اصبر على ما كرهت تحظ ** بما تهوى فما جازع بمعذور
إن اصطبار الجنين في ظلم ** الأحشاء أفضى به إلى النور
والمسلم الداعية الذي لا يعرف الصبر داعية فاشل لا يعلم سنن الله تعالى، فإذا استحكمت الأزمات، وتعقدت في حبالها، وترادفت الضوائق، وطال الليل، فالصبر على الهدى والحق هو الذي يشع للمسلم النور العاصم من التخبط والهداية الواقية من القنوط. وكذلك أيها الإخوة: عاش السلف -رحمهم الله- في أجواء التربية، يتنقلون من مرحلة إلى مرحلة، وكان رديفهم الصبر دائماً، ولذلك وصلوا إلى هذه المرحلة العالية، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: [وجدنا خير عيشنا بالصبر] أحسن العيش .. أحسن أوقات الحياة التي عشناها كانت بالصبر؛ فلا بد من هذا الدواء الذي أوله مر، ولكن في النهاية يكون حسن الطعم جداً. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا وإياكم هذا الأمر العظيم من أمور الدين، وأن يجعلنا من الصابرين المصابرين المصطبرين في ذات الله تعالى، وأن يجعل صبرنا لله وبالله ومع الله. هذا آخر ما تيسر ذكره من الكلام على مسألة الصبر، ومن شاء الزيادة فليرجع إلى كتاب: عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين، وكذلك تكلم ابن تيمية رحمه الله كلاماً جيداً على الصبر في المجلد العاشر من مجموع الفتاوى، وكذا تكلم ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين عن منزلة الصبر، وغيرهم من علماء السلف، فمن شاء الزيادة فليرجع إلى مثل هذه المراجع وغيرها، وأفضل ما يمكن للإنسان أن يعلم به حقيقة الصبر هو: المعايشة اليومية للمشاكل التي تواجهه .. مشاكل كثيرة جداً .. مشاكل اجتماعية .. مشاكل مع نفسه .. مع الشهوات .. مصارعات لهذه الشهوات، مع الناس، في الدعوة إلى الله، امرأة تصبر على الحجاب وزوجها يثنيها عنه، وامرأة تريد أن تطلب العلم وتريد أن تجعل من بيتها بيتاً مستقيماً وقد لا توفق بزوج صالح، فلا بد أن تصبر نفسها على هذا البلاء الذي حل بها، الإنسان الداعية في جميع مواقفه، والمجاهد الذي يجاهد في سبيل الله يحتاج إلى الصبر. فأحسن قضية يمكن أن يتعلم الإنسان فيها الصبر قضية الممارسة والمعايشة اليومية لأحداث الحياة، ولا تكاد تتأمل حادثة من حوادث الحياة التي تمر بك إلا وتحس بأن الصبر هو المفتاح لما أغلق، وهو الدواء والحل لجميع المشاكل التي تواجهها. سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله أولاً وآخراً.
المصدر http://www.islamav.com/doc_html/pacient_worshiping_allah.htm
http://www.islamav.com/doc_html/alsaber.htm (http://www.islamav.com/doc_html/pacient_worshiping_allah.htm)(/)
دعوة للتفاعل ........ دعني اكسب اجرك وتكسب اجري ..... بارك الله في الجميع
ـ[خالد البكري]ــــــــ[21 Dec 2006, 06:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم ....
الله اكبر ........ الله اكبر ....... الله اكبر ........................... لا اله الا الله.
الله اكبر ........ الله اكبر ............ ولله الحمد ...
من السنن المتبعه للحبيب صلى الله عليه وسلم في هذه العشر المباركه احياء سنة التكبير والجهر بها في المساجد
والاسواق والطرقات ...
.فدعونا نحي هذه السنه لعل الله ان يغفر لنا ويتولانا برحمته من خلال احياء هذه السنه ....
اشكرك لكم تفاعلكم .....
لاحرمني الله واياكم الاجر والمثوبه وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ...
محبكم في الله
خالد البكري(/)
الدورة الشاملة لتعليم التجويد بطريقة الفلاش
ـ[خالد البكري]ــــــــ[21 Dec 2006, 09:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
ستجدون الدرس الاول على هذا الرابط بارك الله فيكم
http://www.what-is-islam.org/arabic/1.swf
سبحان الله و الحمد لله و الله اكبر و لا اله الا الله و لا حول و لا قوة الا بالله(/)
رمي الجمار قبل الزوال بين المجيزين والمانعين دراسة مقارنة
ـ[الصبر الجميل]ــــــــ[21 Dec 2006, 10:11 م]ـ
رمي الجمار قبل الزوال بين المجيزين والمانعين دراسة مقارنة
عبد الفتاح بن صالح قديش اليافعي – اليمن – صنعاء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن سار على نهجه إلى يوم الدين
وبعد:
فخلال عمل الفقير في إفتاء الحجيج وإرشادهم (من خلال بعثة الحجة القطرية) كان لا بد في كل عام من أن تواجهنا مشكلة الاختلاف في الرمي قبل الزوال , فيحتدم الخلاف بين العلماء وبين طلبة العلم بل وبين أصحاب حملات الحج والحجيج فذاك يجيز وذاك يمنع وقد وصل الحال في بعض الأحيان إلى التشنيع والتبديع
وهذا مقال موجز حول هذه المسألة كتبته بين يدي حج السنة الماضية وأحببت أن يكون بين يدي موسم حج هذا العام فأقول وبالله التوفيق: الرمي قبل الزوال له حالات:
الحالة الأولى: الرمي قبل الزوال في يوم العيد:
وهذا لا خلاف فيه بين أهل العلم حيث أجمعوا على جواز الرمي يوم العيد قبل الزوال بل أجمعوا على أن ذلك هو الأفضل لفعل النبي صلى الله عليه وسلم
والحالة الثانية: الرمي قبل الزوال في اليوم الحادي عشر:
وقد اختلف أهل العلم في ذلك على قولين:
القول الأول: أن ذلك لا يجوز ولا يجزئ وعلى من رمى قبل الزوال أن يرمي بعده:
وهذا هو مذهب جمهور العلماء () بل حكاه الماوردي إجماعا حيث قال: (لا يجوز تقديم رمي يوم على زواله إجماعا) ().
ولكن هذا الإجماع لا يصح كما سيأتي , بل هذا القول هو ما عليه الجماهير وهو ما عليه المذاهب الأربعة: من حنفية () ومالكية () وشافعية () وحنابلة ()
القول الثاني: أن الرمي قبل الزوال جائز ومجزئ:
وهو رواية عن الإمام أبي حنيفة () ورواية عن أبي يوسف () وهو مذهب ابن عباس () وابن الزبير () وعكرمة () وعطاء () وطاووس () وابن طاووس () ومحمد الباقر ()
وهو وجه في مذهب الشافعية قال به بعض الشافعية كإمام الحرمين والرافعي والإسنوي () بل عده الشرواني مقابل الأصح في المذهب ()
وهو قول لبعض الحنابلة كابن الجوزي () وابن الزاغوني ()
وأفتى به طائفة من المعاصرين ومنهم: الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود () والدكتور يوسف القرضاوي () والشيخ مصطفى الزرقا ()
ووقت بدء الجواز عند أكثر القائلين بجوازه قبل الزوال هو من طلوع الشمس، ومنهم من قال بجوازه من طلوع الفجر كالحنفية ومن قال بالجواز من الشافعية
الأدلة:
أولا أدلة الجمهور:
دليلهم الأحاديث الكثيرة التي فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم رمى بعد الزوال وقد قال صلى الله عليه وسلم (خذوا عني مناسككم) ()
قال النووي: دليلنا أنه صلى الله عليه وسلم رمى كما ذكرنا وقال صلى الله عليه وسلم لتأخذوا عني مناسككم) ()
ومن الأحاديث التي فيها أنه صلى الله عليه وسلم رمى بعد الزوال:
- حديث جابر بن عبد الله عند مسلم ()
- وحديث ابن عباس عند الترمذي وابن ماجه ()
- وحديث عائشة عند أبي داود ()
- وحديث ابن عمر عند البخاري ()
ثانيا: أدلة الآخرين: لهم أدلة منها:
1 - قياس الأولى: فإن المشروع يوم العيد رمي جمرة واحدة ومع ذلك ترمى قبل الزوال , والمشروع في بقية الأيام رمي الجمار الثلاث فمن باب أولى ترمى قبل الزوال لأنه ينبغي توسيع وقت الرمي فيها لا تضييقه
2 - قياس اليوم الحادي والثاني والثالث عشر على يوم العيد بجامع أن الكل أيام نحر وتشريق
3 - قياس جواز الرمي قبل الزوال بجواز الرمي ليلا للرعاة والسقاة وذوي الحاجات بجامع الحاجة في كلٍ , والحاجة في هذه الأيام أشد للزحام الشديد الذي قد يؤدي إلى إزهاق الأنفس كما لا يخفى
4 - قياس تقديم الرمي على التأخير حيث يجوز تأخير الرمي إلى اليوم التالي وإلى آخر التشريق , وأجيب عن الأقيسة السابقة بأن الأصل في هذا الباب التوقيف لا القياس قال الكاساني: (وهذا باب لا يعرف بالقياس بل بالتوقيف) () ومع ذلك فالقياس مع الفارق فإن يوم العيد فيه أعمال كثيرة بخلاف أيام التشريق كما أن القياس إنما يكون عند عدم النص أما مع وجود النص فهو فاسد الاعتبار كما هو معلوم
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - حديث ابن عباس قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل أيام منى فيقول لا حرج فسأله رجل فقال رميت بعدما أمسيت قال لا حرج) () فدل على أن وقت رمي الجمار مبني على العفو والمسامحة ورفع الحرج , وأجيب بأن ذلك في الرمي في المساء لا في الرمي قبل الزوال
6 - حديث وبرة بن عبد الرحمن السلمي قال: سألت بن عمر رضي الله عنهما متى أرمي الجمار؟ قال: إذا رمى إمامك فارمه، فأعدت عليه المسألة، قال: كنا نتحين فإذا زالت الشمس رمينا () وأجيب بأنه اجتهاد من ابن عمر رضي الله عنه كما اجتهد في ذلك ابن عباس وابن الزبير رضي الله عنهم
7 - أن في ذلك مصلحة للحجيج فهو من المصالح المطلقة والمرسلة في الشرع فيلحق بالمصالح المعتبرة , وأجيب بأن المصلحة المطلقة المرسلة إذا خالفت النص فهي من المصالح الملغاة لا المعتبرة
وأجيب عن أدلة الجمهور:
1 - بأن فعل النبي صلى الله عليه وسلم إنما يدل على الأفضلية لا الوجوب كما هو معلوم , وأجيب بأن الفعل هنا مقرون بقوله (لتأخذوا عني مناسككم)
2 - من استدل على المنع بفعله صلى الله عليه وسلم يلزمه أن يقول بمنع تأخير طواف الإفاضة عن يوم العيد لأن النبي صلى الله عليه وسلم طاف يوم العيد وقد قال (لتأخذوا عني مناسككم) , وأجيب بأنه قد قام الدليل على جواز تأخير طواف الإفاضة عن يوم العيد، كما في حديث عائشة رضي الله عنها قالت: حاضت صفية بنت حُيي بعدما أفاضت، قالت: فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أحابستنا هي؟ قلت: يا رسول الله إنها قد أفاضت وطافت بالبيت ثم حاضت بعد الإفاضة، قال: فلتنفر إذا) كما أن الإجماع قائم على جواز تأخير الإفاضة عن يوم العيد والإجماع حجة قاطعة
3 - أن ترك النبي صلى الله عليه وسلم الرمي قبل الزوال لا يدل المنع فهو كترك الوقوف بعرفة بعد العشاء إلي طلوع الفجر مع أنه وقت للوقوف , وأجيب بأن الدليل قد دل على أن ما بعد العشاء إلى الفجر وقت للوقوف كما في حديث عروة بن مضرس مرفوعا (من شهد صلاتنا هذه ووقف معنا حتى ندفع، وقد وقف قبل ذلك بعرفة ليلاً أو نهاراً، فقد تم حجة وقضى تفثه) ()
الحالة الثالثة: الرمي قبل الزوال في اليوم الثاني عشر يوم النفر الأول:
وقد اختلف في ذلك أهل العلم على أقوال:
القول الأول: أن ذلك لا يجوز ولا يجزئ
وهو مذهب جمهور العلماء وعليه المذاهب الأربعة من حنفية ومالكية وشافعية وحنابلة كما تقدم النقل عنهم في الحالة الأولى
والقول الثاني: أن ذلك جائز ومجزئ:
وهو قول من سبق ذكرهم ممن يقولون بجواز ذلك في اليوم الحادي عشر , وهناك أيضا رواية عن الإمام أحمد بجواز الرمي والنفر في هذا اليوم قبل الزوال ()
والقول الثالث: يجوز بشرط أن ينفر في نفس اليوم بعد الزوال:
وهو رواية عن الإمام أحمد () وهو قول إسحاق وعكرمة ()
والأدلة في هذه المسألة هي الأدلة نفسها في المسألة السابقة ودليل رواية أحمد هو الحاجة للنفر في ذلك اليوم دون اليوم السابق
الحالة الرابعة: الرمي قبل الزوال في اليوم الثالث عشر يوم النفر الثاني:
وقد اختلف أهل العلم في ذلك على أقوال:
القول الأول: أن ذلك لا يجوز ولا يجزئ:
وهو مذهب المالكية () والشافعية () والحنابلة () وهو قول أبي يوسف ومحمد بن الحسن وهو المعتمد في مذهب الحنفية ()
والقول الثاني: أن ذلك جائز ومجزئ:
هو قول من سبق ذكرهم ممن يقولون بالجواز في اليوم الحادي عشر والثاني عشر , لكن يشار إلى أن للإمام أبي حنيفة هنا قولا واحدا فقط وهو الجواز () بخلاف الأيام السابقة فهي رواية فقط
والقول الثالث:أن ذلك جائز لكن لا ينفر إلا بعد الزوال:
وهو رواية عن الإمام أحمد وهو قول إسحاق وعكرمة ()
والأدلة في هذه المسألة هي الأدلة نفسها في المسائل السابقة , ودليل أبي حنيفة هو أنه عندما جاز إسقاط مبيت ليلة هذا اليوم ورميه تخفيفا فيجوز الرمي والنفر فيه قبل الزوال كذلك تخفيفا ()
تتمة:
مذهب الشافعية أن أيام التشريق كاليوم الواحد في الرمي فيجوز تدارك رمي اليوم الأول في اليوم الثاني ورمي اليوم الأول والثاني في اليوم الثالث , وإذا رمى على سبيل التدارك جاز له الرمي قبل الزوال قال النووي في المجموع () (ويجوز تقديم رمي يوم التدارك على الزوال) اه
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد طُرحت هذه المسألة في عدة مؤلفات فمنها:
- رمي الجمرات وما يتعلق به من أحكام للدكتور شرف بن علي الشريف
- بحث اللجنة الدائمة المنشور في مجلة البحوث الإسلامية، العدد الخامس
- رسالة الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود ضمن مجموع رسائله
- رد ا الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ضمن مجموع رسائله
- لكن أحسن وأشمل من تطرق لهذه المسألة فيما وقفت عليه هو أخونا وزميلنا الشيخ علي محمد ونيس في رسالته تحقيق المقال في رمي الجمار قبل الزوال وقد استفدت منها في مقالي هذا كثيرا
وعلى العموم:
فالمسألة مما يسوغ فيه الخلاف فلا ينكر فيها على المخالف خصوصا إذا دعت إلى الأخذ بقوله الحاجة والمشقة , فمن كان أهلا للاجتهاد والترجيح فليأخذ بما ترجح عنده ومن لم يكن أهلا لذلك فإن كان له مذهب فليأخذ بمذهبه وإن لم يكن له مذهب فليسأل من يثق بدينه وعلمه ويأخذ بفتواه كما قال تعالى (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)
لكن الأحوط قطعا هو الأخذ بمذهب الجمهور , وإذا تحرى الحاج الوقت المناسب فلن يجد الزحام إن شاء الله
كما ننصح الحجيج بتنظيم أنفسهم واتباع إرشادات الجهات المختصة , كما ننصح الجهات المختصة بالاهتمام بتطوير منى والجمرات وما من شأنه تسهيل الرمي والمناسك على الحجيج , وقد سمعنا عن مشاريع طوابق الجمرات وقطارات الأنفاق سهل الله تنفيذها , ووفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد
عبد الفتاح بن صالح قديش اليافعي
اليمن - صنعاء
Email : afattah31@hotmail.com
وهذه هي الهوامش ما أدري لماذا لم تظهر في الصفحة السابقة
1 - الاستذكار لابن عبد البر 13/ 214
2 - مرقاة المفاتيح لملا علي القاري 5/ 513
3 - بدائع الصنائع للكاساني 2/ 324
4 - شرح الدردير بحاشية الدسوقي 2/ 275
5 - المجموع للنووي 7/ 211 ومغني المحتاج للشربيني 2/ 276
6 - المغني لابن قدامة 5/ 328 والفروع لابن مفلح 3/ 382 والإنصاف للمرداوي 4/ 45
7 - بدائع الصنائع للكاساني 2/ 324 وفتح القدير 2/ 185 ومجمع الأنهر 1/ 281
8 - إرشاد الساري 161
9 - مصنف ابن أبي شيبة 3/ 319 ونصب الراية 3/ 175
11 - أخبار مكة للفاكهي 4/ 298
12 - الحاوي للماوردي 4/ 194
13 - لكن في القرى لقاصد أم القرى 524: (وقال عطاء: رمي الجمار بعد الزوال، فإن رمى قبل الزوال بجهالة أجزأه) اه فهو عنده للجاهل , وروى ابن أبي شيبة 3/ 319: عن ابن جريج، قال سمعت عطاء يقول: (لا ترمي الجمرة حتى تزول الشمس، فعاودته في ذلك، فقال ذلك) اه فهذا قول منه بالمنع ولا نعلم أي أقواله هو الأخير حتى ننسبه إليه , وهنا تظهر ميزة المذاهب الأربعة حيث إن الأصحاب في كل مذهب تتبعوا المتعارض من أقوال الإمام وعلموا المتأخر من المتقدم بخلاف غير الأربعة حيث ليس لهم أصحاب يهتمون بذلك
14 - فتح الباري 3/ 678
15 - مصنف ابن أبي شيبة / 3/ 319
16 - الاستذكار لأبن عبد البر 13/ 215 وبداية المجتهد 3/ 352
17 - تحفة المحتاج 4/ 138
18 - حاشية الشرواني على تحفة المحتاج 4/ 138
19 - الفروع لابن مفلح 3/ 382 والإنصاف للمرداوي 4/ 45
20 - ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب 1/ 182 والإنصاف للمردودي 4/ 45
21 - مجموع رسائل الشيخ عبد الله آل محمود 3/ 186 و 1/ 11
22 - راجع مائة سؤال عن الحج والعمرة /92 /، وكتاب فتاوى معاصرة / ج 3 /.
23ـ فتاوى الشيخ مصطفى الزرقا 196
24 - صحيح مسلم 2/ 943
25 - شرح النووي على مسلم 9/ 41
26 - صحيح مسلم 3/ 677
27 - سنن الترمذي 3/ 243 وسنن ابن ماجه 2/ 1014
28 - سنن أبي داود 2/ 201
29 - البخاري مع الفتح 3/ 677
30 - بدائع الصنائع 2/ 324
31 - رواه النسائي في الكبرى 2/ 438 وهو في البخاري2/ 615 دون (أيام منى)
32 - رواه البخاري 3/ 677 مع الفتح
33 - رواه الترمذي 3/ 238
34 - الفروع لابن مفلح 3/ 519 والإنصاف للمرداوي 4/ 45
35 - الفروع لابن مفلح 3/ 382
36 - المغني لابن قدامة 5/ 328
37 - حاشية الدسوقي على شرح الدردير 2/ 275
38 - المجموع للنووي 7/ 211
39 - المغني لابن قدامة 5/ 328
40 - الهداية للمرغناني1/ 149
41 - العناية على الهداية للبابرتي 2/ 499
42 - المغني لابن قدامة 5/ 328 وشرح الزركشي على الخرقي 3/ 279
43 - الهداية للميرغيناني 1/ 149 المبسوط للسرخسي 4/ 69
44 - المجموع 8/ 170
منقول
ـ[المنهوم]ــــــــ[22 Dec 2006, 02:38 م]ـ
بارك الله في الشيخ على هذا البحث الجميل ونفع بعلمه
ـ[الصبر الجميل]ــــــــ[22 Dec 2006, 02:48 م]ـ
آمين بارك الله به وبنا وبكم
ـ[محمدغراب]ــــــــ[23 Dec 2006, 11:55 م]ـ
احسنت اخى بحث قيم جزاك الله خيرا ونفع بك وجعله فى صحيفة حسناتك آمين
ـ[الصبر الجميل]ــــــــ[25 Dec 2006, 01:07 م]ـ
وإياكم اخي الكريم
ـ[الصبر الجميل]ــــــــ[15 Nov 2009, 02:53 م]ـ
يرفع بمناسبة الحج
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[15 Nov 2009, 03:40 م]ـ
بارك الله فيك ..
ولكن بقيت صورة تقع كثيرا وهي: الرمي قبل شروق الشمس يوم العيد ..
ولا أنسى أن أنبه أن الأحوط لطلبة العلم ليس هو اتباع كل منهم لمذهبه؛ بل الأولى هو اتباع الراجح من أقوال أهل العلم حسب الدليل دون التفات إلى مذهب أحد كائنا من كان ولو كان الجمهور؛ فقد يكون الحق على خلاف مذهب الجمهور، وقد يغفلون عن أدلة صريحة في المسألة ..
ومن طالع كتب الفقه المقارن وخاصة المحلى والمغني وجد من ذلك الكثير ..
وجزى الله كاتب الموضوع خير الجزاء.
والله تعالى أعلم.
ـ[الصبر الجميل]ــــــــ[19 Nov 2009, 11:57 ص]ـ
يرفع بمناسبة حج 1430(/)
الآن الساعة .. (الرابعة والنصف فجراً) .. (4.30) .. حدث عظيم .. !!
ـ[خالد البكري]ــــــــ[22 Dec 2006, 08:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير من صلى وصام وقام القائل
" إنّ الله تعالى يمهل حتى إذا كان ثلث الليل الأخير ينزل إلى السماء الدنيا فيقول:
هل من تائب فأتوب عليه؟
هل من مستغفر فأغفر له؟
هل من سائل فأعطيه؟
حتى يطلع الفجر " رواه البخاري ومسلم
وهل هناك حدث أعظم وأجل من نزول الرب سبحانه وتعالى
هل تتأمل كيف يراك سبحانه وتعالى وأنت قائم تصلي
هل رأيت من غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر كيف كان يبكي وهو يصلي
عن عبد الله بن الشَّخيّر رضي الله عنه قال (أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء) رواه أبو داوود
طوبى لمن سهرت بالليل عيناه……. وبات في قلقٍ في حبِّ مولاه
وقام يرعى نجوم الليل منفردًا……. شوقًا إليه وعين الله ترعاه
ولا يخفى على أحد فضل
(قيام الليل)
قال تعالى (ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً) وقال تعالى مادحاً المؤمنين (والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً) وقال سبحانه يصف قيام الليل (إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأقوم قيلاً) قال الطبري (أشد وطأً أي أشد مواطأة بين القلب واللسان وأجمع على التلاوة) هذا وإن للتهجد في نظر الشرع أهمية كبيرة في حياة المسلم لذا فقد حذَر رسول الله صلى الله عليه وسلم من ترك قيام الليل لمن اعتاده. فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم من الليل فترك قيام الليل " رواه البخاري
وأما وقت التهجد فهو الثلث الأخير من الليل، فقد سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها كيف كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل؟
قالت " كان ينام أوله ويقوم آخره فيصلي ثم يرجع إلى فراشه فإذا أذن المؤذن وثب فإن كان به حاجة اغتسل، وإلا توضأ وخرج " رواه البخاري
اللهم اجعلنا ممن يقوم الليل إيماناً واحتساباً ووفقنا لما تحب وترضى. اللهم آمين
هل بالإمكان ترك ما بيدك الآن
والصلاة ركعتين للرحمن
محبكم في الله:
خالد البكري
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[23 Dec 2006, 12:48 ص]ـ
جزاك الله خيرا وأعانني وإياك وجميع المسلمين على قيام الليل
ـ[نورة]ــــــــ[23 Dec 2006, 01:03 ص]ـ
جزاك الله خيرا وأعانني وإياك وجميع المسلمين على قيام الليل
اللهم آمين
وحينها لا تنسونا من الدعاء
ـ[خالد البكري]ــــــــ[23 Dec 2006, 10:09 ص]ـ
جزاك الله خيرا وأعانني وإياك وجميع المسلمين على قيام الليل
اللهم آمين،، جزاك الله خير أخي أبو حذيفة وأشكرك على مرورك للموضوع وتعقيبك
ـ[خالد البكري]ــــــــ[23 Dec 2006, 10:10 ص]ـ
اللهم آمين
وحينها لا تنسونا من الدعاء
بارك الله فيك أختي نورة والله يوفقك على قيام الليل وأشكرك على مرورك وتعقيبك(/)
احي معي سنة مندثرة واجعل جهازك يصدح بالتكبير
ـ[نورة]ــــــــ[23 Dec 2006, 12:31 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الأفاضل رواد هذا المنتدى المبارك ...
من باب التذكير بالخير أحب أن أتوجه إليكم في هذه الأيام المباركة وأطلب منكم جميعا أن نحيي سنة قد اندثرت وقلّ من يعمل بها؛ ألا وهي سنة التكبير في أيام العشر
وقد ورد من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الحث على ذلك
عن ابن عمر رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما من أيام أعظم ولا أحب إلى الله العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد)
إسناده صحيح مسند الإمام أحمد
فلماذا لا نكون ممن يحيي هذه السنة إقتداء باصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
كان ابن عمر و أبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران و يكبر الناس بتكبيرهما
حديث صحيح - إرواء الغليل للألباني
فلنذكّر جميع الناس بهذه السنة المندثرة ولنبدأ من اليوم ...
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً) أخرجه الترمذي 7/ 443 وهو حديث حسن لشواهده
تذكيراً بهذه السنة ..
أضع بين أيديكم بعض الملفات الصوتية .. فلتبقى تعمل على أجهزتكم و أنتم تتصفحون هذه الشبكة ..
صوت التكبير .. منقول من موقع مكة ..
http://www.makkawi.com/SOTIAT/eid3.rml]
http://www.makkawi.com/SOTIAT/eid2.rm
http://www.makkawi.com/SOTIAT/eid1.rm
http://www.makkawi.com/SOTIAT/eiid1424.rm
صوت التلبية
http://www.makkawi.com/SOTIAT/labic.rm
آمل أن يستفيد الجميع ونحيي هذه السنة الغاااااائبة ..
ولا تنسونا من الدعاء ..
منقول(/)
مكانة أهل الحديث ومآثرهم وجهود العلماء في السنة والعقيدة والتفسير للشيخ ربيع المدخلي
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[23 Dec 2006, 09:23 ص]ـ
مكانة أهل الحديث ومآثرهم وآثارهم الحميدة في الدّين للدكتور ربيع هادي المدخلي أستاذ مساعد بكلية الحديث الشريف إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله- صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد- فإن الله بعث محمداً- صلى الله عليه وسلم- بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرين. وإن أسعد الناس بهديه واتباعه وحبه ومولاته ونصرة ما جاء به من الحق هم صحابته الكرام ومن اتبعهم بإحسان من القرون المفضلة. ومن سلك سبيلهم وترسم خطاهم إلى يوم الدين. ثم إن من يدرس أحوال السابقين واللاحقين من الفرق المنتسبة إلى أمة محمد- صلى الله عليه وسلم- ويدرس مناهجهم وعقائدهم وأفكارهم بإنصاف وفهم وتجرد يجد أن أهل الحديث هم أشدُّ الناس أتباعاً وطاعة وتعلقاً وارتباطاً بما جاءهم به نبيهم محمد- صلى الله عليه وسلم- كتاباً وسنة في عقائدهم وعباداتهم ومعاملاتهم ودعوتهم واستدلالهم واحتجاجهم وهم على غاية من الثقة والطمأنينة بأن هذا هو المنهج الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وأنه الطريق السليم والصراط المستقيم. وما عدا ذلك من المناهج والسبل فأمر لم يشرعه الله ولم يرض به ولا يؤدي إلا إلى الهلاك والعطب0 فمن هم أهل الحديث إذا؟ هم من نهج نهج الصحابة والتابعين لهم بإحسان في التمسك بالكتاب والسنة والعض عليهما بالنواجذ وتقديمهما على كل قول وهدي سواء في العقائد أو العبادات أو المعاملات أو الأخلاق أو السياسة والاجتماع. فهم ثابتون في أصول الدين وفروعه على ما أنزله الله وأوحاه على عبده ورسوله محمد - صلى الله عليه وسلم-. وهم القائمون بالدعوة إلى ذلك بكل جد وصدق وعزم. وهم الذين يحملون العلم النبوي وينفون عنه تحريف المغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين. فهم الذين وقفوا بالمرصاد لكل الفرق التي حادت عن المنهج الإسلامي، كالجهمية والمعتزلة والخوارج والروافض والمرجئة والقدرية، وكل من شذ عن منهج الله واتبع هواه في كل زمان ومكان لا تأخذهم في الله لومة لائم. هم الطائفة التي مدحها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وزكاها بقوله: " لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة ". هم الفرقة الناجية الثابتة على ما كان عليه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، الذين ميزهم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وحددهم عندما ذكر أن هذه الأمة ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، فقيل: من هم يا رسول الله؟ قال:" من كان على ما أنا عليه وأصحابي". لا نقول ذلك مبالغة ولا دعاوى مجردة، وإنما نقول الواقع الذي تشهد له نصوص القرآن والسنة، ويشهد له التاريخ وتشهد به أقوالهم وأحوالهم ومؤلفاتهم. هم الذين وضعوا نصب أعينهم قول الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} (آل عمران: 103). وقوله: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (النور: 63). فكانوا أشد الناس بعداً عن مخالفة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم- وأبعدهم عن الفتن. وهم الذين جعلوا دستورهم {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً} (النساء: 65). فقدروا نصوص القرآن والسنة حق قدرها وعظموها حق تعظيمها فقدموها على أقوال الناس جميعاً وقدموا هديها على هدى الناس جميعاً واحتكموا إليها في كل شأن عن رضى كامل وصدور منشرحة بلا ضيق ولا حرج وسلموا لله ولرسوله التسليم الكامل في عقائدهم وعباداتهم ومعاملاتهم. هم الذين يصدق فيهم قول الله: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا
(يُتْبَعُ)
(/)
سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (النور: 51). هم بعد صحابة رسول الله جميعا وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون هم سادة التابعين وعلى رأسهم سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وعلي بن الحسين زين العابدين ومحمد بن الحنفية وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود وسالم بن عبد الله بن عمر والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق والحسن البصري ومحمد بن سيرين وعمر بن عبد العزيز ومحمد ابن شهاب الزهري ثم أتباع التابعين وعلى رأسهم مالك والأوزاعي وسفيان بن سعيد الثوري وسفيان بن عينة وإسماعيل بن علية والليث بن سعد وأبو حنيفة النعمان. ثم أتباع هؤلاء وعلى رأسهم عبد الله بن المبارك ووكيع بن الجراح والإمام محمد بن إدريس الشافعي وعبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن سعيد القطان وعفان بن مسلم. ثم تلاميذ هؤلاء الذين سلكوا منهجهم وعلى رأسهم الإمام أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعلي بن المديني. ثم تلاميذهم كالبخاري ومسلم وأبي حاتم وأبي زرعة وأبي داود والترمذي والنسائي. ثم من جرى مجراهم في الأجيال بعدهم كابن جرير وابن خزيمة والدارقطني في زمنه والخطيب البغدادي وابن عبد البر النمري0 وعبد الغني المقدسي وابن قدامة وابن الصلاح وابن تيمية والمزي والذهبي وابن كثير وأقران هؤلاء في عصوهم ومن تلاهم واقتفى أثرهم في التمسك بالكتاب والسنة إلى يومنا هذا. هؤلاء الذين أعنى به أهل الحديث جهودهم في خدمة السنة عموماً: وتدوين أسماء رواتها وبيان أحوالهم من عدالة وضبط وإتقان أو ضعف وكذب وتدليس وغير ذلك من أحوالهم من أنواع الجرح والتعديل مما يتعلق بالأسانيد والمتون بدون مجاملة لأحد لا تأخذهم في الله لومة لائم وتلك ميزة خاصة لأمة محمد- صلى الله عليه وسلم- امتازت بها على سائر الأمم حققها الله على أيدي أئمة أهل الحديث الذين أبدوا من الكفاءات العلمية المدهشة ما لا يلحقهم ولا يدانيهم فيها أهل أي علم من العلوم. وبرهنت أعمالهم وجهودهم وما خلفوه من تراث عظيم على عبقريات عظيمة وقرائح متوقدة وعقول خصبة قادرة على تشقيق علوم الحديث وتنويعها إلى حد تحار فيه الألباب. من هذا الإنتاج العظيم أنواع المؤلفات اللاتي ذكرها: ا- الجوامع. 2 - المسانيد. 3 - والصحاح. 4 - السنن. 5 - المستخرجات. 6 - كتب مفردة في أبواب مخصوصة. ككتب في رؤية الله في الآخرة وكتب في الإخلاص والتوحيد. والطهور والسواك والأذان وصفة الصلاة. 7 - كتب مفردة في الآداب والأخلاق والترغيب والترهيب. 8 - كتب في التفسير. 9 - كتب في المصاحف والقراءات. 10 - كتب في الناسخ والمنسوخ. 11 - كتب في الأحاديث القدسية. 12 - كتب في المراسيل. 13 - الأجزاء عندهم تأليف الأحاديث المروية عن رجل واحد من الصحابة أو من بعدهم. 14 - الفوائد. 15 - الوحدانيات. 16 - الثنائيات والثلاثيات إلى العشاريات. 17 - كتب في الشمائل والسير والمغازي. 18 - كتب في أحاديث شيوخ مخصوصين. 19 - كتب في جمع طرق بعض الأحاديث. 20 - كتب في رواة بعض الأئمة أو في غرائب حديثهم0 21 - كتب في الأحاديث الأفراد. 22 - كتب في المتفق والمفترق وفي المؤتلف والمختلف. وكتب في المتشابه. 23 - كتب في معرفة الأسماء والكنى والألقاب. 24 - كتب في مبهم الأسانيد أو المتون. 25 - كتب في الأنساب. 26 - كتب في معرفة الصحابة. 27 - كتب في تواريخ الرجال وأحوالهم. 28 - كتب المعاجم. 29 - كتب الطبقات. 30 - كتب في علوم الحديث أي مصطلحه0 31 - كتب في الضعفاء وكتب في الثقات وكتب فيهما. 32 - كتب في العلل. 33 - كتب في الموضوعات. 34 - كتب في بيان غريب الحديث. 35 - كتب في اختلاف الحديث. 36 - كتب في الأمالي. 37 - كتب في رواية الأكابر عن الأصاغر. 38 - كتب في أدب الرواية. 39 - كتب في العوالي. 40 - كتب في الأطراف أي أطراف الأحاديث0 41 - كتب في الزوائد. 42 - كتب في الجمع بين بعض الكتب- الحديثية فهذه هي بعض المجالات التي كان يخوضها علماء الحديث والأثر تأليفاً ودراسة وهو يدل على همم عالية وعقول متفتحة خصبة واسعة الأفاق و إذا كان يحق للأمة أن ترفع رؤوسها وتعتز بأسلافها فبهؤلاء العباقرة وبعلومهم الواسعة النافعة وعقولهم النيرة المتفتحة، في الوقت الذي كان غيرهم ولا يزال يبذلون جهودهم في الحجر على العقول ودفع الأمة إلى الجمود القاتل المؤدي إلى الهلاك والضياع والفناء0 جهودهم الخاصة بالعقيدة
(يُتْبَعُ)
(/)
والدعوة إلى الكتاب والسنة والتثبيت عليهما والدفاع عنهما: كان الصحابة- رضوان الله عليهم- ومن سلك منهجهم واتبعهم بإحسان في عقائدهم وعباداتهم وأخلاقهم ومعاملاتهم، مؤمنين إيماناً كاملاً بما جاء في كتاب الله المجيد وسنة رسوله المطهرة في باب أسماء الله وصفاته المقدسة من غير تحريف ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تمثيل وكذلك في الإيمان بالقدر والجنة والنار وعذاب القبر ونعيمه وسائر المعتقدات التي حصل فيها الانحراف من بعض الفرق والله الخالق العليم الحكيم- قد فطر الناس وأعدهم وهيأهم وأعطاهم عقولاً تناسب الحق وتوافقه وأنزل إليهم كتباً تتضمن من العقائد والشرائع ما يوافق العقول السليمة والفطر الصحيحة التي سلمت من الانحراف والفساد0 فيتلقى حواريو الأنبياء ومن ورثهم بحق واتبعهم بإحسان ما جاء به الرسل والكتب بالإيمان والتسليم. وهذا كان موقف الصحابة الكرام ومن اتبعهم بإحسان. ولما ذرت قرون شياطين البدع وقفوا لهم بالمرصاد فضللوهم وبدعوهم وكفروا من يستحق التكفير وقتلوا بعض رؤساء البدع والفتن والزندقة ثم ردوا في مقالاتهم ومؤلفاتهم على أهل البدع وبينوا خطرها وضررها على الإسلام والمسلمين. وثبتوا المسلمين على كتاب ربهم وسنة نبيهم وبينوا لهم أن الواجب عليهم الإعتصام بكتاب ربهم وسنة نبيهم- صلى الله عليه وسلم- ومنابذة الأهواء وأهلها. إيمانا منهم أن القرآن والسنة كافيان غاية الكفاية في كل ما يجب على المرء الإيمان به واعتقاده كفيلان بهداية الناس وسعادتهم في الدنيا والآخرة. وأن الضلال والشقاء في الدنيا والآخرة في مخالفتهما فاستناداً إلى ما جاء في الكتاب والسنة من وجوب اتباع الرسول- صلى الله عليه وسلم- وطاعته والانقياد له وإيجاب رد ما تنازع الناس فيه إلى الله والرسول والوعيد الشديد لمن خالف هذا المنهج وشرع في الدين ما لم يأذن به الله. ومن تحذير رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من البدع وذمه لها وحكمه على كل بدعة أنها ضلالة وأنها مردودة لا يقبلها الله. قام من لحقتهم هذه الفتن من الصحابة بقمع أهلها والرد عليهم فقام علي- رضي الله عنه- بقتل الخوارج وروى هو وغيره من الصحابة عن رسول الله ما يحض على قتلهم وأنه من أفضل ما يقرب إلى الله. وأحرق غلاة الشيعة بالنار حينما غلوا فيه ورفعوه إلى درجة الألوهية. ولما بلغ عبد الله بن عمر- رضي الله عنه- أن قوماً ينفون القدر وأن الأمر عندهم أنف قال لمن اخبره بهم: " إذا لقيت أولئك فأخبرهم أني براء منهم وأنهم مني برآء والذي نفسي بيده لو أن لأحدهم مثل أحد ذهباً فأنفقه في سبيل الله ما قبل الله منه شيئاً حتى يؤمن بالقدر خيره وشره ". وسئل مالك عمن يقول: "القرآن مخلوق"، قال: "هو عندي كافر فاقتلوه". وعن ابن المبارك والليث بن سعد وابن عيينة وهشيم وعلي بن عاصم وحفص بن غياث ووكيع بن الجراح مثله ومثله عن النووي ووهب بن جرير ويزيد بن هارون 0 وقيل لعبد الرحمن بن مهدي: إن الجهمية يقولون: إن القرآن مخلوق. فقال: "إن الجهمية أرادوا أن ينفوا أن يكون الرحمن على العرش استوى، وأرادوا أن ينفوا أن يكون القرآن كلام الله أرى أن يستتابوا وإلا ضربت أعناقهم" 0 وقال الربيع بن سليمان المرادي صاحب الشافعي:" لما كلم حفص الفرد الشافعي فقال حفص القرآن مخلوق فقال له الشافعي- رضي الله عنه- " كفرت بالله العظيم ". وسئل مالك عن الاستواء فقال: " الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة وما أراك إلا صاحب بدعة وأمر به فأخرج وكان يقول: إن الله في السماء. وأخرج رجلاً من حلقته لأنه مرجيء"0 وقال سعيد بن عامر: " الجهمية أشر قولاً من اليهود والنصارى. قد اجتمعت اليهود والنصارى وأهل الأديان أن الله تبارك وتعالى على العرش وقالوا هم: ليس على العرش شيء". وقال ابن المبارك:" لا نقول كما قالت الجهمية إنه في الأرض ها هنا بل على العرش استوى". وقيل له: كيف نعرف ربنا؟ قال:" فوق سماواته على عرشه… وإنا لنحكي كلام اليهود والنصارى ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية". وقال البخاري: "نظرت في كلام اليهود والنصارى والمجوس فما رأيت أضل في كفرهم منهم وإني لأستجهل من لا يكفرهم إلا من لا يعرف كفرهم ". ونقل الإمام البخاري أقوال كثير من الأئمة في تضليل وتكفير الجهمية في إنكارهم أن الله في السماء وفي قولهم إن القرآن
(يُتْبَعُ)
(/)
مخلوق0 (راجع خلق أفعال العباد له) 0 وخرج البيهقي بسند جيد عن الأوزاعي قال: "كنا والتابعون متوافرون نقول إن الله على عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته". وأسند اللالكائي عن محمد بن الحسن الشيباني قال:" اتفق الفقهاء كلهم من المشرق إلى المغرب على الإيمان بالقرآن وبالأحاديث التي جاء بها الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفة الرب من غير تشبيه ولا تفسير فمن فسر شيئاً منها وقال بقول جهم فقد خرج عما كان عليه النبي- صلى الله عليه وسلم- وأصحابه وفارق الجماعة لأنه وصف الرب بصفة لا شيء". وأخرج ابنا أبي حاتم في مناقب الشافعي عن يونس بن عبد الأعلى سمعت الشافعي يقول: "لله أسماء وصفات لا يسع أحداً ردها ومن خالف بعد ثبوت الحجة عليه فقد كفر وأما قبل قيام الحجة، فإنه يعذر بالجهل لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل ولا الرؤية والفكر فنثبت هذه الصفات وننفي عنه التشبيه كما نفى عن نفسه فقال: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (انظر فتح الباري) (13/ 406 - 407). وروى الإمام أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي المتوفى سنة 279 في جامعه حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- "إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه فيربيها لأحدكم كما يربي أحدكم مهره حتى أن اللقمة لتصير مثل أحد". وقال عقبه: هذا حديث حسن صحيح. وروى عن عائشة عن النبي- صلى الله عليه وسلم- نحو هذا ثم قال: "وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا قالوا قد ثبتت الروايات في هذا ويؤمن بها ولا يتوهم ولا يقال كيف؟. هكذا روي عن مالك وسفيان بن عيينه وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث أمروها بلا كيف وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة. وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا: هذا تشبيه وقد ذكر الله عز وجل في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر. فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم وقالوا: "إن الله لم يخلق آدم بيده" وقالوا:" إن معنى اليد هاهنا القوة". وقال إسحاق بن إبراهيم:" إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو سمع كسمع أو مثل سمع، فإذا قال: سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه". وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيهاً. وهو كما قال الله تعالى: في كتابه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (الترمذي كتاب الزكاة عقب حديث 662 جـ3 ص 43 طبعة الحلبي). وروى أيضا حديث الحسن البصري عن أبي هريرة مرفوعاً في السماوات والمسافات بينها وأن العرش فوقها وذكر الأرضيين والمسافات بينها ثم قال هذا حديث غريب من هذا الوجه. ثم اثبت استواء الله على عرشه فقال: "وهو على العرش" كما وصف في كتابه (48 - كتاب التفسير حديث 3298) (5/ 404) طبعة الحلبي. أما المؤلفات في نصرة العقيدة والرد على أهل البدع فهو كثيرة لا تحصى نذكر منها ما يأتي: ألف الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنة والحديث المتوفى سنة 241 هـ: كتاب: الرد على الجهمية والزنادقة 0 وألف كتاب: السنة. وألف ابنه عبد الله كتاب: السنة. وألف أبو بكر بن أبي شيبة المتوفى سنة 235 هـ كتاب: الإيمان. وألف الإمام البخاري المتوفى سنة 256 هـ: كتاب: خلق أفعال العباد ضمنه الرد على الجهمية المعطلة لصفات الله والقائلين بخلق القرآن0 وضمن كتابه الجامع الصحيح ثلاثة كتب في هذا المجال: كتاب: الإيمان وضمنه الرد على المرجئة. وكتاب: التوحيد وضمنه الرد على معطلة الجهمية. وكتاب: الاعتصام وضمنه وجوب اتباع الكتاب والسنة وضمنه الرد على أهل الرأي المفرقين في القياس والرد على منكري حجية خبر الآحاد. وألف أبو داود كتابه: السنن وأدخل فيه كتاب السنة وضمنه الرد على القدرية والمرجئة والجهمية المعطلة وهو يضع تراجم واضحة بأسماء هذه الفرق كقوله بباب الرد على الجهمية في موضعين من كتاب السنة في الموضوع الأول رد عليهم إنكار استواء الله على العرش وفي الموضوع الثاني رد عليهم إنكار النزول. ووضع الإمام أبو عبد الله محمد بن يزيد ابن ماجة مقدمة لكتابه السنن في اتباع سنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- استغرقت 98 صفحة وضمنها ستة وستين حديثاً ومائتي حديث. وضمنها
(يُتْبَعُ)
(/)
أبواباً كثيرة من جملتها باب فيما أنكرت الجهمية ذكر فيه إنكارهم الرؤية والكلام والاستواء على العرش وساق أحاديث في الرد عليهم وذكر الخوارج وغيرهم من المبتدعة وعقد باباً في اجتناب الرأي. وألف عثمان بن سعيد الدارمي المتوفى سنة 280 هـ كتاب: الرد على الجهمية. وكتاب: الرد على بشر المريسي. وصنف أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد المروزي المتوفى سنة 292 هـ كتاب: السنة. وصنف أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الآجري المتوفى سنة 360 هـ كتاب: الشريعة. وكتاب: التصديق بالنظر إلى وجه الله وما أعد لأوليائه. وألف أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي الشافعي الطبراني صاحب التصانيف المتوفى سنة 360 هـ كتاب: السنة. وألف الإمام أحمد بن محمد بن هانىء أبو بكر الأثرم المتوفى سنة 273 هـ كتاب: السنة. وألف الإمام أبو علي حنبل بن إسحاق الشيباني ابن عم الإمام أحمد بن حنبل وتلميذه المتوفى سنة 273 هـ كتاب: السنة. وألف الإمام أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال مؤلف علم أحمد وجامعه المتوفى سنة 311 هـ كتاب: السنة وهو في ثلاث مجلدات. وألف الإمام أبو الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأصبهاني ذو التصانيف المتوفى سنة 369 هـ كتاب: السنة. وألف أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل الشيباني المتوفى سنة 287 هـ كتاب: السنة. وصنفه أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان البغدادي الواعظ المعروف بابن شاهين الحافظ الكبير ذو التصانيف العجيبة المتوفى سنة 385 هـ كتاب: السنة 0 وصنف الإمام أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري المتوفى سنة 324 هـ كتاب: الإبانة وكتاب: الموجز على طريقة أهل الحديث في إثبات الصفات وضمنه الرد على الجهمية وغيرهم من فرق التعطيل. وألف الإمام الحافظ خشش بن أصرم المتوفى 253 هـ كتاب: الاستقامة والرد على أهل البدع. وألف إمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة المتوفى سنة 311 هـ كتاب: التوحيد وإثبات صفات الرب عز وجل. وألف إمام المفسرين أبو جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفى سنة 310 هـ عقيدة على منهج أهل الحديث وجرى في تفسيره الكبير الشهير على المنهج نفسه0 وصنف أبو عبد الله محمد بن يحيى بن مندة الحافظ الرحال المتوفى سنة 301 هـ كتاب: السنة. وصنف الإمام أبو بكر أحمد بن إسحاق الشافعي النيسابوري المتوفى سنة 342 هـ المعروف بالصبغي كتاب: الأسماء والصفات. وكتاب: الإيمان بالقدر. وألف أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم العسال الأصبهاني المتوفى سنة 349 هـ كتاب: السنة. وألف أبو الحسين محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الملطي الشافعي المتوفى سنة 377 هـ كتاب: التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع. وصنف الإمام الحافظ الكبير أمير المؤمنين في الحديث أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني المتوفى سنة 385 هـ كتاب: الصفات. وكتاب: النزول. وكتاب: الرؤية. وألف الإمام الحافظ عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري المتوفى سنة 387 هـ كتاب: الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ومجانبة الفرق المذمومة، والإبانة الصغرى، والسنة0 وألف الإمام الحافظ الجوال صاحب التصانيف الكثيرة محمد بن إسحاق بن يحيى بن مندة المتوفى سنة 395 هـ كتاب: التوحيد، وكتاب الإيمان. وألف الإمام الزاهد شيخ الإسلام أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي الشافعي المتوفى سنة 490 هـ كتاب: الحجة في مجلد. وألف الإمام أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري الرازي اللالكائي محدث بغداد المتوفى سنة 418 هـ كتاب: شرح أصول السنة. وألف الإمام أبو محمد عبد الله بن يوسف الجويني المتوفى سنة 438 هـ رسالة في إثبات الاستواء والفوقية. وألف الإمام الكبير أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري الهروي المتوفى سنة 481 هـ كتاب: الفاروق في صفات الله. وكتاب: ذم الكلام. وألف الإمام الزاهد شيخ الإسلام أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي الشافعي المتوفى سنة 490 هـ كتاب: الحجة في مجلد. وافتتح الإمام محي السنة أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي الشافعي المتوفى سنة 516 هـ كتابه: شرح السنة. بكتاب الإيمان من ص 7 - 231 ضمنه الأبواب الآتية: 1 - باب الإيمان بالقدر 30 - باب وعيد القدرية0 3 - باب الرد على الجهمية0 4 - باب الرد على من قال بخلق القرآن0 5 - باب الاعتصام بالكتاب والسنة0 6 - باب رد البدع والأهواء0 7 - باب مجانبة
(يُتْبَعُ)
(/)
أهل الأهواء. ونهج في كتابه التفسير نهج أهل الحديث والسنة في إثبات الصفات ومخالفة أهل الأهواء في ذلك0 وألف العلامة أبو الحسن محمد بن عبد الملك الكرجي الشافعي صاحب شيخ الإسلام الهروي المتوفى سنة 532 هـ عقيدة على منهج السلف. وألف الإمام الحافظ أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي الطلحي الأصبهاني المتوفى سنة 535 هـ كتاب: الحجة في بيان المحجة على منهج أهل الحديث. وألف الإمام الحافظ محدث الإسلام عبد الغني بن عبد الواحد بن سرور المقدسي الحنبلي، صاحب التصانيف المتوفى سنة 600 هـ كتاباً في الصفات في جزأين تذكرة الحفاظ 4/ 1374 0 وألف الإمام شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية- رحمه الله- المتوفى سنة 728 هـ عدداً من الكتب في: العقيدة والدعوة إلى الرجوع إلى الكتاب والسنة، ومحاربة البدع، كالعقيدة الواسطية، والعقيدة الحموية، والعقيدة التدمرية، واقتضاء الصراط المستقيم، ومنهاج السنة، والرد على البكري، والرد على الاخنائي، والفتاوى، وكلها تهدف إلى العودة بالأمة الإسلامية إلى الكتاب والسنة وإلى منهج السلف الصالح. وألف تلميذه الإمام شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر المعروف بابن قيم الجوزية- رحمه الله- المتوفى سنة 751 هـ كتاب: الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة، وكتاب: اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية. والقصيدة النونية في مجال العقيدة. وأعلام الموقعين في باب الاعتصام بالسنة. وألف الإمام الحافظ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748 هـ كتاب: العلو للعلي الغفار جمع فيه نصوص الكتاب والسنة في علو الله وما بلغه من أقوال الصحابة والتابعين وأئمة الحديث وأئمة الفقه وأتباعهم إلى عصره. وألف العلامة القاضي صدر الدين علي بن علي بن أبي العز الحنفي الصالحي الدمشقي المتوفى سنة 792 هـ رسالة سماها الإتباع موضوعها وجوب اتباع السنة كما شرح العقيدة الطحاوية على منهج أهل الحديث في الصفات والقرآن والقدر وغيرها من العقائد الإسلامية. ثم كانت حركات الدعوة إلى الكتاب والسنة وتصحيح العقائد ومحاربة البدع في العالم الإسلامي. كحركة الصنعاني والشوكاني في اليمن. وحركة الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الجزيرة العربية وحركة أهل الحديث في الهند امتداداً لدعوة أهل الحديث ومنهجهم وهي لا تزال قائمة إلى قيام الساعة كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: " لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم إلى قيام الساعة ". يرزق الله العلم السعداء ويحرمه الأشقياء عن عبد الرزاق، قال: سمعت سفيان الثوري يقول لرجل من العرب: " ويحكم، أطلبوا العلم، فإني أخاف أن يخرج العلم من عندكم فيصير إلى غيركم، فتذلون ... أطلبوا العلم، فإنه شرف في الدنيا وشرف في الآخرة " وعن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: " يرزق الله العلم السعداء، ويحرمه الأشقياء ". وقال عبد الملك بن مروان لبنيه: " يا بني، تعلموا العلم، فإن استغنيتم كان لكم كمالاً، فإن افتقرتم كان لكم مالاً " وكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول: " زيادة العلم: الابتغاء، ودرك العلم: السؤال ... فتعلم ما جهلت، واعمل بما عملت " 000 (جامع بيان العلم وفضله) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لله أشد فرحاً بتوبة عبده المؤمن من رجل بأرض فلاة دوية مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه، فنزل عنها فنام وراحلته عند رأسه فاستيقظ وقد ذهبت، فذهب في طلبها فلم يقدر عليها حتى أدركه الموت من العطش، فقال: والله لأرجعن فلأموتن حيث كان رحلي، فرجح فنام، فاستيقظ، فإذا راحلته عند رأسه، فقال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح " متفق عليه.(/)
كيف أبدأ في طلب العلم؟
ـ[خالد البكري]ــــــــ[23 Dec 2006, 01:14 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إخوتي الكرام أود منكم مساعدتي في كيفية البدأ في معرفة أمور الشريعة البدائية
من التوحيد و الفقه و الحديث الشريف و غيرها من العلوم
لأني أشعر بضعف علمي بأمور الشريعة و كلما أردت التفقه في أمور الدين لا أعلم كيف أبدأ و من أي كتاب أقرأ و على ماذا أركز؟؟
محبكم في الله: خالد البكري
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[23 Dec 2006, 02:25 م]ـ
(من أين نبدأ؟) نحو منهج عملى في طلب العلوم الشرعية ( http://web.1asphost.com/alalem/new_page_50.htm)
ـ[خالد البكري]ــــــــ[23 Dec 2006, 06:14 م]ـ
جزاك الله خيرا أبو مجاهد على هذا الرابط ونفع الله بكم ووللمسلمين
ـ[معروفي]ــــــــ[27 Dec 2006, 07:33 ص]ـ
ما شاء الله تعالى و لا قوة إلا بالله، جزاكم الله خير الجزاء على هذه المشاركة الماتعة، و التي يحتاج إليها كل طالب
علم شرعي، و أرجو الله تعالى أن يعم خيرها كل طالب علم.(/)
أجوبة أسئلة موقع التراث
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[24 Dec 2006, 01:26 م]ـ
أما عن أسئلة الأخ مسترشد 1 - ما هي الكتب التي تنصحون طالب العلم المبتدئ بدراستها في علم مصطلح الحديث، وما هي الطريقة المثلى للدراسة في حالة عدم توفر شيخ في بلدنا. ج. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، أولاً: أشكر الأخوة الذين يحسنون الظن بنا، وأسأل الله أن يجعلنا خيراً مما يظنون، وأن يغفر لنا ما لا يعلمون. وأقول: فيما يتعلق بعلم المصطلح فأنصح بالكتب التي حققتها، مثل: معرفة أنواع علم الحديث لابن الصلاح وشرح التبصرة والتذكرة للعراقي، وفتح الباقي لزكريا الأنصاري، وهذه الكتب طبعت في دار الكتب العلمية 2002 وهي من أهم الكتب وتنماز بالمقدمات الحافلة والتعليقات الغنية والفهارس المتنوعة. أما عن كيفية الدراسة فتكون بإدمان الطلب وكثرة المذاكرة وسؤال أهل الفن مع محاولة تطبيق ذلك بقراءة الكتب المحققة تحقيقاً رصيناً. 2 - ما هو أفضل المتون التي تنصحون طالب العلم بحفظه، وما هو أفضل شرح له. ج: أول ما يبدأ طالب العلم بحفظ كتاب الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، ثم يبدأ بحفظ أهم متون السنة ويمكنه أن يبدأ بحفظ (الأربعين النووية) وما ألحقه ابن رجب بها لتمام خمسين حديثاً، ثم ينتقل إلى (عمدة الأحكام) لعبدالغني بن عبدالواحد المقدسي، ثم إلى (بلوغ المرام) لابن حجر، ثم رياض الصالحين ثم مختصر صحيح البخاري ومن بعده مختصر صحيح مسلم. 3 - وهل من نصيحة عامة لطلاب العلم عموما وطلاب علم الحديث خصوصاً، متى ينشغل طالب العلم بالتحقيق والتخريج. ج: فنصيحتي هي نصيحة الإمام الذهبي إذ قال:: ((فحق على المحدث أن يتورع في ما يؤديه وأن يسأل أهل المعرفة والورع ليعينوه على إيضاح مروياته ولا سبيل إلى أن يصير العارف الذي يزكي نقلة الأخبار ويجرحهم جهبذاً إلا بإدمان الطلب، والفحص عن هذا الشأن وكثرة المذاكرة والسهر والتيقظ والفهم مع التقوى والدين المتين والإنصاف والتردد إلى مجالس العلماء والتحري والإتقان وإلا تفعل: فَدعْ عَنْكَ الكتابةَ لستَ مِنها ولو سودتَ وجهكَ بالمدادِ قال الله تعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) فإن آنست يا هذا من نفسك فهماً وصدقاً وديناً وورعاً وإلا فلا تتعن، وإن غلب عليك الهوى والعصبية لرأي ولمذهب فبالله لا تتعب، وإن عرفت أنك مخلط مخبط مهمل لحدود الله فأرحنا منك فبعد قليل ينكشف البهرج وينكب الزغل ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، فقد نصحتك فعلم الحديث صلفٌ فأين علم الحديث؟ وأين أهله؟ كدت أن لا أراهم إلا في كتاب أو تحت تراب)). (تذكرة الحفاظ 1/ 4). وأما سؤال الأخ طالب علم: 1 - ما هو أهم ملامح الفروق بين المتقدمين والمتأخرين؟ ج: أقول: قد ألفت في ذلك بحثاً مستقلاً بعنوان: تباين منهج المتقدمين والمتأخرين في التصحيح والتعليل، وهو موجود في موقع صيد الفوائد. 1 - وهل يمكن الاستدراك من المتأخر على المتقدم أم أنه لا عبرة بكلام المتأخر بالمقارنة لسعة علم وإطلاع المتقدم؟ ج: لا، فقد حفظ الله علم السنة في صدور وكتب المتقدمين. 2 - هل يتقوى الحديث الضعيف بالمتابعات والشواهد، ما هي شروط التقوي من وجهة نظركم؟ ج: الضعيف ضعفاً يسيراً هو الذي يتقوى مع النظر إلى متن الحديث وبابه، وهذه أمور تدرك بالمباشرة. 3 - ما رأيكم في كتاب الإرشادات للشيخ طارق عوض الله وكتاب الحسن بمجموع الطرق للشيخ عمرو عبدالمنعم سليم، وكتب الشيخ المليباري عموماً وخصوصاً نظرات جديدة. ج الحقيقة أني لم أقرأ الكتاب (الإشارات) لأن الكتب لا تصل إلى بلدنا الجريح إلا بعسر، لكن عموماً فتأليفات الشيخ طارق وتحقيقاته جيدة، وقد ظهر في بعضها مؤخراً جانب السرعة، مع نفخ الكتب مثلما صنع للتدريب وغيره؛ أما كتاب الحسن بمجموع طرقه ففيه مجازفات، وكتب الشيخ المليباري جيدة، وقد تقع له بعض الهنات، وكتابه النظرات نافع جداً، لكنا نريد من الشيخ أن يحقق ويؤلف في التطبيق العملي، لا أن يكتفي بالتنظير. أما أسئلة الأخ المجاهد 1 - ما المنهج الأمثل لدراسة العلل، وأي الكتب ترشح للمبتدأ؟ فأقول: إن علم الْحَدِيْث النبوي الشريف من
(يُتْبَعُ)
(/)
أشرف العلوم الشرعية، بَلْ هُوَ أشرفها عَلَى الإطلاق بَعْدَ العلم بكتاب الله تَعَالَى الَّذِيْ هُوَ أصل الدين ومنبع الطريق المستقيم؛ لذا نجد الْمُحَدِّثِيْنَ قَدْ أفنوا أعمارهم في تتبع طرق الْحَدِيْث ونقدها ودراستها، حَتَّى بالغوا أيما مبالغة في التفتيش والنقد والتمحيص عَنْ اختلاف الروايات وطرقها وعللها فأمسى علم مَعْرِفَة علل الْحَدِيْث رأس هَذَا العلم وميدانه الَّذِيْ تظهر فِيْهِ مهارات الْمُحَدِّثِيْنَ، ومقدراتهم عَلَى النقد. ثُمَّ إن لعلم الْحَدِيْث ارتباطاً وثيقاً بالفقه الإسلامي؛ إِذْ إنا نجد جزءاً كبيراً من الفقه هُوَ في الأصل ثمرة للحديث، فعلى هَذَا فإن الْحَدِيْث أحد المراجع الرئيسة للفقه الإسلامي. ومعلوم أنَّهُ قَدْ حصلت اختلافات كثيرة في الْحَدِيْث، وهذه الاختلافات مِنْهَا ما هُوَ في السند، ومنها ما هُوَ في الْمَتْن، ومنها ما هُوَ مشترك بَيْنَ الْمَتْن والسند. وَقَدْ كَانَ لهذه الاختلافات دورٌ كبيرٌ في اختلاف الفقهاء. فكان لزاماً على كل طالب علم أن يجد في هذا العلم. ومن ذلك قراءة كتب العلل وكتب التخريج ومن أهم الأمور التي ترفع رصيد طالب العلم بذلك هي أشرطة العلامة الشيخ عبد الله السعد، فهو إمام في العلل إمام في الجرح والتعديل. ومعلوم أن من أعظم مرتكزات علم العلل علم الجرح والتعديل، فينبغي لمن أراد الدراسة المثلى لعلم العلل أن يجد في النظر في كتب الجرح والتعديل وعليه أن يتعرف على قواعده ومعاني مصطلحات أهله، مع ضرورة معرفة منهج كل عالم من علماء الجرح والتعديل، ثم التعرف على طبقات الرواة ومعرفة شيوخ الرواة وتلاميذهم؛ لمعرفة متى يكون هذا الراوي قوياً في هذا الشيخ، ومتى يكون ضعيفاً في ذاك الشيخ، ويلزم حفظ كمية كبيرة من الأحاديث الصحيحة مع معرفة السيرة والتأريخ والتظلع بعموم علوم الشريعة عامة وبعلم الحديث خاصة. 2 - ما القول الراجح في العمل بأخبار الآحاد في العقيدة .. يعمل بها مطلقاً أم بما احتف منها بالقرائن؟ ج: أخبار الآحاد إذا صحت يعمل بها. 3 - هل هناك من توجيه لأقوال الأئمة الذين قالوا بإعلال التفرد مطلقاً ولو كان من ثقة؟ ج: أجاب الحافظ ابن حجر على هذا بأن الأئمة إنما يطلقون ذلك على من لا يحتمل تفرده. 4 - هل يمكن أن تلخص لنا فضيلتكم القول في منهج الإمام البخاري في مسألة ترتيب الأحاديث في الباب الواحد والفرق بين ما صدر به الباب وما بعد ذلك؟؟. ج: الإمام البخاري ليس له منهجاً مطرداً في هذا، وله دقائق عظيمة في هذا الباب لو أردنا أن نبينها لكتبنا في ذلك مجلدات. - 5روى الإمام البخاري رحمه الله حديثاً ورواه غيره عن ثقة بزيادة .. فهل إخراج البخاري رحمه الله للرواية دون الزيادة قرينة على ضعف الزيادة عنده؟؟ - ج: لا، وليس ذلك على إطلاقه؛ ولأن الإمام البخاري أحياناً يترك الرواية لمجرد الاختلاف بها كما يبين مثل ذلك ابن رجب في شرحه النفيس فتح الباري. أما عن سؤال الأخ أحمد حسام الدين عبد الرحمن أحمد فأقول: أشكرك على هذا الاهتمام في محاولة إصلاح الآخرين، وأسأل الله أن ينفع على يديك وأن يزيدك من فضله، وأقول لهؤلاء: احذر أخي المسلم من الغيبة، قال النووي في رياض الصالحين باب تحريم الغيبة: ((ينبغي لكل مكلف أنْ يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاماً ظهرت فيه المصلحة، ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة، فالسنة الإمساك عنه؛ لأنَّه قد ينجرّ الكلام المباح إلى حرام أو مكروه، وذلك كثير في العادة، والسلامة لا يعدلها شيء)). والغيبة خصلة ذميمة لا تصدر إلا عن نفس دنيئة، وهي كما عرّفها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ((ذِكركَ أخاك بما يكرهُ))، وهي محرمة بل هي كبيرة من الكبائر وقد ذمها الله سبحانه وتعالى بالقرآن العظيم فقال: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ))، ولا تقتصر على الكلام باللسان، وإنما كل حركة أو إشارة أو إيماءة أو تمثيل أو كتابة في الصحف أو على الإنترنت، أو
(يُتْبَعُ)
(/)
أي شيءٍ يفهم منه تنقص الطرف الآخر؛ فكل ذلك حرام داخل في معنى الغيبة، والإثم يزداد بحسب الملأ وكثرتهم الذين يذكر فيهم المغتاب. واعلم أخي المسلم: أنَّ الغيبة خسارة كبيرة في حسنات العبد؛ فالمغتاب يخسر حسناته ويعطيها رغماً عنه إلى من يغتابه، وهي في نفس الوقت ربح للطرف الآخر؛ حيث يحصل على حسنات تثقل كفته جاءته من حيث لا يدري؛ لذا قال عبد الله بن المبارك - وهو أحد أمراء المؤمنين في الحديث -: ((لو كنت مغتاباً لاغتبت أمي فإنها أحق بحسناتي)). تأمل أخي المسلم في قول النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فيما رواه عبد الرحمان بن أبي بكرة، عن أبيه: أنه ذكر النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قعد على بعيره، وأمسك إنسان بخطامه أو بزمامه، قال: ((أي يوم هذا؟)) فسكتنا حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال: ((أليس يوم النحر؟)) قلنا: بلى، قال: ((فأيُّ شهر هذا؟)) فسكتنا حتى ظننا أنَّه سيسميه بغير اسمه فقال: ((أليس بذي الحجة؟)) قلنا: بلى، قال: ((فإنَّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ليبلغ الشاهد الغائب فإنَّ الشاهد عسى أنْ يبلغ مَن هو أوعى له منه)). والذي يتأمل هذا الحديث يعلم حرمة الغيبة، وأنَّها كحرمة يوم النحر في شهر ذي الحجة في الحرم المكي. ولنتدبر جميعاً قول النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم حينما قال: ((لما عُرِجَ بي، مررتُ بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: مَن هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم)) فالمسلم الذي يحرص على نفسه يتأمل في هذا الحديث ليعلم أنَّ المغتابين يخمشون وجوههم وصدورهم بأظفار من نحاس، وهي أظفار فاقت أظفار الوحوش الضارية ليزدادوا عذاباً جزاءً وفاقاً على أفعالهم القبيحة، وأعمالهم السيئة. ومن الغيبة أنْ تذكر أخاك المسلم بأي شيء يكرهه حتى وإنْ لم تكن تقصد ذلك فقد صحّ أنَّ عائشة رضي الله عنها قالت: قلت للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: حَسْبُكَ من صفية كذا وكذا - قال غير مسدد تعني قصيرة - فقال: ((لقد قُلْتِ كلمةً لو مزجت بماء البحر لمزجته)) قالت: وحكيتُ له إنساناً فقال: ((ما أحب أني حكيتُ إنساناً وأن لي كذا وكذا)). والغيبة داءٌ فتّاكٌ ومِعْوَلٌ هدّام يفتك في بنيان المجتمع، وهو أسرع إفساداً في المجتمع من الآكلة في الجسد، والغيبة تُعرِّض العلاقات للانهيار وتزعزع الثقة بين الناس وتغيّر الموازين وتقلع المحبة والألفة والنصرة من بين المؤمنين، وتثبت جذور الشر والفساد بين الناس، وقد بيّن الحسن البصري رحمه الله أجناس الغيبة وحدودها فقال: ((الغيبة ثلاثة أوجه، كلها في كتاب الله تعالى: الغيبة، والإفك، والبهتان، فأما الغيبة: فهو أنْ تقول في أخيك ما هو فيه، وأما الإفك فأنْ تقول فيه ما بلغك عنه، وأما البهتان: فأنْ تقول فيه ما ليس فيه)). ومن أعظم ما ورد في الزجر عن الغيبة قوله تعالى: ((وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ((قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: ((وقد ورد فيها (يعني: الغيبة) الزجر الأكبر، ولهذا شبهها تبارك وتعالى بأكل اللحم من الإنسان الميت كما قال عز وجل: ((أيحب أحدكم أنْ يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه))، أي: كما تكرهون هذا طبعاً فاكرهوا ذاك شرعاً؛ فإنَّ عقوبته أشد من هذا)). أخي المسلم الكريم لقد صوّرَ اللهُ الإنسانَ الذي يغتاب إخوانه المسلمين بأبشع صورة فمثّله بمن يأكل لحم أخيه ميتاً، ويكفي قبحاً أنْ يجلس الإنسان على جيفة أخيه المسلم يقطع من لحمه ويأكل. والغيبة من كبائر الذنوب، وهي محرمة بالإجماع قال القرطبي: ((لا خلاف أنَّ الغيبة من الكبائر، وأنَّ من اغتاب أحداً عليه أنْ يتوب إلى الله عز وجل)). والغيبة مرض خطير، وشر مستطير يفتك الأمة ويبث العداوة والبغضاء بين أفرادها، وهذا المرض لا يكاد يسلم منه أحد إلا من رحم الله. ومرض الغيبة عضال، كم أحدث من فتنة، وكم أثار من ضغينة، وكم فرّق بين أحبة وشتت بيوتاً. والغيبة فاكهة أهل المجالس
(يُتْبَعُ)
(/)
الخبيثة، وغيبة أهل العلم والصلاح أشد قبحاً وأعظم ظلماً؛ فلحومهم مسمومة، وسنة الله في عقوبة منتقصيهم معلومة. ولعل من أسباب الغيبة الحسد، الذي يحصل لكثير من الذين ابتعدوا عن مراقبة الله، فتجد الكثيرين يغتابون آخرين حسداً من عند أنفسهم؛ لأنَّ أخاهم حصل على ما لم يحصلوا عليه. ومن أسباب الغيبة المجاملة والمداهنة على حساب الدين؛ فتجد الرجل يغتاب أخاه المسلم؛ موافقة لجلسائه وأصحابه. ومن أسباب الغيبة الكبر واستحقار الآخرين؛ لأنَّه يثقل عليه أنْ يرتفع عليه غيره فيقدح بهم في المجالس؛ لإلصاق العيب بهم، وقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((الكبر بطر الحق وغمط الناس)). ومن أسباب الغيبة السخرية والتنقص من الآخرين، فإنَّ بعض الناس يغتاب إخوانه المسلمين عن طريق السخرية، وغيرها من الأسباب والدسائس التي يوحيها الشيطان في صاحب الغيبة في قوالب شتى. وللغيبة أضرار عظيمة على الفرد والمجتمع، ومن أضرارها أنَّها تُعرِّض صاحبها للافتضاح، فكلما فضحَ الإنسانُ غيرَه فإنَّ الله يفضحه؛ إذ الجزاء من جنس العمل، وقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((يا معشر مَن آمن بلسانه، ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمينَ، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنَّه من يتَّبع عوراتهم يتبع اللهُ عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته)). ومن أضرار الغيبة أنها أذيةٌ لعباد الله تعالى، ومن آذى عباد الله فقد توعده الله تعالى بعذاب شديد، قال تعالى: ((وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً)) ومن أضرار الغيبة أيضاً أنها من الظلم والاعتداء على الآخرين، ومعلوم أنَّ الظلم ظلمات يوم القيامة، وأنَّ أثر الظلم سيءٌ، وعاقبته عاقبةٌ وخيمةٌ قال تعالى: ((وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ)). وفي الحديث القدسي: ((يا عبادي، إني حرّمتُ الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرّماً فلا تظالموا)). ومن أضرار الغيبة أنها توجب العذاب يوم القيامة، فهي من المعاصي العظيمة، ومقترفها يقع في حقين: حق الله، وحق العبد، وهو محاسَب على تقصيره بحق الله. فأما حق العبد فهو إما أنْ يتحلله في الدنيا، أو يعطيه من حسناته أو يحمل من سيئاته إنْ لم يكن له حسنات يعطيه منها، وهذا هو المفلس كما ورد في الحديث. ومن أضرار الغيبة أنها سبب في تفكيك المجتمع، وإثارة الفتن وجلب العداوة والبغضاء بين الناس. وعلى المسلم إذا سمع غيبة المسلم أنْ يتقي الله، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويذب عن عرض أخيه المسلم ويمنع المغتاب من الغيبة؛ فإنَّ المغتاب والسامع شريكان قال تعالى: ((إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)) وروي عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: ((من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة)). تدبر أخي المسلم، أنا لو رأينا أحداً قائماً على جنازة رجل من المسلمين يأكل لحمه ألسنا نقوم جميعاً، وننكر عليه؟! بلى فلماذا لا ننكر على من يغتاب إخواننا المسلمين، ونذب عن أعراضهم؟ على كل مسلم أنْ يخاف الله تعالى، وأنْ يعلم أنَّ الغيبة معصيةٌ لله وظلم على المغتاب فعلى كل مسلم أنْ يتجنب الكلام في أعراض الناس، وأنْ يعرف أنه إن وجد عيباً في أخيه المسلم فإنَّ فيه عيوباً كثيرة. فعليك أخي المسلم أنْ تراقب لسانك لتعرف هل أنت واقع في هذا الداء، فإنْ كنت كذلك فاعلم أنَّ من أهم أسباب التخلص من الغيبة أنْ يحفظ الإنسان لسانه، فمن أعظم أسباب السلامة حفظ اللسان، ومن أعظم أبواب الوقاية الصمت في وقته. ومن أهم أسباب التخلص من الغيبة أن يستشعر العبد أنَّه بهذه الغيبة يتعرض لسخط الله ومقته، وأنَّ قوله وفعله مسجلٌ عليه في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، وعلى المرء أنْ يستحضر دائماً أنه ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد قال تعالى: ((مَا يَلفِظُ مِنْ قَولٍ إلاَّ لَدَيهِ رَقيبٌ عَتيدٌ)). ومن أسباب الخلاص من الغيبة أنّ يستحضر المغتاب دائماً أنه يهدي غيره من
(يُتْبَعُ)
(/)
حسناته؛ لأنَّ الغيبة ظلم، والظلم يقتص به يوم القيامة للمظلوم من الظالم وقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار فيتقاصون مظالم كانت بينهم، حتى إذا نُقُّوا وهُذِّبوا، أُذن لهم بدخول الجنة، فوالذي نفس محمد بيده، لأحدهم بمسكنه في الجنة، أدل بمنزله كان في الدنيا)). فعلى المرء المسلم أنْ يشتغل بإصلاح عيوب نفسه دون الكلام في عيوب الآخرين. أما سؤال الأخ عمر يحيى: هل الأموات في القبور يفتنون بفتنة المسيح الدجال ويختبرون فيها. ج: فتنة الدجال للأحياء وليست للأموات، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ من فتنة المحيا والممات، ومن فتنة الممات أن يأتي الشيطان لابن آدم عند النزع ليفتنه عن دينه قبل أن يموت، نسأل الله السلامة. أما سؤال الأخ مسلم: 1 - ما رأيكم في تحرير التقريب، وهل التزم مؤلفه بمحاكمة ابن حجر إلى اصطلاحه؟ ج: لي كتاب في تعقب هذا الكتاب ومما كتبت في مقدمته: ((كتاب " الكمال في أسماء الرجال " للحافظ عبد الغني المقدسي أحد حلقات تطورعلم الجرح والتعديل، والذي نال من الاهتمام ما لا ينكره متعقل، ومن ثم تكاثرت فروعه، فكان أحد تلك الفروع كتاب: " تقريب التهذيب " لحافظ عصره بلا مدافع، وإمام وقته بلا منازع أبي الفضل شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني – رحمه الله تعالى -. ولقد برزت في هذا الكتاب – كما في غيره من كتبه – شخصية الحافظ الناقد الخبير البصير بمواضع الكلام، ومراتب الرواة، وعلل أحاديثهم، فكان خير تعبير عن علم جمٍّ وافر، وذوق ناقد ماهر، فلقي من القبول ما لم يكد يلقه كتاب آخر في موضوعه، ولم يجرأ أحد من الناس على رد أحكام الحافظ – بل: غاية ما كان استدراكات لا يخلو عمل بشري من العوز لها – منذ تأليفه في النصف الأول من القرن التاسع الهجري حتى وقت قريب. وبينما المسلمون اليوم يعيشون بين صفعة حاقد، وزمجرة جامد، وتسلط كاسد، ظهر في أسواقهم كتاب أسماه مؤلفاه الدكتور بشار عواد معروف والشيخ شعيب الأرنؤوط: " تحرير تقريب التهذيب "، ادعيا فيه تعقب الحافظ في أحكامه، وأنه أخطأ في خمس الكتاب، ولم يكن صاحب منهج و … و … و …، مما وصفا الحافظ من أوصاف ننزه ألسنتنا هنا من القول بها وندع أمرها إلى الحافظ، فهو لا شك خصمهما يوم القيامة. ومن هنا أخذنا على عاتقنا التصدي لهذا الكتاب، وبيان ما فيه من زيف وزلل وخطأ ووهم، وليس تجمعنا والمؤلفَينِ كراهةٌ، لكن مقالة الحق لا تبقي لصاحبٍ صاحباً، وتدخلك مع من لست تعرف في غير صحبة ودٍّ، ولكن كثرةُ الدعاء لهما بالسداد وحسن الخاتمة كان ديدننا طوال صحبتنا لهما في كتابة هذا العمل، وكلٌ يؤخذ منه ويردُّ عليه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وربما كتب القلم غاضباً، فقال حينا – في الحقِّ – ما ليس كلُّ الناس ترضى عنه وتقبلُ، فهذا مما نستغفر الله منه – على اعتقادنا بصوابه -، ونعتذر للمحررين عنه – وإن كان مما جنته أيديهم – ونقول لمن قد لا يرتضي: أَمْرَانِ كَمْ قَضَّا مَضَاجِعَ عَالِمٍ الحَقُّ مُرٌّ والسُّكُوتُ مَرَارُ فَلَئِنْ سَكَتَّ فَأَنْتَ تَخْذُلُ حَافِظاً وَلَئِنْ كَتَبْتَ فَضَجَّةٌ سَتُثَارُ عَتَبٌ عَلَى قَلَمِ الحَقِيْقَةِ أَخْرَسٌ فَمَتَى وَقَدْ هُدِمَتْ رُؤَاكَ تَغَارُ؟ وَمَتَى سَتَكْتُبُ أَنْتَ أَوَّلُ صَارِخٍ يُرْجَى إِذَا قَتَلَ الهَوَاءَ غُبَارُ فَكَتَبْتُ مَوْجُوعَ الفُؤَادِ، مَرَارَةٌ أَلاَّ يُرَى غَيْرَ السُّكُوتِ خَيَارُ يَا دَوْلَةَ " التَّحْرِيْرِ" لَسْتِ بِدَوْلَةٍ قَدْ آنَ يَقْتُلُ لَيْلَتَيْكِ نَهَارُ فجاء هذا الكتابُ غضبةً في الله لابن حجر، وما علينا من شيءٍ بعد هذا سوى طلب السداد من الله عز وجل في زمنٍ قليلاً ما رأينا فيه غضبة لله، ولعلماء الأمة الذين أحرقوا أعمارهم شموعاً أنارت دروب حياتنا المظلمة، فلم نَرَ قلماً تعقب المحررين في كتابهما هذا غير قلم شيخنا العلامة المحقق الدكتور هاشم جميل – حفظه الله – على كثرةٍ لهذه الأقلام لكن في غير ما غضبةٍ. ورحم الله القائل: ما أكثر الناسَ بل ما أقلهُمُ والله شهد أنَّي لم أقلْ فندا و: إنّي لأفتح عيني حين أفتحها على كثيرٍ ولكن لا أرى أحدا و: ما أكثر ((
(يُتْبَعُ)
(/)
الأقلام)) حينَ ((تَعُدُّها)) لكنها في النائباتِ قليلُ وكان دافعنا الرئيس الذب عن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، والدفاع عن علم الجرح والتعديل الذي هو أصعب العلوم، والدفاع عن الصحيحين لما رأينا من تجني المحررين عليهما وعلى رواتهما. ثم ليس أمر الكلام في الرواة شيئاً يسيراً أو هيناً، لذا اشترطت في المجرح والمعدل: العدالة، والدين المتين، والورع، لذا قال الإمام السبكي –رحمه الله– وهو يتحدث عن صنوف العلماء: ((ومنهم المؤرخون وهم على شفا جرفٍ هارٍ، لأنهم يتسلطون على أعراض الناس، وربما نقلوا مجرد ما يبلغهم من صادقٍ أو كاذبٍ، فلابد أن يكون المؤرخ عالماً عادلاً، عارفاً بحال من يترجمه ليس بينه وبينه من الصداقة ما قد يحمل على التعصب ولا من العداوة ما قد يحمله على الغض منه)). فشمرنا عن ساعد الجد، لنقد هذا الكتاب وبيان فحواه، والله نسأل أن يجعل عملنا هذا خالصاً لوجهه الكريم. واقتضت طبيعة هذا الكتاب أن نقسمه بعد هذه المقدمة إلى قسمين: القسم الأول: في المقدمات، واحتوى على خمسة فصول: الفصل الأول: الحافظ ابن حجر، وكتابه التقريب. الفصل الثاني: أنظار في تحرير التقريب. الفصل الثالث: فرائد الفوائد. الفصل الرابع: طبعات التقريب. الفصل الخامس: نقد مقدمة التحرير. أما القسم الثاني: وهو الأهم، فقد ذكرنا فيه أوهام المحررين وأخطاءهما، وقد سرنا فيه على النهج الآتي: نذكر الترجمة من نص التحرير (وقد حرصنا على ذكر نصهما بحروفه) ونصدر الترجمة برقم متسلسل لتراجم الكتاب، ثم نضع رقم الترجمة من التحرير بين هلالين، ثم نسوق تعقب المعترضين، ثم بعد ذلك نناقشهما في ذلك. وقد تتبعنا المحررين – الدكتور بشار عواد معروف والشيخ شعيب الأرنؤوط – في نصهما الذي أثبتاه للتقريب وفي أحكامهما وفي نقولاتهما فكانت دراسة استقرائية تامة شاملة – إن شاء الله -. ولقد وجدنا عدد الأخطاء والأوهام وغير ذلك التي وقع فيها المحرران كثيراً جداً، وأن مسألة ذكرها بجملتها في صلب الكتاب، ربما يجعل الكتاب ذا مجلدات عدة، فارتأينا أن نضع تلك الأخطاء في جداول طلباً للاختصار وألحقناها في نهاية الكتاب. وقد أجملنا بعضها في القسم الأول خشية التكرار والإطالة، ولقد تم تعقب المحررين في أكثر من ألفي موضع، توزعت على (1420) موضعاً في مقدمة الكتاب، و (585) موضعاً في القسم الثاني، و (399) موضعاً في ملاحق الكتاب. وكان من منهج عملنا في كتابنا هذا: أننا قابلنا النص على المطبوعات واستعنا في مواطن الاختلاف بالنسخ الخطية وما أعزها علينا في بلدنا الذي يأن تحت وطئة الاحتلال منذ سنين، وتتبعنا المحررين الفاضلين في تخريجاتهما وأحكامهما في غير هذا الكتاب ليصبح بيان منهجهما في باقي كتبهما أوضح، وليكون إيراد تناقض أبلغ، واستفدنا في مواضع من تخريجات وتنبيهات المُحْدَثين بعد سبرها وتمحيصها. وسيجد القارئ الكريم أننا أغلظنا القول في بعض المواطن للمحررين غضبة لله ولرسوله، وإننا موقنون أن هناك كثيراً ممن يشاركنا ذلك، والله من وراء القصد، وهو يتولى السرائر. وقد بذلنا جهدنا وما وسعتنا طاقتنا في هذا الكتاب، ولم نألُ بتعب أو وقت عليه، راجين الله تعالى أن يجعله نوراً لنا إنه سميع عليم. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين .. )). 2 - وما هو الراحج في المرتبة التي يقول عليها ابن حجر: صدوق - مقبول. ج: الصدوق في الغالب هو حسن الحديث، أما المقبول فهو حيث يتابع وإلا فلين كما نص عليه الحافظ نفسه في مقدمة التقريب، وهذا مصطلح خاص به. أما عن سؤال الأخ حارث: أولاً نود أن نتعرف منكم على دار الحديث في العراق وجهودها في خدمة السنة وطلاب علم الحديث والرسائل العلمية التي قمتم بالإشراف عليها وما طبع منها. ج: دار الحديث في العراق: هو دار متخصص بالنشاط الإسلامي العلمي تأسس في 24/ 5/2003 عقب الحرب الصليبية على العراق. يقع هذا الدار في محافظة الأنبار – الرمادي – الشارع العام – غربي جامع الشيخ عبد الجليل بجوار مستشفى المصطفى الأهلي – فوق مطعم النخيل. وقد ضرب من قبل الصليبيين سبع مرات، ثم نقل إلى داخل السوق. وكان الدار من تأسيسي بفضل الله تعالى. وللدار أنشطة دعوية علمية فكان هناك: درس كل يوم سبت يدرس فيه. (صحيح البخاري ومعرفة أنواع علم الحديث والهداية للكلواذاني وشمائل النبي صلى الله عليه وسلم، ومناهج التحقيق). وبالتنسيق مع مكتبة الجامع الكبير في الرمادي هناك دروس كل يوم اثنين وخميس بعد صلاة العصر. يدرس يوم الاثنين (صحيح البخاري والهداية للكلواذاني). ويدرس يوم الخميس (معرفة أنواع علم الحديث وشمائل النبي صلى الله عليه وسلم للترمذي). والدار لا يزال في بداياته، وقد كانت له أنشطة دعوية كبيرة من خلال النشرات والكتيبات والتصدي للعقائد الزائغة، والعمل على نشر عقيدة التوحيد، ومحاولة خدمة التراث الإسلامي بالوجه اللائق مع الحرص الشديد على تخريج نخب من طلبة العلم يلتزمون بالمنهج الإسلامي الصحيح مع تعلم تحقيق النصوص والتخريج وإفادة طلبة العلم. أما عن السؤال الآخر: ثانياً: قرأت كثير ا عن مقالات تتبنى القول بأن صيغ الأداء من تصرف الرواة وأنه لا يوثق بها، فما تعليقكم؟ ج: الرواة لا يتصرفون بصيغ الأداء لغيرهم، وليس ذلك من حقهم، بل العكس نجده في كتب الحديث فهم يتورعون في ألفاظ الرواة لما يرون عن مقرونين ويبينون الإختلاف لألفاظ التحديث إن كانت موجودة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[24 Dec 2006, 01:35 م]ـ
المعذرة عن خلل التنسيق.
والمقال مرتب على ملف وورد في المرفق
ـ[الجكني]ــــــــ[24 Dec 2006, 04:17 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي د/ماهر على "دفاعك " و"نصرتك لإمام أئمة الجرح والتعديل الإمام الحافظ ابن حجر رحمه الله،وأدعو الله تعالى أن يجعل ذلك في ميزان حسناتك،فقد كتبت في شيء نحن اليوم في أمس الحاجة إليه وهو "الانتصار" لعلمائنا " من كل من يعتدي عليهم حساً ومعنى وما أكثر "المعتدين " حتى شبه علينا أن كل من يحمل "د/" يحق له أن يقول ما يقول،ولكن سنة الله أنه لم ولن يترك علماء الأمة هملاً،فما من عالم "اعتدي " عليه إلا ويقيض الله تعالى له من عباده من "يأخذ " له حقه 0
والعجب: أننا أصبحنا نرى أقزاماً تناطح الجبال،وياليتها إذ ناطحتها تأدبت معها -مع أنه هي السبب بعد الله تعالى في الرزق الذي تقتات به وعليه 0
وليعلم أني والله على ما أقول شهيد لا أقصد الشخصين المذكورين اللذين رد عليهما د/ماهر،وإنما أتكلم كلاماً عاماً مليئة الساحة من أهله 0
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[07 Jan 2008, 07:06 م]ـ
جزاكم الله كل خير، ونفع بكم وزادكم من فضله.
وأسأل الله أن يرزقنا الإخلاص، وأن يستعملنا في نصرة دينه.
بارك الله فيكم وجزاكم الله كل خير.(/)
أسباب اختلاف الرواة (الذي هو رأس صناعة الحديث)
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[24 Dec 2006, 10:19 م]ـ
أسباب الاختلاف
فطر الله تَعَالَى الناس عَلَى أن يختلفوا في مواهبهم وقدراتهم وتنوع قابلياتهم في الدقة والضبط والإتقان والحرص عَلَى الشيء، كَمَا أن الناس يختلفون في أحوالهم الأخرى قَالَ تَعَالَى: (فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَات) (1)، وهذه المواهب والمنح من الله يعطي من شاء ما شاء. والناس كذلك يختلفون في حرصهم واجتهادهم لِذَلِكَ عَدَّ الإمام الشَّافِعِيّ (2) الحرص من لوازم العلم فَقَالَ:
أخي لن تنال العلم إلا بستة
سأنبيك عَنْ تفصيلها ببيان
ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة
وصحبة أستاذ وطول زمان (3)
فالحرص إذن من أساسيات العلم، وإن قَلَّ حفظ الرَّاوِي أو كلّت ذاكرته، فإن بوسعه الحِفاظ على مروياته بالمذاكرة والمتابعة والتعاهد لمحفوظه ومراجعة أصوله، حفظاً للسنة النبوية من الخطأ فِيْهَا – بزيادة أَوْ نقص أو تغيير –.
