لا يقدر الله حق قدره ولا يعظم الله حق عظمته حيث يسبق إلى ذهنه أن صفة الخالق تشبه صفة المخلوق فيكون فيها أولا نجس القلب متقذره بأقذار التشبيه فيدعو شؤم هذا التشبيه إلى أن ينفي صفة الخالق جل وعلا عنه بادعاء أنها تشبه صفات المخلوق فيكون فيها أولا مشبها وثانيا معطلا ضالا ابتداء وانتهاء متهجما على رب العالمين ينفي صفاته عنه بادعاء أن تلك الصفة لا تليق. واعلموا أن هنا قاعدة أصولية أطبق عليها من يعتد به من أهل العلم وهى أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يجوز في حقه تأخير البيان عن وقت الحاجة ولاسيما في العقائد ولاسيما لو مشينا على فرضهم الباطل "أن ظاهر آيات الصفات الكفر" فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يؤول الاستواء (بالاستيلاء) ولم يؤول شيئا من هذه التأويلات ولو كان المراد بها هذه التأويلات لبادر النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيانها لأنه لا يجوز في حقه تأخير البيان عن وقت الحاجة فالحاصل أنه يجب على كل مسلم أن يعتقد هذا الاعتقاد الذي يحل جميع الشبه ويجيب عن جميع الأسئلة وهو: أن الإنسان إذا سمع وصفا وصف به خالق السموات والأرض نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم امتلأ صدره من التعظيم فيجزم بأن ذلك الوصف بالغ من غايات الكمال والشرف والعلو ما يقطع جميع علائق أوهام المشابهة، بينه وبين صفات المخلوقين فيكون القلب منزها معظما له جل وعلا غير متنجس بأقذار التشبيه فتكون أرض قلبه قابلة للإيمان والتصديق بصفات الله التي تمدح بها أو أثنى عليه بها نبيه صلى الله عليه وسلم على غرار (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير). والشر كل الشر في عدم تعظيم الله وأن يسبق في ذهن الإنسان أن صفة الخالق تشبه صفة المخلوق فيضطر المسكين أن ينفي صفة الخالق بهذه الدعوى الكاذبة.
ولأبد في هذا المقام من نقط يتنبه إليها طالب العلم:
أولا: أن يعلم طالب العلم أن جميع الصفات من باب واحد إذ لا فرق بينها البتة لان الموصوف
بها واحد وهو جل وعلا لا يشبه الخلق في شيء من صفاتهم البتة، فكما أنكم أثبتم له سمعا وبصرا لائقين بجلاله لا يشبهان شيئا من أسماع الحوادث وأبصارهم فكذلك يلزم أن تجروا هذا بعينه في صفة الاستواء والنزول والمجيء إلى غير ذلك من صفات الجلال والكمال التي أثنى الله بها كل نفسه.
واعلموا أن رب السموات والأرض يستحيل عقلا أن يصف نفسه بما يلزمه محذور أو يلزمه محال أو يؤدى إلى نقص. كل ذلك مستحيل عقلا. فإن الله لا يصف نفسه إلا بوصف بالغ من الشرف والعلو والكمال ما يقطع جميع علائق أوهام المشابهة بينه وبين صفات المخلوقين على حد قوله (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).
الثاني: أن يعلموا أن الصفات والذات من باب واحد فكما أننا نثبت ذات الله جل وعلا إثبات وجود وإيمان لا إثبات كيفية مكيفة فكذلك نثبت لهذه الذات الكريمة المقدسة صفات إثبات إيمان ووجود لا إثبات كيفية وتحديد.
واعلموا أن آيات الصفات كثير من الناس يطلق عليها اسم المتشابه
وهذا من جهة غلط ومن جهة قد يسوغ كما يثبته الإمام مالك في أنس. أما المعاني فهي معروفة عند العرب كما قال الإمام مالك بن أنس رحمه الله الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول والسؤال عنه بدعة.
كذلك يقال في النزول: النزول غير مجهول، والكيف غير معقول، والسؤال عنه بدعة. واطرده في جميع الصفات لأن هذه الصفات معروفة عند العرب، إلا أن ما وصف به خالق السموات والأرض منها أكمل وأجل وأعظم من أن يشبه شيئا من صفات المخلوقين كما أن ذات الخالق جل وعلا حق والمخلوقون لهم ذوات وذات الخالق جل وعلا أكمل وأنزه وأجل من أن تشبه شيئا من ذوات المخلوقين.
فعلى كل حال. الشر كل الشر في تشبيه الخالق بالمخلوق وتنجيس القلب بقذر التشبيه فالإنسان المسلم إذا سمع صفة وصف بها الله أول ما يجب عليه أن يعتقد أن تلك الصفة بالغة من الجلال والكمال ما يقطع أوهام علائق المشابهة بينها وبين صفات المخلوقين فيكون أرض قلبه طيبة طاهرة قابلة للإيمان بالصفات على أساس التنزيه على نحو (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهنا سؤال لابد من تحقيقه لطالب العلم أولا: اعلموا أن المقرر في الأصول أن الكلام إن دل على معنى لا يحتمل غيره فهو المسمى نصا كقوله مثلا (تلك عشرة كاملة). فإذا كان يحتمل معنيين أو أكثر فلا يخلو من حالتين: إما أن يكون أظهر في أحد الاحتمالين من الآخر وإما أن يتساوى بينهما فإن كان الاحتمال يتساوى بينهما فهذا الذي يسمى في الاصطلاح المجمل كما لو قلت (عدا اللصوص البارحة على عين زيد) فإنه يحتمل أن تكون عينه الباصرة عوروها أو عينه الجارية غوروها أو عين ذهبه وفضته سرقوها. فهذا مجمل. وحكم المجمل أن يتوقف عنه إلا بدليل على التفصيل. أما إذا كان نصا صريحا فالنص يعمل به ولا يعدل عنه إلا بثبوت النسخ.
فإذا كان أظهر في أحد الاحتمالين فهو المسمى بالظاهر. ومقابله يسمى (محتملا مرجوحا) والظاهر يجب الحمل عليه إلا لدليل صارف عنه، كما لو قلت: رأيت أسدا فهذا مثلا ظاهر في الحيوان المفترس. محتمل في الرجل الشجاع. وإذا فنقول: فالظاهر المتبادر من آيات الصفات من نحو قوله (يد الله فوق أيديهم) وما جرى مجرى ذلك، هل نقول الظاهر المتبادر من هذه الصفة هو مشابهة الخلق حتى يجب علينا أن نقول ونصرف اللفظ عن ظاهره أو ظاهرها المتبادر منها تنزيه رب السموات والأرض حتى يجب علينا أن نقره على الظاهر من التنزيه؟
الجواب أن كل وصف أسند إلى رب السموات والأرض فظاهره المتبادر منه عند كل مسلم هو التنزيه الكامل عن مشابهة الخلق فإقراره على ظاهره هو الحق وهو تنزيه رب السموات والأرض عن مشابهة الخلق في شيء من صفاته فهل ينكر عاقل أن المتبادر للأذهان السليمة أن الخالق ينافي المخلوق في ذاته وسائر صفاته؟ لا والله لا يعارض في هذا إلا مكابر.
ثم بعد هذا البحث الذي ذكرنا نحب أن نذكر كلمة قصيرة لجماعة قرءوا في المنطق والكلام وظنوا نفي بعض الصفات من أدلة كلامية كالذي يقول مثلا: لو كان مستويا على العرش لكان مشابها للحوادث لكنه غير مشابه للحوادث ينتج فهو غير مستو على العرش هذه النتيجة الباطلة تضاد سبع آيات من المحكم المنزل ولكننا الآن نقول في مثل هذا على طريق المناظرة والجدل المعروف عند المتكلمين. نقول: هذا قياس استثني فيه نقيض التالي فأنتج منه نقيض المقدم حسب ما يراه مقيم هذا الدليل. ونحن نقول: انه تقرر عند عامة النظار أن القياس الاستثنائي المركب من شرطية متصلة لزومية يتوجه عليه القدح من ثلاث جهات:
ا- يتوجه عليه من جهة استثنائيته
2 - ويتوجه عليه من جهة شرطيته- إذا كان الربط بين المقدم والتالي ليس بصحيح.
3 - ويتوجه عليه القدح من جهتهما معا.
وهذه القضية كاذبة الشرطية فالربط بين مقدمها وتاليها كاذب كذبا بحتا ولذا جاءت نتيجتها مخالفة لسبع آيات.
وإيضاحه أن نقول: قولكم: لو كان مستويا على العرش لكان مشابها للحوادث هذا الربط بين (لو) و (اللام) كاذب، كاذب، كاذب. بل هو مستو على عرشه كما قال من غير مشابهة للحوادث كما أن سائر صفاته واقعة كما قال من غير مشابهة للخلق ولا يلزم من استوائه على عرشه كما قال أن يشبه شيئا من المخلوقين في صفاتهم البتة بل استواؤه صفة من صفاته وجميع صفاته منزهة عن مشابهة الخلق كما أن ذاته منزهة عن مشابهة ذوات الخلق ويطرد هذا في مثل هذا. وعلى كل حال فالجواب عن شيء واحد من هذا يطرد في الكل.
وآخر ما نختم به هذه المقالة أنا نوصيكم وأنفسنا بتقوى الله وأن تلتزموا بثلاث آيات في كتاب الله.
الأولى: (ليس كمثله شيء). فتنزهوا رب السموات والأرض عن مشابهة الخلق.
الثانية: (وهو السميع البصير). فتؤمنوا بصفات الجلال والكمال الثابتة بالكتاب والسنة عك أساس التنزيه كما جاء (وهو السميع البصير) بعد قوله: (ليس كمثله شيء).
الثالثة: أن تقطعوا أطماعكم عن إدراك حقيقة الكيفية لأن إدراك حقيقة الكيفية مستحيل وهذا نص الله عليه في سورة (طه) حيث قال: (يعلم مما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما). فقوله: يحيطون به فعل مضارع والفعل الصناعي الذي يسمى بالفعل المضارع وفعل الأمر والفعل الماضي ينحل عند النحويين عن مصدر وزمن كما قال ابن مالك في الخلاصة:
المصدر اسم ما سوى الزمان من مدلولي الفعل كأمن من أمن
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد حرر علماء البلاغة في مبحث الاستعارة التبعية أنه ينحل عن مصدر وزمن ونسبة، فالمصدر كامن في مفهومه إجماعا. فـ (يحيطون) في مفهومها (الإحاطة) فيتسلط النفي على المصدر الكامن في الفعل فيكون كالنكرة المبنية على الفتح، فيصبر المعنى لا إحاطة للعلم البشرى برب السموات والأرض، فينفي جنس أنواع الإحاطة عن كيفيتها. فالإحاطة المسندة للعلم منفية عن رب العالمين. فلا يشكل عليكم بعد هدا صفة نزول ولا مجيء ولا صفة يد و لا أصابع ولا عجب ولا ضحك. لان هذه الصفات كلها من باب واحد فما وصف الله به نفسه منها فهو حق وهو لائق بكماله وجلاله لا يشبه شيئا من صفات المخلوقين وما وصف به المخلوقون منها فهو حق مناسب لعجزهم وفنائهم وافتقارهم وهذا الكلام الكثير أوضحه الله في كلمتين (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير). (ليس كمثله شيء) تنزيه بلا تعطيل. (وهو السميع البصير) إيمان بلا تمثيل. فيجب من أول الآية (ليس كمثله شيء) التنزيه الكامل الذي ليس فيه تعطيل ويلزم من قوله (وهو السميع البصير) الأيمان بجميع الصفات التي ليس فيها تمثيل. فأول الآية تنزيه وآخرها إيمان، ومن عمل بالتنزيه الذي في (ليس كمثله شيء) والإيمان الذي في (وهو السميع البصير) وقطع النظر عن إدراك الكنه والكيفية المنصوص في قوله (ولا يحيطون به علما) خرج سالما.
وقد ذكرت لكم مرارا أني أقول: هذه الأسس الثلاثة التي ركزنا عليها البحث وهى:
ا- تنزيه الله عن مشابهة الخلق
2 - والإيمان بالصفات الثابتة بالكتاب والسنة وعدم التعرض لنفيها: عدم التهجم على الله بنفي ما أثبته لنفسه.
3 - وقطع الطمع عن إدراك الكيفية. لو (متم يا إخوان) وأنتم على هذا المعتقد. أترون الله يوم القيامة يقول لكم لم نزهتموني عن مشابهة الخلق ويلومكم على ذلك؟ لا، وكلا والله لا يلومكم على ذلك.
أترون أنه يلومكم على أنكم آمنتم بصفاته وصدقتموه فيما أثنى به على نفسه ويقول لكم لم أثبتم لي ما أثبته لنفسي أو أثبته لي رسولي؟ لا والله لا يلومكم على ذلك ولا تأتيكم عاقبة سيئة من ذلك. كذلك لا يلومكم الله يوم القيامة ويقول لكم: لم قطعتم الطمع عن إدراك الكيفية ولم تحددوني بكيفية مدركة. ثم، إنا نقول: لو تنطع متنطع. وقال: نحن لا ندرك كيفية (نزول) منزهة عن نزول الخلق ولا ندرك كيفية (يد) منزهة عن أيدي الخلق ولا ندرك كيفية (استواء) منزهة عن استواءات الخلق، فبينوا لنا كيفية معقولة منزهة تدركها عقولنا فنقول أولا: هذا السؤال الذي قال فيه مالك بن أنس: والسؤال عن هذا بدعة، ولكن نجيب ونقول: اتعرف أيها المتنطع السائل الضال كيفية الذات المقدسة الكريمة المتصفة بصفة النزول وصفة اليد وصفة الاستواء وصفة السمع والبصر والقدرة والإرادة والعلم فلابد أن نقول: لا، فنقول: معرفة كيفية الصفة متوقفة على معرفة كيفية الذات، إذ الصفات تختلف باختلاف موصوفاتها ونضرب مثلا ولله المثل الأعلى. فان الأمثال لا تضرب لله ولكن الأخرويات لا مانع منها كما جاء بها القرآن فنقول مثلا كما فال العلامة ابن القيم رحمه الله لفظة (رأس) الراء والهمزة والسين، رأس. هذه الكلمة أضفها إلى المال وأضفها إلى الوادي وأضفها إلى الجبل قل رأس المال. رأس الجبل فانظر ما صار من الاختلاف بين هذه المعاني بحسب هذه الإضافات وهذا مخلوق ضعيف مسكين، فما بالك بالبون الشاسع الذي بين صفة الخالق جل وعلا وصفة المخلوق.
وختاما يا إخواني نوصيكم وأنفسنا بتقوى الله وأن تتمسكوا بهذه الكلمات الثلاث:
ا- أن تنزهوا ربكم عن مشابهة صفات الخلق.
2 - أن تؤمنوا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، إيمانا مبنيا على أساس التنزيه على نحو (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)
3 - وتقطعوا الطمع في إدراك الكيفية لأن الله يقول: (ولا يحيطون به علما).
ونريد أن نختم هذه المقالة بنقطتين:
إحداهما أنه ينبغي للمؤولين أن ينظروا في وقوله تعالى لليهود: (وقولوا حطة) فإنهم زادوا في هذا اللفظ المنزل نونا فقالوا: حنطة فسمى الله هذه الزيادة تبديلا فقال في البقرة: (فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون)، وقال في الأعراف: (فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون)، وكذلك المؤولون للصفات قيل لهم استوى. فزادوا لاما، فقالوا: استولى. فانظر ما أشبه (لامهم) هذه التي زادوها بـ (نون) اليهود التي زادوها. ذكر هذا ابن القيم.
الثانية: أنه ينبغي للمؤولين أن يتأملوا آية من سورة الفرقان وهى قوله تعالى: (ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا). ويتأملوا معها قوله تعالى في سورة فاطر: (ولا ينبئك مثل خبير). فإن قوله في الفرقان: (فاسأل به خبيرا) بعد قوله: (ثم استوى على العرش الرحمن) يدل دلالة واضحة أن الله الذي وصف نفسه بالاستواء خبير بما يصف به نفسه لا تخفي علبه الصفة اللائقة من غيرها ويفهم منه أن الذي ينفي عنه صفة الاستواء ليس بخبير، نعم هو والله ليس بخبير. وصلى الله على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.(/)
اقتراح تسمية الملتقى المفتوح بملتقى الحوار المفتوح
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[15 Jul 2008, 06:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فأقترح في هذه المشاركة على الإخوة مشرفي الملتقى إضافة كلمة الحوار الى عنوان بوابة الملتقى المفتوح والتقني، ليكون ملتقى الحوار المفتوح،
وقد استغربت من عدم وجود اسم كالحوار في بوابات هذا الملتقى الطيب ملتقى أهل التفسير، ومن قلة المشاركات في تأصيل الحوار ومفهومه، في ظل الاهتمام الكبير في العالم اليوم بالحوار الإسلامي، والوطني، والإنساني. وكذلك كثرة الكتابات الداعية إلى تعميق مفهوم الحوار، وجعله عادة أصيلة متعمقة في المجتمعات. أرجو النظر فيه. والله الموفق.(/)
قريبا في الأسواق كتاب ((فقه الرد على المخالف)) للشيخ خالد بن عثمان السبت
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[15 Jul 2008, 09:22 ص]ـ
قريبا في الأسواق ...
كتاب
((فقه الرد على المخالف))
للشيخ خالد بن عثمان السبت
والكتاب مجلد واحد من 360 صفحة
الكتاب يعنى بأربعة قضايا /
الأولى: هل نرد على المخالف
الثانية: متى يكون الرد
الثالثة: من المؤهل للرد
الرابعة: منهج الرد
والكتاب على قسمين
أعلى الصفحة كلام عن القضايا وعن المسائل التي عنيا الكتاب ببيانها
ثم توجد حاشية وسطى هذه يذكر فيها النصوص والآثار المنقولة عن السلف في هذه القضايا
والحاشية السفلى فيها العزو والتوثيق
والكتاب الأصل في الأعلى هذا لمن أراد أن يقرأ تقرير هذه المسائل
وفي الوسطى لمن أراد أن يتوسع سيقف على ما بُنيت عليه تلك التقريرات من أقوال السلف
وهناك كتاب مختصر مرفق مع هذا الكتاب اسمه:
((مختصر فقه الرد على المخالف))
في 60 صفحة
فيه خلاصة الكتاب
إصدار / مركز المصادر للمعلومات
الموزع / دار ابن الجوزي
الكتاب في السوق في هذه الإسبوعين إن شاء الله
والكتاب مناسب جدا لأهل السنة في التفقه في الردود
سواء على الشبكة او خارج الشبكة
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[29 Aug 2008, 01:47 م]ـ
بارك الله فيكم
وهذا موضوع متعلق بالكتاب:
النكت عل كتاب فقه الرد للدكتور خالد السبت
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=146946
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[10 Sep 2008, 10:55 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا الكريم عبدالرحمن
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده:
ماذا كان جواب د. خالد السبت حينما سألته عن
(النكت على فقه الرد)؟
ذكر الشيخ خالد جملة من الأمور يمكن أن أُوْرِد حاصلها في النقاط الآتية:
1. شَكَرَ الدكتور بسام على حِرْصِه ونُصْحِه وما بذل من جهد لنفع المؤلف وغيره من طلاب العلم، فهو عمل مشكور يؤجر عليه إن شاء الله.
2. ذكر أن فكرة تأليف الكتاب لم تكن ناتجة عن رغبة في التأليف أو التكثُّر بالكُتُب أو طلب عَرَض من الدنيا؛ فإنه لم يأخذ على ذلك شيئا، حتى النسخ المَخصَّصة له تنازل عنها من أجل أن ينزل سعر الكتاب. وإنما ذلك, كان بناءً على طلب من بعض المشايخ نظراً لما وُجِد في الآونة الأخيرة من فوضى عارمة في بعض القنوات الفضائية أو المواقع الإلكترونية، فتصدر للرد من ليس بأهل.
3. لم يكن هناك تسرُّع في إخراج الكتاب، حيث ذكر أنه قد تتبع كلام أهل العلم في هذا الباب قديماً في حدود سنة 1404هـ، ثم مرة ثانية في حدود سنة 1412هـ، ثم بدأ بتأليف الكتاب سنة 1419هـ حتى سنة 1424هـ. وكان بعض المشايخ وطلاب العلم يلومه على تأخره في إخراجه ويرى أن ذلك قد يكون من المبالغة في التحري.
4. ذكر أنه تم عرض الكتاب قبل طباعته على جمع كثير من أهل العلم، منهم:
1 - د. عابد السفياني.
2 - د. عبدالله الدميجي.
3 - د. محمد بن مطر الزهراني (رحمه الله).
4 - الشيخ علوي السقاف.
5 - د. محمد الجيزاني.
6 - د. عبدالرحمن المحمود.
7 - الشيخ سلطان العويد.
8 - د. بسام الغانم.
9 - د. عبدالعزيز قارئ.
10 - د. عبدالعزيز العبداللطيف.
وغير هؤلاء، ثم إن دار المصادر لديها لجنة علمية يقوم عليها بعض هؤلاء المشايخ، وقد أقرته اللجنة، ورغبوا أن يكون أول إصدارات الدار.
ولم يذكر أحد منهم هذه الملحوظات – وقد تكون فاتتهم – لكن الدكتور بسام حفظه الله ورعاه كان من الذين عُرض عليهم الكتاب، وكتب ملحوظاته، يقول د. خالد بأنه قرأها مرات متعددة قبل الشروع في طباعة الكتاب، واستفاد من بعضها، واحتفظ بهذه الملحوظات لينظر فيها حيناً بعد حين، لكنه لا يتفق مع الدكتور بسام في جملة من الملحوظات – وهي عامة التي في النكت -.
5. كان المُقترح أن يكون اسم الكتاب: منهج أهل السنة والجماعة في الرد على المخالف.
يقول الدكتور خالد، لكني لم أرغب بهذا العنوان لئلا أقع في خطأ في الفهم وأنسبه إلى أهل السنة، فأسميته (فقه الرد على المخالف).
6. ذكر الدكتور خالد أنه ليس بصدد الكلام على التفاصيل، لكن ذكر بعض الأمور موجزة، مثل:
(يُتْبَعُ)
(/)
أ - من عادته حينما يكتب أن يستقصي قدر الإمكان في تتبع المسألة التي يكتب فيها، كما يحرص على نفع القارئ قدر الإمكان فيحيله إلى من تطرق إلى هذه الجزئية، وذلك لا يعني أن ما ذُكر هناك يكفي عما أورده. وكان بالإمكان الاستغناء عن هذا.
ب - من الواضح في أول الكتاب وفي ثناياه أن المقصود بالرد ما هو أوسع من المجادلة أو المناظرة. وإنما ما يتبادر من إطلاق هذه العبارة، وذلك بالكتابة أو المشافهة، وهذا الذي جاء الكتاب لبيانه، وهو سبب تأليفه، فتجد الكلام فيه على حكم الرد، ومتى نرد، ومن المؤهل للرد، وكيف نرد.
وليس المقصود الرد بالسكوت أو بعراجين عمر رضي الله عنه، أو بالقتل، أو الزجر.
ت - أن المردود عليه أو المخالف لا يلزم أن يكون من أهل الأهواء، وهذا مذكور في أنواع أصحاب المخالفات وفي أنواع المخالفات، فقد يكون من أهل السنة لكنه وقع في خطأ، ومن هنا ذكر أن الرد يعارض الأُلفة.
ث - قد تُذكر بعض الآثار عن السلف أو مواقفهم لبيان أصل المسألة، كتفريقهم بين الأحوال أو الأمكنة أو الأشخاص، فتُذكر من أجل هذا، وإن كان الأثر المعين قد لا يرتبط بموضوع الرد بخصوصه.
ج - وهكذا حين يُذكر موقف بعض المتقدمين كالإمام أحمد، ثم موقف بعض من جاء بعدهم كشيخ الإسلام، فإن ذلك يُذكر لتقرير مراعاتهم الأحوال، والمصالح والمفاسد، فكلهم أهل سنة، وليس بلازم أن يكون الموقف المعين لواحد بعينه كان له فيه مسلك ثم المسلك تغير.
ح - ذكر أن الدكتور بسام أشاد بكتابين في الموضوع، أما الدكتور خالد فذكر أنه قرأهما، أما أحدهما فقرأه قبل أن يطبع عام 1413هـ لكن له وجهة نظر أُخرى في الكتابين.
إلى غير ذلك مما ذكر.
يقول الدكتور خالد: بأنه مطمئن بأن ما ينفع الناس فسيمكث في الأرض، فإن كان الكتاب كذلك فسيبقى، وأما إن كان غير ذلك فسيذهب ويضمحل لأن الله يقول {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً} [الرعد:17] كما نشاهد كثيراً من الكتب التي تخرجها المطابع.
وأشار إلى أنه ودَّ لو أنه طبع النكت مفرقة في مواضعها في كتابه فقه الرد من أجل أن يستفيد القارئ من هذه الملحوظات فقد يكون الحق في شيء منها فلا يفوت على القارئ.
وقال: لا أزعم أن كل ما كتبته صحيح، بل تختلف وجهات النظر فالإنسان يغير رأيه حيناً بعد حين.
كما لم يُرد تدبيج الكتاب بالمقدمات التي تطريه لئلا يَتَكَثََّر بالثناء، وإنما العبرة بالمحتوى والمادة والنية.
نماذج ومقتطفات من خطابات بعض المشايخ بعد قراءتهم الكتاب (قبل طبعه):
بسم الله الرحمن الرحيم
المكرم/ د. خالد السبت حفظه الله ورعاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فقد سعدت بالكتاب الفذ (فقه الرد) وكم طربت فرحاً باكتماله، وهو كتاب فريد في بابه، نافع في موضوعه، عال في أسلوبه، ناضج في فكره، متين في مضمونه.
وإذا كان لابد من الاستدراك والتنبيه فما عندي سوى وجهات نظر تتعلق بالناحية المنهجية البحثية ... الخ.
من أخيكم ومحبكم: محمد بن حسين الجيزاني
22/ 04/1426هـ
~~~~~~~~~~~
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الأخ أبي عبدالرحمن حفظه الله ورعاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فهذه بعض الملحوظات التي وقفت عليها في النسخة التي أرسلتها إليَّ من كتابكم
(فقه الرد) .....
اقترح أكثر من قرأ الكتاب أو اطلع على هذا البحث أن يكون له طبعتان:
الأولى: هذه كما هي، وهي مفيدة وقوية، ونسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتك يوم تلقاه.
الثانية: مختصرة منها في رسالة صغيرة تصلح لعامة المثقفين غير المختصين.
أبو ياسر
د. محمد بن مطر الزهراني
(رحمه الله)
~~~~~~~~~~~
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الأخ الفاضل .................... سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فقد أكرمتني بقراءة كتاب " فقه الرد" لأخينا الشيخ الكريم أبي عبدالرحمن خالد بن عثمان السبت سدده الله ...
لقد انتفعت بهذا الكتاب، فاستفدت من غزارة معلوماته، وجودة ترتيبه، وحُسن عرضه، فجزى الله شيخنا كل خير على هذا الكتاب الماتع.
أخي ...... ليس عندي ملحوظات ذات بال .. لكني أقترح ......... الخ.
جزى الله أبا عبدالرحمن كل خير على كتابه فقه الرد وجعله في ميزان حسناته.
ملحوظة: حبذا أن يكون عنوان الكتاب أكثر حيوية وتشويقاً .. فغالب الكتب المعاصرة تكون عناوينها دون مضمونها .. بعكس الكتاب الذي بين أيدينا.
عبدالعزيز آل عبداللطيف
~~~~~~~~~~~
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الشيخ الفاضل الأخ العزيز / خالد السبت وفقه الله وسدده
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
1 - فأسأل الله تعالى أن يثيبكم على هذا السفر النفيس، والجمع الطيب المركز.
2 - دونت بعض الملاحظات التي هي من قبيل وجهة نظر فقط، وأنتم تتأملون ذلك وفقكم الله وأثابكم.
3 - هناك ملحوظة واقتراح:
* أما الملحوظة: فكثرة تداخل الفقرات وأقترح التقسيم إلى فصول ومطالب ومباحث –ونحوها- لتمييز بعضها عن بعض.
* أما الاقتراح فمن شقين:
أحدهما: إدخال الحواشي المشتملة على النصوص والروايات والآثار – إلى صلب البحث. حتى يكون بحثاً مطولاً متناسقاً في أفكاره ودلائله – ويطبع-.
والثاني: أن يختصر منه كتاب يحتوي على زبدة يسهل تداولها وقراءتها.
وفقكم الله وأعانكم ومعذرة للتأخر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم
عبدالرحمن المحمود
04/ 11/1426هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وليد النجدي]ــــــــ[13 Sep 2008, 03:54 م]ـ
جزاك الله خير ,, أخي أبا زارع
ونفع الله بهذا الكتاب كاتبه وقارئه ومن أعان على نشره ,, آمين
ـ[محمد بن عبد الرحمن]ــــــــ[14 Sep 2008, 04:36 ص]ـ
الكتاب قد نزل في الأسواق, فلو يعدل العنوان(/)
ختم النبوة
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[15 Jul 2008, 09:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلامعلى محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد
فإننا بين حين وآخر , نسمع عمن إغتر بنفسه , ووسوسة له الشياطين بأنه نبي , وأغرب ما في الأمر هوتصديق هؤلاء لأنفسهم ومتابعة بعض الناس لهم , والمعرفة بالشريعة تحيل أن يكون نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم ,فما الفرق بين مدعي النبوة والنبي؟ وهل دليل كذب هؤلاء الذين يكثروا في حالة جهل الناس بختم النبوة؟ ألا يوجد أمور أخرى تفرق بين مدعي النبوة والنبي؟.
بداية التفريق بين النبي ومدعي النبوة هو الفرق بين الصادق والكذاب:فالنبي: كل من أوحي اليه من الله بشرع ليعمل به.وأصلها من النبأ اي الخبر , أي أنه يخبر بالوحي بالأخبار والأوامر , أما مدعي النبوة فهو من يزعم ذلك كذبا.
وإنما يميز النبي عن المتنبيء بسيرة وأحوال كل منهما ثم ما يجريه الله على يد النبي ليبين للناس صدقه ,وهي الآيات البينات ,التي يعرفها الناس ولا يخفى عنهم حقيقتها , ولا يستطيعوا مثلها , ولا يمكن أن يلبس على الناس شيء من هذا إلا جهلا منهم وإستغفال لهم.
فالنبوة بإختيار الله عزوجل واصطفاؤه:أخبر الله عز وجل عن الأنبياء أنه اصطفاهم الله من بين الناس , قال عزوجل: "اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (75) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ " [الحج/75، 76] " إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ" [آل عمران/33] , " وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" [البقرة/132]. "وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ" [الأنعام/124] فبين عز وجل أن أصل النبوة إصطفاء من الخالق , وهي ليست رياضة نفسية ولا علوم عقلية مكتسبة من التجربة في الحياة ولا مقدرة جسمية ,وأن هذا الإصطفاء إنما هو بعلم الله عز وجل:وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ" [القصص/68] , فهو عز وجل لا شريك له في خلقه ولا في إختياره ولا يشرك في حكمه أحدا ,وهذا أيضا يعني أن النبي إختاره الله بحكمته فلا يصطفي الله من يتغير حاله ولا من هو فاسد في الأصل ," وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآَنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31) أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ" [الزخرف/31، 32].فهذا أصل النبوة إنها إصطفاء من الخالق. وكذا يترتب عليه أن كل تبعات النبوة هي من إختيار الله عز وجل , سواء كانت الرسالة التي يكون مكلف بإتباعها أم الكتاب.قال عز وجل: "وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآَيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " [الأعراف/203] ," وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ " [يونس/15] ولا تكون حتى الاية بإختياره بل بتفضل الله عزوجل:" وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ" [العنكبوت/50]
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال عز وجل:" وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا " [الإسراء/90 - 93] فالنبي يتبع ما يوحى إليه وهومكلف كباقي البشر بالعبادة وإنما أُعطي من الآيات ما يكفي الناس لصدقوا نبوته وبلغهم من الشرع ما يحكم به بين الناس ويصلح حالهم.
سيرة النبي قبل وبعد النبوة: وهي أن النبي يكون مشهورا بخلقه الحسن الموافق للفطرة السليمة و فهو ليس مجهولا بل هومعروف بذلك فقد أخبر الله عز وجل عن إعتراف الكفار بسيرة نبيهم قبل الرسالة , وعدم كذبه وحسن خلقه:" قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ" [هود/62] وأخبر عن يوسف عليه السلام عندما إستخبر الملك عن ما رمي به يوسف:" قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ " [يوسف/51] وأاخبر عن نبينا صلى الله علي هوسلم:" قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ" [يونس/16] وهو أمر معروف من سيرته صلى الله عليه وسلم فعن ابن عباس قال:" لما نزلت (وأنذر عشيرتك الأقربين) صعد النبي صلى الله عليه وسلم الصفا فجعل ينادي: " يا بني فهر يا بني عدي " لبطون قريش حتى اجتمعوا فقال: " أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي؟ " قالوا: نعم ما جربنا عليك إلا صدقا. قال: " فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ". فقال أبو لهب: تبا لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا؟ فنزلت: (تبت يدا أبي لهب وتب) " متفق عليه. وسبب معرفة سيرته قبل النبوة أن يعلم الناس صدقه , فلا يقبل الناس أن يأتي سيء الأخلاق فيزعم النبوة. فهي تدفع أن يكون سيء الأخلاق أو المجهول نبي. ولا يعني مجرد حسن الخلق والشهرة بذلك أنه نبي , ولكن لا يكون نبي بخلاف ذلك.
وللنبي آية تدل على صدق دعواه , وهذه الآية هي دليل قطعي لا يقبل الشك تعرفه الناس بدون الحاجة إلى غيرهم , ولذلك سمية آية بينة , أي دليل واضح ,وهذه صفة آيات الله التي أرسلها مع رسله:" تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ (101) وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ (102) ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآَيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ [الأعراف/101 - 103]
"ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ (74) ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآَيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ " [يونس/74، 75]
وهذه الآيات تكون من عند الله عزوجل يرسلها مع النبي بحكمته جل وعلى وعلمه ,فتكون هذه الأية مما يفهم الناس ما هي ولا يلبس عليهم بها.فهي ليست سحر يزول بزوال أثر السحر, ولا كهانة فيها ما فيها من العجزوالكذب ,ولا من الخدع التي تنكشف, وأمثلة ذلك كثير منها:
(يُتْبَعُ)
(/)
ناقة صالح عليه السلام:" وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ " [هود/64] فهي تأكل وتشاركهم الماء وأصلها من الطين ,فلا يخفى على أحد انها ليست سحرا لأعينهم و لا خدعة عليهم.:وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا [الإسراء/59].
عصى موسى عليه السلام:" فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44) فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (45) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46) قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ " [الشعراء/44 - 47] فالكل يعلم أن الساحر لا يستطيع تحويل العصى ولا الحبل إلى أفعى وإنما هم يخيل إليهم ذلك فتحدث رهبة في صدورهم.وبعد إنتهاء أثر السحر يزوال كل شيء أما ما فعله موسى عليه السلام فهو حقيقة لقفت حبالهم وعصيهم.فلما أخذها لم تعد حبالهم ولا عصيهم" فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" [الأعراف/118]
ولهذا يعلم الناس أن السحر لا يعدو كونه خدعة , وأدل شيء عليه حال الساحر , فالساحر يزعم تحويل اشياء, ومع هذا نرى فساد حاله وطلبه المال ممن يعمل له السحر ,وكأن هذه آية كذب السحرة وصدق الله عز وجل إذ قال" وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى " [طه/69] " فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ (76) قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ [يونس/76، 77].
ومن ما يكون مع النبي هو ما يدعوا له من الشرع أو الرسالة: فالنبي إن لم يرسله الله برسالة أمر بأن يتبع رسالة آخر الرسل: "إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ " [المائدة/44].
وهذه أدل علامة على النبوة وأكبر دليل يحتج به على من يدعي النبوة ,وبيان ذلك أن من يدعي النبوة لا يجوز أن يكون ممن من يجهل الشرع والحكم بين الناس بعد نبوته.بل يجب أن يكون بعد نبوته يعمل بالكتاب وما يوحى اليه: قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ [الأحقاف/9] فكل الانبياء يدعون الى التوحيد وعبادة الله والاحسان للناس , فليس أحد منهم يأتي بخلاف الآخر بالعقائد و الاخبار والشرع في أصوله واحد.
ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [النحل/123] فالحنفية السمحاء هي أصل دعوة الرسل. ولا يكون أحد من الأنبياء يدعو للشرك أو يدعي لنفسه الالوهية:" مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79) وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" [آل عمران/79، 80] وهذا خلاف لما يفعله بعض هؤلاء وما سيفعله الدجال.فالنبوة تزيد صاحبها شرفا ورفعة ,وتجعله بالناس أرحم وإلى الله أقرب. و يؤخذ عليهم الميثاق: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ [آل عمران/81] وكان النبي يخلف النبي كما أخبر النبي عن بني اسرائيل ثم إن النبي يخبر ويبشر بمن بعده ويبشر بنبي مخصوص , وهو محمد صلى الله عليه وسلم, فلما كان الميثاق أخذ عليهم بإتباع محمد صلى الله عليه وسلم كان هوخاتم النبيين لإستحالة أخذ ميثاق اللاحق بان يتبع السابق ,ويترك ما معه, بل إما أن يسير على أثره أصلا أويأتي بشريعة تنسخ السابق ولا يجوز العكس.فالجديد لا ينسخ بالقديم.
بعد بيان هذه الأمور فإن إدعاء النبوة ليس بالأمر الذي يستطيعه أحد إلا نبي وقد كفانا الله البحث في أحوال الناس بختم النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم وهي واضحة جلية في الشرع مما يدفع أن يدعي أحد النبوة وكانت خصائص نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فيها ما يدل أيضا على كذب هؤلاء فكانت هذه الخصائص تشير الى كذب مدعي النبوة ختم النبوة والتشريع.
لماكان الإسلام خاتم الاديان وكان الرسول محمد صلى لله عليه وسلم خاتم النبيين كان لرسالة خصائص تكذب من يدعي النبوة بعده صلى الله عليه وسلم , وأهم هذه الخصائص:
آية نبوته دائمة:تناسب آية النبي ان تكون حجة على الناس بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فالقرآن هو آية صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم و كان لنبوته آيات أخر ولكن هذه هي الاية التي بينت نبوته وشهدها الجميع. وبيان ذلك أن الخالق عزوجل بعث كل نبي الى قومه خاصة فيبين لهم ,ويريهم الآية ,ويرونها في حياتهم, فتكون حجة عليهم, فناقة صالح عليه السلام كانت تجول وترد الحوض وتشرب الماء قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (155) وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (156) فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ [الشعراء/155 - 157] حتى عقرها أشقى القوم ,وموسى عليه السلام كان يأتي أهل مصر بما يشاهده كل الناس حتى بعد اجتماعهم يوم الزينة وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آَيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (132) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آَيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (133) وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ [الأعراف/132 - 134] وهكذا حال كل آية ولكن الله عزوجل أراد أنتتناسب آية نبوة محمد صلى الله عليه وسلم مع كونها ستبقى بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم فكان دليل نبوته القرآن الذي تحدى الناس أن يأتوا بمثله: وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ [البقرة/23، 24] فتعهدعز وجل بجمعه وأن لا يضيع منه شيء:" لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ" [القيامة/16 - 19] , وحفظ القران من الضياع والتحريف "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ" [فصلت/41، 42] ,فكانت آية نبوته باقية بعد موته حتى يرث الله الأرض ومن عليها.وقد بين الله عز وجل حال الأمم السابقة في تكذيب رسله فقال جل وعلا:" وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا " [الإسراء/59] وذلك عندما طلب المشركين أن يأتيهم النبي بآية مثل الاولين فبين لهم ان هذا رحمة بهم, وتأخير لهم كي لا
(يُتْبَعُ)
(/)
يتعجلهم العذاب. قال سبحانه:"فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48) قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (49) فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " [القصص/48 - 50]. وحتى اليهود فقد طلبوا منه آية وهي:" الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (183) فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ" [آل عمران/183، 184]
ولم يستجب الرسول لهم بما طلبوا من آيات. بل بين لهم أن هذا النبي متبع لما يوحى إليه من ربه وأن الآيات تأتي بأمر الله عز وجل: "وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ (109) وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ " [الأنعام/109، 110] " وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " [العنكبوت/50، 51] " قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ" [الأنعام/58].
فلما كانت دلالة النبوة هي القران وبين الله عز وجل أن هذه آية خالدة لا يغسلها الماء ولا تبليها الشهور كانت حجةعلى الناس إلى يوم الدين فلا يمكن أن يأتي نبي جديد وتكون الآية لغيره موجودة.
طبيعة الرسالة: وهي الاسلام الدين الخاتم فقد بين سبحانه عن ذلك لقوم موسى عليه السلام: "وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " [الأعراف/156، 157] وبين عز وجل خصائص القران وتشريعه بانه مهيمنا على الشرائع.:"وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ" [المائدة/48] فلا يكون شرع مبدلا
(يُتْبَعُ)
(/)
للإسلام بل هو خاتمة الأديان.
فكل مدعي للنبوة يجب التحقق من حاله فنجد كذبه يتبين إما من حاله وسيرته وبتبين كذبه بما يزعم أنه دليل نبوته فيكون ما يدعيه هو أمر مما يستطيعه الناس فالناس يقدروا على تعلم السحر والخدع بل ويميزوها عن الحقيقة فلا يلتبس عليهم الأمر ثم إن الشرع اكتمل فلا يحتاج الى نبي مع وجود رسالة متبعة باقية خالدة ,فلا يلتبس الأمر بعد ذلك إلا على الجهال الذين لا يريدون أن يتبعوى شيئا سوى الهوى , وقد كفانا الله البحث عن نبي بختم النبوة وكمال الشريعة وحفظها
ختم النبوة وشبهة القادينيية والبهائية ومن زعم استمرار الوحي والرد عليهم:
إنها حقيقية بديهية يعرفها عامة المسلمين فضلا عن علمائهم، وبالرغم من ذلك فإنه يخرج لنا في كل عصر من العصور من يدّعي أن سلسلة النبوة لم تنته ببعثة محمد - صلى الله عليه وسلم -، وأنها مستمرّة حتى يرث الله الأرض ومن عليها، بل نرى بين الحين والآخر من يجعل من نفسه نبياً، ويدّعي اتصاله بالوحي، لغرضٍ في نفسه وهدىً في قلبه، علّه أن يحضى باجتماع الناس حوله، ولو أدّاه ذلك إلى إخراج معاني النصوص الشرعيّة عن سياقها، وتحميلها ما لا تحتمله من المعاني، لتوافق دعواه، وتؤيّد هواه.
وهذه الدعوات على الرغم من سطحيّتها وتفاهتها، إلا أنها تلقى رواجاً واسعاً في أوساط الجهلة والبسطاء، أو تلك البعيدة عن مهبط الوحي ونور العلم في أصقاع الأرض، فكان لابد من استعراض الشبهات التي ينطلقون منها ويستندون إليها.
ادعاء استمرار النبوّة- يرتكز من يدّعي أن باب النبوّة لم يقفل بعد النبي – صلى الله عليه وسلم – على قوله تعالى: {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين} (الأحزاب/40) وذلك بإخراج الآية عن مفهومها، بل وتحوير معناها لتكون دليلاً لهم لا عليهم.
وأغرب هذه التأويلات وأكثرها تعسّفاً، هو قول البهائيّة في تفسير الآية، حيث قلبوا بين معنى النبوّة والرسالة فجعلوا النبوّة أشمل من الرسالة، فالنبي – عندهم - هو صاحب الشريعة، والرسول لا يأتي بشريعة جديدة ولكنه يرسل بشريعة من قبله.
و أضافوا إلى هذا الخلط رأياً عجيباً، وهو أن (الختم) المقصود بالآية أمرٌ نسبي، وذلك بتخصيص معنى (الختم) لكل مرحلة زمنيّة , فجعلوا من موسى عليه السلام خاتم رسالة اليهود، وعيسى عليه السلام خاتم رسالة النصرانية، ومحمد - صلى الله عليه وسلم - خاتم رسالة الإسلام.
ويشهد لفساد هذا كله الواقع واعتقاد أهل الأديان السماوية، فاليهود لم يزعموا أنه لا نبي بعد موسى عليه السلام، فمع تكذيبهم لنبوة عيسى ومحمد صلوات الله عليهم إلا أنهم يؤمنون بـ (الميسا) وينتظروه ليتبعوه، ولذلك قالوا لنبينا صلى الله عليه وسلم كما في الآية الكريمة: {الذين قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار} (آل عمران:183)، إذاً فاليهود لم يدعوا ذلك - كما قال البهائيون -، والأمر معروف لمن أراد التحقق منه من اليهود أنفسهم وكتبهم.
أما النصارى فإنهم يعتبرون بولس مؤسس المسيحية الحالية بعد حرفها عن التوحيد، والنصارى يؤمنون به كرسول، وتعاليمه عندهم مقدسة، أضف إلى ذلك البشارات التي جاءت في كتبهم والمتعلّقة ببعثة محمد – صلى الله عليه وسلم -، وهذا يدلّ على عدم إيمانهم بختم النبوّة.
أما أهل الإسلام فأطبقوا على أنه لن يبعث نبي جديد بعد محمد - صلى الله عليه وسلم -، مع إيمانهم بأنّه قد أُرسل للناس كفاة , إذاً فرسالته هي للعموم الناس لا لأمة بعينها دون غيرها.
ثم كيف يستقيم القول بأن النبي هو صاحب الشريعة والله سبحانه وتعالى يقول: {إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا} (المائدة: 144)، وهذا يبطل القول من أساسه.
ومن التأويلات الباطلة لمعنى (ختم النبوّة) ما زعمته القياديانية أو الأحمديّة ومن حذا حذوهم، أن محمد - صلى الله عليه وسلم - خاتم النبوة , تشبيهاً له بالخاتم الذي يلبس بالأصبع، فهو عليه الصلاة والسلام في الأنبياء الأجمل والأكمل , فلا يعني الوصف بـ (خاتم النبوّة) كونه آخرهم.
والجواب على ذلك من عدّة أوجه
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: أنه قد ثبت صراحة في عدد من الأحاديث الصحيحة في مبناها، الصريحة في معناها أن النبي – صلى الله عليه وسلم – هو خاتم الأنبياء والرسل جميعا، بدلالة الألفاظ التالية: (ولكن لا نبي بعدي) (وأنا العاقب)، (فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين)، (لَمْ يَبْقَ مِنْ النُّبُوَّةِ إِلَّا الْمُبَشِّرَاتُ) إلى غير ذلك من الأحاديث المشتهرة.
فمن يخالف هذه النصوص فقد حاد عن الشرع، وخالف كلمة المسلمين وإجماعهم، والله تعالى قد توعّد من قام بذلك بقوله: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا} (النساء: 115).
الثاني: معنى الختم في اللغة هو الانتهاء، لأن "ختم " وكل ما يرد لها دائما تكون آخر الشيء، كما قال ابن جريرة في تفسيره: " لا وجه للختم في كلام العرب إلا الطبع والفراغ" وهذا واضح وبين من كلام العرب.
فقد جاء في لسان العرب (12/ 163): " وخِتامُ القَوْم وخاتِمُهُم وخاتَمُهُم آخرُهم عن، ومحمد - صلى الله عليه وسلم - خاتِمُ الأَنبياء عليه وعليهم الصلاة والسلام، والخاتِم والخاتَم من أَسماء النبي صلى الله عليه وسلم وفي التنزيل العزيز: {ما كان محمد أَبا أَحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتِمَ النبيّين}: أَي آخرهم ".
وفي تاج العروس (ص: 7687) ما نصّه: " والخاتم من كل شئ عاقبته وآخرته، و الخاتم آخر القوم كالخاتم، ومنه قوله تعالى: {وخاتم النبيين} أي آخرهم ".
وفي مختار الصحاح (1/ 71): " وخَتَمَ الله له بخير، وختم القرآن: بلغ آخره، واخْتَتَمَ الشيء ضد افتتحه، والخَاتَمُ: بفتح التاء وكسرها والخَيْتامُ و الخَاتَامُ: كله بمعنى، والجمع الخَوَاتِيمُ، و تَخَتَّمَ: لبس الخاتم، وخاتِمةُ الشيء آخره ".
وفي معجم المقاييس لابن فارس (2/ 200): " (ختم) الخاء والتاء والميم أصلٌ واحد، وهو بُلوغ آخِرِ الشّيء. يقال خَتَمْتُ العَمَل، وخَتم القارئ السُّورة. فأمَّا الخَتْم، وهو الطَّبع على الشَّيء، فذلك من الباب أيضاً؛ لأنّ الطَّبْع على الشيءِ لا يكون إلاّ بعد بلوغ آخِرِه، في الأحراز. والخاتَم مشتقٌّ منه؛ لأنّ به يُختَم، والنبي صلى الله عليه وسلم خاتَِمُ الأنبياء؛ لأنّه آخِرُهم ".
وجاء في تهذيب اللغة للأزهري: ((وقوله جلَّ وعزَّ:) مَا كانَ مُحَمّدٌ أبَا أحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ ولكنَّ رسول اللهِ وخَاتِمَ النَّبِيِّين (معناه: آخر النَّبيِيِّن.)) (2/ 474).
الثالث: إذا كان بوسع أهل الباطل ادّعاء المجاز في قوله تعالى: {وخاتَم النبيّين} بالفتح، فلن يكون بوسعهم تأويل القراءات المتواترة والواردة بكسر التاء: {وخاتِم النبيّن} لا سيّما وأنها قراءة الجمهور عدا حفص، والأمر المعروف بين أهل التفسير أن اختلاف القراءة يعطي الكلام دلالة وتوسيعا في المعنى أو توضيح له، ولا يكون متناقضا فيما بين آياته {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} (النساء/82)، وقراءة الجمهور نصٌّ في إثبات ختم النبوّة، فكيف يسعهم الإجابة عن ذلك؟.
الرابع: لو تأمّلنا سياق الآية لوجدنا فيه الدلالة على ختم النبوّة، وينفي معنى (الأفضليّة) الذي ذكروه، ذلك لأنّ الآية تدلّ على انقطاع نسل النبي – صلى الله عليه وسلم – من الذكور، لأن بنيه ماتوا صغاراً، وقد جرت العادة أن الرسل عليهم السلام لم يخل عمود أبنائهم من نبي، فلو كان له ولد بالغ مبلغ الرجال لكان نبياً، ولم يكن هو خاتم الأنبياء، فكان من المناسب أن يكون المعنى أنه عليه الصلاة والسلام آخر الأنبياء، ولذلك قال حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير الآية: " يريد لو لم أختم به النبيين لجعلت له ابنا يكون بعده نبيا ".
أما لو جعلنا معنى (ختم النبوة) المذكور في الآية هو أفضليّة النبي – صلى الله عليه وسلم – على من عداه من الأنبياء والرّسل، فما العلاقة بين نفي الأبوّة المذكور في الآية وإثبات الأفضليّة له؟، لا شكّ أن المعنى سيختلّ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد حاول المتؤوّلون لمعنى (ختم النبوّة) الاستناد إلى حديث صحيح يظنّون أنّه دالٌّ على ما يدّعونه، وهو قول أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: (صلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء وإن مسجده آخر المساجد) رواه مسلم، فقالوا: " معنى قول النبي – صلى الله عليه وسلم -: (آخر الأنبياء) هو نفس معنى قوله: (مسجده آخر المساجد) وهو الإشارة إلى الفضل والمكانة، فإننا نعلم أن مساجد كثيرة قد بُنيت بعد المسجد النبويّ، فيكون معنى الحديث: مسجده عليه الصلاة والسلام أفضل المساجد، وهو أفضل الأنبياء ".
وهذا التأويل غير مقبول، لأن معنى (آخِر) في لغة العرب تكون بمعنى الأخير، ولذلك سًمّيت الدار الآخرة بهذا الاسم، لأنّه لا دار بعدها، ولم يُعهد أبداً ورود لفظة (الآخِر) بمعنى (الأفضل).
أما التوجيه الذي وجّهوا به الحديث، فينفيه السياق، فإن الحديث يعقد المفاضلة بين المساجد الثلاثة، وهي المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى، وهذه المساجد الثلاثة قد بُنيت على أيدي الأنبياء كما هو معلوم في التاريخ، ,وهذا أي مبنى المساجد يعني أي المساجد الثلاثة المذكورة سابقا لأن الألف واللام في قوله – صلى الله عليه وسلم -: (المساجد) ليست للجنس بل للعهد، ويدلّ على ذلك صراحة ما رواه البزّار عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (أنا خاتم الأنبياء، ومسجدي خاتم مساجد الأنبياء).
ومن شبهات أهل الباطل ما ذكروه عند قول النبي – صلى الله عليه وسلم – (ليس بيني وبينه نبيٌّ، يعني عيسى عليه السلام، وإنه نازلٌ) رواه أبو داود، فقالوا:كيف يكون النبي– صلى الله عليه وسلم - آخر الأنبياء ,وقد أخبرنا أن المسيح عيسى عليه السلام سينزل، والمسيح نبي؟
وهذا الحديث لا يؤيدهم في شيء، بل هو حجة عليهم؛ لأن عيسى عليه السلام بعث نبيا قبل محمد - صلى الله عليه وسلم - , ونزوله عليه السلام لا يسلبه نبوته، بل إن الأحاديث تشير أنه يوحى اليه من الله ,والمسيح كان نبيا قبل محمد - صلى الله عليه وسلم -.
ومن شبهاتهم كذلك زعمهم أن حديث" لوعاش لكان صديقا نبيا" عن إبراهيم ابن النبي - صلى الله عليه وسلم -، يدلّ على إمكانيّة وجود نبوّة بعده – صلى الله عليه وسلم -، ومعلوم عند أهل اللغة أن لفظة (لو) لا تدلّ على إمكانيّة الحصول لأنها تفيد امتناع الجواب لامتناع الشرط، وذلك كقول المتخاصمين يوم القيامة: {قالوا لو هدانا الله لهديناكم} (إبراهيم: 21).
ثم إن هذا الأثر قد رُوي بطرق صحيحة عن الصحابة ما يدفع شبهة هؤلاء، فعن عبدالله ابن أبي أوفى رضي الله عنه قال: " لو قضي أن يكون بعد محمد - صلى الله عليه وسلم - نبي عاش ابنه، ولكن لا نبي بعده " رواه البخاري، وعن أنس رضي الله عنه قال: " رحمة الله على إبراهيم، لو عاش كان صديقا نبيا، و لكن لم يكن ليبقى؛ لأن نبيكم آخر الأنبياء " رواه أحمد وابن ماجة.
وكذا باقي شبههم فإنها إما ببتر الحديث أوبالإستدلال بالضعيف والموضوع، ومثال الثاني استدلالهم بخبر: (يا عباس، أنت خاتم المهاجرين، كما أنا خاتم النبيين) والحديث موضوع، وكذا الخبر: (أنا خاتم الأنبياء، وأنت يا علي خاتم الأولياء) ذكره الخطيب البغدادي وهو حديث باطل.
ومن مثال منهجهم الانتقائي للأحاديث انتقاء قول عائشة رضي الله عنها: "لا تقولوا لا نبي بعده، ولكن قولوا خاتم النبيين" , فالعبارة ليست حديثا مرفوعا , وليس فيه نفيٌ لختم النبوّة، وإنما قالته لدفع إنكار نزول عيسى عليه السلام، يدلّ على ذلك ما ذُكر عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، فقد قال رجل عنده: " صلى الله على محمد خاتم الأنبياء، لا نبي بعده "، فقال المغيرة: "حسبك إذا قلت خاتم الأنبياء، فإنا كنا نحدث أن عيسى عليه السلام خارج، فإن هو خرج فقد كان قبله وبعده " رواه الطبراني في الكبير، فكيف يستدل بمثل هذا الحديث على بعث أنبياء جدد بعد محمد - صلى الله عليه وسلم -؟
(يُتْبَعُ)
(/)
والحاصل أن لفظ ختم تعني الطبع والإنتهاء , وأننا نقطع بأن محمداً صلى الله عليه وسلم ليس بعده نبي جديد , وأن عيسى عليه السلام نبي قبل محمد صلى الله عليه وسلم. ومن يثبتُ خلاف ذلك من أهل البدع، فإنه يبحث عن ما يقوي بدعته بأي طريقة، فيأخذ الموضوع ويترك الصحيح من الأخبار , ويقتطع أجزاء النصوص ويتمسك بها ويترك ما قبلها وما بعدها، ويكفينا إجماع المسلمين على ختم النبوة بمحمد – صلى الله عليه وسلم -، وبعد هذا لا يكون لأحد أن يخرج عن إجماع المسلمين في دين كفل الله بحفظه إلى يوم القيامة.
أدلة ختم النبوة:
لوضوح قضيّة ختم النّبوّة عند الصحابة، لم يتردّدوا لحظة في تكذيب كلّ من ادّعى النبوّة، سواء في ذلك من عاش في عصر النبي عليه الصلاة و السلام – كمثل مسيلمة الكذّاب والأسود العنسي - أو جاء بعد – كسجاح وطليحة الأسدي والمختار الثقفي-.
ولذلك نجد أن ابن الزبير رضي الله عنه عندما قيل له إن المختار الثقفي ادّعى نزول الوحي عليه نفى ذلك على الفور، وسخر من ذلك قائلاً:صدق، ثم قرأ قوله تعالى: {هل أنبئكم على من تنزل الشياطين * تنزل على كل أفاك أثيم * يلقون السمع وأكثرهم كاذبون} (الشعراء/221 - 223)، ونرى كذلك أم أيمن رضي الله عنها تبكي انقطاع الوحي إلى الأبد قائلة: " أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء " رواه مسلم.
وبالتالي فتكذيب الصحابة لهؤلاء الأفّاكين لم يكن مجرّد رأي واجتهاد، بل تصديقاً لما أخبر به القرآن وما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم – من الأخبار التي تفيد انقطاع النبوّة من الأرض.
ومنها قوله تعالى: {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما} (الأحزاب/40)، فهذه الآية تدلّ بلفظها وسياقها أن النبوّة قد خُتمت بمبعث النبي – صلى الله عليه وسلم – ولم يخالف في ذلك أحدٌ من السلف، والمعنى أن النبوة كانت في محمد - صلى الله عليه وسلم - من نسل إسماعيل عليه السلام , ثم قدّر الله على نبيّه ألا يكون له ذرّية، ولم يكتب له أن يكون أباً لأحد من الناس، فبين الله عز وجل أنقطاع النبوة بعده , كما بين أن زيدا ليس ابنا لمحمد صلى الله عليه وسلم وكذا بين أن ابناء النبي لم يبلغوا الحلم ليكونوا رجالا بينهم , وانما توفوا قبل ذلك , فلا يكون بعده نبي من نسله صلى الله عليه وسلم , ولما ختم النبوة وهي أعم من الرسالة كان النبي صلى الله عليه وسلم بذلك خاتم الأنبياء والرسل، ويشهد لذلك قول ابن أبي أوفى رضي الله عنه: " لو قضي أن يكون بعد محمد صلى الله عليه وسلم نبي عاش ابنه، ولكن لا نبي بعده " رواه البخاري.
وإلى جانب ذلك فقد جاء في السنّة ما يشير إلى مكانة النبي -صلى الله عليه وسلم – بين إخوانه من الأنبياء والرسل، ويدلّ في الوقت ذاته على ختم النبوّة به , في جملة من الأحاديث الصحيحة التي وردت في مواطن عدة ومناسبات مختلفة، بلغت بمجموعها حدّ التواتر – كما سنشير إلى ذلك لاحقاً -.
ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (مثلي في النبيين، كمثل رجل بنى دارا، فأحسنها و أكملها و أجملها، وترك فيها موضع لبنة لم يضعها، فجعل الناس يطوفون بالبنيان و يعجبون منه، و يقولون: لو تم موضع هذه اللبنة، فأنا في النبيين موضع تلك اللبنة.) رواه أحمد.
ومثله قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " مثلي ومثل الأنبياء،كمثل قصر أحسن بنيانه، ترك منه موضع لبنة، فطاف النظّار يتعجبون من حسن بنيانه إلا موضع تلك اللبنة، فكنت أنا سددت موضع اللبنة، ختم بي البنيان وختم بي الرسل " رواه ابن حبان وهو صحيح.
وفي رواية: (فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين) والحديث بهذا اللفظ متفق عليه , والحديث وإن تعدّدت ألفاظه فإنها تتفق في بيان أمرين: علوّ منزلة النبي – صلى الله عليه وسلم – ومكانته، وتمام بنيان النبوّة بمبعثه عليه الصلاة والسلام، فلا يكون بعد تلك اللبنة موضع لنبي آخر.
ومن الأحاديث الدالّة على ختم النبوّة، حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إني عند الله مكتوب: خاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل في طينته) رواه الحاكم وابن حبان والترمذي، ورواه أحمد والبزار والطبراني بنحوه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبيّن الرسول صلى الله عليه وسلم انقطاع النبوة بين الناس، في الحديث الذي رواه أبو هريرةَ أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (لَمْ يَبْقَ مِنْ النُّبُوَّةِ إِلَّا الْمُبَشِّرَاتُ قَالُوا وَمَا الْمُبَشِّرَاتُ قَالَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ) رواه البخاري، وهذا صريح في انقطاع الوحي وتمام النبوة.
وروى الترمذي في سننه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الرسالة والنبوة قد انقطعت، فلا رسول بعدي ولا نبي، قال: فشق ذلك على الناس، فقال: لكن المبشرات قالوا يا رسول الله وما المبشرات؟ قال رؤيا المسلم، وهي جزء من أجزاء النبوة)، وهذا بيان كاف شاف من النبي عليه الصلاة والسلام أنه هو من ختم به أمر النبوة، بحيث لا يرسل الله بعده رسولا ولا يبعث نبيا.
كما أنّ ختم النبوّة من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم التي فُضّل بها على إخوانه من الأنبياء والرّسل، كما جاء في الحديث: (فُضِّلْتُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ،أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ، وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا، وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً، وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ) رواه البخاري، وهو يطابق معنى الآية ويزيد عليها بيان أنه صلى الله عليه وسلم بعث للناس كافة فلزم الناس كلهم اتباعه والإيمان به , فلا يكون بعده نبي ولا رسول، وذلك لانتفاء الحاجة إلى مبعث نبيّ جديد، حيث وجد في أمته - صلى الله عليه وسلم - من يحمل رسالته , فينشرها في العالمين.
ويشير إلى هذا المعنى قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي، وَسَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ، قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا؟، قَالَ فُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ – أي يجب الوفاء ببيعة الأوّل - فَالْأَوَّلِ أَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ) متفق عليه، فبين عليه الصلاة والسلام أن شأن بني إسرائيل كان مستقيما باتباعهم أنبيائهم، وأنه لن يخلفه نبي، وإنما سيكون خلفاء.
وفي تسمية النبي – صلى الله عليه وسلم – لنفسه بالـ (العاقب) دلالة على ختم النبوّة والرسالة، فعن جبير بن مطعم رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: (أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَنَا أَحْمَدُ، وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يُمْحَى بِيَ الْكُفْرُ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى عَقِبِي، وَأَنَا الْعَاقِبُ، وَالْعَاقِبُ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ نَبِيٌّ) رواه مسلم وأحمد والترمذي , ومعنى العاقب: الذي يعقب كل الأنبياء ولا يعقبه نبي، ولو كان بعده نبي لسمي عاقبا دون (ال) التعريف.
وفي غزوة تبوك قال النبي لعلي رضي الله عنه بيانا لمنزلته: (أَلَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى؟ إِلَّا أَنَّهُ لَيْسَ نَبِيٌّ بَعْدِي) متفق عليه.
وقد حذر النبي - صلى الله عليه وسلم - من الكذّابين الذين يأتون فيدعوا النبوة، وذلك في الحديث الذي يرويه ثوبان رضي لله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (سيكون في أمتي كذابون ثلاثون، كلهم يزعم أنه نبي، و أنا خاتم النبيين، لا نبي بعدي، و لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خالفهم، حتى يأتي أمر الله)، رواه مسلم.
وفيه بيانُ أن الحق باقٍ في هذه الأمّة مهما تطاول الزمن وظهرت الفتن , وفي قوله: (فأنا خاتم النبيّين) قطع للطريق على هؤلاء الأفّاكين وإغلاقٌ لهذا الباب بالنصّ الصريح الواضح.
وذكر ابن كثير والقرطبي في تفسيريهما، أن الإخبار بقوله - صلى الله عليه وسلم - (لا نبي بعدي) بلغ التواتر , فإن النبي قد قرّر ما دلّ عليه الحديث في أكثر من موضع، بما لا يبقي شكّاً في صدور الخبر عن النبي عليه الصلاة والسلام، ولذلك فإن الأمة مجمعة على تكذيب من يدعي النبوة , واعتبروا ذلك مفارقةً للإسلام، وأوجبوا عليه حدّ الرّدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعيداً عن الآيات المحكمة والأحاديث الصريحة والإجماع المنعقد، فثمّة دلالاتٌ على ختم النبوّة والرسالة تظهر لمن تأمّل خصائص رسالته عليه الصلاة والسلام.
فمن ذلك أن آية نبوته دائمة: فالقرآن هو أعظم الآيات الدالة على صدق نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم -، وإن كانت لنبوته آيات أخر ولكن هذه هي الآية التي بينت نبوته وشهدها الجميع ولم يزل الإعجاز والتحدّي بها قائماً بعده إلى يوم الناس هذا، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، بخلاف آيات الأنبياء السابقين فإنها كانت آنيّة الآيات لحظيّةً غير مستمرّة، سرعان ما ينتهي عملها ويزول أثرها.
أما النبي – صلى الله عليه وسلم – فقد أراد الله عزوجل أن تتناسب آية نبوته مع كونه خاتم النبيّين، فكانت القرآن الذي جاء به التحدّي للخليقة كلّها على الدوام أن يأتوا بمثله فقال {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} (البقرة/23، 24)، وتعهد عز وجل بجمعه وأن لا يضيع منه شيء فقال: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} (القيامة/16 - 19) , وحفظ القرآن من الضياع والتحريف فقال {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (فصلت/41، 42) ,فكانت آية نبوته باقية بعد موته حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
كذلك نرى في طبيعة الرسالة التي جاء بها النبي – صلى الله عليه وسلّم – ما يؤيّد خاتميّة النبوّة والرسالة،: فالإسلام هو الدين الخاتم الذي ارتضاه الله للبشريّة، كما قال تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} (المائدة: 3)، وقال تعالى: {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} (آل عمران: 85).
وإذا نظرنا إلى الإسلام وجدنا شرعه مكتمل شامل على كل شيء ولم يغفل شيء وكذا وجدناه مناسبا لكل زمان ومكان وعرق ,بل ليس فيها يء من الإصر ولا الأغلال {ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم} (الأعراف: 57. (ووجدنا في شريعة الاسلام الحل لكل مشاكل الأمم , وكلما أراد الناس الهدى والرشاد في غيره وجدوا الضلال وضنك العيش.
وبين عز وجل خصائص القرآن وتشريعه بأنه مهيمنا على الشرائع: قال تعالى {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} (المائدة/48) فلا يكون شرع مبدلا للإسلام، بل هو خاتمة الأديان.
إنها إذاً قضيّة محسومة، اجتمع فيها صحة السند مع تعدد الرواة عن النبي – صلى الله عليه وسلّم – في أحاديث عدّة ومع تعدد المواطن، وكلها تنصّ على قفل باب النبوّة وانقطاع الوحي , فهل يملك أحدٌ بعد ذلك أن يُغالط أو يعاند؟.
والحمد لله رب العالمين(/)
مرثية الشاعر العثيمين في الشيخ العلامة سعد بن عتيق
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[15 Jul 2008, 05:47 م]ـ
الشاعر محمد بن عبد الله عثيمين (تصغير عثمان) ولد عام 1270 هـ في بلدة (السلمية) من أعمال (الخرج) وتوفي عام 1363 هـ بعد أن بلغ من العمر ثلاثة وتسعين عاما ويعتبر في نظر كثير من الباحثين والنقاد رائد الشعر النجدي وأحد الشعراء النابهين في الجزيرة العربية ومن أهم نتاجه الأدبي ديوانه العقد الثمين الذي جمعه وحققه وشرح ألفاظه: سعد بن عبد العزيز بن رويشد
وقد طبع على نفقة سعادة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله السلمان الحمدان وإخوانه
وله قصيدة رائعة في الرثاء بعنوان:
أهكذا البدر
مرثية الشاعر العثيمين في الشيخ العلامة سعد بن عتيق
أهكذا البدر تخفي نوره الحفر=ويُقبض العلم لا عينٌ ولا أثر
خبت مصابيح كنا نستضيء بها=وطوحت بالمغيب الأنجم الزهر
واستحكمت غربة الإسلام وانكسفت=شمس العلوم التي يُهدى بها البشر
تُخُرِّم الصالحون المقتدى بهم=وقام منهم مقام المبتدا الخبر
فلست تسمع إلا " كان " ثم " مضى "=ويلحق الفارط الباقي كما غبروا
والناس في سكرةٍ من خمر جهلهم =والصحو في عسكر الأموات لو شعروا
نلهو بزخرف هذا العيش من سفه=لهو المنبّت عوداً ما له ثمر
وتستحث منايانا رواحلنا=لموقفٍ ما لنا عن دونه صَدَر
إلا إلى موقف تبدو سرائرنا=فيه ويظهر للعاصين ما ستروا
فياله مصدراً ما كان أعظمه=الناس من هوله سكرى وما سكروا
فكن أخي عابراً لا عامراً فلقد=رأيت مصرع من شادوا ومن عمروا
اُستُنزلوا بعد عزٍ عن معاقلهم=كأنهم ما نهوا فيها ولا أمروا
تُغَلُّ أيديهم يوم القيامة إن=برُّوا تُفك وفي الأغلال إن فجروا
ونُح على العلم نوح الثاكلات وقل=والَهْف نفسي على أهلٍ له قُبروا
الثابتين على الإيمان جُهدهم=والصادقين فما مانوا ولا ختروا
الصادعين بأمر الله لو سخطوا=أهل البسيطة ما بالوا ولو كثروا
والسالكين على نهج الرسول على=ما قررت مُحكم الآيات والسور
والعادلين عن الدنيا وزهرتها=والآمرين بخيرٍ بعد ما ائتُمروا
لم يجعلوا سُلَّماً للمال علمهم=بل نزهوه فلم يعلق به وضر
فحيَّ أهلاً بهم أهلاً بذكرهم=الطيبين ثناءً أينما ذُكروا
أشخاصهم تحت أطباق الثرى وهم=كأنهم بين أهل العلم قد نُشِروا
هذي المكارم لا تزويق أبنيةٍ=ولا الشفوف التي تُكسى بها الجدر
وابْك على العَلَم الفرد الذي حسُنَت =بذكر أفعاله الأخبار والسير
من لم يُبال بحق الله لائمةً=ولا يحابي امْرَأً في خده صَعَر
بحرٌ من العلم قد فاضت جداوله=أضحى وقد ضمَّه في بطنه المَدَر
فليت شعري من للمشكلات إذا=حارت بغامضها الأفهام والفِكر
من للمدارس بالتعليم يعمرها=ينتابها زُمَرٌ من بعدها زُمر
هذي رسوم علوم الدين تندُبه=ثكلى عليه ولكن عَزَّها القدر
طوتك يا سعد أيامٌ طوت أمماً=كانوا فبانوا وفي الماضين مُعتبر
إن كان شخصك قد واراه مُلحدُه=فعلمك الجمُّ في الآفاق منتشر
والأسوة المصطفى نفسي الفداءُ له=بموته يتأسَّى البدو والحضر
بنى لكم حمدٌ يا للعتيق عُلاً=لم يبنها لكمُ مالٌ ولا خطرُ
لكنَّه العلم يسمو من يسود به=على الجهول ولو من جَدُّه مُضَر
والعلم إن كان أقوالاً بلا عملٍ=فليت صاحبه بالجهل مُنغمر
يا حامل العلم والقرآن إنَّ لنا=يوماً تُضَمُّ به الماضون والأُخر
فيسأل الله كلاً عن وظيفته=فليت شعري بماذا منه تعتذر
وما الجواب إذا قال العليم: أذا=قال الرسول أو الصّديق أو عمر
والكل يأتيه مغلول اليدين فَمِن=ناجٍ ومن هالكٍ قد لوحت سقر
فجدِّدوا نيةً لله خالصةً=قوموا فُرادى ومثنى واصبروا ومُروا
وناصحوا وانصحوا من وَليَ أمركمُ=فالصفو لا بدَّ يأتي بعده كدر
والله يلطف في الدنيا بنا وبكمْ=ويوم يشخص من أهواله البصر
وصل ربّ على المختار سيدنا=شفيعنا يوم نار الكرب تستعر
محمدٍ خير مبعوثٍ وشيعته=وصحبه ما بدا من أفقه قمر(/)
قصيدة: هذا رسول الله تاج رؤوسنا
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[16 Jul 2008, 03:41 م]ـ
اقترح أحد الإخوة في أحد المنتديات كتابة قصيدة
في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدليت بدلوي
وهذه كلماتي:
هذا رسول الله تاج رؤوسنا
نور الحياة جمالها متجدد=ممن أتى بالنور أحمد فاشهدي
يا أمة الإسلام أنا بالذي=قد جاءنا هذا الرسول لنقتدي
يا أمتي لا تقنطي فرسولنا=بطل الملاحم والهداية سيدي
داعي السلام وبالوئام فقد أتى=وبه الظلام قد انجلى فلتسعدي
يا أمتي يا أمتي فلك اللوا=المرفوع بالبشرى بيومي والغد
هذا رسول الله أشرف سيد=في العالمين مشفع في الموعد
هذا رسول الله تاج رؤوسنا=وبحبه يا أمتي فتفردي
فالمرء في يوم القيامة صائر=مع من أحب بحشره فتزودي
من حبه زادا لأصعب موقف=شاب الوليد به وحار ترددي
من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي جواره الطاهر
مساء الثلاثاء: 12 رجب الفرد 1429هـ.(/)
تحقيق المناط في توسعة المسعى للدكتور محمد المختار الشنقيطي
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[18 Jul 2008, 01:26 م]ـ
تحقيق المناط في توسعة المسعى للدكتور محمد المختار الشنقيطي
للدكتور محمد المختار بن الشيخ - محمد الأمين الشنقيطي
المعهد العالي للأئمة والخطباء - جامعة طيبة المدينة المنورة
بسم الله الرحمن الرحيم
تباينت أقوال العلماء الأجلاء في جواز السعي بين الصفا والمروة وحكم التوسعة الجديدة والحديث في هذا الباب يتلخص في ثلاث نقاط، أما النقطة الأولى: فهي في معنى تحقيق المناط والتمثيل له وتطبيقه على توسعة المسعى، والنقطة الثانية: في الاستدلال على أن زيادة المسعى واقعة بين الصفا والمروة بما ورد من كلام العلماء من التعريف بالصفا والمروة وتحديدهما (وهما المناط): والنقطة الثالثة: في حكم السعي (التطواف) بالصفا والمروة في الحج والعمرة، وخاتمة الحديث خلاصة ما توصل إليه البحث.
أما النقطة الأولى وهي: معنى تحقيق المناط، فمعنى (التحقيق) في اللغة (التثبيت) والتدقيق، وحق الأمر وجب، ووقع و (المناط) لغة: مكان النوط وهو التعليق القاموس (ج2، ص389، ج3 ص221).
ومعنى تحقيق المناط في الاصطلاح هو: (إثبات العلة في الفرع) المذكرة ص380 أو هو (إثبات العلة المتفق عليها بنص أو إجماع بالاجتهاد في صورة التراع) البحر (ج5 ص256)، وهو ما عبر عنه الشاطبي بقوله: ومعناه (أن يثبت الحكم بمدركه الشرعي لكن يبقى الحكم في تعيين محله) وذلك أن الشارع إذ قال {وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ} وثبت عندنا معنى العدالة شرعا افتقرنا إلى تعيين من حصلت فيه هذه الصفة، وليس الناس في وصف العدالة سواء بل إننا إذا تأملنا العدول وجدنا لاتصافهم بها طرفين وواسطة (طرف أعلى) في العدالة لا إشكال فيه كأبي بكر الصديق (وطرف آخر) وهو أول درجة في الخروج عن مقتضى الوصف كالمجاوزة لمرتبة الكفر إلى الحكم بمجرد الإسلام فضلاً عن مرتكبي الكبائر المحدودين فيها، وبينهما مراتب لا تنحصر وهذا الوسط غامض لابد فيه من بلوغ حد الوسع وهو الاجتهاد (الموافقات ج4 ص90).
وقبل تحقيق المناط (إثبات العلة في آحاد صورها بالنظر والاجتهاد في معرفة وجودها في آحاد الصور بعد معرفتها في نفسها) كتحقيق ان النباش سارق، وكتحقيق جهة القبلة التي هي مناط وجوب استقبالها المشار إليه بقوله تعالى: {وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} والإشهاد المشار إليه بقوله تعالى: {وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ} وتحقيق المثل في قوله تعالى: {فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ} فجهة القبلة مناط وجوب استقبالها ومعرفتها عند الاشتباه مظنونة، والعدالة مناط قبول الشهادة ومعرفتها في الشخص المعين مظنونة، وكذلك المثل في جزاء الصيد (نشر البنود ج2 ص207 الإبهاج ج3 ص89).
وقيل تحقيق المناط (إثبات الحكم في صورة النزاع) فإن كان بواسطة تطبيق النص العام على أفراده فليس بقياس، وقد سبقت أمثلته من الإشهاد وجزاء المثل، وإن كان بواسطة العلة فهو قياس، وقد سبق التمثيل له بجعل النباش سارقاً، ويمثل له بإثبات الطهارة للفأرة والكلب قياساً على الهرة بعلة التطواف، وإذا علم معنى تحقيق المناط بأمثلته انتقلنا إلى تطبيقه على توسعة المسعى وذلك أن الله عز وجل نص على مناط التطواف (السعي) بينهما ومعرفة أن الزيادة واقعة بين الصفا والمروة مظنونة فنثبت أنها واقعة بينهما بالاجتهاد والنظر والتحري في أدلة ذلك وأماراته، وكما أن جهة القبلة تعرف بأمارات مثل مهب الريح والشمس والقمر والنجوم، والعدالة لها أمارات كذلك، فكذلك كون الزيادة في المسعى داخلة وواقعة بين الصفا والمروة بأدلة وأمارات وهي موضوع النقطة الثانية.
النقطة الثانية: في الاستدلال على أن الزيادة واقعة بين الصفا والمروة بما ورد من كلام العلماء وأهل الخبرة من أهل مكة المكرمة:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - شهادة الشهود في المحكمة الشرعية بمكة المكرمة من أهل الخبرة وكبار السن على أنهم عاينوا الصفا والمروة قبل أن يهدما من الجهة الشرقية وقالوا: إن الصفا كان ممتدا إلى جبل أبي قبيس، والمروة ممتدة إلى جبل قعيقعان، وقد ذكر كل من الإمامين ابن جزي والطاهر بن عاشور- رحمهما الله- هذا في تفسير قوله تعالى {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ} الآية، وعبارة الطاهر (والصفا والمروة اسمان لجبلين متقابلين، أما الصفا فهو رأس نهاية جبل أبي قيس، وأما المروة فهو رأس منتهى جبل قعيقعان) (التحرير ج2 ص60).
2 - ما ذكره الفقهاء والمؤرخون واللغويون مثل الأزرقي والفكاهي والأزهري والفيومي وابن سيدة والفاسي والقطب الحنفي وابن منظور والفيروز أبادي وغيرهم في التعريف بالصفا والمروة ومعنى تسمية كل منهما جبل ممتد على جميع الجهات مما يدل بوضوح على أن التوسعة واقعة بين الصفا والمروة وبدليل امتدادهما من الناحية الشمالية الشرقية، وهناك من العلماء مثل (العلامة الشيخ محمد سالم بن عبد الودود) من يرى أن التوسعة الجديدة لم تستوعب المسافة العرضية للصفا والمروة (المسعى).
3 - ما جاء في تهذيب الأسماء واللغات (ج3 ص181) أن الصفا أنف من جبل أبي قبيس والمروة أنف جبل قعيقعان، وفي رحلة التجييي ص350 والروض المعطار ج1 ص362 أن الصفا في أصل أبي قبيس والمروة في أصل قعيقعان، وفي القاموس ج4 ص354 والصفا من مشاعر مكة بلحف أبي قبيس، وابتنيت على متنه دار فيحاء، وفي دار السعادة ج2 ص87 وصفهما بأنهما في ذيل جبلي أبي قبيس وقعيقعان، وفي حاشية البجيرمي على الخطيب ج2 ص381 وصفهما بأنهما في طرفي جبل أبي قبيس وقعيقعان، وجاء وصفهما انهما رأسا نهاية جبل أبي قبيس وقعيقعان (التحرير ج2 ص60) ووصفهما بأنهما مصعدان إلى أبي قبيس وقعيقعان،، وجاء وصف الصفا بأنه مرتفع من أبي قبيس (معجم البلدان ج3 ص411).
4 - أن المسعى كان في عهد النبي- صلى الله عليه وسلم- أوسع مما هو عليه الآن، فقد كان يمر من داخل المسجد ثم أخرج من المسجد (ما بين عام 160 - 167هـ) في عهد الخليفة العباسي المهدي ليتسع المسجد، وحتى يكون مربعاً وتكون الكعبة وسطه كما في أخبار مكة للأرزقي ج2 ص79 حيث قال: (وكان المسعى في موضوع المسجد الحرام اليوم) وفي مصنف ابن أبي شيبة عم مجاهد قال: في ما بين العلمين: هذا بطن المسيل الذي رمل فيه النبي- صلى الله عليه وسلم- ولكن الناس انتفضوا منه. وفي الأم للشافعي ج3 ص544 (ثم ينزل يمشي حتى إذا كان دون الميل الأخضر المعلق في ركن المسجد بنحو من ستة أذرع سعى سعياً شديداً، وهذا يدل على ما ذكره الأزرقي ومجاهد من أن المسعى كان داخل المسجد، وأنه أخرج عنه. وفي مسند الإمام أحمد عن أبي هريرة ان النبي- صلى الله عليه وسلم- ناداه يوم الفتح فقال له يا أبا هريرة .. (اهتف بالأنصار ولا يأتيني إلا أنصاري قال: فهتفت بهم فجاءوا فأطافوا برسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال لهم أترون إلا أوباش قريش وأتباعهم .. إلى قوله احصدوهم حصداً حتى توافوني بالصفا (وكونه- صلى الله عليه وسلم- التقى مع الأنصار على الصفا، وأن مسلمة الفتح بايعوه على الصفا، ولا شك أن عددهم كان كثيرا مما يدل بوضوح على ان الصفا كان في عهد النبي- صلى الله عليه وسلم- أوسع بكثير مما هو عليه الآن بل إن الصفا بوضعه الحالي لا يمكن الجلوس فوقه لضيقه ووعورته.
النقطة الثالثة في حكم السعي (التطواف)
بين الصفا والمروة في الحج والعمرة:
اختلف العلماء في حكم السعي بين الصفا والمروة على ثلاثة مذاهب الأول: انه ركن لا يجير بدم فإن لم يأت به الحاج كان عليه حج قابل، وهو مذهب مالك وأصحابه والشافعي وأصحابه وأحمد، وفي رواية وصحح هذا المذهب كثير من أصحابه واسحاق واستدلوا بقوله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ} الآية، وأن الشعائر لابد وأن تكون من الأركان، وأن سبب نزول الآية صرفها عن ظاهرها لإفادة الوجوب وبقوله- صلى الله عليه وسلم- (اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي) وبفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- مع قوله (خذوا عني مناسككم) وبعموم قوله تعالى: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} وقد بين صلى الله عليه وسلم ان السعي من الحج المأمور به (بداية المجتهد
(يُتْبَعُ)
(/)
ج2 ص67 المغني ج5 ص238 الأم ج3 ص543 تفسير الطبري ج2 ص49 - 52 أضواء البيان ج7 ص245 - 269).
المذهب الثاني: أن السعي واجب، ومن رجع من حجه ولم يسع كان عليه دم وبه قال الأحناف على تفصيل عندهم ذكره في بدائع الصنائع ج2 ص133 والإمام أحمد في رواية، والقاضي أبو يعلى والحسن والثوري، وقال ابن قدامة: إنه أولى ودليل غير الأحناف الأدلة السابقة في المذهب الأول، أما الأحناف فإنهم يرون أن الركنية لا تثبت إلا بالقرآن، وأن الوجوب وجب بالسنة وأما الوقوف بعرفة فإنه مجمع عليه وينظر المراجع السابقة وخاصة بدائع الصنائع وأضواء البيان 245
المذهب الثالث: أن السعي تطوع وسنيته ثابتة بقوله تعالى: {مِن شَعَآئِرِ اللّهِ} ولا شيء على تاركه وهو مروي عن الإمام أحمد وابن عباس وعروة وأنس وابن الزبير وبن سيرين ونقله الشوكاني عن أبي حنيفة.
واستدلوا بقوله تعالى: {فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} وقالوا: إن الفعل من النبي- صلى الله عليه وسلم- لا يدل على الوجوب (فتح القدير للشوكاني ج1 ص226) فما بعدها بالإضافة إلى المراجع السابقة.
والغرض هنا هو ذكر مذاهب العلماء في السعي بصرف النظر عن أي المذاهب أرجح، لأن الترجيح يحتاج إلى استقصاء للأدلة ومناقشتها.
الخاتمة - نرجو الله حسنها - في خلاصة ما توصل إليه البحث:
هو أنه مما تقدم من الكلام حول معنى تحقيق المناط وأمثلته وتطبيقه على زيادة المسعى والاستدلال من كلام العلماء الخ وبيان حكم السعي بين الصفا والمروة والمذاهب فيه ينحصر الأمر في زيادة المسعى في واحد من ثلاثة أمور لا رابع لها وهي:
الأول: أن تكون الزيادة بين الصفا والمروة فهي جزء من المسعى القديم ولا فرق وهذا ما ظهر لي بناء على ما تقدم من الأدلة وتحقيق المناط ولا إشكال إذا. الثاني: على وجه الافتراض أن تكون الزيادة خارجة عن الصفا والمروة، ولا علاقة لها بالمسعى فعندئذ يأخذ الحاج أو المعتمر بقول من يرى من ترك السعي عليه دم لأنه ترك واجباً وحجه وعمرته صحيحان أو يأخذ بقول من يرى انه تطوع لا شيء عليه.
الثالث: وهو أبعدها أن تكون الزيادة خارجة عن المسعى لا علاقة لها به، والسعي ركن لا يسوغ تركه ولا يجبر بدم فعندئذ يرجع إلى باب الضرورة وأن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها وأن الحاج والمعتمر إذا لم يجد سبيلا إلى السعي بين الصفا والمروة فإما أن يسقط عنه، كما تسقط العبادة عند العجز عنها كأركان الصلاة ونحوها أو نقول له: مادامت زيادة المسعى متصلة بالمسعى القديم فتأخذ حكمه كما يأخذ الشارع حكم المسجد في صلاة الجمعة مع أنها لا تصح إلا في المسجد ولكن إذا امتلأ المسجد صحت صلاة الجمعة في الطرقات المتصلة بالمسجد والله أعلم وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تحقيق المناط في توسعة المسعى للدكتور محمد المختار الشنقيطي
للدكتور محمد المختار بن الشيخ - محمد الأمين الشنقيطي
المعهد العالي للأئمة والخطباء - جامعة طيبة المدينة المنورة
بسم الله الرحمن الرحيم
تباينت أقوال العلماء الأجلاء في جواز السعي بين الصفا والمروة وحكم التوسعة الجديدة والحديث في هذا الباب يتلخص في ثلاث نقاط، أما النقطة الأولى: فهي في معنى تحقيق المناط والتمثيل له وتطبيقه على توسعة المسعى، والنقطة الثانية: في الاستدلال على أن زيادة المسعى واقعة بين الصفا والمروة بما ورد من كلام العلماء من التعريف بالصفا والمروة وتحديدهما (وهما المناط): والنقطة الثالثة: في حكم السعي (التطواف) بالصفا والمروة في الحج والعمرة، وخاتمة الحديث خلاصة ما توصل إليه البحث.
أما النقطة الأولى وهي: معنى تحقيق المناط، فمعنى (التحقيق) في اللغة (التثبيت) والتدقيق، وحق الأمر وجب، ووقع و (المناط) لغة: مكان النوط وهو التعليق القاموس (ج2، ص389، ج3 ص221).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومعنى تحقيق المناط في الاصطلاح هو: (إثبات العلة في الفرع) المذكرة ص380 أو هو (إثبات العلة المتفق عليها بنص أو إجماع بالاجتهاد في صورة التراع) البحر (ج5 ص256)، وهو ما عبر عنه الشاطبي بقوله: ومعناه (أن يثبت الحكم بمدركه الشرعي لكن يبقى الحكم في تعيين محله) وذلك أن الشارع إذ قال {وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ} وثبت عندنا معنى العدالة شرعا افتقرنا إلى تعيين من حصلت فيه هذه الصفة، وليس الناس في وصف العدالة سواء بل إننا إذا تأملنا العدول وجدنا لاتصافهم بها طرفين وواسطة (طرف أعلى) في العدالة لا إشكال فيه كأبي بكر الصديق (وطرف آخر) وهو أول درجة في الخروج عن مقتضى الوصف كالمجاوزة لمرتبة الكفر إلى الحكم بمجرد الإسلام فضلاً عن مرتكبي الكبائر المحدودين فيها، وبينهما مراتب لا تنحصر وهذا الوسط غامض لابد فيه من بلوغ حد الوسع وهو الاجتهاد (الموافقات ج4 ص90).
وقبل تحقيق المناط (إثبات العلة في آحاد صورها بالنظر والاجتهاد في معرفة وجودها في آحاد الصور بعد معرفتها في نفسها) كتحقيق ان النباش سارق، وكتحقيق جهة القبلة التي هي مناط وجوب استقبالها المشار إليه بقوله تعالى: {وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} والإشهاد المشار إليه بقوله تعالى: {وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ} وتحقيق المثل في قوله تعالى: {فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ} فجهة القبلة مناط وجوب استقبالها ومعرفتها عند الاشتباه مظنونة، والعدالة مناط قبول الشهادة ومعرفتها في الشخص المعين مظنونة، وكذلك المثل في جزاء الصيد (نشر البنود ج2 ص207 الإبهاج ج3 ص89).
وقيل تحقيق المناط (إثبات الحكم في صورة النزاع) فإن كان بواسطة تطبيق النص العام على أفراده فليس بقياس، وقد سبقت أمثلته من الإشهاد وجزاء المثل، وإن كان بواسطة العلة فهو قياس، وقد سبق التمثيل له بجعل النباش سارقاً، ويمثل له بإثبات الطهارة للفأرة والكلب قياساً على الهرة بعلة التطواف، وإذا علم معنى تحقيق المناط بأمثلته انتقلنا إلى تطبيقه على توسعة المسعى وذلك أن الله عز وجل نص على مناط التطواف (السعي) بينهما ومعرفة أن الزيادة واقعة بين الصفا والمروة مظنونة فنثبت أنها واقعة بينهما بالاجتهاد والنظر والتحري في أدلة ذلك وأماراته، وكما أن جهة القبلة تعرف بأمارات مثل مهب الريح والشمس والقمر والنجوم، والعدالة لها أمارات كذلك، فكذلك كون الزيادة في المسعى داخلة وواقعة بين الصفا والمروة بأدلة وأمارات وهي موضوع النقطة الثانية.
النقطة الثانية: في الاستدلال على أن الزيادة واقعة بين الصفا والمروة بما ورد من كلام العلماء وأهل الخبرة من أهل مكة المكرمة:
1 - شهادة الشهود في المحكمة الشرعية بمكة المكرمة من أهل الخبرة وكبار السن على أنهم عاينوا الصفا والمروة قبل أن يهدما من الجهة الشرقية وقالوا: إن الصفا كان ممتدا إلى جبل أبي قبيس، والمروة ممتدة إلى جبل قعيقعان، وقد ذكر كل من الإمامين ابن جزي والطاهر بن عاشور- رحمهما الله- هذا في تفسير قوله تعالى {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ} الآية، وعبارة الطاهر (والصفا والمروة اسمان لجبلين متقابلين، أما الصفا فهو رأس نهاية جبل أبي قيس، وأما المروة فهو رأس منتهى جبل قعيقعان) (التحرير ج2 ص60).
2 - ما ذكره الفقهاء والمؤرخون واللغويون مثل الأزرقي والفكاهي والأزهري والفيومي وابن سيدة والفاسي والقطب الحنفي وابن منظور والفيروز أبادي وغيرهم في التعريف بالصفا والمروة ومعنى تسمية كل منهما جبل ممتد على جميع الجهات مما يدل بوضوح على أن التوسعة واقعة بين الصفا والمروة وبدليل امتدادهما من الناحية الشمالية الشرقية، وهناك من العلماء مثل (العلامة الشيخ محمد سالم بن عبد الودود) من يرى أن التوسعة الجديدة لم تستوعب المسافة العرضية للصفا والمروة (المسعى).
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - ما جاء في تهذيب الأسماء واللغات (ج3 ص181) أن الصفا أنف من جبل أبي قبيس والمروة أنف جبل قعيقعان، وفي رحلة التجييي ص350 والروض المعطار ج1 ص362 أن الصفا في أصل أبي قبيس والمروة في أصل قعيقعان، وفي القاموس ج4 ص354 والصفا من مشاعر مكة بلحف أبي قبيس، وابتنيت على متنه دار فيحاء، وفي دار السعادة ج2 ص87 وصفهما بأنهما في ذيل جبلي أبي قبيس وقعيقعان، وفي حاشية البجيرمي على الخطيب ج2 ص381 وصفهما بأنهما في طرفي جبل أبي قبيس وقعيقعان، وجاء وصفهما انهما رأسا نهاية جبل أبي قبيس وقعيقعان (التحرير ج2 ص60) ووصفهما بأنهما مصعدان إلى أبي قبيس وقعيقعان،، وجاء وصف الصفا بأنه مرتفع من أبي قبيس (معجم البلدان ج3 ص411).
4 - أن المسعى كان في عهد النبي- صلى الله عليه وسلم- أوسع مما هو عليه الآن، فقد كان يمر من داخل المسجد ثم أخرج من المسجد (ما بين عام 160 - 167هـ) في عهد الخليفة العباسي المهدي ليتسع المسجد، وحتى يكون مربعاً وتكون الكعبة وسطه كما في أخبار مكة للأرزقي ج2 ص79 حيث قال: (وكان المسعى في موضوع المسجد الحرام اليوم) وفي مصنف ابن أبي شيبة عم مجاهد قال: في ما بين العلمين: هذا بطن المسيل الذي رمل فيه النبي- صلى الله عليه وسلم- ولكن الناس انتفضوا منه. وفي الأم للشافعي ج3 ص544 (ثم ينزل يمشي حتى إذا كان دون الميل الأخضر المعلق في ركن المسجد بنحو من ستة أذرع سعى سعياً شديداً، وهذا يدل على ما ذكره الأزرقي ومجاهد من أن المسعى كان داخل المسجد، وأنه أخرج عنه. وفي مسند الإمام أحمد عن أبي هريرة ان النبي- صلى الله عليه وسلم- ناداه يوم الفتح فقال له يا أبا هريرة .. (اهتف بالأنصار ولا يأتيني إلا أنصاري قال: فهتفت بهم فجاءوا فأطافوا برسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال لهم أترون إلا أوباش قريش وأتباعهم .. إلى قوله احصدوهم حصداً حتى توافوني بالصفا (وكونه- صلى الله عليه وسلم- التقى مع الأنصار على الصفا، وأن مسلمة الفتح بايعوه على الصفا، ولا شك أن عددهم كان كثيرا مما يدل بوضوح على ان الصفا كان في عهد النبي- صلى الله عليه وسلم- أوسع بكثير مما هو عليه الآن بل إن الصفا بوضعه الحالي لا يمكن الجلوس فوقه لضيقه ووعورته.
النقطة الثالثة في حكم السعي (التطواف)
بين الصفا والمروة في الحج والعمرة:
اختلف العلماء في حكم السعي بين الصفا والمروة على ثلاثة مذاهب الأول: انه ركن لا يجير بدم فإن لم يأت به الحاج كان عليه حج قابل، وهو مذهب مالك وأصحابه والشافعي وأصحابه وأحمد، وفي رواية وصحح هذا المذهب كثير من أصحابه واسحاق واستدلوا بقوله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ} الآية، وأن الشعائر لابد وأن تكون من الأركان، وأن سبب نزول الآية صرفها عن ظاهرها لإفادة الوجوب وبقوله- صلى الله عليه وسلم- (اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي) وبفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- مع قوله (خذوا عني مناسككم) وبعموم قوله تعالى: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} وقد بين صلى الله عليه وسلم ان السعي من الحج المأمور به (بداية المجتهد ج2 ص67 المغني ج5 ص238 الأم ج3 ص543 تفسير الطبري ج2 ص49 - 52 أضواء البيان ج7 ص245 - 269).
المذهب الثاني: أن السعي واجب، ومن رجع من حجه ولم يسع كان عليه دم وبه قال الأحناف على تفصيل عندهم ذكره في بدائع الصنائع ج2 ص133 والإمام أحمد في رواية، والقاضي أبو يعلى والحسن والثوري، وقال ابن قدامة: إنه أولى ودليل غير الأحناف الأدلة السابقة في المذهب الأول، أما الأحناف فإنهم يرون أن الركنية لا تثبت إلا بالقرآن، وأن الوجوب وجب بالسنة وأما الوقوف بعرفة فإنه مجمع عليه وينظر المراجع السابقة وخاصة بدائع الصنائع وأضواء البيان 245
المذهب الثالث: أن السعي تطوع وسنيته ثابتة بقوله تعالى: {مِن شَعَآئِرِ اللّهِ} ولا شيء على تاركه وهو مروي عن الإمام أحمد وابن عباس وعروة وأنس وابن الزبير وبن سيرين ونقله الشوكاني عن أبي حنيفة.
واستدلوا بقوله تعالى: {فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} وقالوا: إن الفعل من النبي- صلى الله عليه وسلم- لا يدل على الوجوب (فتح القدير للشوكاني ج1 ص226) فما بعدها بالإضافة إلى المراجع السابقة.
والغرض هنا هو ذكر مذاهب العلماء في السعي بصرف النظر عن أي المذاهب أرجح، لأن الترجيح يحتاج إلى استقصاء للأدلة ومناقشتها.
الخاتمة - نرجو الله حسنها - في خلاصة ما توصل إليه البحث:
هو أنه مما تقدم من الكلام حول معنى تحقيق المناط وأمثلته وتطبيقه على زيادة المسعى والاستدلال من كلام العلماء الخ وبيان حكم السعي بين الصفا والمروة والمذاهب فيه ينحصر الأمر في زيادة المسعى في واحد من ثلاثة أمور لا رابع لها وهي:
الأول: أن تكون الزيادة بين الصفا والمروة فهي جزء من المسعى القديم ولا فرق وهذا ما ظهر لي بناء على ما تقدم من الأدلة وتحقيق المناط ولا إشكال إذا. الثاني: على وجه الافتراض أن تكون الزيادة خارجة عن الصفا والمروة، ولا علاقة لها بالمسعى فعندئذ يأخذ الحاج أو المعتمر بقول من يرى من ترك السعي عليه دم لأنه ترك واجباً وحجه وعمرته صحيحان أو يأخذ بقول من يرى انه تطوع لا شيء عليه.
الثالث: وهو أبعدها أن تكون الزيادة خارجة عن المسعى لا علاقة لها به، والسعي ركن لا يسوغ تركه ولا يجبر بدم فعندئذ يرجع إلى باب الضرورة وأن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها وأن الحاج والمعتمر إذا لم يجد سبيلا إلى السعي بين الصفا والمروة فإما أن يسقط عنه، كما تسقط العبادة عند العجز عنها كأركان الصلاة ونحوها أو نقول له: مادامت زيادة المسعى متصلة بالمسعى القديم فتأخذ حكمه كما يأخذ الشارع حكم المسجد في صلاة الجمعة مع أنها لا تصح إلا في المسجد ولكن إذا امتلأ المسجد صحت صلاة الجمعة في الطرقات المتصلة بالمسجد والله أعلم وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.(/)
التوسعة الجديدة للمسعى للدكتور مصطفى مخدوم
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[18 Jul 2008, 01:56 م]ـ
التوسعة الجديدة للمسعى للدكتور مصطفى مخدوم
عميد المعهد العالي للأئمة والخطباء بجامعة طيبة
رؤية فقهية
أخذت التوسعة الجديدة للمسعى حيزا كبيرا من أحاديث المجالس وفتاوى العلماء وأسئلة العامة، ولعل هذا الاهتمام الواسع بالمسألة راجع إلى أمرين: أولهما ارتباط المسألة بعبادة السعي بين الصفا والمروة التي يحتاج إلى معرفتها آلاف المسلمين القاصدين للحج أو العمرة، وثانيهما فتوى بعض العلماء الأفاضل للتوسعة بجواز أو عدم صحة السعي فيها، فأقول مستعينا بالله إن العبادات التي شرعها الله تعالى نوعان: الأول: عبادات مطلقة من حيث المكان بمعنى أن الله تعالى شرعها للناس دون أن يربطها بأماكن مخصوصة مثل الأذكار المطلقة ومثل الصلوات الخمس كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فأيما رجل أدركته الصلاة فليصل حيث أدركته) متفق عليه. والثاني: عبادات مقيدة بأماكن مخصوصة بحيث لا تؤدى إلا في مكان معين مثل الطواف فإنه عبادة مرتبطة بالبيت الحرام {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} ومثل الوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة ومنى، ولهذا جاء في الموطأ أن عمر رضي الله عنه كان يقول (لا يبيتن أحد من الحاج ليالي منى من وراء العقبة) وكان يبعث رجالا يدخلون الناس من وراء العقبة)، أي إلى منى، لأن العقبة ليست من منى بل هي حد منى من جهة مكة، فهذه عبادات يلزم التقيد فيها بالمكان الذي حدده الشرع دون تغيير.
ومن ذلك السعي فإنه عبادة مرتبطة بالصفا والمروة كما قال تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} وقوله: من شعائر الله أي من معالم الله التي جعلها مشعرا للناس يعبدونه عندها كما قاله الإمام ابن جرير الطبري، فالسعي مخصوص بهذا المكان، والآية خبر في الظاهر ولكنها أمر في الباطن.
قالت عائشة رضي الله عنها: (طاف رسول الله وطاف المسلمون يعني بين الصفا والمروة، فكانت سنة، ولعمري ما أتم الله حج من لم يطف بين الصفا والمروة) متفق عليه وبناء على ذلك فالواجب هو إيقاع السعي بين الجبلين، بحيث لا يخرج المحرم عن محاذاة الجبلين من جهة العرض، كما يجب عليه استيعاب المسافة بينهما من جهة الطول، وقدرها بعض الفقهاء قديما بـ777 ذراعا.
وهذا الجانب النظري متفق عليه بين المختلفين وإنما وقع الخلاف في التوسعة الجديدة من جهة أن المسعى الجديد هل هو داخل في البينية ومحاذاة الجبلين أو هو خارج عن السمت والمحاذاة؟ فمن رأى التوسعة الجديدة خارجة عن السمت والمحاذاة من جهة العرض أنكر التوسعة الجديدة ومنع من السعي فيها، ومن رآها داخلة في المحاذاة والبينية لم ينكر التوسعة الجديدة وأجاز السعي فيها.
وهذا خلاف في تحقيق المناط كما يعبر الأصوليون والمقصود به كما يقول الشاطبي: (أن يثبت الحكم بمدركه الشرعي لكن يبقى الحكم في تعيين محله) وذلك مثل الاتفاق على وجوب استقبال القبلة في صلاة الفريضة ثم يقع النظر أو الخلاف في تحديد جهة القبلة.
والخلاف في تحقيق المناط هو من جنس الخلاف في المسائل الاجتهادية التي لا يجوز فيها الإنكار على المخالف.
ولكن القدر الثابت من الناحية التاريخية والجغرافية هو أن جبلي الصفا والمروة كانا أكبر حجما مما هو مشاهد اليوم وكانت عليه مساكن وبيوت، وممكن كان له بيت على الصفا العلامة اللغوي الفيروزأبادي وقد أتم كتابه (القاموس المحيط) في منزله على الصفا وهو من علماء القرن التاسع الهجري، وقد أكد جماعة من المعاصرين العدول من كبار السن ممن شاهدوا الجبلين من زمان طويل أعرض من الباقي اليوم، ويؤكد هذا أيضا ما ذكره غير واحد من العلماء قديما من كون المروة طرفا من جبل قعيقعان، وكون الصفا طرفا من جبل أبي قبيس.
وينبغي التنبيه إلى أن تحديد العرض بالمحاذاة والمسامتة هو أمر تقريبي وليس تحديدا دقيقا ولهذا قال بعض الفقهاء: (لا يضر الالتواء اليسير) أي الخروج اليسير عن المحاذاة، ويؤيده أن الأصل هو التيسير في الشيء اليسير.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأرى أن المسألة مرتبطة بأمر آخر يجب بيانه في هذا المقام وهو أننا لو فرضنا جدلا خروج التوسعة الجديدة عن محاذاة الجبلين الصفا والمروة فهل يمنع ذلك من صحة السعي فيها؟
إن الأصل كما عرفناه سابقا هو وجوب إيقاع السعي بين الجبلين بحيث لا يخرج عن السمت والمحاذاة بين الجبلين ولكن لو دعت الحاجة كالزحام الشديد إلى الخروج عن محاذاة الجبلين فإن المسعى الخارج يعتبر في حكم المتصل والواقع بين الجبلين، ويسمى مثله في مصطلحات العلماء بالمتصل حكما، وله نظائر فقهية متعددة منها: ما جاء عن الإمام أحمد في الرجل يصلي خارج المسجد يوم الجمعة وأبوابه مغلقة فقال: أرجو ألا يكون به بأس.
ومنها: ما ذهب إليه الحنابلة وغيرهم من صحة الاقتداء بالإمام إذا كان المأموم خارج المسجد متى اتصلت الصفوف، وقد ذكر المجد وغيره أن المشترط هو الاتصال العرفي بمعنى ألا يكون بينهما بعد كثير لم تجر العادة بمثله، فالبعد اليسير أو الكثير الذي لا يخرج في العادة عن الاتصال فهو كالصف المتصل حكما.
ومنها: قول أحمد في المنبر يوم الجمعة إذا قطع الصف فإنه لا يضر ويجوز للحاجة، وألحق بذلك بعض الحنابلة كل بناء بني لمصلحة المسجد.
ومنها: قول الرجل لامرأته: أنت طالق - يا فاطمة - إن خرجت من الدار، فإن الشرط هنا معتبر لأنه متصل حكما، والأصل في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (إلا الإذخر) بعد فاصل يسير.
ولا شك أن واقع المسعى القديم في عصرنا يعاني من الزحام الشديد الذي يوقع في الحرج والمشقة، ولا سيما لدى كبار السن والنساء والأطفال، وخاصة في أيام المواسم، ومثل هذه المشقة الزائدة معتبرة في الشرع، وهي سبب للتوسعة والرخصة كما قال الفقهاء: (المشقة تجلب التيسير) وكما قال تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} فالخلاصة أن التوسعة الجديدة داخلة في محاذاة الصفا والمروة وأن الزيادة لها حكم المزيد فيه، ولو فرضنا جدلا خروجها عن المحاذاة والبينية فإن ذلك لا يمنع صحة السعي في حالة المشقة والحاجة لكونها في حكم المتصل ولأن الحاجة العامة تقتضيها، والله أعلم.(/)
التحذير من البدع التي أحدثها الناس في شهر رجب من خطب الشيخ حسين آل الشيخ
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[19 Jul 2008, 10:56 ص]ـ
التحذير من البدع التي أحدثها الناس في شهر رجب من خطب الشيخ حسين آل الشيخ
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، اللهم صلّ وسلّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابِه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فيا أيها المسلمون، أوصيكم ونفسي بما أوصي به الخلفيةُ الراشد عمر بن عبد العزيز رحمه الله أحدَ ولاته حين يقول: "أوصيك بتقوَى الله والاقتصادِ في أمرِه واتِّباع سنة نبيّه وتركِ ما أحدثَ المحدثون بعدما جرَت به سنّتُه وكُفُوا مؤنته، فعليك بلزوم السنّة، فإنها لك بإذن الله عِصمة، ثم اعلم أنه لم يبتَدِع الناس بدعةً إلا قد مضى قبلَها ما هو دليلٌ عليها أو عِبرةٌ منها، فإنَّ السنة إنما سنّها من قد علِم ما في خلافها من الخطأ والزّلل والحمقِ والتملّق، فارضَ لنفسك ما رضي به القوم لأنفسهم، فقد قصر قومٌ دونهم فجفوا، وطمح عنهم أقوام فضلّوا، وإنهم بين ذلك لعلى هدي مستقيم".
ومدار العبادات على الخطر والمنع حتى يأتي الدليل، فمن ركائز صحة العمل وقبوله الاتباع للشريعة في أي عيادة يتعبدها العباد سواء في سببها، أو جنسها، أو قدرها أو في وصفها أو زمنها أو مكانها (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) أخرجه مسلم، وفي الصحيحين: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد).
فاحذروا ـ عباد الله ـ ممّا ليس بمشروع، وألزموا السنة في كل شيء؛ تفوزوا وتسعدوا بخيرَي الدنيا والآخرة.
ثم اعلموا ـ إخوة الإيمان ـ أنّ شهرَ رجب من الأشهر الحرُم التي يجب فيها تعظيم أمرِ الله وترك ما حرَّم الله جل وعلا كغيرِه من الأوقات والشهور، ولكن لم يثبُت أنَّ للعبادة فيه مزيّةً على غيره من الشهور، قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: "وقد روِيَ أنه كان في شهرِ رَجب حوادث عظيمة، ولم يصِحَّ شيءٌ من ذلك، وأما الصلاة فلم يصحَّ في شهر رجب صلاةٌ مخصوصة تختصّ به، لا عن النبي ولا عن صحابته، والأحاديث المرويّة في فضل صلاةِ الرغائِب في أوّل جمعةٍ من شهر رجب كذِبٌ وباطل لا تصحّ، وأما الاعتمار فقد أنكرَت عائشة رضي الله عنها أن يكونَ النبي اعتمرَ في شهر رجَب، بل هو كغَيره من الشهور، وأما الصّيام فلم يصحَّ في فضل صومِ رَجَب بخصوصه شيء عن النبيِّ ولا عن أصحابه" انتهى كلامه يرحمه الله، وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله: "لم يرِد في فضل شهر رجب ولا في صيامه ولا في صيام شيءٍ منه معيَّن ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديثٌ صحيح يصلح للحجة".
ومن الأخطاء التي قد يقَع فيها من يرغَب في الخير الاحتفال بالإسراءِ والمعراج زَعمًا أنها ليلة سبعٍ وعشرين، وهذا خطأ من أمرين: الأوّل: أنّ علماءَ الشريعة بيَّنوا أنه لم يأتِ في تعيينها حديثٌ صحيح، لا في رجب ولا في غيره، وما ورد في تعيينها فغيرُ ثابت عند العارفين بالحديث ورجاله، الثاني: أنها لو كانت معيّنة فهذا ـ أي: الاحتفال بالإسراء والمعراج ـ عملٌ لا أصلَ له منَ الشريعة، فنبيّ الأمة وصحابته رضي الله عنهم لم يحتفِلوا بها، ولم يخصّوها بشيءٍ ما، ولو كان مشروعًا لحصَل ذلك إمّا بالقول أو الفعل، ولمّا لم يقَع شيء من ذلك البتّة فهي من البِدَع المحدثة في الدين، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "صلاةُ ليلة السابِع والعشرين من رجب وأمثالها فهذا غَير مشروع باتفاق أئمة الإسلام، كما نصّ على ذلك العلماء المعتبَرون، ولا ينشِئ ذلك إلا جاهل مبتدع".
وشهر رجب عباد الله من الأشهر المحرم التي يجب فيها تعظيم حرمات الله كغيرها من الأوقات ولكن لم يثبت أن للعبادة فيه مزية على غيره من الشهور، فلم يصح فيه صلاة مخصوصة، تختص به لا عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن صحابته رضي الله عنهم، والأحاديث المروية في فضل الصلاة الرغائب في أوله جمعة من شهر رجب كذب باطل ولا تصح كما تقرر ذلك عن علماء الله، وهكذا في بقية العبادات الأخرى من صيام واعتمار ونحو ذلك، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: (لو يرو في فضل رجب ولا في صيامه ولا في صيام شيء منه معين ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح
(يُتْبَعُ)
(/)
للحجة).
وقال ابن رجب رحمه الله: (وأما الاعتماد فقد أنكرت عائشة رضي الله عنها أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في شهر رجب بل هو كغيره من الشهور).
هذا وإن من الأخطاء المخالفة للسنة الاحتفال بالإسراء والمعراج زعما أنها ليلة سبع وعشرين، وهذا أمر باطل من جهتين:
الأولى: أن علماء الشريعة أوضحوا أنه لم يأت في تعيينها حديث صحيح لا في رجب، ولا في غيره وما ورد في تعيينها غير ثابت عند المحدثين.
والثانية: أنها واو كانت معينة، فهو عمل لا أصل له، بل هو من البدع المحدثة، قال بعض المحققين: (صلاة ليلة السابع والعشرين من رجب وأمثالها أمر غير مشروع باتفاق أئمة الإسلام كما نص على ذلك العلماء المعتبرون، ولا ينشئ ذلك إلا جاهل مبتدع).
عباد الله، نحن في مستهلّ رجب شهر كريم، ينبغي أن يُعْمَرَ كغيره من الأوقات والأزمان بطاعة الرحمن والبُعد عن سَخَط الديّان، ولكن الحذر من تعبّدات محدثة لا برهان عليها من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فالأصل المقطوع به في الدين النهي عن تخصيص زمان أو مكان بعبادة من العبادات إلا بدليل من الوحيين. فما أحدث من صلاة الرغائب وهي ما يفعل من الركعات ليلة أول جمعة من رجب، اعتقادًا بشرعيتها وفضيلتها في هذا الزمان بعينه، فذلك بدعة محدثة، كما صرح بذلك النووي وشيخ الإسلام والعز بن عبد السلام والشاطبي وغيرهم.
واعلموا عباد الله أن ما شاع عند البَعْض من الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج ليلة السابع والعشرين من رجب، فهو أمر محدث لم يكن عليه عمل النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه، ولا القرون المفضّلة، ولا من تبعهم بإحسان من أهل الفضل والإيمان. ثم إن هذا العمل كما هو خطأ شرعًا فهو خطأ تاريخيًا؛ فإن تحديد هذه الواقعة بهذه الليلة لم يثبت تاريخيًا، قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: "وذكر بعض القصّاص أن الإسراء والمعراج كان في رجب، وذلك كذب". ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ـ عند الكلام عن ليلة الإسراء والمعراج ـ: "ولم يقم دليل معلوم لا على شهرها ولا على عَشْرها ولا على عينها، بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة، ليس فيها ما يُقطع به، ولا شُرِعَ للمسلمين تخصيص الليلة التي يُظنّ أنها ليلة الإسراء، بقيام ولا غيره بخلاف ليلة القدر".
فاحذروا عباد الله مما ليس بمشروع والزموا السنة في جميع أوقاتكم وشتى أحوالكم: "قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ".
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.(/)
كتب الشيخ عبد المحسن القاسم
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[19 Jul 2008, 02:16 م]ـ
كتب الشيخ عبد المحسن القاسم
1 - الخطب المنبرية 1 - 2
2 - خطوات إلى السعادة
3 - اجلها الأخيرة
4 - المسبوك على منحة الملوك 1 - 4
على هذا الربط:
http://www.mktaba.org/vb/showthread.php?t=6897(/)
كتب الشيخ محمد بن عبد الرحمن القاسم رحمه الله
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[19 Jul 2008, 02:26 م]ـ
كتب الشيخ محمد بن عبد الرحمن القاسم رحمه الله
1 - شرع العقيدة الواسطية
2 - شرح كشف الشبهات
3 - شرح كتاب آداب المشي إلى الصلاة
على هذا الرابط:
http://www.mktaba.org/vb/showthread.php?t=6896(/)
سؤال الجارية: ....... أين الله؟
ـ[العرابلي]ــــــــ[20 Jul 2008, 12:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال الجارية: ....... أين الله؟
جاء أحد الصحابة يستشير الرسول صلى الله عليه وسلم في جواز عتق جارية له أعجمية عن رقبة عليه، أو كفارة لطمه لها، فلما أحضرها للنبي صلى الله عليه وسلم ليختبر إيمانها؛ "سألها أين الله؟ فقالت في السماء، وسألها من أنا؟ فقالت: أنت رسول الله"، وفي رواية قال لها؛ "من ربك قالت: الله ربي"، وفي رواية؛ "فمد النبي يده إليها وأشار إليها مستفهما مَن في السماء"، وفي رواية عندما سألها أين الله؟ أشارت إلى السماء بإصبعها، وفي بعضها تحديد الإصبع بالسبابة، وعندما سألها من أنا؟ أشارت إليه وإلى السماء، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم اعتقها فإنها مؤمنة.
وفي رواية؛ قال لها: ((أتشهدين أن لا إله إلا الله)) قالت: نعم، قال: ((أتشهدين أني رسول الله)) قالت: نعم، قال: ((أتؤمنين بالبعث بعد الموت)) قالت: نعم.
وقد استوعب تلك الألفاظ بأسانيدها الحافظ البيهقي في السنن الكبرى بحيث يجزم الواقف عليها أن اللفظ المذكور هنا مروي بالمعنى حسب فهم الراوي. اهـ
هذه القصة رواها الجميع إلا البخاري والملاحظ في هذه الروايات؛ أن من روى القصة بنفسه كما جاء عن "معاوية بن الحكم"رضي الله عنه أو "رجل من الأنصار" لم يذكر أنها أشارت إلا السماء، وجعل جوابها عن السؤال أن الله في السماء، ومن روى القصة ممن حضرها كأبي هريرة رضي الله عنه وغيره، ذكر إشارة الجارية برفع رأسها، والإشارة بإصبعها السبابة إلى السماء، وإشارتها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وإلى السماء عن سؤال النبي لها من أنا؟.
وهذه القصة دلت على أن صاحب الجارية لم يعرف حالها من الإيمان بنفسه، لعلة فيها، ولا يعرف كيف يستنطقها لبيان ما في نفسها، فهو يجهل الحال التي هي عليه، فأحضرها للرسول صلى الله عليه وسلم ليتولى بنفسه معرفة حالها من الإيمان. لأنه جاء في رواية؛ "فإن كنت ترى هذه مؤمنة فاعتقها"
واختبار هذه الجارية الخرساء، أو الأعجمية، التي لا تفصح، أو اختبار عدة جوار مثلها بهذا الأسلوب، هو بسبب أعجمية المختبَرة أو المختبَرات، فإن كان الراوي هو مالكها ترجم إشاراتها إلى أقوال، لقدرته على فهمها من طول التعامل معها، وتفسير إشاراتها، وأما من حضر غير مالكها، فهو يصف الإشارة، أو الإشارة وتفسيرها، لقلة معايشة مثل هذا الموقف.
لذلك جاء تفسير إشارتها إلى السماء؛ بأن الله في السماء.
والحقيقة أن الإشارة إلى الأعلى إلى جهة السماء ليس إشارة إلى السماء أو السموات وحدها، بل هو أيضًا إشارة أيضًا إلى ما فوق السموات من الآفاق، وإلى آخر حدود الكون المرئي، وغير المرئي، وما بعد ذلك مما لا يعلمه إلا الله، فالإشارة إلى أعلى إشارة إلى المطلق الذي لا حدود له ينتهي عندها، خلاف الإشارة إلى الأرض فتتحدد بمحدودية الأرض ... وهذا هو الأنسب والذي يقبل ممن لا يستطيع أن يبين ما في نفسه بالكلمة ..
وإلا فإن في الأصول يجب النطق بالشهادتين؛ أن تشهد ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.
وكان في إشارتها تبرئة لها من عبادة الأصنام التي كانت تعبد في جزيرة العرب، فإلهها ليس من هذه التي نصبت في الأرض.
ففي السماء لا يعبد إلا الله عز وجل، أما في الأرض فيعبد الله عز وجل، ويعبد غير الله.
وهذه الإشارة هي قدر لا يكفي في ثبوت إسلام المرء دون النطق بالشهادتين لمن كان قادرًا على النطق والكلام، لكنها نابت عن إقرارها، ودلت على ما في قلبها من الإخلاص ومعرفة الله.
والقول هو الإبانة عما في النفس بالكلام وبالإشارة؛ فإن فهم مراد الإشارة كان كالقول بالكلمة.
وقيل بأن "أين" التي هي للاستفهام عن المكان؛ استعملت في استعلام الفرق بين الرتبتين في المنزلة والدرجة فنقول أين فلان من فلان؟ وسؤال الرسول صلى الله عليه وسلم للجارية يحتمل أن يكون من هذا الباب .. وليس عن المكان .... فكانت إجابتها تفيد؛ أن الله في سمو وارتفاع وعلو منزلته وقدره، فعبرت عن الجلال والعظمة والشرف لا المكان التي أشارت إليه. أو أن ربها هو خالق هذه السماء التي أشارت إليها.
فقد يكون في سؤالها وإجابتها إثبات وجود الله لا إثبات الجهة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونحن نتوجه في صلاتنا لله نحو الكعبة، وفي دعائنا نرفع أيدينا نحو السماء؛ فالكعبة هي قبلة صلاتنا، والسماء هي قبلة دعائنا؛ فلا الكعبة ولا السماء انحصر الله فيهما.
وقد قال النووي في شرحه على صحيح مسلم (ج5 /ص22): [في شرح حديث الجارية ما نصه: كان المراد امتحانها هل هي مؤمنة موحدة تقر بأن الخالق المدبر الفعال هو الله وحده، وهو الذي إذا دعاه الداعي استقبل السماء كما إذا صلى المصلي استقبل الكعبة وليس ذلك لأنه منحصر في السماء كما أنه ليس منحصرا في جهة الكعبة بل ذلك لأن السماء قبلة الداعين كما أن الكعبة قبلة المصلين. أو هي من عبدة الأوثان العابدين للأوثان التي بين أيديهم فلما قالت: في السماء علم أنها موحدة وليست عابدة للأوثان].
وقد جاء في فتح الباري (ج13/ص402).
[قوله صلى الله عليه وسلم للجارية أين الله قالت في السماء فحكم بإيمانها مخافة أن تقع في التعطيل لقصور فهمها عما ينبغي له من تنزيهه مما يقتضى التشبيه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا].
فجواب الجارية إن كان بالإشارة أو بترجمة الإشارة إلى قول لا يعقد عليه تحديد وجود الله في السماء، وكان اختبارًا خاصًا لمن لا يستطيع النطق أو الإفصاح عما في قلبه من الاعتقاد.
وفي باب الحديث عن سؤال الجارية يستحضر قوله تعالى: (ءأمنتم من السماء أن يخسف بكم الأرض) لتقوية أن الحديث يؤخذ على ظاهره.
فقد فسر أن المقصود "من في السماء" عند بعض المفسرين؛ بالله عز وجل ... وفي هذا التفسير نظر؛
- أن "في" تفيد الظرفية، والله تعالى غير مظروف، فقد كان ولم يكن مع شيء، ثم أوجد السموات والأرض بمشيئته سبحانه وتعالى ... وفي ذلك تجسيد لله، وأن الله عز وجل هو دونها ... تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.
- أن "مَن" تدل على المفرد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث، وبالقرينة يحدد المقصود، وهذا لا يصلح مع الله تعالى.
أن " مَن" تستعمل للدلالة على العاقل، أو تختص بالعاقل؛ وهي تأتي اسمًا موصولا؛ كما في قوله تعالى: (ولله يسجد مَن في السموات ومَن في الأرض)؛ أي الذي في السموات والذي في الأرض، وفي السموات والأرض العاقل وغير العاقل، وتأتي شرطًا؛ كما في قوله تعالى: (ومَن يعمل من الصالحات وهو مؤمن)، فمنهم من يعلم الصالحات عن إيمان وبغير إيمان، ومنهم لا يعمل الصالحات، وتأتي اسم استفهام؛ كما في قوله تعالى: (قالوا مَن فعل هذا بآلهتنا) .. وسؤالهم كان عن فرد هو واحد منهم .. فـ"مَن" بفتح الميم تستعمل مع التبعيض كما أن "مِن" بكسر الميم حرف جر للتبعيض .... والله تعالى لا يصح أن يكون بعضًا من السماء أو بعض من في السماء.
- أن "مَن" دلت أيضًا على غير المذكور، لاحتمال أن يكون واحدًا منهم، فساوت بينهم، أو هناك مثله في مكان آخر، فحدد هو بهذا المكان، وهذا لا يصح مع الله تعالى.
أن "مَن" تدل على نكرة، والله تعالى لا يصح أن يكون نكرة في أي حال من الأحوال.
فـ"من في السماء" ليس لها تفسير إلا بالملائكة الذين يكلفهم الله تعالى بالعذاب متى شاء، وفي قصة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد رجوعه من الطائف أنه نزل مع جبريل ملك الجبال يعرض عليه إطباق الأخشبين (جبلي مكة) على أهل مكة، وفي قصة هلاك قوم لوط؛ جاءت ملائكة ففعلت بهم ما فعلت؛ فجعلت عالي القرية سافلها ... فالمقصود في هذه الآية الملائكة .. ولا يصح أن يكون الله عز وجل هو المقصود فيها.
فلا استدلال بهذه الآية على الأخذ بظاهر جواب جارية أعجمية يدل حالها على أنها خرساء؛ لعدم معرفة صاحبها حالها مع الإيمان .. وأنها قادرة على فهم القول كان كلامًا أو إشارة، لأنها أدت إجابة بعد السؤال. ولو كانت في حال تنطق فيه بكلام مبين لما قبل منها غير النطق بالشهادتين .. ودلت القصة على أنها غير مكلفة شرعًا لعلة فيها تدل عليها القصة فقبل منها إيمان من أن تكلف.
والله تعالى أعلم.
أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي
ـ[محمد براء]ــــــــ[20 Jul 2008, 03:46 م]ـ
سامحك الله ..
فهذا الحديث لا زال السلف وأهل السنة يستدلون به على علو الله تعالى وفوقيته .. ويأخذون بظاهره ... لا يتأولونه تأويلات أهل الباطل ..
وليس المراد بظاهره ما ذكرته من كونه (مظروفاً!). انظر: «الفتوى الحموية الكبرى» ص528 - 531.
ولله در ابن القيم حين قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن العَجَائِبِ قولُهُم لمن اقتدى= بالوحيِ من أثرٍ ومن قُرآنِ
حَشَوِيَّةٌ يعنون حَشواً في الوجُو=د وفضلةً في أُمَّةِ الإنسانِ
ويظنُ جاهلُهُم بأنَّهُمُ حَشَوا= ربَّ العِبَادِ بداخلِ الأكوَانِ
إذ قَولُهُم فوقَ العِبَادِ وَفِي السَّمَا=ء الرَّبُّ ذُو المَلكُوتِ والسُّلطَانِِ
ظنَّ الحميرُ بأنَّ في للظَّرفِ والرَّ= حمنُ محوىٌّ بظرفِ مكانِِ
والله لم يسمع بذا من فرقةٍ= قالتهُ في زمنٍ من الأزمانِِ
لا تَبهتُوا أهل الحديث به فما= ذا قولُهُم تباً لذي البُهتانِ
بل قولُهُم أن السَّمواتِ العُلَى= في كفِّ خالق هذه الأكوانِ
حقا كخردلة ترى في كفِّ مم=سكها تعالَى الله ذو السُّلطانِ
أترونَهُ المحصور بعد أمِ السَّمَا= يا قومنا ارتدعوا عن العُداونِ!
كم ذا مشبهةٌ وكم حشويةٌ= فالبهت لا يخفى على الرحمنِ!
أما ما ذكره الإمام البيهقي رحمه الله تعالى أن الإمام مسلما " أخرجه مقطعا من حديث الأوزاعي وحجاج الصواف، عن يحيى بن أبي كثير دون قصة الجارية، وأظنه إنما تركها من الحديث لاختلاف الرواة في لفظه "، فصحيح مسلم بين أيدينا والقصة موجودة فيه، فلا نتركها، مع ورود الاحتمال على ما ذكره بأن ذلك بحسب النسخة التي وقف عليها، كما أشار إليه بعض الأفاضل.
أما حديث أبي هريرة ففي إسناده المسعودي اختلط بآخره، ويزيد بن هارون الراوي عنه أخذ عنه بعد الاختلاط كما أشار إلى ذلك محقق كتاب العلو (1/ 261).
ويستغرب من تركك رواية الصحيح لهذه الرواية وبناء استنتاجاتك عليها!.
أما القول بأن السماء قبلة الدعاء فهو قول مفتقر إلى دليل.
أما التأويل المتكلف المبتدع الذي ذكرته في قوله تعالى " أأمنتم من في السماء "، فينقضه هذا السؤال: هل المراد بقوله صلى الله عليه وسلم: " ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء " [أخرجه الترمذي وصححه وأبو دواد وصححه العراقي والذهبي] أن الملائكة ترحم الناس؟!.
وهل المراد بقوله صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنْ رَجُلٍ يَدْعُو امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهَا فَتَأْبَى عَلَيْهِ إِلَّا كَانَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ سَاخِطًا عَلَيْهَا حَتَّى يَرْضَى عَنْهَا " [أخرجه مسلم] أن الملائكة تبيت ساخطة عليها؟!.
وهل كان إبراهيم عليه السلام مخطئاً حين قال لله: " اللهم إنك واحد في السماء، وأنا في الأرض واحد أعبدك "؟ [أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية وحسنه الذهبي والمناوي وابن حجر].
أما التأويل الذي نقلته بأن معنى قوله: " في السماء ": استعلام الفرق بين الرتبتين في المنزلة والدرجة فهو التأويل الذي ذكره الأستاذ أبو بكر بن فورك رحمه الله في مشكل الحديث، وهذا الكتاب متأثر بتأويلات الجهمية كبشر المريسي كما أفاده شيخ الإسلام.
فليتك كلفت نفسك مراجعة كتب أهل الحديث قبل ان تكتب ما كتبته.
قال الإمام ابن القيم في ذكر الأدلة على علو الله:
هذا ورابع عشرها اقرار سا=ئلة بلفظ الأين للرحمن
ولقد رواه أبو رزين بعدما= سأل الرسول بلفظه بوزان
ورواه تبليغا له ومقررا= لما أقر به بلا نكران
هذا وما كان الجواب جواب من= لكن جواب اللفظ بالميزان
كلا وليس لمن دخول قط في= هذا السياق لمن له أذنان
دع ذا فقد قال الرسول بنفسه= اين الاله لعالم بلسان
والله ما قصد المخاطب غير معن=اها الذي وضعت له الحقاني
والله ما فهم المخاطب غيره=واللفظ موضوع لقصد بيان
يا قوم لفظ الأين ممتنع على الرحمـ=ـن عندكم وذو بطلان
ويكاد قائلكم يكفرنا به= بل قد وهذا غاية العدوان
لفظ صريح جاء عن خير الورى= قولا واقرارا هما نوعان
والله ما كان الرسول بعاجز= عن لفظ من مع أنها حرفان
والأين أحرفها ثلاث وهي ذو= لبس ومن غاية التبيان
والله ما الملكان أفصح منه اذ= في القبر من رب السما يسلان
ويقول أين الله يعني من فلا=والله ما اللفظان متحدان
كلا ولا معناهما أيضا لذي =لغة ولا شرع ولا انسان
ـ[العرابلي]ــــــــ[24 Jul 2008, 11:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً: أن علو الله تعالى ثابت في القرآن الكريم قبل ثبوته في السنة النبوية فالله تعالى هو؛ (المتعال، العلي، الأعلى) بأدلة قطعية الثبوت والدلالة:
قال تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (9) الرعد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال تعالى: (فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12) غافر.
وقال تعالى: (لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (4) الشورى.
وقال تعالى: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51) الشورى.
وقال تعالى: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) الأعلى.
وتأتي صفة العلو في القرآن لتدل على علو المكان أو على المكانة؛
ففي علو المكانة والغلبة؛
قال تعالى: (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى (68) طه.
وقال تعالى: (أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31) النمل.
وفي علو المكان والمكانة؛
قال تعالى: (لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) الصافات.
وفي علو المكان؛
قال تعالى: (وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) النجم.
فصفة العلو لله ثابتة في القرآن الكريم، وإثباتها في السنة هو إثبات لها بدليل آخر، فلو لم يوجد دليل على هذا الإثبات في السنة، لما نفي عدم وجوده ثبات هذه الصفة في القرآن الكريم.
فلا يحول موضوع سؤال الجارية عن الله إلى موضوع إثبات علو الله بهذه القصة.
ثانيًا: سؤال الجارية سؤال خاص، لوضع خاص، لمن لا يستطيع أن يصرح بإيمانه، والنطق بالشهادتين كما ينبغي أن تقال.
وسواء ما ذكره الإمام البيهقي رحمه الله تعالى أن الإمام مسلما " أخرجه مقطعا من حديث الأوزاعي وحجاج الصواف، عن يحيى بن أبي كثير دون قصة الجارية، وأظنه إنما تركها من الحديث لاختلاف الرواة في لفظه "، أو لم يخرجه مقطعًا، فإن الجارية الأعجمية محتاجة لأسلوب يعرف بها إيمانها لم يقدر عليه صاحبها، فجعل ذلك للنبي عليه الصلاة والسلام، فعرف هذا الأسلوب من كشف الروايات الأخرى له.
ثالثًا: أننا نرفع أيدينا، ونفتح أكفنا باتجاه السماء، ونتوجه بقلوبنا نحو السماء، لأن السماء هي جهة نزول الرحمة، وهذا ما جعل بعض العلماء يقول أن السماء قبلة الدعاء.
والإقبال قد يكون بالوجه مع بقاء الجسد في مكانه، أو الوجود في نفس المكان؛
قال تعالى: (فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (30) القلم.
وقد يكون الإقبال بالجسد كله إلى شيء أو جهة لا يريد غيرها.
قال تعالى: (يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآَمِنِينَ (31) القصص.
وقال تعالى: (فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94) الصافات.
والإقبال في الصلاة جهة الكعبة لا يقبل إذا كان للوجه فقط، وتوجه باقي الجسد إلى أحد الجانبين.
فالإقبال إلى القبلة يكون بكامل الجسد من أمام.
ففتح اليدين ورفعهما جهة السماء يكون مع إقبال النفس نحوها، وكأن الداعي يرى الله عز وجل؛ إن كان على حال المحسنين، فالجهة التي تناسب عظمة الله وتكون بلا حدود تقف عندها هي الجهة العليا؛ أي جهة السماء. وليس ذلك لأن الله عز وجل في السماء.
وقد يكون في القول بأن السماء قبلة الداعين فيه تجاوز، وأن القبلة تحدد بأمر شرعي قابل للنسخ، كما حصل في تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، وان الدعاء من العبادة، والتوجه فيه إلى القبلة كما في الصلاة أحضر للقلب.
رابعًا: جاء في بعض الأحاديث كأن الله تعالى هو المقصود وحده في السماء؛
: " ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء " [أخرجه الترمذي وصححه وأبو دواد وصححه العراقي والذهبي]
: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنْ رَجُلٍ يَدْعُو امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهَا فَتَأْبَى عَلَيْهِ إِلَّا كَانَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ سَاخِطًا عَلَيْهَا حَتَّى يَرْضَى عَنْهَا " [أخرجه مسلم]
: " ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء يأتيني خبر السماء صباحًا ومساءً" [أخرجه البخاري]
وحديث آخر تكلم في صحته العلماء ولو حسنه بعضهم؛
: " اللهم إنك واحد في السماء، وأنا في الأرض واحد أعبدك "؟ [أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية وحسنه الذهبي والمناوي وابن حجر.]
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه الأحاديث فهم من لفظ "مَن" و "الذي" أن المقصود هو الله عز وجل الذي لم يأت اسمه عز وجل صريحًا فيها.
كثر في القرآن الكريم مجيء آيات تذكر فعلا لله عز وجل كأنه فعله بنفسه؟، ثم تأت آيات أخرى تبين تكليفه للملائكة بذلك، وقد قيل أن المتكلم لا يذكر نفسه بوصف الجمع من باب التعظيم والتفخيم إلا إذا كان له أتباع ينفذون ما يأمرهم به كما يريد .. فمن ذلك؛
قال تعالى: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا .. (42) الزمر.
وقال تعالى: (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (11) السجدة.
وقال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (17) الشورى.
ثم قال تعالى: (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) الشعراء.
وقال تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا .. (27) فاطر.
وقال تعالى بضمير الجمع: (وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9) ق.
وفي قصة الرجل الذي يتصدق بثلث ما تخرجه حديقته؛ فقد سمع رجل صوتًا في السماء يقول اسق حديقة فلان.
فالملائكة هي التي تتولى تنفيذ أمر الله تعالى بإنزال الرحمة؛ والرحمة هي العطاء الذي يعطي المرحوم به استمرارًا في العيش برضا وسعادة.
وقال تعالى في وصف أفعال الملائكة: (لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6) البقرة
وقال تعالى: (يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (50) النحل.
فمن رضي الله عنه أو سخط عليه؛ بلغ جبريل بذلك؛ فينادي جبريل الملائكة مبلغًا برضا الله عن ذلك أو سخطه عليه، وكلما كثر عدد الراضين زادت مرتبة الرضا، وكلما زاد عدد الساخطين عظم السخط عليه.
وجبريل عليه السلام أمين عند الله تعالى في تبليغ كلامه للنبي عليه الصلاة والسلام:
قال تعالى: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) التكوير.
والنبي صلى الله عليه وسلم أمين في تبليغ ما بلغه جبريل عليه السلام التي كان يأتيه من السماء وليس الذي يبلغه هو ممن في الأرض .... وأنه كان يراجعه فيما بلغه من آيات الله، وقد راجعه في القرآن مرتين في ىخر رمضان قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
فما ورد في هذه الأحاديث هو إما جبريل عليه السلام أو الملائكة. فهذا الذي يصلح من تنكير المقصود وعدم التصريح بذكر اسمه أو صفته الدالة عليه وحده.
فلا ننكر أحاديث صحيحة على قلتها.
ولا نجعلها مناقضة أو مخالفة لما في القرآن الكريم الذي لم يأت فيه بحصر أو تجسيد لله عز وجل.
وباب التوفيق بينهما قائم.
رابعًا: سؤال الجارية بـ "أين" التي هي للمكان فإن السؤال بها عن المكانة أيضًا جائزًا، وقد فسرت في سؤال الجارية بذلك .. وذكرته من باب العلم بوروده.
لكن وكما قلت فإن حالة الجارية حالة خاصة، واستجواب خاص؛ يشرع في مثل هذه الحالة، ولا يعمم على غيرها ...
فقد رخص عليه الصلاة والسلام لمن يعذب أن يذكر الرسول صلى الله عليه وسلم بسوء عندما يعجز عن تحمل العذاب، وقال لذلك الصحابي المستضعف: فإن عاودوك فعد، مع بقامة حرمة الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم، لأن ذلك كان في حالة خاصة، وقلب هذا الصحابي مطمئن بالإيمان.
خامسًا: أن القول هو البلاغ عما في النفس من كلام صاحبه أو نقلا عن غيره، ويكون بالكلمة وبالإشارة، ومما يستشهد به قول الشاعر: قالت له العينان والحاجب. فعد التبليغ بإشارة العينان والحاجب قولا.
وفي قصة مريم عليها السلام؛ أنها صامت عن الكلام، وكان قولها إشارة؛
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى: (فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) ... (فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) مريم؛ فهي قد بلغت بالإشارة أنها صائمة فكانت إشارتها قولا، وأشارت إليه ليكلموه، فكانت إشارتها قولا لهم.
وكل ما ورد في قصص في القرآن الكريم من "قال" أي بلغ بلسانه، وأخبرنا سبحانه وتعالى وبلغنا عن هذا البلاغ بكلامه، فكان في كلام الله تعالى قولهم وليس كلامهم ... فاعرف ذلك.
حتى أن بلاغ جبريل بالقرآن للنبي صلى الله عليهما سلام قولا لجبريل مع أن الكلام هو كلام الله عز وجل؛ قال تعالى: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) الحاقة. وقال تعالى: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) التكوير.
فما نقل لنا من قول في حديث الجارية هو بيان لما كان من إشارات بينتها أحاديث أخرى.
سادسًا: هل تفيد "في" الظرفية في كل أحوالها؟
إن استعمال القرآن الكريم لـ "في" جاء مع الحركة، واستعماله لـ "على" جاء مع الثبات.
قال تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (32) إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (33) الشورى.
فمع الجري والحركة استعمل "في" البحر، ومع سكون الريح وثبات السفينة في مكانها على وجه البحر؛ استعمال "على".
وقال تعالى: (فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15) الملك
وقال تعالى: (وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64) المائدة.
وقال تعالى: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (11) الأنعام.
وقال تعالى: (قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ .. (26) المائدة.
فالمشي، والسعي، والسير، والتيه؛ وغير ذلك، فيها حركة مطلقة غير محددة، فاستعمل معها "في" ... ولا يعنى ذلك الدخول في جوفها إلا عند قصير النظر في اللغة ...
ولا تفسر "في الأرض" في الآيات السابقة بمعنى "على الأرض" فيجعل ذلك دليلا على أن معنى "في السماء" هو "على السماء" خلاف استعمالها العام في القرآن الكريم
فـ "في" مكونة من حرفين" هما الفاء والياء، والفاء مستعملة في لغة العرب للحركة، والياء للتحول؛ فمن اجتماع الحرفين حرى استعمال "في" في الانتقال والتحول، وعلى ذلك كان استعمالها في كل ما استعملت فيه.
ومع ثبات الميت وعدم حركته بعد هلاكه استعمل "على" بدلا من "في"؛ لأن هلاكه سيجعله ثابتًا في آخر مكان كان فيه؛
قال تعالى: (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ ... (45) فاطر.
قال تعالى: (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ ... (61) النحل.
ويبن تعالى أن عبادة يمشون بطريق ثابت في الأرض بلا تكبر ولا يستخفهم الجاهلون؛ فجعل "على" مكان "في"؛
فقال تعالى: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) الفرقان.
أما قول فرعون في صلب السحرة بعد إيمانهم (في جذوع النخل) فإنه أراد أن تسيح لحومهم وشحومهم على النخل، زيادة في إرهابه للناس، لأن الصلب هو تعليق المقتول وعرض في الهواء ليتعفن جسده، ويسيل شحمه ولحمه، ولا يبقى إلى ما صلب منه؛ أي عظامه؛ فلذلك سميت هذه الطريقة بالصلب، وطريقة تعليقه على الخشب أو الشجر أو الجدار بالصليب.
قال تعالى: (قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71) طه.
فقول فرعون بهذه الزيادة كان في هذا الموضع فقط، وبين ذلك بقوله " وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى".
فاستعمال "في" جاء مع الحركة؛ وقد تكون الحركة في شيء للوصول إلى المطلوب فيه، أو النظر فيه ليراه.
لذلك لا يصح الجزم أن يكون المقصود "بمن" في قوله تعالى "ءأمنتم من في السماء" هو الله عز وجل فلا البحث عن وجوده يكون فيها، ولا نظر إليه فيها، إلا أن يكون في الحركة فيها، أو النظر فيها، ما يكشف ويدل على أنه لا معبود فيها غيره سبحانه وتعالى.
كما قال تعالى: (وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ (3) الأنعام. فالله تعالى هو المعبود؛ ومن كان معبودًا وجب عليه أن يعرف حال العابدين في سرهم وجهرهم أينما كانوا في السموات وفي الأرض، فحيثما وجد أحد في السموات والأرض كان الله تعالى يعلم سره وجهره.
ومثل ذلك قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) الزخرف.
فلم يقل "وهو الذي في السماء" أو "وهو الذي في الأرض" فكانت مطلقة؛ فتصرف إلى ذات الله؛ بل أتبعهما بـ "إله"، "فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ"، على أنه المعبود فيهما.
وما السموات والأرض إلى خلق يسير من خلق الله تعالى وسعهما كرسيه، والأرض قبضته يوم القيامة، والسموات مطويات بيمينه.
وهذا الأمر يحتاج إلى أدلة قطعية الثبوت وقطعية الدلالة حتى لا يكون فيه قول.
وكل عالم يريد أن ينزه الله تعالى بقدر ما تيسر له ... ولهذا كان الخلاف بينهم في دراسة هذه المسألة وغيرها ... فيقع بعضهم في محظورات يؤخذ عليه بها.
والله تعالى أعلم.(/)
اتجاه القبله
ـ[سالم سرور عالي]ــــــــ[20 Jul 2008, 06:26 م]ـ
لتتثبت من اتجاه القبلة من منزلك
الخطوات:
1. أدخل على الموقع http://www.qiblalocator.com
2. هذا الموقع يحتاج نسخة متقدمة من برنامج إنترنت إكسبلورر أو برنامج موزيللا للتصفح.
3. أختر Satellite لكي ترى الأماكن الفعلية مثلما ترى برنامج Google Earth.
4. حدد موقع منزلك أو المكان الذي تتواجد فيه.
5. ستجد علامة + في منتصف الصفحة ضع منزلك في منتصف العلامة.
6. ستجد خط أحمر بداية من العلامة + و نهايته عند الكعبة.
7. اتجاه هذا الخط هو إتجاه القبلة.
من فضلك ساعد في نشر هذه الرسالة فهناك الكثير حول العالم يحتاجون لمعرفة الإتجاة الصحيح للقبلة و هذا الموقع سيساعدهم كثيرا فاحتسب هذا في ميزان حسناتك.(/)
تهنئة الزميل (محمود الشنقيطي) على تعيينه معيدا بجامعة الملك سعود
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[21 Jul 2008, 09:11 م]ـ
بفضل الله تعالى تم تعيين الزميل العزيز والأخ الكريم: محمود بن كابر الشنقيطي معيدا بكلية المعلمين بجامعة الملك سعود بالرياض.
وقد أسعدني الخبر وأفرحني، فمعرفتي بأخي محمود قديمة، وسيرته عند الجميع محمودة، علما وأدبا ودماثة خلق وجميل سمتٍ ودلّ.
أسأل الله تعالى أن يتمم له سعادة الدارين، وأن يجعله مباركا موفقا مسددا أينما حل وأقام.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[21 Jul 2008, 09:23 م]ـ
مبارك فضيلة الدكتور محمود وأعانك الله تعالى على عملك ووفقتَ لك خير
ـ[أحمد تيسير]ــــــــ[21 Jul 2008, 11:09 م]ـ
نسال الله عز وجل أن ينفع بك الإسلام والمسلمين وأن يجعلك من العلماء العاملين.
ـ[محمد عامر]ــــــــ[21 Jul 2008, 11:12 م]ـ
مبارك أيها الأخ الكريم وأعانك الله ونفع بك
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[21 Jul 2008, 11:20 م]ـ
السلام عليكم
ما شاء الله تبارك الله مبارك لكم فضيلة الشيخ محمود الشنقيطي وأسأل الله أن يبارك لكم في علمكم وأن يزيدكم من فضله فوق ما تحب، وأن يصرف عنكم من الشر فوق ما تكره. آمييييين
والسلام عليكم
ـ[أبو المهند]ــــــــ[21 Jul 2008, 11:30 م]ـ
وفقك الله يا أستاذ محمود، ونفع بكم.
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[22 Jul 2008, 08:24 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فأبارك بدوري للشيخ محمود كابر سلمه الله على الإعادة في جامعة الملك سعود، وتمنياتي له بالسعادة والتوفيق في الدارين، وأن ينفع الله بعلمه وعمله جميع المسلمين إنه سميع مجيب.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[22 Jul 2008, 01:21 م]ـ
مبا رك للشيخ محمود الشنقيطي
وأسأل الله له دوام التوفيق
وشكرا للشيخ العبادي على وفائه لإخوانه وزملائه
ـ[المحبرة]ــــــــ[22 Jul 2008, 05:23 م]ـ
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
أسعدني والله هذا الخبر, فلقد عرفت الشيخ محمود بكتاباته التي تزخر علماً وأدباً وفوائد جمّة
أسأل الله أن يوفقه ويجعله مباركاً أينما كان ..
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[24 Jul 2008, 03:51 م]ـ
أشكر الأحبة الأعضاء والمشايخ الفضلاء كل باسمه على جميل التهنئة والتبريك , وأسأل من جلّت قدرته وعمّت الخلائقَ رحمتُه أن يعينني على ما يوجب رضاهُ ورحمتَه وأن يجعلني ممن حسُن منه القولُ والعملُ والقصد.
كما أتوجه بجميل الشكر وعظيم الامتنان لرفيق الدرب وصديق الحب الأخ العزيز الحِبّ: محمد العبادي , على وفائه وصفائه وأسأل الله تعالى أن يجزيه عني بالسلامة من كل إثم والفوز بالجنة والنجاة من النّار.
ـ[الجخيدب]ــــــــ[24 Jul 2008, 05:14 م]ـ
ألف مبروك للشيخ محمود تعيينه معيدا بكلية المعلمين، وفقه الله لكل خير
ـ[محب القراءات]ــــــــ[29 Jul 2008, 01:34 ص]ـ
أبارك لأخي الفاضل الشيخ محمود كابر
أسأل الله أن يسددك ويوفقك، ويبارك في عمرك وعلمك وعملك وينفع بك ويرزقك الإخلاص والفوز في الدارين.(/)
دورة: معيار البدعة , للشيخ الدكتور. محمد بن حسين الجيزاني
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[22 Jul 2008, 05:27 ص]ـ
هذه دورة متميزة بإذن الله , عنوانها: معيار البدعة. ومقدمها الشيخ الدكتور/ محمد بن حسين الجيزاني - حفظه الله - , والمقامة في الفترة من يوم السبت 23/ 7 إلى الخميس 28/ 7 , الساعة 11 صباحاً , بجامع ابن إبراهيم بمحافظة المندق بمنطقة الباحة.
أحث إخواني على استماعها والاستفادة منها, وستبث الدورة كاملة بإذن الله على موقع البث الإسلامي , وسأرفق لكم رابط البث حالما يظهر.
وأدعو إلى المشاركة في الأجر بالإعلان عنها في المواقع العلمية والعالمية , جعلكم الله مباركين أينما كنتم.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[22 Jul 2008, 05:48 ص]ـ
وهذا رابط البث المباشر (هنا ( rtsp://38.100.87.57:554/encoder/shehri.rm) ) على موقع البث الإسلامي.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[26 Jul 2008, 09:21 ص]ـ
للتذكير بموعد بداية البث هذا اليوم بإذن الله.(/)
تعريف بـ (تفسير ابن كثير: تهذيب وترتيب) للعلامة الخالدي
ـ[محمد السيلاوي]ــــــــ[22 Jul 2008, 07:53 م]ـ
صدر حديثاً عن دار الفاروق , عمّان – العبدلي - لفضيلة العلامة المفسِّر صلاح عبد الفتاح الخالدي (تفسير ابن كثير: تهذيب وترتيب). يقع الكتاب في ستِّ مجلدات من القطع المتوسط , عدد صفحاته 3565
أهمية تفسير ابن كثير:
ذكر العلامة الخالدي في مقدمة تهذيبه: أنَّ تفسير ابن كثير يعدُّ من أهمّ أمهات كتب التفسير، وفي مُقدِّمتها, حيث سجَّل فيه – الإمام ابن كثير – نظراته في الآيات، من المعاني والدِّلالات واللطائف.
وقال الخالدي: تفسير ابن كثير يصحُّ اعتباره (نواةً) للتفسير الموضوعي، الذي انتشر في زماننا، لكثرة ما يُسجِّل من الآيات الأخرى أثناء تفسير الآية التي بين يديه، والإمام ابن كثير حافظةٌ قرآنيةٌ واعية، وحُسن استحضار للآيات المتَّفِقة مع الآية التي يفسرها، ويقف في هذه النقطة في مقدمة المفسرين، فما رأينا مفسراً يُساويه في هذا الجانب , وهو يحسن انتقاء الأحاديث وأقوال الصحابة والتابعين.
وقد أجاد الإمام أحمد شاكر في شهادته لتفسير ابن كثير، حيث قال في مقدمة اختصاره له: "إن تفسير الحافظ ابن كثير أحسن التفاسير التي رأينا، وأجودها وأدقها بعد تفسير إمام المفسرين أبي جعفر الطبري".
ولسنا نوازن بينهما وبين أي تفسيرٍ آخر مما بأيدينا , فما رأينا مثلهما , ولا ما يقاربهما , وقد حرص الحفاظ ابن كثير على أن يفسر القرآن بالقرآن أولاً , ما وجد إلى ذلك سبيلاً , ثم بالسنَّة الصحيحة , التي هي بيانٌ لكتاب الله , ثم يذكر كثيراً من أقوال السلف في تفسير الآي .. ".
أسباب تهذيب تفسير ابن كثير:
نظراً لأهمية تفسير ابن كثير , وخدمة للقارئ المعاصر , قام فضيلة العلامة الخالدي بتهذيب تفسير ابن كثير.
قال في مقدمة التهذيب: هناك عقباتٌ تقف أمام المسلم المعاصر الراغب في فهم التفسير من تفسير ابن كثير , ومنها:
1. إيراد بعض القصص والأخبار التي لم تصحّ ولم تثبت , في تفسير القصص القرآني , وأَخْذِ هذه القصص من الإسرائيليَّات , وكان منهج ابن كثير إيراد الإسرائيليات التي لا تتعارض مع القرآن , والسكوت عليها.
2. رغم علم الحافظ ابن كثير بالحديث , إلا أنه يورد أحاديثَ ضعيفة أو موضوعة , مما يجعل القارئ في حيرة , فرغم أنَّ أحاديثه الصحيحة كثيرة , إلا أنَّ أحاديثه الضعيفة ليست قليلة أيضاً.
3. تكرار الحديث بروايات أخرى أحياناً , مما يشتت القارئ.
4. ذِكر عدة أسانيد للحديث , وبعض النِّقاشات والتعليقات المتعلقة بالرجال والمصطلح.
5. مختصرات ابن كثير , وهي مختصرات مفيدة , جزى الله أصحابها العلماء الذين اختصروا تفسير ابن كثير خير الجزاء , إلا أنَّ هذه المختصرات عليها بعض المآخذ ولم تورد كل علم التفسير الجزئي , وفيها بعض ما لا داعي له , وبعض ما لم يثبت.
أسباب ترتيب التهذيب:
يقول العلامة الخالدي في مقدمته بعد بيان الأسباب التي دعت إلى اختصار وتهذيب تفسير الحافظ ابن كثير: ولذلك رغبت في خدمة تفسير ابن كثير , لأضُمَّها إلى خدمة تفسير الطبري , خدمةً تقوم على تهذيب تفسير ابن كثير وترتيبه , وليس مجرد اختصاره , والتهذيب يحتاج إلى ترتيبٍ وحسن عرضٍ وتقديم.
تفسير ابن كثير المطبوع كلُّه قطعة واحدة , ليس فيه فواصل ولا فقرات، مما يجعل القراءة فيه متعبة. وهذا الأمر تسرَّب إلى مختصرات التفسير المشار إليها، إذ ينقصها الكثير من الترتيب، وتقسيم التفسير إلى فقرات واضحة. ولعل حرص أصحابها على تصغير حجم المختصر، هو الذي دفعهم إلى دمج الكلام غالباً، وعدم الاهتمام بالفقرات وحسن الترتيب.
وحرصت على مراعاة الترتيب، ولم ألتفت إلى الحجم، فالمهمّ عندي هو خدمة المسلم المعاصر، وتفسير ابن كثير له، بصورة ميسّرة، تُعينه على حسن فهمة، وتدعوه إلى متابعة القراءة فيه ..
ولذلك أسميت هذا العمل: (تفسير ابن كثير: تهذيب وترتيب).
طريقة العلامة الخالدي في هذا التهذيب:
يقول في مقدمة التهذيب: وكانت طريقتي في هذا التهذيب، كما يلي:
1. قراءة النص التفسيري من تفسير ابن كثير، من أكثر من طبعة، ومن أجود طبعات التفسير، تلك الصادرة عن دار الشعب بمصر، في الستينات.
(يُتْبَعُ)
(/)
2. قراءة النص التفسيري من أهم مختصرات التفسير، وهما: عمدة التفسير لأحمد شاكر، ومختصر تفسير ابن كثير للصابوني.
3. الضرب على الكلام الذي لا داعي له، والذي سيحذف في التهذيب، والذي ضربت عليه وأسقطته من الأصل هو: الإسرائيليات والروايات والأخبار غير الثابتة .. والأحاديث غير الصحيحة .. والأسانيد العديدة المكررة. والروايات المكررة. والقراءات الشاذة غير الصحيحة. وبعض الأسماء العديدة لعلماء سابقين، من الصحابة والتابعين .. وتكرار ابن كثير لتفسير الآية من تفسير آخر، كأن ينقل تفسيرها من تفسير الطبري، ثم ينقل تفسيرها من تفسير ابن أبي حاتم.
4. إعادة قراءة القطعة التفسيرية بعد معرفة ما سيحذف منها.
5. كتابة القطعة التفسيرية، والحرص على تناسقها وترتيبها، وربط عباراتها وجملها ربطا ً بيانياًً.
6. الحرص على مراعاة علامات الترقيم من الفواصل والنقط، وعلامات التعجب والاستفهام، والفقرات الواضحة المترابطة.
7. التصرف بالصياغة عند الضرورة، ليبدو الكلام مترابطاً متماسكاً.
8. ترقيم الآيات القرآنية، الواردة في التفسير، بذكر اسم السورة ورقم الآية، وهذا كثيرٌ في تفسير ابن كثير.
9. المحافظة على تقسيم ابن كثير للآيات، والحرص على تسجيل كلامه، وإيراد ما ذكر من علم نافع غزير، وعدم التدخل بالتعليق أو المناقشة. لأنني في عملي هذا خادم للتفسير، وليس معلقاً عليه أو مناقشاً له.
10. حسن انتقاء الأحاديث واختيار ما صحَّ منها، وإغفال ما كان موضوعاً أو ضعيفاً.
أحاديث التهذيب:
ومما يزيد هذا التهذيب جمالا ً وألقاً .. قيام فضيلة العالم القدوة الشيخ إبراهيم العلي –رحمه الله- بتخريج الأحاديث والحكم عليها، وذكر من أخرجها من كتب الحديث – فجزاه الله خيراً عن العلم وأهله – وقد بلغت الأحاديث المرفوعة الصحيحة في التهذيب أكثر من ثلاثة آلاف وثمانمائة حديث.
وأخيراً:
جزى الله فضيلة العلامة المفسر صلاح الخالدي خير الجزاء، على قيامه بهذا التهذيب المبارك، وهذا العمل الجليل، ونشكر له صبره ومثابرته وجلده على معاناة مثل هذه الأعمال التي هي بحاجة إلى همة عالية، وفهم ثاقب , ونظرة صائبة، وعقل واعٍ، وقلم سيَّال، وروعة بيان، وهذا ما رأيناه ونراه في شيخنا حفظه الله وأعلى مثوبته ورفع درجته.
ـ[راني الثبيتي]ــــــــ[13 Aug 2008, 08:08 ص]ـ
جزاك الله خير ياأخ محمد خير الجزاءفقد كنت أبحث عن مثل هذا المؤلف من زمن ولكن هل يوجدفي المكتبات تفسير ابن كثير رحمه الله كاملاومحققا بدون حذف شيء منه؟
وفقك الله لطاعته
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[13 Aug 2008, 08:21 ص]ـ
أبشر الإخوة بصدور تفسير أستاذنا الدكتور صلاح الخالدي، وهو من تأليفه وليس اختصاراً لأحد كتب التفسير.
ولعلي أُعرِّف به قريباً عندما أحصل على نسخة منه.
ـ[محمد السيلاوي]ــــــــ[13 Aug 2008, 04:10 م]ـ
الأخ الفاضل راني حفظه الله
لعله من أفضل الطبعات هي الطبعة المصرية الصادرة عن دار طيبة بتحقيق وتعليق الاستاذ سامي بن محمد السلامة حيث قام بتخريج الأحاديث الواردة في التفسير , كما قام بتعليقات على الروايات الإسرائيلية ولم يحذف شيئاً من التفسير
وقد صدرت في 8 مجلدات.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Aug 2008, 04:22 م]ـ
لعله من أفضل الطبعات هي الطبعة المصرية الصادرة عن دار طيبة بتحقيق وتعليق الاستاذ سامي بن محمد السلامة حيث قام بتخريج الأحاديث الواردة في التفسير , كما قام بتعليقات على الروايات الإسرائيلية ولم يحذف شيئاً من التفسير
وقد صدرت في 8 مجلدات.
معذرة يا أخي العزيز محمد وفقكم الله.
تصحيحاً للخطأ المطبعي السابق. طبعة دار طيبة في الرياض وليست في مصر.
وربما تكون طبعة مكتبة أولاد الشيخ في 15 مجلداً أوفى من طبعة دار طيبة إن شاء الله وكلاهما جيدة نافعة.
ولعلك تراجع هذا الموضوع ففيه تفاصيل عن طبعات تفسير ابن كثير
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=103
ـ[راني الثبيتي]ــــــــ[15 Aug 2008, 06:06 ص]ـ
جزاك الله خيرا ياأخ محمد وجزى الله فضيلة شيخنا خير الجزاء ونفع الله بكم
ـ[محمد السيلاوي]ــــــــ[17 Aug 2008, 03:37 م]ـ
الشيخ الفاضل عبد الرحمن الشهري جزاك الله خيراً على هذا التصحيح
ـ[الجعفري]ــــــــ[17 Aug 2008, 05:37 م]ـ
جزاك الله خيراً على هذا المجهود من التعريف بهذا التهذيب ...(/)
قصيدة: والقيد لم يمنع سماع دعائي
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[23 Jul 2008, 09:25 م]ـ
قصيدة أعجبتني فأحببت أن أنقلها لكم فيها العبرة والعظة
وهي صرخة قلب جريح من أعماق الظلمات ويروق لي
أن أعنونها بشطر من أبياتها:
والقيد لم يمنع سماع دعائي
قلبي معي لم ينفه أعدائي= والقيد لم يمنع سماع دعائي
ما كنت أرجو أن أكون مداهناً= بعضَ القطيع وسادةَ السفهاءِ
من قال إن الغرب يأتي قاصداً=أرض العروبة خالص السراءِ
من قال إن الماء يسكر عاقلاً= والعلج يحفظ عورة العذراءِ؟
من قال ان الظلم يرفع هامةً=ويجر في الأصفاد كل فدائي
من كبِّلَ اللَّيثُ يكون مسيَّداً= حتى وإن عٌدَّ من اللقطاءِ
إني أحذركم ضياع حضارةٍ= وكرامةٍ وخديعةَ العملاء
هذا إبائي صامدٌ لن ينحني=ويسير في جسمي دمُ العظماء
أعِرَاقُ إنك في الفؤاد متوج=وعلى اللسان قصيدة الشعراءِ
أعراق هز البأس سيفك فاستقم=واجمع صفوفك دونما شحناءِ
بلغ سلامي للطفولة بعثرت=بين الركام بتهمة البغضاء
بلغ سلامي للحرائر مُزقت= أستارها في غفلة الرقباء
بلغ سلامي للمقاوم يرتدي= ثوب المَنُون وحلةَ الشهداء
منقول(/)
وفاة العالم الداعية الخطيب الشيخ حسن أيوب
ـ[محمد السيلاوي]ــــــــ[24 Jul 2008, 07:08 م]ـ
وفاة العالم الداعية الخطيب الشيخ حسن أيوب
انتقل إلى رحمة الله تعالى العالم الفاضل الخطيب المؤثر فضيلة الشيخ حسن محمد أيوب من علماء الأزهر الشريف الذي توفي في بلده منوف مساء يوم الأربعاء 13/رجب/1429 الموافق 16/ 7/1429 ودفن في مسقط رأسه يوم الخميس 14/رجب/1429 الموافق 17/ 7/2008
والشيخ حسن أيوب ـ رحمه الله تعالى ـ من مواليد محافظة المنوفية- جمهورية مصر العربية
تخرج في كلية أصول الدين - جامعة الأزهر 1949م.
وعمل مدرسًا بوزارة التربية، ثم موجهًا بوازرة الأوقاف، ثم مديرًا للمكتب الفني فيها
كما عمل بعد ذلك بدولة الكويت واعظًا وخبيرًا ومؤلفًا، وأسس في الكويت مشاريع خيرية ومنها لجنة زكاة العثمان، وترك الكثير من التلاميذ المتأثرين بمنهجه الدعوي، منهم الأستاذ المجاهد خالد مشعل، والأستاذ محمد نزال، والشيخ أحمد قطان، الداعية الكويتي المعروف. ثم انتقل إلى المملكة العربية السعودية فعمل أستاذًا للثقافة الإسلامية بجامعة الملك عبد العزيز، ثم أستاذًا بمعهد إعداد الدعاة بمكة المكرمة، وكان يؤم ويخطب في جامع العمودي بجدة ويعالج قاضيا الساعة وهموم المسلمين، ويتوافد الناس إليه من كل حدب حتى لا تجد في المسجد مكانا فيه من كثرة الزحام.
ثم استقر به المقام في مصر، ليتفرغ لمشروعاته التعليمية والتربوية والدعوية.
وتتجلى إسهامات الشيخ في مكتبته الصوتية تلك التى بلغت أكثر من ألف شريط كاسيت وفيديو ضمّنها الشيخ مبادئ الإسلام كله بكلياته وفروعه على شكل سلاسل صوتية رائعة. كما أسهم الشيخ بنصيب وافر في مجال الكتابة فألف مجموعة من الكتب. منها:
1 ـ فقه العبادات.
2 ـ السلوك الاجتماعي في الإسلام.
3 ـ تبسيط العقائد الإسلامية.
4 ـ الجهاد والفدائية في الإسلام.
5 ـ رحلة الخلود.
6 ـ الموسوعة الإسلامية الميسرة.
ولقد عرفنا الشيخ داعية ومعلماً يصدع بقول الحق ولا يخشى في الله لومة لائم
رحم الله الشيخ العالم الداعية وأسكنه فسيح جناته، وعوَّض المسلمين عن فقد علمائهم الصالحين الأخيار.
عن موقع صوت الاسلام في سوريا.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[25 Jul 2008, 04:57 ص]ـ
رحم الله الشيخ حسن وغفر له , ونور له قبره.
ـ[أحمد تيسير]ــــــــ[26 Jul 2008, 12:04 ص]ـ
عظم الله أجركم ورحم الله ما فقدتم ......... نسأل الله تعالى أن يغفر له ويرحمه ويوسع في مدخله ويحشره مع الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[26 Jul 2008, 02:02 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
إذا ما مات ذو علم وتقوى ... فقد ثلمت من الإسلام ثلمة
رحم الله هذا الشيخ الجليل الذي أوتي العلم والحكمة والفصاحة ومحبة الجميع.
رحمه الله وغفر له وأسكنه عليين مع الذين أنعم عليهم.
ـ[إيمان]ــــــــ[28 Jul 2008, 05:13 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحم الله الشيخ حسن وغفر له وأسأل الله أن يسكنه فسيح جنته ........
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[28 Jul 2008, 07:24 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون ...
رحمه الله رحمة واسعة
ـ[أحمد النقيب]ــــــــ[28 Jul 2008, 07:55 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
أسأل الله العظيم أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته(/)
قصيدة: هل أشغلتنا الخيل والخيلاء
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[24 Jul 2008, 07:36 م]ـ
هل أشغلتنا الخيل والخيلاء
هل أشغلتنا الخيل والخيلاء=أم حل قلب المسلمين الداء
هل أذهلتنا ناطحات سحابهم=عما تريد لجمعنا العلياء
وهل ابتعدنا عن مسيرة أمة=بمصابها تتنفس الصعداء
أم هل غفلنا عن حوادث راعنا=منها الفجور وخسة هوجاء
وهل انتبهنا للمجوس تجمهروا=حول ابن علقم إنهم بلهاء
فهل الحقائق قد تغيب جلها=سلب العقول لجلها الأعداء
أم أن إعلام العدو موجَّه=لنكون بوقاً صاغه الأعداء
هلا أفقنا يا رفاق دروبنا=من غفلة هي عينها البلواء
هلا استقمنا في الطريق على الذي=قد جاء أحمد سيدي الوضاء
أفما كفانا النوم أمة أحمدٍ=وعدونا هو فتنة عمياء
إن النصارى والمجوس تجمعوا=وحثالة الشذاذ والدَّهماء
جاؤوا يهودا في نصارى قصدهم=هدم الرسالة أيها الشرفاء
وأتى المجوس بخسة ومرادهم=دعم الضلال وكلهم ضوضاء
أفما تنبهنا ولابن العلقمي=خلفاء فينا كلهم عملاء
خان الخليفة واستباح لأمتي=كل المحارم أيها الوجهاء
فتمزق السلطان كل ممزق=هذي دروس أيها العظماء
واليوم يأتي الغاصبون ديارنا=ليقتلوا وبرأيهم من شاؤوا
ها قد أتونا بالشراسة والخنا=وبكل شر إنهم خبثاء
فيما وراء النهر حط ركابهم=رحلا وفي بغداد حط لواء
للكافرين وقد توجه سيرهم=للغرب بعد الشرق يا نبهاء
أفلا ارعوينا واتعظنا بالذي=قد كان منهم والعقول خواء
خسؤوا وخابوا إننا في عزة=مهما بغوا وسبيلنا العلياء
هم يحسبون بأننا فوق الثرى=مثل الأرانب راعها الضوضاء
نحن الأسود فهل وجدت قناتنا=لانت فإنا الأمة الغرباء
نحمي الحمى نمضي لأشرف منزل=شهدت بطولةَ أمتي العلياء
والله لن يعمي الظلام بصائراً=عمرت قلوب هداتها الأضواء
نحن الصياغة مهنة بدمائنا=تجري ونحن القوم والبلغاء
فنميِّز التبر الأصيل بحكه=فلنا الأمانة إننا الأمناء
يا أمتي أنت النبيلة مقصدا=وحداة دربك ثلةٌ علماء
هيا استظلي تحت رايتهم فما=لك من خيار والكريم عطاء
يا أمتي لا ترقبي يوما به=تلقين من نكباته الشمطاء
يا أمتي هبي لنصرة منهج=ورسالة في نهجها سمحاء
يا أمتي قد كان فيما قد مضى=منك الأماثلُ سادةٌ شرفاء
يحمون بيضة دينهم ونبيهم=ونفوسهم تأبى الدنا شماء
هم أسوة لشبابنا ولشيبنا=سلفية أخلاقهم بيضاء
والخير فيكم يا بقيَّتهم بنا=بل أنتم الأبناء والآباء
أنتم وترتقب الرسالة نجدة=منكم فأنتم سادة كرماء
لا لا تلينوا واستقيموا دائما=قرآننا هو عزنا الوضاء
فتمسكوا بالنيرين كليهما=ما قد حييتم أيه الفضلاء
لا لن تضلوا ما تمسكتم بما=جاء الرسول وبلَّغ العلماء
صلوات ربي والسلام عليك يا=خير البرايا إننا الشهداء
الخميس: 21/ 7 / 1429 هـ.(/)
الدورة العلمية لفضيلة الشيخ د. عبد الكريم الخضير بمكة المكرمة
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[25 Jul 2008, 09:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الأكارم يسرنا أن نعلمكم بالدورة العلمية لفضيلة الشيخ عبد الكريم الخضير (حفظه الله) بمكة المكرمة ..
الكتاب: المحرر لابن عبد الهادي.
المدة: اسبوعين بدءاً من يوم السبت 23/ 7/1429هـ الموافق 26/ 7/2008مـ.
الوقت: العصر.
المكان: جامع مدحت شيخ الأرض بحي البيبان.
للأستفسار:0555501483.
النقل المباشر:
1. ستنقل الدروس في قسم البث المباشر في موقع الشيخ حفظه الله.
http://www.khudheir.com/
2 . موقع البث الإسلامي
www.liveislam.net
3 . غرفة رياض المسك الرئيسية في برنامج البالتوك
0 o0 Riyadh ALmisk ChanneL 0o0
__________________(/)
مالذي حدث لمفهوم العدالة الاجتماعية في الاسلام؟
ـ[عزام عز الدين]ــــــــ[26 Jul 2008, 06:10 ص]ـ
مالذي حدث لمفهوم العدالة الاجتماعية في الاسلام؟
2008 - 07 - 24 http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=50732&issueNo=213&secId=23
أحمد خيري العمري*
سمير أمين مفكر ماركسي معروف، وهو من الفئة القليلة من المثقفين الماركسيين اليساريين الذين لم يتخلوا عن مبادئهم – عقب انهيار المنظومة الاشتراكية – ولم يتحول، كما فعل الكثيرون، من ماركسيي الأمس، من الوعظ عن الصراع الطبقي ودكتاتورية البروليتاريا إلى التبشير بالليبرالية، وباقتصاد السوق وبجنة أميركا الموعودة.
بعض ماركسيي الأمس تحول من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين بمنتهى السهولة، وبعضهم لم يفعل ذلك لكنه آثر الصمت وربما بكاء الأحلام القديمة. سمير أمين ليس من هؤلاء ولا من أولئك. إنه لا يزال مؤمناً بعقيدته ولا يزال يبشر بما يسميه «العولمة الاشتراكية» – وبحق الطبقات المسحوقة من كل الشعوب في نضالها ضد الطبقة الرأسمالية و» الإمبريالية العالمية»، وضد عملائها من «الكومبرادورية المحلية»! .. وهي ألفاظ صارت شبه مفقودة في الخطاب المعاصر.
و امين كاتب رصين عموما و أبحاثه عن العولمة، مثلاً، في غاية النضج والرصانة. ويمكن اعتبارها مراجعَ علمية بين أكوام الكتب التي أضيفت إلى هذا الموضوع.
لكن هذه الرصانة فارقت أمين في دراسته الأخيرة المعنونة «الإسلام السياسي في خدمة الإمبريالية» المنشورة في الـ monthly review ( ديسمبر 2007) – والتي أعيد نشرها مختصرة في الرأي الآخر اللندنية (عدد مارس 2008) وترجمت كاملة إلى العربية في بعض مواقع الشبكة.
ومضمون الدراسة واضح من عنوانها المثير! وطبعاً من المتوقع من مفكر ماركسي (و من أصول غير مسلمة، إن كان هذا مهما هنا) مثل أمين أن لا يحمل أي تعاطف مع «الإسلام السياسي»، لكن دراسته تتجاوز هذا إلى ما هو أبعد بكثير، ليس بالتعميم فحسب، ولكن أيضاً بنظرية المؤامرة التي يستخدمها الإسلاميون عادة ضد مناهضيهم (وبمهارة أكبر!) – فبالنسبة إلى أمين، فإن الإسلام السياسي «ليس ضد الإمبريالية»، بل هو حليفها الثمين أيضاً (!) وليس هذا فقط بل «الإسلام السياسي هو من فعل الإمبريالية الكامل مدعوماً بالطبع من قوى الرجعية الظلامية ومن الطبقات الكومبرادورية التابعة لها .. »، بل إن أمين ينوه، إلى أن «البناء النظري الذي منح الشرعية للإسلام السياسي (التي يرجعها أمين للمودودي) كانت قد صيغت، بحسب أمين، «بالكامل على يد المستشرقين الإنجليز في خدمة صاحب الجلالة البريطاني!» وهكذا فإن أمين لا يكتفي بالتعميم، بل يذكر أسماء حركات الإسلام السياسي التي يتهمها بأنها كانت صنيعة مباشرة للإمبريالية العالمية، وبضمنها، وبكل بساطة، حركة حماس التي يقول عنها»: إن إسرائيل دعمتها لإضعاف التيارات الديمقراطية والعلمانية في المقاومة الفلسطينية!» وخلال كل ذلك، يختزل أمين قوة الشارع الإسلامي إلى أنه «الصورة المعكوسة لضعف اليسار المنظم»!! أي أنه لا يجد تفسيراً – حتى ولو من وجهة نظره الماركسية – لتنامي الظاهرة الدينية وتعدد امتداداتها، غير ضعف «رفاق النضال في اليسار المنظم!» ..
