والنبي عليه الصلاة والسلام لم يمت ساعتها، ولكنه قال عليه الصلاة والسلام، وكان ذلك في غزوة خيبر: "لازالت أكلة خيبر تُعادُّني حتى قطعت أبهري"؛ أي: بقي مريضا عليه الصلاة والسلام، يعاوده السم الذي أكل في تلك الذراع شهرا بعد شهر، وعاما بعد عام إلى أن قطع نياط قلبه، فمات عليه الصلاة والسلام. من أجل ذلك كانت تقول أم المؤمنين عائشة: "جمع الله لرسوله بين الموت على فراشه وبين الشهادة". وبذلك كان رسول الله عليه الصلاة والسلام مات شهيدًا نتيجة تسميم اليهود له!.
كان مرة في أحد حصونهم، ووقف ينتظر على الحائط، وإذا به يُنبَّه بأن بعض اليهود صعد للسطح وأخذ رحا وأراد أن يرميها على رأسه عليه الصلاة والسلام، فسبقهم قبل أن يرموها، وذهب إلى بيته عليه الصلاة والسلام.
وبعد ذلك؛ ألبوا وشتموا، وهجوا، وجمعوا القبائل لحربه، وأخذوا ينفرون الناس عنه وعن دينه، وما قصة كعب بن الأشرف عن الناس ببعيدة، الذي اتخذ الشعر ديدنا لهجو رسول الله عليه الصلاة والسلام، وتنفير الناس منه، هذا مع المعاهدة التي بينه وبينهم، ومع كونهم يساكنونه كجيش خامس من الدار.
وهكذا شتتهم رسول الله وانتصر عليهم النصر العزيز المؤزر، بين قتيل وشريد وطريد، وأوصى بمن بقي منهم ولم يطرده؛ لأنه كان في حاجة إلى زراعتهم وخدمتهم، إذ المسلمون كان كل من أسلم يصبح جنديا بالواقع أو بالاحتياط، ولم يسمح بأن يشتغلوا بشيء سوى ذلك، وترك الأرض لمن يزرعها من أهل الذمة أو ممن لم يسلم بعد.
ولكنه أوصى الخلفاء بعده؛ فقال وهو على فراش الموت: "أخرجوا اليهود والنصارى عن جزيرة العرب، لا تصلح فيها قبلتان". هذا حديث متواتر، أخرجه أصحاب الستة، وأخرجه أصحاب الصحاح، ومما استدركتُه على كُتاب التواتر من المتواتر وأغفلوه، وبنيت عليه بحثا سبق أن ألقيته في عدة قاعات من الجامعات هنا وفي الخارج، كان عنوانه: "الأقليات في الدولة الإسلامية".
ونتابع مع المحاضر إن شاء الله تعالى حيث يقول: =
جل مآسي المسلمين في الصدر الأول للإسلام بسبب اليهود:
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[12 Mar 2009, 02:54 م]ـ
جل مآسي المسلمين في الصدر الأول للإسلام بسبب اليهود:
(يُتْبَعُ)
(/)
مات عليه الصلاة والسلام، ولم يسلم من اليهود إلا قليل، والذي أسلم وحسُن إسلامه معدودون على الأصابع، أشهرهم وأبرزهم: عبد الله بن سلام. وقد أسلم ما يقارب مائتين كانوا في أكثريتهم الساحقة منافقين، ولذلك كانوا دعاة للنفاق، ومؤلبين الكثير ممن أسلموا من الأوس والخزرج ممن لم يحسن إسلامهم، على أن يؤمنوا ظاهرا ويبطنوا الكفر باطنا، وكان لهؤلاء المنافقين ذكر في المدينة المنورة، لم يكونوا موجودين في مكة، كان في مكة بعد أن خضعت مؤلفةٌ قلوبهم، ممن لم يفهموا الإسلام الفهم الصحيح بعد، ولم يكن فيها منافقون، ولكن المدينة كان فيها منافقون، وكان زعيم هؤلاء المنافقين: عبد الله بن أبيْ بن سلول، وظل على نفاقه إلى أن هلك، وكان متعاونا مع اليهود والذين حتى من أسلم منهم بقي متظاهرا بالإسلام، مبطنا للكفر، على عادة اليهود، وإلى عصرنا؛ وأضرب على هذا أمثالا في المغرب أكثر من المشرق، لأن المغرب اعتنى بأنسابه أكثر من المشرق، إلا ما كان من بعض القبائل، وبعض العشائر في بادية جزيرة العرب.
البلاد التي حكمتها تركيا ضاعت أنسابها، إلا قلة نادرة لا تكاد تذكر، المغرب لم تحكمه تركيا، أسرٌ عندنا أسلمت من يهودية، ومضى عليها قرون، وتبين بالتأكيد القاطع أن إسلامهم كان ظاهرا، وأن هؤلاء عندما وصلوا إلى الحكم والزعامة انقلبوا على الإسلام أعداء ألداء، وحتى بعد الاستقلال بعضهم وصل إلى الحكم فأدخل معه يهوديا في الوزارة، وألغى الشريعة، وحكم بحكم نابليون، وكاد يلغي اللغة العربية، ووضع اللغة الفرنسية مكانها، أو كرس الفرنسة بالمغرب، وقال: "أنا لا أعتبر اللغة الفرنسية لغة استعمار، ولكنها لغة حضارة وثقافة لا يستغني عنها الإنسان المعاصر! ".
أنا أعتقد أن هذا كذلك في المشرق؛ ظهرت رؤساء وزعماء ولا يزال يظهر، هم عند الناس قد أخطأوا في المعركة وفي الحرب، وفي الحكم، وفي السياسة، ولكن الذي نعتقد: أنهم كانوا يهودا متظاهرين بالإسلام، وكل ما فعلوه على أنه أغلاط كان مقصودا بذلك، وهم في أنفسهم هلكوا وهم يعتقدون أنهم نجحوا إلى أقصى ما يراد من النجاح؛ لأن دولة اليهود صار لها شأن في أيامهم، فقد هيأوا لها، وشغلوا العرب شغل ذات اللحيين، إلى أن تم لها ما أرادت، ولكن الله تعالى أكرم عباده بذهاب هؤلاء إليه، فتغير الوضع ولله الحمد، وسيزداد في التغير لصالح الإسلام والمسلمين.
بعد الحياة النبوية؛ أحد الزعماء من اليهود اليمنيين اختلط في التاريخ، ودخل في اسم الصالحين والمثقفين والدارسين، وتُرجم في كتب السيرة وكتب الأعلام على أنه من الأعلام، ولزم عمر دهرا وزمنا، واعتبر من القادة في الإسلام والدعوة إلى الله، ولكنني منذ عرفته وتتبعت سيرته لم أشك في أنه كاذب، ولم يكن مسلما يوما، إلى أن تأكد لي ذلك بسؤال العباس عم النبي عليه الصلاة والسلام له يوما: "يا فلان؛ ما الذي أخرك أن تأتي إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام في حياته، ولم تكن صغيرا، كنت ابن أربعين سنة كما تذكر؟، لماذا لم تأت مسلما إلا بعد موته؟ ". وهو يشكك فيه؛ لأنه خاف أنه إذا حضر يفضحه الوحي ويفسد عليه أمره.
هذا كان ملازما لعمر، واتهم أنه كان ممن شارك في قتل عمر، وكاد عبد الله الذي قتل الزبرقان، وقتل الولدين لأبي لؤلؤة المجوسي الذي قتله، كاد يقتله. ولكن هُدد هو نفسه بالقتل، بعد ثلاثة أيام من مجلس الشورى الذي ترك عمر، والذي انتخب فيه عثمان، خاف على نفسه وفر إلى الشام!.
هذا مر عندما فتح جيوش المسلمين أيام عمر القدس، قال البطارقة: "لا نسلم مفاتيحها إلا إلى الخليفة الأعظم عمر! ". فوجد عمر من قداسة القدس عليه وعلى المسلمين أنه: لا مانع أن يرحل إلى القدس ويستلم مفاتحها بنفسه. ذهب إلى الأقصى - وقد سماه الله مسجدا قبل أن يستلمها المسلمون، وقبل أن يصل إليها المسلمون، وتبنى مسجدا، قال: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصا}. [الإسراء/ 1]. المسجد هو الأرض، وليس للبناء قيمة، والبناء القائم عليه إنما هو بناء بني أمية، وليست بنو أمية من القداسة التي تصل إليها قداسة عمر والخلفاء الراشدين، ولذلك؛ هؤلاء – اليهود – عندما يفكرون الآن أن يحرقوا المسجد أو يهدموه؛ لا يعني ذلك أنهم سيقولون: "أخذنا الأقصا وهدمناه"، فنحن سنأخذ الأرض، نحن نملك الأرض، بقي البناء أو لم يبق!.
(يُتْبَعُ)
(/)
عمر وصل إلى الأرض، عرف مكانها، أخذ يكنسها بثوبه، وتبعه كل من معه من الأصحاب والأنصار، والتفت إلى هذا الشخص وكان معه، قال له: "يا فلان؛ أين ترانا نصلي؟ ". فجاء به إلى وراء الصخرة، وقال: "وراء الصخرة". قال له عمر: "لقد ضاهيت اليهودية يا كعب!. بل ندع الصخرة خلفنا ونصلي أمامها كما صلى عليه الصلاة والسلام بالأنبياء في ليلة الإسراء".
مرة قال عنه معاوية بن أبي سفيان وأثنى عليه وعلى ذكائه وعلمه وفهمه، قال: "ومع ذلك؛ لقد بلونا عليه الكذب! ".
قالت مرة عائشة أم المؤمنين، وكانت من المعدودات علما ومقاما، وأعلم من الكثير من الرجال: "لقد بلونا عليه الكذب! ".
ما كاد يذهب هذا الرجل المخلوق إلا وجاء عبد الله بن سبأ، الذي نسبت له الطائفة السبئية، وإذذاك كما قتل عمر نتيجة مؤامرة يهودية؛ قتل عثمان نتيجة مؤامرة يهودية تزعمها عبد الله بن سبأ الصنعاني اليهودي الأصل، الذي تظاهر بالإسلام، وألب عليه أهل مصر وأهل الكوفة وأهل البصرة وأهل المدينة، وكانت النتيجة: استشهاده عليه رضوان الله.
وهكذا بعدُ بواسطة دسائسهم؛ استشهد علي، وهكذا وإلى يوم الناس هذا، ما كفوا عن الفساد قط.
إسرائيل في التوراة والقرآن:
نعود لأصل السؤال: هؤلاء زعموا أن هذه الأرض أرض ميعادهم، ووعدهم بها أنبياؤهم. هل قال شيئا من ذلك الإسلام؟.
نعم؛ قد قال. وهذا الذي قاله الإسلام عندما عرفته، لا أقول: اكتشفته، وثبت لغيري بعد ذلك ذكره وتكلم عنه، عندما أدركت ذلك وعرفته؛ قلت: "الأرض أرض الله، والعباد عباد الله، والعبرة بالخواتم". فالقرآن الكريم يقول ما قالت التوراة، وهو مهيمن عليه، وهذا مما يصدق بعض الآية. ماذا تقول التوراة؟.
تقول: "يا بني إسرائيل؛ إن موعدكم فلسطين، أرض الميعاد، لنذبحكم ذبحا! ". لن يكون لهم عز وشأن وسلطان، لا؛ سيعودون عود الموالي إلى المجزرة. وكيف، وما معنى: "يعودون"، وما هي أرض الميعاد؟.
اليهود بعد أن ضرب الله عليهم الذل والغضب والهوان؛ قال عنهم: {وقطعناهم في الأرض أمما}. [الأعراف/ 168]، هم مُقطَّعون موزعون، على خلاف جميع شعوب الأرض وأممه، مقطعون في جميع شعوب الأرض، لا تكاد تجد قرية منها، ولا مدينة، ولا إقليما، ولا شعبا، ولا أمة من أقاصي الدنيا شرقا إلى أقاصيها غربا، وما بينهما، إلا وفيها من اليهود. فكونهم وعدوا لأن يجتمعوا فيها؛ لماذا؟. وعدوا – حسب توراتهم – ليذبحوا ذبحا!.
ماذا قال القرآن الكريم؟.
القرآن الكريم يقول ويؤكد هذا المعنى بأن لليهود في الأرض من الفساد فسادان، وفرصتان، لن يتجاوزوهما قط. وكان هذا عندما انتبهتُ له والأقصا لم يسقط بعد، فكنت أتأثم وأتحرج من أن أتكلم عنه، لكن بعد أن ذهب الأقصا، وكنت أتوقع ذلك، حسب الآية الكريمة، أصبح ذلك بشرى؛ لأن ذلك كان نهاية المطاف، ولذلك صح أن يكون عنوان كلامي: "قيام إسرائيل: نهاية اليهود".
ونتابع مع الشيخ المنتصر إن شاء الله تعالى: =
قيام إسرائيل ونهايتها في القرآن الكريم:
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[13 Mar 2009, 05:08 م]ـ
قيام إسرائيل ونهايتها في القرآن الكريم:
قال تعالى في سورة سميت بهم: سورة بني إسرائيل، كما سميت: سورة الإسراء: {وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا}. [الإسراء/ 4].
يقول تعالى: بأنه انقضى في سابق إرادته وعلمه في الكتاب، الكتاب هنا يحتمل: أن يكون التوراة، وهو ما أشاروا إليه وما أقروا بأنهم وُعدوا بفلسطين، لا ليكون لهم شأن، ولكن ليُذبحوا، وهو استدراج كما يقول أصحاب الحقائق والرقائق. أو: هو قضاء في سابق علم الله في اللوح المحفوظ، أو كلاهما، ولا مانع من كل ذلك.
{وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب}: قضينا إليهم، فرضنا، أوجدنا، قدّرنا، خلقنا، سبق هذا في إرادتنا وعلمنا.
{وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا}: علوا في الفساد، ولا يتصور سواه مع الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم أخذ الله يفصل في هذين الفسادين فقال: {فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا}. [الإسراء/ 5]. {فإذا جاء وعد أولاهما}: أولى الفسادين، يقول تعالى: سيبعث، وهذا الكلام يحكيه عما مضى وسبق في علمه في اللوح المحفوظ، وفي التوراة، وكان لم يحدث بعد هذا؛ لا الفساد الأول ولا الفساد الثاني، فكان الأمر أن: بعث عليهم رجالا أشداء دمروهم، خربوهم، تخللوا ديارهم كما يتخلل الدم العروق والجسم.
{فإذا جاء وعد أولاهما}، وإذا في لغة العرب التي نزل بها القرآن إذا دخلت على الفعل الماضي يحول مضارعا، إذا جاء: إذا يجيء، وبهذا لما كانت "إذا" وقد دخلت على الماضي؛ كان هذا الفعل لم يقع بعد، ولكن الله سيقول في آخر الفقرة: إنه قد كان.
{فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد – وكل خلق الله عباده - فجاسوا خلال الديار}: قتلوهم، وقطعوا الفيافي والقفار، ودخلوا دورهم، ودخلوا عواصمهم، وخربوا دولتهم، وخربوا ملكهم، وقتلوا واستعبدوا، وأسروا وشردوا وطردوا.
قال تعالى: {وكان وعدا مفعولا}. أي: هذا الوعد الأول، والفساد الأول الذي تخلله هؤلاء العباد؛ عباد الله الأشداء، ذووا البأس والسلطان والقوة، هذا الفساد قد كان شيئا موجودا وذهب. وهذا ما أجمع عليه المفسرون، وأن هذا الفاسد الذي طغوا فيه وتجبروا ثم عاقبهم الله وأدبهم، هذا الفساد قد كان عندما قتلوا أنبياءهم، لم يقتلوا عيسى، وإن كانت نية القتل، والمحاولة قد كانت، قد كانت؛ لكن قتلوا أنبياء آخرين؛ قتلوا يحيى، وقتلوا زكريا، الله قال: قتلوا الأنبياء. وسفكوا الدم الحرام بالآلاف، وهتكوا الأعراض، وأكلوا المال الحرام، وحرفوا كتاب ربهم، وقذفوا أنبياءهم بكل ما لا يكاد يحتمله إنسان في أكفر الكفرة وأفجر الفجرة، وهم مع ذلك لازالوا يقولون عنهم أنبياء، ولا يزالون يقولون عن الكتاب: إنه كتابهم المقدس.
فعندما تجاوز طغيانهم وفسادهم الحد؛ سلط الله عليهم بختنصر البابلي العراقي، فأباد خضراءهم، وشتت جمعهم، وأصبحوا مقطعين في الأرض أمما، كما قال تعالى: {وقطعناهم في الأرض أمما}. هذا الشيء متفق عليه، وقد ذهب.
قال تعالى عن الفساد الثاني: {فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا}. [الإسراء/ 7]. {فإذا جاء وعد الآخرة}: أيضا "جاء" فعل الماضي، كان الكلام عليه بإذا الظرفية معناه: المضارع، وساعة نزول الآية – أي: الفساد الثاني – لم يكن بعد، والماضي تحول مضارعا بدخول "إذا" عليه.
{فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا}: سمى الله الفساد الثاني: المرة الآخرة، وما تعني كلمة "الآخرة"؟. التي ليس بعدها فساد، وليس بعدها كينونة ولا وجود، الله تعالى قسم الكون إلى دنيا وآخرة، سميت الدنيا دنيا؛ لأنها أدنى شيء إلى الموجودين والمخلوقين من خلق الله، ملائكة وجنا وإنسا، وما يتبع ذلك من طير وحيوان. وسمى الآخرة التي ليس بعدها خلق آخر، ولا وجود دنيا أخرى، ولا وجود آخر؛ سماها: الآخرة. يعني: ليس في الكون إلا دنيا وآخرة. الدنيا: فانية، والآخرة هي الشيء الثاني والأخير.
فإذا كانا إفسادين: الفساد الأول بعث عليهم فيه عبادا له أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا، المفعول: تم، وأما الثاني؛ فسماه: الأخير. ومعناه: هي الثانية والأخيرة. فلو عبر أحد قال: جاء زيد، وأخيرا جاء عمرو. هل يصح أن يقول بعد ذلك: وجاء بكر، وجاء خالد، وجاء عمرو؟. لا!. وإلا يكون التعبير غير صحيح، إلا إذا أراد أن يُعرض عن كلامه أو يَضرب، فيقول: "بل"، و"بل" سموها في لغة العرب: "بل للإضراب"، أي: أضربَ واستأنف الكلام، أضربَ عن فساد القول، وشطب عن الآخر كما يشطب الأستاذ على ورقة الطالب عندما لا يحسن الجواب.
{فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم}: هذا فعل مضارع يدل على حال، والفعل المضارع يدل على الحال أو الاستقبال؛ فمعناه: وقت نزول الآية. في الحال؟، لا يمكن أن يكون ما حدث من رسول الله مع يهود المدينة هو الفساد الكبير الذي انتشر في الأرض واحتاج واحتاج واحتاج، ولم يكن فيه لا شركعة ولا بهدلة للمسلمين في المدينة ولا في مكة، لا مسلمي المدينة، ولا مسلمي مكة. هذا لم يكن قط. وإن كان قد قالها بعض الناس.
(يُتْبَعُ)
(/)
[أما الشركعة والبهدلة] فهذا ما وقع معهم في الحرب، اليهود قالوا: سيغلبون خلال ستة أيام، هم أخذوا ما كانوا يريدونه خلال ست ساعات، وإنما الأيام الستة كما سموها في المخطط الذي وضعوه لما كانوا يريدون أن يأخذوه، ولكن تلك المعارضة التي كانت سنة 1967 لم تكن شعارا، كان فيها مواطأة ومؤامرة، سلموا فيها البلاد والعباد لليهود بغير حرب، ذهبوا لقتل المسلم والأخ وابن العقيدة، وابن الدم، خلال سبع سنوات، وتركوا البلاد بلا حراسة ولا جيش ولا تحصين ولا حدود، وهكذا عندما أرادوا أن يسلموا البلاد تواطؤا وخيانة، قالوا للبوليس الدولي: "كش"، وفتحوا الباب، وقالوا للآخرين: "تفضلوا"، وهكذا كان، ما كانت حرب.
والقرآن ما قال: "حرب"، قال: {ليسوؤوا وجوهكم}، يسودوا الوجه، فعلا سودوا وجوهنا سود الله وجوههم، وهو مسود الآن وسيزداد، من سعى في ذلك، ومن تسبب فيه، ومن هلك. نفس التعبير منتهى ما يكون الإعجاز والبلاغة. جاء الفساد الثاني، وكان هو ما قاله القرآن بالحرف، وذلك من معجزاته.
{فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم}: يبهدلوكم يا مسلمين، يُشطحوكم، يسودوا وجوهكم، وأقصى كلمة يقولها العربي الآن: "فلان سود الوجه سود الله وجهه"، وهذا منتهى ما يكون في اللعنة والخزي.
{وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة}: أيضا: "ليدخلوا": مضارع يدل على الحاضر والاستقبال، المسجد لم يدخلوه في الأيام النبوية، بل الذي دخله: المسلمون، الذين دخلوه أيام عمر، والمسجد عندما يقال: "المسجد" بالألف واللام؛ الألف واللام هما للمعهود الذهني الذي مضى قريبا. في الآية السابقة قال تعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى}. أي: المسجد الأقصى، ليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة، ولم يسبق في التاريخ على طوله وعرضه أن اليهود كانوا في القدس إلا أيام سليمان عندما قالوا بنوا الهيكل، وخربه الروم ولم يعودوا.
لكن الله قال في هذه الآية، وحدد أنه فساد، وعلامة الفساد الثاني: دخولهم للمسجد {وليتبروا ما علوا تتبيرا}، سيخربون هذا المسجد تخريبا كاملا، وقد ابتدأوا بمجرد دخولهم. حرقوه وقالوا: "مجنون من المجانين حرقه"، ثم يهدمون أساسه بحجة البحث عن أصول الهيكل. وسوف لا يجدونه، ولكن اليهود قوم بهت كما وُصفوا ووصفهم النبي عليه الصلاة والسلام، كذبة فجرة، يكذبون عليك في وجهك، مادام السيف لا يزال في يدهم لم ينتزعه من يدهم المسلمون، سيقولون ويقولون، ويأتون بآثار وألاعيب، ويقولون: وجدناها.
وافرض أن الأمر كذلك؛ هل لأن هذا الهيكل كان يوما من الأيام في يد سليمان، الذين هم قالوا عنه: "كفر"، ولعنوه وأخزوه في التوراة، وشتموا أنبياءهم الذين يزعمون الآن أنهم سموا دولتهم بهم. هذا لا يقدم شيئا ولا يؤخر.
نحن لا نملك البناء فقط، ولا قيمة للبناء، نملك الأرض، علت إلى ما فوق هي أرضنا، نزلت للأرض السابعة هي أرضنا، وهي أرضنا من الأرض السابعة إلى الأفنان على فرض صعدوا في الأفنان. سواء أبقوا البناء أو خربوه، ولا قيمة للبناء، نحن لا نحرص على الأقصى لأنه منبر أثري، لأن عبد الملك بن مروان صنع وصنع، وما بعد؟؛ فليأخذوه إذا أرادوا أن يبايعونا أو يشارونا، أو يساومونا على أساس أن يهدموه ويتركوه لنا، نحن قابلون، وسنبنيه بعد بما نشاء، إن صح أن نبنيه لبنة من فضة ولبنة من ذهب؛ بنيناه. ولكن هذا لا يصح، ولا حاجة إليه، العبرة بالأرض.
{فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة}: لم يسبق في التاريخ أن دخل اليهود لهذه الأرض إلا أيام سليمان، وما كادت تنتهي أيام سليمان حتى سلط الله عليهم الفرس ثم الروم، حتى إن عيسى – آخر أنبيائهم – عندما نبيء في فلسطين أو في الناصرة أو في القدس؛ كانت الأرض للرومان، وهم يقولون - سواء في توراتهم المحرفة أو في إنجيلهم المحرف - إنهم لما أرادوا قتل عيسى؛ أثاروا عليه الروم، وقالوا: إنه يريد ملكا ويريد إمبراطورية ... وإن كانوا قد قتلوا من شبهوه به كما قال القرآن الكريم: {وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم}. [النساء/ 157].
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا بعينه ما ذكره إنجيل برنابا الذي حاولوا أن ينكروه، وهو أصح أناجيلهم على الإطلاق، وقد قدم له نصراني ماروني متعصب، وقال بأن: "هذا الإنجيل أخذتُه من الخزائن السرية لخزائن الفاتيكان"، وعرف عند النصارى قبل ظهور النبي عليه الصلاة والسلام بقرون. وكتب مقدمة لو تعطى الشهادات العليا "الدكتوراة" - وإن كان هذا حدث في جامعات أخرى - بمجرد دراسة هذه المقدمة؛ لأعطيته فيها أعلى شهادة بها: الدكتوراة، لبحث الإنجيل وكتابة المقدمة في نحو مائة صفحة؛ لكن عبارة عن كتاب دراسي تحقيقي، منتهى ما يكون من قوة في البحث والدليل والبرهان، وأظن أن الرجل أسلم، كتابته تدل على إسلامه، وابنه كان من أشر الناس وألعنهم، قتل، وهو أشك أنه قد مات مسلما.
{فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا}. ليخربوا، وقد بدأوا. ماذا بعد ذلك؟. انتهى اليهود، والأمارة بيننا وبين ربنا: أن يفسدوا مرة ثانية، ويدخلوا الأقصا، وقد دخلوه، ولم يبق الآن إلا الخروج.
عندما وجدت هذا المعنى وانتبهت له، عادت إلي عقيدتي، وعاد إلي سلامة التفكير، وأحمد الله وأشكره ولا أزال. وقصصت ذلك على والدي [العلامة محمد الزمزمي الكتاني] في فاس، وأنا كنت أسكن سلا، فانتبه وأقرني، وقال لي: "ويؤكد فهمك: آخر السورة؟ ". ماذا؟، الله تعالى قص علينا بعد أن نصر موسى على فرعون وآل فرعون، قال: {وقلنا من بعده – من بعد غلبة فرعون ونصر موسى – لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا}. [الإسراء/ 104]. إذا جاء وعد الفساد الآخر، التالي الأخير، الذي ليس بعده ثالث: {جئنا بكم لفيفا} ".
وهذا – أيضا – من المعجزات القرآنية العظيمة العجيبة، اللفيف في لغة العرب: العدد من ثلاثة إلى تسعة إلى عشرة، ومعناه: سيأتي اليهود إلى الأقصا إلى فلسطين لفيفا لفيفا. من أين؟. قال الله في سورة الأعراف: {وقطعناهم في الأرض أمما}. [الأعراف/ 168]، وهذا الذي حدث خلال خمسين عاما ولا يزالون يتجمعون من مختلف أقطار الأرض بالواحد والاثنين والثلاثة والخمسة، والسبعة والعشرة يتجمعون.
{وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا. وبالحق أنزلناه وبالحق نزل}. [الإسراء/ 104، 105]. يقول تعالى عن كتابه: بالحق أنزله وبالحق نزل على رسول الله عليه الصلاة والسلام، كل ما فيه حق، وأنزله بحقه على النبي الحق محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام.
نتابع مع الشيخ الكتاني إن شاء الله تعالى: =
نهاية "إسرائيل" في السنة النبوية:
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[13 Mar 2009, 05:23 م]ـ
نهاية "إسرائيل" في السنة النبوية:
هذا المعنى أكده رسول الله عليه الصلاة والسلام بحديث متواتر، ويكاد أن يكون هذا الحديث من قبل غير مقبول أو غير مفهوم، وقد جاء سيد المحدثين والحفاظ، والذي قل أن مضى مثله ولم يأت بعده نظيره باليقين؛ وهو: الحافظ الإمام الحجة أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المصري، في كتابه: "فتح الباري" عند شرحه لهذا الحديث، ولم أقله بعد، وسأقوله، فشرحه ولفت النظر إليه، ولكن عندما أراد النتيجة لم يصل إلى نتيجة، لأنه كما يقال في القواعد المنطقية: "الحكم على الشيء فرع تصوره"، فما كان يتصور العقل الإنساني إذذاك، ولا العقل منذ خمسين سنة فقط أن اليهود ستكون لهم قائمة وتكون لهم دولة.
قلنا: هذه الآية فسرها النبي عليه الصلاة والسلام فقال كما في صحيح مسلم، وصحيح البخاري، والكتب الستة، وصحيح ابن خزيمة، وصحيح ابن حبان، وصحيح الحاكم ... وغير ذلك من أمهات السنة، عن جماعة من الصحابة؛ فيهم: عمر، وفيهم: علي، وفيهم: ابن مسعود، وفيهم: ابن عباس ... إلى ثلاثة عشر صحابيا رضي الله عنهم: قال عليه الصلاة والسلام: "تقاتلكم اليهود، فتقاتلونهم، فتنتصرون عليهم، حتى يقول الشجر والحجر والمدر: يا عبد الله، يا عبد الرحمن، يا مسلم؛ هذا يهودي خلفي تعال فاقتله!. إلا الغرقد".
هذا الحديث عجيب غريب، كان يقول عمر بن الخطاب: "إن معجزات محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام بعد موته لأعظم منها في حياته"، وأنا أقول هذا والله قبل أن أسمع هذه الكلمة وأرويها عن عمر.
(يُتْبَعُ)
(/)
نحن نعيش في معجزاتٍ ذكرها القرآن، ومعجزات كثيرة كثيرة جدا ذكرها رسول الله في الحديث النبوي، نعيش في واقعها، آمنا بها شهودا وواقعا، ولم يؤمن بها من قبلنا إلا تصديقا، كما آمن من قبلنا في عصر الصحابة بما أدركوه من رسول الله من معجزات شهودا، وآمنا بها تصديقا. ولكن معجزاتنا أكثر من معجزاتهم!.
مناقشة جواب الحافظ ابن حجر لحديث "تقاتلكم اليهود":
"تقاتلكم يهود": قال الحافظ ابن حجر: "تقاتلكم معناها: يبتدئوننا بالقتال"، قال: "وكيف ذلك واليهود أذل من جسع النعل؟ ". كيف يتصور أن اليهود المشردون المقذوفون بالنعال على الأبواب يصبح لهم شأن حتى يبتدئوننا بالقتال؟. قال: "يكون ذلك أيام الدجال".
ولكن لو فكر الحافظ قليلا؛ لوجد حتى هذا المعنى لا يمكن أن يستقيم؛ لأن الدجال - كما حدثت به الأحاديث المتواترة - عندما سيظهر؛ سيظهر وهو مدع للألوهية كفرعون، ولا يظهر على أنه يريد أن يجعل لليهود شأنا أو دولة أو سلطانا، فهو مدع الألوهية، وسيقول لهم من خزعبلاته وشعوذاته ما يشبه الجنة والنار، يضلل بها ويفسد بها، صحيح هو يهودي كما ثبت في الأخبار النبوية، وأكثر أنصاره من اليهود كما ثبت في الأخبار النبوية، وسبعون ألفا يتبعونه من يهود أصبهان ببلاد فارس كما قالت الأخبار النبوية، ولكن عندما سيقاتل سيقاتل وهو يدعي الألوهية، واليهود عندما قاتلونا الآن ما قاتلونا لأنهم يدعون الألوهية.
بالعكس، قالوا بأنهم يريدون أن يجددوا دينهم، ويؤمنون بالأنبياء، ويعادوا من الشيوعية والإلحاد قالوا: إلى الدين، أما هذا؛ فيدعو إلى نفسه، ولذلك فإن هذا المعنى الذي قاله الحافظ ليس بصحيح، ولا يحتاج إلى إجابات، فنحن نعيش في واقع، ليس حتى يأتي الدجال بأية حال، وإن كان الدجاجلة كما يقول عليه الصلاة والسلام هم سبعون دجالا، وحتى السبعون هؤلاء هم أظهرهم، ولا مفهوم للعدد، ولكن أكبرهم وأكثرهم تسلطا، وأكثرهم افتراء على الله وادعاء ما ليس له: الدجال الذي سيدعي الألوهية، وليس هو هذا، ولم يأت بعد.
وإن كان اثنان من أهل العلم: شيخ في الشام، وشاب في المغرب قالا هذا، ومن الغريب: كانوا يقولون على هذا العسكري، هذا الأعور [موشي دايان] هو: الأعور الدجال، وأنه سيبقى اليهود هناك إلى أن سيأتي المهدي ويأتي عيسى، ولكن سرعان ما ذهب الدجال، هو دجال، ولكن دجال صغير، ما وصل إلى درجة دجال كبير. وانتهى.
كتبه شخص، لا أدري ما فعل الشاب الذي في المغرب، وكتبه شيخ له شأن في العلم، وكتبه شاب أيضا من أهل العلم، واجتمعت بهما كليهما، وزيفت لهما قولهما، ولكن بقيا مصرين على رأيهما!.
نتابع مع الشيخ الكتاني إن شاء الله تعالى: =
مراحل حربنا مع إسرائيل طبقا للحديث: ثلاثة:
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[14 Mar 2009, 12:45 ص]ـ
مراحل حربنا مع إسرائيل طبقا للحديث: ثلاثة:
"تقاتلكم يهود، فتقاتلونهم، فتنتصرون عليهم": هي ثلاث مراحل قالها عليه الصلاة والسلام:
الأولى: "تقاتلكم يهود". بمعنى: سيبقون يقاتلوننا وحدهم دون أن نقاتلهم، وقد كان هذا منذ سنة 1947 إلى سنة 1973، واليهود يقاتلوننا وحدهم دون مقاومة ولا مقابل، أخذوا من مصر ما تعلمون، وأخذوا من الشام ما تعلمون، وأخذوا الأقصى، وأخذوا من الأردن ما تعلمون، بل وأخذوا من لبنان ما تعلمون، ونحن نصيح صياح الديكة دون مقاومة، ولكن الله كريم، أبى إلا أن يصدق نبيه الذي لا ينطق عن الهوى بل هو وحي يوحى.
فجاءت المرحلة الثانية في رمضان، وفي ستة أكتوبر كما نقول، أو ستة تشرين، وأما نحن لا تشرين ولا شباط، عشرة رمضان سنة 1393، لأول مرة في الحروب التي مضت كلها، ابتدأناهم بالقتال، فأكرمنا الله، وأعاد لنا هيبتنا واحترامنا واعتبارنا، بالرغم من كوننا لم ننجح النجاح الكامل، ولكن رجع لنا اعتبارنا، وأصبح الجندي العربي المسلم من جديد له شأنه، وله سلطانه، وله اعتباره، ورحم الله فيصل وجزاه الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء، وأعان خلفه وأعوانه: الملك خالد، وجازى الله كذلك عنا الرئيس السادات، ووفقهم في هذا الاجتماع الذي يجتمعون فيه الآن في الرياض. [كان هذا قبل اتفاقية كامب ديفيد، إذ بعدها اتخذ صاحب المحاضرة موقفا عدائيا من السادات].
(يُتْبَعُ)
(/)
بدأناهم ولأول مرة خلال هذه الحروب: "تقاتلكم يهود، فتقاتلونهم": لأول مرة ابتدأنا نقاتلهم، وفي خلال ساعات - أيضا - كان قيام فرعون الجديد، خلال ساعات أضاعت البلاد والعباد، أيام فيصل والسادات خلال ساعات جئنا لما سموه الحصن، ولما سموه الصاع، ولما سموه أنه أعظم خط ناجين وخط وخط، خط برلين، فخربوه خلال ساعات، وبأشياء اخترعت لم يذكروها جميعا، وأعظم ما ظهر من كتب في المعركة: كتاب كتبه خمسة ضباط عسكريين شاركوا في المعركة، ذكروا عجائب وغرائب، وسكتوا عن كثير، قالوا: "لم يحن الوقت بعد لنذكرها". وأصبحت هذه المعركة بجميع تفاصيلها تدرس في الكليات الحربية في العالم، في بلاد العدو، وفي البلاد الصديقة. "فتقاتلونهم": المرحلة الثانية مضت، ماذا يبقى؟.
المرحلة الثالثة: "فتنتصرون عليهم": أنا قلت في أيام المعركة ولم أكن أصدقها إلا بعد أيام، وأكرمني الله وذهبت بعد ذلك إلى مصر، قصد الوفود عليها وإلقاء المحاضرات في جامعتها، فقلت هذا وذكرته، ونوهت به بين عسكريين ومدنيين وسياسيين وغيرهم.
المعركة الثالثة: قلت عن المعركة: "مع ذلك هي فجر كاذب سيعقبه فجر صادق"، والفجر الكاذب مع الفجر الصادق متصلان، بينهما زمن قليل، والأشياء نسبية، نحن الآن على أبواب الفجر الصادق، كيف سيكون؟، الله أعلم.
وقد شاء وحدثنا بذلك من لا ينطق عن الهوى محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام: "فتقاتلونهم فتنتصرون عليهم"، هذا الانتصار سيكون ساحقا. بيانه بالتفصيل: هذا النصر حتى يقول الشجر والحجر والمدر: يا عبد الله، يا عبد الرحمن، يا مسلم"، لا حاجة إلى نطق لا حجر ولا شجر ولا مدر، ولكنه لسان الحال. كيف ذلك؟.
اليهود جعلوا من فلسطين – ولا يزالون يجعلون – حصنا بأكمله، جعلوا من الشجر، ومن المزارع، ومن الدور، ومن الحديد، حصونا من فولاذ، وإن كان عندما يأتي أمر الله لا فولاذ ولا غير فولاذ، تحطمَ مع برلين، وانتهى، وانتهى مع برلين، وأصبح في الأمس الدابر، وأصبح أسطورة وخرافة، هم وإياه.
هذا النصر سيكون من الحرب التي يسمونها باللغة العسكرية الحديثة: ["الأرض المحروقة"]؛ الحرب الحارقة المدمرة، التي لا تبقي على الأرض حيا، لا من إنسان، ولا من حيوان، ولا من طائر، ولا يبقي بناء على بناء، ولا يبقي شجر قط، هذا الذي سيحدث، سيذهب البناء، كل الأبنية كلها ستصبح خرابا، الأشجار وما يبنون من غابات ستصبح جذوعا، على عادة اليهود في حروبهم لا يقاتلون كما قال تعالى عنهم: {لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جُدُر بأسهم بينهم شديد}. [الحشر/ 14]. صدق الله العظيم.
وحربهم القديمة التي حكي لنا عنهم، وسواء في العهد النبوي أو في عهودهم في حربنا معهم، اليهودي لا يحاربك إلا وراء دبابة، إلا وراء مصفحة، إلا وراء حصن، إلا في طائرة في بعيد الأجواء، إذا قابلته وجها لوجه؛ يفر ويهرب، وهذا تراه في حرب الكرامة وحرب وحرب وحرب؛ وقع لليهود ما لا يخطر لهم ببال.
هؤلاء عندما ستهدم حصونهم وما كانوا يلهفون ويختفون وراءه؛ سيحاول أن يختفي منهم من سيبقى، وسوف لا يجد ما يختفي فيه إلا خرائب لا تكاد تخفي جسده كله، وإلا جذوع الشجر لا تكاد تخفي جسده كله، فيحاول أن يختفي، فيبقى رأسه وشيء من جسده ظاهرا، فكأن تلك الحجارة والخراب، وكأن تلك الجذوع الباقية من الغاب والشجر، تقول كما قال النبي: "هذا يهودي خلفي؛ تعال فاقتله! ". فيجهز عليه فيُقتل، ويتنادى بشعار الإسلام: يا عبد الله يا عبد الرحمن يا مسلم، [عبد الله و] عبد الرحمن: اسم إسلام، وآخر باسم الإسلام مباشرة: يا مسلم.
عندما سيكون الفجر الصادق، ونحن على أبوابه بفضل الله، ستكون المعركة إسلامية، انتهينا من خرافة القومية العربية والوطنية ... وغيرها. العرب لم يكن لهم شأن إلا بالإسلام، وعندما حاولوا أن يتركوا الإسلام ذلوا، وأصبحوا أتباعا لليهود والنصارى، عندما غيروا القيادة المحمدية بقيادة ماركس ولينين، وبقيادة الوجوديين، وبقيادة هذه الأسماء القذرة الوسخة؛ امتُهنوا وذلوا، ولا يزالون، وعندما سينتهي ذلك، بعد أن أخذوا العبرة من الواقع؛ ستتحول المعركة، وينقلب الوضع، عندما قدموا فيصل – رحمه الله – انتهت الدعوة إلى القومية وإلى الوطنية، وإلى غير هذا الكلام الذي ما عاد على المسلمين إلا بالذل والهوان، تحولت المعركة إسلامية بداية.
(يُتْبَعُ)
(/)
فعندما سيأتي الفجر الصادق، وهو المرحلة، مرحلة النصر؛ سيتنادى المسلمون في الأرض: "يا مسلم؛ هذا يهودي خلفي؛ تعال فاقتله"، إلا الغرقد، وفي رواية: "والغرقد من شجر اليهود". الغرقد في المغرب يسمى: القِقْلان، نبات عريشي يسيج به اليهود دورهم وحصونهم، له حب أصفر كحب الحداس، سمعت مرة أن اسمه "ضاع"، هذا إلى الآن كل حصونهم وبساتينهم وقللهم ورياضهم محصنة به، واللون الأصفر عندهم مقدس، رايتهم هكذا، وقصة البقرة الصفراء في القرآن هكذا.
هذا سوف لا يتكلم؛ لماذا؟. لأنه لا يستطيع، لأن هذا العريش كالسنابل، سيحاولون عندما لا يجدون بناء قائما، ولا شجرة قائمة، ولا شيئا شاخصا يختفون حوله؛ سيختفون خلف هذه العوث، هذه بمجرد ما تأتي موجة خفيفة من الهواء أو الأثير؛ إلا وتتمايل يمينا وشمالا، وتكشف ما اختفى وراءها. هي في الأصل ما كانت تكتمهم ولا تسترهم.
وهكذا أصبحنا نعتقد بوعد الله الحق على لسان رسوله الصادق بأن هؤلاء الذين وُعدوا، هذه الفئة على لسان أنبيائهم؛ التقى كلامهم مع كلام كتابنا، أن الأرض أرض الميعاد، ولكن الميعاد: للذبح، وذلك استدراج. ومن الحكمة؛ لو ذهب الإنسان يريد أن يقتل اليهود في الأرض؛ لكان ذلك – بحسب العادة – مستحيلا، لماذا؟. لو ذهبت إلى أمريكا لتقتل كلبا أو كلبين من اليهود؛ لقامت أمريكا في وجهك، ولم تقم لك قائمة، وقيل: قتلت مواطنا. لو ذهبت إلى فرنسا؛ نفس الشيء، لو ذهبت إلى روسيا؛ نفس الشيء، هؤلاء هم يتملصون منك، ويأتونك على مرمى حجر منك ومن أرضك ومن بلادك، يدفعهم الشغف والطمع والأماني الباطلة.
حتى إذا جاء وعد الله؛ جعل أرضهم دكا، وخربت بلادهم تخريبا، وسيكون ذلك على يد من سينصره الله، فيعز المسلمين في أيامه وعلى يديه، وكما قال عليه الصلاة والسلام: "طوبى لمن خلقه الله وجعل الخير على يده، ويا ويل من خلقه الله وجعل الشر على يده".
نحن نكتفي بهذا الآن، ونشكركم على استماعكم، ونشكر الجامعة على أن أتاحت لنا هذه الفرصة لنعود من جديد لنكلم طلابنا، ونتحدث مع زملائنا. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
تمت
منقول(/)
فوائد من كتب الإمام ابن الجوزي رحمه الله
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[12 Mar 2009, 05:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد:
فيطيب لي أيها المباركون أن أقدم لكم شيئاً مما جمعته من فوائد من كتب الإمام ابن الجوزي رحمه الله رحمة واسعة وغفر له، وهذا الجمع يأتي استكمالاً لم تم الشروع فيه من جمع الفوائد من كتب الأئمة وإيفاءً بالوعد الذي وعدته بجمع الفوائد منها.
والأصل أن فوائد كل كتاب تعرض في حلقة واحدة إلا إن طالت فوائد الكتاب فتعرض في جملة من الحلقات.
وفي الختام أقول كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: (والله أسأل أن لا يجعل ما علمنا علينا وبالا، وأن يرزقنا العمل بما يرضيه سبحانه وتعالى).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الكتاب الأول: صيد الخاطر:
الطبعة التي يتم منها النقل، طبعة دار ابن خزيمة، تحقيق وتعليق عامر بن علي ياسين، الطبعة الثانية 1419هـ. (مجلد واحد، عدد الصفحات 773).
الفوائد.
1 ـ قد يعرضُ عند سماع المواعظ للسامع يقظة، فإذا انفصل عن مجلس الذكر عادت القسوة والغفلة!
فتدبرت السبب في ذلك فعرفته.
ثم رأيت الناس يتفاوتون في ذلك:
فالحالة العامة أن القلب لا يكون على صفته من اليقظة عند سماع الموعظة وبعدها لسببين:
أحدهما: أن المواعظ كالسياط، والسياط لا تُؤلم بعد انقضائها إيلامها وقت وقوعها.
والثاني: أن حالة سماع المواعظ يكون الإنسان فيها مزاحُ العلة، قد تخلى بجسمه وفكره عن أسباب الدنيا، وأنصت بحضور قلبه، فإذا عاد إلى الشواغل اجتذبته بآفاتها فكيف يصح أن يكون كما كان؟!.
إلا أن أرباب اليقظة يتفاوتون في بقاء الأثر:
فمنهم من يعزم بلا تردد، ويمضي من غير التفات فلو توقف بهم ركب الطبع لضجوا كما قال حنظلة عن نفسه: نافق حنظلة.
ومنهم أقوام يميل بهم الطبع إلى الغفلة أحياناً، ويدعوهم ما تقدم من المواعظ إلى العمل أحياناً، فهم كالسنبلة تُميلها الرياح.
وأقوام لا يؤثر فيهم إلا بمقدار سماعه كماء دحرجته على صفوان. ص37 ـ 38.
2 ـ كان الفضيل بن عياض يقول: إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق دابتي وجاريتي.
واعلم وفقك الله أنه لا يُحس بضربةٍ مُبنج، وإنما يعرفُ الزيادة من النقصان المحاسِبُ لنفسه.
ومتى رأيتَ تكديراً في حال، فاذكر نعمةً ما شُكِرت أو زلةً قد فُعلت. ص49.
3 ـ تأملت حرص النفس على ما مُنِعت منه، فرأيتُ حرصها يزيد على قدر قوة المنع.
وفي الأمثال: المرء حريصٌ على ما مُنع، وتواق إلى ما لم ينل.
ويقال: لو أُمر الناس بالجوع لصبروا، ولو نهوا عن تفتيت البعر لرغبوا فيه وقالوا: ما نهينا عنه إلا لشيء.
وقد قيل: أحب شيء إلى الإنسان ما مُنعا.
فلما بحثت عن سبب ذلك وجدت سببين:
أحدهما: أن النفس لا تصبر على الحصر فإنه يكفي حصرها في صورة البدن فإذا حُصِرت في المعنى بمنعٍ زاد طيشها. ولهذا لو قعد الإنسان في بيته شهراً لم يصعب عليه، ولو قيل له: لا تخرج من بيتك يوماً طال عليه.
والثاني: أنها يشق عليها الدخول تحت حُكمٍ، ولهذا تستلذ الحرام، ولا تكاد تستطيب المباح.
ولذلك يسهل عليها التعبد على ما ترى وتؤثره لا على ما يُؤثر. ص 87 ـ 88.
(علق المحقق بقوله: أي: تتعبد كما تشاء بالبدع والأهواء، ولكن الالتزام بما يؤثر من السنن صعب ويحتاج إلى صبر ومعاناة).
4 ـ قال أبو بكر المروذي: سمعت أحمد بن حنبل يرغبُ في النكاح، فقلت له: قال ابن أدهم. فما تركني أتمم حتى صاح علي وقال: أذكُرُ لك حال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وتأتيني ببنيات الطريق؟! ص 120.
بقية الفوائد تأتي تباعاً.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[12 Mar 2009, 05:48 م]ـ
حصل سبق قلم في العنوان والعنوان الصحيح هو (فوائد من كتب الإمام ابن الجوزي رحمه الله).
[تم تعديل العنوان، مع الدعاء لك بالتوفيق. المشرف: أبومجاهدالعبيدي]
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[14 Mar 2009, 05:30 م]ـ
5 ـ أصل الأصول العلم، و أنفع العلوم النظر في سِيَرِ الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه (أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده). ص127.
(يُتْبَعُ)
(/)
6 ـ احذروا إخواني من الترخص فيما لا يؤمن فساده فإن الشيطان يُزين المباح في أول مرتبة، ثم يجُرُ إلى الجناح، فتلمحوا المآل، وافهموا الحال وربما أراكم الغاية الصالحة، وكان في الطريق إليها نوعُ مخالفة!
فيكفي الاعتبار في تلك الحال بأبيكم: (هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى). إنما تأمل آدم الغاية وهي الخلد ولكنه غلط في الطريق.
وهذا أعجب مصايد إبليس التي يصيد بها العلماء يتأوّلون لعواقب المصالح، فيستعجلون ضرر المفاسد!. ص 153.
7 ـ قال بعض العلماء: إن الله تعالى قال في المكروهات: (كُتِبَ عليكم الصيام) على لفظٍ لم يُسَم فاعلُه، وإن كان قد عَلِمَ أنه هو الكاتب. فلما جاء إلى ما يوجب الراحة قال: (كتب ربكم على نفسه الرحمة). ص 164.
8 ـ لقيت مشايخ، أحوالهم مختلفة، يتفاوتون في مقاديرهم في العلم، وكان أنفعهم لي في صحبته العامل منهم بعمله، وإن كان غيره أعلم منه.
ولقيت جماعة من علماء الحديث يحفظون ويعرفون، ولكنهم كانوا يتسامحون بغيبة يخرجونها مخرج جرح وتعديل، ويأخذون على قراءة الحديث أجرة، ويسرعون بالجواب لئلا ينكسر الجاه، وإن وقع خطأ.
ولقيت ُ عبدالوهاب الأنماطي فكان على قانون السلف، لم يُسمع في مجلسه غِيبة، ولا كان يطلب أجراً على سماع الحديث، وكنت إذا قرأت عليه أحاديث الرقائق بكى واتصل بكاؤه، فكان ـ وأنا صغير السن حينئذ ـ يعملُ بكاؤه في قلبي ويبني قواعد، وكان على سمت المشايخ الذين سمعنا أوصافهم في النقل.
ولقيت الشيخ أبا منصور الجواليقي، فكان كثير الصمت، شديد التحري فيما يقول، متقناً، محققاً، وربما سُئِل المسألة الظاهرة التي يُبادِرُ بجوابها بعضُ غلمانه، فيتوقف فيها حتى يتيقن، وكان كثير الصوم والصمت.
فانتفعت برؤية هذين الرجلين أكثر من انتفاعي بغيرهما.
ففهمت من هذه الحالة أن الدليل بالفعل أرشد من الدليل بالقول.
ورأيت مشايخ كانت لهم خلوات في انبساط ومُزاح، فراحوا عن القلوب، وبدد تفريطهم ما جمعوا من العلم، فقل الانتفاع بهم في حياتهم، ونُسوا بعد مماتهم، فلا يكاد أحد أن يلتفت إلى مصنفاتهم.
فالله الله في العلم بالعمل فإنه الأصل الأكبر.
والمسكين كل المسكين من ضاع عمره في علم لم يعمل به، ففاته لذات الدنيا وخيرات الآخرة، فقدم مفلساً على قوة الحجة عليه. ص258 ـ 260.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[16 Mar 2009, 12:46 ص]ـ
9 ـ كان ابن عقيل رحمه الله يقول: من قال: إني لا أحب الدنيا فهو كذاب فإن يعقوب عليه السلام لما طُلب منه ابنه بنيامين قال: (هل آمنكم عليه) فقالوا: (ونزداد كيل بعير) فقال: خذوه. ص273.
10 ـ للحفظ أوقات من العمر، فأفضلها الصبا وما يقاربه من أوقات الزمان، وأفضلها إعادة الأسحار وأنصاف النهار، والغدوات خير من العشيات، وأوقات الجوع خير من أوقات الشبع.
ولا يحمد الحفظ بحضرة خضرة وعلى شاطئ نهر لأن ذلك يُلهي، والأماكن العالية للحفظ خير من السوافل.
والخلوة أصل.
وجمع الهم أصل الأصول.
وترفيه النفس من الإعادة يوماً في الأسبوع ليثبت المحفوظ، وتأخذ النفس قوة كالبنيان يُترك أياماً حتى يستقر، ثم يُبنى عليه.
وتقليل المحفوظ مع الدوام أصل عظيم.
وأن لا يشرع في فن حتى يُحكِم ما قبله.
ومن لم يجد نشاطاً للحفظ فليتركه فإن مكابرة النفس لا تصلح.
ثم لينظر ما يحفظ من العلم فإن العمر عزيز والعلم غزير، وإن أقواماً يصرفون الزمان إلى حفظ ما غيره أولى منه، وإن كان كل العلوم حسناً، ولكن الأولى تقديم الأهم والأفضل.
وأفضل ما تُشوغِل به حفظ القرآن، ثم الفقه، وما بعد هذا بمنزلةِ تابع.
ومن رزق يقظة دلته يقظته فلم يحتج إلى دليل، ومن قصد وجه الله تعالى بالعلم دله المقصود على الأحسن، (واتقوا الله ويعلمكم الله). ص 311 ـ 313.
11 ـ إخواني! اسمعوا نصيحة من قد جرب وخبر.
إنه بقدر إجلالكم لله عز وجل يجلكم، وبمقدار تعظيم قدره واحترامه يعظم أقداركم وحرمتكم.
ولقد رأيت والله من أنفق عمره في العلم إلى أن كبرت سِنه، ثم تعدى الحدود، فهان عند الخلق، وكانوا لايلتفتون إليه مع غزارة علمه، وقوة مجاهدته.
ولقد رأيت من كان يراقب الله عز وجل في صبوته ـ مع قصوره بالإضافة إلى ذلك العالم ـ، فعظم الله قدره في القلوب حتى علقته النفوس ووصفته بما يزيد على مافيه من الخير. ص336.
12 ـ والله لقد رأيت من يكثر الصلاة والصوم والصمت، ويتخشع في نفسه ولباسه والقلوب تنبو عنه، وقدره في الناس ليس بذاك!
ورأيت من يلبس فاخر الثياب وليس له كبير نفل ولا تخشع، والقلوب تتهافت على محبته.
فتدبرت السبب فوجدته السريرة.
فمن أصلح سريرته، فاح عبير فضله، وعبقت القلوب بنشر طيبه.
فالله الله في السرائر، فإنه ما ينفع مع فسادها صلاح ظاهر. ص 355.
13 ـ قرأت سورة يوسف عليه السلام، فتعجبت من مدحه عليه السلام على صبره، وشرح قصته للناس، ورفع قدره بترك ما ترك.
فتأملت خبيئة الأمر فإذا هي مخالفة للهوى المكروه.
فقلت: واعجباً! لو وافق هواه من كان يكون؟! ولما خالفه لقد صار أمراً عظيماً تُضرب الأمثال بصبره ويفتَخِرُ على الخلق باجتهاده، وكل ذلك قد كان بصبر ساعة، فيا له عزاً وفخراً أن تملك نفسك ساعة الصبر عن المحبوب وهو قريب.
فتلمحوا رحمكم الله عاقبة الصبر ونهاية الهوى، فالعاقل من ميز بين الأمرين الحلوين والمرين، فإن عَدَلَ ميزانه، ولم تمل به كفة الهوى رأى كل الأرباح في الصبر، وكل الخسران في موافقة النفس.
وكفى بهذا موعظة في مخالفة الهوى لأهل النهى، والله الموفق. ص 366 ـ 367.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[17 Mar 2009, 01:02 ص]ـ
14 ـ رأيت من الرأي القويم أن نفع التصانيف أكثر من نفع التعليم بالمشافهة لأني أشافه في عمري عدداً من المتعلمين، وأشافه بتصنيفي خلقاً لا تحصى ما خلقوا بعد.
ودليل هذا أن انتفاع الناس بتصانيف المتقدمين أكثر من انتفاعهم بما يستفيدونه من مشايخهم.
فينبغي للعالم أن يتوفر على التصانيف إن وفق للتصنيف المفيد فإنه ليس كل من صنف صنف، وليس المقصود جمع شيء كيف كان، وإنما هي أسرار يطلع الله عزوجل عليها من شاء من عباده ويوفقه لكشفها فيجمع ما فُرق، أو يرتب ما شُتت، أو يشرح ما أُهمل، هذا هو التصنيف المفيد.
وينبغي اغتنام التصنيف في وسط العمر لأن أوائل العمر زمن الطلب، وآخره كلال الحواس. ص 386 ـ 387.
هذه أيها الإخوة جملة من فوائد هذا الكتاب العاطر، صيد الخاطر، وحق جملة من الموضوعات في الكتاب الحفظ وليس القراءة فقط، ولقد من الله علي بقراءة الكتاب ثلاث مرات، وكنت في كل مرة أقيد فوائد جديدة لم أقيدها في القراءة التي قبلها، وأحببت فقط إتحافكم بشيء من فوائده لأن هذا الكتاب لا يستغنى عن قراءته مطلقاً، ومن باب النصح آمل ممن لم يقرأ هذا الكتاب أن يقتني نسخة دار ابن خزيمة بتحقيق عامر علي ياسين فقد تعقب ابن الجوزي رحمه الله في عدة مواطن من كتابه وهي تعقبات نافعة مهمة لقارئ الكتاب للمرة الأولى.
هذا ما تهيأ إعداده وتيسر إيراده، ويلي هذا الكتاب كتاب آخر من كتب الإمام ابن الجوزي رحمه الله.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[19 Mar 2009, 06:07 م]ـ
الكتاب الثاني: حفظ العمر:
الطبعة التي يتم منها النقل، طبعة دار البشائر الإسلامية، الطبعة الثانية 1429هـ، تحقيق وتعليق الشيخ محمد بن ناصر العجمي.
الفوائد:
1 ـ دخل بعض العلماء مقبرة، فقال: لا إله إلا الله، ما فيهم أحد إلا وله حوائج ما قضاها، يقول: سأفعل. ص 59.
2 ـ قد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من قال سبحان الله العظيم وبحمده غُرست له نخلة في الجنة).
فالعجب لهذا يضيع زمانه في غير الغرس، ولو أنه ذاق طعم النخيل لا ستكثر من غرس النخل. ص62.
3 ـ ليتفكر الإنسان في صائم جلس وقت العشاء ليفطر مع من كان مفطراً وكلاهما يشبع حينئذ، وقد ذهب تعب الصوم وراحة الإفطار وتباين الحال في الثواب.
وكذلك أخوان، طلب أحدهما العلم من صغره وآثر الآخر البطالة، فاجتمعا عند علو السن فقعدا في مكان، فلاح على هذا أثر التعب وقد حصل العلم والتقوى، وليس بيد ذاك من آثار الراحة شيء بل إن تفكر تحسر، فأف لعاقل يستعجل البطالة وينسى ما يجني. ص64.
4 ـ عن سفيان بن عيينة قال: كان رجل من السلف يلقى الأخ من إخوانه فيقول: يا هذا إن استطعت أن لا تسيء إلى من تحب فافعل، فقال له رجل: وهل يسيء الإنسان إلى من يحب؟ قال: نعم، نفسك أعز الأنفس عليك، فإن عصيت الله فقد أسأت إليها. ص 68.
هذا ما تيسر إيراده من هذا الكتاب النافع والقصير، فعدد صفحاته لا تتجاوز السبعين، وفقنا الله وإياكم لكل ما يحب ويرضى، ويلي هذا الكتاب كتاب آخر من كتب الإمام ابن الجوزي رحمه الله.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[20 Mar 2009, 09:03 م]ـ
الكتاب الثالث: تنبيه النائم الغمر على مواسم العمر:
الطبعة التي يتم منها النقل، طبعة دار البشائر الإسلامية، الطبعة الثانية 1429هـ، تحقيق وتعليق الشيخ محمد بن ناصر العجمي.
الفوائد:
1 ـ اعلم وفقك الله أن مواسم العمر خمسة:
الموسم الأول: من وقت الولادة إلى زمان البلوغ، وذلك خمس عشرة سنة.
الموسم الثاني: من زمان بلوغه إلى نهاية شبابه، وذلك خمس وثلاثون سنة.
الموسم الثالث: من ذلك الزمان إلى تمام خمسين سنة، وذلك زمن الكهولة، وقد يقال: كهل لما قبل ذلك.
الموسم الرابع: من بعد الخمسين إلى تمام السبعين، وذلك زمان الشيخوخة.
الموسم الخامس: ما بعد السبعين إلى نهاية آخر العمر، فهو زمان الهرم. ص 37.
2 ـ قال الشاعر:
لا تسه عن أدب الصغير
وإن شكا ألم التعب
ودع الكبير لشأنه
كبر الكبير عن الأدب
وكان عبد الملك بن مروان يحب ابنه الوليد، ولا يأمره بالأدب، فخرج لحاناً، فقال: أضر حبنا بالوليد. ص 40.
3 ـ مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه على صبيان وهم يلعبون، فتفرقوا من هيبته، ولم يبرح ابن الزبير، فقال له: مالك لم تبرح؟
فقال: يا أمير المؤمنين، ما الطريق ضيقة فأوسعها لك، ولا لي ذنب فأخافك.
وقال الرشيد لولد وزيره وهو في دارهم: أيما أحسنُ، دارنا أو داركم؟
فقال: دارنا، قال: ولم؟ قال: لأنك فيها. ص41.
4 ـ يتبين فهم الصبي وعلو همته وقصرها باختياراته لنفسه، فإن الصبيان تجتمع للعب، فيقول العالي الهمة: من يكون معي؟ ويقول القاصر الهمة: مع من أكون؟
ومتى فاقت الهمة، وعلت همة الصبي، آثر العلم. ص42.
5 ـ فإذا راهق الصبي فينبغي لأبيه أن يزوجه.
والعجب من الوالد كيف لا يذكر حاله عند المراهقة، وما لقي وما عانى بعد البلوغ، أو كان قد وقع في زلة، فليعلم أن ولده مثله. ص 43.
6 ـ قال الحسن رحمه الله: الجنة قيعان، والملائكة تغرس، فربما فتروا، فيقال لهم: ما لكم فترتم؟ فيقولون: فتر صاحبنا، فقال: أمدوهم رحمكم الله. ص61.
هذا ما تيسر إيراده ويلي هذا الكتاب كتاب آخر من كتب الإمام ابن الجوزي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[22 Mar 2009, 07:23 م]ـ
الكتاب الرابع: بحر الدموع:
تحقيق إبراهيم باجس عبدالحميد، دار ابن حزم، الطبعة الرابعة 1428هـ.
قبل أن أشرع في الفوائد أود أن أبين مسألة أراها مهمة وهي:
أن الكتاب فيه رقائق توجد في غيره وفيه مخالفات عقدية ومبالغات فلينتبه لذلك.
يقول محقق الكتاب إبراهيم باجس ذاكراً الصعوبات التي واجهته في تحقيق الكتاب:
إيراد المصنف لكثير من الأحاديث الضعيفة والموضوعة، والحكايات المستغربة والمستهجنة عن أهل الكتاب وغيرهم من الزهاد، في كتبه الوعظية، وكثير من هذه الأحاديث والحكايات قدح فيها المؤلف رحمه الله في كتبه الأخرى مثل كتاب (الموضوعات) وكتاب (العلل المتناهية) وشنع على رواتها.
وأصبحت مقولة من يترجم لابن الجوزي أنه متشدد في نقد الأحاديث، متساهل في إيرادها في كتبه والاستشهاد بها.
قال ابن الأثير في (الكامل في التاريخ) في ترجمة أحمد بن محمد الغزالي الواعظ: (وقد ذمه أبو الفرج بن الجوزي بأشياء كثيرة، منها راويته في وعظه أحاديث غير صحيحة، والعجب أنه يقدح فيه بهذا، وتصانيفه هو ووعظه محشو به، مملوء منه).
الفوائد:
1 ـ يا ابن آدم، الدنيا مطية، إن ركبتها حملتك، وإن حملتها قتلتك. ص89.
2 ـ يقال:
أن أبا حنيفة رضي الله تعالى عنه كان يسكن بجواره شاب مولع بشرب الخمر، فكان أبو حنيفة يسهر الليل على النظر في الكتب والقراءة، وكان بينه وبين الشاب جدار، فكان يشربُ ويتمثل:
سأنشدهم إذا ما هم جفوني
أضاعوني وأي فتى أضاعوا
ويكثر التردد بهذا البيت، فكان أبو حنيفة يستأنس بكلامه.
فلما كان ذات ليلة، لم يسمع له أبو حنيفة حِساً، فلما خرج لصلاة الصبح سأل عنه، فقيل له: إن صاحب الشرطة لقاه مخموراً، فحمله إلى السجن، فلما صلى أبو حنيفة، مضى إلى منزل صاحب الشرطة، و استأذن عليه، وأعلمه بنفسه، فخرج إليه صاحب الشرطة حافي القدمين، عاري الرأس، وقبل يده، وقال: يا سيدي، وما بلغ من قدري حتى تأتيني إلى منزلي؟ فقال أبو حنيفة: إني جئتك في قضية جار لي سُجن الليلة، فقال: أشهدك يا سيدي أني أطلقته وجميع من سُجن في تلك الليلة.
قال: وانصرف أبو حنيفة والرجل معه. ثم التفت إليه، وقال: هل ضيعناك يا أخي، أم قمنا بحقك رعياً لقولك: أضاعوني وأي فتى أضاعوا؟
فقال: لا والله لم تضيعني، بل رعيتني، جزاك الله عن الجوار خيراً، وأشهدك أني تائب لوجه الله تعالى.
قال فلزم الإمام، وعبد الله حتى أتاه اليقين. ص154 ـ 155.
هذا ما تيسر إلى إيراده ويليه كتاب آخر من كتب الإمام ابن الجوزي رحمه الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[07 Apr 2009, 05:27 م]ـ
الكتاب الخامس: تعظيم الفتيا
قرأه وعلق عليه ووثق نصوصه وخرج أحاديثه مشهور بن حسن آل سلمان، الطبعة الأولى 1423هـ، مكتبة التوحيد.
1 ـ اُستفتِي الحسن بن زياد اللؤلؤي في مسألة فأخطأ، فلم يعرف الذي أفتاه، فاكترى منادياً فنادى: أن الحسن بن زياد اُستفتي يوم كذا وكذا في مسألة فأخطأ، فمن كان أفتاه بشيء فليرجع إليه، فمكث أياماً لا يُفتي حتى وجد صاحب الفتوى، فأعلمه أنه قد أخطأ، وأن الصواب كذا وكذا. ص 91 ـ 92.
2 ـ بلغني (القائل ابن الجوزي) عن بعض مشايخنا أنه أفتى رجلاً من قرية بينه وبينها أربعة فراسخ، فلما ذهب الرجل، تفكر، فعلم أنه أخطأ، فمشى إليه فأعلمه أنه أخطأ، فكان بعد ذلك إذا سُئل عن مسألة توقف، وقال: ما في قوة أمشي أربعة فراسخ. ص 92.
3 ـ عن مالك بن أنس قال: حدثني ربيعة قال: قال لي ابن خلدة وكان نعم القاضي: يا ربيعة أراك تفتي الناس، فإذا جاءك رجل يسألك فلا يكن همك أن تخرجه مما وقع فيه، وليكن همك أن تتخلص مما سألك عنه. ص126 ـ 127.
هذا ما تيسر إلى إيراده ويليه كتاب آخر من كتب الإمام ابن الجوزي رحمه الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[10 Apr 2009, 03:37 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا
وجزى الإمام ابن الجوزي -رحمه الله- خير الجزاء
فما أحسن نصحه وما أصدق عباراته
وإن لهذه الكلمات نورا لايوفق إليها الا من أنار الله بصيرته
قال تعالى: (ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور)
اللهم أنر بصائرنا وارزقنا الإخلاص في القول والعمل
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[11 Apr 2009, 07:39 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي فهد ووفقك وجمعنا ومن نقلت عنهم بمحد صلى الله عليه وسلم
كلام يثلج الصدر وتدمع له العيون سبحان من نور بصائرهم
لو كنت عندك لقبلت رأسك الناصح
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[13 Apr 2009, 12:38 ص]ـ
أستغفر الله يادكتور فاضل بل لو كنت عندك لقبلت رأسك، وأشكرك على حسن ظنك وتواضعك الذي أسأل الله بمنه وكرمه أن يرفعك به.
وأثني بالشكر للأخت أفنان، وأسأله سبحانه أن يجعلنا وإياكم من المتعاونين على الخير الدالين عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تسنيم]ــــــــ[13 Apr 2009, 12:12 م]ـ
واصل سددك الله ...
لكن!! هل
8 ـ لقيت مشايخ، أحوالهم مختلفة، يتفاوتون في مقاديرهم في العلم، وكان أنفعهم لي في صحبته العامل منهم بعمله، وإن كان غيره أعلم منه.
هل هي هكذا بعمله ام بعلمه
جزاك الله خيرا إنتقاء موفق
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[13 Apr 2009, 02:31 م]ـ
بارك الله فيك وزادك من فضله، والعبارة حصل فيها سبق قلم والصواب كما ذكرت (العامل منهم بعلمه).
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[17 Apr 2009, 02:05 م]ـ
الكتاب السادس: المُدهش.
الطبعة الأولى 1425 هـ، دار القلم، بعناية عبدالكريم محمد منير، وخلدون عبدالعزيز مخلوطة.
1 ـ الدنيا كامرأة فاجرة لا تثبت مع زوج، فلذلك عِيبَ طُلابُها.
وحدثتك الليالي أن شيمتها
تفريق ما جمعته فاسمع الخبرا
فكن على حذر منها فقد نصحت
وانظر إليها تر الآيات والعبرا
فهل رأيت جديداً لم يعد خَلقا
وهل سمعت بصفو لم يصركدرا.
ص 270.
2 ـ يامن يذنب ولا يتوب، كم كتبت عليك ذنوب؟ خل الأمل الكذوب، فرب شروق بلا غروب، واأسفى أين القلوب؟ تفرقت بالهوى في شعوب، ندعوك إلا صلاحك ولا تؤوب، واعجباً الناس ضروب.
متى تنتبه لصلاحك أيها الناعس!؟ متى تطلب الأخرى يا من على الدنيا ينافس؟ متى تذكر وحدتك إذا انفردت عن مؤانس؟ يا من قلبه قد جفا وجفنه ناعس! يا من تحدثه الآمال دع هذه الوساوس، أين الجبابرة الأكاسرة الشجعان الفوارس؟ أين الأُسدُ الضواري الكوانس؟ أين من اعتاد سعة القصور، حُبس من القبور في أضيق المحابس؟ أين الرافل في أثوابه عَرِيَ في ترابه عن الملابس؟ أين حارس الأموال أُخِذَ المحروس، وقُتِلَ الحارس؟!.
كأنك لم تسمع بأخبار من مضى
ولم تر في الباقين ما يصنع الدهر
فإن كنت لا تدري فتلك ديارهم
محاها مجال الريح بعدك والقطر
على ذاك مروا أجمعون وهكذا
يمرون حتى ينشرنهم الحشر
فحتام لا تصحو وقد قرب المدى
وحتام لا ينجاب عن قلبك السكر
بلى سوف تصحو حتى ينكشف الغطا
وتذكر قولي حين لا ينفع الذكر
ص 354 ـ 355.
3 ـ إذا هممت فبادر، وإن عزمت فثابر، واعلم أنه لا يدرك المفاخر من رضي بالصف الآخر.
إذا طلع نجم الهمة في ظلام ليل البطالة، ثم ردفه قمر العزيمة أشرقت أرض القلب بنور ربها. ص364 ـ 365.
4 ـ يا هذا!
إنما خلقت الدنيا لتجوزها لا لتحوزها، ولتعبرها لا لتعمرها، فاقتل هواك المائل إليها، وأقبل نصحي، و لا تعول عليها.
يا أقدام الصبر تحملي فقد بقي القليل، تذكري حلاوة الدعة يهن عليك مر السُرى، قد علمت أين المنزل؟ فاحد لها تسر. ص427 ـ 428.
5 ـ يا من كان له قلب فانقلب، قيام السحر يستوحش لك، صيام النهار يسأل عنك، ليال الوصال تعاتبك.
يا عزيزي:
ما ألفت الشقاء فكيف تصبر؟ أصعبُ الفقر ما كان بعد الغنى، وأوحش الذل ما كان بعد العز، وأشدهما العمى على الكبر. ص439.
بقية الفوائد تأتي تباعاً.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[21 Apr 2009, 03:18 م]ـ
6 ـ ياهذا!
الشيب أذان، والموت إقامة، ولست على طهارة.
العمر صلاة، والشيب تسليم.
يامن خيم حب الهوى في صحراء قلبه، اقلع الأطناب، فقد ضرب بوق الرحيل.
أما تسمع صوت السوط في ظهور الإبل؟
أما ترى عجلة السلب وقصر العمر؟
شارف الركب بلد الإقامة، فاستحث المطي.
ص 452 ـ 453.
7 ـ تلمح فجر الأجر يَهُن ظلام التكليف، إذا خرجت من شفة غدرك لفظة سفه، فلا تلحقها بمثلها تلقحها، ونسل الخصام مذموم، أوثق سبع غضبك بسلسة حِلمك، فإنه إن أُفلِت أتلف. ص461 ـ 462.
8 ـ ويحك!
إنما يكون الجهاد بين الأمثال، ولذلك مُنِعَ من قتل النساء والصبيان، فأي قدر للدنيا حتى يحتاج قلبك إلى محاربة لها؟
أما علمت أن شهواتها جيف ملقاة، أفيحسن بباشق الملك أن يطير عن كفه إلى ميتة؟ مهلاً (لا تمدن عينيك). ص485.
9 ـ ويحك!
لو عرفت قدر نفسك ما أهنتها بالمعاصي، إنما أبعدنا إبليس لأجلك، لأنه لم يسجد لك، فالعجب منك كيف صالحته وهجرتنا!. ص514.
10 ـ أكثر فساد القلب من تخليط العين، ما دام باب العين موثقاً بالغض فالقلب سليم من آفة، فإذا فُتَح الباب طار طائره وربما لم يعد.
(يُتْبَعُ)
(/)
يا متصرفين في إطلاق الأبصار، جاء توقيع العزل (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم)، إطلاق البصر ينقُشُ في القلب صورة المنظور، والقلب كعبة، وما يرضى المعبود بمزاحمة الأصنام. ص543.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[09 May 2009, 06:01 ص]ـ
11 ـ إخواني! تفكروا في الذين رحلوا، أين نزلوا؟ وتذكروا أن القوم نُوقشوا وسُئلوا، واعلموا أنكم كما تُعذلون عُذِلوا، ولقد ودوا بعد الفوات لو قبلوا.
سألت الدار تخبرني عن الأحباب ما فعلوا
فقالت لي: أناخ القوم أياماً وقد رحلوا
فقلت: فأين أطلبهم وأي منازل نزلوا
فقالت: بالقبور وقد لقوا والله ما عملوا
أناس غرهم أمل فبادرهم به الأجل
فنوا وبقي على الأيام ما قالوا وما عملوا
وأُثبتَ في صحائفهم قبيح الفعل والزلل
فلا يُستعتبون ولا لهم ملجا ولا حِيَل
ندامى في قبورهم وما يغني وقد حصلوا
ص 548.
12 ـ حر الصيف يُذكر حر جهنم، وبرد الشتاء محذرٌ من زمهريرها، والخريف ينبه على جني ثمار الأعمار، والربيع يحث على طلب العيش الصافي. ص576.
13 ـ يا هذا!
كنت تدعي حبنا، وتؤثر القرب منا، فما هذا الصبر الذي قد عنّ عنا؟
كنت تستطيب رياح الأسحار، وما تغير المهب، ولكن دخل فصلُ برد الفتور ولم تحترز، فأصابك زكام الكسل.
كنت في الرعيل الأول، فما الذي ردك إلى الساقة؟
قف الآن على جادة التأسف والزم البكاء على التخلف، فأحق الناس بالأسى من خُص بالتعويق دون الرفقاء. ص581.
14 ـ
أيها المرائي!
قلب من ترائيه
بيد من تعصيه. ص584.
15 ـ
العمل صورة والإخلاص روح.
خليج صاف أنفع من بحر كدر.
إذا لم تخلص فلا تتعب.
عمل المرائي بصلة كلها قشور.
المرائي يحشو جراب العمل رملاً فيثقله ولا ينفعه.
لما أخذ دود القز ينسج، أقبلت العنكبوت تتشبه، وقالت: لك نسج ولي نسج.
فقالت دودة القز: ولكن نسجي أردية الملوك، ونسجك شبكة للذباب وعند مس النسيجين يبين الفرق.
شجرة الصنوبر تثمر في ثلاثين سنة، وشجرة الدباء تصعد في أسبوعين، فتقول لشجرة الصنوبر: إن الطريق التي قطعتها في ثلاثين سنة قد قطعتها في أسبوعين، فيقال لي: شجرة، ولك شجرة.
فتجيبها: مهلاً إلى أن تهب ريح الخريف. ص606 ـ 607.
16 ـ قيل (لعامر بن عبد قيس): أما تسهو في صلاتك؟
قال: أو حديث أحب إلي من القرآن حتى أشتغل به؟!. ص 649.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[11 May 2009, 12:19 ص]ـ
17 ـ العلم والعمل توأمان أمهما علو الهمة.
أيها المعلم تثبت على المبتدي (وقدر في السرد) فللعالم رسوخ وللمتعلم قلق.
أيها الطالب تواضع في الطلب، فإن التراب بينا هو تحت الأخمص صار طهوراً للوجه، السهر مرقى إلى أطيب مرقد. ص715.
18 ـ
نُراعُ إذا الجنائز قابلتنا
ونسكن حين تخفى ذاهبات
كروعة ثلة لظهور ذئب
فلما غاب عادت راتعات
ص730.
19 ـ
يا هذا!
ظلمك لنفسك في غاية القبح، إلا أن ظلمك لغيرك أقبح.
ويحك!
إن لم تنفع أخاك فلا تؤذه، وإن لم تعطه فلا تأخذ منه، لا تشابهن الحية، فإنها تأتي الحفر الذي قد حفره غيرها فتسكنه، ولا تتمثلن بالعُقاب، فإنه يتكاسل عن طلب الرزق، ويصعد على مرقب عال، فأي طير صاد صيداً اتبعه، فلا تكون له همة إلا إلقاء صيده والنجاة بنفسه.
في الحيوانات أخيار وأشرار كبني آدم، فالتقط خير الخلال وخل خسيسها، ولا تكن العصافير أحسن منك مروءة، إذا أوذي أحدها صاح، فاجتمعن لنصرته، وإذا وقع فرخها طرن حوله يعلمنه الطيران.
ياهذا!
تخلق في إعانة الإخوان بخُلُق النملة، فإنها قد تجد جرادة لا تطيق حملها، فتعود مستغيثة بأخواتها، فترى خلفها كالخيط الأسود قد جئن لإغاثتها، فإذا وصلن بالمحمول إلى بيتها، رفهنه عليها (تركنه طعاماً لها).
هيهات إن الطبع الردي لا يليق به الخيّر، هذه الخنفساء إذا دفنت في الورد لم تتحرك، فإذا أعيدت إلى الروث رتعت. وما يكفي الحية أن تشرب اللبن حتى تمج سمها فيه، وكل إلى طبعه عائد، إلا أن الرياضة قد تزيل الشر جملة، وقد تخفف، كما أن غسل الأثر إن لم يزله خفف.
إن دمت على سلوك الجادة رجونا لك الوصول، وإن طال السري. ص742.
20 ـ من لم تبك الدنيا عليه لم تضحك الآخرة إليه. ص749.
هذا ما تيسر إلى إيراده ويليه كتاب آخر من كتب الإمام ابن الجوزي رحمه الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[خلوصي]ــــــــ[11 May 2009, 08:31 ص]ـ
أخانا الفاضل
بارك الله فيكم و في جهودكم
و حبذا لو تكبر الخط إلى 5
و حبذا لو تلون لنا بعض العبارات إن ناسب المقام
أو تضع بعضها في الوسط؟
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[11 May 2009, 12:00 م]ـ
أخي الفاضل خلوصي وفقك الله وبارك فيك وفي عباراتكم التي تكتبونها في الملتقى فهي فائقة رائقة أمتع الله بكم ورفع قدركم.
أما ما تفضلتم به من الألوان فقد حاولت مراراً أن أفعل ذلك ولم أوفق فلعلك ترشدنا لكيفية ذلك بارك الله فيكم ووفقكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[17 May 2009, 06:36 ص]ـ
حفظكم الله و بارك فيكم ذكرتني يوم كنت أجهل الكثير من التقنية ... و لا زلت ... الله يعيننا و نتعلم شوي شوي حتى أستغني عن مساعدة بنتي ... ابتسامة
أما التلوين و الحجوم و غيرها أستاذنا الفاضل فبمجرد أن تحدد الكلام الذي تريد إجراء الأمر عليه اضغط على الأمر في اللوحة أعلاه .... فقط.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[19 May 2009, 04:55 ص]ـ
شكر الله لكم هذا الانتقاء العاطر.
يقول ابن الجوزي - رحمه الله -: والله لقد رأيت من يكثر الصلاة والصوم والصمت، ويخشع في نفسه ولباسه، والقلوب تنبو عنه، وقدره في الناس ليس بذاك!
ورأيت من يلبس فاخر الثياب، وليس له كبير نفلٍ ولا تخشع، والقلوب تتهافت على محبته.
فتدبرت السبب فوجدته السريرة.
فمن أصلح سريرته، فاح عبير فضله، وعبقت القلوب بنشر طيبه.
فالله الله في السرائر، فإنه ماينفع مع فسادها صلاح ظاهر.
صيد الخاطر.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[21 May 2009, 02:12 م]ـ
الأخ خلوصي وقطرة مسك بارك الله فيكم ونفع بكم وجزاكم الله خير الجزاء.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[07 Jun 2009, 04:50 م]ـ
الكتاب السابع: ذم الهوى، تحقيق خالد العلمي، الطبعة الأولى 1430هـ، دار الكتاب العربي.
1 ـ
رب مستور سبته صبوة فتعرى ستره فانتهكا
صاحب الشهوة عبد فإذا غلب الشهوة صار الملكا
ص 46.
2 ـ
إن المرآة لا تريك عيوب وجهك مع صداها
وكذاك نفسك لا تريك عيوب نفسك مع هواها
ص 47.
3 ـ قال ابن جهضم: سمعت ابن شمعون يقول في مجلسه:
ما سمعتَ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة ولا تمثال) فإذا كان الملك لا يدخل بيتاً فيه صورة أو تمثال، فكيف تدخل شواهد الحق قلباً فيه أوصاف غيره من البشر؟!. ص 78.
4 ـ قال لي بعض أهل هذا البلاء (النظر المحرم) يوماً: قد سمعت منك تحريم النظر، وقد بالغت في التحذير من النظر.
وإني نظرت يوماً إلى امرأة نظرة فهويتها وقوي كلفي بها، فقالت لي النفس: إنك في بلاء عظيم مما لا تتيقنه، فإن أول نظرة لا تُثبِتُ الشخص، فلو أعدت النظر فربما أوجب التثبت السلوّ. فماذا تقول في هذه الحادثة؟
فقلت له: هذا لا يصلح لأربعة أوجه:
أحدها: أن هذا لا يحل.
والثاني: أنك لو نظرت فالظاهر تقوية ما عندك، فإن ما بهتك بأول نظرة فالظاهر حُسنه، فلا تحسن المخاطرة بتوكيد الأمر، لأنك ربما رأيت ما هو فوق ظنك فزاد عذابك.
والثالث: أن إبليس عند قصدك لهذه النظرة يقوم في ركائبه ليزين لك ما لا يحسن ثم لا تُعان عليه، لأنك إذا أعرضت عن امتثال أمر الشرع تخلت عنك المعونة.
والرابع: أنك الآن في مقام معاملة للحق عز وجل على ترك محبوب، وأنت تريد أن تتثبت حتى إذا لم يكن المنظور مرضياً تركته، فإذن يكون تركه لأنه لا يلائم غرضك، لا لله تعالى!
فأين معاملته بترك المحبوب لأجله؟ وقد قال سبحانه: (ويطعمون الطعام على حبه) وقال: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) فإياك إياك. ص95.
بقية الفوائد تأتي تباعاً بإذن الله.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[28 Jun 2009, 12:27 ص]ـ
أشكر الشيخ أبو مجاهد وفقه الله على تعديله لعنوان المشاركة فلم أنتبه له إلا مؤخراً.
5 ـ قال الحكماء: (عين الهواء عوراء)
وبهذا السبب يُعرض الإنسان عن زوجته ويُؤثر عليها الأجنبية، وقد تكون الزوجة أحسن.
والسبب في ذلك أن عيوب الأجنبية لم تبن له وقد تكشفها المخالطة، ولهذا إذا خالط هذه المحبوبة الجديدة وكشفت له المخالطة ما كان مستوراً، ملّ وطلب أُخرى إلا ما لانهاية له. ص426.
6 ـ كتب بعض الحكماء إلى أخ له: (أما بعد فإن الدنيا حلم، والآخرة يقظة، والمتوسط بينهما الموت، ونحن في أضغاث أحلام، والسلام). ص438.
هذا ما تيسر إلى إيراده بفضل الله ويليه كتاب آخر من كتب الإمام ابن الجوزي رحمه الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ملاحظة:
الكتاب فيه أمور خادشة للحياء في آخر فصوله ذكرها ابن الجوزي رحمه الله للتحذير من العشق فلو طويت ولم تقرأ لكان حسناً، وعلى كل حال لو اكتفي من الكتاب بأول مئة صفحة منه لكان فيه غنية عن آخره، وإن قرأ كتاب الجواب الكافي لابن القيم لكان فيه غنية عن هذا الكتاب، والله أعلم.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[08 Jan 2010, 07:14 م]ـ
الكتاب الثامن: التبصرة: ضبط متنه وعلق حواشيه وقدم له بركات يوسف هبود، الطبعة الأولى 1425هـ، المكتبة العصرية. (هذه الطبعة من باب إذا لم يكن إلا الأسنة مركباً)!
1 ـ يا من صبح شيبه بعد ليل شبابه قد تبلج، ونذيره قد حام حول حماه وعرّج، كأنك بالموت قد أتى سريعاً وأزعج، ونقلك عن دار أمنت مكرها وأخرج، وحملك على خشونة النعش بعد لين الهودج، وأفصح بهلاكك بعد ما مجمج، وأفقرك إلى قليل من الزاد وأحوج، يا لاهياً في دار البلاء ما أقبح فعلك وما أسمج، ويا عالماً نظر الناقد وبضاعته كلها بهرج، ويا غافلاً عن رحيله سلب الأقران أنموذج. ص97.
2 ـ قال تعالى: (فذكر بالقرآن) أي: فعظ به. قال بعض السلف: من لم يعظه القرآن ولا الشيب فلو تناطحت بين يديه الجبال ما اتعظ!
يا ذا النفس اللاهية، تقرأ القرآن وهي ساهية، أما لك ناهية في الآية الناهية، كم خوفك القرآن من داهية، أما أخبرك أن أركان الحياة واهية، أما أعلمك أن أيام العمر متناهية، أما عرّفك أسباب الغرور كماهيه؟ ص101.
3 ـ صابر ليل البلاء فقد دنا الأجر، واثبت لعمل نهار العمر تستوف الأجر، واحبس نفسك عن هواها فسينفعك الحجر، وارجز لها فإن لم تسر بالرجز فبالزجر، ما نال من نال ما نال إلا بالصبر، وبه علا ذكر كل عابد وحبر، وهو وإن مرّت مذاقته بانت حلاوته في القبر، أيها النائم وهو منتبه، المتحير في أمر لايشتبه، يا من قد صاح به الموت في سلب صاحبه وهو مغرور بجهله مفتون بلعبه، يا واقفاً مع الهوى والطبع، أأمنت شين القلب بالختم والطبع!. ص165.
بقية الفوائد تباعاً بإذن الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[23 Apr 2010, 11:38 م]ـ
4 ـ الويل كل الويل لعاق والديه، والخزي كل الخزي لمن ماتا غضابا عليه، أف له هل جزاء المحسن إلا الإحسان إليه، أتبع الآن تفريطك في حقهما أنيناً وزفيراً (وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً). كم آثراك بالشهوات على النفس، ولو غبت ساعة صارا في حبس، حياتهما عندك بقايا شمس، لقد راعياك طويلاً فارعهما قصيراً، (وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً). كم ليلة سهرا معك إلى الفجر، يداريانك مداراة العاشق في الهجر، فإن مرضت أجريا دمعاً لم يجر، تالله لم يرضيا لتربيتك غير الكفّ والحجر سريرا (وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً) يعالجان أنجاسك ويحبان بقاءك، ولو لقيت منهما أذى شكوت شقاءك، ما تشتاق لهما إذا غابا ويشتاقان لقاءك، كم جرعاك حلوا وجرعتهما مريراً (وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً). أتحسن الإساءة في مقابلة الإحسان، أوما تأنف الإنسانية للإنسان، كيف تعارض حسن فضلهما بقبح العصيان، ثم ترفع عليهما صوتاً جهيراً (وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً). تحب أولادك طبعاً، فأحبب والديك شرعاً، وارع أصلاً أثمر لك فرعاً، واذكر لطفهما بك وطيب المرعى أولاً وأخيراً (وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً). تصدق عنهما إن كانا ميتين، واستغفر لهما واستدم هاتين الكلمتين، وما تكلف إلاّ أمراً يسيرا (وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً). ص169.
5 ـ إخواني: غاب الهدهد عن سليمان فتوعده بلفظ (لأعذبنّه) فيا من يغيب طول عمره عن طاعتنا، أما تخاف من غضبنا؟! خالف موسى الخضر في طريق الصحبة ثلاث مرات فحل عقدة الوصال بكف: (هذا فراق بيني وبينك) أما تخاف يا من لم يف لمولاه أبداً أن يقول في بعض خطاياك: هذا فراق بيني وبينك. ص209.
6 ـ يا ابن آدم: فرح الخطيئة اليوم قليل وحزنها في غد طويل، ما دام المؤمن في نور التقوى فهو يبصر طريق الهدى، فإذا طبق ظلام الهوى عدم النور. ص243.
7 ـ
أؤمل أن أعيش وكل يوم
بسمعي رنة من معولات
وأيدي الحافرين تكل مما
تُسَوي من مساكن موحشات
نراع إذا الجنائز قابلتنا
ونسكن حين تخفى ذاهبات
كروعة قلّة لظهور ذيب
فلما غاب عادت راتعات
ص285.
8 ـ تشبث بذيل الحلم، وصح بصاحب العفو، لعل شفيع الاعتراف يسأل في أسير الاقتراف. يا هذا مناجاتك منجاتك، وصلاتك صِلاَتك، ناد الأسحار والناس نائمون: يا أكرم من أمله الآملون.
يا هذا: ماء العين في الأرض حياة الزرع، وماء العين على الخد حياة القلب، يا طالب الجنة: بذنب واحد أخرج أبوك منها، أتطمع في دخولها بذنوب لم تتب عنها، إن امرأ تنقضي بالجهل ساعاته، وتذهب بالمعاصي أوقاته، لخليق أن تجرى دائماً دموعه، وحقيق أن يقلّ الدجى هجوعه. ص308.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[26 May 2010, 10:50 ص]ـ
9 ـ جاز أبو بكر ـ رضي الله تعالى عنه ـ على بلال وهو يعذب فجذب مغناطيس صبر بلال حديد صدق الصديق، ولم يبرح حتى اشتراه، وكسر قفص حبسه، فكان عمر ـ رضي الله عنه يقول: أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا.
تعب في المكاسب فنالها حلالا، ثم أنفقها حتى جعل في الكساء خلالا، قال له الرسول أسْلِم فكان الجواب: نعم بِلاَ لا، ولو لم يفعل في الإسلام إلا أنه أعتق بلالا. ص339.
10 ـ رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوماً صبية تمشي في السوق والريح يلقيها لضعفها، فقال من يعرف هذه؟ فقال ابنه عبدالله: هذه إحدى بناتك قال: أي بناتي؟ قال: بنت عبدالله بن عمر قال: فما بلغ بها ما أرى؟ قال: إمساكك ما عندك. قال إمساكي ما عندي، يمنعك أن تطلب لبناتك ما يطلب الناس؟ أما والله ما لك عندي إلا سهمك مع المسلمين وسعك أو عجز عنك، بيني وبينكم كتاب الله!. ص351 ـ 352.
11 ـ جرت دموع حزنهم في سواقي أسفهم، إلى رياض صفائهم فأورقت أشجار وصالهم، ودموعهم تجري كالديم كلما ذكروا زلة قدم، جاعوا من طعام الهوى وآذاك التخم. تالله ما نال الكرامة إلاّ من قال للكرى: مه. إن أردت لحاقهم فطلّق الهوى طلاق البتات، اخل بنفسك في بيت الفكر وخاطبها بلسان النصح، واعزم على الوفاق من غير تردد، قف على باب الصبر ساعة، وقد ركّب على قفل العسر مفتاح النجاح. ص365.
12 ـ عائشة رضي الله عنها: ما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بكر سواها، ولا أحب زوجة كحبه إياها، جاء بها الملك في سَرقة فجلاها، وتكلم الله ببراءتها، سبحان من أعطاها، وما يرمي الأصحاء بالسقم إلا سقيم (والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم). واعجباً لمبغضيها من هم، إن فهمت قولي قلت: إن هم، ضرهم والله ما صدر عنهم، خفت والله عقولهم والآفة تهيم (والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم).تكلموا فيها بترهات، وراموا ذم السماء وهيهات، يا عائبها إن عرفت عيباً فهات، كفانا الله شر عقوق الأمهات، فإنه قبيح ذميم (والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم). ما كان سوى غيم ثم تجلى، وانصرف الحزن وتولّى بالفرح الذي تولّى، ولبس الممدوح أحسن الحُلى وتحلّى، وحمل القاذف إثماً وكلاّ، أيقدح العقلاء في أمهاتهم، القاذفون كلاّ هي منهم عقيم (والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم). ص391 ـ 392.
13 ـ يا هذا إن أردت لقاءنا في حضرة القدس، واشتاق سمعك إلى نغمات الأنس، فصم عن لذات النفس وشهوات الحس، واصبر على قطع مفاوز الحَزْن، واستأنس ببثك في بيت الوجد. اقطع أمل الهوى بقهر العزم، واقرع فضول الكلام بسوط الصمت، وانبذ إلى كلب الشهوات كِسَر الصبر، فإذا سمعت ضجيج محبوس النفس يستغيث من سجن الزهد لشدة الحصر، فصح به: يا صاح صبراً على ضيق الحبس، لعلك تخرج إلى رياض (اجعلني على خزائن الأرض).
وقد صمت عن لذات دهري كلها
ويوم لقاكم ذاك فطر صيامي
ص 403 ـ 404.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[28 Nov 2010, 11:17 م]ـ
14 ـ يا من لا يسمع قول ناصح، أما هذا الشيب دليل واضح، لمن نحدّث والقلب غائب، ليتنا نعلم مستقره فنكاتب، قلنا له: بياض الشيب قد فَضَحك فَضَحِك، يجمع التقصير إلى التفريط ويضمّ، وينوي فعل الذنوب فيعزم ويهمّ، ويحك تأمل هلال الهدى فما خَفِي ولا غُمّ، واسمع واعظ العبر فقد زعزع الجبال الشًم، وأيقظ قلبك الغافل وهيهات لا تسمع الصُمّ، وعُمْ في بحر حزنك على ذنوب تَعُمّ، فلقد بالغنا في زجرك يا من بالزجر قد أمّ، فإذا رضيت أن تكون مُبيرا، فلحى الله ظِئراً أشفق من الأُمّ. ص409.
15 ـ عن ثابت البناني عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مثل أمتي مثل المطر لا يُدرى أوله خيرٌ أم آخره) فإن قيل: هذا يوجب تردداً في تفضيل الصحابة؟ فالجواب: أنه أراد تقريب آخر الأمة إلى أولها في الفضل، كما تقول: لا أدري: أوجه هذا الثوب خير أم مؤخره؟ وقد عُلِم أن وجهه أفضل، لكنك تريد تقريب مؤخّره من وجهه في الجود. ذكره ابن قتيبة. ص 410.
16 ـ كانت قلوبهم بالحق متعلقة، وأنوارهم على الظواهر متألقة، كلما هدلت حمائم نوحهم هطلت غمائم شجوهم، دموعهم في الدجى ذوارف لما بين أيديهم من المخاوف، يغسلون بالبكاء ذنوب الصحائف، خوفهم شديد وما فيهم مخالف، إذا جن الليل فالقدم واقف، يحنّون إلى الحبيب حنين شارف، الدمع مساعد والحزن مساعف، يفزعون إلى التذكر إذا مسهم طائف. علموا أن الدنيا متاع يفنى فعبروها وما عمروها للسكنى، واشتغلوا بدار كلما نُقضت هذه تبنى، طرق الوعظ أسماعهم فتلمحوا المعنى، يأخذون أُهبة الرحيل ولا يأخذون عرض هذا الأدنى.
وصحائف الأيام نحن سطورها
يقرا الأخير ويدرج المتقدم
ص412 ـ 433.
ـ[فهد بن عبدالله]ــــــــ[01 Dec 2010, 11:52 م]ـ
الأخ: فهد الجريوي
الله يجزاك الفردوس الأعلى، يا سميي
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[03 Dec 2010, 12:24 ص]ـ
سلمك الله أخي فهد أو بالعامية (يا سمي) وأسأل الله أن يجمعنا بكم في جناته.(/)
صفحة مختصة بنشر وسائل الدفاع عن أخواتنا الأسيرات (فرج الله عنهن)
ـ[أمة الله الرحمن]ــــــــ[12 Mar 2009, 07:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رابط نداء أخواتنا الأسيرات مريان وكريستين أو حبيبة وأسماء فرج الله عنهن ....
نداء للأمة الإسلامية
http://ismaeelgad.maktoobblog.com/
رابط لأختنا الأسيرة كريستين التي تم تسليمها من قبل السلطات المصرية للكنسية
http://www.youtube.com/v/b-AnouSNhpA.swf
ومنهن المئات مسجونات بالأديرة (أماكن مخصصة للتعذيب) بعضهن معروفات وأخريات يُجهل مصيرهن .... هذا رابط فلاشي للتذكير بأسمائهن فرج الله عنهن:
http://www.geocities.com/shaheda_wafaa_kostanteen/Untitled-1-kresten.swf
مدونة أخونا الكريم مجاهد لنشر جرائم الشبكات التنصيرية
http://lalltansir.maktoobblog.com/
هذه الصفحة تختص بنشر وسائل الدفاع عن أخواتنا الأسيرات فرج الله عنهن ورحم تعالى الشهيدات منهن أكرمهن الله بالجنة ..... لمن أراد استجابة النداء فليراجع الصفحة التالية:
http://www.imanway1.com/horras/showthread.php?t=14335
أكرمكم الله بالجنة
ـ[أمة الله الرحمن]ــــــــ[19 Mar 2009, 07:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا أجمعين
وهذا أيضا رابط فيديوا لمدونة أخينا مجاهد والمرجو نشره ويبين حادثة خطف الأطفال وتنصيرهم:
http://lalltansir.maktoobblog.com/15...5%d8%b5%d8%b1/
ـ[أمة الله الرحمن]ــــــــ[27 Mar 2009, 01:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ضغطة زر بها أجر عند الله تعالى في سبيله لنصرة أخواتنا الأسيرات
المرجو الإرسال للتالي: (فضائيات، منابر اسلامية، مراكز عليا، منظمات، صحف وجرائد، وغيرها .... )
alkaheraalyoum@orbit.net,a_ragab@akhbarelyom.org,a l3ashera@dreams.tv,mostafabak@hotmai...ashy@yahoo. com,
aphra@aphra.org,haggag@aphra.org,ahmed@aphra.org,w adah@aphra.org,Maroc_AMDH-subscribe@yahoogroupes.fr,achr@noos.fr,,eipr@eipr. org, aihr.infocenter@gnet.tn,AOHR@Link.net,eohr@eohr.og ,eohr@link.com.eg,ahrla@ahrla.org,ahrla@ahrla.net, ahrla_9@yahoo.com,info@cihrs.org
Mail@alyaum.com , ChiefEditor@alyaum.com, sabahussain@alyaum.com,information@alhayat.com, dhwebmaster@alhayat.com, advertise@daralhayat.net
eltahrir@eltahrir.net,infofaj@faj.org,egwebmaster@ alwatan.com.sa , alalam@alalam.ma,contactus@alarabiya...iumsonline. com
khalili@iumsonline.com,bayyah@iumsonline.com,taskh iri@iumsonline.com, secretary.general@iumsonline.com, feedback@aljazeerasport.net, satinfo@ertu.ordsq, info@alresalah.net,books@saaid.net, info@khaircom.com
feedback@islamweb.net.qa, m@rekaaz.com, rekaaz@gmail.com, akhawat@islamway.com,humum@anhri.net, akadik@islamweb.net.qa, info2@iqraa-tv.net
primemin@idsc.gov.eg,mod@idsc.gov.eg, mculture@idsc.gov.eg, mofinance@idsc1.gov.eg, mawkaf@idsc1.gov.eg, parli@idsc.gov.eg, abouzeid@mwri.gov.eg, center@iscmi.gov.eg
mmpisscc@idsc.gov.eg, egy@idsc.gov.eg, mojeb@idsc.gov.eg,
mop@egyptonline.com, minexter@idsc1.gov.eg, eeaa@eeaa.gov.eg, Rtu2@idsc.gov.eg, info@ad.gov.eg
egov@mcit.gov.eg , info@housing-utility.gov.eg, Moe@idsc.gov.eg, info@egy_mhe.gov.eg, moh@idsc.gov.eg, zgarranah@tourism.gov.eg, mwlaboy@idsc1.gov.eg
info@almesryoon.com, info@dostor.org, gemyhood@dostor.org, wasat@el-wasat.com, eltahrir@eltahrir.net, info@sabq.org, contact@alwafd.org, info@alwafd.org, webmaster@alwafd.org,gamal@almesryoon.com
ahramdaily@ahram.org.eg, elbadeel@elbadeel.net, eltahrir@eltahrir.net, webmaster@annaharkw.com, info@elaosboa.com, editorinchief@asharqalawsat.com, editorial@asharqalawsat.com, info@elfagr.net
webadmin@elfagr.net, info@addustour.com, information@alhayat.com, dhwebmaster@alhayat.com, advertise@daralhayat.net, info@arrouiah.com, editorial@arrouiah.com, editor@alraialaam.com, alrai@internetegypt.net
info@dostor.org, GemyHood@dostor.Org, info@sabq.org, contact@alwafd.org, info@alwafd.org, webmaster@alwafd.org, ahramdaily@ahram.org.eg, elbadeel@elbadeel.net, webmaster@annaharkw.com, info@elaosboa.com, editorinchief@asharqalawsat.com, editorial@asharqalawsat.com, info@elfagr.net, webadmin@elfagr.net, info@addustour.com, information@alhayat.com, dhwebmaster@alhayat.com, advertise@daralhayat.net, info@arrouiah.com,editor@alraialaam.com, alrai@internetegypt.net, kassim2004@hotmail.com(/)
"سوء الخلق يفسد العمل"
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[12 Mar 2009, 10:56 م]ـ
في حديث أورده صححه الألباني في السلسلة الصحيحة يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
"أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ.
وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ سُرُورٌ يُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ يَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ يَقْضِي عَنْهَ دَيْنًا، أَوْ يَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا.
وَلَأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ شَهْرًا (يعني مسجد المدينة).
وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ.
وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ، وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهَ، مَلَأَ اللَّهُ قَلْبَهُ رَجَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةٍ.
وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى تَتَهَيَّأَ لَهُ أَثْبَتَ اللَّهُ قَدَمَهُ يَوْمَ تَزُولُ الأَقْدَامُ.
وَإِنَّ سُوءَ الْخُلُقِ يُفْسِدُ الْعَمَلَ، كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَلَ".
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Mar 2009, 12:35 ص]ـ
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجزاكم الله خيرا يا أستاذ محمد على هذا التذكير.(/)
نبي الإسلام بين أمة الغثاء وإساءة الأعداء بقلم: أبورقية أحمد سليمان سليمان الدبشة
ـ[أبورقية]ــــــــ[12 Mar 2009, 11:56 م]ـ
تدور الأيام ويأتي شهر ربيع الأول، ويقف المسلم أمام ذكرى ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، نقف أمامها ونحن نحمل من الخزي والعار والشنار، ما لو قُسِّمَ على القارات لدهاها وغشاها، نعم نستقبل ذكرى المولد، وقد شاعت وسط العالمين إساءة حثالة الأرض ممن غضب الله عليهم، وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت لربنا ولنبينا ولديننا ولإخواننا ولأعراضنا ولمقدساتنا، لكن علينا أن نقف الآن لنتساءل: من المسئول عما حدث؟، فالأمر كما نعرف ليس الأول من نوعه، ولن يكون الأخير، بل هو حلقة من حلقات العداء الدائم والمستديم، ظهر منه ما ظهر، وخفي منه ما خفي، سلسلة أخبرنا عنها الحق جل وعلا وهو يوضح لنا معالم الطريق وطبيعة الصراع ?وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنْ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ? (البقرة: من الآية 217).
صراع وضح الحق جل وعلا ملامحه ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمْ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118) هَاأَنْتُمْ أُوْلاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمْ الأَنَامِلَ مِنْ الغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119) إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120) ? (آل عمران).
أما الآن فعلينا أن نقف مع أنفسنا لنتساءل من المسئول عن هذا الذي يحدث؟ وهل من العدل أن نلقي بالمسئولية على الآخرين، ونبرئ ساحتنا؟ أم أن الأمر يجب أن يكون في إطاره الصحيح وميزانه العدل بأننا أسأنا لنبينا قبل أن يجرؤ أعداء الإسلام على الإساءة إليه، وأننا خذلنا ديننا وإخواننا قبل أن يجرؤ حثالة الأرض على فعل ذلك، فالمتأمل لأحوالنا يجد ما يندى له جبين البشرية؛ تعامل إنسانًا في بيع وشراء يخدعك ويغشك ويكذب عليك، تقرضه يخونك ويأكل مالك، تجاوره ترى ما لا يسرك، ثم نزعم أننا نحب الله ورسوله، ونريد أن نحتفل بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم، لكنه الاحتفال المجاني الذي لا ثمن له ولا قيمة، فنقيم الاحتفالات هنا وهناك ونقف لنمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان رسول الله كذا، وكان رسول الله كذا، ولم نسأل أنفسنا يومًا أين نحن من النبي؟ نعم نحتفل بذكرى المولد فنأكل الحلوى، ولا أدري بأي منطق يستسيغ مسلم أن يطعم حلوى ولنا إخوة في الله لا يملكون القوت الضروري للمعيشة، تُنْتَهك أعراضهم، وتُسْفك دماؤهم، ويشرد أهليهم، وتدنس أعراضهم، ونحن نأكل ونشرب ونلعب ونلهو، كأن الأمر لا يعنينا ولا يمت إلينا بصلة، كأننا لن نقف يومًا بين يدي الله يسألنا عن تقصيرنا في حق ربنا وفي حق نبينا، وفي حق ديننا، تحققت فينا نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم منذ أربعة عشر قرنًا من الزمان في الوباء العام الذي بينه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام أحمد وأبو داود عن ثوبان قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها"، قيل: يا رسول الله: فمن قلة نحن يومئذ؟ (أنكون قليلاً فنُستضعف أنكون قليلاً فلا نملك نصرة لنبينا ولا لديننا ولا لإخواننا) قال: "لا، بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن" فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: "حب الدنيا، وكراهية الموت". أصبحنا نحرص على دنيانا، ونسينا أمر آخرتنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
تحقق فينا قول أبي حازم سلمة بن دينار رحمه الله لما سأله سليمان بن عبد الملك: يا إمام ما لنا نحرص على الدنيا ونكره الموت ونكره لقاء الله؟ وإذا بأبي حازم يحدد المرض الذي نعانيه والداء الذي نشتكي منه قال: لأنكم عمرتم دنياكم، وخربتم آخرتكم، فأنتم تكرهون أن تنتقلوا من العمار إلى الخراب.
تحقق فينا قول القائل:
أرى أناسًا بأدنى الدين قد قنعوا
وما أراهم رضوا في العيش بالدون
فاستغنِ بالدين عن دنيا الملوك
كما استغنى الملوك بدنياهم عن الدين
هذه هي الحقيقة المُرة التي نتحاشى مواجهتها، وهذا هو الواقع المرير الذي نخاف من لقائه؛ لقد أسأنا ولم نحسن، وفرطنا ولم نحفظ أمانة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم ما طلب من أمته أن يقدسوا فيه لحمًا ودمًا، ولكنه طلب منهم أن يتبعوا الوحي النازل عليه من السماء ?قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32) ? (آل عمران).
وهكذا فهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طبيعة المحبة الحقيقية لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ففي يوم أُحد ظهرت ملامح هذه المحبة على أرض الواقع فهذا سعد بن الربيع رضي الله عنه لما أشاع ابن قمئة- أقمأه الله- أنه قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك بعد قتله لمصعب بن عمير رضي الله عنه، وكان مصعب أحد القلائل الذين يشبهون رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما شاع الأمر بين المسلمين ألقى بعضهم السلاح وجلسوا ينتظرون الموت، كما قالوا فمر عليهم سعد بن الربيع فقال لهم: ما أجلسكم؟ فقالوا: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم: وما مات رسول الله؟ إن كان مات رسول الله فقوموا وقاتلوا وموتوا على ما مات عليه رسول الله، لا مدينة لكم بعد اليوم، ثم انطلق إلى المعركة فاعترض طريقه سعد بن معاذ، فقال: إلى أين يا ابن الربيع؟ فقال: واهًا يا سعد والله إنها الجنة ورب الربيع.
فلما وضعت الحرب أوزارها قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه من يأتيني بخبر سعد بن الربيع فبحثوا عنه فوجدوه في الرمق الأخير فقالوا له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئك السلام، ويقول لك: كيف أنت؟ فقال: أبلغوا رسول الله مني السلام وقولوا له: إن سعد بن الربيع يقول لك جزاك الله عنا خير ما جازى نبيًّا عن أمته، ثم التفت إلى أصحابه وقال لهم: أبلغوا مَن خلفكم من أهل المدينة أنه لا عذر لكم عند ربكم إن خلص إلى رسول الله أذى وفيكم رمق.
هذه هي محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأين نحن منها هل أدركنا الآن ما الذي دفع حثالة الأرض من الأعداء للإساءة لنبينا؟ إنه نحن، وكأني بأم الملك أبو عبد الله الصغير آخر ملوك الأندلس الذي وقع وثيقة الاستسلام للإسبان فوقف على مشارف غرناطة يبكي فقالت له: ابك كالنساء على مُلك لم تحفظه كالرجال، كأني بها تقف الآن بيننا لتنادي مليارًا ونصف المليار مسلم: ابكوا كالنساء حِمَى نبي لم تحموه كالرجال.
كان شيخنا الجليل فضيلة العلامة الدكتور عبد الرشيد صقر- عليه رحمة الله- يحدثنا فقال لنا: كنت ذات يوم في حوار مع أحد العاملين في حقل الدعوة الإسلامية المتجردين لها، فكنت أقول له: أما ينبغي على هذه الأمة أن تقدم ولو عشرة ملايين من الشهداء لتعيش مكرمة عزيزة؟! فقال لي: أنت شحيح، ولماذا لا نقدم الربع مليار شهداء ليعيش المليار مسلم أعزة كرامًا بدلاً من أن تعيش الأمة بأسرها ذليلة مهانة، لها من الصَّغَار والهوان ما لو قُسِّم على القارات لدهاها وغشاها؟!
فهل آن لنا أن نقف على حق ربنا، ونقوم بالدور الذي أراده الله لهذه الأمة كخير أمة أخرجت للناس؟ هل آن لهذه الأمة أن تنخلع من سلبيتها، ومن خنوعها وذلتها وهوانها لنعلن في ذكرى مولد خير البشر احتفالاً مميزًا في هذا العام، نعلن محبة حقيقية للنبي بعيدًا عن السلبية والانكسار، فتكون ذكرى المولد في هذا العام إيذانًا بعودة الأمة إلى ربها ونبيها ودينها في ظل مرجعية إسلامية تحكم جميع شئون حياتنا، ويكون هذا هو أبلغ رد نقوم به في مواجهة حثالة الأرض ممن أساء لنبينا، ? .... وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7) ? (الروم).
لعل هذا يكون قريبًا، ويسألونك ?وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا? (الإسراء: من الآية 51).
-----------(/)
أي الجامعات أفضل في تخصص القراءات؟
ـ[بوعوف الحنفي]ــــــــ[13 Mar 2009, 01:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
أردت سؤالكم لأخٍ لي يريد أن يتخصص في القراءات , فأي جامعات المملكة أفضل في هذا التخصص؟
وجزاكم الله ألأف خير
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[13 Mar 2009, 01:39 م]ـ
يظهر لي أن الجامعة الإسلامية ستكون الأفضل لأنها كلية متخصصة بخلاف بقية الجامعات حيث تخصص القراءات فيها قسم ضمن كلية.
ـ[بوعوف الحنفي]ــــــــ[13 Mar 2009, 05:12 م]ـ
أشكرك شكرا جزيل
ـ[بوعوف الحنفي]ــــــــ[13 Mar 2009, 05:12 م]ـ
جزاك الله ألف خير يا أخي أحمد لكن هل من الممكن إخباري بالخطة الدراسية بالجامعة الإسلامية؟(/)
أترك أثرآ قبل رحيلك
ـ[عبدالله المحمدي]ــــــــ[13 Mar 2009, 02:16 م]ـ
أترك أثرآ قبل رحيلك:
كما تعداك الموت إلى غيرك سوف يتعداهم إليك. . .
وهذه هي الحقيقة المرة التي نتغافل عنها ولا نحب ذكرها. . .
الموت لا مفر منه فلقد قال عز وجل: [كل نفس ذائقة الموت]
وقال صلى الله عليه وسلم: " أتاني جبريل فقال: (يا محمد عش ما شئت فإنك ميت وأحبب من شئت فإنك مفارقة وأعمل ما شئت فإنك مجزي به وأعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل وعزه استغناؤه عن الناس) [صحيح الألباني]
نعم سنموت ولا بد لحياتنا الدنيا من توقف. . .
لكن ما هو الأثر الذي تركته في حياتك لينفعك الله به بعد مماتك؟
أم أنك من الذين غرتهم شياطين الأنس والجن أن يرحلوا من الدنيا بدون أن يتركوا أثرآ واحدا قبل رحيلهم وهم والله كثير حرمت منهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم فلم ينفعوها ولم يساهموا مع المصلحين في إصلاحها. . .
إن الناظر في أحوال الناس ليتعجب من أشخاص أعطاهم الله مواهب فلم ينتفعوا بها؟
- فهذا شخص قد أعطاه الله أسلوب جذاب فلم يستغل ذلك في الدعوة إلى الله!
وإنما أستغله الشيطان في الدعوة إليه وأستغله أيما استغلال عن طريق إسقاطة في وحل المعاكسات وإغواء بنات المسلمين والصد عن سبيل الله. . .
- وهذا شخص قد أعطاه الله مالآ فجعل ينفقه في كل شئ: (كشتة - استراحة - سفر للخارج - دخان - مخدرات - مقاهي - اشتراك في قناة رياضية مشفرة - اشتراك في جوال النادي - اشتراك في جوال قناة أخبارية)
لكن إذا كان الإنفاق لوجه الله تراه يتردد ويحسب حسابات كثيرة ثم يخرج شيئآ لا يكاد يذكر. . .- وهذه امرأة تشترى أجمل الفساتين من أرقى الماركات وتحرص على أفضل المكاييج وأحسن الكريمات ولا تحسب لذلك ثمنا وإذا كان الإنفاق لله لم تبادر ولو بربع ما أشترت به لنفسها فأين العدل يأمة الله؟
- وهذا تاجر جعل ماله في الصد عن سبيل الله ببث القنوات الفاسدة فلم ينتفع بماله بل ضر المسلمين به.أترك أثرآ قبل رحيلك:
نعم لماذا يموت الشخص منا ومن ثم تموت معه حسناته هذا إن لم يكن له سيئات مستمر والعياذ بالله. . . نعم أترك أثرآ قبل رحيلك فالعمر قصير جدآ فبادر وأترك أثرآ لك ينفعك الله به بعد موتك. . . أخي – أختي شمروا عن ساعد الجد ولا تذهبوا من الدنيا قبل أن تكون لكم بصمة في صلاح أمة محمد صلى الله عليه وسلم وإليك بعضا من الأعمال الخيرية والتي تنفع بها نفسك أولا ثم أخوانك المسلمين ثانيا فلا تتردد:
- مصحف يقرأ فيه وتخيل كم من الحسنات سوف تنالها
- أن تعلم أحدآ من الناس شيئآ من كتاب الله
- نشر المطويات التعليمية وخصوصآ مطويات الأذكار
- المساهمة في بناء المساجد
- مساعدة المحتاجين
- كتاب ينتفع به شخص
- كفالة يتيم
- كفالة داعية ينفعك الله به
- كفالة حلقة تحفيظ
- كفالة مدرس حلقة تحفيظ
- توزيع أشرطة نافعة
- إرسال رسائل جوال دعوية
- هداية شخص على يدك
- الإكثار من الصدقات
- المشاركة في الأوقاف الدعوية
- حفر الآبار للمسلمين في كل مكان
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
- دعم المشاريع الدعوية
- تفطير الصائمين
- أكفل الحجاج والمعتمرين
- دل الناس على الخير ولك مثل أجر فاعله
- طباعة الكتب
- الاهتمام بالعمال عن طريق موعد سفرهم ومن ثم تزويدهم بالكتيبات النافعة
- التنسيق مع طلاب العلم من أجل إلقاء الكلمات والدروس في المساجد
- الذهاب إلى مكتب توعية الجاليات وأخذ الكتب المتنوعة وأهدائها للخادمات والعمالة المنتشرة في بلادنا
أترك أثرآ قبل رحيلك!
نعم أترك أثرآ قبل رحيلك ولا تتردد ويصدك الشيطان فيجعلك تترك أثرا سيئا يضرك في قبرك ولا يسرك:
- توزيع أشرطة غنائية والإشراف على موقع غنائي في النت
- نشر مقاطع بلوتوث فاسدة والدال على الشر كفاعله
- المساهمة في استراحة فيها الآف القنوات الفاسدة
- أن تدل تسقط شخصا في الدخان المخدرات
- أن تفسد بنات المسلمين فيقعن في الرذيلة بسببك
- أن تدل شخصا على مواقع الزنا والرذيلة فيقع في الزنا بسببك
- وضع مشروع سيئ يضر الناس ولا ينفعهم كالحلاق والمقهى ومحل بيع الدشوش وبيع المعسل والدخان والقائمة تطول.
- إنشاء موقع أو منتدى ضار مقاطع غنائية – أفلام - تعارف بين الجنسين يرتاده الآف الزوار وينشرون فيه ومنه ما يضر بأمة محمد صلى الله عليه وسلم.
(((الإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله للناس كافة فكن من الدعاة إليه))) وأرسل هذه الرسالة لمن تحب وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم] الدال على الخير كفاعله [والحديث صحيح. . .
عبدالله بن عبدالكريم المحمدي
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Mar 2009, 03:07 م]ـ
شكر الله لأخي عبد الله وصدق الله العظيم: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} {يس12}
إنا نحن نحيي الأموات جميعا ببعثهم يوم القيامة, ونكتب ما عملوا من الخير والشر, وآثارهم التي كانوا سببًا فيها في حياتهم وبعد مماتهم من خير, كالولد الصالح, والعلم النافع, والصدقة الجارية, ومن شر, كالشرك والعصيان, وكلَّ شيء أحصيناه في كتاب واضح هو أمُّ الكتب, وإليه مرجعها, وهو اللوح المحفوظ. فعلى العاقل محاسبة نفسه; ليكون قدوة في الخير في حياته وبعد مماته. [الميسر]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله المحمدي]ــــــــ[13 Mar 2009, 07:16 م]ـ
جزاك الله خير د. خضر
ـ[عبدالله المحمدي]ــــــــ[25 Jul 2010, 02:32 م]ـ
للرفع. . .
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Jul 2010, 05:24 ص]ـ
أحسنت أحسن الله إليك أخي عبدالله المحمدي ووفقك لكل خير، فقد أحسنت النصيحة رعاك الله، نسأل الله أن يعيننا على أنفسنا الأمارة بالسوء، فما أحوجنا إلى الانتفاع بِما وعظتنا به، قبل أن يفجأنا الأجلُ، ونغادر هذه الحياة الفانية.
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، وأعذنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.
ـ[عبدالله المحمدي]ــــــــ[26 Jul 2010, 05:27 م]ـ
أحسنت أحسن الله إليك أخي عبدالله المحمدي ووفقك لكل خير، فقد أحسنت النصيحة رعاك الله، نسأل الله أن يعيننا على أنفسنا الأمارة بالسوء، فما أحوجنا إلى الانتفاع بِما وعظتنا به، قبل أن يفجأنا الأجلُ، ونغادر هذه الحياة الفانية.
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، وأعذنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.
شيخنا الفاضل جزاكم الله خير على تعليقكم ونفعنا الله بما قلنا وسمعنا وقرئنا. . .(/)
[كلمة مختصرة]: (خطورة تمكين أهل الأهواء من الكتابة في المجامع والمحافل العلمية)
ـ[عبد الله الراشد]ــــــــ[13 Mar 2009, 02:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومَن اهتدى بهداه، أمّا بعد:
(خطورة تمكين أهل الأهواء من الكتابة في المجامع والمحافل العلمية)
سمات أهل الأهواء:
1 - الفُرقة والاختلاف والاضطراب ..
2 - ضعف الغَيْرة - أو انعدامها - على الدِّين وشعائره إلا ما وافق أهواءهم ..
3 - التحايل والتدليس والتحريف والكذب والبتر والحَيْدَة والتلوُّن ..
4 - المكابرة والعناد ..
5 - بطر الحق وغمط الناس ..
6 - حب الظهور والثناء ..
الآثار الخطيرة الناتجة من تمكين أهل الأهواء من الكتابة:
1 - إثارة الفتن والشبهات ..
2 - تحريف العلوم الشرعيّة وتشويهها وصرفها عن وجهها الصحيح ..
3 - تقوية شوكة أهل الأهواء بتمكينهم من صرف ما لديهم من ضلالات وجهالات وتحريفات ..
4 - إهدار الأوقات الثمينة بصرفها في الردِّ على أهل الأهواء ..
5 - تجرئة العامّة على الطعن في الأصول، وخلع هيبة الأئمّة المجمع على علمهم وفضلهم من قلوبهم ..
6 - انتقال العامّة وبعض الخاصّة من أصحاب الهوى من مرحلة الاعتراف بالمعصية والندم على إتيانها، إلى مرحلة الدفاع عن المعصية والترويج لها بحُجَج مُتوهَّمَة باطلة في نفسها ..
الواجب على القائمين على المجامع والمحافل العلميّة:
1 - حفظ هَيبة الأئمّة وسلامة النصوص العلميّة من عبث أهل الأهواء ..
2 - القيام بواجب الحسبة، وذلك بمنع الترويج للأباطيل التي يتولّى كبرها أهل الأهواء ..
3 - الأخذ على أيدي أهل الأهواء وترك الرفق بهم واللين لهم، لا سيّما بعد ظهور الحق جليّا، مع إصرارهم على المكابرة والعناد والتحايل والتدليس ..
والله أعلم وأحكم.
منقول وهو لفضيلة الشيخ أشرف بن محمد وفقه الرحمن.
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=201899&posted=1#post201899
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[13 Mar 2009, 07:34 م]ـ
بارك الله فيك
وعلى هذا لا بد من التحلي بالصبر والتواصي به، والنصيحة بالحق والتواصي به
فلنتعاون بعلم وعدل، على الإرشاد والبيان، والحراسة والوقاية، بالتيسير لا التعسير، والتعليم لا التنفير،
وإذا لزم في بعض الأحيان الشدة فليكن ذلك في سبيل الله لا لنصرة النفس والمذهب، ولكن ليظهر الحق، ويمحق الباطل.
والله الموفق(/)
هل يجوز شرعا أن نقول عن سيدنا عمر رضي الله عنه مثل هذا الكلام؟
ـ[ابو دعاء]ــــــــ[13 Mar 2009, 06:41 م]ـ
هل يجوز شرعا أن نقول عن سيدنا عمر رضي الله عنه مثل هذا الكلام؟
هل يجوز شرعا لمسلم (ولو على سبيل الدعابة) أن يقول عن سيدنا عمر مثل هذا الكلام؟
هذا هو القول:
"أنا أعلم أن سيدنا عمر رضي الله عنه كان يتعاطى بعض المنشطات"
ما هي الأدلة الشرعية على جواز مثل هذا القول أو عدم جوازه؟
أفيدونا أفادكم الله
ـ[أبو المهند]ــــــــ[14 Mar 2009, 10:50 م]ـ
بداهة لا يجوز فالقرآن الكريم ينادي على المدعي بالبينة والبرهان قال تعالى: { ... قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} {النمل64}
وقال تعالى {وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ} {الزخرف19}
فهل من دليل على هذا المدعي. هذا من ناحية
ومن ناحية أخرى ثبت أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان قوي البنية إذا قال اسمع وإذا ضرب أوجع وإذا مشى أسرع.
ولا يصدر مثل هذا عن عاقل لأن المشطات بشكلها الحالي لم تكن شيئا مذكورا.(/)
في ضوء القرآن الكريم وتفسيره كيف يستجيب الله لي دعائي؟
ـ[أم ديالى]ــــــــ[13 Mar 2009, 08:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني الكرام انا متعبة نفسيا واخشى على نفسي من الوقوع في الشك
لي 10 سنوات وانا ادعو الله بدعوة لحاجة فطرية ومع هذا لم يستجيب الله لي
ومنذ 6 سنوات وانا اتحرى في ذلك كل اوقات الاجابة واكمل الاحوال كـ:
بين الاذان والاقامة
عصر يوم الجمعة كله اجلسه في الذكر والدعاء وتلاوة القرآن
السجود
عند صيامي للاثنين والخميس والايام البيض فضلا عن رمضان
عند نزول المطر " نسأل الله ان يرحمنا ويغيثنا "
وقت السحر ..
ومع ذلك لم الق اجابة من الله ..
أنا ملتزمة بحجابي الشرعي لا يظهر مني قيد انملة، أحرص على اداء الفرائض في اوقاتها ولم اصلّ يوما ما اي فرض في غير وقته
اصلي السنن الرواتب وقيام الليل
واصوم التطوع
واتصدق
واستغفر
تعبت كثيرا وانا انتظر الاجابة خصوصا ان العمر يمضي .. أريد ان افرح باجابة دعائي بعد هذه ال 10 سنوات ..
فماذا افعل بارك الله فيكم؟ بثوا الامل في نفسي .. واعيدوا لي ثقتي بالله ..
وسؤال اخير
هل انا آثمة بطرح هذا الموضوع؟
ـ[أبو المهند]ــــــــ[14 Mar 2009, 09:45 ص]ـ
أم ديالى;74391
فماذا افعل بارك الله فيكم؟ بثوا الامل في نفسي .. واعيدوا لي ثقتي بالله
أبشري يا أم ديالى فإن لله في كل نَفَسٍ من الفرج والرحمات ما لا يحصى عدا، وقد قال الله تعالى { .. وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ .. } {الأعراف165} وقال أيضا: { ... رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} غافر7 وأنت شيء فرحمة الله تسعك إن شاء سبحانه.
بل أنت مسلمة مؤمنة موحدة ملتزمة وهذا أدعى للقبول عند الله تعالى.
وحاجتك الفطرية كالزواج والذرية و [بأم ديالى] قد تحققت إن شاء الله.
والله تعالى يقبل من العبد ما لم يعجل كما ورد في الصحيح:" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ فَيَقُولُ قَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي"
فالشكوى لا تكون إلا لله.
قال تعالى متحدثا عن نبيه يعقوب عليه السلام {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} يوسف86.
وقد تكون الشكوى للبشر ولكن لا يكون المشكو في حقه هو الله تعالى كقولنا أفعل كذا من الطاعات فلا يستجب لي.
بل يكون السؤال ماذا أفعل ليكون دعائي أرجي للقبول.
ولا يعني هذا ألا نفرّج عن أنفسنا عند أصحاب التقى والصلاح من العلماء وذوي القربى:
فلا بد من شكوى إلى ذي مروءة ***** يواسيك او يسليك أو يتوجع.
والدعاء له أجوبة عند الله تعالى: منها:
1] الإجابة في الدنيا.
2] ومنها: الاختزال والاكتناز للآخرة فيترك للعبد في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون
3] ومنها: أن يدفع الله عن العبد من الشر بمثل إجابته.
فلا تدرين لعل الله يجيبك قريبا أو يكتنز لك الإجابة في الأخرة، والتي عندما يجدها العبد يوم القيامة يتنمى أن الله لم يستجب له في الدنيا بل أخرها له في الآخرة.
وإما يدفع عنك الله تعالى من السوء والشرور ما يضاهي الإجابة التي تتمنينها وزيادة وإن كنت لا تشعرين.
وقد يدعو الإنسان ويتململ لبعد الاستجابة وهو لا يدري أن الخير في عدم الإجابة لأن الله يعلم ونحن جهلاء أمام جناب الله تعالى.
قال تعالى: { ... وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} {البقرة216}
فاصبري واحتسبي والله عند ظن العبد به.
وتيقني في الله خيرا فالفرج قادم ورحمة الله واسعة.
ومن نعم الله علينا أننا نتعبده سبحانه في كل صلاة بالرحمن الرحيم ونكررها مرات ومرات
هل انا آثمة بطرح هذا الموضوع؟ [/ QUOTE]
نرجو ألا تكوني آثمة ـ إن شاء الله ـ طالما أن طرحك للسؤال ليس على سبيل شكاية الله للناس
والله الموفق والمستعان
ـ[أم ديالى]ــــــــ[15 Mar 2009, 05:12 ص]ـ
جزاكم الله خيرا اخي الفاضل الدكتور خضر واحسن اليكم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
لا تنسوني من صالح دعائكم ..
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[15 Mar 2009, 06:07 ص]ـ
أسأل الله عز وجل أن يرضى عنك ويرضيك في الدنيا والآخرة. وإن حُرِمتِ من شيء طيب في هذه الحياة الدنيا الفانية، أن يعوضك عنه في الآخرة بما هو خير وأبقى.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[15 Mar 2009, 07:14 ص]ـ
الأخت الفاضلة:
القرآن الكريم يبين لنا أنَّ تأخر الإجابة ليس مؤشراً على السوء أو إعراض الله عن العبد أبداً , بل هذه وساوس ينفثها الشيطان في صدور أهل هذه العبادة الجليلة عبادة (الدعاء) يريد صرفهم عنها , لما يرى من استحفاظهم الله بها من كيده ووسوسته.
وقد ذكرتِ عن نفسك جملةً من الأعمال الصالحة الطيبة التي تقض مضجع الشيطان وتحملُهُ على التثبيط والوسوسة.
وأبشري فالدعاءُ خيرٌ كله , استُجيب للعبد أم لم يُستَجب له ,قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها"
ولنعد إلى القرآن الكريم ونتأمل أحوال صفوة الخلق وسادتهم وأشرافهم وهم أنبياء الله تعالى.
أيوبُ عليه السلام عالج البلاء ولاقى من الكروب والإعراض والأعراض ما لا يطيقه إلا من ثبته الله , ومع ذلك أخَّر الله إجابتهُ وتفريجَ كربه ليرفع منزلتهُ في الآخرة والأولى ويكتب لهُ لسانَ ثناء بقوله (إنا وجدناهُ صابراً نعم العبدُ إنهُ أوَّاب) وهي إشارةٌ من الله إلى أهل البلاء أنَّ اللهَ يحبُّ منهم هذه الصفات التي نال بها أيوب منزلةَ (نعم العبد) وهي الصبر وكثرةُ الرجوع إلى الله تعالى بالتوبة والدعاء وطلب الفرج , فكلمة (أواب) جاءت بصيغة مبالغة لتؤدي هذا المعنى , ومن لطائف بلاء أيوب التي يذكرها أهل العلم أنهُ لم يغير تعلقهُ بالله وكثرة رجوعه إليه فدخل البلاء وهو أواب وخرج منه وهو كذلك.
وكذلك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يبتليه اللهُ في زوجه رضي الله عنها ويلوك الناسُ والمنافقونَ عرضهُ الطاهرَ شهراً كاملاً والله يؤخرُ إجابة دعوات المكلومة الطاهرة عائشة رضي الله عنها ليقضي الله أمرا كان مفعولاً ويتولى كبرَ الفرية من شاء الله له أن يتولاهُ من المنافقين ثم يأتيها فرجٌ لا يخطر لها ببال وما كانت تؤملهُ أبداً , وهو نزول جبريل بقرآن من عند الله يُتْلى إلى يوم الدين وقضى اللهُ قضاءه وثبتت البراءةُ وأخرس اللهُ أفواهَ المنافقين بذلك.
وعليك بالاستغفار فهو من أجل أسباب كشف الكرب وإجابة الدعاء , ونوح عليه السلام كما ذكر الله في القرآن بين لقومه آثار الاستغفار وعوائده (يرسل السماء عليكم مدراراً * ويمددكم بأموال وبنين ... ) قال صلى الله عليه وسلم: "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجاً، ومن كل هم فرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب".
وعليك بدعوة ذي النون التي ذكرها القرآنُ وذكر ثمرتها عليه صلى الله عليه وسلم وما تلاها من تفريج همه وكشف كربته , فقد قال صلى الله عليه وسلم: "دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له"
أسأل الله لك الفرج العاجل وتحقيق الآمال.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[15 Mar 2009, 06:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
قضية الزواج يا لها من قضية في هذا العصر
يا أخ الإسلام اعلم أن الله تعالى أنعم عليك بالعطاء وأنعم عليك بالمنع
أنظر وتفكر وتدبر
في حقائق الأمور
الزواج نعمة يتفضل بها المنعم نعم، وليس غير المنعم،
ولله نعم يموت من لم يحصل عليها كالغذاء والهواء، وهناك نعم لا يموت الذي لم يحصل عليها كالثراء والزواج، كما يقول كبار السن عندنا.
فلا يخدعك الشيطان لتجعل أي قضية سوى مراقبة الله تكون همك.
ولعمري هل الزواج أسعد الناس، أم التقوى.
اتقي الله يا عبد الله يجعل لك مخرجا، ويرزقك من غير تدبير منك.
{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً}
{وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً} (الطلاق3و2).
(يُتْبَعُ)
(/)
و كم من متزوج يلعن اليوم الذي تزوج فيه.
لذلك عندما تقرر الزواج تأمل قول المصطفى عليه السلام:
(إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)
(فاظفر بذات الدين تربت يداك)
وفي الجانب الآخر هل الزواج عصم البعض عن الفجور، طبعا لا.
إذن لا تفكر أن تأخرك عن الزواج لأنك تبحث عما يرضي الله سيجرك للفجور لا وألف لا، فهل يترك الرب عبده في فتنة لا قبل له بها.
راقب الله يا عبد الله واعمل الخيرات، أنت تريد أن تتزوج زواجا طيبا كن أنت طيب، اعمل الخير بإخلاص وصحح نياتك، وتأمل حديث القرآن.
{فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} (القصص:24).
أنظر ما كان الحال الذي عليه موسى في ذلك الوقت.
طريدا شريدا معدما جائعا يلاحقه طاغية كفرعون، مع ذلك سقى للفتاتين، هل كان يتملق حاشاه
هل كان ينتظر منهما مالا أو أي شيء كان حاشاه.
أي شهامة إيمانية، وأي رجوله رباها فيه ربه، سبحان الذي يختار لرسالته أفضل الرجال.
من منبع الإخلاص والثبات والإيقان بالله ولله،وقف موسى ليدعو ربه:
(رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)
فكانت الإجابة من المنعم سريعة.
لا تقف عند حديث الجهال طويلا، والنفسانيين المتأثرين بفلسفات الغرب طويلا.
فقد تتأخر بالزواج كالإمام أحمد فقد تزوج في الأربعين؛ لأنه اشتغل بالعلم.
وقد تتأخري أختي بالزواج فتتزوجي في عمر خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها، فيبارك الله في ذريتك.
لا تنظري لحديث الناس فالسعادة بيد رب الناس، فقد تزوجت سيدتنا خديجة بسيد الناس وأفضلهم صلى الله عليه وسلم، وقد قال عليه السلام:
(رزقت حبها)
وتأملي حال الممثلات الكبيرات في السن الآتي يروج لهن الإعلام ويظهرهن كملكات، والعجيب أن كثيرا من شبان المسلمين معجبين بهن.
أنظري لنفسك أنت المؤمنة.
أعضاء حفظناها في الصغر فحفظها الله في الكبر.
أنت الطاهره أطيب من المسك وأجمل من الورد في عين المؤمن أما الفاسق
فسيمجد الفاسقات الآتي في الخمسين ويراهن أفضل النساء وأجملهن.
أفتحزنين على منطق السفهاء.
والرزق بيد الله تعالى.
وإذا لم يُكتب لأحد الزواج في الدنيا فاليثق برب الأرباب فهو الأعلم بحاله والأعرف بما هو الأفضل لأمثاله، ومن رضي فله الرضا.
وقل في نفسك سأعتصم بالله وأثق به وأتوكل عليه وأنتظر ما يرضيه.
وإما حياة تسر الصديق ... وإما ممات يغيظ العدى.
والجنة موعدنا بإذن الله، والذي لم يتزوج في الدنيا فزواجه في الجنة بإذن الله تعالى، يزوجه المنعم بمن رضي به المولى زوجا له.
{وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} (آل عمران:139).
والله أعلم وأحكم.
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[15 Mar 2009, 10:48 م]ـ
http://www.tafsir.org/vb/attachment.php?attachmentid=2398&stc=1&d=1237146328
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف المرسلين
وبعد، فإن أحسن إجابة يمكن أن تجاب بها الأخت السائلة وغيرها ممن يدعون ولا يستجاب لهم هي التمكين من تحصيل العلم بآداب الدعاء وأحكامه وشروط حصول الاستجابة والموانع منها، فقد قال العلماء رضوان الله تعالى عليهم: إنه لو كان للسائل علم الاسم الأعظم فدعا الله به فلم يستجب له فلا ينبغي أن يتعجب لكون الاستجابة قد تكون موقوفة على حصول شرط لم يحصل كالإخلاص التام لله رب العالمين، والاعتقاد الصحيح أن لا مؤثر معه سبحانه في هذا الكون تقديرًا واختراعًا وإيجادًا، أو على انتفاء مانع ما زال قائما بالداعي كالتلبس بالعقائد الفاسدة من التشبيه والتجسيم كبعض من يعتقد أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا بحركة يحدثها في ذاته ينزل بها من جهة العلو إلى جهة السفل، أو المأكل الحرام والملبس الحرام، وقد تكون الاستجابة لشخص معيّن موقوفة ومعلقة على سلوكه أدبا معيّنا من آداب الدعاء وسببا متينا من أسباب استجابته كالتوسل إلى الله تعالى بذات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك كما في حديث الأعمى الذي رد الله عليه بصره لكونه توسل إلى الله تعالى في رد بصره بمحمد صلى الله عليه وسلم، وهذه الحادثة صحيحة وشهيرة وإن حاول البعض تحريفها بتأويل فاسد هو أنّ الأعمى توسل بدعاء النبي لا بذات النبي صلى الله عليه وسلم، أو انتفاء مانع قائم بالقلب مثلا كالاعتقاد الفاسد بأنه لا يجوز التوسل إلى الله تعالى بشرف الذات المحمدية صلى الله عليه وسلم، فأنّى يستجاب له إن كانت الاستجابة في حقه موقوفة على حصول مثل ذلك الشرط وانتفاء مثل ذلك المانع.
ودون الإطالة أكثر، فهديتي لك ولكل مسلم يريد معرفة آداب الدعاء وأحكامه: كتاب "معين السائلين من فضل رب العالمين" للشيخ الإمام علي النوري الصفاقسي الولي الصالح الناصح لدين الله تعالى الذي أكرمه الله تعالى بكرامات عديدة منها إتقانه لعلوم القرآن العظيم، ولو لم يكن من فضائله إلا تصنيفه لكتاب "غيث النفع" لكفى، وهو عالم تقي عفيف الدين نقي الاعتقاد زكي السيرة ومحمود الذكر، ولا يقع في دينه وعقيدته وفضله إلا ضال، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم ديالى]ــــــــ[16 Mar 2009, 02:29 ص]ـ
الله يجزاكم الجنة جميعا ويحسن اليكم ..
واشكرك اخي الكريم نزار على الكتاب ..
رزقكم الله جميعا كل ما تتمنون من خيري الدنيا والاخرة ..
والحمد لله رب العالمين ..
ـ[أم ديالى]ــــــــ[16 Mar 2009, 02:31 ص]ـ
الله يجزاكم الجنة جميعا ويحسن اليكم ..
واشكرك اخي الكريم نزار على الكتاب ..
رزقكم الله جميعا كل ما تتمنون من خيري الدنيا والاخرة ..
والحمد لله رب العالمين ..
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[16 Mar 2009, 02:34 م]ـ
أسأل الله أن يفرج همك أختي أم ديالي .. ويحقق مناك ويوفقك في حياتك .. آمين ,,
كما أود أن أنبه الأخ الفاضل نزار حمادي وفقه الله إلى وجود بعض المآخذ على الكتاب الذي أفاد به الأخت .. وهو كتاب جيد ولكن يضم بعض الأحاديث الضعيفة والأعمال التي لا يجوز فعلها شرعا ومنها:
قوله في تحري الأوقات الفاضلة:
[بين الظهر والعصر من يوم الأربعاء]
وأمّا ما بين الظهر والعصر من يوم الأربعاء، فلحديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - حيث قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا يوم الاثنين ويوم الثلاثاء، فاستجيب له يوم الأربعاء بين الصلاتين، فعرفت البشرى في وجهه. قال جابر: فلم ينزل بي أمر مهم إلا توخيت تلك الساعة، فأدعو فيها، فأعرف الإجابة.
فإن قيل: روي أن يوم الأربعاء نحس مستمر، فكيف يستجاب فيه الدعاء.
فالجواب أن يقال: نحس على المفسدين، لا على المصلحين، كما كانت الأيام النحسات المذكورة في القرآن نحسات على الكفار من قوم عاد، لا على نبيهم والمؤمنين به منهم.
فهذا الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم .. فيوم الأربعاء ليس له مزية ولا يخص بالدعاء ..
ومن المآخذ على الكتاب أيضا قوله في تحري الأماكن الشريفة:
والدعاء عند قبور الصالحين بشروط معروفة. انتهى.
وقال سيدي أبو عبد الله محمد بن الحاج في «المدخل» لمّا تكلم على صفة زيارة القبور وما يقول عندها: فإن كان الميت المزار ممن ترجى بركته فليتوسل إلى الله به، بل يبتدئ بالتوسل إلى الله تعالى بالنبي صلى الله عليه وسلم؛ إذ هو العمدة في التوسل والأصل في هذا كله، ثم يتوسل بالصالحين من أهل تلك المقابر في قضاء حوائجه ومغفرة ذنوبه، فيدعو لنفسه ولوالديه ولمشايخه ولأقاربه ولأموات المسلمين وأحيائهم، ويكثر التوسل بهم، وقد تقرر في الشرع وعلم ما لله بهم من الاعتناء، وذلك كثير مشهور، ولا زال الناس من العلماء والأكابر مشرقا ومغربا يتبركون بزيارة قبورهم ويجدون بركة ذلك حسا ومعنى.
قال الشيخ أبو عبد الله بن النعمان: بركةُ الصالحين جارية بعد مماتهم كما كانت في حياتهم، والدعاءُ عند قبور الصالحين والتشفُّع به معمولٌ به عند علمائنا المحققين من أئمة الدين. انتهى مختصرا.
وردا على هذا الكلام الذي أورده مؤلف الكتاب أنقل لك ما ذكر العلامة العثيمين رحمه الله في شرحه لكتاب التوحيد:
مضرة العكوف على القبر لأجل عمل صالح: والمضرة الحاصلة هي أنها توصل إلى عبادتهم .. فمثلا لو قرئ القرآن عند قبر رجل صالح أو تُصدِّق عند هذا القبر يعتقد أن لذلك مزية على غيره فإن هذا من البدع وهذه البدعة قد تؤدي بصاحبها إلى عبادة هذا القبر!! .. فكثير من البلدان الإسلامية تجد فيها الغلو في الصالحين في قبورهم ..
وهنا مسألة مهمة وهي أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانا تعبد من دون الله .. فيجب البعد عن الشرك ووسائله ويغلظ على من عبد الله عند قبر رجل صالح .. فمن زعم أن الصدقة أو الدعاء عند هذا القبر أفضل من غيره فهو شبيه بمن اتخذه مسجدا لأنه يرى أن لهذه البقعة أو لمن فيها شأنا يفضل به عن غيره!! ..
والمقابر والقبور للصالحين ومن دونهم من المسلمين أهلها بحاجة إلى الدعاء فهم يُزارون ليُنفعوا لا ليُنتفع بهم إلا باتباع السنة في زيارة المقابر والثواب الحاصل بذلك .. فالزيارة التي يُقصد منها الانتفاع بالأموات زيارة بدعية والزيارة التي يُقصد منها نفع الأموات والاعتبار بحالهم زيارة شرعية ...
وللاستزادة أحيلك ـ بارك الله فيك ـ إلى كتاب التوحيد وشروحه فقد خُدم كثيرا ولله الحمد ...
وفقنا الله لما يحبه ويرضاه وجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم
إنه سميع قريب ...
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[16 Mar 2009, 02:58 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما عن حكم التوسل بالأولياء والصالحين عند الدعاء فإليك ما ذكره الشيخ ناصر العقل حفظه الله:نتيجة لبعد كثير من المسلمين عن ربهم وجهلهم بدينهم في هذا الزمن فقد كثرت فيهم الشركيات والبدع والخرافات، ومن ضمن هذه الشركيات التي انتشرت بشكل كبير تعظيم بعض المسلمين لمن يسمونهم بالأولياء والصالحين ودعاؤهم من دون الله واعتقادهم أنهم ينفعون ويضرون، فعظموهم وطافوا حول قبورهم.
* ويزعمون أنهم بذلك يتوسلون بهم إلى الله لقضاء الحاجات وتفريج الكربات، ولو أن هؤلاء الناس الجهلة رجعوا إلى القرآن والسنة وفقهوا ما جاء فيهما بشأن الدعاء والتوسل لعرفوا ما هو التوسل الحقيقي المشروع؟
* إن التوسل الحقيقي المشروع هو الذي يكون عن طريق طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم بفعل الطاعات واجتناب المحرمات، وعن طريق التقرب إلى الله بالأعمال الصالحة وسؤاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، فهذا هو الطريق الموصل إلى رحمة الله ومرضاته.
* أما التوسل إلى الله عن طريق: الفزع إلى قبور الموتى والطواف حولها، والترامي على أعتابها وتقديم النذور لأصحابها، لقضاء الحاجات وتفريج الكربات فليس توسلا مشروعا بل هذا هو الشرك والكفر بعينه والعياذ بالله.
* فكل من غلا في حيٍ، أو رجل صالح، أو نحوه، وجعل له نوعا من أنواع العبادة مثل أن يقول إذا ذبح شاة: باسم سيدي، أو يعبده بالسجود له أو يدعوه من دون الله تعالى مثل أن يقول: يا سيدي فلان أغفر لي أو ارحمني أو انصرني أو ارزقني أو أغثني، أو نحو ذلك من الأقوال والأفعال التي هي من خصائص الرب والتي لا تصلح إلا الله تعالى، فقد أشرك بالله شركا أكبر، فإن الله تعالى إنما أرسل الرسل وأنزل الكتب لنعبد الله وحده لا شريك له ولا نجعل مع الله إلها آخر.
* والذين كانوا يدعون مع الله آلهةً أخرى مثل اللات والعزى وغيرها لم يكونوا يعتقدون أنها تخلق الخلائق، أو أنها تنزل المطر، وإنما كانوا يعبدونها ويقولون: إنما نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى ويقولون: هم شفعاؤنا عند الله.
* فأرسل الله رسله تنهى أن يُدعى أحد من دونه لا دعاء عبادة، ولا دعاء استغاثة، وقال تعالى: (قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلا تَحْوِيلاً) الإسراء: 56 وقال تعالى: (قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ * وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ) سبأ:22 فأخبر سبحانه: أن ما يُدعى من دون الله ليس له مثقال ذرة في الملك وأنه ليس له من الخلق عون يستعين به.
* ولقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد، فقال في مرض موته: (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما صنعوا) وكان ذلك سدا لذريعة الوقوع في الشرك فإن من أكبر أسباب عبادة الأوثان كان بسبب تعظيم القبور بالعبادة ونحوها.
* وأما ما جاء في توسل عمر بن الخطاب بالعباس رضي الله عنهما، الذي قد يحتج به البعض، فإن عمر توسل بدعاء العباس لا بشخصه، والتوسل بدعاء الأشخاص غير التوسل بشخصهم بشرط أن يكونوا أحياء؛ لأن التوسل بدعاء الحي نوع من التوسل المشروع بشرط أن يكون المتوسل بدعائه رجلا صالحا. وهذا من جنس أن يطلب رجل الدعاء من رجل صالح حي ثم يطلب من الله أن يقبل دعاء هذا الرجال الصالح الحي له.
* أما الميت الذي يذهب إليه السائل ليسأل الله ببركته ويطلب منه العون قد أصبح بعد موته لا يملك لنفسه شيئا ولا يستطيع أن ينفع نفسه بعد موته فكيف ينفع غيره؟! ولا يمكن لأي إنسان يتمتع بذرة من العقل السليم يستطيع أن يقرر أن الذي مات وفقد حركته وتعطلت جوارحه يستطيع أن ينفع نفسه بعد موته فضلا عن أن ينفع غيره، وقد نفى النبي صلى الله عليه وسلم قدرة الإنسان على فعل أي شيء بعد موته فقال: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) فتبين من الحديث أن الميت هو الذي بحاجة إلى من يدعو له ويستغفره له، وليس الحي هو الذي بحاجة إلى دعاء الميت، وإذا كان الحديث يقرر انقطاع عمل ابن
(يُتْبَعُ)
(/)
آدم بعد موته، فكيف نعتقد أن الميت حي في قبره حياة تمكنه من الاتصال بغيره وإمداده بأي نوع من الإمدادات؟ كيف نعتقد ذلك؟! وفاقد الشيء لا يعطيه والميت لا يمكنه سماع من يدعوه مهما أطال في الدعاء قال تعالى: (وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمٍْ) فاطر:13،14 فنفى الله عنهم الملك وسماع الدعاء ومعلوم أن الذي لا يملك لا يعطي، وأن الذي لا يسمع لا يستجيب ولا يدري، وبينت الآية أن كل مدعو من دون الله كائنا من كان فإنه لا يستطيع أن يحقق لداعيه شيئا.
* وكل معبود من دون الله فعبادته باطلة، قال تعالى (وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنْ الظَّالِمِينَ * وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ) الآية يونس: 106،107 ويتبين من هذه الآية أن كل مدعو من دون الله لا ينفع ولا يضر، فإذا ما الفائدة من عبادته ودعائه، وهذا فيه تكذيب لأهل الخرافة الذين يقولون ذهبنا للقبر الفلاني أو دعونا الولي الفلاني وتحصل لنا ما نريد، فمن قال ذلك فقد كذب على الله، ولو فرض أن حصل شيء مما يقولون فإنه حصل بأحد سببين:
1 - إن كان الأمر مما يقدر عليه الخلق عادة فهذا حصل من الشياطين لأنهم دائما يحضرون عند القبور، لأنه ما من قبر أو صنم يعبد من دون الله إلا تحضره الشياطين لتعبث في عقول الناس.