ومع هَذَا كله فإننا لَمْ نعدم في تاريخنا الحديثي بعض الرُّوَاة الَّذِيْنَ لَمْ يبالوا بمروياتهم، وَلَمْ يولوها الاهتمام الكافي، سواء أهمل الرَّاوِي نفسه تعاهد محفوظاته أَوْ مراجعته كتابه، أو تدخل عنصر بالعبث بمروياته (4)، أو غَيْر ذَلِكَ مِمَّا تكون نتيجته وقوع الوهم في حَدِيْث ذَلِكَ الرَّاوِي، ويؤول بالنهاية إلى حدوث الاختلاف مع روايات غيره، عَلَى أن الخطأ والوهم لَمْ يسلم مِنْهُ كبار الحفاظ مع شدة حرصهم وتوقيهم، لذا قَالَ ابن
معين (5): ((لست أعجب ممن يحدّث فيخطئ، إنما أعجب ممن يحدث فيصيب)) (6). غَيْر أنّ الأحاديث الَّتِيْ حصل فِيْهَا الوهم تعد قليلة مغمورة في بحر ما رووه عَلَى الصواب.
وبإمكاننا أن نفصل أسباب الاختلاف بما يأتي:
أولاً. الوهم والخطأ:
الخطأ والوهم أمران حاصلان وواقعان في أحاديث الثقات فضلاً عَنْ وقوعه في أحاديث الضعفاء، ونحن وإن نذكر في حد الصَّحِيْح كون راويه تام الضبط إلا أن ذَلِكَ أمر نسبيٌّ (7)، وإلا فكيف اشترطنا في الصَّحِيْح (8) أن لا يَكُوْن شاذاً ولا معللاً مع كون راويه ثقة فيتخرج عَلَى هَذَا أن الوهم والخطأ يدخل في أحاديث الثقات؛ لأن كلاً من الشذوذ والعلة داخل بمعنى الوهم والخطأ. ثُمَّ إن الوهم والخطأ من الأسباب الرئيسة للاختلاف بَيْنَ الأحاديث. وبالسبر والنظر إلى كتب السنة النبوية نجد عدداً كبيراً من الرُّوَاة الثقات قَدْ أخطؤوا في بعض ما رووا، وَهُوَ أمر متفاوت بَيْنَ الرُّوَاة حسب مروياتهم قلة وكثرة وربما كَانَ حظ من أكثر من الرِّوَايَة أكبر خطأً من المقلين؛ لذا نجد غلطات عُدَّتْ عَلَى الأئمة العلماء الحفاظ لكنها لَمْ تؤثر عليهم في سعة ما رووه (9)، قَالَ الإمام أحمد بن حَنْبَل (10): ((ومن يعرى من الخطأ والتصحيف)) (11). وَقَالَ الإمام مُسْلِم بن الحجاج: ((فليس من ناقل خبر وحامل أثر من السلف الماضين إلى زماننا – وإن كَانَ من أحفظ الناس وأشدهم توقياً وإتقاناً لما يحفظ وينقل – إلا الغلط والسهو ممكن في حفظه ونقله)) (12).
وَقَالَ الإمام الترمذي (13): ((لَمْ يسلم من الخطأ والغلط كبير أحد من الأئمة مع حفظهم)) (14)، ثُمَّ ساق الترمذي عدداً وافراً من الروايات تدلل عَلَى تفاوت أهل العلم بالحفظ وتفاضلهم بالضبط وقلة الخطأ، ثُمَّ قَالَ: ((والكلام في هَذَا والرواية عَنْ أهل العلم تكثر، وإنما بيّنا شيئاً مِنْهُ عَلَى الاختصار ليُستدل بِهِ عَلَى منازل أهل العلم وتفاضل بعضهم عَلَى بعض في الحفظ والإتقان، ومن تُكلمَ فِيْهِ من أهل العلم لأي شيء تُكلمَ
فِيْهِ)) (15).
ولما كَانَ الخطأ في الرِّوَايَة أمرٌ بدهيٌّ، وأنه لا يسلم إنسان مِنْهُ نجد الأكابر قَدْ وهمّوا الأكابر، فهذه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قَدْ وهّمت عدداً من الصَّحَابَة في عدد من الأحاديث، وَقَدْ جمع ذَلِكَ الزركشي (16) في جزءٍ (17)، لذا قَالَ الإمام عَبْد الله بن المبارك (18): ((ومن يسلم من الوهم، وَقَدْ وهّمت عائشة جَمَاعَة من الصَّحَابَة في رواياتهم للحديث)) (19).
(يُتْبَعُ)
(/)
وفيما نقلنا عَنْ الأئمة الأعلام كفاية ودليل عَلَى أن دخول الخطأ والوهم أمرٌ نسبيٌّ ممكن في أحاديث الرُّوَاة ثقاتً كانوا أو غَيْر ذَلِكَ، فالخطأ والوهم والنسيان سجية البشر، وَقَدْ قَالَ الشاعر:
نَسِيتُ وَعْدَكَ والنِّسْيَانُ مُغْتَفَرٌ فَاغْفِرْ فَأوَّلُ نَاسٍ أوَّلُ النَّاسِ (20)
ثانياً. ظروف طارئة (21):
قَدْ يطرأ عَلَى الرَّاوِي حين تحمله (22) الْحَدِيْث أَوْ أدائه (23) ظروف تدخل الوهم في حديثه أو أحاديثه. وهذه الظروف ليست عامة بَلْ هِيَ خاصة تطرأ عَلَى بعض الرُّوَاة في بعض الأحيان دون بعضٍ، تبعاً لاختلاف الأحوال والأماكن والشيوخ؛ إِذْ قَدْ يطرأ الخلل في كَيْفِيَّة تلقّي الأحاديث كَمَا حصل لهشيم بن بشير (24)؛ إِذْ إنَّهُ دخل عَلَى الزهري فأخذ عَنْهُ عشرين حديثاً، فلقيه صاحبٌ لَهُ وَهُوَ راجع، فسأله رؤيتها، وَكَانَ ثمة ريح شديدة، فذهبت بالأوراق من يد الرجل، فصار هشيم يحدّث بِمَا علق مِنْهَا بذهنه، وَلَمْ يَكُنْ أتقن حفظها، فوهم في أشياء مِنْهَا،ضعف حديثه بسببها (25) خاصة في الزهري (26). فهذا أمر طارئ عَلَى هشيم وَهُوَ ثقةٌ من الثقات الكبار النبلاء أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة (27) لكنه ضُعِّفَ خاصةً في الزهري لهذا الطارئ الَّذِيْ طرأ عَلَيْهِ حَتَّى قَالَ الحافظ ابن حجر (28): ((أما روايته عَنْ الزهري فليس في الصحيحين مِنْهَا شيءٌ)) (29).
وكذلك يختلف حال ضبط الرَّاوِي باختلاف الأحوال والأماكن والشيوخ لعدم توفر الوسائل الَّتِيْ تمكنه من ضبط ما سمعه من بعض شيوخه، أو بسبب حدوث ضياعٍ في بعضِ ما كتبه عَنْ بعض شيوخه حَتَّى وَلَوْ كَانَ من أثبت الناس في هَذَا الشيخ خاصة.
ومما يذكر في الظروف الطارئة ما حصل لمؤمل بن إسماعيل (30) إِذْ كَانَ قَدْ دفن كتبه، ثُمَّ حدث من حفظه فدخل الوهم والاختلاف في حديثه (31).
ثالثاً. الاختلاط:
الاختلاط لغة: يقال خلطت الشيء بغيره خَلْطاً فاختلط، وخالطهُ مخالطةً وخِلاطاً، واختلط فلانٌ، أي: فسد عقلُهُ، والتخليط في الأمر: الإفساد فِيْهِ والمختلط من الاختلاط، واختلط عقله إذا تغير، فهو مختلط، واختلط عقله: فسد (32).
أما في اصطلاح المحدثين: فَقَدْ قَالَ السخاوي (33): ((وحقيقته فساد العقل وعدم انتظام الأقوال والأفعال، إما بخرف، أو ضرر، أو مرض، أو عرضٍ من موت ابن وسرقة مالٍ كالمسعودي (34)، أو ذهاب كتب كابن لهيعة (35)، أَو احتراقها كابن الملقن (36))) (37).
إذن الاختلاط: آفة عقلية تورث فساداً في الإدراك، وتصيب الإنسان في آخر عمره، أو تعرض لَهُ بسبب حادث لفقد عزيز أو ضياع مالٍ؛ ومن تصبه هَذِهِ الآفة لكبر سِنّهِ يقال فِيْهِ: اختلط بأخرة، ويقال: بآخره (38).
فالاختلاط قَدْ يطرأ عَلَى كثير من رواة الْحَدِيْث النبوي مِمَّا يؤثر عَلَى روايته أحياناً فيدخل في رِوَايَته الوهم والخطأ مِمَّا يؤدي ذَلِكَ بالمحصلة النهائية إلى وجود الاختلاف بَيْنَ الروايات. ثُمَّ من كَانَ مختلطاً فدخل الوهم في حديثه لا تضر روايتُه رِوَايَةَ الثقات الأثبات؛ إِذْ إنّ الرِّوَايَة الصَّحِيْحَة لا تُعلُّ بالرواية الضعيفة، فرواية المختلط ضعيفة لا تقاوم رِوَايَة الثقات، ولا تصلح للحجية إلا إذا توبع المختلط في روايته أَوْ كَانَتْ روايته مِمَّا حدث بِهِ قَبْلَ الاختلاط. وعلماؤنا الأجلاء أحرقوا أعمارهم شموعاً تضيء لنا الطريق من أجل بَيَان كُلّ ما يدخل الْحَدِيْث من خطأ ووهم واختلاف، إِذْ إنّ مَعْرِفَة المختلطين لَيْسَ بالأمر السهل بَلْ هُوَ أمرٌ شاقٌ عَلَى الْمُحَدِّثِيْنَ للغاية، بَلْ كَانَ الْمُحَدِّثُوْنَ أحياناً يعيدون سَمَاع الأحاديث نفسها الَّتِيْ سمعوها من ذَلِكَ الشَّيْخ من أجل أن يعرفوا ويحددوا الاختلاط من عدمه، ويحددوا وقت الاختلاط؛ لِذَلِكَ قَالَ حماد بن زيد (39): ((شعبة كَانَ لا يرضى أن يَسْمَع الْحَدِيْث مرة يعاود صاحبه مراراً)) (40). ومما يذكر في هَذِهِ الباب ما قَالَهُ حماد ابن زيد: قَالَ: حَدَّثَنِي عمرو بن عبيد الأنصاري، قَالَ: حَدَّثَنِي أبو الزعيزعة (41) -كاتب مروان (42) - أن مروان أرسل إلى أبي هُرَيْرَة، فجعل يسأله، وأجلسني خلف السرير وأنا أكتب، حَتَّى إذا كَانَ رأس الحول، دعا بِهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
فأقعده من وراء الحجاب، فجعل يسأله من ذَلِكَ الكتاب، فما زاد ولا نقص، ولا قدّم ولا أخّر (43).
وروى الحافظ أبو خيثمة زهير (44) بن حرب في " كتاب العلم " (45) قَالَ: حَدَّثَنَا جرير (46)، عَنْ عمارة بن القعقاع (47)، قَالَ: قَالَ لي إبراهيم (48): حَدِّثنِي عَنْ أبي زرعة (49) فإني سألته عَنْ حَدِيْث، ثُمَّ سألته عَنْهُ بَعْدَ سنتين فما أخرم (50) مِنْهُ حرفاً)).
وهذا نوع من أنواع الكشف عَنْ الخلل المتوقع طرؤه عَلَى المحدّث عِنْدَ تقدم السَّمَاع لَهُ، وكانت ثمة طرق أخرى للمحدّثين يستطيعون من خلالها الكشف عَنْ حال المحدّث، وهل طرأ لَهُ اختلاط في ما يرويه أَوْ بعض ما يرويه أم أنه حافظ ومتقن لما يروي ويحدّث؟
ومن طرق الْمُحَدِّثِيْنَ في مَعْرِفَة اختلاط الرُّوَاة: أن الناقد مِنْهُمْ كَانَ يدخل عَلَى الرَّاوِي ليختبره فيقلب عَلَيْهِ الأسانيد والمتون، ويلقنه ما ليس من روايته، فإن لَمْ ينتبه الشيخ لما يراد بِهِ فإنه يعد مختلطاً ويعزف الناس عَنْ الرِّوَايَة عَنْهُ، ومما يذكر في هَذِهِ البابة ما أسند إلى يحيى بن سعيد قَالَ: ((قدمت الكوفة وبها ابن عجلان (51) وبها ممن يطلب الْحَدِيْث: مليح بن وكيع (52) وحفص بن غياث (53) وعبد الله بن إدريس (54) ويوسف بن خالد السمتي (55)، فقلنا: نأتي ابن عجلان، فَقَالَ يوسف بن خالد: نقلب عَلَى هَذَا الشيخ حديثه، ننظر تفهُّمه، قَالَ: فقلبوا فجعلوا ما كَانَ عَنْ سعيد عَنْ أبيه، وما كَانَ عَنْ أبيه عَنْ سعيد، ثُمَّ جئنا إِلَيْهِ، لَكِنْ ابن إدريس تورّع وجلس بالبابِ وَقَالَ: لا استحلُّ وجلست مَعَهُ. ودخل حفص، ويوسف بن خالد، ومليح فسألوه فمرّ فِيْهَا، فلما كَانَ عِنْدَ آخر الكتاب انتبه الشيخ فَقَالَ: أعد العرض (56)، فعرض عَلَيْهِ فَقَالَ: ما سألتموني عَنْ أبي فَقَدْ حَدَّثَنِي سعيد بِهِ، وما سألتموني عَنْ سعيد فَقَدْ حَدَّثَنِي بِهِ أبي، ثُمَّ أقبل عَلَى يوسف بن خالد فَقَالَ: إن كُنْتَ أردت شيني وعيبِي فسلبك الله الإسلام، وأقبل عَلَى حفص فَقَالَ: ابتلاك الله في دينك ودنياك، وأقبل عَلَى مليح فَقَالَ: لا نفع الله بعلمك. قَالَ يحيى: فمات مليح وَلَمْ ينتفع بِهِ، وابتلي حفص في بدنه بالفالج (57) وبالقضاء في دينه، وَلَمْ يمت يوسف حَتَّى اتُّهمَ بالزندقة (58).
وعلى الرغم من اختلاف العلماء في جواز ذَلِكَ وعدمه (59)، إلاّ أنهم استطاعوا أن يحددوا في كثير من الأحيان الفترة الزمنية الَّتِيْ دخل فِيْهَا الاختلاط عَلَى هَذَا الرَّاوِي، كَمَا حددوا اختلاط إسحاق بن راهويه (60) بخمسة أشهر، فَقَالَ أبو داود (61): ((تغيّر قَبْلَ أن يموت بخمسة أشهر، وسمعتُ مِنْهُ في تِلْكَ الأيام فرميت)) (62). وكذلك حددوا وقت اختلاط جرير بن حازم (63)، قَالَ أبو حاتم (64): ((تغيّر قَبْلَ موته بسنة)) (65). وحددوا وقت اختلاط سعيد بن أبي سعيد المقبري (66)، قَالَ ابن سعد (67): ((ثقة، إلا أنه اختلط قَبْلَ موته بأربع سنين)) (68).
وعلى الرغم من احتياطات الْمُحَدِّثِيْنَ وإمعانهم في تحديد وقت الاختلاط، فإنهم لَمْ يتمكنوا من تحديد الساعات الأولى لبدء الاختلاط، فالاختلاط – كَمَا سبق – آفة عقلية تبدأ بسيطة ثُمَّ تكبر شَيْئاً فشيئاً، ويتعاظم أمرها بالتدريج، وفي هَذِهِ الفترة الواقعة بَيْنَ بداية الاختلاط وظهوره وتفشيه، يَكُوْن المختلط قَدْ رَوَى أحاديث تناقلها الرُّوَاة عَنْهُ، من غَيْر أن يعرفوا اختلاطه حين أخذهم عَنْهُ، ولربما كَانَ هَذَا الأمر سبباً في دخول الاختلاف والاضطراب في بعض أحاديث الثقات.
غَيْر أن علماء الْحَدِيْث – رحمهم الله – لَمْ يتركوا قضية الاختلاط والمختلطين عَلَى عواهنها، بَلْ إنهم نقبوا وفتشوا أحوال الرُّوَاة جيداً، وقسموا الرُّوَاة عَنْ المختلطين عَلَى أربعة أقسام:
الأول: الَّذِيْنَ رووا عَنْ المختلط قَبْلَ اختلاطه.
الثاني: الَّذِيْنَ رووا عَنْهُ بَعْدَ اختلاطه.
الثالث: الَّذِيْنَ رووا عَنْهُ قَبْلَ الاختلاط وبعده، وَلَمْ يميزوا هَذَا من هَذَا.
الرابع: الَّذِيْنَ رووا عَنْهُ قَبْلَ اختلاطه وبعده وميزوا هَذَا من هَذَا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ووضعوا حكماً لكل قسم من هَذِهِ الأقسام: فمن رَوَى عَنْ المختلط قَبْلَ الاختلاط قبلت روايته عَنْهُ، ومن رَوَى عَنْهُ قَبْلَ الاختلاط وبعده، وميز ما سَمِعَ قَبْلَ الاختلاط قُبِلَ، وَلَمْ يُقبل ما سَمِعَ بَعْدَ الاختلاط، ومن لَمْ يميز حديثه أو سَمِعَ بَعْدَ الاختلاط لَمْ تقبل روايته (69).
ولعل الحافظ العراقي كَانَ أشمل في بيان الحكم من غيره، إِذْ قَالَ: ((ثُمَّ الحكم فيمن اختلط أنه لا يقبل من حديثه ما حدّث بِهِ في حال الاختلاط، وكذا ما أبهم أمره وأشكل، فَلَمْ ندرِ أحدّث بِهِ قَبْلَ الاختلاط أو بعده؟ وما حدث بِهِ قَبْلَ الاختلاط قُبِلَ، وإنما يتميز ذَلِكَ باعتبار الرُّوَاة عَنْهُمْ، فمنهم من سَمِعَ مِنْهُمْ قَبْلَ الاختلاط فَقَطْ، ومنهم من سَمِعَ بعده فَقَطْ، ومنهم من سَمِعَ في الحالين، وَلَمْ يتميز)) (70).
وَقَدْ قسّم الْمُحَدِّثُوْنَ المختلطين من حَيْثُ تأثير الاختلاط في قبول مروياتهم عَلَى ثلاثة أقسام قَالَ العلائي (71): ((أما الرُّوَاة الَّذِيْنَ حصل لَهُمْ الاختلاط في آخر عمرهم فهم عَلَى ثلاثة أقسام:
أحدها: من لَمْ يوجب ذَلِكَ لَهُ ضعفاً أصلاً، وَلَمْ يحط من مرتبته؛ إما لقصر مدة الاختلاط وقلَّتِهِ كسفيان بن عيينة (72)، وإسحاق بن إبراهيم بن راهويه، وهما من أئمة الإسلام المتفق عليهم؛ وإما لأنه لَمْ يروِ شيئاً حال اختلاطه، فسلم حديثه من الوهم كجرير بن حازم، وعفان بن مُسْلِم (73)، ونحوهما.
ثانيها: من كَانَ مُتَكلَّماً فِيْهِ قَبْلَ الاختلاط، فَلَمْ يحصل من الاختلاط إلا زيادة في ضعفه؛ كابن لهيعة (74)، ومحمد بن جابر السُّحيمي (75)، ونحوهما.
ثالثها: من كَانَ محتجاً بِهِ، ثُمَّ اختلط، أو عُمِّر في آخر عمره، فحصل الاضطراب فِيْمَا رَوَى بَعْدَ ذَلِكَ، فيتوقف الاحتجاج بِهِ عَلَى التمييز بَيْنَ ما حدّث بِهِ قَبْلَ الاختلاط عما رَوَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ)) (76).
رابعاً. ذهاب البصر:
من المعروف في بَدَائِهِ علم الْحَدِيْث أنّ الضبط شرط أساسي في صحة الْحَدِيْث النبوي الشريف (77)، والضبط: هُوَ إتقان ما يرويه الرَّاوِي بأن يَكُوْن متيقظاً لما يروي غَيْر مغفل، حافظاً لروايته إن رَوَى من حفظه، ضابطاً لكتابه إن رَوَى من الكتاب، عالماً بمعنى ما يرويه، وبما يحيل المعنى عَنْ المراد إن روى بالمعنى (78)، حَتَّى يثق المطّلع عَلَى روايته والمتتبع لأحواله بأنه أدى الأمانة كَمَا تحملها، لَمْ يغير مِنْهَا شَيْئاً، وهذا مناط التفاضل بَيْنَ الرُّوَاة الثقات، فإذا كَانَ الرَّاوِي عدلاً ضابطاً سمي ثقةً (79). ويعرف ضبطه بموافقة الثقات الضابطين المتقنين إذا اعتبر حديثه بحديثهم، ولا تضر مخالفته النادرة لَهُمْ، فإن كثرت مخالفته لَهُمْ، وندرت الموافقة، اختل ضبطه وَلَمْ يحتج بحديثه (80).
والضبط نوعان: ظاهر وباطن.
فالظاهر من حَيْثُ اللغة. والباطن: ضبط معناه من حَيْثُ تعلق الحكم الشرعي بِهِ، وَهُوَ الفقه. ومطلق الضبط الَّذِيْ هُوَ شرط الرَّاوِي، هُوَ الضبط ظاهراً عِنْدَ الأكثر؛ لأنه يجوز نقل الْحَدِيْث بالمعنى عِنْدَ الكثير (81) من العلماء (82).
فمما تقدم نستخلص أن الضبط قسمان: ضبط صدر، وضبط كتاب. وضابط الكتاب يحتاج أن يقرأ كتابه من أجل الرِّوَايَة والمقابلة، وضابط الصدر يحتاج إلى أن يعاود حفظه وكتابه من أجل ضبط مروياته، وربما يمكن أن يحصل هَذَا لبعض الرُّوَاة بمفردهم، وقسم مِنْهُمْ يستعين بمن يثق بِهِ ليعاونه عَلَى ذَلِكَ. إذن فالبصر مهم في ذَلِكَ وله دور كبير في المحافظة على الحفظ؛ لذا فإنّ زوال البصر وذهابه قَدْ يؤدي بالمحصلة النهائية إلى دخول الوهم في بعض روايات الْمُحَدِّثِيْنَ مِمَّا يؤدي إلى حصول اختلاف بَيْنَ الروايات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الَّذِيْنَ ذهب بصرهم: عَبْد الرزاق بن همام الصنعاني (83) صاحب المصنف قَالَ الحافظ ابن حجر العسقلاني: ((عمي في آخر عمره فتغير)) (84). وكذا علي بن مسهر (85) قَالَ العجلي (86): ((صاحب سنة ثقة في الْحَدِيْث صالح الكتاب كثير الرِّوَايَة عَنْ الكوفيين)) (86)، وَقَالَ أبو عَبْد الله أحمد بن حَنْبَل لما سئل عَنْهُ: ((لا أدري كيف أقول كَانَ قَدْ ذهب بصره فكان يحدّثهم من حفظه)) (87).
خامساً. ذهاب الكتب:
قَدْ علمنا مِمَّا سبق أن ضبط الكتاب (88) هُوَ أحد قسمي الضبط، والعمدة في هَذَا القسم عَلَى كتاب الرَّاوِي، وتطرق الخلل إلى كتابه أمر مضر بالثقة في مرويات ذَلِكَ الرَّاوِي، وَقَدْ يصل الأمر إلى أن يدع الرَّاوِي روايته جملة بسبب فقد كتابه.
إلاّ أن بعض الرُّوَاة قَدْ يعلق في أذهانهم شيء من تِلْكَ المرويات الَّتِيْ دونوها في كتبهم المفقودة، فيحدّثون بِهَا، ولما كَانَ معتمدهم أصلاً في الرِّوَايَة عَلَى كتبهم لا عَلَى حفظهم فإن وجود الخطأ والوهم في تِلْكَ الروايات وارد.
ومن رواة الأحاديث الَّذِيْنَ ذهبت كتبهم مع اعتمادهم عَلَى تِلْكَ الكتب في حفظهم: عَبْد الله بن لهيعة، أبو عَبْد الرحمان الحضرمي، الفقيه قاضي مصر، كَانَ متقناً لكتابه، قَالَ الإمام أحمد: ((ابن لهيعة أجود قِرَاءة لكتبه من ابن وهب (89))) (90).
وَقَدْ كَانَ جل اعتماده في روايته عَلَى كتبه، فلما احترقت ضُعِّف في الرِّوَايَة لكثرة ما وجد من الوهم والخطأ في روايته بَعْدَ ذهاب كتبه. قَالَ إسحاق بن عيسى الطباع (91): ((احترقت كتب ابن لهيعة سنة تسع وستين)) (92). وَقَالَ البخاري (93) عَنْ يحيى بن بكير (94): ((احترق منْزل ابن لهيعة وكتبه في سنة سبعين ومئة)) (95).
وربما يَكُوْن لغياب الكتب نَفْسُ أثرِ فَقْدِ الكتب ويكون مدعاة للوهم والخلاف، فإذا حدّث الرَّاوِي – الَّذِيْ يعتمد في الأداء عَلَى كتابه – في حالة غياب كتبه عَنْهُ، وقع الوهم والخطأ في حديثه، وتحديثه في غَيْر بلده – أَيْضاً – مظنة (96) لوقوع ذَلِكَ كَمَا حصل لمعمر بن راشد (97) قَالَ ابن رجب (98): ((حديثه بالبصرة فِيْهِ اضطراب كثير، وحديثه باليمن جيد)) (99)، وَقَالَ الإمام أحمد في رِوَايَة الأثرم (100): ((حَدِيْث عَبْد الرزاق عَنْ معمر أحب إليّ من حَدِيْث هؤلاء البصريين، كَانَ يتعاهد كتبه وينظر، يعني باليمن، وَكَانَ يحدّثهم بخطأٍ بالبصرة)) (101). وَقَالَ يعقوب بن شيبة (102): ((سَمَاع أهل البصرة من معمر، حين قدم عليهم فِيْهِ اضطراب؛ لأن كتبه لَمْ تَكُنْ مَعَهُ)) (103).
ومن هَؤُلاَءِ أَيْضاً: إسماعيل بن عياش (104) قَالَ مُحَمَّد بن عثمان بن أبي شيبة (105):
((سَمِعْتُ يَحْيَى بن مَعِيْنٍ يَقُوْل: إسماعيل بن عياش ثقة فِيْمَا رَوَى عَنْ الشاميين، وأما روايته عَنْ أهل الحجاز فإن كتابه ضاع فخلط في حفظه عَنْهُمْ)) (106).
سادساً. عدم الضبط:
سبق الكلام أن الضبط من شروط صحة الْحَدِيْث الأساسية؛ ولكن بعض الرُّوَاة
-وإن كانوا ضابطين – إلا أنهم في بعض الأحايين يخف ضبطهم لبعض الأحاديث خاصة، وَهُوَ أمرٌ اعتيادي يحصل لبني الإنسان؛ لأن الضبط كَمَا سبق أمرٌ نسبيٌّ. وهذا الباب الَّذِيْ يمكن من خلاله دخول الوهم في بَعْض أحاديث الثقات يعدُّ سبباً من أسباب اختلاف الروايات متناً وإسناداً مِمَّا يؤدي بالمحصلة النهائية إِلَى حصول بَعْض الاختلافات في بَعْض الأحاديث. وهذا الأمر نراه جلياً في أحاديث الثقات الَّتِيْ أخطؤوا فِيْهَا. وما يأتي في كَثِيْر من الأمثلة اللاحقة دليل لما أصّلناه في أن الضبط أمرٌ نسبيٌّ ينفك عَنْ بعض الثقات أحياناً في بعض الأحاديث.
وَكَانَ هناك رواة، لَهُمْ كتب صحيحة متقنة وفي حفظهم شيء وهؤلاء كانوا أحياناً إِذا حدثوا من حفظهم غلطوا وإذا حدثوا من كتابهم أصابوا، وهذا أمر أولاه العلماء عناية؛ لأن فِيْهِ مزيد ضبط في رِوَايَة هَذَا الرَّاوِي خاصة، ومن الأمثلة عَلَى ذَلِكَ شريك القاضي وَهُوَ شريك بن عَبْد الله النخعي، الكوفي، القاضي بواسط، ثُمَّ الكوفة، أبو عَبْد الله: صدوق يخطئ كثيراً، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة (107).
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَ فِيْهِ مُحَمَّد بن عَبْد الله بن عمار الموصلي (108): ((شريك كتبه صحاح فمن سَمِعَ مِنْهُ من كتبه فهو صَحِيْح، قَالَ: وَلَمْ يَسْمَع من شريك من كتابه إلا إسحاق الأزرق (109))) (110). وَقَالَ فِيْهِ يعقوب بن شيبة: ((كتبه صحاح)) (111). وفي رِوَايَة الْخَطِيْب البغدادي (112) عَنْ يعقوب في شريك: ((ثقة صدوق، صَحِيْح الكتاب، رديء الحفظ مضطربه)) (113).
ومن الأمور الَّتِيْ يدخل الاختلاف بسببها لعدم الضبط، هُوَ عدم الضبط في بلد معين، وَهُوَ أن يَكُوْن الرَّاوِي ضابطاً إلا أنه في سماعه لحديث أهل بلدٍ معين لا يَكُوْن ضابطاً لحديثهم لعدم تأهبه لِذَلِكَ؛ لأن الضبط كَمَا يَكُوْن في الأداء يَكُوْن في التحمل فإن لَمْ يتحمل جيداً –لاختلال في السَّمَاع، أو عدم جودةٍ في تقييد الكتاب– لَمْ يؤد جيداً، ومثل هَذَا قَدْ حصل لعدد من الرُّوَاة، فتجد أحاديثهم جياداً في روايتهم عَنْ أهل بلد معين، وتجدها دون ذَلِكَ عِنْدَ أهل بلد آخر لخلل طرأ في السَّمَاع والتحمل.
ومن أولئك الرُّوَاة الَّذِيْنَ تضعّف روايتهم في بلد دون آخر إسماعيل بن عياش، وَهُوَ إسماعيل بن عياش بن سليم العَنْسيُّ - بالنون - أبو عتبة الحمصي: صدوق في روايته عَنْ أهل بلده مُخَلِّط في غيرهم (114). قَالَ يعقوب بن سفيان (115): ((تكلَّم قومٌ في إسماعيل، وإسماعيل ثقة عدلٌ، أعلم الناس بحديث الشام، ولا يدفعه دافع، وأكثر ما تكلموا قالوا: يُغرِبُ عَنْ ثقات المدنيين والمكيين)) (116). وَقَالَ أبو بكر بن أبي خيثمة: سُئِلَ يحيى بن معين عَنْ إسماعيل بن عياش، فَقَالَ: ((ليس بِهِ بأس في أهل الشام. والعراقيون يكرهون حديثه)) (117). وَقَالَ مضر بن مُحَمَّد الأسدي (118)، عَنْ يَحْيَى: ((إذا حدَّث عَنْ الشاميين وذكر الخبر، فحديثه مستقيم، وإذا حدّث عَنْ الحجازيين والعراقيين، خلّط ما شئت)) (120). وَقَالَ أبو داود: سألت أحمدَ عَنْ إسماعيلَ بنِ عياش فَقَالَ: ((ما حدّث عَنْ مشايخهم. قلت: الشاميين؟ قَالَ: نعم. فأما ما حدث عَنْ غيرهم، فعنده مناكير)) (121). وَقَالَ أبو طَالِب أحمد بن حميد (122): سَمِعْتُ أحمد بن حَنْبَل يَقُوْل: ((إسماعيل بن عيّاش ما رَوَى عَن الشاميين صَحِيْح، وما رَوَى عَنْ أهل الحجاز فليس بصحيح)) (123).
سابعاً. التدليس (124):
هُوَ أحد الأسباب الرئيسة الَّتِيْ تدخل الاختلاف في المتون والأسانيد؛ لأن التدليس يكشف عَنْ سقوط راوٍ أحياناً فيكون لهذا الساقط دور في اختلاف الأسانيد والمتون ولما كَانَ الأمر عَلَى هَذِهِ الشاكلة، فلابدّ لنا من تفصيل القَوْل في التدليس:
فالتدليس لغة: من الدَّلَسِ – بالتحريك – وَهُوَ اختلاط الظلام، والتدليس: إخفاء العيب وكتمانه (125).
أما في الاصطلاح، فإن التدليس عندهم يتنوع إلى عدة أنواع:
الأول: تدليس الإسناد:
وَهُوَ أن يروي الرَّاوِي عمن لقيه ما لَمْ يسمعه مِنْهُ بصيغة محتملة (126).
والمراد من الصيغة المحتملة: أن لا يصرح بالسماع أَوْ الإخبار مثل: حَدَّثَنَا، وأخبرنا (127) وأنبأنا، وسمعت، وَقَالَ لنا، وإنما يجيء بلفظ يحتمل الاتصال وعدمه، مثل: إن، وعن، وَقَالَ، وحدّث، وروى، وذكر، لذا لَمْ يقبل الْمُحَدِّثُوْنَ حَدِيْث المدلس ما لَمْ يصرِّح بالسماع (128).
الثاني: تدليس الشيوخ:
وَهُوَ أن يأتي باسم شيخه أَوْ كنيته عَلَى خلاف المشهور بِهِ تعمية لأمره وتوعيراً للوقوف عَلَى حاله (129). وهذا النوع حكمه أخف من السابق، وفي هَذَا النوع تضييع للمروي عَنْهُ وللمروي وتوعير لطريق مَعْرِفَة حالهما. ثُمَّ إن الحال في كراهيته يختلف بحسب الغرض الحامل عَلَيْهِ، إِذْ إن من يدلس هَذَا التدليس قَدْ يحمله كون شيخه الَّذِيْ غيّر سمته غَيْر ثقة، أو أصغر من الرَّاوِي عَنْهُ، أو متأخر الوفاة قَدْ شاركه في السَّمَاع مِنْهُ جَمَاعَة دونه، أو كونه كثير الرِّوَايَة عَنْهُ فلا يحب تكرار شخص عَلَى صورة واحدة (130).
الثالث: تدليس التسوية (131):
(يُتْبَعُ)
(/)
وَهُوَ أن يروي عَنْ شيخه، ثُمَّ يسقط ضعيفاً بَيْنَ ثقتين قَدْ سَمِعَ أحدهما من الآخر أو لقيه، ويرويه بصيغة محتملة بَيْنَ الثقتين (132). وممن اشتهر بهذا النوع: الوليد بن مُسْلِم (133)، وبقية بن الوليد (134). وهذا النوع من التدليس يشترط فِيْهِ التحديث والإخبار من المدلس إلى آخره (135).
الرابع: تدليس العطف:
وَهُوَ مثل أن يقول الرَّاوِي: حَدَّثَنَا فُلاَن وفلان، وَهُوَ لَمْ يَسْمَع من الثاني (136) الخامس: تدليس السكوت:
وَهُوَ كأن يقول الرَّاوِي: حَدَّثَنَا أَوْ سَمِعْتُ، ثُمَّ يسكت برهة، ثُمَّ يقول: هشام بن عروة (137) أو الأعمش (138) موهماً أنه سَمِعَ منهما، وليس كذلك (139).
السادس: تدليس القطع:
وَهُوَ أن يحذف الصيغة ويقتصر عَلَى قوله مثلاً: الزهري عَنْ أنس (140).
السابع: تدليس صيغ الأداء:
وَهُوَ ما يقع من الْمُحَدِّثِيْنَ من التعبير بالتحديث أَوْ الإخبار عَنْ الإجازة موهماً للسماع، وَلَمْ يَكُنْ تحمله لِذَلِكَ المروي عَنْ طريق السَّمَاع (141).
وهذه الأنواع السبعة ليست كلها مشتهرة إنما المشتهر مِنْهَا والشائع الأول والثاني وعند الإطلاق يراد الأول. وهذا القسم هُوَ الَّذِيْ لَهُ دورٌ في الاختلافات الحديثية متوناً وأسانيد، إِذْ قَدْ يكشف خلال البحث بَعْدَ التنقير والتفتيش عَنْ سقوط رجل من الإسناد وربما كَانَ هَذَا الساقط ضعيفاً أَوْ في حفظه شيءٌ، أو لَمْ يضبط حديثه هَذَا.
ومن الأمثلة عَلَى ذَلِكَ ما رَوَاهُ ابن حبان (142) من طريق ابن جريج (143)، عَنْ
نافع (144)، عَنْ ابن عمر، قَالَ: قَالَ رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تَبُلْ قائماً)) (145).
وهذا الإسناد رجاله ثقات إلا أنَّ ابن جريج مدلسٌ (146) وَقَدْ عنعن هنا وَلَمْ يصرح بسماعه من نافع، وَهُوَ قَدْ سَمِعَ من نافع أحاديث كثيرة، فهُوَ معروف بالرواية عَنْهُ، وروايته عَنْهُ في الكتب الستة (147). ولكن النقاد ببصيرتهم الناقدة ونظرهم الثاقب كشفوا أنَّ في هَذَا السند واسطة بَيْنَ ابن جريج ونافع، وأن ابن جريج لَمْ يسمعه من نافع مباشرة، بَلْ سمعه من عَبْد الكريم بن أبي المخارق الضعيف (148)، وَقَدْ صرّح ابن جريج في بعض طرق الْحَدِيْث بهذا الساقط، فبان تدليسه؛ فَقَدْ رَوَى عَبْد الرزاق (149)، ومِنْ طريقه ابن ماجه (150)، وأبو عوانة (151)، وابن عدي (152)، وتمام الرازي (153)، والحاكم (154)، والبيهقي (155)، عَنْ ابن جريج، عَنْ عَبْد الكريم بن أبي المخارق، عَنْ نافع، بِهِ.
ومن بدائه علم الْحَدِيْث أن حَدِيْث الثقة ليس كله صحيحاً (156)، كَمَا أنّ حَدِيْث الضعيف ليس كله ضعيفاً (157)، ومعرفة كلا النوعين من أحاديث الفريقين ليس بالأمر اليسير إنما يطلع عَلَى ذَلِكَ الأئمة النقاد الغواصون في أعماق ما يكمن في الروايات من صحة أو خطأ، لذا فتّش العلماء في حَدِيْث ابن أبي المخارق هل توبع عَلَيْهِ، أم أخطأ فِيْهِ؟ وخالف الثقات الأثبات أم انفرد؟ فنجدهُمْ قَدْ صرّحوا بخطأ ابن أبي المخارق لمخالفته الثقات الأثبات في ذَلِكَ، قَالَ البوصيري (158) في مصباح الزجاجة – بَعْدَ أن ضعّف حَدِيْث ابن أبي المخارق -: ((عارضه خبر عبيد الله بن عمر العمري (159) الثقة المأمون المجمع عَلَى ثقته، ولا يُغتر بتصحيح ابن حِبّان هَذَا الخبر من طريق هشام بن يوسف (160)، عَنْ ابن جريج عَنْ نافع، عَنْ ابن عمر. فإنه قَالَ بعده: أخاف أن يَكُوْن ابن جريج لَمْ يسمعه من نافع، وَقَدْ صحّ ظنُّه، فإنّ ابن جريج إمّا سمعه من ابن أبي المخارق كَمَا ثبت في رِوَايَة ابن ماجه هَذِهِ والحاكم في المستدرك واعتذر عَنْ تخريجه أنه إنّما أخرجه في المتابعات)) (161).
وَقَالَ الترمذي: ((إنما رفع هَذَا الْحَدِيْث عَبْد الكريم بن أبي المخارق، وَهُوَ ضعيف عِنْدَ أهل الْحَدِيْث، ضعّفه أيوب السختياني (162) وتكلم فِيْهِ. وروى عبيد الله، عَنْ نافع عَنْ ابن عمر قَالَ: قَالَ عمر رضي الله عنه: ما بلتُ قائِماً منذُ أسلَمْتُ. وهذا أصح من حَدِيْث عَبْد الكريم)) (163).
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول: رِوَايَة عبيد الله الموقوفة أخرجها ابن أبي شيبة (164)، والبزار (165) في مسنده (166) من طريق عبيد الله بن عمر، عَنْ نافع، عَنْ ابن عمر، عَنْ عمر موقوفاً، وَهُوَ الصواب.
ومما يدل عَلَى عدم صحة حَدِيْث ابن أبي المخارق أن الحافظ ابن حجر قَالَ: ((وَلَمْ يثبت عَنْ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في النهي عَنْه شيء)) (167).
بَعْدَ هَذَا العرض السريع بان لنا واتضح أن التدليس سبب من أسباب الاختلاف لدى الْمُحَدِّثِيْنَ؛ إِذْ إنه قَدْ يسفر عَنْ سقوط رجلٍ من الإسناد فيخالف الرَّاوِي غيره من الرُّوَاة.
ثامناً. الانشغال عَنْ الْحَدِيْث:
الْحَدِيْث النبوي الشريف أحد المراجع الرئيسة للفقه الإسلامي، لذا كَانَ علم الْحَدِيْث رِوَايَة ودراية من أشرف العلوم وأجلها، بَلْ هُوَ أجلها عَلَى الإطلاق بَعْدَ العلم بالقرآن الكريم الَّذِيْ هُوَ أصل الدين ومنبع الطريق المستقيم، فالحديث هُوَ المصدر الثاني للتشريع الإسلامي، بعضه يستقل بالتشريع، وكثيرٌ مِنْهُ شارح لكتاب الله تَعَالَى مبينٌ لما جاء فِيْهِ. قَالَ تعالى (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) (168) من هَذَا أدرك المسلمون أهمية الْحَدِيْث النبوي الشريف فعانوا ما عانوا من أجل حفظ الْحَدِيْث النبوي الشريف، فتخلوا عَنْ كُلّ شيء أمام هَذَا الهدف العزيز الغالي، وَهُوَ حَدِيْث النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ تَعَالَى: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) (169). وللحرص الشديد عَلَى حفظ السنة، اهتمَّ المسلمون بمذاكرة الْحَدِيْث ومدارسته من أجل حفظه وضبطه وإتقانه، فكان الْمُحَدِّثُوْنَ يكتبون بالنهار ويعارضون (170) بالليل ويحفظون بالنهار ويتذاكرون بالليل. وهكذا شأن الْمُحَدِّثِيْنَ، ومن لَمْ يَكُنْ كذلك فلا يسمى من أهل الْحَدِيْث، وأسند الإمام مُسْلِم في مقدمة صحيحه (171) عَنْ أبي الزناد (172) قَالَ: ((أدركت بالمدينة مئة، كلهم مأمونون ما يؤخذ عَنْهُمْ الْحَدِيْث يقال: ليس من أهله)) (173).
وَقَالَ مالك بن أنس (174): ((أدركت مشايخ بالمدينة أبناء سبعين وثمانين لا يؤخذ عَنْهُمْ، ويقدم ابن شهاب وَهُوَ دونهم في السن فتزدحم الناس عَلَيْهِ)) (175).
وهناك أمور جعلت عدداً من جهابذة الْمُحَدِّثِيْنَ لا يأخذون عَنْ عدد كبير من الرُّوَاة هي أن هؤلاء الرُّوَاة كانوا يتشاغلون عَنْ الْحَدِيْث. والتشاغل عَنْ الْحَدِيْث مدعاة لعدم ضبط الْحَدِيْث وعدم إتقانه وربما كَانَ مآل ذَلِكَ إلى دخول بعض الوهم والعلل والاختلافات؛ لأن المذاكرة والمراجعة يعينان عَلَى ضبط الْحَدِيْث وإتقانه. والانشغال في بعض الأمور ربما يحول دون المذاكرة والمراجعة مِمَّا يؤدي إلى عدم ضبط الروايات. ومن تِلْكَ الأمور:
أ. ولاية القضاء:
إنّ ولاية القضاء من الأمور الدينية المهمة، والمجتمع الإسلامي بحاجة لازمة إلى هَذَا المنصب قَالَ تَعَالَى: (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الأَلْبَابِ) (176). ولمكانة هَذِهِ الوظيفة في الإسلام وأهميتها البالغة فالأمر يستدعي من القاضي توفيراً واسعاً لمزيدٍ من الوقت، وتهيئة جوٍّ ملائم للقضاء؛ لأن القضاء مسؤولية دينية ودنيوية، وَقَدْ قَالَ صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ وُلِّيَ القَضَاءَ، أو جُعِلَ قاضِياً بَيْنَ النَّاسِ فَقَدْ ذُبِحَ بِغَيرِ سِكِّين)) (177). إذن فهذه المسؤولية تستدعي تفرغاً وتفكُّراً ومراجعة، والحديث النبوي يحتاج كَذَلِكَ إِلَى تفرُّغٍ نِسبِيٍّ للمراجعة والمذاكرة من أجل الحِفَاظ عَلَى الضبط. وَقَدْ وجدنا حِيْنَ استقرأنا حال كَثِيْر من الرُّوَاة الَّذِيْنَ ولوا القضاء أنهم قَدْ خفّ ضبطهم لانشغالهم بهذا المنصب الوظيفي، ومن أولئك: شريك بن عَبْد الله النخعي الْقَاضِي، حدّد ابن حِبّان تَخليطه بَعْدَ عام خمسين ومئة حِيْنَ تولى قضاء الكُوفَةِ (178). وكذلك مُحَمَّد بن عَبْد الرحمان بن أبي ليلى (179) قَالَ أبو حاتم الرازي: ((شغل بالقضاء فساء حفظه)) (180).
ب. الاشتغال بالفقه:
(يُتْبَعُ)
(/)
الفقه الإسلامي يمثل الشريعة الإسلامية الغراء وذلك لما احتواه من الأصول العظيمة الَّتِيْ تصلح لكل زمان ومكان، والفقه الإسلامي واسع في أصوله وفروعه. ومن يشتغل بهذا العلم العظيم يحتاج إلى خلفيات بعدة علوم. وهذا يستدعي وقتاً واسعاً وتفرغاً كبيراً، ومن كَانَ الفقه أكبر همه ربما قصَّر في ضبط بعض أحاديثه؛ لأن ذَلِكَ ربما شغله عَنْ مراجعة حديثه. وكثير من الَّذِيْنَ يشتغلون بعلم من العلوم ويستفرغون العمر في تخصصهم يَكُوْن ذَلِكَ مدعاة للتقصير بالعلوم الأخرى.
وَقَدْ وجدنا بعض جهابذة الْحَدِيْث تَكَلَّمَ في بعض الرُّوَاة لِقَصْرِ تهممهم (181) عَلَى الفقه، ومن أولئك حماد بن أبي سليمان (182) من كبار الفقهاء وشيخ أبي حَنِيْفَة النعمان (183) قَالَ عَنْهُ أبو إسحاق الشيباني (184): ((ما رأيت أحداً أفقه من حماد)) (185). ومع هَذَا فَقَدْ نقل عَبْد الرحمان بن أبي حاتم (186) عَنْ أمير المؤمنين في الْحَدِيْث شعبة بن الحجاج قوله: ((كَانَ حماد – يعني: ابن أبي سليمان – لا يحفظ)). ثُمَّ عقّب ابن أَبِي حاتم عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ:
((يعني: إن الغالب عَلَيْهِ الفقه وإنه لَمْ يرزق حفظ الآثار)) (187). وَقَالَ أبو حاتم: ((هُوَ صدوق ولا يحتج بحديثه، هُوَ مستقيم في الفقه، وإذا جاء الآثار شوّش)) (188)
ومن هنا وضع علماء الجرح والتعديل قواعد في أنّ الفقهاء غَيْر الْمُحَدِّثِيْنَ يغلب عليهم الفقه دون حفظ المتون، قَالَ ابن رجب الحنبلي: ((الفقهاء المعتنون بالرأي حَتَّى يغلب عليهم الاشتغال بِهِ، لا يكادون يحفظون الْحَدِيْث كَمَا ينبغي، ولا يقيمون أسانيده ولا متونه، ويخطئون في حفظ الأسانيد كثيراً، ويروون المتون بالمعنى، ويخالفون الحفاظ في ألفاظه)) (189). وابن رجب مسبوق بهذا التنظير فَقَدْ قَالَ ابن حِبّان: ((الفقهاء الغالب عليهم حفظ المتون وأحكامها وأداؤها بالمعنى دون حفظ الأسانيد وأسماء الْمُحَدِّثِيْنَ، فإذا رفع محدث خبراً، وَكَانَ الغالب عَلَيْهِ الفقه، لَمْ أقبل رفعه إلا من كتابه؛ لأنه لا يعلم المسند من المرسل، ولا الموقوف من المنقطع، وإنما همته إحكام الْمَتْن فَقَطْ)) (190).
ج. الاشتغال بالعبادة:
سبق لنا أن ذكرنا مراراً أن الْحَدِيْث النبوي يحتاج إلى متابعة ومذاكرةٍ وتكرارٍ من أجل حفظ الروايات وصونها من الخطأ والزيادة والنقص، وأن ترك ذَلِكَ يؤول في نهاية المطاف إلى عدم ضبط الأحاديث ودخول الوهم والاختلاف فِيْهَا فِيْمَا بعد. ومن الأمور الَّتِيْ حَدَتْ ببعض الْمُحَدِّثِيْنَ للتقصير في ضبط مروياتهم انشغال بعضهم بالعبادة وصرف غالب أوقاتهم بِذَلِكَ دون متابعة ضبط رواياتهم. وَقَدْ أصل ابن رجب في ذَلِكَ قاعدة فَقَالَ: ((الصالحون غَيْر العلماء يغلب عَلَى حديثهم الوهم والغلط)) (191).
والحافظ ابن رجب إنما أخذ ذَلِكَ من أقوال أئمة هَذَا الشأن العارفين بعلله الغواصين في معانيه وأسراره قَالَ نجم العلماء (192) مالك بن أنس: ((أدركت بهذا البلد – يعني الْمَدِيْنَة – مشيخة لَهُمْ فضلٌ وصلاحٌ وعبادة يحدِّثون، ما سَمِعْتُ من واحد مِنْهُمْ حديثاً قطُّ، فقيل لَهُ: وَلِمَ يا أبا عَبْد الله؟ قَالَ: لَمْ يكونوا يعرفون ما يحدِّثون)) (193). وَقَالَ أَيْضاً: ((لا يؤخذ العلم من أربعة، ويؤخذ ممن سوى ذَلِكَ، لا يؤخذ من سفيه مُعلن بالسَفه وإن كَانَ أروى الناس، ولا يؤخذ من كذاب يكذب في أحاديث الناس، إذا جرب ذَلِكَ عَلَيْهِ، وإن كَانَ لا يُتَّهَمُ أن يكذب عَلَى رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم، ولا من صاحب هوىً يدعو الناس إلى هواه، ولا من شيخٍ لَهُ فضلٌ وعبادة إذا كَانَ لا يعرف ما يحدّث بِهِ)) (194).
وَقَالَ ابن منده (195): ((إذا رأيت في حَدِيْث (فُلاَن الزاهد) فاغسل يدك مِنْهُ)) (196).
وممن كانت حاله عَلَى ما قدمنا: أبان بن أبي عياش: فيروز البصري، أبو إسماعيل العبدي، قَالَ فِيْهِ الإمام المبجل أحمد بن حَنْبَل: ((متروك)) (197).
قَالَ ابن رجب الحنبلي: ((ذكر الترمذي من أهل العبادة المتروكين رجلين: أحدهما أبان بن أبي عياش)) (198).
وقَالَ الإمام الترمذي: ((رَوَى عَنْ أبان بن أبي عياش غَيْر واحد من الأئمة (199)، وإن كَانَ فِيْهِ من الضعف والغفلة ما وصفه أبو عوانة (200) وغيره (201) فلا يغتر برواية الثقات عَنْ الناس؛ لأنه يروي عَنْ ابن سيرين أنه قَالَ: إن الرجل ليحدِّثني، فما أتهمه، ولكن أتهم من فوقه.
وَقَدْ رَوَى غَيْر واحد (202) عَنْ إبراهيم النخعي عَنْ علقمة عَنْ عَبْد الله بن مسعود: أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يقنتُ في وتره قَبْلَ الركوع. وروى أبان بن أبي عياش، إبراهيم النخعي، عن علقمة، عن عَبْد الله بن مسعود: ((إن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يقنت في وتره قَبْلَ الركوع)). هكذا رَوَى سفيان الثوري عَنْ أبان بن أبي عياش (203)، وروى بعضهم (204) عَنْ أبان بن أبي عياش بهذا الإسناد نحو هَذَا، وزاد فِيْهِ: قَالَ عَبْد الله بن مسعود:
((أخبرتني أمي أنها باتت عِنْدَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فرأت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قنت في وتره قَبْلَ الركوع)).
وأبان بن أبي عياش وإن كَانَ قَدْ وصف بالعبادة والاجتهاد، فهذا حاله في الْحَدِيْث والقوم كانوا أصحاب حفظ، فرب رجل وإن كَانَ صالحاً لا يقيم الشهادة ولا يحفظها …)) (205).
.........................................
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[24 Dec 2006, 10:21 م]ـ
(1) سورة فاطر: 32.
(2) هُوَ مُحَمَّد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب القرشي المطلبي، فقيه العصر، صاحب المذهب، لَهُ: " الأم " و " اختلاف الْحَدِيْث " وغيرهما، ولد بغزة سنة (150 ه) عَلَى الأصح، وتوفي بمصر سنة (204 ه). مرآة الجنان 2/ 11 و 12، ووفيات الأعيان 4/ 163 و165.
(3) ديوان الشَّافِعِيّ: 164.
(4) كَمَا حصل لسفيان بن وكيع. انظر: ميزان الاعتدال 2/ 173 (3334).
(5) يحيى بن معين بن عون الغطفاني، مولاهم، أبو زكريا البغدادي، ثقة حافظ مشهور إمام الجرح
والتعديل، لَهُ: " التاريخ " و " السؤالات " وغيرهما، ولد سنة (158 ه) وتوفي سنة (233 ه).
تهذيب الكمال 8/ 89 و 95 (7521)، وميزان الاعتدال 4/ 410، والتقريب (7651).
(6) تاريخ ابن معين (رِوَايَة الدوري) 3/ 13 (52).
(7) انظر: مقدمة شرح علل الترمذي، لابن رجب: 7.
(8) هُوَ الَّذِيْ يتصل إسناده بنقل العدل الضابط عَنْ العدل الضابط إلى منتهاه ولا يَكُوْن شاذاً ولا معللاً. مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث طبعة نور الدين: 10، وفي طبعتنا:79.
(9) وهكذا فإنا نجد أن الإمام علي بن المديني قَدْ خرّج علل حَدِيْث سفيان بن عيينة في ثلاثة عشر جزءاً. مع أن سفيان بن عيينة من أساطين هَذَا الفن وجهابذته وفحوله؛ لَكِنْ هَذَا الكم الكبير لَمْ يؤثر عَلَيْهِ لسعة ما رَوَى فهو كحبة القمح من البيدر. وانظر: مَعْرِفَة علوم الْحَدِيْث، للحاكم: 71.
(10) هُوَ أحمد بن مُحَمَّد بن حَنْبَل بن هلال بن أسد الشيباني المروزي ثُمَّ البغدادي، أبو عَبْد الله، أحد الأعلام، صاحب المذهب، لَهُ: " المسند " و " الزهد " و " العلل " وغيرها، ولد سنة (164 ه)، وتوفي سنة (241 ه).
حلية الأولياء 9/ 161 و 162، وطبقات الحنابلة 1/ 10، والعبر 1/ 435.
(11) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث، لابن الصَّلاَحِ:: 252 طبعة نور الدين، و 448 طبعتنا.
(12) التمييز: 124.
(13) هُوَ مُحَمَّد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك التِّرْمِذِيّ، أبو عيسى الضرير الحافظ، صاحب " الجامع " وغيره من المصنفات، وَهُوَ تلميذ البخاري، وشاركه في بعض شيوخه، توفي سنة (279 ه). تهذيب الكمال 6/ 468 و 469 (6122)، ومرآة الجنان 2/ 144، والتقريب (6206).
(14) علل الترمذي الصغير 6/ 240 آخر الجامع.
(15) علل الترمذي الصغير 6/ 244 آخر الجامع.
(16) هُوَ مُحَمَّد بن بهادر بن عَبْد الله الزركشي، أبو عَبْد الله الشَّافِعِيّ، بدر الدين: عالم بالفقه والأصول، مشارك في الْحَدِيْث والعربية، من مصنفاته " البحر المحيط " و " البرهان في علوم القرآن "، ولد سنة (745 ه)، وتوفي سنة (794 ه).
الدرر الكامنة 3/ 397، وشذرات الذهب 6/ 335، والأعلام 6/ 60.
(17) أسماه: الإجابة لما استدركته عائشة عَلَى الصَّحَابَة، طبع مراراً بتحقيق سعيد الأفغاني.
(18) هُوَ عَبْد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي التميمي، مولاهم، أبو عَبْد الرحمان المروزي، ثقة ثبت فقيه عالم جواد مجاهد، ولد سنة (118 ه)، وتوفي سنة (181 ه).
تهذيب الكمال 4/ 258 (3508)، ومرآة الجنان 1/ 294، والتقريب (3570).
(19) شرح علل الترمذي 1/ 436.
(20) قائله: أبو الفتح البُستي. انظر: الغيث المسجم في شرح لامية العجم، للصفدي 2/ 208، وانظر: نكت الزركشي 3/ 565، وفتح المغيث 2/ 148،وتعليقنا عَلَى مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث، لابن الصَّلاَحِ: 294.
(21) أعني بالظروف الطارئة ما يحصل عَنْ غَيْر اعتياد وتماثل، ولا يَكُوْن سنة خلقية تقع لعدد كبير من الناس.
(22) التحمل: هُوَ أخذ الْحَدِيْث عَنْ الشيخ بطريق من طرق التحمل. الاقتراح: 238.
(23) الأداء: هُوَ تبليغ الْحَدِيْث وأدائه لِمَنْ يسمعه. أصول الْحَدِيْث: 227.
(24) هُوَ هشيم بن بشير بن القاسم بن دينار السلمي، أبو معاوية بن أبي خازم الواسطي، ثقة ثبت كثير التدليس والإرسال الخفي، ولد سنة (104 ه)، وتوفي سنة (183 ه).
الْمَعْرِفَة والتاريخ 1/ 47، والجرح والتعديل 9/ 115، والتقريب (7312).
(يُتْبَعُ)
(/)
(25) هَذِهِ القصة ساقها الْخَطِيْب في تاريخ بغداد 14/ 87، والذهبي في الميزان 4/ 308، ونقلها السيوطي في تدريب الرَّاوِي 1/ 129.
(26) لذا قَالَ الذهبي في " الميزان " 4/ 306: ((هُوَ ليّن في الزهري)).
(27) تهذيب الكمال 7/ 418.
(28) هُوَ أحمد بن علي بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الكناني العسقلاني الأصل، المصري المولد والمنشأ، علم الأعلام، حافظ العصر، لَهُ: " فتح الباري " و" تهذيب التهذيب " و " تقريبه " وغيرها، ولد سنة (773 ه)، وتوفي سنة (852 ه). طبقات الحفاظ: 552 (1190)، ونظم العقيان: 45 و 51، وشذرات الذهب 7/ 270.
(29) هدي الساري: 449.
(30) هُوَ مؤمل بن إسماعيل، أبو عَبْد الرحمان البصري، مولى آل عمر بن الخطاب ?، حافظ عالم يخطئ، قَالَ عَنْهُ أبو حاتم: صدوق، شديد في السنة، كثير الخطأ، توفي سنة (206 ه).
التاريخ الكبير 8/ 49، وميزان الاعتدال 4/ 228، وسير أعلام النبلاء 10/ 110 و 111.
(31) تهذيب الكمال 7/ 284، والكاشف 2/ 309، وسيأتي الْحَدِيْث تفصيلاً عن أحد أوهامه.
(32) انظر: الصحاح 3/ 1124،وأساس البلاغة:172،واللسان 7/ 295، وتاج العروس 19/ 267 (خلط).
(33) هُوَ مُحَمَّد بن عَبْد الرحمان بن مُحمد السخاوي، المحدث المؤرخ، حضر إملاء الحافظ ابن حجر، أصله من " سخا " من قرى مصر، ولد سنة (831 ه)، وتوفي سنة (902 ه).
نظم العقيان: 152، وشذرات الذهب 8/ 15، والأعلام 6/ 194.
(34) هُوَ عَبْد الرحمان بن عَبْد الله بن عتبة بن عَبْد الله بن مسعود المسعودي الهذلي، أحد الأئمة الكبار: سيء الحفظ، توفي سنة (160ه). التاريخ الكبير5/ 314، وتاريخ بغداد 10/ 218، وميزان الاعتدال 2/ 574.
(35) هُوَ عَبْد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي، أبو عَبْد الرحمن المصري، القاضي: صدوق، خلط بَعْدَ احتراق كتبه. توفي سنة (174 ه). طبقات ابن سعد 7/ 516 و 517، والضعفاء الكبير، للعقيلي 2/ 293، والتقريب (3563).
(36) هُوَ عمر بن علي بن أحمد الأنصاري الأندلسي، ثُمَّ المصري، ولد سنة (723 ه)، كَانَ أكثر أهل زمانه تصنيفاً، من مصنفاته " طبقات الْمُحَدِّثِيْنَ " و " البدر المنير " وغيرهما، توفي سنة (804 ه). طبقات الحفاظ: 542 (1173)، وشذرات الذهب 7/ 44و45، والأعلام 5/ 57.
(37) فتح المغيث 3/ 277.
(38) يقال: ((تغير بآخرهِ)) بمد الهمزة وكسر الخاء والراء، بعدها هاء. و ((تغيّر بآخِرَة)) بمد الهمزة أَيْضاً وكسر الخاء وفتح الراء، بعدها تاء مربوطة. و ((تغير بأخرة)) بفتح الهمزة والخاء والراء، بعدها تاء مربوطة. أي: اختل ضبطه وحفظه في آخر عمره وآخر أمره. إفادة من تعليق الشيخ عَبْد الفتاح أبو غدة – رحمه الله – عَلَى كتاب قواعد في علوم الْحَدِيْث: 249. وانظر: لسان العرب 4/ 14، وتاج العروس 10/ 36، والتعليق عَلَى مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 494.
(39) هُوَ حماد بن زيد بن درهم الأزدي الجهضمي، أبو إسماعيل البصري: ثقة ثبت فقيه، مولى آل جرير بن حازم، ولد سنة (98 ه) وتوفي سنة (179 ه).
تهذيب الكمال 2/ 274 (1465)، وسير أعلام النبلاء 7/ 456، والتقريب (1498).
(40) الجرح والتعديل 1/ 168.
(41) هُوَ سالم أبو الزعيزعة مولى مروان بن الحكم، وكاتبه وكاتب ابنه عَبْد الملك بن مروان، وَكَانَ عَلَى الرسائل لعبد الملك وولاه الحرس. تاريخ دمشق 20/ 88. وورد في تاريخ البخاري 9/ 33 (289)، والجرح والتعديل 9/ 375 (1734) أبو الزعزعة.
(42) هُوَ مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية القرشي الأموي، ولد بَعْدَ الهجرة بسنتين وَقِيْلَ بأربع، وَلَمْ يصح لَهُ سَمَاع عَنْ النَّبِيّصلى الله عليه وسلم، توفي سنة (65 ه).
تهذيب الكمال 7/ 71 (6462)، والبداية والنهاية 8/ 206، والتقريب (6567).
(43) أخرج هَذِهِ القصة الْحَاكِم في المستدرك 3/ 510، وابن عساكر في تاريخ دمشق 20/ 89، والذهبي في سير أعلام النبلاء 2/ 598.
(يُتْبَعُ)
(/)
(44) هُوَ أبو بكر، أحمد بن أبي خيثمة، زهير بن حرب النسائي الأصل، كَانَ ثقة عالماً متقناً حافظاً بصيراً بأيام الناس، راوية للأدب، من مصنفاته كتاب " التاريخ " الَّذِي أحسن تصنيفه وأكثر فائدته، توفي سنة (279 ه). انظر: تاريخ بغداد 4/ 162، ومعجم الأدباء 3/ 35 - 36، وسير أعلام النبلاء 11/ 493.
(45) العلم: 16 (56)، ونقله عَنْهُ الترمذي في علله الصغير 6/ 240 آخر الجامع.
(46) هُوَ جرير بن عَبْد الحميد بن قرط الضبي الكوفي، نزيل الري: ثقة صَحِيْح الكِتَاب، توفي سنة (188 ه). تهذيب الكمال 1/ 447 و 450 (901)، وسير أعلام النبلاء 9/ 9، والتقريب (916).
(47) هُوَ عمارة بن القعقاع بن شبرمة الضبي الكوفي: ثقة.
سير أعلام النبلاء 6/ 140، وتهذيب الكمال 5/ 329 (4785)، والتقريب (4859).
(48) هُوَ الإمام الحافظ إبراهيم بن يزيد بن قيس النخعي أبو عمران الكوفي: ثقة، توفي (196 ه).
طبقات ابن سعد 6/ 270 وسير أعلام النبلاء 4/ 520، والتقريب (270).
(49) هُوَ أَبُو زرعة بن عمرو بن جرير بن عَبْد الله البجلي الكوفي قِيْلَ اسمه كنيته، وَقِيْلَ: اسمه هرم، وَقِيْلَ: عَمْرو: ثقة.
طبقات ابن سعد 6/ 297، وسير أعلام النبلاء 5/ 8، والتقريب (8103).
(50) أي: ما نقص وما غير، قَالَ في الصحاح 5/ 1910: ((ما خرمت مِنْهُ شَيْئاً، أي: ما نقصت وما قطعت))، وفي المعجم الوسيط 1/ 230: ((ويقال: ما خرم من الْحَدِيْث حرفاً: ما نقص، وفي حَدِيْث سعد: ما خرمت من صلاة رَسُوْل الله شَيْئاً)). وانظر: النهاية 2/ 27.
(51) هُوَ مُحَمَّد بن عجلان، أبو عَبْد الله القرشي: صدوق إلا أنه اختلطت عَلَيْهِ أحاديث أبي هُرَيْرَة، توفي سنة (148 ه).
طبقات خليفة: 270، والتاريخ الكبير 1/ 196، والجرح والتعديل 8/ 49، والتقريب (6136).
(52) هُوَ مليح بن الجراح بن مليح الرؤاسي الكوفي أخو وكيع بن الجراح. التاريخ الكبير 8/ 10، والثقات 9/ 194 ..
(53) هُوَ حفص بن غياث بن طلق، أبو عمر النخعي: ثقة مأمون، توفي سنة (194 ه). التاريخ ليحيى بن معين رِوَايَة الدوري 2/ 121، وطبقات ابن سعد 6/ 389، والجرح والتعديل 3/ 185.
(54) هُوَ أبو مُحَمَّد عَبْد الله بن إدريس الأودي: ثقة فقيه عابد، توفي سنة (192 ه). تاريخ يحيى بن معين رِوَايَة الدوري 2/ 295، وطبقات ابن سعد 6/ 389، والتاريخ الكبير 5/ 47.
(55) هُوَ يوسف بن خالد السمتي، أبو خالد البصري، مولى صخر بن سهل، قَالَ النسائي: بصري متروك الْحَدِيْث، وكذّبه ابن معين، توفي سنة (189 ه).
الكامل 8/ 490، وتهذيب الكمال 8/ 190 (7729)، والتقريب (7862).
(56) العرض: هُوَ القراءة عَلَى المحدث. انظر: مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: طبعة نور الدين: 122، و294 طبعتنا.
(57) قَالَ في المعجم الوسيط 2/ 699: ((شلل يصيب أحد شقي الجسم طولاً))، وانظر: اللسان 2/ 155، وتاج العروس 6/ 159 (فلج).
(58) أسنده الرامهرمزي في المحدّث الفاصل: 398 - 399 (408).
(59) قَالَ المعلمي في التنكيل 1/ 236: ((والتلقين: هُوَ أن يوقع الشيخ في الكذب ولا يبين، فإن كَانَ إنما فعل ذَلِكَ امتحاناً للشيخ وبيّن ذَلِكَ في المجلس لَمْ يضره))
وسيأتي الْحَدِيْث عَنْ هَذَا في الفصل مبحث القلب، الصفحة.
(60) إسحاق بن إبراهيم بن مُحَمَّد الحنظلي، المروزي، أَبُو يعقوب المعروف بابن راهويه، الإِمَام الحَافِظ الكبير، محدث خراسان سكن نيسابور، قرين أحمد بن حنبل، ولد سنة (161 ه)، وَقِيْلَ: (166 ه)، ومات سنة (238 ه)، لَهُ " المسند ". انظر: حلية الأولياء 9/ 234، وسير أعلام النبلاء 11/ 358، وطبقات الفقهاء: 108.
(61) هُوَ سليمان بن الأشعث بن شداد الأزدي السجستاني صاحب السنن، وَقَالَ إبراهيم الحربي: ألين لأبي داود الْحَدِيْث كَمَا ألين لداود الحديد، ولد سنة (202 ه)، وتوفي سنة (275 ه).
وفيات الأعيان 2/ 404، وسير أعلام النبلاء 13/ 203، والعبر 2/ 60.
(62) تاريخ بغداد 6/ 355. وانظر: تهذيب الكمال 6/ 353، وميزان الاعتدال 1/ 183، والمختلطين: 9 (6)، والاغتباط: 3 (8)، والكواكب النيرات: 89 (4).
(يُتْبَعُ)
(/)
(63) هُوَ جرير بن حازم بن زيد الأزدي، أبو النضر البصري: ثقة لَكِنْ في حديثه عن قتادة ضعف وله أوهام إِذَا حدّث من حفظه. الجرح والتعديل 2/ 504، وسير أعلام النبلاء 7/ 98، والتقريب (911).
(64) هُوَ الإمام البارع مُحَمَّد بن إدريس، أبو حاتم الرازي الحنظلي صاحب العلل ولد سنة (195 ه)، وتوفي سنة (277 ه).
تاريخ بغداد 2/ 73، وسير أعلام النبلاء 13/ 247، والعبر 2/ 64.
(65) الجرح والتعديل 2/ 505 الترجمة (2079)، وانظر: المختلطين: 16 (8)، والاغتباط: 46 (17)، والكواكب النيرات: 111 (11).
(66) الإِمَام المحدّث الثقة: أبو سعد سعيد بن أبي سعيد كيسان الليثي، مولاهم، المدني المقبري، كَانَ يسكن بمقبرة البقيع ونسب إِلَيْهَا. توفي سنة (225 ه) وَقِيْلَ سنة (223 ه) وَقِيْلَ غَيْر ذَلِكَ وَكَانَ من أبناء التسعين.
انظر: تهذيب الكمال 3/ 166، وسير أعلام النبلاء 5/ 216، وميزان الاعتدال 2/ 139.
(67) مُحَمَّد بن سعد بن منيع، الحَافِظ، أبو عَبْد الله وَقِيْلَ: أبو سعد، البصري، كاتب الواقدي، سكن بغداد وظهرت فضائله، وَكَانَ كَثِيْر الْحَدِيْث والرواية كَثِيْر الكتب صنف كتاباً كبيراً في طبقات الصَّحَابَة والتابعين والخالفين إِلَى وقته، توفي سنة (230 ه).
تاريخ بغداد 5/ 321، وتهذيب الكمال 6/ 320 (5828)، وتاريخ الاسلام: 355 وفيات (230 ه).
(68) الطبقات الكبرى (القسم المتمم): 147. وانظر: سير أعلام النبلاء 5/ 217، والمختلطين: 39 (17)، والاغتباط: 61 (44).
(69) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 354، وفي طبعتنا: 494، والإرشاد، للنووي 2/ 788، والتقريب، لَهُ: 198، وطبعتنا: 275، والمنهل الروي: 137، واختصار علوم الْحَدِيْث: 244، والشذا الفياح 2/ 744، والمقنع 2/ 663، والعواصم 3/ 101 - 103، وفتح المغيث 3/ 277، وفتح الباقي 3/ 264 الطبعة العلمية و 2/ 323 طبعتنا، وتدريب الراوي 2/ 372، وتوضيح الأفكار 2/ 502.
(70) شرح التبصرة والتذكرة الطبعة العلمية 3/ 264، وفي طبعتنا 2/ 329.
(71) هُوَ خليل بن كيكلدي بن عَبْد الله العلائي الدمشقي، محدث فاضل، ولد في دمشق سنة (694 ه)، وتوفي في القدس سنة (761 ه)، من مصنفاته " جامع التحصيل " و " نظم الفرائد " وغيرهما. شذرات الذهب 6/ 190، والأعلام 2/ 321 - 322.
(72) ينظر في هَذَا مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 497، مع التعليق عَلَيْهِ.
(73) هُوَ أبو عثمان، عفان بن مُسْلِم بن عَبْد الله الصفار البصري سكن بغداد: ثقة، توفي سنة (219 ه)، وَقِيْلَ: (220 ه). الثقات 8/ 522، وتهذيب الكمال 5/ 187 (4553)، وتهذيب التهذيب 7/ 230.
(74) هُوَ أَبُو عَبْد الرحمان المصري، عَبْد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي الفقيه، قاضي مصر: صدوق، احترقت كتبه فحدّث من حفظه فأخطأ، توفي سنة (174 ه). تهذيب الكمال 4/ 252 (3501)، والعبر 1/ 264، والتقريب (3563).
(75) هُوَ مُحَمَّد بن جابر بن سيار السحيمي الحنفي، أَبُو عَبْد الله اليمامي، أصله كوفيٌّ، وَكَانَ أعمى، قَالَ عَنْهُ البخاري: ليس بالقوي، يتكلمون فِيْهِ، رَوَى مناكير، توفي سنة بضع وسبعين ومئة.
تهذيب الكمال 6/ 259 - 260 (5699)، وسير أعلام النبلاء 8/ 238، والتقريب (5777).
(76) كتاب المختلطين: 3.
(77) انظر: شرح التبصرة والتذكرة الطبعة العلمية 1/ 12، وفي طبعتنا 1/ 103، وفتح المغيث 1/ 68.
(78) انظر: تدريب الرَّاوِي 1/ 301.
(79) فتح المغيث 1/ 28، وتدريب الرَّاوِي 1/ 63، وتوجيه النظر 1/ 181.
(80) هامش جامع الأصول 1/ 72.
(81) انظر: في حكم رِوَايَة الْحَدِيْث بالمعنى: الإلماع: 178، والتقريب: 134وطبعتنا: 183، وشرح التبصرة الطبعة العلمية: 2/ 168، وفي طبعتنا 1/ 506 - 507، وفتح المغيث 2/ 258، وتدريب الرَّاوِي 2/ 112.
(82) جامع الأصول 1/ 72 - 73.
(83) هُوَ عَبْد الرزاق بن همام بن نافع الصنعاني أبو بكر الحميري، مولاهم صاحب المصنف: ثقة، حافظ، عمي في آخر عمره فتغير، توفي سنة (211 ه).
طبقات ابن سعد 5/ 548، والتاريخ الكبير 6/ 130، والتقريب (4064).
(84) التقريب (4064).
(يُتْبَعُ)
(/)
(85) هُوَ أبو الحسن علي بن مسهر القرشي الكوفي، قاضي الموصل: ثقة لَهُ غرائب بَعْدَ أن أضر، مات سنة (189 ه).
طبقات ابن سعد 6/ 388، وتهذيب الكمال 5/ 301 و 302 (4726)، والتقريب (4800).
(86) هُوَ أحمد بن عَبْد الله بن صالح بن مُسْلِم، العجلي الكوفي، ولد بالكوفة سنة (182 ه)، ونزل مدينة طرابلس المغرب، قَالَ يحيى: ثقة ابن ثقة. من تصانيفه: " مَعْرِفَة الثقات " وغيرها، توفي سنة (261 ه). سير أعلام النبلاء 12/ 505، وتذكرة الحفاظ 2/ 560، والبداية والنهاية 11/ 28 ..
(87) تهذيب التهذيب 7/ 384.
(88) المصدر السابق.
(89) هُوَ اعتماد الرَّاوِي عَلَى كتابه حال تأدية الْحَدِيْث.
(90) عَبْد الله بن وهب بن مُسْلِم القرشي، الفهري أبو مُحَمَّد المصري، الإمام الحَافِظ ولد سنة (125 ه) ومات سنة (196 ه) أو (197 ه)، لَهُ مصنفات كثيرة مِنْهَا: " الجامع " و " المغازي ".
انظر: طبقات خليفة: 297، وتهذيب الكمال 4/ 317، وسير أعلام النبلاء 9/ 223.
(91) تهذيب الكمال 4/ 254.
(92) إسحاق بن عيسى بن نجيح البغدادي، أبو يعقوب المعروف بابن الطباع، ولد سنة (140 ه)، وتوفي سنة (214 ه) وَقِيْلَ: (215 ه)، لَهُ " التاريخ " وغيره. انظر: تاريخ بغداد 6/ 332، وتهذيب الكمال 1/ 195 - 196 (368)، وتاريخ الإسلام وفيات (215 ه): 65 - 66.
(93) تهذيب الكمال 4/ 253.
(94) الإِمَام حبر الإسلام إمام الْمُحَدِّثِيْنَ، أَبُو عَبْد الله مُحَمَّد بن إسماعيل بن إبراهيم البُخَارِيّ مولى الجحفيين، ولد سنة (194ه)، صاحب"الجامع الصَّحِيْح" و"التاريخ" و"الأدب المفرد" و"الضعفاء"، توفي سنة (256ه) انظر: تاريخ بغداد 2/ 4، وسير أعلام النبلاء 12/ 390، وشذرات الذهب 2/ 134 - 135.
(95) الإِمَام الحَافِظ الثقة أبو زكريا يَحْيَى بن عَبْد الله بن بكير القرشي المخزومي، مولاهم، المصري، ولد سنة (154 ه) وَقِيْلَ بَعْدَ الثلاثين، وتوفي سُنَّةُ (231ه).
انظر: تهذيب الكمال 8/ 56 (7453)،وسير أعلام النبلاء 10/ 162 - 164، وتذكرة الحفاظ 2/ 420.
(96) تهذيب الكمال 4/ 254. ويرى بعض العلماء أن كتبه لَمْ تحترق، انظر تفصيل هَذَا في المصدر السابق.
(97) مَظِنَّة – بكسر الظاء عَلَى وزن مَفْعِلَة – الشيء الموضع الَّذِيْ يظن كونه فِيْهِ وَهِيَ معدنه، من الظن بمعنى: العلم، قَالَ ابن الأثير: ((وَكَانَ القياس فتح الظاء، وإنما كسرت لأجل الهاء)). انظر: الصحاح 6/ 2160، والنهاية 3/ 164، ولسان العرب 13/ 273 (ظنن)، وتعليقنا عَلَى مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 105.
(98) هُوَ معمر بن راشد، أبو عروة بن أبي عمرو الأزدي، مولاهم البصري: ثقة ثبت فاضل أحد الأعلام الثقات، توفي سنة (153ه). طبقات ابن سعد 5/ 546، تاريخ البخاري 7/ 378، والتقريب (6809).
(99) هُوَ عَبْد الرحمان بن أحمد بن رجب السلامي البغدادي، ثُمَّ الدمشقي، ولد سنة (736 ه)، من حفاظ الْحَدِيْث، من مصنفاته " فضائل الشام" و " شرح جامع الترمذي "، توفي سنة (795 ه). الدرر الكامنة 2/ 321، والمنهج الأحمد 3/ 263، والأعلام 3/ 295.
(100) شرح علل الترمذي 2/ 767.
(101) هُوَ الإمام أبو بكر، أحمد بن مُحَمَّد بن هانئ الإسكافي الأثرم، أحد الأعلام، ومصنف " السنن "، توفي بَعْدَ سنة (271 ه).
الجرح والتعديل 2/ 72،، وسير أعلام النبلاء 12/ 623، والمنهج الأحمد 1/ 131.
(102) شرح علل الترمذي 2/ 767.
(103) هُوَ يعقوب بن شيبة بن الصلت، أبو يوسف السدودسي: ثقة حافظ، صنف " المسند الكبير "، ولد في حدود سنة (180 ه)، وتوفي سنة (262 ه).
تاريخ بغداد 14/ 281، وتذكرة الحفاظ 2/ 577، والنجوم الزاهرة 3/ 47.
(104) شرح علل الترمذي 2/ 767.
(105) هُوَ إسماعيل بن عياش بن سليم العنسي، أبو عتبة الحمصي: صدوق في روايته عن أهل بلده مخلط في غيرهم، مات سنة (181 ه).
تهذيب الكمال 1/ 247 (465)، والكاشف 1/ 248 - 249 (400)، والتقريب (473).
(106) هُوَ مُحَمَّد بن عثمان بن أبي شيبة، أبو جعفر العبسي الكوفي، كَانَ كثير الْحَدِيْث واسع الرِّوَايَة، توفي سنة (297 ه). تاريخ بغداد 3/ 42، والأنساب 4/ 116، وتذكرة الحفاظ 2/ 661.
(يُتْبَعُ)
(/)
(107) تهذيب الكمال 1/ 250، وانظر: الكواكب النيرات: 98.
(108) التقريب (2787).
(109) هُوَ مُحَمَّد بن عَبْد الله بن عمار، أبو جعفر الموصلي، محدث الموصل، ولد بَعْدَ الستين ومئة: ثقة صاحب حَدِيْث، توفي سنة اثنتين وأربعين ومئتين. سير أعلام النبلاء 11/ 469 – 470.
(110) هُوَ أبو مُحَمَّد إسحاق بن يوسف بن مرداس القرشي الواسطي المخزومي المعروف بالأزرق: ثقة، ولد سنة (117 ه)، وتوفي سنة (195 ه).
تهذيب الكمال 1/ 203 (389)، وسير أعلام النبلاء 9/ 171، والتقريب (396).
(111) شرح علل الترمذي 2/ 759.
(112) شرح علل الترمذي 2/ 759.
(113) أبو بكر أحمد بن عَلِيّ بن ثابت البغدادي، (الحَافِظ الناقد)، ولد سنة (392 ه)، رحل إِلَى البصرة ونيسابور وأصبهان ومكة ودمشق والكوفة والري وصنف قريباً من مئة مصنف مِنْهَا: " تاريخ بغداد " و " الجامع لأخلاق الرَّاوِي "، توفي سنة (463 ه).
انظر: سير أعلام النبلاء 18/ 270، ومرآة الجنان 3/ 67، والبداية والنهاية 12/ 91.
(114) تاريخ بغداد 9/ 284.
(115) التقريب (473).
(116) هُوَ أبو يوسف، يعقوب بن سُفْيَان بن جوان الفارسي، الفسوي، من أهل مدينة فسا، ويقال لَهُ: يعقوب بن أبي معاوية: ثقة حافظ، ولد في حدود سنة (190 ه)، وتوفي سنة (277 ه).
الثقات 9/ 287، وسير أعلام النبلاء 13/ 180، والتقريب (7817).
(117) الْمَعْرِفَة والتاريخ 2/ 423، ونقله المزي في تهذيب الكمال 1/ 249.
(118) تهذيب الكمال 1/ 250.
(119) هُوَ مضر بن مُحَمَّد بن خالد بن الوليد بن مضر، أبو مُحَمَّد الأسدي، القاضي ولي قضاء واسط، توفي سنة (277 ه). طبقات الحنابلة 1/ 339.
(120) تهذيب الكمال 1/ 250.
(121) سؤالات أبي داود للإمام أحمد: 264 (300)، وتهذيب الكمال 1/ 250.
(122) هُوَ أحمد بن حميد أبو طالب المشكاني، المتخصص بصحبة الإمام أحمد، توفي سنة (244 ه).
تاريخ بغداد 4/ 122، وطبقات الحنابلة 1/ 40، والمنهج الأحمد 1/ 100.
(123) الكامل، لابن عدي 1/ 472.
(124) انظر في التدليس:
مَعْرِفَة علوم الْحَدِيْث: 103، والمدخل إلى الإكليل: 39، والكفاية (508 ت، 355 ه)، والتمهيد 1/ 15، وجامع الأصول 1/ 167، ومعرفة أنواع علم الْحَدِيْث: 66 طبعة نور الدين، 156 طبعتنا، والإرشاد 1/ 205، والتقريب: 63، وطبعتنا: 109، والاقتراح: 209، والمنهل الروي: 72، والخلاصة: 74، والموقظة: 47، وجامع التحصيل: 97، والتذكرة: 16، ومحاسن الاصطلاح: 165، وشرح التبصرة والتذكرة 1/ 179 الطبعة العلمية، و1/ 224 طبعتنا، والتقييد والإيضاح: 95، ونزهة النظر: 113، والنكت عَلَى كتاب ابن الصَّلاَحِ 2/ 614، ومقدمة طبقات المدلسين: 13، والمختصر: 132، وفتح المغيث 1/ 196، وألفية السيوطي: 33، وتوضيح الأفكار 1/ 346، وظفر الأماني: 373، وقواعد التحديث: 132.
(125) الصحاح 3/ 930، ولسان العرب 6/ 86، وتاج العروس 16/ 84 مادة (دلس).
(126) انظر: مَعْرِفَة علوم الْحَدِيْث: 103، وجامع الأصول: 167، ومعرفة أنواع علم الْحَدِيْث: 66 طبعة نور الدين و 157 طبعتنا، وإرشاد طلاب الحقائق 1/ 205، وجامع التحصيل: 97، وشرح ألفية العراقي: 33 للسيوطي، وتوضيح الأفكار 1/ 347، وظفر الأماني: 374.
(127) ثُمَّ شاع تخصيص " أخبرنا " في العصور المتأخرة بالإجازة. انظر: مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 66 طبعة نور الدين، و 159 طبعتنا.
(128) انظر: مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 67 طبعة نور الدين و 159 طبعتنا، وإرشاد طلاب الحقائق 1/ 210، والتقريب: 65، والمقنع 1/ 157، وشرح التبصرة والتذكرة 1/ 184 الطبعة العلمية، و1/ 232 طبعتنا، والعواصم والقواصم 3/ 60، وطبقات المدلسين: 16.
(يُتْبَعُ)
(/)
(129) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 66 طبعة نور الدين و 158 طبعتنا، وانظر في هَذَا النَّوْع من التدليس: الكفاية: (520 ت، 365 ه)، وجامع الأصول 1/ 170، والإرشاد 1/ 207، والتقريب: 63 - 64، والاقتراح: 211–212، والمنهل الروي: 73، وجامع التحصيل: 100، واختصار علوم الْحَدِيْث: 55، والمقنع 1/ 155، وشرح التبصرة والتذكرة 1/ 187 الطبعة العلمية و 1/ 240 طبعتنا، وشرح ألفية العراقي للسيوطي: 37، وتوضيح الأفكار 1/ 350، وظفر الأماني: 380.
(130) الإرشاد، للنووي 1/ 212.
(131) وَقَدْ سماه القدماء تجويداً. فتح المغيث 1/ 199،وتدريب الرَّاوِي 1/ 226،وشرح ألفية السيوطي: 36. وسماه صاحب ظفر الأماني: 377 بـ: " التحسين ".
(132) الكفاية (519 ت، 364 ه)، والإرشاد، للنووي 1/ 206، والمقنع 1/ 163، وشرح التبصرة والتذكرة 1/ 190 الطبعة العلمية و 1/ 242 طبعتنا، وتعريف أهل التقديس: 16، وفتح المغيث 1/ 213، وشرح ألفية السيوطي: 36، وظفر الأماني: 377.
(133) الوليد بن مُسْلِم القرشي مولاهم، أبو العباس الدمشقي: ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية، مولى بني أمية، ولد سنة (119 ه)، وتوفي سنة (195 ه).
انظر: طبقات ابن سعد 7/ 470 - 471، وسير أعلام النبلاء 9/ 211 - 220، والتقريب (7456).
(134) بقية بن الوليد بن صائد بن كعب الكلاعي الحمصي، أبو يحمد: صدوق كثير التدليس عَنْ الضعفاء، ولد سنة (110 ه)، وتوفي سنة (197 ه).
انظر: الجرح والتعديل 2/ 434 - 435، وسير أعلام النبلاء 8/ 518 و 519، والتقريب (734).
وانظر الكلام عَنْ تدليس هذين الراويين: الموقظة: 46.
(135) النكت عَلَى كتاب ابن الصَّلاَحِ 1/ 293.
(136) تعريف أهل التقديس: 16، وفتح المغيث 1/ 202، وألفية السيوطي: 33، وتدريب الرَّاوِي 1/ 226، وظفر الأماني: 379، والباعث الحثيث: 55 - 56.
(137) هشام بن عروة بن الزبير بن العوام الأسدي، يكنى أبا المنذر: ثقة فقيه ربما دلس، توفي سنة (146 ه). انظر: طبقات خليفة: 267، وتهذيب الكمال 7/ 409 - 411 (7180)، والتقريب (7302).
(138) سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي، أبو مُحَمَّد الكوفي الأعمش: ثقة حافظ لكنه يدلس، قَالَ الذهبي: ما نقموا عَلَيْهِ إلا التدليس، ولد سنة (61 ه)، وتوفي سنة (147 ه) أَوْ (148 ه).
انظر: تهذيب الكمال 3/ 300 - 303 (2555)، وميزان الاعتدال 2/ 224، والتقريب (2615).
(139) الباعث الحثيث: 55 - 56.
(140) تعريف أهل التقديس: 16، وفتح المغيث 1/ 201 - 202، وظفر الأماني 379.
(141) الباعث الحثيث: 55 - 56.
(142) مُحَمَّد بن حبان بن أحمد البستي، أَبُو حاتم التميمي بن حبان، ولد سنة بضع وسبعين ومئتين وله مصنفات شهيرة مِنْهَا: " الثقات " و " الصَّحِيْح "، توفي سنة (354 ه).
انظر: الأنساب 1/ 363، وسير أعلام النبلاء 16/ 92 - 104، وشذرات الذهب 3/ 16.
(143) عَبْد الملك بن عَبْد العزيز بن جريج، أبو خالد القرشي الأموي المكي صاحب التصانيف: ثقة فقيه فاضل وَكَانَ يدلس ويرسل، توفي سنة (150 ه) أو بعدها.
انظر: تاريخ بغداد 10/ 400، وسير أعلام النبلاء 6/ 325، والتقريب (4193).
(144) هُوَ أَبُو عَبْد الله نافع المدني، مولى ابن عمر القرشي العدوي، ثقة ثبت فقيه، توفي سنة (117 ه). انظر: تهذيب الكمال 7/ 313، وسير أعلام النبلاء 5/ 95، والتقريب (7086).
(145) صَحِيْح ابن حبان (1420)، وطبعة الرسالة (1423).