لا أكتب هذا كله للدفاع عن الإسلام السياسي، فهذا التيار، له كبواته وسقطاته، كما أن له منجزاته ونجاحاته، لكن هذا لا يخص الإسلام السياسي فقط، بل يخص التيارات كلها من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار.
الذي استوقفني في كل هذا هو شيئان اثنان: أولهما أنه بتجاوز التحيز الموجود في رؤية أمين، فإنه يمكن فعلاً ملاحظة تراجع حاد لخطاب «العدالة الاجتماعية» الذي استخدمه سابقاً الإسلام السياسي، حتى المصطلح نفسه، الذي كان عنواناً شهيراً لواحدة من أهم مؤلفات سيد قطب وأبكرها، اختفى تقريباً من الأدبيات الأحدث، والأمر لا يقتصر طبعاً على اختفاء المصطلحات من الخطاب السائد، بل على تراجع الاهتمام بموضوع العدالة الاجتماعية بتداعياته كلها، لصالح موضوع الهوية وصراع الحضارات، والمشاركة الديمقراطية .. الخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثاني ما يجب الانتباه إليه هنا، هو أن أمين، حسناً فعل إذ صبَّ اتهاماته على «الإسلام السياسي» فحسب، لأن الإسلام أكبر من أن يختزل في حزب أو في حركة سياسية مهما حاولَ البعض اختصاره بذلك. فهناك إسلام «اجتماعي» شديد التجذر في الممارسات والوجدان الاجتماعيين، وهناك أيضاً «إسلام فكري وثقافي»، وهو ما يهمني أن أميزه هنا، ذلك أن «المفكر الإسلامي» ليس مضطراً أن يكون تابعاً للسياسي المسلم، وهو ليس مضطراً أيضاً لأن يصطدم به، لكن حسابات الإسلام السياسي قد تختلف عن حسابات الإسلام الفكري، السياسي المسلم قد يضطر، بحكم طبيعة السياسة، أن يسايس، وأن يساير، وأن تكون له أهداف مرحلية تختلف عن الهدف النهائي – وسيجد له حزمة من الأغطية الشرعية فيما يفعل، سواء اختلفنا أو اتفقنا معه في مصداقيتها – لكن ما وجه الاضطرار بالنسبة إلى المفكر المسلم؟
إن مرجعيته الوحيدة يجب أن تظل للإسلام ولفكره ولرؤيته وليس لحزب أو تيار سياسي قد يغير من تكتيكه لهذا الظرف أو ذاك. لن ينتج هذا بالضرورة صداماً، بل قد ينتج «ترشيداً» على المدى البعيد، فالسياسي المسلم قد يضطر، بسبب من قواعد اللعبة السياسية، أن يتحالف مع طبقة «رجال الأعمال»، لكن هذا لا يعني أبداً أن «إسلام رجال الأعمال» أو ما يسمى بالتدين الجديد المنتشر في الطبقات الأرستقراطية ونواديها الاجتماعية والمدعوم (فضائياً) يجب أن يكون هذا النموذج الوحيد – لا أحد يمكن له أن يسلب حق هذه الطبقة في تدينها وحتى في امتلاك مظاهر مميزة لهذا التدين، لكن هذا يجب أن لا يؤثر على مفهوم العدالة الاجتماعية في الإسلام، المفهوم الذي هو أبعد وأعمق من مجرد «عمل خيري» و «جمع تبرعات» وصدقات وإحسان – بل هو مرتبط بمفهوم أكثر شمولية للعدالة يرتكز على منع احتكار تداول الثروة عند فئة محددة من الملأ، والتحكم في آليات تمنع تزايد الفجوة بين طبقات المجتمع، والتركيز على كون «الماء والكلأ والنار» – أي مصادر الطاقة والثروات الطبيعية في مجتمع ما – هي ملك للمجتمع ككل وليس من حق أحد، أو فئة الاستئثار بأرباحها، كما أن مفهوم الزكاة نفسه – ومنع الاحتكار – يعكسان «آلية تدخل» تشكل عتلة توازن ضد تدخل «الملأ» المستمر من أجل الاستحواذ على المزيد من الثروة (في الوقت الذي يعد ذلك التدخل اليوم تحدياً لقيم العولمة وقرارات الملأ العالمي وصندوق النقد الدولي).
مفهوم العدالة الاجتماعية إذن جزء أصيل من ثوابت إسلامية لا يمكن المساس بها في جوهرها، واختزالها إلى محض تكافل اجتماعي، أو حتى مجرد «أمن اجتماعي» – لا يجب أن يكون أكثر من تكتيك سياسي عابر، تمليها شروط لعبة سياسية على أمل أن تكون المشاركة، سبيلاً لتحسين الشروط نفسها .. وتساهم في بناء العدالة المنشودة.
إن الظرف العالمي كله قد جرَّ الإسلامين (السياسي، والثقافي) إلى التأكيد على «الهوية» الإسلامية في موجة التحديات الحضارية التي تستهدفها، ولكن العدالة الاجتماعية بالذات يجب أن لا يضحى بها على «مذبح الهوية» – بل على العكس، يجب التأكيد على أن ما يقع خلف هذه الهوية من قيم جوهرية، تشكل العدالة الاجتماعية أحد أهم أركانها وأبرزها.
في خضم التحالفات العابرة هنا وهناك، علينا جميعاً أن نتذكر أن «لب التغيير» الحقيقي، والنهضة المنشودة، لن تكون في نوادي النخب وتجمعات رجال الأعمال، بل عند تلك الطبقات الأدنى التي هي مادة التغيير الحقيقي، وهدفه(/)
أنقذتهم آدابهم
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[26 Jul 2008, 01:56 م]ـ
أنقذتهم آدابهم
كان تميم بن جميل السدوسي قد أقام، بشاطئ الفرات، واجتمع إليه كثيرٌ من الأعراب، فعظُم أمرُه، وبَعُد ذكره؛ فكتب المعتصمُ إلى مالك بن طَوْق في النهوض إليه، فتبدَّد جمعُه، وظفر به فحمَلهُ مُوثَقاً إلى باب المعتصم، فقال أحمد بن أبي داود: ما رأيتُ رجلاً عاين الموت، فما هالَه ولا شغله عما كان يجِبُ عليه أن يفعلَه إلا تميم بن جميل؛ فإنه لمّا مَثلَ بين يدي المعتصم وأحضر السيفَ والنطَعَ، ووقف بينهما، تأمِّله المعتصم - وكان جميلاً وَسيماً - فأَحبّ أن يعلمَ أين لسانُه من منظره، فقال: تكلّم يا تميم، فقال: إذا إذ أذِنتَ يا أمير المؤمنين، فأنا أقولُ: الحمدُ للَّهِ " الذي أَحْسَنَ كلَّ شيءٍ خَلَقَهُ وَبَدأَ خَلْقَ الإنسانِ من طينٍ، ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالةٍ من ماء مَهِينٍ " أيا أمير المؤمنين: جبر الله، بك صَدْعَ الدَّين، ولمَّ بك شَعَثَ المسلمين، وأوضحَ بك سُبُل الحقّ، وأخمدَ بِك شِهَابَ الباطل؛ إن الذنوبَ تخرس الألسُن الفصيحة، وتُعْيِي الأفئدَة الصحيحة، ولقد عظُمَتِ الجريرة، وانقطعَت الحجّة وساءَ الظنّ، فلم يبق إلا عفوُك وانتقامُك، وأرجو أن يكون أقربهما مني وأسرعهما إلي، أولاهما بإمامتك، وأشبههما بخلافتك، وأنت إلى العفو أقرب، وهو بك أشبه وأليق الطويل:
أرى الموتَ بين السيفِ وَالنطْع كامناً ... يُلاحظني من حيثما أتلفَّتُ
وأكبَرُ ظني أنكَ اليومَ قاتِلي ... وأَيُّ امرئ ممّا قضَى الله يفلت
وأي امرئ يأتي بعُذْرٍ وحُجّةٍ ... وسيفُ المنايا بين عينيه مُصْلَتُ
وما جزَعِي مِنْ أن أموتَ وإنني ... لأعلمُ أنَّ الموتَ شيءٌ موقَّتُ
ولكنّ خَلْفي صبْيةً قد تركتهم ... وأكبادُهم من حَسْرةٍ تتفتَّتُ
فإنْ عشتُ عاشوا سالمين بغِبطةٍ ... أذُودُ الرَّدَى عنهم وإن متُّ مَوَّتُوا
وكم قائلِ لا يبعد الله دارَهُ ... وآخرُ جَذْلانٌ يسرُّ ويشمتُ
فتبسَّم المعتصم وقال:
يا جميل، قد وهبتُك للصَّبية، وغفرت لك الصّبْوَة، ثم أمر بفكّ قيودِه،
وخلع عليه، وعقد له على شاطئ الفُرات.
ـ[سلسبيل]ــــــــ[26 Jul 2008, 02:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا وإن الآداب لتنقذ ومنهم هؤلاء الآتي ذكرهم .. الذين لولا فصاحتهم لضربت أعناقم .. وقد ذُكر خبرهم في كتب الأدب:
:::لولا فصاحتهم لضربت أعناقهم:::
أمر الحجاج بن يوسف صاحب حرسه أن يطوف بالليل، فمن رآه بعد العشاء سكران ضربَ عنقه، فطاف ليلةً من الليالي، فوجد ثلاثة فتيان ٍ يتمايلون، وعليهم أمارات السكر، فأحاطت بهم الغلمان وقال لهم صاحبُ الحرس: من أنتم حتى خالفتم أمر أمير المؤمنين، وخرجتم في مثل هذا الوقت! فقال أحدهم:
أنا ابنُ من دانت ِ الرقابُ له ... ما بين مخزومِها وهاشِمها
تأتيه بالرغم ِ وهي صاغرةُ ... يأخذ من مالِها ومن دَمِها
فأمسك عنه، وقال لعله من أقارب أمير المؤمنين، ثم قال للآخر: وأنت من تكون؟ .. فقال:
أنا إبن لمن لا تنزل الدهر قدره ... وإن نزلت يوماً فسوف تعود
ترى الناس أفواجاً إلى ضوء ناره ... فمنهم قائم حولها وقعود
فأمسك عنه، وقال: لعله ابن أشرف العرب، ثم قال للآخر: وأنت من تكون؟ .. فأنشد على البديهة:
أنا ابنٌ لمن خاض الصفوف بعزمه ... وقوّمها بالسيف حتى استقامت
وركباه لا ينفك رجلاه منهما إذا ... الخيل في يوم الكريهة ولّت
فأمسك عنه أيضاً، وقال: لعله ابن أشجع العرب، واحتفظ عليهم. فلما كان الصباح رفع أمرهم للحجاج، فأمر بإحضارهم وكشف عن حالهم، فإذا الأول ابن حجّام، والثاني ابن فوّال، والثالث ابن حائك.
فتعجب من فصاحتهم، وقال لجلسائه: علّموا أولادكم الأدب، فوالله لولا فصاحتهم لضربت أعناقهم، ثم أنشد الحجاج:
كن ابن من شئت واكتسب أدباً ... يغنيك محموده عن النسب
إن الفتى من يقول: ها أنا ذا ... ليس الفتى من يقول: كان أبي(/)
حفظ القرآن والغرف الصوتية / شعر
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[26 Jul 2008, 07:21 م]ـ
بشرى للقراء ووالديهم
حفظ القرآن والغرف الصوتية / شعر
ومن يدري بأن المرء يقرا=على بعد على القراء ختمة
ولكن ليس بد من لقاء=لمنح إجازة ودوام نعمة
وهذا فضل ربي في البرايا=بحفظ كتابه وبكل كِلْمِة
وحفاظ الكتاب لهم مزايا=بوصف رسولنا أخيار الامة
فبشرى للشباب وللصبايا=وللأشياخ في درجات جنة
تنال بكل آي يحفظوها=وبشرى الوالدين لمن أتمه
عصر السبت: 23/ 7 / 1429 هـ(/)
من أقوال ابن تيمية من منهاج السنة
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[27 Jul 2008, 01:41 م]ـ
من أقوال ابن تيمية من منهاج السنة
سئل مالك عن الرافضة فقال: لا تكلمهم ولا ترو عنهم فإنهم يكذبون.
منهاج السنة النبوية ج1/ص59 – 60
- من المعلوم لكل عاقل أنه ليس في علماء المسلمين المشهورين أحد رافضي.
منهاج السنة النبوية ج4/ص130
- الرافضة (و لهذا يقال فيهم) ليس لهم عقل ولا نقل ولا دين صحيح ولا دنيا منصورة. منهاج السنة النبوية ج7/ص172
- اتفق عقلاء المسلمين على أنه ليس في طوائف أهل القبلة أكثر جهلا وضلال وكذبا وبدعا وأقرب إلى كل شر وأبعد عن كل خير من طائفة الإمامية.
منهاج السنة النبوية ج2/ص607
والله يعلم أني مع كثر بحثي وتطلعي في معرفة أقوال الناس ومذاهبهم ما علمت رجلا له في الأمة لسان صدق متهما بالامامية. منهاج السنة النبوية ج4/ص131
- أصل كل فتنة وبلية هم الشيعة ومن انطوى إليهم، وكثير من السيوف التي سلت في الإسلام من جهتهم
الشيعة يعترفون بأنهم في الحقيقة لا يعتنقون دين الإسلام وإنما يتظاهرون بالتشيع لقلة عقل الشيعة وجهلهم ليتوسلوا بهم إلى أغراضهم وأهوائهم.
منهاج السنة النبوية ج2/ص68، 6/ 370
- ليس الضلال والبغي في طائقة من طوائف الأمة أكثر منه في الرافضة.
منهاج السنة النبوية ج6/ص368
الردة قد تكون عن أصل الإسلام كالغاية من النصيرية والإسماعيلية فهؤلاء مرتدين باتفاق أهل السنة والشيعة. منهاج السنة النبوية ج7/ص221
قراءة القرآن فيهم قليلة ومن يحفظه حفظا جيدا فإنما تعلمه من أهل السنة.
منهاج السنة النبوية ج7/ص415
- ولو ذكرت بعض ما عرفته منهم بالمباشرة ونقل الثقات وما رأيته في كتبهم لاحتاج ذلك إلى كتاب كبير
منهاج السنة النبوية ج7/ص416
رأينا كل من كان إلى اتباع السنة والحديث واتباع الصحابه أقرب كانت مصلحتهم في الدنيا والدين أكمل وكل من كان أبعد من ذلك كان بالعكس.
منهاج السنة النبوية ج6/ص416.
لا جرم تجدهم من أبعد الناس عن مصلحة دينهم ودنياهم حتى يوجد من هو تحت سياسة اظلم الملوك واضلهم من هو أحسن حالا منهم ولا يكون في خير إلا تحت سياست من ليس منهم.
منهاج السنة النبوية ج6/ص417
وليس للإنسان شيء يختص به الا ما يسر به عدو الإسلام ...
منهاج السنة النبوية ج7/ص415
والرافضة ليس لهم إلا في هدم الإسلام ونقض عراه وإفساد قواعده.
منهاج السنة النبوية ج7/ص415
فهذه الأمور وأمثالها من توليهم المشركين ظاهرة مشهورة يعرفها الخاصة والعامة توجب ظهور مباينتهم للمسلمين ومفارقتهم للدين ودخولهم في زمرة الكفار والمنافقين. منهاج السنة النبوية ج7/ص415
ليس في الرافضة إلا من فيه شعبة من شعب النفاق. منهاج السنة النبوية ج3/ص375
- الرافضي لا يعاشر أحدا إلا استعمل معه النفاق فإن دينه الذي في قلبه دين فاسد يحمله على الكذب والخيانة وغش الناس وإرادة السوء بهم فهو لا يألوهم خبلا ولا يترك شرا يقدر عليه إلا فعله بهم. منهاج السنة النبوية ج6/ص425
- وقد اتفق أهل العلم بالنقل والرواية والإسناد على أن الرافضة أكذب الطوائف والكذب فيهم قديم. منهاج السنة النبوية ج1/ص59.(/)
شعر: قرآننا عزنا ياخيرة البشر
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[28 Jul 2008, 01:26 ص]ـ
((كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف
وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ... ))
قرآننا عزنا ياخيرة البشر
قرآننا عزنا يا خيرة البشر= وسنة المصطفى في الناس كالقمر
فمنهما النور والخيرات مبعثها= هما لنفسي بشراي ومزدجريِ
يكفيك يا حافظ القرآن من شرف= حملت في الصدر من آيات من الزهر
فمبارك الله بالحفاظ ديدنهم= تلاوة لكتاب الله في السحر
وإنهم لنجوم في مسيرتنا= أضنوا نفوسهم بالبذل والسهر
يعلمون كتاب الله مقصِدهم= رضوان ربيَ هذا غاية الوطر
خير البرية من قد جد في طلب= يعلم العلم والقرآن للبشر
فاحرص أُخَيَّ على سير بدربهمُ= واملأ لوقتك بالتعليم للسور
هذي الفضائل يا أحبابنا وبكم= ننآى عن الشر والشحناء والخطر
يا مجلس العلم قد بوركت في زمنٍ = تسارع الناس في العصيان والبطر
وغفلة الناس عن درب الهدى خطرٌ= لكن ربي أنجانا من الخطر
بما حبانا من القرآن نقرؤه= فكر ملياً فإن الخير في الفِكَر
أما المساجد فاذكر فضلها أبداً= إن المساجد منجاة من الضجر
فيها السكينة للأرواح تمنحها= سر السعادة مما جاء في السور
وما حوته من الحفاظ إنهمُ= مثل الورود وزهرة الفل والعطر
وغرفة الصوت لا تنسى فضائلها= واحرص عليها لنشر العلم والعبر
واحرص عليها لتعليم الكتاب بما= حباك ربي من فضل على البشر
وهذه كلماتي قد أتت عبراً= في الناس تهدى إلى القرآن والأثر
المدينة المنورة: بعد عصر الأحد / 24/ 7 / 1429هـ.(/)
هديتي للأخوات الحافظات / شعر
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[28 Jul 2008, 03:06 ص]ـ
بشرى
قال صلى الله عليه وسلم:
(الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة .. )
وهذه هديتي للأخوات الحافظات
لكل واحدة منهن
وحافظة القرآن يسطع نورها = فتحكي بنور البينات بها البدرا
وترقى جنان الخلد خالصة بما = أتاها من الرحمن من موجب شكرا
فيا أخواتي والجنان مراتب = تنال بآيات الكتاب إذا تُقرا
وإن الكتاب المستبين أحبتي = أشد انفلاتا فاستعيدوا له ذكرا
فقرآننا تاج الرؤوس ومنهج = نسوس به الدنيا ونعلوا به قدرا
فلا تتركي أختى التلاوة ساعة = وكوني مع الأخيار في هذه الذكرى
ليلة الإثنين: 25 / رجب الفرد / 1429هـ.
فلنتعاهد هذا القرآن حفظا ودرسا وتطبيقا.(/)
هدية شيخنا الحيب أحمد حطيبة لكم يا أهل القرآن
ـ[محمد إبراهيم العبادي]ــــــــ[30 Jul 2008, 10:31 ص]ـ
http://www.hotaybah.com/modules.php?name=Lessons&act=lesson&l=1777(/)
زواجُ المؤمناتِ القانتات / شعر
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[31 Jul 2008, 11:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن العجب العجاب أن تخلو أفراحنا من كلمة نصيحة للأمة وللعروسين وألا يكون فيها إلا الأكل والشرب!!؛ فلو اغتنمتم هذه الفرصة المباركة أيتها الدعاة ...
إخوتي وأحبائي: هذه كلمات مقترحة لتلقى بمناسبة حفل زفاف سيكون في القريب العاجل فآمل ممن لديه ملاحظة أن يبديها شاكرا ومقدرا لكم إخوتي وأخواتي كل جهد وجزآكم الله خيرا. وإلى الكلمة:
سأُلقي في مسامِعِكُم كلاماً=جميلاً إِخوتي فتدبروهُ
قَصيداً قدُ يكونُ بهِ شروخٌ=ولكنْ للمعاني فاحفظوهُ
قال الله عز وجل: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)
أخرج البخاري ومسلم واللفظ له: عن علقمة قال كنت أمشي مع عبدالله بمنى فلقيه عثمان فقام معه يحدثه فقال له عثمان يا أبا عبدالرحمن ألا نزوجك جارية شابة لععلها تذكرك بعض ما مضى من زمانك قال فقال عبدالله لئن قلت ذاك لقد قال لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم:
(يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)
زواجُ المؤمناتِ القانتات
إخوتي الكرام:
زواجُ المؤمناتِ القانتات = من الشبان أهل المكرمات
هو السندُ الأكيدُ لنا جميعاً = أَحِبَّتَنَا بِمُجتمعِ الثِّقاتِ
فَأُسرتُنا تَقومُ على أَساسٍ = مَكينٍ من صيامٍ والصلاةِ
وأَخلاقِ الكرامِ وحُبِّ رَبِّي = وَحُبِّ المُرسلينَ مَعَ الدعاةِ
وحبِّ الصَادقِ المَصدوقِ حِبِّي = رسولِ اللهِ محمودِ الصفاتِ
وأُسرتُنا تَقومُ على وِئَامٍ = لَدى الزَّوجينِ في هَذِي الحَياةِ
وَأُسْرَتُنَا أَحِبَّتَنَا بِنَاءٌ = مَتينٌ تَستقيمُ به حَيَاتي
فَفَيهَا رَاحةُ الأَبْدَانِ دَوماً = بِتربيةِ البَنينَ مَعَ البَنَاتِ
وفيها للنفوسِ دَوامُ أُنسٍ = وَفِيها الالتزامُ مَعَ الثباتِ
وفيها كلُ خيرٍ نَرتجيهِ = وهَذِي مُنيةٌ للأُمهاتِ
وللآباءِ فانتبهوا جميعاً = لإِجراءِ الزَواجِ من الثِّقاتِ
فدينُ المرءِ والأَخلاقُ شرطٌ = أَساسٌ للزَّواجِ من البناتِ
لأَنَّ اللهَ يُغنيهمْ بفضلٍ = ويسعدهمْ بِتدبيرِ الحياةِ
فَلاَ تنظرْ لدنيا تبتغيها = فتعرضَ عن شبابٍ في الدعاةِ
فإن كانت روابِطُنَا بهذا .. = تَدوم وبِالسعادةِ للمماتِ
بإذنِ اللهِ .. فاستمعوا خِطَابِي = لِنُعرضَ عن سبيلِ التُّرَّهَاتِ
فمفخرةُ الوجودِ بِنَاءُ بيتٍ = على الإِسلامِ مِنْهَاجِ الحياةِ
ومفخرةُ الوجودِ قيامُ قَومي = بأَعباءِ الرِّسالةِ بالثباتِ
فقوموا يا أحبتنا ونادوا = بتزويج البنات الطيبات
وهذا الحفلُ فيهَ بِنَاءُ بيتٍ = كريمٍ في الفضائلِ والصفاتِ
أَقولُ بِمِلْءِ فِيَّ لهمْ جَمِيعَاً = أُهَنِئُكُمْ بِهَذَي المَكْرُمَاتِ
وباركَ رَبُّنَا عرسا بَهِيَّاً = وبالتوفيقِ يَمضِي والأَناةِ
وأَخْتِمُهَا بِأَلْفٍ مِنْ صَلاةٍ = وتَسْلِيمٍ على عَلَمِ الدُّعَاةِ
رَسولِ اللهِ فِي آلٍ وَصَحبٍ = تَدُومُ دَوَامَ أَنْفَاسَ الحَيَاةِ
مهدات إلى أخي القارئ: (د / فوار. ع. ج) بمناسبة زواج ابنته الثانية
بارك الله للعروسين وجمع بينهما في خير.
المدينة المنورة: 26/ 7 / 1429 هـ. أبو الخير(/)
لأول مرة ع الشبكة مصحف الذكر الحكيم للقارئ توفيق ب سعيد الصائغ. بجودة عالية
ـ[حسام خوجة]ــــــــ[31 Jul 2008, 11:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين .. اللهم صلي على محمد وآله
وبعد،،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
،،
حفيد البخاري يعود إليكم مجددا ..
هذه المرة آتي بشيء لأول مرة في الشبكة العنكبوتية
وبجودة عالية
وبتصريح رسمي ..
هذه المرة ولأول مرة أقوم بها منذ دخولي في عالم التسجيل القرآني
لقراء مدينة جدة، أن أقوم بتنزيل مصحف كامل متكامل.
معنا اليوم المصحف الكامل والجديد والمسمّى بـ
{الذكر الحكيم}
لفضيلة القارئ الشيخ:
توفيق بن سعيد الصائغ
إمام وخطيب جامع اللامي بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية
،،
هذا المصحف هو أحدث ختمة للقارئ بعد ختمته المشهورة وهي قديمة جدا
حيث تم إصداره قبل عام ونصف العام، وهي مجموعة من أحدث وأميَز تلاوات
القارئ الفاضل، والشيخ معروف لا نحتاج إلى نعرّف به
،،
أقدّم شكري الخاص هنا لفضيلة القارئ
لسماحه الشخصي لنا بإنزال المصحف
ونشره في الشبكة العنكبوتية
فجزاه الله خيرا.
ولا أنسى دار الهداة المنتجة لهذا العمل الشريف
فلهم الشكر أيضا.
،،
لا أنسى أن أتقدم لكم بطلب الدعاء الصالح
كلما تذكرتموني مع هذا المصحف.
وإليكم المصحف كاملا بجودة ووضوح عاليين بصيغة MP3
مرتبا على ترتيب مصحف المدينة النبوية
على صاحبها أفضل السلام والصلاة
،، حفيد البخاري،،
http://up.joreyat.org/01Aug2008/hafeeed.jpg
المقدمة + سورة الفاتحة
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/001.mp3
سورة البقرة
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/002.mp3
سورة آل عمران
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/003.mp3
سورة النساء
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/004.mp3
سورة المائدة
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/005.mp3
سورة الأنعام
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/006.mp3
سورة الأعراف
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/007.mp3
سورة الأنفال
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/008.mp3
سورة التوبة
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/009.mp3
سورة يونس
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/010.mp3
سورة هود
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/011.mp3
سورة يوسف
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/012.mp3
سورة الرعد
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/013.mp3
سورة إبراهيم
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/014.mp3
سورة الحجر
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/015.mp3
سورة النحل
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/016.mp3
سورة الإسراء
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/017.mp3
سورة الكهف
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/018.mp3
سورة مريم
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/019.mp3
سورة طه
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/020.mp3
سورة الأنبياء
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/021.mp3
سورة الحج
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/022.mp3
سورة المؤمنون
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/023.mp3
سورة النور
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/024.mp3
سورة الفرقان
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/025.mp3
سورة الشعراء
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/026.mp3
سورة النمل
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/027.mp3
سورة القصص
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/028.mp3
سورة العنكبوت
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/029.mp3
سورة الروم
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/030.mp3
سورة لقمان
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/031.mp3
سورة السجدة
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/032.mp3
سورة الأحزاب
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/033.mp3
سورة سبأ
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/034.mp3
سورة فاطر
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/035.mp3
سورة يس
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/036.mp3
سورة الصافات
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/037.mp3
سورة ص
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/038.mp3
سورة الزمر
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/039.mp3
سورة غافر
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/040.mp3
سورة فصلت
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/041.mp3
سورة الشورى
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/042.mp3
سورة الزخرف
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/043.mp3
سورة الدخان
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/044.mp3
سورة الجاثية
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/045.mp3
سورة الأحقاف
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/046.mp3
سورة محمد - صلى الله عليه وسلم -
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/047.mp3
سورة الفتح
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/048.mp3
سورة الحجرات
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/049.mp3
سورة ق
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/050.mp3
سورة الذارايات
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/051.mp3
سورة الطور
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/052.mp3
سورة النجم
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/053.mp3
سورة القمر
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/054.mp3
سورة الرحمن
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/055.mp3
سورة الواقعة
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/056.mp3
سورة الحديد
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/057.mp3
سورة المجادلة
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/058.mp3
سورة الحشر
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/059.mp3
سورة الممتحنة
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/060.mp3
سورة الصف
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/061.mp3
سورة الجمعة
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/062.mp3
سورة المنافقون
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/063.mp3
سورة التغابن
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/064.mp3
سورة الطلاق
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/065.mp3
سورة التحريم
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/066.mp3
سورة الملك
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/067.mp3
سورة القلم
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/068.mp3
سورة الحاقة
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/069.mp3
سورة المعارج
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/070.mp3
سورة نوح
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/071.mp3
سورة الجن
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/072.mp3
سورة المزمل
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/073.mp3
سورة المدثر
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/074.mp3
سورة القيامة
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/075.mp3
سورة الإنسان
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/076.mp3
سورة المرسلات
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/077.mp3
سورة النبأ
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/078.mp3
سورة النازعات
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/079.mp3
سورة عبس
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/080.mp3
سورة التكوير
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/081.mp3
سورة الإنفطار
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/082.mp3
سورة المطففين
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/083.mp3
سورة الانشقاق
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/084.mp3
سورة البروج
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/085.mp3
سورة الطارق
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/086.mp3
سورة الأعلى
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/087.mp3
سورة الغاشية
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/088.mp3
سورة الفجر
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/089.mp3
سورة البلد
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/090.mp3
سورة الشمس
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/091.mp3
سورة الليل
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/092.mp3
سورة الضحى
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/093.mp3
سورة الشرح
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/094.mp3
سورة التين
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/095.mp3
سورة العلق
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/096.mp3
سورة القدر
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/097.mp3
سورة البينة
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/098.mp3
سورة الزلزلة
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/099.mp3
سورة العاديات
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/100.mp3
سورة القارعة
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/101.mp3
سورة التكاثر
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/102.mp3
سورة العصر
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/103.mp3
سورة الهمزة
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/104.mp3
سورة الفيل
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/105.mp3
سورة قريش
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/106.mp3
سورة الماعون
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/107.mp3
سورة الكوثر
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/108.mp3
سورة الكافرون
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/109.mp3
سورة النصر
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/110.mp3
سورة المسد
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/111.mp3
سورة الإخلاص
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/112.mp3
سورة الفلق
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/113.mp3
سورة الناس
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/114.mp3
[[ الدعاء]]
http://www.qaree.info/five/Mushaf-Tawfic/115.mp3
،،
والحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات ..
وقدمه الراجي منكم أن تدعوا له بصلاح الحال، والخاتمة الحسنة
خادم الكتاب المجيد
حفيد البخاري
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Aug 2008, 04:59 م]ـ
جزاك الله خيراً ووفقك أخي العزيز حسام ووفق الشيخ توفيق الصايغ لكل خير.
ونعم العملُ هذا.
ـ[حسام خوجة]ــــــــ[04 Aug 2008, 11:33 م]ـ
أهلا ياشيخ عبد الرحمن
صراحة طربت لوجود اسمك!
أشكرك .. وشكرا لجميع الإخوة الذين قاموا بالتحميل!
مع التحية
حفيد البخاري
ـ[حسام خوجة]ــــــــ[30 Aug 2008, 04:47 م]ـ
..
للرفع مع إقبال شهر ترفع الأعمال فيها
تقبل الله مني ومنكم
..
حفيد البخاري
ـ[حسام خوجة]ــــــــ[13 Sep 2008, 03:48 م]ـ
أعود متلحفا بغطاء الخجل من الإخوة الذين طلبوا مني تعديل ملف سورة المؤمنون
والذي كان قصيرا، وذلك لخلل سابق في التحميل ..
لكن يعلم الله ما كان هذا التأخير بيدي
فبعض الظروف حالت دون ذلك ..
وهاهو الملف الآن بين أيديكم، وهو صراحة من أجمل السور التي سمعت
http://www.uuploadit.com/users/hassoomeee/023.mp3
وافر التحية .. حفيد البخاري(/)
العلامة الاستاذ الدكتور عبد العظيم المطعني في ذمة الله
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[05 Aug 2008, 11:06 ص]ـ
انتقل الى رحمة الله تعالى العلامة المطعني منذ ايام فرحمة الله عليه
لقد كان جبلا في العلم وطودا شامخا في الذب عن الاسلام والمسلمين
له عديد من الكتب النافعة ومن احسنها كتابه العظيم "المجاز في القران بين المثبتين والمانعين"
رحمه الله وعوض المسلمين خيرا للغتهم ودينهم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Aug 2008, 12:09 م]ـ
رحمه الله وغفر له وأسكنه جنات النعيم. وقد حاولت زيارته في زيارتي الأخيرة للقاهرة فقيل لي إنه مريض ويصعب مقابلته، وإذا بخبر وفاته. إنا لله وإنا إليه راجعون، فقد فقدنا بموته علماً من أعلام الدراسات البلاغية القرآنية، فله عدد كبير من المؤلفات البديعة والبحوث الماتعة جزاه الله خيراً.
ـ[أحمد تيسير]ــــــــ[05 Aug 2008, 01:58 م]ـ
عظم الله أجركم ورحم الله ما فقدتم .......... نسأل الله تعالى له الغفران والرضوان
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[05 Aug 2008, 02:07 م]ـ
أسأل الله تعالى أن يتغمد الشيخ بواسع رحمته.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[05 Aug 2008, 11:27 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة يدخله بها الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، فكم له من فضل على أهل العربية، وكم صدع بقول الحق، فاللهم ألهم أهله وتلاميذه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[06 Aug 2008, 02:16 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح حناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. إنا لله وإنا إليه راجعون. عظم الله أجر أهل الإسلام والعربية فيه.
ـ[محمد السيلاوي]ــــــــ[08 Aug 2008, 12:10 ص]ـ
رحم الله الشيخ المطعني رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنانه , وأعلى منزلته في عليين
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[08 Aug 2008, 02:17 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون،،
غفر الله له وأسكنه فسيح جناته،،
ـ[يسري خضر]ــــــــ[13 Jun 2009, 06:31 ص]ـ
لمحات من حياة الشيخ الدكتور "عبد العظيم المطعني رحمه الله ()
اسمه ومولده ونشأته وطلبه للعلم
الشيخ الدكتور عبد?العظيم بن?إبراهيم بن محمد المطعنى ولد في?الثلاثينيات من القرن العشرين الميلادي 1931 في قرية المنصورية مركز كوم أمبو محافظة أسوان
نشأ مع إخوته يفلحون الأرض مع أبيهم في بداية?حياته حتى شب عن الطوق وتعلم بالكتّاب مبادئ القراءة والكتابة فلما فتح التعليم?النظامي فى أواخر العهد الملكي، التحق بالمدرسة التى أنشئت فى قريته فقضى فيها?سنتين كان خلالهما كثير الاطلاع والقراءة من مكتب أخيه أحمد حيث كان مهتما بالثقافة?الإسلامية، فكانت لدية بعض كتب فى الفقه والتفسير ومجلات أسبوعية انكبّ د. عبد?العظيم?المطعنى على قراءتها فأحب المعارف الإسلامية?من خلالها وفى تلك الأثناء كان التأثر بوعاظ الأزهر الذين يفدون للقرية فاهتموا به?وأحبوه كثيرا وأشار عليه أحدهم وهو الشيخ نعمان رجب شطة بأن يلتحق بمعاهد الأزهر?الابتدائية ليروى غليله من فيضه الدفاق أحضر الشيخ نعمان استمارة التحاق?بالسنة الأولى بمعهد القاهرة الابتدائي عام 1951 ليملأها عبد?العظيم?المطعنى ويبعث به إلي المعهد، لم يوفق لدخول المعهد?فدخله في العام التالي، وفى العام التالي أدى عبد?العظيم?المطعنى اعتماد القبول فى معهد القاهرة الأزهري?النظامي بتفوق وانطلق في سبل العلم غير مكترث بما يكتنفها من عقبات، ذو شغف بالتعلم?قل نظيره، وحصل على شهادة إتمام الدراسة الابتدائية وكان فى كل عام ينجح بتفوق?ملحوظ ثم التحق بمعهد القاهرة الثانوي وكانت مدة الدراسة فيه خمس سنوات متواصلة?وتخرج منه في بداية الستينيات.
دراسته في جامعة الأزهر: ?
(يُتْبَعُ)
(/)
فى عام 1962 التحق بكلية?اللغة العربية فى جامعة الأزهر شعبة اللغويات وتخرج فيه عام 1966 بتقدير جيد فى?اللغة العربية وآدابها، والتحق بالدراسات العليا فى الكلية قسم البلاغة والنقد قدم?فيها بحثا للحصول على درجة التخصص الماجستير وكانت بعنوان "سحر البيان فى مجازات?القرآن" وحصل على الماجستير بتقدير ممتاز ثم التحق بقسم العالمية يمثل درجة?الدكتوراه عام 1986 وكان موضوعها "خصائص التعبير فى القرآن الكريم .. سماته?البلاغية" وقد نجح فيه بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأول عام .. فى عام 1974 عين مدرسا فى كلية اللغة العربية بالأزهر وفى عام 1981 حصل على درجة أستاذ مساعد وفى عام 1981 حصل د. عبد?العظيم?المطعنى على درجة الأستاذية ()
ـ الوظائف والأعمال التي قام?بها
- مدرس بالتعليم الأجنبي الخاص في مصر (معهد?نوتردام ديزا بوتر) ثماني سنوات 1967 إلى 1974?م
- محرر?بجريدة الأهرام لمدة ثماني سنوات من 1966م إلى 1974م
- عضو نقابة الصحفيين المصريين من عام 1969م حتى ?2008م
- عضو مجلس تحرير مجلة الدعوة بمصر من عام 1975م?إلى 1981م
- عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية (لجنة?التعريف بالإسلام) لمدة ثماني سنوات من 1985م?1993ـ
?عضو بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية (اللجنة?العليا) للتخطيط للموسوعات الإسلامية التي يصدرها المجلس و الكتابة فيها من عام?1977م حتى 2008?
- مستشار تحرير صحيفة "خيرُ زاد" التي تصدر?شهرية في مصر من 2004م حتى 2008
-مستشار تعليمي لمدير جامعة أم القرى لمدة ثلاث?سنوات (من 1413هـ إلى 1416هـ
-عضو اللجان الدائمة لترقية المدرسين إلى درجة?أستاذ مساعد و ترقية الأساتذة المساعدين إلى أساتذة في تخصص البلاغة و النقد في?جامعة الأزهر، حتى 2008 م
-رئيس مجلس إدارة جمعية أبناء المنصورية?الخيرية لتنمية المجتمع (القاهرة الكبرى) من عام 1980مـ2008
-عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
-مفتي لمجلة "كل الناس" السعودية التي?تطبع في لبنان و تحرر في مصر، و توزع في جميع أنحاء العالم العربي و الإسلامي من?عام 1997م حتى 2008
-أستاذ الدراسات العربية العليا في جامعة?الأزهر
-عضو الجمعية الشرعية للعاملين بالكتاب و السنة?بمصر من عام 1975م حتى عام 1980م () ولم يصرفْهُ ذلك كله عن علمه وتواضعِهِ وزهدِهِ.
أسفاره
عقب تخرّجه عمل بالصحافة في جريدة "الأهرام" ثم ترك الصحافة، وعُيِّن مدرساً بكلية اللغة العربية ثم "أستاذاً مساعداً" ثم "أستاذاً" .. وفي أثناء ذلك تمّت إعارته إلى "جامعة الملك عبد العزيز" بالمملكة العربية السعودية، ثم "جامعة أم القرى" وعمل مستشاراً علمياً لمدير جامعة أم القرى، وعمل أيضاً أستاذاً زائراً بجامعة البحرين، ثم عاد مرة أخرى إلى جامعة الأزهر بالقاهرة .. ليقوم بالتدريس في قسم الدراسات العليا بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر ()
جهاده بالكلمة:
لن أتحدث في هذه العُجالة عن الجهود العلمية للدكتور?المطعني، فهذا يحتاج إلى دراسة واسعةٌ تجلي جوانب متعددة، فهو شخصيةٌ ثرية موسوعيه وحسبي الإشارة إلي انه كان كاتبًا?مجاهدًا، ولسانًا صادقًا، وداعيةً مثابرًا، وجنديًّا من جنود الدعوة الإسلامية في?هذا العصرجعل قلمه وقفًا لله تعالى، يضرب به يمنة ويسرة, فيأتي بما يشرح صدور المؤمنين, ويكبت ويكسر كل شرير?متربص بالدين لقد نزر نفسه لله تعالي وعاش يمثِّل حصنًا حصينًا؛ تتكسر عليه كل السهام?الموجَّهة إلى الإسلام الحنيف كتابًا وسنة وتراثًا دينيًّا وأدبيًّا، فنقض الشبهات التي صبها?المستشرقون علي الإسلام، وفند الاتهامات الغليظة المجحفة التي يقذف بها المرجفون. وكان صاعقة مدوية في وجه كل من يريد تحطيم التراث العربي الإسلامي وقد كان رحمه الله يملك استشعارا قويا, وحساسية مرهفة لكل ما يمس المقدسات , كأنه?موكل بأعداء الإسلام يصدهم وينقض دعاواهم وافتراءاتهم وهو في هذا التصدي يمتح من ثقافة واسعة المدى, بعيدة الأعماق?متنوعة الاتجاهات والطوابع, منها القديم, ومنها الحديث. حقا لقد " قضى عمره في خدمة البيان العربي، والدفاع عن القرآن?الكريم والسنة النبوية الشريفة" كان قلمه مجاهدا ولسانه مجاهدا?خطب على منابر الجوامع وقف مناضلا عن كلمة?الحق كتب للصحافة والإعلام مقالات تذب عن الإسلام وأهل?الإسلام وتذود عن العربية وعلومها
(يُتْبَعُ)
(/)
شارك بجهده في تقديم البرامج العلمية والمحاضرات?المتخصصة لعدد من القنوات الفضائية ()
مسارات جهاده?العلمي والدعوي ما يلي
1ـ?المشاركة في الندوات والمؤتمرات حول القضايا?الإسلامية?
2ـ??الاشتباك مع أعداء الفكر الإسلامي من?العلمانيين وغيرهم من أصحاب الملل الأخرى
3 - ?مواجهة?شبهات المشككين ببيان حقائق الإسلام المشرقة المنيرة
4 - ??الفتاوى المشتبكة مع ثوابت الأمة.?
5 - ??التدريس الجامعي والإشراف العلمي?
6 - التأليف?المتخصص في البلاغة ()
من مواقفه الجهادية: له توقيع في الرد على مفتي جمهورية مصر العربية في فتواه بحل فوائد البنوك أمام الرقم (27) وقد ألحقت صورة بالتوقيعات في كتاب (فوائد البنوك?هي الربا الحرام) للدكتور يوسف القرضاوي طبعة مكتبة وهبة بالقاهرة عام 1419هـ= 1999 م، وتصدَّى لبعض الأفكار التي جاءت من إسلاميين مثل الدكتور عبد?الصبور شاهين عند صدور كتاب "أبي آدم" والدكتور مصطفى محمود في مقالاته التي أنكر?فيها الشفاعة، وربما كان من أبرز مواقفه ما كتبه بشأن رواية (أولاد حارتنا) للإستاد نجيب?محفوظ. حيث يقول يقول الدكتور عبد العظيم المطعني: " الخلاصة أن هذه الرواية تترجم في وضوح أن كاتبها ساعة كتبها كان زاهداً في الإسلام كل الزهد، معرضاً عنه كل الإعراض، ضائقاً به صدره، أعجمياً به لسانه، فراح يشفي نفسه الثائرة، ويعبر عن آرائه في وحي الله الأمين بهذه الأساليب الرمزية الماكرة، والحيل التعبيرية الغادرة، رافعاً من شأن العلم الحديث .. فالرواية –وهذا واقعها- رواية آثمة مجرَّمة بكل المقاييس" ()
كما خاض الشيخ معارك كثيرة مع العلمانيين والشيوعيين، و كان ?جريئا يصدع بالحق، ويحطم الأغلال، ولا يبالي على مَن يقع معولُه. قال د. عبدا لستار فتح الله سعيد الأستاذ بجامعة الأزهر وأم القرى سابقاً أن د. عبد العظيم المطعني كان سباقاً في تأكيد حقائق الإسلام والدفاع عن أصوله وفروعه ورد الشبهات التي يلوكها أغرار الفكر والثقافة وأدعياء المعرفة الذين يخوضون في جلال الإسلام بغير علم ولا هدي ولا كتاب منير وأضاف أن د. المطعني كان يرد علي المستشرقين وتلاميذهم بالحجة والبرهان وشرع قلمه للبيان والتعليم فأقام الله به حجة الإسلام التي ظل طوال حياته مكافحاً عنها بالقلم واللسان والمقالات والمحاضرات (? وهي شهادةٌ ضخمةٌ من الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد حفظه الله
يقول الدكتور محمد المسير: “ا كان له مواقف مشهودة في الدعوة إلى الله عز وجل، فكتب كثيرا في الرد على المستشرقين وبخاصة بوش الجد الذي له كتاب يقدح في سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فأصدر د. المطعني كتابا للرد عليه ()."كم أسكت من ألسنة حداد" () ويقول الأستاذ جمال سلطان: (كان الرجل جريئا في تصديه للأفكار والمشروعات والقوانين التي يرى أنها تمثل خطورة?على مستقبل الأمة، أو أنها تمثل طعنا في ثوابت الدين، مهما كانت العواقب، ومهما كان?أصحاب المشروع المقدم نفوذا وهيمنة، وقد تصدى في هذا المجال ـ لقوانين المرأة?وقوانين الطفل ..... وفندها بقوة وهاجمها بضراوة في أكثر من صحيفة وأكثر من موقع، وكان نقده?لهذه المشروعات يمثل النقد الأكثر شمولا وأهمية وتأثيرا، لأنه لا يدخل من الباب?الشرعي وحده، بل يمزجه بخبرة التاريخ وتطورات رحلة التآمر على الأسرة المسلمة من?قوى أجنبية عديدة () يقول الاستاذمحمود القاعود" أخبرني رحمه الله أنه طلب من شنودة الثالث أن يناظره حول عصمة الكتاب المقدس وهل هو وحى من الله أم من تأليف البشر .. لكن شنودة ... أبى واستكبر فأخبره الدكتور المطعنى أن ذنب النصارى في رقبته لأنه أضلهم وهو يعرف الحق" ا لقد كان الدكتور المطعني شجاعا لا يهاب إلا الله وقد أعجبه شجاعة الشيخ محمد الغزالي رحمه الله فكتب يقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
"الغزالي في كلمات هو الرجل الموقف فإذا كان هناك من العلماء من لا?يترك بعد وفاته إلا كتبا ومؤلفات فإن الغزالي قد ترك من ذلك الكثير وخلف فوقه مواقف?لا تنسى تجعله في الذروة من القمم الإسلامية الشامخة على مر العصور ولن أنسى له?معارضته لقانون الأحوال الشخصية في عهد السادات يوم أن قاد مسيرة تاريخية من أبناء?الأزهر إلى مقر رئاسة الجمهورية ترفض القانون وتندد به ليحيي بذلك سنة لعلماء?الأزهر كادت أن تموت كما أذكر له يوم أن دعا جمال عبد الناصر إلى مؤتمر تحضيري لوضع?الدستور الدائم للبلاد وقد كان الوحيد الذي جهر بصوت عال داعيا إلى أن يصدر الدستور?عن المنهج الإلهي الذي أنزله الله في القرآن والسنة وهو ما أحدث دويا في الداخل?والخارج وألب عليه العلمانيين واللادينين فوجهوا إليه سهام النقد الوضيع وتندروا به?في رسوم الكاريكاتير البذيئة المبتذلة
مثل الغزالي لا ينسى فهو شمس سطعت في?سماء الإسلام
حقا لقد كان المطعني صاعقة مدوية في وجه كل من يريد تحطيم التراث الإسلامي. واقفا بالمرصاد لكل من يتطاول بعنقه للنيل منه يدفعه لذلك حبه لدينه وحرصه علي نصرته والذود عنه. فما من حدث أو قضيه من قضايا الأمة الكبرى إلا لبَّاه، بقلمه يسطر مقالات?، وبلسانه يلقِي كلمات في المؤتمرات والملتقيات والتجمعات هنا وهناك،?لا يتأخر عن دعوة يُدعى إليها تخصُّ الهمَّ الإسلامي، بالرغم من ظروفه?الصحية وهكذا يجب أن تكون رسالة العالم الداعية في?الحياة ولقد دفع الدكتور عبد العظيم المطعنى الثمن الذي يدفعه العلماء المجاهدون الأحرار لأنه لم يقف بدراساته عند حدود "النظر والنظريات" وإنما حمل علمه إلى ميادين الحياة ..
أقوال معاصريه: هناك علماء شجعان يسيرون وراء الدليل، وليس خلف فلان أو علان، وينظرون إلى ما قيل، لا إلى من قال، ويتحلون بالشجاعة العلمية الأدبية في اختيار الرأي الذي يقتنعون بصحته وإعلانه للناس ولا يبالون غضب الحكام والسلاطين ولا يراعون رضا العوام والجماهير. ومن هؤلاء الدكتور المطعني وقد شهد الدكتور محمد عمارة للشيخ بأنه كان حرا في إبداء آرائه مستقلا في تفكيره عن رغبات الحكام فقال "من خلال متابعاتي للحركة الفكرية والثقافة في بلادنا كانت عيني على أصحاب الرأي الحر والموقف المستقل عن السلطة والسلطان وعن إغراءات الزخرف البراق في المجتمع الذي نعيش فيه، كانت عيني مشدودة وقلبي معلقا بأصحاب الاستقلال الفكري والمواقف الحرة بصرف النظر عن الاتفاق أو الاختلاف في الآراء والاجتهادات ذلك أن هذا الصنف من العلماء والمفكرين قد أصبح عملة نادرة في العصر الذي نعيش فيه عصر إغراءات الزخارف التي تخطف الأبصار وتعمي البصائر وتغلق القلوب .. وفي هذا السياق لفت نظري الدكتور المطعني عليه رحمة الله ()
وأكد د. شعبان إسماعيل علي أن الدكتور المطعني كان يمتلك شجاعة ورجولة في المواقف التي تحتاج إلي عالم شجاع لا يخشي إلا الله ().
كما شهد الدكتور جابر قميحه بأنه عاش للدين والدعوة والأمة وأن حياته كانت لله فلم ينحني لطاغية ولم يقبل علي الدنيا ولم تبهره الأضواء، وهزا سر إغفال وسائل الإعلام له فقال بعد وفاته: " في قرابة شهر فقد الإسلام والأمة الإسلامية والعربية ثلاثةً?من فرسان الحق؛ هم: دكتور عبد الوهاب المسيري ()،والشيخ حسن أيوب () وأخيرًا الدكتور?عبد العظيم المطعني، وحق أن يقال فيهم ما قاله أبو تمام في ثلاثة إخوة من بني حميد?الطوسي، سقطوا شهداء في ميدان الوغى?
لعمرك ما كانوا ثلاثة إخوة ولكنهم كانوا ثلاث?قبائل
وندر في الرجال من يعيش كأنه أمة شامخة مهيبة، رفيعة الرأس?وكم من أمم لا تساوي الواحدة منها ظل رجل واحد، إنها تلك التي سماها الشاعر خليل?مطران: "أمم الزوال"
ولأن ثلاثي الحق الذي عاش يتيمًا بأرض ضُيِّعت فيها?اليتامى .. لم يقبلوا بساط الطاغية, ولم ينحنوا لهيبته الزائفة، ولأنهم عاشوا لله في?صلاتهم ونسكهم, ومحياهم ومماتهم، ولأنهم عاشوا طيلة حياتهم للدين والأمة، لا كالذين?عاشوا حياتهم بـ"الدين والأمة" .. بكل أولئك أغفلتهم وسائل الإعلام، بينما اتسعت?للممثلين والمهرِّجين والطبالين والزمَّارين؛ لذلك استحق كل عملاق من هذه القمم?الثلاث أن أقول فيه
?????????????وما شيَّعوك إلى حيث تمضي = زكيًّا?طهورًا لمثوى أخير?
(يُتْبَعُ)
(/)
?????????????وأبطال إعلامهم أغفلوك = لراقصة?ما لها من نظير?
?????????????ولهو وطبل وفن رخيص = وصوت مغنٍّ?رقيع غرير?
?????????????لأنك ما عشت باسم الأمير = وزيف?الأمير بسِرْك الأمير?
?????????????وحقرت من مجَّدوا عرشه = بكل نفاق?خسيس حقير ()
نعم إن مما يؤسَف له أن ميزانَ الأولويات?غدا مضطربًا في أمتنا، فالمُقَدَّم اليوم هم لاعبو الكرة والفنانون?وأضرا بهم، أما العلماء والفقهاء والدعاة والمفكِّرون فيعيشون مغمورين?حقوقهم مبخوسة، وجهودهم مجهولة، وسيرهم مطمورة، لا يعرفهم إلا أهل التخصُّص،?والمؤسِف أننا نظلمهم أيضا بعد وفاتهم فلاعبُ الكرة إذا أحرزَ هدفًا أو اعتزل،?و المطربة إذا أقامت حفلاً أو ماتت، انقلبت الدنيا ودوت وسائل الإعلام أيامًا?، أما إذا قدَّم العالم كتابًا، أو أبدع?الأديب في شعرٍ، أو قدَّم المفكِّر مشروعًا نهضويًّا، أو وافت أحدَهم المنيةُ، فلا?تحسُّ منهم من أحد أو تسمع لهم ركزً والحق أن ذهابَ العلماء الراسخين والدعاة الثقات الربانيين أمرٌ محزن؛ فهو مؤذن بقبض العلم وخراب الدنيا، والذي يحزن أكثر أن يعيش هؤلاء?والأضواءُ بعيدةٌ عنهم، مشغولة بغيرهم، ويموتون في صمتٍ دون اهتمام بهم أو إكبار?لهم، لكنَّ حسبَهم أن جزاءَهم مكفولٌ عند مَنْ لا يظلم مثقال ذرة
علمه وثقافته:
لقد تجلت في شخصية الدكتور المطعني تلك الظاهرة الموسوعية فقد كتب في شتي العلوم والمعارف وترك كتبا متميزة في تشهد بعلو كعبه وتمكنه من العلم والثقافة فهو كاتب وأديب ومؤلف وخطيب وصحافي بارع ومدرس قدير.يقول الدكتور جابر قميحة عنه " كان رحمه الله ذا عقلية موسوعية، جمعت وأوعت، واتسعت لرصيد?ضخم من الفقه والسنة?والتاريخ ولم تكن هذه الموسوعية الممتدة المترامية المدى .. لم تكن على?حساب تعميق الموضوعات التي تمثل محتواها, حتى يظن أنها مجرد تعدد في المعارف كما هو?معروف مشهور في المقولة المشهورة: "العالم من يعرف كل شيء عن شيء واحد، ويعرف شيئًا?واحدًا عن كل شيء فهذه المقولة لا تصدق عليه؛ لأنه "كان يعرف كل شي عن كل?شيء وتقرأ ما كتبه في السنة، فيُخيَّل إليك أنه تخصَّص فيها دون?غيرها، ويقال ذلك عن كل علم من العلوم؛ كالفقه والتاريخ والنقد الأدبي؛ فكتابه عن?أولاد حارتنا" لنجيب محفوظ يُعدُّ أوفى وأعمق ما كُتب عن هذا العمل، وهو حكمٌ لم?ألقِه على عواهنه بل سقته بعد أن قرأت الرواية (طبعة باريس)، وقرأت ما كُتب عنها من?مقالات وكتب؛ أهمها كتابا الشيخ عبد الحميد كشك, والأستاذ محمد جلال كشك, رحمهما?الله" ()
ويقول الدكتور محمد المسير أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر “كان فارسا من فرسان الدعوة الإسلامية واللغة العربية، وجاهد كثيرا بعلمه وكلمته في هذين المجالين، وكان يشار إليه بالبنان ويرجع إليه في معضلات اللغة وخفاياها. ()
ويقول الأستاذ جمال سلطان عن علمه وثقافته " كان موسوعيا بمعنى الكلمة في معرفته بتراث الإسلام واللغة والأدب والفقه والتفسير?والتاريخ " ()
كما يقول د. مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر: “جمع بين العلوم العربية التي تخصص فيها وبين الأمل المرجو منها وهو فقه الإسلام، وبدأ مصححا للغة العربية في الصحف فزان صحائفها وصفحاتها، وانتهى للتدريس في الجامعة فكان شيخ شيوخها”. ()
ويشهد الدكتور محمد عبد الحليم عمر?أستاذ المحاسبة بجامعة الأزهر الشريف?ومدير مركز صالح كامل للاقتصاد الإسلامي بجامعة?الأزهر وقد جاوره خمس سنوات
"لقد شَرُفت بمصاحبة فضيلة الأستاذ الدكتور عبد العظيم?المطعني رحمه الله لمدة خمس سنوات بمكة المكرمة؛ حيث كنت جاره في السكن، وكنت كل?ليلة أسهر معه أغلب الليالي في منزله؛ حيث كان برنامجه بعد العودة من الجامعة??الذهاب إلى الحرم المكي الشريف في صلاة المغرب والعشاء، ثم العودة إلى المنزل ليعيش?مع العلم والتأليف حتى صلاة الفجرومن غزارة علمه وسلامة منطقه وحسن تعبيراته أنه كان يستخدم?القلم الرصاص؛ حيث يُعِدُّ عشرة أقلام ويحضِّر الورق ويضعه أمامه ويبدأ في الكتابة?دون مطالعة كتاب أو مشاورة أحد مثل علماء السلف الأفذاذ، وشواهده من القرآن محفورة?في صدره، ومن الحديث الشريف محفورة في ذاكرته، بل حتى أقوال العلماء كانت في?ذاكرته؛ لا يخطئ فيها أبدًا" () "
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول فضيلته " وله موقف مشهود في مكة المكرمة؛ ففي يوم?وصوله إلى المملكة السعودية للتدريس فيها ذهب إلى الحرم المكي للصلاة، فوقعت أحداث?الاعتداء على المصلين في الحرم من المدعو الجهني ورفاقه بالسلاح، واضطر إلى?الاختباء في الحرم لمدة ثلاثة أيام؛ ألَّف خلالها كتابًا رائعًا سمَّاه "دماء على?أستار الكعبة"؛ وصف فيها وقائع الاعتداء والحكم الشرعي عليه () ويقول الدكتور جمال أبو حسان "كان جبلا في العلم وطودا شامخا في الذب عن الإسلام والمسلمين?له عديد من الكتب?النافعة ومن أحسنها كتابه العظيم "المجاز في القرآن بين المثبتين والمانعين " ()
ويقول الدكتور عبد الرحمن معاضه الشهري "فقدنا بموته علماً من أعلام الدراسات البلاغية القرآنية، فله عدد كبير من المؤلفات?البديعة والبحوث الماتعة" ()
أخلاقه: كان الشيخ المطعني شخصية محبَّبة تنفذ إلى قلوب الآخرين وذلك لما يتمتَّع به من أخلاق حسنة وسمات حميدة،، فهو عفُّ اللِّسان، كريم النَّفس، هادئ الطبع، ومن أخلاقه التي اشتهر بها وأهَّلته للاحترام والتَّقدير:
التَّواضع وخفض الجناح
يقول الدكتور جابر قميحة عنه" كان مثالاً للتواضع الأصيل?وللزهد النبيل؛ فما رأيته يزدهي مرةً واحدةً بما?يعلم، وكان كذلك في مظهره وملبسه, حتى يخيَّل لمن لا يعرفه أنه يجالس رجلاً من عامة?الناس، ونرى مَن عنده عُشْر مِعْشَار علم المطعني يكاد يتفجَّر غرورًا وخيلاءَ?وتُسلَّط عليه الأضواء, وتُدبج فيه عبارات التمجيد والإحسان ()
?ويقول د. محمد عبد الحليم عمر" أحسبه- ولا أزكِّي على الله أحدًا- أنه من عباد الله?المخلصين والعلماء العاملين، وأنه قد استعد للقاء ربه عز وجل بما أمر به?سبحانه?فعلى المستوى الشخصي كان إنسانًا متواضعًا إلى حدٍّ كبير،?وأذكر أنني كنت ذات مرة في زيارةٍ له في منزله بحي الظاهر فوجدت من جلسائه بعض?المهنيين والحرفيين من أبناء الحي؛ ارتفع بهم بعلمه الذي يذكره لهم إلى مصافِّ?العلماء ()
وقد رثاه? الدكتور طه أبو كريشة بأنه " قدوة حسنة طيبة في علاقاته الإنسانية التي كان?يجملها التواضع الجمّ وبشاشة الوجه؛ حيث كان يصل إلى قلوب كل من يتصل به أو يتعامل?معه من أقرب طريق، ومن هنا اكتسب المودة وهذه المنزلة العظيمة التي يحملها له كل من?عرفه أو قرأ له أو استمع إليه ()
ويؤكد الدكتور عبد?الشافي عبد اللطيف علي أنه كان" نموذجًا?للعالم المتواضع مع زملائه وطلابه (")
وزكى د. مبروك عطية تواضعه فقال: عهدي به أنه كان روعة في التواضع ولا نزكي على الله أحدا" ()
ويشهد الأستاذ جمال سلطان أنه "كان شديد التواضع، لا يحاول أن يبدو معك كعالم كبير أو شخصية ذات هيبة، إلا?هيبة العلم والفكر و صفاء القلب، وكان من النوع الذي يخجلك بالفعل في تواضعه، كما?كان هذا التواضع سمته في بيته ومسكنه وفي ملبسه وشأنه كله، رحمه الله () ويقرر تلميذه الدكتور ظافر العمري تواضعه وأريحيته فيقول "كان يلتقي أبناءه الطلاب ليمنحهم تلك الابتسامة?اللطيفة التي توحي بأريحية قل أن تجدها ويمنحك عطفا أبويا قبل أن تستمع إلى علمه الجليل ويدنيك?من قلبه قبل أن يدنيك من مجلسه. ()
حقا لقد كان الشيخ جم التواضع .... بسيطا في مظهره، قوي الإيمان بدعوته، جريئا في الحق، لا تأخذه في الله لومة لائم0
سماحته ورحابة صدره: يسوق الدكتور عبد المعطي بيومي برهانا على رحابة صدره?وتسامحه؛ فيقول:" اختلفنا في مسألة فيها اجتهاد، وأغراه البعض لرفع قضية ضدي، فلما?التقينا وكان ذلك في مكتب رئيس الجامعة وبدأنا في التحاور، فتفهَّم موقفي بسرعة?عندما علم الحقيقة وبادر بالاعتذار، وكلَّف محاميه في نفس اليوم بسحب الدعوى، فكان?رحمه الله أوَّابًا للحق بخلاف من يتمادون في الخصومة" ()
(يُتْبَعُ)
(/)
صبره علي الابتلاء:يقول الدكتور إبراهيم عوض "زرته عقب عودتي من الخارج بقليل أنا والصديق الصحفي?الأستاذ مجدي عبد اللطيف، وهو من الذين يعرفون للرجل الكريم فضله وعلمه؛ فأكرمَنا?الأستاذ الدكتور إكرامًا بالغًا، وأحضر لكل منا فيما أحضر قطعتين ضخمتين من?الجاتوه، ورغم أن الجزء المزال من قدمه وقتها كان محدودًا جدًّا فقد كنت حريصًا?بقدر إمكاني على ألا أنظر إلى قدمه حتى لا أتألم أكثر مما كنت متألمًا، ومع هذا كان?الرجل من ناحيته، أكرمه الله وطيب مثواه، حريصًا على ألا يرى أحد من زوَّاره شيئًا?من الابتلاء الذي وضعه الله فيه سبحانه وتعالى، بل لم يتطرق إلى شيء مما كان?يعانيه، وبدا جَلْدًا صبورًا كبيرَ النفس؛ كأن لا شيء هناك قط، وهو ما زادني له?احترامًا على احترام، وأخذنا نضحك ونداعبه كما هي العادة، وهو يتجاوب معنا بكل عقله?ووجدانه بما نعرفه عنه من رقة نفس ولين جانب وتواضع قلب" ()
زهده في المناصب:لم يكن الدكتور المطعني من الذين يأكلون الدنيا بالدين ويجهدون أنفسهم ابتغاء رضا السلاطين بل كان حرا كريما زاهدا عما في أيديهم يقول الأستاذ جمال سلطان
"عاش الرجل ومات وهو بعيد تماما عن أي مغانم سلطوية، أبعدوه عن أي منصب أو مركز رغم?أن بعض من تولى المناصب الكبيرة كان لا يرقى لمرتبة تلميذه، غير أن حضوره وقوة حجته?وسلاسة بيانه وبلاغته وجاذبية منطقه جعلته مقصدا للعديد من الصحف والمجلات?لاستكتابه في مصر والعالم العربي، وكذلك لإذاعة القرآن الكريم، حيث كانت له أحاديث?غاية في الروعة واليسر والعمق معاوكان الرجل زاهدا في تلكم المناصب?بالفعل، ولم أشعر يوما التقيته فيه أن بداخله غصة من هذا الإبعاد، كان مشغولا?بالإنتاج الفكري، والكتابة، والعطاء، والاشتباك مع قضايا الواقع بهمة وحماسة من يرى?أنه في ميدان، وأنه يجاهد بالفعل" () يقول الدكتور محمد أبو ليلة "كان زاهداً ومقبلاً علي الله لا يخشي أحداً إلا الله () ويقول الدكتور مبروك عطية “عهدي به أنه لم يسع إلى شهرة، ولم يسابق في ركب الأضواء"
مؤلفاته:
أثرى الدكتور المطعني المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات والتي عم نفعها في مجال الفكر الإسلامي والفقه واللغة والبلاغة، ففي مجال البلاغة وإعجاز القران الكريم صدر له عدة كتب منها
• المجاز في اللغة والقرآن الكريم بين الإجازة والمنع .. عرض وتحليل ونقد"
• و «خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية»،
• ?ساعة مع القرآن العظيم: دراسة موجزة في أساليب?القرآن البيانية
• «من قضايا البلاغة والنقد»،
• و «البديع من المعاني والألفاظ»
• علم البيان، التشبيه البليغ هل يرقي إلي المجاز؟
• التشبيه والتمثيل بين الإمام عبد القاهر والخطيب
• علم الأسلوب في الدراسات الأدبية
• من أسرار النظم القرآني في سورتي الفتح والواقعة
• دراسات جديدة في إعجاز القران
• لطائف وأسرار الرسم العثماني للمصحف الشريف
• المجاز عند ابن تيميه وتلاميذه بين الإقرار والإنكار
• وكان آخر ما خطت يداه في هذا المجال كتاب بعنوان «التفسير البلاغي للاستفهام» في أربعة أجزاء
وفي مجال الفقه والدعوة والثقافة الإسلامية ترك وراءه
• «الفقه الاجتهادي الإسلامي بين عبقرية السلف ومآخذ ناقديه
• و «الجائز والممنوع في الصيام»
• ملاحظات موضوعية حول فتوى إسلام المرأة دون زوجها وهل يفرق بينهما؟
• مناسك الحج والعمرة علي ضوء المذاهب الأربعة
• النهي عن المنكر في مذهب أهل السنة والجماعة
• نقل الأعضاء البشرية بين الجواز والمنع
• العلمانية وموقفها من العقيدة والشريعة
• المرأة في عصر الرسالة بين واقعية الإسلام وأوهام المرجفين
• حقوق المرأة والطفل بين الإسلام والوثائق الدولية
• الفراغ وأزمة التدين عند الشباب المعاصر
• شرح الوصايا العشر للإمام الشهيد حسن البنا
• من الإمام الشهيد حسن البنا إلي القيادات الإسلامية
• أدب الإسلام في الرياسة و?السياسة
• الخطأ و الصواب في كتابات النجار عن التنمية في?مصر
• تدابير الأمن في الإسلام
• الحكيم في حديثه مع الله ومدرسة المتمردين علي الشريعة
• مبادئ التعايش السلمي في الإسلام منهجا وسيرة
• الشفاعة حق لا ريب في الرد علي منكر الشفاعة
• الهمزية في مدح خير البرية رائعة البوصيري عرض وشرح وتحليل،
(يُتْبَعُ)
(/)
كما ترك الشيخ المطعني للمكتبة الإسلامية مؤلفات قيمة في إطار رد الشبهات عن الإسلام وأهله، فكتب
• مواجهة صريحة بين الإسلام وخصومه
• وافتراءات المستشرقين علي الإسلام عرض ونقد
• وعقوبة الارتداد عن الدين بين الأدلة الشرعية وشبهات المنكرين
• وأوروبا في مواجهة الإسلام
• وسماحة الإسلام في الدعوة إلى الله والعلاقات الإنسانية
• الإسلام في مواجهة الأيدلوجيات المعاصرة
• التبشير العالمي ضد الإسلام أهدافه وسائله طرق مواجهته
• استدراكات مراد هوفمان علي الإسلام عرض وتقويم
• أسباب زواج النبي بأمهات المؤمنين ومواجهة افتراءات المغرضين
• الإسلام في مواجهة الاستشراق العالمي
• أخطاء وأوهام في أضخم مشروع تعسفي لهدم السنة النبوية
• المشروع الإسلامي البديل لوثائق الأمم المتحدة
• والحداثة سرطان العصر أو ظاهرة الغموض في الشعر العربي الحديث
• مصادر الإبداع بين الأصالة والتزوير
• أبي ادم قصة الخليقة بين الخيال الجامح والتأويل المرفوض
• المسيحيون والمسلمون في تلمود اليهود غرائب وعجائب
• جوا نيات الرموز المستعارة لكبار أولاد حارتنا،
• لمازا لابد من دين الله لدنيا الناس؟
• قراءات من كتاب احمر: لينين زعلان من الشيوعية0 ()
• ما يقال عن الإسلام عبر?الإنترنت (مخطوط)
• محمد صلى الله عليه وسلم في كتابات?المستشرقين (مخطوط)
• أسباب تراجع الأزهر? (مخطوط)
كما اشترك الدكتور المطعني في كتابة الموسوعات?الآتية?
• موسوعة المفاهيم الإسلامية?التي يصدرها المجلس الأعلى للشئون?الإسلامية
• الموسوعة القرآنية?التي يصدرها المجلس الأعلى للشئون?الإسلامية
والمطالع لقائمة كتب الدكتور عبد العظيم المطعني يرى بوضوحٍ اتساع الرقعة التي يتناولها بالبحث والدراسة من البلاغة والنقد والفكر الإسلامي هذا بالإضافة إلي كثير من المقالات التي خطها بيمينه في الصحف والمجلات في طول البلاد وعرضها داخل مصر وخارجها منها الأهرام?و?المساء?والنور?والدعوة?وآفاق عربية?واللواء الإسلامي?وعقيدتي وغيرها كثير كثير ويمكن القول بأن المتابع لمقالاته يناله التعب لكثرتها واختلاف موضوعاتها فهذا الرجل كأن الله قد خلقه بألف عين, وظفها كلها للإسلام
خصائصه الفكرية من خلال كتاباته
يقول الدكتور جابر قميحة:
• "من أهم سماته الفكرية أنه" لا يكتفي بعرض الحقائق?العلمية والفقهية وغيرها, وهذا في ذاته جهد علمي محمود, ولكنه يحرص على نقض ما يحيط?بها من شبهات, يثيرها العلمانيون, وأدعياء التجديد الفقهي
• يحدِّد الدكتور المطعني منهجه هذا ابتداءً من عناوين كتبه؛ فنرى له?غرامًا أو حرصًا خاصًّا "بالبيْنيات"؛ أي إبراز كلمة "بيْن"، كما نرى في عناوين كتبه?الآتية?الفقه الاجتهادي .. بين عبقرية السلف ومآخذ?ناقديه وعقوبة الارتداد عن الدين .. بين الأدلة الشرعية وشبهات?المنكرين و?المجاز عند الإمام ابن تيمية وتلاميذه .. بين الإنكار?والإقرار" ()
• ومن فضول القول أن نقول إنه يعالج المسائل بعمق رأسي, وحجج?قوية, وقدرة فائقة على استخلاص الدلالات الحاسمة؛ بحيث يحيط بكل جوانب الموضوع?عرضًا وموازنةً ودفاعًا وهجومًا، مجنِّدًا معارفه الواسعة في الانتصار لكلمة?الحق, وفضح الأدعياء من المتعالمين والمتفيهقين والعلمانيين"
• ومن أهم سماته في عطاءاته حرارة الإيمان, ولكن هذه العاطفة?الصادقة لا تأتي مجردةً, بل تعانق الحقائق والأحكام التي يخلص إليها.
يقول الأستاذ جمال سلطان "خبرته في الكتابة الصحفية والاشتغال بقضايا الشأن العام مبكرا جعل له حضورا كبيرا?في الفكر الإسلامي المعاصر بذكاء من يعرف خلفيات الصورة والأحداث و"الخنادق?الفكرية، حيث اشتبك في معارك فكرية كبيرة مع الأفكار "المستوردة" كان فيها قوي?الحجة نافذ النظرة، يعرف خلفيات من ينتقده وتاريخه ومراوغاته ()
• الأسلوب في مجموعه أسلوب مرسل لا تكلف فيه ولا تعقيد?كما أنه في أدائه يكثر من التكرار المعنوي، أي أداء المعنى?الواحد بأساليب متعددة بهدف تأكيد المعنى وترسيخه، كما أنه يزيد من امتداد جاذبية?الأسلوب، ومن ثَمَّ تقوية ارتباط القارئ بالمقروء تحقيقًا للغرض المرجوِّ?المنشود وقد لمست تلك الظواهر الأسلوبية في كتابه الإسلام في مواجهة الاستشراق العالمي.
(يُتْبَعُ)
(/)
• ومن اللوازم الأسلوبية للمطعني إيراد الشواهد القرآنية والأحاديث?النبوية والمأثور من الشعر القديم، وكذلك بعض الشعر الحديث، وهو?يملك موهبة بصيرة قادرة على التقاط الشواهد، ووضعها في أنسب مكان لها.
• الموضوعية في البحث والتمسك الشديد بما أسفر عنه البحث من نتائج علميه دون تعصب للقدامى أو المعاصرين 0
• التوسط بين التطويل الممل والإيجاز ر المخل0 والبعد عن التعقيد والإغراب مما جعل لكتبه رواجا بين الشباب المسلم 0
• النقد البناء لكل ما يقف عليه من آراء قبل القبول أو الرفض 0
مرضه ووفاته:
في آخر حياته، ترادفت عليه الأسقام، وتوالت?عليه الأوجاع، خاصة مرض السكري، الذي أنهكه حتى عاد ناحلاً مهزولاً مجهودًا، فقدم?استقالته من التدريس من جامعة أم القرى بمكة المكرمة، وعاد إلى مصر، ولم يزل به?المرض إلى أن اضطر إلى بَتْر ساقه
يقول الدكتور إبراهيم عوض حفظه الله (لقد كان الرجل، رحمه الله، مصابًا بمرض السكر، وتضاعفت في?الأعوام الأخيرة إصابته ونتجت عنها في البداية إزالة جزء صغير من قدمه علمتُ بعد?وفاته أنه وصل إلى الركبة) () كما أصيب رحمه الله بشبه صمم في الفترة الأخيرة بحيث كان المتصل يتحدث مع نجله العزيز الأستاذ " نادر " ليترجم ما يقوله المتصل ويخبره برد العلامة الراحل ()
وفي يوم الأربعاء 27 من شهر رجب الماضي، الموافق 30 من يوليو2008م،فاضت روحه إلي بارئها وودعت?الأمة?الإسلامية،?والدعوة?الإسلامية، علما?من?أ علامها،?ونجما?من?نجومها?الساطعة،?ولسانا?من?ألسنتها ?الناطقة?،وعقلا?من?عقولها?المفكرة?بالحق،?وقلبا?من? قلوبها?النابضة?بالحب، ودّعت العالم، والداعية، والإنسان الأستاذ?الدكتور?عبد العظيم المطعني بعد?عمر?حافل?بالعطاء?بلا?منّ،?وبالجهاد?بلا?كلل،?وب البذل?بلا?انتظار?مكافأة?من?أحد?وذلك في مستشفى المقاولون العرب بالقاهرة, وتمت الصلاة عليه في مسجد النور بالعباسية
ولا أجد أحسن من الدعاء له أن يتغمده الله تعالي ـ برحمة واسعة كفاء ما جاهد في سبيل الإسلام والمسلمين كما نسأله - عز وجل - أن يغفر ذنبه، وأن يجزل مثوبته وأن يرفع درجته وأن يضاعف حسناته وأن ينير قبره، وأن يجعله مع?الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء، وحسن أولئك رفيقًا. "
رحل عبد العظيم المطعني فغابت شمس طالما أحالت كثيرًا من الظلمات إلى أنوار?مبهرة، ورحلت عافية طالما استردت معها النفس المسلمة المعاصرة كثيرًا من قوتها" ()
ـ[المنصور]ــــــــ[13 Jun 2009, 08:36 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون، غفر الله له وأسكنه فسيح جناته
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[16 Jun 2009, 12:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
إنا لله و إنا إليه راجعون.
رحم الله الشيخ عبد العظيم المطعني رحمة واسعة، و جعل أعماله العلمية صدقة جارية.
اللهم لا تحرمنا أجره، و لا تفتنا بعده، و ألحقنا به مؤمنين، غير مبدلين و لامغيرين.
و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.
مع شكري و تقديري لأخي الفاضل الأستاذالدكتور يسري خضر ـ حفظه الله ـ على تعريفه بالشيخ العلامة عبد العظيم المطعني ـ رحمه الله ـ.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[17 Jun 2009, 03:40 م]ـ
رحم الله الشيخ رحمة الأتقياء الأبرار، وألحقه بمنزلة عباده الصالحين الأخيار.
وبمثل هذه القامة تفقد الأمة نبراسا منيرا، وعلما هاديا، فالله نسأل أن يخلفنا في مصيبتنا خيرا.
وأشكرلك أخي الحبيب الدكتور يسري كريم البيان في التعريف بالشيخ، وجزاك الله خيرا.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[19 Jun 2009, 07:08 ص]ـ
شكر الله لكما،وجزاكما خيرا علي حسن ظنكما بأخيكما(/)
عاجل! أفتونا رجاء: هل يزكي العاطل عن العمل عن ماله الذي ادخره؟
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[06 Aug 2008, 07:10 م]ـ
أفتونا رجاء، فقد بحثت عن جواب لهذه المسألة في ما لدي من مراجع، فلم أجد سؤالا مشابها.
فقد سألتني إحدى المسلمات المطلقات هذا السؤال: هي عاطلة عن العمل، منذ أكثر من سنة، وليس لها من يعولها، وادخرت بعض المال الذي حصلت عليه من عملها السابق لتصرفه على نفسها. فهل عليها زكاة؟
مع ذكر المراجع، رجاء.
جزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Aug 2008, 08:52 م]ـ
أحلتُ سؤالكم عاجلاً لأحد الأصدقاء المتخصصين في مسائل الزكاة وأنتظر جوابه.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Aug 2008, 10:46 م]ـ
الجواب كما وردني:
إذا بلغ المال المذكور:
1 - نصابا وهو يقدر بقرابة 600ريال، (595جرام من الفضة مضروبا بسعرالجرام).
2 - ولم يكن عليها دين حال ينقصه عن هذا المقدار.
3 - ولم تتعلق به حاجتها الأصلية من مأكل وملبس ومسكن ونحو ذلك قبل ثبوت الزكاة.
4 - وحال عليه حول (سنة كاملة) وهوبهذا المقدارأي قدبلغ النصاب ولم ينقص عنه فإنها تزكيه، وماعدا ذلك فلاتجب فيه الزكاة.
المجيب د. عبدالله الغفيلي (مؤلف كتاب (نوازل الزكاة) جزاه الله خيراً.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[06 Aug 2008, 10:58 م]ـ
الجواب كما وردني:
إذا بلغ المال المذكور:
1 - نصابا وهو يقدر بقرابة 600 ريال، (595 جرام من الفضة مضروبا بسعر الجرام).
2 - ولم يكن عليها دين حال ينقصه عن هذا المقدار.
3 - ولم تتعلق به حاجتها الأصلية من مأكل وملبس ومسكن ونحو ذلك قبل ثبوت الزكاة.
4 - وحال عليه حول (سنة كاملة) وهو بهذا المقدار أي قد بلغ النصاب ولم ينقص عنه فإنها تزكيه، وماعدا ذلك فلا تجب فيه الزكاة.
المجيب د. عبدالله الغفيلي (مؤلف كتاب (نوازل الزكاة) جزاه الله خيراً.
أحسن الله إليك وإلى المجيب.
وقد أشكل عليّ قوله: (ولم تتعلق به حاجتها الأصلية من مأكل وملبس ومسكن ونحو ذلك قبل ثبوت الزكاة): كيف يمكن تقديره قبل ثبوت الزكاة؟
مثال:
لو أنها في السنة الفارطة كانت تملك 30 ألف دولار، صرفت منها 12 ألف دولار، ومر حول كامل على باقي مدخراتها (18 ألف دولار)، غير أنها تحتاج لصرف 1000 دولار في الشهر بين مسكن وملبس وطعام، فكيف تحسب ذلك؟ وهل يعتبر المبلغ المتبقي (18 ألاف دولار) متعلقا أو غير متعلق بالمأكل والملبس والمسكن؟ وهل التعلق بعامها المقبل أم بالمنصرم؟
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[07 Aug 2008, 01:36 ص]ـ
الأخوة الكرام:
أولا: المجمع الفقهي يرى أن النصاب يقدّر بالذهب أي 85 غرام ذهب عيار 24
ثانياً: يضاف إلى قول الأخ الشهري أنه إذا كانت هذه المرأة تسكن بيتاً بالأجرة أو
اشترت بيتا بالتقسيط فتسقط أجرة سنة قادمة أو أقساط سنة كاملة. ويقاس على هذا
ما يشبهه من التزامات.
ثالثا: إذا لم يكن لها دخل غير المال المدّخر تُقدر نفقة سنة كاملة وتسقطها.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[07 Aug 2008, 04:32 ص]ـ
الأخوة الكرام:
أولا: المجمع الفقهي يرى أن النصاب يقدّر بالذهب أي 85 غرام ذهب عيار 24
ثانياً: يضاف إلى قول الأخ الشهري أنه إذا كانت هذه المرأة تسكن بيتاً بالأجرة أو اشترت بيتا بالتقسيط فتسقط أجرة سنة قادمة أو أقساط سنة كاملة. ويقاس على هذا ما يشبهه من التزامات.
ثالثا: إذا لم يكن لها دخل غير المال المدّخر تُقدر نفقة سنة كاملة وتسقطها.
أحسن الله إليك. وهلا ذكرت لي مرجعك في الأمر، حتى أتبين؟
وإن لم يكن هناك اعتراض إلى الغد، فسأكتفي بما ورد، شاكرا لكم.(/)
المخزاة الجعيطية فى السيرة النبوية
ـ[إبراهيم عوض]ــــــــ[07 Aug 2008, 03:43 م]ـ
المخزاة الجعيطية
فى كتابة السيرة النبوية
د. إبراهيم عوض
Ibrahim_awad9@yahoo.com
http://awad.phpnet.us/
http://ibrahimawad.com/
http://www.maktoobblog.com/ibrahim_awad9
منذ شهور كتبت دراسة طويلة أرد فيها على رأى سخيف للدكتور هشام جعيط ملخصه أن اسم النبى محمد لم يكن محمدا بل قُثَم. وكنت بحثت، قبل أن أكتب تلك الدراسة، عن كتاب جعيط فى السيرة النبوية، وهو الكتاب الذى ورد فيه هذا الرأى المتهافت، لكنى لم أوفَّق وقتذاك إلى العثور عليه. ومنذ أربع ليالٍ فقط وقع الكتاب فى يدى بالمصادفة المحضة، وهو مكون من جزأين، وصادر عن "دار الطليعة" ببيروت فى كانون الثانى (يناير) 2007م. وبدأت أقلب صفحات الجزء الثانى، وعنوانه: "فى السيرة النبوية-2 تاريخية الدعوة المحمدية فى مكة"، لأنه هو الجزء الذى تعرض فيه المؤلف لاسم النبى وزعم زعمه السمج بأن اسمه الحقيقى "قُثَم" لا محمد. وما إن مضيت بضع صفحات فى القراءة حتى وجدت أخطاءً بالكوم، وكلها من النوع المضحك المخزى فى آن. ورغم أنى قرأت بقية الكتاب على عجل فإن مقدار الأخطاء والثغرات التى قابلتنى أثناء ذلك شىء هائل: فهناك الركاكة والاستعجام وتفكك الفكر وتناقض الكلام وضعف المنهجية واللف والدوران والجهل بالمصادر اللازمة للموضوع والعجز عن القراءة السليمة ... وهأنذا أضع بين يدى القارئ ما تنبهت له فى تلك القراءة العجلى، وهو فى الواقع أمر يبعث على الغثيان.
وأول ما يلاحظ على الدكتور جعيط أن أسلوبه ليس من الأساليب الجميلة بحال، فضلا عن أنه يعجّ بالأخطاء والركاكة والتواء العبارة، مما يقربه من العجمة فى غير قليل من الأحيان، رغم أن أباه، كما قرأت، كان عالما من علماء تونس. لكنْ من الواضح أن ذلك لم يكن له فيما يكتب التأثير المنتظر للأسف. ومن ذلك مثلا العبارة التالية التى توحى بأننا أمام طالب أجنبى حديث عهد بتعلم العربية، فهو لم يتقنها بعد: "وهنا على قبرِ وفى مسجدِ الرسول المؤسس للدين والهوية ولتاريخية كبيرة، فى مسجد المدينة وهو بصدد البناء، تم لقاء بين عبد الملك وبين سعيد بن المسيب ... " (ص34). وهى عبارة لا تنفح شيئا من روائح العروبة بما فيها من عسر التركيب والتوائه، فكأن كاتبها غير عربى. ومثلها كذلك قوله فى الصفحة التالية: "وقد تأكدت فكرة التاريخ مع الرجلين معا (يقصد عروة بن الزبير وعبد الملك بن مروان): كيف بدأت الأمور، تلك التى أتت بكتاب مقدس، بالتحام الجماعة، بملك الدنيا؟ ".
وتقابلنا فى الصفحة التاسعة عشرة كلمة "أُثْرِيَتْ"، التى يستعملها كاتبنا اللوذعى فى الجملة التالية: "أُثْرِيَتِ المكتبة التاريخية واتسعت إمكانيات الباحث" على أنها فعل متعد بمعنى "أَغْنَى"، ولهذا بناه للمجهول، على حين أنه فى الحقيقة ليس فعلا متعديا كما توهَّم جعيط بثقافته اللغوية الفقيرة، بل فعلا لازما بمعنى "اغتنى". وعلى هذا يمكننا أن نقول إن فلانا "أثرى" من التجارة الفلانية، أى أصبح رجلا غنيا، لكن لا يصح أن نقول إن التجارة الفلانية قد "أَثْرَتْ" فلانا، أو إن المحاضرة الفلانية "أَثْرَتْ" فهمنا للموضوع الفلانى، أى جعلته غنيا. وقد تكرر هذا الاستعمال فى مواضع أخرى. وعلى العكس من تعدية الفعل: "أثرى" نراه يُلْزِم الفعل: "مَسَّ" ويُدْخِل على مفعوله الباء فيقول: "مَسَّ فلان بكذا" (ص264 - 265، 269. وفى الجزء الثانى من الكتاب تكررت مرتين ص90، ومرة ص91 على سبيل المثال)، بدلا من "مَسَّه" كما ينبغى أن يكون الاستعمال. ومثل الفعل الأخير الفعل "عَمَّ"، فهو فعل متعد، إلا أن الكاتب يستخدمه لازما، مدخلا على المفعول به الحرف: "على": "والإسلام فى آخر المطاف لم يعمّ على الحجاز بما فى ذلك مكة إلا بتكوين أمة فدولة فقوة ضاربة سياسية" (ص316).
(يُتْبَعُ)
(/)
وفى الصفحة التاسعة عشرة أيضا وغيرها من الصفحات تقابلنا كلمة "تَوْرَخة"، التى لا أستطيع أن أمسك بزمام نفسى فلا أقول كما كان يونس شلبى رحمه الله يقول كلما سمع شيئا من زميله مرسى فى مسرحية "مدرسة المشاغبين"، إذ كان يتساءل فى حيرة بل فى بلاهة: "إنجليزى ده يا مرسى؟ ". فأنا بدورى أتساءل وكلى فزع: "عربى هذا يا دكتور؟ ". إن هناك ناسا لو أتيح للواحد منهم تسعة وتسعون طريقا كلها تؤدى بهم إلى النجاة، وطريق واحد ليس إلا يقودهم إلى الضلال والهلاك والضياع لتركوا التسعة والتسعين طريقا ولم يَحْلُ فى أعينهم إلا طريق الضلال والضياع. لماذا؟ هذا مما احتارت البرية فيه. وقد كان عند الدكتور جعيط كلمة "التأريخ"، لكنه تركها إلى "تَوْرخة" هذه التى لم أسمع بها قط، ولا أظن أحدا عاقلا سمع بها من قبل أو سيسمع بها من بعد. ولست أعرف أى شيطان سول له أن يستعمل هذه الكلمة الثقيلة على اللسان والأذن والذوق والقلب والعقل جميعا، وكذلك الأنف والجلد فوق البيعة. بالله عليك أيها القارئ الكريم، أوكنت تظن أن هناك من يقول: "تَوْرخة" قبل أن أسوق لك هذه الكلمة من كتاب الدكتور جعيط؟ الحق أنه لو عُرِضَ علىّ أن أدخلها فى كتاباتى لقاء ثروة من المال ما قبلتُ رغم حاجتى الماسة بل القاتلة إلى مثل تلك الثروة، إذ إن وجهها "يَقْطَع الخميرة من البيت" كما يقول الناس فى قريتنا. ولا أظنها إلا تقطع الخميرة أيضا من تونس، فهى مشؤومة تجلب النحس والفشل أينما حلت وكيفما توجهت مثلما يخيّم الشؤم أيضا على كلمات "مِيتانَصّ" و"إيثيقا" (ومنها "الأوامر الإيثيقية"/ ج1/ ص125) و"قَوْعَدَة" و"هاجيوغرافى" التى قابلتها فى أوائل الكتاب.
والأولى كلمةٌ هجينٌ نصفها الأول يونانى، ونصفها الأخير عربى، وهى فى الواقع مصطلح حديث ( meta-text, métatexte) من اختراع اللغوية البلغارية الأصل جوليا كريستيفا ( Julia Kristéva)، ومعناه كما جاء فى "قاموس مريام وبستر الجديد: Webster's New Millennium™ Dictionary of English": "a text describing or explaining another text: النص الذى يصف أو يشرح نصا آخر"، كالكتابات النقدية بالنسبة إلى نصوص الإبداع الأدبى مثلا، وفى "القاموس الدولى للمصطلحات الأدبية: Dictionnaire International des Termes Littéraires" نقرأ ما يلى: " le métatexte est un texte dont l'objet est un autre texte (commentaire, critique, glose, etc)"، والثانية هى كلمة " Ethica" اللاتينية (وفى الفرنسية والإنجليزية: " L'éthique, Ethics")، وتعنى "فلسفة الأخلاق"، والثالثة هى وضع القواعد لشىء ما، والرابعة ( hagiographical) صفة مشتقة من " hagiography-- hagiographie"، أى الكتابات التى تتناول حياة القديسين وما يتصل بها. ويقابل تلك الصفة فى سياقنا الحالى (الأشياء والأمور) الخاصة بالسيرة النبوية، ويمكن أن يقال: " (كتابات) تتصل بالسيرة"، أما إذا أردنا الترجمة المباشرة للكلمة فنقول: " (الكتابات) السِّيرِيّة" مثلا. هذا لو أردنا أن نكون طبيعيين يفهم الناس عنا، ولكن للحذلقة العاجزة سلطانا على بعض النفوس يبلغ حد المهزلة، والعياذ بالله! ومثل تلك الكلمة كلمة "ميتا خطاب" (ص204، وكذلك "ميتاجُنون"/ ج1/ ص98. أنعم وأكرم بالجنون ومِيتَاه!).
وانظر أيضا قوله، عن بعض كتب السيرة النبوية التى تستقى هى وسيرة ابن إسحاق من ذات المصدر، إنها "تدلو من نفس الدلو" (ص27)، وهى عبارة تذكّرنى بأسلوب طلبة هذه الأيام النحسات فى أوراق الإجابة آخر العام، إذ أجدهم يحومون حول التعبير المراد دون أن يصيبوه بسبب عدم قراءتهم للكبار أصحاب الأساليب المونقة، بل ندرة قراءتهم أصلا وندرة مرانتهم على الكتابة الدقيقة، بَلْهَ الكتابةَ عموما، فتجىء تعابيرهم مهوَّشة لا تصيب المقصود عادةً إلا على سبيل المصادفة والشذوذ. وليس فى العربية التى نعرفها "دَلاَ فلان من نفس الدلو"، إذ الفعل: "دلا يدلو/ أَدْلَى يُدْلِى/ دَلَّى يُدَلِّى دلوه فى البئر" مثلا معناه: أنزله فى البئر للاستقاء. أما "دلا من نفس الدلو" فلا أدرى كيف تكون، إذ الدلو لا يُدْلَى من الدلو، بل يُدْلَى فى البئر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن تلك الأخطاء المزعجة لديه أيضا قوله إن "الإنجيل ليس بالكتاب المنزل على شكيلة القرآن" (ص30. وقد تكررت مرة أخرى ص316، وكذلك عدة مرات فى الجزء الأول من الكتاب). ولا أدرى من أى وادٍ التقط "شَكِيلة" هذه، فالعرب إنما تقول: "شاكلة" كما فى القرآن مثلا: "قل: كلٌّ يعمل على شاكلته" لا "على شكيلته". أما إذا كان هناك كاتب أو شاعر عربى ممن تؤخَذ عنهم اللغة قد استعمل تلك الكلمة فلسوف أرجع عما قلته هنا، وأشكر من أرشدنى إلى ما كان غائبا عنى. وكان هشام جعيط، قبل ذلك فى الصفحة السادسة، قد ضبط الفعل الماضى: "بطل" بضم الطاء (هكذا: "بَطُلَ") غير دارٍ أن ضم الطاء يقلب معنى الفعل من البطلان إلى البطولة. وفى القرآن المجيد نقرأ قوله عز شأنه عن التقام عصا موسى لحبال سحرة فرعون: "فوقَع الحقُّ وبَطَلَ ما كانوا يعملون" (الأعراف/ 118). وكان يمكن أن يسكت صاحبنا "الهاجيوغرافيكالى" فلا يتعرض للفعل المذكور بضبط ولا ربط، لكن القدر أراد أن يكشف مقدار ما عنده من علم فوسوس إليه الشيطانُ أن يتحذلق فتحذلق، فكان ما كان.
والآن إذا كان هذا هو أسلوب هشام جعيط فى العربية فكيف يكون أسلوبه فى الفرنسية، التى ذكر فى مقدمة الجزء الأول من الكتاب، وعنوانه: "الوحى، القرآن، النبوة"، أنه فكر فى بداءة الأمر أن يؤلفه بها لكنه سرعان ما عدل عن تلك الفكرة؟ (ط2/ دار الطليعة/ بيروت/ مايو- أيار 2000م/ 7). الحمد لله أن دكتورنا "الهاجيوغرافيكالى" قد ثاب إلى رشده وصاغ كتابه بالعربية، فـ"نصف العَمَى ولا العَمَى كله" كما يقول المثل الشعبى!
وأطرف ما فى الموضوع أن السبب الذى حدا به إلى التفكير فى وضع الكتاب بالفرنسية هو أن "العربية فقيرة جدا فى كل ما هو مصطلحات فى الفلسفة والعلوم الإنسانية التى انتشرت فى الغرب لكثرة استعمالها وكثرة استيعابها" كما يقول! أرأيت كيف تتباهى القَرْعاء التى ليس لها شعر بجمال شعرها رغم ذلك بدلا من أن تكفأ على الخبر ماجورا ولا تفضح نفسها؟ اللغة العربية إذن فقيرة، وفقيرة جدا، ولا تستطيع استيعاب ما فى ذهن سعادته من أفكار ومصطلحات! واضح يا دكتور! واضح جدا! الحق أنك تذّكرنى برجل صرعه غريمه على الأرض وبرك فوق صدره وأشل حركته فلم يعد يستطيع أن يفلفص منه وضاعت كرامته تماما بعد أن حطه تحطيما، إلا أنه مع ذلك كله لا يكف عن الصياح طالبا من المشاهدين الذين انفضح أمامهم أن "يشيلوا من فوقه" ذلك الغريم حتى يتمكن من ضربه! ولكن الدكتور يعرف رغم هذا مستواه الحقيقى فى القدرة على التعبير بالعربية فنراه يلمح إلى أن كتابات أمثاله بالعربية فى هذه الحالة عرضة لأن تكون مبهمة وأن يسمها القراء بأنها أجنبية، إلا أنه يسارع مؤكدا أن ذلك ليس من العيب فى شىء (ج1/ ص8). طبعا، فأنت رجل لا تعرف العيب!
ومن تلك الأخطاء التى لا يقع فيها طالب مبتدئ، فضلا عن أستاذ جامعى لا يعجبه العجب ويدخل علينا وقد فتح صدره مثل "شجيع السِّيمَا، أبو شَنَب بَرِّيمة" وكأنه سيفتح عكا، قوله عن الرسول: "فكَوْنُ أبوه مات وأمه حامل به يصعب قبوله" (ص146)، جاهلا أنها "أبيه" لا"أبوه" لأنها مضاف إليه. ومن ذلك أيضا قوله: "بقدر ما كانت مكة ضيقة فضائيا بقدر ما اتسعت بكثرة وكثافة سكانها" (ص161، وانظرص213، وكذلك ص41 من الجزء الأول)، مكررا كلمة "بقدر ما" فى هذا التركيب غير دارٍ أنها لا تكرر، بل الصواب أن يقال مثلا: "بقدر ما كانت مكة ضيقة فضائيا كانت متسعة بكثرة وكثافة سكانها". وأمثاله ممن لا يعرفون كيف يتعاملون مع اللغة يكررون أيضا كلمة "كلما" القريبة فى المعنى فيقولون مثلا: "كلما عملتَ ساعات أطول كلما كسبتَ مالا أكثر"، قياسا غبيا على التركيب الإنجليزى والفرنسى التالى: " The more one has, the more one wants\ Plus on a, plus on désir avoir"، وكأن العرب لم يكن عندهم هذا التركيب قبل الإنجليزية والفرنسية بأحقاب وأحقاب. ولقد وجدتُ أيضا كلمة "كلما" مكررة عنده مع فعل الشرط وجوابه فى الصفحة 45 من الجزء الأول، إذ قال: "كلما تقدم الزمن كلما تضخم دور الحديث فى التشريع".
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا المستعجم لا يستطيع أن يقول مثلا إن للمسيحية ثقلها الكبير على بلاد العرب، بل كل ما يقدر عليه هو أن يقول إنها "تَزِن بوَزْنٍ كبير على المنطقة" (ص162. وقد ورد هذا التعبير أيضا فى الصفحة رقم 96 حيث يقول إن "أوربا، وهى طليعة الإنسانية، طردت كل القوى الخفية التى وزنت بوزن كبير على البشر من آلهة وشياطين وأرواح وملائكة"). ترى ما دور الأعاجم فى معاونة الرجل وتحبير صفحات كتبه؟ لقد رآها عندهم هكذا: " peser lourdement sur…\ to weigh heavily upon…"، فترجمها على معناها المادى الأصلى دون فهم للسياق، وهذا أقصى مداه، فكله عنده صابون. مسكين! وقد سبق أن استعملها فى رأس الصفحة السابعة والعشرين من الجزء الأول، إذ قال: "إن تاريخ الأديان كتاريخ لا يزن بوزن يُذْكَر أمام مجال المعتقد ذاته"، ثم أعادها على سبل التأكيد فى أسفل الصفحة ذاتها مع بعض التغيير: "هناك وَزْن تاريخٍ طويلٍ جدا ... أتى من الغياهب". ومن تلك الأخطاء المستعجمة قوله عن مفهوم الفارقليط: "إن مفهوم الباراكلبتس كان لا بد من قبل منشغلا فى ذهن النبى ... كما انشغل فى ذهن مانى قديما" (ص166). أرأيتم إلى هذه الدُّرَر؟ إنها المرة الأولى، ولسوف تكون الأخيرة، التى أسمع فيها بفكرة تنشغل فى ذهن صاحبها! إنجليزى ده يا مرسى؟
ومن عجمته أيضا تسميته الإسلام: "دين التوحيدية" (ص202)، وقوله تفسيرا لاعتراض المشركين على اختيار الله سبحانه للرسول بدلا من "رجل من القريتين عظيم" بأنه عليه الصلاة والسلام "لم يكن شيئا اجتماعيا" (ص208)، وكذلك جَمْعه كلمة "نواة" على "نواتات" (ص213)، ثم ذلك التركيب العجيب الذى لا أذكر أننى رأيته عند أحد سوى هشام جعيط: "وإنْ نحن نجدها فى "المزَّمِل" ففى الآية 20 الأخيرة" (225). ترى هل يصعب عليه إلى هذا الحد أن يقول: "وإنْ (نحن) وجدناها ... "؟ وقد تكرر هذا التركيب الشاذ مرة أخرى على الأقل فى قوله: "وإن هى (أى آلهة القرشيين) لا تتماهى معها (أى مع الملائكة) فهم يعترفون بوجود الملائكة" (ص280). ومن الأعجميات عنده كذلك التركيب التالى الذى يستعمل فيه "إنما" فى جملة اسمية بدون اسم "إن"، وهو ما لم أسمع به من قبل فى الفصحى لا عند كاتب محترم أو غير محترم: "وإسلام أهل مكة المزعوم إنما مرتبط بالغرانيق" (ص227)، وقوله عن المطعم بن عدى إنه "لم يُذْكَر إلا بقلّة، والأقرب عن خطإ، فى قوائم أصحاب الجدل والمعاداة" (ص232)، وهو كلام أشبه برُقْيَة النملة. ومنها قوله عن قصة الغرانيق: "ومفادها بكلمة أن الشيطان حسب التقليد ألقى على لسان النبى آيتين فى مدح آلهة قريش ... " (ص272)، والمقصود بـ"التقليد" روايات السيرة والحديث النبوى طبقا لرطانة ذيول الاستشراق، إذ هى ترجمة حرفية قميئة لمصطلح " Tradition"، الذى يستخدمه المستشرقون، بمعنى "السُّنّة" و"التراث" وما أشبه. وهناك كذلك قوله عن تأثر الأسرة، أىّ أسرة، بظهور الرجال العظام فيها أو عدمه: "هل يزن الوسط العائلى بوزنه فى انبثاق شخصية عظماء الرجال أم يزن نقضا؟ " (ص254). وهو كلام ككلام شمهورش غير قابل للفهم. وأما قوله إن القرآن هو "من قلة المصادر الدينية الصحيحة التى صورت واقع النزاع القائم" (ص255) فهو كلام خواجات يُقْصَد به أن القرآن هو من تلك المصادر القليلة. ثم نجىء إلى قوله على طريقة العَوَامّ: "هم فى حالة عداء مستمر بين بعضهم" (ص300)، بدلا من " ... بين بعضهم وبعض" ... إلخ.
وبالنسبة للمنهج الذى يذكر جعيط أنه سيتبعه فى كتابه نراه يقول، فى مفتتح الفصل الأول من الجزء الثانى، عن الروايات المتعلقة بالسيرة النبوية فى كتب التراث إنه "لا بد للمؤرخ من نقدها وفحصها بكل دقة، فلا يمكن تغليب رواية على رواية أخرى حسب الأهواء أو لإثبات فكرة كما فعل كثير من المؤرخين المحدثين، بل يجب على المؤرخ أن يتجنب تصديق المصادر بدون رويّة بقدر ما يتجنب الإجحاف فى النقد والرفض بدون حجج. والمصادر خاضعة بالأساس للمنطق التاريخى".
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن هل اتبع دكتورنا "الهاجيوغرافيكالى" الهمام النصيحة التى شنَّف آذاننا بها؟ لنأخذ مثلا تشكيكه السخيف فى قرآنية قوله تعالى: "وأَمْرُهم شُورَى بينهم" فى الآية 38 من سورة "الشورى" بشبهة أنه لا يناسب السياق الذى ورد فيه (ص22 - 23)، ومن ثم يزعم أن تلك العبارة هى مما أُقْحِم على القرآن فيما بعد عند كتابته للمرة الرسمية الثالثة فى عصر عثمان، ولم "يَبُحْ" بها النبى، حسب رطانة الدكتور جعيط، الذى لو كان لديه شىء من الحس السليم لفهم أنه بهذه الإمكانات اللغوية المتواضعة بل الوضيعة ما كان ينبغى له أن يتغشمر فى كلامه عن كتاب الله على هذا النحو الجاهل. وأحب أن أقول للقارئ إن ريجى بلاشير، المستشرق الفرنسى الذى أعمى الله بصره فى أخريات حياته مثلما أعمى قبلا بصيرته، كان من شِنْشِنَته الزعم بأن هذه الكلمة أو تلك العبارة لم تكن فى النص القرآنى الأصلى، بل أُقْحِمت عليه فيما بعد. والمقصود من كلام جعيط عن آية الشورى، حسبما أشار هو نفسه عقيب ذلك، أن عثمان قد أضاف هذه العبارة من لدنه كى يضفى الشرعية على تبوُّئه الخلافة. وكأن الشورى تحتاج إلى تبرير، وهو ما يعنى أن الأصل فى أمور الحكم حسبما قرره القرآن وطبقه الرسول هو الاستبداد وقفز كل طامح مغامر على كرسىّ السلطة عَنْوَةً ودون اعتبار أو انتظار لرأى الناس الذين سيحكمهم، فكان لزاما على عثمان أن يضيف إلى القرآن جملة تقول إن الشورى يا مسلمون يا متخلفون هى أمر طيب، ومن ثم فلا وجه لاعتراضكم على الأسلوب الشُّورِىّ الذى وصلتُ به إلى الإمساك بمقاليد أموركم. أليس ذلك أمرا مضحكا؟ فهذا هو مستوى"هاجيوغرافيكاليّنا" اللوذعى فى الفهم والتبرير وقراءة النصوص.
طيب يا دكتور جعيط، سأحاول أن ألغى عقلى وأنزل إليك وأقول: فليكن أن عثمان قد فكر بهذه الطريقة. أليست هناك آية قرآنية صريحة فى وجوب الأخذ بالشورى، وصيغت على نحو أشد وأفعل فى النفوس، وهى الآية رقم 159 من سورة "آل عمران" الموجهة إلى النبى ذاته لا إلى المسلمين بوجه عام، وبصيغة الأمر لا بصيغة الخبر كما فى الآية التى نحن بصددها، وبعد هزيمة أحد التى تمت بعد مشاورة النبى لأصحابه ونزوله على مقتضيات الشورى وخروجه لملاقاة المشركين خارج المدينة حسب رأى الأغلبية فكان ما كان، ورغم هذا يوجب عليه ربه أن يلتزم بالشورى مع المسلمين فى كل الأمور؟ وهذه هى الآية: "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ". فلماذا شعر عثمان يا ترى أنه لا بد اختراع آية للشورى، وعنده تلك الآية؟ وكيف سكت المسلمون على بكرة أبيهم فى كل بلاد العرب والمسلمين فلم ينكروا ذلك عليه رضى الله عنه؟ وأين كان علىّ كرم الله وجهه؟ بل أين الشيعة منذ ذلك اليوم حتى يومنا الأغبر هذا؟ لكن على من تُلْقِى مزاميرك يا أبا خليل؟
وبالمناسبة فالقرآن عند الدكتور جعيط "مطبوع بطابع عبقرية شخصية ملهمة فى الفكر والتعبير، فى المعانى الميتافيزيقية، فى قوة الإيحاء" (ص25). ولا أظن المعنى إلا واضحا لا يحتاج أى تدخل منى لشرح مقصد الكاتب. ويزداد الأمر عجبا وغرابة حين نرى كاتبنا "الهاجيوغرافيكالى"، رغم ذلك، يؤكد أنه من غير الممكن أن يكون القرآن قد تعرض لأى تغيير فى نصوصه لما له من قداسة شديدة فى نفوس المسلمين ولأنه كان محفوظا فى الصدور والطروس جميعا ويردده الناس فى كل صلاة ويرجعون إليه دائما فى تشريعاتهم بحيث لا يمكن أن يعتريه أى تغيير دون أن يثير ضجيجا وعجيجا يهتز له المسلمون فى كل مكان. عظيم (ص22 - 23)، فما المشكلة إذن؟ وكيف يتسق هذا والقول بأن القرآن قد دخلته بعض الإضافات؟ حسبما هو مخطط فسوف يردّ بعض القراء قائلين إن هشام جعيط قد بذل جهدا عظيما ورائعا فى الدفاع عن صيانة القرآن من العبث والتحريف، فلا يعيبه أن يقال إنه قد أُقْحِمَتْ عليه جملة ليست منه لا تقدم ولا تؤخر، جملة صغيرة لا خطر من ورائها، وممن؟ من عثمان ختن النبى وأحد أقرب صحابته إلى قلبه وأحد العشرة المبشرين بالجنة، يا داهية دُقِّى! بالإضافة إلى بعض الحالات المحتملة الأخرى التى سقط من
(يُتْبَعُ)
(/)
القرآن فيها بعض العبارات أو أضيفت إليه بعض العبارات الأخرى أو كُرِّرَتْ على سبيل الخطإ بعض الآيات أيضا كما ذكر هو نفسه (نفس الموضع السابق). وهنا الخطر كل الخطر، إذ يكفى أن نفتح الباب حتى لو كان مجرد مواربة، فالمهم أنه لم يعد محكم الإغلاق بحيث يكون من السهل بعد هذا دفعه دفعة بسيطة كى ينفتح على مصراعيه، بخلاف ما لو ظل مغلقا بالترابيس المحكمة التى لا تسمح لأحد أن يفتحه. نعم هذا هو المخطط! وأظن القارئ قد فهم عنى دون حاجة إلى أن أعاود الشرح!
وقد سبق إلى ذهنى، قبل أن أتنبه إلى أن من بين مراجع د. جعيط ترجمة بلاشير للقرآن، أن يكون قد أخذ كلامه عن الآية من ذلك المستشرق الذى خصصت لترجمته فصلا فى الباب الأول من كتابى: "المستشرقون والقرآن" ووقفت إزاء هذا الزعم الأحمق عنده مرات مبينا ما فيه من سخف وضلال وبعد عن العلمية والموضوعية التى يتشدق بها مولانا المستشرق وأمثاله. ولهذا قمت الآن فأحضرت ترجمة بلاشير من الصوان القريب منى حيث أكتب هذه الدراسة، وفتحتها على الآية المذكورة فألفيته يقول إن الطبرى يفسرها بأنها تتحدث عن مشاورات الأنصار بخصوص هجرة النبى عليه الصلاة السلام إليهم والعيش معهم فى يثرب، ثم يضيف أن مثل هذا التفسير لا يتمشى مع السياق ( Blachère, Le Coran, Librairie Orientale et Américaine, Paris, 1957, P. 515, N. 36). وهذا ما قاله جعيطنا حَذْوَك النعل بالنعل، إلا أنه ككل تابع مخلص أمين فى تبعيته قد أضاف ما هو أشنع. ذلك أن بلاشير قد اكتفى بأن المراد فى الآية هو المشاورة اليومية فى كل مناحى الحياة لا فى أمر الهجرة فحسب، أما جعيطنا فأراد أن يكون كلامه من النوع الحراق المشطشط فأشار إلى عثمان ووصوله إلى الخلافة عن طريق الشورى. طبعا حتى يثبت لمتبوعيه أنه مخلص لهم وأمين وأنه يستحق الطنطنة التى يُحْدِثونها له يلفتون بها الأنظار إلى عبقريته التى لم تلدها ولادة؟
ولأنه عبقرى لم تنجب النساء مثله فهو ليس بحاجة إلى أن يقدم دليلا على ما يقول ولا أن يتجشم البحث عن حجة يسند بها هراءه هذا المتمخط، وإلا فلماذا لم يقل لنا كيف لا تتسق الجملة المذكورة مع السياق الذى وردت فيه؟ كنا نحب أن يكلف نفسه شيئا من التعب فيذكر لنا الحيثيات التى قال على أساسها ما قال. لكنه فى الواقع لا يعرف شيئا عما يهرف به. إنما هو كلام نقله من بلاشير، ثم أضاف إليه ما أضاف، وربما كان ما أضافه هو رأيا لمستشرق آخر لم يُكْتَب لنا أن نطلع عليه لأنه لم يسجله فى كتاب مثلا، بل اكتفى بأن ألقاه إلى صاحبنا وترك له مهمة نشره فى العالمين.
وحتى لا يظن أحد أننا نغالى بعض الشىء فى كلامنا عن هشام جعيط أرانى مضطرا إلى نقل عبارة له تكشف موقفه هنا بوضوح، إذ قال فى مقدمة الجزء الثانى من كتابه (ص8) إنه "لا معنى لانتقاد الاستشراق ما دام العرب والمسلمون لم يقوموا باستكشاف ماضيهم بأنفسهم باتخاذ المناهج المعترف بها عالميا"، وهو ما يعنى أنه لا بد أن نكون نسخة أخرى من المستشرقين، وإلا فليقل لى أحد كيف نصنع ما يطالبنا به جعيط، وبالشرط الذى اشترطه، إلا أن نكون نسخة أخرى منهم؟ أليسوا هم واضعى المناهج التى يصفها بـ"المناهج المعترف بها عالميا"؟ ويزيد الطينَ بلّةً قوله قبيل هذا عن العرب والمسلمين إنهم "أناس لهم عادةً رؤية مسبقة مستقاة من التربية الدينية ومن الجهاز الثقافى لكل فرد" (ص7)، بما يعنى أن هذه سمة من سماتنا نتميز بها عن غيرنا، وبالذات الأوربيون الموضوعيون المجردون من مثل تلك التأثيرات، مع أنه سرعان ما يقول عقب هذا إن الرأى العام الغربى، ومعه بعض المستشرقين، متأثر بتراث سلبى عن الرسول. إلا أنه يصف الغربيين رغم ذلك، وفى نفس الموضع، بأنهم هم الذين أسسوا العلم الحديث فى كل مكان وتقدم على أيديهم علم التاريخ تقدما بالغا. ثم تأخذه حالة الجلالة التى تعترى بعض الدراويش فيعلن بملء فيه، وبكل جسارة "هاجيوغرافيكالية" تليق به وبعبقريته الاستبصارية، أن أوربا فى العشرين سنة التى سبقت بداية القرن العشرين وتلك التى تلتها قد تم لها الانفتاح على كل شىء فى الحياة واستكشاف كل شىء تقريبا فى المعرفة والفن (ص10). ولم يفته، وهو يتطوح من الوجد "الهاجيوغرافيكالى" كأى درويش أصيل، أن يسمى تلك الفترة بـ"اللحظة المذهلة فى الحقيقة"! وهو كلامٌ
(يُتْبَعُ)
(/)
جنونىٌّ بكل يقين، إذ معناه أن البشرية إنما تلعب الآن فى الوقت الضائع وأن حَكَم المباراة سيطلق صفارة النهاية بين لحظة وأخرى لينفض السامر ويذهب كل حى إلى حال سبيله. ترى أين ينبغى أن نضع هذا الكلام "الهاجيوغرافيكالى"؟ الحق أن مكانه هو أقرب مزبلة!
وبعد هذا كله نجده ينتقد كثيرا من كتابات المستشرقين فيرمى بعضها بأنه ليس من العلم فى شىء (ص11)، وينبز بعضها الآخر بالعدوانية (ص13)، ويحكم على بعض ثالث بأنه لا يمثل "سوى عدم الشعور بالمسؤولية العلمية" والانفلات من العقال والابتعاد عن الصرامة المنهجية التاريخية (ص14)، وهو ما يحير الباحث المسكين من أمثالنا غير "الهاجيوغرافيكاليين" فلا ندرى أنغلق الشباك الاستشراقى أم نفتحه. حيرك الله يا دكتور جعيط كما حيرتنا ودوختنا وراءك "السبع دوخات" دون أن تستقر بنا على حل!
وعودةً إلى ما زعمه عن الآية المذكورة نقول إن المضحك فى الأمر هو ترديده لزعم عدم اتساق عبارة الشورى مع سياقها بثقة من يفقه العربية ويستطيع تذوق أساليبها فيعرف ما يتسق منها وما لا يتسق، على حين أنه فى الحقيقة أبعد ما يكون عن ذلك تمام البعد. عشنا وشفنا واحدا ركيك العبارة كهشام جعيط يفتى فى القرآن فينفى من نصوصه ويثبت، وعنده أم الكتاب. فسبحان أبى جهل! يا رجل، عيبٌ ما تفعل. اذهب أولا فتعلم لغة القرآن، ثم تعال بعد ذلك واجلس منه مجلس التلميذ "الذكى" الذى يريد أن يزداد من العلم لا أن يتمرد حتى يرضى عنه قوم آخرون لعنة الله عليهم وعلى من يصيخ السمع إليهم ويعمل على إرضائهم ويفرح بما يقولونه فيه رغم أن ما يقولونه ليس إلا الجهل والخبث بعينه يُثْنُون به على تابع لهم ينعق بما ينعقون به لا يخرج عنه، وإن كان ينعقه أحيانا بطريقة تبدو مختلفة، إذ يرسمون له خطوطها العامة ويتركون له التفاصيل. واضح، يا دكتور جعيط، أن كلامك فى أول الفصل عن وجوب وزن الروايات التاريخية جيدا والترجيح بينها فى تجردٍ من الهوى هو مجرد كلام لم تنتفع أنت به، بل كنت أول من أدار له ظهره من الناس ولم يمر على قولك إياه إلا ثوانٍ ليس إلا. ويزيد الأمر فداحة أنه ليس أمامنا فى الآية المذكورة إلا رواية واحدة، وهو ما يعنى أنك قد اختلقت المخالفة هنا اختلاقا، ولم يكن رأيك مبنيا على موازنتك بين روايتين أو أكثر والترجيح بينهما واختيار واحدة دون الأخرى بناء على ما أداك إليه عقلك وتفكيرك، بل هو مجرد نقل لما قاله بلاشير مع تتبيله بالشطة السودانية الحراقة.
وبالمثل فقوله إن من المحتمل أن تكون بعض الآيات القرآنية قد كُرِّرَت على سبيل الخطإ ليشبه ما قاله الشيخ أبو بكر حمزة، الجزائرى الذى كان شيخا للمعهد الإسلامى التابع لمسجد باريس والذى ترجم القرآن الكريم إلى لغة الفرنسيس، حين وقف إزاء الآية رقم 52 من سورة "الأنفال" وكأنها معضلة مؤرقة تطير النوم عن جفنيه مدعيا أنها ليست سوى تكرار للآية التى قبلها بآية، وأن جامعى القرآن على عهد عثمان رضى الله عنه قد وصلتهم روايتان مختلفتان لآية واحدة، فلما لم يستطيعوا أن يحددوا أيتهما هى الصحيحة، وأيتهما هى الخاطئة، اضطروا إلى إثباتهما معا فى المصحف وخرجوا بذلك عن العهدة ( Le Cheikh Si Boubakrur Hamza, Le Coran- Traduction Nouvelle et Commentaires, Fayard-Denoel, Paris, 1972, T. 1, PP. 361- 362، بالهامش). وهو كلام كاذب لأنه ليس ثمة أحد قال بوجود روايتين مختلفتين هنا لآية واحدة، بل هو ادعاء ساقط من عنديات شيخنا الهمام كادعاءات جعيط، فضلا عن أن الآية الثانية ليست تكرارا للأولى بأى حال، وفضلا كذلك عن أن القرآن ملىء، ككثير جدا من النصوص العلمية والأدبية والمقدسة، بالجمل والعبارات المتكررة، فلماذا هذه من دون مثيلاتها جميعا هى التى أسهرت ليالى أبو بكر حمزة وجعلته يقضى عمره يتقلب على فراش الشوك لا يستطيع أن يهنأ بغمض جفنيه ولو لحظة؟ إنها ذات الخطة. نعم إنها ذات الخطة حتى يبتلع القارئ المسكين السم المدسوس فى العسل ويتوهم أن المترجم المخلص الأمين قد بذل كل جهده لحل المشكلة عبثا وأنه حين قال ما قال لم يكن أمامه إلا هذا. وإلا فلماذا لم يقل ذلك فى غيرها من الآيات المشابهة والمتطابقة؟ إنها طبعا الأمانة العلمية ولا شىء غير الأمانة العلمية. ويمكن القارئ أن يعود إلى ما كتبته تفصيلا فى هذه النقطة فى
(يُتْبَعُ)
(/)
الفصل الرابع من الباب الأول من كتابى: "المستشرقون والقرآن- دراسة لترجمات نفر من المستشرقين الفرنسيين للقرآن وآرائهم فيه" (دار القاهرة/ القاهرة/ 1423هـ- 2003م/ 87 - 89)
وهذا نص الآيتين فى سياقهما كاملا حتى يطمئن القارئ إلى ما نقول: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (45) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46) وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (47) وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (48) إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (49) وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (50) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (51) كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (52) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (53) كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ (54) ".
ومثل ذلك فى السخف تشكيك جعيط فى العام الذى وُلِد فيه النبى دون أدنى حجة أو رواية يمكنه الاعتماد عليها فى وجه الروايات المتعددة التى تؤكد أنه صلى الله عليه وسلم ولد عام 570م. على أية حال تعالَوْا بنا نَرَ ماذا فى جعبة عالمنا "الهاجيوغرافيكالى". قال: "لم يولد محمد فى رأيى قبل سنة 580م أو حواليها أو بعدها، وكل ما ذُكِر عن سنة 570م لا يصمد أمام الفحص لسببين: هجمة أبرهة على العرب وقعت فى سنة 547م حسب النقوش، ولا يوجد أى سبب لكى يولد محمد على أية حال "عام الفيل". وهذا إنما هو علامة زمنية ليس أكثر. من وجهة أخرى إن صح أن البعثة حصلت حوالى 610م وأن الهجرة إلى المدينة وقعت قطعا فى سنة 622م حسب شهادة أوراق البردى التى لدينا، فلماذا تقرر المصادر أنه بُعِث فى الأربعين من عمره؟ إجماعها حول هذه النقطة لا قيمة له، فسِنُّ الأربعين فى ذلك الزمان سنُّ شيخوخةٍ، وليس بسن كهولة، وقد قضى النبى فيما بعد عشرين سنة أو أكثر وهو فى كامل نشاطه. ورقم الأربعين رقم سحرى لدى الساميين، وقد حللنا هذا فى الجزء الأول. ومن المستغرب أن يشير القرآن إلى هذه السن على أنها السن التى يبلغ فيها الإنسان أَشُدّه: "حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ" (الأحقاف/ 15). ما معنى هذه العبارة؟ وهل المقصود قراءة خاطئة أو شىء آخر؟ على كلٍّ رأيى أن كتب السِّيَر، زيادة على ما شُحِنَتْ به سن الأربعين من معنى دينى سحرى، اعتمدت أيضا على آية قرآنية تقول: "فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ" (يونس/ 16). ما المقصود بالعمر؟ حياة كاملة أو ما يشبه ذلك؟ فى الثقافات القديمة هى ما نسميه بالجيل، والجيل عدد السنين الكافية جسديا لكى ينجب الإنسان وتنجب بذرته، أى ابنه، إنسانا آخر. وهو يعنى سن الثلاثين أو ما يقارب ذلك. لكن هذه السن أيضا أخذت طابعا شبه سحرى: فالإسكندر غزا العالم فى سن ثلاثة وثلاثين، والمسيح بُعِث فى الثلاثين. على أنه لا شك فى أن "العمر" فى الفهم العربى
(يُتْبَعُ)
(/)
يعنى ذلك لأن الناس يتزوجون عند البلوغ أو بعد ذلك بقليل. وهذه السن عالية نسبيا على أية حال، ويكتمل فيها نضح الإنسان. وبالتالى رأيى أن محمدا بُعِثَ فى الثلاثين أو حتى قبل ذلك، ولم يولد إلا حوالى 580م، ولم يعش إلا خمسين سنة ونيف" (143 - 144. والموضع الذى أشار إليه فى الجزء الأول من الكتاب هو ص119).
وأولا أحب أن ألفت النظر إلى الخطإ فى قوله: "لم يعش إلا خمسين سنة ونَيِّف"، وصوابه: "ونَيِّفًا" لانعطافها على الظرف المنصوب، وهو كلمة "خمسين (سنة) "، وكذلك إلى الركاكة العامية فى قوله عن الإسكندر إنه قد غزا العالم "فى سن ثلاثة وثلاثين". إن هذا كلام سوقى لا يصلح أن يقوله كاتب محترم. وكل من له أدنى تذوق للعربية يقول: "فى سن الثالثة والثلاثين"، أما ما قاله هشام جعيط فهو من كلام الشوارع العامى!
وثانيا لا بد من التنبه إلى أنه لن يترتب شىء على الإطلاق على كون النبى وُلِد فى هذا العام أو ذاك، فلماذا يرهق هشام جعيط نفسه إذن ويرهقنا ويزعجنا معه فى مخالفة ما هو مُجْمَع أو شبه مجمع عليه؟ إنها الرغبة فى إفقاد القارئ العربى والمسلم الثقة فى تاريخه وسيرة نبيه وقرآنه وعلمائه وكل تراثه. إنها الشهوة الجامحة الجاهلة فى خلخلة ما هو صُلْبٌ مستقرّ ثابت لا لكى يحرك الأذهان الجامدة كما سوف ينعق بما لا يفهم، بل لكى يترك هذه الأذهان وقد شكَّتْ فى كل شىء ورأت الضياع مكشرا عن أنيابه فى وجهها يريد أن يفترسها. الروايات، كما يقول، تُجْمِع (خذ بالك: تُجْمِع!) على كذا وكذا من الأمور، لكن علامتنا الفهامة يقول: طظ فى هذا الإجماع. والسبب؟ السبب هو أن له رأيا آخر. وعلام يستند رأى "أبِى رأىٍ" هذا؟ لا يستند إلى شىء. إذن فماذا نقول فى القرآن، وهو يقرر أن سن الأربعين هى سن تمام القوة والنضج؟ بسيطة! وهل جئتَ فى جمل يا رجل؟ نقول إن قراءة الآية غير صحيحة. لكن كيف؟ يا أخى، هذا أمر من التفاهة بمكان بحيث لا ينبغى لجلالته أن يشغل نفسه بها. وهل يليق بمن فى مثل مكانته جل جلاله أن يتنزل إلى مثل تلك الأشياء التافهة؟ وماذا يضير أن تكون الآية صحيحة القراءة أو خاطئتها؟ أرجو أن يلاحظ القارئ الكريم أن هشام جعيط ينكر صحة الروايات التى أجمعت، كما يقول، على ولادة النبى فى التاريخ الذى نعرفه، وأنه لا يستند فى هذا الإنكار إلى أى شىء سوى أنه يرى ذلك، وكأن الأمر هنا هو مجرد وجهة نظر طَقَّتْ فى دماغه دون سبب، وأنه لما رأى آية قرآنية تعترض طريقه المتعسف لم يجد أمامه شيئا يرد به سوى أن الآية خاطئة القراءة أو أى شىء من هذا القبيل. وهذا هو العلم الذى بشرنا به فى المقدمة زاعما أنه سيأتى بما لم يأت به الأوائل ولا الأواخر ولا الأواسط. طبعا لا يمكن أن يأتى عاقل يحترم نفسه ويحترم المنهج العلمى بمثل ما أتى به هشام جعيط. ذلك أن ما أتى به هشام جعيط ليس علما ولا منهجية، بل تطاولا وغلظ وجه! فمثل هذا الشخص حين يقال له: ما الدليل على أن رقم الأربعين رقم سحرى؟ أو من قال لك إن العمر هو الجيل؟ أو على أى أساس قلت إن الجيل هو ثلاثون عاما أو أقل؟ أو ما وجه الخطإ فى قراءة الآية؟ فإنه لا يقدم دليلا على ما يزعم! إنما هو كلام، والسلام، وكأننا فى مغالبة ومغايظة. وما هكذا يكون العلم ولا المنهجية التى يفلقنا هو وأمثاله بالثرثرة الفارغة المتنطعة حولها. وعلى هذا النحو لا يمكنك أن تمسك بشىء مما يقوله هشام جعيط لأنك تتعامل مع زئبقٍ رجراجٍ لا يستقر على حال!
وقد رجعت إلى"لسان العرب"، الذى اعتدَّه هو نفسه أحد مراجع السيرة المعتمدة (ص15)، لعلى أجد أن كلمة "العمر" تعنى الجيل من الناس كما يزعم صاحبنا "الهاجيوغرافيكالى" ولو على سبيل المجاز فلم أجد شيئا من ذلك التنطع السمج. وأزيده من الشعر بيتا فأقول له إن كلمة "جيل" لا تدل فى لغة القدماء على ما يقول، بل "الجيل" عندهم هو الصنف من البشر: فالصينيون مثلا جيل، والعرب جيل، والروم جيل، والترك جيل، أو هو كل قوم لهم لغة خاصة بهم. وواضح أن "الجيل" إنما يعنى شيئا قريبا من الشعب أو الأمة كما نعرفهما اليوم. ومعنى هذا أن الله قد ضرب على الدكتور جعيط الأسداد من كل جانب. إلا أننى لا أنتظر منه أن يفىء إلى الحق، وإن لم يكن ذلك على الله ببعيد، والله المستعان على كل حال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ترى ما مصلحة المسلمين فى أن يزعموا كلهم على بَكْرة أبيهم أن نبيهم إنما بُعِثَ فى الأربعين إذا كان قد بُعِث فى الثلاثين؟ أو ترى ما الخوف الذى دفعهم جميعا من هاشميين وأمويين ومنافقين ومرتدين، ومن مكيين ومدنيين وطائفيين ويمنيين ونجديين وبحرانيين وعمانيين، ومن عرب وغير عرب، على مر القرون إلى تغيير تاريخ البعث الحقيقى؟ ثم إن جعيط قال إن سن الثلاثين هى كذلك ذات طابع سحرى، ومع ذلك يقول إنه عليه السلام قد بُعِثَ فى سن الثلاثين. فلماذا كانت حلوةً منه، ومُرّةً من الأقدمين؟ العلة تكمن فيما قلته قبل قليل من أن مراده هو خلخلة الثقة ونسف الاطمئنان إلى أى شىء يتعلق بديننا ورسولنا وقرآننا وتراثنا، وكل شىء بعد ذلك يهون. ثم لماذا ينبغى ألا يولد النبى فى عام الفيل كما يقول؟ أهو ضد قوانين الكون؟ ألا يرى القارئ سخف منطق هذا الرجل؟ والمضحك العجيب أن ولادة النبى سنة 570م لا تجعل مجيئه إلى الدنيا متوافقا وعام الفيل حسب تحديده لتاريخ ذلك العام، الذى أكد أنه حل قبل ذلك بثلاثة وعشرين عاما، ومع هذا يصر على أنه صلى الله عليه وسلم لم يولد فى سنة 570م. أى أنه لن يرضى عن شىء ولن يسلّم بأى شىء مما أجمعت عليه الروايات حتى لو انطبقت السماء على الأرض! كذلك من أين له بأن سن الأربعين كانت فى ذلك الزمان سن شيخوخة؟ فليأتنا بأثارة من علم إن كان من الصادقين. ولا أظنه يريد أن يقنعنا بأن العرب فى ذلك الزمان كانوا إذا ما بلغ الواحد منهم الأربعين ينحنى ظهره ويشيب شعره ويهرم ويحال إلى الاستيداع، فينكفت فى كسر بيته قائلا: "هيه! يا للا حسن الختام! "، انتظارا لمجىء أحد العساكر ببندقيته ليطلق عليه رصاصة الرحمة كما يفعلون مع خيل الحكومة!
المعروف، بالعكس من ذلك، أن سكان البوادى كثيرا ما تطول أعمارهم أطول من سكان الحضر لهدوء حياتهم وبساطة أطعمتهم وابتعادهم عن الضغوط العصبية وعدم تعرضهم للملوثات الهوائية والمائية والطعامية والأمراض والأوجاع التى يصعب علينا الآن نحن أهل الحضر تجنبها تماما. وهو ذاته رغم كل الهلس والهجس الذى صدَّعنا به يقول عن الرسول صلى الله عليه وسلم إنه عاش بعد المبعث عشرين عاما وهو فى كامل قوته ونشاطه. وهذا ينسف كل ما قاله، إذ ما دام الناس فى ذلك الزمان يشيخون بالسرعة التى ذكرها، وهى سن الأربعين، فكيف ظل شيخ كالنبى فى كامل قوته ونشاطه لمدة بضع عشرة سنة أخرى، أى منذ أن بلغ الأربعين بعد بعثته بعشر سنوات طبقا لحسابه الحلمنتيشى؟
ولأبى حاتم السجستانى كتاب مشهور عنوانه: "الوصايا والمعمَّرون" نقرأ فيه أن ثمة ناسا فى الجاهلية طالت أعمارها طولا شديدا حتى لقد تجاوز عمر البعض منهم ثلاثمائة سنة. ولست آخذ هذا على حرفيته، إلا أن تكرار الكلام فى هذا الموضوع يؤكد أن طول العمر فى تلك الأزمان كان أمرا صحيحا. وهناك من عاشوا فى زمن النبى أكثر من مائة عام، ولم يكونوا يثيرون استغراب من حولهم، ومنهم النابعة الجعدى، الذى أكتفى هنا بذكره لأن لى كتابا عنه وقفتُ فيه أمام مسألة السن هذه وناقشت بعض المستشرقين الذين أنكروا عليه طول العمر، وإن لم أذهب إلى المدى البعيد الذى ذهبت إليه بعض الروايات المغالية. بل إنّ تزوُّج الشيوخ وقتذاك بفتيات صغيرات كان أمرا مألوفا، ولو كانت الشيخوخة والعجز يبدآن فى الأربعين على ما يزعم الدكتور جعيط لما رأينا أولئك الشيوخ يجرؤون على الزواج فى تلك السن، فضلا عن أن تكون الزوجة فتاة شابة! بل لقد كان الشيوخ أقوى من كثير من شباب اليوم على تحمل ويلات الحياة ومشقاتها دون شكوى، وبخاصةٍ ويلات الحرب والجوع والعطش والسفر الطويل المرهق والعمل اليدوى المضنى. وما زلنا فى عصرنا هذا نسمع بناس قد تجاوزوا المائة، فما بالنا بتلك الأزمنة؟ وفى موسوعة جينيس العالمية للأرقام القياسية نقرأ أن فى العصر الحديث من عاش 122 سنة و146 يوما، وهى جين لويز كالمون ( Jeanne Calment)، الفرنسية التى عاشت من 12 فبراير 1875م إلى 4 أغسطس 1997م.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن المحتمل أن يكون ناس فى الأزمنة القديمة قد عاشوا أطول من 122 عاما، إلا أنه لم يسجَّل رسميا لأن القدماء لم يكونوا يعرفون مسألة الأرقام القياسية والإحصاءات العامة وما إلى ذلك، وإن لم يمنع هذا من تأليفهم كتبا ككتاب السجستانى: "المعمَّرون والوصايا"، الذى لا أظن أن كل ما فيه عبارة عن مبالغات وخرافات كما قد يتبادر إلى أذهان المغرمين بالتكذيب "لله فى لله"، وإلا فلنكذب القرآن أيضا، ففيه وفى العهد القديم معا أن نوحا عاش نحو ألف عام. ولكنْ على من يكذّب القرآن أن يقيم الدليل على أن ما يقوله كتاب الله فى هذا الموضوع كذب أو خرافة. ومَنْ يا ترى يستطيع ذلك فى أمرٍ مضى وانقضى ولم يعد ثم سبيل إلى إرجاعه أو إلى الطعن فيه؟ بالإضافة إلى أن قياس أمور القدامى على أمورنا فى كل تفاصيلها منهج خاطئ: فى بعض الحالات على الأقل. ومن هنا فلست أشاطر كاتب مادة " Life expectancy" فى موسوعة " Wikipedia" فى قوله: " Although there are several longevity myths mostly in different stories that were spread in some cultures, there is no scientific proof of a human living for hundreds of years at any point of time"، إذ كيف يمكنه التحقق من أن ما ينكره لم يحدث فى الماضى، وبخاصة أن هناك من أكدوا حدوثه، ومن الصعب الزعم بأنهم جميعا كاذبون أو خاضعون لتأثير الفكر الخرافى تماما؟ وفى أقل القليل إذا كان العلم لا يستطيع إثبات طول العمر قديما إلى مئات السنين فإنه بالمقابل لا يستطيع إثبات عدمه.
على أنه لا بد لى هنا من تسجيل شكرى لهشام جعيط رغم ذلك لأنه، والحمد لله، قد وافق كتاب السيرة القدماء على أن النبى هو فعلا من بنى هاشم وأنه مكى، وليس من وسط جزيرة العرب (ص144) كما تقول صاحبة كتاب الـ" Haggerism" المستشرقة باتريشيا كرونة أم سن ذهب (أو فضة، لا أدرى بالضبط، فقد كنت رأيتها مرتين أو نحو ذلك فى أوكسفورد فى أواخر سبعينات القرن الماضى، ولست متأكدا الآن أكانت سنها ذهبا أم فضة، وكانت حركات يديها وهى تشيح بهما أثناء المحاضرة تفتقر إلى رقة النساء وتوحى لك بأن المتحدث ذكر لا أنثى). ولك أن تتخيل مبلغ سعادتى وسر شعورى بأنه لا بد لى من شكر د. جعيط إذا عرفت أننى كنت واضعا يدى على قلبى خشية أن تعتريه واحدة من بدواته غير العلمية أو المنهجية أو المهلبية بالألماظية، وما أكثرها وأعصاها على الانضباط، فيُقِلّ عقله ويدخل فى منافسة حمقاء مع الست كرونة ويزعم أنه صلى الله عليه وسلم ليس من مكة ولا من بنى هاشم ولا من أواسط الجزيرة ولا هو عربى أصلا ولا فصلا، بل يابانى. نعم يابانى من بلاد الواق واق بعينين مشقوقتين بالموسَى كسائر أهل اليابان، ومنهم ابنا الأستاذ ميسرة عفيفى صديقنا المصرى المقيم هناك! وأرجو من القراء ألا يظنوا بى المبالغة حين أذكر اليابان، فهم لا يعرفون فجور كارهى الإسلام. ألم يقل طه حسين، عندما نفى مصر عن الشرق جملة وتفصيلا فى كتابه الآثم السخيف: "مستقبل الثقافة فى مصر" وألحقها بأوربا، إنه يقصد الشرق البعيد كالصين واليابان والهند؟ أرحت قلبى يا دكتور جعيط، أراح الله قلبك! وأنت لا تعرف سبب دعوتى هذه لك ولا تستطيع أن تقدرها حق قدرها لأنك لا تدرى ماذا حدث لى فى الفترة الأخيرة! أقولها وقلبى يعلو ويهبط من شدة الانبهار: الانبهار الجسدى والنفسى معا.
لكن الدكتور هشام سرعان ما ركبته الحالة التى ساعةً تَرُوح، وساعاتٍ تجىء، فأنكر أن يكون أبو النبى قد مات وهو فى بطن أمه. ومن بين ما تنطع به لإيهامنا بصحة هذا التخلف قوله إن كتاب السيرة إنما قالوا ذلك حتى لا يكون لأحد فضل عليه. ألم يقل الله له: "ألم يجدك يتيما فآوى"؟ (ص146 - 147). طيب يا بطلنا الهمام، وهل إذا مات أبوه وهو فى بطن أمه، ألن يتولى تربيته بدلا من أبيه شخص آخر سوف يكون له فضل رعايته، وهو هنا جده عبد المطلب أولا ثم عمه أبو طالب ثانيا؟ أم تراهم قالوا إن الغزالة هى التى ربته كما هو الحال مع المأسوف على شبابه حَىّ بن يقظان بطل قصة ابن طُفَيْل؟ لكن هذه أضرط من الأخرى، فخَلِّنا فى الراعى البشرى، فهو أفضل من الغزلان.
(يُتْبَعُ)
(/)
لاحظ، يا قارئى العزيز، أن هذا كله لا قيمة له فى مجرى أحداث السيرة، وجعيط نطّاط الحيط يعرف ذلك كله وغير ذلك كله، إلا أن المراد هو إيقاع البلبلة فى نفوس العرب والمسلمين حتى لا يطمئنوا إلى شىء يتعلق بحضارتهم وتراثهم ودينهم ونبيهم. أفهمت الدور الذى يحاول المحفَّظ، اسم النبى حارسه وصائنه، أن يقوم به؟ وبالمناسبة فقد كانت الحالة التى اعترته هنا من النوع الثقيل الخطير، إذ شكك أيضا فى اسم والد الرسول، كما شكك فى اسم الرسول نفسه على ما قرأتَ لى فى بحث آخر مسحنا فيه بما كتبه المحفَّظ الأرض قبل مدة. ولهذا نضرب صفحا عن هذا القىء، وبخاصة أننا لا ننوى تناول كل ما قاله، وإلا ما فرغنا، إذ الساحة تفيض بأمثاله ممن لو تفرغ لهم الواحد ما وجد وقتا حتى لدخول الحمّام!
وهو يتكلم عن القرآن صراحة على أنه من عمل النبى عليه السلام، استقى ما فيه من أفكار وعقائد وقصص من أهل الكتاب حين كان يقيم بالشام ويتصل بهم هناك، ولكن بعد أن تعلم قبل ذلك فى بلاده على يد الحنفاء (ص151 وما بعدها. وهو، فى الصفحة السادسة والأربعين من الجزء الأول من الكتاب، يرى أن الرسول لو كان قد قال للناس إن القرآن نتاج تفكيره هو لفشلت الدعوة، وإن أضاف ما معناه أنه صلى الله عليه وسلم كان مقتنعا مع ذلك أن القرآن هو من عند الله. أى أنه كان واهما مخدوعا يتصور ما لا حقيقة له).
والطريف، وكل أمر الرجل طرائف، وإن كان بعضها كارثيا، أنه يعود بُعَيْد ذلك فى نفس الصفحة فيتظاهر بالهجوم على المستشرقين الذين يقولون بأن القرآن هو من صنع النبى. لكن لماذا؟ لأنهم ينظرون "إلى الإسلام والقرآن نظرة خارجية مجردة من كل إيمان" (حمِش والله!)، ومن ثَمَّ يَعْمَوْن عن "سعة علم النبى ومقدرته الفذة فى معرفة التراث الدينى واللغات السريانية والعبرية واليونانية التى نجد أثرها فى القرآن ومعرَّبا فى الشكل"، وكذلك عِلْمه "بالكتاب المقدس والأناجيل المزيفة والتلمود وآثار الربانيين"، فضلا عن "مقدرته الفائقة فى الإبداع الدينى والخَلْق التشريعى".
لكن هذه واسعة حبتين يا دكتور! ومع ذلك فإنى أشد على يديك وأشكرك على أنك، وإن نفيت أن يكون اسمه "محمدا"، قد سميته رغم ذلك اسما عربيا هو: "قُثَم"، ولم تقل إنه كان إجريجيا يدعى: "خريستو"! ربنا يشفى الكلاب ويضرّك يا شيخ! ولكن ما دامت المسألة بهذه السهولة فما الذى كان يضيرك لو قلت إنه كان يعرف السنسكريتية واللاتينية أيضا، وكله بثوابه؟ فهاتان اللغتان تضمان تراثا دينيا مهما لا يستغنى عنه واحد كمحمد يريد أن يكون نبيا. ولماذا لم تقل كذلك إنه كان يتردد على مكتبة المتحف البريطانى مثل الرجل الذى كان وجهه مملوءا بالدمامل: كارل ماركس وبائس الذكر الحقود المسمى: سلامة موسى، وإنه كان يقبع هناك طوال النهار والليل لا يفارق الكتب حتى حفظها كلها على بكرة أبيها وأمها كذلك، حتى لا نُتَّهَم بأننا أبناء ثقافة ذكورية قمعية حمصية سمسمية سودانية تفرّق بين الرجل والمرأة، وتنحاز للأول على حساب الثانية؟ وتقول إنك تدافع عن الرسول ضد المستشرقين؟ يا للبجاسة!
من هنا فإن القرآن، حسب مزاعم جعيط، يردد ما جاء فى كتب أهل الكتاب عن معجزات الأنبياء رغم أن هذه المعجزات لا حقيقة لها، بل مجرد خرافة لا صلة بينها وبين الواقع (ص255). وقد سبق أن قال ذلك بكل وضوح فى الجزء الأول من الكتاب/ 29 حيث يؤكد أن "معجزات الأنبياء من قبل لم توجد فعلا، وإنما رُوِىَ بعدهم أنها وُجِدت، وسرت القصة عبر التاريخ على أنها واقعةٌ جرت، وإِنِ المعجزة إلا حديث عن المعجزة"، وهو ما كرره ص79 من ذلك الجزء أيضا. كما أشار (ص53) إلى أنه لم يكن ثم كلام بين الله وموسى ولا جدال بينه وبين إبراهيم، بل كل ذلك من تأثير نزعة الأنسنة التى كانت عليها العقلية القديمة والتى لم يشأ محمد تخطئتها رغم معرفته أنها خرافة، بل سايرها انتظارا منه أن يأخذ التطور الذى أتى به مجراه ويفيق الناس من تصديق تلك الخرافات. وبالمثل فإن جبريل لم يتمثل لمريم عليها السلام فى شخص إنسان، وكل ما هنالك أن القرآن جارى اعتقاد المسيحيين وكلام الإنجيل ليس إلا/ 1/ 122. كذلك يؤكد فى الصفحة 75 من ذلك الجزء أنه لم يكن هناك نبى عربى قبل محمد، مكذبا بذلك ما ورد فى القرآن عن هود وثمود وشعيب، ليعود فى الصفحة 136 من نفس الجزء،
(يُتْبَعُ)
(/)
فيتحدث عن أنبياء العرب الذين قص القرآن ما جرى لهم من تكذيب! وبالمناسبة فهو يقول فى نفس الصفحة إن عيسى قد قُتِل. وهذا، كما نعرف، مخالف لما جاء به القرآن. كما ذكر أن الرفض المتعنت الذى جابهت به قريش دعوة الإسلام قد "حدا بالنبى أن يعمّق فكره ويدخل فى ذاته ليستخرج أقوى صور الخيال الدينى عبر "الأعراف والرعد والأنعام ويوسف وإبراهيم" ... " (ص298).
ولأنه قد سبق لى أن تناولت الدعوى الخاصة بتعلم الرسول على أيدى الحنفاء وأهل الكتاب بكثير من التفصيل والصراحة المطلقة وقلَّبت على كل الوجوه ما قاله المستشرقون فى اتهاماتهم للرسول عليه السلام فى كتابى: "مصدر القرآن"، وهو متاح على المشباك، فإنى أكتفى بإحالة القراء إليه ليعرفوا رأيى فى هذا الموضوع بالتمام والكمال، وإن كان من الممكن تدمير كل هذا التنطع بسؤال واحد بسيط: لماذا لم ينبر لمحمد أحد من الحنفاء أو من أهل الكتاب فيقول له: ألست أنت الرجل الذى تعلَّم على أيدينا وأخذ ما كنا نقوله ونقرؤه أمامه، ثم أتى اليوم وادعى النبوة؟
وبالنسبة للحنفاء الذين اتُّهِم الرسول بأنه تعلم على أيديهم فهم إما أسلموا وتبعوه، أو إذا كانوا قد ماتوا قبل بعثته صلى الله عليه وسلم فقد دخل أبناؤهم فى دينه وأصبحوا من تلاميذه، ولم يحدث أن فتح أحد من هؤلاء أو أولئك فمه بالإشارة، مجرد الإشارة، إلى شىء من هذا، وهو ما يهدم كل ما يتنطع به المتنطعون فى ذلك المضمار. ونفس الشىء يصدق على أهل الكتاب، وهو ما يدفعنا إلى التساؤل عن السر فى عدم حديث أى منهم فى ذلك الموضوع، وما كان أسهله وأصدقه لو كان الأمر على ما يتساخف به جعيط، كى يضع حدا لكل هذا الكذب المحمدى ويئد دعاواه وتدليساته فى مهدها ولا تخسر اليهوديةُ مكانتها التى كانت لها فى بلاد العرب، ولا النصرانيةُ الشامَ بتلك السهولة التى فقدته بها. وإذا كان المسلمون قد عتّموا، كما يقول جعيط، على مثل تلك النقاط الحساسة فى حياة سيد البشر، فلماذا لم يتكلم واحد من هؤلاء فيَفْتِشَ السر ويفضحَ محمدا فيُضْحِىَ بين غمضة عين وانتباهتها مضغة فى الأفواه وينتهى أمره وأمر رسالته فلا يعود ثمة داع للدور الذى يؤديه جعيط نطاط الحيط وأمثاله الآن، وتوفِّر الدوائر المعادية للإسلام فلوسها وتعبها وتنفقهما فى شىء آخر؟ صدق من قال: إذا لم تستح فاصنع ما شئت!
أما ما قاله عن ذكر القرآن المجيد لمعجزات الأنبياء السابقين مسايرة لأهل الكتاب بوصفها قد وقعت فعلا رغم خرافيتها فهو، والحق يقال، منطق سخيف. ذلك أن الموقف الوحيد الصحيح الذى كان ينبغى أن يتخذه النبى تجاه معجزات الأنبياء الماضين ما دام يرى أنها خرافة هو إنكار وقوعها من أساسها فيريح ويستريح بدلا من وجع الدماغ الذى ظل القرشيون فى مكة واليهود فى يثرب من بعدهم يزعجونه به لسنوات طوال استفزازا له أن يأتيهم هو أيضا كأولئك الأنبياء السابقين بمعجزة. وجعيط يؤمن بأن محمدا كان داهية، فكيف فات الرسولَ صلى الله عليه وسلم ذلك الحلُّ العبقرىُّ السعيدُ وهو فى قبضة يده، ولم يكن ليكلفه شيئا بالمرة؟
وجعيط يلح على التأثير النصرانى الهائل على محمد، ومن ثم على القرآن الذى ألفه. وهذا كله ترديد لما قاله المستشرقون، الذين يذكر جعيطنا أسماء مشاهيرهم فى سياق حديثه عن هذا الموضوع. ولأن الكذب والتدليس ليس لهما رجلان فإننى أقول له: إذا كان الأمر كذلك فكيف تفسر لنا بعبقريتك البائسة سر كل تلك الكراهية العنيفة المتلظية التى يكنها النصارى له صلى الله عليه وسلم؟ ولماذا كان الإسلام هدما شاملا ماحقا لكل أسس النصرانية واتهاما مطلقا لرجالها بأنهم حرفوها وخلقوا دينا غير الدين الذى أنزله الله على عبده ونبيه عيسى بن مريم عليه السلام؟ الواقع أن الرجل بسيط التفكير ساذجه، وهو لا يعرف إلا أن يردد ما يُلْقَى إليه بعد أن يضيف له ما يتفوق به على أساتذته، شأن كل تابع عريق فى التبعية.
(يُتْبَعُ)
(/)
والرسالة المحمدية لدى جعيط هى رسالة محلية عربية لا شىء فيها من العالمية. طبعا، ومن الشواهد على صدق قوله عن ضيق أفق الدعوة الإسلامية أنها لاقت قبولا فى العالم أجمع ودخلها الناس من كل جنس ولون ودين ومذهب، بيضًا وحمرًا وصفرًا وسمرًا وسودًا، رجالا ونساء، أحرارا وعبيدا، من الشام ومصر وليبيا وتونس (بلد صاحبنا) والجزائر والمغرب وموريتانيا والسنغال وجامبيا، التى زرتها فى أواسط الثمانينات وكتبت عن رحلتى إليها كتابا لعل الله يهيئ الفرصة لنشره قريبا، وسائر أفريقيا، ومن السند وأفغانستان وبلاد تركب الأفيال وبلاد تركب الحمير من البشر ممن لا يفقهون ولا يتعظون ويظنون أنهم بتبعيتهم لأعداء أهليهم ودين أهليهم سوف ينالون احترامهم جاهلين أن التابع سيظل حقيرا منبوذا عند الأقدام مهما فعل وتقرب إلى متبوعيه، ومن بلاد الواق واق، التى ينتمى إليها صديقى وزميلى القديم محسن يوشيهارو أوجاساورا اليابانى المسلم الذى كنت أصدر أنا وهو فى الجامعة فى منتصف الستينات من القرن الماضى مجلة حائط كان يرسمها بريشته، وكتبت فيها مقالا ضاحكا عنه، والذى رأيته فى المنام الليلة رغم أنى لم أره منذ عقود، وكذلك من الصين وتايلاند والروسيا وبلاد المغول، ومن أستراليا وأوربا وأمريكا. لقد حصل للرجل لطف! وعلى رأى يحيى حقى: إنه مَرْيُوح! على كل حال لقد صدقت مقولة نجيب محفوظ للمرة الثانية: الأولى عندما فاز بجائزة نوبل رغم أن المساحة التى تدور فيها أحداث جميع رواياته تقريبا لا تزيد عن كيلومتر فى كيلومتر فى الحسينية والجمالية والدرّاسة. والثانية حين انتشر دين محمد صلى الله عليه وسلم فى العالم أجمع رغم أنه لم يكن فى ذهنه وقتها سوى بيئته القرشية، وفى أبعد تقدير: بيئته العربية، فإذا به يكتسح الدنيا اكتساحا. ولولا أنه مات منذ أربعة عشر قرنا من الزمان لأعطَوْه مثل نجيب محفوظ جائزة نوبل. ألا خيبة الله على كل عصفور صغير العقل!
أذكر أننى، عندما كنت فى بانجول عاصمة جامبيا فى غرب أفريقيا صيف عام 1986م وذهبت أصلى المغرب لأول مرة فى الجامع الكبير القريب من الفندق، قد راعنى ما رأيته من اجتماع المصلين للابتهال والصلاة على النبى الكريم من بعد الفراغ من صلاة المغرب إلى أن أذن المؤذن للعشاء الآخرة، فجاشت منى المشاعر، وطفقت أفكر فى ذلك السلطان العظيم لمحمد ولدينه على أرواح هؤلاء الناس وعقولهم وقلوبهم رغم بعد ديارهم عن بلاد الرسول ورغم اختلاف الجنس والقارة واللغة. وسجلت هذا فيما كتبته حين رجعت إلى الفندق فى تلك الليلة. والغريب أن د. جعيط يعود فى موضع آخر من الكتاب فيقر، ولكن بعد اللف والدوران، بأن رسالة محمد عالمية وأن القرآن يهتم بالإنسانية جمعاء لا العرب وحدهم، إلا أنه لا يستمر على هذا الإقرار رغم هذا، إذ يقول إن ثمة فرقا بين النظر والواقع، وإنه إذا كان القرآن يتجه فى خطابه إلى الناس كافة، فإن محمدا لم يكن يدعو أحدا فى الواقع الفعلى إلا العرب. أى أن رسالته فى الحقيقة رسالة وطنية رغم كل شىء (ص287 - 288). لكن المسلمين فيما بعد، حين رَأَوُا انتشار الإسلام فى البلاد المختلفة خارج الجزيرة، تبينوا أن النبى قد بُعِث للناس كافة كما أراد القرآن (ج1/ ص106). أى أن عالمية الإسلام هى من اختراع المسلمين.
وهنا أحب أن أناقش قضية أثارها الدكتور جعيط فى مقدمة الجزء الثانى من كتابه الذى نحن بصدده، وهى عقيدة المؤرخ الدينية، إذ ينصح المؤرخين المسلمين، متى بدأوا البحث فى أمر نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، أن يضعوا عقائدهم الدينية "بين قوسين" على حد تعبيره، بمعنى أن يَنْسَوْا إيمانهم بنبوته ويركزوا فقط على ما تقودهم إليه أبحاثهم. ذلك أن التاريخ "علم وضعى وأرضى يتناول فعاليات الأفراد والمجتمعات البشرية فى الماضى، ويخرج عن دائرة الإيمان والمعتقد"، و"العلم يحاول أن يفسر الأمور لا أن يحكم عليها"، وهو يتناول "الحقائق الدينية بالوصف والتحليل، بالبحث فى التأثرات والتطورات، ويضعها فى لحظتها التاريخية من دون الالتزام بالمعطَى الإيمانى" (ص5 - 6). ويُفْهَم من هذا بكل وضوح أن المؤمن بنبوة محمد وأنه رسول من عند الله أنزل عليه القرآن وكلفه بتبليغه للناس كافة يمكن أن يقول فى محمد كلاما آخر مختلفا عن هذا تماما ويظل مع ذلك مسلما يؤمن بنبوته بالمعنى الذى
(يُتْبَعُ)
(/)
شرحناه هنا.
ولا أظن أن ثمة عاقلا يفهم طبيعة الإسلام يمكن أن يقول بهذا، إذ الإيمان بالإسلام لا يكون إلا بالعقل، فمتى قام فى العقل رفض لنبوة محمد لم يعد ثم موضع للقول بأن صاحب هذا العقل لا يزال مسلما. قد يقول مثل هذا الشخص إنه يحترم محمدا وإنه يرى فيه مصلحا عظيما أو شيئا من هذا القبيل، وهذا كله على العين والرأس، ومن حق صاحبه أن يقوله ولا نُكْرِهه على خلاف ما يعتقد، وإن لم يمنعنا ذلك من مناقشته ومخالفته، بل وتسخيفه إن وجدنا ما يدعو إلى هذا، بالضبط مثلما أعطى هو لنفسه الحق فى أن يقول فى محمد ومهمته كلاما يخالف ما نؤمن نحن به. لكن هذا شىء، وزعمه أو زعم من يرافئونه على هذا الكلام أنه لا يزال مسلما شىء آخر. الواقع أن صاحب هذا الكلام إما أن يكون كذابا أو منافقا أو مصابا بانفصام فى الشخصية أو حائرا يمزقه الشك ولا يستطيع أن يرسو على بَرٍّ مريح.
لقد بحثت هذه القضية سنة 1986م فى كتابى عن "معركة الشعر الجاهلى بين الرافعى وطه حسين"، وكان طه حسين قد قال قولا كالذى قاله جعيط، إذ نادى بأن على من يريد دراسة الأدب العربى التجرد من دينه وكلام آخر يدور فى نفس المدار، فقلت إن هذا معناه شىء واحد هو أن الإسلام يناقض البحث العلمى، فكيف يجمع طه حسين بين الإيمان بالإسلام والإيمان بالمنهج العلمى، وهو يرى أنهما متناقضان؟ إن عليه أن يختار واحدا منهما ما دام الأمر كذلك، لأن من المستحيل، إلا على ذى عقل مضطرب أو مريض بانفصام فى شخصيته، أن يجمع بينهما. إن طه حسين يعلن أنه، فى شكه فى الشعر الجاهلى، إنما يجرى على منهج ديكارت، فكيف إذن تجاهل أحد القوانين الفطرية التى رأى ديكارت أنها تعلو فوق كل شك، ألا وهو "قانون عدم التناقض"، الذى بمقتضاه لا يمكن أن "يكون" الشىء و"لا يكون" فى نفس الوقت، بل إما أن "يكون" فقط أو "لا يكون"؟ إن تطبيق هذا القانون على النقطة التى نحن بصدها يستلزم أن يؤمن طه حسين إما بالدين أو بالمنهج العلمى ما داما فى رأيه متعارضين (انظر مادة " Descartes" من " A Dictionary of Philosophy, Pan Books, 1979" لمؤلفه Antony Flew).
أما قول طه حسين: "إن فى كل منا شخصيتين متمايزتين: إحداهما عاقلة تبحث وتنقد وتحلل وتغير اليوم ما ذهبت إليه أمس، والأخرى شاعرة تلذّ وتألم وتفرح وتحزن وترضى وتغضب فى غير نقد ولا بحث ولا تحليل، وتساؤله: ما الذى يمنع أن تكون الشخصية الأولى عالمة باحثة ناقدة، وأن تكون الثانية مؤمنة دَيِّنة مطمئنة طامحة إلى المثل الأعلى؟ ما لك لا تدع للعلم حركته وتغيره، وللدين ثباته واستقراره؟ " (انظر "تحت راية القرآن"/ ط3/ مطبعة الاستقامة/ القاهرة/ 1953م/ 349 - 350) فهو مغالطات بهلوانية: فأولا إذا كان يعتقد أن الدين يتميز بالثبات والاستقرار فكيف يطالب باطّراحه والتجرد منه أثناء البحث؟ لقد كان الأحرى به أن يعرف أن بحث الأدب العربى لا يدخل فى نطاق الدين، ومن ثم لم تكن به حاجة (لو كان فعلا يعنى كلامه هذا) إلى دعوته المريبة تلك. وثانيا أنا لا أفهم العلاقة بين الرضا والغضب واللذة والألم والفرح والحزن وبين الإيمان. إن الإيمان هو اقتناع بعقيدة وتشريع ما، والاقتناع من شأن العقل لا من شأن المشاعر، التى كما يصورها هو نفسه لا تستقر على حال، مع أنه قال إن الدين يتميز بالثبات والاستقرار. والإسلام هو دين العقل لا التسليم القلبى دونما فهم أو بحث أو اقتناع، على عكس الأديان الأخرى التى يقع المؤمن بها فريسة للصراع بين عقله وعلمه وبين إيمانه وتسليمه، هذا الصراع الذى يظل يؤرقه ولو فى أعماق نفسه إذا حاول أن يكبته هناك فى تلك الأعماق المظلمة بعيدا عن وعيه، أو يدفعه فى نهاية الأمر إلى الكفر.
من هنا يرى الرافعى أن مقال طه حسين الذى اقتطف هو منه ما سبق (وكان طه حسين قد نشره فى جريدة "السياسة" تسويغا لموقفه وآرائه التى بثها فى كتابه "فى الشعر الجاهلى") إنما هو تفسير وتعليل لكفره على أساس من العلم، إذ "يريد أن يثبت فيه أنه من الممكن أن يكون مِثْلُه كافرا أشد الكفر على اعتبار أنه عالم يبحث بعقله، ثم لا يمنع ذلك أن يكون مؤمنا أقوى الإيمان فى شعوره" (المرجع السابق/ 350 - 351). كما يرى أن تسمية الشعور شخصية، والعقل شخصية أخرى، معناه أن النسيان هو أيضا شخصية، والذِّكْر شخصية، والإنسان عدة شخصيات،
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنه حين ينتقل من حالة إلى أخرى إنما ينتقل من شخصية إلى أخرى ويصبح رجلا غير الذى كان (السابق/ 351). وكذلك يرى أنه لا بد من التوفيق بين الدين والعلم فيما يختلفان عليه، وإلا كان أحدهما لغوا وعبثا (السابق/ 354)، وهو ما قلناه من قبل. لقد كان على طه حسين فى الحقيقة، بدلا من اللف والدوران، أن يحدد موقفه من الدين، وهو ما فعله فى نفس المقال الذى نحن بصدده، إذ قال: "إن العالِم ينظر إلى الدين كما ينظر إلى اللغة، وكما ينظر إلى الفقه، وكما ينظر إلى اللباس، من حيث إن هذه الأشياء كلها ظواهر اجتماعية يُحْدِثها وجود الجماعة وتتبع الجماعة فى تطورها. وإذن فالدين فى نظر العلم الحديث ظاهرة كغيره من الظواهر الاجتماعية، لم ينزل من السماء ولم يهبط به الوحى، وإنما خرج من الأرض كما خرجت الجماعة نفسها، وإنْ رأى دوركايم أن الجماعة تعبد نفسها، أو بعبارة أدق أنها تؤلِّه نفسها" (السابق/ 348 - 349).
بهذا يكون موقف طه حسين آنذاك واضحا: فهو لا يؤمن بالإسلام، إن آمن به، على أنه دين سماوى أوحاه الله إلى نبيه محمد، بل على أنه اختراع بشرى. وإذن فالرافعى لم يكن متجنيا عليه قِيدَ شعرة حين رماه بالكفر والإلحاد. وأحب أن أبادر هنا إلى القول بأننى لا أريد بهذا أن أسىء إلى طه حسين، بل أبحث فقط الأمر بحثا علميا. وإذن أيضا فإن طه حسين حين أعلن، فى الخطاب الذى أرسله، على أثر الهجوم عليه بسبب كتابه، إلى مدير الجامعة أحمد لطفى السيد، أنه مسلم يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر لم يكن يعنى ما يقول (السابق/ 165)، إلا أن يكون الخطاب من تأليف لطفى السيد نفسه، وهو فى الواقع به أشبه. ذلك أن الإنسان لا يمكنه أبدا أن يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وهو فى ذات الوقت لا يؤمن بوحى ولا بإله، ما دامت الجماعة إنما تؤله نفسها وتعبد فى الحقيقة ذاتها، وما دام الدين لم ينزل من السماء، وإنما نبع من الأرض اختراعا بشريا. أما زعمه أنه لم يتعمد فى كتابه الخروج على الدين فهو خداع لا يجوز فى العقول، لأنه إذا لم يكن وصْفه لبعض قصص القرآن (فى كتابه: "فى الشعر الجاهلى") بأنها أساطيرُ مخترَعةٌ لغايات سياسية، وقوله إن المسلمين هم الذين ردّوا الإسلام فى خلاصته إلى دين إبراهيم وغير ذلك، هو الخروج على الدين فإنه لا يوجد شىء إذن اسمه الخروج على الدين. وقد دعت هذه المخادعة الأستاذ الرافعى إلى تكذيبه ووصفه بعدم الحياء والعناد والمكابرة والكذب والسخرية بعقل الأمة (السابق/ 243).
والغريب أن الصحفى السورى سامى الكيالى، الذى رمى من اتهموا طه حسين فى دينه بالرجعية والجمود بسبب ما ورد فى كتابه "فى الشعر الجاهلى" هو نفسه الذى طبع ونشر لإسماعيل أدهم بحثا بعنوان "طه حسين- دراسة وتحليل" (مطبعة مجلة "الحديث"/ حلب/ 1938م). وفى هذا البحث يمدح أدهم الدكتور طه واصفا إياه بالإلحاد والثورة على الدين، كما يشير إلى رأيه الذى يَعُدّ فيه الدين نتاجا بشريا. والغريب كذلك أن هذا البحث قد أُعِيد نشره فى عدد من أعداد مجلة "الحديث" نفسها التى كان يصدرها الكيالى، وكان ذلك فى نفس العام (عدد نيسان/ إبريل)، ولكن بعد أن حُذِفت منه العبارات التى تتحدث عن إلحاد طه حسين وثورته على الدين ونظرته إليه على أنه نتاج بشرى، ووُضِع مكانها بعض النقط. إن هذا يبين حقيقة موقف ذلك الصحفى الذى لا ينبغى أن يخدعنا كلامه، وإلا فكيف يكون وصف طه حسين بالإلحاد من جانب إسماعيل أدهم جميلا، ووصفه بذلك من شيوخ الأزهر وعلماء مصر رجعية وتزمتا؟ (انظر كتابه "مع طه حسين"/ سلسلة "اقرأ"- عدد 112/ 1/ 56 وما بعدها).
والآن فلنعد إلى هشام جعيط ومنهجه الذى يسير عليه فعلا لا كلاما، فالعبرة بالتطبيق الواقعى لا الكلام النظرى المجرد، فنقول إنه يرفض كثيرا جدا من الروايات التى تتحدث عن حياة الرسول وشخصه ويذهب فيتخيل سيرة جديدة زاعما أن هذه هى الصرامة العلمية. وهو، بصنيعه هذا، يذكّرنا بما صنعه من قَبْلُ أستاذٌ مصرىٌّ كان يعيش فى سويسرا، وحصل فى أخريات حياته على الدكتورية من فرنسا بأطروحة عن السيرة النبوية رفض فيها كل شىء كتبه المسلمون، واخترع سيرة أخرى من خياله مدعيا أنها هى السيرة الصحيحة. وقد رددت عليه يومها فى كتاب لى اسمه: "إبطال القنبلة النووية الملقاة على السيرة
(يُتْبَعُ)
(/)
النبوية- خطاب مفتوح إلى د. محمود على مراد"، فثارت ثائرته وكتب فى مجلة "المصور" المصرية مقالا طويلا قال فيه إننى أكفّره وأستخدم معه أسلوب الإرهاب، فاضطررت أن أرد عليه مرة أخرى وتحديته أمام قراء "المصور" أن يأتينى بكلمة واحدة استخدمت فيها ألفاظا ترهيبية، فضلا عن أن أكون كفّرته فى كتابى الذى ناقشته فيه وأنا واضع فى يدى قفازا من حرير على رأى صديقنا المشترك الذى عرفنى به وحصلت بفضله على نسخة من الأطروحة المذكورة، المستشار رابح لطفى جمعه رحمه الله، وانتهت المسألة عند هذا الحد، ثم انتقل بعدها بقليل إلى جوار ربه.
وإضافة إلى ما سبق نقول إن كتابات د. جعيط تفتقر إلى الدقة والوضوح فى غير قليل من الأحيان. ومن ذلك قوله إن محمدا قد "نجح فى تكوين أمة وإدخال كل الحجاز فى دينه وضمن سلطته" (ص25)، تدليلا منه على الإنجاز السياسى الهائل الذى حققه الرسول الكريم، وهو ما يعنى أن أقصى ما بلغه الرسول فى نشاطاته السياسية هو إدخال الحجاز كله تحت سلطانه. أما باقى الجزيرة العربية فلم ينجح الرسول، بناء على هذا الكلام المهوَّش، فى إدخاله فى الدولة الجديدة التى أنشأها صلى الله عليه وسلم. أم لعل الدكتور جعيط يظن أن الحجاز هو كل بلاد العرب كما كان القرويون المصريين البسطاء فى طفولتى يظنون؟ إذ كانوا لا يعرفون من تلك البلاد إلا أنها "بلاد الحجاز"، على اعتبار أنه لم يكن يهمهم منها فى ذلك الزمن إلا الحج، والحجاج إنما يذهبون إلى الحجاز ولا يخرجون عنه إلى أن يعودوا من أداء الفريضة.
وبالمثل فإن معلوماته فى لُبّ تخصصه تبدو متخلفة كثيرا، فهو مثلا يؤكد أن كتاب ابن إسحاق هو أقدم كتاب وصلنا فى السيرة النبوية (ص40)، وذلك رغم وجود كتابين آخرين على الأقل يرجعان إلى مؤلفَيْن سابقَيْن عليه، وهما كتابا "مغازى رسول الله صلى الله عليه وسلم" لعروة بن الزبير (ت94هـ) بتحقيق د. محمد مصطفى الأعظمى ونَشْر مكتب التربية العربى لدول الخليج بالرياض عام 1401هـ- 1881م، و"المغازى النبوية" لابن شهاب الزهرى (ت124هـ)، الذى حققه وأخرجه د. سهيل زكار عن دار الفكر بدمشق عام 1401هـ- 1881م أيضا. كما أن كاتبنا التونسى، أثناء حديثه عن الأمم القديمة التى ورد ذكرها وذكر أنبيائها فى القرآن، يتحذلق فيقول إن "ثمود" يصف الأمم القديمة الكافرة بأنهم كانوا "فرهين"، أى فرحين بما أنجزوه (ص171 - 172)، متصورا بعبقريته التى لم يؤتها الله أحدا آخر سواه أن ثمود نبى من أنبياء الله أُرْسِل للأمم القديمة جمعاء وكأنها "شروة طماطم" أخذها كلها كما هى بعُجَرها وبُجَرها.
ومن هذا الوادى تصوره أن القرآن عندما سمَّى عبد العُزَّى عمَّ الرسول فى سورة "المسد" باسم "أبى لهب" قد "منحه كنية رمزية تهديدية" (ص184)، وهذا نص كلامه حرفيا. والواقع أن عبد العزى كان يسمَّى هكذا منذ البداية لحمرة لونه وإشراق وجهه. صحيح أن القرآن قد أوعده بأنه سيَصْلَى نارا ذات لهب، لكن تهديد القرآن له شىء، وتكنيته بهذه الكنية شىء آخر، إذ كان يكنى بها، كما قلنا، منذ الجاهلية من قِبَل الناس جميعا لا من قِبَل أعدائه فحسب. وكان بإمكان د. جعيط، إذا أراد أن يخالف ما تقوله الروايات التى وردتنا بهذا الشأن عن علمائنا القدامى، أن ينص أولا على تلك الروايات ثم يتناولها بالبحث ويورد فى نهاية المطاف رأيه هو. وإذا كان الشىء بالشىء يُذْكَر فقد فسر د. محمود على مراد المارّ ذكره تكنية عم الرسول بـ"أبى لهب" بأنه هو الذى حفر الأخدود وملأه نارا وأحرق فيه المسلمين، فلهذا سماه القرآن: "أبا لهب". وهكذا تصاغ السيرة على أيدى علماء آخر زمن!
كذلك نجد هشام جعيط يزعم أن القرآن المكى يخلو من عداء أهل الكتاب (ص194). يقول ذلك عقب إيراده ترتيب السور القرآنية زمنيا عن نولدكه الألمانى وبلاشير الفرنسى وعقب طنطنته بعمل هذين المستشرقين وبما يقدمه لدارس القرآن من فهم أعمق لتاريخ الدعوة وسيرة الرسول. وهو يريد من وراء كلامه القول بأن القرآن إنما يعكس رأى الرسول فى الناس من حوله بناء على مواقفهم منه، وبما أن مكة لم يكن فيها نصارى أو يهود يعادونه فإن القرآن يخلو من الآيات التى تعيبهم وتعاديهم. والواقع أن هذا جهل مبين، إذ فى القرآن المكى حملة على تأليه النصارى للمسيح عليه السلام (مريم/ 34 - 39، والزخرف/ 57 - 66)، وحملة
(يُتْبَعُ)
(/)
أعنف على اليهود لتكرر كفرهم بالله بعد أن جاءهم موسى بالبينات ولاتخاذهم العجل وغير ذلك (الأعراف/ 138 - 171، وطه/ 83 - 98). فما قول القارئ الكريم فى ذلك؟ ألا يرى أن طنطنة الرجل بما صنعه المستشرقان المذكوران هى طنطنة فارغة؟
ومن جهله كذلك ادعاؤه أن مشيئة الله فى القرآن هى مشيئة اعتباطية إلى حد كبير (ص203). لكنه لم يسق لنا أية آية تدل على هذا السخف الماسخ الذى يقوله. نعم إننا نقرأ فى القرآن المجيد قوله سبحانه وتعالى: "إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ" (النحل/ 40)، "إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ" (يس/ 82)، لكن القرآن يلفتنا فى ذات الوقت إلى أنه جل وعلا قد خلق الكون بالميزان وأن ثم سُنَنًا يسير هذا الكون عليها. أما الآيتان المذكورتان فمعناهما عند من يفقهون أنه سبحانه وتعالى لا تحكمه أية إرادة خارجية، بل إرادته وحدها هى الإرادة، لكنها إرادة قائمة على السنن، وإن لم يمنع هذا من خرق تلك السنن إذا ما أراد سبحانه ذلك ما دامت المشيئة هى مشيئته وحده، وهو ما وقع فى صورة معجزات لبعض الأنبياء والرسل عليهم السلام، ولا يمثل مع ذلك سوى حالات استثنائية قليلة! وهو نفسه يقول (ص79 - 80 من الجزء الأول من كتابه هذا) إن من المستحيل "خرق القوانين الطبيعية بأية إرادة كانت. والقرآن واضح هنا: "ولن تجد لسنة الله تبديلا" (الأحزاب/ 62) ". وكان قد قال شيئا قريبا من هذا قبلا (ص20 من نفس الجزء).