* وهؤلاء المتوسلون بالأولياء لما كانوا من جنس عباد الأوثان صار الشيطان يضلهم ويغويهم كما يضل عباد الأوثان قديما فتتصور الشياطين في صورة ذلك المستغاث به وتخاطبهم بأشياء على سبيل المكاشفة، كما تخاطب الشياطين الكهان وقد يكون بعض ذلك صدقاً، ولكن أكثره كذب، وقد تقضي بعض حاجاتهم وتدفع عنهم بعض ما يكرهون مما يقدر عليه البشر عادة، فيظن هؤلاء السذج أن الشيخ، أو الولي هو الذي خرج من قبره وفعل ذلك، وإنما هو في الحقيقة الشيطان تمثل على صورته ليضل المشرك المستغيث به، كما تدخل الشياطين في الأصنام وتكلم عابديها وتقضي بعض حوائجهم.
2 - أما إن كان الأمر مما لا يقدر عليه إلا الله كالحياة والصحة والغنى والفقر، وغير ذلك مما هو من خصائص الله، فهذا انقضى بقدر سابق قد كتبه الله ولم يحصل ذلك ببركة دعاء صاحب القبر كما يزعمون.
* فينبغي على الإنسان العاقل ألا يصدق مثل هذه الخرافات، وأن يعلق قلبه بالله وينزل حاجته به حتى تقضي ولا يلتفت إلى الخلق لأن الخلق ضعفاء مساكين فيهم الجهل والعجز، وكيف يطلب الإنسان حاجته من مخلوق مثله؟ وقد يكون ذلك المخلوق ميتا أيضا لا يسمع ولا يرى ولا يملك شيئا، ولكن الشيطان يزين للناس ما كانوا يعملون.
والله الهادي إلى سواء السبيل
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[16 Mar 2009, 03:23 م]ـ
الحمد لله تعالى
قولك في حديث جابر رضي الله عنه: "لا يصح": غير صحيح، فهو حديث أخرجه إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رضي الله عنه في مسنده برقم 14499 وإسناده حسن لأجل عبد الله بن عبد الرحمن كما ذكر المحقق، والمسألة عملية فرعية لا يضر فيها الاستدلال بمثل هذا الأثر عند أهل العلم أهل السنة والجماعة، وليست كما يخيل البعض من أنها عقدية فإن عقيدة أهل السنة بحمد الله تعالى توحيد خالص عن جميع شوائب الشرك، فهم رضي الله عنهم لا يعتقدون مؤثرا مع الله تعالى أصلا لا إيجادا ولا اختراعا لا زمانا ولا مكانا. فما أسهل عند البعض رد ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والحكم ببطلانه إذا تعلق بالقلب مصلحة دنوية فانية.
ثم ما ذكرتَه ونقلته لا يخرج عن مقالات من ناس همّهم "تَهْوِيبُ" المسلمين عن طريق التهويل والتخويف والدخول في الضمائر والتشنيع بغير موجب، وكثير من المسلمين البسطاء للأسف يدخل في قلوبهم الرعب من ذلك الإرهاب العقدي الذي يمارسه أولئك الناس ليسيطروا عليهم وعلى عقائدهم فيجعلونهم تبعا لهم في كل صغيرة وكبيرة بدعوى هدايتهم إلى التوحيد الخالص، وهي دعوى حكموا من خلالها ضمنا على آلاف بل ملايين من المسلمين علماء وصالحين بالشرك لكونهم يتوسلون إلى الله تعالى ـ الذي لا يؤثر في شيء إيجادا وإعداما إلا هو كما هو عقيدة أهل السنة والجماعة ـ بنبيه الكريم وبركة عباده الصالحين المخلصين الذين نصحوا للدين والقرآن والرسول صلى الله عليه وسلم وجميع المسلمين، وهم أكثر الناس إخلاصا وتقوى ودينا، وسبحان الله كيف يجرؤ أولئك على الحكم ـ ضمنا ـ بالشرك على أئمة المسلمين كالإمام ابن الجزري ـ وهو من هو ـ الذي يرى جواز طلب الحاجات من الله تعالى عند قبور الصالحين، بل ويرى أن الاستجابة عندها مجربة، بل الإمام الذهبي قد حكى ذلك عن قبر معروف وغيره من الصالحين، فكل أولئك عند رواد الحركة "التهويبية" ـ التي تريد تغيير معالم الدين الإسلامي غصبا ـ مشركين .. وليتهم ما أقحموا أنفسهم في ذلك فإنها معركة خاسرة حتى لو أصروا على القيام بها وجندوا لها الجامعات والدراسات التحريفية، وليتهم ما فعلوا فقد حكموا على أنفسهم بالخسران.
هذا، وإن شبهات رواد "تهويب" الفكر الإسلامي مردود عليها إجمالا وتفصيلا، وليس هذا موضع بسط ذلك، فإن استفاد من الكتاب مستفيد فله ذلك، وإلا فله دينه ولجمهور علماء المسلمين قديما وحديثا دينهم، فلا تتدخلوا في ضمائر الناس وتحكموا عليهم بالشرك وتحرمونهم من أسباب الاستجابة فإنه عمل من فعل الشيطان الذي يريد حجب المسلم عن ربه كما تفعلون. والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[16 Mar 2009, 05:00 م]ـ
قولك ـ وفقك الله ـ::ـ
يتوسلون إلى الله تعالى ـ الذي لا يؤثر في شيء إيجادا وإعداما إلا هو كما هو عقيدة أهل السنة والجماعة ـ بنبيه الكريم وبركة عباده الصالحين المخلصين الذين نصحوا للدين والقرآن والرسول صلى الله عليه وسلم وجميع المسلمين، وهم أكثر الناس إخلاصا وتقوى ودينا، وسبحان الله كيف يجرؤ أولئك على الحكم ـ ضمنا ـ بالشرك على أئمة المسلمين كالإمام ابن الجزري ـ وهو من هو ـ الذي يرى جواز طلب الحاجات من الله تعالى عند قبور الصالحين، بل ويرى أن الاستجابة عندها مجربة، بل الإمام الذهبي قد حكى ذلك عن قبر معروف وغيره من الصالحين،
يا أخي نزارـ بارك الله فيك ـ زيارة قبور الصالحين للدعاء عندها بناء على اعتقاد أن الدعاء عندها مستجاب، وأنه أفضل من الدعاء في سائر البقاع، أو أفضل من الدعاء في المساجد وفي الأسحار فهذا بدعة منكرة، فالواجب على المسلم أن يقف بكل أموره عند حدود الله، ويحكّم شرع الله، ولا يسير مع أهواء الناس، والدين مبناه على أمر الله المبلغ من رسوله –صلى الله عليه وسلم-، وكل ما لم يكن موافقاً لأمر الله وهدي رسوله –صلى الله عليه وسلم- فلا يجوز اتخاذه ديناً، كما قال – صلى الله عليه وسلم: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" البخاري (2697) ومسلم (1718) وفي رواية لمسلم (1718) "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"
وكون الإمام ابن الجزري يرى أن الاستجابة عندها مجربة ليس دليلا على مشروعيتها فقد يجيب الله دعاء من دعا عندها فتنة لهذا الداعي نسأل الله العافية والسلامة!! .. وإلا فالدعاء عند قبور الصالحين بدعة منكرة .. فصلاحهم وتقواهم لن ينفع هذا الداعي بشيء .. (فادعوا الله مخلصين له الدين) .. وأما أهل القبور فلن يغنوا عنك من الله شيئا ..
أسأل الله أن يثبتنا على دينه وطاعته وأن يرزقنا الإخلاص والقبول .. آمين ..
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[16 Mar 2009, 05:45 م]ـ
أرأيت هذا التهويل الذي تقوم به بلا دليل: هو أثر الإرهاب العقدي الذي وقع عليك، وإلا فالإمام ابن الجزري لا يجرب المحرّم، ولا الإمام الذهبي ينقل أمرًا محرّما ويقرّه، وليت كل الناس يفتنون كما فتن الإمام ابن الجزري الذي حفظ الله تعالى به كتابه رضي الله تعالى عنه وأرضاه.
ثم يا أخي ـ هداك الله للحق ـ من قال بأن الدعاء عند قبور الأولياء أفضل من الدعاء في المساجد وسائر البقاع وفي الأسحار؟؟ فهل في إثبات كون الدعاء عند الصالحين ـ بشروط مضبوطة ـ مظنة القبول نسفٌ لما ورد في القرآن والصحاح من أفضلية المساجد والبقاع الطاهرة على غيرها؟؟
أرأيت أسلوب الإرهاب العقدي إلى أين يؤدي؟؟ فها أنت تنصر مقالتك التي تعلمتها بأي طريق كان حتى ولو بتقويل الناس ما لم يقولوه، بل بأشد من ذلك وهو رفض أثر حسن عن الرسول صلى الله عليه وسلم وطرحه والحكم عليه بالبطلان.
ومن قال بأن أهل القبور يغنون من الله شيئا؟؟ هذا هو سبيل الإرهاب العقدي في نصرة الباطل، فإن المسلم الصحيح الاعتقاد يعلم علما يقينيا بتوحيده الصحيح أنه لا أحد مهما علا شأنه يغني من الله تعالى شيئا، فهو إذا دعا في أي موطن أو موضع أو زمان يعلم علم اليقين أنه لا قدرة للاستجابة لدعائه إلا لله الواحد القهار الفرد الصمد، الذي تفتقر إليه كل المحدَثات المَخلوقات في وجودها وفي نشأتها وفي بقائها مهما علا شأنها، فكيف تتهمون من هو في ذروة الإخلاص بذلك الاعتقاد الصحيح المطابق للواقع عن دليل وبرهان أنه مشرك مع الله غيره؟؟
اتقوا الله وابتعدوا عن سبيل الشيطان فإن ما تقومون به يشبه طريق ذلك الملعون المطرود الذي يريد أن يغوي الناس أجمعين ويبعدهم عن الله تعالى فيخيل لهم الحلال حراما والسنة بدعة، بل أنتم أعظم منه لأنه أيس من أن يشرك مع الله تعالى غيره ويعبد سواه كما أخبر النبي الصادق صلى الله عليه وسلم وأنتم تتهمون المسلمين الصالحين والعلماء العاملين وهم ملايين بأنهم يشركون بالله تعالى غيره.
تاب الله على من سلك ذلك السبيل المنحرف الذي يؤدي إلى نسبة الشرك لملايين المسلمين الذين جعلهم الله تعالى أكثر أهل الجنة، وأنتم تجعلونهم من أهل الجحيم من المشركين.
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[16 Mar 2009, 06:07 م]ـ
(فإن المسلم الصحيح الاعتقاد يعلم علما يقينيا بتوحيده الصحيح أنه لا أحد مهما علا شأنه يغني من الله تعالى شيئا، فهو إذا دعا في أي موطن أو موضع أو زمان يعلم علم اليقين أنه لا قدرة للاستجابة لدعائه إلا لله الواحد القهار الفرد الصمد، الذي تفتقر إليه كل المحدَثات المَخلوقات في وجودها وفي نشأتها وفي بقائها مهما علا شأنها،)
كلام سديد جزاك الله خيرا عليه .. ولكن أؤكد لك أن طلب الحاجات عند قبور الصالحين لا يجوز .. حتى ولو قال به من قال فإن العبرة بما جاء في كتاب الله سنة نبيه صلى الله عليه وسلم .. فلم يرد في الوحيين ما أجازه الإمام ابن الجزري من طلب الحاجات عند قبور الصالحين وأنه مجرب!!!!! ... (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)
وفقك الله وسدد على طريق الحق خطاك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[16 Mar 2009, 06:10 م]ـ
هداك الله ورفع عن ذهنك الخيالات والأوهام ولوازمها الباطلة المنكرة
وتذكر يا أخي أنك لست مشرعا فتحلل وتحرم، وتذكر أن عظماء الإسلام الذين خلّد الله ذكرهم ـ كالإمام ابن الجزري ـ لا يقبلون على فعل شيء تعبدي بلا دليل شرعي. وهذا يكفيك للتدبر، وإن اردت الأدلة التفصيلية فليس هذا محلها كما أشرت سابقا.
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[16 Mar 2009, 06:43 م]ـ
وهداك ربي أخي الفاضل نزار ..
ولكن دعني أسأل هذا السؤال ـ بارك الله فيك ـ لماذا خُصت قبور الصالحين والأولياء بالذات للدعاء عندها؟؟؟!! ..
أليس لأنهم يعتقدون فيها أمور عديدة وهي:
أفضلية هذه القبور أعني ـ قبور الصالحين والأولياء ـ
أن صلاح هؤلاء الأولياء والصالحين وتقواهم له تأثير في إجابة الدعاء وأنهم واسطة بين الله وهذا الداعي في أن يحقق الله له مطلوبه!! ..
أن الدعاء عندها له مزية وخاصية .. لأن هناك من جرب واستُجيب دعاؤه كما يزعمون!! ..
وقد تكون اعتقادات أخرى يعتقدها رواد هذه المقابر ـ هداهم الله ـ
(وما أومروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين)
(اتبعوا ولا تبتدعوا)
وفقك الله أخي نزار ...
ـ[أم ديالى]ــــــــ[16 Mar 2009, 08:38 م]ـ
شكرت الاخ نزار قبل الاطلاع على محتوى الكتاب ولكن فعلا صدمني ما قرأته!!
ما هذا؟!! أترك الاسحار والمساجد - وبيتي مسجدي - ومطوطن اجابة الدعاء واذهب للقبور وادعو الله عندها!!!! هل فعل الصحابة ذلك عند خير القبور قبل محمدا صلى الله عليه وسلم؟؟؟ لم ينقل عن احد منهم ذلك .. بل من فعل هذا افضى به الى الشرك لا محالة ...
ـ[هبة المنان]ــــــــ[16 Mar 2009, 10:49 م]ـ
أختي أم ديالي:
من أسرار اقتران الفرج بالكرب، واليسر بالعسر، أن الكرب إذا اشتد وعظم وتناهى
وحصل للعبد اليأس من كشفه من جهة المخلوقين، تعلق قلبه بالله وحده00
وهذا هو حقيقة التوكل على الله، وهو من أكبر الأسباب التي تطلب بها الحوائج فإن
الله يكفي من توكل عليه، كما قال تعالى: " ومن يتوكل على الله فهو حسبه "
وأقول للجميع نسأل الله عز وجل أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل
باطلآ ويرزقنا اجتنابه، وأن لايجعله ملتبسا علينا فنضل 00
ـ[أم ديالى]ــــــــ[17 Mar 2009, 02:03 ص]ـ
جزاك الله خيرا اختي الكريمة هبة
وصدقتِ والله ... كلامك نفيس ينبغي التفطن له، حرم الله اناملك عن النار
ـ[مفسر]ــــــــ[19 Mar 2009, 05:12 ص]ـ
اتقوا الله وابتعدوا عن سبيل الشيطان فإن ما تقومون به يشبه طريق ذلك الملعون المطرود الذي يريد أن يغوي الناس أجمعين ويبعدهم عن الله تعالى فيخيل لهم الحلال حراما والسنة بدعة، بل أنتم أعظم منه لأنه أيس من أن يشرك مع الله تعالى غيره ويعبد سواه كما أخبر النبي الصادق صلى الله عليه وسلم وأنتم تتهمون المسلمين الصالحين والعلماء العاملين وهم ملايين بأنهم يشركون بالله تعالى غيره.
تاب الله على من سلك ذلك السبيل المنحرف الذي يؤدي إلى نسبة الشرك لملايين المسلمين الذين جعلهم الله تعالى أكثر أهل الجنة، وأنتم تجعلونهم من أهل الجحيم من المشركين.
يا شيخ نزار أنت الان تهول الأمور!
كن سمحا في تعاملك!
إحمل الأمور على أحسن محاملها! من تلمزهم يحذرون من دعاء أهل القبور من دون الله! يحذرون من الاستغاثة بهم!
وما تسميه عقيدة أهل السنة دعوى تحتاج إلى إثبات!
فلو أن أحدا دعى الجيلاني واستغاث به مع زعمه أن الله هو الفاعل الحقيقي لأفعال الجيلاني يكون موحدا!
اليس دعاء غير الله شرك؟
اليست الاستغاثة بالاولياء الاموات شرك؟
انت تعتقد أمورا تظن أنها غير معلومة للقراء وهي تظهر من لحن قولك!
أدعوك إلى التسامح والتعقل وعدم اتهام الآخرين لأجل عقائد في صدرك تظنها اعتقاد أهل السنة!
اعتقد ما تعتقد ولكن لا تعتبر دعاء الاموات والاستغاثة بهم جائزة إذا اعتقدوا ما تعتقد!
هداك الله يا أخي ..
ـ[مفسر]ــــــــ[20 Mar 2009, 01:11 ص]ـ
بل أنتم أعظم منه لأنه أيس من أن يشرك مع الله تعالى غيره ويعبد سواه كما أخبر النبي الصادق صلى الله عليه وسلم وأنتم تتهمون المسلمين الصالحين والعلماء العاملين وهم ملايين بأنهم يشركون بالله تعالى غيره.
تاب الله على من سلك ذلك السبيل المنحرف الذي يؤدي إلى نسبة الشرك لملايين المسلمين الذين جعلهم الله تعالى أكثر أهل الجنة، وأنتم تجعلونهم من أهل الجحيم من المشركين.
نعم يئس الشيطان أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في غيرها ما يئس!
ثم هو يئس أن يعبد هو ولم ييئس أن يعبد الأولياء من دون الله!
ماهو الشرك إذا لم يكن صرف العبادة لغير الله؟
ماهو الشرك إذا لم يكن دعاء غير الله؟
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[20 Mar 2009, 02:28 ص]ـ
كانت صاحبة الموضوع متعبة نفسيا، وتريد من يدعو لها أو يسرّي عنها.
ولست أدري كيف قلبتم هذا الموضوع إلى ما هو عليه الآن؟
مرة أخرى: شيء مؤسف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مفسر]ــــــــ[20 Mar 2009, 07:43 ص]ـ
كانت صاحبة الموضوع متعبة نفسيا، وتريد من يدعو لها أو يسرّي عنها.
ولست أدري كيف قلبتم هذا الموضوع إلى ما هو عليه الآن؟
مرة أخرى: شيء مؤسف.
يابن جماعة أنظر ماذا كتبت صاحبة الموضوع!
شكرت الاخ نزار قبل الاطلاع على محتوى الكتاب ولكن فعلا صدمني ما قرأته!!
ما هذا؟!! أترك الاسحار والمساجد - وبيتي مسجدي - وموطن اجابة الدعاء واذهب للقبور وادعو الله عندها!!!! هل فعل الصحابة ذلك عند خير القبور قبل محمدا صلى الله عليه وسلم؟؟؟ لم ينقل عن احد منهم ذلك .. بل من فعل هذا افضى به الى الشرك لا محالة ...
ماذا تقول الآن؟
من الذي قلب الموضوع؟
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[20 Mar 2009, 10:08 ص]ـ
فماذا افعل بارك الله فيكم؟ بثوا الامل في نفسي .. واعيدوا لي ثقتي بالله ..
للأسف كثير من الناس لا يفرقون بين الطلب العادي وبين الدعاء الذي هو منتهى التذلل والخشوع، والأول يجوز تداوله بين المخلوقات تمسكا بالأسباب والثاني لا يجوز إلا للواحد القهار، ولو أخذنا بالخلط القائم بينهما ـ جهلا أو قصدا ـ كانت الأخت التي طلبت من المخلوقات بث الأمل في نفسها وإعادة الثقة إليها ـ وهي أمور لا يقدر عليها حقيقة إلا الله تعالى ـ مشركة أعاذها الله من ذلك لطلبها من المخلوقات أمورا لا يقدر عليها إلا الخالق.
ثم من يا أختي أمرك ـ بحيث تأثمين لو لم تفعلي ـ أن تتركي المساجد وتتوجهي لدعاء الله تعالى في المقابر؟؟ وهل هذا إلا اتهام باطل نتيجة فكر منحرف رسخ في الذهن؟؟ دعاء الله تعالى والتذلل له والخشوع بمنتهى الخشوع يجب أن يكون في كل الأماكن وأولاها بذلك مساجد الله تعالى، ومن الأسباب العادية للاستجابة هو دعاء الله تعالى والتذلل له سبحانه وحده أثناء زيارة قبر من قبور عباد الله تعالى الصالحين للاتعاظ وتذكر اليوم الآخر كما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بزيارتها، ويكون ذلك بآداب صارمة بحيث لا يصدر من الداعي ما يوهم توجهه لغير الله تعالى في قضاء حاجته، وإذا أخطأ وكان من المسلمين فالواجب على العلماء إرشاده إلى الحق لا تكفيره وتضليله والحكم عليه بالشرك على نحو يكون فيه كالمرتد وتحبط جميع أعماله.
فمن شاء سلك هذا السبب العادي بآدابه وشروطه ومن لم يشأ أو خاف على نفسه عدم التدأب وضعف العقيدة لا يسلكه فهو مخيّر. ولم يقل أحد من أهل السنة المعتبرين أن الدعاء والتذلل والخشوع هو موجه لصاحب القبر ولا حتى الطلب منه طلبا عاديا على نحو طلب الأخت من رواد المنتدى، بل قالوا بأن الدعاء والطلب والتذلل والخشوع موجه إلى الله تعالى فحسب، (إياك نعبد وإياك نستعين) ومذهب أهل السنة وعلى رأسهم الإمام ابن الجزري خرج بين فرث الشيعة المغالين ودم التكفيريين التضليليين لبنًا خالصا سائغا للشاربين، فحاشا أبو الخير بن الجزري أن يجرب الشرك ودعاء غير الله تعالى، وحاشا الإمام النوري أن يدعو إلى الإشراك بالله تعالى، بل الويل كل الويل لمن اتهم هؤلاء بالشرك الجلي، وظن أنه أكثر إخلاصا لله تعالى من أولئك العلماء الأبرار الذين حفظ الله بهم دينه وكتابه وأعلم منهم بدين الله أصوله وفروعه.
والحقيقة يا أخي محمد أننا أمام ظاهرة خطيرة يجب أن لا تهمل ويمر عليها فقط مر الكرام، فإن اتهام المسلمين ـ بل أئمتهم ـ بالشرك وإخراجهم من دائرة الإيمان إلى دائرة الكفران بمجرد التوهم والخيال ممن لا يحق له ذلك أصلا صار دارجا على ألسن العوام بما تلقفوه من فكر منحرف ذو أغراض سياسية ينطلق من مخالفة جمهور علماء أهل السنة، وقد صار ذلك الفكر المنحرف سببا في شيوع التكفير والتضليل على مختلف المستويات كما نرى وسببا في رواجه، فلعلك تلاحظ العجب من أن مثل هذا الموضوع الخطير المتعلق بالتكفير والاتهام بالشرك يتدخل فيه العوام ويلقون بالتهم جزافا وهم أصلا لا يعرفون المعنى الشرعي للعبادة ولا يعرفون أصلا الفرق بين الأصول الاعتقادية والفروع العملية فيحصل لهم خلط رهيب جراء الجهل بتلك المبادئ يجرهم ذلك الخلط إلى تعدي حدودهم والإلقاء بأشنع التهم وأقبحها في حق أفاضل الأمة وعلمائها، وهذا من علامات رجوع الدين غريبا وقبض العلماء وانتصاب رؤوس الجهالة مكانهم، نسأل الله تعالى السلامة والموت على الإيمان.
ـ[مفسر]ــــــــ[20 Mar 2009, 01:31 م]ـ
كانت الأخت التي طلبت من المخلوقات بث الأمل في نفسها وإعادة الثقة إليها ـ وهي أمور لا يقدر عليها حقيقة إلا الله تعالى ـ مشركة أعاذها الله من ذلك لطلبها من المخلوقات أمورا لا يقدر عليها إلا الخالق ..
لماذا يا أخ نزار هذا التهويل والتجهيل ورمي الناس بالشرك؟
لو طلبت أختنا منا أن نتكلم معها بكلام يبث الأمل في نفسها تكون طلبت منا أمرا لا يقدر عليه الا الله حقيقة؟
اليس هذا في وسعنا حقيقة؟
أنا أعلم أنك وأمثالك تعتقدون أن الأنسان ليس في وسعه أن يفعل شيئا على الحقيقة! وأنه لا يستطيع أن يحرك يده على الحقيقة! وأن الله لما كلفه بالأعمال قام بها عنه! وتعتقدون أن من يعتقد أن الله جعله قادرا على فعل ما أمر به وترك ما نهي عنه , تعتقدون أنه مشرك! وأما من يدعو الأولياء ويستغيث بهم لا يعد مشركا إذا إعتقد عقيدتكم!
أقول يا أخي أيجوز لك أن تتهم بالشرك ومشابهة الشيطان المسلمين الذين على الفطرة وما دعوا غير الله وما استغاثوا بغيره لأنهم يعتقدون أنهم قادرون على الحقيقة على ما جعلهم الله قادرين عليه , وتمنع من رمي الداعين لغير الله والمستغيثين بغير الله بالشرك لأنهم على حد زعمك على عقيدة أهل السنة والجماعة؟
أنا أعرف ما تريد قوله ولكن هذه العقيدة التي تتيقن بها وتدعو اليها ألا تتهم الرأي وتحاول التأكد من صحة ما ذهبت اليه؟
ويحك يانزار عوام المسلمين على الفطرة ولا يستطيعون أن يغوصوا معك في أدغال علم الكلام الذي جعلته من المسلمات؟
هداك الله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[20 Mar 2009, 02:18 م]ـ
سأقتدي بنصيحة بعض أفاضل المنتدى
سلاما سلاما سلاما
ـ[مفسر]ــــــــ[20 Mar 2009, 03:13 م]ـ
سأقتدي بنصيحة بعض أفاضل المنتدى
سلاما سلاما سلاما
لا تتمادى في غيك!
قال الله تعالى: (وَقُل لِّعِبَادِى يَقُولُواْ الَّتِى هِىَ أَحْسَنُ)
الأحسن المجادلة بالتي هي أحسن لا أن تتهم أخاك بالجهل.
ـ[أم ديالى]ــــــــ[21 Mar 2009, 03:17 م]ـ
سأقتدي بنصيحة بعض أفاضل المنتدى
سلاما سلاما سلاما
ومن هو الاحمق الذي نصحك في هذا المنتدى ورضي بدعوتك الى الشرك!!!! هداك الله عز وجل ..
ـ[أم ديالى]ــــــــ[21 Mar 2009, 03:19 م]ـ
كانت صاحبة الموضوع متعبة نفسيا، وتريد من يدعو لها أو يسرّي عنها.
ولست أدري كيف قلبتم هذا الموضوع إلى ما هو عليه الآن؟
مرة أخرى: شيء مؤسف.
أحسن الله اليك
التوحيد يا اخي الكريم اهم واعظم واولى بالالتفات اليه والذب عنه ... وهو اهم عندي من كل امنية في حياتي .. بل امنيتي العظمى ان القى الله تعالى بالتوحيد الخالص ... اسأل الله تعالى لي ولكم ذلك ..
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[21 Mar 2009, 06:50 م]ـ
يا أم ديالى،
كنت أتوقع أن يكون لسانك رطبا تجاه من أراد النصح لك والوقوف بجانبك، ولا يفعل ذلك سوى رجل ذو نفس خيرة. والأخ نزار حمادي أحسب أني أعرفه جيدا، ولا يستحق منك كل هذا الهجوم المهين الذي لا يليق به ولا بالملتقى.
كان بإمكانك الاكتفاء بشكره على الكتاب الذي أهداه لك، ثم عدم قراءته لو رغبت في ذلك. ولكن أن تقولي في حقه كل هذا الكلام فهذا أمر معيب، أيا كانت حجتك.
وعل كل، أرى أنك أسأت لنفسك أكثر من الآخرين، حين أردت أن يدعو لك الآخرون بخير، فوضعتهم في هذا الموقف الحرج.
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[21 Mar 2009, 07:31 م]ـ
أيها الأفاضل الكرام أثابكم الله ..
يعلم الله أني لم أرد بردي على الأخ الفاضل نزار حمادي بث الخلاف والضغينة بيننا .. كلا وربي .. ولكن أحببت أن أبين ما أورده أخي نزار من مآخذ شرعية في كتابه .. بغض النظر عن قبوله بها أو رده لها .. فالمهم هو توضيح الحق من مصادره الشرعية .. بلا تعصب لإمام دون آخر .. فكل يؤخذ من قوله ويرد إلا نبينا صلوات ربي وسلامه عليه .. فآمل منكم جميعا وفقكم الله البعد عن التراشق بالألفاظ التي لا تليق بهذا الصرح العلمي .. وجزاكم الله كل خير ..
وأسأل الله العظيم أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه .. آمين ,,,
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[21 Mar 2009, 07:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وأقول للأخت السائلة
وهذه قصيدة تنسب للإمام الشافعي، فقد كان شمسا من شموس الدنيا علما من أعلام الأمة، يرحمه الله تعالى، لخص رأيه في المسألة قائلا:
عليك بتقوى الله إن كنت غافلا ........ يأتيك بالأرزاق من حيث لا تدري
فكيف تخاف الفقر والله رازقا ........ فقد رزق الطير والحوت في البحر
ومن ظن أن الرزق يأتي بقوة ........... ما أكل العصفور شيئا مع النسر
تزول عن الدنيا فإنك لا تدري ......... إذا جن عليك الليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من صحيح مات من غير علة ........ وكم من سقيم عاش حينا من الدهر
وكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا ..... وأكفانه في الغيب تنسج وهو لا يدري
وكم من صغار يرتجى طول عمرهم ...... وقد أدخلت أجسامهم ظلمة القبر
وكم من عروس زينوها لزوجها ......... وقد قبضت أرواحهم ليلة القدر
فمن عاش ألفا وألفين ................ فلا بد من يوم يسير إلى القبر
فالحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[21 Mar 2009, 11:37 م]ـ
هل صدقتم يا كرام ما ناديت به في هذا الرابط ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=15343) وا أسفاه ثم وا أسفاه
ـ[مفسر]ــــــــ[22 Mar 2009, 01:00 ص]ـ
أبشري يا أم ديالى فإن لله في كل نَفَسٍ من الفرج والرحمات ما لا يحصى عدا، وقد قال الله تعالى { .. وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ .. } {الأعراف165} وقال أيضا: { ... رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} غافر7 وأنت شيء فرحمة الله تسعك إن شاء سبحانه.
(يُتْبَعُ)
(/)
بل أنت مسلمة مؤمنة موحدة ملتزمة وهذا أدعى للقبول عند الله تعالى.
وحاجتك الفطرية كالزواج والذرية و [بأم ديالى] قد تحققت إن شاء الله.
والله تعالى يقبل من العبد ما لم يعجل كما ورد في الصحيح:" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ فَيَقُولُ قَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي"
فالشكوى لا تكون إلا لله.
قال تعالى متحدثا عن نبيه يعقوب عليه السلام {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} يوسف86.
وقد تكون الشكوى للبشر ولكن لا يكون المشكو في حقه هو الله تعالى كقولنا أفعل كذا من الطاعات فلا يستجب لي.
بل يكون السؤال ماذا أفعل ليكون دعائي أرجي للقبول.
ولا يعني هذا ألا نفرّج عن أنفسنا عند أصحاب التقى والصلاح من العلماء وذوي القربى:
فلا بد من شكوى إلى ذي مروءة ***** يواسيك او يسليك أو يتوجع.
والدعاء له أجوبة عند الله تعالى: منها:
1] الإجابة في الدنيا.
2] ومنها: الاختزال والاكتناز للآخرة فيترك للعبد في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون
3] ومنها: أن يدفع الله عن العبد من الشر بمثل إجابته.
فلا تدرين لعل الله يجيبك قريبا أو يكتنز لك الإجابة في الأخرة، والتي عندما يجدها العبد يوم القيامة يتنمى أن الله لم يستجب له في الدنيا بل أخرها له في الآخرة.
وإما يدفع عنك الله تعالى من السوء والشرور ما يضاهي الإجابة التي تتمنينها وزيادة وإن كنت لا تشعرين.
وقد يدعو الإنسان ويتململ لبعد الاستجابة وهو لا يدري أن الخير في عدم الإجابة لأن الله يعلم ونحن جهلاء أمام جناب الله تعالى.
قال تعالى: { ... وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} {البقرة216}
فاصبري واحتسبي والله عند ظن العبد به.
وتيقني في الله خيرا فالفرج قادم ورحمة الله واسعة.
ومن نعم الله علينا أننا نتعبده سبحانه في كل صلاة بالرحمن الرحيم ونكررها مرات ومرات
نرجو ألا تكوني آثمة ـ إن شاء الله ـ طالما أن طرحك للسؤال ليس على سبيل شكاية الله للناس
والله الموفق والمستعان
د. خضر:
أولا: شكرا على ردك هذا.
ثانيا: لو أن الأخ الكريم فعلل مثل مافعلت بدون الهمز واللمز لكان هذا هو الأولى والأجدر به ولما وجد منا إلا كل احترام وتقدير.
ثالثا: كيف رأيت التطرف عند أخينا نزار وأنه يشبه عمل إخوانه المسلمين بعمل الشيطان ويهمز ويلمز عقائدهم ويبرؤ نفسه ويسمي نفسه أهل السنة والجماعة وغيره لا.
رابعا:يدعي بأن طلب هذه الأخت ليس في وسع البشر وأنه لا يقدر على ماطلبت من المخلوقين إلا الله وهذا عنده شرك أو على الأقل مساويا لدعاء الجيلاني والبدوي والاستغاثة بهم.
خامسا: عندما نعاتبه ونطلب منه أن يجادل بالتي هي أحسن يعاملنا على أننا جاهلون.
سادسا:هل يرضيك فعل الأستاذ نزار وهمزه ولمزه؟ حتى لو خالف غيره أليس الأولى أن يدعو إلى عقيدته بالحكمة والموعظة الحسنة ومداراة الخواطر وعدم التعالي على إخوانه.
وأخيرا: خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلاَ تُشْطِطْ وَاهْدِنَآ إِلَى سَوَآءِ الصِّرَاطِ
ـ[مفسر]ــــــــ[23 Mar 2009, 08:25 ص]ـ
يا أم ديالى،
كنت أتوقع أن يكون لسانك رطبا تجاه من أراد النصح لك والوقوف بجانبك، ولا يفعل ذلك سوى رجل ذو نفس خيرة. والأخ نزار حمادي أحسب أني أعرفه جيدا، ولا يستحق منك كل هذا الهجوم المهين الذي لا يليق به ولا بالملتقى.
كان بإمكانك الاكتفاء بشكره على الكتاب الذي أهداه لك، ثم عدم قراءته لو رغبت في ذلك. ولكن أن تقولي في حقه كل هذا الكلام فهذا أمر معيب، أيا كانت حجتك.
وعل كل، أرى أنك أسأت لنفسك أكثر من الآخرين، حين أردت أن يدعو لك الآخرون بخير، فوضعتهم في هذا الموقف الحرج.
الأخ محمد بن جماعة:
أخونا نزار يصح فيه القول: طبيب يداوي الناس وهو عليل.
انظر مثلا لهذه العبارات:
1 - قوله:الاعتقاد الصحيح أن لا مؤثر معه سبحانه في هذا الكون تقديرًا واختراعًا وإيجادًا
2 - قوله مكررا:فهم رضي الله عنهم لا يعتقدون مؤثرا مع الله تعالى أصلا لا إيجادا ولا اختراعا لا زمانا ولا مكانا
3 - قوله مرة أخرى:الذي لا يؤثر في شيء إيجادا وإعداما إلا هو كما هو عقيدة أهل السنة والجماعة
4 - تكراره للمعنى بصورة أخرى:الذي تفتقر إليه كل المحدَثات المَخلوقات في وجودها وفي نشأتها وفي بقائها مهما علا شأنها
هذه العبارات يسمعها العامي وأشباهه فيظنون أنها من الكلام البسيط الواضح الصحيح وهي عند أهل العلم معروفة ويعرفون مراده بها!
وهو يتكلم بها ويكررها في نفس متعال نزق وكأنه إذا قالها برأ نفسه من أي تهمة للخصم!
هذه العقيدة التي يشير إليه بعباراته هذه جعلته يرمي الناس بالشرك وأنهم أعظم جرما من الشيطان!
من نبرة كلامه تشعر أنه يعيش حالة من الحقد والغيض نتيجة شعوره بأنه على علم وأن غيره ليسوا على مستواه!
عندما ندعوه بالتي هي أحسن ونعاتبه على تعاليه وعنجهيته يتمادى في غيه وكأني به ينظر شزرا للشاشة!
هو عندما أهدى الكتاب اهتبل الفرصة لينشر ما يريد من اعتقاد وليس خدمة لأخته الفاضلة!
وأنت يا أخي محمد بن جماعة لك أن تحسن الظن به ونحن لا نتهم نيته بل نتهم فهمه وربما يكون رجلا صالحا ولكنه سيسيء إلى نفسه والى إسمه المعلن وليته كتب باسم مستعار حتى يستطيع التراجع لو أراد ولكنه الآن سيكون عاجزا عن ذلك لأن الحمل مما تعجز عنه الجمال!
الله المستعان(/)
إعلان عن دورة اعداد الداعيات التابعة لأكاديمية حفاظ الوحيين
ـ[طموح لا ينثنى]ــــــــ[13 Mar 2009, 08:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
http://file13.9q9q.net/local/thumbnail/32146582/600x600.jpg
دورة متعددة متكاملة النواحي ستقام ان شاء الله
في قاعة المحاضرات التابعة للأكاديمية
التفاصيل عن كيفية الدخول للقاعة سترسل للمقبولات الى الاميل ان شاء الله
للتسجيل: dwrat_alwhyyn@hotmail.com
يرسل الإسم الثلاثي:
الإميل:
البلد:
السنة الدراسية: (أو المستوى الدراسي)
التخصص العلمي (إن وجد)
نبذة مختصرة عن دراستك للعلوم الشرعية إن سبق لك ودرستي شيئا منها.
طموحاتك المستقبلية:
كم لديك من الوقت كل يوم؟ (تقريبا)(/)
سؤال ابحث عن اجابته فهل أجده عندكم؟؟؟؟؟
ـ[الزرسنت]ــــــــ[13 Mar 2009, 10:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني الكرام استميحكم عذرا من كثرة اسئلتي
ارجو مساعدتكم وتوجيهكم لي
ارغب في معرفة ترتيب السور في نزولها على النبي
وهل هناك سور فيها ايات مكية وايات مدنية؟
وماهي هذه السور؟
او حتى ان تدلوني على اين اجد هذه المعلومات
وجزاكم الله خيرا(/)
سؤال ابحث عن اجابته فهل أجده عندكم؟؟؟؟؟
ـ[الزرسنت]ــــــــ[13 Mar 2009, 10:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني الكرام استميحكم عذرا من كثرة اسئلتي
ارجو مساعدتكم وتوجيهكم لي
ارغب في معرفة ترتيب السور في نزولها على النبي
وهل هناك سور فيها ايات مكية وايات مدنية؟
وماهي هذه السور؟
او حتى ان تدلوني على اين اجد هذه المعلومات
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Mar 2009, 10:34 م]ـ
حياكم الله أخي الكريم ومطلبك تجده في موضوع المكي والمدني وأول ما نزل وآخر ما نزل في كتب علوم القرآن كالإتقان للسيوطي والبرهان للزركشي ومباحث في علوم القرآن للشيخ القطان .... وغير ذلك
والله الموفق
ـ[الزرسنت]ــــــــ[23 Mar 2009, 10:55 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا دكتور(/)
المباح عند الشاطبي
ـ[عبد الرحمن الظاهري]ــــــــ[13 Mar 2009, 11:13 م]ـ
المباح عند الشاطبي.
قبل أن أنقل لكم ايها السادة كلام الريسوني ملخصا حول هذا الموضوع , رايت أن أنقل كلام الأديب العالم الأصولي فريد الأنصاري الخزرجي المغربي فوائد من معنى المباح لغة وذلك في محاضرة له طبعت مع عدة محاضرات أخرى من طرف إحدى الجامعات المغربية:
"اسا استعمال مادة"بوح" في اللغة إنما هو بمعنيين اثنين فقط.يرجعان في النهاية إلى أصل واحد وقد تفرع عنهما استعمالات أخرى مجانسة لهما.فأما الأول فهو الظهور وأما الثاني فهو الإتساع.جاء ذلك مختصرا في قول ابن فارس:"الباء والواو أصل واحد وهو سعة الشئ وبروزه وظهوره" (المقاييس: بوح)
وفي أساس الزمخشري:"باح السر أظهره يقال: باح ما كتمت وباح الرجل بسره وأعوذ بالله من بوح السر وكشف الستر. وبح باسمح ولا تكن عنه وأباح الأمر: أظهره.ومن لك بكتم المسك الفائح والسر البائح" (الأساس: بوح)
ومن معنيي (السعة والظهور) نقل استعمال الإباحة للدلالة على ما يجانس ذلك بصيغ شتى.
ومن أدق كلام أبي هلال العسكري وهو يصور- في فروقه اللغوية-ذلك الإرتقاء إلى مستوى الدلالة الإصطلاحية للمادة في لفظ"مباح" قال: "الفرق بين الحلال و المباح أن الحلال هو المباح الذي علم إباحته بالشرع والمباح لايعتبر فيه ذلك.تقول:المشي في السوق مباح ولا تقول حلال. والحلال خلاف الحرام.والمباح خلاف المحظور , وهو الجنس الذي لم يرغب فيه ويجوز ان يقال: هو ما كان لفاعله أن يفعله ولا ينبئ عن مدح ولا ذم, وقيل هو ما أعلم المكلف ... أنه لاضرر عليه في فعله ولاتركه. ولذلك لاتوصف أفعال الله تعالى بانها مباحة ولا توصف أفعال البهائم بذلك.فمعنى قولنا: إنه على الإباحة: ان للمكلف أن ينتفع به ولا ضرر عليه في ذلك, وإرادة المباح وألمر به قبيح لأنه لافائدة فيه إذ فعله وتركه سواء , إلا أنه لا يستحق عليه ثواب وليس كذلك الحلال" (الفروق:ص219 - 220)
*******************************************
أعود الآن لكلام الريسوني في نظرية المقاصد عند الشاطبي –ملخصا-فأقول:
"يرى الشاطبي خلافا لعامة الأصوليين أن:"الأحكام الخمسة إنما تتعلق بالأفعال والتروك والمقاصد" فخطاب الله تعالى حسب الشاطبي لا يتعلق بأفعال المكلفين إذا كانت خالية من المقصد.
ثم ناقش من قال إن ترك المباح أولى من فعله لأنه يلهي عما هو أهم واعتبر ان الكلام إنما هو في المباح في حد ذاته وأما المباح الذي يلهي عما هو خير منه فهذا موضوع آخر وهو المباح الذي لابسته عوامل خارجية.
فالطوارئ كما تكون مذمومة فتصيره مذموما كذلك تكون محمودة فتصيره محمودا فليس ترجيح الترك بأولى من ترجيح الفعل مطلقا ...
وأما ترك المباح على طريقة الزهاد فغير مسلم لأن الزهد في حقيقته ترك ما طلب تركه والمباح المحض ليس من هذا القبيل. ومن جهة أخرى فإن ترك بعض المباحات إذا اعتبرناه زهدا "فهو فضيلة من جهة ذلك المطلوب لا من جهة مجرد لترك" فالمباح قد يصير مطلوبا حسب الشاطبي إن كان خادما لأمر ضروري او حاجي او تكميلي وقد يصير مكروها إذا صار فيه ضرر على اصل من الأصول الثلاثة وإذا لم يكن هذا ولاذاك فهو الباقي على أصل الإباحة.
وقد أدى هذا بالشاطبي إلى ان يقسم المباح تقسيما رباعيا (انتقلت هنا لنقل تقسيم فريد الأنصاري لكونه مختصرا):
*المباح بالجزء المطلوب الفعل بالكل على جهة الوجوب
*المباح بالجزء المطلوب الفعل بالكل على جهة الندب
*المباح بالجزء المطلوب الترك بالكل على جهة المنع
*المباح بالجزء المطلوب الترك بالكل على جهة الكراهة
قلت: وقد اعترض الريسوني على القسم الثالث وقال بأنه يصعب التسليم به كما يصعب التفريق بينه وبين القسم الأخير ففي كل منهما المداومة على بعض المباحات إلا ان نقول أن هذه المباحات تصير محرمة باإدمان عليها لأنها تصير هوى متبعا وآفة مستحكمة كالجلوس في المقاهي الساعات الطوال.
يتبع.(/)
خرج من قبره من بعد موته باربع وعشرين سنه ليذكر الناس00
ـ[ابو فارس]ــــــــ[13 Mar 2009, 11:59 م]ـ
هذه القصه حصلت في محافظة بلقرن شمال منطقة عسير 00 ففي شهر شعبان من عام 1429هـ وعند ماققر شركة اعمال الطرق بازالة مقبره بجانب الخط العام وذلك لتوسعته ففي هذه المقبره تسعة قبور فقط 00 فابعد القبر الاول وفبه بقايا عظام فقط وفي القبر الثاني كانت الحادثه فعندما 00 ازيلت الصفايح من القبر تفاجوا بان الجثة كماهي لشخص دفن عام 1406هـ وينبعث من القبر راحة زكيه لم يشموا احسن من قبلها000
فاخرجت الجثة ووضعت في حوض سيارة ونيت وذلك لنقلها الى مقبرة اخرى 00 واثناء تحرك السياره خرجت يده من جانب الكفن وكان والده جالس معه في حوض السياره 00 فاذا يده والشعر التي عليها مثل يوم دفنه فانفجر ابوه بالبكاء مما سبب له حرقة في قلبه ولوالدته ولجماعته ولزملائه 000
ياترى من هو هذا الشخص وما هو العمل الذى عمله ليرزق بهذا النعيم:
1 - انه (مسفر بن محمد بن رحمه الشمراني)
2 - كان شابا صالحا نشأ في عبادة ومخافة الله
3 - كان والده مؤذن للمسجد في القرية فابى الايكون هو المؤذن فحافظ على الاذان في وقته
4 - اعيد اعمار المسجد فكان يعمل مع العمال ويجلب لهم الاغراض في سيارته الخاصه
5 - كان هناك بجانب المسجد ملعب للكره فكان بعض الاحيان يلعب معهم واذا ادركته الصلاه يمسك الكره ويهرب بها ليؤدو الصلاه اذا لم يتمكن من ذلك ركلها بعيدا وناداهم للصلاة
6 - توفي رحمه الله بعد انتهاء الفصل الدراسي الاول له في جامعة الملك سعود بالرياض في حادث مروري عندما دخل عليه اخر في خطه ونحسبه ان شاء الله من الشهداء في طريق شمرخ بمنطقة الباحه اثناء عودته من مدينة الطائف وذلك عندما طلب منه اخوه توصيل سيارة لوالده في ديرته 00
7 - خيم على والديه واخوانه وجماعته حزنا شديدا لم يحزنوه يوم وفاته 00
8 - عزي لوالده فيه مرة اخرى مابين مواساة ودعوة وتهنئه00
9 - في نفس الاسبوع تحدث امام المسجد عن هذه القصه فعم المسجد بالبكاء واهتدى ذلك اليوم ما يقارب تسعة اشخاص اعرفهم 00
رحمك اله يامسفر واحسن الله عزاء اهلك وعزائنا 00 وندعوا لك بالرحمه ولوالديك بالصبر 000
نقلت هذه القصه من على لسان احد زملاءه والذي ابدا حزنا شديدا اثناء اخباري بالقصه00
خلاصه 00 هذه القصه اخبرت بحالة القبر فهل من متعظ -- دليل على ان التذكير باليوم الاخر يكون من الحي والميت-- رسالة خبئت في القبر ظهر وقتها بعد 24 عاما
في زمن انشغل الناس عن الاخره -- افرح مسفر اناس كثر باعماله البسيطة التي ادخلته في هذه النعم التي منها (حرم على لحمه الدود - الذكر الحسن - الدعوة الحسنة له - سبب باذن الله لدخول والديه الجنه -- هداية للناس) هذا والله اعلم ارجومن اخواني في المنتدى التفاعل وتذكير الناس بهذه القصه 00 والدعاء لمسفر بالرحمه والدعاء لنا وللمسلمين بحسن الختام 00
ـ[الشريفة فاطمة]ــــــــ[14 Mar 2009, 03:31 ص]ـ
سبحان الله وماشاء الله
فقد تكرر ذكر هذه المشاهد بمدينتي سلا والرباط حيث عثر في مقبرة قد مر عليها اكثر من 50 سنة وبعد تقرير ازالتها وبناء طريق ان وجدو جثة كانها دفنت بالامس تحتفظ بكل شيء فيها فذكرت لي امي ان هؤلاء يكونون من اولياء الصالحين الذين حافظو في الدنيا على صلواتهم وعادوا المريض احسنوا لليتيم ونصحوا للمحتار وساعدوا المحتاج ورحموا الضعيف وكانوا في الارض خير خلفاء
نسال الله تعالى ان يحشرنا واياهم وان يغفر لنا ولكل عباده ويتجاوز عنا فلولا ان يرحمنا لنكونن من الخاسرين
ـ[إبراهيم المصري]ــــــــ[14 Mar 2009, 08:07 ص]ـ
رحم الله المتقدمين
وغفر للمتأخرين
اللهم اجعلنا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا
ـ[طالبة مجتهدة]ــــــــ[14 Mar 2009, 07:27 م]ـ
سبحان الله .. !!
نسأل الله الرحمة وحسن الخاتمة ..
حق هذه القصة أن تنشر فهي درس وموعظة لكل من كان له قلب ..
ـ[عبد الله المدني]ــــــــ[15 Mar 2009, 02:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الفضلاء جعلنا الله جميعا من أهله وخاصته، وغفر لنا خطايانا أجمعين وألحقنا بالأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين آمين ..
وإنما الذي أرجوه من الإخوة التثبت والحذر الشديد في نقل مثل هذه الروايات؛ لأن الباطل فيها كثير .. وهو يسهم في نقل الخرافات، وربما أدى إلى ما لا تحمد عقباه على المستوى العقدي .. إن لدينا منهجا صارما في نقل الأخبار ألا وهو منهج المحدثين فينبغي الاستفادة منه في تربية العقل النقدي الإسلامي.
مع أنني لا أستبعد وقوع ما ذكر في القصة، فكليات النصوص الشرعية تؤيد إمكان حصوله، لكنني فقط أطالب بالتثبت من صحة الخبر .. فمثله مما لا أساس له من الصحة قد ملأ الصحف وتطايرت به الأخبار، وشغل الناس بالخرافات الباطلة، وضرر ذلك على المسلمين كبير .. والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالبة مجتهدة]ــــــــ[15 Mar 2009, 05:47 م]ـ
بارك الله فيكم .. وشكرا جزيلا لكم على التنبيه ..
أحسنتم.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[26 Mar 2009, 11:23 م]ـ
الأمر كما ذكر أخونا / عبد الله المدني لئلا ينتشر الحديث عنها بلا تثبت!!!
ـ[الحاتمي]ــــــــ[28 Mar 2009, 12:36 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الفضلاء جعلنا الله جميعا من أهله وخاصته، وغفر لنا خطايانا أجمعين وألحقنا بالأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين آمين ..
وإنما الذي أرجوه من الإخوة التثبت والحذر الشديد في نقل مثل هذه الروايات؛ لأن الباطل فيها كثير .. وهو يسهم في نقل الخرافات، وربما أدى إلى ما لا تحمد عقباه على المستوى العقدي .. إن لدينا منهجا صارما في نقل الأخبار ألا وهو منهج المحدثين فينبغي الاستفادة منه في تربية العقل النقدي الإسلامي.
مع أنني لا أستبعد وقوع ما ذكر في القصة، فكليات النصوص الشرعية تؤيد إمكان حصوله، لكنني فقط أطالب بالتثبت من صحة الخبر .. فمثله مما لا أساس له من الصحة قد ملأ الصحف وتطايرت به الأخبار، وشغل الناس بالخرافات الباطلة، وضرر ذلك على المسلمين كبير .. والله أعلم.
كلام جيد , جزاك الله خيرا.
ـ[ابو فارس]ــــــــ[28 Mar 2009, 08:19 م]ـ
اولاً: اشكر اخواني على التفاعل واخص بالذكر اخي عبدالله المدني - والحاتمي 00 وانا مقدر للجميع حسن الرد والتثبت 00 وكوني احد سكان المحافظة وقريب من هذه القرية واطلعت على هذه القصة ورايت بام عيني المقبره والمسجد 00 وعشت احداثها وصداها 00 وقد نشر تحقيق في هذه القصة في جريدة عكاظ في يوم الاثنين من شهر رمضان الموافق: 16/ 9/ 1492هـ 00 والله خير الشاهدين(/)
محاضرة (منظار التوحيد) " مسموع " – المنجد
ـ[زاد الإعلامي]ــــــــ[14 Mar 2009, 01:03 م]ـ
إن أبرز معالم هذا الدين الحنيف، وأظهر عنوان عليه أنه دين التوحيد.
بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم بالإسلام الذي هو دين جميع الرسل الإسلام العام التوحيد، كما بعثه بالإسلام الخاص وهذه هي الشريعة الخالدة، وأنزل عليه هذه الكتاب الذي نسخ سائر الكتب، أرسله الله رحمة للعالمين.
بهذه الكلمات افتتح الشيخ / محمد صالح المنجد، حفظه الله
محاضرته التي هي بعنوان (منظار التوحيد) يوم الأربعاء: 7/ 3 / 1430هـ
بجامع الإمام بن باز بحي الدانة بالظهران
والآن أترككم أيها الفضلاء لتشنفوا أسماعكم بها بعد الضغط على هذا الرابط:
http://www.islammedia.ws/ref/1782(/)
ومضات ... (1) أما واحد واثنان فأرجو ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 Mar 2009, 09:17 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ..
وبعد ..
فهذه سلسلة من المقالات أرجو من الله الإعانة على تمام نشرها ..
وأرجو منه سبحانه أن يكون فيها من عظيم المعاني ما يُعوض عن قصير الألفاظ ..
ولستُ أطمع من إخواني بأكثر من وقفة تأمل .. ولعلي أجعلها أسبوعية إفساحاً لنظر العقول وتأميلاً لتدبر القلوب ..
(1)
أما واحد واثنان فأرجو
هذا خبر قديم من جهة زمانه،قديم من جهة تاريخ اطلاعي عليه (ويا بعد ما بين القِدمين) =ولستُ أذكر من توثيقه شيئاً،ولا أضبط إلا خاتمة لفظه، والعبرة بما فيه من المعنى ..
((أتى بعض المحدثين أخاه في مجلس للتحديث، قد غص المسجد بالطلبة،وضج الحصى لصرير أقلامهم ..
فأبدى عجبه لشيخ الجمع من كثرة الطلاب ..
فأجابه الشيخ: لا يغرنك ما ترى = فعما قريب لن تحس منهم أحداً ..
قال الرجل للشيخ وقد أخذه العجب: ولم (؟)
قال الشيخ: أما الثلث فيموت، وأما الثلث فتشغله الدنيا، وأما الثلث فيقف بأبواب السلاطين ..
وأما واحد واثنان فأرجو .. )).
إيه أيتها الطريق الطويلة .. ما أقل من يصبر على لأوائك ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 Jul 2010, 09:03 م]ـ
للفائدة ..
ـ[محمدالعدناني]ــــــــ[24 Jul 2010, 10:53 م]ـ
يا الله ما أعظمها من فائدة شكر الله لك أبا فهر السلفي
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[25 Jul 2010, 06:37 ص]ـ
ب
قال الشيخ: أما الثلث فيموت، وأما الثلث فتشغله الدنيا، وأما الثلث فيقف بأبواب السلاطين ..
وأما واحد واثنان فأرجو .. )).
إيه أيتها الطريق الطويلة .. ما أقل من يصبر على لأوائك ..
قف عندك أيها السلفي وابثث رحالك وأجبني: ما بال السلاطين؟؟ الا يدفعون لطالب العلم بسخاء؟؟ ألا يسمحون له بالعمل تحت مظلتهم التي تتسع لكثير من خلق الله؟؟ أليس من الحكمة مداراتهم وعدم الخروج عنهم؟ أو اليس من السنة الدعاء لهم والتقرب لهم لا لشيء بل لأجل الدين وخدمة المسلمين؟؟ ما الطائل الذي تجنيه إن وقفت للسلاطين بالمرصاد وحاججتهم بما لا يعلمون؟؟ وما الضير في الوقوف على بابهم إن كان في ذلك مصلحة تهم الدين؟؟؟ هل يُشترط على العالم أن يتبهدل حتى ترضى عنه ويسجن ويهان كي تقول عنه أنه من المخلصين؟؟؟ انظر ما أبهى عباءاتهم الغادية الرائحة الى قصورهم وانظر الى وضائتها وبخورها ورائحتها. لماذا أنتم سلبيون كثيراً يا بعض الناس لا تنظرون إلا بسلبية وتتهمون دوماً خائنة الأعين وما تخفي الصدور؟؟؟ هل جربت أن تجالس الأمراء والوزراء والأعيان؟؟؟ صدقني ان الجلسة معهم لذيذة والموائد بدونهم شريدة وليس أحلى من الأكل معهم عصيدة. أتدري ما العصيدة؟؟ إنها طبخة لعمري لذيذة لذيذة. وهي الذّ عندي من أكل مطازيزة.
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[25 Jul 2010, 06:29 م]ـ
يرحم الله أبا فهر:
( ... التجربة الطويلة علمتني أن الإيجاز المقتصد، والاختصار المفهم، واللمحةَ الدالّة، لم يعد شيءٌ منها مغنياً، وصارت عواقبها مخوفة، ومغبّتَها غير مضمونة، حتى عند من يُظنُّ أنهم أهلُها، من الصَّفوة المتميَّزة بالأناة والصبر وحُسن الإدراك، وهم المنتسبون إلى العلم وأهله. فلذلك صرت اليوم لا أثق بشيء، لأنها ثقةٌ على غَرَرٍ)
ويحفظ الله أبا أحمد:
(كادَ العارِفُ أن يكونَ عرَّافًا)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[25 Jul 2010, 07:41 م]ـ
يرحم الله أبا فهر:
( ... التجربة الطويلة علمتني أن الإيجاز المقتصد، والاختصار المفهم، واللمحةَ الدالّة، لم يعد شيءٌ منها مغنياً، وصارت عواقبها مخوفة، ومغبّتَها غير مضمونة، حتى عند من يُظنُّ أنهم أهلُها، من الصَّفوة المتميَّزة بالأناة والصبر وحُسن الإدراك، وهم المنتسبون إلى العلم وأهله. فلذلك صرت اليوم لا أثق بشيء، لأنها ثقةٌ على غَرَرٍ)
ويحفظ الله أبا أحمد:
(كادَ العارِفُ أن يكونَ عرَّافًا)
مين أبو أحمد؟؟؟؟ أنا ما فهمت شي
أفصح أخية للمقال فإنه= نور يكون فوق من جلّاه
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[29 Jul 2010, 12:49 م]ـ
أشكر الأخ أبا فهر على هذه المشاركة ولكن ...
حبذا لو تم نقل هذا الموضوع إلى الملتقى المفتوح بدلا من أن يكون في الملتقى العلمي! وجهة نظر
وشكر الله لكم ...(/)
آخر ليلة في حياة إرهابي .. قصة بقلمي ..
ـ[الشنقيطي الصغير]ــــــــ[14 Mar 2009, 09:30 م]ـ
ترى هل ينفذ الخطة ويفجر نفسه وسط أولئك الكفرة السفلة أم أن للعقل دور في نجاته من ذلك الحزام الناسف الذي كان مقررا أن ينسف جسده النحيل وسط ضحاياه المساكين .. تابع معنا هذه القصة ولا تخرج بدون رد تنورنا به ..
آخر ليلة في حياة إرهابي ..
كان تلك آخر ليلة في حياته القصيرة .. كان شابا في الثامنة عشرة من عمره مندفعا محبا للخير .. كانت بطولات الصحابة تملأ رأسه .. كان يرى طلحة يدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم دفاع الأبطال يوم أحد .. كان يرى أبو عبيدة يفقد ثنيتيه وهو يشد بأسنانه على الحلقة التي أصابت وجه النبي حرصا على راحته .. كان الجهاد في سبيل الله يلهب حماسه .. كان يعلم أن المجاهدين في الدرجات العلا من الجنة وأن الموت في سبيل الله هو أشرف موت في الوجود ..
كان رغم صغر سنه متوقد الذهن شديد الذكاء .. أخبروه بأن الجهاد في سبيل الله فرض على كل مسلم فأقر لهم بان الروح إن لم تبذل في سبيل الله فلا فائدة فيها .. أخبروه بأن الناس كلهم كفار .. قالوا له أن النصارى كفار وأن اليهود كفار وأن حكام المسلمين ومن آمن بهم من المسلمين مجرد كفار ..
- ولكنهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويحجون البيت العتيق .. أجابوه:
- ولكنهم مع الظالمين .. حكمهم حكم الظالمين ..
ترى هل حكم الظالمين هو التفجير .. كان رغم صغر سنه قد اعتاد على استخدام عقله .. لم يسمح يوما للهوى أن يكون دليله .. كانت تساؤلات كثيرة تملأ عقله الصغير .. ترى أيمكننا أن نعبد الله بغير أمرنا به .. لو كان الأمر كذلك لكانت عبادة اليهود أو النصارى صحيحة .. إذا فالعبادات تكون بالواجب والمستحب وإلا لصلى من شاء كيفما شاء .. فهل من الواجب أو المستحب إزهاق الأرواح لمجرد أن أصحابها كفار في نظر قلة من المتأولين ..
كانت تلك الليلة ليلة عمليته الكبرى .. ففيها سيفجر نفسه وسط جيش أعزل من السياح الغربيين الكفرة ومن طوعت له نفسه حراستهم أو مرافقتهم من المسلمين الكفرة ..
ألقى نظرة متفحصة على حزامه المتفجر .. ترى هل ستحملني إلى الجنة أم إلى النار .. ترى هل ستحرقني في الدنيا أم ستنجني من عذاب النار .. كم أحب الجنة .. وكم أنا خائف من الانحراف عن سبيلها ..
سمع طرقا خفيفا على الباب فغمغم في شرود:
- تفضل ..
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ترى ما معنى السلام .. ما معنى السلام عليكم ..
كرر الداخل السلام وهو يقول:
- هل مازلت تحلم كعادتك .. تعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..
الشيطان الرجيم .. كم هو عبقري ذلك الشيطان الرجيم إن أوقعنا في الجحيم من باب أشق العبادات على أنفسنا ..
أجابه بتثاقل:
- وعليك السلام ورحمة الله تعالى وبركاته ..
- لم يبق على موعدنا سوى الساعتين عليك الاستعداد قبلهما .. لا تنس أن تتوضأ وتصلي ركعتين فأنت مقبل على الجنة .. أطهر المنازل ..
مقبل على الجنة .. من أخبره بذلك .. ترى هل يعلم الغيب .. همس لصاحبه بصوت وجل:
- لست مطمئنا لهذه العملية .. أنا .. أنا لم أقتل نملة في حياتي متعمدا فكيف أزهق أرواح البشر ..
- إنهم كفرة .. كفرة .. ألا تفهم ..
ابتسم بشرود وهو يقول:
- هل واجبنا كمسلمين قتل الكفرة أم هدايتهم ..
- واجبنا هدايتهم ولكن حكامهم قد ظلمونا ..
ابتسم مجددا وهو يقول:
- هل نحكم بالقتل على كل من ظلمنا ..
أجابه صاحبه:
- دعك من هذا واعلم أنك إنما تجاهد في سبيل الله ..
- ولكن الجهاد له ضوابط ..
- دعك من هذا ..
- حسنا لنفرض أنك تعرف وجه فرعون .. وأنك رأيته في مكان مزدحم بالمسلمين وفيه أيضا كفار مثله .. وأنك خيرت بين قتله وقتل الجميع معه أو تركه وترك الجميع فهل تقتله أم تتركه تقديرا لأرواح الآخرين ..
شد صاحبه حزامه المتفجر على وسطه وألقى عليه نظرة نارية وهو يقول:
- لو كان فرعون يحتمي بكوكب الأرض كله لفجرت الكوكب بمن فيه على رأسه ..
ضحك بمرارة وهو يقول بصوت خافت:
(يُتْبَعُ)
(/)
- ولكن الله تعالى قال لموسى: "وقولا له قولا لينا" .. الله سبحانه وتعالى أعطاه فرصة للحياة في نعمة الهداية فلماذا نسرق نحن الحياة من الآخرين .. ما أدرانا أنهم لن يهتدوا أو يعدلوا .. هل نقلب قلوبهم أو نطبع عليها .. أليست الهداية بيد الله فهو القادر على هداية الكافر بعد عمر طويل في الفواحش ما ظهر منها وما بطن وإدخاله الجنة .. وهو القادر في الوقت ذاته على إضلال مسلم أمضى مثل عمره في العبادة وإدخاله النار .. لا تنسى أن الإسلام يجبّ ما قبله ..
أجابه صاحبه:
- دعك من فلسفة الجبناء ..
- قلب الحزام المتفجر بين يديه وهو يقول:
- حتى في حالة الحرب لم يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل جميع النصارى ولا اليهود .. بالعكس أمرنا أن لا نهدم كنائسهم وأن لا نقتل رهبانهم ولا نسائهم ولا أطفالهم .. اليهود والنصارى عاشوا في جوار الرسول صلى الله عليه وسلم فهل سمعت يوما أنه كان يقتلهم لمجرد أنهم كفار .. بل دعاهم كما دعا العرب إلى هذا الدين الرحيم الذي هو للناس كافة .. فأسلم اليهودي والنصراني والمجوسي وكان منهم العلماء والمجاهدين وغيرهم .. لا تنسى أن هذه الدنيا دار ابتلاء نحن مبتلون فيها بأقرب الناس إلينا وواهم من ظن أنها ستصبح في يوم من الأيام جنة من جنان الخلد .. والعاقل من يخرج من هذا الامتحان ناجحا بمعدل يضمن له إحدى الدرجات العليا في الجنة .. لا من يلقى ربه وقد سفك دم فلان واغتصب مال فلان وأضل فلان ..
أجابه صاحبه بانفعال:
- ولكن العالم كله يحارب المسلمين ..
ألقى عليه نظرة تأمل وهو يقول:
- هذا من ضمن الابتلاء .. ولكن لا يعني أن يعتدى علينا أن نكون من المعتدين .. كيف نقتل من يشهد أن لا إله إلا الله لمجرد أنه جندي من جنود الحاكم يطعم أبنائه من راتب الحكومة الضئيل .. لماذا نقتله .. هل حكم الزاني وقد يتوب في أية لحظة هو القتل .. هل حكم المتبرجة وقد تتوب في أية لحظة هو القتل .. هل حكم المشرك وقد يسلم في أية لحظة هو القتل .. ألا ترى معي أن في ديننا العظيم فسحة ..
- ولكنهم ارتدوا بمعاونتهم للحكام الذين يعاونون الكفار ..
ضحك مجددا وهو يقول:
- يسمى مرتدا من أعلن انسلاخه من شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .. وهذا يستتاب ثلاثة أيام قبل أن يقتل ولا يتربص به في الطرقات ليذبح كالخروف .. نحن كبشر لا نملك جنة أو نار حتى نحكم على من هو مثلنا بأنه خارج من الجنة أو داخل في النار .. بل علينا أن نتبع خطى نبينا عليه الصلاة والسلام في هداية الناس بالحكمة والموعظة الحسنة ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر .. ليس لنا من الأمر شيء بل الأمر كله لله .. يا عزيزي .. نحن ضعفاء أولى بنا أن ننتبه لأنفسنا لكي لا نقع في شر أعمالنا .. ولا تنس قول نبيك الكريم "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك" .. فو الله لو أجتمع مشايخ هذه الحركات كلهم على تبرير قتل الناس لما وسعتهم خيمة المنطق ..
- دعك من هذا فقد فات الأوان .. ضع حزامك الناسف وتوكل على الله ..
- أتوكل عليه في ما لم يأمرني به ..
- ولكنك تجاهد في سبيله ..
- بقتل الأبرياء المعاهدين والمسلمين ..
- بل بقتل الكفار ..
رمى الحزام من يده وهو يقول لصاحبه:
- أثبت لي فقط أنهم كفار .. أثبت لي أن حق الكافر علينا كمسلمين هو القتل لا الهداية .. قل لي بأن الإسلام حكرا على جماعة من الناس دون أخرى .. أخبرني بأن الحاكم يستحيل أن يكون أعلم مني ومنك وأكثر صلاة ومعرفة بالله .. قل لي بأنك تعلم الغيب وما تخفي الصدور وتعلم متى يجب أن تقتل أحدهم ومتى يجب أن تحييه ..
نظر إليه صاحبه باستغراب وتمتم:
- ولكنك كنت أشجعنا ..
- أشجعكم في الحق .. يا أخي العزيز إنها الجنة أو النار .. فو الله لأن أطيل في عمري بدل الانتحار المحرم أصلا حتى في ساحة الوغى وأتزوج ببنت الحلال التي تسعدني في بيتي وأعبد الله مائة عام في الصحراء أسعد برؤية الشمس والقمر خلالها في كل يوم لخير لي من أن أدخل نفسي في متاهات شبهة اتفق علماء المسلمين كلهم على ضلالها ..
رمى صاحبه الحزام الناسف من يده وعانقه وهو يقول والدموع تملأ عينيه:
(يُتْبَعُ)
(/)
- صدقت .. فليحيا الناس بسببنا بدل أن يموتوا .. إذا كنا حقا شجعانا كما ندعي فلنجعل قوتنا في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة .. لنحب الناس جميعا ولنتمنى لهم الهداية فنحن لا نملك قلوبهم ولا أرواحهم حتى نميتهم أو نحييهم متى شئنا ..
ابتسم وهو يضمه إليه:
- صدقت .. الإسلام دين رحمة لا دين قنبلة .. لم يكن المسلم يوما سبابا ولا لعانا فكيف يصبح مفجرا ..
- صدق الله العظيم عندما قال "لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون" وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين" .. ما أخطر الجهل وحفيده الغلو على الإنسان ..
أحس بطمأنينة تسري في عروقه فهتف بسعادة:
- والله لأن ألقى الله بطاعة مؤكد قبولها خير لي من ألقاه أقول كنت أظن كذا أو قالوا لي كذا أو رأيتهم في الفضائيات ومواقع الإنترنت يفعلون كذا ..
قاما بإتلاف المتفجرات التي كان من المفترض أن تحرقهم وضحاياهم وغادرا المكان في هدوء وطمأنينة .. همس لصاحبه بسعادة:
- لقد ربحنا حياتنا وحياة الآخرين ..
رد عليه والأمل يشرق في سماء حياته مجددا:
- كم هي جميلة الحياة بدين السلام ..
النهاية ..
ما أجمل أن يحيي المسلم أخوه الإنسان بالإسلام .. ما أجمل أن يهديه إلى قراءة القرآن .. ما أجمل أن يهديه إلى أجمل الجنان .. ما أجمل أن يجعل منه أخا في الله يحب له ما يحب لنفسه ويكره له ما يكره لها .. وما أقبح قتل النفس .. ما أقبح قتل الأبرياء المسالمين الغافلين .. ما أقبح إدخال الرعب إلى القلوب المطمئنة .. ما أقبح هدر دماء المسلمين والآمنين ..
من أنت يا مسلم حتى تحكم بكفر أخيك وأنت تعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قبل من المنافقين ظواهرهم وترك بواطنهم لله وهم في الدرك الأسفل من النار .. من أنت حتى تقتل إنسانا وواجبك أن تحييه بالإسلام .. من أنت حتى تحيي من تشاء وتميت من تشاء .. انتبه .. فليست القضية مجرد إطلاق رصاصات في الهواء أو نزع فتيل قنبلة نائمة منذ شهور .. المسألة أكبر من ذلك بكثير .. إنها الجنة أو النار ..
الشنقيطي الصغير
إخوتي أنا جديد على منتداكم الغالي ويهمني كثيرا رأيكم ورأي الشيوخ في مثل هذه القصص ..
ـ[أريج الأقحوان]ــــــــ[16 Mar 2009, 03:45 م]ـ
عفواً,,أنا لست ناقدة, ولكني مثنية وشاكرة.
ماشاء الله تبارك الله,,,
أسلوبك رائع, وطرحك للقصة أكثر من رائع,
مزيداً من التقدم أتمناه لك, حتى تصبح (الشنقيطي الكبير)
ـ[الشنقيطي الصغير]ــــــــ[20 Mar 2009, 02:35 ص]ـ
بارك الله فيك أختي وجزاك كل خير .. ولكني أعتقد أن درجة الشنقيطي المتوسط كثير علي ..(/)
تم فتح ملتقى أهل الأثر للزوار
ـ[أهل الأثر]ــــــــ[14 Mar 2009, 09:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من باب قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير الناس أنفعهم للناس)، وأن القول يجب أن يتبعه العمل، فقد تم فتح ملتقى أهل الأثر أمام الزائرين، ليحمل كلّ منهم ما يريد، سواء أكانت روابط كانت مخفية أمامهم، أو ملفات محملة على الملتقى نفسه، ومن أراد التسجيل فهذا أمرٌ راجعٌ له، فهو ليس بعد اليوم بإذن الله تعالى مجبرًا على التسجيل ليأخذ ما يريده، فقد أصبح كل شيء أمامه مفتوحًا.
ونسأل الله عز وجل أن يوفقنا لما فيه الخير والرشاد.(/)
حذاري من الاختلاط في مكتبتك
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[15 Mar 2009, 03:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أسعدكم الله بطاعته ومغفرته وبعد:
فمن طريف ما قرأت للشيخ محمد عالي الشنقيطي رحمه الله قوله لحفيده الشيخ محمد الددو الشنقيطي: إن أي كتاب لم يُختم ليس محرماً للكتب فلا يوضع معها!!.
وهذا الأمر وإن كان صعب المنال، إلا أنني أعرف من طبقه منذ سنوات، فيشتري جملة من الكتب ولا يضعها في رفوف المكتبة حتى يفرغ من قراءتها ثم يدخلها، وبالطبع هذا الفعل لا ينساق على القواميس والمعاجم.
وكلمة الشيخ رحمه الله وإن اعتبرها البعض مثالية لكنني أوردتها لتثير عندنا بعض التساؤلات.
فالمهتم بالكتب ومتابعتها يجد لذة عظيمة عند جمعها، وإذا عثر على كتاب بحث عنه مدة طويلة يجد في قلبه من السرور والسعادة ما لايكاد يوصف (ومن جرب عرف)، وربما افتقر الإنسان في هذا الشأن واستغنى عن كثير من الكماليات وأحياناً بعض الضروريات لشراء كتاب قد يفوت عليه، و لا شك أن هذا أمر مبارك محمود.
لكن السؤال مالقدر الذي وضعناه للبحث والاطلاع والقراءة، ولذلك يعرض لك أحياناً حال شرائك لكتاب جديد أنك تتفاجأ بوجوده في مكتبتك قد تراكم عليه الغبار.
فهذه أيها الإخوة دعوة للالتفات لكنوز منسية في أرجاء مكتبة كل مهتم بالكتب وجمعها.
وأود أن أشير إلى مسألة مهمة، أنه لا يلزم من كثرة الجمع مطالعة كل ما جمع لأن البعض يقول إنما أجمع هذه الكتب لأجعلها وقفاً لي بعد الممات ومما يجري علي أجره ولعل في ذريتي وقرابتي من ينتفع ويستفيد منها.
فهذا مقصد طيب ونية حسنة، ولكني لم أقصد هذا الفريق بما تقدم.
وفقنا الله وإياكم لكل ما يحب ويرضى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[16 Mar 2009, 12:22 ص]ـ
فوائد نفيسة وتصوير جيد يصدق على كل منهوم لا يشبع من العلم، ويقيني أن الكتاب عندي ـ كواحد من أهل العلم ـ يمثل عند العثور عليه قمة فرحي وسروري وسعادتي وحبوري.
سواء أكان من نتاجي العلمي أو من نتاج غيري.
وبقي لنا أن نطبق قانون " أي كتاب لم يختم بالقراءة التامة يصير أجنبيا لا يجوز وضعه مع أترابه " إنه نعم القانون. وهو ما ينقصني حتى الآن
شكر الله لكم يا أستاذ فهد على هذه الملح
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[16 Mar 2009, 08:23 ص]ـ
الشيخ فهد الجريوي جزاك الله كل خير على النصيحة القيمة ذات العنوان الملفت
وان شاء الله احرص على هذه النصيحة
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[17 Mar 2009, 09:49 م]ـ
شكر الله لكما وبارك فيكما، وأسأله سبحانه أن يجعلنا وإياكم من المتحابين فيه.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[17 Mar 2009, 10:33 م]ـ
شكر الله لكما وبارك فيكما، وأسأله سبحانه أن يجعلنا وإياكم من المتحابين فيه.
اللهم آمين
ـ[أبو يوسف الثبيتي]ــــــــ[18 Mar 2009, 02:19 ص]ـ
غفر الله لي ..
ما أكثر الإختلاط في مكتبتي!!!!!!!!!
وما أكثر ما أدخل على مكتبتي من ليس محرماً لها!!!
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[18 Mar 2009, 06:48 ص]ـ
(وبالطبع هذا الفعل لا ينساق على القواميس والمعاجم)
وكذلك لا ينساق مع الكتب المطولة والموسوعات والدوريات؛ التي تبلغ العديد من المجلدات.
وأنا العبد الفقير ـ أتعامل مع هذه الكتب بألا تدخل في مكتبتي إلا بعد أن أقرأ مقدماتها وفهارسها وخواتيمها ومنهج مؤلفيها وما شابه ذلك، حتى أستوعبها، وأعرف كيف أتعامل معها، ومتى أستفيد منها ..
ثم بعد ذلك تأخذ مكانها الخاص بها في مكتبتي
وجزاك الله خيرا أخي الكريم فهد
وسلمت يداك
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[19 Mar 2009, 02:01 م]ـ
بارك الله فيكم يا دكتور مروان على هذه الإضافة الطيبة.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[11 Jun 2009, 02:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أسعد الله أوقاتكم وعمرها بطاعته:
أحببت أن أشير إلى المصدر الذي نقلت منه هذه العبارة، وهو كتاب فقه العصر (وهو مجموعة حلقات مفرغة من برنامح لفضيلة الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي) وهو كتاب قيم احتوى على تفريغ ثلاث حلقات:
الحلقة الأولى: مفهوم أهل السنة والجماعة.
الحلقة الثانية: البدعة وأحكامها.
الحلقة الثالثة: صناعة الفقيه في المحاضر المورتيانية.
وأوصي الإخوة جميعاً باقتناء هذا الكتاب لما فيه من مسائل محررة ورؤية منهجية للتعليم عند الشناقطة وفقهم الله.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[12 Jun 2009, 01:24 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل
ونصيحة رائعة من عالم رباني -رحمه الله- لعالم جليل شيخنا العلامة محمد الحسن الددو -بارك الله في علمه وعمله ونفع به-
حبذا أخي الفاضل -ان تيسر لك- توفير المادة الكتاب هاهنا مصورا لنستفيد منه
وجزاك الله خيرا
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[14 Jun 2009, 01:53 م]ـ
حياكم الله يا أخت أفنان وبارك فيكم، وما طلبتم متيسر لكن لا أحسن عرضه في الملتقى مصوراً، فمن كان لديه القدرة فليمد الإخوة والأخوات به وفقه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مها]ــــــــ[15 Jun 2009, 12:44 م]ـ
لمن أراد مشاهدة بعض حلقات برنامج (فقه العصر)، فعلى هذا الرابط من خلال موقع مشاهد:
فقه العصر، الشيخ محمد الحسن بن الدوو ( http://www.mashahd.net/view_video.php?viewkey=a5b39302f816392f05bc&page=1&viewtype=basic&category=mr)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[17 Jun 2009, 03:11 م]ـ
بارك الله فيك يا أخت مها وزادك من فضله.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[07 Feb 2010, 03:08 م]ـ
معاشر الأحبة، أخوة الحرف والقلم. أهدي لكم السلام الذي طابت نفحاته، وطالت غداوته وروحاته، والرحمة والبركة، ما هز ذكركم ساكن القلب وحركه. وبعد ياكرام:
فهناك أمر أعياني وضاق به صدري وجناني، وهو أنه لا يخفي على شريف علمكم ما للكتب الأدبية من الأهمية البالغة لطالب العلم في تقويم اللسان وجودة البيان، مع حبها الكامن في نفسي. ولذا في أحيان كثيرة أقتني كتاباً أدبياً فأقرأه بتمامه لكني لا أخرج منه إلا بفائدة واحدة أو فائدتين ثم أقلب الكتاب فأجد سعره ليس مرتفعاً وأيضاً ليس قليلاً، فتحاصرني الأسئلة:
هذا المال الذي صرف فيما نفعه قليل هل سيحسب لك أم عليك، وفي أي فئة سيكون بعلم ينفع أو لاينفع، ووالله أنني في قراءتي هذه أحتسبها لتقوية الملكة وزيادة الثراء اللغوي ونحو ذلك.
فهذا صاحبكم قد نثر كنانته بين أيديكم، طامعاً في أخ فاضل أن يلم شعث قلبه ويكشف عنه ما به.
(مع العلم أني لا أجعل لها شيئاً من سنام الوقت إنما أجعلها في الغالب قبل المنام، وسنام الوقت مصروف لعلمي الكتاب والسنة، وكذلك غالب أمات الكتب الأدبية موجودة عندي وفيها نفع كبير لي لكن السؤال عن مفردات الكتب).
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[08 Feb 2010, 06:04 ص]ـ
بارك الله في الإخوة جميعا، وأخص الأخ فهد على موضوعه الجميل.
وتعقيبا على المشاركة السابقة أقول:
في رأيي أن كتب الأدب من الكتب التي تثري ثقافة الطالب اللغوية، فهي تربطه باللغة وتعينه على صون ألفاظه، وسبك عباراته، أضف إلى ذلك مافيها من الملح واللطائف والظرائف.
أقول هذا ولست ممن يهتمون بالتراث الأدبي كثيرا، لكن أجد له أثرا فيمن خالطته وعاشرته.
ولعلك تنظر في كتاب المصون في الأدب لأبي أحمد العسكري - رحمه الله -، وهو كتاب نادر، يقع في مجلد واحد، أُهدي إلي، وهو من الكتب الماتعة، وجدت فيه من الفوائد الشيء الكثير.
ـ[ابو سلطان الغساني]ــــــــ[08 Feb 2010, 02:59 م]ـ
اخي الكريم فهد كم انتفعت بمشاركاتك وانتقاءك وبودي رد جميلك باليسير: كتب الادب عندي هي ولا تنسى نصيبك من الدنيا اليس فيها وقود للفتور و وتهذيب للنفوس!! والمال صدقة منك لنفسك ووالله انها لتفتر من مطالعة العلم فاردها للادب ولو تركتها لفلتت من عقالها
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[10 Feb 2010, 01:11 ص]ـ
قطرة مسك:
عباراتكم كالمسك الذكي والعيش الهني، ولا يستغرب الشيء من معدنه فبارك الله فيكم.
أما أنت يا أبا سلطان فالجميل لك بالمتابعة، لا أخلى الله عينك من قرة، ونفسك من مسرة، وردك جاء وافياً وللغليل شافياً أنيق النواحي رقيق الحواشي، فأسأل الله أن يجمع شمل سروري بك وأن يطيل مدتك ويحرس مودتك.
ـ[ابو سلطان الغساني]ــــــــ[10 Feb 2010, 03:15 م]ـ
ايها الفهد المهذب سيرك سليم وطريقك صحيح فاحذر عقبات الشيطان ليلبس عليك الطريق
الكتاب الادبي حاسبت نفسي عليه كما صنعت ايها الكريم! ثم اتجهت للمواقع الادبية ظنا مني بالتوفير فكان ان دخلت بمعمعات وهتهتات شتت القلب والعقل! عندها قلت انفق لاكسب صفاء قلبي وعقلي
الكتاب لا يعدله شيء خذها
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[29 Sep 2010, 06:55 ص]ـ
قطرة مسك: اقتنيت البارحة كتاب المصون لأبي أحمد الحسن بن عبدالله العسكري، الذي أشرتم به، وقرأته بتمامه، فسررت بما فيه من لطائف أدبية، وأبيات بهية، فأسأل الله أن لا يحرمكم الأجر والمثوبة.
نزهت عيني في بديع كتابه
كخميلة غناء باكرها الندى
كلم أرق من الصبا وأرف من
زهر الربى وألذ من نقع الصدى
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[30 Sep 2010, 07:39 م]ـ
الأخ فهد: لكم قدم السَبقِ في الدلالة على كثير من الكتب من خلال موضوعكم الموسوم بـ (كنتُ في المكتبة ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=14181))، وكذلك سبقكم في طرح هذه الموضوعات المليحة التي تدفع بنا إلى المشاركة فيها.
نفعكم الله وبارك فيكم، وزادكم فضلا وإحسانا.(/)
الدكتور زكريا سعيد علي في ذمة الله
ـ[يسري خضر]ــــــــ[16 Mar 2009, 01:49 ص]ـ
تخطفتْ منَّا يد المنون اليومَ، الجمعة 9 ربيع الأول 1430 هـ / 6 مارس 2009 - شيخنا الدكتور زكريا سعيد علي - رحمات المولى عليه - الأستاذ المساعد، بقسم البلاغة والنقد والأدب المقارن، بكلية دار العلوم، بجامعة القاهرة، وصاحب التحقيقات النافعة الدقيقة، وأحد تلامذة أبي فهر محمود شاكر.
واللهَ نسأل أن يغفرَ له ويرحمه، وأن يَتَقَبَّله عنده منَ الشُّهَداء، وأن يصبِّر أهله وذَويه ويرضِّيهم، وأكتفي هنا بِذِكْر نبذة مِن تحقيقاته، وعنوانات مِن مَقَالاته؛ آملاً أن أوَفَّق في الكتابة عن الشيخ الكريم قريبًا، فالقلمُ لا يُطاوعني الآن، وما أمسكتُ به إلاَّ رغبة دعوةٍ صالحةٍ، هو - وأنا قبله - في أمسِّ الحاجة إليها.
ثَبتٌ مختار بالإنتاج الفكري للدكتور زكريا سعيد:
- مقدمة تفسير ابن النقيب في علم البيان والمعاني والبديع وإعجاز القرآن؛ لابن النقيب، محمد بن سليمان بن الحسن البلخي، القاهرة: مكتبة الخانجي، 1995.
- شرح رسالة الرماني في إعجاز القرآن؛ لعبدالقاهر الجرجاني، القاهرة: دار الفكر العربي، 1998.
- أمثال القرآن؛ لأبي القاسم محمد بن حبيب النَّيْسابوري، القاهرة: دار الهاني للطباعة والنشر، 2006، طبعة تجريبية.
- مخطوط فريد في إعجاز القرآن؛ لمجهول، مجلة معهد المخطوطات العربية، مج41، ج1 (مايو 1997)، ص ص 91 - 134، لوحات.
- الفوائد المشوق هو مقدمة تفسير ابن النقيب، مجلة معهد المخطوطات العربية، مج35، ج1/ 2 (يناير، يوليو 1991)، ص ص 61 - 86.
- أُسْلُوب التكرار في شعر أبي فهر محمود محمد شاكر، رؤية بلاغية، صحيفة دار العلوم، ع13 (يونيو 1999)، ص ص 85 - 110.
- محمود محمد شاكر وشقاء العلماء: نظرة في قصيدته (اذكري قلبي)، الفيصل، ع210 (مايو، يونيو 1994).
- البلاغة عند أبي حيان الأندلسي في تفسيره البحر المحيط، مع تحقيق المقدِّمة وسورة الفاتحة، إشراف/ محمود بخيت الربيعي، وحسن جاد طبل، القاهرة: جامعة القاهرة، كلية دار العلوم، 1985، رسالة ماجستير.
- بلاغة القرآن عند المفسِّرين حتى نهاية القرن السادس الهجري، إشراف: محمد شفيع الدين السيد، القاهرة، جامعة القاهرة، كلية دار العلوم، 1991، رسالة دكتوراه
منقول عن موقع الألوكة
ـ[أبو المهند]ــــــــ[16 Mar 2009, 02:20 ص]ـ
رحم الله عالمنا الجليل وأسكنه أعالي الفراديس في الجنة.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ـ[الشريفة فاطمة]ــــــــ[16 Mar 2009, 02:45 ص]ـ
اللهم ارحمه وتغمده برحمتك يارحمن يارحيم
وان لله وان اليه راجعون
ـ[أم ديالى]ــــــــ[16 Mar 2009, 02:49 ص]ـ
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ..
ـ[الباحث محمد عبيدالله]ــــــــ[16 Mar 2009, 03:25 ص]ـ
اللهم ارحمه وتغمده برحمتك يارحمن يارحيم
وان لله وان اليه راجعون
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[16 Mar 2009, 06:46 ص]ـ
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
وإنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[16 Mar 2009, 12:35 م]ـ
اللهم ارحمه رحمة واسعة واجزه الجزاء الاوفى
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[16 Mar 2009, 02:44 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
رحم الله الفقيد و أسكنه فسيح جناته ... و ألهم أهله الصبر و السلوان ...
و إنا لله و إنا إليه راجعون.(/)
قصيدة: إذا اجتمعت قلوب العارفين
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[16 Mar 2009, 12:06 م]ـ
إذا اجتمعت قلوب العارفين
إذا اجتمعت قلوب العارفين =على الرحمن في الدنيا يقينا
وصار الكل يجمعهم كتاب = تنزل من إله العالمينا
وسنة خير من جاء البرايا= بهدي من جموع المرسلينا
وأيقنت الجموع بأن ربي=سيعطي التائبين العاملينا
عطاءا لا يطاوله عطاء = بجنات النعيم يخلدونا
فهل تقصيرنا فيه ارتقاء= أم الأخرى ترد مقصرينا
فقوموا يا دعاة الحق نعلوا=على الأوهام حقا ما بقينا
ونرفع رأسنا بمقال حق=ندونه فيخلفنا قرونا
ونأمل من إلهي كل خير=بيوم الحشر نلقى المخبتينا
صلاة الله والتسليم دوما=على خير البرايا أجمعينا
المدينة المنورة: 19 / ربيع الأول / 1430 هـ.(/)
العودة: عادات التفكير مسؤولة عن تخلف الأمة
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[17 Mar 2009, 04:56 م]ـ
العودة: عادات التفكير مسؤولة عن تخلف الأمة
المصدر: http://www.islamtoday.net/salman/artshow-78-109921.htm
عبدالله الداني- جدة
أوضح المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم ـ الدكتور سلمان العودة أن المجتمعات العربية والإسلامية في أمس الحاجة لترميم داخلها، مبينا أننا نجد أن بعض الأصوات فيها نشاز أو نتوء أو تجاوز أو مصارعة، تعتبر أن المعارضين لها خصوم للإسلام عن عمد، ومقارعتهم قد تجعلهم ينأون كثيرا، بينما لو وفقنا في أن نحتضنهم ونحتويهم، ونحاول أن نقرب الفجوة، فقد نحصل على مفاجآت، موضحا أن عادات التفكير هي المسؤولة عن التخلف الذي تعيشه الأمة، مثل التعصب، والتقليد الذي يستسلم له البعض ويتقبله ويقاتل دونه أيضا، مشيرا إلى أن البعض لديه قاعدة الرفض المطلق، الذي هو من عادات التفكير المنهزم. وأوضح د. العودة أن الإعراض عن المخالفين، يعني أننا لا نحتقرهم، أو نزدريهم، فقد يكون هذا المخالف لك على صواب، لكن في بعض الأحيان يكون هناك ألوان من التعصب داخل المدارس الفقهية أو الدعوية أو الحركية، وهذا من التعصب الذي يبتلى به طلبة العلم في أماكن كثيرة، مبينا أن القدرة على تجرع النقد والاعتياد عليه وتقبله أمر ضروري حتى لو أن الناقد أخل بأدب النقد أو شروطه، مضيفا: علينا أن نقبل منه النقد، ونعلمه كيف يكون النقد، ولا نعتبر أن إساءته في التعبير مدعاة لأن نرفض ما جاء به جملة وتفصيلا.
وأكد العودة أن قراءة الروايات أفضل من أن يكون الإنسان جالسا هكذا لا يفعل شيئا، أو أن يقع في غيبة أو نميمة، لكنه يؤكد أن الإنسان يحصد من التجربة ما لا يحصل عليه من قراءة الكتب، بل إن كثيرا من المعلومات التي يقرأها في الكتب لا يدرك أهميتها أو طريقة تطبيقها، لأنه لا يستطيع أن يفهمها بشكل جيد، إلا حينما تنبع من نار المعاناة والمعايشة للحياة، فيصبح للمعلومة معنى، كما أن من المهم أن يكون لدى الإنسان القدرة على صناعة الأصدقاء وتحييد الخصوم، موضحا في محاضرته في جامعة القصيم بعنوان: «هكذا علمتني الحياة»، أنه تعلم من تجربته في الحياة القراءة والصبر وتجرع النقد والاعتياد عليه، والإعراض عن المخالفين والعفوية، وتحيد الخصوم وصناعة الأصدقاء، وأن الفشل ليس من الآخرين، و أخذ الفائدة من كل أحد بكل وسيلة وفي كل مناسبة، وأن الأشياء النفيسة لا تتطلب أحيانا المزيد من الوقت والجهد، وأن عادات التفكير هي المسؤولة عن التخلف الذي تعيشه الأمة.
وقال العودة: لا أحد يستطيع تجاهل التغيرات السلبية العميقة جراء الانفتاح الفضائي والعولمة، والتي أحدثت اختراقات رهيبة في عقول بناتنا وشبابنا وفي نفوسهم وسلوكهم وثقافتهم، مشيرا إلى ضرورة تدارس صيغة إيجابية للتعامل مع مثل هذه الاختراقات، موضحا أنه بالإمكان فعل ذلك شريطة أن يكون فيها تنازل عن بعض آرائنا، مشير إلى أن التنازل فن، فعلى الإنسان أن يعرف متى يتنازل وكيف يتنازل ومتى يتراجع، وإلا فإن التنازل بعد فوات الأوان لا فائدة منه، بل هو خسارة، وفي المقابل قد نصر على آراء معينة، أو على عادات وتقاليد، ثم تتفاجأ أننا قد خسرنا هذه الأشياء كلها ونحن لا نشعر، وقد قيل إن الذي يريد أن يحافظ على كل شيء سوف يخسر كل شيء، وأوضح أن التغيير الأعظم هو أن نتغير من داخلنا، فهل جرب أحدنا أن يغير عادة سيئة ألفها؟ أو التخلي عن كلمة دارجة على لسانه لا تليق؟، مشيرا إلى أن عاداتنا الفكرية التي تحكم آراءنا ونتائجنا وحكمنا على الآخرين ونظرتنا للأقوال والأفعال والتصرفات، فهل استطعنا أن نغيرها؟ هذا هو المحك، ولذا علينا أن نبدأ من قوله تعالى: «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»، مبينا أن التغيير سنة إلهية في الأصل، وهذا من المبادئ الواضحة، ومع ذلك فهي تخفى على كثيرين؛ فلو كان الأمر لا يستدعي تغييرا لكان الوضع في عهد النبي وفي عصر الخلفاء الراشدين هو الوضع الذي يجب على الناس أن يبقوا فيه إلى قيام الساعة، ومع ذلك وقع التغيير، وهو سنة وقدر حتم ليس منه بد، وإنما العبرة والمحك أن نعي هذا التغيير، وأنه ليس إيجابيا بالضرورة، بل فيه جوانب سلبية بلا شك، فيتعين علينا أن نعرف كيف نتدبره وكيف نديره، وكيف نقلل من سلبياته، ونحافظ على مكاسبه، وكيف نحدث أثرا في هذا التغيير، ويتوهم من يظن أن هناك وضعا ينبغي أن يدوم ولا يتغير فيظل متصلبا، ثم تفجأه الأيام أنه قد خسر كثيرا، ويذكرنا بقصة ذلك الرجل وكل بحراسة الباب، فلما طال عليه الوقت خرع الباب وحمله على كتفه وذهب به؛ لأنه ظن أن المطلوب منه هو المحافظة على الباب، وليس المحافظة على البيت.(/)
هل توجد إصدارات (مكتبة الشروق الدولية) في الرياض؟
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[17 Mar 2009, 07:04 م]ـ
هل توجد إصدارات (مكتبة الشروق الدولية) في الرياض؟ وفي المملكة عموما؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Mar 2009, 08:44 م]ـ
نعم. في مكتبة العبيكان وغيرها.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[17 Mar 2009, 09:02 م]ـ
جزاك الله خيرا(/)
قصيدة: حمى الله حمى الحرمين
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[17 Mar 2009, 07:52 م]ـ
حمى الله حمى الحرمين
حمى الله حمى الحرمين دوما=وألبس أمتي ثوب الكرامة
بمكة مولد الهادي محمد=وطيبة مأرز الإيمان شامة
أدام الله عزهما بأمن=يعم المشرقين إلى القيامة
فأحكام الشريعة خير رمز=يميز أمة الصيد النشامة
محاكم طيبة المختار فيها=بأحكام الشريعة الاستقامة
ومكة والأمان بها شعار=وطيبة صنوها ولها علامة
كذا الإيمان في الفتن الدواهي=وبينهما ليأرز للمقامة
هنيئا للمقيم دوام أمن=بمكة والمدينة بالسلامة
فأحكام الشريعة إن تبدت=بقطر فالنعيم له علامة
حمى الله الشريعة من لصوص=وأبقى الحكم للإسلام شامة
فأمتنا وتشمخ في المعالي=وتبقى في الذرى حتي القيامة
تكون لنصرة الإسلام دعما= وملجاٌ للذي يرجو الكرامة
فيا ربي أعنا في حياة=يدوم العز فيها والشهامة
وأكرمنا إلهي في ربوع=لطيبة منحة طول الإقامة
ومتعنا إلهي يا إلهي=بأمن والأمان بأرض رامة
أدام الله للإسلام فيها=بنود الخير في القوم النشامة
وأبعد شر من بالكيد يهذي=ليهدم سنة الهادي المقامة
وإن الله بالمرصاد دوما=لمن حمل الضلالة في نظامه
سألت الله أن يجتث قوما=عداوتهم لأمتنا قتامة
فهم نذر الضلالة إن تبدى=بوادر فتنة كانوا العلامة
إلهي كن لنا حرزا وحصنا=وللحرمين والقدس السلامة
صلاة الله من قلبي وتهدى= مع التسليم بالغة تمامه
لخير المرسلين حبيب قلبي=شفيع الخلق في يوم القيامة
المدينة المنورة: بدايتها 20/ 7 / 1422 هـ
وكانت نهايتها وطباعتها في هذا اليوم: 20 ربيع الأول 1430هـ
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[18 Mar 2009, 05:31 م]ـ
حمى الله حمى الحرمين
حمى الله حمى الحرمين دوما=وألبس أمتي ثوب الكرامة
بمكة مولد الهادي محمد=وطيبة مأرز الإيمان شامة
أدام الله عزهما بأمن=يعم المشرقين إلى القيامة
فأحكام الشريعة خير رمز=يميز أمة الصيد النشامة
المدينة المنورة: بدايتها 20/ 7 / 1422 هـ
وكانت نهايتها وطباعتها في هذا اليوم: 20 ربيع الأول 1430هـ
طيب
منكم هذا القصيد
جزاكم الله خيرا.(/)
احذروا (الفِصام النكِد)!! ..
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[17 Mar 2009, 10:03 م]ـ
(الفصام النكد) .. بقلم الشيخ الدكتور: ناصر العمر حفظه الله ..
=======================
قال قوم شعيب لنبيهم: " أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ " (هود: من الآية87)
والمعنى: "إنه لا موجب لنهيك لنا، إلا أنك تصلي لله، وتتعبد له، أفإن كنت كذلك، أفيوجب لنا أن نترك ما يعبد آباؤنا، لقول ليس عليه دليل إلا أنه موافق لك، فكيف نتبعك، ونترك آباءنا الأقدمين أولي العقول والألباب"؟! ..
وقد خرج كلامهم هذا مخرج السخرية والتهكم. واعتراض قوم شعيب على أن تكون للعبادات أثرها في الحياة ورغبته في ألا يكون للشعائر أثر في الحياة والمعاملات هو عين العلمانية التي يدعو إليها بعضهم!!.
إنه لا يكفي أن يكون أفراد المجتمع ملتزمين بالمظاهر والشعائر الدينية، بل لابد من أن يتحول ذلك إلى سلوك اجتماعي في معاملاتهم، ولو كانت الصلاة صلاة تامة على وجهها لأمرت ونهت وأثرت في حياة المرء كلها.
إن المتأمل في نصوص الشرعية يلحظ أن من ثمرات الشعائر وأهدافها استقامة معاملات الناس، ففي الصلاة قال الله تعالى: " وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ " (العنكبوت: من الآية45) .. فكل منكر من شأن الصلاة أن تنهى عنه وتزجر، ومن المنكرات بلا شك التطفيف والغش والكذب وسائر ما يتعلق بمعاملة الآخرين ... وقال الله تعالى في الصيام: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " (البقرة:183)، والتقوى امتثال الأوامر واجتناب النواهي، ومن الأوامر الله تعالى الأمر بصلة الأرحام والأمر بحقوق الجار والأمر ببر الوالدين والأمر بالصدق وغيرها من أضرب المعاملات مع الخلق. وقال الله تعالى في الحج: " فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ " (البقرة: من الآية197) والتربية على ترك الرفث والفسوق والجدال من جملة التربية على المعاملة الحسنة في سائر شأن المرء. فالإسلام دين يجمع بين العبادة والمعاملة، ويوثق الصلة بين العبد والخالق و العبد الخلق، وتقسيم الفقه إلى عبادات ومعاملات تقسيم فني وليس حقيقي إذ أن كل عبادة هي معاملة مع الله تعالى، وكل معاملة مع الخلق عبادة لله عز وجل يجب أن يراعى فيها أمره ونهيه ... وإذا سلمنا أن الدين عبادة ومعاملة فإن هذين القسمين يكمل كل واحد منهما الآخر ويؤكد عليه، وتكامل الشريعة الإسلامية الغراء وتجانسها خاصية تتميز بها عن سائر الشرائع الوضعية. إن شخصية المسلم منسجمة غير متناقضة، فلا يصح أن يقبل على بعض الدين ويعرض عن بعضه ولا أن يدين في بعض ما شرع ويذر بعضه، فقد عاب الله تعالى على بعض أهل الكتاب لما طبقوا بعض أحكامه وأهملوا بعضها فقال: " أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ " (البقرة: من الآية85).
فإذا عُلم ما سبق تيقن المسلم أن شعائره التعبدية التي يؤديها إن لم تسلم معها المعاملات مع الخلق من النواهي والمحاذير الشرعية فإنها ناقصة أو لم يحسن أداءها وإلا لكان لتلك الشعائر أبلغ الأثر في حياته كلها ..(/)
رافضي يعلن إسلامه على يد الشيخ ابن باز رحمه الله
ـ[راوية]ــــــــ[18 Mar 2009, 07:46 ص]ـ
قدم إلى الرياض لإكمال دراسته الجامعية في جامعة الملك سعود، والتحق بسكن الطلاب في الجامعة ورافقه في سكنه شخص سني من بلد عُرف أهله بالرحمة والشفقة إلى درجة اتهامهم في عقولهم لكثرة إحسانهم الظن فيمن يخطئ عليهم ويترصد لهم!!
وكان من نصيب ذلك الرافضي مرافقة أخونا السني ذو الطبيعة الهادئة حسن الخلق محسن لجاره لا يعلم أو لا يدرك أثر سكنه مع رافضي في غرفة واحدة.
سارت الأيام وهذا الرافضي
يمتثل لتعاليم دينه في اعتقاده الثواب لمن يؤذي السني وأن إغاظته وإغضابه من صميم معاداة الكفار.
يقول الرافضي (سابقاً):
كنت أعتقد أن جميع ما يفعله السنة هو استفزاز لنا!!
ولا بد من الرد قدر المستطاع!!
فكنت أغتنم خروج صاحبي من الغرفة فأبعثر سريره، أرمي بكتبه، أعبث بمحتوياته، انتقاماً لديني، وامتثالاً لعقديتي السابقة.
يعود السني لغرفته وبابتسامته المعهودة يسأل صاحبه في الغرفة:
من فعل بالغرفة هكذا؟
فيجيب بنفي علمه عن ذلك ?
حينها تعلو الابتسامة وجه السني ويشرع في ترتيب أغراضه وكتبه وغيرها.
ومضت الأيام والرافضي على ما هو عليه .. وذات
يوم وعلى مقربة من نهاية العام الدراسي أراد السني زيارة أهله وأقاربه فألح على صديقه الرافضي أن يرافقه في رحلته ليكرمه ويطلعه على مدينته التي دائماً يحدثه عنها.
يقول الرافضي:
ذهبت معه، ولم أر أعجب منه في الكرم وحسن الضيافة، فدخلت في حيرة وحوار داخلي:
أيفعل ذلك كله بي وأنا أخالفه في دينه ?؟!!
وعقيدتناتشككنا في كل ما يفعلونه معنا وأن الجميل منهم في الظاهر خلفه تبيت أمر سوء ومهلكة ..
أين ما تلقيناه من مشائخنا في حديثهم عن أهل السنة وسوء أخلاقهم .. ؟؟
إنه عين التناقض!!!!!
عاد الرفيقان إلى الرياض وذات يوم أُعلن عن محاضرة لسماحة الشيخ بن باز على أرض الجامعة، ودعا السني رفيقه في الغرفة لحضور المحاضرة معه فذهب ليرى ويسمع من ذلك الشيخ الذي أكثر الناس من الحديث عنه.
يقول الرافضي:
عندما رأيته قلت هذا الذي شغل العالم كله
(كفيف لا يكاد يبين)
انتهت المحاضرة وجاء دور الأسئلة فسئل سماحة الشيخ من أحد أعضاء هيئة التدريس بهذا السؤال:
يقول السائل: لدي عدد من الطلبة عقيدتهم التشيع فهل يجوز لي أن أبخسهم حقهم في الدرجات وغيرها حتى لا يتميزوا ويتسنموا مناصب في الدوله؟
أجاب الشيخ:
قال الله تعالى: (ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقو ى)
لا يجوز بخس الطلاب حقهم مهما كانت ديانتهم وأما خشية توليهم مناصب في المستقبل فهذا يرجع للدولة وعليها في ذلك الإثم.
دهش الرافضي ولم يصدق ما سمع!!!!!!
كما حدثنا علماؤنا أوهو دينهم!!!!؟؟ أهي تقية
ومن تلك اللحظة دخل الإسلامفي قلبي وقلت دين يعدل مع
أعدائه قبل أوليائه لهو دين حق
والآن صديقنا الرافضي – سابقاً – طالب علم له أثر على أبناء جلدته في القطيف
والحمد لله اولاً وآخرا
تمت
شبكة أنا المسلم
ـ[إبراهيم المصري]ــــــــ[18 Mar 2009, 10:26 ص]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيرا
الابتعاد عن الألقاب في خير كثير
والسلام عليكم
ـ[راوية]ــــــــ[18 Mar 2009, 12:09 م]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيرا
الابتعاد عن الألقاب في خير كثير
والسلام عليكم
جزيت خيرا بارك الله فيك انا طلبت تغيير المعرف كذا مرة لكن لم يفعلوا
رحم الله امرئ أهدى الي عيوبي وفقك الله(/)
المحاضرات الدينية بمساجد الشارقة غدا الخميس 19 - 3 - 2009 (لا تفوت الأجر)
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[18 Mar 2009, 08:43 ص]ـ
مجموعة محاضرات بمساجد الشارقة الخميس 22 - ربيع الأول - 1430 هـ , الموافق 19 - مارس - 2009:-
- الحسد وخطره على المسلم , المحاضر: سالم الدوبي , مسجد البحيرة , مقابل مركز شرطة البحيرة
- الخوف من الله , المحاضر: محمد غيث بن غيث العبيدلي , جامع عمر بن الخطاب , مقابل المطافي.
- الخوف من الله , المحاضر: عبد الله الكمالي , مسجد جابر بن عبد الله , منطقة أم خنور - المسجد على شارع الأسفلت الذي يقسم أم خنور
- الخوف من الله , المحاضر: ضياء الدين رجب شهاب الدين, جامع التقوى , في حديقة المجاز.
- الخوف من الله , المحاضر: محمود إسماعيل علي بربوش , مسجد مالك بن أوس , خلف فندق ملينيوم على كورنيش البحيرة
- الخوف من الله , المحاضر: جلال عباس محمد ابوالعباس , جامع السلام , منطقة أبوشغارة , خلف إي ماكس.
- الخوف من الله , المحاضر: علي يوسف آل علي , مسجد أبو الحسن الأشعري , منطقة الغافية آخر مسجد في الغافية إن سلكت طريق الغافية والعزرة ويكون على يسارك.
- الخوف من الله , المحاضر: جاسم حسين اسلامي , مسجد خديجة أم المؤمنين – على شارع الإمارات مقابل معسكر الفلاح منطقة الدراري.
- الخوف من الله, المحاضر: أنور فيصل سالم بن علي سعيد الكثيري , مسجد جابر بن سمره , منطقة الموافجة مقابل المحمية.
- الخوف من الله, المحاضر: ضياء راشد غافل السويدان , مسجد أسماء بنت ابي بكر , منطقة حلوان على الشارع بين مسجد الصحابة ومسجد الشيخ سعود.
جميع المحاضرات بعد صلاة العشاء
كما أرجو نشر الإعلان في بقية المنتديات لتعم الفائدة والله الموفق(/)
| غريبٌ عن دياري، كيف أحيا؟! |
ـ[هتاف الضمير]ــــــــ[18 Mar 2009, 12:39 م]ـ
.
.
.
.
.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
.
.
.
.
| الغُربة |
أمر شاقٌّ وخطبٌ موجع , وإن كانت منحة في طيّها آلاف منحة ..
| الغُربة |
حروف مرة .. لايشعر بمرارتها إلا من تذوقها ..
و معانٍ ملتهبة .. لا يحترق بنارها إلا من جرّبها ..
width=561 height=465
إخوانكم في عاصمة المعالي شعروا بتلك المرارة .. ولا مسوا تلك الحرارة ..
تربطهم بمن حمل تلك الحروف الأخوة في الله تعالى ..
http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/7995139039fasl_ghrib_en_diari.jpg
شعورهم صادق انبثق من قول الحق تبارك وتعالى: ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ .. ))
ومن قول الحبيب صلى الله عليه وسلّم: " مثلُ المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم
كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر "
حملة
يعتزم إخوانكم في العاصمة القيام بها، نهديها
لأرواح تسكن الغربة , تتنفس البعد، وتتحرّق لهيبه ..
سائلين الله تعالى أن يلمّ الشَّعث، وأن يهوّن أيامها علي كل مغترب ..
غريبٌ قريبٌ في وجودكَ والذكرِ ** تحيط بك الأرواح من حيث لا تدري
حناناً , صلاةً لا تفارق خطوكم ** على ضوء ذكرى طيفكم تسري
http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/7995139039fasl_ghrib_en_diari.jpg
ـ[هتاف الضمير]ــــــــ[18 Mar 2009, 12:40 م]ـ
http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/4697823543aqsam_al-ghrba.jpg
| القسم الأول |
(أن يقيم للدعوة إلى الإسلام والترغيب فيه)
وهذا نوع من الجهاد؛ فالدّعوة فرض كفاية على من قدر عليها، بشرط أن تتحقق الدعوة، وأن لا يوجد من يمنع منها أو من الاستجابة إليها؛ لأن الدعوة إلى الإسلام من واجبات الدين، وهي طريقة المرسلين، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتبليغ عنه في كل زمان ومكان، فقال: (بلغوا عني ولو آية)
http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/7995139039fasl_ghrib_en_diari.jpg
| القسم الثاني |
(أن يقيم لدراسة أحوال الكافرين)
والتعرف على ما هم عليه من فساد العقيدة، وبطلان التعبد، وانحلال الأخلاق، وفوضوية السلوك، ليحذر الناس من الاغترار بهم، ويبين للمعجبين بهم حقيقة حالهم.
وهذه الإقامة نوع من الجهاد أيضاً لما يترتب عليها من التحذير من الكفر وأهله، المتضمن للترغيب في الإسلام وهديه؛ لأن فساد الكفر دليل على صلاح الإسلام، كما قيل: وبضدّها تتبين الأشياء، لكن لا بد أن يتحقق مراده بدون مفسدة أعظم منه، فإن لم يتحقق مراده بأن مُنع من نشر ما هم عليه والتحذير منه، فلا فائدة من إقامته، وإن تحقق مراده مع مفسدة أعظم، مثل: أن يقابلوا فعله بسب الإسلام ورسول الإسلام وأئمة الإسلام، وجب الكفّ لقوله تعالى: {وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
ويشبه هذا: أن يقيم في بلاد الكفار ليكون عيناً للمسلمين ليعرف ما يدبروه للمسلمين من المكائد، فيحذرهم المسلمون، كما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم حذيفة بن اليمان إلى المشركين في غزوة الخندق ليعرف خبرهم.
http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/447071664xdo53vrkj8.jpg
ـ[هتاف الضمير]ــــــــ[18 Mar 2009, 12:41 م]ـ
http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/7995139039fasl_ghrib_en_diari.jpg
| القسم الثالث |
(أن يقيم لحاجة الدولة المسلمة وتنظيم علاقاتها مع دولة الكفر)
كموظفي السفارات فحكمها حكم من أقام من أجله. فالملحق الثقافي مثلاً يقيم فيرعى شئون الطلبة، ويراقبهم ويحملهم على التزام الإسلام وأخلاقه وآدابه، فيحصل بإقامته مصلحة كبيرة يُدرأُ بها شر كبير.
http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/7995139039fasl_ghrib_en_diari.jpg
| القسم الرابع |
(أن يقيم لحاجة خاصة مباحة)
كالتجارة والعلاج، فتباح الإقامة بقدر الحاجة، وقد نص أهل العلم رحمهم الله على جواز دخول بلاد الكفار للتجارة وأثروا ذلك عن بعض الصحابة.
http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/7995139039fasl_ghrib_en_diari.jpg
| القسم الخامس |
(أن يقيم للدراسة)
وهي من جنس ما قبلها - إقامة لحاجة - لكنها أخطر منها وأشد فتكاً بدين المقيم وأخلاقه.
http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/7995139039fasl_ghrib_en_diari.jpg
| القسم السادس |
(أن يقيم للسكن)
وهذا أخطر مما قبله وأعظم؛ لما يترتب عليه من المفاسد: بالاختلاط التام بأهل الكفر، وشعوره بأنه مواطن ملتزم بما تقتضيه الوطنية، من مودة، وموالاة، وتكثير لسواد الكفار، ويتربى أهلُه بين الكفر، فيأخذون من أخلاقهم وعاداتهم، وربما قلدوهم في العقيدة والتعبد، ولذلك جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من جامع المشرك، وسكن معه، فإنه مثله)) فإن المساكنة تدعو إلى المشاركة.
وعن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبدالله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين)) قالوا: يا رسول الله، ولم؟! قال: ((لا تراءى نارهما)) رواه أبو داود والترمذي، وأكثر الرواة رووه مرسلاً عن قيس بن أبي حازم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الترمذي: سمعت محمداً - يعني البخاري - يقول: الصحيح أن حديث قيس عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل.
وكيف تطيب نفس مؤمن أن يسكن في بلاد كفار تُعلن فيها شعائر الكفر، ويكون الحكم فيها لغير الله ورسوله، وهو يشاهد ذلك بعينيه ويسمعه بأذنيه، ويرضى به؟! بل ينتسب إلى تلك البلاد، ويسكن فيها بأهله وأولاده، ويطمئن إليها كما يطمئن إلى بلاد المسلمين، مع ما في ذلك من الخطر العظيم عليه وعلى أهله وأولاده، في دينهم وأخلاقهم.
http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/7995139039fasl_ghrib_en_diari.jpg
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هتاف الضمير]ــــــــ[18 Mar 2009, 12:42 م]ـ
:::: | وقفة |::::
http://files.chocoboheaven.com/uploads/Guests/images/gareeb.jpg
قد تشعر بأن الغربة ألا ينام بجوارك كافة أطرافك
أعلم أنك تعتقد أن الكثير يشفق عليك ..
صدقني! الكثير يحسدونك ...
لأنك تمتلك أشياء لا يمتلكها غيرك .. !!
http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/1178855445n8a8tfmhs.jpg
ـ[هتاف الضمير]ــــــــ[18 Mar 2009, 12:43 م]ـ
http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/105041498aslha_al-ghrba.jpg
في تلك الرحلة المجهولة ..
في مشوار غربتك ..
ولأنّك غريب بين أناس لاتعرفهم، وجب عليك التسلّح بأسلحة
أوضحها لنا إسلامنا العظيم؛ وهي:
* اتقِ الله حيث ما كنت *
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يارسول الله إني أريد أن أسافر فأوصني، قال: " عليك بتقوى الله، والتكبير على كل شرف " فلما ولّى الرجل قال صلى الله عليه وسلم: " اللهم اطو له البعد وهوّن عليه السفر " والشرف: المكان العالي المرتفع.
تزود بزادٍ إيماني ..
جدد النية قبيل الانطلاق ..
توكّل على الرحمن ..
http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/7995139039fasl_ghrib_en_diari.jpg
* استحضر معية الله في خطواتك هناك *
تذكّر دوما ..
" احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك "
أي / استعن بالله دائمًا تجدْه معك، وتتيسر أمورك.
أيضاً: جدد علاقتك مع الرحمن قبيل الإنطلاق .. ليهوّن عليك مشوار غربتك ..
وكما تسافرُ بجسَدِكَ، سَافرْ قبلهَا بقلبكَ من وديان المعاصي لـ سماواتِ الاخلاص والطاعات ..
وتجديد النيات .. ثم استودع الله أهلك وأحبتك ووطنك، وامضِ معتصماً به ومتوكلاً عليه!
http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/7995139039fasl_ghrib_en_diari.jpg
* تعرف على ما أنت مقبل عليه *
لابد للمغترب من التعرف على جهة الغربة بالقراءة عنها ..
والسؤال إن كان يعرف أحداً من أهل تلك الدولة .. أو من سبق له الذهاب إليها ..
للتعرّف على أهم المعالم في المدينة المتجه إليها .. والسؤال عن أماكن السكن
والمواصلات المناسبة وأسعارها ليختار ما يناسبه ..
ومن أهم ما يسأل عنه:
المراكز والجوامع الاسلامية؛ ومعرفة أماكنها لزيارتها متى ما استطاع ..
كما تتوافر أيضًا في المكاتب السياحية ما ينفعه من مطبوعات ونشرات ..
ومواقع أخرى متخصصة على الشبكة العنكبوتية تساعده ..
http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/7995139039fasl_ghrib_en_diari.jpg
* قاعدة عُمَريّة في السفر *
روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " لست بالخب ولا الخب يخدعني " و (الخبّ) هو: الماكر المخادع ..
فعلى المسافر أن يكون فطناً واعيا .. لا ينخدع بسهولة؛ فكم من الحوادث المنقولة إلينا عن عصابات الاحتيال
على المسافرين من خارج البلد؛ لذا وجب عليه الاطلاع قبل الوصول لتلك الجهة ..
وليحرص ألا يخالط من يفسدُ عليه دينَه، أو حاجةً سافر لأجلها؛ كي لا يقع فريسة سهلة بيد محتال مترصد!
http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/7995139039fasl_ghrib_en_diari.jpg
* حامل المسك *
إن وجدت من سيتوجه معك لتلك الديار ممن حسنت رفقته، فاصحبه ورافقه .. وليكن خير رفيق في ذاك الطريق ..
وإن لم تجد؛ فابحث هناك عن رفقة صالحة تعينك في أمور دينك ودنياك .. تذكرك إذا نسيت .. وتنبهك إذا جهلت .. وتوقظك إذا غفلت ..
وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أن يسافر الرجل وحده، فقال: " الراكب شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثة ركب " رواه الترمذي.
فاختر رفيقاً لك في هذا الطريق .. والله الله باختيار رفيق صالح؛ فالمرء على دين خليله فاحذر من مصاحبة نافخ الكير ..
والسائر في طريقه بغير رفيق كالساعي إلى الهيجا بغير سلاح!
http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/7995139039fasl_ghrib_en_diari.jpg
ـ[هتاف الضمير]ــــــــ[18 Mar 2009, 12:43 م]ـ
:::: | وقفة |::::
http://files.chocoboheaven.com/uploads/Guests/images/gareeb.jpg
الغربة .. عالم مليء بالفرص!!
مليء بالمفاجآت، للشخص الذي ينظر إليها بكل تفاؤل ..
له هو فقط ليس إلا .. !! http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/121634731513j4qv4hq7.jpg
ـ[هتاف الضمير]ــــــــ[18 Mar 2009, 12:44 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/7995139039fasl_ghrib_en_diari.jpg
* هديه - صلى الله عليه وسلم - في السفر *
لما كان السفر قطعة من عذاب؛ جعل الله له رخصاً تيسّره وأحكاماً تخصّه؛ تخفيفاً على هذه الأمة، منّة منه ورحمة، وكان هديه - صلوات ربي وسلامه عليه - في السفر أيسر الهدي وأتمه:
* فكان - صلى الله عليه وسلم - يستحب السفر يوم الخميس في أول النهار ..
* ونهى الرجل أن يسافر وحده وأمره بالرفقة فقال: " الراكب شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثة ركب " رواه الترمذي.
* وأمرهم أن يتخذوا أميراً في سفرهم ينظم لهم أمرهم فقال: " إذا كنتم ثلاثة في سفر فلتؤمروا أحدكم " رواه أبو داوود.
* ونهى المرأة أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم لها.
* ورُخص للمسافر المسح على الخفين ثلاثة أيام بلياليهن.
* وكان من هديه - صلى الله عليه وسلم - أن يقتصر في سفره على صلاة الفريضة ولم يُحفظ عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه صلى سنة راتبة قبلها ولا بعدها في سفر، إلا ما كان من الوتر وسنّة الفجر، فإنه لم يكن ليدعها حضرا ولا سفرا وكان يقول: " إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل مقيماً صحيحاً " رواه البخاري.
* وكان يقصر الصلاة الرباعية إلى ركعتين، ولم يثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه أتمها في سفر قط، إلا اذا كان المسافر مُؤتمّاً فإنه يتم مع الإمام المقيم، فقد سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن ذلك فقال: تلك سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم، رواه مسلم.
* وكان إذا جدّ به السير فارتحل قبل زوال الشمس، أخر الظهر إلى العصر، وإذا ارتحل بعد زوال الشمس قدّم العصر مع الظهر فصلاهما جميعا، وكذلك المغرب والعشاء، وكان إذا نزل منزلاً صلى كل صلاة في وقتها، وتارة يجمع بين الظهرين، وبين العشاءين.
* وكان صلى الله عليه وسلم يصلي النافلة على راحلته وهو مسافر، فيستقبل بها القبلة عند تكبيرة الإحرام، ثم يتوجه بها إلى حيث يشاء، وتارة يصلي بها ابتداءً حيث توجهت به، وكان يومئ برأسه لركوعه وسجوده، وسجوده أخفض من ركوعه.
وأما الفريضة فكان لا يصليها على الراحلة بل ينزل إلى الأرض، ورخص لأهل السفينة أن يصلوا الفريضة عليها، وألحق بعض العلماء الطائرة بها، فجوزوا صلاة الفريضة عليها إذا كان السفر طويلا حتى ولو لم يتمكن المصلي من التوجه إلى القبلة.
* ورخص صلى الله عليه وسلم للمسافر ترك الجمعة فقال: " ليس على مسافر جمعة " رواه الطبراني.
* وكان صلى الله عليه وسلم إذا سافر في رمضان يفطر، وسأله حمزة بن عمرو الأسلمي رضي الله عنه -وكان كثير الصيام-: أأصوم في السفر؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " إن شئت فصم، وإن شئت فافطر " متفق عليه.
http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/7995139039fasl_ghrib_en_diari.jpg
* غريب بين حُمِر النّعم *
كنزٌ عظيم .. وجواهر متناثرة يقع عليها المغترب هناك ..
فمن بين ذوي الأديان المخالفة .. إلى من لا يظهر الإسلام سوى في مسمياتهم ..
هنا يأتي دورك أنت .. سفير دينك في تلك الديار ..
* احرص على أن تكون صورة مشرقةً لدينٍ كُرّمت به، اجلب معك ما يعرّف بالإسلام بلغة تلك الديار -مكاتب الجاليات وبعض المكتبات متوفر بها كل ما تحتاجه في هذا الشأن-.
* ابذل جهدك كي لا تخلو حقيبتك / جيوبك من مطوياتٍ معرفة بالاسلام.
* ابدأ بنفسك قبل البدء بغيرك، تخلَّق بمكارم الأخلاق التي أتى بها الإسلام.
* احرص على عكس صورة حسنة لمبادئ الدين، واستشعر أنك هناك مرآة لدينك، يُنظر من خلال تصرفاتك لذاك الدين.
* تذكر دائماً: " لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حمر النعم " رواه مسلم.
* أظهر عباداتك، ثم بعدها كن كسحابة خير أينما حلت نفعت، ادع إلى الله بأفعالك وأقوالك .. ولك خير من حمر النعم.
* اجعل لك زيارة دورية للمراكز الإسلامية هناك، تعرف فيها على إخوتك، حادثهم، ناصحهم، صحّح أخطاءهم، فلك من أجر ما تعلمهم فيعملونه .. كأجر عملهم ذاك .. ولك خير من حمر النعم.
باختصار أخي المغترب:
كن هناك داعيةً لدينك العظيم ..
وسفيراً له بأقوالك وأفعالك وحركاتك ..
وأبشر بـ خيرٍ من حمر النعم!
http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/7995139039fasl_ghrib_en_diari.jpg
ـ[هتاف الضمير]ــــــــ[18 Mar 2009, 12:45 م]ـ
::: || الغربة في عيونهم ||:::
http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/7995139039fasl_ghrib_en_diari.jpg
width=600 height=600
غريبٌ وهلْ يُجدي الغريبَ أنِينُهُ ....... إذا ثار يوماً في الفؤادِ حنينُهُ؟
أعيشُ لوحدي في ديارٍ بعيدةٍ ....... فمن لغريبِ البُعْدِ فَاضَتْ عيونُهُ؟
ومن لهمومي؟ إن همي مُؤّرِّقٌ ....... ومن لفؤادي حينَ ثارت شجونُهُ؟
كلمات: قنّاص
http://www.buraydahcity.org/naheem/jsor.MP3
لتحميل القصيدة كاملة صوتياً:
غريب وهل يُجدي الغريبَ أنينُهُ؟ ( http://www.buraydahcity.org/naheem/jsor.MP3)
http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/7995139039fasl_ghrib_en_diari.jpg
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هتاف الضمير]ــــــــ[18 Mar 2009, 12:45 م]ـ
:::: | وقفة |::::
http://files.chocoboheaven.com/uploads/Guests/images/gareeb.jpg
يتحدّث الناس عن حزنك أيها الغريب ..
لا تجعلهم يعبثون بحزنك ..
ثِقْ أنهم يمارسون الفرح كعادة؛ دون أن يشعروا به ..
وثِقْ أنهم أكثر منك حزناً .. لكنهم لا يعلمون .. !!
http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/3692483338z0eew02k1n.jpg
ـ[هتاف الضمير]ــــــــ[18 Mar 2009, 12:46 م]ـ
::: || رسائلٌ من مُغترِب ||:::
http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/7995139039fasl_ghrib_en_diari.jpg
أرسلتُ إليكم أنّاتُ كلمي ..
مغلّفة بآهات قلبي ..
إليكم يا من عنكم رحلت ..
إلي ديار غريب فيها أحيا ولا أحيا ..
أعيش في الظلام رغم وجودي في النور ..
فإليكم أرسل:
http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/7995139039fasl_ghrib_en_diari.jpg
width=700 height=392
http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/7995139039fasl_ghrib_en_diari.jpg
ـ[هتاف الضمير]ــــــــ[18 Mar 2009, 12:46 م]ـ
http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/3963881679osaia_lmghtrb.jpg
| الوصية الأولى |
اعلم أن الكفار أعداء لا يمكن أن ينقلبوا أصدقاء محبين للمسلمين، أبداً .. مهما أظهروا من العدل والحب والحفاوة فهم أعداء، ولا يرضيهم منك إلا الكفر؛ يقول تعالى: ((وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)) وصدق الله؛ فإن كفرت - حماك الله من ذلك - أحبّوك بعض الشيء؛ لأنهم يفرّقون بين الكافر الذي من جلدتهم وبين من دخل في دينهم من غيرهم.
قد تقول: هم يستقبلوننا ويرحبون بنا ويعاملوننا معاملة حسنة، ويوفرون لنا الراحة.
سيكون جوابنا علي كلامك: نعم، إنهم يفعلون ذلك لمصالح يحصلون عليها منك؛ فهم باستقبالهم لك يربحون مكاسب كثيرة، إن لم يربحوها كلها ربحوا بعضها، هم باستقبالهم لك يكثرون عدد سكان بلادهم، وبالتالي يزيد اقتصادهم وتتطور دولتهم.
هم بك يكثرون عدد العمال والموظفين ويحافظون على عدد السكان فلا يتناقص؛ لأن بني جلدتهم لا يتكاثرون ولا يحرصون على الإنجاب، بل يكتفي أحدهم بعشيقة يتمتع بها حتى يموت دون أن يرزق بأولاد، أو إن أراد أولاداً اكتفى بطفل أو اثنين على الأكثر .. فتجد أن كبار السن عندهم أكثر من الشباب، وهم يخططون للمدى البعيد، ويشهد لذلك تقرير نشر من إدارة الهجرة في أمريكا يصرّح بأن أمريكا لا بدّ أن تستقبل عشرين مليون مهاجر سنوياً لتحافظ على توازن البلد في السنوات القادمة.
فهم ما قبلوا لجوءك رحمة بك وإحساناً إليك؛ كلا .. بل يستفيدون منك!
وإن لم يستفيدوا منك أنت لأن فيك بقية إسلام وقد تعارض بعض ما يخالف الشريعة، وقد يزعجهم حرصك على صلاتك وعبادتك؛ استفادوا من أولادك، فإن كنت قد ربيّت أولادك تربية إسلاميّة، استفادوا من أولاد أولادك .. الذين ولدوا عندهم وتطبعوا بطباعهم وحملوا جنسياتهم.
http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/7995139039fasl_ghrib_en_diari.jpg
هل تعلم أن دولة البرازيل دخلها خلال الخمسين سنة الماضية مليون مسلم، تنصر منهم إلى الآن نصف مليون؟!
فالله تعالى يقول عنهم: ((وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ)) .. ((قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ))؛ مع أنّ غايتهم الكبرى هي أن تتخلى عن إسلامك، أما اعتناقك للنصرانية فهو أمر ثانوي بالنسبة لهم بدليل أنهم هم أنفسهم غير متمسكين بالنصرانية تمسكاً تاماً.
ومن تأمل بدقة في هذه البلاد التي تستقبل اللاجئين المسلمين وتحتفي بهم وجد أنها تغيبهم عن دينهم من خلال التعليم والوظيفة والاختلاط والنظام .. و .. ويدندنون في كل مكان: (حرية)!! ( Free) !! والحرية والرذيلة -عندهم- وجهان لعملة واحدة، ومن ظل متمسكاً بالأخلاق فهو رجعي متخلف!.
http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/7995139039fasl_ghrib_en_diari.jpg
ـ[هتاف الضمير]ــــــــ[18 Mar 2009, 12:46 م]ـ
| الوصية الثانية |
(يُتْبَعُ)
(/)
اعتبر بقاءك في هذا البلد ليس دائماً، أقنع نفسك وزوجتك وأولادك بذلك، بصرف النظر عن الواقع. فهذا حريٌ بأن يجعل انتماءك وولاءك هو لبلاد الإسلام لا لبلاد الكفر، وسوف يأتي يوم تعود فيه إلى بلاد الإسلام .. تسمع الأذان، وتصلّي مع المصلين.
http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/7995139039fasl_ghrib_en_diari.jpg
واقرأ هذه الفتوى بتمعن، وهي من فتاوى سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- حيث سُئل:
س / ما حكم الإقامة في بلاد الكفار؟
فأجاب رحمه الله / الإقامة في بلاد الكفار خطر عظيم على دين المسلم وأخلاقه وسلوكه وآدابه، وقد شاهدنا وغيرُنا انحراف كثير ممن أقاموا هناك، فرجعوا بغير ما ذهبوا به، رجعوا فساقاً، وبعضهم رجع مرتداً عن دينه وكافراً به وبسائر الأديان -وبعضهم بالله- حتى صاروا إلى الجحود المطلق، والاستهزاء بالدين وأهله، السابقين منهم واللاحقين.
ولهذا: كان ينبغي -بل يتعين- التحفظ من ذلك، ووضع الشروط التي تمنع من الهوى في تلك المهالك.
http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/7995139039fasl_ghrib_en_diari.jpg
| الوصية الثالثة |
أهم ما ينبغي على المسلم أن يعتني به هو دينه، فما قيمة المال والمسكن والوظيفة والمستشفى والعيش الرغيد في غير طاعة الملك المالك جل جلاله؟!.
احرص على إقامة الشعائر أينما كنت، ومن خصائص هذا الدين أنه دين ظاهر؛ أينما أدركتك الصلاة فصلِّ، في السوق .. في المدرسة .. في العمل .. في المصنع .. ولا تخجل من ذلك ((قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى)).
يخجل بعض الأخوة من الصلاة أمام الناس في الحدائق والأماكن العامة، بل إن بعض المسلمين يجمعون بين الصلاتين من غير عذر سفر ولا مرض بسبب أنهم يخجلون أن يقيموا الصلاة أمام الناس!.
http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/7995139039fasl_ghrib_en_diari.jpg
أيها المغترب الحبيب: إن إظهار هذه الشعيرة وسيلة من أكبر الوسائل للدعوة إلى دين الإسلام .. ((وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)).
ولا تنس أيضاً أن تحافظ على إظهار الشعائر الأخرى؛ مثل: عدم مصافحة النساء، ولا الخلوة بهن .. نسأل الله أن يحفظنا واياك من كل مايفسد الدين، ويذيب أركانه، اللهم آمين.
http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/7995139039fasl_ghrib_en_diari.jpg
ـ[هتاف الضمير]ــــــــ[18 Mar 2009, 12:47 م]ـ
| الوصية الخامسة |
إن الفراغ كثيراً ما يؤدي الى مفاسد عديدة، من أعظمها: كثرة الكلام والقيل والقال؛ فتجد أن كثيراً من الأخوة المغتربين يجتمعون في مجالس متعددة، فيبدأ أحدهم في غيبة الآخر أو الانتقاص من عرضه، أو التدخل في شؤونه الخاصة، أو تقديم اقتراحات وآراء في أمور شخصية دون أن يطلب منه ذلك .. وقد يكون الدافع إلى ذلك الغيرة في بعض الأحيان.
وأحياناً تمتلئ القلوب ضغينة وحقداً، وبغضاً وحسداً!.
أيها الأخ المغترب: كيف تريد أن نوحّد الأمة الإسلامية ونحن لم نستطع أن نوحّد صفوفنا المسلمة في بلد واحد؟! بل فرّقتنا الأحقاد والخلافات .. إن صفاء النفس وسلامة الصدر على المسلمين عبادة من أعظم العبادات، بل هي من صفات أهل الجنة: ((وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ)).
وما أجمل قوله صلى الله عليه وسلم لما سئل: أي الناس أفضل؟ فقال: ((كل مخموم القلب صدوق اللسان)) قالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: ((هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد)).
أحسن إلى المسلمين وإن أساءوا إليك، وتجمّل بالحلم وإن غضبوا عليك، واجعل صدرك واسعاً لإخوانك المسلمين ..
وإنما الدنيا أيام معدودات!.
http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/7995139039fasl_ghrib_en_diari.jpg
واحذر من الزواج من امرأة نصرانية، قد تقول إن ذلك جائز في شريعة الإسلام، فسنجيب عليك أخي: نعم هو جائز، ولكن عند النظر فيما ترتب ويترتب على هذا الزواج من ضياع الأبناء -غالباً- وكثرة الخلافات بين الزوجين، أو تخلي الزوج عن دينه، حتى يصل إلى حال يكون تعلقه بالإسلام بمجرد الاسم فقط ولا حول ولا قوة إلا بالله، فلا صلاة .. ولا دعوة إلى الله .. ولا حجاب لزوجته .. ولا محاربة للاختلاط .. ولا .. ولا .. وكلّ ذلك -وللأسف- كان من رجال مسلمين ينتسبون الى الاسلام أقدموا على الزواج من النصرانيات ثم بعدما ذهبت سكرة الزواج وفرحة الحياة الجديدة، بدأ أحدهم يجني ثمار تسرّعه في الزواج من النصرانية.
http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/7995139039fasl_ghrib_en_diari.jpg
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هتاف الضمير]ــــــــ[18 Mar 2009, 12:47 م]ـ
| الوصية السادسة |
أخي المغترب: ما هو مصدر تلقي الدين إليك؟!
سؤال مهم، فإن بعض الأخوة المغتربين يتتبعون الرخص، ويفرحون بمن يفتيهم بما يوافق أهواءهم، بل بعضهم إذا سمع فتوى توافق هواه، طار بها فرحاً ومدح المفتي قائلاً: هذا هو الشيخ العالم، هذا هو الشيخ الذي يفهم الواقع، هذا الذي يعيش جراح المسلمين! .. يقول ذلك عن الفتوى وإن كانت تخالف الكتاب والسنة، أو فيها تمييع للدين، أو تساهل بالنصوص الشرعية، أو تحايل للبحث عن الرخص والأقوال الضعيفة، فالمهم أنها فتوى .. فتوى!.
http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/7995139039fasl_ghrib_en_diari.jpg
أيها الأخ المغترب: إن الله سيسألك يوم القيامة سؤالاً واحداً: ((وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ)) لن يسألك عن الشيخ فلان ولا فلان، وإنما عن اتباع الكتاب والسنة فقط .. أعيد عليك السؤال المهم مرة أخرى: ما هو مصدر تلقي الدين بالنسبة إليك؟! هل كل من لبس جبة أو عمامة وظهر في القنوات الفضائية يكون مفتياً ويصلح أن يكون مصدراً لتلقي الدين؟!
إن المقياس الذي ينبغي أن تحكم به على الشيخ المفتي هو أن تكون فتاواه موافقة للكتاب والسنة، ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله.
http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/7995139039fasl_ghrib_en_diari.jpg
| الوصية الأخيرة |
اذكر الوقوف بين يدي الله تعالى، واعلم أن هذه الدنيا دار ممرّ لا مقرّ، واسأل الله تعالى حسن الخاتمة .. الجأ إلى الله تعالى في جميع أحوالك وسله العون والتوفيق في كل أعمالك .. سله صلاح الذرية ((وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ))، وسله الثبات على الدين والنجاة من الفتن ((اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)).
احرص على ذكر الله تعالى في جميع أحوالك ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً))، واستشعر مراقبته إن دعتك النفس إلى معصية واعلم أنه يراك ويراقبك.
ومجمل القول: اجعل بينك وبين ربك عز وجلّ علاقة خفية، من قيام ليل .. أو صيام .. أو صدقة سرّ .. أو دعوة ونصح للناس .. فإن من تعرف إلى الله في الرخاء عرفه في الشدة.
http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/7995139039fasl_ghrib_en_diari.jpg
وبعد:
أخي المغترب: كانت هذه بعض الوصايا المهمّة من قلب محبّ لك ..
نسأل الله تعالى أن ينفعك بها، وأن يجعل اغترابك طاعة لله واغتنامًا للحسنات ..
وأن يبعد عنك دعاة الفسق والسوء، وأن يحفظك وأهلك منهم .. آمين!
http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/7995139039fasl_ghrib_en_diari.jpg
ـ[هتاف الضمير]ــــــــ[18 Mar 2009, 12:47 م]ـ
::: | غريبٌ عن دِياري،، كيف أحيا؟! |:::
http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/7995139039fasl_ghrib_en_diari.jpg
width=600 height=469
لتحميل الفلاش، من هنا: غريب عن دياري كيف أحيا؟! ( http://www.w7m.org/2008/Jan/1237244588.swf)
لتحميل النشيد، من هنا: غريب عن دياري كيف أحيا؟! ( http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/695638629111111.mp3)
http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/7995139039fasl_ghrib_en_diari.jpg
ـ[هتاف الضمير]ــــــــ[18 Mar 2009, 12:48 م]ـ
http://files.chocoboheaven.com/uploads/Guests/images/mer.jpg
حيث قاربكم سيبحر بنا عبر أمواج من الحروف والألوان ..
وملامح تُسطر على لوحة الإبحار ..
مع الدر والياقوت والجمان لنا موعد ..
لنقرأ .. شعرا , نثرا , قصة , فكرة دعوية ..
ونداعب الريشة .. بتصميم يحاكي حياة المغتربين!
وبرداء كشراب العناب نتوج المشاركات المميزة!
http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/7995139039fasl_ghrib_en_diari.jpg
بإبداعتكم يموج البحر .. وبسابغ ردائكم تتلفع غربتنا
عاصمتكم مرفأ يحتضن يراعكم (عبر أثير الغربة!! ( http://forum.ma3ali.net/t550486.html) )
http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/8870442174ashraf.jpg
ـ[هتاف الضمير]ــــــــ[18 Mar 2009, 12:48 م]ـ
::: | وفي الختام |:::
http://cap.ma3ali.name/upload/up_down/7995139039fasl_ghrib_en_diari.jpg
شكرٌ عميق لكم، حين تجولتم في هذا البستان الزاهر ..
ولكل من ساهم في بذره وغرسه .. وعاش لحظات نموه وازدهاره ..
ولكل من وقف معنا وبذل وسعه لإخراج هذا العمل المبارك ..
موقع نور الإسلام
موقع الإسلام اليوم
اتحاد الطلبة السعوديين
منتدى إبداع الإعلامي
الإخوة والأخوات الكرام:
قنّاص، الثائر الأحمر، نبض القلم، مستوفز، بائع الورد
قلم أحمر، حنان الخطابي , بريق أمل، غداً ألقاه ..
المنشد: عبدالإله الخنين
فريق جسور
ولكم أعذب التحايا:
إشراف و فريق عاصمة المعالي
المصدر: عاصمة شبكة المعالي الإسلامية ( http://forum.ma3ali.net/t550507.html#post8339155)(/)
محاضرة اليوم: المشروع الذي يلائمك.
ـ[زاد الإعلامي]ــــــــ[18 Mar 2009, 01:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يسرني دعوتك لحضور المحاضرة التي هي بعنوان:
(المشروع الذي يلائمك)
لفضيلة الشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله
اليوم الأربعاء القادم: 21/ 3 / 1430هـ
بعد صلاة العشاء
بجامع ابن باز بحي الدانة بمدينة الظهران
بالمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية
علما بأن المحاضرة ستبث على الهواء مباشرة
الساعة 7:45 مساء تقريباً.
من خلال موقعي:
1 - البث المباشر على الرابط أدناه:
http://www.liveislam.net/
2- إسلام ميديا على الرابط أدناه:
http://www.islammedia.ws/(/)
همجية النقاش مرآة عاكسة لواقعنا الفكري الحضاري
ـ[أبو المهند]ــــــــ[18 Mar 2009, 02:34 م]ـ
لست في حاجة إلى تقديم ولا إلى تمهيد فقديما قالوا:" ليس مع العين أين"
أدلف مباشرة إلى ملتقانا فأقول:
إن الملتقيات تجمع مشيجا من المجتمع، هذا المشيج وذاك الخليط منه الصالح ومنه الطالح، ومنه الحلو والحامض، والسني والبدعي، وواسع الأفق وضيقه، والمتوسط والمتطرف، ومن تعلم العلم " بالذِّراع" أي على غير عالم شارح، ومن نهل من معين أدب العلماء قبل علمهم، ومن يتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا متهورا، ومن يضع نفسه مكان المتلقي للكلمة فيحسن ويجود ويبتلع ريقه ويراجع ما كتب .................. وهلم جرا.
والحقيقة أنني رصدت بالملتقى نقاشات دون المستوى اللائق، منها ما انتهي إلى الشتم ومنها ما انتهي إلى التغليظ ومنها ما انتهي إلى غير فائدة.
أوقات تهدر
معارك تثار
تدابر يسجل على صفحات ملتقيات تحمل أشرف ما في الوجود:" كلام الله تعالى" الذي من قال به صدق ومن حكم به عدل ومن هدي إليه فقد هدي إلى صراط مستقيم.
ومن هنا انعكس هذا النقاش على العلاقات فحدث فيها ما حدث.
وليس من الحكمة أبدا أن نصور الداء ولا نصف الدواء.
والدواء ـ من وجهة نظري ـ يتمحور حول الآتي:
1ـ تذكُّر أنه ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد.
2ـ وجوب إحسان الظن بالآخرين.
3ـ الرد بكلمة " سلاما سلاما" على خطاب الجاهلين والمتطرفين لقوله تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً} الفرقان63
والكلمة " سلاما " إما أن تكتب أو تضمر ففي كل أنت من عباد الرحمن.
4ـ معرفة ان الله تعالى حاور إبليس ذاته، فَلِمَ لا يحاور بعضنا بعضا بالتي هي أحسن، خاصة وأن الله تعالى قال في جدال أهل الكتاب: {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ .. } العنكبوت46 والمسلم أحق بالطريق التي هي أحسن.
5ـ لاتظن أنك أفضل أو أعلم أو أتقى لله من غيرك فرب أشعث أغبر لو اقسم على الله لأبره.
6ـ لا تغتر بصلاحٍ تراه فيك فربما كانت أو كان من البغايا أو الراقصات ثم تابت وأنابت وختم لها بالخير فالعبرة بالخواتيم.
7ـ اعلم أن سقف حريتك ينتهي عند بداية حرية الآخرين، هكذا يكون العمل الجماعي.
8ـ التيقن بأن عميق الثقافة يحتمل الآخرين أكثر من غيرة وكلما كانت الثقافة ـ وثمت فرق بين الثقافة والشهادات العلمية ـ واسعة عريضة كلما كان صاحبها أمة وحده.
9ـ هناك مواقف تستدعي الحسم والحزم ولكن بالتي هي أحسن.
فالشر إن تلقه بالخير ضقت به ذرعا
وإن تلقه بالشر ينحسم
فكم من أرض بائرة لا تمسك ماء ولا تنبت عشبا، فإذا سمّدتُها " سبختها " أثمرت.
10ـ من الواجب في النقاش الموصول بموضوع واحد ألا ينسى اللاحق ـ أبدا ـ التنويه بما خطه السابق ولو بكلمة واحده تصف بها عمله أو تدعو الله له بها ـ على الأقل ـ ثم تأخذ المسلسل منه، فهذا أدعى لسلامة الصدور، وأدعى لسلاسة الفكر والوصول غلى غاية.
11ـ على الملتقى الكريم ـ وكلنا جنده ومستعدون لتحمل المسؤلية مع مشرفيه ـ التفضل بإلزام الكل بالاسم الصريح، فقد يكون الاسم الصريح بابا من أبواب الاستحياء من ذكر القبيح، ومعرفة إن كان الذي يخاطبني " إنسيا أو جنيا" فقد حان وقت سقوط الأقنعة، ومن يستحي من اسمه فليتنحى جانبا.
12ـ نرجو من المشرف العام التفضل بإرسال رسالة ـ الكترونية ـ تشعر من له مشاركة في موضوع ما أن غيره ذكر رأيا جديدا فيبادر من خلال ـ إيميله ـ إلى الرد حتى لا يظن الغير أنه أُهمل. وهذا في ملتقى أهل الحديث وغيره ...
13ـ تذكير أهل الملتقى بما لهم وما عليهم برسالة على بريد كل عضو فالله تعالى يقول {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} الذاريات55
14ـ تجويد قول الله تعالى {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ} الحج24 ومعرفة أن جريان طيب القول على اللسان لا يكون إلا بتوفيق الله تعالى لصاحب هذا اللسان.
هدانا الله جميعا إلى الطيب من القول وإلى صراط الحميد
وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} هود88
علما بأن الملتقى في مجمله بخير أقول هذا إحقاقا للحق
والله الموفق والمستعان
ـ[مفسر]ــــــــ[23 Mar 2009, 09:37 م]ـ
كلام جميل أحسن الله اليك يا د. خضر!
ولي تعليق على قولك:
على الملتقى الكريم التفضل بإلزام الكل بالاسم الصريح، فقد يكون الاسم الصريح بابا من أبواب الاستحياء من ذكر القبيح، ومعرفة إن كان الذي يخاطبني " إنسيا أو جنيا" فقد حان وقت سقوط الأقنعة، ومن يستحي من اسمه فليتنحى جانبا.
.
أقول: القضية نسبية لكل اسلوب سلبياته وإيجابياته فمن سلبيات الكتابة بالإسم الصريح:
- الحمية للإسم وعدم السكوت على تجريحه وضيق العطن حال الجدال وأما الإسم المستعار فلا قيمة له!
- لو غلطت في أي شيء سيكون تاريخا لك تعير به!
- لعله يخاف من أهل مذهبه مثلا ويتهيب مخالفتهم بالإسم الصريح ولذلك لو كان بالإسم المستعار فهو لا يبالي!
- في حال الإسم المستعار القيمة للمعلومة المجردة وأما في حال الإسم الصريح فالقيمة مشتركة بين الإسم والمعلومة!
- صاحب الإسم المستعار أكثر جرأة على اقتحام الأمور لأنه لا يخاف إلا من الله بينما صاحب الإسم الصريح فهو يحجم كثيرا حفاضا على سمعته!
- لأهل الأسماء الصريحة أعداء وحساد همهم فقط الإساءة لهم وهذه فرصة للنيل منهم على حساب العلم والمعرفة!
- لأهل الأسماء الصريحة مذاهب ومخالفوهم لا يقبلون العلم إذا كان منهم!
.
.
ملاحظة: إذا ابتليت بهمجي في نقاشه فلتكن فرصة لك لإظهار أثر العلم في تهذيب الأخلاق وسمو أهل العلم عن السفاسف وفرصة لأن يكونوا مثالا يحتذى بطرائقهم في حسن التخلص والصبر والتحمل ومبادلة الإساءة بالإحسان!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمنية أحمد السيد]ــــــــ[23 Mar 2009, 10:03 م]ـ
جزاك الله عنا خيراً
أستاذى الفاضل / عبد الفتاح محمد خضر
إذا ابتليت بهمجي في نقاشه فلتكن فرصة لك لإظهار أثر العلم في تهذيب الأخلاق وسمو أهل العلم عن السفاسف وفرصة لأن يكونوا مثالا يحتذى بطرائقهم في حسن التخلص والصبر والتحمل ومبادلة الإساءة بالإحسان!
وجزاك الله خيراً
أستاذنا / مفسر
على التعليق وعلى الملحوظة
وجعلنا الله أهلاً لتحمل العلم.
ـ[هبة المنان]ــــــــ[23 Mar 2009, 10:59 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا التذكير
جعل الله هذا المنتدى المبارك مفتاحا للخير مغلاقا للشر
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Mar 2009, 03:54 ص]ـ
بارك الله فيكم يا أبا عمر على هذه التوجيهات القيمة التي أعلم أنك كتبتها محبة للملتقى وحرصاً على سلامته من آفات الحوارات العلمية وآفاتها. وثقافة الحوار الالكتروني من خلال المنتديات تستحق الدراسة والتأمل للخروج بما ينفع في حسن الاستفادة منها واستثمارها.
وأرجو أن يوفقنا الله جميعا في ملتقى أهل التفسير لحسن إدارة هذه الحوارات بالتي هي أحسن دوماً.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 Mar 2009, 08:51 ص]ـ
توجيهات سديدة تستحق القراءة بتأمل، ثم اتباعها بالعمل.
ويستحق كاتبها - الأستاذ الدكتور عبدالفتاح خضر وفقه الله- الشكر والتقدير والدعاء.
وما أجمل أن نمتثل أمر ربنا: (وقولوا للناس حسناً) (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم).
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[25 Mar 2009, 11:37 ص]ـ
من طوف بمنتديات هذه الشبكة الفسيحة الأرجاء , وجد أن من أدناها قطوفاً وأنعهمها ظلالاً ملتقى أهل التفسير , ولكن مما لا ينبغي غيابه عن الأذهان أنَّ من استُغضبَ لله فغضبَ وخرجَ عن طوره فهو على خير وسنةٍ.
فلا يمكنُ بحالٍ أن نجد من ينسفُ ثوابتَ القرآن - مثلاً - وإذا استُفصل منهُ ذمَّ وجرَّحَ وانتهك واقتحمَ , وهو مع ذلك يدعي الرسالة أو يطعنُ في الشريعة ويتهمها بالنقص أو يزعمُ اصطفاءهُ من بين الخلقِ برسالةٍ أو علمٍ أو رؤيةٍ لا سلف لهُ فيها ثم نقابلُ تعاليه بأسلوب قد يكونُ مؤشراً على الضعف أكثر منهُ على حسن الحوار.