(146) طبقات المدلسين: 41، ونقل فِيْهِ عَنْ الدَّارَقُطْنِيّ: ((شر التدليس تدليس ابن جريج؛ فإنه قبيح التدليس، لا يدلس إلا فِيْمَا سمعه من مجروح)).
(147) تهذيب الكمال 4/ 560.
(148) قَالَ عَبْد الله بن أحمد بن حَنْبَل: سألت أبي عَنْ عَبْد الكريم أبي أمية، فَقَالَ: بصريٌّ نزل مكة، وَكَانَ معلماً، وَهُوَ ابن أبي المخارق، وَكَانَ ابن عيينة يستضعفه قلت لَهُ: ضعيف؟، قَالَ: نعم، وَقَالَ عباس الدوري، عَنْ يحيى بن معين: حَدَّثَنَا هشام بن يوسف، عَنْ معمر، قَالَ: قَالَ أيوب: لا تأخذوا عَنْ عَبْد الكريم أبي أمية، فإنه ليس بثقة. انظر: تهذيب الكمال 4/ 543.
(149) مصنفه (15924).
(يُتْبَعُ)
(/)
(150) هُوَ مُحَمَّد بن يزيد الرَّبعي، مولاهم أبو عَبْد الله القزويني الحافظ، من مصنفاته: " السنن " و "التاريخ" و " التفسير "، ولد سنة (209 ه)، وتوفي سنة (273 ه) وَقِيْلَ سنة (275 ه).
تهذيب الكمال 6/ 568 (6302)، وسير أعلام النبلاء 13/ 277، وشذرات الذهب 2/ 164.
والحديث في سننه (308).
(151) في مسنده 4/ 25.
(152) هُوَ عَبْد الله بن عدي بن عَبْد الله الجرجاني، أبو أحمد الحافظ، صاحب كتاب " الكامل في الضعفاء "، ولد سنة (277 ه)، وتوفي سنة (365 ه).
سير أعلام النبلاء 16/ 154، وتاريخ الإسلام: 339 - 341 وفيات (365ه)، والرسالة المستطرفة: 145.
والحديث في: الكامل 7/ 40.
(153) هُوَ الإِمَام تمام بن مُحَمَّد بن عَبْد الله البجلي، أبو القاسم الرازي، صاحب كتاب " الفوائد "، ولد سنة (330 ه)، وتوفي سنة (414 ه). انظر: سير أعلام النبلاء 17/ 289 - 292، وتذكرة الحفاظ 2/ 1056 و 1058، وشذرات الذهب 3/ 200.
والحديث في: الروض البسام بترتيب وتخريج فوائد تمام 1/ 203 (148).
(154) هُوَ مُحَمَّد بن عَبْد الله بن مُحَمَّد النيسابوري أبو عَبْد الله، ولد سنة (321 ه)، وله تصانيف مِنْهَا: " المستدرك عَلَى الصحيحين " و " مَعْرِفَة علوم الْحَدِيْث "، توفي سنة (405 ه).
انظر: تاريخ بغداد 5/ 473، وسير أعلام النبلاء 17/ 162 - 177، وشذرات الذهب 3/ 176.
والحديث في: المستدرك 1/ 158.
(155) هُوَ أحمد بن الحسين بن علي الخراساني، أَبُو بكر، ولد سنة (384 ه)، وله عدة تصانيف مِنْهَا: " السنن الكبرى " و " شعب الإيمان "، توفي سنة (458 ه).
انظر: سير أعلام النبلاء 18/ 163 - 170، والعبر 3/ 242، وشذرات الذهب 3/ 304 - 305.
والحديث في السنن الكبرى 1/ 102.
(156) لذا نجد في حَدِيْث الثقات الشذوذ والعلة، وكثير من مباحث هَذِهِ الرسالة شاهدة عَلَى ذَلِكَ.
(157) لذا نجد كثيراً من الأحاديث يتابعون عَلَيْهَا من طريق الثقات.
(158) هُوَ أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري الشَّافِعِيّ، لَهُ كتاب " زوائد ابن ماجه عَلَى الكتب الخمسة " وغيره، ولد سنة (762 ه)، سكن القاهرة ولازم العراقي عَلَى كبر فسمع مِنْهُ الكثير، ولازم ابن حجر فكتب عَنْهُ " لسان الميزان " وغيره، توفي سنة (840 ه).
طبقات الحفاظ: 551، وشذرات الذهب 7/ 233، والأعلام 1/ 104.
(159) هُوَ عبيد الله بن عمر بن حفص القرشي العدوي العمري، أبو عثمان المدني ينتهي نسبه إِلَى عمر بن الخطاب، ثقة ثبت، توفي سنة بضع وأربعين ومئة.
انظر: الثقات 7/ 149، وتهذيب الكمال 5/ 54 ترجمة (4257)، والتقريب (4324).
(160) هُوَ هشام بن يوسف الصنعاني، أبو عَبْد الرحمان الأبناوي، قاضي صنعاء: ثقة، توفي سنة (197 ه).
انظر: التاريخ الكبير 8/ 194، وتهذيب الكمال 7/ 417 ترجمة (7187)، والتقريب (7309).
(161) مصباح الزجاجة 1/ 45 ووقع تصحيف في هَذَا النص من المطبوع.
(162) هُوَ الإمام أيوب السختياني، أبو بكر بن أبي تميمة كيسان العنَزي: ثقة ثبت حجة، ولد سنة (68 ه) وتوفي سنة (131 ه). طبقات ابن سعد 7/ 246، والأنساب 3/ 255، وسير أعلام النبلاء 6/ 15.
(163) الجامع الكبير للترمذي 1/ 61 - 62 عقيب (12).
(164) هُوَ عَبْد الله بن مُحَمَّد بن إبراهيم العبسي مولاهم، أبو بكر بن أبي شيبة الكوفي: ثقة حافظ صاحب التصانيف مِنْهَا: " المصنف " و " المسند "، توفي سنة (235 ه). انظر: تهذيب الكمال 4/ 264 - 266 (3514)، وسير أعلام النبلاء 11/ 122 - 127، والتقريب (3575). والرواية في مصنفه (1324).
(165) هُوَ الإِمَام الحَافِظ أحمد بن عمرو بن عَبْد الخالق، البصري البزار، قَالَ الدارقطني: ثقة، يخطئ ويتكل عَلَى حفظه، ولد سنة نيف عشرة ومئتين، لَهُ مصنفات منها: "المسند"، توفي سنة (292 ه).
تاريخ بغداد 4/ 334 - 335، سير أعلام النبلاء 13/ 554 - 557، وشذرات الذهب 2/ 209.
(166) وَهُوَ المسمى بـ: البحر الزخار (149)، والحديث أيضاً في كشف الأستار (244).
(167) فتح الباري 1/ 330.
(168) النحل: 44.
(169) الأحزاب: 6.
(يُتْبَعُ)
(/)
(170) المعارضة: هِيَ مقابلة الطالب كتابه بكتاب شيخه الَّذِيْ يروي عَنْهُ، سماعاً أَوْ إجازةً، أو بأصل شيخه المقابل بِهِ أصل شيخه. وَقَدْ سأل عروة ابنه هشاماً فَقَالَ: عرضت كتابك؟ قَالَ: لا. قَالَ: لَمْ تكتب. انظر: الكفاية (350 ت، 237 ه)، وجامع بَيَان العِلْم 1/ 77، والإلماع: 160،ومعرفة أنواع علم الْحَدِيْث 122 طبعة نور الدين و254 طبعتنا، وشرح التبصرة 2/ 133 طبعة دار الكتب العلمية، وطبعتنا 1/ 478، وفتح المغيث 2/ 164.
(171) الصَّحِيْح 1/ 11 طبعة إستانبول، و1/ 15 طبعة مُحَمَّد فؤاد.
(172) هُوَ عَبْد الله بن ذكوان القرشي، أبو عَبْد الرحمان المدني، المعروف بأبي الزناد: ثقة فقيه، توفي سنة (130 ه) وَقِيْلَ: (131 ه).
انظر: الثقات 7/ 6، وتهذيب الكمال 4/ 125 (3241)، والتقريب (3302).
(173) وكذلك أسنده الرامهرمزي في المحدّث الفاصل: 407 (425)، والخطيب في الكفاية (159 ه، 247 ت) جميعهم من طريق الأصمعي، عَنْ ابن أبي الزناد، عَنْ أبيه، بِهِ.
(174) هُوَ مالك بن أنس بن مالك الأصبحي، أبو عَبْد الله المدني، نجم السنن وإمام دار الهجرة صاحب الموطأ والمذهب المعروف، توفي سنة (179 ه).
انظر: حلية الأولياء 6/ 316، وتهذيب الكمال 7/ 6 (6320)، والتقريب (6425).
(175) الكفاية (159 ه، 248 ت).
(176) البقرة: 179.
(177) أخرجه ابن أبي شيبة (22977)، وأحمد 2/ 230 و 365، وأبو داود (3571)، وابن ماجه (2308)، والترمذي (1325)، والنسائي في الكبرى (5925)، والطبراني في الأوسط (2699) و (3669)، وفي الصغير (491)، وابن عدي في الكامل 1/ 361، والدارقطني 4/ 204، والحاكم 4/ 91، والبيهقي 10/ 96 من حَدِيْث أبي هُرَيْرَة. قَالَ الترمذي: ((حسن غريب)).
(178) ثقات ابن حبان 6/ 444، وانظر التعليق عَلَى الكاشف 1/ 485.
(179) هُوَ أبو عَبْد الرحمان مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَان بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي الْقَاضِي، ولد سُنَّة نيف وسبعين، وتوفي سنة (148 ه): صدوق سيء الحفظ جداً.
وفيات الأعيان 4/ 179 - 181، وسير أعلام النبلاء 6/ 310 و 315، والتقريب (6081).
(180) الجرح والتعديل 7/ 323 الترجمة (1739).
(181) التهمم: الطلب، يقال: ذهبت اتهممه، أي: أطلبه، وتهمّم الشيء: طلبه، أَوْ الاهتمام والعناية، يقال: اهتم الرجل بالأمر: عني بالقيام بِهِ. انظر: لسان العرب 12/ 622، والمعجم الوسيط: 995، وحاشية محاسن الاصطلاح: 578.
(182) هُوَ الإمام حماد بن أبي سليمان، فقيه العراق، أبو إسماعيل بن مُسْلِم الكوفي مولى الأشعريين: صدوق لَهُ أوهام، توفي سنة (120 ه).
انظر: طبقات ابن سعد 6/ 332، والتاريخ الكبير 3/ 18، وسير أعلام النبلاء 5/ 231.
(183) هُوَ الإمام فقيه الملة، عالم العراق، النعمان بن ثابت التيمي الكوفي مولى بني تيم الله بن ثعلبة، قَالَ يحيى ابن معين: كَانَ أبو حَنِيْفَة ثقة في الْحَدِيْث، ولد سنة (80 ه)، وتوفي سنة (150 ه).
تاريخ بغداد 13/ 323، وتهذيب الكمال 7/ 339 (7034)، وسير أعلام النبلاء 6/ 390.
(184) هُوَ سليمان بن أبي سليمان، فيروز، ويقال خاقان، أبو إسحاق، مولى بني شيبان، قَالَ أبو حاتم: هُوَ شيخ ضعيف، واختلف في سنة وفاته فقيل: (129 ه) وَقِيْلَ: (138 ه) وَقِيْلَ: (139 ه).
الجرح والتعديل 4/ 122، وتذكرة الحفاظ 1/ 153، وشذرات الذهب 1/ 207.
(185) الجرح والتعديل 3/ 149 الترجمة (642).
(186) هُوَ العلامة الحافظ عَبْد الرحمان بن أبي حاتم، أبو مُحَمَّد، لَهُ مصنفات مِنْهَا: " المسند " و " العلل "، ولد سنة (240 ه)، وتوفي سنة (327 ه).
تذكرة الحفاظ 3/ 829، وميزان الاعتدال 2/ 587، وسير أعلام النبلاء 13/ 263،وشذرات الذهب 2/ 308.
(187) الجرح والتعديل 3/ 147.
(188) الجرح والتعديل 3/ 147 - 148.
(189) شرح علل الترمذي 2/ 833 - 834.
(190) الإحسان 1/ 64.
(191) شرح علل الترمذي 2/ 833.
(192) أطلق عَلَيْهِ ذَلِكَ الإمام الشَّافِعِيّ قَالَ المزي في تهذيب الكمال 7/ 13: ((وَقَالَ يونس بن عَبْد الأعلى: سَمِعْتُ الشَّافِعِيّ يقول: إذا جاء الأثر فمالك النجم)).
(193) العلل للإمام أحمد رِوَايَة المروذي: 186 (328).
(194) المحدث الفاصل: 403 (418).
(195) هُوَ الحافظ الجوال أبو عَبْد الله مُحَمَّد بن إسحاق بن مُحَمَّد بن يحيى بن منده، واسم منده: إبراهيم بن الوليد، قَالَ الباطرقاني: حَدَّثَنَا ابن منده إمام الأئمة في الْحَدِيْث، ولد سنة (311 ه)، وَقِيْلَ سنة:
(310)، وتوفي سنة (395 ه).
سير أعلام النبلاء 17/ 28، وميزان الاعتدال 3/ 479، وتذكرة الحفاظ 3/ 1031.
(196) شرح علل الترمذي 2/ 833.
(197) الكاشف 1/ 207 (110)، وانظر: التقريب (142).
(198) شرح علل الترمذي 1/ 390.
(199) ساق المزي في تهذيب الكمال 1/ 95 من رَوَى عَنْهُ فبلغ بِهِمْ ثلاثة وثلاثين راوياً.
(200) هُوَ الوضاح بن عَبْد الله اليشكري، أبو عوانة، الواسطي البزار مولى يزيد بن عطاء محدّث البصرة: ثقة ثبت، صاحب " المسند "، توفي سنة (176 ه). التاريخ الكبير 8/ 181، وسير أعلام النبلاء 8/ 217 و 221، والتقريب (7407).
وحكايته نقلها المزي في تهذيب الكمال 1/ 96 ونصها: ((لما مات الحسن، اشتهيت كلامه فجمعته من أصحاب الحسن، فأتيت أبان بن أبي عياش، فقرأه عليّ عَنْ الحسن، فما أستحِلُّ أن أرويَ عَنْهُ شَيْئاً)).
(201) انظر: تهذيب الكمال 1/ 95 - 96.
(202) مِنْهُمْ: حماد بن زيد عِنْدَ ابن أبي شيبة (6911).
(203) عِنْدَ ابن أبي شيبة في المصنف (6913)، والدارقطني 2/ 32.
(204) مِنْهُمْ: يزيد بن هارون عِنْدَ ابن أبي شيبة (6912)، والدارقطني 2/ 32.
(205) العلل آخر الجامع 6/ 235.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمدغراب]ــــــــ[26 Dec 2006, 01:52 ص]ـ
ان الذى ألان الحديد لداود هو الذى ألان لك البيان فياواهب هذا العلم سبحانك استاذى الفاضل جزاك الله خيرا وزادك الله علما وفضلا
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[07 Jan 2008, 07:03 م]ـ
أجزل الله لكم الثواب على هذا الكلام الطيب، وأسأل الله أن يزيدكم علماً وفضلاً وأن يجعلك مباركاً أينما كنت.(/)
تامالات ومقالات في الحج؟!!
ـ[عبدالله المعيدي]ــــــــ[25 Dec 2006, 04:01 ص]ـ
بداية اشكر الأخ الفاضل الشيخ عبدالرحمن الشهري على إتاحة فرصة الإنتساب الى هذا الملتقى المبارك ومشاركة الإخوة وشرف مذاكرتهم ..
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين أما بعد:
فهذه كلمات كتبتها حول هذه الشعيرة العظيمة أردت بنشرها نفع النفس والإخوان .. والله المستعان ..
(1)
كيفية الإحرام
إذا أراد أن يحرم بعمرة أو حج فالمشروع إذا وصل الميقات أن يتجرد ن من ثيابه، ويغتسل كما يغتسل للجنابة، ويتطيب بأطيب ما يجد من دهن وعود أو غيره في رأسه ولحيته لافي لباسه، ولا يضره بقاء ذلك بعد الإحرام لما في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يحرم تطيب بأطيب ما يجد ثم أرى وبيص المسك في رأسه ولحيته بعد ذلك ".
والاغتسال عند الإحرام سنة في حق الرجال والنساء حتى النفساء والحائض؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أسماء بنت عميس حين نفست أن تغتسل عند إحرامها وتستثفر بثوب وتحرم .. ثم بعد الاغتسال والتطيب يلبس ثياب الإحرام، ثم يصلي - غير الحائض والنفساء – الفريضة إن كان في وقت فريضة أويصلي نافلة كوترأوضحى وإلا صلى ركعتين ينوي يهما سنة الوضوء، فإذا فرغ من الصلاة أحرم فإن كان عمرة قال لبيك عمرة، وإن كان حجاً قال لبيك حجاً، وإن كان متمتعاً قال لبيك عمرة ممتعاً بها إلى حج.
* فائدة مهمة: الصحيح من كلام العلماء أنّ الاحرام ليس له صلاة تخصه كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
مسألة متى يكون وقت الإحرام؟
ذهب بعض العلماء الي انه يحرم بعدا لصلاة مباشره و ذهب البعض إلى أن الإحرام يكون بعد ركوب الدابة واستوائه عليها وهذا هو اختيار شيخنا ابن عثيمين رحمه الله.
(2)
محظورات الإحرام:
وهي كل مايحرم على المحرم فعله بسبب الإحرام وهي على أقسام:
أولا: مايحرم على الذكرفقط:
1) لبس المخيط " وهو كل ماخيط على قدر البدن أو على جزء منه أو على عضو منه كالفنيلة والكوت والقباء.
2) تغطية الرأس بملاصق.
ثانياً على الذكر و الأنثى:
3) إزالة شعر الرأس:" والحق العلماء به بقية شعر البدن "
4) استعمال الطيب في بدنه أو ثوبه.
5) لبس القفازين " وهما شراب اليدين "
6) المباشرة بشهوة وهي كل ماسوى الجماع في الفرج كالتقبيل واللمس والضم وغيره.
ثالثاً مايحرم على الأنثى فقط:
7) النقاب " وهو ستر وجهها مع وضع فتحة لعينيها تنظر منها "
* فدية هذه المحظورات السابقة على التخيير بين: أ) صيام ثلاثة أيام.
ب) أو إطعام ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع.
ج) أو ذبح شاة.
ومن محظورات الإحرام:
8) عقد النكاح "وليس فيه فدية "
9) الجماع في الفرج: فإذا وقع قبل التحلل الأول فانه يترتب عليه عدة أمور:
أ) فساد النسك.
ب) وجوب المضي فيه.
ج) وجوب القضاء في العام القادم.
د) الفدية وهي " بدنة ينحرها ويفرقها على المساكين في مكة أو في مكان فعل المحظور".
* والمرأة كالرجل في الفدية إذا كانت مطاوعة.
10) قتل الصيد عمدا: ومن فعل ذلك أما أن يذبح المثل ويوزع لحمه على فقراء مكة فمثلا الحمامة مثلها شاة وأما أن ينظركم يساوي هذا المثل ويخرج ما يقابل قيمته طعاما يفرق على المساكين لكل مسكين نصف صاع واما ان يصوم عن طعام كل مسكين يوما.
* فائدة: لفاعل المحظور ثلاث حالات:
أ) أن يفعل المحظور بلا حاجة ولا عذر" فهذا عليه الإثم والفدية "
ب) أن يفعله لحاجة فهذا ليس عليه أثم وعليه الفدية.
ج) أن يفعله وهو معذور بجهل أو نسيان أو أكراه فهذا لا أثم عليه ولا فدية.
* لاباس للمحرم أن يلبس:
الخاتم والساعة ونظارة العين وسماعة الإذن ونحوها.
* فائدة: 1) يحصل التحلل الأول بفعل اثنين من ثلاثة: الرمي والحلق أو التقصير وطواف الإفاضة.
3) إذا فعل المحرم شيئا من محظورات الإحرام ناسيا أو جاهلا أو مكرها أو نائما فلا شيء عليه.
(3)
أدعية الحج والعمرة
اولاً: أدعية العمرة ملاحظة: أدعية العمرة عامة للعمرة منفردة ومع الحج.
* الذكر إذا أنشأ الحاج السفر*
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا استوت به راحلته على البيداء حمد الله وسبح وكبر لحديث أنس رضي الله عنه قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن معه بالمدينة الظهر أربعا، والعصر بذي الحليفة ركعتين، ثم بات بها حتى أصبح، ثم ركب حتى استوت به راحلته على البيداء حمد الله وكبر، ثم أهل بحج وعمرة الحديث.
وفيه مشروعية التحميد والتسبيح والتكبير [البخاري]
* التلبية *
فإذا أحرم لبى والتلبية لها عدة صيغ:
1) اشهرها " لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد لك، والنعمة لك والملك لا شريك لك " [متفق عليه]
2) وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: لبيك إله الحق لبيك. [احمد والنسائي]
3) وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يزيد فيها لبيك لبيك وسعديك، والخير بيديك والرغباء إليك [مسلم]
* وله ان يكبر احيانا.
مسالة: متى يبدأ الحاج بالتلبية:
يبدأ بعد الصلاة أو بعد أن يستوي على راحلته أو إذا على البيداء وكله وارد.
مسالة: لا يزل الحاج يلبي حتى رمى جمرة العقبة لحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أردف الفضل، وخبره الفضل أنه لم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة وفيه استحباب الاستمرار على التلبية حتى رمى جمرة العقبة [أخرجه البخاري ومسلم وأهل السنن الأربع]
* الذكر في الطواف *
1) إذا استلم الحجر الأسود قال " بسم الله والله اكبر "، " اللهم إيمانا بك وتصديقا بكتابك ووفاءً بعهدك وابتاعا لسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم " [البخاري، عبد الرزاق،البيهقي]
2) عند استلام الركن اليماني لايقول شيئاً.
3) يقول بين الركن اليماني والحجر الأسود:" ربنا أتنا في الدنيا حسنه وفي الآخرة حسنه وقنا عذاب النار " [احمد، ابو داود،النسائي]
4) إما الذكر أثناء الطواف فلم يثبت في ذلك شيئا بل يدعو الإنسان بما يريد.
* الدعاء عند شرب ماء زمزم * وإذا شرب من ماء زمزم، فليستقبل القبلة ويذكر الله وليتضلع منه وليحمد الله تعالى ويدعو بما أحب فماء زمزم لما شرب له وهو طعام الطعم، وشفاء السقم. [مسلم، احمد، ابن ماجه]
* الذكر إذا رقى على الصفا والمروة *
فإذا فرغ من الطواف صلى ركعتين كما تقدم، فإذا دنا من الصفا قرأ: إن الصفا والمروة من شعائر الله فيرقى على الصفا حتى يرى البيت فيستقبل القبلة ويوحد الله ويكبره ثلاثاً ويقول: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ثم يدعو بعد ذلك، ويقول مثل هذا ثلاث مرات، ثم ينزل المروة حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى حتى إذا صعد مشى. [مسلم]
* الذكر إذا كان بين الصفا والمروة *
وبين الصفا والمروة: "رب اغفر وارحم، وأنت الأعز الأكرم اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار" وإذا أتى المروة فعل على المروة كما فعل على الصفا.
ثانياً: أدعية الحج
* الذكر إذا سار إلى عرفات*
وإذا سار إلى عرفات لبى وكبر [مسلم]
*الدعاء يوم عرفة*
خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وللمسلم أن يدعو بما شاء من خير الدنيا والآخرة ومن الأدعية الواردة يوم عرفه ..
_ وقال صلى الله عليه وسلم " وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير" [الترمذي]
_ اللهم اجعل في قلبي نورا، وفي سمعي نورا، وفي بصري نورا، اللهم اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، وأعوذ بك من وساوس الصدر، وشتات الأمر، وفتنة القبر، اللهم إني أعوذ بك من شر ما يلج في الليل، وشر ما يلج في النهار، وشر ما تهب به الرياح [ابن أبي شيبة في مصنفه]
* والحاصل أن المشروع في هذا الموطن ذكر الله سبحانه وتعالى ودعاؤه والإكثار من ذلك.
*الذكر بعد النفرة من عرفة إلى المشعر الحرام*
إذا صلى الفجر أتى المشعر الحرام استقبل القبلة فدعا الله وكبره وهلله ووحده، ولم يزل واقفا حتى أسفر جدا. [مسلم]
*الذكر عند الفراغ من الرمي*
حتى إذا فرغ قال: اللهم اجعله حجا مبرورا، وذنبا مغفورا. [أحمد وابن أبي شيبة في مصنفه]
*الدعاء عند الذبح وما يسن فيه*
فإذا ذبح سمى وكبر، ووضع رجله على عرض خده.
ويقول في الأضحية: بسم الله، اللهم تقبل مني، ومن أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن كانت بدنة فليقمها، ثم ليقل: الله أكبر ثلاثا اللهم منك ولك، ثم ليسم، ثم لينحر
(4)
السكينة .. السكينة
1 ـ إذا غربت الشمس سار الحاج إلى مزدلفة وعليه السكينة قال جابر بصفة حجه صلى الله عليه وسلم: " ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شنق للقصواء الزمام حتى أن رأسها ليصيب مورك رحله ويقول بيده أيها الناس السكينة .. السكينة " [مسلم]
2 ـ فإذا وصلها صلى المغرب والعشاء جمعا ... إلا أن يصل مزدلفة قبل العشاء الآخرة فإنه يصلي المغرب في وقتها ثم ينتظر حتى يدخل وقت العشاء الآخرة فيصليها في وقتها ففي صحيح البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه " انه أتى مزدلفة حين الأذان بالعتمة أو قريبا من ذلك فأمر رجلا فأذن وأقام ثم صلى المغرب وصلى بعدها ركعتين ثم دعا بعشائه فتعشى ثم أمر رجلا فأذن وأقام ثم صلى العشاء ركعتين" وفي رواية" فصلى الصلاتين كل صلاة وحدها بأذان وإقامة والعشاء بينهما " لكن إذا كان محتاجا إلى الجمع إما لتعب أو قلة ماء أو غيرهما فلا بأس بالجمع وان لم يدخل وقت العشاء وان كان يخشى ألاّ يصل مزدلفة إلاّ بعد نصف الليل فإنه يصلي ولو قبل الوصول إلى مزدلفة ولا يجوز أن يؤخر الصلاة إلى مابعد نصف الليل.
3 ـ ويبيت بمزدلفة .. ولايحيي ليله بذكر ولاصلاة ولاقيام بل السنة النوم .. وأما الوتر فالصحيح انه يصليه لأنه صلى الله عليه وسلم كان لايتركه حضراً ولا سفراً.
4ـ فإذ تبين الفجر صلى الفجر مبكرا بأذان وإقامة ثم قصد المشعر الحرام فوحد الله وكبره ودعا بما أحب حتى يسفر جدا وان لم يتيسر له الذهاب إلى المشعر الحرام دعا في مكانه لقول الرسول صلى الله عليه وسلم " وقفت هاهنا وجمع كلها موقف" [مسلم] ويكون حال الذكر والدعاء مستقبلا القبلة رافعا يديه.
5ـ المبيت إلى الفجر هذا في حق الأقوياء أما الضعفة ومن كان مرتبطا معهم فيحق لهم الانصراف من مزدلفة بعد غياب القمر لما ثبت انه صلى الله عليه وسلم بعث الضعفة من أهله بليل .. وكانت أسماء بنت أبي بكر تنتظر حتى إذا غاب القمر دفعت. [البخاري ومسلم]
6ـ فإذا أسفر جدا دفع قبل أن تطلع الشمس إلى منى ويسرع في وادي محسر ..
7 ـ من الأخطاء التي يفعلها بعض الحجاج هداهم الله: اعتقادهم أنه لا بد من اخذ الحصا من مزدلفة، فيتعبون أنفسهم بلقطها في الليل واستصحابها في أيام مني حتى إن الواحد منهم إذا ضاع حصاه حزن حزناً كبيراً، وطلب من رفقته أن يتبرعوا له بفضل ما معهم من حصا مزدلفة .. وقد علم مما سبق أنه لا أصل لذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، وانه أمر ابن عباس رضي الله عنهما بلقط الحصا له وهو واقف على راحلته، والظاهر أن هذا الوقوف كان عند الجمرة إذ لم يحفظ عنه أنه وقف بعد مسيره من مزدلفة قبل ذلك، ولأن هذا وقت الحاجة إليه فلم يكن ليأمر بلقطها قبله لعدم الفائدة فيه وتكلف حمله.
(5)
يوم العيد (النحر)
فانه يشرع للحاج في هذا اليوم عدة أعمال هي كالتالي:
* ينطلق إلى منى قبل طلوع الشمس:لحديث جابر " فدفع قبل أن تطلع الشمس ... " [مسلم]
فإذا وصل إلى منى فانه يعمل مايلي:
اولاً: رمي جمرة العقبة" وهي الجمرة التي تلي مكة في منتهى منى " بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة ومقدار الحصاة مثل حصى الخذف:
لحديث جابر في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم قال:" ثم سلك الطريق التي تخرج على الجمرة الكبرى حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة منها مثل حصى الخذف " [مسلم]
* فائدة:
_أن الرمي يوم النحر يبدأ بعد طلوع الشمس لغير الضعفة أما في حق الضعفة فيبدأ من بعد انصرافهم من مزدلفة بعد غياب القمر.
ـ انه لا يرمي يوم العيد إلا جمرة العقبة لان النبي صلى الله عليه وسلم لم يرم سواها.
ـ يستمر الحاج في التلبية حتى يصل جمرة العقبة حيث يقطع التلبية مع أول حصاة يرميها.
_ يستمر الرمي في يوم النحرالى غروب الشمس وله الرمي ليلاً.
ـ انه لايغسل الحصى فان غسله كما قال شيخ الإسلام من البدع.
ثانياً: النحر: وهو ثاني أعمال يوم العيد فينحر هديه هذا هو السنة ويجوز ان ينحر في أي مكان اخر من منى او في مكة عن جابر قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" نحرت هاهنا ومنى كلها منحر فانحروا في رحالكم ... " [رواه مسلم].
* ووقت الذبح أربعة أيام ـ يوم النحر وثلاثة أيام التشريق: قال صلى الله عليه وسلم:" كل أيام التشريق ذبح " [احمد].
ثالثاً: من أعمال يوم العيد: الحلق والتقصير والحلق أفضل.
رابعاً: من أعمال يوم العيد طواف الإفاضة وهو ركن من أركان الحج قال تعالى " ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق ".
* وان أخر الحاج طواف الإفاضة فطافه عند الخروج أجزاه عن طواف الوداع لكن السنة أن يطوفه يوم العيد ضحى.
خامساً: من أعمال يوم العيد السعي وهوسبعة أشواط كسعيه في العمرة تماما وبد فراغه من السعي يتحلل الثاني فيحل له كل شيء منع منه الإحرام حتى النساء.
* القارن والمفرد إذا سعيا مع طواف القدوم كفاهما عن سعي الحج فليس عليهما في يوم العيد سعي وان تركا السعي الى يوم العيد لزمهما بعد الطواف ولهما أن يوخراه مع طواف الوداع.
* الأفضل ترتيب أعمال يوم العيد كما يلي: 1 ـ الرمي 2ـ ذبح الهدي 3ـ الحلق أو التقصير 4ـ الطواف 5ـ السعي.
فان اخل بالترتيب وقدم بعضها على بعض فلا حرج.
عن عبد الله بن عمرو بن العاص " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف في حجة الوداع فجعلوا يسالونه فقال رجل: لم اشعر فحلقت قبل أن اذبح قال " اذبح ولا حرج" فجاء آخر فقال: لم اشعر فنحرت قبل أن ارمي قال "ارم فلا حرج " فما سئل يومئذ عن شيء قدم ولا أخر إلا قال:" افعل ولا حرج " [متفق عليه].
وكتبه: أخوك عبد الله بن راضي المعيدي الشمري
ج / 0555168816
almo3ede@yahoo.com(/)
المبادئ العامة لمكانة المرأة في الإسلام للشيخ حسين بن عبد العزيز آل الشيخ
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[25 Dec 2006, 04:59 ص]ـ
المبادئ العامة لمكانة المرأة في الإسلام للشيخ حسين بن عبد العزيز آل الشيخ(/)
مصاحف كاملة لعدد من اشهر الشيوخ-استمع و حمل
ـ[خالد البكري]ــــــــ[25 Dec 2006, 11:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم ارزقنا حفظ كتابك الكريم و اجعله حجة لنا يوم القيامة
المصحف الكريم بصوت الشيخ - احمد بن على العجمى
http://audio.islamweb.net/audio/inde...lsoura&qid=470
المصحف الكريم بصوت الشيخ - مشارى راشد
http://audio.islamweb.net/audio/inde...&qid=518&rid=1
المصحف الكريم بصوت الشيخ - محمد البراك
http://audio.islamweb.net/audio/inde...lsoura&qid=514
المصحف الكريم بصوت الشيخ - -السديس
http://audio.islamweb.net/audio/inde...lsoura&qid=491
المصحف الكريم بصوت الشيخ - الشريم
http://audio.islamweb.net/audio/inde...lsoura&qid=467
المصحف الكريم بصوت الشيخ- -محمد جبريل
http://audio.islamweb.net/audio/inde...lsoura&qid=471
المصحف الكريم بصوت الشيخ- الحذيفى
http://audio.islamweb.net/audio/inde...lsoura&qid=475
المصحف الكريم بصوت الشيخ- سعد الغامدى
http://audio.islamweb.net/audio/inde...lsoura&qid=479
المصحف الكريم بصوت الشيخ - محمد حسان
http://audio.islamweb.net/audio/inde...lsoura&qid=477
لا تنسونى من دعواتكم و لوالدى و لمن ارشدنى لهذا الخير
و الله المستعان
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
حديث جابر «كنا نطوف فنمسح الركن الفاتحة والخاتمة»
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[26 Dec 2006, 06:56 م]ـ
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله أما بعد:
فهذا الحديث أخرجه الإمام أحمد في المسند 2/ 393 فقال:
ثنا حسن ثنا ابن لهيعة ثنا أبو الزبير سألت جابرا عن الطواف بالكعبة؟
فقال: كنا نطوف فنمسح الركن الفاتحة والخاتمة، ولم نكن نطوف بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس، ولا بعد العصر حتى تغرب، وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «تطلع الشمس على قرني الشيطان».
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح 3/ 489: وروى أحمد بإسناد حسن عن أبي الزبير عن جابر (فذكره). اهـ.
قلت: لم أجد بعد البحث من أخرجه غير الإمام أحمد من هذه الطريق، وابن لهيعة ضعيف، وقد ضعفه الحافظ نفسه في مواضع من الفتح، فتحسين إسناد حديثه هنا = فيه نظر؛ فإنه لا يحتمل التحسين، ويشبه أنه قد انفرد به ـ أيضاـ فحينها يكون ضعفه أشد.
وعليه فلا يصح الاستدلال بهذا الحديث على أنه يسن استلام وتقبيل الحجر الأسود في خاتمة الشوط السابع كما قرره بعض العلماء.
والله أعلم.(/)
الحل النهائي لمشكلة اللغة العربية في صفحات الانترنت وبخاصة بريد hotmail
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[27 Dec 2006, 06:45 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحل النهائي لمشكلة اللغة العربية في صفحات الانترنت وبخاصة بريد hotmail
وهي المشكلة التي أزعجت الملايين من العرب و المسلمين لظهور الحروف العربية على هيئة رموز غير مفهومة في رسائل بريد الهوتميل وكنا سابقاً نقوم على فتح الرسالة و من ثم كلك يمين و ثم ترميز و من بعدها إختيار اللغة العربية لنتمكن من قراءة الرسالة أو من المتصفح بالضغط على عرض و من ثم ترميز و بعدها إختيار اللغة العربية لنتمكن من قراءة الرسالة.
أما اليوم فلقد إنتهى هذا الإزعاج و إلى الأبد ... و ستدخل إلى رسائلك العربية مباشرة وستجدها باللغة العربية آلياً
ملاحظة مهمة ... الطريقة خاصة فقط للويندوز اكس بي
أولا ... يجب تعديل ترميز اللغة العربية عن طريق التالي
من إبدأ و من ثم لوحة التحكم ... و تابع شرح الصور
http://www.aldahereyah.net/book/1001.bmp
http://www.aldahereyah.net/book/1002.bmp
http://www.aldahereyah.ne/book/1003.bmp
http://www.aldahereyah.net/book/1004.bmp
http://www.aldahereyah.net/book/1005.bmp
و الأن حمل هذا الملف
http://files.myopera.com/zyzoom/files/Fix_hotmail_Arabic_Encoding.com
أو من الرابط
http://www.aldahereyah.net/book/Fix_hotmail_Arabic_Encoding.com
و عند تشغيله تظهر هذه الشاشة
http://www.aldahereyah.net/book/1006.bmp
قم بالضغط على ... إضغط هنا لتركيب الباتش
بعدها إضغط على خروج و أعد تشغيل الجهاز
و بعد إعادة تشغيل الجهاز , إفتح بريد الهوتميل و أتبع الشرح كما في الصورة القادمة
http://www.aldahereyah.net/book/1007.bmp
إنتهى الشرح بعون الله و حده (منقول ... )
لا تسونا من صالح دعائكم
... لمشاهدة الصور والشرح بوضوح اذهب إلى الرابط
http://www.aldahereyah.net/forums/showthread.php?p=9147#post9147
ـ[نورة]ــــــــ[27 Dec 2006, 08:40 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم
فقد انحلّت المشكلة لدي ...
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[05 Jan 2007, 08:56 م]ـ
الحمد لله وحده ... وفقكم الله اختنا الكريمة.(/)
هدية عيد الأضحى المبارك لأخوتى الكرام
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[28 Dec 2006, 04:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هدية عيد الأضحى المبارك لأخوتى الكرام
هذا برنامج إعراب وتفسير جميع كلمات القرآن الكريم (وهو برنامج رائع يعطيك اعراب أي كلمة من القرآن الكريم بمجرد الإشارة عليها بالماوس) وذلك بعد تصغير حجمه وجعله يعمل من الجهاز مباشرة دون الاسطوانة الأصلية!!!!
الاسطوانة الأصلية حجمها 600 ميجا تقريباً والبرنامج حجمه 11 ميجا!!!!!!
وهذه هي صورة البرنامج
http://www.aldahereyah.net/book/1010.jpg
حمل البرنامج من هنا
http://ahlelhadeeth.myfreeforum.org/ftopic26.php
تقبل الله منا ومنكم ونسألكم صالح الدعاء ..
ـ[روضة]ــــــــ[30 Dec 2006, 06:13 م]ـ
البرنامج رائع، جزاكم الله خيراً، وزادكم من فضله، وكل عام وأنتم بخير.
ـ[خالد البكري]ــــــــ[31 Dec 2006, 04:34 م]ـ
كل عام وأنتم بخير
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[05 Jan 2007, 06:55 م]ـ
جزاكم الله خيرا وكل عام وانتم بخير(/)
أحكام الأضحية من الزاد بشرح العلامة محمد المختار الشنقيطي - المدرس بالمسجد النبوي
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[28 Dec 2006, 06:27 م]ـ
وأما الأضحية فإنها تكون في وقت الضُّحى ولذلك سميت بهذا الاسم، والضُّحى أول النهار، فإذا أشرقت الشمس فإنه من بعد إشراقها إلى اشتداد النهار يسمى ضحى، ثم إذا اشتد النهار قبل الزوال يقال له الضَّحى بالفتح، ثم يكون انتصاف النهار، والهاجر، والقيلولة، فلما كان هذا النوع من القربان يذبح في هذا الوقت المستحب وهو أول النهار وصف بذلك، ولذلك استحب العلماء للأئمة والخطباء في عيد النحر أن يعجّلوا وأن يخففوا على الناس حتى يتمكن الناس من ذبح ونحر أضاحيهم في الوقت المستحب؛ ففي الحديث الصحيح عن النبي - r- أنه كان من سنته أن يعجل بالَأضْحى ويؤخر في الفطر والتعجيل بالأضحى لهذا المعنى فسميت الأضحية أضحية لأنها تذبح في هذا الوقت.
وجعل المصنف -رحمه الله- أحكام الأضحية تابعة للهدي؛ لأن الهدي هو المتصل بمناسك الحج والعمرة، ومن عادة العلماء والأئمة والفقهاء أن يذكروا النظير مع نظيره والشبيه مع شبيهه؛ والأصل أن الكتاب كتاب أنه للحج والعمرة، فناسب أن يبين سنية الهدي والإهداء إلى البيت، ثم لما يبين الهدي يتكلم على أحكام الأضحية؛ لأنها تكون في يوم النحر وهو من أيام الحج كما هو معلوم.
يقول رحمه الله: [باب الهدي والأضحية]: أي في هذا الموضع سأذكر لك جملة من الأحكام والمسائل التي تتعلق بالهدي والأضحية، والمسلم مطالب أن يعرف أحكام أضحيته؛ لأن هذه الأحكام يتلبّس بها ولربما يسأل عنها، وحينئذ يتعلمها ليعمل بها، ويعلمها الناس.
قال رحمه الله: [والهدي والأضحية سنة لا تجب إلا بالنذر]: والهدي والأضحية سنة لا تجب إلا بالنذر بيّن رحمه الله أن الهدي سنة من سنن النبي - r- وهديه، وهذا في غير هدي القِران، وهدي التمتع، وجزاء الصيد، والإحصار، وهذا لأنها واجبة ولازمة. وأما بالنسبة للمراد هنا فهو ما خرج عن اللزوم، ولذلك قال: لا تجب إلا بالنذر؛ واختلف في الأضحية على قولين: أصحهما وأقواهما أن الأضحية واجبة لمن استطاع وقدر على شرائها بوجود قيمة الأضحية فاضلة عن قوته وقوت من تلزمه نفقته؛ فهي واجبة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من ذبح قبل الصلاة فليذبح أخرى مكانها، ومن لم يذبح فليذبح باسم الله)) وأمر النبي - r- بذلك، ولو كانت غير واجبة لخيّر عليه الصلاة والسلام؛ ولأن النبي - r- قال في حديث السنن وحسنه بعض العلماء: ((من وجد سَعة فلم يضح فلا يقربنّ مصلانا)).
وذهب طائفة من العلماء إلى عدم الوجوب وقالوا إن النبي النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الصحيح: ((إنما ضحى بكبشين أملحين قال في أحدهما: ((اللهم هذا عن محمد وآل محمد، وقال في الثانية: عمن لم يضح من أمة محمد - r- )) فقالوا إن هذا يدل على أن الأضحية ليست بواجبة.
وقد أجيب عن هذا الاستدلال بأن قوله: ((عمن لم يضح ... )) يحتمل أن يكون المراد به من عجز ولم يقدر فجبر الله له ذلك العجز وبلغه بفضله - I- وكرمه على أمة محمد - r- بهذا الفضل، فالحديث محتمل، ومن هنا لا يقوى على صرف الأمر عن ظاهره، وهذا لاشك أنه أقوى القولين وأحوطهما. ولما سئل عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما وأرضاهما- فسأله رجل عن الأضحية. وقال: يا أبا عبد الرحمن أواجبة هي؟ فقال له رضي الله عنه وأرضاه: ((ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبوبكر وعمر وعثمان)). فرد عليه وقال: يا أبا عبد الرحمن الأضحية واجبة؟ فرد عليه وقال: ((ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبوبكر وعمر وعثمان)). فلما كانت الثالثة وسأله قال له أتعقل؟! ضحى رسول الله يعني من يترك هذا الشيء الذي فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم وفعله الخلفاء الراشدون المهديون من بعده، وهذا والله هو الفقه في حمل الناس على السنة، وترغيبهم فيها وحثهم عليها رضي الله عنه وأرضاه.
وبيّن رحمه الله أن الأضحية تجب بالنذر فإن قيل بعدم وجوبها في أصل الشرع فإنها تجب بالنذر. وصورة ذلك: أن يقول: لله علي أن أضحي هذا العام؛ فحينئذ إذا قلنا إن الأضحية ليست بواجبة فإنه يجب عليه أن يفي بنذره إذا كان مستطيعا.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال رحمه الله: [والتضحية أفضل من الصدقة بثمنها]: كونه يقول: سنة: السنة من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أهدى عليه الصلاة والسلام كما ذكرنا إلى البيت، وتطوع في هديه، فجمع بين الهدي الواجب والهدي المسنون، ولذلك نحر بأبي وأمي -صلوات الله وسلامه عليه- ثلاثا وستين بدنة في حجة الوداع، وأمر عليا رضي الله عنه أن ينحر ما بقي من الإبل تمام المائة، وهذا يدل على أنه يجوز ويشرع أن يهدي الإنسان للبيت. فالواجب عليه -عليه الصلاة والسلام- الدم الذي ساقه معه، وأما ما زاد على ذلك فإنه سنة، ومن هنا قالوا إن الهدي سنة.
وأما الأضحية سنة بقوله -عليه الصلاة والسلام- وفعله أما قوله فأحاديث منها قوله -عليه الصلاة والسلام-: ((من ذبح قبل الصلاة فليذبح أخرى مكانها)) وقوله -عليه الصلاة والسلام- حينما سأله أبو بردة -رضي الله عنه وأرضاه- قال له عليه الصلاة والسلام: ((تجَزيك ولا تَجزي غيرك)) وكذلك أيضا الفعل حيث إنه عليه الصلاة والسلام فعل الأضحية، فضحى عليه الصلاة والسلام بنفسه، وتولى الأضحية بنفسه -صلوات الله وسلامه عليه-.
قال رحمه الله: [والتضحية أفضل من الصدقة بثمنها]: إذا كان عند الإنسان مال يكفيه لشراء أضحية سواء كانت من الإبل أو البقر أو الغنم فهل الأفضل أن يتصدق بهذا المال أو الأفضل أن يضحي؟ هذا مبني على أن الأضحية غير واجبة. أما إذا قلنا إنها واجبة فلا إشكال؛ لأن التصدق نافلة والتضحية واجبة، والواجب أفضل من غير الواجب بإجماع العلماء؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يقول الله تعالى في الحديث القدسي ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه))، وأجمع العلماء على أن الواجبات أفضل من غير الواجب، فلو صلى ركعتي الفجر فإنها بالإجماع أفضل من كل ركعتين من النوافل، إذا ثبت هذا الكلام عند المصنف -رحمه الله- والخلاف في هذه المسألة مبني على القول بعدم وجوب الأضحية، فهل الأفضل أن يتصدق بالثمن أو يضحي؟ هذا راجع إلى مسألة المفاضلة والمفاضلات بابها ينبغي ضبطه بالكتاب والسنة؛ لأنه لا يجوز لأحد أن يفضل قولا ولا عملا إلا بنص شرعي؛ لأن التفضيل راجع إلى حكم الشرع، فلا يستطيع أحد أن يقول إن هذا أفضل إلا إذا كان أكثر ثوابا وأعظم منزلة وقربة لله - Y- ، وهذا أمر غيبي يفتقر إلى ورود النص، ومن هنا تكلم العلماء على قواعد المفاضلة في الأقوال والأعمال، ثم المفاضلة تكون بين الأركان وتكون بين الواجبات وتكون بين المستحبات والمسنونات، ثم تكون بين المؤقت وغير المؤقت إلى غير ذلك مما هو معلوم في قواعد الفقه وما بحثه العلماء في هذا الباب. فمسألة التصدق بالمال قال بعض العلماء: التضحية أفضل من الصدقة بالمال بمعنى أنه إذا اشترى الأضحية وذبحها أو نحرها فهذا أفضل من أن يأخذ المال كله ويتصدق به.
وقال بعض العلماء: الأفضل أن يتصدق بالمال. أما الذين فضلوا أن يضحي فقالوا: إن هذه سنة مخصوصة بزمان مخصوص ووقت مخصوص، ففعلها في هذا الزمان المخصوص والوقت المخصوص يقتضي تفضيلها على أي شيء مطلق؛ ولذلك من قواعد العلماء: ((أن المقيد فيما قيد به أفضل من غير المقيد)) فمثلا أنت إذا كنت في عمل صالح وجاء عن الشرع النص بالقول والعمل يفضل قولا أو فعلا في هذا الوقت، وجاء نص يفضل قولا وفعلا في عموم الأوقات قُدّم المقيد ومن ذلك الصلاة على النبي - r- يوم الجمعة، حينما قال طائفة من العلماء الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلموالإكثار منها يوم الجمعة أفضل من غيرها من النوافل، وهذا مبني على النص؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((فأكثروا علي من الصلاة فيه)) فجاء مقيدا بالزمان حتى اختلفوا وقالوا: الأفضل أن يكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا إنه أفضل من أن يكثر من تلاوة القرآن ليس معنى ذلك أن جنس الصلاة أفضل من جنس القرآن أبدا بإجماع العلماء على أن قراءة القرآن هي أفضل وأعظم أجرًا عند الله - U- لكنه لما ورد النص عن النبي صلى الله عليه وسلم بالتخصيص فُضّل، ومن ذلك: مسألة الاستغفار في الأسحار هل الأفضل أن يكثر من الاستغفار أو يقرأ القرآن في السحر في آخر السحر؟ قالوا إن الله أثنى على المستغفرين بالأسحار، فهذا ذكر مخصوص في وقت مخصوص يفضل للوارد
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا راجع إلى قاعدة تقول: ((الوارد أفضل من غير الوارد)) هذا أمر بديهي لكن مراد العلماء أن الفضائل والمستحبات إذا وردت بخصوص زمان أو بخصوص مكان فإنها مفضلة للورود.
وجه هذا التفضيل: قالوا إنه إذا ضحى في يومه فإنه يصيب أجرين: الأجر الأول في كونه ضحى فإنه مال أنفقه وخرج عنه لله وفي الله وفي طاعة الله صدقة وقربة ثم يثاب من جهة المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم، وهذا مثل مسألة الصلاة بمكة ظهر اليوم الثامن وهو يوم التروية، فإن الحاج في اليوم الثامن السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يصعد إلى منى، صعد وصلى اليوم الثامن الظهر بمنى، فعلى القول بأن التفضيل خاص بالمسجد نفسه وأن الصلاة بمائة ألف صلاة خاصة بالمسجد نفسه قالوا إنه لو كان بمكة وأمكنه أن يصلي الظهر في المسجد الحرام وأن يصليه في مسجد الخيف أو في مسجد منى فالأفضل أن يصلي في ذلك اليوم الظهر بمنى أو بخيفها؛ لماذا؟ لأنه وارد عن النبي صلى الله عليه وسلم والاتباع يقتضي زيادة المرتبة وعلو الدرجة؛ لأن الله – I- جعل في متابعة النبي صلى الله عليه وسلم أعظم شيء منحه وأعطاه لعباده هو الهداية، الهداية التي المسلم ولا يصلي صلاته ولا تقبل له الصلاة على الصحيح من أقوال العلماء أن الصلاة إلا بالفاتحة بعينها وهي مذهب الجمهور في كل صلاة وهو يقول: {اهدنا الصراط المستقيم} يسأل الله الهداية. جعل الله أعز شيء وأعظم نعمة وأفضل نعمة وهي نعمة الهداية في متابعة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: {واتبعوه لعلكم تهتدون} فقالوا إن هذه المتابعة تقتضي المفاضلة، وعلى هذا فالأفضل أن يضحي، ولاشك أن التضحية متابعة للنبي - r- أفضل من الصدقة؛ لأن الصدقة عامة، والأضحية خاصة، لكن كل هذا كما ذكرنا على القول بعدم الوجوب.
أما مسألة الصدقات في عمومها بعض العلماء يقول قلنا بتفضيل الصدقة؛ لأن المسكين حينما يأخذ المال يملكه، وإذا ملكه صرفه في منافعه فكان أعظم رفقاً به حينما يأخذ اللحم؛ لأنه إذا ضحى وأعطاه اللحم فإنه قد جعل الانتفاع خاصا بالأكل، لكن حينما يعطيه المال جعل انتفاعه أكثر من الأكل، يستطيع أن يستخدم المال في طعامه وفي شرابه وفي قضاء دينه إلى غير ذلك فقالوا إنه لا يخصه بعمل معين، ومن هنا فضلوا إعطاء المال على التضحية، وهذا كله كما ذكرنا محله أن لا يكون هناك وارد.
قال رحمه الله: [والأفضل فيهما الإبل]: والأفضل في الهدي والأضحية الإبل؛ وذلك لأن النبي - r- قال: ((من راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن)) فجعل مرتبة الإبل أفضل من مرتبة البقر، ومرتبة البقر أفضل من مرتبة الغنم، ومن هنا قالوا إن الإبل أفضل ما يهدى، وأفضل ما يضحى به؛ ولأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل البعير مجزئا عن سبعة، فالجزور الواحد يجزئ عن سبعة، فلو أن سبعة أشخاص اشتركوا في شراء بعير وضحوا به أجزأهم، والشاة تجزي عن الرجل وأهل بيته؛ كما صح في حديث أبي أيوب -رضي الله عنه وأرضاه-، وعلى هذا لاشك أن الإبل أفضل، ولأن الإبل أكبر جسما، وكذلك أغلى ثمنا، ومن هنا كانت أفضل من البقر وأفضل من الغنم.
قال رحمه الله: [ثم البقر]: ثم البقر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الرواح في الساعة الثانية من الجمعة كمن ذبح بقرة وهذا فيه رد على من يقول من العلماء إن الإبل والبقر بمنزلة واحدة وهناك من يقول إن ا لإبل والبقر لا تفضيل بينهما إلا من جهة الصفات: أن تكون إحداهما أسمن أو أطيب لحما أو أحسن حالا وصفة في الكمال فحينئذ تفضل أما جنس الإبل والبقر فيجعلهما في مرتبة واحدة؛ ودليلهم أن النبيصلى الله عليه وسلم جعل الإبل عن سبعة وجعل البقر عن سبعة فدل على أنهما بمرتبة واحدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونقول: إن السنة دلت على أن البقر دون الإبل على ظاهر قوله: ((من راح في الساعة الثانية فكان كأنما قرب بقرة)) وكون الشرع يجعل الإبل عن سبعة والبقر عن سبعة لا يقتضي أنهما بمنزلة واحدة، فقد يكون المنزلة واحدة والتفضيل بالصفات كما لو كان أحد البعيرين أسمن وأوفر لحما والثاني دونه ويجزي فإننا نقول: إن كلا منهما يجزئ عن سبعة ولكن التضحية بهذا أفضل من التضحية بهذا، ولاشك أن الإبل أكبر وأوفر لحما من الغنم، وعلى هذا فيقدم الإبل على البقر.
قال رحمه الله: [ثم الغنم]: ثم الغنم والإبل بنوعيها: العراب، والبختية، والبقر بنوعيه: البقر، والجواميس، والغنم بنوعيه: الضأن، والمعز، فجعل الله - U- في الإبل زوجين ونوعين. فالإبل بالنوعين: العراب، والبختية، وأفضلها العراب، والعراب هي التي لها سنام واحد، والإبل البختية هي التي لها سنامان، وفضلت العراب؛ لأنها هي التي أهدى بها رسول الله - r- ، والبقر يفضل على الجاموس؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى عن نسائه بالبقر، وعلى هذا فإن البقر أفضل من التضحية بالجاموس؛ والجاموس يدخل في هذا بنوعيه، وكذلك بالنسبة للغنم فالضأن أفضل من المعز؛ لأن النبي - r- ضحى بكبشين أملحين أقرنين، ولأنه أطيب لحما، وأكثر نفعا، ومن هنا قدم وفضل على المعز، ولذلك يجزي منه الجذع ويوفي مما يوفي منه الثني من المعز، وهذا يدل على أن شأن الضأن أفضل من شأن المعز وإن كان كل منهما يجزئ عن الرجل وأهل بيته.
قال رحمه الله: [ويستحب استحسانها واستسمانها]: ويستحب للمسلم إذا أراد أن يضحي أن يستسمن الأضحية وأن يستحسن. أما الاستسمان فهذا راجع إلى حال الكمال في صفة البهيمة إبلا كانت أو بقرا أو غنما، فالسمين منها أفضل وأعظم أجرا، ولذلك لما سئل عليه الصلاة والسلام عن أعظم البهائم أجرا عند الله - U- وهذا شامل للأضاحي والهدي قال: ((أنفسها وأغلاها ثمنا عند أهلها)).
أنفسها: والنفيس من كل شيء أفضله، والذي يعز وجوده، ولذلك السمين أنفس وأحب إلى أهله، وعلى هذا يعتبر من كرام المال، وقد تقدم معنا في الزكاة أن الساعي و الجابي لا يأخذ السمينة؛ لأنها كريمة مال، فمن كرام المال السمان، فأحسن وأفضل ما تكون الأضحية إذا كانت سمينة، وسمنها يزيد في لحمها، وزيادة في طيبها، وحينئذ يكون أعظم أجرا إذا تصدق بها؛ ولأن السمين أغلى ثمنا، وإذا كان أغلى ثمنا فهو أغلى كلفة ومشقة، فيكون أكثر ثوابا عند الله - U- ولذلك قال: ((أنفسها وأغلاها ثمنا عند أهلها)) ولاشك أن السمين كذلك.
والاستحسان: الاستحسان يكون في الصفات فإذا كانت حسنة الحال في شكلها وصفاتها فبعض البهائم تكون لها صفات محمودة من الإبل والبقر والغنم إلا أن هذا الاستحسان راجع إلى طيب اللحم، البهائم يستحسنها أهلها ويستطيبونها وتكون عزيزة عندهم على حسب المقاصد، فالبهمية إما مركوبة وإما محلوبة وإما مأكولة، فهذه مصالح الناس في البهائم: مركوبة فيما يركب كالإبل، فإنها تكون عزيزة في الرَّكوب إذا كانت على صفات معينة، وتكون كذلك حلوبا، فإذا أرادها للحليب فإنها تكون عزيزة وغالية عند أهلها بصفات معينة يعرفها أهل الخبرة، كذلك إذا كانت للأكل، فالاستحسان هنا من جهة الأكل أن تكون حسنة في حالها وصفاتها ومن جهة الأكل ومن جهة الصفة، فبين من جهة الأكل بقوله: سمينة بصفة السمن، والاستحسان في الشكل.
قال رحمه الله: [ولا يجزئ إلا الجذع من الضأن والثني مما سواه]: بعد أن بين رحمه الله حكم الأضحية والمفاضلة بين أنواعها يتبع هذا أن التضحية والهدي لا يكون إلا من هذه الثلاثة الأنواع: الإبل، والبقر، والغنم، فلا يضحي بغير هذه الثلاث، وهذا مذهب الجماهير من السلف والخلف رحمهم الله ومنهم الأئمة الأربعة فلا يضحي بدجاجة، ولا يضحي بمثلا غزال ولا يضحي بتيثل ولا وعل، فهذه كلها ليست بأضحية وليست محلا للأضحية؛ ولذلك خص النبي - r- المسن من بهيمة الأنعام، وهذا يخص الإبل والبقر والغنم، ونص الله U على اعتبار البهيمة يدل على أنه لا يكون إلا من هذا النوع، فإذا ثبت هذا فإنه لابد وأن يراعى في هذه البهائم سنا معتبرا يراعي سنا معتبرا فلا يجزئ ما نقص عن هذه السن، وهذا يعتبر من شروط صحة ا لأضحية.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالشرط الأول: أن تكون من بهيمة الأنعام، فلا يجزئ من غيرها.
والشرط الثاني: أن تكون قد بلغت السن المعتبر، والسن المعتبر الثني من المعز، والإبل والبقر، فالثني من الإبل هو الذي بلغ الرابعة وطعن في الخامسة، أتم الرابعة وطعن في الخامسة.
وأما بالنسبة للغنم فإن الماعز يكون ثنيا إذا أتم السنة ودخل في الثانية.
ومن ا لبقر إذا أتم السنتين ودخل في الثالثة.
قال r : (( لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن يعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن)) وقال r في الحديث الصحيح: ((إن الجذع يوفي مما يوفي منه الثني)) فعندنا الأصل وما يستثنى، فالأصل أن الثني من الإبل والبقر والغنم واستثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الشرط - أن يكون ثنيا - الضأن فقط وهو الذي يسمى في عرف العامة اليوم: الطلي الذي له ألية، فهذا النوع من الغنم يجزئ منه ما أتم ستة أشهر إذا كان جيد المرعى، قالوا إنه يكون جذعا من الضأن إذا أتم ستة أشهر. وبعض العلماء يقول: إنه لا يكون جذعا إلا إذا بلغ ثلاثة أرباع الحول، ومنهم من يقول إذا قارب تمام الحول.
والصحيح الذي ذكره بعض الأئمة أنه يختلف بحسب اختلاف المراعي، ولذلك قد يجذع بإتمام الستة الأشهر إذا كان طيب المرعى، وقد يجذع في أكثر الحول أو إذا قارب تمام الحول على حسب اختلاف المرعى.
إذًا لا يكون جذعا دون ستة أشهر وهذا هو بيت القصيد أنه أتم ستة أشهر، ودخل في أكثر الحول. هذا بالنسبة للشرط المعتبر؛ لأن النبي - r- رد على أبي بردة - t- حينما ضحى بالعناق وقال له: ((تجزيك ولا تجزي غيرك)).
فيشترط في الأضحية أن تكون بعد الصلاة لا قبل الصلاة، فجاء أبو بردة t وضحى قبل صلاة النبي r لعيد الأضحى، وقال كما في الصحيحين: ((فأحببت أن يكون أول شيء يصيب أهلي من طعامها)) فقصد بالتعجيل المبادرة بهذه السنة، فلما أخبر النبي - r- أمره أن يذبح أخرى مكانها فقال: ((ليس عندي إلا عناقا)) وهي أصغر فقال r له: ((تجزيك ولا تجزي غيرك)) وهذا يدل على أن الأضحية لابد أن تبلغ سنا معتبرة. ولذلك قال r : (( لا تذبحوا إلا مسنة)) فجعل السن شرطا، وعلى هذا جماهير السلف والخلف وهو كالإجماع على أن الأضحية لا تجزي والهدي لا يجزي إلا إذا كان قد بلغ السن المعتبرة.
قال رحمه الله: [وثني المعز ما له سنة]: ثني المعز ما أتم السنة ودخل في الثانية وعلى هذا إذا أتم السنة ودخل في الثانية جاز أن تُضَحّي بها، وأيضا لو أن شخصا سألك وقال: علي دم إما في حج مثل أن يكون مثلا فدية حج فأصاب محظورا من محظورات الإحرام فقال: أريد أن أذبح دما فماذا أفعل؟ تقول له ينبغي أن يكون قد بلغ السن المعتبرة فكل دم واجب على الشرع سواء بالعبادة أو أوجبه على نفسه بالنذر فإنه لابد أن يبلغ السن المعتبر هذه على التفصيل الذي يذكره المصنف في الغنم أتم السنة ودخل الثانية، ولذلك يقال له الثني.
إذًا يستثنى من الغنم في إتمام السنة الضأن فإنه يمكن أن يضحي به إذا كان دون السنة كما ذكرنا إذا كان جذعا من الضأن.
قال رحمه الله: [وثني الإبل ما كمل له خمس سنين]: وثني البقر ما أتم السنتين فإذا أتم السنتين فإنه ثني وحينئذ يجزئ أن يذبحه، وأن يتقرب به في هدي أو أضحية، وأما الإبل فما أتم.
قال رحمه الله: [وثني الإبل ما كمل له خمس سنين]: ما كمل له خمس سنين: هذا راجع إلى مسألة فقهية: هل العبرة في الحد بأوله أو بتمامه؟ فكلهم متفقون على أنه لا يكون إلا بعد تمام أربع سنوات، ثم اختلفوا فقال بعضهم: طعن في الخامسة، وإذا قيل طعن في الخامسة كما ذكرنا في أول الحديث فهو أن يكون في أكثر الحول من الخامسة يعني أتم ستة أشهر وقارب التمام، وهذا ذكره بعض أهل الخبرة، ولذلك نجد بعض الفقهاء رحمهم الله اعتمدوا على هذا القول. قالوا طعن في الخامسة.
ومنهم من يقول أتم الخامسة كما قال المصنف -رحمه الله- وهذا كما ذكرنا راجع إلى التفصيل الذي ذكرناه باختلاف المرعى والأحوال.
قال رحمه الله: [ومن البقر ما له سنتان]: ومن البقر ما له سنتان كما ذكرنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال رحمه الله: [وتجزئ الشاة عن واحد]: وتجزئ الشاة عن واحد؛ لأن النبي - r- جعلها عن الرجل وأهل بيته كما في الحديث الصحيح أن الشاة كانت تجزئ عن الرجل وأهل بيته فهي في الأصل مجزئة عن المضحي نفسه. وأما بالنسبة لأهل بيته فهم تبع.
وأجمع العلماء -رحمهم الله- على أن الشاة لا تجزئ عن أكثر من واحد، ولو اشترك اثنان في شاة لم تقع عنهما. وعندهم خلاف في مسألة لو أنهما ذبحا على هذه الصفة على من تجزي؟ هل لأول مُسَمٍّ منهما أو للمالك الحقيقي على تفصيل عند العلماء؛ لأن هناك أحوالا أن يكون مشتركين استحقاقا كما في الشريكين أن يكونا مشتركين هدية يقول له: أشركك معي تبعا هذا كله فيه تفصيل لكن من حيث الأصل لو اشترك اثنان في شاة أو اشترك أكثر من واحد في شاة لا تجزي إلا عن الرجل نفسه، ولا تجزي عن أكثر من رجل إلا عن أهل بيته تبعا، وعلى هذا الأصل فيها عن الشخص نفسه، وهذا منصوص العلماء رحمهم الله في كتبهم أن الشاة لا تجزي إلا عن الرجل وحده. تجزي عن أهل بيته كزوجته وأولاده، فإذا كانت له أسرة ولو كانت كثيرة العدد فلو كان عنده أكثر من عشرة أولاد وكلهم في رعايته وهو الذي يقوم عليهم وهو الذي ينفق عليهم وهم تبع له وفي بيت واحد فإنه يضحي بشاة واحدة عنه وعن آله.
وأما بالنسبة للبقر والإبل فإن النبي - r- جعلهما عن سبعة، ولذلك ثبت في الحديث الصحيح أن الصحابة رضوان الله عليهم اشتركوا في الإبل عن سبعة، وكانت السبعة منهم ينحرون الجزور ويجزيهم.
قال رحمه الله: [والبدنة والبقرة عن سبعة]: كما ثبت في حديث جابر - t- وغيره وفي حديث أم المؤمنين عائشة في المسند وغيره عنها رضي الله عنها ((أن النبي r ضحى عن نسائه بالبقر)) فالبقر يحصل فيه التشريك بنوعيه، وهكذا الإبل.
قال رحمه الله: [ولا تجزئ العوراء البين عورها]: الاشتراك في التضحية وفي الهدي، فلو مثلا فرضنا أن سبعة أشخاص كل واحد منهم عليه دم فدية في الحج أو ذهبوا في عمرة ولزمتهم الفدية في حلق أو تقصير أو نتف شعر أو تغطية أو طيب أو نحو ذلك من الفدية فلزم كل واحد منهم دم أو أحرموا دون الميقات وهم سبعة فنقول لهم: اشتركوا في بعير على الصفة المعتبرة وانحروه عنكم، فحينئذ يجزئ عن السبعة، ولو أن سبع أسر أرادوا أن يشتركوا في أضحية فاجتمعوا واشتروا جزورا أجزأ هذا الجزور عن سبعة بيوت، وهكذا لو استطابوا البقر فأرادوا أن يأكلوا لحم البقر والحال يصعب أن أحدهم يشتري بقرة فقال نريد أن نشترك في سبعة في هذه البقرة فدفعوا ثمنها أجزأت أضحية عنهم.
إذًا الاشتراك سواء كان من الشخص في واجب أو في غير واجب.
كذلك أيضا ذكر بعض العلماء أن من وجبت عليه الفدية في سبعة أخطاء، أو مثلا تكررت على وجه لا تتداخل فيه في الأنواع، فقالوا لو أنه جاء بعمرة سبع مرات وهو يتخطى الميقات، ولا يحرم من الميقات عالما متعمدا؛ فلزمه الدم قالوا صح أن ينحر الجزور بمكة صدقة على أهل مكة؛ لأن الدم الواجب في جبران الواجبات في الحج يكون بمكة، فنحر بمكة جزورا أجزأه عن الإخلالات السبعة، فيحصل التشريك سواء عن الشخص نفسه فيما وجب عليه. شخص قال: والله أنا صعب علي أن أذبح سبع شياه أو وجد أن قيمة سبعة الشياه مثلا بثلاثة آلاف وخمسمائة أمكنه أن يشتري بقرة بألف ريال وهي بنفس الصفات المعتبرة أجزأته عن هذه الإخلالات.
هذا فيما يحصل فيه التداخل، ويحصل فيه التشريك. فالتشريك في الجزور سائغ على هذا الوجه، لكن لو أن أربعة أشخاص أرادوا عقيقة فكل واحد من الثلاثة مثلا ولد له ذكر والرابع منهم ولدت له أنثى فأرادوا أن ينحروا جزورا نقول: لا؛ لأن مقصود الشرع هنا بالعقيقة كما ذكر بعض الأئمة -رحمهم الله- بالدم نفسه شاتان متكافئتان عن الذكر وشاة عن الأنثى، وحينئذ لا يحصل التداخل ولا الاجتماع؛ لأنه يخالف مقصود الشرع، فيحصل التداخل والتشريك في الدماء الواجبة، ويحصل التداخل والتشريك في الأضحية، ويحصل التداخل والتشريك في اجتماع الاستحقاقات حتى ولو كان من شخص واحد أو أشخاص، فلو كان على أحدهم ثلاث فديات واجبة والآخر عليه أربعة، فدفع الأول الذي عليه ثلاث ثلاثة أسباع قيمة الجزور، ودفع الآخر أربعة أسباع القيمة مثلا كانت قيمة الجزور سبعمائة ريال فإنه يدفع الأول ثلاثة الأسباع ثلاثمائة والثاني يدفع أربعة أسباع أربعمائة، وينحران جزورا ويجزي عما يجب عليهما.(/)
تهنئة بالعيد
ـ[روضة]ــــــــ[30 Dec 2006, 01:10 م]ـ
الإخوة أعضاء الملتقى الأفاضل ...
تقبل الله طاعاتكم
وكل عيد وأنتم بخير
أسأل الله تعالى أن يعيده على المسلمين جميعاً وهم في أحسن حال ..
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 Dec 2006, 03:35 م]ـ
المشايخ الأفاضل /
الإخوة الأكارم /
الأحبة الأماجد /
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وتجاوز عن الخلل والتقصير والآثام.
أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه، وأن يثبتنا على طاعته، وأن يختم لنا برضوانه، وأن يوفقنا للتوبة الصادقة النصوح.
كما أسأله تعالى أن يرزقنا وإياكم العلم النافع، والعمل الصالح، والرزق الطيب.
كما أسأله تعالى أن ييسر للحجاج إكمال مناسكهم، وأن يعينهم، ويوفقهم، وأن يردهم إلى أهليهم سالمين، غانمين، فائزين
حائزين على موعود الله تعالى (والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة).
وأن يعمّنا معهم برحمة منه وفضل ورضوان.
تقبل الله من الجميع.
والحمدلله رب العالمين.(/)
العلامة المحدث عبد الرحمن بن إبراهيم التغرغرتي
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[30 Dec 2006, 03:15 م]ـ
أ- نسب المؤلف:
هو عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن يوسف بن أحمد بن ودين بن أحمد من بني المبارك الداودي الوحليمي سليل بني إسحاق سادات أهل سوس الذين يرتفع نسبهم رفعا صحيحا إلى سيدنا الصحابي الجليل أبي بكر الصديق.
هذا النسب ذكره العلامة الشنقيطي الجكني محمد بن عمر بن محمد الأمين في قصيدة له.
لقد كان محمد المختار السوسي رحمه الله قد خصص ترجمة حافلة للتغرغرتي في كتابه الكبير المسمى بـ: المعسول, وافانا فيها ببعض الأخبار عن آباء وأجداد المترجم, لكنه ساق نسبه باختلاف مع ما أوردنا سابقا, وهو مؤرخ ثقة ينقل عن أحفاد المترجم.
قال: "عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الله بن عبد الرحمن, وينتهي نسبهم إلى أبي بكر الصديق فيما يقوله أجدادهم, وتعرف الأسرة بأهل الفقيه وبـ: آيت الطالب."
ثم قال بشأن عبد الرحمن بن عبد الله جد المترجم: "يوجد خطه في سلات الرسوم, ويوجد في أوائل القرن الثاني عشر [الهجري]. وأخباره مندثرة فلم يبق إلا شهرته بالإفتاء وفض النوازل."
وقال بشأن عبد الله بن عبد الرحمن ولد من قبله: "كذلك اشتهر بما اشتهر به والده. كان يفتي ويقضي بين الناس في خصوماتهم, على عادة الفقهاء المحكمين. ولعله يحيا إلى 1160هـ."
وقال بشأن إبراهيم بن عبد الله ولد من قبله: "شهرته أكبر من شهرة أبيه وجده. وكان يشارط في مدرسة "أرغن" يدرس فيها, ويفتي ويقضي في النوازل. وقد كان يحيا في أواخر القرن الثاني عشر إلى أوائل الثالث عشر. إلا أنه توفي قبل 1214هـ. وتوجد بكثرة آثار أعماله في قسمة الأملاك والفتاوى. ولا يدرى عمن أخذ, مع أنه من أقران الحضيكي وطبقته."
وقال بأن مترجمنا عبد الرحمن بن إبراهيم كان علامة محدثا مؤلفا مدرسا كبيرا صدرا, شهرته طبقت الآفاق بالمغرب, وكان يعرف أيضا بسيدي عبد الرحيم التَّغَرْغَرْتِي.
ب- المولد والموطن والنشأة:
ولد العلامة عبد الرحمن بن إبراهيم بعد سنة 1189هـ في محل يسمى: إيمِّي نْوَدَايْ من فرقة تغرغرت من قبيلة أندوزال. لذا وقع المؤلف اسمه آخر كتابه هكذا: عبد الرحمن بن إبراهيم الأوزالي التغرغرتي.
مات إبراهيم والد عبد الرحمن التغرغرتي وتركه صغيرا فتكفلت برعايته والدته, وكان بها بارا ويروى أنه عندما أدرك مدرك الرجال ورأى بأن والدته لا تزال شابة زوجها لشيخه إبراهيم الأرغني, فرضيت عنه بذلك. نحن نعرف ما تيسر بشأن طلبه العلم من خلال ما خلده بنفسه في كتابه المفيد في طبقات العلماء والصلحاء , إذ نجد في تضاعيف تراجم شيوخه وصفا دقيقا لهم ولمسلكهم في التربية والتدريس.
ج- التغرغرتي مدرسا:
لما بلغ مترجمنا مبلغ الرجال, ضرب الوباء الجارف البلاد فأهلك الحرث والنسل, وذلك في عام 1214هـ, فاستأذن أحد الصالحين على أن يبدل غاية جهده في تعليم أولاد الناجين من الوباء, فأذن له في ذلك, فأقبل على التعليم في المدارس.
ومن المدارس التي علم فيها:
- مدرسة سيدي إبراهيم بن عمرو من بلدة أداوزادوت التابعة لدائرة إغرم.
- مدرسة آيت كربان عند مشهد سيدي محمد بن مسعود الكرباني.
- مدرسة أرغن.
- مدرسة تمورت التابعة حاليا لجماعة زكموزن , من قيادة تاليوين التابعة لعمالة مدينة تارودانت.
ثم لازم عبد الرحمن التغرغرتي داره بإيمي نوادي بتغرغرت, وأسس مدرسة لتحفيظ القرآن وتدريس العلوم الإسلامية من فقه وحديث وسيرة وتفسير ونحو ولغة.
قال الأستاذ محمد حيان واصفا لهذا الحدث الذي كان له الأثر العظيم على أبناء تغرغرت: "لما عاد العلامة عبد الرحمن إلى بلدة إيمي نْوَدَايْ واستقر به المكان في المدرسة, كبر طموح القبيلة التي أخذت على نفسها أن تخصص للمدرسة ثلث أعشارها وجعلوا لها بيتا جعل مفتاحه أمانة عند رجل أمين يتكلف بتوزيع 14كلغرام من الشعير لكل دار تكلف تباعا على تحضير قصعة من الكسكس لإطعام الطلبة في وجبة الغذاء, أما الفطور والعشاء فقد تكفلت به الأسر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم سن المحدث عبد الرحمن التغرغرتي في مدرسته قراءة صحيح البخاري في شهر رمضان في بيت- سمي اليوم بـ: بيت البخاري- وكان التغرغرتي يحب أن يختم البخاري في سابع يوم بعد 12 ربيع الأول الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم. وكانت القبيلة تأتي من منازلها بالطعام للمدرسة ليأكل منه كل من حضر ختم البخاري".
وقد حفظ لنا المؤرخ محمد المختار السوسي خبر بعض من تتلمذ على التغرغرتي, فمنهم:
1 - ابنه محمد بن عبد الرحمن , وهو نجيب محصل تخرج على يد والده, وقد وقف محمد المختار السوسي على منسوخاته منها شرح الدردير. توفي قبل والده عبد الرحمن وترك أولادا فنزلهم جدهم المذكور منزلة أبيهم. ثم انقرض عقب هذا الولد.
2 - أحمد بن عبد الرحمن شقيق المتقدم, وقد حفظ القرآن على والده.
3 - امْحَمّد بن عبد الرحمن من امرأته حجو بنت محمد الشريفة. وهو فقيه حسن كان يفتي ويقضي. وقد درس في المدرسة التي أسسها والده إزاء داره. توفي امحمد سنة 1296هـ. وفي عهده كان الظهير الشريف الذي أصدره السلطان الحسن الأول بشأن احترام ذرية التغرغرتي. وهذا نصه: "يعلم من كتابنا هذا أسماه الله وأعز أمره وأطلع في فلك السعادة شمسه المنيرة وبدره أننا بعون الله وأفضاله سدلنا على ماسكيه المتمسكين بالله تعالى ثم به أولاد الفقيه البركة السيد عبد الرحمن بن إبراهيم التاغرغرتي أردية التوقير والاحترام, وحملناهم على كاهل المبرة والإكرام, وحاشيناهم عما يكلف به العوام من الوظائف المخزنية, والتكاليف الإمامية. فنأمر الواقف عليه من عمالنا وولاة أمرنا أن يعمل بمقتضاه, ولا يتعداه إلى ما سواه. صدر به أمرنا المعتز بالله تعالى في 24 من ربيع النبوي الأنور عام 1293هـ".
4 - محمد بن محمد الهنائي من بني حسين, له إجازة عامة كتبها لأولاد شيخه في انسلاخ عام 1278هـ.
5 - محمد بن عبد الرحمن, وأمه رقية بنت إبراهيم أخت التغرغرتي. لازم خاله حتى تخرج به, فكان عالما حسنا يقسم الأملاك ويفتي ويحكم في النوازل. وقد يشارط في مدرسة سيدي سعيد بن أحمد من تيركت إلى أن توفي هناك نحو 1301هـ.
6 - محمد بن الفقيه أحمد الأوداشتي. تخرج بوالده وبعبد الرحمن التغرغرتي. توفي سنة 1318هـ.
كانت للعلامة التغرغرتي عناية بالعلم والعمل معا فكان كما قلنا يعلم القرآن والعلوم الشرعية, وكان يعتني بغرس الأشجار بيده ويعد له أزيد من ألف شجرة أدركت كلها وآتت أكلها تحت بصره, وكان كلما حفظ تلاميذه أو فرغ من دروسه يذهب بالطلبة إلى معاناة الغرس - على عادة أشياخه- يريهم كيف يصنعون, ولم يكن الفأس والقفة يفارقانه. كما اشتغل التغرغرتي أيضا بجمع الكتب والتأليف, فترك خزانة كتب لازال منها بقية في يد حفدته.
د- مؤلفاته:
كان الشيخ عبد الرحمن التغرغرتي محدثا مؤرخا مربيا, ذا همة عالية إذ ترك لنا كتبا لازالت كلها مخطوطة مع الأسف. وقد كان العلامة عبد الحي الكتاني أول من أشار إلى حاشية للتغرغرتي على البخاري, لكن الفضل الأكبر يعود للعلامة محمد المختار السوسي الذي كان قد زار المدرسة التغرغرتية ووقف بنفسه على كتب التغرغرتي بخط يده عند حفدته, ثم أحصى منها تسعة كتب. ونحن نحقق في هذا المبحث خبر تلك الكتب كتابا كتابا, والحمد لله فقد تيسر لنا الوقوف على اثنين منها.
1 - كتاب فرع الإرشاد.
وهومختصر من كتاب إرشاد الساري في شرح صحيح البخاري للقسطلاني. أوله: "الحمد الله الذي أورث أسرار كتابه خذي". قال التغرغرتي: "مختصر من كتاب القسطلاني رحمه الله في أربعة أجزاء تكفي المحدث عن شروح البخاري رواية وضبطا ومعنى". والكتاب لازال بخط مؤلفه بخزانة مدرسة إيمي نوداي التي يشرف عليها الفقيه الشيخ الطيب بن محمد بن أحمد بن العلامة عبد الرحمن التغرغرتي.
2 - مختصر من شرح النووي على صحيح مسلم.
وهو لازال مخطوطا في سفرين بخط مؤلفه. أوله: "الحمد لله الذي اصطفى دره".
3 - كتاب جامع لأحاديث منتقاة من البخاري ومسلم والجامع الصغير.
4 - مختصر الجامع الكبير للسيوطي.
5 - مختصر من شرح السراج المنير للعزيزي على الجامع الصغير للسيوطي.
أوله: "الحمد لله الذي اخترعه". قال عنه مؤلفه: "فيه من الأحاديث والمواعظ ما يكفي الواعظ في المجالس". موجود في سفر بخط مؤلفه في المدرسة المذكورة.
6 - مختصر من شرح الفيشي على الأربعين النووية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو كتاب يعد مفقودا اليوم.
7 - مختصر من النسيم الرياض في شرح ألفاظ عياض للخفاجي.
ويقع في جزء يغني في مبهم ألفاظ الشفا للقاضي عياض. أوله: "الحمد لله العلي".
8 - مختصر من شرح جسوس على الشمائل المحمدية.
هذا ما ألفه في الحديث, وكان له في التاريخ وتراجم العلماء كتاب سميناه:
9 - طبقات العلماء والصلحاء.
وهو كتاب نفيس جدا جمع فيه بين اختصار طبقات الشعراني واختصار طبقات الحضيكي , قام التغرغرتي بزيادة مقدمة ثم ذيل ذيلا على طبقات الحضيكي مفيدا ضم ترجمة 28 عالما من معاصريه. واستفاد منه المختار السوسي كثيرا في المعسول.
وله في فن الفلاحة والغراسة أيضا:
10 - كتاب في الفلاحة.
تطرق فيه إلى كيفية الفلاحة ببلدته.
كما ألف التغرغرتي كتبا في الوعظ والزهد عرفنا منها خبر ما يأتي:
11 - قصيدة بالعجمية (البربرية) مختصرة من الإحياء للغزالي ومن كتب الإمام زروق.
قال المؤلف: "ذكرت وبينت فيها: مكائد إبليس وتلبيسه على العامة وأهل الأوراد, والمجالس والمرابطين والعلماء, وما فيه نجاتهم. وفيها صفاء لمن علت نفسه".
12 - قصيدة بالعجمية مختصرة من قصيدة خالد بن يحيى وشراحها.
قال المؤلف: "فيها ما يزيد في الإيمان وطاعة الله ورسوله, وثواب أجر العاملين في أكثر أعمالهم في العادات."
13 - كتاب مفتاح البركات.
الكتاب ذكره التغرغرتي بنفسه في كتابه في طبقات العلماء والصلحاء, فقال: "منها – يعني كتبه- جزء صغير من كتاب البركة للإمام الحبشي, يغني كتب العادات العبادات." فقد أشار المؤلف في مفتاح البركات إلى أنه اعتمد على مصادر أساسية من أهمها كتاب البركة فقال: "وبعد, فهذا كتاب يحتاج إليه متعاطي الأسباب ليكون على بصيرة في أمره ويؤجر في حركاته وسكناته ومكاسبه على ما دونه ابن عطاء الله في كتاب التنوير , وجمال الدين محمد بن عبد الرحمن الحبيشي في كتاب البركات وغيرهما من الأئمة المقتدى بهم في العادات والعبادات, والمنجيات والمهلكات, رضي الله تعالى عنهم أجمعين وقد جمعت فيه من نفائس الفوائد الموافقة للسنة ما يغني عن الذي ابتدعته المبتدعة من طلب الرزق بالعزائم, واستعانة الجن, وطلب الدفائن, ونحوه مما ليس في كتاب ولا سنة, ولا مروي عن أحد من السلف الصالح. جمعته لنفسي ولإخواني في الله رجاء من الله الغفران ودعاء الإخوان وسميته مفتاح البركات."توفي التغرغرتي رحمه الله عام 1278هـ وترك وراءه مدرسة زاخرة وتراثا ثريا يحتاج لمن ينفض عنه غبار الإهمال والنسيان خاصة كتابه هذا, فالحق أنه كتاب دعوة صريحة للكد والعمل ونبذ للخمول والكسل وبيان ما يساعد على رفع معنويات العامل ويطرح البركة في رزقه فالكتاب دليل على أن الربانيين من العلماء ما كانوا كسالى بل هم من ربوا أجيالا من المسلمين على حب العمل وكسب الرزق الحلال والابتعاد عن الشعوذة والطمع في الكنوز والسعي لتحصيلها عن طريق الاستعانة بالجن وغير ذلك من الأمور المحضورة شرعا, وما أحوج الأمة إلى إحياء مثل هذه الأدبيات كهذا الكتاب والتي من شأنها إنعاش شعور المسلمين بضرورة النمو والرقي بالعمل الدؤوب. فكتاب التغرغرتي على صغر حجمه كثير الفوائد ومصادره مهمة فهو يحمل في طياته الدلائل على أن الدين الإسلامي لم يكن ولن يكون يوما أفيونا للشعوب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(/)
موقع الشيخ عبدالله بدر
ـ[ underash86] ــــــــ[31 Dec 2006, 08:34 م]ـ
http://www.abdallahbadr.net/index.htm
سلسلة كيف تقرأ وتتعلم علوم التفسير
http://abdallahbadr.s140.com/how_read.htm
سلسلة قواعد التفسير
http://abdallahbadr.s140.com/kawa3ed.htm
سلسلة ابن عساكر
http://abdallahbadr.s140.com/ibnasaker.htm(/)
قنوات على طريق الخير ,,,
ـ[سلسبيل]ــــــــ[01 Jan 2007, 09:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بدأ بث قناة الأمة الفضائية على النايل سات
عمودي – تردد 10911 أو 10917
ضبط عمودي
ترميز 27500
معامل حيود 3/ 4
هي قناة إسلامية على نهج أهل السنة والجماعة يقوم عليها الشيخ أبو إسلام أحمد عبد الله تقوم بالدعوة إلى الإسلام ورد الافتراءات التي تثار حوله.
«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®» الهدف: «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°° ·.¸.•°®»
ـ نُصرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
ـ بيان أسباب خيرية الأمة الإسلامية على كل أمم الأرض.
ـ دلائل خيرية النبي صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء والرسل.
ـ الإجابة العلمية الموثقة السهلة على التساؤلات والاعتداءات والغمز واللمز والجهالة من المستشرقين والمستغربين والكارهين للإسلام، منذ عهد النبوة حتى يومنا هذا، وما يمكن أن يتأتى من مستجدات عصرية.
المنهج الفكري: تنأى القناة بثقافتها النبوية، عن كل تصنيف فكري أو حزبي أو جماعاتي، ولا تتدخل بالرأي سلباً أو إيجاباً في أي مناقشات عامة حول أي قضايا تحيد بها عن رسالتها الربانية الواضحة.
المنهج الدعوي: التزام الحكمة والموعظة الحسنة، وإبراز مكارم الأخلاق النبوية، والآداب الشرعية في السلوك الإنساني عموماً والاجتماعي على وجه التخصيص، وتمثل الوجه الحضاري والمشرق للضوابط والأحكام الشرعية في الدين والحياة، من خلال المنهج الوسطي بلا تفريط أو إفراط.
[
المنهج الشرعي: تلتزم القناة بمنهج أهل السنة والجماعة، والبعد التام عن التمذهب، وعدم الدخول في أي قضايا خلافية، وأن تكون المرجعية العلمية لعلماء الأمة من أتباع السلف الصالح.
COLOR="Blue"] قال رئيس القناة الشيخ ابو اسلام [/ COLOR]:
" فكرنا في بث هذه القناة نتيجة الوضع الثقافي المذري الذي وصلت إليه أحوال الأمة الإسلامية ولمواجهة ثقافة طاغوتيه .. إلا أننا اضطررنا لبثها من لندن نظرا للتجارب المرعبه التى سمعنا عنها فى بلادنا، مصر، فقد تم إغلاق قناة (خير) الإسلامية، واجتمعت كل الأقاويل على أن الأجهزة الأمنية كانت وراء إغلاقها كما كانت أيضا وراء إغلاق قناة (الحكمة) الإسلامية بنفس الطريق .. فخشينا أن تقع قناة الأمة تحت هذه الضغوط وتلاقى نفس المصير "
ثم يضيف أبو إسلام قائلا "للأسف أصبح مع كل خير ينقطع عن المسلمين تتجه اصابع الاتهام إلى الأجهزة الأمنية، لأن مصر أصبحت محملة بتركة مثقلة من الحكم الشمولي والشعب المصري متقبل ذلك لأنه أعتاد دائما على تحمل ظلم حكامه ولا يتمرد عليهم إلا إذا حركهم أمر من الباطن".!!
"الشيخ" أبو إسلام فجر مفاجأة مدوية حين قال "كنت أتمنى أن نبث من مصر، وأن نجد بها مساحة لتحمل أهداف القناة من نشر آداب وأخلاق الإسلام والتعريف بالنبي الكريم ولكن للأسف– ولا أخجل من قولها- نحن نتسول المال من المسلمين من أجل استمرار عمل القناة لأننا نبث بمجهوداتنا الذاتية .. ولذلك أعلن أننا مستعدون لقبول أي تمويل حتى ولو كان مصدره غسيل الأموال أو تجارة المخدرات أو حتى أموال الربا .. وكل من لديه مال يخشاه ليس عندنا حرج شرعى فى قبوله على إطلاقه طالما أن الهدف النهائي منه خيرا وهو نصرة رسول الله فى شعوب أصبح فيها الدين الإسلامي مهان إلى هذا الحد المخيف".!!