ومن الشواهد أيضا على عدم إحسانه القراءة زعمه أن البلاذرى قد أنكر سفارة عمرو بن العاص إلى نجاشى الحبشة بغية تأليبه على المسلمين الذين هاجروا إلى بلاده لِوَاذًا بعطفه وعدله، قائلا إن ذلك المؤرخ يحكم على تلك السفارة بأنها "وهم" (ص226). وها هو ذا "أنساب الأشراف" للبلاذرى بين يدىّ أنظر فيه ما كتبه مؤرخنا العظيم، فماذا قال؟ سأنقل لكم ما كتبه بالنص لتَرَوْا معى إلى مدى يمكن الثقة بفهم هشام جعيط لما يقرأ. قال البلاذرى: "وأما عمارة بن الوليد فيقال إنه وعَمْرو بن العاص توجها برسالة قريش إلى النجاشي في أمر من بالحبشة من المسلمين ليفسداه عليهم ويهجناهم عنده ويسألاه دفعهم إليهما. وحمّلوهما إليه وإلى بطارقته هدايا من أدم وغيره. وذلك وهم. وقيل: إنه كان مع عمرو بن العاص في هذه المرة عبد الله بن أبي ربيعة، ولم يكن معه عمارة. فردهما النجاشي مقبوحين خائبين، فاشتدت قريش عند ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا الثبت.
ثم إن عمرا وعمارة خرجا بعد ذلك في تجارة إلى الحبشة، وكانا ظريفين فاتكين. وكانت مع عمرو امرأته، فقال لها عمارة، وهما يشربان في السفينة: قبِّليني. فقال لها عمرو: قبِّلي ابن عمك. ففعلت، وحَذِره عمرو. فأرادها عمارة على نفسها، فامتنعت، وفطن عمرو بذلك. ثم إن عمرا جلس على حرف السفينة ليبول، فدفعه عمارة في البحر، وكان يجيد السباحة، وأخذ بالقلس وتخلص، فاضطغنها عليه وكتب إلى أبيه العاص بن وائل أن اخلعني وتبرأ مني ومن جريرتي على بني المغيرة وبني مخزوم، فقد كان من عمارة كيت وذيت. وهو يرصد له بما يرصد به. ولم يلبث عمارة، حين دخل أرض النجاشي، أنْ دَبَّ لامرأة النجاشي فاختلف إليها. ويقال إنها رأته فعشقته، وكان جميلا فدَعَتْه. فجعل يختلف إليها، وكان يحدّث عمرا بما يجري بينهما، فكان عمرو يظهر تكذيبه ليمحكه بذلك. فقال له ذات ليلة: إن كنت صادقا فائتني بدهن من دهن النجاشي الذي لا يَدَّهِن به غيره، فإني أعرفه. وكان أصفر، فأعطته قارورة منه وثوبا أصفر من ثيابه. فجاء بذلك إلى عمرو، وكانا ينزلان في دار واحدة، فقال له عمرو: لقد نلتَ ما لم ينله قرشي قبلك. وأخذ الدهن والثوب إليه، فلما أصبح أتى النجاشي بذلك وحدثه الحديث. فيقال إن النجاشي أخذه فقطعه آرابا ثم أحرقه، وأخذ امرأته فدفنها وهي حية. ويزعمون أن النجاشي دعا بالسواحر، فسحرنه، فكان يهيم. ثم إنه مات على تلك الحال. ويقال إنه لما فعلن به ذلك هام فكان مع الوحش. وخرج عبد الله بن أبي ربيعة في طلبه، وكان اسمه بحيرا فسماه النبي صلى الله عليه وسلم: عبد الله، فدُلَّ على مواضعه ومظانّه، فالتزمه فجعل يقول له: تنحَّ عني يا بحير. ومات في يده".
(يُتْبَعُ)
(/)
والآن من الواضح الجلىّ أن هشام جعيط لم يفهم النص، فالبلاذرى لا ينكر السفارة كما توهم جعيط، بل ينكر فقط إحدى روايتيها، وهى الرواية الأولى التى تقول إنها كانت مكونة من عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد والتى عقب عليها بقوله: "وذلك وهم". أما الرواية الأخرى التى تتكون السفارة فيها من عمرو ومن عبد الله بن أبى ربيعة فيطمئن إليها قائلا: "وهذا الثبت". ومع هذا فإنه يعود فيذكر سفر عمرو وعمارة معا إلى الحبشة، لكن لا للسفارة بل للتجارة على ما هو بيّن لكل من يفهم.
وهذا مثال آخر، وما أكثر الأمثلة، على عدم فهم هشام جعيط لما يقرأ، وهو تشكّكُه فى الرواية المشهورة عن إسلام عمر بن الخطاب، تلك الرواية التى تعزو يقظة ضمير الفاروق وتبلور عزمه على دخول الإسلام إلى قراءته لبعض آيات القرآن، فهو يقول إن "روايات البلاذرى عن الواقدى عن معمر عن الزهرى أقرب إلى الصحة حيث يقول: "أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد أربعين رجلاً وإحدى عشرة امرأة"، أى مبكرا من غير أن يذكر أى تَوْرَخَة (يقصد: من دون أن يذكر تاريخا للواقعة)، لكنه يقول إنه أتى النبى ليؤمن، وكان مجتمعا فى بيت فى الصفا (دار الأرقم؟) " (ص249). هذا ما كتبه هشام جعيط، أما الذى كتبه البلاذرى فهذا هو بنصه وفصه: "حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة: ثنا عبد الله بن إدريس الأودي: ثنا حصين بن هلال بن إساف، قال: أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد أربعين رجلاً وإحدى عشرة امرأة. وحدثني محمد بن سعد والوليد بن صالح عن الواقدي عن معمر عن الزهري، قال الواقدي: وحدثني ابن أبي حبيبة عن داود بن الحصين وغيرهما، يزيد بعضهم على بعض، قالوا: أسلمت فاطمة بنت الخطاب أخت عمر وأسلم زوجها سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، فكانا يتكتمان بإسلامهما عن عمر، وكان عمر شديدا على من أسلم من قومه. وأسلم نعيم بن عبد النحّام، وإنما سمي النحّام لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "دخلت الجنة فرأيت فيها أبا بكر وعمر، وسمعت نحمة من نعيم"، فسمي: النحّام. قالوا: وكان شريفا. وكان خبّاب بن الأرتّ رضي الله عنه يختلف إلى فاطمة بنت الخطاب فيقرئها القرآن، فخرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذات يوم متوشحا بالسيف يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورهطا من أصحابه ذُكِروا له وأُخْبِر أنهم مجتمعون في بيت عند الصفا، وهم أربعون أو نيف وأربعون بين رجال ونساء، وكان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ عمه حمزة وعلي وأبو بكر رضي الله عنهم. فلقيه نعيم بن عبد الله فقال: أين تريد؟ قال: أريد محمدا هذا الصابئ الذي فرق أمر قريش وسفه أحلامها وعاب دينها وسب آلهتها وذم من مضى من آبائها، فأقتله فيرجع الأمر إلى ما كان عليه. أيظن محمد أن قريشا تنقاد له؟ كلا واللات والعزى. فقال له نعيم: قد والله غرتك نفسك يا عمر. أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض إذا قتلت محمدا؟ فقال: لا أعلم رجلاً جاء قومه بمثل ما جاء به، فلئن تركناه لهي السوءة. وأراك تتكلم عنه، وما أظنك إلا قد تبعته. فسكت نعيم وقال: ارجع إلى بيتك فأقم أمره. فقال: وأيُّ أهل بيتي اتَّبَع محمدا؟ قال: فاطمة أختك وختنك سعيد بن زيد. قد والله أسلما. فقال عمر: أراك والله صادقا. إن سعيدا قد نزع إلى ما كان أبوه يدين به من خلاف قومه وترْكِه أكل ذبائحهم وحضور أعيادهم. فمضى عمر يريدهما. قال نعيم: وندمت على إخباري إياه بما أخبرته به وأني لم أطو أمرهما عنه كما طويت أمر نفسي. وكان عمر قد رأى خَبّابًا يختلف إليهما. قال: فدخل عمر على أخته وزوجها، وعندهما خباب، ومعه صحيفة فيها سورة "طه"، وهو يقرئهما إياها. فلما سمعوا حسّه تغيب خباب رضي الله عنه في مخدع لهم في البيت، وأخذت فاطمة الصحيفة فجعلتها تحت فخذها. فلما دخل عمر قال: ما هذه الهينمة التي سمعتُ؟ قالا: ما سمعتَ شيئا. قال: بلى والله. لقد بلغني أنكما تابعتما محمدا على دينه. وبطش بختنه سعيد، فقامت فاطمة لتكفه عنه فضربها فشجها. فلما فعل ذلك قالت أخته وختنه: نعم والله لقد أسلمنا وآمنا بالله وبرسوله، فاصنع ما بدا لك. فلما رأى عمر ما بأخته من الدم ندم على ما صنع ورقَّ وارعوى، وقال لأخته: هاتي الصحيفة لأنظر ما هذا الذي جاء به محمد. وكان عمر كاتبا. فقالت: لا أفعل حتى تغتسل، فإنه كتاب لا يمسه إلا طاهر. فاغتسل
(يُتْبَعُ)
(/)
عمر، ثم أعطته الصحيفة وفيها "طه". فلما قرأ صدرا منها قال: ما أحسن هذا الكلام وأكرمه! فلما سمع خَبّاب قوله طمع فيه فخرج وقرأ عليه السورة، وقال: يا عمر، إني لأرجو أن يكون الله قد خصك بدعوة نبيه، فإني سمعته أمس يقول: "اللهم أيد الإسلام بأحب الرجلين إليك: بعُمَر أو عمرو بن هشام".
قال عمر: فدُلَّني على محمد حتى آتيه فأُسْلِم. فدله عليه، فخرج حتى انتهى إلى دار الأرقم المخزومي فضرب عليهم الباب. فلما سمعوا صوته قال الأرقم: يا رسول الله، هذا عمر بن الخطاب متوشحًا بسيفه. فقال حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه: إن كان يريد خيرا بذلناه له، وإن كان يريد سوى ذلك قتلناه بسيفه، فأْذَنْ له. فدخل ونهض إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لقيه في الحجرة فأخذ بحُجُزته أو بمجمع ردائه ثم جبذه جبذةً شديدة، وقال: "والله ما أراك تنتهي أو يُنْزِل الله بك قارعة. فقال: جئتك لأومن بالله ورسوله وما جئتَ به من عند الله، فقد سمعتُ قولاً لم أسمع مثله قط. فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم تكبيرة عرف أهل البيت بها أنه قد أسلم، وتفرق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكانهم ذلك، وعَزُّوا بإسلام حمزة وعمر، وعلموا أنهما سيمنعنان رسول الله صلى الله عليه وسلم وينتصفان له من عدوه. ولما أسلم عمر نزل جبريل فقال: قد استبشرنا بإسلام عمر.
قال الواقدي: فحدثني محمد بن عبد الله عن عمه ابن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب، قال: أسلم عمر بعد أربعين رجلاً وعشر نسوة، فما هو إلا أن أسلم حتى ظهر الإسلام بمكة. حدثني محمد بن سعد: ثنا إسحاق بن يوسف الأزرق: حدثنا القاسم بن عثمان عن أنس بن مالك، قال: خرج عمر متقلدا السيف، فلقيه رجل من بني زهرة فقال: أين تعمد يا عمر؟ قال: أريد أن أقتل محمدا. قال: وكيف تأمن بني هاشم وبني زهرة إذا فعلت ذلك؟ فقال له عمر: ما أراك إلا قد صبوت. فقال له: أفلا أدلك على أختك وختنك؟ فقد صبآ وتركا دينك الذي أنت عليه. فمشى عمر متذمرا حتى أتاهما، وعندهما خباب بن الأرت رضي الله عنه. فلما سمع خباب حِسّ عمر توارى في البيت، فدخل عليهما فقال: ما هذه الهينمة التي سمعتها عندكم؟ قال: وكانوا يقرأون "طه". فقالا: حديث تحدثناه بيننا. فقال: لعلكما قد صبأتما؟ فقال ختنه: أرأيت يا عمر إن كان الحق في غير دينك؟ قال: فوثب عليه عمر فوطئه وطئا شديدا، فجاءت أخته فدفعته عن زوجها فنفحها نفحة بيده فدمَّى وجهها، فقالت وهي غضبى: يا عمر، إن الحق لفي غير دينك. اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. فقال: أعطوني هذا الكتاب الذي عندكم أقرؤه. وكان عمر يقرأ الكتب، فقالت أخته: إنك نجس، وإنه "لا يمسه إلا المطهرون"، فقم فاغتسل أو توضأ. فقام فتوضأ ثم أخذ الكتاب فقرأ "طه" حتى انتهى إلى قوله: "إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري"، فقال: دلوني على محمد. فلما سمع خباب رضي الله عنه قول عمر خرج من البيت فقال: أبشر يا عمر، فإني أرجو أن تكون دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الخميس لك، فإنه قال: "اللهم أَعِزَّ الدين بعمر بن الخطاب أو بعمرو بن هشام". قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدار التي في أصل الصفا، فانطلق عمر حتى أتى الدار، وعلى بابها حمزة رضي الله عنه وطلحة وناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فلما رَأَوْه وَجِلُوا منه، فقال حمزة رضي الله عنه: هذا عمر. فإن يرد الله به خيرا يسلم، وإن يكن غير ذلك يكن قتله علينا هينا. قال: والنبي صلى الله عليه وسلم حينئذ داخل يُوحَى إليه، فخرج حتى أتى عمر فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل سيفه وقال: ما أراك يا عمر منتهيا حتى ينزل بك من الخزي والنكال كما نزل بالوليد. اللهم هذا عمر بن الخطاب، فأَعِزَّ به الدين. فقال عمر: أشهد أنك رسول الله. وأسلم ثم قال: أخرج يا رسول الله" ... قال الواقدي: هذا أثبت ما سمعنا في عمر ... ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وأول ملاحظة نخرج بها من هذا النص أن تساؤل جعيط عن حقيقة الدار التى بالصفا لا موضع له لأن الرواية التالية قد ذكرت أنها هى فعلا دار الأرقم بن أبى الأرقم. والواقع أن لهذه الملاحظة دلالتها الخطيرة، إذ تكشف مرة أخرى أن جعيط لا يحسن القراءة أو أنه يتخطفها تخطفا كما لاحظتُ من قبل على د. محمد مندور فى الفصل الذى عقدته للشيخ حسين المرصفى من كتابى عن "مناهج النقد العربى الحديث". والثانية، وهى الأهم، أن البلاذرى لا يرفض الرواية التى تعزو إسلام عمر إلى قراءته آيات من القرآن الكريم، بل يؤمن بصحتها تمام الإيمان حسبما سنرى بعد قليل. وإنى لأتحدى جعيط وزعيط ومعيط ونطاط الحيط جميعا أن يدلونى على جملة أو كلمة أو همسة أو حتى نحمة من البلاذرى تومئ مجرد إيماء إلى أنه يرفض تلك الرواية. وكيف يرفضها، وقد أوردها بدل المرة مرتين، ثم عقب فى نهاية كلامه على كل ما قاله عن عمر بما فيه هاتان الروايتان بأنه أصحّ ما سمعه فى هذا الموضوع؟ على أن المسرحية لما تنته فصولا، فإن الإسناد الذى ساقه جعيط هو إسناد الرواية التى ينكرها جلالته ويومئ إلى أن الواقدى ينكرها هو أيضا. أما الخبر الذى أورده هو باعتباره الرواية التى يقبلها البلاذرى ويرفض ما عداها، وهو: "أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد أربعين رجلاً وإحدى عشرة امرأة"، فهذا إسناده: "حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة: ثنا عبد الله بن إدريس الأودي: ثنا حصين بن هلال بن إساف". ثم إن هذا الخبر لا يتعارض بحال والروايتان الأخريان اللتان ساقهما البلاذرى، بل يتكاملان: الخبر بإيجازه، والروايتان التاليتان له بما فيهما من تفصيلات وتوضيحات. وهكذا نلمس مرة أخرى بأيدينا لمسا أن د. جعيط لا يحسن القراءة أو على الأقل: لا يحسن الفهم. وهذا إن لم يكن يتعمد التدليس تعمدا، وهو ما لا أستبعده أبدا.
والعجيب أن يتهم جعيط ابن إسحاق ويزعم أنه، لتشيعه وخضوعه لضغط العباسيين الذين كتب السيرة النبوية فى عهدهم، قد أسند لبنى هاشم، وخصوصا العباس، دورا فىحماية النبى أكبر كثيرا من الواقع تقربا إلى بنى العباس (ص252). وهذا الكلام قد سبق أن قاله د. محمد على مراد، الذى رددتُ عليه وفنّدتُ كل ما قاله همسة همسة، ونحمة نحمة، فكتب مقالا فى مجلة"المصور" القاهرية يتهم فيه العبد الفقير إلى ربه تعالى بأنه يرهبه ويكفره، إذ اتهم د. مراد ابن إسحاق نفس الاتهامات وأدار عليها رسالته من أولها إلى آخرها. ولست أدرى أكان ترديد جعيط لكلام مراد مجرد مصادفة أم اطلع على ما كتب الرجل فأخذه دون أن يشير إليه. ذلك أن تلك الأطروحة لا تظهر بين مراجع جعيط. ونترك هذه النقطة للباحثين يحققونها على مهل.
وسواء كان جعيط قد أخذ من مراد أو لم يأخذ فالكلام الذى قاله هو، فى الحق، تنطعٌ ماسخٌ. لماذا؟ لقد سبق أن أثبتُّ فى كتابى: "إبطال القنبلة النووية الملقة على السيرة النبوية"، الذى فندتُ فيه أطروحة الدكتور مراد تفنيدا لم يترك فيها موضعا لثَقْب إبرة دون أن ينسفه، أن ابن إسحاق عالم فاضل لا ينزل إلى هذا المستوى الواطى الذى يحاول جعيطنا أن ينزله إليه، متجاهلا أن هناك علماء كراما لا يبيعون ضمائرهم ولا يرضَوْن أن يعيشوا أذنابا لبعض الجهات كبعض الناس وينعقوا بما ينعق هؤلاء به. وبرهنت على ذلك بما قاله القدماء الأثبات فى ابن إسحاق وعلمه وفضله، وكذلك المستشرقون. كما لفتُّ الانتباه إلى أن العباسيين شىء، والشيعة شىء آخر، وأنه كان بين الفريقين عداوة ملتهبة طوال التاريخ، فلا معنى إذن للقول بأن تشيع ابن إسحاق المزعوم قد جعله يزيف التاريخ من أجل إرضاء العباسيين.
ثم لا ننس أن ابن إسحاق لم يسند حماية النبى إلى العباس بل إلى أبى طالب. كما لا ينبغى أن يفوتنا ما كتبه فى سيرته من أن أبا طالب قد مات على دين قومه. أفلو كان الرجل يكتب التاريخ كى يرضى بنى هاشم أكان يميت شيخهم فى عهد النبى كافرا بالدين الذى أتى به ابن أخيه؟ ومِثْلَ ذلك قٌلْ فيما كتبه عن أبى لهب، إذ كان يستطيع، ما دامت الأمور سائبة إلى هذا الحد وكان يمالئ الهاشميين كما يزعم جعيط، أن يُدْخِله الإسلام. وماذا فى ذلك؟ وما الذى كان سيتكلفه فى هذا أكثر من جرة قلم لا راحت ولا جاءت؟ ومن يا ترى يضرّه أن يقال إن أبا لهب قد أسلم وسوف يدخل الجنة؟ أما العباس الذى ينتمى إليه
(يُتْبَعُ)
(/)
العباسيون فلم يُسْلِم فى سيرة ابن إسحاق إلا فى فتح مكة، مثله فى ذلك مثل أبى سفيان. فأى فضل له فى هذا بحيث يتخذه ابن إسحاق متقرَّبا إلى العباسيين؟ كذلك فما قاله ابن إسحاق فى هذا الموضوع قد قاله عروة والزهرى فى كتابيهما من قبل فى العصر الأموى، أى قبل العباسيين. أقول هذا حتى لا ينبرى أحد من سخفاء العقل التافهين فيزعم أنهما قد كتبا هذا إرضاء للعباسيين. كما أن ابن حزم وابن عبد البر فى كتابيهما عن السيرة النبوية قد قالا نفس الشىء، وكانا يعيشان فى الأندلس فى ظل حكم بنى أمية. أفترى جعيط يجرؤ على القول بأنهما كانا يتشيعان وكانا يريدان التقرب من بنى العباس؟ بل إنه هو نفسه قد شهد بأن السيرة رغم كتابتها فى عهد بنى العباس لا تنال كثيرا من أجداد الأمويين ولا تنالهم بسوء كبير (ص261). فماذا يريد أكثر من هذا كى يكف غَرْب لسانه عن ابن إسحاق ولا يفترى عليه الأكاذيب؟
أما بخصوص الفرية التى افتراها بعض شياطين أوربا فى الفترة الأخيرة زاعمين أن القرآن لم يكن له وجود إلا بعد نزوله الذى يزعمه المسلمون بنحو قرن ونصف، إذ اخترعه العرب اختراعا واخترعوا معه شخصية محمد وتاريخه وتاريخ الفتوح والخلفاء الأربعة وخلفاء بنى أمية أيضا، فلم يجد هشام جعيط ما يقوله فى الرد عليها إلا أن المسلمين كانوا يتلون القرآن فى الصلاة بدليل أنه كانت هناك مساجد فى الكوفة منذ عهد زياد، وأخرى فى المدينة منذ عهد عبد الملك (ص24). أرأيتم الكرم البالغ الذى يكرمناه الدكتور جعيط؟ إن معنى كلامه هذا هو أنه لم تكن هناك مساجد فى الكوفة قبل زياد، ولا فى المدينة قبل عبد الملك! ومعنى هذا مرة أخرى أن عليًّا لم يكن يصلى لا هو ولا رجاله فى عاصمة خلافته لأن المساجد لم يكن لها وجود فى الكوفة قبل زياد. كما أن النبى لم يكن يصلى لا هو ولا الصحابة لأن المساجد لم يكن لها وجود فى المدينة قبل عبد الملك بن مروان! وهكذا يكتب التاريخَ أستاذُ التاريخ ذو الاسم الطنان! فيا لضيعة التاريخ وأستاذ التاريخ معه!
وقد سبق أن تناولت هذه الفرية الشيطانية فى مقال لى ظهر فى عدد من المواقع المشباكية قبل عدة سنوات بعنوان "خذوه فغُلّوه ثم فى الخَنْكَة أَوْدِعوه". وفيما يلى بعض الفقرات التى تهمنا من هذا المقال، إذ أصدر طبيب فرنسى معتوه اسمه برنار راكان كتابا بعنوان" Un Juif nommé Mahomet : يهودىٌّ اسمه محمد" جاء فيه أن " L'islamologue Alfred-Louis de Prémare (Les fondations de l'islam, Editions du Seuil) établit qu'une bataille s'est déroulée en 683 en Syrie, et non à Médine, ville qui n'existait pas au septième siècle, soit cinquante ans après la mort officielle de "Mahomet". D'après les légendes islamiques, j'ai calculé que Médine aurait compté vingt mille habitants, soit autant que Paris à la même époque... en plein désert, sans eau et sans agriculture. Creuser un fossé autour relève de la fantaisie".
وهذا الطبيب المخبول يشك فى صحة وجود المدينة المنورة ومكة المشرفة والرسول والمعارك التى خاضتها القوات المسلمة فى ذلك العصر والمواقع التى دارت رحاها فيها أيضا. ولنستمع أولا إلى ما يقوله عن وفاة الرسول عليه السلام وتولى أبى بكر رضى الله عنه الخلافة من بعده: " Mahomet a été déclaré mort en 632 suite à une tractation entre Abou Bakr et le calife Omar, sans concertation avec Ali, floué alors qu'il dirigeait une armée de la région qui est aujourd'hui l'Irak. Pourtant "Mahomet" donne des ordres en 634, 640, 651, 660, 683, 688, 725, 785, 830, 855".
فحسب أوهام طبيبنا كان قد تمّ اتفاق بين أبى بكر وعمر، عند وفاة الرسول عليه السلام، على تولى الأول حكم المسلمين، على حين كان على بن أبى طالب، طبقا لعلم صاحبنا اللَّدُنّىّ، يقود الجيوش وقتها بعيدا فى العراق فلم يتم التنسيق معه بل تم خداعه. كما يسخر طبيبنا المتهوس من أن الرسول، رغم وفاته فى 632م، كان لا يزال يصدر الأوامر بعد ذلك لوقت طويل فى الأعوام 640،651، 660، 683، 688، 725، 785، 830، 855م! ترى من أين لكاتبنا كل هذه العبقرية التى لا مثيل لها؟ ما كنت أعرف أن ما يقوله بعض الناس من أن الفَرْق بين العبقرية
(يُتْبَعُ)
(/)
والجنون شعرة هو رأى صحيح، حتى قرأتُ هذا الكلام فرأيتُ كيف أن عيار العبقرية قد يزيد حبتين فينقلب جنونا خالصا لا أمل فى الشفاء منه ولو أحضروا لصاحبه خيرة النطاسيين والمعالجين النفسانيين ومحضِّرى العفاريت وكاتبى الأحجبة والمعزِّمين! بالله متى كان علىٌّ يقود الجيوش فى العراق عند وفاة النبى؟ وبأية أمارة كان هذا يا ترى؟ لقد كان، رضى الله عنه وكرَّم وجهه، آنذاك فى المدينة مع غيره من أقارب النبى مشغولا بتغسيله وتكفينه ودفنه صلى الله عليه وسلم، ولم تكن هناك جيوش إسلامية فى أى مكان فى ذلك الحين، اللهم إلا جيش أسامة بن زيد، الذى كان قد تم تجهيزه للذهاب إلى حدود الشام، إلا أن موت النبى عليه الصلاة والسلام قد أوقفه إلى حين. وبالنسبة للعراق بالذات لم يحدث أن وطئه حتى ذلك الحين أى جيش مسلم، بل لم يحدث أى تفكير فى إرسال قوات إلى حدوده مع جزيرة العرب فى عهد النبى قط. أما أنه عليه السلام كان يصدر أوامره إلى المسلمين إلى ما بعد وفاته بعد عقود فليقل لى القراء الكرام: كيف كان هذا؟ ومن يا ترى قاله سوى هذا المخبول؟ يقينا أن قائل هذا الكلام ليس له مكان يصلح له إلا الخانكة أو العباسية خَبْطَ لَزْقَ دون إبطاء أو تأخير، لا للمسارعة بتدارك حالته، فهى كما قلنا حالة ميؤوس منها، بل لحماية الناس من خطره، فلربما أقدم على عمل متهور يعرِّض الأمن العامّ للخطر (أو بتعبير الخفراء عندنا فى القرية: "الإِمْن العامّ" بكسر الهمزة، كَسَّر الله ضلوعه كلها ضلعا ضلعا حتى يهمد ويريحنا من هذه الدوشة الكذابة التى يزعجنا بها مثلما تزعجنا دوشة نباح الكلاب بالليل حين تكون فَاضِيَةً لا عمل لها!) فيعضّ طفلا من رجله أو يهارش كلبا ويدميه فينشب فيه الكلب الآخر مخالبه وتصير معركة كلابية حامية وتصبح مشكلة ونقول ساعتها: يا ليت الذى جرى ما كان!
وهذا الرجل يترك حقائق التاريخ ويذهب فيفترض أشياء لا يمكن أن تكون صحيحة أبدا ثم يبنى فوقها ما يريد الوصول إليه من نتائج يرى أن من شأنها التشكيك فى تلك الحقائق التاريخية. فعلى سبيل المثال فمكة عنده كانت، فيما يبدو ("فيما يبدو": لا حظ!)، حيًّا من أحياء دمشق، لكن لماذا؟ الجواب، حسبما يقول، هو أن كلمة "مكة" تعنى بالآرامية: "مدينة منخفضة". ثم يمضى مؤكدا "أننا الآن قد أصبحنا نعرف أن المسلمين الأوائل، شأنهم شأن القَرَائين الأوائل (جمع "قرآن")، تم اختراعهم فى الشام، وليس فى جزيرة العرب:" Le mot: la mecque est faraméen syrien, et signifie ville basse, désignant probablement un quartier de Damas. On sait maintenant que les premiers musulmans, comme les premiers corans, et la vie de Mahomet, furent inventés en Syrie, et non en Arabie...La Mecque n'existait pas, car on n'a jamais vu des milliers d'habitants s'installer dans un désert aride sans eau ni cultures".
خلاص: لقد أبرم سيادته التاريخ إبراما وأصدر فرماناته بأن مكة ليست من مدن جزيرة العرب بل من مدن الشام! ولا يستطيع المتضرر أن يلجأ إلى أى قضاء بعد هذا القضاء المبرم الذى قضاه صاحبنا! فانظر بالله عليك أيها القارئ كيف يُكْتَب التاريخ، وكيف يريد بعض الناس أن يحكّموا أهواءهم المجنونة فى تغيير حقائقه، وكيف يريدوننا أن نتابعهم على هذا التنطع، وإلا كنا متخلفين! ناشدتكم الله يا قرائى الكرام، لو كانت مكة حيًّا من أحياء دمشق، فأين ذهب ذلك الحى؟ ولماذا سكت الدمشقيون عن هذا التزييف الجلف الذى لم يحدث مثله فى التاريخ، وبخاصة أنه يسلبهم الشرف المتمثل فى أن بلادهم هى مركز الإسلام ومصدره؟ وكيف صمت أحفاد القرشيين، والأمويون منهم بالذات، على ما قالته أقلام المؤرخين وكتب السيرة المزيفة عن أجدادهم وعن معاداتهم للدعوة الجديدة مما يشهّر بهم ويفضحهم فى كل أرجاء العالم؟ وأين ذهب الرومان الذين كانوا يحتلون بلاد الشام فلم ينبّهوا العالم إلى هذا التزييف الوقح الذى مارسه العرب والمسلمون، على الأقل من باب الانتقام والحرب المعنوية والدعائية بعد أن خسروا الحرب العسكرية والسياسية؟ ومعروف أن الشوام لم يسلموا كلهم، بل بقى منهم حتى الآن كثير من النصارى واليهود، فكيف يسكتون على مثل تلك الفعلة العجيبة، وهى فرصة لفضح هؤلاء الذين فتحوا بلادهم وأَتَوْهم
(يُتْبَعُ)
(/)
بدينٍ غير الدين الذى يعتنقونه، ولسان غير اللسان الذى كانوا يتكلمونه؟ ولماذا لم يتكلم ويصدع بالحقيقة واحد مثل ثيوفان الكاتب البيزنطى الذى أتى بعد عصر الرسول ببضعة عقود ليس إلا وأخذ على عاتقه محاربة الإسلام، بدلا من نسبة الأكاذيب إلى الرسول الكريم وأصحابه على عادة المبشرين؟ ترى هل من الممكن أن يتم تزييف شىء مثل هذا ثم تسكت الدنيا كلها عنه فلا تتكلم ولا تعترض أو لا تبدى على الأقل شكًّا، إلى أن هلّ علينا الطبيب الفرنسى المأفون بعد أربعة عشر قرنا من الزمان فعدل الوضع المائل؟ واعتمادا على ماذا؟ اعتمادا على أوهام ما أنزل الله بها من سلطان! ثم ما دخل المعنى الذى يدعيه، صوابًا أو خطأً، لكلمة "مكة" فى الآرامية فى أن تكون تلك المدينة حيًّا فى دمشق لا مدينةً فى جزيرة العرب؟ إن كلامه يوحى بأن كلمة "مكة" ليست عربية، وهو سخف آخر من سخافات الرجل الذى من الواضح أنه لا يفقه شيئا بالمرة فى موضوعنا، بل ينقل من كتب بعض المستشرقين ما يوافق هواه دون عقل أو فهم! فالآرامية والسريانية والكلدانية والأشورية والعبرية والحبشية ... كل هذه اللغات، مَثَلها مَثَل العربية، لغاتٌ ساميّة، بالضبط مثلما نقول إن الفرنسية والطليانية والإسبانية والبرتغالية هى لغات لاتينية، أىْ لغات تفرعت من اللغة الأم واستقلت بنفسها. وعلى هذا فالقول بأن هذه الكلمة الموجودة فى لساننا العربى أو تلك ليست عربية بل سريانية مثلا أو آرامية هو فى الواقع كلام يُقْصَد به التلبيس على القارئ العادىّ الذى لا يعرف شيئا عن الموضوع، إذ ليس هناك أى دليل على أن ذلك صحيح، فضلاً عن أنْ ليس هناك من معنًى لأن تُخْتَصّ العربية دون أخواتها الساميات بالأخذ عنهن بدلا من القول المنطقى العاقل بأنها تشتمل على هذه الألفاظ كما تشتمل عليها أخواتها.
والعجيب أن الطبيب الفرنسى المخبول يرجع إنكاره وجود مكة إلى أنها تقع فى وادٍ جديب غير ذى ماء ولا زرع. أفنكذّب إذن أقاربنا ومعارفنا وكل المصريين والعرب والمسلمين وكل الكتّاب والرحالة من مسلمين وغير مسلمين ممن زاروا مكة قبل توظيف شطر من أموال النفط فى تحلية ماء البحر الأحمر لسكانها ولسائر أهل السعودية والخليج كله عموما، ونقول لهم: وإِنِنْ! مهما قلتم لنا عن مكة فليس لمكة وجود! لقد نسى المجنون أن زمزم كانت ولا تزال هناك طول الوقت يشرب الناس ويستمدون حاجاتهم الأخرى من مائها فتكفيهم هم وضيوف الرحمن بحمد الله. وهذا أمر قد شهد به المستشرقون الذين استطاعوا الاندساس بين الحجيج والتظاهر بأنهم مسلمون وكتبوا عن البلد الأمين. وحتى بعد أن توفر لها ماء البحر المحلَّى فلا تزال المنطقة المحيطة بها واديا غير ذى زرع. وما زال الناس كذلك يقطنونها ويحبون العيش فيها حتى الآن رغم شدة حرارتها، وسيظلون يفعلون ذلك إلى ما شاء الله. وعلى أى حال فليس العيش فيها بالصعوبة التى عليها الحياة فى مناطق الإسكيمو ولا بواحد على المليون منها، ومع ذلك فتلك المناطق تعجّ بالسكان ويحبها أهلها كما يحب أهل كل بلد بلدهم!
لقد فات ذلك المخبول أن الأصل فى الأخبار عموما أنها صادقة ما لم يقم دليل على عكس ذلك أو يَحُكْ فى النفس شىء مما سمعتْه، فعندئذ يشك الإنسان فيما بلغه، وحقّ له أن يشك. فما الذى فى الخندق أو فى وجود مكة أو المدينة مما يبعث على الريبة؟ لقد كان أحرى بهذا المجنون أن يذهب فيقرأ أولا قبل أن يتهور كل هذا التهور. هل يمكن أن يتصور عاقل أنه لم تكن هناك فى بلاد العرب قبل الإسلام مدينة اسمها مكة، ثم نبتت هكذا نبتا عفاريتيا بعده، ثم لم يبد أحد دهشته (وبخاصة من سكانها الجدد الذين لم يكن لهم قبل ذلك وجود) من هذا التراث الغزير الهائل الذى يدور حولها شعرًا ونثرًا وتاريخًا ودينًا وأنسابًا والقائل بأنها طول عمرها كانت موجودة فى جزيرة العرب؟ أترى الذين أنشأوا تلك المدينة وأَتَوْا بالناس ووضعوهم فيها كما توضع البلاليص فى أماكنها دون أن يؤخذ لهم رأى قد ألزقوا لاصقًا على أفواههم إلى أن انطمست ذاكرتهم ولم يعودوا يعرفون شيئا عن أصلهم أو فصلهم ولا عن أصل مدينتهم أو فصلها، فعند ذلك رفعوا اللاصق وسمحوا لهم بالكلام؟ وهل فعلوا مثل ذلك مع سكان الأرض جميعا بما فيهم النصارى واليهود الذين كانوا يعيشون فى جزيرة العرب قبل الإسلام ثم تم إجلاؤهم عنها
(يُتْبَعُ)
(/)
بعده؟ ترى لماذا لم يفتح أحد من هؤلاء فمه فيفضح المستور ويكشف الزيف والتزييف؟ وماذا نقول فى بطليموس الجغرافى اليونانى القديم الذى تكلم عنها وسماها "مَكُرَبا: Macoraba" ( كتاب وليم موير عن سيرة الرسول/ ص xc، ومادة " Mecca" فى الطبعة الأولى من " The Encyclopaedia of Islam")؟ وماذا نصنع مع ما قاله هيرودوت عن اللات، إحدى الآلهة الوثنية التى كان لها صنم فى كعبة مكة قبل الإسلام (وليم موير/ ص cii- ciii)؟ كذلك ما العمل إزاء ما ذكره الرحالة الأوربى بروس ( Bruce)، الذى زار بلاد الحبشة فى القرن الثامن عشر الميلادى من أن الأحباش يروون فى تواريخهم أن أبرهة قصد مكة ثم ارتد عنها لما أصاب جيشه من المرض الذى يصفونه بالجدرى (عباس محمود العقاد/ مطلع النور/ كتاب الهلال ديسمبر 1968م/ العدد 213/ 75)؟ وفضلا عن ذلك فثمة بحث لكرزويل الآثارى المشهور يرد فيه على كايتانى المستشرق الإيطالى وما يذهب إليه من إنكار بناء قريش للكعبة، ويؤكد أن ما وصلنا فى كتب التاريخ عن هذا الأمر صحيح لا شك فيه (العقاد/ مطلع النور/ 76). وهناك أيضا كتاب للمستشرق الهولندى دوزى يحاول أن يثبت فيه وجود بنى إسرائيل فى مكة خلال عصورها الجاهلية عنوانه: " Die Israeliten zu Mekka"، كما كتب فى نفس الموضوع المستشرق البلجيكى لامنس كتابا عنوانه:" Les Juives à la Mecque". ولم نسمع بأحد سواهما من المستشرقين أو غير المستشرقين ممن يؤبه بكلامهم أو لا يؤبه يقول إن مكة لم يكن لها فى إقليم الحجاز أثناء الجاهلية وجود!
ثم لماذا يفعل العرب بعد الإسلام هذا كله؟ وهل يُتَصَوَّر أن يفكر الحكام العرب بعد الإسلام، وبعد أن أَضْحَوْا يسبحون فى بحور الغنى والترف، فى إنشاء مدينة مثل مكة فى قلب الجبال والصحراء حيث يشحّ الماء (على أساس أن زمزم غير موجودة بناء على فرضيتة الطبيب الفرنسى الرذيلة مثله) وحيث تنعدم الزراعة والصناعة؟ ثم كيف يَرْضَوْن بعد ذلك كله، وهم المسلمون، أن يُنْسَب لآبائهم زورا وبهتانا أنهم كانوا مشركين يعبدون الأصنام والأوثان وأنهم حاربوا القرآن والرسول الذى أتاهم به وحاولوا القضاء عليه وعلى دعوته، بل وصل الأمر بهم أن فكروا يوما فى قتله والتخلص منه غدرا وغيلة؟ ومن المجنون الذى سولت له نفسه بالانتقال إلى مثل تلك المدينة دون أن يكون هناك جاذب من أى نوع يَهْوِى بفؤاده إليها حتى ولا ذكريات الطفولة والصبا فيها وكونها موطن الأجداد؟ باختصار لا يوجد سبب واحد، كما رأينا، يجعلنا نصدق هذا الهراء الجنونى، فى الوقت الذى تتضافر كل الدواعى لرفضه والسخرية من عقل صاحبه.
ونفس الشىء الذى قاله مخبولنا عن مكة نجده فى كلامه التالى عن يثرب، إذ يقول:" Le mot medina (s'écrivant mdn) est un mot araméen syrien, et signifie district, dans la région de Madian (s'écrivant aussi mdn) en Syrie". وكما قضى قضاءه المبرم فى أمر مكة فحكم عليها أن تكون شامية لا عربية، ومُحْدَثة النشأة بعد الإسلام لا عريقة الجذور قبله، نراه هنا كذلك يصدر حكمه الذى لا يُصَدّ ولا يُرَدّ بأن المدينة هى أيضا ذات أصل شامى، وأن اسمها آرامى! ونفس الردود التى أوردناها عليه فى تخريفاته الرقيعة عن مكة تكفى فى الرد على تخريفاته هنا التى لا تقل عنها رقاعة! ونزيد على ذلك أن بطليموس وإسطفانوس البيزنطى قد كتبا عن المدينة وسمياها: " Yathrippa: يثربَا"، كما تشير إليها النقوش المعينية باسم "يثرب" (مادة" Al- Madina" فى " The Encyclopaedia of Islam").
وبالإضافة إلى هذا فإن ثمة كتابات يهودية شامية من القرن الثالث قبل الميلاد تتحدث عن وجود يهود فى منطقة خيبر وما حولها، وإن أنكرت عليهم طريقة ممارستهم لدينهم (إسرائيل ولفنسون/ تاريخ اليهود فى بلاد العرب فى الجاهلية وصدر الإسلام/ لجنة التأليف والترجمة والنشر/ 1927م/ 13)، وهو ما يتسق مع ما يقوله المسلمون عن وجود يهود قبل الإسلام فى تلك المناطق بما فيها يثرب، هؤلاء اليهود الذين لم يعد لهم أثر هناك بعد ذلك، فما الذى يدفع المسلمين يا ترى إلى القول بأنه كان هناك قبل الإسلام وجود لليهود فى يثرب إذا لم يكن لهذه المدينة وجود فعلى حسبما تزعم تخريفات الطبيب الفرنسى؟ وثمة كتاب للعالم الغربى لِسْزِينْسِكى يتناول وجود اليهود فى المدينة قبل الدعوة المحمدية اسمه:" Die Juden zu Medina". كما يتحدث إسرائيل ولفنسون الباحث اليهودى فى كتابه السالف الذكر عن وجود اليهود فى يثرب وما حولها حديث الموقن تمام الإيقان، مُورِدًا أقوال المستشرقين فى ذلك، ومستدلاًّ من بعض أسماء القبائل والشخصيات والأماكن والحصون والآبار اليهودية على سبيل المثال على أن ما يقوله العرب عن هذا الموضوع صحيح (16 - 17، 61 - 62، 81 ... )، فضلا عن أنه لا ينكر شيئا البتة مما تقوله المصادر الإسلامية عن الحوادث التى جرت هناك بين النبى عليه الصلاة والسلام وبين بنى إسرائيل عليهم اللعنة. وما هذا، رغم ذلك كله، إلا غَيْضٌ من فَيْض!
وبعد، فإن هشام جعيط هو مثال صارخ من أمثلة كثيرة تحاصرنا من كل ناحية على البكش العلمى الذى تُقْرَع الطبول له وتُنْفَخ المزامير للفت الأنظار إليه وإلى صاحبه وإيهام الناس أنه عبقرى ليس كمثل عبقريته شىء، وما هو فى الواقع سوى كاتب متواضع القيمة، إلا أن آلة الإعلام الجهنمية تعمل بكل وسيلة على تضخيمه وتصويره للمشاهدين على أنه عملاق كى ينشر الهلس الذى ينشره فيظن القراء أنهم بإزاء كاتب نحرير ذى علم غزير ومنهج قدير، مع أنه فى واقع الأمر كائن مسكين طبقا لما رأيناه عليه فى أسلوبه وأفكاره ومنهجه ليس فى جَعْبته إلا كل رأىٍ فطير. والله المستعان!
Ibrahim_awad9@yahoo.com
http://awad.phpnet.us/
http://ibrahimawad.com/
http://www.maktoobblog.com/ibrahim_awad9(/)
لو كان الدكتور المطعنى ... !!!
ـ[إبراهيم عوض]ــــــــ[08 Aug 2008, 10:33 ص]ـ
لو كان الدكتور المطعنى ... !!!
كلمة فى رثاء الراحل الكريم
بقلم: د. إبراهيم عوض
Ibrahim_awad9@yahoo.com
http://awad.phpnet.us/
http://ibrahimawad.com/
http://www.maktoobblog.com/ibrahim_awad9
( هذه الكلمة كتبت لموقع "إخوان أون لاين" بناء على طلب صحفى صديق يعمل فى ذلك الموقع، وقد نشرت هناك منذ أيام، ورأيت إضافتها هنا تعزيزا للكلمات الكريمة التى قيلت فى حق عالمنا الجليل فى هذا المنتدى)
لو كان الدكتور المطعنى، نور الله قبره وأكرم نُزُله، فنانا مثلا، حتى لو كان فنانا لا قيمة له، بل حتى لو كان يوظف فنه فى تدمير مقومات الأمة من دين وخلق كريم وقيم اجتماعية وسلوكية رفيعة، لانتفضت الدولة على بكرة أبيها وأمها وأهلها جميعا وأرسلته للخارج ليعالج على نفقة الخزانة العامة رغم غنى أمثاله عن هذا بما يتمتع به من مقدرة مادية هائلة، ولخرج من يسمَّوْن بكبار رجال الدولة فشيعوا جنازته عندما يموت وامتلأت الصحف والإذاعة والمرناء عويلا ولطما للخدود وشقا للجيوب ودعاء بدعوى الجاهلية. لكنه كان عالما، وعالما محترما. ورغم أنه، طيب الله ثراه، كان مثلنا من فئة المساتير ليس إلا، ولم يكن كالفنانين الشديدى الثراء الذين تأمر الدولة رغم ذلك بعلاجهم على حساب الخزينة العامة والذين مهما فعلوا فلن يستطيعوا أن يقدموا عشر معشار ما قدمه من خدمات لأمته ودينه وبلده ثقافة ذلك البلد، فإن الحكومة لم تهتم به لا أثناء مرضه ولا عند وفاته، كما لا تهتم بأى عالم محترم مثله حين يأتى عليه الدور ويموت "فطيسا" بالتعبير البلدى، أى دون أن يبالى به أحد ممن يُسَمَّوْن بكبار رجال الدولة أو يذرف عليه دمعة، اللهم إلا قلة من الناس يحبون العلم ويحبون الوطن ويقدرون الرجال الشرفاء الكرماء حق قدرهم ممن لا يسمَّوْن بكبار رجال الدولة، وقليل ماهم: قليل ما هم الشرفاء الكرماء، وقليل ما هم أيضا الذين يبكون الشرفاء الكرماء!
ولكن متى كانت الحكومات الجاهلة تهتم بالعلماء؟ إن كل إناء بما فيه ينضح، وليس فى إناء الحكومات التى من هذا النوع علم ولا فهم ولا تمييز، فأنَّى يأتيها الاهتمام بالعلم والعلماء؟ فالحمد لله أنها لا تهتم بأهل العلم لأن هذا برهان على أنهم علماء كرام. أما لو اهتمت بأحد منهم فقد يكون هذا سببا فى شك الناس الطيبين فى طهارة ذلك العالم وعدم الاطمئنان إلى خلقه وعلمه، إذ إن حكومة كهذه من شأنها أن تجلب الشبهة لمن تقترب منه وتهتم به. ومن هنا فعلى قدر أساى لإهمال الحكومة لمثل الدكتور المطعنى، فإنى سرعان ما فئتُ إلى الرضا بما وقع لأنه دليل على ما كان يتمتع به ذلك الرجل من طهارة وفضل وعلم وخلق رفيع ... إلى آخر تلك الأصناف من البضاعة المزجاة عند حكوماتنا العربية والإسلامية غير الرشيدة!
لقد كان الرجل، رحمه الله، مصابا بمرض السكر، وتضاعفت فى الأعوام الأخيرة إصابته ونتجت عنها فى البداية إزالة جزء صغير من قدمه علمتُ بعد وفاته أنه وصل إلى الركبة. وقد اتصلت به من قطر منذ عدة أعوام حين كان فى البحرين يشتغل فى جامعتها أستاذا زائرا، ثم علمت بعد قليل أنه اضْطُرّ إلى العودة إلى مصر قبل انتهاء العام الدراسى بسبب مضاعفات المرض، فحزنت حزنا شديدا. ولما رجعت إلى أرض الوطن كنت أهاتفه بين الحين والحين، اللهم حين ضعف سمعه واتصلتُ به ذات ليلة فردت علىّ ابنته وأعطتنيه وأخذنا نتحدث كالعادة، بيد أنى لاحظت أن الحديث بيننا يفتقد الاتساق، إذ أكلمه فى شىء فيجيبنى بشىء آخر، بل إنه ألقى علىّ السلام فى وسط الكلام ووضع السماعة ظنا منه أننى انتهيت من حديثى معه رغم أننى لم أكن انتهيت بعد، وهو ما حز فى نفسى كثيرا تألما له من شدة محبتى إياه، وإن كنت ممن لا ينخدعون فى الدنيا لكثرة ما شاهدت فيها من مرارات وأحزان. إلا أن خبرة الإنسان بالحياة لا تجعله يفقد القدرة على التألم أبدا. إنه لا يفاجَأ بأحداثها مهما تكن غرابتها، لكن هذا لا يقضى على مشاعره الإنسانية، ومن ثم يتألم ويحزن وتصيب نفسه المرارة رغم كل شىء.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكنت قد زرته عقب عودتى من الخارج بقليل أنا والصديق الصحفى الأستاذ مجدى عبد اللطيف، وهو من الذين يعرفون للرجل الكريم فضله وعلمه، فأكرمَنا الأستاذ الدكتور إكراما بالغا وأحضر لكل منا، فيما أحضر، قطعتين ضخمتين من الجاتوه. ورغم أن الجزء المزال من قدمه وقتها كان محدودا جدا فقد كنت حريصا بقدر إمكانى على ألا أنظر إلى قدمه حتى لا أتألم أكثر مما كنت متألما. ومع هذا كان الرجل من ناحيته، أكرمه الله وطيب مثواه، حريصا على ألا يرى أحد من زوراه شيئا من الابتلاء الذى وضعه الله فيه سبحانه وتعالى، بل لم يتطرق إلى شىء مما كان يعانيه، وبدا جَلْدا صبورا كبير النفس كأن لا شىء هناك قط، وهو ما زادنى له احتراما على احترام. وأخذنا نضحك ونداعبه كما هى العادة، وهو يتجاوب معنا بكل عقله ووجدانه بما نعرفه عنه من رقة نفس ولين جانب وتواضع قلب.
وترجع معرفتى بكتابات الدكتور المطعنى إلى الثمانينات بعد عودتى بقليل من بريطانيا، التى أمضيت فيها ستة أعوام للحصول على درجة الدكتورية. ولعل جريدة "النور" أول جريدة قرأت فيها له وعنه. وكنت فى البداية ولمدة طويلة أتصور أن هناك "مطعنيّين" اثنين: عبد العظيم، وهو ممتلئ قليلا وأصلع ويلبس جلبابا أبيض، وعبد الحكيم، وهو أصغر سنا، وتبدو عليه سيماء الحزن، ويرتدى بدلة، وله شعر. وكنت أحسبهما ابنَىْ عم ... إلى أن اكتشفت أن الأمر كله وهم فى وهم، وأن ليس هناك إلا الأستاذ الدكتور عبد العظيم المطعنى، وأن عبد الحكيم ليس سوى عبد العظيم فى شبابه. وقد ضحكت كثيرا حينما عرفت هذا، ولعله هو الذى شرح لى السر ونبهنى إلى ما كنت منغمسا فيه من خلط.
ورغم أننى لم أزر الأستاذ الدكتور فى بيته إلا مرات قليلة فقد كانت بيننا اتصالات بالهاتف ومقابلات هنا وهناك: فى الإذاعة أو فى مناقشات بعض الرسائل الجامعية مثلا، كما رشحنى أكثر من مرة لبعض الأنشطة العلمية فى مصر وخارجها. كذلك كانت علاقتى بأفراد أسرته ودودة، رغم انحصارها فى تلك الفترة القصيرة التى كنت أتصل بها فيه قبل أن ينادوه ليرد علىّ، وهو ما يدل على شدة حبهم له، إذ كانوا يودون من يوده حتى لو لم تكن لهم به معرفة عن قرب. وفى مكتبى عدد من كتبه التى أهدانيها والتى أعتز بها وقرأتها فور وصولها إلى يدى، وكان الرسول بيننا فى الغالب هو الأستاذ مجدى عبد اللطيف، الذى اقترح علىّ هذه الكلمة، والذى كنت أنا وهو ننوى منذ فترة أن نقوم بزيارة الراحل العزيز معا، إلا أن الأقدار لم تحقق هذه النية لأمور كانت خارج أيدينا. رحم الله عالمنا الهمام، وتقبله عنده فى الصديقين والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.
Ibrahim_awad9@yahoo.com
http://awad.phpnet.us/
http://ibrahimawad.com/
http://www.maktoobblog.com/ibrahim_awad9
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Aug 2008, 05:14 ص]ـ
جزاكم الله خيراً.(/)
أسلمة القيم الامريكية
ـ[عزام عز الدين]ــــــــ[08 Aug 2008, 11:03 ص]ـ
أسلمة القيم الامريكية ..
--------------------------------------------------------------------------------
أسلمة" القيم الأمريكية: توفيق أم تلفيق؟
د. أحمد خيري العمري
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\06g79.htm&storytitle=ff' أسلم ة'%20القيم%20الأمريكية%20:%20توفيق%20أم%20%20تلفيق؟ fff&storytitleb= د.%20احمد%20خيري%20العمري& storyti tlec=
ليس الانبهار بالغرب- في حياتنا الثقافية- مرضا يخص "المتفرنجين" وحدهم، بل هو منتشر كالوباء في كافة فئات وأصناف المثقفين، كما في كافة طبقات المجتمع ..
ولهذا فهو يصيب المتدينين أيضاً .. وأعني بهم المتدينين حقاً، أولئك الذين يحرصون على أداء الشعائر ويشعرون بالغيرة على دينهم، مقارنة بأدعياء التجديد الديني، ممن نعرف جيداً أن علاقتهم بالصلاة أفضل قليلاً من علاقتهم بالسنسكريتية!
هناك صنف آخر، متدينون حقاً، لا شك في صدق نواياهم، لا دليل أبداً يمكن أن يسند "نظرية المؤامرة" (المشهرة دوماً) ضدهم–، إنهم (متدينون) بكل ما في الكلمة من تفاصيل شعائرية وحرص عليها – لكنهم مصابون أيضاً بذلك المرض: الغرب، انه أيضاً في قلوبهم ..
* * *
ولكي نكون منصفين فعلينا أن نبحث عن التفسير لهذا المرض .. التفسير الذي لا يبرر المرض طبعا و لكنه "يفسره" .. فمقابل الفشل المزمن الذي تعيشه أمتنا منذ قرون متطاولة، هناك نجاح (بمقاييس معينة) للغرب بذرى متصاعدة ومتلاحقة .. ومقابل تاريخ نفخر به ونبتعد عنه كل يوم، هناك حاضر يفخر به الغرب ويقوده دوماً إلى مستقبل يحاول أن يكون أفضل (بمقاييسه طبعا) .. مقابل تفرقنا وعدم انضباطنا وعطالتنا وكسلنا والقمامة في شوارع عواصمنا، هناك إنجازاتهم وانضباطهم واحترامهم للوقت، والنظافة في شوارعهم .. باختصار .. كل واقعنا يضعف المناعة أمام دخول ذلك المرض .. المرض بالغرب ..
ولكن، لأن هؤلاء متدينون حقاً، ورؤوسهم ليست "حصان طروادة" لإدخال الغرب (على الاقل ليست تلك نية هذه الرؤوس)، فإن موقفهم مختلف تماماً – بين حرصهم على دينهم وتمسكهم به، وانبهارهم بالغرب وبريقه، ينشأ عندهم سلوك فكري مختلف، يجمع بين الموقفين، ويحتوي على نية توفيقية، تنتهي غالبا بالتلفيق ...
* * *
و الحقيقة ان المرض ليس حديثا جدا .. بل لقد دمغ ما يسمى "مرحلة النهضة و التنوير" (النهضة التي لم تحدث!، و التنوير الذي فسر النور بأنه نور الحضارة الغربية حصرا!) .. و كان دعاة هذه النهضة و اصلاحيوها هم اول من حمل المرض، أو انهم على الاقل اول من قام بالتنظير للمرض و الترويج له، و لا يزال انبهار الطهطاوي بمحاسن "باريز" شاهدا في لاوعي هذه النهضة .. و كذلك عبارة محمد عبده الشهيرة التي تكاد تمثل "المفتاح" في منهجية التوفيق التلفيقي:" وجدت في الغرب اسلاما و لم أجد مسلمين .... و في بلادنا وجدت مسلمين و لم اجد اسلاما ... الخ".
نظرية المؤامرة- رغم رواجها- ليست حتمية على الاطلاق، بل الأكثر ترجيحا هو نفسية المغلوب أمام الغالب .. وواقع الانهيار و التمزق و ازدهار الخرافة أمام واقع الانجاز و الانتصار و الازدهار العلمي .. كان "الانبهار بالغرب " جزءا من "قدر المرحلة" .. و لم يكن من الممكن او من المفكر فيه الابحار بعيدا عن منطق الحضارة الغربية وشروطها في تلك المرحلة .. لكن المشكلة كانت في أن الانبهار بدل ان يكون مرحلة عابرة صار حالة مزمنة .. و بدلا من ان يتعرض للترشيد و العلاج تعرض للتأصيل و التنظير .. و هكذا فان ما كان مقبولا كقدر مرحلة مبكرة من الاحتكاك بالغرب، صار مع استمراره امرا غير مقبول بالمرة و يحمل دلالة مرضية عميقة ...
باختصار شديد، يعتبر هؤلاء المتدينين أن كل ما هو إيجابي في الغرب، متوافق مع قيم الإسلام الأصلية، وكل ما هو سلبي في الغرب يمكن التخلص منه في استلهام التجربة الغربية – وطبعاً تعريف السلب والإيجاب يعود للقيم و المواصفات الإسلامية، والسلبيات غالباً هنا تتمحور حول العلاقات الجنسية المفتوحة في الغرب، وانهيار الأسرة، .. الخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
إنهم يعاملون (الغرب) ليس ككتلة واحدة تطورت وفق منظومتها الداخلية لتصل إلى ما وصلت إليه – بل يتصورون أن الغرب يمكن أن يتجزأ، وأن "المساوئ" يمكن أن تعزل عن "الإيجابيات"، أي كما لو أنها ليست ناتج "ثانوي" حتمي من تفاعل أكبر منه هو جوهر ومحور الحضارة الغربية ..
هذا التسطيح في النظر للغرب، يزيد من الانبهار به، لأنه يوهمهم أن استلهام التجربة الغربية – مع حذف ما يعتبرونه سلبياتها- أمر سهل جداً، ووهمهم يقودهم إلى ما هو أكثر من ذلك: إذ يتوهمون أن الغرب يمكن أن يشهر إسلامه بسهولة؛ لأنه مسلم فعلاً! – (لولا بعض هذه الأمور .. ) .. وكل ذلك، كتحصيل حاصل، يقودهم إلى "أسلمة القيم الغربية" .. بالذات في نسختها الأمريكية، يحدث ذلك دون وعي أحياناً، وبوعي تام في أحيان أخرى .. ويعني ذلك أنهم يتفحصون القيم الغربية (بنسختها الامريكية خصوصا)، ويبحثون في التراث عما يتوافق معها، ولأنهم يبحثون بطريقة تتساوى فيها المنامات مع حكايا الصالحين مع الأحاديث – الآحاد والصحيحة مع الضعيفة مع المتواترة – مع الآيات القرآنية الكريمة، فإن لديهم هامش واسع لكي يجدوا ما يرومون إيجاده .. و لو بأجتزاء النصوص من سياقها و من فضائها المعرفي ( .. وكذلك سيجد صاحب أي تراث، بوذي أو هندوسي أو مجوسي، لو أراد أن يبحث بطريقتهم تلك) .. والنتيجة التي نصل إليها في النهاية: (أرأيتم؟ .. لم يتفوقوا علينا إلا بما نملكه أصلاً .. لقد طبقوا ما هو موجود عندنا .. بعد ان تركناه نحن .. علينا فقط أن نعود فقط الى تراثنا، و قرائته من جديد حسب المنظور الغربي).
* * *
ولو أن القيم الأمريكية المحركة لسلوك الشارع الأمريكي، أحصيت عبر الأمثال الشعبية السائدة هناك (كما فعل Stan Nussbaum صاحب كتاب "الفباء الثقافة الامريكية" ABCs of American culture- ) لوجدنا أن "هؤلاء" سيتدافعون لبحث مرادفات لها في النصوص والحوادث التي حصلت في عهد النبي عليه أفضل الصلاة والسلام – ولأن كل التجارب البشرية قد تمتلك عرضاً بعض التشابه، حتى وإن اختلفت في نقطتي الانطلاق والهدف – فإنهم سيجدون ما يبحثون عنه، دون التفات كبير للاختلاف المهم: نقطة الانطلاق، ونقطة الهدف من هذا الانطلاق .. و هكذا فأن قيم الفردية و الاستهلاك و النجاح بمعناه المادي المجرد – و كلها أركان أساسية في هيكل القيم الامريكية، ستتم أسلمتها عبر أختيار نصوص مجتزاة من سياقها، يتم حشرها في معرض محاولة التوفيق بين القيم الامريكية و الاسلام ..
فالمثل الذي اختير ليكون بمثابة الوصية الأولى من الوصايا العشر الامريكية وهو "لا تستطيع أن تجادل النجاح" You can't argue with success– والذي يجسد "حلم النجاح الأمريكي"، سيتحول عند هؤلاء و فوراً إلى المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وإن اليد العليا خير من اليد السفلى، والوصية – المثل الثاني "عش ودع غيرك يعيش" and let Live Live والتي تكرس بوضوح نمط الحياة و قيمة الفردية شديدة الاهمية و التجذر في المجتمع الامريكي، سيتم تحويلها إلى أن "المؤمن هين لين، كيس فطن سهل التعامل مع الآخرين، يبتسم في وجوه الآخرين لأن تبسمه صدقة. والوصية الثالثة "الوقت يطير عندما تمرح" Time flies when you are having fun.. سيقولون عنها "إن لبدنك عليك حقاً، وإن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام سابق زوجته عائشة، وإنه كان يداعب الصغار والعجائز، حتى الوصية الرابعة "تسوق حتى الموت" Shop till you drop ، التي تمثل نمط الحياة الاستهلاكي على الطريقة الأمريكية (الضروري و الحتمي لدوران عجلة الانتاج و صب الارباح في جيوب الرأسماليين)، سيتم استيعابها بالقول إن الإسلام ليس ضدّ الرفاهية، وأنه عليه الصلاة والسلام كان يمتلك بردة خضراء جميلة، وأن فلاناً من الصحابة ترك كذا وكيت من الأموال عند وفاته، أما وصية "فقط اعملها Just do it" والتي صارت بمثابة إعلاناً عن نمط الحياة الراكض اللاهث، فإنهم سيربطون بينها وبين "إذا عزمت فتوكل على الله" .. أو "اعقلها وتوكل" – كذلك سيربطون حتماً بين تقديس الوقت عندنا وكيف أن الله سبحانه وتعالى أقسم به في سورة العصر، وبين ( Time is money ).. أو الوقت الثمين ..
وهكذا فإن عملية التوفيق التلفيقي تجري بشكل آلي ولا واعي تقريباً، ودون انتباه إلى القيم المختلفة التي تجعل كل هذه الوصايا مختلفة عن الوصايا الإسلامية حتى لو حصل تشابه عرضي بينها .. كل وصية من هذه الوصايا تعبر عن قيم أمريكية ليس من السهل أسلمتها – إلا إذا كانت هذه الأسلمة هي محض صبغة وقناع زائفين لقيم أمريكية يراد تسويقها بأي شكل .. و لو كان الثمن لي عنق النصوص الدينية ...
وهكذا كان الإنجاز الأكبر لهؤلاء - الذين نشدد على أنهم متدينون حقاً – هو أنهم أسلموا بعض القيم الأمريكية (خاصة: الفردية، والاستهلاك)، وضعوا عليها بعض الشعارات والأقوال .. إنها قيم يروج لها بكل الأحوال، مع الإعلام ونمط الحياة وكل شيء .. كل ما في الأمر، أن هؤلاء يحاولون جلب الراحة لضمائرنا عبر القول أننا سنكون مأجورين لو تبنيناها .. !!
7 - 8 - 2008
القدس العربي(/)
بلدياتى الدكتور مصطفى محمود
ـ[إبراهيم عوض]ــــــــ[08 Aug 2008, 11:07 ص]ـ
بلدياتى د. مصطفى محمود
د. إبراهيم عوض
Ibrahim_awad9@yahoo.com
http://awad.phpnet.us/
http://www.maktoobblog.com/ibrahim_awad9
http://ibrahimawad.net.tf
حين اتصل بى الأستاذ فيصل أكرم الكاتب بجريدة "الجزيرة" السعودية للمشاركة بكلمة فى الملف الخاص الذى كانت الجريدة المذكورة تنوى أن تخصصه للدكتور مصطفى محمود، شفاه الله وأطال عمره وأسعده وهنّاه، والذى صدر فعلا مع عدد الاثنين الرابع من رجب 1429هـ، الموافق للسابع من يوليه 2008م، لم أستطع أن أمنع نفسى من الحزن بسبب طبيعتنا غير المتحضرة القائمة على إهمال العلماء والمفكرين وكل من ينفعنا من كبار الرجال، وإن كنت لا أبالى أن يحدث هذا لى عندما يحين دورى، ولسوف يحدث بكل يقين، مع فرق هام هو أننى لم أكن فى يوم من الأيام مشهورا شهرة الدكتور مصطفى محمود ولا غير الدكتور مصطفى محمود. إلا أننى قد دعوت الله منذ وقت بعيد أن يصرف عنى الرغبة فى الشهرة أو انتظار المكافأة على ما أفعل من أحد من البشر، وهو دعاء أحس أن الله تعالى جَدُّه قد استجابه لى. وهذه منة عظيمة لولا هى لكانت حياة الإنسان مرة مرارة لا تطاق. فالحمد لله. إلا أن لموقفى من حالة الدكتور مصطفى محمود وضعا آخر.
ولقد فكرت فى طبيعة الكلمة التى أُسْهِم بها فى الملف المذكور، واحترت لمدة يومين، وأنا لا أدرى ماذا أصنع ... إلى أن انفرجت الحيرة بُعَيْد مغرب الجمعة الثامن من جمادى الآخرة لعام 1429هـ الموافق للثانى عشر من يونيه من عام 2008م، إذ برقت خاطرة فى ذهنى وأنا أتوضأ للصلاة مؤداها أن أنظر فى بعض أحداث حياة كاتبنا اللافتة للنظر ثم أحاول استلهام الدروس منها، فوجدت نفسى بعد الانتهاء من الفريضة أتجه إلى الكاتوب وأجلس إليه وأبدأ الرقن، فكانت تلك الكلمة التى انتهيت منها فى شوط واحد تقريبا لم أقطعه إلا لأداء بعض الأمور البسيطة.
والآن إلى بعض ما شدنى فى حياة الدكتور مصطفى محمود: لقد لفتتنى بقوة فى حياة الرجل ذلك التبرع الذى قدمه له أحد رجال الأعمال فى صورة "صَكٍّ على بَيَاض" كما يقولون كى ينفق منه على إعداد حلقات برنامجه الشهير: "العلم والإيمان". وكان التلفاز المصرى قد قرر لكل حلقة مبلغ ثلاثين جنيها لا غير، فى الوقت الذى تتكلف فيه الحلقة أضعاف أضعاف ذلك المبلغ، مما وقف الدكتور مصطفى أمامه حائرا يائسا لا يدرى ماذا يصنع، فجاءت مبادرة رجل الأعمال الشهم الكريم لتنقذ الموقف. والحق أن ذلك الشخص الذى تحمل كل تلك النفقات الطائلة هو عندى أفضل ممن يبنى مسجدا مثلا، إذ إننا لا نشكو، والحمد لله، من قلة المساجد فى بلادنا، بل من انتشار الجهل وعدم اهتمام الأغنياء بنشر الثقافة والعمل على إيصالها لمن يحتاجها ولا يستطيع القيام بنفقاتها. وأنا أنتهز هذه الفرصة وأدعو أغنياء العرب والمسلمين إلى تبنى هذا المشروع، مشروع نشر الثقافة بين جماهير المسلمين المغيبة العقل، تاركا لهم الاستعانة بالمختصين كى يرسموا لهم الطرق الموصلة إلى هذا الهدف، وإن كان من الممكن أن أشير هنا إلى ما أكرره دائما من أن معظم أغنيائنا للأسف (وكذلك الحال مع الفقراء وأوساط الناس أيضا حتى لا يغضب أحد) لا يفكرون أبدا فى شراء كتاب ولا فى قراءته. ورأيى أنهم إذا كانوا لا يقرأون ولا يريدون أن يقرأوا، وهذا بلا أدنى ريب عيب، وعيب قبيح، فلا ينبغى لهم أيدا أن يضيفوا إلى هذا العيب القبيح عيبا آخر، وهو عدم تشجيع من يريد القراءة ولكنه يعجز عن تدبير المال اللازم لها، وكذلك عدم تشجيع المؤلفين، الذين يستطيعون أن يكتبوا ويبدعوا ويخدموا أمتهم ودينهم وشعوبهم، إلا أنهم تنقصهم نفقات طبع الكتب التى يؤلفونها فيتوقفون يائسين مكروبين، على حين يستطيع الأغنياء أن يتقربوا إلى الله بشراء مثل هذه الكتب وإهدائها حسبةً إلى القارئين غير القادرين فينفعوا بذلك الطرفين: المؤلفين والقارئين على السواء، ويكسبوا بذلك أجرين لا أجرا واحدا، والله يضاعف لمن يشاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنا من هذا المنبر أرفع يدى إلى السماء وأبتهل إلى الله أن يكرم ذلك الغنىّ الذى قدم الصك المفتوح إلى الدكتور مصطفى وقال له: أنفق على حلقاتك كل ما يحتاجه هذا المشروع، ولا تشغل بالك من هذه الناحية، وأدعوه سبحانه أن يكتب له الفردوس الأعلى. فهذا الرجل هو مثال للمسلم الغنى المتحضر الذى يفهم الإسلام فهما عميقا ولا يكتفى بذلك بل يطبق هذا الفهم أحسن تطبيق. اللهم آمين. أما التلفاز المصرى الذى أوقف إذاعة تلك الحلقات بعد أن نجحت نجاحا هائلا واستولت على ألباب المشاهدين، وكانوا يجنون منها شهدا علميا صافيا، فليس له عندى إلا أن أقول: أنت بهذه الطريقة لا ترحم ولا تترك رحمة ربنا تنزل. وهنيئا لك اهتمامك بالتفاهات والمضار الكثيرة التى أفسدت عقول الناس على اختلاف أعمارهم وطبقاتهم، وإن لم تكن أنت وحدك الذى تصنع هذا، بل كل التلفازات العربية تفعل نفس الشىء. روحوا، منكم لله!
ومما له دلالته هنا أن د. مصطفى محمود قد جمع بين الخيرين: العبادة والعلم، إذ بنى من أموال أهل الخير والصلاح مسجدا، وألحق به أربعة مراصد ومتحفا تلقى فيه المحاضرات العلمية، ثم زاد فأنشأ مستشفى لمعالجة المرضى بأجر رمزى. ولو أنه أضاف إلى هذا تشجيع الكتاب المبتدئين الذين يُشَام منهم الخير، من خلال طبع ما يؤلفون من كتب ودراسات فى المجالات التى لا تجد من يقبل عليها من الباحثين والعلماء، لكان قد بلغ سماء عالية من سماوات الخير والنفع الجزيل، وبخاصة أن هذا العمل لو تم لاجتذب الانتباه وحذا حذوه كثير من الناس. ومع هذا فيحمد له ما فعل، وعلى غيره أن يواصل الطريق ويكمل المشروع.
أقول هذا لأن للعلم والثقافة فى الإسلام مكانة لا تدانيها مكانة حتى لقد فضل الرسول الكريم العلماء على العابدين تفضيلا كبيرا، وأكد صلوات الله عليه أن سبيل العلم توصل صاحبها إلى الجنة. كذلك فالله سبحانه وتعالى لم يأمر رسوله بالاستزادة من شىء سوى العلم: "وقل: رب، زدنى علما"، وبيَّن عز شأنه أنه لا يمكن أن يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون. ومع هذا فإن المسلمين، فى هذه الفترة التاعسة البائسة من تاريخهم، يبغضون القراءة وأمور الفكر والثقافة بغضا شديدا كأنها سمٌّ ذُعَافٌ رغم أن الإسلام لا يصلح دون علم، إذ هو عنصر جوهرى فى بنائه لا يتم إلا به، فضلا عن أنه لا مستقبل للمسلمين إلا بالعلم والثقافة مهما ظن العوام والقاصرون منهم خلاف ذلك.
ومما لفت نظرى أيضا بقوة فى حياة الدكتور مصطفى محمود ما قرأته من أن الرئيس السادات قد طلبه ذات يوم ليكلفه بمهام وزارة من الوزارات، بَيْدَ أنه اعتذر قائلاً: لقد فشلت في إدارة أصغر مؤسسة، وهي مؤسسة الزواج، فقد تزوجت وطلقت مرتين، فكيف أستطيع أن أنهض بأعباء وزارة من الوزارات؟ وفوق ذلك فإنى أرفض ممارسة السلطة بكل أشكالها. ولأنى أنا مثله لا أحب الأعمال الإدارية فقد أحببت هذا الموقف منه حبا عظيما. وإنى لأستغرب تهافت كثير من المفكرين وأساتذة الجامعة على أن يتولَّوْا منصبا وزاريا، مع أن مكانة المفكر والمبدع والأستاذ الجامعى لا يعادلها، فى رأيى، أى منصب وزارى مهما علا شأنه، وبخاصة أن الوزراء فى بلادنا لا قيمة لهم فى كثير من الأحيان ولا يتمتعون بأية حرية، بل هم أقرب إلى الخدم، إذ عليهم أن يصدعوا بالأمر دون أن يتنفسوا. أو هكذا نفهم الأمر. وأنا دائما ما أقارن بين رجلين فى العصر العباسى: أحدهما هو الجاحظ الأديب المفكر المبدع العظيم الذى عُيِّنَ كاتبا فى ديوان الخليفة العباسى المأمون بن الرشيد فتردد عليه لمدة ثلاثة أيام، ثم لم يطق الاستمرار بعد ذلك فاستعفى فأُعْفِى. والثانى هو سهل بن هارون، الذى كان يتولى شؤون بيت الحكمة فى عهد المأمون أيضا، وهى مؤسسة تشبه هيئة الكتاب المصرية الآن. ومن كلام سهل فى هذا الموضوع أن الجاحظ لو كان بقى فى الديوان لأفل نجم الكتاب جميعا. ومع هذا فقد رفض الجاحظ الاستمرار فى ذلك العمل الإدارى لما فيه من تضييق على حريته. ورغم أن سهلا لم يكن شخصًا عاديًّا ولا كان الإداريون بوجه عام فى ذلك العصر أشخاصا عاديّين، بل كان كثير منهم من كبار المثقفين، كما كان عدد غير قليل منهم كتابا وأدباء يشار لهم بالبنان، فإن أعباء العمل الإدارى لم تترك له من الفراغ وروقان البال ما كان يتمتع به الجاحظ. وهذا سبب من الأسباب
(يُتْبَعُ)
(/)
التى تكمن وراء الفرق الهائل بين ما خلّفه الجاحظ وما خلّفه سهل من الإبداعات كمًّا وكيفًا. وأنا أوثر الجاحظ على سهل إيثارا شديدا لهذا، ويكفينى أنه قد أمتع ويمتع وسيظل يمتع العقول الكبيرة والأذواق الراقية على مدى الدهور إلى يوم يبعثون، ويأخذ بأيديهم إلى الأعالى دائما أبدا. وهذا عندى أفضل وأعظم وأكرم من وزارات الدنيا جميعا.
لفتنى كذلك فى أمر الدكتور مصطفى أنه كان فى بداية حياته الفكرية شاكًّا، وبعضهم يقول: بل كان ملحدا. ورغم أنى لم أمر بمثل تلك الفترة فى مسيرة حياتى، وإن كنت أتوقف بين الحين والحين لأقلب الفكر فيما أومن به، وأفعل ذلك دون خوف أو تحرج، ودائما ما أخرج من المعاودة أقوى اعتقادا وأعمق فهما وأصلب موقفا وأبصر بأبعاد جديدة فى أمور الحياة والدين والإيمان، فإنى لا أجد شيئا فى أن يشك الإنسان، لكن المهم أن يكون الشك نابعا من داخله هو لا تقليدا لأحد آخر. فكثير من الملاحدة بين المسلمين الحاليين ليسوا ملاحدة عن اقتناع وتفكير بل عن تقليد لما يَرَوْنَه فى الغرب أو بين زملاءَ لهم يخشون أن يخالفوا لهم عن أمر. وكنت أعرف فى شبابى بعض هؤلاء، كما كان معنا من طلاب الجامعة من ألحدوا لحساب الشيوعية والاتحاد السوفيتى، ثم فوجئنا بهم ينقلبون على وجوههم مع انقلاب الأحوال فى بلادنا وييممون وجوههم وعقولهم شطر العم سام، مع احتفاظهم بإلحادهم القديم بعد إعطائه نكهة ورائحة أمريكية، ولله فى خلقه شؤون. وعلى أية حال فالفيصل بين شك وشك هو الفيصل بين شخص يريد بلوغ بر اليقين والاطمئنان الروحى وبين شخص يستزيد من الكفر ويوغل فيه لأن هذا الكفر يطلق له الحبل على الغارب فيصنع ما يشاء ويجرى وراء شهواته وانحرافاته وشذوذاته ملء عنانه دون رقيب ودون تفكير فى حساب أو عقاب. ومصطفى محمود لم يترك الشك يغتال عقله، بل ظل يفكر ويعاود النظر والتأمل حتى هُدِىَ إلى الإيمان وسجل هذه التجربة الغنية فى كتاب من أهم كتبه، بل من أهم الكتب فى ميدانه، وهو "رحلتى من الشك إلى الإيمان"، الذى قرأناه له بعد صدوره بقليل واستمتعنا بقراءته ورأينا الحرب التى أُعْلِنَتْ عليه من رفاق الأمس الذين ساءهم أن يهتدى واحد منهم من ضلاله القديم. بالضبط مثلما استاء رفقاء الدكتور محمد حسين هيكل الذين كانوا يسيرون معه على نفس درب الإعجاب بالغرب والتبعية له والثقة به عندما ألف كتابه فى سيرة المصطفى، واجدا نفسه بعد الضياع الذى ضاعه أيام بعثته إلى فرنسا للحصول على درجة الدكتورية فى الاقتصاد السياسى والذى سجل بداياته بكثير من التفصيل فى كتابه: "مذكرات الشباب"، ذلك المخطوط الذى ظل حبيس الظلام أكثر من ثمانين عاما ورأى نور النشر لأول مرة فى منتصف تسعينات القرن الماضى وتناولتُه بالدراسة التحليلية فى فصل كامل من كتابى عن "الدكتور هيكل ناقدا وأديبا ومفكرا إسلاميا".
كذلك قرأت ذات مرة فى إحدى الصحف تحت عنوان "عاش طويلا في التابوت" أن الدكتور مصطفى محمود كان، قبل أن يداهمه المرض الحالى، يقيم معظم الوقت في غرفة فوق مسجده يسميها: "التابوت"، وأن الموت لم يكن يبارح مخيلته. وسبب التفاتى إلى هذه المعلومة أننى أنا أيضا دائم التفكر فى الموت منذ أعوام غير قليلة لا يكاد يغيب عن بالى بعد أن كنت أفزع من فكرته وأحس بالحزن لأننى بعد كل تلك السنين سوف أغادر الدنيا وأُطْرَح فى التراب وحيدا لا حول لى ولا طول ولا قوة، ويأكلنى الدود ويصبح جسدى رميما كأنْ لم يكن، مع أنى كنت ولا أزال قوى الإيمان بالله وباليوم الآخر، لكن ماذا يستطيع الواحد منا أن يعمله أمام مثل تلك المشاعر؟ إلا أن الأمر انقلب تماما منذ مدة ليست بالقريبة وأضحيت أتكلم عن الموت وما أرجوه من كرم المولى الرحيم عز شأنه كما أتكلم عن رحلة أنوى القيام بها. والطريف أن كل من يسمعنى أتحدث عن موتى يسارع بالرد قائلا: بعد الشر! فأقول: أوتظن يا فلان أن كلامى هذا سوف يقرّب الموت منى أسرع مما قدر الله لى منذ الأزل؟ لكن الناس يتشاءمون عموما بالحديث عن الموت، وكأن الموت رجل نائم، ومن شأن الكلام عنه أن يوقظه من غفوته. وعادة ما أضحك وأنا أتذكر الموت فى حوارى مع معارفى، وهذا الضحك علامة قوية على قوة التفاهم الذى أصبح يربطنى به.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبالمناسبة كان علىّ منذ يومين أن أعمل أشعة بجهاز الرنين المغناطيسى على رقبتى، التى تبين بحمد الله أنه ليس فيها إلا بعض الخشونة، وهو أمر عادى تماما فى مثل سنى. وفى البداية لم أكن مرتاحا إلى الدخول فى الجهاز الذى أشبّهه ضاحكا بكبسولة الفضاء مما أضحك الطبيبة صاحبة اقتراح الأشعة. وكدت أقوم من رقدتى حين وضعت الممرضة شيئا يشبه نظارة بلا زجاج على وجهى وأذنى لتخفيف وقع صوت الجهاز العنيف على سمعى لولا أن قلت لنفسى: عيب يا أبا خليل، فقد خرجَتْ قبلك مباشرة سيدة بسيطة دون أن تحدث ما سوف تحدثه أنت من ضجة وإرباك. فهل تعجز، وأنت الرجل، وإن لم تكن لك شوارب يقف عليها الصقر ولا حتى أبو فصادة، أن تتحمل الشعور بأنك محصور داخل هذا الأنبوب لمدة عشرين دقيقة؟ ثم توكلت على الله وتركت الممرضة تدفعنى إلى داخل الأنبوب بعد أن أغمضت عينى وشرعت أركز تفكيرى كله فى ربى سبحانه وتعالى، وظللت أجرى حوارا طوال الوقت من جانبى أقرأ فيه الآيات القرآنية التى تتحدث عن يونس وهو فى بطن الحوت فأجد لذة غريبة. ولم أعد أشعر بأنى محصور ولا مقيد، بل كنت أتخيل أن سقف الأنبوب هو نفسه سقف الغرفة. كما كان الهواء بالداخل فى غاية الإنعاش، وأحسست أننى قريب من الله تمام القرب، ولم أكف عن الابتهال له من أجل أولادى. ودعوتُه، إذا ما قُدِّر لى أن تكون نهاية عمرى فى تلك الكبسولة، أن يسامحنى فلا يعذبنى على ذنب اجترحته. وكنت أسأل نفسى وأنا ممدد هناك: ماذا لو حدث شىء أدى إلى موتك وأنت بداخل هذا الأنبوب؟ فأجبت قائلا: وماذا فى ذلك؟ وهل أنا استثناء من البشر؟ ألم يمت الرسل أنفسهم، فما بالى أنا؟ ثم إن فى العالم مليارات من البشر، ولن يضيرهم أن ينقصوا واحدا لا يقدم ولا يؤخر. فسكنتْ نفسى عندئذ أيما سكينة. وكانت تجربة روحية عميقة خرجت منها فى منتهى السعادة. وحين غادرت المستشفى إلى الشارع كانت الدنيا أجمل وأبهج.
هذا، ولا يصح أن يفوتنى التنويه بأن الدكتور مصطفى، شفاه الله، قد نشأ فى طنطا قريبا من مسجد السيد البدوى، وهو المسجد الذى كنت أتردد عليه بعد انتهاء اليوم الدراسى فى المرحلة الإعدادية حيث كنت أستذكر دروسى وأصلى الأوقات كلها مع المصلين، وحيث كنت ألعب الكرة أحيانا حوله ليلا مع بعض أبناء قريتى الذين يتلقون العلم مثلى فى طنطا. بل لقد سكنت ذات مرة فى غرفة بإحدى الحارات المطلة على المسجد الأحمدى وأنا فى السنة الأولى الثانوية. أى أننا نشأنا فى نفس الجو تقريبا، وإن كان هو أكبر منى بسبعة وعشرين عاما. وهذا مما يشعرنى الآن بأن كلينا قريب من الآخر، وهو ما أضفى على هذه الكلمة شيئا من الدفء والحميمية، إلى جانب ما أعدانى به الأستاذ فيصل أكرم الكاتب بجريدة "الجزيرة" السعودية والمشرف على الملف الحالى، فقد اتصل بى برسالة مشباكية على غير معرفة بيننا وطلب منى مشكورا أن أساهم بكلمة فى الكتابة عن الدكتور مصطفى محمود لافتا نظرى إلى أن من حق الرجل أن يشعر بنا حوله فى ظروفه الحالية، فخلق عندى بهذا الطلب إحساسا بالقرب من العالم الجليل قبل أن أتذكر أنه قد نشأ كما نشأت فى طنطا، تلك المدينة التى تلقيت فيها تعليمى فى أثناء المرحلتين الإعدادية والثانوية والتى لى فيها كثير من الذكريات والأفراح والأشجان، وكنت أحلم بها فى أكسفورد وأنا متغرب أدرس للحصول على درجة الدكتورية فى النقد الأدبى فى النصف الثانى من سبعينات القرن الماضى.
ولا يفوتنى أن أشرح للقارئ أنه لم تكن لى صلة مباشرة بالدكتور مصطفى فى أى وقت، ولم يحدث فوق ذلك أن رأيته مواجهة، بل تقتصر معرفتى به عن طريق كتبه ومقالاته وبرنامجه عن "العلم والإيمان". ومع هذا فقد أرسلت له ذات يوم من عام 1984م أستسمحه فى نقل ما كان قد كتبه فى بعض مؤلفاته عن النتائج التى توصل إليها رشاد خليفة بخصوص الرقم 19 فى القرآن الكريم ودلالته على إعجازه ومصدره الإلهى. وكنت أيامها حديث عهد بالعودة من بريطانيا، ولا أزال أتذكر التحقيق الذى كنت قرأته قبل سفرى إليها فى أواسط السبعينات من القرن المنصرم عن ذلك الموضوع. فعندما أردت آنئذ أن أصدر كتابى: "المستشرقون والقرآن" خطر لى أن ألحق به الفصل الذى كتبه الدكتور مصطفى فى تلك القضية، فكتبت له رسالة بذلك وبعثت بها طالبا من طلابى الذين يعرفون مسجده ويترددون عليه للصلاة فيه،
(يُتْبَعُ)
(/)
فوافق الرجل بخط يده مشكورا، ونشرت الفصل المذكور فى آخر الطبعة الأولى من ذلك الكتاب. إلا أن الطلاب سرعان ما نبهونى مشكورين إلى ما كنت أجهله جَرّاء غيبتى عن البلاد طوال ست سنين فى بلاد جون بول، وهو أن عددا من العلماء والباحثين قد ردوا على ما قاله رشاد خليفة وبينوا أنه لا يصمد أمام البحث العلمى، فطلبت منهم أن يوافونى بذلك فأحضروا بعض تلك الردود، فقرأتها لأجد نفسى وقد حاكت فيها أشياء بعد أن كنت مطمئنا إلى ما قرأته عن ذلك الموضوع من قبل. ولهذا يجدنى القارئ قد حذفت هذا الملحق من كتابى السابق ذكره فى طبعته الثانية. ليس ذلك فقط، بل زادت معرفتى بفكر رشاد خليفة ابن قرية شبرا النملة، التى تبعد عن طنطا فى اتجاه مدينة كفر الزيات بضعة كيلومترات والتى لعبت فيها ذات عصرية مع بعض زملائى مباراة ضد فريقها فى أواسط الستينات حين كنت طالبا فى المرحلة الثانوية. وكانت ثمرة هذه المعرفة، وهى مستمدة من الموقع الذى يحمل اسمه ومن ترجمته البهلوانية للقرآن العزيز، أن كتبت عنه دراستين مطولتين فضحت فيهما انحرافاته وضلالاته والشذوذ الذى تتسم به تلك الترجمة، مما يجده القارئ مع عشرات الكتب والدراسات الأخرى فى موقعى المشباكى، وعنوانه: http://awad.phpnet.us/.
وفى النهاية أحب أن أقول إننى لا أتفق مع كل ما كتبه الدكتور مصطفى، وهذا أمر طبيعى، فليس هناك كاتب أو مفكر يتفق معه جميع الناس فى كل ما كتب، بل الطبيعى أن يكون هناك ولو بعض الاختلاف فى الآراء والأفكار ووجهات النظر. ومن ذلك مثلا ما كتبه عن الشفاعة وتصوُّره أنها تناقض العدل الإلهى وأن القرآن لم يقل بها، مع أن القرآن الكريم قد تحدث عنها فى مواضع متعددة منه، وإن لم ينص بصريح القول على شفاعة النبى عليه السلام بالذات، وهو ما لا يصلح رغم هذا أن نتخذه متكأ لنفى شفاعته صلى الله عليه وسلم لأنه ما دام القرآن قد قرر مبدأ الشفاعة، وإن كان قد علقها على مشيئة الله وإذنه، فهل هناك من يَفْضُله صلى الله عليه وسلم ممن يمكن أن يأذن الله له فيشفع فى بنى البشر ويحرمه هو؟ كما أن الشفاعة لا تناقض العدل الإلهى، إذ لا أظنها ستكون لكل من هب ودب، بل أتصورها ستقوم على قواعد دقيقة. ولعلنى لا أكون مخطئا إذا شبهتها، من باب التقريب ليس إلا، بقواعد الرأفة فى الامتحانات المدرسية والجامعية، إذ لهذه الرأفة قواعد تنظمها، فهى فقط للطلاب الذين اقتربوا من درجة النجاح، لكنهم قصروا قليلا فلم يبلغوها. ويريد المولى سبحانه أن يتم عفوه عن المقصرين على يد خاتم الأنبياء وأكبرهم شأنا، إذ هو صاحب الدين العالمى الوحيد الذى وضع الأسس لحضارة إنسانية تقوم على الإيمان السليم وعلى الخلق الكريم وعلى العلم والتفكير وعلى الذوق الراقى الجميل وعلى السلوك اللائق ببنى الإنسان جميعا، ولا يقتصر على بعض المواعظ التى لا تبنى حضارة ولا تنشئ مجتمعا. ثم ماذا نفعل بالأحاديث النبوية التى تؤكد شفاعته عليه الصلاة والسلام؟ وحتى لو قلنا إن أحاديث الشفاعة لم يصح منها شىء لدى الدكتور مصطفى فإن آيات القرآن تقررها كما قلنا، ولا معنى لاستثناء سيد الرسل بالذات منها. وهذا لو قبلنا أن تكون كل الأحاديث فى هذا الصدد غير صحيحة، وهو أمر مستبعد أشد الاستبعاد. وهناك أمثلة أخرى نكتفى عنها بهذا المثال لأن السياق ليس سياق اختلاف بقدر ما هو سياق تعاطف وتشارك وجدانى، فكلنا نستقل زورقا واحدا فى بحر الحياة اللجى المتلاطم، والزمن دوار، ولسوف يسعدنا إذا ما قُدِّر لنا الوقوع تحت وطأة التعب أن نجد الآخرين يهتمون بنا ويظهرون مشاعرهم الطيبة نحونا. شفى الله الدكتور مصطفى محمود وأسعده. ولقد قلت ذات مرة فى رسالة بعثت بها من الطائف إلى الدكتور صفاء خلوصى حملها له الدكتور يوسف عز الدين حين سافر فى أحد الأصياف من تسعينات القرن الماضى إلى بريطانيا حيث كان يعيش الدكتور خلوصى، الذى بلغنى وقتها أنه مريض: لو كانت لى دعوة مستجابة عند الله لرجوته عز شأنه أن يمحو المرض بكل أنواعه من قاموس الحياة!
Ibrahim_awad9@yahoo.com
http://awad.phpnet.us/
http://www.maktoobblog.com/ibrahim_awad9
http://ibrahimawad.net.tf
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[08 Aug 2008, 07:15 م]ـ
جزاك الله خيرا يا د. إبراهيم.
وأعمال د. مصطفى محمود، شفاه الله، تربى عليها ملايين المسلمين بلا مبالغة (وأنا منهم)، أسأل الله عز جل أن يأجره عليها، وهي من صدقاته الجارية بإذن الله.
وأذكر أنني وأنا صغير السن لم أتجاوز العاشرة، كان والدي رحمه الله (وهو عصامي، كان أمّيا فتعلم القراءة والكتابة وحفظ نصيبا من القرآن) يحثني على الجلوس بجانبه لمشاهدة برنامج (العلم والإيمان). ولا يسمح لي بتفويت حلقة من حلقاته (وكان يفعل نفس الشيء بالنسبة إلى الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله، في برنامجه "على مائدة الإفطار").
وأذكر أن جلسات المشاهدة كانت كلها جلسات تسبيح وذكر، نتيجة الانبهار بمخلوقات الله عز وجل. وقد كان هذا الأمر من أكثر الأساليب التربوية التي أثرت في شخصيتي.
ولا أكتمكم أنني منذ وفاة والدي رحمه الله، منذ سنتين، بدأت أهتم باستحضار بعض الذكريات التربوية التي وقفها معي في الصغر حتى أحث نفسي على برّه بعد وفاته.
وأشكركم يا د. إبراهيم أن أتحتم لي تذكر بعض هذه اللحظات من خلال الحديث عن مصطفى محمود.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Aug 2008, 09:17 م]ـ
بارك الله فيكم يا دكتور إبراهيم على هذه الذكريات واللفتات التربوية حول الدكتور مصطفى محمود شفاه الله وجزاه خيراً. وقد كان برنامجه من البرامج المميزة حقاً وله جوه الخاص.
وقد وصلتني قبل أيام رسالة بريدية بها مقالات وتفاصيل عن حياته ورابط لعدد كبير من حلقات برنامجه العلم والإيمان تجدها هنا.
http://www.egycrazy.com/vb/showthread.php?p=594195#post594195
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[09 Aug 2008, 12:49 ص]ـ
جزاك الله خيراً أستاذنا الفاضل وبارك فيكم على هذه الروح الطيبة التي تنعش القلب، كلمات خرجت من القلب فنفذت إلى القلب وفعلت ما فعلت ...
ليت علماءنا يلتفتون إلى هذا المنهج، وليتهم يحبون بعضهم ... ليتهم يحبون بعضهم ..
أيدكم الله وسدد رميكم
ـ[أبو المهند]ــــــــ[09 Aug 2008, 01:53 ص]ـ
لفتة طيبة من قلب طيب، نشكر صاحبها عليها ونثمنها له ـ جزاه الله خيرا ـ في زمن الكنود والجحود والنكران.(/)
موقع جميل للاستكشاف ( TVQURAN)
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[08 Aug 2008, 02:24 م]ـ
http://www.tvquran.com/(/)
التشبه وأحكامه
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[08 Aug 2008, 04:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثاني عشر / الموسوعة الفقهية:
تشبّه *
التّعريف:
1 - التّشبّه لغة: مصدر تشبّه، يقال: تشبّه فلان: بفلان إذا تكلّف أن يكون مثله والمشابهة بين الشّيئين: الاشتراك بينهما في معنى من المعاني، ومنه: أشبه الولد أباه: إذا شاركه في صفة من صفاته. ولا يخرج استعمال الفقهاء لهذا اللّفظ عن المعنى اللّغويّ.
الألفاظ ذات الصّلة:
2 - منها: الاتّباع والتّأسّي والتّقليد وقد تقدّم الكلام فيها تحت عنوان: (اتّباع).
3 - ومنها: الموافقة، وهي: مشاركة أحد الشّخصين للآخر في صورة قول أو فعل أو ترك أو اعتقاد أو غير ذلك، سواء أكان ذلك من أجل ذلك الآخر أم لا لأجله.
فالموافقة أعمّ من التّشبّه.
الأحكام المتعلّقة بالتّشبّه
أوّلاً - التّشبّه بالكفّار في اللّباس:
4 - ذهب الحنفيّة على الصّحيح عندهم، والمِالكيّة على المذهب، وجمهور الشّافعيّة إلى: أنّ التّشبّه بالكفّار في اللّباس - الّذي هو شعار لهم به يتميّزون عن المسلمين - يحكم بكفر فاعله ظاهرا، أي في أحكام الدّنيا، فمن وضع قلنسوة المجوس على رأسه يكفر، إلا إذا فعله لضرورة الإكراه أو لدفع الحرّ أو البرد. وكذا إذا لبس زنّار النّصارى إلّا إذا فعل ذلك خديعة في الحرب وطليعة للمسلمين. أو نحو ذلك لحديث: «من تَشَبَّه بقوم فهو منهم» لأنّ اللّباس الخاصّ بالكفّار علامة الكفر، ولا يلبسه إلّا من التزم الكفر، والاستدلال بالعلامة والحكم بما دلّت عليه مقرّر في العقل والشّرع. فلو علم أنّه شدّ الزّنّار لا لاعتقاد حقيقة الكفر، بل لدخول دار الحرب لتخليص الأسارى مثلا لم يحكم بكفره.
ويرى الحنفيّة في قول - وهو ما يؤخذ ممّا ذكره ابن الشّاطّ من المالكيّة - أنّ من يتشبّه بالكافر في الملبوس الخاصّ به لا يعتبر كافراً، إلا أن يعتقد معتقدهم، لأنّه موحّد بلسانه مصدّق بجنانه. وقد قال الإمام أبو حنيفة رحمه الله: لا يخرج أحد من الإيمان إلّا من الباب الّذي دخل فيه، والدّخول بالإقرار والتّصديق، وهما قائمان.
وذهب الحنابلة إلى حرمة التّشبّه بالكفّار في اللّباس الّذي هو شعار لهم. قال البهوتيّ: إن تزيّا مسلم بما صار شعارا لأهل ذمّة، أو علّق صليبا بصدره حرم، ولم يكفر بذلك كسائر المعاصي. ويرى النّوويّ من الشّافعيّة أنّ من لبس الزّنّار ونحوه لا يكفر إذا لم تكن نيّة.
أحوال تحريم التّشبّه:
وبتتبع عبارات الفقهاء يتبين أنهم يقيدون كفر من يتشبه بالكفار في اللباس الخاص بهم بقيود منها:
5 - أن يفعله في بلاد الإسلام، قال أحمد الرّمليّ: كون التّزيّي بزيّ الكفّار ردّة محلّه إذا كان في دار الإسلام. أمّا في دار الحرب فلا يمكن القول بكونه ردّة، لاحتمال أنّه لم يجد غيره كما هو الغالب، أو أن يكره على ذلك.
قال ابن تيميّة: لو أنّ المسلم بدار حرب أو دار كفر غير حرب لم يكن مأمورا بالمخالفة لهم (للكفّار) في الهدي الظّاهر، لما عليه في ذلك من الضّرر بل قد يستحبّ للرّجل أو يجب عليه أن يشاركهم أحيانا في هديهم الظّاهر، إذا كان في ذلك مصلحة دينيّة، من دعوتهم إلى الدّين والاطّلاع على باطن أمورهم لإخبار المسلمين بذلك، أو دفع ضررهم عن المسلمين ونحو ذلك من المقاصد الحسنة. فأمّا في دار الإسلام والهجرة الّتي أعزّ اللّه فيها دينه، وجعل على الكافرين فيها الصّغار والجزية ففيها شرعت المخالفة.
6 - أن يكون التّشبّه لغير ضرورة، فمن فعل ذلك للضّرورة لا يكفر، فمن شدّ على وسطه زنّاراً ودخل دار الحرب لتخليص الأسرى، أو فعل ذلك خديعة في الحرب وطليعة للمسلمين لا يكفر. وكذلك إن وضع قلنسوة المجوس على رأسه لضرورة دفع الحرّ والبرد لا يكفر. 7 - أن يكون التّشبّه فيما يختصّ بالكافر، كبرنيطة النّصرانيّ وطرطور اليهوديّ.
ويشترط المالكيّة لتحقّق الرّدّة بجانب ذلك:أن يكون المتشبّه قد سعى بذلك للكنيسة ونحوها.
8 - أن يكون التّشبّه في الوقت الّذي يكون اللّباس المعيّن شعارا للكفّار، وقد أورد ابن حجر حديث أنس رضي الله عنه أنّه رأى قوماً عليهم الطّيالسة، فقال:" كأنّهم يهود خيبر" ثمّ قال ابن حجر: وإنّما يصلح الاستدلال بقصّة اليهود في الوقت الّذي تكون الطّيالسة من شعارهم، وقد ارتفع ذلك فيما بعد، فصار داخلا في عموم المباح.
9 - أن يكون التّشبّه ميلا للكفر، فمن تشبّه على وجه اللّعب والسّخرية لم يرتدّ، بل يكون فاسقا يستحقّ العقوبة، وهذا عند المالكيّة.
10 - هذا، والتّشبّه في غير المذموم وفيما لم يقصد به التّشبّه لا بأس به.
قال صاحب الدّرّ المختار: إنّ التّشبّه بأهل الكتاب لا يكره في كلّ شيء، بل في المذموم وفيما يقصد به التّشبّه. قال هشام: رأيت أبا يوسف لابساً نعلين مخصوفين بمسامير فقلت أترى بهذا الحديد بأسا؟ قال: لا، قلت: سفيان وثور بن يزيد كرها ذلك لأنّ فيه تشبّها بالرّهبان، فقال: «كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يلبس النّعال الّتي لها شعر وإنّها من لباس الرّهبان».
فقد أشار إلى أنّ صورة المشابهة فيما تعلّق به صلاح العباد لا يضرّ، فإنّ الأرض ممّا لا يمكن قطع المسافة البعيدة فيها إلّا بهذا النّوع. وللتّفصيل ر: (ردّة، كفر).
يتبع: =
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[08 Aug 2008, 04:54 م]ـ
تتمة: =
ثانياً - التّشبّه بالكفّار في أعيادهم
11 - لا يجوز التّشبّه بالكفّار في أعيادهم، لما ورد في الحديث «من تشبّه بقوم فهو منهم»، ومعنى ذلك تنفير المسلمين عن موافقة الكفّار في كلّ ما اختصّوا به. قال اللّه تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عنكَ اليهودُ وَلا النَّصَارى حتّى تَتَّبِعَ مِلّتَهم قلْ إنَّ هُدى اللّهِ هو الهُدَى وَلئنْ اتَّبعتَ أَهواءَهم بَعْدَ الّذي جَاءَكَ مِنَ العلمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِنْ وليٍّ ولا نَصِيرٍ}
وروى البيهقيّ عن عمر رضي الله عنه أنّه قال: لا تعلّموا رطانة الأعاجم، ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم، فإنّ السّخطة تنزل عليهم.
وروي عن عبد اللّه بن عمر رضي الله عنهما أنّه قال: من مرّ ببلاد الأعاجم فصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبّه بهم حتّى يموت وهو كذلك، حشر معهم يوم القيامة.
ولأنّ الأعياد من جملة الشّرع والمناهج والمناسك الّتي قال اللّه سبحانه وتعالى: {لِكلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً همْ نَاسِكُوه} كالقبلة والصّلاة، والصّيام فلا فرق بين مشاركتهم في العيد وبين مشاركتهم في سائر المباهج، فإنّ الموافقة في جميع العيد موافقة في الكفر، والموافقة في بعض فروعه موافقة في بعض شعب الكفر، بل الأعياد من أخصّ ما تتميّز به الشّرائع ومن أظهر ما لها من الشّعائر، فالموافقة فيها موافقة في أخصّ شرائع الكفر وأظهر شعائره. قال قاضيخان: رجل اشترى يوم النّيروز شيئاً لم يشتره في غير ذلك اليوم: إن أراد به تعظيم ذلك اليوم كما يعظّمه الكفرة يكون كفراً، وإن فعل ذلك لأجل السّرف والتّنعّم لا لتعظيم اليوم لا يكون كفراً. وإن أهدى يوم النّيروز إلى إنسان شيئا ولم يرد به تعظيم اليوم، إنّما فعل ذلك على عادة النّاس لا يكون كفراً. وينبغي أن لا يفعل في هذا اليوم ما لا يفعله قبل ذلك اليوم ولا بعده، وأن يحترز عن التّشبّه بالكفرة.
وكره ابن القاسم - من المالكيّة - للمسلم أن يهدي إلى النّصرانيّ في عيده مكافأة، ورآه من تعظيم عيده وعونا له على كفره. وكما لا يجوز التّشبّه بالكفّار في الأعياد لا يُعَانُ المسلم المتشبّه بهم في ذلك بل ينهى عن ذلك، فمن صنع دعوة مخالفة للعادة في أعيادهم لم تجب دعوته، ومن أهدى من المسلمين هديّة في هذه الأعياد، مخالفة للعادة في سائر الأوقات غير هذا العيد لم تقبل هديّته، خصوصا إن كانت الهديّة ممّا يستعان بها على التّشبّه بهم، مثل إهداء الشّمع ونحوه في عيد الميلاد.
هذا وتجب عقوبة من يتشبّه بالكفّار في أعيادهم.
وأمّا ما يبيعه الكفّار في الأسواق في أعيادهم فلا بأس بحضوره، نصّ عليه أحمد في رواية مهنّا. وقال: إنّما يمنعون أن يدخلوا عليهم بيعهم وكنائسهم، فأمّا ما يباع في الأسواق من المأكل فلا، وإن قصد إلى توفير ذلك وتحسينه لأجلهم. وللتّفصيل (ر: عيد).
ثالثاً - التّشبّه بالكفّار في العبادات:
يكره التّشبّه بالكفّار في العبادات في الجملة، ومن أمثلة التّشبّه بهم في هذا المجال:
أ - الصّلاة في أوقات الكراهة:
12 - نهى النّبيّ صلى الله عليه وسلم عن الصّلاة في أوقات الكراهة منها للتّشبّه بعبادة الكفّار. فقد أخرج مسلم من حديث عمرو بن عنبسة رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «صلّ صلاة الصّبح، ثمّ أقصر عن الصّلاة حتّى تطلع الشّمس حتّى ترتفع، فإنّها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفّار. ثمّ صلّ فإنّ الصّلاة مشهودة محضورة حتّى يستقلّ الظّلّ بالرّمح. ثمّ أقصر عن الصّلاة فإنّ حينئذ تسجر جهنّم، فإذا أقبل الفيء فصلّ فإنّ الصّلاة مشهودة محضورة حتّى تصلّي العصر. ثمّ أقصر عن الصّلاة حتّى تغرب الشّمس فإنّها تغرب بين قَرْنَيْ شيطان وحينئذ يسجد لها الكفّار». وللتّفصيل في الأحكام المتعلّقة بأوقات الكراهة (ر: الموسوعة الفقهيّة 7 180 أوقات الصّلاة ف 23)
ب - الاختصار في الصّلاة:
13 - لا خلاف بين الفقهاء في كراهة الاختصار في الصّلاة لأنّ اليهود تكثر من فعله، فنهي عنه كراهة للتّشبّه بهم، فقد أخرج البخاريّ ومسلم واللّفظ له عن أبي هريرة رضي الله عنه «نهى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أن يصلّي الرّجل مختصراً» وأخرج البخاريّ أيضاً في ذكر بني إسرائيل من رواية أبي الضّحى عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها أنّها كانت تكره أن يضع يده على خاصرته، تقول:" إنّ اليهود تفعله "
زاد ابن أبي شيبة في رواية له: «في الصّلاة»(/)
قصيدة جمعت كل سور القرآن
ـ[مقيم السنة]ــــــــ[09 Aug 2008, 08:44 م]ـ
قصيدة جمعت كل سور القرآن
في كلّ فاتحة للقول معتبرة ** حق الثناء على المبعوث بالبقرَه
في آل عمران قِدماً شاع مبعثه ** رجالهم والنساء استوضحوا خبَرَه
قد مدّ للناس من نعماه مائدة ** عمّت فليست على الأنعام مقتصرَه
أعراف نعماه ما حل الرجاء بها ** إلا وأنفال ذاك الجود مبتدرَه
به توسل إذ نادى بتوبته ** في البحر يونس والظلماء معتكرَه
هود ويوسف كم خوفٍ به أمِنا ** ولن يروّع صوت الرعد من ذكَرَه
مضمون دعوة إبراهيم كان وفي ** بيت الإله وفي الحجر التمس أثرَهْ
ذو أمّة كدَوِيّ النحل ذكرهم ** في كل قطر فسبحان الذي فطرَهْ
بكهف رحماه قد لاذا الورى وبه ** بشرى ابن مريم في الإنجيل مشتهِرَهْ
سمّاه طه وحضّ الأنبياء على ** حجّ المكان الذي من أجله عمرَهْ
قد أفلح الناس بالنور الذي شهدوا ** من نور فرقانه لمّا جلا غرَرَهْ
أكابر الشعراء اللّسْنِ قد عجزوا ** كالنمل إذ سمعت آذانهم سورَهْ
وحسبه قصص للعنكبوت أتى ** إذ حاك نسْجا بباب الغار قد سترَهْ
في الروم قد شاع قدما أمره وبه ** لقمان وفى للدرّ الذي نثرَهْ
كم سجدةً في طُلى الأحزاب قد سجدت ** سيوفه فأراهم ربّه عِبرَهْ
سباهم فاطر الشبع العلا كرما ** لمّا بياسين بين الرسل قد شهرَهْ
في الحرب قد صفت الأملاك تنصره ** فصاد جمع الأعادي هازما زُمَرََ هْ
لغافر الذنب في تفصيله سور ** قد فصّلت لمعان غير منحصرَهْ
شوراهُ أن تهجر الدنيا فزُخرفُها ** مثل الدخان فيُغشي عين من نظرَهْ
عزّت شريعته البيضاء حين أتى ** أحقافَ بدرٍ وجند الله قد حضرَهْ
محمد جاءنا بالفتحُ متّصِلا ** وأصبحت حُجرات الدين منتصرهْ
بقاف والذاريات اللهُ أقسم في ** أنّ الذي قاله حقٌّ كما ذكرهْ
في الطور أبصر موسى نجم سؤدده ** والأفق قد شقّ إجلالا له قمرهْ
أسرى فنال من الرحمن واقعة ** في القرب ثبّت فيه ربه بصرهْ
أراهُ أشياء لا يقوى الحديد لها ** وفي مجادلة الكفار قد نصرهْ
في الحشر يوم امتحان الخلق يُقبل في ** صفٍّ من الرسل كلٌّ تابعٌ أثرهْ
كفٌّ يسبّح لله الطعام بها ** فاقبلْ إذا جاءك الحق الذي نشرهْ
قد أبصرت عنده الدنيا تغابنها ** نالت طلاقا ولم يعرف لها نظرهْ
تحريمه الحبّ للدنيا ورغبته ** عن زهرة الملك حقا عندما خبرهْ
في نونَ قد حقت الأمداح فيه بما ** أثنى به الله إذ أبدى لنا سِيرَهْ
بجاهه 'سأل' نوح في سفينته ** حسن النجاة وموج البحر قد غمرَهْ
وقالت الجن جاء الحق فاتبِعوا ** مزمّلا تابعا للحق لن يذرَهْ
مدثرا شافعا يوم القيامة هل ** أتى نبيٌّ له هذا العلا ذخرَهْ
في المرسلات من الكتب انجلى نبأ ** عن بعثه سائر الأحبار قد سطرَهْ
ألطافه النازعات الضيم حسبك في ** يوم به عبس العاصي لمن ذعرَهْ
إذ كورت الشمس ذاك اليوم وانفطرت ** سماؤه ودّعت ويلٌ به الفجر َهْ
وللسماء انشقاق والبروج خلت ** من طارق الشهب والأفلاك منتثرَهْ
فسبح اسم الذي في الخلق شفّعه ** وهل أتاك حديث الحوض إذ نهّرَهْ
كالفجر في البلد المحروس عزته ** والشمس من نوره الوضاح مختصرَهْ
والليل مثل الضحى إذ لاح فيه ألمْ ** نشرح لك القول من أخباره العطرَهْ
ولو دعا التين والزيتون لابتدروا ** إليه في الخير فاقرأ تستبن خبرَهْ
في ليلة القدر كم قد حاز من شرف ** في الفخر لم يكن الانسان قد قدرَهْ
كم زلزلت بالجياد العاديات له ** أرض بقارعة التخويف منتشرَهْ
له تكاثر آيات قد اشتهرت ** في كل عصر فويل للذي كفرَهْ
ألم تر الشمس تصديقا له حبست ** على قريش وجاء الدّوح إذ أمرَهْ
أرأيت أن إله العرش كرمه ** بكوثر مرسل في حوضه نهرَهْ
والكافرون إذا جاء الورى طردوا ** عن حوضه فلقد تبّت يد الكفرَهْ
إخلاص أمداحه شغلي فكم فلِق ** للصبح أسمعت فيه الناس مفتخرَهْ
ـ[خادمة القرآن]ــــــــ[10 Aug 2008, 02:40 ص]ـ
قصيدة رائعة جدا بارك الله فيك
كما وأنها سهلة ميسورة للحفظ.
لكن من الناظم؟
ـ[منصور مهران]ــــــــ[10 Aug 2008, 04:41 ص]ـ
(قصيدة جمعت كل سور القرآن)
أحب أن أقول عنها:
(قصيدة جمعت أسماءَ سُوَر القرآن)(/)
أرجو المساعدة: نريد قبول فى جامعة أم درمان فرع سوريا لثلاث طلبة من ليبيا
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[09 Aug 2008, 11:19 م]ـ
و الطلبة متحصلون على ثانوية العلوم الشرعية و من حفظة القرءان الكريم فأرجو من الإخوة المساعدة قدر الإمكان فى أقرب وقت ممكن ..
ولى استفسار آخر هل تمنح جامعة الشارقة القبول للطلاب العرب؟
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[11 Aug 2008, 02:13 ص]ـ
لعلك تقوم بمراسلة الأخ مرهف فهو قريب من الجامعة وقريباً ناقش رسالته الدكتوراه.
ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[11 Aug 2008, 08:57 م]ـ
أنا من جامعة أم درمان الأم والفرع المذكور بمجمع الشيخ كفتارو في دمشق مستقل بإدارته وشؤونه وتقبل الطلاب مباشرة دون الرجوع إلى الجامعة الأم التي تمنح الدرجات في النهاية، وبالفرع عدد من الطلاب الليبيين، فيمكن التقديم إليه مباشرة. فما نوع المساعدة المطلوبة؟
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[12 Aug 2008, 08:21 م]ـ
د/أحمد البريدى جزاكم الله خيرا و سأراسل الأخ مرهف إن شاء الله.
د/ سليمان بارك الله فيكم و نفع بكم الطلبة سيوفدون للدراسة بالخارج و لاستكمال إجراءاتهم لابد من إحضار قبول من الجامعة التى سيدرسون بها و قد وقع اختيار الطلبة على هذه الجامعة فالمساعدة المطلوبة هى قبول من الجامعة لهؤلاء الطلبة و جزاكم الله خيرا،،(/)
من سخافات المارقين: القول بذكورية اللغة!
ـ[إبراهيم عوض]ــــــــ[10 Aug 2008, 01:07 ص]ـ
من سخافات المارقين:
القول بذكورية اللغة!
د. إبراهيم عوض
Ibrahim_awad9@yahoo.com
http://awad.phpnet.us/
http://www.maktoobblog.com/ibrahim_awad9
http://ibrahimawad.net.tf
كان يقول فى صوت متهدج غاضب: ما رأيك فيما انتشر فى ساحة الكتابة النقدية فى العقود الأخيرة من أفكار ومقولات سخيفة غاية السخافة؟ ثم أردف أكثر غضبا: ولا أظن أن من يروجون لها يعتقدون فى صحتها أبدا، بل الذى أوقن به أنهم يرددون تلك السخافات عن وعى وسبق إصرار لغاية فى نفس يعقوب. ذلك أن سخفها وفهاهة منطقها وقبح عوارها يبين حتى للأعمى الذى حرمه الله من النظر، فكيف بالمبصرين؟ وأنا، حين أقول ذلك، إنما أقصد الزعماء منهم، إن صح أن يكون هناك فى ميدان السخف والتساخف زعماء وقادة، أما الصغار فهم ينجرّون وراء أولئك كما تنجر البهيمة بالرَّسَن يوضَع فى عنقها فتُسْحَب به فلا تستطيع أن تقول لمن يسحبها: لا. وكلامى فى المقام الأول إنما هو عن أولئك الزعماء، الذين هم فى الواقع ليسوا بزعماء، إلا أنه هكذا تجرى اللغة فى بعض الأحيان، فضلا عن أن المجاز يتسع لهذا، بل قد يستلزمه استلزاما. ألم يقل القرآن: "نَسُوا الله فنَسِيَهم" والله سبحانه وتعالى لا ينسى؟ ألم يقل القرآن: "وإن عاقبتم فعاقِبوا بمثل ما عوقبتم به"، والعقاب إنما يكون للجانى، وهو هنا المشركون، لا للمظلوم، الذى يمثله فى الآية الكريمة المؤمنون؟ ألم يقل القرآن: "فبشِّرْهم بعذاب أليم"، والتبشير لا يكون لمن ينتظره العذاب، بل لمن يعفى منه على الأقل، إن لم يدخل الجنة منذ البداية؟ فهذا هكذا.
رددت وقد أعدانى هذا التحمس من صاحبى وذلك الغضب: حقٌّ ما تقول يا صديقى. ومما انتشر فى العقود الأخيرة فى ميدان الكتابة، الذى أضحى كلأً مباحًا لا صاحب له بحيث أصبح يغشاه ويأكل منه ويشرب من آباره وعيونه كل من هب ودب، ما يثرثر به بعض من يمسكون بالقلم ويسحبونه على الورق مما يسمونه: "ذكورية اللغة". ثم أضفت متهكما: والحق أننى كنت ولا أزال كلما سمعت هذا الكلام لم أملك نفسى من الضحك، وبخاصة حين أرى مدى الجِدّ الذى يصطنعه مرددو هذا السخف إيهاما منهم للقراء بأنهم قد جاؤوا بالذئب من ذيله، أو فتحوا عكا، أو حرروا القدس ثم لم يأخذوا فترة راحة بل انتهزوا فرصة ارتفاع الروح المعنوية وشرعوا يحررون ما تبقى من أرض فلسطين السليبة.
قال صاحبى وقد بدت عليه علائم الحيرة: وما مبعث ضحكك يا صديقى؟ أجبته: مبعث ضحكى هو المقياس الذى ينبغى الاحتكام إليه لحسم هذا الموضوع وكسح هذا السخف إلى حيث ينبغى أن يُلْقَى به، ألا وهو بلاعات المجارى. أترى علينا مثلا أن نَنْضُوَ عن اللغة ملابسها: الخارجية منها والداخلية ولا نبقى على شىء منها حتى ولا ورقة التوت حتى نستطيع أن نرى أعضاءها التناسلية ونعلم من ثم إلى أى جنس من الجنسين تنتمى. ولكن أين هى اللغة من أيدينا وأعيننا حتى يمكننا أن نفعل ذلك؟ هل اللغة كائن حى مثلنا نحن البشر أو أولاد عمومتنا الحيوانات، فهى شىء مادى نستطيع أن نمسك به ونعرّيه وننظر فيه بأعيننا ونجسّه بأيدينا؟ أجابنى صديقى: كلا بالطبع. فرددت متهكما: فكيف إذن نقطع بالأمر فى أمرها؟ ألا ترى أيها الصديق أنه موضوع محير!
قال صديقى: لقد قرأت أشياء مما كتبه هؤلاء، وركبنى عفريت وأنا أراهم يهرفون بما لا يؤمنون به فى ضمائرهم، وإلا كانوا معاتيه أصلاء راسخين فى العته، وكنت أحب أن أعرف رأيك فى هذا التنطع الذى يسوّدون به الأوراق، ويسوّدون عيشتنا أيضا. وها هى ذى الأقدار تتيح لى من غير تدبير ولا تخطيط أن ألتقى بك على غير ميعاد فينفتح الموضوع من تلقاء نفسه، وأجدك تقف ذات الموقف الذى أقفه من تلك السخافات. فهل لى أن أسألك التوسع فى الكلام وكتابة رأيك مفصلا، لا من أجلى فقط، بل من أجلى وأجل القراء ومن أجل التاريخ، فإنى لأتألم تأملا شديدا كلما خطر ببالى أن الأجيال القادمة، حين تقرأ مثل ذلك السخف، سوف تستغرب أنه كان هناك ناس فى عصرنا يكتبون تلك الكتابات دون أن يتصدى أحد لهم بالرد الذى يعيد الأمور إلى جادة الصواب، ومن ثم قد يظنون أنه لم يكن يوجد من يخالفهم فى ذلك الموضوع. فهل لك إلى أن تستجيب لاقتراحى وتكتب شيئا فى هذه المسألة
(يُتْبَعُ)
(/)
تضع به النقط على الحروف كما يقال بحيث تعرف تلك الأجيال أن الحكاية لم تكن كلها سبهللا ومفتوحة على الباهلى، بل كان هناك رجال جادون لا يرضَوْن بهذه الميوعة الفكرية المتنطعة التى تنقل نقل القرود ما تقرؤه أو تسمعه فى بلاد الغرب من تخبطات فكرية عن عمد وسبق إصرار، وأن هؤلاء الرجال لم يكتفوا بالرفض الصامت، بل كتبوا وصنفوا وتركوا للآتين من بعدهم رأيهم واضحا بينا لمن يريد الاهتداء إلى الصراط المستقيم؟
قلت: أَوَتقصد أن أكتب رأيى فى موضوع ذكورية اللغة؟
قال: نعم.
قلت: الأمر أبسط مما قد يُظَنّ، ولا تحتاج القضية إلى حذلفات، بل كل ما علينا أن نفعله هو أن ننظر فى أوضاع اللغة ونظامها وإبداعاتها لنرى مدى صدق أو كذب هذه الدعوى، ولسوف يأتيك الجواب سريعا.
قال: فلتبدأ إذن على بركة الله غير مأمور.
قلت: لننظر أولا فى المفردات، ولنر هل ثم ما يشير إلى أن فيها انحيازا للرجل على حساب المرأة. ترى هل هناك أشياء أو أحوال أو أمور تتصل بالمرأة قد تجاهلتها اللغة على حين اهتمت بنظيراتها عند الرجل؟ لا بكل يقين، فإن اللغة لم تترك شيئا يتعلق بالمرأة إلا وذكرته، كالأعضاء والأحوال التى تختص بها دون الرجل أو تغلب عليها مثلا، كالفرج والرَّحِم والحيض والنِّفَاس والخُلْع والعِدّة والحمل والولادة والرضاعة والسِّوَار والعِقْد والقُرْط والضفيرة والجارية والضَّرّة. كما خصصت اللغة ضمائر وصيغا للمؤنث مثلما فعلت مع المذكر. فهناك مثلا ضمائر للتأنيث مثلما هناك ضمائر للتذكير، فنقول: أنتَ وأنتِ، وهو وهى، وهم وهنّ، وإياكَ وإياكِ، وإياه وإياها، وإياهم وإياهن ... والشىء نفسه قل فى تصريف الأفعال، فلدينا مثلا فَعَلَ وفعلتْ، وفعلا وفعلتا، وفعلوا وفعلن، ويفعل وتفعل، وتفعل وتفعلين، وتفعلون وتفعلن، ويفعلان وتفعلان، ويفعلون ويفعلن، وافعل وافعلى، وافعلوا وافعلن ... وما من شىء من الأسماء يعم الذكور والإناث إلا وجدت له صيغتين، واحدة لكل منهما: فهناك إنسان وإنسانة، وحمار وأتان، وجميل وجميلة، وعطشان وعَطْشَى، وأبيض وبيضاء ... أما ما انفردت به المرأة فإن اللغة تكتفى فى هذه الحالة بصيغة واحدة، مثل امرأة طالق، وحامل، ومرضع، وكاعب، وناشز.
وكما هو ملاحظ فقد استخدموا لها هنا الصيغة التى تستخدم للرجال، وهو ما يدل على أنه لا يوجد أى انحياز ناحية الرجل بناء على أنه أفضل من المرأة، وإلا لأصرت اللغة على استخدام صيغة التأنيث باعتبارها صيغة دونية. ليس ذلك فقط، بل ما أكثر الصيغ الاسمية المؤنثة التى استُخْدِمَتْ للرجال، مثل معاوية وسَمُرة وحمزة وعُمْدة ... وفى هذه الحالة فإننا نجمعها جمع الألف والتاء كما نصنع مع أسماء الإناث بلا أية حساسية. بل إن اللغة حين تريد أن تبالغ فى تسمية الرجال ووصفهم فإنها قد تعمد إلى صيغ تأنيثية فنقول: هُمَزَة وضُحْكَة ورَحّالة وتِلْعابة وتِلْعيبة، ولا يجد الرجال فى ذلك ما يشينهم، وإلا ما رَضُوا به وأقروه. ويشبهه استعمالنا فى بعض الأحيان صيغة "مفعال" التذكيرية للمبالغة فى وصف المرأة، مثل مِعْطار، ومغناج، ومذكار، ومئناث. فأين الذكورية هنا؟ ومثل ذلك الأعداد، فكل الآحاد منها تقريبا تؤنث مع المذكر، وتذكر مع المؤنث، فنقول: ثلاثة رجال، وعشر نساء. ولو كانت اللغة تنظر إلى المرأة نظرة الضيق والاحتقار لما جعلتها تتبادل والرجل مكانيهما، وإلا عُدَّ هذا مهينا للرجل. ومثل ذلك أيضا استعمال تاء التأنيث التى تدخل على آخر الفعل الماضى وأول المضارع، إذ من الممكن فى معظم الحالات استعمالها لجماعة الرجال، وإسقاطها مع جماعة النساء، فنقول: قالت العرب، أو تقول الفلاسفة، وقال النسوة، أو يقول الفتيات ... ومرة أخرى ليس ذلك فقط، فإن اللغة حتى فى المصادر والممنوع من الصرف والجمادات لم تنحز للرجل فى أى شىء، وإلا لجعلت كل المصادر مذكرة. لكننا ننظر فنرى أن الأمر قائم على التقسيم بين الجنسين، ومن ثم كان لدينا فى المصادر صيغ التذكير والتأنيث معا، مثل: العمل والمرة والهيئة، والإرشاد والإبانة، والتمزيق والتضحية، والجِدَال والمجادلة. وكذلك الأمر فى الممنوع من الصرف، فمنه المذكر، ومنه المؤنث كما هو معروف، إذ لدينا مثلا "عمر" و"معاوية" و"جورج" و"عطشان" فى ناحية التذكير، ولدينا "زينب" و"صحراء" و"حلوى" فى ناحية التأنيث. والأمر كذلك فى
(يُتْبَعُ)
(/)
الجمادات، إذ قسمتها اللغة بين الذكورة والأنوثة غير مؤثرة الرجل بالجميل أو الجليل أو النظيف، بل نرى الشمس مثلا مؤنثة، والقمر مذكرا رغم أنها أقوى منه نورا وحرارة وتحتاج إليها النباتات مثلا فى عملية التمثيل الغذائى. ونفس الشىء قد روعى فى أسماء الآلة، إذ لدينا المكنسة والمنشار، والدبابة والخزّان. ويمكنك أن تقول الشىء ذاته فى صيغ الجمع، فعندنا جمع المذكر، وعندنا فى مواجهته جمع المؤنث، بل إن هذا الجمع ليشمل أيضا بعض ذكور البشر والجمادات المذكرة كما فى "طلحات، و"حمزات" و"باشوات" و"حمامات". أما فى جمع التكسير فلدينا منه ما هو مذكر الصيغة، مثل: "رُكّع"، و"أشدّاء"، و"نُوّام"، وما هو مؤنثها، مثل: "قِرَدَة"، و"أمزجة"، و"غِلْمَة"، و"عباقرة". ومرة أخرى ليس ذلك فقط، فقد آثرت اللغة الأنوثة ببعض الأشياء فقَصَرَتْها عليها، وهذا واضح فى أعضاء الإنسان المزدوجة كالذراعين والكتفين والأذنين، فكلها، فى القول الأعم على الأقل، مؤنثة ... كذلك فالزهور والأشجار كلها تقريبا مؤنثة. كما أن هناك ألوانا من المصادر مغلقة على صيغة التأنيث، وهى المصادر الصناعية ومصادر الأفعال الثلاثية التى على وزن "فَعُل يَفْعُل"، ومصادر المهن والوظائف، مثل: الحرية والاشتراكية والواقعية والذاتية والغيرية والنرجسية والجنسية والقومية والوطنية والفردية والجماعية ... من الأولى، ومثل: السهولة والصعوبة والبطولة والنعومة والخشونة والبلادة والأناقة واللباقة والطرافة والسماحة، ومثل: الوزارة والصناعة والتجارة والنجارة والنقاشة والحدادة والسباكة والحياكة والكتابة ... من الثالثة.
ومرة أخرى ليس ذلك فقط، بل إن اللغة تختار للنساء أكرم الألفاظ، فهن عِرْض الرجل وشرفه، وهن حريمه. ومرة أخرى ليس ذلك فقط، بل إن اللغة لتزخر بروائع الأدب شعرا ونثرا فى التغزل بالمرأة ورفعها مكانا ساميا حتى ليخلع عليها الرجل قدرة سحرية، وحتى ليتعبّد لها، وحتى ليقدم روحه فداء لها، ويخاف عليها من خطرات النسيم، ويترامى على قدميها، ويبذل فى مرضاتها كل ما يقدر عليه، متمنيا أن تجود عليه بنظرة عطف ورضا، وساعتئذ يشعر وكأن الدنيا قد حِيزَتْ كلها له من أركانها الأربعة. يستوى فى ذلك العُذْرِيّون الذين ينظرون إلى المرأة وكأنها روح شفاف أو ما إلى ذلك بسبيل، والذين ينظرون إلى جسدها فى المحل الأول أو فى المحل الأول والأخير، والذين يجمعون بين النظرتين. نعم يستوى فى ذلك عنترة وجميل وكُثَيِّر والعباس بن الأحنف، وامرؤ القيس والعَرْجِىّ وبشار وربيعة الرَّقّىّ، وابن زيدون وأبو فراس الحَمْدانى والبهاء زُهَيْر مثلا. فكيف بالله يقال إن اللغة ذكورية؟ تَعِسَ من يقول ذلك وبَؤُس! ليس ذلك فقط، فاللغة المتهمة بأنها تنحاز للذكر ضد الأنثى هى نفسها ذات اسم مؤنث كما هو جَلِىٌّ حتى للأعمى الذى لا يبصر! صحيح أن هناك لفظ "اللسان"، وهو مذكَّر، إلا أن العرف قد استقر على استعمال لفظة "اللغة" منذ وقتٍ جِدِّ بعيد. كما أن الوحدات التى تتكون منها اللغة هى الجمل، ومفردها "جملة"، وهى مؤنثة، مثلما أن وحدات الجملة هى الكلمات، ومفردها كلمة، وهى مؤنثة. صحيح أن هناك اللفظ، وهو مذكر، إلا أن هناك أيضا اللفظة، وهى مؤنثة. وعندنا كذلك "الفصاحة" و"البلاغة" و"القراءة" و"الكتابة"، وكلها مؤنثة. حتى "الفحولة" التى يوصف بها الأسلوب ويتعلق بها بعضهم، كما سوف نرى عما قليل، للتدليل على أن الأمر فى اللغة والتفوق فيها أمر ذكورة، هذه الفحولة هى أيضا مؤنثة رغم أنها تشير إلى صفة من صفات الرجل. وانظر إلى كلمة "القوة" ومقابلها: "الضعف" لترى كيف أن اللغة المتهمة بالانحياز إلى الرجل ضد المرأة قد جعلت القوة مؤنثة، والضعف مذكرا، مثلما جعلت "الحياة" مؤنثة، و"الموت" مذكرا. صحيح أن لدينا "الحيوان" بمعنى "الحياة"، وهو مذكر، إلا أنه استعمال شبه ميت، ولولا أنه ورد فى القرآن مرة يتيمة إزاء لفظة "الحياة"، التى وردت فيها عشرات المرات لما تنبه إليها أحد، اللهم إلا من ينقّرون فى خبايا اللغة وزواياها البعيدة. وقل الشىء ذاته فى "الأبوة" و"الأمومة" و"الأُخُوّة" و"البنوة" و"العمومة" و"الخؤولة" فى جانب، و"اليتم" فى الجانب الآخر. وعندنا "المعجزة" و"الآية"، وكلتاهما مؤنثة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وشىء آخر مهم شديد الأهمية، ألا وهو أن هناك كتبا فى تراثنا وفى أدبنا الحديث تختص بالنساء وحدهن، ومؤلفوها من الرجال، ولهذا دلالته التى لا تخفى، ولست أستطيع أن أذكر ما يماثلها للرجال. ومنها الكتب التى تتناول أخبار النساء وما إليها لابن الجوزى والسيوطى وأضرابهما من علماء الدين وغيرهم، وفيها يتناول مؤلفوها المرأة بالحديث عما يميزها عن الرجل وعما يُسْتَحْسَن أو لا يستحسن من صفاتها وطباعها وأخلاقها وعما تسببه للرجال من العشق والوله الذى قد يبلغ حد الجنون. ومن هذا اللون من الكتب أيضا ما كتبه داود الأنطاكى فى "تزيين الأسواق فى أخبار العشاق"، وابن حزم فى "طوق الحمامة"، والسراج القارى فى "مصارع العشاق"، والشهاب الحجازى فى "الكُنَّس الجوارى فى الحسان من الجوارى". وهناك من خصص لمن لهن مشاركة فى الأدب قسما من بعض كتبه ترجم لهن فيه كما صنع أبو الفرج الأصفهانى فى كتابه: "الأغانى"، ولسان الدين بن الخطيب فى كتابه: "الإحاطة فى أخبار غرناطة"، والدكتور مصطفى الشكعة فى كتابه: "الأدب الأندلسى" على سبيل المثال. وهناك من كسر كتابه كله على أدبهن، كما صنع المرزبانى فى "أشعار النساء"، والأصفهانى فى "الإماء الشواعر"، وابن طيفور فى "بلاغات النساء"، والمفجَّع البصرى فى "أشعار الجوارى"، والسيوطى فى "نزهة الجلساء فى أشعار النساء"، وبشير يموت فى "شاعرات العرب فى الجاهلية والإسلام"، وعبد البديع صقر فى "شاعرات العرب" ... وهكذا. ومن هذا ترى أن النساء، قبل ذلك كله، لم يجدن عائقا أمامهن إن أردن أن يخطبن أو ينظمن شعرا أو يضربن مثلا. والنتيجة التى لا مفر من الانتهاء إليها بعد ذلك كله هو أنه لا معنى لاتهام اللغة ولا أهل اللغة وآدابها بما يسمى: "الذكورية". ولست أقصد بهذا أن اللغة تنحاز إلى المرأة ضد الرجل، بل الذى أريد التنبيه عليه ولفت الأنظار إليه هو أنها ليست منحازة ضد المرأة. والحق أنها عادلة تنظر إلى الذكر بعين، وإلى الأنثى بعين، ولا تظلم أحدا منهما لحساب الآخر.
وهذا هو الأمر الطبيعى، فالمجتمعات البشرية تتكون من الرجال والنساء جميعا: لا الرجال وحدهم، ولا النساء وحدهن. ومن ثم فاللغة، وما اللغة سوى انعكاس للواقع، قد أعطتنا الصورة الصحيحة للمجتمعات البشرية من هذه الناحية. وكل قول آخر فإنما هو كذب وادعاء فائل لا ظل له من الحقيقة. وهذا بالنسبة للخبثاء الخطرين الذين يقودون، عن وعى بالتخريب والإفساد الذى يأتونه، الجموع الحمقاء الجاهلة التى تردد ما تسمعه دون أن تتركه يمر بعقولها فتلقى عليه نظرة تسلط عليه فيها حاستها النقدية، بل تأخذه من آذانها إلى ألسنتها على الفور. أما بالنسبة لتلك الجموع الجاهلة الحمقاء فهى لا تشغّل عقلها ولا تعرف أن هناك شيئا فى دنيا البشر يسمى: النقد والتحقيق والتمحيص. وهؤلاء يظنون أن كل ما يأتينا من أمريكا وأوربا لا يمكن إلا أن يكون صحيحا. وأذكر أن طالبة عربية وافدة لاستكمال دراساتها العليا فى مصر فى ميدان الأدب والنقد كانت تناقشنى فى مكتبى بالجامعة منذ عدة سنين فى بعض الموضوعات المتصلة بهذا الميدان، وجاءت سيرة التيارات والمقولات النقدية الجديدة، فكان رأيى أنها لا ينبغى أن تسارع إلى متابعتها أو إنكارها دون أن تعرضها على عقلها. وإذا بها تجيب فى الحال: لكن لا بد أن يعيش الإنسان عصره. أى أنها ترى أن كل ما يجد فى ميدان النقد هو الصواب الذى لا صواب غيره. وهذه الطالبة قد أتت من بلد عربى تقليدى، إلا أن كثيرا من الكتاب هناك يظنون أنهم، بمسايرتهم للجديد الغربى، سوف يتحولون بقدرة قادر فى التو واللحظة إلى ناس عصريين، مع أن كل ما يقولونه ويرددونه إنما يدل على أنهم رغم ذلك متخلفون. وأول وأقوى مظهر من مظاهر التخلف هو تلك الإمَّعِيّة التى تردد دائما أنها مع الناس: إن أساء الناس أن تسىء، وإن أحسن الناس ألا تتابعهم فى إحسانهم، بل تظل متمسكة بالإساءة!(/)
سر تسمية عيسى ابن مريم عليه السلام بعيسى؟!
ـ[العرابلي]ــــــــ[11 Aug 2008, 03:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سر تسمية عيسى ابن مريم عليه السلام بعيسى؟!
تكلمنا عن سر تسمية عيسى ابن مريم عليه السلام بالمسيح؛ واليوم نتكلم عن سر تسمية المسيح عليه السلام بعيسى ابن مريم. تسمية المسيح بعيسى عليه السلام يوافق لسان العرب، فهو من مادة "عَيَسَ" وكانت التسمية من الله تعالى قبل النفخ في رحم مريم، في قوله تعالى: (إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ (45) آل عمران. وقبل ذلك في كلمات القرآن الذي سبق تحديد كلماته من الله قبل خلق الإنسان الذي سيعبد الله به في الأرض؛
فقال تعالى: (الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) الرحمن؛ فأسماء الأنبياء وغيرهم مما ذكر في القرآن الكريم سبق وجودهم، ويوافق لسان العرب الذي نزل به القرآن الذي ذكروا فيه؛
جاءت مادة "عَيَسَ" التي اشتق منها اسم عيسى عليه السلام في صفاء الشيء، وعدم اختلاطه بما يغيره، ومن ذلك جاءت تسمية الإبل العيس للإبل البيضاء التي خلص لونها ولم يختلط بلون آخر يؤثر عليه، أو بها قليل من الصفرة التي لا تؤثر على لونها.
والبويضة التي يخلق منها الإنسان لونها أبيض مشرئب ببعض الصفرة.
فكل البشر خلقوا من ماءين؛ أحدهما من الأب، والآخر من الأم، إلا عيسى عليه السلام خلق من ماء واحد لم يختلط بغيره، فقد جاء هذا الماء من جهة واحدة؛ هي جهة أمه فقط، لذلك لا ينسب عيسى عليه السلام إلا لأمه، فعندما يذكر لا يقال إلا "عيسى ابن مريم".
لما كانت ولادة عيسى عليه السلام معجزة من معجزات الله، وآية من آيات الله، بخلقه لبشر من أم بلا أب، وجعله نبيًا مرسلاً إلى بني إسرائيل، فقد نسبه إلى أمه مريم عليها السلام، الطاهرة العفيفة، لتأكيد قدرة الله في خلقه لعباده، فإن الله يفعل ما يشاء، إن شاء جعل خلق العبد بلا أب، أو بلا أم، أو بلا أحد منهما.
وقد كان عيسى عليه السلام الحلقة المفقودة من هذه الحلقات الأربع والمكملة لها، ليزيد المؤمن يقينًا بقدرة الله على فعل ما يريد، فقد سماه الله عيسى، أي الخالص الذي يكون من شيء واحد لم يختلط بغيره، فكان خلقه من شطر أمه فقط، دون أن يختلط هذا الشطر بشطر آخر من رجل فيكون أبًا له ككل البشر.
ولماذا يجعل الله معجزته بهذه الطريقة في عيسى ابن مريم عليه السلام؟!
تبين لأهل العلم في زماننا الحاضر بعد نجاح استنساخ كائنات حية من خلايا حية؛ بأن المولود الجديد يحمل جنس الكائن التي أخذت منه الخلية التي تم الاستنساخ منها، ويحمل عمرها، وما أسرع أن يصل الكائن الجديد المستنسخ إلى سن الشيخوخة، فيضعف وتنهار قوته بعد بلوغ سن الكهولة سريعًا؛ لأن خلاياه أخذت عمر من أخذت منه الخلية الأولى.
ومن حكمة الله تعالى أن كل شيء خلقه من زوجين، فإن الخلية القادمة من الأب تنقسم مرتين، فيتولد منها أربعة حيوانات منوية، ليضاعف أعدادها أضعافًا كثيرة.
وكذلك يحدث في بويضة المرأة فيتولد من انقسامين متتاليين أربع بويضات، تتلف ثلاث منها، وتبقى واحدة فقط، ففي هذه الانقسامات يلغى عمر الخلية السابق، وتبدأ حياتها بزمن جديد، عندما يتم التلقيح، ولولا ذلك ما عمر أحد فوق سن الشباب كثيرًا.
وإذا لم يتم التلقيح بقيت هذه الخلايا دون زمان يحسب ويعد لها، وهذا ما يحدث في تلقيح ملكات النمل والنحل، فهن يحفظن الحيوانات المنوية في كيس أو جراب داخلهن، تبقى فيها سنوات عمرها الطويلة كلها، والذي قد يبلغ عشرات السنوات، وتخرج منه ما يلقح البويضات فقط.
ولو هرمت هذه الحيوانات المنوية خلال هذه المدة التي قد تمتد عشرات السنين لهرمت ذريتها، ولما عاشت من العمر إلا أقل من عمرها القصير، فبعد التلقيح وتكوُّن النملة أو النحلة لا تعيش إلا أشهرًا قليلة فقط.
والذي يطيل العمر بجانب ذلك هو الغذاء الخاص الذي تتناوله الملكة في هذين المجتمعين، وخلقت منه، وإن صح قول العلماء أن البويضات الملقحة تنتج إناثٍ، وغير الملقحة تنتج ذكورًا، فإن بعضها يكون استنساخًا، وبعضها تضاف إليه جينات معينة من جينات الذكور فقط حتى يتغير جنسه.
(يُتْبَعُ)
(/)
والبويضة الملقحة يبدأ عمرها من زمن التلقيح فتعيش فترة أطول من غير الملقحة التي تحمل عمر الأم؛ لأن الحاجة للإناث وعملها في الخلية أو في مساكنها أكثر من الحاجة للذكور التي ليس لها عمل إلا التلقيح عند الحاجة، وخلايا الذكور تكون مرهقة، فما أن يلقح الذكر الملكة ويفقد كيسه المنوي حتى يسقط ميتًا، أما حيواناته المنوية فإن عمرها الزمني يسقط بما يحدث لها من الانقسامات التي تكثِّر عددها.
والخلايا الأحادية للبكتيريا والجراثيم التي تنقسم تحمل العمر الزمني للخلايا الأم، فعمرها قصير جدًا، يقاس أحيانًا بالدقائق والثواني، فقبل أن يذهب أثر تجديد الخلق تكون قد انقسمت من جديد، فتتواصل الانقسامات حتى تحافظ على وجودها.
لقد سمى الله تعالى ابن مريم بعيسى للدلالة على هذه الخصوصية له، وأنه كان من مريم فقط، ولم يكن إلا من مريم موافقًا للتسمية.
فلا سلطة للزمان، ومرور الأيام على جسد عيسى عليه السلام، ولما أراد الله تعالى أن يرفعه رفعه بالوفاة، وليس بالموت ... وأثر الفرق بينهما كبير ... وقد تجاوز رفعه عليه السلام اليوم أكثر من ألفي عام قمري، وسينزل بعد ذلك متى شاء الله تعالى.
فلو كان عيسى عليه السلام من رجل وامرأة على سنن الله الموضوعة؛ لحملت خلاياه العمر الزمني الذي مر عليه، ولكنه سينزل كهلاً في سن الشباب واكتمال القوة، أي في أول الثلاثين من عمره .... لهذا أراد الله تعالى أن يكمل بخلق عيسى عليه السلام الحالات الأربع للخلق، وأن يكون هذا الخلق من خلية واحدة، لا يعمل فيها مر السنين، إلا إذا شاء الله أن يجري عليه الأحكام التي أجراها على سائر البشر.
وجعل الله فوق ذلك غذاء خاصًا لأمه قبل حمله وولادته، وهذا الغذاء هو كغذاء الملكة الذي يجعل الملكة تعيش عشرات أو مئات الأضعاف من العمر فوق عمر بنات جنسها، وهي بكامل قدرتها على العطاء
وجاء في القرآن قصتين لمن طالت أعمارهم؛
القصة الأولى: أصحاب الكهف الذين ضرب على آذانهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعًا، فلما أفاقوا لم يلحظوا تغييرًا في أجسادهم، ولا في الأرض من حولهم، ليكتشفوا طول المدة التي ناموا فيها، ويدل ذلك على أنهم أفاقوا في نفس الفصل الذي دخلوا فيه كهفهم ... ولكن سرعان ما أدركهم الموت.
والقصة الثانية: الرجل الذي مر على القرية فأماته الله مائة عام ... ثم أحياه فلم يعرف مدة موته فقدرها بيوم أو بعض يوم، ثم أراه تعالى إحياء حماره الذي كان عظامًا نخرة فرجع كما كان يوم موته، فكانت هذه آية للناس .... راجع كامل القصة في الآية (259) سورة البقرة. ومات بعد ذلك بقليل.
والعبرة في هذه القصة أن العمر توقف بالموت، وفي الأولى بالنوم وعدم الأكل والشرب ... إلا أنهم جميعًا لم يعمروا بعد ذلك إلا قليلاً.
إلا أن عيسى عليه السلام يمكث سنوات عديدة بعد نزوله، وذكر أنه سيتزوج، ويكون له أولاد، بعد أن مكث أضعاف ما مكثوا، فلم يؤثر ذلك عليه ويضعفه ...
فهو مثال لما يكون عليه الناس بعد البعث بتوقف عداد الزمن في خلاياهم .. فيبقون على حال ثابت لا يتغيرون فيه.
ومثال في التحدي للبشر الذي استطاعوا استنساخ الخلايا، لكن لم يكن منها إلا نفس جنس الأم المأخوذة منها الخلية المستنسخة، ولم يتولد منها الزوج الآخر من نفس الجنس.
وهذا التحدي في زمن يكون الطب قد بلغ فيه أعلى درجات يمكنه الوصول إليها.
والله تعالى اعلم.
أبو مُسْلم/ عبد المجيد العرابلي
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[11 Aug 2008, 08:08 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
التوالد العذري: Parthénogénèse
الأستاذ الدكتور الفاضل: أبو مُسْلم/ عبد المجيد العرابلي.
بارك الله فيك و نفع بك و بعلمك.
استمتعت كثيرا بقراءة مادة هذه المشاركة، كما أستمتع و أستفيد بقراءة كل كتاباتكم المتميزة ...
و أتساءل بالمناسبة عن سبب غياب إسم مدونتكم من نتائج البحث بواسطة المحرك " google " عن " معجزات و أسرار " ... و كان أسمها يظهر فيه من قبل ... و أتمكن من قراءة موادها و التعلم منها.
(يُتْبَعُ)
(/)
و بما أنني مختص في تربية النحل، و منذ عقود ... فقد استوقفني مقاربتكم بين خلق عيسى ابن مريم عليهما السلام و بين خلق الذكور عند النحل ... و كنت أستحضر دائما هذا التقارب كلما جاء ذكر خلق ذكر من أم دون أب كما اقتضت حكمة الله و قدرته في خلق عيسى عليه السلام من أم دون أب ...
فمن المسلم به، في أدبيات النحالة Apiculture ، أن الملكة la reine هي الفرد الوحيد القادر على وضع بيض ملقح، تنتج عنه إناث، في جماعة أو طائفة النحل، و التي قد يصل مجموع أفرادها لعشرات الألوف من الإنات المعروفات باسم الشغالات، و بعض المآت من الذكور في كل طائفة ... و أن هذه الشغالات هي إناث ناقصات من حيث تكوين أعضائها التناسلية، لذا فهي غير قادرة على التزاوج مع ذكور النحل، و لا تستطيع وضع بيض ملقح تنتج عنه إناث ...
و من المسلم به كذلك أن ملكة النحل تستطيع التحكم في تلقيح بيضها، أو عدم تلقيحه حسب حاجيات طائفتها:
فعندما تكون الملكة فوق خلية سداسية خاصة بحضنة الإناث أو الشعالات، و هي عيون سداسية أصغر من العيون الخاصة بتربية الذكور، في هذه الحالة تسمح الملكة بمرور المني المخزّن في حافظتها المنوية spermathèque ، فتلقح البيضة قبل وضعها في الخلية الخاصة بحضنة الإناث أو الشغالات ...
و عندما تجد الملكة نفسها فوق الخلايا الكبيرة الخاصة بحضنة الذكور، فإنها في هذه الحالة تغلق حافظتها المنوية إغلاقا محكما حتى لا يتسرب منها ولو حيي واحد spermatozoide ، و بعد هذا التحكم المطلق في غلق الحافظة، و بعده فقط، تسمح الملكة بمرور البيضة الغير الملقحة و تضعها في الخلية السداسية الكبيرة نسبيا، ليفقس عنها ذكر له أم هي الملكة و ليس له أب، لأن بويضة الأم لم يصل إليها أو يلمسها أو يمسحها مني من ذكر.
و كما أن لكل قاعدة استثناء، فقد تنتج الذكور في خلايا النحل من بيض تضعه بعض شغالات النحل نفسها ... و على الرغم من أن شغالات النحل ـ كما سبقت الإشارة ـ إناث ناقصات تكوين الأعضاء التناسلية، و لا تتزاوج مع الذكور، إلا أنه من الملاحظ عند غياب الملكة أم عدم استطاعة الملكة وضع البيض لسبب ما، فإن بعض الشغالات، و بطريقة استثنائية، تستطيع وضع بيض غير ملقح في العيون السداسية الصغيرة الخاصة بحضنة الإناث ... و في خلايا الذكور ... و ينتج عن هذا البيض الغير الملقح ذكور ذات حجم أصغر من الذكور الناتجة عن بيض غير ملقح في عيون سداسية كبيرة، إلا أن هذه الذكور و رغم صغر جسمها، فإنها تامة التكوين و تستطيع تلقيح الملكات ...
و تسمى هذا الشعالات في هذه الحالة بـ" الأمهات الكاذبات " les ouvrières pondeuses ...
و تعرف كل هذه الحالات الخاصة بظهور ذكور من " أمهات " غير ملقحات، باسم التوالد العذري: Parhénogénèse ، بمعنى: عذارى تلد.
و للحديث بقية ...
و الله تعالى أعلم و أحكم.
ـ[العرابلي]ــــــــ[12 Aug 2008, 06:20 م]ـ
بارك الله في الأخ لحسن بنلفقيه
وزاده الله علمًا وفضلا
وأحب أن يسمع مني هذه النكتة بصدر رحب
مكانها الأردن ... تذكرتها وأنا أقرأ ردود الأخ لحسن
كان الحاج مازن رحمه الله يقدم برنامج على الزراعة وغرس الأشجار لمدة طويلة على التلفزيون الأردني
وفي موسم رياضي غاب المعلق لعذر فطلب من الحاج مازن أن يعلق على المباراة
فأخذ يعلق ويقول انتقلت الكرة من فلان إلى فلان
صد الكره فلان
........ ز
......... ز
لقد اصدمت الكرة بالشجرة
الشجرة يا إخوان هي ثروة وطنية
الشجرة نستظل تحتها
وهي تعطينا الثمار
والشجرة يا إخوان رمز الخضرة والعطاء
أفاق الحاج مازن من حديثه عن الشجرة بصياح الجمهور لتسجيل أحد الفريقين هدفًا
فقال يبدو أن هناك هدفًا سجل ونحن نتحدث عن الشجرة
ما هي الشجرة يا إخوان .....
وهي يا إخوان .....
جزاك الله خيرًا أخي حسن
ونفعنا الله بما تبسطه من معرفتك
وزادك الله فضلا وعلمًا
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[21 Aug 2008, 01:33 ص]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
اطلعت على هذه النكتة اليوم ... و بعد أسبوع من عرضها
فمعذرة أيها الكريم ...
و أدعو الأخ الكريم إلى قراءة مشاركة
قادمة و شبيهة في ملف {الطلح و الموز} ...
و لا تبخل علينا بنكة في الموضوع ...
و في انتظار تبسيطك و تفصيلك لفقه " استعمال الجذور" ... اللغوية لا النباتية ...
أحيطك علما و من باب النكتة،أن " العراقة " [1] عندنا في المغرب، و العراقات ": رجال و نساء من الطبقة الشعبية الأمية غالبا، عندهم فقه في استعمال الجذور ... مهنتهم بيع " الجذور النباتية الطبية " ـ و هي العروق النباتية ـ في الأسواق الشعبية ... و بأثمنة بخسة ...
تقبل سلامي و تحياتي ...
ــــ
[1]: ينطق القاف كما ينطق الجيم في العامية المصرية.
ـ[سلسبيل]ــــــــ[24 Aug 2008, 03:02 م]ـ
فوائد جمة .. وموضوع قيم .. وحقائق علمية .. تتفق ولا تفترق مع المسطور
وهنا تكمن العظمة والآيات!!
عندما تتحدث الحقائق بما هو لدينا بين دفتي المصحف!
أما المؤمن فتزيده إيمانا على إيمانه
وقد ينير الله به من هو سائر في غيه (فحبذا ترجمته ونشره)
وأما المعاند والملحد فمعاند وملحد وإن رأى وإن سمع!!
بارك الله بكم دكتورنا الفاضل
رابط المدونة لا يعمل ليتكم تضعونه مرة أخرى عل وعسى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العرابلي]ــــــــ[24 Aug 2008, 06:52 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
اطلعت على هذه النكتة اليوم ... و بعد أسبوع من عرضها
فمعذرة أيها الكريم ...
و أدعو الأخ الكريم إلى قراءة مشاركة
قادمة و شبيهة في ملف {الطلح و الموز} ...
و لا تبخل علينا بنكة في الموضوع ...
و في انتظار تبسيطك و تفصيلك لفقه " استعمال الجذور" ... اللغوية لا النباتية ...
أحيطك علما و من باب النكتة،أن " العراقة " [1] عندنا في المغرب، و العراقات ": رجال و نساء من الطبقة الشعبية الأمية غالبا، عندهم فقه في استعمال الجذور ... مهنتهم بيع " الجذور النباتية الطبية " ـ و هي العروق النباتية ـ في الأسواق الشعبية ... و بأثمنة بخسة ...
تقبل سلامي و تحياتي ...
ــــ
[1]: ينطق القاف كما ينطق الجيم في العامية المصرية.
سلمت أخي لحسن بنلفقيه
وأدم الله سرورك
وزادك الله همة في عطائك
لك مني كل محبة وتقدير
ـ[العرابلي]ــــــــ[24 Aug 2008, 06:57 م]ـ
فوائد جمة .. وموضوع قيم .. وحقائق علمية .. تتفق ولا تفترق مع المسطور
وهنا تكمن العظمة والآيات!!
عندما تتحدث الحقائق بما هو لدينا بين دفتي المصحف!
أما المؤمن فتزيده إيمانا على إيمانه
وقد ينير الله به من هو سائر في غيه (فحبذا ترجمته ونشره)
وأما المعاند والملحد فمعاند وملحد وإن رأى وإن سمع!!
بارك الله بكم دكتورنا الفاضل
رابط المدونة لا يعمل ليتكم تضعونه مرة أخرى عل وعسى
بارك الله فيك وفي مرورك
وأرجو أن يسمع نداءك أحد ممن له القدرة على الترجمة ويفعلها.
لقد عملنا بنصيحتك بشأن الرابط
وأظنه الآن يعمل
فجزاك الله بكل خير وإحسان.
ـ[أبوالوليد السقطي الشهري]ــــــــ[06 Sep 2008, 07:18 ص]ـ
السلام عليكم:-
هذه أول مشاركة لي وسعيد جدا بهذه المناسبة ومشاركة جميلة جدا جدا.
فتح الله عليك.
ـ[العرابلي]ــــــــ[06 Sep 2008, 10:50 ص]ـ
السلام عليكم:-
هذه أول مشاركة لي وسعيد جدا بهذه المناسبة ومشاركة جميلة جدا جدا.
فتح الله عليك.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك ولك
وأهلا بك
وزادك الله من علمه وفضله
ـ[فيصل الغامدي]ــــــــ[08 Sep 2008, 01:52 ص]ـ
سبحان الله معجزات القرآن لاتنتهي ..... بارك الله فيكم ... ونحن في انتظار المزيد من ابحاثكم ..... وفقكم الله وسدد خطاكم ...
استاذي القدير ارسلت رسالة خاصة على البريد ارجوا الإطلاع ودمتم بحفظ الله ..
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[18 Sep 2008, 07:05 م]ـ
صراحةً. . . من أجمل المواضيع و المشاركات التي قرأتُها. (ابتسامة)
أحسنتم جميعكم، بارك الله فيكم
ـ[محمد خليل البركاني]ــــــــ[18 Sep 2008, 10:36 م]ـ
بارك الله فيك أخي العرابلي على المعلومات الطيبة حول سر إسم نبي الله عيسى عليه السلام.
و أشكر أيضا الاخ حسن بلفقيه على المعلومات التي زكى بها الموضوع.
بارك الله فيكم و نفع بكم.
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[18 Sep 2008, 11:51 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
الإخوة الكرام:
فيصل الغامدي،
يحي صالح،
محمد خليل البركاني،
مرحبا بكم بين إخوانكم و نفع بكم و بعلمكم إن شاء الله.
ـ[العرابلي]ــــــــ[30 Jan 2009, 12:23 ص]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
الإخوة الكرام:
فيصل الغامدي،
يحي صالح،
محمد خليل البركاني،
مرحبا بكم بين إخوانكم و نفع بكم و بعلمكم إن شاء الله.
وأضم إلى قائمة الأخوة
الأخ لحسن بن لفقيه
فبارك الله فيكم
وأحسن الله إليك
ـ[تسنيم]ــــــــ[01 Feb 2009, 12:14 ص]ـ
أثابكم الله طرح مميز
وجهود مباركة
فهل من مزيد؟
ـ[العرابلي]ــــــــ[01 Feb 2009, 01:28 ص]ـ
أثابكم الله طرح مميز
وجهود مباركة
فهل من مزيد؟
بارك الله فيك
وزادك الله من علمه وفضله
ـ[العرابلي]ــــــــ[01 Feb 2009, 01:40 ص]ـ
أثابكم الله طرح مميز
وجهود مباركة
فهل من مزيد؟
جزاك الله بكل خير
وزادك الله من علمه وفضله(/)
قصيدة: إلى الرحمن نخضع بالولاء
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[12 Aug 2008, 02:47 م]ـ
إلى الرحمن نخضع بالولاء
هنيئاً أمة الإسلام أنَّا=إلى الرحمن نخضع بالولاء
خلقنا في الحياة كنجم قطب=منازلنا بأطباق السماء
وسرنا في ركاب الحق ندعو=إلى العلياء نسمو بالوفاء
بذلنا في سبيل الله روحا=ونفسا لا تطلع للشقاء
فأسوتنا بموكبنا جميعا=رسول الله خير الأنبياء
وإنا أمة والخير فيها=مكين بالمحبة والحياء
وأخلاق الكرام وكل عدل=وهذا العدل سر في البقاء
مسيرتنا وشرفها إلهي=بخير منزَّلٍ للأتقياء
بقرآن كريم من تلاه=ينال الوصل من رب السماء
فيا أقطاب دعوتنا تعالوا=لننعم بالسعادة والهناء
بتطبيق الشريعة قي ربانا=وحفظ للصلاة مع الدعاء
وصوم الشهر في أركان حجٍ=وإيتاء الزكاة مع اللواء
لواء الحق أي توحيد ربي=وحب المصطفى أهل الثناء
وأما ذكرنا الرحمن دوما=فنهج للوصول .. للارتقاء
لجنات الخلود. وحق ربي=مصون في معاملة النساء
وصية سيدي خير البرايا=بهذا قد أتت للأصفياء
فخير الناس خيرهُمُ لأهلٍ=جمالُ المرءِ في صدق الوفاء
صلاة الله من قلبي وروحي=لخير مقدم في الأنبياء
حبيب الله أشرف من أتانا=بمفتاح السعادة والهناء
وآل البيت والأصحاب من هم=لقلبي في الحقيقة كالدواء
المدينة المنورة: 24/ 8 / 1424 هـ.(/)
ممكن وصف دقيق لمسجد الشيخ عبد الرحمن البراك؟؟
ـ[يزيد القديري]ــــــــ[12 Aug 2008, 10:28 م]ـ
السلام عليكم ..
أظن أسمه مسجد الخليفي بحي الفاروق إن ما كنت واهم ..
يا ليت تعطوني وصف دقيق لمسجد الشيخ ..
ويفضل أن يكون الوصف من شارع الستين وأنا وجهي جنوب ..
دمتم بخير.(/)
أكثر من 550 محاضرة دينية في مختلف المواضيع
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[13 Aug 2008, 08:56 ص]ـ
أكثر من 550 محاضرة دينية في مختلف المواضيع
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يمكنكم الآن الاستماع لمحاضرات الشيخ أيمن جبلاغي مباشرة عبر موقع بوابات اسلامية
الشيخ أيمن جبلاغي هو أحد الشيوخ القديرين وهو أمام وخطيب مسجد الحارثي في جدة
يتميز هذا الشيخ بعلمه الكبير بالإضافة لأسلوبه في المحاضرات وطريقة إعطاءها، أسلوبه يعتمد على السهولة وعميق الفكرة وغزارة المعلومات في نفس الوقت،فهو يعطيك صورة كاملة ويقوم بربط الأمور الدينية بسهولة يخاطب بها كل العقول والمستويات
أتمنى أن يجد هذا الشيخ القبول لديكم وأن تكون هذه المحاضرات مفيدة لي ولكم
ولا تنسونا من دعائكم والدعاء لهذا الشيخ الفاضل
يمكن الاستماع لهذه المحاضرات وتخزينها لديكم من خلال زيارة الموقع
http://islamicgates.com
ملاحظة المحاضرات مسجلة بصيغة WMA9 يمكنك الأستماع لها بواسطة
برنامج ويندوز ميدي بلير windows media player أخر أصدار
وفي حال عدم قدرتك للاستماع قم بتنزيل الملف التالي
http://islamicgates.com/_Download/WM9Codecs.exe
المحاضرات تحتوي على عدد كبير من الموضوعات) أكثر من 550 محاضرة (
Group_01_Tafser_alQuran
تفاسير لآيات من القرآن الكريم
قواعد تدبر القرآن
مقدمة عن التفسير
سورة الأحزاب
سورة الحجرات
سورة الإنسان
سورة المجادلة
سورة النور
سورة البقرة
سورة الفاتحة
تفاسير لآيات أخرى ..
Group_02
أبو زر الغفاري
الأولياء
ابن عباس
Group_03
يوم القيامة
الإيمان
الأنبياء
الملائكة
رسول الله
Group_04
أحكام الحج
المناهي
المحرمات
إحسان الصلاة
ترغيب وترهيب
الزكاة – الصدقة – الوصية
Group_05
آفات اللسان
الخلق
المعاملات
Group_06
المرأة المسلمة
التربية
بر الوالدين
Group_07
الدعاء
العمر
فضل العلم
رمضان
منقول
أقول أنا: صلاح محمد كرنبه
والشيخ أيمن بن معروف ساود جبلاغي
وهو اليوم في ضيافتي في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته الثاني
هو أخ حميم ودود وصديق قديم مخلص وعلامة شاب يسرني حضور دروسه
لما أجد فيها من الفائدة والنفع بارك الله جهوده الطيبة وسدد دائما إلى الحق الخير خطاه
ومما تجد الإشارة إليه أن جميع خطبه للجمعة وجميع دروسه مسجلة على الكاسيت
وقد شاع انتشارها حتى وصلت أقصي الأرض من أسيا وأفريقية وأوربا وأمريكا
وبلغت خطبه ودروسه الآلاف المؤلفة مع شدة تواضعه وحرصه على العلم والتحصيل
وهو خريج الجامعة الإسلامية كلية الحديث النبوي الشريف (بالمدينة المنورة)
وقد تخرج بعدها من معهد إعداد الخطباء والدعاة في مكة المكرمة وكان قبل هذا وذاك
يدرس في كلية العلوم (ر، ف، ك) سنة ثالثة في جامعة دمشق.
ولم يتم بل عدل إلى الدراسات الشرعية. وهو سباح وغواص ماهر كان يمارس هذه الهواية
وحصل على عدة شهادات فيها من أمريكا.
زرته مرة فخرجنا إلى الشاطئ في جدة فأخد معه ما يسمى (عدة الغوص)
وتركنا على الشاطئ ليلا وراح يغوص في أعماق البحر مدة (45 دقيقة)
فلما خرج قال: لم أجد لكم سمكا.
فهو صاحب علم ونكتة وفكاهة وروح رياضية؛ رشيق القد سمته حسن
من خالطه احبه محبا لعمل الخير يبذل فيه وسعه مع تواضع جم وعلم غزير
مجاز برواية حفص عن عاصم وله محاولات لجمع القراءات العشر من طريق الطيبة
نسأل الله عز وجل له التوفيق وأن ينفع به ويزيده من فضله إنه جواد كريم.
المدينة المنورة: 11/ 8 / 1429 هـ.
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[24 May 2009, 12:04 م]ـ
هنيئا لمن يستخرج العسل من كواير النحل
وجزاكم الله يا أهل المنتدى خيرا
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[25 May 2009, 08:25 م]ـ
و أنت - أخي الكريم - جزاك الله خيرًا
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[28 May 2009, 04:49 م]ـ
و أنت - أخي الكريم - جزاك الله خيرًا
بارك الله فيك ورسخ الله قدمك في دروب الحق
ونفعنا الله وإيك بكل علم نافع وحياك الله وبياك
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[27 Aug 2009, 05:18 م]ـ
لا تنسوا أحبتي الكرام الاستفادة من هذه الدرر الغوالي
في شهر البركات والخيرات شهر القرآن الكريم(/)
أقوال العلماء في حكم تتبع الرخص
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[14 Aug 2008, 01:56 م]ـ
أقوال العلماء في حكم تتبع الرخص
قال سليمان التيمي: " إن أخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله " قال أبو عمر ابن عبد البر: هذا إجماع لا أعلم فيه خلافاً "
جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 2/ 92، والإحكام لابن حزم 6/ 317، وسير أعلام النبلاء للذهبي 6/ 198، وحلية الأولياء لأبي نعيم 3/ 32، وتذكرة الحفاظ 1للذهبي 1/ 151، وتهذيب الكمال 12/ 11
، وإعلام الموقعين ج3/ص285.
وقال الأوزاعي: " من أخذ بنوادر العلماء خرج من الإسلام "
سنن البيهقي الكبرى رقم (20707) 10/ 211، وتذكرة الحفاظ للذهبي 1/ 180، تاريخ الإسلام للذهبي 9/ص491، 7/ 125، وإرشاد الفحول للشوكاني ص454.
وقال الأوزاعي: " من أخذ بنوادر العلماء فبفيه الحجر "
شعب الإيمان رقم (1923) 2/ 315،
وعن ابن مبارك أخبرني المعتمر بن سليمان قال رآني أبي وأنا أنشد الشعر فقال لي يا بني لا تنشد الشعر فقلت له يا أبت كان الحسن ينشد وكان ابن سيرين ينشد فقال لي أي بني إن أخذت بشر ما في الحسن وبشر ما في ابن سيرين اجتمع فيك الشر كله. الموافقات للشاطبي 4/ص169.
وقال بعض العلماء: "من تتبع الرخص فقد تزندق"
وقال الإمام أحمد: لو أن رجلا عمل بقول أهل الكوفة في النبيذ، وأهل المدينة في السماع (يعني الغناء) وأهل مكة في المتعة كان فاسقًا.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأبي بكر بن الخلال رقم (171) ص 206)، وإرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول للشوكاني ص 161)، وعون المعبود 13/ 187، وشرح قصيدة ابن القيم 2/ 524.
وقال الشاطبي: " فإذا صار المكلف في كل مسألة عنت له يتبع رخص المذاهب وكل قول وافق فيها هواه فقد خلع ربقة التقوى وتمادى في متابعة الهوى ونقض ما أبرمه الشارع وأخر ما قدمه ".
الموافقات للشاطبي 2/ 386 – 387.(/)
تعريف العلة لغة واصطلاحاً
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[14 Aug 2008, 02:42 م]ـ
تعريف العلة لغة:
عَلَّ - بلام مشددة مفتوحة -: فعل متعدٍ و لازمٌ، نقول فيهما: عَلَّ يَعُِلّ – بضم العين وكسرها - و مصدرهما: عَلاًّ وعَلَلاً.
وأَعلَّهُ اللهُ: أي: أصابه بعلة.
والعلة: المرض، عَلَّ واعتلّ، أي مرض، وصاحبها مُعتَلّ، فهو عليل، وهي حدث يشغل صاحبه عن وجهه، كأنَّ تلك العلة صارت شُغلاً ثانياً، منعه عن شغله الأول.
وعَلَّلَهُ بالشيء تعليلاً، أي: لهّاه به، كما يُعلَّل الصبيُّ بشيء من الطعام عن اللبن، والتعليل: سقيٌ بعد سقي، وجنيُ الثمرة مرة بعد أخرى، والتعليل: تبيين عِلة الشيء، وأيضاً ما يستدل به من العلة على المعلول، وعَلَّلَ الشيءَ: بَيّن علتَهُ وأَثبتَهُ بالدليل، فهو مُعلَّل (1).
قال الخطَّابي: ((والعُلالة مأخوذة من العَلّ، وهو الشرب الثاني بعد الأول، ومنه سُميت المرأة عَلّة؛ وذلك أنها تَعُلّ بعد صاحبتها، أي ينتقل الزوج إليها بعد الأخرى)) (2).
وذكر ابن فارس في عل: ثلاثة أصول صحيحة:
((أحدها: تكرار أو تكرير، و الثاني: عائق يعوق، و الثالث: ضعف في الشيء.
فالأول: العلل، و هو الشربة الثانية، و يقال: علل بعد نهل، ويقال: أعل القوم، إذا شربت إبلهم عللاً.
قال ابن الأعرابي في المثل: ما زيارتك إيانا إلا سوم عالة، أي: مثل الإبل التي تعل. وإنَّما قيل هذا؛ لأنها إذا كرر عليها الشرب، كان أقل لشربها الثاني.
والثاني:العائق يعوق، قال الخليل: العلة: حدث يشغل صاحبه عن وجهه، و يقال: اعتله كذا، أي اعتاقه، قال: فاعتله الدهر وللدهر علل.
والثالث: العلة المرض، وصاحبها معتل، قال ابن الأعرابي: عل المريض يعل، فهو عليل)) (3)
وزاد صاحب كتاب: " العلة وأجناسها عند المحدّثين " معنى رابعاً، هو التشاغل بالشيء والتلهي به، ويمكن أنْ يضم تحت الأصل الثاني.
والمعل: اسم مفعول من أعله: أنزل به علة فهو مُعَلٌّ، يقولون: لا أَعَلَّكَ اللهُ، أي لا أصابك بعلة، والحديث الذي اكْتُشِفَتْ فيه علةٌ قادحة هو مُعَلٌّ؛ لأنَّه ظهر أنَّه مصاب بتلك العلة (4).
وبهذا يتضح أنَّ أقرب المعاني اللغوية لمعنى العلة في اصطلاح المحدّثين هو المرض؛ وذلك لأنَّ الحديث الذي ظاهره الصحة، إذا اكتشف الناقد فيه علة قادحة، فإنَّ ذلك يمنع من الحكم بصحته.
تعريف العلة اصطلاحاً:
عرفها الحافظ ابن الصلاح بقوله: ((هي عبارة عن أسباب خفية، غامضة، قادحة، فيه)) (5).
وعرفها النووي بقوله: ((عبارة عن سبب غامض، قادح، مع أنَّ الظاهر السلامة منه)) (6).
فللعلة ركنان:
1 - سبب خفي غامض.
2 - قادح في السند أو المتن أو كليهما.
ولا يكون الحديث مُعَلاً إذا فقد أحد شرطيه.
الاصطلاح الذي يطلق على الحديث المصاب بعلة:
خاض (7) العلماء - قدامى ومُحْدَثينَ - في الاستعمال الصحيح لاسم المفعول للحديث الذي أصابته علة، والحقيقة أنَّ اسم المفعول يكون اشتقاقه من الأفعال الثلاثية وغيرها.
فمن الفعل الثلاثي يكون على زنة (مفعول) ويشتق من الفعل المبني للمجهول أو لما لم يُسمَّ فاعله، نحو: حُمِدَ فهو محمود، وعُلَّ فهو معلول.
أما من الفعل غير الثلاثي وهو الرباعي والخماسي وغيرهما، فيكون على وزن مضارعه مع إبدال حرف المضارعة ميماً مضمومة، وفتح ما قبل الآخر، نحو: أَعَلَّ فعل رباعي، وزن مضارعه يَعِلُّ، واسم المفعول منه مُعَلّ، والفعل عَلّل رباعي أيضاً، وزن مضارعه يعلل، واسم المفعول منه مُعَلَّل، والفعل اعتلّ خماسي، وزن مضارعه يَعْتَلّ، واسم المفعول منه مُعْتَلّ.
وتتفاوت نسبة استعمال العلماء لهذه التسميات، فالمعلول تسمية للحديث الذي أصابته علة استعمله المحدّثون واللغويون، فمن المحدّثين: البخاري، والترمذي، وابن عدي، والدارقطني، والحاكم وغيرهم، ومن اللغويين: الزجّاج، وابن القوطية، وقطرب، والجوهري، والمطرزي، وابن هشام وغيرهم .. ومن منكري هذه الصيغة ابن الصلاح فقد أنكرها بقوله: ((مرذول عند أهل العربية واللغة)) (8)، وقال النووي: ((هو لحن)) (9)، وقال العراقي في " ألفيته ": ((وسم ما بعلة مشمول معللاً ولا تقل معلول)) (10).
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنكره الفيروزأبادي بقوله: ((ولا تقل: معلول)) (11).
وتابع السيوطيُّ النوويَّ في تلحينه له ... (12)، وحكاية بعض أهل اللغة له، غير مخرج له عن كونه ضعيفاً، ولا سيما قد أنكره غير واحد من اللغويين كابن سيده، والحريري، وغيرهما.
ثم اعترض العراقي على التسمية بـ ((معلل)) فقال: ((والأحسن أنْ يقال فيه: ((معل)) بلام واحدة لا معلل؛ فإنَّ الذي بلامين يستعمله أهل اللغة بمعنى: ألهاه بالشيء و شغله به، من تعليل الصبي بالطعام، وأما بلام واحدة، فهو الأكثر في كلام أهل اللغة، وفي عبارة أهل الحديث أيضاً (13))).