ـ[مفسر]ــــــــ[26 Mar 2009, 01:29 ص]ـ
من طوف بمنتديات هذه الشبكة الفسيحة الأرجاء , وجد أن من أدناها قطوفاً وأنعهمها ظلالاً ملتقى أهل التفسير , ولكن مما لا ينبغي غيابه عن الأذهان أنَّ من استُغضبَ لله فغضبَ وخرجَ عن طوره فهو على خير وسنةٍ.
فلا يمكنُ بحالٍ أن نجد من ينسفُ ثوابتَ القرآن - مثلاً - وإذا استُفصل منهُ ذمَّ وجرَّحَ وانتهك واقتحمَ , وهو مع ذلك يدعي الرسالة أو يطعنُ في الشريعة ويتهمها بالنقص أو يزعمُ اصطفاءهُ من بين الخلقِ برسالةٍ أو علمٍ أو رؤيةٍ لا سلف لهُ فيها ثم نقابلُ تعاليه بأسلوب قد يكونُ مؤشراً على الضعف أكثر منهُ على حسن الحوار.
نعم نعم ولكن كل يتكلم كما طبعه الله ولأهل العلم سمة تميزهم!
ـ[أبو المهند]ــــــــ[29 Mar 2009, 02:09 م]ـ
كلام جميل أحسن الله اليك يا د. خضر!
ولي تعليق على قولك:
على الملتقى الكريم التفضل بإلزام الكل بالاسم الصريح، فقد يكون الاسم الصريح بابا من أبواب الاستحياء من ذكر القبيح، ومعرفة إن كان الذي يخاطبني " إنسيا أو جنيا" فقد حان وقت سقوط الأقنعة، ومن يستحي من اسمه فليتنحى جانبا.
.
أقول: القضية نسبية لكل اسلوب سلبياته وإيجابياته فمن سلبيات الكتابة بالإسم الصريح:
- الحمية للإسم وعدم السكوت على تجريحه وضيق العطن حال الجدال وأما الإسم المستعار فلا قيمة له!
- لو غلطت في أي شيء سيكون تاريخا لك تعير به!
- لعله يخاف من أهل مذهبه مثلا ويتهيب مخالفتهم بالإسم الصريح ولذلك لو كان بالإسم المستعار فهو لا يبالي!
- في حال الإسم المستعار القيمة للمعلومة المجردة وأما في حال الإسم الصريح فالقيمة مشتركة بين الإسم والمعلومة!
- صاحب الإسم المستعار أكثر جرأة على اقتحام الأمور لأنه لا يخاف إلا من الله بينما صاحب الإسم الصريح فهو يحجم كثيرا حفاضا على سمعته!
- لأهل الأسماء الصريحة أعداء وحساد همهم فقط الإساءة لهم وهذه فرصة للنيل منهم على حساب العلم والمعرفة!
- لأهل الأسماء الصريحة مذاهب ومخالفوهم لا يقبلون العلم إذا كان منهم!
.
.
ملاحظة: إذا ابتليت بهمجي في نقاشه فلتكن فرصة لك لإظهار أثر العلم في تهذيب الأخلاق وسمو أهل العلم عن السفاسف وفرصة لأن يكونوا مثالا يحتذى بطرائقهم في حسن التخلص والصبر والتحمل ومبادلة الإساءة بالإحسان!
شكرا لك يا أستاذ " مفسر" على تفضلك بهذا " التفسير" ومرورك، وإن كانت الاستنتاجات الطيبة التي أوردتها لا تخلو من نقاش، ولكن حسبنا اهتمامك وتسطيرك المتأمل.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[29 Mar 2009, 02:15 م]ـ
أمنية أحمد السيد; ............... جزاك الله عنا خيراً أستاذى الفاضل / عبد الفتاح محمد خضر
وفقك الله يا أختنا الأزهرية المحترمة وجزاك الله الجنة , وأبشرك برفع صيغة " طويليبة" التى تعنى غاية التواضع لتكوني " طالبة " بمعنى الكلمة واتساعها ـ إن شاء الله ـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[29 Mar 2009, 02:21 م]ـ
[ QUOTE= عبدالرحمن الشهري;75394] بارك الله فيكم يا أبا عمر على هذه التوجيهات القيمة التي أعلم أنك كتبتها محبة للملتقى وحرصاً على سلامته من آفات الحوارات العلمية وآفاتها.
والله خير الشاهدين. أشكرك يا دكتور عبد الرحمن على تعليقك الطيب كما أشكر الزميل الفاضل الدكتور محمد القحطاني على ما تفضل به.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[29 Mar 2009, 02:37 م]ـ
من طوف بمنتديات هذه الشبكة الفسيحة الأرجاء , وجد أن من أدناها قطوفاً وأنعهمها ظلالاً ملتقى أهل التفسير , ولكن مما لا ينبغي غيابه عن الأذهان أنَّ من استُغضبَ لله فغضبَ وخرجَ عن طوره فهو على خير وسنةٍ.
فلا يمكنُ بحالٍ أن نجد من ينسفُ ثوابتَ القرآن - مثلاً - وإذا استُفصل منهُ ذمَّ وجرَّحَ وانتهك واقتحمَ , وهو مع ذلك يدعي الرسالة أو يطعنُ في الشريعة ويتهمها بالنقص أو يزعمُ اصطفاءهُ من بين الخلقِ برسالةٍ أو علمٍ أو رؤيةٍ لا سلف لهُ فيها ثم نقابلُ تعاليه بأسلوب قد يكونُ مؤشراً على الضعف أكثر منهُ على حسن الحوار.
حياك الله يا شيخ محمود، ولعلي أستشعر من تعليقك دفاعا عن بعض مواقفك تجاه البعض كـ "صبري " ونحوه فكنتَ المستهدف من المشاركة؟
أبدا فأنت من طلاب العلم المهذبين المحترمين النابهين، وما تكتبه ينم عن شخصية ناضجة راسخة، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى أنت شنقيطي وكم لكم من أياد كما لكم من ود في القلب، إذ الفقير يحبكم ويسعد بمحاورتكم وكم كانت سعادتي غامرة عندما التقيت الدكتور عبد الله ابن شيخنا صاحب أضواء البيان، ود. أمين الشنقيطي وغيرهم من أصحاب الأدب والعلم.
فلا عليك يا عزيزي فمكانتك محفوظة.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[02 Apr 2009, 06:24 ص]ـ
جزاك الله خيرا أستاذنا الفاضل على كريم ماسطرت، وجميل ماوجهت، وصدق ماعبرت، ولكم كنت أستاء كثيرا عندما أجد أفكارا متعنته، وآراء متطرفة، وأقوالا نابية، تركت بقعا داكنة لطخت وشاح الملتقى البهي بالتفاهات، وجرحته بالمشاحنات، وكادت توسمه بمضيعة الأوقات، ولقد تدخلت عدة مرات في مناقشات داعيا فيها إلى الاعتدال والإنصاف مستشهدا بالآيات والمأثورات والأبيات، منبها إلى إحترام الآخر والتزام الموضوعية في الطرح، وطلب الحق ليس غيره .. الخ، فأثلج صدري تجاوب في البعض، وانصرفت حزينا في البعض الآخر، ولولا أن التذكير بها قد ينكأ من أندملت جراحه ممن نحبهم في الله لوضعت راوبطها، ويشهد الله أنني انزعجت كثيرا من مسألة فتح التسجيل لكل أحد، فولجت الْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ، وجال من هب ودب ممن لم يعرف قدره، بله قدر العلماء الأفاضل، ولقد أردت الاحتجاج بشدة حينها، ولكني خشيت أن أجرح مشاعر من هم أهل للانضمام، ولايفهم قصدي على النحو الصحيح، وإن كان خفف عني حديث بعض الإخوة كابن جماعه -رعاه الله- في نقده لذلك، ولكن لما كثر الغث آثرت الابتعاد، وجاءت المشاغل وتعددت الأسباب، فما دخلت سوى البارحة تحفني البهجة ويحدوني الشوق، فرحة بالاستفادة من علماء أجلاء، وحرصا على الإجتماع بإخوة أحباء، وجميل ما أشار إليه أخي الحبيب محمود الشنقيطي من أن ملتقى أهل التفسير مقارنة بالملتقيات "من أدناها قطوفاً وأنعهمها ظلالاً"، ولكن أخي الشنقيطي ألا نطمح بحذف التبعيضية لنكون أكمل وأفضل، كيف وقد تعلمنا من حبيبنا صلى الله عليه وسلم أن نطلب الفردوس الأعلى.
وأختم موجها حديث القلب لأستاذي الحبيب المشرف العام وأقول: يا أبا عبدالله أنت أميرنا في الملتقى، ولك من الحقوق ماليس لغيرك، وقد ألبسك الله حلة الأدب، وكساك ثوب المودة، وزينك بإكليل الحكمة، وإتقان الإدارة، فهلا فعَّلت مالا يخفى على مثلك في قول القائل:
فقسى ليزدجروا ومن يك حازماً = فليقس أحياناً على من يرحم
أعذروني إخوتي إذا بحت بشجون نفسي، ولكنه الحرص على صفاء القلوب، والتزام المنهجية السليمة في الطرح، والرقي بالملتقى كما أسس له من اول يوم وضع فيه، وفق قواعد أصول العلم المنضبطة الذي اجتمعنا له وفيه، و (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Apr 2009, 11:53 ص]ـ
جزاك الله خيرا أستاذنا الفاضل على كريم ماسطرت، وجميل ماوجهت، وصدق ماعبرت، ولكم كنت أستاء كثيرا عندما أجد أفكارا متعنته، وآراء متطرفة، وأقوالا نابية، تركت بقعا داكنة لطخت وشاح الملتقى البهي بالتفاهات، وجرحته بالمشاحنات، وكادت توسمه بمضيعة الأوقات، ولقد تدخلت عدة مرات في مناقشات داعيا فيها إلى الاعتدال والإنصاف مستشهدا بالآيات والمأثورات والأبيات، منبها إلى إحترام الآخر والتزام الموضوعية في الطرح، وطلب الحق ليس غيره .. الخ، فأثلج صدري تجاوب في البعض، وانصرفت حزينا في البعض الآخر، ولولا أن التذكير بها قد ينكأ من أندملت جراحه ممن نحبهم في الله لوضعت راوبطها، ويشهد الله أنني انزعجت كثيرا من مسألة فتح التسجيل لكل أحد، فولجت الْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ، وجال من هب ودب ممن لم يعرف قدره، بله قدر العلماء الأفاضل، ولقد أردت الاحتجاج بشدة حينها، ولكني خشيت أن أجرح مشاعر من هم أهل للانضمام، ولايفهم قصدي على النحو الصحيح، وإن كان خفف عني حديث بعض الإخوة كابن جماعه -رعاه الله- في نقده لذلك، ولكن لما كثر الغث آثرت الابتعاد، وجاءت المشاغل وتعددت الأسباب، فما دخلت سوى البارحة تحفني البهجة ويحدوني الشوق، فرحة بالاستفادة من علماء أجلاء، وحرصا على الإجتماع بإخوة أحباء، وجميل ما أشار إليه أخي الحبيب محمود الشنقيطي من أن ملتقى أهل التفسير مقارنة بالملتقيات "من أدناها قطوفاً وأنعهمها ظلالاً"، ولكن أخي الشنقيطي ألا نطمح بحذف التبعيضية لنكون أكمل وأفضل، كيف وقد تعلمنا من حبيبنا صلى الله عليه وسلم أن نطلب الفردوس الأعلى.
وأختم موجها حديث القلب لأستاذي الحبيب المشرف العام وأقول: يا أبا عبدالله أنت أميرنا في الملتقى، ولك من الحقوق ماليس لغيرك، وقد ألبسك الله حلة الأدب، وكساك ثوب المودة، وزينك بإكليل الحكمة، وإتقان الإدارة، فهلا فعَّلت مالا يخفى على مثلك في قول القائل:
فقسى ليزدجروا ومن يك حازماً = فليقس أحياناً على من يرحم
أعذروني إخوتي إذا بحت بشجون نفسي، ولكنه الحرص على صفاء القلوب، والتزام المنهجية السليمة في الطرح، والرقي بالملتقى كما أسس له من اول يوم وضع فيه، وفق قواعد أصول العلم المنضبطة الذي اجتمعنا له وفيه، و (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)
حياكم الله يا أبا عمر مرة أخرى بعد غيبتك الكبرى، وأعتذر إليك أشد الاعتذار عن تقصيري في السؤال عن أحوالك وأهلك وأسأل الله أن تكون وجميع الزملاء بأحسن حال، وأنعم بال. وقد تحملتُ - لكثرة الأعمال- تفريطا كبيرا في حقوق من أحبهم من أهلي وإخواني، ومكانتهم في القلب لم تتغير.
فأرجو قبول المعذرة يا أبا عمر، وخذ هذه الأبيات العاجلة التي تذكرني بلقائنا في الدار البيضاء المغربية قبل أكثر من عام (صفر 1429هـ) وقد مرت كأنها ساعة يا محمد لم تزد:
ها قد تقضى العامُ يا صاحبي = ونحنْ مِن شوقٍ لكمْ في عذابْ
ولذةُ المجلس في خاطري = تفتحُ لي نحو الهوى ألف بابْ
وجاءني عتبُكَ في غَفوةٍ = من لذةِ العيش، وصفوِ الشبابْ
فاغفرْ فما عاد لنا طاقة = بالبُعد عنكمْ واتصال العتابْ
ـ[أريج الأقحوان]ــــــــ[02 Apr 2009, 05:00 م]ـ
جزاك الله خيراً, وجزا الجميع خير الجزاء,,
كفيتم ووفيتم,,,
فقط أحببت أن أضيف شيء بيسط وهو:
اني أنزعج كثيراً حينما أرى بعض الردود القاسية, بل ويصل الأمر أحياناً إلى السب والشتم!! والله هذا ما شاهدته بعيني-لكن ليس في هذا المنتدى-وأشعر بالإحباط وبصراحة (استصغر من يقوم بمثل هذه الأمور) ,ولا أقصد من يغضب لله, بل قصدي من لا أسلوب له في الحوار والنقاش في مواضيع لا تحتاج إلى الغضب, وهذا ملاحظ بكثرة
حتى أني صرت أتحرج كثيراً من تنزيل أي موضوع!! اتقاءً لسهام النقد اللاذع, فلست ممن يقوى عليه, ولا حجة لي إلا البكاء!
(يُتْبَعُ)
(/)
واقترح على من لا يتقن فن التعامل مع الآخرين ألا يرد على أي موضوع, ويكتفي فقط بالمشاهدة حتى لا يحطم الآخرين, ولا يتسبب في إعاقتهم عن إبداء آرائهم, وخاصة النساء لا يتحملن مثل هذه الأمور, أما الرجال فأستطيع أن أقول أن أغلبهم قاسٍ قلبه بالنسبة للنساء,,
والله أعلم
وكنت أود أن أطرح هذا الموضوع, لكن الخوف منعني! فجزاك الله خيراً, أرحت قلبي.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[03 Apr 2009, 07:58 م]ـ
حياكم الله يا أبا عمر مرة أخرى بعد غيبتك الكبرى، وأعتذر إليك أشد الاعتذار عن تقصيري في السؤال عن أحوالك وأهلك وأسأل الله أن تكون وجميع الزملاء بأحسن حال، وأنعم بال. وقد تحملتُ - لكثرة الأعمال- تفريطا كبيرا في حقوق من أحبهم من أهلي وإخواني، ومكانتهم في القلب لم تتغير.
فأرجو قبول المعذرة يا أبا عمر، وخذ هذه الأبيات العاجلة التي تذكرني بلقائنا في الدار البيضاء المغربية قبل أكثر من عام (صفر 1429هـ) وقد مرت كأنها ساعة يا محمد لم تزد:
ها قد تقضى العامُ يا صاحبي = ونحنْ مِن شوقٍ لكمْ في عذابْ
ولذةُ المجلس في خاطري = تفتحُ لي نحو الهوى ألف بابْ
وجاءني عتبُكَ في غَفوةٍ = من لذةِ العيش، وصفوِ الشبابْ
فاغفرْ فما عاد لنا طاقة = بالبُعد عنكمْ واتصال العتابْ
وحياك أستاذي الكريم، وأشكر لك نبل مشاعرك، وصفاء روحك، وتمام تواضعك، فما كان قصدي من العتب عليك- رغم كثرة انشغالك- إلا من باب" ويبقى الودُ مابقي العتابُ"، واقبل من أخيك هذا الرد البسيط عن أبياتك الأخوية الصادقة، وليتك تنظر إليها بعين الرضا، بسبب ارتجالها، وضعف سبكها، فأقول مخاطبا:
سَكَّنْتَ قافية َالعتابِ مودةً = فَضَمَمْتُهَا؛ حبا لكمْ تنسابُ
واخْتَرْتَ لي بحرا عميقا غوره = يُخشى تلاطمُ موجه العبعابُ
دُررا نثرتَ على شواطئهِ التي = تَهمي عليها بالإخاء سحابُ
فهو العزاء لما مضى من عامنا = من بعد قفرٍ مَسَّهُ ويبابُ
وتَرَنَّمَ القلبُ الأسيرُ بحبكم = واخْضَوْضَرَتْ لسروره الأعشابُ
أبدا نسيت ُحوارنا في مجلسٍ = فأُفِدتُ فيه العلم ُ والآدابُ
لله درك من أديب عالم = يهوى العلومَ وللعُلا وثَّابُ
متواضعا تبدي اعتذارا، باسما = ويفيض ملء فؤادك الترحابُ
أبدا فحقك أن أكون مبادرا = وأقول عذرا سيدي ومتابُ
فلكم شُغِلْتَ بذي الحياة مكافحا = دربا تنير وبدعة تنجابُ
فالله أسأل أن يعينك كلما = شَعَّتْ بفكرك سنةُ وكتابُ
ثم الصلاة على الحبيب وآله = مالاح برقٌ أو أضاء شهابُ
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[07 Apr 2009, 10:34 ص]ـ
ما شاء الله بارك الله فيكم ووفقكم وأيدكم .. جزى الله الدكتور خضر خيراً على طرحه هذا الموضوع القيم والذي يلمس قضية مهمة، ويفتح آفاقاً للحوار النافع بين الإخوة جميعاً وفقكم الله.
ـ[حادي العيس]ــــــــ[07 Apr 2009, 01:02 م]ـ
يا لسجال العلماء الأدباء كثر الله من تلاقيكم!
ـ[يسري خضر]ــــــــ[12 Apr 2009, 01:52 ص]ـ
كتب الدكتور القرضاوي تعريفا بالاستادعبد الحليم ابو شقه صاحب موسوعة تحرير المرأة في عصر الرساله جاء فيه:
" عبد الحليم أبو شقه هو رجل يعشق الحوار، ويؤمن به، ويدعو إليه على كل صعيد. ليس الحوار عنده جدلاً بيزنطيًا، أو مغالبة بالحق وبالباطل، يريد فيها الانتصار للنفس، وقهر الخَصم. ولكن الحوار عنده وسيلة لفهم أعمق، واستبصار أوثق، هو بحث -أو تباحث- عن الحقيقة، وسعي للكشف عنها، بواسطة تلاقح الأفكار، وتفاعل الآراء المختلفة بعضها مع بعض. فهو نوع من عمل الفريق، بدل أن يعمل الفرد وحده، ويبحث وحده، لا يناقشه أحد، ولا يسائله أو يجيبه أحد.
إنه يؤمن أن الناس -مهما يختلفوا في الدِّين أو الدنيا- فإن هناك جوامع مشتركة يمكن أن يلتقوا عليها. ومهمة الحوار البنَّاء البحث عن هذه الجوامع، وتوسيع نطاقها، وتضييق دائرة المختلف عليه ما وجد إلى ذلك سبيل.
لم يكن عبد الحليم أبو شقه يؤمن بحتمية الصراع بين الثقافات والحضارات أو الأديان، بل يتبنَّى إمكان التعايش بينها، وأن الاختلاف بين الحضارات لا يؤدي بالضرورة إلى صراع وعداوة، بل يؤدي إلى نوع من (التفاعل) المطلوب، بدلاً من (التصارع) المرفوض. ويكون هذا كما قيل في الاختلاف الموروث بين بعض علماء الإسلام وبعض في أقوال معينة: إنه اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
أعلن هذا الأستاذ عبد الحليم -تفاعل الحضارات لا تصارعها- في العدد الافتتاحي لمجلة (المسلم المعاصر)، الذي كان هو صاحب فكرتها، والذي جمع لها المفكرين والعلماء مرات ومرات، من بلاد شتَّى في جلسات طويلة، حتى تبلورت فكرتها، وظهرت إلى الوجود تعبِّر عن هدف ورسالة، ولا سيما رسالة الحوار، ولا زالت موصولة العطاء إلى اليوم، بفضل جهود أخينا وصديقنا الأستاذ الدكتور جمال الدين عطية حفظه الله.
ولقد تجلَّى اتجاهه النقدي والحواري منذ مقالته الأولى في المجلة (أزمة العقل المسلم المعاصر) التي أشرنا إليها من قبل.
نتعاون في المتفق عليه ونتحاور في المختلف فيه:
ولقد كنت أتحدث معه مرة حول (قاعدة المنار الذهبية) التي وضعها العلامة المُجدِّد الشيخ رشيد رضا، وروَّج لها في مجلته، ودعا إليها، وهي التي تقول: (نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه)، وهي من قواعد التسامح المهمة، والتي تشرع للعمل المشترك بين المختلفين، ولا تشترط الاتفاق في كل شيء، ليبدأ عمل مشترك لمصلحة الأمة.
لكن أبا عبد الرحمن رحمه الله، كان له تعليق على الشقِّ الثاني من هذه القاعدة، وهو: أنه اقترح أن تكون القاعدة هكذا: (نتعاون في المتفق عليه، ونتحاور في المختلف فيه).
فقد رأى أن عذر بعضنا بعضا وإن كان مفيدا في إشاعة خلق التسامح: أمر سلبي، لا يقدم جديدًا للعلم والفكر، وستظل هذه القضايا الخلافية ثابتة جامدة أبد الدهر، فلماذا لا نذيب هذا الجليد، ونتحاور في أمرها بروح علمية حيادية، وبمنهج عقلي موضوعي لا يحتكم إلى العواطف، ولا إلى الشائع بين الناس، فلعل هذا الحوار يخفف من حدة الخلاف، أو يقرب بين المتخالفين.
قلت له: إذا كانت قاعدة الشيخ رشيد رحمه الله، سميت (القاعدة الذهبية) فإن قاعدتك هذه جديرة أن تسمى: (القاعدة الماسيَّة)!
الثوابت لا تمنع الحوار:
ومن حرص الأستاذ عبد الحليم رحمه الله، على إرساء دعائم الحوار والترغيب فيه، وإشاعة الدعوة إليه بين المثقفين، سواء كانوا دينيين أم وضعيين: أنه لم يرَ (الثوابت العَقَدية والفكرية) عقبة تقف في سبيل الحوار، وتمنع من إجرائه والاستفادة من ثماره.
وقد عرض لهذه القضية -وهو يناقش أمر الحوار- في كتابه القيِّم الخصب الذي نُشر بعد وفاته، مستمدًا من أوراقه الثرية الكثيرة التي خلفها لمَن بعده، والذي سُمِّي (نقد العقل المسلم: الأزمة والمخرج) والذي كتب مقدمته المفكر المسلم الكبير الدكتور محمد عمارة.
أجل، عرض لمسألة الثوابت، وعلاقتها بالحوار، وتأثيرها فيه، وناقشها بصراحة وشجاعة وموضوعية، وكان مما قاله فيها:
(أما القضايا الجديدة أو المتجددة المتطورة في حياة الإنسان، فهي قضايا تثيرها الحياة المتطورة، وهي قضايا ما زال الإنسان يبذل جهده في تأملها وبحثها ودراستها، ويشعر أنها بحاجة إلى مزيد من الدراسة والتريث والتأمل، وطرحها للحوار إحدى الوسائل المعينة للبحث والدراسة والتأمل.
وما دامت هذه الأفكار المُتجدِّدة مطروحة بهذا القصد -أي للحوار- فهي أشبه بمرحلة التجريب في مجال تحسين زراعة محصول ما أو اكتشاف دواء ما، وطرحها للحوار حولها فرصة لتعاون عدة عقول على الدراسة والبحث والتأمل.
ومن مميزات الحوار الجاد الذي نريده ما يلي:
الحوار نوع من (عمل الفريق) لا عمل الفرد.
الحوار يجلو الصدأ الذي قد يصيب العقل، بكسر القيود والسدود التي قد تكون مُترسِّبة في عقل الفرد، ويكشف علاقات منطقية كانت غائبة عن عقل الفرد.
يربط النتائج بأسبابها، وقد يغفل الفرد عن هذا الربط.
يربط الظواهر بالبواطن، وقد يغفل الفرد عن هذا الربط.
يوفر النظرة الشاملة للموضوع، وقد يقف عقل الفرد عند بعض جوانب هذا الموضوع فقط.
الحوار يصقل الفكرة (الرأي والاجتهاد).
الحوار نوع من التجربة، وكما أن التجربة تدعم الفرضية أو تُعدِّلها أو تُلغيها، فكذلك الحوار يدعم الفكرة أو يُعدِّلها أو ينفيها.
الحوار في مجال الفكر يقوم مقام إجراء التجارب في مجال المادة، وإن كان لا يتوافر في مجال الفكر ما يختبر صحة الفرضية، فإن ندوة الحوار هي في مقام مختبر التجارب.
(يُتْبَعُ)
(/)
الحوار تجربة في عالم الفكر أو عالم العقل تسبق التجربة في عالم الواقع؛ ولا بد أن يسبق هذا النوع من التجربة (أي ميدان الفكر) التجريب في مجال الواقع، حيث يكون الثمن باهظا عند الخطأ.
يعطي الحوار صاحبه الحق ليظهر حقه وهنا نقول: لا محايد إلا الانتهازيون أو السلبيون، ولا خير فيمن خلا من المعتقدات والمبادئ العامة والخاصة ... ولكن على أصحاب المعتقدات أن يتحلُّوا بالتعقُّل والاستنارة، وأن يؤمنوا بأن الحوار هو أساس كل نظام اجتماعي مُتجدِّد وأساس التقدم.
وإذا كان سنا البرق يبدو من التقاء سُحب شتَّى، فإن سنا الحق يبدو من التقاء آراء شتَّى ...
(لقد انتهى زمن المعصومين الذين يساندهم الوحي، ولا يقولون إلا الحق. وأدرك العالم كله أن من جاء بعدهم -أي الأنبياء- مهما شمخت عبقريته فهو يخطئ ويصيب ويكبو ويمضي ... ) [4].
ومما يجعل الحوار الجاد الذي نبغيه ضرورة لازمة: ضعف العقل البشري، بمعنى عدم كماله، وليس بمعنى عجزه.
ومن آثار هذا الضعف:
- يدرك شيئا وتغيب عنه أشياء.
- قد يدرك شيئا إدراكًا غير صحيح.
- يرى اليوم ما لم يره بالأمس.
وننبِّه في خواتيم هذه الجولة إلى أن هناك فرقا بين الحوار من أجل التصحيح أو مع الاستعداد للتصحيح، وبين الحوار (المنتقى) من أجل التدعيم والتنمية لنفس الأخطاء والاتجاه، أو الاستماع لبعض الشخصيات الجدلية لتدعيم بعض ما عندي ما دام هو الغالب وبصرف النظر مقدما عن قدر الخلاف.
إن التعاون بالميزان الصحيح يقضي بأنه ليس في العمل الجماعي أنا وأنتم، بل نحن كلنا نقدِّم لله، والعمل يحتاجنا جميعا، ونحن جميعا نحتاج رضا الله وثواب الله، ونخاف عقاب الله وإن قصرنا في واجبنا. المهم: حرام أن يزهد طرف في الآخر، ويحدث التقاطع والتباعد مع إمكانية التقارب والتعاون.
ونحن إذ نتحاور لسنا في موقف تحدِّ، وإنما هو تشاور وتناصح وتحاور، تحاور بين طرفين مختلفين: تحاور في البيت الواحد، وتحاور للتعارف وللتقارب، والاستيثاق؛ أي يستوثق كل منا من صاحبه، فينبغي أن يتقدم كل منا خطوة أو خطوات (عن اقتناع) نحو الآخر) [5
ـ[أبو المهند]ــــــــ[14 Apr 2009, 01:08 ص]ـ
جزاكم الله خيرا يا دكتور يسري على تفضلك ببيان القواعد الذهبية والماسية التي تحتوى الحوار الحسن بين الكبار.
ـ[خلوصي]ــــــــ[28 Apr 2009, 08:48 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أستاذنا الفاضل د. خضر
و هذه لفتة من خبرة شخصية:
فقد ابتليت مؤخرا بمحن تتالت فوقر في قلبي من جرائها ما كنت أؤمن به أصلا و لكن كنت أنساه كثيرا! و هي أمور لو تذكرناها قلبا لاختلفت أحوالنا جدا .. هذه بعضها:
1 - أنا لست إلا دلالا على بضاعة القرآن بفهمي فلا يحق لي إلزام الآخرين به.
2 - أنا إنما أذكر و لست قاضيا.
3 - أنا أحتاج الأدب لنفسي قبل العلم لغيري.
4 - أنا أحتاج غدوة كغدوة الإمام ابن تيمية حتى لا أهلك ... بل حاجتي أشد و أشد لأنني لم أنشأ نشأته علما و أدبا و مجاهدة!
5 - على أدبي أن يغلب غيرتي ..
6 - أنا راحل بعد قليل.
7 - إذا كان الإمام أحمد يتعجب من طالب علم لا حظ له من الليل فمن باب أولى أن يصعق مني إذا رآني - إذ لا حظ لي من الليل - و أنا أجادل و أناقش!!؟
و القائمة تطول أيها الأساتذة و الإخوة الكرام .... فهل من مذكر على الدوام؟
8 -
9 -
10 -
11 -
12 -
13 -
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[09 May 2009, 11:34 م]ـ
جزاكم الله خيراً على هذه التوجيهات المفيدة
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[10 May 2009, 03:19 م]ـ
جزاك الله خيرا استاذنا الكريم د. خضر
ومن أتحفنا بالدرر والفوائد وحسن الأدب
ووالله إنا لنستفيد منكم أكثر من إستفادتنا من سيء الأدب
من خلال ردودكم وتوجيهاتكم
وأعرج بإستفادتي من الإستاذ الفاضل محمد عمر الضرير -حفظه الله- وزاده رفعة وأدبا
وأمثاله الكثير في هذا الملتقى المبارك
أساتذتنا:
نحن طلابكم وما يسوءكم يسوءنا
ولكننا نتعلم من دقيق ألفاظكم دون أن تشعروا
فواصلوا فنعم المعلمين أنتم
أما من أساء الأدب فإساءته راجعة له هو فقط ووصمة عار عليه وإننا نتعلم من سوء أدبه كيف يكون حسن الأدب
كما قال أحد الصالحين عندما سئل ممن تعلمت الأدب؟
فقال: من سيء الأدب
ـ[أبو المهند]ــــــــ[11 May 2009, 12:43 ص]ـ
كما قال أحد الصالحين عندما سئل ممن تعلمت الأدب؟
فقال: من سيء الأدب
أثابك الله يا أختنا الفاضلة " أفنان" على هذا الأدب الجم والحياء الشم، وعلمنا وإياك حسن القول وصحيح العمل.
والشكر موصول للإخوة المثمرين لقضيتنا الأحبة" خلوصي ولأبي عبد الله مصطفي وبقية الإخوة.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[20 May 2009, 03:18 م]ـ
يقول حبيبنا الأستاذ صلاح هلل:
النقد ليس عملا منفصلا عن الشريعة، وإنما هو عملٌ يسير وفق رؤيتها وضوابطها التي حدَّدتها له، لا يخرج عنها، ولا يسعه الخروج عن حُكم الشريعة، وإلا صار عملا مُجَرَّمًا شرعًا، تسري عليه نصوص التجريم الشرعية حسْب درجة الجُرْم المتوفِّر فيه، فينال عقابه حسْب إثمه وما اقترفه، ويخرج بهذا عن صراط الإصلاح إلى ساحة التجريم، وشتَّان بين الأمرين.
وبناءً عليه يلزم الناقد أن يضبط نفسه وما يصدر منه بضابط الشرع لا غير، فلا مجال للهوى أو الضغائن والأحقاد تحت مُسمَّى النقد.
وقد ركب بعضُهم قطار الحقْد والهوى، في رسوم الناقد العدل، فما لبث أنْ انكشف عواره، وظهرتْ دَخِيلَةُ نفسِه، فارْتَدَّ عليه نَقْدُه، وتعثَّرت قدماه، وسار المشكو في حقِّه سالمًا، لم تثبتْ عليه تهمةٌ أو جناية، وهكذا عهدنا الحقد يهدم صاحبه، ويجعله أول المكتوين بنارِه.
جزى الله أخانا صلاح خيرا على ما تفضل به
المصدر: http://www.islamtoday.net/bohooth/artshow-34-113101.htm
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[21 May 2009, 05:38 ص]ـ
جزاك الله خيرا استاذنا الفاضل
وما أجمل ما قاله الإمام القدوة ابن القيم -رحمه الله- وليتنا نمتثله عند النقاش والنقد
حيث قال -رحمه الله-:
(ولولا أن الحق لله ورسوله , وأن كل ما عدا الله ورسوله , فمأخوذ من قوله ومتروك , وهو عرضة الوهم والخطأ: لما اعترضنا على من لا نلحق غبارهم ولا نجري معهم في مضمارهم , ونراهم فوقنا في مقامات الإيمان , ومنازل السائرين كالنجوم الدراري , ومن كان عنده علم فليرشدنا إليه , ومن رأى في كلامنا زيفا , أو نقصا , أو خطأً , فليهد إلينا الصواب , نشكر له سعيه , ونقابله بالقبول والإذعان والانقياد والتسليم , والله أعلم وهو الموفق)
مدارج السالكين 2/ 137
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[12 Jun 2009, 01:58 م]ـ
(ولولا أن الحق لله ورسوله , وأن كل ما عدا الله ورسوله , فمأخوذ من قوله ومتروك , وهو عرضة الوهم والخطأ: لما اعترضنا على من لا نلحق غبارهم ولا نجري معهم في مضمارهم , ونراهم فوقنا في مقامات الإيمان , ومنازل السائرين كالنجوم الدراري , ومن كان عنده علم فليرشدنا إليه , ومن رأى في كلامنا زيفا , أو نقصا , أو خطأً , فليهد إلينا الصواب , نشكر له سعيه , ونقابله بالقبول والإذعان والانقياد والتسليم , والله أعلم وهو الموفق)
مدارج السالكين 2/ 137
درة تستحق التأمل والتوقف معها في النفس كثيرا، ولو التزمناها خلقا، ووعيناها تطبيقا، لما رأينا مانكره في مناقشاتنا، ولما سمعنا ما نمقت في حوارنا.
فجزى الله الإمام عنا خيرا، وما أكثر درره النفيسة.
وجزاك الله خيرا أختنا الفاضلة أفنان، وبارك في وقتك وعملك، فما أجمل اختيارك، والأجمل إحالتك، فبوركت وأمثالك.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[13 Jun 2009, 05:33 ص]ـ
جزاك الله خيرا استاذي الفاضل وبارك في علمك وعملك
ومن أراد الاستزادة فليرجع إلى رسالة قيمة لشيخنا الفاضل د. بكر أبو زيد -رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته-
خاصة بابن القيم -رحمه الله- وجمع درره وآثاره
فجزى الله علماءنا خير الجزاء ونفعنا بعلمهم
ـ[المصباح المنير]ــــــــ[20 Jun 2009, 08:55 ص]ـ
د. خضر
نفع الله بك
كلام سليم وقد قيل: كلما اتسعت ثقافة وتجربة العقلاء كلما زاد قبولهم للعذر.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[03 Feb 2010, 12:30 م]ـ
موضوع يجدد نفسه في مثل هذه الأيام التى أظلتنا بمناقشات سدت طرقا كثيرة أمام الموضوعية المرجوة.
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[03 Feb 2010, 04:48 م]ـ
جزاكم الله تعالى خير الجزاء سادتي أحبتي في الله تعالى ونسأل الله تعالى أن نوفق جميعاً للالتزام بأخلاق القرآن وأدب أهله وحملته في جميع مايطرح ويناقش أو يحاور لبيان أو استبيان الحق فيه
((بالتي هي أحسن))(/)
تنبيه طلاب العلم الراقدين بشيء من أخبار المستشرقين
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[19 Mar 2009, 01:54 ص]ـ
من أخبار همم المستشرقين وعجائبهم
الشيخ / إبراهيم بن محمد الحقيل
كثير من المستشرقين أمضوا أعمارهم، وصرفوا أوقاتهم في دراسة علوم المسلمين، وأخرجوا كثيرا من تراثهم المخطوط، وكثير منهم لم يؤمنوا مع علمهم بالحق نعوذ بالله تعالى من الخذلان.
وقليل منهم قادهم ما عرفوا من الحق إلى الإسلام، فكان دخولهم ميدان الاستشراق، وتخصصهم في علوم المسلمين، واستخراج تراثهم سبب هدايتهم [وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ] {البقرة:213}
وقد أتحفني أخي الفاضل، البحاثة الموسوعي، والمثقف الواعي الشيخ: عبد الله بن عبد العزيز الهدلق حفظه الله تعالى وزاده علما وتوفيقا بجملة من أخبار المستشرقين والباحثين التقطها من قراءاته المتنوعة.
ومحبة مني لكم أبث هذه الأخبار إليكم؛ لعلها تبعث الهمم، وتحفز إلى العمل؛ فإننا يجب أن نستحيي من الله تعالى، ومن أمتنا أن نتقاعس عن خدمتها -ونحن نعلم أننا على الحق- ويُفني كفارٌ مستشرقون أعمارهم في خدمة تراثنا وقراءته ودراسته واستخراجه والطعن فيه حسب مشرب كل واحد منهم، وهدفه من دخول ميدان الاستشراق.
وأنبه على أن في علماء المسلمين من كانت لهم همم عالية تضاهي همم المستشرقين، قد أفنوا أعمارهم في العلم والتعليم والتصنيف، وأنفقوا ساعات أيامهم ولياليهم في تحصيل العلوم وبذلها، وهم محتسبون لله تعالى في ذلك يخدمون دينه؛ رجاء ثوابه وخوفا من عقابه، فحفظ الله تعالى بهم دينه، ووقى الأمة من الجهل والانحراف على أيديهم.
ولكنني حين أذكرُ هذه النماذج من المستشرقين أَعَجَبُ من أنه لا حُسبة لهم فيما أفنوا فيه أعمارهم، ومع ذلك جدّوا واجتهدوا، فنفع الله تعالى بجهدهم وعلومهم والله تعالى يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر. على أن كثيرا منهم حاقدون قذفوا بشبهٍ عظيمة للطعن في الكتاب والسنة والفقه والسيرة وتاريخ المسلمين، تأثر بها المنحرفون من أبناء الأمة، وصاروا يرددونها كالببغاوات، مدعين أنهم متحررون من ربقة التراث، وأنهم باحثون محايدون، وما هم إلا تلامذة أبرار للمستشرقين، عاقون لأمتهم، معرضون عن دينهم. والله المستعان، وعليه التكلان.
1 - ذكر انستاس الكرملي أن المستشرق الفرنسي المعروف لويس ماسينيون كان في سنة 1920م قد أتم لتأليف كتابه عن الحلاج مراجعة ألف وسبعمئة وستة وثلاثين مصنفا في أكثر من ثماني لغات يجيدها تتصل كلها بالحلاج وسيرته وآرائه.
2 - نشر المستشرق الألماني فرديناند فستنفلد ت1899م طبقات الحفاظ، ووفيات الأعيان، وتهذيب الأسماء واللغات، ومعجم البلدان، ومعجم ما استعجم، واشتقاق ابن دريد، وسيرة ابن هشام، في مئتي مصنف، فمات عن ثلاث وتسعين سنة بعد أن كُفَّ بصره في آخرها؛ لأنه اشتغل أربع عشرة ساعة في اليوم والليلة لأزيد من ستين سنة بتاريخ بلاد العرب وجغرافيتها وآدابها وعلومها.
3 - أمضى البحاثة الأمريكي ديورانت ستين سنة في تأليف كتابه: قصة الحضارة، بدأ عام 1915م بالتحضير لكتابه مدة عشر سنوات، كان يزور خلالها المناطق الحضارية التي ستتناولها أجزاء كتابه، فزار اليونان وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا ومصر والشام .. وبلادا كثيرة سواها .. وصدر الجزء الأول منه عام 1925م وصدر الجزء الأخير عام 1975م توفي عن قريب من مئة سنة بعد إنهاء كتابه بسنوات قلائل، قضاها في تأليف عدة كتب غير هذا الكتاب.
4 - أنفق أميل لودفيج في تأليف كتابه المذهل (النيل) عشر سنوات، وهذا الكتاب يعد من مفاخر التراث الإنساني .. ترجم فيه لودفيج للنيل كما يترجم للعظماء من البشر، زار مساقطه، وتتبع مجاريه، وذكر الحضارات التي حيت بحياته، في سياق معجب آسر، يأسى له من يقرأ اليوم تحذير أهل الاختصاص من مغبة تلوث النيل بالجهل.
5 - حصل المستشرق الألماني كارل بروكلمان على الدكتوراه عام1890م وهو في الثانية والعشرين من عمره برسالته عن علاقة كتاب الكامل لابن الأثير بتاريخ الطبري، وظل بعدها يعمل أكثر من ستة وستين سنة في شتى مجالات التراث الإنساني.
وكان يجيد أكثر من عشر لغات!!
عرفه العرب بكتابه تاريخ الأدب العربي، وعرفه دارسو السامية بمعجمه السرياني الذي أذهلهم، وهو معروف عند الأتراك بدراساته في النحو التركي، وعند اليهود بدراسته عن الأصوات في اللغة العبرية، وعند كثير من أصحاب الثقافات المختلفة بالفهرس الذي أعده عن المخطوطات العربية والفارسية والقبطية والتركية والسريانية والحبشية المحفوظة في هامبورغ.
وقد كان الطلبة المهتمون بالتراث في مصر يذهبون آنذاك إلى الأب جورج شحاته قنواتي في دير الآباء الكرمليين لدراسة كتاب بروكلمان تاريخ الأدب العربي، وكيفية الاستفادة منه، وذلك قبل أن يترجم إلى العربية.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Mar 2009, 05:50 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي الكريم.
أضف إلى ذلك ..
6 - وقام المستشرق الألماني رودولف جاير بتحقيق ديوان الأعشى الكبير أول مرة عام 1928م، عن ست نسخ خطية، وهي كل ما أمكن جمعه من مخطوطات الديوان حينها، واستعان بعدد ضخم من المصادر المساندة بلغت 569 مؤلفاً استخرج منها جميعاً شعر الأعشى وهي عدد كبير جداً في ذلك الوقت الشحيح جداً. ومجهوده ذلك يعتبر مثالاً للدقة والأمانة العلمية والجلد والصبر على العمل الطويل الذي اتصل في خدمة هذا الديوان أربعين عاماً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[19 Mar 2009, 05:39 م]ـ
شكرا لكم شيخنا الكريم ..
وننتظر إضافات باقي الإخوة الكرام ..
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[22 Mar 2009, 10:53 ص]ـ
انا لله وانا إليه لارجعون
وكما قال الفاروق رضي الله عنه: اللهم اني اشكو إليك جلد الفاجر وعجز الثقة"
ـ[النجدية]ــــــــ[21 Sep 2010, 12:54 م]ـ
جزاكم الرحمن أعالي الجنان
أحسنتم، أحسن الله إليكم!
وأعاننا وإياكم على الخيرات، وما فيه نفع لديننا وأمتنا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Sep 2010, 09:16 م]ـ
ليتك تكمل هذا الموضوع يا أبا غادة فهو طريف، ومادته تظهر لك في كتب تراجم المستشرقين ...
إضافة ..
من المستشرقين الذين يتسمون بالصبر والجلد العجيب المستشرق المجري جولد زيهر، وقد كتب في ترجمته الباحث الدكتور الصديق بشير نصر ما يبعث على العجب من الصبر والجلد، وذلك في ترجمته لكتاب زيهر (دراسات محمدية) وهي أوسع ترجمة قرأتها لهذا المستشرق. وجزى الله أخي أبا فهر السلفي خيراً فهو الذي دلني على هذا الكتاب في معرض القاهرة العام الماضي فاشتريته وقرأته واستفدت منه كثيراً.
وأرجو ألا يفهم من كلامي تزكيتي لجولد زيهر، وإنما هو الصبر والمثابرة والانقطاع للعلم والتأليف سنوات طويلة جداً.
وليت أحد الزملاء ينتخب لنا من الترجمة ما يتناسب مع الموضوع ..(/)
فوائد من تعليق الشيخ ابن عثيمين رحمه الله على صحيح مسلم
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[19 Mar 2009, 06:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فاستكمالاً لما تم الشروع فيه من استخراج فوائد من كتب العلامة الشيخ محمد بن عثيمين عليه رحمات رب العالمين وكانت البداية بكتاب رياض الصالحين ثم بكتاب الأربعين النووية، وهذا هو الكتاب الثالث وهو تعليق للشيخ على صحيح مسلم على مؤلفه و المعلق عليه رحمة الله. .
التعليق على صحيح مسلم تغمده الله بواسع رحمته ورضوانه وأسكنه فسيح جناته، لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين، اعتناء الشيخ الدكتور عمر المقبل، الطبعة الأولى 1427هـ، مكتبة الرشد.
فوائد من المجلد الأول:
1 ـ قال ابن سيرين: (لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا: سموا لنا رجالكم. فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم، وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم).
هذه المسألة في الرواية عن أهل البدع، وهي تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: أن تكون البدعة مكفرة، فهذا لا يروى عنه، ولا يقبل خبره.
القسم الثاني: أن تكون البدعة مفسقة، أي لا تصل إلى حد الكفر، فهذا قد اختلف فيه العلماء: فمنهم من رد روايته مطلقاً، ومنهم من قال بالتفصيل:
إن روى ما يقوي بدعته فإنه لا يقبل لأنه متهم، وإن روى ما لا يقوي بدعته فإنه يقبل، ولا سيما أهل التأويل الذين يتأولون ما مشوا عليه من البدع وليسوا يشاقون الله ورسوله.
فإن قال قائل: إن البخاري ومسلماً أخرجا لبعض من عرفوا بالبدع، فما الجواب عن هذا؟
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ في الجواب عن ذلك ـ: إنهم قد توثقوا لما نقل من أجل شواهد علموها، أو يسوقونها في نفس الباب.
وينبغي التنبه هنا إلى أن البدعة قد تكون مكفرة، وينسب إليها بعض الرواة، لكن تكفير الراوي بعينه يحتاج إلى تثبت. ص 38 ـ 39.
2 ـ هنا مسألة لها صلة بموضوع الأخذ عن أهل البدع يسأل عنها بعض الطلبة، وهي أخذ العلم عن عالم معروف ببدعة من البدع، لكنه متقن لفن من الفنون كالنحو أو الفرائض، فما الحكم؟
الجواب: أن الأخذ عن هؤلاء وأمثالهم يخشى منه أمران:
الأول: أن هؤلاء المبتدعة عندهم ذكاء وفطنة، وغالبهم عندهم بيان، فيخشى أن يستجروا هؤلاء إلى بدعتهم، ولو على الأقل بالأمثلة إذا كانوا يدرسون في النحو مثلاً.
الثاني: أنه إذا تردد إليهم الإنسان الموثوق اغتر الناس بذلك فظنوا أنهم على حق.
فلهذا يجب الحذر بقدر الإمكان، والعلم الذي عندهم ـ بحمد الله ـ قد يكون عند غيرهم من أهل السنة. ص39 ـ 40.
3 ـ قال محمد: سمعت علي بن شقيق يقول: (سمعت عبد الله بن المبارك يقول على رؤوس الناس: دعوا حديث عمرو بن ثابت فإنه كان يسب السلف).
إن قال قائل: هل من سب السلف يكفر؟
فالجواب:
إن هذا يختلف بحسب الحال، فمن سب شخصاً واحداً ممن لم تتفق الأمة على الثناء عليه، فليس هذا بالمكفر قطعاً، وأما إذ سب الجميع، كأن يقول: كل الصحابة غير عدول، ولا يوثق بهم، فهذا كفر لأن هذا يؤدي إلى رد الشريعة كلها. ص 43.
4 ـ (حدثني محمد بن أبي عتاب قال: حدثني عفان عن محمد بن يحيى بن سعيد القطان عن أبيه قال: لم نر الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث.
قال ابن أبي عتاب فلقيت ـ أنا ـ محمد بن يحيى بن سعيد القطان، فسألته عنه فقال: ـ عن أبيه ـ لم تر أهل الخير في شيء أكذب منهم في الحديث).
هذا فيه مبالغة عظيمة، والمراد كما سيأتي في كلام المصنف ـ أنهم ـ أي الصالحين، وهم: العباد تغلب عليهم الغفلة، وسلامة القلب، والثقة بالناس، فيروون عمن ليس أهلاً للرواية.
ثم إن الصالحين ـ أيضاً ـ إذا جاء في باب الترغيب والترغيب ـ لحبهم للخير ـ لا يحترزون كثيراً، وفي باب الترهيب كذلك لا يحترزون كثيراً، فلذلك كَثُر فيهم الضعف، أما كونهم أكذب الناس في الحديث ـ كما قال يحيى القطان ـ فهذا فيه مبالغة، وتوجيهه بما ذكرنا. ص 47.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: (ورد في المطبوع عبارة: (إذا جاء في باب الترغيب والترغيب) ولعل هذا سبق قلم والصواب في باب الترغيب والترهيب، والله أعلم).
بقية الفوائد تأتي تباعاً بإذن الله.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[22 Mar 2009, 08:01 م]ـ
5 ـ الصواب أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يصل على قتلى أحد، وإنما دفنهم في ثيابهم، ولم يغسلوا، ولم يصل عليهم، ولكنه في آخر حياته خرج فصلى عليهم، وليست صلاة الجنازة لأن صلاة الجنازة إنما تكون في حينها قبل الدفن، بل المعنى: دعا دعاء ًمطلقاً، وليس صلاة جنازة، هذا هو الصحيح في هذه المسألة. ص 58.
6 ـ رأيت في كتاب إعلام الموقعين لابن القيم رحمه الله عن شيخه ابن تيمية رحمه الله أنه أشكل عليه الحكم في الجنائز تقدم ليصلى عليها، فيشك الإنسان أمسلمٌ هذا الميت أم كافر مع أشياء أخرى.
قال ابن تيمية رحمه الله: فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فاستفتيته في ذلك ماذا نصنع في أمر الجنائز؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه ابن تيمية في المنام قال: عليك بالشرط يا أحمد.
وهذه لا شك كرامة، أن ييسر الله لشيخ الإسلام ابن تيمية منبت العلم ليغترف منه، ثم كرامة أخرى أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم علم أن هذا الرجل من أمته أحمد، وهذه لا شك أنها كرامة يشهد بها لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
فإن قال قائل: فهل أنتم تعملون بالمنامات في مثل هذا؟
فالجواب: إن كان له أصل في الشرع، وهذا فرع منه، أو كان له أصل في الشرع، وهذا مقيس عليه، يعني: بأن يكون في الأول عمومات، ويأتي هذا على التفصيل، وفي الثاني قياس، فإننا نعمل به، أما إذا لم يكن له أصل فإننا لا نعمل بالمنامات.
وهذا القول وسط بين الفريقين الذين يعملون بكل منام، وبين من ينكرون هذا مطلقاً.
فإن من الناس ـ الذين يقبلون كل منام ـ من يدعي ـ عياذاً بالله ـ أنه رأى الله، وأنه حدثه، وأملى عليه شرعه.
وفي مقابل هؤلاء: الذين ينكرون المنامات مطلقاً، يقول قائلهم: إن الأموات لا يمكن أن يحسوا بشيء من أحوال الأحياء أبداً.
وعادة يكون القول الوسط هو الخيار المقبول.
وفيما يتعلق بما ذكره النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه ابن تيمية في المنام له أصل شرعي.
ففي الأحكام قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لضباعة بنت الزبير رضي الله عنها وقد اشتكت إليه، وهي تريد الحج قال:
(حجي واشترطي أن محلي حيث حبستني، فإن لك على ربك ما استثنيتي)
يعني قولي: إن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني هذا في الأحكام.
أما في الدعاء: ففي آية الملاعنة (والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين) واللعن دعاء، وتقول هي: (والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين). وبناء على الشاهد الشرعي لهذه الرؤية حكمنا بصحتها.
وعلى هذا فإذا قُدم لنا ميت، وكان مشهوراً بالتهاون بالصلاة فإننا لا نجزم بالدعاء له بل نقول: اللهم إن كان مؤمناً فاغفر له.
وإن قدم لنا من نعلم أنه لا يصلي، وأنه لم يتب، فإنه يحرم علينا أن نصلي عليه، ويجب علينا أن ننصرف، إلا أن يشهد شاهدان على إسلامه ورجوعه إلى الإسلام بالصلاة.
فالحاصل:
أن الرؤيا المنامية إن شهد لها شاهد في الشرع فهي مقبولة، وإن لم يشهد لها شاهد، فإنها لا تقبل إذا كان في ذلك تغيير لشرع الله. ص 61 ـ 65.
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[22 Mar 2009, 08:15 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل فهد على هذا الانتقاء المتميز والجهد المبارك .. وفقك الله وأعانك وكتب لك الأجر والمثوبة .. آمين ,,,,
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[24 Mar 2009, 12:31 ص]ـ
وفقك الله أخي الكريم عبدالرحمن وزادك من فضله وجعلك مباركاً أينما كنت.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[09 Apr 2009, 03:07 م]ـ
7 ـ يجوز حلف المفتي إذا دعت الحاجة إليه، أو كان في ذلك مصلحة، وهذا مما جاء في القرآن والسنة، فقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يحلف في ثلاثة مواضع من القرآن:
الموضع الأول: قوله تعالى: (ويستنبؤنك أحق هو قل إي وربي إنه لحق).
الموضع الثاني: قوله تعالى: (وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم).
الموضع الثالث: قوله تعالى: (زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن).
وأقسم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في عدة أحاديث، فإذا دعت الحاجة أو كانت المصلحة في اليمين فلا بأس أن يحلف الإنسان، وأما إذا لم يكن هناك مصلحة، ولا حاجة فالأفضل كف الإنسان عن اليمين. ص 93.
8 ـ إذا ذكر الإسلام والإيمان جميعاً فيكون الإسلام هو العلانية، والإيمان هو السر (مافي القلب) هذا إذا ذكرا جميعاً، أما إذا أفرد أحدهما صار متضمناَ للآخر كقوله تعالى: (ورضيت لكم الإسلام ديناً). يشمل الإيمان كما يشمل الإسلام.
ويبقى عندنا إشكال، وهو قوله تعالى: (فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين * فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين). فجل المسلمين بدل المؤمنين، والجواب عن ذلك أن يقال: إن الله تعالى قال: (فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين) لأن امرأة لوط كان ظاهرها الإسلام، فهي مسلمة ظاهراً، فالبيت ليس فيه إلا مسلمون، لكن الذي نجاهم هم المؤمنون، وتخلفت المرأة لأنها مسلمة، وليست مؤمنة. ص97.
9 ـ ينبغي التنبه إلى أنه بالنسبة لتعليم العامة باب القضاء والقدر، فإنه يكتفى بأن يقال لهم: تؤمن بالقدر خيره وشره، تقول: المطر من الله، والجدب من الله، والثمار الطيبة من الله، وهكذا، يعني: تذكر له عموميات لأن العامي لا يدرك التفصيل ولأنه ربما إذا دخل في التفصيل، دخل في بحر يغرقه، فيولد عليه الشيطان شكوكاً ووساوس يعجز عنها. ص 102 ـ 103.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[11 Apr 2009, 03:30 م]ـ
10 ـ عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بني الإسلام على خمسة: على أن يوحد الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، والحج) فقال رجل: الحج، وصيام رمضان؟ قال: لا. صيام رمضان والحج. هكذا سمعته من رسول الله.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: إني سمعت رسول الله يقول: (إن الإسلام بني على خمس شهادة أن لا إله إلا الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وحج البيت).
ورد في بعض الروايات تقديم الحج على الصوم، وهذا يعتبر شاذاً، ووجه شذوذه أنه مخالف لأكثر الروايات، ومخالف أيضاً لتصريح ابن عمر أنه سمع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول هذا الحديث مرتباً، وأنكر على الرجل الذي قدم الحج على الصوم. ص130 ـ 131.
11 ـ تعلم زيد بن ثابت رضي الله عنه لغة اليهود في ستة عشر يوماً لأنه كان شاباً، فطناً، لقناً، ولكن يقول شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ: إنما تعلمها في هذه المدة اليسيرة لأن اللغة العبرية قريبة من اللغة العربية. ص139.
12 ـ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: أن وفد عبد القيس لما أتوا نبي الله قالوا: يا نبي الله جعلنا الله فداءك. ماذا يصلح لنا من الأشربة؟ فقال: (لاتشربوا في النقير) قالوا: يانبي الله جعلنا الله فداءك. أو تدري ما النقير؟ قال: (نعم. الجذع يُنقر وسطه، ولا في الدباء، ولا في الحنتمة، وعليكم بالموكى).
يجوز قول الإنسان لغيره: جعلني الله فداك، وهذا بالنسبة للرسول عليه الصلاة والسلام جائز، وأقره النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وبالنسبة لغيره، قيل: يجوز للوالدين فقط لأن لهما من البر ما يجعل هذا اللفظ صالحاً لهما، وقيل: يجوز في كل من يكون بقاؤه أنفع للمسلمين من هذا الذي قال: جعلني الله فداك، فإنه لا بأس أن يقول: جعلني الله فداك، أما من كان مثله أو دونه، فلا ينبغي. ص142 ـ 143.
13 ـ عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن معاذاً قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم، فإن هم أطاعوا لذلك، فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب).
لا يجوز أن تنقل الزكاة إلى غير فقراء البلد لقوله صلى الله عليه وسلم: (تؤخذ من أغنيائهم وترد في فقرائهم)، ومعلوم أن هذا لا إشكال فيه فيما إذا تساوى أهل البلد، ومن كان بعيداً منه في الحاجة، وفي الأجر والثواب، وأما إذا تميز غيرهم بميزة كشدة الحاجة، أو كونهم أقارب، أو ما أشبه ذلك، فإنه يكون أفضل، أو على الأقل نقول: جائز لأن هذا فضل متعلق بذات العبادة، والأول بمكانها، باعتبار كونهم من فقراء البلد، أما مع التساوي فإنه لايجوز أن ننقل الزكاة إلى بلد آخر، وهذا في مسألة الزكاة التي يقصد بها في الأغلب نفعُ المعطَى.
وأما ما كان قربة في نفسه كالأضحية والعقيقة، وما أشبه ذلك فهذه لا يجوز أن تصرف في غير بلاد الإنسان لأن المقصود منها ـ وهو التعبد لله بالذبح ـ يفوت، لكن إن كان بالمسلمين مسغبة في مكان آخر، وكان في دفعها إليهم سداً لحاجتهم فليرسل إليهم أطعمة ودراهم دون أن يرسل إليهم أضحية. ص145 ـ 146.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[12 Apr 2009, 06:18 م]ـ
14 ـ عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن معاذاً قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم، فإن هم أطاعوا لذلك، فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب).
(يُتْبَعُ)
(/)
لم يذكر هذا الحديث الصوم، ولا الحج، وأقرب ما يقال في ذلك: إن الصوم لم يذكر لأن بعث معاذ كان في ربيع الأول، أي بقي على رمضان خمسة شهور، فاختار النبي عليه الصلاة والسلام ـ والله أعلم ـ ألا يبين لهم فرض صيام رمضان حتى يقرب وقته، ويكون الإيمان قد رسخ في قلوبهم، والتزموا بأحكام الإسلام التزاماً كاملاً.
أما الحج، فقيل: إنه لم يأت وقته بعد، فلذلك لم يذكره النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم هنا. ص147.
15 ـ هل قتال مانعي الزكاة قتال بغاة، أم قتال خارجين على الإمام، أم قتال كفار؟
الجواب: أن هذا ليس قتال كفار، إلا من أنكر وجوبها فيقاتل مقاتلة الكفر.
فإن امتنع عن دفع الزكاة، فهل يجبر عليها أو يقاتل؟
إذا أمكن إجباره عليها بدون مقاتلة، فهذا هو الواجب، لكن أحياناً لا يمكن ذلك إذا صار الممتنع قبيلة كاملة، فهذه تحتاج إلى قتال، أما إذا كان واحداً أو اثنين، فهذا يمكن أن يجبر عليها.
والصحيح أنه يجبر عليها ويؤخذ شطر ماله أيضاً، كما جاء في الحديث: (فإنا آخذوها وشطر ماله)، وهذا الشطر، قيل: إنه كل المال، يؤخذ نصف المال، وقيل: إنه شطر المال الذي منع زكاته، والأمر ـ في هذا ـ يرجع إلى رأي الإمام، فإذا رأى أن يشطر ماله كله، وأن هذا أنكى لغيره فهذا طيب، وإذا أُخذت منه قهراً، أجزأته ظاهراً، أما فيما بينه وبين الله فلا تجزئه. ص155.
16 ـ ما الفرق بين قولهم في السند أخبرنا، وحدثنا؟
أما عند الأولين من المحدثين، فلا فرق، لكن يتحرون اللفظ الذي ورد به الإسناد، وأما عند المتأخرين، فيجعلون التحديث بالمباشرة، والإخبار: إما للإجازة، أو لمن روى عنه ومعه غيره، وما أشبه ذلك. ص155 ـ 156.
17 ـ قال تعالى: (ما كان للنبي والذين ءامنوا أن يستغفروا للمشركين).
ففي هذه الآية تحريم الاستغفار للمشركين لأن هذا عدوان في الدعاء، إذ إن الاستغفار طلب المغفرة، والله تعالى لا يغفر أن يشرك به، فإذا سألت الله تعالى ما أخبر أنه لا يفعله، فهذا عدوان في الدعاء، والعدوان في الدعاء يدور على أمرين:
أن يسأل ما لايمكن شرعاً، أو يسأل ما لايمكن قدراً، فهذا ضابط العدوان في الدعاء.
وقد أشكل على بعض الناس استئذان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ربه ـ بعد نزول هذه الآية ـ في زيارة أمه والاستغفار لها، وقال: كيف يستأذن في الاستغفار، وقد نهي عن ذلك؟
والجواب ظاهر، فالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما علم أن الله تعالى قد خفف عن عمه أبي طالب، استأذن ربه في الاستغفار لأمه لعله أن يخفف عنها، فلم يأذن له، وهذا يدل على أنه لا اعتبار بالقرب، وإلا لقال قائل: إن التخفيف عن أم الرسول أولى من التخفيف عن عمه!
والجواب: أنه لم يكن لأمه ما كان لعمه من النصرة والدفاع عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. ص163 ـ 164.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[16 Apr 2009, 06:08 م]ـ
18 ـ عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم، ومعاذ بن جبل رديفه على الرحل، قال: يا معاذ قال: لبيك رسول الله وسعديك قال: يا معاذ، قال: لبيك رسول الله وسعديك قال: (ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، إلا حرمه الله على النار قال: يا رسول الله أفلا أخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال: إذاً يتكلوا، فأخبر بها معاذ عند موته تأثماًً).
مثل هذا الحديث لبيان السبب، والسبب لا بد له من تمام الشروط، ونضرب لهذاً مثلاً يوضح الأمر:
فمن المعلوم أن من أسباب الميراث القرابة، وهل كل قريب يرث من قريبه؟ كلا، فلا بد من تحقق الشروط، وانتفاء الموانع.
فهذا لا شك أنه سبب لتحريم الرجل على النار، وسبب لدخوله الجنة، لكن لا بد من شروط وانتفاء موانع، فإذا عرفنا هذه القاعدة المفيدة:
(يُتْبَعُ)
(/)
(أن الأشياء لا تتم إلا بوجود أسبابها وشروطها، وانتفاء موانعها)، زال عنا إشكالات كثيرة، لا في هذه الأحاديث التي هي من أحاديث الرجاء، ولا في الأحاديث الأخرى التي هي من أحاديث الوعيد، لأن هناك أيضاً أحاديث وعيد على كبائر، لاتوجب الخلود في النار، وتجد أن الآيات فيها أو الأحاديث ظاهرها الخلود في النار، كمثل قتل المؤمن: (ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً). ومثل إخبار الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن: (من قتل نفسه بشيء من الدنيا عذب به يوم القيامة). لو أخذنا بهذه النصوص لزم من ذلك أن يخلد أصحاب الكبائر في النار، وقد قال بذلك المعتزلة، والخوارج.
ولو أخذنا بحديث معاذ وأمثاله من أحاديث الرجاء لزم أن لا تضر مع الشهادتين معصية كما قال بذلك أهل الأرجاء ـ غلاة المرجئة ـ.
ولهذا كان أهل السنة والجماعة وسطاً بين هؤلاء وهؤلاء، فقالوا: آيات الوعيد يكون فيها هذا الشيء سبباً لهذه العقوبة، لكن لا ينتفي الشيء إلا بوجود شروطه، وانتفاء موانعه، والخلود في النار يمنعه التوحيد.
كذلك هذه الآيات: آيات الرجاء، وأحاديث الرجاء ـ أيضاً ـ هي أسباب، ولا تتم إلا بوجود شروطها وانتفاء موانعها. ص188 ـ 189.
19 ـ التحريم نوعان: كوني، وشرعي، فقوله تعالى: (وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر). من التحريم الشرعي، وقوله صلى الله عليه وسلم: (إلا حرمه الله على النار) هذا كوني كقوله تعالى: (وحرمنا عليه المراضع من قبل). ص192.
20 ـ عن عتبان بن مالك رضي الله عنه قال: أصابني في بصري بعض الشيء. فبعثت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أحب أن تأتيني فتصلي في منزلي فأتخذه مصلى. قال: فأتي النبي صلى الله عليه وسلم ومن شاء الله من أصحابه فدخل وهو يصلي في منزلي.
يستفاد من هذا الحديث أن الإنسان يعذر بترك الجماعة إذا شق عليه ذلك، لكف بصره، أو مرضه، أو ما أشبه ذلك.
فإن قيل: كيف نجمع بين هذا الحديث، وبين حديث ابن أم مكتوم، الذي لم يأذن له النبي صلى الله عليه وسلم، مع أنه قال: إن المدينة كثيرة الهوام، وليس لي قائد يقودني؟
فالجواب: أن في صحة هذه الألفاظ ـ إن المدينة كثيرة الهوام، وليس لي قائد يقودني ـ في صحتها نظر، ويقال أيضاً: إن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم علم أن عتبان بن مالك له عذر واضح، بخلاف الأعمى الذي لم يأذن له. ص 193.
21 ـ عن عتبان بن مالك رضي الله عنه قال: أصابني في بصري بعض الشيء. فبعثت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أحب أن تأتيني فتصلي في منزلي فأتخذه مصلى. قال: فأتي النبي صلى الله عليه وسلم ومن شاء الله من أصحابه فدخل وهو يصلي في منزلي. وأصحابه يتحدثون بينهم. ثم أسندوا عُظم ذلك وكبره إلى مالك بن دُخشم. قالوا: ودوا أنه دعا عليه فهلك. وودوا أنه أصابه شر. فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة وقال: (أليس يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟ قالوا: إنه يقول ذلك. وما هو في قليه. قال: (لا يشهد أحد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فيدخل النار، أو تطعمه).
في هذا الحديث دليل على جواز الصلاة عند المتحدثين لأن الظاهر أن البيت ليس بكبير، وأن الذين يتحدثون يسمعهم النبي صلى الله عليه وسلم، والدليل أنه لما قضى الصلاة قال: أليس يشهد أن لا إله إلا الله؟
فهذا يدل على أنه سمع كلامهم وفهمه، فيكون فيه دليل على جواز الصلاة عند المتحدثين.
ولكن إذا كان حديث القوم يشغل الإنسان، فإنه يكره أن يصلي حولهم، إن لم يمكن إسكاتهم، فإن أمكن إسكاتهم أسكتهم، فإن لم يمكن فإنه يكره أن يصلي حولهم، ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم، وأتوني بأنبجانية، فإنها ألهتني آنفاً عن صلاتي)، فدل هذا على أن ما يلهي عن الصلاة، فإنه ينبغي للإنسان أن يتجنبه، فإذا كان لا يهتم فلا بأس بذلك. ص194 ـ 195.
وفيه أن سماع الرجل لحديث القوم وهو في صلاته لا ينافي الخشوع. ص196.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[23 Apr 2009, 06:12 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
22 ـ عن ابن عمر رضي الله عنهما قال أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يعظ أخاه في الحياء، فقال: (الحياء من الإيمان).
قوله: (يعظ أخاه في الحياء) هل المعنى عنه أو فيه؟ يعني يقول: لا تستح أو يقول: استح؟
الظاهر والله أعلم أن السياق يدل على أنه يعظه في الحياء، أي أنه منهمك في الحياء لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الحياء من الإيمان).
فعندي أن قوله: يعظ أخاه في الحياء، أي: ينهاه عن كثرته. ص202.
23 ـ عن سفيان بن عبدالله الثقفي قال: قلت: يارسول الله قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عند أحداً بعدك. وفي حديث أسامة غيرك قال: (قل آمنت بالله فاستقم).
هنا سؤال يشكل على البعض، ففي قصة الأعرابي لما سأل الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن عمل يدخله الجنة فعلمه أركان الإسلام، وهنا قال لسفيان رضي الله عنه: قل آمنت بالله فاستقم) فما الجواب؟
الجواب أن يقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم يجيب كل إنسان بما يناسب حاله، فالرجل الذي قال: أوصني قال له: (لا تغضب)، ومعلوم أن الوصية العامة لكل الخلق، هي الوصية بتقوى الله عز وجل، ولهذا كان النبي عليه الصلاة والسلام إذا بعث أميراً على جيش، أو سرية أوصاه بتقوى الله، فالنبي عليه الصلاة والسلام يخاطب كل إنسان أو يجيب كل إنسان بما يناسب حاله، فقد يسأله سائل فيقول: أي العمل أفضل؟ فيقول له: الجهاد في سبيل الله، ويقول للآخر خلاف ذلك.
وهذه مسألة ينبغي أن يتنبه لها الإنسان، وهي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قد يخاطب كل إنسان بما يليق بحاله، بخلاف ما إذا تكلم بدون سؤال، فإنه يذكر الأصل. ص206.
24 ـ هل يجوز أن نبدأ الكفار بالسلام بقصد ترغيبهم في الإسلام؟
الجواب: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام) لكن إن رأيت أن تبدأه بالسلام، سلم على من اتبع الهدى، كما كان الرسول عليه الصلاة والسلام يرسل الكتب إلى ملوك الكفرة، يقول: (السلام على من اتبع الهدى) فيكون في هذا ـ مع حصول السلام ـ دعوة له إلى الهدى.ص208.
25 ـ الأحوال في إزالة المنكر أربع:
الحال الأولى: أن يزول المنكر بالكلية.
الحال الثانية: أن يخفف المنكر، وفي هاتين الحالتين ـ الأولى والثانية ـ يجب الإنكار.
الحال الثالثة: أن يرى المنكِرُ أن إنكاره لا يزيد من المنكر ولا ينقصه، فهو في هذه الحال مخير، والإنكار أولى.
الحال الرابعة: أن يكون إنكاره سبباً في زيادة المنكر، ففي هذه الحال يحرم الإنكار. ص226.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[09 May 2009, 03:41 ص]ـ
26 ـ عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (غلظ القلوب والجفاء في المشرق، والإيمان في أهل الحجاز).
قوله عليه الصلاة والسلام: (الإيمان في أهل الحجاز) يؤيد تفسير من فسر اليمن بأنه الحجاز عموماً، فتدخل فيه المدينة و مكة، وأهل اليمن: صنعاء، وعدن، وغير ذلك، فهو أعم مما هو مفهوم عند كثير من الناس في اليمن. ص236.
27 ـ قال تعالى عن القرءان: (في كتاب مكنون) أي: أن القرءان في الكتاب المكنون، يعني: اللوح المحفوظ، وهل الذي في الكتاب المكنون نفس القرءان؟ أو المراد ذكره؟
الجواب: أن المراد بذلك ذكر القرءان، وليس القرءان، ولكن ذكره بالثناء عليه، وبيان وقت نزوله، وعلى من ينزل، وماذا يكون من ثمراته، وما أشبه ذلك، وهذا ليس ببعيد، كما قال تعالى: (وإنه لفي زبر الأولين).
ومن المعلوم أن القرآن الكريم، ليس الذي في زبر الأولين لفظه، بل الذي في زبر الأولين ذكره، و التحدث عنه.
ويؤيد هذا القول أن القرءان نزل من عند الله تعالى إلى جبريل، إلى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، يتكلم به جل وعلا حين نزوله. ص274 ـ 275.
28 ـ قال تعالى: (في كتاب مكنون * لا يمسه إلا المطهرون).
في قوله تعالى: (لا يمسه إلا المطهرون) إشارة إلى أن القرءان الكريم لا ينتفع به إلا من طهر قلبه من الشرك، والحقد، والبغضاء، ليكون طاهراً قابلاً لمعرفة المعاني. ص276.
29 ـ السحر نوعان:
النوع الأول: نوع يكون بمساعدة الشياطين ومعاونتهم، وهو أعظمه، وهو الذي يكون بالنفث في العقد ونحوها، وهذا كفر، أي: أن فاعله يكفر، ويجب قتله دفعاً لأذيته، ومن أجل ردته، حتى لو فرض أنه تاب فإننا نقتله لأنه حد، كما جاء في الحديث: (حد الساحر ضربة بالسيف)، اللهم إلا أن تقوم القرائن القوية على أن الرجل نزع عن هذا، وتاب توبة نصوحاً، فهنا نقول: إننا نقبل توبته أما مجرد أن يقول: تبت، ولم تظهر قرائن، فإنه لا تقبل توبته.
النوع الثاني: سحر يكون بالأدوية المركبة، وهذا أهون من الأول، ولهذا قال كثير من العلماء: إنه لا يكفر لأن هذا مثل الذي يعتدي على الغير بأي عدوان كان.
وكلا النوعين من كبائر الذنوب، الأول: كبيرة وكفر، والثاني: كبيرة دون الكفر. ص310 ـ 311.
30 ـ عن أبي ذر رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة: المنان الذي لا يعطي شيئاً إلا منة، والمنفق سلعته بالحلف الفاجر، والمسبل إزاره).
قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يكلمهم الله) أي: تكليم رضوان، وإلا فإن الله تعالى يكلم أهل النار ـ وهم في النار ـ قال: (اخسئوا فيها ولا تكلمون) وهذا خطاب لهم، ولكن لا على سبيل الرضا. ص349.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[26 May 2009, 06:44 م]ـ
31 ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها).
قوله عليه الصلاة والسلام: (حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع) لعل المراد بذلك: المسافة بين اعتناقه هذا العمل وبين موته وليس المراد: أنه يدنو بعمله إلى الجنة لأن الذي يعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس لا يقرب من الجنة إذ أن عمله هذا يعتبر حابطاً لأنه رياء. ص370.
32 ـ قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم).
فإذا كان هذا في رفع الصوت ـ الذي هو صفة النطق ـ فما بالك في رفع القول على قول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟ كالذين يقدمون أقوال الكفرة والفسقة على أقواله؟! ما بالك بهؤلاء؟! هؤلاء أقرب بكثير إلى حبوط العمل، ممن رفع صوته بصفة النطق بلا شك. ص 383.
33 ـ لما نزلت: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: أينا لا يظلم نفسه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس هو كما تظنون. إنما هو كما قال لقمان لابنه: (يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم).
في هذا الحديث استدل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقرآن على القرآن، وفيه دليل على أنه ينبغي للإنسان وإن كان موثوقاً عند الناس أن يذكر مستنده لأن ذلك أبلغ في طمأنينة المخاطب. ص401.
34 ـ عن ابن عباس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى قال: (إن الله كتب الحسنات والسيئات. ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة. وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة).
تأمل الحسنة قال: (كاملة) والسيئة قال: (واحدة) سيئة واحدة، سواء في الحرمين أو في الحل.
وعلى هذا فلا تضاعف السيئة في مكة مضاعفة كمية، لكنها تضاعف مضاعفة كيفية، ودليل ذلك قول الله تبارك وتعالى: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون).
وهذه الآية نزلت في مكة لأن سورة الأنعام كلها مكية، ولقوله تعالى: (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم) أي مؤلم فهي مضاعفة في كيفيتها لا في كميتها.
وبهذا نعرف بطلان ما يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه خرج إلى الطائف، وقال لا أسكن مكة، بلداً حسناته وسيئاته سواء، فهذا لا يصح عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما، وهو أفقه من أن يقول مثل هذا الكلام. ص416 ـ 417.
بقية الفوائد تأتي تباعاً.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[10 Jun 2009, 01:37 م]ـ
35 ـ من هم بالسيئة ولم يعملها، فالأدلة تدل على أن ذلك أقسام.
القسم الأول: أن يتركها عجزاً عنها، مع فعل ما قدر عليه منها، فهذا يكتب عليه إثمها كاملاً كإثم فاعلها، ودليله قوله النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا التقى المسلمان بسيفيهما، فالقاتل والمقتول في النار، قالوا: هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: لأنه كان حريصاً على قتل صاحبه).
القسم الثاني: أن يتركها عجزاً، دون أن يفعل الأسباب، ودون أن يفعل ما قدر عليه منها، كرجل هم بسرقة، ولكنه رأى الناس حوله، فتركها فهذا عليه وزرها، لكنه ليس كالذي فعل ماقدر عليه منها لأن هذا لم يفعل شيئاً، لكن عليه الوزر، وهو وزر النية بلا شك.
القسم الثالث: أن يهم بالسيئة، ثم يتركها لله، فهذا تكتب له حسنة كاملة، لقوله تبارك وتعالى في الحديث القدسي: (فإنما تركها من جراي) أي: من أجلي، فتكتب له حسنة كاملة.
القسم الرابع: أن لا يطرأ على باله تلك السيئة من الأصل، كرجل لم تطرأ عليه السرقة، ولم يطرأ عليه الزنا، ولا شرب الخمر، فهذا ليس له أجر، وليس عليه وزر، لأنه ليس له نية، لا لفعل السيئة، ولا لتركها.
فهذه أربعة أقسام دلت عليها النصوص. ص417 ـ 418.
(يُتْبَعُ)
(/)
36 ـ س: لو وجدنا إنساناً مقتولاً، وقال قاتله: إنه إنسان جاء يريد أخذ مالي، فهل نصدق هذا القائل أو نضمنه؟
ج: الأمر لا يخلو من ثلاثة أحوال:
الحال الأولى: أن يكون القاتل معروفاً بالخير والصلاح، والمقتول بالعكس، فهنا القول قول القاتل.
الحال الثانية: أن يكون المقتول معروفاً بالخير والصلاح، والقاتل معروفاً بالشر والفساد، ويبعد جدا ًأن هذا المقتول يعتدي عليه، فالقول قول أولياء المقتول.
الحال الثالثة: أن تتردد الاحتمالات، فالقول قول أولياء المقتول، وذلك لأن الأصل العصمة، وأن هذه النفس معصومة، حتى يقوم دليل على زوال عصمتها. ص444.
37 ـ أحاديث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم متنوعة: بعضها كونية، وبعضها شرعية، وبعضها أرضية، وبعضها سماوية، وبعضها في الحاضر، وبعضها في المستقبل، وقد ساقها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه (الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح) ساقها سياقاً غريباً لا تكاد تجد أحداً من المؤرخين ساقها كما ساقها شيخ الإسلام رحمه الله. ص464.
38ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال: (رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي).
قوله عليه الصلاة والسلام: (نحن أحق بالشك من إبراهيم) يعني:
أنه إذا كنا نحن لا نشك، فإبراهيم من باب أولى، هذا معنى الحديث، وليس معنى الحديث: أننا شاكون، وإبراهيم شاك، ونحن أحق بالشك منه، بل المعنى: لو كان إبراهيم شاكاً، فنحن من باب أولى. 478.
39 ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من الأنبياء من نبي إلا قد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيت وحياً أوحى الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة).
في هذا الحديث دليل على: أن ما يأتي به الأنبياء من خوارق العادات يسمى آيات، ولا يسمى معجزات.
وما اشتهر من العلماء بتسميتها بالمعجزات ففيه قصور، وذلك لأن المعجزات يدخل فيها معجزات السحرة، وخوارق الشياطين لأنها معجزة، لكن لو قلنا: آية، أي علامة على صدق من جاء بها، لم يدخل فيها ما سواها، فالتعبير بالآيات خير من التعبير بالمعجزات لسببين:
أولاً: لأنه اللفظ الذي جاء في الكتاب والسنة.
ثانياً: أنه لايرد عليه مثل الخوارق التي تكون من السحرة والشياطين. ص484.
40 ـ القرآن باق بين أيدينا، لكننا فقدنا طعمه ولم نذقه، لأننا لا نقرأه على الوجه الذي أراد الله منا (كتاب أنزلناه إليك مبارك) لماذا؟ (ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب).
ولهذا فقدنا شيئاً كثيراً من آيات هذا القرآن الكريم لأننا ما تأملناه، واللوم علي وعليكم، الذي يحفظ القرآن يمكنه أن يتدبر الآية وهو يمشي في السوق، أو على سيارته أحياناً، تفكر في الآية، تجد فيها معاني عظيمة، لو بحثت في كل الكتب ما وجدتها، مثل هذا إذا مر بك، فليكن معك قلم وورقة، تقيدها حتى لا تنساها أنت، وتحتاجها فيما بعد. ص486.
41 ـ قال تعالى: (اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم)
قال تعالى: (اقرأ باسم ربك) فبدأ بالقراءة، ثم ذكر الخلق كقوله تعالى: (الرحمن * علم القرءان * خلق الإنسان) لأن العناية بالشرع أولى من العناية بالخلق، ولهذا يجب على الإنسان أن يعتني بإيمانه وقلبه وروحه أكثر مما يعتني بجسده، بل إن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم جعل العناية بالأجساد من صفات القرون المفضولة، فقد ذكر القرون المفضلة ثم ذكر مجيء قوم بعد ذلك، وذكر من صفاتهم: أنهم يظهر فيهم السمن، وذلك لعنايتهم بأبدانهم. ص521.
بقية الفوائد تأتي تباعاً بإذن الله.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[12 Jun 2009, 02:38 م]ـ
42 ـ س: هل يعتبر ورقة بن نوفل أول من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ج: نعم، هو أول من آمن به، لأن الرجل آمن، وتمنى أن يكون حياً، وقال: إن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً، لكنه لم يدرك ذلك، لأنه مات قبل أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم رسولاً، فلم يدرك زمن الرسالة، إلا أنه يعتبر صحابياً، لأن حد الصحبة ينطبق عليه، فإن الصحابي: من اجتمع بالرسول صلى الله عليه وسلم مؤمناً به، ومات على ذلك، لكن أول من آمن به بعد الرسالة من الرجال أبو بكر رضي الله عنه، وعليه فيجوز الترضي عنه لأنه صحابي. ص528.
43 ـ لما عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء، رأى في السماء الثالثة يوسف عليه السلام قال عليه الصلاة والسلام: (فإذا أنا بيوسف وإذا هو قد أعطي شطر الحسن فرحب ودعا لي بخير).
فإن قال قائل: كيف الجمع بين هذا وبين قول أنس بن مالك وغيره من الصحابة رضي الله عنهم: إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان أحسن الناس وجهاً.
الجمع في هذا سهل، وذلك بأن يقال:
إن قوله: أحسن الناس وجهاً في زمانه، وليس المراد كل بني آدم. ص541.
44 ـ هارون عليه الصلاة والسلام هو أخو موسى من أبيه وأمه، وليس كما ظن بعض الناس أنه أخوه من أمه، لقوله: (قال يبنؤم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي) بل هو أخوه من أبيه وأمه، ولكنه قال: (يبنؤم) من باب التلطف والتحنن لأن الأم أشد حناناً من الأب. ص542.
45 ـ الأقرب أن شق صدر النبي صلى الله عليه وسلم كان مرتين: مرة وهو صغير ليتحمل أعباء الرسالة، ومرة عند المعراج ليتحمل ما سيمر به من آيات الله عز وجل. ص559.
46 ـ عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (رأيت عند الكعبة رجلاً آدم سبط الرأس واضعاً يديه على رجُلين يسكب رأسه (أو يقطر رأسه) فسألت من هذا؟ فقالوا: المسيح عيسى بن مريم أو المسيح ابن مريم (لا ندري أي ذلك قال) ورأيت وراءه رجلاً أحمر جعد الرأس أعور العين اليمنى أشبه من رأيت به ابن قطن فسألت من هذا؟ فقالوا: المسيح الدجال).
هنا إشكال، وهو: أنه قد ثبت أن المسيح الدجال لا يدخل مكة ولا المدينة، ورؤيا الأنبياء وحي، فكيف يرى المسيح الدجال خلف عيسى بن مريم؟
الجواب على ذلك:
أن المسيح الدجال لا يدخل مكة ولا المدينة إذا أرسل وبعث أما قبل ذلك فقد يكون. ص569.
47 ـ ليعُلم أن كلمة (لا ينبغي) في القرآن والسنة بمعنى الشيء الممتنع المستحيل.
قال الله تبارك وتعالى: (أن دعوا للرحمن ولدا * وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا) يعني: أنه مستحيل غاية الاستحالة.
وقال تعالى: (لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر) يعني هذا مستحيل، حسب العادة التي أجراها الله عز وجل.
وقال عليه الصلاة والسلام: (إن الله لا ينبغي له أن ينام) يعني مستحيل لأن النوم صفة نقص. ص601 ـ 602.
بقية الفوائد تأتي تباعاً بإذن الله.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[23 Jun 2009, 03:12 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك في مسعاك
هلا جمعتها لنا في ملف واحد لنستفيد منها وتتم طباعتها؟
شكر الله لك فكم نسعد بهذه الدرر
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[23 Jun 2009, 05:11 ص]ـ
بارك الله فيك على كتابتها ونقلها
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[23 Jun 2009, 01:27 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم بإذن الله سيتم ذلك حين الفراغ من إيرادها كاملة وذلك قريباً بإذن الله.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[23 Jun 2009, 06:21 م]ـ
48 ـ في عرصات القيامة الناس بالنسبة لرؤية الله عزوجل في الموقف ثلاثة أقسام:
القسم الأول: المؤمنون، وهؤلاء يرون ربهم عز وجل في العرصات، وبعد دخول الجنة.
القسم الثاني: الكفار، وهؤلاء لا يرون الله لقول الله تبارك وتعالى: (كلا إنهم عن ربهم يؤمئذ لمحجوبون).
القسم الثالث من الناس: المنافقون، فهؤلاء يرون الله عزوجل، ثم يحتجب عنهم، فيكون ذلك أشد حسرة عليهم مما لو حرموا رؤيته من البداية، وذلك أنهم كانوا يتظاهرون بالإسلام، فظاهرهم وعلانيتهم الإسلام فيمكنون من رؤية الله عزوجل في عرصات القيامة، ثم يحجبون عن الله سبحانه وتعالى. ص605 ـ 606.
49 ـ ما يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن آدم عليه الصلاة والسلام جاءه إبليس حين حملت حواء، وأمرهما أن يسميا ولدهما عبدالحارث، وأبيا، فخرج ميتاً مرتين، أو ثلاثة، فجاءهم في الثالثة أو الرابعة، وقال: لتطيعاني أو لأجعلن له قرني أيل ـ وهو نوع من الغزلان ـ فيخرج من بطنك فيشقه، فسمياه عبدالحارث، وذلك قوله تعالى: (فلما آتاهما صالحاً جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون * أيشركون ما لايخلق وهم يخلقون).
هذه القصة ليست بصحيحة إطلاقاً، ولا تصح من آدم عليه الصلاة والسلام؛ لأنه لو كانت كذلك؛ لكان اعتذاره بها أولى من اعتذاره بأكله من الشجرة؛ لأن أكل الشجرة معصية، وذاك شرك، والشرك أعظم. ص674 ـ 675.
50 ـ ليس معنى تكليم الله تعالى لموسى اختصاصه بذلك، أي: أن الله لم يكلم أحداً غيره؛ بل قد كلم الله تعالى غيره، ممن هو أعلى منه، وأقل منه، فقد كلم الله آدم عليه الصلاة والسلام، وكلم الله محمداً صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وليس اختصاص موسى بالكلام ـ والله أعلم ـ أنه أوحي إليه بالكلام مباشرة، ولكن لأن الرسل الذين أرسلهم الله ـ سوى موسى ـ أول ما أرسلهم كان عن طريق جبريل، بينما اختص موسى عليه الصلاة والسلام بكون إعلامه بالرسالة بكلام الرب جل وعلا له. ص681.
51 ـ قصيدة ابن القيم الميمية قصيدة مفيدة جداً، وعظية، وحكمية ومنها:
فحي على جنات عدن فإنها منازلك الأولى وفيها المخيم
ص698.
بقية الفوائد تأتي تباعاً بإذن الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[15 Jul 2009, 10:37 م]ـ
52 ـ في قوله سبحانه وتعالى: (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) فيه إشكال، حيث قال: (فإنك أنت العزيز الحكيم) ولم يقل: فإنك أنت الغفور الرحيم، مع أن ظاهر السياق يقتضي ذلك.
والجواب عن هذا أن يقال: إن الآية فيها جمع بين العذاب والمغفرة (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم) ولم تتمحض للمغفرة، فلهذا جاء ذكر العزة والحكمة التي فيها القدرة على أخذ المكذبين، والحكمة في التجاوز على الذين تقتضي الحكمة أن يغفر الله لهم). ص714 ـ 715.
53 ـ عن العباس بن عبدالمطلب أنه قال: يارسول الله هل نفعت أبا طالب بشيء فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ قال: (نعم. هو في ضحضاح من نار. ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار).
يجوز إسناد الشيء إلى سببه بلفظ لولا، لقوله (لولا أنا، لكان في الدرك الأسفل من النار) والشاهد قوله: (لولا أنا).
وعلى هذا فيجوز أن أقول: لولا فلان لمت، كأن يكون رجل سقط في النهر، فجاء إنسان فاستنقذه من الغرق، فيجوز أن يقول: لولا فلان لغرقت، أو هلكت، أو ما أشبه ذلك؛ لأن هذا الذي أنقذه سبب ظاهر معلوم، وإضافة الشيء إلى سببه الظاهر المعلوم لا يمكن أن تأتي الشريعة بمنعه؛ لأنه يوافق الفكر، ويوافق العقل، كما أخبر الله تعالى في القرآن في آيات كثيرة أن أهل الجنة يجزون بسبب أعمالهم، وما أشبه ذلك فهذا لا بأس به.
أما إذا أُضيف إلى سبب موهوم ـ ليس معلوماً ـ أو أضيف إلى سبب يعلم بطلانه، فإن هذا لا يجوز.
مثال الأول: ما يحصل عند كثير من الناس، من إضافة السبب المباشر إلى سببه الموهوم؛ كقول بعضهم: لولا كذا لحصل كذا، وهو ليس سبباً له، مثل أن يلبس قلادة عن العين، ويقول: لولا هذه القلادة لأصابتني العين، فهذا لا يجوز؛ لأن هذا موهوم.
مثال الثاني: أن يقول: لولا فلان الميت لهلكت، فهذا ـ أيضاً ـ لا يجوز، بل هذا شرك أكبر؛ لأن السبب هنا يعلم بطلانه، فالأقسام إذن ثلاثة:
القسم الأول: أن يضاف السبب إلى شيء معلوم.
القسم الثاني: أن يضاف السبب إلى شيء موهوم.
القسم الثالث: أن يضاف السبب إلى شيء معدوم.
فإن قال قائل: ما تقولون فيما رواه ابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: إن من التنديد قول الإنسان: لولا البط في الدار؛ لأتانا اللصوص؟
فنقول: إن السلف الصالح ـ إذا صح الأثر ـ يشددون في سد ذرائع الشرك، حتى لا يقع أحد في ذلك، وحتى لا يتوهم واهم أن البط هي التي تطرد اللصوص بنفسها، وإلا فإن ابن عباس رضي الله عنهما لا يمكن أن ينكر السبب المعلوم.
والبط في البيت عادة إذا جاء إنسان أجنبي تصرخ، وتصيح، لتنبه أهل البيت، ولهذا ترى الكلاب ـ التي يجوز اقتنائها ـ إذا جاء الرجل الأجنبي، شرعت في نباحها حتى يستيقظ صاحبها.
فهذا لا يمكن أن ينكر، لكن السلف ـ كما تقدم ـ يحرصون غاية الحرص، ويشددون غاية التشديد في سد ذرائع الشرك.
ولدينا في هذا الباب عبارات، فلننظر أيها أصح؟
الأولى: لولا أن الله أنقذني بفلان لهلكت، هذه صحيحة، وهي من أحسن العبارات.
الثانية: لولا أن فلاناً أنقذني لغرقت، هذا صحيح ـ إذا كان أنقذه حقيقة ـ أما إذا كان ميتاً، فهذا لا يجوز.
الثالثة: لولا الله ثم فلان لغرقت، فهذه جائزة.
الرابعة: لولا الله ففلان لغرقت، فهذه بين بين.
الخامسة: لولا الله وفلان، فهذه غير جائزة؛ لأنك شركت الله تعالى مع فلان بحرف يقتضي التسوية، وهذا لا يجوز، والله أعلم. ص726 ـ 728.
بقية الفوائد تأتي تباعاً بإذن الله.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[04 Oct 2009, 09:16 م]ـ
54 ـ عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يارسول الله! ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم، ويطعم المسكين، فهل ذاك نافعه؟ قال: (لا ينفعه. إنه لم يقل يوماً: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين).
في الحديث دليل على أنه لا بأس أن يثنى على الميت الكافر بما يستحق، ولا يعارض ذلك نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن سب الأموات، حيث قال: (لاتسبوا الأموات فإنهم أفضوا إلى ما قدموا) لأن هذا ليس المراد منه السب بل المراد به بيان الحكم، والأعمال بالنيات، أما لو أخذ شخص يسب الكافر شماتة به، فإن ذلك لا فائدة منه، فيفرق بين من يريد بيان الحكم الشرعي، ومن يريد مجرد السب. ص733.
هذا ما تيسر إيراده وتهيأ إعداه من فوائد الجزء الأول من التعليق القيم على صحيح مسلم للشيخ ابن عثيمين رحمه الله رحمة واسعة، وقد تأخرت عمداً في ختم فوائده لأن الجزء الثاني لم يصدر بعد، وسألت القائمين على هذا الشرح من قرابة أربعة أشهر فوعدوا خيراً فلعله قريب الصدور بإذن الله وإلى ذلك الحين نوافيكم بإذن الله بفوائد الجزء الثاني وما تبقى من أجزاء، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[04 Oct 2009, 11:17 م]ـ
بارك الله في علمكم وعملكم وجزاكم الله خيرا
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[07 Oct 2009, 04:52 م]ـ
وفيكم بارك أخت أفنان وجعلنا الله وإياكم من المتعاونين على الخير الدالين عليه.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[19 Sep 2010, 05:42 ص]ـ
لازلنا في انتظار صدور المجلد الثاني من تعليق الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ـ على صحيح مسلم، ولقد اتصلت في العام الماضي في شهر جمادي الآخرة بصاحب الفضيلة الشيخ عمر المقبل وسئلته عن صدور المجلد الثاني لأنه هو وفقه الله من اعتنى بإخراج المجلد الأول، فأخبرني أنه فرغ من إعداد المجلد الثاني والثالث، وأنه ينتظر طباعته، والآن مر على هذه المكالمة سنة وثلاثة أشهر، فلعل المانع خيراً بإذن الله، ولعل الشيخ عمر وفقه الله وبارك فيه يبشرنا بقرب صدوره.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[19 Sep 2010, 04:27 م]ـ
ولقد اتصلت في العام الماضي في شهر جمادي الآخرة بصاحب الفضيلة الشيخ عمر المقبل وسئلته عن صدور المجلد الثاني لأنه هو وفقه الله من اعتنى بإخراج المجلد الأول، فأخبرني أنه فرغ من إعداد المجلد الثاني والثالث، وأنه ينتظر طباعته، والآن مر على هذه المكالمة سنة وثلاثة أشهر، فلعل المانع خيراً بإذن الله، ولعل الشيخ عمر وفقه الله وبارك فيه يبشرنا بقرب صدوره.
رأى الإخوة في المؤسسة أن يجتمع لديهم عدد من المجلدات لتطبع جميعاً لأسباب منها:
1 ـ تخفيف الجهد والوقت في المتابعة لطبع الكتاب (وهذه أبصم عليها، فلا يعرف معاناة المؤلف أو من ينوب عنه في المتابعة إلا من جربها).
2 ـ تخفيف التكلفة المالية التي تظهر فروقها في كتب مثل هذا الإمام الذائع الصيت، الذي تنتشر كتبه كالشمس، ففرق كبير بين كلفة طبع مجلد، وبين كلفة طبع 3 مجلدات أو 4.
وأبشرك أنني سلمتهم إلى نهاية كتاب الصيام في رمضان هذا العام، فلعلهم ينشطون لطباعة ما وصلهم من أجزاء.
وبالمناسبة، فدور العبد الفقير ينتهي بالمراجعة العلمية فقط.
رحم الله شيخنا وغفر له، ورفع درجته في المهديين.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[20 Sep 2010, 05:36 ص]ـ
بشرك الله بما يسرك يا شيخ عمر وجعلك مباركاً أينما كنت، والأسباب التي ذكرت كافية ووجيهة في التأخير، نسأل الله أن يوفقكم والقائمين عليه لكل خير وأن يجزيكم خير الجزاء.(/)
استفتاء ممن يسكن في استراليا ويرغب بإجابتكم عليه؟؟؟
ـ[عقد اللؤلؤ]ــــــــ[20 Mar 2009, 04:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليكم
نحن عائلة انتقلنا الى استراليا لاجل الدراسة وارغب بالسؤال عن امرين ...
الاول: ان كثيرا من غير المسلمين يرون الفرق الجلي في حجاب المسلمات ويتساءلون عن سبب ذلك؟؟
لم هذه منقبة وتلك محجية؟ ولم هذه لبسها فضفاض والاخرى ليست كذلك؟؟ فماذا نرد عليهم؟؟
الأمر الاخر:
أصلي جماعة مع زوجي في البيت فهل يكفي اذان واقامة (جهاز الساعة) او برنامج (الصلاةعلى الجوال) ام لابد من اذان واقامة لكل صلاة؟
بارك الله فيكم؟؟
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[20 Mar 2009, 10:45 م]ـ
مسألة الحجاب مختلف فيها بين أهل العلم هل يجب تغطية الوجه أو لا على قولين مذكورة في مظانها ولكل أدلة والذي أراه راجحاً وجوب ذلك , وأما ضيق الجلباب ووسعه فليتك تراجعين ضوابط لبس المرأة المسلمة.
أما سؤالك الثاني فالذي يظهر لي أن الاجهزة لا تكفي ولا تفي بالغرض , والأولى بك الأذان والإقامة لكل صلاة ما لم تكن هناك جمع لصلاتين فيكفي لهما أذان واحد وإقامة لكل واحد منهما والله أعلم.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[21 Mar 2009, 06:14 ص]ـ
[ quote] لم هذه منقبة وتلك محجية؟ ولم هذه لبسها فضفاض والاخرى ليست كذلك؟؟ فماذا نرد عليهم؟؟
جزى الله د. البريدي خيرا على ما تفضل به.
وتستطيعين الإجابة على من تسأل عن الفرق بين اللباسين {النقاب والحجاب} بأن ذلك من سعة الشريعة الإسلامية ومرونتها وهذا صحيح وذاك صحيح ولأن الله تعالى ما جعل علينا في الدين من حرج.
ـ أما علة فضفضة اللباس عند امراة وضيقه عند أخرى:
تقولين الأولى علمت شروط لباس المسلمة فالتزمته، وأما صاحبة اللباس الضيق فجهلت الشروط أو علمتها ولم تمتثل، وهذا فرق ما بين الطاعة وعدمها. لأن شروط لباس المسلمة: ألا يصف جسد المرأة ولا يشف عما تحته، ولا يصحب بعطور ولا بألوان مبهرجة لافتة، وأن يغطي جسد المرأة كله على رأي، وعلى رأي باستثناء ا الوجه والكفين.
هذا والله الموفق والمستعان
وأملى ألا تُنصب معركة مسلحة هنا على استثناء الوجه والكفين وتحويل الاستفتاء في استراليا إلى مشكلة فقهية كبرى وغالب ومغلوب، وخلاف معتبر وغير معتبر .......... فلكل مقام مقال.
وقد خص ابن القيم في "إعلام الموقعين عن رب العالمين" فصلا عظيما بعنوان "
تغير الفتوى واختلافها بحسب تغير الأزمنة والأمكنة والأحوال والنيات والعوائد".
وزاد المجتهدون في زماننا:"
تغيّر المعلومات وتغيّر الحاجات وتغيّر القدرات والإمكانات وحدوث عموم البلوى.
والموفق من هدي إلى الطيب من القول.
ـ[الشريفة فاطمة]ــــــــ[22 Mar 2009, 03:55 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ردا على الاخت الفاضلة في موضوع انحراجها امام تساؤلات غير المسلمين حول اختلاف لبس المسلمات في بلد الاسلام وخارجه ومنهم من تلبس الحجاب او النقاب ومنهم التي تكشف شعرها
للاسف لاتجتهد المسلمات في اعطاء صورة صحيحة عن الاسلام حتى ظن غير المسلمات ان الحجاب كالصليب عند النصارى والطقية السوداء عند اليهود رمز للدين لاغير وليس فرضا ولا واجبا مثبت بالقران والسنة فوضع بشانه الدستور والقانون الفرنسي مادة تمنع منعا كليا اخذ صورة الجواز بالحجاب وهذا ماصادفته وعانيت منه وانا انوي الذهاب الى فرنسا لدراسة الطب منذ ست سنوات
.بل ومنع ارتداء الحجاب داخل المؤسسات التعليمية والجامعات الفرنسية بحجة انه رمز للتعصب الديني والاشهار بالديانة الاسلامية. كما منع بالمغرب ارتداء الحجاب في العديد من الشركات والمؤسسات الادارية ومراكز الاتصال ( call center) وهذا ضيق الخناق للبنات حيث تجدها مجبرة لازالة الحجاب لحاجتها للعمل.
شخصيا احب كلمة قالها عمر بن الخطاب من فوق منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم / انتم ادرى بشؤون مجتمعكم /
اي ان الانسان يتاقلم مع مجتمعه حتى لا ينفرد فيه بالتصرف واللباس وغيره فيكون ملفتا للنظر واصل الحجاب والالتزام هو اخفاء ما يلفت الانتباه ويشد النظر
ساد التفكير والجزم في بلادنا وغيرها من البلاد الاسلامية ان الحجاب اجتهاد وتقرب من لله فقط ورمز للفتاة الصالحة لا غير مهملين الاية الكريمة من سورة النور التي يقول فيها سبحانه وتعالى (وقل للمومنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن الا ماظهر منها وليضربن بخمورهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن او ءابائهن او ابناء بعولتهن او اخوانهن او بني اخوانهن او بني اخواتهن او نسائهن او ماملكت ايمانهن او التابعين غير اولي الاربة من الرجال او الطفل الذين لو يظهروا على عورات النساء) والاية صريحة في امر الله تعالى لرسوله بتوصية النساء وامرهم بالحجاب.
للاسف تترعرع الفتاة في مجتمع اغلب نسائه غير محجبات فتعتقد ان هذا عادي جدا بل وهناك من تعتقد انها لو تغطت لقلت فرصتها في الزواج مقارنة مع من تظهر تكشف شعرها وزينتها.
انا اوصيك اختي الفاضلة بالمعاملة الطيبة والحسنة لجاراتك غير المسلمات حتى تكوني قدوة لكل مسلمة فلا تعاتبيهن على لبسهن او تعقبين على عاداتهن وانما اعطي صورة طيبة للمراة المسلمة .. عرفي بعادات وتقاليد البلد الاسلامية .. وماجاء في ديننا الحنيف من تسامح بين الديانات فكم كان للمعاملة الحسنة وقع على نفوس الاجنبيات حتى اكرمهم الله سبحانه وتعالى فاسلمن وتحجبن
والاسلام والحمد لله دين سلوك ومعاملات
وفقك الله لما يرضى ويحب وجزاك واثابك على التنقل في سبيل طلب العلم(/)
بشرى لكم. . معرض الكتاب والمعلومات في المدينة. اقترحوا كتب
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[20 Mar 2009, 06:31 م]ـ
أعزائي أعضاء وزوار هذا الملتقى العامر:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,
تتشرف الجامعة الإسلامية في هذا العام بمعرض الكتاب والمعلومات (26) بافتتاح صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد أمير منطقة المدينة المنورة ورعايته بإذن الله تعالى.
مواعيد المعرض
إبتداء من يوم الثلاثاء 27/ 3/1430هـ إلى يوم الأثنين 10/ 4/1430
الموافق 24/ 3/2009 إلى 6/ 4/2009
8:30 صباحا – 12:30 ظهرا
4:30 مساء – 10:30 مساء
يوم الجمعة: فترة مسائية فقط
4,30 – 10,30 مساء
وسوف تكون زيارة العوائل في الفترة المسائية من 4،30 إلى 10,30 خلال الأيام التالية:
الخميس: 29/ 3/1430هـ
الثلاثاء: 4/ 4/1430هـ
السبت: 8/ 4/1430هـ
دعواتكم. . ودمتم مباركين أينما كنتم.
ـ[هتاف الضمير]ــــــــ[20 Mar 2009, 10:03 م]ـ
لو يتوفر في هذا المعرض المبارك بعض كتب علم القراءات والرسم ..
كـ تقريب الدرّة .. للشيخ إيهاب فكري.
قلائد الفكر في توجيه القراءات العشر .. للشيخ: محمد صادق قمحاوي.
لطائف البيان في رسم القرآن شرح مورد الضمآن .. للشيخ: أحمد محمد أبو زيتحار.
وإن تذكرت المزيد فسأعود ..
شكر الله لكم ..
ـ[محب القراءات]ــــــــ[24 Mar 2009, 09:33 ص]ـ
لو يتوفر في هذا المعرض المبارك بعض كتب علم القراءات والرسم ..
كـ تقريب الدرّة .. للشيخ إيهاب فكري.
قلائد الفكر في توجيه القراءات العشر .. للشيخ: محمد صادق قمحاوي.
لطائف البيان في رسم القرآن شرح مورد الضمآن .. للشيخ: أحمد محمد أبو زيتحار.
وإن تذكرت المزيد فسأعود ..
شكر الله لكم ..
أما كتاب / تقريب الدرة لشيخنا د / إيهاب فكري فهو متوفر في المعرض , في دار طيبة الخضراء أو المؤيد.
وأما غيرهما فلا أدري , وسأزور المعرض وأبحث عنهما إن شاء الله.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[24 Mar 2009, 09:35 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه،، وبعد:-
تتشرف الجامعة الإسلامية في هذا العام بمعرض الكتاب والمعلومات (26) بافتتاح صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد أمير منطقة المدينة المنورة ورعايته بإذن الله تعالى.، وسيعقد المعرض خلال الفترة من يوم الثلاثاء 27/ 3/1430هـ الموافق 24/ 03/2009م إلى يوم الاثنين 10/ 4/1430هـ الموافق 06/ 4/2009م.
وكانت تستضيف عمادة شؤون المكتبات في السنوات الماضية بعض دور النشر والمكتبات في حدود (85) مكتبة ودار نشر بمساحة إجمالية (1800) م2، أما في هذه السنة فسيكون المعرض بمساحة (4000) م2 في خيمة عالمية عالية المواصفات مجهزة بأفضل التجهيزات.، وسيزيد عدد المكتبات إلى (120 - 150) مكتبة ودار نشر إضافة إلى مشاركة مراكز الحاسبات وتقنية المعلومات من داخل المدينة وخارجها، مع حضور ومشاركة الجامعات السعودية والمكتبات الحكومية مثل دارة الملك عبدالعزيز ومكتبة الملك فهد الوطنية ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة والجمعيات الخيرية بالمدينة المنورة وخارجها بالإضافة إلى بعض الإدارات الحكومية بالمدينة المنورة مثل شؤون المسجد النبوي ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإدارة مكافحة المخدرات وغيرها.
ويقدر عدد رواد المعرض بما يقارب (150000) زائر سواء من العلماء والمثقفين وطلاب العلم بصورة عامة من داخل المملكة وخارجها، بالإضافة إلى طلاب الجامعة الإسلامية (ما يزيد عن 8000 طالب / 156 دولة)، وطلاب مراحل التعليم المختلفة
ولا يخفى ما لمعرض الكتاب في الجامعة الإسلامية سمعة علمية في المجتمع العلمي والثقافي بمنطقة المدينة المنورة وبقية مناطق المملكة بالإضافة إلى دول الخليج وغيرها من الدول العربية والإسلامية فكثير من طلاب العلم والمعرفة يتابعون هذا المعرض وينتظرون إقامته كل عام حيث يتوافد بعضهم من خارج المدينة المنورة لزيارة المسجد النبوي ومن ثم التسوق في هذا المعرض خاصة وأن البعض منهم تعود على ارتياد المعرض منذ سنوات سابقة وهو يلاقي نجاحاً وإقبالاً فيما يعرض من الإصدارات العلمية المتنوعة والمتميزة.
وانتشرت سمعة هذا المعرض وازدادت أهميته نظراً لما يحتويه من كتب منتقاة بعناية لتواكب رغبات ومطالب المجتمع العلمي والثقافي بمنطقة المدينة وخارجها، ويشهد بنجاحه جميع من شارك فيه من دور النشر والمكتبات والزوار.
وختاماً ارفع شكري وتقديري لصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد أمير منطقة المدينة المنورة على تكّرمه بافتتاح المعرض ورعايته الكريمة وأثني بالشكر لمعالي مدير الجامعة الإسلامية أ. د. محمد بن علي العقلا على دعمه المتواصل لعمادة شؤون المكتبات بالجامعة وأنشطتها وبخاصة معرض الكتاب والمعلومات.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه،،،
عميد شؤون المكتبات
ورئيس اللجنة المنظمة
أ. د عماد زهير حافظ
المصدر: موقع الجامعة الإسلامية بالمدينة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هتاف الضمير]ــــــــ[24 Mar 2009, 10:54 م]ـ
أما كتاب / تقريب الدرة لشيخنا د / إيهاب فكري فهو متوفر في المعرض , في دار طيبة الخضراء أو المؤيد.
وأما غيرهما فلا أدري , وسأزور المعرض وأبحث عنهما إن شاء الله.
شكر الله لكم إفادتكم لي ..
وجزاكم خيراً .. وأعظم أجركم ..
ـ[محمد زكريا مقبول أحمد]ــــــــ[25 Mar 2009, 11:33 ص]ـ
الأحرف السبعة لعبد العزيز القاري فهو عزيز وجوده ومهم في بابه
ـ[محب القراءات]ــــــــ[05 Apr 2009, 11:42 ص]ـ
مواعيد المعرض
إبتداء من يوم الثلاثاء 27/ 3/1430هـ إلى يوم الأثنين 10/ 4/1430
الموافق 24/ 3/2009 إلى 6/ 4/2009
8:30 صباحا – 12:30 ظهرا
4:30 مساء – 10:30 مساء
يوم الجمعة: فترة مسائية فقط
4,30 – 10,30 مساء
تم تمديد فترة المعرض إلى يوم الإثنين 17/ 4 / 1430
ـ[تميم]ــــــــ[06 Apr 2009, 08:48 ص]ـ
المعرض ليس بالقوة المتوقعة، ضعيف جداً جداً
ـ[محب القراءات]ــــــــ[06 Apr 2009, 11:27 ص]ـ
المعرض ليس بالقوة المتوقعة، ضعيف جداً جداً
عفوا أخي الكريم ..
حبذا لو عرفتنا بمعيار القوة والضعف عندك ..
وما هي ملاحظاتكم على ضعفه حتى نبلغها للمسؤولين عن المعرض لتجنبها في الأعوام القادمة , وجزاك الله خيرا.(/)
امراً خفي يكشفه الامام ابن رجب لطلاب العلم ...
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[20 Mar 2009, 08:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الامام الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله في كتابه (جامع العلوم والحكم):
ولما كثر اختلاف الناس في مسائل الدين وكثر تفرقهم كثر بسبب ذلك تباغضهم وتلاعنهم وكل منهم يظهر أنه يبغض لله وقد يكون في نفس الأمر معذورا وقد لا يكون معذورا بل يكون متبعا لهواه مقصرا في البحث عن معرفة ما يبغض عليه فإن كثيرًا من البغض كذلك إنما يقع لمخالفة متبوع يظن أنه لا يقول إلا الحق وهذا الظن خطأ قطعا وإن أريد أنه لا يقول إلا الحق فيما خولف فيه فهذا الظن قد يخطئ ويصيب وقد يكون الحامل على الميل مجرد الهوى والألفة أو العادة وكل هذا يقدح في أن يكون هذا البغض لله فالواجب على المؤمن أن ينصح لنفسه ويتحرز في هذا غاية التحرز وما أشكل منه فلا يدخل نفسه فيه خشية أن يقع فيما نهى عنه من البغض المحرم.
وهاهنا أمر خفي ينبغي التفطن له وهو أن كثيرًا من أئمة الدين قد يقول قولًا مرجوحا ويكون مجتهدا فيه مأجورا على اجتهاده فيه موضوعا عنه خطؤه فيه ولا يكون المنتصر لمقالته تلك بمنزلته في هذه الدرجة لأنه قد لا ينتصر لهذا القول إلا لكون متبوعه قد قاله بحيث لو أنه قد قاله غيره من أئمة الدين لما قبله ولا انتصر له ولا والي من يوافقه ولا عادي من خالفه ولا هو مع هذا يظن أنه إنما انتصر للحق بمنزلة متبوعه وليس كذلك فإن متبوعه إنما كان قصده الانتصار للحق وإن أخطأ في اجتهاده وأما هذا التابع فقد شابه انتصاره لما يظنه الحق إرادة علو متبوعه وظهور كلمته وأنه لا ينسب إلى الخطأ.
وهذه دسيسة تقدح في قصد الانتصار للحق فافهم هذا فإنه مهم عظيم والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم قوله ولا تدابروا قال أبو عبيد التدابر المصارمة والهجران مأخوذ من أن يولي الرجل صاحبه دبره ويعرض عنه بوجهه وهو التقاطع.
ـ[سلمان الخوير]ــــــــ[20 Mar 2009, 11:35 م]ـ
بارك الله فيك أخي / ماجد ونفعنا الله بما نقلت
ـ[عقد اللؤلؤ]ــــــــ[24 Mar 2009, 09:30 م]ـ
يكتب بماء الذهب
رحم الله القائل رحمة واسعة ووسع مسكنه.
جزى الله الناقل خير الجزاء وبارك في رزقه
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[05 Apr 2009, 03:17 م]ـ
الاخ سلمان الخوير والاخت عقد اللؤلؤ حياكم الله وجزاكم كل خير
ـ[خلوصي]ــــــــ[13 Apr 2009, 12:02 م]ـ
< p> سلمت يمينك ... وضعت المرهم على الجرح! </ p> <p> </p> <p> و ذكرني هذا بقول الإمام الجهبذ ابن تيمية رحمه الله:</ p> <p> </p> <p> </p> <p> كم تفعل النفوس ما تهواه ظانة أنها تفعله طاعة لله!!؟ </ p>(/)
إليكم كتاب: الرسائل المتبادلة بين جمال الدين القاسمي ومحمود شكري الألوسي
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[20 Mar 2009, 10:13 م]ـ
اطلعت على ما كتبه فضيلة الشيخ الدكتور: محمد بن إبراهيم الحمد حفظه الله تحت عنوان: حمالة الورد , من ثناء عطر على كتاب: (الرسائل المتبادلة بين جمال الدين القاسمي ومحمود شكري الألوسي) , وهو بحق يستحق. . فأحببت أن أهديه إخواني في هذا الملتقى المبارك مصورا ليتسنى لهم الاستفادة منه , وأدرك شيخي الفاضل: عبدالرحمن الشهري قبل أن يشتريه , وإن كنت أعلم أنه سيشتريه (ابتسامة).
كان من المفترض أن يكون كرد على موضوع شيخنا الفاضل الدكتور محمد الحمد , ولكني أفردته في موضوع مستقل للفت النظر لأهمية الكتاب. .
وأعتذر أولا وآخرا لشيخي الفاضل الدكتور محمد , وأهمس في أذنه مزيدا من لفت أنظارنا إلى أمثال تلك الجواهر ..
دعواتكم. . ودمتم مباركين أينما كنتم.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[21 Mar 2009, 06:35 ص]ـ
شكر الله لكم يا أخانا الفاضل عبد الله، وهديتك مقبولة وجعل الانتفاع بها في ميزان حسناتك.
ـ[إبراهيم المصري]ــــــــ[21 Mar 2009, 08:06 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[26 Mar 2009, 01:34 م]ـ
د. خضر
شرفني مرورك. . وشكر الله لك.
إبراهيم المصري
وإياك.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:43 م]ـ
أحببت أن أشارككم الهدية ـ إذا سمحتم ـ: وهذه هي الرسائل كتبتها لكم:
الرسالة الأولى:
(1)
بسم الله الرحمن الرحيم
مولانا العلاَّمة الإمام، نَفَعَ المولى بعلومه الأنام، آمين.
أُهدي المقام من السَّلام أعْطَرُه، ومن الشَّوْق أوْفره، واْرغب أن أكون مشمولاً بأنظاركم الإكسيرية، وممنوحاً دعواتكم الخيرية الغيبية.
وقد كانت تشوقني مكاتبة سماحة الجناب، وتدعيم الروابط القلبية بالتراسل و الخطاب، بيد أني كنت أنتظر تفضُّل المولى لاسيما وهو أحرى بالفواضل أولى، بما كنت أقدمه لحضرته من بعض الرسائل بواسطة المرحوم الشيخ عبد العزيز السناني كريم الشمائل (1)، ولم يخل كتاب له من ذكر سلام السيد وأصحابه وإخوانه وأحبابه، فكنت أكتفي ببلاغ السلام، وأطمئن به على راحة المقام، أما وقد مضى الشيخ إلى رحمة الله فلم يبق إلا التواصل مع السيد أطال المولى بقاه.
مولاي: وردني في العام الماضي إلى دمشق سؤال من بعض البلاد إلى أحد الوجهاء، زعم مُرسله أنَّه من اليابان، وفيه طلب دليل على وجود الخالق علمي، وعلى بُطلان شُبه الماديين، وعلى غير ذلك مطالب غريبة، وكان نسخ السؤال غير واحد من الطلبة، وكادت الشُبه تعلق بالأذهان، وبقي النبهاء يرجون من ينتدب لحل مشكلاته، فَعُرِضَ على كثير من الأفاضل، فكان لكُلٍّ عذر، ومنهم من أجاب مشافهةً، فرأيت من الواجب القيام بالمستطاع.
وقدر الحقَّ تعالى جمع ما كتبناه فيما سميناه " بدلائل التوحيد" (2)، وقد رغبنا أن يكون محاطاً بأنظاركم مشمولاً ببركتكم مع تنبيه على ما عسى أن زَّل به القلم، وأرجو إهداء بقية النسخ الغير المُعلمة إلى من ترون فيه الأهلية، أبقاكم المولى مظهراً للكمالات العلمية.
وسلامي إلى حضرة المفضال الأوحد علي الآلوسي، (3) ومن يسأل عنَّا، ورضي الله عنكم.
.................................................. .......... في 17شوال سنة 1326 دمشق
.................................................. .................... جمال الدين القاسمي
# وكثيراً ما كان المرحوم الشيخ عبد العزيز يخبرني برغبة سماحتكم في نسخ كتب شيخ الإسلام، وكتب السلف ثُمَّ تمثيلها للطبع، وأن لدى ناديكم من يبذل النفيس لذلك، وقد كتب لي الشيخ فرج الله الكردي أمدٍ أن ننسخ له جُزئي (فتاوى الشيخ) الموجودين في خزانة الكتب العمومية عندنا، بيد أني انتظرت على أحد التجار وإحالة ناسخنا عليه، وإلى الآن لم يحضر جواب القبض فإذا رأيتم من يهتم بذلك فلدينا من ينسخ ولا يتأخر.
والآن لا يعوزنا إلاَّ من يجود من السمحاء لهذا المشروع، ولم أزل أعتب على كثير من أغنياء المذهب الأحمدي، فإنهم والحق يقال في قصور عجيب، وإن أخذ بعضهم الآن يتحمس، ولكن بقي من المهمات ما لا يذكر ما نشر في جانبه بشيء، وإني لأعتقد فيهم الخير والبركة والصلاح والرغبة في نفع الأمة، إلاَّ أنهم يعوزهم مذكر ناصح حكيم مثل سماحتكم، وإن كان مولانا لم يأل جُهداً، ولن يألو في هذا السبيل.
............... نفع الله به النفع الجزيل، وأراني بانتظار الجواب.
............................................ والسلا م عليكم ورحمة الله وبركاته.
.................................................. ....................... جمال الدين
_________________________
(1) هو العالم الجليل سني الخصال الشيخ عبد العزيز بن محمد السِّناني، وُلد في عنيزة بالقصيم من بلدان نجد، وكان والده أحد العلماء الورعين، وأخذ عن بعض علماء بلده، ثُمَّ رحل إلى الشام وأخذ عن العلامة القاسمي، والشيخ عبد الرازق البيطار، وقد أحباه وأثنيا على علمه وفضله، ثُمَّ رحل إلى بغداد ولازم العلاَّمة محمود شكري الآلوسي، وتوفي ببغداد سنة (1326هـ)، وقد وهم ابن بسام في علماء نجد (3/ 503)، حيث ذكر أن وفاته سنة (1327هـ)، وتبعه على ذلك صاحب " روضة الناظرين" (1/ 277). (العجمي)
(2)
(3) هو الشيخ علي ابن العلامة خير الدين النعمان الآلوسي، توفي سنة 1340هـ، انظر ترجمته
في: (أعلام العراق) للأثري (ص 71)، و (تاريخ علماء بغداد في القرن الرابع عشر) ليونس السامرائي (ص 305).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:44 م]ـ
(2)
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى حضرة العلاَّمة السيد جمال الدين أفندي القاسمي.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمَّا بعد:
فقد حليت جيد الفضل بما أمليت، حتى أصبحت بكل منقبة أولى وأحرى بما أوليت، كيف لا وقد أسرجت خيول المجد، وألجمت أفواه الحُسَّاد، وأقمت ما تهدم من أركان الفخر، وأقعدت على الأعجاز أرباب العناد، وأوقدت للمشكلات سراجاً من فكرك غدت ذُبالته لمدارات فراش أذهان الطلاب قطباً، وأجريت من صخور العويصات سلسبيلاً فراتاً وماءً عذباً.
وقد تشرف هذا العبد الفقير بكتابكم الكريم، بل عقد الجوهر النظيم، ومعه " دلائل التوحيد "، وبعد أن طالعته وجدته كتاباً قد طوى في طوية أوراقه منشور التحقيقات، ونشر بعبارات سطوره مطويات أعلام التدقيقات، قد فتح مغلقات أبواب أسرار الحقائق، وأغلقها دون من رام بلوغ معاليها من كل سابق ولاحق.
وقد استوجب ذلك تقديم المحامد لله سبحانه على أن قيض للدين المبين مثل ذلك المولى الذي تقر به عيون الموحدين من المحمديين، فإن ما ألفه من الكتاب هو فصل الخطاب؛ به يجد المؤمن ضالته، وبه يترك الملحد ضلالته، فكان من الواجب على مسلم أن يحفظه في سُويداء قلبه، ويجعله ذريعة للنجاة يوم العرض الأكبر إذا وقف العبد
بين يدي ربه.
وقد فرقنا النسخ على أهلها، ووزعناها على من يعترف بفضلها، وكلهم غدوا شاكرين، وبطول مدتكم داعين.
والعبد الفقير أصابه ضعف في بصره، فأقل الكتابة لصيانة نظره، وقد شقَّ عليه تحرير كتاب، وأداء بعض الواجبات للإخوان والأصحاب، فلذلك أرجو قبول العذر من ذلك المولى الهُمام، فالعذر مقبول لدى أمثاله من الكرام.
أما آثار الشيخين (1) وغيرهما من السلفيين، فكما أمرتم أعجز الناس عن القيام بحقها جماعة الأحمديين (2)، حتى أني على كثرة مُخابرتي (3) أهل نجد، لم أنل بغيتي منهم على كثرة الوعد، مع أني استجلبت بعض الرسائل من بلاد الأجانب بواسطة بعض الأصحاب من المستشرقين حتى أنهم إذا أعوزهم الكتاب نقلوا الكتاب بالآلة الشمسية، وقد كابدت كل صعوبة في الكتب التي يسر الله نشرها في مصر والبلاد الهندية.
وقد أمرتم أن نسعى باكتتاب (الفتاوى) (4) لفرج الله (5)، فالفتاوى التي تعنى بها قد أرسلتها له منذ مدة وهي مشتملة على كثير مما في (الرسائل الكبيرة) (6)، ولكن المقصود والأهم (الفتاوى المصرية)، وعلى ما سمعت أن جزءاً منها في خزانة الملك الظاهر (7)، وهو الجزء السادس (8)، وجزءٌ واحد لا يفيدنا.
فالمرجو من السيد ـ أعلى الله مقامه ـ التنقير عن باقي الأجزاء، وعن كتاب (شرح العمدة) (9)، وكتاب (القواعد) (10)، (والرد على المنطق) (11)، و (على الفلاسفة) (12)، وغير ذلك من كتب شيخ الإسلام، وبيان ما عثرتم عليه من المهمات له أيضاً، لاسيما ما له من التفسير على بعض السور والآيات؛ لنسعى ـ إن شاء الله تعالى ـ في نشرها وإظهارها (13).
وفي خزانة
كتب مدرسة مرجان في بغداد (14) كتاب شيخ الإسلام (بيان الدليل على إبطال التحليل) (15)، وهو كتاب جليل بخط ابن القيم (16)، وقد استكتبه العبد غير أني وجدت نقصاً في وسطه نحو ورقتين فلا أدري هل توجد نسخة منه في دمشق الشام؟
هذا وابن العم والأحبةُ يُهدون إليكم أزكى التحية والسلام
والسلام عليكم ورحمة الله
.................................................. ........... غرة ذي الحجة سنة 1326هـ
.................................................. ............. العبد الفقير
.................................................. ............... محمود شكري الآلوسي،
.................................................. ................. عُفِيَ عنه
_____________________________
(1) يعني شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه الإمام المحقق ابن قيم الجوزية ـ رحمهما الله تعالى ـ
(العجمي).
(2) يعني به الحنابلة، نسبة إلى الإمام أحمد بن حنبل (العجمي).
(3) أي: اتصالي ومراسلتي (العجمي).
(4) طبعت " الفتاوى الكبرى " المتضمنة
مجموعة من كتب ورسائل شيخ الإسلام ابن تيمية في مطبعة كردستان العلمية لصاحبها فرج الله الكردي سنة 1329هـ، ومن هذه الرسالة يتضح أن العلامة الآلوسي هو المعتني بطبع هذه الفتاوى.
(يُتْبَعُ)
(/)
(5) هو: فرج الله زكي الكردي، كتبي في القاهرة، صاحب مطبعة كردستان العلمية، وقد طبع كثيراً من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، توفي سنة 1359هـ، انظر؛ (الأخبار التاريخية في السيرة الزكية) لزكي مجاهد ص (123).
(6) طبعت (مجموعة الرسائل) الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية في المطبعة الشرقية بالقاهرة سنة 1323هـ، الجزء الأول، ويحتوي على (12) رسالة، والثاني على (17) رسالة. (العجمي).
(7) كان شمل المخطوطات في دمشق متفرقاً فقام جماعة من علمائها الأجلاء المخلصين وعلى رأسهم العلامة طاهر الجزائري بجمع المخطوطات فتكوَّن لهم عشر مكتبات هي نواةُ هذه المخطوطات، وقد أودعت في مكان واحد هو قبة الملك الظاهر في مدرسته، وتم ذلك سنة 1296هـ،
وقد كان يطلق عليها اسم المكتبة العمومية، ثم دار الكتب العربية، فالمكتبة الأهلية الظاهرية، ثم دار الكتب الوطنية الظاهرية. انظر بتفصيل: " المدرسة الظاهرية دار الكتب الوطنية" لأسماء الحمصي (ص 33 وما بعدها)، و (المعاصرون) ص (269) لمحمد كرد علي. (العجمي)
(8) (الفتاوى المصرية) لشيخ الإسلام ابن تيمية، يقول عنها الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن قاسم ـ وهو خبير بكتب ابن تيمية ـ في (المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية) (1/ 7): " وعدد ـ أي الفتاوى المصرية ـ مجلداتها ستة فيما ذكره ابن القيم ـ رحمه الله ـ، ويقول العليمي إنها سبعة. (الدر المنضد له 2/ 478)، وتبين أن الخمسة الباقية مفقودة.
وأما الجزء الذي أشار إليه الآلوسي في رسالته هذه أنه في الظاهرية فهو فيها برقم (2756)، وعدد ورقاته 206ورقات.
هذا وقد طبع (مختصر الفتاوى المصرية) لبدر الدين البعلي في مطبعة أنصار السنة بمصر سنة 1368هـ. (العجمي)
(9) " شرح العمدة" لشيخ الإسلام، وهو شرح لكتاب (العمدة) في الفقه لابن قدامة المقدسة، وقد شرحه شيخ الإسلام بشرح جليل، إلا أنه لم يتم، وإنما كانت نهايتها إلى كتاب الحج كما ذكره تلاميذه كابن عبد الهادي في " العقود الدرية" (ص 37)، وما طبع من الكتاب الأجزاء التالية:
1 - الجزء الأول: من كتاب الطهارة، بتحقيق الدكتور سعود العطيشان، ونشرته مكتبة العبيكان بالرياض سنة 1412و 1413هـ. (العجمي)
2 - الجزء الثاني: من أول كتاب الصلاة إلى آخر باب آداب المشي إلى الصلاة، بتحقيق خالد المشيقح، ونشرته دار العاصمة بالرياض سنة 1418هـ. (العجمي)
3 - كتاب الصيام. وقد طبع في جزءين بتحقيق زائد النشيري، ونشرته دار الأنصاري بمكة المكرمة سنة 1417هـ. (العجمي)
4 - مناسك الحج والعمرة، وقد طبع في جزءين بتحقيق صالح الحسن،
ونشرته مكتبة العبيكان سنة 1413هـ. (العجمي)
(10) " القواعد النوارنية الفقهية"، طبع بتحقيق محمد حامد الفقي في مطبعة أنصار السنة المحمدية سنة 1370هـ. (العجمي)
(11) " الرد على المنطقيين"، طبع سنة 1368هـ، في المطبعة القيمة بالهند بإشراف الشيخ عبد الصمد شرف الدين. (العجمي)
(12) لعله يعني: (بغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والقرامطة والباطنية) المطبوع في مطبعة كردستان
العلمية بالقاهرة سنة 1329هـ، ضمن (الفتاوى الكبرى). (العجمي)
(
13) طبع لشيخ ابن تيمية مجموعة من التفسير في مجلد واحد، بتحقيق العلامة عبد الصمد شرف الدين، في الدار القيمة بالهند سنة 1374هـ. (العجمي)
(14) المدرسة المرجانية في بغداد: شيَّدها أمين الدين مرجان بن عبد الله، أحد أُمراء التتار، وذلك سنة 758هـ؛ وشرط التدريس فيها على المذاهب الأربعة، وأوقف عليها ما كان يملكه من عقار في بغداد وخارجها، وفي عهد الوزير سليمان باشا العثماني اتخذ من هذه المدرسة جامعاً، وقد درَّس في هذه المدرسة عدد كبير من فطاحل العلماء الأعلام، منهم صاحب هذه الرسالة الآلوسي، انظر؛ (تاريخ التعليم في العراق في العهد العثماني)، لعبد الرازق الهلالي (ص 75 ـ 76)، و (تاريخ مساجد بغداد الحديثة) ليونس السامرائي (ص 283). (العجمي)
(15) طبع هذا الكتاب في ضمن (الفتاوى الكبرى) في مطبعة كردستان العلمية بالقاهرة سنة 1329هـ، ثم طبع بتحقيق الشيخ فيحان المطيري، ونشرته مكتبة لينة بمصر سنة 1416هـ.
(16) هذه النسخة الجليلة بخط الإمام ابن القيم، وخطه في هذا العصر نادر جداً، حتى أنَّ العلامة خير الدين الزركلي لما ترجم له في الأعلام (6/ 56)، لم يورد نموذجاً من خطه، وتقع هذه النسخة في 224 ورقة، وقد تملكها العلامة السفاريني الحنبلي سنة 1138هـ، كما تملكها العلاّمة نُعمان الآلوسي سنة 1298هـ، وهو ممن له عناية تامة بكتب شيخ الإسلام، ثُمَّ أوقفها على المدرسة المرجانية، وقد كُتِبَ على طرتها أنها بخط الإمام ابن القيم: " وكتب بخطه الحسن شيئاً كثيراً" (البداية والنهاية 18/ 524، ط. دار هجر)، وقد ألحقت في نهاية هذه الرسالة صورة منها فلتنظر لمن أحب ذلك. (العجمي)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:46 م]ـ
(3)
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة مولانا الأوحد العلم المفرد، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ورضوانه.
أمَّا بعد:
فبيد التكريم والتعظيم تناولت كتاب مولانا الفخيم، وكحلت بصري بإثمد فوائِدِهِ، وشنفت مسمعي بحلي فرائده، وتنزهت في رياض بلاغته بين معانٍ تدفقت أنهارها، وبدائع أينعت أثمارها؛ فحمدت المولى أن أحيا للأدب دولته، وأعزَّ بقلم السيد أيد الله صولته؛ ولا غرو فقد ورث الفضل كابراً عن كابرٍ، وأفحمت آثاره كل جاحد لآياتها ومكابر.
كنت لمولانا في هذا التقريظ مرآته، شاهد من صفاتها ذاته، فأخذ يملي بيانه عن نفسه الكريمة، ويفيض يراعته سلسبيل الأخلاق العظيمة، كيف لا؟ وهو قطب دائرة أهل الصفاء، وكعبة الداعين إلى انتهاج الحنيفية السمحاء، بارك المولى لنا في حياته، ونفعنا بكريم إفاداته.
أمرتُم بالبحث عن " شرح العمدة "، وفي الخزانة الظاهرية منه جزء واحد صغير، وتتمة غير موجودة (1).
وقد أتاح المولى من الإخوان من يراجع أجزاء " الكواكب" (2)، ويستخرج منها بعض مؤلفات شيخ الإسلام فنسخ من " نقد التأسيس في الرد على الرازي"، ويبحث عن تتمته، ونسخ كتاب " التوسل" أيضاً (3).
وقد بَلَغَ خمسة عشر كُرَّاساً، ونسخ غيرها أيضاً.
إلاَّ أن الأمر في حاجةٍ إلى همَّة الأحمديين وغيره من المثرين يقيمون الوكلاء عنهم، ولا يبالون فيما يصرف للتصحيح والنسخ وإلاَّ فالسير بطيء جداً، وجليٌ أن طبع كتاب خيرٌ من ألف داع يتفرقون في الأمصار؛ لأن الكتاب يأخذه الموافق والمخالف، والداعي قد يجد من العوائق ما لا يظفره بأمنيته، وكان بعض الحكماء يقول: مقالة في جريدة خير من ألف درس للعامة. فمن لنا يثير همتهم ويوقظهم من سباتهم؟
ولا أحد ينسى ما لمولانا ـ حرسه الله ـ من المقام المحمود في هذا المجال، وسعيه الليل والنهار محتسباً وجه المتعال، وسيخلد له التاريخ لسان صدق يرتاح له أنصار الفضل، ورجال الحق.
أما كتاب " بيان الدليل في إبطال التحليل"، فقد أخبرني الشيخ عبد الله الروَّاف ـ من فضلاء القصيم، نزيل دمشق الشام الآن، ويتردد إليَّ ـ أن عنده في بلده نسخة منه كاملة، وقد وعد أنه إذا عاد يحضر الكتاب.
ونحن في حاجة الآن إلى " شرح الأصفهانية" لشيخ الإسلام، فقد أطنب في مدحها ابن القيم، ويرى من وقف على من ينقل عنها أنَّا في افتقار إليها لغلبة الأدلة المعقولة فيها، فعسى مولانا أن يبحث عنها ويأمر بتمثيلها للطبع، ولا زال ركناً للإسلام، وكوكباً للأعلام.
والسلام عليكم، وعلى الآل الكرام، والإخوان ورحمة الله وبركاته
....................................... 29 ذي الحجة سنة 1326
.................................................. ........ العبد الفقير
.................................................. .. جمال الدين القاسمي
_____________________________
(1) الموجود في الظاهرية: الجزء الأول، ويقع في 235 ورقة، وهو برقم (2696) كما في " الفهرس العام لمخطوطات دار الكتب الظاهرية" (ص 138). (العجمي)
(2) هو كتاب " الكواكب الدراري في ترتيب مسند الإمام أحمد على أبواب البخاري " لابن عروة الحنبلي الدمشقي المتوفي سنة (837هـ)، وقد أدخل في هذا الكتاب كثيراً من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، وحفظ بذلك كتباً قد لا توجد إلاَّ فيه، وأغلب أجزائه موجودة في الظاهرية بدمشق، وهو في نحو مائة وعشرين مجلداًَ. (العجمي)
(3) سبق الإشارة إلى ما طبع من مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية، وستأتي الإشارة إلى البقية ـ إن شاء الله ـ. (العجمي)
(4) هو الشيخ عبد الله بن أحمد الرواف، عالم جوال، رحل إلى دمشق، واستقر بها فترة من الزمن، توفي سنة (1359هـ)، انظر ترجمته في:" علماء نجد" لابن بسام (4/ 28)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:46 م]ـ
(4)
صاحب الفضيلة الشيخ جمال الدين أفندي القاسمي
فَسَحَ الله تعالى في مُدتِهِ
بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي الذي به فخري، وسندي الذي بأنوار علومه أضاء فجري، مظهر صدق: كم ترك الأول للآخر؛ حيث ألحق الأصاغر بالأكابر، لازالت أنوار ذاته مشرقة في حنادس المُشكلات، ولا برحت إفاداته سنداً لحل المعضلات.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمَّا بعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد تشرفت بما تفضلتم به من الكتاب، وأحطت خبراً بما حواه من فصل الخطاب، وما توهمتم به في شأن مخلصكم هو شأن كُمَّل الرجال، فإنهم لم يزالوا ينظرون إلى سواهم بعين الكمال، ولولا ملازمة دائرة الأدب المحتم لقلت: قد استسمنتم ذا ورم ونفختم في غير ذي ضرم، وعلى كل حال أسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه من صالح الأقوال والأفعال، وما أمرتم به من القيام باستنهاض همم الأحمديين، وحثهم على نشر آثار السلفيين، فالعبد لم يزل قائماً على ذلك
السَّاق، متحملاً ما يكابده في هذا الباب من المشاق، وقد كتبت بذلك مراراً إلى الشيخ مقبل الذكير من تجار البحرين (1)، والشيخ قاسم الثاني أمير قطر (2)، وإلى التِلِمْساني (3) في جُدَّة، ومحمد حسين ناصيف (4)، فيها أيضاً، وإلى غير هؤلاء من محبي السلف في الهند والسند وسائر البلاد والأقطار، وكلهم وعدوا بما يسر إن شاء الله تعالى.
أما "شرح الأصفهانية" فالصغير منه نسخة في إحدى خزائن كتب بغداد (5)، وهو نحو كتاب "اقتضاء الصراط المستقيم" (6) حجماً، وأمَّا " الشرح الكبير" فلم أقف عليه، ولعل نسخته في نجد (7)، وسأتحرى عليه إن شاء الله تعالى.
وكتاب " التوسل " (8) وغيره من آثار الشيخ، كتبت لصاحبنا عبد اللطيف بن المرحوم الحاج عبد الحميد عن بذل ما يلزم من الأجرة للاستكتاب والتصحيح، حسبما بأمر المولى. وكتاب " بيان الدليل على إبطال التحليل" قد عزم بعض أهل الخير الوطنيين على طبعه في إحدى مطابع بغداد بعد العثور على نواقصه فقرَّ عيناً بذلك، ولي أمل عظيم في نشر كتب الشيخ جميعها عن قريب، والله الموفق لكل خير.
هذا وأرجو تبليغ سلامي إلى الشيخ عبد الله الروَّاف، وإلى كافة من تحبون من الأخيار
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
.................................................. ........ في 25 صفر سنة 1327هـ
.................................................. ......... العبد المخلص في وده
.................................................. ............. محمود شكري،
__________________________________
(1) هو فخر التُجَّار الشيخ مقبل بن عبد الرحمن الذكير أصله من بلدة عنيزة إحدى بلدان القصيم بنجد وبيوته التجارية في البحرين، ومحل إقامته في جدة والبصرة، وأسس جمعية ضد ما يسمى " بالتبشير النصراني " الذي كان منتشراً في زمنه، وقد قام بطباعة الكثير من المصادر المفيدة كـ " كشف القناع" البهوتي، و" إعلام الموقعين"، وغيرهما، توفي سنة 1341هـ، انظر؛ " علماء نجد خلال ثمانية قرون " (6/ 428).
(2) هو الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني، وهو ثاني حكام قطر، وقد كان رجلاً صالحاً عالماً، منفقاً محسناً توفي سنة (1331هـ)، المصدر السابق (5/ 405)، والأعلام للزركلي (5/ 184)، " والخبر والعيان" لخالد فرج (ص: 408، 409).
(3) هو الشيخ عبد القادر بن مصطفى التِلِمْساني، أحد تجار جُدَّة، درس في الجامع الأزهر وتأثر بالعلامة الشيخ أحمد بن عيسى النجدي شارح " نونية ابن القيم"، وله معه قصة طريفة تحوَّل بعدها إلى مذهب السلف، ونشط في نشر، وطبع كتبه.
انظر؛ (علماء نجد خلال ثمانية قرون) لابن بسام (1/ 439).
(4)
(5) هذه النسخة موجودة بمكتبة الأوقاف العامة ببغداد برقم (1/ 6835 مجاميع) كما في فهرسها لعبد الله الجبوري (2/ 204).
(6) كتاب "اقتضاء الصراط المستقيم" لشيخ الإسلام ابن تيمية طُبع في مطبعة أنصار السنة المحمدية سنة 1370هـ.
(7) طبع شرح العقيدة الأصفهانية في مطبعة كردستان العلمية بالقاهرة سنة 1329هـ، ولعل المطبوع هذا هو الشرح الصغير لها، وأما الكبير فلم يطبع بعد.
(8) " قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة " طبع في دمشق سنة 1331هـ، ثم أعاد طبعه المكتب الإسلامي سنة 1398هـ، ودار البيان بدمشق بتحقيق الشيخ عبد القادر الأرناؤوط سنة 1405هـ.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:47 م]ـ
(5)
صاحب الفضيلة السَّيد الشَّريف جمال الدِّين القاسمي
رضي الله عنه
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى حضرة من يصر لسان قلمي دون أداء ما يستحقه من الثناء الجميل، كيف لا، وهو جمال الدنيا والدين، وبهاء الإسلام والمسلمين، والحبر الجليل، فسح الله تعالى في أيامه، وبارك في سنيه وأعوامه، ورفع على كاهل المجد رايات أعلامه.
(يُتْبَعُ)
(/)
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته
أمَّا بعد:
فيا أيها الأستاذ إني قبل هذا قد عرضت إليكم أني امتثالاً للأمر حررت عدة رسائل إلى أقطار شاسعة، وبلاد بعيدة طلبت فيها ممن أعرف غيرتهم على الدين أن يقوموا على ساق الهمة، لنتشر الآثار السلفية والكتب الأحمدية، ولم يخب سعينا ولله الحمد، فقد ورد في هذه الأيام من الحاج مُقبل الذكير أنه كتب لشريكه في جدة أن يرسل عدة كتب من مؤلفات شيخ الإسلام إلى مصر ليباشروا بطبعها، وفي الأسبوع الماضي وردني أيضاً من الأخ في الله محمد حسين نصيف كتاب من جدة مطول يقول فيه:
وقبل تاريخه وصل إلى مكتوب من الحاج مقبل الذكير عرفنا به أننا نرسل إلى مصر لفرج الله الكردي، " الرد على ابن سبعين"، و " التسعينية في الرد على الكلام النفسي "، وغيرها من الكتب إن شاء الله تعالى يصير طبعها مع كتاب " العرش " الذي حرضتنا على طبعه، وجملة كتب هذا القبيل المقصود طبعه، إلاَّ أن مطلوبنا نسخة من كتاب " العرش" (1) إن وُجدت، ونسخة من " السبعينية " (2)، ونسخة من " التسعينية "، ونسخة من " شرح منازل السائرين" المسمى " مدارج السالكين" (3)، إن وُجد ذلك عند حضرتكم فأرسلوا الجميع إلينا مبادرة مع أول وابور (4) متوجه لطرفنا، ودمتم ... " إلخ.
حيث أن الكتب المذكورة ليس لها أثر في بغداد إلاَّ " مدارج السالكين"، وكانت عندنا منه نسخة صحيحة قديمة الخط أرسلناها إلى فرج الله الكردي منذ سنتين طمعاً في نشرها وطبعها، وأظن أن الكتاب بقى عنده إلى اليوم، وقد كتبت لمحمد حسين بذلك ولفرج الله أيضاً أن يخبره إن بقى عنده الكتاب.
وكتبت لمحمد حسين أيضاً عنكم وعرفته بحضرتكم العلية، وأن يكاتبكم بعد هذا بكل كلية وجزئية، وذكرت له أني سألتكم عما طلبه من الكتب وغيرها من الكتب المهمة، فأسترحم أن تكتبوا كتاباً عن التماسي وتذكروا له ما عندكم من كتب الشيخين التي طلبها وغيرها من الكتب المهمة التي وقفتم عليها مختصرة كانت أو مطولة وبادروا إلى ذلك، فإن المسافة بين دمشق وجدة غير بعيدة، وعنوان كتابه هكذا:
إلى وكيل الإمارة الجليلة في جدة حضرة الفاضل محمد حسين نصيف (5) وهذا الرجل من كبار أهل الثروة، ومن أعظم الناس محبة للسلف الصالح، ونشر آثارهم، ولاسيما لشيخ الإسلام ـ قدَّس الله تعالى روحه وكتبه ـ حتى أنه قبل هذا حَجَّ حَجَّةً، وهو من المحبين لنا على محبتهم فلا تقطعوا عنه مخابرتكم على الدوام.
وأرجو عرض أدعيتي الخيرية لمفخر الإسلام، وبركة الأنام العلاَّمة الشيخ عبد الرازق البيطار، ومنشيء المقتبس الأغر (6)، وكافة من تحبون في الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
.................................................. ..... تحريراً في 8 ربيع الأول سنة 1327
.................................................. ................ الفقير إليه تعالى
.................................................. ........ محمود شكري الحُسيني الآلوسي
.................................................. ..................... عُفِيَ عنه
_______________________
(1) " الرسالة العرشية" طبعت ضمن مجموع الفتاوى (6/ 545) الذي جمعه الشيخ عبد الرحمن ابن قاسم.
(2) " السبعينية" طبعت ضمن فتاوى شيخ المطبوعة بمطبعة كردستان العلمية سنة 1329هـ، وطبعت معها كذلك " التسعينية "، وحققت أخيراً بعناية ودراسة محمد بن إبراهيم بن العجلان، ونشرته مكتبة المعارف بالرياض سنة 1420هـ.
(3) "مدارج السالكين" لابن القيم طبع بمطبعة المنار للشيخ محمد رشيد رضا سنة 1331هـ، ثم أعاد طبعه محمد حامد الفقي في مطبعة أنصار السنة المحمدية سمة 1375هـ.
(4) أي الباخرة.
(5) هو العالم الجليل؛ والوجيه النبيل، وأحد وجوه الحجاز الشريفة المشرفة الشيخ محمد بن حسين نصيف المولود سنة (1302هـ) والمتوفى سنة (1391هـ)، وهو عين أعيان جُدَّة وصدرها المشار إليه بالبنان، يقول العلامة الزركلي:" أولع بالكتب فجمع مكتبة عظيمة"، ونشر كتباً سلفية، وأعان على نشر كثير منها، وكان مرجعاً للباحثين، قال أمين الريحاني:" هو دائرة معارف ناطقة يجيب على السؤالات التي توجه إليه ويهدي إلى مصادر العلوم الأدبية والتاريخية والفقهية، وسمعت أديب العصر ابن دمشق البار العلاَّمة علي الطنطاوي ـ رحمه الله تعالى ـ يقول:" كانت
(يُتْبَعُ)
(/)
داره موئل الحجاج من أهل العلم والفضل من كل البلدان؛ فكأنها دار خرقاء التي قال فيها ذو الرمة:
تمام الحج إن تقف المطايا *-*-*-* على خرقاء واضعةُ اللثام"، وبالجملة، لو تركت للقلم عنانه في ذكر مناقب الشيخ محمد ناصيف لطال المقام، ولكن انظر؛ " محمد نصيف ذكريات لا تنسى " للشيخ زهير الشاويش، والأعلام للزركلي (6/ 107، 108)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:47 م]ـ
(6)
بسم الله الرحمن الرحيم
السيَّد الذي أشرقت في الآفاق آثاره، وأضاءت بكوكب الصدع بالحق أنواره، بهجة العصر، وزينة الدهر.
لازال في الفضائل خير قدوة، وللمصلحين أجل أسوة.
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمَّا بعد:
فقد حظيتُ بكتابكم الكريم، وابتهجت ببلاغة خطابه الفخيم، ورأيتني أتقاصر عما فيه، وإن حسن ظن السيَّد ـ أبقاه الله ـ أوجب أن يحلنا بما يرتئيه، وهذا شأن الكُمَّل من الرِّجال، والسَّادة ذوي الفضل والإفضال، ولا أقدر أن أعبر عن السُرور الذي داخلني من اهتمامكم بنشر آثار شيخ الإسلام، فجزاكم الله عن هذا السعي خير الجزاء.
وقد كنت سألت سيادتكم عن " شرح العقيدة الأصفهانية "، وبعد مراسلتكم بذلك ظفرنا بشرح لها ضمن " الكواكب"، فنسخناه على حساب الشيخ فرج الله، وأرسلناه له وهو بنحو أربع كراريس, والآن ننسخ على حسابه " قاعدة لشيخ الإسلام في اختلاف المذاهب"، وبعد الفراغ منها يعود الكاتب إلى نسخ بقية الجزء من " الفتاوى".
وأمَّا كتاب " التوسل " فقد نسخه الشيخ عبد الله الروَّاف وصححه بعد مدة يذهب إلى مصر، وقد أوصيته أن يعطيه للشيخ فرج الله ليطبعه، فأرجو من سيادتكم أن تكتبوا له باستلامه من الشيخ عبد الله هذا الكتاب ومباشرته بطبعه والعناية بتصحيحه، وأن تخبروني بتعريفه عن ذلك، لازلتم ملجأً للمُستفيدين، ومنهلاًَ للطالبين.
.................................................. ....... في 17 ربيع الأول سنة 1327
.................................................. ................ العبد الفقير
.................................................. ............... جمال الدين القاسمي
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:47 م]ـ
(7)
بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي وعمدتي، الأستاذ العلامة الجليل، نفعنا المولى بمحبته، وبارك لنا في أخوته، آمين.
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمَّا بعد:
فإني تشرفت بكتابكم الكريم، وسررت باهتمامكم غاية السرور، وعرفت الفاضل محمد حسين نصيف بما أمرتم به (1)، وشوقته لإحياء آثار شيخ الإسلام التي عندنا في خزانة الكتب العمومية، والسَّعي إلى طلبها ولو عندنا، وأن تنوع أمكنة الطبع من أعظم الوسائط لسرعة النشر، فجزاكم المولى عن هذا السعي أحسن جزاء.