وأكمل كلامه قائلا "أما بالنسبة للمعوقات الأمنية التي لاقتها القناة منذ بداية بثها فلها قصه أخرى أكثر أسفا حيث يقول أبو إسلام "كل خطواتنا كانت تواجهها المعوقات حتى الأستوديو الذي أقمناه كمركز لإنتاج البرمجيات الصوتية والمرئية وهو بالمناسبة مستقل تمام عن القناة الفضائية ويحمل سجل تجارى من هيئه الاستثمار المصرية ويتبع بطاقة ضريبية من الجهات الرسمية المصرية أيضا أغلقوه دون سبب وفى المحكمة عرفنا أن الأقوال الرسمية التي تم تقديمها للهيئة القضائية أرجعت أسباب الإغلاق إلى الرقابة على المصنفات ولكن المثير للضحك– على حد قوله- أن كل الأشياء التي تم مصادرتها من الأستوديو كانت عبارة عن كاميرات وكشافات وغير ذلك من الادوات وجميعها غير متعلقة إطلاقا بالمصنفات فلم يجدوا بالمكان شريط واحد فقط ومع ذلك جاء فى التحقيق أن التهمة هي طبع ونشر وترويج مصنفات فنية".
مالناش دعوة
ويكمل أبو إسلام "ورغم أننا حصلنا على البراءة وبإعادة استخدام المكان إلا أننا لم نجرؤ حتى الآن علي الذهاب إليه لأن المكان مغلق بأمر من أمين شرطة من قسم حدائق القبة حيث ـمر صاحب البيت– المقام به الأستوديو- بعدم تمكيننا من الدخول .. وصلت المهزلة إلى أن أمين شرطة يمنع تنفيذ حكم قضائى .. ".
ووجه رئيس قناة الأمة رسالة إلى وزير الداخلية حبيب العادلي باسم القناة قال فيها "نريد أن تجرى علينا القوانين وأن يمكننا رجالك من تنفيذ الحكم القضائى الذي حصلنا عليه وأن يرفعوا الضغوط التى تمارس ضدنا وعلينا، فنحن كقناة لا شأن لنا من قريب أو من بعيد بالقضايا الداخلية كما أننا لا ننتمي لأي جماعة أو جمعية أو هيئة ولا نهاجم حكام ولا برلمان ولا لصوص البنوك ولا أعضاء مجلس الشعب ولن نتعرض بسوء الى أي خدمة من الخدمات الموجودة لأننا لا نريد أن ندخل في أي صراع مع أي سلطة فقضيتنا قضية فكرية ونريد فقط أن نعمل من أجل الإسلام في أمن وآمان داخل بلادنا".!!
موقع القناة على الإنترنت
http://www.alomma.tv/
http://www.alomma.tv/
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد البكري]ــــــــ[17 Jan 2007, 06:57 م]ـ
جزاك الله خير أخي سلسبيل ونفع الله بعلمك
وأسال الله عز وجل أن يكتب لك الاجر بارك الله فيك(/)
أول مجلة علمية متخصصة لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[01 Jan 2007, 12:55 م]ـ
جدة: سلوى المدني
أصدر مركز الدراسات والمعلومات القرآنية بمعهد الإمام الشاطبي التابع للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة المجلة العلمية التي تعنى بنشر الأبحاث والأعمال المتصلة بالقرآن وعلومه.
وتشتمل المجلة على عدد من الأبواب منها باب البحوث والدراسات ويضم ستة بحوث منها التحقيق وفيه نص واحد محقق ثم الفهارس والكشافات وفيه عمل واحد من إنجاز مركز الدراسات والمعلومات القرآنية بالمعهد ثم التقارير وملخصات أبحاث باللغة العربية.
وقال وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح آل الشيخ في أول إصدار لهذه المجلة "إن الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم قد تطورت تطوراً ملموسا في شتى المجالات المختلفة, ومن ذلك تطورها في إعداد المعاهد القرآنية المتخصصة في تطوير أداء معلمي القرآن الكريم سواء على مستوى الذكور أو الإناث".
http://www.alwatan.com.sa/daily/2007-01-01/culture/culture10.htm
ـ[نورة]ــــــــ[01 Jan 2007, 07:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ينظر هنا
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6034&highlight=%E3%CC%E1%C9+%E3%DA%E5%CF+%C7%E1%C5%E3%C 7%E3(/)
قصة غريبة في بداية أمر إسحاق بن راهويه وتركه لمذهب أهل الرأي
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[01 Jan 2007, 05:09 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على الهادي الأمين أما بعد:
فهذه حكاية غريبة في بداية أمر الإمام إسحاق بن راهويه في العلم، وكونه من أصحاب الرأي ثم ترك ذلك ...
قال الإمام أبو بكر المروذي (1) في كتابه الورع ص 122: وحدثنا القاسم بن محمد (2) قال: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: كنت صاحب رأي فلما أردت أن أخرج إلى الحج عمدت إلى كتب عبد الله بن المبارك، واستخرجت منها ما يوافق رأي أبي حنيفة من الأحاديث، فبلغت نحو من ثلاثمائة حديث، فقلت: أسأل عنها مشايخ عبد الله الذين هم بالحجاز والعراق، و أنا أظن أن ليس يجترئ أحد أن يخالف أبا حنيفة، فلما قدمت البصرة جلست إلى عبد الرحمن بن مهدي، فقال لي: من أين أنت؟
فقلت: من أهل مرو، قال: فترحم على ابن المبارك ـ وكان شديد الحب له ـ، فقال: هل معك مرثية رثي بها عبد الله؟
فقلت: نعم، فأنشدته قول أبي تميلة يحيى بن واضح الأنصاري:
طرق الناعيان إذ نبهاني * بقطيع من قادح الحدثان
قلت للناعيات من تنعيا * قالا أبا عبد ربِّنا الرحمن
فأثار الذي أتاني حزني * وفؤاد المصاب ذو أحزان
ثم فاضت عيناي وجدا وشجوا * بدموع تحادر الهطلان
فلئن كانت القلوب تبكي * لقلوب الثقات من إخوان
قد تبكيه بالدماء وفي الأجـ * ـواف لذع كحرقة النيران
لتقي مضى فريدا حميدا * ماله في الرجال إن عد ثاني
يا خليلي يا ابن المبارك عبد الـ * ـله خليتنا لهذا الزمان
حين ودعتنا فأصبحت محمو * دا حليف الحنوط والأكفان
قدس الله مضجعا أنت فيه * وتلقاك فيه بالرضوان
أرض هيت فازت بك الدهر إذ * صرت غريبا بها عن الإخوان
لا قريب بها ولا مؤنس يؤ * نس إلا التقى مع الإيمان
ولمرو قد كنت فخرا فصارت * أرض مرو كسائر البلدان
أوحشت بعدكم مجالس علم * حين غاب المغيث للهفان
لهف نفسي عليك لهفا بك الـ * ـدهر وفجعا لفاجع لهفان
يا قريع القراء والسابق الأو * ل يوم الرهان عند الرهان
ومقيم الصلاة والقائم الليـ * ـل إذا نام راهب الرهبان
ومؤاتي الزكاة والصدقات الـ * ـدهر في السر منك والإعلان
صائم في هواجر الصيف يوما * قد يضر الصيام بالضمان
دائبا في الجهاد والحج والعمـ * ـرة يتلو منزل القرآن
دائما لا يمله يطلب الفوز * وليس المُجد كالمتوان
عين فابكيه حين غاب بواكيـ * ـه بهاطل وساكب السيلان
إن ذكرناك ساعة قط إلا * هاج حزني وضاق عني مكاني
ولعمري لئن جزعت على فقـ * ـدك إني لموجع ذو استكان
خافق القلب ذاهب الذهن عبـ * ـدالله اهذي كالواله الحيران
أتلوى مثل السليم لديغ الـ * ـرقش قد مس جلده النابان
بدلا كنت من أخي العلم سفيـ * ـان ويوم الوداع من سفيان
كنت للسر موضعا ليس يخشى * منك إظهار سره الكتمان
و برأي النعمان كنت بصيرا * حين تبغى مقايس النعمان
قال: فما زال ابن مهدي يبكي وأنا أنشده حتى إذا ما قلت: وبرأي النعمان كنت بصيرا ... ، قال لي: اسكت قد أفسدت القصيدة.
فقلت: إن بعد هذا أبياتا حسانا.
فقال: دعها، تذكر رواية عبد الله عن أبي حنيفة في مناقبة! ما تعرف له زلة بأرض العراق إلا روايته عن أبي حنيفة، ولوددت أنه لم يرو عنه، وأني كنت أفتدي ذلك بعظم مالي.
فقلت: يا أبا سعيد لم تحمل على أبي حنيفة كل هذا؟! لأجل هذا القول أنه كان يتكلم بالرأي، فقد كان مالك بن أنس، والأوزاعي، وسفيان يتكلمون بالرأي!
فقال: تقرن أبا حنيفة إلى هؤلاء!
ما أشبه أبا حنيفة في العلم إلا بناقة شاردة فاردة ترعى في وادي خصب، والإبل كلها في واد آخر.
قال إسحاق: ثم نظرت بعد فإذا الناس في أمر أبي حنيفة على خلاف ما كنا عليه بخرسان. اهـ
هذه القصة صحيحة الإسناد، ولم أر من ذكرها في ترجمة إسحاق ولا من أشار إليها مع أنها تلقي الضوء على بداية أمره، وهل لهذا تأثير في فقه واختياره!
وهذا الموقف الظاهر أنه بداية تحول الإمام إسحاق إلى مذهب أهل الحديث خصوصا لما رأى أمر أهل الحديث على ما قال شيخه الإمام عبد الرحمن بن مهدي رحم الله الجميع.
وفي كتاب أبي بكر الخطيب «تاريخ بغداد» 6/ 347: أنه رحل إلى العراق سنة 184 وهو ابن 23 سنة.
----------------------
(1) المروّذي نسبة إلى مرو الروذ، ويخطئ بعض الناس فيقول: المروزي بالزاي، أو: المَرْوَذِي.
قال ياقوت في معجم البلدان 5/ 112: مَرُّوْذ بالفتح ثم التشديد والضم وسكون الواو وذال معجمة، وهو مدغم من مرو الروذ هكذا يتلفظ به جميع أهل خراسان ـ إلى أن قال ـ مرو الروذ: المرو: الحجارة البيض تقتدح بها النار، ولا يكون أسود ولا أحمر، ولا تقتدح بالحجر الأحمر، ولا يسمى مروا.
والروذ بالذال المعجمة هو بالفارسية: النهر فكأنه مرو النهر، وهي مدينة قريبة من مرو الشاهجان بينهما خمسة أيام، وهي على نهر عظيم فلهذا سميت بذلك، وهي صغيرة بالنسبة إلى مرو الأخرى خرج منها خلق من أهل الفضل ينسبون:
مروروذي، ومَرُّوْذي .. ـ وذكر منهم ـ أبا بكر أحمد بن محمد بن صالح بن حجاج المروذي صاحب أحمد بن حنبل قيل: كان خوارزميا، وأمه مروذية.
(2) أظنه المترجم في «طبقات الحنابلة» 2/ 208ـ وقال عنه ـ: ذكره أبو بكر الخلال فقال: من أصحاب أبي عبدالله المتقدمين سمع من أبي عبدالله "التاريخ" قديما، وقد كان قدم ههنا، وحدث عنه أبو بكر المروذي. والله أعلم.
ثم لما طبع كتاب «أخبار الشيوخ وأخلاقهم» للمؤلف وجدت القصة ص160، ونسب شيخه فقال: القاسم بن محمد بن الحارث.
وهو مترجم في «الجرح والتعديل» 7/ 120قال عنه أبو حاتم: صدوق، وذكره الخطيب في «تاريخ بغداد» 12/ 341: وقال عنه: ثقة، ونقل ما ذكره ابن أبي يعلى «طبقات الحنابلة» في عن الخلال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجكني]ــــــــ[01 Jan 2007, 05:20 م]ـ
كل يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب القبر الشريف صلى الله عليه وسلم 0
ثم:
1 - ما للإمام ابن مهدي رحمه الله وللشعر 0
2 - هل اتباع إمام كبير مثل ابن المبارك لإمام أكبر منه ومن غيره كأبي حنيفة رحمه الله يعتبر "زلة " لا يعرف غيرها0
3 - إذا كان الإمام "الأعظم " أبو حنيفة رحمه الله لا يقرن إلى مالك والأوزاعي:فيا ترى يقرن إلى من " ومع من؟؟؟
هذه القصة ومهما صح سندها فما هي إلا من بقايا المقولة الكاذبة الفاجرة في حق الإمام أبي حنيفة رحمه الله 0
ويعلم الله أني لست "حنفي" المذهب،ولكنها "صرخة" أرد بها عنه،وهذاواجب له كمثله من العلماء غيرنا0
وشكراً للشيخ السديس على هذه المعلومة 0
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[01 Jan 2007, 08:42 م]ـ
ليس القصد من هذا الكلام في أبي حنيفة؛ فالكلام في هذا الموضوع مجاله آخر!
وقد صنفت فيه كتب وسودت فيه صفحات كثيرة.
وابن المبارك ـ بارك الله فيك ـ لم يتبع أبا حنيفة بل روى عنه وهو من أئمة أهل الحديث، وليس أبو حنيفة أكبر منه بهذا الإطلاق، نعم يفوقه في الفروع والرأي، أما في غيرها = فبعيد؛ فتأمل.
والكلام في أبي حنيفة كثير جدا من أئمة كبار في العلم، وعليه فوصف المقولة بأنها فاجرة كاذبة = دفاع عن أبي حنيفة، وطعن واتهام لأمم من العلماء سواه؛ فتأمل.
والله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون.
ولا أريد الخوض في الموضوع.
ـ[الجكني]ــــــــ[01 Jan 2007, 10:11 م]ـ
الإما م ابن مهدي قال فيما نقل عنه أعلاه:
"تذكر رواية عبد الله عن أبي حنيفة في مناقبة! ما تعرف له زلة بأرض العراق إلا روايته عن أبي حنيفة، ولوددت أنه لم يرو عنه، وأني كنت أفتدي ذلك بعظم مالي."
وابن مهدي رحمه الله استنكر "الرواية " وهي "اخف من "الاتباع "؟؟
وأما عبارة:
"وعليه فوصف المقولة بأنها فاجرة كاذبة = دفاع عن أبي حنيفة، وطعن واتهام لأمم من العلماء سواه "
هذا "فهم " من قائله لا يلزم غيره، ومنذ متى يكون الدفاع عن عالم هو "اتهام "و"طعن" لآخر أو لغيره؟؟؟ لا يلزم ذلك أبداً لا فيما كتبته ولا في ما أعتقده،وهل يقال:أن العلماء الذين دافعوا عن أبي حنيفة -وهم أيضاً علماء وأئمة كبار في العلم يكونوا قد "طعنوا " و"اتهموا " أولئك الآخرين؟؟؟
المداخلة هي لبيان:أن اتباع أو الرواية عن الإمام أبي حنيفة لا تعتبر "زلة"حتى وإن قالها من هو "أجل " وأعلم "من الإمام ابن مهدي رحمه الله 0
وكاتب هذه الحروف أبعد من غيره في عدم الرغبة في الخوض في هذا الموضوع إذ مذهبه أن العلماء لايجوز التفاضل بينهم على نية "التقليل والطعن من بعضهم على حساب البعض 0
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[02 Jan 2007, 06:41 ص]ـ
أخي الكريم وفقك الله أرجو أن تركز قليلا حتى لا ندخل في التكرير والكلام الذي لا يحتاج إليه.
فأنت قلت:
اتباع إمام كبير مثل ابن المبارك لإمام أكبر منه ومن غيره كأبي حنيفة
فعلقتُ على هذا الغلط المحظ بقولي:
وابن المبارك ـ بارك الله فيك ـ لم يتبع أبا حنيفة بل روى عنه وهو من أئمة أهل الحديث
فأي معنى بعد لهذا؟!:
وابن مهدي رحمه الله استنكر "الرواية " وهي "اخف من "الاتباع "؟؟
وقلتَ بارك الله فيك:
هذه القصة ومهما صح سندها فما هي إلا من بقايا المقولة الكاذبة الفاجرة في حق الإمام أبي حنيفة رحمه الله 0
فعلقتُ:
والكلام في أبي حنيفة كثير جدا من أئمة كبار في العلم، وعليه فوصف المقولة بأنها فاجرة كاذبة = دفاع عن أبي حنيفة، وطعن واتهام لأمم من العلماء سواه؛ فتأمل.
فقلتَ ـ وعجيب ما قلتَ ـ:
هذا "فهم " من قائله لا يلزم غيره
وأقول: نعم هو فهم من قائله لنص وظاهر كلام كاتبه الذي نسي وصفه لمقالة الأئمة في أبي حنيفة بأنها كاذبة فاجرة إلا إن كان وصف الفجور والكذب لمقالتهم = مدحا!
ومنذ متى يكون الدفاع عن عالم هو "اتهام "و"طعن" لآخر أو لغيره؟؟؟ لا يلزم ذلك أبداً لا فيما كتبته ولا في ما أعتقده، وهل يقال:أن العلماء الذين دافعوا عن أبي حنيفة -وهم أيضاً علماء وأئمة كبار في العلم يكونوا قد "طعنوا " و"اتهموا " أولئك الآخرين؟؟؟
لم يكن هذا أبدا إن تكلم المدافع بعدل وإنصاف بين المتخاصمين، ولم يدفع عن إمام برمي الآخر بأن قوله فجور و كذب أو أنه تكلم في خصمه حسدا وظلما ونحو ذلك من الكلام، فإن فعل = فهو مدافع عن عالم طاعن في الآخر، وكل من سلك هذه الطريق مهما كان و لم يكن كلامه حق محض = فله نصيب من تجاوز القسط والعدل، وسيجد من يخاصمه على تجاوزه يوم القيامة.
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[03 Jan 2007, 12:59 ص]ـ
الأخ الجكني الإمام عبد الرحمن بن مهدي من أركان علم الحديث, بل لو حصرناهم في أربعة بعيدا عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته البررة, فالبنسبة لي عبد الرحمن بن مهدي ويحيى القطان لا أشك لحظة واحدة أنهما من هؤلاء الأربعة, واطلب منك القراءة المكثفة في هذا الجانب لتصلك الحقيقة بذاتها لابعيون المصنفين!!
بل لو قابلت من يقدم ابن مهدي على تلميذه ابن حنبل صاحب ال 700 الف اثر في ذاكرته وليس 300 اثر نصفها واهي في ذهن ابي حنيفة, فلاتتهور وتقول له اخطأت لمجرد شهرة الإمام المبجل احمد بن حنبل رحمه الله, فالحق قد يكون معه وصراحة اخي الكريم اشعر ان شهرة الرجل عندك هي حقيقته ودلالة على انه من قادة ((الحق)) الذي به يقوقون ولو كان الامر كذلكم فكونفوشيوس على حق اكثر من نبينا محمد عليه افضل الصلاة والسلام. ولاتنسى اقراركم انه امام اهل الرأي وفي ذلك الوقت وفي توافر ابناء الصحابة واحفادهم ومن اتبعهم, فمخجل ان تقارن الرأي باهل السنة والحديث عن النبي عن الله عز وجل!!! كلمة الرأي ارجو ان لانختلف انها سبة وليست مدحا, وإمام اهل الاثر هو مصدر هذا الاثر وهو النبي صلى الله عليه وسلم. على النقيض من ذلك الرأي الشخصي, الذي نصح صاحبه بعدم كتابته!!!! لن أقول اتنه مرجئ!! والله يغفر لنا وله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجكني]ــــــــ[03 Jan 2007, 04:52 ص]ـ
الأخ السديس:
أتفق معك في قولك:"أرجو أن تركز قليلا حتى لا ندخل في التكرير والكلام الذي لا يحتاج إليه " فلهذا لن أعلق إلا هذا التعليق المختصر وهو:
بدأت مداخلتي بعبارة:"كل يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب القبر الشريف صلى الله عليه وسلم " وهي عبارة صحيحة نتوافق عليها حسب علمي0
ومما "يجب" تركه عندي عبارة الإمام ابن مهدي رحمه الله ففيها "استنكار " على "رواية "ابن المبارك عن أبي حنيفة بل ليس ذلك فحسب،بل إنه يرى - وهذا حقه لكن لست مطالباً باتباعه فيه - أن ذلك "زلة " ويود لو أنه يفتدي منها بماله 0
أما بقية الكلام فحقيقة أعرض عن التعليق عليه حتى لا ندخل في ما لا يحتاج إليه 0
أما الأخ العتيبي فأقول له:
مداخلتك كأنها "تصور "أن الكلام هو في "الحط " من مرتبة ابن مهدي رحمه الله،حاشا وكلا،بل كاتب هذه الحروف دائماً ما يقول في هذا المنتدى وغيره:"العلماء كلهم عينان في راس " وليس من مذهبي أن أفضل عالماًا بالشكل الذي يجعلني اتهمه في " عقيدته وعبادته لله عز وجل،بل العلماء لله تعالى 0
قلت يا العتيبي:
"أركان علم الحديث, بل لو حصرناهم في أربعة بعيدا عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته البررة, فالبنسبة لي عبد الرحمن بن مهدي ويحيى القطان لا أشك لحظة واحدة أنهما من هؤلاء الأربعة"
الحمد لله أنك قلت "فالبنسبة-ولعلك تقصد فبالنسبة - لي 00" يعني هذا رأيك وانت حر في رايك سواء أدخلت هذين ام أخرجتهما 0
ثم قلت:
"واطلب منك القراءة المكثفة في هذا الجانب لتصلك الحقيقة بذاتها لابعيون المصنفين!!
وكيف ستصلني الحقيقة إلا من خلال "عيون المصنفين " وأيضاً:كيف وصلتك المعلومات -الحقيقة - إلا "بعيون المصنفين"
ثم قلت:
بل لو قابلت من يقدم ابن مهدي على تلميذه ابن حنبل صاحب ال 700 الف اثر في ذاكرته وليس 300 اثر نصفها واهي في ذهن ابي حنيفة, فلاتتهور وتقول له اخطأت لمجرد شهرة الإمام المبجل احمد بن حنبل رحمه الله, فالحق قد يكون معه 0
أحمد الله ثانيةأنك قلت "قد "0
وأيضاً: أثبت أن الإمام الأعظم أبا حنيفة رحمه الله يحفظ (300) منها (150) واهية 0ولنفرض أن كلامك صحيح يبقى أبو حنيفة هو أبو حنيفة 0
ثم قلت:
وصراحة اخي الكريم اشعر ان شهرة الرجل عندك هي حقيقته ودلالة على انه من قادة ((الحق)) الذي به يقوقون ولو كان الامر كذلكم فكونفوشيوس على حق اكثر من نبينا محمد عليه افضل الصلاة والسلام0
أقول: أما وجدت أحداً من البشر تضعه في هذا المثال مع هذا الفاجر الكافر غير رسول الله صلى الله عليه وسلم،أين الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم؟ أم أنك "إفراطك " في محبة ابن مهدي وعكسها في أبي حنيفة أوقعتك في هذا الأسلوب "الأدبي "في الكتابة0
ثم قلت:
"فمخجل ان تقارن الرأي باهل السنة والحديث عن النبي عن الله عز وجل!!!
وأشد "خجلاً من ذلك أن توحي عبارتك إلى أن أبا حنيفة رحمه الله ليس من أهل " السنة " و"الحديث " عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " فيا ترى ممن هو إذن؟؟
ثم قلت:
"كلمة الرأي ارجو ان لانختلف انها سبة وليست مدحا, وإمام اهل الاثر هو مصدر هذا الاثر وهو النبي صلى الله عليه وسلم. على النقيض من ذلك الرأي الشخصي, الذي نصح صاحبه بعدم كتابته!!!! لن أقول اتنه مرجئ!! والله يغفر لنا وله"
أقول:
والله إني أرى أن الرأي " عند أبي حنيفة رحمه الله ليس "سبة " ولا "عاراً " بل هو "سبة " عند من لم "يعرف"ما معن "الرأي عند الإمام،ومن كان كذلك فعليه أن يعرف ما هو "الرأي " الذي يقصده الإمام الأعظم أبو حنيفة رضي الله عنه ثم ياتي ويحاكمه عليه إن كان يحق له "أصلا"أن يحاكمه 0
وأما ما ختمت به مداخلتك وهو:
"لن أقول اتنه مرجئ!! والله يغفر لنا وله"
فكلام غير جديد علينا بل سمعناه وقرأناه كثيراً ولا نستغربه في هذا الزمان الذي أصبح فيه أئمة الإسلام عرضة للنهش والنهس ممن عطى لنفسه بل ممن سوّل له الشيطان -ويعلم الله لا أقصدك - وزين له الحكم على "عقائد الأئمة الكبار حتى أصبحنا نرى الكتب في عقيدة الإمام فلان وفلان،وكأن الرسائل العلمية أصابها "العقم " فلم يجد باحثون إلا هذا الصنف من التأليف 0
وأخيراً:
(يُتْبَعُ)
(/)
ما هو هذا "ارجاء" الذي اتهمت به "خفية هذا الإمام؟ وعلى رأي من " هل هو على رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم أم على رأي غير ه
إن كان على رأي وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلى العين والرأس وأنا أول من أتهمه -وحاشاه من ذلك -،وإن كان على رأي غيره فابو حنيفة رحمه لله قد قالها لنا:"هم رجال ونحن رجال "
وبعد:
لا خير في من يرد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صح "عنه" "عنده" مهما ومن كان،وأبو حنيفة رحمه الله قد سلمه لله من ذلك 0
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[03 Jan 2007, 08:05 ص]ـ
أخي العتيبي:
وفقكم الله, قلتم سابقاً:
(ولاتنسى اقراركم انه امام اهل الرأي وفي ذلك الوقت وفي توافر ابناء الصحابة واحفادهم ومن اتبعهم, فمخجل ان تقارن الرأي باهل السنة والحديث عن النبي عن الله عز وجل!!! كلمة الرأي ارجو ان لانختلف انها سبة وليست مدحا, وإمام اهل الاثر هو مصدر هذا الاثر وهو النبي صلى الله عليه وسلم. على النقيض من ذلك الرأي الشخصي, الذي نصح صاحبه بعدم كتابته!!!! لن أقول اتنه مرجئ!! والله يغفر لنا وله)
وقد كنت منذ فترة أتابع شرح فضيلة الشيخ العلامة الفقيه: محمد بن محمد المختار الجكني الشنقيطي (المدرس بالمسجد النبوي الشريف) , لسنن الترمذي وحفظتُ كلاماً قيِّماً عنه حول وصف الحنفية بأهل الرأي , وكون ذلك سباً أو مدحاً, حيث يقول حفظنا الله وإياك وإياه ما نصه في باب كراهية مسح الحصى في الصلاة:
وقوله: " قول سفيان وأهل الكوفة ": أهل الكوفة قد يقصد بهم المصنف الحنفية وغيرهم، ولذلك يعبر بعض العلماء بأهل الرأي وسموا بذلك؛ لأن الكوفة كان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها قليلاً وكانت أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم إلى المائة الأولى وبداية المائة الثانية أكثر ما تكون في الحجاز، ومن هنا كانوا يصفون الإمام مالك، والشافعي، وأحمد بأصحاب الحديث؛ لأن الرواية عندهم أكثر وكانوا يقولون: للحنفية ومن وافقهم بأنهم أهل رأي لأن النصوص قلت عندهم وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت عندهم فالتجأوا إلى الاجتهاد فالرأي عندهم، والاجتهاد عندهم أكثر ,والرأي رأيان:
رأي محمود، ورأي مذموم.
ومرادهم بأهل الرأي الرأي المحمود وهو الاجتهاد في شرع الله ببصيرة ودليل من كتاب الله عز وجل يعتمده المجتهد أصلاً أو يعتمد أدلة متعددة من الكتاب والسُّنة.
أما الرأي المذموم فهذا لايدخلونه في الدين أصلاً فينبغي على كل طالب علم أن يتنبه لهذا، ولذلك لايقصد من قولهم أهل الرأي اللمز كما يفهمه بعض المتأخرين من سقيم الفهم ممن يثرب على العلماء وينتقص الأولين من أئمة السلف،
فالمقصود أن أهل الرأي هم من اجتهد في شرع الله عز وجل اجتهاداً شرعياً وهو مأمور شرعاً إذا لم يجد الدليل أن يجتهد وأن يبذل وسعه في تحري الحق والصواب بغض النظر عن كونه يصيب أو يخطيء؛ لأن هذا الاجتهاد والرأي نُدِبَ إليه شرعاً قال صلى الله عليه وسلم: ((إذا اجتهد الحاكم فأصاب كان له أجران، وإذا اجتهد وأخطأ كان له أجر واحد)) فالاجتهاد مشروع في دين الله عز وجل
وإنما عتب العلماء وشدد العلماء على المتعصبة الذين جاؤوا من المتأخرين يهدمون نصوص الكتاب والسُّنة ويلوون النصوص في دلالاتها ويتلاعبون بتلك الدلالات الواضحة البينة التي أسفرت وبينت وجه الحق ودلت عليه فيتكلفون في ردها ويتشدقون في تضعيف دلالتها وضرب الأحاديث والنصوص بعضها ببعض هذا هو التعصب الممقوت وهذا هو التأويل المذموم الذي تصرف فيه النصوص الواضحة عن دلالتها، وكذلك يلبس به الحق بالباطل هذا هو الذي ذمه العلماء وشددوا فيه التعصب الذي يفضي إلى رد الحق ورد النصوص الصحيحة الثابتة في كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم.انتهى كلامه وفقه الله
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[04 Jan 2007, 04:20 م]ـ
يصحح
و لم يكن كلامه حقا محضا
مما ينبغي التنبه له عند الحديث على كلام الإمام ابن مهدي هنا ـ وإن لم يكن هذا من قصد الموضوع ـ ما يلي:
1 - موقف أهل الحديث من أهل الرأي من حيث الجملة وسببه.
2 - موقفهم ممن خالف السنن الصحيحة وعارضها بالقياس.
3 - موقفهم من المخالف في العقائد ومنها: مسألة الإيمان.
وما يتفرع عن ذلك كموقفهم من الرواية عن رؤوس أهل الرأي أو المبتدعة أو من رمي ببدعة ...
خصوصا إذا كان الراوي من الأكابر الذين يقتدى بهم، وما يترتب على ذلك ...
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[04 Jan 2007, 04:25 م]ـ
[ COLOR="Red"] وإنما عتب العلماء وشدد العلماء على المتعصبة الذين جاؤوا من المتأخرين يهدمون نصوص الكتاب والسُّنة
بارك الله فيكم ونفع بما نقلتم عن الشيخ وفقه الله وحفظه ونفع بعلمه.
لكن قصر الكلام على المتأخرين من أهل الرأي فيه نظر، وكلام أهل الحديث وأئمته في أهل الرأي المتقدمين كثير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجكني]ــــــــ[04 Jan 2007, 05:13 م]ـ
السؤال لأخي السديس:
هل هذه "الإنبغاءات " الثلاثة المذكورة يدخل فيها الإمام أبو حنيفة رحمه الله أم لا؟
النقاش هو في الإمام وليس في غيره من أهل الرأي، ولا تنس يا أخي أنك أحببت عدم التكرار 0
فإن كانت هذه الثلاثة تقال في حق الإمام فنحن ندافع عنه،وإن كانت لا،فعندئذ نكون خرجنا عن موضوع النقاش،وأرحناكم وأرحتمونا 0
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[04 Jan 2007, 07:07 م]ـ
يا شيخ عبد الرحمن - وفقني الله وإياك -
الا تتفق معي ومع شيخنا المختار الشنقيطي , على فرض أن مذمة أهل الحديث لأهل الرأي متجهةٌ لأولئك المتقدمين, غيرُ مستقيمة ولا يتابعون في ذلك الذم , لأن معارضتهم - أعني أهلَ الرأي - للنصوص كانت واجبةً في حقهم حيث عدموا الدليل الشرعي بعدم بلوغه إياهم ثم وجب عليهم حينئذ الاجتهادُ ففعلوا, فحينئذٍ لا تثريب عليهم في ذلك وإن جانبوا الصواب ,ولهم أجرهم إن شاء الله ,بل الملامة على من تابعهم مع علمه بمخالفتهم للدليل ,أو عدم بلوغه إياهم وأنه لو بلغهم لما وسعهم معه اجتهاد ولا تفوهوا برأي, كحال جميع المتعصبين لآراء ومذاهب العلماء والذين لم ولن يخلو منهم زمن ولا مكان .. !!
وأمَّا ما اقتبستَه من كلام الشيخ , فليتك أكملته ليتبين للقارئ المراد من قوله:
(وإنما عتب العلماء وشدد العلماء على المتعصبة الذين جاؤوا من المتأخرين يهدمون نصوص الكتاب والسُّنة ويلوون النصوص في دلالاتها ويتلاعبون بتلك الدلالات الواضحة البينة التي أسفرت وبينت وجه الحق ودلت عليه فيتكلفون في ردها ويتشدقون في تضعيف دلالتها وضرب الأحاديث والنصوص بعضها ببعض)
هذا النعت لا يمكن لأجرأِ خلق الله أن ينعت به عالماً مَّا من سلفنا الصالح, فضلا عن السادة الأحناف رضي الله عنهم , وهذا لا أجد من يقع عليه إلا تجار الدين والفتوى اليوم الذين ملأوا الشاشات والقنوات, والصحف والمجلات, يتتبعون الرخصَ وشواذ الفقهاء وغرائب الأقوال, جريا على قاعدة: خالف تعرفْ ..
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[04 Jan 2007, 08:25 م]ـ
أخي الفاضل الشيخ محمود نفع الله به
القصد من تعليقي على هذه النقطة هو عدم التسليم في كون النقد على المتأخرين منهم حسب.
بل هناك نقد كثير جدا في كتب السنة والتراجم وغيرها لمتقدميهم ...
أما كونه بحق أو بغير حق أو ... فهذا ما لم أتعرض له و أقصده.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[04 Jan 2007, 08:29 م]ـ
جواب الشيخ الكريم الجكني وفقه الله
نعم يدخل عندهم قطعا فهو من أكثر من تكلموا عليه.
وإنما قلت ذلك؛ لأن دفاعك كان في معزل عن فهم كلامهم ومرادهم وسبب نقدهم، وإلا لكان للدفاع والجواب وجه وسبيل غير ما سلكتَ أقوم وأحكم.
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[04 Jan 2007, 10:20 م]ـ
الفاضلان
---
..
أأمل أن لايساء فهم ردي السابق, ولتعلما أن لهذه العائلة المباركة ((الشنقيطي)) وقعاً كبيراً في قلبي, ولكن أرجو أن لايكون هذا حاجزا للتعليق على ماذكره شيخنا القدير, وخصوصاً ان الاعتماد على مراجع عتيقة وليست اجتهادات معاصرة نبعت من خصوبة ذهن وقت صفو.
والأسئلة الجيدة!!! تقود لمعرفة أجوبة ربما تكون جيدة, بعيدا عن العاطفة التي تغلف بعض الردود. الحقيقة أقوى مما أقول ووما يقول غيري.
فمثلا سأتذاكى قليلاً وأقول رداً على ماذكره الشيخ الشنقيطي حفظه الله, حيث قال في درسه وفقاً لرد الأخ الفاضل محمود الشنقيطي:
وقوله: " قول سفيان وأهل الكوفة ": أهل الكوفة قد يقصد بهم المصنف الحنفية وغيرهم، ولذلك يعبر بعض العلماء بأهل الرأي وسموا بذلك؛ لأن الكوفة كان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها قليلاً وكانت أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم إلى المائة الأولى وبداية المائة الثانية أكثر ما تكون في الحجاز
السؤال شبه الجيد: سفيان الثوري من أهل الكوفة, أبو نعيم الفضل بن دكين من أهل الكوفة, الإمام وكيع بن الجراح من أهل الكوفة!! وقبلهم المقرئ المحدث الحافظ, الأعمش وهو كوفي صميم!!! هل أزيد!! وكافة هؤلاء ائمة أعلام حفاظ أثريون أقحاح ومع هذا كانوا شبه معاصرين تقريباً لأبي حنيفة النعمان!!! ولن أفتح سيرة تلاميذ ابن مسعود ومن أخذ عنهم, فلماذا لم يتهموا بالرأي؟؟ أو حتى يلجأو اليه؟؟ لماذا نتجرأ ونقول خلاف الحقيقة عندما نزعم ندرة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في الكوفة!! أبداً ليس صحيحاً, وهي اجتهاد كتبه أحد المتأخرين لـ ((إصلاح ذات البين)) فالتقطه الناس وتهافتوا عليه
س2: لماذا تقريبا تنعدم الرواية عن إمام فقيه كما يقال, عن الروسل صلى الله عليه وسلم في كتب الحديث التي نعرفها ونعرف قدرها جيداً؟؟
3: ابو حنيفة كوفي, الثوري كوفي, لماذا انتشر اسم ابي حنيفة في الافاق ولم ينتشر اسم الثوري او الاوزاعي رغم وجود متبعين لهم انذاك كائمة فقه. الا يتوافق هذا مع السقوط الحضاري للأمة وانت تعلم التبعات التي حصلت, وجيل صنع ((سيكون في امتي رجل اسمه ابو حنيفة هو سراج امتي, وسيكون فيها رجل يقال له محمد بن ادريس هو اضر على امتي من ابليس)) لايستحقون ان نتبع تعصبهم وصنع ايديهم!!
4. هل تريدني ان اصدم مع البخاري بل الحميدي بل احمد بن حنبل بل ابن مهدي بل الإمام مالك وغيرهم من ورثة الأنبياء من أجل صناعة التعصب. هؤلاء هم العيون التي أرى بها الماضي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[05 Jan 2007, 05:54 م]ـ
أحسن من تكلم في أمر أبي حنيفة وأهل الرأي وكان كلامه وسطياً بلا إفراط ولا تفريط هو الإمام ابن حزم الظاهري حيث قال في كتابه العجاب (الرسالة الباهرة):
وقد كان في القرن الثاني والثالث فسّاق ومتأخرون في الفضل عمن بعدهم بلا شك، وإنما الفضل فيمها على الأغلب، لا إلى إنسان بعينه منهم البتة، ولا جاء أيضاً نص عن الله تعالى، ولا عن رسوله ص بالأمر لنا بتعظيم بعضهم أكثر من تعظيم الآخرين، بل هم علماء من جملة العلماء غيرهم، لهم ما لهم وعليهم ما عليهم، فسقط سؤالهم بمن أفضل ومن أجل.
وأما الورع: فهو اجتناب الشبهات، ولقد كان أبو حنيفة وأحمد وداود من هذه المنزلة في الغاية القصوى، وأما مالك والشافعي فكانا يأخذان من الأمراء، وورث عنهما واستعملاه وأثريا منه، وهما في ذلك أصوب ممن ترك الأخذ منهم، وما يقدح هذا عندنا في ورعهما أصلاً، ولقد كانوا رحمهم الله في غاية الورع.
وأما القطع بانهم أورع عند الله عز وجل فغيب لا يستجيز القطع به إلا فاسق، وأورعهم في ظاهر أمرهم في الفتيا من كان أشدهم لمخالفة ما جاء في القرآن وما صح عن النبي ص، وأبعدهم عن القطع برأيه، وهذا أمر يعلمه كل ذي حس سليم ضرورة من جاهل أو عالم، إلا من غالط عقله وكابر حسه.
وأما أيهم أعلم: فإن معنى العلم أن يكون عند المرء من رواية ذلك العلم وذكره لما عنده منه، وثباته في أصول ذلك العلم الذي يختص به أكثر مما عند غيره من أهل ذلك العلم، والذي كان عند أبي حنيفة من السنن فهو معروف محدود وهو قليل جداً، وإنما أكثر معوّله على قياسه ورأيه واستحسانه، كما روي عنه أنه قال: علمنا هذا رأي، فمن أتى بخير منه أخذناه.
وأما الذي عند مالك فهو كله في موطئه، قد جمعه وشيء يسير قد جمعه الرواة عنه مما ليس في الموطأ، وذلك جزء صغير، قد حُصِّل كل ذلك وضبط، ولا يسع أحداً أن يظن به أنه كان عنده علم فكتمه، وأحاديث صحاح فجحدها، نعوذ بالله من ذلك، فقد قال تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه، فبنذوه وراء ظهورهم} آل عمران 187، وقال تعالى: {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون، إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم} البقرة آية 1590160.))
ويقول ((وأما الفتيا بالرأي فليس علماً ولا فضيلة، ولا يعجز عنه أحد، بل هو مذموم من الصحابة رضي الله عنهم، ومن التابعون بعدهم، وهم يُقرّون على أنفسهم بذلك:
فهذا ربيعة يقول للزهري: أنا أخبر الناس برأيي، فإن شاؤوا أخذوه، وإن شاؤوا ضربوا به الحائط.
قال أبو محمد رحمه الله: ولعمري إن شيئاً يكون سامعه بالخيار في أن يضرب به الحائط، فحق أن يتعجل ضرب الحائط به، وأن لا يفتي به في الدين، ولا يخبر به عن الله عز وجل.
فهذا مالك يقول عند موته: وددت أني ضُربت لكل مسألة تكلمت فيها برأيي سوطاً على أنه لا صبر لي على السياط ().
قال أبو محمد رحمه الله (): ولعمري إن ما ندم عليه صاحبه هذه الندامة عند الموت، فإن القاطع به في دماء المسلمين وفروجهم وأموالهم وأبشارهم ودينهم لمخذول.
وهذا ابن القاسم يقول: لا تُباع كتب الرأي؛ لأننا لا ندري أحق هي أم باطل.
قال أبو محمد رحمه الله: ولعمري إن ما لم يقطع على جواز بيع كتبه ولم يدر أحق هي أم باطل لبعيد عن أن تجوز الفتيا به في الإسلام، أو أن يخبر به عن الله تعالى.
وهذا سحنون يقول: ما ندري ما هذا الرأي، سفكت به الدماء واستحلت به الفروج.
قال أبو محمد رحمه الله: فإن كان لا يدري ما هو فالذي أخذه عنه أبعد من أن يدريه لو نصحوا أنفسهم.
هذه أحكام ظاهرة الصدق لا ينكرها إلا ذو حمية يأنف أن يهتضم دنياه وتبطل اشرعته،: {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون} الشعراء آية 227.
وأما الشافعي فإنه لا يجيز الرأي أصلاً، وهذا أحمد وإسحق بن راهويه وسائر المتقدمين والمتأخرين من أصحاب الحديث، وأما داود فأمره في إبطاله أشهر من أن يتكلف ذكره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا فرق بين رأي مالك وأبي حنيفة ورأي الاوزاعي ورأي سفيان ورأي ابن أبي ليلى، ورأي ابن شبرمة، ورأي الحسن بن حي، ورأي عثمان البتي، ورأي الليث، وكل ذلك رأي، لا فضل لبعضه على بعض، وكل هؤلاء مجتهد مأجور، وكل من قلّد واحداً منهم مخطئ ملوّم غير معذور.
فإذ هذه صفة الرأي بإجماع الأمة كلها، وإنما هو حكم بالظن، وتخرّص في الدين، فليس يستحق المكثُر منه ومن القول به صفة العلم؛ لأنه ليس علماً، ولا حفظه من العلم بسبيل، وإنما هو اشتغال بالباطل عن الحق، وباب من كسب المال، ووجة من التسوّق والترؤس على الجيران، وعند الحكام فقط، وصناعة من صناعات المتأجِّر، وقد خاب وخسر من جعل هذا عُرضة من دينه، نعوذ بالله من الخذلان.
وإنما العلم ما ذكرنا من المعرفة بأحكام القرآن، وما صح عن رسول الله ص، ومعرفة ثقات الناقلين للسنن، وما أجمع عليه المسلمون، وما اختلفوا فيه، فهذا هو العلم، وحامله هو العالم لا ما سوى ذلك.
وأعلى الناس منزلة في العلم فالصحابة رضي الله عنهم، فإن الصاحب ولو لم يكن عنده إلا حديث واحد أخذه عن رسول الله ص فهو عند ذلك الصاحب حق يقين من عند الله تعالى؛ لأنه أخذه ممن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وممن لا يخطئ في شيء من الديانة أصلاً، فهو عند ذلك الصاحب كالقرآن في صحة وروده من عند الله عز وجل في وجوب الطاعة له، ثم التابعون، فإنهم أخذوا السنن التي هي العلم عمن شهد الله له بالعدالة كلهم، إذ يقول الله تعالى: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضوانا} إلى قوله تعالى: {وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً} الفتح آية 29، وقال تعالى: {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا، وكلاً وعد الله الحسنى} الحديد آية 10، وقال تعالى: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون} الأنبياء آية 101 ن إلى قوله تعالى: {هذا يومكن الذي كنتم توعدون} الأنبياء آية 103، وقال تعالى: {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة، فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريباً} الفتح آية 18.
قال أبو محمد رحمه الله: فمن أخذ العلم عمن شهد الله تعالى لهم بالجنة قطعاً وبالعدالة، وبأنه تعالى رضي عنهم، وعلم الله ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم، فقد صحت لهم العصمة من تعمد الفسوق، إذ لا يجتمع الفسوق والسكينة في قلب واحد، فهو أعلى درجة في العلم وأثبت قدماً فيه، وأولى باسمه، فمن أخذه من بعدهم ممن لا يقطعون له بالعدالة، ولا بصحة غيبه، ولا بعدالته عند الله عز وجل، ولا يَتنُ عن معتقده ممن ليس فيه إلا حسن الظن به فقط، والله أعلم بباطنه، وهذه صفة التابعين وكل من دونهم، فلا يجوز أن يكون أعلم من صاحب بوجه من الوجوه.
وجائز أن يكون أعلم من تابع؛ لأن التابع لا يقطع بصدقه، ولا بصحة نقله، ولا بعدالته عند الله عز وجل، كما نقطع نحن وهم بعدالة الصاحب عند لله عز وجل وبصدقه؛ لأن العدل عند الله لا يكون إلا صادقاً بلا شك، لا سيما مع قوله تعالى: {للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون والذين تبوؤا الدار والايمان من قبلهم} إلى قوله عز وجل: {إنك رؤوف رحيم} الحشر آية 8 - 10، فشهد الله لهم بالصدق والفلاح.
قال أبو محمد رحمه الله: فهذه درجة العلم، وإذ معنى العلم هو ما ذكرنا ضرورة أن يكون أعلم الناس من كان أجمعهم للسنن عن رسول الله ص، وأضبطهم لها، وأذكرهم لمعانيها، وأدراهم بصحتها، وبما أجمع عليه مما اختلفوا فيه.
وما نعلم هذه الصفة بعد الصحابة رضي الله عنهم أتم منها في محمد بن نصر المروزي، فلو قال قائل: إنه ليس لرسول الله ص حديث ولا لأصحابه إلا وهو عند محمد بن نصر ما بَعُد عن الصدق.))
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول أيضاً ((قال أبو محمد رحمه الله: ومن قرأ كتب العلماء والفقهاء والسالفين والخالفين من المذكورين وغيرهم وقف يقيناً على الأفقه منهم، ولا سبيل إلى يعرف ذلك من افتصر على رأي رجل منهم دون غيره؛ لأنه يحكم بما لا يدري فيما لا يدري، وهذا جور لا يحل.
وأفقههم أشدهم ابتاعاً لأحكام القرآن وأحكام الحديث الصحيح عن رسول الله ص، وأبعدهم عن رأيه والقطع بظنه، وعن التقليد لمعلمهم دون غيرهم، فمالك وأبو حنيفة متقاربان في هذا المعنى، وإن كان مالك أضبط للحديث وأحفظ منه، وأصح حديثاً وأتقن له، وأبو حنيفة أطرد للقياس على ما عنده من ذلك، وأكثر منه في التحكم بالآراء.))
ويقول في الإحكام وهو يتكلم عن أسباب اختلاف الفقهاء ((ثم أتى بعد التابعين فقهاء الامصار: كأبي حنيفة، وسفيان، وابن أبي ليلى بالكوفة، وابن جريج بمكة، ومالك وابن الماجشون بالمدينة، وعثمان البتي وسوار بالبصرة، والاوزاعي بالشام، والليث بمصر، فجروا على تلك الطريقة من أخذ كل واحد منهم عن التابعين من أهل بلده فيما كان عندهم، واجتهادهم فيما لم يجدوا عندهم، وهو موجود عند غيرهم، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
وكل ما ذكرنا مأجور على ما أصاب فيه حكم النبي (ص) أجرين ومأجور فيما خفي عنه منه أجرا واحدا، وقد يبلغ الرجل مما ذكرنا حديثان ظاهرهما التعارض، فيميل إلى أحدهما دون الثاني بضرب من الترجيحات التي صححنا أو أبطلنا قبل هذا في هذا الباب ويميل غيره إلى الحديث الذي ترك هذا بضرب من تلك الترجيحات كما روي عن عثمان في الجمع بين الاختين، حرمتهما آية، وأحلتهما آية، وكما مال ابن عمر إلى تحريم نساء أهل الكتاب جملة بقوله: * (ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن قال ولا أعلم شركا أعظم من قول المرأة: إ ن عيسى ربها.
وغلب ذلك على الاباحة المنصوصة في الآية الاخرى، وكما جعل ابن عباس عدة ا لحامل آخر الاجلين من وضع الحمل، أو تمام أربعة أشهر وعشر، وكما تأول بعض الصحابة في الحمر الاهلية أنها إنما حرمت لانها لم تخمس، وتأول آخر منهم أنها حرمت لانها حمولة الناس، وتأول آخر منهم أنها حرمت لانها كانت تأكل العذرة، وقال بعضهم: بل حرمت لعينها، وكما تأول قدامة في شرب الخمر، قول الله تعالى: * (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا فعلى هذه الوجوه ترك مالك ومن كان قبله ما تركوا من الاحاديث والآيات، وعلى هذه الوجوه خالفهم نظراؤهم، فأخذ هؤلاء ما ترك أولئك، وأخذ أولئك ما ترك هؤلاء، فهي وجوه عشرة كما ذكرنا: أحدها: ألا يبلغ العالم الخبر فيفتي فيه بنص آخر بلغه، كما قال عمر في خبر الاستئذان: خفي علي هذا من رسول الله (ص) ألهاني الصفق بالاسواق.
وقد أوردناه بإسناده من طريق البخاري في غير هذا المكان.
وثانيها: أن يقع في نفسه أن راوي الخبر لم يحفظ، وأنه وهم كفعل عمر في خبر فاطمة بنت قيس، وكفعل عائشة في خبر الميت يعذب ببكاء أهله، وهذا ظن لا معنى له، إن أطلق بطلت الاخبار كلها وإن خص به مكان دون مكان كان تحكما بالباطل.
وثالثها: أن يقع في نفسه أنه منسوخ كما ظن ابن عمر في آية نكاح الكتابيات.
ورابعها: أن يغلب نصا على نص بأنه أحوط وهذا لا معنى له، إذ لا يوجبه قرآن ولا سنة.
وخامسها: أن يغلب نصا على نص لكثرة العاملين به أو لجلالتهم، وهذا لا معنى له لما قد أفدناه قبلا في ترجيح الاخبار.
وسادسها: أن يغلب نصا لم يصح على نص صحيح، وهو لا يعلم بفساد الذي غلب.
وسابعها: أن يخصص عموما بظنه.
وثامنها: أن يأخذ بعموم لم يجب
الاخذ به، ويترك الذي يثبت تخصيصه.
وتاسعها: أن يتأول في الخبر غير ظاهره بغير برهان لعله ظنها بغير برهان.
وعاشرها: أن يترك نصا صحيحا لقول صاحب بلغه، فيظن أنه لم يترك ذلك النص إلا لعلم كان عنده.
فهذه ظنون توجب الاختلاف الذي سبق في علم الله عز وجل، أنه سيكون، ونسأل الله تعالى التثبيت على الحق بمنه آمين.))
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[05 Jan 2007, 05:57 م]ـ
لتحميل الرسالة الباهرى للامام ابن حزم ...
حمل من الرابط
http://www.aldahereyah.net/books/open.php?cat=1&book=21
(يُتْبَعُ)
(/)
وهي حقاً باهرة على اسمها .. ففيها نهى الامام عن التعصب للأئمة أو ضدهم وهي تشبه كتاب رفع الملام عن الأئمة الأعلام لابن تيمية .. ولكنها سبقت رسالة رفع الملام فلو عمل المسلمون بما فيها لما حدث أي شقاق أو تعصب ... ولله الأمر من قبل ومن بعد ... فحبذا لو قرأتموها.
ـ[الجكني]ــــــــ[05 Jan 2007, 06:26 م]ـ
لله درك يا ابن حزم،ورحمك الله وجمعنا وإياك مع الذين أنعم الله عليهم 0
وجزيت خيراً أخي أبو محمد الظاهري 0
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[05 Jan 2007, 06:47 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الجكني ورحم الله جميع أئمة الاسلام
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[07 Jan 2007, 06:54 م]ـ
لأهل السنة مذهبان: مذهب أهل المدينة، ويتجلى في مذهب مالك، ومذهب أهل الكوفة من أصحاب عبدالله بن مسعود ويتجلى في علم أبي حنيفة.
وسينتصر المستقبل لهذين المذهبين على سواهما
وستعود إليهما الأمة لأنهما الحق الذي لا مجمجة فيه. وما غيرهما إلا عقوق وجفوة وتعالم قام به الناس بعاطفة لم تستبن سبيلها. والناس أسراب طير يتبع بعضهم بعضاً.
والحجة التي لا تُردّ لمذهب مالك هو قاعدته في عمل أهل المدينة. وهي لعمري مذهب، فعمل أهل المدينة هو الإطار الذي يمثل السياق الذي تفهم في ضوئه آحاد السنن مما يعسر فهمه دون سياق.
والحجة التي لأبي حنيفة أخذه لمقاصد الشريعة بالحسبان، وإدراكه للكليات التي جاء بها الإسلام وهي أيضا إطار يشكل سياقا تفهم في ضوئه آحاد الأخبار.
فسبب كون هذين المذهبين هما مذهبا الأمة الحق، بعد تقدمهما وتأسيسهما، أن لكل منهما إطاراً يشكل سياقا تفهم في ضوئه آحاد الأخبار. الأمر الذي يفتقده غيرهما من المذاهب التي شيدها من حاولوا التأسيس من جديد والاستقلال عنهما. إما بمحاولة الجمع، أو بتصحيح ما روى الرواة، والعمل به دون إطار بحجة أنه قد صحّ عن النبي، وكيف وهو مروي بلا إطار ولا سياق؟
وكيف وشيخ المحدثين ابن شهاب الزهري قد سحب البساط من تحت أقدام هؤلاء عندما قال: أعيا علماء الإسلام معرفة ناسخ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من منسوخه!
وما أعياهم لعمري إلا لأنه قد روي دون سياق ودون ذكر لزمنه إلا قليلاً.
فهدى الله الذين آمنوا (أهل المدينة -مالك وأهل الكوفة-أبو حنيفة) لما اختلف فيه من الحق بإذنه، فقدمت هاتان المدرستان للأمة خير إطارين يمكن أن يصلهما إنسان، وهما إطار (عمل أهل المدينة)، وإطار (مقاصد الشريعة) الذي كان يسير عليه أبو حنيفة.
ولذلكم قام خاتمة المحققين الشاطبي في كتابه التعريف بحدود التكليف، الذي رؤيت له رؤيا أن يسميه بالموافقات، بالتوفيق بين مدرستي أهل السنة الكبريين، إدراكاً منه رحمه الله، وهو من أكبر علماء عصره، أنهما مذهبا أهل السنة العلميان، وما غيرهما إلا عليهما عيال باعتراف كبار هم.
ولو ذهبنا نستقري أخطاء المذاهب العاطفية لتيارات المدونين لوجدناهم يضلّ سعيهم في العلم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً. ولنضرب على ذلك مثلاً:
في مسائل "الإمام" أحمد يسأله رجل عن رجل صلى ولم يتمضمض، فيجيبه: يتمضمض ويعيد الصلاة!!
وهذا الجواب كان من هذا الراوية للآثار لأنه لم يكن مقيدا بإطار من إطاري مدرستي أهل السنة (أهل المدينة والكوفة)، بل كان يضع القواعد ويسير عليها، فمن قواعده أن فعل الأمر يدل على الوجوب إلا ... [انظر المسألة في أصول أصحابه]، وصح لديه إذا توضأت فمضمض. ولذلك يكون من صلى دون مضمضة قد ترك واجباً، ولذلك أوجب عليه الإعادة بعد المضمضة.
وكان عليه أن يتحرى عن عمل أبناء الصحابة من أهل المدينة، هل كانوا يعيدون الصلاة إذا لم يتمضمضوا؟
أو أن يستقري الواجبات من كليات الدين كما فعل أبو حنيفة.
ولما لم يفعل ظنّ أنه يكون أقرب إلى الله تعالى بمثل هذا القول الذي خالف فيه مذهبي أهل السنة.
وهو مع ذلك مجتهد مأجور غير مأزور بإذن الله.
ولكن لا حقّ لطلبة العلم المعاصرين أن يستمروا في ظلم أهل العلم الحق، والتلمذة على علم القرن الثالث بدل الاقتراب من السلف الحق وهما (أهل المدينة والكوفة) في أقدم ما استطاع تاريخ العلم أن يوصله إلينا. والله أعلى وأعلم.
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[07 Jan 2007, 08:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الذهبي رحمه الله (وقد تفقه ابن المبارك بأبي حنيفة وهو معدود في تلامذته) السير 8/ 409
ويقول ابن تيمية رحمه الله (ومن ظن بأبي حنيفة أو غيره من أئمة المسلمين أنهم يتعمدون مخالفة الحديث الصحيح لقياس أو غيره فقد اخطأ عليهم وتكلم إما بظن وإما بهوى) مجموع الفتاوى 20/ 304
رحم الله الجميع وأنزلهم الجنة وألهمنا الأدب معهم
أخي الشيخ السديس تقول (هذه القصة صحيحة الإسناد، ولم أر من ذكرها في ترجمة إسحاق ولا من أشار إليها) ولِمَ لَم يذكروها؟ هل بحثت قبل أن تكتب في سبب ذلك؟
وفقك الله للخير وألبسك ثوب الصحة والعافية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[08 Jan 2007, 03:53 م]ـ
ولو ذهبنا نستقري أخطاء المذاهب العاطفية لتيارات المدونين لوجدناهم يضلّ سعيهم في العلم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً. ولنضرب على ذلك مثلاً:
في مسائل "الإمام" أحمد يسأله رجل عن رجل صلى ولم يتمضمض، فيجيبه: يتمضمض ويعيد الصلاة!!
وهذا الجواب كان من هذا الراوية للآثار لأنه لم يكن مقيدا بإطار من إطاري مدرستي أهل السنة (أهل المدينة والكوفة)، بل كان يضع القواعد ويسير عليها، فمن قواعده أن فعل الأمر يدل على الوجوب إلا ... [انظر المسألة في أصول أصحابه]، وصح لديه إذا توضأت فمضمض. ولذلك يكون من صلى دون مضمضة قد ترك واجباً، ولذلك أوجب عليه الإعادة بعد المضمضة.
وكان عليه أن يتحرى عن عمل أبناء الصحابة من أهل المدينة، هل كانوا يعيدون الصلاة إذا لم يتمضمضوا؟
أو أن يستقري الواجبات من كليات الدين كما فعل أبو حنيفة.
ولما لم يفعل ظنّ أنه يكون أقرب إلى الله تعالى بمثل هذا القول الذي خالف فيه مذهبي أهل السنة.
. [/ FONT][/SIZE]
إنا لله وإنا إليه راجعون
ما هكذا تورد الأبل!
ما ظننت أحد شم ريح العلم يصدر منه مثل هذا الكلام الساقط!
وتكفي حكايته عن تكلف رده.
وأما ما ذكرته من مثال فهو عجيب!
ولو أراد مريد أن يبين ما خالف فيه الحنفية الأصول والسنن الثابتة الصحيحة فضلا عن عن عمل الصحابة وأبناءهم لجمع في ذلك شيئا كثير.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[08 Jan 2007, 04:57 م]ـ
(هذه القصة صحيحة الإسناد، ولم أر من ذكرها في ترجمة إسحاق ولا من أشار إليها)
ولِمَ لَم يذكروها؟ هل بحثت قبل أن تكتب في سبب ذلك؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا أدري لم لم تذكر، إلا إن كان السبب أنها في مصدر غير مشهور وفي غير مضنتها، وإنا ـ وفقكم الله ـ لم أكتب في سبب ذلك كما ذكرتم.
وإن كان قولكم:
يقول الذهبي رحمه الله (وقد تفقه ابن المبارك بأبي حنيفة وهو معدود في تلامذته) السير 8/ 409 سيق من أجل تعليقي هذا وابن المبارك ـ بارك الله فيك ـ لم يتبع أبا حنيفة بل روى عنه وهو من أئمة أهل الحديث، وليس أبو حنيفة أكبر منه بهذا الإطلاق، نعم يفوقه في الفروع والرأي، أما في غيرها = فبعيد
فالمنفي ـ نفع الله بكم ـ هو اتباعه لا التتلمذ عليه وبينهما من الفرق ما هو ظاهر، فابن المبارك إمام من أئمة الحديث المجتهدين، وحكى الإمام الترمذي وغيره من أهل العلم كثيرا من أقواله في الفقه.
وهنا طرفة له مع أهل الكوفة: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2843&page=7
مشاركة رقم (198) و (199)
ـ[عبدالله المعيدي]ــــــــ[17 Jan 2007, 12:59 ص]ـ
[ QUOTE= د. عبدالرحمن الصالح] [ SIZE="5"][FONT="Comic Sans MS"] لأهل السنة مذهبان: مذهب أهل المدينة، ويتجلى في مذهب مالك، ومذهب أهل الكوفة من أصحاب عبدالله بن مسعود ويتجلى في علم أبي حنيفة.
وسينتصر المستقبل لهذين المذهبين على سواهما
؟!!
كيف جعلت المستقبل متصرفاً؟!! وهل المستقبل له مشيئة وأرادت؟!
والله يامحب لم أتوقع أن يصدر مثل هذا التعصب الميقيت ممن هو مثلك؟!!
ولهذا فمن المفيد أن أسوق هنا لك طائفة من أقوال الأئمة وأبدأ بمن بجلتهم _ وهم أهل لذلك _ لترى ذمهم لهذا المنهج المقيت!!
لعل فيها عظة وذكرى لمن يقلدهم - بل يقلد من دونهم بدرجات تقليدا أعمى - ويتمسك بمذاهبهم وأقوالهم كما لو كانت نزلت من السماء!!
والله عز وجل يقول:
" اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون "
1 - أبو حنيفة رحمه الله:
فأولهم الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت رحمه الله وقد روي عنه أصحابه أقوالا شتى وعبارات متنوعة كلها تؤدي إلى شيء واحد وهو وجوب الأخذ بالحديث وترك تقليد آراء الأئمة المخالفة لها:
1 - (إذا صح الحديث فهو مذهبي). (ابن عابدين في " الحاشية " 1/ 63)
2 (لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من أين أخذناه). (ابن عابدين في " حاشيته على البحر الرائق " 6/ 293)
وفي رواية: (حرام على من لم يعرف دليلي أن يفتي بكلامي).
زاد في رواية: (فإننا بشر نقول القول اليوم ونرجع عنه غدا).
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي أخرى: (ويحك يا يعقوب (هو أبو يوسف) لا تكتب كل ما تسمع مني فإني قد أرى الرأي اليوم وأتركه غدا وأرى الرأي غدا وأتركه بعد غد).
3 (إذا قلت قولا يخالف كتاب الله تعالى وخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فاتركوا قولي). (الفلاني في الإيقاظ ص 50)
2 - مالك بن أنس رحمه الله:
وأما الإمام مالك بن أنس رحمه الله فقال:
1 - (إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه). (ابن عبد البر في الجامع 2/ 32)
2 - (ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ويؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم). (ابن عبد البر في الجامع 2/ 91)
3 - قال ابن وهب: سمعت مالكا سئل عن تخليل أصابع الرجلين في الوضوء؟ فقال: ليس ذلك على الناس. قال: فتركته حتى خف الناس فقلت له: عندنا في ذلك سنة فقال: وما هي؟ قلت: حدثنا الليث بن سعد وابن لهيعة وعمرو بن الحارث عن يزيد بن عمرو المعافري عن أبي عبد الرحمن الحنبلي عن المستورد بن شداد القرشي قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدلك بخنصره ما بين أصابع رجليه. فقال: إن هذا الحديث حسن وما سمعت به قط إلا الساعة ثم سمعته بعد ذلك يسأل فيأمر بتخليل الأصابع. (مقدمة الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ص 31 - 32) 3 - الشافعي رحمه الله:
وأما الإمام الشافعي رحمه الله فالنقول عنه في ذلك أكثر وأطيب.
وأتباعه أكثر عملا بها وأسعد فمنها:
1 (ما من أحد إلا وتذهب عليه سنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعزب عنه فمهما قلت من قول أو أصلت من أصل فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لخلاف ما قلت فالقول ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قولي). (تاريخ دمشق لابن عساكر 15/ 1 /3)
2 (أجمع المسلمون على أن من استبان له سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحل له أن يدعها لقول أحد). (الفلاني ص 68)
3 (إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوا ما قلت). (وفي رواية (فاتبعوها ولا تلتفتوا إلى قول أحد). (النووي في المجموع 1/ 63)
4 (إذا صح الحديث فهو مذهبي). (النووي 1/ 63).
5 (أنتم أعلم بالحديث والرجال مني فإذا كان الحديث الصحيح فأعلموني به أي شيء يكون: كوفيا أو بصريا أو شاميا حتى أذهب إليه إذا كان صحيحا). (الخطيب في الاحتجاج بالشافعي 8/ 1)
6 (كل مسألة صح فيها الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أهل النقل)
بخلاف ما قلت فأنا راجع عنها في حياتي وبعد موتي). (أبو نعيم في الحلية 9/ 107)
7 - (إذا رأيتموني أقول قولا وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم خلافه فاعلموا أن عقلي قد ذهب). (ابن عساكر بسند صحيح 15/ 10/1)
8 - (كل ما قلت فكان عن النبي صلى الله عليه وسلم خلاف قولي مما يصح فحديث النبي أولى فلا تقلدوني). (ابن عساكر بسند صحيح 15/ 9/2)
9 (كل حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو قولي وإن لم تسمعوه مني). (ابن أبي حاتم 93 - 94)
4 - أحمد بن حنبل رحمه الله
وأما الإمام أحمد فهو أكثر الأئمة جمعا للسنة وتمسكا بها حتى (كان يكره وضع الكتب التي تشتمل على التفريع والرأي) ولذلك قال: 1 (لا تقلدني ولا تقلد مالكا ولا الشافعي ولا الأوزاعي ولا الثوري وخذ من حيث أخذوا). (ابن القيم في إعلام الموقعين 2/ 302)
وفي رواية: (لا تقلد دينك أحدا من هؤلاء ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فخذ به ثم التابعين بعد الرجل فيه مخير).
وقال مرة: (الاتباع أن يتبع الرجل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه ثم هو من بعد التابعين مخير). (أبو داود في مسائل الإمام أحمد ص 276 - 277)
2 (رأي الأوزاعي ورأي مالك ورأي أبي حنيفة كله رأي وهو عندي سواء وإنما الحجة في الآثار). (ابن عبد البر في الجامع 2/ 149)
3 (من رد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو على شفا هلكة). (ابن الجوزي في المناقب (ص 182)
تلك هي أقوال الأئمة رضي الله تعالى عنهم في الأمر بالتمسك بالحديث والنهي عن تقليدهم دون بصيرة وهي من الوضوح والبيان بحيث لا تقبل جدلا ولا تأويلا وعليه فإن من تمسك بكل ما ثبت في السنة ولو خالف بعض أقوال الأئمة لا يكون مباينا لمذهبهم ولا خارجا عن طريقتهم بل هو متبع لهم جميعا ومتمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها وليس كذلك من ترك السنة الثابتة لمجرد مخالتفها لقولهم بل هو بذلك عاص لهم ومخالف لأقوالهم المتقدمة والله تعالى يقول: فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما.
أنتهى بتصرف من مقدمة صفة الصلاة للعلامة الالباني رحمه الله تعالى.(/)
تاريخ الخيانة الطائفية .. بين مشهدين ـ أشرف عبد المقصود
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[02 Jan 2007, 12:29 م]ـ
تاريخ الخيانة الطائفية .. بين مشهدين ـ أشرف عبد المقصود
أشرف عبد المقصود: بتاريخ 1 - 1 - 2007
إننا اليوم بين مشهدين متطابقين تمام الانطباق .. مشهدين مؤلمين في تاريخ الإسلام: الأول: قديم. والآخر: معاصر، مازال حيًّا بيننا رأيناه بأم أعيننا قبل أمس.
أما المشهد الأول: فهو إعدام الخليفة العباسي ببغداد في واقعة التتار بمعاونة مراجع الشيعة الكبار.
وأما المشهد الثاني: فهو إعدام ميليشيات الشيعة الإرهابية للرئيس السني للعراق صدام حسين بمعاونة قوات الاحتلال على مرأى ومَسْمع من العالم أجمع.
* * * *
المشهد الأول: يرجع إلى " سنة ست وخمسين وستمائة " في وقعة التتار ببغداد على يد هولاكو بمباركة وزيره ومرجع الشيعة الكبير: نصير الدين الطوسي، وبمعاونة ابن العلقمي الشيعي الوزير الأول للخليفة العباسي.
ولكي نطلع على تفاصيل هذا المشهد، أترك الحديث لمؤرخ عظيم من مؤ رخي الإسلام هو الحافظ ابن كثير في كتابه " البداية والنهاية " في أحداث " سنة ست وخمسين وستمائة "، ثم أتبعه بوقفات مهمة، ثم أوجه نصيحتي لأهل السنة حكاما ومحكومين، عَلّها تجد قلوبا واعية، وآذانا صاغية:
هذا هو المؤرخ الكبير الحافظ ابن كثير ــ والقصة متواترة في جميع كتب التاريخ ــ يُصَوِّر لنا المأساة التي حلّت بالإسلام والمسلمين ببغداد دار الخلافة العباسية في ذلك الوقت أيام الخليفة المستعصم آخر خلفاء بني العباس فيقول: ((دخلت سنة ست وخمسين وستمائة، فيها أَخَذت التتار بغداد .. سُتِرت بغداد، ونصبت فيها المجانيق والعَرَّادَات وغيرها من آلات المُمَانعة التي لا تردُّ من قَدَر الله سبحانه وتعالى شيئا، كما ورد في الأثر: " لن يغني حذر عن قدر "، وكما قال تعالى: {إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر}، وقال تعالى: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال}، وأحاطت التتار بدار الخلافة يرشقونها بالنبال من كل جانب .. ووصل هولاكو بغداد بجنوده الكثيرة الكافرة الفاجرة الظالمة الغاشمة ممن لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر، فأحاطوا ببغداد من ناحيتها الغربية والشرقية وجيوش بغداد في غاية القلة ونهاية الذلة، لا يبلغون عشرة آلاف فارس، وهم وبقية الجيش كلهم قد صُرِفُوا عن إقطاعاتهم حتى استعطى كثير منهم في الأسواق وأبواب المساجد وأنشد فيهم الشعراء قصائد يرثون لهم ويحزنون على الإسلام وأهله وذلك كله عن آراء الوزير ابن العلقمي الرافضي ... )) اهـ
2ـ هذا الخائن الكبير ابن العلقمي الذي سرَّح جيش الخلافة بعد أن كان مائة ألف فجعله عشرة الآف، يقول عنه ابن كثير رحمه الله: ((كان أول من برز إلى التتارهو، فخرج بأهله وأصحابه وخدمه وحشمه، فاجتمع بالسلطان هولاكو خان ـ لعنه الله ـ ثم عاد فأشار على الخليفة بالخروج إليه والمثول بين يديه، لتقع المصالحة على أن يكون نصف خراج العراق لهم ونصفه للخليفة، فاحتاج الخليفة إلى أن خرج في سبعمائة راكب من القضاة والفقهاء والصوفية ورؤوس الأمراء والدولة والأعيان، فلما اقتربوا من منزل السلطان هولاكو خان حُجِبُوا عن الخليفة إلا سبعة عشر نفسا، فخلص الخليفة بهؤلاء المذكورين، وأنزل الباقون عن مراكبهم ونهبت وقتلوا عن آخرهم)) اهـ.
3ـ تأملوا يا أهل الإسلام المشهد الآتي وقارنوا بما فعله رئيس وزراء المليشيات نوري المالكي: يقول ابن كثير رحمه الله: ((وأُحْضِرَ الخليفة بين يدي هولاكو! .. وفي صحبته خوجة نصير الدين الطوسي، والوزير ابن العلقمي وغيرهما، والخليفة تحت الحوطة والمصادرة، فَأُحْضِر من دار الخلافة شيئا كثيرا من الذهب والحلى والمصاغ والجواهر والأشياء النفيسة، وقد أشار أولئك الملأ من الرافضة وغيرهم من المنافقين على هولاكو أن لا يصالح الخليفة .. وحَسَّنُوا له قتل الخليفة، فأمر بقتله، ويقال: إن الذي أشار بقتله الوزير ابن العلقمي والمولى نصير الدين الطوسي .. )) اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
4ـ انظروا يا أهل الإسلام ماذا فعل مراجع الشيعة الخونة بخليفة المسلمين وقارنوا ذلك بمشهد الميليشيات الشيعية في إعدامهم للرئيس السني للعراق وبمباركة مُفْتي الاحتلال " علي السيستاني " وبقية مروجي التشيع الصفوي. يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله: ((فلما قدم هولاكو، وتهيَّب من قتل الخليفة، هَوَّن عليه الوزير ذلك فقتلوه رفسًا، وهو في جوالق ــ أشولة ــ لئلا يقع على الأرض شيء من دمه، خافوا أن يؤخذ بثأره فيما قيل لهم، وقيل: بل خُنِق،ويقال: بل أُغْرق، فالله اعلم. فباءوا بإثمة وإثم من كان معه من سادات العلماء والقضاة والأكابر والرؤساء والأمراء وأولي الحل والعقد ببلاده .. ومالوا على البلد فقتلوا جميع من قَدَروا عليه من الرجال والنساء والولدان والمشايخ والكهول والشبان، ودخل كثير من الناس في الآبار وأماكن الحشوش، وقنى ــ جمع قناة ــ الوَسخ وكمنوا كذلك أياما لا يظهرون، وكان الجماعة من الناس يجتمعون إلى الخانات ويغلقون عليهم الأبواب، فتفتحها التتار إما بالكسر وإما بالنار، ثم يدخلون عليهم فيهربون منهم إلى أعالي الأمكنة، فيقتلونهم بالأسطحة حتى تجري الميازيب من الدماء في الأزقة، فإنا لله وإنا إليه راجعون، وكذلك في المساجد والجوامع والربط، ولم ينج منهم أحد سوى أهل الذمة من اليهود والنصارى، ومن التجأ إليهم وإلى دار الوزير ابن العلقمي الرافضي، وطائفة من التجار أَخَذُوا لهم أمانا بذلوا عليه أموالا جزيلة حتى سلموا وسلمت أموالهم)) اهـ.
5ـ ويتابع الحافظ ابن كثير الحديث ـ وكأنه يصف حال بغداد اليوم مع ميليشيات الشيعة المجرمة مبينا عدد القتلى وما حلّ بأهل بغداد وكأن التاريخ يُعِيدُ نفسه مع قتلى المسلمين في العراق اليوم ـ فيقول: ((وعادت بغداد بعد ما كانت آنس المدن كلها كأنها خراب ليس فيها إلا القليل من الناس، وهم في خوف وجوع وذلة وقلة .. وقد اختلف الناس في كمية من قتل ببغداد من المسلمين في هذه الوقعة؛ فقيل: ثمانمائة ألف. وقيل: ألف ألف وثمانمائة ألف وقيل: بلغت القتلى ألفي ألف نفس. فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. وكان دخولهم إلى بغداد في أواخر المحرم، وما زال السيف يقتل أهلها أربعين يوما .. وأراد الوزير ابن العلقمي ـ قبحه الله ولعنه ـ أن يُعَطِّل المساجد والمدارس والربط ببغداد، ويستمر بالمشاهد ومحال الرفض، وأن يبني للرافضة مدرسة هائلة ينشرون عِلْمهم وعَلَمَهم بها وعليها، فلم يقدّره الله تعالى على ذلك بل أزال نعمته عنه، وقصف عمره بعد شهور يسيرة من هذه الحادثة، وأتبعه بولده، فاجتمعا والله أعلم بالدرك الأسفل من النار، ولما انقضى الأمر المقدر، وانقضت الأربعون يوما بقيت بغداد خاوية على عروشها ليس بها أحد إلا الشاذ من الناس والقتلى في الطرقات كأنها التلول، وقد سقط عليهم المطر، فتغيَّرت صورهم، وأنتنت من جيفهم البلد وتغير الهواء فحصل بسببه الوباء الشديد حتى تعدَّى وسَرَى في الهواء إلى بلاد الشام، فمات خلق كثير من تغيُّر الجو وفساد الريح، فاجتمع على الناس الغلاء والوباء والفناء والطعن والطاعون، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولما نُودى ببغداد بالأمان خرج من تحت الأرض من كان بالمطامير والقني ـ جمع قناة ـ والمقابر كأنهم الموتى إذا نبشوا من قبورهم، وقد أنكر بعضهم بعضا، فلا يعرف الوالد ولده، ولا الأخ أخاه، وأخذهم الوباء الشديد فتفانوا وتلاحقوا بمن سبقهم من القتلى، واجتمعوا تحت الثرى بأمر الذي يعلم السر وأخفى، الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى)) اهـ
* * * * *
أما مراجع الخيانة والعار من الشيعة الصفويين ومن تلطخت أيديهم بدماء المسلمين فلنا معهم ست وقفات:
الوقفة الأولى: من المتواتر عند أهل السنة أن وراء هذه المجزرة الدموية رأسين من رؤوس الإجرام والخيانة وهما من مراجع الشيعة وعلمائهم الكبار، بل من خلال تصريح أعلامهم ومؤرخيهم ومحققيهم سنثبت لكم تورط هذين المجرمين اللذين يستحقا أن يُحشرا مع عبد الله ابن أُبي بن سلول في الدرك الأسفل من النار، وانطبق عليهما قول الله تعالى {هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون}.
(يُتْبَعُ)
(/)
الوقفة الثانية: فمع المجرم الأول: والرأس المدبّر المحرِّض على ارتكاب المجزرة: وزير السوء الرافضي ابن العلقمي قبحه الله. قال ابن كثير: ((وزير المستعصم، وزير سوء على نفسه، وعلى الخليفة، وعلى المسلمين مع أنه من الفضلاء في الإنشاء والأدب وكان رافضيا خبيثا سيئ الطوية على الإسلام وأهله .. وكان الوزير ابن العلقمي قبل هذه الحادثة يجتهد في صرف الجيوش، وإسقاط اسمهم من الديوان، فكانت العساكر في آخر أيام المستنصر قريبا من مائة ألف مقاتل منهم من الأمراء من هو كالملوك الأكابر الأكاسر، فلم يزل يجتهد في تقليلهم إلى أن لم يبق سوى عشرة آلاف، ثم كَاتَبَ التتار، وأطمعهم في أخذ البلاد، وسَهَّل عليهم ذلك، وحكى لهم حقيقة الحال، وكشف لهم ضعف الرِّجال، وذلك كله طمعا منه أن يُزيل السنة بالكلية، وأن يظهر البدعة الرافضة، وأن يُقِيم خليفة من الفاطميين، وأن يبيد العلماء والمفتيين، والله غالب على أمره، وقد رد كيده في نحره، وأذلَّهُ بعد العزة القعساء وجعله حوشكاشا للتتار بعد ما كان وزيرًا للخلفاء واكتسب إثم من قتل ببغداد من الرجال والنساء والأطفال، فالحكم لله العلي الكبير رب الارض والسماء)) اهـ
ولكن الله لم يمهل هذا الخائن ــ كما ندعوه سبحانه ألا يمهل خونة اليوم منهم ــ يقول ابن كثيررحمه الله: ((لم يمهله الله ولا أهمله بل أخذه أخذ عزيز مقتدر .. حَصَلَ له بعد ذلك من الإهانة والذل على أيدي التتار الذين مالأهم وزال عنه ستر الله وذاق الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أشد وأبقى .. وانقطع في داره إلى أن مات كمدا في مستهل جمادى الآخرة من هذه السنة وله من العمر ثلاث وستون سنة، ودفن في قبور الروافض، وقد سمع بأذنيه ورأى بعينيه من الإهانة من التتار والمسلمين مالا يحسد ولا يوصف، وتولى بعده ولده الخبيث الوزارة، ثم أخذه الله أخذ القرى وهي ظالمة سريعا)) اهـ.
الوقفة الثالثة: مع المجرم الثاني والرأس المدبر على ارتكاب هذه المجزرة وهو عالم الشيعة المعروف ومرجعهم الكبير، وصاحب المؤلفات الكثيرة عندهم: الرافضي نصير الدين الطوسي قبحه الله، والذي استوزره هولاكو خان، فقام بتحريضه على غزو العراق، وقتل الخليفة المستعصم، فجاء مع الغزو بنفسه، وفي مقدمة الرَّكب ــ كما جاء الكثير من مراجع العار والخيانة في مقدمة قوات الاحتلال للعراق!!
يقول علامتهم وحجتهم إبراهيم الزنجاني في " عقائد الإمامية الاثني عشرية " (3/ 231) ((كان ابتداء دولة هولاكو خان في إيران عام 650هـ وانتهاء دولته وسلالته بموت سعيد خان سلطانية زنجان عام 736هـ، وحمل على العراق بقيادة نصير الدين الطوسي فيلسوف الإسلام، وبتأييد سديد الدين العلقمي وزير الخليفة العباسي بتاريخ 656هـ وقضى على خلفاء بني العباس)) اهـ. وقال مؤرخهم محمد باقر الخوانساري في ترجمة المجرم الطوسي من كتابه " روضات الجنات " (6/ 279).: ((ومن جملة أمره المشهور المعروف المنقول حكاية استيزاره للسلطان المحتشم في محروسة إيران هولاكو خان بن تولي خان بن جنكيز خان، من عظماء سلاطين التاتارية وأتراك المغول، ومجيئه في موكب السلطان المؤيد، مع كمال الاستعداد إلى دار السلام بغداد لإرشاد العباد وإصلاح البلاد، وقطع دابر سلسلة البغي والفساد، وإخماد نائرة الجور والإلباس بإبداء دائرة ملك بني العباس، وإيقاع القتل العام من أتباع أولئك الطغام، إلى أن أسال من دمائهم الأقذار كأمثال الأنهار، فأنهار بها في ماء دجلة، ومنها إلى نار جهنم دار البوار، ومحل الأشقياء والأشرار)) اهـ.
انظرو لوصف هذ1ا المجرم لما فعلوه بأهل بغداد وقارنوا!
الوقفة الرابعة: لا تعجب أخي المسلم من هذين المجرمين اللذين قاما بالتحريض والإفتاء والتخطيط مع التتار للقضاء على الخلافة العباسية لإقامة الخلافة الشيعية. فهذا آيتهم العظمى الخميني ــ مرجع حزب إيران في لبنان ــ يقول ص (142) من كتابه الحكومة الإسلامية: ((ويشعر الناس بالخسارة أيضا بفقدان الخواجة نصير الدين الطوسي وأضرابه ممن قدموا خدمات جليلة للإسلام)) اهـ. ونحن نسأل: ماذا يقصد الخميني بالخدمات الجليلة التي قدمها النصير الطوسي للإسلام؟ أجيبوا يا دعاة التقريب؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا النصير الطوسي يصفه الخميني في كتابه " الأربعين " (3/ 612) بأنه أفضل المتأخرين وأكمل المتقدمين، وحين يناقش الخميني مسألة دخول الشيعي في ركب الحكام ــ من غير الشيعة ــ من حيث الجواز والتحريم نراه يرجح الجواز بشرط أن تكون فيه مصلحة واضحة ونصرًا ظاهرًا للشيعة، ثم يستدل على صحة رأيه بحادثة دخول النصير الطوسي في ركب هولاكو الكافر، حيث عدّه الخميني نصرا كبيرا للمذهب، رغم ما كان قد ترتب عليه من ضرر فادح في حق الإسلام والمسلمين، في إشارة واضحة إلى أن النصر الذي ينشده الخميني هو إمعان القتل بأهل السنة والتنكيل بهم. وإليك نص قوله ــ عليه من الله ما يستحقه ــ في كتابه الحكومة الإسلامية ص (142) قال: ((وإذا كانت ظروف التقية تلزم أحدا منا بالدخول في ركب السلاطين، فهنا يجب الامتناع عن ذلك، حتى لو أدى الامتناع إلى قتله، إلا أن يكون في دخوله الشكلي نصر حقيقي للإسلام والمسلمين مثل دخول علي بن يقطين ونصير الدين الطوسي رحمهما الله)) اهـ. والخميني نفسه ورجال ثورته الشيعية قد طبقوا هذا الفكر الدموي عمليا أيضا حين استتب لهم أمر الحكم في إيران الفارسية إذ عملوا في أهل السنة وفي علمائهم تحديدا بالقتل والتشريد والملاحقة وإلى يومنا هذا.
وأما علي بن يقطين: هذا الذي يترحم عليه الخميني فهو مجرم آخر تلطخت يداه بدماء أهل السنة أيام هارون الرشيد، كما يروي عالمهم ومحدثهم نعمة الله الجزائري في " الأنوار النعمانية " (1/ 292) فيقول: ((وفي الروايات أن علي بن يقطين، وهو وزير الرشيد قد اجتمع في حبسه جماعة من المخالفين. وكان من خواص الشيعة فأمر غلمانه فهدموا سقف المحبس عليهم، فماتوا جميعا، وكانوا خمسمائة رجل تقريبا فأراد الخلاص من تبعات دمائهم، فأرسل إلى الإمام مولانا الكاظم عليه السلام فكتب عليه السلام إليه جواب كتابه: " بأنك لو كنت تقدمت إليَّ قبل قتلهم، لما كان عليك شئ من دمائهم، وحيث أنك لم تتقدم إليَّ , فكفِّر عن كل رجل قتلته منهم بتيس , والتيس خير منه. فانظر إلى هذه الدية الجزيلة التي لا تعادل دية أخيهم الأصغر، وهو كلب الصيد , فإن ديته عشرون درهماً، ولا دية أخيهم الأكبر، وهو اليهودي أو المجوسي , فإنها ثمانمائة درهم، وحالهم في الآخرة أخسّ وأنجس)) اهـ. ولاشك أن الإمام الكاظم بريء من هذه الأكاذيب!!!
الوقفة الخامسة: الحديث عن الدور الخبيث الذي لعبه بعض مراجع الشيعة اليوم في إسقاط العراق واحتلاله لا يحتاج منا لوصف، ولكن يكفي أن أشير هنا إلى أنه تم العثور في بعض مقرات الأحزاب الشيعية على أوراق وبيانات ــ وهي منشورة على الانترنت ـ تتضمن أوامر وتوجيهات موجهة من سلطات عليا ــ مرجعيات دينية وحزبية ــ إلى أتباعهم في مناطق العراق المختلفة وخصوصا بغداد بضرورة العمل على حرق وسلب وتدمير كل مؤسسات الدولة وتهيئة عموم الشيعة لذلك وعدم الالتفات إلى ما قد يصدر من الحوزة العلمية في النجف من نداءات وفتاوى؛ لأنه تدخل من باب التقية وتحسين الصورة لا غير. وبالفعل تم لهم الأمر كما أرادوه وبالتنسيق مع قوات الاحتلال، فلم تسلم مؤسسة ولا بناية ولا معلم من السرقة والحرق والتدمير ــ كما هو الحال في وقعة التتار، فالأسلوب واحد ــ حتى بناية المكتبة الوطنية في بغداد طالها أذى الرعاع الخونة فتم حرق أغلب محتوياتها ولم ينج منها إلا النزر اليسير في مشابهة عجيبة لما حصل لبغداد إبان اجتياح التتار. هل أبالغ إن قلت إن ما نقلته من وصف ابن كثير لمجزرة بغداد في غزو هولاكو، لا يقارن بما يحكيه أهل السنة وما يحدث لهم هذه الأيام في العراق بمباركة مراجع الشيعة وساستهم وعلمائهم.
أبو محمد أشرف
Bokhary63@yahoo.com
نقلا عن
http://www.almesryoon.com/ShowDetai...ID=28572&Page=7
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[07 Jan 2007, 10:18 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ... اللهم مكننا من رقاب هؤلاء الزنادقة.
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[17 Jan 2007, 06:13 ص]ـ
لا يمكن أبدا أن يحسب علينا صدام و لا وجه للمقارنة بينه و بين الخليفة العباسي وقد قال الله يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) فظلم الروافض لن نبيض به وجه البعثين و قد سمعت أحدهم حين حكم عليه بالإعدام يهلل و يقول بعد التهليل عاش البعث نعم هم مجرمون سفاكون قتلة لا نشهد عليهم بهذا لنقر عين رافضي زنديق لا و لكن حتى لا يحسب تاريخهم في الولاية على أنها ولاية السنيين و أما تلفظهم بالشهادة عند القصاص فهذا يثبت لهم عقد الإسلام وحقوق المسلمين ولكن إذا جاء إخواننا المسلمون الذين قتلوا في غزو الكويت وجرحهم يشجب دما و يقولون يارب سل هذا فيما قتلنا هل قتلهم لتكون العزة لله أم له
لن نسمح أبدا أن يحسب حكم البعث علينا بل يحسب علي الشيوعية الملحدة(/)
الشيخ/ محمد المختار الشنقيطي حرص الأئمة على هذه السنة بهذه الكيفية ربما أبطل الصلاة.!
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[02 Jan 2007, 01:44 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده, فهذا كلام نفيس للشيخ حفظه الله حول حرص بعض الأئمة على اتباع السنة في ظهور بياض خد الإمام عند تسليمه, ويغفلون عن فرفق لباسهم مع لباس رسول الله صلى الله عليه وسلم, خصوصا من (يُنَشُّونَ) الغتر ويحتاجون إلى الانصراف عن القبلة قبل تلفظ أحدهم بالسلام, وأترككم معة كلام الشيخ حيث يقول:
(ومن أمثلة الانحراف الجزئي: الذي يقع فيه البعض بل لربما يكون من طلبة العلم بل بعض الأئمة في المساجد قد يقع في ذلك، وهو أنهم إذا أرادوا التسليم من الصلاة فإن أحدهم ينحرف بصدره فيحرك الصدر إلى اليمين أو يحركه إلى اليسار؛ لأنه أطلع أن السُّنة والحديث " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سلم رُؤي بياض خَدِّه " ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يلبس العمائم والغتر الموجودة في زماننا، فهو يريد أن يُرِي من وراءه صفحة خده، فيحتاج أن ينحرف عن الصلاة، فإذا سبق ذلك لفظ التسليم أثر في صلاته وحكم ببطلانها، ولذلك ينبغي التنبه لهذا إضافة إلى الحركة الزائدة، فعلى كل من أراد أن يطبق السُّنة أو يسمع بالأحاديث أن يزنها بالموازين الشرعية، وألا يحرص على سنة على وجه يضيع الفرض، فإن من سلم والغترة على وجهه وانحرف وجهه حتى أصبح على كتفه فقد سلم وتحققت فيه السُّنة بغض النظر عن كون الناس رأوا خده أو لم يروه؛ لأن المقصود أن تكون الذاقنة على منكبه كما فعل صلى الله عليه وسلم أو قريباً من المنكب، وهذا هو المقصود، والأصل عندهم أن تكون قريباً من المنكب، فإذا فعل ذلك فقد حصل المقصود من الانصراف عن الصلاة) انتهى
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[03 Jan 2007, 10:57 ص]ـ
بيان لطيف جدًا، فتح الله على الشيخ، وأجزل له المثوبة.