وهاتان الصيغتان: (معلول) و (معلل) هما اللتان كثر الاعتراض عليهما، أما باقي الصيغ فصحيحة أفصحها (مُعَلّ).
ــــــــــــــــــــــ
(1) انظر: " العين "، و " المعجم الوسيط " مادة (عل)، و " الصحاح "، و " اللسان " مادة (علل).
(2) " غريب الحديث " للخطَّابي 1/ 75.
(3) " معجم مقاييس اللغة " مادة (عل).
(4) "لسان العرب " مادة (علل).
(5) " معرفة أنواع علم الحديث ": 187 بتحقيقي.
(6) " التقريب " المطبوع مع " التدريب " 1/ 252.
(7) أي: مشى وهذا من تشبيه المعقول بالمحسوس للإشارة إلى أنَّ المتكلم في ذلك كالخائض في الماء الماشي في غير مظنة المشي، وهذا إيذان وتنبيه على أنَّ الناس مضطربون في هذا التعريف، وانظر التعليق على " النكت الوفية " 1/ 92.
(8) " معرفة أنواع علم الحديث ": 186 بتحقيقي.
(9) " التقريب " المطبوع مع " تدريب الراوي " 1/ 251.
(10) " شرح التبصرة والتذكرة " 1/ 272 بتحقيقي.
(11) " القاموس المحيط " مادة (علل).
(12) انظر: " تدريب الراوي " 1/ 251.
(13) " التقييد والإيضاح ": 117، وعبارته في " شرح التبصرة والتذكرة " 1/ 273 بتحقيقي: ((والأجود في تسميته: المعل)) وقد عقب البقاعي على ذلك، فقال في " النكت الوفية " 1/ 499 بتحقيقي: ((يفهم أنَّ في استعمال معلل جودةً ما، وليس كذلك؛ فإنَّه لا يجوز أصلاً، فيحمل على أنَّ مراد الشيخ أنَّه أجود من المعلول)).(/)
فضائل شهر شعبان عطية من عطايا الرحمن (مطوية).
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[14 Aug 2008, 08:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
فضائل شهر شعبان عطية من عطايا الرحمن (مطوية).
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=145621
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[26 Jul 2009, 07:24 م]ـ
للفائدة، اللهم بلغنا رمضان.(/)
اعتقاد الأئمة الأربعة للدكتور محمد بن عبدالرحمن الخميس
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[15 Aug 2008, 09:42 ص]ـ
اعتقاد الأئمة الأربعة للدكتور محمد بن عبدالرحمن الخميس
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) ([1])
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيرا ونساءً واتقوا الله الذي تسآءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا) ([2])
(يا أيها آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما) ([3])
أما بعد فقد قمت ببحث موسع لنيل درجة الدكتوراه في أصول الدين عند الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى 0 وقد ضمنت المقدمة تلخيص عقيدة الأئمة الثلاثة مالك والشافعي وأحمد وقد طلب مني بعض الفضلاء إفراد عقيدة هؤلاء الثلاثة , ولاستكمال ذكر عقيدة الأئمة الأربعة , رأيت أن أضم إلى ما ذكرته في مقدمة بحثي تلخيص ما بستطه عن عقيدة الإمام أبي حنيفة رحمه الله في التوحيد والقدر والإيمان والصحابة وموقفه من علم الكلام.
والله أسأل أن يكون هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم وأن يوفقنا جميعاً لهدي كتابه والسير على سنة رسوله صلى الله عليه وسلم والله وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين محمد بن عبد الرحمن الخميس
المبحث الأول
بيان أن اعتقاد الأئمة الأربعة واحد في مسائل أصول الدين ما عدا مسألة الإيمان
اعتقاد الأئمة الأربعة – أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد رحمهم الله – هو ما نطق به الكتاب والسنة وما كان عليه الصحابة والتابعون لهم بإحسان وليس بين هؤلاء الأئمة ولله الحمد نزاع في أصول الدين بل هم متفقون على الإيمان بصفات الرب وأن القرآن كلام الله غير مخلوق , وأن الإيمان لا بد فيه من تصديق القلب واللسان , بل كانوا ينكرون على أهل الكلام من جهمية وغيرهم ممن تأثروا بالفلسفة اليونانية والمذاهب الكلامية .. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( ... ولكن من رحمة الله بعباده أن الأئمة الذين لهم في الأمة لسان صدق كالأئمة الأربعة وغيرهم ... كانوا ينكرون على أهل الكلام من الجهمية قولهم في القرآن والإيمان وصفات الرب , وكانوا متفقين على ما كان عليه السلف من أن الله يُرى في الآخرة وأن القرآن كلام الله غير مخلوق , وأن الإيمان لا بد فيه من تصديق القلب واللسان ... ) ([4])
وقال (إن الأئمة المشهورين كلهم يثبتون الصفات لله تعالى ويقولن: إن القرآن كلام الله ليس بمخلوق , ويقولون: إن الله يُرى في الآخرة , هذا مذهب الصحابة والتابعين لهم بإحسان من أهل البيت وغيرهم وهذا مذهب الأئمة المتبوعين مثل مالك بن أنس والثوري والليث بن سعد , والأوزاعي , وأبي حنيفة , والشافعي , وأحمد) ([5])
وسُئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن اعتقاد الشافعي فأجاب بقوله (اعتقاد الشافعي رضي الله عنه واعتقاد السلف الأمة كمالك والثوري والأوزارعي وابن المبارك وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه هو اعتقاد المشايخ المقتدى بهم كالفضيل بن عياض وأبي سليمان الداراني وسهل بن عبدالله التستري وغيرهم , فإنه ليس بين هؤلاء الأئمة وأمثالهم نزاع في أول الدين وكذلك أبوحنفية رحمه الله فإن الاعتقاد الثابت عنه في التوحيد والقدر ونحو ذلك موافق لاعتقاد هؤلاء واعتقاد هؤلاء هو ما كان عليه الصحابة والتابعون لهم بإحسان وهو ما نطق به الكتاب والسنة) ([6])
وهذا ما اختاره العلامة صديق حسن خان حيث يقول (فمذهبنا مذهب السلف إثبات بلا تشبيه وتنزيه بلا تعطيل وهو مذهب أئمة الإسلام كمالك والشافعي والثوري وابن المبارك والإمام أحمد ... وغيرهم فإنه ليس بين هؤلاء الأئمة نزاع في أصول الدين وكذلك أبو حنيفة رضي الله عنه فإن الاعتقاد الثابت عنه موافق لاعتقاد هؤلاء وهو الذي نطق به الكتاب والسنة ... ) ([7])
...
المبحث الثاني
عقيدة الإمام أبي حنيفة رحمه الله
(يُتْبَعُ)
(/)
أ – أقوال الإمام أبي حنيفة رحمه الله في التوحيد
أولاً: عقيدته في توحيد الله وبيان التوسل الشرعي وإبطال التوسل البدعي:
(1) قال أبوحنيفة رحمه الله (لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به والدعاء المأذون فيه المأمور به ما استفيد من قوله تعالى " ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون .. " ([8])) ([9])
(2) قال أبوحنيفة رحمه الله (يكره أن يقول الداعي أسألك بحق فلان أو بحق أنبيائك ورسلك وبحق البيت الحرام والمشعر الحرام) ([10])
(3) وقال أبوحنيفة (لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به وأكره أن يقول بمعاقد العز من عرشك) ([11])
ثانياً: قوله في إثبات الصفات والرد على الجهمية:
(4) وقال (لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين , وغضبه ورضاه صفتان من صفاته بلا كيف , وهو قول أهل السنة والجماعة وهو يغضب ويرضى ولا يقال: غضبه عقوبته ورضاه ثوابه , ونصفه كما وصف نفسه أحدٌ لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد , حيٌّ قادر سميع بصير عالم , يد الله فوق أيديهم ليست كأيدي خلقه ووجهه ليس كوجوه خلقه) ([12])
(5) وقال (وله يد ووجه ونفس , كما ذكره الله تعالى في القرآن , فما ذكره الله تعالى في القرآن من ذكر الوجه واليد والنفس و فهو له صفات بلا كيف ولا يقال إن يده قدرته أو نعمته , لأن فيه إبطال الصفة وهو قول أهل القدر والاعتزال) ([13])
(6) وقال (لا ينبغي لأحد أن ينطق في ذات الله بشيء بل يصفه بما وصف به نفسه ولا يقول فيه برأيه شيئاً تبارك الله وتعالى رب العالمين) ([14])
(7) ولما سئُل عن النزول الإلهي قال (ينزل بلا كيف) ([15])
(8) وقال أبو حنيفة (والله تعالى يدعى من أعلى لا من أسفل لأن الأسفل ليس من وصف الربوبية والألوهية في شيء) ([16])
(9) وقال (وهو يغضب ويرضى ولا يقال غضبه عقوبته ورضاه ثوابه) ([17])
(10) وقال (ولا يشبه شيئاً من الأشياء من خلقه ولا يشبه من خلقه لم ينزل ولا يزال بأسمائه وصفاته) ([18])
(11) وقال (وصفاته بخلاف صفات المخلوقين يعلم لا كعلمنا , ويقدر لا كقدرتنا , ويرى لا كرؤيتنا , ويسمع لا كسمعنا , ويتكلم لا ككلامنا) ([19])
(12) وقال (لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين) ([20])
(13) وقال (ومن وصف الله تعالى بمعنى من معاني البشر فقد كفر) ([21])
(14) وقال (وصفاته الذاتية والفعلية , أما الذاتية فالحياة والقدرة والعلم والكلام والسمع والبصر والإرادة , وأما الفعلية فالتخليق والترزيق والإنشاء والإبداع والصنع وغير ذلك من صفات الفعل لم يزل ولا يزال بأسمائه وصفاته) ([22])
(15) وقال (ولم يزل فاعلاً بفعله والفعل صفة في الأزل والفاعل هو الله تعال والفعل صفة في الأزل والمفعول مخلوق وفعل الله تعالى غير مخلوق) ([23])
(16) وقال (من قال لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض فقد كفر , وكذا من قال إنه على العرش ولا أدري العرش أفي السماء أم في الأرض) ([24])
(17) وقال للمرأة التي سألته أين إلهك الذي تعبده قال (إن الله سبحانه وتعالى في السماء دون الأرض , فقال له رجل: أرأيت قول الله تعالى (وهو معكم) ([25]) قال: هو كما تكتب للرجل إني معك وأنت غائب عنه) ([26])
(18) وقال كذلك (يد الله فوق أيديهم ليست كأيدي خلقه) ([27])
(19) وقال (إن الله سبحانه وتعالى في السماء دون الأرض فقال له رجل: أرأيت قول الله تعالى (وهو معكم) ([28]) قال: هو كما تكتب لرجل إني معك وأنت غائب عنه) ([29])
(20) وقال (قد كان متكلماً ولم يكن كلم موسى عليه السلام) ([30])
(21) وقال (ومتكلماً بكلامه والكلام صفة في الأزل) ([31])
(22) وقال (يتكلم لا ككلامنا) ([32])
(23) وقال (وسمع موسى عليه السلام كلام الله تعالى كما قال الله تعالى (وكلم الله موسى تكليماً) ([33]) وقد كان الله تعالى متكلماً ولم يكن كلم موسى عليه السلام) ([34])
(24) وقال (والقرآن كلام الله في المصاحف مكتوب وفي القلوب محفوظ , وعلى الألسن مقروء , وعلى النبي صلى الله عليه وسلم أُنزل) ([35])
(25) وقال (والقرآن غير مخلوق) ([36])
ب – أقوال الإمام لأبي حنيفة رحمه الله في القدر:
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) جاء رجل إلى الإمام أبي حنيفة يجادله في القدر فقال له (أما علمت أن الناظر في القدر كالناظر في عيني الشمس كلما إزداد نظراً إزداد تحيراً) ([37])
(2) يقول الإمام أبو حنيفة (وكان الله تعالى عالماً في الأزل بالأشياء قبل كونها) ([38])
(3) وقال (يعلم الله تعالى المعدوم في حالة عدمه معدوماً , ويعلم أنه كيف يكون إذا أوجده , ويعلم الله تعالى الموجود في حال وجوده موجوداً ويعلم كيف يكون فناؤه) ([39])
(4) يقول الإمام أبو حنيفة (وقدره في اللوح المحفوظ) ([40])
(5) وقال (ونقر بأن الله تعالى أمر بالقلم أن يكتب فقال القلم , ماذا أكتب يا رب؟ فقال الله تعالى: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة لقوله تعالى (وكل شيء فعلوه في الزبر وكل صغير وكبير مستطر) ([41])) ([42])
(6) وقال الإمام أبو حنيفة (ولا يكون في الدنيا ولا في الآخرة شيء إلا بمشيئته) ([43])
(7) ويقول الإمام أبو حنيفة (خلق الله الأشياء لا من شيء) ([44])
(8) وقال (وكان الله تعالى خالقاً قبل أن يخلق) ([45])
(9) وقال (نقر بأن العبد مع أعماله وإقراره ومعرفته مخلوق , فلما كان الفاعل مخلوقاً فأفعاله أولى أن تكون مخلوقة) ([46])
(10) وقال (جميع أفعال العباد من الحركة والسكون كسبهم والله تعالى خالقها وهي كلها بمشيئته وعلمه وقضائه وقدره) ([47])
(11) قال الإمام أبو حنيفة (وجميع أفعال العباد من الحركة والسكون كسبهم على الحقيقة والله تعالى خلقها وهي كلها بمشيئته وعلمه وقضائه وقدره , والطاعات كلها كانت واجبة بأمر الله تعالى وبمحبته وبرضاه وبعلمه وقضائه وتقديره ومشيئته لا بمحبته ولا برضائه ولا بأمره) ([48])
(12) وقال (خلق الله تعالى الخلق سليماً من الكفر والإيمان ([49]) ثم خاطبهم وأمرهم ونهاهم , فكفر من كفر بفعله وإنكاره وجحوده الحق بخذلان الله تعالى إياه , وآمن من آمن بفعله وإقراره وتصديقه بتوفيق الله تعالى ونصرته له) ([50])
(13) وقال (وأخرج ذرية آدم من صلبه على صور الذر , فجعلهم عقلاء فخاطبهم و أمرهم بالإيمان ونهاهم عن الكفر , فأقروا له بالربوبية فكان ذلك منهم إيماناً فهم يولدون على تلك الفطرة , ومن كفر كفر بعد ذلك فقد بدلّ وغيّر , ومن آمن وصدق فقد ثبت عليه وداوم) ([51])
(14) وقال (وهو الذي قدّر الأشياء وقضاها ولا يكون في الدنيا ولا في الآخرة شيء إلا بمشيئته وعلمه وقضائه وقدره , وكتبه في اللوح المحفوظ) ([52])
(15) وقال (لم يجبر أحداً من خلقه على الكفر ولا على الإيمان , ولكن خلقهم أشخاصاً والإيمان والكفر فعل العباد , ويعلم تعالى من يكفر في حال كفره كافراً , فإذا آمن بعد ذلك فإذا عَلِمه مؤمناً أحبه من غير أن يتغير علمه) ([53])
ج – أقوال الإمام أبي حنيفة رحمه الله في الإيمان
(1) قال (الإيمان هو الإقرار والتصديق) ([54])
(2) وقال (الإيمان إقرار باللسان وتصديق بالجنان والإقرار وحده لا يكون إيماناً) ([55]) ونقلها الطحاوي عن أبي حنيفة وصاحبيه ([56])
(3) وقال أبو حنيفة (والإيمان لا يزيد ولا ينقص) ([57]). قلت: قوله في عدم زيادة الإيمان ونقصانه وقوله في مسمى الإيمان وأنه تصديق بالجنان وإقرار باللسان وأن العمل خارج عن حقيقة الإيمان.
قوله هذا هو الفارق بين عقيدة الإمام أبي حنيفة في الإيمان وبين عقيدة سائر أئمة الإسلام مالك والشافعي وأحمد وإسحاق والبخاري وغيرهم والحق معهم , وقول أبي حنيفة مجانب للصواب وهو مأجور في الحالين , وقد ذكر ابن عبد البر وابن أبي العز ما يشعر أن أبا حنيفة رجع عن قوله والله أعلم ([58])
د – قول الإمام أبي حنيفة رحمه الله في الصحابة رضي الله عنهم
(1) قال الإمام أبو حنيفة (ولا نذكر أحداً من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم إلا بخير) ([59])
(2) وقال (ولا نتبرأ من أحد من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم , ولا نوالي أحداً دون أحد) ([60])
(3) ويقول (مقام أحدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة واحدة خير من عمل أحدنا جميع عمره وإن طال) ([61])
(4) وقال (نقر بأن أفضل هذه الأمة بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: أبو بكر الصديق ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضوان الله عليهم أجمعين) ([62])
(يُتْبَعُ)
(/)
(5) وقال (أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبوبكر وعمر وعثمان وعلي , ثم نكف عن جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بذكر جميل) ([63])
هـ - نهيه عن الكلام والخصومات في الدين
(1) قال الإمام أبو حنيفة (أصحاب الأهواء في البصرة كثير , ودخلتها عشرين مرة ونيفاً وربما أقمت بها سنة أو أكثر أو أقل ظاناً عِلْم الكلام أجل العلوم) ([64])
(2) وقال (كنت أنظر في الكلام حتى بلغت مبلغاً يشار إليّ فيه بالأصابع , وكنا نجلس بالقرب من حلقة حماد بن أبي سليمان فجآءتني امرأة فقالت: رجل له امرأة أمة أراد أن يطلقها للسنة كم يطلقها؟
فلم أرد أقول فأمرتها أن تسأل حماداً ثم ترجع فتخبرني فسألت حماداً فقال: يطلقها وهي طاهر من الحيض والجماع تطليقه ثم يتركها حتى تحيض حيضتين فإذا اغتسلت فقد حلّت للأزواج , فرجعت فأخبرني فقلت: لا حاجة لي في الكلام وأخذت نعلي فجلست إلى حماد) ([65])
(3) وقال (لعن الله عمرو بن عبيد فإنه فتح للناس الطريق إلى الكلام فيما لا ينفعهم في الكلام) ([66])
وسأله رجل وقال: ما تقول فيما أحدثه الناس في الكلام في الأعراض والأجسام , فقال (مقالات الفلاسفة عليك بالأثر وطريق السلف وإياك وكل محدثة فإنها بدعة) ([67])
(4) قال حماد ابن أبي حنيفة (دخل علي أبي – رحمه الله – يوماً وعندي جماعة من أصحاب الكلام ونحن نتناظر في باب , قد علت أصواتنا فلما سمعت حسَّه في الدار خرجت إليه فقال لي يا حماد من عندك؟ قلت , فلان وفلان وفلان , سَّميت من كان عندي و قال: وفيم أنتم؟ قلت: في باب كذا وكذا , فقال لي: يا حماد دع الكلام – قال: ولم أعهد أبي صاحب تخليط ولا ممن يأمر بالشيء ثم ينهى عنه. فقلت له: يا أبت ألست كنت تأمرني به , قال: بلى يا بني وأنا اليوم أنهاك عنه , قلت: ولم ذاك , فقال: يا بني إن هؤلاء المختلفين في أبواب من الكلام ممن ترى كانوا على قول واحد ودين واحد حتى نزغ الشيطان بينهم فألقى بينهم العداوة والاختلاف فتابينوا ... ) ([68])
(5) وقال أبو حنيفة لأبي يوسف (إيّاك أن تكلم العامة في أصول الدين من الكلام فإنهم يقلدونك فيشتغلون بذلك) ([69])
هذه طائفة من أقواله – رحمه الله – وما يعتقده في مسائل أصول الدين وموقفه من الكلام والمتكلمين.
المبحث الثالث
عقيدة الإمام مالك بن أنس رحمه الله
أ – قوله رحمه الله في التوحيد
(1) اخرج الهروي عن الشافعي قال: سئل مالك عن الكلام والتوحيد , فقال مالك (محال أن يظن النبي صلى الله عليه وسلم , انه علم أمته الاستنجاء ولم يعلمهم التوحيد , والتوحيد ما قاله النبي صله الله عليه وسلم (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا اله إلا الله) ([70]) فما عصم به المال والدم حقيقة التوحيد) ([71])
(2) وأخرج الدارقطني عن الوليد بن مسلم قال (سألت مالكاً والثوري والأوزاعي والليث بن سعد عن الأخبار في الصفات فقالوا أمروها فجاءت) ([72])
(3) وقال ابن عبد البر (سئُل أيُرى الله يوم القيامة؟ فقال: نعم يقول الله عز وجل (وجوه يومئذٍ ناضرة إلى ربها ناظرة) ([73]). وقال لقوم آخرين (كلاّ إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون) ([74])) ([75])
وأورد القاضي عياض في ترتيب المدارك ([76]) عن ابن نافع ([77]) وأشهب ([78]) قالا: وأحدهم يزيد على الآخر يا أبا عبدالله (وجوه يومئذٍ ناضرة إلى ربها ناظرة) ينظرون إلى الله؟ قال: نعم يأعينهم هاتين , فقلت له: فإن قوماً يقولون لا ينظر إلى الله , إن ناظرة بمعنى منتظرة إلى الثواب قال: كذبوا بل ينظر إلى الله أما سمعت قول موسى عليه السلام (رب أرني أنظر إليك) ([79]) أفترى موسى سأل ربه محالاً؟ فقال (لن تراني) ([80]) أي في الدنيا لأنها دار فناء , ولا ينظر ما يبقى بما يفنى , فإذا صاروا إلى دار البقاء نظروا بما يبقى وقال الله (كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون) ([81])
(يُتْبَعُ)
(/)
(4) وأخرج أبو نعيم عن جعفر بن عبد الله قال (كنا عند مالك بن أنس فجاءه رجل فقال: يا أبا عبد الله , الرحمن على العرش استوى كيف استوى؟ فما وجد ([82]) مال من شيء ما وجد من مسألته , فنظر إلى الأرض وجعل ينكت في يده حتى علاه الرحضاء – يعني العرق – ثم رأسه ورمى العود وقال (الكيف منه غير معقول , والاستواء منه غير مجهول , والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وأظنك صاحب بدعة وأمر به فأخرج) ([83])
(5) وأخرج أبونعيم عن يحيي بن الربيع قال (كنت عند مالك بن أنس ودخل عليه رجل فقال يا أبا عبدالله , ما تقول فيمن يقول القرآن مخلوق؟ فقال مالك: زنديق ([84]) فاقتلوه , فقال: يا أبا عبدالله إنما أحكي كلاماً سمعته , فقال: لم أسمعه من أحد إنما سمعته منك , وعظم هذا القول) ([85])
(6) وأخرج ابن عبدالبر عن عبدالله بن نافع قال (كان مالك بن أنس يقول من قال القرآن مخلوق يوجع ضرباً ويحبس حتى يتوب) ([86])
(7) وأخرج أبو داوود عن عبدالله بن نافع قال (قال مالك: الله في السماء وعلمه في كل مكان) ([87])
ب – قوله رحمه الله في القدر:
(1) أخرج أبونعيم عن ابن وهب ([88]) قال (سمعت مالكاً يقول لرجل: سألتني أمس عن القدر؟ قال: نعم , قال: إن الله تعالى يقول (ولو شئنا لآتينا كل نفسٍ هُداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجِنة والناس أجمعين) ([89]) فلا بد أن يكون ما قال الله تعالى) ([90])
(2) وقال القاضي عياض (سئُل الإمام مالك عن القدرية: مَن هم؟ قال: ما خلق المعاصي , وسئُل كذلك عن القدرية؟ قال: هم الذين يقولون إن الاستطاعة إليهم إن شاءوا أطاعوا وإن شاءوا عصوا) ([91])
(3) واخرج ابن أبي عاصم عن سعيد بن عبدالجبار قال (سمعت مالك بن أنس يقول: رأيي فيهم أن يستتابوا فإن تابوا وإلا قتلوا – يعني القدرية -) ([92])
(4) وقال ابن عبد البر (قال مالك: ما رأيت أحداً من أهل القدر إلا أهل سخافة وطيش وخفة) ([93])
(5) وأخرج ابن أبي عاصم عن مروان بن محمد الطاطري , قال (سمعت مالك بن أنس يسأل عن تزويج القدري؟ فقرأ (ولعبد مؤمن خيرٌ من مُشرك) ([94]) ... ) ([95])
(6) وقال القاضي عياض (قال مالك: لا تجوز شهادة القدري الذي يدعو ([96]) ولا الخارجي ولا الرافضي) ([97])
(7) وقال القاضي عياض (سُئل مالك عن أهل القدر أنكف عن كلامهم؟ قال: نعم إذا كان بما هو عليه , وفي رواية أخرى قال: لا يصلي خلفهم ولا يقبل عنهم الحديث وإن وافيتموهم في ثغر فأخرجوهم منه) ([98])
ج – قوله رحمه الله في الإيمان:
(1) أخرج ابن عبدالبر عن عبدالرزاق بن همام قال (سمعت ابن جريج ([99]) وسفيان والثوري ومعمر بن راشد وسفيان بن عيينه ومالك بن أنس يقولون: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص) ([100])
(2) وأخرج أبونعيم عن عبدالله بن نافع قال (كان مالك بن أنس يقول: الإيمان قول وعمل) ([101])
(3) وأخرج ابن عبدالبر عن أشهب بن عبدالعزيز قال (قال مالك: فقام الناس يصلون نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً , ثم أُمروا بالبيت الحرام فقال الله تعالى (وما كانَ الله لِيُضيع إيمانكم) ([102]) أي صلاتكم إلى بيت المقدس , قال مالك: وإني لأذكر بهذه قول المرجئة: إن الصلاة ليست من الإيمان) ([103])
د – قوله رحمه الله في الصحابة:
(1) أخرج أبونعيم عن عبدالله العنبري ([104]) قال (قال مالك بن أنس: من تَنَقَّصَ أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , أو كان في قلبه عليهم غِل , فليس له حق في فيء المسلمين , ثم تلا قوله تعالى (والذينَ جاءوُا من بعدِهِم يَقولون رَبَّنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قُلوبنا غِلاً) ([105]). فمن تنقصهم أو كان في قلبه عليهم غِل , فليس له في الفيء حق) ([106])
(2) وأخرج أبو نعيم عن رجل من ولد الزبير ([107]) قال (كنا عند مالك فذكروا رجلاً يَتَنقَّص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقرأ مالك هذه الآية (مُحمدٌ رسوُل الله والذين معهُ أشداء – حتى بلغ – يُعجب الزُّراع ليغيظ بهم الكفار) ([108]). فقال مالك (من أصبح في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته الآية) ([109])
(يُتْبَعُ)
(/)
(3) وأورد القاضي عياض عن أشهب بن عبدالعزيز قال (كنا عند مالك إذ وقف عليه رجل من العلويين وكانوا يقبلون على مجلسه فناداه: يا أبا عبدالله فأشرف له مالك , ولم يكن إذا ناداه أحد يجيبه أكثر من أن يشرف برأسه , فقال له الطالبي: إني أريد أن أجعلك حجة فيما بيني وبين الله , إذا قدمت عليه فسألني , قلت له: مالك قال لي.
فقال له: قُل.
فقال: من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟.
قال: أبو بكر , قال العلوي: ثم مَن؟ قال مالك: ثم عمر. قال العلوي: ثم مَن؟ قال: الخليفة المقتول ظلماً , عثمان. قال العلوي: والله لا أجالسك أبداً. قال له مالك: فالخيار لك) ([110])
هـ - نهيه رحمه الله عن الكلام والخصومات في الدين:
(1) أخرج ابن عبد البر عن مصعب بن عبد الله الزبيري ([111]) قال (كان مالك بن أنس يقول: الكلام في الدين أكرهه ولم يزل أهل بلدنا يكرهونه وينهون عنه , نحو الكلام في رأي جهم والقدر وكل ما أشبه ذلك , ولا يحب الكلام إلا فيما تحته عمل , فأما الكلام في دين الله وفي الله عز وجل فالسكوت أَحَبُّ إليَّ لأني رأيت أهل بلدنا ينهون عن الكلام في الدين إلا فيما تحته عمل) ([112])
(2) وأخرج أبو نعيم عن عبد الله بن نافع قال (سمعت مالكاً يقول: لو أن رجلاً ركب الكبائر كلها بعدَ ألا يشرك بالله ثم تخلّى من هذه الأهواء والبدع – وذكر كلاماً – دخل الجنة) ([113])
(3) وأخرج الهروي عن إسحاق بن عيسى ([114]) قال (قال مالك: من طلب الدين بالكلام تزندق ومن طلب المال بالكيمياء أفلس ومن طلب غريب الحديث كذب) ([115])
(4) وأخرج الخطيب أن إسحاق بن عيسى قال (سمعت مالك بن أنس يعيب الجدال في الدين ويقول: كلما جاءنا رجل أجدل من رجل أرادنا أن نرد ما جاء به جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم) ([116])
(5) وأخرج الهروي عن عبد الرحمن بن مهدي قال (دخلت على مالك وعنده رجل يسأله فقال: لعلك من أصحاب عمرو بن عبيد و لعن الله عمرو بن عبيد فإنه ابتدع هذه البدعة من الكلام , ولو كان الكلام علماً لتكلَّم فيه الصحابة والتابعون كما تلكموا في الأحكام والشرائع) ([117])
(6) وأخرج الهروي عن أشهب بن عبد العزيز قال (سمعت مالكاً يقول: إيّاكم والبدع , قيل يا أبا عبد الله , وما البدع؟ قال: أهل البدع الذين يتكلمون في أسماء الله وصفاته وكلامه وعِلْمه وقدرته ولا يسكتون عمّا سكت عنه الصحابة والتابعون لهم بإحسان) ([118])
(7) وأخرج أبو نعيم عن الشافعي قال (كان مالك بن أنس إذا جاءه بعض أهل الأهواء قال: أما إني على بيّنة من ربي وديني وأما أنت فشاكٌ فاذهب إلى شاكِّ فخاصمه) ([119])
(8) روى ابن عبد البر عن محمد بن أحمد بن خويز منداد الخلاف: قال مالك لا تجوز الإجارات من كتابه الأهواء والبدع والتنجيم وذكر كتباً ثم قال: وكتب أهل الأهواء والبدع عند أصحابنا هي كتب أصحاب الكلام من المعتزلة وغيرهم وتفسخ إجازة في ذلك) ([120])
فهذه لمحات من موقف الإمام مالك وأقواله في التوحيد والصحابة والإيمان وعِلم الكلام وغيره.
المبحث الرابع
عقيدة الإمام الشافعي رحمه الله
أ – قوله رحمه الله في التوحيد
(1) أخرج البيهقي عن الربيع بن سليمان قال (قال الشافعي: من حلف بالله أو باسم من أسمائه فحنث فعليه الكفارة , ومن حلف بشيء غير الله مثل أن يقول الرجل والكعبة وأبي وكذا وكذا ما كان , فحنث فلا كفارة عليه ويمين , ومثل ذلك قوله لعمري .. لا كفارة عليه ويمين بغير الله فهي مكروهة منهي عنها من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الله عز وجل نهاكم أن تحلفوا بآبائكم , فمن كان حالفاً فليحلف بالله أو ليسكت) ([121]) ... ) ([122])
وعلل الشافعي ذلك بأن أسماء الله غير مخلوقة , فمن حلف باسم الله فحنث فعليه الكفارة) ([123])
(2) وأورد ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية عن الشافعي أنه قال (القول في السُّنة التي أنا عليها ورأيت أصحابنا عليها أهل الحديث الذين رأيتهم وأخذت عنهم مثل سفيان ومالك وغيرهما الإقرار بشادة أن لا إله إلا الله , وأن محمداً رسول الله وأن الله تعالى على عرشه في سمائه يَقرُب من خلقه كيف شاء وأن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء) ([124])
(يُتْبَعُ)
(/)
(3) وأورد الذهبي عن المزني قال (قلت: إن كان أحد يخرج ما في ضميري وما تعلق به خاطري من أمر التوحيد فالشافعي , فصرت إليه وهو في مسجد مصر , فلما جثوتُ بين يديه قلت: هجس في ضميري مسألة في التوحيد فعلمت أن أحداً لا يعلم علمك فما الذي عندك؟ فغضب ثم قال: أتدي أين أنت؟ قلت نعم. قال: هذا الموضع الذي أغرق الله فيه فرعون , أَبَلغَك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالسؤال عن ذلك؟ قلت: لا قال: هل تكلم فيه الصحابة؟ قلت: لا , قال: ندري كم نجماً في السماء؟ قلت: لا , قال: فكوكب منها تعرف جنسه , طلوعه , أفوله , ممَ خُلق؟ قلت: لا , قال: فشيء تراه يعينك من الخلق لست تعرفه تتكلم في علم خالقَه؟ ثم سألني عن مسألة في الوضوء فأخطأت فيها ففرعها على أربعة أوجه فلم أصب في شيء منه فقال: شيء تحتاج إليه في اليوم خمس مرات تدع علمه وتتكلف علم الخالق إذ هجس في ضميرك ذلك فارجع إلى قول الله تعالى (وإلهُكُم إلهٌ واحدٌ لا إله إلا هو الرحمن الرحيم. إنَّ في خلق السموات والأرض) ([125]). فاستدل بالمخلوق على الخالق ولا تتكلف على ما لم يبلغه عقلك) ([126])
(4) وأخرج ابن عبد البر عن يونس بن عبد الأعلى ([127]) قال (سمعت الشافعي يقول: إذا سمعت الرجل يقول الاسم غير المسمى أو الشيء غير الشيء فاشهد عليه بالزندقة) ([128])
(5) وقال الشافعي في كتابه الرسالة (والحمد لله .. الذي هو كما وصف به نفسه وفوق ما يصفه به خلقه) ([129])
(6) وأورد الذهبي في السير عن الشافعي أن قال (نثبت هذه الصفات التي جاء بها القرآن ووردت بها السُّنة وننفي التشبيه عنه كما نفى عن نفسه فقال (ليس كَمِثْلِه شيء) ([130]) .. ) ([131])
(7) وأخرج ابن عبد البر عن الربيع بن سليمان قال (سمعت الشافعي يقول في قول الله عز وجل (كلاّ إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجُوبون) ([132]). أعلمنا بذلك أن ثم قوماً غير مجموبين ينظرون إليه لا يضامون في رؤيته) ([133])
(8) وأخرج اللالكائي عن الربيع بن سليمان قال (حضرت محمد بن إدريس الشافعي جاءته رقعة من الصعيد فيها: ما تقول في قوله تعال (كلاّ إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجُوبون) قال الشافعي: فلما حجبوا هؤلاء في السخط كان هذا دليلاً على أنه يرونه في الرضا. قال الربيع: قلت: يا أبا عبدالله وبه تقول؟ قال: نعم به أدين الله) ([134])
(9) وأخرج ابن عبد البر عن الجارودي ([135]) قال (ذكر عند الشافعي إبراهيم بن إسماعيل بن عليه ([136]) فقال: أنا مخالف له في كل شيء وفي قول لا إله إلا الله لست أقول كما يقول أنا أقول: لا إله إلا الله الذي كلّم موسى عليه السلام تكليماً من وراء حجاب وذاك يقول لا إله إلا الله الذي خلق كلاماً اسمعه موسى من وراء حجاب) ([137])
(10) وأخرج اللالكائي عن الربيع بن سليمان , قال الشافعي (من قال القرآن مخلوق فهو كافر) ([138])
(11) وأخرج البيهقي عن أبي محمد الزبيري قال (قال رجل للشافعي أخبرني عن القرآن خالق هو؟ قال الشافعي: اللهم لا. قال: فمخلوق؟ قال الشافعي: اللهم لا. قال: فغير مخلوق؟ قال الشافعي: اللهم نعم. قال: فما الدليل على انه غير مخلوق؟ فرفع الشافعي رأسه وقال: تُقر بأن القرآن كلام الله , قال: نعم. قال الشافعي: سبقت في هذه الكلمة قال الله تعالى ذكره (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله) ([139]) , (وكَلَّم الله موسى تكلما) ([140]). قال الشافعي: فتقر الله بأن الله كان وكان وكلامه؟ أو كان الله ولم يكن كلامه؟ فقال الرجل: بل كان الله وكان كلامه. قال: فتبسّم الشافعي وقال: يا كوفيون إنكم لتأتوني بعظيم من القول إذا كنتم تقرون بأن الله كان قبل القبل وكان كلامه فمن أين لكم الكلام: إن الكلام الله , أو سوى الله , أو غير الله , أو دون الله؟ قال: فسكت الرجل وخرج) ([141])
(يُتْبَعُ)
(/)
(12) وقد جزء الاعتقاد المنسوب للشافعي – من رواية أبي طالب العشاري ([142]) ما نصّه قال: وقد سُئل عن صفات الله عز وجل وما ينبغي أن يؤمن به , فقال (لله تبارك وتعالى أسماء وصفات جاء بها كتابه وخبر بها نبيه صلى الله عليه وسلم , أمته لا يسع ([143]) أحداً من خلق الله عز وجل قامت لديه ([144]) الحجة إن القرآن نزل به وصحيح عنده ([145]) قول النبي صلى الله عليه وسلم , فيما روى عنده العدل خلافه ([146]) فإن خالف ذلك بعد ثبوت الحجة عليه فهو كافر بالله ([147]) عز وجل , فأما قبل ثبوت الحجة عليه من جهة الخبر فمعذور بالجهل لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل ولا بالدراية ([148]) والفكر ونحو ذلك أخبار الله عز وجل أنه سميع وأن له يدين بقوله عز وجل (بل يداه مبسوطتان) ([149]) وأن له يميناً بقوله عز وجل (والسموات مطويات بيمينه) ([150]) , وإن له وجهاً بقوله عز وجل (كل شيء هالك إلا وجهه) ([151]) , وقوله (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) ([152]) وأن له قدماً بقوله صلى الله عليه وسلم (حتى يضع الرب عز وجل فيها قدمه) ([153]) يعني جهنم لقوله صلى الله عليه وسلم , للذي قتل في سبيل الله عز وجل أنه (لقي الله عز وجل وهو يضحك إليه) ([154]) وأنه يهبط كل ليلة إلى السماء الدنيا بخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم , بذلك وأنه ليس بأعور لقول النبي صلى الله عليه وسلم إذ ذكر الدجال فقال (إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور) ([155]) وإن المؤمنين يرون ربهم عز وجل يوم القيامة بأبصارهم كما يرون القمر ليلة البدر وأنه له إصبعاً بقوله صلى الله عليه وسلم (ما من قلب إلا هو بين أصبعين من أصابع الرحمن عز وجل) ([156])
وإن ([157]) هذه المعاني التي وصف الله عز وجل بها نفسه ووصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم , لا يدرك ([158]) حقه ([159]) ذلك بالفكر والدراية ([160]) ولا يكفر بجهلها أحد إلا بعد انتهاء الخبر إليه وإن ([161]) كان الوارد بذلك خبراً يقوم في الفهم مقام المشاهدة في السماع (وجبت الدينونة) ([162]) على سامعه بحقيقته والشهادة عليه كما عاين وسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولكن نثبت ([163]) هذه الصفات وننفي ([164]) التشبيه كما نفى ذلك عن نفسه تعالى ذكره فقال (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) ([165]) .. ) ([166]) خر الاعتقاد.
ب- قوله رحمه الله في القدر
(1) أخرج البيهقي عن الربيع بن سليمان , قال (سُئل الشافعي عن القدر فقال:
ما شئت كان وإن لم أشأ ... وما شئت إن لم تشأ لم يكن
خلقت العباد على ما علمت ... ففي العلم يجري الفتى والمسن
على ذا مننت وهذا خذلت ... وهذا أعنت وذا لم تعن
فمنهم شقي ومنهم سعيد ... ومنهم قبيح ومنهم حسن ([167])
(2) أورد البيهقي في مناقب الشافعي أن الشافعي قال (إن مشيئة العباد هي إلى الله تعالى ولا يشاءون إلا أن يشاء الله ربُّ العالمين , فإن الناس لم يخلقوا أعمالهم وهي خلق من خلق الله تعالى أفعال العباد وإن القدر خيره وشره من الله عز وجل , وإن عذاب القبر حق , ومساءلة القبور حق , والبعث حق , والحساب حق , والجنة والنار حق , وغير ذلك مما جاءت به السُّنن) ([168])
(3) واخرج اللالكائي عن المزني قال (قال الشافعي: تدري ما القدري؟ الذي يقول إن الله لم يخلق الشيء حتى عمل به) ([169])
(4) وأورد البيهقي عن الشافعي حيث قال (القدرية الذين قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم (هم مجوس هذه الأمة) ([170]) الذين يقولون إن الله لا يعلم المعاصي حتى تكون) ([171])
(4) وأخرج البيهقي عن الربيع بن سليمان عن الشافعي أنه كان يكره الصلاة خلف القدري ([172])
ج – قوله رحمه الله في الإيمان
(1) أخرج ابن عبد البر عن الربيع قال (سمعت الشافعي يقول: الإيمان قول وعمل واعتقاد بالقلب , ألا ترى قول الله عز وجل (وما كان الله ليضيع إيمانكم) ([173]) , يعني صلاتكم إلى بيت المقدس فسمى الصلاة إيماناً وهي قول وعمل وعقد) ([174])
(2) وأخرج البيهقي عن الربيع بن سليمان قال (سمعت الشافعي يقول: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص) ([175])
(يُتْبَعُ)
(/)
(3) وأخرج البيهقي عن أبي محمد الزبيري قال (قال رجل للشافعي أي الأعمال عند الله أفضل؟ قال الشافعي: ما لا يقبل عملاً إلا به , قال: وما ذاك؟ قال الإيمان بالله الذي لا إله إلا هو , أعلى الأعمال درجة , وأشرفها منزلة , وأسناها حظاً. قال الرجل ألا تخبرني عن الإيمان: قول وعمل , أو قول بلا عمل؟ قال الشافعي: الإيمان عمل لله والقول بعض ذلك العمل , قال الرجل: صف لي ذلك حتى أفهمه و قال الشافعي: إن للإيمان حالات ودرجات وطبقات فمنها التام المنتهي تمامه , والناقص البينِّ نقصانه , والراجح الزائد رجحانه , قال الرجل: وإن الإيمان لا يتم وينقص ويزيد؟ قال الشافعي: نعم , قال: وما الدليل على ذلك؟ قال الشافعي: إن الله جلّ ذكره فرض الإيمان على جوارح بني آدم , فقسّمه فيها, وفرّقه عليها. فليس من جوارحه جارحة إلا وقد ولكت من الإيمان بغير ما وكلت به أختها بفرض من الله تعالى: فمنها: قلبه الذي يعقل به , ويفقه ويفهم وهو أمير بدنه الذي لا ترد الجوارح ولا تصدر إلا عن رأيه وأمره.
ومنها: عيناه اللتان ينظر بهما , وأُذناه اللتان يسمع بهما , ويداه اللتان يبطش بهما , ورجلاه اللتان يمشي بهما , وفرجه الذي الباهُ من قبله ولسانه الذي ينطق به , ورأسه الذي فيه وجهه.
فرض على القلب غير ما فرض على اللسان , وفرض على السمع غير ما فرض على العينين , وفرض على اليدين غير ما فرض على الرجلين , وفرض على الفرج غير ما فرض على الوجه.
فأما فرض الله على القلب من الإيمان: فالإقرار والمعرفة والعقد والرضا والتسليم بأن الله لا إله إلا هو وحده لا شريك له , لم يتخذ صاحبةً ولا ولداً , وأن محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله , والإقرار بما جاء من عند الله من نبي أو كتاب فذلك ما فرض الله جل ثناؤه على القلب وهو عمله (إلا من أُكره وقلبُه مطمئن بالإيمان ولكن مَن شرح بالكُفر صدراً) ([176]) وقال (ألا بذكر الله تطمئن القُلوب) ([177]) وقال (مِنَ الذي آمنوا بأفواههم ولم تُؤمن قُلُوُبُهُم) ([178]) , وقال (وإن تُبدوا ما في أنفسكم أو تُخفوه يُحاسبكم به الله) ([179]) , فذلك ما فرض الله على القلب من الإيمان , وهو عمله , وهو رأس الإيمان.
وفرض (الله) على اللسان: القول والتعبير عن القلب بما عقد وأقرّ به , فقال في ذلك (قُولُوا آمنا بالله) ([180]). وقال (وقُولوا للناس حُسنا) ([181]) فذلك ما فرض الله على اللسان من القول , والتعبير عن القلب , وهو عمله , والفرض عليه من الإيمان.
وفرض الله على (السمع): أن يتنزه عن الاستماع إلى ما حرّم الله , وأن يُبغض عما نهى الله عنه , فقال في ذلك (وقد نزّل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يُكفر بها ويُستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم) ([182]) ثم استثنى موضع النسيان , فقال جلّ وعزّ (وإما يُنسينّك الشيطان) أي: فقعدت معهم (فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين) ([183]) , وقال (فبشر عبد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هو أولوا الألباب) ([184]) , وقال (قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون) إلى قوله (للزكاة فاعلون) ([185]) , وقال (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه) ([186]) , وقال (وإذا مروا باللغو مروا كراماً) ([187]) فذلك ما فرض الله , جلّ ذكره , على السمع من التنزيه عمّا لا يحل له , وهو عمله وهو من الإيمان.
(وفرض على العينين) ألا ينظر بهما إلى ما حرّم الله , وأن يغضهما عمّا نهاه عنه , فقال تبارك وتعالى , في ذلك (قُل للمؤمنين يَغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم) ([188]) الآيتين: أن ينظر أحدهم إلى فرج أخيه و ويحفظ فرجه من أن يُنظر إليه.
وقال: كل شيء من حفظ الفرج , في كتاب الله , فهو من الزنا إلا هذه الآية فإنها في النظر.
فذلك ما فرض الله على العينين من غضّ البصر , وهو عملهما وهو من الإيمان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم أخبرنا عمّا على القلب والسمع والبصر , في آية واحدة , فقال و سبحانه وتعالى في ذلك (ولا تقف ما ليس له به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً) ([189]) قال: يعني وفرض على الفرج: أن لا يهتكه بما حّرم الله عليه (والذين هُم لفروجهم حافظون) ([190]) , وقال (وما كنت تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم) ([191]) الآية يعني بالجلود: الفروج والأفخاذ فذلك ما فرض الله على الفروج من حفظهما عمّا لا يحل له , وهو عملهما.
(وفرض على اليدين) ألا يبطش بهما إلى ما حرّم الله تعالى , وأن يبطش بهما , إلى ما أمر الله من الصدقة وصلة الرحم , والجهاد في سبيل الله , والطهور للصلوات , فقال في ذلك (يا أيها الذين آمنوا إذا قُمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم إلى المرافق) ([192]) إلى آخر الآية , وقال (فإذا لقيتم الذي كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منّا بعد وإما فداء) ([193]) لأن الضرب , والحرب , وصلة الرحم , والصدقة من علاجها.
(وفرض على الرجلين) ألا يمشي بهما إلى ما حرّم الله , جلّ ذكره , فقال في ذلك (ولا تمش في الأرض مرحاً إنّك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً) ([194])
(وفرض على الوجه) السجود لله بالليل والنهار , ومواقيت الصلاة , فقال في ذلك (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تُفلحون) ([195]) , وقال (وأن المساجد لله فلا تدعوا من الله أحداً) ([196]) يعني المساجد: ما يسجد عليه ابن آدم في صلاته , من الجبهة وغيرها.
قال: فذلك ما فرض الله على هذه الجوارح.
وسمىّ الطهور والصلوات إيماناً في كتابه , وذلك حين صرف الله تعالى , وجه نبيه صلى الله عليه وسلم من الصلاة إلى بيت المقدس , وأمره بالصلاة إلى الكعبة. وكان المسلمون قد صلّوا إلى بيت المقدس ستة عشر شهراً , فقالوا: يا رسول الله , أرأيت صلاتنا التي كنا نصليها إلى بيت المقدس , ما حالها وحالنا؟
فأنزل الله تعالى (وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس برءوف رحيم) ([197]) فسمّى الصلاة إيماناً , فمن لقي الله حافظاً لصلواته , حافظاً لجوارحه , مؤدياً بكل جارحة من جوارحه ما أمر الله به وفرض عليها – لقي الله مستكمل الإيمان من أهل الجنة , ومن كان لشيء منها تاركاً متعمداً مما أمر الله به – لقي الله ناقص الإيمان. قال: وقد عرفت نقصانه وإتمامه , فمن أين جاءت زيادته؟
قال الشافعي: قال الله جلّ ذكره (وَإذا ما أنْزلت سُورةٌ فَمِنْهُم مَنْ يقولُ أيُّكُم زَادَتْهُ هذه إيماناً فأما الذين آمنوا فزادتْهُم إيماناً وهُم يَستَبشرون. وأمَّا الذين في قُلوبهم مَرَضٌ فزادتْهُم رجساً إلى رجسهم وماتوا وهُم كافرون) ([198]) وقال (إنَّهم فتيةٌ آمنوا بِربِّهم وزدناهم هُدى) ([199])
قال الشافعي: ولو كان هذا الإيمان كله واحداً لا نقصان فيه ولا زيادة – لم يكن لأحد فيه فضل , واستوى الناس , وبطل التفضيل. ولكن بتمام الإيمان دخل المؤمنون الجنة , وبالزيادة في الإيمان تفاضل المؤمنون بالدرجات عند الله (في الجنة) وبالنقصان من الإيمان دخل المُفرِّطون النار.
قال الشافعي: إن الله جل وعز , سابق بين عباده كما سُوبق بين الخيل يوم الرهان. ثم إنهم على درجاتهم من سبق عليه , فجعل كل امرىء على درجة سبقه , لا ينقصه فيها حقه , ولا يُقدّم مسبوق على سابق , ولا مفضول على فاضل. وبذلك فضل أول هذه الأمة على آخرها. ولو لم يكن لما سبق إلى الإيمان فضل على من أبطأ عنه – للحق آخر هذه الأمة بأولها) ([200])
د – قوله رحمه الله في الصحابة:
(1) أورد البيهقي عن الشافعي أنه قال (أثنى الله تبارك وتعالى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن والتوراة والإنجيل وسبق لهم على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفضل ما ليس لأحد بعدهم , فرحهم الله , وهنأهم بما أتاهم في ذلك ببلوغ أعلى منازل الصديقين والشهداء والصالحين , فهم أدوا إلينا سُنن رسول الله صلى الله عليه وسلم , وشاهدوه والوحي ينزل عليه , فعلموا ما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم عاماً وخاصاً وعزماً وإرشاداً , وعرفوا من سُنّته ما عرفنا وجهلنا , وهو فوقنا في كل علم واجتهاد , وورع وعقل , وأمر استدرك به علم
(يُتْبَعُ)
(/)
واستنبط به وآراؤهم لنا أحمد وأولى بنا منت آرائنا عندنا لأنفسنا والله أعلم) ([201])
(2) وأخرج البيهقي عن ربيع بن سليمان قال (سمعت الشافعي يقول في التفضيل: أبوبكر وعمر وعثمان وعلي) ([202])
(3) وأخرج البيهقي عن محمد بن عبدالله بن عبدالحكم ([203]) قال (سمعت الشافعي يقول: أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم , أبوبكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي – رضي الله عنهم -) ([204])
(4) وأخرج الهروي عن يوسف بن يحيي البويطي قال (سألت الشافعي أأصلي خلف الرافضي؟ قال: لا تصل خلف الرافضي ولا القدري ولا المرجئ. قلت: صفهم لنا , قال: من قال: الإيمان قول فهو مرجئ , ومن قال: إن أبابكر وعمر ليسا بإمامين فهو رافضي , ومن جعل المشيئة إلى نفسه فهو قدري) ([205])
هـ - نهيه رحمه الله عن الكلام والخصومات في الدين:
(1) أخرج الهروي عن الربيع بن سليمان قال (سمعت الشافعي يقول: ... لو أن رجلاً أوصى بكتبه من العلم لآخر , وكان فيها كتب الكلام , لم تدخل في الوصية لأنه ليس من العِلْم) ([206])
(2) وأخرج الهروي عن الحسن الزعفراني قال (سمعت الشافعي يقول: ما ناظرت أحداً في الكلام إلا مرة وأنا أستغفر الله من ذلك) ([207])
(3) وأخرج الهروي عن الربيع بن سليمان قال (قال الشافعي: لو أردت أن أضع على كل مخالف كتاباً كبيراً لفعلت , ولكن ليس الكلام من شأني , ولا أحب أن ينسب إليّ منه شيء) ([208])
(4) وأخرج ابن بطة عن أبي ثور قال (قال لي الشافعي: ما رأيت أحداً ارتدى شيئاً من الكلام فأفلح) ([209])
(5) وأخرج الهروي عن يونس المصري قال (قال الشافعي: لأن يبتلي الله المرء بما نهى الله عنه خلا الشرك بالله خير من أن يبتليه بالكلام) ([210])
فهذه أقوال الإمام الشافعي رحمه الله في مسائل أصول الدين , وهذا موقفه من عِلْم الكلام.
المبحث الخامس
عقيدة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله
أ – قوله رحمه الله في التوحيد
(1) جاء في طبقات الحنابلة ([211]) (إن الإمام أحمد سُئل عن التوكل , فقال: قطع الاستشراق بالإياس من الخلق)
(2) وجاء في كتاب المحنة ([212]) لحنبل أن الإمام أحمد قال (لم يزل الله عز وجل متكلماً والقرآن كلام الله عز وجل غير مخلوق وعلى كل جهة , ولا يوصف الله بشيء أكثر مما وصف به نفسه عز وجل)
(3) وأورد ابن أبي يعلى عن أبي بكر المروزي قال (سألت أحمد بن حنبل عن الأحاديث التي تردها الجهمية في الصفات والرؤية والإسراء وقصة العرش فصححها وقال: تلقتها الأمة بالقبول وتمرّ الأخبار كما جاءت) ([213])
(4) قال عبد الله بن أحمد في كتاب السُّنَّة: إن أحمد قال (من زعم أن الله لا يتكلم فهو كافر إلا أننا نروي هذه الأحاديث كما جاءت) ([214])
(5) وأخرج اللالكائي عن حنبل ([215]) أنه سأل الإمام أحمد عن الرؤية فقال (أحاديث صحاح نؤمن بها ونقر , وكل ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم , بأسانيد جيدة نؤمن به ونقر) ([216])
(6) وأورد ابن الجوزي من المناقب كتاب أحمد بن حنبل لمسدد ([217]) وفيه (صفوا الله بما وصف به نفسه , وانفوا عن الله ما نفاه عن نفسه .. ) ([218])
(7) جاء في كتاب الرد على الجهمية للإمام أحمد قوله (وزعم – جهم بن صفوان – أن من وصف الله بشيء مما وصف به نفسه في كتابه أو حدّث عن رسوله كان كافراً وكان من المشبهة) ([219])
(8) وأورد ابن تيمية في " الدرء " قول الإمام أحمد (نحن نؤمن بأن الله على العرش كيف شاء وكما شاء بلا حدّ ولا صفة يبلغها واصف أو يحده أحد , فصفات الله منه وله وهو كما وصف نفسه لا تدركه الأبصار) ([220])
(9) وأورد ابن أبي يعلى عن أحمد أنه قال (من زعم أن الله لا يرى في الآخرة فهو كافر مكذب بالقرآن) ([221])
(10) وأورد ابن أبي يعلى عن عبدالله بن أحمد قال (سألت أبي عن قوم يقولون: لما كلّم الله موسى لم يتكلم بصوت فقال أبي: تكلم الله بصوت وهذه الأحاديث نرويها كما جاءت) ([222])
(11) وأخرج اللالكائي عن عبدوس بن مالك العطار قال (سمعت أبا عبدالله أحمد بن حنبل يقول ( ... والقرآن كلام الله وليس بمخلوق ولا تضعف أن تقول ليس بمخلوق فإن كلام الله منه وليس منه شيء مخلوق) ([223])
ب – قوله رحمه الله في القدر
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) أورد ابن الجوزي في المناقب كتاب أحمد بن حنبل لمسدد وفيه (ويؤمن بالقدر خيره وشره وحلوه ومُرّه من الله) ([224])
(2) وأخرج الخلال عن أبي بكر المروزي قال (سُئل أبو عبدالله فقال: الخير والشر مقدر على العباد؟ فقيل له: الله خلق الخير والشر , قال: نعم , الله قدره) ([225])
(3) وجاء في كتاب السنة للإمام أحمد قوله (والقدر خيره وشره وقليله وكثيره , وظاهره وباطنه , وحلوه ومُرّه , ومحبوبه ومكروهه , وحسنه وسيئه , وأوله وآخره من الله قضاء قضاه على عباده وقدر قدره , ولا يعدو واحد منهم مشيئة الله عزّ وجل ولا يجاوز قضاءه) ([226])
(4) وأخرج الخلال عن محمد بن أبي هارون عن أبي الحارث قال (سمعت أبا عبدالله يقول: فالله عزّ وجل قدر الطاعة والمعاصي , وقدّر الخير والشر , ومن كتب سعيداً فهو سعيد ومن كتب شقياً فهو شقي) ([227])
(5) قال عبد الله بن أحمد سمعت أبي وسأله علي بن جهم عمن قال بالقدر يكون كافراً؟ قال (إذا جحد العلم إذا قال: إن الله لم يكن عالماً حتى خلق علماً فعلم فجحد علم الله فهو كافر) ([228])
(6) قال عبد الله بن أحمد (سألت أبي مرة أخرى عن الصلاة خلف القدري , فقال: إن كان يخاصم فيه ويدعو إليه فلا تصل خلفه) ([229])
ج – قوله رحمه الله في الإيمان
(1) أورد ابن أبي يعلى عن أحمد قال (من أفضل خصال الإيمان الحب في الله والبغض في الله) ([230])
(2) وأورد ابن الجوزي عن ا؛ مد قال (الإيمان يزيد وينقص كما جاء في الخبر (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً) ([231]) ... ) ([232])
(3) وأخرج الخلال عن سليمان بن أشعث ([233]) قال (إن أبا عبدالله قال: الصلاة والزكاة والحج والبر من الإيمان والمعاصي تنقص الإيمان) ([234])
(4) قال عبدالله بن أحمد (سألت أبي عن رجل يقول: الإيمان قول وعمل , يزيد وينقص ولكن لا يستثني أمرجىء؟ قال: أرجو ألا يكون مرجئاً. سمعت أبي يقول: الحجة على ما لا يستثني قول رسول صلى الله عليه وسلم لأهل القبور (وإنا إن شاء الله بكم لاحقون) ([235]) ... ) ([236])
(5) قال عبد الله بن أحمد (سمعت أبي – رحمه الله – سُئل عن الإرجاء فقال: نحن نقول: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص , إذا زنى وشرب الخمر نقص إيمانه) ([237])
د – قوله رحمه الله في الصحابة
(1) جاء في كتاب السنة للإمام أحمد ما يأتي (ومن السُّنَّة ذكر محاسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , كلهم أجمعين , والكف عن ذكر مساوئهم والخلاف الذي شجر بينهم , فمن سبّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , أو أحداً منهم فهو مبتدع , رافضي خبيث , مجلف , لا يقبل الله من صرفاً , ولا عدلاً , بل حبهم سُنَّة والدعاء لهم قربة , والاقتداء بهم وسيلة والأخذ بآثارهم فضيلة). ثم قال (ثم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الأربعة خير الناس , ولا يجوز لأحد أن يذكر شيئاً من مساوئهم ولا يطعن على أحد منهم بعيب ولا بنقص , فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه وعقوبته , ليس له أن يعفو عنه) ([238])
(2) أورد ابن الجوزي رسالة أحمد إلى مسدد وفيها (وأن تشهد للعشرة أنهم في الجنة أبوبكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وسعيد وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة بن الجراح ومن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم , شهدنا له بالجنة) ([239])
(3) قال عبد الله بن أحمد (سألت أبي عن الأئمة فقال: أبوبكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي) ([240])
(4) وقال عبد الله بن أحمد (سألت أبي عن قوم يقولون: إن علياً ليس بخليفة , قال هذا قول سوء ردي) ([241])
(5) وأورد ابن الجوزي عن أحمد قال (من لم يثبت الخلافة لعلي فهو أضل من حمار أهله) ([242])
(6) وأورد ابن أبي يعلى عن أحمد قال (من لم يربع علي بن أبي طالب الخلافة فلا تكلموه , ولا تناكحوه) ([243])
هـ - نهيه رحمه الله عن الكلام والخصومات في الدين
(1) أخرج ابن بطة عن أبي بكر المروزي قال (سمعت أبا عبدالله يقول: من تعاطى الكلام لم يفلح ومن تعاطى الكلام لم يخل أن يتجهم) ([244])
(2) وأورد ابن عبد البر في جامع بيان العلم عن أحمد قال (إنه لا يفلح صاحب كلام أبداً ولا تكاد ترى أحداً نظر في الكلام إلا وفي قلبه دغل) ([245])
(يُتْبَعُ)
(/)
(3) وأخرج الهروي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال (كتب أبي إلى عبيد الله بن يحيي بن خاقان ([246]): لست بصاحب كلام , ولا أرى الكلام في شيء من هذا , إلا ما كان في كتاب الله أو في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم , فأما غير ذلك فإن الكلام فيه غير محدود) ([247])
(4) واخرج ابن الجوزي عن موسى بن عبدالله الطرسوسي قال (سمعت أحمد بن حنبل يقول: لا تجالسوا أهل الكلام وإن ذبوا عن السنة) ([248])
(5) وأخرج ابن بطة عن أبي الحارث الصايغ قال (من أحب الكلام لم يخرج من قلبه , ولا ترى صاحب الكلام يفلح) ([249])
(6) وأخرج ابن بطة عن عبيد الله بن حنبل قال (حدثني أبي قال: سمعت أبا عبدالله يقول: عليكم بالسنة والحديث وينفعكم الله به , وإيّاكم والخوض والجدال والمراء فإنه لا يفلح من أحب الكلام , وكل من أحدث كلاماً لم يكن آخر أمره إلا إلى بدعة , لأن الكلام لا يدعو إلى خير , ولا أحب الكلام ولا الخوض ولا الجدال , وعليكم بالسُّنن والآثار والفقه الذي تنتفعون به , ودعوا الجدال وكلام أهل الزيغ والمراء , أدركنا الناس ولا يعرفون هذا , ويجانبون أهل الكلام وعاقبة الكلام لا تؤول إلى خير , أعاننا الله وإياكم من الفتن وسلّمنا وإياكم من كل هلكة) ([250])
(7) أورد ابن بطة في الإبانة عن أحمد قال (إذا رأيت الرجل يحب الكلام فاحذروه) ([251])
فهذه أقواله رحمه الله في مسائل أصول الدين وهذا موقفه من علم الكلام
الخاتمة
ظهر لنا مما تقدم تطابق أقوال الأئمة الأربعة , واتفاقها لأن عقيدتهم واحدة , ما عدا مسألة الإيمان التي انفرد بها الإمام أبوحنيفة. وع ذلك قيل إنه رجع عنها.
فهذه العقيدة هي الجديرة بأن تجمع المسلمين على كلمة سواءٍ وتعصمهم من التفرق في الدين لأنها مستمدة من كتاب الله وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم , فقليل من الناس من يفقه عقيدة هؤلاء الأئمة ويعرفها حق المعرفة ويفهمها حق الفهم فقد شاع أن هؤلاء الأربعة مفوضون لا يعرفون من النص إلا مجرد قراءته وكأن الله ما أنزل الوحي إلا عبثا.
وقد قال تعالى (كتابٌ أنزلناه مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب) ([252])
وقال تعالى (وإنه لتزيل ربُّ العالمين نزلّ به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذزين بلسان عربي مبين) ([253])
وقال تعالى (إنّا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون) ([254])
فالله تعالى أنزل الكتاب لتدبر آياته والاتعاظ به , وأخبر أنه أنزله بلسان عربي مبين ليعقل الناس معناه ويفهموه , وإذا كان الله نزله لتدبر آياته بلسان عربي مبين فإنه يلزم أن يكون معناه مُيسراً علمه لمن نزل إليهم بمقتضى ذلك اللسان , ثم إنه لو لم يكن معناه يمكن علمه لكان إنزاله عبثاً إذ لا فائدة من كلمات تنزل على قوم هي عندهم بمنزلة الحروف المهملة التي لا معنى لها ,
فهذا القول جناية على عقيدة الصحابة والتابعين والأئمة من بعدهم ورمي بها هم منه براء. فهم يعرفون معاني نصوص الوحي ويفقهونها لقربهم من عهد النبوة , بل هم أحق الناس بذلك وهم يتعبدون لله بعبادات فهموها من دلالة الكتاب والسنة واعتقدوها حقاً وشرعاً من عند الله تعالى , فإذا فهموا الطريق الموصل لمعبودهم فكيف لا يعرفون معبودهم بصفات الكمال ولا يعقلون معاني النصوص التي عرف الله بها عباده بنفسه.
الحاصل أن عقيدة الأئمة الأربعة هي العقيدة الصحيحة التي جاءت في الكتاب والسنة من منبع صافٍ لا تشوبه شائبة التأويل والتعطيل أو التشبيه أو التمثيل , فالمعطل والمشبه لم يفهم من الصفات الإلهية إلا ما لا يليق بالمخلوقين وهذا خلاف ما فطر الله عليه العباد من أنه ليس كمثله شيء في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله.
والله أسأل أن ينفع بهذه الرسالة المسلمين وأن يجمعهم على عقيدة واحدة وطريقة واحدة , عقيدة الكتاب والسنة وهدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم وسنته , والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وصلى الله علي نبينا محمد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ الحواشي
1) سورة آل عمران 102
[2]) سورة النساء 1
[3]) سورة الأحزاب 70 - 71
[4]) كتاب الإيمان ص350 - 351 دار الطباعةالمحمدية , تعليق الهراس
[5]) منهاج السنة 2/ 106
[6]) مجموع الفتاوى 5/ 256
[7]) قطف الثمر ص47 - 48
(يُتْبَعُ)
(/)
[8]) سورة الأعراف 180
[9]) الدر المختار من حاشية رد المحتار 6/ 396 - 397
[10]) شرح العقيدة الطحاوية ص234 , وإتحاف السادة المتقين 2/ 285 , وشرح الفقه الأكبر للقاري ص198
[11]) كره الإمام أبوحنيفة ومحمد بن الحسن أن يقول الرجل بدعاءه " اللهم إني أسألك بمعقد العز من عرشك " لعدم وجود النص في الإذن به , وأما أبويوسف فقد جوزه لوقوفه على نص من السنة وفيه أن النبي صلى الله عليه سلم كان من دعائه " اللهم إني أسألك بمعقاد العز من عرشك ومنتهى الرحمة من كتابك " .. وهذا الحديث أخرجه البيهقي في كتاب الدعوات الكبيرة كما في البناية 9/ 382 ونصب الرابة 4/ 272 , وفي إسناده ثلاثة أمور قادحة:
1 - عدم سماع داوود بن أبي عاصم لابن مسعود
2 - عبدالملك بن جريج مدلس ويرسل
3 - عمر بن هارون متهم بالكذب من أجل ذلك قال ابن الجوزي كما في البناية 9/ 382 (وهذا حديث موضوع بلا شك وإسناده محبط كما ترى) انظر تهذيب التهذيب 3/ 189 , 6/ 405 , 7/ 501 , وتقريب 1/ 520
[12]) الفقه الأبسط ص56
[13]) الفقه الأكبر ص302
[14]) شرح العقيدة الطحاوية 2/ 427. تحقيق د. التركي , جلاء العينين ص368
[15]) عقيدة السلف أصحاب الحديث ص42 ط دار السلفية , الأسماء والصفات للبيهقي ص456 وسكت عليه الكوثري ,وشرح العقيدة الطحاوية ص245 , تخريج الألباني وشرح الفقه الأكبر للقاري ص60
[16]) الفقه الأبسط ص51
[17]) الفقه الأبسط ص56 , وسكت عليه محقق الكتاب الكوثري
[18]) الفقه الأكبر ص301
[19]) الفقه الأكبر ص302
[20]) الفقه الأبسط ص56
[21]) العقيدة الطحاوية بتعليق الألباني ص25
[22]) الفقه الأكبر ص301
[23]) الفقه الأكبر ص301
[24]) الفقه الأبسط ص46 , ونقل نحو هذا اللفظ شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى 5/ 48 , وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية ص139 , والذهبي في العلو ص101 - 102 , وابن قدامة في العلو ص116 , وابن أبي العز في شرح الطحاوية ص301
[25]) سورة الحديد 4
[26]) الأسماء والصفات ص429
[27]) الفقه الأبسط ص56
[28]) سورة الحديد 4
[29]) الأسماء والصفات 2/ 170
[30]) الفقه الأكبر ص302
[31]) الفقه الأكبر ص301
[32]) الفقه الأكبر ص302
[33]) سورة النساء 164
[34]) الفقه الأكبر ص302
[35]) الفقه الأكبر ص301
[36]) الفقه الأكبر ص301
[37]) قلائد عقود العيان (ق-77 - ب)
[38]) الفقه الأكبر ص302 , 30
[39]) الفقه الأكبر ص302 , 303
[40]) الفقه الأكبر ص302
[41]) سورة القمر 52 - 53
[42]) الوصية مع شرحها ص21
[43]) الفقه الأكبر ص302
[44]) الفقه الأكبر ص302
[45]) الفقه الأكبر ص304
[46]) الوصية مع شرحها ص14
[47]) الفقه الأكبر ص303
[48]) الفقه الأكبر ص303
[49]) الصواب: خلق الله تعالى الخلق على فطرة الإسلام كما سيبينه أبو حنيفة في قوله الآتي
[50]) الفقه الأكبر ص302 - 303
[51]) الفقه الأكبر ص302
[52]) الفقه الأكبر ص302
[53]) الفقه الأكبر ص303
[54]) الفقه الأكبر ص304
[55]) كتاب الوصية مع شرحها ص2
[56]) الطحاوية وشرحها ص360
[57]) كتاب الوصية مع شرحها ص3
[58]) التمهيد لابن عبد البر9/ 247 , شرح العقيدة الطحاوية ص395
[59]) الفقه الأكبر ص304
[60]) الفقه الأبسط ص40
[61]) مناقب أبي حنيفة للمكي ص76
[62]) الوصية مع شرحها ص14
[63]) كما في النور اللامع مع (ق199 - ب) عنه
[64]) مناقب أبي حنيفة للكردي ص137
[65]) تاريخ بغداد 13/ 333
[66]) ذم الكلام للهروي ص28 - 31
[67]) ذم الكلام للهروي (194/ ب)
[68]) مناقب أبي حنيفة للمكي ص183 - 184
[69]) مناقب أبي حنيفة للمكي ص373
[70]) أخرجه البخاري كتاب الزكاة باب وجوب الزكاة (3/ 263) ح (1399) , ومسلم كتاب الإيمان باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا اله إلا الله محمد رسول الله (1/ 51) ح (324) , والنسائي كتاب الزكاة باب مانع الزكاة (5/ 14) ح (2443) , جميعهم من طريق عبيدا لله بن عبيد اللجن عتبة بن مسعود عن أبى هريرة أخرجه أبو داود كتاب الجهاد باب على ما يقاتل المشركون (3/ 101) ح (2640) من طريق أبى صالح عن أبي هريرة
[71]) ذم الكلام (ق-210)
[72]) أخرج هذا الأثر الدارقطني في الصفات ص75 , والآجري في الشريعة ص314 والبيهقي في الاعتقاد ص118 , وابن عبدالبر في التمهيد 7/ 149
(يُتْبَعُ)
(/)
[73]) سورة القيامة 22
[74]) سورة المطففين 15
[75]) الانتقاء ص36
[76]) 2/ 42
[77]) الذي يروي عن الإمام مالك باسم ابن نافع رجلان , أما الأول فهو عبد لله بن نافع بن ثابت الزبيري أبو كر المدني قال عنه ابن حجر (صدوق مات سنة 216هـ) وأما الثاني فهو عبد لله بن نافع بن أبي نافع المخزومي مولاهم أبو محمد المدني قال عنه ابن حجر (ثقة صحيح الكتاب في حفظه لينّ مات سنة 206هـ وقيل بعدها)
[78]) هو أشهب بن عبد لعزيز بن داوود القيسي أبو عمر المصري قال عنه ابن حجر (ثقة فقيه مات سنة 204هـ) تقريب التهذيب 1/ 80 , وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 1/ 35
[79]) سورة الأعراف 143
[80]) سورة الأعراف 143
[81]) سورة المطففين 15
[82]) جاء في لسان العرب 3/ 446 (وجد عليه في الغضب يجد ويجدّ وجداً مَوْجِدَة ووجداناً وفي حديث الإيمان أني سائلك فلا تجد عليّ , أي لا تغضب من سؤالي)
[83]) الحلية 6/ 325 , 326 - وأخرجه أيضاً الصابوني في عقيدة السلف أصحاب الحديث ص17 - 18 , من طريق جعفر بن عبد لله عن مالك وابن عبد لبر في التمهيد 7/ 151 من طريق عبدالله بن نافع عن مالك والبيهقي في الأسماء والصفات ص408 من طريق عبدالله بن وهب عن مالك قال الحافظ بن حجر في الفتح 13/ 406 – 407 إسناده جيد وصححه الذهبي في العلو ص103.
[84]) الزنديق: كلمة معربة عن الفارسية استعملها المسلمون أولا في الدلالة على القائلين بالأصلين النور والظلمة على مذهب المانوية وغيرهم ثم اتسع معناها عندهم فشمل الدهريين والملحدين وسائر أصحاب المعتقدات الضالة بل أطلق على المتشككين وكل متحرر عن أحكام الدين فكراً وعملا. انظر الموسوعة المُيسرة1/ 929 , وتاريخ الإلحاد لعبدالرحمن بدوي ص14 - 32
[85]) الحلية 6/ 325 واخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 1/ 249 , من طريق أبي محمد يحيى بن خلف عن مالك , وأورده القاضي عياض في ترتيب المدارك 2/ 44
[86]) الانتقاء ص35
[87]) رواه أبو داوود في مسائل الإمام أحمد ص263 , وأخرجه عبدالله بن أحمد في السنة ص11 الطبعة القديمة , وابن عبدالبر في التمهيد 7/ 138
[88]) هو عبدالله بن وهب القرشي مولاهم المصري قال عنه ابن حجر (الفقيه ثقة حافظ عابد مات سنة197 هـ) تقريب التهذيب 1/ 460
[89]) سورة السجدة 13
[90]) الحلية 6/ 326
[91]) ترتيب المدارك 2/ 48 , وانظر أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 2/ 701
[92]) السنة لابن أبي عاصم 1/ 87 - 88 , وأخرجه أيضاً أبونعيم في الحلية 6/ 326
[93]) الانتقاء ص34
[94]) سورة البقرة 221
[95]) السنة لابن أبي عاصم 1/ 88 , الحلية 6/ 326
[96]) يدعو إلى بدعته
[97]) ترتيب المدارك 2/ 47
[98]) ترتيب المدارك 2/ 47
[99]) هو عبدالملك بن عبدالعزيز بن جريج الرومي الأموي مولاهم المكي. قال عنه الذهبي (الإمام الحافظ فقيه الحرم أبو الوليد) مات سنة 150هـ تذكرة الحفاظ 1/ 169 , وانظر ترجمته في تاريخ بغداد 10/ 400
[100]) الانتقاء ص34
[101]) الحلية 6/ 327
[102]) سورة البقرة 143
[103]) الانتقاء ص34
[104]) هو عبدالله بن سوار بن عبدالله العنبري البصري القاضي , قال عنه ابن حجر (ثقة مات سنة228هـ) وقيل غير ذلك. تقريب التهذيب 1/ 421 , وتهذيب التهذيب 5/ 248
[105]) سورة الحشر 10
[106]) الحلية 6/ 327
[107]) الذي تتلمذ على مالك وسمع منه من ولد الزبير بن العوام هو عبدالله بن نافع بن ثابت بت عبدالله بن الزبير بن العوام , وقد تقدم التعريف به , ومصعب بن عبدالله بن مصعب , وسيأتي التعريف به.
[108]) سورة الفتح 29
[109]) الحلية 6/ 327
[110]) ترتيب المدارك 2/ 44 - 45
[111]) هو مصعب بن عبدالله بن مصعب بن ثابت بن عبدالله بن الزبير ابن العوام الأسدي المدني نزيل بغداد قال عنه ابن حجر (صدوق عالم بالنسب مات سنة 236هـ) تقريب التهذيب 2/ 252 , وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 10/ 162
[112]) جامع بيان العلم وفضله ص415 , ط/ دار الكتب الإسلامية
[113]) الحلية 6/ 325
[114]) هو إسحاق بن عيسى بن نجيح البغدادي قال عنه ابن حجر (صدوق مات سنة 214هـ) تقريب التهذيب 1/ 60 , انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 1/ 245
[115]) ذم الكلام (ق –173 – أ)
[116]) شرف أصحاب الحديث ص5
[117]) ذم الكلام (ق173 –ب)
(يُتْبَعُ)
(/)
[118]) ذم الكلام (ق173 – أ)
[119]) الحلية 6/ 324
[120]) جامع بيان العلم وفضله ص416 , 417 ط / دار الكتب الإسلامية
[121]) أخرجه البخاري – كتاب الإيمان والنذور , باب لا تحلفوا بآبائكم 11/ 530 , ومسلم كتاب الإيمان باب النهي عن الحلف بغير الله 3/ 1266 , ح1646
[122]) مناقب الشافعي 1/ 405
[123]) رواه ابن أبي حاتم في آداب الشافعي ص193 , وأيونعيم في الحلية 9/ 112 - 113 , والبيهقي في السنن الكبرى 10/ 28 , وفي الأسماء والصفات ص255 - 256 , وذكره البغوي في شرح السنة 1/ 188 , وانظر العلو ص121 , ومختصره ص77
[124]) اجتماع الجيوش الإسلامية ص165 , إثبات العلو ص124 , وانظر مجموع الفتاوى 4/ 181 - 183 , والعلو للذهبي ص120 , ومختصره للألباني ص176
[125]) سورة البقرة 163 - 164
[126]) سير أعلام النبلاء 10/ 31
[127]) هو ينس بن ميسرة الصدفي قال عنه ابن حجر (ثقة من صغار العاشرة مات سنة 264هـ) تقريب التهذيب 2/ 385 , وانظر ترجمته في ذرات الذهب 2/ 149 , وطبقات الشافعية لابن هداية الله ص28
[128]) الانتقاء ص79 , ومجموع الفتاوى 6/ 178
[129]) الرسالة ص7 - 8
[130]) سورة الشورى 11
[131]) السير 20/ 341
[132]) سورة المطففين 15
[133]) الانتقاء ص79
[134]) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 2/ 506
[135]) لعله موسى بن أبي الجارود قال عنه النووي (أحد أصحاب الشافعي والآخذين عنه الرواة عنه) , وقال ابن وهبة الله (كان يفتي بمكة على مذهب الشافعي ولا يعلم تاريخ وفاته) , تهذيب الأسماء واللغات 2/ 120 , وطبقات الشافعة لابن هداية الله ص29
[136]) هو إبراهيم بن إسماعيل بن علية قال عنه الذهبي (جهمي هالك كان يناظر ويقول بخلق القرآن مات سنة 218هـ) ميزان الاعتدال 1/ 20 , وانظر ترجمته في لسان الميزان 1/ 34 - 35
[137]) الانتقاء ص79 , والقصة ذكرها الحافظ في مناقب الشافعي للبيهقي , اللسان 1/ 35
[138]) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 1/ 252
[139]) سورة التوبة 6
[140]) سورة النساء 164
[141]) مناقب الشافعي 1/ 407 - 408
[142]) هو محمد بن علي العشاري شيخ صدوق معروف وقد تفرد برواية هذا الجزء وهو مما أدخل عليه فحدّث به بسلامة باطن قاله الذهبي في الميزان 3/ 656 , لكن اعتمد فير واحد من السلف ما هو مثبت في هذه العقيدة كالموفق ابن قدامة في كتاب صفة العلو ص124 , وابن أبي يعلى في الطبقات 1/ 283 , وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية ص165 , والذهبي نفسه في السير 10/ 79 , ثم إن هذه الرسالة التي سأنقلها بنصها قد قرئت على الإمام الحافظ ابن نصر الدمشقي ونقلها جميعها ابن أبي يعلى في الطبقات وسأثبت الفروق بينهما.
[143]) في الطبقات (لا يسمع)
[144]) في الطبقات (عليه)
[145]) في الطبقات (عنه بقوله)
[146]) في الطبقات (سقطت كلمة خلافة)
[147]) في الطبقات (فهو بالله كافر)
[148]) في الطبقات (ولا بالرواية)
[149]) سورة المائدة 64
[150]) سورة الزمر 67
[151]) سورة القصص 88
[152]) سورة الرحمن 27
[153]) أخرجه البخاري كتاب التفسير باب (وتقول هل من مزيد) 8/ 564 , ح4848 – ومسلم كتاب الوصية وصفة نعيمها وأهلها باب النار يدخلوها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء 4/ 2187 , ح 2848 - كلاهما من طريق قتادة عن أنس بن مالك
[154]) أخرجه البخاري كتاب الجهاد باب الكفار يقتل المسلم 6/ 39 , ح2826 – ومسلم كتاب الإمارة باب بيان الرجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة 3/ 1504 , ح1890 – كلاهما من طريق الأعرج عن أبي هريرة.
[155]) أخرجه البخاري كتاب الفتن باب ذكر الدجال 13/ 91 – ح7131 – ومسلم كتاب الفتن وأشراط الساعة باب ذكر الدجال وصفته 4/ 2248 , ح2933 – كلاهما من طريق قتادة عن أنس بن مالك.
[156]) أخرجه بنحو هذا اللفظ أحمد في المسند 4/ 182 , وابن ماجه في المقدمة باب: فيما أنكرت الجهمية 1/ 72 , ح 199 والحاكم في المستدرك 1/ 525 , والآجري في الشريعة ص317 , وابن منده في الرد على الجهمية ص87 , جميعهم من حديث النواس بن سمعان قال الحاكم (صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه) وأقره الذهبي في التلخيص , وقال ابن منده (حديث النواس بن سمعان حديث النواس بن سمعان حديث ثابت رواه الأئمة المشاهير ممن لا يمكن الطعن على واحد منهم)
(يُتْبَعُ)
(/)
[157]) في الطبقات (فإن)
[158]) في الطبقات (مما لا يدرك)
[159]) في الطبقات (حقيقته)
[160]) في الطبقات (والروية)
[161]) في الطبقات (فإن كان)
[162]) ما بين القوسين مثبت من الطبقات
[163]) في الطبقات (يثبت)
[164]) في الطبقات (وينفي)
[165]) سورة الشورى 11
[166]) نقلت هذا الاعتقاد من نسخة مصورة من أصل خطي محفوظ في المكتبة المركزية بجامعة ليدن بهولندا
[167]) مناقب الشافعي 1/ 412 - 413 , شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 2/ 702
[168]) مناقب الشافعي 1/ 415
[169]) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 2/ 701
[170]) أخرجه أبوداوود كتاب السنة باب في القدر 5/ 66 - ح4691 , والحاكم في المستدرك 1/ 85 , كلاهما من طريق أبي حازم عن ابن عمر , قال الحاكم (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين إن صح سماع أبي حازم من ابن عمر ولم يخرجاه) وأقره الذهبي.
[171]) مناقب الشافعي 1/ 413
[172]) مناقب الشافعي 1/ 413
[173]) سورة البقرة
[174]) الانتقاء ص81
[175]) مناقب الشافعي 1/ 387
[176]) سورة النحل 106
[177]) سورة الرعد 28
[178]) سور المائدة 41
[179]) سور البقرة 284
[180]) سورة البقرة 136
[181]) سورة البقرة 83
[182]) سورة النساء 140
[183]) سورة الأنعام 68
[184]) سورة الزمر 17 - 18
[185]) سورة المؤمنون 1 - 4
[186]) سورة القصص 55
[187]) سورة الفرقان 72
[188]) سورة النور 30 - 31
[189]) سورة الإسراء 36
[190]) سورة المؤمنين
[191]) سورة فصلت 22
[192]) سورة المائدة 6
[193] سورة محمد 4
[194]) سورة الإسراء 37
[195]) سورة الحج 77
[196]) سورة الحج 18
[197]) سورة البقرة 143
[198]) سورة التوبة
124 - 125
[199]) سورة الكهف 13
[200]) مناقب الشافعي 1/ 387 - 393
[201]) مناقب الشافعي 1/ 442
[202]) مناقب الشافعي 1/ 432
[203]) هو محمد بن عبدالله بن عبدالحكم المصري أبو عبدالله , قال عنه الشيرازي (صحب الشافعي وتفقه به وحمل في المحنة إلى بغداد إلى ابن أبي داؤد ولم يجب إلى ما طلب منه ورد إلى مصر .. مات سنة اثنتين وستين ومائتين) طبقات الفقهاء ص99 وانظر ترجمته في طبقات الشافعية لابن هداية الله ص30 وشذرات الذهب 2/ 154
[204]) مناقب الشافعي 1/ 433
[205]) ذك الكلام (ق-215) وأورده الذهبي في السير 10/ 31
[206]) ذم الكلام (ق –213) وأورده الذهبي في السير 10/ 30
[207]) ذم الكلام (ق-213) وأورده الذهبي في السير 10/ 30
[208]) ذم الكلام (ق-215)
[209]) الإبانة الكبرى ص535 - 536
[210]) مناقب الشافعي لابن أبي حاتم ص182
[211]) طبقات الحنابلة 1/ 416
[212]) كتاب المحنة ص68
[213]) طبقات الحنابلة 1/ 56
[214]) السنة ص (71 دار الكتب العلمية)
[215]) هو حنبل بن إسحاق بن حنبل بن هلال بن أسد أبو علي الشيباني وهو ابن عم أحمد بن حنبل قال عنه الخطيب (ثقة ثبت) مات سنة 273هـ , تاريخ بغداد 5/ 286 , 287 , وانظر ترجمته في طبقات الحنابلة 1/ 143
[216]) شرح اعتقاد أهل السنة والجماعة 2/ 507
[217]) هو مسدد بن مسرهد بن مسر بل الأسدي البصري قال عنه الذهبي (الإمام الحافظ الحجة) مات سنة 288هـ و سير اعلام النبلاء 10/ 591
[218]) مناقب الإمام أحمد ص221
[219]) الرد على الجهمية ص104
[220]) درء تعارض العقل والنقل 2/ 30
[221]) طبقات الحنابلة 1/ 59 , 145
[222]) طبقات الحنابلة 1/ 185
[223]) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 1/ 157
[224]) مناقب الإمام أحمد ص169 , 172 , ط / دار الآفاق الجديدة
[225]) السنة للخلال (ق – 85)
[226]) السنة ص68
[227]) السنة للخلال (ق-85)
[228]) السنة لعبدالله بن أحمد ص119
[229]) السنة ص 1/ 384
[230]) طبقات الحنابلة 2/ 275
[231]) أخرجه أحمد في المسند 2/ 250 , وأبو داوود في كتاب السنة باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه 5/ 60 (ح 4682) والترمذي في الرضاع باب ما جاء في حق المرأة على زوجها 3/ 457 (ح 1162) جميعهم من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة , وقال الترمذي (هذا حديث حسن صحيح)
[232]) مناقب الإمام أحمد ص173 , وانظر ص 153 , 168
[233]) هو أبو داوود سليمان بن أشعث بن إسحاق السجستاني صاحب السنن , قال عنه الذهبي (الإمام الثبت سيد الحفاظ) مات سنة 275هـ , تذكرة الحفاظ 2/ 591 , وانظر ترجمته في تاريخ بغداد 9/ 55
[234]) السنة للخلال (ق-96)
[235]) أخرجه مسلم في كتاب الجنائز باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها 2/ 669 (ح974) من طريق عطاء عن عائشة رضي الله عنها
[236]) السنة لعبدالله 1/ 307 , 308 , ط / المحققة
[237]) السنة لعبدالله بن أحمد 1/ 307
[238]) كتاب السنة للإمام أحمد ص77 - 78
[239]) مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ص170 , ط دار الآفاق الجديدة
[240]) السنة ص235
[241]) السنة ص235
[242]) مناقب الإمام أحمد ص163 , ط / دار الآفاق
[243]) طبقات الحنابلة 1/ 45
[244]) الإبانة 2/ 538
[245]) جامع بيان العلم وفضله 2/ 95 , ط / دار الكتب العلمية
[246]) هو أبو الحسن عبيد الله بن يحيي بن خاقان التركي ثم البغدادي , قال عنه الذهبي (الوزير الكبير .. وزير المتوكل وللمعتمد .. وحظي عند المتوكل وكان سمحاً جواداً) وقال أبي يعلى (نقل عن إمامنا أشياء منها أنه قال: سمعت أحمد يقول " أنزه نفسي عن مال السلطان وليس بحرام ") مات سنة 263هـ , سير أعلام النبلاء 13/ 9 , طبقات الحنابلة 1/ 204
[247]) ذم الكلام (ق –216 0 ب)
[248]) مناقب الإمام أحمد ص205
[249]) الإبانة لابن بطة 2/ 539
[250]) الإبانة لابن بطة 2/ 539
[251]) الإبانة لابن بطة 2/ 540
[252]) سورة ص 29
[253]) سورة الشعراء 192 - 193 - 194 - 195
[254]) سورة يوسف 2
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد جابري]ــــــــ[28 Sep 2008, 11:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم، شكر الله لك سعيك، وبارك جهدك، ووفقك لما يحبه ويرضاه لعباده الصالحين،
أما بعد؛
فالناظر في هذه العقائد ليستغرب أقوالا كثيرة سيقت، كأنها ثوابت لا غنى للمرء عنها، وإنما اجتهد هؤلاء النفر بما وافق زمانهم ومكانهم، و {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [البقرة: 134]
وكان الأجدر بأخينا ليس تقصي أقوالهم، وإنما الوقوف مع أدلتهم، لنسعفهم فيما ذهبوا إليه أو نخالفهم في استنباطاتهم وما جاءوا به.
ولا يخفى علينا ونحن ننظر بعين التعظيم والإكبار والإجلال لهؤلاء الأئمة ما تسرب إليهم جميعا من احتكاك بعضهم بالإمام جعفر الصادق وهو من هو من أئمة الشيعة وهو صاحب القول بالبداء في حق الله جل علاه ــ فيما وصلتني من معلومات ــ من لدن أتباعهم.
وما ضربته من مثل بجعفر الصادق ينير السبيل، ويبين بأننا ملزمون بالتحري في العقائد أكثر مما يشغل بعض الإخوة فيه أنفسهم من البحث والتقصي في تعدد طرق الحديث الواحد بعد ما تبينت صحته، أو الانشغال بأمور أقل ما نقول عنها هي من قبيل الترف الفكري، وأضرب بمثل وجدته في هذا الموقع وما جره من مداد وما شغل من اقلام وما أضاع من جهد وهي مجرد عبارة: " تقبل الله ", وهي دعاء، والدعاء باب تكريم الرب لعباده: بإمدادهم بفضله والذي لولاه مازكى منا من أحد أبدا، ولكنا من الخاسرين، ولو اتبعنا الشياطين إلا قليلا، فهل بعد كل هذا الفضل يضحى الدعاء مسألة خلاف؟
وانساق بعض الخلف مع تأويل اليد والوجه والأسماء والصفات ... ونضحي من المقلدة إن نحن لم نتحر الأدلة، ولم نقف مع الضوابط.
فكم من أقوال مأثورة عن السلف وسمت بسوء الأدب سواء في حق الله أو في حق كتابه أو في حق رسوله نسوقها سوق الذين لا يعلمون، وما درينا أننا عن الجادة منحرفون!!! ولا يشفع لنا التقليد كما لم يشفع لمن {قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ} [الزخرف: 22].
ومن جملة هذه الأمور في حق الله مسألة التكليم، وفي حق القرآن قول السلف أنه غير محدث، وفي حق الرسول نسبته للعصمة المطلقة ...
فإجلالنا لأئمة الهدى ومصابيح الدجى لا يكون كلاما وإنما نلزم أنفسنا بالاستغفار لهم لنكون خير خلف لخير سلف.
فيما يتعلق بمسألة التكليم الإلهي لخلقه أتيتنا بنقل يعتبر في زماننا بمثابة إرهاب فكري وهو نقاك: " وأخرج الهروي عن عبد الرحمن بن مهدي قال (دخلت على مالك وعنده رجل يسأله فقال: لعلك من أصحاب عمرو بن عبيد و لعن الله عمرو بن عبيد فإنه ابتدع هذه البدعة من الكلام , ولو كان الكلام علماً لتكلَّم فيه الصحابة والتابعون كما تلكموا في الأحكام والشرائع) ([117]) "
وأقول رحم الله الإمام إن صح عنه هذا القول، فهو فعلا علما احتضنه كتاب الله ودلل على سبله ويسر أمره وبسطه بسطا، لا مزيد عليه. وكم هي العلوم التي لم يأتهم تأويلها في زمانهم ونطلق عليها نحن " إعجاز القرآن " إما لكونها سبقا إخباريا، أو اكتشاف سر من أسرار إخباره.
فاقرأ رحمك الله قوله تعالى لمتخذي العجل {وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَالِمِينَ} [الأعراف 148]
ما كان الله ليعيب على العجل الذهبي خرسه ويستوي معه، أعوذ بالله. وإذا علمنا بأن الله يكلم كائنا من كان من خلقه بمحض إرادته ومشيئته، فمن منا لا يشرأب عنقه ليفوز بهذا التكريم وهذا الشرف؟ لكننا نقف موقف الذين لا يعلمون حين تمنوا {وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا اللّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ} [البقرة: 118] فرد عليهم سبحانه وتعالى بقوله {كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [البقرة: 118]
وحين نتساءل تساؤل الموقنين: " أين بينه الله " وكتابنا مهيمنا على الكتب كلها؟ نجد الجواب في قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الشورى: 51]
فأزالت آية البقرة الإشكال حيث ردت وأجابت على من تساءل عن تكليم الله لخلقه، في الزمان والمكان والآية مدنية والخطاب لليهود.
والرحمن لا يسأل عنه إلا خبيرا به مرهف الحس، ترتعد فرائصه من التقول على الله، {الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً} [الفرقان: 59]، وجاءت آية الشورى لتبين سبل التكليم:
1. الوحي: ولا حجة هنا لمن خصص الوحي بالأنبياء ولا دليل له؛ إذ أوحى الله للنحل، وفي كل سماء أمرها، وأوحى إلى أم موسى عليه السلام ...
2. من وراء حجاب: قد يسدل ستار ويأتي الخطاب خافه، وقد يكون الحجاب حجاب الغيب.
3. أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء، والخلط الذي في أذهاننا بين مصطلح النبوة والرسالة يفسد فهمنا؛ إذ الحبيب المصطفى (صلى الله عليه ولم): خاتم النبيين، وليس خاتم المرسلين، فالرسل تترا وتتلاحق {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاء أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُم بَعْضاً وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْداً لِّقَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ} [المؤمنون: 44] والأدلة في هذا الصدد كثيرة. ومن أعظم ما جاءنا به رسول الله القرآن الكريم.
4. وختمت الآية بالاسم "علي حكيم " وما جاءت الأسماء الحسنى إلا للتوسل بها لله إن رمنا تكليم الله لنا.
وهكذا يأتي القرآن بالحق وأحسن تفسيرا، فهل بقي من غبش بعد ما بين الجليل جل جلاله؟
وتتفاوت درجات الفهم لكتاب الله حسب درجاتهم في اليقين والتقوى، وهذا موضوع آخر لا يبعدنا عما نحن بصدده.
وإلى لقاء لاحق بحول الله ومشيئته، لنتناول النقطتين الأخيرتين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السرخسي]ــــــــ[05 Oct 2008, 01:33 ص]ـ
جزاك الله خير.
ـ[أبو محمد النايلي]ــــــــ[14 Mar 2009, 02:38 م]ـ
فيما يتعلق بمسألة التكليم الإلهي لخلقه أتيتنا بنقل يعتبر في زماننا بمثابة إرهاب فكري وهو نقاك: " وأخرج الهروي عن عبد الرحمن بن مهدي قال (دخلت على مالك وعنده رجل يسأله فقال: لعلك من أصحاب عمرو بن عبيد و لعن الله عمرو بن عبيد فإنه ابتدع هذه البدعة من الكلام , ولو كان الكلام علماً لتكلَّم فيه الصحابة والتابعون كما تلكموا في الأحكام والشرائع) ([117]) "
وأقول رحم الله الإمام إن صح عنه هذا القول، فهو فعلا علما احتضنه كتاب الله ودلل على سبله ويسر أمره وبسطه بسطا، لا مزيد عليه. وكم هي العلوم التي لم يأتهم تأويلها في زمانهم ونطلق عليها نحن " إعجاز القرآن " إما لكونها سبقا إخباريا، أو اكتشاف سر من أسرار إخباره.
فاقرأ رحمك الله قوله تعالى لمتخذي العجل {وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَالِمِينَ} [الأعراف 148]
ما كان الله ليعيب على العجل الذهبي خرسه ويستوي معه، أعوذ بالله. وإذا علمنا بأن الله يكلم كائنا من كان من خلقه بمحض إرادته ومشيئته، فمن منا لا يشرأب عنقه ليفوز بهذا التكريم وهذا الشرف؟ لكننا نقف موقف الذين لا يعلمون حين تمنوا {وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا اللّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ} [البقرة: 118] فرد عليهم سبحانه وتعالى بقوله {كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [البقرة: 118]
م أفهم وجه تعقيبك على مقولة الإمام مالك فأرجو أن توضح هذا بارك الله ىفيك؟
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[13 May 2009, 04:59 م]ـ
وجاءت آية الشورى لتبين سبل التكليم:
1. الوحي: ولا حجة هنا لمن خصص الوحي بالأنبياء ولا دليل له؛ إذ أوحى الله للنحل، وفي كل سماء أمرها، وأوحى إلى أم موسى عليه السلام ...
2. من وراء حجاب: قد يسدل ستار ويأتي الخطاب خافه، وقد يكون الحجاب حجاب الغيب.
3. أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء، والخلط الذي في أذهاننا بين مصطلح النبوة والرسالة يفسد فهمنا؛ إذ الحبيب المصطفى (صلى الله عليه ولم): خاتم النبيين، وليس خاتم المرسلين، فالرسل تترا وتتلاحق {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاء أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُم بَعْضاً وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْداً لِّقَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ} [المؤمنون: 44] والأدلة في هذا الصدد كثيرة. ومن أعظم ما جاءنا به رسول الله القرآن الكريم.
4. وختمت الآية بالاسم "علي حكيم " وما جاءت الأسماء الحسنى إلا للتوسل بها لله إن رمنا تكليم الله لنا
إنا لله وإنا إليه راجعون
مصيبة وأي مصيبة أن يعتقد هذا عضو في هذا الملقتى
ومصيبة ثانية أن يزعم أن لهذا الادعاء أدلة كثيرة
ثم مصيبة ثالثة أخرى أن يمر هذا القول الكفري دون إنكار!
ولا يبعد أن يستدل كاتبه بهذا السكوت على إجماع أعضاء الملتقى على قبول قوله ويحيل عليه في المنتديات الأخرى!
فإذا كان الوحي لا يختص بالأنبياء، وتكليم الله يمكن اكتسابه، والرسالة لم تختم
فماذا بقي إلا التمهيد لادعاء خروج رسول ليس بنبي يكلمه الله ويوحي إليه؟!!
إنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[14 May 2009, 08:31 ص]ـ
جزاك الله خيرا لا شك أن هذا اعتقاد فاسد أسأل الله عز وجل أن يهدي معتقده إلى الحق وكون الرسول صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين هذا مما هو معلوم من الدين بالضرورة ولا نزاع فيه لأنه ثابت بالكتاب والسنة: قال الله تعالى {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} (40) سورة الأحزاب
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الرسالة والنبوة قد انقطعت فلا رسول بعدي ولا نبي قال فشق ذلك على الناس قال قال ولكن المبشرات قالوا يا رسول الله وما المبشرات قال رؤيا الرجل المسلم وهي جزء من أجزاء النبوة " أخرجه أحمد رقم (13851) 3/ 267، والترمذي وصححه رقم (2272) 4/ 533، والحاكم في المستدرك رقم (8178) 4/ 433، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم (2272) 4/ 533، وفي صحيح الجامع رقم (1631).
ـ[خالد عبدالغني شريف]ــــــــ[04 May 2010, 06:51 م]ـ
وكان الأجدر بأخينا ليس تقصي أقوالهم، وإنما الوقوف مع أدلتهم، لنسعفهم فيما ذهبوا إليه أو نخالفهم في استنباطاتهم وما جاءوا به.-إلى صاحب هذا التعقيب العجيب أقتبس منه هذه العبارة وأقول هذه كلمة حق تبعها باطل أنبأ عن عقيدة فاسدة ننصح صاحبها ومن يوافقه بالتوبة وتعلم العقيدة الصحيحة بالدليل كما عقب هونفسه ثم حاد هو عن الدليل وإنما اتبع الجهل فيما ذهب إليه من معنى الوحي والحجاب وختم النبوة لا الرسالة وكلها من التفسيربالرأي الفاسد ولولا ماأنا فيه من الشغل لنقلت تفاسير الأئمة المعتبرين لهذه المسائل وإني لأرجو أن يقوم بذلك من يتسع وقته من أهل المنتدى الكرام نسأل الله التوفيق والسداد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد جابري]ــــــــ[09 Dec 2010, 02:35 م]ـ
فيما يتعلق بمسألة التكليم الإلهي لخلقه أتيتنا بنقل يعتبر في زماننا بمثابة إرهاب فكري وهو نقاك: " وأخرج الهروي عن عبد الرحمن بن مهدي قال (دخلت على مالك وعنده رجل يسأله فقال: لعلك من أصحاب عمرو بن عبيد و لعن الله عمرو بن عبيد فإنه ابتدع هذه البدعة من الكلام , ولو كان الكلام علماً لتكلَّم فيه الصحابة والتابعون كما تلكموا في الأحكام والشرائع) ([117]) "
وأقول رحم الله الإمام إن صح عنه هذا القول، فهو فعلا علما احتضنه كتاب الله ودلل على سبله ويسر أمره وبسطه بسطا، لا مزيد عليه. وكم هي العلوم التي لم يأتهم تأويلها في زمانهم ونطلق عليها نحن " إعجاز القرآن " إما لكونها سبقا إخباريا، أو اكتشاف سر من أسرار إخباره.
فاقرأ رحمك الله قوله تعالى لمتخذي العجل {وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَالِمِينَ} [الأعراف 148]
ما كان الله ليعيب على العجل الذهبي خرسه ويستوي معه، أعوذ بالله. وإذا علمنا بأن الله يكلم كائنا من كان من خلقه بمحض إرادته ومشيئته، فمن منا لا يشرأب عنقه ليفوز بهذا التكريم وهذا الشرف؟ لكننا نقف موقف الذين لا يعلمون حين تمنوا {وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا اللّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ} [البقرة: 118] فرد عليهم سبحانه وتعالى بقوله {كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [البقرة: 118]
م أفهم وجه تعقيبك على مقولة الإمام مالك فأرجو أن توضح هذا بارك الله ىفيك؟
الأستاذ أبو محمد النايلي؛
شكر الله لك عنايتك بالمداخلة؛ وقد كتبتها على عجالة.
أما التوضيح فيما تستفسر عنه: لو اعتبرنا نهي الإمام عن علم الكلام، بغير بينة يقينية ليس تعليما وإنما هو إرهاب فكري؛ فالنهي ما دام لم يقرن بدليل النهي لا يعتبر تشريعا. وقد وقع في الرد نوع من اللبس بسبب سقوط عبارة. وكان الجواب عن هذه المسألة ينتهي:
"وأقول رحم الله الإمام إن صح عنه هذا القول، فهو فعلا علما احتضنه كتاب الله ودلل على سبله ويسر أمره وبسطه بسطا، لا مزيد عليه (1). وكم هي العلوم التي لم يأتهم تأويلها في زمانهم ونطلق عليها نحن " إعجاز القرآن " إما لكونها سبقا إخباريا، أو اكتشاف سر من أسرار إخباره."
ويتبعها قولي: " فاقرأ رحمك الله في مسألة التكليم الرباني قوله تعالى لمتخذي العجل ما كتبته بالأحمر هي العبارة الساقطة.
شكر الله اهتمامك وتنبيهك، وبارك فيك.
------- حاشية:
(1) وأضيف اللحظة: انظر على سبيل المثال موضوع: أساليب الحوار الدعوي على الحبل الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=131675#post131675
ـ[محمد جابري]ــــــــ[09 Dec 2010, 08:05 م]ـ
عبدالعزيز الداخل;79121] إنا لله وإنا إليه راجعون [/ FONT]
مصيبة وأي مصيبة أن يعتقد هذا عضو في هذا الملقتى
ومصيبة ثانية أن يزعم أن لهذا الادعاء أدلة كثيرة
ثم مصيبة ثالثة أخرى أن يمر هذا القول الكفري دون إنكار!
ولا يبعد أن يستدل كاتبه بهذا السكوت على إجماع أعضاء الملتقى على قبول قوله ويحيل عليه في المنتديات الأخرى!
فإذا كان الوحي لا يختص بالأنبياء، وتكليم الله يمكن اكتسابه، والرسالة لم تختم
فماذا بقي إلا التمهيد لادعاء خروج رسول ليس بنبي يكلمه الله ويوحي إليه؟!!
إنا لله وإنا إليه راجعون
الأستاذ عبد العزيز الداخل؛
المصيبة فيمن يتدخل بغير علم، ويرد الأقوال ردا بغير دليل علمي، ولا يراعي لقوله تعالى {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} [يوسف: 76] حرمة.
أما وتدخلك بغير علم، فقد علمنا سادتنا الفقهاء: " بأن كل ما طرق ذهنك فذره في دائرة الإمكان حتى تذدك عنه قاطع الحجة والبرهان."
أما ورد الأقوال بغير دليل علمي؛ فلا غرو أن العنوان يشي بروائح العلم، وكان لا بد من التأدب حتى ولو لم يكن المتدخل أهلا للعلم فليكن المرء أهلا له.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلم تحمل مداخلتك إلا اللوم والمصائب؟!!! وسبحان من له في خلقه شؤون. {وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} [الروم: 60]
علمنا سادتنا الفقهاء بأن ندخل أبواب الردود بالاستفسار حتى نتمكن من معرفة العلل، والحكم التي قام عليها الأمر، خشية إذاية المؤمن، وحرمة المؤمن عند الله أعظم من حرمة الكعبة.
بعد كل هذا أقول:
هاك ما عزب عن فهمك وحتى لا أثقل عليك فسأكتفي بإشارات تبين لنا إن كنت فعلا من رجالات العلم، أن يسبق فهمك الإيماءات.
يقول سبحانه وتعالى:
{َمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} [الإسراء: 15]
ولا غرو فاسم الفاعل معذبين يذل دلالة واضحة على الدوام والاستمرارية؛ فضلا عن أن أسماء الله لا تحول ولا تزول ولا تتبدل، ولا ينبغي التعامل معها لا بتعطيل، ولا بتأويل، ولا بتشبيه ولا بتمثيل.
وإذا أضفنا إلى هذا عهده ووعده سبحانه وتعالى {وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً شَدِيداً كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً} [الإسراء: 58]؛
أترى الله سبحانه وتعالى ينقض عهده؟ ويأخذ القرى الظالم أهلها من غير تذكير وإنذار؟: أم ترى الله يخلف وعده؟ سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا.
{وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنذِرُونَ} [الشعراء: 208]
ومن أسمائه جل جلاله {وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ} [القصص: 45]
أترى الأسماء لله تتغير أو تتبدل؟ واسم مرسلين فيه دلالة على دوام الإرسال.
فمن المدعي ومن يناقش بغير علم؟؟؟
فخاتم النبوة جاءنا بالشريعة التي عهد الله والرسول صلى الله عليه وسلم لها البقاء إلى يوم القيامة.؛ إذ لا تبديل لكلمات الله وعهوده، - ومع ذلك نجد من يسيء الأدب ويتحدث عن النسخ في القرآن!!! - ولا تغيير يعتريها، ولن تجد لسنة الله تحويلا.
وأما عن تكليم الله للخلق: فيكفي أن أقول لك بأن ما جئتُ به من أدلة إن لم تقنعك، فما ذنب الإذاعة إذا لم يلتقط مذياعك الإرسال.
ألم توقفك هذه الأدلة؟ ألم تستدعيك إلى باب ربك في مناجاة؟ ...
ـ[محمد جابري]ــــــــ[09 Dec 2010, 08:47 م]ـ
أبو عبد الله محمد مصطفى;79168] جزاك الله خيرا لا شك أن هذا اعتقاد فاسد أسأل الله عز وجل أن يهدي معتقده إلى الحق وكون الرسول صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين هذا مما هو معلوم من الدين بالضرورة ولا نزاع فيه لأنه ثابت بالكتاب والسنة [/ FONT] : قال الله تعالى {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} (40) سورة الأحزاب
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الرسالة والنبوة قد انقطعت فلا رسول بعدي ولا نبي قال فشق ذلك على الناس قال قال ولكن المبشرات قالوا يا رسول الله وما المبشرات قال رؤيا الرجل المسلم وهي جزء من أجزاء النبوة " أخرجه أحمد رقم (13851) 3/ 267، والترمذي وصححه رقم (2272) 4/ 533، والحاكم في المستدرك رقم (8178) 4/ 433، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم (2272) 4/ 533، وفي صحيح الجامع رقم (1631).
الأستاذ أبو عبد الله محمد مصطفى؛
ألا ما أيسر الميل والانجرار وراء كل مدع؛ ما أراك استفدت من بحثك إلا أنك تعلمت التقليد، والاتباع.
أما علمت بأن هناك فرق بين الرسالة والرسول، أما تتبعت القرآن الكريم وهو يوحي بأسماء تعددت لمدلول واحد:
فتارة يسميهم هداة {إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [الرعد: 7]؛
وتارة يسميهم شهداء {َكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} [البقرة: 143]؛
وتارة يسمي أحدهم رسولا {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} [الإسراء: 15]؛
ويسميهم الحديث النبوي عدولا [يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين]
الراوي: - المحدث: السفاريني الحنبلي ( http://www.dorar.net/mhd/1188)- المصدر: القول العلي ( http://www.dorar.net/book/13929&ajax=1)- الصفحة أو الرقم: 227خلاصة حكم المحدث: صحيح. (وأقول الحديث متواتر).
ألم يكفيك أنتكون أمة الحبيبالمصطفى كلها رسول رسول الله [بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار]
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: البخاري ( http://www.dorar.net/mhd/256) - المصدر: صحيح البخاري ( http://www.dorar.net/book/6216&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 3461 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
هل يكفيك البيان؟ أم لا زلت في حاجة إلى تبيان؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد جابري]ــــــــ[09 Dec 2010, 09:18 م]ـ
وكان الأجدر بأخينا ليس تقصي أقوالهم، وإنما الوقوف مع أدلتهم، لنسعفهم فيما ذهبوا إليه أو نخالفهم في استنباطاتهم وما جاءوا به.-إلى صاحب هذا التعقيب العجيب أقتبس منه هذه العبارة وأقول هذه كلمة حق تبعها باطل أنبأ عن عقيدة فاسدة ننصح صاحبها ومن يوافقه بالتوبة وتعلم العقيدة الصحيحة بالدليل كما عقب هونفسه ثم حاد هو عن الدليل وإنما اتبع الجهل فيما ذهب إليه من معنى الوحي والحجاب وختم النبوة لا الرسالة وكلها من التفسيربالرأي الفاسد ولولا ماأنا فيه من الشغل لنقلت تفاسير الأئمة المعتبرين لهذه المسائل وإني لأرجو أن يقوم بذلك من يتسع وقته من أهل المنتدى الكرام نسأل الله التوفيق والسداد
الأستاذ خالد عبد الغني شريف؛
عجبا، كيف تنقاد الهمم لدى انحراف منحرف بالموضوع؟!!!.
أنتظر بحثك يا أستاذ بكل شوق. مع كل الأسف فالملتقى لا يعمل بإبلاغ الردود عن طريق البريد الشبكي، لكان ردي في حينه.
وعندما يغيب النقد الذاتي، وتصبح يد الدهر لم تجد بأرفع من أئمة المذاهب عليهم الرحمة والرضوان، ولم يظهر منذ ذلك الحين مجتهد مطلق، يكون حينئيذ التقليد قد غرس أنيابه فينا. أليس هذا هوترديد أتباع المذاهب؟
أترى الله جل جلاله لم يأت بمجددين؟؟؟ أم ترى أئمة المذاهب بلغوا شأو النهاية في الاجتهاد؟ وحكموا كتاب كل نصوص الكتاب أو وقفوا عند نصوص آيات الأحكام؟، وما عسانا نفعل بباقي القرآن؟ إن سرنا على نهجهم ألم يتوعد الله بنو إسرائيل بقوله {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة: 85]. وسنن الله لا تتغير ولا تتبدل، أليست الأمة في زماننا أهون على كل مخلوق فدامها مستباح وعددنا يفوق المليار خلق بكثير. وكلمتنا ذليلة، ...
تلك هي حصيلة اتباع فقه المذاهب لكونها لم تحكم كل الكتاب. فهل استنبطنا القوانين الإدارية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية من كتاب ربنا، وسرنا على نهجها.؟
وللحديث بقية.(/)
عقيدة أهل السّنة والجماعة
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[15 Aug 2008, 09:55 ص]ـ
عقيدة أهل السّنة والجماعة
التعريف:
أهل السنة والجماعة هم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة الذين أخبر النبي صلى الله عنهم بأنهم يسيرون على طريقته وأصحابه الكرام دون انحراف؛ فهم أهل الإسلام المتبعون للكتاب والسنة، المجانبون لطرق أهل الضلال. كما قال صلى الله عليه وسلم: " إن بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة " فقيل له: ما الواحدة؟ قال: " ما أنا عليه اليوم وأصحابي ". حديث حسن أخرجه الترمذي وغيره.
وقد سموا " أهل السنة " لاستمساكهم واتباعهم لسنة النبي صلى الله عليه وسلم. وسموا بالجماعة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في إحدى روايات الحديث السابق: " هم الجماعة ". ولأنهم جماعة الإسلام الذي اجتمعوا على الحق ولم يتفرقوا في الدين، وتابعوا منهج أئمة الحق ولم يخرجوا عليه في أي أمر من أمور العقيدة. وهم أهل الأثر أو أهل الحديث أو الطائفة المنصورة أو الفرقة الناجية.
أصول عقيدة أهل السنة والجماعة:
• هي أصول الإسلام الذي هو عقيدة بلا فِرَق ولا طرق ولذلك فإن قواعد وأصول أهل السنة الجماعة في مجال التلقي والاستدلال تتمثل في الآتي:
ـ مصدر العقيدة هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع (*) السلف الصالح.
ـ كل ما ورد في القرآن الكريم هو شرع للمسلمين وكل ما صَحَّ من سنة رسول (*) الله صلى الله عليه وسلم وجب قبوله وإن كان آحادًا (*).
ـ المرجع في فهم الكتاب والسنة هو النصوص التي تبينها، وفهم السلف الصالح ومن سار على منهجهم.
ـ أصول الدين كلها قد بينها النبي صلى الله عليه وسلم فليس لأحد تحت أي ستار، أن يحدث شيئًا في الدين (*) زاعمًا أنه منه.
ـ التسليم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ظاهرًا وباطنًا فلا يعارض شيء من الكتاب أو السنة الصحيحة بقياس ولا ذوق ولا كشفٍ (*) مزعوم ولا قول شيخ موهوم ولا إمام ولا غير ذلك.
ـ العقل (*) الصريح موافق للنقل الصحيح ولا تعارض قطعيًّا بينهما وعند توهم التعارض يقدم النقل على العقل.
ـ يجب الالتزام بالألفاظ الشرعية في العقيدة وتجنب الألفاظ البدعية.
ـ العصمة ثابتة لرسول (*) الله صلى الله عليه وسلم، والأمة في مجموعها معصومة من الاجتماع على ضلالة، أما آحادها فلا عصمة لأحد منهم، والمرجع عند الخلاف يكون للكتاب والسنة مع الاعتذار للمخطئ من مجتهدي الأمة.
ـ الرؤيا الصالحة حق وهي جزء من النبوة (*) والفراسة الصادقة حق وهي كرامات (*) ومبشرات ـ بشرط موافقتها للشرع ـ غير أنها ليست مصدرًا للعقيدة ولا للتشريع.
ـ المراء في الدين (*) مذموم والمجادلة بالحسنى مشروعة، ولا يجوز الخوض فيما صح النهي عن الخوض فيه.
ـ يجب الالتزام بمنهج (*) الوحي في الرد، ولا ترد البدعة (*) ببدعة ولا يقابل الغلو (*) بالتفريط ولا العكس.
ـ كل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار.
• التوحيد العلمي الاعتقادي:
ـ الأصل في أسماء الله وصفاته: إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه أو أثبته له رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير تمثيل (*)؛ ولا تكييف (*)؛ ونفي ما نفاه الله تعالى عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف (*) ولا تعطيل (*)، كما قال تعالى: (ليس كمِثْلِه شيءٌ وهو السميع البصير) مع الإيمان بمعاني ألفاظ النصوص، وما دلّت عليه.
ـ الإيمان بالملائكة الكرام إجمالاً، وأما تفصيلاً، فبما صحّ به الدّليل من أسمائهم وصفاتهم، وأعمالهم بحسب علم المكلف.
ـ الإيمان بالكتب المنزلة جميعها، وأن القرآن الكريم أفضلها، وناسخها، وأن ما قبله طرأ عليه التحريف، وأنه لذلك يجب إتباعه دون ما سبقه.
ـ الإيمان بأنبياء الله، ورسله ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ وأنهم أفضل ممن سواهم من البشر، ومن زعم غير ذلك فقد كفر (*).
ـ الإيمان بانقطاع الوحي (*) بعد محمد صلى الله عليه وسلم وأنه خاتم الأنبياء والمرسلين، ومن اعتقد خلاف ذلك كَفَر.
ـ الإيمان باليوم الآخر، وكل ما صح فيه من الأخبار، وبما يتقدمه من العلامات والأشراط.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ الإيمان بالقدر، خيره وشره من الله تعالى، وذلك: بالإيمان بأن الله تعالى علم ما يكون قبل أن يكون وكتب ذلك في اللوح المحفوظ، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فلا يكون إلا ما يشاء، والله تعالى على كل شيء قدير وهو خالق كل شيء، فعال لما يريد.
ـ الإيمان بما صحّ الدليل عليه من الغيبيات، كالعرش والكرسي، والجنة والنار، ونعيم القبر وعذابه، والصراط والميزان، وغيرها دون تأويل (*) شيء من ذلك.
ـ الإيمان بشفاعة النبي (*) صلى الله عليه وسلم وشفاعة الأنبياء والملائكة، والصالحين، وغيرهم يوم القيامة. كما جاء تفصيله في الأدلة الصحيحة.
ـ رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة في الجنة وفي المحشر حقّ، ومن أنكرها أو أوَّلها فهو زائغ ضال، وهي لن تقع لأحد في الدنيا.
ـ كرامات (*) الأولياء (*) والصالحين حقّ، وليس كلّ أمر خارق للعادة كرامة، بل قد يكون استدراجًا. وقد يكون من تأثير الشياطين والمبطلين، والمعيار في ذلك موافقة الكتاب والسنة، أو عدمها.
ـ المؤمنون كلّهم أولياء الرحمن، وكل مؤمن فيه من الولاية بقدر إيمانه.
• التوحيد الإرادي الطلبي (توحيد الألوهية).
ـ الله تعالى واحد أحد، لا شريك له في ربوبيته، وألوهيته، وأسمائه، وصفاته وهو رب العالمين، المستحق وحده لجميع أنواع العبادة.
ـ صرف شيء من أنواع العبادة كالدعاء، والاستغاثة، والاستعانة، والنذر، والذبح، والتوكل، والخوف، والرجاء، والحبّ، ونحوها لغير الله تعالى شرك أكبر، أيًّا كان المقصود بذلك، ملكًا مُقرّبًاً، أو نبيًّا مرسلاً، أو عبدًا صالحًا، أو غيرهم.
ـ من أصول العبادة أن الله تعالى يُعبد بالحبّ والخوف والرجاء جميعًا، وعبادته ببعضها دون بعض ضلال.
ـ التسليم والرضا والطاعة المطلقة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم والإيمان بالله تعالى حَكَمًا من الإيمان به ربًّا وإلهًا، فلا شريك له في حكمه وأمره.
وتشريع ما لم يأذن به الله، والتحاكم إلى الطاغوت (*)، واتباع غير شريعة محمد صلى الله عليه وسلم وتبديل شيء منها كفر (*)، و من زعم أن أحدًا يسعه الخروج عنها فقد كفر.
ـ الحكم بغير ما أنزل الله كفر أكبر، وقد يكون كفرًا دون كفر.
فالأول كتجويز الحكم بغير شرع الله، أو تفضيله على حكم الله، أو مساواته به، أو إحلال (القوانين الوضعية) بدلا عنه.
والثاني العدول عن شرع الله، في واقعة معينة لهوى مع الالتزام بشرع الله.
ـ تقسيم الدين إلى حقيقة يتميز بها الخاصة وشريعة تلزم العامة دون الخاصة، وفصل السياسة أو غيرها عن الدين (*) باطل؛ بل كل ما خالف الشريعة (*) من حقيقة أو سياسة أو غيرها، فهو إما كفر (*)، وإما ضلال، بحسب درجته.
ـ لا يعلم الغيب إلا الله وحده، واعتقاد أنّ أحدًا غير الله يعلم الغيب كُفر، مع الإيمان بأن الله يُطْلع بعض رسله على شيء من الغيب.
ـ اعتقاد صدق المنجمين (*) والكهان (*) كفر، وإتيانهم والذهاب إليهم كبيرة (*).
ـ الوسيلة المأمور بها في القرآن هي ما يُقرّب إلى الله تعالى من الطاعات المشروعة.
ـ والتوسل ثلاثة أنواع:
1 ـ مشروع: وهو التوسل إلى الله تعالى، بأسمائه وصفاته، أو بعمل صالح من المتوسل، أو بدعاء الحي الصالح.
2 ـ بدعي: وهو التوسل إلى الله تعالى بما لم يرد في الشرع، كالتوسل بذوات الأنبياء، والصالحين، أو جاههم، أو حقهم، أو حرمتهم، ونحو ذلك.
3 ـ شركي: وهو اتخاذ الأموات وسائط في العبادة، ودعاؤهم وطلب الحوائج منهم والاستعانة بهم ونحو ذلك.
ـ البركة من الله تعالى، يَخْتَصُّ بعض خلقه بما يشاء منها، فلا تثبت في شيء إلا بدليل. وهي تعني كثرة الخير وزيادته، أو ثبوته لزومه.
والتبرك من الأمور التوقيفية، فلا يجوز التبرك إلا بما ورد به الدليل.
ـ أفعال الناس عند القبور وزيارتها ثلاثة أنواع:
1 ـ مشروع: وهو زيارة القبور؛ لتذكّر الآخرة، وللسلام على أهلها، والدعاء لهم.
2 ـ بدعي يُنافي كمال التوحيد، وهو وسيلة من وسائل الشرك، وهو قصد عبادة الله تعالى والتقرب إليه عند القبور، أو قصد التبرك بها، أو إهداء الثواب عندها، والبناء عليها، وتجصيصها وإسراجها، واتخاذها مساجد، وشدّ الرّحال إليها، ونحو ذلك مما ثبت النهي عنه، أو مما لا أصل له في الشرع.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 ـ شركيّ ينافي التوحيد، وهو صرف شيء من أنواع العبادة لصاحب القبر، كدعائه من دون الله، والاستعانة والاستغاثة به، والطواف، والذبح، والنذر له، ونحو ذلك.
ـ الوسائل لها حكم المقاصد، وكل ذريعة إلى الشرك في عبادة الله أو الابتداع في الدين يجب سدّها، فإن كل محدثة في الدين بدعة (*). وكل بدعة ضلالة.
• الإيمان:
ـ الإيمان قول، وعمل، يزيد، وينقص، فهو: قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح. فقول القلب: اعتقاده وتصديقه، وقول اللسان: إقراره. وعمل القلب: تسليمه وإخلاصه، وإذعانه، وحبه وإرادته للأعمال الصالحة.
وعمل الجوارح: فعل المأمورات، وترك المنهيات.
ـ مرتكب الكبيرة (*) لا يخرج من الإيمان، فهو في الدنيا مؤمن ناقص الإيمان، وفي الآخرة تحت مشيئة الله إن شاء غفر له وإن شاء عذبه، والموحدون كلهم مصيرهم إلى الجنة وإن عذِّب منهم بالنار من عذب، ولا يخلد أحد منهم فيها قط.
ـ لا يجوز القطع لمعيَّن من أهل القبلة بالجنة أو النار إلا من ثبت النص في حقه.
ـ الكفر (*) من الألفاظ الشرعية وهو قسمان: أكبر مخرج من الملة، وأصغر غير مخرج من الملة ويسمى أحيانًا بالكفر العملي.
ـ التكفير (*) من الأحكام الشرعية التي مردها إلى الكتاب والسنة، فلا يجوز تكفير مسلم بقول أو فعل ما لم يدل دليل شرعي على ذلك، ولا يلزم من إطلاق حكم الكفر على قول أو فعل ثبوت موجبه في حق المعيَّن إلا إذا تحققت الشروط وانتفت الموانع. والتكفير من أخطر الأحكام فيجب التثبت والحذر من تكفير المسلم، ومراجعة العلماء الثقات في ذلك.
• القرآن والكلام:
القرآن كلام الله (حروفه ومعانيه) مُنزل غير مخلوق؛ منه بدأ؛ وإليه يعود، وهو معجز دال على صدق من جاء به صلى الله عليه وسلم. ومحفوظ إلى يوم القيامة.
• القدر:
من أركان الإيمان، الإيمان بالقدر (*) خيره وشره، من الله تعالى، ويشمل:
ـ الإيمان بكل نصوص القدر ومراتبه؛ (العلم، الكتابة، المشيئة، الخلق)، وأنه تعالى لا رادّ لقضائه، ولا مُعقّب لحكمه.
ـ هداية العباد وإضلالهم بيد الله، فمنهم من هداه الله فضلاً. ومنهم من حقت عليه الضلالة عدلاً.
ـ العباد وأفعالهم من مخلوقات الله تعالى، الذي لا خالق سواه، فالله خالقٌ لأفعال العباد، وهم فاعلون لها على الحقيقة.
ـ إثبات الحكمة في أفعال الله تعالى، وإثبات الأسباب بمشيئة الله تعالى.
• الجماعة والإمامة:
ـ الجماعة هم أصحاب النبي (*) صلى الله عليه وسلم، والتابعون لهم بإحسان، المتمسكون بآثارهم إلى يوم القيامة، وهم الفرقة الناجية.
ـ وكل من التزم بمنهجهم (*) فهو من الجماعة، وإن أخطأ في بعض الجزئيات.
ـ لا يجوز التفرّق في الدين (*)، ولا الفتنة بين المسلمين، ويجب ردّ ما اختلف فيه المسلمون إلى كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه السلف الصالح.
ـ من خرج عن الجماعة وجب نصحه، ودعوته، ومجادلته بالتي هي أحسن، وإقامة الحجة عليه، فإن تاب وإلا عوقب بما يستحق شرعًا.
ـ إنما يجب حمل الناس على الجُمَل الثابتة بالكتاب، والسنة، والإجماع (*)، ولا يجوز امتحان عامة المسلمين بالأمور الدقيقة، والمعاني العميقة.
ـ الأصل في جميع المسلمين سلامة القصد المعتقد، حتى يظهر خلاف ذلك، والأصل حمل كلامهم على المحمل الحسن، ومن ظهر عناده وسوء قصده فلا يجوز تكلّف التأويلات له.
ـ الإمامة الكبرى تثبت بإجماع الأمة، أو بيعة ذوي الحل والعقد منهم، ومن تغلّب حتى اجتمعت عليه الكلمة وجبت طاعته بالمعروف، ومناصحته، وحرم الخروج عليه إلا إذا ظهر منه كفر (*) بواح فيه من الله برهان. وكانت عند الخارجين القدرة على ذلك.
ـ الصلاة والحج والجهاد (*) واجبة مع أئمة المسلمين وإن جاروا.
ـ يحرم القتال بين المسلمين على الدنيا، أو الحمية الجاهلية (*)؛ وهو من أكبر الكبائر (*)، وإنما يجوز قتال أهل البدعة (*) والبغي، وأشباههم، إذا لم يمكن دفعهم بأقل من ذلك، وقد يجب بحسب المصلحة والحال.
ـ الصحابة الكرام كلهم عدول، وهم أفضل هذه الأمة، والشهادة لهم بالإيمان والفضل أصل قطعي معلوم من الدين بالضرورة، ومحبّتهم دين وإيمان، وبغضهم كفر ونفاق، مع الكفّ عما شجر بينهم، وترك الخوض فيما يقدح في قدرهم.
وأفضلهم أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، وهم الخلفاء الراشدون. وتثبت خلافة كل منهم حسب ترتبيهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ من الدين محبة آل بيت رسول (*) الله صلى الله عليه وسلم وتولّيهم، وتعظيم قدر أزواجه ـ أمهات المؤمنين، ومعرفة فضلهن، ومحبة أئمة السلف، وعلماء السنة والتابعين لهم بإحسان ومجانبة أهل البدع والأهواء.
ـ الجهاد (*) في سبيل الله ذورة سنامِ الإسلام، وهو ماضٍ إلى قيام الساعة.
ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم شعائر الإسلام. وأسباب حفظ جماعته، وهما يجبان بحسب الطاقة، والمصلحة معتبرة في ذلك.
أهم خصائص وسمات منهج أهل السنة والجماعة
• أهل السنة والجماعة (*) هم الفرقة الناجية، والطائفة المنصورة وكما أن لهم منهجًا (*) اعتقاديًّا فإن لهم أيضًا منهجهم وطريقهم الشامل الذي ينتظم فيه كل أمر يحتاجه كل مسلم لأن منهجهم هو الإسلام الشامل الذي شرعه النبي (*) صلى الله عليه وسلم. وهم على تفاوت فيما بينهم، لهم خصائص وسمات تميزهم عن غيرهم منها:
ـ الاهتمام بكتاب الله: حفظًا وتلاوة، وتفسيرًا، والاهتمام بالحديث: معرفة وفهمًا وتمييزًا لصحيحه من سقيمه، (لأنهما مصدرا التلقي)، مع إتباع العلم بالعمل.
ـ الدخول في الدّين (*) كله، والإيمان بالكتاب كله، فيؤمنون بنصوص الوعد، ونصوص الوعيد، وبنصوص الإثبات، ونصوص التنزيه ويجمعون بين الإيمان بقدر الله، وإثبات إرادة العبد، ومشيئته، وفعله، كما يجمعون بين العلم والعبادة، وبين القُوّة والرحمة، وبين العمل مع الأخذ بالأسباب وبين الزهد.
ـ الإتباع، وترك الابتداع، والاجتماع ونبذ الفرقة والاختلاف في الدين.
ـ الإقتداء والاهتداء بأئمة الهدى العدول، المقتدى بهم في العلم والعمل والدعوة من الصحابة ومن سار على نهجهم، ومجانبة من خالف سبيلهم.
ـ التوسط: فَهُمْ في الاعتقاد وسط بين فرق الغلو (*) وفرق التفريط، وهم في الأعمال والسلوك وسط بين المُفرطين والمفرِطين.
ـ الحرص على جمع كلمة المسلمين على الحقّ وتوحيد صفوفهم على التوحيد والإتباع، وإبعاد كل أسباب النزاع والخلاف بينهم.
ـ ومن هنا لا يتميزون عن الأمة في أصول الدين باسم سوى السنة والجماعة، ولا يوالون (*) ولا يعادون، على رابطة سوى الإسلام والسنة.
ـ يقومون بالدعوة إلى الله الشاملة لكل شيء في العقائد والعبادات وفي السلوك والأخلاق (*) وفي كل أمور الحياة وبيان ما يحتاجه كل مسلم كما أنهم يحذرون من النظرة التجزيئية للدين فينصرون الواجبات والسنن كما ينصرون أمور العقائد والأمور الفرعية ويعلمون أن وسائل الدعوة متجددة فيستفيدون من كل ما جد وظهر ما دام مشروعًا. والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر بما يوجبه الشرع، والجهاد (*) وإحياء السنة، والعمل لتجديد الدين (*)، وإقامة شرع الله وحكمه في كل صغيرة وكبيرة ويحذرون من التحاكم إلى الطاغوت (*) أو إلى غير ما أنزل الله.
ـ الإنصاف والعدل: فهم يراعون حق الله ـ تعالى ـ لا حقّ النفس أو الطائفة، ولهذا لا يغلون في مُوالٍ، ولا يجورون على معاد، ولا يغمطون ذا فضل فضله أيًّا كان، ومع ذلك فهم لا يقدسون الأئمة والرجال على أنهم معصومون وقاعدتهم في ذلك: كلٌ يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه لا عصمة إلا للوحي (*) وإجماع (*) السلف.
ـ يقبلون فيما بينهم تعدد الاجتهادات في بعض المسائل التي نقل عن السلف الصالح النزاع فيها دون أن يُضلل المخالف في هذه المسائل فهم عالمون بآداب الخلاف التي أرشدهم إليها ربهم جلّ وعلا ونبيهم صلى الله عليه وسلم.
ـ يعتنون بالمصالح والمفاسد ويراعونها، ويعلمون أن الشريعة (*) جاءت بتحصيل المصالح وتعطيل المفاسد وتقليلها، حيث درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
ـ أن لهم موقفًا من الفتن عامة: ففي الابتلاء يقومون بما أوجب الله تعالى تجاه هذا الابتلاء.
ـ وفي فتنة الكفر يحاربون الكفر (*) ووسائله الموصلة إليه بالحجة والبيان والسيف والسنان بحسب الحاجة والاستطاعة.
ـ وفي الفتنة يرون أن السلامة لا يعدلها شيء والقعود أسلم إلا إذا تبين لهم الحق وظهر بالأدلة الشرعية فإنهم ينصرونه ويعينونه بما استطاعوا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ يرون أن أصحاب البدع (*) متفاوتون قربًا وبعدًا عن السنة فيعامل كل بما يستحق ومن هنا انقسمت البدع إلى: بدع لا خلاف في عدم تكفير أصحابها مثل المرجئة (*) والشيعة (*) المفضلة، وبدع هناك خلاف في تكفير أو عدم تكفير أصحابها مثل الخوارج (*) والروافض (*)، وبدع لا خلاف في تكفير أصحابها بإطلاق مثل الجهمية (*) المحضة.
ـ يفرقون بين الحكم المطلق على أصحاب البدع عامة بالمعصية أو الفسق أو الكفر (*) وبين الحكم على المعين حتى يبين له مجانبة قوله للسنة وذلك بإقامة الحجة وإزالة الشبهة.
ـ ولا يجوزون تكفير أو تفسيق أو حتى تأثيم علماء المسلمين لاجتهاد (*) خاطئ أو تأويل بعيد خاصة في المسائل المختلف فيها.
ـ يفرقون في المعاملة بين المستتر ببدعته والمظهر لها والداعي إليها.
ـ يفرقون بين المبتدعة من أهل القبلة مهما كان حجم بدعتهم وبين من عُلم كفره بالاضطرار من دين الإسلام كالمشركين وأهل الكتاب وهذا في الحكم الظاهر على العموم مع علمهم أن كثيرًا من أهل البدع منافقون وزنادقة (*) في الباطن.
ـ يقومون بالواجب تجاه أهل البدع ببيان حالهم، والتحذير منهم وإظهار السنة وتعريف المسلمين بها وقمع البدع (*) بما يوجبه الشرع من ضوابط.
ـ يصلون الجمع والجماعات والأعياد خلف الإمام مستور الحال ما لم يظهر منه بدعة (*) أو فجور فلا يردون بدعة ببدعة.
ـ لا يُجٍوزون الصلاة خلف من يظهر البدعة أو الفجور مع إمكانها خلف غيره، وإن وقعت صحت، ويُؤَثِّمون فاعلها إلا إذا قُصد دفع مفسدة أعظم، فإن لم يوجد إلا مثله، أو شرّ منه جازت خلفه، ولا يجوز تركها، ومن حُكِمَ بكفره فلا تصح الصلاة خلفه.
ـ فِرقُ أهل القبلة الخارجة عن السنة متوعدون بالهلاك والنار، وحكمهم حكم عامة أهل الوعيد، إلا من كان منهم كافرًا في الباطن.
ـ والفرق الخارجة عن الإسلام كُفّار في الجملة، وحكمهم حكم المرتدين.
• ولأهل السنة والجماعة (*) أيضًا منهج (*) شامل في تزكية النفوس وتهذيبها، وإصلاح القلوب وتطهيرها، لأن القلب عليه مدار إصلاح الجسد كله وذلك بأمور منها:
ـ إخلاص التوحيد لله تعالى والبعد عن الشرك والبدعة مما ينقص الإيمان أو ينقصه من أصله.
ـ التعرف على الله جل وعلا بفهم أسمائه الحسنى وصفاته العلى ومدارستها وتفهم معانيها والعمل بمقتضياتها؛ لأنها تورث النفس الحب والخضوع والتعظيم والخشية والإنابة والإجلال لله تعالى.
ـ طاعة الله ورسوله بأداء الفرائض والنوافل كاملة مع العناية بالذكر وتلاوة القرآن الكريم والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والصيام وإيتاء الزكاة وأداء الحج والعمرة وغير ذلك مما شرع الله تعالى.
ـ اجتناب المحرمات والشبهات مع البعد عن المكروهات.
ـ البعد عن رهبانية النصرانية والبعد عن تحريم الطيبات والبعد عن سماع المعازف والغناء وغير ذلك.
ـ يسيرون إلى الله تعالى بين الخوف والرجاء ويعبدونه تعالى بالحب والخوف والرجاء.
• ومن أهم سماتهم: التوافق في الأفهام، والتشابه في المواقف، رغم تباعد الأقطار والأعصار، وهذا من ثمرات وحدة المصدر والتلقي.
ـ الإحسان والرّحمة وحسن الخُلق مع الناس كافةً فهم يأتمون بالكتاب والسنة بفهم السلف الصالح في علاقاتهم مع بعضهم أو مع غيرهم.
ـ النصيحة لله ولكتابه ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم.
ـ الاهتمام بأمور المسلمين ونصرتهم، وأداء حقوقهم، وكفّ الأذى عنهم.
ـ موالاة المؤمن لإيمانه بقدر ما عنده من إيمان ومعاداة الكافر لكفره ولو كان أقرب قريب.
• لا يعد من اجتهد في بيان نوع من أصول أهل السنة مبتدعًا ولا مفرطًا ما دام لا يخالف شيئًا من أصول أهل السنة والجماعة (*).
• كل من يعتقد بأصول أهل السنة والجماعة ويعمل على هديها فهو من أهل السنة ولو وقع في بعض الأخطاء التي يُبدّع من خالف فيها.
ــــــــــــــــ
مراجع للتوسع:
ـ الإيمان ـ لأبي عبيد القاسم بن سلاّم.
ـ الإيمان ـ لابن منده.
ـ الإبانة ـ لابن بطة.
ـ شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ـ أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي.
ـ عقيدة أصحاب الحديث ـ الإمام أبو عثمان الصابوني.
ـ الإبانة ـ لأبي الحسن الأشعري.
ـ التوحيد وصفات الرب ـ لابن خزيمة.
ـ شرح العقيدة الطحاوية ـ لابن أبي العز الحنفي.
ـ منهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة والقدرية ـ ابن تيمية.
ـ درء تعارض العقل والنقل ـ ابن تيمية.
ـ طريق الهجرتين ـ ابن قيم الجوزية.
ـ مجموع الفتاوى ـ لابن تيمية.
ـ كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد ـ محمد بن عبد الوهاب.
ـ معارج القبول شرح سلم الوصول ـ حافظ الحكمي.
ـ مجمل أصول أهل السنة والجماعة في العقيدة ـ د. ناصر بن عبد الكريم العقل.
ـ منهج الاستدلال عند أهل السنة والجماعة ـ عثمان علي حسن.
ـ أهل السنة والجماعة معالم الانطلاقة الكبرى ـ محمد عبد الهادي المصري.
ـ نواقض الإيمان القولية والعملية ـ د. عبد العزيز العبد اللطيف.
ـ منهج أهل السنة في تقويم الرجال ـ أحمد الصويان.
ـ مفهوم أهل السنة عند أهل السنة ـ د. ناصر بن عبد الكريم العقل.
ـ الأصول العلمية للدعوة السلفية ـ عبد الرحمن عبد الخالق.
ـ الزهاد الأوائل ـ د. مصطفى حلمي.
ـ معالم السلوك في تزكية النفوس عند أهل السنة والجماعة ـ د. عبد العزيز العبد اللطيف.
ـ قواعد المنهج السلفي ـ د. مصطفى حلمي.
ـ السلفية بين الفلسفة الإسلامية والفلسفة الغربية ـ د. مصطفى حلمي.
المصدر:
http://www.mktaba.org/vb/showthread.php?t=7507(/)
كلمة على الدرب
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[16 Aug 2008, 03:18 م]ـ
كلمة على الدرب
استيقظت اليوم من نومي وأنا أردد في أعماقي:
دعنا من الأصفار التي لا قيمة لها
إخوتي واخواتي الكرام في طريق الدعوة إلى الله: ..
لو نظر الإنسان إلى مائة صفر على يسار العدد
فإنها لا تساوي شيئا!! وصفر واحد على يمينه يثقل الموازين ويزيد في القيمة
وهذا ليس من قبيل الفلسفة القولية بل من باب التحليل المنهجي لواقع أمة تعيش في أعماقها
واقعا مرا فتعتبر نفسها اليوم على هامش الحياة لتأخرها في مضمار العلم الكوني
والتكنيلوجيا الحديثة، وهي لا تدري أنها تمتلك أغلى ما في هذه الحياة من علوم ومبادئ
إنها الصفر الذي على يمين العدد ...
وأعداؤها من يهود ونصارى ومجوس ومشركين لا يشكلون في مجموعهم إلا ملا يين الأصفار ولكنهم بحكم تركيبتهم الخاطئة أصفار على يسار العدد لا قيمة لها ولا حساب لأن القيم هي التي تحفظ للأمم مكتسباتها ومقدراتها:
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت ... فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
فلو رجعنا إلى حقيقة ديننا وقرآننا لوقفنا على سدة ما يمتلكون وجعلناهم بمجموعهم صفرا واحدا على الشمال وتابعنا من حيث انتهوا وتربعنا في القمة العالية التي اختارها الله عز وجل لنا.
كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ ءَامَنَ أَهْلُ الْكِتَبِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَسِقُونَ * لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأٌّدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ * ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِئَايَتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأٌّنْبِيَآءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذلِكَ بِمَا عَصَوْاْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ} (آل عمران).
وهذه الآية جديرة أن نتدبرها لنعرف مكانتنا بين الأمم ولندرك مواطن الخطر ولنعلم كيف لنا أن ننهض من كبوتنا ونقف على اقدامنا ونتعرف الدرب الموصل ونفهم السبيل إلى الإحاطة بالأمر وسلوك طريق الرشد الموصل إلى العزة والكرامة ورضوان الله تبارك وتعالى. بارك الله فيكم أحبتنا فهذا هو الشغل الشاغل لنفوسنا والأمر الذي يأخد الموقع من عقولنا وقلوبنا: (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم).(/)
mbc وجه للإفساد والتغريب
ـ[محمد مشعل]ــــــــ[17 Aug 2008, 09:57 ص]ـ
من المعروف عند عامة العقلاء أن الإعلام المرئي هو أقوى وسائل الإعلام، وأن أثره في الأجيال قوي سواء أكان في الجانب الإيجابي أم الجانب السلبي، وقد تضاعف هذا الأثر أضعافاً مضاعفة بعد انتشار القنوات الفضائية، وأصبحت تغزو عقول الناس وقلوبهم طوال ساعات الليل والنهار، فإذا قيل إن هذه القنوات أصحبت تشكل العقول، وتغرس القناعات في الأجيال، لو قيل هذا لما كان بعيداً، وهذا كله يدعو العقلاء إلى التفكير ملياً في هذه القنوات وكيفية الاستفادة منها بما يعود على الأجيال بالخير والنفع.
والمشاهد للقنوات الفضائية يرى أن أكثرها مؤثر تأثيراً سلبياً بل سلبياً جداً في عقول ونفوس أكثر المشاهدين، وأن القليل من هذه القنوات هو الذي ينشر الفضيلة ويغرس القيم على عوج في بعض هذا القليل، مما هو معلوم.
وفي هذه المقالة سأذكر قناة من أكثر هذه القنوات سوءاً، وأفتكها في الناس وأشدها تأثيراً ألا وهي قناة ام بي سي، وذلك لقدمها فهي أول قناة فضائية عربية فيما أعلم، ولأن أكثر برامجها لا يراعي قواعد الشرع ولا أعراف المجتمع في شيء، وأنا أعجب من أن مؤسسها وداعمها من البلاد المقدسة القائمة على الحرمين، التي ينبغي أن يكون كل ما يخرج عنها من مشاريع وأعمال متفقاً مع الشرع المطهر، وأن يكون مواطنو تلك البلاد عند حسن ظن المسلمين بهم، لكن للأسف الشديد فإن هؤلاء الذين أنشأوا هذه القناة لا يبدو أنهم يستحضرون هذه المعاني أو يأبهون لها؛ فإن هذه القناة قد وصلت إلى درجة من الفساد والإفساد مما يخشى معه نزول غضب الله تعالى ونقمته على هؤلاء القائمين عليها ومن يساندهم ومن يدعمهم.
وهناك دراسة علمية وقعت في يدي قام صاحبها باستقراء حال هذه القناة وما تفرع عنها من قنوات، وخرج بنتائج لا أرى أني في حل من عدم ذكرها أو التنبيه لخطرها، ومن شاء العودة إلى تفصيل هذه الدراسة فلينظرها في شبكة المعلومات باسم عبدالكريم آل عبدالمنعم عن طريق محرك البحث جوجل.
هذه القناة فَرّخت 4 قنوات هي ام بي سي 1، 2، 3، 4، ولها إذاعتان مشهورتان، ثم إنهم أطلقوا قناة ام بي سي أكشن مختصة بالأفلام الأجنبية، أما ام بي سي 1 فهي مختصة بالبرامج العربية وهي سيئة بل بالغة السوء، لكن الدراسة لم تشملها لذلك لم أذكرها هاهنا، وهي حقيقة بدراسة مستقلة، وأما ام بي سي 3 فهي مختصة ببرامج الأطفال والله أعلم بتأثيرها السيء، وهي حقيقة بدراسة مستقلة أيضاً، وصاحب الدراسة أجرى دراسته على ثلاث قنوات: ام بي سي أكشن وكثير من أفلامها مترجم إلى العربية، وهذا مكمن الخطورة، و ام بي سي 2، وام بي سي 4 وذلك عن طريق تسجيل ثمان ساعات عشوائية متواصلة لكل قناة فقط فلم يزد على ذلك: وإليكم ما خرج به من دراسة:
أما ام بي سي 2 ففيها من الاحصاءات المخجلة ما يلي:
82 مرة وردت الممثلات بلباس فاضح، و6مرات أوضاع وأصوات جنسية، وورد الخمر فيها 16 مرة، والمراقص 47 مرة، والقبل الساخنة والأحضان 26 مرة، والعنف والقتل 14 مرة، ومشاهد الرعب 21 مرة، ورؤي الصليب 7 مرات، وعلم أمريكا 16 مرة، وكلمة أمريكا أو أحد مدنها وردت 13 مرة، وكلمة مؤسسة أمنية أمريكية وردة 12 مرة. أما ام بي سي 4 فقد وردت فيها تلك المشاهد والأقوال حسب ترتيب ذكرها آنفاً كالتالي: 124، 4، 41، 29، 30، 2، 4، 8، 25، 37، 4 وأما ام بي سي أكشن فقد وردت فيها تلك المشاهد والأحوال كالتالي: 34، 3، 8، صفر، 20، 82، 27، 1، 11، 19، 2 ولنتذكر أيها القراء الكرام أن تلك هي نتائج الساعات الثمان العشوائية التي خرج بها الدارس، فكيف لو طالت دراسته لتلك القنوات فبماذا يستخرج منها بالله عليكم؟!
ثم خرج الدارس باستنتاجات أوردها بإيجاز:
1.الفساد العقدي منتشر في تلك القنوات، وأورد على ذلك مما رصده وشاهده أن تقديس الصليب واللجوء إليه في الأوقات الصعبة هو الذي يفعله الجندي فينجو من موت محقق، وكثرة ظهور الكنائس والمقابر التي ينتشر فيها الصليب، والصلوات النصرانية ظاهرة، وفي بعض الأفلام التي عرضت إنكار للخالق، وتعظيم للأصنام، ونشر للسحر والشعوذة.
(يُتْبَعُ)
(/)
2.نشر الثقافة الأمريكية، وقد عبر الدراس عن ذلك بأمركة المجتمع، وظهر ذلك من خلال التعظيم المبالغ فيه للجندي الأمريكي وقدراته، وتكرار ذكر أمريكا ومدنها، والإكثار من ذكر المؤسسات الأمنية الأمريكية، وتحبيب طرائق العيش الأمريكية للشباب.
3.نشر الفاحشة والشهوات: ففي بعض الأفلام "وقد سمى الباحث هذه الأفلام" حث على الزنا الصريح وحث المرأة على معاشرة غير زوجها، وإظهار الشباب وهم يتسابقون لهذه العلاقات المحرمة، والبذاءة الشديدة في لسان كثير من الممثلين. وذكر الباحث كيف تثير بعض الإعلانات الغرائز والشهوات الحرام.
4.الإخلال بأمن المجتمعات: حيث يكثر في هذه القنوات مواجهة الشباب لرجال الشرطة، وتهوين القتل والخطف والسرقة والاعتداء على الآخرين. وهذه خلاصة الدراسة التي أوردنا موجزاً لها على مسؤولية الباحث، وقد حدثني مدير إحدى القنوات بمرارة شديدة عن بعض قنوات ام بي سي وخطورتها الشديدة على العقائد والأخلاق.
وبعد: فماذا يريد القائمون على قنوات ام بي سي؟ هل يريدون إفساد المجتمع المسلم؟ ما هي أهدافهم من نشر هذه الخبائث في المجتمع المسلم؟
ثم ليخبرونا بصدق: هل هم في أعمالهم هذه منطلقون من حس إسلامي أو وطني، أو هم منفذون لما يريده غيرهم من أعداء الإسلام منهم وما يملونه عليهم؟!
ثم ألا من وقفة صادقة لمراجعة النفس في ضوء قوله تعالى: {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة}. وفي ضوء قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون} أم أن قلوبهم قد تحجرت وصارت كما قال الله تعالى: {على قلوب أقفالها}. أم أنه {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً} أم أنهم {صم بكم عمي فهم لا يعقلون} أم أنهم {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة} ويلكم اتقوا عاقبة ما تصنعون قبل أن يحل عليكم غضب المنتقم الجبار. ويلكم ألا تخافون من عواقب إضلالكم لملايين بل عشرات الملايين من المسلمين منذ أن زكمت أنوفنا بروائح قنواتكم الخبيثة؟!
ـ وأنا أدعو عموم المسلمين إلى نشر هذا المقال وإيصاله إلى المسؤولين عن القناة بكل الوسائل الذين إن لم يرتدعوا ويستجيبوا ويرعووا عن غيهم وضلالهم وإضلالهم، وإن لم يتركوا نشر الفواحش وبث الشهوات الحرام، فأنا أدعو المسلمين إلى مداومة الدعاء عليهم في الأسحار، وفي الأوقات الفاضلة آناء الليل وأطراف النهار، وفي سفرهم وفي مرضهم وفي أوقات إفطارهم حتى يذهب هذا الخبث ويزول هذا الرجس عن المجتمع المسلم وتنزل قارعة بمن بثه فيهم، والله المستعان، وهو حسبي ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وكتبه
محمد بن موسى الشريف
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز
والداعية الإسلامي المعروف(/)
دعاء أعجبني
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[18 Aug 2008, 02:26 ص]ـ
كثيرة هي الأدعية التي اطلعت عليها واعتنيت بجمعها. ومن الصيغ التي أعجبتني للإحساس المرهف الذي تستبطنه، دعاء للدكتور سلمان بن فهد العودة:
(اللَّهُمَّ، كُلُّ مَنْ جَازَ فِي دِينِكَ وَشَرْعِكَ أَنْ يُدْعَى لَهُ بِخَيْرٍ وَمَغْفِرَةٍ وَرَحَمْةٍ مِنْ عِبَادِكَ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنَّنِي أَدْعُوكَ لَهُ فِي هَذَا الْيَوْمِ وَهَذَا الْمَوْقِفِ أَنْ تَغْفِرَ لَهُ وَتَرْحَمَهُ).
آمين.
وأرجو الله عز وجل أن يجعلني وإياكم منهم.
وسر إعجابي بهذا الدعاء أن عادة الإنسان جرت بالدعاء لمن يحبهم أو يظن فيهم الخير، لتواطئهم معه على نفس السلوك أو المذهب، أو العمل، وبالامتناع عن الدعاء لكل من يراه مخالفا له، تارة بحجة أنه من أهل البدع، وتارة بحجة أنه من العصاة أو الفاسقين، وتارة بحجة الخلاف معه إلى غير ذلك من الأسباب.
أما هذا الدعاء فهو لا يجعل للنفس حظا في تخير من ندعو له ومن لا ندعو له، وإنما يكل هذا الأمر لله عز وجل وحده، فهو الذي يعرف من يجوز له الدعاء بالخير والرحمة والمغفرة، ومن لا يجوز.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[09 Sep 2008, 07:52 ص]ـ
ومن الأدعية الجميلة أيضا، ما أثر عن أحمد بن حنبل:
" اللَّهُمَّ مَنْ كَانَ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى غَيْرِ الْحَقِّ وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّهُ عَلَى الْحَقِّ فَرُدَّهُ إِلَى الْحَقِّ لِيَكُونَ مِنْ أَهْلِ الْحَقِّ "
(نقله ابن كثير، البداية والنهاية: 10/ 363)
وذكر ابن الجوزي في كتابه (صفة الصفوة: 2/ 349) صيغة أخرى للدعاء:
عن أبي عيسى عبد الرحمن بن زاذان قال: صلّينا وأبو عبد اللَّه أحمد بن حنبل حاضر، فسمعته يقول:
"اللَّهُمَّ مَنْ كَانَ عَلَى هَوًى أَوْ عَلَى رَأْيٍ، وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّهُ عَلَى الْحَقِّ وَلَيْسَ هُوَ الْحَقُّ، فَرُدَّهُ إِلَى الْحَقِّ حَتَّى لاَ يُضِلَّ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ أَحَدًا. اللَّهُمَّ لاَ تَشْغَلْ قُلُوبَنَا بِمَا تَكَفَّلْتَ لَنَا بِهِ، وَلاَ تَجْعَلْنَا فِي رِزْقِكَ خَوَلاً لِغَيْرِكَ، وَلاَ تَمْنَعْنَا خَيْرَ مَا عِنْدَكَ بِشَرِّ مَا عِنْدَنَا، وَلاَ تَرَنَا حَيْثُ نَهَيْتَنَا، وَلاَ تَفْقِدْنَا مِنْ حَيْثُ أَمَرْتَنَا. أَعِزَّنَا وَلاَ تُذِلَّنَا. أَعِزَّنَا بِالطَّاعَةِ، وَلاَ تُذِلَّنَا بِالمَعْصِيَةِ"
وهذا الدعاء يستبطن رحمة ورأفة بمن طلب الحق فأخطأه. وشتان بين هذا الخلق الكريم النابع من فهم عميق لروح الإسلام، وبين سلوك بعض المسلمين الذين يتبارون في كيل الشتائم لمن يرونهم من أهل القبلة على ضلال أو زيغ أو بدعة. بل إن بعضهم ينشئ المواقع على الإنترنت لفضح هؤلاء بحجة "الدفاع عن الحق" و"حراسة العقيدة".
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[10 Sep 2008, 09:57 م]ـ
ونقل ابن الجوزي (صيد الخاطر: 343) عن بعض السلف هذا الدعاء:
"اللَّهُمَّ أَرِنَا الأَشْيَاءَ كَمَا هِيَ"
ثم علّق عليه قائلا:
(هذا كلام حسن غاية. وأكثر النَّاس لا يرون الأشياء بعينها، فإنهم يرون الفاني كأنه باق، ولا يكادون يتخايلون زوال ما هم فيه، وإن علموا ذلك)
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[11 Sep 2008, 04:17 ص]ـ
بارك الله فيكم
ليتكم تنقلون لنا ما جمعتم من هذه الأدعية المباركة لنستفيد منها فى هذا الشهر المبارك و خصوصا أئمة المساجد ..
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[11 Sep 2008, 08:13 ص]ـ
ومن دعاء شرف الدين السعدي، من شعراء الهند:
"اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي حَسَنَ السِّيرَةِ، غَيْرَ مُتَكَلِّفٍ وَلاَ مُحِبٍّ لِلتَّظَاهُرِ، أُكِنُّ الْخَيْرَ مِنْ نَفْسِي"
(المصدر: الأعلام الخمسة للشعر الإسلامي - للأعظمي وشعلان: 262)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[11 Sep 2008, 08:22 ص]ـ
ومن دعاء بعض السلف:
"اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ الأَقَلِّينَ"
وقصة الدعاء:
ذكر الإمام أحمد عن عمر بن الخطاب أنه سمع رجلا يقول: "اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ الأَقَلِّينَ". فقال: ما هذا؟ فقال: يا أمير المؤمنين، إن الله قال: {وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ}. وقال تعالى: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}. وقال: {إِلاَّ الذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ، وَقَلِيلٌ مَا هُمْ}. فقال عمر: صدقت.
(المصدر: عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين لابن القيم:96)
وهذا الدعاء اقتباس من القرآن الكريم، ونموذج جميل لتدبره.
ـ[ابوصالح]ــــــــ[11 Sep 2008, 02:23 م]ـ
مامعنى قوله تعالى = واجعلوبيوتكم قبله =
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[11 Sep 2008, 02:56 م]ـ
قيل يعني اتَّخذوها مساجدَ للعبادة إن خفتم كيد فرعونَ وبطشه بكم عند اجتماعكم في الكنائس.
وقيل يعني اجعلوا بيوتكم إلى القبلة.
وقيل يعني اجعلوها يقابل بعضها بعضاً.
وعلى القول الأول كثير من المفسرين.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[11 Sep 2008, 06:41 م]ـ
ومن دعاء مطرف بن عبد الله بن الشخير (من التابعين الزهاد):
"اللَّهُمَّ ارْضَ عَنَّا، فَإِنْ لَمْ تَرْضَ عَنَّا فَاعْفُ عَنَّا، فَإِنَّ الْمَوْلَى قَدْ يَعْفُو عَنْ عَبْدِهِ وَهُوَ عَنْهُ غَيْرُ رَاضٍ"
(المصدر: حلية الأولياء - لأبي نعيم: 2/ 207)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يسري بن حمدان المحمدي]ــــــــ[12 Sep 2008, 10:42 ص]ـ
من لطيف الأدعية ما ذكر من دعاء زين العابدين بن الحسين بن علي: (اللهم إني أعوذ بك أن تحسن في ظواهر العيون علانيتي، وأن تقبح في خفايا العيون سريرتي)
وأعظم الأدعية: (اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك من الذنب الذي لا أعلم).
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[12 Sep 2008, 02:03 م]ـ
قال ابن الجوزي في (صيد الخاطر:200):
جَلَسْتُ يَوْمًا فَرَأَيْتُ حَوْلِي أَكْثَرَ مِنْ عَشْرَةِ آلاَفٍ مَا فِيهِمْ إِلاَّ مَنْ قَدْ رَقَّ قَلْبُهُ، أَوْ دَمِعَتْ عَيْنَاهُ. فَقُلْتُ لِنَفْسِي: كَيْفَ بِكِ إِنْ نَجَوْا وَهَلَكْتِ؟
فَصِحْتُ بِلِسَانِ وُجْدِي:
"إِلَهِي، وَسَيِّدِي، إِنْ قَضَيْتَ عَلَيَّ بِالْعَذَابِ غَدًا، فَلاَ تُعْلِمْهُمْ بِعَذَابِي، صِيَانَةً لِكَرَمِكَ لاَ لِأَجْلِي، لِئَلاَّ يَقُولُوا: عَذَّبَ مَنْ دَلَّ عَلَيْهِ"
===
أقول (أبو أحمد):
وهذا لسان حال كثير ممن يتصدرون المجالس لوعظ الناس وتعليمهم والخطابة والإمامة. نسأل الله العفو والعافية والستر يوم العرض.
===
وقريب من هذا الدعاء قول أحد الأعراب:
"الْحَمْدُ لِلَّهِ. وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أُذَكِّرَ بِهِ وَأَنْسَاهُ"
(المصدر: العقد الفريد - لابن عبد ربه: 4/ 17)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[12 Sep 2008, 06:07 م]ـ
ومن دعاء أسد بن السماك (من أهل الزهد والتصوف، روى عن بعض التابعين):
"اللَّهُمَّ إِنِّي آمُرُ بِطَاعَتِكَ وَرُبَّمَا قَصَّرْتُ، وَأَنْهَى عَنْ مَعْصِيَتِكَ وَرُبَّمَا اقْتَرَفْتُ. وَقَدْ تَعْلَمُ أَنِّي إِنَّمَا أَدُورُ عَلَى أَنْ أُعَظِّمَكَ فِي صُدُورِ خَلْقِكَ، فَارْحَمْنِي بِذَلِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ"
(المصدر: البصائر والذخائر، لأبي حيان التوحيدي:7/ 183)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[12 Sep 2008, 06:59 م]ـ
ومن دعاء الفضل بن عيسى الرقاشي (من الأعراب):
"اللَّهُمَّ لاَ تُدْخِلْنَا النَّارَ بَعْدَ إِذْ أَسْكَنْتَ قُلُوبَنَا تَوْحِيدَكَ. وَإِنِّي لَأَرْجُو أَلاَّ تَفْعَلَ. وَلَئِنْ فَعَلْتَ لَتَجْمَعَنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمٍ عَادَيْنَاهُمْ فِيكَ"
(المصدر: عيون الأخبار، ابن قتيبة:2/ 310)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[12 Sep 2008, 09:51 م]ـ
ومما صاغه شعرا بالأوردو الشاعر الهندي (دبير)، على لسان أحد الموتى، في صورة فنية جميلة:
"يَا رَبِّ، إِنِّي أَتَيْتُ إِلَيْكَ طَامِعًا فِي رَحْمَتِكَ، وَجِئْتُ خَجِلاً، مُخْفِيًا وَجْهِي بِالْكَفَنِ. لَمْ يَتْرُكْنِي عِبْءُ الذُّنُوبِ لِأَسِيرَ عَلَى قَدَمِي، فَجِئْتُ مَحْمُولاً عَلَى أَكْتَافِ النَّاسِ فِي التَّابُوتِ"
(المصدر: الأعلام الخمسة للشعر الإسلامي، للأعظمي وشعلان:212)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[12 Sep 2008, 10:50 م]ـ
ومن دعاء عبد الملك بن مروان:
"يَا رَبِّ، إِنَّ ذُنُوبِي عَظِيمَةٌ، وَإِنَّ قَلِيلَ عَفْوِكَ أَعْظَمُ مِنْهَا. اللَّهُمَّ فَامْحُ بِقَلِيلِ عَفْوِكَ عَظِيمَ ذُنُوبِي"
قال الأصمعي: فبلغ ذلك الحسن، فبكى وقال: (لو كان كلام يكتب بالذهب لكتب هذا الكلام).
(المصدر: البداية والنهاية، ابن كثير:9/ 81)
===
وفي رواية أخرى لنفس الدعاء:
"اللَّهُمَّ إِنَّ ذُنُوبِي قَدْ عَظُمَتْ وَجَلَّتْ أَنْ تُحْصَى، وَهِيَ صَغِيرَةٌ فِي جَنْبِ عَفْوِكَ، فَاعْفُ عَنِّي"
(المصدر: جمهرة خطب العرب، أحمد زكي صفوت:3/ 361)
===
وفي رواية ثالثة:
"اللَّهُمَّ إِنَّ ذُنُوبِي وَإِنْ كَثُرَتْ وَجَلَّتْ عَنِ الصِّفَةِ، فَإِنَّهَا صَغِيرَةٌ فِي جَنْبِ عَفْوِكَ فَاعْفُ عَنِّي"
(المصدر: المستطرف فِي كُلّ فن مستظرف – للأبشيهي: 2/ 533، وفيها: قال الأصمعي: حسدت عبد الملك على كلمة تكلم بها عند الموت وهي .. ]
ـ[عبدالعزيز الجهني]ــــــــ[13 Sep 2008, 01:58 ص]ـ
ومن دعاء العماد المقدسي وهو يتعلق بالمشاركة الأولى: اللهم اغفر لأقسانا قلبا , وأكبرنا ذنبا , وأثقلنا ظهرا , وأعظمنا جرما.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[13 Sep 2008, 06:58 ص]ـ
ومن دعاء العماد المقدسي وهو يتعلق بالمشاركة الأولى: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَقْسَانَا قَلْبًا، وَأَكْبَرِنَا ذَنْبًا، وَأَثْقَلِنَا ظَهْرًا، وَأَعْظَمِنَا جُرْمًا.
أحسن الله إليك. والعماد المقدسي هو: عماد الدين إبراهيم بن عبد الواحد.
والدعاء مذكور في (سير أعلام النبلاء – للذهبي: 22/ 49)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[13 Sep 2008, 06:05 م]ـ
ومن دعاء الحسن البصري:
"اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْنَا مِمَّنْ يَتَقَوَّى بِنِعْمَتِكَ عَلَى مَعْصِيَتِكَ"
(المصدر: كتاب الحيوان، للجاحظ: 1/ 225)
ـ[أحمد تيسير]ــــــــ[14 Sep 2008, 01:19 ص]ـ
ومن أجمل ما سمعت:
" إلهنا أمرتنا فلم نأتمر ... وزجرتنا فلم ننزجر .... وها نحن بين يديك نعتذر ... ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[17 Sep 2008, 06:49 م]ـ
ومن دعاء عبد الرحمن بن عوف:
"اللَّهُمَّ قِنِي شُحَّ نَفْسِي"
عن أَبي الهياج الأسدي، قال: كنت أطوف بالبيت، فرأيت رجلا يقول: "اللَّهُمَّ قِنِي شُحَّ نَفْسِي"، لا يزيد على ذلك. فقلت له (أي سألته عن ذلك)، فقال: "إِنِّي إِذَا وُقِيتُ شُحَّ نَفْسِي لِمْ أَسْرِقْ، وَلَمْ أَزْنِ، وَلَمْ أَفْعَلْ شَيْئًا"، وإذا الرجل عبد الرحمن بن عوف.
(المصدر: تفسير "جامع البيان عن تأويل آي القرآن"، ابن جرير الطبري: 23/ 286)
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[17 Sep 2008, 10:15 م]ـ
دعا بعض العارفين بعرفة فقال: اللهم إن كنت لم تقبل حجي وتعبي ونصبي فلا تحرمني أجر المصيبة على تركك القبول مني.
(لطائف المعارف، ص:266)
ـ[أحمد تيسير]ــــــــ[18 Sep 2008, 12:53 ص]ـ
ومن أدعية الشيخ كشك ـ رحمه الله تعالى ـ:
" اللهمَّ استُرنا بستركِ الجميلِ الذي سترتَ به نفسكَ فلا عينٌ تراكَ ".
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[18 Sep 2008, 06:20 ص]ـ
ومن دعاء الراغب الأصفهاني:
"أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَ لَنَا مِنْ أَنْوَارِهِ نُورًا يُرِينَا الْخَيْرَ وَالشَّرَّ بِصُورَتَيْهِمَا، وَيُعَرِّفَنَا الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ بِحَقِيقَتَيْهِمَا، حَتَّى نَكُونَ مِمَّنْ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ، وَمِنَ الْمَوْصُوفِينَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ} [الفتح:4]، وَبِقَوْلِهِ: {أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ} [المجادلة:22] "
(المصدر: مفردات القرآن، الراغب الأصفهاني: 1/ 3)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[23 Sep 2008, 04:57 ص]ـ
ومن الدعاء الجميل، دعاء عبد القاهر الجرجاني:
"الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، حَمْدَ الشَّاكِرِينَ، نَحْمَدُهُ عَلَى عَظِيمِ نَعْمَائِهِ، وَجَمِيلِ بَلاَئِهِ، وَنَسْتَكْفِيهِ نَوَائِبَ الزَّمَانِ، وَنَوَازِلَ الْحَدَثَانِ، وَنَرْغَبُ إِلَيْهِ فِي التَّوْفِيقِ وَالْعِصْمَةِ، وَنَبْرَأُ إِلَيْهِ مِنَ الْحَوْلِ وَالْقُوَّةِ، وَنَسْأَلُهُ يَقِينًا يَمْلَأُ الصُّدُورَ، وَيَعْمُرُ الْقَلْبَ، وَيَسْتَوْلِي عَلَى النَّفْسِ، حَتَّى يَكُفَّهَا إِذَا نَزَغَتْ، وَيَرُدَّهَا إِذَا تَطَلَّعَتْ، وَثِقَةً بِأَنَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْوَزَرُ، والْكَالِئُ، وَالرَّاعِي، وَالْحَافِظُ، وَأَنَّ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ بِيَدِهِ، وَأَنَّ النِّعَمَ كُلَّهَا مِنْ عِنْدِهِ، وَأَنْ لاَ سُلْطَانَ لِأَحَدٍ مَعَ سُلْطَانِهِ.
نُوَجِّهُ رَغَبَاتِنَا إِلَيْهِ، وَنُخْلِصُ نِيَّاتِنَا فِي التَّوَكُّلِ عَلَيْهِ، وَأَنْ يَجْعَلَنَا مِمَّنْ هَمُّهُ الصِّدْقُ، وَبُغْيَتُهُ الْحَقُّ، وَغَرَضُهُ الصَّوَابُ، وَمَا تُصَحِّحُهُ الْعُقُولُ وَتَقْبَلُهُ الأَلْبَابُ.
وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ أَنْ نَدِّعِيَ الْعِلْمَ بِشَيْءٍ لاَ نَعْلَمُهُ، وَأَنْ نُسْدِيَ قَوْلاً لاَ نَلْحَمُهُ، وَأَنْ نَكُونَ مِمَّنْ يَغُرُّهُ الْكَاذِبُ مِنَ الثَّنَاءِ، وَيَنْخَدِعُ لِلْمُتَجَوِّزِ فِي الإِطْرَاءِ، وَأَنْ يَكُونَ سَبِيلُنَا سَبِيلَ مَنْ يُعْجِبُهُ أَنْ يُجَادِلَ بِالْبَاطِلِ، وَيُمَوِّهَ عَلَى السَّامِعِ، وَلاَ يُبَالِي إِذَا رَاجَ عَنْهُ الْقَوْلُ أَنْ يَكُونَ قَدْ خَلَطَ فِيهِ، وَلَمْ يُسَدَّدْ فِي مَعَانِيهِ.
وَنَسْتَأْنِفُ الرَّغْبَةَ إِلَيْهِ (عَزَّ وَجَلَّ) فِي الصَّلاَةِ عَلَى خَيْرِ خَلْقِهِ، وَالْمُصْطَفَى مِنْ بَرِيَّتِهِ، مُحَمَّدٍ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، وَعَلَى أَصْحَابِهِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ، وَعَلَى آلِهِ الأَخْيَارِ مِنْ بَعْدِهِمْ أَجْمَعِينَ"
(الْوَزَرُ): الْمَلْجَأُ. وأَصل الوَزَرِ: الجبل المنيع. وكلُّ مَعْقِلٍ وَزَرٌ. (الْكَالِئُ): الحافظ والحارس. (لاَ نَلْحَمُهُ): بفتح الحاء وضمها: لا نُحكِمه. ولَحَمَ الأمرَ: أحكَمَه
(المصدر: دلائل الإعجاز، الجرجاني، مقدمة الكتاب)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[24 Sep 2008, 05:24 ص]ـ
ومن دعاء الشيخ إسماعيل حقي:
"نَسْأَلُ اللَّهَ سُبْحَانَهُ الرَّفِيقَ الأَعْلَى، وَالنَّظَرَ إِلَى وَجْهِهِ الأَبْهَى، وَجَمَالِهِ الأَسْنَى"
آمين.
(المصدر: تفسير "روح البيان"، إسماعيل حقي:5/ 128)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[25 Sep 2008, 06:35 ص]ـ
ومن دعاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب:
"أَحْمَدُ اللَّه سُبْحَانَهُ عَلَى حُلْوِ نِعَمِهِ وَمُرِّ بَلْوَاهِ"
(المصدر: الخطب المنبرية للشيخ محمد بن عبد الوهّاب:1/ 50، نسخة إلكترونية في المكتبة الشاملة)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[25 Sep 2008, 07:07 ص]ـ
ومن دعاء محمد إقبال في (قصيدة شكوى):
"لَمْ يَبْقَ لَنَا يَا رَبِّ مِنْ ثَرْوَةٍ سِوَى الْفَقْرِ، وَلاَ مِنْ قُوَّةٍ سِوَى الْعَجْزِ"
(المصدر: الأعلام الخمسة للشعر الإسلامي، الأعظمي وشعلان:109)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[28 Sep 2008, 04:19 ص]ـ
ومن دعاء د. يوسف القرضاوي:
"إِلَهِي، أَذْنَبْتُ فِي بَعْضِ الأَوْقَاتِ، وَآمَنْتُ بِكَ فِي كُلِّ الأَوْقَاتِ، فَكَيْفَ يَغْلِبُ بَعْضُ عُمْرِي مُذْنِبًا، جَمِيعَ عُمْرِي مُؤْمِنًا؟ "
(المصدر: دعاء مسموع: شبكة إسلام أونلاين)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[28 Sep 2008, 04:43 ص]ـ
ومن دعاء أبي الربيع الغنوي (أحد الأعراب):
"أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ طُولَ الْعُمُرِ في الأَمْنِ وَالْعَافِيَةِ، وَالْحِلْمَ وَالْعِلْمَ وَالْحَزْمَ، وَالأَخْلاَقَ الْحَسَنَةَ، وَالأَفْعَالَ الْمَرْضِيَّةَ، وَالْيُسْرَ وَالتَّيْسِيرَ، وَالنَّمَاءَ وَالتَّثْمِيرَ، وَطِيبَ الذِّكْرِ وَحُسْنَ الأُحْدُوثَةِ، وَالْمَحَبَّةَ فِي الْخَاصَّةِ وَالْعَامَّةِ، وَهَبْ لِي ثَبَاتَ الْحُجَّةِ، َوالتَّأْيِيدَ عِنْدَ الْمُنَازَعَةِ وَالْمُخَاصَمَةِ، وَبَارِكْ لِي فِي الْمَوْتِ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"
(المصدر: البيان والتبيين، الجاحظ: 1/ 523)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[28 Sep 2008, 04:45 ص]ـ
ومن دعاء أبي الفرج بن الجوزي:
"اللَّهُمَّ نَوِّرْ دُنْيَانَا بِنُورٍ مِنْ تَوْفِيقِكَ، وَاقْطَعْ أَيَّامَنَا فِي الاتِّصَالِ بِكَ، وَانْظُمْ شَتَاتَنَا فِي سِلْكِ طَاعَتِكَ، فَأَنْتَ أَعْلَمُ بِتَلْفِيقِ الْمُقْتَرِفِ. اللَّهُمَّ قَوِّ مِنَنَ أَطْفَالِ التَّوْبَةِ بِلُبَانِ الصَّبْرِ. ارْفُقْ بِمَرْضَى الْهَوَى فِي مَارِسْتَانِ الْبَلاَءِ. افْتَحْ مَسَامَّ الأَفْهَامِ لِقَبُولِ مَا يَنْفَعُ. سَلِّمْ سَيَّارَةَ الأَفْكَارِ مِنْ قَاطِعِ طَرِيقٍ. احْرُسْ طَلاَئِعِ الْمُجَاهَدَةِ مِنْ خَدِيعَةِ كَمِينٍ. احْفَظْ شُجْعَانَ الْعَزَائِمِ مِنْ شَرِّ هَزِيمَةٍ. وَقِّعْ عَلَى قِصَصِ الإِنَابَةِ بِقَلَمِ الْعَفْوِ. لاَ تُسَلِّطْ جَاهِلَ الطَّبْعِ عَلَى عَالِمِ الْقَلْبِ. لاَ تُبَدِّلْ نَعِيمَ عَيْشِ الرُّوحِ بِجَحِيمِ حَرِّ النَّفَسِ، لاَ تُمِتْ حَيَّ العِلْمِ فِي حَيِّ الْجَهْلِ. أَخْرِجْنَا إِلَى نُورِ الْيَقِينِ مِنْ هَذَا الظَّلاَمِ. لاَ تَجْعَلْنَا مِمَّنْ رَأَى الصُّبْحَ فَنَامَ. لاَ تُؤَاخِذْنَا بِقَدْرِ ذُنُوبِنَا، فَإِنَّكَ قُلْتَ: {لاَ تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ}. وَاعَجَبًا لِمَنْ عَرَفَكَ ثُمَّ أَحَبَّ غَيْرَكَ، وَلِمَنْ سَمِعَ مُنَادِيَكَ ثُمَّ تَأَخَّرَ عَنْكَ"
(المصدر: المدهش، ابن الجوزي:415)
ـ[النجدية]ــــــــ[28 Sep 2008, 01:02 م]ـ
بسم الله ...