سيدي، من أسبوع قدمت لحضرتكم كتاباً في البريد فالمأمول وصوله، ولا تؤاخذني في الاختصار فإني أكتب مغالباً لرمد خفيف أصابني من أسبوعين، أرجو دعواتكم الصَّالحة بالشفاء، متعنا المولى بأنواركم، وبارك لنا في آثاركم.
الأُستاذ الكبير منشيء المقتبس (2) وأشقائي يهدون لسيادتكم أطيب التحيات، ويرجون صالح دعائكم.
من نحو شهر قدمت لسيادتكم بواسطة صديق للشيخ الروَّاف نسخاً من " الأجوبة المرضية " طبعناه حديثاً (3) فالمأمول إخباري عن وصوله وما يراه سيدي فيه، أدامه المولى لنا ذخراً، ونفعنا بعلومه دنيا وأخرى.
.................................................. ........ 26 ربيع الأول سنة 1327
.................................................. ............... الفقير
.................................................. ............... جمال الدين القاسمي
______________________________
(1) سبق في رسالة الآلوسي رقم (5) طلب التعارف بين القاسمي و محمد نصيف، فاستجاب العلامة القاسمي لهذا الطلب وكتب رسالة لنصيف في 26 ربيع الأول سنة 1327هـ، وأي: في تاريخ كتابته لهذه الرسالة التي بين أيدينا، حيث يقول للشيخ محمد نصيف:
حضرة الأخ الفاضل، والمحب الكامل ـ زاده الله توفيقاً، ومشياً على منهج السلف وتحقيقاً، ونفعنا بمحبته، وجمعنا في مستقر رحمته. آمين ـ.
أمَّا بعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
فيا أيها الأخ في الله، والمحب لوجه الله، حضرني اليوم تحرير، من السيد العلاَّمة النحرير، حضرة مولانا السيد شكري أفندي الآلوسي ـ أيده الله ـ، يذكر لي أن جنابكم حررتم له كتاباً تطلبون فيه من حضرته بعض كتب شيخ الإسلام تقي الدين ـ رضي الله عنه و أرضاه، وجعل في أعلى فراديس الجنان مأواه، وجزاه عن الإسلام خير ما جازى من ارتضاه، آمين.
وذلك: " الرد على ابن سبعين" و " التسعينية" .... إلخ وأنه عرّف حضرتكم في هذا الشأن.
ولقد أدخل السيد شكري أفندي عليَّ السرور الزائد، بما نوه لي عن فضلكم، وصلاحكم، وكمالكم، وغيرتكم على نشر آثار السلف، لاسيما آثار شيخ الإسلام ـ رضي الله عنه ـ فإن هذا غاية أمنيتنا، ونهاية رغبتنا، وقد حمدت الله تعالى وشكرته على أن قيَّض لهذا الشأن أمثالكم.
ومن مدة كاتبت السيد شكري أفندي وعرفته بأن محبيّ السلف، من الواجب عليهم الآن أن ينهضوا لإحياء آثارهم ونشرها بواسطة الطبع، وأن يجاروا غيرهم من الذين ينشرون تلك الكتب التي لا تزيد إلا خبالاً وضعفاً في العقيدة، فإن أكثر المطابع ترغب الآن في التجارة، ولا يهمها إلا الكسب الدنيوي، وإن فاتهم الربح الأخروي، مع أن الأحمديين والسلفيين بقية عظمى من أهل الخير والصلاح.
فيا سيدي! البدار البدار، والسباقَ، السباقَ، فما لنا إلاَّ أمثال همتكم، أحباكم المولى الحياة الطيبة، وزادكم نفعاً وانتفاعاً.
أخي! تعلمون أن شيخ الإسلام توفى بدمشق، وأن رسائله معظمها، والحمد لله في دمشق، وإن فقد منها شيء، أو طار من الشام إلى غيرها، إلاَّ أن في المكتبة العمومية عندنا من رسائله وقواعده في كتاب " الكواكب " الذي جمعه الشيخ " ابن عروة "، وكتب فيه جملة وافرة من تآليف شيخ الإسلام، وبها ما يكفي ويشفي.
إلى أن قال:
ثُمَّ أرى أن نسعى بطبع شيء من رسائله عندنا في الشام، لأن المطابع الآن كثرت فيها ـ والحمد لله ـ، والقصد الإسراع والسباق إلى هذه الخيرات، وإن يكن بعض المطابع في مصر تعتمدون عليها في ذلك، ولكن القصد إشغال عدة مطابع، لنرى تلك الدرر انتشرت بسرعة.
ولا يخفى فضلكم أن أعظم واسطة لنشر المذهب السلفي هو طبع كتبه، وأن كتاباً واحداً تتناوله الأيدي على طبقاتها خير من مائة داعٍ وخطيب، لأن الكتاب يبقى أثره، ويأخذه الموفق والمخالف، وأعرف أن كثيراً من الجامدين اهتدوا بواسطة ما طبعاناه ونشرناه، اهتدءً ما كان يظن، والحمد لله على ذلك.
لقد أحزنني ما ذكر لي السيد شكري أفندي في كتابه أنه أرسل من سنتين كتاب " مدارج السالكين" للشيخ فرج الله، وأنه الآن لم يطبعه، فلماذا يا ترى؟ لذا أرى أن تتعدد محال طبع تلك النفائس.
والآن، الفقير ينتظر إشارتكم في هذا، وإنني وأخي أخدم هذا الشيء إلى آخر نفس من حياتنا، وأسأله تعالى أن يحشرنا في زمرة السلف بفضله وكرمه، وعلى قدر ما ترسلونه من الدراهم يكون النسخ أو الطبع، فلبدار البدار، والفرصة الفرصة يا أخي!
وما أظن ترون في الشام من له غيرة على آثار الشيخ ـ رضي الله عنه ـ أمثالنا، فالآن آن الأوان، وما بقي إلا الاهتمام بذلك، حتى أن المرحوم الشيخ عبد العزيز السناني كان كتب للحاج مقبل الذكير عن اهتمامي وحرصي، وسعيي الليل والنهار في نشر آثار الشيخ، وأنتظر جوابه ولم أدر بعد ما كان، حتى قيَّض الله لنا غيرتكم وشهامتكم، أكثر الله من أمثالكم، ونفع بسعيكم، وجازاكم كل خير.
.................................................. ...... في 26 ربيع الأول سنة 1327
.................................................. ......... الفقير إليه تعالى
.................................................. ............ جمال الدين القاسمي
انظر؛ كتاب " جمال الدين القاسمي وعصره " لظافر القاسمي (ص 585 ـ 589)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:47 م]ـ
(8)
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة سيدنا علامة عصره، وفريد دهره، نفعنا المولى بعلومه وفرائده، وأعاد علينا من بركات عوائده، آمين.
سلامٌ عليكم ورحمة والله وبركاته.
وبعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن الفقير، وإن تأخرت مكتابته للمقام الخطير، إلاَّ أن الذي حال هذه المدة، انتظار الأجوبة من جُدة (1)، وقد كتبت كما أمرتم لذاك الفاضل، فأجاب يسأل عن فهرس ما لدينا من كتب السلف، وأرسل كتاب " العرش " لنقابله له على نسخة الخزانة (2)، فأجبته بأن استقراء أسماء كتب السلف مما يعسر، وإنما المهم نسخ آثار شيخ الإسلام التي في الخزانة، وتتبع المهم منها في " الكواكب"، وغيرها.
ثم أرسلنا له نسخة من كتاب " العرش " مقابلة إلا مقدار كراس فإنه ناقص من الأصل، وأرسلنا له كراريس من " شرح الأصفهانية "، ورسالة " جواب لشيخ الإسلام عن كتاب الطبرسي " (3)، وعرفناه عن ثمنهما لناسخهما فحضر جواب ثان فيه دفع الأُجرة للناسخ والثمن.
ثُمَّ حكى لي صديقنا الروَّاف بأن استنتخ كتاب الوسيلة لشيخ الإسلام من الخزانة، وكراريسه تربو على العشرة، فذكرنا لأخينا في جوابي له، وكان أجاب أولاً بأن ننظر ما لدينا مما يلزم طبعه لتعرفه به، فرأيت الآن أن المهم أن نطبع: كتاب " عقيدة الإمام أحمد " للتميمي (4) وهو مفيد جداً نسخه الروَّاف من الخزانة، وكتاب " إغاثة اللهفان في حكم طلاق الغضبان" لابن القيم، وهو كتاب نفيس يفيد الأمة إفادة عظيمة في المسألة المذكورة، ولا أدري هل ظفرتم به، فإني ظفرت بنسخة منه في خزانة الجد ـ عليه الرحمة (5) ضمن أحد المجاميع، وكان الوالد ـ رحمه الله ـ يطالعه دائماً ويبتهج به، فرأيت أن ننسخه ثانية، لأن النسخة الأولى لا يستطيع الطابع طبعها لقدم عهدها.
ورأيت أيضاً أن ننسخ من " الكواكب " لشيخ الإسلام في مسألة الكلام (6) مع فتاوى أخر له يكون كتاباً على حدة في هذه المسألة التي حرَّرها أحسن تحرير.
والآن أصحح نسخة " إغاثة اللهفان " بنفسي فإن كان عند المولى أصل منه فليتكرم بإرساله ثُمَّ نعيده لسماحته ثم نعطيه لناسخ، ثُمَّ وعدني ناسخ أن بأن ينسخ بعدها الفتوى في الكلام. ولقد رأيت نفسي أني قد شغلت بشيء آخر عدا ما لدي. ولا يخفي مولاي ما في ذلك من العناء نسخاً وتصحيحاً ومقابلة في الخزانة، إلاَّ أن شغفنا سرعة تنوير الأفكار، وتنبهها لمراشدها مما يخفف تلك الصعوبات.
وتذكرت أني أرسلت له مع كتاب " الوسيلة " مجموعاً فيه رسائل لشيخ الإسلام كنت استخرجته من محال، وأشرت عليه بأنه إن استحسن شراءه فليقدمه للطبع، وإلاَّ فليرسله فإنه من نفائس ما لديَّ سيَّما وفيه قطعة ظفرت بها من كتاب الشهاب ابن مري (7) لتلامذة شيخ الإسلام يعزيهم
بوفاته، ويحضهم على جمع تآليفه والسَّعي في اكتتابها، نسخته من أصل مخروم (8) إلاَّ أن غرابة موضوعه شاقتني؛ لأن أُثبته على نقصه، أخذ المولى بأيدينا، ووفقنا لمرضاته.
وأرجو التفضل بإجابتي ولو بكلمات، والإشارة بما يسنح للقلب السليم أيَّده الله بروح منه، آمين.
.................................................. .. السبت 7 جمادى الآخرة سنة 1327
.................................................. .................. جمال الدين القاسمي
# سيدي، كان أشار عليَّ بعض الفُضلاء من نحو عامين بجمع متون متنوعة في مقابلة تلك المتون المطبوعة (9)، على شريطة أن لا تكون منظومة، وأن يكون حجم المتن كُراساً فأصغر، وأن يكون لإمام شهير عرفه التاريخ، ولا يخفى ما استقر ذلك من المصاعب ولكن الحقَّ تعالى أعان بفضله فجمعنا قريباً من تسعة متون، وبقى متن في التوحيد على الشريطة، فإن كان لدى سيدي متن فليتفضل بإرساله؛ لأن المهم أن يكون طليعة المجموع رسالة في ذلك سيَّما إذا كانت سلفية المشرب.
وإذا كان يوجد لدى سيادتكم متون في فنون أُخر فالمرجو إتحافنا بما أمكن، وتعريفنا عنه فإن هذه الخدمة اضطر إليها هذا العصر لكثرة المدارس المنوي إنشاؤها والمأخوذ في ترقيها، ولا قيام لها إلاَّ بمثل
ذلك، وكنت مما رأيته مهماً كتاب " لقطة العجلان " للزركشي لاشتماله على أربعة فنون فشرحته على الأسلوب العصري، وطبعه لنا أحد الإخوان في الإسكندرية، ومتى وصلت نسخه نقدِّم للسيادة منه عدة إن شاء الله (10)
والقصد أن الواجب الآن الافتكار فيما ينهض الأمة من كل بحسبه، وإذا فات أمثالنا الإصلاح السياسي، فلا أقل من الإصلاح العلمي، وما أحوج المُصليحين لمشاطرة المياسير أهل النهضة به.
والتوفيق بيده سبحانه، لا إله سواه.
(يُتْبَعُ)
(/)
................................................. ................. جمال الدين القاسمي
____________________________
(1) يعني أنه بانتظار رسائل من الشيخ محمد نصيف عين أعيان جدة المشهورين.
(2) يعني الظاهرية.
(3) له نسخة في الظاهرية في ضمن مجموع (3835 عام ـ مجاميع 99)، وهي بخط أخيه الإمام شرف الدين عبد الله بن تيمية كما في " فهرس مجاميع المدرسة العمرية في دار الكتب الظاهرية" لياسين السواس (ص 523).
(4) قام بنسخ هذه العقيدة عن نسخة الظاهرية ـ وهي نسخة عتيقة ـ حامد التقي بإشارة من شبخه القاسمي وذلك في 27 رمضان سنة 1327 هـ، وقد كتب بآخرها الشيخ محمد نصيف ـ وهي في مكتبته ـ:" هذه الرسالة أرسلها إليَّ من دمشق الشام الأستاذ الشيخ السيد محمد جمال الدين القاسمي ـ رحمه الله، آمين، وقد طبعت عن هذه النسخة بآخر " طبقات الحنابلة" لابن أبي يعلى (2/ 265 ـ 690).
(5) يعني جده الشيخ قاسم القاسمي، وقد طبع هذا الكتاب سنة 1327هـ، عن هذه النسخة، وهي نسخة جيدة بخط محمد بن عبد الله بن هشام النحوي وذلك سنة 885هـ، وقد اعتنى بها وصححها وعلق حواشيها العلامة جمال الدين القاسمي.
(6) طبعت هذه الرسالة في " مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية" جمع العلاَّمة ابن قاسم (12/ 117، وما بعدها).
(7) ذكره ابن كثير في " البداية والنهاية " (18/ 254 ـ ط دار هجر)، وقال: وفيها ـ أي في سنة 725 هـ ـ وَفِيهَا مُنِعَ شِهَابُ الدِّينِ بْنُ مُرِّيٍّ الْبَعْلَبَكِّيُّ مِنَ الْكَلَامِ عَلَى النَّاسِ بِمِصْرَ عَلَى طَرِيقَةِ الشَّيْخِ تَقِيِّ الدِّينِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ، وَعَزَّرَهُ الْقَاضِي الْمَالِكِيُّ بِسَبَبِ مَسْأَلَةِ الِاسْتِغَاثَةِ، وَحَضَرَ الْمَذْكُورُ بَيْنَ يَدَيِ السُّلْطَانِ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الْأُمَرَاءِ، ثُمَّ سُفِّرَ إِلَى الشَّامِ بِأَهْلِهِ فَنَزَلَ بِبِلَادِ الْخَلِيلِ، ثُمَّ قَدِمَ دِمَشْقَ، وَانْتَزَحَ إِلَى بِلَادِ الشَّرْقِ، وَأَقَامَ بِسِنْجَارَ وَمَارِدِينَ وَمُعَامَلَتِهِمَا، يَتَكَلَّمُ وَيَعِظُ النَّاسَ إِلَى أَنْ مَاتَ، رَحِمَهُ اللَّهُ".
وذكره الذهبي في " ذيل العبر " (ص 138)، وقال: " وسُجن ثُمَّ نُفِيَ لنهيه عن الاستغاثة والتوسل بأحد غير الله .... "، وانظر مرآة الجنان لليافعي (4/ 273)، وقد ترجم له الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة (1/ 302، 303)، إلاَّ أنه بيض لوفاته ولم يذكر في أي سنة توفي، وقال في آخر ترجمته:" وخطه مليح مشهور مرغوب فيه".
(8) قام بنسخ هذه الرسالة نسخة نُقلت من خط قائلها شهاب الدين ابن المري الشيخ حامد التقي تلميذ القاسمي، وذلك بإشارة من شيخه، وكتب بآخرها القاسمي ما يلي:" وقد بذل الجهد في تصحيحها الفقير جمال الدين القاسمي، وعارضها بأصلها في مجلس 13 ذي القعدة بعد ظهر الاثنين عام 1323هـ"، وأصل هذا المنسوخ كان محفوظاً في مكتبة الشيخ محمد نصيف بجدة، كما أن الشيخ محمد حامد الفقي المصري قد طبعها في " مجموعة رسائل علمية" بالقاهرة سنة 1368هـ اعتماداً على هذه النسخة.
(9) قام الشيخ جمال الدين بشر مجموعة أربعة متون أصولية على المذاهب الأربعة. وهي:
1 - مختصر المنار للحلبي الحنفي.
2 - الورقات للجويني.
3 - مختصر تنقيح الفصول للقرافي المالكي.
4 - قواعد الأصول لصفي الدين البغدادي الحنبلي، وقد علَّق وطبعت في دمشق في المكتبة الهاشمية، وانتهى منها في سنة 1324هـ.
(10) طبع هذا الكتاب بشرح وتعليق الشيخ جمال الدين في مطبعة والدة عباس الأول بالقاهرة سنة 1326 هـ.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:47 م]ـ
(9)
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة مولانا محيي السنة، وقدوة الفضلاء، نفعنا المولى بآثاره.
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد:
فقد كنت قدمت للمقام كتاباً من أسبوع، والآن وصل إليَّ نسخٌ من كتاب " اللمع " (1) المطبوع على أصلي المقابل على أصلين صحيحين، وقد كنت علقت عله حواشٍ أثناء التصحيح، ولم أتفرغ له فطبع نصها، وكان يمر بي في خلال تراجم الأقدمين أن له شروحاً كثيرة، ومن الأسف أن لم نظفر بواحدة منها، ولله ما جنت علينا القرون الأخيرة حتى أفقرت ديارنا من المصنفات النافعة، وأبقيت لنا الحشو والحشويات.
وقد سرَّني ما تفضلتم بإرساله إلى المقتبس من مقالة: " المقيم المقعد " (2) وقد جعلها صاحبه طليعة الجزء الآتي، وقد قابلتها على خطّكم الكريم، ودهشت لمثل هذا الترتيب، ووددت لو يوفق أحد من المياسير لديكم لطبعه، ويصحح لنا مولانا ويعلق عليه ما يغمض، مع ضبط ألفاظه، فإن في ذلك مثوبة عظيمة كبرى للغة الشريفة لما كاد يندرس من آثارها المفيدة، وما أحوج الأمة لمثل هذا، وعسى أن تتحقق الأمنية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
.................................................. ..... 21 جمادى الآخرة سنة 1327هـ
.................................................. .................. جمال الدين القاسمي
_______________________________
(1) هو كتاب " اللمع " في أصول الفقه، لأبي إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي.
وهذه الطبعة التي أشار إليها القاسمي مطبوعة بمطبعة السعادة بمصر على نفقة محمد أمين الخانجي، وذلك في سنة 1326هـ، وقد ورد في آخر الطبع ما يلي:
" قُوبل على أصله المنتسخ منه مع مراجعة نسختين منه في المكتبة العمومية بدمشق جيديتين، تاريخ إحداهما عام 574هـ في صفر، والأُخرى بالعام نفسه شهر ربيع الآخر ...... وكتبه جمال الدين القاسمي حامداً ومصلياً في 26 ربيع الآخر سنة 1325هـ".
وقال مصحح الطبع بدر الدين النعساني:" ...... وقد تفضل بالنسخة المنوه بها فضيلة العالم الشيخ جمال الدين القاسمي حفظه الله تعالى ....... ".
(2) هو كتاب " المقيم المقعد " لأبي الفرج بن الجوزي، وهو نحو أربعمائة صفحة، وقد كتب عنه العلاَّمة محمود شكري الآلوسي مقالة ونشرها في مجلة " المقتبس" في ربيع الثاني سنة 1327هـ (4/ 209 ـ 215).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:48 م]ـ
(10)
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة مولانا السيد الشريف، والإمام القدوة الغطريف، نفعنا المولى بفوائده، وبارك لنا في عقود فرائده، آمين.
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد:
فقد كنت قدمت للسيادة عدة رسائل، ولم أزل منتظراً لجواب مولانا، والآن أعرفكم بأن ما قدمناه للفاضل محمد حسين نصيف قد اشتراه، وهو مجموع شيخ الإسلام الصُغرى، وكتاب " قاعدة في الوسيلة " اشتريناه من الشيخ الروَّاف، وأرسلناه فاشتراه، وأخبرني أنه الآن يباشر طبعه في مطبعة المنار المصرية، وكذا اشترى كتاباً مجموعاً من كلام شيخ الإسلام في مسألة الكلام القديم، وننسخ له الآن تتمة " شرح الأصفهانية "من" الكواكب".
وقد أهدانا من المجموع الذي طبعه الحاج مقبل، وهو الأول من فتاوى الشيخ، وقد يظن الناس أنه من الفتاوى المصرية، وإنما هو مجموع كان اشتراه فرج الله من الروَّاف، كان استنسخه من مجاميع، وكنا لفرج الله جزءاً من الخزانة الظاهرية، وبعض آخر لم يستتمه وهما من الفتاوى المصرية، ونصحناه أن يطبع من الفتاوى المصرية ما يجده منها ولو غير مرتبة، لأنها إذا طبعت كذلك فسوف ترتب إذا ترقى الزمان في طبعة ثانية. وما أدري ما عاقه؟
والقصد أنَّا لا نزال ندعو لسماحتكم، ونرى أن الفضل الأول لبيض أيايدكم.
والمأمول إخباري بصحة المزاج الكريم، وإجابتي عن بعض ما كنت سألت المقام عنه من الآثار العلمية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
.................................................. ............. 5 شعبان سنة 1327هـ
.................................................. ................... جمال الدين القاسمي
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:48 م]ـ
(11)
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة السيد الشريف جمال الدين القاسمي أحسن الله إليه، سيدي الإمام الهمام، وبحر العلم المتلاطم على الأنام.
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمَّا بعد:
فقد تشرفت اليوم بكتابكم الكريم، وحمدت الله على ما أودعتم فيه من بشائر سلامتكم، وما ذكرتم فيه من الهمم العلية، في ترويج الكتب السلفية هو المأمول من مساعيكم الهاشمية، نسأله تعالى أن يبارك في حياتكم.
والعبد قدَّم قبل أيام جواب كتابكم مع محررات عبد اللطيف بن المرحوم عبد الحميد الشيخي البغدادي، وقد عجبت من عدم وصول ذلك إليكم، و ذكرت لحضرتكم جميع ما لزم بيانه، ولعله وصلكم الآن، وذكرت لكم المانع من توالي العرائض ما اتفق في هذه السنة من الحرِّ العظيم الذي كاد العراق يحترق منه، وقد انحرف مزاجي واعتلَّ بدني والأمر لله تعالى، وجميع ما تفضلتم به وصل، ولسان القلم عاجز عن أداء شكر نعمكم، جزاكم الله عنا كل خير.
وفي هذه الأيام طبع بعض الأحبة رسالةً في الحديث موسومة بـ " الشهاب في الحكم والآداب " (1)، فالتمست منه أن يهدي إليكم بعض نسخها فلعلَّه فعل، وفي هذه " البوستة" (2) قدمت لكم منها ثلاث نسخ، فإن اقتضى لكم نسخٌ أخرى فمرونا بذلك.
وكتاب " الوسيلة " ذكر مُنشيء المنار عنه في الجزء السادس أنه وصله، وأنه متصد لطبعه.
نسأله تعالى أن يديم عليكم نعمه، وأن يوفقكم لمثل هذه المساعي الخيرية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
.................................................. ........... 17 شعبان سنة 1327هـ
.................................................. ................. محمود شكري،
.................................................. ................... عُفِيَ عنهُ
_____________________________________
(1) لمحمد بن سلامة بن جعفر القضاعي، وقد نشرها محمود أفندي الشابندر ـ أحد أقارب الشيخ الآلوسي من جهة والدته ـ في مطبعة الشابندر ببغداد سنة 1327هـ، كما في " معجم المطبوعات (2/ 1515). (العجمي)
(2) يعني البريد.
(3) يعني كتاب " قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة " لابن تيمية. (العجمي)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:48 م]ـ
(12)
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة مولانا شمسُ العراق، وعمدةُ فُضلاء الآفاق، نفعنا المولى بمعارفه، وأمدَّنا بعلومه ولطائفه.
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن الفقير لا يزال متشوفاً لأنباء السيد الكبير، وقد كان السيد ـ أيَّده الله ـ أشار في كتابه الأخير ببشارة إرسال نسخة من كتاب " الشهاب " من طابعه، لم نر إلى الآن واحدة منها، ولعل طابعه يرسل منه عدة لأحد التجار يعرضها للبيع.
قدم من أيام الشيخ طاهر الطبرزوني السَّلفيّ (1)، وبلغني سلام سيادتكم ودعواتكم، فشكرت لكم لكم ذلك ورجوت أن لا نبرح من البال الكريم.
وقد كنتُ ذكرت لفضيلتكم ما ننسخه للفاضل محمد حسين نصيف ونرسله مما حصل لديه الآن، منه: " رسائل وقواعد " لشيخ الإسلام جيِّدة.
وقد طبع كتاب " الوسيلة " الذي ابتعناه له من الروَّاف.
ونسخنا له " إغاثة اللهفان " لابن القيم الذي كنت استفسرت سيادتكم عنه، ولم آخذ جواباً.
وقد أرسلناه الآن إلى منشيء مجلة المنار بإشارة من محمد حسين نصيف، وورد إلىَّ جواب بقرب الأخذ بطبعه والآن نسخ له أيضاً " قاعدة في التفسير" لشيخ الإسلام ظفرنا بها في مكتبة بني الشطي (2).
وبودي لو أن حضرات العسافيين ـ وفقهم الله تعالى (3) ـ يأخذون بطبع شيء من القواعد أو الوسائل الصغرى التي لم تعد للطبع بعد في مطابع دار السلام لسهولة الأمر الآن، اهتماماً بما ينور فكر الجامدين؛ إذْ ليس من سبيلٍ عندي أقرب من طبع مثلها ونشره سيَّما إذا كان وقفاً مجاناً.
وإني أحمد الله على أنيّ أرى كثيراً من أولئك الجهمية أضحوا بفضل ما نسعى بطبعه وتسعون أيضاً ممن تنورت بصائرهم، ووقفوا على الحق، وإن كان الجل منهم لا يتظاهر تقية من محيطه الزاخر بأولئك الرجعيين.
وقد حضرني ستّ نسخ من " غاية الأماني في الرد على النبهاني" (4)، فوزعتها على إخواني، وصار يستعيرها من لم تكن عنده من أصدقائهم وأقاربهم.
ومن مدة زارني بعض المتعممين المهتمين بمصانعة الرجعيين فرجا مني عارية الجزء الأول، فأعرته ونفست له في الأجل؛ لأني أعلم أنه يستعار منه، وأن كثيراً من أولئك القوم رهطه يحيون الليالي لقراءته بالحرف، وأعلم أنَّهم يأخذهم التنغص والتغيظ ما لا يحاط به، كما أني أعلم أنه يفيدهم ويعدل فكرهم ولو في الباطن، فالحمد لله على نعمة هذا الكتاب، وجزى الله سيَّدنا عنهُ بخير ما جزى أولياءه وأحباءه، إنه الكريم الوهاب، ولا زالت مآثره تتلى وتنشر ... آمين.
أذكر أني عرفتكم بشروعنا في نسخ متون مختصرة في عدة فنون تحاكي تلك الفنون المجموعة قبلُ، إلاَّ أنها أرقى منها وأقرب تناولاً، وقد جمعنا نحواً من ثمانية عشر متناً، وكلها للمشاهير من القرون الأُولى، والمتوسطة، وقد اشترطنا أن تكون من ورقتين إلى كراس، فلعل مولانا يتذكر مجاميعه ما يأتي على الشريطة فيتهنأ باسمه، حتى إذا لم يكن عندنا نرغب إلى بعض تلامذته النشطاء بنسخ ذلك، ونشكر السيد الجليل سلفاً.
ورد إليَّ من الآستانة كتاب من صديقنا صاحب المنار يبشرني بانفراج الأزمة عما وشي به علينا مما لابد أنه بلغ مسامع مولانا، وأن قضية محمد أفندي كرد علي ستحل بأقرب وقت، حقق الله ذلك، وقد أخبرني أمس شقيقه بأنه نجا بنفسه إلى مصر وأنه بخير ثمة، فإنا لله (6).
الأُستاذ الكبير (7) بخير وعافية، ولكن وا رحمتاه لفضله وقدره بين مواطنيه (8)، والأشقاء يلثمون أناملكم، ويرجون صالح دعواتكم كراقمه.
.................................................. ............. في 23 شوال سنة 1327
.................................................. ................. جمال الدين
____________________________
(1) ذكره القاسمي في رسالة منه إلى محمد نصيف، وقال:" سائح سلفي يسمى الشيخ طاهر الطبروزني"، وذكر أنه صاحب رحلات كثيرة, (انظر؛ جمال الدين القاسمي وعصره لظافر القاسمي ص 608، ص 609)
(2) له نسخة أخرى في دار الكتب المصرية برقم (299)، وستأتي الإشارة إلى ذكر هذا المجموع المشتمل لبعض كتب شيخ الإسلام ابن تيمية (ص 170).
(3) آل العساف في بغداد من أصول نجدية، بيت علم وفضل وتجارة؛ انظر (البغداديون أخبارهم ومجالسهم) للدروبي (ص 189).
(4) للآلوسي، المرسلة إليه هذه الرسالة، وسيأتي الكلام عليه.
(5) حصل للعلامة القاسمي أكثر من واقعة في سبيل دعوته للإصلاح وبعض مؤلفاته من قبل ولاة الدولة العثمانية وبعض الوشاة, انظر إن شئت كتاب ابنه ظافر القاسمي: " جمال الدين القاسمي وعصره " (ص 205 ـ 210).
(يُتْبَعُ)
(/)
(6) لمحمد كرد علي أكثر من قصة في خروجه من بلده. انظر ترجمته لنفسه في آخر كتابه: " خطط الشام " (6/ 377).
(7) يعني الشيخ عبد الرازق البيطار.
(8) أيضاً للشيخ عبد الرازق البيطار أكثر من حادثة، ولم يعرف بعض أهل بلده قدره وفضله. انظر إن شئت: " أديب علماء دمشق الشيخ عبد الرازق البيطار"، لراقمه (ص 28) وما بعدها.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:48 م]ـ
(13)
بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي علاَّمة عصره، ومجدد دهره، نفعنا المولى بمعارفه، وباركَ لنا في لطائفه، آمين.
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد: فقد حظيتُ أمس بكتاب المولى وما تفضل به وأولى، فشكرت أياديه البيضاء وأضفتها إلى ما سبق له من النعماء، فجزاه الله عنَّا خير الجزاء.
وزَّعنا الإعلانات حسب أمركم على كثير من التلامذة والإخوان، ورأيت منهم ارتياحاً لاقتناء ذلك الكتاب النفيس (1)، وعسى أن يرسل طابعه عشر نسخ برسم البيع، فإن نفدت طلبنا غيرها ونرسل قيمتها. وما تفضلتم به من كساد كتب الأدب وغيرها فهو الواقع؛ ولهذا كلما عزمت على طبع كتاب أجعل اشتراكاً فيه، واكتتاباً لأسهم به، فنوزع بعده لكل على حسبه كي لا تضيق صدور أمثالنا عن انتظار رواجه أو تحمل الخسارة من جرائه، والمأمول أن هذا الكتاب يصادف رواجاً تامَّاً بعونه تعالى وعنايته، وأرجو إهداء سلامي إلى طابعه جزاه الله خيراً.
وأما إغاثة اللهفان فهي مشاركة لذلك الكتاب الذي طُبِعَ أولاً في التسمية (2)، وأما الموضوع فهو عن طلاق الغضبان خاصة، وحجمها نحو ثلاثة كراريس إلاَّ أنها من النوادر المضنون بها.
ويقول لي الشيخ الروّاف: إنها لا نظير لها، ولا في خزائن كتب نجد، ويرى أنها لا توجد إلا عندنا (3)، وكان الجد والوالد ـ قدس الله روحهما ـ يُطالعانها كثيراً، بل إني شُغفت بها من صِغَري لكثرة ما أرى الوالد ينظر فيها، وقد نسخناها وأرسلناها إلى محمد حسين ناصيف فقدَّمها للمنار فطُبِعت فيه، و حضرني منذ أيام الملزمةُ الأولى بشارةً بتمثيلها للطبع، ولا شك أن ذلك معدودٌ من حسناتكم وبركاتكم (4) فجزاكم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء والإخوان جميعاً يقبلون أناملكم، ويرجون صالح دعواتكم، والسلام.
.................................................. ........ في غرة ذي الحجة سنة 1327هـ
.................................................. ....................... الفقير
.................................................. .................... جمال الدين
__________________________
(1) يعني كتاب " غرائب الاغتراب، ونزهة الألباب في الذهاب والإقامة والإياب "، لشهاب الدين محمود أفندي الآلوسي، صاحب تفسير " روح المعاني "، وجدُّ محمود شكري الآلوسي والمرسلة إليه هذه الرسالة، وقد طبع هذا الكتاب في مطبعة الشابندر ببغداد سنة 1327هـ.
(2) يعني به " إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان"، لابن القيم، فأول عنوانه موافق لعنوان كتابه الذي تتكلم عنه هذه الرسالة. (العجمي)
(3) لكتاب " إغاثة اللهفان في حكم طلاق الغضبان " نسخة أخرى في المتحف البريطاني برقم (9219)، " تاريخ الأدب العربي لبروكلمان" (6/ 426 ـ الترجمة العربية). (العجمي)
(4) يشير الشيخ جمال الدين القاسمي إلى أن السبب في التعرف على الشيخ محمد نصيف هو محمود شكري الآلوسي، الذي كان يسعى في طبع هذه الكتب النافعة، فجزى الله الجميع خير الجزاء.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:48 م]ـ
(14)
بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي إمام عصره، وفريد دهره، نفع المولى بعلومه الأنام، وأعاد علينا من معارفه على الدوام.
أُهدي المقام الساميّ من السلام أعطره، ومن الشوق أوفره، وأرجو أن لا تنسوني من دعواتكم المرضية في الأوقات السنية، ثُمَّ قبل قدمت للسيادة كتاباً عن وصول نموذجات الشابندر، والآن رأيت تقديم هذا الكتاب لتبشير مولانا بما يسره ويسرنا.
هو أن حضرة العالم النحرير، سليل العلماء الأفاضل السيد محمد المكي بن عزوز التونسي (1) نزيل الأستانة كان من أشداء المتعصبين للجهميين والقبوريين، ثم بصّره الله تعالى الحق فاعتنقه، وأصبح يدافع عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الفاضل لشهرة بيته ونباهة أمره يُعدُّ بألوف، وقد هاجر من نحو اثني عشر عاماً من تونس إلى الأستانة، وكان رد على الصيادي (2) في تأليف سماه: "السيف الرباني في الرد على القرماني"
، والقارماني اسم بلا مسمى انتحله الصيادي، وعزا له كتاباً لفقه على عادته ـ عليه ما يستحق في الافتراء والاختلاق ـ، وكان أعظم حائل على أماني السيَّد ابن عزوز، ثم إن الأستاذ الكبير صفينا البيطار لما زار الأستانة هذا العام مع الوفد الدمشقي زار السيد وجرَّ البحث إلى مسائل سلفية، ثم إن الأستاذ كاتبه من شهر فأجابه الآن بجواب نقلت محل الشاهد منه، وأشرت إلى طالب عندنا فنقل صورة ما نقلته وترونه طي هذا الكتاب (3). وإذا كان لمولانا أيده الله أصدقاء في الآستانة يكاتبهم فلا بأس بمكاتبة السيد المنوَّه به، وإني في هذا البريد سأكتب له بما أرسلت لفضيلتكم من كلامه، وأُعرفه بسامي مقامكم، عساه يزداد بصيرة ونوراً، فالحمد لله على توفيق هذا السيد وهدايته لما هُدي له.
هذا وقد زراني في هذا العيد صديقنا الشيخ مصطفى الغلايييني (4)، صاحب مجلة " النبراس "، وجرَّ الحديث إلى ما ألفه النبهاني جديداً من كتابه المسمى " جواهر البحار في فضل المختار" (5)، وذكره منامات ابنته عائشة له، وتسميته إياها بالمبشرات؛ فقال الغلاييني: لو أنَّا نرد عليه بمثل ما يستدل لذكرنا مناماً لأحد صالحي بيروت، بل من لا يختلف أحد منهم في صلاحه، وهو: أنه رأى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال له: إني لست براض عن النبهاني، أو بمعناه.
ثم زراني أحد الكامليين، وكان سبق له وظيفة في بيروت، فسمى لي الرجل وأنه حسن فتح الله، وقد وعدني هذا الكامل بأن يذكر لي ترجمة حال النبهاني الصحيحة التي يعلمها، وأنه يستقدمها لنا ونقدمها للسيادة.
وقد بلغني أن الحاج مقبل الذكير كان طبع هو و الشيخ قاسم بن ثاني كتباً وقفاً منها:
" المقنع " (6)، ومنها " الدين الخالص " (7)، وغيرهما، ومن الغريب أن لم نتحف بشيء منها، فإن كان لهما وكيل أو صديق يكتابهما أو سيادة مولانا، فالمأمول إرسال صندوق منها للشام. وقد كان السناني ـ عليه الرحمة ـ كتب إلى الحاج مقبل على إثر طبعه " شرح الإقناع" (8) بإرسال صندوق منه فوفى ووزع على من انتفع به الانتفاع التام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
.................................................. ............ في 20 ذي الحجة 1327هـ
.................................................. ........................ الفقير
.................................................. ................. جمال الدين القاسمي
# اطلعت على رسالة بخط العلامة الفاضل محمد السيد محمد المكي بن عزوز التونسي نزيل الآستانة الآن، ضمن كتاب راسل به الأستاذ العلامة الشيخ عبد الرازق البيطار، وهذا نص رسالته:
كتبتُ إلى حبيب لي في المدينة المنورة ما نصه: سؤال خصوصي: أخبرني بإنصاف، واعلم أنك مسؤول في عرصات القيامة عن ذلك، أخبرني عن الوهابية الذين ترون: معاملاتهم، وحالتهم مع السنة، والحضرة النبوية، فأنا إلى الآن ما اجتمعت بوهابي، وقد تناقضت عندي المسموعات بالأذن والمرئيات في الكتب بالأعين؟ وبيان التناقض نقرِّره لك يا حبيب لتعرف كيف تجيبني، فإن المقام خطير: بعض الناس يقولون: الوهابية يحقرون المقام النبوي، ولا يرون فرقاً بينه وبين بقعة خالية في الأرض، ويقولون لمن شرب الدخان أشركت بالله، وهذا لا معنى له، ويضللون من أثنى على رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنارة، ويكفرون من زار قبراً ودعا الله عنده ويستحلون دمه.
وهؤلاء القادحون فيهم يقولون على سبيل القدح: هم تابعون ابن تيمية أحمد تقي الدين، فهنا جاء التناقض، فإن ابن تيمية إمام في السنة كبير، وطود عظيم من أطواد العرفان، حافظ للسنة النبوية، ومذهب السلف، يذب عن الدين، ويقمع المارقين؛ كالمعتزلة والقدرية، والرافضة والجهمية، ما فارق سبيل الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة قيد أنملة، وإن كان حنبلياً في الفروع، فهو في أصول الدين جامع لمذاهب الأربعة الأئمة، والأربعة الخلفاء الراشدين ومن سلك سبيلهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن كان الوهابية حقيقة على منهج ابن تيمية وابن القيم ونحوهما من فقهاء الحنابلة السنية فهم أسعد الناس بالشريعة؛ لأن ابن تيمية وأصحابه لم يُسيء القول فيهم إلا القاصرون عن درجاتهم، علماً وتحقيقاً، والراسخون في العلم شهدوا بعلو مكانتهم. وإن كان الوهابية مُتَّصفين بالصفات الذميمة المشار إليها أولاً، فأول خصم لهم ابن تيمية ونظراؤه من أئمة الحنابلة، فليسوا بتابعيهم. وبعض الناس يقولون: الوهابية هم القائمون بالسنة، المتجنبون للبدع، المتبعون للحديث الشريف، وعلى مذهب أحمد بن حنبل وطريقة السلف في الاعتقاد. وقد كنت طالعت الرسائل المؤلفة من محمد بن عبدالوهاب وأصحابه، ورأيت ما كتبه الجبرتي في "تاريخه" من عقائدهم وسيرتهم، فما هي إلا طريق السنة ليس فيها ما يُنكر. ورأيت رسائل القادحين فيهم ينسبون لهم الدواهي والعظائم، والوهابية ينفون ذلك عن أنفسهم، لا يحتجون لحسن تلك القبائح. تنبه للفرق بين قول المتنصل مما نُسب إليه وقول محسِّن ما نُسبَ إليه: فالأول منسلخ من اعتقاد ذلك وفعله، معترفٌ بقبحه، مكذب لمن وصفه به. والثاني معترف باتصافه. تأمل هذه النقطة، وفي الحقيقة: (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تُسئلون عما كانوا يعملون).
فأنا أسألك عن الوهابية الحاضرين في عصرنا، فإن رجلاً أخبرني أنهم يكونون مقيمين في المدينة، ويأتون إلى المسجد ولا يقفون على القبر الشريف يسلمون عليه وعلى الصاحبين ونحو ذلك، فإن صح هذا فما أشبه هذا الجفاء بالعداوة لصاحب القبر الشريف. فأريد منك أن تجتمع بفلان وفلان في محل لا رابع لكم إلا الله، فإن زدتم آخر تعرفونه مثلكم فيما ألاحظه منكم، فذلك عُهدته عليكم، وتقرأون كتابي هذا بتأمل، وتجيبونني بما تحصَّل لكم، ذاكرين قوله تعالى: (وإذا قلتم فاعدوا). واعملوا أن من البلايا المتسلطة على الدين وإيمان المسلمين أنه صار الذي يصدع بالحديث النبوي الصحيح مقدماً له على عصارة المتفقهين يقال له: أنت وهابي. وأحكي لكم لطيفة: كنت سألت بعض متفقهة مكة الحنفية عن رجل أعرفه من أكبر الفضلاء قلت له: كيف حال فلان؟ فقال لي: ذلك وهابي. فقلت له: كيف وهابي؟ قال: يتبع البخاري!! فلما حكيتها للسيد عبدالرحمن الجزولي عليه الرحمة والرضوان -وأنا نزيل عنده إذ ذاك- ضحك وقال: هل البخاري شيخ الوهابية؟ وقد سمعت كثيراً من الناس يقولون: من يتبع الحديث فهو وهابي، ومن يعتقد عقيدة السلف فهو وهابي، فقلت لهم: أنا لا أعرف الوهابية، وكلامكم يدل على أنهم سنيون صرفاً؛ فقد مدحتموهم مدحاً كبيراً من حيث قدحتم فيهم، نتمنى أن يكون مقلدة المذاهب كلهم هكذا إن كنتم صادقين فيما تقولون، لكن الجاهل يهرف بما لا يعرف، ولذلك يقال له (سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين)، وقال تعالى: (وأعرض عن الجاهلين). وليكن جوابكم بما شاهدتموه لا بما ينقله المغفلون والأعداء المتعصبون، هدانا الله وإياكم للقول السديد.انتهى كلامه
وما أشرتم إليه في مكتوبكم من السير على منهاج الكتاب والسنة وعقيدة السلف، فأنفث نفثة مصدور مغتم القلب بما يرى ويسمع من قلب حقائق الأمور. أنتم منَّ الله عليكم بجلساء موافقين لمشربكم في التماس الحقائق، والتزام أقوم الطرائق، ذوق وإنصاف، واتصاف بأجمل الأوصاف، كرفقائكم الذين شرَّفوا منزلنا وأكرمونا بتلك الأخلاق الكريمة، وكالأستاذ الجمال القاسمي وغيرهم ممن لم نحظ برؤيتهم فبلِّغوهم سلامي، وخلوص غرامي، وأما الحقير هنا -أي في الأستانة- فكما قال القائل:
ما أكثر الناس لا بل ما أقلَّهم ... الله يعلم أني لم أقل فندا
إني لأفتح عيني حين أفتحها ... على كثير ولكن لا أرى أحداً
فلا أجد من أطارحه مسائل العلم الصحيح؛ لأن الناس بالنظر إلى هذا المقام على قسمين:
جاهل لم يزاول العلم أصلاً، فهو لا يفقه ما نقول، وحسبه إن سأل أن أجيبه بزبدة الحكم، وهو أحب إليَّ ممن عرف بعض العلم إن لم يفتنه فاتن؛ لأنه وإن لم أستفد منه مذاكرة تُفكِّه عقلي، وتنقح نقلي، فقد أفادني من الله أجراً، وقد يكون لغيره سلسبيل تلك الإفادة أجرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
والقسم الثاني: طالب علم زاول العلم فشمَّ رائحته، وجمد على ما عهد من شيخ مثله، فهذا أحسن أخلاقه أن لا يسمع لقولك ولا يتحدث بما يؤذي، وإنما قلت أحسن، لأن غيره من أهل العناد الحمقى يضللون من خالف ما اعتادوه.
سئلت مرة في مجلس: هل تجوز الاستغاثة بأولياء الله؟ فقلت: لا يستغاث إلا بالله. وفي المجلس شيخ كبير ممن يعاني تدريس العلم عارضني بأنه يجوز، فقلت له: ما دليلك؟ فقام مغضباً قائلاً وهو ذاهب: دليلي قول اللقاني (9):
وأثبتن للأوليا الكرامه ... ومن نفاها فانبذن كلامه
فانظروا الدليل وتنزيله على الاعتراض، هؤلاء لا يفرقون بين معنى الاستغاثة، ومعنى الكرامة، وهو من الضروريات.
ومما أتعجب منه وأتأسف، ما رأيته في نتائج مخالطاتي لأهل العلم ومناظراتي ومذاكراتي: أني أجد الشبان والطلبة الصغار أقرب قبولاً للحق، وذوقاً للصواب، وسروراً بالدليل من الشيوخ، وأكثر الشيوخ جامدون على ما ألفوه، ومن أحبارهم ورهبانهم عرفوه، ولا أدري: هل ذلك لطول قعودهم في أرض التقليد صاروا كمن دُقت له أوتاد والتحمت تلك الأوتاد بالأرض، فلا يستطيعون النهوض منها؟ أم لأن غالب الشيوخ أكبر مني سناً؟ فهم يأنفون من أن يستفيدوا ممن هو أصغر منهم؟ أم كيف الحال؟
وعلى كل حال أتذكر عند ذلك قول الشاعر:
إن الغصون إذا قوَّمتها اعتدلت * ولن تلين إذا كانت من الخشب
وإني أحمد الله تعالى على أن أنقذني من أسر التقليد، وصرت إذا رأيت تعنتهم واتخاذهم أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله أتلو قوله تعالى مذكراً لنفسي آلاء الله: (كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم)، لأني كنت أرى قول فقيه: المعتمد كذا، أو استظهر شيخنا كذا، كأنه بين دفَّتي المصحف، والله بل آكد "أستغفر الله"؛ لأني أقول: الآية لا أفهمها مثله، ونظن كل كلمة قالها مالكي فهي من مقولات مالك أو حنفي فأبو حنيفة أو شافعي ... إلخ والخروج عن الأربعة كالكفر ولو أيده ألف حديث.
والحمدلله الذي عافانا مع بقاء احترامهم ومحبتهم في قلوبنا.
وأخبركم أني لما بدأت في الاستضاءة بنور الحديث ووزن خلافات الأئمة والفقهاء بالأدلة، وصرت أصلي بالقبض والرفع ... (10) إلخ، وذلك سنة ست عشرة وثلاثمائة وألف، ألقي لي في المنام قوله تعالى: (سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله)، وقمت بها من المنام على لساني. ولا تنسونا من الدعاء، ودمتم بخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
.................................................. ................ في ذي الحجة سنة 1327 .................................................. ..................... حافظ ودكم
.................................................. ............ محمد المكي بن عزوز التونسي.
_________________________
(1) توفي الشيخ محمد المكي بن مصطفى عزوز سنة 1334هـ، ولمزيد معرفة ترجمته؛ انظر: "محمد المكي بن عزوز، حياته وآثاره" لعلي الرضا الحسيني، ط. دار الحسينية بدمشق.
(2) أبو الهدى الصيادي الرفاعي المتوفي سنة (1327هـ).
(3) سيرد ذكره بعد هذه الرسالة مباشرة.
(4) هو الشيخ مصطفى بن محمد الغلاييني، عالم مصلح، من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق، له مؤلفات، تولى رئاسة المجلس العلمي ببيروت، توفي سنة (1364هـ). انظر ترجمته في: " الأعلام للزركلي" (7/ 244)، و "مجلة المجمع العلمي العربي " (20/ 190)، و " علماؤنا" لكامل الداعوق (ص 134).
(5) طبع هذا الكتاب في بيروت سنة 1327 هـ. " معجم المطبوعات العربية" (2/ 1839).
(6) لابن قدامة.
(7) لصديق حسن خان.
(8) هو "كشاف القناع عن متن الإقناع"، للبهوتي.
(9) هو إبراهيم بن إبراهيم اللقاني المتوفى سنة (1041هـ) صاحب جوهرة التوحيد، وهذا البيت منها؛ انظر ترجمته في:" خلاصة الأثر " للمحبي (1/ 6).
(10) ألف العلاَّمة ابن عزوز رسالة في ذلك بعنوان " هيئة الناسك في أن القبض في الصلاة مذهب من مذهب مالك"، وقد طبعت هذه الرسالة ضمن رسائل ابن عزوز المطبوعة بعناية علي رضا التونسي سنة 1404هـ بدمشق.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:49 م]ـ
(15)
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَعُ)
(/)
سيدي الفاضل، ومن لا يطاوله في الكمالات مطاول، علاَّمة عصره، وأستاذ الكل في مصره، الإمام الهمام، بل فخر دمشق الشام، حضرة السيد جمال الدين القاسمي أفاض الله تعالى علومه على الأنام.
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته:
أمَّا بعد:
فقد تلقيت أيها المولى كتابكم الكريم بيد الفخار، وكررت ما انطوى عليه
من الآيات البيانات آناء الليل وأطراف النهار، وشكرت الله تعالى على ما انطوى عليه من بشائر السلامة، وما حواه من انتشار كتب السنن النبوية التي أتعب لها أقدامه، وأشغل بها أقلامه.
فالحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، وجزاه عنا خير الجزاء {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات} [إبراهيم: 48].
وقد تم بحمد الله
منذ أيامٍ طُبع: " غرائب الاغتراب ونُزهة الألباب" وها نحن قد قدمنا منه نسخة لذلك الجناب، تصله ـ إن شاء الله ـ بهذا البريد، وهو من السِّلامة كما نود ونريد، وقد أخبرت الشابندر (1)، بما أمر السِّيد وأخبر، أنَّه ـ أدام الله مجده ـ لا يعمل بما عنده، والمرجو من تلك الحضرة العلية دوام التحري على الكتب السلفية، والسعي في نشرها بين العالمين، {ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين} [فصلت: 33].
والمسترحم عرض تحياتي على جميع الآل والأصحاب الكرام، وعليكم منَّا ألف تحية وسلام،
ما رنحت عذبات البان ريح صباً *-*-*-* وأطرب العيس حادي العيس بالنغم
.................................................. ............ 23 ذي الحجة سنة 1327هـ
.................................................. .................... الفقير إليه تعالى
.................................................. ................ محمود شكري الآلوسي،
____________________________
(1) هو: محمود جلبي بن محمد سعيد الشابندر ـ أحد أقارب الآلوسي صاحب هذه الرسالة من جهة والدته ـ، وله دور في مؤازرة الحركة العلمية ببغداد، وأنشأ مطبعة عرفت بمطبعة الشابندر، ونشر فيها ذخائر من الكتب الأدبية والتاريخية
بإشارة من العلاَّمة الآلوسي؛ (محمود شكري الآلوسي وآرؤه اللغوية، للعلاَّمة محمد بهجة الأثري ص 48).
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:49 م]ـ
(16)
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى حضرة نور حدقة السلالة الهاشمية، ونور دوحة الحديقة العلوية، إمام العلم والعمل، ومقتدى السالكين إلى الله عزَّ وجل، المجلى بسطور طروسه غيوم همى وغمى، جناب الأفخم السيد جمال الدين القاسميّ.
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمَّا بعد:
فقد تشرفت بكتابكم الكريم، ووقفت على ما حواه من البشائر فالحمد لله على نعمه، و الشكر له على جزيل إحسانه وكرمه.
وقد سرني ما كان من المراسلة بين السيد محمد المكي والسلفيين في دمشق.
وهذا الرجل أعرفه منذ عدة سنين فإن كتابه "السيف الرباني " (1) لما طُبع في حضرة تونس أرسل منه لنقيب بغداد عدداً كثيراً من نسخه، فأعطاني النقيب يومئذٍ نسخة منه، فطلعتها فرأيت الرجل من الأفاضل، غير أنَّه لم يقف على الحقائق، فلذلك استحكمت الخرافات في ذهنه فتكلم على السلفيين، وصحح بعض الأكاذيب التي يتعلق بها مبتدعة الصوفية وغير ذلك من تجويز الاستغاثة، والتوسل بغير الله، وإثبات التصرف لمن يعتقد الولاية، والاستدلال بهذيان ابن دحلان (2)، ونحوه ...
كما ترى بعضاً من ذلك في الورقة المنقولة عن كتابه.
فأرسلت له كتاب " منهاج التأسيس" مع التتمة المُسماة: " بفتح الرحمن " (
3)، وذلك سنة اثني عشرة وثلاثمائة وألف، وكان إذْ ذلك في تونس لم يهاجر بعد، ولم أعلمه بالمرسل، ويخطر لي أني كتبت له كتاباً أيضاً التمست منه أن يطالع الكتاب كله مع التمسك بالإنصاف، ولم أذكر اسمي ولا ختمته بختمي، وأرسلت كل ذلك إليه مع البريد الإنكليزي.
وبعد ذلك بمدة هاجر إلى القسطنطينية، وكان يجتمع كثيراً مع ابن العك عليّ أفندي (4)، ويسأله عن كتب الشيخين ويتشوق إليها.
وقد اجتمع به ابن العم في هذا السفر الأخير، وأخبرني عنه أنه الآن تمذهب بمذهب السلف قولاً وفعلاً، وأصبح يجادل أعداءه ويخاصم عنه.
ولم يزل يتحفني بسلامه، ويتفضل علي بالتفاته، فلا حاجة إلى أن تكتبوا له على المخابرة مع مخلصكم، فإنه لم يزل يجتمع مع ابن العم ويعرفنا ونعرفه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد وردني كتاب في هذه الأيام مؤرخ في 18 ذي القعدة من فاس، بإمضاء عبد الحفيظ بن الشيخ أبي الجمال محمد الطاهر الفهري نسباً الفاسي داراً ولقباً، السلفي عقيدةً، الأثري مذهباًَ.
هذه صورة ما كتبه، وقد ذكر في كتابه أنه من المثنين على شيخ الإسلام، ومن القادحين في الغلاة، وذكر ما ذكر في كتابه، فهل لكم علم ومعرفة بهذا الرجل؟ وهل سمعتم به؟ ومن عبارة كتابه يفهم أنه من الأفاضل، وقد استغربت جداً من مسلكه هذا مع ما نشاهده في المغاربة من الغلو المفرط في المقبوريين، هذا قبر عبد القادر في بغداد قد اتَّخذه الهنود والمغاربة وثناً يعبد من دون الله.
وقد وردني أيضاً كتاب من مقبل الذكير بتاريخ 6 ذي الحجة يقول فيه بعد الخطبة: إني في أبرك الأوقات وأسعدها تناولت بيد المحبة شقَّتكم البهية المُظهرة، لأخلاقكم الكريمة الحميدة المستوجبة لكمال المسرورية، وزيادة الممنونية، وما شرحتموه كان محموداً مشكوراً ...
إلى أن قال: وقد عرَّفنا فرج الله زكي أن يشرع بطبع الجزء الثالث من " الفتاوى"، وأن يطبع على هامشه:" التسعينية"، وكتاب " بيان الدليل في إبطال التحليل "، وقريباً ـ إن شاء الله تعالى ـ يتم طبعه ويعم نفعه، جعله الله تعالى خالصاً لوجهه الكريم.
ولا زلنا ـ بحوله تعالى ـ نتتبع ما هو أعم نفعاً ونسعى كل السعي في نشره، نسأل الله تعالى حُسن التوفيق، انتهى ما قصد نقله لكم من كلامه.
ومقصودي من نقل كلامه لكم أن أُعرفكم أن للحق أنصاراً كثيرين لا يفترون إعلاء كلمة الله، وهكذا في الهند، فلو نقلنا لكم بعض كلامه لطال وأورث السآمة والملل.
وكتب لي فرج الله أن عندهم نسخة واحدة من كتاب " التحلل" وطلب نسخة أخرى لأجل التصحيح، وفي خزانة كتب مرجان نسخة منه بخط ابن القيم، وهي مع كونها لا تخرج من المدرسة فيها نقصان كثير.
هذا، وسأحرر قريباً للشيخ مقبل ما أمرتم به ـ إن شاء الله ـ عند تحرير جواب كتابه، وسأُعرفه بكم وأحثه على مخابرتكم، كما أني أحب أن تكتبوا له كتاباً رأساً وتبينوا له أن ذلك بالتماس فلان
تعني مخلصكم، وهو يأنس بذلك وينشرخ صدره، ثُمَّ أيُّها الأخ إن تأخر جواب كتبكم فأرجو
العفو عن القصور، فلو علمت ما أنا فيه من الغوائل لقبلت عُذري، وأرجو إبلاغ دعواتي الخيرية إلى من يعزّ عليكم من الكرام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
.................................................. ................ 5 محرم 1328هـ
.................................................. ......................... العبد
.................................................. ............... محمود شكري،
* في البريد
الماضي أرسلنا لكم نسخة من كتاب " غرائب الاغتراب" ومعه عريضة، فالأمل من لطف الله تعالى أن تصلكم وأنتم بكمال السلامة.
.................................................. .......................... الفقير
.................................................. ........................... م
________________________________
(1) هو كتاب " السيف الرباني في عنق المعترض على الجيلاني " لمحمد بن مكي عزوز، طبع في تونس المطبعة الرسمية سنة 1310هـ.
(2) هو: أحمد زيني دحلان المتوفى سنة (1304)، انظر ترجمته في: " الأعلام " للزركلي (1/ 129)، كتاب " دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب"، لعبد العزيز آل عبد اللطيف (ص 51).
(3) ألَّف العلاَّمة الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ كتاباً في الرد على المدعو داود ين سليمان بن جرجيس النقشبندي
بعنوان:" منهاج التأسيس في الرد على ابن جرجيس"، وقد رد عليه رداً مفحماً، إلاَّ أنه اخترمته المنية، رحمه الله تعالى فأتمه العلاَّمة الآلوسي صاحب هذه الرسالة بكتاب عنوانه:" فتح المنان تتمة منهاج التأسيس رد صلح الإخوان"، وفرغ منه في 1306هـ، وطبعه الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني حاكم قطر في الهند سنة 1309هـ.
(4) هو الشيخ العلاَّمة علي بن العلاَّمة الشيخ نعمان الآلوسي، عالم، مشارك، توفي سنة (1340هـ)، انظر ترجمته في: " أعلام العراق "، للأثري (ص 71)، و " تاريخ علماء بغداد في القرن الرابع عشر" ليونس السامرائي (ص 503).
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:49 م]ـ
(17)
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَعُ)
(/)
سيدي علاَّمة العراق، وناشر لواء السنة في الآفاق، عالم الأُدباء، وأديب العلماء، بارك المولى لنا في حياته، ونفعنا بدوام إفادته، آمين.
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمَّا بعد:
فقد هجم أمس علينا السرور، ووفد علينا من بشير الحبور، ما يعجز عن وصفه اللسان، ويتضاءل دونه بديع البيان، كيف لا؟ وقد حمل إلينا أبدع كتاب تقر به عيون الكتاب، وتستنير الألباب، فما أحوج العلماء إلى اقتباس فوائده والتحلي بجواهر فرائده، وما أفقر الأدباء إلى ورود حياضه والتمتع بأزهار رياضه، لا جرم أنه كنزُ علم وأدب، حوى من النفائس كل أرب، قدس الله روح جامعه، وأفاض سجال الأجر على مصححه، وطابعه (1).
صادف ليلة جاءني أن كنت في صداع، وقد عَقَدَ آلي (2)، حولي الاجتماع، وأنا أقاسي من الآلام ما يمنعني عن الكلام، فلما ناولينه شقيقي بعد العشاء رأيتني وقد سرى النسيم إلى النشاط والشفاء، فغالبت نفسي، ونبهت لمطالعته قلبي وحسي، وقلت: لأتسينَّ بشيخ الإسلام الأنصاري (3)؛ فقد كان يستشفي بمطالعة العلم ومذاكرة أولي الفطنة والفهم، وبقيت أسامرهُ معظم الليل وهو يرق لي وينيلني من منادمته أعظم النيل، وقد أصبحت بحمد الله وما بي ألم، وكانت بركة الاستشفاء به من أجل النعم.
ثُمَّ سيدي نبشركم بتبرئة صديقنا محمد أفندي كرد علي، ولم يزل في باريز، ولعل " جريدة الأمة" لشقيقه (4) يصل منها شيء إلى دار السلام، فقد توجت أعدادها من أيام برحلته، وفيها من الفوائد والغرائب ما يجدد لأبناء العصر بمطالعته (5).
قلت التنسيقات الجديدة بتعيين مُدرسٍ لكل لواء وقضاء، وقد عُيِّنَ شقيقي قاسم خير الدين مدرساً لبعلبك (6)، ووعد المفتي الجديد بأنه يبقيه في دمشق بمعاشه لسروره بنباهته وذكائه، وقد انقلب حال أولئك إلى الثناء بعد أن كان هجِّيراهم نفثات البغضاء.
مولاي كان قدم دمشق الشام من أعوام السيد عبد الله الزَّواوي، أحد علماء مكة ـ شرَّفها الله ـ ووجهائها (7)، فاراً من وجه الاستبداد إلى جاوة وسنغافورة، فقدم منها زائراً بيت المقدس ودمشق ومصر، فزارنا وزرناه، ثُمَّ كاتبنا من جاوة وكاتبناه، ثم عرَّفني بالفاضل السيد محمد بن يحي بن عقيل أحد المقيمين في سنغافورة للاتجار والاشتغال بالعلم، وهو حضرمي علويٌ، إلا أنه يتشيع بغلوٍّ، مع أنه على مذهب الشَّافعي، فكان كتب لي السيد الزواوي بأنَّه يصلني من مؤلفات ابن عقيل كتاب في النقد على معاوية، هدية من مؤلفه.
فلم تمض مدة حتى حضرني من مدة ذاك الكتاب، ومعه كتاب من مؤلفه، يطلب فيه رأيي في ذلك الموضوع، ولما طالعته ورأيت مؤلفه استعمل حرية الفكر والاجتهاد المطلق في هذا الباب شكرته من هذه الجهة.
إلا أني رأيت في تأليفه مغمز لا يجوز السكوت عنها، فكتبت في الانتقاد عليه نحواً من أربع كراريس مباحث فلسفية وأثرية، ثم خجلت من إرسالها إليه استبقاء لمودته، وخيفة أن يهدم مؤلفه بالكلية؛ لأنه بمثابة النقض لبنيانه واجتثاث أصله.
ثُمَّ ألحَّ عليَّ في عدة كتابات بأنه في انتظار شديد لرأيي، وهكذا كتب لصديقي من الآستانة محمد بن عزوز الذي أرسلت لسماحتكم صورة كتابه لنكثر به جيش العلماء العصريين في مغالبة الجهمية، فاضطررت إلى إرساله، ولما يحضرني الجواب منه، ولابد أن أعلم سمحاتكم بما يرد عليّ منه.
وقد رغب محمد كرد علي على أن يقرظ كتابه في مجلة " المقتبس"، ويشفع بشيء مما انتقدت به عليه، وقد سر بما كتبت، وقال لي: كان أشار السيد رشيد في المجلة إلى الحوار معه، لكن لم يكتب شيئاً مما كتبت بل ولا ألمَّ به.
والآن بعثت لسماحتكم بنسخة منه لتتفكهوا بمطالعتها، وتروا العجب، وأرجو إفادتي عن رأيكم فيه، وأدام المولى لنا سموكم.
.................................................. ....................... حرر عجلة
.................................................. . صباح السبت 11 محرم سنة 1328هـ
.................................................. ............ جمال الدين القاسمي
______________________________
(1) هو كتاب " غرائب الاغتراب".
(2) أي أهل بيته.
(3) هو: القاضي زكريا بن محمد الأنصاري، له مؤلفات عديدة قدمٌ راسخة في حب العلم والمثابرة فيه، وقد كان في بداية أمره فقير الحال جداً، ويجوع فيخرج ليلاً ويجمع قشر البطيخ ويأكله، فسخر الله له رجلاً طحاناً تكفل له بالطعام والكسوة والكتب سنين، حتى غدا عالماً يشار إليه بالبنان، وعُمِّرَ حتى تجاوز المائة، وتوفي سنة (926هـ)، " الكواكب السائرة للغزي" (1/ 196)؛ ومقدمة تحقيق كتاب " الحدود الأنيقة"، لزكريا الأنصاري، للدكتور مازن المبارك (ص 10).
(4) جريدة الأمة، أصدرها أحمد كرد علي، وظهرت سنة 1327هـ؛ انظر: " تاريخ الصحافة العربية" لفليب دي طرازي (2/ 44).
(5) وقد جمع محمد كرد علي هذه المقالات في كتاب بعنوان:" غرائب الغرب"، وطبعت في المطبعة الرحماية بمصر، سنة 1341هـ، الطبعة الثانية.
(6) هو شقيق الشيخ جمال الدين، توفي سنة (1358هـ)، انظر ترجمته في: " آل القاسمي ونبوغهم في العلم والتحصيل" لراقمه (ص 70 ـ 90)، ط دار البشائر الإسلامية.
(7) هو مفتي الشافعية بمكة المكرمة عبد الله بن محمد صالح الزواوي، ثم الإحسائي المكي الحسني أحد مُدرسي الحرم، توفي سنة 1343هـ. " الأعلام" للزركلي (4/ 132)، و " معجم الشيوخ"، لعبد الحفيظ الفاسي (2/ 96)
، و" دروس من ماضي التعليم بالمسجد الحرام" (ص 128).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:49 م]ـ
(18)
باسمه سبحانه وبحمده
إلى سيادة معدن العلم والكمال، وروض الفضل والإفضال، إمام العراق، وكوكب الآفاق، أدام المولى سمو سيادته، وبارك لنا في محبته وإفادته.
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمَّا بعد:
فقد تشرفت بخطابكم الجليل، وحمدت المولى على دوام هذه المواصلة والتفضل بمنة المقابلة.
سرِّنا البارحة ما قرأناه على غلاف جزُ المنار الأخير من الإعلان بكتاب " إغاثة اللهفان" (1)، فالحمد لله على ما أنعم وتكرم وألهم، ونسأله سبحانه أن يوفق إخواننا لنشر أمثاله، وتعميم النفع بأشكاله، وأظن أنَّه إذا قدم منه لسيادتكم تكون لتعليقاته حظوة كبرى.
وقد اهتممت بالعناية بها جداً سيما أول تعليقة؛ فإن بعض الحشوية أراد أن يحجنا مما نعتقد؛ ذلك أنه يعلم أن كل لم يروه البخاري ففي نفسنا منه شيء، لأنا نرى أن الحديث إذا كان أصلاً من الأصول المهمة ولم يروه البخاري أو لم يشر إليه لا جرم أنه أعرض عنه لعلة فيه، وقد أشار لذلك الإمام النووي في:" شرح مقدمة مسلم " (2) فذلك الحشوي ـ وهو باصطلاحنا الآن كل مقلد متعصب جامد أو جهمي ـ كأنه يقول: إن كل ما بنى عليه الإمام ابن القيم رسالته من التمسك بحديث الإغلاق
منظور فيه، لترك البخاري تخريجه، وهو مغمز كاد يكون في محله لولا ما ألهمنا الحق من تتبع " الصحيح " في أبواب الطلاق وعثورنا على ترجمة فيه بعنوان: باب الطلاق في الإغلاق و الكره .... إلخ، فقلنا: إنَّ البخاري وإن لم يروه لكن أشار إليه، والمُشار إليه ليس كالمسكوت عنه ... إلى آخر ما جاء في التعليقة.
وعسى أن يتحفنا مولانا ببعض ملاحظته إذا رأى ما يوجب التنبيه عليه، وإني أعلم أن هذه المسألة ستفتح في باب الزيجة إصلاحاً كبيراً، لاسيما إذا ترقت الأمة، وعقدت مجمعاً من فُقهاء المذاهب لتوحيد فروع المعاملات من سائر المذاهب كما في " المجلة " (3).
والمسموع أن هذا الفكر تداول فيه مجلس الأمة إلاَّ أن لديه من المشاكل السياسة ما يحول بينه وبين ذلك الآن، وإن كنا لا نيأس منه بعدُ بحوله وقوته وتوفيقه وهدايته.
الشيخ عبد الحفيظ الفاسي كان في سنة 1323هـ كاتبني للاستجازة، وكذلك من نحو شهر راسلني بكتاب آخر فيه تسلسلاً بالدمشقيين.
وبلاد المغرب لم يزل لعلمائها حرص على الإجازات، ويرحم الله أيامها ورجالها الولعين بها، إلاَّ أن المسؤول يضطر أن يُجاري السائل في مثل هذا، والظاهر أن الرجل من أهل العلم المنورين، والذين برقت لهم بارقةُ المشرب السلفي (4)، ولعله بواسطة الكتب التي نشرت للشيخين وورثتهما حديثاً، وإلاَّ فالقطر المغربي أعظم قطر يحارب هذا المشرب ولقد طورد السيد عبد الله السنوسي (5) من فاس من نحو خمسة عشر عاماً لميله لذلك، ومدافعته عن السيد صديق حسن (6)، وكان حضر وقتئذ
وحكى لنا غرائب، والله يهدي من يشاء ويختص برحمته من يشاء.
كنت كتبت للحاج مُقبل البحراني عدة كتب وأهديته " دلائل التوحيد" بواسطة البريد، فلا أدري هل ذلك لم يصل أو لم يدر بنا، وعسى بهمتكم و اهتمامكم أن يواصلنا بكتبه، ونُخبره بنموذج مما في " الكواكب ".
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
.................................................. ....... في 28 من المحرم سنة 1328هـ
.................................................. ........................ الفقير
.................................................. ................ جمال الدين القاسمي
# كان الشيخ مقبل أرسل للمرحوم السّناني صندوقاً من الكتب لتوزيعها بطرفنا من سنين، فعسى بأمركم أن يرسل مما لديه ما يوزع على الطلبة و الإخوان.
.................................................. ...................... جمال الدين
______________________________________
(1) لازال الكلام بين القاسمي والآلوسي مستمراً على رسالة:" إغاثة اللهفان في حكم طلاق الغضبان" لابن القيم.
(2) " مقدمة النووي لشرح صحيح مسلم " (1/ 24).
(3) يعني الشيخ جمال الدين: " مجلة الأحكام العدلية "، المشتملة على المعاملات الفقهية، ومسائل الدعاوى، وأحكام القضاء التي أصدرتها الخلافة العثمانية سنة 1293هـ، وقد بُنيت على المذهب الحنفي اعتماداً على كتبه وآراء فقهائه المعتمدة.
(4) هو العلاَّمة المؤرخ النبيه المسند عبد الحفيظ بن محمد الطاهر القرشي الفهري، الفاسي المغربي المولود سنة (1296)، والمتوفى سنة (1383هـ) بالرباط، ألّف: " معجم الشيوخ " الذي دلَّ على تفننه في علم الإسناد ويقظته اللامعة ومعرفته البالغة فيه؛ انظر في: " الأعلام " للزركلي (3/ 279)، و " شجرة النور الزكية " لمخلوف (1/ 434)، و " الحر العميق " لأحمد بن الصديق (ص 240 بخط مؤلفه)
(5) هو الشيخ المطلع عبد الله بن إدريس السنوسي المغربي، كان عالماً جريئاً محارباً للخرافات، توفي سنة (1350 هـ)، " سل النصال " لعبد السلام بن سودة (8/ 3005 ـ المطبوع ضمن موسوعة أعلام المغرب).
(6) هو أبو الطيب صديق بن حسن خان القنوجي صاحب المؤلفات المشهورة، توفي سنة (1307هـ)؛ انظر ترجمته لنفسه في كتابه: " التاج المكلل " (ص 541).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:49 م]ـ
(19)
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة مولانا علاَّمة الأعلام، وحسنة الأيام، وقدوة الخلف، وبركة السلف، نفعنا المولى بمعارفه، وسرنا بلطائفه، وبارك له في الصيام، وأجزل له ثواب القيام، وأراهُ أمثال هذا الشهر سنين عديدة بالخيرات، والبركات المفيدة.
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد:
فإن الحقير كان عرَّفكم بأن كتاب ابن عقيل الذي سماه: " النصائح الكافية" شرعت في نقده؛ ذلك أن مؤلفه راسلني كثيراً، ورغب إليَّ إبداء رأيي في كتابه، فأجبته بأن لي فيه عدة أنظار لا يسوغ السكوت عنها، ثُمَّ أرسلت له النقد في البريد إلى سنغافورة فردَّه، ثُمَّ أرسل يجيب عن بعض مباحثه الأولى بما لا ينقع غلة.
ولما كان الذي عرفني بابن عقيل هو السيد عبد الله بن محمد الزواوي المكي الشهير، وهو صديق لمحبنا محمد النصيف، جرى ذكر هذا النقد في المراسلة للزواوي وللمحب، فرغبا إليَّ في إرساله للمُطالعة فأرسلته، ثُمَّ رده محبنا (1)، وطلب طبعه على نفقته في الشام، فترددت في نفسي، ثُمَّ جرأني أخي الصغير قاسم خير الدين، فتوكلت على المولى، وباشرت بطبعه، وترون نموذجاً منه بين يديكم فأرجو مطالعته، وإعلامي بما ترونه من خطأ أو سهو، ولكم الفضل.
أشار محبنا بأن نطبع منه ألفاً ففعلنا، ثُمَّ أرسل يريد أن يوزع على أهل العلم خمسون نسخة، وأن يرسل إليه البريد (250) نسخة، وأن يباع الباقي عندنا ليعود ثمنه شيء على شاطره في طبعه وهو ابن بسام، فأجبته وأرسلت له ثلاثمئة نسخة زيادة عما طلب، وأعلمته بأن رواج ذلك عندنا عسير لاسيما في بلد المؤلف، وشأن المعاصرة معلوم،
وذكرت له أن بعض إخواننا من تجار الكتب لما طبع لنا رسالى: " مجموع الأصول " (2)، و " مجموعة الخطب" (3)، قال لي: إن نَفَاقَ نسخها لم يكن إلاَّ في مصر، وما بيع في دمشق لا يذكر، والنسخ التي احتسب عندنا توزيعها لا تكفي لمعارفنا من أهل العلم والطلبة أرباب المشرب السليم في دمشق.
وقد كان صفينا العلاَّمة الشيخ طاهر الجزائري، يقول: لا ينبغي أن المؤلف ما وراء تأليفه، إذ يكفيه إنهاك قواه فيما جمعه، يقول هذا تنشيطاً لي حينما يراني أكتب ما أكتب، وتنبيهاً لمن يستهم في طبع ما نطبع أن لا نحمل عناءً آخر.
وسلامي إلى بني عمي السادة الأكارم، ولمن حوى المجلس الكامل.
.................................................. ......... في 14 رمضان سنة 1328هـ
.................................................. ............. جمال الدين القاسمي
________________________________
(1) يعني الشيخ محمد نصيف.
(2) مجموع الأصول الذي أعده الشيخ جمال الدين يشتمل على أربع مسائل:
الرسالة الأولى: لابن فورك.
والرسالة الثانية: في أصول الظاهرية لابن عربي.
ورسالة في المصالح المرسلة للطوفي، ورسالة في أصول الفقه للسيوطي، وقد طبعت في المطبعة الأدبية في بيروت سنة 1324هـ.
(3) طبعت مجموعة خطب الشيخ جمال الدين بمطبعة محمد هاشم الكتبي بدمشق سنة 1325هـ.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:50 م]ـ
(20)
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى حضرة عليم العلم، وبحر العرفان، الأستاذ العلاَّمة الشيخ جمال الدين القاسمي الدمشقي ـ صانه الله من طوارق الزمان، وحفه بنعمه الجليلة الشأن ـ.
سلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمَّا بعد:
فقد تشرفت
في هذه الأيام بكتابكم الكريم مع كتاب " نقد النصائح الكافية " (1)، فرأيته نقد ناقد بصير، وتعقيب معقب خبير، فيه شفاء الصدور، ونفثة المصدور، فبارك الله فيك، ومتع سبحانه المسلمين بدر فوائدك ولآلئك.
وفي أوائل الصيف أحب بعض الأصحاب الكرام وهو محمد بن مانع النجدي المقيم الآن ببغداد (2) أن يرد على كتاب الرافضي المسمى " بالحصون المنيعة " (3) فكتب عليه في أيام معدودات مجلداً ضخماً محص فيه الحق من الباطل، وأبرز ما فيه من الكلام العاطل، وسمى ما كتبه: " صواعق الشريعة في هدم الحصون المنيعة"، وفي عزم مؤلفه أن يرسل منه نسخة مع ابن العم الحاج على أفندي
(يُتْبَعُ)
(/)
أحد مبعوثي بغداد عند عوده إلى المجلس إلى الأخ في الله السيد رشيد رضا صاحب مجلة المنار، فلعله إن راقت لديه يطبعها ـ إن شاء الله ـ، وقد كان العزم عرضها عليكم أوَّلاً فما وفق الله، وهديتكم لنعمان الأعظمي (4) وصلته، وقريباً إليكم عريضة الشكر.
هذا، ونقدم بأيدي التعظيم أوفر التحيات إلى كافة من تحبون.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
.................................................. ................ 8 شوال سنة 1328هـ
.................................................. ........................ العبد
.................................................. ...................... محمود شكري،
* المجلد السادس والثمانون من " الكواكب " عند بعض النجديين، وقد التمسناه منه أن يعيده إلى محله فإنه أحد مجلدات النسخة الموقوفة (5)، فقال: أخاف من شر الحكومة، فقلت له: أرسله لي وأنا أوصله إلى محله، فوعدني بذلك، فإذا أنجز ما وعد أقدمه لكم لتضعوه في محله،
وذكر لي أن كثيراً من مجلداته المفقودة عند النابلسيين فليتكم كتبتم إلى أحد من تعتمدون عليه لبحث من عنده شيء من هذا الكتاب أن يعيده إلى محله حتى تعم فائدته في هذا العصر، ويحذرهم من الله تعالى ومقته.
.................................................. ............................ م
_____________________________
(1) ألَّف العلاَّمة الشيخ جمال الدين كتاباً بعنوان:" نقد النصائح الكافية" وهو رد على كتاب " النصائح الكافية لمن يتولى معاوية" لمحمد بن يحي بن عقيل، وقد طُبِعَ على نفقة الشيخ عبد العزيز البسام ومحمد نصيف، وذلك في مطبعة الفيحاء، بدمشق سنة 1328هـ.
(2) توفي العلاَّمة الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع سنة (1385هـ)؛ انظر ترجمته في:" علماء نجد" لابن بسام (6/ 100 ـ 113).
(3) هو كتاب:" الحصون المنيعة في رد ما أورده صاحب المنار في حق الشيعة "، لمؤلفه مُحسن الأمين العاملي، مطبوع في مطبعة الإصلاح بدمشق سنة 1327هـ.
(4) هو الشيخ الحاج نعمان بن أحمد الأعظمي، من تلاميذ محمود شكري الآلوسي، توفي سنة (1345هـ)، " تاريخ علماء بغداد في القرن الرابع عشر الهجري" (ص 692).
(5) يعني الموقوفة على المكتبة الظاهرية بدمشق، والكتاب هو:" الكواكب الدراري بترتيب مسند الإمام أحمد على أبواب البخاري"، لابن عروة الحنبلي.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:50 م]ـ
(21)
بسم الله الرَّحمْنِ الرَّحيمِ
سيدي ومولاي، كوكب عصره، وفريد دهره، أبقاه المولى ناصراً للسنة القويمة، داعياً إلى المحجة المستقيمة، وراثاً نبوياً، هادياً مهدياً ..
آمين
سلامٌ عليكم ورحمةُ الله وبركاته.
أمَّا بعد:
فقد بعث إليَّ صديقنا محمد أفندي بكتاب:" الفرق بين الضاد والظاء" فشكرت فضلكم، ودعوت لمؤلفه أحمد أفندي (1) بأن ينفعه المولى، وينفع به.
كان قدم من نحو شهر الأخ الأكرم السيَّد مصطفى أفندي، ونزل عند الحاج محمد البسام، فبادر للسلام عليه واغتنام بركة رؤياه، فصادفت عنده جهمياً حشوياً فما أمكن إطاله البحث والتَّساؤل
.
ثم إني انتظرت تشريفه لردِّ الزيارة فلم يفعل، ولم يحفل، فأَسِفتُ لما فاتني وفاته، هكذا أخبرني صديقنا محمد أفندي (2)، مع أنه زاره مرَّتين.
أظن أني كنت عرَّفت سماحتكم في العام الماضي بنسخنا رسالة البركوي ضمَّنها لُباب ما جاء في
" إغاثة اللهفان" (3) من آداب الزيارة وزاد عليها ما يؤيده.
وقد رغبتُ إلى صديقنا محمد حسين نصيف أن يحثَّ الأُستاذ التِلِمْسَاني على طبعها لما أعهده من حُبِه لمثل هذه الآثار التي تخدم السُنة، وتدحر البدع، ثُمَّ عرَّفني النَّصيف بأن التلمساني توجَّه إلى مصر، وصحب الرسالة، فكتبت إليه ثانياً، ولم يحضرني من التلمساني الجواب.
فأرجو أن تكتبوا إليه يحتسب طبعها في مصر؛ لأنها من خير ما ينتفع به، لاسيما وللبركوي مكانة معروفة عند أولئك.
(يُتْبَعُ)
(/)
كنت استحسنت ما وقفتُ عليه من الفتاوى في التلغراف في مسألة الصوم والفطْر، وأدرجت شيئاً من ذلك في " المقتبس" كما قرأتموه، وراقني جُرأة قاضي الإسكندرية (4) على اعتماده؛ لأن التلغراف الرسمي أو الموثوق به مما لا يختلف في أمنه التزوير، وإذا أُدخل في بعض أبواب الأقضية تيسَّر به مرافق لا تحصى، ولكن الجامدين يحولون دون كل حق قديم أو حديث، وقد أُنشِئت عندنا مجلَّة دعوها بـ " الحقائق " (5) احتسب بعض أهل اليسار الاستهام بها ومعاضدتها رداً على المصلحين، وتأييداً للجهمية والقبوريين، فأصبحت مثالاً للجمود وداعيةً للبدعة، وقد أخذ يكتب فيها من يردُّ علينا في هذه المسألة (6)، واتَّخذها أعداؤنا حلبة لسباقهم، وقد سُرَّ صديقنا محمد (7) كما سررت بظهورهم، ووضوح مقدار علمهم، ثُمَّ رأيتُ الأولى جمعَ رسالة في هذا المعنى، وقريباًَ نُمثِلها للطبع، وقد سَبِرتُ فيها نظائر فقهية للوثوق بالتلغراف الرسمي وشبهه من وجوه عديدة، وعدَّلناه بما يشبهه من أحكام التواتر، والاستفاضة، والتعامل والاستقراء والإِجماع الفعلي وغير ذلك.
وكان ارتأى الأُستاذ الأكبر الشيخ عبد الرازق أفندي البيطار أن أُرسل الرسالة بعد تبييضها إلى مشاهير البلاد لأخذ آراء إخواننا الفضلاء في هذه المسألة، وأشار بإرسالها إولاً إلى سماحتكم ثُمَّ إلى الأزهر، والحجاز وغيره، فرأيت الأمر يطول، فاكتفيت بذكر الفتاوى التي وقفت عليها في ذيل الرسالة، ومع ذلك فإن كان لسماحتكم رأي في هذه المسألة ترغبون في نشره فإني أضمّه إلى الفتاوى المذكورة، وكنتم رأيتم من كتب فيها ممن لم نقف عليه، فإني آمل الإفادة عنه، وحبَّذا
أن تتزين الرسالة بفتوى قلمكم الأنور.
كان أطلعني ابن عبد الحميد على سؤال ورغب إليَّ في الجواب عنه، وأسنده إلى أمركم العالي ثُمَّ إنه بلغني أن السؤال أُرسل إلى ابن الشطي فتوقفت بسبب أن هؤلاء لا يفتون إلا بما هو معروف في كتبهم،
فخفت من اختلاف الجواب، ونحن رأينا في هذه المسألة ما قرره شيخ الإسلام، وهذا ما ندين الله به وندعو إليه، ونجيب شفاها به دائماً أو ندل على من يعمل به (8)، وقد عددت هذا نهاية في اللطف والتنزل، وإلاَّ
فكيف يفتى ومالك في المدينة.
سيدي أحب من إخواننا الأحمديين الموسرين لديكم أن ينهضوا لطبع شيء من آثار سلفهم كـ " طبقات أبي يعلى"، و " ذيلها" لابن رجب، وبعض ما لم يطبع من آثار الشيخين، وإني لأعجب غاية العجب من تقاعسهم.
كُنَّا في الأول نشكو من عدم إمكان الطبع والنشر، فها هي وجدت مطبعة الشابندر، وأمكن للنشر فلا أقبل لهم عذراً، وعندي الآن أن خير ما يوزن به المخلص للمذهب، والمحب للمشرب هو من يسعى في نشر آثاره بكل جهده، ولولا علمنا بكثرة المثرين منهم، ووجود من يدعو للحق ويحبه، ويحب أهله لما رجونا، ولكن هم كما نسمع وفوق ما نأمل ـ إن شاء الله ـ.
الأشقاء يلثمون أناملكم، ويرجون دعواتكم، والأُستاذ الأكبر بخير يهديكم عاطر السلام، ومني السلام على الإخوان كافة.
وأرجو تقديم الرسالة لمؤلف كتاب:" فصل القضاء في الفرق بين الضاد والظاء"، وسلامي عليه، ورضي الله عنكم.
.................................................. ............ في 23 ربيع الأول 1329هـ
.................................................. ................... الفقير
.................................................. ................... جمال الدين القاسمي
# وإني أنتظر الجواب بفارغ الصبر، لاسيما في رأيكم في الفتوى عن اعتبار التلغراف في الصيام والإفطار.
.................................................. ............................ م
_________________________________
(1) هو: أحمد عزت الأعظمي البغدادي المتوفي سنة (1355هـ)، ذكره الزركلي في "الأعلام" (1/ 170)، وذكر أن من مؤلفاته: " فصل القضاء في الفرق بين الضاد والظاء"، كما ذكره معزوَّاً إليه صاحب:" معجم المطبوعات" (1/ 393)، وذكر أنه طبع سنة 1328هـ ببغداد.
(2) محمد كرد علي.
(3) يعني " إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان" لابن القيم، وهو مطبوع مشهور.
(4): الشيخ محمَّد بخيت المطيعي مفتي الدِّيار المصرية وكان إذ ذاك قاضياً في الإسكندرية له عدة مؤلفات، وتوفي سنة (1354هـ). " الأعلام" للزركلي (6/ 50).
(5) أنشئت هذه المجلة سنة (1328هـ) بدمشق، ورئيس تحريرها عبد القادر الإسكندراني؛ وانظر دراسة تحليلية لمعاداة هذه المجلة لدعاة الإصلاح وعلماء النهضة العلمية:" كتاب الإصلاح الإسلامي" لديفيد دين كومنز، ط. دار المدى للثقافة (الترجمة العربية) (ص 191).
(6) هو محمد عارف المنير الدمشقي؛ انظر: مجلة الحقائق (1/ 6/ 211 ـ 216).
(7) يعني محمد كرد علي.
(8) يعني الشيخ جمال الدين بهذا الكلام مسألة إذا طلَّق الرجل امرأته ثلاثاً بكلمة واحدة، فإنها تعتبر طلقة واحدة، وهذا الذي نصره شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية ـ رحمهما الله تعالى ـ، ويعني بابن الشطي مفتي الحنابلة بدمشق، فإنهم يفتون حسب المذهب الحنبلي في هذه المسألة، وهو وقوع الطلاق ثلاثاً؛ انظر: " سير الحاث إلى علم الطلاق الثلاث" لابن عبد الهادي (ص 21، 37).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:50 م]ـ
(22)
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى حَضْرَة فَخْرِ الأُمَّة، وتذكرة هُداة الأئمَّة، من لا يحيط بوصفِهِ نطاقُ قلمي، علاَّمة مِصْرِهِ الشيخ جمال الدين القاسميّ.
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمَّا بعد:
ففي أسعد ساعة
تشرفت بكتابكم الكريم، وحمدت الله على ما أنتم عليه من الخير.
إنَّ رسالة البركوي (1) التي في آداب الزيارة كنت رأيتها قبل أعوام مطبوعة في العاصمة مع بعض الردود على القائلين بوحدة الوجود، غير أنها مشحونة بالغلط والتحريف، فصححت النسخة على ما في " إغاثة اللهفان" (2)، وأصلحت ما كان فيها من الفساد، ثم نقلها بعض الأصحاب إلى البياض.
وكان قصدي إرسالها إلى مصر ليطبعها فرج الله على عهدته لعين ما عنَّ لكم، وهو أنها من خير ما ينتفع به ولاسيما والبركوي مقبول القول لدى الأتراك، وقوله يُؤثِّر فيهم ما لا يُؤثره غيره. ثُمَّ غفلت
عن ذلك بالكلية، والرِّسالة لصاحبنا محمد حسين (3) لا يكسل عن طبعها، ومع ذلك سأحرر للمومأ إليه عنها وعن غيرها، والفقير حرَّضه وحثَّه سابقاً على طبع كتاب " نقض أساس الرازي " وبعض تفاسير سور من القرآن لشيخ الإسلام، فاعتذر بعدم عثوره علة شيء من ذلك.
وقد ذكر لي بعض من أثق به أن " الرد على الرازي" موجود غالبه في بعض أجزاء " الكواكب الدراري"، وكذلك جملة من تفسير بعض السور حسبما حُرِّرَ في الورقة، فلو أنكم جرَّدتم كل ذلك باستئجار بعض الكُتَّاب لاستنساخه بعد بذل صاحبنا المومأ إليه ما يلزم من المصرف لعظمت منتكم على جميع من يعتني بهذا الشأن، والمقصود إفراد ذلك بالطبع ـ إن شاء الله تعالى ـ؛ فإن كل ذلك كنوزُ مخفيةٌ قد حُرِمت الأُمة من الانتفاع بها قروناً كثيرة (4).
وقد وصلت إليّ رسالتكم في " الجن " (5)، ولقد أبدع يراعكم بها وأجاد، فلا زلتم مظهر الفضائل، ولا بدع إن ظهر مثل هذا النور من أمثالكم أفاضل الشام تحقيقاً لما أخبر به الرسول ـ عليه السلام ـ (6).
وكنت قبل ذلك استفدت من مطالعتها في مجلة المقتبس ودعوت لكم ولناشره، وليتكم نشرتم معها ما ذكره شيخ الإسلام من أحكام الجن في تفسير قوله تعالى: {يا معشر الجن ..... } الآية [الأنعام: 128]. وهو في المجلد الثاني والأربعين من الكواكب نمرة (24)، ولعل الله تعالى يوفقكم لذلك ولأمثال ذلك مما يستوجب لكم الأجر الجزيل.
أما مسألة الاستفتاء عن الطلاق الثلاث فقد اتفق ذلك لبعض البغدادين، وجاؤوا للفقير مستفتين، فأخبرتهم بأقوال السلف، فطلبوا كتابة فتوى لهم بذلك فلم أفعل، لما أعلم ما عليه مبتدعة بغداد، فأشرت إليهم أن يراجعوا حضرتكم العلية لا غير، لما أعلم ما عليه آل الشطي وغيرهم، فلم أدر ما صنعوا بعد ذلك.
وأما ما ألفتموه في الاعتبار بخبر التلغراف (7) فقد أصبتم المَحَزَّ، فإنهم قد اعتمدو على خبره فيما هو أهم من ذلك، ولا يستغرب ما كان من المخالفين، فإن من أظهر سنة نبوية كان عليها السلف والأئمة عدُّوا ذلك منه من أعظم الكبائر، ولذلك قال من قال:
ورب جوهر علم لم أبوح به *-*-*-* لقيل لي: أنت ممن يَعْبُد الوثنا
وما كتبتموه في هذا الباب عين معتقدي وهو الصواب المستوجب للثواب إن شاء الله، والفقير لم يزل يحث على الأخذ بمثل ذلك (8)، ولكن الأمر كما قيل:
* ولكم أدعو ومالي سمع .... *
فباشروا بطبعها على بركة الله وتوفيقه ولا زلتم موفقين.
أحببت أن ينهض الإخوان الأحمدييون بطبع شيء من آثار السلف " كطبقات أبي يعلي"، وذيلها لابن رجب، وبعض ما لم يطبع من آثار الشيخين، ومن لا يحب ذلك، ولكم دعوت وناديت بأعلى صوت فلم يستجب لي عن ذلك المجيب، ورأيت أقرب الناس إلى الخير وأقدرهم عليه الشيخ قاسم (9)، والشيخ مقبل، ومحمد حسين نصيف، وقد كتبت لهم مراراً عن مثل ذلك فوعدوا بما يسر الله لهم الخير.
وقبل أيام طلب مني بعض المثرين النجديين استكتاب " شرح عقيدة شمس الدين الأصفهاني"، للشيخ، فاستكتبته، وصححته بكمال الجد والاجتهاد وأرسلته إليه، وقد التمست منه أن يطبع بمطبعة بولاق
، نسأله تعالى أن يسهل ذلك.
قبل هذا التمست من الأخ العلامة صاحب المقتبس الأغر (10) التفضل ببعض أجزاء مجلة السنة الماضية، فتفضل بالجزء الحادي عشر من مجلد العام.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأرجو من لطفكم أن تشتروا لنا العاشر، وتتفضلوا بإرساله من غير أن يعلم المُشار إليه، فإني لا أحب تكليفه بمثل ذلك، وقصدي تجليد المجلد، وقد تأخر لذلك.
والفقير يعزم استنساخ بعض الرسائل وتقديمها للمشار إليه غير أن الموانع والأسقام حالت دون الأماني
.
وأسترحم تقديم أزكى تحياتي لحضرته ولكافة من يعز عليكم لاسيما الأُستاذ الأعظم، والملاذ الأفخم، الإمام العلاَّمة الشيخ عبد الرازق أفندي كان الله تعالى له، وأناله من الخير أمله، وأحمد عزت أفندي يشكر فضلكم، ويسلم عليكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
.................................................. ....... في 22 ربيع الثاني سنة 1329هـ
.................................................. ...................... العبد
.................................................. ..................... محمود شكري،
_______________________________
(1) " رسالة الزيارة" لزين الدين محمد بن بير علي المشهور باسم البركوي أو باسم بيركلي أو بركلي، طبعت هذه الرسالة ضمن مجموع في مطبعة كردستان العلمية بمصر سنة 1329هـ " معجم المطبوعات العربية" لسركيس (1/ 611).
(2) ابن قيم الجوزية.
(3) يعني محمد نصيف.
(4) اهتم العلامة الآلوسي صاحب هذه الرسالة بالغاً بكتاب " نقض أساس الرازي" لشيخ الإسلام ابن تيمية
، فحاول جمع نسخه والعناية به، يقول تلميذه محمد بهجت الأثري في كتابه:" محمود شكري الآلوسي وآراؤه اللغوية" من ضمن كلام له (ص126): " أذكر أوَّل ما أذكر منها قصة نقض أساس التقديس"، من تأليف تقي الدين أحمد بن تيمية الحراني الدمشقي الإمام المجدد
المشهور، وهو كتاب عظيم حقاً ينقض به ابن تيمية كتاب أساس التقديس لفخر الدين الرازي العالم الكلامي المشهور. وقد تسامع الآلوسي بوجود بعض أجزائه في دمشق ونجد، فجدَّ في استكتابها حتى ظفر بها، ووافق وصولها إليه طلبي أخذ العلم عنه، فجعل شرطه عليَّ نسخ الكتاب وقراءته عليه، لأفيد منه الأنظار الصحيحة في العلم وأصول البحث وطرائق الجدل والاحتجاج، وكان ابن تيمية أعظم فرسان هذا الميدان في الإسلام".
وقال أيضاً: "ولما حاولت الاتصال به والأخذ عنه كلفني نسخ كتاب " نقض أساس التقديس" للإمام شيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية، وكان قد استكتب منه نحو مجلدين كبيرين وجدهما في الشام وغيرها". (أعلام العراق له ص 114).
هذا وقد طبع من هذا الكتاب الجزء الأول والثاني بتحقيق محمد عبد الرحمن بن قاسم وذلك في مطبعة الحكومة بمكة المكرمة سنة 1391هـ.
(5) هو كتاب:" مذاهب الأعراب وفلاسفة الجن " للشيخ جمال الدين القاسمي طبع أولاً في العدد (1، 2) من مجلة المقتبس التي تصدر في دمشق لرئيس تحريرها محمد كرد علي، ثم طبع مفرداً سنة 1328هـ.
(6) يعني ما ورد من أحاديث في فضائل الشام وأهلها، انظر إن شئت: " فضائل الشام ودمشق" للحافظ أبي الحسن الربعي، ط. المجمع العلمي بدمشق.
(7) هو كتاب " إرشاد الخلق إلى العمل بخبر البرق" للشيخ جمال الدين أيضاً طبع في مطبعة المقتبس بدمشق سنة 1329هـ، كما أن القاسمي ألحق به رسالة أخرى بعنوان:" فتاوى الأشراف في العمل بفتاوى التلغراف".
(8) من قول الآلوسي:" وأما ما ألفتموه ..... " إلى هنا، ذكره القاسمي في ملحق رسالته السابقة، وهي:" فتاوى الأشراف في العمل بالتلغراف". (ص 98).
(9) هو ابن ثاني حاكم قطر.
(10) يعني محمد كرد علي.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:50 م]ـ
(23)
بسم الله الرحمن الرحيم
كتابي إلى حضرة فخر الأمة، وتذكرة السادة الأئمة، مُقتدى الإسلام، وعلاَّمة دمشق الشام، جناب الشيخ جمال الدين أفندي القاسمي لا زال جمالاً للعلماء الأعلام.
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمَّا بعد:
فقد تشرَّفت بكتابكم، وابتهجت بما حواه من بشائر سلامتكم، وقد
كنت اطلعت على كتاب:" الفتوى في الإسلام" لما طبع في مجلة " المقتبس" (1) فرأيته مشحوناً مملوءاً من غرر العوائد، كأنه سبيكة عسجد أو در منضد، ولكن أين السامع والمصغي؟! جزاكم الله عن المسلمين خيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد طبع قبل أيام رسالة للشيخ عبد العزيز الكويتي في مسألة تستر النساء (2)، وهو ممن يكاتبني وأكاتبه من تجار الكويت، فكتبت له أن يكاتبكم على الدوام، فأجابني أن البريد من الكويت إلى البلاد غير منتظم، وأعتذر عما أشرت به عليه، وكان قد أعطاني أخوه لما كان في بغداد بعض النسخ من هذه الرسالة، فقدمت لذلك الجناب (3) نسخ، منها نسخة لمنشيء مجلة المقتبس الفاضل الهمام، وقد كتبت لمصنفها ألاَّ يتأخر عن مكاتبتكم ومخابرتكم بواسطة بريد البصرة فلم يردني الجواب، وإذا كاتبكم فاذكروا له ما في خزانة دمشق من كتب الشيخ، فلعله يسعى في نشرها فإنه من أهل الثروة و الرغبة في العلم.
وكنت كتبت مثل ذلك للشيخ مقبل الذكير، وأوصيت بعض المترددين أن يحثه على مكاتبتكم، وأرى أن تكتبوا له كتاباً وتذكروا له ما في الخزانة (3) من كتب الشيخ التي لم تطبع؛ فإنه أسخى العرب وأكثرهم رغبةً في نشر كتب الشيخ، وتُبينوا له أن الذي رغبكم على مكاتبته فلان فيمتليء سروراً بذلك لمزيد محبته في العلم وأهله.
وإذا أمكنكم ذكر أسماء الكتب الموجودة في الخزانة فنورٌ على نور، والحاصل أنكم ابتدؤه، بالمكاتبة، وإن لم يبدأكم، والعنوان هكذا إلى البحرين، والحاصل أنكم مقبل الذُكَيْر من أعيان التجار الكرام.
كما أنكم تذكرون له عنوانكم ليكتبوه على ظرف كتابكم، وإن شئتم أن تكتبوا للشيخ قاسم بن ثاني أمير قطر السلفي الشهير فاكتبوا له بواسطة الشيخ مقبل فإنه شريكه في التجارة، والكتب التي تطبع مصرفها من الشيخين.
ولقد أسفت على وفاة الشيخ مصطفى الحلاق (4) تغمَّده الله برحمته وأسكنه فسيح جناته، ومن اليقين عندي أن الله سبحانه يقيض من ينصر الحق في كل عصر وزمان، ولا تزال طائفة من الأُمة ظاهرين على الحق حتى يأتي أمر الله. على أن مثل لسان المرحوم (5) المشار إليه أو لسان ابن حزم لا يكفي، ويصد أهل الغيّ عن غيّهم لسانٌ، بل الذي يردعهم سيفُ الحجَّاج ووخز السِّنان.
كُلّ قَوْمٍ لهم نذيرٌ ولكن *-*-*-* خُلِقَ السَّيْفُ للئيمٍ نذيراً
ولابد أنكم سمعتم قول حسان بن ثابت ـ رضيَ الله عنه ـ:
دعا المصطفى دهراً بمكة لم يجب *-*-*-* وقد لان منه جانب وخطاب
فلما دعا والسيف صلت بكفه *-*-*-* له أسلموا واستسلموا وأنابوا
أمَّا " تاريخ نجد " (6) فلم يطبع منه غير الجزء الأول بطبع رديء، ولا أظن أن الجزء الثاني يُطبع، طابعه كذَّابٌ أشر، على أن الكتاب قشور لا لب فيها، وقد أُلِّفت عدة تواريخ في نجد كلها أحسن مما طُبِعَ.
هذا ونُهدي السَّلام إلى كافَّة من تحبون
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
.................................................. .............. غرة شعبان سنة 1329هـ
.................................................. .................. الفقير إليه تعالى
.................................................. ..................... محمود شكري،
# كتاب " الطريقة المثلي" (7) الذي تفضلتم به قبل وصل، ونشكر متوان فضلكم جزاكم الله عنَّا خيراً.
.................................................. ............................. م
_________________________________
(1) نشر هذا الكتاب في مجلة " المقتبس" سنة 1329هـ، ثم طبع مستقلاً.
(2) هي رسالة: " تحذير المسلمين عن اتباع غير سبيل المؤمنين" للشيخ عبد العزيز الراشيد البداح صاحب كتاب:" تاريخ الكويت" المتوفى سنة (1356هـ)، وقد طبعت هذه الرسالة في مطبعة دار السلام ببغداد سنة 1329هـ.
(3) يعني دار الكتب الظاهرية.
(4) هو الشيخ مصطفى بن علي الحلاق، عالم أثري من أصدقاء القاسمي، توفي سنة (1329هـ)، ترجمته في:" تعطير المشام في مآثر دمشق الشام" للقاسمي (3/ 25).
(5) يعني الشيخ مصطفى الحلاق؛ فإنه كان ـ رحمه الله ـ شديداً في الحق لا يحابي ولا يجامل فيه.
(6) هو:" عنوان المجد" لعثمان بن بشر، وقد طبع الجزء الأول منه للمّرة الأولى في بغداد سنة 1328هـ.
(7) " الطريقة المثلى
في الإرشاد إلى ترك التقليد" لصديق حسن خان، طبع في الآستانة سنة 1296هـ. " معجم المطبوعات العربية" (2/ 1203).
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:51 م]ـ
(24)
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَعُ)
(/)
سماحة مولانا، ناصر السلف، قدوة أكابر الخلف، نفعنا المولى بإفاداته، وبارك لنا بإرشادته، آمين.
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمَّا بعد:
فإن الفقير حظي من مدة بمراسلات المولى التي تفضل بإهدائها، فَشَكَرَ الله لُطفه وفضله، وذكراه لمخلصه وخليله، أما أولئك الذي يَتَطَفَلَّون
على التآليف فيكفيهم ما يرونه الآن من ضحك العقلاء عليهم، والهُزء بهم، وزهادة أكثر مُريديهم في الحقيقة فيهم، فيكف بما سيأتي من الزمان، وبغير مريديهم؟ وا أسفاه على ضيعة الطُّروس، والتعب في صف السطور، وذهاب ما بذل في نشرها من سُدى، نعوذ بالله من ضلال الأحلام والأعمال، وزعم السيء حسناً ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أرسل من أيام الأستاذ التِلِمْسَاني يُبَشِرني بتمام طبع المجموعة (1) التي منها رسالة البركوي التي عنيت بتصحيحها، وكنت حذفت اسمي من عنوان التصحيح التي نقل في طبعها في الطُرَّةِ عن خطي تباعداً أن يكون لنا يد في نشرها فتنال حظوة أعلى.
ثُمَّ سيدي ظفرت
في هذه الأيام بمجموعة في خزانة أصدقائنا بني الشطِّي أعارنيها جميل أفندي الشطي من الأدباء المتنورين الملازمي بعض دروسنا ومجامعنا (2) وجدتها محتوية على:" قاعدة في أنَّ جنس فعل المأمور به أعظم من جنس ترك المنهي عنه " (3) في نحو ثلاث كراريس لشيخ الإسلام، وعلى:" مختصر رد الشيخ على البكري" في نحو عشر كراريس، مأخوذ عن تاريخ ابن كثير، لأن عنوانه: قال ابن كثير في:" تاريخه" ثُمَّ ذَكَرَ ترجمة البكري و الرد عليه.
وعلى فتوى الشيخ في:" مسألة الذبائح" (4)، وعلى:" فضل طواف الحائض، والجنب، والمُحدِث" (5)، للشيخ، منقول عن خط ابن القيم في ستة كراريس.
رأيت أهم ذلك ردّه ـ رحمه الله ـ على البكريّ، فهل يوجد الأصل بتمامه عندكم أو عند أحد؟ فإن كان فأرى من الضروري أن يطبع على حدة (6)، وأن يشوَّق لذلك من ترون من السلفيين، وأرى إذا طبع أن يطبع بقطع النصف بحرف رقيق ليخف حمله ويستصحب.
وأمَّا طبع مثله بحرف الشيخ فرج الله فمضيع له، ولذلك تأسفت على طبع مجموعة الرسائل الجديدة بالحرف الكبير لاسيما بذاك الحجم، نعم يحسن هذا القطع بمثل:" فتاوى الشيخ".
أمَّا الرسائل
وما يراد تبادل الأيدي له، وتسهيل الوقوف عليه فيجدر أن يكون بقطع صغير وحفر مثله، وحبَّذا أن يوفق في العراق من يحتسب هذا الخير فيطبعه عندكم بمطبعة الشابندر وحرفه، ويقوم سيادة مولانا على تصحيحه.
حضر في رمضان الشيخ قاسم آل إبراهيم إلى الشام فذهبت بصحبة الأستاذ الكبير الشيخ عبد الرازق البيطار ومعنا صديقنا محمد أفندي كرد علي للسلام عليه، وكانت المذاكرة في رحلته، ففاتحته فيما جد في (بمبي) بلده من مطبوعات السلف، فما فقه المرام، فأحجمت عن الاسترسال وظننته يحرص على الاجتماع ثانية لأفاتحه، وإلى الآن لم أره ثانية.
والفقير ليس ـ بحمد الله ـ من مشربي الحرص على السعي لمثل هؤلاء؛ لأنه تعالى ولله الحمد والمنة زَهَّدني وسَلفي (7) من إكبارهم، ولذا ينقم علينا وجهاء الشام انقباضنا عنهم إلا من كان على مشربنا، وقليل ما هم، لما يرون من اندفاع غيرنا على رحابهم، إلاَّ أني رأيت السيد رشيد
رضا نوَّه به في المنار، فظننت أنه يرجع لعلم، ولو كان عندنا في الشام أمثال المرحوم السناني أو الروَّاف لربما كان يتوهم فيه دلالته على مثل هذا المجموع الذي نوهت به يطبع على نفقته؛ لأن الرجل على ما بلغني سمح، إلاَّ أنَّ أمثالنا لا يمكنه القيام بذلك، ولم يسبق أن تعرَّف به، ولا ثمة مُعرِّف.
كتاب:" التلغراف" على وشك تمام الطبع، وقد آثرت من كتاب مولانا في مسألة التلغراف جملة جعلتها ـ مع أخواتها مما روسلت به في المسألة من الأعلام ـ مسك الختام
.................................................. .......... في 12 شوال سنة 1329هـ
.................................................. ................ جمال الدين القاسمي
_______________________________________
(1) يحتوي هذا المجموع على الرسائل والكتب التالية:
1 - الرد الوافر، لابن ناصر الدمشقي.
2 - القول الجلي في ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية، لصفي الدين البخاري.
3 - الكواكب الدرية في مناقب ابن تيمية، لمرعي الكرمي.
4 - تنبيه الغبي في الرد على المدراسي والحلبي، لأحمد بن عيسى النجدي.
5 - رسالة الزيارة، للبركوي.
6 -
عقيدة ابن قدامة المقدسي.
7 - فائدة في عد الكبائر، للحجاوي.
8 - عقيدة أهل الأثر على سبيل السؤال والجواب، لأبي الخطاب الكلواذني.
9 - ذم التأويل، لابن قدامة.
وقد طبعت بأمر الشيخ عبد القادر التِلِمْسَاني بمطبعة كُردِستان العلمية سنة (1329هـ).
(2) هو: الشيخ محمد جميل الشطي، تولى إفتاء الحنابلة، له عناية بالتاريخ والأدب، وقد أخذ عن الشيخ جمال الدين القاسمي، وله بعض مؤلفات، كما نشر بعض الآثار العلمية الحنبلية، توفي سنة (1379هـ)، انظر ترجمته لنفسه في آخر كتابه: "روض البشر في أعيان دمشق في القرن الثالث عشر" (ص 267)، و " الأعلام" للزركلي (6/ 73).
(3) ذكره الشيخ محمد بن عبد الله المعروف بابن رُشيق المغربي في:" أسماء مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية" (ص 244)، المطبوع ضمن:" الجامع لسيرة ابن تيمية".
(4) المصدر السابق.
(5) مطبوع ضمن:" فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية" (26/ 176).
(6) اعتنى العلاَّمة القاسمي بهذا الكتاب، حيث قام بنسخه تلميذه الشيخ حامد التقي، وكتب الشيخ جمال الدين بآخره:" بلغ معارضة على أصل مخطوط جيد في مكتبة الأفاضل بني الشطي، وتمت المعارضة في 25 جمادى الثانية سنة 1330هـ، وكتبه جمال الدين القاسمي"، وقد أرسل هذه المنسوخة إلى الشيخ محمد نصيف، وقد طبع الكتاب سنة 1346هـ على نفقة الملك عبد العزيز آل سعود، ثُمَّ طبع مرة أخرى على المخطوطة السابقة ومخطوطات أخرى بدار الغرباء بالمدينة، بتحقيق محمد عجال سنة 1417هـ.
(7) يعني جده ووالده.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:51 م]ـ
(25)
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى المولى الهمام، مقتدى الإسلام، ومرجع الخاص والعام، جناب الشيخ جمال الدين أفندي القاسمي ـ فسح الله في مدته، ونفع المسلمين بعلومه.
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمَّا بعد:
فقد تشرفت بكتابكم، وانشرح الصدرُ بخاطبكم، ولا زلتم بهجة للأيام، وزينة للأنام، وبركة على توالي الأعوام، أما بشارتكم بتمام طبع المجموع فقد بشرني بذلك فَرَج الله زكي قبل شهر، وطلب:" شرح الأصفهانية" ليبادر بطبعها فاستنسخها له وأرسلت بعضها والباقي قريباً أرسله، وذكر أنكم أرسلتم أيضاً، وذلك لتكون الصحة أكمل، وهذا الكتاب من أجل الكتب، ومباحثه مفيدة جداً لاسيما مباحث النبوة كما أخبر ابن القيم في " نونيته".
و " رسالة البركوي" كنت صححت منها نسخة على مبحث الزيارة.
من كتاب " إغاثة اللهفان"، فإن البركوي نقل كتابه منه، وكان القصد طبعها في بغداد، فالحمد لله على أن يسر هذا الأمل بمساعيكم الخيرية، غير أن طبعها بالحرف الجليّ غير مناسب، والفقير أكره أن أنظر بما طبع بهذا الحرف، ومن يعترض على فرج الله في ذلك يلمزه، وقد كنت أوصيت ابن نصيف أن لايطبع عنده شيئاً من الكتب، بل يطبع ببولاق كما طبع " المنهاج" غير أن الأمر كما قيل:
ولكم أدعو وما لي سامع ...
ولقد فرحت بظفركم بمجموع الشطي يسر الله تعالى لنا ولكم السعي بنشره، وطبع " نقض أساس التقديس" فإن طبعه من أهم الأمور لاسيما بعد طبع الأصل، وليتكم استخرجتم نسخةً منه، والأمل بالله أن يوفق قريباً من يقوم بأعباء طبعه وطبع "شرح العمدة"، و "رد الفلاسفة"، ورد " المنطق "وهذه الكتب المهمة من كتب الشيخ، وكتبت في ذلك لعدة أناس ممن أظن أنهم يلبون ندائي ويجيبون سؤالي وما توفيقي إلا بالله.
ولي صديق
من أفاضل المستشرقين الباريسيين جاء إلى بغداد قبل نحو خمس سنين ونزل دار في جوارنا، واسمه لويس ماسنيون له ميل عظيم للإسلام،
وأظنه مسلم في الباطن غير أن أباه من أهل الثروة
ويخاف إن أظهر الإسلام يحرم من ثروة أبيه، وهو الآن يؤلف كتاباً في الحلاج، ويجمع ما قيل فيه جرحاً وتعديلاً، وقد جمع نقولاً كثيرة فيه من جميع أقطار الأرض، فما أدري هل يوجد في دمشق بعض الرسائل في الحلاج؟ وقد كتبت له أن يكاتبكم ويراجعكم أحياناً، وهو على جانب عظيم من محاسن الأخلاق مع كونه شاباً، حتى إنه قال: إنه إلى يوم الملاقاة لم يزن ولم يشرب الخمر، ولم يفعل شيئاً محرماً في دين الإسلام، وأنَّه يكره النصارى وعوائدهم، وأعمالهم، فالمرجو أنه إن كاتبكم فأجيبوه.
وقد كتبت للشيخ علي بن سليمان النجدي (1) نزيل البصرة وهو معتمد آل إبراهيم وشيخهم ومُقتداهم أن يرغبهم على طبع المجموعة الشطية (2) وغيرها، فنرى ماذا يجيب به ـ إن شاء الله ـ.
وعندي أن طبع كتاب " نقض أساس التقديس" أهم من غيره لاسيما بعد طبع " الأساس" (3) وانتشاره، ولا شكَّ أنكم وقفتم على هذيانه، وقد كان الروَّاف كتب لي أن عنده بعض أجزاءه، فهل يمكن استكتاب ما يوجد منه في " الكوكب الدراري أم لا؟ وأي مقدار يوجد منه؟ فلعل الله تعالى ييسر طبعه وطبع " ردّ المنطق" و " الفلاسفة" و " شرح العمدة"؛ فإنها من أجل كتب الشيخ.
وقد كتبت أيضاً في ذلك إلى معتمد الشيخ مُبارك الصباح أمير الكويت أن يرغبها على طبعها، فأجابني
أنهم لم يعثروا على شيء منها، لا في نجد ولا في الهند، ولا في أقطار أخرى.
هذا وأفكار المسلمين اليوم في العراق وما جاروه في اضطراب وزلزال من حادثة الطليان خذلهم الله تعالى، ونصر المسلمين عليهم، ويُخشى على العراق أن يحل عليه ما حل على طرابلس، لاسيما وقد حدا الإبل غير حاديها، والعدوّ يتربص بنا الدوائر، ونحن ساهون لاهون.
نسأله تعالى أن يحسن العواقب.
والمرجو من ألطافكم عرض التحيات والأشواق إلى كافة من يعز عليكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
.................................................. ........ في 3 ذي القعدة سنة 1329هـ
.................................................. ............... العبد الفقير إليه تعالى
.................................................. ................... محمود شكري الآلوسي،
.................................................. ......................... عُفِيَ عنه
_______________________________
(1) هو: الشيخ علي بن سليمان بن حلوة آل يوسف التميمي النجدي، البغدادي مولداً وموطناً، أحد تلاميذ الآلوسي، له مؤلف بعنوان:" أربح البضاعة في معتقد أهل
السنة والجماعة"، توفي سنة (1337هـ). " علماء نجد" لابن بسام (5/ 195).
(2) كان عند آل الشطي مجموع يشتمل على عدة رسائل لشيخ الإسلام ابن تيمية كما أشار إلى ذلك الشيخ محمد جميل الشطي في مقدمة طبعه لـ:" مقدمة أصول التفسير" (ص2)، ط. الترقي بدمشق 1355هـ، وانظر ص 162.
(3)
" أساس التقديس" في علم الكلام لفخر الدين الرازي، طبع في مطبعة كردستان العلمية بمصر سنة 1318هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:51 م]ـ
(26)
باسمه سبحانه وبحمده
حضرة مولانا علامة الأعلام، وبقية السلف الكرام، السيد محمود شكري الآلوسي، بارك المولى بحياته، وأمتع ببقائه، آمين.
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد:
فقد قرأت مجلة " لغة العرب" بناءً على انتقال زهرة الشرفاء السيد محمد ثابت الدين إلى رحمة الله ورضوانه
والفوز بكرامته ـ إن شاء الله ـ وجنانه، فأسفت يعلم الحقُّ غاية الأسف على أُفول شمسه، ورزئنا بوحشة الفضل بعد أنسه، وكنا نؤمل به آمالاً كباراً، ولكن كان أمر الله قدراً مقدوراً، أسأله تعالى أن يهب لمولانا جزيل الأجري بجميل الصبر، وأن يحفظ أسرة فقيدنا وأنجاله وعياله، ويبقي سماحة سيدنا كوكباً لسماء هذه العائلة، ويحرس مقامه وحضراتهم من كل سوء وغائلة، ويمتع المسلمين ببقائه ودوام ارتقائه.
سيدي إن صاحب مجلة العرب (1) كان تفتضل بإهدائها إليَّ وإلى أخي صلاح الدين منذ ظهورها، وقد شكرت له هديته وتحفته، وأرسلت له من مدة نسخة من كتاب:" التلغراف"، وسررت الآن بتقديمكم العدد
المشتمل على ترجمة فقيد الأدب والشرف قدَّس الله روحه (2)، لأني سأقدمه لسماحة مولانا الشيخ عبد الرازق البيطار ليضم الترجمة إلى " تاريخه" (3).
وودت لو أن أرسل لسماحتكم عدَّة من نسخ كتاب " التلغراف"، أو أن نتعرف بأحد من تجار الكتب في بغداد لنقدم له نسخاً منها مع المحمولات التجارية، إلاَّ أنه من الأسف أن غالب من يتعاملون عندنا من تجار بغداد يغلب عليهم الجمود، فلا صلة لنا معهم، ولا أعرف أحداً منهم معرفة الصحبة والصداقة، ولعليَّ أُرسل إلى عبد اللطيف بن عبد الحميد البغدادي عندنا فأُذاكره فإني لا يتفق لي أن أراه في الأعوام إلا صدفة واتفاقاً.
وقد كنا استهمنا مع بعض الإخوان ليطبع هذا الكتاب إلاَّ أن حجمه كَبُرَ بعد، وبقى علينا لإدارة طبعه ذمة تقرب من ثلث أُجرة طبعه.
ولئن كان ما يباع منه عند تجار الكتب لايفي بالمطلوب إلاَّ أنه ربما سد ثلمة، ولقد كان يقول الشيخ طاهر الجزائري:" لما كان عندنا بدمشق: أما يكفي فُلاناً أن ينفق من زمانه وقوته لتقوية الحق ومقاومة الجمود حتى يحمل هم نفقة لإظهاره؟! فأين الإنصاف؟
وبالجملة فالحالة عندنا عجيبة جداً، والعتب كله على عدم مؤازؤة مثري السلفيين لأهل مشربهم والمستعان الله.
كتب إليَّ الشيخ فرج الله أن أُرسل إليه ما لدينا من تتمة:" شرح العقيدة
الأصفهانية" المنسوخة من الخزانة (4) ليقابلها مع ما تفضلتم بإرساله منها وقريباً نرسلها له إن شاء الله تعالى.
حضرني جواب من الشيخ مقبل الذكير وفيه شكوى مما ناله في هذه الأعوام، ونال الشيخ قاسم الثاني أمير قطر، ووعد أنه إذا آنس يسراً وحسن حالاً أن يخابرنا، ثم ذكر لي أن أعلمه إجمالاً بما يكلف طبع تلك الآثار المنوعة، فقلت له في الجواب: إن هذا لا يمكن تقديره، بل لايطبع بمقدار ما يرسل إن كثيراً أو قليلاً؛ لأن لدينا من آثار الشيخ (5) صغيراً وكبيراً، وأشرت عليه أن يرسل إذا آنس سعة مقدار مائة جنيه، وتكون المعاملة
على أصولها من أخذ الوصولات من النساخ باستيفاء أجورهم، وكذلك من مديري المطبعة، وكل ما يكلف يحفظ في دفتر مخصوص فعسى أن يتفضل المولى عليه.
يهمني الآن طبع كتاب:" الرد على البكري" وهو وإن كان أورد ابن كثير جله ولم يورده بتمامه إلاَّ أن الفرح بطبع ما وجد حتى نظفر بأصله لا يعادله شيء، والانتفاع بما فيه في هذه المدة لا يقدر قدرها، ولم أزل بانتظار من يستجيب لمولانا ممن كاتبه.
وأرجو النيابة عني في تعزية أسرة فقيدنا روَّح الله روحه ورضي عنه.
.................................................. ...... في 29 ذي الحجة سنة 1329هـ
.................................................. ................ جمال الدين القاسمي
______________________________
(1) هو أنستاس الكرملي.
(2) ترجم له كاظم الدجيلي في مجلة لغة العرب (1/ 226 ـ 233)، وهذه الترجمة المقصودة في هذه الرسالة.
(3) يعني كتابه في التراجم:" حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر"، وهو من مطبوعات المجمع العلمي العربي بدمشق سنة 1383هـ.
(4) يعني الظاهرية.
(5) يعني شيخ الإسلام ابن تيمية.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:51 م]ـ
(27)
(يُتْبَعُ)
(/)
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى حضرة شيخ الأفاضل، وقدوة الأماثل، أستاذ المعقول والمنقول، ومرشد الطالبين إلى الفروع والأصول، فخر دمشق الشام، بل وذخر حلب ودار السلام، الأخ في الله الشيخ جمال الدين القاسمي متع الله
الله المسلمين بإفاداته، ونور قلوب الموحدين بأنوار تقريراته وتحريراته.
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمَّا بعد:
فقد تلقيت اليوم كتابكم الكريم المؤرخ في أواخر ذي الحجة الحرام، وقد اشتمل على ما جبلتم عليه من المودة الحقيقية، وكدركم مما كردنا من تلك الفاجعة المقضية، ولاشك أن المودة في الله بين الإخوان تشاركم في المسرات والأحزان، وتساهمهم في حالتي الرجاء واللأواء، وطوراق الزمان، فأسأل الله تعالى أن يجزيك عني خير الجزاء، ويمتعني بحياتك مشمولةً بالنعم والآلاء، وأن لا يفقدك من أحبتك أحداً، ولا يريك سوءاً أبداً.
والمخلص الآن مشتت الفكر مشوش البال من جهة أطفال المرحوم (1)، فقد أرسلت من يجلبهم إلى وطنهم، وقبل ثلاثة أيام وصلوا ولله الحمد سالمين، وقد اشتغل فكري في تهيئة ما يستوجب راحتهم، وعمهم الآن في إسلامبول، وليس لهم من يقوم بأمرهم.
والحمد لله
على ما قدر وقضى، فإن سهام المصائب لم تزل تتوارد عليّ يميناً وشمالاً، حتى صرت للنوائب جملاً ركوباً.
ولقد أراني للرماح دريئة *-*-*-* من عن يميني مرة وشمالي
وقد، والله سئمت من الحياة والبقاء في هذه الدار، وقد أصبحت مصداقاً لقول المتنبي:
كفى بك داءاً أن ترى الموت شافياً *-*-*-* وحسب المنايا أن يكن أمانيا
ومع ما أنا عليه من البلاء فقد كلفتني الحكومة بتكاليف تشق عليَّ وليست من مسلكي، كامتحان طلبة العلوم المقيدين في بغداد وملحقاتها المطلوبين للعسكر، وحضور بعض مجالسهم؛ فضاق وقتي لذلك أشدَّ الضيق؛ وذلك علاوة على غوائل التدريس في مدرستين.
هذا، ومنشيء " مجلة العرب" أحياناً يتردد إليَّ، فإذا اجتمعت به أذكر له ما أمرتم، وسيوالي ـ إن شاء الله ـ إرسال مجلته إليكم، وهو الآن يسعى بإصلاح حروفها وورقها ليجعلها مجلة تذكر، وأسأله عما تفضلتم به عليه من أثركم الجليل، فإن وصل إليه أعرض ذلك إلى حضرة الأُستاذ.
وأما ما تفضلتم به على المخلص فقد تشرفت به، وفي العزم وضع إحدى النسختين في خزانة كتب المعارف العمومية.
وما ذكرتم عما كتب إليكم الشيخ مقبل فقد أخبرني بذلك، وسأُحَرِّرُ له الجواب على وفق ما تحبون ـ إن شاء الله ـ.
و" رد البكري" كما أنكم مهتمون بنشره كذلك الفقير، وقد كاتبت بعض علماء نجد على استنساخه فوعدوا ولم يفوا، حتى أن حفيد الشيخ محمد بن عبد الوهاب شيخ النجديين كتب لي قبل أشهر كتاباً ذكر لي فيه أن عندهم من كتب الشيخين ما ليس عند أحد، وقال: أي كتاب تريده منها فنحن نرسله إليك مع كمال المسرة.
وطلب مني بعض الكتب فأرسلتها إليه، وطلبت منه أن يستكتب لي بعض مؤلفات شيخ الإسلام ومنها " رد البكري" فلم يردني جواب إلى الآن.
وكذلك كتبت إلى حائل فإن بعض علمائها عدة نسخ فلم تسمح نفوسهم بنسخة منها، وإني لم أرَ مثل هؤلاء القوم في الشح أحداً، أصلحهم الله.
وقبل نحو شهر ورد الروَّاف صاحبكم المعهود من حائل وظفر ببعض مجلدات "الفتاوى المصرية"
ونسخ أخرى لشيخ الإسلام، فطلبت منه أن يقوفني عليها، فقال: بقيت في حائل وسترسل إلى بغداد وتصل إليك، وعلمت أن ذلك دفع منه، ورأيت عنده " الإشارات الإلهية" (2) للطوفي وهو كتاب غريب في بابه، وقد سافر إلى حلب في أواسط ذي الحجة، وقصده السفر إلى مصر لأجل طبعه.
وقد عرضت لكم سابقاً إني كتبت لبعض أصحاب آل إبراهيم أن
يحثهم على طبع بعض كتب الشيخ وسائر الكتب السلفية بعض متقدميهم كـ:" تفسير عبد الرازق"، ونحوه وكتاب:" المغني"، و " الخرقي " (3)، فأجاب قائلاً:
ذكرتم من جهة آل إبرهيم ربما يتيسر طبع بعض الكتب السلفية على يدهم، فالمخلص حريص على ما تحرصون، ولكن سيدي من خصوص الشيخ قاسم الذي كان في السياحة، وهو رجل تاجر، له في الخير بعض المآثر، إلاَّ أنه لا يرى لطبع الكتب مقاماً، فليس هو أهلا ً لأن نتذاكر معه في هذا الباب، وأما غيرهم ففيهم أمل أكيد غير أن كتب الراد والمردود لا يميلون إليها، فإذا يحصل كتب ما فيها من منافع للناس، ولم يكن فيها ما يرفع الاستئناس فنحن ـ إن شاء الله ـ ما نبقى من الاجتهاد شيئاً أبداً، فبينوا
(يُتْبَعُ)
(/)
للفقير ما ترومونه من طبع الكتب العامة النفع لنخاطبهم بذلك. انتهى.
هذا ما كان من الجواب مع أني كتبت له أسماء كتب كلها تفيد جميع المسلمين، فتبين أن كلامي مع أمثال هؤلاء لا طائل تحته، والله سبحانه إذا أراد شيئاً هيأ له أسبابه.
قبل أشهر كلفني بعض الأحبة من بلاد بعيدة إفراد كتاب فيمن أثنى على شيخ الإسلام من أكابر هذا العصر، فكتبت إلى من أعرفه من أفاضل الهند وغيرهم أن يكتب كل واحد منهم شيئاً فيما يراه في شأن الشيخ وما له في ذلك من النظم أو النثر، فوردني من ذلك شيء كثير يحتمل مجلدات، وأنا أنتهز الفرصة من نوائب الزمان لجمع ذلك، وأظن أن في عزمه طبعه، فأود أن يكتب الأخ في الله ما يتيسر له من ذلك مع التفضل بملخص ترجمته، ومثل ذلك من علامة هذا الزمان، ومأوى الفضل والعرفان فريد الأقطار، الشيخ عبد الرازق أفندي البيطار، ولكم عزمت على عرض أشواقي إليه، وتقديم دعواتي الخيرية بين يديه، فما ساعدتني الأيام، وحالت دون آمالي الأسقام والآلام، واكتفيت بذلك الجناب، أن يؤدي عني ما يليق بتلك الأعتاب.
وإذا رأى المولى أن يكتب بعض العبارات كالاستفتاء عن ذلك الشيخ الجليل وعما هذى به خصومه عليه، ويرسله إلى أكابر علماء دمشق، ومن يراه أهلاً لذلك، فيكتب ما يسنح له من الرأي فعل ـ إن شاء الله ـ.
وأما ما ذكر الأخ في الله عن منظومة صاحب بيروت (4) فلا يهمه شأنها؛ غير أني أرجو من فضله التفضل بنسخة منها إن حصلت، وإلاَّ فالرجاء أمر أحد الطلبة باستنساخها يعينها على عجرها وبجرها والتفضل بإرسالها.
هذا، وأسترحم تبيلغ أشواقي إلي من يعز عليكم من الأعزة الكرام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
.................................................. . ليلة الخميس 12 من المحرم سنة 1330هـ
.................................................. ............... الفقير إليه تعالى
.................................................. ................... محمود شكري الآلوسي،
# أسترحم عرض أشواقي إلي الفاضل محمد أفندي صاحب مجلة " المقتبس" الغراء، وتعتذر لي من حضرته من عدم موفقيتي لخدمة مجلته في هذه السنة، وكان في العزم استنساخ بعض رسائل ابن دريد نادرة فلم يتيسر كاتب، والكتاب استغنوا بمناصب الحكومة، ولم
أجد فرصة لكتابتها بيدي، وقبل رمضان عثرت على:" كتاب النساء" للفاروقي فكتبت ما قدم للحضرة، وكنت أود أن أشفعه بشيء فأخرته إلى اليوم فلم أجد فرصة، فأرجو إرسالها إلى منشيء المجلة وأنتم بخير.
.................................................. ................................ م
______________________________
(1) يعني عمه السيد محمد ثابت الدين.
(2) لهذا الكتاب عدة نسخ خطية ذكرها الدكتور محمد الفاضل في مقدمة تحقيقه لكتاب:" الصعقة الغضبية" للطوفي (1/ 144) كما حققه محمد كمال في كلية دار العلوم بالقاهرة لنيل درجة الماجستير سنة 1369هـ، ولم يطبع بعد. " دليل رسائل الماجستير والدكتوراه في دار العلوم" (ص 69).
(3) يعني:" مختصر الخرقي" في الفقه الحنبلي، وقد طبع هو والكتب السابقة مراراً.
(4) يعني يوسف بن إسماعيل بن يوسف النبهاني.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:51 م]ـ
(28)
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ في الله علامة العصر جمال الدين أفندي القاسميّ.
أطال الله تعالى بقاء المولى الأجل، وشيَّد أركان مجده بتأييده عزَّ وجل، وعمر به رباع العلوم الدارسة، وجدد بفضله سبل الرشاد الطامسة، آمين.
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمَّا بعد:
فقد تشرفت بما تفضلتم به من التصانيف الجديدة، المشتملة على المطالب المفيدة، لازلت ناظماً لدرر الإفادة، وناثراً فرائد العلوم على بُسُط الاستفادة.
وقبل ذلك وصل إلينا نسخة من:" الرائية الصغرى " من نظم النبهاني (1)، وقد صادف ورود كل ذلك ما أصابنا من المصيبة الأخرى، وهي وفاة أحد أنجال فقيدنا ابن العم (2) المرحوم، وهو محمد عطاء الله وعمره نحو خمس عشرة سنة، أصابته الحمى المطبقة بعد الوصول إلى الوطن بنحو عشرة أيام، وبقيت ملازمة له نحو عشرين يوماً لم تنفك عنه ولا لحظة ولا نجح فيها دواء حتى أسكنته الثرى فجر يوم الأحد أوائل صفر،
(يُتْبَعُ)
(/)
ولم ينقطع جري الدمع على والده، ولم تنطفيء نيران الوجد عليه، فإنَّا لله وإنا إليه راجعون.
وقد أحرق ـ والله ـ كبدي فقد هذا الطفل، وآيسني من العود إلى رغد العيش لما كان عليه من الفطنة والذكاء و التقوى والعبادة، فقد داوم على الصيام والقيام منذ كان عمره سبع سنين، وكان أشبه إخوته بوالده خَلقاً وخُلقاً وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ومما زاد كدري وهمي حادثة المرحوم السيد حسين صنو أخينا في الله السيد رشيد رضا (3)، صب الله سوط عذابه على قاتله، ولم أقف على تفصيل الحادثة، ولم أعلم السبب، فصبراً على ماقضاه وتسليماً لما أمضاه.
وقد وردني من العلاَّمة منشيء:" المقتبس" ما يشعر بوصول ما قدمته إليه بواسطتكم، وطلب إشفاعه بما وعدنا، والله أيها الأخ لو علم ما أنا فيه لعذرني وأمهلني، فإني الآن في حال أكاد أذهل عن نفسي،
وأغيب عن حسي، ولولا الضرورة ما حركت بناناً، ولا أطلقت لساناً، حتى أني في خجل مما كتبت لحضرة العلاَّمة الأُستاذ الكبير جواباً لكتابه الكريم مما أرجو غض الطرف عن قصوري.
.................................................. .......... في 20 صفر سنة 1330هـ
.................................................. ...................... العبد
.................................................. ................... محمود شكري،
________________________________
(1) " الرائية الصغرى" و " الرائية الكبرى"، الأولى طُبعت في تونس والأخرى طبعت في مصر، وكلاهما تأليف يوسف بن إسماعيل النبهانى المتوفى سنة (1350هـ)، صاحب كتاب:" شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق ـ صلى الله عليه وسلم ـ".
وكتاب: " جامع كرامات الأولياء".
يقول العلاَّمة محمد كرد علي
في كتابه:" المعاصرون": (ص 431):
:" وللمترجم ـ يعني الآلوسي ـ مع الشيخ يوسف النبهاني جولات في الشرع، هذا يثبت في كتبه ضروباً من البدع التي لم يقل بها الإسلام، والشيخ ـ يعني الآلوسي ـ يرد عليه في مجلدات، ويبين له حُكم الكتاب والسنة وآراء عُظماء الملة.
وظهرت في ردوده هذه مكانته من استبطان الشريعة، وآرؤه في الإصلاح الديني".
(2) يعني عمه السيد محمد ثابت.
(3) انظر؛ مجلة المنار ج15، ص78، 97، 236، 313، 458، 466، الرسائل المتبادلة بين القاسمي والآلوسي ص 187.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:52 م]ـ
(29)
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة مولانا علاَّمة الأعلام، وبقية السلف الكرام، نفع الله بعلومه الأنام.
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد:
فقد وصل مرسلكم الكريم
، ومُهداكم الفخيم، وهو:" شجرة الرياض" (1)، فجزاكم المولى وجامعه خير الجزاء، وأوفى لمقامكم تمام النعماء، سررت بما شرع فيه من معارضة النبهاني من أولئك الأماثل الأبطال، أبقاهم المولى نصراء للحق تجري بفضلهم الأمثال.
أفضت بي النوبة في قراءة:" صحيح البخاري" من نحو شهرين إلى كتاب التوحيد والرد على الجهمية، فرأيت قصوراً من الطلبة عن تعرف الفرق الإسلامية، وما كان لها من الأنباء، وأسفت أن أصبح من يدري ذلك في قلة، ويوشك بعد مودة أن لا يعرف أحد من السلف إلاَّ الاسم، وكذا من غيرهم، وأذكر أن بعض الإخوان كتب يسألني مرة عن مشهور يقيم في بعض الثغور هل هو سلفي أو خلفي؟ فأسفت بأن أجيبه بأنه صحافي فحسب، لا يدري والله من السلف ولا من الخلف أمراً إلاَّ يتسامعه أو يقرأه إن نظره اتفاقاً في بعض الكتب.
ولقد وصل ضعف العلم في هذه البلاد أن بعض من رشحه والٍ للإفتاء، هو صديق لنا في بعض السواحل، قال لي:" أراكم في تأليفكم
تنحون نحو الإغماض، وكان قرأ جملة أمامي من:" رد النصائح" فلم يمكنه إكمالها فإن لم يغثنا المولى بمن يأخذ بيد العلم والعلماء، وإلاَّ فأرى أنه ما بعد هذه البقية إلاَّ دولة الجُهلاء الأدعياء.
وبالجملة أسفت جداً لحالة الطلبة عندي، وبالأحرى عند غيري، فجهدت نفسي لجمع مقالة في الجهمية، وضممت إليها أنباء المعتزلة لتشاركهما في كثير من القواعد الأصولية، وقد عنيت بالتنقيب جهدي، ومع كثرة البحث ومراجعة تراجم رجال كثير من المعتزلة جمعت أوراقاً ربما نطبعها في: "مجلة المقتبس" بعد أن أعيد عليها النظر.
ولقد أسفت جداً لما وقع من الفريقين الأثرية السلفية، والجهمية المعتزلة من التنابز بالألقاب، و إغراء كل من الأمراء بمن يخالفه والإيقاع بمن دالت عليهم الدولة، وقد أشرت لذلك في تلك المقالة، شأن كل مؤرخ.
دعاني لهذا رجائي لسماحتكم إن كان يمكن تعريفي عن أخبار الجهمية والمعتزلة أو طبقات رجالها، أو من كتب
في شأنها؛ لأقتبس من ذلك، فقد رأيت ابن خلكان يعزو في ترجمة ابن أبي دُؤاد إلى كتاب:" أخبار المتكلمين" (2)، فلا أدري أيوجد منه نسخة أم فُقِدَ مع ما فقد مما ذخره سلفنا؟!
لا زلتم مرجعاً للمستفيد محفوظين بعين عناية المولى المجيد.
.......................................... 4 ربيع الثاني سنة 1330هـ
.............................................. جمال الدين القاسمي
# إن وافق رأيكم الكريم على تسمية الكتاب بالاسم التالي هو:
" الآية الكبرى على ضلالة النبهاني في الرائية الصغرى" فلا بأس به لصراحته في المقام ووضوحه في جهة الرد، والرأي لمولانا رعاه الله" (3).
____________________________________
(1) هو: كتاب " شجرة الرياض في مدح النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الفياض"، لمؤلفه محمد بن طاهر السماوي العراقي." الأعلام للزركلي (6/ 173، 174).
(2) هو:" المرشد في أخبار المتكلمين"، لأبي عبد الله المرزباني، ذكره كما قال القاسمي. ابن خلكان في:" وفيات الأعيان" (1/ 81).
(3) في هذه الرسالة مشاورة بين القاسمي والآلوسي في تسمية ردّ من قبل الشيخ محمد بهجة البيطار ـ تلميذ القاسمي ـ على النبهاني، وقد استقر الرأي على
تسميتها بـ:" الطامة الكبرى على صاحب الرائية الصغرى"، انظر (الرسالة (32)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:52 م]ـ
(30)
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى حضرة سيد الأفاضل، ومقتدى الأماثل، ومحيي ما اندرس من مآثر الأوائل، جناب العلاَّمة جمال الدين أفندي القاسميّ الدمشقي متَّع الله المسلمين بحياته.
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمَّا بعد:
فقد تشرفت بكتابكم الكريم، الناطق بسلامة ذلك الأخ الحميم، فالحمد لله على نعمه وفريد آلائه وكرمه، وقد ذكرتم فيه أنكم عزمتم على
تصنيف كتاب في الملل والنحل، وما ذلك بأول بركة ذلك المولى المفضل، فلا زلتم للدين أعظم ركن مكين.
وقد كان قبل نحو شهر في بغداد أحد أفاضل النجف ومجتهديها الأكابر، وقد جاء إلى دارنا بحسب صداقتنا القديمة وهو أحد عُشَّاق الكتب، فذكر لي أن عنده كتاباً من مصنفات الإمام الغزَّلي في الملل
والنحل، وأطنب في وصفه وتقريظه، ونسخة الكتاب نادرة جداً، قال: وقد أطنب في بيان أحوال الباطنية والجهمية وأمثالهم.
والتمست منه أن يستنسخه لي، فوعدني بذلك، والمشار إليه عاد إلى النَّجف فإذا أنجز وعد نخبركم ـ إن شاء الله ـ.
وسمعت أن رشيد رضا يعزم السَّفر إلى البلاد الهندية بدعوة من أحد
أكابرهم، ومقصوده المرور على دار السلام في الذهاب والإياب، كذا أخبرني بعض الأصحاب عن كتابه إلى نقيب بغداد الكيلاني ..
وحيث العبد الفقير في شغل شاغل لم يمكني بسط الكلام، وعليكم منَّا التحية والسلام.
.................................................. .............. 19 ربيع الثاني سنة 1330
.................................................. ...................... العبد
.................................................. ................... محمود شكري،
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:52 م]ـ
(31)
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة إمام الهدى، الشيخ جمال الدين، جمَّل الله تعالى بوجوده الدين والدنيا.
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمَّا بعد:
فقد تشرفت بكتابكم الكريم مع ما انضم من النظم المزري بعقد الدر اليتيم، لا فضَّ الله فم قائله، وبعد إصلاحه
نُزيِّن به صفحات الكتاب، ـ إن شاء الله ـ.
وقبل هذا قدمنا لكم بعض ما نظمه أدباء العراق ضمن كتاب من المطبوعات الجديدة المفيدة، وأراكم لم تشيروا إلى صول ذلك إليكم وأظنه ذهب أدراج الرياح، فإن كان الأمر كذلك نكرر الإرسال ـ إن شاء الله ـ.
وبهذه المرة قدمنا لكم ما نظمه بعض الأصحاب من نزلاء البصرة حالاً، وكان قد قرأ على الفقير برهة من الدهر وهو من خيار الناس علماً وعملاً (1).
وقد وردني من الأخ السيد رشيد رضا كتاب مؤرخ 18 جمادى الأولى يذكر فيه رحلته الهندية، ويقول:" إنه في هذا التاريخ توجه إلى الكويت ومنها يتجه إلى البصرة ومنها إلى بغداد، وقال: إنه اختار دار النقيب محطاً لرحاله لأمر رآه، ونحن نترقب وروده بغداد اليوم أو غداً ـ إن لم يتأخر في الحجر الصحي ـ حيث ظهر في هذه الأيام طاعون البصرة، وقي الله الجميع شره.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
.................................................. .... في 7 جمادى الآخرة سنة 1330هـ
.................................................. .................... الفقير
.................................................. ................ محمود شكري،
# أرجو تبيلغ أشواقي إلى حضرة الأُستاذ الأعظم (2)، ولولا كثرة غوائلي لشكرت فضله على ما أبدعه حفيده (3) حفظه الله.
.................................................. .............................. م
___________________________
(1) هو الشيخ علي بن سليمان النجدي.
(2) يعني الشيخ عبد الرازق البيطار.
(3) يعني ما نظمه الشيخ محمد بهجة البيطار في الرد على النبهاني.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:52 م]ـ
(32)
بسم الله الرحمن الرحيم
أيَّد الله تعالى المولى عَلَمَ العِلْمِ والعِرْفان، وملجأَ أهل التَّوحيد والإيمان، كَنْزَ الدَّقائق، وفاتح رموز الحقائق، جمال الإسلام والدين، وناصر سنة سيد المرسلين، فسح الله تعالى في مدته، وأمتع أهل الحق بإفادته.
سلامٌ عليكم ورحمةُ الله وبركاته.
أمَّا بعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد ورد كتابكم المبجل، وخطابكم الأمثل، وسرَّنا ما ذكرتم فيه مما حل يصاحب بيروت، وكنا سمعنا بذلك على الإجمال، ولم نعلم سبب ما حل به من النكال، وقد تبين أن الرسائل لم تصل إليكم.
وقد سافر عبد اللطيف الشيخي يوم الاثنين عاشر جمادى الآخر وأرسلت معه نحو تلك الرسائل لكم ولحضرة الأُستاذ البيطار، وقد طبعها ابن العم في الآستانة، وهي ليست بذات أهمية فلا يؤسف عليها إن ضاعت، ولم يتيسر استكتاب ما نُظِمَ في النبهاني حتى نقدمه لكم (1)، وها أنا أنتهز الفرض لذلك.
وأما منشيء المنار الأغر، وعلامة هذا العصر
، فقد شرَّف بغداد صباح يوم الأحد 23 جمادى الأُولى ونزل ضيفاً عند نقيب بغداد، وقد سرَّتنا رؤيته وفرح بقدومه أهل الإيمان واليقين غير أنَّا لم نؤد ما يجب له، ولم نتمتع برؤيته حسبما نروم، فقد صادف تشريفه شدة الحر في بغداد، وانحراف مزاجه الكريم بحمى البَصرة، وحرِّ العراق، وبعد أن شافاه الله تعالى لم يلبث إلاَّ بضعة أيام، وقد سافر يوم الاثنين مع جملة من مبعوثي العراق، وعبد اللطيف وجماعة أخرى إلى حلب، أصحبه الله تعالى السلامة والتوفيق.
وقد كان تشريفه إلى ديارنا نعمة غير مترقبة، وليت ذلك كان في فصل الخريف أو الشتاء، فإن قيظ وصيفها مما لا يتحمل، وعلى كل حالٍ نرجو الله أن يوصله إلى وطنه قرير العين، فإني رأيته من الرجال الذين تعقد عن ذكرهم الخناصر عزماً وحزماً، وكمالاً وعلماً، كثَّر الله أمثاله في المسلمين.
وقد وردني كتاب من لويز ما سنيون (2) يشكرني على تعريفي إياه بكم واستفادته من مكاتبتكم، وهذا الرجل
من أهل الصدق و الوفاء له ميل عظيم للإسلام، وإن لم أقل إنه من المسلمين، لم يزل يكاتبني أينما حلَّى وارتحل.
هذا وأرجو دوام توجهاتكم، وتوالي بشاراتكم مع العفو عن القصور في عدم توالي معروضاتي لكثرة المشغولية، وزيادة الحرِّ، ورحم الله امرءاً غفر.
وأسترحم عرض أشواقي واحترامي وسلامي لحضرة الأُستاذ العلاَّمة الشيخ البيطار وجميع من تحبون.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
....................................... 11 جمادى الآخرة سنة 1330هـ
.................................................. ...... العبد
.................................................. محمود شكري،
# بعد الفراغ من كتابي هذا ورد كتاب من السيد رشيد يخبرني فيه بوصوله إلى الفلوجة (3)، وأنَّه في صحة، وعافية تامة ولله الحمد على ذلك.
.................................................. .......... م
_____________________________________
(1) بعد أن نظم النبهاني رائيته الصغرى والكبرى رد عليه جماعة من العلماء، فألف الآلوسي صاحب هذه الرسالة كتاباً بعنوان:" الآية الكبرى على الرائية الصغرى"، كما ردَّ عليه نظماً الشيخ محمد بهجة البيطار العالم الدمشقي وعنوان رده "الطامة الكبرى على صاحب الرائية الصغرى "، والشيخ محمد بن حسن المرزوقي، والشيخ سليمان بن سحمان النجدي، والشيخ علي
سليمان اليوسف التميمي. (ذكر ذلك العلاَّمة الأثري في:" أعلام العراق " ص 141)، وممن رد عليه نظماً الشيخ المؤرخ إبراهيم بن عيسى النجدي.
(2) لويس ماسنيون ( Louis Massignon)، مستشرق فرنسي، ولد سنة 1299 هـ، من أعضاء المجمعين العربيين في دمشق والقاهرة، تعلم العربية، والفارسية، والتركية، والألمانية والإنكليزية، كان منقباً للآثار، عني بالتصوف وعلى وجه الخصوص بالحلاج، فقد نشر له:" الديوان" وكتاب:" الطواسين"، وكانت له مواقف جيدة في قضيتي استقلال المغرب والجزائر، وقد لقي العلاَّمة الآلوسي واستفاد منه، كما تعرَّف بالعلامة القاسمي عن طريقه، وبالطبع سأله عن الحلاج وأضرابه، كما يلاحظ من رسالة الآلوسي هذه ورسالته السابقة (رقم 25) أنه كان يأمل فيه الإسلام، ولكن هذه طريقة أهل الاستشراق في تقربهم إلى العلماء ليحصل هم ما رحلوا لأجله، وقد كتب الأستاذ ظافر القاسمي مقالة عن ماسنيون أبان فيه عن حب ماسنيون للمسلمين ودفاعه عنهم إلاَّ أنه لم يذكر أنه أسلم؛ انظر:" مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق" (38/ 160)، وانظر كذلك الأعلام: للزركلي (5/ 247).
(3) الفلوجة: بلدة تبعد عن بغداد 60 كيلاً تقريباً.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:52 م]ـ
(33)
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَعُ)
(/)
سيدي العلاَّمة الأوحد، والعلم المفرد، نفعنا المولى بعلومه، آمين.
سلامٌ على المقام السامي ورحمةُ الله وبركاته.
أمَّا بعد:
فقد تناولت اليوم هديتكم الجميلة المحتوية على تلك الرسائل الجليلة، فشكرت عنايتكم على المدى بمخلص ودكم، جزاكم المولى عنَّا أحسن الجزاء، آمين.
نَجَزَ ما كنت أهت فيه من:" تاريخ الجهمية والمعتزلة "، ولعله يطبعه صديقنا محمد أفندي في مجلته، فإنه وعد بذلك قبل رحلته الأخيرة، ولمَّا يره.
وأما الآن فإني أهتم بجمع كتاب في إثبات الشرف من الأمهات؛ لأني ظفرت بفتاوى للمالكية، ورسالة لابن سودة من أعلام فاس، ومن الأسف أني لم أظفر على من تكلم على هذه المسألة بإسهاب من الحنفية والشافعية، مع أنها شهيرة الذكر، ويشير كثير من العلماء إلى قصص مع الخلفاء في هذا الباب إلا أن المواد مفقودة.
وقد مكثت من أيام مع صديقنا مفتي الحنفية بدمشق قريباً من ساعتين أراجع معه مطولات كتب مذهبه، فلم نعثر على من بسط ذلك، ولا من أسهب، ثُمَّ رأيت من عزا الفتوى بها للشرنبلالي فبقيت أنتظر مراجعة رسائله، وهي موجودة عند المفتي، وأظن شُرفاء الإمامية يعنون بهذا البحث، فقد قرأت في بعلبك بعد العيد عند السيد جواد عالم الإمامية ثمَّة في:" شرح اللمعة الدمشقية" (1) قول المرتضي في اعتماده ذلك، ولعلَّ له تأليفاً فيه.