نحن أصحاب الشماغ والغترة ـ أسأل الله لنا العافية ـ تكثر منا الحركات بالتعديل والتزيين لها أثناء الصلاة، حتى صارت لازمة من لوازم القيام في الصلاة، فلا تكاد تجد أحدًا ـ إلا من رحم الله ـ يقوم من ركوع أو سجود إلا مسَّ شماغه أو غترته، وعدَّل فيهما، وكلام الأئمة في قدر الحركات التي تبطل الصلاة معروف وواضح، فأسأل الله أن يخلصنا من هذه العادة السيئة.
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[05 Jan 2007, 08:50 م]ـ
جزاكم الله خيراً شيوخنا الكرام
ـ[عبدالله المعيدي]ــــــــ[17 Jan 2007, 01:07 ص]ـ
بيان لطيف جدًا، فتح الله على الشيخ، وأجزل له المثوبة.
نحن أصحاب الشماغ والغترة ـ أسأل الله لنا العافية ـ تكثر منا الحركات بالتعديل والتزيين لها أثناء الصلاة، حتى صارت لازمة من لوازم القيام في الصلاة، فلا تكاد تجد أحدًا ـ إلا من رحم الله ـ يقوم من ركوع أو سجود إلا مسَّ شماغه أو غترته، وعدَّل فيهما، وكلام الأئمة في قدر الحركات التي تبطل الصلاة معروف وواضح، فأسأل الله أن يخلصنا من هذه العادة السيئة.
صدقت والله ياشيخ مساعد!!
وجزى الله الشيخ محمد خيراً ..(/)
من أسباب رقة القلب للشيخ الشنقيطي - المدرس بالمسجدالنبوي -حفظه الله
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[02 Jan 2007, 02:00 م]ـ
ما أسباب رقة القلب؟
الجواب:
أعظم الأسباب التي يرق بها قلب العبد لربه تلاوة القرآن، فلا يلين القلب بشيء مثل كلام الله عز وجل، هذا الكتاب الذي لا تنتهي عجائبه، ولا تنقضي غرائبه، إذا وضعه العبد فتأمله وتدبره وكان من المتعظين بكلام الله عز وجل رق قلبه لله: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} فمن أعظم نعم الله على العبد - مما يعين على رقة قلبه وخشوعه لله عز وجل كثرة تلاوة القرآن، التلاوة مع التدبر والتأثر: {وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ} فأرق الناس قلباً من إذا قرأ آيات الكتاب هزت فؤاده، وأخشعت قلبه، وشرحت صدره، يتلو آيات الله-جل وعلا- فتخرجه من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، تخرجه إلى الوعد فيطير فرحاً بوعد الله- U- واستبشاراً برحمته، وتأخذه إلى الوعيد فكأن زفير جهنم بين أذنيه، فينكسر لله قلبه ويخشع لله فؤاده، أسعد الناس في هذه الدنيا من جعل الله عز وجلالقرآن ربيع قلبه، ونور صدره، وجلاء حزنه، وذهاب همه وغمه، ولذلك تجد أهل القرآن أرق الناس قلوباً؛ لأن الله كسر قلوبهم بمواعظه: {قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ} القسوة مرض، والله يشهد أن شفاءها في كتابه، فلا يرق قلب العبد لله بشيء مثل كتاب الله، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن مسعود: ((اتلُ علي القرآن)) قال: " - يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟ " قال صلى الله عليه وسلم: ((إني أحب أن اسمعه من غيري)) قال: فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت قول الله: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيداً @ يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوْا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمْ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً} فقال لي: ((حسبك)) فنظرت فإذا عيناه تذرفان صلى الله عليه وسلم، فكان أكمل الناس خشوعاً لكتاب الله، وكان يقرأ في صلاة الظهر وحتى يسمع لتلاوته كغلي المرجل من بكائه ورقته-عليه الصلاة والسلام- لكتاب الله-جل وعلا-، وكان السلف الصالح من الصحابة-رضوان الله عليهم- كانوا يخشعون لكتاب الله، فكان الواحد منهم أرق قلباً وأخشع فؤاداً وأشرح صدراً بكلام الله-جل وعلا-، ولربما يكون في سَوْرة الغضب فإذا ذكر بالآية من كتاب الله انكسر قلبه، ولربما تكون الدنيا بين يديه فإذا تلا شيئاً من كتاب الله أنفقها لوجه الله-جل وعلا-، فالذي يريد السعادة التامة الكاملة برقة قلبه وصلاح حاله فليضع كتاب الله أمامه إماماً له في كل خير وبر.
ومن أعظم الأسباب التي ترقق القلب: الدعاء، أن يسأل الله قلباً خشعاً وأن يستعيذ بالله من قسوة القلب، وأن يسأل الله أن يصرف عنه الفتن والمحن التي تقسي القلوب.
مما يعين على رقة القلب: بر الوالدين، فمن بر والديه وأحسن إليهما وأدخل السرور عليهما شرح الله صدره ونور قلبه وجعل قلبه رقيقاً، فيكون من أهل الجنة الذين ترق قلوبهم بكل خير، وتنشرح صدورهم بكل طاعة وبر، من هو السعيد؟! الذي بر والديه، فبر أُماً لم ينس حقها وفضلها، وبر أباً كريماً لم ينس حقه وفضله، فتجده كلما خرج من عند أبيه وأمه رفعت له الأكف من وراء ظهره بصالح الدعوات، فتتغشى عليه الرحمات، فتجده أرق الناس قلباً وأصلحهم حالاً، والعكس بالعكس، فمن أعظم الأسباب التي تقسي القلوب: عقوق الوالدين-نسأل الله السلامة والعافية-.
(يُتْبَعُ)
(/)
مما يعين على رقة القلب: زيارة الأرحام وصلتهم، فيتفقد الأعمام والعمات والأخوال والخالات، ولو كانوا بعيدين يسافر إليهم يُعرِّف ابناءه كيف يصلون الرحم، فيدخل على العم والعمة وعلى الخال والخالة يدخل عليهم باراً رضياً واصلاً لرحمه، متقياً لربه فيصله الله بصلته، فهو الرحمن خلق الرحم واشتق لها اسماً من اسمه، فمن وصلها وصله، ومن قطعها قطعه، فإذا وصل رحمه وصله الله فكان أرق الناس قلباً، وقل أن تجد قاطعاً للرحم رقيق القلب-نسأل الله السلامة والعافية-.
كذلك - أيضاً - مما يعين على رقة القلب: حب العلماء والصالحين، والدعاء لهم بخير أحياءهم وأمواتهم، فيحبهم ويحب مجالسهم ويحب سماع كلامهم؛ لأنهم هم أهل الله وأهل ولايته وطاعته الذين يأمرون بأمره، وينهون عن نهيه وزجره، فضلهم الله على عباده، فجعلهم أمناء على وحيه - خاصة أئمة السلف ودواوين العلم من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان، لا يذكرون إلا بكل خير، يترحم عليهم ويذكر مآثرهم ويشيد بفضلهم، وأما الأحياء يزورهم ويدعو لهم ويسأل الله لهم الخير كما يحبه لنفسه؛ لأنه يعلم مايكون للأمة من النفع والخير.
كذلك - أيضاً - مما يعين على رقة القلب: الإحسان إلى المسكين: {فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ @ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ @ فَكُّ رَقَبَةٍ @ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ @ يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ @ أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ @ ثُمَّ كَانَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} انظر كيف؟ بعد ما جاءت الآيات قال: {ثُمَّ كَانَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} فالرقيق هو الذي يوصي بالمرحمة؛ لكن متى؟ لما: اقتحم ما العقبة والعقبة شيء صعب ما يستطيع أن يصل إليه الإنسان إلا: {فَكُّ رَقَبَةٍ} وهذا من أعظم من فك الرقاب وعتق الأماء والأرقاء لما فيه من عظيم إدخال السرور عليهم، {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ @ يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ @ أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ} تصور أرملة من أرامل المسلمين تراها وهي وافقة على مزبلة أو وافقة تستطعم لأولادها تجمع فتقف عليها وتعطيها ما تيسر من المال وهي تكدح لأولددها وفلذة كبدها قد يكونوا أيتاماً، فإذا جئت وأعطيتها ذلك المال، كم يدخل على قلبك من السرور والرحمة! والله قل أن تجد من الأمور التي يوصي بها العلماء، ومجربة عند الصالحين والأخيار، من أعجب ما تكون في حسن العاقبة للعبد: الإحسان للنساء الضعفة، فإنك تجد الأرملة من أرامل المسلمين في حالة من الضيق والكرب في دين أو حاجة، فتقف عليها وتقضي حاجتها، ما تبرح قدمك من المكان الذي أنت فيه، بل بعض الأحيان قبل أن تغادر إلا وجدت من رقة القلب وخشوع القلب ما الله به عليم! والناس على درجات، وكم من عبدٍ أسعده الله بدعاء أرملة في ظلمة ليل أو ضياء نهار! قال صلى الله عليه وسلم: ((الساعي على الأرملة واليتيم كالقائم الذي لا يفتر، والصائم الذي لا يفطر)).نسأل الله العظيم، رب العرش الكريم، أن يرزقنا رقة القلب وصلاحه
ـ[الغني بالله]ــــــــ[20 Jan 2007, 11:45 ص]ـ
جزاك الله خيرا(/)
وزارة الثقافة المغربية تمنع 56 دار نشر عربية إسلامية من المشاركة في المعرض الدولي ...
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[03 Jan 2007, 04:45 ص]ـ
صدق أولا تصدق:
وزارة الثقافة المغربية تمنع 56 دار نشر عربية إسلامية من المشاركة في المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء ....
عن الخبر إقرأ مقال الدكتور: أبو جميل الحسن العلمي
بعنوان:
وزارة الثقافة و الشعوذة العلمانية ... الى أين؟!
أنظر المرفقات(/)
حمل دورة أسرار البريد الالكتورني المجاني من إعداد المهندس علي الحميد
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[03 Jan 2007, 02:34 م]ـ
هذه عروض باوربوينت لدورة تدريبية عن البريد المجاني - الهتميل، الياهو، وغيرها، نظمتها لجنة الإصلاح الأسري في محافظة عنيزة وقد ألقاها أخونا العزيز المهندس علي بن أحمد الحميد
http://www.sssih.com/m1.ppt
http://www.sssih.com/m2.ppt
والحقوق متاحة لجميع المسلمين
لجنة الإصلاح الأسري في محافظة عنيزة
جوال: 0553634050
رقم الهاتف: 063634050
رقم الفاكس: 063649970 تحويلة: 107
e-mail: eslah4050@msn.com
______(/)
حمل برنامج لإيداع الكتب المصورة pdf الشاملة المصورة 2
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[03 Jan 2007, 02:46 م]ـ
حمل برنامج لإيداع الكتب المصورة pdf الشاملة المصورة 2
http://www.sssih.com/1.exe
ـ[الميموني]ــــــــ[26 Jan 2007, 06:00 م]ـ
أين رابط التحميل
جزاك الله خيراً(/)
برنامج إحياء السنة النبوية- كشف بعض البدن ليصيبه المطر
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[04 Jan 2007, 09:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع (40) بتاريخ 16/ 12/1427 – كشف بعض البدن ليصيبه المطر:
?لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا ? (الأحزاب: 21).
عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: أصابنا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مطر. قال: فحسر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن ثوبه حتى أصابه من المطر، فقلنا: يا رسول الله! لم صنعت هذا؟ قال: ((لأنه حديث عهد بربه)) [رواه مسلم: 2083].
* حسر عن ثوبه أي: كشف بعض بدنه.(/)
دعوة للمشاركة (تقنية المعلومات والعلوم الشرعية والعربية)
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[07 Jan 2007, 08:12 ص]ـ
دعوة للمشاركة
تنظم كلية علوم الحاسب والمعلومات
بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ندوة بعنوان
تقنية المعلومات والعلوم الشرعية والعربية
يأتي تنظيم هذه الندوة في إطار جهود كلية علوم الحاسب و المعلومات لنشر الوعي بأهمية تقنية المعلومات، وتطبيقاتها في مجال العلوم الشرعية و العربية , والتعريف بأحدث التقنيات والتطبيقات، وإثراء الجانب المعرفي من خلال التقاء الخبراء والمختصين والمهتمين لتبادل المعلومات والخبرات والاطلاع على التجارب الرائدة في مجال تقنية المعلومات وتطبيقاتها في العلوم الشرعية و العربية.
وسوف يتم عقد الندوة في قاعة المؤتمرات في مبنى خدمة المجتمع والتعليم المستمر بالجامعة خلال يومي 16 - 17/صفر/1428هـ الموافق 6 - 7/مارس/م2007.
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[07 Jan 2007, 08:18 ص]ـ
المحاور الرئيسة:
تهدف محاور هذه الندوة إلى دراسة علاقة العلوم الشرعية والعربية بتقنية المعلومات، وذلك من خلال العرض والتقييم ودراسة التجارب والمعوقات والضوابط والأحكام.
المحور الأول: الأحكام والضوابط الشرعية المتعلقة بالحاسب.
1 - الأحكام الفقهية للتعاملات الالكترونية (الجرائم والاعتداءات الالكترونية،إثبات الهوية الالكترونية، وسائل الإثبات الالكترونية، أحكام الحق والعقد الالكتروني)
2 - ضوابط توظيف تقنية المعلومات في خدمة العقيدة.
3 - ضوابط توظيف تقنية المعلومات في خدمة السنة النبوية.
4 - ضوابط توظيف تقنية المعلومات في خدمة القرآن الكريم.
5 - ضوابط توظيف تقنية المعلومات في خدمة الدعوة.
المحور الثاني: تطبيقات الحاسب في العلوم الشرعية وتعليمها
1 - القرآن الكريم (عرض القرآن الكريم, تعليم وتجويد وتحفيظ القرآن, علوم القرآن)
2 - الحديث (التخريج والحكم, التحرير, شرح مصطلح الحديث, الموسوعات)
3 - الفقه (الصلاة, والزكاة, والحج ,الوقف, والفرائض)
4 - الأديان والمذاهب المعاصرة (تعليم العقيدة ,والموسوعات)
5 - البرامج الخدمية (الأذان، الصلاة، الأذكار، التاريخ والمواعيد الشرعية)
6 - توظيف التقنية في خدمة الدعوة (المواقع الإسلامية "عرض وتقديم" الدعوة عبر الانترنت، البرامج الدعوية)
المحور الثالث: تطبيقات اللغة العربية وتعليمها
1 - تطبيقات اللغة (البرامج والمشروعات الحاسوبيّة المعجميّة، قواعد المعلومات اللغويّة والموسوعات)
2 - تطبيقات تعليم اللغة (البرامج الحاسوبية لتعليم العربية للعرب، البرامج الحاسوبية لتعليم العربية لغير العرب، مواقع تعليم العربية على الشبكة العالميّة)
3 - حوسبة اللغة "اللغويات الحاسوبية ":
(البرامج الحاسوبيّة لمعالجة اللغات الطبيعية"المشكّل الآليّ / المدقّق النحويّ / مُعْرِب الكلمات /القاعدة الصرفيّة / المحلّل الصرفيّ"،البرامج الحاسوبيّة لمعالجة الأصوات "التعرّف الآليّ على الصوت البشريّ / تحويل الكلام المكتوب إلى منطوق / دراسة أصوات العربيّة" البرامج الحاسوبية المعتمدة على الرسم الكتابيّ " المدقّق الإملائيّ / التعرّف الآليّ على الكتابة OCR ", الترجمة الآلية)
المحاضرون:
يشارك في تقديم المحاضرات وأوراق العمل نخبة من الخبراء والاستشاريين العالميين المتميزين في مجال تقنية المعلومات وتطبيقاتها في العلوم الشرعية والعربية، إضافة إلى مشاركة عدد من المسئولين والمختصين في هذا المجال من داخل المملكة وخارجها.
الحضور:
يشارك في فعاليات الندوة نخبة من الأكاديميين، والباحثين،والقيادات الإدارية والتنفيذية،ورجال الأعمال، والمتخصصين في تقنية المعلومات وتطبيقاتها في مجال العلوم الشرعية و العربية من القطاعين الحكومي والخاص.
المعرض:
يقام بالتزامن مع الندوة معرض متخصص تشارك فيه الشركات والمؤسسات الرائدة في تقديم حلول وتطبيقات تقنية المعلومات في مجال العلوم الشرعية و العربية، ويشمل المعرض على أحدث التقنيات وآخر المستجدات المتعلقة بهذا المجال مع إتاحة المجال للشركات بعقد محاضرات جانبية عن منتجاتها.
الدورات التدريبية:
يتزامن مع الندوة عقد عدد من الدورات التدريبية يقدمها نخبة من المتخصصين في تقنية المعلومات وتطبيقاتها في مجال العلوم الشرعية و العربية من القطاعين الحكومي والخاص.
التحكيم:
يعتمد قبول الأوراق العلمية المقدمة على محتوى الورقة، ومناسبتها لمحاور الندوة، والتزام الباحث بأصول البحث العلمي ووضوح الصياغة.
سجلات الندوة:
سوف يتم إدراج الأوراق العلمية المقبولة في شكلها النهائي ضمن سجلات الندوة،كما سيتم تسجيل من تقبل بحوثهم مجاناً، مع أحالة الأوراق المتميزة التي تنطبق عليها شروط النشر في مجلة الجامعة.
تقديم الأوراق العلمية:
تقدم الأوراق العلمية وفق نموذج التقديم الموجود على موقع الندوة و يوضح الباحث موضوع الورقة العلمية مع ذكر اسم الباحث الرئيس باللغة العربية وعنوانه البريدي ورقم الهاتف والفاكس.
تواريخ مهمة:
• آخر موعد لتقديم الأوراق العلمية في صورتها النهائية هو 10/محرم/1428 هـ
• موعد الإشعار بالقبول النهائي للأوراق العلمية هو24 محرم1428
• موعد المؤتمر16 - 17/صفر/1428هـ الموافق 6 - 7/مارس/م2007
المراسلات:
موقع الندوة www.imamu.edu.sa/ccsi/itras07
البريد الالكتروني Itras@ccis.imamu.edu.sa
العنوان البريدي ص. ب.84880 الرياض.11681. المملكة العربية السعودية
رقم الهاتف 2581877
رقم الفاكس 2591616(/)
استمع إلى أرق الكلمات بأعذب الأصوات وأجملها ... ترنيمة التوبة
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[07 Jan 2007, 10:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استمع إلى أرق الكلمات بأعذب الأصوات وأجملها ... ترنيمة التوبة
وللتحميل انقر الرابط (بالزر الأيمن للماوس مع حفظ باسم)
http://www.aldahereyah.net/book/tarnima.wma
المصدر http://www.aldahereyah.net/forums/showthread.php?t=1773(/)
من وصايا الشيخ محمد المختار الشنقيطي, في الامتحانات, للطلبة والمعلمين والآباء ..
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[12 Jan 2007, 06:35 ص]ـ
أقبلت الامتحانات فما هو المنبغي على طالب العلم فعله في هذه الأيام؟
الجواب:
أما بالنسبة لما يوصى به طلاب العلم:
فأولاً: إخلاص العمل لوجه الله عز وجل وإرادة ما عند الله عز وجل، فإن الله عز وجل يأجر الإنسان على قدر نيته، فلا يغلب طالب العلم نية الدنيا على الآخرة.
الأمر الثاني الذي يوصى به طالب العلم: الاعتماد على الله {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ} أن تتوكل على الله فلا تعتمد على ذكائك ولا على فهمك ولا على حفظك ولا على تحصيلك ولكن توكل على الله، فإن الله قادر على أن يترك الإنسان وهو على أكمل ما يكون من الذكاء والحفظ حتى يدخل إلى اختباره فينسيه جميع ما حفظ، والله على كل شيء قدير، وربما يبتليه بمرض في بطنه أو رأسه أو جسمه فيصبح في شتات من أمره لا يستطيع أن يبلغ ما يريد، فنحن تحت رحمة الله عز وجل، ولذلك من سعادة المؤمن دائماً إذا أردت أن تنظر إلى توفيقك الله لك في الأعمال فلا تستفتح عملاً إلا وأنت تعلق على حول الله وقوته، وكان من دعاء النبيصلى الله عليه وسلم المأثور: ((يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله)) سبحانه فلا يصلح الشؤون إلا هو سبحانه ((أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين)) لا تكلني إلى الحفظ ولا إلى الفهم ولا إلى الذكاء ولكن على الله {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ} وقال الله في كتابه: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} أيام الاختبارات أيام صعبة وفيها هموم وغموم فالإنسان يذهب هذه الهموم والغموم بالاعتماد على الله عز وجل والتوكل على الله عز وجل وحسن الظن بالله عز وجل.
الأمر الثالث: ينبغي على طلاب العلم أن يتراحموا، وأن يكون بينهم ما ينبغي أن يكون بين طلاب العلم بالبعد عن الأنانية والبخل بالخير على إخوانه، فإن احتاج أخوك إلى شرح مسألة أو كتاب أو ملخص فأعطه وإياك وما يسوله الشيطان ويقول: هذا مهمل وهذا متكاسل، لا، من الآن تعود على الإيثار، فلربما كانت عنده ظروف أو كانت عنده أمور، أعطه ملخصك وانصحه، فلذلك لا ينبغي للإنسان أن يبخل على الناس وطالب العلم الذي يبخل اليوم سيبخل غداً، والذي فيه الأنانية اليوم فيه الأنانية غداً، فينبغي على طالب العلم أن يوطن نفسه على الإيثار وحب الخير للناس، فإن الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه والعلم رحم بين أهله، فإن احتاج أخوك إلى مساعدة إلى شرح مسألة فلا تبخل، فإن الله في عون العبد ما كان في عون أخيه.
الأمر الرابع: البعد عن المحرمات: الغش في الاختبار، كذلك من الأمور التي يحرم؛ لأن الغش في الاختبار يعتبر كبيرة من الكبائر ولاشك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من غشنا فليس منا)) ولأنه يفضي إلى استباحة الأمور المحرمة؛ لأن الإنسان ينال شهادة مزورة فهو ليس بأهل لهذه الشهادة، بل قال بعض العلماء: يشتبه في رزقه إلا أن يتوب فيتوب الله عليه، ولذلك ينظر فإن الإنسان إذا نال الشهادة بالزور وبالغش- والعياذ بالله- محق الله أقل ما يكون يمحق الله بركة ماله، ولذلك تجده يأخذ من المال الكثير وليست فيه بركة، ولو تاب؛ لتاب الله عليه ولكن يصلح من حاله.
الأمر الخامس الذي ينبه عليه: تعظيم شعائر الله عز وجل، فإن الطلاب في الاختبارات ربما يرمون الأوراق وربما يقطعون أوراق القرآن والمصاحف، وربما يمتهنون بعض الكتب، بعض الطلاب-أصلحهم الله- يفعلون هذا، فينبغي التناصح في هذا الأمر، لا يجوز امتهان كتاب الله، ولا تمزيق أوراق المصحف، وكذلك لا يجوز امتهانها بوضعها في الطرقات والوطء عليها بالأقدام، ولذلك يخشى على الإنسان إذا رمى بورقة فاستخف بها فوطئ عليها أحد أن يكون عليه وزره؛ لأنه هو السبب، والتسبب في الأشياء يوجب ضمانها ما نشأ عنها، فلذلك من يتسبب في امتهان كتبه وأوراقه بمجرد أن ينتهي من اختباره يرمي بها هنا وهناك أو يضعها في مكان تعبث بها الرياح، فهذا لا يجوز فينبغي التناصح في هذا الأمر.
(يُتْبَعُ)
(/)
كذلك - أيضاً - أوصي بوصية ينبغي التنبه لها: وهي حقوق الأبناء في مثل هذه الأيام، فهي كلمة للآباء والأمهات أن يتقوا الله في الأبناء والبنات، فإن أيام الاختبار أيام عصيبة يكون فيها الطلاب في هم وغم فينبغي الرفق بهم والتوسعة عليهم، وإعانتهم وتيسير الأمور لهم، وتقوية صلتهم بالله عز وجل، وغير ذلك من الأمور التي ينبغي أن يسديها الوالدان إلى الولد في مثل هذه الأمور أو مثل هذه المواقف، وينبغي القيام بالواجب والمسؤولية، بعض الآباء لا يهمه أن يضبط ابنه العلم أو لا يضبطه، والله سائله عن ضبط ابنك للعلم؛ لأن تعلم الابن ومعرفته بأمور دينه وما يتصل بها من الأمور التي يحتاجها لحياته أمر مطلوب، فينبغي شحذ همم الأبناء والبنات وإعانتهم ومراجعتهم وتيسير الأمور التي تعينهم على الخير وبلوغهم لأفضل الغايات لأن هذا من النصيحة، فإن من نصحك لولدك قيامك عليه على هذا الوجه الذي يرضي الله عز وجل.
والكلمة الأخيرة إلى من ابتلاه الله بالتدريس: فأسأل الله العظيم أن يشكر سعيكم، وأن يعظم أجركم، وأن يجزيكم على أبناء المسلمين وبناتهم كل خير، فنعم ما يصنعه المعلم من كلمات طيبة وقد انتهى الآن نصف العام وولى، فأسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح العمل، فلا يعلم مقدار ما يبذله المعلم والموجه لمن يعلمه إلا الله عز وجل، فالله أعلم كم تمر عليه من ساعات هم وغم ولو كان يُعَلِّمُ شيئاً من أمور الدنيا، فإن المسلمين بحاجة إلى طبيب، وبحاجة إلى مهندس، بحاجة إلى كل من يسد ثغور الإسلام ولو كانت في أمور الدنيا ما لم تكن محرمة، فالمعلم بقيامه بهذه المسؤولية على خير وهو مأجور عند الله عز وجل، فنسأل الله أن يتقبل منا ومنكم.
والوصية التي يوصون بها: الرفق بالطلاب، وإحسان الظن بهم، وعدم التشويش عليهم، وعدم التضييق عليهم؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اللهم من ولي من أمور أمتي شيئًا فرفق بهم فاللهم ارفق به، ومن ولي من أمور أمتي شيئًا فشق عليهم فاللهم اشقق عليه)) بعض المدرسين يأتي بأسئلة تعجيزية، وبعضهم يحاول أن يضيق على الطلاب، وكأن الاختبار شيءٌ من المنافسة والأذية والإضرار، وهذا لا يجوز، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا ضرر ولا ضرار)). رفقًا رفقًا بأبناء المسلمين وبناتهم، ولنتق الله في هذا الابن الذي يأتيك موتر الأعصاب شارد الذهن مهمومًا مغمومًا مكروبًا، ولربما يسهر ليله ويتعب نفسه، فينبغي الرفق بمثل هؤلاء خاصة وأنهم ذرية ضعيفة، فإن الله سمى الأطفال خاصة صغار السن سماهم ذرية ضعيفة، فمثل هؤلاء يرفق بهم وعدم التشويش عليهم، وأيضًا عدم سبهم وشتمهم واحتقارهم. بعض المعلمين إذا رأى التقصير من الطالب سبه وشتمه وأهانه بل ربما ضيق عليه، ربما يخرج هذا الطالب بهمّ وغم يبقى معه دهره كله، ولربما يصاب بمرض في نفسه أو في عقله، وهذا لا يجوز لا ينبغي هذا، هؤلاء أمانة والله سائلنا عنهم، فينبغي الرفق بهم والإحسان إليهم وأخذهم بالتي هي أحسن، وإذا كنت في المدرسة ورأيت من يشدد فذكره بالله عز وجل وذكره أن حوله بحول الله وأن قوته بقوة الله عز وجل، ولذلك لما ضرب أبو مسعود-? وأرضاه- أغضبه غلامه وهو يملكه ملك اليمين، قال: أغضبني فضربته ضرباً شديداً فسمعت صوتاً من ورائي لم أستطع أن أتبينه من شدة الغضب، فالتفت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: ((اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام)). اعلم أبا مسعود أن الله قادر عليك، اتق الله في هذا الضعيف، فلذلك ينبغي أن يتقي الله الإنسان في أبناء المسلمين وبناتهم، هؤلاء أمانة ينبغي أن نعيش نفسياتهم والضيق الذي هم فيه والكرب، فإن الله عز وجل يرحم من عباده الرحماء، وفي الحديث: ((من لا يَرحم لا يُرحم)) نعم، لا نسوي بين الخامل وبين المجد، يستطيع المدرس الموفق الناجح أن يعطي كل ذي حق حقه، وأن يزن بالقسطاس المستقيم هذا لاشك، لكن بطريقة ليس فيها إضرار بأمثال هؤلاء الضعفة،ينبغي الإحسان إليهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
أيضًا الشدة المبالغة فيها تنفر ولو كان المعلم يدرس أفضل العلوم، وأفضلها وأحسنها فإنها تنفر، ولربما يكره بعض الطلاب كتاب الله عز وجل -والعياذ بالله- لصغرهم وجهلهم بسبب الأذية والإضرار، ينبغي تهيئة ما يعين الطلاب على بلوغ هذه الغايات الطيبة.
ونسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجيرنا وإياكم من امتحان الآخرة، فينبغي علينا أن نتذكر في مثل هذه المواقف حينما يدخل الطالب إلى الاختبار وقد هيئت له الأمور فكيف إذا قدم على الله عز وجل في يوم تشخص فيه الأبصار، ولاشك أن الإنسان الموفق من فكرة إلى فكرة ومن عبرة إلى عبرة، فاختبار الدنيا يذكر باختبار الآخرة، ويا للعجب أن تجد الآباء والأمهات مشفقين على الأبناء والبنات وهم يذهبون إلى الاختبارات والأكف ترفع بالدعوات ولا يبالي الأب بابنه حينما يصير إلى الله-جل وعلا- في الامتحان الأكبر، ومن منا سأل الله لنفسه وأولاده أن يجيره الله من عذاب الآخرة، فإن الامتحان كل الامتحان الآخرة هنا إذا لم ينجح ينجح في دور ثان، ولكن هناك إذا فرق بين الأب وابنه فراقًا لا لقاء بعده أبدًا {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ}
ونسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجيرنا من هول يوم الوعيد، وأن يؤمننا من سطوة ذلك اليوم الشديد، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وأن يتقبل منا ومنكم صالح العمل إنه ولي ذلك والقادر عليه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ: كما تعلمون فإن الامتحانات قد قرب موعدها فهلا تفضلتم بوصية في ذلك. والله يرعاكم؟
الجواب:
أما الوصية الأولى فأوصي نفسي وإخواني بتقوى الله عز وجل، ومن اتقى الله جعل له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، أصلح له أمور دينه ودنياه، وانتهت أموره إلى خير وما خرج الإنسان بشيء أحب إلى الله ولا أكرم عليه من تقواه –سبحانه-؛ لأنها قائمة على أساس الدين، وهو إخلاص العمل لله عز وجل قال-تعالى-: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}.
والوصية الثانية: فأوصي إخواني طلاب العلم أن ينتبهوا للحقوق والواجبات، ومن أعظم هذه الحقوق إرادة وجه الله عز وجل فيما يطلبون من العلم، فإن العلم لا يراد للدنيا، وإنما يراد لوجه الله، فيخلص الإنسان لوجه الله وما ينال من فضل الدنيا يجعله تبعاً لا أساساً. ومن الحقوق الواجبة: حقوق النفس، فبعض طلاب العلم يسهرون ويحمّلون النفس ما لا تطيق، فتجده يسهر إلى ساعات متأخرة من الليل، فربما تفوته صلاة الفجر، وكذلك أيضا ربما يصاب بمرض أو يضنى جسمه، فقد قال-عليه الصلاة والسلام-: ((إن المنبتّ لا ظهرا أبقى ولا أرضاً انقطع)) فكم من أناس حمّلوا أنفسهم ما لا تطيق وخرجت أجسامهم بالأسقام والآلام ولم يظفروا بما يطلبون، فالمنبغي على الإنسان أن يتقي الله في نفسه؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((إن لنفسك عليك حقاًّ)). فطالب العلم الموفّق يجعل وقتاً لنومه، ووقتاً لراحته، ووقتاً لاستجمامه، ووقتاً لمذاكرته ومراجعته، فإذا أعطى النفس حقوقها؛ فإنها بإذن الله تستجيب له وتعينه على الخير الذي يطلبه.
الأمر الثالث الذي أوصي به: حقوق إخوانك من طلاب العلم، ينبغي أن لا نجعل الاختبار وسيلة للتنافس غير المحمود، بل ينبغي عليك أن تكون سمح النفس، منشرح الصدر، تحب لإخوانك مثل ما تحب لنفسك، بل تحب لهم أكثر مما تحب لنفسك، فالاختبارات هذه كما هي امتحان للدنيا امتحان للآخرة، فإياك إياك أن تدخل في قلبك كراهية الخير لإخوانك، فإن جاءك أخوك يحتاج إلى إعانة، يحتاج إلى شرح يحتاج إلى مساعدة، سألك عن مسألة أو تعلم أن هذا شيء مهم يحتاج إلى تنبيه؛ نبهته عليه كل ذلك حتى تتعود الإيثار، وتتعود مكارم الأخلاق وتحمل نفسك على محاسنها، وتبتعد عن الأمور التي تغضب الله عز وجل التي منها الحسد ومنها كراهية الخير للمسلمين وكلما كان الإنسان يستجمع في نفسه حب الخير للعباد كان أقرب للفضل في الدنيا والآخرة، ويدل على ذلك ما ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أن رجلاً مر على غصن شوك في الطريق، فقال: والله لأنحيَنّ هذا عن طريق المسلمين
(يُتْبَعُ)
(/)
لا يؤذيهم، فزحزحه، فغفر الله له ذنوبه)). يقول العلماء إن هذا الرجل لما جاء إلى الغصن يعني غصن الشوك إذا جئت تقارنه ببعض الحسنات قد يكون يسيرا أمامه، لكن الرجل قال: ((لأنحينّ عن طريق المسلمين لا يؤذيهم)) فكانت حسنته ليست على رجل ولا على رجلين ولكن على أمّة فلما كان هدفه وباعثه أنه غار على المسلمين، لا يحب الأذية لهم ولا يحب الإضرار بهم؛ هذا هو سبب المغفرة، رحم المسلمين فرحمه الله، فلما كان في النفس هذا المعنى، وكان في القلب هذا الشعور؛ كان له من الله عز وجل من رحمته ما لم يخطر له على بال، في رواية: ((فزحزحه عن الطريق فزحزحه الله عن نار جهنم)).
الإنسان كلما كان نقيّ الصدر سليم الصدر؛ نال الخير، وأظهر الله عز وجل سلامة صدره في فلتات لسانه وتصرفاته و أفعاله، وكلما تعوّد كراهية الخير للناس، وكراهية الفضل لهم حرّمه الله من الفضل؛ ولذلك حُرم الناس -نسأل الله السلامة والعافية- كثيراً من الخير بسبب ما في القلوب؛ كما قال الله-تعالى-: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} فإذا وجدت الإنسان حريصا على حب الخير للناس، حريصا على نفعه، وطالب العلم من اليوم في مواطن الاختبارات ومواطن التنافس تجده سخي النفس، سمح النفس، يبذل ويعطي ويعين تجده غدا أحرى بإمامة الناس، ودلالتهم على الخير، ونشر الخير بينهم؛ لأنه عود نفسه على ما فيه خير دينه ودنياه وآخرته، فيحرص طالب العلم على أنه يبذل الخير لإخوانه، وأنه يعينهم ويكون هناك المعاني الإسلامية الكريمة من الإيثار والحب والتصافي والتواد.
وكذلك أيضاً مما يوصى به طلاب العلم أيام الاختبارات أن يحافظوا على ذكر الله عز وجل، فإن الإنسان كلما عظم عليه الهم والغم؛ جعل الله تفريج الهم والغم مقرونا بذكره؛ فقال عز وجل: {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} فوالله، لا تزال القلوب في قلق وهم ونكد ونصب وتعب إلا إذا ذكرت ربها، والتجأت إلى الله خالقها فأثنت عليه بما هو أهله، فمجّدته وعظّمته وذكّرته، ومن ذكر الله؛ ذكره، ومن ذكره الله فلا تخشى عليه الضيعة، ولا تخشى عليه الفوات، وهو أمره إلى حسن العاقبة وحسن المآل {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ? الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا} فأولياء الله الذين هم على طاعته، والاستقامة على دينه، يذكرونه خاصة في مواطن الشدة، فإن الله يثبت قلوبهم، ويجعل أمورهم إلى خير.
فبعض طلاب العلم إذا جاءت الاختبارات يقصر في الصلوات، فيتأخر عن الصلاة مع الجماعة، ولا يأتيها إلا عن دبر، وكذلك أيضا ربما إذا فرغ من الصلاة قام على عجالة، فلا يذكر الله، ولا يحافظ على السنة، بالعكس أشد ما تكون حاجة في مواطن الكرب، وعود نفسك كلما ضاقت عليك أمور الدنيا وكلما عظمت عليك همومها وغمومها أن تتعوّد ذكر الله، وتجعل صلاتك وذكرك وإنابتك لله عز وجل أكثر وأعظم في حال الشدة والبلاء {فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا} أي فهلا إذا جاء البأس وجاء الخطب كانت الضراعة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ} فالإنسان يحرص على أنه يستديم ذكر الله عز وجل وأيام الاختبارات تكون أحرى بالمحافظة على الصلوات وشهودها مع الجماعة، والمحافظة على ذكر الله عز وجل والثناء على الله عز وجل بما هو أهله، ولا تكون سبباً لما هو خلاف ذلك، فإذا تعوّد طالب العلم من الآن أنه إذا ضاق عليه الأمر؛ حافظ على صلواته، وحافظ على ذكر ربه؛ استقامت له أمور دينه ودنياه وآخرته، والعكس بالعكس، فمن كان قليل الذكر لله، قليل الالتجاء إلى الله، يضيّع الصلوات ويتهاون بها في مثل هذه المواقف؛ فإنه -والعياذ بالله- إذا أصابته نكبات الدنيا؛ تشتت أمره، وضاع حاله-نسأل الله السلامة والعافية-؛ لأنه حرم أساس فلاحه وصلاحه في الدنيا والآخرة وهو ذكر الله. فينبغي لطلاب العلم أن يحرصوا على هذا، وأذكر ذات مرة عن قصة لأحد الفضلاء من الدعاة إلى الله أنه دخل على رجل غني ثري في أمر ما من الأمور، وكانت عنده مصيبة في ماله، وهذا الرجل أوتي من المال شيئاً كثيراً، فقال دخلت عليه، فلما حضرت الصلاة وهو يراجع معه القضية، قال فلما
(يُتْبَعُ)
(/)
حضرت الصلاة وأذّن أذان المغرب، قلت له: نريد أن نصلي، قال: أي صلاة؟! -نسأل الله السلامة والعافية- فقال: أي صلاة؟! قال: نريد أن نصلي وكان رجلاً موفقاً ديناً صالحاً أحسبه ولا أزكيه على الله ومن الدعاة، قال: لا. لا يمكن أنا أقول لك كلمة واحدة حتى نصلي، فإذا صلينا يكون خير، فقال: أي صلاة؟! نريد أولا أن تحل لنا هذا الأمر ثم نرجع إلى الصلاة، قال: أبداً، لن يكون حتى تصلي، قال: والله، قام معي وهو لا يعرف كيف يتوضأ -نسأل الله السلامة والعافية- مشغول في دنياه، مشغول في ماله، رجل في المال من أخمص قدميه إلى شعرة رأسه، قال: فإذا به يتعلم كيف يتوضأ، وعمره فوق الخمسين سنة-نسأل الله السلامة والعافية- قال: فعلّمته الوضوء فذكر الله عز وجل ونزل معي إلى المسجد، فصلى، قال: فلما صلينا، وإذا بالوجه غير الوجه، وإذا بالنفس غير النفس، قال: والله، خرجت خارج المسجد أنتظره يخرج، وإذا بالرجل جالس يذكر الله عز وجل، فعجبت من أمره، قال: انتظرت، انتظرت أن يخرج حتى إني استعجلت في أذكاري أنتظره أن يخرج، قال: ما خرج، وإذا بالرجل جالس حتى مللت، يقول: فدخلت عليه وقلت: يا فلان، قال: لقد وجدت راحة ما وجدتها في عمري، لا يمكن أن أخرج من المسجد حتى أصلي العشاء. قال: فجلس وجلست معه نذكر الله عز وجل، ونتذاكر ما فيه الخير، من كلمة إلى كلمة، فأذّن بصلاة العشاء، وأقيم لصلاة العشاء، وصلى معي العشاء، ورجع إلى بيته منشرحاً قال غداً تأتيني -إن شاء الله- بعد العصر، قال فلما اتصلت إليه من الغد إذا بزوجته تقول: ماذا فعلتم بفلان؟ الليل كله وهو يصلي ويذكر الله عز وجل؟! يقول: شعرت بسعادة، يقول ما أريد أن تحل مشكلتي، هذا الذي أبحث عنه، الذي أبحث عنه ذكر الله عز وجل، ما وجدته في مالي، ما وجدته في ثرائي، ما وجدته فيما أنا فيه، يقول سبحان العظيم مضيت بعد العصر فإذا بفترة قليلة جلست حلّت المشكلة، وانتهى الأمر الذي كان عائقا له، وهو يحسب له الحساب الأكبر، ولكن بذكر الله، ومن كان مع الله؛ كان الله معه، ولو جلسنا نذكر في هذا؛ فإنه كثير من قليل مما يقع، فإن الله - I- مع عبده، وإذا ذكر العبد ربه كان الله معه، - نسأل الله العظيم رب العرش الكريم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ووجهه الكريم، أن يذيقنا حلاوة ذكره ولذة مناجاته، والإنابة إلى وجهه، إنه ولي ذلك والقادر عليه -.(/)
الحاسوب .. والمذهب الحقّ
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[13 Jan 2007, 01:30 م]ـ
كانت مسألة اختلاف المذاهب شغلاً شاغلاً للمسلم عموماً ولطلبة العلم على الخصوص على تطاول الأعصار والأزمان.
وألف الناس في أسباب اختلاف الفقهاء، فقصّروا وطوّلوا، وقالوا وقوّلوا ... ثم شاء الله أن يكون للمحدثين سطوة ليس هذا محل الخوض في سببها.
لكن يمكن إرجاع الأسباب إلى (تاريخي): يدرس ثبوت نقل النص أو يشكك في ثبوته أو يرده. وهو ميدان المحدثين.
و (دلالي): وهو مجال اللغويين والبلاغيين وآليات فهم النص، وكلاهما ميدان الفقهاء.
وحين جاء الحاسوب مكّن الناس من معرفة ما أجمع عليه الفقهاء من أحكام.
فوجد باحث قام بجمع أهم كتب الفقه المقارن وهي المغني والمحلى وفتح الباري والمجموع وشرح مسلم واختلاف الفقهاء للطبري ومراتب الإجماع ونقده وبداية المجتهد ونيل الأوطار والاستذكار لابن عبدالبر، كما قال ذلك في المقدمة. فاستخرج منها كل ما قالوا أجمعوا/وهو إجماع المسلمين/لا أعلم فيه خلافاً/وقول فلان من الصحابة ولا مخالف له يعرف/ فوجد أنها
14400 مسألة. جمعها بكتاب أسماه (موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي)
ومعروف أنه لا يعني بالإجماع هنا ما يعني به الأصوليون، بل ما حصل عليه اتفاق بين فقهاء الإسلام على دلالة النص القرآني والحديثي وغير ذلك.
وهكذا انحلت مشكلة المذهبية أخيرًا بعد أن شغلت الناس أكثر من ألف سنة.
فإن كان مذهبك مالكيا أو شافعيا أو حنفيا أو غير ذلك فإن أقاويل مذهبك الرئيسة متضمنة ولا بد ضمن ما أجمعوا عليه.
ولم يبق إلا ما اختلفوا فيه فتحدد واجب طالب العلم أن يرجح بين ما اختلفوا فيه وأن لا يخرج عن أقاويلهم قدر المستطاع.
وهكذا لم يعدْ من داع لاختلاف الدعاة وطلبة العلم من أهل السنة بعد اليوم، بعد أن يسر الله تعالى إمكان حصر ما أجمع عليه جميع من يعتد به من علماء الإسلام.
والحمد لله على نعمه التي لا تعدّ ولا تحصى.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Jan 2007, 09:10 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا دكتور عبدالرحمن على هذه المشاركة، وفي الحق أن الناظر في نعمة تقريب الحاسب الآلي للعلم من هذه الزاوية سينتفع به انتفاعاً كبيراً كما تفضلتم، وإن كان من الصعوبة تجاوز جهد الفقهاء من أهل المذاهب أو تجاوز التمذهب الفقهي الدراسي ذاته، ولكنه يقرب العلم ومذاهب الفقهاء وما اتفقوا عليه وما اختلفوا فيه للطالب الحريص، ولكن أين الجد في طلب العلم، والحرص على بلوغ مرتبة الاجتهاد بحقها في زماننا هذا؟ نسأل الله أن يوفق شباب الأمة وطلبة العلم إلى القيام بواجبهم في القيام بهذا العلم والدين على وجهه، والانتفاع بهذه التقنيات على أكمل وجه، وألا تكون قاطعة وصارفة عن العلم والجد في تحصيله.
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[18 Jan 2007, 12:37 م]ـ
وجزاك الله خيراً أخي د. عبدالرحمن وغفر لكم
نعم أخي فإن ما نعيش فيه من سهولة الحصول على المعلومة هو ولا ريب من أكبر نعم الله تعالى علينا التي لا نحصيها.
وبخصوص جمع كل ما اتفق عليه العلماء، أو ما ذكروا أنهم اتفقوا عليه أمر بحدّ ذاته لم يكن متيسرا للناس من قبل، وها نحن أولاء نراه مجموعا بيننا بين دفّتي كتاب ليوقف التعالم ويلقي الضوء على مسألة التمذهب التي يخوض فيها من باعه فتر ومن لا يتأثم من وزر.
ونسأل الله تعالى السلامة والعافية
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[28 Sep 2007, 12:11 ص]ـ
الباحث المشار إليه اسمه سعدي أبو جيب جزاه الله خيراً(/)
(التلبينة) وصية نبوية .. وحقيقة علمية
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[14 Jan 2007, 10:31 ص]ـ
"التلبينة" وصية نبوية .. وحقيقة علمية
ثمة أشياء تبدو في أعيننا بسيطة متواضعة القيمة .. لكن تأملها بعين الحكمة يكشف لنا عن كنوز صحية ندوس عليها ونحن نمضي في طريقنا نحو المدنية المعاصرة .. مثقلين بالشحوم ومكتظين بالسكر وملبكين معويا ومعنويا. ومن تلك الكنوز التي أغفلها بصر الإنسان ولم تغفلها بصيرة النبوة .. كنز التلبينة!!
http://www.islamonline.net/Arabic/science/2003/08/images/pic06.jpg
وهي حساء يُعمل من ملعقتين من دقيق الشعير بنخالته ثم يضاف لهما كوب من الماء، وتطهى على نار هادئة لمدة 5 دقائق، ثم يضاف كوب لبن وملعقة عسل نحل. سميت تلبينة تشبيها لها باللبن في بياضها ورقتها. وقد ذكرت السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي علية الصلاة والسلام أوصى بالتداوي والاستطباب بالتلبينة قائلا: "التلبينة مجمة لفؤاد المريض تذهب ببعض الحزن" صحيح البخاري.
ومن المذهل حقا أن نرصد التطابق الدقيق بين ما ورد في فضل التلبينة على لسان نبي الرحمة وطبيب الإنسانية وما أظهرته التقارير العلمية الحديثة التي توصي بالعودة إلى تناول الشعير كغذاء يومي؛ لما له من أهمية بالغة للحفاظ على الصحة والتمتع بالعافية.
تخفض الكولسترول وتعالج القلب
أثبتت الدراسات العلمية فاعلية حبوب الشعير الفائقة في تقليل مستويات الكولسترول في الدم من خلال عدة عمليات حيوية، تتمثل فيما يلي:
أ. تتحد الألياف المنحلة الموجودة في الشعير مع الكولسترول الزائد في الأطعمة فتساعد على خفض نسبته في الدم.
ب. ينتج عن تخمر الألياف المنحلة في القولون أحماض دسمة تمتص من القولون، وتتداخل مع استقلاب الكولسترول فتعيق ارتفاع نسبته في الدم.
ج. تحتوي حبوب الشعير على مركبات كيميائية تعمل على خفض معدلات الكولسترول في الدم، ورفع القدرة المناعية للجسم مثل مادة "بتا جلوكان" B-Glucan والتي يعتبر وجودها ونسبتها في المادة الغذائية محددا لمدى أهميتها وقيمتها الغذائية.
د. تحتوي حبوب الشعير على مشابهات فيتامينات "هاء" Tocotrienol التي لها القدرة على تثبيط إنزيمات التخليق الحيوي للكولسترول، ولهذا السبب تشير الدلائل العلمية إلى أهمية فيتامين "هاء" الذي طالما عرفت قيمته لصحة القلوب إذا تم تناوله بكميات كبيرة.
وعلى هذا النحو يسهم العلاج بالتلبينة في الوقاية من أمراض القلب والدورة الدموية؛ إذ تحمي الشرايين من التصلب -خاصة شرايين القلب التاجية- فتقي من التعرض لآلام الذبحة الصدرية وأعراض نقص التروية ( Ischemia)، واحتشاء عضلة القلب ( Heart Infarction).
أما المصابون فعليا بهذه العلل الوعائية والقلبية فتساهم التلبينة بما تحمله من خيرات صحية فائقة الأهمية في الإقلال من تفاقم حالتهم المرضية. وهذا يظهر الإعجاز في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "التلبينة مجمة لفؤاد المريض .. "، ومجمة لفؤاد المريض أي مريحة لقلب المريض!!
علاج للاكتئاب
كان الأطباء النفسيون في الماضي يعتمدون على التحليل النفسي ونظرياته في تشخيص الأمراض النفسية، واليوم مع التقدم الهائل في العلوم الطبية يفسر أطباء المخ والأعصاب الاكتئاب على أنه خلل كيميائي .. كما يثبت العلم الحديث وجود مواد تلعب دورًا في التخفيف من حدة الاكتئاب كالبوتاسيوم والماغنسيوم ومضادات الأكسدة وغيرها ... وهذه المواد تجتمع في حبة الشعير الحنونة التي وصفها نبي الرحمة بأنها "تذهب ببعض الحزن".
http://www.islamonline.net/Arabic/science/2003/08/images/pic06b.jpg
ولتوضيح كيف تؤثر المواد التي يحويها الشعير في الاكتئاب، وتخفف من حدته نذكر أهم تلك المواد المضادة للاكتئاب والموجودة في الشعير، ومنها:
(يُتْبَعُ)
(/)
- المعادن: فتشير الدراسات العلمية إلى أن المعادن مثل البوتاسيوم والماغنسيوم لها تأثير على الموصلات العصبية التي تساعد على التخفيف من حالات الاكتئاب، وفي حالة نقص البوتاسيوم يزداد شعور الإنسان بالاكتئاب والحزن، ويجعله سريع الغضب والانفعال والعصبية. وحيث إن حبة الشعير تحتوي على عنصري البوتاسيوم والماغنسيوم فالتلبينة تصلح لعلاج الاكتئاب، ويلاحظ هنا أن الدراسات العلمية تستخدم كلمة "التخفيف من حالات الاكتئاب"، ونجد ما يقابلها في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تذهب ببعض الحزن"، وهذه دلالة واضحة على دقة التعبير النبوي الذي أوتي جوامع الكلم.
- فيتامين " B": فقد يكون أحد مسببات أعراض الاكتئاب هو التأخر في العملية الفسيولوجية لتوصيل نبضات الأعصاب الكهربية، وهذا بسبب نقص فيتامين " B"؛ لذلك ينصح مريض الاكتئاب بزيادة الكمية المأخوذة من بعض المنتجات التي تحتوي على هذا الفيتامين كالشعير.
- مضادات الأكسدة: حيث يساعد إعطاء جرعات مكثفة من حساء التلبينة الغنية بمضادات الأكسدة (فيتامين E و A) في شفاء حالات الاكتئاب لدى المسنين في فترة زمنية قصيرة تتراوح من شهر إلى شهرين.
- الأحماض الأمينية: يحتوي الشعير على الحمض الأميني تريبتوفان Tryptophan الذي يسهم في التخليق الحيوي لإحدى الناقلات العصبية وهي السيروتونين Serotonin التي تؤثر بشكل بارز في الحالة النفسية والمزاجية الإنسان.
علاج للسرطان وتؤخر الشيخوخة
تمتاز حبة الشعير بوجود مضادات الأكسدة مثل (فيتامين E و A)، وقد توصلت الدراسات الحديثة إلى أن مضادات الأكسدة يمكنها منع وإصلاح أي تلف بالخلايا يكون بادئا أو محرضا على نشوء ورم خبيث؛ إذ تلعب مضادات الأكسدة دورا في حماية الجسم من الشوارد الحرة ( Free radicals) التي تدمر الأغشية الخلوية، وتدمر الحمض النووي DNA، وقد تكون المتهم الرئيسي في حدوث أنواع معينة من السرطان وأمراض القلب، بل وحتى عملية الشيخوخة نفسها.
ويؤيد حوالي 9 من كل 10 أطباء دور مضادات الأكسدة في مقاومة الأمراض والحفاظ على الأغشية الخلوية وإبطاء عملية الشيخوخة وتأخير حدوث مرض الزهايمر.
وقد حبا الله الشعير بوفرة الميلاتونين الطبيعي غير الضار، والميلاتونين هرمون يفرز من الغدة الصنوبرية الموجودة في المخ خلف العينين، ومع تقدم الإنسان في العمر يقل إفراز الميلاتونين.
وترجع أهمية هرمون الميلاتونين إلى قدرته على الوقاية من أمراض القلب، وخفض نسبة الكولسترول في الدم، كما يعمل على خفض ضغط الدم، وله علاقة أيضا بالشلل الرعاش عند كبار السن والوقاية منه، ويزيد الميلاتونين من مناعة الجسم، كما يعمل على تأخير ظهور أعراض الشيخوخة، كما أنه أيضا له دور مهم في تنظيم النوم والاستيقاظ.
علاج ارتفاع السكر والضغط
تحتوي الألياف المنحلة (القابلة للذوبان) في الشعير على صموغ "بكتينات" تذوب مع الماء لتكون هلامات لزجة تبطئ من عمليتي هضم وامتصاص المواد الغذائية في الأطعمة؛ فتنظم انسياب هذه المواد في الدم وعلى رأسها السكريات؛ مما ينظم انسياب السكر في الدم، ويمنع ارتفاعه المفاجئ عن طريق الغذاء.
ويعضد هذا التأثير الحميد للشعير على سكر الدم أن عموم الأطعمة الغنية بالألياف -منحلة وغير منحلة- فقيرة الدسم وقليلة السعرات الحرارية في معظمها، بينما لها تأثير مالئ يقلل من اندفاعنا لتناول الأطعمة الدسمة والنهم للنشويات الغنية بالسعرات الحرارية.
ولأن المصابين بداء السكري أكثر عرضة لتفاقم مرض القلب الإكليلي؛ فإن التلبينة الغنية بالألياف تقدم لهم وقاية مزدوجة لمنع تفاقم داء السكري من ناحية والحول دون مضاعفاته الوعائية والقلبية من ناحية أخرى .. وهكذا يمكننا القول بثقة إن احتساء التلبينة بانتظام يساعد المرضى الذين يعانون من ارتفاع السكر في دمهم.
كما أكدت الأبحاث أن تناول الأطعمة التي تحتوي على عنصر البوتاسيوم تقي من الإصابة من ارتفاع ضغط الدم، ويحتوي الشعير على عنصر البوتاسيوم الذي يخلق توازنا بين الملح والمياه داخل الخلية. كذلك فإن الشعير له خاصية إدرار البول، ومن المعروف أن الأدوية التي تعمل على إدرار البول من أشهر الأدوية المستعملة لعلاج مرضى ارتفاع ضغط الدم.
ملين ومهدئ للقولون
(يُتْبَعُ)
(/)
والجدير بالذكر أن الشعير غني بالألياف غير المنحلة وهي التي لا تنحل مع الماء داخل القناة الهضمية، لكنها تمتص منه كميات كبيرة وتحبسه داخلها؛ فتزيد من كتلة الفضلات مع الحفاظ على ليونتها؛ مما يسهل ويسرع حركة هذه الكتلة عبر القولون، وهكذا تعمل الألياف غير المنحلة الموجودة في الحبوب الكاملة (غير المقشورة) وفي نخالة الشعير على التنشيط المباشر للحركة الدودية للأمعاء؛ وهو ما يدعم عملية التخلص من الفضلات.
كما تعمل الألياف المنحلة باتجاه نفس الهدف؛ إذ تتخمر هلامات الألياف المنحلة بدرجات متفاوتة بواسطة بكتيريا القولون؛ مما يزيد من كتلة الفضلات، وينشط الأمعاء الغليظة؛ وبالتالي يسرع ويسهل عملية التخلص من الفضلات.
وأظهرت نتائج البحوث أهمية الشعير في تقليل الإصابة بسرطان القولون؛ حيث استقر الرأي على أنه كلما قل بقاء المواد المسرطنة الموجودة ضمن الفضلات في الأمعاء قلت احتمالات الإصابة بالأورام السرطانية، ويدعم هذا التأثير عمليات تخمير بكتيريا القولون للألياف المنحلة ووجود مضادات الأكسدة بوفرة في حبوب الشعير.
وفي النهاية نقول: إنه إذا كان كثير من الناس يتحولون اليوم من العلاج الدوائي إلى الطب الشعبي والتقليدي .. فإن من الناس أيضا من يتحول إلى الطب النبوي، وهم لا يرون فيه مجرد طريقة للحصول على الشفاء .. بل يرون فيه سبيلا للفوز بمحبة الله وفرصة لمغفرة الذنوب {قُلْ إِن كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} .. وهكذا يصبح للتداوي مبررات أخرى أعظم من الشفاء ذاته.
المصادر
دراسات كيميائية حيوية وتكنولوجية على حبوب الشعير1997م.
رسالة ماجستير، م. سحر مصطفى كامل، كلية الزراعة، جامعة القاهرة.
كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم.
كتاب شمائل الرسول لابن كثير.
كتاب العلاج بالتلبينة، إعداد عبد الكريم التاجوري.
كتاب الطب البديل مداواة بلا أدوية للدكتور محمد المخزنجي.
كتاب الغذاء ودوره في تنمية الذكاء للدكتور نبيل سليم علي.
كتاب الطب البديل للدكتور هاريس مايلوين. المصدر http://www.islamonline.net/Arabic/science/2003/08/Article06.shtml
راجع أيضاً http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?cid=1122797292944&pagename=IslamOnline-Arabic-Health_Counsel/HealthA/HealthA[/align](/)
حج النافلة
ـ[أبو المهند]ــــــــ[14 Jan 2007, 01:52 م]ـ
[أحبائي مما لا شك فيه أن القرآن الكريم أفرد الحج الأكبر بآيات بينات كما أفردت السنة النبوية المطهرة الفريضة
الخامسة بأحاديث كثيرة بينت ما في القرآن، وبناء على ذلك يسعدني أن تتفضلوا بالتعليق على ما أطرحه في ظلال
القرآن والسنة لقضية شغلتني كثيراً إثراءً لما أقتنع به، أو تغيراً لما أدين الله عليه من فكر في هذه القضية وهي تدور
حول حج النافلة فأقول:
ماذا تقولون في حج النافلة زمن التوسع الكبير في عدد الحجاج؟
ماذا تقولون عن حج النافلة لمن يسلك طرقا غير نظامية ليصل إلى مبتغاه؟
ماذا عن حج النافلة لمن يحج مفترشا الأرض ملتحفا السماء دون مأوى؟
ما الرأي في حج النافلة لمن يري ويسمع عن فقر شديد في أماكن متعددة من أرض الإسلام، ومنها أرضه ووطنه؟
أليس للحاج الذي أتى من الفجاج العميقة متحملا في سبيل ذلك الأموال الكثيرة الحق الأكبر في أن يؤدي الفريضة
بكامل الراحة والهدوء، بلا زحام قد يؤدي إلى القتل.
ماذا عن أصحاب الأرقام القياسية في الحج؟ هل من الدين التشدق بعدد مرات الحج؟
أليس من فقه الأولويات أن يترك المسلم الذي أدى الفريضة المجال لغيره، فيتصدق في مشفى أو أي عمل خيري، ولو
بإعانة من لم يحج، فيكون أكثر ثواباً ممن حج نافلة؟؟
إنني أعجب أشد العجب من أناس في مصاف العلماء يكررون حج النافلة كلهم إصرار على ذلك، وقد لا يتوفر لهم من
الراحة والسكن ما به يؤدون الفريضة كما أراد الله ورسوله بسبب عدم وجودهم في حملة تؤويهم!! فهل هذا من شريعة
الإسلام؟؟
أخيرا وليس آخراً إنني مؤمن تماما بحج النافلة عند وجود أسبابه والجو الذي يعين عليه، ومؤمن تماماً بأن أبواب الخير
أكثر من أن تحصى، بدليل الأحاديث الصحيحة التي وردت في خير العمل، ومؤمن تماما أنه يجب تجويد فقه العبادات
قبل أداء العبادات. فما تقولون في هذه القضية؟ فهل من معلق نفيد منه؟
ـ[محب الطبري]ــــــــ[14 Jan 2007, 06:56 م]ـ
ينقل إلى المنتدى المفتوح.
ثم إن الحجاج بأمس الحاجة إلى العلماء ولو لم يكونوا في حملات تؤيهم على حد قولك، وهذا من شريعة الإسلام، وأعتذر عن البسط لضيق الوقت وعدم المقتضى .....
ـ[أبو المهند]ــــــــ[15 Jan 2007, 11:34 ص]ـ
أشكر لك هذا التحليل الرفيع الراقي خاصة عبارة " على حد قولك" وعبارة "مع عدم المقتضي" مع إيناسنا في الكاتب
العمق في تحرير محل النزاع، ويبدو أن الحج لا صلة له بالقرآن والسنة وعليه نقل الموضوع برمته إلى الملتقى
المفتوح؟؟!!!!!!!!
ـ[د. إلياس أنور]ــــــــ[15 Jan 2007, 12:30 م]ـ
] أشكر لفضيلة الأستاذ الدكتور خضر طرقه هذا الموضوع وأقول:
إن تكرار الحج كل عام من غير ضوابط كما ذكر فضيلته فيه ما فيه من تعكير صفو الموسم ومزاحمة الحجاج الضيوف
الذين قدموا من الخارج، ولعل الأحداث المؤسفة في العام الماضي وما سبق تؤكد ما أقول، فمن ترك حج النافلة بنية
ترك الفرصة وعدم مزاحمة الضيوف له من الأجر الجزيل الذي قد يساوي حج النافلة، لأن تكرار الحج سنة والتيقن من أن
عدم إيذاء المؤمن فرض، وقصة عمر في هذا الشأن مشهورة، أما العلماء فلله الحمد والمنة فالدولة قد حصنت الحج
بجيش من أفاضل العلماء وبجميع اللغات، وعليه ينبغي لنا أن نتعاون مع المسئولين في تيسير أمر الحج وترك الفرصة
لضيوف الرحمن بعدم تكرار الحج كل عام بل بجعل بعض السنوات فاصلا بين كل حجتين، وأيضا من أراد تكرار زيارة
البيت الحرام فعليه بالعمرة لأن فيها من الأجرالعظيم ما فيها خاصة في رمضان
ـ[يسري خضر]ــــــــ[11 Nov 2008, 07:11 م]ـ
جزي الله الدكتور عبد الفتاح خضر خير الجزاء علي تقديم هذا الموضوع وتقديم تلك الاسئلة التي تدعو الي التفكير فيه وبمناسبة اقتراب موسم الحج انقل هنا فتوي العلامة القرضاوي عن تكرار الحج
السؤال: يحرص بعض المسلمين على أن يحجوا كل عام، وأن يعتمروا أيضًا في كل رمضان، أليس أولى أن يبذلوا ما ينفقونه في سبيل الله، أم تعتبر النفقة في تكرار الحج والعمرة أفضل من الصدقة والإنفاق في سبيل الله ونصرة الإسلام؟
- الإجابة:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
ينبغي أن يعلم أن أداء الفرائض الدينية أول ما يطالب به المكلف، وبخاصة ما كان من أركان الدين، كما أن التطوع بالنوافل مما يحبه الله تعالى، ويقرب إلى رضوانه.
وفي الحديث القدسي الذي رواه البخاري: " ما تقرب إلى عبدي بمثل أداء ما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به .. " الحديث.
ولكن ينبغي أن نضع أمام أعيننا القواعد الشرعية التالية ..
اولا:أن الله تعالى لا يقبل النافلة حتى تؤدي الفريضة.
وبناء عليه، نرى أن كل من يتطوع بالحج أو العمرة وهو - مع هذا - يبخل بإخراج الزكاة المفروضة عليه كلها أو بعضها، فحجه وعمرته مردودان عليه.
وأولى من إنفاق المال في الحج والعمرة أن يطهره أولاً بالزكاة.
ومثل ذلك من كان مشغول الذمة بديون العباد من التجار وغيرهم، ممن باع له سلعة بثمن مؤجل فلم يدفعه في أوانه، أو أقرضه قرضًا حسنًا، فلم يوفه دينه.
فهذا لا يجوز له التنفل بالحج أو العمرة قبل قضاء ديونه.
ثانيًا: أن الله لا يقبل النافلة إذا كانت تؤدي إلى فعل محرم، لأن السلامة من إثم الحرام مقدمة على اكتساب مثوبة النافلة.
فإذا كان يترتب على كثرة الحجاج المتطوعين إيذاء لكثير من المسلمين، من شدة الزحام مما يسبب غلبة المشقة، وانتشار الأمراض، وسقوط بعض الناس هلكى، حتى تدوسهم أقدام الحجيج وهم لا يشعرون، أو يشعرون ولا يستطيعون أن يقدموا أو يؤخروا - كان الواجب هو تقليل الزحام ما وجد إلى ذلك سبيل.
وأولى الخطوات في ذلك أن يمتنع الذين حجوا عدة مرات عن الحج ليفسحوا المجال لغيرهم، ممن لم يحج حجة الفريضة.
وقد ذكر الإمام الغزالي من الآداب التي يجب أن يراعيها الحاج: ألا يعاون أعداء الله سبحانه بتسليم المكس (وهو ضريبة تؤخذ ظلمًا) وهم الصادون عن المسجد الحرام من أمراء مكة، والأعراب المترصدين في الطريق. فإن تسليم المال إليهم، إعانة على الظلم وتيسير لأسبابه عليهم، فهو كالإعانة بالنفس، فليتلطف في حيلة للخلاص. فإن لم يقدر فقد قال بعض العلماء - ولا بأس بما قاله - إن ترك التنفل بالحج والرجوع عن الطريق أفضل من إعانة الظلمة.
ولا معنى لقول القائل: إن ذلك يؤخذ مني وأنا مضطر. فإنه لو قعد في البيت، أو رجع من الطريق لم يؤخذ منه شيء، فهو الذي ساق نفسه إلى حالة الاضطرار. (انظر: الإحياء ج 1 ص 236ط. الحلبي. وانظر أيضًا كتابنا: " العبادة في الإسلام " ص 324 وما بعدها، ط ثانية أو ثالثة).
وشاهدنا من هذا النقل: أن التنفل بالحج إذا كان من ورائه ارتكاب محرم، أو مجرد معاونة عليه، ولو غير مباشرة، غير محمود ولا مشروع، وتركه أولى بالمسلم الذي يسعى لإرضاء ربه. وهذا هو الفقه النير.
ثالثًا: أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وخصوصًا إذا كانت المفاسد عامة، والمصالح خاصة.
فإذا كانت مصلحة بعض الأفراد أن يتنفل بالحج مرات ومرات. وكان من وراء ذلك مفسدة عامة للألوف ومئات الألوف من الحجيج مما يلحقهم من الأذى والضرر في أنفسهم وأبدانهم حتى هؤلاء المتنفلون أيضًا يتأذون من ذلك - كان الواجب منع هذه المفسدة بمنع ما يؤدي إليها وهو كثرة الزحام.
رابعًا: إن أبواب التطوع بالخيرات واسعة وكثيرة، ولم يضيق الله على عباده فيها، والمؤمن البصير هو الذي يتخير منها ما يراه أليق بحاله، وأوفق بزمانه وبيئته.
فإذا كان في التطوع بالحج أذى أو ضرر يلحق بعض المسلمين - فقد فسح الله للمسلم مجالات أخر، يتقرب بها إلى ربه دون أن تؤذي أحدًا.
فهناك الصدقة على ذوي الحاجة والمسكنة، ولا سيما على الأقارب وذوي الأرحام فقد جاء في الحديث: " الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم ثنتان: صدقة وصلة " (رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة والحاكم عن سلمان بن عامر الصيفي بإسناد صحيح) وقد تكون نفقتهم عليه واجبة، إذا كان من أهل اليسار وهم من أهل الإعسار.
وكذلك على الفقراء من الجيران، لما لهم من حق الجوار بعد حق الإسلام، وقد ترتفع المساعدة المطلوبة لهم إلى درجة الوجوب، الذي يأثم من يفرط فيه.
ولهذا جاء في الحديث: " ليس بمؤمن من بات شبعان وجاره إلى جنبه جائع". (رواه الطبراني وأبو يعلي عن ابن عباس ورواه الحاكم عن عائشة والطبراني والبزار عن أنس مع اختلاف في اللفظ).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهناك الإنفاق على الجمعيات الدينية، والمراكز الإسلامية، والمدارس القرآنية، والمؤسسات الاجتماعية والثقافية التي تقوم على أساس الإسلام، ولكنها تتعثر وتتخبط، لعدم وجود من يمولها ويعينها. على حين تجد المؤسسات التبشيرية مئات الملايين من الدولارات أو الجنيهات أو غيرها من العملات، ترصد لها، ولإنجاحها في سبيل التشويش على الإسلام، وتمزيق وحدة المسلمين، ومحاولة إخراج المسلم عن إسلامه، إن لم يكن إدخاله في النصرانية. المهم زعزعة إسلامه وإن بقي بغير دين.
وإخفاق كثير من المشروعات الإسلامية ليس لقلة مال المسلمين، فمن الأقطار الإسلامية اليوم ما يعد أغنى بلاد العالم، ولا لقلة أهل الخير والبذل فيهم، فلا زال في المسلمين الخيرون الطيبون، ولكن كثيرًا من البذل والإنفاق يوضع في غير موضعه.
ولو أن مئات الألوف الذين يتطوعون سنويا بالحج والعمرة رصدوا ما ينفقون في حجهم وعمرتهم لإقامة مشروعات إسلامية، أو لإعانة الموجود منها، ونظم ذلك تنظيمًا حسنًا، لعاد ذلك على المسلمين عامة بالخير وصلاح الحال والمآل، وأمكن للعاملين المخلصين للدعوة إلى الإسلام أن يجدوا بعض العون للصمود في وجه التيارات التبشيرية والشيوعية والعلمانية وغيرها من التيارات العميلة للغرب أو الشرق، التي تختلف فيما بينها، وتتفق على مقاومة الاتجاه الإسلامي الصحيح، وعرقلة تقدمه، وتمزيق الأمة الإسلامية بكل سبيل.
هذا ما أنصح به الإخوة المتدينين المخلصين الحريصين على تكرار شعيرتي الحج والعمرة أن يكتفوا بما سبق لهم من ذلك، وإن كان ولابد من التكرار، فليكن كل خمس سنوات، وبذلك يستفيدون فائدتين كبيرتين لهم أجرهما:
الأولى: توجيه الأموال الموفرة من ذلك لأعمال الخير والدعوة إلى الإسلام، ومعاونة المسلمين في كل مكان من عالمنا الإسلامي، أو خارجه حيث الأقليات المسحوقة.
الثانية: توسيع مكان لغيرهم من المسلمين الوافدين من أقطار الأرض، ممن لم يحج حجة الإسلام المفروضة عليه. فهذا أولى بالتوسعة والتيسير منهم بلا ريب. وترك التطوع بالحج بنية التوسعة لهؤلاء، وتخفيف الزحام عن الحجاج بصفة عامة، لا يشك عالم بالدين أنه قربة إلى الله تعالى، لها مثوبتها وأجرها " وإنما لكل امرئ ما نوى ".
ومما يذكر هنا: أن جنس أعمال الجهاد أفضل من جنس أعمال الحج، وهذا ثابت بنص القرآن، يقول تعالى: (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ)
(سورة التوبة: 19، 20).
والله أعلم.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Nov 2008, 02:29 ص]ـ
شكر الله لكم يا سعادة الدكتور يسري على إحياء هذا الموضوع الذي سطرته منذ زمن وجزى الله أستاذنا القرضاوي خيراً على هذا الإيضاح المهم الذي يلهمه السعداء ويحرمه الأشقياء خاصة من ينام في الطرقات وبجوار الجيف مع كشف العورات واسمه يحج كل عام وقد يضن على نفسه بالفتيل والقطمير والنقير، ولله في خلقه شؤون. والله الموفق
ـ[خليل إسماعيل الياس]ــــــــ[13 Nov 2008, 06:03 ص]ـ
ولاثراء هذا الموصوع القيم اليكم ما نقله الغزالي في هذا الصدد
ذكر الغزالي في الاحياء ان رجلا جاء يودِّع بشر بن الحارث وقال عزمتُ على الحجِّ فتأمرني بشيء؟ فقال بشر كم أعددتَ للنفقة؟ فقال الرجل ألفَي درهم، قال بِشْر فأي شيء تبتغي بحجِّك؟ تزهداً أو اشتياقاً إلى البيت أو ابتغاء مرضاة الله؟ قال الرجل ابتغاء مرضاة الله قال بِشْر فإن أصبتَ مرضاة الله وأنت في منزلك، وتنفق ألفي درهم، وتكون على يقين من مرضاة الله أتفعل ذلك؟ قال الرجل نعم قال اذهب فأعطها عشرةَ أنفس مديون يقضي دينه، وفقير يلمُّ شَعثه، ومعيل يغني عياله، ومربّي يتيم يفرحه، وإن قويَ قلبك تعطيها واحداً فافعل، فإنَّ إدخالك السرورَ على قلب المسلم وإغاثة اللهفان وكشفَ الضرِّ وإعانة الضعيف أفضل من مائة حجة بعد حجة الإسلام! قمْ فأخْرِجها كما أمرناك، وإلا فقل لنا ما في قلبك؟ قال الرجل يا أبا نصر سَفري أقوى في قلبي! فتبسم بِشْر-رحمه الله- وأقبل عليه وقال له المال إذا جمع من وسخ التجارات والشبهات اقتضت الأنفس أن تقضي به وطراً فأظهرت الأعمال الصالحات، وقد آل اللهُ على نفسه ألاَّ يَقبل إلا عمل المتقين.
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[14 Nov 2008, 06:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فتحية للإخوة جميعا وقد تأملت في ماطرحه شيخنا الكريم، فوجدت أنه قد تكون هناك فائدة لمن حج ثانية اوثالثة وكان نائبا عن غيره .... وخاصة في ظل انتظاره خمسا قبل ان يحج ..
وهناك فئات تأتي للعمل في الحج فتحج مرات كل عام وهذه الفئة تعلم أن هذه الفرصة لاتُضيَع ...
ولكن اتفق مع ماطرحه الدكتور في ثني الإنسان نفسه عن التكرار وطلبه غاية اعظم يصرف لها ماله وجهده ... والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[14 Nov 2008, 08:12 ص]ـ
(وفي ذلك فليتنافس المتنافسون).
قبل أن ينعم علي بالحج منذ سنتين، كنت ممن يلومون الحجيج على تكرار الحج لتضييقهم على من لم يحج من قبل. وكنت متأثرا في ذلك بما أقرأه في ذلك من فتاوى.
غير أنني بعد أن تذوقت متعة الرحلة، ولذة ملاقاة المسلمين من أصقاع العالم، وتكحيل العين بالنظر إلى الكعبة المشرفة وبقية المزارات، أصبحت أمنّي النفس بالعودة إلى هناك كلما وجدت لذلك سبيلا.
فهل من يرغب إلى الله ويكثر من شد الرحال إليه يستحق اللوم؟ خصوصا إن كان من العلماء؟
ـ[أبو المهند]ــــــــ[15 Nov 2008, 01:42 ص]ـ
[ QUOTE= محمد بن جماعة;65789
فهل من يرغب إلى الله ويكثر من شد الرحال إليه يستحق اللوم؟ خصوصا إن كان من العلماء؟ [/ quote]
سؤال له وجاهته
وقبل أن نمهر السؤال بجواب من حق الأخ الفاضل الأستاذ ابن جماعة أن ندعو الله له ولنا بالقبول، فحجك مبرور وذنبك مغفور ـ إن شاء الله تعالى ـ.
ودونك مداخلتي حول سؤالك الذي أدري سلفاً أنه ليس استفهاما بل هي قناعة جاءت في صورة استفهام فحسب.
هل من يرغب في الله ويكثر في شد الرحال إليه سبحانه يستحق اللوم؟؟؟؟
قلت: أخي المفضال إن الإسلام يحمل من العبادات والقربات الكثير والكثير فهناك العبادات البدنية وهناك العبادات المالية وهناك العبادات البدنية المالية، والحج جمع بين تعبد الله بالبدن وتعبده بالمال، وعندما نمحص الأمر نجد أن المال يجب أن نعبد الله به من خلاله في الواجبات، وقد حرَّم الإسلام إنفاق المال في غير ضرورة واجبة ولو كان على التوسع في المباحات!!!
والقضية تكمن فيمن حج الفريضة وهو يعلم ويعي أن حوله من الجياع الذين رأيتهم بأم عيني في قناة الجزيرة يأكلون ـ أول أمس ـ أوراق الشجر وهم من المسلمين الموحدين فهل يليق بواحد في مصر مثلا يدفع أكثر من مئة ألف جنيه مصري ليحج نافلة ويترك الفقر والعوز والمرض والبطالة تضرب أكباد الناس؟!!!!
ولو تنبه المشتاق والولهان ومن يريد أن تكتحل عينه برؤية الكعبة المشرفة أن حرمة المسلم أعظم من حرمة الكعبة ـ وهي ما هي عند الله وعندنا ـ لاتفق مع غيره من الموحدين المسلمين العباد وأغنوا بهذا المبلغ بيوتا لا بيتا واحدا، ولجمعوا للعاطلين عن العمل فرصة عمل ولو بمشاريع صغيرة أو متناهية في الصغر.
إننا لننظر إلى حج النافلة على أنه مليارات لم يفرض الله علينا صرفها بل أوجبها صارفها على نفسه وهي غير واجبة، ولو أعان بها محتاجا أو ستر بها مسلما أو أسهم بها في رفع الضر والمرض عن مريض لكان ذلك أفضل عند الله ملايين المرات من حج النافلة.
ولن أبتعد عن تطبيق ذلك فيوم أن جوَّدت هذا الفهم قررت أن أحجها مرة من بلاد اليمن منذ 1996 م ثم منَّ الله عليَّ وحطت رحالي العلمية في بلاد الحرمين الشريفين، وبالرغم من أنني أعرف كيف أحج كل عام بدراهم معدودة أو بمبالغ كبيرة وفي كل معرفةٍ وتنفيذٍ ـ إن شاء الله تعالى ـ إلا أنني مع دراستي لفقه الأولويات ما ثنَّيت الحج إلا العام الماضي لوجود من وجب عليه الحج في أسرتي فقررت المرافقة وشعرت بجمال وجلال وحلاوة الطاعة في الحج الأكبر إلا أنني لا زلت متمسكاً بقاعدة نبوية شريفة يحكيها هذا الجواب المبارك: عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَجُلا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ وَأَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ , أَوْ تَكَشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا، وَلأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخِ فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ شَهْرًا، وَمَنَ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللَّهُ قَلْبَهُ رَجَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يَتَهَيَّأَ لَهُ أَثْبَتَ اللَّهُ قَدَمَهُ يَوْمَ تَزُولُ الأَقْدَامِ. {واه الطبراني في المعجم الكبير} لو تدبرنا هذا المنطق النبوي الشريف لقلنا الكثير النافع في مسألة حج النافلة.
وأضرب مثلا من بلدي الغالية مصر التي علمونا فيها هذا المثل " شجرة لا تظل أهلها تستحق قطعها "
وأقول: ما الذي أفاده الفقير من تكرار الحج؟ وما الذي عاد على المريض الذي لا يجد الدواء من تكرار الحج؟ وهل عاد الحاج المتنفل بمعشار ما عاد به من يتلمس حوائج الناس وحوالك لياليهم، من ثواب؟؟؟!!
إننا نريد دراسة فقه الأولويات لنقف على ما يجب تقديمه وما يجب تأخيره.
أما العلماء وحجهم فكله نفع يتعداهم إلى غيرهم فهم كالغيث المغيث، ولكن ليتها لا تقتصر على ثلة من العلماء بل يكون هناك جيوش متغايرة في كل عام ن ولكن حج العلماء الآن كمناقشة الرسائل العلمية فمن له من يدعوه حج مرات ومرات ومن لا فلا فتأمل ..... والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[15 Nov 2008, 02:16 ص]ـ
أحسن الله إليك شيخنا.
ـ[مُتَّبِعَة]ــــــــ[17 Nov 2008, 05:01 ص]ـ
شيخنا الفاضل
جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم
...
هناك حديث شريف حَسُنَ لذاته وصَحَّ لشاهِدَيْه وهو عن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهبِ والفضةِ، وليس للحجة المبرورة جزاءٌ إلا الجنة " (1).
محل الشاهد في الحديث هو قوله صلى الله عليه وسلم: " تابعوا " أي اجعلوا أحدهما تابعا للآخر، واقعا على عقبه، أي: إذا حججتم فاعتمروا، وإذا اعتمرتم فحجوا، فإنهما متابعان (2).
فهل من توجيه كريم جزاكم الله خيرا وأمتع بعلومكم ونفع؟
---------------------------
(1) شرح السنة للإمام البغوي: 7/ 7.
(2) حاشية شرح السنة للإمام البغوي: 7/ 7.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[17 Nov 2008, 12:20 م]ـ
مُتَّبِعَة;65948] شيخنا الفاضل
جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم
آمين وإياكم
هناك حديث شريف حَسُنَ لذاته وصَحَّ لشاهِدَيْه وهو عن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهبِ والفضةِ، وليس للحجة المبرورة جزاءٌ إلا الجنة " (1) محل الشاهد في الحديث هو قوله صلى الله عليه وسلم: " تابعوا " أي اجعلوا أحدهما تابعا للآخر، واقعا على عقبه، أي: إذا حججتم فاعتمروا، وإذا اعتمرتم فحجوا، فإنهما متابعان (2).
فهل من توجيه كريم جزاكم الله خيرا وأمتع بعلومكم ونفع؟
يا أختنا لا أحد ينكر فضل الحج والعمرة والمتابعة بينهما فالطاعة هي الطاعة والثواب حاصل إن شاء الله والأجر كائن، ولكن الأمر في نقاشنا يدور حول نقطة واحدة فحسب وهي: " إذا كان لدينا من يحتاج إلى القليل ليعيش أو ليُساعد به فهل نحج نافلة غير مكترثين ببطون جائعة وأجساد عارية وأُسَرٍ تفترش الغبراء وتلتحف الخضراء؟
في حين أن مليارات تخص ما لم يفترضه الله علينا يمكن أن تكون أفعل في الثواب من المتابعة بين الحج والعمرة.
ولنا أن نتدبر لماذا حج رسولنا الكريم مرة واحدة هي حجة الوداع؟؟!!!
إن عدم الإحساس بجسد الأمة وما فيه من كلْم وجراحات تسعب دما وتقسيم الناس إلى فقراء وأغنياء، فلا الغني يشعر بالفقير، ولا الفقير يجد عطف الغني هو الذي جعلنا تستشعر لونا من الغرابة في طرح مثل هذه المسألة، وما حصار غزة المسلمة عنا ببعيد.
ولكن للنَّصَفة نقول:
يمكن لمن يستطيع أن يوازن بين حج النافلة في كل عام وبين التصدق والعطف على الفقراء والإحساس بهم أن ينال الأجرين ولا عتب عليه ولا تثريب.
والموفق من وفقه الله تعالى.
ـ[مُتَّبِعَة]ــــــــ[17 Nov 2008, 11:21 م]ـ
إن عدم الإحساس بجسد الأمة وما فيه من كلْم وجراحات تسعب دما وتقسيم الناس إلى فقراء وأغنياء، فلا الغني يشعر بالفقير، ولا الفقير يجد عطف الغني هو الذي جعلنا تستشعر لونا من الغرابة في طرح مثل هذه المسألة، وما حصار غزة المسلمة عنا ببعيد.
شيخنا الفاضل: المسألة لا غرابة فيها ولا في طرحها، ويحضرني الآن موقف لأمير المؤمنين في الحديث عبدالله بن المبارك رحمه الله: كان من الأثرياء، فعاما يحج ومعه من شاء من الحجاج، وعاما يغزو مجاهدا في سبيل الله، وفي أحد أعوامه التي أراد الحج فيها لاحظ أثناء طريق الحج جارية تلتقط ميتة، فلما استوضحها قالت: قد حَلَّتْ لنا الميتة منذ ثلاثة أيام، فأعطاها ما معه من مؤنة الحج وقفل ومن معه عائدين إلى ديارهم وقد ألغى حج ذاك العام.
ولكن للنَّصَفة نقول:
يمكن لمن يستطيع أن يوازن بين حج النافلة في كل عام وبين التصدق والعطف على الفقراء والإحساس بهم أن ينال الأجرين ولا عتب عليه ولا تثريب.
والموفق من وفقه الله تعالى.
جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم
ـ[أبو المهند]ــــــــ[18 Nov 2008, 12:52 ص]ـ
، وفي أحد أعوامه التي أراد الحج فيها لاحظ أثناء طريق الحج جارية تلتقط ميتة، فلما استوضحها قالت: قد حَلَّتْ لنا الميتة منذ ثلاثة أيام، فأعطاها ما معه من مؤنة الحج وقفل ومن معه عائدين إلى ديارهم وقد ألغى حج ذاك العام.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذن هلا تحوَّل آلاف من المسلمين الذين يحجون نافلة فصنعوا صنيع ابن المبارك؟؟؟؟!!! اللهم يسر وبشر بالخير
ـ[يسري خضر]ــــــــ[19 Nov 2008, 02:28 ص]ـ
.د يوسف القرضاوي
السؤال:
قريب لنا من العائلة يستعد هذا العام لأداء فريضة الحج للمرة الخامسة مع أنه يوجد في مدينتنا فقراء و معدمين، حاولت إقناعه دون جدوى بأن هناك أولويات في ديننا فهل من رسالة توجهونها إليه؟ وجزاكم الله خيراً على ما تقدموه.
الجواب:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
فلا يشك عالم يعرف أولويات الإسلام ويعرف ما حقُّه التقديم وما حقُّه التأخير، في الأولويات التي يجب مراعاتها، وهذا الذي أنادي به منذ سنوات وهو ماأسميه "فقه الأولويات".
يجب أن نعلم أن الإسلام في تكاليفه ليس على مستوى واحد، هناك مراتب للأعمال، النبي صلى الله عليه وسلم يقول "الإيمان بضعٌ وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق" إذن هناك أدنى وهناك أعلى وهناك في الوسط شيء، والله تعالى يقول (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله).
فالأشياء ليست متساوية، نريد أن نفقِّه المسلمين هذا الفقه، أنا رأيت من قديم أناساً يظلمون العُمَّال الذين يعملون عندهم، يظلمون المستأجرين الذين يستأجرون أرضهم أو عقاراتهم ورأيت أناساً من قديم في قريتي فلاحين، يعملوا عند فلان المالك أو مستأجرين الأرض، والأرض تأكلها الدودة وهو لا يسامحهم في فلس واحد، ثم يأتي ليحج للمرة الثالثة أو العاشرة، ولو أعطى هؤلاء حقوقهم كان أفضل من أن يكرر الحج.
العلماء قالوا: إن الله لا يقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة، ومن شغله الفرض عن النفل فهو معذور، ومن شغله النفل عن الفرض فهو مغرور، فنحن في حاجةإلى هذا.
جاء عن سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله أنه قال: "في آخر الزمان يكثر الناس من الحج بلا سبب، يهون عليهم السفر ويبسط لهم في الرزق فيهوي بأحدهم بعيره بين الرمال والقفار، يضرب في الأرض للحج وجاره إلى جنبه مأسور لا يواسيه.
فهو يقول لك أنه يذهب ليحج ويضرب في الرمال والقفار وجاره تاركه يأسره الجوع أو الفقر أو الحاجة لا يواسيه، وهذا ما يحدث حالياً.
جاء رجل إلى بشر بن الحارث الشهير عند المتصوفة والزُهَّاد وكان من زُهَّاد الأمة وربانيِّيها جاءه رجل وقال له يا أبا نصر إني أردت الحج وجئتك استوصيك فهل توصيني بشيء؟ قال له: كم أعددت من النفقة للحج؟ قال: ألفي درهم، وألف درهم في ذلك الوقت مبلغ طائل فالدرهم قوة شرائية ضخمة، فقال له: هل تريد الحج تزهُّداً أو اشتياقاً إلى البيت أم ابتغاء مرضاة الله؟ قال: والله ابتغاء مرضاة الله، قال: هل أدلُّك على ما تحقِّق به مرضاة الله وأنت في بلدك ومنزلك؟ إذا دللتك على شيء من هذا تفعل؟ قال: أفعل، قال: تذهب تعطي هذا المبلغ عشرة أنفس، فقير ترمِّم فقره، ويتيم تقضي حاجته ومدين تقضي عنه دَينه، ومُعيل تخفِّف عنه أعباء عياله، ... وعدَّ له عشرة من الناس وقال: ولو أعطيتها واحد تسدُّ بها حاجته فهو أفضل، أي تكفيه وتحل مشكلته بالألفي درهم هذه، فقال له: يا أبا نصر السفر في قلبي أقوى، فقال له: إن المال إذا جُمِع من وسخ التجارات والشبهات أبت النفس إلا أن تقضيه في شهوتها، يعني الناس تشتهي أن تروح للحج فيما هو أفضل وفيما هو أنفع للمسلمين.