جزاكم الله خيرا، وبارك في جهودكم؛ فهذه زاوية مميزة إذ تعرض الأدعية موثقة؛ كما جرت على لسان أصحابها.
مما وقفت عليه من هذه الأدعية الطيبة، ما ورد عن الإمام أبي السعود العمادي، في مقدمة تفسيره:
" فيا من توجَّهت وجوه الذُّل والابتهال نحو بابه المَنيع، ورُفِعت أيدي الضَّراعة والسؤال إلى جنابهِ الرَّفيع، أفِضْ علينا شوارق أنوار التوفيق، وأطلعنا على دقائقِ أسرار التَّحقيق، وثبِّت أقدامنا على مناهج هُداك، وأنطقنا بما فيه أمرك ورضاك، ولا تكِلنا إلى أنفسنا في لحظةٍ ولا آن، وخذ بناصِيتنا إلى الخير حيثُ كان، جئناك على جباه الاستكانة ضارعين، ولأبواب فيضك قارعين، أنت الملاذُ في كل أمر مُهم، وأنت المَعاذُ في كل خطب مُلم، لا رب غيرك ولا خير إلا خيرك، بيدك مقاليدُ الأمور، لك الخلقُ والأمرُ وإليك النشور"
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[15 Nov 2008, 01:34 ص]ـ
ومن أدعية زين العابدين علي بن الحسين (من التابعين):
"اللَّهُمَّ وَفِّقْنِي إِذَا اشْتَكَلَتْ عَلَيَّ الأمُورُ لأِهْدَاهَا، وَإذَا تَشَابَهَتِ الأَعْمَالُ لِأَزْكَاهَا، وَإِذَا تَنَاقَضَتِ الْمِلَلُ لِأَرْضَاهَا"
المصدر: الصحيفة السجادية (دعاء مكارم الأخلاق)، علي بن الحسين: 131
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[15 Nov 2008, 01:38 ص]ـ
ومن أدعية محمد متولي الشعراوي، رحمه الله:
"اللَّهُمَّ إِنَّ فِي سَتْرِكَ لِعُيُوبِنَا، وَفِي أَمْرِ عِبَادِكَ بِالسَّتْرِ عَلَيْنَا بِشَارَةً بِالْمَغْفِرَةِ. فَمَا كُنْتَ لِتَسْتُرَ فِي دَارِ الْفَنَاءِ لِتَفْضَحَ فِي دَارِ الْبَقَاءِ. وَحَتَّى لاَ نَزْهَدَ فِي حَسَنَاتِ مَنْ نَعْرِفُ لَهُ سَيِّئَةً، فَحَسْبُنَا جَزَاءً عَلَى سَتْرِ عُيُوبِ سِوَانَا أَنْ تَسْتُرَ غَيْرَنَا عَنْ عُيُوبِنَا"
"اللَّهُمَّ إِنِّي أَحْمَدُكَ عَلَى كُلِّ قَضَائِكَ وَجَمِيعِ قَدَرِكَ، حَمْدَ الرِّضَى بِحُكْمِكَ لِلْيَقِينِ بِحِكْمَتِكَ"
(المصدر: الشبكة الإخوانية، مجموعة أدعية بصوت الشعراوي)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[15 Nov 2008, 01:39 ص]ـ
ومن دعاء محمد عبد الخالق عضيمة:
"اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنَ التَّكَلُّفِ لِمَا لاَ نُحْسِنُ، كَمَا نَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعُجْبِ بِمَا نُحْسِنُ"
(المصدر: المقتضب، المبرّد - مقدمة المحقق: 7)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[15 Nov 2008, 01:42 ص]ـ
ومن التسابيح الجميلة الصادقة العميقة، ما قاله د. محمد عبد الله دراز:
"سُبْحَان مَنْ رَبَطَ الْمُسَبِّبَاتِ بِالأَسْبَابِ لِيَهْتَدِيَ الْعَامِلُونَ، وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا أَحْيَانًا لِيَتَّعِظَ الْعَارِفُونَ، تَنْبِيهًا عَلَى أَنَّهُ هُوَ الْفَاعِلُ الْمُخْتَارُ، وَأَنَّ هَذِهِ الْحَوَادِثَ لَمْ تَكُنْ بِالطَّبْعِ وَلاَ بِالاضْطِرَارِ"
(المصدر: الميزان بين السنة والبدعة، دراز: 92)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[15 Nov 2008, 01:55 ص]ـ
وقال سعيد بن المسيب لصلة بن أشيم: ادع اللَّه لي. فقال:
"رَغَّبَكَ اللَّهُ فِيمَا يَبْقَى، وَزَهَّدَكَ فِيمَا يَفْنَى، وَوَهَبَ لَكَ الْيَقِينَ الَّذِي لاَ تَسْكُنُ النُّفُوسُ إِلاَّ إِلَيْهِ، وَلاَ يُعَوَّلُ فِي الدِّينِ إِلاَّ عَلَيْهِ"
(المصدر: بهجة المجالس وأنس المجالس، ابن عبد البر: 1/ 270)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[15 Nov 2008, 02:00 ص]ـ
ومن دعاء الإمام النووي (يحي بن شرف النووي):
"أَسْأَلُ اللَّهَ الْكَرِيمَ تَوْفِيقِي لِحُسْنِ النِّيَّاتِ، وَالإِعَانَةَ عَلَى جَمِيعِ أَنْوَاعِ الطَّاعَاتِ وَتَيْسِيرَهَا، وَالْهِدَايَةَ لَهَا دَائِمًا فِي ازْدِيَادٍ حَتَّى الْمَمَاتِ، وَأَسْأَلُهُ ذَلِكَ لِجَمِيعِ مَنْ أُحِبُّهُ وَيُحِبُّنِي لِلَّهِ تَعَالَى وَسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَنْ يَجْمَعَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ فِي دَارِ كَرَامَتِهِ بِأَعْلَى الْمَقَامَاتِ، وَأَنْ يَرْزُقَنَا رِضَاهُ وَسَائِرَ وُجُوهِ الْخَيْرَاتِ"
(المصدر: بستان العارفين، النووي: 19)
ويشهد الله أنني ممن يحبون الإمام النووي.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[15 Nov 2008, 02:03 ص]ـ
ومن دعاء الإمام جار الله أبي القاسم الزمخشري:
"أَعُوذُ بِاللَّهِ مِن جُهْدِ الْبَلاَءِ، إِلاَّ بَلاَءً فِيهِ عَلاَءٌ"
(فِيهِ عَلاَء): أي علو منزلة عِنْد الله
(المصدر: أساس البلاغة، الزمخشري: 51)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[15 Nov 2008, 02:12 ص]ـ
ومن دعاء عبد القاهر الجرجاني:
"الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، حَمْدَ الشَّاكِرِينَ، نَحْمَدُهُ عَلَى عَظِيمِ نَعْمَائِهِ، وَجَمِيلِ بَلاَئِهِ، وَنَسْتَكْفِيهِ نَوَائِبَ الزَّمَانِ، وَنَوَازِلَ الْحَدَثَانِ، وَنَرْغَبُ إِلَيْهِ فِي التَّوْفِيقِ وَالْعِصْمَةِ، وَنَبْرَأُ إِلَيْهِ مِنَ الْحَوْلِ وَالْقُوَّةِ، وَنَسْأَلُهُ يَقِينًا يَمْلَأُ الصُّدُورَ، وَيَعْمُرُ الْقَلْبَ، وَيَسْتَوْلِي عَلَى النَّفْسِ، حَتَّى يَكُفَّهَا إِذَا نَزَغَتْ، وَيَرُدَّهَا إِذَا تَطَلَّعَتْ، وَثِقَةً بِأَنَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْوَزَرُ، والْكَالِئُ، وَالرَّاعِي، وَالْحَافِظُ، وَأَنَّ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ بِيَدِهِ، وَأَنَّ النِّعَمَ كُلَّهَا مِنْ عِنْدِهِ، وَأَنْ لاَ سُلْطَانَ لِأَحَدٍ مَعَ سُلْطَانِهِ. نُوَجِّهُ رَغَبَاتِنَا إِلَيْهِ، وَنُخْلِصُ نِيَّاتِنَا فِي التَّوَكُّلِ عَلَيْهِ، وَأَنْ يَجْعَلَنَا مِمَّنْ هَمُّهُ الصِّدْقُ، وَبُغْيَتُهُ الْحَقُّ، وَغَرَضُهُ الصَّوَابُ، وَمَا تُصَحِّحُهُ الْعُقُولُ وَتَقْبَلُهُ الأَلْبَابُ. وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ أَنْ نَدِّعِيَ الْعِلْمَ بِشَيْءٍ لاَ نَعْلَمُهُ، وَأَنْ نُسْدِيَ قَوْلاً لاَ نَلْحَمُهُ، وَأَنْ نَكُونَ مِمَّنْ يَغُرُّهُ الْكَاذِبُ مِنَ الثَّنَاءِ، وَيَنْخَدِعُ لِلْمُتَجَوِّزِ فِي الإِطْرَاءِ، وَأَنْ يَكُونَ سَبِيلُنَا سَبِيلَ مَنْ يُعْجِبُهُ أَنْ يُجَادِلَ بِالْبَاطِلِ، وَيُمَوِّهَ عَلَى السَّامِعِ، وَلاَ يُبَالِي إِذَا رَاجَ عَنْهُ الْقَوْلُ أَنْ يَكُونَ قَدْ خَلَطَ فِيهِ، وَلَمْ يُسَدَّدْ فِي مَعَانِيهِ. وَنَسْتَأْنِفُ الرَّغْبَةَ إِلَيْهِ (عَزَّ وَجَلَّ) فِي الصَّلاَةِ عَلَى خَيْرِ خَلْقِهِ، وَالْمُصْطَفَى مِنْ بَرِيَّتِهِ، مُحَمَّدٍ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، وَعَلَى أَصْحَابِهِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ، وَعَلَى آلِهِ الأَخْيَارِ مِنْ بَعْدِهِمْ أَجْمَعِينَ"
(المصدر: دلائل الإعجاز، الجرجاني: 1/ 3)
(يُتْبَعُ)
(/)
(الْوَزَرُ): الْمَلْجَأُ. وأَصل الوَزَرِ: الجبل المنيع. وكلُّ مَعْقِلٍ وَزَرٌ. (الْكَالِئُ): الحافظ والحارس. (لاَ نَلْحَمُهُ): بفتح الحاء نلحَمه، وضمها نلحُمه: لا نُحكِمه. ولَحَمَ الأمرَ: أحكَمَه
ـ[أبو العالية]ــــــــ[15 Nov 2008, 01:13 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
جزاك الله خيراً يا استاذ محمد، جمع طيب، والله أسأل أن ينفع به ويبارك.
كنت من قديم قد عنيت بجمع الأدعية النبوية المطلقة والمقيدة، ثم وسعت الأمر اكثر، فجمعت ادعية الصحابة مرتبة على العشرة، ثم أهل بدر ... ، على وفق ترتيب من كتب في فضائل الصحابة، وقد تكَّون عندي الكم الهائل منها.
فنسقتها وضبطها ورتبتها، وخرجت ما يحتاج لتخريج أو توثيق، ثم عمدت بنسخة خاصة لشيخنا العلامة أ. د عمر الأشقر حفظه الله وأطال في عمره، ليقرأها، وأفيد من علمه ونقده ومراجعته ومن ثم تقديمه.
ثم جاء النصح فقط بالاقتصار على ما ورد عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأما غيره فطريق اثبات صحة الدعاء ونسبته فيه عسر، فاقتصرت على ما نُصحت.
وأحياناً تختلف المقولات والأدعية عنهم، ويكون في أسانيدها من هو مظلم او رجل سوء او بدعة، فكيف تثبت ذلك؟
ومن مثال الاختلاف الحاصل بين روايتين متباينتين .. المشاركة رقم (7) في قصة دعاء عمر رضي الله عنه: فنقلتَ أن عمر رضي الله عنه قال: (صدقت)
في حين لورجعت لمرجع غيره، ستجده لا يقبل هذا الدعاء ويقول لصاحبه: (عليك من الدعاء بما يُعرف!
انظر: البيان والتبيين (3/ 278) وغيرها كثير.
والأخطر من ذلك .. أن يحوي هذا الدعاء على محظور شرعي، ولا يشك عاقل ألبتة أن العالم الذي نُسِب إليه الدعاء لا يتصوَّر صدور هذا الخطأ منه.
لذا أتمنى يا أستاذ محمد _ وقد جمعت جمعاً كبيراً من الأدعية أن تراجعها وتنظر فيها وتدقق فيها كثيراً، وتنظر منهجاً صالحاً في كيفية اثبات صحة الدعاء من عدمه لقائله.
وسأهديك عملاً لأخيك، قد تستفيد منه مما عملته سابقاً، قسمت الكتاب إلى قسمين:
الأول: فإني قريب (جامع الأدعية والأذكار الصحيحة) كتاب، وهو من مراجعة وتقديم شيخنا أ. د عمر بن سليمان الأشقر اطال الله في عمره ونفعنا به.
واخرجته باصدار صوتي بعنوان (الورد النبوي في أذكار اليوم والليلة)
وهذه الأيام القلائل من هذا الأسبوع يصل من بيروت لدار النفائس _ الأردن، وبحول الله أرفع منه نسخة مصورة، اهداء لكم يا أستاذ محمد، وحتى نستفيد من ملاحظاتكم ونقدكم.
الثاني: وهو أصل الكتاب السابق، والموسوم: (مدارج السائلين في مناجاة رب العالمين) وهو في طور الجرح والتعديل، والتوثيق والتنسيق، ودراسة هذه الأدعية بما يصلح وما لا يصلح وفق منهج أرجو الله أن يكون صحيحاً.
والله يكلل العمل بالقبول، ويكتب له النفع بين العباد، وأن يدَّخره لي عنده يوم لقاه.
وجزاكم الله خيراً
أخوك الداعي لك بكل خير
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[16 Nov 2008, 08:02 ص]ـ
حياك الله أخي أبا العالية،
أنا مقدّر تماما للملاحظة التي أبديتها. وتوثيق نسبة الأقوال إلى الرجال أمر يكاد يكون مستحيلا في ما يتعلق بما ورد في كتب التراث العربي والإسلامي.
والعبرة عندي في ما جمعت وأجمع ليس القائل بقدر ما هو صلاحية اللفظ والمعنى في صياغة الدعاء (أي: مطابقته للمعاني العقدية السليمة، وخلوه من التكلف اللفظي والمعاني المبهمة).
ويبقى الأمر اجتهاديا قد يختلف في تقديره.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[17 Nov 2008, 10:15 م]ـ
ومن دعاء يحيى بن معاذ بن جعفر الرازي (من أهل الزهد والتصوف):
"إِلَهِي، إِنَّ إِبْلِيسَ لَكَ عَدُوٌّ، وَهُوَ لَنَا عَدُوٌّ، وَإِنَّكَ لاَ تُغِيظُه ُبِشَيْءٍ هُوَ أَنْكَأُ لَهُ مِنْ عَفْوِكَ، فَاعْفُ عَنَّا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ"
المصدر: صفة الصفوة، ابن الجوزي: 4/ 97
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[17 Nov 2008, 10:36 م]ـ
ومن دعاء أبي عمران الجوني (من أهل الزهد والتصوف):
"اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا عِلْمَكَ فِينَا، فَإِنَّكَ تَعْلَمُ مِنَّا مَا لاَ يَعْلَمُهُ أَحَدٌ، وَكَفَى بِعِلْمِكَ فِينَا اسْتِكْمَالاً لِكُلِّ عُقُوبَةٍ، إِلاَّ مَا عَفَوْتَ وَرَحِمْتَ"
المصدر: حلية الأولياء، الأصفهاني: 2/ 312
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[17 Nov 2008, 11:09 م]ـ
ومن دعاء الأديب يحي حقي لابنته:
"دُعَاءٌ لِلمَوْلَى سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَنْ يُسْعِدَكِ، وَأَنْ يَهَبَكِ صِحَّةَ البَدَنِ وَالرُّوحِ وَالعَقْلِ، وَأَنْ يَجْعَلَ مَحَبَّةَ النَّاسِ لاَ تَنْقَطِعُ، وَأَنْ يُجَنِّبَكِ شِرَارَ النَّاسِ وَأَرْذَالَهُمْ وَالذِينَ تَنْهَشُهُمْ الغَيْرَةُ وَحُبُّ النَّكَدِ، وَأَنْ يَجْعَلَ الْمَوْلَى جَيْبَكِ دَائِمًا عَمْرَانًا، وَيَدَكِ لاَ تَخْلُو مِنَ النُّقُودِ، وَأَنْ تَبْقَيْ مَعَ ذَلِكَ كَرِيمَةً عَلَى الفُقَرَاءِ (وَعَلَى وَالِدِكَ أَيْضًا)، وَأَنْ لاَ تُفَارِقَ الابْتِسَامَةُ ثَغْرَكِ، وَلاَ الدُّعَاءُ إِلَى اللَّهِ قَلْبَكِ، وَأَنْ تَرَيِ الدُّنْيَا حُلْوَةً فِي الصَّبَاحِ وَفِي الْمَسَاءِ، وَأَنْ لاَ تَشْعُرِي بِمَا لاَ طَاقَةَ لَكَ بِهِ مِنْ تَعَبٍ أَوْ إِرْهَاقٍ أَوْ مَلَلٍ أَوْ إِعْيَاءٍ، وَأَنْ تَبْلُغِي كُلَّ مَطَالِبِكَ، وَأَنْ تَسِيرِي الْهُوَيْنَا كَأَنَّكِ فِي نُزْهَةٍ، فَلاَ جَرْيَ وَاللِّسَانُ مُدَلْدَلٌ"
المصدر: خليها على الله، يحي حقي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[17 Nov 2008, 11:11 م]ـ
ومن دعاء أحد شعراء الهند المجهولين:
"عِنْدَمَا أَقِفُ غَدًا لِلْحِسَابِ، وَأُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِي، أَقُولُ: يَا رَبِّي، امْنَحْنِي ثَوَابًا عَنْ ذُنُوبٍ كَثِيرَةٍ تَمَنَّيْتُهَا وَلَمْ أَفْعَلْهَا"
المصدر: الأعلام الخمسة للشعر الإسلامي، الأعظمي وشعلان: 226
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[18 Nov 2008, 09:53 م]ـ
ومن دعاء الأديب يحي حقي لابنته:
"دُعَاءٌ لِلمَوْلَى سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَنْ يُسْعِدَكِ، وَأَنْ يَهَبَكِ صِحَّةَ البَدَنِ وَالرُّوحِ وَالعَقْلِ، وَأَنْ يَجْعَلَ مَحَبَّةَ النَّاسِ لاَ تَنْقَطِعُ، وَأَنْ يُجَنِّبَكِ شِرَارَ النَّاسِ وَأَرْذَالَهُمْ وَالذِينَ تَنْهَشُهُمْ الغَيْرَةُ وَحُبُّ النَّكَدِ، وَأَنْ يَجْعَلَ الْمَوْلَى جَيْبَكِ دَائِمًا عَمْرَانًا، وَيَدَكِ لاَ تَخْلُو مِنَ النُّقُودِ، وَأَنْ تَبْقَيْ مَعَ ذَلِكَ كَرِيمَةً عَلَى الفُقَرَاءِ (وَعَلَى وَالِدِكَ أَيْضًا)، وَأَنْ لاَ تُفَارِقَ الابْتِسَامَةُ ثَغْرَكِ، وَلاَ الدُّعَاءُ إِلَى اللَّهِ قَلْبَكِ، وَأَنْ تَرَيِ الدُّنْيَا حُلْوَةً فِي الصَّبَاحِ وَفِي الْمَسَاءِ، وَأَنْ لاَ تَشْعُرِي بِمَا لاَ طَاقَةَ لَكَ بِهِ مِنْ تَعَبٍ أَوْ إِرْهَاقٍ أَوْ مَلَلٍ أَوْ إِعْيَاءٍ، وَأَنْ تَبْلُغِي كُلَّ مَطَالِبِكَ، وَأَنْ تَسِيرِي الْهُوَيْنَا كَأَنَّكِ فِي نُزْهَةٍ، فَلاَ جَرْيَ وَاللِّسَانُ مُدَلْدَلٌ"
المصدر: خليها على الله، يحي حقي
سبحان الله!
مع بساطة هذا الدعاء وتلقائيته إلا انه مليء بالمعاني الأبوية الحانية والعميقة ..
رحم الله والدينا كما ربونا صغارا!
ـ[أحمد بن موسى]ــــــــ[19 Nov 2008, 09:14 ص]ـ
دعاء وابتهال
أبو حيان التوحيدي
اللهم إنا نسألك جداً مقروناً بالتوفيق، وعلماً بريئاً من الجهل، وعملاً عرياً من الرياء، وقولاً موشحاً بالصواب، وحالاً دائرة مع الحق، وفطنة عقل مضروبة في سلامة صدر، وراحة جسم راجعة إلى روح بال، وسكون نفس موصولاً بثبات يقين، وصحة حجة بعيدة من مرض شبهة.
اللهم واكفنا من اللسان فلتته، ومن الهوى فتنته، ومن الشر خطرته، ومن الرأي غلطته، ومن الظن خبطته، ومن الطبع سورته، ومن الأمر روعته، ومن العدو سطوته، وجنبنا معاندة الحق، ومجانبة الصدق، وشراسة الخُلُق، ومذمَّة الخَلْق، والقَحَة بالعلم، والبَهْت بالجهل، والاستعانة باللجاج، والإخلاد إلى العاجلة، والخفوق مع كل ريح، واتباع كل ناعق.
فالشقي من لم تأخذ بيده، ولم تؤمنه من غده، والسعيد من آويته إلى كنف نعمتك، ونقلته حميداً إلى منازل رحمتك، غير مناقش له في الحساب، ولا سائق له إلى العذاب، أنت ولي النعمة ومانحها، ومرسل الرحمة وفاتحها، بيدك الخير، وأنت على كل شيء قدير.(/)
إمام أهل البصرة الحسن البصري
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[18 Aug 2008, 04:11 م]ـ
إمام أهل البصرة
االإمام الزاهد: الحسن البصري
عظيم أن يولد الإنسان في بيت تقى وصلاح، وأعظم منه أن يكون البيت بيت علم وهداية، فما بالك أخي القارئ لو كان البيت بيًتا قرآنيًا، فيه القرآن تلي وقرأ،وعلى أصحابه تنزل، وما بالك لو كان البيت لإحدى أمهات المؤمنين؟ هكذا ولد صاحب هذه الترجمة، فقد كان مولده في بيت أم سلمة رضي الله عنها، إذ كانت أمه مولاة لها، وزاده قدر الله ميزة أخرى، فلم يكن بيت أم سلمة رضي الله عنها مولده فحسب، بل لقد كان حجرها غطاءه، وصدرها سقاءه، فأدفته بصدرها، وأرضعته لبنها، وشاء الله أن يدر
له منها لبنًا، فكان لبنًا مباركًا، غدى به ذرب اللسان، قوي الحجة والبيان، إن تحدث فجدير لأن يسمع له، وإن سئل فجدير بأن يجيب، إن وعظ علا صوته، وجرى دمعه، وبدا إخلاصه، فيظهر على الناس الأثر، يسبق فعله كلامه، كما يسبق ضوء الفجر وهج الشمس.
أمور كثيرة هي التي منَّ الله عليه بها فرفع بين الناس، وإن لم يكن ذا نسب رفيع، لكنه رفعه علمه وفضله وتقاه، طلب الحكام منه النصيحة فنصحهم، والعظة فوعظهم، وأعطوه أجرًا فرده وزجرهم، فهو لا يريد من البشر أجرًا إنما كان شعاره " إن أجري إلا على الله " (هود/9)، فنعم الأجر هو، ونعم الرجل كان، أتدري من هو صاحب هذه الترجمة؟ إنه حليف الخوف والحزن، أليف الهم والشجن، إنه الحسن،وما أدراك ما الحسن؟ إنه الحسن البصري.
نسبه:
هو أبو سعيد، الحسن بن أبي الحسن بن يسار، كان أبوه مولى لزيد بن ثابت الأنصاري، وكان يسار من سبي حسان، سكن المدينة، وأعتق وتزوج في خلافة عمر رضي الله عنه بأم الحسن وأسمها خيرة، كانت مولاة لأم المؤمنين أم سلمة المخزومية.
نشأته:
ولد الحسن رحمه الله لسنتين بقيتا من خلافه عمر رضي الله عنه وذهب به إلى عمر فحنكه، ولما علمت أم المؤمنين أم سلمة بالخبر أرسلت رسولاً ليحمل إليها الحسن، وأمه لتقضي نفاسها في بيت أم سلمة رضي الله عنها، فلما وقعت عينها على الحسن وقع حبه في قلبها، فقد كان الوليد الصغير قسيمًا وسيمًا، بهي الطلعة، تام الخلقة، يملأ عين مجتليه، ويأسر فؤاد رائيه، ويسر عين ناظريه، وسمته أم المؤمنين رضي الله عنها بالحسن، ولم تكن البشرى لتقتصر على بيت أم سلمة رضي الله عنها فحسب؛ بل عمت الفرحة دار الصحابي الجليل زيد بن ثابت رضي الله عنه، فهو مولى أبيه.
وكان كرم الله على الحسن أن نشأ في بيت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، وكانت أمه تتركه عند أم المؤمنين، وتذهب لقضاء حوائجها، فكان الحسن إذا بكى ألقمته أم المؤمنين ثديها، فيدر عليه لبنًا بأمر الله، على الرغم من كبر سنها فضلا عن أنه لم يكن لها ولد وقتها، فكانت أم سلمة رضي الله عنها أمًا للحسن من جهتين: الأولى كونها زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فهي أم له وللمؤمنين، والثانية كونها أمًا له من الرضاعة.
ولم يكن الحسن رضي الله عنه قاصرًا في نشأته على بيت أم سلمة رضي الله عنها فحسب؛ بل كان يدور على بيوت أمهات المؤمنين رضي الله عنهنَّ، وكان هذا داعيًا لأن يتخلق الغلام الصغير بأخلاق أصحاب البيوت، وكان هو يحدث عن نفسه، ويخبر بأنه كان يصول ويجول في داخل بيوتهنَّ رضي الله عنهنَّ حتى أنه كان ينال سقوف بيوتهنَّ بيديه وهو يقفز فيها قفزًا.
زهده:
عاش الحسن رضي الله عنه دنياه غير آبه بها، غير مكترث لها، لا يشغله زخرفها ولا يغويه مالها، فكان نعم العبد الصالح، حليف الخوف والحزن، أليف الهم والشجن، عديم النوم والوسن، فقيهًا زاهدًا، مشمرًا عابدًا، وفي هذا يقول: إن المؤمن يصبح حزينًا ويمسي حزينًا وينقلب باليقين في الحزن، ويكفيه ما يكفي العنيزة، الكف من التمر والشربة من الماء، وقال عنه إبراهيم بن عيسى اليشكري: ما رأيت أحدًا أطول حزنًا من الحسن، وما رأيته قط إلا حسبته حديث عهد بمصيبة، وقال عنه علقمة بن مرثد: انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين، فمنهم الحسن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد شهد له أهل البصرة بذلك، حدث خالد بن صفوان، وكان من فصحاء العرب، فقال لقيت مسلمة بن عبد الملك فقال لي: أخبرني عن حسن البصرة، فقال خالد: أنا خيرٌ من يخبرك عنه بعلم، فأنا جاره في بيته وجليسه في مجلسه وأعلم أهل البصرة به، إنه امرؤٌ سريرته كعلانيته، وقوله كفعله، إذا أمر بمعروف كان أعمل الناس به، وإذا نهى عن منكر كان أترك الناس له، ولقد رأيته مستغنيًا عن الناس زاهدًا بما في أيديهم، ورأيت الناس محتاجين إليه طالبين ما عنده، فقال مسلمة: حسبك يا خالد حسبك كيف يضل قوم فيهم مثل هذا؟ !!
الحسن والحكام:
لما كان الحسن رضي الله عنه قد طلّق الدنيا برمتها، وقد رخصت في عينه، فقد هان عنده كل شيء، فلم يكن يعبأ بحاكم ظالم، ولا أمير غاشم، و لا ذي سلطة متكبر، بل ما كان يخشى في الله لومة لائم، ومن ذلك أن الحجاج كان قد بنى لنفسه قصرًا في " واسط " فلما فرغ منه نادى في الناس أن يخرجوا للفرجة عليه، وللدعاء له، فخرج الحسن، ولكن لا للدعاء، بل انتهازًا للفرصة حتى يذكر الناس بالله ويعظ الحجاج بالآخرة، فكان مما قال: ليت الحجاج يعلم أن أهل السماء قد مقتوه، وأن أهل الأرض غروه، ولما حذره أحد السامعين من بطش الحجاج رد عليه الحسن قائلاً: لقد أخذ الله الميثاق على أهل العلم ليبيننه للناس ولا يكتمونه، وفي اليوم التالي وجه الحجاج إلى الحسن بعض شرطه ثم أمر بالسيف والنطع (البساط من الجلد يوضع تحت المحكوم عليه بقطع الرأس)، فلما جاء الحسن أقبل على الحجاج وعليه عزة المسلم، وجلال المسلم، ووقار الداعية إلى الله، وأخذ يحرك شفتيه يدندن بكلام ويتمتم ببعض الحروف، فلما رآه الحجاج هابه أشد الهيبة، وما زال يقربه حتى أجلسه على فراشه، وأخذ يسأله في أمور الدين، ثم قال له: أنت سيد العلماء يا أبا سعيد، ثم طيبه وودعه، فتعجب الناس من صنيع الحجاج فقالوا: يا أبا سعيد ماذا قلت حتى فعل الحجاج ما فعل؟ وقد كان أحضر السيف والنطع، فقال الحسن: لقد قلت: يا ولي نعمتي وملاذي عند كربتي، اجعل نقمته بردًا وسلامًا علي كما جعلت النار بردًا وسلامًا على إبراهيم.
وكتب إلى عمر بن عبد العزيز لما ولي كتابًا جاء فيه: إن الدنيا دار مخيفة، إنما أهبط آدم من الجنة إليها عقوبة، واعلم أن صرعتها ليست كالصرعة، من أكرمها يهن، ولها في كل حين قتيل، فكن فيها يا أمير المؤمنين كالمداوي جرحه يصبر على شدة الدواء خيفة طول البلاء.
ودعاه يومًا ابن هبيرة،وكان يزيد بن عبد الملك قد ولي ابن هبيرة العراق وخراسان، وكان مع الحسن الشعبي،فسألهما ابن هبيرة في كتب تصل إليه من أمير المؤمنين فيها ما يغضب الله؛فتكلم الشعبي فتلطف في الكلام، فلما تكلم الحسن زأر كالأسد،وانطلق كالسهم،وانقض كالسيف، قائلاً: يا ابن هبيرة:خف الله في يزيد، ولا تخف يزيد في الله، واعلم أن الله يمنعك من يزيد، وأن يزيد لا يمنعك من الله، يا ابن هبيرة إنه يوشك أن ينزل بك ملك غليظ شديد لا يعصي الله ما أمره، فيزيلك عن سريرك هذا، وينقلك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك، حيث لا تجد هناك يزيد، وإنما تجد عملك الذي خالفت فيه رب يزيد، يا ابن هبيرة، إنك إن تك مع الله وفي طاعته، يكفك بائقة (أذى) يزيد، واعلم يا ابن هبيرة أنه لا طاعة لمخلوقٍ كائنًا من كان في معصية الخالق.
يتبع: =
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[18 Aug 2008, 04:15 م]ـ
تتمة: = الإمام الحسن البصري
مكانته العلمية وأسبابها:
كان رضي الله عنه جامعًا، عالمًا، فقيهًا، ثقة، حجة مأمونًا فصيحًا، ويعد الحسن رضي الله عنه سيد أهل زمانه علمًا وعملاً، وأشدهم فصاحة وبيانًا، وقد برع ـ رحمه الله ـ في الوعظ والتفسير براعة لا تفاق، حتى كان فارس الميدان، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب منها:
نشأته في بيت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، فقد رضع من ثديها، كما رضع منها علمًا وفقهًا.
قربه من بيوت أمهات المؤمنين، فكان ذلك داعيًا لأن يتعلم منهنَّ.
لزومه حلقة ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ، فقد أخذ عنه الفقه والحديث والتفسير والقراءات واللغة.
ولوعه بأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ فقد راعه فيه صلابته في الدين وإحسانه في العبادة، وزهده في الدنيا، وقوته في الفصاحة والبيان.
من روى عنهم:
وقد روى الحسن رضي الله عنه عن عدد كبير من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن هؤلاء:عمران بن حصين، والمغيرة، وعبد الرحمن بن سمرة، والنعمان بن بشير، وجابر، وابن عباس، وابن سريع، وأنس، كما رأى عثمان وطلحة، وكان يحدث هو فيقول أنه أدرك سبعين بدريًا.
ما قيل فيه:
قال أبو بردة: ما رأيت أحدًا أشبه بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم منه
وقال أبو قتادة: ما رأيت أحدًا أشبه رأيًا بعمر منه.
وقال قتادة: ما جمعت علم الحسن إلى علم أحد من العلماء إلا وجدت له فضلاً عليه، وما جالست فقيهًا قط إلا رأيت فضل الحسن.
وقال الأشعث: ما لقيت أحدًا بعد الحسن إلا صغر في عيني.
وقال عطاء: ذاك إمام ضخم يقتدى به.
من كلامه رضي الله عنه:
كان الحسن رضي الله عنه يتكلم بالحكمة، قال أبو جعفر الباكر: إن كلامه أشبه بكلام الأنبياء، وقال حماد بن زيد: سمعت أيوب يقول: كان الحسن يتكلم بكلام كأنه الدر، وكان من كلامه:
- ابن آدم: إنما أنت أيام كلما ذهب يوم ذهب بعضك.
- فضح الموت الدنيا، فلم يترك فيها لذي لب فرحًا.
- ضحك المؤمن غفلة من قلبه.
وفاته رضي الله عنه:
في العام العاشر بعد المائة الأولى وفي غرة رجب ليلة الجمعة وافقت المنية الحسن رضي الله عنه،فلما شاع الخبر بين الناس ارتجت البصرة كلها رجًا لموته رضي الله عنه، فغسل وكفن، وصلى عليه في الجامع الذي قضى عمره فيه؛داعيًا ومعلمًا وواعظًا، ثم تبع الناس جنازته بعد صلاة الجمعة، فاشتغل الناس في دفنه ولم تقم صلاة العصر في البصرة لانشغال الناس بدفنه.
رحم الله أبا سعيد، وتقبله في الصالحين، وجمعنا الله به في دار كرامته.
انتهى ........ منقول(/)
أقوال العلماء في أكثر مدة الحمل
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[19 Aug 2008, 10:35 ص]ـ
أقوال العلماء في أكثر مدة الحمل
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي: أما أكثر أمد الحمل فلم يرد في تحديده شيء من كتاب ولا سنة والعلماء مختلفون فيه وكلهم يقول بحسب ما ظهر له من أحوال النساء فذهب الإمام أحمد والشافعي إلى أن أقصى أمد الحمل أربع سنين وهو إحدى الروايتين المشهورتين عن مالك والرواية المشهورة الأخرى عن مالك خمس سنين وذهب الإمام أبو حنيفة إلى أن أقصاه سنتان وهو رواية عن أحمد وهو مذهب الثوري وبه قالت عائشة رضي الله عنها وعن الليث ثلاث سنين وعن الزهري ست وسبع وعن محمد بن الحكم سنة لا أكثر وعن داود تسعة أشهر
وقال ابن عبد البر هذه مسألة لا أصل لها إلا الاجتهاد والرد إلى ما عرف من أمر النساء وقال القرطبي روى الدارقطني عن الوليد بن مسلم قال قلت لمالك بن أنس إني حدثت عن عائشة أنها قالت لا تزيد المرأة في حملها على سنتين قدر ظل المغزل فقال سبحان الله من يقول هذا هذه جارتنا امرأة محمد بن عجلان تحمل وتضع في أربع سنين وكانت تسمى حاملة الفيل، وروي أيضاً بينما مالك بن دينار يوماً جالس إذ جاءه رجل فقال يا أبا يحيى ادع لامرأتي حبلى منذ أربع سنين قد أصبحت في كرب شديد فغضب مالك وأطبق المصحف ثم قال ما يرى هؤلاء القوم إلا أنا أنبياء ثم قرأ ثم دعا ثم قال اللهم هذه المرأة إن كان في بطنها ريح فأخرجه عنها وإن كان في بطنها جارية فأبدلها غلاماً فإنك تمحو وتثبت وعندك أم الكتاب ورفع مالك يده ورفع الناس أيديهم وجاء الرسول إلى الرجل فقال أدرك امرأتك فذهب الرجل فما حط مالك يده حتى طلع الرجل من باب المسجد على رقبته غلام جعد قطط ابن أربع سنين قد استوت أسنانه ما قطعت سراره.
وروي أيضاً أن رجلاً جاء إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال يا أمير المؤمنين إني غبت عن امرأتي سنتين فجئت وهي حبلى فشاور عمر الناس في رجمها فقال معاذ بن جبل رضي الله عنه يا أمير المؤمنين إن كان لك عليها سبيل فليس لك على ما في بطنها سبيل فاتركها حتى تضع فتركها فوضعت غلاماً قد خرجت ثنيتاه فعرف الرجل الشبه فقال أبني ورب الكعبة فقال عمر عجزت النساء أن يلدن مثل معاذ لولا معاذ لهلك عمر.
وقال الضحاك وضعتني أمي وقد حملت بي في بطنها سنتين فولدتني وقد خرجت سني، ويذكر عن مالك أنه حمل به في بطن أمه سنتان وقيل ثلاث سنين ويقال إن محمد بن عجلان مكث في بطن أمه ثلاث سنين فماتت به وهو يضطرب اضطراباً شديداً فشق بطنها وأخرج وقد نبتت أسنانه وقال حماد بن سلمة إنما سمي هرم بن حيان هرماً لأنه بقي في بطن أمه أربع سنين.
وذكر الغزنوي أن الضحاك ولد لسنتين وقد طلعت سنه فسمي ضحاكاً
وعن عباد بن العوام قال ولدت جارة لنا لأربع سنين غلاماً شعره إلى منكبيه فمر به طير فقال له كش.
قال مقيده عفا الله عنه أظهر الأقوال دليلاً أنه لا حد لأكثر أمد الحمل وهو الرواية الثالثة عن مالك كما نقله عنه القرطبي لأن كل تحديد بزمن معين لا أصل له ولا دليل عليه وتحديد زمن بلا مستند صحيح لا يخفى سقوطه والعلم عند الله تعالى.
أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن للشيخ محمد الأمين الشنقيطي 2/ 227
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[19 Aug 2008, 11:00 ص]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام عند رسول الله.
ذكرتني هذه المقالة بمقولة شعبية يتناقلها الناس عندنا في المغرب عن مدة الحمل ... فيقال عن إمرأة ما، ضمن النساء الحوامل، أن عندها " الراقد "، و المقصود به جنين في البطن، يبقى " راقدا " ـ و كأنه بقى نائما ـ في بطن أمه بعد استكمال المدة الطبيعية للحمل، و هي تسعة أشهر ... و قد يبقى الراقد في بطن أمه السنة و السنتين أو أكثر .... و الله أعلم.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[21 Aug 2008, 03:19 م]ـ
هذه المسألة مما ينكره الأطباء والطب الحديث ويثبته الفقهاء والواقع المُعاشُ على اختلاف الأزمنة والعصور.
والأطباء يقولون باستحالة ذلك وأن الحمل إن امتد لا يتجاوز الأربعين أسبوعا ,وما أكثر ما يستحيل نظرياً ويكون واقعاً.
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[22 Aug 2008, 11:25 ص]ـ
جزاك الله خيراً وكما قلت كلام العلماء مقدم على تخمينات الأطباء وقد شاهدنا عشرات الوقائع من مثل ما ذكره الشيخ نقلاً عن العلماء رحمهم الله جميعاً.
ـ[أد. عمر ثابت خضر]ــــــــ[06 Sep 2008, 10:11 ص]ـ
هذا صحيح ونحن ندرسها حتى الأن أحسن الله إليك أبو عبد الله محمد مصطفى شكر الله سعيك
ـ[عمر عبد الفتاح خضر]ــــــــ[06 Sep 2008, 10:13 ص]ـ
نفعك الله شيخنا وجعلك فى الفردوس الأعلى اللهم أمين ونفعك بم تكتب وبما تقول(/)
هل هذا الخبر صحيح؟ (حظر التصوير في الحرمين الشريفين)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[20 Aug 2008, 04:18 م]ـ
قرأت هذا الخبر المنشور اليوم، فهل هو صحيح؟
====
من اليوم .. التصوير ممنوع في الحرمين الشريفين
علي فرحان (الوئام) مكة المكرمة:
اصدرت وزارة الحج السعودية قراراً يحظر التصوير داخل الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة وفي ساحاتهما.
ولفتت الوزارة شركات العمرة المرخص لها إلى ضرورة تنبيه زوار الحرمين الشريفين عبر الوسائل المختلفة إلى منع التصوير بكل وسائله.
ووفقاً لتعميم صادر عن وزارة الحج السعودية فإنه نظراً لما تقتضيه المصلحة العامة، وما ارتأته الجهات المعنية في ما يخص التصوير داخل الحرمين الشريفين وفي ساحاتهما، فقد قررت الوزارة توجيه مرتادي الحرمين الشريفين من المعتمرين عبر الوسائل المختلفة، بمنع التصوير بكل وسائله، استشعاراً لقدسية الحرمين الشريفين، وسعياً إلى تهيئة المناخ التعبدي لقاصدي المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، ولما يسببه التصوير داخل الحرمين الشريفين وساحاتهما من إزعاج وتشويش للمعتمرين.
المصدر: موقع الوئام
http://www.alweeam.com/news/news-action-show-id-4493.htm
===
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Aug 2008, 04:22 م]ـ
أرجو أن يكون هذا الخبر صحيحاً يا أبا أحمد. فقد لاحظت كثيراً الاستهانة من قبل كثيرين من المعتمرين والمعتمرات والاصطفاف للتصوير في صحن الحرم وعند الطواف وعند الانتهاء من الطواف بشكل غير لائق. وقد تمنيت مراراً أن يصدر قرار يمنع ويجرم مثل هذا العمل في هذا الموقع المقدس. والذي سيتحول - لو ترك - كاي معلم سياحي يتجمع الأصدقاء والأحباب لالتقاط الصور التذكارية في الحرم.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[20 Aug 2008, 06:07 م]ـ
أرجو أن يكون هذا الخبر صحيحاً يا أبا أحمد. فقد لاحظت كثيراً الاستهانة من قبل كثيرين من المعتمرين والمعتمرات والاصطفاف للتصوير في صحن الحرم وعند الطواف وعند الانتهاء من الطواف بشكل غير لائق. وقد تمنيت مراراً أن يصدر قرار يمنع ويجرم مثل هذا العمل في هذا الموقع المقدس. والذي سيتحول - لو ترك - كاي معلم سياحي يتجمع الأصدقاء والأحباب لالتقاط الصور التذكارية في الحرم.
أحسن الله إليك يا ابا عبد الله. وما لاحظتَه من الاستهانة بالتصوير صادق، وقد لاحظت مثله في حجتي، وانا ممن يزهدون في التقاط الصور. غير أنني أتحفظ على الإجراء (لو صدق الخبر) نظرا لأنه يحرم الناس من الحفاظ على بعض الذكريات الجميلة. ولعل إخواننا من أهل الجزيرة العربية الذين يمكنهم تكرار زيارة الحرمين الشريفين، لا يدركون أن أغلب المسلمين (وقد يتجاوز عددهم 90%) لا يملكون القدرة على زيارة الأماكن المقدسة أكثر من مرة في حياتهم. ومثل هذه الصور لها تأثير نفسي كبير لدى المسلمين البسطاء الذين تحركهم الذكريات وأحيانا تكون لهم محفزا لزيادة الإيمان.
ولا شك في ضرورة تنظيم الظاهرة، حتى لاتسقط في الابتذال والاستهانة بقدسية المكان. ولكنني أرى أن تنظيم المسألة أفضل وأدعى للاستجابة من سد الذرائع تماما: كأن يتم حظر التصوير على العامة، وفي نفس الوقت تكليف جهة محترفة بتصوير مواسم الحج والمعالم الموجودة، ثم توفيرها للناس مجانا أو بثمن بخس، فهذا الاختيار في رأيي أسلم، والله أعلم.
وهذا الأسلوب مستخدم كثيرا في بلاد الغرب. فعندما تريد السلطات التحكم في ظاهرة اجتماعية سلبية، لا تلجأ إلى حظرها تماما لأنها تعلم أن كل ممنوع مرغوب. فتلجأ عوضا عن ذلك إلى أمرين:
- أولهما التضييق على الأسباب المساعدة على تفشي الظاهرة
- إيجاد حلول عملية بديلة، وتوفيرها للناس بما يجعلهم يزهدون تماما في الممارسة السلبية
وهذا في تقديري أفضل تربويا من المنع التام.
وعلى كل، أرجو ألا يصبح هذا القرار فتنة للناس، بظهور فئة ممن سيحرصون على مخالفة القرار بالغش والخداع وإخفاء آلات التصوير (وهي ظاهرة موجودة أصلا، ولاحظتها في موسم الحج)، نظرا لأن القرار لن يكون سهلا قبوله من العامة.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[22 Aug 2008, 02:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أما بالنسبة لموضوع التصوير في الحرم المكي فقد تفشى بشكل ملفت
وقد لا حظت ذلك في الأسبوع الماضي حيث يلاحظ من يكون في صحن الحرم كثرة الفلاشات بشكل كثير ولم أشاهد هذا التصوير إلا مؤخراً
فما ندري ما العلة؟!(/)
بين أبي حيان الأندلسي وابن تيمية رحمهما الله تعالى
ـ[محمد براء]ــــــــ[20 Aug 2008, 05:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ صلاح الدين الصفدي رحمه الله تعالى في أعيان العصر وأعوان النصر: " وممن مدح ابن تيمية بمصر أيضا شيخنا العلامة أبو حيان لكنه انحرف عنه فيما بعد ومات وهو على انحرافه، ولذلك أسباب منها أنه قال له يوما: كذا قال سيبويه، فقال: يكذب سيبويه!، فانحرف عنه، وقد كان أولا جاء إليه والمجلس عنده غاص بالناس فقال يمدحه ارتجالا:
لما رأينا تقي الدين لاح لنا ... داعٍ إلى اللَّه فرداً. ماله وزرُ
على محياه من سيما الأولى صحبوا ... خير البرية نورٌ دونه القمرُ
حَبْر تسربل منه دهره حِبَراً ... بحر تقاذفُ من أمواجه الدررُ
قام ابن تيمية في نصر شرعتنا ... مقام سيد تَيْمٍ إذْ عَصَتْ مُضرُ
فأظهر الدين إذْ آثاره دَرَسَت ... وأخمد الشرك إذ طارت له شررُ
كنا نُحدَّثُ عن حبر يجيء فها ... أنت الإمام الذي قد كان ينتظرُ " اهـ كلامه بلفظه.
وفي الذيل على طبقات الحنابلة بدل البيت الأخير:" يا من تحدث عن علم الكتاب أصِخْ ... هذا الإِمام الذي قد كان ينتظر "
وذكر هذه الأبيات ابن فضل الله العمري وقال بعدها: " ثم دار بينهما كلام جرى فيه ذكر سيبويه، فتسرع ابن تيمية فيه بقول نافره عليه أبو حيان، وقطعه بسببه، ثم عاد أكثر الناس ذماً له، واتخذه ذنباً لا يغتفر " اهـ كلامه بلفظه.
قال الشوكاني في البدر الطالع بعد ذكر كلام ابن فضل الله: " وسئل عن السبب فقال: ناظرته في شيء من العربية فقال: ما كان سيبويه نبي النحو ولا معصوماً، بل أخطأ في الكتاب في ثمانين موضعاً ما تفهمها أنت!. - في بعض الكتب: ولا هو -
فكان ذلك سبب مقاطعته إياه.
وذكره في تفسيره البحر بكل سوء، وكذلك في مختصره النهر " اهـ (1).
قلت: لا يوجد في النسخة المطبوعة من البحر المحيط ذكر لابن تيمية بسوء أو بخير (2)، لكن ذكر الكوثري في تبديد الظلام المخيم من نونية ابن القيم أن هناك عبارة حذفها مصحح طبعه بمطبعة السعادة قال الكوثري بعد ذكر هذه العبارة: "كما ترى في النسخ المخطوطة من تفسير أبي حيان؛ وليست هذه الجملة بموجودة في تفسير البحر المطبوع، وقد أخبرني مصحح طبعه بمطبعة السعادة أنه استفظعها جداً وأكبر أن ينسب مثلها إلى مسلم (!!)، فحذفها عند الطبع لئلا يستغلها أعداء الدين، ورجاني أن أسجل ذلك هنا استدراكاً لما كان منه ونصيحة للمسلمين " اهـ كلامه.
والعبارة المذكورة كما نقلها الكوثري - وقد أرانيها بعضهم في نسخة مخطوطة للكتاب -: " قال أبو حيان الأندلسي الحافظ في تفسير قوله تعالى وسع كرسيه السموات والأرض [البقرة: 255]: "وقد قرأت في كتاب لأحمد بن تيمية هذا الذي عاصرناه وهو بخطه سماه كتاب العرش: "إن الله يجلس على الكرسي وقد أخلى مكانا يقعد معه فيه رسول الله "، تحيَّل عليه محمد بن عبد الحق وكان من تحيله أنه أظهر أنه داعية له حتى أخذ منه الكتاب وقرأنا ذلك فيه".
وهذه العبارة مستغربة جداً من وجوه:
الأول: أن جلوس النبي على العرش، ورد في أثر عن مجاهد بن جبر رحمه الله تعالى رواه الطبري والخلال وغيرهما، - وإن كان في لفظه اختلاف عما ذكر هنا- وليس شيئاً اخترعه ابن تيمية من عنده، ويستبعد جداً أن يكون ابو حيان لم يطلع على تفسير الطبري، وممن أقر بهذا الأثر من الأشعرية: الإمام أبو بكر ابن العربي في أحكام القرآن.
الثاني: الذي يقرأ قوله: " تحيَّل عليه محمد بن عبد الحق وكان من تحيله أنه أظهر أنه داعية له حتى أخذ منه الكتاب وقرأنا ذلك فيه " يظن أن في هذا الكتاب شيء خطير يريد شيخ الإسلام كتمانه! مع أن هذا القول لم يخترعه شيخ الإسلام كما تقدم.
الثالث: لا أعرف ما هو كتاب العرش الذي أشار إليه حتى أراجع فيه كلام شيخ الإسلام، لكن ذكر السبكي في السيف الصقيل (3) عند تعليقه على قول ابن القيم:
هذا ومن عشرين وجها يبطل التفسير بـ (استولى) لذي العرفان
قد أفردت بمصنف لإمام هذا الشأن بحر العالم الحراني
قال: " المصنف المذكور هو كتاب العرش لابن تيمية وهو من أقبح كتبه، ولما وقف عليه الشيخ أبو حيان ما زال يلعنه حتى مات بعد أن كان يعظمه (!!) ".
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: قد أبطل شيخ الإسلام تفسير استوى باستولى في رسالة له موجودة في المجلد الخامس من مجموع الفتاوى، لكن ليس فيها إشارة لأثر مجاهد، لكنه أشار إليه في المجلد الرابع ص374 بقوله: "إذَا تَبَيَّنَ هَذَا فَقَدْ حَدَثَ الْعُلَمَاءُ الْمَرْضِيُّونَ وَأَوْلِيَاؤُهُ الْمَقْبُولُونَ: أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُجْلِسُهُ رَبُّهُ عَلَى الْعَرْشِ مَعَهُ. رَوَى ذَلِكَ مُحَمَّدُ بْنُ فَضِيلٍ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ؛ فِي تَفْسِيرِ: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} وَذَكَرَ ذَلِكَ مِنْ وُجُوهٍ أُخْرَى مَرْفُوعَةٍ وَغَيْرِ مَرْفُوعَةٍ قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: وَهَذَا لَيْسَ مُنَاقِضًا لِمَا اسْتَفَاضَتْ بِهِ الْأَحَادِيثُ مِنْ أَنَّ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ هُوَ الشَّفَاعَةُ بِاتِّفَاقِ الْأَئِمَّةِ مِنْ جَمِيعِ مَنْ يَنْتَحِلُ الْإِسْلَامَ وَيَدَّعِيه لَا يَقُولُ إنَّ إجْلَاسَهُ عَلَى الْعَرْشِ مُنْكَرًا - وَإِنَّمَا أَنْكَرَهُ بَعْضُ الْجَهْمِيَّة وَلَا ذَكَرَهُ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ مُنْكَرٌ - "
كما أشار إليه ابن القيم في النونية وبدائع الفوائد.
وقول السبكي: " ولما وقف عليه الشيخ أبو حيان ما زال يلعنه حتى مات بعد أن كان يعظمه ".
فيه غرابة، لأن كلام أبي حيان - إن صح أنه كلامه - في البحر المحيط كتبه بعد وقوفه على كتاب العرش المذكور، وليس فيه لعناً ولا أقل منه، فلو كان لعانا له حتى مات (!) لظهر أثر لذلك في كلامه.
ومن الغريب ايضاً أن الكوثري علق على هذا الموضع بقوله: "وقد علمت العواتق في خدورهن حكاية هجر أبي حيان لابن تيمية لهذا السبب بعد أن كان تسرع في إطرائه، وإطراؤه مدون في (الرد الوافر) (1) لابن ناصر الدين الدمشقي، وأما تقول بعض المداهنين بأنه إنما كان هجره لوقوعه في سيبويه حيث قال: أكان سيبويه نبي النحو وقد غلط في كيت وكيت، فرجمٌ بالغيب أمام تصريح أبي حيان صاحب القصة ".
فشيء علمته العواتق في خدورهن وغاب عن كل أهل التوريخ والتراجم، إنه لعجيب!.
وانظر كيف رجم تلاميذ أبي حيان - كالصفدي وابن فضل الله - بالغيب،وتقولوا بالباطل، وجاء هذا الناقد بعد ستة قرون وبين السبب الصحيح!.
وربنا الرحمن المستعان.
----------------------------------
(1) انظر: الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون ص656 وفيها الإحالة على مواضع هذه القصة.
(2) بحثت عن كلمة (تيمية) في الكتاب بواسطة الشاملة فلم تظهر نتائج للبحث.
(3) بل هو " الرد الهزيل " وليس السيف الصقيل، فهو رد في غاية الضعف والبعد المنهج العلمي، وفيه لعن وسب للمردود عليه، وهو قد افترض في اول رده أن نونية ابن القيم موجهة للاشعرية دون غيرهم، ورد عليه من هذا المنطلق، مع ان الناظم لو أراد الاشعرية لصرح باسمهم ولم يجعلها موجهة للجهمية عامة.
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[20 Aug 2008, 06:46 م]ـ
لي على هذه القصة لو ثبتت ملحوظات:
1 - نحن نحب شيخ الإسلام رحمه الله ونسأل الله له الرحمة ولكن أبا حيان رجل متخصص في النحو أمضى حياته فيه ودرسه وعلمه وفهمه ...
2 - هذه القصة رويت عنهما ولكن لم يذكروا المسألة التي اختلفوا فيها حتى ننظر صدق هذا اللقاء لو حدث بينهما.
3 - حقق صاحب كتاب المسائل اللغوية والنحوية في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية أن هذه القصة لم تقع لأنه استقرأ البحر المحيط فلم يجد ذكرا لابن تيمية رحمه الله!!
4 - ذكروا أن كلام أبي حيان موجود في النهر الماد وقد وجدته في بعض الطبعات والطبعات الأخرى كطبعة الحلبي ليست موجودة فيه
5 - أن كتاب العرش المطبوع يسمى الرسالة العرشية أو رسالة في العرش لم يذكر هذه المسألة وهي موجودة على هذا الرابط
http://www.ibntaimiah.com/index.php?pg=books&ban=3
6- لو سلمنا بصحة القصة .... لعل غرض ابن تيمية رحمه الله تذكير أبا حيان رحمه الله أنه لا يستدل برأي العالم مهما كان وإنما يستأنس برأيه ..
هذا ما بدى لي وأسأل الله لي ولهما ولجميع المسلمين المغفرة والرحمة آمين
ـ[محمد براء]ــــــــ[20 Aug 2008, 06:57 م]ـ
أخي لقاؤهما ثابت نقله تلميذان لأبي حيان وبعض تلامذة شيخ الإسلام فلا يحتاج لمناقشة.
أما الذي ناقشته فهو عبارة أبي حيان المذكورة في بعض نسخ البحر.
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[20 Aug 2008, 08:14 م]ـ
هل سبب انحرافه عن ابن تيمية هو الاستشهاد بكلام سيبويه؟؟(/)
نريد من كل قارئ لهذا الحديث خمس فوائد فقط.لعلها أن تصل إلى مائة فائدة
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[22 Aug 2008, 11:26 ص]ـ
نريد من كل قارئ لهذا الحديث خمس فوائد فقط.لعلها أن تصل إلى مائة فائدة
أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما -: قالت: «تزوَّجني الزُّبَيْرُ، وماله في الأرض من مال ولا مملوك، ولا شيء غيرَ فَرَسه، - وفي رواية: غير ناضح، وغير فرسه - قالت: فكنتُ أعلفُ فَرَسَهُ وأكفِيه مُؤونَتَه وأسُوسُه، وأدُقُّ النَّوى لناضحه، فأعلفه، وأَسْتقي الماءَ، وأخْرِزُ غَرْبَه، وأَعجِنُ، ولم أكن أُحْسِنُ أخبزُ، فكان تخبِزُ لي جارات من الأَنصار، وكنَّ نسوةَ صِدْق، قالتْ: وكنتُ أنقُلُ النَّوى من أرض ال**ير التي أقْطَعَهُ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- على رأسي، وهي على ثُلَثي فَرْسَخ، قالت: فجئتُ يوما والنَّوَى على رأسي، فلقيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ومعه نفر من أصحابه - وفي رواية: من الأَنصار - فدعاني، وقال: إِخْ، إِخْ، ليحملني خلفَه، قالت: فاستحييتُ وذكرتُ غَيْرَتك - وفي رواية: فاستحييْتُ أَن أسيرَ مع الرجال، وذكرتُ الزُّبيرَ وغيرَتَهُ، وكان أغْيَرَ الناس - فعرَف رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أني قد استحييتُ، فمضى، فجئتُ الزُّبَيْرَ، فقلتُ: لَقِيَني رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وعلى رأسي النوى، ومعه نفر من أصحابه، فأَناخ لأركبَ فاستحييتُ منه، وعرفتُ غَيْرَتَكَ، فقال: والله لَحَملكِ النَّوى على رأْسكِ أشدُّ عليَّ من ركوبك معه، قالت: حتى أرسل إِليَّ أبو بكر بعد ذلك بخادم، فكَفتْني سياسة الفرَس، فكأنما أعتقني».
متفق عليه: البخاري رقم (4926)، ومسلم رقم (2182).
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[22 Aug 2008, 11:29 ص]ـ
اثنا عشر فائدة من حديث أسماء رضي الله عنها
الفائدة الأولى
أن الكفاءة في الدين وليست في المال أو الجاه.
الفائدة الثانية
جواز خدمة المرأة لزوجها ولو أدى ذلك إلى تحمل المشاق ولا ينكر ذلك عليها لأن ذلك من مكارم الأخلاق والتطوع وليس بواجب عليها.
الفائدة الثالثة
جواز خدمة الجيران بعضهم لبعض وأن ذلك من باب التراحم والتضامن الاجتماعي بين الجيران والأقارب لما فيه من فضل صلة الأرحام.
الفائدة الرابعة
فضيلة نساء الأنصار وأنهم متصفين بالصدق والأمانة.
الفائدة الخامسة
جواز مخاطبة النساء عند الحاجة كما قال الله تعالى وقلن قولا معروفاً، وكما قال: وإذا سألتموهن متاعاً فسألوهن من وراء حجاب.
الفائدة السادسة
رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته وحرصه على سعادتهم في الدنيا والآخرة.
الفائدة السابعة
جواز ارتداف المرأة خلف الرجل في موكب الرجال.
الفائدة الثامنة
منقبة عظيمة لأسماء رضي الله عنها لاتصافها بالحياء وهكذا يجب على المرأة المسلمة أن تتصف بالحياء لأنه الذي فيه عزها وسعادتها في الدنيا والآخرة.
الفائدة التاسعة
جواز غيرة المفضول على الفاضل.
الفائدة العاشرة
وجوب طاعة الزوج والوفاء بعهده ومراعاة مشاعره والحرص على ذلك لأن عزة المرأة المسلمة لا تكون إلا في طاعة ربها وطاعة زوجها والبعد عن كل ما يخالف ذلك.
الفائدة الحادية عشر
غيرة الرجل عند ابتذال أهله وخاصة فيما يشق من الخدمة وتأسفه وأنفة نفسه من ذلك لا سيما إذا كانت ذات حسب ودين.
الفائدة الثانية عشر
جواز إكرام الرجل لبناته وأولاده وبذله لهم المال والخدم وذلك من المروءة والإحسان وذلك دأب السلف الصالح رضي الله عنهم
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[24 Aug 2008, 01:02 ص]ـ
الأخ الفاضل: أحسنت على الفكرة ... ولو قسمت الحديث على أجزاء لكان أكثر فوائدا، ولأنك خالفت شرطك " 5" وذكرت "12"، فسأذكر مثلها وهي:
13ـ جواز تزويج الفقير الذي ليس له مال مادام صالحا في دينه.
14ـ قول المرأة " تزوجني فلان " وليس: تزوجت فلانا.
15ـ ذكر الإنسان فضائل نفسه وصبرها وجلدها من غير فخر وكبر.
16ـ على الإنسان العناية بالدواب خاصة ما كان لنفسه منها.
17ـ الاستفادة من فضلة الطعام، كما فعلت أسماء في النوى.
18ـ إيجاد حلول لما يستصعب في الحياة، فأسماء لا تحسن الخبز لكنها وجدت حلا لهذه المشكلة.
19ـ حسن الجوار.
20ـ الصبر مع الزوج على شغف العيش حتى يأتي الله بالفرج.
21ـ فيه سير المرأة لوحدها ما لم يكن سفرا، والفتنة مأمونة.
22ـ فيه نظر المرأة للرجل، ولهذا عرفت أسماء النبي صلى الله عليه وسلم.
23ـ فيه الحياء الذي ينبغي أن تكون عليه المرأة المسلمة ولو مع أهل الخير والصلاح.
24ـ التكلم مع الحيوان بما يفهمه كقول "إخ إخ ".
فبهذا وصلت (24) فائدة وأترك الباقي ليكمل الأخوة.(/)
خطبة للشيخ بن عثيمين رحمه الله عن تعظيم شهر رمضان بالصيام فيه والإكثار من الطاعات واج
ـ[إمداد]ــــــــ[22 Aug 2008, 11:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيرا.
أما بعد
أيها الناس فلقد أظلكم شهر كريم وموسم عظيم أعطيت فيه هذه الأمة خمس خصال لم تعطهن أمة من الأمم قبلهم
• خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وخلوف فم الصائم هي الرائحة الكريهة التي تخرج من المعدة عند خلوها من الطعام هذه الرائحة أطيب عند الله من ريح المسك
• وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا
• ويزين الله كل يوم جنته فيقول يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة والأذى ويصيروا إليك
• وتصفد فيه مردة الشياطين فلا يخلصون إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره
• ويغفر لهم في أخر ليلة منه إنه شهر رمضان من صامه إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه ومن قامه إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه
فيه تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النيران روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله عز وجل: (كل عمل بن أدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به)
والصوم جنة- يعني وقاية من الإثم والنار- فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك للصائم فرحتان يفرحهما فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه أما فرحه عند فطره)
فيفرح بنعمتين:
أولاهما: نعمة الله عليه بالصيام وقد أضل عنه كثيرا من الناس
والثانية:نعمة الله عليه بإباحة الأكل والشرب والنكاح وما كان ممنوعاً منه في الصيام
وأما فرحه عند لقاء ربه فيفرح بما يجده من النعيم المقيم في دار السلام
وفي صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن في الجنة باب يقال له الريان يدخل منه الصائمون لا يدخله غيرهم فإذا دخلوا أغلق ولم يفتح لغيرهم) اللهم إنا نسألك أن تجعلنا من الداخلين فيه، اللهم اجعلنا من الداخلين فيه، اللهم اجعلنا من الداخلين فيه،
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر والإمام العادل ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء ويقول الرب وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين)
عباد الله:اغتنموا شهر رمضان بكثرة العبادة وكثرة الصلاة والقراءة والإحسان إلى الخلق بالمال والبدن والعفو عنهم فإن الله يحب المحسنين ويعفو عن العافين
واستكثروا فيه من أربع خصال:
اثنتان ترضون بهما ربكم واثنتان لا غنى لكم عنهما
فأما اللتان ترضون بهما ربكم:فشهادة أن لا إله إلا الله
والاستغفار
وأما اللتان لا غنى لكما عنهما فتسألون الله الجنة
وتستعيذون به من النار
عباد الله: احفظوا صيامكم عن النواقص والنواقض احفظوه عن اللغو والرفث وقول الزور كل قول محرم وعمل الزور كل عمل محرم فمن لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه
ومن لم يحفظ صيامه عن ما حرم الله فيوشك أن لا يكون له من صيامه إلا الجوع والظمأ
اجتنبوا الكذب والفحش والغش والخيانة اجتنبوا الغيبة والنميمة اجتنبوا الأغاني المحرمة واللهو المحرم فعلاً وسماعا فإن كل هذه من منقصات الصيام
قوموا بما أوجب الله عليكم من الصلاة في أوقاتها وأداءها مع الجماعة قوموا بالنصيحة للمؤمنين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإن الحكمة من الصيام التقوى يقول الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
اجتهدوا أيها المسلمين في قراءة القرآن فإنه كلام الله عز وجل لكم الشرف في تلاوته والأجر ولكم بالعمل به الحياة الطيبة وطيب الذكر ولكم بكل حرف منه عشر حسنات
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا مررتم بآية السجدة فاسجدوا في أية ساعة من ليل أو نهار كبروا عند السجود وقولوا في السجود سبحان ربي الأعلى وادعوا بما شئتم إن تيسر لكم معرفة ما ورد في ذلك فادعوا به وإلا فادعوا بأي دعاء مناسب ثم قوموا من السجود بلا تكبير ولا سلام إلا إذا سجدتم في الصلاة فلابد من التكبير عند السجود وعند النهوض
أيها المسلمون احرصوا على تلاوة كتاب الله واسمعوا إلى قول الله عز وجل: (الر* كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)
(اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ)
اللهم ارزقنا اغتنام الأوقات بالأعمال الصالحة اللهم احفظنا عن الأعمال السيئة اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه يا رب العالمين اللهم حقق لنا ما نرجوه من المصالح في الدنيا والآخرة اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب والحمد لله رب العالمين وأصلى وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
خطبة أخرى للشيخ بن عثيمين رحمه الله عن أحكام الصيام والقيام في شهر رمضان
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما.
أما بعد
فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى وأعلموا أن الله خلقكم لعبادته كما قال الله عز وجل: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ) (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)
وقد بين الله لكم طريق عبادته ومن عليكم بمواسم الخير تتكرر عليكم وتتوالى بما فيها من الفضائل والمكارم وعظيم الأجور فعظموا رحمكم الله هذه المواسم وأقدروها حق قدرها بفعل الطاعات والقربات واجتناب المعاصي والموبقات فإن الله لم يجعل هذه المواسم إلا لتكفير سيئاتكم وزيادة حسناتكم ورفعة درجاتكم
أيها الناس إن من المواسم العظيمة التي ينبغي للإنسان أن ينتهز فرصها بطاعة الله ذلكم الشهر الكريم شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن شهر الخير والبركات والرحمة هذا الشهر جعله الله تعالى ميداناً للتسابق إلى الخيرات فإنه شهر تضاعف فيه الحسنات وتعظم فيه السيئات جعل الله صيام نهاره فريضة وقيام ليله تطوعا لتكميل فرائضكم من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه ومن قامه إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه ومن أتى فيه بعمرة كان كمن أتى حجه فيه تفتح أبواب الجنة وتكثر الطاعات من أهل الإيمان وتغلق أبواب النار فتقل المعاصي من أهل الخير و تغل فيه الشياطين فلا يخلصون إلى أهل الإيمان بمثل ما يخلصون إليهم في غيره
أيها الناس صوموا لرؤية هلال رمضان ولا تقدموا عليه بصوم يوم أو يومين لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا تقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين) إلا إذا كان على الإنسان قضاء من رمضان الماضي فليقضه أو كان له عادة بصوم فليصمه فإذا كان للإنسان عادة أن يصوم يوم الاثنين وصادف أن يكون قبل رمضان بيوم أو يومين فلا حرج عليه أن يصومه وكذلك من كان يصوم من الشهر ثلاثة أيام فلم يتيسر له أن يصومها إلا في أخر شعبان فلا حرج عليه في ذلك
ولا تصوموا يوم الشك وهو يوم الثلاثين من شعبان إذا كان في ليلته ما يمنع رؤية الهلال من غيم أو قتر ففي صحيح البخاري من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تصوموا حتى تروه فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين)
ومن حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، (فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال عمار بن ياسر رضي الله عنه: (من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبي القاسم صلى الله عليه وسلم)
ومن رأى الهلال يقيناً فليخبر به ولاة الأمور ولا يكتمه
وإذا أعلن في الإذاعة السعودية ثبوت رمضان فصوموا وإذا أعلن فيها ثبوت شوال فأفطروا لأن الإعلان من جهة ولاة الأمور حكم بذلك
جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره أنه رأى الهلال فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (أتشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله) قال نعم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (فأذن في الناس يا بلال أن يصوموا غداً)
وصوم رمضان أحد أركان الإسلام فرضه الله على عباده فمن أنكر فرضيته وقال إني مخير بين الصوم وعدم الصوم فهو كافر مرتد لأنه مكذب لله ورسوله وإجماع المسلمين قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
وقال الله عز وجل: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)
فالصوم واجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر مقيم ذكراً كان أم أنثى غير الحائض والنفساء فلا يجب الصوم على كافر فلو أسلم في أثناء رمضان لم يلزمه قضاء ما مضى ولو أسلم في أثناء اليوم من رمضان أمسك بقية اليوم ولم يلزمه قضاءه
ولا يجب الصوم على صغير لم يبلغ لكن إن كان لا يشق عليه أمر به ليعتاده فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يصومون أولادهم الصغار حتى إن الصبي ليبكي من الجوع فيعطونه لعبةً يتلهى بها إلى الغروب
ويحصل بلوغ الصغير إن كان ذكراً بواحد من أمور ثلاثة
• أن يتم له خمس عشرة سنة
• أو تنبت عانته
• أو ينزل منياً بشهوة باحتلام أو غيره
• وتزيد الأنثى بأمر رابع وهو الحيض
فمتى حصل للصغير واحد من هذه الأمور فقد بلغ ولزمته فرائض الله وغيرها من أحكام التكليف إذا كان عاقلاً
• وهنا نقف لننبهكم على أن بعض النساء تبلغ بالحيض وهي صغيرة فقد تحيض لإحدى عشر سنة ولكنها لا تصوم إما لجهلها أو لجهل أهلها وعلى هذا فيجب البحث عن هذا الأمر ونشره بين الناس حتى يعرف لأن السؤال عنه كثير فإن بعض النساء تحيض وهي في الحادية عشرة أو في الثانية عشرة وتظن هي أو أهلها أنه لا يجب عليها الصوم حتى تبلغ خمس عشرة سنة وهذا خطأ فمتى حاضت ولو لتسع سنين وجب عليها الصوم لأنها صارت مكلفة
• ولا يجب الصوم على من لا عقل له كالمجنون والمعتوه ونحوهما وعلى هذا المُهذري لا يلزمه الصوم ولا الإطعام عنه ولا الطهارة ولا الصلاة لأنه فاقد للتميز فهو بمنزلة الطفل
• ولا يجب الصوم على من يعجز عنه عجزاً دائماً كالكبير والمريض مرضاً لا يرجى برؤه ولكنه يطعم بدلاً عن الصيام عن كل يوم مسكين بعدد أيام الشهر لكل مسكين خمس صاع من البر أي أن الصاع المعروف عندنا هنا يكفي لخمسة فقراء عن خمسة أيام
والأحسن أن يجعل مع الطعام شيئاً يأدمه من لحم أو دهن ويجزئ عن البر الرز بل هو خير منه في بعض الأحوال
• وأما المريض بمرض يرجى برؤه:
• فإن كان الصوم لا يشق عليه ولا يضره وجب عليه أن يصوم لأنه لا عذر له
وإن كان الصوم يشق عليه ولا يضره فإنه يفطر ويكره له أن يصوم
وإن كان الصوم يضره فإنه يحرم عليه أن يصوم
ومتى برئ من مرضه قضى ما أفطر فإن مات قبل برئه فلا شيء عليه
والمرأة الحامل التي يشق عليها الصوم لضعفها أو ثقل حملها يجوز لها أن تفطر ثم تقضى إن تيسر لها القضاء قبل وضع الحمل أو بعده إذا طهرت من النفاس والمرضع التي يشق عليها الصوم من أجل الرضاع أو ينقص لبنها بالصوم نقصاً يخل بتغذية الولد تفطر ثم تقضي في أيام لا مشقة فيها ولا نقص على الولد
وأما المسافر فإن قصد بسفره التحيل على الفطر فالفطر حرامٌ عليه ويجب عليه الصوم حتى في سفره لأن هذا سفر لا تستباح به الرخص وإن لم يقصد بسفره التحيل على الفطر فهو مخير إنشاء صام وإنشاء أفطر وقضا عدد الأيام التي أفطر والأفضل له فعل الأسهل عليه فإن تساوى عنده الصوم والفطر فالصوم أفضل لأنه فعل النبي صلى الله عليه وسلم ولأنه أسرع في إبراء ذمته ولأنه أخف من القضاء غالباً
فإن كان الصوم يشق عليه بسبب السفر كره له أن يصوم
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن عظمت المشقة واشتدت حرم أن يصوم لأن النبي صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان فقيل له إن الناس قد شق عليهم الصيام وإنما ينظرون فيما فعلت فدعا صلى الله عليه وسلم بقدح من ماء بعد العصر فرفعه حتى نظر الناس إليه ثم شرب والناس ينظرون فقيل له بعد ذلك إن بعض الناس قد صام فقال: (أولئك العصاة أولئك العصاة)
أيها المسلمون أتدرون متى كان سفر النبي صلى الله عليه وسلم هذا؟؟
إنه كان سفره في فتح مكة وقد فتحها النبي صلى الله عليه وسلم في أثناء الشهر قيل في اليوم العشرين من الشهر وبقي مفطراً في مكة عشرة أيام بقية الشهرلم يصم صلى الله عليه وسلم
وبهذا نعرف أن ما يتكلفه بعض الناس إذا ذهبوا للعمرة تجد الصوم يشق عليهم في مكة ومع ذلك يصومون وهذا خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم فوالله ما هم أشد حباً للطاعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا هم أكمل هدي من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم يصم في مكة في العشر الأواخر في رمضان بل ترك الصوم لأن الفطر كان في ذلك الوقت أيسر له وعلى هذا فإذا وصل الإنسان إلى مكة وهو معتمر وكان يشق عليه أن يؤدي العمرة وهو صائم قلنا له أفطر ولو في أثناء اليوم وأدي العمرة براحة وقد وسع الله عليك فلا تشق على نفسك
أيها المسلمون إنه لا فرق في المسافر بين أن يكون سفره عارضاً لحاجة أو مستمراً في غالب الأحيان مثل أصحاب سيارات الأجرة التكاسي أو غيرها من السيارات الكبيرة فإنهم متى خرجوا من بلدهم فهم مسافرون يجوز لهم ما يجوز للمسافرين الآخرين من الفطر في رمضان وقصر الصلاة الرباعية إلى ركعتين والجمع بين الظهر والعصر أو بين المغرب والعشاء عند الحاجة
والفطر لهم أفضل من الصيام إذا كان الفطر أسهل لهم ويقضونه في أيام الشتاء لأن أصحاب هذه السيارات لهم بلد ينتمون إليها وأهل فيها يأوون إليهم فمتى كانوا في بلدهم فهم مقيمون وإذا خرجوا منها فهم مسافرون لهم ما للمسافرين وعليهم ما على المسافرين ومن سافر في أثناء اليوم في رمضان وهو صائم فالأفضل أن يتم صومه فإن وجد مشقة فليفطر ثم يقضيه بعد ذلك ولا يتقيد السفر بزمن فمتى خرج من بلده مسافراً فهو على سفر حتى يرجع إلى بلده ولو أقام مدةً طويلة إلا أن يقصد بتطويل مدة الإقامة التحيل على الفطر فإنه يحرم عليه الفطر ويلزمه الصوم لأن فرائض الله لا تسقط بالتحيل عليها ولا يجب الصوم على الحائض والنفساء ولا يصح منهما إلا أن تطهرا قبل الفجر ولو بلحظة فيجب عليهما الصيام ويصح منهما وإن لم تغتسلا إلا بعد طلوع الفجر ويلزمهما قضاء ما افطرتاه من الأيام
أيها المسلمون هذه جملة من أحكام الصوم وإذا كان الناس في رمضان يصومون ويقومون فإن من المهم أن تبين أحكام القيام في هذا الشهر المبارك فلقد رغب النبي صلى الله عليه وسلم في قيام هذا الشهر وقال: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)
وإن صلاة التراويح من قيام رمضان فأقيموها وأحسنوها وقوموا مع إمامكم حتى ينصرف فإن من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة تامة وإن كان نائماً على فراشه
وإن على الأئمة أن يتقوا الله عز وجل في هذه التراويح فيراعوا من خلفهم ويحسنوا الصلاة لهم فيقيموها بتأني وطمأنينة ولا يسرعوا فيها فيحرموا أنفسهم ومن ورائهم الخير أو ينقروها نقر الغراب لا يطمئنون في ركوعها ولا سجودها ولا قيامها ولا قعودها إن على الأئمة أن لا يكون هم الواحد منهم أن يخرج قبل الناس أو أن يكثر عدد التسليمات دون إحسان الصلاة فإن الله يقول: (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) ولم يقل أيكم أسرع نهاية أو أكثر عملاً بلا إحسان وقد كان نبيكم صلى الله عليه وسلم وهو احرص الناس على الخير والأسوة الحسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر كان لا يزيد على إحدى عشر ركعة لا في رمضان ولا في غيره ولكنه يطيل ذلك وفي صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلى من الليل ثلاثة عشر ركعة
فمن صلى التراويح إحدى عشر ركعة أو ثلاث عشرة ركعة فلا حرج عليه
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قام بأصحابه في رمضان ثم ترك ذلك خشية أن تفرض على الناس فيعجزوا عنها
(يُتْبَعُ)
(/)
وصح عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه أمر أبي بن كعب وتميم الداري أن يقوما في الناس بإحدى عشرة ركعة فهذا العدد الذي قام به النبي صلى الله عليه وسلم وواظب عليه واتبعه فيه الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو أفضل عدد تصلى به التراويح ولكن ينبغي أن يطيل الإنسان فيها حتى يتمكن الناس من الدعاء ولو زاد الإنسان على هذا العدد رغبة في الزيادة لا رغبة عن السنة لم ينكر عليه لورود ذلك عن بعض السلف وإنما المنكر الإسراع الفاحش الذي يفعله بعض الأئمة فيفوتوا الخير على نفسه وعلى من خلفه اللهم إنا نسألك أن توفقنا جميعاً لاغتنام الأوقات بالطاعات وأن تحمينا من فعل المنكر والسيئات، اللهم أهدنا صراطك المستقيم وجنبنا صراط أصحاب الجحيم، اللهم اجعلنا ممن يصوم رمضان ويقومه إيماناً بك واحتساباً لثوابك إنك جواد كريم والحمد لله رب العالمين وأصلى وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
خطبة أخرى للشيخ بن عثيمين رحمه الله عن:
الحلال والحرام في الصيام و الإكثار من قراءة القرآن في شهر رمضان
الحمد لله الذي بين لعباده الحرام والحلال وحد لهم حدودا بينة المعالم لا غموض فيها ولا إشكال وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الكبير المتعال وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أهدى الخلق في المقال والفعال صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان ما تعاقب الأيام والليال وسلم تسليما.
أما بعد
فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى فإن الله تعالى إنما خلقكم لتعبدوه كما قال الله عز وجل (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)
اشكروا الله عز وجل على ما أبان لكم من معالم الدين والتزموا طاعة الله وسيرة النبيين والمرسلين فإن الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدوداً فلا تعتدوها إلا وإن من ما حده الله وأوضحه وأبانه وأظهره ذلكم الصوم الذي هو أحد أركان الإٍسلام فقد بين الله تعالى ابتداءه وانتهاءه شهريا وابتداءه وانتهاءه يوميا بين ذلك في كتابه وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فقال تعالى (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم (إذا رأيتموه فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين) وقال الله تعالى (فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ) الخيط الأبيض بياض النهار والخيط الأسود سواد الليل وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه (كلوا وأشربوا حتى تسمعوا أذان أبن أم مكتوم فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر وقال إذا أقبل الليل من هاهنا وأشار إلى المشرق وأدبر النهار من هاهنا وأشار إلى المغرب فقد أفطر الصائم) فمتى شاهد الإنسان الفجر المعترض في الأفق أو سمع المؤذن الثقة الذي لا يؤذن حتى يطلع الفجر وجب عليه الإمساك ومتى شاهد قرص الشمس غائباً في الأفق ولو كان شعاعها باقياً في السماء أو سمع المؤذن الثقة الذي لا يؤذن حتى تغرب الشمس حل له الفطر
وإن من المؤسف حقاً أن بعض المسلمين يقوم متأخراً وهو يعلم أنه متأخراً فيذهب فيشرب ماءً أو يشرب لبناً لأنه لا يرى أنه يمسك بدون أكل أو شرب وهذا تهاون بحدود الله عز وجل وانتهاك لحرماته فالإنسان قام وقد طلع الفجر فإنه لا يحل له أن يأكل شيئاً ولا يشرب شيئاً بل يمسك على ريقه ثم إن شق عليه الصوم في النهار وخاف على نفسه الضرر فله أن يفطر أما أن يأكل وهو يعلم أن الفجر طالع فإن هذا حرام عليه ويلزمه أن يمسك ذلك اليوم ويلزمه قضاؤه ويلزمه التوبة إلى الله عز وجل
أيها المسلمون إن الصوم هو الإمساك من طلوع الفجر إلى غروب الشمس عن المفطرات والمفطرات أنواع سبعة:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول الجماع وهو أعظم المفطرات وأشدها وفيه الكفارة المغلظة إذا حصل في نهار رمضان ممن يجب عليه الصوم وهي عتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين لا يفطر فيهما يوم واحد إلا من عذر فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا والمرأة مثله إذا كانت مطاوعة ولم تمتنع أما إذا امتنعت فأكرهها وهي لا تستطيع المدافعة فإنه لا شيء عليها ليس عليها قضاء ولا كفارة إننا نقول إذا حصل الجماع في نهار رمضان ممن يجب عليه الصوم ففيه الكفارة
أما من لا يجب عليه الصوم كما لو جامع الإنسان زوجته وهو مسافر صائم إنه لا كفارة عليه لأن المسافر الصائم يجوز له أن يفطر في الأكل والشرب والجماع
الثاني من المفطرات إنزال المني بشهوة بتقبيل أو لمس أو ضم أو استمناء أو غير ذلك
فأما إنزال المني بالاحتلام فأنه لا يفطر لأنه من نائم والنائم لا اختيار له
الثالث الأكل والشرب وهو إيصال الطعام أو الشراب إلى جوفه سواء كان الطعام أو الشراب حلالاً أم حراماً فالحلال كالخبز مثلاً والماء والحرام كالدخان فإنه مفطر وسواء كان الأكل نافع أم غير نافع وسواء كان عن طريق الفم أم عن طريق الأنف لقول النبي صلى الله عليه وسلم (بالغ في الاستنشاق) يعني حال الوضوء (إلا أن تكون صائماً) فدل هذا على أن الداخل من الأنف كالداخل من الفم فأما شم الروائح فلا يفطر لأنه ليس للرائحة جرم يصل إلى الجوف وأما استنشاق البخور فلا يستنشقه الصائم لأن البخور دخان له أجزاء تتطاير إلى جوفه إذا أستنشقه
أما الروائح التي ليس لها أجزاء فأنه لا بأس أن يستنشقها
الرابع ما كان بمعنى الأكل والشرب مثل الإبر المغذية التي يستغنى بها عن الطعام والشراب لأنها بمعنى الطعام والشراب فأما الإبر غير المغذية فإنها لا تفطر سواء أخذها للتداوي أم لتنشيط الجسم وسواء أخذها مع العرق أم مع العضلات لأنها ليست بمعنى الأكل والشرب والأصل بقاء الصيام حتى يثبت ما يفسده بنص أو إجماع أو قياس صحيح ولا حرج عليه إذا وجد طعم الإبرة في حلقه لأن ذلك لا يكون أكلاً ولا شربا الخامس إخراج الدم بالحجامة لقول النبي صلى الله عليه وسلم (أفطر الحاجم والمحجوم) فأما أخذ الدم من البدن للتحليل فإنه لا يفطر لأنه يسير لا يؤثر على البدن تأثير الحجامة ولا يفطر خروج الدم بالرعاف ولو كثر لأنه بغير اختياره
ومثل ذلك لو خرج الدم من جرح سكين أو زجاجة أو حادث ولو كان كثيراً فإنه لا يفطر لأنه بغير اختياره ولا يفطر خروج الدم من قلع السن أو الضرس لكن لا يبلع الدم لأن بلع الدم حرام على الصائم وغيره
فإن وصل شيء من الدم إلى جوفه بغير اختياره فلا حرج عليه ولا يفطر بشق الجرح لإخراج المادة منه ولو خرج الدم معها لأن ذلك يسير لا أثر له فأما سحب الدم من شخص ليحقن في شخص آخر فإن كان كثيراً إي إن كان الدم المسحوب كثيراً فإنه يفطر لأنه يؤثر على البدن كما تؤثر الحجامة وعلى هذا فلا يحل لمن صومه واجب أن يمكن من سحب الدم الكثير منه إلا أن يكون لشخص مضطر لا يمكن صبره إلى الغروب فإنه حينئذٍ يجوز أن يمكن من سحب الدم منه لهذا المضطر لأن دفع ضرورة المعصوم واجب وفي هذه الحال يفطر ويأكل ويشرب بقية يومه ويقضي يوماً مكانه لأن الإنسان إذا أفطر بسبب مباح فله أن يأكل بقية يومه ولا حرج عليه
السادس: القيء وهو إخراج ما في المعدة من طعام أو شراب فإن خرج القيء بنفسه بلا تعمد فلا حرج لقول النبي صلى الله عليه وسلم (من ذرعه القيء إي غلبه فليس عليه قضاء ومن استقاء عمدا فليقض) وهذه المفطرات الستة لا تفطر الصائم إلا إذا فعلها عالماً ذاكراً مختارا فإن فعلها جاهلاً لم يفطر سواء كان جاهلاً بالحكم أم جاهلاً بالوقت فمن أكل مثلاً يظن أن الفجر لم يطلع وتبين له أنه قد طلع أو أكل يظن أن الشمس قد غربت وتبين له أنها لم تغرب فإن صومه صحيح ولا قضاء عليه لقول الله تعالى (رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) ولقوله تعالى (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ) وفي صحيح البخاري عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: (أفطرنا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في يوم غيم ثم طلعت الشمس) ولم يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بالقضاء فلو كان القضاء واجباً لأمرهم به النبي صلى الله
(يُتْبَعُ)
(/)
عليه وسلم ولو أمرهم به النبي صلى الله عليه وسلم لنقل إلى الأمة لأنه من الشرع الذي تكفل الله ببيانه وأوجب على رسوله صلى الله عليه وسلم تبليغه
لكن متى علم أنه في نهار وجب عليه أن يمسك فإن أستمر بعد علمه بطل صومه
ومن أتى شيئاً من المفطرات ناسياً فصومه تام ولا قضاء عليه للآية التي ذكرناها وهي قوله تعالى:) رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم (من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه) لكن متى ذكر أو ذكر وجب عليه أن يمسك حتى الذي في فمه يجب أن يلفظه فإن بلعه بعد أن ذكره بطل صومه ومن رأى صائم يأكل أو يشرب ناسياً فليذكره فإنه من التعاون على البر والتقوى لقول النبي صلى الله عليه وسلم (إذا نسيت فذكروني) فكل من نسي شيئاً واجب عليه أو نسي ففعل شيئاً محرماً عليه وعلم بذلك أخوه فإنه ينبهه على ذلك ومن حصل عليه شيء من المفطرات بغير اختياره فصومه صحيح فلو طار إلى جوفه غبار أو تسرب إليه ماء من المضمضة أو الاستنشاق أو جذب الماء بسبب مباح فوصل إلى جوفه شيء منه بغير اختياره فصومه صحيح ولا قضاء عليه النوع
السابع:من المفطرات خروج دم الحيض أو النفاس فمتى خرج من المرأة الحيض أو النفاس قبل الغروب ولو بلحظة بطل صومها فإن خرج بعد الغروب ولو بلحظة فصومها صحيح ولا قضاء عليها
وهنا أقف لأنبه على مسألة شائعة بين النساء يظن بعض النساء إن المرأة إذا حاضت بعد غروب الشمس وقبل أن تصلى المغرب فإن صومها ذلك اليوم يفسد ولكن هذا ليس بصحيح العبرة بخروج دم الحيض قبل الغروب فإذا خرج قبل الغروب بطل صومها وإذا خرج بعد الغروب ولو بلحظة واحدة فإن صومها صحيح ولا قضاء عليها أرجو منكم أن تنبهوا النساء على ذلك
ويجوز للصائم أن يكتحل بأي كحل شاء
ويجوز أن يقطر دواء في عينه أو أذنه ولا يفطر بذلك ولو وجد طعمه في حلقه
ويجوز للصائم أن يداوي جروحه وأن يتطيب بالبخور وغيره لكن لا يستنشق دخان البخور فيصل إلى جوفه
ويجوز للصائم أن يفعل ما يخفف عنه مشقة الحر والعطش كالتبرد بالماء وبل الثوب ونحوه فقد روى فقد روى مالك عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأي النبي صلى الله عليه وسلم يصب الماء على رأسه من العطش أو من الحر يعني وهو صائم وبل أبن عمر رضي الله عنهما ثوبه وألقاه على بدنه
ويجوز للصائم أن يتمضمض إذا نشف فمه
وأن يستاك في أول النهار وأخره بل السواك سنة في حق الصائم وغيره في أول النهار وفي أخره متأكد عند الوضوء والصلاة والقيام من النوم ودخول البيت أول ما يدخل
فاحفظوا أيها المسلمون صيامكم وحافظوا عليه والتزموا فيه حدود الله غير مغالين ولا مفرطين فإن دين الله تعالى وسط بين الغالي فيه والجافي عنه
تسحروا فإن في السحور بركة وأخروا السحور فإن تأخيره أفضل
ولكن أحذروا أن يخرج الفجر وأنتم تأكلون وتشربون فإذا طلع الفجر فأمسكوا وأفطروا إذا غربت الشمس وبادروا بالفطر فلا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر وأفطروا على رطب فإن لم يكن فتمر فإن لم يكن فماء فأنه طهور فإن لم يكن فعلى أي طعام وشراب حلال
فإن غربت الشمس وأنت في مكان ليس فيه ما تفطر به فأنوي الفطر بقلبك ولا تفعل ما يقوله بعض الناس لا تمص إصبعك أو تعلك ثوبك كما يظنه بعض العوام فإن هذا لا ينفع
أيها المسلمون حافظوا على طاعة الله وأكثروا منها في صيامكم واجتنبوا ما حرم الله عليكم من اللغو والرفث وقول الزور والعمل به وإن سابك أحد أو شاتمك فقل إني صائم وأتركه
أقيموا الصلاة جماعة في المساجد لا تهاونوا بها فتضيعوها
وأعلموا أن كل واجب ضيعتموه أو محرم فعلتموه فإنه نقص في إيمانكم وصيامكم فتوبوا إلى الله منه
وابتعدوا عن استماع المعازف الآلات اللهو سواء سمعتموها من الراديو أو من غيره فإن الصوم جنة يتقي بها الصائم من الآثام وينجو بها من النار قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا أن تحفظ علينا ديننا اللهم أحفظ علينا ديننا اللهم زدنا فيه رغبة اللهم ثبتنا عليه اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ربنا هب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب اللهم صلى وسلم على عبدك ونبيك محمد خاتم النبيين وإمام المتقين وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين ..(/)
فهلا بكرًا تلاعبها وتلاعبك؟؟
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[25 Aug 2008, 02:01 م]ـ
الأربعاء 11 من شعبان1429هـ 13 - 8 - 2008م الساعة 02:24 م مكة المكرمة 11:24 ص جرينتش
الصفحة الرئيسة-> المستشار -> البيت السعيد 8/ 25/2008 12:12:49 AM
فهلا بكرًا تلاعبها وتلاعبك؟؟
1 - كيف تكون الزوجة إيجابية في العلاقة الزوجية؟
2 - وما دورها في إنجاح العلاقة الزوجية؟
3 - وكيف تناول القرآن والسنة دور الزوجة في هذه العلاقة؟
أسئلة محيرة تحتاج منا لإجابة وافية, فهلم بنا لنتعرف عليها عبر آي كتاب الله العزيز
إن لنا مع آيات وسنة رسولنا صلى الله عليه وسلم وقفات فيما يخص العلاقة الحميمية بين الزوجين، فتأملي معي أختي المسلمة قوله تعالى:
أولًا ـ ((نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم)) [البقرة:223]، ففي الآية أمر للزوجين أن يقدموا لأنفسهم، وهي التهيئة المعنوية والإعداد النفسي قبل تمام العملية الجنسية، فكلا الزوجين مطالب أن يقدم للآخر الركن المعنوي والراحة النفسية والانسجام الروحي من معين لا ينضب وهو معين المودة والرحمة.
ثانيًا ـ ((أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم)) [البقرة:187]، قد فُسِّر الرفث في الآية بأنه الجماع، وفُسِّر بأنه مقدمات الجماع، وأيضًا الكلام حول هذا الموضوع.
ثالثًا ـ ((هن لباس لكم وأنتم لباس لهن)) [البقرة:187]، واللباس ساتر وواق، وكذلك هذه الصلة بين الزوجين تستر كلًا منهما وتقيه.
والتعبير القرآني تصوير رائع لعلاقة الجسد وعلاقة الروح في آن واحد، فاللباس ألصق شيء ببدن الإنسان وهو الستر الذي يستتر به، وهو في الوقت ذاته مفصل على قده لا ينقص ولا يزيد، والرجل والمرأة ألصق شيء بعضها ببعض: يلتقيان فإذا هما جسد واحد وروح واحدة وفي لحظة يذوب كل منهما في الآخر فلا تعرف لهما حدود.
والتعبير أيضًا يظهر شكل من أشكال المباشرة بين الزوجين، وهو دلالة على ذلك إلى جانب أن يميل عليها وتميل عليه في انعطاف مثير؛ فتكون له كالغطاء والستر أحيانًا، ويكون لها كذلك أحيانًا.
إن العاطفة ـ في اللقاء الزوجي ـ يجب أن يسبقها مقدمات ويليها متممات معينة للوصول إلى قمة المتعة، فالجنس من أهم وأمتع زينة الدنيا ((المال والبنون زينة الحياة الدنيا)) [الكهف:46]، ولفظ البنون من أدب القرآن، إذ قد يُراد به ما يسبق البنين، وفي الآية الأخرى التصريح ((زُين للناس حب الشهوات من النساء)) [آل عمران:14]، فشهوة النساء: أي الجنس، محببة لدى الرجال، وما ينطبق على الرجال ينطبق على النساء.
وفي الحديث النبوي صدق المصطفى صلى الله عليه وسلم حين يقول: ((حُبّب إلي من دنياكم الطيب والنساء، وجُعلت قرة عيني في الصلاة)) [صححه الألباني].
أختي الزوجة المسلمة، إن المعاشرة الزوجية دليل محبة وارتباط بين الزوجين، كما أنها مصدر أنس وعلامة من علامات السعادة، لأن إعطاء ما في النفس من حب ومشاعر، وأخذ الحب والمشاعر ـ في جو غرفة النوم ـ أمر يحتاج إليه الإنسان ليزداد نشاطًا وحيوية وانطلاقًا في المجتمع.
وقد تتضايق الزوجة من أن زوجها لا يُعبر عن حبه لها إلا في غرفة النوم، أو عند المعاشرة الخاصة، لكن هذا الضيق لا مجال له، وإن على الزوجة ألا تأخذ على زوجها ذلك؛ فإنه في هذه اللحظات يكون في قمة انطلاقه العاطفي، ولتستجب له، ولتكن معاشرتها إيجابية، ولا يُشعر أحد الطرفين الآخر بأنه يجاريه في المعاشرة كأداء واجب، فإن هذا من الأمور التي تقتل ود المعاشرة بين الزوجين وتفقدها حيويتها.
رابعًا ـ ((أفضى بعضكم إلى بعض)) [النساء:21]، أي كيف تأخذون الصداق من المرأة، وقد أفضيت إليها وأفضت إليك، قال ابن عباس: يعني الجماع، والجماع يشمل: التمهيد والمداعبة والتشويق، وما بعد المداعبة، وذروة الملامسة، وما بعدها يمكن أن نسميه (الاتحاد الحسي) أو (المشاركة النفسية الحسية)، ومن ضرورات هذه المشاركة المساواة في الحقوق وفي الاستمتاع وفي الاتحاد الحسي.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالمعاشرة الزوجية يشترك في أدائها الزوجان، ويتعاونان على تحقيق التوازن النفسي من خلالها، لكن المعاشرة الزوجية لها آدابًا ينبغي مراعاتها، كما أن لها معايير ينبغي عدم تجاوزها، وأنجح العلاقات الزوجية ما يكون فيها الزوجان متناوبي الأدوار في هذا الأمر، فمرة يكون الزوج هو المانح، ومرة يكون هو الآخذ، وكذلك الزوجة، مرة تكون هي المانحة، ومرة تكون هي الآخذة، فتبادل الأدوار بين الزوجين حسب رغبتهما وتعاونهما جميعًا على الأخذ والعطاء يؤثر تأثيرًا إيجابيًا في العلاقة الزوجية، وتصبح عندها النفوس مستقرة تملؤها المحبة والمودة.
وقد يسأل بعض الأزواج عن مواصفات العلاقة الجنسية الناجحة، ولا شك أن العلاقة الجنسية الناجحة بين الزوجين هي التي تتم ضمن جو من المحبة والاحترام والتقدير بين الزوجين، وليس في جو من السيطرة من طرف على الآخر.
وقد أشارت الدراسات إلى أن بعض الصعوبات الجنسية يمكن أن تحدث عند عدد كبير من الأزواج، وحتى الذين تجمع بينهما علاقة زوجية سعيدة في الجوانب الأخرى للعلاقة الزوجية.
وقد وُجد أيضًا أن معظم هذه الصعوبات تتحسن بشكل جذري بمجرد أن يحاول الزوجان إعطاء متسع من الوقت للحديث واللمس وعدم التسرع في هذا الأمر، إن هذا البطء في التفاعل يشعر كل طرف بأن الآخر سعيد جدًا من هذه العلاقة، وأنه يعطيها كل وقته واهتمامه، وأنه لا شك مستمتع بهذه الصحبة والعلاقة، إن هذا الاطمئنان يعطي الطرفين أرضية طيبة لبناء المحبة والارتباط.
وفي مثل هذا الجو من المحبة والتفاهم يستطيع الزوجان الحديث فيما يرغبان به، وما يسعدهما في علاقتهما الزوجية والجنسية على حد سواء، وقد وُجد أن الزوجين يكونان أكثر سعادة عندما يتمكنان من المصارحة في الحديث معًا عن الجنس والجماع، وعما يشعر بها كل منهما، وما يريده وما يرغب به، وعن مشاعره وخيالاته، وعن المشاعر والمواقف السلبية، ولكن مع الانتباه إلى التفريق بين مشاركة هذه التجارب السلبية مع الطرف الآخر وبين الدخول في مشاجرة ونزاع وجدل، فكل المشكلات قابلة للحل ويمكن نقاشها، ولكن في الوقت المناسب وليس وقت المداعبة والاقتراب.
خامسًا ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجابر بن عبد الله: ((هلا بكرًا تلاعبها وتلاعبك)) [متفق عليه]، فانظري إلى هذا الحث من النبي صلى الله عليه وسلم على ملاعبة الزوجة للزوج، وملاعبة الزوج للزوجة، فإنها مما يغرس الحب في قلب الزوجين والسكينة، وتتم به المتعة، وتحدث به الألفة.
والمداعبة قد تأخذ أي صورة يحبها ويتفق عليها الزوجان وتحقق لهما المتعة والسعادة ولا تقتصر على الفراش، بل قد تكون في الاغتسال معًا، أو غيره من أشكال التلطف والمداعبة التي يحبها الزوجان، وهي من أسرارهما ولهما أن يبدعا فيها كما يحبان ما دامت تحقق لهما الإحصان والسكن وتخلو من محرمات حرمها الله.
هذه هي المرأة المسلمة التي لها دور إيجابي في العلاقة الزوجية، وإيجابية الزوجة عامل أساس لنجاح الحياة الزوجية، وقد جاءت الروايات لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ((هلا جارية تلاعبها وتلاعبك)) [متفق عليه]، وفيه زيادة أيضًا: ((تضاحكها وتضاحكك)) [متفق عليه]، وفي رواية محارب بن دثار: ((مالك وللعذارى ولعابها)) [رواه البخاري].
والمقصود من كل ذلك هو المبادلة سواء في الملاعبة أو المضاحكة أو الإثارة، وإشعار الزوج بأنها تحب منه ما يحب منها، فكوني ظريفة، لطيفة، مرحة، وعليك بالمزاح والدلال، ولا يفوتك أمر هام في العلاقة الزوجية؛ أن تبدأ المرأة بإثارة الرجل ـ الزوج ـ الذي يخرج كل ما في جعبته على الأثر فتحصل للمرأة المتعة المطلوبة.
إن النظرة، والكلمة، واللمسة، والعطر، وغيرها من وسائل الإثارة تنبه المراكز العصبية الموجودة في المخ والمسئولة عن الجنس، فكل ما على الزوجة عمله هو الإثارة، ثم التفاعل الوجداني مع الزوج أثناء ذلك، والانصياع له، والليونة تحت يديه، والخفة، والرقة، والتودد، والإثارة بما يشعره بتبادل المشاعر ومشاركة اللذة فيزيد في المتعة.
وهنا يكمن السر في المعاشرة؛ ألا وهو اللطف واللين والمداعبة والملاعبة واختيار الوقت المناسب بذلك يعيش الزوجان حياة هانئة يستمتعون فيها بكل أوقاتهم، يتفهم كل منهما نفسية الآخر، والأوقات المحببة إلى النفس، وتهيئة النفس لذلك والتعود عليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن النماذج الرائعة في فن الملاعبة والمداعبة بين الزوجين أذكر لكِ أختي الزوجة ما تحكيه السيدة عائشة رضي الله عنها تصف حالها وواقعها مع زوجها الكريم صلى الله عليه وسلم فتقول: (كنت أشرب وأنا حائض، ثم أناول النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه ـ أي فمه ـ على موضع فيّ فيشرب صلى الله عليه وسلم) [رواه مسلم]، بل كان يضع رأسه صلى الله عليه وسلم في حضنها وهي حائض.
وعن السيدة عائشة رضي الله عنها تحكي وتقول: (كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد بيني وبينه فيبادرني، حتى أقول: دع لي، دع لي)، قالت: (وهما جنبان) [متفق عليه].
ومع الدلال والملاعبة يستحب للمرأة مراعاة بعض الآداب منها:
1ـ التجمل والتزين للزوج: وهو مقتضى قول النبي صلى الله عليه وسلم لما سُئل عن خير النساء: ((التي تسر إذا نظر)) [صححه الحاكم].
2ـ تلمح مراد الزوج أثناء الجماع: قال ابن الجوزي: (ينبغي للمرأة العاقلة أن تتلمح مقصود الرجل فتتبعه).
3ـ اتخاذ خرقة لمسح الأذى عند الجماع: ويُستحب للمرأة أن تتخذ خرقة تمسح بها الأذى عن نفسها وعن زوجها عقب الجماع، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (ينبغي للمرأة إذا كانت عاقلة أن تتخذ خرقة، فإذا جامعها زوجها ناولته، فيمسح عنه، ثم تمسح عنها فيصليان في ثوبهما ذلك ما لم تصبه جنابة) [صححه الألباني].
أختي الزوجة
من الظفر أن تكوني ذات دين وخلق، ورائع أن تكوني طاهية من الطراز الأول، وسعادة أن تكوني جميلة، وسرور أن تكوني مرحة، وفخر أن تكوني ذات علم وثقافة، ولكن هذه الصفات الجميلة لا بد معها أن تكوني على خبرة في الحب والعاطفة والتوافق الجنسي وإشباع رغبات الزوج على كل المستويات؛ ذلك أن عدم التفاعل مع الزوج من الناحية العاطفية والجنسية سيجعل الزوج يتجاهل كثيرًا من الصفات الأساسية ويبدأ في تصنع المشكلات التي لا أساس لها من الصحة.
أهم المصادر والمراجع:
هامش أحكام النساء، ابن الجوزي.
فقه المعاشرة الزوجية، عمرو عبد المنعم سليم.
موقع المفكرة، مقال: أثر العلاقة الجنسية على العلاقة العاطفية.
التفاهم في الحياة الزوجية، مأمون مبيض.
فن صناعة الحب ومعاملة الرجال، خالد السيد عبد العال.
المفاتيح الزوجية في احتواء المشكلات الزوجية، نبيل بن محمد محمود.
أوراق الورد وأشواكه في بيوتنا، د. أكرم رضا.
حتى يبقى الحب، د. محمد محمد بدري.
كيف تكسب محبوبتك؟ د. صلاح الراشد.
في ظلال القرآن، سيد قطب.
أسرار الزواج السعيد، بثينة السيد العراقي.
كيف تبنين بيتًا سعيدًا، د. أكرم رضا.(/)
الدورة البازية الرابعة 1429هـ لحفظ القرآن الكريم ومراجعته في شهر رمضان بالرياض
ـ[أبوعبدالملك التميمي]ــــــــ[25 Aug 2008, 08:29 م]ـ
الدورة البازية الرابعة 1429هـ لحفظ القرآن الكريم ومراجعته والمقامة في جامع ابن باز في حي الغدير بالرياض
http://arb7.com/uploads/d6079f343b.jpg
في الفترة من 9/ 1 - 9/ 20
الدورة بمشاركة المقرئ
الشيخ/أحمد الميناوي
شيخ المقرئين بمحافضة المينا بمصر
والمقرئ بالقراءات العشر الكبرى
فروع الدورة/
الأول: القرآن كاملا
الثاني:15جزء
الثالث:10أجزاء
الرابع:5أجزاء
الخامس:3أجزاء
مميزات الدورة/
حلقة خاصة لتحسين التلاوة.
مدرسين أكفاء.
شهادات مجازة.
جوائز للمتميزين.
فترات الدورة/
الفترة الأولى: الفجر.
الفترة الثانية: العصر.
يبدأ التسجيل يوم الأربعاء 1429/ 8/26هـ
للاستفسار
0505509184(/)
دورة بدر العلمية تنجز 400 منشط علمي ودعوي
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[25 Aug 2008, 10:58 م]ـ
نشرت جريدة المدينة المنورة تقريرا عن الدورة العلمية المقامة في محافظة بدر
السبت, 23 أغسطس 2008
عبد اللطيف الصبحي ــ بدر
اختتمت أول أمس الدورة العلمية التي نظّمها فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة المدينة المنورة بالتعاون مع الجامعة الإسلامية بالمدينة والمكتب التعاوني للدعوة والإرشاد بمحافظة بدر في العلوم الشرعية (القرآن الكريم،العقيدة، الفقه،التفسير، السيرة النبوية) وذلك في جامع عمير بن الحمام بمدينة بدر ومدتها أسبوعين كاملين.
واشتملت الدورة على درس في تفسير جزء عم للسعدي قدمه الشيخ الدكتور محمد العواجي بعد صلاة الفجر، وبعد صلاة العصر درس للشيخ الدكتور علي الزهراني في الحديث وعلومه، فيما قدم الشيخ الدكتور إبراهيم التركي درسا في العقيدة، و درسا للقرآن الكريم للشيخ الدكتور أمين الشنقيطي، وبعد صلاة المغرب وصلاة العشاء كان هناك درس في السيرة النبوية ودرسا في الفقه
للشيخ الدكتور محمد الدخيل، وقال: الشيخ إبراهيم التركي الداعية في فرع الشؤون الإسلامية والأوقاف بالمدينة المنورة ومدير الدورة العلمية بمحافظة بدر أننا نحمد الله عزوجل أن وفقنا لإقامة هذه الدورة النافعة والتي شارك فيها خمسة من الدعاة وأساتذة الجامعة الإسلامية واشتملت على الدروس في العلوم الشرعية المختلفة بعد الصلوات المفروضة، كما قام الدعاة والأساتذة المشاركون في الدورة بإلقاء الكلمات الوعظية في جوامع ومساجد بدر والرايس طوال مدة الدورة وتم تنفيذ زيارات للإدارات الحكومية ومؤسسات النفع العام وتم إلقاء الدروس على السجناء في سجن بدر كما شمل البرنامج خطب الجمعة في أبرز الجوامع وأهمها والإجابة على الاستفسارات والأسئلة بعد الدروس العلمية أو عبر الهاتف في مقر مكتب الدعوة، وقد بلغ عدد المناشط التي قدمت في بدر أكثر من 400 منشط مشيرا إلى هذه الدورة جاءت في الوقت المناسب حيث نعيش أيام الإجازة الصيفية كما أنها جاءت قبيل شهر رمضان المبارك فتم التركيز على ضرورة حفظ الوقت واستثماره فيما يعود بالخير على الفرد والمجتمع والاستعداد لشهر الصوم وترك الفرقة والبغضاء والإقبال على كتاب الله تلاوة وحفظا وتدبر وقدم التركي شكره وتقديره لكل من تسبب في إقامة هذه الدورات وخص بالشكر صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد أمير منطقة المدينة المنورة حفظه الله على اهتمامه بكل ما يعود بالنفع على الفرد والمجتمع وكذلك المسؤولين في فرع وزارة الشؤون الإسلامية والجامعة الإسلامية بالمدينة ولكل المسؤولين وأهالي بدر. من جانبه أوضح الدكتور محمد العواجي من الجامعة الإسلامية أن من أهداف هذه الدورة هو إيجاد فرصة وبيئة مناسبة للرجوع إلى الله عز وجل وربط الناس بربهم ودينهم وتوجيههم إلى التمسك بفتاوى علماء هذا البلد الآمن المعطاء ومراعاة مصالح الناس العامة والخاصة بما يقوم بمصالحهم الدنيوية والأخروية وقال: لقد وجدنا تفاعلا ولله الحمد في محافظة بدر سرنا كثيرا وأعجبنا وشجعنا كثيرا وأوجد بيئة مناسبة للتعاون بين أساتذة الجامعات في الفصول الأكاديمية وبين الناس في الساحة وواقعهم المعاش حيث نزل أساتذة الجامعة والدعاة إلى الناس في مساجدهم وأحيائهم ودوائرهم الحكومية والاجتماعية ووجدنا كل التعاون من أهالي المحافظة مسؤولين ومواطنين وغمرونا بتجاوبهم وانشراح صدورهم ولاحظنا الاهتمام بالشباب المتمثل في حرص الآباء على حضور أبنائهم للدروس والاستماع إلى كلام الله وكلام رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم مايقوم سلوكهم ويدفع عنهم كثيرا من الشبهات والإشكالات التي قد يتلقفونها من وسائل الإعلام ومواقع الإنترنت ونحوها وتبين لهم مصائد الشيطان في تلك الوسائل التي لا تراقب الله عزوجل ولا ترعى حرمة الله ولا ترعى حق المسلمين وحق أهل هذه البلاد المباركة.
ـ[إيمان]ــــــــ[26 Aug 2008, 12:05 ص]ـ
بارك الله في الجهود وأجزل الله الأجر والمثوبة في كل من ساهم في نجاح هذه الدورة العلمية من: مخطط، ومنسق، وشيخ تولى نشر هذه العلوم الدينية ......
(يُتْبَعُ)
(/)
ونحن نتطلع للمزيد لمثل هذه الدورات العلمية في المناطق النائية والقرى والهجر البعيدة .....
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[28 Aug 2008, 09:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فتحية للأخت الكريمة مدهامتان على المرور بالمشاركة اعلاه، وأبشر الأخت الكريمة بوجود دورات اخرى اقيمت في محافظات اخرى مماثلة لهذه الدورة،
وكلها ولله الحمد تصب في مصلحة هذه القرى والمناطق النائية، ولقد شاهدنا في محافظة بدر الميمونة نموا كبيرا وازدهارا في جميع المجالات مما يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة الرشيدة بهذه المناطق،
ولعل المقال السابق اظهر العدد الكبيرمن المناشط حيث تنوعت بحسب الدعوة والتعليم والافتاء والزيارات والتدريب الاداري للعاملين.
الامر الذي ساعد على رفع مستوى الاداء والتوعية والارشاد في هذه المحافظة الغالية من محافظات المملكة، لقد شعرنا بين اهلها بكل الحب والترحيب حتى اخر ساعة من ايام الدورة
وقد تعرفنا على اشياء كثيرة في المحافظة كالماكولات الشعبية كاكلة القرص مثلا، وكذلك على بعض عادات الأهالي ابرزها حفاوتهم بكل قادم اليهم،
كماوجدنا هذه المحافظة تشتهر بأجود أنواع الماشية والعسل الجبلي، وبالسمك البحري،
وباسماء تراثية قديمة لضواحيها كأدمان ويسميها الأهالي إدمان، والخشبي، وام الطبقان، ومحوشية، والحصن، والدقيقة، والغزلاني والرايس، وغيرها من الأسماء التراثية الجميلة،
وهي تشتهر كذلك بكثرة مساجدها وبالإقبال الكبير عليها من فئات متعددة.
هذه بعض الملامح التي شاهدتها مع بقية الأعضاء،
وبهذه المناسبة نتقدم جميعا كأعضاء في هذه الدورة بالشكر الجزيل والدعاء الخالص لسمو أمير المنطقة حفظه الله، وسعادة المحافظ، وفضيلة رئيس المحاكم حفظهما الله، على العناية الفائقة بالمحافظة والحرص على توفير جميع الامكانات لانجاح هذه الدورة بها،
وكذلك على افتتاح المعلم الدعوي البارز في المحافظة ألا وهو المكتب التعاوني للدعوة والارشاد وتوعيةالجاليات الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية، وعلى حسن اختيار العاملين به.
والله الموفق.(/)
مصطلحان دخيلان
ـ[عبدالعزيز الجهني]ــــــــ[26 Aug 2008, 02:36 ص]ـ
(البروشور) و (البنر)
كثيرا ما أسمع من بعض الدعاة أو من العاملين في مكاتب الدعوة والمندوبيات هذين المصطلحين حتى أصبحا من الشهرة بمكان. ولا أعلم السبب في انتشارهما خصوصا في حقل الدعوة إلى الله مع أنهما مصطلحان غربيان لا حاجة لنا بهما. فالبروشور هو المطوية والبنر هو لوحة الإعلانات. فالواجب على العرب عموما وعلى الدعاة خصوصا نبذ مثل هذه المسميات وعدم استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير. قال الشافعي رحمه الله: وأولى الناس بالفضل في اللسان مَن لسانه لسان النبي صلى الله عليه وسلم , ولا يجوز والله أعلم أن يكون أهل لسان أتباعا لأهل لسان غير لسانه في حرف واحد, بل كل لسان تبع للسانه. قال أحمد شاكر رحمه الله معلقا على هذا الكلام: في هذا معنى سياسي وقومي جليل؛ لأن الأمة التي نزل بلسانها الكتاب الكريم يجب عليها أن تعمل على نشر دينها ونشر لسانها ونشر عاداتها وآدابها بين الأمم الأخرى, وهي تدعوها إلى ما جاء به نبيها من الهدى ودين الحق لتجعل من هذه الأمم الإسلامية أمة واحدة , ولغتها واحدة , وشخصيتها واحدة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Aug 2008, 03:39 م]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا يزيد على هذه اللفتة الكريمة الصادقة، وأنا ممن يقع في هذا للأسف، والذي يدعوني لذلك أنه لا يفهم المصمم مقصودك إلا إذا قلت له هذا.
ومع استجابتي لتوجيهكم بإذن الله، وحرصي على اللسان العربي ما استطعتُ إلى ذلك سبيلاً فهو فخر وشَرَفٌ لنا.
إلا أن لدي تساؤلاً علمياً حول مثل هذه المصطلحات الفنية - إن صح التعبير - التي لا تحمل أي مضامين عقدية أو فكرية. هل هناك من حرج شرعي في استعمالها؟ مع أن الأولى هو ما تفضلتم به ابتداءً.
ـ[عبدالعزيز الجهني]ــــــــ[28 Aug 2008, 12:54 ص]ـ
أحسن الله إليكم شيخنا الكريم, ومثلك يُسأل عن هذه القضايا فأنت من فرسانها. قال شيخ الإسلام: اعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل والخلق والدين تأثيرا قويا بينا. ونقل عن الإمام أحمد كراهة أن يتعود الرجل النطق بغير العربية , وعلَق على ذلك بقوله: لأن اللسان العربي شعار الإسلام وأهله , واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميزون. ونقل كذلك رحمه الله عن الإمام الشافعي كراهيته تسمية التاجر سمسارا وعقَب على ذلك بقوله: فقد كره الشافعي لمن عرف العربية أن يسمي بغيرها , وأن يتكلم بها خالطا لها بالعجمية , وهذا الذي ذكره قاله الأئمة مأثورا عن الصحابة والتابعين. ومن الطريف ما نقله الرافعي رحمه الله عن ثورة المجمع العلمي الفرنسي لإسقاط كلمة إنجليزية دخيلة. ولو أردنا أن نفعل مثلهم لاحتجنا إلى حروب عالمية من كثرة الدخيل على لغتنا مما اعتاده الناس دون حاجة ككلمة (كوبري) والجسر موجود في لغتنا وغيرها كثير. ومن ذلك ما اشتهر على ألسنة شبابنا ككلمة (أوكي) وكثيرا ما أعنف طلاب التخصص في قسمنا على هذه الكلمة التي اعتادتها ألسنتهم ولكن لا حياة لمن تنادي فقد أصبحت هذه الكلمات عنوان الحضارة والتقدم , وما علموا أن اللغة هي عز الأمة وفخرها, ورضي الله عن عمر القائل: تعلموا العربية فإنها تُثبت العقل وتزيد في المروءة. وفي رواية أخرى: تعلموا العربية فإنها من دينكم.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[28 Aug 2008, 01:44 ص]ـ
أما عن استعمال بعض الكلمات من اللغات الأخرى، فلات حين مناص.
ولعل الأمر يختلف من مقام لآخر. فمقام المربي القدوة قد لا يكون نفس مقام المسلم العادي.
ومقام الصحفي والكاتب أيضا ليس هو مقام الرجل العادي.
ومقام المقيم في دولة عربية ليس هو مقام المقيم في بلاد الغرب.
ومقام المتخصص في الآداب وعلوم الدين ليس هو مقام المتخصص في العلوم ... إلخ
وأما عن الاستشهاد بكلام الرافعي عن ثورة المجمع العلمي الفرنسي لإسقاط كلمة إنجليزية دخيلة، فهذا الأمر كان منذ أكثر من نصف قرن. أما الآن فقد أصبح معجم (لاروس) يحدث سنويا ويضم مصطلحات جديدة مقتبسة من بعض اللغات الأخرى لعدم وجودها في اللغة الفرنسية.
لا أقول هذا استهانة بالحفاظ على العربية، ولكن تنبيها فقط على ضرورة تفهم الأسباب المختلفة للظاهرة، حتى يمكن قياس درجة خطرها على اللغة العربية.(/)
دورة في تدبر القرآن - الرياض
ـ[أبوخالد]ــــــــ[27 Aug 2008, 05:35 م]ـ
دورة في تدبر القرآن في جامع البواردي بالعزيزية
للمشايخ:
د. ناصر العمر
د. عمر المقبل
د. عصام العويد
من 1/ 9 بعد صلاة التراويح(/)
يمكنكم توظيف هذه التقنية: جوجل تطلق موسوعة إلكترونية باللغة العربية
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[27 Aug 2008, 06:49 م]ـ
يمكنكم توظيف هذه التقنية الجديدة لنشر بعض البحوث المنهجية في هذه الموسوعة الجديدة.
جوجل تطلق موسوعة إلكترونية باللغة العربية
المصدر: موقع الإسلام اليوم ( http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?id=221&catid=222&artid=13781)
أطلقت شركة جوجل الإصدار العربي من موسوعتها الجديدة نول Knol، وذلك بعد شهر كامل من إطلاق الموسوعة باللغة الإنجليزية والتي تسعى الشركة من خلالها إلى منافسة الموسوعة العالمية الشهيرة ويكيبيديا.
وتبدو واجهة الموقع الرئيسية للوهلة الأولى شبيهة بواجهة موسوعة ويكيبيديا، أما اسمها Knol فهو اختصار للكلمة الإنكليزية Knowledge التي تشير إلى المعرفة، وتمتاز هذه الموسوعة عن موسوعة ويكيبيديا بإمكانية إضافة مقالات جديدة إليها من قبل أي مستخدم، وذلك باستخدام حساب جي ميل أو يوتيوب أو أي حساب مسجل لدى إحدى خدمات جوجل المعروفة على الإنترنت.
يمكن للمستخدمين العرب البدء بإضافة مقالات جديدة باللغة العربية بالضغط على الرابط Write a Knol الموجود على الصفحة الرئيسية للموقع، إذ يتم الانتقال إلى واجهة جديدة توفر مجموعة من الأدوات الشبيهة بأدوات برنامج وورد لتحرير النصوص.
يتم نشر المقالة على موقع الموسوعة مع الإشارة إلى اسم الكاتب وعرض صورته إن وجدت، ولا يستطيع المستخدمون الآخرون التعديل على المقالة أو إضافة أي معلومات جديدة إليها إلا بعد موافقة الشخص الذي نشرها.
ويتوفر الإصدار العربي من الموسوعة على الموقع:
http://knol.google.com(/)
دعوة للمشاركة في مؤتمر جامعة المنيا القادم
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[28 Aug 2008, 08:20 ص]ـ
وصلتني دعوة كريمة من الاستاذ الدكتور محمد عبد الرحيم محمد عميد كلية دار العلوم للمشاركة في مؤتمر الكلية القادم
واحببت ان يشارك اخواني اهل الملتقى في هذا المؤتمر
وهذا رابط المؤتمر وما يتعلق به
http://www.minia.edu.eg/doHtml.aspx?Page=darOlom.htm
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[28 Aug 2008, 09:56 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا فضيلة الدكتور، وهل المواعيد واضحة متى؟
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[28 Aug 2008, 10:51 ص]ـ
السيد الأستاذ الدكتور/جمال محمود ابو حسان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 000 وبعد
فيسرني دعوة سيادتكم لحضور المؤتمر الدولي الخامس الذي ستعقده الكلية وذلك في الفترة من (8: 10 مارس 2009م (، تحت عنوان:
" إسهام العلماء المسلمين في الحضارة العالمية "
وقد اختارت الكلية هذا الموضوع من أجل الوقوف علي جهود العلماء المسلمين وإبداعاتهم في مختلف العلوم والفنون وبيان دور الحضارة الإسلامية في إثراء الفكر الإنساني، ورفض محاولات اتهام الحضارة الإسلامية بالجمود والتخلف.
ومن هنا فإننا حريصون على مشاركة سيادتكم لنا هذا العرس الثقافي، وإنا لواثقون من أن تشريفكم لنا سيثري هذا المؤتمر بكل ما تمثلونه من عطاء علمي جاد 0
ونرجو إرسال استمارة المشاركة المرفقة طيه وكذلك ملخص البحث في موعد أقصاه أول يناير 2008م، علي أن يرسل البحث كاملاً في موعد أقصاه أول فبراير 2009م، ويسرنا أن تكونوا في ضيافة الجامعة أثناء فترة انعقاد المؤتمر 0
شاكرين لكم حسن تعاونكم وتفضلكم بالمشاركة
*ومرفق طيه محاور المؤتمر واستمارة المشاركة ورسم الاشتراك والتسجيل 0
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير،،،
هذه الرسالة التي فيها التاريخ المعد للمؤتمر وقد وصلتني من الاستاذ الدكتور عميد كلية دار العلوم بجامعة المنيا أضعها هنا لاثبات التاريخ المطلوب من الباحثين والله يتولانا جميعا
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[28 Aug 2008, 12:32 م]ـ
بارك الله فيكم يا د. جمال
لكن اظن أن تاريخ استلام الملخص يناير 2009 وليس 2008 كما في المرفق
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[31 Aug 2008, 04:10 م]ـ
وأهلاً بالسادة الحضورة جميعًا عندنا في المنيا بعد المؤتمر(/)
قصة صلاة الاستسقاء في دمشق
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[28 Aug 2008, 11:18 ص]ـ
لقد أوردت في كتابي:
روضة الأنام
في ترجمة
نزيل مكة المكرمة من الشام
الشيخ: محمد بن عبد الغني القاسمي
أمد الله في عمره
قصة نادرة ومعبرة فيها موعظة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهوشهيد
وهذه القصة هي حدث فريد قلما تكرر في البلاد الشامية وقد كانت وقائعها
في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات من القرن الماضي الميلادي والقصة
كما حدثنيها الشيخ العلامة محمد القاسمي المدرس في جامعة أم القرى سابقا
وسليل بيت العلم في دمشق
والذي يتصل نسبه بمحدث البلاد الشامية في عصره
الشيخ جمال الدين القاسمي
صاحب المؤلفات النفيسة في التفسير وعلوم الحديث وغيرهما:
وإليكم أحبتنا سردها:
(صلاة الاستسقاء في دمشق)
@ في أيام الوحدة بين مصر وسوريا، وبعد بناء السد العالي في مصر، وفي خطاب حافل جامع موجه للشعبين، كان من جملة عباراته: (لقد استغنينا الآن عن رحمة السماء) كبرت كلمة تخرج من أفواههم، فإن الله عز وجل ليغار على نعمه أن يكفر بها؛ فكان الجدب، وانقطاع الماء من السماء، والصقيع وغور الآبار، وجفاف الينابيع والأنهار، وأمحلت الأرض، ومات الزرع، وعطشت البهائم، وهلكت قطعان منها، حتى أن القرى صار أهلها يُسقون الماء بالصهاريج، وبُنيت له الخزانات، وصار الماء يوزع بمقدار.
اجتماع كلمة المسلمين على علمائهم
@ قال الشيخ القاسمي:ـ وعندها فكر علماء دمشق بما جُنِيَ به على الأمة في تصريحات غير مسئولة، بعيدة كل البعد عن روح الإيمان والثقة بالله الكبير المتعال.
@ وبرزت دمشق الفيحاء بأطفالها الرضَّع، وشيوخها الركع بشيبها وشبابها، إلى آخر الخط في منطقة المهاجرين، لتجأر إلى الله I ولتجهش له I بالبكاء.
@ قال الشيخ القاسمي: وقام العلماء يدعون ويبكون وقام واحد منهم يعتذر إلى الله ويقول (محيناها يارب) أي رجعنا عنها، يعتذر إلى الله عما أجرم به من قال (إستغنينا عن رحمة السماء). وخطبَ العلماءُ في ذلك الجمع الحافل. ومن الذين تكلموا يحثون الناس على التوبة والاستغفار، والرجوع إلى الله I وحسن عبادته، من هؤلاء العلماء:ـ
1ـ العلامة الشيخ: إبراهيم الغلاييني.
2ـ والعلامة الشيخ: السيد محمد مكي الكتاني؛ رئيس رابطة علماء الشام.
2ـ والعلامة الشيخ: أبي الخير الميداني (رحمهم الله جميعا) وغيرُهُم.
@ ثم قال الشيخ القاسمي: لقد اصطحبت أطفالي إلى المكان المحدد لإقامة صلاة الاستسقاء، فمنهم الرضيع وما فوق ذلك بأعمار قد لا تتجاوز الثلاث سنين، وكذلك الناس فعلوا ...
مشهد رائع من مشاهد
التوبة والاستغفار والرجوع إلى الله
@ هنالك في سفح جبل قاسيون، المطل على الفيحاء دمشق الشام، اجتمع الناس من كل حَدَبٍ وصوب. العلماء يدعون ويبكون، والناس لم يبق منهم أحد إلا وبكى؛ وهم يجأرون إلى الله عز وجل تتعالى الأصوات في ذلك الفضاء الرحب مع الدعاء بالبكاء من الجميع وتختلط بصراخ الأطفال وبكائهم فيقول العلماء: يارب نحن مذنبون، فما ذنب هؤلاء الأطفال حتى تأخذهم بجريرتنا. والعلمانيون من فوق الجبل يسخرون ويضحكون.
@ كان هذا الاستسقاء صباح يوم الجمعة، ومضت أيام والعلمانيون يسخرون منا ويقولون لنا أين ربكم الذي دعوتموه والذي تقولون إنه يجيب الدعاء، ويأتيكم بالمطر؟!! ... فقلت لهم: إن الله يجيب دعاء المضطر كما يشاء سبحانه ومتى شاء. لا كما نشاء نحن ونريد فسبحانه وتعالى من إله.
@ ومضت أيام خمس على الدعاء، وفي ليلة الأربعاء، أبرقت السماء، ثم أرعدت رعداً مخيفاً، وصارت تمطر أرسالاً كالميزاب، وفاضت الأنهار وامتلأت ساحات البيوت بالماء، حتى صار الماء يخرج من الأبواب بدلاً من المصارف المعدة لتصريف المياه، وإن ساحة المرجة الشهيرة في دمشق غمرتها المياه، وفاض نهر بردى، وتقطعت بالناس السبل، وحدثت أزمة من كثرة المياه بالرجوع إلى الله تبار وتعالى بعد أن كانت الأزمة من قلة المياه بسبب إعراض البعض وجرأتهم على الله .. ).
@ فاضت البركات، وكان بعد الجدب خيرات كثيرة وعطاء، وثمر ونماء فوثبة اقتصادية لم تشهد الشام مثلها منذ عقود عدة خلت.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[02 Sep 2008, 01:22 ص]ـ
أخي أبا الخير هناك استسقاء مشابه ليس بعيداً ولعلنا لا نشعر به لأننا نعاصره منذ سنوات قليلة وهو الذي اجتمع فيه خيرة علماء الشام وأوليائها وفيهم الدكتور البوطي وكان استسقاء حافلاً وكانت تلك السنة سنة خير وخصب وكانت الأمطار لا تتوقف وكذلك السنة التي تلتها وقد خرج الناس من الاستسقاء ووجوهم تنهمر من دمع العيون ومن مطر السماء ....
اللهم رحمتك التي وسعت كل شيء ...
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[02 Sep 2008, 05:14 م]ـ
أخي الفاضل: أحمد الطعان
بارك الله فيك على هذه الزيادة وجزاك الله خيرا
فالتعامل مع رب كريم وهو سبحانه وتعالى القائل:
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي
وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186 البقرة)}
وسيدنا عمر رضي الله عنه كان لايحمل هم الإجابة بل أن يلهمه الله الدعاء
ولو رجعوا لرجع الخير إليهم والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله المحمدي]ــــــــ[04 Sep 2008, 11:30 م]ـ
قصة رائعة ...
تبين كرم الله على من عصاه
الله أكرمنا في هذا الشهر الفضيل بمغفرتك
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[10 Sep 2008, 03:20 ص]ـ
قصة رائعة ...
تبين كرم الله على من عصاه
الله أكرمنا في هذا الشهر الفضيل بمغفرتك
أخي الفاضل: عبد الله المحمد
بارك الله فيك .. ومبارك عليك الشهر و (عمرة في رمضان تعدل حجة)
وفي رواية (تعدل حجة معي) أي مع النبي صلى الله عليه وسلم
أعاننا الله وإياكم وشكرا لمرورك وجزاك الله خيرا.
ـ[خلوصي]ــــــــ[18 Apr 2010, 07:39 م]ـ
ليتكم تكثرون من هذه الأنباء و القصص لعلها تغسل ران قلوبنا بماء اليقين!
بارك الله فيكم.(/)
موقع ( tvquran) موقع طيب.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[28 Aug 2008, 04:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
http://www.tvquran.com/
****
...
**
*(/)
أريد برنامجا يخدمني في هذا المجال .... مع الشكر والدعاء ...
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[29 Aug 2008, 11:27 ص]ـ
أيه الأخوة ...
أقمت بفضل الله في العام الماضي دورة قراءة، وانتهينا بفضل الله من قراءة كتب ابن رجب، فجاءتني فكرة وما زلت أبحث عن مماثل لها أستفيد منه، وهي:
هل هناك مشروع "برنامج" قراءة منهجية في المجالين العلمي والتربوي، يسير عليها الطالب حتى يختمها.
فمن كان يعرف "برنامجا " أو قائمة تخدم هذا المجال أكون له شاكرا؟
ـ[أبوخالد]ــــــــ[29 Aug 2008, 05:25 م]ـ
جميل أخي عقيل
لدي ما قد يفيدك لكني فقدت النسخة التي على جهازي
لكنها لدي مطبوعة فإن كنت من سكان الرياض اتفقنا على طريقة إيصالها لك
أو أمهلني بعض الوقت لأكتبها من جديد على ملف وورد وارسلها لك
وأتمنى استفيد من برنامج الذي طرحته
دمت بخير اخي
ـ[~ سمو مسلمه ~]ــــــــ[16 Sep 2008, 10:28 ص]ـ
أتمنى من الأخ أبو خالد أن يرفق الملف هنا ليستفيد منه الغير .. لأني كنت أبحثُ عن مثل هذه البرامج ..
جزاكم الله خيرا ..(/)
تخريج حديث أحفظ الله يحفظك وأقوال العلماء في ذلك
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[29 Aug 2008, 12:32 م]ـ
تخريج حديث أحفظ الله يحفظك وأقوال العلماء في ذلك
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال: " يا غلام إني أعلمك كلمات أحفظ الله يحفظك أحفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف " ().
وعن ابن عباس رضي الله عنه انه قال كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " يا غلام أو يا غليم ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن فقلت بلى فقال أحفظ الله يحفظك أحفظ الله تجده أمامك تعرف إليه في الرخاء يعرفك في الشدة وإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله قد جف القلم بما هو كائن فلو أن الخلق كلهم جميعا أرادوا أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه وإن أرادوا أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه واعلم ان في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً وأن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسراً " ().
قال ابن الجوزي: وليعلم أن هذا الصبر والتماسك إنما هو ساعة من الزمان أو نحوها ثم يغيب الذهن فلا تحس بألم وينبغي أن يشجع نفسه ويقول إنما هي ساعة ثم يتلقى كل موجه من البلاء بشيء مما ذكرناه فإذا غرق الحس بموج لا يتدارك غدر الملاح واعلم أن من حفظ أوامر الله عز وجل في صحته حفظه الله في شدته قال صلى الله عليه وسلم أحفظ الله يحفظك أحفظ الله تجده أمامك تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ألا ترى أن يونس عليه السلام لما وقع في تلك الشدة وكانت له أعمال صالحة متقدمة أخذت بيده فنجا ولما لم يكن لفرعون عمل خير لم يجد متعلقا وقت الشدة فقيل له الآن وكان عبد الصمد الزاهد يقول عند الموت سيدي لهذه الساعة خبأتك وقد كان السلف يكرهون الشكوى إلى الخلق والشكوى وإن كان فيها راحة إلا أنها تدل على ضعف وذل والصبر عنها دليل على قوة وعز ثم إنها إشاعة سر الله تعالى عند العبد وهو تورث شماتة الأعداء ورحمة الأصدقاء قال الشاعر:
لا تشكون إلى صديق حالة ... فاتتك في السراء والضراء
فلرحمة المتوجعين مضاضة ... في القلب مثل شماتة الأعداء
وقد كان السلف يكرهون الأنين لأنه نوع شكوى فمتى أمكن الصبر عنه فينبغي أن يصبر فإذا غلب المرض عذر وقال أحمد بن حنبل لابنه اقرأ علي حديث طاووس أنه كره الأنين في المرض فقرأ عليه فما أن حتى مات، وكان جماعة من السلف يجعلون مكان الأنين ذكر الله سبحانه والاستغفار والتعبد أخبرنا إسماعيل بن أحمد قال أخبرنا محمد بن هبة الله قال أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال حدثنا أبو علي بن صفوان قال حدثنا أبو بكر القرشي قال حدثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثنا خلف ابن الوليد قال حدثني شيخ بهشلي قال دخلنا على أبو بكر البهشلي وهو في السوق وهو يومئ فقال له بعض بن السماك على هذا الحال قال أبادر طي صحيفتي قال أبو بكر القرشي وحدثني الحسن بن عبد العزيز قال حدثنا عاصم بن أبي بكر قال أخبرني ابن أبي حازم أن صفوان بن سليم لما احتضر حضره أخوه فجعل يتقلب قالوا كان له حاجة فقال نعم فقالت ابنته ما له من حاجة إلا أنه يريد أن تقوموا عنه فيقوم فيصلي وما ذاك فيه فقام القوم عنه وقام إلى مسجده يصلي فصاحت ابنته بهم فدخلوا عليه فحملوه فمات قال القرشي وحدثني أبو بكر الواسطي قال أخبرنا إسماعيل بن عمر قال دخلنا على حرى ابن عمر وهو في الموت فجعل يكبر ويهلل ويذكر الله عز وجل وجعل الناس يدخلون عليه أرسالاً يسلمون عليه فيرد عليهم ويخرجون فلما كثروا عليه أقبل على ولده فقال يا بني اعفني رد السلام على هؤلاء لا يشغلوني عن ربي عز وجل أخبرنا أبو بكر العامري قال أخبرنا ابن أبي صادق قال أخبرنا ابن باكرية قال حدثنا أبو يعقوب الخراط قال أخبرنا أبو محمد الحريري قال حضرت عند الجنيد قبل وفاته بساعتين فلم يزل تاليا وساجدا فقلت له يا أبا القاسم قد بلغ بك ما أرى من الجهد فقال يا أبا محمد أحوج ما كنت إليه هذه الساعة فلم يزل تاليا وساجدا حتى فارق الدنيا " ().
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الشاطبي عند قوله تعالى: ? وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون ? قوله تعالى: ? وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ? فهذا واضح في أنه إذا تعارض حق الله وحق العباد فالمقدم حق الله فإن حقوق العباد مضمونة على الله تعالى والرزق من أعظم حقوق العباد فاقتضى الكلام أن من اشتغل بعبادة الله كفاه الله مئونة الرزق، وإذا ثبت هذا في الرزق ثبت في غيره من سائر المصالح المجتلبة، والمفاسد المتوقاة، وذلك أن الله قادر على الجميع، وقال تعالى: ? وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو، وإن يردك بخير فلا راد لفضله ? وفى الآية الأخرى ? وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير ? وقال: ? ومن يتوكل على الله فهو حسبه ? بعد قوله: ? ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ? فمن اشتغل بتقوى الله تعالى فالله كافيه والآيات في هذا المعنى كثيرة، والثاني ما جاء في السنة من ذلك كقوله صلى الله عليه وسلم أحفظ الله يحفظك أحفظ الله تجده أمامك تعرف إليه في الرخاء يعرفك في الشدة إذا سألت فسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله جف القلم بما هو كائن فلو اجتمع الخلق على أن يعطوك شيئا لم يكتبه الله لك لم يقدروا عليه وعلى أن يمنعوك شيئا كتبه الله لك لم يقدروا عليه الحديث فهو كله نص في ترك الاعتماد على الأسباب وفي الاعتماد على الله والأمر بطاعة الله وأحاديث الرزق والأجل كقوله اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطى لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد وقال صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب في ابن صياد إن يكنه فلا تطيقه وقال جف القلم بما أنت لاق ().
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: قوله إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله هو من أصح ما روى عنه وفى المسند لأحمد أن أبا بكر الصديق كان يسقط السوط من يده فلا يقول لأحد ناولني إياه ويقول إن خليلي أمرني أن لا أسأل الناس شيئا، وفى صحيح مسلم عن عوف بن مالك أن النبي بايع طائفة من أصحابه وأسر إليهم كلمة خفية أن لا تسألوا الناس شيئا قال عوف فقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط السوط من يده فلا يقول لأحد ناولني إياه، وفى الصحيحين عن النبي ? أنه قال: يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفا بغير حساب وقال هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون فمدح هؤلاء بأنهم لا يسترقون أي لا يطلبون من أحد أن يرقيهم والرقية من جنس الدعاء فلا يطلبون من أحد ذلك " ().
قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم: الحديث التاسع عشر عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال لي يا غلام إني أعلمك كلمات أحفظ الله يحفظك أحفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك إن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح في رواية غير الترمذي أحفظ الله تجده أمامك تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسراً " هذا الحديث خرجه الترمذي من رواية حنش الصنعاني عن ابن عباس وخرجه الإمام أحمد من حديث حنش الصنعاني مع إسنادين آخرين منقطعين ولم يميز لفظ بعضها من بعض ولفظ حديثه يا غلام أو يا غليم أعلمك كلمات ينفعك الله بهن فقلت بلى فقال أحفظ الله يحفظك أحفظ الله تجده أمامك تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة وإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله قد جف القلم بما هو كائن فلو أن الخلق كلهم جميعا أرادوا أن ينفعوك بشيء لم يقضه الله لم يقدروا عليه وإن أرادوا أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه واعلم أن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا وأن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا وهذا اللفظ أتم من اللفظ الذي ذكره الشيخ رحمه الله وعزاه إلى غير الترمذي واللفظ الذي ذكره الشيخ رواه عبد بن حميد في مسنده بإسناد ضعيف عن عطاء عن ابن عباس وكذلك عزاه ابن الصلاح في الأحاديث
(يُتْبَعُ)
(/)
الكلية التي هي أصل أربعين الشيخ رحمه الله إلى عبد بن حميد وغيره وقد روي هذا الحديث عن ابن عباس من طرق كثيرة من رواية ابنه على ومولاه عكرمة وعطاء بن أبي رباح وعمرو بن دينار وعبيد الله بن عبد الله وعمر مولى عفرة وابن أبي مليكة وغيرهم وأصح الطرق كلها طريق حنش الصنعاني التي خرجها الترمذي كذا قال ابن مندة وغيره وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وصى ابن عباس بهذه الوصية من حديث على بن أبي طالب وأبي سعيد الخدري وسهل بن سعد وعبد الله بن جعفر وفي أسانيدها كلها ضعف وذكر العقيلي أن أسانيد الحديث كلها لينة وبعضها أصلح من بعض وبكل حال فطريق حنش التي خرجها الترمذي حسنة جيدة وهذا الحديث يتضمن وصايا عظيمة وقواعد كلية من أهم أمور الدين حتى قال بعض العلماء تدبرت هذا الحديث فأدهشني وكدت أطيش فوا أسفا من الجهل بهذا الحديث وقلة التفهم لمعناه قلت وقد أفردت لشرحه جزء كبيرا ونحن نذكر هاهنا مقاصد على وجه الاختصار إن شاء الله تعالى قوله صلى الله عليه وسلم أحفظ الله يعني أحفظ حدوده وحقوقه وأوامره ونواهيه وحفظ ذلك هو الوقوف عند أوامره بالامتثال وعند نواهيه بالاجتناب وعند حدوده فلا يتجاوز ما أمر به وأذن فيه إلى ما نهى عنه فمن فعل ذلك فهو من الحافظين لحدود الله الذين مدحهم الله في كتابه وقال عز وجل هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب ق وفسر الحفيظ هنا بالحافظ لأوامر الله وبالحافظ لذنوبه ليتوب منها ومن أعظم ما يجب حفظه من أوامر الله الصلاة وقد أمر الله بالمحافظة عليها فقال حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى البقرة ومدح المحافظين عليها بقوله والذين هم على صلاتهم يحافظون المعارج وقال النبي صلى الله عليه وسلم من حافظ عليها كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة وفي حديث آخر من حافظ عليهن كن له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة وكذلك الطهارة فإنها مفتاح الصلاة قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن ومما يؤمر بحفظه الأيمان قال الله عز وجل واحفظوا أيمانكم المائدة فإن الأيمان يقع الناس فيها كثيرا ويهمل كثير منهم ما يجب بها فلا يحفظه ولا يلتزمه ومن ذلك حفظ الرأس والبطن كما في حديث ابن مسعود المرفوع الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى وتحفظ البطن وما حوى خرجه الإمام أحمد والترمذي وحفظ الرأس وما وعى يدخل فيه حفظ السمع والبصر واللسان من المحرمات وحفظ البطن وما حوى يتضمن حفظ القلب عن الإصرار على ما حرم الله قال الله عز وجل واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه البقرة وقد جمع الله ذلك كله في قوله إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا الإسراء ويتضمن أيضا حفظ البطن من إدخال الحرام إليه من المآكل والمشارب ومن أعظم ما يجب حفظه من نواهي الله عز وجل اللسان والفرج وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حفظ ما بين لحييه وما بين رجليه دخل الجنة خرجه الحاكم وخرج الإمام أحمد من حديث أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حفظ ما بين فقميه وفرجه دخل الجنة وأمر الله عز وجل بحفظ الفرج ومدح الحافظين لها فقال قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم النور وقال والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما الأحزاب وقال قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون المؤمنون إلى قوله والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين النور وقال أبو إدريس الخولاني أول ما وصى الله به آدم عند إهباطه إلى الأرض حفظ فرجه وقال لا تضعه إلا في حلال وقوله صلى الله عليه وسلم يحفظك يعني أن من حفظ حدود الله وراعى حقوقه حفظه الله فإن الجزاء من جنس العمل كما قال تعالى وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم البقرة وقال اذكروني أذكركم البقرة وقال إن تنصروا الله ينصركم محمد وحفظ الله لعبده يدخل فيه نوعان أحدهما حفظه له في مصالح دنياه كحفظه في بدنه وولده وأهله وماله قال الله عز وجل له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله الرعد قال ابن عباس هم الملائكة يحفظونه بأمر الله فإذا جاء القدر خلوا عنه وقال على رضي الله عنه إن مع كل رجل ملكين
(يُتْبَعُ)
(/)
يحفظانه مما لم يقدر فإذا جاء القدر خليا بينه وبينه وإن الأجل جنة حصينة وقال مجاهد ما من عبد إلا وله ملك يحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوام فما من شيء يأتيه إلا قال له وراءك إلا شيئا أذن الله فيه فيصيبه وخرج الإمام أحمد وأبو داود والنسائي من حديث ابن عمر قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهل ومالي اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي ومن حفظ الله في صباه وقوته حفظه الله في حال كبره وضعف قوته ومتعه بسمعه وبصره وحوله وقوته وعقله وكان بعض العلماء قد جاوز المائة سنة وهو ممتع بقوته وعقله فوثب يوما وثبة شديدة فعوتب في ذلك فقال هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر فحفظها الله علينا في الكبر وعكس هذا أن بعض السلف رأى شيخا يسأل الناس فقال إن هذا ضعيف ضيع الله في صغره فضيعه الله في كبره وقد يحفظ الله العبد بصلاحه بعد موته في ذريته كما قيل في قوله تعالى وكان أبوهما صالحا الكهف أنهما حفظا بصلاح أبيهما قال سعيد بن المسيب لابنه لأزيدن في صلاتي من أجلك رجاء أن أحفظ فيك ثم تلا هذه الآية وكان أبوهما صالحاً وقال عمر بن عبد العزيز ما من مؤمن يموت إلا حفظه الله في عقبه وعقب عقبه وقال ابن المنكدر إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده وولد ولده والدويرات التي حوله فما يزالون في حفظ من الله وستر ومتى كان العبد مشتغلا بطاعة الله فإن الله يحفظه في تلك الحال وفي مسند الإمام أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كانت امرأة في بيت فخرجت في سرية من المسلمين وتركت ثنتي عشرة عنزة وصيصتها كانت تنسج بها قال ففقدت عنزة لها وصيصيتها فقالت يا رب إنك قد ضمنت لمن خرج في سبيلك أن تحفظ عليه وإني قد فقدت عنزاً من غنمي وصيصيتي وإني أنشدك عنزة لي وصيصيتي قال وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يذكر شدة مناشدتها ربها تبارك وتعالى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصبحت عنزها ومثلها وصيصيتها هي الصنارة التي يغزل بها وينسج فمن حفظ الله حفظه الله من كل أذى قال بعض السلف من اتقى الله فقد حفظ نفسه ومن ضيع تقواه فقد ضيع نفسه والله غنى عنه ومن عجيب حفظ الله لمن حفظه أن يجعل الحيوانات المؤذية بالطبع حافظة له من الأذى كما جرى لسفينة مولى النبي صلى الله عليه وسلم حيث كسر به المركب وخرج إلى جزيرة فرأى الأسد فجعل يمشي معه حتى دله على الطريق فلما أوقفه عليها جعل يهمهم كأنه يودعه ثم رجع عنه ورؤي إبراهيم بن أدهم نائماً في بستان وعنده حية في فمها طاقة نرجس فما زالت تذب عنه حتى استيقظ وعكس هذا أن من ضيع الله ضيعه الله فضاع بين خلقه حتى يدخل عليه الضرر والأذى ممن كان يرجو نفعه من أهله وغيرهم كما قال بعض السلف: إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق خادمي ودابتي النوع الثاني من الحفظ وهو أشرف النوعين حفظ الله للعبد في دينه وإيمانه فيحفظه في حياته من الشبهات المضلة ومن الشهوات المحرمة ويحفظ عليه دينه عند موته فيتوفاه على الإيمان قال بعض السلف إذا حضر الرجل الموت يقال للملك شم رأسه قال أجد في رأسه القرآن قال شم قلبه قال أجد في قلبه الصيام قال شم قدميه قال أجد في قدميه القيام قال حفظ نفسه فحفظه الله وفي الصحيحين عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمره أن يقول عند منامه إن قبضت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين وفي حديث عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه أن يقول اللهم أحفظني بالإسلام قائما واحفظني بالإسلام قاعدا واحفظني بالإسلام راقدا ولا تطمع في عدوا ولا حاسدا خرجه ابن حبان في صحيحه وكان النبي صلى الله عليه وسلم يودع من أراد سفرا فيقول استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك وقال صلى الله عليه وسلم إن الله إذا استودع شيئا حفظه خرجه النسائي وغيره وفي الجملة فإن الله عز وجل يحفظ المؤمن الحافظ لحدود دينه ويحول بينه وبين ما يفسد عليه دينه بأنواع من الحفظ وقد لا يشعر العبد ببعضها وقد يكون كارها له كما قال في حق يوسف عليه السلام كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من
(يُتْبَعُ)
(/)
عبادنا المخلصين يوسف قال ابن عباس في قوله تعالى إن الله يحول بين المرء وقلبه قال يحول بين المؤمن وبين المعصية التي تجره إلى النار وقال الحسن وذكر أهل المعاصي هانوا عليه فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم وقال ابن مسعود إن العبد ليهم بالأمر من التجارة والإمارة حتى ييسر له فينظر الله إليه فيقول للملائكة اصرفوه عنه فإنه إن يسرته له أدخلته النار فيصرفه الله عنه فيظل يتطير بقوله سبني فلان وأهانني فلان وما هو إلا فضل الله عز جل وخرجه الطبراني من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل إن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الفقر وإن بسط عليه أفسده ذلك وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الغني ولو أفقرته لأفسده ذلك وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الصحة ولو أسقمته لأفسده ذلك وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا السقم ولو أصححته لأفسده ذلك وإن من عبادي من يطلب بابا من العبادة فأكفه عنه لكيلا يدخله العجب إني أدبر أمر عبادي بعلمي بما في قلوبهم إني عليم خبير وقال صلى الله عليه وسلم أحفظ الله تجده تجاهك وفي رواية أمامك معناه أن من حفظ حدود الله وراعى حقوقه وجد الله معه في كل أحواله حيث توجه يحوطه وينصره ويحفظه ويوفقه ويسدده إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون قال قتادة من يتق الله يكن معه ومن يكن الله معه فمعه الفئة التي لا تغلب والحارس الذي لا ينام والهادي الذي لا يضل بل كتب بعض السلف إلى أخ له أما بعد فإن كان الله معك فمن تخاف وإن كان عليك فمن ترجو وهذه المعية الخاصة هي المذكورة في قوله تعالى لموسى وهارون لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى طه وقول موسى كلا إن معي ربي سيهدين الشعراء وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وهما في الغار ما ظنك باثنين الله ثالثهما لا تحزن إن الله معنا التوبة فهذه المعية الخاصة تقتضي النصر والتأييد والحفظ والإعانة بخلاف المعية المذكورة في قوله تعالى ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا المجادلة وقوله ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول النساء فإن هذه المعية تقتضي علمه واطلاعه ومراقبته لأعمالهم فهي مقتضية لتخويف العباد منه والمعية الأولي تقتضي حفظه وحياطته ونصره فمن حفظ الله وراعى حقوقه وجده أمامه وتجاهه على كل حال فاستأنس به واستغنى عن خلقه كما في حديث أفضل الإيمان أن يعلم العبد أن الله معه حيث كان وقد سبق وروي عن نبهان الحمال أنه دخل البرية وحده على طريق تبوك فاستوحش فهتف به هاتف لم تستوحش أليس حبيبك معك وقيل لبعضهم ألا تستوحش وحدك فقال كيف أستوحش وهو يقول أنا جليس من ذكرني وقيل لآخر نراك وحدك فقال من يكن الله معه كيف يكون وحده وقيل لآخر أما معك مؤنس قال بلى قيل أين هو قال أمامي ومعي وخلفي وعن يميني وعن شمالي وفوقي وكان الشبلي ينشد إذا نحن أدجلنا وأنت أمامنا في المطايا بذكرك هاديا وقوله صلى الله عليه وسلم تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة يعني أن العبد إذا اتقى الله وحفظ حدوده وراعى حقوقه في حال رخائه فقد تعرف بذلك إلى الله وصار بينه وبين ربه معرفة خاصة فعرفه ربه في الشدة روعي له تعرفه إليه في الرخاء فنجاه من الشدائد بهذه المعرفة وهذه معرفة خاصة تقتضي قرب العبد من ربه ومحبته له وإجابته لدعائه فمعرفة العبد لربه نوعان أحدهما المعرفة العامة وهي معرفة الإقرار به والتصديق والإيمان وهو عامة للمؤمنين والثاني معرفة خاصة تقتضي ميل القلب إلى الله بالكلية والانقطاع إليه والأنس به والطمأنينة بذكره والحياء منه والهيبة له وهذه المعرفة الخاصة هي التي يدور حولها العارفون كما قال بعضهم مساكين أهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها قيل له وما هو قال معرفة الله عز وجل وقال أحمد بن عاصم الأنطاكي: أحب أن لا أموت حتى أعرف مولاي وليس معرفته الإقرار به ولكن المعرفة إذا عرفته استحييت منه ومعرفة الله أيضا لعبده نوعان معرفة عامة وهي علمه تعالى بعباده واطلاعه على ما أسروه وما أعلنوه كما قال ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ق قال هو أعلم بكم إذا أنشأكم من الأرض وإذا أنتم أجنة في بطون أمهاتكم النجم والثاني معرفة خاصة وهي تقتضي
(يُتْبَعُ)
(/)
محبته لعبده وتقريبه إليه وإجابة دعائه وإنجائه من الشدائد وهي المشار إليها بقوله صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه وفي رواية ولئن دعاني لأجيبنه ولما هرب الحسن من الحجاج دخل إلى بيت حبيب بن محمد فقال له حبيب يا أبا سعيد أليس بينك وبين ربك ما تدعوه به فيسترك من هؤلاء ادخل البيت فدخل ودخل الشرط على أثره فلم يروه فذكر ذلك للحجاج فقال بل كان في البيت إلا أن الله طمس أعينهم فلم يروه واجتمع الفضيل بن عياض بشعوانة العابدة فسألها الدعاء فقالت يا فضيل وما بينك وبينه ما إن دعوته أجابك فغشي على الفضيل وقيل لمعروف وما الذي هيجك إلى الانقطاع والعبادة وذكرت الموت والبرزخ والجنة والنار فقال معروف إن ملكا هذا كله بيده إن كانت بينك وبينه معرفة كفاك جميع هذا وفي الجملة فمن عامل الله بالتقوى والطاعة في حال رخائه عامله الله باللطف والإعانة في حال شدته وخرج الترمذي من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد فليكثر الدعاء في الرخاء وخرج ابن أبي حاتم وغيره من رواية أبي يزيد الرقاشي عن أنس يرفعه أن يونس عليه الصلاة والسلام لما دعا في بطن الحوت قالت الملائكة يا رب هذا صوت معروف من بلاد غريبة فقال الله عز وجل أما تعرفون ذلك قالوا ومن هو قال عبدي يونس قالوا عبدك يونس الذي لم يزل يرفع له عمل متقبل ودعوة مستجابة قال نعم قالوا يا رب أفلا ترحم ما كان يصنع في الرخاء فتنجيه من البلاء قال بلى قال فأمر الله الحوت فطرحه بالعراء وقال الضحاك بن قيس اذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدة إن يونس عليه الصلاة والسلام كان يذكر الله تعالى فلما وقع في بطن الحوت قال الله تعالى فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون الصافات وإن فرعون كان طاغيا ناسيا لذكر الله فلما أدركه الغرق قال آمنت فقال الله تعالىءآلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين يونس وقال سلمان الفارسي إذا كان الرجل دعا في السر فنزلت به ضراء فدعا الله تعالى قالت الملائكة صوت معروف فشفعوا له وإذا كان ليس بدعاء في السراء فنزلت به ضراء فدعا الله تعالى قالت الملائكة صوت ليس بمعروف فلا يشفعون له وقال رجل لأبي الدرداء أوصني فقال اذكر الله في السراء يذكرك الله عز وجل في الضراء وعنه أنه قال ادع الله في يوم سرائك لعله أن يستجيب لك في يوم ضرائك وأعظم الشدائد التي تنزل بالعبد في الدنيا الموت وما بعده أشد منه إن لم يكن مصير العبد إلى خير فالواجب على المؤمن الاستعداد للموت وما بعده في حال الصحة بالتقوى والأعمال الصالحة قال الله عز وجل يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون الحشر فمن ذكر الله في حال صحته ورخائه واستعد حينئذ للقاء الله عز وجل بالموت وما بعده ذكره الله عند هذه الشدائد فكان معه فيها ولطف به وأعانه وتولاه وثبته على التوحيد فلقيه وهو عنه راض ومن نسي الله في حال صحته ورخائه ولم يستعد حينئذ للقائه نسيه الله في هذه الشدائد بمعنى أنه أعرض عنه فأهمله فإذا نزل الموت بالمؤمن المستعد له أحسن الظن بربه وجاءته البشرى من الله فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه والفاجر بعكس ذلك وحينئذ يفرح المؤمن ويستبشر بما قدمه مما هو قادم عليه ويندم المفرط ويقول يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله قال أبو عبد الرحمن السلمي قبل موته كيف لا أرجو ربي وقد صمت له ثمانين رمضان وقال أبو بكر بن عياش لابنه عند موته أترى الله يضيع لأبيك أربعين سنة يختم القرآن كل ليلة وختم آدم بن أبي إياس القرآن وهو مسجي للموت ثم قال بحبي لك ألا رفقت بي في هذا المصرع كنت آملك لهذا اليوم كنت أرجوك لا إله إلا الله ثم قضى ولما احتضر زكريا بن عدي رفع يديه وقال اللهم إني إليك لمشتاق وقال عبد الصمد الزاهد عند موته سيدي لهذه الساعة خبأتك فلهذا اليوم اقتنيتك حقق حسن ظني بك وقال قتادة في قول الله عز وجل ومن يتق الله يجعل له مخرجا الطلاق قال من الكرب عند الموت
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال على بن أبي طلحة عن ابن عباس في هذه الآية ينجيه من كل كرب في الدنيا والآخرة وقال زيد بن أسلم في قوله عز وجل إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا فصلت قال يبشر بذلك عند موته وفي قبره وحين يبعث فإنه لفي الجنة وما ذهبت فرحة البشارة من قلبه وقال ثابت البناني في هذه الآية بلغنا أن المؤمن حيث يبعثه الله من قبره ويتلقاه ملكاه اللذان كانا معه في الدنيا فيقولان له لا تخف ولا تحزن فيؤمن من الله خوفه ويقر الله عينه فما من عظيمة تغشى الناس يوم القيامة إلا هي للمؤمن قرة عين لما هداه الله ولما كان يعمل في الدنيا وقوله صلى الله عليه وسلم إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله هذا منتزع من قوله تعالى ? إياك نعبد وإياك نستعين ? فإن السؤال هو دعاؤه والرغبة إليه والدعاء هو العبادة كذا روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث النعمان بن بشير وتلا قوله تعالى وقال ربكم ادعوني أستجب لكم خرجه الإمام وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وخرج الترمذي من حديث انس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء مخ العبادة فتضمن هذا الكلام أن يسأل الله عز وجل ولا يسأل غيره وأن يستعان بالله دون غيره وأما السؤال فقد أمر الله بسؤاله فقال واسألوا الله من فضله وفي الترمذي عن ابن مسعود مرفوعا سلوا الله من فضله فإن الله يحب أن يسأل وفيه أيضا عن أبي هريرة مرفوعا من لا يسأل الله يغضب عليه وفي حديث آخر يسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى يسأل شسع نعله إذا انقطع وفي النهي عن مسألة المخلوقين أحاديث كثيرة صحيحة وقد بايع النبي صلى الله عليه وسلم جماعة من أصحابه على أن لا يسألوا الناس شيئا منهم أبو بكر الصديق وأبو ذر وثوبان وكان أحدهم يسقط السوط أو خطام ناقته فلا يسأل أحدا أن يناوله إياه وخرج ابن أبي الدني من حديث أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن بني فلان أغاروا على فذهبوا بابني وإبلي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم إن آل محمد كذا وكذا أهل بيت مالهم مد من طعام أو صاع فاسأل الله عز وجل فرجع إلى امرأته فقالت ما قال لك فأخبرها فقالت نعم ما رد عليك فما لبث أن رد الله عليه ابنه وإبله أوفر ما كانت فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وأمر الناس بمسألة الله عز وجل والرغبة إليه وقرأ ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب الطلاق وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجل يقول هل من داع فأستجيب له دعاءه هل من سائل فأعطيه سؤله هل من مستغفر فأغفر له وخرج المحاملي وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى من ذا الذي دعاني فلم أجبه وسألني فلم أعطه واستغفرني فلم أغفر له وأنا أرحم الراحمين واعلم أن سؤال الله عز وجل دون خلقه هو المتعين لأن السؤال فيه إظهار الذل من السائل والمسكنة والحاجة والافتقار وفيه الاعتراف بقدرة المسئول على رفع هذا الضر ونيل المطلوب وجلب المنافع ودرء المضار ولا يصلح الذل والافتقار إلا الله وحده لأنه حقيقة العبادة وكان الإمام أحمد يدعو ويقول اللهم كما صنت وجهي عن السجود لغيرك فصنه عن المسألة لغيرك ولا يقدر على كشف الضر وجلب النفع سواك كما قال وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يونس وقال ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده فاطر والله سبحانه يحب أن يسأل ويرغب إليه في الحوائج ويلح في سؤاله ودعائه ويغضب على من لا يسأله ويستدعي من عباده سؤاله وهو قادر على إعطاء خلقه كلهم سؤلهم من غير أن ينقص من ملكه شيء والمخلوق بخلاف ذلك يكره أن يسأل ويحب أن لا يسأل لعجزه وفقره وحاجته ولهذا قال وهب بن منبه لرجل كان يأتي الملوك ويحك تأتي من يغلق عنك بابه ويظهر لك فقره ويواري عنك غناه وتدع من يفتح لك بابه نصف الليل ونصف النهار ويظهر لك غناه ويقول ادعني أستجب لك وقال طاووس لعطاء إياك أن تطلب حوائجك إلى من أغلق بابه دونك ويجعل دونها حجابه وعليك بمن بابه مفتوح إلى يوم القيامة أمرك أن تسأله ووعدك أن يجيبك وأما الاستعانة بالله عز
(يُتْبَعُ)
(/)
وجل دون غيره من الخلق فلأن العبد عاجز عن الاستقلال بجلب مصالحه ودفع مضاره ولا معين له على مصالح دينه ودنياه إلا الله عز وجل فمن أعانه الله فهو المعان ومن خذله فهو المخذول وهذا تحقيق معنى قول لا حول ولا قوة إلا بالله فإن المعنى لا تحول للعبد من حال إلى حال ولا قوة له على ذلك إلا بالله وهذه كلمة عظيمة وهي كنز من كنوز الجنة فالعبد محتاج إلى الاستعانة بالله في فعل المأمورات وترك المحظورات والصبر على المقدورات كلها في الدنيا وعند الموت وبعده من أهوال البرزخ ويوم القيامة ولا يقدر على الإعانة على ذلك إلا الله عز وجل فمن حقق الاستعانة عليه في ذلك كله أعانه وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ومن ترك الاستعانة بالله واستعان بغيره وكله الله إلى من استعان به فصار مخذولا كتب الحسن إلى عمر بن العزيز لا تستعن بغير الله فيكلك الله إليه ومن كلام بعض السلف يا رب عجبت لمن يعرفك كيف يرجو غيرك وعجبت لمن يعرفك كيف يستعين بغيرك قوله صلى الله عليه وسلم جف القلم بما هو كائن وفي رواية أخرى رفعت الأقلام وجفت الصحف هو كناية عن تقدم كتابة المقادير كلها والفراغ منها من أمد بعيد فإن الكتاب إذا فرغ من كتابه ورفعت الأقلام عنه وطال عهده فقد رفعت عنه الأقلام وجفت الأقلام التي كتب بها من مدادها وجفت الصحف التي كتب فيها بالمداد المكتوب به فيها وهذا من أحسن الكنايات وأبلغها وقد دل الكتاب والسنن الصحيحة الكثيرة على مثل هذا المعنى قال الله تعالى ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير الحديد وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وفيه أيضا عن جابر أن رجلا قال يا رسول الله ففيم العمل اليوم أفيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير أم فيما يستقبل قال لا بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير قال ففيم العمل قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له وخرج الإمام أحمد وأبو داود والترمذي من حديث عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن أول ما خلق الله القلم ثم قال اكتب فكتب في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة والأحاديث في هذا المعنى كثيرة جدا يطول ذكرها قوله صلى الله عليه وسلم فلو أن الخلق جميعا أرادوا أن ينفعوك بشيء لم يقضه الله عليك لم يقدروا عليه وإن أرادوا أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه هذه رواية الإمام أحمد ورواية الترمذي بهذا المعنى أيضا والمراد إنما يصيب العبد في دنياه مما يضره أو ينفعه فكله مقدر عليه ولا يصيب العبد إلا ما كتب له من مقادير ذلك في الكتاب السابق ولو اجتهد على ذلك الخلق كلهم جميعا وقد دل القرآن على مثل هذا في قوله عز رجل قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا التوبة وقوله ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها الحديد وقوله قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم آل عمران وخرج الإمام أحمد من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن لكل شيء حقيقة وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وإن ما أخطأه لم يكن ليصيبه وخرج أبو داود وابن ماجه من حديث زيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم معنى ذلك أيضا واعلم أن مدار جميع هذه الوصية على هذا الأصل وما ذكر قبله وبعده فهو متفرع عليه وراجع إليه فإن العبد إذا علم أن لن يصيبه إلا ما كتب الله له من خير وشر ونفع وضر وأن اجتهاد الخلق كلهم على خلاف المقدور غير مفيد البتة علم حينئذ أن الله وحده هو الضار النافع المعطي المانع فأوجب ذلك للعبد توحيد ربه عز وجل وإفراده بالطاعة وحفظ حدوده فإن المعبود إنما يقصد بعبادته جلب المنافع ودفع المضار ولهذا ذم الله من يعبد من لا ينفع ولا يضر ولا يغني عن عابده شيئا فمن يعلم أنه لا ينفع ولا يضر ولا يعطي ولا يمنع غير الله أوجب له ذلك إفراده بالخوف والرجاء والمحبة والسؤال والتضرع والدعاء وتقديم طاعته على طاعة الخلق جميعا وأن يتقي سخطه ولو كان فيه سخط الخلق جميعا وإفراده بالاستعانة به والسؤال له
(يُتْبَعُ)
(/)
وإخلاص الدعاء له في حال الشدة وحال الرخاء خلاف ما كان المشركون عليه من إخلاص الدعاء له عند الشدائد ونسيانه في الرخاء ودعاء من يرجون نفعه من دونه قال الله عز وجل قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون الزمر و قوله صلى الله عليه وسلم واعلم أن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا يعني أن ما أصاب العبد من المصائب المؤلمة المكتوبة عليه إذا صبر عليها كان له في الصبر خير كثير وفي رواية عمر مولى عفرة وغيره عن ابن عباس زيادة أخرى قبل هذا الكلام وهي فإن استطعت أن تعمل لله بالرضا في اليقين فافعل فإن لم تستطع فإن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا وفي رواية أخرى من رواية على بن عبدالله بن عباس عن أبيه لكن إسنادها ضعيف زيادة أخرى بعد هذا وهي قلت يا رسول الله كيف أصنع باليقين قال أن تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن لصيبك فإذا أنت أحكمت باب اليقين ومعنى هذا أن حصول اليقين للقلب بالقضاء السابق والتقدير الماضي يعني أن العبد يجهد على أن يرضي نفسه بما أصابه فمن استطاع أن يعمل في اليقين بالقضاء والقدر على الرضا بالمقدور فليفعل فإن لم يستطع الرضا فإن في الصبر على المكروه خيرا كثيرا فهاتان درجتان للمؤمن بالقضاء والقدر في المصائب أحدهما أن يرضى بذلك وهي درجة عالية رفيعة جدا قال الله عز وجل ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه قال علقمة هي المصيبة تصيب الرجل فيعلم أنها من عند الله فيسلم لها ويرضى وخرج الترمذي من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه أسألك الرضا بعد القضاء ومما يدعو المؤمن إلى الرضا بالقضاء تحقيق إيمانه بمعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يقضي الله للمؤمن من قضاء إلا كان خيرا له إن أصابته سراء شكر وكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر وكان خيرا له وليس ذلك إلا للمؤمن وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله أن يوصيه وصية جامعة موجزة فقال لا تتهم الله في قضائه قال أبو الدرداء إن الله إذا قضى قضاء أحب أن يرضى به وقال ابن مسعود إن الله بقسطه وعدله جعل الروح والفرح في اليقين والرضا وجعل الهم والحزن في الشك والسخط في الرضا أن لا يتمنى غير ما هو عليه من شدة ورخاء كذا روي عن عمر وابن مسعود وغيرهما وقال عمر بن عبد العزيز أصبحت ومالي سرور إلا في مواقع القضاء والقدر فمن وصل إلى هذه الدرجة كان عيشه كله في نعيم وسرور قال الله تعالى من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة قال بعض السلف الحياة الطيبة هي الرضا والقناعة وقال عبد الواحد بن زيد الرضا باب الله الأعظم وجنة الدنيا ومستراح العابدين وأهل الرضا تارة يلاحظون حكمة المبتلي وخيرته لعبده في البلاء وأنه غير متهم في قضائه وتارة يلاحظون ثواب الرضا بالقضاء فينسيهم ألم المقضي به وتارة يلاحظون عظمة المبتلي وجلاله وكماله فيستغرقون في مشاهدة ذلك حتى لا يشعرون بالألم وهذا يصل إليه خواص أهل المعرفة والمحبة حتى ربما تلذذوا بما أصابهم لملاحظتهم صدوره عن حبيبهم كما قال بعضهم أوجدهم في عذابه عذوبة وسئل بعض التابعين عن حاله في مرضه فقال أحبه إليه أحب إلي وسئل سري هل يجد المحب ألم البلاء فقال لا وقال بعضهم عذابه فيك عذب وبعده فيك قرب وأنت عندي كروحي بل أنت منها أحب حسبي من الحب أني لما تحب أحب والدرجة الثانية أن يصبر على البلاء وهذه لمن لم يستطع الرضا بالقضاء فالرضا فضل مندوب إليه مستحب والصبر واجب على المؤمن حتم وفي الصبر خير كثير فإن الله أمر به ووعد عليه جزيل الأجر قال الله عز وجل إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب الزمر وقال وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون البقرة قال الحسن الرضا عزيز ولكن الصبر معول المؤمن والفرق بين الرضا والصبر أن الصبر كف النفس وحبسها عن السخط مع وجود الألم وتمني زوال ذلك وكف الجوارح عن العمل بمقتضى الجزع والرضا انشراح الصدر وسعته بالقضاء وترك تمني زوال الألم وإن
(يُتْبَعُ)
(/)
وجد الإحساس بألم لكن الرضا يخففه ما يباشر القلب من روح اليقين والمعرفة وإذا قوي الرضا فقد يزيل الإحساس بالألم بالكلية كما سبق وقوله صلى الله عليه وسلم واعلم أن النصر مع الصبر هذا موافق لقول الله عز وجل قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين البقرة وقوله إن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين الأنفال وقال عمر لأشياخ من بني عبس بم قاتلتم الناس قالوا بالصبر لم نلق قوما إلا صبرنا لهم كما صبروا لنا وقال بعض السلف كلنا يكره الموت وألم الجراح ولكن نتفاضل بالصبر وقال ابن بطال الشجاعة صبر ساعة وهذا في جهاد العدو الظاهر وهو جهاد الكفار وكذلك جهاد العدو الباطن وهو جهاد النفس والهوى فإن جهادهما من أعظم الجهاد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم المجاهد من جاهد نفسه في الله وقال عبد الله بن عمر لمن سأله عن الجهاد ابدأ بنفسك فجاهدها وابدأ بنفسك فاغزها وقال بقية بن الوليد أخبرنا إبراهيم بن أدهم قال حدثنا الثقة عن على بن أبي طالب قال أول ما تنكرون من جهادكم أنفسكم وقال إبراهيم بن أبي علقمة لقوم جاءوا من الغزو قد جئتم من الجهاد الأصغر فما فعلتم في الجهاد الأكبر قالوا وما الجهاد الأكبر قال جهاد القلب ويروى هذا مرفوعا من حديث جابر بإسناد ضعيف ولفظه قدمتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر قالوا وما الجهاد الأكبر قال مجاهدة العبد لهواه ويروى من حديث سعد بن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس عدوك الذي إذا قتلك أدخلك الجنة وإذا قتلته كان نورا لك وإنما أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه في وصيته لعمر حين استخلفه إن أول ما أحذرك نفسك التي بين جنبيك فهذا الجهاد يحتاج أيضا إلى صبر فمن صبر على مجاهدة نفسه وهواه وشيطانه غلبه وحصل له النصر والظفر وملك نفسه فصار ملكا عزيزا ومن جزع ولم يصبر على مجاهدة ذلك غلب وقهر وأسر وصار عبدا ذليلا أسيرا في يد شيطانه وهواه كما قيل إذا المرء لم يغلب هواه أقامه بمنزلة فيها العزيز ذليل قال ابن المبارك من صبر فما أقل ما يصبر ومن جزع فما أقل ما يتمتع فقوله صلى الله عليه وسلم إن النصر مع الصبر يشمل النصر في الجهادين جهاد العدو الظاهر وجهاد العدو الباطن فمن صبر فيهما نصر وظفر بعدوه ومن لم يصبر فيهما وجزع قهر وصار أسيرا لعدوه أو قتيلا له وقوله صلى الله عليه وسلم وإن الفرج مع الكرب وهذا يشهد له قوله عز وجل وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته الشورى وقول النبي صلى الله عليه وسلم ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره خرجه الإمام أحمد وخرجه ابنه عبد الله في حديث طويل وفيه علم الله يوم الغيث أنه يشرف عليكم أذلين قنطين فيظل يضحك قد علم أن غيركم إلى قرب والمعنى أنه سبحانه يعجب من قنوط عباده عند احتباس القطر عنهم وقنوطهم ويأسهم من الرحمة وقد اقترب وقت فرجه ورحمته لعباده بإنزال الغيث عليهم وتغيره لحالهم وهم لا يشعرون وقال تعالى فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين الروم وقال تعالى حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا يوسف وقال تعالى حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب البقرة وقال حاكيا عن يعقوب أنه قال لبنيه يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله ثم قص قصة اجتماعهم عقب ذلك وكم قص سبحانه من قصص تفريج كربات أنبيائه عند تناهي الكرب كإنجاء نوح ومن معه في الفلك وإنجاء إبراهيم من النار وفدائه لولده الذي أمر بذبحه وإنجاء موسى وقومه من اليم وإغراق عدوهم وقصة أيوب ويونس وقصص محمد صلى الله عليه وسلم مع أعدائه وإنجائه منهم كقصته في الغار ويوم بدر ويوم أحد ويوم الأحزاب ويوم حنين وغير ذلك وقوله صلى الله عليه وسلم فإن مع العسر يسرا هو منتزع من قوله تعالى سيجعل الله بعد عسر يسرا وقوله عز وجل فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا وخرج البزار في مسنده وابن أبي حاتم واللفظ له من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو جاء العسر فدخل هذا الجحر لجاء اليسر حتى يدخل عليه فيخرجه فأنزل الله عز وجل فإن مع
(يُتْبَعُ)
(/)
العسر يسرا إن مع العسر يسرا وخرج البزار في مسنده وابن أبي حاتم واللفظ له من حديث أنس مرسلا نحوه وفي حديثه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لن يغلب عسر يسرين وروى ابن أبي الدنيا بإسناده عن ابن مسعود قال لو أن العسر دخل في جحر لجاء اليسر حتى يدخل معه ثم قال: قال الله تعالى فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا وبإسناده أن أبا عبيدة حضر فكتب عمر يقول مهما ينزل بامرئ شدة يجعل الله بعدها فرجا وإنه لن يغلب عسر يسرين وإنه يقول اصبروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون آل عمران ومن لطائف أسرار أقتران الفرج بالكرب واليسر بالعسر أن الكرب إذا اشتد وعظم وتناهى وحصل للعبد اليأس من كشفه من جهة المخلوقين وتعلق قلبه بالله وحده وهذا هو حقيقة التوكل على الله وهو من أعظم الأسباب التي تطلب بها الحوائج فإن الله يكفي من توكل عليه كما قال تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه الطلاق وروى آدم بن أبي إياس في تفسيره عن محمد بن إسحاق قال جاء مالك الأشجعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أسر ابني عوف فقال له أرسل إليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فأتاه الرسول فأخبره فأكب عوف يقول لا حول ولا قوة إلا بالله وكانوا قد شدوه بالقد فسقط القد عنه فخرج فإذا هو بناقة لهم فركبها فأقبل فإذا هو بسرح القوم الذين كانوا قد شدوه فصاح بهم فاتبع آخرها أولها فلم يفاجأ أبويه إلا هو ينادي بالباب فقال أبوه عوف ورب الكعبة فقالت أمه واسوأتاه عوف كئيب بألم ما فيه من القد فاستبق الأب والخادم إليه فإذا عوف قد ملأ الفناء إبلا فقص على أبيه أمره وأمر الإبل فأتى أبوه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بخبر عوف وخبر الإبل فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اصنع بها ما أحببت وما كنت صانعا بإبلك ونزل ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على فهو حسبه الحشر قال الفضيل لو يئست من الخلق حتى لا تريد منهم شيئا لأعطاك مولاك كل ما تريد وذكر إبراهيم بن أدهم عن بعضهم قال ما سأل السائلون مسألة هي ألحلف من أن يقول العبد ما شاء الله قال يعني بذلك التفويض إلى الله عز وجل وقال سعيد بن سالم القداح بلغني أن موسى عليه الصلاة والسلام كانت له إلى الله حاجة فأبطأت عليه فقال ما شاء الله فإذا حاجته بين يديه فعجب فأوحى الله إليه أما علمت أن قولك ما شاء الله أنجح ما طلبت به الحوائج وأيضا فإن المؤمن إذا استبطأ الفرج وأيس منه بعد كثرة دعائه وتضرعه ولم يظهر عليه أثر الإجابة فرجع إلى نفسه باللائمة وقال لها إنما أتيت من قبلك ولو كان فيك خير لأجبت وهذا اللوم أحب إلى الله من كثير من الطاعات فإنه يوجب انكسار العبد لمولاه واعترافه له بأنه أهل لما نزل من البلاء وأنه ليس أهلا لإجابة الدعاء فلذلك تسرع إليه حينئذ إجابة الدعاء وتفريج الكرب فإنه تعالى عند المنكسرة قلوبهم من أجله قال وهب تعبد رجل زمانا ثم بدت له إلى الله حاجة فقام سبعين سبتا يأكل في كل سبت إحدى عشرة تمرة ثم سأل الله حاجته فلم يعطها فرجع إلى نفسه فقال منك أتيت لو كان فيك خيرا أعطيت حاجتك فنزل إليه عند ذلك ملك فقال له يا ابن آدم ساعتك هذه خير من عبادتك التي مضت وقد قضى الله حاجتك خرجه ابن أبي الدنيا ولبعض المتقدمين في هذا المعنى عسى ما ترى أن لا يدوم وإن ترى له فرجا مما ألح به الدهر عسى فرج يأتي به الله أنه له كل يوم في خليقته أمر إذا لاح عسر فارتج اليسر إنه قضى الله أن العسر يتبعه اليسر " ().