وبالجملة فعسى مولاي أن يتحفني بما يقف عليه، ويأمر أحد تلامذته بكتابة ما يمكن نقله، فإني في تشوف ليتمم الرسالة حيث موادّها كملت، ولم يبق إلا تبييضها، ويكون ذلك من عظيم أياديه عندنا، والله يحفظه ويقبقيه لنا نداً وذخراً.
كأني فهمت ممن أوصل هديتكم أن الأمانة عنده من رمضان، وقد جمجم في الاعتذار فقاتل الله أمثال هؤلاء الذين لا يعرفون للأمانة قدراً، ولقد خجلت وايم الحق جداً من تأخر الجواب لذلك.
على أنه في هذا العام عراني في العشر الأخير من رمضان مرض انحرف فيه المزاج بسبب التهاب اللوزتين، وحضر في الأصناء الشيخ فرج الله زكي الكردي من المدينة، وعادني ثلاث مرات كل يوم مدة إقامته، واجتمع بالأستاذ الكبير عندنا، وقد شرَّف للعيادة، وقد أسفت لزيارته دمشق وأنا في هذا الحال؛ إذ لم أتمكن من معاوضته بشيء مما كان يمكمننا إطلاعه عليه من الخزانة العمومية، على أنه لم يُطل المقام مع أني حرَّضته على الإقامة إلى انقضاء العيد فأبى.
ثُمَّ بعد العيد ذهبت إلى بعلبك فحلب، وأقمت بحلب أربعة أيام، ونزلتُ عند صديقنا الحاج محمد الضالع (2)، وزرت مكتبتين نفيستين:
الأولى: في المدرسة العثمانية (3)، وقد رأيت من كتبها:" الصواعق المنزلة على الجهمية والمعطلة" لابن القيم،
في نسخة خط بديع يغلب عليه الصحة (4)، وقد حرضت الضالع على نسخه، فعساه
يستجيب، ولعلكم تحرضونه على نسخه لتكثر عندنا نسخه، وقد بلغني أن محمد حسين ناصيف اشترى نسخةً منه فعساه يوفق لطبعه؛ لأنه لم يؤلف مثله في مناقشة المؤولين.
ورأيت في خزانة مدرسة الأحمدية (5) تسعة أجزاء من:" تاريخ ابن كثير " (6)، وليست الكتاب كله، ونفائس أخرى لا يتسع الكتاب لبسطها.
وكان ذكر سيادتكم
في حلب في مجامعنا يزين حسنها، أدامكم المولى كوكباً في سماء الفضل والفواضل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
.................................................. ... في 5 ذي القعدة سنة 1330هـ
.................................................. ................ جمال الدين القاسمي
______________________________
(1) هو: " الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية" للعاملي.
(2) ذكره الطباخ في:" إعلاء النبلاء" (7/ 550 ـ 555) وكان مما قال في ترجمته:
" هو الحاج محمد بن محمود المعروف بالضالع، التاجر الأديب، كان والده من القصيم من بلاد نجد فانتقل إلى بغداد ثُمَّ إلى حلب واستقر بها، وكان قد أخذ العلم على بعض علمائها، وطالع الفقه الحنبلي، ثم أكبَّ على مطالعة كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه المحقق ابن القيم وغيرها من كتاب السلف، وأخذ في الانتصار لهم، واجتمع لديه مكتبة نفسية حوت الكثير المفيد، وكان داعية إلى مذهب السلف، شديد الإنكار للبدع، وكان رقيق الحاشية، حسن الأخلاق مستقيماً في أحواله وأطواره، حسن المعاملة في تجارته"، وكان بينه وبين العلاَّمة محمود شكري الآلوسي مراسلات علمية حول الكتب توفي سنة (1337هـ).
(3) نسبة إلى باني هذه المدرسة وهو عثمان باشا الدروكي، المتوفي سنة (1160) بحلب المحمية، وهي من أعظم وأوسع مدارس حلب الشهباء في غابر الزمان.
انظر؛:" إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء" لشيخ شيوخنا محمد راغب الطباخ (3/ 258وما بعدها).
(4) طبع القسم الموجود من الكتاب عن هذه النسخة ونسخ أخرى الدكتور علي بن محمد الدخيل الله، ونشرته دار العاصمة بالرياض سنة 1408هـ.
(5) نسبة إلى واقفها، وهو القاضي أحمد أفندي بن طه زاده، المشهور بالحلبي، المتوفى سنة (1177هـ)، وهذه المكتبة أعظم مكتبة في حلب الشهباء وأنفسها؛ انظر بإفاضة:" إعلام النبلاء " للطباخ (7/ 69 ـ 78).
(6) طبع الكتاب عن هذه النسخة ونسخ أخرى بتحقيق الدكتور عبد الله التركي، ونشرته دار هجر بالقاهرة سنة 1417هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:52 م]ـ
(34)
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الإمام، وعمدة العلماء الفخام، ومرجع الخاص والعام، ناصر الدين المبين، وناشر هدى سيد المرسلين، جناب الشيخ جمال الدين، متَّع الله بطول حياته المسلمين.
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمَّا بعد:
فقد شرَّفنا كتابكم، وآنسنا خطابكم، حيث كان القلب في ألم، والفؤاد في سقم، بسبب وفاة عمنا المبرور السيد أحمد شاكر (1) في إسلامبول وذلك بُعَيد عيد الفطر، وكان آخر من بقى من الأعمام، فإنَّا لله وإنا إليه راجعون، وبقى الفكر مضطرباً من جهة عائلته وأولاده، وقد سافروا قبل أيام منها، وقد وصلوا الآن إلى حلب، ولم يستقر البال بعدُ إلى أن يلطف الله بهم ويوصلهم إلى وطنهم بالسلامة، وهكذا أحوال الدنيا وغاراتها، ولم يستقر البال منَّا مما كان في العام الماضي، فالله الأمر من قبل ومن بعد.
والمُخلص منذ مدة لم يُراجع كتاباً، من الفواجع العمومية والخُصوصية، ومما حلَّ بالإسلام وبلادهم مع ما أنا فيه من الغوائل والموانع، وكثرة الأشغال.
وقد اتفق عند ورود كتابكم حضور الحضرمي مصنف كتاب:" النصائح الكافية" (2)، وقد جاء لزيارة مشاهدة من العراق من أهل البيت فقرأته له (3)، فذكر أن في خزانة كتبهم التي في حضرموت مجموعاً مشتملاً على عدة رسائل في إثبات الشرف من الأمهات إحداها للسيوطي، وثانيتها للإمام الشعراني، والثالثة للشيخ محيي الدين بن العربي، وأخرى ناقصة
لم يدر ولم يتخطر لمن هي.
وسمعت أن للشوكاني كتاباً سماه:" در السحابة في مناقب القرابة والصحابة" (4)، قد استوفى فيه مطلبكم كل الاستيفاء، و لعل في صنعاء اليمن عدة نسخ منها، وكذلك في البلاد الهندية، أما في بغداد فلم أعثر على نسخة منها.
وقد تعهد محمد بن عقيل الحضرمي باستنساخ المجموع الذي في خزانة كتبهم، ووعد أن يكتب في ذلك لبعض أقاربه في وطنه، وهو قد سافر عن بغداد، ووردني منه كتاب يُشعر بوصوله إلى البصرة بتاريخ 6 ذي الحجة، وأن المجموع إذا تمَّ استساخه يرسله إليكم رأساً، فكاتبوه عن ذلك وأرسلوا كتابكم إلى سنكافور
(5) إلى محمد بن عقيل.
وقد وردني منظومات (6) عديدة أدرت استكتابها وتقديمها إليكم فلم يتيسر لنا كاتب ووقتي ضيق لم يمكني استنساخها فكتبت منها منظومة واحدة للشيخ سليمان، وقدمتها لكم وهو من أفاضل الرياض (7)، له عدة ردود ومصنفات كثيرة، فمتى وجدت فرصة أكتب لكم الأُخر إن شاء الله.
وشعراء العراق نظموا في هذا الباب شعراً خالياً عن المسائل العلمية لأنهم ليس لهم وقوف على مثل هذه المطالب.
وشكرت فضلكم على إهداء نسخة من:" جلاء الأوهام" للحاج مختار (8)، وبعد مطالعة نبذة يسيرة
منها حمدت الله سيحانه على العافية مما ابتلي هذا الرجل وأمثاله من الغباوة والضلالة.
هذا وأرجو العفو عن تأخُّر الجواب، فإنك لو علمت ما أنا عليه لعذرتني.
......................................... 18 ذي الحجة سنة 1330هـ
.................................................. .... العبد الفقير
.................................................. . محمود شكري،
______________________________________
(1) هو السيد أحمد شاكر، أصغر أعمام الشيخ محمود شكري الآلوسي، انظر؛ ترجمته في:" أعلام العراق" (ص83).
(2) تقدم الإشارة لهذه الرسالة (في الرسالة رقم 19)، ومؤلفها هو محمد بن عقيل، من الزيدية، مع تشيع ظاهر وعدوان سافر على الصحابي كاتب الوحي وخال المؤمنين معاوية بن أبي سفيان، وقد حاول أن يظهر ويدعي الإنصاف وأنه من محبي الأثر مُصانعة للشيخ جمال الدين القاسمي وغيره من علماء العصر، وهو مؤلف:" العتب الجميل على الجرح والتعديل"، الذي خالف فيه السبيل، كما كان يرى إسلام أبي طالب عمّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأنه صحابي، إلى غير ذلك من
الآراء مع صحبته لأحد كبار الشيعة وهو محسن الأمين، توفي سنة 1350هـ، (انظر؛ ترجمته في مقدمة كتابه العتب الجميل ص5، وما بعدها، ط. مؤسسة البلاغ بيروت).
(3) يتضح من رسالة الآلوسي هذه أن القاسمي طلب منه الإشارة إلى المصادر الواردة في إثبات الشرف من جهة الأم، وذلك أنَّ العلاَّمة القاسمي ألف رسالة بعنوان:" شرف الأسباط" طبعت في دمشق سنة 1331هـ.
(4) طبع هذا الكتاب بدار الفكر سنة 1404، بتحقيق حسين بن عبد الله العمري.
(5) أي: سنغافورة.
(6) يعني المنظومات التي ردَّ بها جماعة من العلماء على النبهاني في رائيته الصغرى.
(7) هو: الشيخ سليمان بن سحمان النجدي، توفي سنة (1349هـ)، انظر؛ ترجمته بإفاضة في:" علماء نجد خلال ستة قرون"، لابن بسام (1/ 279ـ 281)، وقد سقطت ترجمته من الطبعة الجديدة من كتاب:" علماء نجد" فاقتضى التنبيه
على ذلك.
(8) هو: كتاب:" جلاء الأوهام عن مذاهب الأئمة العظام والتوسل بجاه خير الأنام" لمختار بن الحاج أحمد العظم، طبع في دمشق سنة 1330هـ، " معجم المطبوعات العربية" (2/ 1715)، وانظر" الأسرة العظمية
" لعبد القادر العظم (ص55).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:53 م]ـ
(35)
بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي الأُستاذ علاَّمة الأعلام، وبقية السلف الكرام، بارك المولى في حياته، ونفع الأمة بإفاداته، آمين.
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد:
فقد حَظِي الفقير بما تفضل به مولاه الكبير، من كتابة المنظوم بخط
يده المباركة، وعدَّه من الآثار التي سيحتفظ بها، ويزين به خزانته، والمأمول أن يراها من مثيلاتها مطبوعات، وفي الأيدي منشورات بحوله تعالى وقوته.
كدَّرنا وايم الحق جداً نبأُ انتقال سيادة العم المعظم فعوضه الله الجنة، وأتم له في عليين الفضل والمنة، وسلم آله وأنجاله، وسلم سيادة خاتمة أحزانهم، وأنالهم أجزل ثواب الصابرين.
أرجو من السيد محمد بن عقيل
أن يفي بما وعد، وقد حررت له كتاباً، ولا أدري هل يعرج على الشام؟ وهل فاتح مولانا بذلك؟ ولعله يتمم رحلته بما هنالك، وكان أرسل لي من أول تعرفي به عنوانين مطبوعة بالإنكليزي إليه، وله مودة وإلف يشف عن إخلاص.
تم كتابي:" شرف الأسباط"، وقد وقفت على تبييضه انتظاراً لورود ما عند عند ابن عقيل حسبما وعد، فإن فعل فالفضل لمولانا أوَّلاً وآخراً,
والسلام.
............................................ في 3 المحرم سنة 1331هـ
.................................................. جمال الدين القاسمي
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:53 م]ـ
(36)
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى حضرة المولى، [الذي] استرق الفصاحة فهي طوع لسانه، واستعبد حر البيان فهو منقاد لبنانه، العلاَّمة الشيخ جمال الدين القاسمي، صانه الله تعالى من كل ما يصمي ويصبي.
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمَّا بعد:
فالمعروض إليه، وإلى الله نعمه عليه، أني تشرفت بكتابه، فأزال عن القلب مزيد اكتئابه، وحمدت الله على سلامته، ودوام نعمته.
أما السيد محمد بن عقيل فلم يردنا عنه خبر بعد كتابه الذي أرسله من البصرة أثناء عودته إلى محل إقامته، فلا أدري أين هو الآن؟ وأظنه لا يعرج على دمشق ولا غيرها من البلاد الشامية في هذه الأيام، ولم يفاتحني في ذلك بل كان مقصده العود إلى البلد الذي كان مقيماً فيه، وتعهد لي أن يكتب إلى بعض أقاربه أن يستكتب لكم الرسائل المعهودة، فما أعلم هل ينجز وعده أم لا؟ ورأيته من الثقات الأخيار، والله أعلم بالأسرار.
وقد ألَّف أبو السعود أيضاً في ذلك رسالة و أظنها عند محمود الشابندر، وهو الآن ليس في بغداد بل في أورفا (1)، ولعله يعود أواخر الشتاء، وذكر لي خطيب القادرية ومدرس المرادية السيد محمد سعيد أن عنده مجموعاً مشتملاً على بعض الفتاوى، ومنها فتوى لأبي السعود (2) في ثبوت شرف الأم، ثم نقلها وأرسلها للفقير، فوجدت فيها بعض الأغلاط، وتحريفاً ظاهراً، فقلت له: قابلها على الأصل، فقال: قابلتها والأصل هكذا فقدمتها لكم بخطه، وكتبت وراءها ما ذكره العلاَّمة الجد في تفسير قوله تعالى: {ومن ذريته داود وسليمان} الآية من سورة الأنعام ففيه ما يفيدكم على اختصاره، وفي " تفسير النسفي " في هذا المقام أيضاً ما يفيدكم فراجعوه، وراجع تفسير الجد عند الكلام على قوله تعالى: {وما كان محمد أبا أحد من رجالكم}، وعلى قوله تعالى: {فقل تعالو ندع أبناءنا وأبناءكم} الآية.
وقد ذكر ابن عابدين في باب الوصية للأقارب بحثاً مفصلاً مما يتعلق بهذه المسألة (3)، وقد خالف كالشارح ما ذهب إليه أبو السعود العمادي وفي " الفتاوى الخيرية " (4) نحو ما في:" التنقيح المنقول" عن الشيخ ابن حجر المكي في:" التحفة"، أو:" الصواعق" أو غير ذلك (5)، ورأيت رسالة لبيرم مطبوعة في مصر (6) مشتملة على ما يجب للأشراف.
وقد ذكر هذه المسألة واختار ما اختاره العِمادي، ومن جملة دلائل المسألة دخول أولاد البنات في قول الواقف على أولادي وأولاد أولادي، ولاشك أن الأستاذ وقف على جميع ذلك، إلاَّ أني ذكرت ما ذكرت امتثالاً للأمر.
أما العرب فلم يكونوا يعدون أبناءً البنات لهم، وقالوا في ذلك على ما يعلمه المولى (7):
بنونا بنو أبنائنا، وبنتانا*-*-*-* بنوهن أبناء الرجال الأباعدِ
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا، والمخلص مضطرب البال، ضيق الصدر جداً جداً مما حلَّ ببلاد المسلمين من البلاء، واستيلاء الكفار عليها، والفشل الذي أصاب الفسقة المرتدين عن الإسلام، فما ندري، ماذا نعمل، وقد أحاط الكفر بجميع بلاد المسلمين؟ وأصبحت على خطر عظيم لاسيما العراق من عدوين للدين: الروس والإنكليز، وهي مصيبة وأي مصيبة ليس لها من
دون الله كاشفة، وذلك تحقيق لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " إذا ضنَّ النَّاس بالدينار والدرهم، وتبايعوا العينة، وتركوا الجهاد في سبيل الله سلَّط الله عليهم بلاء لا يرفعه حتى يعوداو إلى دينهم " (
8).
والمرجو تبيلغ أشواقي إلى العلاَّمة الأُستاذ الأعظم وحفيده (9) وجميع من يعز عليكم، ولعل كتبي بعد هذا تبطيء عليكم فقد أحيل إليَّ بعض الأمور التي تضيق عليَّ وقتي وتعوقني عن تحية جليس.
والله المسئول أن يعيننا على ما يحب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
.................................... في 23 من المحرم سنة 1331هـ
............................................... المخلص الفقير
.................................................. ... م
__________________________________
(1) تقع شمال الحدود السورية بحوالي (50) كيلاً.
(2) هو: أبو السعود العمادي، له الفتاوى العمادية وسماها:" مغني المفتي عن جواب المستفتي"، توفي سنة (1171هـ)، "سلك الدرر" للمرادي (2/ 11 ـ 19)، و" معجم المؤلفين " لكحالة (3/ 180).
(4) " الفتاوى الخيرية لنفع البرية" لخير الدين بن أحمد الحنفي، مطبوع.
(5) انظر تفصيل ذلك في:" شرف الأسباط " للقاسمي (ص34، 35، 36).
(6) وهي بعنوان:" رسالة في أحكام الأشراف آل بيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ" لمؤلفها محمد بيرم الخامس التونسي المتوفي سنة (1307هـ)
(7) هذا البيت لا يعرف قائله، وقد أجابه عليه ورد الاستدلال به القاسمي في:" شرف الأسباط" (ص19).
(8) أخرجه أحمد في:" مسنده" (2/ 28، 42، 81)، من حديث ابن عمر، وهو حسن بطرقه.
(9) يعني الشيخ عبد الرازق البيطار، وحفيده الشيخ محمد بهجة البيطار.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:53 م]ـ
(37)
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة مولانا الإمام علاَّمة الأعلام، نفع المولى بعلومه الأنام، آمين.
سلامٌ على المقام السامي ورحمة الله.
وبعد:
فالفقير لا يزال يشكر عناية مولاه الكبير بما يمده به من رسائله الجليلة ذات الفتاوى الجميلة، فجزاه المولى عن محبه خير الجزاء، وأدام له سامي الارتقاء.
مولاي: إن الفتاوى ـ والحمد لله ـ كثرت لدي كثرة ما كنت أحسبها تبلغ ذلك، والفتوى الأخيرة التي تكرمتم بإرسالها لبعض علماء الإمامية نقل لي نظيرها أو أوسع منها عالم الإمامية عندنا بدمشق معزوة إلى كتابها، فآثرتها في كتابي، وكذلك عالم الإمامية في بعلبك نقلت من عنده فتوى.
وأما شيخ الإسلام أبي السعود فقد نقلتها وحذفت ما علمتم عليه، وأشرت في خاتمتها إلى أنها ملخصة وعزوت التفضل بها إلى سيادتكم (1).
وأما رسائل السيد ابن عقيل فلم تحضر إلى الآن ولا أرسل لي جواباً، ولعله في التجوال بعد، وقد أشار على صديقنا محمد أفندي كرد علي، وكان عندي من أيام سرعة القيام بطبعها، وإن لم تحضر تلك الرسائل.
وبعض من يلتقي معنا في سبطية لآل الدسوقي ربما ينتدب لطبعها، حقق الله الآمال.
همومنا لما نزل بالمسلمين أجمد ـ والله ـ منا الأفكار، وأوقف الأقلام، وأرني في تفرق وتلاش، وحالة لا توصف، فرج الله المولى عنَّا بفضله وكرمه.
.................................................. ........ في 8 ربيع الأول سنة 1331هـ
.................................................. ................. جمال الدين القاسمي
_____________________________________
(1) ذكر القاسمي ذلك في كتابه:" شرف الأسباط" (ص36)، حيث يقول:" نقلت عن خط نقل عن خط صاحب هذه الفتوى شيخ الإسلام أبي السعود من مجموع، وقد كتبها منه أحد أفاضل بغداد، وقدَّمها لعلاَّمة العراق السيد محمود شكري أفندي الآلوسي، والسيد أرسلها لي في البريد جزاه الله أحسن الجزاء"، وهذا من القاسمي عنوان على فضله وحسن أخوته الصادقة، فرحمهما الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما أجمل أن يُعزى الفضل لأهله؛ إذ الحر من راعى وداد لحظة وانتمى لمن أفاده لفظة، وعزو الفائدة من النصيحة الوارد فضلها، كما قال الإمام النووي في:" بستان العارفين" (ص 6).
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:53 م]ـ
(38)
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى حضرة سيدي الأُستاذ، علم الهُدى، شيخ الكل في الكل جمال الدنيا والدين، الشيخ جمال الدين القاسمي، متع اللهُ المسلمين بطول عمره وفسحة أيامه.
سلامٌ عليكم ورحمةُ الله وبركاته.
أمَّا بعد:
فقد تشرفت بما تفضل به المولى من الرسائل المفيدة، والدرر الفريدة، جزاكم الله عنَّا خير الجزاء، ووفقكم إلى أن تبلغوا مقاماً تنحط دون الجوزاء.
والعبد الفقير يعتذر إليكم من قلة المخابرة تلك المدة المديدة لما هو فيه من الغوائل والمشاغل الظاهرة والباطنة، فإن القلب قد اعتل لما عرى المسلمين وبلادهم من البلاء، وما صحَّ جسمٌ إذا اعتل قلب؛ حتى لم يبق لي ميل لمطالعة كتاب ولا سماع مسألة علمية ولا مكالمة مع أحد،
فالبلاء قد أحخيط بالمسلمين وبلادهم، والخطر أحاط بنا، لاسيما العراق، ونرى الأوغاد هم الذين يسلطون عدوهم، وما ندري ما الله صانع.
وإني أُبارك لكم وأهنئكم على أن نبغ من تلامذتكم مثل العلاَّمة الشيخ البيطار بارك الله فيك وفيه، وقد ألقم الرافضي الحجر، ورد منه العجر والبجر (1)، وقد أتى ..... ، وهذا مبلغ علمهم من أولهم إلى آخرهم، لا يتكلمون إلاَّ بالتمويهات والأُغلوطات، ولكم جرت بيني وبين والد خصمكم الخبيث مناظراتٌ كثيرة في مسائل مختلفة، فلم يفد ذلك شيئاً.
وأجداد هذا هم الذين أفسدوا العراق ورفضوا عشائره، وجدهم لقب بكاشف الغطاء لكشفه عن عورات الرافضة وعيوبهم.
وقد كان صاحبكم طبع جزءاً من كتابه:" الدعوة الإسلامية" فصادرته الولاية ومنعته من طبع الباقي فطبعه في البلاد الشامية (2)؛ وذلك بعد أن ذكرت ما فيه من المكائد والزيغ والضلال قاتل الله هذه الفرقة الضالة؛ مما أشد عداوتها للمسلمين.
وقد كتبت سابقاً إلى عبد اللطيف الشيخي أن يبذل الهمة في استكتاب:" نقض أساس التقديس" أعني الموجودة منه في دمشق، وأن يستعين بدلالتكم على من يقوم بهذا الأمر من الكتاب، فقد طلبه أحد النوابين (3) الشهيرين في الهند، وقد جاء معتمده إلى بغداد، واجتمع بي وذكر لي من اهتمام ولي أمره بكتب السلف ما ذكر، فلعل الله يوفق طبع هذا الكتاب وأمثاله بعد السعي في استكتابه من البلاد المتفرقة.
هذا، وأبناء العم ومن ينتمي إلى العلم يهدون إليكم التحية، والسلام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
............................................ في 11شوال سنة 1331هـ
.................................................. ... الفقير
.................................................. .. محمود شكري؛
__________________________________________
(1) لما ألَّف العلاَّمة القاسمي رسالته:" ميزان الجرح والتعديل" ردَّ عليه محمد حسين آل كاشف الغطاء برسالة عنوانها:" عين الميزان"، طبعت في مطبعة العرفان بصيدا سنة 1330هـ، فردَّ عليها تلميذه الشيخ محمد بهجة البيطار برسالة عنوانها:" نقد عين الميزان"، طبعت في مطبعة الترقي بدمشق سنة 1331هـ.
(2) كتاب:" الدعوة الإسلامية" لمحمد الحسين آل كاشف الغطاء، طبع في مطبعة العرفان بصيدا سنة 1329هـ،:" معجم المطبوعات العربية" (2/ 1649).
(3) النواب: لقب كان يطلقه الإنكليز على أمير البلدة في الهند.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:53 م]ـ
(39)
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة مولانا شمس العلماء، وبدر السادة النبلاء، متع الله المسلمين بعرفانه، وأبقاه في الفضائل قدرة زمانه.
سلامٌ على المقام السامي ورحمة الله.
وبعد:
فقد تناول الفقير أمس كتاب مولاه ودخل عليه به من السرور أقصى ما يتمناه، وقد كنت أتفرس أن الباعث لفترة المكاتبة ما تفضل به المولى، وإني وايم الحق لأراني كالمتجلد في كل ما يأتي ويذر، وما بي من نشاط لشيء لولا ولولا .. نسأله تعالى أن يهب الأمة من لدنه رحمة تعرف به صلاحها وإصلاحها، ونجاحها وفلاحها.
إنَّ ولدكم الشيخ محمد البيطار لا يزال يبتهج بعنايتكم بمكتابته، وجبر خاطره بمراسلته، فلا زلتم منشطين لمن يرجى منهم المشي على قدم السلف، والتنكب عن معاشر الخلف.
(يُتْبَعُ)
(/)
كان صديقنا الشيخلي (1) زارني، وأطلعني على ما أمرتم به، وأراني عدة كررايس مما نسخ من كتاب شيخ الإسلام (2)، وفوعدته بأنَّه متى تم مقدار جزء منه وجلدناه، أُرسل مع بعض إخواني إلى المكتبة وأُقابل موضعاً منه غير معين، فإن رأيت الصواب يغلب عليه فبها وإلاَّ استأجرنا من يقابله كله
؛ لأنَّه بدون المقابلة لا فائدة منه أصلاً.
كان الأديب التلميذ لسيادة مولانا صاحب:" مجلة لغة العرب" تحبب إلينا بإهدائنا مجلته عامين، وكذا لأخي صلاح الدين (3)، ولا أدري الفضل في ذلك، ألدلالة مولانا أيده الله أو لصداقتنا مع صديقه محمد أفندي كرد علي؟ على كُلٍّ الفضل للإخوان، ثم إنه الآن قطع إرسالها، فعجبت لاسيما وكان شغفي بها لعلمي أن لمولانا النظر الأعلى عليها، وتمحيص ما يحقق فيها من آثار العرب في العراق، فحرصي عليها حرصي على آثار من آثار السيادة، على أنه يكفي إرسال عدد منها للفقير، لأني مع أشقائي في دار والدنا المرحوم.
ولقد عجبت منه لما قرظ كتاب: " عين الميزان" للشيعي، وكتب ما كتب من تهنئته بظفره علينا وانتصاره، مع أنه لم يتذوق طعم هذا البحث ولا يتذقه ما دام نصرانياً قُحًّا، وههنا لابد من أن أذكر لمولاي أسفي من تقديم مطبوعات المسلمين بمجلات النصارى، فإن العاقل ليضيق صدره؛ وهذا صاحب:" مجلة لغة العرب" كان راسلني في طلب مني من مطبوعاتي لمكتبتكم، فصرت أُرسل له ذلك، وأخجل من أن أكتب عليها لا للتقريظ لئلا يتوهم الفرار من النقد مع أني من أحب الناس للنقد إذا كان من أهله
وعلى شرطه.
والسلام عليكم.
............................................. 23 شوال سنة 1331هـ
.................................................. جمال الدين القاسمي
_____________________________________
(1) هو: الشيخ عبد الكريم بن عباس الشيخلي الحسني البغدادي، المولود سنة (1285هـ)، كان من الملازمين للعلامة محمود شكري الآلوسي، كما كان رحالة جوَّالاً، توفي سنة (1379هـ)،:" علماء بغداد في القرن الرابع عشر الهجري"، ليونس السامرائي (ص437).
(2) يعني به: " نقض أساس التقديس".
(3) هو أصغر إخوة القاسمي، انظر ترجمته في:" آل القاسمي ونبوغهم في العلم والتحصيل" لراقمه (ص91 ـ 116).
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:53 م]ـ
(40)
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى حضرة محيي السنة النبوية، ومؤيد الشريعة المحمدية، علاَّمة المنقول والمعقول، وفهامة الفروع والأصول، مفخر هذا الزمان، وذخر أهل الفيض والعرفان، سيدي ومستندي الشيخ جمال الدين أفندي، جمل الله تعالى وجه الزمان بمحاسن آثاره، وأنار حنادس الجهل بلوامع أنواره، آمين.
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته:
أمَّا بعد:
فيا أيها المولى، وردني كتابك الكريم فملأ قلبي سروراً وحبوراً ببشائر سلامته وكمال صحته، وقد وقفت
على ما كتبتموه عن الجهمية في المنار الأغر (1)، ونعم ما كتبتم في ذلك بارك الله تعالى فيكم، ووفقكم لنشر الفضائل على الدوام، وإن كان بعض أحبتكم شكا لي عن هذه المقالة، ولم يعرف مغزاكم، فكان جوابه السكوت، وهكذا شأن من ألف بين كلمتين أو كتب سطراً أو سطرين لاسيما في هذا العصر المشؤوم، وقل:
عليَّ نحت القوافي من معادنها *-*-*-* وما عليَّ إذا لم تفهم البقر
سيدي أرجو معاهدة كاتب:" نقض الأساس" أحياناً ليواصل
الاستنساخ، فلعل الله تعالى يسهل إكماله وينفع به المسلمين، ويكون لكم الشطر من أجره ـ إن شاء الله ـ.
طبعوا في الهند التفسير الأحمدي من مدة، وطبعوا معه عدة رسائل للشيخ ابن تيمية، ومنها رسالة في الصفات مفيدة جداً، غير أن في الأصل نقصاً، فطبعوا ما وجدوا حرصاً على ما فيها من الفوائد، وجرياً على قاعدة: ما لا يدرك كله، لا يترك كله.
* سيدي إن أنستاس (2) يُراجعني في بعض الأحيان ويسألني بعض المسائل فأجيبه بما يفتح الله، وبذلك ادَّعى التلمذة، وإلا فهو لم يقرأ عليَّ كتاباً ولا بعض كتاب، وهو متعصب في النصرانية كل التعصب بل إنه من الجزويت (3) {أشد الناس عدواة للذين آمنوا} ولذلك يميل بعض الميل إلى الروافض، ويحسن بدعهم وأهواءهم لوقوفه على مبلغ عداوتهم لأهل الحق من المسلمين، وقد وبخت كاظماً الدجيلي الرالفضي الأصل (4) على تقريظ كتاب الرافضي فإنه هو الذي قرظه لا أنستاس
(يُتْبَعُ)
(/)
، والفقير لا يطالع شيئاً من صحف بغداد لا: " لغة العرب "، ولا غيرها لأني آسف على إضاعة الوقت في النظر إلى أمثال ذلك، ولا أعلم ما كتبوا فيها أو يكتبون.
وأمس جاء إليَّ الدجيلي وقلت له: لِمَ لَمْ ترسلوا مجلتكم إلى فلان، فقال: لم نزل نرسلها، فقلت: إنها لم تصل إليه فوصلوا إرسالها واقتصروا على نسخة واحدة من المجلة لحضرة الشيخ، فوعد بذلك وتعهد بتوالي تقديمها إليكم.
وقد وردني كتاب من الفاضل البيطار (5)، وهو تلميذكم الأنجب، فلم يسعني تحرير جوابه، فأرجو تبليغ سلامي عليه ودعواتي الخيرية له، والاعتذار منه عن عدم تحرير كتاب له أدام الله ألطافه على الجميع، وما أدري هل وقفتم على رد الشيخ على الفلاسفة أو على شيء منه؟
أرجو التفضل بذلك ولكم الشكر الدائم.
أظن أن الرافضي الذي ناقشكم في بعض كتبكم إلى الآن في أطراف الشام، حيث وردني في هذا البريد رسالة موسومة بـ:" الأبحاث الريحانية" (6)، ولعل المرسل لها مصنفها، وهو من آل كاشف الغطاء أي عن عورات فرقتهم، وأرى أن المولى لا يدنس قلمه في ذكر مثالبهم.
وما أدري بتأليف أي كتاب تشتغون الآن مع تشوش البال، واضطراب الفكر من حدث أمور كانت تظن أن لا تكون، وكنا نأمل أن في انقضاء سلطنة عبد الحميد فرجاً مما كنا نعانيه من جوره وجور بطانته كشيخ الضلال (7) ومردته، فزادت الجمعية (8) المشؤومة الطين بلِّة، والطنبور نغمة، وقصدوا طي بساط الدين وبلاد المسلمين حتى أصبحنا والأمر لله يرثي لنا العدو، وتوالت علينا فتنة بعد أخرى، وبلاء بمثله مقرون، فلم يبق لنا الآن ثقةٌ ببقاء بلد أو الثبات على حال، وامتلأت بلاد المسلمين من الفسق والفجور واللهو واللعب، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، اللهم يا محول الأحول حَوِّلْ حالنا إلى أحسن حال.
هذه نفثة مصدور وأنَّةُ مقهور، فالمرجو المسامحة من إتعاب مسامعكم الشريفة بسماع أمثال هذه الكلمات السخيفة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
...................................... في 16 ذي القعدة سنة 1331هـ
.................................................. ....... المخلص
.................................................. ........ محمود شكري؛
.................................................. ........ عُفِيَ عنه
___________________________________
(1) هو: كتاب: " تاريخ الجهمية والمعتزلة" للشيخ جمال الدين القاسمي، وقد نشر في مقالات متسلسلة في المجلد السادس عشر من مجلة المنار المصرية، ثم أفرد بالطبع في مطبعة المنار بمصر سنة 1331هـ.
(2) أنستاس الكرملي؛ أصله من:" بحرصاف" من بكفيا في لُبنان انتقل به والده إلى بغداد فولد بها، وتعلم بمدرسة الكرمليين النصارى ثُمَّ في مدرسة اليسوعيين ببيروت، وترهب في بلجيكا، واستقر في بغداد، وكان عارفاً باللغة و الأدب، متتبعاً لمفرادت اللغة وفلسفتها، وهو من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق و بالقاهرة، وأصدر مجلة:" لغة العرب" ثلاث سنوات قبل الحرب العالمية الأولى، وست سنوات بعدها، توفي سنة (1366هـ)؛ انظر ترجمته ومصادرها: مقدمة تحقيق كتابه:" المساعد" (1/ 9 ـ 66)، و:" أعلام الزركلي " (2/ 25).
(3) الجزويت هم اليسوعيون من النصارى الكاثوليك، وقد تأسست هذه الفرقة سنة (1534م). " الموسوعة العربية الميسرة" لشفيق غربال (2/ 1982).
(4) هو كاظم بن حسين الدجيلي، شاعر عراقي، اشترك مع أنستاس الكرملي في مجلة:" لغة العرب"
، وهو من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق، توفي سنة (1390هـ). " الأعلام" للزركلي (5/ 215)، و:" رجال هكذا عرفتهم" لجعفر الخليلي (3/ 161 ـ 186).
(5) يعني الشيخ محمد بهجة البيطار.
(6) لم يتضح لي أمر هذا الكتاب، ولم يذكره صاحب:" معجم المطبوعات العربية".
(7) يعني محمد بن حسن الصيادي، المعروف بأبي الهدى، المتوفى سنة (1328هـ)، وقد قلده السلطان عبد الحميد الثاني مشيخة المشايخ. " الأعلام" (6/ 94).
(8) أي: جمعية الاتحاد والترقي.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:54 م]ـ
(41)
وكتب [الشيخ جمال الدين] أيضاً
وهو آخر كتاب منه ثُمَّ توفي
سماحة سيدي علاَّمة العصر وزينة الدهر، أبقاه المولى حصناً للعلوم السلفية.
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد كنت تشرفت بميمون كتابكم، وانتظرت في الإجابة قدوم السيد ابن عقيل، حتى قدم في الأسبوع الماضي، ونزل ضيفاً عند أحد تجار الشيعة لما بينه وبين قريبه في بيروت من التعامل في التجارة.
وقد قدم مع عالم الشيعة لزيارتي أولاً، ورددت له الزيارة ورأيته يشكو من شدة البرد الذي لم يعهده، ثم ذهبت لزيارته ثانياً فأخبرت بسفره، وكان مقامه عندنا نحواً من أربعة أيام، واليوم أرسل لي كتاباً من بيروت يرغب إليَّ أن أهدي مقامكم عاطر السلام ولما أعطيته كتاب سيادتكم سر به كثيراً
ووعد الإجابة.
وقد قرأت في جريدة الإصلاح البيروتية التنويه بمقدمه، ولم تذكره جريدة:" المقتبس " عندنا لتغيب صديقنا عن الشام (1)، وعدم تيسر اجتماعي بكتبتها لحالة الشتاء، وضيق الوقت.
وقد كنت وضعت ابني (2) في المكتب الإعدادي عندنا من ثلاث سنين، وقبله في مكتب آخر، وفي هذا العام رأيت إخراجه منه، وأن أقصره على طلب العلم عندنا، فعممته وأخذت في إشغاله بما يناسب من كتب المباديء، وكلمت القاضي عندنا في أن يضمه إلى كتبة المحكمة الشرعية عنده، ليشارف من الظهر إلى العصر شيئاً من الأقضية الشرعية فيتمرن على تطبيق العلم على العمل، فأجاب، ونفسي في حيرة وتألم؛ ولقد رأيت أن للمكاتب مستقبلاً لمن اهتم، ولكن والله بئس المستقبل هو مع ما يعلم كل منا ما هو حال أولئك ومشربهم، وتالله لم يهد عدوّنا الخارجي من صروح الإسلام بقدر ما يهدم عدوّه الداخلي، ولقد كاد في بلادنا المتعمم أن يخجل ببزته وهيئته من زيه تلقاء أولئك النابتة المارقة.
والمستعان بالله على إنعاش المسلمين، والأخذ بأيدي المصلحين، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أرجو سيدي أن لا يؤاخذني بتقصيري عن مراسلة مقامه كما أني لا أحب أن يتكلف جواب
[المكاتبة] خدمة لمقامه.
والسلام.
............................................ 15صفر 1332هـ
.............................................. جمال الدين القاسمي
______________________________________
(1) يعني محمد كرد علي.
(2) هو محمد ضياء الدين، انظر ترجمته في:" آل القاسمي ونبوغهم في العلم والتحصيل" لراقمه (ص117 ـ 130).
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:54 م]ـ
(42)
رسالة (1) من الشيخ محمد بهجة البيطار الدمشقي يعزي فيها الآلوسي بوفاة القاسمي
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى حضرة مولانا الإمام، علامة الأعلام، سيدي السيد محمود شكري الآلوسي، أدام الله به عزًّ الإسلام.
سلام عليك يا سيدي ورحمته وبركاته، أسأل الله أن يمتعنا بطول حياتكم سالمين من كوارث الحدثان ونوائب الزمان.
أمَّا بعد:
فإني أرفع لسيدي واجب العزاء بهذا المصاب العظيم والخطب الجليل بوفاة فقيد الأمة الإسلامية المرحوم الشيخ جمال الدين القاسمي تغمده المولى برحمته ورضوانه.
وقد كنَّا نقرأ دروس الصباح يوم الاثنين في 18 جُمادى الأولى فقرأنا الدرس الأول منها من " جمع الجوامع" في أواخر بحث الإجماع السكوتي، وأخذنا تاريخ الجهمية والمعتزلة، لنقرأ منه ونصححه، لأنا نقرأ تآليف الأستاذ ونصححها، وقد صححنا طائفة منها، فقال الأستاذ: نُسامح في الدرس الثاني لأني تذكرت أن عليَّ وعداً، والتزم الفراش منذ ذلك الحين ـ رحمه الله تعالى ـ بحمى ذات الجنب والرئة على ما يقول الطبيب، حتى توفاه الله تعالى بعد غروب يوم السبت في 23 جمادى الأولى سنة 1332هـ، رحمه الله تعالى رحمةً واسعةً وألهمنا الصبر الجميل على فقده، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وقد خلف المرحوم سبعة أولاد: أربع إناث، وثلاثة ذكور، و أكبرهم ولده محمد ضياء الدين وهو في السادسة عشرة من عمره، وقد كان والده المرحوم يُعْنَى بتربيته وتعليمه عناية خاصة، والآن يقوم بتعليمه بعض جماعة المرحوم.
وللأستاذ المرحوم كُتُبُ خَطٍّ كثيرة من تآليفه، بعضها قد تمَّ وبعضها لم يتم، ومنها تفسيره التَّام " محاسن التأويل" الذي نوَّه الأستاذ عنه مرّات في تعليقاته على رسالة الإمام السيوطي، من " مجموع الرسائل في أصول التفسير والفقه"، وهو يبلغ اثني عشر مجلداً، وستقدم بعضها للطبع عن قريب إن شاء الله.
وفي الختام نسأله تعالى أن يُديم بقاءكم وبقاء حضرة الأستاذ الأعظم سيدي الجد سالمين من كل كدر، آمين.
.................................... في 29 جمادى الأولى سنة 1332
(يُتْبَعُ)
(/)
............................................. محمد بهجة البيطار
___________________________
(1) الرسائل المتبادلة بين القاسمي والآلوسي، تأليف محمد بن ناصر العجمي، صـ 239ـ 240، دار البشائر الإسلامية.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:54 م]ـ
(43)
رسالة من الآلوسي جواباً عن رسالة البيطار السابقة
إلى بهجة النفوس والأرواح محمد بهجة أفندي البيطار.
وردني كتابك أيها الفاضل الجليل، و الكامل النبيل، مشتملاً نعي أعز الإخوان، وخاتمة فضلاء الزمان، ومفخر أهل الإيمان، غصن الدوحة العلوية، ونور حدقة العترة الفاطمية، جمال الدين، ونزهة الموحدين.
فيا لها من مصيبة ما أعظمها، ونائبة ما أشدها على القلوب وآلمها، قد أنستني جميع ما أصابني من المصائب، وهونت علي ما ألم بي من مضض النوائب، بل إنها قد قصمت الظهر، وهدت عرى الصبر، وأطفأت من الفضب سراجه، وانتزعت من رأس الكمال تاجه، وضعضعت من المعالي ركنها، وفقأت من السيادة عينها، وأوهت من الشرف دعائمه، وزلزلت من المجد قوائمه، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
بيد أن حكم المنية جار على كل البرية، وإن الدنيا لم قدم الأنبياء ولا الرسل الكرام، بل ولا لسيدهم وخاتمهم ـ عليه أفضل الصلاة والسلام ـ:
وجود الفتى نفس الحمام لنفسه *-*-*-* فلولاه لم يسلك سبيل المعاطب
وتسعى به أنفاسه لحمامه *-*-*-* وكم أصبح المطلوب يسعى لطالب
كأنا من الآجال وهي كواسرٌ *-*-*-* من الأسد الضرغام بين المخالب
فليس سوى الصبر ما يهون مرارة هذا الأمر، عسى أن تحوزوا الثواب يوم يناله الصابرون: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)} [البقرة: 157].
على أن الفقيد، والسيد السعيد، قد قدم على مولى يغفر الزلات، ويبدل السيئات بالحسنات، وأنه حي بجميل آثاره، وطيب ذكره وأخباره، فالثبات الثبات، والتجمل عند مثل هذه الملمات، وعليك أيها الأخ أن تذكره بصالح الدعوات، لاسيما في الخلوات، ونشر مصنفاته المفيدة، والتخلق بأخلاقه الحميدة، وسلوك مسالكه السديدة، إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا ً.
رضي الله تعالى عنه، وأرضاه، وجعل الجنة مستقره ومثواه.
.................................................. ..... 13 جمادى الآخرة 1332
................................................. الفقير إلى الله تعالى
................................................. محمود شكري؛
____________________________________
(1) الرسائل المتبادلة بين القاسمي والآلوسي، تأليف محمد بن ناصر العجمي، صـ 241ـ 242، دار البشائر الإسلامية.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:55 م]ـ
وهذه هدية أخرى ـ إذا سمحتم ـ:
حمل: آل القاسمي ونبوغهم في العلم والتحصيل
http://http://www.gmrup.com/gmrfile/gmrup12658324441.jpg
عنوان الكتاب: آل القاسمي ونبوغهم في العلم والتحصيل
المؤلف: محمد بن ناصر العجمي
الطبعة:1 مجلدات:1
عدد الصفحات: 264
الناشر: دار البشائر الإسلامية _ بيروت
تاريخ النشر:1999
الرابط: http://www.mediafire.com/?wtljmzcmr20
هذا والشكر الأوفى والنصيب الأسنى والأعلى لصديقي الألمعي والصهميم اللوذعي رجل وها هي مدونته فطالعوا إياها:
http://www.racebok.blogspot.com/
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:56 م]ـ
نسب آل القاسمي
قال الأستاذ محمد ناصر العجمي: " جمع العلامة محمد جمال الدين القاسمي نسبهم من جهة والدة الشيخ محمد سعيد في كتاب أسماه: " نسب السادة القاسمية السعيدية أسباط السادة الأشراف الدسوقية الحسينية الدمشقية" وهو ما عبر عنه بدرج الأصل، وقد تتبع نسبهم المتصل بالدسوقي الحسيني، ووقع عليه نقيب الأشراف في الديار المصرية.
ثم بعد أن جمع نسبهم المذكور ألف رسالة في " شرف الأسباط" وصحة انتسابهم.
وإليك ما أورده في رسالة شرف الأسباط (ص62 ـ ص65)، وفي الخاتمة (ص81 ـ 85):
ذكر اتصال نسب المؤلف
بأسباط السادة الدسوقية الدمشقية الحسينية
(يُتْبَعُ)
(/)
وأذكر هنا ما كنت كتبته في درج نسبنا وهو: أن النسب النبوي، والفرع العلوي الفاطمي، لا يزال بحمد الله ظاهر النمو طاهر الانتما، كشجرة طيبة أصلها في الأرض وفرعها في السما، إذ هي نتيجة مقدماتها باب مدينة العلم والبتول، فلا غرو أن زكت الفروع لزكياء هاتيك الأصول، وقد وجب أن تصرف الهمم العالية إلى ضبط أنسابها، احتفاظاً بحقوق شرفها وآداب أحسابها، على أن معرفة النسب سبب للتعارف، وسلم للتواصل والتعاطف، وقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم" فأمر بتعلم الأنساب، لتوصل به الأرحام، ويحافظ على أواصرها لما لها من واجب البر والاحترام، وهذا الأمر مع ما قرن به من الحكمة، مما يجب الائتمار به على جمع الأمة، وإن كان لتعلم النسب فوائد كثيرة، يناط بها عدة مسائل فروعية شهيرة.
ولمَّا كان من ألطف النعم شرف النسب، والتسلسل عن ذوي السيادة والحسب، كان من الواجب على المنعم عليه، أن يعنى من تعلمه وحفظه بما تصل يد الإمكان إليه، ومن حق الآباء على الأبناء، والأجداد على الأسباط والأحفاد، أن يحافظوا لهم أنسابهم، ويحرسوا بتقواهم أحسابهم فإن هذا من بر الفروع بالأصول، والقيام بإحياء حق ربما أضيع بالإهمال والخمول، وهذا ما حدا بي إلى العناية بأخذ فرع للعائلة القاسمية السعيدية (1) أسباط السادة الدسوقية، من شجرة أجدادهم آل الدسوقي الحسينية، وأصلها الكبير متفرع إلى بطون عديدة، لاسيما في دمشق الشام وبعض أعمالها المحمية، وقد ذكر في درج الأصل (2) أن السادة الدسوقية يرتقي نسبهم إلى الحسين ـ عليه السلام ـ من السيد شرف الدين أبي عمران موسى الدسوقي (3) أخي القطب الشهير السيد إبراهيم الدسوقي، ونسب السيد إبراهيم السوقي شهير في الأقطار، وأورده الشعراني في " طبقات الأخيار".
(1) نسبة للسيد الشيخ محمد سعيد القاسمي ـ عليه رحمة الله ورضوانه ـ والد مؤّلف هذا الكتاب؛ فإن هذا النسب له ولسلالته خاصة في ذلك لأن حضرة الجد الشيخ قاسم ـ قدَّس الله روحه ـ كان تزوَّج أربعاً واحدة منهم لم تعقب والثلاث أعقبن منه، إحداهن أعقبت أنثى واحدة، وثانيتهن أعقبت ذكوراً وإناثاً، وثالثتهن وهي الجدة الشريفة حفيدة السيد الدسوقي لم تعقب غير سيدي المرحوم الوالد ـ رضي الله عنه ـ ومنها انتقل الشرف إليه وإلى ذريته فلذا قيدناهم بالسعيدية احترازاً عن القاسمية غير السعيدية. اهـ (المصنف).
(2) تاريخ نسخها جمادى الأخرى سنة ألف ومائة وتسع وهي فرع من أصل كبير كما شهد به من وقَّع عليها وقتئذ من النقباء والفضلاء، وهذا الأصل فرع لأصل رأيته في دسوق عام رحلتي إلى مصر، الرحلة الثانية وهو سنة (1331هـ) عند ابن عمِّنا السيد مصطفى حموده الدسوقي خليفة المقام الدسوقي، وهو نسب للسيد إبراهيم بن السيد محمد الدسوقي ابن السيد عبد الرحمن ابن السيد عثمان الدسوقي جد العائلة الدسوقية الشامية تاريخه (917هـ)، وعليه تواقيع قضاة ذلك العهد فما بعده. (المصنف).
(3) ذكر في درج الأصل أن شرف الدين هذا توفي في ثغر الإسكندرية في ذي الحجة سنة 703، ونقل من الثغر إلى ناحية دسوق ودفن بإزاء أخيه من الجهة القبلية (المصنف).
==================================
وقد جاء في شجرة الأصل المحفوظة عندنا أن قدوم جدّ العائلة الدسوقية الشامية، مربي الفقراء ومرشد السالكين فخر الدين السيد عثمان الدسوقيّ كان في المائة الثامنة الهجرية، لأن وفاته بناحية البقاع العزيزي في قرية عين تنبت في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة، وقد خلفه في التربية والإرشاد ابنه السيد عبد الرحمن، وقد توفي بناحية البقاع أيضاً في قرية جب جنين في شهر صفر سنة أربع وستين وثمانمائة، وخلفه في تربية المريدين ابنه شمس الدين محمد بن عبد الرحمن، وقد توفي بقرية جب جنين المذكورة ودفن بإزاء والده في شهر محرم سنة تسعة وثمانمائة، هذا جاء في درج الأصول (1)، وبالجملة فالسيد عثمان المنوه بفضله قد بورك في أولاده، وفات الإحصاء عد أسباطه وأحفاده، وانتشروا بعد في دمشق وبعض قراها، وكانوا في كل بلدة حلوها نجومها وضياءها، لما لهم من النسب الذي هو في صميم الشرف عريق، والحسب الذي غصن مجده بالمعالي وريق", انتهى ما قلناه، ثمة بزيادة.
* * *
وقال أيضاً في خاتمة الكتاب:
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول العبد الفقير مؤلف هذا الكتاب:
لما كان نسبنا الدسوقي الشامي أصله من مدينة دسوق من بلاد مصر القاهرة عزمنا على عرضه على سماحة نقيب أشراف الديار المصرية ليعززه بالتوقيع عليه ـ بعد أن جرى تحرير مقابلته بأصله ومطابقته عليه لدى قاضي دمشق الشام، ثمَّ نقيبها ووقعا عليه حسب الأصول المقررة في إثبات الأنساب الشريفة، ثُمّ وقع عليه أيضاً في الشام ومصر ثلة من كبار رجال العلم والنسب جرياً على المعتاد في التصديق والتوثيق.
لما رحلنا ـ الرحلة الثانية ـ إلى القطر المصري عام (1331هـ) عرضنا درج نسبنا ـ نسب الأشراف القاسمية السعيدية أسباط السادة الدسوقية الحسينية ـ على سماحة عين الأكابر، وارث الشرف كابراً عن كابر، السيد عبد الحميد أفندي البكري نقيب أشراف الديار المصرية فوقع عليه في وثيقة منيفة، وحجة متينة لطيفة، وأمر حفظه الله بنقله إلى سجل الأنساب العامة، جرياً على القواعد المقررة في الاحتفاظ بأنساب الأشراف الكرام.
وإليك صورة توقيعه الجليل
عنه
عفا الله
سبط آل الحسين
الصديقي العمري التيمي الهاشمي
" السيد عبد الحميد البكري بن السيد عبد الباقي البكري"
الفقير إليه سبحانه
ونقيب أشراف الديار المصرية
شيخ السجادة البكرية وشيخ المشايخ الصوفية
الأمر كما ذكر فيه
............................................ عبد الحميد البكري
............................................... صور ة الختم
في تاريخه تقدم لنا طلب من حضرة العلامة الفاضل السيد محمد جمال الدين من كبار علماء دمشق الشام يذكر فيه أنه من السادة الأشراف الحسينية لأنه السيد جمال ابن السيد محمد سعيد ابن السيدة عائشة بنت السيدة فاطمة بنت السيد محمد الدسوقي الدمشقي بن السيد محمد الدسوقي ابن السيد يحي الدسوقي ابن السيد أحمد الدسوقي ابن السيد شرف الدين الدسوقي ابن السيد رضي الدين الدسوقي ابن السيد محمد الدسوقي بن السيد رضي الدين الدسوقي ابن السيد بهاء الدين محمد الدسوقي ابن السيد حمزة الدسوقي ابن السيد إبراهيم الدسوقي ابن السيد محمد الدسوقي ابن السيد عبد الرحمن الدسوقي ابن السيد عثمان الدسوقي ابن السيد جمال الدين عبد الله الدسوقي ابن السيد بدر الدين محمد الدسوقي ابن السيد موسى الدسوقي ابن السيد عبد العزيز أبي المجد الدسوقي ابن السيد قريش ابن السيد محمد الناجي أبي النجا ابن السيد زين العابدين ابن السيد عبد الخالق ابن السيد محمد أبي الطيب ابن السيد عبد الله ابن السيد عبد الخالق ابن السيد أبي القاسم ابن السيد جعفر التركي ابن السيد على الهادي ابن السيد محمد الجواد ابن السيد على الرضا ابن السيد موسى الكاظم ابن السيد جعفر الصادق ابن السيد محمد الباقر ابن الإمام علي زين العابدين ابن سيدنا ومولانا أبي عبد الله الحسين ابن سيدتنا فاطمة الزهراء بنت سيدنا ونبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإن الذي يشهد لحضرته فرع النسب المقدم الطلب المأخوذ من النسبة الشريفة التي بيده والمقدمة لباب النقابة موقعاً عليها من حضرات أصحاب الفضيلة نقيب أشراف دمشق ومفتيها ومن علماء أفاضل بها، ومن حضرات الشيخ محمد زين الدين أحد علماء الجامع الدسوقي، والفاضل السيد محمد رضا منشيء المنار وناظر الدعوة والإرشاد (2)، وبعد مراجعته على مشجر الأنساب ومطابقته عليه قررنا اعتماد صحة هذا النسب وأمرنا بتسجيله بالسجل العمومي تحريراً في يوم الخميس عشرة جمادى الأولى سنة (1331هـ) من هجرة المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ وشرف وكرم.
تسجل بالسجل العمومي
تحت نمرة (61) .................................... صورة ختم
.............................................. باب نقابة الأشراف
............................................ بالديا ر المقدسة
___________________________________
(1) رأيت في " سفينة الحوادث اليومية" بخطّ إبراهيم الجنيني ـ أحد علماء الشام في القرن الثاني عشر ـ أن السادة الدسوقية الشامية كان تشرُّفهم أي؛ إثبات شرفهم عند قضاة الشام عام (982)، يعني الإثبات الذي حفظ في السجلات وتقيد في الوثائق، وأما أصله فكان محفوظاً عندهم (المصنف).
(2) قلت ـ أي ابن طراد ـ: " قال العلامة صاحب المنار الأغر الشيخ رشيد رضا عن القاسمي ونسبه: " وجاء مصر في العام الماضي لشؤون تتعلق بذلك فسررنا بلقائه، وجددنا ما لا تخلقه الأيام من عهود إخائه.
وكتبنا له كما أحب كلمات على نسبه، وقد صار بعض تلاميذه وأصحابه
".اهـ
(مجلة المنار، محمد رشيد رضا، ص556،ج 17)
=================================
آل القاسمي ونبوغهم في العلم والتحصيل، للأستاذ محمد بن ناصر العجمي ص230ـ 238)، دار البشائرالإسلامية. بيروت، 1999).(/)
خطرة وجدان (خاطرة أدبية)
ـ[علي جاسم]ــــــــ[21 Mar 2009, 10:48 ص]ـ
هي خطرة نبضت في الوجدان , ثم خفقت في القلب خفوق جنين سرت فيه نفخة الرحمن , هي ليست في شيء من علوم القرآن , بل هي نفحة من قلب إنسان , طويت عليها الفؤاد , فأبت إلا أن تتكلم , فنشرت صفحة الفؤاد .. فقالت .. [
أنا أعلم أن سيوافيني يوم يُسدلُ فيه الستار , ويُختم العمر ..
وستغادرني الروح التي صحبتني العمر إلى غير رجعة ..
وسأطبق جفنيّ عن آخر مشهد من الدنيا .. وأمضي في الدرب المجهول .. وأترك عندكم جسدا باردا لا حياة فيه ..
سيبكيني أحبتي بدموع حرّى ..
أمي ستذبل عينها من حُرقة العبرات عليّ ..
وسيصدع الأسى المرير فؤادها المفجوع ..
وسأوضع في حفرتي .. ويحثو أحبتي عليّ التراب .. وتسوى الأرض من فوقي ..
سأثوي هناك ويثوي معي خوفي وضعفي .. في ظلمة موحشة .. ومضيق خانق ..
أثوي هناك .. حيث لا أسمع هينمة الريح .. ولا أحس برد النسيم .. ولا أكحل عيني بضوء الصباح ككل يوم ..
ومع هذا ..
ستمر الساعات تنفض عن الأحياء تراب الأسى .. وسينجلي ليل الحزن .. ويبزغ في الكون فجر جديد .. ويتنفس الصباح وتشرق الأرض بنور ربها ككل يوم ..
دِيَكَةُ الحي ستؤذن الفجر ككل يوم .. وستسقسق العصافير على أغصان شجرتنا .. وسينهض الناس لشأنهم .. وتحبل ساعات النهار بضجيج الحياة ككل يوم .. وتمضي الدنيا بأبناءها الأحياء .. تمضي الدنيا بمسراتها وأحزانها .. تمضي بأماني أبناءها وأحلامهم ..
تمضي .. غير شاعرة بي وأنا مندرج في حفرتي .. كأنها ما عرفتني يوما .. وكأني أمس لم أكن من أبناءها ..
فيا رحمة الله تغمديني .. إذا نُسِيتُ من الدنيا وصرت من أهل القبور ..
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[21 Mar 2009, 02:30 م]ـ
هي خطرة نبضت في الوجدان , ثم خفقت في القلب خفوق جنين سرت فيه نفخة الرحمن , هي ليست في شيء من علوم القرآن , بل هي نفحة من قلب إنسان , طويت عليها الفؤاد , فأبت إلا أن تتكلم , فنشرت صفحة الفؤاد .. فقالت .. [
أنا أعلم أن سيوافيني يوم يُسدلُ فيه الستار , ويُختم العمر ..
وستغادرني الروح التي صحبتني العمر إلى غير رجعة ..
وسأطبق جفنيّ عن آخر مشهد من الدنيا .. وأمضي في الدرب المجهول .. وأترك عندكم جسدا باردا لا حياة فيه ..
سيبكيني أحبتي بدموع حرّى ..
أمي ستذبل عينها من حُرقة العبرات عليّ ..
وسيصدع الأسى المرير فؤادها المفجوع ..
وسأوضع في حفرتي .. ويحثو أحبتي عليّ التراب .. وتسوى الأرض من فوقي ..
سأثوي هناك ويثوي معي خوفي وضعفي .. في ظلمة موحشة .. ومضيق خانق ..
أثوي هناك .. حيث لا أسمع هينمة الريح .. ولا أحس برد النسيم .. ولا أكحل عيني بضوء الصباح ككل يوم ..
ومع هذا ..
ستمر الساعات تنفض عن الأحياء تراب الأسى .. وسينجلي ليل الحزن .. ويبزغ في الكون فجر جديد .. ويتنفس الصباح وتشرق الأرض بنور ربها ككل يوم ..
دِيَكَةُ الحي ستؤذن الفجر ككل يوم .. وستسقسق العصافير على أغصان شجرتنا .. وسينهض الناس لشأنهم .. وتحبل ساعات النهار بضجيج الحياة ككل يوم .. وتمضي الدنيا بأبناءها الأحياء .. تمضي الدنيا بمسراتها وأحزانها .. تمضي بأماني أبناءها وأحلامهم ..
تمضي .. غير شاعرة بي وأنا مندرج في حفرتي .. كأنها ما عرفتني يوما .. وكأني أمس لم أكن من أبناءها ..
فيا رحمة الله تغمديني .. إذا نُسِيتُ من الدنيا وصرت من أهل القبور ..
صورة قاتمة لمشهد الحياة والموت، ولكنها حقيقة المشاعر الإنسانية.
والسؤال:
هل الحقيقة هي كما يراها الإنسان، ويعبر عنها بمثل هذا الأسى والعبارات التي تفيض بمشاعر الحزن؟
فمثلاً: الكاتب في الأسطر الأخيرة هل هو يعبر عن أساه عن مفارقته لهذه الحياة بحلوها ومره؟
أم يعبر عن أن الحياة لن تتوقف عند موته وستمضى دون الالتفات إلى الراحلين عنها؟
وعلى أي حال؛ ألا يمكن أن ننظر بغير هذا المنظار القاتم؟
ننظر إلى أن الحياة جميلة ونعمة على ما يشوب صوفها من أكدار، وننظر إلى الانتقال عنها إنما هو إلى الأفضل والأرحب والأسعد، إلى حياة بلا كدر وبلا خوف وبلا حزن.
ونستند في هذه النظرة إلى القرآن الكريم وسنة المصطفى الحبيب صلى الله عليه وسلم فهما يبشران بكل خير وسعادة ويدعوان إلى النظرة المتفائلة.
يقول الحق تبارك وتعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
(وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآَخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) سورة العنكبوت (64)
فالحياة الحقة التي لا يشوبها كدر هي الحياة الآخرة.
والمؤمن مبشر بهذه الحياة السعيدة بنص كلام الله تعالى:
(أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64)) سورة يونس
وفي الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي من حديث أبي الدرداء أنه سئل عن قول الله تعالى (لهم البشرى في الحياة الدنيا) فقال للسائل: ما سألني عنها أحد غيرك إلا رجل واحد منذ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما سألني عنها أحد غيرك منذ أنزلت هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له.
وعند الموت يبشر المؤمن، كما جاء في قول الله تعالى:
(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (32)) فصلت
قال أهل التفسير إن هذا التبشير يكون عند الاحتضار.
أما في القبر فإن المؤمن يأتيه عمل الصالح فيبشره كما في حديث البراء بن عازب في كيفية قبض الأرواح،وفيه:
"فَيُنَادِي مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ أَنْ صَدَقَ عَبْدِي فَأَفْرِشُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَأَلْبِسُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ قَالَ فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا وَطِيبِهَا وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ قَالَ وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ حَسَنُ الثِّيَابِ طَيِّبُ الرِّيحِ فَيَقُولُ أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ فَيَقُولُ لَهُ مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالْخَيْرِ فَيَقُولُ أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ"
وأما يوم البعث فتتلاقهم الملائكة بالبشرى، كما في قوله تعالى:
(إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (101) لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ (102) لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (103)) سورة الأنبياء
وأختم بهذا الحديث بشرى من الحبيب صلى الله عليه وسلم:
روى البخاري من حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" مَا مِنْ عَبْدٍ يَمُوتُ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ يَسُرُّهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا وَأَنَّ لَهُ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا إِلَّا الشَّهِيدَ لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ فَإِنَّهُ يَسُرُّهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا فَيُقْتَلَ مَرَّةً أُخْرَى"
فهل سيذهب هذا بالأسى من نفسك أخي الكريم؟ أما أنه الابتلاء الذي لابد منه؟
اللهم أنزل السعادة في قلوبنا والعافية في ديننا وعقولنا وأبداننا واختم بالصالحات أعمالنا.
وصلى اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد.
ـ[علي جاسم]ــــــــ[23 Mar 2009, 09:30 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب .. أرأيت السجين .. أن ثوى في سجنه بضع سنين .. كيف -وقد أطلق سراحه- يسكب العبرات ويغلبه الحنين .. فيبكي على سجنه وهو ما هو .. مثوى الخطاة الآثمين .. ومثابة القتلة المجرمين .. وما بكاه وحن له إلا لأن النفس لطول العهد به ألفته واعتادته ين (لا شيء هذه مراعاة للسجع) ..
وهذه هي فطرة النفس أخي الحبيب ..
خلقت النفس ألوف .. أي تألف ما حولها ولو كان سجنا .. لا لأنه مالوف لذاته ولكن طبيعة النفس ..
أرأيت الوليد ينفجر باكيا حين يغادر أحشاء أمه .. لكن ألم يخرج لمكان أرحب وأوسع .. نعم .. لكنها أخي الحبيب فطرة النفس التي فطرنا الله عليها ..
أنت يا رفيقي ترى الأمر من زاوية الروح .. وأنا أراه من زاوية النفس ..
الروح تريد أن تتحرر من سجنها أي الجسد .. وتتصل بأول نشأتها أي عالم الملكوت والروح .. تلك طبيعتها فهي نفخة سماوية علوية ليست هي من معاني الأرض في شيء ..
وللنفس طبيعة أخرى تغايرها تمام المغايرة ..
فالنفس من تربة الأرض وطينتها .. وهي من عنصر الدنيا .. ومن ذلك تراها أقرب لمعاني التراب منها إلى معاني الروح .. ولذلك تألف الحياة بحلوها ومرها .. بأفراحها وأتراحها .. وعذبها وعذابها ..
ومن ذلك تحزن لفراقها .. تحزن لأنها ذاقت .. والنفس ذواقة تواقة فإذا ذاقت تاقت ..
فيا رحمة الله تغمديني إذا صرت من أهل القبور أي حرريني من طبيعة النفس التي تضل متعلقة بالحياة .. حتى بعد موتها .. يا رحمة الله حرريني وأطلقيني في آفاق الروح الرحيبة ..
جزيت خيرا أخي الحبيب ..
نورنا بكلامك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[23 Mar 2009, 03:09 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل علي ووفقك لكل خير ..
فقط أود التنبيه على عبارة أدرجتها في مقالتيك وهي قولك:
(فيا رحمة الله تغمديني إذا صرت من أهل القبور أي حرريني من طبيعة النفس التي تضل متعلقة بالحياة .. حتى بعد موتها .. يا رحمة الله حرريني وأطلقيني في آفاق الروح الرحيبة .. )
وأود أن أنقل لك حكم هذا القول وهو مناداة صفة من صفات الله عزوجل من فتوى العلامة العثيمين رحمه الله:
لا يجوز دعاء صفة من صفات الله تعالى كأن تقول: " يا رحمة الله ارحميني"، أو" يا قدرة الله اغفري لي " أو ما شابهها، لأنك إذا قلت هذا فكأنك جعلت هذه الصفة شيئاً مستقلاً عن الموصوف، يتصرف فيغفر ويرحم ويغني .. فإذا دعوت الصفة جعلتها مستقلة، تجلب إليك الخير، وتدفع عنك الشر، وهذا يعني أنك جعلتها إلهاً مع الله .. وقد ذكر هذا شيخ الإسلام رحمه الله في كتابه الاستغاثة ..
أما إذا قلت " أعوذ بعزة الله " فهذا من باب التوسل بعزة الله عز وجل إلى النجاة من هذا المرهوب الذي استعذت منه، وكذلك " برضاك من سخطك "، وكذلك قوله " يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث "، ليس المعنى أن الإنسان يستغيث بالرحمة المنفصلة عن الله، لكن هذا من باب الوسيلة، من باب التوسل إلى الله بصفات الله عز وجل المناسبة للمستعاذ منه أو للمدعو، فهذا جائز، وليس دعاء صفة ..
وفقك ربي وسدد خطاك .. آمين ,,,,,
ـ[علي جاسم]ــــــــ[26 Mar 2009, 09:20 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك أخي الحبيب
معلومة قيمة ..
وأشكرك على مرورك
أخوكم
علي(/)
أدب التعقيب - رغداء زيدان
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[22 Mar 2009, 01:39 ص]ـ
أدب التعقيب
رغداء زيدان
المصدر: موقع الوحدة نقلا عن الشهاب ( http://www.alwihdah.com/view.php?cat=1&id=1767)
المنتديات العربية على شبكة الأنترنت تتميز بميزة ملفتة، وهي تشعب وتنوع أقسامها، بصورة كبيرة، فمن قسم للأدب وما فيه من شعر ونثر، وقسم للدين، وآخر للسياسة، وغيره للعلوم والتكنولوجيا، وصولاً إلى الأسرة، حتى الترفيه والرياضة وووو ...... إلخ.
هذا التنوع يثير في النفس التساؤل حول ما يُقدّم في هذه الأقسام من مواضيع ومدى أهميتها ومطابقتها للإختصاص الذي تُقدّم من خلاله، ومدى تفاعل الأعضاء معها، وكيفية عرض الآراء المختلفة والتعليقات المتنوعة حول موضوع ما.
وبنظرة عامة نجد أن هناك مقالات مختلفة منها الجاد والسطحي والتحريضي، الهام والتافه، الذي يحمل أفكاراً هادفة، والذي يهاجم فقط ...... مواضيع متنوعة وكثيرة. ولسنا الآن في معرض تقييم هذه الظاهرة مع ما فيها من ارتجال وعشوائية بعيدة عن أي هدف أو غاية تثقيفية مدروسة، ولكنني سأركز على أمر آخر، وهو طريقة التعليق والتعقيب على هذه المقالات والمشاركات.
هناك مواضيع تُقدّم في المنتديات تكون جادة ومهمة، تطرح أفكاراً جديدة، ولكننا غالباً لا نجد إلا قليلاً من المشاركين الذين يتفاعلون معها ويستشعرون أهميتها، ويحاولون الإضافة إليها أو التعقيب عليها، أو نقدها والإختلاف معها. ولذلك أسبابه، ومن أهم هذه الأسباب عدم الإحاطة بالموضوع المطروح، أو عدم التفكير فيه سابقاً، أو عدم امتلاك الإمكانات اللازمة لفهمه وهو ما أسميه (نقص النمو الثقافي) فكما أن الطفل يتدرج في نموه حتى يصل لمرحلة النضج العقلي، فكذلك الإنسان يحتاج إلى فترة نمو يستطيع معها إدراك ما يقرأ وفهمه والتفاعل معه. فالثقافة عملية لها أصولها، وتحتاج إلى تنظيم، ومعرفة لقواعدها وطرقها.
وليس في هذا التوصيف انتقاص من أحد ومن قدرات أي قارئ، لأن الساعي لامتلاك ثقافة حقيقة يدرك أن الأمر ليس عشوائياً، وأنه كلما زادت ثقافته شعر أن رؤيته لما حوله قد اتضحت أكثر من جهة، وعرف مكامن النقص في ثقافته والتي يجب عليه تداركها حتى يعرف ما خفي عنه، ويستوضح ما غمّ عليه من جهة أخرى.
وكلنا يعرف أن أفكارنا ونظرتنا للحياة تتغير مع تقدمنا في العمر وزيادة ثقافتنا وامتلاكنا للخبرات المتنوعة، مما يجعلنا نشعر أننا صرنا أكثر قدرة على الفهم والتعامل مع الأحداث والأفكار. طبعاً أنا أتحدث عن طالب الثقافة الحقيقي، مع معرفتي بوجود أشخاص يقفون عند حد معين من الفهم لا يتجاوزونه، لا بل قد لا تزيدهم الأيام إلا جهلاً فوق جهلهم.
وبالعودة إلى موضوعنا نجد أن التعليقات التي توضع على موضوع (من النوع الذي وصفناه بالمهم أو الذي يحمل أفكاراً جادة) نادراً ما تُعرض بطريقة حضارية محترمة، تراعي آداب الإختلاف. وبما أننا كشعب عربي لم نتعود أن يهتم أحد بما نقدمه من أفكار (نتيجة تراكمات كبيرة من الإستلاب الذي ترسّخ في عقولنا فجعلنا نحتقر كل ما يصدر عنا وعن مفكرينا)، فإننا نجد أن المشاركين في النقاش والتعليقات ينقسمون إلى قسمين:
قسم يعلّق بكلمات عامة لا يقصد بها إلا إعلام الكاتب بأنه قرأ الموضوع (وغالباً لا يكون هناك قراءة). وقسم يعلّق بإسهاب، في محاولة لإبراز الفهم والتفاعل ونقد الأفكار المطروحة. وهنا نجد أنفسنا أمام نوعين من المعلقين:
1 ـ المهتمون فعلاً بالموضوع المطروح، والذين يقرؤونه بتمعن وتفكير (وهم قلّة قليلة جداً).
2 ـ والنوع الآخر هم (أنصاف المتعلمين) الذين يدخلون للتعليق على مثل هذه المواضيع وسواها، بطريقة تظهر جهلهم بالموضوع وعدم فهمهم واستيعابهم.
بالطبع فإن ما يزعج في الأمر ليس هو عدم استيعاب الأفكار وسوء فهمها فقط، ولكن الإزعاج الأكبر هو في (قلة الأدب) التي تتسم فيها هذه التعليقات، فلا يكتفي هؤلاء بمخالفة الرأي المطروح وتحميله غير مقصده (لأنهم كما قلنا لم يفهموه ولكنهم ادعوا ذلك)، بل إنهم يستخدمون ألفاظاً تدل على الاستخفاف بكاتب المقال وبأفكاره المطروحة، وقد يلجؤون إلى السباب والشتائم مما يحول الحوار إلى مشاجرة أنترنيتية مخجلة.
وإذا رحنا نبحث عن الأسباب التي تدفع هؤلاء لمثل هذه التصرفات نجد أنهم يعبرون عن حالة عامة في مجتمعاتنا، وهي احتقارنا لبعضنا البعض، وعدم التزامنا بآداب الحوار، لأن الحوار عندنا ببساطة ليس له هدف نهضوي، بمعنى أن القصد منه غالباً لا يكون الوصول للحقيقة، وإنما يكون هدفه إثبات الذات وإلغاء الآخر المخالف، بعد سحقه وتدميره.
بالإضافة إلى عدم التزامنا بفضائل الإسلام وآداب السلوك. فنحن نسمع قوله صلى الله عليه وسلم: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت" فلا يزيدنا إلا إصراراً على التفاصح وإثبات الذات دون أن نأخذ تنبيه الرسول صلى الله عليه وسلم على محمل الجد حين قال: " وهل يكُبُّ الناسَ على مناخرهم في نار جَهنَّم إلا حصائد ألسنتهم".
إن التزام الأدب في الحوار والتعقيبات هو أسلوب حضاري، يدل على صاحبه بالدرجة الأولى، فحتى لو كان الموضوع المطروح يحمل أفكاراً أعتقد خلافها، فهذا ليس مبرراً لي لشتم كاتبها أو احتقاره والاستخفاف به، ولكن التصرف المقبول والمطلوب هو بيان رأيي المخالف بطريقة حضارية مقنعة، تقارع الحجة بالحجة، بأسلوب مؤدب، غايته جلاء الحقيقة، أو بيان الرأي، وليس شتم الكاتب والتعريض به أو التحريض عليه، وصدق الشاعر حين قال:
من علّم الحقَّ علمَ ذَوقٍ ... لم يُقرن الغيّ بالرشاد
لا والذي أمرناإليه ... ماعنده الخير كالفساد(/)
أربعة معاول لهدم جسور الحوار - عمرو عبد الكريم سعداوي
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[22 Mar 2009, 01:43 ص]ـ
أربعة معاول لهدم جسور الحوار
عمرو عبد الكريم سعداوي
المصدر: الوحدة الإسلامية ( http://www.alwihdah.com/view.php?cat=1&id=1260)
عندما تسود العلاقات الصراعية مع المختلفين فكريًّا ومذهبيًّا، ينزع كل طرف إلى التخندق وعدم معرفة الآخر ومصادره الفكرية ومنهج بناء الرؤى عنده؛ مما يؤدي بالحوار إلى عمليات ديماجوجية أقرب إلى السجالات الانطباعية منها إلى الحوار الجدي والعميق. فكل طرف يختزل الآخر إلى مجموعة أو حزمة من المقولات العامة السطحية –البالغة العمومية-، ويصبح بعد ذلك هذا الطرف أسيرًا لتلك المقولات في معرفة الآخر، بل وفي نزاعه معه.
ومن خلال آلية التعميم والتجزئة وانتشارها وإعادة إنتاجها، يرى كل طرف الآخر عبر تلك الصور النمطية، ومن ثم يصبح المجال الفكري أقرب إلى الاجترار منه إلى التكرار؛ مما يكرس منهج الحلقات المغلقة في تكرار الحُجَّة ونقيضها، وتصور مقولات الطرف الآخر، فغالبًا ما يقوم كل فريق بالرد على ما يتصوره حججًا للطرف الآخر، وغالبًا ما ينزع كل فريق أضعف حجج المخالفين ويجردها عن سياقها الفكري، وينزعها من مسارها، ثم يقوم بتقويضها ونقدها، ثم تُقدَّم على أنها هدم لحجج المخالفين من الأساس.
أما العوامل التي تحول دون تواصل الناس ومد جسور الحوار بينهم فهي:
1 - التعصب للآراء والمذاهب والأفكار والأشخاص: والتعصب ظاهرة قديمة، موجودة في مختلف المجتمعات البشرية، وفي مختلف مستوياتها، وهي ظاهرة تمثل انحرافًا مرضيًّا، حينما لا تكون ذات مضمون أخلاقي، كالانتصار للحق أو لدعاته. والتعصب ينشأ عن اعتقاد باطل بأن المرء يحتكر الحق لنفسه. والمتعصب لا يفكر فيما يتعصب له، بل يقبله كما هو فحسب، لذا فلا يمكن لمتعصب أن يتواصل إلا مع من يردد نفس مقولاته.
2 - المراء المذموم واللجاجة في الجدل، ومحاولة الانتصار للنفس ولو على ذبح الحقيقة: والجدل خلق مذموم، ينبغي للإنسان أن يتنزه عنه، وإذا اضطر إليه فيجب أن يكون بالتي هي أحسن (وجادلهم بالتي هي أحسن) [النحل: 125] ومعنى ذلك أن يتجنب الإنسان الجدال العقيم والفاحش والبذيء، وإذا أراد أن يجادل فلا بد أن يجادل بالحسنى، وإذا وجد أن النقاش يقود إلى طريق مسدود، فينبغي أن يتوقف عنه لأنه يصير عند ذلك عبثًا لا خير فيه، فكما قال -صلى الله عليه وسلم-: "أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًّا" [رواه أبو داود بسند حسن]، "فما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل" [رواه الترمذي وصححه]. وترك الجدل يتبعه أمران:
أولهما: أن نعترف بأخطائنا إن كنا مخطئين، والاعتراف بالخطأ فضيلة.
ثانيهما: أن نحترم آراء الآخرين.
3 - التسرع في إصدار الأحكام: إذ إن التسرع في إصدار الأحكام دون روية، مع عدم وضوح الرؤية، يوقع في أغاليط وأخطاء. ويدفع إلى التسرع عدة عوامل منها:
- الغرور بالنفس، والاعتداد بسرعة البديهة.
- الكسل الذهني وعدم الرغبة في إجهاد الفكر للتعرف على الحق.
- الانفعال النفسي، كالغضب والخوف والطمع وطيش الهوى.
-الحاجة الملحة ومدافعة الضرورة الطبيعية.
ولقد انتقد القرآن بشدة لاذعة الذين يقفزون عند السماع الأولي للمشكلة إلى إصدار الأحكام وإشاعتها، دون السماح لها بالمرور بمنطقة السماح الداخلي، والتفاعل مع القدرات العقلية، وتبادل التحليل والاستنتاج. ويصف القرآن هذا الأسلوب المتسرع بأنه تلقٍّ للمعلومات الأولية باللسان، دون الصبر عليها حتى تمر بالأذن، وتصل إلى منطقة الوعي، (إذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ) [النور: 15]، ويتهدد القرآن الفاعلين لذلك بالعقوبة الإلهية، لما يترتب على هذا الأسلوب في الحكم من أخطاء، (يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [النور: 17].
4 - التفكير السطحي: الذي لا يغوص في أعماق المشكلات، ولا يدرك أثر العلاقات ببعضها، ولا يستوعب تأثير المتغيرات، بل يتوقف عند الأسباب الظاهرة للمشكلة، التي غالبًا ما تكون أعراضًا للمشكلات وليست جواهرها.
والتفكير السطحي هو الذي يغيب العقل، ويهمل العلم، ويغفل العمل، ويجافي سنن الله في الآفاق والأنفس. ومن سماته أيضًا: إرجاع المشكلات والظواهر إلى عامل واحد، مع إغفال أن تعقيد المشكلات لا يستوعبه سبب واحد، كما أن إرجاع المشكلات إلى سبب واحد يصاحبه قدر من التبسيط يتنافى مع عمق التجارب الإنسانية.
* عمرو عبد الكريم سعداوي: باحث في العلوم السياسية - مصر
** المصدر: إسلام أون لاين(/)
سعة الأفق - أحمد الصويان
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[22 Mar 2009, 01:46 ص]ـ
سعة الأفق
أحمد الصويان
المصدر: الوحدة الإسلامية ( http://www.alwihdah.com/view.php?cat=1&id=898)
من نعمة الله – تعالى – على العبد أن يرزقه سعة في الأفق، وعمقاً في النظر، فيتسع فكره، وينطلق في آفاق رحبة واسعة، ويؤتيه الله بصيرة نافذة تجعله ينفذ إلى أعماق الحقائق وأبعادها، فيقدرها بقدرها، ويضعها في مواضعها.
ومما يعين الإنسان على سعة الأفق:
1 – حرصه على طلب العلم والجدّ فيه، وأخذه من أهله الأثبات الراسخين، والصبر على تتبع مسائله في مظانها المختلفة، وحرصه في بدء الطلب على أن يأخذ من كل فن أصوله وقواعده لكي تتكامل معارفه وتتألف علومه، والعلم هو الركيزة الأساس التي تبني عقل الإنسان وتجعله يستقيم على الجادة؛ ألم ترَ أن الجاهل يعيش في ظلمة فلا يبصر طريقه، فإذا عرض له عارض صار يتخبط ويضطرب؟ بينما ترى صاحب العلم والفهم حاذقاً فطناً يفتح الله عليه من أبواب العلوم ما يجعله قادراً على رؤية أبعاد واسعة لا يراها من هو دونه.
2 – تنوع ثقافاته، وتعدد قراءاته في مختلف أنواع المعرفة العلمية، فالمتخصص في الدراسات الشرعية – مثلاً – لا ينحصر في هذا التخصص؛ بل تمتد عنايته واطلاعه إلى الدراسات الأدبية والفكرية والإنسانية الأخرى؛ فهو يتنقل في حقول العلم والفكر، ويمتص رحيق الأزهار بألوانها وأشكالها المتنوعة، وهكذا بقية المتخصصين في فروع أخرى من العلم.
3 – كثرة محاورته ومجالسته لأهل العلم والرأي؛ فبالحوار العلمي الجاد تتسع مدارك الإنسان، ويقف على أشياء قد لا تخطر بباله على الإطلاق، وقديماً قال عمر بن عبد العزيز – رحمه الله-: "إني وجدتُ لقاء الرجال تلقيحاً لألبابهم" (1). وقال الزهري: "العلم خزائن ومفاتيحها السؤال" (2). وقال أيوب السختياني: "إنّك لا تعرف خطأ معلمك حتى تجالس غيره" (3).
ولهذا كان السلف يحثّون طالب العلم على الرحلة والسفر لملاقاة العلماء واكتساب مختلف أنواع العلوم والمعارف، وفي هذا يقول ابن خلدون: "على كثرة الشيوخ يكون حصول الملكات ورسوخها" (4).
4 – حرصه على التأمل والنظر والتفكر، وشحذ الذهن وتنشيطه في دراسة المباحث والمسائل، والفكر الحي المعطاء هو الفكر المتّقد الذي ينبض بحيوية ونشاط، فلا يكسل ولا يعجز ولا تصيبه السآمة والملل، وكثرة التفكر تنمي المَلَكة، فـ (كثرة المزاولات تعطي الملكات، فتبقى للنفس هيئة راسخة وملكة ثابتة) (5)، كما أنّ الفكر المنظم المدروس هو الذي يبني العقل ويجعله يستقيم على الطريق، وأما العشوائية والارتجالية في التفكير فإنها تشتت الذهن وتفرّق الهم.
أما الإنسان الذي لا يفكر، أو يفكر بطريقة راتبة أو عشوائية، فإنه بالضرورة إنسان عاجز لا يقوى على إعطاء التصور الصحيح للمسائل، بل قد يقوده تفكيره أحياناً إلى التخبط والاضطراب.
5 – اطّلاعه على التجارب والخبرات البشرية في القديم والحديث محاولاً قدر الطاقة اختزانها في عقله لكي يستطيع توظيفها التوظيف الأمثل إذا دعت الحاجة إلى ذلك، والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها.
6 – تحرره من التقليد الأعمى بكل صوره وأشكاله؛ فهو يستفيد من أشياخه وأقرانه وأصحابه وغيرهم، ثم ينطلق بفكره الحرّ يتلمّس مختلف السبل بعقلية ناضجة مستقلة؛ وليس كل الناس يقوى على ذلك؛ فأصحاب الفكر هم المعادن الكريمة النادرة، وهم القادرون على توجيه الأمة، وأما عامة الناس فهم همج رعاع أتباع كل ناعق، وبين هؤلاء وأولئك فئام من الناس أخذوا من كل فريق بطرف.
* ضيق الأفق:
من الأدواء الفكرية المنتشرة عند كثير من الناس: ضيق الأفق، والنظر إلى المسائل المختلفة بسطحية مفرطة؛ فكم ينقبض صدر المرء حينما يرى من بعض الناس أن القضايا المصيرية العظيمة في مسيرة الأمة تؤخذ بعين الغفلة والسذاجة وقلة الفهم والبصيرة!
ومن أبرز أسباب ضيق الأفق:
1 – الجهل وقلَّة البضاعة؛ فكم جرَّ الجهل على أصحابه من المهالك والمفاسد! والجهل دركات بعضها أسوأ من بعض، وكلما ازداد المرء جهلاً ازداد تهالكاً وانحرافاً، وهل رأيت جاهلاً يقوى على إدراك حقائق الأشياء ومقاصدها، أو يقدر على قراءة الواقع واستشراف المستقبل؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
2 – قلة الفهم والوعي؛ وهما أمران زائدان على مجرَّد الجهل، فرُبَّ صاحب علْم لا يفيده علمه كبيرَ فائدةٍ بسبب ضعف فهمه وعسر إدراكه؛ لأنّه وقف عند حروف الألفاظ، ولم ينفذ إلى معانيها ومراميها، والفهم بضاعة نادرة لا يؤتاها إلا أصحاب العقل الراسخ والبصر النافذ، وصاحب الفهم يفتح الله عليه من إدراك النصوص والوقائع ما لا يخطر على بال غيره، قال ابن القيم – رحمه الله-: "ربّ شخص يفهم من النص حكماً أو حكمَيْن، ويفهم منه الآخر مائة أو مائتين" (6).
3 – الرتابة في التفكير ورؤية المسائل، والاعتماد على المألوف المعتاد فقط، وهذا بالتأكيد يجعل الإنسان أسيراً في بيت مغلق، كما يجعله في عزلة فكرية يحبس فيها عقله، فلا يقوى على النظر والإبداع والتجديد.
4 – التربية التقليدية الهزيلة التي تنتشر في كثير من المحاضن التربوية، وتشكل عقول الناس تشكيلاً يقتل معظم ملكات الإبداع والتفكير.
5 – التقليد الأعمى الذي يسد منافذ التفكير، ويجعل المرء مجرد تابع لغيره، فلا يستطيع أن يبني رأيه وفكره بناءً صحياً متجرداً؛ ولهذا تجد أنّ المقلد لشيخ أو لمذهب أو لطائفة من أكثر الناس ضيقاً في الأفق؛ وذلك لأنه لم ينظر إلا من نافذة واحدة، ولم يفكر إلا من زاوية محدودة، وتراه يتنقل بين سراديب ضيقة تنتهي به أخيراً إلى بلادة ذهنية تعصف بتفكيره وتجعله أحياناً يقتنع بالشيء ونقيضه في آن واحد .. !
6 – الاكتفاء بالنظر إلى ظواهر الأمور المجردة، والتعلق بقشورها القريبة، دون النفاذ إلى أعماقها، أو النظر إلى أبعادها ومقاصدها، ويؤدي ذلك إلى الاغترار بالشكل والبهرج على حساب الحقائق والمضامين؛ مما يحجب الرؤية بغمامة معتمة تطغى على البصيرة، وكم من الأشياء من حولنا نراها في مظهرها الخارجي رؤية معينة؛ ولكننا إذا تجاوزنا ذلك إلى دواخلها، وأزلنا القشرة الرقيقة التي تحيط بها تبينت لنا صورة أخرى مختلفة وبعيدة كل البعد عن الصورة الأولى.
وانظر إلى صفة المنافقين في القرآن: "وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ" (المنافقون: من الآية4)؛ فهل تكفي هذه الصفة الظاهرية لأجسامهم وأقوالهم في إعطاء تصور صحيح متكامل عن هؤلاء القوم؟! بالتأكيد لا تكفي؛ فالقرآن يوضح حقيقة هذا المظهر: "هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ" (المنافقون: من الآية4).
ونظير ذلك أيضاً: الاغترار بالكم على حساب الكيف، وانظر مثلاً إلى قول الله – تعالى-: "وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً" (التوبة: من الآية25)، ثم قارن ذلك بقوله – تعالى-: "إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ" (الأنفال: من الآية65)، ويتضح من ذلك أن معاني الأمور ومقاصدها الصحيحة تتجلى في حقائقها ومعادنها الأصيلة.
وليس المقصود هنا أن الشكل الظاهري أو الكم مرفوضان كلية؛ ولكن المقصود التحذير من الاكتفاء بهما، أو الوقوف عند حدودهما فحسب.
7 – النظرة الجزئية الضيقة التي تختزل المسائل الكبيرة إلى إطار محدود صغير؛ مما يؤدي – بالتأكيد – إلى تكوُّن تصور هزيل مبتور لا يمثل إلا جزءاً يسيراً من الحقيقة؛ بل قد يؤدي هذا التصور إلى تشويه الحقيقة بسبب نقصها وافتقارها للنظرة الشمولية المتكاملة.
8 – الخلط في تقدير المصالح والمفاسد، والجهل في ترتيب الأولويات؛ مما قد يؤدي إلى التعلق بالمصلحة القريبة العاجلة، وإن ترتب عليها مفاسد كبيرة في العاجل والآجل، أو يؤدي إلى تقديم المصالح المفضولة على حساب المصالح الفاضلة.
(*) من كتاب (في البناء الدعوي).
الهوامش:
(1) المعرفة والتاريخ (1/ 619).
(2) جامع بيان العلم (1/ 379) رقم (534).
(3) جامع بيان العلم (1/ 418) رقم (613).
(4) مقدمة ابن خلدون (ص: 541).
(5) مفتاح دار السعادة (1/ 284).
(6) مفتاح دار السعادة (1/ 60).
* المصدر: موقع المسلم(/)
نحو منهج في الحوار والتخاطب
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[22 Mar 2009, 01:48 ص]ـ
نحو منهج في الحوار والتخاطب
مجلة أصداء
المصدر: الوحدة الإسلامية ( http://www.alwihdah.com/view.php?cat=1&id=915)
كثيراً ما يقودنا التحمّس غير الموزون في الدفاع عن متبنّياتنا إلى تجاوز الكثير من الحواجز والضوابط المرسومة لنا معلماً نهتدي به في نقاشاتنا وحواراتنا وتكوين قناعاتنا.
وقبل كلّ شيء لا يفوتنا التنبيه إلى أنّ ذلك لا يُعزى بالضرورة إلى سوء في القصد وتبييت في النيّة، إذ قد يجامع النيّة السليمة في الدفاع عن الدين، وأئمّة المسلمين.
ولعلّ منشأ المشكلة في أفضل الأحوال يرجع إلى عملية انتقاء مصادر المعرفة وطريقة تكوينها؛ فإنّ المعرفة التي نحن بصدد الحديث عنها تتكوّن من عنصرين أساسيّين: أوّلهما يتمثّل بالمادة، وهي عبارة عن المصادر التي تبنى منها المعرفة. وثانيهما يتمثّل بهيئة هذا البناء الذي يعتمد بشكل رئيس على طريقة بنائه.
وبشكل عام، نجد أنّ بناء المعرفة محفوفٌ بمجموعة من المشكلات نذكر منها اثنتين:
الأولى: تتعلّق بمادة المعرفة التي نزمع بناء صرحها وتشييد أركانها، وذلك كمّاً وكيفاً: فإنّه ممّا لا شكّ فيه أنّ تكوين رؤية كونيّة أكثر شمولاً ووضوحاً وصحّة، متوقّف على مدى الإحاطة بأكبر عدد ممكن من مفردات مصادر المعرفة. وقد يكون من نافلة القول الاستدلال على صحّة هذه الدعوى. ولسنا
نريد بذلك الدعوة إلى الاعتماد العشوائي على كلّ ما عُثر عليه في التراث، بل المطلوب ـ بعد توسعة دائرة العمل وأخذ مختلف المفردات بعين الاعتبار ـ الوقوف على ما يمكن الاعتماد عليه منها.
الثانية: تتعلّق بطريقة البناء، وهنا يأتي الحديث عن ضرورة التوفّر على عنصرين أساسيّين: أوّلهما الدقّة في فهم مصادر المعرفة والتعامل معها، وثانيهما التوفّر على منهج سليم في طريقة البناء. وهذان العنصران ضروريّان لتوفير النجاح لعملية البناء هذه.
وهناك بعض الملاحظات الأخرى التي إن ضممناها إلى ما تقدّم، اتّضح لنا أنّ الكثير من المشكلات التي نحن بصدد الإلماح إليها يرجع إلى أمور:
1 - قصر النظر على مجموعة معيّنة من النصوص، وغضّ النظر ـ عمداً أو غفلةً ـ عن سائر المجموعات التي من شأنها إذا ضمّت إلى الأولى أن تغيّر منحى رؤيتنا إلى الأمور وطريقة التعامل معها. ولعلّ ما نحن فيه يرجع إلى النكتة التي من أجلها قالوا بعدم إمكان التمسّك بالعام قبل الفحص عن المخصّص.
2 - التساهل ـ عمداً أو غفلةً ـ في فهم مفردات المعرفة وبعض العناوين الواردة فيها، وعدم الوقوف الدقيق على معانيها والمراد منها، بل لوي عنقها وتوجيهها أحياناً إلى حيث المراد، وهو ما يفضي بنا ـ حين إرادة البحث عن مصاديق لهذه المفردات ـ إلى اختلاق مجموعة من القواعد النظريّة التي أقرب ما تكون إلى ((الأصالات)) وما شاكل ذلك .. وغيرُ خفيًّ أنّ هذا الأمر من الخطورة بمكان، خاصّةً إذا أخذنا بعين الاعتبار طبيعة الآثار المترتّبة على التطبيق العشوائي وغير المنظّم لهذه القواعد التي لا تنهض لها قائمة. وهذا الأمر يستدعي منّا بطبيعته مقداراً معتداً به من الاحتياط والتريّث في تطبيق العناوين على المعنونات.
3 - وإذا أردنا لكلامنا أن يكون أكثر مساساً بالموضوع، لزمتنا الإشارة إلى ضرورة التنقيح العلمي الرصين لعنوان ((الضروريّات)) وتحديد دائرته، خاصّةً وأنّه قد أصبح أداة طيّعة لكسر الحدود وتجاوزها. ولعلّ أبسط فائدة مرجوّة من وراء تنقيح هذا الموضوع هي إيجاد الحجّة والمعذّر لبعض الفئات من ناحية، وإيجاد الحصانة لآخرين من ناحية أخرى.
4 - قد لا يختلف اثنان في أنّ لعصر الغيبة الكبرى خصوصيّة ميّزته عن بقيّة العصور .. ليس هذا تمهيداً لتجويز الاجتهادات غير المنضبطة، كما إنّه ليس ملزوماً للقول بنسبيّة الحقيقة .. أبداً، بل هو شجبٌ لظاهرة احتكار مجموعة من المواقع ونفي الوصف عن بقيّة الأطراف بضرس قاطع، خاصةً إذا كانت العمليّة مصحوبة بالتشكيك في النوايا واتّهام الآخرين.
هذه مجموعة من الملاحظات المتعلّقة بما نعيشه في أوساطنا، نحسب أنّها لم تشر إلى أمر غائب عن بصيرتنا وباصرنا ..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
* مجلة أصداء - العدد 15 - 16، الصادرة عن الجامعة الإسلامية لأهل البيت.(/)
رثاء والدة الدكتور/ إبراهيم السماعيل (نورة المانع) رحمها الله تعالى
ـ[د/ إبراهيم السماعيل]ــــــــ[22 Mar 2009, 02:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وفي الجنّاتِ يا (أمّي) اللقاءُ
ماتت أمّي فَحَسب!!
أعتذر إليك أمّي عن هذه الأبيات التي لا تعادل شيئاً من حقّكِ عليَّ، ولكنها نفثة مصدور، وهذه هي (الزفرة الأولى)
(نورة بنت عبد العزيز الغنيم المانع)
رحمك الله إذ ودّعتِ دنيانا الفانية صباح 3/ 3 / 1430هـ
أعزيكِ أ (لؤلؤةٌ) و (نَفسي) =و (إخواني)، فمِنْ ربّي العزاءُ
لَقَدْ بُلِيَتْ (حبيبتُنا) بأمْرٍ=جَسيمٍ، لِلحشا فيهِ اصطلاءُ
تَمَزّقَ (بطنُها) مِنْ كلِّ جَنْبٍ =وعندَ اللهِ للبلوى جزاءُ
تُعاني أمّنا (عَطَشاً) مُمُيتاً =أيُرْوِي بينَ (منديلينِ) ماءُ؟!
تحيَّرَ (طِبُّهمْ) في شأنِ (أمّي) =فما أجدى لأمراضٍ دواءُ!
مشايخُ يقرؤون كتابَ ربّي =على جَسَدٍ تغشّاهُ البلاءُ
فَكمْ كانتْ تنادي في خفوتٍ:=فيكْبو دونَ مَسْمَعِنا النّداءُ
إلهي ربِّ لا تُطِلِ البلايا =وعندَكَ مِنْ شديدتنا رخاءُ
أشَوْقاً للرّحيلِ إلى إلهي = (فأمّي) في ضيافَةِ منْ تشاءُ
دهانا الموتُ، قوِّضَت الخيامُ=رحلتِ أ (أمّي) أينَ لنا الغِطاءُ؟
أيا (أمّاً) ولا كالأمّهاتِ=عزيزٌ فَقدُها، ذاكَ العناءُ
فوا حُزني (صباحَ السّبتِ) إنّي=فُجِعْتُ بها، وللأجلِ انقضاءُ
هُرِعتُ إليكِ في المَشفَى لعلّي =أرى أمّي، وقدْ سبقَ القضاءُ
على الصدرِ الحنونِ وضعتُ خَدّي =أغالطُ نفسي إن نفعَ الرجاءُ
أهامِسُها: أحقاً قدْ رحَلْتِ؟! =أجسُّ النَبْضَ! هل هُدِمَ البناءُ؟
فقبَّلتُ (الجبينَ) جبينَ طُهْرٍ=و (يُمناها) التي منها العَطاءُ
و (عينيها) وقدْ شَخَصَتْ لِرَبٍّ =و (يُسْراها) و (بَطْناً) لي وِعاءُ
و (ساقاً) حينَ مُدَّت جَنْبَ (ساقٍ) =و (بطنَ الرِجْلِ) حيثُ لها حِذاءُ
دعائي حينَها: رُحْماكِ ربّي =وثَبِّتْ (أختي) إذ فَدَحَ البلاءُ
أشرتِ بـ (أصبعِ التوحيدِ) أمّي=تمنّى ذا (الخِتامَ) الأتقياءُ
حُمِلْتِ إلى المغسِّلِ يا حياتي =- فلولا الشّرعُ– ما غُسِلَ الصّفاءُ!
و (لؤلؤةٌ) تُغَسِّلُكِ بِرِفقٍ=نقاءٌ باتَ يَغْسِلُهُ نقاءُ!
و (خالي) بعدَ تغسيلٍ أتاكِ = (أبو عبدِ العزيزِ)، وذا ابتلاءُ
فَقَبَّلَكِ وحَشْرَجَ ثمَّ ولّى =علا منهُ أيا (أمّي) البكاءُ
أيا (خالي) عزيزٌ فَقْدُ (أختٍ) =ففي (ضَحَواتِكمْ) يحلو الصّفاءُ
وجاءَ (أبي) فَقَبَّلَكِ بِحُزن =دموعُ الصادقينَ لهمْ وفاءُ
(شريطُ الذكريات) طوَاهُ دَمْعٌ = (شريكة عُمرِي) يا أينَ الإخاءُ؟!
وفي الأكْفانِ (أمّي) أرى ابتساماً= (أحبّتها) دنا لهمُ اللقاءُ!
بِحَمْدِ اللهِ لَحَّدَكِ بنوكِ = (عليٌّ) (غانمٌ)، ذاك السّناءُ
وقفْتُ على (شفيرِ القبْرِ) عصراً =دموعُ العينِ زادي والدعاءُ
صَمُوتٌ عندَ قبْرِكِ في ذهولٍ =أحقاً غِبْتِ عنّا يا ضياءُ؟
أسرَّ إليَّ (صالحُ) في خفوتٍ:=أ (إبراهيمُ) هلْ خُتِمَ اللقاءُ؟!
أ (صالحُ) كُفَّ، لا تَزِدِ المآسي =فطأطأنا، وزادَ بنا البكاءُ
أمَا والتُرْبُ قدْ غطّتْكِ (أمّي) =فغايةِ مُنْيَتي أني الفِداءُ!
وكيفَ يطيبُ عَيشي فوقَ أرضٍ =و (أمّي) تحتَها؟ أنّى الهناءُ؟!
وما دامَ الثرى واراكِ (أمّي) =فكلُّ لذائذِ الدّنيا هَباءُ
أأذكرها؟ محالٌ! كيفَ أنْسى؟ =أتُنْسى (الأمّ)؟ ما هذا الهُراءُ؟
يراها القلبُ في إشراقِ صُبْحي =وتؤنسني إذا هجَمَ المساءُ
وجوفَ الليلِ كمْ زارتْ بطَيفٍ =وإنْ أرقدْ يطيبُ بها اللقاءُ
فَقدتُكِ فَقْدَ طِفلٍ في رَضاعٍ =شريدٌ ليسَ يحْميهِ الوِقاءُ
صَبِيٌّ إيْ وربّي دونَ (أمّي)! =وفي فَقدِ الحنانِ يُرى العَناءُ
مريضٌ إيْ وربّي دونَ (أمّي)! =جلوسي عندَ رِجْلَيها دواءُ
إذا ما نابني همٌّ ثقيلٌ =فضاقَ لديَّ عَيشي والفضاءُ
أجيءُ لها فتمْحَضني بِنُصْحٍ =وإنْ أخرجْ يصاحِبْني الدّعاءُ
سؤالُكِ عنّي في (الغدَواتِ) أمّي =هَناءٌ ما يوازيهِ هَناءُ
فـ (جوّالي) يُصَبِّحُني بدِفءٍ =سلامُكِ لي أيا (أمّي) حداءُ
بـ (بُرْهومٍ) تغنّي في سرورٍ =فيا للهِ هلْ فُقِدَ الغِناءُ؟
وكمْ غشّاكِ يا (أمّي) ارتياحٌ = (بمكةَ) حيثُ يهوى الأتقياءُ
نطوفُ بـ (بيتِ ربّي) في خُشوعٍ =بِطُهْرِ البيتِ مازجهُ النقاءُ
وفي (يوم الخميسِ) لنا فُطورٌ =إذ (الزيتونُ والبُرُّ) الغِذاءُ
(يُتْبَعُ)
(/)
وكمْ (وِرْدٍ) قرأناهُ جميعاً =إذا حلَّ الصّباحُ أو المَساءُ
يحِنُّ إليكِ (أمّي) كلُّ شيءٍ = (فِراشُكِ) فيهِ (عِطْرُكِ) و (الغِطاءُ)
(حليبٌ) ساخنٌ في (زَنْجبيلٍ) =و (هاتفُ) غُرفةٍ فيها الثواءُ
و (هَبُّودٌ) يُفَصْفَصُ ذا أنيسٌ =فَمُتْعَتُها إذا زالَ اللّحاءُ
و (أشْرِطَةٌ) تؤانِسُكِ بِلَيلٍ = (تلاواتُ) الكتابِ بهِ الشِفاءُ
ستفْقِدُكِ (دِلالُ البُنِّ) أمّي =وذاكَ (الزعفرانُ) لها طِلاءُ
و (دِيوانيّة) فيها اجتماعٌ =و (مِنفاخٌ) لِنَارٍ و (الفِناءُ)
وأين (جَريشُ) أمّي و (البوادي)؟ =تُفاكِهُنا إذا حلَّ الشتاءُ
بكاكِ الكلُّ يا (أمَّاهُ) صِدْقاً =وفي (يومِ الوداعِ) بكَتْ سَمَاءُ!
بكاكِ الشِيبُ والأطفالُ طُرّاً =بكاكِ رِجالُ قومي والنّساءُ
بكَتْكِ (أراملٌ) تَرجوكِ عوناً = (يمينُ) البِرِّ غلَّفها الخفاءُ
وحتى (الخادماتُ) بكتْكِ (أمّي) =فليسَ بِقَلْبِ (أمّي) كِبْرِياءُ
بكاكِ (السائقون)، أرى وجوماً =علا قَسَماتِهمْ! أمْرٌ جلاءُ
بكَاكِ (صِغارُنا) شِعْراً ونَثراً =مشاعرُ كادَ يخفيها الحياءُ
فـ (تَفريحُ الصّغارِ) لها منارٌ =يطيبُ لديهمُ فيها التقاءُ
تنوّعتْ المآثِرُ فيكِ (أمّي) =لكِ في كلِّ معروفٍ دِلاءُ
ألا (أمّاهُ) نَامِي في هناءٍ =بحِفظِ اللهِ يحمينا الوِقاءُ
فلا تَخَشَي علينا مِنْ شتاتٍ = (بنوكِ) مع (الشقيقةِ) أوفياءُ
لـ (لؤلؤة) المعالي كلُّ وَصْلٍ=فَبِرُّكِ أنْ يظلَّ لها الوفاءُ
و (خالي صالحٌ) يا ريحَ (أمّي) =بقاءُ (الخالِ) في الدنيا رخاءُ
لـ (ليلى) بعدَ (أمّي) كلُّ حَقٍ =فـ (خالتنا) لها منّا الولاءُ
وفي (فضليّةٍ) للوصْل نبقى =بِوَصلِ (الخالِ) يا (أمّي) اهتداءُ
رضِينا ما قضى الرحمنُ ربّي =لهُ التسْليمُ يفعلُ ما يشاءُ
وأجرَ (شهادةٍ) أرجوهُ (أمّي) =لكِ، في (بَطْنِكِ) استشرى الوباءُ
سلاماً (أمّنا)، ذِكراكِ فينا=وفي الجنّاتِ يا (أمّي) اللقاءُ
إذا حفِظَ الإلهُ لنا (أبانا) =ففيهِ وربّي يا (أمّي) العزاءُ
ابنك الفجيع بفقدك
د / إبراهيم بن عبد الله الغانم السماعيل
20/ 3 / 1430 هـ
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[22 Mar 2009, 11:15 م]ـ
عظم الله أجركم يا دكتور إبراهيم وأحسن عزاءكم، وأسأله سبحانه أن يغفر لوالدتك ويسكنها فسيح جناته، ونسأله سبحانه أن يطيل عمر والدك على طاعته، وأن يرزقك بره.
واعذرنا على التأخر في العزاء، لكن لم نعلم بمصابكم إلا بعد قراءة هذه الأبيات المعبرة التي أسأل الله أن لا يحرمك أجرها.
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[23 Mar 2009, 01:11 ص]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
رحم الله والدتك رحمة واسعة أيها الأخ البار، و أسكنها فسيح جناته ...
بارك الله فيك ... و كثّر الله من أمثالك ... و هنيئا لروح والدتك بما جادت به قريحتك من دعوات مقبولة إن شاء الله ... و مشاعر صادقة تخلد ذكرها بين العباد ...
و كما يقول المثل المغربي، أقول لك أيها الأخ الكريم:
{فَكَّرْتَنِي في أمِّي .... الله يَرْحَمُ أُمَّك}
آمين آمين يا رب العالمين.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[23 Mar 2009, 06:20 ص]ـ
رحم الله والدتكم رحمة واسعة وأسكنها فسيح الجنات، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ـ[محمد بن زايد المطيري]ــــــــ[23 Mar 2009, 05:56 م]ـ
د إبراهيم السماعيل , قصيدة مؤثرة , أسأل الله أن يرحم الله والدتكم , وأن يرحم المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات , وأن يجعلك من عباد الله الصالحين المصلحين.
ـ[جمان]ــــــــ[23 Mar 2009, 07:53 م]ـ
هذه هدايا الدنيا
فراق ٌ تلوَ فراق ٍ ..
رزقنا الله وإياك كمال الرضا بقضاءه وقدره
وجبر كسر قلبك
وربط على فؤادك
وأعانك على الدنيا بعد فقد أمك
ـ[أبو عبد الله الأحمري]ــــــــ[23 Mar 2009, 08:30 م]ـ
رحم الله والدتكم رحمة واسعة وأسكنها فسيح الجنات، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[04 Apr 2009, 08:29 م]ـ
ليس بعد هذه الكلمات الصادقة الرقيقة من إبن بار لأم تقية نقية أحببتها دون أن أعرفها، ليس بعد كلامك كلام فقد أبكيت القلب قبل العين دكتور إبراهيم.
رحم الله الأم الغالية وأسكنها فسيح الجنان وألهمك والأهل الصبر على فقدها.
لا أقول إلا نِعم الأم التي أنجبت ربّت أمثالك ونِعم الإبن الذي برّ بها حية وميتة.
رحم الله أمهات المسلمين جميعاً وجمعنا بهن في الفردوس الأعلى اللهم آمين.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[04 Apr 2009, 09:08 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون.
رحمها الله رحمة واسعة، وأكرم نزلها ووسع مدخلها، ونقاها من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
ـ[أم أسماء]ــــــــ[05 Apr 2009, 01:17 ص]ـ
أحسن الله عزاءكم،، وغفر لفقيدتكم،، ورحم الله موتانا وموتاكم
الأم .. وما أدراك مالأم؟؟
سلاماً (أمّنا)، ذِكراكِ فينا
وفي الجنّاتِ يا (أمّي) اللقاءُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هنوااءة]ــــــــ[26 Dec 2009, 05:52 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الفاضل ... د. ابراهيم السماعيل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة،، وبعد
ببالغ الأسى والحزن وبقلوب مؤمنه بقضاء الله وقدره، تلقينا خبر وفاة فقيدتكم، ونشاطركم ألمكم وأحزانكم بهذا المصاب الجلل برحيلها،
ونتقدم إليكم بتعازينا القلبية الحارة،
وبمشاعر المواساة والتعاطف الأخوية المخلصة، نسأل الله تعالى أن يتغمد الفقيدة العزيزة بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته، وينعم عليها بعفوه ورضوانه.
إنالله وإنا إليه راجعون،،
أذكرك أخي .. أنه ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول:
" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها " إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها000
وأتمنى أن يلهمك وأخوانك وكافة أفراد أسرتها الكريمة جميل الصبر والسلوان والسكينة وحسن العزاء.
ولقد آلمنا نبأ وفاة والدتكم، وفجعنا كما فجعكم، فعند الله نحتسبه، وإنا لله وإنا إليه راجعون
أخي نتقدم أنا ووالدتنا حرم الشيخ (سليمان البصير) وأخواتي وأخواني ببالغ أسفنا على تأخر العزاء في فقيدتكم لاننا لم نعلم الا يوم أمس ونحن نتصفح الانترنت في قسم قصائد الرثاء وعند مجرد قراءة اسم الوالدة نزل علينا الخبر كالصاعقه بانه كيف تمر هذه المده ونحن لا نعلم بخبر وفاة الوالدة لذلك أرجو من سعادتكم قبول عذرنا
فأحسن الله عزاءك وعظم الله أجرك، إن لله ماأخذ وله ماأعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب 0 ونرجو الله أن يغفر لها، وأن يرحمها، وأن يسكنها فسيح جناتها 0 وألهمك ووالدك وإخوانك والاخت لولو الصبر والسلوان .....
حرم الشيخ (سليمان البصير) رحمه الله وبناتها وابنائها
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[26 Dec 2009, 12:07 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
أخي الفاضل د/ إبراهيم السماعيل
إسمح لي أولا أن أنسق القصيد بما يوحي به المقام
فلقد أخترت في الخلفية القلوب رمزا للحب والوفاء
لمن لا يستطيع المرء أن يوفيها حقها
وأخترت لون الخط (الأخضر الزاهي علامة للرضا
والتسليم لقضاء الله وقدره وأن لباس أهل الجنة الأخصر)
أعزيكِ أ (لؤلؤةٌ) و (نَفسي) =و (إخواني)، فمِنْ ربّي العزاءُ
لَقَدْ بُلِيَتْ (حبيبتُنا) بأمْرٍ=جَسيمٍ، لِلحشا فيهِ اصطلاءُ
تَمَزّقَ (بطنُها) مِنْ كلِّ جَنْبٍ=وعندَ اللهِ للبلوى جزاءُ
تُعاني أمّنا (عَطَشاً) مُمُيتاً=أيُرْوِي بينَ (منديلينِ) ماءُ؟!
تحيَّرَ (طِبُّهمْ) في شأنِ (أمّي) =فما أجدى لأمراضٍ دواءُ!
مشايخُ يقرؤون كتابَ ربّي=على جَسَدٍ تغشّاهُ البلاءُ
فَكمْ كانتْ تنادي في خفوتٍ:=فيكْبو دونَ مَسْمَعِنا النّداءُ
إلهي ربِّ لا تُطِلِ البلايا=وعندَكَ مِنْ شديدتنا رخاءُ
أشَوْقاً للرّحيلِ إلى إلهي= (فأمّي) في ضيافَةِ منْ تشاءُ
دهانا الموتُ، قوِّضَت الخيامُ=رحلتِ أ (أمّي) أينَ لنا الغِطاءُ؟
أيا (أمّاً) ولا كالأمّهاتِ=عزيزٌ فَقدُها، ذاكَ العناءُ
فوا حُزني (صباحَ السّبتِ) إنّي=فُجِعْتُ بها، وللأجلِ انقضاءُ
هُرِعتُ إليكِ في المَشفَى لعلّي=أرى أمّي، وقدْ سبقَ القضاءُ
على الصدرِ الحنونِ وضعتُ خَدّي=أغالطُ نفسي إن نفعَ الرجاءُ
أهامِسُها: أحقاً قدْ رحَلْتِ؟! =أجسُّ النَبْضَ! هل هُدِمَ البناءُ؟
فقبَّلتُ (الجبينَ) جبينَ طُهْرٍ=و (يُمناها) التي منها العَطاءُ
و (عينيها) وقدْ شَخَصَتْ لِرَبٍّ=و (يُسْراها) و (بَطْناً) لي وِعاءُ
و (ساقاً) حينَ مُدَّت جَنْبَ (ساقٍ) =و (بطنَ الرِجْلِ) حيثُ لها حِذاءُ
دعائي حينَها: رُحْماكِ ربّي=وثَبِّتْ (أختي) إذ فَدَحَ البلاءُ
أشرتِ ب (أصبعِ التوحيدِ) أمّي=تمنّى ذا (الخِتامَ) الأتقياءُ
حُمِلْتِ إلى المغسِّلِ يا حياتي=- فلولا الشّرعُ– ما غُسِلَ الصّفاءُ!
و (لؤلؤةٌ) تُغَسِّلُكِ بِرِفقٍ=نقاءٌ باتَ يَغْسِلُهُ نقاءُ!
و (خالي) بعدَ تغسيلٍ أتاكِ= (أبو عبدِ العزيزِ)، وذا ابتلاءُ
فَقَبَّلَكِ وحَشْرَجَ ثمَّ ولّى=علا منهُ أيا (أمّي) البكاءُ
أيا (خالي) عزيزٌ فَقْدُ (أختٍ) =ففي (ضَحَواتِكمْ) يحلو الصّفاءُ
وجاءَ (أبي) فَقَبَّلَكِ بِحُزن=دموعُ الصادقينَ لهمْ وفاءُ
(شريطُ الذكريات) طوَاهُ دَمْعٌ= (شريكة عُمرِي) يا أينَ الإخاءُ؟!
وفي الأكْفانِ (أمّي) أرى ابتساماً= (أحبّتها) دنا لهمُ اللقاءُ!
(يُتْبَعُ)
(/)
بِحَمْدِ اللهِ لَحَّدَكِ بنوكِ= (عليٌّ) (غانمٌ)، ذاك السّناءُ
وقفْتُ على (شفيرِ القبْرِ) عصراً=دموعُ العينِ زادي والدعاءُ
صَمُوتٌ عندَ قبْرِكِ في ذهولٍ=أحقاً غِبْتِ عنّا يا ضياءُ؟
أسرَّ إليَّ (صالحُ) في خفوتٍ:=أ (إبراهيمُ) هلْ خُتِمَ اللقاءُ؟!
أ (صالحُ) كُفَّ، لا تَزِدِ المآسي=فطأطأنا، وزادَ بنا البكاءُ
أمَا والتُرْبُ قدْ غطّتْكِ (أمّي) =فغايةِ مُنْيَتي أني الفِداءُ!
وكيفَ يطيبُ عَيشي فوقَ أرضٍ=و (أمّي) تحتَها؟ أنّى الهناءُ؟!
وما دامَ الثرى واراكِ (أمّي) =فكلُّ لذائذِ الدّنيا هَباءُ
أأذكرها؟ محالٌ! كيفَ أنْسى؟ =أتُنْسى (الأمّ)؟ ما هذا الهُراءُ؟
يراها القلبُ في إشراقِ صُبْحي=وتؤنسني إذا هجَمَ المساءُ
وجوفَ الليلِ كمْ زارتْ بطَيفٍ=وإنْ أرقدْ يطيبُ بها اللقاءُ
فَقدتُكِ فَقْدَ طِفلٍ في رَضاعٍ=شريدٌ ليسَ يحْميهِ الوِقاءُ
صَبِيٌّ إيْ وربّي دونَ (أمّي)! =وفي فَقدِ الحنانِ يُرى العَناءُ
مريضٌ إيْ وربّي دونَ (أمّي)! =جلوسي عندَ رِجْلَيها دواءُ
إذا ما نابني همٌّ ثقيلٌ=فضاقَ لديَّ عَيشي والفضاءُ
أجيءُ لها فتمْحَضني بِنُصْحٍ=وإنْ أخرجْ يصاحِبْني الدّعاءُ
سؤالُكِ عنّي في (الغدَواتِ) أمّي=هَناءٌ ما يوازيهِ هَناءُ
ف (جوّالي) يُصَبِّحُني بدِفءٍ=سلامُكِ لي أيا (أمّي) حداءُ
ب (بُرْهومٍ) تغنّي في سرورٍ=فيا للهِ هلْ فُقِدَ الغِناءُ؟
وكمْ غشّاكِ يا (أمّي) ارتياحٌ= (بمكةَ) حيثُ يهوى الأتقياءُ
نطوفُ ب (بيتِ ربّي) في خُشوعٍ=بِطُهْرِ البيتِ مازجهُ النقاءُ
وفي (يوم الخميسِ) لنا فُطورٌ=إذ (الزيتونُ والبُرُّ) الغِذاءُ
وكمْ (وِرْدٍ) قرأناهُ جميعاً=إذا حلَّ الصّباحُ أو المَساءُ
يحِنُّ إليكِ (أمّي) كلُّ شيءٍ= (فِراشُكِ) فيهِ (عِطْرُكِ) و (الغِطاءُ)
(حليبٌ) ساخنٌ في (زَنْجبيلٍ) =و (هاتفُ) غُرفةٍ فيها الثواءُ
و (هَبُّودٌ) يُفَصْفَصُ ذا أنيسٌ=فَمُتْعَتُها إذا زالَ اللّحاءُ
و (أشْرِطَةٌ) تؤانِسُكِ بِلَيلٍ= (تلاواتُ) الكتابِ بهِ الشِفاءُ
ستفْقِدُكِ (دِلالُ البُنِّ) أمّي=وذاكَ (الزعفرانُ) لها طِلاءُ
و (دِيوانيّة) فيها اجتماعٌ=و (مِنفاخٌ) لِنَارٍ و (الفِناءُ)
وأين (جَريشُ) أمّي و (البوادي)؟ =تُفاكِهُنا إذا حلَّ الشتاءُ
بكاكِ الكلُّ يا (أمَّاهُ) صِدْقاً=وفي (يومِ الوداعِ) بكَتْ سَمَاءُ!
بكاكِ الشِيبُ والأطفالُ طُرّاً=بكاكِ رِجالُ قومي والنّساءُ
بكَتْكِ (أراملٌ) تَرجوكِ عوناً= (يمينُ) البِرِّ غلَّفها الخفاءُ
وحتى (الخادماتُ) بكتْكِ (أمّي) =فليسَ بِقَلْبِ (أمّي) كِبْرِياءُ
بكاكِ (السائقون)، أرى وجوماً=علا قَسَماتِهمْ! أمْرٌ جلاءُ
بكَاكِ (صِغارُنا) شِعْراً ونَثراً=مشاعرُ كادَ يخفيها الحياءُ
ف (تَفريحُ الصّغارِ) لها منارٌ=يطيبُ لديهمُ فيها التقاءُ
تنوّعتْ المآثِرُ فيكِ (أمّي) =لكِ في كلِّ معروفٍ دِلاءُ
ألا (أمّاهُ) نَامِي في هناءٍ=بحِفظِ اللهِ يحمينا الوِقاءُ
فلا تَخَشَي علينا مِنْ شتاتٍ= (بنوكِ) مع (الشقيقةِ) أوفياءُ
ل (لؤلؤة) المعالي كلُّ وَصْلٍ=فَبِرُّكِ أنْ يظلَّ لها الوفاءُ
و (خالي صالحٌ) يا ريحَ (أمّي) =بقاءُ (الخالِ) في الدنيا رخاءُ
ل (ليلى) بعدَ (أمّي) كلُّ حَقٍ=ف (خالتنا) لها منّا الولاءُ
وفي (فضليّةٍ) للوصْل نبقى=بِوَصلِ (الخالِ) يا (أمّي) اهتداءُ
رضِينا ما قضى الرحمنُ ربّي=لهُ التسْليمُ يفعلُ ما يشاءُ
وأجرَ (شهادةٍ) أرجوهُ (أمّي) =لكِ، في (بَطْنِكِ) استشرى الوباءُ
سلاماً (أمّنا)، ذِكراكِ فينا=وفي الجنّاتِ يا (أمّي) اللقاءُ
إذا حفِظَ الإلهُ لنا (أبانا) =ففيهِ وربّي يا (أمّي) العزاءُ
وبعد أن قلت لا فض فوك أقول وأتوجه به من هذا المنبر الدعوي القرآني
لكم ولأهل الفقيدة وذويها ومحبيها:
أعظم الله أجركم وغفر لميتتكم
تغمدها الله بواسع رحمته وأسكنها فسيح جناته
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[31 Jul 2010, 10:50 ص]ـ
رحم الله والدينا ووالديك وغفر لنا ولهم
ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[31 Jul 2010, 10:56 ص]ـ
اللهم اغفر لجميع موتى المسلمين
اللهم ارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه
اللهم ءآمين(/)
الزوايا الحادة
ـ[محمد بن إبراهيم الحمد]ــــــــ[22 Mar 2009, 05:30 م]ـ
الزوايا الحادة
يحدثني أحد الأصدقاء أنه إذا أراد طعاماً معيناً ولم يجده في المنزل لم يهدأ له بال حتى يجده، ولو اضطره إلى أن يسافر من أجل ذلك.
ويحدثني أحدهم أنه قد وطَّن نفسه إذا لم ينم في الساعة المعينة طار عنه النوم.
وآخر يحدث أنه إذا لم يشربِ الشايَ في ساعة معينة تكدر مزاجه طيلة يومه.
وآخر يحدث أنه إذا حدث خلاف بينه وبين أحد زملائه أو أقاربه _ صرمه البتة، وقطع كل صلة به.
ويحدث أحدهم أن سيارته إذا حصل بها أي نوع من العطل تشاءم منها، وفكر في بيعها، وشراء أخرى.
ويحدث آخر أنه حصل من أحد أفراد بيته العقلاء خطأ يسير في استعمال الهاتف الجوال، فقرر أخذه منه وعدم إرجاعه إليه، آخذاً بمبدأ "السلامة لا يعدلها شيء".
إلى غير ذلك من هذه السلسلة الطويلة من الزوايا الحادة التي يأخذ بها بعض الناس؛ فيحيط نفسه بسياج من الآصار والأغلال التي تنال نيلها منه؛ فيخسر بسببها ما يخسر من المعارف والأصدقاء، ويضيع عليه الكثير والكثير من المصالح.
فالزوايا الحادة تصلح في طَرْقِ الحديد، وقَطْعِ الأشجار، وهندسة الإعمار، وإصلاح الطرقات، وما جرى مجرى ذلك.
أما معاملة البشر فلا يصلح لها هذا النوع من المعاملة؛ لأنه تعامل مع أمزجة مختلفة، وثقافات متباينة، وأحوال متغايرة.
وكذلك النفس البشرية؛ فهي لا تثبت على حال؛ فإذا لم يرفق الإنسان بها أوشكت أن تتهاوى، وتضعف؛ فالإفراط يقود إلى التفريط.
والعاقل اللبيب لا يضع نفسه في مضايق يصعب عليه الخلاص منها.
وإنما يفسح الطريق أمام الخيارات الأخرى؛ فإذا أُغْلِقَ بابٌ فُتح آخر، وإذا لم يكن ما تريد فأرد ما يكون.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[22 Mar 2009, 06:33 م]ـ
السلام عليكم
موضوع " الزوايا الحادة " ينبغى أن يرى من " زوايا مختلفة " و تدرس من خلال " زوايا علمية " ... فقد يكون تطبيق " الزوايا حادة " حكمة في موضعها و قد تكون خلاف ذالك في بعض صورها و هذا الذى نسميه " الزوايا الحادة " قد تكون هي التى يسميها الأصوليون " سد الذرائع " و قد تكون غلو و تنطع في الدين في بعض الأحايين ..... فيبدو لي أن الموضوع فضفاض و حمال .....
لكن ......... ما علاقة موضوع " الزوايا الحادة " بمقاصد هذه المنابر ... أعنى التفسير و الدراسات القرآنية؟؟؟
تقبل منى فائق الإحترام و خالص التحية أستاذ محمد
و السلام
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[22 Mar 2009, 07:06 م]ـ
السلام عليكم
موضوع " الزوايا الحادة " ينبغى أن يرى من " زوايا مختلفة " و تدرس من خلال " زوايا علمية " ... فقد يكون تطبيق " الزوايا حادة " حكمة في موضعها و قد تكون خلاف ذالك في بعض صورها و هذا الذى نسميه " الزوايا الحادة " قد تكون هي التى يسميها الأصوليون " سد الذرائع " و قد تكون غلو و تنطع في الدين في بعض الأحايين ..... فيبدو لي أن الموضوع فضفاض و حمال .....
لكن ......... ما علاقة موضوع " الزوايا الحادة " بمقاصد هذه المنابر ... أعنى التفسير و الدراسات القرآنية؟؟؟
تقبل منى فائق الإحترام و خالص التحية أستاذ محمد
و السلام
الزوايا الحادة ومن خلال الأمثلة المذكورة تنم عن جهل أصحابها بطبيعة النفس البشرية وعللها، ومن خلال التوجيهات القرآنية يمكن أن نحمى أنفسنا من الأثر السلبي للزوايا الحادة، وذلك من خلال ترويض النفس على ألا تستلم لهذه الزوايا.
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[23 Mar 2009, 09:57 ص]ـ
على الرغم من أن الموضوع لا علاقة له بالمنتدى إلا أننا نقول: إن هؤلاء لم يتأدبوا بأدب القرآن ولم يقتدوا بهدي الرسول, وإنما أبقوا نفوسهم على هيئتها التي شكلتها الظروف والمجتمع وهؤلاء ضعاف لا يريدون أن يغيروا أنفسهم إلى الصواب وينتظرون من المجتمع أن يتقبلهم على حدتهم أو عوجهم!
عجبا!!
ـ[إبراهيم المصري]ــــــــ[24 Mar 2009, 11:41 ص]ـ
في الزوايا خبايا
كل الشكر والتقدير(/)
سؤال .....
ـ[الزرسنت]ــــــــ[23 Mar 2009, 11:07 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احتملوني فقد كثرت اسئلتي
لاحظت اختلافا في حركات الكلمات عند بعض القراء
فما سبب هذا الاختلاف؟؟؟؟؟؟؟
وهل يؤثر هذا عند تفسير الايه
حيث ان اللغة احد الاساسيات في التفسير
وجزاكم الله خيرا(/)
ضيف واستفسارعن دلالة (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)
ـ[أبو عبد الله الأحمري]ــــــــ[23 Mar 2009, 01:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم في الله إمام مسجد أرجو ان أنهل من معين علمكم وأدبكم فهل تقبلوني بينكم على أن تعلموني مما علمكم الله رشدا
أيها الأحبة في الله
كثير من العلماء يستدلون على وجوب التقليد أو جوازه بقول الله تعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)
فبينوا لنا حفظكم الله ما وجه الدلالة
وممن رد هذا الاستدلال من العلماء:
ابن حزم في الاحكام والنبذة.
وابن القيم حيث قال في الإعلام:
الوجه الرابع والثلاثون أن ما ذكرتم بعينه حجة عليكم فإن الله سبحانه أمر بسؤال أهل الذكر والذكر هو القرآن والحديث الذي أمر الله نساء نبيه أن يذكرنه بقوله واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة فهذا هو الذكر الذي أمرنا الله باتباعه وأمر من لا علم عنده أن يسأل أهله وهذا هو الواجب على كل أحد أن يسأل أهل العلم بالذكر الذي أنزله على رسوله ليخبروه به فإذا أخبروه به لم يسعه غير اتباعه وهذا كان شأن أئمة أهل العلم لم يكن لهم مقلد معين يتبعونه في كل ما قال فكان عبد الله بن عباس يسأل الصحابة عما قاله رسول الله ص - أو فعله أو سنه لا يسألهم عن غير ذلك وكذلك الصحابة كانوا يسألون أمهات المؤمنين خصوصا عائشة عن فعل رسول الله ص - في بيته وكذلك التابعون كانوا يسألون الصحابة عن شأن نبيهم فقط وكذلك أئمة الفقه كما قال الشافعي لأحمد يا أبا عبد الله أنت أعلم بالحديث مني فإذا صح الحديث فأعلمني حتى أذهب إليه شاميا كان أو كوفيا أو بصريا ولم يكن أحد من أهل العلم قط يسأل عن رأي رجل بعينه ومذهبه فيأخذ به وحده ويخالف له ما سواه.اهـ
والشوكاني في القول المفيد:
والجواب أن هذه الآية الشريفة واردة في سؤال خاص خارج عن محل النزاع كما يفيده [لعله: يفيد] ذلك السياق المذكور قبل هذا اللفظ الذي استدلوا به وبعده قال ابن جرير [و] البغوي وأكثر المفسرين أنها نزلت على رد المشركين [كذا ولعله: نزلت ردا على المشركين] لما أنكروا الرسول بشرا وقد استوفى ذلك السيوطي في الدر المنثور وهذا هو المعنى الذي يفيده السياق قال الله تعالى وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون وقال تعالى أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم وقال تعالى وما أرسلنا من قبلك إلا رجال نوحي إليهم من أهل القرى وعلى فرض أن المراد السؤال العام فالمأمور بسؤالهم هم أهل الذكر والذكر هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه و سلم لا غيرهما ولا أظن مخالفا يخالف في هذا لأن هذه الشريعة المطهرة إما من الله عز و جل وذلك هو القرآن الكريم أو من رسول الله صلى الله عليه و سلم وذلك هو السنة المطهرة ولا ثالث لذلك وإذا كان المأمور بسؤالهم هم أهل القرآن والسنة فالآية المذكورة حجة على المقلدة وليست بحجة لهم لأن المراد أنهم يسألون أهل الذكر ليخبروهم به فالجواب من المسؤولين أن يقولوا قال الله كذا فيعمل السائلون بذلك وهذا هو غير ما يريده المقلد المستدل بالآية الكريمة فإنه إنما استدل بها على جواز ما هو فيه من الأخذ بأقوال الرجال من دون سؤال عن الدليل فإن هذا هو التقليد ولهذا رسموه بأنه قبول قول الغير من دون مطالبة بحجة فحاصل التقليد أن المقلد لا يسأل عن كتاب الله ولا عن سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم بل يسأل عن مذهب إمامه فقط فإذا جاوز ذلك إلى السؤال عن الكتاب والسنة فليس بمقلد وهذا يسلمه كل مقلد ولا ينكره وإذا تقرر بهذا أن المقلد إذا سأل أهل الذكر عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه و سلم لم يكن مقلدا علمت أن هذه الآية الشريفة على تسليم أن السؤال ليس عن الشيء الخاص الذي يدل عليه السياق بل عن كل شيء من الشريعة كما يزعمه المقلد تدفع في وجهه وترغم أنفه وتكسر ظهره كما قررناه.اهـ
(وهذه النقول من الشاملة)
وقال الشيخ عبد القادر بن عبد العزيز:
وأما رجوع العامي إلى قول المفتي فالمقصود بذلك سؤال العامي للمفتي فهذا واجب عليه لقوله تعالى (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون) وللإجماع على ذلك، فالمقصود السؤال لا قبول قول المفتي بغير دليل فهذا محل النزاع هنا.اهـ
واعذروا أخاكم أيها الأحبة وترفقوا به، فإني مبتدئ في طلب العلم.
وكذلك في عالم الانترنت، وبطيء الكتابة جدا على اللوحة
ولاأملك جهاز اتصال بالشبكة.
ـ[أبو عبد الله الأحمري]ــــــــ[25 May 2009, 09:12 م]ـ
للرفع جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[30 May 2009, 08:31 م]ـ
أهلا بكم يا أخانا الفاضل في ملتقانا الذي سعد بكم، وما تفضلت بنقله هو عين الحق في مسألة التقليد وسؤال أهل الذكر والبرهان.
وجزاكم الله خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[03 Jun 2009, 07:00 م]ـ
الحمد لله تعالى
الذكر في الآية المشار إليها هو نفس الذكر في قوله تعالى (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر) وهو التوراه.
ومعنى الآية واضح (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فـ) ـإن كنتم لا تعلمون أن الأنبياء بشر فـ (ـاسألوا أهل الذكر) أي أهل الكتاب عن طبيعة أنبيائهم
ومن زعم من العلماء وغيرهم أن المقصود بالآية متعاطي العلم الشرعي فقد أبعد النُّجعة، وخالف السياق، وألغى معنى الفاء فهي واقعة في جواب الشرط.
فجميع ما في القرآن العظيم من (فاسألوا أهل الذكر) إنما معناه قطعا فاسألوا اليهود وهم أخص من النصارى في معنى أهل الكتاب.
والله أعلم
ـ[أبو عبد الله الأحمري]ــــــــ[12 Nov 2009, 10:18 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعذروني أيها الأحبة فاني لم ادخل الانترنت منذ شهور، ولم اعلم بجوابكم الا اليوم.
وشكر الله للشيخين الكريمين عبد الفتاح بن محمد خضر وعبدالرحمان الصالح على ما تفضلا به واحسن لهما المثوبة.
لكني لا أزال اطمع في مزيد من التفصيل والتوضيح، وما قولكم حفظكم الله في ان المستدل بهذه الاية على سؤال الجاهل للعالم انما بنى ذلك على عموم لفظها ومعناها، كما هو معلوم لديكم.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو عبد الله الأحمري]ــــــــ[15 Nov 2009, 10:44 ص]ـ
للرفع جزاكم الله خيرا.
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[15 Nov 2009, 06:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والشوكاني في القول المفيد:
والجواب أن هذه الآية الشريفة واردة في سؤال خاص خارج عن محل النزاع كما يفيده [لعله: يفيد] ذلك السياق المذكور قبل هذا اللفظ الذي استدلوا به وبعده قال ابن جرير [و] البغوي وأكثر المفسرين أنها نزلت على رد المشركين [كذا ولعله: نزلت ردا على المشركين] لما أنكروا الرسول بشرا وقد استوفى ذلك السيوطي في الدر المنثور وهذا هو المعنى الذي يفيده السياق قال الله تعالى وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون وقال تعالى أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم وقال تعالى وما أرسلنا من قبلك إلا رجال نوحي إليهم من أهل القرى
.
هذا هو الصواب لأن معنى الذكر كما تقدم هو التوراة ولا يجوز
الاستدلال بالآية على غير ما دلت عليه.
أما الموضوع الذي طرحتموه فهو موضوع الاجتهاد والتقليد الذي
أثير في القرنين الأخيرين
[منذ أن ظهرت الحركة الإصلاحية في نجد على يد محمد بن
عبدالوهاب 1792مـ. حيث انتصر المذكور لمذهب أهل الحديث على
غيره في الشأن الخاص بالأحكام الشرعية من حركته الإصلاحية، لأنها
وكما تعلم كانت حركة شمولية في العقيدة والشريعة ففي مجال العقيدة
كانت دعوة التوحيد وفي الشريعة التي كانت في انتصارها لمذهب المحدثين.
ومن الناحية الاجتماعية كانت موجهة ضدّ الجبهة الداخلية على صعيدي
العقيدة والشريعة ولذلك حاربت انحرافات الصوفية واللامعقول الهرمسي
الإيراني كله. ونشأت في وقت سبق الحملة الاستعمارية الكبرى أي قبل
وجود جبهة خارجية تتمثل بالتغريب والتنصير والاستشراق المنحاز،،
وهي تحتاج اليوم مراجعة تحليلية لكافة جوانبها لأنه ليس من صالح
أمة من الأمم أن تواجه أخطارها بتنظيرات وطرائق تفكير مضى عليها قرنان
من الزمان بل لا بد من إيجاد فكر يواجه المدّ الفارسي المسعور بلامعقوله
الهرمسي وبرمجته العاطفية ولوذه بتراجيديا بطل الإسلام الثائر الحسين
بن علي سيد شباب أهل الجنة.]
ونكتفي هنا بإلقاء الضوء على الجزئية التي أثرتها وهي
(الاجتهاد والتقليد)
لم يعد الخطاب القديم الذي طٌرح في القرنين السابقين يصلح
لتوصيف المسألة لأنه أصبح خارج التاريخ. فقبل عصر الحاسوب
لم يكن بإمكان باحث أن يجمع جميع مسائل الإجماع.
واليوم قد جمع أحد الباحثين في مجمع الفقه الإسلامي كل ما قالوا فيه
أجمعوا
وهو إجماع المسلمين
قول الصحابي ولا مخالف له يُعرف
فوجدها 14400 مسألة ضمنها كتابه (موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي)
فانحلت مشكلة الاجتهاد والتقليد إلى الأبد
إذ صار التصنيف العلمي المطابق للواقع للأحكام الشرعية /
أنها قسمان
قسم مجمع عليه لا يجوز لأحد خلافه
وقسم مختلف فيه لا يُخرج عن أقوالهم ولا يُتعصب لقول على قول بل يرجحه
ا لمرجحون
وقسم من مستجدات عصرنا يجتهد فيه أهل العلم في ضوء مقاصد
الشريعة وليس قياسا على نص جزئي.
والدليل أن المسألة قد أصبحت محلولة هو أن المسلم الذي يدرس
موسوعة الإجماع فإن مذهبه متضمن فيها مهما كان ولو خالفها
لما عُدت إجماعا.
والله وليُّ التوفيق
ـ[أبو عبد الله الأحمري]ــــــــ[18 Nov 2009, 09:26 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا فضيلة الشيخ عبد الرحمن على ما تفضلتم به.
ولن يواجه المبطلون وما يلوذون به من اباطيلهم الداحضة من تعصب واثارة عواطف وغير ذلك من موانع قبول الحق بمثل منهج الحجة والبرهان، وهو قديم منذ ان بعث الله الانبياء، كما جاء ذلك في القران.
فهو شان الله وانبيائه مع كل مبطل في كل زمان ومكان.
والله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله الأحمري]ــــــــ[18 Nov 2009, 09:41 م]ـ
اما مشكلة الاجتهاد والتقليد فيا ليتها تحل بما ذكرتم جزاكم الله خيرا، ولكن هيهات، والدليل على ذلك وجود القسمين الثاني والثالث اللذين تفضلتم بذكرهما جزاكم الله خيرا وإن كان الاول كذلك لا يسلم من هذه المشكلة.
والله اعلم(/)
افتتاح منتديات المكتبة الشاملة (ساهم في تقديم اقتراحاتك)
ـ[جمان]ــــــــ[23 Mar 2009, 05:13 م]ـ
تم افتتاح منتديات المكتبة الشاملة
http://www.shamela.ws/forum/index.php
بإدارة الأخ نافع , وكوكبة ٍمن الأخوة الأفاضل ,
لتقديم الأسئلة والاستفسارات , والمقترحات , والمساهمة ممن لديه مزيد من خبرةٍ وإحاطة ٍ.
نسأل الله لنا ولهم وللجميع التوفيق والسداد
ـ[جمان]ــــــــ[25 Mar 2009, 02:54 م]ـ
الرفع للأهمية ..(/)
الوصية الجامعة لخير الدنيا والآخرة تأليف شيخ الإسلام ابن تيمية
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[24 Mar 2009, 01:04 م]ـ
الوصية الجامعة لخير الدنيا والآخرة تأليف شيخ الإسلام ابن تيمية
الطبعة الثالثة
1990م ـ 1410هـ
دار البشائر الإسلامية
بيروت لبنان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الصادق الأمين. أما بعد، فهذه رسالة شيخ اإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى والتي أجاب فيها سؤال من سأله الوصية. فجمع له فيها ما يقيم شانه في الدنيا والآخرة على اختصار وإيجاز، فجاءت الرسالة جامعة ممتعة نافعة.
ولمّا كانت هذه الوصية حاوية على فوائد كثيرة، كان من المفيد نشرها بعد مراجعة أصولها وتخريج آياتها وأحاديثها. وستكون واحدة في سلسلة من رسائل ووصايا علماء الإسلام الأجلاء.
والله نسأل أن ينفع بها وأن يوفق المسلمين للأخذ بمضمونها.
هذا هو سؤال أبي القاسم المغربي:
يتفضل الشيخ الإمام، بقية السلف، وقدوة الخلف، أعلم من لقيت ببلاد المشرق والمغرب، تقي الدين أو العباس أحمد ابن تيمية بأن يوصيني بما يكون فيه صلاح ديني ودنياي، ويرشدني الى كتاب يكون عليه اعتمادي في علم الحديث، وكذلك في غيره من العلوم الشرعية، وينبهني على أفضل الأعمال الصالحة بعد الواجبات، ويبين لي أرجح المكاسب. كل ذلك على قصد الإيماء والاختصار، والله تعالى يحفظه، والسلام الكريم عليه ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين. أما الوصية، فما أعلم وصية أنفع من وصية الله ورسوله لمن عقلها واتبعها. قال تعلى: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ} النساء 131.
ووصى النبي صلى الله عليه وسلم معاذا لما بعثه الى اليمن فقال:" يا معاذ: اتق الله حيثما كنت، واتبع الحسنة السيئة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن" *رواه الامام أحمد في مسنده [5\ 266]. وكان معاذ رضي الله من النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة عليّة، فإنه قال له: " يا معاذ: والله إني لأحبك" * رواه أبو داود [1522]، والنسائي [3\ 53] *، وكان يردفه وراءه. وروي فيه أنه أعلم الأمة بالحلال والحرام * جزء من حديث طويل رواه الترمذي [3791] وابن ماجه [154] *، وأنه يحشر امام العلماء برتوة * كما في طبقات ابن سعد [2: 347]، وابن حجر في الإصابة [3\ 427]. * أي بخطوة. ومن فضله انه بعثه النبي صلى الله عليه وسلم مبلغا عنه، * كما في حديث البخاري [1395 فتح الباري] *، داعيا ومفقها وحاكما الى أهل اليمن.
وكان يشبهه بإبراهيم الخليل عليه السلام، وإبراهيم إمام الناس. وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول: إن معاذا كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين، تشبيها له بإبراهيم. * الإصابة [3\ 427].
ثم إنه صلى الله عليه وسلم وصاه هذه الوصية، فعُلم أنها جامعة، وهي كذلك لمن عقلها، مع أنها تفسير الوصية القرآنية.
أما بيان جمعها، فلأن العبد عليه حقان: حق الله عز وجل، وحق لعباده. ثم الحق الذي عليه لا بد أن يخل ببعضه أحيانا، إما بترك مأمور به، أو فعل منهيّ عنه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" اتق الله حيثما كنت"، وهذه كلمة جامعة، وفي قوله:" حيثما كنت"، تحقيق لحاجته الى التقوى في السر والعلانية. ثم قال:" واتبع السيئة الحسنة تمحها"، فإن الطبيب متى تناول المريض شيئا مضرا أمره بما يصلحه. والذنب للعبد كأنه أمر حتم. فالكيّس هو الذي لا يزال يأتي من الحسنات بما يمحو السيئات. وإنما قدم في لفظ الحديث "السيئة" وإن كانت مفعولة، لأن المقصود هنا محوها لا فعل الحسنة فصار كقوله في بول الأعرابي: "صبوا عليه ذنوبا من ماء" * أبو داود [380] وأصله في الصحيحين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وينبغي أن تكون الحسنات من جنس السيئات، فإنه أبلغ في المحو. والذنوب يزول موجبها بأشياء: أحدها التوبة، والثاني الاستغفار من غير توبة. فإن الله تعالى قد يغفر له إجابة لدعائه وإن لم يتب، فإذا اجتمعت التوبة والاستغفار فهو الكمال، الثالث: الأعمال الصالحة المكفرة. إما الكفارات المقدرة كما يكفّر المجامع في رمضان والمظاهر ولمرتكب لبعض محظورات الحج أو تارك بعض واجباته أو قاتل الصيد، بالكفارات المقدرة وهي أربعة أجناس: هدي وعتق وصدقة وصيام. وإما الكفارات المطلقة كما قال حذيفة لعمر: فتنة الرجل في أهله وماله وولده يكفرها الصلاة والصيام والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقد دلّ على ذلك القرآن والأحاديث الصحاح في التكفير بالصلوات الخمس والجمعة والصيام والحج وسائر الأعمال التي يقال فيها: من قال كذا وعمل كذا غُفر له، أو غفر له ما تقدم من ذنبه، وهي كثيرة لمن تلقاها من السنن وخصوصا ما صنف في فضائل الأعمال.
واعلم أن العناية بهذا من أشد ما بالإنسان الحاجة إليه، فإن الإنسان من حين يبلغ، خصوصا في هذه الأزمنة ونحوها ـ من أزمنة الفترات التي تشبه الجاهلية من بعض الوجوه ـ فإن الانسان الذي ينشأ بين أهل علم ودين قد يتلطخ من أمور الجاهلية بعدة أشياء، فكيف بغير هذا؟
وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي سعيد رضي الله عنه:" لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذّة بالقذة حتى لو دخلوا حجر ضبّ لدخلتموه"، قالوا: يا رسول الله، آليهود والنصارى؟ قال:" فمن؟ ". البخاري [7320] ومسلم] 2669]. هذا خبر تصديقه في قوله تعالى: {فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلاَقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ بِخَلاَقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُواْ} التوبة 69.، ولهذا شواهد في الصحاح والحسان.
وهذا أمر قد سري في المنتسبين الى الدين من الخاصة، كما قال غير واحد من السلف منهم ابن عيينة. فإن كثيرا من احوال اليهود قد ابتلي به بعض المنتسبين الى العلم، وكثيرا من أحوال النصارى قد ابتلي به بعض المنتسبين الى الدين، كما يبصر ذلك من فهم دين الإسلام الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم، ثم نزله على أحوال الناس.
وإذا كان الأمر كذلك فمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه، وكان ميتا فأحياه الله وجعل له نورا يمشي به بين الناس، لا بد أن يلاحظ أحوال الجاهلية وطريق الأمتين المغضوب عليهم والضالين من اليهود والنصارى، فيرى إن قد ابتلي ببعض ذلك.
فأنفع ما للخاصة والعامة العلم بما يخص النفوس من هذه الورطات وهو إتباع السيئات الحسنات. والحسنات ما ندب الله إليه على لسان خاتم النبيين من الأعمال والأخلاق والصفات.
ومما يزيل موجب الذنوب المصائب المكفّرة، وهي كل ما يؤلك من هم أو حزن أو أذى في مال أو عرض أو جسد أو غير ذلك، لكن ليس هذا من فعل العبد.
فلما قضى بهاتين الكلمتين: حق الله من عمل الصالح وإصلاح الفاسد، قال:" وخالق الناس بخلق حسن" وهو حق الناس. وجماع الخلق الحسن مع الناس أن تصل من قطعك بالسلام والإكرام والدعاء له والاستغفار والثناء عليه والزيارة له، وتعطي من حرمك من التعليم والمنفعة والمال، وتعفو عمن ظلمك في دم أو مال أو عض. وبعض هذا واجب وبعضه مستحب.
وأما الخلق العظيم الذي وصف الله به محمدا صلى الله عليه وسلم فهو الدين الجامع لجميع ما أمر الله به مطلقا، هكذا قال مجاهد وغيره وهو تأويل القرآن، كما قالت عائشة رضي الله عنها: كان خلقه القرآن، * رواه مسلم [746] بنحوه في جملة حديث طويل*، وحقيقته المبادرة الى امتثال ما يحبه الله تعالى بطيب نفس وانشراح صدر.
واما بيان أن هذا كله في وصية الله، فهو أن اسم تقوى الله يجمع فعل كل ما أمر الله به إيجابا واستحبابا، وما نهى عنه تحريما وتنزيها؛ وهذا يجمع حقوق الله وحقوق العباد. لكن لما كان تارى يعني بالتقوى خشية العذاب المقتضية للانكاف عن المحارم، جاء مفسّرا في حديث معاذ، وكذلك في حديث أبي هريرة رضي الله عنهما الذي رواه الترمذي وصححه * انظر تحفة الأحوذي [2072]، قيل: يا رسول الله ما اكثر ما يدخل الناس الجنة؟ قال:" تقوى الله وحسن الخلق". قيل: وما أكثر ما يدخل الناس النار؟ قال:" الأجوفان: الفم والفرج".
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الصحيح عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا" * لم أجد بعد كثرة التتبع هذا الحديث من رواية عبدالله بن عمر رضي الله عنهما وإنما رواه أبو داود [4682] بهذا اللفظ من رواية أبي هريرة رضي الله عنه وصححه الحاكم ورواه الترمذي بزيادة [1172 تحفة الأحوذي] عنه أيضا وصححه.*.