وأنا أرى أن تكرار الحج دون سبب، وترك الأولويات هذا من عدم الفقه، وأولى أن يفهم المسلم أنه حين يطعم جائعاً أو يداوي مريضاً أو يؤوي مشرَّداً أو يكفل يتيماً أو يقضي حاجة أرملة أو يبني مدرسة لمجموعة إسلامية في آسيا أو أفريقيا أو مسجداً أو يساهم في مشروع ذي بال بأن هذا أفضل عند الله.
والمفروض أن يشعر المسلم بالنشوة واللذة الروحية لكل هذه الأعمال الجليلة القدر أكثر مما يكرر الحج ويذهب ويطوف بالبيت ويقول "لبيك اللهم لبيك" فهذا قطعاً للأسف دليل على قصور الفقه، وفقه الأولويات عنده.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلو أن المسلمين فهموا هذا لاستطعنا أن نستفيد من المليارات كل عام، وهذه المليارات لو وجدت جهة تنظمها وتقوم على صندوق اسمه صندوق بدائل الحج، لمن يريد ثواباً أكثر من حج التطوع، فيأتي الإخوة الذين قرروا ألا يكرروا الحج، والأخوة الذين يحجون حج خمس نجوم بـ 20 ألف وبـ 30 ألف، ويدفعوا نفقة الحج لصندوق بدائل الحج لمصالح المسلمين في العالم، فإن هذه المبالغ كلها لو دُفعت لسدَّت مسدَّاً، وسدت ثُغرة في حياة المسلمين وفي حاجات المسلمين، لذلك أقول ليت هذا الوعي يحدث في الأمة.
والله أعلم.
والشكر موصول للأستاذ الدكتور عبد الفتاح خضر
ـ[أبو المهند]ــــــــ[19 Nov 2008, 12:20 م]ـ
[ QUOTE= يسري خضر;66072].د يوسف القرضاوي
أنا رأيت من قديم أناساً يظلمون العُمَّال الذين يعملون عندهم، يظلمون المستأجرين الذين يستأجرون أرضهم أو عقاراتهم ورأيت أناساً من قديم في قريتي فلاحين، يعملوا عند فلان المالك أو مستأجرين الأرض، والأرض تأكلها الدودة وهو لا يسامحهم في فلس واحد، ثم يأتي ليحج للمرة الثالثة أو العاشرة، ولو أعطى هؤلاء حقوقهم كان أفضل من أن يكرر الحج.
قلت: ولا زلنا نري ما تشيب له النواصي من هذا القبيل قال تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً {103} {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} {الكهف104}
جاء عن سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله أنه قال: "في آخر الزمان يكثر الناس من الحج بلا سبب، يهون عليهم السفر ويبسط لهم في الرزق فيهوي بأحدهم بعيره بين الرمال والقفار، يضرب في الأرض للحج وجاره إلى جنبه مأسور لا يواسيه. فلنتأمل أقوال السلف الصالح ولنعمل بعملهم.
وأنا أرى أن تكرار الحج دون سبب، وترك الأولويات هذا من عدم الفقه، وأولى أن يفهم المسلم أنه حين يطعم جائعاً أو يداوي مريضاً أو يؤوي مشرَّداً أو يكفل يتيماً أو يقضي حاجة أرملة أو يبني مدرسة لمجموعة إسلامية في آسيا أو أفريقيا أو مسجداً أو يساهم في مشروع ذي بال بأن هذا أفضل عند الله.
والمفروض أن يشعر المسلم بالنشوة واللذة الروحية لكل هذه الأعمال الجليلة القدر أكثر مما يكرر الحج ويذهب ويطوف بالبيت ويقول "لبيك اللهم لبيك" فهذا قطعاً للأسف دليل على قصور الفقه، وفقه الأولويات عنده.
َسِلَم قلمُك يا دكتور يسري، وزكَّي الله عقله ورزقك المزيد والمزيد من الخير فقد اقتبست ما به قُُطِعَ قول كل حكيم.
فلو أن المسلمين فهموا هذا لاستطعنا أن نستفيد من المليارات كل عام، وهذه المليارات لو وجدت جهة تنظمها وتقوم على صندوق اسمه صندوق بدائل الحج، لمن يريد ثواباً أكثر من حج التطوع
اللهم زد شيخنا القرضاوي فهما وعلما ونبلا هو وكل العلماء المخلصين.
والأخوة الذين يحجون حج خمس نجوم بـ 20 ألف وبـ 30 ألف، ويدفعوا نفقة الحج لصندوق بدائل الحج لمصالح المسلمين في العالم، فإن هذه المبالغ كلها لو دُفعت لسدَّت مسدَّاً، وسدت ثُغرة في حياة المسلمين وفي حاجات المسلمين، لذلك أقول ليت هذا الوعي يحدث في الأمة.
قلت: أخبرني بعض الدعاة أنه حج العام المنصرم مع طبقة الفنانين ومن يلعبون الكرة بمصر وكانت نفقة الحج لكل واحد 120 ألف جنيه مصري أي بما يزيد عن زمن الفتوي بمئة ألف جنيه، وكان معظمهم يحج مكررا " وإنما لكل امريء ما نوي.!!!!!!!!!!!!!!
وفقك الله يا دكتور يسري على الإثراء والإشباع والإقناع ولا حرمنا من فضل علمكم(/)
حكم من سب الصحابة في المذاهب الأربعة (دراسة فقهية مقارنة)
ـ[الصبر الجميل]ــــــــ[14 Jan 2007, 03:05 م]ـ
حكم من سب الصحابة في المذاهب الأربعة (دراسة فقهية مقارنة)
عبد الفتاح بن صالح قديش اليافعي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبع هداه إلى يوم الدين وبعد:
فصحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم رضوان الله عليهم - هم خير من وطئ الثرى بعد الأنبياء وهم نقلة الدين ونصاروه وناشروه فجزاهم الله عن أمة محمد خيرا وجمعنا بهم في جنات النعيم مع سيدنا محمد والأنبياء عليهم الصلاة والسلام والصديقين والشهداء والصالحين
وهذا مقال في حكم من خذله الله فسبهم رضوان الله عليهم , وفيه ثلاثة مباحث: الأول في حكم من سب الصحابة بغير التكفير , والثاني في حكم من سب الصحابة بالتكفير , والثالث في حكم من سب أم المؤمنين سيدتنا عائشة رضي الله عنها
المبحث الأول
حكم من سب الصحابة بغير التكفير
ولذلك حالتان: الأولى حكم سب جميع الصحابة , والثانية حكم سب بعض الصحابة
الحالة الأولى:
سب جميع الصحابة بغير التكفير:
وهذا لا شك أنه كفر لأنه تكذيب للآيات والأحاديث التي مدحتهم ولأنههم نقلة الدين في الطعن فيهم طعن في الدين , قال التقي السبكي في فتاويه 2/ 575: (وينبني على هذا البحث سب بعض الصحابة فإن سب الجميع لا شك أنه كفر) اه
وفي كلام بعض المالكية أن ذلك ليس بكفر , قال الدسوقي في حاشيته على شرح الدردير 4/ 312: (قوله (أو سب صحابيا) قال عج: أي جنسه فيشمل سب الكل ... ) اه
وفي بلغة السالك للصاوي 4/ 231: (أو سب صحابيّاً) قال الأجهوري أي جنسه أي فيشمل سب الكل ... ) اه
الحالة الثانية:
سب بعض الصحابة بغير التكفير:
ولذلك جهتان:
الجهة الأولى:
سب بعضهم لكونهم صحابة:
وهذا لا شك في كفره أيضا قال التقي السبكي في فتاويه 2/ 575: (وهكذا إذا سب واحدا من الصحابة حيث هو صحابي لأن ذلك استخفاف بحق الصحبة ففيه تعرض إلى النبي ? فلا شك في كفر الساب , وعلى هذا ينبغي أن يحمل قول الطحاوي وبغضهم كفر فإن بغض الصحابة بجملتهم لا شك أنه كفر) اه
وقال أيضا [فتاوى السبكي 2/ 575]: (ولا شك أنه لو أبغض واحدا منهما [أي أبو بكر وعمر] لأجل صحبته فهو كفر بل من دونهما في الصحبة إذا أبغضه لصحبته كان كافرا قطعا) اه
والجهة الثانية:
سب بعضهم لأمر غير الصحبة:
وهنا وقع الخلاف فمن أهل العلم من حكم على ذلك بالكفر منهم من لم يحكم على ذلك بالكفر بل بالفسق فقط وعلى هذا جمهور أهل العلم , وقد وقع الخلاف في ذلك في كل مذهب من المذاهب الأربعة , وهذا بعض أقوالهم من المذاهب الأربعة:
المذهب الحنفي
- الصحيح عند الحنفية أن ذلك فسق وليس بكفر
- ومن الحنفية من يرى أن ذلك كفر
- ومنهم من يرى أن ذلك كفر في المستحل أو المستخف أو المتدين بذلك دون غيرهم
وهذه بعض أقوال الحنفية:
في حاشية ابن عابدين 5/ 11: (وأنت خبير بأن الصحيح في المعتزلة والرافضة وغيرهم من المبتدعة أنه لا يحكم بكفرهم وإن سبوا الصحابة أو استحلوا قتلنا بشبهة دليل كالخوارج الذين استحلوا قتل الصحابة ... وبه ظهر مراد البحر: غير الكافر منهم , ولذا شبهه بالكافر وبه سقط اعتراض النهر بأن الرافضي الساب للشيخين داخل في الكافر وكذا ما أجاب به بعضهم من أن مراد البحر المفضل لا الساب فافهم) اه
وفي حاشية ابن عابدين 7/ 162: قوله (من سب الصحابة) لأنه لو سب واحدا من الناس لا تقبل شهادته فهذا أولى قهستاني , والحاصل أن الحكم بالكفر على ساب الشيخين أو غيرهما من الصحابة مطلقا قول ضعيف لا ينبغي الإفتاء به ولا التعويل عليه كما حققه سيدي الوالد رحمه الله تعالى في كتابه تنبيه الولاة والحكام فراجعه
وقال فيه أيضا: وأما قتل العلماء والأولياء وسبهم فليس بكفر إلا إذا كان على وجه الاستحلال أو الاستخفاف فقاتل عثمان وعلي رضي الله تعالى عنهما لم يقل بكفره أحد من العلماء إلا الخوارج في الأول والروافض في الثاني ...
وأما من سب أحدا من الصحابة فهو فاسق ومبتدع بالإجماع إلا إذا اعتقد أنه مباح أو يترتب عليه ثواب كما عليه بعض الشيعة ...
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا سب أحدا منهم فينظر فإن كان معه قرائن حالية على ما تقدم من الكفريات فكافر وإلا ففاسق) اه
وفي حاشية ابن عابدين 4/ 236: (مطلب مهم في حكم سب الشيخين:
نقل في البزازية عن الخلاصة: أن الرافضي إذا كان يسب الشيخين ويلعنهما فهو كافر وإن كان يفضل عليا عليهما فهو مبتدع اه وهذا لا يستلزم عدم قبول التوبة
على أن الحكم عليه بالكفر مشكل لما في الاختيار اتفق الأئمة على تضليل أهل البدع أجمع وتخطئتهم وسب أحد من الصحابة وبغضه لا يكون كفرا لكن يضلل الخ ...
ومما يزيد ذلك وضوحا ما صرحوا به في كتبهم متونا وشروحا من قولهم ولا تقبل شهادة من يظهر سب السلف وتقبل شهادة أهل الأهواء إلا الخطابية
وقال ابن ملك في شرح الجمع: وترد شهادة من يظهر سب السلف لأنه يكون ظاهر الفسق وتقبل من أهل الأهواء الجبر والقدر والرفض والخوارج والتشبيه والتعطيل اه
وقال الزيلعي: أو يظهر سب السلف يعني الصالحين منهم وهم الصحابة والتابعون لأن هذه الأشياء تدل على قصور عقله وقلة مروءته ومن لم يمتنع عن مثلها لا يمتنع عن الكذب عادة بخلاف ما لو كان يخفي السب اه
ولم يعلل أحد لعدم قبول شهادتهم بالكفر كما ترى نعم استثنوا الخطابية لأنهم يرون شهادة الزور لأشياعهم أو للحالف وكذا نص المحدثون على قبول رواية أهل الأهواء فهذا فيمن يسب عامة الصحابة ويكفرهم بناء على تأويل له فاسد
فعلم أن ما ذكره في الخلاصة من أنه كافر قول ضعيف مخالف للمتون والشروح بل هو مخالف لإجماع الفقهاء كما سمعت
وقد ألف العلامة منلا علي القاري رسالة في الرد على الخلاصة وبهذا تعلم قطعا أن ما عزى إلى الجوهرة من الكفر مع عدم قبول التوبة على فرض وجوده في الجوهرة باطل لا أصل له ولا يجوز العمل به
وقد مر أنه إذا كان في المسألة خلاف ولو رواية ضعيفة فعلى المفتي أن يميل إلى عدم التكفير فكيف يميل هنا إلى التكفير المخالف للإجماع فضلا عن ميله إلى قتله وإن تاب وقد مر أيضا أن المذهب قبول توبة ساب الرسول فكيف ساب الشيخين) اه
وفي غمز عيون البصائر لابن نجيم 1/ 291: (وفي السراج أيضا: إن سب الصحابة كبيرة , ونظر فيه بعض الفضلاء بأنه يشعر بأنه ليس بكفر مع أنه كفر انتهى
وفيه أن الكبيرة لا تنافي الكفر بل تجامعه كما في الإشراك بالله فمن أين جاء الإشعار غاية الأمر أنه ساكت عن ذلك , على أنه ذكر في الاختيار في فصل الخوارج والبغاة إن سب أحدا من الصحابة وبغضه لا يكون كفرا لكن يضلل فإن عليا رضي الله عنه لم يكفر شاتمه حتى لم يقتله) اه
وفي فتاوى السبكي 2/ 576: (وقد رأيت في الفتاوى البديعية من كتب الحنفية: قسم الرافضة إلى كفار وغيرهم وذكر الخلاف في بعض طوائفهم وفيمن أنكر إمامة أبي بكر وعمر أن الصحيح أنه يكفر ولا شك أن إنكار الإمامة دون السب
ورأيت في المحيط من كتب الحنفية: عن محمد: لا تجوز الصلاة خلف الرافضة ثم قال لأنهم أنكروا خلافة أبي بكر وقد أجمعت الصحابة على خلافته
وفي الخلاصة من كتبهم في الأصل ثم قال: وإن أنكر خلافة الصديق فهو كافر
وفي تتمة الفتاوى: والرافضي الغالي الذي ينكر خلافة أبي بكر يعني لا تجوز الصلاة خلفه
وفي الغاية للسروجي رحمه الله وفي المرغيناني: وتكره الصلاة خلف صاحب هوى وبدعة ولا تجوز خلف الرافضي ثم قال: وحاصله إن كان هوى يكفر به لا تجوز وإلا تجوز وتكره
وفي شرح المختار لابن بلدجي من الحنفية: وسب أحد من الصحابة وبغضه لا يكون كفرا لكن يضلل فإن عليا رضي الله عنه لم يكفر شاتمه حتى لم يقتله ...
وفي الفتاوى البديعية من كتب الحنفية: من أنكر إمامة أبي بكر الصديق رضي الله عنه فهو كافر وقال بعضهم هو مبتدع والصحيح أنه كافر) اه
المذهب المالكي
- مذهب المالكية أن ذلك ليس بكفر بل فسق
- وحكى ابن كثير رواية عن الإمام مالك في أن ذلك كفر ولم أقف في كتب المالكية على هذه الرواية
وهذا بعض أقوال المالكية:
قال الدردير في شرحه على خليل 4/ 312 وهو يعدد من لا يقتل: ((أو سب من لم يجمع على نبوته) كالخضر ولقمان ومريم وخالد بن سنان الذي قيل فيه أنه نبي أهل الرس (أو) سب (صحابيا)) اه
قال الدسوقي في حاشيته عليه 4/ 312: (قوله (أو سب صحابيا) قال عج أي جنسه فيشمل سب الكل ... ) اه
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي بلغة السالك للصاوي 4/ 231: (أو سب صحابيّاً) قال الأجهوري أي جنسه أي فيشمل سب الكل ... ) اه
وفي فتاوى السبكي 2/ 579: (قال القاضي عياض في سب الصحابة: قد اختلف العلماء في هذا فمشهور مذهب مالك في هذا الاجتهاد والأدب الموجع , قال مالك رحمه الله في من شتم النبي ? قتلك ومن سب أصحابه أدب ...
وقال ابن حبيب: من غلا من الشيعة إلى بغض عثمان والبراءة منه أدب أدبا شديدا ومن زاد إلى بغض أبي بكر وعمر فالعقوبة عليه أشد ويكرر ضربه ويطال سجنه حتى يموت ولا يبلغ به القتل إلا في سب النبي ?
قال سحنون: من كذب أحدا من أصحاب النبي ? عليا أو عثمان أو غيرهما يوجع ضربا) اه
وفي تفسير ابن كثير 1/ 487: (قلت: وقد ذهب طائفة من العلماء إلى تكفير من سب الصحابة وهو رواية عن مالك بن أنس رحمه الله) اه
المذهب الشافعي
عند الشافعية:
- إذا كان السب لأبي بكر وعمر فوجهان: التكفير وعدم التكفير والمذهب عدم التكفير
- وإذا كان السب لمن عداهما من الصحابة فلا تكفير قولا واحدا
- واختار التقي السبكي تكفير من فعل ذلك
وهذه بعض أقوال الشافعية:
ففي الصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي 1/ 128: (ادعى بعض الناس أن هذا الرجل الرافضي [رافضي سب الصحابة فقتل] قتل بغير حق وشنع السبكي في الرد على مدعي ذلك بحسب ما ظهر له ورآه مذهبا وإلا فمذهبنا كما ستعلمه أنه لا يكفر بذلك , فقال [السبكي]: كذب من قال إنه قتل بغير حق بل قتل بحق لأنه كافر مصر على كفره) اه
وفي الصواعق المحرقة أيضا 1/ 129: (و بهذا تعلم أن جميع ما يأتي عن السبكي إنما هو اختيار له مبني على غير قواعد الشافعية) اه
وفي فضائح الباطنية للغزالي ص 149: (فأن قيل: فلو اعتقد معتقد فسق أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وطائفة من الصحابة فلم يعتقد كفرهم فهل تحكمون بكفره , قلنا: لا نحكم بكفره وإنما نحكم بفسقه وضلاله ومخالفته لإجماع الأمة) اه
وفي في فتاوى السبكي 2/ 575: (وأما إذا سب صحابيا لا من حيث كونه صحابيا بل لأمر خاص به وكان ذلك الصحابي مثلا ممن أسلم من قبل الفتح ونحن نتحقق فضيلته كالروافض الذين يسبون الشيخين ... فقد ذكر القاضي حسين في كفر من سب الشيخين وجهين) اه
وفي فتاوى السبكي أيضا 2/ 577: (وأما أصحابنا فقد قال القاضي حسين في تعليقه في باب اختلاف نية الإمام والمأموم: ومن سب النبي ? يكفر بذلك ومن سب صحابيا فسق وأما من سب الشيخين أو الحسين ففيه وجهان: أحدهما: يكفر لأن الأمة اجتمعت على إمامتهم , والثاني: يفسق ولا يكفر) اه
وفي فتاوى السبكي 2/ 590: (ومر عن القاضي حسين أن في كفر ساب الشيخين أو الختنين وجهين ولا ينافيه جزمه في موضع آخر بفسق ساب الصحابة وكذا ابن الصباغ وغيره وحكوه عن الشافعي رضي الله عنه لأنهما مسألتان فالثانية في مجرد السب وهو مفسق وإن كان المسبوب من آحاد الصحابة وأصاغرهم بخلاف الأول فإنها خاصة بسب الشيخين أو الختنين وهو أشد وأغلظ في الزجر بأن فيه وجها بالكفر) اه
وفي مغني المحتاج4/ 436: (تنبيه: قضية إطلاقه أنه لا فرق بين سب الصحابة رضي الله عنهم وغيره وهو المرجح في زيادة الروضة ...
وقال السبكي في الحلبيات: في تكفير من سب الشيخين وجهان لأصحابنا فإن لم نكفره فهو فاسق لا تقبل شهادته ومن سب بقية الصحابة فهو فاسق مردود الشهادة ولا يغلط فيقال شهادته مقبولة اه فجعل ما رجحه في الروضة غلطا
قال الأذرعي: وهو كما قال ونقل عن جمع التصريح به ... ) اه
وفي إعانة الطالبين 4/ 291: (قوله وإن سب الصحابة) غاية في قبول الشهادة من المبتدع أي تقبل الشهادة من المبتدع وإن كان يسب الصحابة ... ) اه
وفي حواشي الشرواني10/ 235: (قوله (وإن سب الصحابة الخ) وقع في أصل الروضة نقلا عن صاحب العدة وأقراه: عد سب الصحابة رضي الله تعالى عنهم من الكبائر وجزم به ابن المقري في روضه وأقره عليه شارحه غير متعقب له وجزم به بعض المتأخرين ... ) اه
المذهب الحنبلي
في مذهب الحنابلة الأقوال التالية:
- المستحل لذلك كافر وغير مستحل على روايتين: الكفر والفسق
- المجتهد الداعية كافر والمقلد فاسق
- عدم التكفير مطلقا
- تكفير من يفعل ذلك تدينا دون غيره
وهذه بعض أقوال الحنابلة:
(يُتْبَعُ)
(/)
في الفروع لابن مفلح 6/ 153: (و ذكر غيره روايتين فيمن سب صحابيا غير مستحل وأن مستحله كافر ...
وفي نهاية المبتدى: من سب صحابيا مستحلا كفر وإلا فسق وقيل عنه يكفر) اه
وفي المبدع لابن مفلح10/ 221: (وذكر ابن البنا في تكفير من سب الصحابة والسلف من الرافضة ومن سب عليا من الخوارج خلافا والذي ذكره القاضي عدم التكفير) اه
مطالب أولي النهى 6/ 273: (و) قال (في نهاية المبتدي من سب صحابيا مستحلا كفر وإلا) يكن مستحلا (فسق والمراد ولا تأويل ولذا لم يحكم كثير من الفقهاء بكفر ابن ملجم قاتل علي) فانه قال حين جرحه أطعموه وأسقوه واحبسوه فان عشت فأنا ولي دمي وإن مت فأقتلوه ولا تمثلوا به (ولا يحكم بكفر مادحه) أي مادح ابن ملجم (على قتله لعلي) اه
وفي مطالب أولي النهى أيضا 6/ 615: ((قال المجد): الصحيح أن كل بدعة كفرنا فيها الداعية فإنا نفسق المقلد فيها كمن يقول بخلق القرآن أو إن علم الله مخلوق أو أن أسماءه مخلوقة (أو يسب الصحابة تدينا) فمن كان عالما في شيء من هذه البدع يدعوا إليه ويناظر عليه فهو محكوم بكفره نص أحمد صريحا على ذلك في مواضع انتهى (ويكفر مجتهدهم) أي مجتهد القائلين بخلق القرآن ونحوهم ممن خالف عليه أهل السنة والجماعة (الداعية)
قال في الفصول في الكفاءة: وعندي أن (عامتهم) أي المبتدعة (فسقة كعامة أهل الكتاب كفار مع جهلهم) والصحيح لا كفر لأن أحمد أجاز الرواية عن الحرورية والخوارج) اه
وفي مختصر الفتاوى المصرية لابن تيمية 560: (من سب أحد من الأولياء الذين ليسوا بأنبياء فإنه لا يكفر إلا إذا كان سبه مخالفا لأصل من أصول الإيمان مثل أن يتخذ ذلك السب دينا وقد علم أنه ليس بدين وعلى هذا ينبنى النزاع في تكفير الرافضة) اه
وفي فتاوى السبكي 2/ 580: (قال أحمد بن حنبل فيمن سب الصحابة: أما القتل فأجبن عنه ولكن أضربه ضربا نكالا
وقال أبو يعلى الحنبلي: الذي عليه الفقهاء في سب الصحابة إن كان مستحلا لذلك كفر وإن لم يكن مستحلا فسق ولم يكفر , قال: وقد قطع طائفة من الفقهاء من أهل الكوفة وغيرهم بقتل من سب الصحابة وكفر الرافضة ... ) اه
وفي فتاوى السبكي 2/ 590: (ومن ثم قال أحمد أيضا: شتم عثمان زندقة , ووجهه أنه بظاهره ليس بكفر وبباطنه كفر لأنه يؤدي إلى تكذيب الفريقين كما علمت فلا يفهم من كلامه كفر ساب الصحابة خلافا لبعض أصحابه كما مر) اه
ومن الخلاف السابق تعلم خطأ السمعاني في الأنساب 3/ 188 حيث ادعى اجتماع الأمة على كفر الأمامية لأنهم يضللون الصحابة حيث قال: (واجتمعت الأمة على تكفير الإمامية لأنهم يعتقدون تضليل الصحابة وينكرون إجماعهم وينسبونهم إلى ما لا يليق بهم) اه
ويمكن أن يقال: مراده تضليل جميعهم , ولكن يشكل عليه أنه قد نص على الإمامية وهم لا يضللون الكل كما هو معلوم
الأدلة:
أولا: أدلة من قال بكفر من فعل ذلك
1 - أن ذلك يعود على الدين بالنقص:
قال التقي السبكي في فتاويه 2/ 576: (وأما الرافضي فإنه يبغض أبا بكر وعمر رضي الله عنهما لما استقر في ذهنه بجهله وما نشأ عليه من الفساد عن اعتقاده ظلمهما لعلي وليس كذلك ولا علي يعتقد ذلك فاعتقاد الرافضي ذلك يعود على الدين بنقص لأن أبا بكر وعمر هما أصل بعد النبي ? فهذا مأخذ التكفير ببغض الرافضة لهما وسبهم لهما) اه
وأجيب بأن ذلك يلزم إذا قيل بسبهم كلهم لا بعضهم
2 - أن الرافضي يستحل ذلك وهو محرم ومن استحل محرم كفر:
قال السبكي في فتاويه 2/ 587: (الدليل الثاني استحلاله لذلك بمقتضى اعترافه ومن استحل ما حرمه الله فقد كفر ولا شك أن لعنته الصديق وسبه محرم قال ابن حزم واللعن أشد السب وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم سباب المؤمن فسوق فسب أبي بكر رضي الله عنه فسق
فإن قلت إنما يكون استحلال الحرام كفرا إذا كان تحريمه معلوما بالدين بالضرورة قلت وتحريم سب الصديق رضي الله عنه معلوم من الدين بالضرورة بالنقل المتواتر على حسن إسلامه) اه
(يُتْبَعُ)
(/)
وأجيب كما ذكره ابن حجر في الصواعق المحرقة 1/ 132 بأن: (شرط الكفر بجحد الضروري أن يكون ضروريا عند الجاحد حتى يستلزم جحده حينئذ تكذيبه ? وليس الرافضي يعتقد تحريم لعن أبي بكر فضلا عن كونه يعتقد أن تحريمه ضروري وقد ينفصل عنه بأن تواتر تحريم ذلك عند جميع الخلق يلغي شبهة الرافضي التي غلظت على قلبه حتى لم يعلم ذلك وهذا محل نظر وجدل وميل القلب إلى بطلان هذا العذر أي باعتبار ما ظهر للسبكي وإلا فقواعد المذهب قاضيه بقبول هذا العذر بالنسبة لعدم التكفير لأنه إنما يسب أو يلعن متأولا وإن كان تأويله جهلا وعصبية وحمية لكن باب الكفر يحتاط فيه كما هو مقرر في محله) اه
3 - قوله تعالى في مدح الصحابة (ليغيظ بهم الكفار):
ففي التبصير للاسقرائيني ص 42: (قال أبو إدريس المفسر: إن ظاهر هذه الآية يوجب أن الروافض كفار لأن قلوبهم غيظا من الصحابة وعداوة لهم ألا تراه يقول (ليغيظ بهم الكفار) فبين أن من كان في قلبه غيظ منهم من الكفار) اه
وفي روح المعاني 26/ 127: (وفي المواهب: أن الإمام مالكا! قد استنبط من هذه الآية تكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة رضي الله تعالى عنهم فإنهم يغيضونهم ومن غاظه الصحابة فهو كافر ووافقه كثير من العلماء انتهى
وفي البحر ذكر عند مالك رجل ينتقص الصحابة فقرأ مالك هذه الآية فقال: من أصبح من الناس في قلبه غيظ من أصحاب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فقد أصابته هذه الآية ويعلم تكفير الرافضة بخصوصهم
وفي كلام عائشة رضي الله تعالى عنها ما يشير إليه أيضا فقد أخرج الحاكم وصححه عنها في قوله تعالى (ليغيظ بهم الكفار) قالت أصحاب محمد صلى الله تعالى عليه وسلم أمروا بالأستغفار لهم فسبوهم) اه
قال ابن حزم في الجواب عن ذلك في الفصل 3/ 140: (قال أبو محمد: واحتج بعض من يكفر من سب الصحابة رضي الله عنهم بقول الله عز وجل (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم - إلى قوله - ليغيظ بهم الكفار) قال فكل من أغاظه أحد من أصحاب رسول الله ? فهو كافر
قال أبو محمد: وقد أخطأ من حمل الآية على هذا لأن الله عز وجل لم يقل قط أن كل من غاظه واحد منهم فهو كافر وإنما أخبر تعالى أنه يغيظ بهم الكفار فقط ونعم هذا حق لا ينكره مسلم وكل مسلم فهو يغيظ الكفار
وأيضا فإنه لا يشك أحد ذو حس سليم في أن عليا قد غاظ معاوية وأن معاوية وعمرو بن العاص غاظا عليا وأن عمار أغاظ أبا العادية وكلهم أصحاب رسول الله ? فقد غاظ بعضهم بعضا فيلزم على هذا تكفير من ذكرنا وحاشى لله من هذا) اه
4 - أن في ذلك تكذيبا للآيات والأحاديث التي مدحتهم:
في المواقف للإيجي 3/ 572: (الرابع من تلك الأبحاث قد كفر الروافض والخوارج بوجوه:
الأول: أن القدح في أكابر الصحابة الذين شهد لهم القرآن والأحاديث الصحيحة بالتزكية والإيمان تكذيب للقرآن وللرسول حيث أثنى عليهم وعظمهم فيكون كفرا) اه
وأجاب الإيجي عن ذلك بقوله: (قلنا لا ثناء عليهم خاصة , أي لا ثناء في القرآن على واحد من الصحابة بخصوصه ,وهؤلاء قد اعتقدوا أن من قدحوا فيه ليس داخلا في الثناء العام الوارد فيه , وإليه أشار بقوله ولا هم داخلون فيه عندهم فلا يكون قدحهم تكذيبا للقرآن
وأما الأحاديث الواردة في تزكية بعض معين من الصحابة والشهادة لهم بالجنة فمن قبيل الآحاد فلا يكفر المسلم بإنكارها , أو نقول ذلك الثناء عليهم وتلك الشهادة لهم مقيدان بشرط سلامة العاقبة ولم توجد عندهم فلا يلزم تكذيبهم للرسول) اه
5 - أن في ذلك إغاضة للنبي صلى الله عليه وسلم وإغاضته صلى الله عليه وسلم كفر:
ذكر ذلك التقي السبكي في فتاويه , ولكنه اعترضه بأن فعل المعاصي فيه إغاضة للنبي صلى الله علية وسلم فيلزم منه تكفير صاحب الكبيرة فلا يصلح ذلك دليلا
ثانيا: أدلة من قال بعدم كفرهم
1 - أن سب المسلم فسق وليس بكفر ولا فرق بين الصحابة وغيرهم:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الغزالي في فضائح الباطنية ص 149: (لا نحكم بكفره وإنما نحكم بفسقه وضلاله ومخالفته لإجماع الأمة وكيف نحكم بكفره ونحن نعلم أن الله تعالى لم يوجب على من قذف محصنا بالزنا إلا ثمانين جلدة ونعلم أن هذا الحكم يشتمل كافة الخلق ويعمهم على وتيرة واحدة وأنه لو قذف قاذف أبا بكر وعمر رضي الله عنهما بالزنا لما زاده على إقامة حد الله المنصوص عليه في كتابه ولم يدعوا لأنفسهم التمييز بخاصية في الخروج عن مقتضى العموم) اه
2 - أن بعض الصحابة قد سب بعضا ولو كان كفرا لكفروا:
ففي صحيح مسلم 4/ 1967: (عن أبي سعيد قال كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف شيء فسبه خالد فقال رسول الله ?: لا تسبوا أحدا من أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه) اه
3 - أن الصحابة قد اقتتلوا والقتل أكبر من السب:
ففي صحيح البخاري 6/ 2592: (عن عبد الله بن مسعود قال النبي ?: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) اه أي دون كفر أو هو للمستحل كما قال شراح الحديث
4 - عدم الدليل المسلم على تكفير من فعل ذلك:
فكل الأدلة السابقة على التكفير قد أجاب عنها القائلون بعدم التكفير كما تقدم
5 - أن الصحابة لم يكفروا الخوارج وقد كفروا الصحابة والتكفير أكبر من السب:
ففي مصنف عبد الرزاق 10/ 150: (عن الحسن قال: لما قتل علي رضي الله عنه الحرورية قالوا من هؤلاء يا أمير المؤمنين أكفار هم قال من الكفر فروا
قيل فمنافقين قال إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا وهؤلاء يذكرون الله كثيرا
قيل فما هم قال قوم أصابتهم فتنة فعموا فيها وصموا) اه
وفي التمهيد لابن عبد البر 23/ 335: (وروى حكيم بن جابر وطارق بن شهاب والحسن وغيرهم عن علي بمعنى واحد أنه سئل عن أهل النهروان أكفارهم قال من الكفر فروا ... ) اه
المبحث الثاني
سب الصحابة بالتكفير
ولذلك حالتان:
الحالة الأولى: تكفير جميع الصحابة:
وهذا لا شك في أنه كفر فإذا كان سب جميع الصحابة بما دون التكفير كفر فمن باب أولى سبهم وهذه بعض أقوال أهل العلم في ذلك:
المذهب الحنفي:
في حاشية ابن عابدين 7/ 162 عن والده قال: (وأما من سب أحدا من الصحابة فهو فاسق ومبتدع بالإجماع ... أو اعتقد كفر الصحابة فإنه كافر بالإجماع) اه
المذهب المالكي:
قال الدسوقي في حاشيته على شرح الدردير 4/ 312: ( ... وأما من كفر جميع الصحابة فإنه يكفر كما في الشامل لأنه أنكر معلوما من الدين بالضرورة وكذب الله ورسوله) اه
وفي بلغة السالك للصاوي 4/ 231: (وأما من كفر جميع الصحابة فإنه يكفر باتفاق كما في الشامل لأنه أنكر معلوماً من الدين بالضرورة و كذب الله و رسوله) اه
وفي القوانين الفقهية لابن جزي 239: (لا خلاف في تكفير من نفى الربوبية ... أو كفر جميع الصحابة رضي الله عنهم أو جحد شيئا مما يعلم من الدين ضرورة) اه
المذهب الشافعي:
في روضة الطالبين 10/ 70: (وكذا يقطع بتكفير كل قائل قولا يتوصل به إلى تضليل الأمة أو تكفير الصحابة) اه
وقال النووي في شرح مسلم 15/ 174: (قال القاضي: كفرت الروافض سائر الصحابة في تقديمهم غيره وزاد بعضهم فكفر عليا لانه لم يقم في طلب حقه بزعمهم وهؤلاء اسخف مذهبا وافسد عقلا من ان يرد قولهم او يناظر
وقال القاضي: ولا شك في كفر من قال هذا لان من كفر الامة كلها والصدر الاول فقد ابطل نقل الشريعة وهدم الاسلام
واما من عدا هؤلاء الغلاة فانهم لا يسلكون هذا المسلك فاما الامامية وبعض المعتزلة فيقولون هم مخطئون في تقديم غيره لا كفار وبعض المعتزلة لا يقول بالتخطئة لجواز تقديم المفضول عندهم) اه
وقال التقي السبكي في فتاويه 2/ 578: (وكذلك نقطع بتكفير كل قائل قال قولا يتوصل به إلى تضليل الأمة وتكفير جميع الصحابة كقول الكاملية من الرافضة بتكفير جميع الأمة بعد النبي ? لأنهم أبطلوا الشريعة بانقطاع نقلها وإلى هذا والله أعلم أشار مالك في أحد قوليه يقتل من كفر الصحابة) اه
المذهب الحنبلي:
في كشاف القناع 6/ 170: ((أو) قال قولا يتوصل به إلى (تكفير الصحابة) أي بغير تأويل (فهو كافر) لأنه مكذب للرسول ? في قوله أصحابي كالنجوم وغيره وتقدم الخلاف في الخوارج ونحوهم) اه
والحالة الثانية: تكفير بعض الصحابة:
ولذلك جهتان:
الجهة الأولى: تكفيرهم لأجل الصحبة:
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا كفر لأن مجرد سبهم لأجل الصحبة كفر فتكفيرهم لأجلها كفر من باب أولى وهذه الحالة لا يتصور صدورها ممن ينتسب لأهل القبلة إلا من زنديق ومثل ذلك قل في السب لأجل الصحبة
والجهة الثانية: تكفيرهم لأمر غير ذلك:
وهنا اختلف أهل العلم من المذاهب الأربعة فمنهم من كفر من فعل ذلك ومنهم من لم يكفره بل حكم عليه بالفسق فقط , وهذه بعض أقوالهم من المذاهب الأربعة:
المذهب الحنفي
- الصحيح من مذهب الحنفية أن ذلك ليس بكفر
- وذهب بعض الحنفية إلى أن ذلك كفر
وهذه بعض أقوالهم:
في حاشية ابن عابدين 4/ 236: (وذكر في فتح القدير: أن الخوارج الذين يستحلون دماء المسلمين وأموالهم ويكفرون الصحابة حكمهم عند جمهور الفقهاء وأهل الحديث حكم البغاة
وذهب بعض أهل الحديث إلى أنهم مرتدون , قال ابن المنذر: ولا أعلم أحدا وافق أهل الحديث على تكفيرهم وهذا يقتضي نقل إجماع الفقهاء ...
نعم يقع في كلام أهل المذهب تكفير كثير ولكن ليس من كلام الفقهاء الذين هم المجتهدون بل من غيرهم ولا عبرة بغير الفقهاء والمنقول عن المجتهدين ما ذكرنا اه
وكذا نص المحدثون على قبول رواية أهل الأهواء فهذا فيمن يسب عامة الصحابة ويكفرهم بناء على تأويل له فاسد) اه
المذهب المالكي
- مذهب المالكية أن ذلك ليس بكفر
- وحكى السبكى عن مالك تكفر من فعل ذلك
- وذهب سحنون وعياض منهم إلى أن ذلك كفر , وأشار السبكي إلى أن كلام سحنون في مكفر الأربعة جميعا
وهذه بعض أقوالهم:
قال الدسوقي في حاشيته على شرح الدردير 4/ 312: (ومثل السب تكفير بعضهم ولو من الخلفاء الأربعة بل كلام السيوطي في شرحه على مسلم المسمى بالإكمال يفيد عدم كفر من كفر الأربعة وأنه المعتمد فيؤدب فقط خلافا لقول سحنون أنه يرتد) اه
ونحو ذلك في بلغة السالك للصاوي 4/ 231
وفي فتاوى السبكي 2/ 585: (ويشهد لهذا من كلام مالك رضي الله عنه أنه حمل الحديث [أي حديث من كفر مسلما فقد كفر] على الخوارج الذين كفروا أعلام الأمة فهذا نص مالك يوافق استنباطي من هذا الحديث تكفير هذا القائل) اه
وفي فتاوى السبكي 2/ 579: (قال القاضي عياض: من شتم أحدا من أصحاب النبي ? أبي بكر أو عمر أو عثمان أو معاوية أو عمرو بن العاص فإن قال:كانوا على ضلال أو كفر قتل وإن شتمهم بغير هذا من مشاتمة الناس نكل نكالا شديدا
قلت: وقوله في القتل إذا نسبهم إلى ضلال وكفر حسن أنا أوافقه عليه إذا نسبهم إلى الكفر لأن النبي ? شهد لكل منهم بالجنة وإن نسبهم إلى الظلم دون الكفر كما يزعمه بعض الرافضة فهذا محل التردد ...
وحكى ابن أبي زيد عن سحنون: من قال في أبي بكر وعمر وعثمان وعلي إنهم كانوا على ضلال وكفر قتل ومن شتم غيرهم من الصحابة بمثل هذا نكل النكال الشديد
قلت: قتل من كفر الأربعة ظاهر لأنه خلاف إجماع الأمة إلا الغلاة من الروافض فلو كفر الثلاثة ولم يكفر عليا لم يصرح سحنون فيه بكلام فكلام مالك المتقدم أصرح فيه) اه
المذهب الشافعي
- عامة الشافعية على عدم تكفير من فعل ذلك
- وذهب الإمام السبكي إلى تكفيره
وهذه بعض أقوالهم:
في فضائح الباطنية للغزالي ص 149: (فإن قيل: فلو صرح مصرح بكفر أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ينبغي أن ينزل منزلة من لو كفر شخصا آخر من آحاد المسلمين أو القضاة والأئمة من بعدهم
قلنا: هكذا نقول فلا يفارق تكفيرهم تكفير غيرهم من آحاد الأمة والقضاة بل أفراد المسلمين المعروفين بالإسلام إلا في شيئين:
أحدهما: في مخالفة الإجماع وخرقه فأن مكفر غيرهم ربما لا يكون خارقا لإجماع معتد به
الثاني: أنه ورد في حقهم من الوعد بالجنة والثناء عليهم والحكم بصحة دينهم وثبات يقينهم وتقدمهم على سائر الخلق أخبار كثيرة فقائل ذلك إن بلغته الأخبار واعتقد مع ذلك كفرهم فهو كافر لا بتكفيره إياهم ولكن بتكذيبه رسول الله ? فمن كذبه بكلمة من أقاويله فهو كافر بالإجماع
ومهما قطع النظر عن التكذيب في هذه الأخبار وعن خرق الإجماع نزل تكفيرهم منزله سائر القضاة والأئمة وآحاد المسلمين) اه
في إعانة الطالبين 4/ 291: (قوله وإن سب الصحابة) ... عبارة المغني: تنبيه قضية إطلاقه أنه لا فرق بين سب الصحابة رضي الله عنهم وغيره وهو المرجح في زيادة الروضة ... وأن الماوردي قال من سب الصحابة أو لعنهم أو كفرهم فهو فاسق مردود الشهادة) اه
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي فتاوى السبكي 2/ 585: (فإن قلت قد قال النووي رحمه الله: هذا ضعيف [أي حمل حديث تكفير من كفر المسلم على الخوارج] لأن المذهب الصحيح عدم تكفير الخوارج.
قلت: رضي الله عن الشيخ محيي الدين أخذ بظاهر المنقول من عدم التكفير وذلك محمول على ما إذا لم يصدر منهم سبب مكفر كما إذا لم يحصل إلا مجرد الخروج والقتال ونحوه أما مع التكفير لمن تحقق إيمانه فمن أين ذلك) اه
وفي فتاوى السبكي 2/ 590: (وأما المسألة الثالثة وهي تكفير أبي بكر ونظر أنه من الصحابة هذه لم يتكلم فيها أصحابنا في كتاب الشهادات ولا في كتاب الصلاة وهي مسألتنا والذي أراه أنه موجب للكفر قطعا عملا بمقتضى الحديث المذكور) اه
المذهب الحنبلي
في مذهب الحنابلة روايتان:
- رواية بعدم كفر من فعل ذلك وعليها الأكثر
- ورواية بكفر من فعل ذلك وهي الأشهر والأظهر:
وهذه بعض أقوالهم:
ففي الفروع لابن مفلح 6/ 153: (ومن كفر أهل الحق والصحابة واستحل دماء المسلمين بتأويل فهم خوارج بغاة فسقة وعنه كفار , وفي الترغيب والرعاية هو أشهر وذكر ابن حامد أنه لا خلاف فيه) اه
وفي مطالب أولي النهى 6/ 273: (ومن كفر أهل الحق والصحابة واستحل دماء المسلمين) وأموالهم (بتأويل ف) هم (خوارج بغاة فسقه) باعتقادهم الفاسد قال في المبدع: تتعين استتابتهم فإن تابوا وإلا قتلوا على إفسادهم لا على كفرهم ويجوز قتلهم وإن لم يبدأوا بالقتال قدمه في الفروع ...
(وعنه) أي الإمام أحمد إن الذين كفروا أهل الحق والصحابة واستحلوا دماء المسلمين بتأويل أو غير (كفار) قال (المنقح وهو أظهر) انتهى قال في الإنصاف: وهو الصواب والذي ندين الله به) اه
وفي مطالب أولي النهى أيضا 6/ 615: (فلا تقبل شهادة فاسق بفعل مما مر ... (أو في الرفض) أي تكفير الصحابة وتفسيقهم بتقديم غير علي عليه في الخلافة ... ) اه
الأدلة
أولا: أدلة من قال بتكفير من كفر بعض الصحابة:
1 - أحاديث تكفير من كفر مسلما وهي كثيرة:
قال السبكي في فتاويه 2/ 585: (وإنما قلنا إنه كافر لأمور: أحدها قوله ? في الحديث الصحيح (من رمى رجلا بالكفر أو قال عدو الله وليس كذلك إن كان كما قال وإلا رجعت عليه) اه
وقال ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة 1/ 129: (و يجاب بأن نص الشافعي رضي الله عنه وهو قوله أقبل شهادة أهل البدع والأهواء إلا الخطابية صريح فيما قاله النووي مع أن المعنى يساعده
وأيضا فتصريح أئمتنا في الخوارج بأنهم لا يكفرون وإن كفرونا لأنه بتأويل فلهم شبهة غير قطعية البطلان صريح فيما قاله النووي ويؤيده قول الأصوليين إنما لم تكفر الشيعة والخوارج لكونهم كفروا أعلام الصحابة المستلزم لتكذيبه ? في قطعه لهم بالجنة لأن أولئك المكفرين لم يعلموا قطعا تزكية من كفروه على الإطلاق إلى مماته وإنما يتجه لتكفيرهم أن لو علموا ذلك لأنهم حينئذ يكونون مكذبين له ?) اه
وفي في المواقف للإيجي 3/ 572 في معرض أدلة تكفير من سب الصحابة: (الثالث قوله ? (من قال لأخيه المسلم يا كافر فقد باء به أي بالكفر أحدهما)
قلنا: آحاد وقد أجمعت الأمة على أن إنكار الآحاد ليس كفرا ومع ذلك نقول المراد مع اعتقاد أنه مسلم , فإن من ظن بمسلم أنه يهودي أو نصراني فقال له يا كافر لم يكن ذلك كفرا بالإجماع) اه
وفي فضائح الباطنية للغزالي ص 149: (فأن قيل فما قولكم فيمن يكفر مسلما أهو كافر أم لا؟
قلنا إن كان بعرف أن معتقده التوحيد وتصديق الرسول ? إلى سائر المعتقدات الصحيحة فمهما كفره بهذه المعتقدات فهو كافر لأنه رأى الدين الحق كفرا وباطلا
فأما إذا ظن أنه يعتقد تكذيب الرسول أو نفى الصانع أو تثنيته أو شيئا مما يوجب التفكير فكفره بناء على هذا الظن فهو مخطئ في ظنه المخصوص بالشخص صادق في تكفير من يعتقد ما يظن أنه معتقد هذا الشخص
وظن الكفر بمسلم ليس بكفر كما أنظن الإسلام بكافر ليس بكفر فمثل هذه الظنون قد تخطئ وتصيب وهو جهل بحال شخص من الأشخاص وليس من شرط دين الرجل أن يعرف إسلام كل مسلم وكفر كل كافر بل ما من شخص يفرض الا ولو جهله لم يضره في دينه بل إذا آمن شخص بالله ورسوله وواظب على العبادات ولم يسمع باسم أبي بكر وعمر ومات قبل السماع مات مسلما فليس الإيمان بهما من أركان الدين حتى يكون الغلط في صفاتهما موجبا للانسلاخ من الدين) اه
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - أن الإجماع انعقد على تكفير من كفر عظماء الصحابة:
في المواقف للإيجي 3/ 572 في معرض أدلة تكفير من كفر الصحابة: الثاني: الإجماع منعقد من الأمة على تكفير من كفر عظماء الصحابة وكل واحد من الفريقين بكفر بعض هؤلاء العظماء فيكون كافرا.
قلنا: هؤلاء أي من كفر جماعة مخصوصة من الصحابة لا يسلمون كونهم من أكابر الصحابة وعظمائهم فلا يلزم كفره) اه
3 - الأدلة السابقة في كفر من سب بعض الصحابة:
فإذا كان سب بعضهم كفر فمن باب أولى من كفر بعضهم , ولكن قد تقدمت أجوبة من يرى عدم التكفير على تلك الأدلة وعدم تسليمهم لها
ثانيا: أدلة من قال بعدم التكفير:
1 - عدم وجود دليل مسلم على التكفير:
وقد تقدم جواب غير المكفرين على أدلة التكفير
2 - تقدم معنا أن الصحابة لم يكفروا الخوارج وقد كفروا الصحابة والتكفير أكبر من السب:
ففي مصنف عبد الرزاق 10/ 150: (عن الحسن قال: لما قتل علي رضي الله عنه الحرورية قالوا: من هؤلاء يا أمير المؤمنين أكفار هم؟ قال: من الكفر فروا
قيل: فمنافقين قال إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا وهؤلاء يذكرون الله كثيرا
قيل: فما هم قال قوم أصابتهم فتنة فعموا فيها وصموا) اه
وفي التمهيد لابن عبد البر 23/ 335: (وروى حكيم بن جابر وطارق بن شهاب والحسن وغيرهم عن علي بمعنى واحد أنه سئل عن أهل النهروان أكفار هم؟ قال: من الكفر فروا ... ) اه
المبحث الثالث
سب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
ولذلك حالتان:
الحالة الأولى: سبها بغير ما برأها الله منه:
فهذا يعود إلى خلافهم السابق في حكم من سب بعض الصحابة , قال الدسوقي في حاشيته على شرح الدردير 4/ 312: (وأما لو سبها بغير ما برأها الله منه فإنه يؤدب فقط) اه
الحالة الثانية: سبها بما برأها الله منه:
وهذا لا شك في أنه كفر لأنه تكذيب للقرآن ويفهم من كلام السبكي عن ابن شعبان الآتي أن هناك من خالف في ذلك , وهذه بعض أقوال أهل العلم من المذاهب الأربعة في ذلك:
المذهب الحنفي
في حاشية ابن عابدين 5/ 11: (بخلاف الغلاة منهم كالقائلين بالنبوة لعلي والقاذفين للصديقة فإنه ليس لهم شبهة دليل فهم كفار كالفلاسفة) اه
وفي حاشية ابن عابدين أيضا 7/ 162 عن والده قال: (وأما قذف عائشة فكفر بالإجماع وهكذا إنكار صحبة الصديق لمخالفة نص الكتاب بخلاف من أنكر صحبة عمر أو علي وإن كانت صحبتهما بطريق التواتر إذ ليس إنكار كل متواتر كفرا ألا ترى أن من أنكر وجود حاتم بل وجوده أو عدالة أنورشروان وشهوده لا يصير كافرا إذ ليس مثل هذا مما علم من الدين بالضرورة) اه
المذهب المالكي
قال الدردير في شرحه على خليل 4/ 312 وهو يعدد من لا يقتل: (أو) سب (صحابيا) إلا عائشة بما برأها الله به فيقتل لردته) اه
قال الدسوقي في حاشيته عليه 4/ 312: (قوله (بما برأها الله به) أي منه وهو الزنا وقوله فيقتل أي فإذا سبها بما برأها الله منه بأن قال زنت فيقتل لردته لتكذيبه للقرآن , وأما لو سبها بغير ما برأها الله منه فإنه يؤدب فقط) اه
وفي بلغة السالك للصاوي 4/ 231: (قوله (بغير الزنا) أي لأن الله برأها منه لقوله جل من قائل أُولئكَ مُبَّرءُونَ ممَّا يقُولونَ و ظاهره أن رميها بالزنا كفر و لو بغير واقعة صفوان) اه
في فتاوى السبكي 2/ 590: (وفي كتاب ابن شعبان: و من سب عائشة رضي الله عنها ففيه قولان: أحدهما: يقتل والآخر كسائر الصحابة يجلد حد المفتري قال: وبالأول أقول ...
قال هشام بن عمار سمعت مالكا يقول: من سب أبا بكر وعمر قتل ومن سب عائشة رضي الله عنها قتل لأن الله تعالى يقول فيها (يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين) فمن رماها فقد خالف القرآن ومن خالف القرآن قتل قال ابن حزم وهذا قول صحيح) اه
المذهب الشافعي
في فتاوى السبكي 2/ 592: (وأما الوقيعة في عائشة رضي الله عنها والعياذ بالله فموجبة للقتل لأمرين:
أحدهما: أن القرآن يشهد ببراءتها فتكذيبه كفر والوقيعة فيها تكذيب له.
والثاني: أنها فراش النبي ? والوقيعة فيها تنقيص له وتنقيصه كفر
وينبني على المأخذين سائر زوجاته ? إن عللنا بالأول لم يقتل من وقع في غير عائشة رضي الله عنها وإن عللنا بالثاني قتل لأن الكل فراش النبي ? وهو الأصح على ما قاله بعض المالكية
(يُتْبَعُ)
(/)
وإنما لم يقتل النبي ? قذفة عائشة لأن قذفهم كان قبل نزول القرآن فلم يكن تكذيبا للقرآن ولأن ذلك حكم ثبت بعد نزول الآية فلم ينعطف حكمه على ما قبلها) اه
وفي مغني المحتاج4/ 436: (تنبيه: قضية إطلاقه أنه لا فرق بين سب الصحابة رضي الله عنهم وغيره وهو المرجح في زيادة الروضة قال: بخلاف من قذف عائشة رضي الله تعالى عنها فإنه كافر أي لأنه كذب على الله تعالى) اه
المذهب الحنبلي
في بغية المرتاد لابن تيمية 343: (وكذلك من نسب عائشة رضي الله عنها وعن أبيها إلى الفاحشة وقد نزل القرآن ببراءتها فهو كافر لأن هذا وأمثاله لا يمكن إنكاره إلابتكذيب الرسول أو إنكار التواتر) اه
تتمة في معنى السب:
السب: هو الشتم والتعيير قال ابن منظور في لسان العرب 1/ 455: (وفي الحديث سِبابُ المُسْلِم فُسوقٌ وقِتاله كُفرٌ , السَّبُّ: الشَّتْم) اه
وفي مختار الصحاح 136: (س ب ب السَّبُّ: الشَّتْم والقَطْع والطَّعْن وبابه رَدَّ والتَّسَابّ التَّشَاتُم والتَّقَاطُع. وهذا سُبَّةٌ عليه بالضم أي عارٌ يُسَبُّ به ورجل سُبَّة يَسُبُّه الناسُ. وسُبَبة كَهُمَزة يَسُبُّ الناسَ.) اه
وفي المصباح المنير 4/ 133: (س ب ب): سَبَّهُ سَبًّا فَهُوَ سَبَّابٌ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْأُصْبُعِ الَّتِي تَلِي الْإِبْهَامَ سَبَّابَةٌ لِأَنَّهُ يُشَارُ بِهَا عِنْدَ السَّبِّ وَالسُّبَّةِ الْعَارُ وَسَابَّهُ مُسَابَّةً وَسِبَابًا وَاسْمُ الْفَاعِلِ مِنْهُ سِبٌّ بِالْكَسْرِ) اه
فتبين أن السب أخص من الذم والنقد والغيبة فالكلام السابق إنما هو في السب
تنبيه مهم:
ليس مقالنا في حكم الإمامية والخواراج بل في حكم من سب الصحابة , فإن مخالفات الإمامية والخوارج أعم من سب الصحابة فليتنبه لذلك
هذا آخر المطاف والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه وأتباعه
عبد الفتاح بن صالح قديش اليافعي
اليمن – صنعاء
24/ ذو الحجة / 1427 هـ
منقول
ـ[الصبر الجميل]ــــــــ[20 Jan 2007, 11:53 م]ـ
يرفع للفائدة(/)
إخلاص ساعة نجاة الأبد
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[15 Jan 2007, 11:44 ص]ـ
إخلاص ساعة نجاة الأبد
رضوان حمدان كتب <>"قال الغزالي رحمه الله "فلذلك قيل: من سلم له من عمره لحظة خالصة لوجه الله نجا, وذلك لعزة الإخلاص وعسر تنقية القلب عن الشوائب" إن الأمة المسلمة لا تخلو من الخير فهي أمة الخير إلى يوم الدين وما يصيبها اليوم إنما هو مرض لا تلبث أن تتعافى منه بالرجوع إلى صيدلية الإسلام، ومن أنجع الدواء اليوم "الإخلاص" في النية والقول والعمل ..
اهتم الإسلام بعمل الباطن (القلب) اهتماما كبيراً وبنى عليه عمل الجوارح (الظاهر) فلا يصلح الظاهر إلا بصلاح الباطن, وأهم أعمال الباطن "الإخلاص" والذي هو شرط لقبول الأعمال الصالحة عن الشعبي عن النعمان بن بشير قال سمعته يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وأهوى النعمان بإصبعيه إلى أذنيه: (إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب (. رواه مسلم ودليل إرادة التوحيد أن الله تعالى ذكر بعد الأمر بالعبادة إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وهي من أعمال الجوارح ومن أهم أعمال الجوارح , أفردتا لبيان أهميتهما أولا , ولتكونا نموذجين ومثلين لأعمال الجوارح الظاهرة؛ فالصلاة عبادة البدن والزكاة عبادة المال وباقي أعمال الإسلام إما بدنية وإما مالية وإما تجمع بينهما , فكانت الصلاة والزكاة نموذجين تامين لباقي الأعمال. إن الله تعالى عندما يذكر العبادة ويأمر بها يقرنها بالاسم العَلَم على الذات الإلهية " الله " الاسم الجامع لكل أسماء الله وصفاته ولم يذكر تعالى اسما آخر مع العبادة والأمر بها. يقول تعالى: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورا ً} النساء 36 {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ} الزمر2 {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَّهُ دِينِي} الزمر 14 ولا تجد في القرآن الأمر بعبادة الرحمن أو الملك أو القدوس ... الخ. فاسم "الله" دالٌ بذاته على التوحيد {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّا ً} مريم 65 إن الدعوة إلى التوحيد مقترنة بالإخلاص فلم يأمر تعالى أن نخلص في توحيدنا له سبحانه بمعنى لم يقل وما أمروا إلا ليعبدوا الله ويخلصوا بل جاء الإخلاص بصيغة "التلبُّس" بمعنى لا توحيد بلا إخلاص فإذا لم يكونوا مخلصين فهم غير موحدين. وهذا هو الأساس الذي يبنى عليه الدين كله، {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} التوبة 109 وكل بناء لا يقوم على قواعد سليمة ومتينة لا يوشك حتى ينهار ويسقط ولن يصمد أمام أبسط الهزات والحركات، {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} الحج11 وكان هذا هو السر في أن جعل الإخلاص مع التوحيد في هذه الآية ولم يجعله مع إقام الصلاة وإيتاء الزكاة , لأن متانة البنيان بمتانة قواعده والعكس صحيح. هنا يكون الدين القائم الثابت الراسخ المعتدل المستقيم، إن علماءنا الأجلاء أدركوا هذا الأمر واعتنوا به عناية فائقة فكانوا يصدرون به أعمالهم، فالبخاري رحمه الله يبدأ جامعه الصحيح بالحديث الجليل الصحيح الذي رواه عن عمر بن الخطاب ,
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه). رواه البخاري ونلحظ هنا تصدر الحديث بـ "إنما" التي هي "أداة حصر تفيد هنا تقوية الحكم المذكور بعدها. و "أل" في الأعمال للاستغراق فالسياق يؤكد شمول الأعمال التي تتوقف على المقاصد والنيات صحة وكمالاً" منهل الواردين شرح رياض الصالحين د. صبحي الصالح. ثم أليس في الفاتحة التي هي مفتتح القرآن الكريم افتتاح بالإخلاص "فالحمد لله" فيها الإخلاص لله وحده و "إياك نعبد وإياك نستعين" فيها الإخلاص لله وحده، ومعنى الإخلاص هنا واضح بيِّن. ومن ذكر وإرادة الإخلاص بصور مختلفة في القرآن الكريم قوله تعالى:"في سبيل الله" فهي تعني الإخلاص يقول تعالى: {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} البقرة 261 {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ} البقرة 190 ومنه قوله تعالى: {قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} آل عمران 29 {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} الأنعام 162 ومثل ذلك كثير .. *جوائز المخلصين في الدنيا والآخرة: 1 - {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} البقرة 261 "وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ" يقول ابن كثير: أي بحسب إخلاصه في عمله. "فرُب عمل صغير تعظمه النية ورُب عمل كبير تصغره النية" كما قال ابن المبارك رحمه الله تعالى. 2 - وجائزة ثانية للمخلصين أن الإخلاص يحفظ القلب نقياً طاهراً نظيفاً لا يغل ولا يحقد ولا يخون. عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود يحدث عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم إخلاص العمل لله ومناصحة أئمة المسلمين ولزوم جماعتهم فإن الدعوة تحيط من ورائهم). 3 - مصعب بن سعد عن أبيه: (أنه ظن أن له فضلا على من دونه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم). 4 - إن الله ينجي عبده من الشدائد والآفات المهلكة. عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم حتى أووا المبيت إلى غار فدخلوه فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم فقال رجل منهم اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا فناء بي في طلب شيء يوما فلم أرح عليهما حتى ناما فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين وكرهت أن أغبق قبلهما أهلا أو مالا فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر فاستيقظا فشربا غبوقهما اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج قال النبي صلى الله عليه وسلم وقال الآخر اللهم كانت لي بنت عم كانت أحب الناس إلي فأردتها عن نفسها فامتنعت مني حتى ألمت بها سنة من السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت حتى إذا قدرت عليها قالت لا أحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه فتحرجت من الوقوع عليها فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي وتركت الذهب الذي أعطيتها اللهم إن كنت فعلت ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها قال النبي صلى الله عليه وسلم وقال الثالث اللهم إني استأجرت أجراء فأعطيتهم
(يُتْبَعُ)
(/)
أجرهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال فجاءني بعد حين فقال يا عبد الله أد إلي أجري فقلت له كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق فقال يا عبد الله لا تستهزىء بي فقلت إني لا أستهزئ بك فأخذه كله فاستاقه فلم يترك منه شيئا اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرُج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون). رواه البخاري 5 - إن المخلص يرفع الله درجاته ويزداد رفعة: عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني عام حجة الوداع من وجع اشتد بي فقلت إني قد بلغ بي من الوجع وأنا ذو مال ولا يرثني إلا ابنة أفأتصدق بثلثي مالي قال لا فقلت بالشطر فقال لا ثم قال الثلث والثلث كبير أو كثير إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها حتى ما تجعل في في امرأتك فقلت يا رسول الله أخلف بعد أصحابي قال إنك لن تخلف فتعمل عملا صالحا إلا ازددت به درجة ورفعة ثم لعلك أن تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون اللهم أمض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم لكن البائس سعد بن خولة يرثى له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مات بمكة). رواه البخاري 6 - من يتخلف عن العمل الصالح لعدم قدرته واستطاعته فهو شريك للعاملين في الأجر. عن أبي سفيان عن جابر قال: (كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فقال إن بالمدينة لرجالاً ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم حبسهم المرض). رواه مسلم 7 - ويكفي جائزة الفوز بالجنة عتبان بن مالك وهو من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن شهد بدرا من الأنصار أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله). رواه البخاري * كيف نحقق الإخلاص؟: 1 - أول أمر يعين العبد على الإخلاص تعظيم الله رب العالمين في النفس, فإذا علم العبد أن الله تعالى يعلم سره وجهره وأنه تعالى معه أينما كان وانه يراه في كل حركة وسكنة عندئذ يخلص العمل لله وحده فمن يخدع الناس لا يستطيع خداع رب الناس. {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} غافر 19. {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ* إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} الشعراء218 - 220 {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} المجادلة 7 والآيات في ذلك كثيرة .. 2 - أن يحرص العبد على رضا الله وحده دون النظر إلى مدح الناس أو ذمهم عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أرضى الله بسخط الناس، كفاه الله، ومن أسخط الله برضا الناس، وكله الله إلى الناس) صحيح ابن حبان. 3 - أن يحرص العبد على إخفاء العمل عن الناس ما استطاع إلى ذلك سبيلا حتى لا يدخل شيء في نفسه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (سبعة يظلهم الله يوم القيامة في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ورجل ذكر الله في خلاء ففاضت عيناه ورجل قلبه معلق في المسجد ورجلان تحابا في الله ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال إلى نفسها قال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما صنعت يمينه). البخاري 4 - أن يتوجه العبد إلى الله سبحانه بأن يرزقه الإخلاص ويستعين به وحده على ذلك, وصدق الشاعر: إذا لم يكن عون من الله للفتى ........... فأول ما يجني عليه اجتهاده 5 - كثرة الدعاء فإن الدعاء ينشئ في النفس الحب والتذلل والخضوع والقنوت لله رب العالمين {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} الأعراف 55 * مهما أخفى المرائي رياءه ونفاقه فإن الله سيكشفه بأن يخطئ ويزل لسانه ويقوم بأعمال تكشف حقيقته {وَلَوْ نَشَاء
(يُتْبَعُ)
(/)
لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ} محمد 30 فمهما أخفى عيبته سيُفضح حتما كما قال الشاعر: ومهما تكن عند امرئ من خليقة .......... وإن خالها تخفى على الناس *على العبد أن يعلم أن الناس جميعا يُبعثون يوم القيامة على نياتهم, عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم قالت قلت يا رسول الله كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم قال يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم (. رواه البخاري فاحرص أخي المسلم أن تقوم يوم القيامة كما وصف الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ* إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} القيامة 22 - 23 وإياك أن تكون ممن وصف تعالى بقوله: {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ*تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ} عبس 40 - 41 *إن للإخلاص آثار يلمسها المسلم في نفسه وعمله: فالإخلاص يدعو العبد إلى الإحسان في العمل، عن عائشة: (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه) مسند عائشة إن الإخلاص يجعل العبد يهتم بنوع العمل لا بشكله أو حجمه، عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم). رواه مسلم الله تعالى يبارك العمل القليل الدائم بإخلاص ولا ينظر إلى العمل الخالي من الإخلاص مهما بلغت كثرته، {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً} الفرقان 23. أسأل الله العظيم أن يرزقنا الإخلاص وأن يثيبنا عليه. radwan_hamdan@yahoo.com "
المصدر http://www.quransite.com/modules.php?name=News&file=article&sid=643&mode=&order=0&thold=0(/)
التوبة لرضوان حمدان
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[15 Jan 2007, 01:52 م]ـ
التوبة لرضوان حمدان
{التوبة سعادة الدارين}: .... الحاجة إلى التوبة تعادل الحاجة إلى مقومات الحياة لدى الإنسان على مستوى الفرد والجماعة إن لم تزد, فإذا كان الهواء والماء والطعام تشكل الحياة المادية للإنسان ليمارس حركته أياً كانت في
الوجود؛ فإن التوبة هي تجديد وتجدد لهذه الحياة وتنشيط لها في الجانب الإيجابي لحركة الحياة وتزيد عليها أنها تطّلع إلى ما بعد الحياة الدنيا, من هنا نلمح السر في التعقيب بالفلاح في قوله تعالى: {وتوبوا إلى الله جميعا أيها لمؤمنون لعلكم تفلحون} فالفلاح مطلق عن قيود ومحددات الزمان والمكان في الدنيا والآخرة. فالرحمن الرحيم يأمر عباده أن يتوجهوا إليه بالتوبة في أمر مباشر سبع مرات من مجموع 87 مرة عدد ورود "التوبة" في القرآن بصيغ واشتقاقات مختلفة. وفي سورتي النور والتحريم يأتي الأمر المباشر للمؤمنين بالتوبة ونلحظ ما يلي: 1 - أن الأمر بالتوبة في سورة النور جاء تعقيبا على أحكام شرعية وقضايا وأحداث وقعت في المجتمع المسلم كان لها تأثير على المجتمع هزتهم هزاً عنيفا , وتتمثل في ما يلي: حكم الزنا وعقوبته , والملاعنة بين الزوجين , وحديث الإفك الخطير وما تبعه من بيان وتنبيهات صارمة, ورمي المحصنات والتشديد فيه, والأمر بغض البصر للذكور والإناث وهو حكم شرعي تساهل فيه المسلمون اليوم كثيراً, وبيان حدود الزينة للمرأة ومن يجوز لها أن تظهرها أمامهم. بعد كل ذلك يأتي التعقيب في نهاية آية طويلة { ... وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون}. يقول القرطبي: والمعنى: وتوبوا إلى الله فإنكم لا تخلون من سهو وتقصير في أداء حقوق الله تعالى، فلا تتركوا التوبة في كل حال. 2 - جاء الطلب بصيغة الأمر والأمر يفيد الوجوب فالتوبة فرض متعين وهذا يعني أن عدم الاستجابة لأمر الله في التوبة إثم يضاف إلى الإثم الأصلي المطلوب التوبة منه. 3 - طلب التوبة جمعي وفردي {توبوا ... جميعاً ... المؤمنون} وفي هذا دلالة على أن التوبة من الخطأ والإثم:- أ- لا يعفى منه أحد فليس من هو فوق السؤال أو التكليف وليس من أحد من البشر "لا يُسأل عما يفعل" أي خال من كل تبعة أو مسؤولية!! فالذي لا يسأل عما يفعل هو الله رب العالمين. حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم يخاف الله ويخشاه ويستغفره ويتوب اليه ويدعوه ويتضرع إليه: قال أبو هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة). رواه البخاري. وهو صلى الله عليه وسلم الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فكيف بمن دونه ... ويقول عليه الصلاة والسلام فيما يرويه عن ربه عز وجل: {يا عبادي إنكم الذين تخطئون بالليل و النهار و أنا الذي أغفر الذنوب و لا أبالي فاستغفروني أغفر لكم) حديث صحيح على شرط الشيخين. ويقول عليه السلام: {كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون}. ب- المجتمع هو مجموع الأفراد فإن توبتهم في المحصلة توبة المجتمع. ج- إن التساهل في التوبة والإنابة والرجوع إلى الله يعني التساهل في الذنب والخطأ وهذا بدوره يزيد الأخطاء ويراكمها حتى تطفو على السطح وتنتشر ويسام بها المجتمع. د- إن كثرة الخبث من ذنوب ومعاص له استحقاق حتمي في قانون الله عز وجل وهو حلول العقاب ووقوع الهلاك, عن زينب ابنة جحش رضي الله عنها: (أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعا يقول لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها قالت زينب بنت جحش فقلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث). رواه البخاري. وفي حديث السفينة (مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا). رواه البخاري. دلالة واضحة على أن الأمة مجتمعة مسؤولة عما يقع من ذنب ولا يتم التراجع عنه. عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(يُتْبَعُ)
(/)
(إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل كان الرجل يلقى الرجل فيقول يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك ثم يلقاه من الغد فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ثم قال لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم إلى قوله فاسقون ثم قال كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يدي الظالم ولتأطرنّه على الحق أطرا ولتقصرنه على الحق قصرا). أبو داوود. وفي حديث آخر (والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم قال أبو عيسى هذا حديث حسن حدثنا علي بن حجر أخبرنا إسماعيل بن جعفر عن عمر بن أبي عمرو بهذا الإسناد نحوه). قال الترمذي: حديث حسن. 4 - والمؤمنون هم الموجه لهم الأمر بالتوبة ولهذا معان: أ- إن الإيمان هو مناط التكليف وهذا يعني أن التوبة عبادة على المؤمنين تعبد الله بها. ب- أن المؤمن معرض للخطأ فليس الإيمان بحاجز أو مانع عن الخطأ. ج- المؤمن هو الذي يتحرك قلبه للاستجابة, من هنا جاء الخطاب موجهاً بصفة الإيمان حتى يلامس هذا الوصف مكنون القلب. 5 - والسر في قوله تعالى {إلى الله} في أن التوبة من العبد إلى ربه مباشرة بدون وساطات أياً كانت فليس بين الله وبين عبده واسطة إلاّ الإيمان وصدق التوجه والعمل الصالح. وهذا يؤكد قضية التوحيد والقرب (وهو أقرب إليكم من حبل الوريد) (ادعوني أستجب لكم). 6 - وكنا في البداية قد بينا أن الفلاح عام في الدنيا والآخرة فوز وغنيمة وجنة ونعيم مقيم. * باب التوبة مفتوح: من رحمة الله بعباده أن جعل باب التوبة مفتوحاً إلى أن تطلع الشمس من مغربها وإلى أن تبلغ الروح التراقي عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها). رواه مسلم. عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر). قال الترمذي: حسن غريب يا لرحمة الله التي وسعت كل شيء, وهكذا يفتح الله لعباده باب التوبة والرجاء والرجوع إليه. *لا ذنب لا يغفر: نعم, لا يرد الله توبةً من عبده إذا أقبل عليه بصدق مهما بلغ ذنبه كثرة وحجماً:- إن الله يغفر الشرك لمن تاب عنه وأناب وعمل صالحاً {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى} طه82. {فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} التوبة5. والقتل!: فلو قتل مئة نفس ثم تاب تاب الله عليه عن أبي سعيد الخدري أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: (كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعه وتسعين نفسا فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب فأتاه فقال إنه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له من توبة فقال لا فقتله فكمل به مائة ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم فقال إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة فقال نعم ومن يحول بينه وبين التوبة انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء فأنطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت ملائكة الرحمة جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله وقالت ملائكة العذاب إنه لم يعمل خيرا قط فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم فقال قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو له فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة قال قتادة فقال الحسن ذكر لنا أنه لما أتاه الموت نأى بصدره) رواه مسلم. ومن الزنى؟! نعم, عن عمران بن حصين: (أن امرأة من جهينة أتت نبي الله صلى الله عليه وسلم وهي حبلى من الزنى فقالت يا نبي الله أصبت حدا فأقمه علي فدعا نبي الله صلى الله عليه وسلم وليها فقال أحسن إليها فإذا وضعت فائتني بها ففعل فأمر بها نبي الله صلى الله عليه وسلم فشكت عليها ثيابها ثم أمر بها فرجمت ثم صلى عليها فقال له عمر تصلي عليها يا
(يُتْبَعُ)
(/)
نبي الله وقد زنت فقال لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم وهل وجدت توبة أفضل من أن جادت بنفسها لله تعالى) رواه مسلم. ومن التخلف عن الجهاد؟! نعم, {وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} التوبة118. وفيهم حديث طويل رواه البخاري يقص توبتهم. والقول الجامع في ذلك قول الله تعالى {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} الزمر53. وحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم (يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفرونى أغفر لكم) رواه مسلم. وربّ قائل يقول إن التوبة تطمع الإنسان بالخطأ فيُكثر ويتمادى, والصحيح أن التوبة توقف الذنب والإساءة, ويعود العبد صالحاً وإيجابياً, وقد يتحول إلى داعية إلى الله تعالى, والشواهد من الماضي والحاضر أكثر من أن تحصى, فهذه هندٌ زوج أبي سفيان التي شقت صدر حمزة في غزوة أحد ولاكت كبده تُسلم ويحسن إسلامها وتجاهد في سبيل الله, ولها مواقف مشهودة في اليرموك وتصاب وتصبر وتحتسب. وقصة الذي قتل تسعة وتسعين نفساً دليل على إيجابية قبول التوبة ذلك أن من علم أن لا توبة له هو الذي يتمادى ويزيد في إجرامه ولن يردعه شيء ألم يكمل على المائة بمجرد أن قال له الراهب أن لا توبة له فكان الراهب هو الضحية!. إن التوبة راحة وطمأنينة وإلا فالهم والغم والقنوط والشر والانتحار, فما أجل حكمة الله "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير". ولو تكرر الذنب فإن الله يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات فالإنسان غير معصوم وقد يستزله الشيطان ويضعف أمام هوى نفسه فمن له غير الله ملجأ وملاذاً. *المسارعة في التوبة: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً} النساء17. فليحرص العبد على أن يتوب سريعاً من المعصية فإنه لا يدري متى يدركه الموت, عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لرجل و هو يعظه: اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، و صحتك قبل سقمك، و غناك قبل فقرك، و فراغك قبل شغلك، و حياتك قبل موتك.) صحيح على شرط الشيخين. فإياك أخي المسلم من المماطلة والتسويف فإن ملك الموت لن يستأذن عند قبض الروح {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} الأعراف34. *من أسباب قبول التوبة: 1. الإيمان بالله تعالى, {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} محمد34 2. الاعتراف بالذنب؛ فلا يقدم على التوبة من لم يعترف بأنه ارتكب ذنباً, {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} التوبة102 3. الندم على الذنب, عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:: (الندم توبة) ابن حبان. 4. الإقلاع عن الذنب, {قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينِ} الأنفال38. 5. أن يضع في نفسه عند توبته أنه لن يعود ثانية. {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} آل عمران135. 6. رد الحقوق والمظالم إلى أصحابها فإذا كان الله يغفر حقه فإن العبد له حقٌ يجب أن يعود اليه وإلا ضاعت الحقوق بين البشر وظلم بعضهم بعضا, فالتوبة تسقط حق الله ولا تسقط حق البشر, حتى الشهيد على ما له من
(يُتْبَعُ)
(/)
مكانة ومنزله تبقى حقوق الناس في عنقه. 7. الإخلاص في التوبة , وهي التوبة النصوح {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً} التحريم 8 ,أي صادقة, كما في الجلالين. 8. العمل الصالح, فالذي يتوب عليه أن يبادر إلى الطاعات والأعمال الصالحة حتى يبدأ حياة جديدة تدلل على صدق توجهه وتوبته {فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} التوبة5 9. التسبيح وذكر الله وملازمة الاستغفار, {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً} النصر3 *العوامل المساعدة على التوبة والمسرّعة فيها والمثبّتة عليها: 1. الاستشعار بعظمة الله وقدرته وقوته وأنه تعالى يعلم السر وأخفى وأن علمه محيط بكل شيء. 2. الإيمان بأن الله رحمن رحيم حليم غفّار يفرح لتوبة العبد, عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لله أشد فرحا بتوبة أحدكم من أحدكم بضالته إذا وجدها) رواه مسلم 3. العلم بان التوبة تكفر السيئات وتجُبّ ما قبلها, {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} هود114.عمرو بن العاص قال:: (لما ألقى الله عز و جل في قلبي الإسلام قال: أتيت النبي صلى الله عليه و سلم ليبايعني، فبسط يده إلي فقلت: لا أبايعك يا رسول الله حتى تغفر لي ما تقدم من ذنبي؟ قال: فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم: يا عمرو أما علمت أن الهجرة تجب ما قبلها من الذنوب؟ يا عمرو أما علمت أن الإسلام يجب ما كان قبله من الذنوب.) مسند أحمد. 4. العلم بأن التوبة والإقلاع عن الذنب يبدل السيئات حسنات {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} الفرقان70. وأختم بالحديث الشريف, يقول صلى الله عليه وسلم: عن عباس بن سهل بن سعد قال سمعت بن الزبير على المنبر بمكة في خطبته يقول يا أيها الناس إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: (لو أن بن آدم أعطي وادياً ملئ من ذهب أحب إليه ثانياً ولو أعطي ثانياً أحب إليه ثالثاً ولا يسد جوف بن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب). رواه البخاري. ثم قول الشاعر: يا من أسا فيما مضى ثم اعترف كن محسناً فيما بقي تُجزى الغُرف اعمل بقول الله في تنزيله إن ينتهوا يُغفر لهم ما قد سلف.