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الحواشي
() أخرجه الترمذي رقم (2516) 4/ 667 وصححه، وأحمد رقم (2669) 1/ 293، وأبو يعلى رقم (2556) 4/ 430، والطبراني في الكبير رقم (11416) 11/ 178، و رقم (12988) 12/ 238، ورقم (11560) 11/ 223، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة رقم (12 – 15) 10/ 22 - 25، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم (2516) 4/ 667، وفي مشكاة المصابيح رقم (5302).
() أخرجه أحمد رقم (2804) 1/ 307، وأبو يعلى رقم (96) 1/ 101، وعبد بن حميد رقم (636) 1/ 214، والطبراني في الكبير رقم (11243) 11/ 123، وفي الأوسط رقم (5417) 5/ 316، والقضاعي في مسند الشهاب رقم (745) 1/ 434، والحاكم في المستدرك رقم (6303) 3/ 623، ورقم (6304) 3/ 624 وقال: هذا حديث كبير عال من حديث عبد الملك بن عمير عن بن عباس رضي الله عنهما إلا أن الشيخين رضي الله عنهما لم يخرجا شهاب بن خراش ولا القداح في الصحيحين وقد روي الحديث بأسانيد عن بن عباس غير هذا، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم (2382) 5/ 496، وفي صحيح الجامع رقم (6806)، وفي ظلال الجنة رقم (315).
() الثبات عند الممات لابن الجوزي ص54 – 56.
() الموافقات للشاطبي 3/ 249 - 251.
() مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية 1/ 181 - 282.
() جامع العلوم والحكم لابن رجب 1/ 183 – 198.(/)
تخريج حديث أحفظ الله يحفظك وأقوال العلماء في ذلك
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[29 Aug 2008, 12:34 م]ـ
تخريج حديث أحفظ الله يحفظك وأقوال العلماء في ذلك
موقع مكتبة المسجد النبوي على هذا الرابط
http://www.mktaba.org/vb/showthread.php?t=7720(/)
سؤال لغوي عن تشكيل دعاء
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[29 Aug 2008, 10:33 م]ـ
أورد القلقشندي في كتابه (صبح الأعشى في صناعة الإنشا: 1/ 427) دعاء على لسان الصحابي ثابت بن قيس الخزرجي هذا نصه:
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ خَلْقُهُ، قَضَى فِيهِنَّ أَمْرَهُ، وَوَسِعَ كُرْسِيَّهُ عِلْمُهُ، وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَطُّ إِلاَّ مِنْ فِعْلِهِ، ثُمَّ كَانَ مِنْ قُدْرَتِهِ أَنْ جَعَلَنَا مُلُوكًا، وَاصْطَفَى مِنْ خَيْرِ خَلْقِهِ رَسُولاً، أَكْرَمَهُ نَسَبًا، وَأَصْدَقَهُ حَدِيثًا، وَأَفْضَلَهُ حَسَبًا، فَأَنْزَلَ عَلَيْهِ كِتَابَهُ، وَائْتَمَنَهُ عَلَى خَلْقِهِ، وَكَانَ ذَخِيرَهُ مِنَ الْعَالَمِينَ)
وقد أشكل علي كيفية قراءة هذه العبارة وَسِعَ كُرْسِيَّهُ عِلْمُهُ. فهل نقول (كُرْسِيَّهُ عِلْمُهُ) أم (كُرْسِيُّهُ عِلْمَهُ)؟ أم يجوز القولان؟
أرجو المساعدة مع الشرح.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[29 Aug 2008, 11:40 م]ـ
ورد في كثير من كتب التفسير أن ابن عباس رضي الله عنهما كان يقول عن الكرسيّ: إنه علم الله، فمعنى (وسع كرسيه السماوات والأرض): أن علمه سبحانه وتعالى أحاط بكل شيء.
فإذا قلنا: وسِع كرسيَّه علمُه
أو قلنا: وسِع كرسيُّه علمَه
فكلا القولين صحيح - إن شاء الله - والله أعلم بالصواب.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[29 Aug 2008, 11:44 م]ـ
أحسن الله إليك أخي الكريم على حسن الإجابة وسرعتها.
ـ[همام حسين]ــــــــ[29 Aug 2008, 11:54 م]ـ
جزاكم الله خيرا ..
وللفائدة: الصواب هنا أن نقول (شكل) لا (تشكيل) .. ونقصد به (الضبط).
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[29 Aug 2008, 11:58 م]ـ
جزاكم الله خيرا ..
وللفائدة: الصواب هنا أن نقول نقول (شكل) لا (تشكيل) .. ونقصد به (الضبط).
أحسن الله إليك. وهذا من أدلة الضعف اللغوي عند أخيك، والله المستعان.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[31 Aug 2008, 09:55 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
سواء هذا أو ذاك، لم يصح السند عن ابن عباس رضي الله عنهما في أنه فسَّر الكرسي بالعلم، وعلى فرض أنه محتمل (!)
فلا يصح لغة، كما أفاده العلماء المحققون (وإن كان شيخ المفسرين قاله).
بل العكس من ذلك والثابت عنه بإسناد صحيح أنَّه فسَّر الكرسي، بأنه الكرسي الذي هو موضع القدمين.
والله أعلم
ـ[محمد كالو]ــــــــ[31 Aug 2008, 04:37 م]ـ
النص ورد أيضاً في السيرة النبوية لابن هشام على الشكل التالي:قال ابن هشام في السيرة النبوية المجلد الخامس (قدوم وفد بني تميم ونزول سورة الحجرات) ثابت بن قيس يرد على عطارد:
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس بن الشماس، أخي بني الحارث بن الخزرج: قم فأجب الرجل في خطبته، فقام ثابت، فقال:
الحمد لله الذي السماوات والأرض خلقه، قضى فيهن أمره، ووسع كرسيه علمه، ولم يك شيء قط إلا من فضله، ثم كان من قدرته أن (5/ 253) جعلنا ملوكاً، واصطفى من خير خلقه رسولا، أكرمه نسبا، وأصدقه حديثاً، وأفضله حسباً، فأنزل عليه كتابه، وائتمنه على خلقه، فكان خيرة الله من العالمين، ثم دعا الناس إلى الإيمان به، فآمن برسول الله المهاجرون من قومه وذوو رحمه، أكرم الناس حسباً وأحسن الناس وجوها، وخير الناس فعالا.
ثم كان أول الخلق إجابة، واستجاب لله حين دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن، فنحن أنصار الله ووزراء رسوله، نقاتل الناس حتى يؤمنوا بالله، فمن آمن بالله ورسوله منع منا ماله ودمه، ومن كفر جاهدناه في الله أبداً، وكان قتله علينا يسيراً. أقول قولي هذا واستغفر الله لي وللمؤمنين والمؤمنات، والسلام عليكم
قال القرطبي في تفسيره:
وقال ابن عباس: كرسيه علمه. ورجحه الطبري ....
قال أبو موسى الأشعري: الكرسي موضع القدمين وله أطيط كأطيط الرحل. ...
قال ابن عطية: في قول أبي موسى "الكرسي موضع القدمين" يريد هو من عرش الرحمن كموضع القدمين من أسرة الملوك، فهو مخلوق عظيم بين يدي العرش نسبته إليه كنسبة الكرسي إلى سرير الملك. اهـ
قال ابن منظور في لسان العرب:
وفي التنزيل العزيز: (وسِعَ كُرْسِيُّه السمواتِ والأَرض)
في بعض التَّفاسير: الكُرْسِيّ العِلم وفيه عدَّة أَقوال:
قال ابن عباس: كُرْسِيُّه عِلْمُه، وروي عن عطاء أَنه قال: ما السموات والأَرض في الكُرْسِيّ إِلا كحَلْقة في أَرض فَلاة؛ قال الزجاج: وهذا القول بَيِّنٌ لأَن الذي نعرِفه
من الكُرْسي في اللغة الشيء الذي يُعْتَمَد عليه ويُجْلَس عليه فهذا يدل على أَن الكرسيّ عظيم دونه السموات والأَرض، والكُرْسِيّ في اللغة والكُرَّاسة إِنما هو الشيء الذي قد ثَبَت ولزِم بعضُه بعضاً. قال: وقال قوم كُرْسيّه قُدْرَتُه التي بها يمسك السموات والأَرض. قالوا: وهذا كقولك اجعل لهذا الحائط كُرْسِيّاً أَي اجعل له ما يَعْمِدُه ويُمْسِكه، قال: وهذا قريب من قول ابن عباس لأَن علمه الذي وسع السموات والأَرض لا يخرج من هذا، واللَّه أَعلم بحقيقة الكرسيّ إِلا أَن جملته أَمرٌ عظيم من أَمر اللَّه عز وجل؛ وروى أَبو عمرو عن ثعلب أَنه قال: الكرسيّ ما تعرفه العرب من كَرَاسِيِّ المُلوك، ويقال كِرْسي أَيضاً.
قال أَبو منصور: والصحيح عن ابن عباس في الكرسيّ ما رواه عَمَّار الذهبي عن مسلم البَطِين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أَنه قال: الكرسيّ موضع القَدَمين، وأَما العرش فإِنه لا يُقدر قدره، قال: وهذه رواية اتفق أَهل العلم على صحتها، قال: ومن روى عنه في الكرسيّ أَنه العِلم فقد أَبْطل. اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[01 Sep 2008, 12:44 م]ـ
شكر الله لكم جميعا.
وعلى ضوء ما قيل، فما هو توجيهكم لشكل العبارة في الدعاء؟ هل تجوز العبارتان كما ذكر الأستاذ منصور؟(/)
يا معشر الإنس: ما بال ُ شياطينكم لا تُصفَد؟!
ـ[سلسبيل]ــــــــ[31 Aug 2008, 03:47 ص]ـ
ها هو شهر الرحمة قد هلْ .. وها هي الشياطين قد صُفِدت .. فما بال شياطينكم لا تُصفد؟! ولا تُكبَح جماحها؟!
قد تفلتت من كل قيد .. وتحللت من كل وثاق؟؟ حتى صيرت شهرالطاعات موسم تزيد فيه من عصيانها وغفلتها؟!!
فلماذا يا معشر الإنس؟؟!!
لماذا أيها الإنسي؟!
ألم تدري بأن أبواب الجنة تُفتح؟!، وأبواب النيران تُغلق؟!
ألم تدري بأن رمضان شهر العتق من النيران؟
ألم تدري بالويل والرغام لمن خرج صفر اليدين ولم يغفر له؟
ألم تدري بأن فيه ليلة القدر خير من ألف شهر تجاب فيها الدعوات وتقضى بها الكربات وتستنزل بها الرحمات؟
ألم تدري بأنه موسم القربات ومضاعفة الأجور؟!
ألم تسمع بـ (إلا الصوم لي وأنا أجزي به)
ألم تدري بأن خلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك؟!!!
ألم تدري بأنه من صام إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه؟!
ألم تدري .. ؟؟
ألم تدري .... ؟؟
ألم تدري بفضائلٍ ..... وفضائلٍ .. وأجور عظيمة .. ومنافع جمة،،
بلى قد درت وقامت عليها الحجة ولكن .. (وأواه من لكن)
ولكنها النفس الأمارة التي ما أُطلقت حتى أَردت وما تُركت أهلكت!!
فمن كبحها وثناها نجا، ومن أطلقها وأرخى لها العنان أرداها
فالله .. الله يا معشر الإنس ..
لا تضيعوا حقه فإنه عما قليل سيرحل ويبقى ما عملنا فيه شاهدا علينا
فإما الربح وإما الخسران .. فمن ربح فيه فلا يضره ما كان خسر من قبل ومن خسر فيه فما ربح!!
فلا تخرجوا من شهر الخيرات محرومين ..
لا تجعلوا صيامكم عادة وغايتكم فيه الإمساك عن الطعام مع الإنغماس في الملذات والعصيان
فلا ذكر ولا طاعة .. ولا توبة ولا إنابة بل غفلة في غفلة
فرقاد بالنهار وتضييع للصلوات والحقوق وسهر بالليل على الملاهي والمحرمات!!
فإياكم أن تكونوا فيه من الخاسرين؟!
وأي تنتظر أيها المسكين العاصي إن فرّطت في شهر النفحات وابتعدت عن مولاك ولم تلزم بابه؟!
فمتى تؤوب؟؟
ماذا تنتظر؟!
هاهي الفرصة سانحة أمامك ..
والجو مهيأ لك ..
والشياطين قد صفّدت؟!
فماذا تنتظر؟!
لا تدري لعل رمضان هذا آخر رمضان تشهده؟
بل لعلك لا تبلغ ختامه؟
فلا تحرم نفسك؟!
كل شئ سيعود إلا هذه الفرصة لن تعود ولن ينفع الندم حينها،،
فقدم لنفسك فإنه سوق قام وعما قليل سينفض
فما تريد أن تكون فيه؟ وبم ستخرج منه؟؟
بعشرات المسلسلات؟! أم بساعات من النوم؟! أم بالقيل والقال هنا وهناك
أم بالختمات تلو الختمات؟! والركعات .. وتوبة ترتجي بها رضا مولاك؟!
فانظر شأنك فإنما (كل نفس بما كسبت رهينة)
فلا تلومن إلا نفسك.
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[04 Sep 2008, 02:12 م]ـ
اعاننا الله واياكم على الصيام والقيام وسائر الطاعات
جزاكم الله خيرا(/)
رمضان مبارك، وبشرى من مدينتنا
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[01 Sep 2008, 12:51 م]ـ
رمضان مبارك وكل عام وأنتم بخير.
ومن فضل الله علينا في مدينة جاتينو، أن يسر الله لنا بالأمس افتتاح مركزنا الإسلامي الجديد، وهو يتسع لحوالي ألف مصلي. وقد صلينا العصر كأول صلاة جماعة فيه. وصليت فيه البارحة التراويح لأول مرة. فلله الحمد.
وأنتهز الفرصة لدعوتكم إلى التبرع لهذا المركز، نظرا لأن المسجد عليه دين كبير متبقي (حوالي 700 ألف دولار). ولو أذن المشرفون على المنتدى، فبإمكاني تقديم عرض واف عن هذا المشروع.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Sep 2008, 12:56 م]ـ
بارك الله فيكم يا أبا أحمد وجعله منبراً للخير والهدى.
نبارك لكم الشهر وافتتاح المركز، ولا مانع من عرض ما ترونه مناسباً في الملتقى وفقكم الله وأعانكم على تسديد بقية التكاليف.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[01 Sep 2008, 01:06 م]ـ
بارك الله فيك على سرعة الرد.
وتجدون في المرفقات ملفا تعريفيا بالمشروع.
ولمزيد المعلومات وكيفية التبرع، أرجو زيارة المدونة التالية التي تعرض بعض صور المشروع:
بالعربية: http://gmosque1.wordpress.com
بالإنجليزية: http://gmosque.wordpress.com
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[01 Sep 2008, 01:28 م]ـ
وفقكم الله يا أخ محمد، وأعانكم على هذه المهمة العظيمة، وأسأل الله أن لا يحرمكم الأجر والمثوبة.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[01 Sep 2008, 05:10 م]ـ
بارك الله لكم أخي محمد وأعانكم , ويسر أمركم.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[01 Sep 2008, 10:24 م]ـ
رمضان مبارك عليكم وعلينا بإذن الله تعالى يسر الله أمركم ونفع بكم.
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[02 Sep 2008, 12:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم بارك لإخواننا مركزهم الطيب ومسجدهم المبارك، ونسالك اللهم ان تصلح به دينهم واحوالهم،
وان تبارك لنا ولهم في رمضان، وان تهله علينا وعليهم بالامن والايمان والسلامة والاسلام،
وان تبارك في هذا الملتقى السعيد وأهله الرحماء، انك سميع مجيب. والله الموفق.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[02 Sep 2008, 12:42 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
اللهم آمين ..
وأحسن الله إليك شيخنا.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[02 Sep 2008, 01:15 ص]ـ
بارك الله لكم جهودكم أخي أبا أحمد وجعلها في صحائفكم الطيبة يوم القيامة وجزاكم خيراً على ما تبذلونه في سبيل الله وخدمة دينه.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[03 Sep 2008, 03:28 ص]ـ
بارك الله فيكم يا أبا أحمد، وأعانكم على هذا الهم وأثابكم جزيل الثواب، وبشركم بكل خير.
وأحيط فضيلتكم علما بوجود شيخي المقرئ الفاضل الدكتور: ضاري إبراهيم، في كندا، ولست أدري إن كنتم على معرفة به أم لا، فهو قارئ متميز حباه الله حنجرة عجيبة، وصوتا متميزا، واتقانا كبيرا، وأداء مذهلا، ولا أشك أن صلاة التراويح بصوته المتميز ستكون لها نكهة متميزة محببة، إن تواصلتم به، وفي حال رغبتكم، يمكنني إمدادكم بعناوينه وهواتفه، مالم تكونوا على علم بها، وتحياتي له ولكم، ووفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
تذييل/
هاكم رابط الموقع الخاص بفضيلته: http://www.drdharialasee.com/
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[03 Sep 2008, 05:28 م]ـ
بارك الله لكم جهودكم أخي أبا أحمد وجعلها في صحائفكم الطيبة يوم القيامة وجزاكم خيراً على ما تبذلونه في سبيل الله وخدمة دينه.
آمين، ولك بالمثل.
بارك الله فيكم يا أبا أحمد، وأعانكم على هذا الهم وأثابكم جزيل الثواب، وبشركم بكل خير.
وأحيط فضيلتكم علما بوجود شيخي المقرئ الفاضل الدكتور: ضاري إبراهيم، في كندا، ولست أدري إن كنتم على معرفة به أم لا، فهو قارئ متميز حباه الله حنجرة عجيبة، وصوتا متميزا، واتقانا كبيرا، وأداء مذهلا، ولا أشك أن صلاة التراويح بصوته المتميز ستكون لها نكهة متميزة محببة، إن تواصلتم به، وفي حال رغبتكم، يمكنني إمدادكم بعناوينه وهواتفه، مالم تكونوا على علم بها، وتحياتي له ولكم، ووفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تذييل/
هاكم رابط الموقع الخاص بفضيلته: http://www.drdharialasee.com/
هل تعلم في أي مدينة هو الآن؟
وضيفنا لهذه السنة القارئ الشيخ محمد أبوراس من ليبيا، وقد سعدنا بوجوده لخشوع قراءته ونداوة صوته.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[07 Sep 2008, 01:52 ص]ـ
هل تعلم في أي مدينة هو الآن؟
.
b.c. kelowna هو في هذا الشهر في هذه المدينة.
ولقد تمكنت بفضل الله من التواصل معه، وسأرسل لكم على الخاص برقم هاتفه المحمول، وايميله، وقد طلب مني هاتفكم وعنوانكم، ليتمكن من التواصل معكم، فارجو ابلاغنا بها إن رأيتم ذلك، وتقبل الله من الجميع والسلام عليكم ورحمة الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[07 Sep 2008, 07:30 ص]ـ
ما شاء الله! المسافة بيننا حوالي 4 ألاف و500 كيلومتر فقط:) أي ما يعادل 44 ساعة سفر بالسيارة بدون انقطاع:)
ولعلي أتصل به للتعرف عليه بإذن الله.
وجزاك الله خيرا في كل الأحوال.
ـ[الدكتور ضاري العاصي]ــــــــ[07 Sep 2008, 10:53 ص]ـ
حياك الله ياخي محمد بن جماعة وبارك الله في عملك وجعله الله في سجل حسناتك وارجو تزويدنا ببعض المعلومات عن مدينتكم ووفقكم الله على ما يحبة ويرضاه. alasee1377@yahoo.ca
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[13 Sep 2008, 09:05 م]ـ
هذا تذكير ونداء لمن يقدر على التبرع أو التوسط لدى من يمكنه التبرع. والدال على الخير كفاعله.
فالمركز ما زال بحاجة ماسة إلى مساعدة أهل الإحسان، لسداد الدين الكبير الذي عليه.
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ)
وقال: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)
وقال: (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)
وقال: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)
وقال: (وَلا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً وَلا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
اللهم أعط منفقا خلفا.
ولمزيد المعلومات وكيفية التبرع، أرجو زيارة المدونة التالية التي تعرض بعض صور المشروع:
بالعربية: http://gmosque1.wordpress.com
بالإنجليزية: http://gmosque.wordpress.com
كما يمكن الاتصال بي على بريدي الخاص لمن يرغب في تفاصيل أكثر.
ـ[الدكتور ضاري العاصي]ــــــــ[16 Sep 2008, 10:04 ص]ـ
حياك الله وفتح عليك اهل الخير والاحسان في هذا الشهر المبارك.
ـ[د. عثمان]ــــــــ[18 Sep 2008, 03:56 ص]ـ
الحمد لله ..
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=12995
ـ[الدكتور ضاري العاصي]ــــــــ[20 Sep 2008, 10:01 م]ـ
بارك الله فيكم وادناه موقعنا www.drdharialasee.com وستسمعون فيه خيرا.(/)
للاطلاع: برنامج التوليد الصرفي (صرف)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[01 Sep 2008, 01:29 م]ـ
موقع (صرف) - برنامج التوليد الصرفي:
http://www.arabicsarf.com
من إنشاء عدد من الطالبات بكلية اللغة العربية بجامعة الملك سعود.
وهو برنامج قائم على تحويل قواعد الاشتقاق والتصريف في اللغة العربية إلى خوارزميات.(/)
ما رأي خطباء الجمعة؟: العصا والشاشة الإلكترونية ميزتان لخطبة الجمعة بكوالالمبور
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[02 Sep 2008, 04:42 م]ـ
يوجد على الرابط التالي مقال مع صورة عن كيفية أداء خطب الجمعة في ماليزيا باستعمال الباوربوينت يقم ملخصا لمحتوى الخطبة:
المصدر: http://www.aljazeera.net/NR/exeres/317F1875-8864-4963-B90A-60151756F6BE.htm
فما رأيكم في هذه التكنولوجيا الحديثة؟(/)
تعريف علم العلل، وقضايا أخرى تتعلق به.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[03 Sep 2008, 04:52 ص]ـ
تعريف علم العلل:
هو عِلم برأسه، وهو أَجَلُّ أنواع علم الحديث وأدَقُّها، وأما أصحابه فهم جهابذة الفن في الحفظ والإتقان، وأما أدواته فهي قواعد تُكشف بها الأسباب الخفية القادحة. وهو صاحب القول الفصل في قبول الحديث ورفضه، حتى إنَّه لا يسلم كبار الحفاظ من نقده، ولا يتكلم فيه إلا المتقنون لسائر علوم الحديث، وأساسه التمرس والتجربة العملية الطويلة.
أهمية علم العلل:
إذا كان كل علم يشرف بمدى نفعه، فإنَّ علم علل الحديث يعد من أشرف العلوم؛ لأنَّه من أكثرها نفعاً، فهو نوع من أَجَلِّ أنواع علم الحديث، وفن من أهم فنونه، قال الخطيب: ((معرفة العلل أَجَلُّ أنواع علم الحديث)) (1)، ورحم الله الإمام النووي حيث قال: ((ومن أهم أنواع العلوم تحقيق معرفة الأحاديث النبويات، أعني: معرفة متونها: صحيحها و حسنها و ضعيفها، متصلها ومرسلها ومنقطعها ومعضلها، ومقلوبها، ومشهورها وغريبها وعزيزها، ومتواترها وآحادها وأفرادها، معروفها وشاذها ومنكرها، ومعللها وموضوعها ومدرجها وناسخها ومنسوخها ... )) (2).
فعلماء الحديث قد اهتموا بالحديث النبوي الشريف عموماً؛ لأنَّه المصدر التشريعي الثاني بعد القرآن الكريم، و قد اهتموا ببيان علل الأحاديث النبوية من حيث الخصوص؛ لأنَّ بمعرفة العلل يعرف كلام النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم من غيره، وصحيح الحديث من ضعيفه، وصوابه من خطئه، قيل لعبد الله بن المبارك (3): هذه الأحاديث المصنوعة؟ قال: ((تعيش لها الجهابذة)) (4).
وقد ذكر الحاكم: ((أنَّ معرفة علل الحديث من أجَلِّ هذه العلوم)) (5) وقال: ((معرفة علل الحديث، وهو علم برأسه غير الصحيح و السقيم، والجرح والتعديل)) (6).
وعلم العلل ممتد من مرحلة النقد الحديثي الذي ابتدأت بواكيره على أيدي كبار الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، حيث كان أبو بكر الصديق وعمر الفاروق رضي الله عنهما يحتاطان (7) في قبول الأخبار، ويطلبان الشهادة على الحديث أحياناً؛ من أجل تمييز الخطأ والوهم في الحديث النبوي، ثم اهتم العلماء به من بعد؛ لئلا ينسب إلى السنة المطهرة شيء ليس منها خطأ. فعلم العلل له مزية خاصة، فهو كالميزان لبيان الخطأ من الصواب، والصحيح من المعوج، وقد اعتنى به أهل العلم قديماً وحديثاً، ولا يزال الباحثون يحققون وينشرون تلكم الثروة العظيمة التي دَوَّنَها لنا أولئك الأئمة العظام كعلي ابن المديني، و أحمد، و البخاري، و الترمذي، و ابن أبي حاتم، والدارقطني، وغيرهم (8).
وما ذلك إلا لأهمية هذا الفن فـ ((التعليل (9) أمر خفي، لا يقوم به إلا نقاد أئمة الحديث دون الفقهاء الذين لا اطلاع لهم على طرقه وخفاياها)) (10). ولأهميته أيضاً نجد بعض جهابذة العلماء يصرّح بأنَّ معرفة العلل والبحث عنها، مقدم على مجرد الرواية دون سبر ولا تمحيص، يقول عبد الرحمان بن مهدي: ((لأَنْ أعرف علة حديث هو عندي، أحب إليَّ من أنْ أكتب حديثاً ليس عندي)) (11).
ويزيد هذا العلم أهمية أنَّه من أشد العلوم غموضاً، فلا يدركه إلا من رُزِقَ سعة الرواية، وكان مع ذلك حاد الذهن، ثاقب الفهم، دقيق النظر، واسع المران، قال الحاكم: ((إنَّ الصحيح لا يعرف بروايته فقط، وإنَّما يُعرف بالفهم والحفظ وكثرة السماع، وليس لهذا النوع من العلم عون أكثر من مذاكرة أهل الفهم والمعرفة، ليظهر ما يخفى من علة الحديث، فإذا وُجد مثل هذه الأحاديث بالأسانيد الصحيحة غير مخرّجة في كتابي الإمامين البخاري ومسلم رضي الله عنهما، لزم صاحب الحديث التنقير عن علته، ومذاكرة أهل المعرفة به لتظهر علّته)) (12).
(يُتْبَعُ)
(/)
ونقل ابن أبي حاتم عن محمود بن إبراهيم بن سميع، أنَّه قال: سمعت أحمد بن صالح (13) يقول: ((معرفة الحديث بمنزلة معرفة الذهب – والشَّبَه، فإنَّ الجوهري إنما يعرفة أهله، وليس للبصير فيه حجة إذا قيل له: كيف قلت: إنَّ هذا بائن؟! – يعني: الجيد أو الرديء)) (14) لذا فإنَّ وجود العارفين في فن العلل بين العلماء عزيز، قال ابن رجب: ((وقد ذكرنا ... شرف علم العلل و عزته، وأنَّ أهله المتحققين به أفراد يسيرة من بين الحفاظ وأهل الحديث، وقد قال أبو عبد الله بن منده الحافظ: إنَّما خص الله بمعرفة هذه الأخبار نفراً يسيراً من كثير ممن يدّعي علم الحديث)) (15).
وقال الحافظ ابن حجر: ((وهو من أغمض أنواع علوم الحديث وأدقها، ولا يقوم به إلا من رزقه الله تعالى فهماً ثاقباً، وحفظاً واسعاً، ومعرفة تامة بمراتب الرواة، وملكة قوية بالأسانيد والمتون؛ ولهذا لم يتكلم فيه إلا قليل من أهل هذا الشأن: كعلي بن المديني، وأحمد بن حنبل، والبخاري، ويعقوب بن شيبة، وأبي حاتم، وأبي زرعة، والدارقطني ... )) (16).
وليس يلزم كشف العلة لأول وهلة ولا لثانيها ولا ولا .. يقول الخطيب: ((فمن الأحاديث ما تخفى علته، فلا يوقف عليها إلا بعد النظر الشديد، ومُضِيِّ الزمن البعيد)) (17). وأسند عن علي بن المديني، قال: ((ربما (18) أدركت علة حديث بعد أربعين سنة)) (19).
بل ربما يكشف العالم ما خفي على من هو أعلم منه، كالدارقطني، وأبي علي الجياني، وأبي مسعود الدمشقي، وأبي الحسن بن القطان، وابن تيمية، وابن القيم، وابن حجر، وغيرهم من أئمة هذا الشأن، فقد تعقّبوا البخاري ومسلماً - وهما من هما في الحفظ والإتقان، بل وعلو الكعب في علم العلل عينه - في كثير من أحاديث صحيحيهما وبينوا عللها (20) ... أو قد يخالف ما قاله هو نفسه، كما حصل لأبي حاتم الرازي حين سأله ابنه عن حديث ابن صائد أهو عن جابر أم عن ابن مسعود؟ قال: ((عبد الله أصح، لو كان عن جابر، كان متصلاً. قلت: كيف كان؟ قال: لأنَّ أبا نضرة قد أدرك جابراً، ولم يدرك ابن مسعود، وابن مسعود قديم الموت. وسألت أبي مرة أخرى عن هذا الحديث. فقال: يحيى القطان ومعتمر وغيرهما، يقولون: عن التيمي، عن أبي نضرة، عن جابر، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وهو أشبه بالصواب)) (21).
وقد يتوقف الناقد في حديث ما؛ لخفاء علته، وفي نفسه حجج للقبول والرد ولكن ليس له حجة، قال السخاوي: ((يعني: يعبِّر بها غالباً، وإلا ففي نفسه حجج للقبول وللدفع)) (22)، وقال ابن حجر: ((وقد تقصر عبارة المعلل منهم، فلا يفصح بما استقر في نفسه من ترجيح إحدى الروايتين على الأخرى، كما في نقد الصيرفي سواء)) (23).
من هذا العرض تتبين أهمية هذا العلم " علل الحديث "؛ لارتباطه بالحديث النبوي أولاً؛ ولأنَّه الفيصل بين الصحيح الذي ظاهره وباطنه السلامة وغيره.
موضوعه:
ليس كل الأحاديث ظاهرها السلامة، ولا كل علة خفية، فمن الأحاديث علتها ظاهرة جلية، وهذه الأوصاف بحديث الضعيف ألصق، وليست من علم العلل في شيء، ومع ذلك وجدنا بعض العلماء قد أطلق العلة على الخفي منها والجلي، واستعمال اللفظ بمعناه العام من باب التوسع.
أما الحديث المعل فهو ما اجتمع فيه ركنا العلة، وهذا لا يكون سوى في أحاديث الثقات؛ لأنَّ حديث الضعيف خطؤه بَيّن يتصدى له الناقد، وفق قواعد معلومة، أما أحاديث الثقات فهي موضوع علم العلل وميدانه بمعناه الدقيق، ولا يتصدى لها إلا جهابذة النقاد.
وهذا النوع من النقد أوسع من الجرح والتعديل؛ لأنَّه يواكب الثقة في حله وترحاله، وأحاديثه عن كل شيخ من شيوخه، ومتى ضبط؟ ومتى نسي؟ وكيف تحمّل؟ وكيف أدَّى (24)؟
إذن علم العلل يبحث عن أوهام الرواة الثقات، ويعمل على تمحيص أحاديثهم وتمييزها، وكشف ما يعتريها من خطأ، إذ ليس يسلم من الخطأ أحد.
وهنا سؤال يطرح نفسه، هل بنا اليوم حاجة إلى علم العلل؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لما رأى الناس ضعف المتأخرين والمعاصرين بهذا العلم، أدركوا أنَّ الحاجة إليه لا زالت قائمة، لاسيما أنَّ إعلال الأئمة للأحاديث مبنيٌّ على الاجتهاد وغلبة الظن، وباب الاجتهاد لا يحل لأحد غلقه (25)، وكذلك فإنَّ من واجب المتأخرين شرح كلام المتقدمين وبيان مرادهم في إعلالات الأحاديث، والترجيح عند الاختلاف.
ثمرته:
لكل علم إذا استوى على سوقه ثمرة، وثمرة علم علل الحديث الرئيسة حفظ السنة، ففي حفظها صيانة لها، ونصيحة الدين، وتمييز ما قد يدخل على رواتها من الخطأ والوهم وكشف ما يعتريهم، وبيان الدخيل فيها، وبها تقوى الأحاديث السليمة؛ لبراءتها من العلل (26).
تاريخه:
يمكن جعل البداية الحقيقية لهذا العلم من مرحلة النقد الحديثي الذي ابتدأت بواكيره على أيدي كبار الصحابة كأبي بكر وعمر وعلي (27)، فهم أول من فتّش عن الرجال في الرواية، وبحثوا عن النقل في الأخبار.
ثم تلقّى التابعون عن الصحابة نقد الأخبار وتمييز الروايات، كسعيد بن جبير، والشعبي، وابن سيرين، وفي هذا العصر ازدادت الحاجة إلى النقد، حيث طرأت أمور دعتهم إلى نقد المرويات وتمييزها، فقد كثرت الفتن، وتعددت الفرق، وظهرت البدع والمحدثات، كبدعة التشيع والخوارج، وكثر المشتغلون بعلم الحديث، واتسعت دائرتهم، وزادت أعداد حملة الآثار، ونشطوا للرحلة والطلب .. فدخل في ذلك من يحسن ومن لا يحسن، واختلفت أغراض الرواة، وتعددت مشاربهم (28).
وفي عصر تابعي التابعين زادت الأمور السالفة خطراً، فانتشرت البدع بشكل متزايد، وكثر موجودها، وطالت الأسانيد وكثر رجالها، ولم يبق الوهم مقتصراً على الحفظ والضبط، بل دخل في المصنفات والكتب.
وذهب بعض الباحثين إلى أنَّ هذا المنهج تسارع ارتقاؤه، وتعاظم ازدهاره في فترة زمنية قصيرة، حصرها بين محمد بن سيرين المتوفى سنة (110هـ) ويحيى بن معين المتوفى سنة (233هـ) أي في خلال (120) سنة تقريباً، زاعماً أنَّ هذه الفترة تضاعفت فيها أعداد الأسانيد حتى وصلت إلى المليون.
ولما دخل عصر التدوين كان هذا العلم أول ما عني به الأئمة.
وهذه المؤلفات تعطي لنا تصوراً مجملاً عن نشأة علم العلل، وأنَّه بدأ في عصر مبكر جداً مقارنة مع بقية علوم الحديث، وعلى الرغم من قدمِ نشأته فقد قوبل بقلة الاهتمام وضعف الجانب (29).
مؤسسوه وأئمته:
أسهم الصحابة والتابعون من بعدهم في بناء صرح علم العلل، وتوالتِ اللَّبناتُ ترص بعضها بعضاً حتى غدا علماً لا يُستهان بجنابه، وقد مرّ علينا قبلُ أنَّ علم العلل بدأ بمحمد بن سيرين؛ لأنَّه أول من اشتهر بالكلام في نقد الحديث، مروراً بالزهري الذي كان يملي على تلامذته أشياء في نقد الأحاديث وإعلالها. حتى استقر عند شعبة بن الحجاج، وقد جعل أحد الباحثين شعبة هو المؤسس الحقيقي لهذا العلم؛ لأنَّ أحداً قبله لم يتكلم بالدقة والشمول اللذينِ تكلم بهما شعبة؛ ولأنَّ الحديث أصبح صناعة (30) وفناً على يديه، وهو أول من فتّش عن أمر المحدّثين (31).
وقد شهد له من جاء بعده، قال الشافعي: ((لولا شعبة ما عُرف الحديث بالعراق)) (32) وقال ابن رجب: ((وهو أول من وسّع الكلام في الجرح والتعديل، واتصال الأسانيد وانقطاعها، ونقّب عن دقائق علم العلل، وأئمة هذا الشأن بعده تبع له في هذا العلم)) (33)، وقال السمعاني: ((هو أول من فتّش بالعراق عن أمر المحدّثين)) (34) هذا هو أبو بسطام شعبة بن الحجاج المتوفَّى سنة (160هـ) وحُقّ لعلم العلل أنْ يكون إناهُ على يديه.
وقد أخذ عن شعبة يحيى بن سعيد القطان، وهو من أوائل من صنّف كتاباً في العلل كما ذكر ابن رجب (35)، وأخذ عنه أيضاً عبد الرحمان بن مهدي وهو من رجال هذا الفن، وعنهما أخذ يحيى بن معين وإليه تناهى علم العلل، وفيه قال أحمد: ((ها هنا رجل خَلَقه الله لهذا الشأن)) (36)، وعلي بن المديني شيخ البخاري الذي قال عنه أبو حاتم: ((كان علي بن المديني عَلَماً في الناس في معرفة الحديث والعلل)) (37)، وأحمد بن حنبل، ثم جاء بعدهم البخاري طبيب الحديث في علله، ومسلم الذي أماط اللثام عن علل خفية في أحاديث الثقات في كتابه " التمييز "، وأبو داود الذي قرر قاعدة عظيمة في هذا الباب مغزاها أنَّه قد يخرّج الحديث المعلول، ويسكت عن بيان
(يُتْبَعُ)
(/)
علته بقوله: ((لأنَّه ضرر على العامة أنْ يكشف لهم كل ما كان من هذا الباب ... ؛ لأنَّ علم العامة يقصر عن مثل هذا)) (38)، وأبو زرعة الذي لمّ شتات هذا العلم مع أبي حاتم، وجمع علمهما عبد الرحمان ابن أبي حاتم في مصنّفه، وتلاهم جماعة منهم النسائي، والعقيلي، وابن عدي، والدارقطني ولم يأتِ بعدهم من برع فيه، وأخال ابن الجوزي قال قولته فيمن جاء بعدهم: ((قد قَلَّ من يفهم هذا بل عدم)) (39).
.................................................. .
(1) " الجامع لأخلاق الراوي " قبيل (1908).
(2) مقدمة شرحه لصحيح مسلم 1/ 6.
(3) هو عبد الله بن المبارك المروزي، ثقة ثبت، فقيه عالم، جواد مجاهد جمعت فيه صفات الخير. " التقريب " (3570).
(4) أخرجه: ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " 1/ 311 (المقدمة)، وابن عدي في " الكامل " 1/ 192، وذكره ابن الجوزي في مقدمة " الموضوعات " 1/ 46 ط. الفكر وعقب (22) ط. أضواء السلف.
(5) " معرفة علوم الحديث ": 119 ط. العلمية و عقب (289) ط. ابن حزم.
(6) " معرفة علوم الحديث ": 112 ط. العلمية و قبيل (270) ط. ابن حزم.
(7) في احتياط الصحابة , انظر: " السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي " لمصطفى السباعي: 75 , وكان علي ابن أبي طالب رضي الله عنه يستحلف الراوي أحياناً , فقد روى الإمام أحمد في مسنده 1/ 2 عن علي، قال: ((كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً نفعني الله بما شاء منه، وإذا حدثني عنه غيري استحلفته))، قال الحافظ ابن حجر في " تهذيب التهذيب " 1/ 267 - 268: ((هذا حديث جيد الإسناد)).
(8) انظر ماسيأتي من المصنفات فيه.
(9) قال البقاعي في " النكت الوفية " 1/ 503 بتحقيقي: ((صوابه الإعلال)).
(10) " نكت ابن حجر " 2/ 714 و: 488 بتحقيقي.
(11) " علل الحديث " لابن أبي حاتم 1/ 387 ط. الحميّد (المقدمة) , وقد نقله الحاكم في " معرفة علوم الحديث ": 112 ط. العلمية و (270) ط. ابن حزم , و ابن رجب في "شرح العلل " 1/ 199 ط. عتر و 1/ 470 ط. همام.
(12) " معرفة علوم الحديث ": 59 - 60 ط. العلمية وعقب (103) ط. ابن حزم.
(13) وهو أبو جعفر المعروف بابن الطبري ثقة حافظ. " تهذيب التهذيب " 1/ 49، و " التقريب" (48).
(14) " الجامع لأخلاق الراوي " (1787).
(15) " شرح علل الترمذي " 1/ 33 - 34 ط. عتر و 1/ 339 - 340 ط. همام.
(16) " نزهة النظر ": 72.
(17) " الجامع لأخلاق الراوي " عقب (1788).
(18) ربما هي (رُبّ) دخلت عليها (ما) الزائدة، فكفتها عن الجر، وأزالت اختصاصها بالأسماء، ويكثر دخولها على الجملة الفعلية، وترد للتكثير كثيراً وللتقليل قليلاً، فليس معناها التقليل دائماً، ولا التكثير دائماً. انظر: " مغني اللبيب " 1/ 118، و " معجم الشوارد النحوية ": 312.
(19) " الجامع لأخلاق الراوي " عقب (1789).
(20) وفي هذا المعنى قال شيخ الإسلام ابن تيمية في: مجموع الفتاوى " 1/ 183: ((ولهذا كان جمهور ما أُنكر على البخاري مما صححه يكون قوله فيه راجحاً على قول من نازعة، بخلاف مسلم بن الحجاج فإنَّه نُوزِع في عدة أحاديث مما خرجها، وكان الصواب فيها مع من نازعه .. ) وانظر: " العلة وأجناسها ": 83.
(21) " علل الحديث " لابن أبي حاتم (2754).
(22) " فتح المغيث " 1/ 255.
(23) " نكت ابن حجر " 2/ 711 و: 485 بتحقيقي.
(24) انظر: " مقدمة شرح علل الترمذي " 1/ 28 ط. همام.
(25) انظر: " تحرير علوم الحديث " 2/ 649.
(26) انظر: " الخبر الثابت ": 125، و " العلة وأجناسها ": 8.
(27) انظر: " السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي ": 83 - 84.
(28) انظر: " العلة وأجناسها ": 26 - 27.
(29) انظر: " لمحات موجزة في أصول علل الحديث ":19 - 20، و " قواعد العلل وقرائن الترجيح ": 31 - 32، و " العلة وأجناسها ": 26 - 29.
(30) إنَّ هذا المصطلح ((صناعة الحديث)) مصطلح قديم، وُجد في العصر الذهبي لعلم العلل، أي في منتصف القرن الثالث، فقد قال مسلم في كتابه " التمييز " (102): ((اعلم رحمك الله أنَّ صناعة الحديث، ومعرفة أسبابه من الصحيح والسقيم، إنَّما هي لأهل الحديث خاصة؛ لأنَّهم الحّفاظ لروايات الناس، العارفون لها دون غيرهم ... )).
قلت: ومن يطالع كتب ابن حبان يجد عشرات الأقوال في استعمال هذا الاصطلاح.
(31) انظر: " اللباب في تهذيب الأنساب " 2/ 103، و " مقدمة شرح علل الترمذي " 1/ 30 ط. همام، و " العلة وأجناسها ": 30.
(32) " الجامع لأخلاق الراوي " (1522).
(33) " شرح علل الترمذي " 1/ 172 ط. عتر و 1/ 448 ط. همام.
(34) " الأنساب " 3/ 318 (العتكي).
(35) انظر: " شرح علل الترمذي " 2/ 805 ط. عتر و 2/ 892 ط. همام، و " جامع العلوم والحكم " 2/ 133 ط. العراقية و: 579 - 580 ط. ابن كثير.
(36) " تاريخ بغداد " 16/ 268 ط. الغرب.
(37) " تقدمة المعرفة ":264.
(38) " رسالة أبي داود إلى أهل مكة ": 50.
(39) " الموضوعات " 1/ 102 ط. الفكر.(/)
رمضان أقبل فاعقد الآمالا / شعر
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[03 Sep 2008, 07:20 ص]ـ
رمضان أقبل فاعقد الآمالا / شعر
عن أَبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ:
((مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إيمَاناً وَاحْتِسَاباً، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)) متفقٌ عَلَيْهِ.
وعنه - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ:
((إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ، فُتِحَتْ أبْوَاب الجَنَّةِ،
وَغُلِّقَتْ أبْوَابُ النَّارِ، وَصفِّدَتِ، الشَّيَاطِينُ)) متفقٌ عَلَيْهِ.
رمضان أقبل فاعقد الآمالا=وبباب ربك فاطرح الأثقالا
وافتح لنفسك كل باب خيِّر=يامن خبرت الطين والأوحالا
لا تغرقن بهذه الدنيا فما=للغارقين لدى الإله دِلالا
وتفكرَنْ بالبينات من الهدى=إن القرَانَ يغير الأحوالا
يهدي إلى سبل النجاة وإنه=سر لمن بالله رام وصالا
قرآن ربك للحياة منجماً=قد أنزل الرحمن قال تعالى
عنه: ( .. فرقناه لتقرأه على=الناس على مكث .. ) أحل حلالا
وبه فحرم ربنا ما ضرنا=وبه فحكمة ربنا تتعالى
ياربنا أكرم جميع أحبتي=بتلاوة تهب الحياة جمالا
واجعل لقلبي من نسيم عطوره=نورا وحبا هيبة وجلالا
أسكن كتابك يا إلهى مهجتي=فالقلب يسكن والحياة تلالا
أنوار قرآني تنير دروبنا=بالسنة الغراء نرفع حالا
صلوات ربي للحبيب محمد=مسك الختام تفكرا ومقالا
صباح الأربعاء: 3/ 9 / 1429 هـ.
ـ[خالد البكري]ــــــــ[05 Sep 2008, 05:37 م]ـ
بارك الله بك , شكراً أخي الكريم: أبو الخير على هذه القصيدة ونفع الله بك
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[05 Sep 2008, 06:03 م]ـ
بارك الله بك , شكراً أخي الكريم: أبو الخير على هذه القصيدة ونفع الله بك
أخي الفاضل: خالد البكري
بارك الله فيك وشكرا لمرورك ودعواتك وكلماتك الطيبة
وإنني أعيب على رواد هذا المنتدى من مشرفين وأعضاء قلة الردود والمشاركات
وقد أكون واحدا ممن يصيبه انتقادي ولكنها حقيقة واقعية نسبة لغيره
من المنتديات وإنني انشر قصائدي ومقالاتي علني أجد تقييما وتصحيحا
يعود عليَّ بالنفع فاصحح الخطأ وأقوم المعوج .. والكلمة الطيبة صدقة
فما أجملها من كلمة (بارك الله فيك) فأشكرك والمؤمن كثير بإخوانه
فحبد لو تم تفعيل المشاركات بالتعليق والدعوات
ولو قارنت ما انشره هنا مع غير من المنتديات لوجدت البون شاسع
أسأل الله تبارك وتعالى لهذا المنتدى أن ينال قصب السبق رفعة في
مجال الدعوة الخالصة لله تعالى .. وجزاكم الله خيرا.(/)
جزاكم الله خيرا وأورثكم الفردوس الأعلى
ـ[شتا العربي]ــــــــ[03 Sep 2008, 01:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر إدارة الموقع ومشرفيه وأعضائه على قبول تسجيلي بينهم أسأل الله عز وجل أن يجزي الجميع خيرا ويبارك فيهم ويورثهم الفردوس الأعلى ويجعلهم من عتقائه من النار
فشكرا جزيلا للجميع وأسأل الله عز وجل أن يعين على التعلُّم من المشايخ الكرام الموجودين بالموقع
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[03 Sep 2008, 02:13 م]ـ
أهلا وسهلا ومرحبا وحياك الله وبياك
وننتظر مشاركاتكم جزاكم الله خيرا
ـ[شتا العربي]ــــــــ[04 Sep 2008, 11:37 ص]ـ
وأهلا وسهلا ومرحبا بكم وجعلكم الله من عتقائه من النار ونفعنا بما علمنا وعلمنا ما جهلنا
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[04 Sep 2008, 01:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر إدارة الموقع ومشرفيه وأعضائه على قبول تسجيلي بينهم أسأل الله عز وجل أن يجزي الجميع خيرا ويبارك فيهم ويورثهم الفردوس الأعلى ويجعلهم من عتقائه من النار
فشكرا جزيلا للجميع وأسأل الله عز وجل أن يعين على التعلُّم من المشايخ الكرام الموجودين بالموقع
حياك الله بين إخوانك مفيدا ومستفيدا
ولعل مشاركاتك تكون بردا وسلاما على الملتقى في هذا الصيف الحار (ابتسامة).
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[04 Sep 2008, 02:05 م]ـ
رغم مشاركتى فى منتديات كثيرة لكن كان يحزننى اننى لااشارك فى اكبر موقع على الشبكة يختص بكتاب الله تعالى وكنت متلهفا لنيل هذا الشرف ولاتسلونى عن سعادتى لفتح باب التسجيل فجزاكم الله خير الجزاء ونفعنى واياكم بعلم الكتاب والسنة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Sep 2008, 02:06 م]ـ
وفقكم الله جميعاً ونفع بكم.
نحن أسعدُ بكم منكم بنا.
ـ[خالد البكري]ــــــــ[05 Sep 2008, 05:40 م]ـ
حياك الله أخيتي شتا من بين المشائخ عبر هذا الملتقى الشامخ من تفسير القرآن الكريم
وحيا الله الجميع في ملتقى أهل التفسير(/)
كلو واشربو ولا تسرفو ان الله لا يحب المسرفين
ـ[ام احمد]ــــــــ[03 Sep 2008, 01:35 م]ـ
بسـ الله الرحمن الرحيم ــم
السـ عليكم ورحمة الله وبركاته ــلام
ملاحض انه في بداية الشهر الكريم الكثير من المرضى المنومين على الاسره البيضاء تغادر المستشفى لتقضي الايام المباركه مع عائلاتهم ولكن للاسف في منتصف الشهر الكريم يعود الكثيرون وهو بسبب ارتفاع السكر وغيره من الامراض بسبب المبالغه في تناول الاطعمه وفهم رمضان بشكل خاطئ
(كلو واشربو ولا تسرفو ان الله لا يحب المسرفين)
الطريقه الصحيحه للافطار لتدعو لك معدتك
اولا اقتداء بالروسول الكريم تناول التمر او ما يحل محله ليساعد على رفع مستوى السكر في الدم لتدب الطاقه بنسبة طبيعيه في الجسم
واخذ شيئ دافئ مثلا عند بعض الناس تناول القهوه مع التمر مباشره بعد الاذان او اخذالشوربه لدى البعض الاخر (يجب ان تحتوي الشوربه على الكثير من الخضار والقليل جدا من اللحوم وان كان فقط مرق اللحم يكون افضل ليضاف مع الشوربه سواء هريس او كوكر او اي نوع اخر
ثم الذهاب الى الصلاة لتعطي فتره وجيزه لتهيئ المعده لاستقبال الوجبه الرئيسيه
نذكر سبب عدم الاكثار من اللحم لانه سيتكرر في الشوربه والطبق الرئيسي ثم في حشوة السمبوسه فهنا ارهاق كبير على الكلى فنسبة التي نحتاجها 90 جم فقط للرجال و و60 جم فقط للنساء
نسبة النشويات المحتاجه كوب ارز فقط او ما يحل محله
سلطه مع الخلطه ولكن زيت الزيتون البكر يعتبر اساسي فقد نصح به الرسول عليه الصلاة والسلام لما له من نفع جم
العصير واهمهم الرمان والاناناس لقوة تاثيرهم على الدهون المتناوله
ملاحضة مهمه
عدم شرب السوائل حاده البروده عند بدء الافطار
اقتطف من وقتك ما لا يقل عن 20 دقيقه مشي سريع بعد صلاة التراويح
لمن يعاني من زياده في الوزن هذا الشهر الكريم فرصه تعينك فعن نفسك فان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيرو ما بانفسهم وانت الاول والاخر الذي يجب ان يحرص على صحته وبالله التوفيق
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال وعساكم من عواده
ام احمد(/)
التشرة العلمية الرابعة [تحرير قول ابن تيمية في اعتباره لاختلاف المطالع]
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[04 Sep 2008, 04:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسر أسرة ملتقى المذاهب الفقهية، والدراسات العلمية أن تتحفكم بالإصدار الرابع من نشراتها الشهرية لهذا العام 1429هـ.
والنشرة العلمية: في ابتدائها؛ هي -كما سبق بيانه- عبارة عن ترشيح من هيئة الإشراف لأفضل موضوع متميز في كل شهر؛ ترى مناسبته للنشر.
وفي هذا الشهر: شعبان، كانت النشرة عبارة عن موضوع نائب المشرف العام: فؤاد يحيى هاشم "تحرير قول ابن تيمية في اعتباره لاتفاق المطالع في رؤية الهلال".
ونحن بانتظار بقية الأعضاء، وتنافسهم لإثراء هذا الصرح العلمي المتخصص بكل مفيد وجديد.
والنشرة مرفقة بهذا الموضوع؛ للاستفادة؛ ونشرها بين المنتديات، ولا مانع من طبعها وتوزيعها شريطة أن تكون بوضعها المرفق؛ لحفظ الحقوق؛ وردها لأصحابها.
وفي ذلك إسهام في نشر ملتقى المذاهب الفقهية ورسالته بين طلبة العلم والمعنيين به في كل مكان.
والله ولي التوفيق،،،
http://www.mmf-4.com/vb/showthread.php?t=1425
للاطلاع:
النشرة العلمية الأولى
النشرة العلمية الثانية
النشرة العلمية الثالثة
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[06 Sep 2008, 04:13 م]ـ
الملف مرفق:(/)
درر الفوائد والفرائد 1
ـ[عبدالله المحمدي]ــــــــ[04 Sep 2008, 11:51 م]ـ
درر الفوائد والفرائد (1):
بسم الله الرحمن الرحيم:
* قالوا عن محمد:
"إن محمدًآ [صلى الله عليه وسلم] كان الرجل الوحيد في التاريخ الذي نجح بشكل أسمى وأبرز في كلا المستويين الديني والدنيوي .. إن هذا الاتحاد الفريد الذي لا نظير له للتأثير الديني والدنيوي معًا يخوّله أن يعتبر أعظم شخصية ذات تأثير في تاريخ البشرية".
العالم الأمريكي مايكل هارث.
* فرصة عظيمة:
جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوم الجمعة فقال: فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئاً إلا أعطاه إياه وأشار بيده يقللها.
والصواب أن وقتها آخر ساعة من العصر وهو مذهب أكثر الصحابة ورجحه ابن باز وابن عثيمين رحم الله الجميع.
فحري بنا أن ننتهز هذه الفرصة بالدعاء لأنفسنا وللمسلمين والمسلمات في مشارق الأرض ومغاربها.
* مسألة:
ذَهَبَ جمهور (جمهور = أكثر) الْفُقَهَاءِ: إِلَى أَنَّ الْمَرْأَةَ الْبَالِغَةَ الرَّشِيدَةَ لَهَا حَقُّ التَّصَرُّفِ فِي مَالِهَا، بِالتَّبَرُّعِ، أَوِالْمُعَاوَضَةِ، سَوَاءٌ أَكَانَتْ مُتَزَوِّجَةً، أَمْ غَيْرَ مُتَزَوِّجَةٍ.
وَعَلَى ذَلِكَ فَالزَّوْجَةُ لاَ تَحْتَاجُ إِلَى إِذْنِ زَوْجِهَا فِي التَّصَدُّقِ مِنْ مَالِهَا.
الموسوعة الفقهية 329/ 26
* الأم والطفل:
جاء الطفل عند أمه في المطبخ وأزعجها فقالت: اسكت قطع الله لسانك , فما تكلم بعد ذلك.
قلت: فليحذر الوالدان من الدعاء على الأبناء فلعل الله يستجيب.
شريط: مما سمعت ورأيت , د - السدحان.
* أبشروا يا أصحاب الحسنات:
في الدنيا: سعادة الاتصال برب العالمين.
وقبل الموت: تبشير بالجنان.
وبعد الموت: قبر , فيه أنوار من الجنان.
وفي أرض المحشر: طمأنينة وتحت ظل عرش الرحمن.
وبعد الحساب: تمشون بأقدامكم إلى قصوركم في الجنان.
فهيا إلى المزيد من الأعمال ..
فالجنة فيها أنواع من النعيم ..
ويكفيكم فيها رؤية الرب الرحيم.
* قال تعالى ـ في شأن بلقيس ـ {وكشفت عن ساقيها} [النمل:44] ففيه دلالة على أن ثوبها كان طويلا ساترا لساقيها، وهي من؟! امرأة كافرة! في حين أن بعض المسلمات ـ وللأسف الشديد ـ يتنافسن في خلع جلباب الحشمة والحياء فيما يرتدينه من ملابس بلا حياء ولا خوف من الله!
أليس من المدمي أن تكون امرأة كافرة أكثر حشمة وتسترا من بعض نساء المسلمين؟!
* قصة فتاة:
إنها فتاة ..
تعرفت على رجل (كلب بشري)
فاختار كلمات الحب وأرسلها عبر الجوال ..
وكان قلب الفتاة فارغا من محبة الله ..
فامتلأ بحب ذلك الشاب ..
بدأ التواصل ..
وخرجت معه ..
وبدأ يسرد أجمل الكلمات في خلوته بها ..
وحضر الشيطان هذا اللقاء فما ظنك؟
توقف عند استراحة ..
نزلا سويا , وحصل هناك ما يدمي القلب ..
وتم التصوير ..
بكت الفتاة ..
مسح دموعها بالوعد بالزواج ..
وغادر الذئب ليبحث عن فريسة أخرى.
فالحذر كل الحذر يأختاه بستر الله عليك فقد فضح غيرك فأنتبهي لسمعتك فهي والله رأس مالك وأحذري من أن تسودي وجوه عائلتك أمام الناس وتندمين حين لا ينفع ندم.
* تذكر ذلك الموقف:
مثل وقوفك يوم الحشر عريانا
مستعطفاً قلق الأحشاء حيرانا
النار تزفر من غيظ ومن حنق
على العصاة وتلقى الرب غضبانا
اقرأ كتابك يا عبدي على مهل
وانظر إليه ترى هل كان ما كانا
لما قرأت كتاباً لا يغادر لي
حرفاً وما كان في سر وإعلاناً
قال الجليل خذوه يا ملائكتي
مروا بعبدي إلى النيران عطشانا
(فهل من توبة)؟
* ما معنى: (الله الصمد):
يقول ابن سعدي - رحمه الله - في تفسيره: (الصمد) أي المقصود في جميع الحوائج .. فأهل العالم العلوي والسفلي مفتقرون إليه غاية الافتقار، يسألونه حوائجهم، ويرغبون إليه في مهماتهم، لأنه الكامل في أوصافه، العليم الذي قد كمل في علمه، الحليم الذي قد كمل في حلمه، الرحيم الذي كمل في رحمته، الذي وسعت رحمته كل شيء، وهكذا سائر أوصافه ..
* من بنجلاديش:
هذه امرأة كان عندها مرض في عينها ولابد من إجراء عملية ولكن لايوجد إلا رجال أطباء فرفضت لأنها لاتريد أن يرى الرجال عينها.
أقسم عليها زوجها فوافقت بعد إلحاح شديد ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وقالت: إني أستطيع أن أصبر على عدم العلاج ولكن لأمران فقط هما: قراءة القران الكريم والاعتناء بك أنت وأبنائي.
فأين بعض نساء عصرنا عن هذا العفاف والحياء وخدمة الزوج؟
* مع ابنك:
اشتر لطفلك بعض كتب التلوين المتوفرة في المكتبات والتي توضح بالصور كيفية الوضوء والصلاة عملياً وتحتوي على بعض الأذكار.
* همسة:
سيطر على الغضب قبل أن يسيطر عليك.
* بصراحة:
هل أنت تساهم في إسعاد أسرتك وجلب السرور لهم, أم أنك سلبي التفكير وتسعى لتحقيق أهدافك وأهدافك فقط؟
* الناجح والفاشل:
الناجح هو من يفكر في الحل والفاشل هو من يفكر في المشكلة.
* العواطف:
لابد من إظهارها في تعاملنا مع من نحب , من والدين أو زوجة أو زوج , أو أبناء , بل حتى الأصحاب والأصدقاء لابد أن نخبر هؤلاء كلهم ونصرح لهم بأننا نحبهم ونتمنى رؤيتهم وسماع صوتهم.
وهذا الإظهار يقوي الحب وينميه ويزيد من أواصر العلاقة مع من نحب.
* من أجمل اللحظات:
جلسة محاسبة على ماسلف من أيام وليالي كانت مليئة بالذنوب ..
وبعد المحاسبة صلاة ركعتين تمتلئ بالدموع , وحينها تزول الذنوب ويفرح الرب وهو الغفور الودود.
* مواعظ:
تزود من التقوى فإنك لا تدري
إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من صحيح مات من غير علة
وكم من سقيم عاش حينا من الدهر
وكم من صبي يرتجى طول عمره
وقد نسجت أكفانه وهو لا يدري
* ومضة:
قال ابن القيم: من عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله، أحبَّه لا محالة.
* عجيب هذا:
إذا منعت المرأة من وضع العطر أثناء خروجها لأداء فريضة الصلاة اشرف العبادات في المسجد وهو اشرف البقاع ومع اشرف القلوب فمن باب أولى منعها في غير ذلك عند خروجها للعمل أو لقضاء حوائجها خارج المنزل ومن تلطخت بالعطر نذكرها بقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الإمام أحمد بسند صحيح:" إذا استعطرت المرأة فمرت علي القوم ليجدوا ريحها فهي زانية ".
* شروط جواز دخول المرأة على الطبيب لأجل الدواء:
- أن لا تجد امرأة تثق بها في مداواة هذا الداء.
- أن يكون ذلك موضع حاجة، فإن لم يكن هناك حاجة كأن يمكن تحمل هذا الداء فإن هذا لا يجوز.
- أن يكون معها محرم.
د - خالد المشيقح.
* أنت تستطيع ولكن هل تؤمن بقدراتك؟
إن الإيمان بالقدرة على تحقيق الأهداف يعد هدفاً رئيساً في تحقيق أي إنسان لأهدافه وتوقعاته، فمن يعمل عملاً وهو لا يتوقع إنجازاً من ورائه لا يستطيع غالباً تحقيقه.
* غريب هذا:
الغربيون لم يكفهم ما يقومون به في بلادهم من قوانين مسنونة خصوصاً للحرب على الحجاب؛ حتى أصبحوا يتدخلون في شأن المرأة في بلادنا، وكأن لسان حالهم يقول: نحن من نحكم بلدانكم فعلياً ونحن من يحدد ما يصلح لكم وما لا يصلح، في منطقية مقيتة سايرها المنهزمون التائهون الذين سعى بعضهم بأسلوب أشد تطرفاً من الغرب نفسه في قتل روح التدين عند الشاب المسلم وعند الفتاة المسلمة.
* ثمرات الحسنات وعواقب السيئات:
قال أحد السلف: إذا رأيت الشخص يعمل الحسنة فاعلم أن لها عنده أخوات، وإذا رأيته يعمل السيئة فاعلم أن لها عنده أخوات، فإن الحسنة تدل على أختها، وإن السيئة تدل على أختها.
* مسألة:
يصح التطوع على المركوب في السفر من راحلة، وطائرة، وسيارة، وسفينة وغيرها من وسائل النقل، أما الفريضة فلابد من النزول لها إلا عند العجز؛ لحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في السفر على راحلته حيث توجهت به، يومئ [برأسه] إيماء صلاة الليل إلا الفرائض ويوتر على راحلته.
وفي لفظ: غير أنه لا يصلي عليها المكتوبة.
رواه البخاري 999
* تعظيم القرآن:
قال القاضي عياض بن موسى الأندلسي: اعلم أن من استخف بالقرآن أو سبه أو جحده أو جحد حرفاً منه أو كذب به أو بشيء منه أو كذب بشيء مما صرح به فيه من حكم أو خبر، أو أثبت ما نفاه أو نفى ما أثبته على علم منه بذلك، أو شك في شيء من ذلك فهو كافر عند أهل العلم بالإجماع.
* في التربية:
سعة البال، وعدم الاستعجال، وطول النفس في التربية قضايا مهمة، فبيت عشعش المنكر فيه لسنوات عديدة، وصفات تطبعت بها النفوس لأعوام مديدة، يصبح من العسير أن تزول جملة واحدة في يوم وليلة.
فلا بد من التدرج في التغيير، والبدء بالأهم فالمهم، وعدم استعجال النتائج.
* حديث: خير الأسماء ما حمّد وعبّد؟
هذا الحديث لا يصح، ولا أصل له.
- قال الألباني رحمه الله: لا أصل له كما صرح به السيوطي وغيره " انتهى من "السلسلة الضعيفة" رقم (411)
ويغني عنه حديث (أحب الأسماء إلى الله عبدالله وعبد الرحمن) رواه مسلم.
* فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم:
قال عليه الصلاة والسلام:
(أكثروا الصلاة علي , فإن الله وكل بي ملكا عند قبري , فإذا صل علي رجل من
أمتي قال لي ذلك الملك: يا محمد إن فلان بن فلان صلى عليك الساعة).
السلسلة الصحيحة 4/ 44
* فتوى:
ما حكم إجراء عمليات التجميل؟
الجواب:التجميل نوعان:
- تجميل لإزالة العيب الناتج عن حادث أو غيره، وهذا لا بأس به ولا حرج فيه لأن النبي صلى الله عليه وسلم أذن لرجل قطعت أنفه في الحرب أن يتخذ أنفا من ذهب.
- التجميل الزائد وهو ليس من أجل إزالة العيب بل لزيادة الحسن، وهو محرم لا يجوز.
فتاوى إسلامية (4/ 412)
* تعلم من هؤلاء:
- من الزهرة البشاشة ..
- ومن الحمامة الوداعة ..
- ومن النحلة النظام ..
- ومن النملة العمل ..
- ومن الديك النهوض مبكرا ..
* احذر الغيبة:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لّمّا عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس، يخمشون وجوههم، وصدورهم ..
فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟
قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم.
صحيح أبي داود269
انتهى بفضل الله الجزء الأول من درر الفوائد والفرائد ويتبعه قريبآ بمشيئة الله الجزء الثاني. . .
ولا تنسون من قام بكتابتها وجمعها من دعواتكم ...(/)
أبناؤنا وداء الاتكالية
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[05 Sep 2008, 06:53 ص]ـ
الأربعاء 11 من شعبان1429هـ 13 - 8 - 2008م الساعة 02:35 م مكة المكرمة 11:35 ص جرينتش الصفحة الرئيسة-> المستشار -> أطفالنا 9/ 4/2008 9:31:07 PM
أبناؤنا وداء الاتكالية
علمه المسئولية
مفكرة الإسلام: تقول إحدى الأمهات: (أنشد أن يقوم أبنائي بما عليهم القيام به!! دون أن أطالبهم بذلك!! بل وبدون تذمر؟!
كيف أستطيع أن أفعل ذلك؟!
سؤال لا شك في أنه يداعب ذهنك أيتها الأم، وهو ما يجعلنا نطوع القلم للإجابة عليه عبر هذه اللبنات التي نهديها إليك، لتشيدي يناء هذه الشخصية المنشودة:
أولًا ـ تعلم فن التفويض:
فإنه (من خلال تفويضنا لأبنائنا في إنجاز العمل بأنفسهم، ننقل المسؤولية إليهم، وندربهم عليها، ونعمد إلى تركيز طاقتهم نحو هذه الأعمال والنشاطات، فالتفويض يعني النماء والتطور، وذلك ينمي شخصياتهم، ويطور كفاياتهم).
(فإذا كان هناك محل بقالة لا يبعد عن المنزل إلا خطوات فلا مانع من أن ترسل الأم الطفل ذا الخمسة أعوام ليشتري شيئًا من هذا المحل وأن يحاسب البائع ... إن إسناد بعض الأعمال للصغار يجعل هؤلاء الصغار يتعلمون من الكبار ويجعل طاقاتهم الكبيرة تلتقط ألوان السلوك الذي ينتهجه الكبار .. إن إسناد بعض الأعمال الصغيرة إلى الأطفال يفجر في أعماق الأطفال الفخر بأنفسهم، ويجعلهم يكتسبون لغة الكبار في التعبير عن أنفسهم).
وإياك أن تظن أيها المربي الكريم (أن ثقة الابن بذاته وإحساسه بقيمتها يتأتى من خلال الكلام والمواعظ، إنما لا بد مع ذلك من الممارسات والأفعال، والإنجازات التي يتدرب عليها الابن بما يتناسب مع قدراته وإمكانياته .. فاشتراكه في الأنشطة وتعويده على المسئولية، تجعله مندمجًا مع غيره، راغبًا في تقديم ما لديه من مواهب، فلا ينعزل أو ينكمش على نفسه، ومن ثم تتنامى لديه القدرة على القيادة وتحمل المسئوليات في الأسرة وفي المجتمع، وهذا بدوره يعطيه إحساسًا بالقيمة الذاتية، ومن ثم الكثير من الإنجاز).
ثانيًا ـ كلل النجاح بالثناء:
(فإذا نجح الابن فيما يحاول القيام به من عمل، فقم ـ أيها الأب ـ بالتعليق الذي يدل على استحسانك ما طرأ من تحسن ولو بسيط على سلوكه، فهو يحب أن يرى أنك تقدر مجهوده ومحاولاته، وإذا جاءت محاولاته بنتائج غير طيبة أو سببت له بعض المشاكل، فعبر عن حزنك وليس غضبك لأجل ذلك؛ فهذا السلوك منك يجعل الصراع بين الطفل وبين نفسه، وليس بينه وبينك، كما أنه يوجه طاقته العقلية إلى حل المشكلة وليس لمواجهة غضبك!!!).
ثالثًا ـ احذر!!
وأنت تمارس هذا الأسلوب في تعويد الطفل المسئولية ينبغي أن تعلم أننا (لسنا في حاجة للتأكيد هنا على أنه لا يمكننا أن نترك أبناءنا يقعون في الأخطاء الكثيرة التي ـ ربما ـ تدفع بهم إلى الشعور بالخوف الدائم من الفشل، والجبن عن أية محاولة لمواجهة مشكلاتهم الحياتية .. ولكن هذا لا يعني في المقابل الإسراع إلى تقديم المساعدة لهم بمجرد ظهور بعض الصعوبات أمامهم، فإن أحد ألذ التجارب التي يمر بها الابن أن يجد نفسه قادرًا على أن يقول لوالديه: (انظرا لقد فعلت ... بنفسي!!)).
رابعًا ـ وصفة نبوية:
محمد صلى الله عليه وسلم هو الذي ربى عليا رضي الله عنه، فعلى يديه تخرج جيل الصحابة رضي الله عنهم بشهادات الامتياز، ولقد (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينمي ثقة الطفل بذاته عبر عدة طرق، لينشأ طفلًا قويًا، ومن هذه الطرق:
أولًا ـ تقوية الإرادة: ويكون بأمرين اثنين: الأول بتعويده حفظ الأسرار كما فعل مع أنس حينما بعثه في حاجة له فلما رجع أنس إلى أمه قالت له: (ما حبسك؟)، قال: (بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة له)، قالت: (وما هي؟)، قال: (هو سر لرسول الله صلى الله عليه وسلم)، قالت: (فاحفظ سر رسول الله صلى الله عليه وسلم)، أما الأمر الثاني فهو الصيام؛ لأن صبر الطفل على الجوع والعطش يجعله يشعر بالنشوة والانتصار على النفس وبالتالي تقوى إرادته.
ثانيًا ـ تنمية الثقة الاجتماعية: فكان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على جلوس الأطفال بين الكبار، وإشراكهم في الحديث، وإلقاء السلام على الأطفال).
خامسًا ـ خيره ولا تأمره:
(يُتْبَعُ)
(/)
حينما تريد أيها المربي تكليف ابنك بمسئولية على سبيل التعليم كما ذكرنا فلا تجعل هذه المسئولية في صيغة الأمر بل اجعلها بأسلوب الاختيار فمثلًا: (تريد الأم أن تطلب من ابنها البالغ من العمر عشر سنوات أن يستحم، فلا تأمره قائلة: اذهب إلى الحمام لتستحم، وإنما تضع أمامه اختيار أحد هذين الأمرين قائلة: عليك أن تختار، هل تريد أن تستحم قبل العشاء أم بعده؟ فإذا قال: أريد أن أستحم بعد العشاء، عندئذ عليه الالتزام بتنفييذ هذا الوعد، فالأم يجب أن تربي في ابنها الإحساس بأهمية الالتزام بوعوده حاضرًا ومستقبلًا.
إن منح الطفل حرية اختيار العمل الذي يريد القيام به، يجعله راغبًا بجدية في تطبيق ما اختاره، لشعوره بأنه مختار غير مرغم على أدائه، ومن ثم فهو يتعود تحمل المسئولية).
البستاني والفراشة (قصة رمزية):
أبلغ كلام، ما انتقل من القلب إلى القلب، ويا حبذا لو كان عبر قصة، حاك نسيجها فنان خبر الحياة وعرف أسرارها، لذا نختم الحديث عن المسئولية بهذه القصة الرمزية:
(مال البستاني على زهوره فلاحظ نشاطًا محمومًا في شرنقة بالقرب منه، وبعد الفحص اكتشف البستاني أن فراشة تريد أن تخرج من هذا النسيج الأبيض القوي، فأخرج البستاني السكين من جيبه، وقام بعمل ثقب لكي تخرج منه الفراشة .. وبعد لحظات خرجت الفراشة متعددة الألوان إلى يد البستاني، ولكن بعد أن تحطمت أجنحتها ووقعت على جانبها ميتة!!
هكذا ماتت الفراشة؛ لأنها كانت تحتاج إلى الكفاح والنضال داخل الشرنقة لكي تقوي أجنحتها من أجل الطيران، ودون الجهد الذي وضعه الله لكي تواجهه الفراشة فإنها لا تستطيع أن تصبح قوية بما يكفي لكي ترتفع فوق الحديقة وتحلق في يوم من أيام الربيع الهادئة، إن قلب البستاني الرحيم قد منعه أن يجلس بعيدًا ويراقب كفاح الفراشة؛ فكانت النتيجة أن حرم جمالها وهي تصفق بجناحها فوق الورود.
وكذلك نحن الآباء لن نستطيع رؤية أبناءنا يمارسون الحياة في قوة وسعادة إذا لم نتركهم يشقون طريقهم وسط النسيج الخشن الذي تحيطهم بها شرنقة الحياة).
وأخيرًا:
هذه بعض الاقتراحات العملية التي يمكن أن تعلم ابنك المسئولية من خلالها:
1 - حدد أيها المربي أنت وزوجك معًا المسئوليات التي يمكن تكليف ابنكما بالقيام بها: تكليفه بشراء بعض المستلزمات للمنزل، أو بزيارة أقاربه وحده، أو بالذهاب إلى النادي بمفرده، أو بطلب الطعام من المطعم بالهاتف بدلًا منك، مع مراعاة اتفاق المسئولية مع سنه حتى لا يقع في الفشل.
2 - حينما ينجح ابنك في القيام بهذه المسئوليات فلا تفوت هذه الفرصة، بل امدحه بشدة، وتحين الاجتماعات العائلية لتوجه فيها المدح لطفلك أمام العائلة كلها.
3 - عود ابنك أيها المربي الفاضل على أداء واجباته بنفسه بدون الاعتماد لا على والده ولا والدته.
4 - اجعله يقوم بتحضير جدول المدرسة وحده، ومع مرور الوقت فابدء في تعليمه الاستيقاظ للمدرسة وحده بدون الاعتماد على أمه.
5 - اجعله يحافظ على الصلوات؛ فإنه إن أتى بهذه المسئولية تمكن بعد ذلك من تحمل أي مسئولية.
6 - اجعلي أيتها الأم الفاضلة يومًا لابنتك تقوم فيه بتنظيف البيت وتنظيمه وترتيبه بدون إي تدخل منك على الإطلاق، بل واتركي لها مطلق الحرية لتغير من وضع الأثاث والسجاد لتشعر أنها في مملكتها هي.
المراجع:
تربية الأبناء في الزمن الصعب، د. سبوك.
سياسات تربوية خاطئة، ديماس.
اللمسة الإنسانية، د. محمد محمد بدري.
25 طريقة لتصنع من ابنك رجلًا فذًا، أكرم مصباح عثمان.(/)
موقع يحتوى على كتب كثيرة ومفيدة
ـ[ش. خضر]ــــــــ[05 Sep 2008, 10:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من خلال تصفحى للشبكة العنكبوتية وبدون قصد وقع فى يدى هذا الموقه وهو مكتبة المشكاة الاسلامية فى هذا الموقع كثير من الكتب المفيدة فى شتى التخصصات
والموقع هو
http://www.almeshkat.net/books/index.php
اتمنى ان ينال اعجابكم
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[أد. عمر ثابت خضر]ــــــــ[05 Sep 2008, 02:50 م]ـ
شكر الله سعيكم أخى الشيخ عبد اللطيف وجعلكم زخرا للإسلام والمسلمين ونفعنا وإياكم بما فيه صالح الأمة كلها اللهم أمين
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[18 Sep 2008, 06:48 م]ـ
جزاكم الله خيرًا
هذا هو أحد المواقع الممتازة في هذا المضمار.(/)
الصبر على الإبتلاء
ـ[أد. عمر ثابت خضر]ــــــــ[05 Sep 2008, 02:54 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الصبر نعمة كبيرة على من يمن الله تعالى بها، وهو إما صبر على البلاء، أو صبر على الطاعة، والمسلم مأجور في كل الأحوال ما دام صابرا.
وعلى الإنسان أن يسلم بما يقع له من ابتلاءات، وأن يستعين عليها بالذكر والقرآن الكريم.
يقول الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي:
للصبر في القرآن مجالات كثيرة يجمعها أحد أمرين: إما حبس النفس عما تحب، أو حبسها على ما تكره. ولهذا الإجمال تفصيل في كتاب الله تعالى.
فهناك الصبر على بلاء الدنيا ونكبات الأيام. وهذا ما لا يخلو منه بر ولا فاجر، ولا مؤمن ولا كافر، ولا سيد ولا مسود، لأنه راجع إلى طبيعة الحياة، وطبيعة الإنسان، وما رأينا أحدًا يسلم من آلام النفس، وأسقام البدن، وفقدان الأحبة، وخسران المال، وإيذاء الناس، ومتاعب العيش، ومفاجآت الدهر.
وهذا ما أقسم الله على وقوعه حين قال: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (البقرة: 155 – 157).
ومما يعين المبتلى على الصبر أن يستعين بالله تعالى، ويلجأ إلى حماه، فيشعر بمعيته سبحانه، وأنه في حمايته ورعايته. ومن كان في حمى ربه فلن يضام. وفي هذا يقول تعالى في خطاب المؤمنين: (وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (الأنفال: 46). وفي خطاب رسوله: (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا) (الطور: 48).
ومن كان بمعية الله مصحوبًا، وكان بعين الله ملحوظًا، فهو أهل لأن يتحمل المتاعب ويصبر على المكاره.
وإذا العناية لاحظتك عيونها نم، فالمخاوف كلهن أمان!
واصطد بها العنقاء، فهي حبائل واقتد بها الجوزاء، فهي عنان
ولما هدد فرعون موسى عليه السلام وقومه، أن يقتل أبناءهم، ويستحيى نساءهم، مستخدمًا سيف القهر والجبروت، قال موسى لقومه (اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا) (الأعراف 128)
ولعل حاجة الصابرين إلى الاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه هي بعض أسرار اقتران الصبر بالتوكل على الله في آيات كثيرة مر بنا بعضها. مثل قوله تعالى: (الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) (النحل: 42)، وقوله على ألسنة الرسل: (وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) (إبراهيم: 12).
ترتيب خيرات الدنيا والآخرة على الصبر:
رتب القرآن خيرات الدنيا والآخرة على فضيلة الصبر، فالنجاح في الدنيا والفلاح في الآخرة، والفوز بالجنة والنجاة من النار، وكل خير يحرص عليه الفرد أو المجتمع، منوط بالصبر، من هذه الخيرات التي ذكرها القرآن:
1 - معية الله تعالى للصابرين: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (البقرة: 153)، وقد ذكرت هذه المعية في القرآن في عدة مواقع:
أ-في سورة البقرة حيث أمر تعالى المؤمنين أن يستعينوا على أمورهم بالصبر والصلاة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (البقرة: 153).
ب-وفي السورة ذاتها على لسان المؤمنين من أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر، ولم يشربوا منه إلا من اغترف غرفة بيده: (قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) (البقرة: 249).
ج-وفي سورة الأنفال حيث أمر الله المؤمنين بما يلزمهم لمواجهة العدو من شرائط النصر، وأحدها الصبر: (وَاصْبِرُوا، إِنِّ اللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) (الأنفال: 46).
(يُتْبَعُ)
(/)
د- وفي نفس السورة في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّض الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ * الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) (الأنفال: 65 – 66).
وهي معية خاصة تتضمن الحفظ والرعاية والتأييد والحماية، وليست معية العلم والإحاطة، لأن هذه معية عامة لكل الخلق: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ) (الحديد: 4).
2 - محبة الله تعالى لهم: (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) (آل عمران: 146).
3 - إطلاق البشرى لهم بما لم يجمع لغيرهم: (وَبَشِّر الصَّابِرِينَ) (البقرة: 155). (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (البقرة: 157). فجمع لهم بين الصلوات من الله والرحمة وبين الاهتداء. وكان عمر يقرؤها ويقول: نِعْمَ العدلان، ونعمت العلاوة للصابرين. يعني بالعدلين الصلاة والرحمة. وبالعلاوة: الهدى. والعلاوة: ما يحمل فوق العدلين على البعير.
4 - إيجاب الجزاء لهم بأحسن أعمالهم: (وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل: 96).
5 - توفيتهم أجورهم بغير حساب: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حساب) (الزمر: 10). فما من قُربة - كما قال الإمام الغزالي - إلا وأجرها بتقدير وحساب إلا الصبر. ولأجل كون الصوم من الصبر، وأنه نصف الصبر، قال الله تعالى - أي في الحديث القدسي: ((الصوم لي وأنا أجزي به)) فأضافه إلى نفسه من بين سائر العبادات)) (إحياء علوم الدين، جـ 4، ص 62، ط دار المعرفة، ببيروت).
6 - ضمان النصرة والمدد لهم، قال تعالى: (بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ) (آل عمران: 125). وقال تعالى: (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا) (الأعراف: 137).
7 - الحصول على درجة الإمامة في الدين، نقل العلامة ابن القيم عن شيخ الإسلام ابن تيمية قوله: " بالصبر واليقين تُنال الإمامة في الدين ". ثم تلا قوله تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ) (السجدة: 24).
وقرأ الإمام سفيان بن عيينة الآية فقال: " اخذوا برأس الأمر فجعلهم رؤساء ".
8 - الثناء عليهم بأنهم أهل العزائم والرجولة: (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ) (آل عمران: 186). (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ) (الشورى: 43). وفي وصية لقمان لابنه: (وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ) (لقمان:17). وفي هذا قيل: الصبر مر، لا يتجرعه إلى حر.
9 - حفظهم من كيد الأعداء: (إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) (آل عمران: 120).
10 - استحقاقهم دخول الجنة، وتسليم الملائكة عليهم. قال تعالى: (وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا) (الإنسان: 12). (أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلامًا) (الفرقان: 75). (وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) (الرعد: 23 – 24).
(يُتْبَعُ)
(/)
11 - انتفاعهم بعبر التاريخ واتعاظهم بآيات الله في الأنفس والآفاق. قال تعالى لموسى: (أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) (إبراهيم:5).وقال بعد ذكر قصة سبأ ما صنع الله بهم جزاء كفرهم: (فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) (سبأ: 19).
وقال تعالى في شأن السفن البحرية الضخمة: (وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِي فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ * إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) (الشورى: 32 - 33). أ. هـ
أما عن الشق الثاني من السؤال وهو ما يتعلق بمسألة الحسد فإليك كلام العلماء في هذه المسألة:
العين هي النظرة ينظرها الإنسان لغيره إما حقدًا أو حسدًا لزوال النعمة عنه وهذا الحسد المذموم وهو لا يكون إلا من نفس خبيثة وإما إعجابًا ودهشة وهذا يحدث من أي شخص حتى لو كان من الصالحين.
والعلاج من العين والحسد يكون عبر مرحلتين. مرحلة وقائية ومرحلة علاجية
و يستطيع كل مسلم ومسلمة التحصين ضد العين وغيرها من الأمراض قبل وقوعها، وذلك بالأذكار الشرعية من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية الثابتة عن سيد الخلق عليه الصلاة والسلام.
ومن هذا ما ذكره سماحة الوالد الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله بقوله:
ويجب على المسلم أن يحصن نفسه من الشياطين ومن مردة الجن ومن شياطين الأنس بقوة الإيمان بالله، والاعتماد عليه، والتوكل عليه، ولجوءه وضراعته إليه، وكثرة قراءة المعوذتين وسورة الإخلاص وفاتحة الكتاب وآية الكرسي). والإكثار من التعوذات النبوية التي جاءت عن رسول الله صلى الله عيه وسلم، ومنها ما رواه البخاري والترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوذ الحسن والحسين "أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين "لامة" ويقول "إن أباكما إبراهيم كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق".
وروى الترمذي في حديث حسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلم الصحابة هذه الكلمات: "أعوذ بكلمات الله التامة من غضب وشر عباده، ومن همزات الشياطين، وأن يحضرون" وكان عبد الله بن عمرو بن العاص يعلمهن من عقل من بنيه. وغيرها من الأذكار كقوله صلى الله عليه وسلم "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق".
وقال بن القيم الجوزية و (من التعوذات النبوية رقية جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم ورواها مسلم في صحيحه "بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد. الله يشفيك، بسم الله أرقيك (.
والله اعلم.
ويمكنم قراءة الفتاوى التالية:
أثر الحسد على الحاسد
الحسد المحمود والحسد المذموم
الحسد: كيفيته وطرق الوقاية منه(/)
للفائدة
ـ[أد. عمر ثابت خضر]ــــــــ[05 Sep 2008, 03:01 م]ـ
هذا الموقع مفيد جدا للكتب والفتوى أنه صيد الفوائد وهذا هو الرابط www.saaid.net ستجدوا المفيد بإذن الله
ـ[الجعفري]ــــــــ[06 Sep 2008, 07:53 ص]ـ
جزاك الله خيراً ...
وهو موقع غني عن التعريف ...
جزى الله القائمين عليه خير الجزاء ..(/)
الشكر
ـ[أد. عمر ثابت خضر]ــــــــ[05 Sep 2008, 10:14 م]ـ
شكر الله أعضاء الملتقلى على رغوبهم بى من اعضاء الأسرة فالهم أجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه اللهم أمين(/)
كيفية حفظ القران الكريم
ـ[عمر عبد الفتاح خضر]ــــــــ[05 Sep 2008, 10:51 م]ـ
أول شىء يجب توافره فى حفظ القران (1) المكان (2) الوقت (3) الحفظ بمعنى أن أول شىء هو المكان فيجب أن يكون المكان بعيدعن الأخرين لكى تنجلى معانى الحفظ فى صدرك وتعرف تدبر معانيها وهناك كتاب إسمه 10 مفاتيح لحفظ القران وهو مفيد جدا ولكنى أذكر المفيد وينشرح قلبك للقران الكريم الأمر الثانى الوقت فيجب أن تضع لنفسك وقتا لتربط نفسك بمعاد محدد وتستطيع الحفظ فى ذالك الوقت الذى ستحدده وهناك حكمة تقول أو مثال الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك والأمر الثالت أن تحفظ كمية مناسبة بحيث تختم القران بشهر جزء على الأقل الكمية المناسبة ولا تثقل على نفسك وأيضا أن تتقن حفظك وتجتهد فيه واعلم أنك عندما تتأخر يوما تتأخر أياما ويؤثر على باقى الأيام ويجب أن تداوم على الحفظ فمن ترك القران تركه القران وخاتم المرسلين يقول تعاهدوا القرآن، فوالذي نفسي بيده، لهو أشد تَفصِّيا من الإبل في عقلها ". وهكذا رواه مسلم والله ولى التوفيق [/ B]"Blue"]
ـ[عمر عبد الفتاح خضر]ــــــــ[05 Sep 2008, 10:52 م]ـ
أول شىء يجب توافره فى حفظ القران (1) المكان (2) الوقت (3) الحفظ بمعنى أن أول شىء هو المكان فيجب أن يكون المكان بعيدعن الأخرين لكى تنجلى معانى الحفظ فى صدرك وتعرف تدبر معانيها وهناك كتاب إسمه 10 مفاتيح لحفظ القران وهو مفيد جدا ولكنى أذكر المفيد وينشرح قلبك للقران الكريم الأمر الثانى الوقت فيجب أن تضع لنفسك وقتا لتربط نفسك بمعاد محدد وتستطيع الحفظ فى ذالك الوقت الذى ستحدده وهناك حكمة تقول أو مثال الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك والأمر الثالت أن تحفظ كمية مناسبة بحيث تختم القران بشهر جزء على الأقل الكمية المناسبة ولا تثقل على نفسك وأيضا أن تتقن حفظك وتجتهد فيه واعلم أنك عندما تتأخر يوما تتأخر أياما ويؤثر على باقى الأيام ويجب أن تداوم على الحفظ فمن ترك القران تركه القران وخاتم المرسلين يقول تعاهدوا القرآن، فوالذي نفسي بيده، لهو أشد تَفصِّيا من الإبل في عقلها ". وهكذا رواه مسلم والله ولى التوفيق
ـ[أد. عمر ثابت خضر]ــــــــ[06 Sep 2008, 09:58 ص]ـ
جزاك الله خيرا ولدى ونفعك الله بعلم أبيك وهذا الشبل من ذاك الأسد وهذا موضوع يشهد لك به عمر وأستمر بهذه المواضيع ونحن معك وأثبت فأنت على الحق وإن شاء الله ننتظر المزيد يا ولدى(/)
المختصر فى أحكام الصيام
ـ[عمر عبد الفتاح خضر]ــــــــ[05 Sep 2008, 11:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المختصر في مسائل الصيام
بعد البحث في كتب الصيام لخصت أحكام الصيام في هذه المسائل
المسألة الأولى: تعريف الصيام
لغة: الامساك ومنه قوله تعالى إخباراً عن مريم [إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا
الشرع: التعبد لله تعالى بالإمساك عن الأكل والشرب وسائر المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس
المسألة الثانية: حكم الصيام
ركن من أركان الإسلام الخمسة
لقوله تعالى [يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون]
ولقوله صلى الله عليه وسلم [بني الإسلام على خمس [وذكر منها] وصوم رمضان] متفق عليه
وجاحد وجوب صوم رمضان كافر يعامل كالمرتد
المسالة الثالثة: متى فرض الصوم
فرض في السنة الثانية للهجرة وقد صام النبي صلى الله عليه وسلم تسع رمضانات
المسألة الرابعة: لماذا سمى رمضان بهذا الاسم
سمى بذلك لأنه يرمض الذنوب أي يحرقها ويهلكها ذكر ذلك شيخ الاسلام في شرح العمدة
المسألة الخامسة: مراحل فرضية الصيام
على ثلاثة مراحل
الأولى: فرض صيام عاشوراء
الثانية: فرض صوم رمضان على التخيير بين الإطعام والصيام
الثالثة: التأكيد على فرض صوم رمضان بدون تخيير
المسألة السادسة: متى يجب صوم رمضان:
يجب صوم رمضان بأحد أمرين
الأول: رؤية هلاله
لقول تعالى [فمن شهد منكم الشهر فليصمه]
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم [صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته] البخاري ومسلم
الثاني: إتمام شعبان ثلاثين يوماً
لقول النبي صلى الله عليه وسلم [الشهر تسع وعشرون ليلة فلا تصوموا حتى تروه فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين] البخاري
المسألة السابعة: يوم الشك وحكم صومه
يوم الشك هو يوم الثلاثين من شعبان إذا حال دون منظر الهلال ما يمنع الرؤية ليلة الثلاثين فلا يدرى هل هو متمم شعبان أو أول رمضان
حكم صومه: يحرم
لحديث عمار بن ياسر رضي الله عنه [من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم] البخاري تعليقا
المسألة الثامنة: هل ورد ذكر معين عند رؤية هلال رمضان
قال أبو داود في سننه [ليس في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث مسند صحيح]
وقال الشيخ بكر أبو زيد [في كتابه تصحيح الدعاء]
الدعاء عند دخول الشهر هذا عام في كل شهر وليس لدخول رمضان دعاء يخصه والدعاء هو ما جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا [الله أكبر اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق لما تحب وترضى ربنا وربك الله] صححه ابن حبان وحسنه الترمذي
المسألة التاسعة: هل إذا رأى الهلال أهل بلد لزم الناس كلهم الصوم
فيه خلاف بين أهل العلم
والقول الصحيح هو مذهب الشافعية واختيار شيخ الاسلام ابن تيمية وابن عثيمين رحمهم الله أنه لا يجب إلا على من رآه أو كان في حكمهم بأن توافقت مطالع الهلال فإن لم تتفق فلا يجب الصوم.
المسألة العاشرة: من رأى وحده هلال رمضان أو رأى هلال شوال هل يصوم ويفطر على الرؤيا
المسألة فيها خلاف والقول الراجح
ما ذهب إليه الحنابلة وهو اختيار الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الممتع
أن يصوم حسب رؤيته في دخول رمضان وإذا رأى هلال شوال فإنه يصوم تبعاً للناس وهذا من باب الاحتياط في العبادة في الدخول والخروج
1 - لقوله تعالى [فمن شهد منكم الشهر فليصمه]
2 - قوله صلى الله عليه وسلم [إذا رأيتموه فصوموا]
وكونه لا يفطر إلا مع الناس في خروج الشهر لأن الشهر لا يخرج إلا بشهادة رجلين وهذا رجل واحد
المسالة الحادي عشر: هل يقبل في رؤية دخول رمضان وفي خروجه قول رجل أو رجلان
اختلف العلماء في ذلك
والقول الراجح أنه يقبل في هلال رمضان قول عدل واحد ويلزم الناس الصوم
وهذا قول عمر وعلي وابن عمر رضي الله عنهم وهو المشهور عن أحمد والشافعي في الصحيح عنه
لحديث ابن عمر رضي الله عنهما [تراءى الناس الهلال فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أني رأيته فصامه وأمر الناس بصيامه] أبو داود وصححه الحاكم وابن حبان
وأما في خروج الشهر فلا بد من شاهدين عدل
لحديث [وإن شهد شاهدان ذوا عدل فصوموا وأفطروا] أحمد والنسائي
قال الترمذي [ولم يختلف أهل العلم في الإفطار أنه لا يقبل فيه إلا شهادة عدلين]
(يُتْبَعُ)
(/)
المسألة الثاني عشر: على من يجب الصوم
يجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر مقيم خال من الموانع
الشرط الأول: الإسلام وضده الكفر
فالكافر لا يُلزم بالصوم ولا يصح منه لقول تعالى [وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله ورسوله ... ] الآية
مسألة:وإذا أسلم فإنه لا يطالب بقضاء ما فاته من الشهر ولا يجب عليه. قال به الشعبي وقتادة والأوزاعي والشافعي
لقوله تعالى [قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف]
مسألة:ولكن إذا أسلم هل يلزمه قضاء ذلك اليوم الذي أسلم فيه. فيه خلاف
والصحيح أنه لا يلزمه القضاء لأنه لم يدرك زمن العبادة ما يمكنه التلبس بها
وقال بهذا القول مالك وأبو ثور وابن المنذر وهو اختيار الشيخ ابن عثيمين رحمهم الله تعالى
الشرط الثاني: البلوغ
لقوله صلى الله عليه وسلم [رفع القلم عن ثلاثة – وذكر منهم – والصبي حتى يحتلم] أبو داود وابن ماجه والنسائي وصححه الألباني
مسألة:وإذا بلغ الصبي في أثناء النهار وهو صائم فإنه يتم صومه ولا قضاء عليه وهو اختيار الشيخ ابن باز وابن عثيمين رحمهم الله
مسألة: وإذا بلغ الصبي في أثناء النهار وهو مفطر فإنه يلزمه الإمساك ولا قضاء عليه. لأنه لم يدرك وقتا يمكنه التلبس بالعبادة فيه اشبه ما لو زال عذره بعد خروج الوقت
وهو اختيار شيخ الاسلام وابن عثيمين رحمهم الله
الشرط الثالث: العقل وضده الجنون
لقول صلى الله عليه وسلم [رفع القلم عن ثلاثة – وذكر منهم – والمجنون حتى يفيق]
ويقاس عليه المهذري [المخرف] لا يجب عليه الصوم ولا إطعام لفقد الأهليه وهي العقل ذكره الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الممتع
فإن كان يُجن احيانا ويفيق أحيانا لزمه الصيام في حالة إفاقته دون حال الجنون
فإذا جُن الإنسان أثناء النهار بطل صومه لأنه صار من غير أهل العبادة ولكنه يلزمه القضاء لأنه في أول النهار من أهل الوجوب
والمغمي إذا أغمي عليه جميع النهار فلا يصح صومه لأنه ليس بعاقل ولكن يلزم القضاء لأنه مكلف
واختار الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أن لا قضاء عليه لأنه ليس له عقل وليس كالنائم
الشرط الرابع: القدرة على الصيام وضده العجز والعجز ينقسم إلى قسمين
الأول:العجز الطارئ: الذي يرجئ برؤه فعليه القضاء إذا شُفي
الثاني: العجز الدائم: الذي لا يرجئ برؤه مثل الكبير الذي لا يطيق الصيام أو المريض مرضاً مزمنا
فالواجب عليهم الإطعام بدل الصيام يطعم عن كل يوم مسكيناً
والإطعام يكون علي
1 - أن يضع طعاماً فيدعوا إليه المساكين بحسب الأيام مثل فعل أنس بن مالك
2 - أن يطعمهم طعاماً غير مطبوخ لكل مسكين نصف صاع
ووقت الإطعام بالخيار إن أطعمهم كل يوم بيومه أو يكون آخر الشهر ولكن لا يجوز تقديم الإطعام قبل رمضان
الشرط الخامس: أن يكون مقيما
فإن كان مسافراً فلا يجب عليه الصوم لقوله تعالى [فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر]
الشرط السادس: الخلو من الموانع
وهي الحيض والنفاس للنساء خاصة فلا يجب عليهن الصيام ولا يجوز أن تصوم وهي حائض أو نفساء لقول عائشة رضي الله عنها [كنا نؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة]
__________________
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه [لا عزة لنا إلا بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله]
ـ[أد. عمر ثابت خضر]ــــــــ[06 Sep 2008, 10:09 ص]ـ
هذا كلام مفيد نفعك الله عمر يا بن الغالى والله ولى التوفيق(/)
بشرى: عضو ملتقى أهل التفسير يؤم المسلمين بالمسجد الحرام.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[05 Sep 2008, 11:53 م]ـ
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعه إلى يوم الدين , وبعد:
فقد تمَّ بحمد الله تعالى تعيين الشيخ الفاضل: عادل بن سالم الكلباني (أحد أعضاء الملتقى) - حفظه الله - إماماً بالمسجد الحرام , وقد شارك في إمامة صلاة التراويح لهذه الليلة.
والشيخ حفظه الله غني عن تزكية مثلي وتعريفه , ولكني لجيرتي له وصلاتي خلفه عدة أعوام أشهد بأنه من القلائل الذين عرفتهم امتازوا في ضبط القرآن حفظاً وتجويداً وأداءاً , وأكثر ما يميزه بدائع وقوفه وابتدائه التي تسترق السامع لعظمة القرآن فلا يملك إلا قول (أعلم أن الله على كل شيئ قدير)
ومن هنا أبتدأ الشيخ الكريم والجار الفاضل بالتهنئة والتبريك سائلاً له الله أن يبلغه من خيري الدارين مبتغاه وسؤله وأن يحفظه من شر كل دابة هو آخذ بناصيتها , وأن يكثر في أمتنا أمثاله من الحفظة المتقنين إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وأرجو من المشرف إن كان الموضوع متكرراً أن يكرمني بحذفه.
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[06 Sep 2008, 02:08 ص]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
تتبعت من بيتي بالبادية المغربية صلاة تراويح يومه الجمعة، مباشرة من الحرم المكي، على القناة الفضائية، فتنبهت إلى الإمام الجديد المتميز بنبرة و اتزان و خشوع و جودة و رقة و حسن تلاوته.
تساءلت عن اسم هذا الرجل الرباني الذي حباه الله بكل هذه المكرومات الربانية التي يهبها الله لمن يختار لها من بين عباده.
و ها هو الجواب يأتي من الأخ الفاضل محمود الشنقيطي حفظه الله.
هنيئا لنا بهذا الرجل الرباني، و بارك الله فيه و نفع به و بعلمه.
آمين آمين يارب العالمين.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[06 Sep 2008, 06:02 ص]ـ
لا مزيد على كلامك يا شيخ محمود وفقك الله
وأود أن أشير إلى نقطة مهمة وهي عناية الشيخ عادل الكلباني ـ حفظه الله ـ بالقراءة على القراء المتقنين، وله إجازات كثيرة في رواية حفص عن عاصم، وكم كنت أتمنى لو توسع الشيخ في علم القراءات وتبحر فيه، فإن مثله أهل لخوض غمار هذا العلم العزيز النفيس، لشدة تعلقه بالقرآن، ومعرفته بفضل هذا العلم.
ولكن قدر الله وما شاء فعل، وكل ميسر لما خلق له.
ـ[السراج]ــــــــ[06 Sep 2008, 07:28 ص]ـ
الشيخ عادل الكلباني إماماً للحرم المكي
الرابط:
http://www.alriyadh.com/2008/09/05/article372139.html
ـ[عمر عبد الفتاح خضر]ــــــــ[06 Sep 2008, 12:35 م]ـ
نفع الله بالشيخ الكلباني الإسلام والمسلمين، والشكرموصول لكل من سبقني.
ـ[سالم التميمي]ــــــــ[13 Sep 2008, 12:05 ص]ـ
نفع الله به ,,
ـ[أبو الحسين باوزير]ــــــــ[13 Sep 2008, 12:15 ص]ـ
مثل هؤلاء يكونون أئمة للحرمين الشريفين.
بارك الله في الشيخ وسدد على الحق خطاه.
ـ[أمل الأمة المنتظر]ــــــــ[13 Sep 2008, 12:31 ص]ـ
نفع الله بالجميع ووفقهم لكل خير
ـ[ابراهيم عبد القادر]ــــــــ[13 Sep 2008, 12:53 ص]ـ
الله أكبر ولله الحمد خير من يأم الناس الشيخ الكلباني
هذا أحدى بذرات الخير للأمه من هذا الملتقى المبارك بارك الله في القائمين عليه وجعل بذرات الخير تنبع الى العالم أجمع ان شاء الله(/)
معذرة يا شهرالخير والبركه والعزه والانتصارات
ـ[ابراهيم عبد القادر]ــــــــ[07 Sep 2008, 01:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن عظم رمضان وجماله، وبهاء الشهر العظيم وروعته،
بدا ظاهرا جليا فيما يلتزمه المسلمون في شهرهم هذا من مظاهر الطاعة في كل اتجاهاتها، طاعة فيها كل معاني السمو الروحي،
التي تكبح جماح النفس عن نزواتها، وتحد من هفواتها وشهواتها، تتغلب فيه الروح على البدن والجسد،
وتكون النفس المؤمنة، أكثر استعدادا لقبول نفحات خالقها ـ جل وعلا ـ.
ولكن للأسف انصرف كثير من المسلمين عن حقوق رمضان
معذرة يا رمضان!!!
معذرة يا شهر الخير والعزة والبركة والانتصارات!!!
معذرة إليك إذا لم تجد عندنا ما كنت تأمل وترجو ...
كنت تشرق على أمة الإسلام وهي عزيزة لم تقف على الأبواب، ولم تستعطف الأعداء ولم تخضع للكافرين.
كنت تشرق عليها وإن في كل أرض منها أذانا يعلو،
وأعلام ترفع، وشعائر يتكلم بها الناس.
كنت تشرق عليها وإنها لسيدة العالم، وقائدة الدنيا.
واليوم على ماذا تشرق؟؟
على جرح فلسطين الدامي؟
أم على آلام العراق؟ أم على هوان أهل الإسلام؟
معذرة يا رمضان لقد أطرقت رؤوسنا خجلا،
وعدت إلينا وقد غرقنا في ذلنا ..
رمضان عدت وهذه أوطاننا** عم الفساد بها وزاد وطالا
ضاعت مقاييس الفضيلة بيننا** وتبدلت أحوالنا أوحالا
فالحر اصبح في البلاد مضيعا ** والنذل امسى سيدا مفضالا
رمضان ها قد جئت تطرق بابنا ** وتريد منا ان نكون رجالا(/)
ملف كامل وشامل عن شهر رمضان .... ارجو التثبيت
ـ[ابراهيم عبد القادر]ــــــــ[07 Sep 2008, 02:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ملف كامل وشامل عن شهر رمضان .... ارجو التثبيت
--------------------------------------------------------------------------------
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد:
فقد كان سلفنا الصالح من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والتابعين لهم بإحسان يهتمون بشهر رمضان ويفرحون بقدومه , كانوا يدعون الله أن يبلغهم رمضان ثم يدعونه أن يتقبله منهم , كانوا يصومون أيامه ويحفظون صيامهم عما يبطله أو ينقصه من اللغو واللهو واللعب والغيبة والنميمة والكذب , وكانوا يحيون لياليه بالقيام وتلاوة القرآن , كانوا يتعاهدون فيه الفقراء والمساكين بالصدقة والإحسان وإطعام الطعام وتفطير الصوام , كانوا يجاهدون فيه أنفسهم بطاعة الله ويجاهدون أعداء الإسلام في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا ويكون الدين كله لله فقد كانت غزوة بدر الكبرى التي انتصر فيها المسلمون على عدوهم في اليوم السابع عشر من رمضان , وكانت غزوة فتح مكة في عشرين من رمضان حيث دخل الناس في دين الله أفواجا وأصبحت مكة دار إسلام.
فليس شهر رمضان شهر خمول ونوم وكسل كما يظنه بعض الناس ولكنه شهر جهاد وعبادة وعمل لذا ينبغي لنا أن نستقبله بالفرح والسرور والحفاوة والتكرم , وكيف لا نكون كذلك في شهر اختاره الله لفريضة الصيام ومشروعية القيام وإنزال القرآن الكريم لهداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور , وكيف لا نفرح بشهر تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتغل فيه الشياطين وتضاعف فيه الحسنات وترفع الدرجات وتغفر الخطايا والسيئات.
ينبغي لنا أن ننتهز فرصة الحياة والصحة والشباب فنعمرها بطاعة الله وحسن عبادته وأن ننتهز فرصة قدوم هذا الشهر الكريم فنجدد العهد مع الله تعالى على التوبة الصادقة في جميع الأوقات من جميع الذنوب والسيئات , وأن نلتزم بطاعة الله تعالى مدى الحياة بامتثال أوامره واجتناب نواهيه لنكون من الفائزين يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ
وصدق الله العظيم إذ يقول وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا وأن نحافظ على فعل الواجبات والمستحبات وترك المحرمات والمكروهات في رمضان وغيره عملا بقول الله تعالى وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ أي حتى تموت وقوله تعالى قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ
ينبغي أن نستقبل هذا الشهر الكريم بالعزيمة الصادقة على صيامه وقيامه إيمانا واحتسابا لا تقليدا وتبعية للآخرين , وأن تصوم جوارحنا عن الآثام من الكلام المحرم والنظر المحرم والاستماع المحرم والأكل والشرب المحرم لنفوز بالمغفرة والعتق من النار ينبغي لنا أن نحافظ على آداب الصيام من تأخير السحور إلى آخر جزء من الليل وتعجيل الفطر إذا تحققنا غروب الشمس والزيادة في أعمال الخير وأن يقول الصائم إذا شتم "إني صائم" فلا يسب من سبه ولا يقابل السيئة بمثلها بل يقابلها بالكلمة التي هي أحسن ليتم صومه ويقبل عمله , يجب علينا الإخلاص لله عز وجل في صلاتنا وصيامنا وجميع أعمالنا فإن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان صالحا وابتغي به وجهه , والعمل الصالح هو الخالص لله الموافق لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ينبغي للمسلم أن يحافظ على صلاة التراويح وهي قيام رمضان اقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه وخلفائه الراشدين واحتسابا للأجر والثواب المرتب عليها قال - صلى الله عليه وسلم - من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه متفق عليه. وأن يقوم المصلي مع الإمام حتى ينتهي ليكتب له قيام ليلة لحديث أبي ذر الذي رواه أحمد والترمذي وصححه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأن يحيي ليالي العشر الأواخر من رمضان بالصلاة وقراءة القرآن والذكر والدعاء والاستغفار اتباعا للسنة وطلبا لليلة القدر التي هي خير من ألف شهر - ثلاث وثمانين سنة وأربعة أشهر - وهي الليلة المباركة التي شرفها الله بإنزال القرآن فيها وتنزل الملائكة والروح فيها , وهي الليلة التي من قامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه , وهي محصورة في العشر الأواخر من رمضان فينبغي للمسلم أن يجتهد في كل ليلة منها بالصلاة والتوبة والذكر والدعاء والاستغفار وسؤال الجنة والنجاة من النار لعل الله أن يتقبل منا ويتوب علينا ويدخلنا الجنة وينجينا من النار ووالدينا والمسلمين , وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا ليله وشد مئزره وأيقظ أهله ولنا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة , وشد المئزر فسر باعتزال النساء وفسر بالتشمير في العبادة.
وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعتكف في العشر الأواخر من رمضان والمعتكف ممنوع من قرب النساء.
وينبغي للمسلم الصائم أن يحافظ على تلاوة القرآن الكريم في رمضان وغيره بتدبر وتفكر ليكون حجة له عند ربه وشفيعا له يوم القيامة وقد تكفل الله لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة بقوله تعالى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى
وينبغي أن يتدارس القرآن مع غيره ليفوزوا بالكرامات الأربع التي أخبر بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله في من عنده رواه مسلم.
وينبغي للمسلم أن يلح على الله بالدعاء والاستغفار بالليل والنهار في حال صيامه وعند سحوره فقد ثبت في الحديث الصحيح أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول "من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فاغفر له" , حتى يطلع الفجر رواه مسلم في صحيحه.
وورد الحث على الدعاء في حال الصيام وعند الإفطار وأن من الدعوات المستجابة دعاء الصائم حتى يفطر أو حين يفطر وقد أمر الله بالدعاء وتكفل بالإجابة وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [سورة غافر:آية 60].
وينبغي للمسلم أن يحفظ أوقات حياته القصيرة المحدودة , فما ينفعه من عبادة ربه المتنوعة القاصرة , والمتعدية ويصونها عما يضره في دينه ودنياه وآخرته وخصوصا أوقات شهر رمضان الشريفة الفاضلة التي لا تعوض ولا تقدر بثمن وهي شاهدة للطائعين بطاعاتهم وشاهدة على العاصين والغافلين بمعاصيهم وغفلاتهم.
وينبغي تنظيم الوقت بدقة لئلا يضيع منه شيء بدون عمل وفائدة فإنك مسئول عن أوقاتك ومحاسب عليها ومجزي على ما عملت فيها.
ويسرني أن أتحف القارئ الكريم برسم خطة مختصرة لتنظيم أوقات هذا الشهر الكريم , ولعلها أن يقاس عليها ما سواها من شهور الحياة القصيرة فينبغي للمسلم إذا صلى الفجر أن يجلس في المسجد يقرأ القرآن الكريم وأذكار الصباح ويذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس وبعد طلوعها بحوالي ربع ساعة أي بعد خروج وقت النهي يصلي ركعتين أو ما شاء الله ليفوز بأجر حجة وعمرة تامة كما في الحديث الذي رواه الترمذي وحسنه.
ولنا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه الكرام أسوة حسنة فقد كانوا إذا صلوا الفجر جلسوا في المسجد يذكرون الله تعالى حتى تطلع الشمس , ويلاحظ أن المسلم إذا جلس في مصلاه لا يزال في صلاة وعبادة كما وردت السنة بذلك وبعد ذلك ينام إلى وقت العمل ثم يذهب إلى عمله ولا ينسى مراقبة الله تعالى وذكره في جميع أوقاته وأن يحافظ على الصلوات الخمس في أوقاتها مع الجماعة , والذي ليس عنده عمل من الأفضل له أن ينام بعد الظهر ليرتاح وليستعين به على قيام الليل فيكون نومه عبادة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد صلاة العصر يقرأ أذكار المساء وما تيسر من القرآن الكريم وبعد المغرب وقت للعشاء والراحة وبعد ذلك يصلي العشاء والتراويح وبعد صلاة التراويح يقضي حوائجه الضرورية لحياته اليومية المنوطة به لمدة ساعتين تقريبا ثم ينام إلى أن يحين وقت السحور فيقوم ويذكر الله ويتوضأ ويصلي ما كتب له ثم يشغل نقسه فبل السحور وبعده بذكر الله والدعاء والاستغفار والتوبة إلى أن يحين وقت صلاة الفجر.
والخلاصة أنه ينبغي للمسلم الراجي رحمة ربه الخائف من عذابه أن يراقب الله تعالى في جميع أوقاته في سره وعلانيته وأن يلهج بذكر الله تعالى قائما وقاعدا وعلى جنبه كما وصف الله المؤمنين بذلك , ومن علامات القبول لزوم تقوى الله عز وجل لقوله تعالى إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا.
إن الملوك إذا شابت عبيدهم ... في رقهم عتقوهم عتق أبرار
وأنت ياخالقي أولى بذا كرما ... قد شيت في الرق فاعتقني من النار
يقول ابن عباس رضي الله عنهما: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان اجود مايكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن .. ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة.
والريح المرسلة التي تهب معطاءة وكريمة ورخوا فكان المصطفى عليه الصلاة والسلام أجود الناس في رمضان. ماسئل سؤالا فقال: لا
وفي رمضان يُخصص هذا الشهر لقراءة القرآن .. وقد فهم هذا علماء الأمة فعطلوا الفتيا وحلقات العلم والتدريس والاتصالات الخارجية بالناس وأخذوا المصحف يتدارسونه يضعون دواءه على الجراحات ويأخذون بلسمه على الأرض والأسقام فيشفيهم رب الأرض والسماء لأن هذا القرآن شفاء ونزل في الليل وأتى في رمضان ليحيى الأمة الميتة التي ماعرفت الحياة وينير بصيرة الأمة التي ماعرفت البصيرة ويرفع رأس الأمة التي كانت في التراب.
لما أتى عليه الصلاة والسلام قال لأمته في أول رمضان ماقاله الله تبارك وتعالى: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزئ به) لأنه سر بينك وبين الله لايطلع على صيامك إلا الله ولا يعلم أنك صائم إلا الله بإمكانك أن تأكل وراء الجدران وأن تشرب وراء الحيطان ولكن من الذي يعلم السر وأخفى إلا الله.
من الذي يعلم أنك أكلت أو شربت أو تمتعت؟ إلا الله .. هو رب الظلام ورب الضياء.
فالصلاة تُصلى بمجمع من الناس .. والزكاة تزكى بمجمع من الناس .. والحج يُحج بمجمع من الناس .. أما الصيام فيا سبحان الله: قد تختفي في الظلام وتأكل وتشرب ويظن الناس أنك صائم .. ولكن الله يدري أنك لست بصائم .. هو سر بينك وبين الله ..
ثم أنظر للتلطف في لفظ الحديث القدسي يوم يقول الله تعالى: يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي يقول الله: ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك) حديث صحيح.
يوم تهب رائحة الصوم .. ويتأذى منها الناس .. تنبعث شذا وعبيرا فتسبح عبر الأثير إلى الحي القيوم .. فتكون كالمسك الخالص.
كل عمل ابن آدم له الحسنة بمثلها أو بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة إلا الصيام فلا يعلم ثوابه إلا الله. وخصص الله للصائمين بابا في الجنة بابا واسعا يدخل منه الصوام يوم القيامة يناديهم الله بصوته إذا دخلوا: كلوا يامن لم يأكلوا واشربوا يامن لم يشربوا وتمتعوا يامن لم يتمتعوا.
وفي الحديث: (إن في الجنة بابا يسمى الريان يدخل منه الصائمون لايدخل منه غيرهم فإذا دخلوا أغلق الباب فلا يدخل منه غيرهم)
وقال: (من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا).
فيا أيها المسلمون:
يامن ولدتم على لا إله إلا الله .. ويامن شببتم على لا إله إلا الله جاءكم شهر رمضان وأصبح منكم قاب قوسين أو أدنى فالله الله .. لايخرج رمضان منكم وقد خاب الكثير لاتعوض فإنه التوبة وإنه القبول من الله أكثروا فيه من الذكر بآيات الله البينات واهجروا الأغاني الماجنات الخليعات السافلات السخيفات التي أغوت القلوب عن ربها سبحانه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فاغتنموه أن تعتق رقابكم من النار وان تبيض وجوهكم يوم تعرضون على الواحد القهار طوبى لبطون جاعت في سبيل الله .. هنيئا لأكباد ظمئت لمرضاة الله هنيئا لكم يوم أدرككم الشهر تصومونه إيمانا واحتسابا ويباهي بكم الملائكة من فوق سبع سماوات فياأيتها الأمة الخالدة ياأيتها الأمة التي رضي الله عنها بمحسنها.
كفروا عن سيائتكم في هذا الشهر وجددوا توبتكم مع الله.
فحياك الله يارمضان .. لتحط عنها بفضل الله كل خطيئة وخسران ولوردنا الحوض المورود نشرب منه بإذن الله شربة لانظمأ بعدها أبدا.
بتصرف من ك / دورس المسجد في رمضان .. للشيخ عائض القرني. صـ 90
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد:
فإن شهر رمضان المبارك موسم عبادات متنوعة من صيام وقيام وتلاوة قرآن وصدقة وإحسان وذكر ودعاء واستغفار - وسؤال الجنة والنجاة من النار. فالموفق من حفظ أوقاته في ليله ونهاره وشغلها فيما يسعده ويقربه إلى ربه على الوجه المشروع بلا زيادة ولا نقصان ومن المعلوم لدى كل مسلم أنه يشترط لقبول العمل الإخلاص لله المعبود والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم.
لذا يتعين على المسلم أن يتعلم أحكام الصيام على من يجب , وشروط وجوبه وشروط صحته ومن يباح له الفطر في رمضان ومن لا يباح له وما هي آداب الصائم وما الذي يستحب له. وما هي الأشياء التي تفسد الصيام ويفطر بها الصائم وما هي أحكام القيام!!!
وكثير من الناس مقصر في معرفة هذه الأحكام لذا تراهم يقعون في أخطاء كثيرة منها:-
1 - عدم معرفة أحكام الصيام وعدم السؤال عنها وقد قال الله تعالى فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ وقال عليه الصلاة والسلام من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين متفق عليه.
2 - استقبال هذا الشهر الكريم باللهو واللعب بدلا من ذكر الله وشكره أن بلغهم هذا الشهر العظيم وبدلا من أن يستقبلوه بالتوبة الصادقة والإنابة إلى الله ومحاسبة النفس في كل صغيره وكبيرة قبل أن تحاسب وتجزى على ما عملت من خير وشر.
3 - يلاحظ أن بعض الناس إذا جاء رمضان تابوا وصلوا وصاموا فإذا انقضى عادوا إلى ترك الصلاة وفعل المعاصي. فهؤلاء بئس القوم. لأنهم لا يعرفون الله إلا في رمضان. ألم يعلموا أن رب الشهور واحد وأن المعاصي حرام في كل وقت وأن الله مطلع عليهم في كل زمان ومكان فليتوبوا إلى الله تعالى توبة نصوحا بترك المعاصي والندم على ما كان منها والعزم على عدم العودة إليها في المستقبل حتى تقبل توبتهم وتغفر ذنوبهم وتمحى سيئاتهم.
4 - اعتقاد البعض من الناس أن شهر رمضان فرصة للنوم والكسل في النهار والسهر في الليل وفي الغالب يكون هذا السهر على ما يغضب الله عز وجل من اللهو واللعب والغفلة والقيل والقال والغيبة والنميمة وهذا فيه خطر عظيم وخسارة جسيمة عليهم. وهذه الأيام المعدودات شاهدة للطائعين بطاعاتهم وشاهدة على العاصين والغافلين بمعاصيهم وغفلاتهم.
5 - يلاحظ أن بعض الناس يستاء من دخول شهر رمضان ويفرح بخروجه لأنهم يرون فيه حرمانا لهم من ممارسة شهواتهم فيصومون مجاراة للناس وتقليدا وتبعية لهم ويفضلون عليه غيره من الشهور مع أنه شهر بركة ومغفرة ورحمة وعتق من النار للمسلم الذي يؤدي الواجبات ويترك المحرمات ويمتثل الأوامر ويترك النواهي.
6 - أن بعض الناس يسهرون في ليالي رمضان غالبا فيما لا تحمد عقباه من الملاهي والملاعب والتجول في الشوارع والجلوس على الأرصفة ثم يتسحرون بعد نصف الليل وينامون عن أداء صلاة الفجر في وقتها مع الجماعة وفي ذلك عدة مخالفات:
أ) السهر فيما لا يجدي وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها إلا في خير وفي الحديث الذي رواه أحمد لا سمر إلا لمصل أو مسافر ورمز السيوطي لحسنه.
ب) ضياع أوقاتهم الثمينة في رمضان بدون أن يستفيدوا منها شيئا وسوف يتحرز الإنسان على كل وقت يمر به لا يذكر الله فيه.
جـ) تقديم السحور قبل وقته المشروع آخر الليل قبيل طلوع الفجر.
(يُتْبَعُ)
(/)
د) والمصيبة العظمى النوم عن أداء صلاة الفجر في وقتها مع الجماعة التي تعدل قيام الليل أو نصفه كما في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله وبذلك يتصفون بصفات المنافقين الذين لا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ويؤخرونها عن أوقاتها ويتخلفون عن جماعتها ويحرمون أنفسهم الفضل العظيم والثواب الجسيم المرتب عليها.
7 - التحرز من المفطرات الحسية كالأكل والشرب والجماع وعدم التحرز من المفطرات المعنوية كالغيبة والنميمة والكذب واللعن والسباب وإطلاق النظر إلى النساء في الشوارع والمحلات التجارية , فيجب على كل مسلم أن يهتم بصيامه وأن يبتعد عن هذه المحرمات والمفطرات فرب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر والتعب قال النبي صلى الله عليه وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه رواه البخاري.
8 - ترك صلاة التراويح التي وعد من قامها إيمانا واحتسابا بمغفرة ما مضى من ذنوبه وفي تركها استهانة بهذا الثواب العظيم والأجر الجسيم فالكثير من المسلمين لا يؤديها وربما صلى قليلا منها ثم انصرف وحجته في ذلك أنها سنة.
ونقول نعم هي سنة مؤكدة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون والتابعون لهم بإحسان وهي تقرب العبد إلى ربه. ومن أسباب مغفرة الله لعبده ومحبته له. وتركها يعتبر من الحرمان العظيم نعوذ بالله من ذلك وربما وافق المصلي ليلة القدر ففاز بعظيم المغفرة والأجر والسنن شرعت لجبر نقص الفرائض وهي من أسباب محبة الله لعبده وإجابة دعائه ومن أسباب تكفير السيئات ومضاعفة الحسنات ورفع الدرجات.
ولا ينبغي للرجل أن يتخلف عن صلاة التراويح لينال ثوابها وأجرها ولا ينصرف منها حتى ينتهي الإمام منها ومن الوتر ليحصل له أجر قيام الليل كله لقوله صلى الله عليه وسلم من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة رواه أهل السنن بسند صحيح.
9 - يلاحظ أن بعض الناس قد يصوم ولا يصلي أو يصلي في رمضان فقط. فمثل هذا لا يفيده صوم ولا صدقة لأن الصلاة عماد الدين الإسلامي الذي يقوم عليه.
10 - اللجوء إلى السفر إلى الخارج في رمضان بدون حاجة وضرورة بل من أجل التحيل على الفطر. بحجة أنه مسافر ومثل هذا السفر لا يجور ولا يحل له أن يفطر فيه والله لا تخفى عليه حيل المحتالين وغالب من يفعل ذلك متعاطي المسكرات والمخدرات عافانا الله والمسلمين منها.
11 - الفطر على بعض المحرمات لوصفها كالمسكرات والمخدرات ومنها شرب الدخان والشيشة " النارجيلة " أو لكسبها كالمال المكتسب من حرام كالرشوة وشهادة الزور والكذب والأيمان الكاذبة والمعاملات الربوية والذي يأكل الحرام أو يشربه لا يقبل منه عمل ولا يستجاب له دعاء. إن تصدق منه لم تقبل صدقته وإن حج منه لم يقبل حجه.
12 - يلاحظ على بعض الأئمة في صلاة التراويح أنهم يسرعون فيها سرعة تخل بالمقصود من الصلاة يسرعون في التلاوة للقرآن الكريم والمطلوب فيها الترتيل ولا يطمئنون في ركوعها ولا سجودها. ولا يطمئنون في القيام بعد الركوع والجلوس بين السجدتين وهذا أمر لا يجوز ولا تتم به الصلاة. والواجب الطمأنينة في القيام والقعود والركوع والسجود وفي القيام بعد الركوع والجلوس بين السجدتين. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للذي لم يطمئن في صلاته ارجع فصل فإنك لم تصل متفق عليه. وأسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته فلا يتم ركوعها ولا سجودها ولا القراءة فيها. والصلاة مكيال فمن وفى وفي له ومن طفف فويل للمطففين
(يُتْبَعُ)
(/)
13 - تطويل دعاء القنوت والإتيان فيه بأدعية غير مأثورة مما يسبب السآمة والملل لدى المأمومين والوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء قنوت الوتر كلمات يسيرة وهي عن الحسن بن علي رصي الله عنهما قال علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت. وتولني فيمن توليت. وبارك لي فيما أعطيت. وقني شر ما قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت. تباركت ربنا وتعاليت قال الترمذي: حديث حسن ولا يعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم في القنوت شيء أحسن من هذا.
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في آخر وتره اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك رواه أحمد وأهل السنن. والناس يقولون هدا الدعاء في أثناء قنوت الوتر ثم يأتون بأدعية طويلة ومملة. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستحب الجوامع من الدعاء ويدع ما سوى ذلك.
كما في الحديث الذي رواه أبو داود والحاكم وصححه. فينبغي الاقتصار في دعاء القنوت على الأدعية المأثورة الجامعة لخير الدنيا والآخرة وهي موجودة في كتب الأذكار. اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ولئلا يشق على المأمومين.
14 - السنة أن يقال بعد السلام من الوتر (سبحان الملك القدوس) ثلاث مرات للحديث الذي رواه أبو داود والنسائي بسند صحيح والناس لا يقولونها وعلى أئمة المساجد تذكير الناس بها.
15 - يلاحظ على كثير من المأمومين في صلاة التراويح وغيرها من الصلوات مسابقة الإمام في الركوع والسجود والقيام والقعود والخفض والرفع خداعا من الشيطان واستخفافا منهم بالصلاة. وحالات المأموم مع إمامه في صلاة الجماعة أربع حالات واحدة منها مشروعة وثلاث ممنوعة وهي المسابقة والمخالفة والموافقة.
والمشروع في حق المأموم هو المتابعة بأن يأتي بأفعال الصلاة بعد إمامه مباشرة فلا يسبقه بها ولا يوافقه ولا يتخلف عنه والمسابقة مبطلة للصلاة لقوله صلى الله عليه وسلم أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار أو يجعل صورته صورة حمار متفق عليه. وذلك لإساءته في صلاته لأنه لا صلاة له. ولو كانت له صلاة لرجاله الثواب ولم يخف عليه العقاب أن يحول الله رأسه رأس حمار.
16 - يلاحظ على بعض المأمومين أنهم يحملون المصاحف في قيام رمضان ويتابعون بها قراءة الإمام وهذا العمل غير مشروع ولا مأثور عن السلف ولا ينبغي إلا لمن يرد على الإمام إذا غلط والمأموم مأمور بالاستماع والإنصات لقراءة الإمام لقول الله تعالى وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ سورة الأعراف، آية: 204.
قال الإمام أحمد: أجمع الناس على أن هذه الآية في الصلاة. وقد نبه على هذه المسألة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين في التنبيهات على المخالفات في الصلاة وقال أن هذا العمل يشغل المصلي عن الخشوع والتدبر ويعتبر عبثا.
17 - أن بعض أئمة المساجد يرفع صوته بدعاء القنوت أكثر من اللازم ولا ينبغي رفع الصوت إلا بقدر ما يسمع المأموم وقد قال تعالى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ولما رفع الصحابة رضي الله عنهم أصواتهم بالتكبير نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال أربعوا على أنفسكم إنكم لا تدعون أصما ولا غائبا رواه البخاري ومسلم.
18 - يلاحظ على كثير من الأئمة في الصلوات التي يشرع تطويل القراءة فيها كقيام رمضان وصلاة الكسوف أنهم يخففون الركوع والسجود والقيام بعد الركوع والجلوس بين السجدتين والمشروع أن تكون الصلاة متناسبة اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم فقد كان مقدار ركوعه وسجوده قريبا من قيامه وكان إذ ارفع رأسه من الركوع مكث قائما حتى يقول القائل قد نسي وإذا رفع رأسه من السجود مكث جالسا حتى يقول القائل قد نسي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال البراء بن عازب رضي الله عنه: رمقت الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم فوجدت قيامه فركعته فقيامه بعد الركوع فسجدته فجلوسه بين السجدتين قريبا من السواء وفي رواية ما خلا القيام والقعود قريبا من السواء والمراد أنه إذا أطال القيام أطال الركوع والسجود وما بينهما وإذا خفف القيام خفف الركوع والسجود وما بينهما.
وينصح أئمة المساجد أن يقرءوا صفة صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في زاد المعاد وفي كتاب الصلاة لابن القيم رحمه الله فقد أجاد في وصفها وأفاد رحمه الله وغفر لنا وله ولوالدينا ولجميع المسلمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
1 - احرص على أن يكون هذا الشهر المبارك نقطة محاسبة وتقوم لأعمالك ومراجعة وتصحيح لحياتك.
2 - احرص على المحافظة على صلاة التراويح جماعة فقد قال صلى الله عليه وسلم من صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة
- احذر من الإسراف في المال وغيره فالإسراف محرم ويقلل من حظك في الصدقات التي تؤجر عليها.
4 - اعقد العزم على الاستمرار بعد رمضان على ما اعتدت عليه فيه.
5 - اعتبر بمضي الزمان وتتابع الأحوال على انقضاء العمر.
6 - إن هذا الشهر هو شهر عبادة وعمل وليس نوم وكسل.
7 - عود لسانك على دوام الذكر ولا تكن من الذين لا يذكرون الله إلا قليلا.
8 - عند شعورك بالجوع تذكر أنك ضعيف ولا تستغني عن الطعام وغيره من نعم الله.
9 - انتهز فرصة هذا الشهر للامتناع الدائم عن تعاطي مالا ينفعك بل يضرك.
10 - اعلم أن العمل أمانة فحاسب نفسك هل أداءه كما ينبغي.
11 - سارع إلى طلب العفو ممن ظلمته قبل أن يأخذ من حسناتك.
12 - احرص على أن تفطر صائما فيصير لك مثل أجره.
13 - اعلم أن الله أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين ويقبل التوبة من التائبين وهو سبحانه شديد العقاب يمهل ولا يهمل.
14 - إذا فعلت معصية وسترك الله سبحانه وتعالى فأعلم أنه إنذار لك لتتوب فسارع للتوبة واعقد العزم على عدم العودة لتلك المعصية.
15 - اعلم أن الله سبحانه تعالى أباح لنا الترويح عن النفس بغير الحرام ولكن التمادي وجعل الوقت كله ترويحا يفوت فرصة الاستزادة من الخير.
16 - احرص على الاستزادة من معرفة تفسير القرآن - وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم - والسيرة العطرة - وعلوم الدين. فطلب العلم عبادة.
17 - ابتعد عن جلساء السوء واحرص على مصاحبة الأخيار الصالحين.
18 - إن الاعتياد على التبكير إلى المساجد يدل على عظيم الشوق والأنس بالعبادة ومناجاة الخالق.
19 - احرص على توجيه من تحت إدارتك إلى ما ينفعهم في دينهم فإنهم يقبلون منك أكثر من غيرك.
20 - لا تكثر من أصناف الطعام في وجبة الإفطار فهذا يشغل أهل البيت عن الاستفادة من نهار رمضان في قراءة القرآن وغيره من العبادات.
21 - قلل من الذهاب إلى الأسواق في ليالي رمضان وخصوصا في آخر الشهر لئلا تضيع عليك تلك الأوقات الثمينة.
22 - اعلم أن هذا الشهر المبارك ضيف راحل فأحسن ضيافته فما أسرع ما تذكره إذا ولى.
23 - احرص على قيام ليالي العشر الأواخر فهي ليالي فاضلة وفيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
24 - اعلم أن يوم العيد يوم شكر للرب فلا تجعله يوم انطلاق مما حبست عنه نفسك في هذا الشهر.
25 - تذكر وأنت فرح مسرور بيوم العيد إخوانك اليتامى والثكالى والمعدمين واعلم أن من فضلك عليهم قادر على أن يبدل هذا الحال فسارع إلى شكر النعم ومواساتهم.
26 - احذر من الفطر دون عذر فإن من أفطر يوما من رمضان لم يقضه صوم الدهر كله ولو صامه.
27 - اجعل لنفسك نصيبا ولو يسيرا من الاعتكاف.
28 - يحسن الجهر بالتكبير ليلة العيد ويومه إلى أداء الصلاة.
29 - اجعل لنفسك نصيبا من صوم التطوع ولا يكن عهدك بالصيام في رمضان فقط.
30 - حاسب نفسك في جميع أمورك ومنها:
المحافظة على الصلاة جماعة - الزكاة - صلة الأرحام - بر الو الدين - تفقد الجيران - الصفح عمن بينك وبينه شحناء - عدم الإسراف - تربية من تحت يديك - الاهتمام بأمور إخوانك المسلمين - عدم صرف شيء مما وليت عليه لفائدة نفسك - استجابتك وفرحك بالنصح - الحذر من الرياء - حبك لأخيك ما تحب لنفسك - سعيك بالإصلاح - عدم غيبة إخوانك - تلاوة القرآن وتدبر معانيه - الخشوع عند سماعه.
(يُتْبَعُ)
(/)
صحاب الدرب الأخضر, درب الخير, بداية تهنئة قلبية مني لكم و (كل رمضان وأنتم إلى الله أقرب) يأتي رمضان كل عام, وينتظره المسلمون بكل لهفة وشوق عارم وبهجة .. رمضان شهر تربوي, حيوي, تفاعلي, تلاحمي ..
رمضان هو شهر انتصار الإنسان, بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى, انتصار على الشيطان, انتصار على الشهوات, انتصار على السيئات, انتصار نفخة الروح على طينة الأرض!
رمضان فرصة لتغيير شخصياتنا إلى الأفضل, لتحويلها إلى شخصية ودودة أكثر اجتماعية, وأكثر تدينا, وأكثر تلاحما وترابطا مع أفراد الأسرة بل والمجتمع والأمة بأسرها .. !
رمضان شهر الجود, وطيب النفس, ليس شهر الخمول والتكاسل وضيق الصدر والتضجر من كل شيء .. !
إذن عزيزي مادمت معي في كل ما سبق هات يدك لنخرج التواكلية والتكاسلية من أذهاننا, وأفعالنا .. ولنستقبل رمضانا كما ينبغي له أن يستقبل ..
إذن السؤال المطروح الآن هو: هل فكرت عزيزي الشاب أن تجعل رمضان هذه السنة شيئا مختلفاً .. ؟!
واليك حزمة خضراء من الأفكار الجرئية المجربة والتي أثبتت فعاليتها ..
1. اصحب أسرتك إلى البَرْ: لتعد شقيقاتك الشاي والقهوة لنزهة أسرية برية , ولتنطلق مخلفا ضجيج وأضواء المدينة وراءك , اتخذ مكانا مناسبا مع أسرتك وحبذا لو كان مرتفعا , وجولوا بأبصاركم السماء بحثا عن (هلال رمضان) .. عزيزي حتى لو أعلن في وسائل الإعلان عن رؤية الهلال, جرِّب الفكرة, حتما ستكون ممتعة, مرحة ... ولها طعم فريد خاص.
2. جلسة ودية, وتعريف بالضيف ... إشاعة الفرح بمقدمه .. تتناول فيها مع أسرتك شيئا مما ورد في فضل شهر رمضان المبارك.
3. أرسل بطاقة تهنئة: بريديا, أو عن طريق البريد الالكتروني, لأقاربك وأصدقائك بمناسبة قدوم شهر رمضان.
4. جرب أن تضع على باب غرفة شقيقتك بطاقة تهنئة, مع هدية كتيب أذكار ... حقا منذ متى لم تفا جيء أختك بهدية .. ؟!
5. وللصغار نصيب: عزيزي يفرح الصغار بالأفكار غير التقليدية, من بوسترات, وبطاقات ملونة, و دفاتر تلوين, وهذه التي سبق ذكرها كثيرة تمتليء بها المكتبات, أن لم تجدها بالمكتبة, فزر مواقع البطاقات في الانترنت واطبع منها, وقدمها هدية لإخوانك الصغار.
6. علق في غرفة أخوتك الصغار بعض العبارات والأحاديث الشريفة, على سبيل المثال: (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)
(تسحروا فان في السحور بركة) (للصائم فرحتان) ... وهكذا , على أن تخرج بإخراج جذاب , وتستطيع أن تعدها ببرامج الفوتوشوب , أو زر مواقع البطاقات في الانترنت ففيها الكثير ...
7. هل جربت أن تستضيف طالب علم, أو إمام المسجد ليلقي شيئا مختصرا على مسامع الأسرة عن أحكام شهر رمضان, وتسمعه النساء من وراء حجاب ... على أن لا تطول الجلسة .. تكفي 35 دقيقة .. ثم يودع الضيف بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم ... نستفيد عدة أمور منها:
- تعليم وتدريب أطفالنا توقير العلم وأهله.
- يشيع في البيت ذكر الله.
8. الوالدة, العمة, الجدة ... كبيرات السن من المحارم .. أليس لهن نصيب من تعليم .. مراجعة قصار السور معهن , تحفيظهن آية الكرسي, خواتيم سورة البقرة والكهف, المعوذات وبعض قصار السور .. مراجعة معهن صفة الصلاة والوضوء.
9. وللخدم نصيب: إهداء الخدم أو السائق هدية من الممكن أن تكون: سجادة صلاة جديدة, مصحف بترجمة بلغته ... والسماح للسائق بالذهاب ولو يوماً في الأسبوع لبرامج دعوة الجاليات ... وكذلك للخادمة والسماح للخادمة بمرافقة والدتك للتراويح ولو يومين من كل أسبوع.
10. اقنع والدتك أو أخواتك بعقد حلقة تعليم قصيرة للخادمة, لتعليمها بعض أصول الدين, والقراءة الصحيحة ... لم؟؟ ألا يستحقون شيئا من الاهتمام .. ؟!
11. الصلاة بأهل بيتك: هل جربت أن تعود من المسجد بعد صلاة العشاء, وتصلي بأهل بيتك التراويح .. جرب هذه السنة ..
12. كن قدوة لغيرك من أشقائك وأسرتك في اغتنام شهر رمضان, وذلك بالحرص على اغتنامه, وطرح الأفكار الجديدة لاغتنامه دوريا .. مثل توفير حاملات المصاحف في المنزل , وتوزيع جدول متابعة القراءة بالقران الكريم .. مثل هذه الأفكار تحمس الآخرين على قراءة القران الكريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
13. اقرأ تفسيرا كاملا: فكرة رائدة نفذها كثير من الشباب العالي الهمة , حيث حددوا تفسير الكريم المنان , للشيخ السعدي – رحمه الله تعالى – والذي يتكون من مجلد واحد , ومن ثم صمموا على ختم المصحف تلاوة وتفسيرا ... جرِّب الفكرة , حتما سيكن لها شعور خاص.
14. سهرة تاريخية: رمضان فرصة لمطالعة السيرة و التاريخ الإسلامي, وهو أيضا فرصة لمطالعة بعض كتب وصف الجنة ونعيمها .. ماذا لو خصصت جلسة أسبوعية لذلك, تعرض على أسرتك بعض التفاصيل المثيرة في غزوة بدر, أو معركة عين جالوت, أو معركة حطين .. فكلها معارك رمضانية شهيرة .. كن مرنا في الطرح, جذابا في أسلوبك, احضر خريطة للموقعة, أو اعد عرض بوربوينت أو فلاشي لذلك, قف على مواطن العبر والدروس, وافتح المجال للجميع للمشاركة, والحوار .. ولتكن سهرة تاريخية رمضانية ...
15. في ظِلال آية: جلسة قصيرة لمدة 10 دقائق .. أسرية قبل التراويح, يتلو أحد الصغار بالمنزل اوتتلو البنت الآيات قراءة مجودة .. ثم عقب على الآيات .. اربطها بالحياة ... تخير الآيات التي ترى أنها مناسبة لتفسيرها على الأسرة ... تفاعل. يبات إيمانية .. تفاعل .. لا تخجل قد تدمع عيناك .. دعها. ها دعها تسيل ... دعها .. أواخر سورة الحشر/أواخر سورة البقرة/أواخر سورة الزمر .. لكن أرجوك لا تطيل جمال الجلسة وحيويتها أنها قصيرة وفريدة من نوعها ..
16. كنت مولعا بقصص الخيالية وأنا في الابتدائية .. فاجأني أخي ذات يوم بمجموعة رائعة لعبدا لرحمن رأفت الباشا رحمه الله, وهي صور من حياة الصحابة, في رمضان أهداني إياها ... وأخبرني لو انتهيت منها فلي مكافأة ... واجبرني على القراءة ... صدقوني سير أولئك الرجال لم تبرح ذاكرتي إلى الآن .. اهدي أشقاءك الصغار بعض القصص الجذاب مثلامل مسابقة لهم وليكن لها اسم جذاب مثلا ( .. فارس الحرف ... ) من ينتهي منها قبل الآخر .. وكافئهم بعدها بوجبة عشاء في مطعم وجبات سريعة .... والله لن تنس ولن ينسوا هم تلك الليلة .. , لدار الوطن والقاسم, مجموعة طيبة من تلك القصص ..
17. ما لذ وطاب: تحضر الوالدة والأخوات في المطبخ ما لذ وطاب من المأكولات, اجلب لهن أشرطة يسمعهنا في المطبخ .. سلاسل لمشايخ مختلفين يسمعها أهل بيتك اقترح: نساء خالدات للدكتور السويدان, السيرة النبوية له أيضا. ..
ملاحظة: تجنب أشرطة الوعظ فسوف نقتل نكهته وتأثيره لو استمعناه ونحن نطبخ أو نقود السيارة في ضجيج الطرقات ... يبقى الوعظ يسمع في حالات صفاء ليؤدي عمله.
18. سيارة الوالد: منذ متى لم تهدي والدك أشرطة يضعها بسيارته ... الآن حان الوقت .. لكن انتق له ما يناسبه .. وتظن أنه يحتاج إليه .. بكى الأب أمام طفله ذات يوم ... قال الطفل بابا تبكي!!! قال الأب: نعم هذه الآية أبكتني .. !! موقف لن يبرح عقلية الطفل ماحيي. كن ذكيا في انتقاء الأشرطة. , اسأل والدك: من القاري الذي تحب أن تسمع تلاوته؟ إذا أجابك, فاجئه بوضع شريط قران لذلك القاريء .. اقترح شريط: العزة للدكتور السويدان, وشريط رمضان فرصة للتغيير, للدكتور صلاح الراشد ...
19. فلنسبق الريح المرسلة: ماذا لو ذهبت إلى لجنة خيرية, أو جمعية بر .. وأخذت منهم (أبواك تفطير الصائمين) .. ووزعتها على أبنائك أو إخوانك الصغار وأخواتك .. وذهبتم في زيارة إلى الأقارب, الجد والجدة, الأعمام, الأخوال ... وقام الأطفال والفتيان والفتيات بجمع تبرع لتفطير صائم ...
أو جمع تبرع لهذا الغرض, ثم إيداعه في إحدى اللجان الخيرية .. دع الأطفال يشاركون, علمهم كيف يقنعوا, يحمسوا غيرهم للخير .. والتجربة أفضل دربة لهم .. هناك مثل يقول: الأفعال أعلى صوتا من الأقوال ... لم ننتهي بعد, اطلب من مدير اللجنة الخيرية, استضافة صغار الأسرة و لو على كوب عصير ... أو أن يكتب رسالة شكر للأسرة ... ومن ثم صور تلك الرسالة وابعثها مع كرت تشجيع لجميع من ساهم ... دع الأسرة يروا صور برامج تفطير الصائمين .. أتمنى أن تجربوا .... ما ينقش في الصغر لايبرح القلب ... صدقوني.
20. طبق الخير: اقنع والداك وشقيقاتك بالمشاركة في تفطير الصائمين بالمسجد, فالفتيات وألام يعدون الإفطار والفتيان يحملوه للمسجد ... ثم ليتحدث الفتيان عن ما حدث بالمسجد ...
(يُتْبَعُ)
(/)
21. حب المساكين: ماذا لو استضافت الأسرة بعض المساكين .. الضعفاء بالبيت .. وفطرتهم .. لينكسر في النفوس الكبر .. ولنتعلم الشعور بالجسد الواحد ... أو استضافة بعض المسلمين الجدد وتفطيرهم بالمنزل .. نسق مع مكتب دعوة الجاليات في مدينتك أو حيك بخصوص هذا الأمر .. وبعد الإفطار دع إخوتك الصغار يقوموا ببرنامج ترحيبي بالضيوف, يحوي آيات عن فضل الهداية, وأحاديث عن قيمة وفضل الإسلام ... فكر اطل لعقلك العنان وستجد أفكارا ربما مشوقة أكثر
22. نظم حملة تبرعات عينية: لتتبرع الفتاة هذا العيد بعض ما لديها من ملابس العيد الذي مضى, أو حتى من ملابس هذا العيد. لأخواتها: زهراء, فاطمة اللاتي لا يجدن ما يكسوهن سوى مزق أكياس الطحين .. في أفريقيا كثيرات ... اقنع شقيقاتك بذلك, بالحديث عن مآسي المسلمين والفقر الذي يعانون منه, أرهم صور الجفاف والفقر .. وقد تساعدك مجلات ومطويات اللجان الخيرية كالحرمين والمنتدى الإسلامي والندوة العالمية للشباب الإسلامي بذلك .. وسع الفكرة لتشمل كل أفراد الأقارب, وليشترك فيها الأطفال, البنات الصغار (جند كل من عندك لهذا الهدف) .. واجعلها حملة تبرعات لدرء برد الشتاء ..
23. وللجار نصيب: ابعث لجيرانك بهدية أسبوعية , فمرة مطوية , وأخرى شريط , وبعدها كتيبا ..
24. صمم لوحة حائطية في العمارة التي تقيم بها .. ولتكن في بهو العمارة عند المدخل, ضع بها زاوية خذ نسختك, لتوزيع بعض المطويات المفيدة, أو أشرطة رمضانية, هناك الكثير من الكراسات المطبوعة لهذا الشأن, كاللالي الحسان لمحمد المسند ... استفد منها في تصميم اللوحة, وهناك مكاتب الدعوة والإرشاد ستزودك بالمطويات والأشرطة .. فقط تحرك ففي الحركة بركة ..
25. كن حمامة سلام: نعم ما المانع أن تكون حمامة سلام ورائد إصلاح, بالإصلاح بين الآخرين, ومحاولة إنهاء أي خلاف يقوم بين من تعرف من الأصدقاء والأقارب والزملاء .. حيث أن كثيرا من الناس يتحجج بالصوم لإحداث أي مشكلة.
26. لا للاشباح: عزيزي اشغل إخوتك الصغار بأنشطة مسلية حتى لانشغل وقتهم التلفاز, مثل تلوين بعض اللوحات المرسوم عليها إسلامية معبرة؛ هلال رمضان، مسجد، بعض المسابقات الرمضانية لهم. اصحبهم معك للتراويح, اجلب أشرطة الفيديو النافعة والهادفة لهم, اشتركوا جميعا بنشاط رمضاني في احد المراكز أو ساهموا جميعا ببرامج المسجد والحلقات ... أرجوك لا تجعل الشبح يقضي على حلاوة رمضان بفوازيره وبرامجه الكوميدية ...
27. اهتم بمكافأة من يصوم من إخوتك الصغار، ومن يقرأ القرآن، ومن يحفظ سورة معينة خلال الشهر، فطريقة المكافأة تحفزهم على ممارسة هذه الأشياء.
28. المشاركة الفعالة في برامج إذاعة القرآن الكريم , سواء في مسابقاتها , أو برامجها الحوارية المفتوحة الحية.
29. تبنى توزيع وإيصال زكاة الفطر إلى مستحقيها نيابة عن أفراد أسرتك , كوِّن فريق عمل من صغار العائلة وفتيانها , جمِّعوا الزكوات , اعمل قائمة بالمستحقين , وزع الفريق إلى مجموعات , ثم لينطلق كل فريق على بركة الله ...
30. هدية العيد: اصحب بعض أصدقائك إلى زيارة بعض الأسر المحتاجة , زُر تلك الأسر , جالس فتيانها ,ولاتنسهم من هدية بسيطة معبرة ...
فلنتخذ من رمضان (معسكرًا) إيمانيًّا؛ لتجنيد الطاقات، وتعبئة الإرادات، وتقوية العزائم، وشحذ الهمم، وإذكاء البواعث؛ للسعي الدؤوب لتحقيق الآمال الكبار، وتحويل الأحلام إلى حقائق، والمثاليات المرتجاة إلى واقع معيش.
ورحم الله أديب العربية والإسلام مصطفى صادق الرافعي الذي قال: لو أنصفك الناس يا رمضان لسمَّوك (مدرسة الثلاثين يومًا)!.
وختاما ً , دعاء من القلب: تقبل الله صيامكم وقيامكم ... وجعلكم من عتقائه في هذا الشهر ..
رسالة شهر رمضان
الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه وبعد
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذه نصائح وتوجيهات موجزة مفيدة تتعلق بشهر رمضان وما يندب فيه من الأعمال، وما يلاحظ على الكثير من المسلمين فيه من الخلل والنقص، وإرشادات إلى الخيرات التي ينبغي للمسلم الناصح لنفسه أن يسابق إليها، حتى يحظى بالعزة والتمكين، ويغفر الله له ما تقدم من ذنبه. وقد كتبها أخونا الشاب: خالد الحمودي أحد طلبة العلم المعروفين بحب الخير والنصيحة للمسلمين، وفقه الله تعالى وشفاه، وعافانا وإياه. فينبغي للمسلم التأمل فيها والحرص على تطبيقها حسب القدرة.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
كتبه: عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
عضو الإفتاء /18شعبان 1416هـ
أخي المسلم .. أختي المسلمة:
سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:
أبعث إليكم هذه الرسالة محملة بالأشواق والتحيات العطرة، أزفها إليكم من قلب أحبكم في الله، نسأل الله أن يجمعنا بكم في دار كرامته، وبمناسبة قدوم شهر رمضان أقدم لكم هذه النصيحة هدية متواضعة .. وما أتيت فيها بجديد، ولكن هي موعظة وذكرى، والذكرى تنفع المؤمنين.
أرجو أن تقبلوها بصدر رحب وتبادلوني النصح والدعاء، حفظكم الله ورعاكم، وسدد على طريق الخير خطاكم.
أولاً: لقد خص الله رمضان عن غيره من الشهور بكثير من الخصائص والفضائل منها:
1 - خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.
2 - تستغفر الملائكة للصائمين حتى يفطروا.
3 - يزين الله في كل يوم جنته ويقول: " يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المئونة والأذى ثم يصيروا إليك "
4 - تصفد فيه الشياطين.
5 - تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب النار.
6 - فيه ليلة القدر هي خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم الخير كله.
7 - يغفر للصائمين في آخر ليلة من رمضان.
8 - لله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة في رمضان.
فيا أخي الكريم ويا أختي الكريمة:
شهر هذه خصائصه وفضائله بأي شئ نستقبله؟ بالانشغال واللهو وطول السهر، أو نتضجر من قدومه ويثقل علينا، نعوذ بالله من ذلك كله. ولكن .. العبد الصالح يستقبله بالتوبة النصوح والعزيمة الصادقة. سائلين الله الإعانة على حسن عبادته.
ثانياً: الأعمال الصالحة التي تجب أو تتأكد في رمضان:
الصوم:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم:" كل عمل آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، يقول الله عز وجل: إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي. للصائم فرحتان: فرحة عند إفطاره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك " (أخرجه البخاري ومسلم)
لا شك أن هذا الثواب الجزيل لا يكون لمن امتنع عن الطعام والشراب فقط، وإنما كما قال النبي صلى الله عليه وسلّم:" من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " (أخرجه البخاري)
وقال صلى الله عليه وسلّم:" الصوم جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل، فإن سابه أحد فليقل إني امرؤ صائم " (أخرجه البخاري ومسلم)
فإذا صمت يا عبد الله فليصم سمعك وبصرك ولسانك وجميع جوارحك، ولا يكن يوم صومك ويوم فطرك سواء كما روى ذلك عن جابر.
القيام:
قال صلى الله عليه وسلّم:" من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " (رواه البخاري ومسلم)
وهذا تنبيه نهم، ينبغي لك أخي المسلم أن تكمل التراويح مع الإمام حتى تكتب في القائمين، فقد قال صلى الله عليه وسلّم:" من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة " (رواه أهل السنن)
الصدقة:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، كان أجود بالخير من الريح المرسلة، وقد قال صلى الله عليه وسلّم " أفضل الصدقة صدقة في رمضان " (أخرجه الترمذي)
ولها أبواب وصور كثيرة منها:
أ ـ إطعام الطعام:
قال تعالى: (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا * إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا * إنا نخاف من يومنا يوماً عبوساً قمطريرا * فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا * وجزاهم بما صبروا جنةً وحريرا) (الإنسان:8 - 12)
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام، ويقدمونه على كثير من العبادات، سواء كان ذلك بإشباع جائع أو إطعام أخ صالح، فلا يشترط في المطعم الفقر. فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم:" أيما مؤمن أطعم مؤمناً على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقى مؤمناً على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم " (الترمذي بسند حسن)
وكان من السلف من يطعم إخوانه وهو صائم، ويجلس يخدمهم ويروحهم، منهم الحسن وابن مبارك.
قال أبو السوار العدوي: كان رجا لمن بني عدي يصلون في هذا المسجد، ما أفطر أحد منهم على طعام قط وحده، إن وجد من يأكل معه أكل، وإلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس وأكل الناس معه.
وعبادة إطعام الطعام … ينشأ عنها عبادات كثيرة منها: التودد والتحبب إلى إخوانك الذين أطعمتهم، فيكون ذلك سبباً في دخول الجنة:" لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا " (رواه مسلم)، كما ينشأ عنها مجالسة الصالحين، واحتساب الأجر في معونتهم على الطاعات التي تقووا عليها بطعامك.
ب - تفطير الصائمين:
قال صلى الله عليه وسلم:" من فطّر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء " (أخرجه أحمد والنسائي وصححه الألباني)
الاجتهاد في قراءة القرآن:
* احرص أخري في الله على قراءة القرآن بتدبر وخشوع، فقد كان السلف رحمهم الله يتأثرون بكلام الله عز وجل. أخرج البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت (أفمن هذا الحديث تعجبون * وتضحكون ولا تبكون) بكى أهل الصفة حتى جرحت دموعهم على خدودهم، فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حسهم بكى معهم فبكينا ببكائه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا يلج النار من بكى من خشية الله " (رواه الترمذي والنسائي)
الجلوس في المسجد حتى تطلع الشمس:
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الغداة (الفجر) جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس (أخرجه مسلم). وأخرج الترمذي عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" من صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة " (صححه الألباني) هذا في كل يوم فكيف بأيام رمضان؟
الاعتكاف:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً (أخرجه البخاري)
العمرة في رمضان:
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" عمرة في رمضان تعدل حجة " (أخرجه البخاري ومسلم)
تحري ليلة القدر:
قال تعالى إنا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر) (القدر:1 - 3) قال صلى الله عليه وسلم:" من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه (أخرجه البخاري ومسلم) وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى ليلة القدر ويأمر أصحابه بتحريها، وكان يوقظ أهله في ليالي العشر رجاء أن يدركوا ليلة القدر، وهي في العشر الأواخر من رمضان، وهي في الوتر من لياليه أحرى، وفي الصحيح عن عائشة قالت: " يا رسول الله أن وافقت ليلة القدر ماذا أقول؟ قال: قولي " اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني"
الإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار:
أخي الكريم … أخي المبارك
أيام وليالي رمضان أزمنة فاضلة فاغتنمها بالإكثار من الذكر والدعاء وخاصة في أوقات الإجابة ومنها:
عند الإفطار، فللصائم عند إفطاره دعوة لا ترد.
ثلث الليل الأخير: حين ينزل ربنا تبارك وتعالى ويقول " هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ " (البخاري ومسلم).
الاستغفار بالأسحار، قال تعالى وبالأسحار هم يستغفرون) (الذاريات:18).
تحري ساعة الإجابة يوم الجمعة، وأحراها آخر ساعة من نهار يوم الجمعة.
ملاحظات ومخالفات يجب تجنبها:
جعل الليل نهاراً والنهار ليلاً.
النوم عن بعض الصلوات المكتوبة.
الإسراف في المأكل والمشرب.
التلثم والعصبية الزائدة أثناء القيادة.
إضاعة الأوقات.
تبكير السحور والنوم عن صلاة الفجر.
قيادة السيارة بسرعة جنونية قبيل موعد الإفطار.
عدم تأدية صلاة التراويح كاملة.
افتراش الأرصفة واجتماع الشباب على معصية الله.
الاجتماع مع زملاء العمل وقت الدوام وتجريح الصيام بالغيبة والنميمة.
انشغال المرأة غالب وقتها بالمطبخ والأسواق.
أخيراً .. أخي:
(يُتْبَعُ)
(/)
أظن أني قد أطلت عليك .. وأنا أحثك على اغتنام الوقت .. ولكن أتأذن لي أن نعرج سوياً على أمر مهم .. بل هو مهم جداً؟ أتدري ما هو؟ إنه الإخلاص .. نعم الإخلاص .. فكم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، وكم من قائم ليس له من قيامه إلا السهر والتعب! أعاذنا الله وإياك من ذلك .. ولذلك نجد النبي صلى الله عليه وسلم يؤكد على هذه القضية بقوله: " إيماناً واحتساباً ". فنسأل الله لنا ولكم الإخلاص في القول والعمل وفي السر والعلن.
فيا راعي الخير أقبل ويا راعي الشر أقصر
فاغتنم أخي فرصة العمر … فالعمر محدوداً أما تفكرت .. أين الذين صاموا معنا رمضان الماضي؟ منهم من اختطفه ملك الموت .. ومنهم من مرض فلم يقو على الصيام والقيام .. فاحمد الله أخي في الله وتزود ما دمت في زمن الإمهال، وخير الزاد التقوى.
اللهم وفقنا لصيام رمضان وقيامه، واجعلنا فيه من المقبولين، واجعلنا فيه من عتقائك من النار، آمين.
ثالثاً: الأدعية والأذكار:
يسأل كثير من الناس عن الأدعية التي تقال في صلاة التهجد والقيام، وذلك لإطالة الركوع والسجود فيها؛ فوجدت رسالة قيمة للأخ الشيخ: رياض الحقيل، رأيت أن أوردها كما ذكر ـ جزاه الله خيراً ـ وقد تضمنت بعض الأدعية النبوية التي تقال في الركوع والسجود والجلسة بين السجدتين وغيرها، ليسهل على المصلين حفظها وترديد بعضها في صلاة القيام والتهجد .. وخاصة في ليالي العشر الأواخر التي يطيل فيها المصلون الركوع والسجود بين يدي رب العالمين، نسأل الله القبول.
وقد يكون البعض لا يعرف هذه الأذكار .. أو يصعب عليه جمعها .. أو يدعو بما لم يثبت .. والأولى الاقتصار على ما ثبت ليحصل لك أجر المتابعة والاقتداء.
أولاً: أذكار الركوع:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم:" أما الركوع فعظموا فيه الرب " (رواه مسلم): فنقول " سبحان ربي العظيم (ثلاثاً أو أكثر من ذلك) " .. أو سبحان ربي العظيم وبحمده (ثلاثاً).
ثم تتخير من هذه الأذكار ما شئت وتنوع، فهذه تارة وتلك تارة:
" سبحانك اللهم بينا وبحمدك، اللهم اغفر لي "
" اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، أنت ربي، خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي (وعظامي) وعصبي وما استقلت به قدمي لله رب العالمين ". وفي رواية " وعليك توكلت، أنت ربي خشع سمعي وبصري ودمي ولحمي وعظمي وعصبي لله رب العالمين "
" سبوح قدوس رب الملائكة والروح "
" سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة ".
ثانياً: بعد الرفع من الركوع:
فنقول:" ربنا ولك الحمد. وتارة: لك الحمد. وتارة: اللهم ربنا لك الحمد .. أو اللهم ربنا ولك الحمد ".
ثم تتخير من هذه الأدعية ما شئت:
" وبنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه (أو مباركاً عليه) كما يحب ربنا ويرضى "
أو تزيد:" ملء السموات وملء الأرض وما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعده، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك " أو " لربي الحمد .. لربي المجد " تكررها كثيراً.
أو تزيد:" اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد، اللهم طهرني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ".
ثالثاً: أذكار السجود:
قال عليه الصلاة والسلام: " وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن ـ أي حريُ وجدير ـ أن يستجاب لكم " (رواه مسلم)
وقال صلى الله عليه وسلّم: " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء فيه " (رواه مسلم)
فنقول: سبحان ربي الأعلى (ثلاثاً) أو تكررها كثيراً أو: سبحان ربي الأعلى وبحمده (ثلاثاً).
سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي.
سبوح قدوس رب الملائكة والروح.
اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، وأنت ربي سجد وجهي للذي خلقه وصوره، فأحسن صوره، وشق سمعه وبصره، فتبارك الله أحسن الخالقين.
اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره.
سجد لك سوادي وخيالي، وآمن بك فؤادي، أبوء بنعمتك عليّ، هذي يدي وما جنيت على نفسي.
سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة
سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت.
(يُتْبَعُ)
(/)
اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت .. اللهم اجعل في قلبي نوراً، واجعل من تحتي نوراً، واجعل من فوقي نوراً، وعن يميني نوراً، وعن يساري نوراً، واجعل أمامي نوراً، وعظم لي نوراً.
اللهم إني أعوذ بك برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك.
اللهم اغفر ما أسررت وما أعلنت.
رابعاً: أذكار الجلسة بين السجدتين:
رب اغفر لي .. رب أغفر لي .. رب أغفر لي ..
أو تزيد كما في رواية أخرى يقويها الشيخ الألباني: اللهم رب اغفر لي، وارحمني واجبرني، وارفعني واهدني، وعافني وارزقني.
خامساً: أذكار سجود التلاوة:
سبحان ربي الأعلى.
سجد وجهي للذي خلقني وشق سمعه وبصره بحوله وقوته.
اللهم اكتب لي بها عندك أجراً، وضع عني بها وزراً، واجعلها لي عندك ذخراً، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود.
سادساً: إذا انتهيت من صلاة الوتر فيستحب أن تقول:
سبحان الملك القدوس (ثلاثاً) وترفع بها صوتك ..
ثم أوصيك أخي الحبيب .. أختي المسلمة:
بالإكثار من الاستغفار والتسبيح والتهليل والدعاء، والابتهال والتضرع إلى الله جل وعلا بأن ينصر الإسلام والمسلمين، وأن يجمع كلمتهم على الحق، كما تدعو لنفسك وأهلك وللمسلمين بخيري الدنيا والآخرة.
كما أوصيك أن تكثر من قول " اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني " وخاصة في ليالي الوتر من العشر الأواخر، كما علم النبي صلى الله عليه وسلّم عائشة رضي الله عنها أن تدعو بهذا في ليلة القدر.
وختاماً أخي الحبيب .. أختي المسلمة:
* لا بد من استحضار معاني هذه الأدعية والأذكار والتدبر لها عند ذكرها فـ " إن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه " (السلسلة الصحيحة للألباني).
* وكذا عليك استحضار النية والخشوع عند ذكرها .. لعل الله أن ينفعنا ويرفعنا بذكره ودعائه.
* وقبل الوداع أطلب منك أخي الحبيب .. أختي المسلمة .. ألا تنسوا من أعد هذه الرسالة ومن كتبها ونقلها لكم بدعوة خالصة من القلب .. تقبل الله منا ومنكم .. وإلى لقاء .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محبكم في الله الراجي عفو ربه ..
خالد بن عبد الله الحمودي.
ملاحظة:
جميع الأحاديث التي أوردناها ثابتة إن شاء الله .. صححها الشيخ الألباني أو حسنها، أو صححها الأرناؤوط حفظهم الله.
* المراجع: (الأذكار للنووي، صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلّم، صحيح الكلم الطيب، صحيح الترمذي، صحيح ابن ماجة، أبي داود، جامع الأصول لأبن الأثير بتحقيق الأرناؤوط ج 4، وصحيح الوابل الصيب من الكلم الطيب لابن القيم والهلالي وغيرها).
* تنبيه: الأذكار والأدعية التي ذكرناها ليست جميعها خاصة بصلاة القيام في رمضان، بل هي لكل صلاة، فلينتبه لهذا
قيام الليل سُنة مؤكدة , وقربة معظمة في سائر العام , فقد تواترت النصوص من الكتاب والسنة بالحث عليه , والتوجيه إليه , والترغيب فيه , ببيان عظم شأنه وجزالة الثواب عليه , وأنه شأن أولياء الله , وخاصة من عباده الذين قال الله في مدحهم والثناء عليهم: أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [يونس، الآية: 64]
فقد مدح الله أهل الإيمان والتقوى , بجميل الخصال وجليل الأعمال , ومن أخص ذلك قيام الليل , قال تعالى: إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [السجدة، الآيات: 15 - 17] ووصفهم في موضع آخر , بقوله: وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا إلى أن قال: أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا خَالِدِينَ فِيهَا
(يُتْبَعُ)
(/)
حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا [الفرقان، الآيات: 64 - 75]
وفي ذلك من التنبيه على فضل قيام الليل , وكريم عائدته ما لا يخفى وأنه من أسباب صرف عذاب جهنم , والفوز بالجنة , وما فيها من النعيم المقيم , وجوار الرب الكريم , جعلنا الله ممن فاز بذلك. قال تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ [القمر، الآيتان: 54، 55]
وقد وصف المتقين في سورة الذاريات , بجملة صفات - منها قيام الليل - , فازوا بها بفسيح الجنات , فقال سبحانه: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ [الذاريات، الآيات: 15 - 17]
فصلاة الليل لها شأن عظيم في تثبيت الإيمان , والإعانة على جليل الأعمال , وما فيه صلاح الأحوال والمآل قال تعالى: يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا إلى قوله: إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا [المزمل، الآيات: 1 - 6]
وثبت في صحيح مسلم عن النبي , صلى الله عليه وسلم , قال: أفضل الصلاة بعد المكتوبة - يعني الفريضة - صلاة الليل وفي حديث عمرو بن عبسة قال صلى الله عليه وسلم: أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر , فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن ولأبي داود عنه - رضي الله عنه - قال: أي الليل أسمع - يعني أحرى بإجابة الدعاء - قال , صلى الله عليه وسلم: جوف الليل الآخر فصل ما شئت , فإن الصلاة فيه مشهودة مكتوبة وفي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله , صلى الله عليه وسلم , قال: ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا , حين يبقى ثلث الليل الآخر. فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟! من يسألني فأعطيه؟! من يستغفرني فأغفر له؟!