فجعل كمال الإيمان في كمال حسن الخلق. ومعلوم أن الإيمان كله تقوى الله، وتفصيل أصول التقوى وفروعها لا يحتمله هذا الموضع، فإنها الدين كله، لكن ينبوع الخير وأصله: إخلاص العبد لربه عبادة واستعانة كما في قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)} الفاتحة، وفي قوله: {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ} هود 123، وفي قوله: {عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (10)} الشورى، وفي قوله: {فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ} العنكبوت 17، بحيث يقطع العبد تعلق قلبه من المخلوقين انتفاعا بهم أو عملا لأجلهم، ويجعل همته ربه تعالى. وذلك بملازمة الدعاء له في كل مطلوب من فاقة وحاجة ومخافة غير ذلك، والعمل له بكل محبوب. ومن أحكم هذا فلا يمكن أن يوصف ما يعقبه ذلك.
وأما ما سألت عنه من أفضل الأعمال بعد الفرائض فإنه يختلف بإختلاف الناس فيما يقدرون عليه وما يناسب أوقاتهم، فلا يمكن فيه جواب جامع مفصل لكل أحد، لكن مما هو الإجماع بين العلماء باله وأمره: إن ملازمة ذكر الله دائما هو أفضل ما شغل العبد به نفسه في الجملة، وعلى ذلك دلّ حديث أبي هريرة الذي رواه مسلم:" سبق المفرّدون" * [2676] *، قالوا: يا رسول الله، ومن المفرّدون؟ قال:" الذاكرون الله كثيرا والذاكرات". وفيما رواه أبو داود عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إعطاء الذهب والورق، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ "، قالوا: بلى يا رسول الله، قال:" ذكر الله" * هذا الحديث لم يخّرجه أبو داود في سننه ولكن الترمذي [3437 تحفة الأحوذي] وابن ماجه [3790]. والدلائل القرآنية والإيمانية بصرا وخبرا ونظرا على ذلك كثيرة. وأقل ذلك أن يلازم العبد الأذكار المأثورة عن معلم الخير وإمام المتقين صلى الله عليه وسلم كالأذكار المؤقتة: في أول النهار وآخره، وعند أخذ المضجع، وعند الاستيقاظ من المنام، وأدبار الصلوات، والأذكار المقيّدة: مثل ما يقال عند الأكل والشرب واللباس والجماع، ودخول المنزل والمسجد والخلاء والخروج من ذلك، وعند المطر والرعد، الى غير ذلك، وقد صنفت له الكتب المسماة بعمل يوم وليلة. * ومن احسنها وأكثرها استيعابا كتاب الأذكار لللإمام الرباني محيى الدين يحيى النووي رحمه الله وقد اختصره المؤلف وانتقى منه منتخبات في كتابه الكلم الطيب.* ثم ملازمة الذكر مطلقا، وأفضله لا اله الا الله. وقد تعرض أحوال يكون بقية الذكر مثل سبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله أفضل منه.
ثم يعلم أن كل ما تكلم به اللسان وتصوره القلب مما يقرّب الى الله تعالى من تعلم علم وتعليمه، وأمر بمعروف ونهي عن منكر فهو من ذكر الله. ولهذا من اشتغل بطلب العلم النافع بعد أداء الفرائض، أو جلس مجلسا يتفقه أو يفقه فيه الفقه الذي سماه الله ورسوله فقها، فهذا أيضا من أفضل ذكر الله. وعلى ذلك إذا تدبرت ولم تجد بين الأولين في كلماتهم في أفضل الأعمال كبير اختلاف.
وما اشتبه أمره على العبد فعليه بالاستخارة المشروعة، فما ندم من استخار الله تعالى. وليكثر من ذلك ومن الدعاء، فإنه مفتاح كل خير، ولا يعجل فيقول قد دعوت فلم يستجب لي. وليتحرّ الأوقات الفاضلة كآخر الليل وأدبار الصلوات وعند الآذان، ووقت نزول المطر ونحو ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
واما أرجح المكاسب: فالتوكل على الله، والثقة بكفايته، وحسن الظن به. وذلك أنه ينبغي للمهتم بأمر الرزق أن يلجأ فيه الى الله ويدعوه، كما قال سبحانه فيما يأثر عن نبيّه:" كلم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم. يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم"* رواه مسلم [2577] *. وفيما رواه الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى شسع نعله إذا انقطع، فإنه إن لم ييسره له لم يتيسر" * [3682 تحفة الأحوذي].* وقد قال الله تعالى في كتابه: {وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ} النساء 32، وقال سبحانه: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10)} الجمعة، وهذا وإن كان في الجمعة فمعناه قائم في جميع الصلوات. ولهذا ـ والله أعلم ـ أمر النبي صلى الله عليه وسلم للذي يدخل المسجد أن يقول:" اللهم اقتح لي أبواب رحمتك" *رواه مسلم [713]، وإذا خرج أن يقول:" اللهم أني أسألك من فضلك" *رواه مسلم [713]. وقد قال الخليل صلى الله عليه وسلم: {فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ} العنكبوت 17، وهذا أمر، والأمر يقتضي الإيجاب. فالاستعانة بالله واللجوء اليه في أمر الرزق وغيره أصل عظيم.
ثم ينبغي له أن ياخذ المال بسخاوة ليبارك له فيه، ولا يأخذه بإشراف وهلع، بل يكون المال عنده بمنزلة الخلاء الذي يحتاج اليه من غير أن يكون له في القلب مكانة، والسعي فيه إذا سعى كإصلاح الخلاء. وفي الحديث المرفوع رواه الترمذي وغيره:" من أصبح والدنيا همه شتت الله عليه شمله، وفرق عليه ضيعته، ولم ياته من الدنيا إلا ما كتب له. ومن أصبح والاخرة أكبر همّه جمع الله عليه ما شمله، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة" * [تحفة الأحوذي 2583] وفي إسناده يزيد الرقاشي وهو ضعيف كما قال الحافظ. وأخرجه ابن ماجه من طرق أخرى صحيحة [4105] كما نقله المحقق الأستاذ محمد فؤاد عبدالباقي عن الزوائد.*
وقال بعض السلف: أنت محتاج الى الدنيا وأنت الى نصيبك من الاخرة أحوج، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة مر على نصيبك من الدنيا فانتظمه انتظاما. قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)} الذاريات.
فأما تعيين مكسب على مكسب من صناعة أو تجارة أو بناية أو حراثة أو غير ذلك فهذا مختلف باختلاف الناس، ولا أعلم في ذلك شيئا عاما، لكن إذا عنّ للإنسان جهة فليستخر الله تعالى فيها الاستخارة المتلقاة عن معلم الخير صلى الله عليه وسلم، فإن فيها من البركة ما لا يحاط به. ثم ما تيسر له فلا يتكلف غيره إلا أن يكون منه كراهة شرعية. * روى البخاري [1162 فتح الباري] عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمنا السور من القرآن، يقول:" إذا همّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرك، وأسألك من فضلك العظيم. فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ـ أو قال: بعاجل أمري وآجله ـ فاقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ـ أو قال: عاجل أمري وآجله ـ فاصرفه عني، واصرفني عنه. واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به". قال:" ويسمي حاجته".
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما ما تعتمد عليه من الكتب والعلوم فهذا باب واسع، وهو أيضا يختلف باختلاف نشء الانسان في البلاد، فقد يتيسر له في بعض البلاد من العلم أو من طريقه ومذهبه فيه ما لا يتيسر له في بلد آخر، لكن جماع الخير أن يستعين بالله سبحانه في تلقي العلم الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه هو الذي يستحق أن يُسمّى علما، وما سواه إما أن يكون علما فلا يكون نافعا، وإما أن لا يكون علما وإن سُمّي به. ولئن كان علما نافعا فلا بد أن يكون في ميراث محمد صلى الله عليه وسلم ما يغني عنه مما هو مثله وخير منه. ولتكن همته فهم مقاصد الرسول في أمره ونهيه وسائر كلامه. فإذا اطمأن قلبه أن هذا هو مراد الرسول فلا يعدل عنه فيما بينه وبين الله تعالى ولا مع الناس إذا أمكنه ذلك.
وليجتهد أن يعتصم في كل باب من أبواب العلم بأصل مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم. وإذا اشتبه عليه مما قد اختلف فيه الناس فليدع ما رواه مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا قام يصلي من الليل:" اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلق فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم". [مسلم 770]. فإن الله تعالى قد قال فيما رواه عنه رسوله: يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم".
وأما وصف الكتب والمصنفين، فقد سمع منا في أثناء المذاكرة ما يسّره الله سبحانه. وما في الكتب المصنفة المبوبة كتاب أنفع من صحيح محمد بن إسماعيل البخاري، لكن هو وحده لا يقوم بأصول العلم ولا يقوم بتمام المقصود للمتبحر في أبواب العلم، إذ لا بد من معرفة أحاديث أخر وكلام أهل العلم في الأمور التي يختص بعلمها بعض العلماء. وقد أوعبت الأمة في كل فن من فنون العلم إيعابا، فمن نور الله قلبه هداه بما يبلغه من ذلك، ومن أعماه لم تزده كثرة الكتب إلا حيرة وضلالا، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن لبيد الأنصاري:" أوليست التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى؟ فماذا تغني عنهم؟ ". *رواه الترمذي [تحفة الأحوذي 2791].
فنسأل الله العظيم أن يرزقنا الهدى والسداد، ويلهمنا رشدنا، ويقينا شرّ أنفسنا، وان لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، ويهب لنا من لدنه رحمه إنه هو الوهاب.
والحمد لله رب العالمين وصلواته على أشرف المرسلين.
ـــــــــــــــــــــــــ
المراجع المعزو إليها في التعليق:
الأذكار للامام النووي.
الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني.
تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي للمباركفوري.
الترغيب والترهيب للحافظ المنذري.
التيسير بشرح الجامع الصغير للعلامة المناوي.
الجامع الصغير للسيوطي.
سنن ابن ماجه، تحقيق الأستاذ محمد فؤاد عبدالباقي.
سنن أبي داود، تحقيق الشيخ محمد محيى الدين عبدالحميد.
سنن النسائي.
صحيح مسلم، تحقيق محمد فؤاد عبدالباقي.
طبقات ابن سعد.
فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني.
فيض القدير بشرح الجامع الصغير للمناوي.
الكلم الطيب للإمام ابن تيمية.
مجموعة الرسائل المنيرية.
مسند الإمام أحمد.(/)
ـ جائزة الأمير سلطان الدولية في حفظ القرآن للعسكريين
ـ[عالي السند]ــــــــ[24 Mar 2009, 01:44 م]ـ
جائزة الأمير سلطان الدولية في حفظ القرآن للعسكريين في دورتها الخامسة ستنطلق فعالياتها يوم السبت 8/ 4/1430هـ إلى يوم الإربعاء 12/ 4/1430هـ في فندق مكة كورال (بمكة المكرمة وهي المرة الأولى التي تقام في مكة) والختام يوم السبت 15/ 4/1430هـ وهناك فعاليات ثقافية تصاحب الجائزة، نفع الله بها وجزى سلطان الخير كل خير وحفظه وعافاه.
وهذا الرابط لموقع الجائزة:
http://www.sultanquran.com/
ـ[عالي السند]ــــــــ[27 Mar 2009, 06:22 م]ـ
أحببت التذكير بموضوع المسابقة، وهي فرصة لأهل مكة لحضور فعالياتها
ـ[أبو المهند]ــــــــ[28 Mar 2009, 12:47 ص]ـ
الظاهر أن هذه الجائزة المباركة اقتصرت على الحفظ والحفاظ ولم تقم فعاليات بحثية على هامشها كما حدث في المرة السابقة؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Mar 2009, 07:50 م]ـ
الظاهر أن هذه الجائزة المباركة اقتصرت على الحفظ والحفاظ ولم تقم فعاليات بحثية على هامشها كما حدث في المرة السابقة؟
نعم هذا صحيح يا أبا عمر، وقد طرحت فيها بعض البحوث المقدمة من العسكريين دون مشاركة الباحثين من الخارج كما كان في السابق.
نسأل الله أن يوفقهم لاستمرارها فهي نافعة للعسكريين، وقد حضرتها سابقاً ورأيت كيف يحفظ الأفراد والضباط القرآن ويتنافسون على إتقانه، ويتواصلون فيما بينهم من مختلف دول العالم الإسلامي، وهم يرتدون زيهم العسكري. وهذا يبعث الأمل في النفوس أن هذه القطاعات لها عناية بكتاب الله وتنافس في ذلك.(/)
خطبة الجمعة (الشرك الممتد إلى هذا العصر) – المنجد.
ـ[زاد الإعلامي]ــــــــ[24 Mar 2009, 02:23 م]ـ
هذا هو عنوان خطبة الجمعة 16 ربيع الأول 1430هـ لفضيلة الشيخ / محمد صالح المنجد
حفظه الله. بجامع عمر بن عبد العزيز بالخبر.
وقد تطرق فضيلته لعدة أمور، منها:
- إن الإسلام العام لجميع الرسل هو التوحيد.
- شمولية التوحيد لحياة الإنسان وأهميته.
- أمثلة لأنواع الشرك بالله تعالى.
- الخليلان إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام ومنافحتهم عن التوحيد.
- أمثلة لجهود العلماء الربانيين في القيام بتصحيح عقائد الناس.
ولسماع الخطبة كاملة قم بالضغط على هذا الرابط:
http://www.islammedia.ws/ref/1783(/)
التسجيل في الدورات العلمية بمعهد آفاق التيسير الإلكتروني لتعليم العلوم الشرعية
ـ[حفيدة بني عامر]ــــــــ[25 Mar 2009, 04:14 ص]ـ
بشرى
http://albdwan.com/up/uploads/03df0af720.gif (http://albdwan.com/up)
يعلن معهد آفاق التيسير الإلكتروني لتعليم العلوم الشرعية عن بدء التسجيل في الدورات العلمية التالية:
الدورة العلمية الأولى للمبتدئين (الدفعة الثانية)
مواد الدورة الأولى:
1: حلية طالب العلم، ومدتها أسبوعان تبدأ يوم السبت 1/ 4/1430 هـ
2: ثلاثة الأصول وأدلتها، ومدتها أسبوعان تبدأ يوم السبت 15/ 4/1430هـ
3: تفسير سورة الفاتحة وجزء عم ومدتها أربعة أسابيع تبدأ يوم السبت: 29/ 4/1430 هـ
التسجيل في الدورة العلمية الأولى للمبتدئين
http://www.afaqattaiseer.com/vb/showthread.php?t=4141
الدروة العلمية الثانية للمبتدئين (الدفعة الأولى)
مواد الدورة الثانية:
1: الأربعون النووية مع زيادات ابن رجب، ومدتها ثلاثة أسابيع تبدأ يوم السبت 1/ 4/1430هـ
2: كتاب الطهارة من زاد المستقنع، ومدتها ثلاثة أسابيع تبدأ يوم السبت 22/ 4/1430هـ
3: الآجرومية، ومدتها ثلاثة أسابيع تبدأ يوم السبت 14/ 5/1430هـ.
ويحق للطلاب المتخرجين من الدورة الأولى للمبتدئين الالتحاق بهذه الدورة، وكذلك الطلاب الذين درسوا مقررات الدورة الأولى خارج المعهد ويرغبون في إكمال المسيرة مع طلاب المعهد.
التسجيل في الدورة العلمية الثانية للمبتدئين:
http://www.afaqattaiseer.com/vb/showthread.php?t=4142
علماً بأن هذه الدورات العلمية متجددة، كلما تخرجت دفعة يستقبل المعهد دفعة جديدة بإذن الله.
التعريف بمعهد آفاق التيسير الإلكتروني
http://www.afaqattaiseer.com/vb/showthread.php?t=1806
قالوا عن برامج المعهد
http://www.afaqattaiseer.com/said.htm
طريقة الدراسة في معهد آفاق التيسير الإلكتروني
http://www.afaqattaiseer.com/vb/showthread.php?t=2051
وفقكم الله جميعاً لما يحبه ويرضاه ويسر لكم طريقاً إلى الجنة.(/)
من يملك حلقات برنامج أفانين القرآن
ـ[وليد الزامل]ــــــــ[25 Mar 2009, 04:19 ص]ـ
الأخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كما بينت في العنوان د
ابحث عن حلقات برنامج أفانين القرآن الذي قدمه الشيخ محمد الخضيري
جميع الروابط الموجوده تحيلني إلى موقع طريق الإسلام
و الروابط في الموقع لاتعمل
كلمت الإخوة في الموقع قبل شهر تقريباً، ولم أجد رداً حتى الآن
لعل أحد الإخوة حملها مسبقاً ويكرمنا بها.
زادكم الله تقوى وفضلاً، وجمعنا بكم في جناته
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Mar 2009, 01:11 م]ـ
لعل الدكتور محمد الخضيري يملك نسخة من هذا البرنامج فيمكنك التواصل معه وسأبعث لك برقم التواصل على بريدك الخاص.
ـ[وليد الزامل]ــــــــ[25 Mar 2009, 07:25 م]ـ
شكر الله سعيك شيخنا الفاضل
سيتم التواصل معه بإذن الله
جزيت خيراً على ما قدمت
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[05 Jun 2009, 01:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
هل هناك جديد؟
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[05 Jun 2009, 11:40 ص]ـ
هذا ما حملته من حلقات للبرنامج أرجو أن تكون مفيدة لكم(/)
خطبة الجمعة (علاج القلق والأرق) – المنجد.
ـ[زاد الإعلامي]ــــــــ[25 Mar 2009, 12:25 م]ـ
هذا هو عنوان خطبة الجمعة 23 ربيع الأول 1430هـ لفضيلة الشيخ / محمد صالح المنجد
حفظه الله، بجامع عمر بن عبد العزيز بالخبر. وقد تطرق فضيلته لعدة أمور، منها:
- مستوى القلق يحطم الأرقام القياسية.
- أنواع القلق.
- ما الذي كان يقلق السلف الصالح؟.
- ما الأسباب التي تعين في علاج القلق؟.
- أضرار القلق الصحية.
- نصائح طبية لمن أُصيب بالأرق والقلق.
ولسماع الخطبة قم بالضغط على هذا الرابط:
http://www.islammedia.ws/ref/1786(/)
قراءة في التعليق الحاوي على شرح الصاوي
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[25 Mar 2009, 05:28 م]ـ
قراءة في كتاب
(التعليق الحاوي لبعض البحوث على شرح الصاوي)
تأليف الشيخ محمد بن إبراهيم المبارك رحمه الله المتوفى 1402هـ
الشيخ الفقيه العلامة محمد بن إبراهيم آل مبارك رحمه الله يعتبر خاتمة محققي المالكية في الأحساء والخليج
كتاب (التعليق الحاوي لبعض البحوث على شرح الصاوي) طبع في مطبعة الحلبي بمصر في ستة مجلدات كبار على نفقة الشيخ راشد بن سعيد بن مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات - رحمه الله - قبل ثلاثين عاماً، أعطاني الشيخ - رحمه الله - كمية منه وزعتها على المشايخ في الرياض وأربعة كراتين الكرتون فيه أربع نسخ سلمتها لسماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز - رحمه الله -.
أقول: كتاب (الشرح الصغير على أقرب المسالك) تأليف العلامة الفقيه الشيخ أحمد بن محمد الدردير المتوفي عام 1201هـ وصلي عليه في جامع الأزهر - رحمه الله - عليه حاشية للعلامة الفقيه أحمد بن محمد الصاوي المتوفي عام 1241هـ في المدينة المنورة - رحمه الله - له حاشية نفيسة باسم (بلغة السالك).
والكتاب الشرح الصغير والحاشية عباراته مضغوطة جداً فجاءت حاشية الشيخ محمد بن إبراهيم آل مبارك (التعليق الحاوي) بعلم جم غزير اعتنى فيها بالدليل والتعليل والإشارة للمخالفين في أكثر المواطن من المذاهب الأربعة، وفيه فائدة كبرى وهي مكاتباته ومراسلاته للمعاصرين وللشيخ ترجمات وتوجيهات تدل على سعة علمه وحلمه لا يعرف قيمة جهوده إلا الفقهاء المتبصرون، اللهم اجعلنا منهم، تأملت في هذه الحاشية فشدت انتباهي لما فيها من تحرير وتقرير ناتجين عن صفاء ذهن وتفكير وقد قرضها فحول علماء المالكية من مشارقة ومغاربة وأثنوا عليها وينطبق على الشيخ أنه يعلم فقه الواقع وفقه النوازل.
ففي المجلد الأول ص82 ذكر الشيخ - رحمه الله - قول شيخ الإسلام ابن تيمية في جواز المسح على المخرق ثم قال الشيخ: وهي فسحة في هذا العصر الذي ضعف فيه أمر الدين عند الكثير من الناس، فانظر إلى هذا الشيخ الفقيه المالكي لم يتشنج ولم يرد بل وجد لها مخرجاً لهذا العصر وهذا هو فقه الواقع.
ص84 في المسح على الشراب (الجوارب) الذي هو من قطن ونحوه فالمالكية لا يرون المسح عليه ولكن الشيخ يقول: فعليه يسن إفتاء الضعفة من النساء والعجزة بالمسح عليه تقليداً للإمام أحمد ولكن مع مراعاة بقية الشروط عند المقلَّد، بفتح اللام، وهذا كذلك من سعة أفق الشيخ رحمه الله.
ج2 ص62 وما بعدها في إدخال الجنازة المسجد والصلاة عليها فيه.
قال الشيخ - رحمه الله - لخبر أبي داوود أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: من صلى على جنازة في المسجد فلا شيء له قال في التسهيل يثاب على ترك الصلاة عليها فيه للقاعدة أنَّ تارك المكروه يثاب. وخبر أبي داوود ناسخ لصلاته - صلى الله عليه وسلم - على سهيل بن بيضاء في المسجد ويؤيده عمل أهل المدينة أهـ. وفيه ما يفيد ضعف خبر أبي داوود وتأويله بمعنى لا شيء عليه وأنَّ عمر فعله بجنازة أبي بكر وصهيباً بجنازة عمر وعائشة بجنازة سعد وبعد كلام للشيخ طويل قال - رحمه الله -: قلت فلا ينبغي أن يشوش على الناس بالتزام المشهور وفي الأمر سعة والحمد لله. من أراد الاستفادة كاملة فليرجع وهذا من سعة علم الشيخ وأفقه.
ص97 وما بعدها في الحديث عن كتاب تنزيه الأنبياء عن تسفيه الأغبياء للسيوطي .. الكلام في ذكر تنزيه مقام الأنبياء عليهم الصلاة والسلام عن ضرب المثل بهم لدفع المعرة عن النفس أو الغير وفيه تقبيح ما يقع للشعراء من التشبيه لممدوحيهم بصفوة الله من خلقه وفيه عن الإمام السبكي أنه لا يجوز ذكر المخلوق بصفته على وجه الاستهانة والسب فانظره تستفد.
ومما فيه قوله: ولم يزل المتقدمون ينكرون مثل هذا ممن جاء به. وقد أنكر الرشيد على أبي نواس قوله:
فإن يك باقي سحر فرعون فيكم
فإن عصا موسى بكف خصيب
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال له: يا ابن اللخناء أنت المستهزئ بعصا موسى وأمر بإخراجه عن عسكره من ليلته، إلى أن قال: وعلى هذا المنهج فتيا إمامنا مالك بن أنس - رحمه الله - وأصحابه ففي النوادر من رواية ابن أبي مريم في رجل عيَّر رجلاً بالفقر فقال: تعيرني بالفقر وقد رعى النبي - صلى الله عليه وسلم - الغنم. فقال مالك: قد عرَّض بذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - في غير موضعه أرى أن يؤدب. قال: لا ينبغي لأهل الذنوب إذا عوتبوا أن يقولوا قد أخطأت الأنبياء قبلنا. وقال عمر بن الخطاب لرجل: انظر لنا كاتباً يكون أبوه عربياً، فقال كاتب له: قد كان أبو النبي كافراً فقال: جعلت هذا مثلاً فعزله وقال: لا تكتب لي أبداً أهـ. ص234، 235 نقلاً عن الشفاء للقاضي عياض.
قلت فينبغي التنبيه لمثل هذا والتحذير منه وفي طبي ص255 ج11 في تفسير قوله تعالى: (وعصى آدم) الآية ما نصه: قال القاضي أبوبكر بن العربي: لا يجوز لأحد منا اليوم أن يخبر بذلك عن آدم إلا إذا ذكرناه في أثناء قوله تعالى عنه أو قول نبيه، فأمَّا أن يبتدئ ذلك من قبل نفسه فليس بجائز لنا في آبائنا الأدنين إلينا المماثلين لنا فكيف في أبينا الأقدم الأعظم الأكرم النبي المقدم الذي عذره الله سبحانه وتاب عليه وغفر له الخ، وهو بحث نفيس يغفل عنه كثير من العامة والخاصة.
قلت وكذلك سمعت وقرأت لبعض طلبة العلم أنه يرغب في الكتب والمراجع ليستخدمها في الكتابة فهذا لم يوفق وإلاَّ كيف يقول (ليستخدمها) بل كتب لي أحدهم هذه العبارة في حق القرآن الكريم وغضبت عليه ووبخته ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
هذه نماذج والأبحاث كثيرة وطويلة ولم أرد الاستقصاء فهذا له مكانه ولكن أتيت بهذه النماذج لأبين مكانة هذا العالم الجليل الفقيه المتبحر الورع الذكي الزكي الذي يستحق أن يقال عنه خاتمة محققي المالكية - رحمه الله - رحمة واسعة.
ملحوظة: نمت بعد صلاة الفجر في يوم الأربعاء الموافق 19 - 8 - 1429ه ورأيت الشيخ محمد بن إبراهيم آل مبارك - رحمه الله - جالساً في شبه خيمة وأمامه من خارج الخيمة عدد ليس بالقليل من الناس متجهة أنظارهم إليه وكان أحدهم واقفاً وكأنه يسأل الشيخ أو يعترض عليه وإذا بالشيخ - رحمه الله - يشير إليَّ بيده ويحيل ذلك الرجل إلىَّ بأن أجيبه. وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
كتبه خادم أهل العلم
محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل
www.alismaeil.com
الرابط:
http://www.al-jazirah.com/100546/bo6d.htm(/)
محاسبة
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[25 Mar 2009, 06:55 م]ـ
من كلمات فتح الله جولن الجميلة، في موضوع المحاسبة:
===
قلتَ فأجدتَ، وكتبتَ فأبدعتَ، وهممت فنلت كل مطلوب ...
عندئذ بادر إلى محاسبة نفسك فورا، إذ قد يكون ذلك استدراجا ...
ومن يدري، فقد ينفتح مع النجاح بابٌ يقذِف بك في متاهات العجب والكبر والرياء، وينغلق معه بابُ "كن بين الناس فردا من الناس" ...
لقد ارتعد الأصفياء فرقا من الخيبة والفشل، لكن خوفهم من النجاح كان أعظم وأجلّ ...
زرعوا الأرض زرعا، فما إن اخضرّت وأثمرت وطابت حتى أسرعوا يبكون، وأنفسهم راحوا يحاسبون، وقالوا وهم وجلون:
"ماذا جنينا على أنفسنا حتى اهتزت الأرض وربت وأنبتت وازّينت؟ ... رباه! ... أيكون ذلك استدراجا من حيث لا نعلم؟ "
===
المصدر: مجلة حراء
http://www.hiramagazine.com/archives_show.php?ID=297&ISSUE=14(/)
نفحة شعرية
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[26 Mar 2009, 01:05 ص]ـ
نفحة شعرية
لقد قرأت أبياتا لإمامنا الشافعي رحمه الله تعالى مطلعها:
فلما قست نفس وضاقت مذاهبي ... جعلت الرجا مني لعفوك سلما
فاستلهمت منها هذه الأبيات:
ولما جثى عمرى وأدركت موقنا=بأن حياة المرء وهنا تعاظما
وأيقنت أن الله لا بد جامعٌ=إليه نفوس الخلق والأمر قد سما
شددت حزام الجد في الأمر معلنا=بأني لأمر الله دوما مسلما
وإني بعفو الله قد صرت طامعا=ولست بغير العفو أرجو ترحما
فيارب عفوا عن ذنوب يلفها=غموض سني العمر قد ضل معلما
المدينة المنورة: 1 ربيع الأول 1430 هـ
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[26 Mar 2009, 12:01 م]ـ
ولمَّا توالى الهَمُّ ينحتُ مهجتي = وينصُبُ في نفسي الشكايةَ معلَما
قصدتُّك يا رباهُ أحْملُ خِطئتي = ومتخذاً فقري لفضلكَ سُلَّما
فجُد ليَ يا من ليسَ يحجُبُ فضلهُ = حسودٌ , ولا مغنٍ لمن كانَ أعدما
إليك توسلنا بكَ اليومَ فاستجب = فما خابَ من أفضى إليكَ وأسلما
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[24 Jul 2010, 11:20 ص]ـ
ولمَّا توالى الهَمُّ ينحتُ مهجتي = وينصُبُ في نفسي الشكايةَ معلَما
قصدتُّك يا رباهُ أحْملُ خِطئتي = ومتخذاً فقري لفضلكَ سُلَّما
فجُد ليَ يا من ليسَ يحجُبُ فضلهُ = حسودٌ , ولا مغنٍ لمن كانَ أعدما
إليك توسلنا بكَ اليومَ فاستجب = فما خابَ من أفضى إليكَ وأسلما
رائعة كلماتك وكلها عبر وعظات
شكرا لمرورك وكلماتك الطيبة أخي الفاضل محمود الشنقيطي
وجزاك الله خيرا
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[24 Jul 2010, 12:24 م]ـ
أبيات رائعة وكلمات معبرة جداً بارك الله في الكاتب والناقل والقارئ
إليك توسلنا بكَ اليومَ فاستجب فما خابَ من أفضى إليكَ وأسلما
يا رب(/)
الشيوخ على الطريقة الأمريكية
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[26 Mar 2009, 08:26 ص]ـ
الثلاثاء28 من ربيع الأول1430هـ 24 - 3 - 2009م الساعة 12:19 ص مكة المكرمة 09:19 م جرينتش
الشيوخ على الطريقة الأمريكية
شريف عبد العزيز
shabdaziz@hotmail.com
مفكرة الإسلام: [في العالم الإسلامي المعاصر ألوان من الصراع تستحق التأمل و الدراسة، وإذا كان الصراع السياسي والاقتصادي هو أبرز ما يثير الانتباه، ويلفت النظر، ولكن عند التأمل العميق نجد أن الصراع الديني و الثقافي هو أهم وأخطر أنواع الصراعات، وأعمقها أثراً، وأنكاها فعلاً، ذلك لأنه بطيء في سريانه، وفي تفاعله، ولكن في نفس الوقت طويل المدى في تأثيره، فالتغير الديني والثقافي إذ ما تم واستقر في الحس، وتكرر علي الأذهان والأجيال، فإنه يكون عميق الجذور، صعب العلاج، لأنه لا يهجم على العقل والنفس دفعة واحدة، ولكن النفس تتشربه آناً بعد آن، ويسري فيها سريان الغذاء في الأبدان].
هذه الكلمات النفيسة كتبها الدكتور محمد محمد حسين رحمه الله في كتابه الهام الإسلام والحضارة الغربية منذ زيادة عن أربعين سنة، محذراً فيه من أساليب الغرب في خلخلة البنية الأساسية لمعاني ومبادئ وقيم الدين الإسلامي لدي الشعوب المسلمة، وقد لاحظ رحمه الله أن موجات التغريب العاتية تستهدف لب الإسلام، وتخطط لتطويره ونزع أشواكه بزعمهم ليصبح دينا محلياً وليس ديناً عالمياً، ويصبح لكل بلد دينه وطريقته في فهم الإسلام وتطبيقه، ومن ثم يكون عندنا إسلام مصري وآخر سوري وثالث خليجي، ورابع هندي، وخامس أوروبي، وهكذا وفي النهاية تضيع معالم الدين الحقيقية، ويفقد المسلمون مصدر قوتهم، وأصل عزتهم، وأهم أسباب البقاء والممانعة، ثم ينشغل المسلمون بصراعات جانبية وداخلية، بسبب اختلاف الرؤى بين أتباع الإسلام علي الطريقة المصرية والسورية والهندية والخليجية، ويصيب الأمة ما سبق وأصاب أهل الكتاب من قبلنا من اختلاف واقتتال كما قال الله عز وجل في محكم التنزيل، وهل جمع الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه وعن كل صحابي القرآن علي لسان قريش، وحمل الناس عليه إلا درءاً للاختلاف و الفرقة التي ستقودهم للفتنة العمياء والاقتتال الذي حل بأهل الكتاب من قبلنا.
واليوم وبعد مرور السنوات الطويلة علي هذا التحذير، ما زالت أمريكا رأس الصليبية العالمية تمارس نفس المخطط ضد العالم الإسلامي، ومازالت تستهدف الإسلام بالتطوير والتعديل والتبديل،وذلك بالتواكب مع حملة أوروبية محمومة،تقودها الأحزاب اليمينية والقوى الراديكالية، والتي تطالب مسلمي أوروبا بالاندماج الكامل أو بمعني أدق الذوبان التام داخل مجتمعاتهم الأوروبية، وآخر هذه الحملات الأن يقودها حزب رابطة الشمال الإيطالي المعروف بعدائه الكبير للمسلمين و المهاجرين، والذي يطالب مسلمي إيطاليا بضرورة الصلاة والآذان بالإيطالية.
أمريكا قررت أن تقود حملات متقدمة لتطوير الإسلام داخل بلادها، فقد هددت عشر منظمات إسلامية أمريكية بعدم التعامل مع مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، علي خلفية اتهامات للمكتب الأمني بزرع جواسيس وعملاء داخل المساجد والجوامع بولاية كاليفورنيا، وقد قالت هذه المنظمات أن المكتب الفيدرالي قد قام بتعيين عدد من جواسيسه وعملائه داخل المساجد في مناصب دينية، مثل الخطابة والإمامة ومقيمي الشعائر، ودعاة وعظ وإرشاد، وذلك لأهداف آخري بخلاف التجسس ونقل الأخبار، منها ترويج معلومات خاطئة عن الإسلام بين رواد المساجد خصوصاً حديثي الإسلام، ومنها تشويه صورة بعض الدعاة والمشايخ والعلماء، ووصفهم بأوصاف إجرامية وإرهابية للتنفير منهم، ومنها تمييع الإسلام في قلوب أتباعه بتحريض المسلمين من رواد المساجد علي التخلي عن واجباتهم الدينية من الصلاة والصوم والزكاة.
ولنا أن نتفهم بعض ما يشعر به الأمريكان من شعور بالصدمة المروعة منذ أحداث سبتمبر، والفزع الذي مازال يحكم تصورات الكثيرين من الأمريكان، كما لنا أن نقدر مرارة الشعور بالفشل الذريع في ملفات عدة مثل الملف الأفغاني والملف العراقي وغيره، والكوارث الإقتصادية التي حلت بأقوى دولة في العالم نتيجة مغامرات الحروب الإستباقية التي شنتها إدارة الفشل الذريع بقيادة بوش الصغير، لنا أن نتفهم ذلك كله وأن أمريكا بحاجة للأمن الداخلي واستعادة الثقة التي اهتزت كثيراً، ومن ثم راحت تراقب المساجد والجوامع وأماكن عمل المسلمين ومنازلهم، بعد أن وسعت دائرة الإشتباه ليصل لزيادة عن مليون مسلم، ولكن الذي لا يمكن تفهمه أو السكوت عليه أو اعتباره من دواعي الأمن القومي والسلام الداخلي، ما يقوم به جواسيس ال FBI داخل المساجد والجوامع من إفساد للدين وتشويه صورته وطمس معانيه، وتمييع واجباته، وشغل المسلمين الأمريكان بصراعات داخلية، فأن ذلك كله لا يندرج تحت مسمي الأمن القومي والحفاظ على الكيان الداخلي، وليس له معني ولا مسمي سوى الحرب السافرة علي الإسلام، والتي لا تذكيها سوى الأحقاد الصليبية الصريحة، والعداء الديني المحض، والرغبة العارمة في محو الدين الإسلامي أو على الأقل تطويره ليناسب قيم المجتمعات الغربية والأمريكية، ونستطيع أن نقول بكل قناعة أن هذه الخطوة من جانب المسئولين الأمريكان يجب أن تضاف لسجل أخطائهم وغباواتهم في التعامل ليس مع العالم الإسلامي، ولكن مع الإسلام نفسه، فالإسلام مهما كاد له رجال ال FBI وغيرهم، وخططوا لتطويره وتمييعه، سيبقي صامداً شامخاً أمام كل هذه المحاولات المسعورة للنيل منه، وذلك لأنه و بمنتهى البساطة دين الفطرة السوية، والهداية النقية، والذي قد تكفل الله بحفظه وصيانته، وقيض له من أجل ذلك على مر العصور رجالاً حملوا راية الدفاع عنه وحما يته والذب عن حياضه، وغاية ما تناله الغباوة الأمريكية من كل هذه الحملات المسمومة سوى مزيد من الصمود والمقاومة والرفض، ليس من جانب العالم الإسلامي فحسب، ولكن من جانب مسلمي أمريكا أنفسهم الذين أيقنوا أن الشيوخ والدعاة على الطريقة الأمريكية لن يأتي من ورائهم إلا كل شر.(/)
شرح الجزرية للشيخ ايمن سويد
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[26 Mar 2009, 11:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أدري هل سبقني أحد الإخوة بهذا أم لا , ولكنني أحببت ألا أضيع الأجر على نفسي ولا أضيع الفائدة عن إخواني.
" شرح الجزرية للشيخ ايمن سويد "
http://www.archive.org/details/Soaid-Jazariah
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[26 Mar 2009, 11:55 م]ـ
قراءة لمتن المنظومة الجزرية لأيمن سويد
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=56915(/)
أريج من عبق المسجد الحرام
ـ[أبو المهند]ــــــــ[29 Mar 2009, 03:13 ص]ـ
ضع كل أنواع السعادات في كفة
وضع السعادة بمجاورة المسجد الحرام في كفة ماذا نجد؟
الجواب: نجد رجحان كفة السعادة بالجوار الشريف للكعبة المطهرة التي تحكي عبق الإسلام ونقاء التوحيد، وانهزام الوثنية والصنمية من الأحجار وفي البشرية.
الحقيقة أنني تمتعت بجولة في الأسبوع المنصرم في المسجد الحرام فشاهدت ما أثلج، ورأيت ما تكتحل به العيون، وتشنف الآذان:
من:
1ـ مس الحجر الأسود ومسحه بعطر العود الذي فاح شذاه وعم الأرجاء، وذلك أثناء السكتة اللطيفة التي تسبق إقام الصلوات.
2ـ قبل الظهر تجولت في الحرم فوجدت ما سمعت عنه من مشايخى ولم أره من الدراسة حول أعمدة الأزهر.
إذ وجدت الطلاب يجلسون حلقا حول الشارح، الطالب يقرأ والشيخ يشرح فمن درس تفسير للقرآن إلى درس في الحديث النبوي الشريف إلى آخر في السيرة إلى رابع في النحو إلى خامس في الفرائض إلى إلى ..... كنت بحق في سعادة غامرة، إنها رياض الجنة.
وبعد المغرب في صحن الكعبة تكون الدروس الشرعية.
أمر ينشرح له الصدر ويسعد من أجله البال.
ولم أكتشف ذلك إلا مؤخرا وبعد فوات الأوان.
لكن هل هذه الدروس نظامية تعطى لطلابها شهادات؟ الله أعلم.
ــ كما استرعى اهتمامي هذا الخير الوفير في المسجد خاصة يومي الاثنين والخميس
حيث يفيض الفضل ويكثر التمر ويتنافس المتنافسون في الوصول إلى الثواب وخاصة إفطار الصائم ..... الله الله ... أمة عجيبة، عجيبة في تفننها كيف يصل الكل إلى الثواب
فمن صانع شاي إلى من يهدي تمراً إلى من يوزع ماء إلى من يسكب للناس قهوة إلى موزع أكياس لستر الأحذية، إلى موزع سبح تساعد الطائف على ضبط العدد.
ـ الحق أقول هنيئا لمن تفضل عليهم ربنا فجاورا الكعبة وعاشوا أنوار الحرم الحسية فضلا عن أنواره المعنوية.
فاللهم يا واصل المنقطعين صلنا بحرمك وطاعتك أبدا ما أبقيتنا آمين
وعندى سؤال لمن لديه جواب: لماذا يقوم المنادي: " الصلاة على الأموات والطفل فيفرد الطفل عن الأموات؟
ولماذا يفرد المرأة أيضا أليست من الأموات؟
بمعنى: لماذا لا يقول الصلاة على الأموات يرحمكم الله بصفة عامة بالرغم من وجود الرجل والمرآة والطفل الكل في آن واحد؟
ومن باب الطرفة: سمع واحد من العوام المنادي في الحرم يقول عقب صلاة الظهر:" الصلاة على الأموات ... " ثم سمعها عقب العصر ثم سمعها عقب المغرب فقال: أما آن دفن هؤلاء الأموات لقد سمعته ينادي عليهم للمرة الثالثة؟
والله الموفق
ـ[شاكر]ــــــــ[29 Mar 2009, 04:23 ص]ـ
[ size=4][color=#0000FF]
الحقيقة أنني تمتعت بجولة في الأسبوع المنصرم في المسجد الحرام
والحقيقة الثانية أننا افتقدناك أستاذنا الفاضل
ويعلم الله تبارك وتعالى أني دخلت الملتقى والنية معقودة على وضع مشاركة بعنوان " نفتقد أستاذنا الدكتور خضر" وها أنت كفيتني كتابة الموضوع.:)
أسأل الله عز وجل أن يحفظك في حللك وترحالك.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[29 Mar 2009, 01:57 م]ـ
والحقيقة الثانية أننا افتقدناك أستاذنا الفاضل
ويعلم الله تبارك وتعالى أني دخلت الملتقى والنية معقودة على وضع مشاركة بعنوان " نفتقد أستاذنا الدكتور خضر" وها أنت كفيتني كتابة الموضوع.:)
أسأل الله عز وجل أن يحفظك في حللك وترحالك.
جبر الله قلبك، وسدد قولك، وتقبل عملك، وجعل لك الحظ الأوفر من اسمك، كم نفتقد هذه اللمسة الاجتماعية المرهفة التى تنم عن فكر إسلامي إنساني عال تدربنا عليه من خلال الجماعات والجمع، ولنا أن نضيق الملتقيات الإيمانية النافعة كملتقانا العامر بالصالحين أمثالكم يا أستاذ شكر ـ نحسبك كذلك ـ وفقك الله وشكر لك ونور بصيرتك.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[31 Mar 2009, 05:34 م]ـ
[ QUOTE= د. خضر;75727]
لماذا لا يقول المنادي: الصلاة على الأموات يرحمكم الله بصفة عامة بالرغم من وجود الرجل والمرأة والطفل الكل في آن واحد؟
قلت: بعد نقاش وبحث تبين لي الجواب على هذا السؤال وأضعه بين يدي القاريء الكريم أملا في النفع.
إفراد الطفل لخصّه بالدعاء الوارد في حقه كذا المرأة.
ومن الدعاء للطفل:
تُثْنِي عَلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَتُصَلِّي عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ تَقُولُ: اللَّهُمَّ إنَّهُ عَبْدُك وَابْنُ عَبْدِك وَابْنُ أَمَتِك أَنْتَ خَلَقْته وَرَزَقْته وَأَنْتَ أَمَتَّهُ وَأَنْتَ تُحْيِيه اللَّهُمَّ فَاجْعَلْهُ لِوَالِدَيْهِ سَلَفًا وَذُخْرًا وَفَرَطًا وَأَجْرًا وَثَقِّلْ بِهِ مَوَازِينَهُمْ وَأَعْظِمْ بِهِ أُجُورَهُمْ وَلَا تَحْرِمْنَا وَإِيَّاهُمْ أَجْرَهُ وَلَا تَفْتِنَّا وَإِيَّاهُمْ بَعْدَهُ اللَّهُمَّ أَلْحِقْهُ بِصَالِحِ سَلَفِ الْمُؤْمِنِينَ فِي كَفَالَةِ إبْرَاهِيمَ وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِنْ دَارِهِ وَأَهْلًا خَيْرًا مِنْ أَهْلِهِ وَعَافِهِ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ وَمِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ تَقُولُ ذَلِكَ فِي كُلِّ تَكْبِيرَةٍ وَتَقُولُ بَعْدَ الرَّابِعَةِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَسْلَافِنَا وَأَفْرَاطِنَا وَلِمَنْ سَبَقَنَا بِالْإِيمَانِ اللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْته مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ تَوَفَّيْته مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الْإِسْلَامِ وَاغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ ثُمَّ تُسَلِّمُ
هَذَا الدُّعَاءُ بَعْضَهُ مَرْوِيٌّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَعْضَهُ عَنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ، وَإِنْ كَانَ يَكْفِي مُطْلَقُ دُعَاءٍ، بَلْ لَوْ قَالَ: اللَّهُمَّ اُعْفُ عَنْهُ كَفَى وَإِنْ صَغِيرًا.
ويتبع بإذن الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[31 Mar 2009, 09:32 م]ـ
[ size=4][color=#0000FF] ضع كل أنواع السعادات في كفة
وضع السعادة بمجاورة المسجد الحرام في كفة ماذا نجد؟
يبدو أنها الزيارة الأولى.
على أي حال أقول: عمرة متقبلة، والحمد لله على السلامة،وربنا يكرمنا وإياك بمجاورة بيته في الدنيا، ومجاورة نبيه صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[31 Mar 2009, 11:03 م]ـ
يبدو أنها الزيارة الأولى.
حياكم الله محبا للقرآن دائما وهذه زيارة ضمن زيارات متعاقبة في شهور ثمان سنوات ولكن لكل زيارة مذاقها ووقعها وطعمها وجمالها وأريجها و .......
على أي حال أقول: عمرة متقبلة، والحمد لله على السلامة،وربنا يكرمنا وإياك بمجاورة بيته في الدنيا، ومجاورة نبيه صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى.
اللهم آمين يارب العالمين
ـ[أبو المهند]ــــــــ[03 Apr 2009, 05:21 م]ـ
قلت: أما عن إفراد المرأة بالذكر وعدم ذكرها ضمن كلمة الأموات فقد أفاد زميلنا د. محمود عبد الرحمن أستاذ الأصول بجامعتى الأزهر والملك خالد حتى لا نقول وأبدلها زوجا خيرا من زوجها أو ماشابه ذلك لأنها قد تكون ذات زوج صالح فلا يُردد هذا الدعاء في حقها .... والله الموفق.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[09 Apr 2009, 03:21 ص]ـ
[ quote]
تَقُولُ ذَلِكَ فِي كُلِّ تَكْبِيرَةٍ وَتَقُولُ بَعْدَ الرَّابِعَةِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَسْلَافِنَا وَأَفْرَاطِنَا وَلِمَنْ سَبَقَنَا بِالْإِيمَانِ اللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْته مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ تَوَفَّيْته مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الْإِسْلَامِ وَاغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ ثُمَّ تُسَلِّمُ
استاذنا الفاضل بارك الله في علمكم وعملكم وجعل سعيكم مشكورا وذنبكم مغفورا
كيف تقال هذه الدعوات جميعها في كل تكبيرة والسكتات فيها قليله
وهل المراد أن نقولها بعد التكبيرة الاولى بعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
وكذلك بعد التكبيرة الثانية بعد قراءة الفاتحة
أم انها تفرد بعد التكبيرة الثالثة؟
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[أبو المهند]ــــــــ[09 Apr 2009, 03:33 م]ـ
[ QUOTE= أفنان;76545] كيف تقال هذه الدعوات جميعها في كل تكبيرة والسكتات فيها قليله
تقال بقدر الاستطاعة، وإن كان مكان الدعاء للميت هو ما بعد التكبيرة الثالثة، وعلى كل حال من استطاع حفظ هذا الدعاء فله خيره وثوابه، ومن أتى بما يلهمه الله به فهو خير والله الموفق.
وجزيت يا أخت أفنان خيرا.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[09 Apr 2009, 09:38 م]ـ
جزاك الله خيرا استاذنا الفاضل
ـ[أبو المهند]ــــــــ[31 May 2009, 07:43 م]ـ
من أريج الحرم هذه المرة أنني قابلت الجمعة 5/ 6/1430هـ 29/ 5/2009م مسلما من السويد كان نصرانيا وهداه الله للإسلام وشرح صدره للتوحيد، وكان يتكلم العربية بطلاقة وبين أن الإسلام ينتشر وسينتشر بإذن الله ومن هنا كان الحقد من غير أهله على أهله وصدق الله العظيم إذ يقول:
{فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} الأنعام125
ـ {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} فصلت26
ـ ولكن الغلبة لهذا الدين: {قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} آل عمران12
ـ {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ {171} إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ {172} وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ {173} [الصافات]
أسأل الله ألا يحرمنا من معاودة الحرم ولا من ثواب زيارته إنه نعم المولى ونعم النصير(/)
العبد الفقير إلى عفو ربه يحتاج دعائكم وبالأخص يوم الجمعة.
ـ[شاكر]ــــــــ[29 Mar 2009, 04:51 ص]ـ
الحمد لله على ما شاء وقدّر،
فلقد قرر الأطباء إجراء عملية جراحية يوم الجمعة السابع من ربيع الثاني حيث أن العلاج بالكيماوي الذي استمر ما يقارب السنة لم يعد يُجدي.
فلا تنسونا إخواننا الأفاضل من دعائكم لي بالعفو والغفران، والشفاء طالما في البقاء خيرا لي في ديني. وحسن الختام إن كان الرحيل هو الخير الذي اختاره الله تبارك وتعالى.
جزاكم الله خيرا وأستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.
وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[29 Mar 2009, 05:49 ص]ـ
أسأل الله لك الشفاء العاجل.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[29 Mar 2009, 06:06 ص]ـ
شفاك الله وعافاك ..
ـ[أبو المهند]ــــــــ[29 Mar 2009, 02:02 م]ـ
.
طهور طهور طهور، أسأل الله العظيم أن يشفيك ويعافيك ويغسلك من المرض.
ويلبسك خلعة الصحة والسلامة والسعادة.
كما أسأله سبحانه أن يطيل عمرك.
وأن يحسن عملك.
وأن يجبر خاطرك.
وأن يقدر لك الخير حيث كان متى كان كيف كان.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[29 Mar 2009, 07:18 م]ـ
أسأل الله لك ولجميع المسلمين الشفاء العاجل.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[29 Mar 2009, 07:29 م]ـ
.
أسأل الله العظيم أن يشفيك ويعافيك ويغسلك من المرض.
ويلبسك خلعة الصحة والسلامة والسعادة.
كما أسأله سبحانه أن يطيل عمرك.
وأن يحسن عملك.
وأن يجبر خاطرك.
وأن يقدر لك الخير حيث كان متى كان كيف كان.
آمين .. آمين
ـ[إبراهيم محجب]ــــــــ[29 Mar 2009, 08:37 م]ـ
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفيك
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[29 Mar 2009, 09:44 م]ـ
أدعو الله باسمه الأعظم أن يسبغ عليكم لباس الصحة والعافية .. وأن يجعل ما أصابكم رفعة لدرجاتكم وتمحيصا لذنوبكم .. آمين ,,,,,
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[30 Mar 2009, 06:40 م]ـ
.
طهور طهور طهور، أسأل الله العظيم أن يشفيك ويعافيك ويغسلك من المرض.
ويلبسك خلعة الصحة والسلامة والسعادة.
كما أسأله سبحانه أن يطيل عمرك.
وأن يحسن عملك.
وأن يجبر خاطرك.
وأن يقدر لك الخير حيث كان متى كان كيف كان.
آمين آمين آمين ..
ـ[الشريفة فاطمة]ــــــــ[31 Mar 2009, 02:28 ص]ـ
يارب تتشافى وتتعافى وتؤجر وتثاب على هذا
اللهم اشفه عافيه في صحته وبدنه وارفع عنه الضرر والتعب واحفظه لمن يغليه يارب.
ـ[شاكر]ــــــــ[07 Apr 2009, 09:59 م]ـ
الحمد لله على ما قدر ولطف،
فلقد تكللت العملية الجراحية بالنجاح الكامل بتوفيق اللطيف القدير وعدت إلى منزلي وله الحمد والفضل والمنة.
إلى أساتذتنا الأفاضل وأختنا الفاضلة
وإلى كل أهل الفضل ممن دعوا بظهر الغيب
أقول كم كان لدعواتكم وكلماتكم الأثر الطيب على نفسي
فلا يسعني إلا أن أقول:
جزاكم الله خيرا
ثم جزاكم الله خيرا
ثم جزاكم الله خيرا
ـ[أبو المهند]ــــــــ[08 Apr 2009, 04:22 ص]ـ
[ QUOTE= شاكر;76467] الحمد لله على ما قدر ولطف،
فلقد تكللت العملية الجراحية بالنجاح الكامل بتوفيق اللطيف القدير وعدت إلى منزلي وله الحمد والفضل والمنة.
متعك الله بالصحة وأتم عليكم نعمة العافية، وأبقاكم لأولادكم ولبيتكم وللحق، وحمدا لله على السلامة، والعود أحمد إن شاء الله.
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[08 Apr 2009, 09:59 م]ـ
الحمد لله الذي منّ عليكم الشفاء وأسأل الله أن يديم عليكم عفوه وعافيته
ـ[شاكر]ــــــــ[09 Apr 2009, 05:59 م]ـ
حياكما الله وجزاكما خيرا.
أللهم عافني وإخواني والمسلمين في ديننا وأبداننا
ومتعنا اللهم يأسماعنا وأبصارنا وقواتنا ما أحييتنا واجعله اللهم الوارث منا
ولا تجعل اللهم مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا.(/)
الموقع فيه فيروس
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[29 Mar 2009, 01:59 م]ـ
السلام عليكم
منذ أسبوع كلما أدخل هنا يلتقط برنامج كاسبرسكي فيروس
detected: Trojan program Trojan-Clicker.HTML..adg URL: http://www.tafsir.org/vb/mycodes.js
detected: Trojan program Trojan-Clicker.HTML..adg URL: http://www.tafsir.org/vb/exth.js
detected: Trojan program Trojan-Clicker.HTML..adg URL: http://www.tafsir.org/vb/extm.js
detected: Trojan program Trojan-Clicker.HTML..adg URL: http://www.tafsir.org/vb/extw.js
detected: Trojan program Trojan-Clicker.HTML..adg URL: http://www.tafsir.org/vb/extk.js
detected: Trojan program Trojan-Clicker.HTML..adg URL: http://www.tafsir.org/vb/clientscript/vbulletin_global.js
detected: Trojan program Trojan-Clicker.HTML..adg URL: http://www.tafsir.org/vb/clientscript/toolbox.js
ـ[نبض العزة]ــــــــ[29 Mar 2009, 02:09 م]ـ
بالفعل وهذا ماظهر لدي قبل قليل رسالة تحذيرية أن دخوله سيضر بالجهاز!!
ـ[موحد1]ــــــــ[30 Mar 2009, 12:17 م]ـ
كاسبر سكاي 2009 اليس كذلك؟
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[31 Mar 2009, 11:09 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام ليس في الأمر ما يزعج
لكن هناك بعض الملفات المصابة بتروجان جاري استأصلها وتلك المشكلة عبارة عن اسكربت خبيث يغزو المواقع حاليا ويضع نفسه داخل الأكواد ...
يمكنكم معرفة بعض المعلومات عنه بمراجعة هذا الرابط
http://www.swalif.net/softs/swalif54/softs227477/
وبإذن الله تعالى الإدارة تقوم باللازم
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[10 Apr 2009, 01:05 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام ليس في الأمر ما يزعج
لكن هناك بعض الملفات المصابة بتروجان جاري استأصلها وتلك المشكلة عبارة عن اسكربت خبيث يغزو المواقع حاليا ويضع نفسه داخل الأكواد ...
يمكنكم معرفة بعض المعلومات عنه بمراجعة هذا الرابط
http://www.swalif.net/softs/swalif54/softs227477/
وبإذن الله تعالى الإدارة تقوم باللازم
الأستاذ الحبيب أيمن، مازال هذا الفيروس أو التروجان يعبث ويسرح ويمرح بالموقع، ولما يتم استئصاله، فنادرا ما اتصفح أحدى الصفحات ولا ينبعث زعيق المكافح، أو رسائله التحذيرية التي منها ماتراه في الصورة الأتية من جهازي:
http://img210.imageshack.us/img210/5074/16282317.jpg
فليتكم تكثفون الجهد في إراحتنا منه، وتقبلوا جزيل شكري وتقديري.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[10 Apr 2009, 01:16 م]ـ
لعل الأخ سامي والقسم الفني ينظروا في الأمر.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[10 Apr 2009, 05:08 م]ـ
السلام عليكم
الأعضاء الكرام حفظهم الله ورعاهم
تواصلت مع فضيلة المستضيف حفظه الله وكان على سفر ووعد باتخاذ اللازم ...
عند عودته بإذن الله تعالى
خادمكم ومحبكم
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[13 Apr 2009, 07:32 م]ـ
السلام عليكم
الأعضاء الكرام حفظهم الله ورعاهم
تواصلت مع فضيلة المستضيف حفظه الله وكان على سفر ووعد باتخاذ اللازم ...
عند عودته بإذن الله تعالى
خادمكم ومحبكم
شكرا لاهتمامك شيخ أيمن، ونرجو من أخينا المستضيف، أن يستضيف هذا المزعج-حتى هذه اللحظة- إلى سلة المرميات، أو إلى طريق اللاعودة، فما نريد ضيافته ولا نقبل بها، وجزى الله أخانا المستضيف وجزاكم كل خير.
ـ[مستضيف]ــــــــ[05 May 2009, 07:33 ص]ـ
السلام عليكم
تم إجراء جراحة لبعض الملفات
أرجو التجريب الآن و وضع أية ملاحظات سلبا و إيجابا كرما لكي نتمم اي نقص قد يبدو في العمل.
جزاكم الله خيرا
أبو أحمد
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[05 May 2009, 02:20 م]ـ
عندي الآن لم تظهر المشكلة ارجو أن يكون تم الاستئصال نهائياً.
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[05 May 2009, 06:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا مشكلة عندي
بارك الله فيكم
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[05 May 2009, 08:04 م]ـ
جزاكم الله خيرا فضيلة المستضيف ...
عليك نور ... بادر بالدفع (ابتسامة)
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[06 May 2009, 05:16 م]ـ
ما زال الفيروس يعيقني عن المشاركة بشكل أكبر، والله المستعان.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[10 May 2009, 05:34 م]ـ
عجبًا!!!
هذا الأمر لميظهر عندي بتاتًا!
أنا لديّ نود 32، فهل لا يمكنه التعرّف على هذا الفايروس؟
ـ[مستضيف]ــــــــ[10 May 2009, 06:54 م]ـ
ما زال الفيروس يعيقني عن المشاركة بشكل أكبر، والله المستعان.
ليتك تسردين لي كيف الإعاقة بارك الله فيك
ـ[مستضيف]ــــــــ[10 May 2009, 06:55 م]ـ
أتوقع أن الأمر مستتب الآن و لله الحمد و المنة و سأتابع بحول الله أيو شكاوى تجد في هذا الموضوع
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[10 May 2009, 08:13 م]ـ
ليتك تسردين لي كيف الإعاقة بارك الله فيك
أخي الفاضل أبدا لا تظهر شاشة الملتقى، بل مربع فيه تحذير، وأقفل بعدها الصفحة، وحتى أشارك معكم أستخدم حاسب آخر،
ومكافح الفايروسات خاصتي كما سيظهر في المشاركة التالية:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1034366&postcount=5
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مستضيف]ــــــــ[10 May 2009, 08:46 م]ـ
أختي الفاضلة أم عبد الله
أقترح التالي
1 - إغلاق المتصفح
2 - تفريغ ملفات الإنترنت المؤقتة
3 - حذف تتبع التصفح (الهيستوري)
4 - إعادة تشغيل المتصفح و الدخول إلى المنتدى
إذا استمرت المشكلة حبذا لو ذكرت لي اسم مضاد الفيروسات و إصداره
بارك الله فيك
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[10 May 2009, 11:32 م]ـ
أؤيد قول فضيلة الأستاذ المستضيف ....
لا أظن أي مشاكل حاليا بعون الله تعالى وقد أعدت تفحص الملفات فوجدتها سليمة.
والحمد لله رب العالمين
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[11 May 2009, 05:25 ص]ـ
أختي الفاضلة أم عبد الله
أقترح التالي
1 - إغلاق المتصفح
2 - تفريغ ملفات الإنترنت المؤقتة
3 - حذف تتبع التصفح (الهيستوري)
4 - إعادة تشغيل المتصفح و الدخول إلى المنتدى
إذا استمرت المشكلة حبذا لو ذكرت لي اسم مضاد الفيروسات و إصداره
بارك الله فيك
الحمد لله أستطيع أن أدخل من خلال حاسبي الآن.
جزاك الله خيرا أخي الفاضل.
ـ[مستضيف]ــــــــ[11 May 2009, 09:33 ص]ـ
و إياك أختي الكريمة
و الحمد لله الذي بفضله تتم الصالحات
ـ[رذاذ]ــــــــ[12 Aug 2009, 12:09 ص]ـ
المشكلة لازالت قائمة!!
لو اقتصر الأمر على برنامج الحماية أفاست لقلت هو (واهم) لكن حتى قوقل يصنفه بموقع مصاب!!
اسم الملف
http://www.tafsir.org/vb/clientscript/vbulletin_global.js
اسم البرنامج الضار
HTML:-IS [Trj]
http://www.tafsir.org/vb/attachment.php?attachmentid=2645&stc=1&d=1250024770
http://www.tafsir.org/vb/attachment.php?attachmentid=2646&stc=1&d=1250024770
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[12 Aug 2009, 03:49 ص]ـ
المشكلة لازالت قائمة!!
لو اقتصر الأمر على برنامج الحماية أفاست لقلت هو (واهم) لكن حتى قوقل يصنفه بموقع مصاب!!
اسم الملف
http://www.tafsir.org/vb/clientscript/vbulletin_global.js
اسم البرنامج الضار
HTML:-IS [Trj]
http://www.tafsir.org/vb/attachment.php?attachmentid=2645&stc=1&d=1250024770
http://www.tafsir.org/vb/attachment.php?attachmentid=2646&stc=1&d=1250024770
أخي الفاضل
نشكر لك حرصك ونفيدك بأن المشكلة كانت بالسابق والمتعارف أن google تحديثاتها ربع سنوية والله أعلم وفحصهم الأخير على موقعنا كان عند وجود الفيروس وقد تم مخاطبة شركة google قبل ثلاثة أيام بعدم وجود فيروس في الموقع وقد تعاون الإخوة وفحصوا الموقع ولم يجدوا شيء ولله الحمد وهاهو اليوم يعلن براءة الموقع من الفيروسات:)
http://www.tafsir.net/vb/attachment.php?attachmentid=2647&stc=1&d=1250038121
21/8/1430 هـ
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[12 Aug 2009, 07:48 ص]ـ
أنا أيضا أعاني من ظهور علامة التحذير كثيرا من برنامج أفاست ولا أدري لماذا فهل من توجيه أثابكم الله؟
ـ[أبو إياد]ــــــــ[16 Aug 2009, 05:14 م]ـ
المشكلة ما زالت عندي، مع أني حذفت ملفات إنترنت المؤقتة، فهل المطلوب أيضاً حذف ملفات الكوكيز؟
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[18 Aug 2009, 02:09 م]ـ
وهب ما زالت عندي كذلك
ـ[الباجي]ــــــــ[25 Aug 2009, 06:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله.
يبدو أن هناك مشكلة ما زالت قائمة ... فتداركوا الأمر وفقكم الله.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[25 Aug 2009, 11:53 م]ـ
نعم نرجوكم أن تتداركوها
فإن هذا الأمر يزعجنا كثيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Aug 2009, 06:09 ص]ـ
حسناً بإذن الله.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[26 Aug 2009, 08:08 م]ـ
أحيانا تكون بعض الهاكات أو الأكواد يمنعها قوقل كروم
وأظن أن هناك طريقة لإزالتها.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[27 Aug 2009, 02:48 م]ـ
جزاكم الله خيرا لم تعد تظهر لي علامة التحذير من برنامج أفاست وأصبح التصفح عندي يسير ولله الحمد
فأرجوا أن تكون انحلت المشكلة
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[27 Aug 2009, 04:01 م]ـ
بل فيه فيروسات فهل من حل سريع لهذه المصيبة
التي تأخذ من وقتنا الكثير علما أن لدى من فضل الله تعالى
برناج يكبح جماحها ولكل لكل نقلة من صفحة إلى مشاركة
يلزم التحرك معه فالحل السريع هو المأمول من الفنيين في المنتدى
للخلاص من هذه الطامة التي قد يكون لها تبعاتها لا سمح الله
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[27 Aug 2009, 07:50 م]ـ
صدقت أخي
لازالت المشكلة موجودة والله المستعان
ـ[أبو إياد]ــــــــ[29 Aug 2009, 05:08 ص]ـ
أما من حل؟
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[29 Aug 2009, 07:43 م]ـ
الإخوة الأفاضل
نأمل تطبيق ما جاء في الرد العضو (مستضيف)
وهنا اقتباس من رده
1 - إغلاق المتصفح
2 - تفريغ ملفات الإنترنت المؤقتة
3 - حذف تتبع التصفح (الهيستوري)
4 - إعادة تشغيل المتصفح و الدخول إلى المنتدى
ونأمل من الجميع إبلاغنا بعد التطبيق سواءاً كان إيجاباً أم سلباً
8/ 9/1430هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو إياد]ــــــــ[30 Aug 2009, 04:08 ص]ـ
للأسف، قمت بهذه الخطوات (إغلاق المتصفح، وحذف ملفات إنترنت المؤقتة، وحذف ملفات تعريف الارتباط (ملفات الكوكيز)، ثم فتح المتصفح من جديد).
ولكن ما زال الحصان (الكاسبر) يصهل، وتحمر عيناه.
وللإفادة جرى التنبيه.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Aug 2009, 03:09 م]ـ
لا بأس أيها الزملاء.
سنقوم بتطوير الملتقى كاملاً من أجل تجاوز هذه المشكلة قريباً هذين اليومين بإذن الله، فاعذرونا جزيتم خيراً.
ـ[أبو إياد]ــــــــ[30 Aug 2009, 11:56 م]ـ
نسأل الله أن يجزل لكم المثوبة.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[01 Sep 2009, 09:33 م]ـ
أنا أستخدم الأفيرا (القاسي) و لا يظهر لي أية تحذيرات!!!!!!
ـ[أبو إياد]ــــــــ[05 Sep 2009, 05:09 ص]ـ
لم يعد يظهر لي التحذير، ولكن المشكلة الآن عادت إلى قوقل، فقد عاد إلى التحذير من هذا الموقع المبارك.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[09 Sep 2009, 09:12 ص]ـ
بارك الله فيكم، لا زالت المشكلة قائمة.
ـ[أم باسل]ــــــــ[18 Sep 2009, 10:47 ص]ـ
المشكلة ظاهرة لدي!
وتحذير قوقل مستمر ..
ـ[إبراهيم المصري]ــــــــ[07 Jan 2010, 10:30 ص]ـ
ما زال تحذير (قوقل) على أشده(/)
ارغب بمعرفة مسائل تأصيل اللباس
ـ[عقد اللؤلؤ]ــــــــ[29 Mar 2009, 09:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
طابت ايامك بالطاعة
اعضاء الملتقى ... الاساتذة الكرام وطلاب العلم ..
ارغب بمعرفة بعض المسائل التأصيلية للباس وكيف يمكن لي ان ابحث عنها في مواطنها ...
بارك الله فيكم
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[06 Apr 2009, 10:01 م]ـ
وفقك الله وبارك فيك، هناك كتاب مطبوع في مجلدين بعنوان (أحكام لباس الرجل) للغامدي، وكذلك يرجع لشروح كتب الأحكام ففي جلها كتاب يعنى بأحكام اللباس، وكذلك تراجع شروح الكتب الستة، والله أعلم.(/)
تلخيص الباب الرابع من كتاب فرق معاصرة المجلد 1 للعواجي
ـ[الدر المصون]ــــــــ[30 Mar 2009, 03:24 ص]ـ
تلخيص الباب الرابع من كتاب فرق معاصرة المجلد 1 للعواجي
سوف نتحدث في هذا الباب بإذن الله عن الشيعة والشيعة لغة: الأتباع والأنصار.
وفي الإصطلاح: اسم لكل من فضل عليا على الخلفاء الراشدين قبله رضي الله عنهم ورأى أهل البيت أحق بالخلافة وأن خلافة غيرهم باطلة وهو الراجح.
ولقد ظهرت حين أنشقت الخوارج وتحربوا في النهروان ثم ظهر في مقابلتهم أتباع وأنصار علي فبدأت فكرت التشيع شيئا فشيئا.
وللشيعة عدة أسماء وأشهرها:
1) الشيعة ,2) الرافظة ,3) الزيدية
وأنقسمت فرق الشيعة إلى فرق عديدة قاربت 70 فرقة منها:
1) السبئية 2) الكيسانية 3) الزيدية 4) الرافظة.
أما أسباب تفرق الشيعة:
_أختلافهم في نظرتهم إلى التشيع.
_أختلافهم في تعيين أئمتهم من ذرية علي.
_كون التشيع مدخلا لكل طامع في مأرب.
فرق الروافض:
1_ الشيعة الأثنا عشرية 2_ المحمدية.
وهناك إيضاحات لبعض آراء الأعتقادية للرافظة نذكر منها:
1_ قصر استحقاق الخلافة في آل البيت.
2_ دعواهم عصمة الإئمة والأوصياء.
3_ تدينهم بالتقية.
4_ دعواهم المهدية.
معنى التقية لغة: الحذر.
وفي الإصطلاح: أن يظهر الشخص خلاف مايبطن.
بيان منزلة التقية عند الشيعة نورد الأمثلةالتالية:
1) التقية اساس الدين.
2) أعتقدوا أن التقية عز الدين ونشره ذل له.
3) حرفوا معاني الآيات إلى مايوافق هواهم.
موقف الشيعة من القرآن الكريم:
لقد أعلنوا غلاة الشيعة أن في القرآن تحريفا ونقصا كثيرا ولم يكن هؤلاء من عامة الشيعة بل هم من علمائهم الكبار. ولقد أدعوا أن سورة من القرآن تسمى (سورة الولاية) قد أسقطت من المصحف العثماني.
موقفهم من الصحابة:
لقد هلكوا فيهم وكفروهم وحكموا بردة أخيارهم بل لعنوهم صباحا ومساءا بل جعلوه قربة لله وبلغ حقدهم أن كرهوا لفظة العشرة التي تذكرهم بالعشرين المبشرين بالجنة.
أما الشيعة في العصر الحاضر فلم يتغير موقفهم قيد أنملة ولا يختلفون عن شيعة المس في المراوغة والكيد وفي الأستهتار بدماء المسلمين وأعراضهم.
الحكم على الشيعة:
1) أن الشيعة ليسوا جميعا على مبدأ واحد في غير دعوى التشيع.
2) أن التثبت في تكفير المعين أمر لابد منه.
3) أتضح أن الشيعة عندهم مبادئ ثابته في كتبهم المعتمدة.
تلخيص:
أخوكم محمد الظفيري
كلية الشريعة(/)
هن جداتك - أنعم بهن -.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[31 Mar 2009, 09:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
لن ينسى التاريخ:
1 - أن أول من أسلم امرأة (خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها).
2 - وأن أول شهيد في الإسلام امرأة (سمية أم عمار رضي الله عنها).
3 - وأن أول من أنفق ماله لأجل الإسلام امرأة (خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها).
4 - وأن أحب الناس إلى الرسول صلى الله عليه وسلم امرأة وهي زوجه (عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها).
5 - وأن المصحف وضع أمانة عند امرأة وهي (أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها).
6 - وأن صحيح البخاري أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى وصل إلينا اليوم من رواية امرأة وهي (كريمة بنت أحمد بن أبي حاتم المروزية يرحمها الله تعالى).
...
ـ[الشريفة فاطمة]ــــــــ[01 Apr 2009, 03:31 ص]ـ
بوركت يام عبد الله
بارك الله فيك وجزاك عنا كل خير
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[01 Apr 2009, 06:57 ص]ـ
أنعم بهنّ وأكرم
وجزاك الله خيرا
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[01 Apr 2009, 07:46 ص]ـ
وبارك الله فيك أختي الفضلة الشريفة فاطمة وجزاك الله خيرا أخي الفاضل مروان الظفيري.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[11 Apr 2009, 12:33 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وأنعم بهن من نساء
ولو تكلمنا عن نساء مسلمات خدمن الدين ما وسعتنا هذه الصفحات
فالأم مدرسة اذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق
وكما قيل وراء كل رجل عظيم امرأة
وليخسأ من يحاول التقليل من مكانة المرأة في الإسلام
فإنا رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبحمد رسولا صلى الله عليه سلم
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[11 Apr 2009, 05:46 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وأنعم بهن من نساء
ولو تكلمنا عن نساء مسلمات خدمن الدين ما وسعتنا هذه الصفحات
فالأم مدرسة اذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق
وكما قيل وراء كل رجل عظيم امرأة
وليخسأ من يحاول التقليل من مكانة المرأة في الإسلام
فإنا رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبحمد رسولا صلى الله عليه سلم
وجزاك الله خيرا
أسعدني اهتمامكِ أختي الفاضلة واهتمام أختي الفاضلة فاطمة بالموضوع، لأهميته بالنسبة للمرأة، فلابد لها أن تنتبه وتقتدي بهن أنعم بهن ورضي الله عنهن.(/)
لماذا نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[31 Mar 2009, 10:29 ص]ـ
لماذا نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
محمد شعبان أبو قرن
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .. أما بعد:
محمد صلى الله عليه وسلم .. لولاه لهلكنا ومتنا على الكفر واستحققنا الخلود في النار .. به عرفنا طريق الله، وبه عرفنا مكائد الشيطان، شوقَنَا إلى الجنة، ما من طيب إلا وأرشدنا إليه، وما من خبيث إلا ونهانا عنه، ومن حقه علينا أن نحبه، لأنه:
يحشر المرء مع من أحب
جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: متى الساعة؟! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما أعددت لها؟ ". قال: إني أحب الله ورسوله. قال: " أنت مع من أحببت ".
بهذا الحب تلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحوض فتشرب الشربة المباركة الهنيئة التي لا ظمأ بعدها أبداً.
أبشر بها يا ثوبان
قال القرطبي: كان ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد الحب له قليل الصبر عنه، فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه ونحل جسمه، يعرف في وجهه الحزن، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " ما غير لونك؟! ". قال: يا رسول الله .. ما بي ضر ولا وجع غير أنى إذا لم أراك اشتقت إليك واستوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك، ثم ذكرت الآخرة وأخاف أن لا أراك هناك، لأني عرفت أنك ترفع مع النبيين، وأنى إن دخلت الجنة كنت في منزلة هي أدنى من منزلتك، وإن لم أدخل لا أراك أبداً، فأنزل الله عز وجل قوله: " ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ".
رحم الله ثوبان .. حاله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال الشاعر:
الحزن يحرقه والليل يقلقه= والصبر يسكته والحب ينطقه
ويستر الحال عمن ليس =يعذره وكيف يستره والدمع يسبقه
الرحمة المهداة
قال عز وجل: " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ".
لولاه لنزل العذاب بالأمة .. لولاه لاستحققنا الخلود في النار .. لولاه لضعنا.
قال ابن القيم في جلاء الأفهام:
" إن عموم العالمين حصل لهم النفع برسالته:
- أما أتباعه: فنالوا بها كرامة الدنيا والآخرة.
- وأما أعداؤه المحاربون له: فالذين عجل قتلهم وموتهم خير لهم من حياتهم، لأن حياتهم زيادة في تغليظ العذاب عليهم في الدار الآخرة، وهم قد كتب الله عليهم الشقاء فتعجيل موتهم خير لهم من طول أعمارهم.
- وأما المعاهدون له: فعاشوا فى الدنيا تحت ظله وعهده وذمته، وهم أقل شراً بذلك العهد من المحاربين له.
- وأما المنافقون فحصل لهم بإظهار الإيمان به حقن دمائهم وأموالهم وأهليهم واحترامها، وجريان أحكام المسلمين عليهم في التوراة وغيرها.
- وأما الأمم النائية عنه: فإن الله عز وجل رفع برسالته العذاب العام عن أهل الأرض فأصاب كل العاملين النفع برسالته ".
لطيفة
قال الحسن بن الفضل: لم يجمع الله لأحد من الأنبياء اسمين من أسمائه إلا للنبي صلى الله عليه وسلم، فإنه قال فيه: " بالمؤمنين رؤوف رحيم "، وقال في نفسه:
"إن الله بالناس لرؤوف رحيم ".
اصبر لكل مصيبة وتجلد= واعلم بأن المرء غير مخلد
واصبر كما صبر الكرام فإنها= نوب تنوب اليوم تكشف في غد
وإذا أتتك مصيبة تبلى بها= فاذكر مصابك بالنبي محمد
الجماد أحبه .. وأنت؟!
لما فقده الجذع الذي كان يخطب عليه قبل اتخاذ المنبر حن إليه وصاح كما يصيح الصبي، فنزل إليه فاعتنقه، فجعل يهذي كما يهذي الصبي الذي يسكن عند بكائه، فقال صلى الله عليه وسلم: " لو لم أعتنقه لحنّ إلى يوم القيامة ".
كان الحسن البصري إذا حدث بهذا الحديث بكى وقال: هذه خشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه.
ما أشد حبه لنا!!
تلا النبي صلى الله عليه وسلم قول الله عز وجل في إبراهيم عليه السلام: " رب إنهن أضللن كثيراً من الناس فمن تبعني فإنه منى ومن عصاني فإنك غفور رحيم".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقول عيسى عليه السلام: " إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم "، فرفع يديه وقال: " اللهم أمتي .. أمتي ". وبكى، فقال الله عز وجل: يا جبريل اذهب إلى محمد فسله: ما يبكيك؟ فأتاه جبريل عليه السلام فسأله، فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بما قال، فأخبر جبريل ربه وهو أعلم، فقال الله عز وجل: يا جبريل .. اذهب إلى محمد، فقل: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك.
حتى لا تكون فاسقاً
قال صلى الله عليه وسلم في سورة التوبة، _التي سميت بالفاضحة والمبعثرة لأنها فضحت المنافقين وبعثرت جمعهم _: " قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجاهد فى سبيله فتربصوا حتى يأتى الله بأمره والله لا يهدى القوم الفاسقين ".
قال القاضي عياض:
" فكفى بهذا حضاً وتنبيهاً ودلالة وحجة على إلزام محبته ووجوب فرضها وعظم خطرها واستحقاقه لها صلى الله عليه وسلم، إذ قرع الله من كان ماله وولده وأهله أحب إليه من الله ورسوله وأوعدهم بقوله: " فتربصوا حتى يأتي الله بأمره "، ثم فسقهم بتمام الآية، وأعلمهم أنهم ممن أضل ولم يهده الله.
كمال الإيمان في محبته
قال صلى الله عليه وسلم: " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ".
قد تمر علينا هذه الكلمات مروراً عابراً لكنها لم تكن كذلك مع رجل من أمثال عمر بن الخطاب رضى الله عنه الذي قال: يا رسول الله لأنت أحب إلى من كل شئ إلا من نفسي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا، والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك "، فقال عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلى من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " الآن يا عمر ".
قال الخطابي: " فمعناه أن تصدق في حبي حتى تفنى نفسك في طاعتي، وتؤثر رضاي على هواك، وإن كان فيه هلاكك ".
آخذ بحجزنا عن النار
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثلى كمثل رجل استوقد ناراً، فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي يقعن فيها، وجعل يحجزهن ويغلبنه فيقتحمن فيها ".
ما أشد حب رسولنا لنا، ولأنه يحبنا خاف علينا من كل ما يؤذينا، وهل أذى مثل النار؟! ولما كان الله عز وجل قد أراه النار حقيقة كانت موعظته أبلغ وخوفه علينا أشد، ففي الحديث: " وعرضت على النار فجعلت أتأخر رهبة أن تغشاني ".
وفى رواية أحمد: " إن النار أدنيت منى حتى نفخت حرها عن وجهي ".
ولذلك كان من الطبيعي أنه كان صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه كأنه منذر جيش يقول: " صبحكم ومساكم ".
ولأنه لم يرنا مع شدة حبه لنا وخوفه علينا كان يود أن يرانا فيحذرنا بنفسه، لتكون العظة أبلغ وأنجح، قال صلى الله عليه وسلم: " وددت أنى لقيت إخواني الذين آمنوا ولم يروني ".
ولم يكتف بذلك بل لشدة حبه لنا اشتد إلحاحه لنا في أن نأخذ وقايتنا وجنتنا من النار.
حجاب .. واثنان .. وثلاثة
1. حجاب الصدقة: لقوله صلى الله عليه وسلم: " اجعلوا بينكم وبين النار حجاباً ولو بشق تمرة ".
2. حجاب الذكر: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: " خذوا جنتكم من النار .. قولوا: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، فإنهن يأتين يوم القيامة مقدمات ومعقبات ومجنبات، وهن الباقيات الصالحات ".صحيح الجامع, وحسنه ابن حجر في الفتح.
3. حجاب تربية البنات: لقوله صلى الله عليه وسلم: " ليس أحد من أمتي يعول ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فيحسن إليهن إلا كن له ستراً من النار ".
ولى كل مؤمن
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، من توفى من المؤمنين فترك ديناً فعلى قضاؤه ".
أعميت عيني عن الدنيا وزينتها= فأنت والروح شئ غير مفترق
إذا ذكرتك وافى مقلتي أرق=من أول الليل حتى مطلع الفلق
وما تطابقت الأجفان عن سنة= إلا وإنك بين الجفن والحدق
ما أشرف مقامه!!
ولو وزنت به عرب وعجم=جعلت فداه ما بلغوه وزناً
إذا ذكر الخليل فذا حبيب =عليه الله في القرآن أثنى
وإن ذكروا نجى الطور فاذكر=نجى العرش مفتقراً لتغنى
وإن الله كلم ذاك وحياً = وكلم ذا مخاطبة وأثنى
ولو قابلت لفظة لن تراني = لـ"ما كذب الفؤاد" فهمت معنى
(يُتْبَعُ)
(/)
فموسى خر مغشياً عليه = وأحمد لم يكن ليزيغ ذهناً
وإن ذكروا سليمانًا بملك = فحاز به الكنوز وقد عرضنا
فبطحا مكة ذهباً أباها = يبيد الملك واللذات تفنى
وإن يك درع داود لبوساً =يقيه من اتّقاء البأس حصنا
فدرع محمد القرآن لما = تلا: "والله يعصمك" اطمأنا
وأغرق قومه في الأرض نوح = بدعوةِ: لا تذر أحداً فأفنى
ودعوة أحمد: رب اهد قومي = فهم لا يعلمون كما علمنا
وكل المرسلين يقول: نفسي = وأحمد: أمتي إنساً وجنا
وكل الأنبياء بدور هدي = وأنت الشمس أكملهم وأهدى
لكي تذوق حلاوة الإيمان
لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " ثلاث من كن فيه ذاق حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ... ".
وهذه مكافأة يمنحها الله عز وجل لكل من آثر الله ورسوله على هواه .. فيحس أن للإيمان حلاوة تتضاءل معه كل اللذات الأرضية، ولأن من أحب شيئاً أكثر من ذكره، فكلما ازداد العبد لرسول الله صلى الله عليه وسلم حباً كلما ازداد له ذكراً، ولأحاديثه ترديداً، ولسنته اتباعاً، ومع هذا كل تزداد حلاوة الإيمان.
وثيقة حبه .. وقعها بالدم
- ففي الطائف وقف المشركون له صفين على طريقه، فلما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الصفين جعل لا يرفع رجليه ولا يضعهما إلا رضخوهما بالحجارة حتى أدموا رجليه.
- ومع بنى عامر بن صعصعة: يعرض النبي صلى الله عليه وسلم عليهم الإسلام ويطلب النصرة، فيجيبونه إلى طلبه، وبينما هو معهم إذ أتاهم بيحرة بن فراس القشيري، فأثناهم عن إجابتهم له ثم أقبل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: قم فالحق بقومك، فو الله لولا أنك عند قومي لضربت عنقك، فقام النبي صلى الله عليه وسلم إلى ناقة فركبها، فغمزها بيحرة فألقت النبي صلى الله عليه وسلم من على ظهرها.
تصور حالته صلى الله عليه وسلم وقد قرب على الخمسين من عمره، ويسقط من ظهر الناقة ويتلوى من شدة الألم على الأرض، والارتفاع ليس بسيطاً، إنه يسقط على بطنه من ارتفاع مترين ونصف.
- بينما النبي صلى الله عليه وسلم في حجر الكعبة إذ أقبل عليه عقبة بن أبى معيط فوضع ثوبه على عنقه، فخنقه خنقاً شديداً فأقبل أبو بكر رضى الله عنه حتى أخذ بمنكبه ودفعه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: " أتقتلون رجلاً أن يقول ربى الله ".
- وغير ذلك: يوضع سلا جزور على كتفيه صلى الله عليه وسلم وهو ساجد، وينثر سفيه سفهاء قريش على رأسه التراب، ويتفل شقي من الأشقياء في وجهه صلى الله عليه وسلم ..
صبر صلى الله عليه وسلم على ذلك كله لأنه يحبنا .. أوذي وضرب وعذب .. اتهم بالسحر والكهانة والجنون .. قتلوا أصحابه .. بل وحاولوا قتله .. وصبر على كل ذلك كي يستنقذنا من العذاب ويهدينا من الضلال ويعتق رقابنا من النار ..
وبعد كل هذا البذل والتعب؟! نهجر سنته، ونقتدي بغيره، ونستبدل هدى غيره بهديه!!.
يا ويحنا .. وقد أحبنا وضحى من أجلنا لينقذنا، ودعانا إلى حبه، لا لننفعه في شئ بل لننفع أنفسنا فأين حياؤنا منه؟! وحبنا له؟! بأي وجه سنلقاه على الحوض؟! بأي عمل نرتجي شفاعته صلى الله عليه وسلم؟! -بأبي هو وأمي- بأي طاعة نأمل مقابلته في الفردوس؟!.
منقول
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[31 Mar 2009, 05:18 م]ـ
لماذا نحبه صلى الله عليه وسلم؟
لأننا إذا أحببناه اتبعناه، وإذا اتبعناه أحبنا الله، وإذا أحبنا الله فلا تسأل بعد ذلك عن شيء.
شكرا لصاحب المشاركة ولكاتبها وجمعنا على حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.(/)
فرصة دعوية كبرى في أم القرى
ـ[مندوبية العزيزية والعوالي بمكة]ــــــــ[01 Apr 2009, 12:47 م]ـ
يسر مجمع إمام الدعوة العلمي الدعوي الاجتماعي
بالتعاون مع المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بمكة - فرع الرصيفة –
أن يدعو الإخوة الناطقين باللغة الإندنوسية لحضور الدورة العلمية الأولى للجاليات باللغة الإندنوسية وذلك في
شرح أحاديث الأربعين النووية
للأخ الداعية/أبو الحارث ألفونسو الداعية بالمكتب التعاوني
يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع في شهر ربيع الثاني ابتداءاً من 6/ 4/1430هـ
بعد صلاة الفجر في الساعة السادسة والنصف صباحاً بجامع إمام الدعوة بالعوالي.
* سيكون هناك وجبات إفطار لطلاب الدورة.
* ستوزع المتون على الطلاب.
* للاستفسار/0553131107
* يوجد مكان للنساء
الرجاء من الأخوة نشرها في المنتديات وعبر رسائل الجوال حتى تعم الفائدة(/)
لا يفوتك هذه المرة ...
ـ[زاد الإعلامي]ــــــــ[02 Apr 2009, 11:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يسرني دعوتك لمشاهدة برنامج الراصد بقناة المجد الفضائية العامة
يوم السبت القادم 8/ 4/1430هـ
والتي هي بعنوان (منظار التوحيد) الجزء الثاني.
لفضيلة الشيخ / محمد صالح المنجد، حفظه الله
وقد تم في هذه الحلقة مشاركة للدكتور / زين حسن يماني، وفقه الله
مدير مركز التميز البحثي في تقنية النانو – جامعة الملك فهد للبترول والمعادن.
* موعد الحلقة:
بعد صلاة المغرب بتوقيت مكة المكرمة.(/)
النصيحة الذهبية للأشاعرة المعاصرين
ـ[ابن جرير العربي]ــــــــ[04 Apr 2009, 09:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا موضوع اطلعت عليه في موقع صيد الفوائد فأحببت نشره في هذا الموقع العلمي الذي يشارك فيه كثير من الباحثين وأهل العلم، وقد يكون منهم من ينتسب إلى المدرسة الأشعرية، وقد يجدون في هذا الموضوع ما يدعوهم للنظر والتأمل في بعض ما يعتقدونه من أصول الأشاعرة التي تخالف منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومن كان على منهجهم من أهل السنة والجماعة.
والغرض منه النصح والتواصي بالحق ...
نسأل الله للجميع الهداية والسداد
وهذا رابط الموضوع:
(النصيحة الذهبية للأشاعرة المعاصرين) .. للشيخ عبدالرحمن الوكيل - رحمه الله - ( http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/mm/52.htm)(/)
دورات مركز الصديق لتحفيظ القرآن بدبي
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[04 Apr 2009, 11:42 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=65996&stc=1&thumb=1&d=1238831657
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=65997&stc=1&thumb=1&d=1238832656
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=65998&stc=1&thumb=1&d=1238832894
والله الموفق(/)
خطبة الجمعة (الحل عند ثوران الشهوة) – المنجد.
ـ[زاد الإعلامي]ــــــــ[06 Apr 2009, 02:00 م]ـ
هذا هو عنوان خطبة الجمعة 7 ربيع الثاني 1430هـ لفضيلة الشيخ / محمد صالح المنجد
حفظه الله، بجامع عمر بن عبد العزيز بالخبر. وقد تطرق فضيلته لعدة أمور، منها:
- الحكم والفوائد من وجود غريزة الشهوة في الإنسان.
- ما هو العنت؟.
- وسائل ساعدت على نشر المنكر وتأجيج الشهوات في قلوب الشباب.
- إجراءات الشريعة في مواجهة ومقاومة العنت.
- سفه استدلال بعض دعاة الاختلاط بين الرجال والنساء لوجوده في الحرم المكي!.
ولسماع الخطبة كاملة قم بالضغط على هذا الرابط:
http://www.islammedia.ws/ref/1789(/)
خبر: سجان أمريكي يعتنق الإسلام بمعتقل جوانتانامو على أيدي أحد المعتقلين
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[07 Apr 2009, 12:07 ص]ـ
المصدر بالإنجليزية: مجلة النيوزويك (مع صورة للسجان):
http://www.newsweek.com/id/190357
وترجمة ضافية للخبر بالعربية نشرتها صحيفة دنيا الوطن الفلسطينية:
http://www.alwatanvoice.com/arabic/content-136646.html(/)
محاضرة جديدة لفضيلة الشيخ د. عبد الكريم الخضير
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[07 Apr 2009, 07:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد
: " **في الحديث: وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده} ".
دعوه عامة في بيت من بيوت الله
تقام بمشئة الله مغرب يوم الأربعاء 12 - 4 - 1430
(تفسير أخر سورة ق)
درس لفضيلة الشيخ د/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله
عضو هيئة كبار العلماء
في جامع خادم الحرمين الشريفين بحائل.
كما نلفت انتباهكم إلى أن الشيخ حفظه الله تعالى سيلقي محاضرة أخرى
في جامع الراجحي ببريدة يوم الجمعة 14/ 4/1430هـ بعد صلاة المغرب.
بعنوان (معالم منهجية في طلب العلم)
إن شاء الله تعالى
البث المباشر:
- قسم البث في موقع الشيخ حفظه الله http://www.khudheir.com/live
- موقع البث المباشر http://www.liveislam.net/
- غرفة رياض المسك الرئيسية في البالتوك
(0 o0 Riyadh ALmisk ChanneL 0o0 )
والله ولي الهداية والتوفيق
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[10 Apr 2009, 09:01 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء وبارك الله في علمائنا ونفعنا بعلمهم
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[10 Apr 2009, 10:56 م]ـ
لقد عرفتُ الشيخ عبد الكريم الخضير - حفظه الله - شيخاً عالماً منصفاً متواضعاً، وحضرتُ له بعض دروسه بالرياض وبالمدينة، وكانت لي معه بعض اللقاءات القصيرة.
أسأل الله تعالى أن ينفع به، وأن يبارك فيه.
فقد كان شعاره دائماً: العلم العلم، والمنهجية في طلبه.
من جلس إليه أحبه، دقيق في كلامه.
أسأل الله أن يكتب لنا وله حسنى الختام.
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[15 Apr 2009, 03:02 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء وبارك الله في علمائنا ونفعنا بعلمهم
واياك،،
بارك الله فيك.
ـ[فرقان2]ــــــــ[16 Apr 2009, 12:55 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء(/)
عاجل وضروري: بخصوص خط المصحف الأميري
ـ[المرابط العزاوي]ــــــــ[07 Apr 2009, 08:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أشكركم جزيلا على الجهود المبذولة في هذا المنتدى
عندي ملاحظة في موضوع "حصريا لأعضاء المنتدى فقط: خط المصحف الأميري لكتابة الأبحاث"
في الرابط: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=12526
يفترض أن يوجد في ذلك الموضوع برنامج خط المصحف الأميري الإصدار الأول وكذلك الإصدار الثاني من نفس البرنامج.
ولكن الرابطين كلاهما لا يعملان
فأرجوا من الإدارة الكريمة إصلاح الرابطين , وكذلك أرجوا أن ترسلوا لي وفي أقرب وقت ممكن الإصدار الثاني من برنامج الخط الأميري على الإيميل el.merabet@hotmail.com
وإذا كان بإمكانكم ارسال خط المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) فأرجوا أن ترسلوه لي كذلك
ولكم جزيل الشكر سلفاً(/)
يا .... يا .... يا أيها المعلم عذراً
ـ[ضياء الرحمن بن صغير أحمد]ــــــــ[07 Apr 2009, 11:34 م]ـ
الحمد لله رب العالمين؛ الرحمن الرحيم ‘مالك يوم الدين
من أين أبدأ والمحامد كلها. . . لك يا مهيمن يا مصور يا صمد
احترت في أبهى المعاني أن تفي .... بجلال قدرك فاعتذرت ولم أزد
اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى اله وصحبه الكرام
وسلم تسليما
عذرا يا معلمي
شمسٌ تشرق .... قمرٌ يضيء .... سماء نقية
هكذا علمتني أيها المعلم.
أن اكون واضحاً في حياتي سريرتي كعلانيتي؛
علمتني منذ صغري أن أترفع عن الدنايا أن أصون قلبي من الذنوب أن أكون أمينا أن أتحل هم ديني وأن أذب عنه وأرد كيد الكائدين .... علمتني الشجاعة ولا أخشى إلا الله وحده
ربيتني على الفضائل وأحسن الأخلاق ....
بينت لي من عدوي من صديقي
حذرتني من عدوي الأكبر الذي أخرج أبواي من الجنة وأعلن عدائه لهما ولذريتهما وتحدى رب العالمين
وجحد واستكبر وقا (فبعزتك لأغوينهم أجمعين) و ....
وتلوت علينا كتاب ربنا وكنت لنا ناصحا أمينا بل خير الناصحين
رسمت لي طريق الخير وطرق الشر وأمرتني أن لا أحيد عن طريقك حتى لا يأسرني أعدائي
وعلمتني ........ وربيتني, .... وقلت لي تمسكوا حتى تلاقوني على الحوض وتركت لي وصيتك وأمرتني بالتزامها وأن أعض عليها بالنواجذ (كتاب الله وسنتك) ولا ألتفت إلى الوراء
آه .. ثم آه أيها المعلم .......
ثم ذهبت إلى ربك فهنيئا لك.
ونشهد أنك قد بلغت ما أمرك الله به
شمس تغرب ..... ليل مظلم ...... سماء تمطر غضبا
وفجأة قد عادت النيا إلى حقيقتها وحشيتها و ....
وقفت وحدي في وسط الطريق! أنادي
أيها المعلم يا معلمي يا حبيبي ...
عزيت نفسي قائلا:إن كان المعلم قد مات فلابد أن ألقى أحدا من أحفاده تلامذته و أحبابه أجد عندهم السلوى ليسكن إليهم الفؤاد لنتذكر وصية الحبيب و نسير على دربه نجمع أثاره وهديه وقلت إن تلاميذ المعلم لهم سمت كسمته هدي كهديه أخلاق زرعها فيهم لن يقلعوعها لن يسيطر عليهم الشيطان لن يتمكن منهم الطغيان إنهم شباب الإسلام
حماة الدين سأقابل الرجال حقا أحفاد الصديق والفاروق
فخرجت لأفعل وسرت في أول الطريق فكأن السماء قد أظلمت في منتصف النهار فلا أرى شيئا مختلفا كلهم يشبه الأخر النساء كالرجال الأبيض كالأسود كل شيئ مباح.
ورأيت كأن الشيطان يمسك بيده راية سوداء وينادي يا أيها الناس هلموا إلينا كل شيئ عندنا مباح حتى الطغيان.
فقلت لنفسي أضغاث أوهام فشمرت ساعدي وقلت أعلنها صراحة أنا عدو الشيطان سأتحدى وأناضل من أجل أمة الإسلام ولن أستسلم للهوى وللشيطان
سأدافع عن ديني وإن زللت مرة سأعود إلى وصية حبيبي
الأن سأقولها صراحة لن أعود إلى العصيان لن يركع قلبي
إلا للرحمن
لكن أين شباب الإسلام أونتركهم أسرى للشيطان؟
أيها الشباب المسلم فلنتعاهد أن نخدم دين الرحمن أن لا يرى معلمنا منا الخذلان أن لا نركع إلا للرحمن.
(أرجو المعذرة ممن يقرأ هذا الكلام إن مل من سؤ التعبير
لأنني لا أحسن أعبر فقط أردت أن أقول لمعلمي)
عذرا أيها المعلم
ـ[ضياء الرحمن بن صغير أحمد]ــــــــ[20 Apr 2009, 12:20 م]ـ
المقال منقول من أحد المواقع العلمية.(/)
اللقاء الشهري للشيخ عبدالمحسن الأحمد
ـ[مندوبية العزيزية والعوالي بمكة]ــــــــ[08 Apr 2009, 01:30 م]ـ
يسر مجمع إمام الدعوة العلمي الدعوي الاجتماعي
أن يدعوكم لحضور اللقاء الشهري لفضيلة الشيخ
عبدالمحسن الأحمد
بعنوان
(وذاق حلاوة الإيمان)
يوم الخميس 13/ 4/1430هـ بقاعة إمام الدعوة بالعوالي بعد صلاة المغرب
علماً أن اللقاء يقام ثاني خميس من كل شهر
**يوجد مكان للنساء
*للاستفسار/ 0553131107
أرجو من الأخوة نشرها عبر المنتديات ورسائل الجوال والبريد الالكتروني حتى تعم الفائدة بإذن الله تعالى
ـ[أم ديالى]ــــــــ[11 Apr 2009, 02:31 ص]ـ
اتمنى اخبارنا بوقت نزول المحاضرة على الشبكة العنكبوتية
وجزاكم الله خيرا(/)
الإنتباه لشىء مهم
ـ[عبد اللطيف نصر]ــــــــ[09 Apr 2009, 10:02 ص]ـ
لقد إنتبهت لشىء غريب هو أن بعض الأعضاء إختفوا من على الساحة ومن أشهرهم د. خضرأستاذى الفاضل فأين أنت أستاذىوأرجوك رد على حين العودة لتنوير الملتقى وطالب علم أخر لا أتذكره وولد الدكتورعبد الفتاح الذى أتحفنا بمواضيع ذات رونق عالى جدا (وهذا الشبل من ذاك الأسد) وهناك أساتذة أيضا فى المقدمة على الطلاب الذين ذكرتهم لنسيان أسمائهم إختفوا من على الساحة فمن لاحظ هذا الموضوع فليرد عليه وأناشدهم فى دعواى للعودة إلى الملتقى وشكرا والسلام عليكم ورحمة الله وبر كاته(/)
أعمال يغفل عن احتساب أجرها
ـ[محمد بن إبراهيم الحمد]ــــــــ[09 Apr 2009, 01:59 م]ـ
أعمال يغفل عن احتساب أجرها
كثير من الناس لا يرى من الأعمال الصالحة التي يحتسب أجرها إلا ما كان قربة محضة كالصلاة والزكاة والصيام والحج، ونحو ذلك.
بل إن منهم من لا يخطر بباله احتساب بعض الأعمال الصالحة التي يفعلها على سبيل العادة دون مشقة أو عناء.
كما أن منهم من لا يحتسب الوسائل الموصلة إلى القربات؛ لظنه _كما مر_ أن الأجر لا يكون إلا على فعل القربة المحضة دون نظر إلى أن الوسائل لها أحكام المقاصد.
وهذا مما يفوت أجوراً كثيرة لو احتسبها الإنسان لكانت سبباً لمضاعفة ثوابه، ورفعة درجاته.
وفيما يلي تذكير ببعض الأمثلة على ما مضى، دون ترتيب أو ربط لها بنظائرها، مما يقع فيه الخلل.
فمن ذلك بر الوالدين، وإكرام الجار، والقيام على العيال، وصلة الأرحام.
ومن ذلك _أيضاً_ ما يلقاه الإنسان من نصب ومشقة وهو في طريق الحج أو العمرة، أو من جَرَّاء تنقله بين المشاعر، فربما ضاق صدره، وغاب عنه أن ذلك من جملة العمل الصالح.
ومن ذلك: المروءاتُ من نحو الوفاء، وإغاثة الملهوف، وتنفيس الكرب، وإكرام الضيف؛ فقد لا تخطر تلك الأعمال ببال من يقوم بها، وقد يغفل عن احتساب أجرها؛ مع أنها من أعظم أسباب اكتساب الثواب، ومضاعفة الأجورِ، واستشعار فضل العمل.
ومن ذلك كثير من أعمال الدعوة، ونشر العلم، ونحوها من الأعمال المتعدية؛ فمن الناس من يظن أن الأجر إنما هو لمن يقوم بتلك الأعمال مباشرة كالعالم، أو الداعية، أو المحسن المنفق دون غيرهم.
والحقيقة أن الأجر يعم أولئك وغيرهم ممن يحتسبون الأجر، كمن لهم يدٌ في نشر العلم، والخير، وتنفيس الكربات، وإعفاف الفقراء، فيشمل من يعد للدروس العلمية، ويضع لها الإعلانات، والدعايات، ويشمل من يسجل الدروس، ويقوم بتصنيفها، وإعدادها للنشر أو السماع، ويشمل من يقوم بدراسة أوضاع الفقراء، ومن يقوم بتوزيع الصدقات إلى غير ذلك مما هو داخل في هذا القبيل.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[09 Apr 2009, 02:51 م]ـ
بارك الله فيك دكتور محمد على هذا التذكير اللطيف , وقد نقل عن بعض السلف قوله: إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي.
أسأل الله التوفيق للعمل الصالح.
ـ[هبة المنان]ــــــــ[10 Apr 2009, 02:30 م]ـ
أحسن الله إليكم شيخنا ونفعنا بعلمكم
ـ[محمد مشعل]ــــــــ[11 Apr 2009, 03:22 ص]ـ
جزاك الله خير شيخ محمد.
وتحضرني مقولة لأحد الدعاة -نسيت اسمه-يقول فيها:
(للإحتساب لذة لاينالها إلا أهله ولو قلت أعمالهم).
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[11 Apr 2009, 05:22 ص]ـ
جزاك الله خيرا استاذنا الفاضل
وحقا لا يعلم الانسان ما هو العمل الذي سيدخله الجنة
رب أذى أزلته من الطريق أدخلك الجنة برحمة الله
وقد سئل أحد المحدثين إلى متى وأنت تكتب الحديث؟
فقال: لعل الحديث الذي يدخلني الجنة لم أكتبه بعد
فلو كان هذا هاجسنا دائما في كل عمل ما أحتقرنا أي طاعة
وكذلك أحب أن أذكر في هذا المقام باحتساب النية والعزيمة الصادقة لا العمل فقط
كما في الحديث (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
مثل هذه الأمة كمثل أربعة نفر رجل آتاه الله مالا وعلما فهو يعمل بعلمه في ماله ينفقه في حقه ورجل آتاه الله علما ولم يؤته مالا فهو يقول لو كان لي مثل هذا عملت فيه مثل الذي يعمل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهما في الأجر سواء ورجل آتاه الله مالا ولم يؤته علما فهو يخبط في ماله ينفقه في غير حقه ورجل لم يؤته الله علما ولا مالا فهو يقول لو كان لي مثل هذا عملت فيه مثل الذي يعمل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهما في الوزر سواء)(/)
رأي الأستاذ محمود شاكر في الأفغاني ومحمد عبده وأحمد أمين ..
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[09 Apr 2009, 04:59 م]ـ
أصدر حسين ابن الأديب أحمد أمين كتابًا قبل سنتين، بعنوان " شخصيات عرفتها "، تحدث فيه عن الشخصيات التي كانت تتردد على والده، أو الشخصيات التي زارها " حسين "، ومن أبرز هذه الشخصيات:
سيد قطب - حسن البنا - زكي نجيب محمود - توفيق عبدالحكيم - العقاد - السادات - طه حسين - النقاش - فرج فوده ..
ومن أهم ما احتواه الكتاب - في نظري -: لقاؤه بالأستاذ محمود شاكر - رحمه الله -، الذي جهر بآرائه دون مجاملة لحسين، ومن ذلك: رأيه في والد حسين " أحمد أمين "، ورأيه في العقاد، وقبلها: رأيه المهم في " الأفغاني " و " محمد عبده "، وأظنه سيفاجئ فئة لا زالت مغترة بالهالة التي صنعها الإعلام - عن عمد كما أشار الأستاذ محمد محمد حسين رحمه الله - لهؤلاء.
* * * * * * * *
1 - قال حسين في ترجمته للعقاد (ص 85): " ما يحيرني منه هو موقفه من الإسلام، فهو في مجالسه الخاصة وندواته الأسبوعية التي حرصتُ على حضور بعضها، كان يبدو صريح الإلحاد، صريح الاستخفاف بالعقائد، وقد تبدر منه فيها من التعابير ما يصدم مشاعر بعض جُلاّسه ... ومع ذلك فما أكثر ما كتبه من كتب ومقالات في نصرة الإسلام والطعن على المستشرقين الطاعنين فيه، بل والتهجم على أقباط مصر، كما في المقالات التي كتبها لصحيفة "الدستور" عامي 1908 و1909م، وهو لا يزال دون العشرين .. ثم "العبقريات" المشهورة التي بدأت بعبقرية محمد عام 1942 – أثر العرب في الحضارة الأوربية – الفلسفة القرآنية – الديمقراطية في الإسلام – فاطمة الزهراء – بلال – أبو الأنبياء الخليل إبراهيم – الإسلام في القرن العشرين: حاضره ومستقبله – مطلع النور وطوالع البعثة المحمدية – حقائق الإسلام وأباطيل خصومه- التفكير فريضة إسلامية – المرأة في القرآن الكريم – الثقافة العربية أسبق من ثقافة اليونان والعبريين – الإنسان في القرآن الكريم – ما يقال عن الإسلام – الإسلام دعوة عالمية ... مثل هذا الكم الضخم دليل على عمق انشغال فكر الرجل بالإسلام، وربما على إخلاصه في الإيمان به، وامتعاضه من أي مساس به يأتي من قبل الغرب ومستشرقيه. وهو كمٌ لا يمكن الاقتصار في تفسيره على القول بأن الثلاثينيات – عقب الأزمة الاقتصادية العالمية التي مسّت آثارها مصر، وعقب اشتداد ساعد جماعة الإخوان المسلمين وانتشار تأثيرها – شهدت تحولاً ملحوظاً من جانب عدد كبير من الكتاب في مصر إلى الكتابة عن الإسلام تطلّعاً إلى مزيد من الشعبية والرواج لكتبهم، ومزيد من العائد المادي ".
2 - وقال في (ص 158 – 159): " قلت في دهشة: قرأتَ سيادتك " دليل المسلم الحزين " - كتاب لحسين -؟
ـ أيوه يا سيدي!
ـ وما رأيك فيه؟
ـ فَوّت (أي لا داعي للحديث عنه).
ـ اسمح لي بأن أصر على سماع رأيك مهما كان.
اعتدل في مجلسه ليواجهني، ثم قال:
ـ أتحسبني غافلاً يا سيد حسين عما تفعله؟ أتحسبني غافلاً عن نواياك وخططك من وراء مقالاتك في "المصور" أو كتابك هذا؟ لا يا سيد حسين! لا أنا بالغافل ولا أنا بالأبله حتى أسميك كما أسماك عبدالعظيم أنيس منذ أسبوع في "الأهالي" بالكاتب الإسلامي المستنير .. ! ما معنى "الإسلام المستنير" بالله عليك؟ أهناك إسلام مستنير وإسلام غير مستنير؟ أم أن الإسلام كله نور، ومن لم يستنر به لا يجوز وصفه بأنه مسلم؟ .. الكاتب الإسلامي المستنير حسين أمين! محمد عمارة! فهمي هويدي! حسن حنفي!! دعني أقول لك إن كل ما تكتبونه هو عبث أطفال. نعم، مجرد لعب عيال! كلكم أطفال .. يقرأ أحدكم كتابين أو ثلاثة فيحسب نفسه مجتهداً ومؤهلاً للكتابة عن الإسلام والإصلاح والاستنارة! .. محمد عمارة هذا تبلغ به الصفاقة والادعاء والجهل مبلغاً يجعله يصف كتاب محمد عبده "رسالة التوحيد" بأنه من أهم ما كُتب في التراث الإسلامي في علم الكلام! لا يا شيخ؟!! هل قرأت يا سيد عمارة كل ما كتب في التراث الإسلامي في علم الكلام ثم وصلت إلى اقتناع بأن هذا الكتاب الهزيل الحقير الغث لمؤلفه ضحل الثقافة، من أهم الكتب في الموضوع؟! ما هذا العبث وهذا الاستغلال لجهل الناس؟! لا .. الأمر أخطر من ذلك إنها مؤامرة!.
ـ مؤامرة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ مؤامرة تستهدف تمجيد رجلين من أخطر عملاء الاستعمار في تاريخ أمة الإسلام: جمال الدين الأفغاني الماسوني، ومحمد عبده الصديق الصدوق للورد كرومر.
إن المسؤولية عن معظم ما يعاني منه الإسلام اليوم تقع على عاتق هذين الخبيثين، خاصة الأفغاني الذي هو أس الفساد كله .. وقد تعجبان إن قلت لكم إنني متفق مع لويس عوض في الرأي بأن الأفغاني كان مجرد متآمر وأنه لم يكن صحيح الإسلام. وعلى أي حال فإن رأي لويس ليس جديد، وكل هذه الأمور كانت معروفة عن الأفغاني حتى أثناء حياته.
ألف حسرة على العالم الإسلامي وأمة الإسلام! .. جهل مطبق بالفكر الإسلامي وبالتاريخ الإسلامي .. تدهور رهيب في اللغة العربية .. نظم التعليم في مدارسنا غريبة محضة .. حتى الجماعات المسماة بالإسلامية ألقت بتراث أربعة عشر قرناً في صندوق القمامة .. نعم. ولكنهم ينبرون للتهليل لإسلام جاروي وكأنه حدث هام في تاريخ الإسلام، وذلك لمجرد أن هذا الأفَّاق الانتهازي نطق أمامهم بالشهادتين، وأثنى على الإسلام في كتب له كلها أخطاء وكفر ومغالطات .. وبعضهم يهلل للخميني والثورة الإيرانية والاثنا عشرية، وما منهم من يدري أن الاثنا عشرية هم غلاة الشيعة لا معتدلوها كما يزعمون، وأن الخميني كافر زنديق.
ـ كافر زنديق؟
ـ بالتأكيد .. ألم يقل بتحريف القرآن وتزنية عائشة؟ ".
3 - وقال (ص 161 – 163): " عبدالوهاب عزام، على عيوبه، كان رجلاً طيباً بسيطاً، أما أحمد أمين فلا. ولكنه على أي الأحوال لم يكن في خبث طه حسين ودهائه ومكره .. غير أن ما أعيبه حقيقة على أحمد أمين هو أنه، وهو الرجل العالم المثقف الذي كان بوسعه أن يقدم فكراً جديداً مبتكراً في ميدان الدراسات الإسلامية، والذي يُجبُّ علمُه علم كافة المستشرقين، استسلم وأذعن لتأثير طه حسين وآرائه، ووقف موقفاً ذليلاً من أحكام المستشرقين الخبثاء الحاقدين على الإسلام، وتبنَّى في كتبه "فجر الإسلام وضحاه وظهره" هذه الأحكام، دون أن يجرؤ على تفنيدها والتصدي لها .. ما هذا الذّل؟ ما هذه الاستكانة وهذا الضعف، سواء منك أو من أبيك، تجاه المستشرقين الغربيين؟ أهم أدرى بتراثنا وأقدر على إصدار الأحكام بصدده من علمائنا نحن الذين نهلوا من هذا التراث مع لبن أمهاتهم، ونشأوا عليه منذ نعومة أظفارهم؟ كيف يكون من حق "خواجة" بدأ في تعلم العربية في سن العشرين أو الثلاثين، ويظل "يتهته" بها إلى أن يموت، أن يدلي برأي في المعلقات السبع، وأن يصدر حكماً على المتنبي أو أبي العلاء؟ كيف تُسوّغ لمسيحي صليبي نفسُه أن يتحدث عن الأشاعرة أو المعتزلة حديث الواثق المطمئن لمجرد أنه قرأ كتابين أو ثلاثة في الموضوع؟ أيجوز لي، وأنا العربي، مهما بلغ إتقاني للغة الإنجليزية والأدب الإنجليزي، أن أؤلف كتاباً عن تشوسر شبيهاً بذلك الذي كتبه بلاشير الفرنسي عن المتنبي؟ هل أسمح لنفسي، وأنا المسلم، أن تبلغ بها الصفاقة والغرور حد الكتابة عن دقائق الاختلاف بين المذاهب المسيحية؟ كيف لعالم إسلامي فذ كأحمد أمين أن يقع في فخ هؤلاء الصليبيين؟ الأمر في حالة طه حسين أيسر فهماً؛ فهو لم يقع في الفخ، وإنما قرر باختياره الحر أن يشارك الصليبيين في نصب الأفخاخ لبني قومه ودينه، أما أحمد أمين، بالرغم من ذكائه وعلمه وصدق إسلامه، فقد وقع "زي الشاطر" في حبائل الشيطان.
واستطرد يقول:
ـ كلمني هذا الصباح المدعو مارسدن جونز الأستاذ بالجامعة الأمريكية في القاهرة، يريد أن يجتمع بي .. رفضت، وقلت له: إنني لا أريد أن أجتمع به .. أتسمع عن مارسدن جونز هذا؟.
ـ محقق كتاب "المغازي" للواقدي.
ـ آه! حتى أنت قد صدقت هذه الأكذوبة كسائر الناس .. مارسدن جونز لم يحقق مغازي الواقدي ولا بذل فيه إلا أضعف الجهد .. وهذا هو السبب في أني رفضت مقابلته. فقد حدث يوماً أن جاءني رجل مصري غلبان اسمه عبدالفتاح الحلو، وأخبرني أنه هو الذي حقق كتاب المغازي من أوله إلى آخره بناءً على تكليف من مارسدن جونز، ومقابل بضعة جنيهات كان في حاجة ماسة إليها، ولم يظهر اسمه على الغلاف لا باعتباره محققاً ولا حتى باعتباره مشتركاً في التحقيق، واكتفى جونز بالإشارة إليه في المقدمة باعتباره أحد الذين قدّموا له العون أثناء تحقيقه للكتاب!! هذا مجرد مثل لأخلاقيات هؤلاء المستشرقين الذين تغنَّى والدك بفضلهم!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ وما الذي مال بك إلى تصديق زعم عبدالفتاح الحلو دون تصديق زعم مارسدن جونز أنه محقق الكتاب؟.
قال شاكر في ضيق وهو يتململ في كرسيه مؤذناً بانتهاء الجلسة:
ـ الذي مال بي إلى تصديق زعم الحلو يا سيد حسين هو معرفتي بأخلاقيات المستشرقين .. بالمر، جيب، ماسينيون، مرجوليث، شاخت، كلهم خنازير استعماريون. وإني لأرد على كل عربي يتحدث عن فضل هؤلاء سواء في تعليمنا المنهج العلمي في تحقيق التراث أو في كتابة التاريخ أو غير ذلك، بأن المسلمين هم الذين خرجوا على الدنيا في عصرهم الذهبي بالمنهج العلمي في التأليف، وهم الذي ابتدعوا وضع الفهارس للكتب لا الغربيون كما يزعمون .. لقد وضعتُ بنفسي فهارس كتاب المقريزي " إمتاع الأسماع" الذي حقّقتُه، فوصلتني رسالة من مستشرق فرنسي شهير يُبدي فيها انبهاره بروعة هذه الفهارس، ويقول: إنه ليس بوسع أي غربي أن يأتي بمثلها ...
المسألة إذن ليست مسألة فضل، وإنما هي تتعلق بخيبة المسلمين المحدَثين حيال تراثهم .. كل الأمور معنا تسير من سيء إلى أسوأ، في الثقافة، والسياسة، والاقتصاد، والأخلاق، أو ما شئت. والله سبحانه وتعالى إنما يعاقبنا على ما نرتكب وما نُهمل، وهو على كل شيء قدير ".انتهى.
تعليق:
1 - رحم الله الأستاذ محمود شاكر عن هذه الصراحة والنصيحة، وكنتُ أتمنى أنه كتب كتابًا مفصلا عن هذه الشخصيات وجنايتها على الإسلام؛ كما فعل مع طه حسين.
2 - سألتُ الدكتور المحقق عبدالرحمن العثيمين - حفظه الله - عن رأي محمود شاكر في الأفغاني وعبده، فقال لي: " صدق، فقد كانا كما قال ".
3 - أخبرني الأستاذ خالد الغليقة أنه سأل الشيخ علي الطنطاوي - رحمه الله - عن العقاد، فقال: " كتاباته إسلامية، وهو ليس بإسلامي ".
4 - ذكر أنيس منصور تلميذ العقاد في كتابه " كانت لنا أيام في صالون العقاد " عنه كلامًا شبيهًا بما ذكر محمود شاكر.
5 - الأستاذ أنور الجندي رحمه الله ممن يُحسن الظن بالأفغاني وعبده، ويضع اللوم على تلاميذهما الذين انحرفوا عن نهجهما " سعد زغلول - قاسم أمين - لطفي السيد .. ". وليته - رحمه الله - واجه الحقيقة المرة الصعبة، فإن البلاء " منهما ". ولازال بعض الفضلاء على نهج الجندي، والأمر يحتاج لشجاعة ..
6 - وجدتُ على الشبكة مايُفيد عن حقيقة الرجلين:
كتاب: (دعوة الأفغاني في ميزان الإسلام):
http://kabah.info/uploaders/norh/jmal.pdf
ورسالة: (محمد عبده وآراؤه في العقيدة .. ):
http://kabah.info/uploaders/norh/abdo1.pdf
http://kabah.info/uploaders/norh/abdo2.pdf
والله الموفق ..
يُضاف:
1 - قال الدكتور سعد الدين السيد: (إن الشجرة ينبغي أن يقطعها أحد أعضائها، إن خبرة الصيادين تعرف أن الفيَلة لا يقودها إلى سجن الصياد الماكر إلا فيلٌ عميلٌ أتقن تدريبه؛ ليتسلل بين القطيع؛ فيألفه القطيع؛ لأن جلده مثل جلدهم، ويسمعوا له؛ لأن صوته يشبه صوتهم؛ فيتمكن من التغرير بهم، وسوقهم إلى حظيرة الصياد). " احذروا الأساليب الحديثة في مواجهة الإسلام "، (ص 95)، نقلاً عن رسالة " الزنادقة – عقائدهم وفرقهم وموقف أئمة المسلمين منهم "؛ للأستاذ سعد العريفي، (ص 337) – تحت الطبع -.
2 - مما جاء في كتاب " كانت لنا أيام في صالون العقاد "؛ لأنيس منصور:
- (ص 21): (كان الأستاذ العقاد يزلزل وجودنا عندما يغضب من الدنيا فيقول: ماهذا الكون؟ ماهذه الدنيا؟ أعطني المادة الأولية لهذا الكون، وأنا أصنع لك واحدًا أفضل منه)!!
- (ص 22): (يامولانا، إن الله لن يحاسبني على ما أفعل، إذ كيف يحاسبني وقد خلقني في عصر كمال الدين حسين، وجمال عبد الناصر).
-وتُنظر الصفحات: (577و582و583و590و628).
والله الهادي ..
---------------
المصدر: http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/mm/51.htm
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[09 Apr 2009, 10:07 م]ـ
رحم الله أبا فهر
ما أحوجنا إلى أمثاله
أفاد بعلم ما أفاد ومن يكن = على نهجه فينا أفاد وقوما
ـ[إبراهيم المصري]ــــــــ[10 Apr 2009, 07:31 ص]ـ
الأستاذ نايف
أشكرك من صميم قلبي
وجزاك الله خيرا(/)
بشرى لطلبة العلم
ـ[إبراهيم بن فريهد]ــــــــ[10 Apr 2009, 02:56 ص]ـ
قال العلامة ابن عثيمين-رحمه الله-: (من أجلّ الكتب التي يجب على طالب العلم أن يحرص عليها كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم - رحمهما الله -) -كتاب العلم لابن عثيمين ص54 -
تم -بحمد الله-اطلاق خدمة جوال "منهاج"
والمتخصص بانتقاء فوائد وفرائد شيخي الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم -رحمهما الله-
مع ذكر المرجع ورقم الصفحة والجزء.
تصلك رسالتان يوميا بواقع 12 ريال شهريا
رقم الاشتراك:1 يرسل على الرقم:802262 (خاص لعملاء الجوال)
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[10 Apr 2009, 03:44 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وسبحان من أحيا ذكرهما
حتى كأننا نراهم رأي العين
اللهم اغفر لعلمائنا وارحمهم وانفعنا بعلمهم
وقد قال أحد السلف: من قبحكم أن تنتفعون بنا ولا تترحمون علينا(/)
مسابقة جائزتها كتاب قيم في مناهج التفسير
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[10 Apr 2009, 02:31 م]ـ
http://www.mmf-4.com/vb/showthread.php/-2678/index.html?p=13407#post13407
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=30962(/)
درة نادرة ... قصيدة دموع على أستار الكعبة بصوت صاحبها!!!
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[10 Apr 2009, 06:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
حمل هذه الدرة النادرة ...
قصيدة دموع على أستار الكعبة بصوت صاحبها الشيخ المحدث أبي المعاطي محمود خليل
قصيدة مؤثرة لن تملك معها دموعك وستجهش بالبكاء شوقاً
رزقنى الله وإياك وصاحبها الحج أعواماً عديدة وغفر لنا جميعاً وحشرنا مع حبيبنا صلى الله عليه وسلم على حوضه
اللهم آمين
يقول بعض تلاميذ الشيخ أبو المعاطى نقلاً عنه:
كَتَب هذه المشاعر في المدينة، ثم في مكة، ثم ختمها في المدينة، في مسجد مَنْ أرسله الله رحمة للعالمين.
وهذه هي القصيدة بصوته، سجلها وهو في آخر شبابه، قبل أن ينتقل إلى مرحلة الشيخوخة.
أطال الله عمره وأحسن عمله
حملها من هنا.
http://www.archive.org/download/domo3_3la_astar_elka3ba/domo3.mp3
http://www.4shared.com/file/71654137/d818d7b5/___.html
وهذه هي القصيدة مكتوبة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=6848&d=1105876042
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[08 May 2009, 07:17 م]ـ
للرفع .........
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[04 Nov 2009, 08:46 م]ـ
للرفع لقرب الحج ....(/)
* دروس وعبر في زمن الطلب *
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[11 Apr 2009, 12:18 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أعضاء هذا الملتقى المبارك
اساتذتنا واخواننا في الطلب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الموضوع يروقني كثيرا كيف لا وفيه خلاصة التجربة وينبوع الحكمة
به يُختصر الطريق وتستثمر الأوقات
فالعمر عزيز والعلم غزير
هذا الموضوع أيها الأفاضل هو
(دروس وعبر في زمن الطلب)
فيا أساتذتنا الكرام ها نحن الطلبة بين أيديكم نسألكم دروسا وتجارب كانت لكم في زمن الطلب تكون لنا نبراسا ونختصر بها الطريق لنبدأ من حيث انتهيتم
قد يكون منكم من تمنى عالم يوجهه ويرشده
وقد يكون منكم من ندم على فعل تمنى أنه لم يفعله
وقد يكون منكم من أدرك حقيقة نال بها كل عز
وقد يكون وقد يكون
هي تجارب الكل خاضها وسبر أغوارها فهل من معتبر؟!
أيها الأفاضل
اكتبوا لنا نصائحكم وكأنها آخر ما سيقرأ من كلامتكم وحبذا أن تكون
(دروسا وعبر في زمن الطلب)
فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه
فهي تبصرة للمبتدئ
وتذكرة للمنتهي
أسأل الله أن يبارك في أعماركم وعلمكم وعملكم
وما كانت هذه الكلمات إلا من طالبة للحكمة في بدايات الطريق
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: (حق المسلم على المسلم ست ............. ذكرمنها "وإذا استنصحك فانصحه"
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[17 Apr 2009, 01:52 ص]ـ
أجابني استاذنا الفاضل د. خضر جزاه الله خير الجزاء
وتجدون ما ذكره مدونا في
عقبات في طريق طلاب الماجستير ... ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?p=77179#post77179)
ولا زلت أرجوا من أساتذتنا الأفاضل كما عهدناهم نصحنا واعطائنا الدروس والعبر لتكون لنا زادا
ورغم أني في بدايات الطريق ولكني سأدون هذه الدروس الذي لا أظنها تخفى عليكم
* أن من صدق مع الله صدقه الله
* أن مع العسر يسرا
* مقولة لابن تيمية -رحمه الله-
اذا عملت الطاعة ولم تجد اللذة والأثر فاتهم نفسك فإن الرب كريم <<<بتصرف
ومن أعظم الدروس التي تعلمتها في الطلب
أن العلم هو الخشية
فهذا صاحب علم والآخر كذلك ولكن شتان ما بين قلب وقلب
نسأل ربنا الإخلاص في القول والعمل
دروس لازلت أتمنى من كل من ولج باب العلم أن يحدثنا بها لنقف معها ونراجع أنفسنا(/)
علاج القلق.
ـ[زاد الإعلامي]ــــــــ[11 Apr 2009, 11:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يسرني دعوتك لمشاهدة برنامج الراصد بقناة المجد الفضائية العامة
اليوم السبت القادم 15/ 4/1430هـ
والتي هي بعنوان (علاج القلق).
لفضيلة الشيخ / محمد صالح المنجد، حفظه الله
* موعد الحلقة:
بعد صلاة المغرب بتوقيت مكة المكرمة.(/)
قصيدة: طال اغترابي
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[11 Apr 2009, 02:20 م]ـ
قصيد: طال اغترابي
للداعية الكبير الأستاذ: عصام العطار حفظه الله
طال اغترابي وما بيني بمقتضب=والدهر قد جدّ في حربي وفي طلبي
والشوق في أضلعي نار تُذَوِّبُني=ما أفتكَ الشوق في أضلاع غترب
أين الأحبة ما بيني وبينهم=لج البحار وأطراف القنا السلب
عزَّ اللقاء فلا لقيا ولا نظر=ولا حديث على بعد ولا قرب
كم ذا أحن إلى أهلي .. إلى بلدي=إلى صحابي وعهد الجدّ واللعب
إلى المنازل من دين ومن خلق=إلى المناهل من علم ومن أدب
إلى المساجد قد هام الفؤاد بها=إلى الأذان كلحن الخلد منسكب
الله أكبر هل أحيا لأسمعها=إن كان ذلك يا فوزي ويا طربي
إني غريب، غريب الروح منفرد=إني غريب، غريب الدار والنسب
ألقى الشدائد ليلي كله سهر=وما نهاري سوى ليلي بلا شهب
أكابد السقم في جسمي وفي ولدي=وفي رفيقة درب هدّها خيي
قال الطبيب وقد أعيته حالتنا=ولم يغادر لما يرجوه من سبب
كيف الشفاء بعيش جد مضطرب=والفكر في شغل والقلب في تعب؟!
ما دمت في بهرة الأيام منتصبا=للطعن والضرب لا رجوى لمرتقب
ولو ملكت خياري والدّنا عرضت=بكل إغرائها في فنها العجب
لما رأت غير إصراري على سنني=وعادها اليأس بعد الجهد والنصب
قلبي خلّيٌّ عن الدنيا ومطّلبي=ربي فليس سراب الأرض من أربي
وطالبين هلاكي حشوهم ضغن=وقد بدا غدرهم لي غير منتقب
يتابعون خطا ليث أضرّ به=ريب الزمان بجرح الدهر مختضب
يتابعون خطا ليث عزائمه=على نوازله-- أورى من اللهب
ألفاظهم: عرب، والفعل مختلف=وكم حوى اللفظ من زور ومن كذب
إن العروبة ثوب يخدعون به=وهم يرومون طعن الدين والعرب
واحسرتاه لقومي غرّهم قرم=سعى إليهم بجلد المنقذ الحدب
حتى إذا أمكنته فرصة برزت=حمر المخالب بين الشك والعجب
ومزّق الجلد عن وحش أضالعه=حقداً كَلَيْلٍ رهيبٍ قاتم السحب
وأعمل الناب لا شرع ولا خلق=في الجسم والنفس والأعراض والنشب
وحارب الدين، والإسلام قاهره،=وكم خلا مثله في سالف الحقب
إذا قضى الله أن أحيا حييت iله=وإن قضى الموت لم أخسر ولم أخب
يا سائرين على درب اليقين كما=تمشي الأسود بقلب غير مضطرب
وطالعين على (الأعواد) خاشعة=وقد رَنا الكون في شك وفي رهب
وراحلين وعين الله ترمقهم=وجنة الخلد في شوق وفي رغب
وتاركين على الأيام من دمهم= (معالماً) لطريق الحق لم تغب
وخالدين على رغم الطغاة بما=جادوا من الروح أو صاغوا من الكتب
كم قد طوت لجة النسيان طاغية=وساطع الفكر لم يشجب ولم يجب
أواه يا راحل الأحباب من كبدي=لم يبق منها على شجوي سوى الوصب
أبكي عليكم وهذا منتهى عجبي=والقلب من ذكركم في نشوة الطرب
أحنّ شوقاً إلى أيامنا .. ومضت=قد أقوت الدار من أصحابيَ النُّجُب
ما غاب وجهُكُمُ عن عين مدَّكرٍ=ولا رقا جرحكم في قلب محتسب
تجري الدموع بعين الليث ساكبة=وعين ريم بستر الصوت محتجب
والطفل في المهد لم يعلم لم انقلبت=حياته بعد بشر شر منقلب
والليل من رقة تندى جوانحه=ولا يرق لشكوى العاشق الوصب
أرض الشهادة! لا يأس ولا وهن=فلا تبيتي على يأس iوتنتحبي
كم أنبتت دوحة الإسلام من (حسن) =وأطلعت في بهيم الليل من (قطب)
ماذا أعدد من شجوي ومن ألمي=والدهر مستلئم في جيشه اللجب
إذا رمى السهم بالبأساء أقصدني=وإن رمى السهم بالنعماء لم يصب
في كل يوم على الأحباب ختضب=من مدمع القلب يجري إثر مختضب
والمُدَّعون هوى الإسلام سيفهم=مع الأعادي على أبنائه النجب
يخادعون به، أو يتقون به=وما له منهمُ رفد سوى الخطب
أعمالهم حجة الأعداء إن ضربوا=كانت بكفهم أمضى من القضب
فدتك نفس (أبا الأعلى وهل سلمت=نفسي لأفديك من (أهل) ومن (صحب)!
أما استحى السجن من شيخ ومفرقه=نور، بغير طلاب الحق لم يشب
أنت المنارة للإسلام إن خبطت=سفينة الفكر في داج من الريب
إيهٍ أبا زاهد يا قمة شمخت=بالعلم والفضل يا كنزاً لمكتسب
ماذا عن الصحب والإخوان في حلب=يا طول سهدي على الإخوان في حلب
ما قرّ جنبي وقد أقوت مضاجعكم=كأن جنبيَ مطويُّ على قضب
ماذا تعانون من عسر ومن رهق=ماذا تقاسون من سجن ومن حَرَبِ
يا أوفياء وما أحلى الوفاء على=تقلب الدهر من معط ومستلب
أفديكمُ عصبةً لله قد خلصت=فما تَغَيَّرُ في خصب ولا جدب
ربي لك الحمد لا أحصي الجميل إذا=نَفَثْتُ يوماً شكاة القلب في كربي
فلا تؤاخذ إذا زلّ اللسان وما=شيء سوى الحمد في الضراء يَجْمُلُ بي
لك الحياة كما ترضى، بشاشتها=فيما تحب، وإن باتت على غضب
رضيت في حبك الأيام جائرة=فعلقم الدهر -إن أرضاك- كالضَرَّب
شكراً لفضلك إذ حمّلت كاهلنا=مما وثقت بنا ما كان من نُوب(/)
أختي المؤمنة قرة عيني الله الله بالدعاء.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[11 Apr 2009, 03:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
أختي المؤمنة قرة عيني الله الله بالدعاء
قال تعالى:
{وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ} (الفرقان:74)
قال الإمام البخاري رحمه الله مفسرا للآية:
" فِي طَاعَةِ اللَّهِ وَمَا شَيْءٌ أَقَرَّ لِعَيْنِ الْمُؤْمِنِ مِنْ أَنْ يَرَى حَبِيبَهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ " أهـ
موعد لا يتأجل بالتباشير مكلل
وأرى الأنوار فيه لشعوري تتسلل
موعد لا أستحي فيه من الدمع وأخجل
حينما أشكو افتقاري ولبري أتذلل
بل أريق الدمع في الظلماء كالطفل المدلل
إنني أعلم حق العلم من أرجو وأسأل
بصلاة ودعاء مخبت الصوت مطول
هيه يا روح سلي ما طاب من خير معجل
وسلي المنان ما في الغيب من خير مؤجل
أنت في باب كريم فإذا أعطاك أجزل
يا إله العرش يا مولاي يا خير مؤمل
أنت من أسعى له بالجهد في العمر وأعمل
...
http://www.way2gana.net/s/playmaq-1100-0.html
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[12 Apr 2009, 05:19 ص]ـ
عن ابن عباس، قوله (هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ) يعنون: من يعمل لك بالطاعة فتقرّ بهم أعيننا في الدنيا والآخرة.
وقال الحسن البصري - وسئل عن هذه الآية - فقال: أن يُري الله العبد المسلم من زوجته، ومن أخيه، ومن حميمه طاعة الله. لا والله ما شيء أقر لعين المسلم من أن يرى ولدا، أو ولد ولد، أو أخا، أو حميما مطيعا لله عز وجل.
وقال ابن جُرَيْج في قوله: {هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ} قال: يعبدونك ويحسنون عبادتك، ولا يجرون علينا الجرائر.
قال القرطبي:
" فالواجب على الانسان أن يتضرع إلى خالقه في هداية ولده وزوجه بالتوفيق لهما والهداية والصلاح والعفاف والرعاية، وأن يكونا معينين له على دينه ودنياه حتى تعظم منفعته بهما في أولاه وأخراه، ألا ترى قول زكريا: " واجعله رب رضيا " [مريم: 6] وقال: " ذرية طيبة ".
وقال: " هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين " [الفرقان: 74].
ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لانس فقال: (اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيه).
خرجه البخاري ومسلم، وحسبك. "أهـ
أسأل الوهاب الكريم أن يهب المؤمنين والمؤمنات ما تقر به أعينهم.
ـ[أم ديالى]ــــــــ[12 Apr 2009, 08:31 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[12 Apr 2009, 04:51 م]ـ
جزاك الله خيرا
وجزاك الله خيرا وبارك فيك.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[13 Apr 2009, 06:57 م]ـ
يسأل بعض الناس في هذه الأيام عن فائدة الأبناء
ولسان حالهم يقول قول الحكيم الذي
سئل عن ولده فقال:
" ما أصنع بمن إن عاش كدني وإن مات هدني. "
" ومات لعبد الملك ابن فجاء له آخر فعزى أباه به فقال: يا بني مصيبتي فيك أقدح في بدني من مصيبتي في أخيك! فقال: أمي أمرتني بذلك. فقال: يا بني إذا كانت الأبناء قرة أعين الوالدين فأنت قرة عين الشامتين! "
لذلك حث القرآن الكريم المؤمنين على الدعاء وسؤال الوهاب بأن يهبهم ما تقر به أعينهم من الذرية.
قال الماوردي:
" ارزقنا من أزواجنا ومن ذرياتنا أعواناً {قُرَّةَ أَعْيُنٍ} .... ،
وفي قرة العين وجهان:
أحدهما: أن تصادف ما يرضيهما فتقر على النظر إليه دون غيره.
الثاني: أن القرّ البرد فيكون معناه برّد الله دمعها، لأن دمعة السرور باردة." أهـ
[النكت والعيون]
و قال صاحب فيض القدير:
فالكامل لا يطلب الولد إلا لله فيربيه على طاعته ويمتثل فيه أمر ربه * (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين) *
وقال صاحب التحرير والتنوير:
" {قرة أعين}. فإنها جامعة للكمال في الدين واستقامة الأحوال في الحياة إذ لا تقَرّ عيون المؤمنين إلاّ بأزواج وأبناء مؤمنين. "
...
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[14 Apr 2009, 09:59 م]ـ
وأرجو ممن استفاد من هذا الموضوع أن يدعو لي ولزوجي،وأولادي الذين تعبت في تربيتهم بأن يجعلهم الله قرة عين لي ولوالدهم وللمؤمنين والمؤمنات. اللهم آمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[15 Apr 2009, 05:06 ص]ـ
قال تعالى:
{وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: 74].
فإذا كانت الزوجة قرة عين لزوجها فهي تعينه على دنياه وتعينه على دينه.
وكذلك الزوج قرة عين لزوجه، والأبناء قرة عين لوالديهم فهم من أهل الطاعة بارين بوالديهم،ومع ذلك من أصحاب الأيادي العليا في هذه الدنيا، تخيلوا معي حال هذه الأسرة مع كل ما سبق، هي فعلا مثال للأسرة الطيبة الخيرة، هذه الأسرة ستكون بإذن الله قرة عين للمجتمع وقدوة للأسر، ومصدر سعادة للجميع ما شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، وكما قال الشاعر:
ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا (*)
هل رأيتم كيف يحب الله تعالى أهل الإيمان، كيف يحب الله عز وجل للمجتمع المسلم أن يعيش، إنه ربكم يحبكم سبحانه.
قال ابن كثير:
كما أخبر الله تعالى عن عباده المتقين المؤمنين، في قوله:
{وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: 74].
وهذا القدر مرغوب فيه شرعًا، فإن من تمام محبة عبادة الله تعالى أن يحب أن يكون من صلبه من يعبد الله وحده لا شريك له؛ ولهذا لما قال الله تعالى لإبراهيم، عليه السلام: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا} قال: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}.
وقوله: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} قال ابن عباس، والحسن، وقتادة، والسدي، والربيع بن أنس: أئمة يقتدى بنا في الخير.
[تفسير ابن كثير]
فهلا دعوتم فقلتم:
{رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}
ـــــ،،ـــــ
(*) من قصيدة تنسب لأبي العتاهية:
اعمد لنفسك واذكر ساعة الأجل
ولا تغرن فى دنياك بالأمل
سابق حتوف الردى واعمل على مهل
ما دمت فى هذه الدنيا على مهل
واعلم بأنك مسئول ومفتحص
عما عملت ومعروض على العمل
لا تلعبن بك الدنيا وزخرفها
فإنها قرنت فى الظل بالمثل
لا يحذر النفس إلا ذو مراقبة
يمسى ويصبح فى الدنيا على وجل
ما أقرب الموت من أهل الحياة وما
أحجى اللبيب بحسن القول والعمل
والموت مدرجة للناس كلهم
قصدا إليه بكره مجمع السبل
ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا
وأقبح الكفر والإفلاس بالرجل
...
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[15 Apr 2009, 08:47 م]ـ
[وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا]
العبد المؤمن لابد أن يكون على يقين
بأن الله تعالى هو الوهاب
فلا يرفع حوائجه إلا إليه
ولا يتوكل على أحد إلا عليه
{أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ} (ص:9)
والهبات من الله تدر منه سبحانه على عباده
في دنياهم وأخراهم بلا انقطاع ولا نفاد،
لذلك فالعبد لا بد أن يسأل الله أن يهبه خيري الدنيا والآخرة.
والهبة: الإعطاء تفضلا وابتداء من غير استحقاق.
فالله سبحانه يهب ما يشاء لمن يشاء.
وليجعل إيمانه بأن الرب هو الأكرم والأرحم يطغى على هذا الشعور، فالله سبحانه هو الوهاب،
فقل يا عبد يا رب هب لنا
فأنت تدعو من خزائنه لا تفنى
وإن حثته نفسه على طلب الأسباب، فاليذكر مسبب الأسباب،
فلا يعصي الله بارتكاب محرم، ولا يهين نفسه، فالوهاب هو الله تعالى.
وإن كانت معجزات الأنبياء لا تعود.
فكرامات الأولياء ما زلنا نسمع عنها.
وما شيء على الله ببعيد أو عزيز،
وكل ما في الكون يشهد على ذلك
وأما من ظن بأن الغاية تبرر الوسيلة، فظلم المؤمن إخوته في الدين، ولم يعف عن أعراض الناس، ومن ثم تزوج عن هذا الطريق، أو خطب على خطبة أخيه، أو خبب زوجة على زوجها، أو سرق ليتزوج أو يصرف على أولاده، فلا يظن وإن ظفر بما يريد أن الله غافل، والحياة تشهد على عاقبة هؤلاء في الدنيا قبل الآخرة، والتي تظن أنها ستحصل على زوج بمعصية الله وذرية، فلتبشر أيضا بما لا يسرها، فكم من أخت ظلمت أختها لتحصل على رزقها، لكن ظهر بعد ذلك ما لم يكن في الحسبان، فسبحان الديان، فأنت يا مؤمن عندما تسأل الوهاب وتمشي على الصراط المستقيم يعطيك نعم العطاء فهو الذي خلق الموهوب ويعلم السر وأخفى وما هو أصلح لك، فلا تحزن على رزق لم يكتب لك، فكم حمد الله أهل الإيمان والعقل بعدما ظهرت لهم حقائق الأمور متى ما أراد المولى ذلك.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.
ومن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط.
والحمد لله تعالى. والصلاة والسلام على نبينا محمد.
ـــــــــــــــــ،،ـــــــــــــــــــ
[ينظر تفسير ابن كثير، أسماء الله الحسنى، لشمس الدين الدمشقي، الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى، للقرطبي،اشتقاق أسماء الله للزجاجي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[17 Apr 2009, 05:31 ص]ـ
قال تعالى:
{وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63)
وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64)
وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65)
إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66)
وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67)
وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68)
يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69)
إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70)
وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71)
وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72)
وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73)
وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74)
أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75)
خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76)}
[الآيات من سورة الفرقان]
قال الطبري:
يقول تعالى ذكره: هؤلاء الذين وصفت صفتهم من عبادي، وذلك من ابتداء قوله (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأرْضِ هَوْنًا) ... إلى قوله (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا) ... الآية (يُجْزَوْنَ) يقول: يُثابون على أفعالهم هذه التي فعلوها في الدنيا (الْغُرْفَةَ) وهي منزلة من منازل الجنة رفيعة (بِمَا صَبَرُوا) يقول: بصبرهم على هذه الأفعال، ومقاساة شدتها. وقوله (وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلامًا) ... ، بمعنى: وتتلقاهم الملائكة فيها بالتحية."أهـ
فلا تنسي أختي المؤمنة يا من تقولين من قلبك:
{رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}
أن تتحلي بالصفات المذكورة في الآيات الكريمة، وهي كما ذكر ابن كثير:
أ - التحلي
ب - والتخلي
وهي إحدى عشرة:
1 - التواضع
2 - والحلم
3 - والتهجد
4 - والخوف
5 - وترك الاسراف والاقتار
6 - والنزاهة عن الشرك والزنى والقتل
7 - والتوبة
8 - وتجنب الكذب
9 - والعفو عن المسئ
10 - وقبول المواعظ
11 - والابتهال إلى الله." أهـ
* وليكن لسان حالك أختي المؤمنة يا أغلى جوهرة:
ولا أمدن عيني لرزق
يا ربي رزقته غيري
أنفس نازلة وأنفس ترقى
دنيا فانية لأجلها ما ابيع ديني
****
والحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.(/)
ينادي: يا قوم ليس بي سفاهة.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[11 Apr 2009, 05:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
ينادي: يا قوم ليس بي سفاهة.
يحتاج بعض الدعاة إلى مثل هذا النداء، وبصوت عال ليسمع الجميع ...
يظن البعض أن الداعية يكتب ليزكي نفسه أو ليخدم أغراضه الدنيوية ...
وكم كتب البعض ناصحا وموجها للدعاة بأن يخلصوا لله الواحد القهار، ولابد من التركيز اليوم على تذكير الناس بحسن الظن ....
يكتب العالم أو يلقي درسا ليخاطب الملايين، فيظن أنه يتحدث عن نفسه، ويخدم هواه، ويبحر بعض الناس في البحث عن تفاصيل حياة الداعية حتى لا يفوتهم صيد المادة العلمية التي يتحدث فيها الداعية عن أمر يلامس حياته ويحكي واقعه فهو إنسان قد يعيش بعض الظروف التي يمر بها الكثير، ولكنه أيضا يدعو إلى دين شمل كل جوانب الحياة، فماذا يفعل بإنسانيته.
فرفقا بأهل العلم، ورفقا بأنفسكم، فلم يهلك كل الناس، ومؤكد أن الداعية سيحب لكم ما يحب لنفسه، فكروا هكذا حتى يثبت العكس، والحمد لله تعالى.(/)
غِرٌّ كَرِيمٌ
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[11 Apr 2009, 05:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
ربي رحيم رؤوف لطيف بعباده المؤمنين
أرسل لهم محمد بن عبد الله صلوات ربي وسلامه عليه
{لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (التوبة128)
ومن هو المؤمن؟
، فيما يلي يطلعنا الحبيب عليه السلام على بعض صفاته.
(قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ) (*)
" أَي ليس بذي نُكْر،
فهو ينْخَدِع لانقياده ولِينِه وهو ضد الخَبّ يقال:
فتى غِرٌّ وفتاة غِرٌّ وقد غَرِرْتَ تَغَرُّ غَرارةً يريد:
أَن المؤمن المحمودَ منْ طَبْعُه الغَرارةُ وقلةُ الفطنة للشرّ وتركُ البحث عنه
وليس ذلك منه جهلاً ولكنه كَرَمٌ وحسن خُلُق
...
فإِنَ منْ آثرَ الخمولَ وإِصلاحَ نفسه والتزوُّدَ لمعاده ونَبَذَ أُمور الدنيا
فليس غِرًّا فيما قَصَد له ولا مذموماً."
[لسان العرب]
ـــــــــ،،ــــــــــ
(*) أخرجه الترمذي وغيره وحسنه الألباني.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:
(لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ) (أخرجه البخاري)
أَيْ: لَيْسَ مِنْ شَأْن الْمُؤْمِن أَنْ يُصَدِّق الْكَاذِب الَّذِي ظَهَرَ كَذِبه مَرَّة ثَانِيَة،
لِقَوْلِهِ تَعَالَى {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسْقِ بِنَبَأٍ}
[حاشية السندي]
عَنْ أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
" لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ " (أخرجه البخاري)
فالمؤمن مخموم القلب لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد، يعرف حق أخيه عليه، ومكانة أهل الإيمان فلا يتجرأ على أذيتهم وظلمهم، لأنه يعرف عقوبة ذلك، وقد قال الشاعر:
لا تضع من عظيم قدر وإن كنـ*ـت مشارا إليه بالتعظيم
فالكبير العظيم يصغر قدرا * بالتجري على الكبير العظيم (1)
ــــ،،،ــــ
للحيص بيص، ينظر شرح المفصل لابن يعيش.
ــ، ــ
هذا ما تيسر
والحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.(/)
(الاختلاط نصوصٌ وشُبهات) محاضرةٌ قادمةٌ للشيخ عبدالعزيز الطَّريفي
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[11 Apr 2009, 05:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سيُلقي فضيلة الشيخ: عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي -حفظه الله- محاضرةً عنوانها:
((الاختلاط نصوصٌ وشُبهات))
يوم الثلاثاء 18/ 4/1430هـ بعد صلاة العشاء، بجامع الأميرة نوره بنت عبدالله بن عبدالعزيز بحي النخيل بشمال الرياض، إن شاء الله.(/)
اسماء الفائزين لجائزة سلطان الدوليه
ـ[سالم سرور عالي]ــــــــ[12 Apr 2009, 12:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
اخواني هل ظهرت نتائج مسابقة الامير سلطان الدوليه؟ وهل هناك موقع لمعرفة اسماء الفائزين وجنسياتهم؟. جزاكم الله خيرا.
ـ[سالم سرور عالي]ــــــــ[12 Apr 2009, 10:18 م]ـ
للرفع. اين اهل مكه؟. ام النتائج لم تعلن الى الان.(/)
محاضرة (الإتقان) – المنجد " مسموع ".
ـ[زاد الإعلامي]ــــــــ[12 Apr 2009, 12:23 م]ـ
فإن الله تعالى قد أحسن كل شيء خلقه قال تعالى {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ}
(النمل: 88) فأحسنَهُ، وجودَهُ، وأتقنَهُ، وجعله بديعاً في هيئتهِ، ووظيفتهِ، على حسب ما تقتضيه حكمته سبحانه وتعالى.
يتجلى إتقان الله عز وجل في هذه المخلوقات التي خلقها، فلو بحث الباحث المدقق عن خلل في خلق الله ما وجد {مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ} (الملك: 3).
بهذه الكلمات افتتح الشيخ / محمد صالح المنجد، حفظه الله
محاضرته التي هي بعنوان (الإتقان) يوم الأربعاء: 5/ 4 / 1430هـ
بجامع الإمام بن باز بحي الدانة بالظهران
والآن أترككم أيها الفضلاء لتشنفوا أسماعكم بها بعد الضغط على هذا الرابط:
http://www.islammedia.ws/ref/1790(/)
فوائد ولطائف وطرائف من كتب الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[12 Apr 2009, 05:34 م]ـ
الحمد لله الذي وهب لنا العقول والأذهان، ومنحنا فصاحة اللسان، وألهمنا التبيان، نحمده تعالى والحمد من إحسانه الجسيم، ونشكره والشكر من إنعامه العميم، ونصلي ونسلم على محمدٍ النبي الأمي الكريم، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
في البداية أحييكم أيها الأحبة في الله بتحية من عند الله مباركة طيبة:
تحية أنفاس الرياض وشى بها
نسيم هدوء والنواظر هجع
فجاءت كأن المسك خالط نفحها
لها في أنوف الناشقين تضوع
يارب إنك ذو عفو ومغفرة
فنجنا من عذاب القبر والنكد
واجعل لنا جنة الفردوس موئلنا
مع النبيين والأبرار في أبد
أيها المباركون:
سأتحفكم في هذه المشاركة بالأصعب وهو مايقول عنه الندوي رحمه الله: (الاختيار مثل التأليف أو أصعب منه، فإنه يتجلى فيه ذوق المؤلف ودقة نظره ولطف حسه).
لذا يطيب لي أيها المباركون أن أقدم لكم شيئاً مما جمعته من فوائد من كتب الشيخ على الطنطاوي رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وهذا الجمع يأتي استكمالاً لما تم الشروع فيه من جمع الفوائد من كتب الأئمة وإيفاءً بالوعد الذي وعدته بجمع الفوائد منها.
والأصل أن فوائد كل كتاب تعرض في حلقة واحدة إلا إن طالت فوائد الكتاب فتعرض في جملة من الحلقات.