المصدر ( http://www.quransite.com/modules.php?name=News&file=article&sid=641&mode=&order=0&thold=0)(/)
الحكمة في تشريع الحج وأحكامه وفوائده
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[15 Jan 2007, 02:08 م]ـ
الحكمة في تشريع الحج وأحكامه وفوائده
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله وأمينه على وحيه وخليله وصفوته من عباده نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه، ومن سلك سبيله، واهتدى بهداه إلى يوم الدين. أما بعد: فإني أشكر الله عز وجل على ما منّ به من هذا اللقاء في خير بقعة بإخواني في الله؛ للتواصي
والتناصح بالحق، والتعاون على البر والتقوى، والتذكير بالله وبحقه، والتذكير بهذه الشعيرة العظيمة شعيرة الحج، وما فيها من الخير العظيم، والمنافع الكبيرة والعواقب الحميدة للمسلمين في كل مكان. فأسأله جل وعلا أن يجعله لقاءً مباركاً، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا جميعاً، وأن يمنحنا الفقه في دينه والثبات عليه، وأن يتقبل منا ومن سائر إخواننا حجاج بيت الله الحرام وغيرهم من المسلمين، أسأل الله أن يتقبل منا جميع أعمالنا التي نتقرب بها إليه سبحانه وتعالى. ثم أشكر أخي معالي الشيخ راشد الراجح مدير جامعة أم القرى ورئيس هذا النادي على هذه الدعوة لهذا اللقاء، وأسأل الله جل وعلا أن يبارك في جهوده، وأن يعينه على كل خير، وأن يجعلنا وإياكم وإياه من الهداة المهتدين، إنه خير مسؤول. أيها الأخوة: شعيرة الحج أمرها عظيم وفوائدها كثيرة وحكمها متنوعة، ومن تأمل كتاب الله وتأمل السنة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام في هذا الموضوع عرف عن ذلك الشيء الكثير. ولقد شرع الله سبحانه هذه الشعيرة لعباده لما في ذلك من المصالح العظيمة، والتعارف، والتعاون على الخير، والتواصي بالحق، والتفقه في الدين، وإعلاء كلمة الله، وتوحيده، والإخلاص له، إلى غير ذلك من المصالح العظيمة والفوائد التي لا تحصى. ومن رحمته سبحانه أن جعل الحج فرضاً على جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، فالحج فريضة عامة على جميع المسلمين: رجالاً ونساءً، عرباً وعجماً، حكاماً ومحكومين، مع الاستطاعة، كما قال عز وجل: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين} [1]. فالآية الكريمة واضحة في أن هذا الحج واجب على جميع الناس مع الاستطاعة. والحج مرة في العمر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عندما سئل: أفي كل عام يا رسول الله؟ قال: ((لو قلتها لوجبت، الحج مرة، فمن زاد فهو تطوع)) [2]. وهذا من تيسير الله أيضاً ومن نعمته العظيمة أن جعلها مرة في العمر؛ لأنه لو كان أكثر من ذلك لكانت المشقة عظيمة بسبب الكلفة الكبيرة بالنسبة للبعيدين عن هذه البقعة المباركة، ولكن الله بلطفه ورحمته جعل الحج مرة في العمر، ومن زاد فهو تطوع. وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)). [3] متفق على صحته. وفي الصحيحين أيضاً عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه)) [4]. وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام: ((تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، والحج المبرور ليس له ثواب إلا الجنة)) [5]. فالحج له شأن عظيم وفوائد كثيرة، ومن فوائده العظيمة أنه إذا كان مبروراً فجزاؤه الجنة والسعادة وغفران الذنوب، وهذه فائدة كبيرة وكسب لا يقاس بغيره. والله جل وعلا جعل هذا البيت مثابة للناس وأمناً، كما قال جل وعلا: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا} [6]، يثوبون إليه من كل مكان مرة بعد مرة، ولا يشبعون من المجيء إليه؛ لأن في المجيء إليه خيراً عظيماً وفوائد جمة، وهو مؤسس على توحيد الله والإخلاص له، قال تعالى: {وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود} [7]. فالله هيأ هذا البيت لخليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام ليقيمه على توحيد الله، والإخلاص له، وعدم الإشراك به، وقد سئل عليه الصلاة والسلام عن أول بيت وضع للناس، قال: ((هو المسجد الحرام)) [8]. والله يقول في كتابه العظيم: {إن أول وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين} [9]. فهو أول بيت وضع للعبادة
(يُتْبَعُ)
(/)
العامة، وقد بين سبحانه وتعالى أنه أسس على توحيد الله والإخلاص له. فمن الواجب على كل مسلم قصد هذا البيت أن يخلص العبادة لله وحده، وأن يجتهد في أن تكون أعماله كلها لله وحده: في صلاته ودعائه، في طوافه وسعيه، وفي جميع عباداته؛ ولهذا قال الله تعالى: {وطهر بيتي} [10]، أي طهر مكان البيت من الشرك. "للطائفين"، وقد بدأ بالطواف؛ لأن الطواف لا يفعل إلا في هذا البيت العتيق، ما من عبادة في الدنيا فيها طواف إلا حول البيت العتيق، أما الطواف بالقبور والأشجار والأحجار فهو من الشرك الأكبر، كالصلاة لها والسجود لها. وإن طاف بها تقرباً لله فهو بدعة، ليس هناك طواف يتقرب به لله إلا بالبيت العتيق، وتطهيره يكون بتنزيهه من الشرك بالله والبدع المضلة، وألا يكون حوله إلا توحيد الله والإخلاص له وما شرع من العبادة. فالواجب على حماة هذا البيت والقائمين عليه، أن يطهروا هذا البيت من الشرك والبدع والمعاصي، حتى يكون كما شرع الله بيتاً مقدساً مطهراً من كل ما حرمه الله. وفي البيت العتيق آيات بينات: مقام إبراهيم، وأرض الحرم كلها مقامات لإبراهيم، فالصفا والمروة والبيت العتيق ومنى ومزدلفة وعرفات، كلها مقامات تذكر بهذا النبي العظيم، والرسول الكريم، وما بذله من الجهود والأعمال الجليلة في سبيل توحيد الله والإخلاص له، ودعوة قومه إلى توحيد الله واتباع شريعته. ويقول سبحانه في شعيرة الحج العظيمة: {الحج أشهر معلومات} [11]، وهي شوال وذو القعدة والعشر الأول من ذي الحجة، أي شهران وبعض الشهر، ثم يقول تعالى: {فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج}. هذه من المنافع العظيمة والفوائد الكبيرة، أن الوافد لهذا البيت العتيق وفد لإخلاص العبادة لله وحده دون الشرك به سبحانه وتعالى، مع التطهر والحذر من كل ما يخالف شرع الله سبحانه، حتى تكون العبادة كاملة لله عز وجل، ليس فيها نقص بوجه من الوجوه، وبذلك يخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، إذا حج فلم يرفث ولم يفسق. والرفث هو: الجماع وما يدعو إليه من ملامسات ونظرات وكلمات وغيرها، كما وضح ذلك العلماء رحمهم الله. والفسوق: المعاصي كلها، المحرمة في الحج، والمحرمة مطلقاً، ومن المحرم في الحج: قص الأظافر بعد الإحرام، وقص الشعر، والتطيب، ولبس المخيط، وتغطية الرأس للرجل، ولبس القفازين للرجل والمرأة، والنقاب للمرأة، إلى غير هذا مما حرم الله على المحرم. وهناك محرمات عامة، كالزنى والسرقة والظلم في النفس والمال والعرض وأكل الربا إلى غير ذلك مما هو محرم على الجميع في الحج وغيره. {ولا جدال} وعلى المؤمن أن يكون بعيداً عن الجدال والمراء الذي يثير العداوات والشحناء. فالحج وسيلة للمحبة والتعاون والصفاء، ومن حكمه العظيمة ترك ما يسبب البغضاء والشحناء من رفث أو فسوق أو جدال، فهو وسيلة عظيمة إلى صفاء القلوب واجتماع الكلمة والتعاون على البر والتقوى، والتعارف بين عباد الله في سائر أرض الله. ولقد كان عند العرب جدال في جاهليتها فنهى الله عن ذلك، فلا جدال في الحج، لا من جهة ما كانت عليه في الجاهلية ولا من جهة ما يسبب البغضاء والشحناء، كل ذلك لا يجوز، فإذا صدر منك لأخيك غيبة فتب إلى الله منها واستسمحه من ذلك حتى تكون الكلمات في الحج كلها تدعو إلى الخير والبر والتقوى والتعاون على الخير والصفاء، والبعد عن كل ما يسبب الفرقة والاختلاف. أما الجدال بالتي هي أحسن فهذا مطلوب دائماً في كل وقت، قال تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} [12]. هذا مطلوب في حق المحرم وغيره، قال تعالى: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن} [13]. فلا حرج في الجدال بالتي هي أحسن لإزالة الشبه وإيضاح الحق بأدلته مع البعد عن أسباب الشحناء والعداوة. ثم قال جل وعلا: {وما تفعلوا من خير يعلمه الله} [14].وفي هذا حث وتحريض على أنواع الخير، فعلى الحاج أن يحرص على فعل الخير بكل وسيلة، والله سبحانه يعلمه ويجازيك عليه، والخير يشمل القول والعمل؛ فالكلمة الطيبة والنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كله خير، والصدقة والمواساة وإرشاد الضال وتعليم الجاهل كله خير، فجميع ما ينفع الحاج أو ينفع المسلم من قول أو عمل مما شرعه الله وما أباحه جل وعلا كله خير. ثم قال سبحانه
(يُتْبَعُ)
(/)
وتعالى: {وتزودوا فإن خير الزاد التقوى}. فالله جل وعلا أمر الحاج بالتزود بالنفقة وبكل ما ينفعه في الحج، من العلم النافع والكتب المفيدة وكل ما ينفع نفسه أو غيره، وكلمة {وتزودوا} كلمة مطلقة تشمل أنواع التزود من أمور الدنيا والدين. قال ابن عباس رضي الله عنهما: كان أناس يحجون من غير زاد ويقولون: نحن المتوكلون، فأنزل الله تعالى: {وتزودوا فإن خير الزاد التقوى}. والآية عامة تعم جميع الناس، فعلى جميع الناس في كل أصقاع الدنيا أن يتزودوا من العلم ومن المال ومن كل ما ينفعهم في حجهم، حتى لا يحتاجوا للناس. والله تعالى يقول: {فإن خير الزاد التقوى}، أي: خير الزاد للمؤمن ولإخوانه التقوى، أن يتقي الله بطاعته والإخلاص له، وفي نفع إخوانه الحجاج، وتوجيههم إلى الخير، وأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر، ومواساة المحتاج منهم بالطريقة الحسنة وبالأسلوب المناسب. ثم كرر سبحانه فقال: {واتقون يا أولي الألباب}. أمر بعد أمر أكد فيه سبحانه وتعالى التقوى لما فيها من الخير العظيم، كما قال سبحانه: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم} [15]، وسئل النبي عليه الصلاة والسلام: أي الناس أكرم؟ قال: ((أتقاهم)) [16]. فأتقى الناس لله هو أكرمهم عنده وأفضلهم عنده، من عرب وعجم، وأحرار وعبيد، ورجال ونساء، وجن وإنس، وعلى رأسهم الرسل عليهم الصلاة والسلام والأنبياء، ثم بعدهم الأفضل فالأفضل. وقد قال تعالى: {يا أولي الألباب}؛ لأن أولي الألباب – وهي العقول الصحيحة- هم الذين يعقلون عن الله، وهم الذين يفهمون مراده، وهم الذين يقدرون النصائح والأوامر، بخلاف فاقدي العقول فلا قيمة لهم، ومن أعرض عن الله وغفل عنه فليس من أولي الألباب، وإنما أولو الألباب المقبلون على الله، الراغبون في طاعته، الراغبون فيما ينفع الناس، الناس كلهم مأمورون بالتقوى، لكن أولي الألباب لهم ميزة؛ لما أعطاهم الله من العقل والبصيرة، كما قال جل وعلا في آية أخرى: {وليذكر أولو الألباب} [17]، فكلنا مأمورون بالتذكر والتقوى لكن أولي الألباب لهم شأن ولهم ميزة في فهم أوامر الله وتنفيذها، وهكذا قوله تعالى: {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب} [18]، فيه آيات للجميع لكل أحد، لكن لا يفهمها ولا يعقلها ولا يقدرها إلا أولو الألباب. ويقول سبحانه: {وأذن في الناس بالحج} [19]، أي: أذن يا إبراهيم وأعلن للناس بالحج، وقد فعل ونادى الناس وأعلن عليه الصلاة والسلام، والدعاة إلى الله ينادون بالحج اقتداء بإبراهيم والأنبياء من بعده، وبنبينا عليه الصلاة والسلام. "يأتوك رجالاً"، أي: مشاة. وقد استنبط بعض الناس من الآية الكريمة أن الماشي أفضل ولكن ليس بظاهر؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم حج راكباً وهو القدوة والأسوة، عليه الصلاة والسلام، ولكن الراجل يدل فعله على شدة الرغبة وقوتها في الحج، ولكن لا يلزم من ذلك أن يكون أفضل، فمن جاء ماشياً فله أجره والراكب الذي رغب في رحمة الله وإحسانه له أجره وهو أفضل. {وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق}، من كل فج، أي: طريق واسع بعيد من المشرق والمغرب ومن كل مكان، يريدون وجه الله والدار الآخرة. لماذا أتوا؟ {ليشهدوا منافع لهم} [20]، هذه المنافع أبهمها الله تعالى، ولكنه شرحها في مواضع كثيرة، منها قوله بعد ذلك: "ويذكروا اسم الله في أيام معلومات"، وكل ما يفعله الحاج من طاعة لله ونفع لعباده مما ذكر ومما لم يذكر كله داخل في المنافع. وهذه من حكم الله في إبهامها، حتى يدخل فيها كل ما يفعله المؤمن والمؤمنة من طاعة لله ونفع لعباده. فالصدقة على الفقير منفعة، وتعليم الجاهل منفعة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منفعة، وفي الدعوة إلى الله منافع عظيمة، والصلاة في المسجد الحرام منفعة، والقراءة منفعة، وتعليم العلم منفعة، وكل ما تفعله مما ينفع الناس من قول أو عمل أو صدقة أو غيرها مما شرعه الله أيضاً داخل في المنافع. فينبغي للحاج أن يستغل هذه الفرصة العظيمة ويعمرها بتقوى الله، والحرص على جميع المنافع التي ترضي الله وتنفع عباده، فيشتغل بذكر الله في مكة وفي المشاعر وفي جميع الأماكن، ويشتغل بطاعة الله فيما ينفع الناس، إن كان عنده
(يُتْبَعُ)
(/)
علم، يعلم الناس ويفقه الناس ويدعو إلى الله ويرشد إليه ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وإن كان عنده مال يحسن إلى الناس ويواسي الفقير ويعين على نوائب الحق، ويعمر الوقت بذكر الله وقراءة القرآن، ويعتني بأداء المناسك كما شرعها الله ويتحرى في ذلك سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وأعظم المنافع أن يكون هدفه في جميع الأمور توحيد ربه والإخلاص له ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من الهدى. ومما ينبغي للحاج، أن يتفقه في دينه، ويسأل إذا لم يكن عنده علم، ويحضر حلقات العلم في المسجد الحرام وفي مساجد مكة وفي المسجد النبوي، ويسأل أهل العلم، ويطلب الكتب المفيدة، ويلتمس المنسك الإسلامي الذي ليس فيه ما يخالف الشرع، ويحذر البدع والأقوال المرجوحة، ويتحرى اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى يكون حجه مبروراً، وحتى تكون رحلته مباركة نافعة له ولغيره، وحتى يستفيد منها بعد ذلك في بلاده. والحج أحكامه معروفة ومناسكه معلومة لأهل العلم، وقد عرفها الكثير من المسلمين الذين ارتادوا الحج، ولكن الكثير من الناس يجهل الأحكام، فعليه أن يتعلم ويسأل أهل العلم عما أشكل عليه ويحرص على معرفة الأحكام الشرعية في مسائل الحج، وهكذا كل منسك يتحرى فيه صاحبه سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويعض عليها بالنواجذ، وهكذا يحرص على كتب أهل العلم التي تعتني بالدليل وإيضاح الحق بحجته ينبغي أن يعتني بها. ويجب على المؤمن الحاج وغيره أن يحذر كل ما حرم، الله في الحج وفي غيره، في بيته وفي طريقه وفي مجتمعه مع إخوانه وفي كل مكان، وأن يسأل الله التوفيق والإعانة على ذلك، والله جل وعلا يحب من عباده أن يسألوه ويتضرعوا إليه وهو جواد كريم سبحانه وتعالى. والمشروع للحاج عند وصوله إلى الميقات أن يغتسل إذا تيسر له ذلك، وأن يتوضأ ويصلي ركعتين سنة الوضوء إلا أن يكون إحرامه بعد فريضة فإن ذلك يكفيه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أحرم في حجة الوداع بعد صلاة الظهر في ذي الحليفة، وإذا كان منزله قريبا من الميقات كأهل الطائف والمدينة واغتسل في بيته كفاه ذلك، لكن لا يحرم إلا إذا وصل الميقات، والمراد بالإحرام نية الحج أو العمرة أو كليهما والتلبية بذلك. أما التجرد من المخيط فلا بأس أن يفعله قبل ذلك في بيته أو في الطريق، وهكذا الغسل كما تقدم. ويتجرد من المخيط ويلبس ملابس الإحرام، ثم يركب سيارته، والأفضل أن يكون إحرامه بالحج أو العمرة بعد الركوب؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أحرم بعد أن ركب دابته، والمراد بذلك نية الدخول في الحج أو العمرة. ثم يكثر من التلبية ويستمر فيها مع ذكر الله وتسبيحه والاستغفار والتوبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله عز وجل، إلى أن يشرع في طواف العمرة إن كان إحرامه بعمرة، فإذا شرع في الطواف قطع التلبية. أما إن كان إحرامه بالحج فإنه يستمر في التلبية إلى أن يرمي جمرة العقبة، فبعد الرمي صباح العيد يقطع التلبية ويشتغل بالتكبير. ولابد في رمي الجمار من أن يتحقق أو يغلب على ظنه أن الحجر وصل إلى الحوض، فإن لم يتحقق ذلك أو يغلب على ظنه أعاد الرمي في الوقت، فإن خرج من منى ولم يعد فعليه دم؛ لأنه ترك واجباً، أما إذا تيسر له أن يعيد الرمي في أيام منى أعاده مرتباً بالنية ولا شيء عليه. ومن المعلوم أنه يمكن للحاج أن يتعجل في اليوم الثاني عشر من ذي الحجة بعد رمي الجمار، بعد الزوال. وإذا أحب أن يسافر طاف للوداع وسافر، هذا إذا كان قد طاف طواف الحج، أما إذا لم يكن قد طاف طواف الحج فلا مانع أن يكون طواف الحج هو طواف الوداع، فطواف الإفاضة يكفيه عن طواف الوداع إذا سافر بعده، وإن تأخر ورمى الجمار يوم الثالث عشر بعد الزوال فهذا هو الأفضل وهو الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم، ومن غابت عليه شمس يوم الثاني عشر وهو في منى لزمه المبيت وأن يرمي يوم الثالث عشر بعد الزوال، ومن فاته الرمي حتى غابت الشمس يوم الثالث عشر لزمه دم عن ترك هذا الواجب العظيم. أما فيما يتعلق بعرفة فهي الركن الأعظم للحج؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الحج عرفة)) [21]، فلابد في الحج من الوقوف بعرفة يوم التاسع بعد الزوال، هذا هو المشهور عند جمهور أهل العلم، ويقول بعضهم: إذا وقف قبل الزوال أجزأه؛ لأنه يعد من عرفة. لكن المشروع
(يُتْبَعُ)
(/)
أن يقف بعد الزوال إلى غروب الشمس، وإن وقف ليلة النحر أجزأه ذلك قبل طلوع الفجر، ومن فاته الوقوف بعرفة حتى طلع الفجر فاته الحج، ومن وقف نهاراً وانصرف قبل الغروب فقد ترك واجباً فعليه دم عند جمهور أهل العلم. ويشرع للحاج أن يكثر في عرفات من الدعاء والذكر والتلبية، مع رفع الأيدي كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، والسنة أن يصلي الظهر والعصر جمع تقديم مع القصر، بأذان وإقامتين في مسجد نمرة إن تيسر له ذلك، فإن لم يتيسر ذلك، فعلى كل جماعة أن يصلوا في مكانهم تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم، ثم يبقى الحاج في محله من عرفة، وعرفة كلها موقف، ويدعو الله في جميع الأحوال: جالساً أو مضطجعاً أو قائماً، ويكثر من الذكر والتلبية إلى أن تغيب الشمس، فإذا غابت الشمس انصرف بسكينة ووقار وهدوء إلى مزدلفة، ويصلي بها المغرب والعشاء قبل أن يحط الرحال، بأذان واحد وإقامتين، يصلي المغرب ثلاثاً والعشاء اثنتين، ولا يصلي بينهما شيئاً، ولا بين الظهر والعصر في عرفات؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل بينهما شيئا. ويمكن للحاج بعد صلاة المغرب والعشاء أن يفعل ما يشاء، فإن شاء نام، وإن شاء أكل، وإن شاء قرأ القرآن، وإن شاء ذكر الله. ويمكن للضعفاء أن ينفروا إلى منى في النصف الأخير من الليل، والأفضل بعد غروب القمر قبل الزحمة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم رخص لهم، رحمة بهم وتخفيفاً عنهم. ويمكنهم الرمي قبل الفجر، ومن أخر الرمي إلى الضحى فلا بأس، والرمي في الضحى للأقوياء هو الأفضل وهو السنة، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم. ومن طاف بعد الرمي أو قبل الرمي أجزأه، ولكن تأخير الطواف بعد الرمي والذبح والحلق يكون أفضل، تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم، لكن لو قدم فلا بأس، وما سئل النبي صلى الله عليه وسلم يوم العيد عن شيء قدم ولا أخر إلا قال: ((لاحرج)) [22]؛ في الرمي والذبح والحلق والتقصير والطواف والسعي. والخلاصة أن السنة في يوم العيد: الرمي أولاً، ثم النحر، ثم الحلق أو التقصير، والحلق أفضل، ثم يتحلل، ثم الطواف والسعي إن كان عليه سعي. وأسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم وجميع المسلمين للعلم النافع والعمل الصالح، وأن يمنحنا جميعاً الفقه في دينه والثبات عليه، وأن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان، وأن يفقههم في الدين، وأن يرزقهم النشاط المتواصل لمعرفة أمور الدين والتعلم والرغبة فيما عند الله. كما نسأله سبحانه أن يولي عليهم خيارهم، وأن يصلح قادتهم، وأن يوفق جميع ولاة أمور المسلمين في كل مكان لتحكيم شريعة الله والرضا بها وإيثارها على ما سواها، إنه جل وعلا جواد كريم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان. --------------------------------------------------------------------------------[1] سورة آل عمران، الآية 97 [2] رواه الإمام أحمد في (مسند بني هاشم) بداية مسند عبد الله بن العباس برقم 2637، والدارمي في (المناسك) باب كيف وجوب الحج برقم 1788 [3] رواه البخاري في (الحج) باب وجوب العمرة وفضلها برقم 1773، ومسلم في (الحج) باب فضل الحج والعمرة ويوم عرفة برقم 1349 [4] رواه البخاري في (الحج) باب فضل الحج المبرور برقم 1521، ومسلم في (الحج) باب فضل الحج والعمرة ويوم عرفة برقم 1350 [5] رواه الإمام أحمد في (مسند المكثرين من الصحابة) مسند عبد الله بن مسعود برقم 3660، والترمذي في (الحج) باب ما جاء في ثواب الحج والعمرة برقم 810 [6] سورة البقرة، الآية 125 [7] سورة الحج، الآية 26 [8] رواه البخاري في (أحاديث الأنبياء) باب قول الله تعالى: "ووهبنا لداود سليمان" برقم 3425، ومسلم في (المساجد ومواضع الصلاة) أول الكتاب (باب) برقم 520 [9] سورة آل عمران، الآية 96 [10] سورة الحج، الآية 26 [11] سورة البقرة، الآية 197 [12] سورة النحل، الآية 125 [13] سورة العنكبوت، الآية 46 [14] سورة البقرة، الآية 197 [15] سورة الحجرات، الآية 13 [16] رواه البخاري في (أحاديث الأنبياء) باب قول الله تعالى: "واتخذ الله إبراهيم خليلا" برقم 3353، ومسلم في (الفضائل) باب من فضائل يوسف برقم 2378 [17] سورة إبراهيم، الآية 52 [18] سورة آل عمران، الآية 190 [19] سورة الحج، الآية 27 [20] سورة الحج، الآية 28 [21] رواه الإمام أحمد في (مسند الكوفيين) حديث عبد الرحمن بن يعمر الديلي برقم 18475، والترمذي في الحج باب ما جاء فيمن أدرك الإمام بجمع فقد أدرك الحج برقم 889 [22] رواه البخاري في (العلم) باب الفتيا وهو واقف على الدابة وغيرها برقم 83، ومسلم في (الحج) باب من حلق قبل النحر أو نحر قبل الرمي برقم 1306 "
المصدر http://www.quransite.com/modules.php?name=News&file=article&sid=638&mode=&order=0&thold=0(/)
زيارة إلى
ـ[ماجد الخير]ــــــــ[15 Jan 2007, 09:09 م]ـ
قم بزيارة هذا الموقع فقط
http://www.zzrz.com/mlion.htm
وشكرا
ـ[خالد البكري]ــــــــ[16 Jan 2007, 12:09 م]ـ
جزاك الله خير أخي ماجد على هذا الرابط
وأسال الله أن لا يحرمك من الاجر(/)
للأخوات: دورة في متن ثلاثة الأصول
ـ[أم اليمان]ــــــــ[16 Jan 2007, 05:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الحمد لله حمداً يليق بجلاله وعظيم سلطانه , حمداً كثيرًا طيبًا مباركًا فيه, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ....
أما بعد،
فإنه يسر ملتقى طالبات العلم أن يقيم دورة في
" شرح متن ثلاثة الأصول "
وذلك تحت إشراف ومتابعة فضيلة الشيخ / سليمان بن محمد اللهيميد - حفظه الله -
حيث سيكون ولله الحمد بإمكان الطالبة الاستماع لشرح الشيخ - حفظه الله - مباشرة، وذلك عن طريق القاعة الصوتية التابعة للملتقى، وسؤال فضيلته عما تحتاجه من أسئلة حول هذا المتن.
موعد دروس الدورة:
يوم الاثنين والخميس من كل أسبوع، في تمام الساعة التاسعة مساءً بتوقيت مكة،
بحيث يكون يوم الاثنين بتاريخ 26/ ذي الحجة/1427هـ الموافق: 15/ 1/ 2007م هو بداية شرح المتن
بإذن الله تعالى
~ للاشتراك في الدورة والتسجيل الرجاء الضغط هنا ( http://www.t-elm.net/moltaqa/showthread.php?t=1818) ~
http://www.t-elm.net/moltaqa/images/adv/dawraa.gif
(http://www.t-elm.net/moltaqa/showthread.php?t=1818)
همسة:
أخيتي الحبيبة .. شدِّي الوثاق .. وضعي يدكِ في أيدينا .. فقد انتفض القلب وحنَّ للتفقّه بدين الله تعالى .. قد تاق لأنوار العلم تضيء له الطريق .. قد حمحمت خيول الهمّة .. وسمعت لصهيلها أصداء ..
يا طالِبَ العِلمِ لا تَبْغِي به بَدَلا = فقَدْ ظَفَرْتَ ورَبِّ اللَّوْحِ والْقَلَمِ
وقَدِّسِ العِلمَ واعْرِفْ قَدْرَ حُرْمَتِهِ = فِي القَوْلِ والفِعْلِ والآدابَ فَالْتَزِمِ
واجْهَدْ بِعَزْمٍ قَوِيٍّ لا انْثِنَاءَ لَهُ = لَوْ يَعْلَمُ الْمَرْءُ قَدْرَ العِلْمِ لَمْ يَنَمِ
والنِّيَّةَ اجْعَلْ لِوَجْهِ اللهِ خالصَةً = إنَّ البِناءَ بدونِ الأصْلِ لَمْ يَقُمِ
نسأل الله أن يوفقنا وأن يرزقنا وإياكن العلم النافع والعمل الصالح
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.(/)
معرض القاهرة الدولي للكتاب
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[16 Jan 2007, 10:14 ص]ـ
الأخوة الكرام
أستطيع خدمة لأهل الحديث ولأهل التفسير ومنتدى البحوث القرآنية ومنتدى أهل التحقيق
وبدون مقابل مادي تيسير الحصول على النسخ عالية الثمن بتخفيض 40% من سعر قائمة الدور الكبرى الرسالة والحديث والجيل وأمثالها وسأحدد للأخوة الدار التي سيستلمون منها الكتب في المعرض بإذن الله تعالى
ما عليكم إلا وضع اسم الكتاب الذي تريده (ولكن تنبيه) يكون كتابًأ غاليًا وليس من الأسماء النادر وجودها
ثم أخبركم من أي دور الشر تستلموها وأعني بالغالية مثلاً 50 جنيهًا فما فوق (يعني الكتاب الذي بسعر 100 جنيه يأخذه الأخ بـ ستين جنيه
والسلام عليكم
أخوكم
مصطفى
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[18 Jan 2007, 11:02 م]ـ
الأخ مصطفى
نرجو إفادتنا وفقك الله بموعد المعرض ومكانه ومدته وعنوانه مشكوراَ مأجوراَ.
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[21 Jan 2007, 12:46 ص]ـ
الدكتور الفاضل / د. محمد بن عبد الله الربيعة
السلام عليكم
المعرض بالتاريخ الهجري قرابة 5 من شهر المحرم
بالميقات المتعارف بمصر 25/ 1/2007 ويكون قرابة 15 يومًا
وسأحاول إذا طلب أحد من الأخوة من الرياض أو مكة المكرمة أن أتعاون مع مكتبة من مكتباتكم الموقرة أن تشحن الكتب لكم بعد الخصم ولكن المكتبة ستأخذ لنفسها نسبة طبعًا
وفقنا الله تعالى جميعًا
ـ[أبو الحسن السلفي]ــــــــ[21 Jan 2007, 01:20 م]ـ
المعرض يبدأ يوم 23 يناير
و بفتتح للجمهور يوم 25 يناير
و ينتهي يوم 4 فبراير
رابط موقع معرض القاهرة الدولي للكتاب
http://www.cibf.org/ar/index.cfm
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Jan 2007, 02:05 م]ـ
أشكر الأخ العزيز والباحث الموفق الأستاذ مصطفى علي على تلطفه بهذا العرض الذي يدل على حسن نيته وقصده جزاه الله خير الجزاء عن إخوانه الباحثين.
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[26 Jan 2007, 06:43 م]ـ
التخفيضات بمعرض القاهرة الدولي
المكتبة التي اتفقت معها للحصول على التخفيض 40% لكتب مؤسسة الرسالة، دار الحديث ومكتبات أخرى ممكن يكون منها حسب أن ييسر الله الرشد هي
دار الفتح للإعلام العربي
لصاحبها
الأستاذ / محمد سابق
ابن فضيلة الشيخ سيد سابق
مكان الدار سرايا ألمانيا (ب) أمام المسجد
الأخ يقول له أننا مجموعة الأخوة الذين اتفق معك الأخ مصطفى لأخذ تخفيض 40% لأننا طلبة علم أو باحثين أو محققين أو مصنفين (أو أننا من منتديات
أهل الحديث، التفسير، البحوث القرآنية، أهل التحقيق
الأخ يترك اسم الكتاب إذا لم يجده وهو يحضره له(/)
كيف ننقش القرآن على صدور صغارنا؟
ـ[خالد البكري]ــــــــ[16 Jan 2007, 12:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف ننقش القرآن على صدور صغارنا؟
لأن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر، فإن أفضل مراحل تعلم القرآن، الطفولة المبكرة من (3 - 6) سنوات؛ حيث يكون عقل الطفل يقظًا، وملكات الحفظ لديه نقية، ورغبته في المحاكاة والتقليد قوية، والذي تولوا مسئوليات تحفيظ الصغار في الكتاتيب أو المنازل يلخصون خبراتهم في هذا المجال فيقولون:
إن الطاقة الحركية لدى الطفل كبيرة، وقد لا يستطيع الجلوس صامتًا منتبهًا طوال فترة التحفيظ، ولذلك لا مانع من تركه يتحرك وهو يسمع أو يردد.
- المكافأة مدخل طيب لتحبيب الطفل في القرآن، وذلك بإهدائه شيئًا يحبه حتى ولو قطعة حلوى، كلما حفظ قدرًا من الآيات، وعندما يصل الطفل إلى سن التاسعة أو العاشرة يمكن أن تأخذ المكافأة طابعًا معنويًا، مثل كتابة الاسم في لوحة شرف، أو تكليفه بمهمة تحفيظ الأصغر سنًا مما حفظه وهكذا.
- الطفل الخجول يحتاج إلى معاملة خاصة، فهو يشعر بالحرج الشديد من ترديد ما يحفظه أمام زملائه، ولهذا يمكن الاستعاضة عن التسميع الشفوي بالكتابة إن كان يستطيعها، وإذا كان الطفل أصغر من سن الكتابة يجب عدم تعجل اندماجه مع أقرانه، بل تشجيعه على الحوار تدريجيًا حتى يتخلص من خجله.
- شرح معاني الكلمات بأسلوب شيق، وبه دعابات وأساليب تشبيه، ييسر للطفل الحفظ، فالفهم يجعل الحفظ أسهل، وعلى الوالدين والمحفظين ألا يستهينوا بعقل الطفل، فلديه قدرة كبيرة على تخزين المعلومات.
- غرس روح المنافسة بين الأطفال مهم جدًا، فأفضل ما يمكن أن يتنافس عليه الصغار هو حفظ كتاب الله، على أن يكون المحفظ ذكيًا لا يقطع الخيط الرفيع بين التنافس والصراع، ولا يزرع في نفوس الصغار الحقد على زملائهم المتميزين.
- ومن الضروري عدم الإسراف في عقاب الطفل غير المستجيب، فيكفي إظهار الغضب منه، وإذا استطاع المحفظ أن يحبب تلاميذه فيه، فإن مجرد شعور أحدهم بأنه غاضب منه؛ لأنه لم يحفظ سيشجعه على الحفظ حتى لا يغضب.
- على المحفظ محاولة معرفة سبب تعثر بعض الأطفال في الحفظ "هل هو نقص في القدرات العقلية أم وجود عوامل تشتيت في المنزل" وغير ذلك بحيث يحدد طريقة التعامل مع كل متعثر على حدة.
- من أنسب السور للطفل وأيسرها حفظًا قصار السور؛ لأنها تقدم موضوعًا متكاملاً في أسطر قليلة، فيسهل حفظها، ولا تضيق بها نفسه.
- وللقرآن الكريم فوائد نفسية جمة، فهو يُقوِّم سلوكه ولسانه، ويحميه من آفات الفراغ، وقد فقه السلف الصالح ذلك فكانوا يحفظون أطفالهم القرآن من سن الثالثة
ـ[معروفي]ــــــــ[23 Jan 2007, 06:45 ص]ـ
شكر الله تعالى لكم هذه الفوائد الطيبة النافعة و جزاكم الله تعالى خير الجزاء.
ـ[خالد البكري]ــــــــ[24 Jan 2007, 08:45 م]ـ
شكر الله تعالى لكم هذه الفوائد الطيبة النافعة و جزاكم الله تعالى خير الجزاء.
وإياكم وأشكركم أنتم كذلك على استجابة ردكم ونفع الله بعلمكم(/)
3 رسائل من الشيخ المعلمي إلى الشيخ ابن باز رحمهما الله
ـ[نياف]ــــــــ[17 Jan 2007, 05:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى حضرة الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو , وأسأله أن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه.
كان جرت المذاكرة في حديث مسلم وغيره عن حجاج عن ابن جريج:
أخبرني إسماعيل بن أمية عن أيوب بن خالد عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة عن أبي هريرة ... الحديث.
مع قول ابن كثير ((وقد رواه النسائي في التفسير عن إبراهيم بن يعقوب الجورجاني عن محمد بن الصباح عن أبي عبيدة الحداد عن الأخضر بن عجلان عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة ... الحديث.
وقلت أنا: إن ابن جريج – وإن كان مدلسا – لكنه لا يدلس في ما يرويه عن عطاء.
ويعلم ذلك من ترجمته في التهذيب 6/ 406 , وزعمت أن الحمل في هذا على الأخضر بن عجلان , فإن حجاجا أثبت منه بكثير , بل هو أثبت الناس في ابن جريج , فكأن الأخضر وهم وسلك الجادة:بأن جريج عن عطاء عن أبي هريرة.
وأظنك لم تقنع بذلك, وأنا – أيضا – في نفسي من ذلك شيء.
ثم وجدت في آخر ترجمة عطاء من التهذيب 7/ 203 ((روى الأثرم عن أحمد ما يدل على أنه كان يدلس , فقال في قصة طويلة: ورواية عطاء عن عائشة لا يحتج بها إلا إن يقول سمعت ...
وأمس الجمعة جاء إلى المكتب فضيلة الأستاذ إسماعيل الأنصاري يبحث في القضية.
والبارحة تذكرت وأنا في صلاة الوتر ما قيل أن ابن جريج لم يسمع من عطاء في التفسير , وإنما يروي في التفسير عن عطاء الخراساني , ولم يسمع من عطاء الخراساني وإنما أخذ الكتاب من ابنه عثمان بن عطاء.
والقصة في فتح الباري في تفسير نوح 8/ 511 , وفي مقدمة الفتح من 372.
وترجمة عطاء الخراساني في التهذيب 7/ 214.
وحاصلها أن ابن جريج قال: ((سألت عطاءاً – يعني ابن أبي رباح – عن التفسير من البقرة وآل عمران فقال: أعفني من هذا)).
ثم كان ابن جريج يروي التفسير من طريق عطاء الخراساني , وكان يقول في روايته ((عطاء الخراساني .... )) ولكن أصحابه ملّوا من كثرة الكتابة فصاروا يقتصرون على ((عطاء)) اعتماداً على أنهم قد عرفوا أن ابن جريج إنما يروي التفسير عن عطاء الخراساني.
هذا وعطاء الخراساني لم يسمع من أحد من الصحابة , وابن جريج لم يسمع منه, وإنما أخذ الكتاب من ابنه عثمان بن عطاء.
ولا يُدرى ما حال ذلك الكتاب.
وعثمان بن عطاء ضعيف جداً, لكن الذي وقع في البداية والنهاية
(( ... الأخضر ابن عجلان عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح)).
ويبعد أن يكون الأخضر وهم في هذا , لأنه أخذ الخبر من ابن جريج وابن جريج كان يقول ((عطاء الخراساني)) وأصحابه هم الذين اقتصروا في كتابتهم فلم يكتبوا ((الخراساني)) أرجو أن تفيدوني برأيكم في هذا. وما تجدد لديكم في هذه القضية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 21/ 2/1378هـ
محبكم
عبد الرحمن بن يحيى المعلمي
==========================================
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد الرحمن بن يحيى المعلمي إلى حضرة صاحب الفضيلة الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , أما بعد فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو , وأسأله أن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه.
وصلني كتابكم الكريم المؤرخ10/ 7/1378هـ وعرفت ما شرحتم في شأن فتح الباري, وقد فكرتُ في القضية فوجدْتُني بين أمرين:
إما أن أقبل ثم لا أستطيع الوفاء, وإما أن أعتذر من الآن.
فرأيت الثانية أولى , وذلك أن العلم ضخم , ولي مع شغلي بالمكتبة أشغال في كتب أخرى لا ينبغي تأخيرها , وصحتي مع ذلك ليست على ما يرام , فأرجو قبول عذري , والعفو والمسامحة ,
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
22/ 7/1378
محبكم
عبد الرحمن بن يحيى المعلمي
=========================================
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد الرحمن بن يحيى المعلمي إلى حضرة العلامة الجليل الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو وأسأله أن يوفقنا جميعاً لم يحبه ويرضاه , تناولت كتابكم الكريم المؤرخ 13/ 8/1378هـ , وإنه يشق علي جداً أن لا أمتثل رغبة فضيلتكم , ولا سيما في مثل ذلك العمل الصالح العظيم غير إني كما ذكرت في جوابي السابق لا أتمكن من القيام به.
ولم أقل ذلك حتى فكرت ونظرت بحسب ما أعرفه من حالي وحال العمل وحال من يمكن أن أستعين به , فأسأل الله - تعالى- أن ييسر لكم الأمر , ويهيء لكم سبيل القيام به , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
=====================================
من كتاب الرسائل المتبادلة بن الشيخ ابن باز والعلماء
إعداد
محمد بن موسى الموسى و محمد بن إبراهيم الحمد(/)
تحذير من موقع لتفسير القرآن الكريم .. (المنقب القرآني)
ـ[خالد البكري]ــــــــ[17 Jan 2007, 06:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
أنتشر رابط أحد المواقع في المنتديات
وهو خاص بتفسير القرآن الكريم
http://www.holyquran.net/search/sindex.php
وهو موقع للرافضة وجميع التفاسير للرافضة
ولا تتوافق مع تفسير أهل السنة والجماعة
ويمكنكم الإطلاع والتأكد من الموقع بأنفسكم
وعلى ذلك جرى التنبيه ..
ملاحظة: التحذير لأخواني أهل السنة والجماعة.
وجزاكم الله كل خير
أخوكم في الله: خالد البكري
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[18 Jan 2007, 12:28 ص]ـ
حقا ما ذكرته جزاك الله خيرا
ـ[خالد البكري]ــــــــ[29 Jan 2007, 10:30 م]ـ
وإياك أبو حذيفة وأشكرك على مرورك وتعقيبك(/)
برنامج إحياء السنة النبوية- الصلاة في النعلين
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[19 Jan 2007, 09:45 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع (42) بتاريخ 1/ 1/1428 - الصلاة في النعلين إذا تحققت طهارتهما:
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} الأحزاب21
سُئل أنس بن مالك رضي الله عنه: أكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصلي في نعليه؟ قال: ((نعم)) [رواه البخاري: 386].
برنامج إحياء السنة النبوية
http://esmallah.org/sub/da3wa/suna/nashr.html(/)
سورتا الإسراء و مريم مع الدعاء لعام 1427هـ للقارئ منصور الزهراني
ـ[ماجد الخير]ــــــــ[20 Jan 2007, 04:19 ص]ـ
] بسم الله الرحمن الرحيم
سورتا الإسراء ومريم مع الدعاء .. لعام 1427 هـ[]
للقارئ منصور بن عبدالله الزهراني
للحفظ انقر على الرابط التالي
http://www.altlae3.com/saad/moqamnsor-e-m.rm
منقول
ـ[ماجد الخير]ــــــــ[20 Jan 2007, 04:39 ص]ـ
نأسف عن عمل الرابط لكن من يريد تحميل المقطع الصوتي عليه الذهاب الى الموقع التالي
http://www.altlae3.com/vb/forumdisplay.php?f=5
ومن ثم الدخول الى الموضوع اعلاه(/)
استمع (بث مباشر) إلى أربع إذاعات للقرآن الكريم ...
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[20 Jan 2007, 12:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استمع (بث مباشر) إلى أربع إذاعات للقرآن الكريم ...
هذا هو الرابط.
http://gsm-egypt.com/quran
وسمكنك من خلاله الإستماع إلى إذاعات القرأن الكريم من (القاهرة) والمملكة العربية السعودية ونابلس بفلسطين و (أبوظبى) الإمارات العربية المتحدة
أسأل الله عز وجل أن يجعله فى ميزان حسناتنا جميعاً وميزان حسنات مُعده و ناشره ..
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[21 Jan 2007, 06:02 ص]ـ
جزاكم الله خيرا! ونفع بكم، كنت كثير الاستماع إلى إذاعة القرآن الكريم من القاهرة قبل عشرين سنة ونيف، وها أنت قد أعدت لي الشوق القديم! فشكر الله لك.(/)
بيان هام وعاجل .. من سماحة الشيخ عبدالله بن جبرين
ـ[الزياني]ــــــــ[21 Jan 2007, 03:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وجوب نصرة أهل السنة في العراق
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ...
فقد انتشر وتحقق ما تعمله الروافض بأهل السنة في العراق، حيث يداهمونهم على حين غفلة، ويقتلونهم قتلاً ذريعًا، ولا يرقبون إلاَّ ولا ذمة، ولا يراعون طفلاً ولا امرأة، ولا شيخًا كبيرًا، فيطلقون عليهم النار لإبادتهم، وقد يحرقونهم داخل المنازل والدور، وقد يعذبون الفرد قبل الموت، فيخرقون رأسه بالحافر الكهربائي، أو يكثرون من الطعنات في جسده حتى يموت، أو يقطِّعون لحمه وأعضاءه إربًا إربًا، وقد يضعون الإنسان بين قوالب الثلج حتى يتجمد ويموت، وقد تتبعوا كل من كان اسمه "عُمر"؛ لعداوتهم لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقتلوا طفلة عمرها خمس سنين لأن اسمها "عائشة"، وتسلطوا على المساجد التي لأهل السنة، فهدموها على المصلين، ويهدمون المساكن أو يحرقونها على أهلها، ويتعاونون مع النصارى على أهل السنة أولاً، بدخول المنازل وأخذ ما عندهم من أسباب المقاومة، حتى سكاكين الخضرة ونحوها، ثم يهجمون عليهم بعد قليل، فيقتلونهم قتلاً ذريعًا، وقصدهم أن يبيدوا جميع أهل السنة من دولة العراق، حتى لا يبقى من أهل السنة عندهم بشر، ولو كانوا مسلمين، ومن أهل الوطن، وآباؤهم وأجدادهم وقبائلهم في العراق من عهد عمر بن الخطاب ومن بعده، وفي العهد العباسي.
ولا تخفى عداوتهم من عهد تمكنهم قديمًا، فهم ورثة ابن العلقمي ونصير الدين الطوسي ومن معهم، حيث زينوا للتتار قتل الخليفة العباسي، ثم دخول بغداد وقتل أهلها، حتى قتلوا نحوًا من مليون نسمة، حتى انقلب النهر دمًا أحمر، وأحرقوا المصاحف والكتب، وقذفوها في الأنهار، وذلك دليل على حقدهم وضغائنهم وحنقهم على المسلمين الذين يشهدون الشهادتين، ويصلون ويزكون، ويصومون ويحجون ويجاهدون، وليس لهم ذنب إلا أنهم يترضون عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان، ومعاوية بن أبي سفيان، وجابر وأنس وابن عمر، وأبي سعيد، وبقية الصحابة رضي الله عنهم، ومع ذلك فقد يزعم بعض الناس أن الرافضة مسلمون؛ لأنهم يتلفظون بالشهادتين، ويصلون ويصومون ويحجون، ونحو ذلك، فنقول: إن الروافض مشركون:
فأولاً: تكفيرهم لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم، فعندهم أن جميع الصحابة قد كفروا وارتدوا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، حيث لم يبايعوا عليًا رضي الله عنه بالخلافة، وكتموا الوصية كما يزعمون، ولا يستثنون إلا عددًا قليلاً أقل من العشرة، وعلى قولهم لا تقبل الأحكام والعبادات التي نقلها أولئك الصحابة رضي الله عنهم، حيث إن حملتها كفار قد ارتدوا وكفروا، مع أن الصحابة رضي الله عنهم هم الذين قاتلوا أهل الردة.
وثانيًا: طعنهم في أمهات المؤمنين، وبالأخص عائشة وحفصة، ورميهم عائشة بالفاحشة وقد أنزل الله براءتها في القرآن الكريم.
وثالثًا: تكفيرهم لأهل السنة في كل زمان ومكان، كما تدل على ذلك مؤلفاتهم وأشرطتهم، ويحكمون عليهم أنهم في النار مخلدين فيها، وهذه عقيدة راسخة فيهم، وأدل دليل فعلهم الآن بأهل السنة في دولة العراق، وانضمامهم إلى النصارى في قتال وإبادة أهل السنة.
رابعًا: طعنهم في القرآن الكريم، لما لم يجدوا فيه ما يؤيد مذهبهم في الغلو في عليّ وابنيه وزوجته، اتهموا الصحابة أنهم أخفوه وحذفوا منه ما يتعلق بفضائل عليّ وذريته، وقد ألف شيخهم النوري الطبرسي كتابًا أسماه: ((فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب))، حشد فيه من النقول المكذوبة ما أمكنه، وهو مقدس على زعمهم، ومؤلفه من أكابرهم.
وخامسًا: ردهم للسنة النبوية الصحيحة، فلا يعتبرون بكتب أهل السنة، كالصحيحين، والسنن، والمسانيد، التي تلقتها الأمة بالقبول، ولو كانت بأصح الأسانيد، حيث إن فيها فضائل الصحابة، وإن رجال الأسانيد من أهل السنة، مع أن العلماء رحمهم الله قد نقحوا تلك الأسانيد، وتكلموا على الرجال من يقبل ومن لا يقبل.
وسادسًا: غلوهم في عليّ والحسن والحسين وفاطمة رضي الله عنهم، فهم يصفونهم بصفات الغلو والإطراء، حتى عبدوهم مع الله، وصرفوا لهم خالص حق الله، ودعوهم في الملمات والمضائق، ورووا في حقهم وفضائلهم أكاذيب هم في غنى عنها، مما لا يصدق بها من له أدنى مسكة من عقل، وذلك دليل على ضعف عقولهم وتمسكهم بالأكاذيب التي تلقوها عن علماء الضلال.
سابعًا: بدعهم الكثيرة التي تدل على ضعف العقول، ومن أشهرها ما يقيمونه من المآتم والحزن سنويًا في يوم عاشوراء، حيث يضربون صدورهم وخدودهم، ويطعنون أنفسهم بالأسلحة، حتى يسيلوا الدماء، وينوحون ويصيحون، مما يدل على سخافة وخفة العقول، وكذا ما ابتدعوه من عيد يسمونه "عيد الغدير"، مما لا أصل له عن الأئمة الاثنى عشر ولا عن غيرهم، إلى غير ذلك من بدعهم وأكاذيبهم.
وعلى ما ذكرنا من أفعالهم، فإننا نبرأ إلى الله من أعمالهم الشنيعة، وننكر ونشجب ما يصدر منهم من إيقاعهم بالمسلمين في العراق وغيره، ونعرف بذلك عداوة الرافضة في كل بلد وكل زمان لأهل السنة والجماعة، ونحذر المسلمين جميعًا من الانخداع بدعاياتهم ودعاويهم، فإنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، فهم العدو اللدود، وهم أكبر من يكيد للمسلمين، فيجب الحذر والتحذير من مكائدهم وحيلهم، وتجب مقاطعتهم وطردهم وإبعادهم، حتى يسلم من شرهم المسلمون، كفانا الله كيدهم، وردهم خائبين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعهم إلى يوم الدين.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
2/ 1/1428هـ
http://www.nabd-alwafa.com/jebreen/byan.gif
موقع سماحة الشيخ عبدالله بن جبرين: http://www.ibn-jebreen.com
موقع طلاب سماحة الشيخ عبدالله بن جبرين (نبض الوفاء): http://www.nabd.net/jebreen
مشاهدة التعليقات: http://www.ibn-jebreen.com/comm.php?type=show&aid=8
إضافة تعليق: http://www.ibn-jebreen.com/comm.php?type=add&aid=8
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المنذر]ــــــــ[22 Jan 2007, 03:51 م]ـ
هكذا العلماء!
جزا الله الشيخ عبدالله الجبرين عنا وعن أهل العراق وعن المسلمين خير الجزاء
والمسلمون جميعا ينتظرون من العلماء فتوى بوجوب الجهاد في تلك البقعه خاصة أم أن هذه الفتوى لم يحن وقتها بعد.!
اللهم كن لإخواننا وأهلنا من أهل السنة في العراق ورد بأس الظالمين عنهم
اللهم عليك بأعداء سنة نبيك وأعداء صحابة نبيك صلى الله عليه وسلم
اللهم بحبك لنبيك ورضاك عن أصحاب نبيك نسألك يالله ياعلي ياأعلى ياقوي يامنتقم ياجبار ياذاالقوة المتين ياذاالجلال
والإكرام ياحي ياقيوم إلا نصرت إخواننا اللهم احمهم من كيد الرافضه وإخوانهم النصارى. اللهم آمين
ـ[عبدالله المعيدي]ــــــــ[23 Jan 2007, 02:09 ص]ـ
هكذا العلماء!
جزا الله الشيخ عبدالله الجبرين عنا وعن أهل العراق وعن المسلمين خير الجزاء
والمسلمون جميعا ينتظرون من العلماء فتوى بوجوب الجهاد في تلك البقعه خاصة أم أن هذه الفتوى لم يحن وقتها بعد.!
اللهم كن لإخواننا وأهلنا من أهل السنة في العراق ورد بأس الظالمين عنهم
اللهم عليك بأعداء سنة نبيك وأعداء صحابة نبيك صلى الله عليه وسلم
اللهم بحبك لنبيك ورضاك عن أصحاب نبيك نسألك يالله ياعلي ياأعلى ياقوي يامنتقم ياجبار ياذاالقوة المتين ياذاالجلال
والإكرام ياحي ياقيوم إلا نصرت إخواننا اللهم احمهم من كيد الرافضه وإخوانهم النصارى. اللهم آمين
ياحي ياقيوم
ـ[الزياني]ــــــــ[25 Jan 2007, 12:50 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على المرور والتعقيب ياأبا المنذر ويا شيخ عبد الله.(/)
عشوراء .. فضائل .. وأحكام ..
ـ[عبدالله المعيدي]ــــــــ[23 Jan 2007, 01:59 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ...
فمن حكمة الله تعالى: أن جعل فاتحة العام شهراً مباركاً تشرع فيه الطاعة والعبادة، وكأنه يعلم عباده أن يستفتحوا كل أمر بطاعته وتقواه.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل)) [مسلم:1163].
فهذا الحديث صريح الدلالة على تفضيل الصوم في هذا الشهر المحرم، غير أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم من شعبان أكثر مما يصوم من المحرم، وقد أجاب العلماء عن ذلك بأجوبة منها:
1ـ أنه عليه الصلاة والسلام لم يعلم بفضله إلا متأخراً ويشهد لذلك قوله: ((لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع)) ثم لم يدرك عاشوراء القابل.
2ـ أنه كانت تعرض له فيه الأسفار والأشغال.
3ـ أن المقصود بالفضل في المحرم الفضل المطلق، فأفضل الصيام المطلق صيام المحرم، وأما صوم شعبان فهو متصل برمضان، فهو منه كالراتبة من الفريضة وكذلك شوال، ومعلوم أن الرواتب أعظم قدرا من النافلة المطلقة. [لطائف المعارف: ص82].
* من أسماء شهر المحرم:
وكانوا يسمون شهر المحرم شهر الله الأصم لشدة تحريمه. [لطائف:83]. قال أبو عثمان النهدي: كانوا يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأخير من رمضان والعشر الأول من ذي الحجة والعشر الأول من المحرم. [لطائف:84]. وقال قتادة: إن الفجر الذي أقسم الله به في أول سورة الفجر هو فجر أول يوم من المحرم تنفجر منه السَنة. [فتح القدير:5/ 429].
* ومما اختص به شهر الله المحرم يومه العاشر وهو يوم عاشوراء.
أن هذا اليوم يوم مبارك معظم منذ القدم.
فاليهود ـ أتباع موسى عليه السلام ـ كانوا يعظمون يوم عاشوراء ويصومونه ويتخذونه عيداً لهم، ويلبسون فيه نساءهم حليهم واللباس الحسن الجميل،، وسر ذلك- عندهم - أنه اليوم الذي نجى الله فيه موسى عليه السلام من فرعون.
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: ((ما هذا؟)) قالوا: هذا يوم صالح نجى الله فيه بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى. [البخاري ح 2004 ومسلم ح 1130].
وكذلك النصارى كان لهم حظ من تعظيم هذا اليوم، والظاهر أنهم في هذا تبع لليهود، إذ أن كثيراً من شريعة موسى عليه السلام لم ينسخ بشريعة عيسى بدليل قوله تعالى: وَلاِحِلَّ لَكُم بَعْضَ ?لَّذِي حُرّمَ عَلَيْكُمْ [آل عمران:50]. وتأمل كيف قال: بعض إشعاراً بأن الكثير من الشرائع ظل كما هو عند موسى عليه السلام، قال ابن القيم رحمه الله: (ولا ريب أن بني إسرائيل هم أولو العلم الأول والكتاب الذي قال الله فيه: وَكَتَبْنَا لَهُ فِى ?لاْلْوَاحِ مِن كُلّ شَىْء مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لّكُلّ شَىْء [الأعراف:145]. ولهذا كانت أمة موسى أوسع علوماً ومعرفة من أمة المسيح، ولهذا لا تتم شريعة المسيح إلا بالتوراة وأحكامها، فإن المسيح عليه السلام وأمته محالون في الأحكام عليها، والإنجيل كأنه مكمل لها متمم لمحاسنها، والقرآن جامع لمحاسن الكتابين) [جلاء الأفهام:103].
وحتى قريش فإنها على وثنيتها وعبادتها الأصنام كانت تصوم يوم عاشوراء وتعظمه! تقول عائشة رضي الله عنها: (كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية، وكان رسول الله يصومه في الجاهلية) [البخاري ح 2002 ومسلم ح 1129].
وأما سر صيامهم هذا، فلعله مما ورثوه من الشرع السالف، وقد روى الباغندي عن عكرمة أنه سئل عن ذلك فقال: (أذنبت قريش ذنبا في الجاهلية فعظم في صدورهم، فقيل: صوموا عاشوراء يكفر ذلك).
* عاشوراء في الأسلام:
(يُتْبَعُ)
(/)
حين جاء الإسلام، وهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ورأى اليهود يصومون هذا اليوم فرحاً بنجاة موسى قال: ((أنا أحق بموسى منكم)) فصامه وأمر بصيامه. [متفق عليه]. وكان ذلك في أول السنة الثانية، فكان صيامه واجباً فلما فرض رمضان فوض الأمر في صومه إلى التطوع، وإذا علمنا أن صوم رمضان في السنة الثانية للهجرة تبين لنا أن الأمر بصوم عاشوراء وجوباً لم يقع إلا في عام واحد، تقول عائشة رضي الله عنها: (فلما قدم صلى الله عليه وسلم المدينة صامه ـ أي عاشوراء ـ وأمر بصيامه، فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء، فمن شاء صامه ومن شاء تركه) [البخاري].
* فضائل يوم عاشوراء: 1)
صيامه يكفر السنة الماضية: ففي صحيح مسلم أن رجلا سأل رسول الله عن صيام عاشوراء فقال: ((أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله)). تحري الرسول صلى الله عليه وسلم صيام هذا اليوم: روى ابن عباس قال: (ما رأيت النبي يتحرى صوم يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء) [البخاري]. وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس ليوم فضل على يوم في الصيام إلا شهر رمضان ويوم عاشوراء)) [رواه الطبراني في الكبير بسند رجاله ثقات].
2) وقوع هذا اليوم في شهر الله المحرم الذي يسن صيامه: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفضل الصيام بعد صيام رمضان شهر الله المحرم)) ا [لترمذي وقال: حديث حسن].
وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يصومون فيه صبيانهم تعويداً لهم على الفضل فعن الربيع بنت معوذ قالت أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: ((من أصبح مفطراً فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائماً فليصم)) قالت: فكنا نصومه بعد ونصوم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار. [البخاري]. وكان بعض السلف يصومون يوم عاشوراء في السفر، ومنهم ابن عباس وأبو إسحاق السبيعي والزهري، وكان الزهري يقول: رمضان له عدة من أيام أخر، وعاشوراء يفوت، ونص أحمد على أنه يصام عاشوراء في السفر. [لطائف:121].
* والسنة في صوم هذا اليوم أن يصوم يوماً قبله أو بعده، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع)) [مسلم].
وقد ذكر ابن القيم في زاد المعاد (2/ 76) أن صيام عاشوراء ثلاث مراتب:
1ـ صوم التاسع والعاشر والحادي عشر وهذا أكملها.
2ـ صوم التاسع والعاشر وعليه أكثر الأحاديث.
3ـ صوم العاشر وحده. ولا يكره ـ على الصحيح ـ إفراد اليوم العاشر بالصوم كما قاله ابن تيمية رحمه الله في الاختيارات ص101.*
بدع عاشوراء:
وأما ما ورد في بعض الأحاديث من استحباب الاختضاب والاغتسال والتوسعة على العيال في يوم عاشوراء فكل ذلك لم يصح منه شيء، قال حرب: سألت أحمد عن الحديث الذي جاء في من وسع على أهله يوم عاشوراء فلم يره شيئاً. [لطائف:125]. وقال ابن تيمية: لم يرد في ذلك حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ولا استحب ذلك أحد من أئمة المسلمين … ولا روى أهل الكتب المعتمدة في ذلك شيئاً … لا صحيحاً ولا ضعيفاً … ولا يعرف شيء من هذه الأحاديث على عهد القرون الفاضلة. [مجموع الفتاوى:25/ 299 - 317]. قال ابن رجب: وأما اتخاذه مأتما كما تفعل الرافضة لأجل قتل الحسين فهو من عمل من ضل سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه يحسن صنعاً، وولم يأمر الله ولا رسوله باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتماً فكيف بمن هو دونهم. [لطائف:126].(/)
احذرواا من القرصنة لبريدكم على الياهو
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[23 Jan 2007, 02:03 م]ـ
هذا مقال منقول من منتدى عتيدة, بقلم محمد أبو ريشة:
محمد أبوريشة
إحذروا من مخترقي بريد Yahoo
________________________________________
تعرض أحد الزملاء إلى سرقة بريده الالكتروني، وقام المخترق بإرسال رسالة إلى كافة الأشخاص المدونة عناوينهم في ذلك البريد يطلب منهم مبلغ خمسة آلاف دولار.
لذلك يجب على كل من يستخدم بريد ياهو الانتباه حيث أن البرنامج الذي يتم من خلاله اختراق البريد الالكتروني يعمل بالطريقة التالية:
- يشغل المخترق برنامجايعرف اسمه بـ Magic-P ٍ S يرسل من خلاله رسالة إلى عنوان بريد الضحية
- يجد الضحية في صندوق بريده رسالة ما فيقوم بفتحها
- عند فتح الرسالة، يعمل البرنامج مباشرة ويظهر رسالة مزورة باسم ياهو تظهر على كامل الصفحة وهي طبق الأصل عن الرسالة التي تظهر عادة عندما يطلب منك بريد ياهو أن تدخل كلمة السر مرة أخرى
-يعتقد عندها الضحية أن الصفحة التي امامه هي من ياهو كالعادة فيدخل كلمة السر فيها
- يرسل البرنامج كلمة السر إلى بريد المخترق على شكل رسالة مشفرة
- يقوم المخترق بفك تشفير الرسالة ويحصل على كلمة السر
لذلك يفضل دائما في حال ظهور صفحة الخطأ هذه القيام بما يلي:
1 - فصل الانترنت مباشرة
2 - إعادة وصل الانترنت والدخول إلى البريد الالكتروني وتغيير كلمة السر فورا
مع تمنياتي لكم بتصفح آمن ....
__________________
محمد أبوريشة
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[05 Feb 2007, 08:32 ص]ـ
بوركت بارك الله بك , شكراً أخي الكريم(/)
الجديد في دروس الشيخ عبد الكريم الخضير
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[23 Jan 2007, 09:12 م]ـ
باذن الله تعالى سيكون هنا كل جديد لفضيلة الشيخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله ووفقه من دورات ومحاضرات وما الى ذلك ...
أسأل الله عزوجل أن ينفع بالجميع وأن يحسن المقاصد ...
......................................
باذن الله تعالى سيستأنف الشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله
عشاء السبت القادم 8 - 1 - 1428 درس المحرر في الحديث في جامع سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في مكة المكرمة ..
وذلك لمدة خمسة أيام ...
سينقل الدرس في موقع البث الاسلامي www.liveislam.net
وفي غرفة رياض المسك الرئيسية.
ـ[خالد البكري]ــــــــ[24 Jan 2007, 08:43 م]ـ
جزاك الله خير أخي أحمد ونفع الله بك
وأسال الله عز وجل أن تكون موازين أعمالك الصالحة والله لا يحرمك من الاجر
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[17 Feb 2007, 05:08 ص]ـ
باذن الله تعالى ستبدأ الدورة العلمية المكثفة لفضيلة الشيخ عبدالكريم بن عبدالله الخضير وفقه الله مغرب وعشاء يوم غد السبت 30/ 1/1428
وستستمر الدورة ان شاء الله تعالى يوميا بعد المغرب وبعد العشاء حتى يوم الخميس.
وذلك بشرح (كتاب النكاح). (باب اللعان) من بلوغ المرام في جامع الدعوة في حي الريان بالدمام.
علما أن الدورة ستنقل في موقع البث الاسلامي www.liveislam.net
وفي غرفة رياض المسك الرئيسية في البالتوك.
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[17 Feb 2007, 06:26 م]ـ
http://www.almeshkat.net/vb/images/banners/karim.JPG
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[18 Feb 2007, 01:05 ص]ـ
جزاك الله كل خير وبارك فيك
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[24 Feb 2007, 03:44 م]ـ
باذن الله تعالى سيستأنف الشيخ عبدالكريم مغرب هذا اليوم دروسه العلمية اليومية وهي على النحو التالي:
http://www.islamlight.net//images/stories/111.gif
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[01 May 2007, 05:15 ص]ـ
باذن الله تعالى سيستأنف الشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله
عصر غدا الأربعاء 15/ 4/1428 درس المحرر في الحديث في جامع مدحت شيخ الأرض في حي البيبان في مكة المكرمة ..
سيكون هناك درس بعد عصر الأربعاء ودرس بعد عصر الخميس فقط ..
سينقل الدرس في موقع البث الاسلامي www.liveislam.net
وفي غرفة رياض المسك الرئيسية.
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[03 May 2007, 05:17 م]ـ
..................... ((((قد أفلح من زكاها)))) .....................
محاضرة يلقيها فضيلة الشيخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله.
اليوم: الخميس 17/ 4/1428 هـ الموافق 4 - 5 - 2007 م
الوقت: المغرب.
المكان: جامع الكوثر في حي النزلة الشرقية خلف متاجر السروات بمدينة جدة.
ستنقل المحاضرة باذن الله تعالى في موقع البث الاسلامي: www.liveislam.net
وفي غرفة رياض المسك الرئيسية في البالتوك.
للاستفسار 0556667170
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[09 May 2007, 05:28 ص]ـ
((((معرفة الصحيح والضعيف من الأحاديث))))
محاضرة لفضيلة الشيخ د. عبد الكريم بن عبد الله الخضير حفظه الله ورعاه.
اليوم الاربعاء 22/ 4/1428 هـ
الوقت: بعد العشاء
المكان: في جامع الأمير فيصل بن فهد بحي الملقا - شمال الرياض.
كروكي الجامع:
http://www.al-daawah.net/images/image001.jpg
ستنقل المحاضرة باذن الله تعالى في موقع البث الاسلامي: www.liveislam.net
وفي غرفة رياض المسك الرئيسية في البالتوك.
جدول المحاضرات:
http://dorah.al-daawah.net/images/table3.jpg
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[17 May 2007, 03:14 ص]ـ
((((شرح كتاب المرض والطب من مختصر صحيح مسلم للمنذري))))
درس لفضيلة الشيخ د. عبد الكريم بن عبد الله الخضير حفظه الله ورعاه.
اليوم الخميس 30/ 4/1428 هـ
الوقت: الظهر.
المكان: جامع أمينة الحسون في حي الريان بالدمام.
سينقل الدرس باذن الله تعالى في موقع البث الاسلامي: www.liveislam.net
وفي غرفة رياض المسك الرئيسية في البالتوك.
جدول المحاضرات:
http://www.jame3ah.com/images/medical.gif(/)
برنامج إحياء السنة النبوية- صيام يوم عاشوراء
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[25 Jan 2007, 02:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع (43) بتاريخ 8/ 1/1428 - صيام يوم عاشوراء
?لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا ? (الأحزاب: 21).
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: "ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجَّى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى، قال: فأنا أحقُّ بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه". [رواه البخاري 1865].
فضل صيام عاشوراء
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "ما رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم يتحرّى صيام يوم فضله على غيره إلاَّ هذا اليوم يومَ عاشوراء، وهذا الشهر يعني شهر رمضان " [رواه البخاري 1867]. ومعنى "يتحرى" أي: يقصد صومه لتحصيل ثوابه والرغبة فيه.
برنامج إحياء السنة النبوية:
http://esmallah.org/sub/da3wa/suna/nashr.html
ـ[نواف الحارثي]ــــــــ[25 Jan 2007, 03:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد
فإن من صفات المؤمنين في كتاب الله (وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) ومن صفاتهم كذلك (و المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض. .. ) ولا شك أن من التواصي بالحق أن يوصي بعضنا بعضا بصيام يوم عاشوراء، فإن فضله عظيم فقد جاء في الحديث الصحيح أنه يكفر السنة الماضية. ومما جاء عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال (لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع والعاشر) ومن صام يوما قبله ويوما بعده فلا حرج في ذلك كما ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى.
نسأل الله أن يتقبل منا وممنكم ومن جميع المسلمين
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[05 Feb 2007, 08:17 ص]ـ
هل صحيح ان صيام اليو م التاسع فيه حديث ضعيف(/)
استفسار عن تحقيق الشيخ محمد حامد الفقي لكتاب جامع الا صول من احاديث الرسول
ـ[يسري خضر]ــــــــ[28 Jan 2007, 12:37 م]ـ
ارجو من الا خوة في الملتقي افا دتي عن وصف طبعة جامع الاصول بتحقيق الشيخ الفقي ولكم خالص شكري وتقديري
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[28 Jan 2007, 09:35 م]ـ
أخي الحبيب د. يسري محمد عبدالخالق خضر
(لاهجرة بعد الفتح)
أجود تحقيق لموسوعة جامع الأصول، هي بتحقيق الشيخ العلامة
عبد القادر الأرناؤوط ـ رحمة الله عليه ـ
وقد صدرت في خمسة عشر مجلدا، ثم أضاف لها الأخوة المفهرسون
جزءين آخرين ...
وطبعت في دمشق وبيروت أكثر من مرة
وهي أفضل الطبعات الموجودة في الأسواق على الإطلاق
ولقد قام الشيخ بتخريج أحاديثها، والحكم عليها، والتعليق عليها أيضا
أما طبعة الشيخ الفقي، فليس فيها شيء من التحقيق العلمي
وهي ناقصة ..
ـ[يسري خضر]ــــــــ[29 Jan 2007, 08:05 ص]ـ
اخي الكريم
جزاك الله خيرا وبارك فيك ارجو ان تصف لي هذه النسخة في سطور شاكرا لك مبادرتك الطيبة(/)
موقع جميل (تاريخ الحكام والسلالات الحاكمة)
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[28 Jan 2007, 05:42 م]ـ
هذا موقع جميل بإخراج رائع استعرضته سريعاً والله أعلم بصحة ودقة المعلومات التاريخية فيه!
http://www.hukam.net/index.php
والفضل لله ثم للكاتب الطيب والأشنان بلمتقى أهل الحديث فهو الذي دل عليه.
ـ[ماجد الخير]ــــــــ[28 Jan 2007, 10:02 م]ـ
يعطيك العافية(/)
عظم الله أجركم في الشيخ محمد الحجار الحلبي ثم المدني
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[29 Jan 2007, 10:54 ص]ـ
ترجمة العلامة الشيخ محمد الحجار الحلبي ثم المدني
في يوم الخميس الموافق للسادس من محرم عام 1428 هـ توفي العلامة الفقيه الصالح الشيخ محمد بن محمود الحجار الحلبي ثم المدني
فرحمة الله عليه، ومن واجبي أن اذكر طرفا من ترجمته
ولد شيخنا عام 1340هـ أو قبلها بقليل في مدينة حلب الشهباء
ونشأ في بيئة العلم والعلماء ولازم العلامة المحب الشيخ عيسى البيانوني الحلبي سنين طويلة ورضع منه حب النبي صلى الله عليه وسلم وجالسه واستفاد منه الكثير الكثير حتى أجازه إجازة عامة بكل مروياته وسمع منه المسلسل بيوم عاشوراء ورواه عنه
كما لازم العلامة المربي الشيخ محمد أبا النصر خلف الحمصي أثناء زياراته لحلب وكان يحبه كثيرا
كما حضر دروس العلامة الفقيه الشيخ سعيد بن أحمد الإدلبي الحلبي
والعلامة الشيخ أحمد الكردي
والعلامة الشيخ أحمد بن محمد الشماع الحلبي
والعلامة الشيخ عبد الله حماد
والشيخ حامد هلال
والشيخ محمد زين العابدين التركي الحلبي
والعلامة الشيخ أسعد بن أحمد عبجي واستفاد منه كثيرا في الفقه
والشيخ بدر الدين الترمانيني
والعلامة الشيخ إبراهيم بن محمد خير الغلاييني
ومن الشيوخ الذين تاثر بهم كثيرا في التربية والسلوك العلامة المربي الشيخ أحمد عز الدين البيانوني ونبتت بينهما محبة عظيمة جدا حتى إن الشيخ زوجه ابنته الشيخة الفاضلة المربية الداعية بشرى رحمها الله والتي كانت قدوة للنساء في التربية والحجاب وأنجبت له عددا من الأولاد والبنات هم درر من الدررأخلاقا وعلما وتربية رحم الله من مات منهم وحفظ من بقي
واستمر الشيخ إماما في مساجد حلب سنين طويلة
إلى أن هاجر إلى المدينة المنورة وجاور فيها متفرغا للعبادة والتأليف وبعض الدروس العلمية لخواص الطلبة
وكانت له جلسات علمية خاصة مع الشيخ محمد زكريا البخاري والشيخ احمد قلاش الحلبي والشيخ حامد غريب وقد حضرت الكثير منها وخاصة في تفسير الجلالين وفي الأدب المفرد للبخاري واستمرت هذه الجلسات سنين طويلة بعد الفجر في الحرم ثم في أحد بساتين المدينة
وقد لازمت الشيخ أثناء دراستي في المدينة عام 1403 ـ و1404 هـ و 1405 هـ وزرته في بيته وآكلت على مائدته وصافحته، وقرأت عليه خلال تلك المدة باب البيوع والمعاملات من كتاب المنهاج للإمام النووي وكثيرا من كفاية الأخيار في الفقه الشافعي
وقد كان الدرس بعد صلاة الظهر ويستمر إلى العصر في منطقة المظلات في الحرم قبل التوسعة، وكان الشيخ رحمه الله يجلس جلسة التشهد في الصلاة متجها إلى القبلة ولا يغير جلسته طول الدرس ويقول أنا أحب الإمام النووي كثيرا واستحي أن أمد رجلي وأنا أقرا كتابه
وكان في هذه الأيام يحقق كتاب فتاوى الإمام النووي فقرأ علينا الكثير منه وقرأ علينا ترجمة الإمام النووي رحمه الله
ولم أجرؤ على الإستجازة منه تأدبا مع وقاره وسكينته إلى أن جاء عام 1407 هـ واجتمعت به في مكة المكرمة وكان يرغب في أن يصعد إلى سطح الحرم وكانوا قد وسعوه حديثا وركبوا السلم الكهربائي فاصطحبته إلى سطح الحرم وجلسنا بضع ساعات نتأمل ظهر الكعبة والطائفين والركع السجود من أعلى وههنا جاد المولى سبحانه فأكرمني وتلطف بالإجازة العامة بكل مروياته وبحديث الرحمة وأخبرني أنه مجاز من الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي بكل ما يجوز له روايته
ونشأت بينه وبين شيخنا الشيخ أحمد قلاش محبة كبيرة جدا واستمرت أكثر من خمسين سنة ويثق بعلمه ويستشيره في كثير من المسائل
وإذا أردت أن تتعلم دروسا في الأدب وتقدير العلم والعلماء ما عليك إلا أن تجالس هذين الشخين لترى العلم المتدفق والذوق والأدب متمثلا في برديهما
للشيخ العديد من المؤلفات المطبوعة والتحقيقات فجزاه الله خيرا
لازم الشيخ صلاة الجماعة في الحرم وأنس كثيرا في الصفوف الأولى حتى إنه كانت له زاوية عرف بها بجوار باب السلام حتى صار مكانه معلماً، وكان لا يذهب إلى بيته إلا قبيل الظهر بقليل ثم يعود ظهرا ويستمر جالسا في الحرم إلى بعد العشاء صائماً قائماً ذاكرا لله
وللشيخ عادة كان يواظب عليها وهي أنه يذهب كل سبت ماشيا إلى قباء ليصلي ركعتي الضحى
والحديث عن شيخنا له شؤون وشجون
هذه نبذة سريعة جدا جدا عن هذا الشيخ الصالح المعمر الجليل الشيخ محمد الحجار بقلم تلميذه يحيى الغوثاني
__________________
وقل رب زدني علما
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[29 Jan 2007, 05:10 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[29 Jan 2007, 08:38 م]ـ
يا دكتور يحي هل هذا العالم - رحمه الله تعالى - هو الرجل المنحني الظهر الضعيف البنية الذي يجلس عند الساعة العربية الكبيرة في بداية الحصوة على يسار الداخل من باب الرحمة .. ؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد البكري]ــــــــ[29 Jan 2007, 10:26 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[31 Jan 2007, 02:26 ص]ـ
أخي الحبيب الشيخ محمود الشنقيطي
هو هو نعم
أبيض الوجه منور الشيبة أبيض اللحية طويلها
ويوجد في نفس المكان وبنفس المواصفات صنوه العلامة الشيخ أحمد قلاش الحلبي إلا أن الشيخ القلاش يميل إلى السمرة ولحيته ليست بيضاء نقية
وقد لازمناه في هذه الزاوية على يسار باب الرحمة سنين طويلة رحم الله الشيخ الحجار وعافى الشيخ القللاش
حيث إنه ملازم الفراش الآن منذ مدة بسبب كسر في حوضه عافاه الله
ـ[محمد كالو]ــــــــ[31 Jan 2007, 07:53 ص]ـ
رحم الله شيخنا وأستاذنا وقد اجتمعت به عدة مرات وعدة سنوات في الحرم المدني الزاوية على يسار باب الرحمة
كله سكينة ووقار،وجهه يتهلل نورا، وفمه يرتل آيات الذكر الحكيم، وقرأت بين يديه بعض الآيات القرآنية، فسر والحمد لله،وأهداني من بعض مؤلفاته المطبوعة.
قال الله تعالى:
(أولم يروا أنا نأتي الارض ننقصها من أطرافها والله يحكم لا معقِّب لحكمه وهو سريع الحساب) سورة الرعد/41،
مبيناًأن نقص الارض نقص من فيها من رجال صالحين كما قال بعض العلماء.
والمراد أن بموت العلماء العاملين الذين يخشون ربهم. يكون النقص في سلوك الأمة.
وقد قال: أحمد بن غزال:
الأرض تحيا إذا ماعاش عالمها متى يمت عالم منها يمت طرف
كالأرض تحيا إذا ما الغيث حلَّ بها وإن ابى عاد في أكنافها التلف
رحمك الله يا شيخنا، وأسكنك فسيح جناته، انه سميع مجيب.(/)
في رحاب آية .... يوم الحساب
ـ[خالد البكري]ــــــــ[29 Jan 2007, 10:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في رحاب آية .... يوم الحساب
يقول الحق سبحانه في سورة غافر: “هُوَ الذِي يُرِيكُمْ آياتهِ وَيُنَزلُ لَكُم منَ السمَاءِ رِزْقاً وَمَا يَتَذَكرُ إِلا مَن يُنِيبُ. فَادْعُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ. رَفِيعُ الدرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الروحَ مِنْ أمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التلاقِ. يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لمَنِ الْملْكُ الْيَوْمَ لِلهِ الْوَاحِدِ الْقَهارِ. الْيَوْمَ تُجْزَى كُل نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِن اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ”.
والمقصود بقوله عز وجل: “هو الذي يريكم آياته” الدلائل الدالة على وحدانيته وقدرته، كخلقه الشمس والقمر والليل والنهار، والبحار والأنهار، والسماء والأرض، والمطر والرعد، والنجوم والرياح، والأشجار الكبيرة والصغيرة، إلى غير ذلك من آياته التي لا تحصى في هذا الوجود.
أي: هو سبحانه الذي يريكم آياته الدالة على وحدانيته وقدرته لتزدادوا أيها المؤمنون إيمانا على إيمانكم وثباتا على ثباتكم ويقينا على يقينكم، بأن المستحق للعبادة والطاعة هو الله الواحد القهار.
والمراد بالرزق في قوله: “وينزل لكم من السماء رزقا” الأمطار التي تنزل من السماء على الأرض فتحييها بعد موتها بأن تحولها من أرض جدباء يابسة إلى أرض خضراء بشتى الزروع والثمار. وأطلق سبحانه على المطر رزقا، لأنه سبب فيه.
إخلاص العبادة
وقوله تعالى: “وما يتذكر إلا من ينيب” بيان لمن هو أهل للانتفاع بهذه الآيات، أي: وما يتذكر وينتفع بهذه الآيات إلا من يرجع عن المعصية إلى الطاعة وعن الكفر إلى الإيمان وعن العناد والجحود، إلى التفكر والتدبر بقلب سليم.
فقوله “ينيب” من الإنابة، ومعناها الرجوع عن الكفر والمعاصي إلى الإيمان والطاعة.
وقد أخذ العلماء من هذه الآية الكريمة، وجوب إخلاص العبادة لله تعالى ووجوب الإكثار من التضرع إليه بالدعاء.
ثم يذكر سبحانه بعد ذلك من صفاته العظمى، ما يزيد المؤمنين في إخلاص العبادة له فيقول: “رفيع الدرجات ذو العرش .. ” هو تعالى وحده صاحب الرفعة والمقام العالي، وهو وحده صاحب العرش العظيم، الذي لا يعلم مقدار عظمته إلا هو.
والمراد بالروح في قوله تعالى: “يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده” الوحي الذي يوحي به على أنبيائه، وأمين هذا الوحي جبريل عليه السلام.
وسمي الوحي روحا، لأن الأرواح تحيا به، كما أن الأجساد تحيا بالغذاء وقوله تعالى: “لينذر يوم التلاق” بيان للوظيفة الخاصة بمن يختاره سبحانه من عباده لإلقاء الوحي عليه.
اليوم العصيب
والمراد بيوم التلاق: يوم القيامة، وسمي بيوم التلاق لأنه يتلاقى فيه الأولون والآخرون، والمؤمنون والكافرون، والظالمون والمظلومون الكل يتلاقى في ساحة المحشر ليقضي الله تعالى بقضائه العادل.
أي: يلقي سبحانه بوحيه على أنبيائه، لينذروا الناس ويحذروهم من سوء العذاب يوم القيامة، إذا ما استمروا في كفرهم وعصيانهم لخالقهم.
ثم صور سبحانه أحوال الناس في هذا اليوم العصيب فقال: “يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء”.
وقوله تعالى: “لمن الملك اليوم لله الواحد القهار”، أي: ينادي الله تعالى في المخلوقات في ذلك اليوم لمن الملك في هذا اليوم الهائل الشديد؟ ثم يجيب سبحانه عن هذا السؤال بقوله: “لله الواحد القهار”.
وعن ابن مسعود قال: يحشر الناس على أرض بيضاء مثل الفضة، ولم يعص الله جل وعلا عليها، فيأمر مناديا ينادي: “لمن الملك اليوم” فيقول العباد مؤمنهم وكافرهم: “لله الواحد القهار” فيقول المؤمنون هذا الجواب سرورا وتلذذا، ويقوله الكافرون غما وانقيادا وخضوعا.
وبعد أن قرر سبحانه أن الملك في هذا اليوم له وحده اتبع ذلك ببيان ما يحدث في هذا اليوم فقال: “اليوم تجزى كل نفس بما كسبت”. ومعنى “إن الله سريع الحساب” أنه سبحانه لا يحتاج إلى تفكير عند محاسبته لخلقه، بل هو سبحانه قد أحاط بكل شيء علما، كما قال تعالى: “عالم الغيب، لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض. ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين”.(/)
فوائد في الأحكام وما يتعلق بها
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[30 Jan 2007, 09:58 م]ـ
الحمد لله الذي علَّم بالقلم علَّم الإنسان ما لم يعلم، وصلى الله على عبده ورسوله محمد وآله وسلم تسليما. أما بعد:
فهذه فوائد منثورة التقطتها من كتب أهل العلم غالبها في فروع الأحكام وما يتصل بها، لا يجمعها نظام، كنت أقيدها حين المرور عليها في جانب الكتاب، فظهر لي أنَّ نشرها هنا فيه نفع لي؛ إذ أن تكلف كتابتها هنا نوع من المراجعة لها، وأرجو أن يكون فيها نفع لمن يطلع عليها من المسلمين.
فائدة
في الإنصاف للمرداوي ـ رحمه الله ـ 5/ 47
فائدتان: ...
الثَّانِيَةُ: يُعْتَبَرُ فِي سُكَّانِ الْقُصُورِ وَالْبَسَاتِينِ مُفَارَقَةُ مَا نُسِبُوا إلَيْهِ عُرْفًا، وَاعْتَبَرَ أَبُو الْمَعَالِي، وَأَبُو الْوَفَاءِ: مُفَارَقَةَ مَنْ صَعِدَ جَبَلًا: الْمَكَانَ الْمُحَاذِيَ لِرُؤوسِ الْحِيطَانِ،
وَمُفَارَقَةَ مَنْ هَبَطَ: لِأَسَاسِهَا؛ لِأَنَّهُ لَمَّا اعْتَبَرَ مُفَارَقَةَ الْبُيُوتِ إذَا كَانَتْ مُحَاذِيَةً اعْتَبَرَ هُنَا مُفَارَقَةَ سَمْتِهَا. اهـ
قلت: وفي معنى هذا في وقتنا الحاضر المسافر عن طريق الجو، فإذا كان المطار في البلد فلا يترخص برخص السفر حتى ترتفع الطائرة عن محاذاة أعلى بناية فيها، كما أن رخص السفر لا تنقطع حتى تحاذي الطائرة أعلى بناية في البلد إذا عاد إلى بلده.
وكذلك يظهر بهذا أن المسافر بالطائرة إذا مر فوق بلده لا ينقطع حكم سفره إذ ليس مروره في حكم الدخول. والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[30 Jan 2007, 10:01 م]ـ
فائدة
رأيت بعض الناس خصوصا من كبار السن يعيبون على بعض الشباب في هذا الوقت ما يسمى بـ «القَطَّة» و هي: أن يخرج كل واحد من الرفقة مبلغا من المال، ويدفعونه إلى رجل ينفق عليهم منه فيما يحتاجونه.
ويقولن ما كنا نعرف هذا سابقا، بل كانت أمورنا تمشي على الكرم والمروءة والشهامة، وقولهم هذا له أصل في فعل العرب، وتذكرون ما فعلت قريش حين خرجوا لبدر فكان أشرافهم يذبحون لهم كل يوم عشرا من الإبل.
وقد ذكر الفقهاء والمحدثون ذلك وأنه لا بأس به في الجملة.
قال الموفق ـ رحمه الله ـ في المغني 9/ 175:
فصْلٌ: وَسُئِلَ أَحْمَدُ عَنْ الرَّجُلَيْنِ يَشْتَرِيَانِ الْفَرَسَ بَيْنَهُمَا، يَغْزُوَانِ عَلَيْهِ، يَرْكَبُ هَذَا عَقَبَةً وَهَذَا عَقَبَةً؟ مَا سَمِعْت فِيهِ بِشَيْءٍ، وَأَرْجُو أَنْ لَا يَكُونَ بِهِ بَأْسٌ.
قِيلَ لَهُ: أَيُّمَا أَحَبُّ إلَيْك: يَعْتَزِلُ الرَّجُلُ فِي الطَّعَامِ أَوْ يُرَافِقُ؟
قَالَ: يُرَافِقُ، هَذَا أَرْفَقُ، يَتَعَاوَنُونَ، وَإِذَا كُنْت وَحْدَك لَمْ يُمْكِنْك الطَّبْخُ وَلَا غَيْرُهُ، وَلَا بَأْسَ بِالنَّهَدِ، قَدْ تَنَاهَدَ الصَّالِحُونَ، وَكَانَ الْحَسَنُ إذَا سَافَرَ أَلْقَى مَعَهُمْ، وَيَزِيدُ أَيْضًا بَعْدَمَا يُلْقِي.
وَمَعْنَى النَّهَدِ، أَنْ يُخْرِجَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ الرُّفْقَةِ شَيْئًا مِنْ النَّفَقَةِ، يَدْفَعُونَهُ إلَى رَجُلٍ يُنْفِقُ عَلَيْهِمْ مِنْهُ، وَيَأْكُلُونَ جَمِيعًا، وَكَانَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ يَدْفَعُ إلَى وَكِيلِهِمْ مِثْلَ وَاحِدٍ مِنْهُمْ، ثُمَّ يَعُودُ فَيَأْتِي سِرًّا بِمِثْلِ ذَلِكَ، يَدْفَعُهُ إلَيْهِ.
قال البخاري ـ رحمه الله ـ في صحيحه في أول كتب الشركة
بَاب الشَّرِكَةِ فِي الطَّعَامِ وَالنَّهْدِ ... لَمَّا لَمْ يَرَ الْمُسْلِمُونَ فِي النَّهْدِ بَأْسًا أَنْ يَأْكُلَ هَذَا بَعْضًا وَهَذَا بَعْضًا ...
قال الحافظ ـ رحمه الله ـ في الفتح 5/ 129:
... أَمَّا النَّهْدُ فَهُوَ بِكَسْرِ النُّونِ وَبِفَتْحِهَا إِخْرَاج الْقَوْمِ نَفَقَاتهمْ عَلَى قَدْرِ عَدَدِ الرُّفْقَةِ، يُقَالُ تَنَاهَدُوا وَنَاهَدَ بَعْضهمْ بَعْضًا قَالَهُ الْأَزْهَرِيُّ وَقَالَ الْجَوْهَرِيّ نَحْوَهُ لَكِنْ قَالَ: عَلَى قَدْرِ نَفَقَةِ صَاحِبِهِ، وَنَحْوُهُ لِابْن فَارِس، وَقَالَ اِبْن سِيدَهْ: النَّهْدُ الْعَوْن. وَطَرَحَ نَهْده مَعَ الْقَوْمِ أَعَانَهُمْ وَخَارَجَهمْ، وَذَلِكَ يَكُونُ فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ. وَقِيلَ ـ فَذَكَرَ قَوْل الْأَزْهَرِيِّ ـ. وَقَالَ عِيَاض مِثْلَ قَوْلِ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْأَزْهَرِيِّ إِلَّا أَنَّهُ قَيَّدَهُ بِالسَّفَرِ وَالْخَلْطِ، وَلَمْ يُقَيِّدْهُ بِالْعَدَدِ.
وَقَالَ اِبْن التِّينِ: قَالَ جَمَاعَة هُوَ النَّفَقَة بِالسَّوِيَّةِ فِي السَّفَرِ وَغَيْره، وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ أَصْلَهُ فِي السَّفَرِ، وَقَدْ تَتَّفِقُ رُفْقَةٌ فَيَضَعُونَهُ فِي الْحَضَرِ كَمَا سَيَأْتِي فِي آخِرِ الْبَابِ مِنْ فِعْلِ الْأَشْعَرِيِّينَ، وَأَنَّهُ لَا يَتَقَيَّدُ بِالتَّسْوِيَةِ إِلَّا فِي الْقِسْمَةِ، وَأَمَّا فِي الْأَكْلِ فَلَا تَسْوِيَةَ لِاخْتِلَافِ حَالِ الْآكِلِينَ وَأَحَادِيث الْبَاب تَشْهَدُ لِكُلِّ ذَلِكَ.
وَقَالَ اِبْن الْأَثِيرِ: هُوَ مَا تُخْرِجُهُ الرُّفْقَة عِنْدَ الْمُنَاهَدَةِ إِلَى الْغَزْوِ، وَهُوَ أَنْ يَقْتَسِمُوا نَفَقَتَهُمْ بَيْنَهُمْ بِالسَّوِيَّةِ حَتَّى لَا يَكُونَ لِأَحَدِهِمْ عَلَى الْآخَرِ فَضْل، فَزَادَهُ قَيْدًا آخَرَ وَهُوَ سَفَرُ الْغَزْوِ، وَالْمَعْرُوف أَنَّهُ خَلَطَ الزَّادَ فِي السَّفَرِ مُطْلَقًا، وَقَدْ أَشَارَ إِلَى ذَلِكَ الْمُصَنِّفِ فِي التَّرْجَمَةِ حَيْثُ قَالَ: " يَأْكُلُ هَذَا بَعْضًا وَهَذَا بَعْضًا " وَقَالَ الْقَابِسِيّ: هُوَ طَعَام الصُّلْح بَيْنَ الْقَبَائِلِ وَهَذَا غَيْر مَعْرُوف، فَإِنْ ثَبَتَ فَلَعَلَّهُ أَصْلُهُ. وَذَكَرَ مُحَمَّد بْن عَبْد الْمَلِك التَّارِيخِيّ أَنَّ أَوَّلَ مَنْ أَحْدَثَ النَّهْد حُضَيْن - بِمُهْمَلَةٍ ثُمَّ مُعْجَمَة مُصَغَّر - الرَّقَاشِيّ. وَهُوَ بَعِيدٌ لِثُبُوتِهِ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحُضَيْن لَا صُحْبَةَ لَهُ فَإِنْ ثَبَتَتْ اِحْتَمَلَتْ أَوَّلِيَّته فِيهِ فِي زَمَنٍ مَخْصُوصٍ أَوْ فِي فِئَةٍ مَخْصُوصَةٍ.
قال إسحاق بن منصور في مسائله 2/ 539:
قلت لأحمد ـ رضي الله عنه ـ النهد في السفر، قال: لا زال الناس يتناهدون.
قال إسحاق: سنة مسنونة، وهو أحب إلي من أن يدعو كل يوم واحدٌ أصحابَه لما لا يخلو ذلك من المباهاة والتباري، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه.اهـ
قلت: كلام الإمام إسحاق نفيس فرحمه الله رحمة واسعة.
تنبيه: وقع في المطبوع في دار الهجرة: (كل يوم واحدا من أصحابه اهـ) وهو غلط.
تذييل:
في محاضرات الأدباء للراغب
التناهد
قال بعضهم في متناهدين:
وقال حفص لزيد حين ناهده * منك النبيذ ومني الدنّ والكوز
واللحم منك ومني النار أنضجه * والماء مني، ومنك الخبز مخبوز!
وتناهد قوم وفيهم مفلس فقال أحدهم: علي كذا. وقال آخر: وأنا علي كذا، إلى أن قالوا
للمفلس: وأنت ما عليك؟
فقال: لعنة الله والملائكة والناس أجمعين!
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[01 Feb 2007, 10:50 م]ـ
بارك الله فيك فائدة قيمة
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[06 Apr 2007, 10:09 م]ـ
إذ أن تكلف
تصويب: إذ إن
أخي الكريم "الماوردي " بارك الله فيك، وشكرا على تشرفيك الموضوع.
قال إسحاق بن منصور ـ مسائله ـ 2/ 598:
قلت [لأحمد] يكره للرجل أن يقول للرجل: فداك أبي وأمي؟
قال: يكره أن يقول جعلني الله تعالى فداك. ولا بأس أن يقول: فداك أبي وأمي.
قال إسحاق [بن راهويه]: كما قال.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[06 Apr 2007, 10:09 م]ـ
قال إسحاق بن منصور ـ مسائله ـ 2/ 590:
سئل إسحاق: كم يقرأ في قيام شهر رمضان؟
فلم يرخص في دون عشر آيات.
فقيل له: إنهم لا يرضون!
قال: لا رضوا، فلا تأمهم إذا لم يرضوا بعشر آيات من البقرة، ثم إذا صرت إلى الآيات الخفاف، فبقدر عشر آيات من البقرة.
ـ[محمد الطاسان]ــــــــ[06 Apr 2007, 10:58 م]ـ
وهذا لطيفة في ما يسمى بالقطة من كلام أبي عبيد القاسم بن سلام: (قال أبو عبيد: وهذا عندي أصل للشاهد الذي تفعله الرفاق في الأسفار ألا ترى أنهم يتخارجون النفقات بالسوية وقد يتباينون في قلة المطعم وكثرته وليس كل من قل طعامه يطيب نفسه بالتفضل على رفيقه فلما جاء هذا في أموال اليتامى واسعاً كان في غيرهم بحمد الله ونعمته أوسع لولا ذلك لفخفت أن يضيق فيه الأمر بالناس) أ. هـ المراد من كلامه. كتاب الناسخ والمنسوخ في القرآن باب ذكر اليتامى وما نسخ في شأنهم ص 238 - 240.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[07 Apr 2007, 07:32 م]ـ
شكر الله لك
(يُتْبَعُ)
(/)
قال إسحاق بن منصور ـ مسائله ـ 2/ 528:
قلت لأحمد: من قال: تذاكر العلم بعض ليلة أحب إلي من أحيائها؟
قال: العلم الذي ينتفع به الناس في أمر دينهم.
قلت: في الوضوء والصلاة والصوم والحج والطلاق ونحو هذا؟
قال: نعم.
قال إسحاق: كما قال.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[08 Apr 2007, 04:59 م]ـ
قال إسحاق بن منصور ـ مسائله ـ 2/ 530:
قلت [لأحمد]: ما يكره من الشعر؟
قال الرقيق الذي يتشبب بالنساء، وأما الكلام الجاهلي فما أنفعه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن من الشعر حكمة».
قال إسحاق: كما قال.
قلت: قوله صلى الله عليه وسلم: «لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا، خير له من أن يمتلئ شعرا» فتلكأ!
فذكرتُ له قول النضر بن شميل يعني: أجوافنا لم تمتلئ شعرا فيها القرآن، والعلم والذكر، هذا لأولئك الأعراب الذين لا يحسنون إلا الشعر.
فقال: ما أحسن ما قال!
قال إسحاق: أجاد. اهـ
قلت: عند الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ في صحيحه في كتاب الأدب:
بَاب مَا يُكْرَهُ أَنْ يَكُونَ الْغَالِبَ عَلَى الْإِنْسَانِ الشِّعْرُ حَتَّى يَصُدَّهُ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَالْعِلْمِ وَالْقُرْآنِ.
ثم ساق الحديث، وهو برقم (6154)
وعلق ابن حجر في الفتح 10/ 548:
... هُوَ فِي هَذَا الْحَمْل مُتَابِع لِأَبِي عُبَيْد كَمَا سَأَذْكُرُهُ ـ ثم ذكر في 10/ 549 ـ وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: ... وَجْهه عِنْدِي أَنْ يَمْتَلِئ قَلْبه مِنْ الشِّعْر حَتَّى يَغْلِب عَلَيْهِ فَيَشْغَلهُ عَنْ الْقُرْآن وَعَنْ ذِكْر اللَّه فَيَكُون الْغَالِب عَلَيْهِ، فَأَمَّا إِذَا كَانَ الْقُرْآن وَالْعِلْم الْغَالِبَيْنِ عَلَيْهِ فَلَيْسَ جَوْفه مُمْتَلِئًا مِنْ الشِّعْر.اهـ
قلت: كلام أبي عبيد في كتابه غريب الحديث 1/ 36.
ويحتمل: أن أبا عبيد أخذه من النضر فهو في طبقة شيوخه، وأن البخاري أخذه من النضر أو إسحاق.
وفات هذا النقل الحافظ ابن حجر وغيره من الشراح، وهو من الأهمية بمكان، فقد استحسن جواب النضر بن شميل إمامان فقيهان محدثان: أحمد وإسحاق.
كما فات ابن رشيق في العمدة 1/ 29.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[26 Apr 2007, 01:06 م]ـ
قال العز بن عبد السلام في القواعد الكبرى 1/ 30:
لا يمكن ضبط المصالح والمفاسد إلا بالتقريب.
وقال 1/ 31:
لم أقف في عقوق الوالدين ولا فيما يختصان به من الحقوق على ضابط اعتمد عليه.
قلت:
في الآداب الشرعية لابن مفلح 1/ 463:
وقال الشيخ تقي الدين ـ بعد قول أبي بكر (1) ـ: يقتضي قوله أن يبرا في جميع المباحات فما أمراه ائتمر وما نهياه انتهى، وهذا فيما كان منفعة لهما ولا ضرر عليه فيه ظاهر، مثل: ترك السفر وترك المبيت عنهما ناحية، والذي ينتفعان به ولا يستضر هو بطاعتهما فيه قسمان: قسم يضرهما تركه؛ فهذا لا يستراب في وجوب طاعتهما فيه، بل عندنا هذا يجب للجار.
وقسم ينتفعان به ولا يضرهما أيضا يجب طاعتهما فيه على مقتضى كلامه.
فأما ما كان يضره طاعتهما فيه لم تجب طاعتهما فيه لكن إن شق عليه ولم يضره وجب، وإنما لم يقيده أبو عبد الله؛ لأن فرائض الله من الطهارة وأركان الصلاة والصوم تسقط بالضرر = فبر الوالدين لا يتعدى ذلك، وعلى هذا بنينا أمر التملك؛ فإنا جوزنا له أخذ ماله ما لم يضره فأخذ منافعه كأخذ ماله، وهو معنى قوله: " أنت ومالك لأبيك " حديث صحيح أخرجه ابن ماجه والطحاوي، فلا يكون الولد بأكثر من العبد، ثم ذكر الشيخ تقي الدين نصوص أحمد التي تدل على أنه لا طاعة لهما في ترك الفرض، وهي صريحة في عدم ترك الجماعة وعدم تأخير الحج.اهـ
وفي الاختيارات للبعلي ص 170:
ويلزم الإنسان طاعة والديه في غير المعصية ـ وإن كانا فاسقين ـ وهو ظاهر إطلاق أحمد، وهذا: فيما فيه منفعة لهما، ولا ضرر؛ فإن شق عليه، ولم يضره = وجب، وإلا فلا.