وفي صحيح مسلم , عن جابر - رضي الله عنه - أن رسول الله , صلى الله عليه وسلم , قال: من الليل ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله خيرا إلا أعطاه إياه , وهي كل ليلة وفي صحيح البخاري عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - عن النبي , صلى الله عليه وسلم , قال: من تعار من الليل - يعني استيقظ يلهج بذكر الله - فقال: لا إله إلا الله , وحده لا شريك له , له الملك , وله الحمد , وهو على كل شيء قدير. الحمد لله , وسبحان الله , ولا إله إلا الله , والله أكبر , ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال: اللهم! اغفر لي , أو دعا , استجيب له. فإن توضأ وصلى قبلت صلاته
وأخرج الإمام أحمد وغيره عن أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله , صلى الله عليه وسلم: إن في الجنة غرفا , يرى ظاهرها من باطنها , وباطنها من ظاهرها , أعدها الله لمن ألان الكلام , وأطعم الطعام , وتابع الصيام , وصلى بالليل والناس نيام
وفي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله , صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: أعددت لعبادي الصالحين , ما لا عين رأت , ولا أذن سمعت , ولا خطر على قلب بشر قال أبو هريرة اقرءوا إن شئتم: فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [السجدة، الآية: 17]
وجاء في السنة الصحيحة , ما يفيد أن قيام الليل من أسباب النجاة من الفتن , والسلامة من دخول النار. ففي البخاري وغيره عن أم سلمة - رضي الله عنها - أن النبي , صلى الله عليه وسلم , استيقظ ليلة فقال: سبحان الله , ماذا أُنزل الليلة من الفتنة؟! ماذا أنزل الليلة من الخزائن؟! من يوقظ صواحب الحجرات؟! وفي ذلك تنبيه على أثر الصلاة بالليل في الوقاية من الفتن.
وفي قصة رؤيا ابن عمر قال: "فرأيت كأن ملكين أخذاني , فذهبا بي إلى النار , فإذا هي مطوية كطي البئر , وإذا لها قرنان - يعني كقرني البئر - وإذا فيها أناس قد عرفتهم , فجعلت أقول أعوذ بالله من النار , قال: فلقينا ملك آخر. فقال: لم ترع " فقصصتها على حفصة , فقصتها حفصة على النبي , صلى الله عليه وسلم , فقال: نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل , فكان عبد الله لا ينام من الليل إلا قليلا
وأخرج الحاكم وصححه , ووافقه الذهبي عن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - عن رسول الله , صلى الله عليه وسلم , قال: عليكم بقيام الليل , فإنه دأب الصالحين قبلكم , وقربة لكم إلى ربكم , ومكفرة للسيئات , ومنهاة عن الإثم
فتلخص مما سبق أن قيام الليل:
أ - من أسباب ولاية الله ومحبته.
ب - ومن أسباب ذهاب الخوف والحزن , وتوالي البشارات بألوان التكريم والأجر العظيم.
جـ - وأنه من سمات الصالحين , في كل زمان ومكان.
د - وهو من أعظم الأمور المعينة على مصالح الدنيا والآخرة ومن أسباب تحصيلها والفوز بأعلى مطالبها.
هـ - وأن صلاة الليل أفضل الصلاة بعد الفريضة وقربة إلى الرب ومكفرة للسيئات.
و - وأنه من أسباب إجابة الدعاء , والفوز بالمطلوب المحبوب والسلامة من المكروه المرهوب ومغفرة سائر الذنوب.
ز- وأنه نجاة من الفتن , وعصمة من الهلكة , ومنهاة عن الإثم.
حـ - وأنه من موجبات النجاة من النار , والفوز بأعالي الجنان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابراهيم عبد القادر]ــــــــ[07 Sep 2008, 02:12 ص]ـ
ارجوا تثبيت الموضوع لاهميته
واعذروني على طول الموضوع لكن هذا هو عنوانه (ملف كامل وشامل عن شهر رمضان)
ـ[ابراهيم عبد القادر]ــــــــ[07 Sep 2008, 02:23 ص]ـ
ارجوا التثيت
ارجوا التثبيت(/)
سجل دعائك اليومي لهذا الشهر المبا رك؟؟
ـ[ابراهيم عبد القادر]ــــــــ[07 Sep 2008, 02:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف وأكرم المنزلين .. سيدنا
وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
في هذا الشهر الكريم شهر المحبة والألفة .. شهر
الود والسلام ..
شهر العتق من النار شهر المغفره والرحمه
تحية أبعثها من كل الديار الطيبة .. وأسأل الله تعالى
أن يمن علينا بالخير الوفير إن شاء الله
هنا في هذه الصفحه سنضع في كل مرة دعاء يلج
بالخواطر .. وربما دموع تتساقط من كل حرف ستدون
وأسأل الله تعالى أن يكون في ميزان حسنات كل من
نحبهم
/
اللهم إني أسألك باسمك الطاهر الطيب المبارك الأحب إليك الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سئلت به أعطيت وإذا استرحمت به رحمت وإذا استفرجت به فرجت.اللهم إني أدعوك الله وأدعوك الرحمن وأدعوك البر الرحيم، وأدعوك
بأسمائك الحسنى كلها ما علمت منها وما لم أعلم أن تغفر لنا وترحمنا في هذا الشهر المبا رك
ـ[سالم التميمي]ــــــــ[13 Sep 2008, 12:01 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
وتقبل الله صيامنا وقيامنا
اللهم اني اسألك باسماؤك الكريمة العظيمة الشريفة الحسنى ان تعيذني من شر كل جبار عنيد، ومن شر كل شيطان مريد، ومن شر قضاء السوء، ومن شر كل دابة انت آخذ بناصيتها، ومن شر طوارق الليل والنهار، ومن شر ما يدخل الارض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر من ساء خلقه وساء عمله، انك على كل شيء قدير، يا ارحم الراحمين اللهم آمين
ـ[ابراهيم عبد القادر]ــــــــ[13 Sep 2008, 12:26 ص]ـ
اللهم اهدِنا فيمَن هديت .. وعافِنا فيمَن عافيت .. وتولنا فيمن توليت .. وبارك لنا فيما أعطيت .. وقِنا شر ما قضيت .. انك
تقضي ولا يُقضى عليك .. اٍنه لا يذل مَن واليت .. ولا يعِزُ من عاديت .. تباركت ربنا وتعاليت .. لك الحمد على ما قضيت .. ولك
الشكر على ما أعطيت .. نستغفُرك اللهم من جميع الذنوب والخطايا ونتوب اٍليك.
اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك .. ومن طاعتك ما تبلّغُنا به جنتَك .. ومن اليقين ما تُهّون به علينا
مصائبَ الدنيا .. ومتّعنا اللهم باسماعِنا وأبصارِنا وقواتِنا ما أبقيتنا .. واجعلهُ الوارثَ منّا .. واجعل ثأرنا على من ظلمنا .. وانصُرنا
على من عادانا .. ولا تجعل مصيبتَنا في ديننا .. ولا تجعل الدنيا أكبرَ همِنا .. ولا مبلغَ علمِنا .. ولا اٍلى النار مصيرنا .. واجعل
الجنة هي دارنا .. ولا تُسلط علينا بذنوبِنا من لايخافُك فينا ولا يرحمنا.
اللهم أصلح لنا دينَنا الذي هو عصمةُ أمرِنا .. وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا .. وأصلح لنا آخرتَنا التي اٍليها معادنا .. واجعل
الحياة زيادةً لنا في كل خير .. واجعل الموتَ راحةً لنا من كلِ شر.
اللهم انا نسألُك فعلَ الخيرات .. وتركَ المنكرات .. وحبَ المساكين .. وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا .. واٍذا أردت بقومٍ فتنةً
فتوَفنا غير مفتونين .. ونسألك حبَك .. وحبَ مَن يُحبُك .. وحب عملٍ يقربنا اٍلى حبِك .. يا رب العالمين.
اللهم اغفر لجميع موتى المسلمين .. الذين شهِدوا لك بالوحدانية .. ولنبيك بالرسالة .. وماتوا على ذلك .. اللهم اغفر لهُم وارحمهُم
وعافهم وأعفو عنهم .. واكرِم نُزلَهم .. ووسِع مُدخلهم .. واغسلهم بالماء والثلج والبَرَد .. ونقّهم كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
وارحمنا اللهم برحمتك اذا صرنا الى ما صاروا اٍليه .. تحت الجنادل والتراب وحدنا.
اللهم اغفِر لنا .. وارحمنا .. وأعتق رقابنا من النار.
اللهم اغفِر لنا .. وارحمنا .. وأعتق رقابنا من النار.
اللهم اغفِر لنا .. وارحمنا .. وأعتق رقابنا من النار.
اللهم تقبل منا اٍنك أنت السميع العليم .. وتُب علينا اٍنك أنت التواب الرحيم .. وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
--------------------------------------------------------------------------------
اللهم أحسِن عاقبتنا في الأمور كلها .. وأجرِنا من خِزي الدنيا وعذاب الآخرة .. اللهم اٍنا
نسألك اٍيمانًا كاملاً .. ويقينًا صادقًا .. وقلبًا خاشعًا .. ولسانًا ذاكرًا .. وتوبة نصوحة .. وتوبة
قبل الموت .. وراحة عند الموت .. والعفو عند الحساب .. ونسألك الجنةَ ونعيمَها .. ونعوذ
بك من النار .. يارب العالمين.
اللهم اٍنا نسألُك موجباتِ رحمتِك .. وعزائمَ مغفرتك .. والغنيمةَ من كل بِر .. والسلامة من كل
اٍثم .. والفوزَ بالجنة .. والنجاة من النار .. يا ذا الجلال والاكرام.
اللهم اغفر لنا ذنوبنا .. ووسّع لنا خُلُقنا .. وطيّب لنا كسبنا .. وقنِّعنا بما رزقتنا .. ولا تذهِب
قلوبَنا اٍلى شيء ٍ صرفتَه عنّا.
اللهُم اٍنا نعوذ بك أن نَضِل أو نُضَل .. أو نَزِل أو نُزَل .. أو نَجهل أو يُجهَل علينا .. أو
نظلِم أو نُظلم.
اللهُم اٍنا نسألك عيشةً نقيةً .. وميتةً سويةً .. ومَرَداً غير مخزٍ ولا فاضِح.
اللهم رضِّنا بما قضيت لنا .. وعافنا فيما أبقيت .. حتى لا نُحِب تعجيلَ ما أخّرت .. ولا تأخير
ما عجّلت.
اللهُم اٍنا نعوذ ُ بك من زوال نعمتِك .. وتحوّل عافيتِك .. وفَجأةِ نِقمتِك .. وجميعِ سَخطِك.
اللهم اٍنا نعوذ ُ بك من يومِ السوء .. ومن ليلةِ السوء .. ومن ساعةِ السوء .. ومن صاحبِ
السوء .. ومن جار السوء في دار المُقامة.
اللهم اٍنا عبيدُك .. بنوعبيدك .. بنو اٍمائك .. نواصِينا بيدك .. ماضٍ فينا حُكمك .. عدلٌ
فينا قضاؤك .. نسألك بكلِ اسم هو لك .. سمّيتَ به نفسَك .. أو أنزلتَهُ في كتابك .. أو
علّمته أحداً من خلقِك .. أو استأثرت به في عِلم الغيبِ عندك .. أن تجعل القرآن ربيعَ
قلوبنا .. ونورَ صدورنا .. وجَلاء حُزننا .. وذهاب همِنا وغمِنا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أد. عمر ثابت خضر]ــــــــ[14 Sep 2008, 02:06 م]ـ
شكرا لأخى إبراهيم عبد القادر وأعده أنى سأجمع أحاديث للمشاركة بهذا الموضوع الجدير بالذكر والثناء
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[15 Sep 2008, 05:45 ص]ـ
30353 - أن النبي صلى الله عليه وسلم علمها هذا الدعاء: اللهم إني أسألك من الخير كله، عاجله وآجله، ما علمت منه ومالم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم،اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك،وأعوذ بك من شر ما عاذ منه عبدك ونبيك،اللهم إني أسألك الجنة، وما قرب إليها من قول وعمل، وأعوذ بك من النار، وما قرب إليها من قول وعمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: ابن حبان - المصدر: بلوغ المرام - الصفحة أو الرقم: 458
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[15 Sep 2008, 06:03 ص]ـ
اللهم إني أسألك رضوانك والجنة، وأعوذ بك من سخطك ومن النار
ـ[منصور مهران]ــــــــ[15 Sep 2008, 02:12 م]ـ
جاء عنوان هذا الموضوع:
(سجل دعائك اليومي لهذا الشهر المبا رك؟؟)
والصواب:
(سجل دعاءَك اليوميَّ لهذا الشهر المبا رك)
ـ[ابراهيم عبد القادر]ــــــــ[16 Sep 2008, 02:34 ص]ـ
جاء عنوان هذا الموضوع:
(سجل دعائك اليومي لهذا الشهر المبا رك؟؟)
والصواب:
(سجل دعاءَك اليوميَّ لهذا الشهر المبا رك)
جزيت الجنه أخي الفائده القيمه
بارك الله فيك أخي منصور مهران(/)
خط عثماني جديد للوورد
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[07 Sep 2008, 02:17 ص]ـ
http://tanzil.info
يحتوي موقع تنزيل (وهو لشاب ايراني) على خط جديد يضاف الى الوورد مع نص القران من الموقع فيتحول الى الرسم العثماني
وهو عمل جيد ويتميز بامكانية البحث فيه (لابد من الدقة في كتابة كلمة البحث)
مع اكثر من 15 قارئا مقسمة ايات كل ختمة الى آية آية بتقنية (ام بي 3) مع محرك بحث جيد للقران
وجعل كل ذلك مفتوح المصدر ولعل الاخوة اهل الاختصاص يفيدوننا بما فيه من ادوات وخدمات اخرى
(اشكر أخي المهندس عبدالعزيز العريج على تزويدي بالموقع)
تقبل الله من الجميع الصيام والقيام(/)
مؤتمر للصهيونية "المسيحية" يدعو لهجرة جميع اليهود إلى فلسطين
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[08 Sep 2008, 05:49 م]ـ
الاثنين8 من رمضان 1429هـ 8 - 9 - 2008م الساعة 04:24 م مكة المكرمة 01:24 م جرينتش
الصفحة الرئيسة-> الأخبار -> أفريقيا وأوربا 9/ 8/2008 4:26:02 PM
الإرهاب ولكن بصور مختلفة!!
مؤتمر للصهيونية "المسيحية" يدعو لهجرة جميع اليهود إلى فلسطين
مفكرة الإسلام: طالب المؤتمر الأول للصهيونية "المسيحية" بسويسرا من وصفهم "بالمسيحيين" المؤمنين بضرورة العمل على مساندة "إسرائيل" في مواجهة ما سماها التحديات التي تهدد كيانها.
واستغرق المؤتمر ثلاثة أيام من الفعاليات من الخامس وحتى السابع من الشهر الجاري تحت عنوان "عودة إسرائيل"، وساهم في إعداده تسع جمعيات سويسرية بروتستانتية متشددة.
وفي إعلانه النهائي أكد المؤتمر على دعم مشروع يهدف إلى "تشجيع هجرة جميع يهود العالم إلى دولة عبرية يجب أن تتوسع حدودها لتشمل إسرائيل التوراتية".
سويسرا عود على بدء
من جهته حث السفير "الإسرائيلي" لدى سويسرا "إيلان إيلغر" مؤيدي "إسرائيل" على ضرورة "التوسع في مثل تلك المؤتمرات الصهيونية لتشمل دولاً أوروبية مختلفة، مذكرًا بأن تيودور هيرتزل أطلق دعوته الأولى من سويسرا أيضًا منذ أكثر من قرن وتحقق ما تم التخطيط له".
وأثنى "إيلان" على المؤتمر، وقال في كلمته: إنه "يدشن لمرحلة جديدة في وقت تتكاثر فيه دعوات الأعداء لمحو إسرائيل", على حد قوله.
عودة اليهود وعودة المسيح
من ناحيته يقول البروفيسور بجامعة زيورخ إدوارد بدين الخبير في الجماعات "المسيحية" اليهودية الأصولية: إن تيار الصهيونية "المسيحية" منتشر في العالم، ويصل أتباعه إلى حوالي ستين مليونًا في الولايات المتحدة وحدها، ويعتمدون على نصوص توراتية وإنجيلية بهدف تجميع كل يهود العالم في "أرض الميعاد" لتحقيق نبوءة موجودة في آخر عهد يوحنا اللاهوتي، التي تقول: إن نهاية العالم ستحدث بعد معركة هرمجدون التي يرجح البعض أنها في منطقة جنوبي الناصرة تسمى اليوم مجيدو، وبعدها يبدأ المسيح في العودة.
يذكر أن كثيرًا من الساسة الأمريكيين يؤمنون بهذه النبوءة التي تربط عودة المسيح بتجمع اليهود في أرض فلسطين.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[09 Sep 2008, 08:22 ص]ـ
انا اعتقد انهم سيفعلون هذا ونحن ننظر اليهم واقترح فتح باب الحوار حول هذا الموضوع الملتف بغاية الخطر وكيف يسهم العلماء المسلمون في درء هذا الخطر القادم مع تفكك الدول العربية والاسلامية الى هذا النحو العجيب
وهل يمكن الدعوة لمؤتمر اسلامي ندعو اليه من خلال هذا الملتقى المبارك تكون مهمته البحث في كيفية درء هذا الخطر وما يتعلق به(/)
قال تعالى: ((وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا)) ... الأسماء!
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[09 Sep 2008, 07:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
وأنا أقرأ القرآن،قرأت قوله تعالى:
{وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (البقرة:31).
وفكرت في أمر ربما يراه البعض غريبا، أو قد لا يراه.
وفوق كل ذي علم عليم.
وقلت ما دمتم مسجل في هذا المنتدى المبارك لماذا لا أسأل؟
قلت في نفسي يا ترى هل أصل اللغة العربية (الاسم)؟
يقول البعض أن لغة أهل الجنة هي العربية.
وإذا لم تكن العربية.
فهل أصل اللغات (الاسم)؟
وقد تفكرت أكثر فقلت في نفسي يمكننا أن نحول الفعل إلى اسم، لكن الأسم لا يمكن أن نحوله إلى فعل؟
إذا قلنا فلان ذهب يمكننا أن نقول الذاهب ... إلخ
هل أبعدت النجعة؟
والله أعلم وأحكم
للفائدة
http://www.aslein.net/showthread.php?t=7555
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[15 Sep 2008, 08:24 ص]ـ
للفائدة:
ردود
في ملتقى أهل الحديث على نفس السؤال:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=148393(/)
أخوكم عضو جديد يلتمس الإذن بالإنضمام إليكم والترحيب.
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[09 Sep 2008, 04:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
الحمدلله وحده , والصلاة والسلام على من لانبي بعده .. وبعد:
فيشرفني ويسعدني أن أنضم كعضو في هذه المنتدى المبارك , الذي يحوي على ثلة من العلماء الأجلاء وطلابه النبهاء , وكم هي كثيرة نعم الله التي لاتحصى , إذ يسر سبحانه الإلتقاء السهل بعلماء شرعه وطلابه بدون عناء , فلله الحمد والثناء أولاً وآخرا. . .
ولايفوتني في هذه الهنيه: أن أتقدم بالشكر الجزيل لفضيلة شيخنا الدكتور: عبدالرحمن بن معاضه الشهري -حفظه الله- على إنشاء هذا الموقع عموماً , والمنتدى خصوصاً- و إتاحة الفرصة لطلاب العلم للإستفادة من خيراته ...
والله أعلم , وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ,,,
ـ[أبو المهند]ــــــــ[11 Sep 2008, 06:33 ص]ـ
مرحبا بك يا أخانا العزيز، نسأل الله لنا ولكم صلاح الحال، وعموم النفع، وأهلا وسهلا بك بين إخوانك والله الموفق والمستعان
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[12 Sep 2008, 01:48 م]ـ
آمين ..
وإياكم شيخنا الفاضل الكريم ..
أبقاك الله وحفظك وجعلك مباركاً أينما كنت ...
ـ[عمر عبد الفتاح خضر]ــــــــ[18 Sep 2008, 02:32 م]ـ
أمين وأهلا بك بين أسرتك وننتظر المشاركات الساخنة والحاسمة وأهلا بك مرة أخرى والملتقى يرحب بك والله الموفق
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[29 Sep 2008, 06:10 ص]ـ
جزاك الله خيراً , مرة أخرى ..(/)
العمرةَ من الحل جائزةٌ لا كراهةَ فيها
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[10 Sep 2008, 01:06 ص]ـ
رقم الفتوى: 112419
عنوان الفتوى: العمرةَ من الحل جائزةٌ لا كراهةَ فيها
تاريخ الفتوى: 8 / رمضان / 1429/ 09 - 09 - 2008
السؤال
ما حكم إذا نوى المؤمن الإفراد بالعمرة ولما يصل مكة وبعدها يتحلل من العمرة ثم يقوم هذا الشخص بعد أداء العمرة والتحلل منها يذهب إلى منطقة التنعيم ومن جامع عائشة أم المؤمنين وكلنا يعلم أن عائشة طلبت من رسول الله أداء العمرة بعد أن تم الطهر عندها وجعل ميقاتها من التنعيم فهل هذه الخصوصية يمكن أن يعمل بها الرجال والنساء أم أنها بدعة علما أن هناك من يأتي إلى الديار المقدسة ويعمل عمرته أولا ثم يعمل عشرين عمرة ويهديها للعوائل والأصدقاء فهل يجوز ذلك أجيبونا؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد كثر الجدل وانتشر الخلاف في حكم الخروجِ من مكة للإتيانِ بعمرةٍ من التنعيم، وسببُ الخلاف اختلافُ فهم العلماء لحديثِ عائشة، فذهبَ فريقٌ من العلماء إلى أن هذا الحكم خاصٌ بأم المؤمنين فإن النبي صلي الله عليه وسلم أو أي أحد ممن حج معه لم يأتوا بهذه العمرة، قالوا: وإنما أذن النبي صلى الله عليه وسلم لها تطييباً لقلبها، وأبى ذلك جماهيرُ العلماء فرخصوا في خروجِ المكي إلى التنعيم ورأوا أن حديثَ عائشةَ هذا عامٌ في حقِ كل أحد.
قال النووي: واحتج الشافعي والأصحاب وابن المنذر وخلائق على جواز تكرار العمرة: بما ثبت في الحديث الصحيح أن عائشة رضي الله عنها أحرمت بعمرة عام حجة الوداع، فحاضت، فأمرها النبي صلي الله عليه وسلم أن تحرم بحج ففعلت، وصارت قارنة ووقفت المواقف، فلما طهرت طافت وسعت فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: قد حللت من حجك وعمرتك، فطلبت من النبي صلى الله عليه وسلم أن يعمرها عمرة أخرى، فأذن لها فاعتمرت من التنعيم عمرة أخرى. فدل هذا على جواز تكرار العمرة بعد العمرة مطلقاً من غير تحديد للزمن، وقال الشافعي: من قال لا يعتمر في السنة إلاّ مرة واحدة مخالف لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعني حديث عائشة رضي الله عنها. انتهى.
واستدلوا كذلك بأن العمرة فعلُ خير، وقد وردت الأحاديثُ الكثيرة بالترغيبِ فيها والحثِ عليها.
قال أبو عمر بن عبد البر: لا أعلم لمن كره العمرة في السنة مرارا حجة من كتاب ولا سنة يجب التسليم لمثلها، والعمرة فعل خير وقد قال الله عز: وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون. فواجب استعمال عموم ذلك والندب إليه حتى يمنع منه ما يجب التسليم به. انتهى.
قال اللخمي: لا أرى أن يمنع أحد من أن يتقرب إلى الله بشيء من الطاعات ولا من الازدياد من الخير في موضع لم يأت بالمنع منه خاص. انتهى.
وأجابوا عن دعوى الفريق الأول من أن ذلك خاصٌ بعائشة بأن الخصائص لا تثبت إلا بالدليل، ولو كان ذلك يختصُ بها لبين ذلك النبي صلي الله عليه وسلم؛ كما بين لأبي بردة اختصاصه بالتضحية بجذعة المعز، بل قد كان أمر عائشة كله خير وبركةً للأمة كما قال لها أسيد بن حضير رضي الله عنه: ما نزل بك أمر تكرهينه إلا جعل الله للمسلمين ولك فيه فرجا. رواه أبو داود وصححه الألباني.
فلا يبعدُ أن يكون هذا من بركاتها، والقولُ بأن السلف لم ينقل عنهم العمرةُ من التنعيم فيه نظر، فقد صح ذلك عن جماعةٍ كثيرةٍ منهم، فقد روى مالكٌ في الموطأ: عن هشام بن عروة عن أبيه أنه رأى عبد الله بن الزبير أحرم بعمرة من التنعيم، قال: ثم رأيته يسعى حول البيت الأشواط الثلاثة. انتهى.
وفي مصنف ابن أبي شيبة: أن رجلاً سأل أم الدرداء عن العمرةِ بعد الحج فأمرته بها.
وتعقب الحافظُ ابن حجر قول ابن القيم رحمه الله بأن العمرة من الحل لم تثبت عنه صلى الله عليه وسلم ولا عن أحدٍ من أصحابه بأن عائشة رضي الله عنها فعلته بأمره فدل على مشروعيته، والقولُ بأنه صلى الله عليه وسلم أمرها بهذه العمرة تطييباً لقلبها يُجاب عنه بأنه صلى الله عليه وسلم ينزه عن أن يأمر بباطلٍ أو يقر على منكر، وهؤلاء المسلمون وأكثرهم من أهل الآفاق وكثيرٌ منهم لا يطمع أن يأتي مكة مرةً أخرى، هؤلاء أيضاً محتاجون إلى تطييب قلوبهم.
والخلاصة أن العمرةَ من الحل جائزةٌ لا كراهةَ فيها، نعم قد يُقال إن الأولى أن يُنشئ لكلِ عمرةٍ سفرا لفعله صلى الله عليه وسلم فإنه اعتمر أربع عمر كل عُمرةٍ في سفرة، وأما القول بأن العمرة بدعة فليس بظاهر، وأما إهداء ثواب العمرة للموتى فجائزٌ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص: إنه لو كان أبوك أسلم فصمت عنه وتصدقت نفعه ذلك. رواه أحمد وصححه الألباني، ولا تجزئُ العمرة عن الحي على سبيل النيابة عنه إلا إن كان معضوبا لا يستطيع العمرة بنفسه. وتراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 32008، 35839، 107769، 110335، 53886.
نقلا عن إسلام ويب (الشبكة الإسلامية)(/)
درر الفوائد والفرائد 2
ـ[عبدالله المحمدي]ــــــــ[10 Sep 2008, 02:41 ص]ـ
(2)
درر الفوائد والفرائد:
بسم الله الرحمن الرحيم:
* مع الطفل:
إن مواجهة الطفل لشاشة التلفاز لأوقات طويلة يعرضه لأمراض نفسية وجسدية متعددة , وتختلف هذه الأمراض باختلاف مدة مكوث الطفل أمام الشاشة وقربه وبعده منها
وتأثره لما يعرض فيها من عدمه.
ومن تلك الأمراض: حصول القلق والاكتئاب والشيخوخة الكبيرة والتي تنتج من التعرض للموجات الكهرومغناطيسية المنبثقة من شاشة التلفاز إضافة إلى ما يحصل من أضرار جسمية كزيادة الوزن وترهل العضلات وآلام المفاصل والظهر.
* همسة:
يقول أحد السلف: لو تفكر الناس في عظمة الله لما عصوه.
* لاتكن:
ممن إذا انفرد بجهازه وفتح محركات البحث ليبحث عن الصور الجميلة والمناظر الفاتنة , فإن كنت لوحدك فاعلم أن الله يراك (ألم يعلم بأن الله يرى) وتذكر أن الملائكة تكتب (وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون).
* طرفة:
في تاريخ ابن أبي خيثمة: كان لطلحة عشرة من الولد كلهم أسماء أنبياء , وللزبير عشرة أولاد سماهم بأسماء شهداء , فقال طلحة: أنا أسميهم بأسماء أنبياء وأنت بأسماء شهداء.
فقال الزبير: أنا أرجو أن يكونوا شهداء ولن تطمع أن يكون بنوك أنبياء.
تحفة المودود ص 81
* مسألة:
هل يقترض الأب لأجل العقيقة؟
الجواب: قال الإمام أحمد: إن استقرض رجوت أن يخلف الله عليه، لأنه أحيا سنة.
تحفة المودود ص 39
* ومضة:
قد يأتي النجاح في الحياة بعد سيل من الهموم.
* إشراقة:
سيجعل الله بعد عسر يسرا.
* في الليل:
قال الأوزاعي رحمه الله: من أطال قيام الليل هوّن الله عليه وقوف يوم القيامة.
* بر الوالدين:
أخبر الله عن نبيه عيسى عليه السلام أن مما أوصي به:
(وبرا بوالدتي):
قال الحافظ القرطبي: دلت هذه الآية على أن الصلاة والزكاة وبر الوالدين كان واجبا على الأمم السالفة، والقرون الخالية الماضية، فهو من الثابت المحكم في كل الشرائع.
* جلسة مع أمك:
قال هشام بن حسان: قلت للحسن البصري: إني أتعلم القرآن وإن أمي تنتظرني بالعشاء ..
قال الحسن: لأن تتعشى العشاء مع أمك وتقر بذلك عينها، أحب إلي من حجة تحجها تطوعاً.
* مع السهر:
يقول الدكتور فهد الخضيري: (أكدت الدراسات والبحوث أن السهر من أقوى العوامل المؤثرة على الجهاز المناعي والمثبطة لنشاط ذاكرة الجسم المناعية وحركة خلايا الجهاز المناعي.
وقد ثبت أيضا: أن السهر يعوق طرفيات الجهاز العصبي وخلايا الإحساس من أداء عملها بشكل فعال وللسهر تأثير سلبي حاد على الجهاز العصبي والمخ ويتسبب السهر في فقدان التركيز وضعف الذاكرة وبطء الاستجابة العصبية.
* أضرار السهر:
- تفويت قيام الليل.
- تفويت صلاة الفجر بل والظهر أحيانا.
- الكسل الذي يصبح عليه المرء.
- فوات الخير فالبركة في الصباح كما في الحديث (اللهم بارك لأمتي في بكورها).
- قد يكون السهر على معصية فهنا تكون المصيبة.
- قد يتسبب السهر في إضاعة حق الأهل والتفريط في تربيتهم والقيام بشؤنهم.
* همسة:
تعلم أن تقول لا .. لمن يضيع وقتك.
* ومضة:
كم نظرت فتكت في قلب صاحبها
فتك السهام بلا قوس ولا وتر
يسر مقلته ماضر مهجته
لامرحبا بسرور عاد بالضرر
* طرق العدوى بالإيدز:
- الجماع المحرم (الزنا - اللواط)
- نقل الدم الملوث ومنتجاته.
- زرع الأعضاء من متبرع مصاب.
-المشاركة في الإبر الملوثة عند مدمني المخدرات.
- من الأم المصابة إلى جنينها أو من لبنها أثناء الرضاعة.
- حالات أخرى كالوشم بالإبر الملوثة.
* فوائد الأذكار:
قال صلى الله عليه وسلم: ما من عبد يقول في صباح كل يوم و مساء كل ليلة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض و لا في السماء و هو السميع العليم ثلاث مرات فيضره شيء.
صحيح الجامع 5764
* قاعدة للناجحين:
لابد من توزيع الوقت بين العمل والمنزل والصحة والنفس والعائلة "فأعط كل ذي حق حقه".
* أسباب سوء الخاتمة:
- فساد الاعتقاد، فإن من فسدت عقيدته ظهر عليه أثر ذلك عند أحوج ما يكون إلى العون والتثبيت من الله تعالى.
- الإقبال على الدنيا والتعلق بها.
(يُتْبَعُ)
(/)
- العدول عن الاستقامة والإعراض عن الخير والهدى.
- الإصرار على المعاصي وإلفها، فإن الإنسان إذا ألف شيئا مدة حياته وأحبه وتعلق به، يهوى ذكره إليه عند الموت، ويردده حال الاحتضار في كثير من الأحيان.
* تدبر هذه الأية:
منع الله كل ما يوصل إلى الزنا ويكون ذريعة له؛ فمنع المرأة أن تخرج وأن تتبرج, إلا لحاجة، فقال: {وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} [الأحزاب:33] فأفضل مكان للمرأة أن تبقى في بيتها ولا تخرج إلا إذا دعت الحاجة أو الضرورة إلى ذلك، فهناك تخرج كما أمرها الرسول –عليه الصلاة والسلام– غير متطيبة ولا متبرجة.
* عواقب الذنوب:
قيل لأحدهم عند موته: قل لا إله إلا الله.
فقال: ما ينفعني ما تقول ولم أدع معصية إلا ارتكبتها ثم مات ولم يقلها.
* مع الله:
كان صلى الله عليه وسلم إذا نزل به هم أو غم قال: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث.
صحيح الجامع 4792
* انتبه:
قال ابن القيم رحمه الله:
وبالجملة، فالعبد إذا أعرض عن الله، واشتغل بالمعاصي ضاعت عليه أيام حياته الحقيقية التي يجد غبَّ إضاعتها يوم يقول:ياليتني قدمت لحياتي.
* س: هناك بعض (المنازل) يوجد بها صنابير وأواني منزلية مطلية بماء الذهب فهل اتخاذها واستعمالها حرام؟
ج: إذا علم أنها مطلية بالذهب أو الفضة لم يجز استعمالها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الذي يشرب في إناء الذهب والفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم" أخرجه مسلم، ولقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تشربوا في آنية الذهب والفضة ولا تأكلوا في صحافهما فإنها لهم في الدنيا -يعني الكفار- ولكم في الآخرة" متفق عليه.
ولما في ذلك من الإسراف والتبذير.
الشيخ عبدالعزيز ابن باز.
* ظهور الزنا:
ظهور الزنا من أمارات خراب العالم، فقد ورد في الصحيحين من خطبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في صلاة الكسوف أنه قال:
" يا أمة محمد، والله إنه لا أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته، يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، ثم رفع يديه وقال: اللهم هل بلغت؟ "
قال ابن القيم: " وفي ذكر هذه الكبيرة بخصوصها عقب صلاة الكسوف سر بديع لمن تأمله، وظهور الزنا من أمارات خراب العالم ".
* قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ:
يَا أَهْلَ الْمَعَاصِي لَا تَغْتَرُّوا بِطُولِ حِلْمِ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَاحْذَرُوا أَسَفَهُ -أَيْ غَضَبَهُ- بِسَبَبِ الْمَعَاصِي فَإِنَّهُ قَالَ تَعَالَى: {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ}.
* س / ما حكم ذهاب النساء إلى الأعراس التي يوجد فيها ضرب بالدف والطبل؟
ج / أما العرس الذي ليس فيه إلا الدف فإن حضوره لا بأس به بشرط أن تكون الأغاني مباحة، وأما إذا كان فيه طبول فإنه لا يجوز حضوره، والفرق بين الطبل والدف، أن الطبل مستور من الجانبين والدف من جانب واحد، ولكن إذا قدر أن المرأة ذهبت إلى هذا العرس ثم فوجئت بالطبول فإنها تنهاهم عن هذا وتنصحهم، فإن امتثلوا فهذا المطلوب، وإلا وجب عليها أن تخرج.
الشيخ محمد ابن عثيمين.
* هكذا التوكل:
قيل لحاتم الأصم: على ما بنيت أمرك في التوكل؟
قال: على خصال أربعة: علمت أن رزقي لا يأكله غيري، فاطمأنت به نفسي، وعلمت أن عملي لا يعمله غيري، فأنا مشغول به، وعلمت أن الموت يأتي بغتة، فأنا أبادره، وعلمت أني لاأخلو من عين الله، فأنا مستحي منه.
(السير11/ 485)
* س / هل يكفي أن يأتي الإنسان بالمسجل، ويضع فيه شريطا مسجلا عليه سورة البقرة، ويقوم بتشغيله حتى يقرأ كامل السورة؟ أو لا بد أن يقرأ الإنسان بنفسه أو من ينوب عنه السورة؟
ج: الأظهر- والله أعلم- أنه يحصل بقراءة سورة البقرة كلها من المذياع أو من صاحب البيت ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من فرار الشيطان من ذلك البيت. مجموع فتاوى ابن باز- (ج 21 / ص 249)
* حافظ على حسناتك:
المسلم يحافظ على حسناته التي يكتسبها من أعماله الصالحة والبعض يفرط ويغفل عن التأمل في الحديث .. :
أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال: إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار.
* إذا قصر الأخ في حق أخيه:
فالواجب الاحتمال والعفو والصفح، إلا إذا كان بحيث يؤدي استمراره إلى القطيعة، فالعتاب في السر خير من القطيعة، والتعريض خير من التصريح، والمكاتبة خير من المشافهة والاحتمال خير من الكل.
[خواطر في الدعوة 1/ 59]
* س / كيف يمكن لي أن أتدبر القرآن؟
ج / تدبر القرآن شأنه عظيم، وفائدته كبيرة، وهو المقصود الأعظم والمطلوب الأهم، به تستنير القلوب وتنشرح الصدور.
وأما كيف نتدبر القرآن؟ فهذا يحتاج إلى تفصيل لا يتسع له المقام، غير أني أنصح السائل وأمثاله بقراءة الكتب التالية فهي مفيدة جداً في هذا الباب: 1 - مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة لخالد اللاحم 2 - تدبر القرآن لسليمان السنيدي 3 - مفاتيح للتعامل مع القرآن لصلاح الخالدي.
الشيخ: سعد الحجري.
* وقفة مع أية:
{فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا} [القصص:25] , قالت: {إن أبي يدعوك} , ولم تقل: إننا نندعوك؛ لأن هذا هو اللائق بالمؤمنة العفيفة حينما تتحدث مع الرجال الغرباء.
[د. عويض العطوي]
* الأصدقاء الصالحون:
{الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين} [الزخرف:67] قال الحسن البصري: استكثروا من الأصدقاء المؤمنين؛ فإن الرجل منهم يشفع في قريبه وصديقه، فإذا رأى الكفار ذلك قالوا: {فما لنا من شافعين ولا صديق حميم} [الشعراء:100 - 101].
* فائدة:
ما الحكمة من رعاية الأنبياء للغنم؟
قال الإمام النووي:
(قالوا: والحكمة في رعاية الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم - لها ليأخذوا أنفسهم بالتواضع، وتصفى قلوبهم بالخلوة، ويترقوا من سياستها بالنصيحة؛ إلى سياسة أممهم بالهداية والشفقة).
[شرح مسلم 6/ 14].
* سورة النصر:
قال ابن كثير:
وأما ما فسر به ابن عباس وعمر من أن هذه السورة نعي فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نفسه الكريمة:
واعلم أنك إذا فتحت مكة وهي قريتك التي أخرجتك، ودخل الناس في دين الله أفواجا؛ فقد فرغ شغلنا بك في الدنيا، فتهيأ للقدوم علينا، فالآخرة خير لك من الدنيا، ولسوف يعطيك ربك فترضى، ولهذا قال: {فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا}.
[تفسيره 532/ 8].
* الموبقات السبع:
نظم بعض أهل العلم الموبقات السبع الواردة في الحديث في بيتين:
أكل مال اليتيم والشرك والسحر ^^
وأكل الربا وقذف المبرا ..
والتولي يوم زحف وقتل نفس ^^
سبع قد أوبقت من تجرا ..
[ذيل الروضتين لأبي شامة 45].
* بصراحة:
عجباً لحال الكثيرين، تجد الواحد يتحفظ من النظر المحرم والسماع المحرم، ولكنه لا يستطيع أن يمسك لسانه عن الغيبة، ونحوها من آفات اللسان.
* مسألة:
إحساس المصلي بشيء يخرج من دبره أو قبله لا يبطل وضوءه، ولا يلتفت إليه؛ لكونه من وساوس الشيطان، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن مثل هذا، فقال: لا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا متفق على صحته.
أما إن جزم المصلي بخروج الريح أو البول ونحوهما يقينا، فإن صلاته تبطل؛ لفساد طهارته، وعليه أن يعيد الوضوء والصلاة.
ابن باز رحمه الله.
* ومضة:
تعود أن تعيش لغيرك كما تعيش لنفسك، وتذكر أن إيمانك لا يكمل إلا بهذا: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) رواه البخاري [1/ 21].
* مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
لابد من:
- دراسة سيرته وأخذ العبر والمواعظ منها.
- تنقيح وتصفية سنته مما علق بها من الأحاديث الضعيفة والموضوعة.
- نرفض جميع الأقوال والآراء التي تخالف سنته مهما كان القائل بها.
- تصديقه في الأخبار التي جاء بها من الغيبيات وغيرها.
- الإكثار من الصلاة عليه في كل وقت وخاصة يوم الجمعة.
انتهى بفضل الله الجزء الثاني من درر الفوائد والفرائد ويتبعه قريبآ بمشيئة الله الجزء الثالث. . .
ولا تنسون من قام بكتابتها وجمعها من دعواتكم ...(/)
80 فائدة من حديث المجامع في نهار رمضان
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[10 Sep 2008, 02:49 ص]ـ
يطيب لي اطلاعكم على مقالي:
بعنوان " 80 فائدة من حديث الرجل الذي جامع في نهار رمضان "
http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_content.cfm?id=71&catid=73&artid=13933(/)
طلب خدمه من المشائخ الكرام تفضلوا
ـ[ابراهيم عبد القادر]ــــــــ[10 Sep 2008, 03:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرجيم
الحمد لله ولصلاة والسلام على رسول الله وبعد
في هذا الحديث ان الله ينزل الى سماء الدنيا
اريد ان اعرف لما سميت الارض بالسماء وبهذا اللفظ
جاء في الأثر الصحيح أنه (ينزل في كل ليلة إلى السماء ثم ينادي: من يدعوني فأستجيب له؟، من يستغفرني فأغفر له؟، من يسألني فأعطيه؟ .. وذلك في الثلث الآخر منه).
اريد ان اعرف لما سميت الارض بالسماء وبهذا اللفظ
بارك الله فيكم
محبكم ابراهيم عبد القادر
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[10 Sep 2008, 03:42 ص]ـ
أخي الكريم وفقك الله لكل خير
من قال لك إن السماء الدنيا في الحديث هي الأرض؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
" فإنه معلوم بصريح العقل أن الهواء فوق الأرض، والسماء فوق الأرض، وهذا معلوم قبل أن يُعلم كون السماء محيطة بالأرض. . . والعلو معنى معقول لا يشترط فيه الإحاطة، وإن كانت الإحاطة لا تناقضه. . . ولهذا كان الناس يعلمون أن السماء فوق الأرض، والسحاب فوق الأرض قبل أن يخطر بقلوبهم أنها محيطة بالأرض" اهـ. "درء التعارض" (6/ 336، 337).
وقال ابن حزم:
"فالأرض على هذا البرهان الشاهد هي مكان التحت للسموات ضرورة، فمِن حيث كانت السماء فهي فوق الأرض، ومِن حيث قابلتْها الأرض فالأرض تحت السماء ولا بد، وحيث ما كان ابن آدم فرأسه إلى السماء ورجلاه إلى الأرض" اهـ. "الفِصَل بين الملل والنِّحَل" (2/ 243).
ـ[ابراهيم عبد القادر]ــــــــ[11 Sep 2008, 02:55 ص]ـ
بارك الله فيك اخي على التوضيح
نص الحديث فيه نزول فالى اين النزول ارجوا التوضيح أكثر
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Sep 2008, 01:48 م]ـ
هذه تنبيهات بعيداً عن جواب السؤال مع وضوحه:
1 - العنوان لا يدل على الموضوع يا أستاذ إبراهيم فأرجو مراعاة ذلك مستقبلاً.
2 - الموضوع لا علاقة له بالتفسير فمحله في الملتقى المفتوح.
3 - كلمة (المشائخ) لا تكتب بالهمزة هكذا. وإنما تكتب بالياء (المشايخ) لأن الياء أصلية، ولذلك قالوا: لا تهمز المشايخ.
وفقكم الله.
ـ[ابراهيم عبد القادر]ــــــــ[16 Sep 2008, 02:33 ص]ـ
هذه تنبيهات بعيداً عن جواب السؤال مع وضوحه:
1 - العنوان لا يدل على الموضوع يا أستاذ إبراهيم فأرجو مراعاة ذلك مستقبلاً.
2 - الموضوع لا علاقة له بالتفسير فمحله في الملتقى المفتوح.
3 - كلمة (المشائخ) لا تكتب بالهمزة هكذا. وإنما تكتب بالياء (المشايخ) لأن الياء أصلية، ولذلك قالوا: لا تهمز المشايخ.
وفقكم الله.
انا لله وانا اليه راجعون
اولا: لست استاذ با دكتور عبد الرحمن.
ثانيا: انا عارف انها تكتب (المشائخ) هكذا ,و (المشايخ) هكذا, بس المعلومه الذي استفدها منك في هذا التعليق الحلو ان المشايخ لا تهمز.
ثالثا: ارجوا ان تقبل مني النصيحه الغاليه وانت كدورك المدير العام لا بد من ان نتعلم اسلوب التخاطب مع الغير لان انت القدوه وهناك من هو جديد في الملتقى المبارك لا ان نتخذ الاسلوب الاستفزازي.
أخيرا بارك الله فيك على المرور الطيب
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Sep 2008, 02:41 ص]ـ
أنا آسف يا أخي العزيز إذا كنت جرحت مشاعرك، وأعدك أن أتعلم الأسلوب المناسب بإذن الله في المرات القادمة، وهدفي هو المحافظة - بقدر الاستطاعة - على مستوى الملتقى العلمي المتميز بمراعاة مثل هذه التفاصيل الدقيقة في المشاركات وفقك الله ونفع بك.
ـ[الكاتب]ــــــــ[16 Sep 2008, 03:59 ص]ـ
شيخنا الكريم , جزاك ربي خيرا على صبرك واحتمالك وسعة صدرك, وهل نتعلم الأدب وحسن الخلق والتواضع ولين الجانب إلا من أمثالك بارك الله فيك ونفع بك وجعلك ذخرا وفخرا لمحبيك. وأذكرك بقول الشاعر وأنت الأديب المفسر الشاعر ليس الغبي بسيد في قومه لكن سيد قومه المتغابي
ـ[ابراهيم عبد القادر]ــــــــ[17 Sep 2008, 01:47 ص]ـ
أنا آسف يا أخي العزيز إذا كنت جرحت مشاعرك، وأعدك أن أتعلم الأسلوب المناسب بإذن الله في المرات القادمة، وهدفي هو المحافظة - بقدر الاستطاعة - على مستوى الملتقى العلمي المتميز بمراعاة مثل هذه التفاصيل الدقيقة في المشاركات وفقك الله ونفع بك.
جزاك اللله عني وعن الملتقى خير الجزاء
فانا من يتعلم منك الاسلوب لا انت تتعلم مني فنحن امامكم لا نسوى شي
بارك الله فيا د. عبد الرحمن الشهري ارجوا ان تقبل اعتذاري(/)
إلى المشرفين: حافظوا على وقار المنتدى، رجاء
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[10 Sep 2008, 03:33 ص]ـ
رجاء، حافظوا على وقار المنتدى.
فقد لاحظت أن عددا من الأعضاء الجدد يستعمل معرفا أقرب للهزل منه إلى الجد، إضافة إلى أساليب في الكتابة تفقد هذا المنتدى وقاره. وأخشى إن ترك الأمر هكذا أن يفقد تميزه مقارنة بغيره من المنتديات.
وقد أبديت تحفظي على فتح باب التسجيل في المنتدى في شهر رمضان، لأن المشرفين غير قادرين على متابعة الأمر وتوجيه المسجلين، بسبب انشغالهم في كثير من المهام.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Sep 2008, 05:01 ص]ـ
شكر الله لكم يا أبا أحمد حرصكم وعنايتكم.
سيوقف التسجيل بإذن الله في 15 من الشهر، وسيتم استبعاد كل المعرفات التي كتبت بالأحرف الانجليزية والتي لا تليق من وجهة نظرنا إن شاء الله.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[10 Sep 2008, 06:26 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
أشكر المهندس الفاضل محمد بن جماعة ـ وفقه الله ـ على تنبيهه القيم.
كما أشكر الدكتور عبد الرحمن الشهري ـ وفقه الله ـ على جهوده الملحوظة، ومتابعته الحثيثة، وأرجو من بقية المشرفين الأفاضل مساعدة شيخنا في المتابعة والإشراف المباشر، وملاحظة ما يكتب، إن كان حسنا فيشكر، وإن كان غير ذلك فغير ذلك
مع تقديرنا لمشاغلهم وارتباطهم، فشيخنا ـ حفظه الله ـ بشر مثلنا،وأشغاله وارتباطه أضعاف أضعاف ماعندنا،ومع ذلك أشعر ويشعر الجميع أنه قريب منا، متابع لما نكتب، متجاوب مع مطالبنا، لا يألوا جهدا في الرقي بالملتقى وأعضائه.
فاللهم إني أسألك أن تغفر لشيخنا عبد الرحمن ووالديه وأحبابه، وأن تزيده توفيقا وتسديدا وإعانة، وأن تفتح عليه من أنوار العلم والتوفيق كما فتحت على عبادك الصالحين وأوليائك المقربين.
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[10 Sep 2008, 06:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فلي أمل في الله ثم في المشرف الفاضل الدكتور عبد الرحمن حفظه الله والإخوة المشرفين حفظهم الله أن تكون هناك فرصة طويلة المدى نوعا ما تتاح فيها العضوية للجميع،
على أن تكون الشروط منضبطة بالاسم والجهة والتخصص في خانة التعريف بالعضو،
وأن تكون الفرصة الأولى مفتوحة والثانية متابعة من أعضاء الملتقى القدامى، والثالثة إن لم تكن هناك استجابة من العضو فتلغى عضويته، ويشار الى السبب.
وماهذا إلا لأني وجدت أن الرغبة في التسجيل هي إما للراغب في حاجة والسائل لاينهر، وإما أن يكون من الذين من واجب الملتقى الأخذ بأيده للتعرف على التخصص وحمل رغبته تلك على افضل المحامل حتى يتبين العكس،
علما بأني قد وجدت كما وجد الشيخ محمد بن جماعة حفظه الله أن من الإخوة الجدد من هو متحمس للوصول إلى إجابات محددة أو معلومات فلما لم يجدها فورا أو تاخرت تساهل في كتابة مشاركته فكان بعضها ناقص الحروف،وبعضها طلبات سبق أن كتب عنها بشكل مستفيض،
وبعضها بسبب تراخى في البحث عنها في بوابة البحث في الملتقى وغير ذلك ...
أخيرا:
أرجو أن تتاح الفرصة مرة اخرى بشروط جديدة منضبطة، وليعذرني زميلي الفاضل محمد بن جماعة حفظه الله وبارك في علمه. والله أعلم.
ـ[السراج]ــــــــ[10 Sep 2008, 06:52 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ....
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[11 Sep 2008, 04:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فلي أمل في الله ثم في المشرف الفاضل الدكتور عبد الرحمن حفظه الله والإخوة المشرفين حفظهم الله أن تكون هناك فرصة طويلة المدى نوعا ما تتاح فيها العضوية للجميع،
على أن تكون الشروط منضبطة بالاسم والجهة والتخصص في خانة التعريف بالعضو،
وأن تكون الفرصة الأولى مفتوحة والثانية متابعة من أعضاء الملتقى القدامى، والثالثة إن لم تكن هناك استجابة من العضو فتلغى عضويته، ويشار الى السبب.
وماهذا إلا لأني وجدت أن الرغبة في التسجيل هي إما للراغب في حاجة والسائل لاينهر، وإما أن يكون من الذين من واجب الملتقى الأخذ بأيده للتعرف على التخصص وحمل رغبته تلك على افضل المحامل حتى يتبين العكس،
علما بأني قد وجدت كما وجد الشيخ محمد بن جماعة حفظه الله أن من الإخوة الجدد من هو متحمس للوصول إلى إجابات محددة أو معلومات فلما لم يجدها فورا أو تاخرت تساهل في كتابة مشاركته فكان بعضها ناقص الحروف،وبعضها طلبات سبق أن كتب عنها بشكل مستفيض،
وبعضها بسبب تراخى في البحث عنها في بوابة البحث في الملتقى وغير ذلك ...
أخيرا:
أرجو أن تتاح الفرصة مرة اخرى بشروط جديدة منضبطة، وليعذرني زميلي الفاضل محمد بن جماعة حفظه الله وبارك في علمه. والله أعلم.
لا فُضَّ فوك شيخنا الكريم.
ـ[صيد الخاطر]ــــــــ[11 Sep 2008, 05:21 ص]ـ
فاللهم إني أسألك أن تغفر لشيخنا عبد الرحمن ووالديه وأحبابه، وأن تزيده توفيقا وتسديدا وإعانة، وأن تفتح عليه من أنوار العلم والتوفيق كما فتحت على عبادك الصالحين وأوليائك المقربين.
آمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[11 Sep 2008, 06:03 ص]ـ
أحسن الله إليك شيخنا الشنقيطي. وأوافقك الرأي.
وليس في دعوتي منع لتسجيل، وإنما حرص على الحفاظ على مستوى المنتدى. وهذا يتطلب بعض الحزم والتوجيه.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[11 Sep 2008, 06:24 ص]ـ
أحسن الله إليك شيخنا الشنقيطي. وأوافقك الرأي.
وليس في دعوتي منع لتسجيل، وإنما حرص على الحفاظ على مستوى المنتدى. وهذا يتطلب بعض الحزم والتوجيه.
شكرا لك أخي الكريم محمد
ويحتاج أيضا إلى تنبيه المخالف
أو الذي لايشارك بمنهجية علمية هادفة
إلى تنبيه؛ ومن ثمة تقريع؛ ثم توقيف اشتراكه
إن لم يلتزم بذلك
وجزى الله الجميع خيرا
ـ[محب القراءات]ــــــــ[11 Sep 2008, 01:47 م]ـ
شكرا لك أخي الكريم محمد
ويحتاج أيضا إلى تنبيه المخالف
أو الذي لايشارك بمنهجية علمية هادفة
إلى تنبيه؛ ومن ثمة تقريع؛ ثم توقيف اشتراكه
إن لم يلتزم بذلك
وجزى الله الجميع خيرا
أتفق مع أخي الشيخ مروان على وجهة نظره , وإن كنت أرى أن بعض الأعضاء الجدد فعلا يحتاج إلى حزم مبكر , أو إلغاء للاشتراك فورا , خاصة ممن ظهر منهم استهزاء بالمشرفين وعدم تقديرهم واحترامهم.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[11 Sep 2008, 01:52 م]ـ
أتفق مع أخي الشيخ مروان على وجهة نظره , وإن كنت أرى أن بعض الأعضاء الجدد فعلا يحتاج إلى حزم مبكر , أو إلغاء للاشتراك فورا , خاصة ممن ظهر منهم استهزاء بالمشرفين وعدم تقديرهم واحترامهم.
انظر مثلا هذه المشاركة ولك أن تحكم بنفسك:
مهم جداااااااااااااااااااااا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=12824)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Sep 2008, 02:12 م]ـ
شكر الله لكم جميعاً هذا التفاعل. ولا أستغرب هذا من أمثالكم فعلى أكتفاكم قام هذا الملتقى، وطلب الدكتور أمين حفظه الله أمر، وما كان لنا أن نستبد بالرأي دونكم في هذا الموقع. وأرجو أن تعينونا بمتابعتكم وتنبيهكم والصبر على الزملاء الجدد حتى يستفيدوا من الملتقى والأجوبة، ولن يكون بإذن الله إلا ما يصلح للملتقى ويرتقي به.
وأشكر أخي العزيز ضيف الله على حرصه ومتابعته المستمرة ودعواته التي أسأل الله أن يتقبلها ةوأن يكتب لكم أضعافها.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[12 Sep 2008, 01:00 ص]ـ
شكر الله لكم جميعاً هذا التفاعل. ولا أستغرب هذا من أمثالكم فعلى أكتفاكم قام هذا الملتقى، وطلب الدكتور أمين حفظه الله أمر، وما كان لنا أن نستبد بالرأي دونكم في هذا الموقع. وأرجو أن تعينونا بمتابعتكم وتنبيهكم والصبر على الزملاء الجدد حتى يستفيدوا من الملتقى والأجوبة، ولن يكون بإذن الله إلا ما يصلح للملتقى ويرتقي به.
وأشكر أخي العزيز ضيف الله على حرصه ومتابعته المستمرة ودعواته التي أسأل الله أن يتقبلها ةوأن يكتب لكم أضعافها.
جزى الله خيرا فضيلة الشيخ الدكتور / عبد الرحمن على متابعته المستمرة وحرصه على هذا الملتقى المتميز , مع كثرة أشغاله , وإنا لنغبطه والله على هذا التميز وأسأل الله أن يبارك في علمه وينفع به.
وأشكره على استجابته وتقديره لآرآئنا , وحذفه للمشاركات الغير لائقة.
أسأل الله تعالى لهذا الملتقى مزيدا من التقدم والنجاح
ـ[سلسبيل]ــــــــ[12 Sep 2008, 03:18 ص]ـ
حافظوا على وقار المنتدى ... والله إن المنتدى او الملتقى بالأصح لحري بهذا الوقار!! فإن لم يكن له؟! فلمن؟؟!!
شدني العنوان كثيرا وإنه لنداء ممن يهمه أمر الملتقى .. وغيرة على مكان يجتمع فيه أهل الله وخاصته ألا يشابه باقي المواقع والمنتديات وإن أسمت نفسها إسلامية
فكل يدعي وصلا بليلى .. وليلى لا تقر لهم بذاك
شتان .. شتان!!
بإذن الله تعالى وقار المنتدى محفوظ ما دام يُعنى بكتاب الله تعالى
لن يبقى إلا من ينفع غيره أو ينفع نفسه ولا مكان لثالث!
لأن الزبد يذهب جفاء ولا يمكث إلا ما ينفع الناس .. هكذا علمنا القرآن الكريم
وهذه هي سنة الحياة وفطرتها التي لا تتغير ولا تتبدل
جزاكم الله خيرا على فتح باب التسجيل وإتاحة الفرصة ليعم الخير والنفع أكثر
ـ[طالبة المعالي]ــــــــ[12 Sep 2008, 11:15 م]ـ
حافظوا على وقار المنتدى ... والله إن المنتدى او الملتقى بالأصح لحري بهذا الوقار!! فإن لم يكن له؟! فلمن؟؟!!
شدني العنوان كثيرا وإنه لنداء ممن يهمه أمر الملتقى .. وغيرة على مكان يجتمع فيه أهل الله وخاصته ألا يشابه باقي المواقع والمنتديات وإن أسمت نفسها إسلامية
فكل يدعي وصلا بليلى .. وليلى لا تقر لهم بذاك
شتان .. شتان!!
بإذن الله تعالى وقار المنتدى محفوظ ما دام يُعنى بكتاب الله تعالى
لن يبقى إلا من ينفع غيره أو ينفع نفسه ولا مكان لثالث!
لأن الزبد يذهب جفاء ولا يمكث إلا ما ينفع الناس .. هكذا علمنا القرآن الكريم
وهذه هي سنة الحياة وفطرتها التي لا تتغير ولا تتبدل
جزاكم الله خيرا على فتح باب التسجيل وإتاحة الفرصة ليعم الخير والنفع أكثر
نعم أختي الكريمة أوافقك الرأي جزاك الله خيرا،،
ويعلم الله أني كنت كلما أفتح ملتقى أهل التفسير وأريد أن أسجل يتحسر قلبي لعدم إمكاني التسجيل فيه،، وأتمنى أيضاً ملتقى أهل الحديث يحذو حذوه،، ولابد من الحزم حتى يكون الجميع على بينة،فما أُنشئ هذا الملتقى إلا لطلب العلم وليس لشيئ آخر،، أسأل الله أن يرزقنا جميعاً العلم النافع والعمل الصالح وأسأل الله أن يوفق القائمين على هذا الملتقى وأن يسددهم على تفضلهم بفتح باب التسجيل00آمين آمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابراهيم عبد القادر]ــــــــ[13 Sep 2008, 01:27 ص]ـ
رجاء، حافظوا على وقار المنتدى.
فقد لاحظت أن عددا من الأعضاء الجدد يستعمل معرفا أقرب للهزل منه إلى الجد، إضافة إلى أساليب في الكتابة تفقد هذا المنتدى وقاره. وأخشى إن ترك الأمر هكذا أن يفقد تميزه مقارنة بغيره من المنتديات.
وقد أبديت تحفظي على فتح باب التسجيل في المنتدى في شهر رمضان، لأن المشرفين غير قادرين على متابعة الأمر وتوجيه المسجلين، بسبب انشغالهم في كثير من المهام.
تنبيه مهم للغايه بارك الله فيك أخي
ارجوا الانتباه لمثل هذه النقاط
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[13 Sep 2008, 02:47 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أسأل الله ان ينفعنا جميعا بهذا الملتقى، وان يجعلنا من أهل العلم وطلبته العاملين به،
وأحب أن أوجه كلمة للأخوة الجدد لما من الله عليهم به من الالتحاق بركب طلبة العلم والعلماء في هذا الملتقى، (وذلك من خلال تجربة متواضعة في الملتقى)
فأقول: إخواني طبيعة هذا الملتقى علمية تخصصية (في علم التفسير وعلومه)، موسوعية عالمية، يرتاده الباحثون من كل أنحاء العالم، وكذلك الزائرون الراغبون في الاطلاع أو السؤال،
وفي الملتقى تتوفر عضوية متدرجة بعد التسجيل من مشارك الى نشيط الى فعال، ويكتسبها العضو بحسب جهده، ويأمل المشرفون من كل عضو الوصول إلى اعلى عضوية بمايحققه العضو من جهد من غير مدة معينة،
فقد يكتسب العضو العضوية النشيطة إذا عرف المشرفون عنه نشاطا طيبا في فترات متتالية وهكذا بقية المستويات.
ولذا فإننا ولله الحمد في نعمة لايعلم قدرها الا الله تعالى فقد كنا قبل هذا الملتقى ندور في حلقات مفرغة،
نطرح سؤالا ولانجد جوابا لبعد المسافة بيننا وبين المتخصصين،
ونبحث عن مخطوط فلا نجد له إلا نسخة ثم نحققها،
ثم يظهر انها كثيرة النسخ أو انها محققة في بلدان عدة، بل في جامعتين في بلد واحد احيانا،
وعليه فليتأمل الجميع مقدار هذه النعمة وليطالعوا قبل السؤال والمشاركة كتب التخصص، وموضوعاته، وبحوثه، وسؤال علمائه،
وليتحروا الفكرة المفقودة أو المشتبهة، أو الناقصة الوضوح،
وليقدموها بين يدي المتخصصين سواء في علم التفسير أو علم القراءات الذي هو أحد علوم التفسير، وكماقيل كل علم يسال عنه أهله،
ثم ليطلبوا اجابة وإن لم تتيسر، فيكونوا قد أدّوا ماعليهم، وأوصلوا المسالة إلى أهلها، ثم تكون الاجابة على قدر الاستطاعة ..
وعليهم كذلك الأخذ بآداب السؤال وعرضه باسلوب واضح مقنع، وبيان مدى شدة الحاجة الى الاجابة عنه، وأنّ السائل لم يقف على إجابة عنه من قبل، وأن ينتظر ويصبر حتى تأتي الاجابة ولاييأس ولعله يجدها في مكان آخر، أو ملتقيات أخرى ..
وهو مع هذا يحسن الظن بإخوانه في الملتقى،
أو ما يشير به عليه مشرف الملتقى العزيزالموفق بتوفيق الله عبد الرحمن الشهري وإخوانه حفظهم الله ليكتمل للجميع العلم والإفادة.والله الموفق.
ـ[أشرف الملاحمي]ــــــــ[24 Mar 2009, 07:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة في الإشراف تحية طيبة أرجو متابعة موضوعي والمساعدة في أمر نيلي عضوية ملتقاكم المبارك لتمكيني من طرح المزيد من الأنشطة التفاعلية كما أرجو أن تدلوني على طريقة التسجيل في رابطة المتخصصين فقد حاولت مرتين ولم أنجح
جزاكم الله خيرا(/)
تمت إضافة خدمة البحث بواسطة Google لملتقى أهل التفسير
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Sep 2008, 05:33 ص]ـ
ولله الحمد تمت إضافة البحث Google إلى ملتقى أهل التفسير ليتم البحث في الملتقى بدقة.
جزى الله الأخ العزيز أبا أحمد خيراً على عنايته بذلك ووفقه وأرجو أن تستفيدوا منها جميعاً في البحث.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[10 Sep 2008, 06:03 ص]ـ
بارك الله في تلك الجهود المبذولة في هذا الملتقى، وهذه الخاصية الجديدة تضيف للمتلقى فائدة جليلة في التصفية السريعة للبحث المتميز الذي تقدمه مجموعة جوجل عبر محرك بحثها الشهير.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[10 Sep 2008, 07:16 ص]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم وأعظم لكم الأجر
فقد كنت أنتظر ذلك منذ زمن
ـ[أبو المهند]ــــــــ[10 Sep 2008, 02:37 م]ـ
إلى الأمام يا ملتقانا العزيز على أيدي مشرفينا الأعزاء وخاصة الزميل والصديق الحبيب المشرف العام.
ـ[أحمد بن ناصر العمر]ــــــــ[10 Sep 2008, 06:53 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[احب الصالحين]ــــــــ[10 Sep 2008, 11:09 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ومزيد من التقدم
فهذا الملتقى له مكانة خاصة في القلب لانه يربطنا بكتاب ربنا
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[11 Sep 2008, 12:13 ص]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم وأعظم لكم الأجر
فقد كنت أنتظر ذلك منذ زمن
و أنا كذلك.
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[11 Sep 2008, 01:20 ص]ـ
جزى الله الأخ العزيز أبا أحمد خيراً في تسهيل مهمة البحث في هذا الملتقى المبارك وجعل ذلك في ميزان حسناته. . ودعوة صادقة لكل من ساهم في تقدم هذا الملتقى العامر ودمتم.
ـ[معيوض الحارثي]ــــــــ[14 Sep 2008, 12:31 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[08 Oct 2008, 08:44 م]ـ
أرى منذ أيام أن هذه الخدمة لم تعد متوفرة ...
فهل هذا عندي فقط؟
أرجو أن يكون ذلك، فالخدمة مفيدة للغاية، ومهمة لكل من أراد الوصول إلى ما كتب سابقا في موضوع معين.
ـ[التواقة]ــــــــ[09 Oct 2008, 01:09 ص]ـ
أرى منذ أيام أن هذه الخدمة لم تعد متوفرة ...
فهل هذا عندي فقط؟
أرجو أن يكون ذلك، فالخدمة مفيدة للغاية، ومهمة لكل من أراد الوصول إلى ما كتب سابقا في موضوع معين.
وأنا كذلك لم أعد أجدها
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[09 Oct 2008, 01:20 ص]ـ
بارك الله في جهودكم ...
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Oct 2008, 07:59 ص]ـ
تعود بإذن الله قريباً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Oct 2008, 08:19 ص]ـ
تمت إعادتها ولله الحمد، مع شكري وتقديري لأخي العزيز أبي أحمد الذي قام بذلك وفقه الله.
ـ[إبراهيم محجب]ــــــــ[17 Oct 2008, 02:13 م]ـ
جزاكم الله خيرًا وإلى الأمام
ـ[مستضيف]ــــــــ[17 Oct 2008, 08:11 م]ـ
الشيخ الدكتور المكرم أبا عبد الله و الإخوان الأعضاء الكرام
حياكم الله جميعا و زاد بكم النفع و سد بكم الرقع و سددكم و حفظكم و أدام علينا و عليكم فضله العظيم.
أخوكم حاتم سليمان
إدارة مستضيف
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[17 Oct 2008, 10:01 م]ـ
جزاكم الله خيرًا
و نسأل الله أن يجعل كل تيسير و تسهيل للمسلمين من خلال المنتدى في ميزان حسنات القائمين عليه.
ـ[نبض العزة]ــــــــ[20 Oct 2008, 01:05 ص]ـ
جعله الله في ميزان حسناته
وبارك في الجميع
ـ[أبو الزهراء بكري]ــــــــ[08 May 2009, 10:20 ص]ـ
بارك الله فيكم على ما تقدمونه تيسيرا لطلاب العلم
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[08 May 2009, 02:11 م]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم وأعظم لكم الأجر
فقد كنت أنتظر ذلك منذ زمن
يعجز اللسان عن الشكر
جزاكم الله خير الجزاء وبارك في جهودكم وجعل أعمالكم خالصة لوجهه الكريم(/)
(مقدمة في علم تخريج الفروع على الأصول)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[10 Sep 2008, 06:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
مقدمة في علم تخريج الفروع على الأصول
تعريف هذا العلم:
قال أحد الباحثين: " لم نقف عل تعريف دقيق له فيما وصلت إليه أيدينا من مصادر تخصصت في إبراز معالم هذا الفن من أول ظهوره إلى يومنا هذا "
لكنه قام بتعريف هذا العلم باجتهاده فقال:
" هو العلم المستمد من الفقه والأصول يبحث في كيفية بناء الأول على الثاني في سياق تطبيقي بعيد عن جدل الأصول المجردة ومسائل الفروع المبددة " (1)
لكن بعد إمعان النظر في تعريفه لهذا العلم نرى أنه عرف ما ينبغي أن يكون عليه هذا العلم، وفي الحقيقة هذا العلم لم يصل بأكمله للمرحلة التي أشار إليها في تعريفه، فبدا تعريفه مثالي بعد الدراسه المتأنية للنصوص العلمية المكونة لمادة هذا العلم.
ولذلك قال الزنجاني في كتابه تخريج الفروع على الأصول:
" واقتصرت على ذكر المسائل التي تشتمل عليها تعاليق الخلاف "
عدا أن الباحث قد يجد بعد هذا التنقيح فروعا فرعت تحت أصول لا تنتمي إليها، أو قواعد نسبت إلى أعلام لم يقولوا بها.
وإن من أهم ما أخرج هذا العلم بهذا الشكل في وجهة نظري، هو اهتمام بعض أهل العلم بالجدل والخلاف والاستدلال مستنفذين الوسع والطاقة وذلك للدفاع عن مذاهبهم في عصر من العصور، وهذا الأمر كما لا يخفى يحمل بعض المتعصبين للوي أعناق الأدلة بعض الأحيان، فما من معصوم إلا من عصمه الله تعالى.
ومن جهة أخرى هذا العلم يستعمل لتخريج رأي إمام المذهب في مسألة مستجدة، وهذا أمر آخر كان مساهما في الخلل، حيث أن لازم القول ليس بلازم كما قال أهل العلم، وقد يخرج العلماء أصولا للإمام من خلال بعض الفروع الفقهية التي أفتى فيها ويحصل أن لا يوفقوا في إخراج القاعدة التي قصدها الإمام، وهذا إشكال آخر يجر إشكالات. (2)
وبما أني أطرح هذا الموضوع في ملتقى أهل التفسير سأطرح بعض الأمور التي أثارت عجبي وأنا أدرس هذا العلم، والتي كان محورها توجيه آيات الكتاب العزيز القرآن الكريم، وفوق كل ذي علم عليم:
أولا: قال تعالى:
{الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَراً مِّنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ} (المجادلة:2)
قال الزنجاني:
" إنما منعنا من إجراء القياس في الكفارات، لأنا رأينا الشرع قد أوجب الكفارة على المظاهر، وعلل وقال: {وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَراً مِّنَ الْقَوْلِ وَزُوراً} ثم إن المرتد قال أعظم مما قال المظاهر وأفحش، ولم يوجب عليه الكفارة "
والسؤال هنا يا ترى سبب الكفارة هو تحريم الرجال لما أحل الله تعالى، أم قول المنكر والزور؟، علما بأن الناطقين للمنكر والزور كثر، وكما قيل ما بعد الكفر ذنب.
ثانيا: قال تعالى:
{وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (الأنعام:141)
قال الزنجاني: "المجمل عندنا هو اللفظ الذي يتناول مسميات كل واحد منها يجوز أن يكون مرادا للمتكلم، كقوله تعالى: {وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ}، فإنه يشمل العشر، ونصف العشر، وربع العشر؛ فكل واحد منها يجوز أن يكون مرادا "
أين الإجمال في هذه الآية؟
هذا ما تيسر والله أعلم وأحكم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - ينظر مقدمة أستاذي الأستاذ الدكتور رضوان بن غربية لكتاب زينة العرائس من الطرائف والنفائس في تخريج الفروع الفقهية على القواعد النحوية.
2 - ينظر الموضوع الذي كتبته في الألوكة: فن تخريج الفروع على الأصول:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=6978
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Sep 2008, 02:07 م]ـ
شكر الله لكم يا أبا الأشبال هذه الفوائد القيمة.
سؤال: ما علاقة الموضوع المباشرة بعلم التفسير الذي خصص له الملتقى هنا؟
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[11 Sep 2008, 10:09 م]ـ
شكر الله لكم يا أبا الأشبال هذه الفوائد القيمة.
سؤال: ما علاقة الموضوع المباشرة بعلم التفسير الذي خصص له الملتقى هنا؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
شيخنا الفاضل عبدالرحمن الشهري، هذا من فضل الله فالشكر له والحمد له تعالى.
أما عن السؤال.
فأهل التفسير كثيرا ما يودون استخراج الأصول التي سار عليها علماء التفسير، فالدارس لا بد أن يتحاشى الأخطاء التي وقعت، والسعيد من وعظ بغيره.
والأصول هي واحده في الأعم الغالب بالنسبة للفقيه والمفسر، وتقريبا لا فرق.
والفقيه يخرج فقه الآيات، وكذلك المفسر.
عدا ذلك فيمكن للباحث الجاد أن يتابع توجيه أهل العلم للآيات في مثل هذه الكتب، ويوجهها بنقد بناء، وخصوصا أن في هذا خدمة عظيمة وتوجيها طيبا لطلبة العلم.
وهناك أمر آخر، وهو أني أتمنى أن يجيب أحد المختصين على استفاري الذي أوردته في الموضوع.
عدا ذلك فقد طلب مني وبعض الزملاء إبداء الرأي في هذه المادة، وهذا ما أحاول أن أجمعه، وقبل أن أقرره أطرحه على أهل المشورة، عسى أن أجد معلومة أو توجيها،يثري ما أود طرحه، وطبعا أنا سأكتب وجهة نظري كطالب درس هذه المادة، وكيف كان يتمنى أن تطرح،وليس كاستاذ، للعلم.
والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[13 Sep 2008, 07:32 ص]ـ
للفائدة، مواضيع ذات صلة:
1 - موضوع:
وقفات مع تفسير ابن عطية الأندلسي (5)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=12544
2- موضوع:
ميل ابن عاشور إلى ضعف دلالة (ومن يشاقق الرسول) على حجية الإجماع.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=12749
3- موضوع:
عام وخاص
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=12862
4- موضوع:
قاعدة العبرة بعموم اللفظ هل هى مطلقة ام لها ضوابط؟
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=12766
5- موضوع:
منهج دراسة التفسير؟
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=12778
*****
...
*
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[15 Sep 2008, 08:29 ص]ـ
للفائدة
موضوع:
الفروع الفقهيَّة المبنيَّة على الخلاف في «حجيَّة قول الصحابي»
في ملتقى أهل الحديث.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=137571
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[02 Feb 2010, 09:08 ص]ـ
وجدت رسالة علمية جيدة وهي
مفهوم المخالفة وأثره في الأحكام في قسم العبادات
لسامي أحمد.
وسأنقل
الخاتمة باختصار لأهميتها، وكحلقة جديدة من هذا الموضوع:
1 - أن مفهوم المخالفة أصوليا يعتبر حجة في الجملة، عدا مفهوم اللقب، كما هو مذهب جمهور الصحابة.
2 - جمهور الأحناف لم يأخذوا بمفهوم المخالفة تأصيلا، أما في كلام الناس وأعرافهم فهم يقولون به.
3 - ظهر أن جمهور الأحناف قد نسب إليهم الاستدلال بمفهوم المخالفة لتأييد مذهبهم في بعض الفروع الفقهية.
4 - والقائلين بمفهوم المخالفة قد لا يحتجون به في بعض الفروع الفقهية، لوجود أدلة قوية تعارضه من الكتاب والسنة.
5 - وظهر من البحث أن هناك أدلة أخرى تعاضد الاستدلال بمفهوم المخالفة على الحكم وتؤيده، وليس الحكم معتمدا عليه وحده في الغالب." أهـ
وهذا ذكرني بالقرائن واستدلال السلف بها، وهذا ما بدأ الباحثين باستكشافه، وهذا واضح من خلال هذا البحث الرصين.
والله أعلم.
http://almaktabah.net/vb/showthread.php?t=26608
__________________(/)
صفحة خاصة بعلماء فقدناهم هذا العام 1429 هـ
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[10 Sep 2008, 08:11 ص]ـ
صفحة خاصة بعلماء فقدناهم هذا العام 1429 هـ
خطر ببالي اليوم تخصيص هذه الصفحة لعلماء فقدناهم هذا العام وذلك للعبرة والعظة ولعل ذلك يكون خطوة لذكر تراجمهم وحياتهم ونحو ذلك وأبدأ بمن أتذكرهم من القراء من شيوخي
1 ـ العلامة المقرئ الشيخ خليل هبة
2 ـ العلامة المقرئ الشيخ محمد سكر الدمشقي
3 ـ العلامة المقرئ الشيخ أبراهيم شحاته السمنودي
4 ـ المقرئ الشيخ عبد الدايم عبد الكريم زيدان أخو الشيخة نفيسة
5 ـ العلامة المقرئة الشيخة الصالحة نفيسة عبد الكريم زيدان
6 ـ العلامة المقرئ الشيخ محمد طاهر رحيمي الباكستاني
7 ـ العالم المقرئ الشيخ محمود نصرت الحلبي
وهؤلاء من القراء ولي إجازة منهم والحمد لله
8 ـ العلامة الشيخ حسن ايوب المصري (درست عليه سبل السلام شرح بلوغ المرام)
9 ـ العالم الشيخ محمد بشير الباني الدمشقي
10 ـ العالم الدكتور الشيخ بكر أبو زيد
11 العلامة الشيخ أحمد النجمي
12 ـ المقرئ الشيخ عبد المجيد الأبادي
13 ـ الأديب الشاعرالشيخ حسن صيرفي
هذا ما حضرني الأن وأرجو من الإخوة جميعا التفاعل مع هذا الموضوع وذكر من يعرفون في بلدانهم مشكورين
تابعونا كذلك هنا
http://montada.gawthany.com/VB/showthread.php?p=115322#post115322
ـ[السراج]ــــــــ[10 Sep 2008, 08:37 ص]ـ
وأيضاً العلامة المقرئ الشيخ أحمد مصطفى أبو الحسن رحمه الله تعالى ...
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[10 Sep 2008, 09:01 م]ـ
وأيضاً العلامة المقرئ الشيخ أحمد مصطفى أبو الحسن رحمه الله تعالى ...
جزاكم الله خيرا ويكون رقمه 14
15 ـ والشيخ المحدث عبد القيوم الرحماني الهندي
16 ـ زوجة العلامة الشيخ صالح فرفور الدمشقي
17 ـ زوجة المقرئ الشيخ عبد الغفار الدروبي وهما من الصالحات
18 ـ الحبيب أحمد بن علوي الحبشي
19 ـ الحبيب ....... المحضار
ـ[فلاح المطيري]ــــــــ[18 Sep 2008, 02:51 م]ـ
,والشيخ ابراهيم بن صالح الدحيم رحمه الله امام مسجد في المذنب وكان يكتب في مجلة البيان
وخبر وفاته في رمضان لهذا العام ذكره الاخ ابو الوليد التويجري في موضوع له مستقل بهذا الملتقى
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[19 Sep 2008, 06:04 ص]ـ
الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف رحمه الله(/)
ماذا كان جواب د. خالد السبت حينما سألته عن (النكت على فقه الرد)؟
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[10 Sep 2008, 10:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده:
ماذا كان جواب د. خالد السبت حينما سألته عن
(النكت على فقه الرد)؟
ذكر الشيخ خالد جملة من الأمور يمكن أن أُوْرِد حاصلها في النقاط الآتية:
1. شَكَرَ الدكتور بسام على حِرْصِه ونُصْحِه وما بذل من جهد لنفع المؤلف وغيره من طلاب العلم، فهو عمل مشكور يؤجر عليه إن شاء الله.
2. ذكر أن فكرة تأليف الكتاب لم تكن ناتجة عن رغبة في التأليف أو التكثُّر بالكُتُب أو طلب عَرَض من الدنيا؛ فإنه لم يأخذ على ذلك شيئا، حتى النسخ المَخصَّصة له تنازل عنها من أجل أن ينزل سعر الكتاب. وإنما ذلك, كان بناءً على طلب من بعض المشايخ نظراً لما وُجِد في الآونة الأخيرة من فوضى عارمة في بعض القنوات الفضائية أو المواقع الإلكترونية، فتصدر للرد من ليس بأهل.
3. لم يكن هناك تسرُّع في إخراج الكتاب، حيث ذكر أنه قد تتبع كلام أهل العلم في هذا الباب قديماً في حدود سنة 1404هـ، ثم مرة ثانية في حدود سنة 1412هـ، ثم بدأ بتأليف الكتاب سنة 1419هـ حتى سنة 1424هـ. وكان بعض المشايخ وطلاب العلم يلومه على تأخره في إخراجه ويرى أن ذلك قد يكون من المبالغة في التحري.
4. ذكر أنه تم عرض الكتاب قبل طباعته على جمع كثير من أهل العلم، منهم:
1 - د. عابد السفياني.
2 - د. عبدالله الدميجي.
3 - د. محمد بن مطر الزهراني (رحمه الله).
4 - الشيخ علوي السقاف.
5 - د. محمد الجيزاني.
6 - د. عبدالرحمن المحمود.
7 - الشيخ سلطان العويد.
8 - د. بسام الغانم.
9 - د. عبدالعزيز قارئ.
10 - د. عبدالعزيز العبداللطيف.
وغير هؤلاء، ثم إن دار المصادر لديها لجنة علمية يقوم عليها بعض هؤلاء المشايخ، وقد أقرته اللجنة، ورغبوا أن يكون أول إصدارات الدار.
ولم يذكر أحد منهم هذه الملحوظات – وقد تكون فاتتهم – لكن الدكتور بسام حفظه الله ورعاه كان من الذين عُرض عليهم الكتاب، وكتب ملحوظاته، يقول د. خالد بأنه قرأها مرات متعددة قبل الشروع في طباعة الكتاب، واستفاد من بعضها، واحتفظ بهذه الملحوظات لينظر فيها حيناً بعد حين، لكنه لا يتفق مع الدكتور بسام في جملة من الملحوظات – وهي عامة التي في النكت -.
5. كان المُقترح أن يكون اسم الكتاب: منهج أهل السنة والجماعة في الرد على المخالف.
يقول الدكتور خالد، لكني لم أرغب بهذا العنوان لئلا أقع في خطأ في الفهم وأنسبه إلى أهل السنة، فأسميته (فقه الرد على المخالف).
6. ذكر الدكتور خالد أنه ليس بصدد الكلام على التفاصيل، لكن ذكر بعض الأمور موجزة، مثل:
أ - من عادته حينما يكتب أن يستقصي قدر الإمكان في تتبع المسألة التي يكتب فيها، كما يحرص على نفع القارئ قدر الإمكان فيحيله إلى من تطرق إلى هذه الجزئية، وذلك لا يعني أن ما ذُكر هناك يكفي عما أورده. وكان بالإمكان الاستغناء عن هذا.
ب - من الواضح في أول الكتاب وفي ثناياه أن المقصود بالرد ما هو أوسع من المجادلة أو المناظرة. وإنما ما يتبادر من إطلاق هذه العبارة، وذلك بالكتابة أو المشافهة، وهذا الذي جاء الكتاب لبيانه، وهو سبب تأليفه، فتجد الكلام فيه على حكم الرد، ومتى نرد، ومن المؤهل للرد، وكيف نرد.
وليس المقصود الرد بالسكوت أو بعراجين عمر رضي الله عنه، أو بالقتل، أو الزجر.
ت - أن المردود عليه أو المخالف لا يلزم أن يكون من أهل الأهواء، وهذا مذكور في أنواع أصحاب المخالفات وفي أنواع المخالفات، فقد يكون من أهل السنة لكنه وقع في خطأ، ومن هنا ذكر أن الرد يعارض الأُلفة.
ث - قد تُذكر بعض الآثار عن السلف أو مواقفهم لبيان أصل المسألة، كتفريقهم بين الأحوال أو الأمكنة أو الأشخاص، فتُذكر من أجل هذا، وإن كان الأثر المعين قد لا يرتبط بموضوع الرد بخصوصه.
ج - وهكذا حين يُذكر موقف بعض المتقدمين كالإمام أحمد، ثم موقف بعض من جاء بعدهم كشيخ الإسلام، فإن ذلك يُذكر لتقرير مراعاتهم الأحوال، والمصالح والمفاسد، فكلهم أهل سنة، وليس بلازم أن يكون الموقف المعين لواحد بعينه كان له فيه مسلك ثم المسلك تغير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ح - ذكر أن الدكتور بسام أشاد بكتابين في الموضوع، أما الدكتور خالد فذكر أنه قرأهما، أما أحدهما فقرأه قبل أن يطبع عام 1413هـ لكن له وجهة نظر أُخرى في الكتابين.
إلى غير ذلك مما ذكر.
يقول الدكتور خالد: بأنه مطمئن بأن ما ينفع الناس فسيمكث في الأرض، فإن كان الكتاب كذلك فسيبقى، وأما إن كان غير ذلك فسيذهب ويضمحل لأن الله يقول {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً} [الرعد:17] كما نشاهد كثيراً من الكتب التي تخرجها المطابع.
وأشار إلى أنه ودَّ لو أنه طبع النكت مفرقة في مواضعها في كتابه فقه الرد من أجل أن يستفيد القارئ من هذه الملحوظات فقد يكون الحق في شيء منها فلا يفوت على القارئ.
وقال: لا أزعم أن كل ما كتبته صحيح، بل تختلف وجهات النظر فالإنسان يغير رأيه حيناً بعد حين.
كما لم يُرد تدبيج الكتاب بالمقدمات التي تطريه لئلا يَتَكَثََّر بالثناء، وإنما العبرة بالمحتوى والمادة والنية.
نماذج ومقتطفات من خطابات بعض المشايخ بعد قراءتهم الكتاب (قبل طبعه):
بسم الله الرحمن الرحيم
المكرم/ د. خالد السبت حفظه الله ورعاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فقد سعدت بالكتاب الفذ (فقه الرد) وكم طربت فرحاً باكتماله، وهو كتاب فريد في بابه، نافع في موضوعه، عال في أسلوبه، ناضج في فكره، متين في مضمونه.
وإذا كان لابد من الاستدراك والتنبيه فما عندي سوى وجهات نظر تتعلق بالناحية المنهجية البحثية ... الخ.
من أخيكم ومحبكم: محمد بن حسين الجيزاني
22/ 04/1426هـ
~~~~~~~~~~~
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الأخ أبي عبدالرحمن حفظه الله ورعاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فهذه بعض الملحوظات التي وقفت عليها في النسخة التي أرسلتها إليَّ من كتابكم
(فقه الرد) .....
اقترح أكثر من قرأ الكتاب أو اطلع على هذا البحث أن يكون له طبعتان:
الأولى: هذه كما هي، وهي مفيدة وقوية، ونسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتك يوم تلقاه.
الثانية: مختصرة منها في رسالة صغيرة تصلح لعامة المثقفين غير المختصين.
أبو ياسر
د. محمد بن مطر الزهراني
(رحمه الله)
~~~~~~~~~~~
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الأخ الفاضل .................... سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فقد أكرمتني بقراءة كتاب " فقه الرد" لأخينا الشيخ الكريم أبي عبدالرحمن خالد بن عثمان السبت سدده الله ...
لقد انتفعت بهذا الكتاب، فاستفدت من غزارة معلوماته، وجودة ترتيبه، وحُسن عرضه، فجزى الله شيخنا كل خير على هذا الكتاب الماتع.
أخي ...... ليس عندي ملحوظات ذات بال .. لكني أقترح ......... الخ.
جزى الله أبا عبدالرحمن كل خير على كتابه فقه الرد وجعله في ميزان حسناته.
ملحوظة: حبذا أن يكون عنوان الكتاب أكثر حيوية وتشويقاً .. فغالب الكتب المعاصرة تكون عناوينها دون مضمونها .. بعكس الكتاب الذي بين أيدينا.
عبدالعزيز آل عبداللطيف
~~~~~~~~~~~
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الشيخ الفاضل الأخ العزيز / خالد السبت وفقه الله وسدده
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
1 - فأسأل الله تعالى أن يثيبكم على هذا السفر النفيس، والجمع الطيب المركز.
2 - دونت بعض الملاحظات التي هي من قبيل وجهة نظر فقط، وأنتم تتأملون ذلك وفقكم الله وأثابكم.
3 - هناك ملحوظة واقتراح:
* أما الملحوظة: فكثرة تداخل الفقرات وأقترح التقسيم إلى فصول ومطالب ومباحث –ونحوها- لتمييز بعضها عن بعض.
* أما الاقتراح فمن شقين:
أحدهما: إدخال الحواشي المشتملة على النصوص والروايات والآثار – إلى صلب البحث. حتى يكون بحثاً مطولاً متناسقاً في أفكاره ودلائله – ويطبع-.
والثاني: أن يختصر منه كتاب يحتوي على زبدة يسهل تداولها وقراءتها.
وفقكم الله وأعانكم ومعذرة للتأخر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم
عبدالرحمن المحمود
04/ 11/1426هـ
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[11 Sep 2008, 05:26 م]ـ
بارك الله فيك أبا زارع
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[12 Sep 2008, 03:29 ص]ـ
بارك الله فيك ابا زارع وحفظ الشيخ الفاضل خالد السبت وسائر العلماء الكرام(/)
سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم
ـ[عامي يريدالعلم]ــــــــ[11 Sep 2008, 08:11 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر القائمين على هذا المنتدى القيم والاعضاء الكرام
وأعلن أنضمامي لهم وأعتذر لهم مسبقاً عن عدم الفائده مني حيث أن موهلى الكفاءة دور ثاني
ولكن لعلى أستفيد فايدة قد تكون سبب في دخولي الجنة
وجزاكم الله خير الجزاء(/)
التزامن بين حجاب المرأة وبلوغها
ـ[العابدة المؤمنة]ــــــــ[11 Sep 2008, 08:33 م]ـ
التزامن بين حجاب المرأة وبلوغها
أحبتي!!! ما سنتناوله في السطور القادمة عبارة عن ربط بين رأي العلوم الحديثة ورأي الدين ورأي الطب بحجاب ولباس المرأة عند بلوغها.
وبغض النظر إن كنتم من مؤيدي العلوم الغربية الحديثة أورافضيه (مع احترامي الشديد للرأين وأقول القاء نظرة ولستم ملزمين بها فهذا استنتاج شخصي للاستئناس فقط والله ورسوله أعلم) فهذا لا يمنع أن تلقوا نظرة على ما خلصوا له نتيجة سنوات عديدة من البحث والدراسات النفسية والجسدية وغيرها.
وكيف أن نتائج أبحاثهم هذه تأتي موافقة للشريعة الاسلامية دون أن يشعروا بذلك وهذا طبعا لا يعني أن كل علومهم نتائجها صحيحة فالصحيح منها ما تم توارثه ونقله من الإسلام منذ عهد سيدنا آدم وصولا إلى عيسى عليه السلام، كما رأينا بعض الحقائق العلمية الصحيحة عند الفراعنة وغيرهم من المشركين لذا فلا أرى أي ضرر من الاطلاع على هذه العلوم الغربية الحديثة كعلم الطاقة هذا
فلنبحر معا في قارب هذه المقالة ولنزور كل الشواطئ لعلنا نكتشف الجزيرة التي يمكننا الرسو عندها
فتفضلوا معي ........... !!!
علم الطاقة يحث على الحجاب واللباس الشرعي
أحبتي من جملة الأمور التي أثبت العلم الحديث فائدتها هي مسألة الحجاب وضرورة إخفاء مناطق العورة بالنسبة للرجل والمرأة فلنسلط الضوء على ما جاء بعلم الطاقة ولنتأمل معا:
1 - ان مناطق العورة عند الرجل أو المرأة هي المناطق التي يزداد فيها تأثر الإنسان بالطاقات السلبية التي تضعف جسمه وتمرضه, ولقد ثبت أن منطقة ما بين السرة والركبتين هي الأشد تأثراً بهذه الطاقات عند الرجل وتزداد عند المرأة بالإضافة إليها بقية البدن وخاصة في منطقة النحر وخلف الأذنين والشعر ولذلك من المهم جداً تغطية بدن المرأة.
2 - إن مسألة اختلاف أحكام التغطية والحجاب بالنسبة إلى الرجل والمرأة نابعه من مستوى تأثرهما بهذه الطاقة, فالرجل الذي تماثل طاقته السماء حيث الشمس والهواء لاخطر عليه من التعرض لهما بل بالعكس يجب أن يظل على تماس بهما حيث توجب عليه الخروج للعمل خارج المنزل, أما المرأة فطاقتها تماثل طاقة الأرض حيث الماء والتراب ويجب حفظهما ورعايتهما, لذلك قيل أن خروج المرأة بشكل متزايد إلى الهواء الطلق من دون غطاء يزيد من احتمال تعرضها للإصابة بالمرض, بسبب تماسها مع الطاقة السلبية.
3 - بعد ازدياد نسبة سرطان الجلد وإثبات علاقته بالشمس ينصح الأطباء بتغطية الجسم والتقليل من ساعات التعرض للشمس وخصوصاً في الصيف حتى لباس البحر الجديد صمم وفقاً للمقاييس العلمية فأصبح يغطي منطقة الصدر ومنتصف الذراعين وكامل الفخذين حتى الركبتين للكبار والصغار على حد سواء.
منطقة البطن من وجهة نظر علم الطاقة والطب
بالنسبة إلى منطقة البطن فهي تعد مركز الطاقة الدقيق للضفيرة الشمسية وهو مركز الحياة والشفاء وهو مركز التوازن العصبي الجسمي وهذه يجب أن تحمى دوماً بتغطيتها الجيدة المعروفة عبر كل العصور ومنذ اليوم الأول من عمر الوليد كانوا يضعون الزنار العريض لحفظ وحماية هذه المنطقة الحساسة من البدن, والمعروف أن هذه المنطقة, تحتوي على أعضاء حساسة وأن عدم حمايتها يؤدي إلى الإضرار بهذه الأعضاء وببقية الجسم.
وقد ثبت علميا أن درجة حرارة الجسم هي (37,1) و (37,2) من تحت الإبط أو الفم لكن منطقة البطن تكون درجة حرارتها أعلى 37,5 والسبب أنها منطقة إستقلاب وتفاعلات كيماوية وحيوية معقدة وهذا يتطلب دوران دم عالي وإن ثبات هذه الدرجة ضروري لاستمرار هذه العمليات بشكل جيد ومتوازن.
أما إذا هبطت وتساوت مع درجة باقي أنحاء الجسم يحدث اضطراب في عمليات الهضم والامتصاص مما يؤدي إلى تخمرات وعسر هضم وهبوط في الأمعاء وتشنج القولون مما يؤثر على امتصاص البروتينات والفيتامينات والمعادن ...
إن كشف منطقة البطن سيعرض الكليتين والحالبين والمثانة للخطر فتحدث نوبات الكولونج الكلوي وهجمات الرمل الحادة وعلى مستوى الرحم ستؤدي إلى آلام حوضية شديدة وعسر الطمث.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتعرض عضلات منطقة الظهر إلى الهواء وكذلك مخارج الجذور العصبية من النخاع القطني الشوكي سيؤدي إلى هجمات شديدة من التقلصات العضلية وبالتالي إعاقة الدوران الدموي الذي يصل إلى العمود الفقري.
من هنا نفهم أن ما أمرنا الله به من تغطية بعض الأماكن الحساسة في الجسم بالنسبة للرجل وأماكن أخرى إضافية بالنسبة للمرأة ليس فقط لقبح إظهار تلك الأماكن أمام الناس, بل لتجنب الأضرار التي ستصيب ذلك الإنسان لعدم رعايته شؤون الحماية .. إذن ما ندرك من ذلك أن الله سبحانه وتعالى شرع الدين خدمة للإنسانية.
إخوتي الأعزاء! أحببت أن أضع بين أيديكم ماجاء بقلم الكاتب أندريه ليفشينوف في لباس المرأة من خلال علم الطاقة لعلي أتمكن من توضيح فكرة كيف أنه يدعو بشكل غير مباشر إلى اللبس الشرعي كما جاء في الإسلام، فلنتأمل سوية لما سأنقله لكم من كتابه نقلا حرفيا!!
1 - الإنسان يقتني ألبسة تعكس طبيعة تركيبته الطاقية (أي أنها تتناسب مع أسلوب تفكيره وحياته) فالطاقة تؤثر على طريقة لباسنا واختيارنا لأزيائنا.
2 - إن ما نرتديه يؤثر بشكل أو بآخر على حالتنا العامة وعلى الخلفية الانفعالية وعلى الحالة الصحية.
الحالة الخارجية تؤثر على الحالة الداخلية بشكل أو بآخر.
3 - قلة من الناس من يعرفون الحقائق البسيطة التي تتحدث عن الألبسة وتأثيرها على الحالة الصحية للإنسان وعى سبيل المثال معروف أن حجم الهواء بين الجسم والأقمشة التي تغطي هذا الجسم يكون متناسبا مع حجم الطاقة التي يحصل عليها الجسم وأجهزته.
4 - كلما كان حجم الهواء أكثر كلما كانت كمية الطاقة التي تصل إلى الجسم أكبر، فيكون الجسم بحالة صحية أفضل و يضعف العناصر المعيقة للطاقة.
5 - الألبسة النسائية الضيقة تحد من طاقة الجسم فتضطر المرأة لتناول المنبهات لزيادة كمية الطاقة كالقهوة والسجائر والكحول مما يؤدي إلى المرض.
6 - إن حجم الفراغ يتناسب طردا مع كمية الطاقة (وذلك يتوافق مع الثوب الفضفاض)، وعشاق الموضة الذين يرتدون أحيانا ألبسة ضيقة جدا، يحرمون أجهزة الجسم من تيارات الطاقة الضرورية لعملها بشكل سليم وتام،
فأجسادهن تعطي الطاقة ولعدد من الأشخاص تلعب هذه الطاقة دورالجذب فيبرز عندها التعلق بالجانب الدنيوي من الحياة وغالبا ما يصبح عاشقات هذه النوع من الألبسة أسيرات مختلف الأمراض حتى المميتة منها،
ولا يعلمن أن هذا الأسلوب وهذه الأزياء تقوم بحجب الطاقة الضرورية للجسم من الفضاء المحيط له وتمنعها من الوصول للجسم وهذا ما يؤدي إلى تأهرم الجسم بسرعة.
7 - أما إذا استخدمت هذه الألبسة لفترة قصيرة وغير متواصلة، فان النتيجة ستكون الإحساس بالتعب والإرهاق (علامات نقص الطاقة) كما يظهر لديها رغبة باللجوء إلى المواد التي تعتقد خطأ أنها قادرة على تنشيط الطاقة الجسدية وزيادتها، مثل القهوة والمشروبات الكحولية والسجائر وبالتالي ستكون عرضة لمجموعة من الأمراض التي تتسبب بها الألبسة الضيقة وهي كثيرة وتأتي على الجهاز العصبي والدورة الدموية وما إلى ذلك من أمراض.
8 - إن الألبسة الفضفاضة تشكل في محيط الجسم مجالا هوائيا ونتيجة لذلك يتشبع الجسم بالطاقة ويحتفظ بها فتصبح الطاقة مغذية للجسم بشكل دائم وان المرأة التي ترتدي ألبسة فضفاضة تحصل على الكثير في طريق عودتها من العمل فالجسم الذي كان يعطي الطاقة طوال يوم شاق في العمل يحتاج إلى من يتعاطف معه ويحتاج إلى مصدر تغذية من الطاقة.
سبحان الله!!! ألا تجدون معي أن أغلب النساء المدمنات على القهوة والمشروبات الكحولية والسجائر
عن من ذوات اللبس الفضح والضيق والقصير بالاضافة للقلق والتوتر النفسي الملازم لهن.
ولا يسعني إلا أن أقول الحمد لله على نعمة الإسلام وعلى هذا الدين العظيم الذي لم يترك شيء من أمور الدنيا إلا وأرشدنا بكيفية التعامل معه فهاهم علماء العصر الحديث وبأقلامهم يؤيدون ما جاء به رسول الله المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى وانما هو وحي يوحى. فقد أمر المرأة بالحجاب وبلباس فضفاض لا يصف ولا يشف وساتر لكل البدن وكأنها جوهرة ثمينة جدا يجب أن تحفظ لمكانتها الكبيرة.
الأديان كلها تؤكد على الحجاب واللباس الفضفاض
أحبتي لقد أكد الاسلام على الحجاب من خلال الآيات التالية:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الله تعالى ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ((سورة الأحزاب: 59.
قال الله تعالى ((وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُن ((سورة النور31.
إن الرسول الكريم أخبرنا أن المرأة عليها أن تتحجب (تغطية المرأة لجسدها لتحتفظ بالطاقة الايجابية من المحيط تلك الطاقة التي تقوي مناعتها وتزيد سعادتها عكس الطاقة السلبية التي تسبب الأمراض والكآبة) وذلك فور بلوغها أي عند حصول أول دورة طمثية أو ما يعرف بالدورة الشهرية.
هذا طبعا بالإضافة للسبب الرئيسي المعروف لدى الجميع ألا وهو عدم لفت نظر الرجال لها لصيانة المجتمع من المفاسد والمعاصي وانتشار الرذائل وحماية الأخلاق وصون كرامة الإنسان وحماية المرأة من الابتذال واعتبارها كجوهرة ثمينة يجب صونها و الحفاظ عليها.
وبالعودة لبقية الأديان السماوية وإذا رجعنا للتاريخ القديم نلاحظ أن رجال الدين باختلاف مذاهبهم من رهبان وغيرهم هم أكثر الناس الذين يرتدون اللبس الشرعي الألبسة الفضفاضة و كيف أن الراهبات إلى الآن يرتدون اللبس المحتشم مع غطاء للرأس وكمثال على ذلك أهم راهبة ومبشرة عند المسيحيين وهي الأم تريزا فهي لا تظهرالا بالحجاب.
والأهم من ذلك أن كل الرسومات التاريخية والمسيحية لصورة السيدة مريم العذراء تظهرها مع غطاء الرأس وباللبس الفضفاض.
أعزائي إن دل هذا على شيء فإنما يدل على أن مختلف الديانات وعلم الطب وعلم الطاقة والعلوم الحديثة وعلمائها من مختلف العقائد يدعون ويؤيدون لحجاب المرأة وتغطية جسدها وحفظه من الابتذال.
رأي العلوم الطبية بحالة المرأة أثناء البلوغ:
تنتقل الفتاة بعد البلوغ لمرحلة جديدة من حياتها وقد أثبتت العلوم الطبية أن المرأة تكون بأسوأ حالة نفسية في فترة الدورة الشهرية (هناك دراسة إحصائية تقول أن أكثر حالات الانتحار و الكآبة توافق تلك الفترة) وسنبين فيما يلي أعراض الدورة الشهرية عند المرأة.
حيث تحدث هذه الأعراض غالباً في النصف الثاني من الدورة الشهرية:
-أعراض جسدية -) صداع, آلام في الظهر, تقلصات بالبطن, إحساس بالامتلاء ,الانتفاخ بالبطن, تورم القدمين واليدين, ,- آلام بالدورة الشهرية , تقلصات بالعضلات, تعب وتضخم بالثديين, زيادة بالوزن, زيادة كمية حب الشباب بالوجه, اضطرابات القولون, إسهال ,إمساك)
- أعراض نفسية (قلق - توتر - اكتئاب - عصبية - عدم التركيز - عدم الحكم أو التقدير علي الأشياء - تغيرات في الإحساس الحسي - الإحساس بالخوف. (
اخوتي الأفاضل من خلال ما تقدم هل تؤيدون معي طريقة الربط هذه بين رأي الطب والعلوم الحديثة والدين فدققوا معي:
إن علماء الطاقة أثبتوا أن الإنسان المريض يكون بحالة طاقة سلبية وأن العضو المريض هوا لعضو الأكثر سلبية للطاقة وأن الطاقة الايجابية من شأنها راحة الجسم والنفس على جميع الأصعدة فالهدف من وراء علم الطاقة هو إكساب الإنسان السعادة والصحة والقوة و .... من خلال زيادة الطاقة الايجابية للجسم وعدم التعرض للطاقة السلبية الممرضة.
ووجدنا مما سبق أن المرأة بعد البلوغ تصبح معرضة للطاقة السلبية بشكل دوري من خلال تعرضها لتلك الأعراض النفسية والجسدية (التي تكون بمثابة المرض) التي تسحب منها الطاقة الايجابية أثناء الدورة الشهرية المتكررة.
ومما سبق وبما أن الحجاب يحافظ على الطاقة الايجابية للمرأة ويمنع تعرضها للطاقة السلبية كما تبين معنا بالفقرة الأولى.
وهكذا يمكننا أن نستنتج:
أن فرض الحجاب (انحفاظ الطاقة الايجابية ومنع التعرض للطاقة السلبية) بعد البلوغ (عند بداية تسرب الطاقة الايجابية من المرأة وتعرضها للطاقة السلبية بسبب الآلام الطمثية) جاء في التوقيت المناسب للمرأة تماما .... !!!!!!!
ففي الوقت الذي يبدأ جسمها فيه بفقد الطاقة الايجابية فرض الحجاب ليحافظ على تلك الطاقة من الضياع والتفلت وليحمي الجسم من الطاقة السلبية المسببة للأمراض التي تبدأ باكتسابها من طاقة المحيط.
وأخيرا أحبتي بعد إبحاركم معي هل استطعت أن أوصلكم لتلك الجزيرة وأن أرسيكم عندها لتتأكدوا من سبق القران الكريم والسنة النبوية المشرفة بالحث على أهمية حجاب المرأة على جميع الأصعدة العلمية والدينية والطبية والاجتماعية والنفسية. وها أنا ذا من أطلق نداء من تلك الجزيرة لكل من راودت له نفسه (عن جهل وعدم دراية بكل العلوم التي تحدثنا عنها) أن يتهجم على الحجاب والمحجبات بأن يعود لرشده ويمحص تلك العلوم جيدا وبتجرد عن الأفكار المغلوطة المزروعة في عقله الباطن وفي اللاوعي عنده عن الإسلام والمحجبات.
واسمحوا لي أحبائي أن أتسائل ...... ؟؟؟ أين أنت يا من تنددين بالحجاب ...... !!! إن كنت لا تؤمين بالاسلام ولا بأحكامه ..... !!!
ألا تؤمني بالعلوم الحديثة ..... !!! ألا تمارسين اليوغا من علوم الطاقة ...... !!! ألا تؤمني بكلام الأطباء ..... !!!
ماردك على حجاب السيدة مريم العذراء والراهبات والأم تريزا ...... !!!
أم أنك ترفضين كل شيء لمجرد الرفض ...... !!!
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
بقلم المهندسة العابدة المؤمنةللتواصل مع الكاتبة على الايميل التالي:
quran.krem@gmail.com
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[11 Sep 2008, 09:05 م]ـ
بارك الله فيك أختي الكريمة.
سؤال: ألا ترين أنَّ موضوعك يصلح للنشر في (الملتقى المفتوح)؟
ـ[العابدة المؤمنة]ــــــــ[11 Sep 2008, 10:32 م]ـ
شكرا لك أخي الفاضل
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[11 Sep 2008, 11:19 م]ـ
أختي الكريمة: أشكرك جداً على هذا الطرح المتميز ... وأسأل الله عز وجل أن يهدي التائهات بكلماتك الصادقة، وأن يرشد الحائرات اللواتي يبحثن عن الحقيقة ...
والحقيقة أن الملتقى سعد واستبشر بمشاركاتك القيمة ....
وفقك الله لما فيه الخير والفلاح في الدنيا والآخرة ....
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[12 Sep 2008, 12:58 ص]ـ
مع شكري وتقديري للأخت الفاضلة التي أسأل الله أن تكون كما نعتت نفسها مؤمنة عابدة = لا أتفق معها في قولها:
إن حجاب المرأة من الناحية العلمية يجب أن لايشمل الوجه واليدين لكي لاتحرم المرأة من فوائد منطقة الحاجبين وبين العينين ومنطقة الأظافر.
حيث إن ما ذكرت لا يصدق عليه أنه حقيقة علمية.
ثم إننا متعبدون بالكتاب والسنة وقد دلا على وجوب تغطيتهما ولا سيما عند خوف الفتنة، والمسألة محل خلاف بين العلماء كما معلوم.
ولو فرضنا أن ماذكرته صحيح فإن المرأة ليست مأمورة بتغطيتهما في جميع الأحوال بل عند حضور الرجال الأجانب فقط.
ـ[العابدة المؤمنة]ــــــــ[12 Sep 2008, 01:05 م]ـ
السلام عليكم أخي الفاضل
بارك الله بك على المداخلة وجزاك الله ألف خير
وأحب أن أوضح لك نقطتين
1 - أنا لا أزكي نفسي باسم عابدة مؤمنة ولكني أتمنى وأسعى لأن أكون كذلك
2 - بالنسبة للمقالة أنا نشرتها في منتداكم قبل غيره لأصحح فيها ما استطعت ولانقحها وفق رأي علماء الفقه والشريعة، وانها مبدئيةوان شاء الله سأحدثها بعد جمع آراء أهل الذكر الموثوقين وأتمنى أن تكون منهم.
ورأيك هذا صحيح بالنسبة لاختلاف العلماء بموضوع النقاب وسأضيفه ان شاء الله بالتحديث
ولكني ترددت في ذكره لأنه موضوع خلاف ولأني حاولت في هذه المقالة مخاطبة من يرفض حتى الحجاب كما تعلم ومن لا يقتنع الا بالعلوم الحديثة فهؤلاء لن يلقوا للمقالة بالا ان ذكرت لهم موضوع النقاب.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[13 Sep 2008, 11:06 م]ـ
الحقيقة أن مسألة تغطية الوجه والكفين مسألة خلافية بين العلماء، ومعيار الفتنة غير منضبط، وإذا كانت الأخت العابدة المؤمنة قد استنتجت ذلك فهذا الرأي لها الحق فيه، ولكن لنا الحق أن نخالفها فيه حين نؤكد على أن غطاء الوجه والكفين عند غلبة الظن بوجود الفتنة يصبح واجباً ...
وبهذا فغطاء الوجه ليس ملازماً للمرأة بشكل دائم فهي ترفعه حين تأمن الفتنة وتضعه حين تخافها وبالتالي إذا صح ما ذهبت إليه الأخت الكريمة فإن المحجبة لن تحرم من الفوائد الطبية التي تحصل عن طريق التعرض للطاقة ... لأن النقاب ليس واجباً عليها بشكل دائم حين تكون خارج المنزل ...
والله أعلم
ـ[حفيدة بني عامر]ــــــــ[14 Sep 2008, 12:05 ص]ـ
اختي الكريمه
_ العابده المؤمنه_ بارك الرحمن فيك ووفقك لكل خير واسمحي لي بالإضافه ..
عشرون دليلاً على وجوب تغطية وجه المرأة
محمد بن عبد الرحمن العريفي
بسم الله الرحمن الرحيم
ان الحمد له نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهديه الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمد عبده ورسوله اللهم صلى على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ال ابراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ال ابراهيم انك حميد مجيد وبعد: فانى اسئل الله تعالى ان يجعل جمعنا هذا جمعا مرحوما وتفرقنا من بعد تفرقا معصوما وان لايجعل منا ولا بيننا ولا حولنا شقيا او محروما اللهم اغفر وارحم واعفوا عما تعلم واهدنا وتكرم سبحانك الاعز الاكرم
اللهم اجعل علنا كله صالحا ولوجهك خالصا ولا تجعل فيه لاحد غيرك شيئا اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب كل عملا صالحا يقربنا الى حبك ربنا اتنا من لدنك رحمه وهيىء لنا من امرنا رشدا
الادله من القرأن والسنه على وجوب تغطيه المرأه لوجهها بين يدي عشرون دليلا على وجوب النقاب لعلى ان أسرد لك ما يتيسر منها:-
(يُتْبَعُ)
(/)
اما الدليل الاول: فهو ايه الحجاب لما قال سبحانه وتعالى: (يا ايها النبى قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك ادنى ان يعرفن فلا يؤذين) هذه الايه الصريحه فى وجوب ستر الوجه على جميع نساء المؤمنين ان يستر الزينه عن الرجال الاجانب عنهن والجلباب هو اللباس الواسع الذى يغطى جميع البدن وهو بمعنى العباءه تلبسه المرأه من اعلى راسها مدنيه له اى مرخيه له على وجهها وسائ جسدها ممتدا الى الاسفل حتى يستر قدميها وهذا الستر بالجلباب للوجه ولجميع البدن هو الذى فهمه نساء الصحابه يعنى عندما اخرج عبد الرزاق ((عن ام سلمه قالت لما انزل الله تعالى يدنين عليهن من جلابيبهن قالت خرجت نساء الانصار كأن على رؤسهن الغربال من السكينه وعليهن اكسيه سود يلبسنها)).
الدليل الثانى: قول عائشه رضى الله عنها كما عند ابى داوود لما قالت والله ما رايت افضل من نساء الانصار اشد تصديقا بكتاب الله وايمانا بالتنزيل لقد انزل الله فى سوره النور الامر بحجاب المؤمنات قال: (ولا يبدين زينتهن الاما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن) لاحظ كررت مرتين فى سطر واحد قالت عائشه سمعها الرجال فنقلبوا اليهن يتلون عليهن ما انزل الله فيها يتلو الرجل على امراته وابنته واخته وعلى كل ذات قرابته قالت فما منهن امرأه الا قامت الى مرطها والمرط هو كساء من قماش تلبسه النساء فاعتجرت به اى لفته على رأسها وقامت بعضهن الى اوزورهن فشققنها واختمرن بها وتقول عائشه تصديقا لما انزله الله فى كتابه وايمانا قالت فاصبحن وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم معتجرات اى لففن رؤسهن و وجههن كأن على رؤوسهن الغربال.
الدليل الثالث: (عن ام عطيه انها اخبرت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أمر بإخراج النساء إلى مصلى العيد قلن يا رسول الله إحدنا لا يكون لها جلباب فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لتلبسها أُختها من جلبابها "). رواه البخاري ومسلم وهذا صريح فى منع المرأه من البروز امام الاجانب عنها بدون جلباب.
الدليل الرابع: قول الله تعالى ((قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم)) ولا يرتاب عاقل ان كشف المرأه لوجهها هو اغراء للرجل بالنظر اليها ولذلك قال بعدها ((قل للمؤمنات يغضوا من ابصارهن)) ثم قال ((ولا يبدين زينتهن)) اى لا تبدى زينتها ليستطيع الرجل ان يغض بصره.
الدليل الخامس: قول الله تعالى ((ولا يضربن بارجلهن ليُعلم ما يخفين من زينتهن)) يعنى يحرم على المرأه اذا مشت لابسه خلاخل فى قدميها والخلخال كما تعلمون هو نوع من الحلى كالأساور يُلبس فى القدم ويكون فيه قطع من ذهب جنيهات صغيره فاذا مشت المرأه بسرعه ظهر لهذا الحلى صوت فنهى الله تعالى المرأه اذا مشت لا تضرب برجليها حتى لا يسمع الرجال صوت الخلاخل فيفتنون , سبحان الله اذا كانت المرأه منهيه عن ان تضرب الارض بقوه حتى لا يسمع الرجل صوت خلاخلها فـ يفتن فما بالك بالله عليك بمن تكشف وجهها وينظر الرجل الى شفتيها وخديها ووجنتيها وعينيها يعنى سيفتن بصوت الخلخال ولا يفتن بهذه المحاسن ان هذا لشىء عجاب.
الدليل السادس: ان الله تعالى رخص للمرأه العجوز الكبيره رخص لها ان تضع من ثيابها يعنى ان تكشف حجابها وتتخفف تخفف على نفسها من الخمار والجلباب كما بين الله تعالى انها اذا احتجبت فهو خيرا لها اذا كانت لا ترجوا نكاحا ولا فتنه فيها ولا جاذبيه فقال الله تعالى ((والقواعد من النساء اللاتى لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناحا ان يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينه وان يستعففن خيرا لهن)) يعنى المرأه الكبيره فى السن يجوز لها ان تكشف وجهها لا قد يشق عليها لبس الجلباب ولبس الحجاب فاذا كانت هذه اذن الله تعالى لها ان تكشف وجهها فهذا معناه فى الاصل ان النساء يسترن وجوههن وهذه اذن لها بكشف وجهها.
الدليل السابع: قول الله تعالى ((واذا سالتموهن متاع فسؤلوهن من وراء حجاب ذلكم اطهر لقلوبكم وقلوبهن)) وهذا نص صريح فى وجوب تغطيه الوجه.
(يُتْبَعُ)
(/)
الدليل الثامن: قال الله تعالى ((وقرن فى بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهيليه الاولى)) فقد نهى الله تعالى المؤمنات ان يتساهلن باخراج الزينه والتبرج كما كانت تفعل النساء فى الجاهيليه الاولى والسؤال هنا هؤلاء النساء فى الجاهليه ماذا كن يكشفن؟! فالرجل كان شديد الغيره على امرأته وكانت تقوم الحروب بين قبيلتين كن يكشفن لاشك انها كاشفه لوجهها ولا شك انها كانت تخرج شىء من شعرها وان كانت اكثرهن كانت تغطى وجهها ايضا كما يتبين ذلك من خلال اشعارهم فنادى الله تعالى جميع المسلمات وقال جل جلال الله ((ولا تبرجن تبرج الجاهيليه الاولى)) يعنى انتبهى ان تكونى مثلها.
الدليل التاسع: معلوم اذا المراه احرمت فى الحج والعمره فانها تكشف وجهها فكانت الصحابيات فى الجح والعمره يكشفن وجههن اذا كن فى وسط الخيام او اذا كانت الواحده منهن جالسه مع زوجها او محارمها اما اذا مر بهم رجال اجانب فتقول عائشه رضى الله عنها قَالَتْ كَانَ الرُّكْبَانُ يَمُرُّونَ بِنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْرِمَاتٌ فَإِذَا حَاذَوْا بِنَا سَدَلَتْ إِحْدَانَا جِلْبَابَهَا مِنْ رَأْسِهَا عَلَى وَجْهِهَا فَإِذَا جَاوَزُونَا كَشَفْنَاهُ ".
الدليل العاشر: عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: (كنا نغطي وجوهنا من الرجال، وكنا نمتشط قبل ذلك في الإحرام) إسناده صحيح أخرجه الحاكم وصححه.
الدليل الحادى عشر: فى قصه حادثه الافك لما خرجت عائشه رضى الله عنها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى غزوه فى طريق عودتهم الى المدينه ذهبت عائشه لتقضى حاجتها فتأخرت فلما رجعت كما هو معلوم اذا بالجيش قد ارتحل قالت عائشه فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب قد انطلق الناس قالت فتيممت منزلى الذى كنت فيه وظننت ان القوم سيفقدونى فيرجعون الي قالت فتلففت بجلبابى وجلست قالت فغلبتنى عينى فنمت فوالله انى لمضجعه اذ مر بى صفوان بن المعطل وهو احد الصحابه تاخر عن الجيش لبعض حاجاته قالت فراى سواد انسان نائم فأتى فعرفنى حين رأنى قالت وقد كان يرانى قبل ان يضرب علينا الحجاب قالت فلما رانى قال انا لله وانا اليه راجعون قالت فاستيفظت باسترجاعه حين عرفنى فاول شىء فعلته امنا عائشه رضى الله عنها قالت فخمرت وجهى بجلبابى قالت فقرب راحلته الى ............... والى اخر ذلك.
الدليل الثانى عشر: عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الفجر فيشهد معه نساء من المؤمنات متلفعات بمروطهن (اى متسترات غايه التستر) ثم يرجعن إلى بيوتهن ما يعرفهن أحدٌ من الغلس.
الدليل الثالث عشر: عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلاءَ لَمْ يَنْظُرْ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ فَكَيْفَ يَصْنَعْنَ النِّسَاءُ بِذُيُولِهِنَّ قَالَ يُرْخِينَ شِبْرًا فَقَالَتْ إِذًا تَنْكَشِفُ أَقْدَامُهُنَّ قَالَ فَيُرْخِينَهُ ذِرَاعًا لا يَزِدْنَ عَلَيْه " رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الترمذي. فاذا كانت المرأه منهيه عن كشف قدميها لاجل الا يرى الرجل جمال القدمين فيعجب بها او يقع فى قلبه عشقها فما بالك لو انها كشفت وجهها.
الدليل الرابع عشر: قول الرسول صلى الله عليه وسلم ((لا تنتقب المحرمه ولا تلبس القفازين)) قوله الرسول عليه وسلم لا تنتقب المحرمه مثل قوله لا يلبس الرجل الطيلسان ولا الغلانسه ولا العمائم ولا الرداء معناه أن الرجل في غير الاحرام يلبس العمائم ولكن فى الاحرام انت ممنوع كذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم (لا تنتقب المحرمه) معناه ان النساء في عصره كن ينتقبن يعني يسترن وجوههن ولا يخرجن الا العينين فقال الرسول صلى الله عليه وسلم اذا اعتمرتي او حجيتي لا تلبسين نقاب.
الدليل الخامس عشر: (قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها ". رواه البخارى
في هذا دليل على ان النساء في عصرهم كن اذا خرجن يكن مغطيات وجوههن بحيث لايستطيع الرجل أن يعرفة وصف المرأه و معالم وجهها الا بسؤال امرأته أو سؤال من ينظر اليها من النساء.
(يُتْبَعُ)
(/)
لو كانت النساء في عهده صلى الله عليه وسلم يمشين في الشوارع كاشفات عن جوههن لما احتاجت المرأه ان تصف المرأه للرجل مدام قادر على ان ينظر اليها في الطريق اذا شاء ولايحتاج ان يقول النبي صلى الله عليه وسلم الحديث السابق.
الدليل السادس عشر: عن مغيره بن شعبه رضي الله عنه قال: خطبت امرأه فذكرتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الرسول صلى الله عليه وسلم) هل نظرت اليها؟) قلت:لا قال (فذهب وانظراليها انه أحرى ان يأذن بينكما)
قال مغيره فأتيتها وعندها أبويها وهي في خدرها فقلت: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني ان انظر اليها
يقول المغيره: فسكتاه وعظم هذا عليهما فرفعت الجاريه جانب الستر وقالت: أحرج عليك (أي اقسم عليك) ان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرك ان تنظر الي فنظر وان كان لم يأمرك أن تنظر فلا تنظر
قال: فنظرت اليها ثم تزوجتها وكان لها عندي منزله عظيمه.
فلوكانت النساء انذاك يمشين كاشفات الوجوه فلا يحتاج يعمل قضيه ويقول لأبويها اريد أن انظر اليها فالاسهل ان يجلس لها في الطريق وينتظرها تخرج لأي حاجه وينظر اليها.
الدليل السابع عشر: وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (اذا خطب احدكم المرأه فقدر على ان يراى منها ما يعجبه فيدعوه الى نكاحها فليفعل)
قال جابر فلقد خطبت امرأه من بني سلمه فكنت اتخبأ في أصول النخل وهي تعمل حتى رأيت منها بعض مايعجبني فتزوجتها
فماذا سيكون رأى!! غير وجهها
فلوكانت مكشوفة الوجه لما حتاج ان يختبيء لها من وراء النخل من أجل أن يراها الاسهل ان يقف في طريق ينتظرها تمر فينظر اليها.
الدليل الثامن عشر: عن عبدالله بن عمر بن العاص قال: دفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا. فلما رجعنا وحاذينا بابه اذا هو بمرأة لا ناظنه عرفها فنظر اليها النبي صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام (يا فاطمه من اين جئتي) قالت جئت من ال الميت رحمت اليهم ميتهم وعزيتهم ........ الخ الحديث رواه أحمد وهو صحيح
الشاهد على هذا ان الصحابه عندما رأوا فاطمه غلب على ظنهم ان النبي عليه الصلاة والسلام لم يعرفه لانها كانت متستره تماما فلوكانت كاشفه وجهها لقالوا ابنته فاطمه ولم يقعوا في التردد ولكن امرأه متستره كيف عرفها عليه الصلاة والسلام عرفها من مشيتها لانها ابنته.
الدليل التاسع عشر: قال الامام مسلم في الصحيح باب ندب النظر الى وجه المرأة وكفيها لمن يريد تزوجها (عن ابي هريره رضى الله عنه قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل فأخبره بأنه تزوج امرأه من الانصار فقال عليه الصلاة والسلام (انظرت اليها) قال: لا فقال عليه الصلاة والسلام (فاذهب فانظر اليها فان في أعين الانصار شيئا) اي ان في أعين الانصار صغرا
والعين اين توجد؟ توجد في الوجه طبعا اي ان الوجه لم يكن مكشوفا.
الدليل العشرون: دليل من العقل المنصف يعلم بأن يبعد كل البعد أن يأذن الشرع للمرأه ان تكشف وجهها أمام الرجال الاجانب مع ان الوجه وهو أصل الجمال ومجمع الحسن خاصه اذا كانت المرأه جميله ونظر الرجل اليها هو أعظم مثير للغرائز البشريه وأعظم داع للفتنه قد يوقع الرجل في ما لا ينبغي
بل انك لو تاملت اخيرا معي حتى الاشعار التي يتغزل بها الرجال بالنساء أكثر مايذكر الرجل عندما يتغزل في المرأه يذكر محاسن الوجه يعنى اقل من الناس من يصف الطول والعرض ونحو ذلك قد يصفها بعد ذكر الوجه.
ـ[محب القران]ــــــــ[14 Sep 2008, 12:39 ص]ـ
المقال رائع وجميل
وإضافةالاخ ابراهيم الحميضي والاخت حفيدة بني عامر من باب التعاون على البر والتقوى فجزاهم الله خيرا
ـ[أحمد تيسير]ــــــــ[14 Sep 2008, 01:07 ص]ـ
الأخت العابدة المؤمنة:
بداية موفقة، ومقال ماتع يستحق القراءة والمرور عليه، كما يستحق النشر في باقي المنتديات، أما بالنسبة لقضية تغطية الوجه فأظن أن الأخت لم تأت بهذا المقال لتثبت أو تنفي ما يتعلق بوجوب التغطية أو جواز الكشف، فالهدف من المقال إبراز معالم هذا القرآن العظيم وإلا فأحكام هذه المسألة مبسوطة في كتب الفقه، ولكن والحق يقال أن مثل هذه الأحكام الشرعية لا تُستنبط من العلوم الحديثة ... لكننا نستطيع أن نستأنس بها استئناساً، وندلل على أن الحقائق العلمية تتفق مع الشرع الحنيف.
وسبحان الله العظيم فإن جوهر هذا المقال يتفق مع عظمة التخفيف ورفع الحرج المقصود في هذه الآية:" والله يريدُ أن يتوبَ عليكم ويريدُ الذين يتبعونَ الشهواتِ أن تميلوا ميلاَ عظيماً، يريدُ اللهُ أن يخففَ عنكم وخلق الإنسانُ ضعيفاَ ".
والله تعالى أعلم
ـ[الجكني]ــــــــ[14 Sep 2008, 01:11 ص]ـ
نأمل أن لا يترك الموضوع الأساس، وينتقل بنا - طوعاً أو كرهاً - إلى موضوع فقهي عقيم البحث فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب القران]ــــــــ[14 Sep 2008, 06:06 ص]ـ
شيخنا الجكني انا اوافقك الرئي من حيث الفكرة
ولكن لا يليق ان يقال موضوع فقهي عقيم البحث فيه
واظنك ان شاء الله تقصد كثرة الجدل والمغالبه
ـ[السرخسي]ــــــــ[14 Sep 2008, 06:41 ص]ـ
أقوال أئمة المذاهب الإسلامية في جواز كشف وجه المرأة
أولا: مذهب الحنفية
قال الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2|392): "أبيح للناس أن ينظروا إلى ما ليس بمحرّم عليهم من النساء إلى وجوههن وأكفهن، وحرم ذلك عليهم من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وهو قول أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد رحمهم الله تعالى". وذكره الشيباني في "المبسوط" (3|56) واختاره, وفي بدائع الصنائع 5 - 121, وكذلك السرخسي في كتابه المبسوط (10/ 152 - 153).
وقال الجصاص _وهو حنفي _ في (أحكام القرآن) (3/ 316): وقول ابن مسعود في أن (ما ظهر مِنْها) هو الثياب؛ لا معنى له؛ لأنه معلوم أنه ذكر الزينة، والمراد العضو الذي عليه الزينة، ألا ترى أن سائر ما تتزين به من الحلي والقُلب والخلخال والقلادة يجوز أن تظهرها للرجال إذا لم تكن هي لابستها، فعلمنا أن المراد مواضع الزينة، كما قال في نسق الآية بعد هذا: (ولا يُبْدِيْن زِينتهُنّ إِلاّ لِبُعُولتِهِنّ)، والمراد موضع الزينة، فتأويلها على الثياب لا معنى له، إذ كان مما يرى الثياب عليها دون شيء من بدنها كما يراها إذا لم تكن لابستها). وانتصر لهذا القول الزمخشري في "كشافهِ".
ثانيا: مذهب المالكية
جاء في "الموطأ" رواية يحيى (2|935): "سئل مالك: هل تأكل المرأة مع غير ذي محرم منها أو مع غلامها؟ فقال مالك: ليس بذلك بأس إذا كان ذلك على وجه ما يُعرفُ للمرأة أن تأكل معه من الرجال قال: وقد تأكل المرأة مع زوجها ومع غيره ممن يؤاكله".
قال الباجي في "المنتفى شرح الموطأ" (7|252): "يقتضي أن نظر الرجل إلى وجه المرأة وكفيها مباح لأن ذلك يبدو منها عند مؤاكلتها".
قال ابن القطان في النظر في أحكام النظر (ص143) بعد أن ذكر هذا النص عن مالك: "وهذا نص قوله. وفيه إباحة إبدائها وجهها وكفيها للأجنبي. إذ لا يتصور الأكل إلا هكذا. وقد أبقاه الباجي على ظاهره".
وفي كتاب "البيان والتحصيل" لابن رشد الجد عن مالك أنه سئل عما يظهر من وجه المرأة، فأدار عمامته تحت ذقنه وفوق حاجبيه معلناً بذلك جواز ظهور دائرة الوجه .... وكذلك في "المدونة" (2/ 221 (ونقله ابن عبدالبر في "التمهيد" (15 - 111) وارتضاه.
وذكره القرطبي في تفسيره قال: قلت: هذا قول حسن، إلا أنه لما كان الغالب من الوجه والكفين ظهورهما عادة وعبادة.
قال ابن عبدالبر في التمهيد (6|364) في المرأة: (وقال أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث: "كل شيء من المرأة عورة حتى ظفرها". ثم رواه بإسناده عنه ثم قال: "قول أبي بكر هذا خارج عن أقاويل أهل العلم، لإجماع العلماء على أن للمرأة أن تصلي المكتوبة، ويداها ووجهها مكشوف ذلك كله منها تباشر الأرض به. وأجمعوا على أنها لا تصلي متنقبة ولا عليها أن تلبس فقازين في الصلاة. وفي هذا أوضح الدلائل على أن ذلك منها غير عورة. وجائز أن ينظر إلى ذلك منها كل من نظر إليها بغير ريبة ولا مكروه.).
ثالثا: مذهب الشافعية
قال الإمام الشافعي في كتابه "الأم" (1|89): "وكل المرأة عورة، إلا كفيها ووجهها. وظهر قدميها عورة". واختاره البيهقي في السنن الكبرى (7|85) وفي "الآداب" .. واختاره البغوي الشافعي في "شرح السنة" (9|23) , وكذلك في روضة الطالبين وعمدة المفتين (6/ 15) .. وفي المجموع شرح المهذب (17/ 298).
رابعا: مذهب الحنابلة
قال ابن قدامة في المغني (ج1/ص349): (ولو كان الوجه والكفان عورة لما حرم سترهما ولأن الحاجة تدعو إلى كشف الوجه للبيع والشراء والكفين للأخذ والإعطاء).
وكذلك قاله المرداوي في "الإنصاف" (1|452): (الصّحِيحُ مِنْ الْمذْهبِ أنّ الْوجْه ليْس بِعوْرةٍ. وعليْهِ الأصْحابُ. وحكاهُ الْقاضِي إجْماعًا).
وقال ابن مفلح في "الآداب الشرعية" (1/ 316): (قال العلماء رحمهم الله تعالى: وفي هذا حجة على أنه لا يجب على المرأة أن تستر وجهها في طريقها وإنما ذلك سنة مستحبة لها).
خامساً: مذهب الظاهرية
قال ابن حزم في المحلى (ج3/ ص216): بعدما ذكر الآية (وفيه نص على إباحة كشف الوجه لا يمكن غير ذلك أصلا) .. جاء في كتاب" الفقه على المذاهب الأربعة" تأليف لجنة من العلماء منهم الجزيري: في بحث حد عورة المرأة (1/ 167 - الطبعة الثانية): "أما إذا كانت بحضور رجل أجنبي أو امرأة غير مسلمة فعورتها جميع بدنها ما عدا الوجه والكفين فإنهما ليسا بعورة فيحل النظر لهما عند أمن الفتنة".
وأما القول بأن الأمر بأن لا تخمر المحرمة وجهها, ولا تلبس القفازين دليل على أنها كانت تفعل ذلك في غير الإحرام فهو قول باطل وإلا فهل يعني أمر الله الحجاج بتعرية رؤوسهم في الإحرام دليل على أنهم كانوا يغطونها وجوباً في غير الإحرام؟ وهذا ليس من قول أهل الفقه والنظر, ولا أهل الظاهر والأثر .. وأما حديث (المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان ... ). رواه الترمذي (117) وابن خزيمة (1685) وابن حبان (5598، 5599). فهو حديث ضعيف لأن كل طرقه المرفوعة فيها قتادة - وهو مدلس من الطبقة الثالثة- وقد عنعن بها. لذلك رجّح ابن خزيمة في صحيحه (3|94) ألا يكون قتادة قد سمع هذا الحديث.
_________________________________________
(الرد المفحم، على من خالف العلماء و تشدد و تعصب، و ألزم المرأة بستر وجهها و كفيها وأوجب، و لم يقتنع بقولهم: إنه سنة و مستحب)
للشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني –رحمه الله–:
http://arabic.islamicweb.com/sunni/rad_muf7im.htm
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حفيدة بني عامر]ــــــــ[14 Sep 2008, 06:42 ص]ـ
وضعت الإضافه للفائده ولينتفع به بإذن الله.
وبعد قراءتي لما أوردت ياأخي تعجبت بوصف من يأمر بتغطيه الوجه
بالتنطع والتشدد!!
وآمل ان لايفهم الأمر على غير المقصد والمراد سواء بالإضافه أو الرد.
وجزاكم الله خير الجزاء.
وبارك فيك اختي الكريمه.
ـ[حفيدة بني عامر]ــــــــ[14 Sep 2008, 08:04 ص]ـ
آمل قراءة هذا الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6829
ـ[الجكني]ــــــــ[14 Sep 2008, 03:47 م]ـ
أخي الكريم " محب القرآن " حفظك الله ورعاك وجزاك خيراً على حسن ظنك بأخيك.
لكن أخي الكريم:
ما كتبتُه أقصده،فالبحث في هذه القضية أرى أنه " عقيم" لن (يلد) منه قول يسلّم به كل المسلمين،والباحثون فيه لن يأتوا بجديد غير ما سمعته من أحدهم أن القول بأن عدم تغطية الوجه كذب على الإمام مالك وأن أهل مذهبه لايعرفونه عنه؟؟؟
وغير من يقول إن التغطية تشدد وتنطع؟؟؟؟
بل والأدهى من ذلك أن تجرأ بعضهم على وصف المرأة التي لاتغطي وجهها - كعادة عرفه - بأنها فاسقة وضالة وعاصية؟؟؟؟؟؟
وسواء اختلفت معي أو اتفقت معي فالغرض أن لاندخل هذا البحث - حتى ولو جاءت له مناسبة فضلاً عن كونها عرضاً - في كل موضوع ذكر فيه وجه المرأة وكأنها هي القضية الكبرى التي لابد من إقحامها في كل شيء.
وأكرر اعتذاري للأخت الكريمة المهندسة " العابدة المؤمنة " لإثارة هذه المسألة في موضوعها الذي هو بريء منها.
ولك كل شكري وتقديري أخي الكريم " محب القرآن ".
ـ[العابدة المؤمنة]ــــــــ[14 Sep 2008, 09:51 م]ـ
السلام عليكم أخوتي في الله
اختلاف الأمة رحمة
ما كتبت هذه المقالة الا لاظهار قوة ديننا الحنيف وحكمة أوامره ونواهيه
وأنا وضعت هذه المقالة في هذا المنتدى لأستفيد من آرائكم الكريمة
وأشكر كل من لم يبخل علي برأيه مهما كان فالاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية
وأنا لست ضد النقاب فمن تجد نفسها وصلت لتلك المرتبة الايمانية العالية فهنيا لها
ولا أريد الخوض في هذا الموضوع لأنه مازال موضع خلاف العلماء
وانما أردت أن أرد على من نددت بالحجاب بلغة تفهمها بلغة العلوم الحديثة
وعلى كل لقد أنزلت نسخة معدلة من المقالة وأرجو أن تلقى القبول من الجميع ابداء الرأي فيها وشكرا لكم
ـ[حفيدة بني عامر]ــــــــ[15 Sep 2008, 12:06 ص]ـ
جزاك الله خيراً أختي الكريمه على اخلاقك الطيبه.
وفقك الله وأسعدك في الدارين.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[29 Sep 2008, 10:51 م]ـ
ملاحظة:
طلبت الأخت الباحثة " العابدة المؤمنة " إنزال نسخة معدلة من بحثها حول الحجاب ..
ولذلك فالمشاركة الأولى هي نسخة معدلة من البحث الأساسي ...
ربما تكون بعض الردود والمناقشات قد أتت على ما تم حذفه، فليُتنبه.
ـ[أبو المثنى]ــــــــ[30 Sep 2008, 01:52 م]ـ
2 - إن مسألة اختلاف أحكام التغطية والحجاب بالنسبة إلى الرجل والمرأة نابعه من مستوى تأثرهما بهذه الطاقة, فالرجل الذي تماثل طاقته السماء حيث الشمس والهواء لاخطر عليه من التعرض لهما بل بالعكس يجب أن يظل على تماس بهما حيث توجب عليه الخروج للعمل خارج المنزل, أما المرأة فطاقتها تماثل طاقة الأرض حيث الماء والتراب.
الكلام الملون بالأحمر:
هل مصدره بحوث علمية مرصودة وموثقة في مجلات ومصادر علمية، أم أن مرجعه يعود للأساطير الشعوبية القديمة حول الخلق، كالأساطير الفرعونية واليونانية وسواها؟
يرجى التوضيح ...
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[01 Oct 2008, 12:49 م]ـ
الكلام الملون بالأحمر:
هل مصدره بحوث علمية مرصودة وموثقة في مجلات ومصادر علمية، أم أن مرجعه يعود للأساطير الشعوبية القديمة حول الخلق، كالأساطير الفرعونية واليونانية وسواها؟
يرجى التوضيح ...
سؤال مهم، يرجى البيان!
ـ[أبو المثنى]ــــــــ[03 Oct 2008, 02:13 م]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا الفاضل أحمد الطعان
والحقيقة أن الموضوع به شطحات بعيدة عن العلوم الكونية، ومن هنا لا يمكن بأي حال ربطه مع التشريع الإسلامي، هذا لمن يريد أن يربط التشريع الإسلامي بالعلوم الكونية.
على سبيل المثال لا الحصر:
هل الطاقة السلبية والإيجابية المذكورة في المقال هي (تصورات ذهنية) تخص كل شخص، أم هي معرفات علمية كونية معرفة فيزيائياً؟
وكيف تم قياسهما؟ والتفريق بينهما؟
وكيف عرف أن طاقة السماء سلبية؟
ولماذا حددت السماء بالشمس والهواء تحديداً؟
ولماذا فقط هذه العناصر الأربعة هي المذكورة في المقال: الشمس - الهواء - الماء - الأرض؟
واضح أن الموضوع المطروح لا يمت للإعجاز العلمي بصلة. وأهم شيئ يفتقر إليه الموضوع هو التوثيق العلمي، فعلى سبيل المثال: أين هو المرجع العلمي - الطبي الذي يقول أن:
منطقة البطن فهي تعد مركز الطاقة الدقيق للضفيرة الشمسية وهو مركز الحياة والشفاء وهو مركز التوازن العصبي الجسمي
مقالات الإعجاز يجب أن تعد بشكل جيد لكي تكون مقنعة، أما ربط التشريع الإسلامي بالأساطير والفلسفات الوثنية، والبعد عن التوثيق العلمي، والصياغة العلمية الرصينة، فهذا لا يمكن اعتباره إعجازاً علمياً ..
والحمد لله رب العالمين،،،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[03 Oct 2008, 02:53 م]ـ
أنا معك أخي أبا المثنى في كل ما تقوله والشيء الذي يحمد للباحثة أنها تثير هذه المآخذ وتستخرج هذه الانتقادات ...
ولا شك أنه انتقاداتك هذه يجب أن تصحح لها المسار وأن تعيد النظر فيما تكتب وتوثق كلامها حتى لا يبقى صحفياً ... وليست الأخت العابدة فقط مطالبة بذلك بل كلنا مطالبون بذلك وكل من يكتب بدافع المسؤولية والحرص على الحق ...
ـ[العابدة المؤمنة]ــــــــ[03 Oct 2008, 04:39 م]ـ
السلام عليكم أخي الفاضل أبو المثنى
كما قال الأخ أحمد الطعان أنا معك فيما تسأل وأعذرك لأن موضوع الطاقة جديد علينا
وأنا لا أقول انه علم كعلم الفيزياء أو أن كل ما يستنتجونه له توثيق عندي بشكل ملموس ولكني أردت فقط أن أسلط الضوء على تلك العلوم (ما يسميها الغرب بعلوم)
الغربية التي تتوغل بين الناس بأكثر الأمور وتؤثر بهم بشكل أوبآخر ودون أن نشعر ومن الناس من يثق بها
المهم أردت قول فكرة أن ما يستنتجونه منها لها أساس عندنا في الدين الاسلامي وان
من اتقد وبشة موضوع اللحجاب رافضا له من الناحية الشرعية ولا يؤمن الا بالعلوم الحديثة تلك، ان هذه العلوم التي يعتقدون بها ويطبقونها على حياتهم تؤيد بشكل أتو بآخر موضوع الحجاب واللبس الفضفاض
وهذه المقالة للتنويه عن ذلك لا أكثر ولا أقل.
وبالنسبة لأسئلتك نعم هذا ما جاء في كتبهم وهذه هي مبادئهم بالنسبة للطاقة وليس معنى هذا اني أؤيدها كعلم وانما أشير للحجاب ولضرورته وذلك حتى من وجهة نظرهم بعيدا عن الدين أما بالنسبة للمراجع
وشكرا لرأيك الكريم وسأعمل به ان شاء الله(/)
الإنصاف بين غلاة الحنابلة وغلاة الأشاعرة!
ـ[مهند شيخ يوسف]ــــــــ[11 Sep 2008, 08:58 م]ـ
*مقال مستقل غير منقول*
*والمقال للحوار العلمي. وأي مشاركة تعدو ذلك يحذف بها*
إن حمل فكرة قصر الحق على جهة بعينها أو عالم بعينه بعيدة عن الواقع، لأن العصمة كما قد علم العصمة للأمة كلها، فهي لا تجتمع على ضلالة. فأما الأفراد والجماعات فيختلط فيهم الحق بالباطل، وما من فرد ولا جماعة إلا والأخطاء جائزة عليهم. وإن الجماعات لا تخلو من أن يظهر فيها من يغلو في معتقداتها أو يزيد فيها زيادة فاحشة لا تقرها الجماعة. واعلم أن الانتساب لأهل السنة والجماعة يدعيه كل أحد.
وكل يدعي وصلاً بليلى ................ وليلى لا تقر لهم بذاك
وردة الفعل في الردود تزيد في احتمالات الغلو في احتمالات إثبات المذاهب ونفيها على السواء.
وقد عظمت المحنة بين متأخري الأشاعرة والحنابلة في مسألة الصفات ومسائل أخر، ولم تكن ردة الفعل في الأقاويل والفتاوى بمعزل عن ذلك كله على تفاوت، على أنه لا ينكر أن يكون كثير من أهل الحق قد قال الحق متجردًا.
... الغلو عند الأشاعرة ...
*الغلو في الرد على المخالفين: فمما ظهر من الغلو الشديد في الرد على المخالف ردود السبكي الأب – رحمه الله - على ما قال ابن القيم - رحمه الله – في نونيته:
إِن المعطل بالعداوة معلن ............................ والمشركون أَخف في الكفران
قال السبكي: في رده عليه: (ما لمن يعتقد في المسلمين هذا إِلا السيف). قال الكوثري في ((تبديد الظلام المخَيِّم)) مؤيداً كلام السبكي: (لأَن ذلك - أَي كلام ابن القيم - زندقة مكشوفة, ومروق ظاهر, وإِصرار على اعتقاد الإِيمان كفراً, قبحه الله كيف يعتقد في المشركين أَنهم أَخف في الكفر من المؤمنين المنزهين -يعني بذلك المعطلة- والشيخ الإِمام المنصف -رضي الله عنه- يعني بذلك السبكي- رجل معروف بالورع البالغ, واللسان العفيف, والقول النزيه, لا تكاد تسمع منه في مصنفاته كلمة تشم منها رائحة الشدة, ولينظر القارئ حاله هذا مع قوله في ابن القيم ((ما له إِلا السيف)). إِنه إِن فكر في هذا قليلاً, علم العلم القاطع أَن هذا الناظم بلغ في كفره مبلغاً لا يجوز السكوت عليه, ولا يحسن لمؤمن أَن يغض عنه, ولا أَن يتساهل فيه) اهـ
قلت: وهذا على أدنى تقدير تصريح بجواز قتل القائل إن لم يكن بالوجوب. وهو من السبكي والكوثري غلو هائل في إمام حاز الفنون وخاض العلوم وكان من القانتين، وحبر لنا كتبه تحبيرًا وحققها تحقيقًا وسارت بكتبه الركبان، ولو لم يكن من كتبه إلا إعلام الموقعين وزاد المعاد لكان ذلك آية بينة على سعة علمه وفضله.
ولو ذهبنا نفتش عن حال السبكيين لألفيناهم قد تعصبوا لبعض الأعيان، وانظر إن شئت في شرح السبكي الابن على البردة تجده قد أغضى على مناكير في القصيدة لم ينكرها. فعلم مما ذكرنا أن الحق ليس تبعًا للرجال ولكن الرجال تبع للحق يوقفون على عتبة قضائه ويُنزلون عند حكمه. وقابلهم ناس قد تعصبوا لابن تيمية أشد التعصب ونسبوا مذهب الحق إليه بدلا من أن ينسبوه إلى مذهب الحق، واستعجلوا في دفع نكارات وقعت له بالغالي والثمين، والحق أنه يغلط كغيره وإن كان إمامًا وعلمًا وإخاذًا يصدر عنه الناس.
*الغلو في النقل:
وبلغ بكثير من الأشعرية أن أوردوا أقوال الفلاسفة ومن لا اعتماد عليه في الفروع. فكيف بأصول الدين؟
قال الرازي – رحمه الله - في أساس التقديس: " ونختم هذا الباب: بما روي عن أرسطاطاليس أنه كتب في أول كتابه في الإلهيات: "من أراد أن يشرع في المعارف الإلهية، فليستحدث لنفسه فطرة أخرى".قال الشيخ - رضي الله عنه -: "وهذا الكلام موافق للوحي والنبوة. فإنه ذكر مراتب تكون الجسد في قوله تعالى: " ولقد خلفنا الإنسان من سلالة من طين " فلما آل الأمر إلى تعلق الروح بالبدن.
قلت: يريد بالشيخ ابن سينا الفيلسوف، وبقطع النظر عن مسألة زندقة ابن سينا أو عدمها فإن الاحتجاج بأقوال الفلاسفة في مقام التوحيد من أعظم ما جاء من غلو النقول في إثبات المذهب في كتب الأشعرية.
*الغلو في تضعيف الأحاديث الصحاح:
وذكر الرازي حديث القدم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزال جهنم تقول: "هل من مزيد "؟ حتى يضع رب العزة قدمه فيها، فتقول. قط قط وعزتك. ويزوي بعضها إلى بعض. ولا يزال في الجنة فضل، حتى ينشي الله تعالى خلقا، فيسكنهم فضول الجنة".
قال صاحب شرح السنة: هذا حديث متفق على صحته، أخرجه الشيخان.
ثم أبطل شبهة الجسمية من ستة وجوه. قال في في الوجه السادس:
"السادس: إن نص القرآن يدل على أن جهنم تمتلئ من المكلفين. قال الله تعالى: ((لأملأن جهنم منك، وممن تبعك منهم أجمعين)) وقال: ((لأملأن جهنم من الجنة الناس أجمعين))، وهذا على خلاف قولهم (إن حهنم تمتلئ من رجل الله تعالى الله عنه علواً كبيراً. فثبت بهذه الوجوه: أن هذه الأخبار ضعيفة جداً. قال: ثم نقول: إن قلنا بتقدير صحة هذه الألفاظ فهي محتملة للتأويل ..
قلت: فهذا من الأمثلة على غلو كثير من الأشعرية في تضعيف أحاديث ثابتة رجمًا بالظن، انظر كيف ساق كلام البغوي في إثبات الاتفاق على صحة الحديث ثم لم يلتفت إلى ذلك كاسرًا علم الدراية والإسناد حين قال: " فثبت بهذه الوجوه: أن هذه الأخبار ضعيفة جداً ... وعلى تقدير صحة هذه الألفاظ ...
أقول: فإن قال قائل: هذا رجل يرد السنة قلنا: فرق بين من ينكر ثبوت حديث وبين مكذب لصاحب الحديث، فإن الأول متأول والثاني كافر، والمتأول إنما يطلب الحق والكافر معاند له، فلا يستويان مثلاً.
تفضلوا بزيارة موقعنا:
www.alsrat.com/vb
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهند شيخ يوسف]ــــــــ[11 Sep 2008, 09:15 م]ـ
... الغلو عند الحنابلة ...
من ذلك أن عثمان بن سعيد الدارمي لما رد على المريسي في كتابه المشهور (نقض الدارمي على المريسي) ركب في الإثبات صهوة الغلو حتى ذم طريقته جمع من أهل العلم. على أنه قد امتدحه قوم آخرون. قال فيه ابن القيم: "إنه من أجل الكتب المصنفة في السنة وأنفعها" عزاه إليه الشيخ سفر الحوالي في موقعه.
*الغلو في الإثبات والقياسات والتوفيقات: ومما قاله في كتابه في معرض الاحتجاج للإثبات:
حدثنا موسى بن إسماعيل ثنا أبو عوانة عن عطاء بن السائب عن ميسرة قال: إن الله لم يمس شيئا من خلقه غير ثلاث خلق آدم بيده وكتب التوراة بيده وغرس جنة عدن بيده.
حدثنا عبد الله بن أبي شيبة ويحيى الحماني عن وكيع عن سفيان عن عمار الدهني عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: الكرسي موضع القدمين والعرش لا يقدره إلا الله.
عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: قام رسول الله في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم ذكر الدجال فقال: إني سأقول لكم قولا لم يقله نبي لقومه تعلمن أنه أعور وأن الله ليس بأعور. فأخبرني أبو اليمان أن شعيبا أخبره به
ففي تأويل قول رسول الله أن الله ليس بأعور بيان أنه بصير ذو عينين خلاف الأعور
قلت: جمعه بين العينين والبصر تشبيه عظيم.
وهل يقول الدارمي صراحة بإثبات الأعضاء والجوارح لله تعالى؟!
قال في كتابه المذكور يخاطب المريسي "وأما تشنيعك على هؤلاء المقرين بصفات الله تعالى المؤمنين بما قال الله أنهم يتوهمون فيها جوارح وأعضاء فقد ادعيت عليهم في ذلك زورا باطلا وأنت من أعلم الناس بما يريدون بها إنما يثبتون منها ما أنت له معطل وبه مكذب ولا يتوهمون فيها إلا ما عنى الله تعالى ورسوله ولا يدعون جوارح ولا أعضاء كما تقولت عليهم غير أنك لا تألو في التشنيع عليهم بالكذب ليكون أروج لضلالتك عند الجهال ..
قلت: فمن نسب الدارمي إلى التجسيم قلنا له إنما فر من التجسيم بصريح قوله كما رأيت وإن كان هذا منه نقضًا شديدًا لما يسوقه من التشبيه والتجسيم، أو أن ما يسوقه منهما نقض شديد لقوله إنه لا يقول بالتجسيم ولا التشبيه.
وقال القحطاني في نونيته في حق الأشعرية:
عطلتم السبع السموات العلا ............... والعرش اخليتم من الرحمن
لله وجه لا يحد بصورة ............... ولربنا عينان ناظرتان
قلت: قوله (أخليتم) عكس (ملأتم)، وهذا يوحي بالتشبيه.
يقول: (لربنا عينان ناظرتان)، وإنما أوقعه في ذلك التوفيق بين صفة البصر ولفظ (العين) و (الأعين) المضافين إلى الله تعالى في نصوص القرآن، فجمع بينها بأن الإبصار يكون بالعينين. وهو تشبيه صريح، ولم يأت الجمع بين الأعين وصفة البصر في قرآن أو سنة. وكذا يقال في الجزم بتثنية العينين.
لكن يقال لمن يكفر من وقع في كلامه مثل ذا: إن هؤلاء لا يقرون بإلزاماتكم التي تلزمونهموها، ألا ترى أن القحطاني نفسه هو القائل:
لسنا نشبه ربنا بعباده = رب وعبد كيف يشتبهان
*الغلو في إثبات ما ورد في الضعاف والمناكير:
قال الدارمي: عبد الله بن خليفة قال أتت امرأة إلى النبي فقالت ادع الله أن يدخلني الجنة فعظم الرب فقال: "إن كرسيه وسع السماوات والأرض وإنه ليقعد عليه فما يفضل منه إلا قدر أربع أصابع ومد أصابعه الأربع وإن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد إذا ركبه من يثقله." فهاك أيها المريسي خذها مشهورة مأثورة فصرها وضعها بجنب تأويلك الذي خالفت فيه أمة محمد ثم أنشأت أيها المريسي واعظا لمن اتعظ قبلك بمواعظ الله وقبلها عن الله وصدق فيها رسول الله وانتهى فيها إلى ما أمر الله فانزجر عما نهى الله
قلت: انظر غضبه على المريسي ماذا صنع به؟ أتاه بحديث يقف منه شعر الرأس ثم أعقبه باستشعار الغلبة والفلج، كأن الحديث قد كان سلاحًا ماضيًا كفاه في صرع خصمه. فهذا هو الذي أحققته لك في بداية مقالتي من أن ردة الفعل لها ما لها في الاشتطاط بالرجال.
قال الدارمي: وروى المعارض عن شاذان عن حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي قال دخلت على ربي في جنة عدن شاب جعد في ثوبين أخضرين
وليس هذا من الأحاديث التي يجب على العلماء نشره وإذاعته في أيدي الصبيان فإن كان منكرا عند المعارض فكيف يستنكره مرة ثم يثبته أخرى فيفسره تفسيرا أنكر من الحديث والله أعلم بهذا الحديث وبعلته غير أني استنكرته جدا لأنه يعارضه حديث أبي ذر أنه قال لرسول الله رأيت ربك فقال نور أنى أراه ويعارضه قول عائشة رضي الله عنها من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية وتلت لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار
فهذا هو الوجه عندنا فيه والتأويل والله أعلم ..
قلت: فأنت ترى أن رده للحديث ليس من باب التشبيه بل من باب ورود أحاديث صحاح منعت الرؤية. والحديث لا يصح مطلقًا كما هو معلوم للمشتغلين بالحديث والعقائد.
* التساهل في قبول الآثار:
وقال القحطاني – رحمه الله - في نونيته التي رد فيها على الأشاعرة في حق الله تعالى، ونونيته أثنى عليها كثير من السلفية واستشرحوها ولحنوها بألحان كثيرة.
قال:
لله وجه لا يحد بصورة = ولربنا عينان ناظرتان
كرسيه وسع السموات العلا = والأرض وهو يعمه القدمان
قلت: لعله يشير إلى حديث ابن عباس: ((الكرسي موضع القدمين))، والحديث ورد في السنة لابن أبي عاصم وذكره الذهبي في (العلو) وصححه، لكنه ليس بمرفوع ولا بثابت قطعي الثبوت فضلاً عن إيهامه التشبيه الصريح. فلو أعرضوا عنه لما نقص الدين ولا اختلت العقيدة.
* الغلو في الرد على المخالفين: ووصف القحطاني الأشعرية فأفحش فيهم القول إذ قال:
والآن أهجو الاشعري وحزبه = وأذيع ما كتموا من البهتان
قراؤكم قد أشبهوا فقهاءكم = فئتان للرحمن عاصيتان
يتكالبان على الحرام وأهله = فعل الكلاب بجيفة اللحمان
أنا في كبود الأشعرية قرحة = اربو فأقتل كل من يشناني
عمري لقد فتشتكم فوجدتكم = حمرا بلا عن ولا أرسان
عطلتم السبع السموات العلا = والعرش اخليتم من الرحمن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهند شيخ يوسف]ــــــــ[11 Sep 2008, 09:16 م]ـ
قلت: إنما جعلت الأخوة في الدين من أجل أن يعذر المسلمون بعضهم بعضًا، وإن اختلاف العقول في الفهم مما لا خلاف فيه، وكثير من نصوص الشريعة قد أتت مفرقة وكثير منها مجملة وبعضها ظاهره التعارض، وكل تلك أسباب لاختلاف الأذهان في الجمع بين المتفرقات والتوفيق ببيها.
والأصل في العقائد الاكتفاء بالإجمال وبناء العمل عليه، لا العدول إلى التفصيل وبناء الجدل عليه.
وهو أصل يعلمه ويعمل به العلماء، يدخل في ذلك دخولاً أوليًّا الصحابة، فإنهم ما تكلموا في مثل هذه المباحث ولا اشتغلوا بها عن العمل والدعوة والتعليم ونشر الخير ونبذ الفرقة.
والاختلاف متفاوت، فمنه ما يخرج بالمخالف إلى الكفر ككره ثابت معلوم كما ورد عن جهم أنه قال في آية (الرحمن على العرش استوى): وددت لو حككتها من المصحف. فهذا إن ثبت كفر صراح، فمثل ذا ونحوه من كراهية الثابت القطعي أو الشك فيه أو تأويل ما علم معناه بالضرورة كله خلاف شديد تجب منابذته والبراء منه والتحذير.
والله أعلم، وما كان مني من صواب فبفضل الله، وما كان غير ذلك مما لا يرضاه الله فأستغفر الله منه.
تفضلوا بزيارة موقعنا:
www.alsrat.com/vb
ـ[شمس الدين]ــــــــ[11 Sep 2008, 10:02 م]ـ
أخي العزيز بارك الله فيك، المقال طويل، والمقارنات طويلة، والرد عليها يحتاج وقتا ليس بالقصير، لكن هل يستوي الحنابلة مع الأشاعرة؟
الحنابلة وإن خرج منهم من تمسك بحديث ضعيف أو موضوع يدل على تشبيه الله جل جلاله بخلقه، لكن السواد الأعظم منهم هم أهل السنة والجماعة، وعلى اعتقاد الصحابة والتابعين، ولا يثبتون لله إلا ما أثبته لنفسه وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم، كالإستواء، وقد أجمع الصحابة والتابعون بإحسان أن الإستواء هو العلو، مع تفويض الكيفية لا المعنى، فهم مقرون بأن المعنى العلو، لكن الكيف مجهول، وهذا مصداق الأثر الثابت عن مالك بن أنس رضي الله عنه.
وكذلك استشهادهم على أن الله تعالى له عينين حقيقيتين، ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال أنه أعور، وأن الله جل جلاله ليس بأعور. رواه البخاري.
وكذا قوله تعالى ((واصنع الفلك بأعيننا و وحينا))، وقوله ((واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا))، وتفسير الآيتين يطول، لكنهما دلتا عندهم على أن لله تعالى عينان حقيقيتان.
وكذلك إثباتهم القدم لله تعالى، بحديث أنس وأبي هريرة رضي الله عنهما في صحيح البخاري.
وأيضا إثباتهم صفة اليدين لله تعالى، من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، في صحيح مسلم، أن المقسطين على منابر من نور يوم القيامة عن يمين الرحمن، وكلتا يديه يمين.
فهم -أهل السنة والجماعة- لا يثبتون لله تعالى من صفات، إلا التي وردت في القرآن والسنة الصحيحة.
فيمرونها كما جاءت، من غير تحريف ولا تكييف ولا تعطيل ولا تمثيل، ونصب أعينهم قوله تعالى ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير))، وقوله تعالى ((ولم يكن له كفوا أحد))، ونظائر هذا في القرآن كثير.
أما الأشاعرة -هدى الله حيهم وعفى عن ميتهم- فهم يكفرون من قال بأن الله تعالى في السماء! ويكفرون من قال بأن الله تعالى مستو على عرشه! ويقولون بأن الله تعالى في كل مكان! وأنه لا يجوز أن تقول: أين الله!، وليست هذه أقوال شاذة عندهم، بل هي أقوال أئمة المذهب عندهم، بل كفروا علماء السلف كشيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم، وهما اللذان لم يكفرا أشعريا قط، وإنما عذراهم بالتأول.
وهذه الأقوال كلها مصادمة للنصوص من الكتاب والسنة، وليس هذا موضع بسطها.
بل إن السبكي لما رد على شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في مسألة شد الرحال إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ذكر أحاديث موضوعة مكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لتسعفه في الرد على شيخ الإسلام، فانبرى له تلميذ شيخ الإسلام، بن عبدالهادي، فهتكها حديثا حديثا، هذا على صعيد النقاش السني الأشعري القديم، بل انظر إلى نقاش الشيخ عبدالرحمن دمشقية حفظه الله لهم، وكذلك مصنف الشيخ الحوالي في معتقدهم، وقبله شيخ الإسلام لما ألقم الرازي -إمام الأشعرية- حجرا وجعله في حيص بيص، تعرف يقينا أن القوم -هداهم الله- لا حجة عندهم، إن يتبعون إلا الظن، وإن الظن لا يغني من الحق شيئا.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا وما كان من صواب سطرته فمن الله، وما كان من خطأ فمن نفسي ومن الشيطان، وأستغفر الله العظيم، والسلام عليكم.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[11 Sep 2008, 11:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سامحك الله أخي شمس الدين وهداك الله وأرشدك إلى الحق ...
لقد كان المقال الذي كتبه الأخ مهند شيخ يوسف مقالاً رائعاً طالما انتظرت مثله وخطرت في بالي مقاصده ...
وهو مقال يقصد منه جمع الكلمة وبيان أن الحنابلة والأشاعرة طرفان على خط مستقيم إذا نظرنا إلى أطراف الخط من الجهتين فإننا نرى الغلاة من كل طرف ... أما إذا نظرنا إلى الخط من الوسط فإننا سنرى المنصفين من الطرفين والمعتدلين ...
ولا أدري لماذا يصر بعض الإخوة على تهييض الجروح القديمة وكأن العصمة تاج توّج الله به رؤسهم .... هم فقط .. وبقية المسلمين يهيمون في الضلال ..
فالسواد الأعظم من الأمة قديماً وحديثاً على منهج الأشاعرة وهو منهج أهل السنة والجماعة بما فيهم الحنابلة ... والاختلافات اليسيرة وإن رأى بعضهم أنها ليست كذلك هي اختلافات أفراد وأشخاص لا تلزم جمهور الأشاعرة ولا الحنابلة ..
ولا أدري متى كفّر الأشاعرة - بهذا التعميم - من يقول بأن الله في السماء، أو أنه تعالى مستوٍ على عرشه كما قال عز وجل ...
ومتى كفّر الأشاعرة - أيضاً بهذا التعميم - ابن القيم أو شيخه ابن تيمية .. رحمهم الله ..
وانا الذي سمعت علماء الأشاعرة كثيراً يثنون على ابن تيمية وابن القيم وغيرهم دون أن يعني ذلك أنهم لا ينبهون إلى أخطائهم ...
هناك أخي الكريم: غلو من الطرفين كما تفضل صاحب المقال الأخ الكريم مهند شيخ يوسف جزاه الله خيراً ....
والمراد هو أن نتعلم في هذا العصر الدرس ونأخذ العبرة من الأزمان الماضية ... ونقترب من بعضنا ونتجاوز مسألة الاستواء ... والجهة .. واليد .. والعلو ووووو
ونفكر في ما يصلح أمتنا الجريحة فهذ مسائل لا ينتهي ولا ينحسم النقاش فيها لأن الله عز وجل أراد لها ذلك ... بمعنى أنه أراد لنا أن نكف عن الخوض في هذه المسائل لأنها فوق الوسع البشري ,,,, ونصوص القرآن محتملة لوجهات نظر مختلفة في هذه المسائل ... فليعذر بعضنا بعضاً ... ولنتعاون فيما اتفقنا عليه ... وسيلتقي الأشعري وابن حنبل والغزالي وابن الصلاح والرازي وابن تيمية وابن القيم والسبكي والكوثري ... عند الله عز وجل ويحكم بينهم ... وباعتقادي أن الله عز وجل سيكتب للمصيب منهم أجرين وللمخطئ أجراً واحداً ...
ولكن الكرة الآن في ملعبنا .... هل سنظل نقرأ في اختلافات علمائنا ... ونختلف فيما اختلفوا فيه ... وفي اختلافاتهم ذاتها ... فلان يقصد كذا ولم يقصد كذا ونبحث في بطون الكتب لكي نصوّب فلاناً ونخطئ فلاناً ... ونتمسك بالعبارات التي قيلت في سياقات لا ندريها ... ثم تأتي الأجيال اللاحقة لنا فتختلف في اختلافاتنا وفي أقوالنا .... وهكذا
تصبح لدينا كموم هائلة من الاختلافات التاريخية نضيغ في وسط ركامها ... ونكون بذلك ابتعدنا عن كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما هي: غضة طرية ...
أخي: إن شاء الله عز وجل، كلها في الجنة إلا واحدة ...
ـ[الجكني]ــــــــ[11 Sep 2008, 11:40 م]ـ
السلام عليكم:
هل الحكم على الأشعرية والحنابلة - وعلاقاتهما ببعضهما التي هي نقطة سوداء في تاريخ الفكر الإسلامي - يحكم عليها من خلال فترة زمنية محددة هي القرن الثامن الهجري؟؟ أو من خلال علاقة اثنين أو ثلاثة من العلماء جمع بينهما ماجمع بين " الأقران " فكان ما كان؟؟؟؟
أرى أن هذا الموضوع لاينظر إليه من هذه الناحية أبداً، فليس الأشعرية هم الإمام الجليل تقي الدين السبكي رحمه الله ورضي عنه أو ابنه أو الرازي، وكذا ليس من خالفهم ويخالفهم هو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ورضي عنه أو ابن القيم أو من بلغ من العلم ما بلغ في عصرنا الحاضررحم الله الجميع.
والحمدلله على فضيلة الإنصاف.
ـ[شمس الدين]ــــــــ[12 Sep 2008, 03:41 ص]ـ
الدكتور الفاضل أحمد الطعان، السلام عليكم، قولك: "الأشاعرة هم سواد الأمة الأعظم". يحتاج إلى دليل، ثم على ماذا كانت الأمة قبل أبي الحسن الأشعري رحمه الله؟ وما قولك في تراجعه في كتاب الإبانة عن عقيدته؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أما التخلي عن الخوض أن لله يدا وأصابع وأنه مستو على عرشه وأن الإستواء هو العلو، فهل نتخلى عن قراءة القرآن وصحيحي البخاري ومسلم؟ بل الذي فتح الموضوع ابتداء وأثار القضية هو الأخ مهند، وأخذ يساوي بين الحنابلة والأشاعرة، وهذا لا يجوز، والإنصاف عزيز، وقد ذكرت الفروقات بين الطرفين.
لست متعصبا لا لمذهب الحنابلة ولا لأعيانهم، لكن الحق أحق أن يُتبع، و نصوص الوحيين كلها تدل على صفات الرب جل جلاله التي لم تتفق مع أهواء الأشعرية، فأخذوا يلوون أعناق النصوص، تحسبا منهم أنهم ينزهون الله تعالى بذلك عن الشبيه، وعدلوا عن طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالإيمان بالصفات وإمرارها كما هي، من غير تحريف ولا تكييف ولا تعطيل ولا تمثيل.
نعم الأمة بأمس الحاجة إلى الوحدة، لكني لم أفتح باب النقاش في هذه القضية -المؤلمة- ولكن فتحه الأخ مهند، ولا بد من بيان الحق، فأسأل الله تعالى أن يهدينا جميعا لطريقة أحمد صلى الله عليه وآله وسلم، وأصحابه رضي الله عنهم، فهم خير الناس، كماا صح عنه عليه الصلاة والسلام ((خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)).
والذي لم أفهمه هو قولك: "أخي إن شاء الله كلها في الجنة إلا واحدة"!
هذا الحديث رواه الإمام أحمد، وابن أبي الدنيا، وأبو داود، والترمذي، وابن حبان، والحاكم، وصححوه، ورواه غيرهم أيضًا. رووه عن عوف بن مالك، ومعاوية، وأبي الدرداء، وابن عباس، وابن عمر، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وواثلة، وأبي أمامة، وغيرهم بألفاظ متقاربة.
والرواية الصحيحة: ((كلها في النار إلا واحدة)). وأما رواية: "كلها في الجنة إلا واحدة" فهي موضوعة مكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم.
وإليك ما قاله العلماء في ذلك:
قال الشيخ إسماعيل العجلوني في "كشف الخفاء":
((افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة وسبعون في النار، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، إحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة، والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة، واثنتان وسبعون في النار)). رواه ابن أبي الدنيا عن عوف بن مالك. ورواه أبو داود، والترمذي، والحاكم، وابن حبان، وصححوه، عن أبي هريرة، بلفظ: ((افترقت اليهود على إحدى ـ أو اثنتين ـ وسبعين فرقة، والنصارى كذلك، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلهم في النار إلا واحدة)). قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: ((ما أنا عليه وأصحابي)). ورواه الشعراني في "الميزان" من حديث ابن النجار. وصححه الحاكم بلفظ غريب وهو: ((ستفترق أمتي على نيِّف وسبعين فرقة، كلها في الجنة إلا واحدة)). وفي رواية عند الديلمي: ((الهالك منها واحدة)). قال العلماء: هي الزنادقة. وفي هامش "الميزان" المذكور عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ: ((تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة، كلها في الجنة إلا واحدة، وهي الزنادقة)). وفي رواية عنه أيضًا: ((تفترق هذه الأمة على بضع وسبعين فرقة، إني أعلم أهداها: الجماعة)) انتهى. ثم رأيت ما في هامش "الميزان" مذكورًا في تخريج أحاديث "مسند الفردوس" للحافظ ابن حجر، ولفظه: ((تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة، كلها في الجنة إلا واحدة، وهي الزنادقة)). أسنده عن أنس. قال: وأخرجه أبو يعلى من وجه آخر عن أنس، بلفظ: ((أهداها فرقةً: الجماعة)). انتهى. فلينظر مع المشهور. ولعل وجه التوفيق أن المراد بأهل الجنة في الرواية الثانية ـ ولو مآلا ـ فتأمل. وفي الباب عن معاوية، وأبي الدرداء، وابن عمرو، وابن عباس، وسعد بن أبي وقاص، وابن عمر، وواثلة، وأبي أمامة. ورواه الترمذي عن ابن عمرو بلفظ: ((ستفترق أمتي ثلاثًا وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة)). قيل: ومن هم؟ قال: ((الذين هم على ما أنا عليه وأصحابي)). ورواه ابن الجوزي في كتاب "تلبيس إبليس" بسنده إلى أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، أو اثنتين وسبعين فرقة، والنصارى مثل ذلك، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة)). قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفيه أيضًا بسنده إلى عبد الله بن عمر أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل، حذو النعل بالنعل، حتى إن كان فيهم من أتى أمه علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك، وإن بني إسرائيل تفرقت على اثنتين وسبعين ملةً، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة، كلهم في النار إلا ملةً واحدة)). قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: ((ما أنا عليه وأصحابي)). قال الترمذي: حديث حسن غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه. وفيه أيضًا بسنده إلى أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن بني إسرائيل تفرقت إحدى وسبعين فرقة، فهلكت سبعون فرقة، وخلصت فرقة واحدة، وإن أمتي ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة، يهلك إحدى وسبعون، ويخلص فرقة)). قالوا: يا رسول الله ما تلك الفرقة؟ قال: ((فرقة الجماعة)). وقال فيه أيضًا: فإن قيل: وهل هذه الفرقة معروفة؟ فالجواب: إنا نعرف الافتراق وأصول الفرق، وإن كان كل طائفة من الفرق انقسمت إلى فرق، وإن لم نُحط بأسماء تلك الفرق ومذاهبها. قال: وقد ظهر لنا من أصول الفرق: الحرورية، والقدرية، والجهمية، والمرجئة، والرافضة، والجبرية. وقد قال بعض أهل العلم: أصول الفرق هذه الست، وقد انقسمت كل فرقة منها اثنتي عشرة فرقة؛ فصارت اثنتين وسبعين فرقة. انتهى. ثم فصلها وعرّف كل فرقة منها في، وقد ذكرنا ذلك جميعه مع كلام الموافق وشرحه في "الملل والنحل" مبسوطًا في رحلتنا المسماة بـ"البسط التام في الرحلة إلى بعض بلاد الشام" فراجعها. انتهى. من "كشف الخفاء" للعجلوني.
وقد ذكر الحديث الإمام محمد بن أحمد السفاريني في "لوامع الأنوار البهية"، فقال: رواه الإمام أحمد من حديث معاوية ـ رضي الله عنه ـ قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على اثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين، ثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة، وهي الجماعة)). ورواه أبو داود وزاد فيه: ((وإنه سيخرج في أمتي أقوام، تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه، لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله)).