الكتاب الأول: فصول في الثقافة والأدب، الطبعة الأولى 2007م، دار المنارة، جمع وترتيب حفيد المؤلف مجاهد ديرانية.
1 ـ فيما يتعلق بالسرقات الأدبية أعرض واحدة لها صلة بالعلم والعلماء، وهي سر لم يُرفع عنه الستار إلى الآن.
ذلك أن عندنا كتابين متماثلين تماماً في موضوع جديد، لم يؤلف فيه قبلهما ولم يؤلف فيه بعدهما إلا القليل، هما كتاب (الأحكام السلطانية) للماوردي، وكتاب (الأحكام السلطانية) للقاضي أبي يعلى، والكتابان متشابهان متطابقان لأن أحدهما منسوخ عن الآخر، فمن هو صاحب الكتاب الأول؟
الماوردي من أفقه فقهاء الشافعية وكان يلقب بأقضى القضاة، وأبو يعلى من أفقه فقهاء الحنابلة، وإذا قيل (القاضي) انصرف اللقب إليه.
والاختلاف بينهما أن الماوردي حين يسرد الأحكام يسردها على المذهب الشافعي وأبو يعلى على مذهب الإمام أحمد، وكانا في عصر واحد، وبلد واحد، وأظنهما كانا قاضيين في محكمة واحدة!
فلعل أحد الأساتذة أو الطلاب الذين يُعِدون رسائل الشهادات العالية يدرس هذا الموضوع ويُثبت بالأدلة من منهما المؤلف الأول.
أما أنا فأميل إلى أنه الماوردي، لأن للماوردي كتاباً آخر قريباً في أسلوبه ونهجه وطريقته من هذا الكتاب، والله أعلم بالصواب. ص24.
2 ـ من الطرائف التي وجدتها وأنا أنظر في الكتب أن باب إبراهيم المعروف الآن في الحرم المكي، وهو بقرب باب الحزورة، ليس منسوباً إلى سيدنا إبراهيم كما يظن الناس، بل هو منسوب إلى خياط معمر كبير السن اسمه إبراهيم، كان يجلس عند هذا الباب فنُسب إليه وخلد اسمه واشتهر.
فليست الشهرة مقياساً للعظمة، بل ربما اشتهر من لا يستحق الشهرة وربما نُسي من كان مستحقاً لخلود الذكر. ص33.
3 ـ كانت الكعبة تُكسى الديباج الأبيض، حتى جاء الخليفة العباسي الناصر فكساها الديباج الأسود سنة 521هـ، واستمر ذلك إلى الآن. ص34.
4 ـ في سنة 352هـ بعث بطرك الأرمن إلى ناصر الدولة (ابن حمدان) برجلين ملتصقين، وهما توأمان وعمرهما خمس وعشرون سنة، والالتصاق في الجنب، ولهما بطنان وسرتان ومعدتان، ويختلف وقت جوعهما وعطشهما.
ثم مات أحدهما وأنتن، وجمع ناصر الدولة الأطباء ليفصلوا الحي عن الميت، فلم يستطيعوا فمات الآخر.
هذا مارواه المؤرخون، فما رأي الأطباء؟. ص34.
5 ـ في سنة 304هـ أُهدي إلى المقتدر العباسي طائر أسود يتكلم الفارسية والهندية، أفصح من الببغاء.
وبمناسبة الكلام عن هذا الطائر: وقعت لي واقعة أحلف لكم بالله أني أرويها كما وقعت، لا أتزيد ولا أبالغ.
هي أني لما كنت في لكنو في الهند سنة 1954م مللت في الفندق، فاستعرت من مكتبة ندوة العلماء كتباً منها (تاريخ الخلفاء) للسيوطي، وأنا مولع بهذا الكتاب وقد قرأته مرات كثيرة، فجعلت أطالع فيه، فوقفت على هذا الخبر الذي رويته.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبينما كنت أقرأ هذا الخبر سمعت حوراً بين رجل كبير إنكليزي خشن الصوت وفتاة، يتخلل ذلك بُغام صغير.
وتكرر هذا الحوار بذاته لا تتبدل فيه كلمة من جملة ولا رنة من لهجة، فعجبت، وخرجت فلم أجد أحداً، فدخلت فسمعت الحوار نفسه، فخرجت فلم أجد أحداً، ولحظ ذلك نادل الفندق، وهو هندي، فضحك ودلني بإصبعه على قفص فيه طائر أسود (كالذي روى خبره السيوطي) يشبه الشحرور المعروف في الشام وليس به، وإذا هو الذي يخرج هذه الأصوات.
فكان عجبي من هذه المصادفة بالغاً!. ص 42 ـ 43.
6 ـ الخليفة المهتدي في مجلس القضاء:
عن عبدالله الإسكافي قال: حضرت مجلس المهتدي وقد جلس للمظالم، فادعي رجل على ابن المهتدي، فأمر بإحضاره، فأُحضر. وأقامه إلى جنب الرجل فسأله عما ادعاه عليه، فأقر به، فأمره بالخروج له من حقه. فكتب له بذلك كتاباً، فلما فرغ قال له الرجل: والله يا أمير المؤمنين ما أنت إلا كما قال الشاعر:
حكمتموه فقضى بينكم
أبلج مثل القمر الزاهر
لا يقبل الرشوة في حكمه
ولا يبالي غبن الخاسر
فقال له المهتدي: أما أنت أيها الرجل فأحسن الله مقالتك، وأما أنا فما جلست هذا المجلس حتى قرأت في المصحف: (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً، وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها، وكفى بنا حاسبين).
قال: فما رأيت باكياً أكثر من ذلك اليوم. ص53 ـ 54.
7 ـ حُمل إلى الإمام البخاري بضاعة له، فاجتمع بعض التجار إليه بالعشية فطلبوها منه بربح خمسة آلاف درهم، فقال لهم: انصرفوا الليلة. فجاءه من الغد تجار آخرون فطلبوا منه تلك البضاعة بربح عشرة آلاف درهم، فردهم وقال: إني نويت البارحة أن أدفع إلى الذين طلبوا أمس بما طلبوا أول مرة.
فدفعها إلى الأولين بما طلبوا بربح خمسة آلاف درهم، وقال: لا أحب أن أنقض نيتي. ص 57.
بقية الفوائد تأتي تباعاً.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[14 Apr 2009, 03:17 م]ـ
8ـ شيخنا عبدالقادر المبارك رحمه الله، الذي كان راوية العصر وكان من أيسر محفوظاته (القاموس المحيط)، حدثنا مرة في الفصل أن إخوانه كانوا يعيبون عليه أنه لاشتغال فكره بمسائل اللغة والأدب يسلمون عليه في الطريق فلا يرد السلام، فعزم يوماً على أن يكون متنبهاً، فسمع وهو خارج من بيته وطء خطوات جاره على بلاط الزقاق، فلما اقترب منه قال له بصوته الجهوري العجيب: (وعليكم السلام)، ثم التفت ليراه فإذا هو بغل الطاحون، أرسله صاحبه إلى البركة ليشرب!. ص 73.
9ـ (القُل) بضم القاف هو القليل، ومنه قولهم: (ما لايدرك كله لا يُترك قُله)، وأكثر الناس يخطئون في رواية هذا المثل. ص91.
10ـ من أراد متعة الأدب، وطلب جيد الشعر، وأراد الإحاطة بأخبار الشعراء والمغنين، للذة الأدبية وتقوية الملكة البيانية، فلا يجد كتاباً أجمع لهذا كله من كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني.
وما منا إلا من كان (الأغاني) عُدته الأولى في إقامة اللسان وتجويد البيان، ولقد قرأته كله (وهو بضعة وعشرون جزءاً) ثلاث مرات، واستفدت منه في الأدب واللغة ما لم أستفد مثله في غيره. ص102
والخلاصة أن (الأغاني) كتاب من أعظم كتب الأدب، ولكن لا يجوز الاعتماد على صحة أخباره ولا يجوز أن يُنقل منه التاريخ، وصاحبه ـ على جلالة قدره في الأدب ـ رقيق الدين سيء السمعة بذيء اللسان، لا يوثق بروايته ولا بصدقه.
فاقرؤوا كتاب (الأغاني) للمتعة الأدبية ولتقويم الملكة البيانية، ولكن لا تصدقوا كل ما يرويه فيه ولا تعتمدوا عليه.ص104.
11ـ أريد أن أدلكم على شيء فيه لذة كبيرة، وفيه منفعة كبيرة، وتكاليفه قليلة. فهل تحبون أن تعرفوا ما هو؟
هو المطالعة. ولقد جربت اللذائذ كلها فما وجدت أمتع من الخلوة بكتاب. وإذا كان للناس ميول وكانت لهم رغبات، فإن الميل إلى المطالعة والرغبة فيها هي أفضلها. ص179.
12ـ خير ما يُقرأ هو القرآن، بشرط أن يُفهم ما يُقرأ، وقراءة سورة قصيرة مع الفهم والتدبر خير من ختمة بلا فهم ولا تدبر. القرآن أساس البلاغة في القول، فضلاً عن كونه أساس الهداية للقلب، وكونه دستور الحياتين وسبب السعادتين.
والذين تسمعون عنهم من بلغاء النصارى في هذا القرن ما بلغوا هذه المنزلة إلا بدراسة القرآن، كالشيخ ناصيف اليازجي وابنه إبراهيم اليازجي، وفارس الخوري، هذا وهم نصارى، ونحن أولى بهذا الكتاب. ص181.
13ـ من الأدباء من كنت أقرأ له فلا أبتغي بلاغة ولا لسناً ولا بياناً إلا وجدت عنده فوق ما أبتغي، فأتخيل شخصه وأتوهمه على أوفى ما يكون عليه المتفوه اللسن، ثم ألقاه فألقى الرجل الساكت الصموت الذي لايكاد يتكلم حتى تكون أنت الذي يسأله ويدفعه إلى الكلام، وإذا تكلم أخفى صوته ولطف حروفه حتى لا يُسمع منه ولا يفهم عنه.
ومن الأدباء من ألقاه في مجلس فأجد المحاضر الفياض الذي ينتقل من نكتة إلى نكتة ومن قصة إلى أبيات من الشعر، فيبتدع لها المناسبات ويلقيها بصوت قوي، ويتكئ على الحروف ويعظم مخارجها فأُكبره وأعظمه وأسأله أن يكتب مقالة أو ينشئ فصلاً، فيفر منه فراراً ويسوف ويعتذر، فإذا أُحرج وكتب جاء بشيء هو أشبه بسفرة المُسَحر، فيها من كل طعام لقمة، ولكن الحلو مع الحامض والحار مع البارد، وكل طعام مع طعام.
وقد تتبعت أحوال هؤلاء، فوجدت أكثرهم على غير علم ولا اختصاص، ولا يطالع بجد ولا يبحث بإمعان، ولا تدع له المجالس وقتاً لدرس ولا بحث، وإنما يحفظ الرجل منهم طائفة من الأخبار الأدبية والنوادر فيحملها معه أياماً يعرضها في كل مجلس، ويعيدها بعينها حتى ترث وتبلى وتصبح كالثوب الخلق، فيعمد إلى غيرها فيصنع به مثلما صنع بها، ولا يدرك الناس الفرق بينه وبين الأديب المبدع الباحث، فيطلقون على الاثنين اسم (الأديب).
فمتى يميز الناس بين الأديب الحق، وبين أديب المجالس. ص 233.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[15 Apr 2009, 12:32 ص]ـ
14ـ سألني سائل عن أسلوب الرافعي. وأسلوبه على أربعة أنواع:
(1) أسلوبه في كتاباته التي يتفلسف فيها ويكتب فيما يسميه (فلسفة الحب) ككتابه (رسائل الأحزان) وكتابيه الآخرين: (أوراق الورد) و (السحاب الأحمر)، وهو أسلوب معقد مصطنع ثقيل، وإن كان مملوءاً بالتشابيه النادرة، والاستعارات العجيبة، والصناعة البيانية.
(2) أسلوبه في تآليفه العلمية، ككتابه (تاريخ آداب العرب)، ومنه الجزء الخاص بإعجاز القرآن، وهو أسلوب جزل متين صحيح يشبه أسلوب الجرجاني في (دلائل الإعجاز).
(3) أسلوبه في مقالات (الرسالة) التي جمعها في كتاب (وحي القلم)، وهو أسلوب ممتاز، فيه بيان وبلاغة وفيه غالباً وضوح. وخيره ما كان على صورة قصة، كقصة (أمراء للبيع) و (قصة زواج).
(4) أسلوبه في النقد، وهو مملوء بالسخرية والتعالي والهمز واللمز، وإن كان نقده لطه حسين في كتاب (تحت راية القرآن) نقداً نظيفاً، أما نقده للعقاد في كتاب (على السفود) فهو هجاء بذيء، لذلك لم يطبع اسمه عليه.
أما أسلوبه في شعره فسهل واضح حماسي جداً، فيه مبالغات ولكنها مقبولة، وهو أنجح شاعر في نظم الأناشيد.
أما الذي يُنتقد عليه فهو اعتداده الشديد بنفسه وتعاليه على خصومه، وتعقيد عباراته وبذاءة ألفاظه أحياناً. لكنه في كتاباته كلها (إلا ما يسميه فلسفة الحب) يدافع عن الإسلام والعروبة ويقف لأعدائها بالمرصاد، وبقي أربعين سنة أو أكثر وهو الممثل الأول للأدب الإسلامي والمدافع عنه رحمه الله. ص245 ـ 246.
15ـ أنا لا أقول إن طه حسين ملحد زنديق، وأرى أنه يؤمن بالله، لكنه إيمان بوجوده وأنه الرب، وهذا لا يكفي ما لم يكن معه إفراده بالعبادة وأداء ما أوجب الله على عباده. وطه حسين من آثاره أنه سن سنة إدخال البنات الجامعات واختلاطهن بالشبان، وما نرى ونلمس من نتائج هذه السنة.
على أن الله لا يسألني يوم القيامة عن طه حسين ولا عن غيره، بل يسألني عن نفسي: ماذا أقرأ وماذا أنصح الشبان أن يقرؤوا؟ ويعاقبني إن كتمت الحق عنهم أو غششتهم فصرفتهم عنه. فهل أنصح الشبان بقراءة كتب طه حسين، وإن دعاه الصاوي يوماً (عميد الأدب العربي) فمشت الكلمة في الناس؟
الجواب: لا (لا) بالقول الصريح، و (لا) بالقلم العريض لأن لطه حسين كتباً فيها بلاء كبير ككتابه (مستقبل الثقافة) وكتباً فيها تمجيد للوثنيات اليونانية، وكتباً فيها الكفر الصريح.
ولقد كنت في مصر أدرس في دار العلوم سنة 1928م، ويومئذ صدر كتابه (الشعر الجاهلي) الذي يكذب القرآن صراحة، والذي ألفت عشرات الكتب في رده وإبطاله، من أشهرها كتاب الغمراوي (النقد التحليلي) وكتاب السيد الخضر (نقض كتاب الشعر الجاهلي) و (تحت راية القرآن) للرافعي، واتسعت القضية حتى دخلت الندوة البرلمان.
وكتبه تفيض بالتناقض يسوق الرأي ثم يعود فيأتي بضده. وما كان طه يوماً من كتاب الدعوة، ولا من أنصار الإسلام ولا رضي عنه الإسلاميون أبداً، حتى كتابه الذي قلت عنه إنه من روائع الأدب (الأيام) فيه عبارة أخجل من الله أن أرويها وترتجف أعصابي خوفاً من هذه الجرأة على الله، ولا أدري إذا بُدلت هذه العبارة أو عُدلت في الطبعات الجديدة من الكتاب، وهي قوله: إن الصبي (يعني نفسه) أضاع ما كان معه من القرآن كما أضاع نعله!
أستغفر الله، صحيح أن كتابه (مرآة الإسلام) ليس فيها ما يؤخذ عليه، ولكن النصيحة للمؤمنين والقول الحق في كتبه: أني لا أرى في قراءتها خيراً للشبان المتدينين، وأرى الابتعاد عنها لسلامة دينهم وضمان آخرتهم. ص253 ـ 254.
16ـ كتاب شذرات الذهب أدل القراء الذين لا يعرفونه عليه لينتفعوا منه، فهو تاريخ مفيد، بدأ من السنة الأولى للهجرة وانتهى إلى سنة ألف، يذكر في كل سنة ما كان فيها من الأحداث ومن مات فيها من الأعلام. ص 302.
وفي الختام هذا ما تيسر إعداده وتهيأ إيراده ويلي هذا الكتاب كتاب آخر بإذن الله من كتب الشيخ على الطنطاوي رحمه الله.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[16 Apr 2009, 03:15 م]ـ
الكتاب الثاني: فصول إسلامية.
الطبعة السادسة 1429هـ، دار المنارة.
(يُتْبَعُ)
(/)
1 ـ لقد قصر النساء الملاءة أصبعاً أصبعاً، حتى خرجن سافرات بالأكمام اليابانية، وحتى اختلط في الجامعات الفتيات المسلمات، بنات الصالحين، بالشباب الأجانب. فلنرجع إلى الصلاح خطوة خطوة وأصبعاً أصبعاً.
ولا تلقوا بالاً لمن يقول إنها (رجعية)، فإن هذا التكشف هو الرجعية لأن الناس ولدوا متكشفين وكانوا كذلك في فجر البشرية، ثم تحضروا فاستتروا. فالذي يدعو إلى التكشف هو الرجعي، وكل حمير الدنيا عراة مُباح (في عرفهن الحماري) العري والاختلاط!
وإنما يمتاز البشر بالتصون والتستر والعفاف. ص19.
2 ـ تفسير سورة الفاتحة:
(أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)
يطلب حمايته أولاً من عدو البشر الألد الذي يتربص به ويزين له الشر ويحبب إليه المعصية ويفضل له هذه الدنيا الزائلة ولذاتها الذاهبة على الآخرة الدائمة ونعيمها المقيم ويسأله أن يعيذه منه حين يقول: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
(بسم الله الرحمن الرحيم)
ثم يعلن الابتداء باسم ربه (بسم الله الرحمن الرحيم) لا باسم جلالة الملكة كما يقول الإنكليز ولا باسم الشعب كما نقول نحن ولا باسم صنم ولا وثن ولا باسم رابطة قومية أو حزبية أو رابطة منفعة أو مال بل بما هو أعلى من ذلك كله وأعظم وأسمى.
بما تمحى أمامه فروق اللون والجنس واللسان وما تسكت أمامه أصوات الشهوة والسيطرة والجاه والغنى وما يعود البشر أمامه عبيداً سامعين مطيعين متجردين للفضائل والخيرات: بسم الله.
(الفاتحة)
لكل كتاب بشري فاتحة:
مقدمة تجمل مقاصده وتوضح مطالبه، وهذه مقدمة الكتاب الإلهي الباقي الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والذي نزله الله وتعهد بحفظه.
(الحمد لله رب العالمين)
الحمد لله على نعمه التي لا تحصى نعمة الحياة، نعمة الصحة، نعمة الأمن، نعمة السمع والبصر، نعمة الأهل والولد. . .
إن الإنسان لا يعرف قيمة النعم إلا عند فقدها، إن سد أنفك الزكام عرفت قيمة الشم، وإن أغلق عينك الرمد عرفت قيمة البصر، وإن دهمك الخوف عرفت قيمة الأمن، وإن لويت قدمك فلم تقدر أن تمشي عرفت قيمة الرجل.
فتصوروا هذه النعم حين تقولون: (الحمد لله).
(رب العالمين)
هل تعرفون معنى الرب؟
ليس معناها الحاكم ولا الملك ولا الإله، الرب فيه معنى العناية والتربية والحفظ والإنماء.
الرب المربي، والعالمون جمع عالم فعالم الأرض وعالم النجوم وعالم السماء وعالم الجن وعالم الشياطين وعالم الملائكة والعوالم كلها هو حافظها وموجدها ومربيها.
فتصوروا هذه المعاني كلها حينما تقرؤون هذه الكلمات الأربع: (الحمد لله رب العالمين).
(الرحمن الرحيم)
وصف نفسه بالرحمة وكررها لتكرر رحمته، ولم يقل الجبار المنتقم، ولا القوي العزيز ولكن الرحمن الرحيم.
أشعرنا رحمته التي وسعت كل شيء. أترون رحمة الأم بوحيدها الذي ترضعه على صدرها؟
الله أرحم بعباده منها بولدها. إن الأم إذا أساء إليها ولدها أو خالفها أو استعمل مالها في معصيتها هجرته وحجزت المال عنه. والكافر يستعمل لسانه الذي أعطاه الله إياه في الكفر بالله والله يرحمه ويرزقه ويحسن إليه.
الفاجر يستعمل ماله الذي أعطاه الله إياه في معصية الله والله يرحمه ويرزقه ويحسن إليه.
وإن الله أنزل في الدنيا رحمة واحدة فبها يتراحم الناس وتعطف الأم على ولدها والأخ على أخته والرجل على امرأته وأبقى تسعاً وتسعين ليوم القيامة، ورحمة الله هذه من أولى النعم التي تستحق الحمد.
(مالك يوم الدين)
بعد أن يستشعر العبد رحمة الله يقول (مالك يوم الدين) فيستشعر عظمته، ليعلم أن الله رحيم فلا ييأس من رحمته وأنه جبار فلا يأمن بطشه.
ويوم الدين هو يوم القيامة، يوم يقف الناس جميعاً من قتل في الحرب ومن مات على فراشه، والذي أكله السبع والذي غرق في البحر والذي احترق وصار جسده فحماً يجمعهم الله جميعاً الأولين والآخرين فيقف الملك بجنب الصعلوك والغني بجنب الفقير وتسقط الفوارق ولا يبقى من فرق إلا بالعمل الصالح، هنالك ينادي المنادي (لمن الملك اليوم)؟ للسلاطين؟ للجبارين؟ للأغنياء؟
لا، بل (لله الواحد القهار). ذلك هو رب العالمين ومالك يوم الدين.
(إياك نعبد وإياك نستعين)
أي لانعبد إلا إياك ولا نستعين إلا بك.
(يُتْبَعُ)
(/)
والعبادة هي كل مافيه إقرار بالربوبية للمعبود، فالصلاة عبادة والسجود عبادة والدعاء عبادة والطواف بالقبور بنية التعظيم وقياساً على طواف الكعبة عبادة لغير الله.
والاستعانة هنا هي الاستعانة بما هو وراء الأسباب فلا تمنع الاستعانة بالطبيب على وصف الدواء ولا الاستعانة بالمحامي على حسن الدفاع ولا الاستعانة بأرباب الصناعات.
بل الاستعانة الممنوعة إلا بالله وحده هي طلب ماوراء الأسباب كمن يطلب من غير الله أن يشفي مريضه بلا علاج أو يرجع فقيده بلا بحث أو يطلق سجينه بلا شفاعة أو يفرج كربه بغير سبب مادي.
بعد أن حمدت الله على نعمه وعرفت أنه رب العالمين وأنه أرحم الراحمين وأنه هو مالك يوم الدين، وبعد أن نزهته عن الشريك (الشرك الظاهر والشرك الخفي) وخصصته وحده بالعبادة فإن الله يعلمك كيف تطلب منه ماينفعك، وقد أجمل لك الخير كله في كلمة واحدة: الصراط المستقيم.
(اهدنا الصراط المستقيم)
أي دلنا على الطريق الموصل إلى كل خير في الدنيا وفي الآخرة.
(صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين)
المغضوب عليهم عرفوا الحق ولم يتبعوه، ومنهم اليهود. والضالون لم يعرفوه ولم يتبعوه ومنهم النصارى. والذين أنعم الله عليهم عرفوه واتبعوه وهم الأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون.
(آمين)
أي الله استجب لنا وتقبل دعاءنا.
فصول إسلامية ص 75ـ79.
3 ـ هل يريد أحد منكم أن يتخرب بيته؟ ستقولون: وما هذا السؤال السخيف؟ لا، طبعاً.
ولكن إذا صدر قانون جاء فيه أن من تخرب بيته بالسيل أو بالرياح أو بأي آفة من الآفات التي لا عمل فيها للإنسان، تمنحه الدولة بدلاً عنه قصراً ضخماً. ألا تتمنون حينئذ أن يتخرب البيت؟
ستقولون الآن: نعم، لأنكم واثقون من أن الدولة إذا وعدت وعداً بقانون فإنها تفي به. والله عز وجل، وهو أصدق من الدولة قولاً وأوثق عهداً، تعهد للمؤمن بأن يعطيه بكل مصيبة تناله، صغيرة كانت أو كبيرة، من الشوكة التي تشك يده إلى موت الولد وذهاب المال، أجراً ينسى معه المصيبة ويتمنى لو أنها كانت أكبر ليكون الأجر عليها أكبر.
روى البخاري ومسلم في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى وغم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه).
أي أنه إذا جاء يوم القيامة ووضع الميزان ووزنت الحسنات والسيئات، فقلت حسناته وكثرت سيئاته، رأى المصائب التي كانت أصابته فصبر عليها ورضي بقضاء الله فيها، وقد وُضعت مع الحسنات فرجحت السيئات.
وروى مسلم: (عجباً لأمر المؤمن، إن أمر المؤمن كله خير له، إن أصابته سراء (نعمة) شكر (الله عليها) فكان خيراً له (أي كانت حسنة من حسناته)، وإن أصابته ضراء (مصيبة) صبر فكان خيراً له.
بل إن المصائب من علامات رضا الله عن العبد لأنها كفارة للخطايا ودفع لعذاب الآخرة. وروى البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من يرد الله به خيراً يُصب منه) وروى أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (في الحديث القدسي): (ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا (أي مات من هو عزيز عليه) ثم احتسبه (صبر ورضي بالقضاء) إلا الجنة).
فيا أيها المصابون المتألمون، هذه بشارة من رسول الله لكم، فاصبروا حسبة لتكون لكم الجنة، قبل أن تصبروا سلواً ونسياناً.
وأي مصيبة لم تُنسَ؟ وأي كبيرة لم تصغر؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الصبر عند الصدمة الأوالأولى). ص217 ـ 218.
بقية الفوائد تأتي تباعاً.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[21 Apr 2009, 02:42 م]ـ
4 ـ يقرأ المسلمون القرآن فيحركون ألسنتهم بلفظ كلماته وتجويد تلاوته، ولكن لا يفكرون في وجوب تحريك عقولهم لفهم معانيه، ويرون أن هذا هو الأصل في القراءة، كأن القرآن ليس إلا كلاماً معداً للتلحين ولا يُطلب منهم إلا التسابق إلى حسن تلحينه وإدارته على البيات والرصد والعجم وهاتيك الأنغام!
وصار البر بالقرآن كل البر، والعناية به كل العناية، أن نتقن مخارج حروفه ونفخم مفخمه ونرقق مرققه ونحافظ على حدود مدوده، ونعرف مواضع إخفاء النون وإظهارها ودغمها وقلبها والغنة بها.
(يُتْبَعُ)
(/)
القرآن الذي أنزله الله أمراً ونهياً ومنهجاً كاملاً للمسلم في حياته الخاصة وحياته الاجتماعية، يُكتفي منه بالتغني بألفاظه وتجويد تلاوته!
فهل ينفع القاضي أن يقرأ القانون مجوداً ثم لا يفهمه ولا يحكم به؟ وإذا تلقى الضابط برقية القيادة هل ينجيه من المحكمة العسكرية أن يضعها على رأسه ويقبلها ويترنم بها، ولا يحاول أن يدرك مضمونها.
بل لو رأيتم رجلاً قعد يقرأ جريدة حتى أتمها كلها من عنوانها إلى آخر إعلان فيها، فسألتموه: ما هي أخبارها؟ فقال: والله ما أدري، لم أحاول أن أتفهم معناها فماذا تقولون فيه؟ أما تنكرونه وتنكرون عليه؟
فكيف لا تنكرون على من يعكف على المصحف حتى يختم الختمة، وقد خرج منها بمثل ما دخل فيها، ما فهم من معانيها شيئاً؟
فمن أين جاءت هذه المصيبة؟ وأي عدو من أعداء الله استطاع أن يلعب هذه اللعبة فيحرم المسلمين من قرآنهم وهو بين أيديهم، وفي كل بيت نُسخ منه، وهو يُتلى دائما ًفي كل مكان؟ يحرمهم منه وهو في أيديهم وهو ملء أنظارهم وأسماعهم؟
مسألة عجيبة جداً والله!. ص228 ـ 230.
5 ـ نحن نُقر بهذه المبادئ الغربية التي تقول بفصل الدين عن العلم، والدين عن السياسة إنها صحيحة بلا شك بشرط أن تفهم معناها عند من وضعوها.
إن الغربيين الذين وضعوا هذه المبادئ يقصدون بالدين ما يحدد صلة الإنسان بالله، ومن هنا قالوا: (الدين لله والوطن للجميع)، ونحن نقول مقالتهم ونفصل بين الصلاة والصيام وبين السياسة والعلم.
ولكن الإسلام ليس ديناً فقط يحدد صلة الإنسان بالله، بل هو دين وتشريع وقانون دولي وأخلاق، وهو يحدد صلة الأفراد بعضهم ببعض، وصلة الأفراد بالدولة، وصلة الدولة بالدول الأخرى، ويرسم طريق الأخلاق والسلوك.
فالإسلام إذن ليس ديناً فقط لتطبق عليه هذه القواعد، بل هو نظام كامل للحياة لا يشابهه في هذا دين من الأديان التي يتبعها البشر. ص262 ـ 263.
وفي الختام هذا ما تيسر إعداده وتهيأ إيراده ويلي هذا الكتاب كتاب آخر بإذن الله من كتب الشيخ على الطنطاوي رحمه الله.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[05 May 2009, 09:55 م]ـ
الكتاب الثالث: من حديث النفس، الطبعة الثانية 1424هـ، دار المنارة.
1 ـ إن عمادي هذا القلم، وإنه لغصن من أغصان الجنة لمن يستحقها، وإنه لحطبة مشتعلة من حطب جهنم لمن كان من أهل جهنم!. ص127.
2 ـ كان الكتاب الذي نقرؤه في النحو (قواعد اللغة العربية) الجزء الرابع من الدروس النحوية لحفني ناصيف وأصحابه، وهو كتاب يغني المتأدب، بل الأديب، عن النظر في كتاب غيره، وهو أعجوبة في جمعه وترتيبه وإيجاز عبارته واختياره الصحيح من القواعد. ص193.
3 ـ كيف ثبتت العربية برغم النكبات الثقال التي مرت بها؟
كيف عجزت الدول التركية والفارسية التي تعاقبت على بلاد العرب من أيام الواثق على أن تقضي عليها؟
بل كيف استطاعت هي أن تقضي على عجمتهم وتدخلهم تحت لوائها؟
وما هو السر في قوة العربية وثباتها؟
إن السر في هذا الحصن المتين الذي حصنها الله به:
القرآن يا سادة، القرآن. ص195.
4 ـ ما المجد الأدبي؟
أهو أن يذكرك الناس في كل مكان وأن يتسابقوا إلى قراءة ما تكتب وسماع ما تذيع، وتتوارد عليك كتب الإعجاب وتقام لك حفلات التكريم؟
لقد رأيت ذلك كله، فهل تحبون أن أقول لكم ماذا رأيت فيه؟
رأيت سراباً. . . سراب خادع، قبض الريح!
وما أقول هذا مقالة أديب يبتغي الإغراب ويستثير الإعجاب، لا والله العظيم (أحلف لكم لتصدقوا) ما أقول إلا ما أشعر به. ص302.
وفي الختام هذا ما تيسر إعداده وتهيأ إيراده ويلي هذا الكتاب كتاب آخر بإذن الله من كتب الشيخ على الطنطاوي رحمه الله.
ـ[إبراهيم المصري]ــــــــ[06 May 2009, 07:27 ص]ـ
الأستاذ فهد
شكر الله لك، وأجزل لك المثوبة
وصبّ إليك شآبيب الرحمة والغفران
وجعلك من عباده الصالحين
وبارك الله في قلمك
وننتظر المزيد زادك الله من الخيرات والحسنات والبركات
والسلام عليكم
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[09 May 2009, 02:31 ص]ـ
ما شاء الله يا أخ إبراهيم أسأل الله أن يغفر لك ويبارك فيك ويتقبل منك هذه الدعوات الطيبات وأن يجمعنا بك في جناته.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[10 May 2009, 03:00 م]ـ
الكتاب الرابع: هتاف المجد، الطبعة الخامسة 1426هـ، دار المنارة.
1 ـ إن الإنكليزي أو الفرنسي، لا يتأخر عن شكرك إن ناولته المملحة على المائدة، ولا يقصر في الاعتذار إليك إن داس على رجلك خطأ في الطريق، وإن رأى كلباً مريضاً تألم عليه وحمله إلى الطبيب، وهو أنيق نظيف مهذب اللفظ لايستهين بذرة من هذه الآداب، ولكنه لا يجد مانعاً يمنع رئيس وزرائه أن يأمر فيصب النار الحامية على البلد الآمن، فيقتل الشيوخ والنساء والأطفال، ويدمر ويخرب ويذبح الأبرياء، ويفعل مالا تفعله الذئاب ذوات الظفر والناب، ويدعي أنه هو المتمدن؟!
أهذه هي المدنية؟ إن كانت هذه المدنية وهؤلاء هم المتمدنين فلعنة الله على المدنية وعلى أهلها. ص136.
2 ـ إن الجهاد إن لم يبدأ من البيت والمدرسة والجريدة، فلا يمكن أن ينتهي إلى الساحة الحمراء، فإذا أردتم أن تبلغوا نهاية الطريق فامشوا من أوله، إن شئتم أن تصلوا إلى أعلى السلم فابدؤوا من أسفله، فإن من يمشي من آخر الطريق يرجع إلى الوراء، ومن ينزل من رأس السلم يصل إلى الأرض. ص246.
وفي الختام هذا ما تيسر إعداده وتهيأ إيراده ويلي هذا الكتاب كتاب آخر بإذن الله من كتب الشيخ على الطنطاوي رحمه الله.
ملاحظة:
أحرص في غالب هذا الجمع على الكيف دون الكم، وأسأل الله أن أوفق إليه، فاعذروني على الإقلال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم المصري]ــــــــ[12 May 2009, 10:13 ص]ـ
أحسنت أحسن الله إليك
وما تفضلت به عن المدنية في النقطة الأولى من كتاب هتاف المجد ذكرني بقصة حكاها لنا أستاذنا الفاضل الدكتور مصطفى المشني
وخلاصتها أن ضابطا بريطانيا وجه سلاحه إلى رأس رجل أفريقي، ولم يجد هذا الأفريقي وسيلة لردّ هذا العدوان إلاّ بعضّ يد هذا الضابط ولكن الضابط عاجله بالقتل.
وبعد ذلك كتب الضابط في التقرير المرفوع إلى رئيسه " إنه - يعني الأفريقي - متوحش همجي لقد عضني وأنا أقتله"
لك مني الشكر ومن الله - إن شاء الله -الأجر
والسلام عليكم
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[20 May 2009, 09:44 م]ـ
الكتاب الخامس: مقالات في كلمات (الجزء الأول) الطبعة السادسة 2007م، دار المنارة.
1 ـ وقع مرة بيني وبين صديق لي ما قد يقع مثله بين الأصدقاء، فأعرض عني وأعرضت عنه، ونأى بجانبه ونأيت بجنبي، ومشى بيننا أولاد الحلال بالصلح، فنقلوا مني إليه ومنه إلي، فحولوا الصديقين ببركة سعيهما إلى عدوين، وانقطع ما كان بيني وبينه، وكان بيننا مودة ثلاثين سنة.
وطالت القطيعة وثقلت علي، ففكرت يوماً في ساعة رحمانية، وأزمعت أمراً. ذهبت إليه فطرقت بابه، فلما رأتني زوجه كذبت بصرها، ولما دخلت تنبئه كذب سمعه، وخرج إلي مشدوهاً! فما لبثته حتى حييته بأطيب تحية كنت أحييه أيام الوداد بها، واضطر فحياني بمثلها، ودعاني فدخلت، ولم أدعه في حيرته، فقلت له ضاحكاً:
لقد جئت أصالحك!
وذكرنا ما كان وما صار، وقال وقلت، وعاتبني وعاتبته، ونفضنا بالعتاب الغبار عن مودتنا، فعادت كما كانت، وعدنا إليها كما كنا.
وأنا أعتقد أن ثلاثة أرباع المختلفين لو صنع أحدهما ما صنعت لذهب الخلاف، ورجع الائتلاف، وإن زيارة كريمة قد تمحو عداوة بين أخوين كانت تؤدي بهما إلى المحاكم والسجون.
إنها والله خطوة واحدة تصلون بها إلى أنس الحب، ومتعة الود، وتسترجعون بها الزوجة المهاجرة، والصديق المخالف.
فلا تترددوا. ص 53 ـ 55.
2 ـ في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر، قرأته ألف مرة، ولكني ما انتبهت له إلا اليوم، وهو أنه لما أراد الهجرة إلى المدينة، خلف على بن أبي طالب، ليرد الودائع التي كانت عنده إلى أصحابها!!
الودائع ... ؟
كيف كان رجال قريش يستودعونه أموالهم وتحفهم، مع ما كان بينه وبينهم؟
لقد كان بين محمد وبين قريش لون من ألوان العداء، قل أن يكون له في شدته مثيل، هو يسفه دينهم، ويسب آلهتهم، ويدعوهم إلى ترك ما ألفوه، وما كان عليه آباؤهم، وهم يؤذونه في جسده وفي أهله وأصحابه، شردوهم إلى الحبشة أولاً، وإلى يثرب ثانياً، وقاطعوهم مقاطعة شاملة، وحبسوهم في الشعب ثلاث سنين. . .
فكيف كانوا مع هذا كله يستودعونه أموالهم؟
وكيف كان يحفظها لهم؟
هل يمكن أن يستودع حزب الشعب مثلاً أمواله رجلاً من الحزب الوطني؟ هل يأتمن الحزب الديموقراطي في أميركا مثلاً عضواً في الحزب الجمهوري على وثائقه؟
هل في الدنيا حزبان متنافران متناحران يودع أحدهما الآخر ما يخاف عليه من الضياع؟
هل في تواريخ الأمم كلها رجل واحد، كانت له مثل هذه المنقبة؟
رجل يبقى شريفاً أميناً في سلمه وفي حربه، وفي بغضه وفي حبه ويكون مع أعداء حزبه، مثله في شيعته وصحبه؟ وتكون الأمانة عنده فوق العواطف والمنافع والأغراض، وتكون الثقة به حقيقة ثابتة، يؤمن بها القريب والبعيد، والعدو الصديق؟
إنها حادثة غريبة جداً، تدل على أن محمداً كان في أخلاقه الشخصية طبقة وحده في تاريخ الجنس البشري، وإنه لو لم يكن بالوحي أعظم الأنبياء، لكان بهذه الأخلاق أعظم العظماء. ص112 ـ 113.
3 ـ رأيت البنت البارحة قد أخذت شيئاً من الفاصولياء وشيئاً من الرز، وضعتهما في طبق كبير من النحاس، ووضعت عليهما قليلاً من الباذنجان، ورمت في الطبق خيارة وحبات من المشمش .... وذهبت به، فقلت: لمن هذا يابنت؟ قالت للحارس، أمرتني سته أن أدفعه إليه.
قلت: ارجعي ياقليلة الذوق، هاتي صينية، وأربعة صحون صغار، وملعقة وسكيناً وكأس ماء، وضعي كل جنس من الطعام في صحن نظيف، فوضعت ذلك كله في الصينية مع الملعقة والسكين والكأس.
وقلت: الآن اذهبي به إليه.
فذهبت وهي ساخطة تبربر وتقول كلاماً لا يفهم.
فقلت: ويحك هل خسرت شيئاً؟ إن هذا الترتيب أفضل من الطعام، لأن الطعام صدقة بالمال، وهذه صدقة بالعاطفة، وذلك يملأ البطن، وهذا يملأ القلب، وذلك يذل الحارس ويشعره أنه شحاد مُنّ عليه ببقايا الطعام، وهذا يشعره أنه صديق عزيز أو ضيف كريم.
وتلك يا أيها القراء الصدقة بالمادة، وهذه الصدقة بالروح، وهذه أعظم عند الله، وأكبر عند الفقير، لأن الفرنك تعطيه السائل وأنت مبتسم له أندى على قلبه من نصف الليرة تدفعها إليه متنكراً متكبراً عليه، والكلمة الحلوة تباسط فيها الخادم، أبرد على كبده من العطية الجزيلة مع النظرة القاسية.
فيا أيها المحسنون، أعطوا من نفوسكم، كما تعطون من أموالكم، وأشعروا الفقراء أنكم إخوانهم، وأنكم مثلهم، وانزلوا إلى مكانتهم لتدفعوا إليهم الصدقة يداً بيد، لا تلقوها عليهم من فوق، فإن صرة الذهب إن وضعت في يد الفقير أغنته، وإن ألقيت على رأسه من الطبقة السادسة قتلته!. ص 296 ـ 297.
هذا ما تيسر إيراده من الجزء الأول من هذا الكتاب ويليه بإذن الله الجزء الثاني.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر الهلالي]ــــــــ[21 May 2009, 05:12 م]ـ
هل سنرى اللطائف التي في الذكريات؟.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[22 May 2009, 02:01 م]ـ
حياكم الله يا أبا عمر، وفيما يتعلق بفوائد الذكريات فهي جاهزة بأجزائها الثمانية وسأوردها بإذن الله قريباً، وفقك الله وبارك فيك وجعلنا وإياكم من المتعاونين على الخير الدالين عليه.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[27 May 2009, 11:51 ص]ـ
الكتاب السادس: مقالات في كلمات الجزء الثاني، الطبعة الثالثة 2004، دار المنارة.
1 ـ من أعظم الكتب التي قرأتها أثراً في النفس وجلباً للسعادة كتاب (دع القلق وابدأ الحياة) الذي ألفه ديل كارنيجي. ص59.
2 ـ روى الإمام ابن عبدالحكم في سيرة عمر بن عبدالعزيز، أن عمر كان يأمر أصحاب البريد أن يحملوا إليه كل كتاب يُدفع إليهم، فخرج البريد (الرسمي) من مصر يوماً، فدفعت جارية اسمها (فرتونة السوداء) مولاة رجل يسمى (ذا أصبح) كتاباً تذكر فيه أن جدار منزلها قصير وأنه يقتحم عليها منه فيُسرق دجاجها.
فكتب إليها عمر: بسم الله الرحمن الرحيم، من عبدالله عمر أمير المؤمنين إلى فرتونة السوداء مولاة ذي أصبح، بلغني كتابك وما ذكرت من قصر حائطك وأنه يدخل عليك فيه فيسرق دجاجك، وقد كتبت إلى أيوب بن شرحبيل آمره أن يبني لك ذلك حتى يحصنه مما تخافين إن شاء الله. والسلام.
فيا أيها القراء سألتكم بالله: هل تتصورن أن يكون في الدنيا شخص أهون على الناس وأدنى منزلة فيهم وأقل شأناً من هذه الجارية السوداء؟ وهل تتصورن أن يكون في الدنيا رجل أسمى مكانة وأكثر شغلاً وأعز وأكرم من عمر الذي كان يحكم وحده ما بين حدود فرنسا وحدود التبت، لا راد لحكمه ولا ناقض لإبرامه، وليس فوقه إلا الله؟ وهل تتصورن أن يكون في الدنيا موضوع أتفه وأسخف من جدار فرتونة ودجاجها؟
ومع ذلك لم تمنع عمر بن عبدالعزيز جلائل الأمور من أن يهتم بشكاة فرتونة، ويكتب بشأنها إلى والي مصر وقائدها العام أيوب بن شرحبيل، وأن يجيبها مطمئناً ومخبراً.
هذا خبر من آلاف الأخبار التي يطفح بها تاريخنا أسوقه إلى رجلين: رجل يزهد في تاريخنا ويحقره ويولي بوجهه تلقاء الغرب في كل شيء، يظن أن الخير لا يأتي إلا منه، والنور لا ينبثق إلا من جهته، وينسى أن الشرق تشرق منه الشمس، ومن الغرب تأتي الظلمات.
ورجل ولي ولاية، أو نال وزارة، فتكبر وتجبر، وطغى وبغى، وحسب أنه ساد الدنيا، فلم يعد يرد على كتاب ولا يحفل بشكاة ولا ينظر إلى أحد، لعله يتنازل فيرضى أن يكون بمنزلة عمر الذي كانت الدولة السورية كلها ضيعة واحدة في دولته، ثم لم يمنعه ذلك أن يهتم بحائط فرتونة السوداء ودجاجاتها، وأن يشغل والي مصر وقائد جندها بشأنها، وأن يرد بيده على كتابها!.
ألا تتنازلون يا سادتي من معاليكم فتكونوا مثل عمر؟!. ص 76 ـ 77.
3 ـ الناس ربما تركوا الفصيح، لأن العامة تستعمله، وجاؤوا بما لا أصل له في اللغة، كقولهم: (دهست السيارة رجلاً)، مع أن (دهس) لا أصل لها واللفظ الفصيح هو (دعس).
ومن الخطأ الشائع قولهم: (اغرب عني) بغين وراء، مع أنها (اعزب) بعين وزاي ومنه قوله تعالى: (لا يعزب عن علمه مثقال ذرة).
ومن ذلك قولهم: (مرأة) مع أنها (امرأة) فإن عُرّفت قيل (المرأة).
ومن الأخطاء الشائعة ـ في مصر ـ أنهم يؤنثون الرأس فيقولون: (هذه رأسي) و (رأسه ناشفة). ويجري هذا الخطأ على أقلام أكثر الكتاب، مع أن الرأس مذكر، والعرب لا يؤنثون الرأس ولا يرئسون الأنثى. ص210 ـ 211.
وفي الختام هذا ما تيسر إعداده وتهيأ إيراده ويلي هذا الكتاب كتاب آخر بإذن الله من كتب الشيخ على الطنطاوي رحمه الله.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[07 Jun 2009, 06:01 م]ـ
الكتاب السابع: ذكريات الشيخ علي الطنطاوي، الطبعة الخامسة 2007 م، دار المنارة.
فوائد الجزء الأول:
وأقول قبل أن أشرع فيها من سمع منكم بجهاد الكلمة والقلم وأحب أن يرى ذلك عياناً فليقرأ ذكريات الشيخ رحمه الله بأجزائها الثمانية وسيجد بغيته.
1 ـ كُتب عن الشيخ على الطنطاوي تحقيق في مجلة المسلمون ووضعوا صورته على غلاف المجلة فكتب معلقاً:
لماذا وضعتم صورتي على الغلاف؟
(يُتْبَعُ)
(/)
إننا نسمع أن فتاة الغلاف لا تكون إلا من ذوات الصبا والجمال فماذا يصنع القراء بصورة شيخ مثلي؟
ثم إنكم اخترتم صورة لي كبرتني وجعلتني أبدو أكبر من سني إن الذي يراها يظنها صورة عجوز في السادسة والسبعين، مع أني في الخامسة والسبعين فقط لاغير!!.
ص 38.
2 ـ كلمة (مقهى) فصيحة، و (أقهى) أي أدام شرب القهوة. ص53.
3 ـ كلمة فطس من العامي الفصيح. ص91.
4 ـ الأتراك يقولون للعالم (المولى) فلان، والأكراد يقولون (الملا) فلان، وأصلها المولى. ورأيت في جاوة لما زرتها عالماً اسمه الكيا دحلان، و (الكيا) لقب للعالم وليس اسماً، ومنه عرفت معنى اسم الفقيه الشافعي الكيا الهراسي. ص 105 ـ 106.
5 ـ أنا مثل خراش في تردده وحيرته لا في خلقه وصورته لأنه كما تعرفون (أو كما لا تعرفون) كلب وأنا بحمد الله بشر ص 185.
قلت يشير رحمه الله إلى قول القائل:
تكاثرت الظباء على خراش
فما يريد خراش ما يصيد
6 ـ فأنا اليوم، وأنا بالأمس، كما كنت في الصغر أمضي يومي أكثره في الدار أقرأ، وربما مر علي يوم أقرأ فيه ثلاثمئة صفحة. ومعدل قراءتي مئة صفحة، ومن سنة 1340هـ إلى هذه السنة 1402هـ اثنتان وستون سنة، احسبوا كم يوماً فيها واضربوها بمئة تعرفوا كم صفحة قرأت. ص211.
7 ـ من ظن أن التصريح باسم زوجته عيب أو حسب أنه مُخل بالمروءة فإني أخشى عليه الكفر، لأنه يكون قد نسب العيب والإخلال بالمروءة إلى أكمل البشر وأفضلهم محمد صلى الله عليه وسلم فقد ورد في الصحيح أنه صرح باسم عائشة وفاطمة و خديجة، ولم ير في ذلك عيباً.
واسم أمي رئيفة بنت الشيخ أبي الفتح الخطيب شقيقة الأستاذ محب الدين الخطيب. أما كيف تزوج بها أبي فأنا أمتنع عن ذكره. لماذا؟ لأنني لا أدريه! لا تعجبوا إذا قلت لكم أن الغرباء دُعوا إلى حضور العقد وأنا ولدها لم أدُع إليه. إي والله لم أدُع إليه، ولم أعلم به إلا بعد إتمامه بزمن طويل!!. ص 258.
هذا ما تيسر إيراده من فوائد الجزء الأول ويليه بإذن الله فوائد الجزء الثاني.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[10 Jun 2009, 05:50 م]ـ
الكتاب الثامن: ذكريات الشيخ علي الطنطاوي الجزء الثاني، الطبعة الخامسة 2007م، دار المنارة.
1 ـ الدعس كلمة فصيحة، أما الدهس فما لها في العربية أصل. ص69.
2 ـ إني أكتب اليوم عن أمي، ولكن كل واحد منكم سيقرأ فيه الحديث عن أمه هو
ألم يقل سبنسر: إن الجميع يبكون في المآتم ولكن كلا يبكي على ميته؟
فمن قعد يقرأ هذه الحلقة وله أم فليتدارك ما بقي من أيامها لئلا يصبح يوماً فلا يجدها ولا يجد ما يعوضه عنها.
وإن كانت عجوزاً أوكانت مريضة أو كانت مزعجة بكثرة طلباتها فاذكر أنها إن احتاجت إليك اليوم فلقد كنت يوماً أحوج إليها، وإن طالبتك أن تقدم لها من مالك فقد قدمت لك من نفسها ومن جسدها، وأنها حملتك في بطنها فكنت عضواً من أعضائها يتغذى من دمها، ثم وضعتك كرهاً عنها، انتزعت منها انتزاع روحها.
أما أبصرت يوماً حاملاً في شهرها التاسع بطنها إلى حلقها لا تستطيع أن تمشي من ثقل حملها ولا تستطيع أن تنام؟
وإن لم تر بعينك امرأة تلد أفما سمعت صراخها من ألمها؟
ألم يبلغك ما تقاسي وما تتعذب؟
لو سبب لك إنسان عشر هذا العذاب لأعرضت عنه ولهجرته هذا إن أنت رفقت به فما انتقمت منه ولا آذيته ولكن الأم تنسى بعد لحظات من خروج الولد ألمها ثم تضمه إلى صدرها فتحس كأن روحها التي كادت تفارقها قد ردت إليها، وتلقمه ثديها ليمتص حياتها فيقوى بضعفها ويسمن بهزالها أو يمدها الله بقوة من عنده فلا تضعف ولا تهزل ويقوى هو ويسمن.
وإن ضقت بطول حياة أمك، تخفي ذلك في أعماق نفسك وتنكره بلسانك فقد كانت ترى فيك حياتها، إن تبسمت أحست أن الدنيا تبسم لها والأماني قد واتتها، وإن بكيت بكى قلبها واسود نهارها، وإن مرضت هجرت منامها ونسيت طعامها، ترعاك ساهرة حتى تصبح، فإن أصبحت ظلت ترعاك حتى تمسي.
إنك لو أحببتها بقلبك كله لم توفها إلا واحداً بالمئة مما أولتك هي من حبها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن كان لك أب شيخ كبير محتاج إليك، فاذكر أنه طالما تعب لتستريح أنت وشقي لتسعد، ماجمع المال إلا لك وما خسر ماضيه إلا ليضمن مستقبلك، وأنه كان يعود من عمله محطماً مكدوداً فتثب إلى حجره وتقول له: بابا، وتمد يديك الصغيرتين لتعانقه، فينسى بك التعب والنصب، ويرى المسرات كلها قد جمعت له والمتاعب كلها قد نأت عنه.
واذكر أنه مازاد من عمرك يوم حتى نقص من عمريهما مثله، ولا بلغت شبابك حتى ذهب شبابهما، ولا نلت هذه القوة حتى نالهما الضعف.
أفئن بلغت مبلغ الرجال كان جزاؤهما منك الصدود والنكران!
إن الإنسان يربي كلباً فيفي له، وحماراً فلا يرفسه، ويطعم القط فلا يعضه، بل إن من الناس من يتألف صغار الأسود والنمور وأنواع الوحش فتأنس به وتأوي إليه وتلحس يده ـ.
ويفني الوالدان نفسيهما في الولد فينسى فضلهما ويجحد يدهما؟
يا عجبا ً!!
أيكون الكلب والحمار والقط والنمر أوفى من الإنسان؟!
وقد تجد في الناس من يظهر لك من حبه أكثر مما تظهر الأم ويظهر الأب، ولكن منهم من يحبك لمالك أو لجمالك أو لجاهك وصلاح حالك، فإن ساءت الحال أو ذهب الجمال أو قل المال أعرض عنك ولم يعد يعرفك.
أما الذي يحبك لذاتك ويبقى على حبك مهما تبدلت الحال بك فهو أمك وأبوك، لاتجد مثلهما.
فمن كانت له أم أو كان له أب فقد فتح له باب الجنة، فمن الذي يمر بباب الجنة مفتوحاً فلا يدخلها؟!
إني أكتب اليوم عن موت أمي، وقد كتبت من قبل عن موت أبي، وإن كنت أتمنى أن أخسر تسعة أعشار ما أملك من مال اقتنيته وكتب ألفتها، وشهرة نلتها ومناصب تقلدتها، وأن تكون بقيت لي أمي وبقي لي أبي.ص94 ـ 96
3 ـ من عيوبي، وعلى الكاتب أن يجنب قرّاءه عيوبه، أني أؤخر كل عمل إلى آخر وقته ثم أقوم مسرعاً أعدو كالمجنون لقد تركت الحكمة العربية الصحيحة (لا تؤخر عمل اليوم إلى الغد) وأخذت الكلمة الحمقاء للكاتب الفاسق أوسكار وايلد (لا تؤخر إلى غد ما تستطيع عمله بعد غد) لقد أضاع علي التسويف خيراً كثيراً في الدنيا وأسأل الله ضارعاً إليه ألا يضيع خير الآخرة. ص198.
4 ـ من عيوبنا صفة تكاد تكون فينا معشر العرب جميعاً، بقيت من عهد البداوة، هي الإفراط في الفردية. إن كل واحد منا يشعر أنه جماعة وأنه أمة وحده، يريد النفع لبلده لكن بشرط أن يجيء على يده، فإن جاء على يد غيره نَفِسهُ عليه وتربص به العثرات والسقطات. والواعظ يدعو الناس إلى الله ويرغبهم في التقوى، فإذا اتقوا عن طريق غيره وجد عليه وربما تنكر له!.
ونحن جميعاً نكره النقد ولا نصبر عليه ونضيق بالمعارضة ولا نحتملها، إن أنت نقدت ديوان شعر صرت عدواً للشاعر وإن تكلمت عن كتاب صرت خصماً لمؤلف الكتاب، لذلك قلّت فينا الأعمال الجماعية، وإن وجدت فقدت روحها وصارت غالباً مؤسسة فردية الفعل فيها لواحد والاسم للجماعة، كأن الله خلقنا على مثال الثوم (في شكله لا في ريحه) تأخذ رأس الثوم فتقشره فتجد فيه رؤوساً أصغر منه، فاقشر أحد هذه الرؤوس تلق فيها رؤوساً أخرى صغاراً، فنحن مثل الثوم كلنا رؤوس!. ص233.
5 ـ هل قرأتم كتاب (الفرج بعد الشدة) للقاضي التنوخي؟
لقد قرأته وعمري إحدى عشرة سنة، ثم قرأته أكثر من ثلاثين مرة وحفظت قصصه كلها من كثرة ما أعدت النظر فيه، وصححت من حفظي الكثير من أخطاء النسخة المطبوعة منه، ولو وجدت له نسخة مخطوطة صحيحة لحققته وأعدت نشره لأني صرت من أعرف الناس به فاقرؤوه ـ على كثرة أغلاطه ـ تجدوا فيه ما لا تجدون مثله في كتاب آخر من صور المجتمع العباسي ومصطلحات أهله، وأحوال الموظفين وأوضاع التجار، وأقل ما تستفيدون منه أنه يهون على المحزون منكم حزنه حين يرى أن من الناس من أصابه أكثر مما أصابه. ص372.
6 ـ عرفت شعر شوقي وحافظ والمطران من قديم، ولست أدري إلى الآن ما الذي جمع مطران بهما وحشره معهما، وما هو من طبقتهما ولا من أقرانهما، وما قرأت له عشرة أبيات متوالية يقال لها (شعر) حتى قصيدته المشهورة عن بعلبك ما هي إلا تاريخ منظوم وأفكار تمشي على الأرض، ليس فيها ما يطير إلى جو الشعر!. ص392.
هذا ما تيسر إيراده من هذا الجزء ويليه بإذن الله فوائد الجزء الثالث.
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[11 Jun 2009, 05:35 ص]ـ
تسجيل متابعة،
شوقتنى لقراءة كتبه.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[11 Jun 2009, 02:07 م]ـ
أسأل الله أن يوفقك أخي أحمد ويبارك فيك، وأشير عليك بعدم التردد بقراءة كتبه رحمه الله، لكن لعلك تبدأ مثلاً بكتاب صور وخواطر، وفصول في الثقافة والأدب، ومن حديث النفس، وسيتملكك أسلوب الشيخ وصدق كتاباته ثم بعد ذلك يمكنك الشروع في ذكرياته رحمه الله، وأحب أن أشير إلى أن ثمة مسائل يطرقها الشيخ في بعض كتبه قد لا يوافق عليها ولكن إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث. وفي الختام أسأله سبحانه أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[23 Jun 2009, 06:49 م]ـ
الكتاب التاسع: ذكريات علي الطنطاوي، الجزء الثالث، الطبعة الخامسة 2007م، دار المنارة.
1 ـ ما المجد الأدبي؟
أهو أن يذكرك الناس في كل مكان وأن يتسابقوا إلى قراءة ما تكتب وسماع ما تذيع، وأن تتوارد عليك كتب الإعجاب وتُقام لك حفلات التكريم؟ لقد رأيت ذلك كله، فهل تحبون أن أقول لكم ماذا رأيت فيه؟
سراب، قبض الريح. أغلق يدك على الريح ثم افتحها لا تلق فيها شيئاً.
لا والله، ما أقول هذا كلام أديب يتخيل ولكن، وأحلف لكم لتصدقوا: ما أقول إلا الحقيقة التي أشعر بها. ص252.
2 ـ كنت معجباً أشد الإعجاب بالرافعي، ولكن تبدل نظري إليه وحكمي عليه، وخير ما كتب (تحت راية القرآن) و (وحي القلم) أما ما يسميه فلسفة الحب والجمال في مثل (رسائل الأحزان) و (السحاب الأحمر) و (أوراق الورد) فأشهد أنه شيء لا يطاق، يتعب فيه القارئ مثل تعب الكاتب ثم لا يخرج منه بطائل.
وكنت معجباً بالزيات، ولا أزال معجباً به، وإن كان يحس القارئ بأنه يتعب بتخير ألفاظه ورصف جُمله.
أما زكي مبارك فأحسب أنه صاحب أجمل أسلوب، تقرؤه بلذة ولا تكاد تجد فيه فائدة!
ولقد قرأت كتابه (ليلى المريضة في العراق) خمس مرات، وما فهمت ما ليلى هذه؛ أهي حقيقة أم رمز؟ وهل يصف واقعاً أو يسرد خيالاً؟ ماذا يريد أن يقول، ما عرفت ولا وجدت من عرف. ولكنه على ذلك كلام جميل جميل. 286 ـ 287.
3 ـ لقد علمت الطلاب التمييز بين العبقري وبين النابغة: بشار عبقري ومروان بن أبي حفص نابغة، ومن قبله كان امرؤ القيس عبقرياً وزهير نابغة، ومن بعده أبو تمام عبقري والبحتري نابغة، المتنبي عبقري وأبو فراس نابغة، شوقي عبقري وحافظ إبراهيم نابغة.
العبقري يشق طريقاً جديداً، والنابغة يسلك الطريق المعروف ولكنه يجيء سابقاً في أول الركب. وقد يكون الطريق الجديد الذي كشفه العبقري وعراً أو ملتوياً، لذلك كان من صفات العبقري أنه يسبق حتى ما يتعلق أحد بغباره، وقد يتعثر ويتأخر، يعلو وينخفض. والنابغة يسير بسرعة واحدة غالباً، لا يسبق سبقاً بائناً ولا يتخلف تخلفاً شائناً.
ولقد طال الخلاف على أبي تمام والبحتري أيهما المقدم، فكان الحكم العادل ما قاله البحتري نفسه، قال: جيده خير من جيدي، ورديئي خير من رديئه. أي أن البحتري لا يسمو سمو أبي تمام ولا يسقط سقوطه.ص 405 ـ 406.
هذا ما تيسر إيراده من فوائد هذا الجزء ويليه بإذن الله فوائد الجزء الرابع.
ـ[محمد خليل الزروق]ــــــــ[23 Jun 2009, 07:18 م]ـ
أخي الكريم فهد، أشكرك على هذه الفوائد والنوادر
وأقترح عليك اقتراحا
لم لا تفهرس كتب الشيخ الطنطاوي، رحمه الله؟ ما دمت قد قرأتها، فاصنع كتابًا في فهرستها، خصوصًا الأعلام، وهي كتب غنية، وفيها كما ترى فوائد جمعت بطول العمر، وكثرة المطالعة، وإن كنت مختارا كتابا واحدا فاختر كتاب الذكريات. فإنه بالفهرسة تنتفع أنت وينتفع آخرون بهذه الآراء في الكتب والأشخاص، ويرجعون إليها عند الحاجة، وفيها تاريخ، وتراجم، ولطائف، ونظرات في الحياة متزنة وشرعية، لا تحصل إلا بالخبرة. الفهرسة تختصر على الباحث الجهد والوقت.
حياك الله وبياك، وأنجح في الخير مسعاك
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[24 Jun 2009, 07:28 م]ـ
حياكم الله يا أبا خليل وبارك فيكم، وسعدت جداً بمداخلتكم المباركة واقتراحكم النافع، وهو في غاية المناسبة، لكن أصدقك القول أن هذا الأمر يصعب علي جداً في ظل كثرة البحوث وتراكم الأعمال العلمية يشهد الله، وفي النفس آمال وتطلعات أسأل الله أن يمد في الأعمار على طاعته لتتحقق وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وأهلا بك أخي محمد مرة أخرى أخاً فاضلاً مباركاً.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[28 Jun 2009, 12:55 ص]ـ
ذكريات على الطنطاوي الجزء الرابع، الطبعة الخامسة 2007 م، دار المنارة.
1 ـ من المفارقات بل من المقارفات، أنه عُلق في أحد المدارس إعلان بوجوب المحافظة على الصيام ومراعاة حرمة شهر رمضان ومنع المجاهرة بالإفطار، مع التهديد بالعقاب الشديد. فأخذت أنور العطار، وأحمد مظهر العظمة وذهبنا إلى وزارة المعارف فسألنا عن غرفة من أمضى ذلك الإعلان، فدخلنا عليه فرحب بنا وأحسن استقبالنا قبل أن يعرف مقصدنا من زيارتنا، وقال: تريدون قهوة ولا شاي؟
قلنا: لقد جئنا لنشكر لك أنك قمت بما يرضي الله، وطلبت المحافظة على الصيام ومراعاة حرمة شهر رمضان. فخجل وأطرق برأسه. ص12.
2 ـ عبدالرحمن عزام حسبكم أن من كتبه كتاب (بطل الأبطال) وهو أجود مختصر أعرفه في شمائل الرسول عليه الصلاة والسلام.ص 34.
3 ـ فمن قرأ لي شيئاً أو استمع مني شيئاً فمكافأتي منه أن يدعو لي، ولدعوة واحدة من مؤمن صادق في ظهر الغيب خير من كل ما حصّلت من مجد أدبي وشهرة ومنزلة وجاه، ومن لذائذ الدنيا كلها. ص90.
4 ـ لو أحصيت معدل الساعات التي كنت أطالع فيها لزادت على عشر في اليوم، لأنني منذ الصغر شبه معتزل بعيد عن المجتمع. فلو جعلت لكل ساعة عشرين صفحة، أقرأ من الكتب الدسمة نصفها ومن الكتب السهلة نصفها، لكان لي في كل يوم مئتا صفحة. أتنازل عن نصفها احتياطاً وهرباً من المبالغة وخوفاً من الكذب (وإن كنت لم أكذب ولم أقل إلا حقا)، فهذه مئة صفحة في اليوم. فاحسبوا كم صفحة قرأت من يوم تعلمت النظر في الكتب وامتدت يدي إليها. سبعون سنة، في كل سنة اثنا عشر شهراً، في كل شهر ثلاثون يوماً، في كل يوم مئة صفحة. فإن هالكم الرقم فاحسموا منه نصفه، فكم يبقى؟. ص91.
5 ـ يقال في المثل: (مكره أخاك لا بطل). كذا حفظنا المثل، والصواب (أخوك). ص 147.
هذا ما تيسر إيراده من فوائد هذا الجزء ويليه بإذن الله فوائد الجزء الخامس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[06 Jul 2009, 10:14 م]ـ
الكتاب الحادي عشر: ذكريات علي الطنطاوي الجزء الخامس، الطعبة الخامسة 2007 م، دار المنارة.
1 ـ لما أراد مدير الأوقاف العام جميل بك الدهان (وكان بمثابة الوزير لأن الأوقاف لم تكن قد صارت وزارة) لما أراد أن يُصدر مجلة جمع لها أدباء الشام جميعاً وجعل رياسة تحريرها لأستاذنا سليم الجندي، وكنت أنا محرراً عنده، وجدته كتب مرة في افتتاحية المجلة كلمة (مواضيع)، مع أنه لما رد على اليازجي في كتابه (لغة الجرائد) وألف في ذلك كتاباً سماه (إصلاح الفاسد من لغة الجرائد) كتب فيه فصلاً طويلاً في منع جمع موضوع على مواضيع وبيّن أن الصواب فيها (موضوعات) فلما جاء يكتب نسي ذلك. فعلّقت على مقالته بهذه الجملة (قوله مواضيع خطأ صوابه موضوعات، كما قرر ذلك أستاذنا سليم الجندي في كتابه إصلاح الفاسد. . . فكانت نكتة. ص38 ـ 39.
قلت:
فما رأي فضيلة الشيخ عبدالرحمن الشهري في كتابتها في المنتدى في أسفل الصفحة.
2 ـ والذي نشرت إلى الآن وطُبع وهو في أيدي الناس يزيد على أربعة عشر ألف صفحة منها ما أودعته كتبي التي أصدرتها ومنها ما بقي في مجلات عرفتها وحفظتها، ومنها ما نسيت أين نُشر ولم أحتفظ بالجريدة ولا المجلة فضاع، ومنها كتب لا تزال مخطوطة.
ولما جئت أجمع مقالاتي، أضم النظائر والأشباه أؤلف من كل زمرة كتاباً، كان من أقرب كتبي إلى الطبع وأبعدها عن التصنع وأكثرها غلياناً كتاب (هتاف المجد).
ولا تقولوا إن جمع المقالات في كتاب يُفقد الكتاب معناه ويُذهب وحدة موضوعه، فإن هذا الكلام على صحته لم يأخذ به أحد. هاهم أولاء الكُتّاب الذين سبقونا وكانوا قبلنا، وقرأنا ما كتبوا واستفدنا منه، كلهم جمع مقالاته في كتب؛ من أمثال العقاد والمازني وطه حسين والرافعي والزيات، الذين كانوا أئمة الأدب وكانوا قادته وكانوا سادته. كل منهم جمع مقالاته في كتب. وإلا فخبروني: ما ذا يصنع بها؟ يرميها؟ يمزقها؟ يحرقها؟ حتى تضيع فيضيع معها أدب كثير ويُفقد بفقدها نفع كثير. ص41 ـ 42.
3 ـ الشيخ البشير الإبراهيمي هو عالم طلق اللسان ناصع البيان، يتدفق الكلام من فيه تدفقاً بلا لحن ولا زلل.
وقد كنا يوماً معاً في سيارة واحدة من القدس إلى دمشق، وكنت إلى جنب السائق حيث تعودت أن أركب دائماً. وكنا نتحدث، فتعبت رقبتي من الالتفات إليه لأنني لم أكن أتلو بيتاً من الشعر إلا قال: إنه لفلان الشاعر من قصيدة كذا، وسرد علي القصيدة كلها أو جلها.
فقلت: كيف حفظت هذا كله؟ قال: وأخبرك بأعجب منه، فهل تحب أن تسمع؟ قلت: نعم. فراح يقرأ علي مقالات لي كاملة مما نُشر في (الرسالة) أو مقاطع كثيرة منها، ما كنت أنا نفسي أحفظها. قلت: يا سيدي، الشعر فهمت لماذا تحفظه، فلماذا حفظت مقالاتي وما هي من روائع القول ولا من نماذج الأدب؟ قال: ما تعمدت حفظها، ولكني لا أقرأ شيئاً أحبه وأطرب له إلا علق بنفسي فحفظته.
فأظهرت (صادقاً) العجب منه والإعجاب به، وأضمرت في نفسي حقيقة استحييت أن أجهر بها، هي أنه مرّ علي دهر كنت أنا فيه كما قال. وأنا لا أزال أحفظ مقاطع كثيرة مما كتب المنفلوطي والرافعي والزيات والبشري وكرد علي وأمثالهم من أئمة البيان، مع صعوبة حفظ النثر وتفلته من الأذهان. أما ما أحفظ من الشعر فكثير كثير، وإن لم يبق منه إلا القليل، على أن هذا القليل الذي بقي في ذهني كثير والحمد لله. ص52.
هذا ما تيسر إيراده من فوائد هذا الجزء ويليه بإذن الله فوائد الجزء السادس.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[13 Jul 2009, 01:58 م]ـ
الكتاب الثاني عشر: ذكريات علي الطنطاوي، الجزء السادس، الطبعة الخامسة 2007م، دار المنارة.
1 ـ لما جئت مكة أدرّس في كلية التربية سنة 1384 هـ جاء ذكر مسألة فقهية ذكرتُ فيها الحكم في مذهب الإمام أحمد، فقام أحد الطلاب يرد علي بأدب بأن المذهب ليس على هذا وأن المسألة ليست كما ذكرت. فأطلت لساني عليه وقلت له: لقد درست اثنتي عشرة سنة حتى وصلت الجامعة وأنت لا تعرف الحكم في المذهب الذي يمشي عليه أكثر الناس في هذه البلاد. . وكلاماً من أمثال هذا، ما كان لي حق فيه وما كان بيدي مسوغ له، وهو ساكت لا يجيب.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلما رجعت إلى الدار فتحت كتب الفقه الحنبلي، فإذا المسألة كما قال الطالب لا كما قلت أنا. أفتدرون ماذا صنعت؟
جئت في الغد فقلت للطالب: أنا أعتذر إليك، لقد كنت أنا المخطئ وأنت المصيب، وأعتذر إليك مرة أخرى لأنك كنت مهذباً ولأنني لم أكن في التهذيب على ما يُطلب من العلماء فسامحني.
هل تظنون أن هذا الموقف نقص احترام الطلاب لي أو تقديرهم إياي؟ لا؛ بل أؤكد لكم أنهم زادوني تقديراً وأنهم استفادوا منه درساً لعله أكبر من الدروس التي تستفاد من الكتب. ص289 ـ 290.
2 ـ قال المتنبي:
والظلم من شيم النفوس فإن تجد ذا عفة فلعلة لا يظلم
هذا الذي قاله كذب، لأن من شيم النفوس العدل لا الظلم، والخير لا الشر، والإيمان لا الكفر؛ هذه هي الفطرة التي فطر الله الناس عليها. ورب بيت قاله الشاعر أفسد به أخلاق أمة؛ هذا أبو فراس، أما أفسد الناس حين قال: (إذا بت ظمآناً فلا نزل القطر)؟ أليست هذه هي الأثرة، أو ما يسمونه الأنانية؟ أين هذا من قول المعري:
فلا نزلت علي ولا بأرضي
سحائب ليس تنتظم البلادا
أو لم يفسد أو فراس بقوله: (لنا الصدر دون العالمين أو القبر)؟ إما أن يأخذ الطالب في الامتحان مئة على مئة أو الصفر؟ إما أن ينجح بدرجة ممتاز أو أن يختار الرسوب؟! أليس بين الصدر والقبر منزلة يمكن أن نأوي إليها وأن نقبل عليها؟ والذي قال: (وداوني بالتي كانت هي الداء)، هل كان صادقاً؟ ومتى كان الداء دواءً؟ لقد كذب الفاسق أبو نواس فما يكون الداء دواء أبداً. ص308 ـ 309.
3 ـ كانت في دارنا لوحة مكتوبة بخط فارسي جميل لها إطار ثمين، فيها حكمة حفظتها وأنا صغير ولا أزال دائماً أراها أمامي، هي: (أحسِن إلى من شئت تكن أميره، واحتج إلى من شئت تكن أسيره، واستغن عمن شئت تكن نظيره). ص 400.
هذا ما تيسر إيراده من فوائد هذا الجزء ويليه بإذن الله فوائد الجزء السابع.
ـ[إبراهيم المصري]ــــــــ[13 Jul 2009, 11:45 م]ـ
جزاك الله خيرا وأطعمك طيرا وزوجك بكرا
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[15 Jul 2009, 02:40 م]ـ
بارك الله فيك أخي إبراهيم وجزاك الله خيراً، وأسأل الله جل وعلا أن يجعلكم مباركين أينما كنتم.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[22 Jul 2009, 05:39 م]ـ
الكتاب الثالث عشر: ذكريات علي الطنطاوي، الجزء السابع، الطبعة الخامسة 2007م، دار المنارة.
1 ـ لو أن رجلاً مات عن بنت وولد وترك ثلاثين ألفاً فأخذت هي عشرة وأخذ هو عشرين، كان في بادئ الأمر مجال لسؤال سائل: لماذا أُعطيت هي أقل مما أخذ هو؟
ولكن الأمور تأخذ جملة ليُحكم لها أو عليها ولا تُفرق أجزاء، ولا نؤمن ببعض الكتاب ونكفر ببعض؛ فهو أخذ عشرين ثم تزوج فدفع منها مهراً، وأخذت هي عشرة ثم تزوجت فأخذت مهراً فوقها، ثم أخذ ينفق هو على بيته وزوجته وهي يُنفق عليها زوجها، فيتوفر ما معها وينقص ما معه هو، فلا تمر مدة حتى تنقلب الحال فتصير هي ذات العشرين ويبقى له هو العشرة أو لا يبقى له شيء. ص223 ـ 224.
2 ـ أنا أحب الغزالي من يوم أهدى إليّ شيخنا الشيخ عيد السفرجلاني رسالته (بداية الهداية) على أنني من حبي للغزالي أحمد الله على أنه ما مات حتى عرف أن المنقذ من الضلال الدليلان الظاهران على جانبي الطريق والنيران الهاديان إلى الغاية المقصودة، اللذان لا يضل من استضاء بضوئهما ومشى على هديهما، وهما: الكتاب والسنة.
رحمه الله فلقد كان عظيماً، وكتابه الإحياء عظيم، ولكن فيه أيضاً من أخطاء الصوفية وأخطارها الشيء العظيم. ص284 ـ 285.
3 ـ قال رحمه الله واصفاً سيارة ركب فيها:
وكنا قد ذهبنا في سيارة صغيرة قديمة أدركت عهد ما بين الحربين، فهي عجوز أكل عليها الدهر حتى شبع، وشرب بعد الأكل الشاي!. ص345.
4 ـ صحبتي للحيوانات قديمة، إذ كان من أوائل ما وقعت عليه يدي في مكتبة أبي كتاب (حياة الحيوان الكبرى) للدميري. وهو كتاب عجيب؛ فيه فقه، بل إنه يعد أقرب مرجع في معرفة ما يؤكل وما لايؤكل من الحيوان، وكتاب لغة، فهو يضبط الأسماء، وكتاب أدب، فهو يسرد الأخبار، وكتاب طبيعة فهو يشير إلى خصائص الحيوانات، وكتاب تاريخ فهو يلخص فيه مراحل طويلة من تاريخنا، وهو على ذلك كله مملوء بالخرافات والأوهام والأباطيل وما يدخل العقل وما لايدخله وما يُفسده ويعطله. ثم لما كبرت قرأت كتاب (الحيوان) للجاحظ فوجدت فيه تلك الألوان كلها، ولكن الذي فيه أعلى وأغلى، وحسبك أنه من تصنيف الحاحظ. ص349.
هذا ما تيسر إيراده من فوائد هذا الجزء ويليه بإذن الله فوائد الجزء الثامن.
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[22 Jul 2009, 08:17 م]ـ
اخي فهد
اظنني قرأت كثيرا مما طبع للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله
ولكن (كناشتك) تحوي روائع وانتقاء يدل على ذوق عال
سددك الله ونفع بك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[23 Jul 2009, 05:11 م]ـ
سلمت يداك دكتور يوسف وشكر الله لك لطفك وخلقك الرفيع.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[12 Aug 2009, 06:31 م]ـ
الكتاب الرابع عشر: ذكريات علي الطنطاوي الجزء الثامن (الأخير). الطبعة الخامسة 2007 م دار المنارة.
1 ـ أكثر ما يفيد ناشئة الأدب وينير لهم طريق الكتابة هو أحمد أمين، لأنه يأخذ من الحياة مشهداً يشهده أو قصة يسمعها أو خبراً يقرؤه فيبني مقالته عليه، و (فيض الخاطر) في رأيي أنفع كتاب يتعلم فيه المبتدئ الإنشاء. ص219.
2 ـ خبّرني بشارة الخوري الشاعر الذي لقب نفسه (لنصرانيته) بالأخطل الصغير، خبرني أنه جاوز العشرين ولم يقرأ شيئاً لأبي تمام ولا للبحتري ولا لابن الرومي. ص 324.
3 ـ لقد حاقت بالعربية نكبات واعترضت طريقها عقبات ونزلت بها من نوازل الدهر المعضلات، ولكن ما مر بها يوم هو أشد عليها وأنكى أثراً فيها من هذا الأدب المزور الذي سميتموه (أدب الحداثة). إنه ليس انتقالاً من مذهب في الشعر إلى مذهب ولا من أسلوب إلى أسلوب، ولكنه لون من ألوان الكيد للإسلام بدأ به أعداؤه لما عجزوا عن مس القرآن لأن الله الذي أنزله هو الذي تعهد بحفظه، فداروا علينا دورة و جاءونا من ورائنا. وكذلك يفعل الشيطان، يأتي الناس من بين أيديهم وعن أيمانهم ومن وراء ظهورهم. فعمدوا إلى إضعاف الإسلام بإضعاف العربية؛ إنها بدعة لم يسبق لها من قبل نظير، إنها ردة عن البلاغة كالردة عن الإسلام التي كانت عقب انتقال الرسول عليه الصلاة والسلام إلى الرفيق الأعلى، ولكنها ردة (كما يقول أخونا الأستاذ أبو الحسن الندوي): ردة ولا أبا بكر لها. ص376.
4 ـ من الشعراء المعاصرين شاعر عندي ديوانه في مكتبتي في الشام اسمه رستم (ونسيت بقية الاسم) ديوانه كله من النمط الذي يمكن أن تسميه العامي الفصيح.
وفي أول الديوان بيتان عالقان في ذهني هما:
قالوا: متى يطلع ديوانكم؟
فوقعوا في غلطة مفظعة
صوابه: ينزل إذ أنه
في الطابق الأعلى من المطبعة
ص 397.
هذا ماتيسر إيراده من كتاب الذكريات بأجزائه الثمانية وفيها من الفوائد واللطائف أضعاف ما ذكرت، أسأل الله أن يغفر لكاتبها وأن يتغمده بواسع رحمته وأن يجمعنا به في جناته.
يعقب هذه الذكريات كتاب آخر من كتب الشيخ علي رحمه الله.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[11 Oct 2009, 04:51 م]ـ
الكتاب الخامس عشر: فصول اجتماعية، الطبعة السابعة 2008، دار المنارة.
1 ـ سبحان مقسم الأرزاق:
حدثني الشيخ صادق المجيدي، سفير الأفغان سابقاً في مصر، أنه كُلف مرة بمهمة سياسية عاجلة في روسيا. وخاف أن يمر ببلد لا تؤكل ذبيحة أهله شرعاً، وكان عنده دجاجتان فأمر بذبحهما، واتخذت له زوجته سُفرة (السُفرة زاد المسافر) منهما حملها معه. فلما وصل إلى طاشقند دعاه شيخ مسلم، فكره أن يأخذ الدجاجتين معه إلى دار الشيخ، ورأى في طريقه امرأة مسلمة فقيرة معها أولادها ورأى الجوع بادياً عليهم وعليها، فدفع إليها الدجاجتين. فلم تمض ساعة حتى جاءته برقية أن ارجع فقد صُرف النظر عن المهمة. فكانت هذه الرحلة لأمر واحد، هو أن الدجاجتين كانتا في داره ولكنهما ليست له ولا لأهله؛ إنهما لهذه المرأة وأولادهما، فطبختهما زوجته وحملها بنفسه أربعة آلاف كيل ليوصلهما إليها!.
ص 100 ـ 101.
عدد صفحات الكتاب ثلاثمئة صفحة، الثلث الثاني منه مقالاته قيمة، ولولا طولها لأوردت شيئاً منها.
هذا ما تيسر إيراده ويليه بإذن الله كتاب آخر من كتب الشيخ رحمه الله أسكنه فسيح جناته.
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[15 Oct 2009, 01:55 م]ـ
واصل، جُزيت الخير.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[10 Jan 2010, 05:14 م]ـ
الكتاب السادس عشر: في سبيل الإصلاح، الطبعة السادسة 1427هـ، دار المنارة
(يُتْبَعُ)
(/)
1 ـ مما نكاد نراه كل يوم من الحوادث وما يكاد يعرف له كل قارئ شبيهاً ومثيلاً، حين يأتيك الرجل من أصدقائك أو جيرانك متذللاً متواضعاً، مظهراً للتقى والأمانة، يسألك أن تقرضه مالاً قد تكون أنت في حاجة إليه في يومك أو غدك ويذكرك الكرم والثواب؛ وربما استعان عليك بمن لا يُرد طلبه عندك فتعطيه ما يريد، تضعه في كفه خالياً به، تستحي أن يشهد عليه شاهداً، أو تأخذ به كتاباً، مع أن الله أمر بكتابة الدين إلى الأجل المسمى أمر ندب واستحباب، لا أمر إيجاب وافتراض، فيأخذه منك ويذهب شاكراً فضلك، مثنياً عليك ثناءً يخجلك ويضايقك؛ ثم لا تراه بعد ذلك ولا تبصر له وجهاً فتفتش عنه لتسأله رد المال وقد انقضت مدة الدين، وتجددت حاجتك إليه، فيروغ منك، وينأى عنك. . فتطرق بابه، فيقال لك: هو غائب عن الدار، فتعود إليه في الصباح فيقال: هو نائم، فترجع بعد ساعة فيقال: خرج. . فتبتغي له الوسائل وتتشفع إليه بالأصدقاء فيلقاك شامخ الأنف مصعراً خده، ويقول: (يا أخي، أزعجتنا بهذا الدين، ما هذا الإلحاح الغريب؟ أتخاف أن آكله. .!) وينتهرك وأنت تداريه، ثم إن كان (رجلاً طيباً) دفع إليك الدين، ولكن قرشاً بعد قرش، وورقة بعد ورقة فتريق في استفياء دينك ماء وجهك، وتنفق فيه الثمين من وقتك، ثم لا تنتفع منه بشيء. وإن لم يكن صاحب ذمة أكل الدين كله، وصرخ فيك حيثما لقيك: (ما لك عندي شيء، اشتك في المحاكم!)، وهو يعلم أنه لا سند في يدك، ولا بينة لك عليه، وهبك أخذت منه كتاباً بدينك، أفتصبر على طول المحاكمة ومتابعتها وتأجيلها وتسويفها، إن ضياع المال أهون من إقامة الدعوى به.
ومثل هؤلاء المقترضين (الأفاضل) مستعيرو الكتب، أولئك الذين تركوا في قلبي غصصاً حلفت بعدها بموثقات الأيمان أني لا أعير أحداً كتاباً، ولم أنج مع ذلك منهم، ولم يرد لي إلى الآن كتاب (كشف الظنون) الذي نسيت من استعاره مني منذ إحدى عشرة سنة. ولهؤلاء المستعيرين نوادر شهدت منها العجب، منها أن أستاذاً محترماً في قومه جاءني مرة يلتمس إعارته جزءاً من تفسير الخازن من خزانة كتبي، ليراجع فيه مسألة ويرده إلي عاجلاً، ففعلت؛ وانتظرت أربع. . أربع سنوات والله، ثم ذكرته به؛ فغضب وقال: (لإيش العجلة يا أستاذ لم أراجع المسألة بعد. .!).
والذي يذكر منهم صاحب الكتاب ويتنازل فيرده إليه، يرده مخلوع الجلد ممزق الأوصال. وأنكى منه المستعير المحقق المدقق الذي يرى في الكتاب موطنا ًيحتاج إلى تعليق، فيكتب التعليقة التي يفتح الله بها عليه، على هامش كتابك بالحبر الصيني الذي لا يمحى ولا يكشط، ويذيلها باسمه الكريم!!
وربما كان هذا المدين المماطل، وذلك الذي يأكل الدين وينكره، والذي يستعير الكتاب ويمسكه، ربما كانوا عند العامة من أقطاب الوقت وأولياء الله الكبار؛ ذلك لأن الناس جهلوا حقيقة التقى وبدلوا معناه، فكان التقي في صدر الإسلام هو الذي يتقي المحارم والمظالم ما ظهر منها وما بطن، ولايدخل جوفه ولا جيبه إلا طيباً حلالاً، ويفر من مواطن الشبهات، ولا يطلب المال إلا لإمساك الرمق ونيل القوام، والعيش عيش القناعة والرضا، ولا يأخذه إلا من حله. ولم يكن الرجل ليشهد للرجل بالتقوى إلا إن صحبه في سفر، أو عامله في مال؛ فصار التقي اليوم من يكبّر عمامته، ويطول لحيته، ويوسع كمه، ولا تفارق تده سبحته، ولا يقف لسانه عن ذكر؛ ومن يتوقر ويطيل المكث في المساجد. وهذا كله حسن لا اعتراض عليه، غير أن حسنه ينقلب قبحاً أبشع القبح إذا اتخذه صاحبه أحبولة يصطاد بها الدنيا.
فكيف السبيل إلى إفهام هؤلاء الناس ما هي حقيقة التقى كيلا يعظموا اللص ويجعلوه ولياً مباركاً، ولا يغتروا بالصلاح المجاني الذي لا يكلف صاحبه مالاً، بل يجمع به المال؟!. ص142 ـ 146 بتصرف يسير.
بقية الفوائد تأتي تباعاً بإذن الله.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[07 Feb 2010, 07:40 م]ـ
2 ـ قد تقولون: كيف نصنع ليسود السلام ويشمله الهدوء؟
أنا أقول لكم؛ مقالة مجرب حكيم، فاستفيدوا إن شئتم من حكمتي وتجربتي. هذه (أقراص) سهلة البلع، عظيمة النفع، فيها شفاؤكم من هذا الداء:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولها: أن الزواج يبدأ بالحب والعاطفة، والحب أوله حلاوة وآخره مرارة، فهو يعمي البصر، ويصم الأذن ويغطي العيوب، فإذا زال الغطاء، ولا بد يوماً أن يزول الغطاء، وبدا المحجوب من العيوب، وظهر المستور من الأمور وافتقد الزوجان لذة الحب فلم يجداها، انتهى شهر العسل، وبدأت سنوات العلقم، فتجرعا العمر كله مرّها، وقاسياً ضرها. والدواء ألا يرقب الزوجان المحبة والعشق، فالحب عمره كعمر الورد، لا يعيش إلا أمداً قصيراً، ومن طلبه بعد عشر سنين من الزواج كان كمن يطلب من وسط القبر من العظام والرمم الغادة الحسناء والفاتنة الهيفاء. لا، ولكن مودة وإخلاص وحب كحب الأصدقاء والإخوان.
وثانيها: أن الرجل يغتفر لصديقه ما لايغتفر لزوجته، ويحمل منه ما لايحمل منها، ويتسامح معه فيما لا يتسامح فيه معها، وما ذلك إلا لأنه يصدق هذه الخرافة التي تقول: إن الرجل والمرأة كليهما مخلوق واحد، فهو يريد منها أن تفكر برأسه، وهي تريد منه أن يحس بقلبها، مع أن الناس كخطوط مستطيلة وفيها اعوجاج يسير، فإذا كانت متباعدة بدت للعين متوازية متوافقة تضيع من البعد هذه الفوارق الصغيرة بينها، فإذا تدانت وتقاربت، بانت الفجوات، فأنت تصحب الصديق عشرين سنة، فلا ترى بينك وبينه اختلافاً ثم ترافقه أسبوعاً في سفر، تنام معه وتأكل وتشرب فترى في هذا الأسبوع ما لم تره في السنين العشرين، فتشنئوه وتبغضه وقد كنت تحبه وتؤثره.
والله لم يخلق اثنين بطباع واحدة، لا الصديقين ولا الزوجين، فليكن الزوجان متباعدين قليلاً، حتى لا يظهر الاختلاف بينهما وليكن بينهما شيء من الكلفة والرسميات. . كما يكون في عهد الخطبة وأوائل الزواج، ولتكتم عنه بعض مافي نفسها، فإنه ما تكاشف اثنان إلا اختلفا. وما زالت الكلفة إلا زالت معها الألفة، لأن المرء يتظرف ليظرف، ويتلطف ليلطف، ويساير الناس ليحبه الناس، فإن لم يفعل ثقل عليهم، وأنا أعرف رجالاً من أهل النكتة والظرف، يحرص الناس عليهم في مجالسهم لخفة أرواحهم، وحلاوة أحاديثهم إذا دخلوا بيوتهم كانوا أجهم الناس وجهاً، وأيبسهم لساناً، وأثقلهم نفساً وماذاك إلا لإسقاط الكلفة، وإذهاب المجاملة.
ثالثها: أن الرجل يمشي في الطريق فلا يرى إلا نساء في أحسن حالاتهن قد طلين وجوههن، وجملن ثيابهن، ثم يدخل داره، فيرى زوجه على شر هيئة، وأقبح صورة: مصفرة الوجه، قذرة الثوب، منغمسة في أوضار المطبخ أو غارقة في غبار الكنس، فيظن أن نساء الطريق من طينة غير طينتها، وأن عندهن ما ليس عندها، فيميل إليهن وينصرف عنها، والدواء أن تكون المرأة عاقلة، فلا تجعله يراها إلا في الهيئة التي تخرج فيها من بيتها، وتستقبل عليها ضيفها، ولا تدعه يبصرها نائمة ولا يراها بغير زينة، ولا يطلع عليها في مباذلها وأعمالها.
ورابعها: أنه لا بد لكل شركة أو جماعة من رئيس، فإذا كان في المركب رئيسان غرق المركب، ولو كان في السماء والأرض إلهان فسدت السماء والأرض فلا بد من ترئيس أحد الزوجين، والرجوع عند الاختلاف إلى رأيه، واعتراف الثاني برياسته وعلى الرئيس بعد أن يكون حاكماً بعدل ورفق، وعلى المرؤوس أن يكون طيعاً بفهم واحترام.
وخامسها: أنه لا بد لدوام المودة من اغتنام الفرصة لإظهار العاطفة المكنونة بحديث حلو، أو مفاجأة منه: هدية ولو صغرت، وطرفة ولو قلت، واهتمام منها بصحته وراحة نفسه ومطعمه وملبسه وكتبه، وأن يصبر كل منهما على غضب الآخر وتعبه.
ياسادة: إن مشكلات البيت هينة سخيفة، ولكنها إن استفحلت نغصت العيش وسودت وجه الدنيا، ولم ينفع معها ملك ولا مال. ص 293 ـ 296.
وإلى كتاب آخر من كتب الشيخ رحمه الله.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[25 Feb 2010, 03:36 م]ـ
الكتاب السابع عشر: نور وهداية، الطبعة الأولى 2007م، دار المنارة.
الباب الذي لا يغلق في وجه سائل:
ماذا يصنع الإنسان في ساعة الخطر؟ إن كل إنسان ـ مؤمنا ًكان أو كافرـ يعود في ساعة الخطر إلى الله، لأن الإيمان مستقر في كل نفس حتى في نفوس الكفار، ولذلك قيل له كافر، والكافر في لغة العرب (الساتر)، ذلك أنه يستر إيمانه ويغطيه، بل يظن هو نفسه أن الإيمان قد فُقد من نفسه، فإذا هزته الأحداث ألقت عنه غطاءه فظهر.
(يُتْبَعُ)
(/)
لما قدمت المملكة سنة 1382 هـ أقمت سنة في الرياض (ثم جئت مكة فلبثت فيها إلى الآن)، وكان معنا فيها رجل من الشام لا أسميه، كان مقيماً في الرياض هو وأمه، فعرض له عمل اقتضى سفره إلى لبنان. وكرهت أمه هذا السفر لئلا تبقى وحدها فلما حلّ موعده حمل ثقله (أي حقائبه وأشياءه) إلى المطار، فسلمه إلى الشركة وذهب إلى بيته على أن يأتي الفجر ليسافر. ورجا أمه أن توقظه قبيل الفجر، فلم توقظه حتى بقي لموعد قيام الطيارة ثلاثة أرباع الساعة، فقام مسرعاً وأخذ سيارة وحث السائق على أن يبلغ به المطار ويضاعف له الأجر، وجعل يدعو الله أن يلحق بالطيارة قبل أن تطير. ولما وصل وجد أنه لا يزال بينه وبين الموعد ربع ساعة، فدخل المقصف وقعد على الكرسي فنام، ونودي من المكبر على ركاب الطائرة أن يذهبوا إليها فلم يسمع هذا النداء، وما صحا حتى كانت الطيارة قد علت في الجو! وكنت معه، فجعل يعجب كيف دعا الله بهذا الإخلاص دعاء المضطر ولم يستجب له. وجعلت أهون الأمر عليه وأقول له: إن الله لا يرد دعوة داع مخلص مضطر أبداً، ولكن الإنسان يدعو بالشر دعاءه بالخير، والله أعلم بمصلحته منه.
وأهمه الغضب والحزن عن إدراك ما أقوله. أفتدرون ماذا كانت خاتمة هذه القصة؟ لعل منكم من يذكر طيّارة شركة الشرق الأوسط التي سقطت تلك السنة وهلك من كان فيها. هذه هي الطيارة التي حزن على أنها فاتته!
إن الإنسان قد يطلب من الله ما يضره، ولكن الله أرحم به من نفسه. وإذا كان الأب يأخذ ولده الصغير إلى السوق فيرى اللعبة فيقول: أريدها، فيشتريها له، ويبصر الفاكهة الجملية فيوصله إليها، ويطلب الشكلاطة فيشتري له ما يطلبه منها، فإذا مر على الصيدلية ورأى الدواء الملفوف بالورقة الحمراء فأعجبه لونه فطلبه، هل يشتريه له وهو يعلم أنه يضره؟ إذا كان الأب وهو أعرف بمصلحة ولده لا يعطيه كل ما يطلب لأنه قد يطلب ما لا يفيده، فالله أرحم بالعباد من آبائهم ومن أمهاتهم.
وقد وقع لي مرة أن دعانا كبير أسرتنا، الدكتور طاهر الطنطاوي الذي توفي من زمن بعيد رحمة الله عليه، إلى جمع في بيته يضم أفراد الأسرة جميعاً، وأعد لهم مائدة وضع فيها كل ما يلذ ويطيب وهيأ لهم كل ما يسرهم ويرضيهم. وذهبت إلى الاجتماع وكنت منشرح الصدر، فما لبثت فيه إلا نصف ساعة حتى ضاق صدري وأحسست كأن دافعاً يدفعني إلى الخروج وأنني إن بقيت اختنقت.
واستأذنت بالانصراف فعجبوا مني، وكنت أعجب من نفسي ولا أعرف سبباً لهذا الذي حل بي. وفسد الاجتماع وضاع ما كانوا يتوقعونه من المسرة والانبساط وألقوا اللوم عليّ، وأنا أعذرهم ولا أدري لما فعلت سبباً. وكانت داره في سفح جبل قاسيون في منطقة اسمها حي العفيف، وخرجت، ومرّ بي الترام وكان فارغاً، وهممت بأن أصعد إليه، ثم أحسست كأن يداً قوية تصدني عنه وتمنعني من ركوبه، فمشيت على رجلي ولا أعرف إلى أين أنا ذاهب.
وثقوا أني أصف لكم ما وقع كأنه وقع بالأمس، وقد مرّ عليه الآن أكثر من ثلاثين سنة. ما مشيت إلا قليلاً، وكان الطريق مقفراً والليل ساكناً، فوجدت امرأة تحمل ولداً وتسحب بيدها ولداً، وهي تنشج وتبكي وتدعو دعاءً خافتاً لم أتبينه. فاقتربت منها وسألتها: ما لك يا أختي؟ فنفرت مني وحسبتني أبتغي السوء بها. ونظرت إليّ، فلما رأت أنني كهل وأنه لا يبدو عليّ ما تخشاه نفضت لي صدرها وشرحت لي أمرها، وإذا قصتها أنها من حلب وأن زوجها يعمل موظفاً في دمشق، وأنه طردها من بيته وهي لاتعرف أين تذهب، وما لها إلا خال لاتستطيع الوصول إلى مكانه.
فقلت لها: أنا أوصلك إلى بيت خالك، واذهبي من الغد إلى المحكمة فارفعي شكواك إلى القاضي. فازداد بكاؤها وقالت: وكيف لي بالوصول إلى القاضي وأنا امرأة مسكينة، والقاضي لا يستقبل مثلي ولا يستمع إليه؟
وكنت أنا يومئذ قاضي دمشق، فقلت لها: لقد استجاب الله دعاءك يا امرأة لأنك مظلومة، ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، وأنا القاضي، وقد استخرجني الله من بين أهلي وجاء بي إليك لأقضي إن شاء الله حاجتك، وهذه بطاقتي تذهبين بها غداً إلى المحكمة فتلقينني.
بقية مواقف هذه الفائدة تأتي تباعاً.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[15 Apr 2010, 05:15 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ولما جئت مكة كنت أقعد مع طائفة من الإخوان كل يوم في موضع المكبّرية قرب سدة المؤذنين، وكان يقعد معنا كهل كبير السن فلسطيني صالح لا يكاد يفارق المسجد، جاء محرما ًمع بنت له وبنت أخيه. وكنت أستمع إلى حديثه وأحبه لأنه كان صافي القلب صادق اللهجة صالحاً فانقطع عنا أياماً طويلة، وسألت عنه فلم أجد من يعرف مكانه أو يعرف اسم بنته أو بنت أخيه، ثم جاءنا يمشي على رجليه بعد خمسة عشر يوماً، فقلت له: أهلاً يا أبا فلان، أين كنت وما هذه الغيبة التي غبتها عنّا؟
فقال: اسمعوا أحدثكم حديثي، وثقوا أنني إن شاء الله لا أقول غير الحق. لقد أصابني ألم في رجلي لم أعد أستطيع معه أن أجلس عليها،فضلاً عن أن أقوم واقفاً أو أن أخطو ماشياً. وبقيت على ذلك هذه الأيام كلها، والبنتان تخدمانني وتعتنيان بي حتى أحسست منهما بعض الضيق والملل، فتوجهت إلى الله وصرخت صرخة سُمعت من أقصى الدار: يا الله! يا رب، لا اعتراض على قضائك، ولكن لماذا لا تشفيني؟ (يقولها بلهجته العامية المخلصة) ألم أدعك؟ ألم تقل يا رب ادعوني أستجب لكم؟ فها أنا ذا دعوتك فلماذا لم تستجب لي؟
وقال كلاماً طويلاً لا يخرج عن هذه المعاني. قال: وسمعتني البنتان ـ وكان ذلك وسط الليل ـ فقامتا من فراشيهما، وأقبلتا عليّ تتعجبان مني تقولان: مع من تتكلم؟ وكنت غائباً عن نفسي متوجهاً إلى الله بكل قلبي ومشاعري، فنبهني كلامهما وأرجعني إلى نفسي وإلى ما حولي، وأحسست كأنني صحوت من حلم، أو كأنني كنت أحلّق في الجو بلا جناح وأنني هبطت إلى الأرض، وسكتّ وصرفتهما إلى منامهما. وكانت رجلي متصلبة لا أستطيع تحريكها، وإذا بها تتحرك، وإذا بالآلام التي كنت أجدها قد زالت كلها. وجربت أن أقعد فقعدت كالذي ليس به مرض، ثم حاولت أن أقوم فقمت ليس بي شيء. وكنا بضعة عشر رجلاً نستمع منه هذا الحديث، فما شك واحدٌ منا في صدق كلمة مما جاء فيه. وعندي من أمثال هذه الأخبار الكثير، وفي كتاب (الفرج بعد الشدة) للقاضي التنوخي، بل إن في كتاب (دع القلق وابدأ الحياة) كثيراً من أمثالها.
فمن استنفد الأسباب وغُلّقت في وجهه الأبواب فليمدد يديه وليقل: (يا الله)، يجد الله سميعاً مجيباً كريماً رحيماً، وما خاب قط امرؤ قال: (يا الله)!.83 ـ 88.
بقية الفوائد تأتي تباعاً بإذن الله.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[15 Apr 2010, 06:49 م]ـ
أحسنت أحسن الله إليك، ودونك بعض فرائده ـ رحمه الله ـ:
الاحتفال بالمولد [1] ( http://www.fustat.com/hadarat/tantawi_3.shtml#_ftn1)
للأستاذ علي الطنطاوي (رحمه الله)
المستشار في محكمة النقض
- 1 -
رأيت للاحتفال بالمولد في دمشق صوراً شتى. الصورة الأولى قديمة جداً، ولكنها لا تزال واضحة في نفسي.
كنت صغيراً، وكنا نسكن في «العقيبة»، في دار من هذه الدور المتلاصقة المتداخلة، المبنية من اللبن والطين، على غير هندسة ولا نظام، وكان أهل الحارة كلهم كأبناء الأسرة الواحدة، يتشاركون في الأثاث والمواعين، ويتقاسمون الأفراح والأتراح، فجاء جيراننا يوماً يستعيرون منا السجاد والمصابيح والكراسي، يحملونها إلى دارهم، فعجبتُ وسألتُ، فقالوا: أن عندهم «مولد».
وصعدت العشية على «الطبلة»، - «الطبلة» في عامة أهل الشام جدار رقيق من أعواد الخشب تسترها طبقة من الطين- وجعلتُ أنظر ماذا في بيت الجيران، فإذا أنا أرى الغرف و «المَشرَقة» قد فرشت كلها بالسجاد، وعلقت فيها الأضواء، لا أعني الكهرباء، فلم تكن قد دخلت يومئذ البيوت، ولكن «الكازات» من كل لون وشكل، من «الشمعدانات» التي توضع على «الكِتْبِيّات» وذوات المرايا التي تركز على الحيطان، و «الكازات» الكبيرة التي تعلّق كالثريات. وامتلأت الدار بعشرات من النساء يختلن بجديد الثياب، ثم وضعت في وسط المجلس أوعية كبيرة فيها أوراق ملونة ملفوفة على هيئة الورد، وجاءت امرأة كبيرة فقعدت في الصدر، وجعلت تقرأ شيئاً لم أكن أدري ما هو، وكلما سكتت سكتة غنت الحاضرات غناء رخواً ممططاً، ثم وزعت الأوراق، وأرسل إلينا منها، فرأيت فيها الفستق «الملبّس» بالسكر .. وعلمت بعدُ أن الذي قرأته هو «مولد العروس».
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان المولد يُقرأ كلما ولد مولود، أو قدم مسافر، أو شفي مريض، أو قضيت حاجة، وربما نذروه نذراً، وربما وصلوه بـ «ليلية»، و «الليلية» في عُرف تلك الأيام، حفلة غناء وطرب، يغني فيها من يحسن الغناء من القريبات والصديقات، وإن كانت في دار الموسرين الذين لا يبالون الخلق والدين، دعوا بعض المغنيات المحترفات، وكنّ قليلات، ومن غير المسلمات.
- 2 -
ومرت أيام فسمعت يوماً ضجة من المئذنة، لا هي بالأذان «المشروع» ولا هي بالتذكير «المبتدع»، وتبينت في الضجة غناء مستعجل الأداء، متوثب النغمة، حفظت منه هذه الكلمات:
طه [2] ( http://www.fustat.com/hadarat/tantawi_3.shtml#_ftn2) ياحبيبي سلام عليك – سلام عليك
يا مسكي وطيبي سلام عليك – سلام عليك
فسألت أمي، ما هذا؟ فقالت: مولد!
قلت: أين الأضواء؟ وأين الملبس؟ وأين النساء؟
قالت: هذا مولد المئذنة.
فعرفت أن المولد نوعان، وأن مولد المئذنة غير مولد البيت. وعلمت بعد ذلك، أن من أراد تلاوة هذا المولد، أعطى المؤذن شيئاً من المال، فصعد المنارة فصدح به، وبما قام به الواحد أو الجماعة، ولكل من ذلك سعر، ولا تزال هذه البدعة المؤذية في بعض الأحياء إلى الآن، يأتي بها المؤذن في أي ساعة من ليل أو نهار، لا يبالي بنائم يوقظه، ولا بمريض يزعجه، ولا بمشغول يعطله، ولا بدين يشرع فيه ما لم يأذن به الله!
- 3 -
ولما كبرت ودخلت المدرسة، قال لي رفاقي يوماً:
-امشِ إلى الأموي نحضر المولد.
قلت: مولد النساء، أو مولد المئذنة؟
قالوا: لا هذا ولا ذلك، ولكن مولد الجامع.
وذهبت أنظر إلى ضرب ثالث من الموالد، فوجدت على باب الجامع حرساً شديداً، يأذنون للرجال، ويمنعون النساء والأولاد، فمشينا إلى الباب الثاني فمُنعنا، ووجدنا باب العمارة ما عليه إلا «حسكي» [3] ( http://www.fustat.com/hadarat/tantawi_3.shtml#_ftn3) واحد، فغافلناه ودخل واحد منا، فلحقه الحسكي يطرده، فدخل الباقون، وصاح بنا ولحقنا، فاحتمينا بالحرم.
ووجدنا الناس متحلقين تحت القبة، وأوعية الملبّس في الوسط، وكانت كبيرة، وكانت كثيرة، وحضر الحكام والوزراء فقعدوا على السدة اليمنى مما يلي المحرات، وجاء الضباط الفرنسيون (وكان ذلك في أعقاب ميسلون) فصعدوا من الدرج الدوار إلى السدة العليا، التي يقوم عليها المؤذنون، وجاء شيخ فقرأ مثلما قرأت المرأة في مولد البيت، ولكنه كان (كما علمت بعد) مولداً آخرا اسمه (مولد البرزنجي)، وكان كلما قرأ فصلاً من فصوله المسجّعة، قال:
عطر اللهم قبره الكريم بعرف شذيّ من صلاة وتسليم
اللهم صلي وسلم وبارك عليه.
ثم غنى المغنون قصائد فيها ذكر الوصل والهجر، والحب والجمال، وأشياء من هذه البابة [4] ( http://www.fustat.com/hadarat/tantawi_3.shtml#_ftn4) قالوا إنها مدح للرسول صلى الله عليه وسلم!
فلما بلغ خبر الولادة – وبدأت سيرته صلى الله عليه وسلم، لم يسرد سيرته كما ينتظر كل عاقل أن يكون، قطع الكلام ووقف وقام الناس يقرؤون الصلاة الإبراهيمية بنغمة عجيبة ...
ثم داروا بالملبّس، وتزاحم الناس عليه – وتكاثروا، حتى ألقوا الصرر على الأرض، وألقوا بأنفسهم عليها، والفرنسيون ينظرون إلينا ويضحكون علينا ...
- 4 -
ثم صرت أذهب مع أبي [5] ( http://www.fustat.com/hadarat/tantawi_3.shtml#_ftn5) وجماعة العلماء من إخوانه، إلى دارالسيد محمد بن جعفر الكتاني، وكان يسكن في دار من دور الأمراء الجزائريين، في زقاق النقيب في العمارة، وكانت قاعات الدار كلها، وصحنها وإيوانها، تمتلئ يوم المولد بالناس، وفي كل قاعة جفنة عظيمة (منسف) فوقه خروف كامل، فكان الناس يدخلون فيأكلون وينصرفون، ويجيء غيرهم، ويجدد الخروف. وكان الشيخ يقرأ شيئاً من الشفاء للقاضي عياض أو نحوه من الكتب، فكان لوناً جديداً من ألوان الاحتفال بالمولد.
- 5 -
ثم كانت سنة 1925، وكانت البلاد تتمخض بالأحداث، وتتشوف إلى الثأر لموقعة ميسلون، وكان حادث (أدهم خنجر) والتجائه إلى حمى (سلطان الأطرش)، وخفر الحكومة جوار سلطان، وهجومه على المخفر وانتزاعه البلد من الدرك، وجاء يوم المولد على أثر ذلك، ولم يكن الشاميون يحتفلون به احتفالاً شعبياً من قبل، ولكنهم وجدوا فيه في ذلك العام منفذاً لغضبهم المكتوم، فتسابقت أحياء دمشق إلى إخراج المظاهرات الكبيرة، وكان هتافها أول الأمر:
(يُتْبَعُ)
(/)
صلى الله على محمد صلى [الله] عليه وسلم
على النغمة المعروفة، ينقسم المتظاهرون قسمين، هذا يقول جملة، وذلك يرد بالجملة الأخرى، ثم أخذوا يهتفون بالاستقلال، وبالدعوة إلى الثورة، وأنا أحفظ من هتافهم يومئذ قولهم:
قم يا «سراي» [6] ( http://www.fustat.com/hadarat/tantawi_3.shtml#_ftn6) وارحل عنا عندنا رجال بارودهم غنّى
واشتد الهياج ومزقت الأعلام الفرنسية وديست، وكان صدام وعراك وجرحى، فلما كان الليل بدأ الثوار يخرجون إلى الغوطة، فكان يوم المولد مولد الثورة.
- 6 -
وفي ربيع الأول منه 1350هـ، أرادت جمعية الهداية الإسلامية (وكان قد مرّ على إنشائها شهور) أن تحتفل بيوم المولد، فاقترحتُ عليها لوناً جديداً من الموالد، هو أن أعدّ محاضرة ألقيها إلقاء بدلاً من المولد المسجع الذي يتغنى به غناء، ووافق أعضاؤها بعد تردد، وكان الحفلة في قاعة المحاضرات في المجمع العلمي العربي، ومهدت لذكر الولادة، وحملت الناس على الوقوف وقراءة الصلاة الإبراهيمية على نحو ما ألفوا في المولد.
وقد طبعت هذه المحاضرة ووزعت على الحاضرين، ونجحت التجربة، ولكنها لم تتكرر.
- 7 -
ومنذ سنة 1920 أخذ الاحتفال بالمولد شكلاً آخر، فصار مباراة بين الأحياء في نصب الأقواس الكبيرة في مدخل كل حي، والأقواس الصغيرة أمام كل دكان، وتزيينها بأغصان الشجر وبالسجاد، وبمصابيح الكهرباء تشغل الليل كله، وكانت الحركة الوطنية على أشدها، يديرها رجال الكتلة الوطنية، ويحركها الطلاب. وكنت ريئس لجان طلبة دمشق، فكان أسبوع المولد سلسلة حفلات في كل حي حفلة يتصدرها كلها الوطنيون. أذكر منهم هاشم الأتاسي وشكري القوتلي وزكي الخطيب ولطفي الحفار وإخوانهم. وكان خطباؤهم من الكهول هؤلاء الزعماء والشيخ بهجة البيطار وجودة المارديني، وكنت أخطب بيها أنا وطائفة من الشباب.
وتحول الاحتفال من «موالد» وملبس وغناء، إلى اجتماعات وطنية تنتهي دائماً بمظاهرات صاخبة وصدام مع قوى الانتداب.
- 8 -
وفي سنة 1943 كان المدير العام للأوقاف صديقنا الكبير جميل الدهان، فاقترحت عليه أن يجعل الاحتفال الرسمي بالمولد في جامع بني أمية، محاضرة في سيرته، وقصيدة في مدحه، وكان ذلك، وألقيتُ أنا المحاضرة والشاعر أنور العطار القصيدة، وافتتح الحفلة شيخ القراء الشيخ محمد الحلواني، والقارئ الشيخ عبده العربيني، رحمهما الله، ولكن لم يتركوا المولد والغناء جملة، بل أبقوا فصلاً منه، يقرأ على الأسلوب القديم، واستمر العمل على ذلك إلى اليوم.
- 9 -
ولما تم الاستقلال، واستقرت الحال، كثر المتعلمون، المطلعون على ما كان عليه السلف، فعلموا أن الاحتفال بالمولد ليس قربة لذاته، وليس عبادة من العبادات المقصودة، ولكنه باب للدعوة إلى الله، والتذكير به، ولم يكن السلف يحتفلون به، لأنه ليس عيداً شرعياً، فالأعياد في الإسلام اثنان: الفطر والأضحى، لا ثالث لهما، ولأنهم كانوا يذكرون الله دائماً، ويتدارسون سيرة رسوله في كل يوم، فلم يكونوا يحتاجون إلى يوم معين يجعلونه للتذكير والدرس.
ورأى هؤلاء المتعلمون أن سيرة كل عظيم تبدأ بمولد، وقراء هذه الموالد يختمون إذا ذكر المولد. وإن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يعرف أنه نبي، وما كان يدري ما الكتاب ولا الإيمان، ولما جاءه الوحي لم يعرف ما هو حتى خبّره به ورقة بن نوفل، وهذه الموالد تزعم أن جدّه عرف أنه نبي، وأمه عرفت أنه نبي، حتى الوحوش عرف نبأ نبوته عند ولادته وتباشرت به.
ورجعوا إلى كتب الحديث، يقابلون ما في هذه الموالد عليها، فرأوا أن أكثر هذه الأخبار التي ترويها الموالد لم يصحّ به الخبر عن رسول الله.
ونظروا في هذه الأغاني التي يدعونها الأناشيد النبوية، فرأوا في بعضها الكفر وفي بعضها ما هو قلة أدب وإساءة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وفتحوا كتب الفقه ينظرون ما حكمها فرأوا فيها كراهيتها والتنفير منها. فتركوا ذلك كله، وجعلوا حفلات المولد محاضرات في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وخطباً تصف عظمته، وقصائد في تمجيده، ولعل هذه المحاضرات تنسق وترتب حتى تستوعب السيرة كلها، فتجمع هذه الحفلات المتفرقة، في أسبوع يخصص كل سنة لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، على نحو ما كان في «أسبوع المتنبي» و «أسبوع المعري» و «أسبوع الجاحظ» وغيرهم، ممن كانوا هم وأمثالهم جميعاً ثمرة الروضة التي غرسها محمد.
- 10 -
على أن الاحتفال الحق بمولد الرسول، إنما يكون بالاقتداء به، والاهتداء بهديه، والرجوع إلى الكتاب الذي نزل عليه، والوقوف عند حدوده، وإحلال حلاله، وتحريم حرامه، وأن يكون في كل بيت كتاب في سيرته، يقرأ الأب فصلاً منه كل ليلة على أولاده حتى يسلكوا سبيله، ويتخلقوا بأخلاقه، فيكون العمر كله احتفالاً بذكرى المولد، وتعظيماً لها.
هذا هو الطريق، فإن لم تسلكه – كان ما يلقي الخطباء في هذه الحفلات، وما يسمع الناس منها، حجة عليه. نسأل الله التوفيق في الدنيا والنجاة في الآخرة.
[1] ( http://www.fustat.com/hadarat/tantawi_3.shtml#_ftnref1) مجلة حضارة الإسلام، العدد الثالث، ص 29 - 36، آب 1961م
[2] ( http://www.fustat.com/hadarat/tantawi_3.shtml#_ftnref2) طه ليس من أسماء الرسول. فمن سمى ولده طه أو ياسين، فكأنما سماه حا ميم أو ألف لام ميم.
[3] ( http://www.fustat.com/hadarat/tantawi_3.shtml#_ftnref3) الحسكي خادم الأموي خاصة، وهي كلمة عامية لعلها منسوبة الحسكة وهي الشمعدان عند المغاربة ..
[4] ( http://www.fustat.com/hadarat/tantawi_3.shtml#_ftnref4) من هذه البابة أي من هذا القبيل.
[5] ( http://www.fustat.com/hadarat/tantawi_3.shtml#_ftnref5) توفي رحمه الله في شعبان سنة 1343 هـ.
[6] ( http://www.fustat.com/hadarat/tantawi_3.shtml#_ftnref6) الجنرال سراي المفوض السامي الأحمق المجرم الذي أمر بضرب دمشق بالمدافع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[15 Apr 2010, 06:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاختلاط في الجامعات
كُتبت سنة 1971م ([1])
أشهد أولاً أن ((المجتمع)) إحدى المجلات القليلة الواعية التي عرفتها في حياتي, كـ ((الفتح)) لخالي محب الدين الخطيب رحمه الله, و ((البصائر)) التي كان يحررها صديقي الشيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله, و ((البعث الإسلامي)) و ((الرائد)) لإخواننا ((النَّدْوييين)) في لَكْنَو في الهند, وقريب منها أو مثلها ((البلاغ)) و ((الوعي الإسلامي)) و ((حضارة الإسلام)).
وإني لتصل إليّ أعداد من ((المجتمع)) , ولكنها تأتي إليّ بعد صدورها بعشرين يومًا, فأحب أن أعلّق أحيانًا على بعض ما أجد فيها ولكني أجد أن وقت التعليق قد فات, وأنه لا يصل إلى المجلة إلا بعد صدورها بشهر أو أكثر, فأدعه.
ولو كنت قريباً منها لأعنتها على جهادها, ولأصليت هؤلاء المنحرفين نار الحق التي تذيب غش نفوسهم وتكشف زيفها وزيغها.
وأنا -وأن شخت وولّى شبابي- لا تزال فيَّ بحمد الله بقية تسّر الصديق وتكبت العدوّ وتؤيد الحق, كبقية القوة في الأسد العجوز التي تكف لصدّ وقاحة الثعالب.
ولكن ما قرأته في عدد 28 رمضان 1391 (رقم 86) عن ((ندوة الجامعة)) وحملة ((الرأي العام)) هالني وأدهشني, ورأيت من الواجب عليّ أن أكتب فيه, ولو جاء ما كتبت متأخراً عن موعده.
أنا أعرف أمثال هؤلاء الشباب, وأنا واقف على حقيقة أمرهم؛ إنهم يميلون إلى المرأة ويحبون أن يستمتعوا بجمالها, وكانوا (أو كان أكثرهم) في أوروبا أو أمريكا يرون اللذات هناك مباحة والمتع معروضة, فلما عادوا حنّوا إلى ما كانوا فيه من الانطلاق وضاقوا بما وجدوا من القيد والحجاب, فهم يألمون ممّن يحرمهم هذه المتعة المشتهاة كما يألم الصبي إذا منعته قطعة الحلوى التي يطلبها.
ولا يدري الصبي أن قطعة الحلوى لا تُنال سرقة ولا خطفاً ولا غصباً, ولكن بالثمن, فإن جاء بثمنها وصل إليها.
وهؤلاء مثله؛ لا يدرون (أو يدرون ويتناسون) أن المتعة بالمرأة إنما تكون بالزواج.
إن عمل المتزوج الزواج الشرعي وعمل الفاحش واحد في حقيقته, فلماذا يقيم المتزوج الحفلات ويطبع البطاقات ويضيء المصابيح ويدعو الناس, ويفر الآخر بصحابته إلى بقعة منعزلة أو غرفة موصدة, أو يتستر بستار الفن والرياضة والروح الجامعية, ليخفي حقيقة مقصده وما يخفي صدره؟
لماذا يكون المتزوج آمنًا مطمئنًا, ويكون الآخر حذرًا خائفًا مترقبًا؟ ذلك لأن الأول كمَن يدخل المطعم ونقوده في يده, فيقعد أمام المائدة ويطلب القائمة ويأكل على مهل, والآخر يخطف الطعام ويهرب به والناس يلحقونه, فهو يعدو ويأكل في عَدْوه, فيحرق الطعام حلقه أو يقف في بلعومه!
هذه هي الحقيقة؛ إنهم لا يريدون إلا الاستمتاع ببناتنا مجاناً, ولو كانت في أول الأمر متعة النظر والكلام. يريدون أن يأكلوا الطعام ولا يدفعوا الثمن.
إنهم ((لصوص)). لا تستكبروا الكلمة ولا تستنكروها, فإنها من باب تسمية الأشياء بأسمائها, فمَن غضب منها كان كلابس الأسمال الوسخة الممزقة, يغضب على آلة التصوير لأنها لم تخرج صورته لابسًا الحلة الجديدة. ثم إني لا أسمّي أحدًا بعينه ولا أصف أحدًا بذاته, فلماذا الغضب؟
نعم إنهم لصوص, ولكنهم لصوص من نوع جديد وقح ما سمعنا بمثله قبل اليوم. لصّ سَرّاق, ويعترض طريقك ويصرخ في وجهك, يقول لك: لماذا تخفي تحفك الثمينة وتسترها عني؟
إني أخفيها - ويلك- وأسترها لئلا تسرقها. إننا نحجب بناتنا لئلا يعتدي هؤلاء اللصوص, لصوص الأعراض, على أعراضهن. أفليس لنا الحق أن نحمي أعراض بناتنا؟
هذا إذا كان هؤلاء الناس يعرفون ما العرض! لقد كتبت من أكثر من أربعين سنة أنبّه على أمر غريب, هو أن كلمة ((العِرْض)) بمدلولها الذي نفهمه ليس لها كلمة تُترجَم بها, ليس لها ما يقابلها, لا في اللغة الفرنسية فيما أعلم و لا في الإنكليزية وغيرها فيما أسمع. لذلك يرى الأب منهم بنته تخرج مع الشاب الأجنبي شرعًا عنها ويختلي بها, فلا يُسخطه ذلك منها ولا ينكره عليها.
هؤلاء لا فائدة من الكلام معهم. هل يفيد الكلام مع الذئب وإقناعه أن لا يحاول ((الاختلاط)) بالغنم؟ لكن الكلام مع البنات وآباء البنات. أليس لهؤلاء البنات آباء؟ فأين آباؤهن؟
(يُتْبَعُ)
(/)
يا إخواننا إن المقام مقام مصارحة ومناصحة لا مقام مداراة ومجاملة, والأمر أخطر من أن يُجامَل فيه. هل يجامل الطبيب مريضه فيقول له: "صحتك جيدة, ما بك شيء", وميزان الحرارة يشير إلى أن حرارته أربعون, أو يدل ميزان الضغط على أن ضغط دمه مئتان؟
فلا تؤاخذوني إن صرّحت وما لمّحت, وأوضحت وما لوّحت.
أيسّر الأب العربي المسلم أن تعود إليه بنته يومًا وفي بطنها حمل من غير زواج؟ هذا ما قد يجرّ إليه الاختلاط. أقول ((قد)) وهي حرف تقريب, ولو شئت لقلت ((قد)) الأخرى التي يقال في إعرابها إنها حرف تحقيق.
قلت يومًا في رائي (تلفزيون) عمّان عن الاختلاط في الجامعة كلمة سمعها الناس, وصدّق عليها كل من سمعها. قلت: أن من يضع الشابة العَزَبة بجنب الشاب العزب في الفصل, وينتظر ألاّ تنصرف أفكارهما إلا إلى شرح الأستاذ, ويأمن ألاّ يقع بينهما شيء, ولا بعد انتهاء الدوام, ولا بعد انتهاء الدوام, كمَن يضع الغاز المشتعل بجنب برميل البنزين المفتوح, وينام آمنًا ألاّ يكون انفجار!
هذا هو الحق, فلا نكن كما يُقال عن النعامة: إنها تخفي نظرها عن الصيّاد, تظن أنه لا يراها ما دامت هي لا تراه. لقد ثبت أن هذا افتراء على النعامة وأنها لا تفعله, ولكن كثيرًا من بني آدم يفعلونه!
فيا أيها الآباء انتبهوا, واسمعوا وَعُوا. إنهم يقولون: الفن, ويقولون: الرياضة, ويقولون: الروح الجامعية ... وما يقصدون –صدّقوني- ما في قرارة نفوسهم إلا هذه الرغبة المجنونة للاستمتاع بجمال بناتكم.
لما كان حكم الشكلي في الشام أحدثوا حدثًا ما سبق له مثيل, مباراة في كرة السلة بين البنات, أقصد الصبايا الكاشفات. فمنعناها أولا, ثم غُلبنا على أمرنا, والشر قد يغلب الخير. وتتابعات هذه المباريات, وكانت مناظرات بيننا وبين المروّجين لها من جنود الأستاذ إبليس لعنه الله, فكان مما قاله لي واحد منهم: إنني عدو الرياضة. فقلت له: كذّاب والله, بل أنا أحب الرياضة وأمارسها, وكنت أمارس الأثقال والملاكمة وبعض المصارعة, ولا أزال أتمرن بعض التمرينات للآن. ولكن أنتم الذي تحتجّون بالرياضة لتخفوا سوء نياتكم, وإلا فخبّرني: إذا كان همكم كله أن تنزل الكرة في السلة, فلماذا تكون المقاعد خالية في مباريات الشباب وهم أقدر عليها, فإذا كانت مباريات البنات امتلأت المقاعد كلها والممرات, وركب الناس الجدار وطلعوا على الشجر؟ أجاؤوا ليشهدوا نزول الكرة في السلة, أم جاؤوا ينظرون إلى أفخاذ البنات؟ بلاش كذب وتدجيل, وكفاية قلّة حيا!
ثم إن العاقبة على البنت, فاسمعن يا بناتي, فهذا الكلام لكنّ, والمؤامرة والله عليكن أنتنّ, وستكن أنتنّ وحدكن الضحايا.
تشترك البنت والشاب في الإثم فيكونان فيه سواء, ولكن الناس ينسون فعلته, يقولون: شاب أذنب وتاب! ويقبلون توبته ويسترون حوبته, أما البنت فلا ينسونها لها أبدًا, بل تبقى الوصمة دائمًا على جبهتها. ويمضي هو خفيفًا كأنه ما صنع شيئًا, ويبقى وزر الجريمة عليها وثقلها على عاتقها أو في بطنها.
إن أمل كل امرأة في الدنيا (حتى ملكة إنكلترا, وممثلات السينما اللواتي يبلغ دخلهن الملايين) , أملها في الزواج, ولا تتزوج إلا النظيفة الطاهرة زواجًا ناجحًا من رجل شريف طاهر.
حتى الفاسق إذا أراد الزواج لم يرضَ الفاسدة (ولو كان هو الذي أفسدها) زوجة له وأمًا لأولاده!
لا تقولوا لي هذا غير صحيح, فإني لبثت في القضاء أكثر من ربع قرن, نصفها في محكمة النقض في غرفة الأحوال الشخصية, ومرّ عليّ أكثر من عشرين ألف قضية زوجية حكمت فيها, فأنا أتكلم عن خبرة, فلا يردّ عليّ أحدٌ بلا علم.
لذلك نرى قلة الزواج والكسادَ في البنات ملازمًا للفساد.
ولا تقولي -يا بنتي- هذا شاب صالح وهذا زميل أو مدرس, فكل شاب في الدنيا يميل إلى الفتاة, وإن كان اليوم تقيًا فربما غلبته يومًا غريزته, أو رأى إبليس منه أو منك لحظة ضعف فدفع بكما إلى الهاوية.
إذا قال لك الشاب ((صباح الخير)) فإنه سيقول بعدها -إذا أنت شجّعته ووصلت حبل الكلام- كلمات الحب والغرام.
ولا تغترّي بحب الرجل, فإن أكثر الرجال يحبون ليستمتعوا ثم يتملصوا ويتخلصوا, والمرأة تحب لتستمر وتُخلص. وهذا من نتائج الوضع الحيوي (البيولوجي) لكل من الذكر والأنثى, الإنسان في ذلك والحيوان سواء, عمله مؤقت وعملها دائم.
(يُتْبَعُ)
(/)
تذكّري مقالتي ((يا بنتي))؛ لقد طبعت أكثر من ثلاثين مرة, وفي كل مرة يطبع منها عشرات الآلاف وتوزع مجانًا ([2]) , وقد ضاق بها كثير من الشبان وغضبوا منها, ولكن غضبهم ذهب جفاء والرسالة بقيت في الأرض ولله وحده الحمد.
لقد كتبتها حين كنت في عشر الخمسين من العمر, وأنا اليوم في عشر السبعين, ولكني لا أزال مقتنعًا بكل ما جاء فيها.
والإسلام لا يحارب الغرائز ولا يقول لنا: ((اقتلوها)) , لأن الذي غرزها في النفوس وفطرها عليها هو الله, والذي أنزل الإسلام هو الله. فالإسلام ليس فيه رهبانية, ولكن ليس فيه أيضًا إباحية. إنه لا يقول لنا: قفوا في وجه السيل إذا أقبل! فإننا لا نستطيع أن نقف في وجه السيل, ولكن يقول: أعدّوا له مجرى آمنًا يجري فيه, فلا يجرف البيوت ولا يذهب بساكنيها.
والإسلام لا يمنع شيئًا يحتاج إليه الناس ولا يحرّمه إلا أحلّ ما يقوم مقامه ويغني عنه؛ فهو قد حرّم الاتصال الناقص والاتصال الكامل غير المثمر, لأن المقصد من هذه الشهوة بقاء النوع, كما أن المقصد من الجوع بقاء الفرد. أما الاتصال الناقص, وهو النظر إلى جسد المرأة الأجنبية (ولو كانت زميلة أو سكرتيرة, أو خادمة في البيت, أو طالبة في الجامعة, أو موظفة في الحكومة) ولمسه والخلوة بالمرأة وأمثال ذلك فإنه حرام, لأنه يصرف عن المقصود الأول وهو بقاء النوع.
وأوضّح الأمر بمثال. أكثر الأسر تشكو من انصراف أولادها عن الطعام, فإذا حضر الغداء لم يقبلوا عليه ولم يصيبوا حاجتهم منه, وما يعقب ذلك من سوء صحتهم وهزال أجسادهم. فما السبب فيه؟ السبب أن الولد أكل قبل الغداء بنصف ساعة كفّ شكلاطة, وقبل ذلك قطعة سكر, وقبله تفاحة, فلا هو شبع بذلك وتغذّى ولا هو استبقى شهيته كاملة للغداء. هذا مثال ((الاتصال الناقص)) (كما سمّيته).
وقد خطر لي خاطر في حكمة ستر العورة. ذلك إني فكرت: لماذا شرع الله ستر العورة؟ وكل حكم في الشرع له حكمة.
فوجدت أن اليد خُلقت للأخذ والعطاء والتحية والمصافحة, فلو قيّد الناس أيديهم لبطلت أعمالهم. والوجه لتعرف به الناس ويعرفوك به, وتراهم ويروك, وتسمعهم وتسمع منهم. أما ما بين السرّة والركبة فلا يصلح إلا لأحد أمرين: قضاء حاجة المرء في المرحاض, وحاجة الأزواج في المخدع. وعمل المرحاض لك وحدك, لا تدعو معك ضيوفًا ولا تُشهد عليه شهودًا, والزوجان في خلوتهما لا يسمحان لأحد بمشاهدتهما, لذلك كانت هذه المنطقة من الجسد منطقة حرامًا لأنه لا حاجة لأحد بها, ولأن إظهارها يذكّر بما خلقت له ويدعو إليه, فيكون ذريعة للوقوع في الفاحشة.
أما جريدة ((الرأي العام)) فلم أرها ولم أسمع بها, ولكن أعرف أن الرأي العام لا يكون الحق دائمًا معه؛ فالرأي العام في مكة إبّان البعثة كان يقرر أن اللات والعُزّى آلهة تُعبَد, والرأي العام كان يقول يومًا إن الأرض مسطَّحة كالصفحة.
فلا تتخذوا الرأي العام حجة ولا الأكثرية دليلا قاطعًا, فكثيرًا ما يكون الحق مع القلّة. ولو كان في المستشفى ثلاثة جراحين مختصين قرروا إجراء عملية عاجلة للمريض, وقررت الأكثرية في المستشفى المؤلفة من ثلاثين من الممرضات والممرضين والخدم والفرّاشين تأجيل العملية, هل نأخذ برأي الكثرة ونقول إنه ((الرأي العام)) , أم نأخذ بقول الأطباء الثلاثة؟
ولو قرر ربان الطّيارة ومساعده الهبوط بها لخلل طرأ عليها أو نقص في وقودها, وأجمع الرأي العام للركاب الثمانين على الاستمرار في الطيران, هل نأخذ برأي الثمانين أم بقرار الاثنين؟
كلا ليس الرأي العام مقياس الحق, ولا حكم الأكثرية, بل حكم الشرع وحكم العقل. والعقل والشرع صنوان لا يفترقان, ما في الشرع قضية قطعية تنافي قضية عقلية قطعية. ولكن يظهر أن بعض من يدّعي الكلام باسم ((الرأي العام)) يخالف الشرع والعقل معًا.
ومخالف العقل يقال له في اللغة ((مجنون)) , فهل تريدون منا أن نناقش مجانين؟
يا بنتي, أعود فأقول لك: إن المؤامرة والله عليك, وهؤلاء يحفّون بك يتسابقون إليك ويتزاحمون عليك ما دمت شابة جميلة, فإذا كبرت سنك وذوى جمالك نبذوك كما ينبذون قشر برتقالة امتصوا ماءها.
رأيت في أمستردام في هولندا (لما كنت فيها في السنة الماضية) عجوزًا ضئيلة نحلية ترتجف من الكبر تريد أن تجتاز الشارع, فما وجدت من يأخذ بيدها, حتى أمسك بها وأجازها شاب مسلم كان معي, فخبّرني أن هذه العجوز المهمَلة كانت يومًا من ملكات الجمال اللواتي تلقى على أقدامهن القلوب والأموال.
أفهذا خير, أم عجوز تزوجت وخلفت أولادًا وأحفادًا, فهي في عز وكرامة بين أولادها وأحفادها؟
يا بنتي, إن معك جوهرة, إن معك كأسًا ثمينة من البور النادر, وأمامك السوق يشتريها منك أهله بالثمن الغالي, وعلى الطريق لصوص (حرامية) يتزلفون إليك ويخدعوك ليأخذوها منك بلا ثمن, وإذا أُخذَت لا تعود, وإذا كُسرت لا تعوَّض, فتنبّهي!
إن السوق هو الزواج, والحرامية هم دعاة الاختلاط, فلا تمنحي أحدًا ذرة من جمالك إلا بعد أن تربطيه من رقبته برباط الزواج.
يا بنتي اسمعي مني, فأنا والله ناصح لك, أنا ((صديق المرأة)) لا هؤلاء اللصوص. ([3])
__________________
([1]) وجدت أصل هذه المقالة بخط جدي رحمه الله, وفي أعلاها بخطه: " الشرط أن تُنشَر كما هي أو تُرَدّ إليّ" , وعلى هامش الورقة بخطه أيضًا: " هذه المقالة يُسمَح لمن شاء من أصحاب المجلات والجرائد أن ينقلها, ولمن أراد من أهل الخير أن يطبعها ويوزعها, على أن ينسبها إلى كاتبها ولا يبدل فيها شيئًا". وقد أرسل صورة من المخطوطة إلى مجلة ((المجتمع)) الكويتية لتنشر فيها كما يظهر من السياق, لكني لم أستطيع أن أحقق إن كانت قد نشرت فيها أو لم تنشر (مجاهد مأمون ديرانية) [حفيد الشيخ].
([2]) وهي في كتابي ((صور وخواطر)) , وقد تُرجمت إلى الإنكليزية في الهند والباكستان وإلى الأردية وإلى الفارسية وإلى التركية. [من كلام الشيخ علي الطنطاوي].
([3]) المرجع: ((فصول في الدعوة والإصلاح)) , للشيخ علي الطنطاوي –رحمه الله وأسكنه فسيح جناته- , ص:179 - 189 , جمع وترتيب حفيد المؤلف: مجاهد مأمون ديرانية, دار المنارة , الطبعة الأولى 2008.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[15 Apr 2010, 06:50 م]ـ
ما منا إلا من نال لذة في معصية، أو حمل ألماً في طاعة
قال الشيخ علي الطنطاوي: " إن أجلَّ فائدة استفدتها من كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي لما نشره أخي، وكتبت مقدمته الطويلة هي أنه: ما منا إلا من نال لذة في معصية، أو حمل ألماً في طاعة، في رمضان هذا الذي صمناه من قريب حملنا مشقة الجوع في يومه الطويل، والعطش في حره الشديد، وكنا نشتهي في النهار كوباً من الماء البارد نشتريه بالثمن الوفير، وطبقاً من الطعام الشهي ندفع فيه الكثير، فما الذي يبقى من تعب الصيام بعد أن يؤذن المغرب فنأكل ونشرب؟
والذي غلبته نفسه، وسيره شيطانه، فأفطر في رمضان، وأعطى نفسه شهوتها، وأتبعها لذتها ..... ؟ ماذا بقى الآن من هذه اللذة، ومن ذلك الألم؟.
وتصور ساعة الموت، وفراق هذه الدنيا، تجد أن اللذات المحرمة ذهبت كلها ولكن بقى عقابها، ومتاعب الطاعات ذهبت كلها
ولكن بقى ثوابها.
هذه هي الفائدة التي استفدتها من ابن الجوزي، أتمنى لو أني أذكرها دائماً، وهيهات ما
دام الشيطان والنفس الأمارة بالسوء، وحب العاجلة، ما دامت كلها موجودة! ".
(ذكريات علي الطنطاوي، للشيخ علي الطنطاوي، ج2، ص 105ـ 106، دار المنارة، جُدة، 1405هـ).
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[15 Apr 2010, 06:52 م]ـ
الملكة و الثقافة للشيخ الأديب علي الطنطاوي سألني سائل هل الشعر مَلَكَة أم ثقافة، وأيهما أظهر أثراً في تكوين الشاعر.
وأنا أسأله قبل أن أجيبه: هل الصوت الحسن أظهر أثراً في تكوين المغني أم الثقافة الموسيقية؟ وأنا أعرف أنه سيقول، إنه لا يكون مغنياً مطرباً حتى يجمع الحسنين، فيكون حسن الصوت
(بالخلقة) واقفاً على المقامات وأصول النغمات (بالتعلم). فإن اقتصر على حسن الصوت، لم يستقم غناؤه، ولم يحفظ عنه، وربما أفسد ملكته بجهله، وإن اقتصر على الثقافة الموسيقية، وكان قبيح الصوت، لم يُطرب ولم يُعجب، هذا حق، وكذلك الشاعر.
لابد للشاعر (أولاً) من ملكة شعرية: استعداد فطري، وحسّ مرهف وخيال مبدع، وما هو من هذا بسبيل، وهذا شيءٌ لا يحصل بالمرانة، ولا يُنال بالتعلُّم، وإنما هو فطرة، كالصوت الحسن، وإن كانت الملكة تصقل وتهذب، بالاطلاع على آثار البلغاء، كما يهذب الصوت الحسن ويصقل بحفظ أصوات المغنين، ولابد له
(ثانياً) من معرفة اللغة التي ينظم فيها، والوقوف على قواعد التعبير، وسنن أهلها في كلامهم، وأن ينظر في آثار أربابها، في عصورها كلها، ويرويها رواية فهم وتذوُّق.
فإن اقتصر على الملكة وحدها، ولم يطلع على شيء من هذا كله، كان كشعراء العامة، وفي الشعر العامي ما يزري
(بصوره وأخيلته) بكثير من الشعر الفصيح، ولكنه لا يبقى، فهو كتمثال فني بالغ من الجودة غايتها، غير أنه مصنوع من الثلج، فلا تطلُّ عليه شمس الغد حتى تذوب ...
وإن اكتفي بما يأتي به الدرس، ولم تكن له ملكة قط، جاء بشعر صحيح اللغة مستقيم الوزن، لكنه خال من الطبع، ومن العاطفة، ومن الروح، تقرؤه فلا يهز أوتار قلبك، ولا يثير فيها ذكرى محببة، ولا أملاً مشتهى.
وأكثر الشعراء يجمعون الأمرين، على تفاوت حظوظهم منهما، فمن غلبت عليه الملكة كان شاعراً مطبوعاً عبقرياً، ومن غلبت عليه الصناعة كان شاعراً نابغاً مجوداً.
والفرق بين العبقري والنابغة، أن النابغة في كل فن من الفنون يمشي على رأس القافلة، سابقاً أبداً، أما العبقري فإنه يدع طريقها، ويذهب فيشق لنفسه وللناس طريقاً جديداً.
وشاعر النبوغ والقريحة، لا يظهر فنّه إلا بعد أن يكتمل درسه وتحصيله، ويتدرج فيه تدرجاً، أما شاعر العبقرية فيظهر فنه فجأة، ويكون على الغالب مبكراً فيه، وربما كمنت عبقريته أيام الصغر إذا لم يجد ما يثيرها فظهرت عند الكبر.
وشاعر القريحة يتبع نمطاً واحداً، فتى شعره كطيارت السياحة التي تطير على علوٍّ واحد، وسرعة واحدة، لا تخالفها، وشاعر العبقرية يأتي بالعالي النادر الذي لا يتعلق به أحد، ويأتي بالمضحك المزري أو المرذول التافه، كالطيارة المقاتلة تعلو حتى تسامي النجم، ثم تسِفّ حتى تمسّ الأرض.
وشاعر القريحة يجود وينقح ويصحح، ويعود على ما ينظم بالنظرة بعد النظرة، ولا يخرج شعره إلا بعد الزمن الطويل، وشاعر العبقرية، ينصبّ عليه الشعر انصباباً، فيتمخض به تمخض النفساء، فلا يهدأ حتى يأتي وليداً كاملاً وقلما يعود عليه بتنقيح وتصحيح.
وإن شئت الأمثلة، فعندك امرؤ القيس، وهو شاعر عبقري شقَّ للناس طرقاً في الشعر وعلمهم بكاء الديار والغزل العذري، والقصص، والإباحي، وإلى جنبه النابغة وزهير من شعراء القريحة، وبشَّار وأبو نواس، وأبو العتاهية من العباقرة، وإلى جانبهم شعراء العصر العباسي، مروان، ومسلم وصريع الغواني، وأشباههم. وأبو تمام وإلى جنبه البحتري، والمتنبي وإلى جنبه أبو فراس، وشوقي وإلى جنبه حافظ (1)
* * *
_______________________________
(1) ولقد كان من أعجب العجب، ومن الكفر في شرعة الأدب، قرن شاعرين معاً، فلا تسمع إلا (حافظ وشوقي) و (شوقي وحافظ)، وأعجب منه أن يقرن بهما خليل مطران، وهو ليس بشاعر قط، وشعره نثر موزون، ومن أنكر هذا القول مني، وصعب عليه لأن يسمع ما خالف الذي تعارفه الناس من الباطل، فليأتني بخمس مقطوعات له، فيه وثبة شعرية، أو خيال مبتكر، ومن شاء فليقابل بين قصيدته
(بعلبك) وهي خير ما في ديوانه، وبين قول شوقي في مثل موضوعها:
أفضى إلى ختم الزمان ففضه *-*-*-* وحبا إلى التاريخ في محرابه
وطوى القرون القهقرى حتى أتى *-*-*-* فرعون بين طعامه وشرابه
يجد الفرق بينهما كالفرق بين الغادة الفاتنة، والتمثال الرخامي البارد
((((((((((((من كتاب فكر ومباحث، للشيخ الأديب علي الطنطاوي ص (58ـ60) مكتبة المنارة))))))))))))))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[15 Apr 2010, 07:05 م]ـ
قرأت منذ أيام في صحيفة يومية، مقالة يسأل فيها كاتبها عن العلم والأدب والقول فيهما، والمفاضلة بينهما، فوجدته قد حمل الكلام على غير محمله، وساقه في غير مساقه، فأفتى وهو المستفتي، وحكم وهو المدعي، فلم يدع مذمَّة إلا ألحقها بالأدب، ولم يترك مزية إلا نحلها للعلم على الأدب .. فلم أدر متى كانت هذه المنافرة، وأين كانت هذه المفاخرة، ومن هو الذي جلس في منصِّة القضاء، ومن الذي زعم أنه وكيل الأدب حتى أخزاه الله على يديه، وأذلَّه به؟ ...
ومتى كان بين العلم والأدب مقاربة، حتى تكون بينهما (مقارنة)، ومتى كان بينهما مناضلة، حتى تكون بينهما مفاضلة؟ وهل يفاضل بين الهواء الذي لا يحيا حيّ إلا به، وبين الذهب الذي هو متاع وزينة وحلية، ولو كان الذهب أغلى قيمة، وأعلى ثمناً، وأندر وجوداً؟
إن الأدب ضروري للبشر ضرورة الهواء. ودليل ذلك أن البشرية قد عاشت قروناً طويلة من غير علم، وما العلم إلا طفل ولد أمس ولا يزال يحبو حبواً ... ولكن البشرية لم تعش ساعة واحدة من غير أدب، وأظن أن أول كلمة قالها الرجل للمرأة الأولى، كلمة الحب، لمكان الغريزة من نفسه، ولأنها (أعني غريزة حفظ النوع) كانت أقوى فيه، والحاجة إليها أشد، وبقاء النوع معلَّق بها، فكانت كلمة الحب الأولى أول سطر في سفر الآداب كتبت يوم لم يكن علم، ولا عرفت كلمة العلم .. ودرج البشر على ذلك فلم يستغن أحد عن الأدب، ولم يعش إلا به، ولكن أكثر البشر استغنوا عن العلم ولم يفكروا تفكيراً علمياً، وهؤلاء الأكابر من العلماء كانوا يضطرون في ساعات من ليل أو نهار، إلى مطالعة ديوان شعر، أو النظر في قصة أدبية، أو صورة فنية ليلبوا صوت العاطفة، ويستمعوا نداء الشعور، وأكثرهم قد أحب، وملأ نفسه الحب، فهل بلغ أحداً أن أديباً نظر في معادلة جبرية، أو قانون من قوانين الفيزياء أو أحسَّ الحاجة إلى النظر فيها؟ وهذا أكبر عالم في مختبره، يسمع نغمة موسيقية بارعة، أو يرى صورة رائعة، أو تدخل عليه فتاة جميلة عارية مغرية، فيترك عمله ويقبل على النغمة يسمعها، أو الصورة يمعن فيها، أو الفتاة يداعبها، فهل رأيت شاعراً متأملاً يدع تأمله، أو مصوراً يترك لوحته ليستمع منك قوانين النوس ونظرية لا بلاس؟
هذه مسألة ظاهرة مشاهدة، وتعليلها بيِّنٌ واضح هو أن المثل العليا كلها تجمعها أقطاب ثلاثة: الخير والحقيقة والجمال. فالخير تصوره الأخلاق، والحقيقة يبحث عنها العلم، والجمال يظهره الأدب. فإذا رأيت الناس يميلون إلى الأدب أكثر من ميلهم إلى العلم فاعلم أن سبب ذلك كون الشعور بالجمال أظهر في الإنسان من تقدير الحقيقة ... وانظر إلى الألف من الناس كم منهم يهتم بالحقيقة ويبحث عنها؟ وكم يعني بالجمال ويسعى للاستمتاع به؟ إن كل من يعني بالجمال ويتذوقه بل إن كل من يذكر الماضي ويحلم بالمستقبل ويحسّ اللذة والألم واليأس والأمل يكون أديباً، ويكون الأدب ـ بهذا المعنى ـ مرادفاً للإنسانية. فمن لم يكن أديباً لم يكن إنساناً.
ولْندع هذا التفريق الفلسفي ولْنفاضل بين العلم والأدب من الناحية النفسية
(السيكولوجية) إننا نعلم أن العلم يبحث عن الحقيقة فهو يستند إلى العقل. أما الأدب فيتكيء على الخيال. فلننظر إذن في العقل والخيال: أيهما أعمّ في البشر والأظهر؟
لاشك أنه الخيال .. فكثير من الناس تضعف فيهم المحاكمات العقلية، ولا يقدرون على استعمال العقل على وجهه. أو تكون عقولهم محدودة القوى، ولكن ليس في الناس من لا يقدر على استعمال الخيال، وليس فيهم من يعجز عن تصور حزن الأم التي يسمع حديث ثكلها، أو لا يتخيل حرارة النار، وامتداد ألسنة اللهب، عندما يسمع قصة الحريق، بل إن الخيال يمتد نفوذه وسلطانه إلى صميم الحياة العلمية فلا يخرج القانون العلميحتى يمر على المنطقة الخيالية (الأدبية) ولا يبني القانون العلمي إلى على هذا الركن الأدبي. وبيان ذلك أن للقانون العلمي أربع مراحل:
(يُتْبَعُ)
(/)
المشاهدة، والفرضية، والتجربة والقانون. فالعالم يشاهد حادثة طبيعية، فيتخيل القانون تخيُّلاً مبهماً، ويضع الفرضية ثم يجربها فإما أن تكذبها التجربة فيفتش عن غيرها، وإما أن تثبتها فتصير قانوناً، فالمرحلة التي بين المشاهدة والفرضية مرحلة أدبية لأنها خيالية، وقد شبه هنري بوانكاره الرياضي الفرنسي (أو غيره فلست أذكر) شبه عمل الذهن في المرحلة بعمل الذي يبني جسراً على نهر، فهو يقفز أولاً إلى الجهة المقابلة قفزة واحدة ثم يعود فيضع الأركان ويقيم الدعائم. وكذلك الفكر يقفز إلى القانون على جناح الخيال، ثم يعود فيبنيه على أركان التجربة.
فالقانون العلمي نفسه مدين إذن للخيال أي للأدب.
ثم إن الخيال يخدم العلم من ناحية أخرى هي أن أكثر الكشوف العلمية والاختراعاتقد وصل إليها الأدباء بخيالهم، ووصفوها في قصصهم قبل أن يخرجها العلماء. فبساط الريح هو الطيارة، والمرآة المسحورة هي التليفزيون، والحياة بعد قرن هي خيال وِلْز في روايته " مستقبل العالم " ...
أنا إلى هنا في القول بأن الحقيقة في وصف العلم والجمال مع الأدب، ولكني أقول ذلك متابعة للناس، وسيراً على المألوف، والواقع غير ذلك. ذلك أن العلم في تبدل مستمر، وتغير دائم. فما كان يظن في وقت ما قانوناً علمياً ظهر في وقت آخر أنه نظرية مخطئة. والكتاب العلمي الذي ألِّف قبل خمسين سنة لم يعد الآن شيئاً ولا يقبله طالب ثانوي، في حين أن الأدب باق في منزلته، ثابت في مكانته، مهما اختلفت الأعصار، وتناءت الأمصار. فإلياذة هوميروس، أو روايات شكسبير، أو حكم المتنبي، كل ذلك يقرأ اليوم كما كان يقرأ في حينه ويُتلى في الشرق كما يتلى في الغرب، ولا يعتريه تبديل ولا تغيير.
فأين الحقيقة؟ أي الشيئين هو الثابت؟ وأيهما المتحول؟
وعَدِّ عن هذا ..... وخبِّرني يا سيدي الكاتب: ما هي فائدة هذا العلم الذي تطنطن به وتدافع عنه؟ وماذا نفع البشرية؟
تقول إنه خدم الحضارة بهذه الاختراعات وهذه الآلات، إن ذلك احتجاج باطل، فالاختراعات ليست خيراً كلها، وليست نفعاً للبشرية مطلقاً، والعلم الذي اخترع السيارة والمصباح الكهربائي، هو الذي اخترع الديناميت والغاز الخانق، وهذه البلايا الزرق، فشره بخيره والنتيجة صفر.
ودع هذا ..... ولنأخذ الاختراعات النافعة: لنأخذ الواصلات مثلاً ...
لاشك أن العلم سهَّلها وهوَّنها، فقرب البعيد، وأراح المسافر، ووفَّر عليه صحته ووقته، ولكن هل أسعد البشرية؟
أحيلك في الجواب على (شبنكر) لترى أن البشرية قد خسرت من جرَّائها أكثر من الذي ربحته: كان المسافر من بغداد إلى القاهرة، أو الحاج إلى بيت الله، ينفق شهرين من عمره أو ثلاثة في الطريق، ويحمل آلاماً، وتعرض له مخاوف، ولكنه يحسّ بمئات من العواطف، وتنطبع في نفسه ألوف من الصور، ويتغلغل في أعماق الحياة، ثم يعود إلى بلده، فيلبث طول حياته يروي حديثها، فتكون له مادة لا تفنى، ويأخذ منها دروساً لا تنسى، أما الآن فليس يحتاج المسافر (إن كان غنياً) إلا إلى الصعود على درجة الطيارة، والنزول منها حيث شاء بعد ساعات قد قطعها جالساً يدخِّن دخينة، أو ينظر في صحيفة، فهو قد ربح الوقت، ولكنه خسر الشعور، فما نفعتنا المواصلات إلا في شيء واحد، هو أننا صرنا نقطع طريقنا إلى القبر عدواً، ونحن مغمضون عيوننا ... لم نر من لجة الحياة إلا سطحها الساكن البَّراق!.
ولْنأخذ الطب ... وليس من شك أن الطب قد ارتقى وتقدم، وتغلب على كثير من الأمراض، ولكنَّ ذلك لا يعد مزية لأنه هو الذي جاء بهذه الأمراض، جاءت بها الحضارة، فإذا سرق اللص مئة إنسان، ثم ردَّ على تسعين منهم بعض أموالهم أيعد محسناً كريماً، أم لا يزال مطالباً بالمال المسروق من العشرة؟
انظر في أيّ مجتمع بشري لم تتغلغل فيه الحضارة، ولم يمتد إلى أعماقه العلم، وانظر في صحة أهله وصحة المجتمعات الراقية؟ هل الأمراض أكثر انتشاراً في فيافي نجد، أم في قصور باريز؟ أو ليس في باريز أمراض لا أثر لها في البادية؟ فليس إذن من فضل للعلم في أنه داوى بعض الأمراض، بل هو مسؤول عن نشرها كلِّها؟
وتعال يا سيدي ننظر نظرة شاملة، هل البشر اليوم (في عصر العلم) أسعد أم في العصور الماضية؟ أنا لا أشك في أن سعادتهم ليست في المال ولا القصور ولا الترف ولا الثقافة، ولكن السعادة نتيجة التفاضل بين ما يطلبه الإنسان، ويصل إليه، فإذا كنت أطلب عشرة دنانير وليس عندي إلا تسعة فأنا أحتاج إلى واحد، فسعادتي ينقصها واحد، أما روكفلر فسعادته ينقصها مليون، لأن عنده تسعة وتسعين مليوناً وهو يطلب مائة. فأنا بدنانيري التسعة أسعد من روكفلر .... وكذلك الإنسان. لم تكن مطاليبه كثيرة في الماضي فكان سعيداً لأنه يستطيع أن يصل إليها، أو إلى أكثرها. أما مطاليبه اليوم فهي كثيرة جداً لا يستطيع أن يصل إلى بعضها فهو غير سعيد!
هذا وأنا لا أعني الأدب بمعناه الضيق، أي الكلام المؤلف نثراً ونظماً، بل أعني الأدب بالمعنى الآخر. أريد كل ما كان وصفاً للجمال وتعبيراً عنه لا فرق عندي بين أن تصور غروب الشمس بالريشة والألوان، أو بالألفاظ والأوزان، فالموسيقي أديب، والمصور أديب، والنَّحات أديب، والشاعر أديب، والأدب بهذا المعنى أهم من العلم، وأنفع للبشرية ولو كره العالمون (1)!
* * *
__________________________________________
(1) هذا كلام أديب، قلته من نحو ربع قرن، ولست أقول به الآن، والتماثيل محرمة في الإسلام.
((((((((((((((((((((((من كتاب فكر ومباحث، للشيخ الأديب علي الطنطاوي ص (20ـ24) مكتبة المنارة)))))))))))))))))))))))))))))))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[15 Apr 2010, 08:25 م]ـ
على هامش المناظرة بين خلاَّف وقطب للشيخ الأديب علي الطنطاوي
ذهبت مرة أزور الأستاذ الزيات في دار الرسالة، وكانت زيارته أحبّ شيء إليَّ وأنا في مصر، وكانت دار الرسالة أقرب الأمكنة في القاهرة إلى قلبي، فلذلك كنت أؤمها كل يوم، ولولا خوفي من ملل الأستاذ ما كنت لأفارقها ... أقول إني ذهبت أزوره مرة فوجدت عنده شاباً أسمر اللون لطيفاً هادئاً تبدو عليه سيما المسألة والموادعة والإيناس، فقال لي: إني أعرِّفك بالأستاذ سيِّد قطب، وأحلف أني شدهت، وكنت أرتقب أن يكون هذا الشاب أي إنسان في الدنيا إلا سيد قطب، وكنت أستطيع أن أتخيل سيد قطب على ألف صورة إلا هذه الصورة، وازددت يقيناً بأن من الخطأ البينِّ أن تحكم على شخص الكاتب بكتابته، أو تعرف الشاعر من شعره، وفوجئت مرة أخرى بما لا أرتقب حين تفضل فأهدى إليَّ كتابه " التصوير الفني في القرآن ". لأني لم أتخيل سيد قطب إلا مقارعاً محارباً، ولم أعرفه إلا كاتباً مجادلاً مناضلاً، يهاجم مهاجماً ومدافعاً ومحايداَ .. وذهبت فقرأت الكتاب فوجدت فتحا والله جديداً، ووجدته قد وقع على كنز كأن الله ادَّخره له، فلم يعط مفتاحه لأحد من قبله حتى جاء هو ففتحه، وشعرت عند قراءته بمثل ما شعرت به عند قراءة" دفاع عن البلاغة" لسيد البلغاء الزيات، وجرَّبت أن أكتب عنهما فما استطعت، إكباراً لهما وإعظاماً لشأنهما، وكذلك الأثر الأدبي إذا هبط إلى قرارة الفساد أو سما إلى ذروة الجودة، أعجز النقاد وابتلاهم في الكتابة عنه بأضعف التكاليف، فأنا أقر بالعجز عن نقد هذين الكتابين، وعن نقد (شعر ... ) بشر فارس أو أبحاث سلامة موسى، لأن من تحصيل الحاصل أن تقول للجيد لاشك فيه، وهو جيد، وأن تقول للفاسد المتفق عليه هو فاسد، لأنك كالذي يقول للشمس أنت مضيئة ولليل أنت مظلم!
وكتب عنه أخي وصديقي الأستاذ عبد المنعم خلاف صاحب الكتاب العبقري (أومن بالإنسان)، وردَّ الأستاذ سيد وكانت هذه المناظرة التي رأيت أن أُدْخل نفسي فيها لأقول كلمة على
(هامشها .... )، وهذه هي المرة الثانية أتطفل فيها على مناظرات الأستاذ سيد قطب، ولكن ليطمئن القراء فما هي كالأولى ولا هي منها في شيء، وأنا في هذه المرة مؤيد له وقد كنت في الأولى عليه، وهذه مناظرة هادئة باسمة، وقد كانت تلك معركة صاخبة مجلجلة كالحة الوجه عابسه، وأنا أعرف الآن الأستاذ سيد قطب وكنت أتخيله تخيلاً، والأستاذ خلاَّف أخي حقيقة، والأستاذ قطب رفيقي في دار العلوم سنة 1928م على ذمة الأستاذ اللبابيدي الفلسطيني الذي نشر ذلك في الرسالة إبان المعركة الأولى (معركة الرافعي والعقاد)، فأنا لست إذن غريباً عن المتناظرين.
لَّخص الأستاذ سيد قطب الخلاف بينه وبين الأستاذ خلاف، في كلمات هي أنه (هل من الممكن أن نعهد إلى الذهن وحده بأمر العقيدة، وأن نقيم هذا البناء الضخم في الضمير الإنساني على أساس القوة الذهنية ومنطقها المعهود)؟ وأجاب بالنفي.
وأنا أجيب كذلك بالنفي، ولكني أمهد لذلك بتحديد معنى الذهن أو العقل (كما أفهمه أنا)، ومعنى العاطفة، وهذه طريقة علمائنا في الجدل، إذ ربما اختلف اثنان، وما اختلافهما في الحقيقة إلا على معاني الألفاظ، فكلٌ يريد بها شيئاً، وليس بينهما لفظ جامع يرجعان إليه، ويستقران من بعد عليه.
وأعترف بأن هذا التحديد لا يمكن أن يكون تاماً، ولا نستطيع أن نضع لكل من العقل والعاطفة التعريف الجامع المانع، أو (الحدَّ) الذي يريده أهل المنطق، لأن مدلول كل لفظ يدخل في مدلول آخر، فهما كدائرتين متقاطعتين، ففي كلٍّ قسمٌ متميِّز مختص بها، ولكن فيها قسماً
لا يدري أهو منها أم هو من الأخرى، ثم إنه لا يصدق التشبيه ولا يكمل إلا إذا تصورت في الدائرتين حركة دائمة المدِّ والجزر، فهما لا تسكنان أبداً.
(يُتْبَعُ)
(/)
على أن الأمم كلها قديماً وحديثاً قد فرقت بين العقل والقلب، وجعلت القلب (هذا العضو الذي لا يشتمل إلا على الدم) مقرّ العواطف ومكان الحب، وأقامت على ذلك ألسنتها ولغاتها، ونطق به شعراؤها فقالوا للمحب: أنت في قلبي، وقلبي عندك، وجرحت قلبي، وأحرقت قلبي، ومزقت قلبي، وأنت قلبي، يستوي في ذلك الأولون والآخرون، والعرب والعجم، ولقد فكرت في ذلك طويلاً، فتراءى لي أن منشأ، أن الإنسان الأول لما بدأ يضع لغته، ويحرك بالكلمات لسانه، نظر فرأى أنه إذا طلع عليه الحبيب، أو أبصر الجميل، أو خاف أو ارتقب شيئاً، خفق قلبه واضطرب صدره، وإذا فكر فأطال التفكير أحسَّ بألم في رأسه، فاستقر في وهمه أن الرأس مكان الفكر، وأن الصدر محل العاطفة والحبّ، والله أعلم!
ولما سَمَتِ البشرية ووضع عِلْمُ النفس، أقاموه على التفريق بين الحياة الانفعالية القائمة على اللذة والألم، والحياة العقلية المبنية على المحاكمة، والحياة الفاعلة المعتمدة على الإرادة، وليس معنى هذا أن لكل من هذه الحيوات حدوداً تحدها، ومنطقة هي لها لا تتخطاها، لا ليس هنالك عاطفة خالية من العقل، أو عقل لا عاطفة معه إنما نسمي كلاً بالغالب عليه، والظاهر فيه؛ فالقضية المنطقية (المحاكمة) من العقل، الإنسان حيوان، وسقراط إنسان، فسقراط حيوان، هذه مسألة عقلية، لكنك قد تصل بها إلى نتيجة موافقة، تأتي بعد طول بحث عنها فتقترن بها لذة، واللذة مسألة عاطفية، واللذة بالشعور بالجمال مسألة عاطفية ولكنها لا تخلو من محاكمة خفية هي أن كل جميل يلتذ به وهذا جميل فهذا يلتذ به، أو أن المنظر الفلاني لذَّني لأنه جميل، وهذت قد لذَّني، فهذا جميل.
وإذا نحن فرقنا بين العاطفة والعقل بهذا الاعتبار، وجعلنا كل حادثة نفسية تقوم على اللذة والألم من العاطفة، وكل حادثة على المحاكمة من العقل، وجدنا أعمال الإنسان كلها تقوم على عواطف، ووجدنا العقل، أعني المحاكمة المنطقية الواضحة لا الخفية أضعف الملكات الإنسانية وأحقرها وأقلها خطراً في نفسها، وأثراً في حياة صاحبها، وليعرض كل قاريء أعمال حياته يجدها كلها عواطف تسيِّره، ووجد أنه قلَّ أن يعمل عملاً، أو يسير خطوة بهذا العقل المنطقي الجاف.
ولابد بعد من تحديد معنى (الذهن)، فماذا يريد به الأستاذ قطب؟
أما أنا فأطلق العقل وأريد القضايا المسلمة المتفق عليها، كاستحالة اجتماع النقيضين، وكمبدأ أن الشيء هو ذاته، فهذه البديهيات هي أول ما يراد بالعقل، ومن هنا نقول مثلاً إن ديننا الإسلامي لا يناقض العقل ولا يخالفه، أما الذهن فأفهم منه أنا العقل الفردي، وليس كل ما تعقله في ذهنك يجب أن يكون صادقاً صحيحاً، لاحتمال الخطأ في الاستدلال، ولاختلاف الذهنين في القضية الواحدة، مع ادِّعاء كل منهما أن حكم العقل معه.
ولا بُدَّ أيضاً من التفريق بين خَيِّر العواطف وشريرها، فالشفقة على الفقير، والإقدام على إنقاذ الغريق عاطفة خير، ولكن الغضب المؤدي إلى العداون، والحب الموصل إلى الرذيلة عاطفة شرّ.
* * *
ولندخل الآن في موضوع المناظرة، هل يكفي الذهن وحده، أي المحاكمة المنطقية الجافة، للإيمان؟ الجواب (لا) ممدوةً مؤكدة مكتوبة بالقلم الجليل لا الثلث! الإيمان محلّه القلب لأنه أكبر من أن تتسع له هذه (المحاكمة) وأعلى من أن ينضوي تحتها، هذا العقل إنما يعتمد على الحواس، وحكمه مستمد من مجموع المحسَّات، فإذا جاوزها إلى ما وراء المادة لم يكن لها حكم، وهذا أمر تواردت عليه الأحاديث النبوية وأبحاث أكابر فلاسفة الأرض، قال عليه الصلاة والسلام: " إذا ذكر القضاء فأمسكوا" أو ما هذا معناه، لماذا؟ لأن مسألة القضاء والقدر، ما خاض فيها العقل إلا كفر، لا لأنها مناقضة له بل لأنها أوسع من طاقته، وهذا عقلي يحاول أن يورد عليّ الآن اعتراضات كثيرة فلا أصغي إليه، وأذكر (ولا يحضرني هذه الساعة المرجع) أن بعض الصحابة شكا إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ شكوكاً يجدها، قال: أوجدت ذلك؟ قال: نعم، قال: استعذ بالله، ولم يأمره بإعلانها والبحث فيها ـ وهناك الفيلسوف الأكبر كانتْ يؤلف كتاباً هو (نقد العقل) في إثبات هذا الأمر، ويبطل في كتابه الآخر (مقدمة لكل علم ميتافيزيك) علم ما وراء الطبيعة، وجرى على ذلك إمام الفلاسفة الوضعيين أوغست كونت. فالعقل إذن قاصر حكمه على ما يدرك بالحس،
(يُتْبَعُ)
(/)
وليس عنده إلا مجموعة تجاربه الحسية، فإذا جاوزها كان كالعدم، وحسب العقل هواناً في المجرَّدات، أنه ينكر أقدس شيئين في الوجود لا يستطيع أن يفهمها: الحب والإيمان. سل العقل، ما الحب؟ ينبئك بأنه جنون! وما الفرق عند العقل بين ليلى ولبنى، وسلمى وأي امرأة أخرى، مادامت الغاية عنده الحمل والولد وبقاء النسل؟ ومن يُقْدم في الحرب على الموت، هل كان يقدم لو نزعت الحماسة من نفسه وهي عاطفة وتركته لعقله ولما يحسن العقل من محاكمات جافة؟ هل يجود لولا هزَّة الأريحية جواد بنوال؟ هل يقبل إنسان على تضحية أو بذلك لولا العاطفة؟ هل يعرف العقل إلا المنفعة لقد أحسن التعبير عن العقل المتنبي حين قال:
الجود يفقر والإقدام قتال
* * *
سيقول قائل، إن أساس الإيمان، الاعتقاد بوجود الله، فهل هو غريب عن العقل؟ لا, إن الاعتقاد بوجود الله من بديهيات العقل، فلا يعيش عقل بلا اعتقاد بإله كما يقول (دور كايم)، والإنسان بهذا المعنى حيوان ذو دين، وذلك أن تجارب العقل ومحسَّات الحواس التي يستند في حكمه إليها، توصل حتماً إلى الاعتقاد بوجود إله، وسواء كان منشأ هذا الاعتقاد الخوف أو التطلع إلى المجهول، كما هو مبين في كتب الميتافيزيك، فلا شك في أنه بديهي، أما ما عاده من شعب الإيمان بالمغيبات، والقضاء والقدر، فلا يستطيع العقل أن يقيم الدليل على نقضها ولكنه لا يستطيع أبداً فهمها، ولا أظنني بحاجة إلى بيان الفرق بين الاعتقاد بوجود شيء وبين فهمه ومعرفة حقيقته، هذا وليس من مصلحة الدين ولا المتدينين أن نخلَّي بين العقل وما يجب الإيمان به، بل المصلحة بالاطمئنان العاطفي والتصديق القلبي وما يعقبه من اللذة والاطمئنان. وهؤلاء العلماء المتكلمون الذين كانوا من رأي الأستاذ خلاف والذين حالوا أن يجعلوا الإيمان إيمان عقل، عادوا كلهم وأنابوا واعترفوا بأن الإيمان بالقلب، هذا (ابن رشد) وناهيك به، عاد فقال في تهافت التهافت (الذي يرد به على الغزالي في كتابه تهافت الفلاسفة): لم يقل أحد من الفلاسفة في الإلهيات شيئاً يعتدُّ به (1)، وهذا الآمدي وقف في المسائل الكبار وحار، و (الغزَّلي) انتهى إلى التصوف والتسليم، وهذا الفخر الرازي قال بعد تلك المؤلفات الطوال:
نهاية إقدام العقول عقال *-*-*-*-* وآخر سعي العالمين ضلال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا *-*-*-*-* سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
ولقد تأملت الطرق الكلامية، والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلاً، ولا تروي غليلاً، ورأيت أقرب الطرق طريق القرآن، اقرأ في الإثبات، الرحمن على العرش استوى، واقرأ في النفي ليس كمثله شيء، ومن جرَّب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي". انتهى كلامه .... وكلامي! وعلى الأخوين الكريمين خلاَّف وقطب تحيتي وسلامي.
* * *
______________________________________
(1) وهذا ما يقوله في العصر الحاضر (كانتْ)، والفلاسفة الذين يُعْتدُّ بقولهم وهو الحق.
((((((من كتاب فكر ومباحث، للشيخ الأديب علي الطنطاوي ص (25ـ30) مكتبة المنارة))))))))))))))
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[14 May 2010, 02:19 م]ـ
2 ـ قرأت السيرة من ألفها إلى يائها فلم أجد أحداً من المسلمين دعا الرسول أو لجأ إليه إذا حاق به الخطب الذي لا يقدر البشر على دفعه، وإنما كانوا يلجؤون إلى الله ويدعونه، لايقولون مقالة البوصيري:
يا أكرم الرسل، ما لي من ألوذ به
سواك عند حلول الحادث العمم
ولا قول الآخر يخاطب عبد الله ورسوله بهذا الخطاب الذي لا يخاطب به مؤمن إلا الله وحده:
يا أكرم الرسل على ربه. . .
عجل بإذهاب الذي أشتكي
فإن تأخرت فمن أسأل
لا يدري من يسأل إذا تأخر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإذهاب الذي يشتكي وهو يقرأ كل يوم سبع عشرة مرة (على أقل تقدير): (إياك نعبد وإياك نستعين)!.
ولم أجد صحابياً لجأ إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بعد موته يستشيره في أمر أو يراه في منام فيبني على رؤياه حكماً ويأخذ منها علما ًولقد اختلفوا على الخلافة والنبي صلى الله عليه وسلم مسجى في بيته لم يدفن فما فكروا أن يلجؤوا إليه وأن يستشيروه. وهل يستشار الميت؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد قرأت السيرة كلها وأجهدت نفسي لأجد شيئاً من الأشياء أو مكاناً من الأمكنة قدسه المسلمون وتبركوا به، فلم أجد إلا ما كان من تقبيل الحجر الأسود أو استلامه، وقول عمر: (إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله قلبك ما قبلتك). وأجد في السيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان وهو يعاني آلام مرض الموت ينهى عن اتخاذ القبور مساجد، فأعجب من حال المسلمين اليوم إذ لا أرى مسجداً كبيراً إلا بُني على قبر أو كان فيه قبر.
هذا قليل من كثير عرضته مثالاً لما في السيرة من عبرة تنفعنا في نهضتنا ودرس يفيدنا في حاضرنا، فكرت قبل عرضه وترددت، ثم آثرت إرضاء الحق ومصلحة الأمة، ففتحت هذا الباب لندخل إلى هذه السيرة العظيمة، فلا نخرج منها إلا بالحياة والعز والمجد والمزايا التي تعيد للأمة الإسلامية مكانتها في الدنيا. ص109 ـ 112.
3 ـ من أقوى الوسائل اليوم إلى الرزق العلم، فإن فاتك قطاره صغيراً فلا تترد عن اللحاق به كبيراً، فإن العلماء الذين أعرفهم أنا درسوا على كبر فبلغوا في العلم أعلى الذرى كثير كثير، وربما كتبت يوماً عنهم. منهم من أساتذتنا الشاعر الفحل البزم الذي لم يعرفه ولم يطلع على ديوانه هنا إلا القليل من الأدباء، وكنا نعده أحد شعراء دمشق الأربعة الكبار وهم خير الدين الزركلي وشفيق جبري، وخليل مردم بك، والبزم. بلغ العشرين وهو بعيد عن العلم والأدب. بل لقد خبّرني الشاعر بشارة الخوري (الأخطل الصغير) بلسانه أنه قارب الثلاثين ولم يقرأ شيئاً لأبي تمام ولا للبحتري ولا لتلك الطبقة من الشعراء الكبار الذين كانوا يعرفون عند الأولين بالشعراء الشاميين، وإنما كان عاكفاً على شعراء عصر الانحطاط.
وأنا أعرف مما قرأت في الكتب ومما رأيت في الحياة حوادث وحوادث كلها واقع، فيها لمن أراد أن يعتبر عبرة بالغة. لما كنت أدرّس في ثانويات العراق سنة 1937 من خمسين سنة كاملة، كان عندنا طالب رضي الخلق متفتح الذهن مستقيم السيرة، أخذ الشهادة الثانوية فدخل الكلية الحربية وتخرج فيها ضابطاً، وترقى في السلك العسكري حتى بلغ رتبة العقيد، فتبدلت الأحوال في بغداد واضطر إلى التخلي عن رتبته وترك سلكه العسكري، فدخل كلية الحقوق وتخرج فيها وصار محامياً، فاضطر إلى ترك العراق والهجرة منها إلى النمسا، فتعلم اللغة الألمانية ودخل كلية الطب وتخرج فيها بعد سبع سنين طبيباً، وجاء مكة حاجاً من بضع سنين وزارني وسمعت قصته. ص134 ـ 136.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[14 Jun 2010, 11:36 م]ـ
4 ـ كنت في زيارة صديق لي، شيخ من المشايخ الصالحين المربين، وكان في المجلس اثنان من رفاق ولده من الشباب الأحداث المتأنقين. فأذن المغرب فاستعددنا للصلاة، ولكن أحد الشابين لم يتحرك، فقال له الشيخ: ألا تصلي؟ قال: لست متوضئاً. قال: هذا الماء. قال: شكراً، لا أريد الوضوء. قال الشيخ: الأمر سهل ما فيه مشقة. قال: لا، شكراً.
فتركناهما وصلينا. فلما قُضيت الصلاة فكّر الشيخ فرأى أنه يأثم إن تركهما، فقال لهما: يا أولادي، يقولون إن المغرب غريب، أي أن وقته قصير، وإذا أردتما الصلاة في داركما لم تلحقاها. قال الشاب الثاني: أقول لك الصحيح؟ نحن لا نصلي. قال: ولماذا لا تصليان؟ فقال (بلهجة نابية وجفاء ظاهر): هذه أمور شخصية لا دخل لأحد فيها، ويكفي أني لا أضرّ أحداً ولا أسرق مال أحد.
قال الشيخ: هذه أمور شخصية في نظرك ونظر من أخذوا برأي الأجانب، أما في نظر الإسلام فلا؛ إن من الواجب على كل مسلم أن ينصح أخاه وأن يرشده، وأن يأمره بالمعروف وأن ينهاه عن المنكر. قال الشاب: وهل الدين بالصلاة؟
فقلت أنا: نعم، بالصلاة؛ لا الإسلام فقط بل الأديان كلها. ليس في الدنيا دين، سواء في ذلك الدين الصحيح الذي هو الإسلام والأديان الباطلة، إلا وعماده الصلاة. وإلا ففيم يكون الدين؟ هل يكون بالرقص والتمثيل والقفز على الحبل؟ إن الشيخ يدعوك إلى فرض فرضه الله عليك لم يفرضه عليك هو. قال: أنا لا أنكر أن الصلاة فرض، وأنا أحب أن أصلي، ولكني عندما أرى بعض المصلين أنفر من الصلاة. عندنا في المدرسة شاب يصلي دائماً ويقرأ الأوراد، وهو دجال محتال بعيد عن الأمانة مجانب للاستقامة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت لهذا تركت الصلاة؟ قال: نعم. قلت: لماذا تأكل إذن؟ قال: لماذا لا آكل؟! قلت: لأن بين من يأكلون من هو لص خبيث ساقط محتال. قال: ما لي وله؟ الأكل ضروري لحياة الجسد. قلت: والصلاة ضرورية لحياة الروح، فما لك ولهذا الذي قلت إنه دجال؟
فسكت. قلت: وشيء آخر، هل تعتقد أن رفيقك الدجال المحتال يصلي؟ قال: نعم. قلت: لا يابني، إنه ما صلى. (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)؛ هذا قول الله، وقد شرحه رسوله صلى الله عليه وسلم فبيّن أن من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، وكان قد فعلها رياءً وتظاهراً، لم يزدد من الله إلا بعداً. انظر إلى كاتب الأمير الذي يدخل عليه كل ساعة مرة، هل يخرج من عنده فيتكلم عليه أو يشتغل بما لا يرضيه ويخالف عن أمره؟ وكيف، وهو يعلم أنه سيدخل عليه بعد ساعة وسيسأله عمّا فعله؟
فكيف يأتي الفحشاء والمنكر من يدخل الحضرة الإلهية ويقوم بين يدي الله خمس مرات كل يوم؟ لذلك شبه الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الصلوات الخمس بنهر على باب المسلم يغتسل فيه خمس مرات في اليوم. هل يكون وسِخَ الجلد قذر الجسد من يغتسل خمس مرات في اليوم؟ لا، إن صاحبك ما صلى، ولو قام وقعد وركع وسجد وتلا وذكر، وأدى الشروط الظاهرة والأركان والواجبات والسنن. هذا كله جسد الصلاة، فإن لم يكن معه الإخلاص وحضور القلب كانت صلاته جسداً بلا روح. ص157 ـ 159.
5 ـ نحن لا نعرف قيمة صلاة الجماعة. إن هذه الجماعة مثل المجالس المحلية التي تعمل على كل ما فيه خير للحارة، تقر التكافل الاجتماعي فتعين المحتاج وتساعد الفقير وتداوي المريض، وإن احتاجت الحارة إلى إصلاح طريق راجعت الجماعة الحكومة لإصلاحه، وإن ضاقت المدرسة سعت لتوسعيها، وإن كان فيها مفسدة أو منكر عملت على إزالته. والمجالس المحلية تجتمع خمس مرات كل يوم.
هذه المجالس المحلية للحارات. وهناك مجلس محلي للحي كله يجتمع مرة في الأسبوع، وهو صلاة الجمعة، ومجلس للمدينة كلها يجتمع مرتين في السنة، وهو صلاة العيد، ومجلس إسلامي عام، وهو المؤتمر الذي ليس له نظير في الدنيا ولم يعرف البشر قبله ولا معه مثله، وهو الحج. إن الصلاة هي أساس صرح الحضارة الإسلامية، وهي الدافع لهذه الفتوحات، هي الركيزة لهذا المجد الذي نطح النجم ودان الدهر. إن المسلمين سادوا الدنيا وكانوا هم ملوكها وكانوا أساتذتها، وكانوا هم حملة منار الحضارة فيها، لما كانوا يصلّون حقيقة وكانت صلاتهم جسداً وروحاً، لم تكن كصلاة كثير منا: جسداً بلا روح. فهل نعود إلى مثل تلك الصلاة ليعود لنا مثل ذلك المجد. ص 161 ـ 162.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[21 Jul 2010, 12:56 ص]ـ
ما منا إلا من نال لذة في معصية، أو حمل ألماً في طاعة
قال الشيخ علي الطنطاوي: " إن أجلَّ فائدة استفدتها من كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي لما نشره أخي، وكتبت مقدمته الطويلة هي أنه: ما منا إلا من نال لذة في معصية، أو حمل ألماً في طاعة، في رمضان هذا الذي صمناه من قريب حملنا مشقة الجوع في يومه الطويل، والعطش في حره الشديد، وكنا نشتهي في النهار كوباً من الماء البارد نشتريه بالثمن الوفير، وطبقاً من الطعام الشهي ندفع فيه الكثير، فما الذي يبقى من تعب الصيام بعد أن يؤذن المغرب فنأكل ونشرب؟
والذي غلبته نفسه، وسيره شيطانه، فأفطر في رمضان، وأعطى نفسه شهوتها، وأتبعها لذتها ..... ؟ ماذا بقى الآن من هذه اللذة، ومن ذلك الألم؟.
وتصور ساعة الموت، وفراق هذه الدنيا، تجد أن اللذات المحرمة ذهبت كلها ولكن بقى عقابها، ومتاعب الطاعات ذهبت كلها
ولكن بقى ثوابها.
هذه هي الفائدة التي استفدتها من ابن الجوزي، أتمنى لو أني أذكرها دائماً، وهيهات ما
دام الشيطان والنفس الأمارة بالسوء، وحب العاجلة، ما دامت كلها موجودة! ".
(ذكريات علي الطنطاوي، للشيخ علي الطنطاوي، ج2، ص 105ـ 106، دار المنارة، جُدة، 1405هـ).
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[24 Jul 2010, 01:11 م]ـ
أحسنت يا أبا الفداء أحسن الله إليك وبارك الله فيك، وليت الإخوة يوحدون الخط في جميع المشاركات.(/)
من مواقف رجال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[12 Apr 2009, 08:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنقل هذا الموقف الذي قرأته في مجلة الشهاب لشيخين وعالمين عضوين في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين أزعم أنهما ضربا من خلاله مثلا في الأخلاق الإسلامية الرفيعة التي عزت في مثل أيامنا، فرحمهما الله رحمة واسعة، وجعل كل ما قدماه في ميزان حسناتهما، فلّله درّ هذا الخلق الرفيع، ولله درّ من هذبتهم السنن والآثار.
- بعد أن نشر الشيخ الإمام أبو يعلى الزواوي (ت 1371 هـ - 1952 م) كتابه " الخطب " أهدى نسخة منه إلى الإمام عبد الحميد بن باديس، هذا الأخير قام بكتابة مقالة للتعريف بهذا الكتاب في مجلة الشهاب، عرف فيه بالكتاب ونوه به وبصاحبه، ودعى القراء والمشتركين إلى اقتنائه لما يحتويه من علم نافع، ولم يمنعه علم الرجل وفقهه من أن ينبهه إلى تساهله في نقل القليل من الأحاديث الضعيفة، ويطلب منه أن يقوم بتخريجها أو العزو إلى الكتب التي أخذ منها، وإليكم المقالة كما جاءت في مجلة الشهاب العدد 34 السنة الثانية، الخميس 21 ذو الحجة 1344هـ/ 1جويلية 1926م. الصفحة 11 بعنوان
" خطب إمام جامع سيدي رمضان بالجزائر":
'' الشيخ السعيد الزواوي علامة سلفي، داعية إلى الإصلاح بالكتاب والسنة وعمل السلف الصالح، كان من محاسن أعماله لما ولي الخطابة بجامع سيدي رمضان بالجزائر أن أخذ يخطب على الناس خطبا حية مناسبة للمكان والزمان والحال على طريقة السلف المتقدمين.
ثم جمع بعضا من تلك الخطب وقدم لها مقدمة نفيسة وطبع الجميع في مجموع واحد سنة 1342هـ، وقد أهدانا نسخة فألفيناها كما يشاء النصح وتقتضيه الإجادة فشكر الله صنعه وأحسن جزاءه.
وددنا لو ذكر مآخذ حديثه وزاد تحريا في تخريجها فإن فيها قليلا من الضعيف الذي كان يغني عنه الحسن والصحيح.
ومن أراد اقتناء هذه الخطب النفيسة فليخاطب صاحبها على عنوانه ... ''
والمعروف عن الإمام عبد الحميد بن باديس أنه كان من العلماء الذين يرون أن من ذكر إسناد الحديث فقد أعذر وبرئت ذمته؛ لأنه يقدّم الوسيلة التي تمكِّن من كان عنده علم بهذا الفنِّ من معرفةِ حال الحديث صحةً أو ضعفاً، بخلاف من حذف إسناده، ولم يذكر شيئاً عن حاله، فقد كتم العلم الذي عليه أن يبلِّغَه، كما أنه موقفه من رواية الحديث الضعيف وضحه في قولته:" لا نعتمد في إثبات العقائد والأحكام على ما ينسب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم من الحديث الضعيف لأنه ليس لنا به علم" الآثار (1/ 143).
- بعد أن أطلع أبو يعلى الزواوي على ما كتب عنه وعن كتابه " الخطب" من النقد والتصحيح، فرح واستبشر به، وأعتبره من باب النصيحة له وللمسلمين، فأرسل إلى نفس المجلة بجواب يدل على حرصه على إتباع الحق، متى ظهر له، وتقديمه إياه على حظوظ النفس مهما كانت، وهذا الموقف الكريم يدل على حسن خلق المسلم وشرف نفسه، وتواضع العالم، وصدق كلامه الذي يدل على إخلاص القلب الذي خرجت منه، وأنه لا يبغي إلا الحق، لا يداهن فيه ولا يخجل منه، وبهذا حضروا وأعدوا – بفضل من الله وعونه- شعبا قاوم أعتى مستدمر فرنسي، وأخرجه يجر أذيال الخيبة والخذلان من أرض الإسلام الطاهرة المطهرة، فرحمة الله عليهم رحمة واسعة، وجزاهم الله عنا كل خير.
هذا بعض ما جاء في جواب الإمام أبو يعلى الزواوي في العدد 44 السنة الثانية، الخميس 26 محرم 1345هـ/ 5 أوت 1962 الصفحة 10 بعنوان " إيراد الخطباء الحديث":
أشكر أصحاب " الشهاب " الأغر على تنويههم بخطبي في العدد الأخير، ويجوز لي أن أنشد:
إذا أنا لم أشكر على الخير أهله ... ولم أذمم الوغد اللئيم المذمما
ففيم عرفت الخير والشر باسمه ... وشق لي المسامع والفما.
وهذا لجميع من نوهوا بها من جرائد هذا الوطن ومصر والشام، جعل الله ذلك لنا ولهم من خالص الخدمة للعلم والملة وأن قصدي في ذلك الكتاب مقدمته وقصدي من مقدمته قولي في خطبة الكتاب:
أردت تجديد طريقة السلف في إلقاء الخطب والرجوع إلى الأصل في ذلك، وإحياء ما هنالك الخ قولي لو لم يكن لي من الأهلية إلا إحياء تلك السنة وأي سنة لكفى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما إيراد بعض الأحاديث الضعيفة فلا أقول أنهم قالوا فلا بأس في الاستدلال بالحديث الضعيف في الوعظ وفضائل الأعمال، وإنما أقول أن الاستدلال بغير ما في الصحيحين ولو من بقية الأمهات الست فهو على خطر عظيم ... وكفى أن أبا حنيفة رحمه الله أبى أن يعتمد أكثر من بضعة عشر حديثا، وكذلك يوثق بأحاديث الموطأ، ولكن مع كل ذلك أقول ما قال الأول: وجدت آجرا وجصا فبنيت، ومكان القول ذا سعة، إذ ما أوردت من الأحاديث في كتابي لا يتعدى البخاري ومسلما، فإذا كان لهذين أصرح به، والطبري وإحياء علوم الدين للإمام الغزالي فإذا كان لهذين فلا أصرح بشئ، وفي علمي أن الغزالي قد حوى [كذا] في أحاديثه التي أثبتها في الأحياء ولكن شارحه المرتضى رحمه الله دافع عنها وصححها، وكذلك أخذت بعض الأحاديث من خطب الشرنوبي ومن الجامع الصغير، أخطأت في الأخذ من الجامع الصغير للسيوطي حاطب ليل الذي يدعي إثبات الأحاديث باستشارة النبي صلى الله عليه وسلم يقظة ومشافهة، وهو في القرن الثامن، وعلى أن شارحه الغريزي حكم بالضعف على أكثرها، فالحق – والحق أقول- إن اعتنائكم بالتنبيه على الأحاديث الضعيفة خدمة جليلة مفيدة وقد ألتزمت منذ أمد أن لا أفوه بالحديث فيما ينبني عليه حكم شرعي وخصوصا في الحلال والحرام أو الأمر والنهي إلا إذا كان ثابتا في الصحيحين والموطأ وفيما عدا ذلك العزو أي أعزوه، ثم أبحث عن الصحة وعدمها كما قال صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل وأهليهما: " (لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، وقولوا: {آمنا بالله وما أنزل إلينا} [العنكبوت:46] ((رواه البخاري)) " الحديث
الجملة أن الاستدلال بالحديث على خطر عظيم إذ قد يقع المستبدل في الوعيد الوارد من ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " ثم بعد هذا كله نجد الكثير من العامة بل من الخاصة لا يبالون بقوله صلى الله عليه وسلم، ولو هو حديث خرافة، وقولي هذا حديث خرافة على سبيل المثل والمصطلح، وإلا فان خرافة ورد حديث فيه أنه رجل أخذه الجن فصار يحدث ذلك ا. هـ بالمعنى، وبالله التوفيق.
الزواوي إمام جامع سيدي رمضان- القصبة - الجزائر"
ملاحظة: كتاب «الخطب» طبع في الجزائر عام 1342 وهو يقع في 78صفحة من الحجم المتوسط، ذكرها أحمد توفيق المدني أثناء ذكرياته عن الإمام الزواوي: « ... وأذكره بإخراجه للخطب المنبرية من صبغتها التقليدية العتيقة إلى صبغة قومية مفيدة فهو يخطب للعامة ارتجالا في مواضيع إسلامية محلية مفيدة، ويعتبر خطابه درسا بحيث لا ينتهي منه إلا وقد اعتقد أن كل من بمسجد سيدي رمضان من رجال ونسوة قد فهموا جيد الفهم خطابه وأشهد أنه كان لتلك الخطب الأثر الفعال في النفوس».
فنسأل الله أن يزيدنا من فضله وأن يغفر لنا ولكم.
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[20 Apr 2009, 01:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حملت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين لواء الإصلاح الديني والاجتماعي، وكان رئيسها الإمام عبد الحميد بن باديس يربط دائمًا بين الدين والأخلاق والعقل، ويرى أن قدرة المسلمين إنما تكون بالجمع بين العقائد الواضحة والأخلاق الطيبة والعلم، ولهذا فقد جعل جرائده ومجلاته منبرا لكشف، وفضح الطرق الصوفية المنحرفة، ومجالا لمقاومة المبتدعة والمضللين، فكانت المقالات الصحافية، والرسائل تتهاطل على إدارة جريدة "المنتقد" ثم "الشهاب" من علماء الجزائر وطلبة العلم فيها، وكذا من العلماء والمفكرين في تونس والمغرب، وحتى من مصر للمساهمة أو الاستفسار أو طلب رأي، وكان للطريقة العليوية وشيخها "أحمد بن عليوة" المتهم بالحلول ووحدة الوجود النصيب الأوفر من هذه الحملات الصحفية التي أدت دورا كبيرا في كشفه وفضحه هو وأتباعه، وهذا الموقف الذي أنقله اليوم يغني عن كل تعليق:
نشرت جريدة الشهاب في العدد 82 الصادر يوم الخميس 30 رجب 1345 هـ/ 3 فيفري 1927 م، استفسارا وتساؤلا من مواطن رمز لنفسه باسم ((مستبين)) تحت عنون: " طلب الحقيقة" ومما جاء فيه:
(يُتْبَعُ)
(/)
" ... منذ اجتماع العلويين في جامع سيدي رمضان ونحن في حيرة والتماس حقيقة مما صدر من أحد أعيان العاصمة وهو الشيخ محمد الشريف الزهار الإمام بجامع جده (رضي الله عنه) من وقوفه بذلك المحفل وإلقائه لتلك الخطبة التي كادت أن تنشق لها السموات ومدحه لذلك الشيخ مدحا مفرطا أدهش الحاضرين، ودونك أيها القارئ ملخص قوله: " أيها السادة إني قد كنت قبل الاجتماع بهذا الرجل العظيم أنكر عليه أقواله وأفعاله واقدح فيه واسبه وأقول لأتباعه أن شيخكم لَّدعي زنديق بل كافر، وما أشبه ذلك والآن لما اجتمعت به، والحمد لله فقد ظهر لي ما كان خافيا عني من الأسرار والأنوار وها أنا تائب مما قلته واشهد انه ولي كامل زاهد ... الخ".
فبالله متولي السرائر هل كانت حقيقة اعتقادك أيها الإمام في ذلك القطب ما فهمت به الجمهور أم كان نطق لسانك مغايرا لجنانك فأصدقنا أرشدك الله حتى ترتفع عنا الحيرة وننجو من الوقوع في المحذور اقتداء بك حيث كنت إمام مسجد شريفا بل نقيب الأشراف، وابن عائلة موصوفة بالصدق والكمال، فكيف محضت في هذا المجال فعجل بالجواب على كل حال ... "
ولم يكد يصدر العدد التالي رقم العدد 83: الخميس 7 شعبان 1345هـ/ 10 فيفري 1927م، أي بعد أسبوع من صدور الاستفسار حتى جاء جواب الشيخ الإمام محمد الشريف الزهار يتضمن موقفا وخلقا إسلاميا راقيا، هو الاعتراف بالخطأ، والعودة إلى الحق، والرجوع إلى الصواب بكل شجاعة وإقدام، ليتبرأ من الشيخ المنحرف وطريقته الضالة المضلة.
كتب تحت عنوان: " الجواب بالبراءة" ما يلي حرفيا:
" الشهم الغيور مدير جريدة الشهاب الأغر ... سلاما واحتراما
اطلعت في جريدتكم السمحا عدد 82 على سؤال عنوانه طلب الحقيقة بامضاء "مستبين" مضمنه اجتماع العلويين بمسجد سيدي رمضان وخطبتي في ذلك الاجتماع ومدحي لذلك الشيخ مدحا مفرطا وطلب مني الكاتب حقيقة اعتقادي الخ ...
فأقول ولا أخشى لومة لائم لتظهر الحقيقة وضاحة الجبين، وأشهد الله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور أنني برئ من بدع المبتدعين وخزعبلات المتصوفين وشعوذة المشعوذين ونصرة السفاكين ... أحب العلماء العاملين والأولياء المتقين طريقتي الكتاب والسنة.
بلغني عن الطائفة العليوية وشيخهم (المربي) من الأسرار والأنوار ما شوقني إلى مشاهدة رؤيتهم فاجتمعت بالشيخ وأصحابه في مسجد جدي محمد الشريف الزهار (رضي الله عنه)، فكان كلامه في الصلاح والإرشاد والوقوف على حدود الشريعة ونفع العباد
لا يغرنك لين من فتى ... إن للحية سم يقتل
فأعجبني ذلك وحمدت الله على وجود رجل مثل هذا في هذا الزمان، خطبت خطبتي التي لا أنكرها، ولكن لما أطلعت على حقيقة أمرهم وحللتها تحليل الحكيم الكيماوي، تمثلت بالمثل السائر (ما أنت أول سار غره قمر) فتبين لي الرشد من الغي، وظهر الأمر على خلاف ما كنت أظن ... من أمور مصادمة للشريعة لا ينبغي السكوت عنها، ولا يسع إنكارها، وبَّختهم عليها مشافهة وحذرتهم من سوء عاقبتها عملا بقوله تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} [الذاريات: 55].
فأبو وأصروا على فعلها، فتكلمت مع الشيخ نفسه ليزجرهم عن ذلك فتبسم وسكت، فلما علمت أن القوم اتفقوا على الضلالة نبذتهم نبذ النواة، وهجرتهم وقطعتهم، وقلت لهم هذا فراق بيني وبينكم لأن الحب في الله والبغض في الله، فقد تحققت صدق ما هو شائع عنكم من هتك الدين باسم الدين، وحمدت الله حيث أخرجني من الظلمات إلى النور وشاهدت الأمر عيانا فليس من رأى كمن سمع.
فتأسفت على ما صدر مني واستغفرت الله عسى أن يغفر لي ورجعت إلى الحق أفضل من الباطل، هذا هو اعتقادي أيها السائل، وهذا هو ديني الذي أدين الله به، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ... "
كتب بالعاصمة في 4 فبراير سنة 1927م
محمد الشريف الزهار.(/)
تهنئة فضيلة الدكتور/ عبد الرحمن بن ناصر اليوسف بترقيته إلى أستاذ مشارك.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[13 Apr 2009, 08:17 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وأله والتابعين.
يسرني أن أتقدم بخالص التهنئة لفضيلة الشيخ الدكتور/ عبد الرحمن بن ناصر اليوسف عضو الملتقى , وعضو هيئة التدريس بقسم القرآن بجامعة الإمام , بترقيته العلمية إلى رتبة أستاذ مشارك في القرآن وعلومه.
وإنني إذا أكتبُ هذه التهنئة لأتمنى على الشيخ الفاضل إتحافنا بعناوين بحوثه التي تُوج بها هذه الرتبة التي نسل الله أن يجعلها دافعاً إلى التقدم في خدمة القرآن ونشر علومه وأن يعيننا وإياه على مرضاته كما أسأل الله تعالى أن ينفعه بها وأن ينفع به وأن يزيده من فضله العظيم وأن يرفع درجاته في الآخرة والأولى, وأن يحقق لجميع الإخوة في هذا الملتقى المبارك آمالهم وأن ييسر لهم أمورهم.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[14 Apr 2009, 01:11 ص]ـ
مبارك يا دكتور عبد الرحمن وإلى الأمام على طريق طاعة الله وخدمة كتابه العزيز.
والعقبي عندكم يا شيخ محمود في المسرات.
ـ[الشريفة فاطمة]ــــــــ[14 Apr 2009, 03:18 ص]ـ
ونحن كذلك نتشرف بتهنئة الدكتور عبد الرحمن بن ناصر اليوسف بترقيته إلى أستاذ مشارك ونتمنى له الصلاح والفلاح في منصبه الجديد مزيدا من العطاء ان شاء الله
ـ[يسري خضر]ــــــــ[14 Apr 2009, 01:33 م]ـ
بارك الله للدكتور عبد الرحمن ونفع به
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Apr 2009, 04:55 م]ـ
يستاهل كل خير، الله يوفقه ويبارك له.
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[14 Apr 2009, 05:59 م]ـ
نبارك جهوده ونتمنى له التوفيق والنجاح
دنيا وأخرى
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[17 Apr 2009, 01:03 ص]ـ
مبارك للدكتور عبد الرحمن.
ـ[الخطيب]ــــــــ[17 Apr 2009, 01:16 ص]ـ
نبارك لأخينا الكريم د. عبد الرحمن اليوسف
والله أسأل أن يجعل هذه الدرجة العلمية فاتحة خير لما يليها إن شاء الله
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[17 Apr 2009, 01:31 ص]ـ
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
وإنني إذا أكتبُ هذه التهنئة لأتمنى على الشيخ الفاضل إتحافنا بعناوين بحوثه التي تُوج بها هذه الرتبة التي نسل الله أن يجعلها دافعاً إلى التقدم في خدمة القرآن ونشر علومه
نأمل ذلك،،،،، جزاكم الله خيرا ونفع بكم فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن اليوسف.
ـ[المنصور]ــــــــ[17 Apr 2009, 10:59 م]ـ
الحمد لله
أسأل الله تعالى التوفيق لأخينا الفاضل الدكتور عبد الرحمن اليوسف
وإلى المزيد من الخير
ـ[د. عبدالرحمن اليوسف]ــــــــ[20 Apr 2009, 12:04 ص]ـ
أهنئ نفسي بوجودي بينكم في هذا الملتقى المبارك.
وأشكركم على مشاعركم الفياضة , ودعواتكم المباركة , وتهنئتكم النبيلة.
أشكر شكرا جزيلا:
- الشيخ محمود بن كابر - صاحب السبق في التهنئة -
- أ. د. عبدالفتاح محمد خضر.
- الشريفة فاطمة.
- د. يسري خضر.
- د. عبدالرحمن الشهري.
- أبو الخير كرنبة.
- د. أحمد البريدي.
- أ. د. أحمد سعد الخطيب.
- فجر الأمة.
- د. عبدالله المنصور.
وهذه عناوين البحوث المقدمة للترقية حسب ترتيب كتابتها:
- تحقيق منظومة: (ذات الرشد في الخلاف بين أهل العدد) لشعلة الموصلي الحنبلي.
- المبرؤون في القرآن الكريم.
- معاني المعروف في القرآن الكريم.
- معالم الإخلاص في ضوء سورة الزمر.
داعيا أن يتقبلها الله في الأعمال الصالحات , وأن يجعلها من المقاصد الخالصات ...
وتقبلوا أطيب تحياتي , وعاطر ثنائي.
ـ[محمد العليان]ــــــــ[20 Apr 2009, 02:09 ص]ـ
مُبارك أخي الفاضل الدكتور عبد الرحمن بن ناصر اليوسف
بارك الله في جهودك، ونفع بك الإسلام والمسلمين.
ـ[د. عبدالرحمن اليوسف]ــــــــ[27 Apr 2009, 07:43 ص]ـ
الشكر موصول للشيخ محمد العليان , سائلا المولى عزوجل لنا ولكم السداد والرشاد , والتوفيق لما يحبه ويرضاه.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[01 May 2009, 02:19 ص]ـ
هنيئا لكم شيخنا، ومبارك عليكم الدرجة العلمية الجديدة التي نسأل الله أن يعينكم بها على الخير، ويمهد لكم ما بعدها.(/)
عقائد الشيعة بأختصار
ـ[عبدالله المحمدي]ــــــــ[13 Apr 2009, 11:08 م]ـ
الخطر القادم:
نعم إنه الخطر القادم إنهم الشيعة لعنهم الله فهم يتربصون بنا أهل السنة ويريدون القضاء علينا فلا بد أن نحذرهم ونحذر من انخدع بحسن معاملتهم وتلطفهم ونصحآ للأمة فقد استعنت بالله في كتابة بعضآ من عقائد الرافضة الأثنى عشرية لنبين لعامة أهل السنة والجماعة حقيقتهم ويعرفوا عدوهم الحقيقي وقد اعتمدت على الله اولآ وآخرآ ثم على كتاب سؤال وجواب في الأثنا عشرية للشيخ عبدالرحمن الشثري (كتاب رائع جدآ) ويدور محتوى الكتاب حول عقيدة الرافضة من خلال مؤلفاتهم وكيف أن بعضهم يناقض بعضهم الأخر وقد علق المؤلف على تناقضاتهم بتعاليق جميلة جدآ ومقنعة
وإليك عقائد الشيعة بإختصار:
1 - يعتقد بعض الشيعة أن الله بعث جبرئيل بالوحي إلى علي عليه السلام فغلط جبرئيل وأنزل الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم.كتاب المنية والأمل في شرح الملل والنحل ص 30. . .
2 - يعتقد شيوخ الشيعة أن القرآن الكريم ناقص وأن القرآن الحقيقي صعد به إلى السماء حينما أرتد الصحابة رضوان الله عليهم.كتاب التنبية والرد ص 25 للملطي.
3 - قال أحد شيوخ الشيعة وهو شيخهم الطبرسي في كتاب الوثيقة صفحة 211: وعلى أختلاف النظم كفصاحة بعض فقراتها البالغة حد الإعجاز وسخافة بعضها الآخر. . .ألخ كلامه.
4 - يعتقد شيوخ الشيعة أن الرسول صلى الله عليه وسلم بلغ جزءآ من الشؤيعة وجعل الباقي عند علي بن أبي طالب ليبلغه.
تعليق شهاب الدين النجفي على إحقاق الحق للتستري ج2/ 288 - 289.
5 - يعتقد شيوخ الشيعة أن أئمتهم هم الواسطة بين الله وبين خلقه.كتاب بحار الأنوار ج23/ 99
6 - شيوخ الشيعة يقولون أن الحج إلى قبور الأئمة أهم عندهم من الحج إلى الكعبة المشرفة.كتاب ثواب الأعمال وعقاب الأعمال ص 121 - 122.
7 - شيوخ الشيعة يقولون أن من زار قبر الحسين كمن زار الله في عرشه (تعالى الله عما يقولون).كتاب المزار المفيد ص51.
8 - شيوخ الشيعة يقولون ان تراب وطين قبر الحسين شفاء من كل داء.كتاب الأمالي ص 318 ح 93.
9 - شيوخ الشيعة لا يفرقون بين الله تعالى وبين أئمتهم كما في كتاب مصابيح الأنوار في حل مشكلات الأخبار ج2/ 397 ح 222.
10 - يقول شيخ الشيعة الكليني في كتابه الروضة من الكافي ج8/ 2103 ان الكواكب والنجوم لها تأثير في السعادة والشقاوة وفي دخول الجنة والنار.
11 - تعتقد الشيعة ان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يعلم الغيب ويقولون انه يقول وحاشاه يقول: أنا رب الأرض الذي يسكن الأرض به. ينظر كتاب مرآة الأنوار ص 59 للعاملي ويعتقدون أيضآ ان علي يتصرف في الدنيا والأخرة وينظر كتابهم أصول الكافي ج1/ 308 وأن علي هو من يحدث الصواعق والرعد والبرق.
12 - شيوخ الشيعة يقولون أن عليآ يحي الموتى ينظر كتاب أصول الكافي ج1/ 347.
13 - نفى شيوخ الشيعة نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا وحكموا على من أثبت هذه الصفة بالكفر. كتاب أصول الكافي ج1/ 90 - 91.
14 - شيوخ الشيعة الإمامية الأثني عشرية يصفون أئمتهم بصفات الله تعالى ويسمونهم باسماء الله تعالى ينظر كتال أصول الكافي ج1/ 103.
15 - شيوخ الشيعة يقولون انه ولا بد مع شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ان تشهد أن علي ولي الله تعالى فيرددونها في أذانهم وبعد صلواتهم ويلقنوها موتاهم.كتاب فروع الكافي ج3/ 82.
16 - شيوخ الشيعة يقولون أن من لعن أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية بن أبي سفيان وعائشة وحفصة رضي الله عنهم بعد كل صلاة فقد تقرب إلى الله بأفضل القربات.كتاب فروع الكافي ج3/ 224.
17 - شيوخ الشيعة يقولون أن أئمتهم يملكون الضمان لشيعتهم بدخول الجنة ينظر كتاب رجال الكشي ج5/ 490 - 491.
18 - يقولون شيخ الشيعة إن إيمان المؤمن لا يكمل حتى يتمتع والتمتع عندهم بإن يعرض الرجل على المرأة أن يتمتع بها فتوافق دون شهود أو ولي (وهو والله الزنا بعينه) ولقد قالوا أن من تمتع بامرأة مؤمنة فكأنما زار الكعبة سبعين مرة كتاب مصباح التهجد ص 252 للطرسي.
19 - قال إمامهم الخميني وأما سائر الأستمتاعات كاللمس بشهوة والضم والتفخيذ فلا بأس به حتى في الرضيعة. كتاب تحرير الوسيلة ج2/ 221.
(يُتْبَعُ)
(/)
20 - يعتقد إمامهم الخميني ان البكاء على سيد الشهداء الحسين وإقامة المجالس الحسينية هي التي حفظت الإسلام من أربعة عشر قرنآ.جريدة الاطلاعات الإيرانية العدد 15901 في تاريخ 16/ 8/ 1399هـ.21
- شيوخ المذهب الشيعي يقولون أن الملائكة خلقهم الله من نور أئمتهم وإن من وظائف الملائكة البكاء على قبر الحسين وإن قد وكل بقبر الحسين اربعة الأف ملك يبكونه إلى يوم القيامة وإن كل الملائكة يسألون الله أن يأذن لهم في زيارة قبر الحسين ففوج ينزل وفوج يعرج.كتاب كنز جامع الفوائد ص 334 للكراجكي.
22 - شيوخ الشيعة يقولون إنه إذا تشاجر الملائكة فإن جبرئيل عليه السلام ينزل على علي بن أبي طالب رضي الله عنه فيعرج به إلى السماء لكي يصلح بينهم. ينظر كتاب الأختصاص ص213 للمفيد.
23 - كان شيخ الشيعة العلباء بن دراع يفضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ويقول إن الذي بعث محمدآ هو علي وزعم أن محمد صلى الله عليه وسلم قد بعثه الله ليدعو إلى علي فدعا إلى نفسه وكان العلباء يذم محمد صلى الله عليه وسلم. ينظر كتاب بحار الأنوار ج 25/ 305 حاشية رقم1.
24 - شيوخ الشيعة يقولون إن الأئمة صلوات الله عليهم لا يتكلمون إلا بالوحي وهذا من ضروريات دين الإمامية. كتاب بحار الأنوار ج17/ 155.
25 - يقول الخميني في كتابه الحكومة الإسلامية ص52 يقول أن لأئمتنا مقامآ لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل.
26 - يقول جواد مغنية: ان الخميني أفضل من نبي الله موسى صلى الله عليه وسلم كما في كتاب الخميني والدولة الإسلامية ص107.
27 - عند الشيعة إن أول ما يسأل عنه الميت في قبره هو عن حب آل البيت.ينظر كتاب بحار الأنوار ج27/ 79.
28 - عند الشيعة إن أهل مدينة قم بإيران مركز الدولة الصفوية يحاسبون في حفرهم ويحشرون من حفرهم إلى الجنة. ينظر كتاب بحار الأنوار ج 57/ 218 ح48 ويقولون مشائخ الشيعة إن للجنة ثمانية أبواب فثلاثة منها لأهل قم.
29 - يقول شيخ الشيعة الحر العاملي: إن حساب جميع الخلق يوم القيامة إلى الأئمة عليهم السلام. ينظر كتاب الفصول المهمة في أصول الأئمة ج1/ 446.
30 - يقول شيخهم الجزائري في كتابه الأنوار النعمانية ج1/ 81 يقول: أرتد الناس كلهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلا أربعة: سلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري والمقداد بن الأسود وعمار بن ياسر وهذا مما لا إشكال فيه.
31 - يقول الخميني في كتابه الحكومة الإسلامية ص69يقول الصحابة الذين يسمونهم المنافقين.
32 - يعتقد شيوخ الشيعة بإن أبا بكر رضي الله عنه خدم أكثر عمره للأوثان عابدآ للأصنام وأن إيمانه كإيمان اليهود والنصارى وأنه كان يصلي خلف الرسول صلى الله عليه وسلم والصنم معلق في عنقه ويسجد له. كتب الصراط المستقيم ج25/ 155 ـــ ينظر كتاب بحار الأنوار ج 25/ 172 ـــ ينظر الكشكول ص 104 لحيدر بن علي حيدر الحلي الآملي ــ الأنوار النعمانية ج1/ 53.
33 - يعتقد شيوخ الشيعة عليهم لعنة الله أن عمر بن الخطاب كان مخنثآ وبه داء لا يداويه إلا ماء الرجال وينظر كتاب الأنوار النعمانية ج1/ 63.
34 - تعتقد الشيعة أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما يظهران لهم في كل موسم حج حتى يرمونهما بالحجارة اثناء رمي الجمار.
35 - تزعم الشيعة أن كفر عمر بن الخطاب رضي الله مساو لكفر إبليس إن لم يكن أشد منه بل قالوا الشيعة إن إبليس يتعجب من شدة مضاعفة العذاب على عمر رضي الله عنه فيقول إبليس: من هذا الذي أضعف الله له العذاب وأنا أغويت هذا الخلق جميعآ.انظر تفسير العياشي ج2/ 240ح9 سورة إبراهيم.
36 - يقول شيخ الشيعة المجلسي في كتابه جلاء العيون ص45: لامجال لعاقل أن يشك في كفر عمر فلعنة الله ورسوله عليه وعلى كل من أعتبره مسلمآ وعلى كل من يكف عن لعنه. . . بل إن الخميني في كتابه كشف الأسرار ص 126 يصف عمر بن الخطاب بالكفر والزندقة. . . وأخيرآ يحتفل شيوخ الشيعة بيوم مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ويجعلونه عيدآ بل إنهم يقدسون أبو لؤلؤة المجوسي ويصفونه بالشجاع لإنه قتل عمر رضي الله عنه.
37 - يقول المجلسي في كتابه حق اليقين ص522: إن أبا بكر وعمر كانا كافرين. . . والذي يحبهما فهو كافر أيضآ.
(يُتْبَعُ)
(/)
38 - يقول شيوخ الشيعة: عثمان بن عفان كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم قد كان ممن أظهر الإسلام وأبطن النفاق. كتاب الأنوار النعمانية ج1/ 81.
39 - يعتقدون الشيعة في أن من لم يجد في قلبه عداوة لعثمان بن عفان ولم يستحل عرضه ولم يعتقد كفره فهو عدو لله ورسوله كافر بما أنزل الله.كتاب نفحات اللأهوت في لعن الجبت والطاغوت ق 57 لعلي بن هلال الكركي.
40 - ذكر شيخهم الطبرسي في كتابه الأحتجاج ج1/ 86 أن منزل الخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان في جب في قعر جهنم في تابوت مقفل على ذلك الجب صخرة إذا أراد الله أن يسعر نار جهنم كشف تلك الصخرة عن ذلك الجب فأستعاذت جهنم من وهج ذلك الجب.
41 - يعتقد شيوخ الشيعة أن من تبرأ من الخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان في ليلة فمات في ليلته دخل الجنة. ينظر كتاب أصول الكافي ج2/ 751.
42 - يعتقد شيوخ الشيعة كفر عائشة بنت أبي بكر الصديق وكفر حفصة بنت عمر رضي الله عنهم أجمعين. كتاب تفسير القمي ص 597 سورة غافر.
43 - يعتقد شيوخ الشيعة أن أحد أبواب النار السبعة لعائشة رضي الله عنها. ينظر تفسير العياشي ج2/ 362. . . وأن عائشة رضي الله عنها زانية!!! (هذا بهتان عظيم) وأن مهديهم المنتظر سوف يحييها ويقيم عليها الحد (أين العقول ياعقلاء الشيعة) كتاب علل الشرائع ج2/ 565 وكتاب حق اليقين للمجلسي ص 347.
44 - قال شيخهم وسيدهم علي غروي أحد أكبر شيوخ الحوزة: إن النبي صلى الله عليه وسلم لا بد أن يدخل فرجه النار لإنه وطئ بعض المشركات (يقصدون عائشة وحفصة) ينظر كتاب كشف الأسرار وتبرئة الأئمة الأطهار ص 24 للموسوي.
45 - يعتقد شيوخ الشيعة أن زيارة قبور وأضرحة الأئمة والأولياء فريضة من الفرائض ويكفر تاركها. ينظر كتاب كامل الزيارات ص183.
46 - التقية عند الشيعة هي كتمان الحق وستر الأعتقاد فيه وكتمان المخالفين وترك مظاهرتهم بما يعقب ضررآ في الدين أو الدنيا وقالوا لا إيمان لمن لا تقية له. كتاب شرح عقائد الصدوق ص 261 ملحق بكتاب أوائل المقالات ــ وكتاب أصول الكافي ج2/ 573.
47 - عند شيوخ الشيعة أن من ترك التقية كمن ترك الصلاة وتركها من الموبقات ويتعاملون معنا معاشر السنة بالتقية بل إنهم قالوا إن تارك التقية كافر خارج عن دين الله. ينظر كتب من لا يحضره الفقيه ج2/ 313.ــ والمكاسب المحرمة ج2/ 163.
48 - قالوا شيوخ الشيعة: من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فلا يتكلم في دولة الباطل إلا بالتقية. . . ويقصدون بدولة الباطل ديار المسلمين من أهل السنة فعلماء الشيعة يسمون دار الإسلام دار التقية. كتاب جامع الأخبار ص 110.
49 - صلاة الشيعة خلف أئمة المسجد الحرام والمسجد النبوي تقية فقد رووا: من صلى خلف المنافقين بتقية كان كمن صلى خلف الأئمة. كتاب جامع الأخبار ص 110.
50 - شيوخ الشيعة يعتقدون بالرجعة وهي رجعة كثير من الأموات إلى الدنيا قبل يوم القيامة في صورهم التي كانوا عليها. كتاب أوائل المقالات ص 46.
51 - عندما يرجع كثير من الأموات إلى الدنيا يكون من ضمن الذين رجعوا الأنبياء والمرسلين والسبب في رجعتهم كما يقول شيوخ الشيعة لكي يصبحوا جنودآ ومرسلين يقاتلون تحت رأية علي بن أبي طالب رضي الله عنه. بحار الأنوار ج53/ 41ح9باب الرجعة.
52 - يعتقد مشائخ الشيعة أن مهديهم المنتظر قد دخل سردابآ في بيت والده في سامراء في العراق وكان عمره خمس سنوات والصحيح أن مهديهم المزعوم قد توفي سنة 260هـ وليس له عقب ينظر كتاب المقالات والفرق ص 102. . . وقد قالوا بغيبته ليأكلوا أموال الناس.
53 - شيوخ الشيعة يقولون ان صلاة الجمعة لا تجب عليهم حتى يخرج مهديهم المزعوم من سردابه لكي يصلي بهم. ينظر مفتاح الكرامة في شرح قواعد العلامة لمحمد جواد العاملي ج2/ 69 كتاب الصلاة.
54 - شيوخ الشيعة يقولون ان الجهاد قبل خروج المهدي المنتظر حرام كحرمة الميتة والدم ولحم الخنزير ينظر كتاب فروع الكافي ج5/ 787.
55 - صرح شيوخ الشيعة بإن مهديهم المنتظر يحي أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ثم يصلبهما على جذع نخلة ويقتلهما كل يوم الف قتله.
ينظر كتاب مختصر بصائر الدرجات ص 187/ 188.
(يُتْبَعُ)
(/)
56 - روى إمامهم النعماني في كتابه الغيبه ص 241 أنه قال قال أبو عبدالله عليه السلام " مابقي بيننا وبين العرب إلا الذبح وأومأ بيده إلى الحلق.
57 - يعتقد مشائخ الشيعة بإن المهدي المنتظر يقتل الحجاج بين الصفا والمروة ويهدم المسجد الحرام والمسجد النبوي والحجرة النبوية ويحكم بحكم آل داوود ينظر كتب بحار الأنوار ج53/ 40. . . والغيبة للطوسي ص 306 وأصول الكافي ج1/ 300.
58 - يعتقد مشائخ الشيعة بإن الشيعي خلقه الله من طينة خاصة والسني خلقه الله من طينة أخرى وجرى المزج بين الطينتين بوجه معين فما في الشيعي من معاصي وجرائم هو من تأثره بطينة السني وما في السني من صلاة وصيام وصلاح وأمانة هو من تأثرة بطينة الشيعي فإذا كان يوم القيامة فإن سيئات وموبقات الشيعة توضع على أهل السنة وحسنات أهل السنة تعطى للشيعة.
كتاب علل الشرائع ج2/ 478.
59 - عقيدة الشيعة في أهل السنة والجماعة بإنهم أهل النار وأنهم كفار أنجاس ولا تجور الصلاة عليهم ولا تحل ذبائحهم وإنهم أولاد زنا وأنهم قردة وخنازير ويجب قتالهم واغتيالهم ويجب سرقة اموالهم والأختلاف معهم بل جعلوا لعن أهل السنة من أفضل العبادات ينظر كتب بحار الأنوار ج8/ 368 - 370 والأنوار النعمانية ج2/ 306 والروضة من الكافي ج8/ 2109 وكتاب علل الشرائع ج2/ 584 - 585 وكتاب وسائل الشيعة ج12/ 437 وكتاب جواهر الكلام ج 22/ 62.
60 - إذا قاموا الشيعة بالصلاة على جنائز أهل السنة في الحرمين الشريفين (وبعضهم لا يصلي) فصلاتهم من أجل الدعاء على أموات أهل السنة. ينظر فروع الكافي ج3/ 122 وانظر ماذا يقول شيخهم ابن بابويه القمي في كتابه فقه الرضا ص 178 باب الصلاة على الميت يقول: وإذا كان الميت مخالفآ فقل في تكبيرتك الرابعة: اللهم اخز عبدك وابن عبدك هذا، اللهم أصله نارك، اللهم أذقه أليم عقابك وشديد عقوبتك، وأورده نارآ، وأملا جوفه نارآ، وضيق عليه لحده، فإنه كان معاديآ لأوليائك، ومواليآ لأعدائك، اللهم لا تخفف عنه العذاب، وأصبب عليه العذاب صبآ، فإذا رفع جنازته فقل اللهم لا ترفعه ولا تزكه.
61 - يقول الشيخ الموسوي وقد كان شيعيآ فعرف طريق الحق فلم يتكبر ويتبع هواه فأصبح من أهل السنة والجماعة يقول في كتابه كشف الأسرار وتبرئة الأئمة الأطهار ص 46: وكم من متمتع جمع بين المرأة وأمها وبين المرأة وأختها وبين المرأة وعمتها أو خالتها وهو لا يدري بل فعل ذلك أحد كبار مشائخهم حيث تمتع بامرأة فولدت منه بنتآ وقام بعد سنين فتمتع بتلك البنت.
62 - يجوز للشيعي العمل تحت حكومة سنية إذا كان الهدف الحقيقي من وراء ذلك هو الحد من المظالم أو من أجل إحداث انقلاب على القائمين بالأمر. كتاب ولاية الفقية ص 142/ 143 للخميني.
63 - لتعلم أن الشيعة لم يفتحوا شبرآ واحدآ من ديار الكفر بل سلموا ما استطاعوا من بلاد المسلمين وعوراتهم وأموالهم للكفار من جميع الديانات كما فعل ابن العلقمي الرافضي حينما سلم الخليفة العباسي المستعصم بالله للقائد المغولي هولاكو وكان دليل المغول في هجومهم على بلاد المسلمين رافضي آخر هو نصير الدين الطوسي.
64 - هل شيوخ الشيعة يجتمعون معنا نحن أهل السنة على رب واحد ونبي واحد وإمام واحد؟
أجاب على هذا السؤال إمامهم نعمة الله الجزائري بقوله: إنا لم نجتمع معهم على إله واحد ولا على نبي واحد ولا على إمام واحد وذلك إنهم يقولون: إن ربهم هو الذي كان محمد صلى الله عليه وآله نبيه وخليفته بعده أبو بكر ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي بل نقول: إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا. كتاب الأنوار النعمانية ج2/ 278.
65 - يقولون الشيعة إن فضل زيارة قبر علي بن أبي طالب رضي الله يقولون يكتب الله له بكل خطوة حجة مقبولة وعمرة مبرورة ويكتب الله له أجر مائة الف شهيد ويغفر له الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر ويبعث من الآمنين ويهون عليه الحساب وتستقبله الملائكة. كتاب وسائل الشيعة ج10/ 458 وكتاب تهذيب الأحكام ج6/ 1306.
نداء إلى كل شيعي عاقل:
أين عقلك ياعاقل؟ هل من المعقول أن يرتد جميع الصحابة.
أين عقلك ياعاقل؟ هل من المعقول أن يدخل فرج الرسول صلى الله عليه وسلم النار.
أين عقلك ياعاقل؟ هل من المعقول أن يتزوج الرسول صلى الله عليه وسلم من كافرات دون أن يخبره الله.
أين عقلك ياعاقل؟ هل من المعقول أن يسجد أبو بكر وعمر للأصنام خلف رسول الله فلا يفضحهم الله في حياته صلى الله عليه وسلم.
أين عقلك ياعاقل؟ هل من المعقول أن يعلم علي بن أبي طالب والأئمة الغيب الذي لا يعلمه إلا الله.
أين عقلك ياعاقل؟ هل من المعقول أن يعلم الرسول صلى الله عليه وسلم بكفر عثمان بن عفان ويزوجه أبنتيه.
ياعقلاء الشيعة أنتم تريدون خيرآ فشرآ جنيتم ياعقلاء الشيعة كيف تتبعون المجوس إيران ياعقلاء الشيعة قتلتكم الأوهام والشكوك في دينكم فهو متناقض أموالكم ذهب خمسها إلى المعممين والملالي بإي حق تذهب أم في إنتظار المهدي المنتظر الذي دخل السرداب والن يخرج منه، ياعقلاء الشيعة اعبدوا الله بدون واسطات بدون سب الصحابة بدون قذف زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم بالزنا. . . اعبدوا الله بدون تقرب للقبور فأهل القبور لو يستطيعون النفع لنفعوا أنفسهم اعبدوا الله بدون خوف إلا منه جل جلاله فالخوف منه من أفضل العبادات.
هذا ما تيسر لي جمعه في هذه الرسالة سائلآ الله أن يوفق الشيخ عبدالرحمن الشثري ويرفع قدره ويحسن خاتمته على كتابه الرائع عقائد الشيعة الأثنى عشرية سؤال وجواب فهو بحق كتاب رائع ننصحك بقراءته وأن تهدي هذا الكتاب لمن تعرف منهم فربما هداهم على يدك ولا تنسى أن تنشر هذه الرسالة بين اخوانك من أهل السنة ليعرفوا عدوهم الحقيقي.
الله يوفق من ينشر الرسالة في المنتديات الأخرى وعبر رسائل الجوال. . .
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو صالح المدني]ــــــــ[20 Apr 2009, 01:02 م]ـ
أحسنت وأجملت وبينت وأفصحت.
رفع الله قدرك وغفر ذنبك ولا حرمك الأجر.
وإني أتساءل هنا سؤالا مهما وهو:
ما لي أرى رواد هذا الملتقى المبارك في عزوف تام عن مثل هذه المواضيع التي تهم الأمة كلها؟؟
ولا أرى من يقرأ مثل هذه المواضيع إلا القليل.
وأما التعليق عليها والإفادة فيها بالجديد والمفيد فلا نكاد نجد فيه شيئا.
نعم، هذا الملتقى مختص في التفسير وعلوم القرآن، ولكن هذا لا يعني أننا نغفل عن هموم أمتنا وقضاياها المصيرية، والأخطار المحدقة بها.
وخطر الرافضة من أعظم الأخطار التي تهددنا في أمننا وعقيدتنا، خصوصا في بلاد التوحيد المملكة العربية السعودية.
والله المستعان.
ـ[عبدالله المحمدي]ــــــــ[28 Apr 2009, 08:42 ص]ـ
جزاك الله كل خير ورفع الله قدرك. . .(/)
ترجيح النهي عن قول فلان شهيد
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[14 Apr 2009, 01:48 ص]ـ
ترجيح النهي عن قول فلان شهيد
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه، وعلى آله، وصحبه ومن والاه، وبعد ..
فقد أطلعني أحد إخواننا الأفاضل على ما كتبه – قديما - الشيخ عبد الله الزقيل جزاه الله خيرا .. في هذا الصرح السلفي المبارك " منتدى أهل الحديث "، وفي غيره، بشأن قضية مهمة جدا، ودار حولها جدل كبير، وهي:
هل يقال على المعين: فلان شهيد مع عدم وجود النص الشرعي؟
وقد كان جل بحث الشيخ الزقيل - حفظه الله - منقول عن كتاب " أحكام الشهيد في الفقه الإسلامي " تأليف: عبد الرحمن بن غرمان بن عبد الله، - وللأسف ومع شدة احترامي لشخصه - لم يكن دقيقا، فإنه لم ينقل من الكتاب إلا دليلا واحدا لمن قال بالنهي عن تسمية المعين بالشهيد .. وكذا لم يذكر الاعتراضات وجوابها، بينما توسع في ذكر الأدلة الأخرى وفتاوى لمن قال بالجواز ..
مع أن مؤلف الكتاب كان دقيقا في بحثه منصفا للغاية، بغض النظر عن النتيجة ..
وما فعله الشيخ الزقيل حيف ظاهر في نقل أدلة الطرفين ومناقشتهما بإنصاف ..
وكان أولى أن يقال له ما قاله هو في أول مقاله .... ما هكذا يا سعد تورد الإبل ..
ومع إبداء احترامي الشخصي لفضيلته فسأناقش بحثه فيما ذكره من أدلة، مع ما سنذكره من الجواب على ما استدل به الفريق الذي قال بجواز إطلاق لفظ الشهيد على المعين، بغض النظر عن موضوع الشيخ ياسين رحمه الله تعالى ..
وبإذن الله وعونه سنناقش فضيلته على ما أورده في بحثه أولا، ثم نعرض الأدلة المخالفة لما ذهب وجزم به ..
وتنحصر مشاركتي في النقاط التالية:
1 - الخلاف في المسألة
الخلاف قائم بين فريقين:
فريق ذهب إلى جواز قول فلان شهيد لمن علم صلاحه وتقواه ..
والفريق الآخر قال بمنع ذلك إلا بنص عن المعصوم ..
وقد حاول الكثير التوفيق بين الرأيين .. فمن محاولات التوفيق:
1 - قول من قال: القول أن فلان شهيد، لا يلزم أن يكون شهيداً في الآخرة، إنما يكون شهيداً في الدنيا بما يظهر للناس. اهـ
قلت: هذا التفصيل خلاف الظاهر، والكلمة عند الإطلاق، لا تعني إلا الشهادة ومرتبتها العظيمة في الآخرة، وهو المعلوم عند الإطلاق بداهة، وعلى من فرق أن يأتي بالدليل.
2 - أنَّ اسم الشهيد يجوز إطلاقُهُ اسمًا دنيويًّا، كما يُحكم له بجميع أحكام الدنيا، وأمَّا إطلاقُه اسمًا أخرويًّا فإن كان على وجه الجزم فهو المحرَّم الّذي جاءت فيه النصوص، وهو كالشهادة بالجنَّة له، وإن كان على وجه الفأل فالأولى تقييدهُ بالمشيئةِ احترازًا من توهُّم التزكيةِ الممنوعةِ. اهـ
قلت: هذا القول قريب مما سبقه، إلا أنه احترز أكثر فعلقه على المشيئة، وتعليقه على المشيئة لم يرد في السنة وفعل السلف، وإن كان هذا من أفضل الأقوال وأقربها إن شاء الله تعالى.
3 - قول من قال: إن مات بأحد أسباب الشهادة فيقال عنه شهيد.
قلت: الظاهر أن من يسمى شهيدا لا يسميه الناس بذلك إلا لأحد أسباب الشهادة، ومع ذلك فالأسباب كانت متحققة فيمن نفى عنه نبينا الشهادة في الأحاديث المشهورة الصحيحة كحديث صاحب الشملة .. وسيأتي.
2 - الردود على أدلة المجوزين
وأعني بها الأدلة التي ساقها الشيخ عبد الله زقيل - حفظه الله- فيما نقله من الكتاب المذكور وغيره ..
فأولا: لا شأن لنا بالفتاوى والآراء حتى ولو كانت لشيخ الإسلام لأننا نتعامل هنا مع النصوص الشرعية رأسا .. وإن كنا سنشير لها بإشارة.
ثانيا: قول الإمام ابن حجر: ولذلك أطبق السلفُ على تسميةِ المقتولين في بدرٍ وأحدٍ وغيرهما شهداء .. اهـ
قلت هذا صحيح: ولكن مع وجود النبي وإقراره على ذلك وهذا لا يعلم إلا بالوحي .. وإقراره سنة كالقول والفعل فلا يقاس عليه غيره بعد انقطاع الوحي ..
لذلك كلام جمهور أهل السنة: لا يقطع لأحد بالجنة إلا بالنص من المعصوم، كما سيأتي تقريره إن شاء الله تعالى.
فأما أهل بدر فقد قال صلى الله عليه وسلم: لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ..
وأما أهل أحد فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد .. وقال: أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة .. رواهما البخاري.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذان نصان لبدر وأحد خاصة، ولا يحتملا التأويل ولا يقاس عليهما لانقطاع الوحي.
ثالثا: حديث حرام بن ملحان، وقوله: فزت ورب الكعبة وتقرير النبي له ..
أولا: هذا وصف منه لحاله، وكفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة، أو بعد هذا شك؟
وثانيا: سبق أن قلنا أن التقرير هو أحد وجوه السنة وهي بالوحي وفي عصره، والآن قد انقطع.
رابعا: قوله شهادة السلف لعددٍ من الصحابة منهم: هشام بن العاص، وقُثَم بن العباس، والبراء بن مالك والنعمان بن مقرن بالشهادة، وكذا ما ذكره الذهبي في السير قول يحيى بن معين عن أحمد بن نصر المروزي: ختم الله له بالشهادة ..
أقول: سيأتي أيهما أولى بالإتباع .. كلام النبي صلى الله عليه وسلم وكلام عمر وابن مسعود أو كلام غيرهما .. مع أن ظاهر هذه الأقوال محض اجتهاد لا يقف أمام النهي الصريح فيما سيأتي من أدلة إن شاء الله تعالى.
خامسا: أما عن الفتاوى المذكورة ومنها فتوى شيخ الإسلام عن شهيد البحر ..
فجوابه كان عن حكم الفعل نفسه، نعم الغريق شهيد للحديث الوارد فيه بلا منازعة .. فهي فتوى عامة وحقها أن تخصص عن هذا الغريق بعينه هل يقال له شهيد أم لا؟
والمتأمل في إجابته يجده قد وضع قيدا غفل عنه من استشهد بكلامه، وهو بالقيد المذكور يرجع المسألة إلى الغيب والذي لا يعلمه إلا الله.
وكذلك فتوى الإمام ابن باز رحمه الله تعالى وقوله: كل من سماه النبي صلى الله عليه وسلم شهيدا فإنه يسمى شهيدا .. الخ
فهذا هو الحق الذي لا يراد غيره، وهو مرادنا قطعا، وفتواه ليس فيها إشارة للقول بها للمعين .. وقوله في الفتوى الأخرى عمن قتل في مكافحة المخدرات:
ومن قتل في سبيل مكافحة هذا الشر وهو حسن النية فهو من الشهداء. الخ
فتقييده بحسن النية يفهم منه أنه أراد الحكم على هذا العمل كليا بأنه شهادة وليس يفهم منه القول للمعين أنه شهيد لأنه قتل في مكافحة المخدرات، وتقييده بحسن النية لا يفهم منه غير ذلك لأن النية محلها القلب ولا يعلمها إلا علام الغيوب.
وقس على هذه فتوى اللجنة الدائمة، مع أنها أشارت إلى حكم الغسل أكثر منها على حكم القول للمعين بأنه شهيد.
أما الاستدلال بحديث: المؤمنون شهداء الله في الأرض، فسيأتي الكلام عليه مفصلا في محله من هذه المناقشة، إن شاء الله تعالى.
3 - الرد على اعتراض ابن عاشور على تبويب البخاري
أما ما نقل عن الطاهر بن عاشور - رحمه الله - وقوله عن ترجمة البخاري:
هذا تبويب غريب، فإن إطلاق اسم الشهيد على المسلم المقتول في الجهاد الإسلامي ثابت شرعًا، ومطروق على ألسنة السلف فمن بعدهم ... والوصف بمثل هذه الأعمال يعتمد على النظر إلى الظاهر الذي لم يتأكد غيره، وليس فيما أخرجه البخاري هنا إسناد وتعليق ما يقتضي منع القول بأن فلانًا شهيد، ولا النهي عن ذلك.
فالظاهر أن مراد البخاري بذلك أن لا يجزم أحد بكون أحد قد نال عند الله ثواب الشهادة؛ إذ لا يدري ما نواه من جهاده، وليس ذلك للمنع من أن يقال لأحد: إنه شهيد، وأن يجرى عليه أحكام الشهداء، إذا توفرت فيه، فكان وجه التبويب أن يكون: باب لا يجزم بأن فلانًا شهيد. اهـ
قلت في كلامه - رحمه الله - ثلاثة مسائل:
الأول في قوله: إطلاق اسم الشهيد على المسلم المقتول في الجهاد الإسلامي ثابت شرعًا، ومطروق على ألسنة السلف فمن بعدهم .. اهـ
قلت: الثبوت شرعا من ناحيتين، ناحية نوع الشهادة وهو الوارد، وناحية التعيين والتخصيص، فلم يطلق بلا قيد. وتسمية السلف ليست شرعا يتبع لا سيما إذا وجد النص المخالف.
الثانية في قوله: وليس فيما أخرجه البخاري هنا إسناد وتعليق ما يقتضي منع القول بأن فلانًا شهيد، ولا النهي عن ذلك .. اهـ
قلت: ولكنه لو قرأ شرح ابن حجر لعلم أن البخاري رحمه الله يشير بذلك إلى النهي الوارد عن أمير المؤمنين عمر - كما سيأتي – وما ذكره في الباب فيه النهي عن القطع لأحد بالجنة كما هو ظاهر.
الثالثة في قوله: وليس ذلك للمنع من أن يقال لأحد: إنه شهيد، وأن يجرى عليه أحكام الشهداء، إذا توفرت فيه ... اهـ
قلت: المنع تحقق بنصوص صريحة ستأتي وبما ورد عن عمر وابن مسعود رضي الله عنهما، أما أن تجري أحكام الشهادة على من توفرت عنده أسباب الشهادة فهو الوارد شرعا فيؤخذ به ونكل نيته إلى خالقه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - بقيت مسألة: الاستدلال بالظاهر للشهيد كالإيمان والإسلام
أن من الأخوة من قال: بقياس إطلاق اسم الإسلام على المسلم مع عدم العلم بباطنه فكذلك الشهيد .. وهو قياس ليس في محله .. وأولى به أن يقيس اسم الإيمان على المسلم والآية تقول: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ) [الحجرات -14] ومسألة الاستثناء في الإيمان مشهورة عن السلف.
ولا يقاس هذا أيضا على الوصف للمعين بالشهادة فيقال مؤدى الإيمان والإسلام الجنة، ومؤدى الشهادة الجنة أيضا، فهما سواء ..
لأن للشهادة فضائل وخصوصيات معلومة في الشرع ولا تخفي على طلاب العلم كما هو معلوم.
فإن قال قائل: لماذا تمنعون من تسميته شهيدا، وتعطونه حكم الشهيد فيدفن بثيابه ولا يغسل؟
فالجواب: أن الشريعة فيها من يتسمى بالاسم ولا يأخذ حكمه، ومن يأخذ حكم الشيء ولا يتسمى باسمه .. وهذا كثير ..
ثم المسألة مركبة على الإتباع دون الاعتراض .. فقد جاء النص على دفن المقتول في المعركة بثيابه (زملوهم بدمائهم، وفي رواية: في ثيابهم) وكذلك المحرم (يكفن في ثوبيه) كما لم يثبت غسل شهيد المعركة، وثبت لغيره، وجاء النهي في عدم الجزم بمآله وأن حكمه إلى الله .. فمرجع الأمر على إتباع الوارد شرعا، والله أعلم.
5 - الأدلة على منع إطلاق لفظ الشهيد على المعين بدون نص
وأنا أتحير ممن يتكلم في هذا الموضوع، ويتجاهل أدلة كثيرة صريحة صحيحة في هذا الموضوع، ولكثرتها سنعرضها بصورة منظمة ما أمكن ..
الدليل الأول:
1 - حديث أم العلاء (وهي من المبايعات)
في البخاري قالت أم العلاء في قصة عثمان بن مظعون: رحمة الله عليك يا أبا السائب فشهادتي عليك لقد أكرمك الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم (وما يدريك أن الله أكرمه)؟ فقلت بأبي أنت يا رسول الله فمن يكرمه الله؟ فقال (أما هو فقد جاءه اليقين والله إني لأرجو له الخير والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي). قالت فوالله لا أزكي أحدا بعد أبدا.
والشاهد منه: أنه أنكر قولها (لقد أكرمك الله) والتي يلزم منها الشهادة له بالجنة، وعليه فالجزم بالشهادة أشد من هذه .. والله أعلم.
2 - حديث كعب بن عجرة
في حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه عندما مرض وأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: أبشر يا كعب، فقالت: أمه: هنيئًا لك الجنة يا كعب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من هذه المتألية على الله؟ قال: هي أمي يا رسول الله، قال: ما يدريك يا أم كعب؟ لعل كعبًا قال ما لا ينفعه، أو منع ما لا يغنيه ".
أخرجه الطبراني في الأوسط (رقم 7157) ومن طريقه ابن عساكر (50/ 146) والخطيب في تاريخه (4/ 272) من طريق ابن أبي الدنيا، وذكر المنذري عن شيخه أن إسناده جيد. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 565) إسناده جيد. وقال العراقي في تخريج الإحياء: أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت من حديث كعب بن عجرة بإسناد جيد إلا أن الظاهر انقطاعه بين الصحابي وبين الراوي عنه. اهـ
قلت: في رواية الطبراني حدث به ضمام بن إسماعيل وهو صدوق عن يزيد بن أبي حبيب وموسى بن وردان كليهما عن كعب وابن وردان روى عن كعب بن عجرة فلا انقطاع. وفيه أحمد بن عيسى المصري وهو صدوق ولذلك حسنه الألباني في صحيح الترغيب، وصححه في الصحيحة رقم: 3103.
وهو شاهد قوي لما نحن بصدد بيانه.
3 - حديث صاحب الشملة
أورد مسلم في صحيحه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:
لما كان يوم خيبر أقبل نفر من صحابه النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا فلان شهيد فلان شهيد حتى مروا على رجل فقالوا فلان شهيد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلا إني رأيته في النار في بردة غلها أو عباءة .. الحديث
وأخرج الشيخان واللفظ لمسلم:
فلما نزلنا الوادي قام عبد رسول الله صلى الله عليه وسلم يحل رحله فرمي بسهم فكان فيه حتفه فقلنا هنيئا له الشهادة يا رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلا والذي نفس محمد بيده إن الشملة لتلتهب عليه نارا أخذها من الغنائم يوم خبير لم تصبها المقاسم .. الحديث.
فقال المجوزون:
(يُتْبَعُ)
(/)
في الحديث الأول قد أقرهم على القول بالشهادة لمن هم قبل صاحب البردة؟ وفي الحديثين نهي عن القول لعلة وهي الغلول ولم يطلع عليها غيره صلى الله عليه وسلم.
فيقال: هذا في حضوره، وإقراره صلى الله عليه وسلم من سنته ولأنه نبي يوحى إليه، أما بعد وفاته فلا يجزم به لانقطاع الوحي كما هو ظاهر.
4 - حديث أول من يقضى بينهم يوم القيامة:
ومما يستدل به المانعين قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتى به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها؟ قال قاتلت فيك حتى استشهدت قال كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. الحديث .. متفق عليه.
ووجه دلالته أنه قال: رجل استشهد، أي حسب الظاهر، وقد بان من الحديث أن الأمر على غير ذلك فيؤخذ منه عدم القطع له بالشهادة.
والبعض يستدل بقوله: استشهد، أي أن الناس سموه شهيدا!! كذا قال، والعجب والغرابة من هذا الاستدلال .. فهلا استدل بأصل سياق الحديث وأنه للنهي عن الرياء والسمعة والتدين بالإخلاص .. ثم يرى خاتمته فيوقن أن مساق الحديث يؤكد على النهي في القطع لأحد بالجنة وإن رآه قاتل وقتل.
الدليل الثاني: الشهادة النبوية خاصة:
ومن الأحاديث الفاصلة في هذه المسألة والتي لم أر أحدا ذكرها في معرض النقاش حول هذا الموضوع، ألا وهي شهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه نصا على صحة الشهادة للمعين .. ويحضرني في هذه المسألة ثلاثة أحاديث:
الحديث الأول: حديث الصحابي في غزوة خيبر وقد أعطوه من الغنائم فقال لرسول الله: ما على هذا تبعتك، ولكن اتبعتك على أن أرمي إلى ها هنا - وأشار إلى حلقه - بسهم فأموت، فأدخل الجنة، فقال: إن تصدق الله يصدقك .. فلبثوا قليلا .. فأصابه سهم حيث أشار، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أهو هو؟ قالوا: نعم، قال: صدق الله فصدقه .. وقال: اللهم هذا عبدك، خرج مهاجرا في سبيلك، فقتل شهيدا، أنا شهيد على ذلك ".
أخرجه النسائي (1/ 277) والطحاوي (1/ 291) والحاكم (3/ 595) والبيهقي (4/ 15) وعبد الرزاق وصححه الألباني في صحيح النسائي رقم 1845.
والحديث الثاني: حديث غزوة مؤتة: وقوله صلى الله عليه وسلم في حديثه:
ثم أخذ اللواء جعفر بن أبى طالب فشد على القوم حتى قتل شهيدا، أشهد له بالشهادة فاستغفر له الناس ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة فثبت قدميه حتى قتل شهيدا، أشهد له بالشهادة فاستغفروا له فاستغفر له الناس .. الحديث
رواه أحمد والبيهقي وابن حبان والنسائي في الكبرى وصححه الألباني.
والحديث الثالث:
في قصة ثابت بن قيس بن شماس وقول النبي صلى الله عليه وسلم له: بل تعيش حميدا وتقتل شهيدا وتدخل الجنة.
الحديث ضعفه الألباني في الضعيفة (رقم 6398) لكن قال في آخره: أن ما في الحديث من شهاداته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لثابت بن قيس بأنه من أهل الجنة، وخوفه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ من رفعه صوته فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم قد صح ذلك من حديث أنس عند البخاري (3613)، ومسلم (1/ 77) وابن حبان (7124) والبيهقي (6/ 354)، وأحمد (3/ 137 و 146)، وغيرهم من طرق عن أنس، وفي بعضها أنه قتل شهيداً يوم اليمامة. رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. اهـ
قلت: في رواية البخاري من حديث أنس: قال له: اذهب إليه فقل له إنك لست من أهل النار ولكن من أهل الجنة.
وعند ابن حبان: يا ثابت ألا ترضى أن تعيش حميدا وتقتل شهيدا وتدخل الجنة؟
قال: بلى يا رسول الله، قال: فعاش حميدا وقتل شهيدا يوم مسيلمة الكذاب.
والشاهد من هذه الأحاديث الثلاثة ظاهر، وهو أنه جزم لهم بالشهادة خاصة ..
أما ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في تعيين البعض وتسميته شهيدا ..
فهو كثير جدا .. مثل شهادته لعمر وعثمان بالشهادة في حديث الصحيحين: أثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان ..
ومن ذلك قصة عامر بن الأكوع عم سلمة
وقصته في الصحيحين، لما كان في خيبر أصاب ركبته بسيفه فمات منها ..
(يُتْبَعُ)
(/)
قال سلمة بن الأكوع في حديثه: رآني رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو آخذ بيدي قال مالك؟. قلت له: فداك أبي وأمي زعموا أن عامرا حبط عمله؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: كذب من قاله إن له لأجرين - وجمع بين إصبعيه - إنه لجاهد مجاهد قل عربي مشى بها مثله.
وفي رواية ابن إسحاق: إنه لشهيد .. وسنده لا بأس به إن شاء الله تعالى.
ولو تتبعنا مثل هذا لوجدناه كثيرا .. والعلم عند الله تعالى.
الدليل الثالث: وفيه حديث مرفوع وكلام لعمر وابن مسعود
وقد ورد النهي الصريح عن القول بأن فلان شهيد، جاء في حديث مرفوع وصح عن عمر وابن مسعود موقوفا، وهما يجزمان بالنهي لعدم وجود المعارض ..
1 - فأما ما روي مرفوعا
فروى أبو يعلى في مسنده عن أبي هريرة قال: قتل رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فبكت عليه باكية فقالت: واشهيداه! قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: مه! ما يدريك أنه شهيد؟ ولعله كان يتكلم بما لا يعنيه ويبخل بما لا ينقصه.
رواه أبو يعلي (11/ 523) ورواه ابن عدي في الكامل (5/ 370) ومن طريقه البيهقي في الشعب (5010) عن عصام بن طليق نا سعيد (والصحيح: عن شعيب بن العلاء) عن أبي هريرة وقال البيهقي: وروي في معناه عن الأعمش عن أنس وقيل عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس ..
قلت: ذكره في باب السخاء قال أنس: استشهد منا رجل يوم أحد فوجد على بطنه صخرة مربوطة من الجوع فمسحت أمه التراب عن وجهه وقالت هنيئا لك يا بني الجنة [وفي رواية قالت: ليهنك الشهادة] فقال النبي: ما يدريك لعله كان يتكلم فيما لا يعنيه ويمنع ما لا يضره.
رواه البيهقي في الشعب (7/ 425) عن الأعمش عن أبي سفيان وهو طلحة بن نافع عن أنس به، وفي سند البيهقي من لم أهتدي لتراجمهم. والتفصيل في الضعيفة.
ورواه البخاري في غير صحيحه (كما في تاريخ الإسلام للإمام الذهبي 10/ 358 في ترجمة عصام) عن أحمد بن صالح، نا عصام طليق، نا شعيب، عن أبي هريرة: قتل رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم شهيداً، فبكته باكية، فقال لها: ما يدريك أنه شهيد، فلعلّه كان يتكلّم فيما لا يعنيه، أو يبخل بفضل ما لا ينفعه.
وفيه عصام بن طليق وهو ضعيف باتفاق وشيخه شعيب مجهول ما وثقه غير ابن حبان والألباني ضعفه في الضعيفة وصححه لغيره في صحيح الترغيب.
ولا أدري هل تصحيحه لغيره هو المختار أم تضعيفه .. فالله أعلم.
وعند الترمذي (2317) من حديث أنس رضي الله عنه بلفظ: توفي رجل فقال رجل آخر ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع: أبشر بالجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو لا تدري فلعله تكلم فيما لا يعنيه أو بخل بما لا ينقصه.
فإن صح حديث أبي هريرة هذا فهو شاهد قوي في المسألة مع أثري عمر وابن مسعود، وإن كان ضعيفا فيستأنس به إن شاء الله تعالى.
2 - خطبة عمر رضي الله عنه
حديث عمر في المسند أنه خطب فقال: ... وتقولون في مغازيكم: فلان شهيد، ومات فلان شهيدا، ولعله قد أوقر رحالته، ألا لا تقولوا ذلكم، ولكن قولوا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من مات في سبيل الله أو قتل فهو شهيد.
أخرجه أحمد (285) وابن حبان (10/ 480) والنسائي (3349) وسعيد بن منصور (6/ 88) والحميدي في مسنده (1/ 13) وعبد الرزاق (6/ 175) وابن أبي شيبة (6/ 175) وابن عبد البر في التمهيد (18/ 345) والحاكم في المستدرك (2521) من طريق أحمد وقال: هذا حديث كبير صحيح، وقال أيضا: تواترت الأسانيد الصحيحة بصحة خطبة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
كلهم من رواية محمد بن سيرين عن أبي العجفاء عن عمر.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح 6/ 90: وهو حديث حسن.
وقال شعيب: إسناده قوي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي العجفاء فقد روى له أصحاب السنن .. اهـ
قلت: وصححه أحمد شاكر في تعليقه على مسند أحمد.
فهذه خطبة لعمر على المنبر النبوي، في أرض الشريعة والدين، والصحابة متوافرون سامعون مقرون، ولم يعرف منهم مخالف ..
وأكده كلام ابن مسعود رضي الله عنه وهو الآتي:
3 - حديث ابن مسعود رضي الله عنه
(يُتْبَعُ)
(/)
في المسند: حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا روح ثنا حماد أنا عطاء بن السائب عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود قال: إياكم أن تقولوا مات فلان شهيدا أو قتل فلان شهيدا فإن الرجل يقاتل ليغنم ويقاتل ليذكر ويقاتل ليرى مكانه فإن كنتم شاهدين لا محالة فاشهدوا للرهط الذين بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فقتلوا فقالوا اللهم بلغ نبينا صلى الله عليه وسلم عنا أنا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا.
هكذا في مسند أحمد (1/ 416) ورواه ابن أبي عاصم في الجهاد (2/ 494) من طريق حماد بن سلمة عن عطاء عن أبي عبيدة، عن أبيه به ..
وقال شعيب الأرنؤوط: الحديث فيه انقطاع ..
وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده ضعيف لانقطاعه، وأصل معناه صحيح.
وجود إسناده الشيخ أحمد الساعاتي في الفتح الرباني (14/ 34) ..
ورواه الحاكم في المستدرك (2/ 121) من رواية أبي إسحاق الفزاري عن عطاء بن السائب قال: سمعت أبا عبيدة بن عبد الله يقول: قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: إياكم والشهادات أن تقول قتل فلان شهيدا فإن الرجل يقاتل حمية ويقاتل في طلب الدنيا ويقاتل وهو جريء الصدر ولكن سأحدثكم على ما تشهدون .. الحديث
وقال هذا حديث صحيح الإسناد (ووافقه الذهبي) إن سلم من الإرسال فقد اختلف مشائخنا في سماع أبي عبيدة من أبيه، وله شاهده موقوف على شرط الشيخين. اهـ
وحماد بن سلمة ممن روى عن عطاء قبل وبعد الاختلاط فلا يصح إعلال الحديث به كما فعل الهيثمي في المجمع لمتابعاته الآتية ..
ورواية أبي داود الطيالسي الآتية تثبت سماع عطاء من أبي عبيدة لهذا الحديث ..
ومن قال أن علته الانقطاع فيقصد بين أبي عبيدة ابن عبد الله بن مسعود وأبيه ..
فإنه لم يروي عنه على رأي الجمهور من أهل التراجم والطبقات ..
وأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود ثقة، قيل اسمه عامر وقيل كنيته اسمه.
وقال الإمام الدارقطني في سننه (3/ 173) عن حديث ابن مسعود في دية الخطأ: أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه بالسند الصحيح عنه الذي لا مطعن فيه ولا تأويل عليه وأبو عبيدة أعلم بحديث أبيه وبمذهبه وفتياه من ... ونظرائه. اهـ
وحسن روايته عن أبيه الترمذي وصححها الحاكم وحسنها الزيلعي في نصب الراية (4/ 358) مع علمهم بعدم سماعه من أبيه.
وأزيد هنا: أن غالب رواية أبي عبيدة عن علقمة عن ابن مسعود، وكان
بينهما تواصل جيد حتى أن علقمة بعث لأبي عبيدة فقرأ عليه سورة طه كما في ترجمته، فلعل – والله أعلم – أغلب ما يرويه عن أبيه إنما واسطته علقمة .. أو عن أمه سيرين .. فقد جاء في إكمال الكمال (4/ 411) لابن ماكولا أن سيرين أم أبى عبيدة بن عبد الله بن مسعود، حدثت عن عبد الله، وروى عنها المنهال بن عمرو.
فإن صح هذا وعلمت الواسطة فلا ضير حينئذ .. والعلم عند الله تعالى.
ويساعدني هنا قول يعقوب بن شيبة: إنما استجاز أن يدخلوا حديث أبي عبيدة عن أبيه في المسند - يعني في الحديث المتصل ـ لمعرفة أبي عبيدة بحديث أبيه وصحتها، وأنه لم يأت فيها بحديث منكر. اهـ
(كما في شرح علل الترمذي لابن رجب 1/ 198)
ومثله ما قاله الشيخ الطريفي في كتابه التحجيل في تخريج ما لم يخرج في إرواء الغليل (1/ 377): أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود وإن لم يسمع من أبيه، إلا أن حديثه عنه يحمل على الاتصال .. ويغتفر في قبول الموقوف مالا يغتفر في المرفوع. اهـ والله أعلى وأعلم.
وجاء عن عطاء من طرق غير طريق حماد ..
فرواه أبو داود الطيالسي في مسنده (1/ 45) من طريق المسعودي عن عطاء بن السائب قال دخلت مسجد الكوفة يوم الجمعة فإذا رجل قد اجتمع الناس عليه ولو استطاعوا أن يدخلوه بطونهم لأدخلوه من حبهم إياه وإذا هو يحدث قال، قال عبد الله: لا تكثروا الشهادة قتل فلان شهيدا وقتل فلان شهيدا .. قال وإن الرجل أبا عبيدة.
ورواه أبو يعلى (9/ 255) من طريق جرير عن عطاء بن السائب به ..
ورواه الطبراني في المعجم الكبير (10/ 153) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني إبراهيم بن أبي الليث ثنا الأشجعي عن سفيان (هو الثوري) عن عطاء بن السائب عن أبي عبيدة عن أبيه مختصرا ..
وفيه إبراهيم بن أبي الليث ذكره ابن حبان في الثقات وقال ابن أبي حاتم الرازي سئل أبي عنه فقال كان احمد بن حنبل يجمل القول فيه ويحيى بن معين يحمل عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأرى بعد تتبع ترجمته أن روايته عن عبيد الله الأشجعي أقواها إن شاء الله تعالى.
ورواه أيضا (10/ 153) من طريق مسعر بن كدام عن عطاء به ..
وفيه أبو مقاتل حفص بن سلم السمرقندى وهو ضعيف باتفاق.
فهذه الطرق إلى عطاء تثبت صحة روايته عن أبي عبيدة إن شاء الله تعالى.
ولم ينفرد به أبي عبيدة، فللأثر طريقين آخرين جاء عن هزيل بن شرحبيل وعبد الله بن معقل .. كلاهما عن عبد الله بن مسعود ..
فأما رواية هزيل فرواها الحاكم في المستدرك (2/ 121) بسنده إلى آدم بن أبي إياس ثنا شعبة عن أبي قيس عن هذيل بن شرحبيل قال: خرج ناس فقتلوا فقالوا: فلان استشهد فقال عبد الله: إن الرجل ليقاتل للدنيا و يقاتل ليعرف و إن الرجل ليموت على فراشه و هو شهيد .. الخ، وقال الحاكم: على شرط الشيخين ..
قلت: سنده صحيح رجاله ثقات غير شيخ الحاكم عبد الرحمن بن الحسن القاضي الهمداني ترجمه الخطيب في تاريخه (12/ 292) والذهبي في تاريخ الإسلام (26/ 75) وبينا أنه ادعى الرواية عن ابراهيم بن الحسين بن ديزيل وهو ثقة فاتهم بذلك.
ورواية ابن معقل رواها سعيد بن منصور في سننه (6/ 88) باب ما جاء في الرياء في الجهاد .. قال: نا أبو الأحوص، قال: نا أشعث بن سليم، عن عبد الله بن معقل، قال: كنا قعودا عند عبد الله بن مسعود، فقال رجل من القوم: قتل فلان شهيدا، فقال عبد الله: وما يدريك أنه قتل شهيدا؟ إن الرجل يقاتل غضبا، ويقاتل حمية، ويقاتل رئاء، إنما الشهيد من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا.
وسنده صحيح ورواته ثقات أثبات، وبه تصحح رواية أبي عبيدة عن أبيه عبد الله بن مسعود. والله أعلم.
ملحوظة: في الروايات عنه اختلاف يسير في الألفاظ مع اتحاد المعنى وهو النهي الصريح في عدم الجزم بالشهادة للمعين.
الدليل الرابع: أن هذا القول هو بمثابة الشهادة له بالجنة
والشهادة بالشيء لا تكون إلا عن العلم به، وشرط كون الإنسان شهيدا أن يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا، وهي نية باطنة لا سبيل إلى العلم بها، وعلى هذا أحاديث ..
- قال النبي صلى الله عليه وسلم في سنن أبي داود وأحمد: النبي في الجنة والشهيد في الجنة والمولود في الجنة والوئيد في الجنة. الحديث وسنده صحيح.
والشاهد منه: هو أمر معلوم شرعا وعرفا أن الشهيد في الجنة.
- ومنها عند البخاري في الصحيح: باب لا يقال فلان شهيد ..
وأورد حديث أبي هريرة: " ما من ملكوم يكلم في سبيل الله، والله أعلم بمن يُكلم في سبيله .. "
والحديث جاء في صحيحه متصلا في كتاب الجهاد قال: حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة به مرفوعا ..
والشاهد منه قوله: والله أعلم بمن يكلم في سبيله.
- قول النبي صلى الله عليه وسلم أيضا:
" مثل المجاهد في سيبل الله، والله أعلم بمن يجاهد في سبيله ".
رواه البخاري من حديث أبى هريرة.
- وقول النبي صلى الله عليه وسلَّم: " إنَّ الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس، وهو من أهل النار". متفق عليه.
وشاهده فيما نحن في صدد بيانه واضح .. وهي قصة قزمان ..
لا سيما إذا علم سبب ورود هذا الحديث، وقد جاء في الصحيحين عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم التقى هو والمشركون فاقتتلوا فلما مال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عسكره ومال الآخرون إلى عسكرهم وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل لا يدع لهم شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه فقالوا ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما إنه من أهل النار .. الحديث
ولما علم الصحابة أنه جرح واستعجل الموت فقتل نفسه بسيفه قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم هذا الكلام أعلاه وهو: إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة.
فقد شهد الصحابة لهذا الرجل وهم من هم، واستلزمت شهادتهم له الشهادة والجنة، فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن الأمر على غير ذلك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وأن الحكم بالشهادة ما هو إلى تألي على الله تعالى وحكم بغيب لا يعلمه إلا هو سبحانه وتعالى، فإننا لو شهدنا لأحد بعينه أن شهيد لزم من تلك الشهادة أن نشهد له بالجنة وهذا خلاف ما كان عليه جمهور أهل السنة فإنهم لا يشهدون بالجنة إلا لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم، بالوصف أو بالشخص. وتفصيله في الدليل الخامس ..
- وأختم هذه الفقرة بهذا الحديث الصحيح الكبير:عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
تكفل الله عز وجل [أو تضمن الله، أو انتدب الله] لمن خرج مجاهدا في سبيله لا يخرجه إلا الجهاد، والإيمان بالله ورسوله، وتصديقا به [وتصديق كلماته]، إن توفاه أن يدخله الجنة، أو يرده إلى بيته الذي خرج منه نائلا ما نال من أجر أو غنيمة.
حديث صحيح رواه البخاري 2955 في كتاب الخمس ومسلم في الإمارة 1876 وهذا لفظ سعيد بن منصور في سننه (5/ 309).
وهو غني عن الشرح والبيان ..
الدليل الخامس: أقوال أهل السنة في الحكم للمعين بالجنة
ويجب أن نفصل بين شيئين اثنين .. يخلط بينهما كثيرا .. وهو الشهادة للمعين بالجنة والشهادة للمعين بأنه شهيد .. وهما عند الكثير على الترادف في المعنى ..
والصحيح إن شاء الله أن يفرق بينهما فيقال:
الشهادة للمعين بأنه شهيد تستلزم الشهادة له بالجنة ولا عكس .. فليس كل من مات على الإيمان والصلاح يكون شهيدا!! وهذا واضح جدا .. ويوضحه:
خصال الشهيد
فقد صح في الحديث: إن للشهيد عند الله خصالا، يغفر له في أول دفقة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويحلى حلة الإيمان، ويزوج من الحور العين، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين إنسانا من أقاربه.
فهذه المناقب لا ينالها أي مسلم مات على الإيمان والصلاح .. فبان المراد والحمد لله.
ولذلك كان رأي العلماء في القول على المعين الذي عرف صلاحه وتقواه بأنه من أهل الجنة في اتجاهين بين القبول والمنع ..
ومذهب المنع أقوى وأكثر إذ إنه رأي الجمهور .. فيحسن ينا عرض المذهبين:
قال ابن أبي العز في شرح الطحاوية (2/ 415):
وللسلف في الشهادة بالجنة ثلاثة أقوال:
أحدها: أن لا يشهد لأحد إلا للأنبياء، وهذا ينقل عن محمد بن الحنفية والأوزاعي.
والثاني: أن يشهد بالجنة لكل مؤمن جاء فيه النص، وهذا قول كثير من العلماء وأهل الحديث.
والثالث: أن يشهد بالجنة لهؤلاء ولمن شهد له المؤمنون .. واستدل بحديث الصحيحين أنتم شهداء الله في الأرض وسيأتي التحقيق فيه، وحديث: يوشك أن تعرفوا أهل الجنة من أهل النار! قالوا بم ذاك يا رسول الله؟ قال بالثناء الحسن والثناء السيئ أنتم شهداء الله بعضكم على بعض. رواه أحمد وابن ماجة والحاكم والبيهقي وحسنه الألباني.
فتمخض من هذه الأقوال الثلاثة مذهبين:
المذهب الأول:وهو مذهب جمهور أهل السنة والجماعة: عدم الشهود لمعين بجنة أو نار، إلا لمن شهد له الله في كتابه، أو شهد له رسوله صلى الله عليه وسلم فيما صح من سنته.
قال الإمام الطحاوي في العقيدة الطحاوية (ص 18):
نرجو للمحسنين من المؤمنين أن يعفو عنهم ويدخلهم الجنة برحمته، ولا نأمن عليهم ولا نشهد لهم بجنة، ونستغفر لسيئهم، ونخاف عليهم، ولا نقنطهم.
وقال أيضاً في (ص21): ونرى الصلاة خلف كل بر وفاجر من أهل القبلة، ونصلي على من مات منهم، ولا ننزل أحداً منهم جنة ولا ناراً، ولا نشهد عليهم بكفر ولا شرك ولا نفاق ما لم يظهر منهم من ذلك شيء، ونذر سرائرهم إلى الله تعالى.
قال ابن أبي العز الحنفي في شرح الطحاوية (2/ 415) تحقيق شاكر:
وإن كنا نقول: إنه لا بد أن يُدخل النار من أهل الكبائر من يشاء إدخاله النار، ثم لا يخرج منها بشفاعة الشافعين، ولكنا نقف في الشخص المعين، فلا نشهد له بجنة ولا نار إلا عن علم؛ لأن حقيقة باطنه وما مات عليه لا نحيط به، لكن نرجو للمحسن، ونخاف على المسيء. اهـ
ومن التعليقات الأثرية على العقيدة الطحاوية لأئمة الدعوة السلفية:
(يُتْبَعُ)
(/)
الذي عليه أهل السنة والجماعة: أنهم لا يشهدون لأحد بجنة ولا نار، إلا من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخبر عنه بذلك، ولكنهم يرجون للمحسن، ويخافون على المسيء، وبهذا تعلم ما عليه كثير من الناس إذا ذكروا عالماً أو أميراً أو ملكاً أو غيرهم: قالوا: المغفور له أو ساكن الجنان، وأنكى من ذلك قولهم: نُقل إلى الرفيق الأعلى، ولا شك أن هذا قول على الله بلا علم، كما قال تعالى: {وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطناً وأن تقولوا على الله مالا تعلمون}. اهـ
وقال الإمام ابن قدامة في لمعة الاعتقاد:
وكل من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة شهدنا له بها .... ولا نجزم لأحد من أهل القبلة بجنة ولا نار، إلا من شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم لكنا نرجو للمحسن ونخاف على المسيء. اهـ
قال الشيخ ابن عثيمين في شرح اللمعة (ص144):
الشهادة بالجنة أو بالنار ليس للعقل فيها مدخل فهي موقوفة على الشرع فمن شهد له الشارع بذلك؛ شهدنا له، ومن لا؛ فلا، لكننا نرجو للمحسن، ونخاف على المسيء
وتنقسم الشهادة إلى قسمين عامة وخاصة:
فالعامة: هي المعلقة بالوصف، مثل أن نشهد لكل مؤمن بأنه في الجنة، أو لكل بأنه في النار، أو نحو ذك من الأوصاف التي جعلها الشارع سبباً لدخول الجنة.
والخاصة: هي المعلقة بشخص، مثل أن نشهد لشخص معين بأنه في الجنة أو لشخص معين بأنه في النار، فلا نعيّن إلا ما عيّنه الله أو رسوله. اهـ
وقال الإمام أحمد في أصول السنة (ص 50):
ولا نشهد على أهل القبلة بعمل يعمله بجنة ولا نار، نرجو للصالح ونخاف عليه ونخاف على المسيء المذنب، ونرجو له رحمة الله. اهـ
وهي عين كلمة علي بن المديني كما جاءت في اعتقاد أهل السنة لللالكائي (1/ 162).
وروى عن سفيان الثوري قوله: يا شعيب بن حرب لا ينفعك ما كتبت لك حتى لا تشهد لأحد بجنته ولا نار إلا للعشرة الذين شهد لهم رسول الله وكلهم من قريش. اهـ
وقال الإمام أبو عمرو الداني في الرسالة الوافية (ص 96):
ومن قولهم: أن لا ينزل أحد من أهل القبلة جنة ولا نارا إلا من ورد التوقيف بتنزيله، وجاء الخبر من الله تبارك وتعالى، ورسوله عن عاقبة أمره.
وقال الإمام أبو عثمان الصابوني في اعتقاد أصحاب الحديث (ص 96): ويعتقد ويشهد أصحاب الحديث أن عواقب العباد مبهمة لا يدرى أحد بم يُختم له، ولا يحكمون لواحد بعينه أنه من أهل الجنة، ولا يحكمون على أحد بعينه أنه من أهل النار؛ لأن ذلك مغيّب عنهم لا يعرفون على ما يموت عليه الإنسان، أعلى الإسلام أم على الكفر.
وقال الإمام البربهاري في شرح السنة (ص 30): ومن كان من أهل الإسلام فلا تشهد له بعمل خير ولا شر فإنك لا تدري بما يختم له عند الموت ترجو له رحمة الله وتخاف عليه ذنوبه لا تدري ما سبق له عند الموت إلى الله من الندم وما أحدث الله في ذلك الوقت إذا مات على الإسلام ترجو له الرحمة وتخاف عليه ذنوبه وما من ذنب إلا وللعبد منه توبة. اهـ
وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في كتابه: جواب أهل السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والزيدية:
لا أحد يشهد لأحد بالجنة أو النار إلا من ثبت له ذلك .. وأهل السنة والجماعة لا يشهدون لِمُعَيَّنٍ بالجنة إلا لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه من أهل الجنة، كالعشرة وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم، الذين ثبتت الأحاديث في تعيينهم أنهم من أهل الجنة. وأما مَنْ سواهم فلا يشهدون له بذلك، ولكنهم يرجون لجميع المؤمنين دخول الجنة، ويخافون على مَنْ أذنب من النار، ولا يقطعون لمعين بأنه من أهل الجنة أو من أهل النار إلا من ثبت له ذلك. اهـ
فهذا مذهب جمهور أهل السنة كما ترى ..
المذهب الثاني:
وهو مذهب بعض أهل السنة والجماعة: وهو جواز الشهود لمعين بجنة أو نار.
وممن ذهب إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية بشرط شهادة الأمة .. كما سيأتي ..
واستدل هذا الفريق بحديث: المؤمنون شهداء الله في الأرض ..
أما الاستدلال بحديث: المؤمنون شهداء الله في الأرض.
فنقول والله المستعان: هو حديث أنس في الصحيحين قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
مر على النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة فأثني عليها خيرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم وجبت، ومر عليه بجنازة أخرى فأثني عليها شرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم وجبت، فقيل يا رسول الله: قلت لذلك وجبت وقلت لهذه وجبت؟ فقال:
شهادة القوم، المؤمنون شهداء الله في الأرض.
ومثله حديث: يوشك أن تعرفوا أهل الجنة من أهل النار! قالوا بم ذاك يا رسول الله؟ قال بالثناء الحسن والثناء السيئ، أنتم شهداء الله بعضكم على بعض.
الحديث رواه أحمد وابن ماجة والحاكم والبيهقي وحسنه الألباني
فيقال: الحديث الأول يفيد أن شهادة المؤمنون لبعضهم بالخير والصلاح توجب نفعه وصلاحه في الآخرة ولا يجزم بها على العموم .. فإحسان الظن بالمسلمين هو الأصل ولكن هذا لا يبنى عليه يقين بمآله ..
وهنا فائدة مهمة على قوله وجبت وجبت: وهي على الصحيح من التحقيق والجزم ..
فقيل أنها من خصائصه صلى الله عليه وسلم، ولا يجزم بها لغيره لأنها غيب، ولعل نبينا اطلع على ذلك بطريق الوحي .. واختار هذا القول ابن التين.
ويرده قول عمر لها أيضا لجنازة مرت عليه، كما في الصحيح.
وفي معناها أيضا قال الإمام الطحاوي في بيان مشكل الآثار (8/ 108):
وجه ذلك عندنا والله أعلم أن الشهادة بالخير لمن شهد له به ستر من الله عز وجل عليه في الدنيا ومن ستره الله عز وجل في الدنيا لم يرفع عنه ستره في الآخرة .. اهـ
ومما قيل في معناها أيضا: أن انطلاق الألسنة بالثناء الحسن علامة على وجوب الجنة للمثنى عليه به، وليست جزما على الغيب .. والله أعلم.
أما الحديث الثاني: فهو أصرح في بيان المقصود لقوله: (يوشك) وقوله: (بالثناء الحسن والثناء السيئ) يعني ما هو إلا ثناء على الظاهر لا يجزم له على الحقيقة بالجنة أو النار ..
فيخلص من هذا أن الكلمة على الرجاء والتمني وليست على التحقيق والتألي ..
ومن الخلاف: هل هذا خاص بزمن الصحابة أم أنه عاما للمؤمنين في كل زمان؟
الصحيح المختار: أنه عاما ولكن في غير زمن الصحابة يحتاج إلى الإجماع ..
كما قال ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وكذلك من أجمعت الأمة على الثناء عليه فإننا نشهد له بالجنة فمثلا الإمام أحمد رحمه الله الشافعي أبو حنيفة مالك سفيان الثوري سفيان بن عيينة وغيرهم من الأئمة أجمعت الأمة على الثناء عليهم فنشهد لهم بأنهم من أهل الجنة. شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أجمع الناس بالثناء عليه إلا من شذ ومن شذ، شذ في النار يشهد له بالجنة على هذا الرأي. اهـ والله أعلم.
أما ما جاء في شرح العقيدة الطحاوية للشيخ خالد بن عبد الله المصلح قال:
فيرى شيخ الإسلام رحمه الله أن شهادة الأمة لشخص بأنه من أهل الإحسان، وأنه من أهل الجنة؛ يسوغ الشهادة له بالجنة كالأئمة الأربعة وغيرهم ممن لهم لسان صدق في الأمة، وقدموا سبقاً فيها، لكن هذا خلاف ما عليه الأكثرون من أنه لا يشهد لأحد بالجنة إلا من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم، ومن كان له لسان صدق في الأمة فإنه يكفي أن نقول: يرجى له كغيره؛ لأن شهادتنا لمعين بجنة أو بنار لن تقدم ولن تؤخر ما عند الله جل وعلا، فإن كان من أهل الجنة فلن تزيده شهادتنا فضلاً، وإن كان من أهل النار فلن تزيده عذاباً وسخطاً. اهـ
فرده على شيخ الإسلام غير صحيح لأنه ابن تيمية قيده بالإجماع والذي في معناه شهادة الأمة وهو قيد قوي وله مكانته في التشريع ..
وعليه فرأي الجمهور هو الصواب، وهو أنه لا يشهد لأحد بأنه من أهل الجنة أو من أهل النار إلا إذا ورد نص أو إجماع ..
وأعني بالإجماع هنا ما يراد به حكم الجماعة المسلمة في وقت ما على المعين بأنه من أهل الجنة، فهو من أهل الجنة إن شاء الله تعالى حسب الظاهر للمسلمين وقتئذ ولا يقطع به جزما لأنه ضرب من الغيب، لذلك نصوب من يقول: هو من أهل الجنة إن شاء الله تعالى ..
وعلى هذا: لا يصح الاستثناء للمعين بالشهادة فنقول هو شهيد إن شاء الله، للنهي الوارد فيما ذكرنا أعلاه، وإنما نقول نرجو له الشهادة أو نقول كما علمنا عمر: من فعل كذا فهو شهيد .. والله أعلى وأعلم.
اعتقاد ابن عيينة وأحمد
(يُتْبَعُ)
(/)
روى الإمام اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (1/ 156) عن الإمام سفيان بن عيينة في اعتقاده قوله: السنة عشرة فمن كن فيه فقد استكمل السنة ومن ترك منها شيئا فقد ترك السنة: إثبات القدر وتقديم أبي بكر وعمر والحوض والشفاعة والميزان والصراط والإيمان قول وعمل والقرآن كلام الله وعذاب القبر والبعث يوما لقيامة ولا تقطعوا بالشهادة على مسلم.
ونقل (1/ 161) في اعتقاد الإمام أحمد فيمن خرج عليه اللصوص والخوارج قال:
وإن قتل هذا في تلك الحال وهو يدفع عن نفسه وماله رجوت له الشهادة كما جاء في الأحاديث. ونقل مثلها عن ابن المديني ..
الخلاصة والختام:
تبين من هذا العرض للموضوع: أن أدلة المانعين مع صحتها قطعية الدلالة، غاية في الوضوح .. أما أدلة القائلين بالجواز فما هي إلا فهم من بعض النصوص وقياس بنوا عليه حكمهم.
ومعنا النهي الصريح في السنة عن الجزم للمعين كما مر وبينا الأحاديث، وتقرر هذا بفعل الصحابة وأقوالهم كما نقلنا قول عمر وابن مسعود وهما من هما، مع عدم العلم بالمخالف لهما .. مع اعتقاد الكثير من أئمة السلف.
وبالنسبة للفتاوى .. فمن الأدب واحترام وإجلال العلماء ألا نضرب رأي ابن عثيمين بابن باز ولا نرجح ما رجحه الألباني لمحبتنا له، وإنما لإتباع الحق.
فالدليل فوق كل كبير من عالم وخبير، وهو مما تقرر بداهة في منهج السلفية الحقة.
فهم قالوا ما فهموه من النصوص وعليه بنوا أصل فتاواهم، وكل مأجور بإذن الله تعالى ..
وبقي أن نقول: أي القولين أبعد عن الشبهة
لا شك أن الافتئات على الله فيه ما فيه، والخروج منه إنما هو باستخدام الألفاظ التي ليس فيها نهي كما مر أثر عمر وابن مسعود ..
ولنا الترحم عليهم والدعاء لهم وحسن الظن بهم .. وهو مستفيض في الأدلة ..
وبهذا يتبين أنه لا يجوز أن نشهد لشخص بعينه أنه شهيد، إلا بنص أو إجماع ..
ومن كان ظاهره الصلاح والتقوى، فإننا نرجو له الخير كما سبق، وهذا كاف في منقبته، وعلمه عند الله خالقه سبحانه وتعالى.
فأخلص من هذه المشاركة بهذه النتائج:
1 - الخلاف ليس خلافا يعتد به لأنه خلاف النص.
2 - الفتاوى لأجلة العلماء لا تناهض النصوص الصريحة في الموضوع.
3 - النهي عن إطلاق اسم الشهيد على المعين إلا بنص أو إجماع.
4 - الإجماع هو ما يتماشى مع الحديث السابق: أنتم شهداء الله في الأرض.
5 - لا يصح الاستثناء فيقال: هو شهيد إن شاء الله لمجرد أنه مات بأحد أنواع الشهادة، لأنه لم يعرف عن السلف أولا، ولأنه جزم سبق الاستثناء ثانيا.
6 - التفرقة بين الشهادة للمؤمن ظاهر الصلاح والتقوى، ومن مات بصورة من صور الشهادة، فالأولى محتملة والثانية مردودة لوجود النص.
وهذا آخر المستطاع، وغاية الجهد، فإن كان ما فيه صوابا فبفضل الله وكرمه ومنه، وإن كان ما فيه خطأ، فنشهد الله أن ليس للشيطان فيه نصيب، وإنما هو من عجز الإنسان، وهو الظلوم الجهول ..
والله من وراء القصد وهو يهدي سواء السبيل.
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[23 Apr 2009, 02:10 ص]ـ
وفي الموضوع أحاديث مرسلة عن مجاهد وزيد بن أسلم ويحيى بن أبي كثير والوليد بن هشام .. قد يكون فيها فائدة ما ..
قال ابن حجر في الفتح: وروى سعيد بن منصور بإسناد صحيح عن مجاهد قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك قال: لا يخرج معنا إلا مُقَوِّىٍ فخرج رجل على بكر ضعيف فوقص فمات، فقال الناس الشهيد الشهيد!! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا بلال ناد أن الجنة لا يدخلها عاص.
قال مجد الدين أبو السعادات ابن الأثير في النهاية (2/ 505): مُقَوِّىٍ: أي ذو دابة قوية. اهـ
رواه سعيد بن منصور في سننه (6/ 33 رقم2317) وفيها قال مجاهد: ما سمعنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا أشد من هذا .. وذكره
ورواه عبد الرزاق في المصنف (5/ 177) عن مجاهد قال: أشد حديث سمعناه عن النبي صلى الله عليه وسلم .. فذكره.
وصحح إسناده ابن حجر في الفتح وقال: وفيه إشارة إلى أن الشهيد لا يدخل النار لأنه صلى الله عليه وسلم قال أنه من أهل النار ولم يتبين منه إلا قتل نفسه وهو بذلك عاص لا كافر لكن يحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم اطلع على كفره في الباطن أو أنه أستحل قتل نفسه. اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا أدري ما هو وجه التصحيح!! فلعله أراد أن يقول: بإسناد صحيح إلى مجاهد ..
ومعلوم أن مجاهد مرفوعا مرسل، وإن قالوا مراسيله أحسن من مراسيل عطاء، فالمرسل أيا كان ضعيف كما هو المختار.
وفي مصنف عبد الرزاق (5/ 179) عن ابن جريج عن زيد بن أسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه ذات يوم وهو مستقبل العدو: ولا يقاتل أحد منكم، فعمد رجل منهم فرمى العدو وقاتلهم فقتلوه، فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم أستشهد فلان، فقال: أبعد ما نهيت عن القتال؟ قالوا: نعم، قال: لا يدخل الجنة عاص.
حديث مرسل سنده صحيح متصل وزيد بن أسلم من أجلة التابعين.
وروى عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يقاتلوا من ناحية من جبل فانصرف الرجال عنهم وبقي رجل فقاتلهم فرموه فقتلوه فجىء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أبعد ما نهينا عن القتال؟ فقالوا نعم، فتركه ولم يصل عليه.
مصنف عبد الرزاق (5/ 176) وسنده صحيح مرسل.
وروى أبو داود في المراسيل (1/ 361) حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد، أخبرنا رجاء أبو المقدام، عن الوليد بن هشام، أن رجلا، حمل على المشركين يوم حنين وحده من غير أن يؤمر، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا فنادى: لا يدخل الجنة عاص.
مقطوع، وسنده صحيح متصل ورجاله ثقات وحماد قريب الوفاة من أبو المقدام فلا ضير من تغيره.
وروى أبو القاسم بن أعين وهو إخباري ثقة، قال: حدثنا عبد الملك بن مسلمة قال حدثنا ضمام بن إسماعيل قال حدثنا عياش بن عباس قال: لما حاصر المسلمون الإسكندرية قال لهم صاحب المقدمة: لا تعجلوا حتى آمركم برأي، فلما فتح الباب دخل رجلان فقتلا فبكى صاحب المقدمة فقيل له لا تبك وهما شهيدان؟ قال: ليت أنهما شهيدان! ولكن سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول: لا يدخل الجنة عاص، وقد أمرت أن لا يدخلوا حتى يأتيهم رأيي فدخلوا بغير إذني. اهـ
فتوح مصر وأخبارها (1/ 89) والظاهر من روايات المؤلف أن صاحب المقدمة هو عبد الله بن سعد بن أبي سرح كما قاله ضمام بن إسماعيل ظنا، وشيخ المؤلف عبد الملك منكر الحديث وعياش ثقة لكنه لم يدرك عبد الله بن سعد. فالأثر ضعيف جدا.
وللعلم اذكر هذه الآثار وليس للاستشهاد، لكي يكون الموضوع ملما بأحاديث وآثار الباب .. وفق الله لما يحب ويرضى.
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[23 Apr 2009, 11:46 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[23 Apr 2009, 03:30 م]ـ
الأخ القطاوي حفظه الله،
1. لا نشهد لمُعيّن بجنة ولا نار، وهذا لا نجادل فيه.
2. الأحاديث المرفوعة التي استشهدتَ بها تدل على الجواز، لأن (السكوت في معرض الحاجة إلى بيان بيان). وسكوت الرسول عليه السلام من غير تنبيه إلى الخطأ الذي وقعوا فيه غير متصوّر. وإنما علل عليه السلام كون القتيل المعيّن غير شهيد بكونه كذا وكذا .. ، ولم ينكر عليهم القول.
3. حيث أبي هريرة:" قتل رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فبكت عليه باكية فقالت: واشهيداه! قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: مه! ما يدريك أنه شهيد؟ ولعله كان يتكلم بما لا يعنيه ويبخل بما لا ينقصه". هو أوضح الروايات التي أوردتها دلالة على موضع النزاع. ولكن هل صح الحديث؟!!
ثم هل هناك في نص الحديث ما يدل على أنه قُتل في المعركة؟
4. قوله تعالى:" ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات"، نهي واضح عن القول بأنه ميت، فماذا نقول إذن؟! فما رأيك لو قلنا:" قتل في سبيل الله"؟! وإذا كان قد قتل في سبيل الله فهل يكون في الجنة؟
5. سأعكس الصورة: الكافر غير المعيّن الذي مات على الكفر بعد أن بلغته الدعوة أين هو؟ إذا قلتَ هو في النار، نسأل: هل يجوز أن نقول في حق المعين: مات على الكفر؟!
6. إذا كان قول السلف ليس بحجة فلماذا تستشهد ببعض السلف.
7. تقول حفظك الله:"الخلاف ليس خلافا يعتد به لأنه خلاف النص"، أي نص يا رعاك الله؟!!
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[23 Apr 2009, 07:51 م]ـ
شكر الله لك أخي أبا عمرو ..
وسأبدأ من حيث انتهيت أنت بارك الله فيك، مجيبا على تساؤلك السابع ..
وهو قولك:
(يُتْبَعُ)
(/)
[7 - تقول حفظك الله: " الخلاف ليس خلافا يعتد به لأنه خلاف النص"، أي نص يا رعاك الله؟!!] اهـ
أقول لك يا أبا عمرو أولا: حفظك الله كما دعوت لي أن يحفظني ..
وأنت تتساءل بقولك (أي نص يا رعاك الله؟!!) هكذا بعلامة استفهام وعلامتي تعجب ..
وكأنك لم تقرأ الموضوع جملة وتفصيلا .. أو قرأته ولكنك تتحفظ على ما استدللت أنا به في مشاركتي .. وهذا لحسن ظني بك .. ومع ذلك أقول:
ألا يكفيك نهي أمير المؤمنين عمر على منبر الرسالة في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه خير القرون، ولم يعلم منهم مخالف؟
ألا يكفيك ما قاله عبد الله بن مسعود محذرا وناهيا؟
إن كان هذين الأثرين الصحيحين لا يكفيان على إثبات النهي فأنتظر إجابتك ..
وإن كانا غير صحيحين فأنتظر نقدك لأسانيدهما ..
وإن كانا يعنيان أمرا غير الظاهر منهما فأنتظر شرحك وتوجيهك.
بارك الله فيك وسدد خطاك ..
وقولك:
[6 - إذا كان قول السلف ليس بحجة فلماذا تستشهد ببعض السلف.] اهـ
قلت أعلاه: وتسمية السلف ليست شرعا يتبع لا سيما إذا وجد النص المخالف.
فهو اجتهاد منهم لا يضاهي النص .. وأذكرك فقط بنصي عمر وابن مسعود.
ثم تسمية السلف للبعض بأنهم شهداء - وهذا ليس مطردا – يعتبر اتفاقا منهم على شهادتهم للمعين بالشهادة، وهذا ما قررناه مع النص على المعين بالشهادة.
وأنا أستشهد للنص بكلام السلف، ولا أستشهد بكلام السلف بما يضاد النص.
وقلت:
[5. سأعكس الصورة: الكافر غير المعيّن الذي مات على الكفر بعد أن بلغته الدعوة أين هو؟ إذا قلتَ هو في النار، نسأل: هل يجوز أن نقول في حق المعين: مات على الكفر؟!] اهـ
قلت: الوارد عن علماء الشريعة النهي عن الجزم بمآل المرء المسلم مرتكب الكبائر، فلا يقال تعيينا هو من أهل النار ..
ونصوصهم كثيرة في هذا الموضوع ..
واعتراضك في الكافر المعروف الكفر والذي لم يدخل الإسلام، معين أو غير معين، وهذا بحث آخر إن أردت أن نتناقش فيه ..
وسؤالك: هل يجوز أن نقول في حق المعين: مات على الكفر؟
هذا لا يوجه لي ..
فأنت أجبت نفسك فيما قلته برقم (1) وهو قولك:
لا نشهد لمُعيّن بجنة ولا نار، وهذا لا نجادل فيه. اهـ
وقد نبهت على أن شهادة الناس للمرء بالشهادة غير شهادتهم له بالجنة ..
والفرق مأخوذ من خصوصية الشهادة في سبيل الله وفضائلها الكثيرة ..
فلا داعي لمناقشة ما ليس بأصل لموضوع النقاش جزيت خيرا.
وقلت:
[4 - قوله تعالى:" ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات"، نهي واضح عن القول بأنه ميت، فماذا نقول إذن؟! فما رأيك لو قلنا:" قتل في سبيل الله"؟! وإذا كان قد قتل في سبيل الله فهل يكون في الجنة؟] اهـ
وأقول: هذا استدلال غريب وعجيب!! فما دخل هذه الآية بموضوعنا (يا رعاك الله)؟!!
وهل قرأت تفسيرها جيدا؟ وهل عرفت هذا النهي ماذا يراد به؟
وأقول نعم من قتل في سبيل الله فهو في الجنة، ولكن هذا على العموم ولكن التخصيص للمعين ما دليله عندك؟
نحن تبعا للنصوص الواردة وأقوال أئمة أهل السنة، قيدناه بالنص أو الإجماع الذي نعني به اتفاق الأمة في زمن ما على أن شخص ما بعينه شهيدا ..
جاء في تفسير الخازن (1/ 117):
فإن قلت: نحن نراهم موتى فما معنى قوله بل أحياء وما وجه النهي، في قوله ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات؟
قلت: معناه لا تقولوا أموات بمنزلة غيرهم من الأموات بل هم أحياء تصل أرواحهم إلى الجنان كما ورد، «إن أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تسرح في الجنة» فهم أحياء من هذه الجهة، وإن كانوا أمواتاً من جهة خروج الروح من أجسادهم، وجواب آخر وهو أنهم أحياء عند الله تعالى في عالم الغيب، لأنهم صاروا إلى الآخرة فنحن لا نشاهدهم كذلك ويدل على ذلك قوله تعالى: {ولكن لا تشعرون} أي لا ترونهم أحياء فتعلموا ذلك حقيقة، وإنما تعلمون ذلك بإخباري إياكم به.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن قلت: ليس سائر المطيعين من المسلمين لله يصل إليهم من نعيم الجنة في قبورهم فلم خصص الشهداء بالذكر؟. قلت: إنما خصهم لأن الشهداء فضلوا على غيرهم بمزيد النعيم وهو أنهم يرزقون من مطاعم الجنة ومآكلها وغيرهم ينعمون بما دون ذلك. وجواب آخر أنه رد لقول من قال: إن من قتل في سبيل الله قد مات وذهب عنه نعيم الدنيا ولذاتها فاخبر الله تعالى بقوله: {بل أحياء} بأنهم في نعيم دائم. اهـ
وقال الآلوسي ما ملخصه: ثم إن نهى المؤمنين عن أن يقولوا في شأن الشهداء أموات، إما أن يكون دفعاً لإِيهام مساواتهم لغيرهم في ذلك البرزخ، وإما أن يكون صيانة لهم عن النطق بكلمة قالها أعداء الدين والمنافقون في شأن أولئك الكرام قاصدين بها أنهم حرموا من النعيم ولن يروه أبداً. اهـ
وفي زاد المسير (1/ 161):
فان قيل فنحن نراهم موتى فما وجه النهي؟ فالجو b
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[24 Apr 2009, 12:23 ص]ـ
[لا أدري لماذا لم يكتمل الرد؟؟ لعله خير إن شاء الله]
ونكمل:
وفي زاد المسير (1/ 161):
فان قيل فنحن نراهم موتى فما وجه النهي؟ فالجواب أن المعنى لا تقولوا هم أموات لا تصل أرواحهم إلى الجنات ولا تنال من تحف الله ما لا يناله الأحياء بل هم أحياء أرواحهم في حواصل طير خضر تسرح في الجنة فهم أحياء من هذه الجهة وإن كانوا أمواتا من جهة خروج الأرواح.
وقال الشنقيطي في دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب (1/ 8):
قوله تعالى: {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ} الآية ..
هذه الآية تدل بظاهرها على أن الشهداء أحياء غير أموات , وقد قال في آية أخرى لمن هو أفضل من كل الشهداء صلى الله عليه وسلم: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}.
والجواب عن هذا أن الشهداء يموتون الموتة الدنيوية فتورث أموالهم وتنكح نساءهم بإجماع المسلمين, وهذه الموتة التي أخبر الله نبيه أنه يموتها صلى الله عليه وسلم ... اهـ
فهذا حكم على الشهداء عموما وهو لا ينكر قطعا، ولكن مشكلتنا التي نناقشها عن تعيين الشهيد ..
وقلت:
[3. حيث أبي هريرة:" قتل رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فبكت عليه باكية فقالت: واشهيداه! قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: مه! ما يدريك أنه شهيد؟ ولعله كان يتكلم بما لا يعنيه ويبخل بما لا ينقصه". هو أوضح الروايات التي أوردتها دلالة على موضع النزاع. ولكن هل صح الحديث؟!!
ثم هل هناك في نص الحديث ما يدل على أنه قُتل في المعركة؟] اهـ
قلت:
كونه أوضح الروايات كما قلت تعمية منك على نصوص أخرى كثيرة ومنهما نهي عمر وابن مسعود، إلا إذا لم تعتبرهما نصين!!
وموضوع صحته من ضعفه راجع إلى مناقشتي أعلاه وذكرت تردد الإمام الألباني في تحسينه وتضعيفه .. فهلا شاركتنا مشاركة حديثية في تخريجه والحكم عليه!!
وثالثا: ألم تقرأ رواية أبي هريرة: قتل رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم شهيداً .. الخ
ورواية أنس: استشهد منا رجل يوم أحد فوجد على بطنه صخرة مربوطة من الجوع فمسحت أمه التراب عن وجهه وقالت هنيئا لك يا بني الجنة [وفي رواية قالت: ليهنك الشهادة] فقال النبي: ما يدريك .. الخ
فراجع ما روي في الموضوع جيدا بارك الله فيك.
وقلت:
[2 - الأحاديث المرفوعة التي استشهدتَ بها تدل على الجواز، لأن (السكوت في معرض الحاجة إلى بيان بيان) وسكوت الرسول عليه السلام من غير تنبيه إلى الخطأ الذي وقعوا فيه غير متصوّر. وإنما علل عليه السلام كون القتيل المعيّن غير شهيد بكونه كذا وكذا .. ، ولم ينكر عليهم القول.] اهـ
قلت:
ليس في جعبة القائلين بالجواز إلا حديث مسلم وقولهم (فلان شهيد، فلان شهيد) وإقرار النبي صلى الله عليه وسلم لهم ..
فأخذتم منه القول بالجواز .. وفاتكم أن الثالث (وهو الغال) قالوا عنه فلان شهيد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلا .. ثم ذكر العلة ..
فهلا عممتم وفهمتم القصد من الرواية وهي عدم الجزم بالتعيين الشهيد؟
ثم أن النهي الذي رجحناه بني على أحاديث كثيرة غير هذا ..
وراوي هذه القصة هو عمر رضي الله عنه، فهلا أخذت منه النهي كما أخذت منه ما فهمته من هذه الرواية؟
أم أن الأمر هكذا هو الصواب ولا صواب غيره!!
ولولا الإطالة لنقلت لك كل الأدلة أعلاه، حيث أنني أراك لم تنظر لها نظرة المتأمل أخي الكريم .. ولكن خذ على عجل:
- حديث الصحيحين: وقولهم هنيئا له الشهادة يا رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلا ..
- قوله لأم العلاء: وما يدريك أن الله أكرمه؟ فقلت بأبي أنت يا رسول الله فمن يكرمه الله؟ فقال: أما هو فقد جاءه اليقين والله إني لأرجو له الخير والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي.
- قول أم كعب: هنيئًا لك الجنة يا كعب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من هذه المتألية على الله.
- حديث أبي هريرة: ما من ملكوم يكلم في سبيل الله، والله أعلم بمن يُكلم في سبيل ..
- وفي رواية: والله أعلم بمن يجاهد في سبيله.
ولعلك تقول هذه الروايات في الجزم بالجنة .. أقول وهل الجزم بالشهادة أقل أم أكبر؟
وقوله: الله أعلم بمن يكلم ويجاهد في سبيله .. ما المراد منه؟
وأما قولك الأول وهو:
[1 - لا نشهد لمُعيّن بجنة ولا نار، وهذا لا نجادل فيه.] اهـ
فالحقيقة أنك تجادل فيه .. بدليل اعتراضاتك الأخرى كما مر وذكرتها.
وآسف لك على ذكر ذلك ..
فلو أنك تقول بقول علماء السلف: لا نشهد لمعين بجنة ولا نار ..
لكانت شهادتك للمعين بأنه شهيد من هذا القبيل، ومعلوم أنها أكبر من الشهادة له بالجنة كما بينا الفرق في خصال الشهيد وخصائصه ..
وأخيرا أخي الكريم، أدلك على هذا الرابط:
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=4087 ففيه المقال كاملا حسب جهدي، ومرتب في عرض الأدلة والرد على أدلة المخالف بتوسع أكثر مما ها هنا ..
وأسأل الله أن أكون وإياك ممن يتناقشون بغية الحق ولمرضاة الرب ..
وأن يرفع من صدورنا حبا لظهور، أو أي شائبة لرياء أو سمعة ..
سدد الله خطاك وخطانا أجمعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[24 Apr 2009, 02:25 ص]ـ
الأخ الكريم القطاوي،
1. عندما أقول لا نشهد لمعيّن بجنة ولا نار أعني ذلك، وأنا مقتنع به نظراً للأدلة. ومن هنا أطلب منك حصراً لموضع الخلاف أن لا تأتيني بالنصوص الدالة على ذلك. وعليه يكون موضع الخلاف هو: هل قولنا فلان شهيد هو جزم بدخوله الجنة أم هو حكم على الظاهر ونوكل السرائر إلى الله تعالى.
2. الأحاديث المرفوعة التي استشهدتَ بها تدل على الجواز كما بيّنتُ في المداخلة السابقة. فالرسول عليه السلام بين أن الرجل قد غل، ولم ينكر عليهم قولهم إنه شهيد.
3. أما الآثار غير المرفوعة، فيمكن أن تكون من قبيل الاجتهاد، ويمكن أن تكون في حكم المرفوع. ولكنني لاحظت أنك لم تأتِ بها كاملة في سياقاتها حتى نفهم المقصود. فهلا أتيت لنا بخطبة عمر كاملة.
4. الشهيد حي وليس بميّت ولا أومن بغير ذلك مهما استشكل بعضهم الأمر. ولا أدري لماذا يستشكلون الأمر والله تعالى يقول لهم الشهيد حي وليس بميت. أم أننا وجدنا بعض آباءنا يستشكلون ذلك. فلست على استعداد أن أقول هو ميت.
5. ما طرحتُه من أسئلة في المداخلة السابقة أردتُ منها أن ألفت انتباهك لما يمكن أن نقع فيه من تناقض. فمثلاً عندما أقول الكافر في النار، ثم أقول في حق معيّن إنه كافر، لا يعني أنني أجزم أنه في النار. أرجو أن تكون قد فهمت مقصدي.
6. الذي يهمني في هذه المسألة أن يعلم الناس أن المسألة خلافية، اختلف فيها كبار العلماء. ومن هنا لا يجوز لنا أن ننكر على من قال فلان شهيد مع اقراره أنه لا يجزم بجنة أو نار.
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[24 Apr 2009, 03:57 ص]ـ
أخي الكريم الطيب:
قلت في الأول: هل قولنا فلان شهيد هو جزم بدخوله الجنة أم هو حكم على الظاهر ونوكل السرائر إلى الله تعالى.وقلت في الأخير: ومن هنا لا يجوز لنا أن ننكر على من قال فلان شهيد مع إقراره أنه لا يجزم بجنة أو نار.
في هذين القولين تفريق غير صحيح، إذ كيف نصف المعين بأنه شهيد ونسميه كذلك، ولا نجزم له بالجنة؟ من أين أتى هذا الرأي؟ هل قاله عالم من علماء السلف وحملة الشريعة؟ وإن قال فما دليله على التفرقة؟
والتفصيل أننا نحكم بالظاهر على المعين مقتول المعركة فيدفن في ثيابه ولا يغسل، كما صحت به السنة، ولا نقول أنه شهيد، إذ التسمية تعني الجزم له بالجنة .. كما صح النهي فيه ..
وقلت: الأحاديث المرفوعة التي استشهدتَ بها تدل على الجواز
هذا فهمك أخي، برغم ظهور النصوص وصراحتها .. فلا ضير.
وقلت: أما الآثار غير المرفوعة، فيمكن أن تكون من قبيل الاجتهاد، ويمكن أن تكون في حكم المرفوع.
يا أخي اجتهاد عمر سنة ما لم يخالف .. فهلا نقلت من خالفه؟
وقلت: فهلا أتيت لنا بخطبة عمر كاملة.
أكتفي لك بنصها في مسند أحمد بن حنبل (1/ 48):
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سفيان عن أيوب عن ابن سيرين سمعه من أبي العجفاء سمعت عمر رضي الله عنه يقول:
لا تغلوا صدق النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى في الآخرة لكان أولاكم بها النبي صلى الله عليه وسلم، ما أنكح شيئا من بناته ولا نسائه فوق اثنتي عشرة وقيه، وأخرى تقولونها في مغازيكم: قتل فلان شهيدا! مات فلان شهيدا! ولعله أن يكون قد وقر عجز دابته أو دف راحلته ذهبا وفضة يبتغى التجارة، فلا تقولوا ذالكم، ولكن قولوا كما قال محمد صلى الله عليه وسلم: من قتل في سبيل الله فهو في الجنة. اهـ والتخريج موجود أعلاه.
وقولك: الشهيد حي وليس بميّت .. الخ
هذا صحيح،، ولكن ما يراد بالموت هنا؟ وما يراد بالحياة؟
والموضوع بعيد عن نقاشنا فلنتحاشاه بارك الله فيك.
وقلت: عندما أقول الكافر في النار، ثم أقول في حق معيّن إنه كافر، لا يعني أنني أجزم أنه في النار. أرجو أن تكون قد فهمت مقصدي.
يا أخي الكريم: لابد أن نجزم بأن الكافر الأصلي الذي وصلته الدعوة في النار،، وكلام أهل السنة في موضوع آخر وهو عدم الجزم للمعين المسلم العاصي مرتكب الكبيرة بالنار .. والفرق كبير .. ولعلك فهمت .. وإلا فراجع كتب العقيدة لتزداد بيانا في تلك المسألة الخطيرة ..
بل جزم شيخ الإسلام بكفر المعين من الجهمية وأمثالهم بعد إقامة الحجة عليهم ..
ولو أقسم المسلم على كافر أصلي معين معلوم الكفر بأنه في النار لما كان في يمينه حنث ..
وقلت: الذي يهمني في هذه المسألة أن يعلم الناس أن المسألة خلافية، اختلف فيها كبار العلماء.
هل يتساوى خلاف فتاوى منقولة، ضد النهي من صحابيان كبيران شهدا الجاهلية والإسلام وشهدا المشاهد كلها وعليهما مدار الفتوى؟
يكفيني نهي عمر وابن مسعود لأهدم به فتاوى من أفتى بالجواز ..
والموضوع يثار دوما وكأن هذه الآثار غير صحيحة، أو كأنها غير موجودة، أو كأنها لغير ما نتكلم فيه ..
عموما أشكر لك تفاعلك أخي الكريم ..
وأشكرك على جميل أدبك.
سدد الله خطاك ..
(يُتْبَعُ)
(/)