قوله: الكَلَب بفتح اللام. قال الخطابي: هو داء يعرض للإنسان من عضة الكلب، وقال: وعلامة ذلك في الكلب: أن تحمر عيناه ولا يزال يُدخل ذنبه بين رجليه، فإذا رأى إنسانًا ساوره.
وفي رواية أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((ستفترق أمتي ثلاثًا وسبعين فرقة، كلهم في النار إلا فرقة واحدة)). فقيل له: من هم يا رسول الله؟ ـ يعني الفرقة الناجية ـ فقال: ((هو من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي)). وفي رواية: ((ستفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة، كلهم في النار إلا فرقة واحدة، وهي ما كان على ما أنا عليه وأصحابي)).
وذكر أبو حامد الغزالي في كتابه "التفرقة بين الإيمان والزندقة" أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ستفترق أمتي نيفًا وسبعين فرقة، كلهم في الجنة إلا الزنادقة، وهي فرقة)). هذا لفظ الحديث في بعض الروايات. قال: وظاهر الحديث يدل على أنه أراد الزنادقة من أمته؛ إذ قال: ((ستفترق أمتي))، ومن لم يعترف بنبوته فليس من أمته. والذين ينكرون أصل المعاد والصانع فليسوا معترفين بنبوته؛ إذ يزعمون أن الموت عدم محض، وأن العالم لم يزل كذلك موجودًا بنفسه من غير صانع، ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، وينسبون الأنبياء إلى التلبيس؛ فلا يمكن نسبتهم إلى الأمة. انتهى.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الإسكندرية: أما هذا الحديث فلا أصل له، بل هو موضوع كذب باتفاق أهل العلم بالحديث، ولم يروه أحد من أهل الحديث المعروفين بهذا اللفظ، بل الحديث الذي في كتب السنن والمساند عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه أنه قال: ((ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، واحدة في الجنة، وثنتان وسبعون في النار)). وروي عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((هي الجماعة)). وفي حديث آخر: ((هي من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي)). وضعفه ابن حزم. لكن رواه الحاكم في "صحيحه"، وقد رواه أبو داود، والترمذي، وغيرهم. قال: وأيضًا لفظ (الزندقة) لا يوجد في كلام النبي صلى الله عليه وسلم، كما لا يوجد في القرآن، وأما الزنديق الذي تكلم الفقهاء في توبته ـ قبولاً وردًا ـ فالمراد به عندهم: المنافق الذي يظهر الإسلام ويبطن الكفر. انتهى.
قلت: وقد ذكر الحديث الذي ذكره الغزالي، الحافظ ابن الجوزي في "الموضوعات"، وذكر أنه روي من حديث أنس، ولفظه: ((تفترق أمتي على سبعين ـ أو إحدى وسبعين ـ فرقة، كلهم في الجنة إلا فرقة واحدة)). قالوا: يا رسول الله من هم؟ قال: ((الزنادقة، وهم القدرية)). أخرجه العقيلي، وابن عدي، ورواه الطبراني أيضًا. قال أنس: كنا نراهم القدرية.
قال ابن الجوزي: وضعه الأبرد بن أشرس، وكان وضاعًا كذابًا، وأخذه منه ياسين الزيات، فقلب إسناده، وخلطه، وسرقه عثمان بن عفان القرشي. وهؤلاء كذابون، متروكون. وأما الحديث الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أمته ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة، واحدة في الجنة واثنتان وسبعون في النار، فروي من حديث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقاص، وابن عمر وأبي الدرداء، ومعاوية، وابن عباس، وجابر، وأبي أمامة، وواثلة، وعوف بن مالك، وعمرو بن عوف المزني، فكل هؤلاء قالوا: ((واحدة في الجنة، وهي الجماعة)). ولفظ حديث معاوية ما تقدم، فهو الذي ينبغي أن يعول عليه دون الحديث المكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم. والله أعلم.
ثم عدد السفاريني ـ رحمه الله ـ أصول هذه الفرق، وذكر أنها خمسة، أو ستة، أو سبعة، وفصل فروع كل فرقة منها، وذكر شيئًا من أقوالهم وأصول مذهبهم، حتى بلغت هذا المقدار الوارد في الحديث.
والسلام عليكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[12 Sep 2008, 11:25 م]ـ
نقلاً عن صحيفة عكاظ:
الشيخ الدَّدَوْ
......
لكنَّ الوارد في حديث الافتراق: (كلها في النار إلا واحدة)؟
- بالنسبة لهذه الزيادة في الحديث (كلّها في النار إلا واحدة) والزيادة الأخرى (كلّها في الجنة إلا واحدة) ما أظنها تصحّ، لأنَّ الحديث له طرقٌ كثيرةٌ، وقد صحح كثيرٌ من أهل العلم الحديث بمجموع هذه الطرق، فجعلوا الحديث صحيحاً لغيره، وبعضهم جعله حسناً لغيره بأصله، والزيادات لا يمكن أن يحصل لها هذا، لأنّ حكم التصحيح للغير يقع فيما تكرر في كل روايةٍ، فالطرف المتكرر في كل روايةٍ هو الذي يمكن أن يصحح فيكون صحيحاً لغيره، أما ما أفردت فيه الزيادة فلا يدخل في الصحة، ولذلك نقول: إنّ أصل الحديث وهو ثبوت الافتراق صحيح، والزيادات كلها تترك.
جرّنا الكلام إلى هذا الحديث الشريف .. حديث الافتراقِ، وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم قال: (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة)، وكما تفضلتم ورد في روايات معاوية وأنس رضي الله عنهما زيادة: (كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة)، وفي رواية عبد الله بن عمرو: (كلها في النار إلا واحدة قيل: ما هي؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي).
نسيتُ التعليق على رواية: (كلُّها في الجنة إلا واحدة)، هذه الرواية موضوعة. وبذلك يتبيّن لنا أنّ أصل الحديث صحيحٌ، وكل الزيادات إما موضوعة أو ضعيفة، فالزيادات التي تقول: (كلها في الجنة إلا واحدة) موضوعة على الراجح، والزيادات التي تقول: (كلها في النار إلا واحدة) ضعيفة، وأما الإخبار بالافتراق فهو أصل يقوى بالشواهد، وليس هناك رواية واحدةٌ يعتمد عليها.
الأسوأ في الافتراق
مع هذا الأصل الثابت كما تفضّلتم، كيف يمكن أن نتصور أنَّ هذه الأمة المحمدية التي هي أمة مرحومة ومفضلة على سائر الأمم والتي هي شطر أهل الجنة، كيف يمكن أن نتصور أن تكون أسوأ من اليهود والنصارى في الافتراق؟
- الافتراق ليس عيباً هنا، والإخبارُ بافتراق اليهود إذا كان هذا قبل نسخ ملتهم ليس عيباً، ومثل ذلك النصارى.
وأمّا هذه الأمة فقد شرَّفها الله، وأثنى رسول الله – صلى الله عليه وسلم - عليها بأفضل الثناء، ودلَّت النصوص على أنها ستكون أكبر الأمم كما ثبت في صحيح البخاري عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما من الأنبياء نبيٌّ إلا أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيًا أوحاه الله إليَّ؛ فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة)، ومثل ذلك ما رواه البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قوله: خرج علينا النبيُّ صلى الله عليه وسلم يوما فقال: (عرضت علي الأمم، فجعل يمرُّ النبيُّ معه الرجل، والنبي معه الرجلان، والنبي معه الرهط، والنبي ليس معه أحد، ورأيت سواداً كثيراً سدَّ الأفق، فرجوت أن يكون أمتي، فقيل: هذا موسى وقومه، ثم قيل لي: انظر، فرأيت سواداً كثيراً سدَّ الأفق، فقيل لي: انظر هكذا وهكذا، فرأيت سواداً كثيراً سدَّ الأفق، فقيل: هؤلاء أمتك، ومع هؤلاء سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب).
وقد نَصَّتْ تلك الأحاديث على الافتراق وحصول الخلاف لأن المواضع المحسومةَ بالنصوص على وجهٍ لا يقبل الخلاف قليلةٌ جدا ً، وما سوى ذلك يرجع فيه إلى الاستنباط والاجتهاد، وقد قال الله عز وجل: (وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً) [النساء: 83]، ومن المعلوم أن عقول الناس متفاوتةٌ، وأن مداركهم متفاوتة، فإذا أحيلَ إلى عقولهم واستنباطهم دل ذلك على إمكانية الخلاف.
دخول النار
إذا قلنا بصحة زيادة (كلها في النار إلا واحدة)، فهل يقتضي هذا كفرها؟
- أنا لا أقولُ بصحة هذه الزيادة، أما دخول النار فليس ملازماً للكفر دائماً، فسيدخل النار عدد من المسلمين وهم الجهنميون.
(يُتْبَعُ)
(/)
طيّب، مرة أخرى على القول بصحة الزيادة .. هل تقتضي أنّ هذه الفرق في النار قطعاً؟
- لا، فبالنسبة لأحاديث الوعد والوعيد كلّها مقيدة وكذلك آيات الوعد والوعيد كلها مقيدة، فمثلا حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه دخل الجنة) فيه وعدٌ مطلقٌ، وهو محمولٌ على التقييد، وقد قيل للحسن البصري: إنّ ناسا ًيقولون: من قال لا إله إلا الله دخل الجنة، فقال: من قالها وأدى حقها وفرضها، وهذه القاعدة ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية، وبيَّنَ أنَّ جميع آيات وأحاديث الوعد والوعيد مقيدة، فأحاديث الوعيد كلها مقيدة بالتوبة أو بعمل آخر مكفرٍ، ومكفرات الذنوب كثيرة جداً ورد فيها الكثير من النصوص، وأحاديث الوعد كلها مقيدة أيضا بأن يموت الإنسان على الإسلام وأن يؤدي الفرائض وأن يجتنب المحرمات.
هل مسألة التفرق المذكورة في الحديث محمولة على الجانب العقدي فقط؟
- لا، الذي أفهمه أنا من الحديث أنه يدلّ على الكثرة، فاليهود والنصارى أكثر الأمم السابقة ونحن أكثر منهم، ولا شيء أكثر من هذا.
البغدادي لم يوفق
معنى هذا أنَّ اشتغالَ البغدادي رحمه الله وغيره بتعداد هذه الفرق لم يكن موفقاً؟!
- نعم، لم يكن موفقاً.
وهذا جزء من بحث منقول عن
الشيخ عبد المتعال الصعيدي
المدرس بكلية اللغة العربية - الأزهر
وقال ابن الوزير في كتاب ـ العواصم والقواصم ـ إياك أن تغتر بزيادة (كلها في النار إلا واحدة) فإنها زيادة فاسدة، ولا يبعد أن تكون من دسيس الملاحدة.
ومما طعن به في سند ذلك الحديث أن فيه محمد بن عمرو الليثي، وهو ممن أخرج له الشيخان في المتابعات فقط، ومثله لا يحتج بحديثه إذا لم يتابع، وقد قال فيه الذهبي: محمد بن عمرو لم يحتج به منفردا، ولكن مقروناً بغيره، وكذلك في بعض سنده عبد الرحمن بن زياد ابن أنعم، في بعضه كثير بن عبد الله، في بعضه عباد بن يوسف، وراشد بن سعد، وفي بعضه الوليد بن مسلم، وفي بعضه مجاهيل كما يظهر من كتب الحديث.
على أن ذلك الحديث قد أخرجه صاحب مسند الفردوس بزيادة تناقض الزيادة السابقة (كلها في النار إلا واحدة)، فقال: أخبرنا أبو ثابت بن منصور، أخبرنا جعفر بن محمد بن الحسين الأبهري، حدثنا صالح بن أحمد الحافظ، حدثنا ابراهيم بن محمد بن يعقوب، حدثنا الحسن بن زولاق، حدثنا نعيم بن حماد، حدثنا يحيى بن يمان، عن ياسين الزيات، عن سعد بن سعيد أخي يحيى، عن أنس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة، كلها في الجنة إلا الزنادقة.
وقد قال الشمس محمد بن أحمد البشاري المقدسي في كتاب ـ أحسن التقاسيم ـ بعد أن عدد الفرق وذكر حديث (اثنتان وسبعون في الجنة وواحدة في النار)، وحديث (اثنتان وسبعون في النار وواحدة ناجية): هذا أشهر، والأول أصح إسنادا.
والله أعلم ...
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[13 Sep 2008, 02:09 ص]ـ
موضوع رائع وزاده روعة مشاركة الاستاذ احمد ادريس فيه
وارى ان هناك من يغلو فى الاثبات حتى يتوهم مخالفه انه تجسيم صريح واذكر انى كنت فى محاضرة لاحد كبار السلفية فى مصر (رحمه الله) وكان مما قال
هناك من يلومنى انى اكثر من الدعابة فى الدرس ولماذا لانضحك انا اضحك نعم (ثم ضحك) وعقب اذا كان ربنا بيضحك فلما لا اضحك
هل يجادل احد ان هذا تجسيم صريح وفيه تشبيه الخالق بالمخلوق مع انه والحق يقال كان له جهد دعوى خارق خاصة مجادلة النصارى والعلمانيين والروافض والبهائيين ونحوهم رحمه الله تعالى
ولكنه الاستغراق فى الاثبات والغلو فيه وكثرة الجدال فيه ومحاولة كسب الجولة مع المحاور كل هذا قد يأتى بضده
انصح بقراءة الموضوع الاصلى قراءة هادئة
جزى الله اخانا خيرا
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[13 Sep 2008, 02:51 ص]ـ
الأخ مهند حفظك الله ويسر لك الخير حيثما كنت، ورزقنا وإياك الفقه في دينه والتوفيق لما يحبه ويرضاه.
ولي تعليق يسير حول هذه المقالة في نقاط:
الأولى: أن طرحه بهذه الطريقة يوحي بأن الخلاف محصور بين الأشاعرة (وهو مذهب عقدي) والحنابلة (وهو مذهب فقهي)
وهذه المقابلة لا تصح، إذ إن من الحنابلة من هم أشاعرة ومن أشهرهم نجم الدين الطوفي صاحب شرح مختصر الروضة (ت:716 هـ)
هذا من جانب
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن جانب آخر فإن ما ذكرت من بعض مسائل الاعتقاد كإثبات صفة العينين لله تعالى
والاستواء على العرش وغيرها يثبتها لله أهل السنة والجماعة من غير الحنابلة كالأحناف والمالكية والشافعية وغيرهم ممن لا يرى الانتساب للمذاهب الفقهية من العلماء
والنصوص عنهم كثيرة، وإن استدعى الأمر ذكرها ذكرتها.
فتصوير المسألة على أنها خلاف محصور بين الأشاعرة والحنابلة تصوير في غير محله.
ثم قولك:
... الغلو عند الحنابلة ...
من ذلك أن عثمان بن سعيد الدارمي لما رد على المريسي في كتابه المشهور (نقض الدارمي على المريسي) ركب في الإثبات صهوة الغلو حتى ذم طريقته جمع من أهل العلم. على أنه قد امتدحه قوم آخرون. قال فيه ابن القيم: "إنه من أجل الكتب المصنفة في السنة وأنفعها" عزاه إليه الشيخ سفر الحوالي في موقعه.
*الغلو في الإثبات والقياسات والتوفيقات: ومما قاله في كتابه في معرض الاحتجاج للإثبات:
قلت: جمعه بين العينين والبصر تشبيه عظيم.
وهل يقول الدارمي صراحة بإثبات الأعضاء والجوارح لله تعالى؟!
هذا فيه خروج عن المقصود في المقالة ودخول إلى تفاصيل ما تراه أنت حقاً وترد به على أبي سعيد الدارمي وكأنه انفرد به عن بقية أهل السنة وتقرير هذه المسائل في كتب أهل السنة كثير مستفيض راجع كتب الإمام أحمد، وصحيح البخاري، وصحيح مسلم ومقدمة سنن ابن ماجة، وسنن أبي داوود، وكتاب التوحيد لابن خزيمة ولابن منده، والشريعة للآجري، والسنة للالكائي، والسنة لعبد الله بن الإمام أحمد، والإبانة لابن بطة، وغيرها كثير وفيها من المؤلفات ما يصعب حصره،
وقد أجابوا فيها عن مثل الاعتراض الذي ذكرته وغيره، وبينوا العقيدة الصحيحة في ذلك بياناً شافياً.
هذا أمر، والأمر الآخر أنا أبا سعيد الدارمي لم يكن من الحنابلة فهو قديم توفي سنة (280 هـ) قال الذهبي في السير نقلاً عن الحاكم: أخذ الأدب عن ابن الأعرابي، والفقه عن أبي يعقوب البويطي.
وأبو يعقوب البويطي من أئمة الشافعية المعروفين.
والقحطاني صاحب النونية هو عبد الله بن محمد الأندلسي القحطاني، مالكي وليس حنبلي
ثم إنه ليس من الإنصاف أن تطعن في العقيدة التي يعتقدها أهل السنة من الحنابلة وغيرهم
فمسألة إثبات الصفات التي أثبتها الله لنفسه من غير تحريف ولا تشبيه من القضايا الكلية عند أهل السنة، وبابها واحد ليس الكلام فيها مقصوراً على صفة العينين فحسب
فليس من الإنصاف أن تتهم إمامين بأنهم غلاة وتتذرع بهذا الاتهام إلى القول ببطلان اعتقاد ما يعتقده ما لا يحصى كثرة من الأئمة في القرون الأولى والمتأخرة
فهذان الإمامان ليس لهما اعتقاد خاص بهما ينفردان به عن بقية الأئمة
وخاتمة المقال: أننا مأمورون عند التنازع بالرجوع إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ففيهما العصمة من الضلال، والقرآن ولله الحمد بلسان عربي مبين لا يجوز لأحد أن يستدرك عليه أو أن يدعي أن ظاهره ضلال بل هو هدى ورحمة للمؤمنين.
وسنة النبي صلى الله عليه وسلم مبينة لكتاب الله الكريم.
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم وصف الفرقة الناجية بياناً شافياً فقال: هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي).
فانظر إلى ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم وصح عن أصحابه في مسائل الاعتقاد فاعتقده تسلم وتنجو بإذن الله.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
ـ[مهند شيخ يوسف]ــــــــ[13 Sep 2008, 04:29 ص]ـ
شكرا جزيلا للأساتذة الأفاضل على ما أبدوه من الاهتمام بالموضوع ونقده، إن النقد الناصح لولاه لما علم الكاتب خطأه ولا القائل زلته.
يأتي تعليقي إن شاء الله تعالى.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[15 Sep 2008, 07:21 ص]ـ
قضية لم تحسم ولن تحسم أبداً، والأجدر تحويل دفة الحديث نحو وحدة الأمة وتقوية أواصرها والعبرة بالخواتيم، ونحمد الله عز وجل أنه سبحانه وحده صاحب الجنة والنار والثواب والعقاب. وهو ولي التوفيق
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[17 Sep 2008, 03:07 م]ـ
السلام عليكم
المعذرة على التطفل، لست من العلماء ولا من طلاب العلم بالمعنى الحقيقي
ولكن أحببت ان اشارك بما لدي من علم قليل
وإذا أخطأت في شيء فأرجو أن تصححوه لي.
ملاحظة: لم أقرأ كل الردود فبعضها طويل والوقت قصير، فإذا كان في ردي اعادة لما قاله شخص آخر، فارجو المعذرة.
[ size=6] ... الغلو عند الحنابلة ...
(يُتْبَعُ)
(/)
من ذلك أن عثمان بن سعيد الدارمي لما رد على المريسي في كتابه المشهور (نقض الدارمي على المريسي) ركب في الإثبات صهوة الغلو حتى ذم طريقته جمع من أهل العلم. على أنه قد امتدحه قوم آخرون. قال فيه ابن القيم: "إنه من أجل الكتب المصنفة في السنة وأنفعها" عزاه إليه الشيخ سفر الحوالي في موقعه.
*الغلو في الإثبات والقياسات والتوفيقات: ومما قاله في كتابه في معرض الاحتجاج للإثبات:
حدثنا موسى بن إسماعيل ثنا أبو عوانة عن عطاء بن السائب عن ميسرة قال: إن الله لم يمس شيئا من خلقه غير ثلاث خلق آدم بيده وكتب التوراة بيده وغرس جنة عدن بيده.
حدثنا عبد الله بن أبي شيبة ويحيى الحماني عن وكيع عن سفيان عن عمار الدهني عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: الكرسي موضع القدمين والعرش لا يقدره إلا الله.
عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: قام رسول الله في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم ذكر الدجال فقال: إني سأقول لكم قولا لم يقله نبي لقومه تعلمن أنه أعور وأن الله ليس بأعور. فأخبرني أبو اليمان أن شعيبا أخبره به
ففي تأويل قول رسول الله أن الله ليس بأعور بيان أنه بصير ذو عينين خلاف الأعور
قلت: جمعه بين العينين والبصر تشبيه عظيم.
وهل يقول الدارمي صراحة بإثبات الأعضاء والجوارح لله تعالى؟!
جمعه بين العينين والبصر لا يلزم التشبيه
وهو ليس بأغرب من اعتقادنا بأن الله خلق آدم بيديه
فكون الله عز وجل يبصر بعينيه لا يلزم ان تكون العين جارحة
كما لا يلزم من خلق الله آدم بيديه أن تكون اليدين جارحة
وكل ما أثبته الله ورسوله نثبته وما نفاه الله ورسوله ننفيه.
ولا نُحكم عقولنا فيها.
فوجب أن يكون السؤال: ما الدليل على أن الله يبصر بعينينه؟
فإذا ثبت ذلك في القرآن أو السنة أو اعتقاد السلف الصالح
فإننا نثبته ونعتقده من غير تشبيه ولا تكييف ولا تحريف
وهنا يأتي سؤال: ما هو ضابط التشبيه؟
يعني كيف نحكم على أن اعتقادا معينا في الصفات تشبيه؟
اترك الجواب للشيخ الكريم مهند شيخ يوسف صاحب الموضوع
وباقي المشايخ الفضلاء
واعتذر إذا كان في أسلوبي أي سوء أدب مع المشايخ
والله المستعان
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[17 Sep 2008, 03:24 م]ـ
قضية لم تحسم ولن تحسم أبداً، والأجدر تحويل دفة الحديث نحو وحدة الأمة وتقوية أواصرها والعبرة بالخواتيم، ونحمد الله عز وجل أنه سبحانه وحده صاحب الجنة والنار والثواب والعقاب. وهو ولي التوفيق
جزاكم الله خيراً ...
هذا والله هو الأمل والمراد ....
أسأل الله عز وجل أن يهيء لهذه الأمة من يلم شملها ويجمع أمرها.
آمين.(/)
يارب لك الحمد ...
ـ[هبة المنان]ــــــــ[11 Sep 2008, 11:35 م]ـ
""يارب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ""
منذ زمن وأنا أبحث عن منتدى يتحدث فيه عن أحب الكلام، حتى وجدت هذا المنتدى
والحمد لله وحده ...
أسأل الله أن ينفعنا به، وأن يرزقنا تدبر القرآن، وأن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا
ونور صدورنا ....
ـ[راجية الهدى]ــــــــ[26 Sep 2010, 08:32 م]ـ
نعم والله حتى أنا كم سررت به.(/)
عسى ربكم أن يهلك عدوكم .. آية أبكت إسماعيل هنية
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[12 Sep 2008, 12:54 م]ـ
http://www.islamonline.net/arabic/news/2008-09/11/08.shtml
فيديو:
http://www.islamonline.net/Arabic/news/2008-09/11/08_vedio.shtml
ـ[أحمد تيسير]ــــــــ[17 Sep 2008, 01:00 ص]ـ
جزاك الله خيراً ............
نفتقد في بلادنا العربية والإسلامية أمثال القائد الشيخ إسماعيل هنية، والله وأنا أستمع لهذا المقطع تذكرت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب والخليفة العادل عمر بن العزيز ... لقد تذكرت الرجال ......... ، وإنه لخبر جدير بالتعليق والمرور عليه.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[02 Feb 2009, 10:37 م]ـ
للرفع والتذكير.
هذا المقطع تم تسجيله في رمضان الفارط.
تذكرته هذا اليوم، ولاحظت مصداقه بعد حرب غزة.
وهذه هي الآيات التي أبكت رئيس الوزراء، حافظ القرآن (ولكم أن تفهموا ما هي الصفة التي جعلته محبوبا عند الناس):
من سورة الأعراف:127 - 129
((وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ: أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ؟
قَالَ: سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ.
قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ: اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا. إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ.
قَالُوا: أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا.
قَالَ: عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ)
ـ[تسنيم]ــــــــ[03 Feb 2009, 01:47 ص]ـ
كنا نقرأ بسير عن الخليفة يؤم ويخطب ويوجه قواد المعارك فما رأيناه إلا في غزة
ليس الخبر كالمعاينة كنت أظن أن هذا في الكتب والمجلدات الحمد لله عاينت بنفسي
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ)
[فاطر 5](/)
حديث عبد الله بن مالك الأوسى
ـ[عمر عبد الفتاح خضر]ــــــــ[12 Sep 2008, 10:15 م]ـ
قرأت فى مسند الإمام أحمد بن حنبل حديث عبد الله بن مالك الأوسى حدثنا يعقوب حدثنا أبن أخى أبن شهاب عن عمه قال أخبرنى عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن (شبل) بن حامد المزنى أخبره أن عبد الله بن مالك الأوسى أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للوليدة إن زنت فاجلدوها ثم إن زنت فاجلدوها ثم إن زنت فبيعوها ولو بضفير (والضفير الحبل) فى الثالثة أو الرابعة
ـ[عمر عبد الفتاح خضر]ــــــــ[13 Sep 2008, 12:56 ص]ـ
وصلا بما سبق أقول:
إن الحديث السابق يبين أن الطهر والنقاء هما السبب في كرامة الإنسان وأن من اتبع هواه كان لا يساوي شيئا حقيرا كضفيرة ونحوها قال تعالى أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23) والمعصوم من عصمه الله(/)
رمضان ... ٌ لك أو عليك؟!!
ـ[ابراهيم عبد القادر]ــــــــ[13 Sep 2008, 12:36 ص]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على أشرف من خلق الله، محمد ابن عبدالله، وبعد:
إن موسم الطاعات عند المسلمين تتوالى على مدار العام رحمةً من الله لعباده وتحبباً إليهم، ومواسم أهل المعصية والفسق والظلال تتوالى عليهم من الله إمهالاً وإبغالاً بهم في وحل المعصية والذنب، وكلٌ حريص على استغلال موسمه خير استغلال ... فإما شاهد لكم أو عليكم.
قال ابن الجوزي رحمه الله: " شهر رمضان ليس مثله في سائر الشهور، ولا فضلت به أمة غيرهذه الأمة في سائر الدهور، الذنب فيه مغفور والسعي فيه مشكور، والمؤمن فيه محبور والشيطان مبعد مثبور، والوزر والإثم فيه مهجور وقلب المؤمن بذكر الله معمور، وقد أناخ بفنائكم هو عن قليل راحل عنكم، شاهد لكم أو عليكم، مؤذنٍ بشقاوة أو سعادة أو نقصان أو زيادة وهو ضعيف مسؤول من عند رب لا يحول ولا يزول يخبر عن المحروم منكم والمقبول فالله الله أكرموا نهاره بتحقيق الصيام واقطعوا ليله بطول البكاء والقيام، فلعلكم أن تفوزوا بدار الخلد والسلام مع النظر إلى وجه ذي الجلال والإكرام ومرافقة النبي عليه الصلاة والسلام ".
فينبغي للمسلم أن لا يفرط في مواسم الطاعات وأن يكون من السابقين إليها ومن المتنافسين فيها .. : {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين:26]، فاحرص .. أختي الكريمة، على استقبال رمضان بالتنافس فيه من خلال الأعمال والأمور التالية:
- بعقد العزم الصادق بالتوبة والإنابة إلى الله تعالى والهمة العالية على تعمير رمضان بالأعمال الصالحة فمن صَدَق الله صدقه وأعانة على الطاعة ويسر له سبل الخير .. : {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه:82].
- باستحضار أنّ رمضان ما هو إلّا أيّام معدودات سرعان ما ينقضي ولعله يكون آخر رمضان تدركه، فاستزد فيه من الخير .. قال عليه الصلاة والسلام: «واجعل الحياة زيادة لي في كل خير» [رواه مسلم].
- باغتنام هذه الفرصة لتزكية نفسك وتطهيرها وتعويدها على الطاعة وتذكر قوله تعالى: {اِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِاَنْفُسِهِمْ} [الرعد:11].
- باستشعار رقابة الله جل وعلا والتفكير في معاني أسمائه الحسنى (البصير - الشهيد - المحيط - الرقيب - السميع). في صيامك وقيامك وحفظ لسانك وسمعك وبصرك وجميع جوارحك لما يحب الله ويرضى،: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ اِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق:18].
- بإكثارك من ذكر الله تعالى .. قال صلى الله عليه وسلم: «لا يزال لسانك رطباً بذكر الله» [رواه أحمد]. وتلاوة كتابه الكريم بتدبر وخشوع وأنه سيكون لك شفيعاً يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم: «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه» [رواه مسلم]. قال ابن عباس: " لأن أقرأ سورة وأرتلها وأتدبرها أحب إلي من أن أقرأ القرآن كله ". وكان الإمام مالك إذا دخل رمضان نفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف.
- بتحري الدعاء في الأوقات الفاضلة، وبين الأذان والإقامة .. قال صلى الله عليه وسلم: «لا يرد الدعاء بين الإذان والإقامة» [رواه الترمذي].
والثلث الأخير من الليل .. قال عليه الصلاة والسلام: «ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له» [رواه البخاري ومسلم].
-بنفقتك على أهلك صدقات تدخر لك .. قال عليه الصلاة والسلام: «الثلث والثلث كثير إن صدقتك من مالك صدقة وإن نفقتك على عيالك صدقة وإن ما تأكل امرأتك من مالك صدقة وإنك أن تدع أهلك بخير خير من أن تدعهم يتكففون الناس» [رواه مسلم].
- باجتهادك في العشر الأواخر من رمضان ففيها الخير العظيم (ليلة القدر) بقيامها إيماناً واحتساباً كلها فتحفظ بذلك وقتك وأيام عمرك وتنطلق نحو التغيير والإصلاح والمسابقة والمسارعة لكل ما يحبه الله ويرضاه .. قال صلى الله عليه وسلم: «اغتنم خمساً قبل خمس: حياتك قبل مماتك وشبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك» [رواه الحاكم].
- كن معهم: {وَسَارِعُوا اِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السموات وَالْاَرْضُ اُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133].
و صل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[عمر عبد الفتاح خضر]ــــــــ[17 Sep 2008, 01:25 ص]ـ
كلام جميل نفعك الله به وجعلك ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه والله الموفق والمستعان
ـ[ابراهيم عبد القادر]ــــــــ[17 Sep 2008, 01:50 ص]ـ
كلام جميل نفعك الله به وجعلك ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه والله الموفق والمستعان
لا أملك سوى أن أقول آمين يا رب
اللهم انفعنا جميعا بما علمنا(/)
حكم النوم طوال نهار رمضان؟؟؟؟؟
ـ[ابراهيم عبد القادر]ــــــــ[13 Sep 2008, 12:40 ص]ـ
..
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اللهم صل وسلم وبارك عليك يا حبيبى يا رسول الله
السؤال
ما حكم من نام نهار رمضان كله مع عدم الاستيقاظ إلا عند الإفطار؟
الجواب
من نام نهار رمضان كله؛ فصيامه صحيح إذا كان نوى الصيام قبل طلوع الفجر، ولكن يحرم
عليه ترك أداء الصلوات في مواقيتها وترك صلاة الجماعة إن كان ممَّن تجب عليه صلاة
الجماعة، فيكون قد ترك واجبين يأثم عليهما أشدّ الإثم؛ إلا إذا كان ذلك ليس من عادته، وإنما
وبعدحصل منه نادرًا، مع نيته القيام للصلاة.
وبالمناسبة؛ فإنه من المؤسف جدًّا أن كثيرًا من الناس اعتادوا السهر في رمضان، فإذا أقبل الفجر؛
تسحروا وناموا جميع النهار أو معظمه، وتركوا الصلوات، مع أن الصلوات آكد من الصيام
وألزم، بل لا يصح الصيام ممن لا يصلي، والأمر خطير جدًّا، والسهر الذي يسبب النوم عن أداء
الصلاة سهر محرم، وإذا كان سهرًا على لهو ولعب أو فعل محرمات؛ فإن الأمر أخطر،
والمعاصي يعظم إثمها ويشتدُّ خطرها في رمضان وفي الأزمنة والأمكنة الفاضلة أشدّ من
غيرها.
المفتي: صالح بن فوزان الفوزان(/)
سؤال؟ وجواب.
ـ[ابراهيم عبد القادر]ــــــــ[13 Sep 2008, 01:38 ص]ـ
السؤال
أريد كلمة موجزة عن شهر رمضان وأحكامه يمكن قراءتها على عامة الناس؛ لعل الله ينفع بها، أو تصويرها وتوزيعها عليهم.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
لقد ثبت عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم– أنه كان يبشر أصحابه بمجيء شهر رمضان، ويخبرهم عليه الصلاة والسلام أنه شهر تفتح فيه أبواب الرحمة وأبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب جهنم، وتغل فيه الشياطين. ويقول -صلى الله عليه وسلم-: "إذا كانت أول ليلة من رمضان فتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وغلقت أبواب جهنم فلم يفتح منها باب، وصفدت الشياطين، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة".
ويقول عليه الصلاة والسلام: "جاءكم شهر رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه، فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء، ينظر الله إلى تنافسكم فيه فيباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيراً، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله". ويقول عليه الصلاة والسلام: "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه". ويقول عليه الصلاة والسلام: يقول الله –عز وجل-: "كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي. للصائم فرحتان فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك" والأحاديث في فضل صيام رمضان وقيامه، وفضل جنس الصوم كثيرة.
فينبغي للمؤمن أن ينتهز هذه الفرصة، وهي ما مَنَّ الله به عليه من إدراك شهر رمضان فيسارع إلى الطاعات، ويحذر السيئات، ويجتهد في أداء ما افترض الله عليه، ولا سيما الصلوات الخمس، فإنها عمود الإسلام وهي أعظم الفرائض بعد الشهادتين، فالواجب على كل مسلم ومسلمة المحافظة عليها، وأداؤها في أوقاتها بخشوع وطمأنينة.
ومن أهم واجباتها في حق الرجال؛ أداؤها في الجماعة في بيوت الله التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، كما قال عز وجل: "وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين". وقال تعالى: "حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين" وقال عز وجل: "قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون" إلى أن قال عز وجل: "والذين هم على صلواتهم يحافظون أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون". وقال النبي –صلى الله عليه وسلم-: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر".
وأهم الفرائض بعد الصلاة أداء الزكاة كما قال عز وجل: "وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة"، وقال تعالى: "وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون"، وقد دَلَّ كتاب الله العظيم، وسنة رسوله الكريم على أن من لم يؤد زكاة ماله يعذب به يوم القيامة.
وأهم الأمور بعد الصلاة والزكاة صيام رمضان، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة المذكورة في قول النبي –صلى الله عليه وسلم-: "بُنِي الإسلام على خمس؛ شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت"، ويجب على المسلم أن يصون صيامه وقيامه عما حرم الله عليه من الأقوال والأعمال؛ لأن المقصود بالصيام هو طاعة الله سبحانه، وتعظيم حرماته، وجهاد النفس على مخالفة هواها في طاعة مولاها، وتعويدها الصبر عما حرم الله، وليس المقصود مجرد ترك الطعام والشرب وسائر المفطرات، ولهذا صح عن النبي –صلى الله عليه وسلم– أنه قال: "الصيام جُنَّة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابَّه أحد أو قاتله فليقل إني صائم"، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من لم يَدَع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".
فعلم بهذه النصوص وغيرها أن الواجب على الصائم الحذر من كل ما حَرَّم الله عليه، والمحافظة على كل ما أوجب الله عليه، وبذلك يرجى له المغفرة والعتق من النار وقبول الصيام والقيام.
وهناك أمور قد تخفى على بعض الناس، منها:
(يُتْبَعُ)
(/)
أن الواجب على المسلم أن يصوم إيماناً واحتساباً، لا رياء ولا سمعة ولا تقليداً للناس أو متابعة لأهله أو أهل بلده، بل الواجب عليه أن يكون الحامل له على الصوم هو إيمانه بأن الله قد فرض عليه ذلك، واحتسابه الأجر عند ربه في ذلك، وهكذا قيام رمضان يجب أن يفعله المسلم إيماناً واحتساباً لا لسبب آخر، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".
ومن الأمور التي قد يخفى حكمها على بعض الناس: ما قد يعرض للصائم من جراح أو رعاف أو قيء أو ذهاب الماء أو البنزين إلى حلقه بغير اختياره، فكل هذه الأمور لا تفسد الصوم، لكن من تعمد القيء فسد صومه، لقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: "من ذَرَعه القيء فلا قضاء عليه، ومن استقاء فعليه القضاء ".
ومن ذلك: ما قد يعرض للصائم من تأخير غسل الجنابة إلى طلوع الفجر، وما يعرض لبعض النساء من تأخر غسل الحيض أو النفاس إلى طلوع الفجر، إذا رأت الطهر قبل الفجر، فإنه يلزمها الصوم، ولا مانع من تأخير الغسل إلى ما بعد طلوع الفجر، ولكن ليس لها تأخيره إلى طلوع الشمس، بل يجب عليها أن تغتسل وتصلي الفجر قبل طلوع الشمس، وهكذا الجنب ليس له تأخير الغسل إلى ما بعد طلوع الشمس؛ بل يجب عليه أن يغتسل ويصلي الفجر قبل طلوع الشمس، ويجب على الرجل المبادرة بذلك حتى يدرك صلاة الفجر مع الجماعة.
ومن الأمور التي لا تفسد الصوم: تحليل الدم، وضرب الإبر، غير التي يقصد بها التغذية، لكن تأخير ذلك إلى الليل أولى وأحوط إذا تيسر ذلك؛ لقول النبي –صلى الله عليه وسلم- "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك" وقوله عليه الصلاة والسلام: "من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه".
ومن الأمور التي يخفى حكمها على بعض الناس: عدم الاطمئنان في الصلاة، سواء كانت فريضة أو نافلة، وقد دلت الأحاديث الصحيحة عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم– على أن الاطمئنان ركن من أركان الصلاة لا تصح الصلاة بدونه، وهو الركود في الصلاة والخشوع فيها وعدم العجلة حتى يرجع كل فقار إلى مكانه. وكثير من الناس يصلي في رمضان صلاة التراويح صلاة لا يعقلها ولا يطمئن فيها بل ينقرها نقراً، وهذه الصلاة على هذا الوجه باطلة، وصاحبها آثم غير مأجور.
ومن الأمور التي قد يخفى حكمها على بعض الناس: ظَنُّ بعضهم أن التراويح لا يجوز نقصها عن عشرين ركعة، وظن بعضهم أنه لا يجوز أن يزاد فيها على إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة، وهذا كله ظن في غير محله، بل هو خطأ مخالف للأدلة.
وقد دلت الأحاديث الصحيحة عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم– على أن صلاة الليل موسع فيها، فليس فيها حد محدود لا تجوز مخالفته، بل ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة، وربما صلى ثلاث عشرة ركعة، وربما صلى أقل من ذلك في رمضان وفي غيره. ولما سئل صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل قال: "مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى" متفق على صحته.
ولم يحدد ركعات معينة لا في رمضان ولا في غيره، ولهذا صلى الصحابة –رضي الله عنهم– في عهد عمر –رضي الله عنه– في بعض الأحيان ثلاثاً وعشرين ركعة، وفي بعضها إحدى عشرة ركعة، كل ذلك ثبت عن عمر –رضي الله عنه– وعن الصحابة في عهده. وكان بعض السلف يصلي في رمضان ستاً وثلاثين ركعة ويوتر بثلاث، وبعضهم يصلي إحدى وأربعين، ذكر ذلك عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله– وغيره من أهل العلم، كما ذكر رحمة الله عليه أن الأمر في ذلك واسع، وذكر أيضاً أن الأفضل لمن أطال القراءة والركوع والسجود أن يقلل العدد، ومن خفف القراءة والركوع والسجود زاد في العدد، هذا معنى كلامه رحمه الله.
ومن تأمل سنته صلى الله عليه وسلم علم أن الأفضل في هذا كله هو صلاة إحدى عشرة ركعة، أو ثلاث عشرة ركعة في رمضان وغيره؛ لكون ذلك هو الموافق لفعل النبي –صلى الله عليه وسلم– في غالب أحواله، ولأنه أرفق بالمصلين، وأقرب إلى الخشوع والطمأنينة، ومن زاد فلا حرج ولا كراهية كما سبق. والأفضل لمن صلى مع الإمام في قيام رمضان ألاّ ينصرف إلا مع الإمام؛ لقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: "إن الرجل إذا قام مع الإمام حتى ينصرف كتب الله له قيام ليلة".
ويشرع لجميع المسلمين الاجتهاد في أنواع العبادة في هذا الشهر الكريم من صلاة النافلة، وقراءة القرآن بالتدبر والتعقل والإكثار من التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والاستغفار والدعوات الشرعية، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله –عز وجل – ومواساة الفقراء والمساكين، والاجتهاد في بر الوالدين، وصلة الرحم، وإكرام الجار، وعيادة المريض، وغير ذلك من أنواع الخير؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق: "ينظر الله إلى تنافسكم فيه فيباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيراً، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله".
ولمِا روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: "من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه" ولقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: "عمرة في رمضان تعدل حجة. أو قال حجة معي".
والأحاديث والآثار الدالة على شرعية المسابقة والمنافسة في أنواع الخير في هذا الشهر الكريم كثيرة.
والله المسؤول أن يوفقنا وسائر المسلمين لكل ما فيه رضاه، وأن يتقبل صيامنا وقيامنا، ويصلح أحوالنا ويعيذنا جميعاً من مضلات الفتن، كما نسأله سبحانه أن يصلح قادة المسلمين، ويجمع كلمتهم على الحق إنه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[15 Sep 2008, 07:01 ص]ـ
كلام طيب جزى الله صاحبه خيرا ورفع قدره.
ـ[ابراهيم عبد القادر]ــــــــ[16 Sep 2008, 01:58 ص]ـ
كلام طيب جزى الله صاحبه خيرا ورفع قدره.
يارب يارب
جزاك الله عني وعن الاسلام خير الجزاء(/)
فائدة نفيسة في قوله تعالى (إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ)
ـ[الدر المصون]ــــــــ[13 Sep 2008, 03:06 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا المصطفى الأمين صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا
قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى في صيد الخاطر:
((من تأمل عواقب المعاصي رأها قبيحة ولقد تفكرت في أقوام أعرفهم يقرون بالزنا وغيره فارى من تعثرهم في الدنيا مع جلادتهم مالا يقف عند حد _ وكأنهم قد ألبسوا ظلمة .. فالقلوب تنفر عنهم فإن اتسع لهم شئ فأكثره من مال الغير , وإن ضاق بهم أمر أخذوا يتسخطون على القدر , هذا وقد شغلوا بهذه الأوساخ عن ذكر الآخرة! ثم عكست فتفكرت في أقوام صابروا الهوى وتركوا مالا يحل فمنهم من قد أيعنت له ثمرات الدنيا من قوت مستلذ ومهاد مستطاب وعيش لذيذ وجاه عريض فإن ضاق بهم أمر وسعه الصبر وطيبة الرضى _ ففهمت بالحال معنى قوله تعالى
((إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)) يوسف 90
انتهى كلامه رحمه الله تعالى
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[13 Sep 2008, 08:11 ص]ـ
احسنت
قد يكون تقيا لكن حين يُبتلى تخور قواه ويُفتن فلابد للصبر مع التقوى
رزقنا الله الصبر والتقوى وجعلنا من المحسنين
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[13 Sep 2008, 12:41 م]ـ
جزاكم لله خيرا(/)
قمة في الإنصاف
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[13 Sep 2008, 11:11 ص]ـ
سأل أحمد بن حنبل رحمه الله بعض المحدثين:من أين قدمتم؟ فقالوا من عند أبي كريب ,فقال: عليكم به, فقالوا:إنه يطعن فيك! فقال: ماحيلتي؟ رجل صالح بلي بي!(/)
السيوطى
ـ[مصطفى فرج بن حميد]ــــــــ[13 Sep 2008, 02:13 م]ـ
سؤالى هو:ما معتمد السيوطى فى الترجيح بين الآراء فى كتابه الإتقان.؟ ............... وماهى مظاهر أو صور النقدعند السيوطى فى كتابه هذا؟ بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا عن الأسلام والمسلمين(/)
من تراويح الصيام
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Sep 2008, 07:07 م]ـ
تأثرت بقول الله تعالى:" وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)
ومعنى هذه الأية التي جاءت في سياق آيات الصيام:" وإذا سألك -أيها النبي- عبادي عني فإني قريب منهم, أُجيب دعوة الداعي إذا دعاني, فليطيعوني فيما أمرتهم به ونهيتهم عنه, وليؤمنوا بي, لعلهم يهتدون إلى مصالح دينهم ودنياهم. وفي هذه الآية إخبار منه سبحانه عن قربه من عباده, القرب اللائق بجلاله. {الميسر}
وإذا تدبرنا أي القرآن الخاصة بالسؤال والجواب كقوله تعالى:" يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ... (189)
وقوله تعالى:" يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ .... (215)
وقوله تعالى:" يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ .... (217)
وقوله تعالى:" يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219}
وقوله تعالى {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ .... (4)
وقوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (187)
وقوله تعالى {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (1)
وقله تعالى {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44) إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46) وهذا السؤال يحمل على الآية السابقة التي ذكرتها سابقا وتحدثت في شأن الساعة والسؤال عنها وفيها "قل".
إذا تدبرنا هذه الآيات الخاصة بالسؤال والجواب وجدنا أنها تحمل بين سطورها كلمة" قل " إلا آية البقرة التي أتت في سياق آيات الصيام فإنها خلت من كلمة " قل " وذلك لفوائد منها رفع الوسائط بين العبد وربه، فإذا سأل العبد ربه سأله مباشرة دون الرجوع لأحد من البشر إذ الكل عبد لله تعالى، قال تعالى: إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) مريم والآية مبشرة للصائم إذ له دعوة لا ترد ـ إن شاء الله ـ. والموفق من وفقه الله.
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[15 Sep 2008, 01:41 ص]ـ
بارك الله فيكم وزادكم علما وفضلا(/)
سؤال عن تشكل الجن؟
ـ[ابو دعاء]ــــــــ[13 Sep 2008, 07:29 م]ـ
باسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
قرأت في أحد المنتديات أن الجن باستطاعته أن يتشكل في صور متعددة حيوانية وحتى بشرية وأنه تشكل حتى في صورة ابن تيمية رحمه الله وغيره ...
فهل هناك من دليل على ذلك؟ هل الجن يتشكل فعلا؟ أم هي قصص تروى دون دليل؟
والله المستعان
ـ[جند الله]ــــــــ[13 Sep 2008, 10:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تشكل الجن في صور بشرية أو حيوانية أمر ثابت شرعا وليس بخرافة أو خزعبلات مما اعتاد الناس أن يسردوها عن عالم الجن، والتشكل ثابت بنصوص من الكتاب والسنة الشريفة
يعتمد السحر حسب قوانينه المتعارف عليها على قدرات الجن، لكن السحر ليس هو السبيل الوحيد لتنفيذ مخططات الشيطان، فالسحرة وهم أولياء الشيطان، ينفذون في عالم البشر ما يعجز السحر عن تحقيقه بشكل مباشر. فحينما يكون هدف الشيطان ضرب الاقتصاد الشرعي، في مقابل التمكين للاقتصاد الربوي، فهو يحقق هدفه من خلال السحرة بصفتهم أعوانه من الإنس، وبهذا يختصرون على الشيطان الكثير من الجهد المفترض أن يبذله لتحقيق أهدافه، وهذا العمل الدقيق والمنظم، قد اجتمعت له صفوة السحرة فيما يسمى بالمحافل الماسونية، يتلقون الدعم والتخطيط من الشيطان، وينفذون لحسابه المخططات المطلوب تحقيقها.
لذلك يجب أن لا ننسى دائما المعنى المرادف لكلمة (الماسونيين) وهي (السحرة)، ولا يجب أن نفصل دورهم في تدمير المجتمعات عن أمر الشيطان، وأن هذه الأوامر الشيطانية يتم تلقينها وتلقيها وفق قوانين السحر المعتبرة. فالالتقاء بالشيطان والاجتماع به، لا يتحقق إلا وفق طقوس تعبدية، تتمثل في خضوع وإسلام قياد عبدة الشيطان لمعبودهم من دون الله تعالى، وبذلك تتحقق الضمانات المطلوبة من الولاء والموالاة للشيطان الرجيم. فلا يجب أن نقصر التلقي عن الشيطان في إطار محدود من الوسوسة، فهناك لقاءات يوحي فيها الشيطان مشافهة ورأي العين بدون الحاجة إلى التخفي، ومثل تلك اللقاءات بين الشيطان وأعوانه من البشر تكررت كثيرا فيما سبق، وهذا ذكر صراحة في قوله تعالى: (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [الأنفال: 48]، حيث تجسد الشيطان للكفار في غزوة بدر يعدهم ويمنيهم بجواره.
وقد أورد بن كثير في تفسيره عدة روايات عن ما حدث في غزوة بدر فقال: (قال ابن جريج قال ابن عباس في هذه الآية: لما كان يوم بدر سار إبليس برايته وجنوده مع المشركين وألقى في قلوب المشركين أن أحدا لن يغلبكم وإني جار لكم، فلما التقوا ونظر الشيطان إلى إمداد الملائكة نكص على عقبيه قال: رجع مدبرا. وقال: إني أرى مالا ترون الآية.
وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: جاء إبليس يوم بدر في جند من الشياطين معه رأيته في صورة رجل من مدلج فقال الشيطان للمشركين: لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم. فلما اصطف الناس أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبضة من التراب فرمى بها في وجوه المشركين فولوا مدبرين. وأقبل جبريل عليه السلام إلى إبليس فلما رآه وكانت يده في يد رجل من المشركين انتزع يده ثم ولى مدبرا وشيعته. فقال الرجل: يا سراقة أتزعم أنك لنا جار؟! فقال: إني أرى مالا ترون، إني أخاف الله، والله شديد العقاب. وذلك حين رأى الملائكة.
وقال محمد بن إسحاق حدثني الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أن إبليس خرج مع قريش في صورة سراقة بن مالك بن جعشم، فلما حضر القتال ورأى الملائكة نكص على عقبيه وقال: إني بريء منكم. فتشبث به الحارث بن هشام، فنخر في وجهه فخر صعقا. فقيل له: ويلك يا سراقة على هذا الحال تخذلنا وتبرأ منا! فقال: إني بريء منكم، إني أرى مالا ترون، إني أخاف الله، والله شديد العقاب). (1)
(يُتْبَعُ)
(/)
ربما هذه المرة في غزوة بدر فر الشيطان من أرض المعركة، فتخاذل عن نصرة أوليائه من الكفار، لأنه رأى الملائكة حسب ما سبق ذكره من روايات مختلفة، لكن وجود الملائكة ودورهم في حسم الحروب، ليس مؤكدا في كل معركة حتى نضمن فرار الشيطان، ونتجنب دوره في إلحاق الهزائم بالمسلمين. بدليل أن الشيطان تمكن من اختراق صفوف الصحابة رضوان الله عليهم في موقعة أحد، وكان تدخل الشيطان السبب في هزيمتهم بعد انتصارهم في الشطر الأول من المعركة، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ وَلَقَدْ عَفَا اللّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ) [آل عمران: 155].
ففي البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: هزم المشركون يوم أحد هزيمة تعرف فيهم فصرخ إبليس أي عباد الله أخراكم فرجعت أولاهم فاجتلدت هي وأخراهم فنظر حذيفة بن اليمان فإذا هو بأبيه فقال: أبي أبي قالت: فوالله ما انحجزوا حتى قتلوه فقال: حذيفة غفر الله لكم قال: عروة فوالله ما زالت في حذيفة منها بقية خير حتى لقي الله.
أورد ابن حجر العسقلاني في (المطالب العلية) بسند صحيح عن الزبيربن العوام قوله: والله إني لأنظر يومئذ إلى (خدم) النساء مشمرات يسعين حين انهزم القوم، وما أرى دون أخذهن شيئا، وإنا لنحسبهم قتلى ما يرجع إلينا منهم أحد، ولقد أصيب أصحاب اللواء، وصبروا عنده حتى صار إلى عبد لهم حبشي يقال له: صواب، ثم قتل صواب فطرح اللواء، فما يقربه أحد من خلق الله – تعالى – حتى وثبت إليه عمرة بنت علقمة الحارثية فرفعته لهم، وثاب إليه الناس، قال الزبير رضي الله عنه: فوالله إنا لكذلك قد علوناهم وظهرنا عليهم، إذ خالفت الرماة عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبلوا إلى العسكر حين رأوه مختلا قد أجهضناهم عنه، فرغبوا في الغنائم وتركوا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعلوا يأخذون الأمتعة، فأتتنا الخيل من خلفنا فحطمتنا وكرالناس منهزمين، فصرخ صارخ – يرون أنه الشيطان -: ألا إن محمدا قد قتل، (فانحطم) الناس وركب بعضهم بعضا، فصاروا أثلاثا: ثلثا جريحا، وثلثا مقتولا، وثلثا منهزما، قد بلغت الحرب، وقد كانت الرماة اختلفوا فيما بينهم، فقالت طائفة – (رأوا) الناس وقعوا في الغنائم، وقد هزم الله – تعالى – المشركين، وأخذ المسلمون الغنائم -: فماذا تنتظرون؟ وقالت طائفة: قد تقدم إليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ونهاكم أن تفارقوا مكانكم إن كانت عليه أو له، فتنازعوا في ذلك، ثم إن الطائفة الأولى من الرماة أبت إلا أن تلحق بالعسكر، فتفرق القوم وتركوا مكانهم، فعند ذلك حملت خيل المشركين.
أورد ابن حجرالعسقلاني في (المطالب العلية) عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري – قال: إن الشيطان صاح يوم أحد: إن محمدا قد قتل. قال كعب بن مالك رضي الله عنه: وأنا أول من عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، رأيت عينيه من المغفر، فناديت بأعلى صوتي: هذا رسول الله عليه وسلم، فأشار إلي أن اسكت، فأنزل الله – عز وجل – (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ). رجاله ثقات، ولكنه مرسل أو معضل.
وفي صحيح الجامع عن أبي هريرة رصي الله علنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا، قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم، فيهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا، ويقتل ثلث هم أفضل الشهداء عند الله، ويفتح الثلث، لا يفتنون أبدا، فيفتحون القسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون، إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم، فيخرجون وذلك باطل، فإذا جاؤوا الشام خرج، فبينما هم يعدون للقتال، يسوون الصفوف، إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى ابن مريم، فأمهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لانذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده، فيريهم دمه في حربته). ويؤخذ من هذا أن تدخل الشيطان في الحروب لم يكن
(يُتْبَعُ)
(/)
استثناءا في موقعة بدر أو أحد، بل تدخل الشيطان سار في الحروب حتى قيام الساعة.
لذلك لا يملك أحد من المجاهدين الجزم بأي من الأمرين، إما حضور الملائكة، أو فرار الشيطان، إنما يلزمهم إدراك دور الشيطان في إدارة الحروب والمعارك، وكذلك دور السحرة، وحبك الخطط والمكائد المضادة لهذا الدور الشيطاني. كأن يكون توقيت الضربات العسكرية سرا مكتوما بيد فرد واحد فقط لا غير، لا يصرح به إلا في آخر لحظة. وكذلك التمويه والتضليل، كأن يدرب الجنود على تنفيذ معركة في بلاد المشرق، وحين التنفيذ يكتشفون أنها في بلاد المغرب مثلا. وكأن يسير الجنود في اتجاه معاكس لوجهتهم الحقيقية، كما فعل رسول الله صل الله عليه وسلم حين الهجرة فاتجه جنوبا بدلا من أن يتجه شمالا. وهذا كلام لا يختلف عليه اثنين من علماء الإستراتيجية العسكرية، وخبراء إدارة المعارك، هذا مع إضافة ما قد يغفلونه وهو دور الشيطان بخصائص قدراته كجني، إلى جانب دور السحر في التجسس والتصنت وإصابة المجاهدين بالمس والصرع، والحرص على مضادات كل ذلك من أذكار وتحصينات، وخصوصا تحصين مظاريف الأوامر والتعلميات فائقة السرية، وتجنب اللاتصالات السلكية واللاسلكية فكلها مكشوفة للجن.
هذا بخلاف دور السحر في ظهور الشيطان وسط المعارك، فالشيطان لا يتجسد عيانا للبشر إلا بالسحر، عن أبى شيبة (أن الغيلان ذكروا عند عمر بن الخطاب فقال: إن أحدًا لا يستطيع أن يتحول عن صورته التي خلقه الله عليها، ولكن لهم سحرة كسحرتكم، فإذا رأيتم ذلك فأذنوا). قال الحافظ: إسناده صحيح. وهذا ما سوف نتعرف على حقيقته عندما نستعرض ما يجري في جلسات تحضير الأرواح، حيث سنرى بالصور تجسد القرين أمام المحضر، وكيف يتبادلان أطراف الحوارات المطولة، بل سنكتشف ما هو أكثر دهشة وهي استعراض الشياطين لقدراتهم وكشف طرفا من المعلومات عن أنفسهم وعالمهم الخاص.
لذلك نقول أن المخططات التي تدور حولنا هي من نسج الشيطان، ومن تنفيذ السحرة فيما يمثلهم من محافل ماسونية يخضع لها ولقوانيها السحرة من الحكام، وهذا مثبت بالسماء من قوائم درجات الماسونية، فالدرجة 33 من الماسونية تحوي أسماء كبار حكام العالم وأوسعهم شهرة، (2) مثل (صدام حسين)، والملك (عبد الله)، و (ياسر عرفات)، وخصوصا (آل بوش)، فلهم أعظم إنجازات تخريبية أسهمت في تدمير العالم على مدار الحروب العالمية الماضية وانتهاءا بالحرب على الإرهاب زعموا. وأعظمهم دمارا وتخريبا هم حكام المسلمين، لأنهم يمثلون اليد الطولى للشيطان لضرب المسلمين، وبدون أن يخسر الأعداء قطرة دم واحدة في سبيل تحقيق أهدافهم الدنيئة. وهذا ما سوف نكشف عنه النقاب حين نتكلم عن ضرب وتدمير الاقتصاد الشرعي لأمة المسلمين.
http://gondallah.blogspot.com/2008_07_07_archive.html#2606664384749228267
ـ[جند الله]ــــــــ[13 Sep 2008, 11:31 م]ـ
اختراق الجن حجاب الرؤية
وأرى أن الاعتقاد الباطل في أرواح الموتى هو السبب في كثرة نشاط السحرة في المقابر، حيث يتم فيها دفن أوامر التكليف، لأنها من الأماكن المهجورة التي تعج بالشياطين، وخصوصا قرائن المتوفين، حيث تجتمع القرائن قربا من مقرونيها المقبورين بعد موتهم، إلى أن يأذن الله بموت هذه القرائن، ومن خلال المقابر يستحضر أصحاب تحضير الأرواح قرين فلان ومخاطبته، ويتم بطرق خاصة سوف نشرحها في حينها بإذن الله تعالى، وبالصور سوف نرى بأعيننا صورة لما يحضر في أثناء الجلسات.
فمن الممكن للجني بقدراته الفائقة على قدرات الإنس أن يخترق الحجاب بين عالم الإنس والجن ليظهر في عالم الإنس، فيراه جميع البشر، غالبا ما يكون في صورة مألوفة للبشر، بحيث لا يستطيعون تمييزه إذا كان جنا أم إنسا، ومن الممكن أن يظهر لشخص ما فيراه وحده، بينما لا يراه من حوله، وحدوث مثل هذا الاختراق يتم بواسطة السحر، حيث يقوم به أحد سحرة الجن، وعن أبي شيبة (أن الغيلان ذكروا عند عمر بن الخطاب فقال: (إن أحدًا لا يستطيع أن يتحول عن صورته التي خلقه الله عليها، لكن لهم سحرة كسحرتكم، فإذا رأيتم ذلك فأذنوا). قال الحافظ: إسناده صحيح. ()
(يُتْبَعُ)
(/)
والأصل أن الله حجب الجن عن أعين الإنس فلا يرى الإنسي الجني، فامتناع الإنس من رؤية الجن لقوله تعالى: (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ) [الأعراف: 27]، أي أن الإنسي لا يملك القدرة على رؤية الجني، ويستثنى من هذا الحكم الأنبياء والمرسلين، فقد وروى البيهقي في " مناقب الشافعي " بإسناده عن الربيع سمعت الشافعي يقول: (من زعم أنه يرى الجن أبطلنا شهادته، إلا أن يكون نبيا). انتهى
وقد اختلف أهل العلم في تفسير هذا القول اختلافا كثيرا، خاصة أن هناك شواهد من الكتاب والسنة تثبت أن هناك من رأوا الجن، والواقع يشهد بأن من المصابون بالمس والسحر من يرون الجن، والسحرة يرون الجن أيضا، ومنه ما يطلق عليه الأطباء تجاوزا مصطلح (هلاوس سمعية وبصرية)، وهذا قد يبدو لأول وهلة تعارضا بين النص السابق، وبين شواهد تجزم برؤيتهم حسب ما لدينا من نصوص وفيرة، والحقيقة أننا لدينا سوء فهم للنصوص، واللبس الذي حصل في المسألة أن هناك فارق بين إمكان رؤية الإنسي للجني، وبين إمكان الجني الانتقال من عالم الجن إلى عالم الإنس، أي قدرة الجني على الظهور في عالم الإنس، وهذا يعني أن للجن قدرة أو حيلة ما تمكن الإنسي أن يراه، وهذا ما سأوضحه في مستعرض شرحي بإذن الله تعالى، والرد على هذا له صلة وثيقة بعلم وظائف الأعضاء، والذي يدرسه الأطباء.
فقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن رؤية الأنبياء للجن تكون رؤية للجن على صورتهم التي خلقوا عليها، بينما رؤية غيرهم تكون بعد تصور الجن في صور بعض البشر أو الحيوانات، ولكن حسب علمي الخاص وما ورد أمامي من أدلة كثيرة لا مجال لحصرها خشية الإطالة، أن للجن صورا وأشكالا كثيرة، ولكن ما ثبت لي أن الأصل فيهم حسن الخلقة كالبشر تماما، هذا إلى جانب أن منهم أصناف حيات وكلاب وطيور فعن أبي ثعلبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الجن على ثلاثة أصناف، فصنف لهم أجنحة يطيرون بها في الهواء، وصنف حيات وكلاب، وصنف يحلون ويظعنون)، () وأرى والله أعلم أن هذا النص على سبيل المجاز لا الحصر، فقد علمنا بالتواتر أن هناك أصناف خلاف ما ورد في النص كالقطط مثلا، وإنما تغلب الصور القبيحة على الشياطين من الجن، إبرارا بقسم إبليس عليه لعائن الله، قال تعالى: (وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّه) (النساء: 119).
وإن كان الأصل امتناع رؤية الجن إلا أن هذه القاعدة لها استثنائات يطول بنا إيراد نصوصها، حيث ثابت إمكان تصور الجن وتشكله في صور مختلفة بحيث يتبدوا لنا، فلا نعلم كونهم من الجن، كما ظهر الشيطان للنبي صلى الله عليه وسلم، ولأبي هريرة ولعمر رضي الله عنهما، لكفار قريش وخاطبهم وهم لا يعلمون حقيقة كونه الشيطان، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (فإذا رأيتم منهم شيئًا)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى صلاة قال: (إن الشيطان عرض لي، فشد علي ليقطع الصلاة علي، فأمكنني الله منه فذعته، ولقد هممت أن أوثقه إلى سارية حتى تصبحوا فتنظروا إليه فذكرت قول سليمان عليه السلام رب (هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي) فرده الله خاسيا). ()
فهذا الحديث شاهد على إمكان ظهور الجن عيانًا بحيث يراه جميع الحضور، وغير ممتنع على إطلاقه، لقوله صلى الله عليه وسلم (حتى تصبحوا فتنظروا إليه) يفيد إمكان رؤيته من جميع البشر، فقد يرى المريض الجن في صورة أشباح وأشخاص أشكالهم مختلفة، مابين أشخاص معروفونلديه أحياءا وأمواتا، وصور الحيوانات المختلفة، أو وجوه قبيحة مفزعة، وهذا مما قد يثير الرعب والفزع لدى المريض، حتى أن كثير منهم شاب شعرهم رغم صغر سنهم وفي فترة وجيزة من شدة هول ما يرون.
كيف يرى الإنس الجن:
(يُتْبَعُ)
(/)
وتتم رؤية الإنسي للجني بحضور قرين الرائي من الإنس على عين ومخ مقرونه، ويتم الإبصار نتيجة لاشتراك عين القرين وهو من الجن مع عين مقرونه من الإنسن، وكذلك اشتراك مركز إبصار القرين مع مركز إبصار مقرونه، وبحضور القرين على نفس جهاز الرؤية لدى مقرونه تتم رؤية الجن وهو لا يزال في عالم الجن، ولم يخترق بعد الحجاب بين العالمين، وهذا يتم وفق شروط وضوابط خاصة، حيث لابد من وجود وسيط بين القرين او الجني وبين جسد الإنسان وأجهزته حتى يمكن حدوث هذا الاشتراك بين عالمين، وهذا الجسد هو (قرين مادة الجسم الجني) له صفات الإنسي وخصائص الجني، وسوف أشرحه مستقلا بذاته، فهو من الأبواب الجديدة في العلم التي لم يتطرق إليها العلماء بعد.
http://catalog.nucleusinc.com/imagesenlarged/1876W.jpg
العين مجرد آلة مهمتها نقل الصور إلى مركز الإبصار في المخ من خلال العصب البصري
http://catalog.nucleusinc.com/imagesenlarged/4507W.jpg
لاحظ تشريح العين وموضع العصب البصري وامتداده إلى الفص الخلفي من المخ
وعلى هذا فطالما أن الإبصار يتم عن طريق مركز الإبصار في المخ، فيمكن رؤية الجني والإنسان مغمض العينين، لأن الإبصار هنا يتم من خلال مركز الإبصار في المخ مباشرة لا من خلال العين، وفي بعض الأحيان يكون الجني ماثلا أمام الرائي فيراه من خلال عينيه، بعد ان تقع صورة الدجني على مركز الإبصار في المخ.
http://catalog.nucleusinc.com/imagesenlarged/1868W.jpg
لاحظ الفص الخلفي من المخ والمسؤول عن عملية الإبصار
وترجمة الإشارات الواصلة إليه من العين إلى صور يدركها الإنسان
وعلى هذا يمكن رؤية الجن منامًا كما يمكن رؤيتهم يقظة، بشرط وجود وسيط من الجن يحضر على مركز الإبصار في مخ الرائي، وقد يكون الإنسان مصاب بالمس أو السحر والجن متسلطون على جسده ومسيطرون عليه، فيمكن لأحد الشياطين المعتدين عليه الحضور بدلا من القرين، وهذا بهدف ترويع هذا المريض، إلا أنه غالبًا ما يتم الإبصار من خلال قرين الرائي من الجن، وهو ما يقوم بتحضيره مدعي تحضير الأرواح، حيث يخضعون قرائن الحضور بالتعازيم الكفرية، فيرون قرين المتوفى بصوته وصورته أمامهم بواسطة عين قرائنهم، ويتأكد هذا لديهم إذا أخبرهم بأحداث ماضية وقعت بينهم وبين المتوفى، فيظنوا بذلك أنه روح المتوفى، لذلك قد يراه أحد الحضور بينما لا يراه الباقين، بسبب سيطرة المحضر على قرين الرائى فقط دون باقى الحضور، وهذا هو سر الكشف البصري والسمعين وهو الذي يعتبره الأطباء (هلاوس سمعية وبصرية) خروجا من مأزق اتهامهم بالجهل، وبحثهم عن أي سبب منطقي لما يجهلون به، كونهم يعدون هذه الأعراض تقع في دائرة تخصصهم.
http://catalog.nucleusinc.com/imagesenlarged/811W.jpg
لاحظ امتداد العصب البصري إلى فص المخ الخلفي
حيث مركز الإبصار الذي من خلاله يتحقق إبصار الأشياء
وتعليل ذلك أن العين هي مجرد آلة للرؤية فقط، ولكن عملية الإبصار وترجمة ما تراه العين يقع على مركز الإبصار في الفص الخلفي من المخ، لذلك فهناك فارقة بين الرؤية وبين الإبصار، لذلك قد يبصر النائم في منامه صورا كثيرة ومتعددة، أبصرها عن طريق مركز الإبصار في المخ، ولم يرها من خلال عينيه، لأن عينينه في أثناء النوم مغمضتين، فإذا اشترك مخ الجني مع مخ الإنسي أمكن للجني أن ينقل أفكاره إلى مخ الإنسي، وأمكن أن يرى الإنسي نفس ما يراه الجني، ويسمع نفس ما يسمعه الجني، لذلك أطلقت عليه مصطلح (الكشف السمعي والبصري)، وهذا هو السبب في أن المريض يرى ويسمع أشياء لا يدكها المحيطين به، فيظن أنه مختل عقليا، ويشخص الأطباء ذلك على أنه هلاوس سمعية وبصرية، وأنا أقول (لا) أيها الأطباء الأفاضل، أنتم أخطأتم في حكمكم، لأن هناك نصوص وشواهد شرعية تثبت صحة تشخيصي، وإن كانت لا تنفي صحة تشخيصكم في بعض الأحيان، لأن ما تسمونه هلاوس يكون ذلك والمريض في كامل قواه العقلية وصحته البدنية، وفي كامل وعيه وإدراكه، فمن المستحيل أن يجتمع الضدان معا، وعي وهلوسة.
ـ[ابو دعاء]ــــــــ[14 Sep 2008, 01:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الكريم جند الله شكرا لك على الاجابة التي قد نختلف حول الكثير مما ورد فها ...
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن قبل ذلك دعنى اسالك سؤالا مباشرا:هل سبق لك أن رايت جنيا سواء على خلقته أو متشكلا؟
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[14 Sep 2008, 08:01 ص]ـ
تشكل الجن على هيئة الحيوان امر تثبته نصوص كثيرة واما تشكله على صورة انسان فانه يجوز ان يقع هذا في زمان النبوة فحسب وليس هناك خبر صحيح في تشكل الجن على هيئة بشر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم على الاطلاق وما ورد في السير من قصة الشيخ النجدي وغيرها فكلها من الروايات الواهية والله اعلم
ـ[جند الله]ــــــــ[14 Sep 2008, 10:24 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الكريم جند الله شكرا لك على الاجابة التي قد نختلف حول الكثير مما ورد فها ...
لكن قبل ذلك دعنى اسالك سؤالا مباشرا:هل سبق لك أن رايت جنيا سواء على خلقته أو متشكلا؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تفضل اعرض ما تخالفني فيه الرأي لنتناقش حوله
لم أرى في حياتي جنا على أي صورة من الصور .. لكن أسمعهم واتحاور معهم على لسان المرضى ما لا حصر له من المرات .. فوسائل الاتصال بين لإنس والجن عديدة .. وليست مجرد المشاهدة بالعين المجردة فقط ..
لكن السحرة يقينا يلتقون بالشياطين يرونهم ويسمعونهم ويكلمونهم .. ومنهم من يدعون أن معهم جن مسلم يستعينون به في علاج الناس .. يرونه ويكلمونه .. والحقيقة أنه شيطان رجيم يخدعهم ويتلاعب بهم .. وهم يستمرؤون خداعه لهم لهوى في أنفسهم .. لأن الجن المسلم باعترافهم محرم عليهم أن يلبيوا طلب من استعان بهم من دون الله تعالى
وتنبه لأمر هام:
الكتاب والسنة أعطونا لمحات عن بعض خصائص الجن لنعلم بوجودهم ودورهم وتأثيرهم في حياتنا .. وعلى هذا لا يصح أن نحصرا كل المعلومات عن عالم الجن في النصوص الشرعية فقط .. بل في كل يوم نكتشف معلومات جديدة عن خصائص الجن لم ترد في الشرع الحنيف .. كمثال نطق الجن على لسان الإنس .. ليس عليه دليل مباشر صحيح صريح يثبت حدوثه .. لكن التجربة أثبتت هذا .. واقرها أهل العلم نطق الجن على لسان الإنس بغير دليل شرعي يثبت ذلك
ـ[جند الله]ــــــــ[14 Sep 2008, 02:39 م]ـ
تشكل الجن على هيئة الحيوان امر تثبته نصوص كثيرة واما تشكله على صورة انسان فانه يجوز ان يقع هذا في زمان النبوة فحسب وليس هناك خبر صحيح في تشكل الجن على هيئة بشر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم على الاطلاق وما ورد في السير من قصة الشيخ النجدي وغيرها فكلها من الروايات الواهية والله اعلم
بل هناك حديث صحيح الإسناد وأثر يجزم بأن الجن يتجسدون في صورة البشر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
( ... وإن من فتنته أن يقول للأعرابي: أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك أتشهد أني ربك؟ فيقول: نعم، فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه، فيقولان: يا بني اتبعه، فإنه ربك ... )
الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 7875 خلاصة الدرجة: صحيح
عن أبى شيبة (أن الغيلان ذكروا عند عمر بن الخطاب فقال: إن أحدًا لا يستطيع أن يتحول عن صورته التي خلقه الله عليها، ولكن لهم سحرة كسحرتكم، فإذا رأيتم ذلك فأذنوا). قال الحافظ: إسناده صحيح.
شيخ الاسلام ابن تيمة يقص خبر الجني الذي كان يتمثل في صورته فيقول: (وتارة يأتون إلى من هو خال في البرية وقد يكون ملكاً أو أميراً كبيراً ويكون كافرا، وقد انقطع عن أصحابه وعطش وخاف الموت، فيأتيه في صورة إنسي ويسقيه ويدعوه إلى الإسلام ويتوبه، فيسلم على يديه ويتوبه ويطعمه ويدله على الطريق، ويقول: من أنت؟ فيقول: أنا فلان. ويكون من مؤمني الجن.
كما جرى مثل هذا لي، كنت في مصر في قلعتها، وجرى مثل هذا إلى كثير من الترك من ناحية المشرق، وقال له ذلك الشخص: أنا ابن تيمية؛ فلم يشك ذلك الأمير أني أنا هو، وأخبر بذلك ملك ماردين، وأرسل بذلك ملك ماردين إلى ملك
(يُتْبَعُ)
(/)
مصر رسولاً وكنت في الحبس، فاستعظموا ذلك وأنا لم أخرج من الحبس، ولكن كان هذا جنياً يحبنا فيصنع بالترك التتر مثل ما كنت أصنع بهم لما جاؤوا إلى دمشق: كنت أدعوهم إلى الإسلام، فإذا نطق أحدهم بالشهادتين أطعمتهم ما تيسر، فعمل معهم مثل ما كنت أعمل، وأراد بذلك إكرامي ليظن ذاك أني أنا الذي فعلت ذلك. قال لي طائفة من الناس: فلم لا يجوز أن يكون ملكاً؟ قلت: لا، إن الملك لا يكذب، وهذا قد قال: أنا ابن تيمية وهو يعلم أنه كاذب في ذلك) الفتاوى 13/ 92
سؤال هل عدم وصول نص إلينا يثبت قدرة الجن على التشكل بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم يلزم منه عدم إمكان ذلك؟
وإن كان للجن القدرة التشكل فما هو النص المانع من وقوع ذلك بعد النبي صلى الله عليه وسلم؟
وهل إذا ثبت تشكل الجن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بشهادة الشهود ننكره؟ وما هو الدليل على وجوب الإنكار؟
ـ[ابو دعاء]ــــــــ[15 Sep 2008, 02:43 م]ـ
اختراق الجن حجاب الرؤية
وأرى أن الاعتقاد الباطل في أرواح الموتى هو السبب في كثرة نشاط السحرة في المقابر، حيث يتم فيها دفن أوامر التكليف، لأنها من الأماكن المهجورة التي تعج بالشياطين، وخصوصا قرائن المتوفين، حيث تجتمع القرائن قربا من مقرونيها المقبورين بعد موتهم، إلى أن يأذن الله بموت هذه القرائن، ومن خلال المقابر يستحضر أصحاب تحضير الأرواح قرين فلان ومخاطبته، ويتم بطرق خاصة سوف نشرحها في حينها بإذن الله تعالى، وبالصور سوف نرى بأعيننا صورة لما يحضر في أثناء الجلسات.
.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم بداية أود الاشارة على ضرورة الفصل بين السحر والجن لإن السحر لا علاقة له بالجن .. أما عن أرواح الموتي وتحضيرهم فهي صناعة غربية لا وجود لها في ثراتنا النقي ...
ثانيا إذا كان التشكل كما تقول فلنقل على الدنيا السلام
ولكي تكون دراستنا علمية/شرعية يستفيد منها القارئ والمختص دعنا نبدأ أولا بما ورد في القرآن الكريم ... ثم بعد ذلك ندرس ما ورد في الأحاديث الصحيحة ...
تقصي بسيط لما جاء في القرآن الكريم يخبرنا أن كلمة "تشكل" لا وجود لها
بالمقابل نجد كلمة "تمثل" لكنها تتعلق بالملائكة ولا علاقة لها بالجن
قصة سيدنا ابراهيم مع زواره من الملائكة وقصة مريم العذراء مع الملك الذي تمثل لها كلها تتبث أن الملائكة باستطاعتها التمثل في هيأة بشر ...
ورد في القرآن الكريم عدة أمور تتعلق بالشيطان فهو يوسوس ويزين ويزخرف ويمني ويأمر ويغوي ونزغ وينسي ويعد .... لكن لا وجود ليتشكل أو يتمثل ... فهل في نظركم يتغاضى القرآن عن أمر خطير كأمر التشكل؟
وهل من دليل واضح يثبت أن الجن يتمثل؟ (من القرآن لو تكرمتم)
لكم مني ألف شكر
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
ـ[مؤمن مختار]ــــــــ[15 Sep 2008, 02:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم بداية أود الاشارة على ضرورة الفصل بين السحر والجن لإن السحر لا علاقة له بالجن .. أما عن أرواح الموتي وتحضيرهم فهي صناعة غربية لا وجود لها في ثراتنا النقي ...
ثانيا إذا كان التشكل كما تقول فلنقل على الدنيا السلام
ولكي تكون دراستنا علمية/شرعية يستفيد منها القارئ والمختص دعنا نبدأ أولا بما ورد في القرآن الكريم ... ثم بعد ذلك ندرس ما ورد في الأحاديث الصحيحة ...
تقصي بسيط لما جاء في القرآن الكريم يخبرنا أن كلمة "تشكل" لا وجود لها
بالمقابل نجد كلمة "تمثل" لكنها تتعلق بالملائكة ولا علاقة لها بالجن
قصة سيدنا ابراهيم مع زواره من الملائكة وقصة مريم العذراء مع الملك الذي تمثل لها كلها تتبث أن الملائكة باستطاعتها التمثل في هيأة بشر ...
ورد في القرآن الكريم عدة أمور تتعلق بالشيطان فهو يوسوس ويزين ويزخرف ويمني ويأمر ويغوي ونزغ وينسي ويعد .... لكن لا وجود ليتشكل أو يتمثل ... فهل في نظركم يتغاضى القرآن عن أمر خطير كأمر التشكل؟
وهل من دليل واضح يثبت أن الجن يتمثل؟ (من القرآن لو تكرمتم)
لكم مني ألف شكر
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
كلام حكماء
سُئِل حكيم:
من أسوأ الناس حالاً؟
قال: من قويت شهوته .. وبعدت همته .. وقصرت حياته .. وضاقت بصيرته
**********
سُئِل حكيم:
بم ينتقم الإنسان من عدوه ..... ؟
فقال: بإصلاح نفسه
*****
سُئِل حكيم:
ما السخاء ...... ؟
فقال: أن تكون بمالك متبرعاً، ومن مال غيرك متورعاً.
سُئِل حكيم:
كيف أعرف صديقي المخلص ..... ؟
فقال: امنعه .. واطلبه .. فإن أعطاك .. فذاك هو
.وإن منعك .. فالله المستعان!
*****
قيل لحكيم:
ماذا تشتهي ..... ؟
فقال: عافية يوم!
فقيل له:
ألست في العافية سائر الأيام ... ؟
فقال:
العافية أن يمر يوم بلا .. ذنب.
*****
قال حكيم:
الرجال أربعة: جواد و بخيل و مسرف و مقتصد
فالجواد: من أعطى نصيب دنياه لنصيبه من آخرته.
والبخيل: هو .. الذي لا يعطي واحداً منهما نصيبه.
والمسرف: هو الذي يجمعهما لد نياه.
والمقتصد: هو الذي يعطي كل واحده منهما نصيبه
*****
قال حكيم:
أربعة حسن ولكن أربعة أحسن!
الحياء من الرجال .. حسن، ولكنه من النساء .. أحسن.
والعدل من كل انسان .. حسن، ولكنه من القضاء والامراء .. أحسن.
والتوبة من الشيخ .. حسن، ولكنها من الشباب .. أحسن.
والجود من الأغنياء .. حسن .. ولكنه من الفقراء .. أحسن.
*****
قال حكيم:
إذا سألت كريماً .... فدعه يفكر .... فإنه لا يفكر إلا في خير.
وإذا سألت لئيماً .. فعجله .. لئلا يشير عليه طبعه .. أن لا يفعل!
*****
قيل لحكيم:
الأغنياء أفضل أم العلماء ...... ؟
فقال: العلماء أفضل.
فقيل له:
فما بال العلماء يأ تون أبواب الأغنياء. ولا نرى الأغنياء يأتون أبواب العلماء .. ؟
فقال: لأن العلماء عرفوا فضل المال، والأغنياء لم يعرفوا فضل العلم!
*****
قال حكيم:
الناس في الخير أربعة:
فمنهم من يفعله .. ابتداء، ومنهم من يفعله .. إقتداء.
ومنهم من يتركه .. حرماناً، ومنهم من يتركه .. استحساناً.
فمن يفعله ابتداء ....... كريم!
ومن يفعله اقتداء ....... حكيم!
ومن يتركه استحساناً ...... غبي!
ومن يتركه حرماناً ........ شقي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مؤمن مختار]ــــــــ[15 Sep 2008, 02:52 م]ـ
سُئِل حكيم:
من أسوأ الناس حالاً؟
قال: من قويت شهوته .. وبعدت همته .. وقصرت حياته .. وضاقت بصيرته
**********
سُئِل حكيم:
بم ينتقم الإنسان من عدوه ..... ؟
فقال: بإصلاح نفسه
*****
سُئِل حكيم:
ما السخاء ...... ؟
فقال: أن تكون بمالك متبرعاً، ومن مال غيرك متورعاً.
سُئِل حكيم:
كيف أعرف صديقي المخلص ..... ؟
فقال: امنعه .. واطلبه .. فإن أعطاك .. فذاك هو
.وإن منعك .. فالله المستعان!
*****
قيل لحكيم:
ماذا تشتهي ..... ؟
فقال: عافية يوم!
فقيل له:
ألست في العافية سائر الأيام ... ؟
فقال:
العافية أن يمر يوم بلا .. ذنب.
*****
قال حكيم:
الرجال أربعة: جواد و بخيل و مسرف و مقتصد
فالجواد: من أعطى نصيب دنياه لنصيبه من آخرته.
والبخيل: هو .. الذي لا يعطي واحداً منهما نصيبه.
والمسرف: هو الذي يجمعهما لد نياه.
والمقتصد: هو الذي يعطي كل واحده منهما نصيبه
*****
قال حكيم:
أربعة حسن ولكن أربعة أحسن!
الحياء من الرجال .. حسن، ولكنه من النساء .. أحسن.
والعدل من كل انسان .. حسن، ولكنه من القضاء والامراء .. أحسن.
والتوبة من الشيخ .. حسن، ولكنها من الشباب .. أحسن.
والجود من الأغنياء .. حسن .. ولكنه من الفقراء .. أحسن.
*****
قال حكيم:
إذا سألت كريماً .... فدعه يفكر .... فإنه لا يفكر إلا في خير.
وإذا سألت لئيماً .. فعجله .. لئلا يشير عليه طبعه .. أن لا يفعل!
*****
قيل لحكيم:
الأغنياء أفضل أم العلماء ...... ؟
فقال: العلماء أفضل.
فقيل له:
فما بال العلماء يأ تون أبواب الأغنياء. ولا نرى الأغنياء يأتون أبواب العلماء .. ؟
فقال: لأن العلماء عرفوا فضل المال، والأغنياء لم يعرفوا فضل العلم!
*****
قال حكيم:
الناس في الخير أربعة:
فمنهم من يفعله .. ابتداء، ومنهم من يفعله .. إقتداء.
ومنهم من يتركه .. حرماناً، ومنهم من يتركه .. استحساناً.
فمن يفعله ابتداء ....... كريم!
ومن يفعله اقتداء ....... حكيم!
ومن يتركه استحساناً ...... غبي!
ومن يتركه حرماناً ........ شقي
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[15 Sep 2008, 05:34 م]ـ
تشكل الجن على هيئة ابوي الرجل كما ورد في حديث الدجال لا يصح الاستشهاد به على مسالتنا فالمسالة مفروضة في وقوع هذا في غير زمان الفتن الخاصة والخوارق
وما يحصل مع الدجال لا يمكن القياس عليه
واما القصص المحكية عن العلماء فما احسب انها الا من الوهم ليس الا
والقضية ابتداء لا يتم اثباتها بالقصص والحكايات وانما بالادلة الشرعية اولا واخيرا
وليس في مسالتنا شيء يدل على هذا المحكي عن كثيرين
ـ[جند الله]ــــــــ[15 Sep 2008, 07:55 م]ـ
تشكل الجن على هيئة ابوي الرجل كما ورد في حديث الدجال لا يصح الاستشهاد به على مسالتنا فالمسالة مفروضة في وقوع هذا في غير زمان الفتن الخاصة والخوارق
وما يحصل مع الدجال لا يمكن القياس عليه
واما القصص المحكية عن العلماء فما احسب انها الا من الوهم ليس الا
والقضية ابتداء لا يتم اثباتها بالقصص والحكايات وانما بالادلة الشرعية اولا واخيرا
وليس في مسالتنا شيء يدل على هذا المحكي عن كثيرين
طالما أنك متمسك بالأدلة النصية من الكتاب والسنة .. وتنكر الاحتجاج بالعقل فيما لا يتعارض مع النص الشرعي .. فأنت ملزم أن تجيب عن أسئلتي السابق .. والتي لم تجب عنها
سؤال هل عدم وصول نص إلينا يثبت قدرة الجن على التشكل بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم يلزم منه عدم إمكان ذلك؟
وإن كان للجن القدرة التشكل فما هو النص المانع من وقوع ذلك بعد النبي صلى الله عليه وسلم؟
وهل إذا ثبت تشكل الجن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بشهادة الشهود ننكره؟ وما هو الدليل على وجوب الإنكار؟
ـ[ابو دعاء]ــــــــ[16 Sep 2008, 02:39 ص]ـ
طالما أنك متمسك بالأدلة النصية من الكتاب والسنة .. وتنكر الاحتجاج بالعقل فيما لا يتعارض مع النص الشرعي .. فأنت ملزم أن تجيب عن أسئلتي السابق .. والتي لم تجب عنها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل شلبي لحد الان لم تجب عن سؤالي هل من دليل من القرآن الكريم يثبت قدرة الجن على التشكل؟
بعد الاجابة نضع الأدلة الحديثية تحت المجهر
ثم القصص المحكية في الموضوع ...
أكرر سؤالي القرآن 60 حزبا (ثلاثون جزءا) هل يوجد أية واحدة تثبت التشكل؟
ـ[ابو دعاء]ــــــــ[16 Sep 2008, 02:44 ص]ـ
تشكل الجن على هيئة ابوي الرجل كما ورد في حديث الدجال لا يصح الاستشهاد به على مسالتنا فالمسالة مفروضة في وقوع هذا في غير زمان الفتن الخاصة والخوارق
وما يحصل مع الدجال لا يمكن القياس عليه
واما القصص المحكية عن العلماء فما احسب انها الا من الوهم ليس الا
والقضية ابتداء لا يتم اثباتها بالقصص والحكايات وانما بالادلة الشرعية اولا واخيرا
وليس في مسالتنا شيء يدل على هذا المحكي عن كثيرين
أخي الكريم جمال حسان شكرا لك على التأصيل الموجز المفيد ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[16 Sep 2008, 08:01 ص]ـ
حتى لا يخرج الموضوع عما وضع له فكلامي خاص بتشكل الجن على هيئة بشر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في الايام العادية مثلا هل يمكن الان ان يتشكل جني بصورة فلان من الناس او لا يمكن
الذي ادين الله به ان هذا الامر لا بد من نصوص شرعية قاطعة باثباته ولا يمكن اثباته عقليا بكونه ممكنا فليس كل ممكن عقلا جائز الوقوع شرعا
وقد اعيتني هذه المسالة فلم اجد لاثباتها بعد النبوة في الظروف العادية اي دليل وحتى وقوعها في زمان النبوة امر متنازع فيه وليس هو بيقين
وبغير طريق الادلة الشرعية لا يجوز التعويل على شيء اخر هذا هو ما اعتقده وارى انه صواب فمن جاءني باحسن منه نظرت فيه فان كان كما قيل تراجعت الى الاحسن والا فكما رايتني ايها الفاضل
ـ[جند الله]ــــــــ[16 Sep 2008, 10:30 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل شلبي لحد الان لم تجب عن سؤالي هل من دليل من القرآن الكريم يثبت قدرة الجن على التشكل؟
بعد الاجابة نضع الأدلة الحديثية تحت المجهر
ثم القصص المحكية في الموضوع ...
أكرر سؤالي القرآن 60 حزبا (ثلاثون جزءا) هل يوجد أية واحدة تثبت التشكل؟
قال تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ 27) [الأعراف: 27] فقوله تعالى (مِنْ حَيْثُ) يفيد تبعيض حيثية الرؤية .. مما يجزم أن الرؤية ليست ضرب من المحال بشكل مطلق .. بل ممكنة حسب حيثيات نجهلها كبشر بينما يعلمونها كجن
قال تعالى: (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [الأنفال: 48]
وقد أورد بن كثير في تفسيره عدة روايات عن ما حدث في غزوة بدر فقال: (قال ابن جريج قال ابن عباس في هذه الآية: لما كان يوم بدر سار إبليس برايته وجنوده مع المشركين وألقى في قلوب المشركين أن أحدا لن يغلبكم وإني جار لكم، فلما التقوا ونظر الشيطان إلى إمداد الملائكة نكص على عقبيه قال: رجع مدبرا. وقال: إني أرى مالا ترون الآية.
وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: جاء إبليس يوم بدر في جند من الشياطين معه رأيته في صورة رجل من مدلج فقال الشيطان للمشركين: لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم. فلما اصطف الناس أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبضة من التراب فرمى بها في وجوه المشركين فولوا مدبرين. وأقبل جبريل عليه السلام إلى إبليس فلما رآه وكانت يده في يد رجل من المشركين انتزع يده ثم ولى مدبرا وشيعته. فقال الرجل: يا سراقة أتزعم أنك لنا جار؟! فقال: إني أرى مالا ترون، إني أخاف الله، والله شديد العقاب. وذلك حين رأى الملائكة.
وقال محمد بن إسحاق حدثني الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أن إبليس خرج مع قريش في صورة سراقة بن مالك بن جعشم، فلما حضر القتال ورأى الملائكة نكص على عقبيه وقال: إني بريء منكم. فتشبث به الحارث بن هشام، فنخر في وجهه فخر صعقا. فقيل له: ويلك يا سراقة على هذا الحال تخذلنا وتبرأ منا! فقال: إني بريء منكم، إني أرى مالا ترون، إني أخاف الله، والله شديد العقاب).
ـ[جند الله]ــــــــ[16 Sep 2008, 10:51 ص]ـ
حتى لا يخرج الموضوع عما وضع له فكلامي خاص بتشكل الجن على هيئة بشر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في الايام العادية مثلا هل يمكن الان ان يتشكل جني بصورة فلان من الناس او لا يمكن
الذي ادين الله به ان هذا الامر لا بد من نصوص شرعية قاطعة باثباته ولا يمكن اثباته عقليا بكونه ممكنا فليس كل ممكن عقلا جائز الوقوع شرعا
وقد اعيتني هذه المسالة فلم اجد لاثباتها بعد النبوة في الظروف العادية اي دليل وحتى وقوعها في زمان النبوة امر متنازع فيه وليس هو بيقين
وبغير طريق الادلة الشرعية لا يجوز التعويل على شيء اخر هذا هو ما اعتقده وارى انه صواب فمن جاءني باحسن منه نظرت فيه فان كان كما قيل تراجعت الى الاحسن والا فكما رايتني ايها الفاضل
إن عطلنا ملكة العقل .. وانكرنا ما وقع للبعض ممن لا يتواطؤون على الكذب فقد اعتدينا على شرع الله تبارك وتعالى الذي امر بإعمال العقل في حالة غياب النص وهذا من إقرار النبي صلى الله عليه وسلم وهذا هو الدليل
13868 - أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى اليمن قال كيف تقضي إذا عرض لك قضاء قال أقضي بما في كتاب الله عز وجل قال فإن لم يكن في كتاب الله عز وجل قلت بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فإن لم يكن في سنة رسول الله قال أجتهد رأيي ولا آلو قال: فضرب صدري بيده وقال الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله
الراوي: معاذ بن جبل المحدث: الطحاوي - المصدر: شرح مشكل الآثار - الصفحة أو الرقم: 9/ 212 خلاصة الدرجة: صحيح
وأنت ترفض إثبات ما وقع بعد النبي صلى الله عليه وسلم من ظهورات للجن سواء للصحابة أو التابعين أو المعاصرين أو مما سيحدث من الدجال .. وهذا من دون قصد منك طعن في شهادة الصحابة!!! وإنكار لاعتبار ما تدركه الحواس!!! بمعنى أنت تطالب من البعض أن يروا الجن متشكلا ثم يقولوا لم نرى شيئا ولم نسمع!!!
وعلى هذا أنت ملزم أنت تأتيني بدليل تخصيص على التجسد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فقط دون غيره من الأزمنة .. وأنا منتظر منك هذا الدليل ..
وليس شرطا أن تقع الرؤية لعموم الناس حتى نقر بها بل يكفي أن تقع للبعض ممن يستحيل تواطؤهم على الكذب .. بدليل أن العلماء قاطبة مجمعون على نطق الجن على لسان الإنس رغم انتفاء وجود الدليل وسماع البعض للجن يطق بينما لم يسمع غيرهم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جند الله]ــــــــ[16 Sep 2008, 11:03 ص]ـ
أخي الكريم بداية أود الاشارة على ضرورة الفصل بين السحر والجن لإن السحر لا علاقة له بالجن ..
قال تعالى: (وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ) [البقرة: 102]
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[17 Sep 2008, 08:17 ص]ـ
الى السيد جند الله
"ماهكذا تورد الابل"
اولا انا لا اشك في الصحابة ولا اتهم احدا لا عيانا ولا مناما
واما ثانيا فهذه القضايا ايها السيد المعتبر فيها الادلة الشرعية اولا وبعد ذلك ننظر في المشاهدات فهي قضية دينية وليست من الامور العادية حتى يكون اثباتها مقصورا على رؤية الناس
واما ثالثا فاين هي النصوص الواردة عن الصحابة في رؤيتهم للجن متشكلا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فان جئتنا بالادلة نظرنا فيها فما وجدناه صحيحا قبلناه والا فلا
واما رابعا فمن اين جئت بهذا الاجماع المتوارد على قضية كاذبة فمن قال ان الجن تتكلم على السنة الناس ابتداء وما دليله قبل ان تتورك علي بان المسالة فيها اجماع وما مستند هذا الاجماع ومتى كنا نصدق اجماعا بلا برهان
ارجو ان يكون الكلام في الادلة والبراهين ودعنا مما يقول الناس فان الله تعالى لم يتعبدنا بقول فلان او علان
ولي كلام آخر في هذه المسالة اذكره تباعا
لتعلم ايها الفاضل ان بعضا من قضايانا بنيناها على وهم لا اساس له من الصحة ولم يكلف احدنا نفسه النظر فيها لانها وردته عن اعلام تقدموا فاعفى كل واحد نفسه من البحث والنظر استسلاما وضعفا
والله يتولانا واياك والمسلمين عموما وخصوصا
ـ[جند الله]ــــــــ[17 Sep 2008, 03:02 م]ـ
أنا طالبتك بدليل للتخصيص فلم تأتني به .. بينما أنت تطالبني بالدليل رغم أني سبق وذكرت أدلتي فأحسبك لم تقرأ كلامي وأدلتي السابقة!!
ثم أنت تقول:
واما ثانيا فهذه القضايا ايها السيد المعتبر فيها الادلة الشرعية اولا وبعد ذلك ننظر في المشاهدات فهي قضية دينية وليست من الامور العادية حتى يكون اثباتها مقصورا على رؤية الناس
وفي هذه دعني اخالفك الرأي .. وأرفضه تماما .. فأنا أقبل ما يقبله العقل (فيما لم يرد فيه نص) بضوابط شرعية لا تتعارض مع ثوابت الشرع ولا تناقضه .. وأرفض حبس العقل في إطار المنصوص فقط .. وتعطيل ملكات العقل التي وهبه الله إياها عن التوسع في الإدراك والفهم واستيعاب ما لم يرد بخصوصه نص
وطالما اختلفنا في الأصول فحتما سنختلف في الفروع ولن نتفق مطلقا
وختاما تقبل مني فائق الاحترام والتقدير
ـ[ابو دعاء]ــــــــ[18 Sep 2008, 12:34 ص]ـ
قال تعالى: (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [الأنفال: 48]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القرآن الكري نزل بلسان عربي مبين، والقرآن الكريم أخي جند، يقول لنا "زين لهم الشيطان" ولا أظن عاقلا يشرح "زين" بتشكل" ...
وردت كلمة "زين في العديد من الآيات ولا يمكن أن نستشف منها معنى تشكل، فالشيطان باستطاعته التزيين دون أن يتشكل ودون أن نراه ...
قال (الشيطان) رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين (الحجر)
ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون (الانعام)
لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فزين لهم الشيطان أعمالهم (النحل)
وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم (الانفال)
والتزيين قد يأتي عن طرق أخرى من غير الشيطان:
إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم (النمل)
كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم (الانعام)
أفمن زين له لسوء عمله فراه حسنا فان الله يضل من يشاء (فاطر)
كذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ولو شاء الله ما فعلوه فذرهم وما يفترون (الانعام)
تزيين الشيطان قد يكون عن طرق الوسوسة ولا دخل للتشكل في الموضوع
فهل من دليل آخر قبل أن ننتقل للأحاديث
ـ[جند الله]ــــــــ[18 Sep 2008, 01:05 م]ـ
تزيين الشيطان قد يكون عن طرق الوسوسة ولا دخل للتشكل في الموضوع
ومن قال لك أن الشاهد هو تزيين الشيطان؟!!!
راجع كتب التفسير واقرأ لتعرف كيف تجسد الشيطان للكفار في صورة بشرية كاملة
وسائل اتصال الجن بالبشر أكثر عددا من الوسوسة والتجسد .. فلا تقف عند كلاهما وتحصر (خصائص قدرات الجن) فيهما فقط .. !!!
هناك وسائل أخرى أخطر من الوسوسة والتجسد بكثير يجهلها الناس .. ويعلمها تمام العلم السحرة ويتقنون الاستفادة منها .. ويعلمها المرضى ويشكون منها ..
بل الوسوسة والتجسد من أضعف وسائل الاتصال بين الجن والبشر .. وأضعفهما الوسوسة .. بل الوسوسة هي أضعف وسائل الاتصال .. وما أسهل أن يكتشفهما البشر بمنتهى السهولة ..
فهناك من وسائل الاتصال ما يعجز البشر تماما عن إدركها .. وللأسف لا دليل شرعي على وجودها .. إنما اكتشفناها بالخبرة من خلال المرضى .. وباقرار الجن أنفسهم .. وكتب فيها السحرة واستفاضوا في بيانها .. ولكننا كمسلمين نكذبهم لانتفاء الدليل الشرعي بينما يعاني الملايين من المسلمين جراء تلك الأنواع الخفية من الاتصال .. هذا إن لم يكن جميع الناس
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو دعاء]ــــــــ[18 Sep 2008, 10:46 م]ـ
ومن قال لك أن الشاهد هو تزيين الشيطان؟!!!
راجع كتب التفسير واقرأ لتعرف كيف تجسد الشيطان للكفار في صورة بشرية كاملة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يبدو أن السيد جند الله قد فشل في أن يأتي بدليل من القرآن الكريم قطعي الدلالة ..
احتكامنا أخي الكريم إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وليس إلى قول فلان أو علان ... مهما بلغ من العلم فالدليل هو الفاصل ... ولا دليل على وجود التشكل في كتاب الله
هناك وسائل أخرى أخطر من الوسوسة والتجسد بكثير يجهلها الناس .. ويعلمها تمام العلم السحرة ويتقنون الاستفادة منها .. ويعلمها المرضى ويشكون منها ..
نحن سيدي في غنى عن أقوال السحرة، أنت تعلم أن من أتى عرافا أو ساحرا فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد ... والساحر معروف عنه الكذب فكيف تطلب منا أن نصدق ما يقول؟ كيف تبدل كتاب الله وسنة رسول الله بأقوال السحرة والمشعوذين؟
أما المرضى فحالهم يرثى لها وشهادتهم لا يعتد بها ...
الحكم بيننا وبينك كتاب الله سنة رسول الله وكفا ...
فهناك من وسائل الاتصال ما يعجز البشر تماما عن إدركها ..
إذا عجز البشر عن إدراكها فكيف أدركتها أنت؟ أم تراك لست بشرا؟
وللأسف لا دليل شرعي على وجودها .. إنما اكتشفناها بالخبرة من خلال المرضى .. وباقرار الجن أنفسهم .. وكتب فيها السحرة واستفاضوا في بيانها .. ولكننا كمسلمين نكذبهم لانتفاء الدليل الشرعي بينما يعاني الملايين من المسلمين جراء تلك الأنواع الخفية من الاتصال .. هذا إن لم يكن جميع الناس
كتب السحرة محرمة ولا يجوز الاتكال عليها ونحن كمسلمين مأمورين بتكذيبهم لا بنشر خرافاتهم ودجلهم ...
أما ما تراه أنت أنها تجربة وما تعتقد أنه كلام الجن "تكلم الجن على لسان المريض" فهي أكبر خرافة ... مسرحية بطلها أشباه الرقاة والمرضى والشيطان ...
رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكلم جنيا من خلال المرضى، ولم يفعل ذلك صحابته من بعده ...
ـ[ابن وهب]ــــــــ[18 Sep 2008, 11:15 م]ـ
في مقدمة صحيح مسلم
(وحدثني أبو سعيد الأشج حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن المسيب بن رافع عن عامر بن عبدة قال قال عبدالله إن الشيطان ليتمثل في صورة الرجل فيأتي القوم فيحدثهم بالحديث من الكذب فيتفرقون فيقول الرجل منهم سمعت رجلا أعرف وجهه ولا أدري ما اسمه يحدث
وحدثني محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق أخبرنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن عبدالله بن عمر بن العاص قال إن في البحر شياطين مسجونة أوثقها سليمان يوشك أن تخرج فتقرأ على الناس قرآنا)
انتهى
في جمع الجوامع (النسخة التي نشرها الأخ الكريم الأستاذ أبو إسحاق التطواني
جزاه الله خيرا) للسيوطي
(انظروا من تجالسون وعن من تأخذون دينكم فإن الشياطين يتصورون فى آخر الزمان فى صورة الرجال فيقولون حدثنا وأخبرنا فإذا جلستم إلى رجل فسلوه عن اسمه واسم أبيه وعشيرته فتفقدونه إذا غاب (الحاكم فى تاريخه، والديلمى عن ابن مسعود)
أخرجه الديلمى (1/ 107، رقم 358))
انتهى
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[19 Sep 2008, 03:40 ص]ـ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنْ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ وَقُلْتُ وَاللَّهِ لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنِّي مُحْتَاجٌ وَعَلَيَّ عِيَالٌ وَلِي حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ قَالَ فَخَلَّيْتُ عَنْهُ فَأَصْبَحْتُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ الْبَارِحَةَ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً وَعِيَالًا فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ قَالَ أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ وَسَيَعُودُ فَعَرَفْتُ أَنَّهُ سَيَعُودُ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهُ سَيَعُودُ فَرَصَدْتُهُ فَجَاءَ يَحْثُو مِنْ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ دَعْنِي فَإِنِّي مُحْتَاجٌ وَعَلَيَّ عِيَالٌ لَا أَعُودُ
(يُتْبَعُ)
(/)
فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ فَأَصْبَحْتُ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً وَعِيَالًا فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ قَالَ أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ وَسَيَعُودُ فَرَصَدْتُهُ الثَّالِثَةَ فَجَاءَ يَحْثُو مِنْ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ وَهَذَا آخِرُ ثَلَاثِ مَرَّاتٍ أَنَّكَ تَزْعُمُ لَا تَعُودُ ثُمَّ تَعُودُ قَالَ دَعْنِي أُعَلِّمْكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهَا قُلْتُ مَا هُوَ قَالَ إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ
{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}
حَتَّى تَخْتِمَ الْآيَةَ فَإِنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبَنَّكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ فَأَصْبَحْتُ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ الْبَارِحَةَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ زَعَمَ أَنَّهُ يُعَلِّمُنِي كَلِمَاتٍ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهَا فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ قَالَ مَا هِيَ قُلْتُ قَالَ لِي إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مِنْ أَوَّلِهَا حَتَّى تَخْتِمَ الْآيَةَ
{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}
وَقَالَ لِي لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبَكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ وَكَانُوا أَحْرَصَ شَيْءٍ عَلَى الْخَيْرِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ تَعْلَمُ مَنْ تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلَاثِ لَيَالٍ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ لَا قَالَ ذَاكَ شَيْطَانٌ {أخرجه البخاري}
عن محمد بن أبي بن كعب قال كان لجدي جرن من تمر فجعل يجده ينقص فحرسه ذات ليلة فإذا هو بدابة شبه الغلام المحتلم فسلم عليه فرد عليه السلام فقال من أنت أجن أم إنس قال لا بل جن قال أعطني يدك فإذا يد كلب وشعر كلب قال هكذا خلق الجن قال قد علمت الجن ما فيهم رجل أشد مني قال ما شأنك قال أنبئت أنك رجل تحب الصدقة فأحببنا أن نصيب من طعامك قال ما يجيرنا منكم قال هذه الآية التي في سورة البقرة الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم إذا قلتها حين تصبح أجرت منا إلى أن نمسي وإذا قلتها حين تمسي أجرت منا إلى أن تصبح فعدا أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره خبره قال صدق الخبيث {أخرجه النسائي}
عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ
أَنَّهُ كَانَتْ لَهُ سَهْوَةٌ فِيهَا تَمْرٌ فَكَانَتْ تَجِيءُ الْغُولُ فَتَأْخُذُ مِنْهُ قَالَ فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَاذْهَبْ فَإِذَا رَأَيْتَهَا فَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ أَجِيبِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَأَخَذَهَا فَحَلَفَتْ أَنْ لَا تَعُودَ فَأَرْسَلَهَا فَجَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ قَالَ حَلَفَتْ أَنْ لَا تَعُودَ فَقَالَ كَذَبَتْ وَهِيَ مُعَاوِدَةٌ لِلْكَذِبِ قَالَ فَأَخَذَهَا مَرَّةً أُخْرَى فَحَلَفَتْ أَنْ لَا تَعُودَ فَأَرْسَلَهَا فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ قَالَ حَلَفَتْ أَنْ لَا تَعُودَ فَقَالَ كَذَبَتْ وَهِيَ مُعَاوِدَةٌ لِلْكَذِبِ فَأَخَذَهَا فَقَالَ مَا أَنَا بِتَارِكِكِ حَتَّى أَذْهَبَ بِكِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ إِنِّي ذَاكِرَةٌ لَكَ شَيْئًا آيَةَ الْكُرْسِيِّ اقْرَأْهَا فِي بَيْتِكَ فَلَا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ وَلَا غَيْرُهُ قَالَ فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ قَالَ فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَتْ قَالَ صَدَقَتْ وَهِيَ كَذُوبٌ {أخرجه الترمذي}
قال الحافظ ابن حجر
(يُتْبَعُ)
(/)
وَقَدْ وَقَعَ أَيْضًا لِأُبَيِّ بْن كَعْب عِنْد النَّسَائِيِّ وَأَبِي أَيُّوب الْأَنْصَارِيّ عِنْد التِّرْمِذِيّ وَأَبِي أُسَيْدٍ الْأَنْصَارِيّ عِنْد الطَّبَرَانِيِّ وَزَيْد بْن ثَابِت عِنْد اِبْن أَبِي الدُّنْيَا قِصَص فِي ذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ لَيْسَ فِيهَا مَا يُشْبِه قِصَّة أَبِي هُرَيْرَة إِلَّا قِصَّة مُعَاذ بْن جَبَل الَّتِي ذَكَرْتهَا، وَهُوَ مَحْمُول عَلَى التَّعَدُّد، فَفِي حَدِيث أُبَيِّ بْن كَعْب أَنَّهُ " كَانَ لَهُ جُرْن فِيهِ تَمْر وَأَنَّهُ كَانَ يَتَعَاهَدهُ، فَوَجَدَهُ يَنْقُص، فَإِذَا هُوَ بِدَابَّةٍ شِبْه الْغُلَام الْمُحْتَلِم، فَقُلْت لَهُ أَجِنِّيّ أَمْ إِنْسِيّ؟ قَالَ بَلْ جِنِّيّ " وَفِيهِ أَنَّهُ قَالَ لَهُ " بَلَغَنَا أَنَّك تُحِبّ الصَّدَقَة وَأَحْبَبْنَا أَنْ نُصِيب مِنْ طَعَامك، قَالَ فَمَا الَّذِي يَجْبُرنَا مِنْكُمْ؟ قَالَ هَذِهِ الْآيَة آيَة الْكُرْسِيّ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: صَدَقَ الْخَبِيث " وَفِي حَدِيث أَبِي أَيُّوب " أَنَّهُ كَانَتْ لَهُ سَهْوَة - أَيْ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَة وَسُكُون الْهَاء وَهِيَ الصِّفَة - فِيهَا تَمْر، وَكَانَتْ الْغُول تَجِيء فَتَأْخُذ مِنْهُ، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِذَا رَأَيْتهَا فَقُلْ بِسْمِ اللَّه أَجِيبِي رَسُول اللَّه، فَأَخَذَهَا فَحَلَفَتْ أَنْ لَا تَعُود، فَذَكَرَ ذَلِكَ ثَلَاثًا فَقَالَتْ إِنِّي ذَاكِرَة لَك شَيْئًا آيَة الْكُرْسِيّ اِقْرَأْهَا فِي بَيْتك فَلَا يَقْرُبك شَيْطَان وَلَا غَيْره " الْحَدِيث، وَفِي حَدِيث أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ أَنَّهُ لَمَّا قَطَعَ تَمْر حَائِطه جَعَلَهَا فِي غُرْفَة، وَكَانَتْ الْغُول تُخَالِفهُ فَتَسْرِق تَمْره وَتُفْسِدهُ عَلَيْهِ فَذَكَرَ نَحْو حَدِيث أَبِي أَيُّوب سَوَاء وَقَالَ فِي آخِره " وَأَدُلّك عَلَى آيَة تَقْرَؤُهَا فِي بَيْتك فَلَا يُخَالَف إِلَى أَهْلك، وَتَقْرَؤُهَا عَلَى إِنَائِك فَلَا يُكْشَف غِطَاؤُهُ وَهِيَ آيَة الْكُرْسِيّ، ثُمَّ حَلَّتْ اِسْتهَا فَضَرَطَتْ " الْحَدِيث. وَفِي حَدِيث زَيْد بْن ثَابِت أَنَّهُ " خَرَجَ إِلَى حَائِطه فَسَمِعَ جَلَبَة فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: رَجُل مِنْ الْجِنّ، أَصَابَتْنَا السَّنَة، فَأَرَدْت أَنْ أُصِيب مِنْ ثِمَاركُمْ. قَالَ لَهُ: فَمَا الَّذِي يُعِيذنَا مِنْكُمْ؟ قَالَ آيَة الْكُرْسِيّ ".
ثم قال الحافظ {وَفِي الْحَدِيث مِنْ الْفَوَائِد غَيْر مَا تَقَدَّمَ أَنَّ الشَّيْطَان قَدْ يَعْلَم مَا يَنْتَفِع بِهِ الْمُؤْمِن ... وَأَنَّهُ قَدْ يَتَصَوَّر بِبَعْضِ الصُّوَر فَتُمْكِن رُؤْيَته، وَأَنَّ قَوْله تَعَالَى (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ) مَخْصُوص بِمَا إِذَا كَانَ عَلَى صُورَته الَّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا}
وقال محمد بن إسحاق: حدثني الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس؛ أن إبليس خرج مع قريش في صورة سراقة بن مالك بن جعشم، فلما حضر القتال ورأى الملائكة، نكص على عقبيه، وقال: {إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ} فتشبث (4) الحارث بن هشام فنخر في وجهه، فخر صعقا، فقيل له: ويلك يا سراقة، على هذه الحال تخذلنا وتبرأ منا. فقال: {إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ}
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: (والجن يتصورون في صور الإنس والبهائم فيتصورون في صور الحيات والعقارب وغيرها، وفي صور الإبل والبقر والغنم، والخيل والبغال والحمير، وفي صور الطير، وفي صور بني آدم، كما أتى الشيطان قريشا في صورة سراقة بن مالك بن جعشم لما أرادوا الخروج إلى بدر، قال تعالى: (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لا غَالِبَ لَكُمْ الْيَوْمَ مِنْ النَّاسِ وَإِنِّى جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتْ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّى بَرِىءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ إِنِّى أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ) " سورة الأنفال – الآية 48 "
عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي فَإِنَّهُ يَسْتُرُهُ إِذَا كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ آخِرَةِ الرَّحْلِ فَإِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ آخِرَةِ الرَّحْلِ فَإِنَّهُ يَقْطَعُ صَلَاتَهُ الْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ وَالْكَلْبُ الْأَسْوَدُ قُلْتُ يَا أَبَا ذَرٍّ مَا بَالُ الْكَلْبِ الْأَسْوَدِ مِنْ الْكَلْبِ الْأَحْمَرِ مِنْ الْكَلْبِ الْأَصْفَرِ قَالَ يَا ابْنَ أَخِي سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا سَأَلْتَنِي فَقَالَ الْكَلْبُ الْأَسْوَدُ شَيْطَانٌ {اخرجه مسلم}
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: (الكلب الأسود شيطان الكلاب والجن تتصور بصورته كثيرا، وكذلك بصورة القط الأسود؛ لأن السواد أجمع للقوى الشيطانية من غيره وفيه قوة الحرارة) الفتاوى
قلت {أبو البراء} دعوى الخصوصية بزمن النبي صلى الله عليه و سل لا دليل عليها, ومن كان لديه الدليل فلا يبخل عنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو دعاء]ــــــــ[06 Jun 2009, 06:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحديث الذي يستشهد به معظم الناس ويزعمون، من خلاله، بأن الشيطان يتجسد في صورة إنسان، فهو حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي ورد فيه: وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت، فجعل يحثو من الطعام، فأخذته وقلت: والله لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة، قال: فخليت عنه، فأصبحت فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة"، قال: قلت يا رسول الله، شكا حاجة شديدة، وعيالا فرحمته فخليت سبيله، قال: "أما إنه قد كذبك، وسيعود"، فعرفت أنه سيعود، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه سيعود"، فرصدته، فجاء يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: دعني فإني محتاج وعلي عيال، لا أعود، فرحمته فخليت سبيله، فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أباهريرة ما فعل أسيرك؟ " قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا، فرحمته فخليت سبيله، قال: "أما إنه كذبك، وسيعود"، فرصدته الثالثة، فجاء يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله، وهذا آخر ثلاث مرات تزعم لا تعود، ثم تعود، قال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها، قلت ما هي؟ قال: إذا أويت إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}. حتى تختم الآية، فإنك لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربنك شيطان حتى تصبح، فخليت سبيله فأصبحت، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما فعل أسيرك البارحة؟ " قلت: يا رسول الله، زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله، قال: "ما هي؟ " قلت: قال لي: إذا أويت إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}، وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح - وكانوا أحرص شيء على الخير - فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أما إنه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة؟ " قال: لا، قال: "ذاك شيطان".
وفي حديث معاذ بن جبل من الزيادة «وخاتمة سورة البقرة: آمن الرسول إلى آخرها.» وقال في أول الحديث: «ضم إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم تمر الصدقة فكنت أجد فيه كل يوم نقصانا فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي: هو عمل الشيطان فارصده، فرصدته فأقبل في صورة فيل، فلما انتهى إلى الباب دخل من خلل الباب في غير صورته، فدنا من التمر فجعل يلتقمه، فشددت علي ثيابي فتوسطته» وفي رواية الروياني: «فأخذته فالتفت يدي على وسطه فقلت: يا عدو الله وثبت إلى تمر الصدقة فأخذته وكانوا أحق به منك، لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيفضحك» وفي رواية الروياني: «ما أدخلك بيتي تأكل التمر؟ قال: أنا شيخ كبير فقير ذو عيال، وما أتيتك إلا من نصيبين، ولو أصبت شيئا دونه ما أتيتك، ولقد كنا في مدينتكم هذه حتى بعث صاحبكم فلما نزلت عليه آيتان تفرقنا منها، فإن خليت سبيلي علمتكهما. قلت نعم، قال: آية الكرسي وآخر سورة البقرة من قوله: آمن الرسول إلى آخرها»، وأما قوله: «صدقك وهو كذوب» في حديث معاذ بن جبل، فمعناه «صدق الخبيث وهو كذوب» وفي رواية أبي المتوكل: «أو ما علمت أنه كذلك».
قوله: «ذاك شيطان» كذا للجميع، أي شيطان من الشياطين، والشياطين يدخل فيها شياطين الإنس والجن، ووقع في فضائل القرآن: «ذاك الشيطان» واللام فيه للعهد الذهني، وقد وضع أيضا لأبي بن كعب عند النسائي وأبي أيوب الأنصاري عند الترمذي وأبي أسيد الأنصاري عند الطبراني وزيد بن ثابت عند ابن أبي الدنيا قصص في ذلك، إلا أنه ليس فيها ما يشبه قصة أبي هريرة إلا قصة معاذ بن جبل التي ذكرت، وهو محمول على التعدد، ففي حديث أبي بن كعب أنه: «كان له جرن فيه تمر وأنه كان يتعهده، فوجده ينقص، فإذا هو بدابة شبه الغلام المحتلم، فقلت له: أجني أم إنسي؟ قال: بل جني» وفيه أنه قال له: «بلغنا أنك تحب الصدقة وأحببنا أن نصيب من طعامك، قال: فما الذي يجيرنا منكم؟ قال: هذه الآية، آية الكرسي، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: صدق الخبيث.» وفي حديث أبي أيوب: «أنه كان له سهوة ـ الصفةـ، فيها تمر، وكانت الغول
(يُتْبَعُ)
(/)
تجيء فتأخذ منه، فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إذا رأيتها فقل باسم الله أجيبي رسول الله، فأخذها فحلفت ألا تعود، فذكر ذلك ثلاثا فقالت: إني ذاكرة لك شيئا: آية الكرسي اقرأها في بيتك فلا يقربك شيطان ولا غيره.» وفي حديث أبي أسيد الساعدي: أنه لما قطع تمر حائطه، جعلها في غرفة، وكانت الغول تخالفه فتسرق تمره وتفسده عليه، فذكر نحو حديث أبي أيوب سواء وقال في آخره: «وأدلك على آية تقرأها في بيتك فلا يخالف إلى أهلك، وتقرأها على إنائك فلا يكشف غطاؤه، وهي آية الكرسي، ثم حلت استها فضرطت»، وفي حديث زيد بن ثابت أنه: «خرج إلى حائطه فسمع جلبة فقال: ما هذا؟ قال: رجل من الجن، أصابتنا السنة، فأردت أن أصيب من ثماركم. قال له فما الذي يعيذنا منكم؟ قال: آية الكرسي».
وقد روى النسائي في اليوم والليلة عن إبراهيم بن يعقوب، عن عثمان بن الهيثم، من وجه آخر، عن أبي هريرة بسياق آخر قريب من هذا. قال الحافظ أبو بكر بن مردويه في تفسيره: إن أبا هريرة كان معه مفتاح بيت الصدقة، وكان فيه تمر، فذهب يوما ففتح الباب، فوجد التمر قد أخذ منه ملء كف، ودخل يوما آخر فإذا قد أخذ منه ملء كف، ثم دخل يوما آخر ثالثا، فإذا قد أخذ منه مثل ذلك، فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «تحب أن تأخذ صاحبك هذا؟» قال: نعم، قال «فإذا فتحت الباب فقل سبحان من سخرك لمحمد» فذهب ففتح الباب فقال: سبحان الذي سخرك لمحمد، فإذا هو قائم بين يديه، قال: يا عدو الله، أنت صاحب هذا، قال: نعم، دعني فإني لا أعود، ما كنت آخذا إلا لأهل بيت من الجن فقراء، فخلى عنه، ثم عاده الثانية، ثم الثالثة، فقلت: أليس قد عاهدتني ألا تعود؟ لا أدعك اليوم حتى أذهب بك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال: لا تفعل، فإنك إن تدعني علمتك كلمات إذا أنت قلتها، لم يقربك أحد من الجن، صغير ولا كبير، ذكر ولا أنثى، قال له: لتفعلن؟ قال نعم، قال ما هن؟ قال: ?الله لا إلاه إلا هو الحي القيوم? قرأ آية الكرسي حتى ختمها، فتركه فذهب فلم يعد، فذكر ذلك أبو هريرة للنبي صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما علمت أن ذلك كذلك»، وقد رواه النسائي، وقد روي لأبي بن كعب كائنة مثل هذه أيضا، فهذه ثلاث وقائع.
في الحديث، يقول ابن حجر، فوائد كثيرة منها أن الشيطان قد يعلم ما ينتفع به المؤمن، وأن الحكمة قد يتلقاها الفاجر فلا ينتفع بها وتؤخذ عنه فينتفع بها، وأن الشخص قد يعلم الشيء ولا يعمل به، وأن الكافر قد يصدق ببعض ما يصدق به المؤمن، ولا يكون بذلك مؤمنا، وبأن الكاذب قد يصدق، وبأن الشيطان من شأنه أن يكذب، وأنه قد يتصور ببعض الصور فتمكن رؤيته، وأن قوله تعالى: ?إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ? (الأعراف/27) مخصوص بما إذا كان على صورته التي خلق عليها، وأن من أقيم في حفظ شيء سمي وكيلا، وأن الجن يأكلون من طعام الإنس، وأنهم يظهرون للإنس لكن بالشرط المذكور، وأنهم يتكلمون بكلام الإنس، وأنهم يسرقون ويخدعون، وفيه فضل آية الكرسي وفضل آخر سورة البقرة، وأن الجن يصيبون من الطعام الذي لا يذكر اسم الله عليه، وفيه أن السارق لا يقطع في المجاعة، ويحتمل أن يكون القدر المسروق لم يبلغ النصاب، ولذلك جاز للصحابي العفو عنه قبل تبليغه إلى الشارع، وفيه قبول العذر والستر على من يظن به الصدق، وفيه اطلاع النبي صلى الله عليه وسلم على المغيبات، ووقع في حديث معاذ بن جبل أن جبريل عليه السلام جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأعلمه بذلك، وفيه جواز جمع زكاة الفطر قبل ليلة الفطر وتوكيل البعض لحفظها وتفرقتها ...
********************
نلاحظ بعد قراءة هذه الأحاديث أنها تدور كلها حول قصة واحدة، لها سياق عام واحد، وحبكة سردية متشابهة، فهناك تمر وحارس وسارق، وطريقة خلاص السارق من الحارس هي آية الكرسي، لكن اختلف في بطلها، فمرة هو أبو هريرة وأخرى معاذ بن جبل وثالثة أبي بن كعب ورابعة أبو أيوب وخامسة أبو أسيد الساعدي أو زيد بن أبي ثابت، أما السارق فقد اختلف فيه أيضا من رواية لأخرى: فمرة هو رجل فقير ذو عيال أو شيخ كبير جائع، وأخرى هو دابة شبه الغلام المحتلم، وثالثة كائن غريب على صورة فيل، ورابعة غول، وخامسة رجل من الجن ... فإذا أقصينا حديث الغول
(يُتْبَعُ)
(/)
والدابة شبه الغلام المحتلم، يبقى الحديث الذي أورده البخاري أقرب إلى الواقع بالنسبة لنا، والتفسير الذي نسوقه هنا هو أن السارق قد يكون رجلا عمل عمل الشيطان، أي فتح بابا مغلقا وسرق زكاة رمضان من تمر الصدقة وكذب، ودخل مكانا دون أن يستأذن أهله، ولم يوف بما عاهد به، فهذه كلها أعمال الشياطين، لكن الذي قام بها إنسان، لا شيطان، لأن الشيطان لا يمكن رؤيته لقوله تعالى: ?إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم? (الأعراف/27)، ولأن شيطان/الجن ليس باستطاعته فتح باب مغلق أو كشف غطاء كما ورد في صحيح البخاري: عن جابر بن عبد الله ? رفعه قال: «خمروا الآنية، وأوكوا السقية، وأجيفوا الأبواب واكفتوا صبيانكم عند العشاء، فإن للجن انتشارا وخطفة، وأطفئوا المصابيح عند الرقاد، فإن الفويسقة ربما اجترت الفتيلة فأحرقت أهل البيت». أو كما ورد في صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «غطوا الإناء وأوكوا السقاء وأغلقوا الباب وأطفئوا السراج فإن الشيطان لا يحل سقاء ولا يفتح بابا ولا يكشف إناء»، والشيطان الذي في حديث أبي هريرة قد فتح الباب وسرق التمر وادعى ما ادعاه ... وهذه الأفعال، من كذب ونقض عهود وسرقة صدقة في رمضان، أفعال يقوم بها شياطين الإنس، وما يؤيد طرحنا أن شياطين الجن تصفد في رمضان، فقد ورد في الحديث: «إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين» (صحيح البخاري، وأخرجه مسلم في الصيام). وفي صحيح مسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين"، أي منعت من الوصول إلى بغيتها بالقدر الذي كانت عليه في غير رمضان: فإذا كانت "شياطين الجن" لا تستطيع فتح الأبواب المغلقة، ولا كشف الأواني المغطاة، فضلا عن كونها تصفد بسلاسل قوية في شهر رمضان، فكيف انفلت الشيطان المذكور في حديث أبي هريرة وفعل كل ما فعل؟
ـ[ابو دعاء]ــــــــ[06 Jun 2009, 06:16 م]ـ
شياطين الجن:
شياطين الجن قسمان، قسم يتكلف بالبشر، وآخر مختص في الجن، رغم أنه منهم، ?وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن ? (الأنعام/112)، وشياطين الجن كلها من نسل إبليس وقبيله، يسلطها على الإنس كما يسلطها على الجن، لأن الجن أيضا منهم الصالحون ومنهم دون ذلك، فقد روي عن ابن عباس، بإسناد ضعيف، أنه قال: مع كل جني شيطان ومع كل إنسي شيطان. (تفسير القرطبي)، وقيل إن إبليس يوسوس في صدور الجن كما يوسوس في صدور الناس، ومعنى ?من شر الوسواس? أي الوسوسة التي تكون من الجنة والناس وهو حديث النفس. (تفسير القرطبي كما أورده الشوكاني في فتح القدير).
لقد أمر الله نبيه بدفع شر شيطان/الجن بالاستعاذة منه فقال: ? وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم.? (الأعراف/200) ثم قال: ? وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم.? (فصلت/36) فأكد بإنّ وبضمير الفصل وأتى باللام في السميع العليم وقال في الأعراف: ?إنه سميع عليم?، وسر ذلك، أنه حيث اقتصر على مجرد الاسم ولم يؤكده أراد إثبات مجرد الوصف الكافي في الاستعاذة، والإخبار بأنه سبحانه يسمع ويعلم، فيسمع استعاذتك فيجيبك، ويعلم ما تستعيذ منه فيدفعه عنك، فالسمع: لكلام المستعيذ، والعلم: بالفعل المستعاذ منه. وبذلك يحصل مقصود الاستعاذة وهذا المعنى شامل للموضعين.
وحكمة الاستعاذة من شيطان/الجن، الذي نعلم بوجوده ولا نراه، أن الشيطان لا يكفه عن الإنسان إلا الله، فهو لا يقبل رشوة أو هدية، ولا يؤثر فيه جميل أو معروف، بل هو شرير بالطبيعة، ولا يكفه عن الإنسان إلا الذي خلقه.
حكي عن بعض السلف أنه قال لتلميذه: ما تصنع بالشيطان إذا سول لك الخطايا؟ قال: أجاهده، قال: فإن عاد؟ قال: أجاهده، قال: فإن عاد؟ قال: أجاهده، قال: هذا يطول، أرأيت لو مررت بغنم فنبحك كلبها ومنعك من العبور ما تصنع؟ قال أكابده وأرده جهدي، قال: هذا يطول عليك، ولكن استغث بصاحب الغنم يكفه عنك، لهذا فالاستعاذة في القراءة والذكر أبلغ في دفع شر شياطين الجن التي تكون عن طريق الخواطر والأفكار والوساوس الداخلية.
ـ[ابو دعاء]ــــــــ[06 Jun 2009, 06:17 م]ـ
الشيطان ينقسم إلى قسمين:
ـ شيطان/إنسي وهو خارج الإنسان ومن جنسه لكنه يفعل "أفعال" الشياطين بدعوته إلى الشر.
ـ وشيطان/جني، يبدو أنه من غير جنس الإنس (أو حتى الحيوان بإطلاق) لكنه يؤثر فيه من خلال أفعاله التي هي "شيطانية" بالطبيعة.
الشيطان إذن مُصادر للخير، له أفعال طبيعتها تتميز بالسوء والشر، فإذا استعار الإنسان هذه الأفعال أصبح شيطانا، فشيطان الإنس هو شيطان من حيث أفعاله لا من حيث ماهيته، بينما شيطان الجن (بل الجن عموما) يختلف عنا من حيث الماهية.(/)
منهج الطاهر بن عاشور في أصول الاعتقاد، أحتاج لمساعدتكم ..
ـ[أم العباس]ــــــــ[14 Sep 2008, 03:35 ص]ـ
الأخوة الأفاضل ...
أحتاج معرفة خطة رسالة: منهج الطاهر بن عاشور في أصول الاعتقاد ..
للباحث محمد العمري من جامعة الملك سعود ...
أرجو مساعدتي ... و كتب الله لكم الأجر ..
ـ[أحمد تيسير]ــــــــ[17 Sep 2008, 12:30 ص]ـ
وزيادة في الفائدة فإن الدكتور جمال أبو حسان هو أحد المتخصصين الذين كتبوا في منهجية ابن عاشور، فقد كانت رسالته في الماجستير في نفس الموضوع، فمن الممكن الاستفادة من علمه وخبرته في هذا المجال.(/)
إلى طلبة العلم
ـ[أصحاب الحديث]ــــــــ[15 Sep 2008, 02:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتي طلبة العلم في هذا المنتدى الجليل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فمن نعم الله على المسلم أن يجمع بين علم الكتاب والسنة ولما كان هذا الملتقى يلتقي فيه الطلبة على كتاب الله يتدارسون آياته ويتعلمون فيه قراءات الكتاب ويدرسون معانيه
وجب علينا أن نرشدهم إلى طريق السنة ليجمعوا بين الذكرين الكتاب والسنة
لهذا أبشر إخواني طلبة العلم بإفتتاح منتدى جديد يعنى بدراسة الحديث الشريف دراسة مستفيضة
1 - يجمع المنتدى بين طياته موسوعة لرجال الحديث الشريف لا يزال العمل جاري فيها لكي تكون خير معين لطالب العلم لمعرفة ترجمة أي راوٍ يحتاج إلى جمع أقوال أهل العلم فيه
2 - يقوم الإخوة أعضاء المنتدى بدراسة المواضيع الفقهية بطريقة جديدة قديمة وهي دارسة المسائل الفقهية حديثياً بعيداً عن تأثير المذاهب وهي جمع طرق الحديث وتنقيحها لمعرفة صحيح المسألة من ضعيفها وترك الحكم للقارئ من غير توجيه للفكر أو للفهم.
3 - عرض السنة الصحيحة في أبواب فقهية من غير التعرض لتأويل النصوص أو صرفها عن معناها الظاهر.
4 - عرض ما صح من أحاديث في فضائل سور القرآن والتفسير، وكذا إيراد الأحاديث الضعيفة في فضائل القرآن وتفسيره وعرضها على الطالب ليحذر منها.
5 - الدعوة إلى إتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم والتعرض للفرق بالتعريف المختصر والتحذير من البدع والضلالات.
6 - عرض تحقيقات لكتب العلل وبعض الشروح الحديثية لكتب السنة.
7 - عرض سيرة النبي محمد الصحيحة صلى الله عليه وسلم بعد تنقيحها من الآثار الضعيفة والموضوعة.
8 - عرض الأحاديث الضعيفة والتي تشتهر بين الناس والتحذير منها.
9 - عرض مقالات في علوم الحديث تعين الطالب المبتدئ على معرفة مصطلحات الحديث المهمة لكي يسهل عليه فهم علوم الحديث.
10 - والهدف الأساسي من إنشاء هذا المنتدى المبارك هو ذب الكذب عن النبي صلى الله عليه وسلم واتباع علماء الحديث الأفاضل في هذا، وعرض المسائل الفقهية بانصاف بعيداً على المذهبية والتعصب الفكري.
وإليكم رابط المنتدى:
http://www.ashabelhadith.com/index.php ( منتديات أصحاب الحديث
هذا وأسأل الله أن ينفع به ويجازي العاملين فيه خيراً على نياتهم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(/)
درر الفوائد والفرائد 3
ـ[عبدالله المحمدي]ــــــــ[15 Sep 2008, 03:11 ص]ـ
(3)
درر الفوائد والفرائد:
بسم الله الرحمن الرحيم:
* يامحب العلم:
- رتب وقتك وخصّص شيئاً لتدوين الفوائد وترتيبها وفهرستها.
- لا بد من تخصيص بعض اللحظات للاستماع للشريط النافع وتدوين اللطائف والفرائد.
- وأنت في زحمة المطالعة والقراءة ستمر عليك لحظات التعب والنصب، ولكن هذا طريق العلم، والقاعدة: لا ينال العلم براحة الجسد.
* كلمة الحق:
قال ابن القيم:
فإذا قام العبد بالحق على غيره وعلى نفسه أولا، وكان قيامه بالله ..
ولله لم يقم له شيء، ولو كادته السماوات والأرض والجبال لكفاه الله مؤنتها، وجعل له فرجا ومخرجا؛ وإنما يؤتى العبد من تفريطه وتقصيره في هذه الأمور الثلاثة.
* مع القراءة:
من الأسباب التي تنفر من القراءة:
- سرعة الملل، وقلة الصبر.
- عدم معرفة قيمة القراءة.
- طول الكتاب أو الموضوع.
- الابتداء بالكتب والمراجع المتقدمة قبل أخذ الأساسيات من الكتيبات الصغيرة.
- الانشغال في بعض المطبوعات من مجلات وصحف غير ذات النفع.
- عدم وجود الزملاء والأقران ممن يحبون القراءة وكذلك عدم وجود التشجيع من الآخرين.
- ضعف المعرفة بقواعد اللغة العربية.
* مع ابنك:
اشتر لطفلك بعض كتب التلوين المتوفرة في المكتبات والتي توضح بالصور كيفية الوضوء والصلاة عملياً وتحتوي على بعض الأذكار.
* مسألة:
مريض منوم على السرير ولا يستطيع الذهاب للوضوء لأداء الصلاة وليس لديه (تربة) لكي يتيمم منها فهل يجوز له أن يضرب بيديه على الحائط؟
ج:
عليه أن يطلب من أهله إحضار تراب في طست أو كيس حتى يتيمم منه، فإن منع من ذلك أهل المستشفى فله أن يفعل ما يقدر عليه، فإن استطاع النزول إلى البلاط فعل ذلك وتيمم من أرض البلاط، فإن عجز فله التيمم من الحائط أو الفراش الذي هو عليه.
إجابة الإمام ابن جبرين.
* همسة:
سيطر على الغضب قبل أن يسيطر عليك.
* الداء والدواء:
قال صلى الله عليه وسلم:
ما أنزل الله داء , إلا وأنزل له شفاء , علمه من علمه , و جهله من جهله.
صحيح الجامع 1809
* لبس الشهرة:
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: من لبس ثوب شهرة ألبسه الله يوم القيامة ثوباً مثله ثم يلهب فيه النار.
صحيح الجامع 6526
قال شيخ الإسلام: وتكره الشهرة من الثياب وهو المترفع الخارج عن العادة، والمنخفض الخارج عن العادة، فإن السلف كانوا يكرهون الشهرتين المترفع والمنخفض.
* يهدمون ولايصلحون:
في واقعنا مشاريع تساهم في بناء المجتمع وترتقي به في مصالح دينه ودنياه , وفي نفس الوقت هناك مشاريع لهدم المجتمع والنزول به إلى الحضيض في دينه وهذا ظاهر في القنوات الفاسدة وترويج الفاحشة عبر منافذ عدة وهي وظيفة العلمانيين وأذنابهم.
* مع الأبناء:
قال ابن القيم: فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى فقد أساء إليه غاية الإساءة وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم , وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه.
تحفة المودود ص 139
* فوائد الرياضة:
- النوم الجيد والعميق والمفيد.
- إنقاص الوزن الزائد من الدهون المتراكمة.
- زيادة العضلات والكتلة العضلية في الجسم.
- زيادة مقاومة الجسم لمحاربة الالتهابات والأمراض.
- خفض معدل الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والداء السكري والحد منها.
- تساهم الرياضة في المحافظة على خلايا المخ وتجعل الإنسان يفكر بشكل جيد.
* مع السلف:
كان طلحة بن مصرف يأمر نساءه وخدمه وبناته بقيام الليل ويقول: صلوا ولو ركعتين في جوف الليل فان الصلاة في جوف الليل تحط الأوزار وهى من أشرف أعمال الصالحين.
* ابنك والصلاة:
اربط بين حبك وبغضك لأولادك وبين محافظتهم على الصلاة, فالأحب والأقرب لقلبك هو المصلي, وتقل المحبة بقدر التهاون بالصلاة.
* ثبت بالتجربة:
لو تتبعت أكثر الناس الذين يسيرون وراء عواطفهم فقط لوجدت عاقبتهم الفشل دائما؛ فمن يغضب لأقل سبب، ويحب لأول نظرة، ويندفع لداعي الغريزة- لم يستطع السير في الحياة طويلا، ولا بد للنجاح من عواطف يحكمها الفكر، وأفكار تحمسها العواطف.
أحمد أمين.
* التعامل مع الأوراق المحترمة:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأوراق التي فيها ذكر الله يجب الاحتفاظ بها وصيانتها عن الابتذال والامتهان حتى يفرغ منها، فإذا فرع منها ولم يبق لها حاجة وجب دفنها في محلّ طاهر أو إحراقها أو حفظها في محلّ يصونها عن الابتذال كالدواليب والرفوف ونحو ذلك.
ابن باز رحمه الله313/ 4
* العنف مع الأطفال:
الأطفال الذين يتعرضون للعنف غالبا ما يكون لديهم استعداد لممارسة العنف ذاته ضد أنفسهم أو ضد الآخرين , إضافة إلى حدوث حالات الانتحار والاكتئاب والإجرام والانحراف , وكلها مؤشرات لعدم المقدرة على التعامل مع المجتمع بسبب تدهور المهارات الذهنية من مستوى الذكاء إلى التدهور الدراسي ومشكلات كبيرة تحصل بعد الارتباط بالأسرة حينما يكبر والله المستعان.
* الضرورة تقدر بقدرها
من ابتلي بخدمة مريض أو مريضة في وضوء أو استنجاء أو علاج أو حلق عانة أو غيرها، فحكمه حكم الطبيب في النظر واللمس، فالضرورات تبيح المحظورات، وما حرم تحريم الوسائل فيباح للحاجة أو المصلحة.
ومعلوم أن نظر العورة ولمسها للطبيب ومن في حكمه يكون بقدر الحاجة فقط، فالضرورة أو الحاجة تقدر بقدرها.
د. عبد العزيز بن فوزان الفوزان.
* العجوز يحبو:
يقول الشيخ سلطان العمري:
رأيت في أحد مساجد الرياض بعد العصر عجوزا يحبو على ركبتيه نحو الإمام.
قلت في نفسي: لعله يريد بعض المال ..
ولكني تعجبت أنه جلس بجانب الإمام وبدأ ينصح ويعظ الناس عن الصلاة ..
فحينها عرفت أن عشاق الدعوة لايعرفون العوائق ..
إنه عجوز , ويحبو ..
فأين الأقوياء؟
* ابتلاء الخلق بعضهم ببعض:
إن من أعظم صور الابتلاء، وأكثرها تكرارا وملابسة للإنسان: ابتلاء الخلق بعضهم ببعض، كما قال ربنا عز وجل: {وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا} وقوله تعالى: {وكذلك فتنا بعضهم ببعض}.
والغاية من الابتلاء، معرفة من يقوم بالحقوق ويؤدي الواجبات، ويحسن المعاملة، ويصدق النصح، ويكف الأذى، ويتقي الله فيمن ابتلي به.
د. عبد العزيز بن فوزان الفوزان
* يعاني المربون من آباء ومعلمين ودعاة وغيرهم – في كثير من الأحيان – من عدم القدرة على التأثير في أولادهم أو طلابهم أو مدعويهم ومن عدم استجابتهم. ومن القواعد التي تعين على التأثير، وتوجد التفاعل الإيجابي المطلوب بين طرفي العملية التربوية قاعدة
(هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)؛ فعلى قدر ما يبذل كل طرف من جهده وماله ومشاعره نحو الطرف الآخر ويحسن إليه، تقوم العلاقة وتتصاعد إلى أعلى، ويحصل التأثير والبناء.
* مع ابنك:
اظهر حبك لابنك، وكوّن له الرصيد العاطفي الذي يبحث عنه، فهو يتألم ويأمل، ويؤثر ويتأثر، ويريدك أن تضمّه وتمسح دمعته، وتلازمه في سراءه وضراءه، فإذا لم يجد ذلك الحنان الأبوي فسيبحث عنه عند غيرك وحينها يقع في مالا تتمناه وتخشاه من الفواحش والآثام.
* الدين المعاملة:
اشتهر على ألسنة الناس عبارة (الدين المعاملة) ويظنها بعضهم حديثا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وليست بحديث، ولم تروى عن النبي - عليه الصلاة والسلام - لا في حديث صحيح ولا ضعيف ولا موضوع.
وسئل عنها العلامة بن باز - رحمه الله - فقال: ليست بحديث. ومع ذلك فالعبارة معناها صحيح إذا قيلت؛ لأن الدين حسن المعاملة.
د. عبد العزيز بن فوزان الفوزان
* الحياء من الملائكة:
{وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين} أي استحيوا منهم وأكرموهم أن يروا منكم ما تخجلون أن يراكم عليه الناس، والملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم، فإذا كان ابن آدم يتأذى ممن يعصي أمامه فما الظن بإيذاء الملائكة الكرام الكاتبين!
فإذا لم تستحي من ربك في خلواتك فاستحيي من ملائكته.
* الافتتان بالقنوات:
أغلقت بابي من سيفتح بابي* ومن الذي يسعى إلى إغضابي؟
العالم المسحور جُمِّع هاهنا* في غرفتي واندسّ بين ثيابي
ما بين آونة وأخرى ألتقي* بقوام راقصةٍ ووجهِ كَعَابِ
وأزور (باريس) التي ما زرتها* وأزور (لندن) قِبلَةالمتصابي
وإذا مللت من المفاتن لحظة* يممت صوب مدينةالألعاب
اقضي مسائي هائما مترقبا* وأعيش عيشة حائر مرتاب
* حكم تبرعات المصاب بالسرطان القاتل ونحوه من أمراض أحوال:
-إن شفي منه فتبرعاته كغيره من الأصحاء
-إن مات في مرضه فلها حكم الوصية:
(يُتْبَعُ)
(/)
فلاتصح لوارث [كأولاده وزوجه ووالديه] ولاتصح لغير وارث بأكثر من ثلث ماله إلا بإذن كل الورثة
-التبرع هنا يشمل الوقف, والصدقة, والهبة, والتنازل عن الديون, ونحوها
-هذا الحكم يشمل الحالات الحرجة كمن اضطربت به الطائرة.
الشيخ: محمد المنجد.
* منها المال ومنها العيال:
هذا لسان حال بعض أزواج الموظفات، والله تعالى يقول: {لينفق ذو سعة من سعته}، والنفقة من مقتضيات القوامة: {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم}، وفيها أجر عظيم ومثوبة قال صلى الله عليه وسلم
(إنك مهما أنفقت من نفقة فإنها صدقة، حتى اللقمة التي ترفعها إلى في [فم] امرأتك) رواه البخاري.
* موعظة:
إذا ما قال لي ربي** أما استحييت تعصيني
وتُخفي الذنب عن خلقي** وبالعصيان تأتيني
قال بعض السلف: اتق أن يكون الله أهون الناظرين إليك.
وقال آخر:"خف الله على قدر قدرته عليك، واستحي منه على قدر قربه منك"
جامع العلوم والحكم (1/ 36)
* سب الريح:
لعن رجل الريح عند رسول الله فقال عليه الصلاة والسلام: (لا تلعنوا الريح فإنها مأمورة، وإنه من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه)
وقال: (لا تسبوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح، وخير ما فيها، وخير ما أمرت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح، وشر ما فيها، وشر ما أمرت به) صحيح الترمذي.
* عبارات لا يجوز قولها:
"زمن غدار .. أقشر، يوم منيِّل بستين نيلة ... "
عبارات يقولها بعضهم ولا تجوز لحديث (قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار) والدهر لا تصرف له، فسبه يعود على من خلقه وجعله ظرفا للحوادث، أما مجرد الوصف دون سب فلا بأس به، كقول:" يوم حار .. يوم بارد .. "ومنه قوله تعالى: {وقال هذا يوم عصيب}
الشيخ محمد ابن عثيمين.
* لاءات تقي الأمة من التفرق قال صلى الله عليه وسلم (لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تقاطعوا) وفي رواية (ولا تدابروا) والوقوع فيها سبب لفساد ذات البين، وقطع أواصر الأخوة، لذا ختمها بقوله (وكونوا عباد الله إخوانا)
فنهى عن أشياء وآثارها وأسبابها، فالحسد سبب للتباغض والتباغض سبب للتقاطع والتدابر؛ لأن من أبغض أعرض ومن أعرض ولّى دبره.
فتح الباري.
* ظن خاطئ:
يظن بعضهم أن الدعوة إلى الله حكر على من ظاهره الاستقامة، فيحرم نفسه من أشرف وظائف الأنبياء، وماقد يكون سببا لهداية نفسه وغيره، وقد يستطيع أن يصل لأشخاص لايصل إليهم غيره، قيل للحسن: فلان لايعظ، يقول: أخاف أن أقول مالا أفعل، فقال: وأينا يفعل مايقول! ودالشيطان لو ظفر بهذا, فلم يؤمر بمعروف.
إذا لم يعظ في الناس من هو مذنب*فمن يعظ العاصين بعد محمد
الشيخ: محمد المنجد.
انتهى بفضل الله الجزء الثالث من درر الفوائد والفرائد ويتبعه قريبآ بمشيئة الله الجزء الرابع. . .
ولا تنسون من قام بكتابتها وجمعها من دعواتكم ...(/)
وفاة الشيخ: إبراهيم بن صالح الدحيم، الكاتب في مجلة البيان.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[15 Sep 2008, 06:16 م]ـ
اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا ..
إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم آجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرًا منها ..
جاءني خبر وفاة الشيخ: إبراهيم بن صالح الدحيم، الكاتب المعروف في مجلة البيان، المقيم في المذنب بمنطقة القصيم، مساء اليوم من إمام مسجدنا الشيخ أبي عمر الرواف.
وكانت - لي - صدمة كبيرة؛ لم أتصورها، ولكنه الموت؛ مصير كل حي.
سبب الوفاة كما قال شيخنا حادث مروري، حدث له ولبعض طلابه أثناء ذهابهم لآداء العمرة، ولا أدري كم هم المتوفون معه.
وسيُصلى عليهم بعد صلاة التراويح من هذا اليوم الاثنين، الخامس عشر من شهر رمضان، من عام ألف وأربعمئة وتسعة وعشرين.
إذا ما مات ذو علم وتقوى * فقد ثلمت من الإسلام ثلمة
لا أزال أذكر تلك المقالات التي يكتبها في مجلة البيان؛ ويعلم الله كيف كنت أرتقبها بفارغ الصبر، فقد كانت تتميز بخصلة لم أجدها في بقية المقالات، كانت تحوي القصص المعبّرة، وكان - رحمه الله - يكثر من سرد الابيات؛ حتى أني أرى نفسي مجبرًا على قراءة المقال كاملاً، هذا غير ما كانت تتناوله المواضيع التربوية التي يطرحها، والتي كانت تحظى باهتمامي.
كتب آخر مقال له في عدد رمضان الحالي، وكان بعنوان: معالم في طريق التوبة.
أسأل الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، ويحسن إليه بجميل عطاءه وفضله، ويبدلنا مكانه، وأن يصبر أهله وذويه، اللهم آمين.
والله المستعان.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[15 Sep 2008, 06:28 م]ـ
هو مؤلف كتاب: أبواب في العلم والدعوة والتربية.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[15 Sep 2008, 07:14 م]ـ
الحمد لله على قضائه وقدره ..
إنا لله وإنا إليه راجعون ..
الحمد على ما قضى وقدر ..
إنني لم أكن أتصور أن أكتب في هذه الأوقات عن أخي .. ورفيق من رفقاء الدرب ..
صديق الطفولة .. وزميلي في الحلقة .. وشريكي في الدعوة ..
الشيخ الداعية الصادق ـ ولا أزكيه على الله ـ .. الذي قضى نحبه فجر اليوم في حادث بين منطقة البجادية وعفيف،وقضى معه ثلاثة من الشباب،والرابع منهم في العناية المركزة ..
إن العين لتدمع ..
وإن القلب ليحزن ..
وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزنون ..
اللهم اغفر له ولمن معه من الشباب
ولجميع موتى المسلمين،،،
ولي عودة ـ إن فسح الله في الأجل وشاء الرحمن ـ
أن أكتب عنه ..
فلقد كان من الأخفياء ـ ولا أزكيه على الله ـ
فهذا أحد حقوقه عليّ ..
ـ[أمل الأمة المنتظر]ــــــــ[15 Sep 2008, 08:42 م]ـ
أسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويجزيه خير الجزاء على ما قدم للإسلام والمسلمين،،،
عظم الله أجركم وأحسن عزاؤكم وإنا لله وإنا إليه راجعون،،،
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[15 Sep 2008, 10:35 م]ـ
غفر الله له
ورفع درجاته
وأسكنه فسيح جناته
وأخلف الأمة خيراً
أحسن الله عزاءكم وعظم أجركم
وإنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[عمر عبد الفتاح خضر]ــــــــ[15 Sep 2008, 11:22 م]ـ
رحم الله الشيخ إبراهيم وأدخله الفردوس الأعلى أمين إنا لله وإنا إليه راجعون والله ولى التوفيق
ـ[أحمد تيسير]ــــــــ[16 Sep 2008, 12:12 ص]ـ
لله ما أخذ وله ما أبقى وكل شيء عنده بأجل مسمى.
نسأل الله تعالى له الرضوان والغفران.
ـ[الغزالي]ــــــــ[16 Sep 2008, 02:20 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا أبا حذيفة لمحزونون
رحم الله شيخنا أبا حذيفة ورفع درجته في عليين
الغزالي - البجادية
ـ[قول فصل]ــــــــ[16 Sep 2008, 02:29 ص]ـ
إلى القصيم كله منارة الإسلام نتقدم بالتعازي في فقيد رمضان ولا نزكي على الله أحد ولكن الشواهد جليه ورفع فيها أقوال .........................
رحم الله الفقيد ومن وفى ربه عامة في رمضان .............
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[16 Sep 2008, 02:33 ص]ـ
رحمه الله وغفر له، اللهم لا تفتنّا بعده ولاتحرمنا أجره، وألهم ذويه الصبر والسلوان.
ـ[إيمان]ــــــــ[16 Sep 2008, 03:14 ص]ـ
إنا لله وإنا لله راجعوان ..... اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيراً منها
أسأل الله الكريم الرحمن العظيم المنان أن يغفر ويرحم الشيخ: إبراهيم رحمة ومغفرة واسعة ويعلي درجته في الدنيا والآخرة، ويجعله من المقبولين الفائزين في هذا الشهر الكريم، فقد كان هذا الشيخ الفاضل الكريم -ولا أزكيه على الله - من الأتقياء الأنقياء وقد كان يتسم بقلم علمي سيال مميز يظهر ذلك من خلاله مقالته العلمية في مجلة البيان وقد كنت من المتابعين لما يكتب .....
إلهي يارب البيت العتيق ألهم أهله وذويه الصبر والسلوان وأسكنه فسيح جناتك .....
ووالله إننا على فراقه لمحزنون .........
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[16 Sep 2008, 05:39 ص]ـ
هل كان الشيخ أبو حذيفة ـ رحمه الله ـ يُحسُّ بدنو أجله؟!
الله أكبر ..
هذا المقال كأنه يقول: نعم!
http://www.almoslim.net/node/99299
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 Sep 2008, 06:20 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[صيد الخاطر]ــــــــ[16 Sep 2008, 06:49 ص]ـ
إنا لله وإنا لله راجعوان
أحسن الله عزاءكم وعظم أجركم
رحمه الله وغفر له، اللهم لا تفتنّا بعده ولاتحرمنا أجره، وألهم ذويه الصبر والسلوان
ـ[غانم الغانم]ــــــــ[16 Sep 2008, 06:58 ص]ـ
رحمك الله يا أبا حذيفة وأسكنك فسيح جناته
كان رحمه الله - أحسبه ولا أزكي على الله أحدا- من الأخفياء الأتقاء المتواضعين مع بذل الدعوة والعلم.
قرأت إعلاناً في الجامع بدرس له في التفسير من بداية هذا الشهر لكريم , فأسأل الله له المغفرة والرحمة.
وتجد الجموع الكثيرة في المسجد والمقبرة كل يعزي الآخر فالكل مصاب , فالحمد لله على قضائه وقدره , وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ـ[السراج]ــــــــ[16 Sep 2008, 09:31 ص]ـ
رحمه الله تعالى ..
ورحم الله جميع موتى المسلمين ..
اللهم ارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه ...... اللهم آمين
ـ[ jamal] ــــــــ[16 Sep 2008, 09:40 ص]ـ
لله ما أخذ وله ما أبقى وكل شيء عنده بأجل مسمى.
نسأل الله تعالى له الرضوان والغفران.
ـ[معيوض الحارثي]ــــــــ[16 Sep 2008, 11:33 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا شيخنا لمحزونون
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[16 Sep 2008, 03:01 م]ـ
أحسن الله عزاءكم شيخنا الدكتور عمر.
لم أره في حياتي؛ ولكني أحببته من خلال مقالاته وكتابه.
أسأل الله أن يرفعَ درجته في عليين.
ـ[محمد مشعل]ــــــــ[16 Sep 2008, 07:58 م]ـ
رحم الله الشيخ ابراهيم وجعله من أهل الفردوس الأعلى
ومن باب الوفاء لهذا الشيخ الفاضل الذي فقدنا مقالاته النافعة في البيان وغيرها فإني أقترح أن يبادر الإخوة بجمع مقالات الشيخ في كتاب مستقل وتطبع حتى يزداد الإنتفاع بها.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[16 Sep 2008, 10:23 م]ـ
رحم الله الشيخ ابراهيم وجعله من أهل الفردوس الأعلى.
ـ[أبو حمد المسلم]ــــــــ[17 Sep 2008, 07:39 م]ـ
رحمك الله .. وأسأل الله أن يرحمك برحمته ويرزقك الفردوس الأعلى .. إنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[الجخيدب]ــــــــ[18 Sep 2008, 01:41 ص]ـ
رحم الله الشيخ رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته
ـ[فلاح المطيري]ــــــــ[18 Sep 2008, 01:13 م]ـ
رحم الله الشيخ ابراهيم وغفر له واسكنه الفردوس الاعلى من الجنة حقا كما قال تعالى او لم يرواانا ناتي الارض ننقصها من اطرافها) قال بعض اهل التفسير بموت العلماء
تعازي لكل طالب علم ومحب للشيخ وخاصة اخي وحبيبي الشيخ عمر المقبل
وهذه اول مشاركة لي بهذا المنتدى المبارك
لقد احببتكم اهل القران(/)
ما حكم طواف الوداع
ـ[عمر عبد الفتاح خضر]ــــــــ[15 Sep 2008, 11:32 م]ـ
ما حكم طواف الوداع أحسن الله إليكم قضية مخلتف فيها فما رأى حضرتكم
ـ[عذب الشجن]ــــــــ[16 Sep 2008, 12:59 ص]ـ
ما حكم طواف الوداع أحسن الله إليكم قضية مخلتف فيها فما رأى حضرتكم
إن كان السؤال على ظاهره ويقصد طواف الوداع أحد مناسك الحج ..........
إن كان ذلك كذلك فالصحيح أنه واجب من واجبات الحج يجبرتركه بدم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم رخص في تركه للحائض والنفساء لمكان العذر منهما؛ والرخصة لاتكون إلا استثناء من واجب ................ هذه إجابة مختصرة
،، وفق الله الجميع ...............
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[16 Sep 2008, 01:43 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك.(/)
التشجيع للأعضاء
ـ[أد. عمر ثابت خضر]ــــــــ[17 Sep 2008, 01:38 ص]ـ
الرجاء من السادة الكرام أن يرفعوا معنوية أعضاء الملتقى الجدد فنحن لا بركة لنا إلا هم فالمرجوا إجابة مواضيعهم والله أعلى وأعلم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Sep 2008, 01:57 ص]ـ
أسأل الله أن يوفقكم يا دكتور عمر وأن يتقبل منكم ما تكتبون وتفيدون به الجميع في هذا الملتقى الذي يفخر بوجود أمثالكم بين أعضاءه، ونستميحكم جميعاً عذار ً في انشغالنا في شهر رمضان هذا بأمور كثيرة لا تتيح لنا القيام بواجبكم من الحفاوة والإكرام. وهذا الملتقى لنا جميعاً فليس ثمة إلا الحب والتقدير المتبادل بين الجميع والفائدة والعلم هي غرضنا جميعاً والفضل لمن يبذل من وقته لإفادتنا وتعليمنا علم كتاب الله عبر صفحات هذا الملتقى.
ـ[ابراهيم عبد القادر]ــــــــ[17 Sep 2008, 02:32 ص]ـ
الرجاء من السادة الكرام أن يرفعوا معنوية أعضاء الملتقى الجدد فنحن لا بركة لنا إلا هم فالمرجوا إجابة مواضيعهم والله أعلى وأعلم
بارك الله فيك د. عمر
والعبره بمن يستفيد لا ان يكون عابر سبيل
لان المواضيع كثيره جدا بس اين المستفيدون؟
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[18 Sep 2008, 08:12 م]ـ
اللهم انفعنا و المسلمين بما تعلمنا يا كريم
العضو يكتب و أخوه يقرأ و يرد أو يقرأ و يصمت ثم الكل يستفيد.(/)
قال العلامة د عبدالكريم الخضيرعن صلاة التراويح
ـ[ابن رجب]ــــــــ[17 Sep 2008, 03:47 ص]ـ
يقول: ما الطريقة المثلى لصلاة التراويح؟ وهل يلزم أن يدخل فيها صلاة الشفع والوتر؟ وماذا عن كيفية دعاء القنوت؟
الطريقة المثلى تطبيق ما جاء عن عائشة -رضي الله عنها- في الحديث الصحيح أن النبي -عليه الصلاة والسلام- ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعاً، يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يوتر بثلاث.
هذه الطريقة المثلى بالنسبة للكم، وأما بالنسبة للكيف فكما ورد عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه يطيل الصلاة، الناس لما كانوا يصلون ثلاث وعشرين ركعة وكانوا يخففونها جداً، ثم بعد ذلك تشبث بعضهم بمثل هذا الحديث في الكم وغفل عن الكيف، فبدلاً من أن يصلي التراويح في ساعة صار يصليها في نصف ساعة، ويرى أن هذا أقرب إلى تطبيق السنة.
الأقرب إلى تطبيق السنة امتثال الكم والكيف، وأما إذا عجز عن الكيف فليكثر من الصلاة وهي أفضل ما يتقرب به إلى الله -عز وجل-، ولذا جاء في الحديث لما سئل عن صلاة الليل قال: ((مثنى مثنى، فإذا خشيت الصبح فصل واحدة توتر لك ما قد صليت)) فالذي لا يستطيع أن يأتي بكيفية الصلاة النبوية فليكثر ((أعني على نفسك بكثرة السجود)) سمعنا ما يتذرع به بعض الناس أن بدلاً من أن الناس يصلون التراويح في ساعة ثلاث وعشرين ركعة صار يصلي في نصف ساعة، إحدى عشرة ركعة، ويقول: إنه امتثل ما كان يفعله النبي -عليه الصلاة والسلام-، النبي -عليه الصلاة والسلام- ثبت عنه أنه كان يصلي ثلاثة عشرة، وثبت عنه أنه صلى خمسة عشرة، ومع ذلك قال: ((صلاة الليل مثنى مثنى)) بلا تحديد، والمنظور إليه في قيام الليل عموماً في رمضان وفي غيره إلى الزمن كما جاء في سورة المزمل، الزمن، ساعة، ساعتان، ثلاث ساعات، نصف الليل، أو ثلثه، أو ما يطيقه الإنسان ويستطيعه من غير تحديد، لكن مع ذلك هذه الساعة إذا أراد أن يصلي، هذه الساعة أو الساعتين له أن يصلي فيها إحدى عشرة في الساعتين وهذا أقرب لامتثال الكم مع الكيف، وإذا أراد أن يصلي في هاتين الساعتين ثلاثة وعشرين ركعة أكثر أقل، يعني يصلي مثنى مثنى إلى أن يخشى فوات وقت الوتر ثم يوتر بواحدة.
المقصود أنه يستوعب هذا الزمان، مع أن أهل العلم يختلفون في الأفضل كثرة الركوع والسجود أو طول القيام مع كثرة القراءة، مع طول القراءة، هذه مسألة خلافية بين أهل العلم، يرجح بعضهم طول القراءة وهي القنوت، وأن هذا يسمى قيام، من الوقوف، قيام الليل أظهر في طول القيام، وجاء فيه أنه هو القنوت {وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ} [(238) سورة البقرة] ومنهم من يرجح كثرة السجود وإطالة السجود؛ لأن العبد أقرب ما يكون إلى ربه وهو ساجد، وعلى هذا فالمنظور إليه الوقت، من قام ساعتين أفضل ممن قام ساعة بلا نزاع، ولو صلى هذا أربعين ركعة وذا صلى إحدى عشرة ركعة إلا عند من يقول: إنه لا تجوز الزيادة، وأن الزيادة بدعة، لكن لا قائل به من الأئمة المعروفين، لا قائل به من الأئمة المتبوعين.
وماذا عن كيفية دعاء القنوت؟
دعاء القنوت جاء فيه حديث الحسن بن علي: "اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت" ... إلى آخره، ثم إذا دعاء بما يحتاج إليه من أمور دينه ودنياه شريطة أن لا يغلب على الصلاة فيكون أطول منها أو له قدر وله وقع في الوقت المحدد لهذه الصلاة، يدعو ويتخير جوامع الكلم، ويحرص على ما ورد عن النبي -عليه الصلاة والسلام-.
ـ[ام عبدالله السلفية]ــــــــ[17 Sep 2008, 05:23 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو أنس الإفريقي]ــــــــ[17 Sep 2008, 05:50 ص]ـ
ممكن أخي توثيق المصدر؟
بارك الله فيك
ـ[ابن رجب]ــــــــ[17 Sep 2008, 05:09 م]ـ
المصدر: موقع الشيخ الخضير.
وأشكركم على المرور
ـ[أبو عبيدة]ــــــــ[18 Sep 2008, 04:46 ص]ـ
جزاك الله خيرا(/)
دعاء لفت نظرى
ـ[عمر عبد الفتاح خضر]ــــــــ[17 Sep 2008, 07:25 ص]ـ
*الدعاء*
بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا الله الملك الحق المبين، لا إله إلا الله العدل اليقين، لا إله إلا
الله ربنا ورب آبائنا الأولين، سبحانك إني كنت من الظالمين، لا إله إلا الله
وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يُحيي ويُميت وهو حي لا يموت، بيده الخير
وإليه المصير، وهو على كل شيء قدير. لا إله إلا الله إقراراً بربوبيته، سبحان
الله خضوعاً لعظمته، اللهمَّ يا نور السماوات والأرض، يا عماد السماوات الأرض،
يا جبار السماوات والأرض، يا ديان السماوات والأرض، يا وارث السماوات والأرض،
يا مالك السماوات والأرض، يا عظيم السماوات والأرض، يا عالم السماوات والأرض،
يا قيوم السماوات والأرض، يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة. اللهمَّ إني أسألك، أن
لك الحمد، لا إله إلا أنت الحنان المنان، بديع السماوات والأرض، ذو الجلال
والإكرام، برحمتك يا أرحم الراحمين. بسم الله أصبحنا وأمسينا، أشهد أن لا إله
إلا الله وأن محمد رسول الله، وأن الجنة حق، والنار حق، وأن الساعة آتية لا
ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور. الحمد لله الذي لا يُرجى إلا فضله، ولا
رازق غيره. الله أكبر ليس كمثله شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع
البصير. اللهمَّ إني أسألك في صلاتي ودعائي بركة تُطهر بها قلبي، وتكشف بها
كربي، وتغفر بها ذنبي، وتُصلح بها أمري، وتُغني بها فقري، وتُذهب بها شري،
وتكشف بها همي وغمي، وتشفي بها سقمي، وتقضي بها ديني، وتجلو بها حزني، وتجمع
بها شملي، وتُبيّض بها وجهي. يا أرحم الراحمين. اللهمَّ إليك مددتُ يدي، وفيما
عندك عظمت رغبتي، فأقبل توبتي، وأرحم ضعف قوتي، وأغفر خطيئتي، وأقبل معذرتي،
وأجعل لي من كل خير نصيباً، وإلى كل خير سبيلاً برحمتك يا أرحم
الراحمين. اللهمَّ لا هاديَ لمن أضللت، ولا معطيَ لما منعت، ولا مانع لما
أعطيت، ولا باسط لما قبضت، ولا مقدم لما أخرت، ولا مؤخر لما قدمت. اللهمَّ أنت
الحليم فلا تعجل، وأنت الجواد فلا تبخل، وأنت العزيز فلا تذل، وأنت المنيع فلا
تُرام، وأنت المجير فلا تُضام، وأنت على كل شيء قدير. اللهمَّ لا تحرم سعة
رحمتك، وسبوغ نعمتك، وشمول عافيتك، وجزيل عطائك، ولا تمنع عني مواهبك لسوء ما
عندي، ولا تُجازني بقبيح عملي، ولا تصرف وجهك الكريم عني برحمتك يا أرحم
الراحمين. اللهمَّ لا تحرمني وأنا أدعوك ... ولا تخيبني وأنا أرجوك. اللهمَّ إني
أسألك يا فارج الهم، ويا كاشف الغم، يا مجيب دعوة المضطرين، يا رحمن الدنيا،
يا رحيم الآخرة، أرحمني برحمتك. اللهمَّ لكَ أسلمتُ، وبكَ آمنتُ، وعليكَ
توكلتُ، وبكَ خاصمتُ وإليكَ حاكمتُ، فاغفر لي ما قدمتُ وما أخرتُ، وما أسررتُ
وما أعلنتُ، وأنتَ المقدم وأنتَ المؤخر. لا إله إلا أنت الأول والأخر والظاهر
والباطن، عليكَ توكلتُ، وأنتَ رب العرش العظيم. اللهمَّ آتِ نفسي تقواها، وزكها
يا خير من زكاها، أنت وليها ومولاها يا رب العالمين. اللهمَّ إني أسألك مسألة
البائس الفقير ـ وأدعوك دعاء المفتقر الذليل، لا تجعلني بدعائك ربي شقياً، وكن
بي رؤفاً رحيماً يا خير المئولين، يا أكرم المعطين، يا رب العالمين. اللهمَّ رب
جبريل وميكائيل واسرافيل وعزرائيل، اعصمني من فتن الدنيا ووفقني لما تُحب
وترضى، وثبتني بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ـ ولا تضلني بعد أن
هديتني وكن لي عوناً ومعيناً، وحافظاً و ناصراً. آمين يا رب العالمين. اللهمَّ
أستر عورتي وأقبل عثرتي، وأحفظني من بين يديَّ ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي،
ومن فوقي ومن تحتي، ولا تجعلني من الغافلين. اللهمَّ إني أسألكَ الصبر عند
القضاء، ومنازل الشهداء، وعيش السعداء، والنصر على الأعداء، ومرافقة الأنبياء،
يا رب العالمين. آمين يا أرحم الراحمين.
--
اللهم اني اشهدك اني قد سامحت جميع المسلمين والمسلمات الاحياء منهم
والاموات. اللهم إني قد غفرت مابيني وبين الناس فاغفر مابيني وبينك.(/)
فضاااائل ليلة القدر
ـ[الرضا جنة الدنيا]ــــــــ[17 Sep 2008, 03:04 م]ـ
قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2)
لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4)
سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)}
أولاً: سبب تسميتها بليلة القدر
1) لعظم قدرها وفضلها عند الله.
2) ولأنه يُقدر فيها ما يكون في العام من الآجال والأرزاق.
ثانياً: فضائل هذه الليلة
1) أن الله أنزل فيها القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ثم نزل
مفصلاً بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة
2) أن الله عظم هذه الليلة وفخم من شأنها حيث قال: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ}
3) ثم أتى الجواب على هذا الإستفهام حيث قال: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}
أي: تعادل في فضلها الف شهر
أي: أن العمل الذي يقع فيها خير من العمل في ألف شهر خالية منها
وهذا مما تتحير فيه الألباب وتندهش له العقول حيث منَّ الله على هذه الأمة بليلة يكون
العمل فيها يقابل ويزيد على ألف شهر.
4) يكثر نزول الملائكة في هذه الليلة حتى تمتلأ الأرض
ونزول الملائكة إلى الأرض عنوان الخير والبركة ولهذا إذا امتنعت الملائكة من دخول
مكان كان هذا دليل على عدم الخير والبركة.
5) أنها سالمة من كل شر فهي خيرٌ كلها، فهي سلام لكثرة من يسلم فيها من الأثام
والعقوبات.
اللهم بلغنا ليلة القدر وجعلنا ممن يقومها إيماناً واحتسابا
المراجع هي: تفسير الشيخ السعدي، وابن كثير، والشيخ بن عثيمين
رحم الله الجميع وأجزل لهم المثوبة.
ـ[هبة المنان]ــــــــ[18 Sep 2008, 12:16 ص]ـ
نفعنا الله بما كتبت ....(/)
100 فائدة تربوية من الصيام
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[17 Sep 2008, 05:56 م]ـ
يطيب لي اطلاعكم على مقالي:
(100 فائدة تربوية من الصيام) على الرابط
( http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?id=37&catid=188&artid=14036 )(/)
شريطى الجديد تفضل بالدخول حصرى من ملتقى اهل التفسير
ـ[ش. خضر]ــــــــ[17 Sep 2008, 06:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اقدم لكم احد شريطى الذى هو بعنوان
رد وبيان على بابا الفاتيكان
من هنا ( http://www.MegaShare.com/488143)
كلمة السر algnneral
اعذرونى لن اتلقى ردود لذهابى للعمرة اليوم
وتقبلوا تحياتى
ـ[أد. عمر ثابت خضر]ــــــــ[18 Sep 2008, 02:25 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخنا ولكن الرابط لايعمل والموقع المرفوع عليه غير جيد فيه مناظر لا أتمنى أن يراها أحد من الأعضاء ومناظر قبيحة وهذا الملتقى يجب أن يرتفع مقاما لا نخفضه بالمواقع القبيحة وملتقى أهل التفسير يجب أن يكون منارة للإسلام والمسلمين ووفقك الله للعمرة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عمر عبد الفتاح خضر]ــــــــ[18 Sep 2008, 02:34 م]ـ
شكرا ولكن الرابط لا يعمل يا شيخ والله ولى التوفيق(/)
هل الحزن خلاق؟
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[17 Sep 2008, 11:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
هل الحزن خلاق؟
يقول الحزن خلاق
يقصد أنه مصنع للأفذاذ،
فالفقير حزين لأنه فقير
ثم إن هذا الحزن يحوله إلى ناجح.
هكذا
ياترى لماذا انتشر كتاب لا تحزن انتشار النار في الهشيم؟
لا تحزن
لا أريد أن أنتقد للنقد ولكن ..
" اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن .. "
فقط أريد أن أقول:
قال الله تعالى:
{وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}
فالمؤمن أيا كان حاله سعيد بالله
يعلم أن الله تعالى هو من منعه ليعطيه، وإن صبر سيجزيه
هذه الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة
وكما قيل الصبر مفتاح الفرج
ربما ستقول:
الحزن يكفر الذنوب ويرفع الدرجات
أقول، قل:
" اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة "
وسبحان الذي قال في كتابه العزيز:
{وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}
فكيف يحزن الصابر بعد البشرى؟
وكيف سيرتقي أسرى الحزن؟
أين التفاؤل؟
****
**
*(/)
عضو جديد فهل من مرحب
ـ[فلاح المطيري]ــــــــ[18 Sep 2008, 01:33 م]ـ
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته اهل القران وادعوا الله ان تكونوا بصحة وعافية ويسعدني حقا في هذا الشهر العظيم المبارك ان اشارك معكم في هذا الملتقى الذي يعنى بكتاب الله تعالى ولقد احببت من قبل وتعرفت على ثلة مباركة ممن تنور وازدان الملتقى بهم كالشيخ د مساعد الطيار والشيخ د عمر المقبل وغيرهما جعلنا الله واياكم من حملة القران والعاملين به والداعين اليه
ـ[عمر عبد الفتاح خضر]ــــــــ[18 Sep 2008, 02:30 م]ـ
الله يوفقك أخى وسعدنا بوجودك معنا وأكمل سعدتنا بالمشاركات الممتازة وأهلا بك مرة أخرى وبالله التوفيق
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[18 Sep 2008, 03:42 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،
مرحباً بك أخي فلاح بين إخوانك ومحبيك مفيداً ومشاركاً.(/)