-----------
(1) وقال أبو بكر في زاد المسافر من أغضب والديه وأبكاهما يرجع فيضحكهما
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[26 Apr 2007, 01:09 م]ـ
قال إسحاق بن منصور ـ مسائله ـ 2/ 541:
سألت أحمد عن شهري عيد لا ينقصان؟
قال: لا يكون كلاهما ناقصين، إن نقص رمضان تم ذو الحجة، فإن نقص ذو الحجة تك رمضان.
قال إسحاق: شهرا عيد لا ينقصان: نقول: إنكم ترون العدد تسعا وعشرين فترونه نقصانا، فليس ذلك نقصانا إذ جعله الله عز وجل شهرا تاما كما جعل الثلاثين تاما، وإنما قَصَدَ قَصْد رمضان وذي الحجة؛ لأن لناس كلهم إنما يخوضون في شهور السنة في نقصان عدد أيامه وكماله في هذين الشهرين، فمضى من النبي صلى الله عليه وسلم فيهما لذلك نقول: وإن رأيتم العدد نقصانا فهو تام، فلا تسمون ناقصا.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 May 2007, 10:12 م]ـ
في المعيار المعرب والجامع المغرب 11/ 103:
وسئل الأستاذ أبو إسحاق الشاطبي ـ رحمه الله ـ عن مراعاة قول ضعيف أو رواية ضعيفة؟
فأجاب:
مراعاة الأقوال الضعيفة أو غيرها شأن المجتهدين من الفقهاء؛ إذ مراعاة الخلاف إنما معناها: مراعاة دليل المخالف حسبما فسره لنا بعض شيوخنا المغاربة، ومراعاة الدليل أو عدم مراعاته ليس إلينا معشر المقلدين؛ فحسبنا فهم أقوال العلماء، والفتيا بالمشهور منها.
وليتنا ننجو مع ذلك رأسا برأس لا لنا ولا علينا.اهـ
هذا كلام الشاطبي! الله يرحم حالنا!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[02 May 2008, 09:44 م]ـ
فائدة
قال العلامة ابن مفلح في الفروع 3/ 227 ـ في الاستسقاء ـ:
ويعظهم الإمام ويأمرهم بالتوبة وأداء الحقوق،
قال جماعة: والصدقة والصيام،
زاد جماعة: ثلاثة أيام، وأنه يخرج صائما،
وظاهر كلامهم: لا يلزم الصوم بأمره،
مع أن في المستوعب وغيره: تجب طاعته في غير المعصية، وذكره بعضهم (ع) (1)،
ولعل المراد: في السياسة والتدبير والأمور المجتهد فيها لا مطلقا،
ولهذا جزم بعضهم: تجب في الطاعة، وتسن في المسنون، وتكره في المكروه،
وذكر أبو الوفاء وأبو المعالي: لو نذر الإمام الاستسقاء زمن الجدب وحده أو هو والناس لزمه في
نفسه، وليس له أن يلزم غيره بالخروج معه. اهـ
وقال في الآداب الشرعية نحو ذلك 1/ 467، وذكر أن الذي نقل الإجماع السابق: القاضي عياض.
ونقله مضمون ما في الفروع العلامة المرداوي في الإنصاف 5/ 415.
-----------
(1) أي إجماعا في أصطلاح المؤلف في كتابه هذا.(/)
ارسل رقمك وتصلك فائدة كل يوم. (سجل الآن)
ـ[أبو العالية]ــــــــ[31 Jan 2007, 05:36 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
حرصاُ على الفائدة في مواكبة التكنولوجيا، وتوصيل الخير للغير!
ارسل رقمك بالصيغة الدولية عبر الخاص
وستصلك رسالة يومياً مجاناً تحوي على فائدة من كافة العلوم
ودمتم على الخير أعواناً
ـ[طالِب]ــــــــ[31 Jan 2007, 05:46 م]ـ
كيف؟
ـ[ماجد الخير]ــــــــ[07 Feb 2007, 02:33 م]ـ
يعطيك العافية
ـ[محمد المطيري]ــــــــ[07 Feb 2007, 03:24 م]ـ
ممكن توضح اكثر يابو العالية
لتكمل الفائدة ويعطيك العافية
ـ[أبو العالية]ــــــــ[07 Feb 2007, 05:07 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
أخوكم غفر الله له في طور تأسيس موقع خاص له ومن ميزات هذا الموقع الجديد والمفيد والمميز
وسيكون في الموقع خدمة رسائل الخير تصلك كل يوم فائدة شرعية
والسبق لهذه الخدمة لشيخنا المربي الفاضل محمد صالح المنجد ولنا فيه أسوة حسنة، وهذه الخدمة نافعة جداً
وترسل عبر إحدى الشركات المهتمة بهذه الخدمة ولمجموعات كبيرة في ثواني معدودة
ومن تصله الفائدة ربما أرسلها لغيره، وهكذا دواليك؛ فانظر كم من الأجر سيصل للناس!!
فالحمد لله أولاً وآخر وظاهرا وباطناً
ولا زلت اجمع الأرقام ولم أفعل الخدمة بعد.
ودمتم على الخير أعواناً(/)
أول من قال: (لو كانت الشيعة من الطير لكانت رخماً).
ـ[المسيطير]ــــــــ[31 Jan 2007, 06:21 م]ـ
الإخوة الأكارم /
اشتهرت، وانتشرت عبارة:
(لو كانت الشيعة من الطير لكانت رخماً، ولو كانوا من الدواب لكانوا حمراً)
منسوبة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
فبحثت بحثا قصيرا قاصرا فوجدتها مروية، وثابتة عن الإمام عامر بن شراحيل الشعبي رحمه الله، وهو أول من قالها - فيما يبدو -.
ووجدت أن شيخ الإسلام رحمه الله قد أشار إليها في منهاج السنة النبوية، ونسبها إلى الإمام الشعبي رحمه الله فقال في ج1/ 28:
(هذا الكلام بعضه ثابت عن الشعبي كقوله: لو كانت الشيعة من البهائم لكانوا حمرا، ولو كانوا من الطير لكانوا رخما، فإن هذا ثابت عنه).
وقال رحمه الله في مجموع الفتاوى ج4/ 472:
(فهم كما قال فيهم الشعبي - وكان أعلم الناس بهم - لو كانوا من البهائم لكانوا حمرا، ولو كانوا من الطير لكانوا رخما).
وفي كتاب السنة للإمام عبدالله بن أحمد بن حنبل رحمهم الله قال ج 2/ 548:
(حدثني محمد بن يحيى بن أبي سمينة نا ابن أبي زائدة عن إسماعيل يعني ابن أبي خالد وأبوه يعني زكريا ابن أبي زائدة ومالك بن مغول عن الشعبي: (لو كانت الشيعة من الطير لكانت رخما ولو كانت من البهائم لكانت حمرا). إسناده حسن.
وذكر ذلك الإمام الخلال رحمه الله في السنة 1/ 497 عن الإمام الشعبي رحمه الله، فقال بعد أن ساق إسناده:
(قال الشعبي: يا مالك لو أردت أن أطأ رقابهم عبيدا، ويملؤوا بيتي ذهبا على أن أكذب لهم على عليّ، ولكن والله لا أكذب عليه أبدا، يا مالك إني درست الأهواء فلم أر قوما هم أحمق من الخشبية، لو كانوا من الدواب كانوا حمرا، ولو كانوا من الطير كانوا رخما).
وفي شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي رحمه الله ج6/ 393، وبعد أن ساق إسناده:
(قال: قال الشعبي: يا مالك، لو أردت أن يعطوني رقابهم عبيدا أو أن يملؤوا بيتي ذهبا على أن أكذب لهم على علي لفعلوا، ولكن والله لا كذبت عليه أبدا، يا مالك، إنني قد درست الأهواء كلها، فلم أر قوما هم أحمق من الخشبية، لو كانوا من الدواب لكانوا حمرا، ولو كانوا من الطير لكانوا رخما).
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[31 Jan 2007, 07:21 م]ـ
جزاك الله خيرًا.
وإتماما للفائدة ولمن لا يعرف الرافضة الرخوم! أجلي معنى (الرخم) بالنقل عن السيد الزبيدي من تاج العروس (32/ 236) فقال يرحمه الله:
" الرخم (طائر م) معروف (الواحدة بهاء) وهو طائر أبقع على شكل النسر خلقة الا أنه مبقع بسواد وبياض ... وهو موصوف بالغدر والموق وقيل بالقذر ". أهـ
وقال الجاحظ في كتاب الحيوان (3/ 258): " وقد أجمعوا على أن الرخم من لئام الطير وبغاثها، وليست من عتاقها وأحرارها " وذكر في (1/ 235) أنها تأكل العذرة.
فما أبرع الشعبي رحمه الله عندما شبه الرافضة بهذا!
ـ[أبو حازم الكناني]ــــــــ[14 Feb 2007, 06:32 م]ـ
جزاك الله خيرًا.
وإتماما للفائدة ولمن لا يعرف الرافضة الرخوم! أجلي معنى (الرخم) بالنقل عن السيد الزبيدي من تاج العروس (32/ 236) فقال يرحمه الله:
" الرخم (طائر م) معروف (الواحدة بهاء) وهو طائر أبقع على شكل النسر خلقة الا أنه مبقع بسواد وبياض ... وهو موصوف بالغدر والموق وقيل بالقذر ". أهـ
وقال الجاحظ في كتاب الحيوان (3/ 258): " وقد أجمعوا على أن الرخم من لئام الطير وبغاثها، وليست من عتاقها وأحرارها " وذكر في (1/ 235) أنها تأكل العذرة.
فما أبرع الشعبي رحمه الله عندما شبه الرافضة بهذا!
(يا رخمة) عبارة تستخدم للتنابز عند بعض اهل شمال السودان من ذوي الأصول
العباسية، فربما قالوا لمن اتى بعمل لا يعجب: يا رخمة.
أكرمكم الله.
ـ[سلسبيل]ــــــــ[14 Feb 2007, 10:07 م]ـ
لله در الإمام الشعبي عرف الشيعه على حقيقتهم البشعه التي حاولوا تجميلها بالتقيه حينا وبالشعارات الزائفه حينا
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[14 Feb 2007, 11:18 م]ـ
قال الصفدي في الوافي بالوفيات (21/صـ 7،8) في ترجمة الشريف المرتضى:
قال أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي: دخلت على الكيا أبي الحسين يحيى بن الحسين العلوي الزيدي وكان من نبلاء أهل البيت ومن المحمودين في صناعة الحديث وغيره من الأصول والفروع فذكر بين يديه يوماً الإمامية فذكرهم أقبح ذكر وقال: لو كانوا من الدواب لكانوا الحمير ولو كانوا من الطيور لكانوا من الرخم وأطنب في ذمهم.
وبعد مدة دخلت على المرتضى وجرى ذكر الزيدية والصالحية أيهما خير؟ فقال: يا أبا الفضل، تقول أيهما خير ولا تقول أيهما شر؟
فتعجبت من إمامي الشيعة في وقتهما ومن قول كل واحد منهما في مذهب الآخر فقلت: لقد كفيتما أهل السنة الوقيعة فيكما.
ـ[أبو تميم التميمي]ــــــــ[15 Feb 2007, 12:18 ص]ـ
كالعادة مبدع في مواضيعك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حازم الكناني]ــــــــ[15 Feb 2007, 10:50 م]ـ
قال الصفدي في الوافي بالوفيات (21/صـ 7،8) في ترجمة الشريف المرتضى:
قال أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي: دخلت على الكيا أبي الحسين يحيى بن الحسين العلوي الزيدي وكان من نبلاء أهل البيت ومن المحمودين في صناعة الحديث وغيره من الأصول والفروع فذكر بين يديه يوماً الإمامية فذكرهم أقبح ذكر وقال: لو كانوا من الدواب لكانوا الحمير ولو كانوا من الطيور لكانوا من الرخم وأطنب في ذمهم.
وبعد مدة دخلت على المرتضى وجرى ذكر الزيدية والصالحية أيهما خير؟ فقال: يا أبا الفضل، تقول أيهما خير ولا تقول أيهما شر؟
فتعجبت من إمامي الشيعة في وقتهما ومن قول كل واحد منهما في مذهب الآخر فقلت: لقد كفيتما أهل السنة الوقيعة فيكما.
أخي الكريم: اسمح لي أن أروي هذه الطرفة
يقال أن الرئيس الروسي (خرتشوف) كان (ابن نكتة) على قول المصريين
مرة سألوه عن رئيسين امريكيين؛ أيهما افضل؟!.
فقال: المرء لا يمكنه التفضيل بين فردتي الحذاء
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[16 Feb 2007, 12:18 ص]ـ
أضحك الله سنك أبا حازم
ـ[أبو حازم الكناني]ــــــــ[16 Feb 2007, 09:07 م]ـ
أضحك الله سنك أبا حازم
وإيّاك أخي الكريم(/)
دراسة في التصحيف والتحريف
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[01 Feb 2007, 09:42 م]ـ
دراسة في التصحيف والتحريف
التصحيف والتحريف من الأمور الطارئة الَّتِيْ تقع في الْحَدِيْث سنداً أو متناً عِنْدَ بعض الرُّوَاة، وَهُوَ من الأمور المؤدية إلى الاختلاف في الْحَدِيْث الذي هو رأس علم العلل. فيحصل لبعض الرُّوَاة أوهام تقع في السند أَوْ في الْمَتْن بتغيير النقط أو الشكل أو الحروف.
وهذا النوع من الخطأ يسمى عِنْدَ الْمُحَدِّثِيْنَ بـ (التصحيف والتحريف).
والتصحيف هُوَ: تغيير في نقط الحروف أو حركاتها مع بقاء صورة الخط (1).
والتحريف: هُوَ العدول بالشيء عن جهته، وحرَّف الكلام تحريفاً عدل بِهِ عن جهته، وَقَدْ يَكُوْن بالزيادة فِيْهِ، أو النقص مِنْهُ، وَقَدْ يَكُوْن بتبديل بعض كلماته، وَقَدْ يَكُوْن بجعله عَلَى غَيْر المراد مِنْهُ؛ فالتحريف أعم من التصحيف (2).
ولابد من الإشارة إلى أن المتقدمين كانوا يطلقون المصحف والمحرف جميعاً عَلَى شيء واحد، ولكن الحافظ ابن حجر جعلهما شيئين وخالف بينهما، فَقَدْ قَالَ: ((إن كانت المخالفة بتغيير حرف أو حروف مع بقاء صورة الخط في السياق فإن كَانَ ذَلِكَ بالنسبة إلى النقط فالمصحف، وإن كَانَ بالنسبة إلى الشكل فالمحرّف)) (3).
وعلى هَذَا فالتصحيف هُوَ الَّذِيْ يَكُوْن في النقط؛ أي في الحروف المتشابهة الَّتِيْ تختلف في قراءتها مثل: الباء والتاء والثاء، والجيم والحاء المهملة والخاء المعجمة، والدال المهملة والذال المعجمة، والراء والزاي.
ومعرفة هَذَا الفن من فنون علم الْحَدِيْث لَهُ أهمية كبيرة (4)؛ وذلك لما فِيْهِ من
تنقية الأحاديث النبوية مِمَّا شابها في بعض الألفاظ سواء كَانَ في متونها أم في رجال أسانيدها.
وعندما كثر التصحيف والتحريف بَيْنَ الناس شرع الحفاظ من أهل الْحَدِيْث بتصنيف كتب: (التصحيف والتحريف) وكتب (المؤتلف والمختلف) (5)، وهذا الفن فن جليل لما يحتاج إِلَيْهِ من الدقة والفهم واليقظة، وَلَمْ ينهض بِهِ إلا الحفاظ الحاذقون قَالَ ابن الصَّلاَحِ: ((هَذَا فن جليل إنما ينهض بأعبائه الحذاق من الحفاظ)) (6).
والسبب في وقوع التصحيف والإكثار مِنْهُ إنما يحصل غالباً للآخذ من الصحف وبطون الكتب، دون تلق للحديث عن أستاذ من ذوي الاختصاص؛ لِذَلِكَ حذر أئمة الْحَدِيْث من عمل هَذَا شأنه، قَالَ سعيد بن عَبْد العزيز التنوخي (7): ((لا تحملوا العلم عن صحفي، ولا تأخذوا القرآن من مصحفي)) (8).
أقسام التصحيف
للتصحيف بحسب وجوده وتفرعه أقسام. ينقسم إِلَيْهَا وَهِيَ ستة أنواع:
القسم الأول: التصحيف في الإسناد:
مثاله: حَدِيْث شعبة، عن العوام بن مراجم (9)، عن أبي عثمان النهدي (10)، عن عثمان بن عفان، قَالَ: قَالَ رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم: ((لتؤدنَّ الحقوق إلى أهلها…الْحَدِيْث)) (11).
وَقَدْ صحف فِيْهِ يحيى بن معين، فَقَالَ: ((ابن مزاحم)) – بالزاي والحاء – وصوابه: ((ابن مراجم)) – بالراء المهملة والجيم – (12).
ومنه ما رواه الإمام أحمد (13)، من طريق شعبة، قَالَ: حَدَّثَنَا مالك بن عرفطة – قَالَ (14): وإنما هُوَ خالد بن علقمة – قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد خير يحدّث، عن عائشة، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: ((أنه نهى عن: الدباء (15)، والحنتم (16)، والمزفت (17))).
وَقَدْ أخطأ الإمام شعبة بن الحجاج فصحف في هَذَا الاسم فَقَالَ: ((مالك بن عرفطة))، وصوابه: ((خالد بن علقمة)) كَمَا نبه عَلَى ذَلِكَ الإمام أحمد –كَمَا سبق– (18) وَقَدْ رَوَاهُ أبو عوانة، عن شعبة، فأخطأ فِيْهِ كذلك فِيْمَا أخرجه الْخَطِيْب في موضح أوهام الجمع والتفريق (19).
ثُمَّ رجع إلى الصواب فِيْمَا أخرجه عَنْهُ الْخَطِيْب في " تاريخ بغداد " (20) وَقَالَ: ((عن شعبة، عن خالد بن علقمة، عن عَبْد خير، بِهِ)).
القسم الثاني: التصحيف في الْمَتْن:
ومثاله حَدِيْث أنس مرفوعاً: ((ثُمَّ يخرج من النار من قَالَ: لا إله إلا الله، وَكَانَ في قلبه من الخير ما يزن ذرة)) (21).
قَالَ ابن الصَّلاَحِ: ((قَالَ فِيْهِ شعبة: ((ذُرَةً)) – بالضم والتخفيف – ونسب فِيْهِ إلى التصحيف)) (22)
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثّل ابن الصَّلاَحِ لتصحيف الْمَتْن بمثال آخر فَقَالَ: ((وفي حَدِيْث أبي ذر: ((تعين الصانع))، قَالَ فِيْهِ هشام بن عروة – بالضاء المعجمة – وَهُوَ تصحيفٌ، والصواب ما رواه الزهري: ((الصانع)) – بالصاد المهملة – (23) ضد الأخرق (24))) (25).
القسم الثالث: تصحيف البصر:
وَهُوَ سوء القراءة بسبب تشابه الحروف والكلمات وهذا يحصل في الأعم لِمَنْ يأخذ من الصحف دون تلقٍ.
مثاله: ما رواه ابن لهيعة عن كتاب موسى بن عقبة إِلَيْهِ بإسناده عن زيد بن ثابت: ((أن رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم احتجم في المسجد)) قَالَ ابن الصَّلاَحِ: ((إنما هُوَ بالراء: ((احتجر في المسجد بخص أو حصير حجرة يصلي فِيْهَا)) (26) فصحّفه ابن لهيعة؛ لكونه أخذه من كتاب بغير سَمَاع)) (27).
وَقَالَ الإمام مُسْلِم: ((هَذِهِ رِوَايَة فاسدة من كُلّ جهة. فاحشٌ خطؤها في الْمَتْن والإسناد، وابن لهيعة المصحف في متنه، المغفل في إسناده)) (28).
وَقَدْ وصف السخاوي تصحيف البصر بأنه الأكثر (29).
القسم الرابع: تصحيف السمع:
ويحدث بسبب تشابه مخارج الكلمات في النطق فيختلط الأمر عَلَى السامع فيقع في التصحيف أَوْ التحريف.
نحو حَدِيْث لـ: ((عاصم الأحول))، رَوَاهُ بعضهم فَقَالَ: ((عن واصل الأحدب)) وَقَدْ ذَكَرَ الإمام الدَّارَقُطْنِيّ أنَّهُ من تصحيف السمع لا من تصحيف البصر قَالَ ابن الصَّلاَحِ: ((كأنه ذهب – والله أعلم – إلى أن ذَلِكَ مِمَّا لا يشتبه من حَيْثُ الكتابة، وإنما أخطأ فِيْهِ سمع من رَوَاهُ)) (30).
القسم الخامس: تصحيف اللفظ
ومثاله ما ورد عن الدَّارَقُطْنِيّ: أن أبا بكر الصولي (31) أملى في الجامع حَدِيْث أبي أيوب: ((من صام رمضان وأتبعه ستّاً من شوال)) (32)، فَقَالَ فِيْهِ: ((شيئاً)) – بالشين والياء – (33).
قَالَ ابن الصَّلاَحِ: ((تصحيف اللفظ وَهُوَ الأكثر)) (34).
القسم السادس: تصحيف المعنى دون اللفظ:
مثاله: قَوْل مُحَمَّد بن المثنى (35): ((نحن قوم لنا شرف، نحن من عَنَزة)) (36) قَالَ ابن الصَّلاَحِ: ((يريد ما روي: ((أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم صلى إلى عنزة)) (37) فتوهم أنه صلى إلى قبيلتهم، وإنما العنزة هاهنا حربة نصبت بَيْنَ يديه فصلى إليها)) (38).
.................................................. ....................
(1) تصحيفات الْمُحَدِّثِيْنَ 1/ 39.
(2) تصحيفات الْمُحَدِّثِيْنَ 1/ 39.
(3) نُزهة النظر: 127، وانظر: تدريب الرَّاوِي 2/ 195، وألفية السيوطي: 203، وتوضيح الأفكار 2/ 419 مع حاشية محيي الدين عَبْد الحميد.
وَقَالَ الدكتور موفق بن عَبْد الله في كتابه " توثيق النصوص ": 166: ((وسبق الحافظ ابن حجر في هَذَا التفريق الإمام العسكري في كتابه " شرح ما يقع فِيْهِ التصحيف والتحريف ")).
(4) ولأهمية هَذَا الفن من فنون علم الْحَدِيْث فَقَدْ صنف فِيْهِ العلماء عدة كَتَبَ مِنْهَا:
تصحيف العلماء: لأبي مُحَمَّد عَبْد الله بن مُسْلِم بن قتيبة الدينوري (ت 276 ه).
التنبيه عَلَى حدوث التصحيف: لحمزة بن الحسن الأصفهاني (ت 360 ه)، وَهُوَ مطبوع.
التنبيهات عَلَى أغاليط الرُّوَاة: لأبي نعيم علي بن حمزة البصري (ت 375 ه).
شرح ما يقع فِيْهِ التصحيف والتحريف: لأبي أحمد الحسن بن عَبْد الله العسكري (ت 382 ه).
تصحيفات الْمُحَدِّثِيْنَ: لأبي أحمد الحسن بن عَبْد الله العسكري، وَهُوَ مطبوع.
تصحيفات الْمُحَدِّثِيْنَ: للإمام الحافظ أبي الحسن علي بن عمر الدَّارَقُطْنِيّ (ت 385 ه).
إصلاح خطأ الْمُحَدِّثِيْنَ: لأبي سليمان حمد بن مُحَمَّد الخطابي (ت 388 ه).
الرد عَلَى حمزة في حدوث التصحيف: لإسحاق بن أحمد بن شبيب (ت 405 ه).
متفق التصحيف: لأبي علي الحسن بن رشيق القيرواني (ت 456 ه).
تلخيص المتشابه في الرسم، وحماية ما أشكل مِنْهُ عن بوادر التصحيف والوهم: للخطيب البغدادي (ت 463 ه).
تالي التلخيص: لأبي بكر أحمد بن علي الْخَطِيْب (ت 463 ه).
مشارق الأنوار عَلَى صَحِيْح الآثار: لأبي الفضل عياض بن موسى اليحصبي (ت 544 ه).
(يُتْبَعُ)
(/)
ما يؤمن فِيْهِ التصحيف من رجال الأندلس: لأبي الوليد يوسف بن عَبْد العزيز المعروف بابن الدباغ (ت 546 ه).
مطالع الأنوار: لأبي إسحاق إِبْرَاهِيْم بن يوسف بن إِبْرَاهِيْم المعروف بابن قرقول (ت 569 ه).
التصحيف والتحريف: لأبي الفتح عثمان بن عيسى الموصلي (ت 600 ه).
تصحيح التصحيف وتحرير التحريف: لخليل بن أيبك الصفدي (ت 764 ه).
تحبير الموشين فِيْمَا يقال لَهُ بالسين والشين: للفيروزآبادي (ت 817 ه).
التطريف في التصحيف لأبي الفضل السيوطي (ت 911 ه).
التنبيه عَلَى غلط الجاهل والتنبيه: لابن كمال باشا (ت 940 ه).
وَقَدْ ساق هَذِهِ الكتب ورتبها الدكتور موفق بن عَبْد الله في كتابه " توثيق النصوص ": 174 - 178.
(5) الْمُؤْتَلِف لغة: اسم فاعل من الائتلاف بمعنى الاجتماع والتلاقي، وَهُوَ ضد النفرة، قَالَ ابن فارس: الهمزة واللام والفاء أصل واحد يدل عَلَى انضمام الشيء إلى الشيء، والأشياء الكثيرة أَيْضاً. مقاييس اللغة 1/ 131 (ألف)، وانظر: شرح علي القاري عَلَى النخبة:224، وتيسر مصطلح الْحَدِيْث: 208.
والمختلف لغة: اسم فاعل من الاختلاف، وَهُوَ ضد الاتفاق، يقال: تخالف الأمران، واختلفا إذا لَمْ يتفقا. وكل ما لَمْ يتساوَ فَقَدْ تخالف واختلف. لسان العرب 9/ 91 (خلف)، وانظر: شرح علي القاري عَلَى النخبة: 224، وتيسر مصطلح الْحَدِيْث: 208.
والمؤتلف والمختلف في اصطلاح الْمُحَدِّثِيْنَ: هُوَ ما يتفق في الخط دون اللفظ. فتح المغيث 3/ 213.
وَهُوَ فن مهم للغاية، وفيه عدة مؤلفات سردها الدكتور موفق في كتابه " توثيق النصوص ": 183 - 194 فبلغ بِهَا ستين.
(6) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 252، وطبعتنا: 448.
(7) هُوَ سعيد بن عَبْد العزيز التنوخي الدمشقي: ثقة إمام، لكنه اختلط في آخر أمره، توفي سنة (167ه)، وَقِيْلَ: (163 ه)، وَقِيْلَ: (164ه).
سير أعلام النبلاء 8/ 32، والكاشف 1/ 440 (1926)، والتقريب (2358).
(8) الجرح والتعديل 2/ 31، وتصحيفات الْمُحَدِّثِيْنَ 1/ 71، وشرح ما يقع فِيْهِ التصحيف: 13، والتمهيد 1/ 46، وفتح المغيث 2/ 232.
(9) انظر: الإكمال 7/ 186.
(10) بفتح النون وسكون الهاء. التقريب (4017).
(11) أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ في العلل 3/ 64 - 65 س287، وفي المؤتلف والمختلف 3/ 2078 - 2079.
(12) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 252، وطبعتنا: 448.
(13) في مسنده 6/ 244، وكذلك أخرجه الطيالسي (1538)، وإسحاق بن راهويه (1229) و (1249).
(14) القائل هُوَ: عبد الله بن الإمام أحمد راوي المسند عن أبيه.
(15) الدباء: القرع، واحدها دُباءة، كانوا ينتبذون فِيْهَا فتسرع الشدة في الشراب، وتحريم الانتباذ في هَذِهِ الظروف كَانَ في صدر الإِسْلاَم ثُمَّ نسخ، وَهُوَ المذهب، وذهب الإمام مالك وأحمد إلى بقاء التحريم. النهاية 2/ 96.
(16) الحنتم: جرار مدهونة خضر كانت تحمل الخمر فِيْهَا إلى الْمَدِيْنَة، ثُمَّ اتسع فِيْهَا فقيل للخزف كله حنتم، واحدها حنتمة؛ وإنما نهي عن الانتباذ فِيْهَا لأنها تسرع الشدة فِيْهَا لأجل دهنها. وَقِيْلَ: لأنها كانت تعمل من طين يعجن بالدم والشعر فنهي عَنْهَا من عملها.والأول أوجه.النهاية 1/ 448.
(17) المزفت: هُوَ الإناء الَّذِيْ طلي بالزفت، وَهُوَ نوع من القار ثُمَّ انتبذ فِيْهِ. النهاية 2/ 304.
(18) وكذا نبه عَلَى هَذَا الوهم في " علله " برواية ابنه 2/ 33 - 34.
(19) 2/ 61.
(20) تاريخ بغداد 7/ 400.
(21) أخرجه أحمد 3/ 116 و173 و276، وعبد بن حميد (1173)، والبخاري 1/ 17 (44) و 9/ 149 (7410)، ومسلم 1/ 125 (193) (325)، وابن ماجه (4312)، والترمذي (2593).
(22) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 253، وفي طبعتنا: 450.
(23) قَالَ الحافظ العراقي في شرح التبصرة:2/ 296، وطبعتنا 2/ 423: ((وكقول هشام بن عروة في حَدِيْث أبي ذر: ((تعين ضايعاً)) بالضاد المعجمة، والياء آخر الحروف، والصواب بالمهملة والنون))، ومثله في تدريب الرَّاوِي 2/ 114.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا جزء من حَدِيْث أخرجه البخاري 3/ 188 (2518)، ومسلم 1/ 62 (84) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي مُراوح، عن أبي ذر، قَالَ: قلت: يا رَسُوْل الله … وفيهما: ((تعين صانعاً))، وعند مُسْلِم أَيْضاً بلفظ: ((فتعين الصانع))، هكذا في الأصول المطبوعة لـ " الصحيحين ": ((صانعاً) – بالصاد المهملة والنون – ومثل ذَلِكَ في مسند الحميدي (131)، ومسند الإمام أحمد 5/ 150 و5/ 171، وفي فتح الباري 5/ 148: ((ضائعاً))، وفي عمدة القارئ 13/ 79: ((ضايعاً)). وانظر تفصيل ذَلِكَ في شرح مُسْلِم للنووي 1/ 271، وفتح الباري 5/ 149، وعمدة القاري 13/ 80.
(24) الأخرق: هُوَ الَّذِيْ ليس بصانع ولا يحسن العمل، يقال: رجل أخرق: لا صنعة لَهُ، والجمع خرق – بضم ثُمَّ سكون – وامرأة خرقاء، كذلك. انظر: فتح الباري 5/ 149.
(25) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 254، وفي طبعتنا: 45.
(26) أخرجه البخاري 8/ 34 (6113)، ومسلم 2/ 188 (781)، وفي التمييز (57)، وأخرجه البخاري أَيْضاً 1/ 186 (731) و 9/ 117 (7290)، ومسلم 2/ 188 (781) بلفظ: ((اتخذ حجرة)).
(27) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 449.
(28) التمييز: 140.
(29) فتح المغيث 3/ 71.
(30) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 256، وفي طبعتنا: 453.
(31) هُوَ محمد بن يحيى بن عَبْد الله بن العباس بن محمد بن صول، أبو بكر المعروف بالصولي، كَانَ أحد العلماء بفنون الآداب، حسن الْمَعْرِفَة بأخبار الملوك وأيام الخلفاء، ومآثر الأشراف، وطبقات الشعراء، توفي سنة خمس وثلاثين وثلاث مئة .. انظر: تاريخ بغداد 3/ 427، ومعجم الأدباء 19/ 109، والسير 15/ 301.
والصولي: بضم الصاد المهملة، وفي آخرها اللام، هَذِهِ النسبة إلى صول، وهم اسم لبعض أجداده. الأنساب 3/ 572.
(32) حَدِيْث أبي أيوب: أخرجه الطيالسي (594)، وعبد الرزاق (7918)، والحميدي (381) و (382)، وابن أبي شيبة (9723)، وأحمد 5/ 417 و419، وعبد بن حميد (228)، والدارمي (1761)، ومسلم 3/ 169 (1164)، وأبو داود (2433)، وابن ماجه (1716)، والترمذي (759)، والطحاوي في شرح المشكل (2337) و (2338)، وابن حبان (3634)، والبيهقي 4/ 392، والبغوي (1780).
(33) تاريخ بغداد 3/ 431، ومعرفة أنواع علم الْحَدِيْث: 255، وفي طبعتنا: 452.
(34) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 256، وفي طبعتنا: 453.
(35) هُوَ مُحَمَّد بن المثنى بن عبيد العنَزي –بفتح النون والزاي– أبو موسى البصري المعروف بالزمن: ثقة ثبت توفي (252ه). تهذيب الكمال 5/ 493 (6170)، والكاشف 2/ 214 (5134)، والتقريب (6264).
(36) بفتح العين المهملة والنون. انظر: الأنساب 4/ 221، وتاج العروس 15/ 248.
(37) هَذِهِ إشارة إلى حَدِيْث ورد عن جَمَاعَة من الصَّحَابَة. انظر مثلاً: مسند الإمام أحمد 4/ 308، وصحيح البخاري 2/ 25 (973)، وصحيح مُسْلِم 2/ 55 (501) (246)، وابن ماجه (1304).
(38) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 254 - 255، وفي طبعتنا: 451، وانظر في معنى العنزة: الصحاح 3/ 887، وتاج العروس 15/ 247.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[01 Feb 2007, 10:42 م]ـ
من طرائف التصحيف والتحريف:
أثابك الله خيرا أخي الحبيب اللبيب
الدكتور ماهر ياسين الفحل
على هذا البحث الماتع الشائق النادر
وقد حفلت كتب الأقدمين بأخبار لطيفة في هذا الباب منها مارُوي في أخبار الحمقى والمغفلين مِنْ أنَّ الوليد
بن عبدالملك سأل أعرابياً (ماشأنك؟ فقال خَتَنِي ظلمني فقال الوليد ومَنْ خَتَنَك؟ فنكس الأعرابي رأسه
وقال: ماسوأل أمير المؤمنين عن هذا! فقال عمر بن عبدالعزيز: إنَّمما أراد أمير المؤمنين مَن خَتَنُكَ؟ فقال:
هذا وأشار إلى رجلٌ معه)!!!
فهنا حصل التباس بين الخَتَن بفتح التاء وهو المتزوج بابنة رجل أو بأخته، أو أبو امرأة الرجل أو أخو امرأته
،وبين الخَتْن بسكون التاء وهو القطع من ذَكَرِ الغلام.
فكان الموقف أشبه مايكون بنكتة لُغوية فقول الوليد بن عبدالملك مَنْ خَتَنَك بفتح النون جعل الكلمة فعلا ماضياً
يحمل الدلالة على الخِتان فكأن المراد مَنْ الذي قام بتطهيرك عندما كنتَ صغيرا لذا نرى الأعرابي نكس رأسه
خجلاً من هذا اللبس في المعنى
وكان عمر بن عبدالعزيز بمثابة المَخرج للأعرابي حين قام حين قام بتعديل
اللفظة في السوأل برفع الخنون لتصبح (مَنْ خَتَنُك) فتغيرت الدلالة وفقاً لتغيّر الإعراب حينها تنفَّس الأعرابي
الصعداء بإزالة اللبس والتوهم في السوأل فأشار إلى صهره بعدما فهم حقيقة السؤال.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[01 Feb 2007, 10:53 م]ـ
وليس دوماً تغيير حرف أو نقطة أو موقع إعرابي يكون ثمنه خجلاً وإحراجاً عابراً
فهنالك من التصحيف ما يؤدي إلى التهلكة فقد رُوي في أخبار الحمقى والمغفلين
أيضاً أنَّ خليفة أُموياً كتب إلى عامله على المدينة:
" أن أحْصِ مَن عِندك "
لكن الكاتب صحَّف فوضع نقطة فوق الحاء
فوصل الكتاب إلى عامل المدينة ونصه
" أن أخْصِ مَنْ عندك "
فخصاهم وقال إنَّه جزاء عادل!!!!
فتشابه الكلمتين (أحْصِ) و (أخْصِ) رسماً قاد إلى كارثة حقيقية ..
(نحمد الله أننا لم نكن من ندماء ذلك العامل!!!!)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[09 Feb 2007, 10:35 ص]ـ
أحسن الله إليكم ونفع بكم(/)
اخوكم من العراق / من يرحب به ومن يقدم له المساعدة
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[02 Feb 2007, 07:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة في ملتقى اهل التفسير السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:-
انا اخوكم من العراق /الأنبار طالب في الدراسات العليا / الماجستير /في جامعة الأنبار كلية التربية / قسم اللغة العربية
من يرحب بي.؟
عنوان رسالتي (التعبير القرآني في سور الحواميم) من يساعدني؟ حيث انكم تعرفون الوضع الأمني المتردي في العراق. فالفضائيات كفيلة بنقل حالنا المأساوي وتعلمون ان اغلب المصادر موجودة في بغداد وحال بغداد لا تحسد عليه وسأضع بين ايديكم خطة البحث وكلي أمل ان تمدوا اليَّ يد العون ولا تنسوا حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) (والله في عون العبد ما دام العبد في عون اخيه)
خطة البحث
التمهيد
المقدمة
الفصل الأول:-
التوسع في المعنى
الفصل الثاني:- الأساليب:وتضم: -
1 - التقديم والتأخير
2 - الذِكِر والحذف
3 - التوكيد
4 - الاستعارة
5 - التعريف والتنكير
6 - التشابه والإختلاف
الفصل الثالث:- التعبيرات المشكلة:-
1 - من حيث المعنى
2 - من حيث اللفظ
3 - من حيث القاعدة النحوية
المصادر والمراجع
ملخص باللغة الإنجليزية
هذا ولكم جزيل الشكر والتقدير
اخوكم
قصي علي الدليمي
العراق / الأنبار
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[02 Feb 2007, 08:23 ص]ـ
الأخ الكريم
السلام عليك وعلى أهل العراق
وحفظكم الله تعالى وألبسكم لباس الأمن والهداية
وكل الملتقى هنا حتى بدون مشاركتكم معكم بقلوبهم فكيف وأنت بين ظهرانيهم، هم بك أشد فرحًا وأقرعينًا.
أخي الكريم: أما عن المساعدة فالملتقى به من الأفاضل الكثير وهم سيكونون لك عونًا بإذن الله تعالى.
أما أنا فعندي مكتب نور الإسلام لصف الكتب والرسائل وهو على درجة جيدة وطيبة فما تود كتابته سنقوم به مجاناً.
ونحن تحت أمركم.
والسلام عليكم
أخوكم في العراق المصري
مصطفى
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Feb 2007, 02:07 م]ـ
حياكم الله أخي الكريم قصي الدليمي ونسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن ينصركم على عدونا وعدوكم. وأما بشأن بحثكم فسنساعدك بإذن الله بقدر ما نستطيع وجميع الزملاء في الملتقى لن يتوانوا في المساعدة بإذن الله، وهذا أولنا وأخونا الأكبر الأستاذ مصطفى علي وفقه الله قد بدأ جزاه الله كل خير على تلطفه ومبادرته المشكورة.
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[02 Feb 2007, 03:00 م]ـ
بارك الله بكم جميعا ً
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[02 Feb 2007, 03:18 م]ـ
حياك الله أخي قصي
ودحر الله أعداءكم ونصركم عليهم عاجلا غير آجل، ونحن نمد لك يد العون بما نقدر، والله يرعاك.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[02 Feb 2007, 04:36 م]ـ
أهلاً بأخينا قصي من العراق، والله يشهد على ما في قلوبنا تجاههكم، نسأل الله أن يعجل بنصركم على من آذكم، وأن يجعل هزيمته الكبرى على أيدي أهل العراق الأبرار. أما طلبك فستجد بحول الله ما تقر به عينك فالملتقى ـ والحمد لله ـ رمز من رموز بذل الخير والإيثار.
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[02 Feb 2007, 10:15 م]ـ
أستاذنا الكريم الدكتور عبد الرحمن الشهري
بل أنا أصغر وبروحكم أسمو إلى المعالي. ففي هذا الملتقى كوكبة طيبة على أدب ثم علم نرجو منها التعاون لخدمة العلم والإسلام.
وما العبد إلا أحد الجنود وطلبة العلم
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[02 Feb 2007, 10:51 م]ـ
حياكم الله أخي قصي, وأسأل الله لكم التوفيق والتيسير, والحفظ والسلامة في الدنيا والآخرة, وأرجو أن تجد معنا من يفيدك في موضوع بحثك بإذن الله, ولعلك تزيد خطة البحث إيضاحاً, وما الذي تهدف إليه منه؟ , وأسباب تخصيص السور الحواميم بالدراسة. وفقك الله وأعانك.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[03 Feb 2007, 12:39 م]ـ
مرحبا بك أخي قصي كم سعدنا بمشاركتك
وأظن أن كتاب دراسات في أسلوب القرآن للشيخ محمد عبد الخالق عظيمة، سيكون من أهم مراجعك، فلو كان موجودا على الشبكة لكان خيرا
وفقكم الله ودفع عنكم أذى المعتدين
ـ[محمد المطيري]ــــــــ[03 Feb 2007, 01:51 م]ـ
اخي قصي
لتعلم ان اول مشاركة لي في الملتقى هي هذه واني آثرت ان تكون ترحيبا بك ودعاء لك على ان تكون مشاركة مفتوحة فعسى ان تجد مشاركتي المتواضعة هذه في قلبك مكانا وعسى ان تضيئ في قلبك شعلة انس وسعادة
اخي قصي
اما عن طلبك فلكأني ارى في مؤلفات الدكتور فاضل السامرائي انها بغيتك وضالتك ومنها:
التعبير القرآني: وفيه فصول بعناونين هي عين الذي تريده (التقديم والتأخير والذكر والحذف وغيرها)
وللاخوان ان يصححوا ما قلت ...
ومرة اخرى اقول مرحبا بك
وانتم اهل العراق في قلوبنا والله يحفظكم ويرعاكم وينصركم
اخوك الداعي لك
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[03 Feb 2007, 04:19 م]ـ
بسم الله الر حمن الرحيم
الإخوة الأكارم الذين تفضلوا بالمشاركة في هذا الموضوع أشكركم من صميم قلبي وأحب أن أضع بين يديكم ما أحتاجه منكم. دعائكم لي أولاً ثم إطروحة دكتوراه في جامعة الامام محمد بن سعود \كلية اللغة العربية بالرياض\قسم البلاغة والنقد بعنوان ((بلاغة القرآن الكريم في سور حم)) للشيخ الدكتور عبد العزيز بن صالح بن عبدالله الدعليج \للعام الجامعي 1423 - 1224هـ فهذه الاطروحة تنفعني كثيراً فمن يستطيع ان بي الأجر والثواب؟ وإذا بالإمكان ارسالها بصيغة ملفات word أو PDF على البريد أدناه.
ولكم جزيل الشكر والتقدير
أخوكم قصي علي الدليمي
العراق-الأنبار-الرمادي
mqu80@yahoo.com(/)
منتدى الجامع للرد على النصارى
ـ[الجندى]ــــــــ[03 Feb 2007, 02:50 ص]ـ
بعد غياب طويل يعود منتدى الجامع للرد على النصارى، والذى كان - فى وقته - واحد من أكبر المنتديات المعنية بالرد على شبهات النصارى وبيان بطلان عقيدتهم.
رابط المنتدى:
http://www.aljame3.net/ib/index.php
ـ[الجندى]ــــــــ[18 Feb 2008, 07:20 م]ـ
لقاء منتدى الجامع مع الشيخ رفاعى سرور
http://www.aljame3.net/ib/index.php?showtopic=5406
نبذة عن فضيلة الشيخ رفاعي سرور:
هو نزيل المطرية من مواليد الأسكندرية 1947م، وله كتب عديدة نافعة منها:
أصحاب الأخدود
حكمة الدعوة
بيت الدعوة
قدر الدعوة
في النفس والدعوة
عندما ترعى الذئاب الغنم
علامات الساعة (دراسة تحليلية)
التصور السياسي للحركة الإسلامية
المسيح عليه السلام (دراسة سلفية)
وتجد هذه الكتب عند دار هادف للنشر والتوزيع ..
23 ش عبدالعظيم البكري - ترعة الهوارى - المطرية
وللشيخ جهود ملموسة في مكافحة التنصير، وأسلم على يديه عديدون من أهل الكتاب.
عنوان صفحته في موقع طريق الإسلام:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&...scholar_id=1151
عنوان صفحته في موقع صيد الفوائد:
http://saaid.net/Doat/riffa3i/index.htm
عنوان المدونة الخاصة به:
http://refai.maktoobblog.com/?all=1
والشيخ له أسلوب مميز في الكتابة يحتاج لقراءة عميقة واعية وتركيز، وهو غني بالاستنباطات الإيمانية الهادفة المتصلة بالواقع.
ـ[الجندى]ــــــــ[01 Mar 2008, 12:41 م]ـ
كلمة بين يدي الإجابات للشيخ رفاعى سرور
http://www.aljame3.net/ib/index.php?showtopic=5436
ـ[الجندى]ــــــــ[03 Mar 2008, 10:42 م]ـ
الاجابة على أسئلة الاخوة الكرام
http://www.aljame3.net/ib/index.php?showtopic=5451
ـ[الجندى]ــــــــ[20 Jun 2008, 10:48 م]ـ
اللقاء الثاني: لقاء منتدى الجامع مع الأستاذ الفاضل
على الريس حفظه الله
تتشرف " شبكة الحقيقة الإسلامية " و " منتديات الجامع الإسلامية " لدعوة أهل الكتاب والرد على المنصرين والمستشرقين , بإستضافة الأستاذ الفاضل / علي أحمد الريس , الباحث في " علم الأديان المقارن " , على أن يكون الحوار مع سيادته من خلال فتح باب الأسئلة إعتبارًا من اليوم إن شاء الله ولمدة أسبوعين , على أنه سيتم غلق باب الأسئلة بعد هذه المدة أو قبلها إذا زادت الأسئلة عن القدر السموح به , وستكون الأسئلة حول النصرانيات بوجه عام , وحول مؤلفات الأستاذ / علي الريس.
http://www.aljame3.net/ib/index.php?showtopic=5852&st=0#entry28405
ـ[الجندى]ــــــــ[13 Jul 2008, 11:10 م]ـ
إجابة الأستاذ الفاضل / علي الريس على أسئلة الأعضاء
http://www.aljame3.net/ib/index.php?showtopic=5912(/)
دروس منهجية في التفسير
ـ[الزياني]ــــــــ[04 Feb 2007, 09:16 م]ـ
يسر مندوبية الزاهر بمكة المكرمة
دعوتكم لحضور الدورة
التي هي بعنوان
دروس منهجية في التفسير
للشيخ د. خالد بن عثمان السبت
رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية المعلمين بالدمام
وذلك في يوم الاثنين 24/ 1 والثلاثاء 25/ 1 والأربعاء26/ 1
جميع الدروس بعد صلاة الفجر
بمسجد مدحت شيخ الأرض بحي البيبان بمكة.
محاور الدورة:
# مقدمة عن أهمية التفسير.
# كيف تحضر درساً في التفسير.
# تعريف بأهم كتب التفسير.
# تعريف بأهم الكتب المعينة في التفسير.
# درس تطبيقي في المقارنة بين كتب التفسير.
* ملاحظة / يوجد مكان مخصص للنساء.
ـ[نورة]ــــــــ[04 Feb 2007, 09:25 م]ـ
جزاكم الله خيرا على حسن الإفادة
ـ[غانم الغانم]ــــــــ[05 Feb 2007, 06:50 ص]ـ
أخي الزياني
جزاك الله خيرا على هذا الإعلان
أحببت أن أسأل:
هل ستنقل عبر الانترنت وفي أي موقع.
ـ[الزياني]ــــــــ[05 Feb 2007, 04:50 م]ـ
أخي الشيخ غانم ستنقل الدورة إن تيسر في موقع البث الإسلامي.
نسأل الله أن ينفع بها.(/)
العالم المجاهد أبو علي الحسين بن محمد العيسي
ـ[سمير القدوري]ــــــــ[07 Feb 2007, 09:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد فهذه سيرة عالم مغربي ضيعه أهل زمانه حتى اختطفه منهم الموت في العام الماضي.
هذه السيرة وصلتني اليوم بخط ابنته وهي متخصصة في علل الحديث وحاصلة على الدكتوراه في ذلك من جامعة محمد الخامس بالرباط, فلها جزيل الشكر مني على استجابتها لطلبي في موافاتي بترجمة والدها.
قالت الدكتورة الفاضلة: [[أبو علي الحسين بن محمد بن إبراهيم العيسي المَتُوكِّي ثم الشيَظمي نزيل مدينة الدار البيضاء, الفقيه المقاوم العالم العابد الزاهد, وحيد عصره وفائق أقرانه في شجاعته وصبره وزهده في الدنيا وغيرته على دين الإسلام ومصلحة المسلمين.
ولد بقبيلة امتوكة (الأمازغية] ناحية مراكش سنة 1338هـ/ 1920م.
حفظ القرآن الكريم على يد والده محمد بن إبراهيم العيسي ثم على ثلة من الشيوخ في منطقة الشياظمة وأسكتان بجنوب المغرب.
درس علوم القرآن والفقه والنحو والبلاغة والشعر وشيئا من المنطق والفلك ..
دفعه قهر الاستعمار الفرنسي إلى ترك مسقط رأسه والصعود شمالا ليستقر بالدار البيضاء وعمره لم يتجاوز 24عاما, ورجع في غير ما مرة إلى أسكتان وامتوكة للتدريس بها فحاضر أكثر من سنتين ليعود للدار البضاء وينضم إلى المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي.
سجن في بلدة سطات بإقليم الشاوية ثم ما لبث أن فر من السجن وقد حرر معه ثلة من أعضاء المقاومة من سجن الاستعمار.
عرف بشجاعته وبسالته وشدة بأسه على المستعمر الفرنسي, وظل مستخفيا لا يعرفه أحد ولا حتى غالب أتباعه. وعندما حصل المغرب على استقلاله سنة 1956م ألقى سلاح المقاومة وحمل عدة البناء, فتولى قيادة جهة مراكش إمنتانوت مدة سنتين من 1958م إلى سنة 1960.
ثم رجع إلى الدار البيضاء ليستقر بها مع أهله وأبنائه ويشتغل في تجارة هزيلة للكتب والأدوات المدرسية لاتكفي لسد حاجياتهم الأساسية للعيش الكريم.
إلا أنها كانت بالنسبة له ملاذا يأوي إليه ليعتكف على مطالعة الكتب التي كانت أحب الوظائف إليه, وخاصة مطالعة فقه الإمام ابن حزم الظاهري رحمه الله وكان مناصرا له في آرائه الفقهية.
تلقى وسام العرش من درجة فارس عن أعماله في المقاومة يوم الخميس 18 نونبر سنة 2004م في ذكرى تقديم وثيقة الاستقلال.
توفي رحمه الله تعالى بعد أن صارع المرض عن عمر يناهز 89سنة قمرية و86 سنة شمسية. وكانت وفاته في مساء يوم الأحد 6 شوال 1427هـ/29 من أكتوبر 2006م ودفن يوم الإثنين بمقبرة الغفران بالدار البيضاء.
غفر الله له وجعل الجنة مثواه]] انتهى ما خطته يد الدكتورة الفاضلة.
وأضيف أنا من جهتي أنني لقيته بمكتبته التي يبيع فيها الأدوات المدرسية وجالسته بها فوجدته شيخا جليل القدر تغلب عليه الدعابة والهزل مع من يرتاح له من زواره وكان بلا ريب يحفظ متونا كثيرة منها الألفية والأجرومية ومختصر خليل وتحفة ابن عاصم والجزرية وغيرها. وكان قد أخبرني بأنه كان هو القارئ لصحيح البخاري على شيخه.
وأنه سمع الطلبة مرارا يغضون من ابن حزم رحمه الله ويقولون: من الحزم ألا تقرأ لابن حزم" فتسائل عمن يكون ابن حزم هذا ولماذا يتحامل عليه هؤلاء المتفقهة. فقيض الله له أن سأل شيخا له وكان فقيها مبرزا قلضيا للقضاة وعلى درجة عالية من العلم عن ابن حزم وما يردده هؤلاء في شأنه, فقال له العالم المذكور: اعلم يا بني أن ابن حزم عالم جهبذ ولايبلغ هؤلاء شأوه مهما تطاولوا وهو سيدهم وضاحد أراجيفهم وهم لن يقدروا على مجابهة عالم مثله وابن حزم محق وهؤلاء المقلدة مخطئون ... وطفق يخبرنا عن سيرة ابن حزم ونضاله وزهده في الدنيا بعد الوزارة ...
قال أبو علي فما زلت من حين سمعت منه ما سمعت متلهفا لمطالعة كتب ابن حزم ومضت سنون ووقفت على طوق الحمامة وعلى المحلى وغيره فوجدت الرجل فوق ما تخيلت وما وصف لي.
وأنا أقول بأن خزانة كتب هذا الفقيه الذي نترجم له عامرة بالأمات والأصول في التفسير والحديث والسيرة والفقه وأصول الفقه والأدب والشعرمما دل على سعة دائرة هذا الشييخ وذوقه الرفيع ونهمه الشديد في المطالعة والدراسة لاتجد كتابا منها إلا وعليه تعليقاته بخط يده وقد استفاذ منه ومن علمه بعض طلبة العلوم الشرعية نفعه الله بذلك وألحقنا به مسلمين إنه سميع مجيب.(/)
نصائح وتوجيهات لطلاب العلم
ـ[إمداد]ــــــــ[07 Feb 2007, 11:26 م]ـ
نصائح وتوجيهات لطلاب العلم
وجهها لهم الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله، أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن الله سبحانه وتعالى بعث محمدا -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكان- صلى الله عليه وسلم- خاتم النبيين فلا نبي بعده، ولكن العلماء الذين ورثوا سنته كانوا خلفائه في أمته، فإنه -صلى الله عليه وسلم- كسائر إخوانه المرسلين والأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر من إرث النبيين.
ولا ريب أن من شروط صحة العبادة وقبولها، بل الشرط الأساس لصحة العبادة وقبولها أن تكون مبنية على الإخلاص لله، وعلى اتباع رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
فبالإخلاص يندفع الشرك، وبالمتابعة تندفع البدع، ولا ريب أن المتابعة لا يمكن أن تكون إلا بعلم شريعة النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى يتمكن الإنسان من تطبيقها والعمل بها؛ ولهذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحج يأمر الناس أن يأخذوا عنه مناسكهم، وفي الصلاة قال لمالك بن الحويرث -رضي الله عنه- والوفد الذين معه قال: صلوا كما رأيتموني أصلي
فلا يمكن اتباع شريعته إلا بالعلم بها؛ ولهذا كان العلم أساسا في بقاء الشريعة وفي العمل بها، فكان هو الوسيلة الوحيدة لإبلاغ الرسالة إلى الأمة.
فضل العلم وطلبه
ولقد وردت النصوص القرآنية والأحاديث النبوية في فضل العلم، والحث عليه حتى إن الله -سبحانه وتعالى- جعله بديلا وعديلا للجهاد في سبيل الله، فقال تعالى: وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ يعني: وقعدت طائفة "ليتفقهوا" أي: القاعدون فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ.
ولهذا اختلف العلماء -رحمهم الله- أيهم أفضل: طلب العلم أو الجهاد في سبيل الله؟
والتحقيق في هذه المسألة أن الحكم يختلف باختلاف الأحوال والأشخاص، فقد نقول لشخصٍ ما طلب العلم في حقك أفضل، ولشخص آخر الجهاد في سبيل الله في حقك أفضل.
فإذا رأينا رجلا قوي الحفظ قوي الفهم سريع البديهة نشيطا في الطلب وهو في الجهاد دون ذلك، فإننا نقول له: طلب العلم في حقك أفضل، وإذا رأينا شخصا بالعكس.
أقول إن العلماء -رحمهم الله- اختلفوا أيهما أفضل طلب العلم أو الجهاد في سبيل الله، والتحقيق في هذه المسألة التفصيل، فقد نقول لشخص ما: إن طلب العلم في حقك أفضل، وقد نقول لآخر: إن الجهاد في سبيل الله في حقك أفضل، وذكرنا من يكون طلب العلم في حقه أفضل.
وأما من كان الجهاد في حقه أفضل فهو الرجل البليد في الفهم السيئ في الحفظ القوي في الجسم المقدام في الحرب، فهذا نقول له: إن الجهاد في سبيل الله في حقك أفضل.
وكذلك -أيضا- يختلف هذا باختلاف الأحوال، فقد يكون المسلمون في حاجة إلى الدفاع عن بلدهم وأنفسهم ودينهم، فيكون الجهاد في حقهم أفضل، وقد يكون الناس في رخاء وأمن وطمأنينة وما أشبه ذلك، فيكون طلب العلم في حقهم أفضل.
نصائح لطالب العلم
وقد قال الإمام أحمد -رحمه الله-: العلم لا يعدله شيء لمن صحّت نيته. وفسّر صحة النية بأن ينوي رفع الجهل عن نفسه وعن غيره، وإنني أنصح إخواني طلاب العلم أنصحهم بالنصائح التالية:
أولا- أن يقصدوا بطلب العلم امتثال أمر الله -عز وجل- فإن الله تعالى أمر بالعلم، فقال: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ورغب في العلم فقال: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وقال: هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- حث على العلم في أحاديث متعددة منها قوله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وليس المراد بالفقه في الدين الفقه المصطلح عليه بين العلماء وهو معرفة الأحكام الشرعية العملية.
وإنما المراد بالفقه في الدين معرفة دين الله الذي بعث الله به محمدا -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وأشرفه وأعظمه وأوكده، هو الفقه في توحيد الله -عز وجل- في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته؛ ولهذا كان بعض أهل العلم يسمي علم التوحيد الفقه الأكبر، وهذا اسم -بلا شك- جدير أن يسمى به علم التوحيد.
ثانيا- أن ينوي بطلب العلم رفع الجهل عن نفسه وعن غيره، وذلك أن الإنسان خُلق لا يعلم شيئا كما قال الله تعالى: وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ.
فالإنسان محتاج إلى العلم، فلينوي بطلب العلم رفع الجهل عن نفسه حتى يعبد الله على بصيرة. ورفع الجهل عن عباد الله حتى يكون من الدعاة إلى الله تعالى على بصيرة، فيدخل في قول الله تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي.
الأمر الثالث- أن ينوي طالب العلم بطلب العلم حفظ الشريعة، فإن الشريعة تحفظ بالرجال كما تحفظ كذلك بالكتب، فلا بد من أن يكون للشريعة من يحفظها من بني آدم. ولا يمكن أن تقوم الشريعة إلا بالرجال الذين يحفظونها؛ ولهذا كان من المعلوم أن العلم محفوظ في الصدور مكتوب في السطور.
رابعا- أن ينوي بذلك الدفاع عن الشريعة، وحماية الشريعة من عبث الأهواء بها، فإن الشريعة محتاجة إلى العلماء الذين يدافعون عنها ويصدون عنها، ويبطلون عنها تحريف المعطِّلين، ومجازفة الغالين حتى تكون الشريعة بيضاء نقية لا يزيغ عنها إلا هالك.
خامسا- أن يكون الإنسان -أي: طالب العلم- متأدبا بآداب العلم، عبادةً وخلقا وسلوكا، بحيث يعبد الله -عز وجل- ويكون من أشد الناس عبادة لله -عز وجل- ومن المعلوم أن العبادات تتفاضل، وأن أفضلها طلب العلم في غير ما هو واجب شرعا، وأن يكون أثر العلم ظاهرا عليه في أخلاقه ومعاملته للناس.
فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خُلقا وكان -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أحسن الناس خلقا.
والإنسان يدرك بخُلقه الحسن ما لا يدركه الغني الباذل للأموال من كل وجه، إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق ولا ينبغي إطلاقا للإنسان الذي مَنَّ الله عليه بالعلم أن يترفع على الناس بعلمه ويقول: أنا أفضل منهم، وأنا قد رُفعت درجات.
فإن الإنسان إذا أُعجب بعمله كان ذلك آية الخسران وآية الخيبة، فليحذر الإنسان -أعني: طالب العلم بالذات- ليحذر من العجب؛ فإن العجب سبب للخذلان والحرمان.
وليحذر من التكبر فإنه ليس من العقل. إذا مَنَّ الله عليك بعلم وعرفت ما في حسن الخلق من الفضل والأجر أن تذهب وتتكبر على الناس بما مَنَّ الله به عليك؛ ولهذا تجد الناس يأخذون من طالب العلم حسن الخلق أكثر مما يأخذون ممن هو فوقه في العلم، ولكنه دونه في حسن الخلق؛ وذلك لأن الإنسان ينبغي أن يكون أليفا ومألوفا، مخالطا للناس على الوجه الذي فيه الخير والصلاح.
وكذلك أيضا ينبغي لطالب العلم أن يكون حكيما في أسلوبه ودعوته بحيث ينزل كل إنسان منزلته في معاملته، اقتداء برسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ولا شك أن الجاهل لا يعامل معاملة العالم، ولا شك أن المستكبر لا يعامل معاملة من يطلب الحق ويريد الحق.
فعلى الإنسان العاقل الطالب للعلم أن ينزل كل إنسان منزلته، حتى يملك بذلك قلوب الناس وينفع الله بعلمه.
ثم ليحذر طالب العلم من الحسد والغل والحقد على المسلمين، وليعلم أن الحسد لا يمنع فضل الله تعالى على المحسود، ولا يزيد به فضل الله على الحاسد، بل إن الحسد من أسباب خذلان المرء؛ لأنه يرى كل نعمة عليه دون النعمة التي أنعم الله بها على غيره، فيحترق قلبه، فيرى أنه مظلوم، وأنه مهضوم.
لكن إذا كان يحب لإخوانه ما يحب لنفسه مَنَّ الله عليه بالهداية والفضل وسعة الصدر، وانشراح واطمئنان القلب، وبهذا يجد الإنسان الذي ليس بحسود ييسر الله عليه الأمر ولا يسلط عليه الأعداء.
هذه مقدمة لما نريد أن نبدأ به أو أن نشغله في هذه الدورة التي منَّ الله بها علينا وعلى إخواننا في بلاد متعددة من بلادنا، ونسأل الله أن يجعل في هذه الدورات الخير والبركة والثمرات النافعة إنه على كل شيء قدير.
الحمد رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
منقول من هنا ( http://www.taimiah.org/Display.asp?ID=2&t=book22&pid=1&f=mnzo-0001.htm# عنوان15748)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ياسر]ــــــــ[08 Feb 2007, 09:51 ص]ـ
جزاك الله خير أخي إمداد على نقل مثل هذه الفوائد القيمة.(/)
برنامج إحياء السنة النبوية- الجلوس في المسجد بعد صلاة الفجر
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[08 Feb 2007, 11:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع (45) – بتاريخ 22/ 1/1428 - - الجلوس في المصلى بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس:
?لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر
وذكر الله كثيرًا ? (الأحزاب: 21).
عن جابر بن سمرة رضي الله عنه: (أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع
الشمس حسنا) [رواه مسلم: 1526].
برنامج إحياء السنة النبوية:
http://esmallah.org/sub/da3wa/suna/nashr.html(/)
كيفية معرفة أسباب النزول وصيغه (دراسة حديثية)
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[09 Feb 2007, 10:36 ص]ـ
كيفية معرفة أسباب النزول وصيغه (دراسة حديثية)
الطريق إِلَى مَعْرِفَة أسباب النزول هُوَ النقل الصَّحِيْح لَيْسَ غير، ومن هنا يقول الواحدي: ((ولا يحل القول فِي أسباب نزول الكتاب إلا بالرواية والسماع ممن شاهدوا التنزيل ووقف عَلَى الأسباب، وبحث عن العلم وجدَّ فِي الطِّلاب. وَقَد ورد الشرع بالوعيد للجاهل ذي العِثار فِي هذا العِلْم بالنار)) (1).
وقول الصحابي فِي شيء مِنْ هذا العلم مِنَ المرفوع حكماً، وَهُوَ الَّذِي نَصَّ عَلَيْهِ الحافظ أبو عمرو بن الصلاح فَقَالَ: ((ما قيل مِنْ أن تفسير الصحابي حديث مسند فإنما ذَلِكَ فِي تفسير يتعلق بسبب نزول آية يخبر بِهِ الصحابي أو نحو ذَلِكَ)) (2).
وسبقه الحاكم أبو عَبْد الله، فبعد أن ساق حديثاً عن جابر فِي سبب نزول آية قَالَ: ((هذا الحَدِيْث وأشباهه مسندة عن آخرها وليست بموقوفة، فإنَّ الصحابي الَّذي شهد الوحي والتنزيل فأخبر عَن آية من القرآن أَنَّهَا نزلت فِي كَذَا وكذا، فإنه حَدِيث مسند)) (3). وعقب الزَّرْكَشِيّ عَلَى كلام ابن الصَّلاَح قائلاً: ((ما اختاره فِي تفسير الصَّحَابِيّ سبقه إِلَيْهِ الْخَطِيْب وكَذَلِكَ الأستاذ أبو مَنْصُور البغدادي،قَالَ:إذا أخبر الصَّحَابِيُّ عَن سبب وقع فِي عهد النَّبْيّ صلى الله عليه وسلم أو أخبر عَنْ نزول آية فِيهِ فذلك مسند)) (4).
وإن كَانَ سبب النزول مرسلاً أي لَمْ يذكر فِيهِ الصحابي،فاشترط السيوطي لقبوله شرطين بعد صحة سنده:
الأول: أن يكون راويه معروفاً بأنْ لا يروي إلا عن الصحابة.
الثاني: أن يرد لَهُ شاهد مرسل أو متصل ولو ضعيفاً (5).
أما صيغ التعبير عن سبب النزول فقد اختلفت أساليبهم فِي التعبير عَنْهُ فتارة يعبرون بقولهم: ((سبب نزول الآية كذا))، وهذا التعبير نَصٌّ فِي السببية ولا يحتمل غيره (6).
وتارة لا تأتي العبارة صريحة بلفظ السببية، ولكن يؤتى بفاءٍ داخلةٍ عَلَى مادة نزول الآية عقب سرد الحادثة، وحكم هذا التعبير حكم الَّذيْ قبله. وَقَدْ يأتي بصيغة سؤال يسأل عَنْهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فينزل عَلَيْهِ الوحي بجوابه من غَيْر تعبير بلفظ النزول ولا دخول الفاء، غَيْر أن السببية واضحة من المقام. وحكمها حكم ما قبلها. وأخرى لا يؤتى بشيء مِمَّا سبق، بَلْ يقال: نزلت هَذِهِ الآية فِي كَذَا، وهذه العبارة ليست نصاً
فِي السببية، بَلْ تحتمل السببية وتحتمل غيرها وَهُوَ أن هَذَا داخل فِي الآية وإن لَمْ يَكُن السبب، كَمَا يقال: عني بهذه الآية كَذَا (7). وَهِيَ موطن نزاع بَيْنَ الْعُلَمَاء، هَلْ لَهَا حكم الرفع أم لَهَا حكم الوقف (8)؟.
.................................................. ....
(1) أسباب نزول القرآن: طبعتنا96.
(2) مَعْرِفَة أنواع علم الحَدِيْث: 124 طبعتنا.
(3) معرفة علوم الحَدِيْث: 20.
(4) نكت الزَّرْكَشِيّ على ابن الصلاح 1/ 434.
(5) التحبير فِيْ علم التفسير:174.
(6) مناهل العرفان 1/ 114.
(7) مجموعة الفتاوى 13/ 182.
(8) المصدر نفسه.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[10 Feb 2007, 09:33 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
قلتم رضي الله عنكم:
((أما صيغ التعبير عن سبب النزول فقد اختلفت أساليبهم فِي التعبير عَنْهُ فتارة يعبرون بقولهم: ((سبب نزول الآية كذا))، وهذا التعبير نَصٌّ فِي السببية ولا يحتمل غيره))
لا أظن هناك رواية جاء فيها التصريح بسبب النزول!
فهو مصطلح متأخر؛ فإن كان؛ فليتم نفع الله بكم تذكرون دليل ذلك؟(/)
فرائد الفوائد والقواعد
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[09 Feb 2007, 10:49 ص]ـ
1 – معرفة الخطأ في حديث الضعيف يحتاج إلى دقة وجهد كبير كما هو الحال في معرفة الخطأ في حديث الثقة.
2 – التفرد بحد ذاته ليس علة، وإنما يكون أحياناً سبباً من أسباب العلة ويلقي الضوء على العلة، ويبين ما يكمن في أعماق الرواية من خطأ ووهم.
3 – المجروحون جرحاً شديداً – كالفساق والمتهمين والمتروكين – لا تنفعهم المتابعات؛ إذ أن تفردهم يؤيد التهمة عند الباحث الناقد الفهم.
4 – الحديث الضعيف إذا تلقاه العلماء بالقبول فهو مقبول يعمل به ولا يسمى صحيحاً.
5 – قد تُعَلّ بعض الأحاديث بالمعارضة إذا لم يمكن الجمع ولا التوفيق.
6 – من كثرت أحاديثه واتسعت روايته، وازداد عدد شيوخه فلا يضر تفرده إلا إذا كانت أفراده منكرة.
7 – فرق بين قولهم: ((يروي مناكير)) وبين قولهم: ((في حديثه نكارة)). ففي الأولى أن هذا الراوي يروي المناكير، وربما العهدة ليست عليه إنما من شيوخه، وهي تفيد أنه لا يتوقى في الرواية، أما قولهم: ((في حديثه نكارة)) فهي كثيراً ما تقال لمن وقعت النكارة منه.
8 – قول ابن معين في الراوي: ((ليس بشيء)) تكون أحياناً بمعنى قلة الحديث
9 – أشد ما يجرح به الراوي كذبه في الحديث النبوي، ثم تهمته بذلك، وفي درجتها كذبه في غير الحديث النبوي، وكذلك الكذب في الجرح والتعديل لما يترتب عليه من الفساد الوخيم.
10 – بين قول النسائي: ((ليس بقويٍّ))، وقوله: ((ليس بالقوي)) فرق فكلمة: ليس بقوي تنفي القوة مطلقاً وإن لم تثبت الضعف مطلقاً وكلمة: ((ليس بالقوي)) إنما تنفي الدرجة الكاملة من القوة.
11 – أبو حاتم الرازي يطلق جملة: ((يكتب حديثه ولا يحتج به)) فيمن عنده صدوق ليس بحافظ يحدث بما لا يتقن حفظه فيغلط ويضطرب، ومعنى كلامه: يكتب حديثه في المتابعات والشواهد، ولا يحتج به إذا انفرد.
12 – قول ابن معين في الراوي: ((لم يكن من أهل الحديث)) معناها: أنه لم يكن بالحافظ للطرق والعلل، وأما الصدق والضبط فغير مدفوعين عنه.
13 – كون أصحاب الكتب الستة لم يخرجوا للرجل ليس بدليل على وهنه عندهم، ولا سيما من كان سنه قريباً من سنهم، وكان مقلاً فإنهم كغيرهم من أهل الحديث يحبون أن يعلوا بالإسناد.
14 – وقول ابن حبان في الثقات: ((ربما أخطأ)) أو ((يخطئ)) أو ((يخالف)) أو ((يغرب)) لا ينافي التوثيق، وإنما يظهر أثر ذلك إذا خالف من هو أثبت منه.
15 – ليس من شرط الثقة أن يتابع بكل ما رواه.
16 – الجرح غير المفسر مقبول إلا أن يعارضه توثيق أثبت منه.
17 – جرح الرواة ليس من الغيبة؛ بل هو من النصيحة.
18 – يشترط في الجارح والمعدِّل: العلم والتقوى والورع والصدق والتجنب عن التعصب ومعرفة أسباب الجرح والتزكية، ومن لم يكن كذلك لا يقبل منه الجرح ولا التزكية.
19 – اعتماد الراوي العدل على كتابه دون حفظه لا يعاب عليه، بل ربما يكون أفضل لقلة خطئه.
20 – الخطأ في حديث من اعتمد على حفظه أكثر منه في حديث من اعتمد على كتابه.
21 – الثقة هو من يجمع العدالة والضبط.
22 – صدوق، ولا بأس به، وليس به بأس، مرتبة واحدة، وهي تفيد أن الراوي حسن الحديث.
23 – قولهم في الراوي: ((صالح)) بلا إضافة تختلف عن قولهم: ((صالح الحديث))، فالأولى تفيد صلاحه في دينه، والثانية صلاحه في حديثه.
24 – قولهم: ((متروك))، و ((متروك الحديث)) بمعنى واحد.
25 – فرق بين قولهم: ((تركوه))، وقولهم: ((تركه فلان)) فإن لفظ: ((تركوه)) يدل على سقوط الراوي وأنه لا يكتب حديثه، بخلاف لفظ: ((تركه فلان)) فإنه قد يكون جرحاً وقد لا يكون.
26 – إذا قال البخاري في الراوي: ((سكتوا عنه)) فهو يريد الجرح.
27 – إذا قال البخاري: ((فيه نظر)) فهو يريد الجرح في الأعم الغالب.
28 – قولهم: ((تعرف وتنكر)) المشهور فيها أنها بتاء الخطاب، وتقال أيضاً: ((يُعرف وينكر)) بياء الغيبة مبنياً للمجهول، ومعناها: أن هذا الراوي يأتي مرة بالأحاديث المعروفة، ومرة بالأحاديث المنكرة؛ فأحاديث من هذا حاله تحتاج إلى سَبْر وعَرْض على أحاديث الثقات المعروفين.
(يُتْبَعُ)
(/)
29 – قول أبي حاتم في الراوي: ((شيخ)) ليس بجرح ولا توثيق، وهو عنوان تليين لا تمتين.
30 – قولهم في الراوي: ((ليس بذاك)) قد يراد بها فتور في الحفظ.
31 – قولهم: ((إلى الصدق ما هو)) بمعنى أنه ليس ببعيد عن الصدق.
32 – قولهم في الراوي: ((إلى الضعف ما هو)) يعني أنه ليس ببعيد عن الضعف.
33 – قولهم في الراوي: ((ضابط)) أو ((حافظ)) يدل على التوثيق إذا قيل فيمن هو عدل، فإن لم يكن عدلاً فلا يفيد التوثيق.
34 – وقوع الأوهام اليسيرة من الراوي لا تخرجه عن كونه ثقة.
35 – قولهم في الراوي: ((لا يتابع على حديثه)) لا يعد جرحاً إلا إذا كثرت منه المناكير ومخالفة الثقات.
36 – قولهم في الراوي: ((قريب الإسناد)) معناه: قريب من الصواب والصحة، وقد يعنون به قرب الطبقة والعلو.
37 – قول البخاري في الراوي: ((منكر الحديث)) معناه عنده لا تحل الرواية عنه. ويطلقها غيره أحياناً في الثقة الذي ينفرد بأحاديث، ويطلقها بعضهم في الضعيف الذي يخالف الثقات.
38 – إن نفي صحة الحديث لا يلزم منه ضعف رواته أو اتهامهم بالوضع.
39 – أكثر المحدثين إذا قالوا في الراوي: ((مجهول))، يريدون به غالباً جهالة العين، وأبو حاتم يريد به جهالة الوصف والحال.
40 – التوثيق الضمني – وهو تصحيح أو تحسين حديث الرجل – مقبول عند بعض أهل العلم.
41 – يعرف ضبط الراوي بموافقته لأحاديث الثقات الأثبات.
42 – نتيجة الاعتبار: معرفة صحة حديث الرجل، لا الحكم عليه أنه ثقة.
43 – الثبت: هو المتثبت في أموره.
44 – المتقن: هو من زاد ضبطه على ضبط الثقة.
45 – قولهم: ((موثق)) معناه أنه ملحق بـ ((الثقة)) إلحاقاً، أو مختلف في توثيقه.
46 – ((مقارب الحديث))، بفتح الراء معناه أن غيره يقاربه، وبالكسر هو يقارب حديث غيره، وهما على معنى التعديل سواء بفتح الراء أو كسرها، وهي عند الإمام البخاري والترمذي من ألفاظ تحسين حديث الرجل.
47 – قول الذهبي: ((لا يعرف)) يريد جهالة العين أحياناً، ويريد جهالة العدالة أحياناً، والقرائن هي التي ترشح المراد.
48 – اصطلاح الرازيين أبي حاتم وابنه، وأبي زرعة في ((المجهول)): يقصد بها مجهول الحال، وقد يريدون جهالة العين، وقد يطلق أبو حاتم: ((مجهول)) في بعض أعراب الصحابة.
49 – يقدم قول الجارح والمعدل لرجل من بلده على من كان من غير بلده.
50 – قولهم في راوٍ: ((كان يخطئ)) لا يقال إلا فيمن له أحاديث، لا حديث واحد.
51 – عادة ابن حبان في المختلف في صحبته أن يذكره في قسم الصحابة وقسم التابعين.
52 – قد يقدح ابن حبان في متن حديث بناءً على الفهم والفقه، ويأتي غيره فيزيل إشكاله.
53 – ابن حبان يتناقض فيذكر الراوي أحياناً في الثقات، ثم يذكره في المجروحين.
54 – ابن خراش رافضيٌّ لا يقبل قوله إذا خالف أو انفرد.
55 – ابن معين يطلق أحياناً: ((لا أعرفه)) على من كان قليل الحديث جداً.
56 – قول البخاري في الراوي: ((لا يحتجون بحديثه)) بمثابة قوله: ((سكتوا عنه)).
57 – إذا روى البخاري لرجل مقروناً بغيره فلا يلزم أن يكون فيه ضعف.
58 – إكثار البخاري عن رجل وهو شيخه المباشر: توثيق له ودليل على اعتماده.
59 – إذا كتب الذهبي في الميزان علامة: ((صح)) بجانب ترجمة فمعناه المعتمد توثيقه.
60 – الثقة لا يضره عدم المتابعة.
61 – ربما قالوا: ليس بثقة للضعيف أو المتروك.
62 – الشهرة لا تنفع الراوي، فإن الضعيف قد يشتهر.
63 – قبول التلقين قادح تسقط الثقة به.
64 – الصالحون غير العلماء يغلب على حديثهم الوهم والغلط.
65 – بلدي الرجل أعلم به.
66 – ليس كل ضعيف يصلح للاعتبار.
67 – لا يلزم من احتجاج إمام بحديث تصحيحه له.
68 – توثيق الرجال وتضعيفهم أمرٌ اجتهادي.
69 – ليس كل ضعف في الحديث يزول بمجيئه من وجوه، بل يتفاوت.
70 – لا يلزم من قولهم: ((ليس في الباب شيء أصح من هذا)) صحة الحديث.
71 – الحديث الضعيف الإسناد يعبر عنه: بـ ((ضعيف بهذا الإسناد)) لا ضعيف فقط.
72 – يوصف الحديث المقبول بلفظ: الجيد، والقوي، والصالح، والمعروف والمحفوظ، والمجود، والثابت.
73 – الإرسال والتدليس ليس بجرح، وهو غير حرام.
(يُتْبَعُ)
(/)
74 – كلام الأقران في بعضهم لا يعبأ به إذا كان بغير حجة.
75 – جرح الراوي بكونه أخطأ لا يضعفه ما لم يفحش خطؤه.
76 – كل طبقة من النقاد لا تخلو من متشدد ومتوسط.
77 – قولهم في الراوي: ((ليس بذاك القوي)) تلين هين.
78 – غشيان السلطان للحاجة ليس بجارح.
79 – معرفة تصاريف كلام العرب شرط لعالم الجرح والتعديل.
80 – يغتفر في المتابعات والشواهد ما لا يغتفر في الأصول.
81 – قولهم: ((ليس هو كأقوى ما يكون)) تضعيف نسبي.
82 – لا يسمع قول مبتدع في مبتدع كناصبي في شيعي.
83 – اضطراب الرواة عن الشيخ لا يؤثر في الشيخ.
84 – إذا كان الجارح ضعيفاً فلا يقبل جرحه للثقة.
85 – فرق بين قولهم: تركه فلان، وقولهم: لم يرو عنه.
86 – لا يلزم من كون الراوي ضعيفاً ضعفه في جميع رواياته.
87 – ابن حبان متعنت في الجرح.
88 – رواية الإمام البخاري عن المختلط هي قبل اختلاطه، وبعد اختلاطه ينتقى من حديثه ما صح منه.
89 – لا يقبل الجرح إلا بعد التثبت خشية الاشتباه في المجروحين.
90 – حفظ الراوي للحديث ليس بشرط لصحة حديثه.
91 – ولاية الحسبة ليست بأمر جارح.
92 – الجرح الناشئ عن عداوة دنيوية لا يعتد به.
93 – قوة الحفظ وقلة الغلط أمر نسبي بين حافظ وحافظ.
94 – يكون بعض الرواة متقناً في شيخ، وضعيفاً في غيره.
95 – جرح الراوي بأنه من أهل الرأي ليس بجرح.
96 – لا يجرح الثقة بشهره السيف على الحاكم.
97 – إذا قرنوا لفظة: ((ثقة)) بلفظة: ((صدوق))، فهي تفيد إنزاله، فثقة لعدالته ودينه، وصدوق لخفة في ضبطه.
98 – يشترط فيمن يطلب الحديث ما قاله الذهبي: ((فحق على المحدث أن يتورع في ما يؤديه وأن يسأل أهل المعرفة والورع ليعينوه على إيضاح مروياته ولا سبيل إلى أن يصير العارف الذي يزكي نقلة الأخبار ويجرحهم جهبذاً إلا بإدمان الطلب والفحص عن هذا الشأن وكثرة المذاكرة والسهر والتيقظ والفهم مع التقوى والدين المتين والإنصاف والتردد إلى مجالس العلماء والتحري والإتقان وإلا تفعل:
فَدعْ عَنْكَ الكتابةَ لستَ مِنها ولو سودتَ وجهكَ بالمدادِ
قال الله تعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) فإن آنست يا هذا من نفسك فهماً وصدقاً وديناً وورعاً وإلا فلا تتعن، وإن غلب عليك الهوى والعصبية لرأي ولمذهب فبالله لا تتعب، وإن عرفت أنك مخلط مخبط مهمل لحدود الله فأرحنا منك فبعد قليل ينكشف البهرج وينكب الزغل ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، فقد نصحتك فعلم الحديث صلف فأين علم الحديث؟ وأين أهله؟ كدت أن لا أراهم إلا في كتاب أو تحت تراب)). (تذكرة الحفاظ 1/ 4).
99 – إقران المشيئة للفظ التعديل منزل له عن مرتبته.
100 – قولهم: ((ثقة صدوق)) أعلى من ((صدوق)) فقط وأدنى من ((ثقة)) فقط.
101 – قولهم: ((ثقة لا بأس به)) أعلى من: ((لا بأس به)) فقط وأدنى من ((ثقة)) فقط.
102 – قولهم: ((ثقة يغرب)) أشد من قولهم: ((ثقة له أفراد))، لما يستفاد من معنى الاستغراب.
103 – إن الإمام البخاري لا يُقْدم على إقران راوٍ بآخر في صحيحه إلا لنكتةٍ مثل: الدلالة على اتحاد لفظ الراويين، أو بيان أن للشيخ أكثر من راوٍ أو الإشارة إلى متابعة، أو غير ذلك.
104 – الدلالة المعنوية للصدق تختلف ما بين المتقدمين والمتأخرين، فعلى حين كان ذا دلالة راجعة إلى العدالة فقط في مفهوم المتقدمين، ولا تشمل الحفظ بحال من الأحوال؛ لذا كان أبو حاتم الرازي كثيراً ما يقول: ضعيف الحديث، أو: مضطرب الحديث ومحله عندي الصدق.
فقد أصبح ذا دلالة تكاد تختص بالضبط عند المتأخرين، ولذا جعلوا لفظة صدوق من بين ألفاظ التعديل.
105 – الاختلاف في اسم الراوي أو نسبته أو كنيته لا يدل بحال من الأحوال على جهالة ذلك الراوي، وقد نص الخطيب وغيره على ذلك (1).(/)
صورة لشجرة الغرقد.
ـ[المسيطير]ــــــــ[12 Feb 2007, 11:25 م]ـ
قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه:
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب - يعنى ابن عبد الرحمن - عن سهيل عن أبيه عن أبى هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودى من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودى خلفى فتعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود».
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى:
(والغرقد نوع من شجر الشوك معروف ببلاد بيت المقدس، وهناك يكون قتل الدجال واليهود. وقال أبو حنيفة الدينوري: إذا عظمت العوسجة صارت غرقدة).
وهذه صورة لشجر الغرقد - قبح الله من سيختبئ خلفها -، وهي أقرب ما تكون لشجر الأثل - المعروف عندنا -:
http://israelvisit.co.il/pickies/tree.jpg
وهذه صورة أخرى لشجر الغرقد، وهي تزرع الآن في مغتصبات اليهود - قبحهم الله - بكثرة، والله المستعان.
وقد حرصت على أخذها من المواقع الفلسطينية، والمواقع العلمية التي تهتم بالنباتات.
كما وجدت بعض الصور لشجر الغرقد؛ ولم أضعها بسبب وجود بعض أحفاد القردة والخنازير فيها:
http://www.geocities.com/alrazhi60/grgd3.jpg
الشيخ المشرف /
إن لم يناسب الموضوع في هذا الملتقى العلمي، فأرجو نقله إلى المكان المناسب.
ـ[أمين]ــــــــ[13 Feb 2007, 09:43 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله خيرا على الموضوع و من باب إتمام الفائدة هل تعرفون اسم الشجرة بالانجليزية لأن هناك بعض الألبسة مكتوب عليها [تمبرلند] فيقول بعض الناس أن المقصود بها شجرة الغرقد فهل هذا صحيح؟
جزاكم الله خيرا
ـ[المسيطير]ــــــــ[13 Feb 2007, 10:07 م]ـ
الأخ الكريم / أمين
جزاك الله خيرا.
للفائدة:
قال خبير الأعشاب: أشرف العناني
العوسج (الغرقد) شجرة اليهود ..
الاسم العلمي:
Lycium shawii roem
ومن أسمائه العلمية أيضا:
( Lycium arabicum schwiein f.ex Boiss Lycium persicum miers )
الأسماء المتداولة:
العوسج – الغرقد – سحنون – شجرة اليهود (وسمي بهذا الاسم لانه كما جاء في حديث شريف عن الرسول صلي الله عليه وسلم – في حرب مجدليون – أن اليهودي اذا تخبأ وراء أي شجرة ستفضحه وتقول ورائي يهودي الا الغرقد فانه لن يخبر بذلك والله أعلم)
العائلة النباتية:
العائلة الباذنجانية Solanaceae
الوصف النباتي:
شجرة شوكية ذات أشواك صلبة وللأشواك تأثير سام، يصل ارتفاعها في الغالب من 1 الي 2 متر لكنني عاينت بعضها في سيناء يصل طوله الي 5 أمتار، السوق خشبية تخرج منها الأشواك والزغب خصوصا في الأطراف , الأوراق ملعقية ضيقة كاملة خضراء تميل الي الأصفر الفاتح تخرج مجاميع في 3 وريقات مسلحة بأشواك جانبية , الأزهار قمعية بيضاء مزرقة، الثمار لحمية حمراء في حجم حبة الحمص تقريبا أو أقل.
http://anani2006.jeeran.com/3wsag.html(/)
برنامج لمسات بيانية مع الأستاذ الدكتور فاضل صالح السامرائي يعود اليكم من جديد
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[13 Feb 2007, 12:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بفضل الله وبكرمه فقد عاد الأستاذ الدكتور فاضل صالح السامرائي - للشارقة ولبرنامجها لمسات بيانية ويوم أمس كانت الحلقة الأولى معه. ويكون موعد الحلقات في يومي الأثنين والخميس الساعة الثامنة والنصف بتوقيت الإمارات.
فلا تفتكم هذه الدروس التعبيرية في رحاب القرآن الكريم
للعلم مع التقدير
اخوكم
قصي علي الدليمي
العراق / الأنبار
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[13 Feb 2007, 11:06 م]ـ
شكراً لك على هذا التنبيه، وحفظ الله الشيخ فاضل السامرائي ونفع به.
ـ[أم حمد]ــــــــ[14 Feb 2007, 02:09 ص]ـ
الشكر موصول لك
ـ[ماجد الخير]ــــــــ[20 Feb 2007, 03:21 م]ـ
جزاك الله خيرا(/)
النصيحة الذهبية للشيعة في السعودية وتذكيرهم بفتاوى علماء الدولة التركية
ـ[سلسبيل]ــــــــ[15 Feb 2007, 01:15 ص]ـ
النصيحة الذهبية للشيعة في السعودية وتذكيرهم بفتاوى علماء الدولة التركية
سليمان بن صالح الخراشي
- لم يكن للشيعة دور يُذكر في الأحداث التي مرت بشرق الجزيرة العربية؛ سواء زمن الدولة السعودية أو غيرها (الأتراك - بني خالد)، حيث كانوا منغلقين على أنفسهم بسبب عقيدتهم التي تقول: " كل راية تُرفع قبل قيام القائم عليه السلام صاحبها طاغوت " (الغيبة للنعماني ص 72)، فهم لا يرون الجهاد قبل ظهور مهديهم. فكانوا - لأجل هذا - يُعطون ولاءهم السياسي لمن يحقق لهم الأمن على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم منذ الدولة السعودية الأولى. ولذا ترى رؤساءهم مؤخرًا يسارعون إلى الترحيب بالملك عبدالعزيز –رحمه الله- عندما استرد الأحساء من الأتراك. يقول الكاتب الشيعي محمد سعيد المسلم في كتابه " ساحل الذهب الأسود " (ص 194) إن الملك عبدالعزيز بعد فتح الأحساء: " بعث سرية صغيرة بقيادة عبدالرحمن السويلم، حيث نزلت بالمريقيب بالقرب من سيهات، حيث جرت مفاوضات مع زعماء القطيف الذين رحبوا بالحكم الجديد تخلصًا من الفوضى الضاربة في عهد الحكم التركي ". (وينظر أيضًا كتاب تاريخ هجر، للأستاذ عبدالرحمن آل ملا، أحد أفراد الأسرة الأحسائية التي استقبلت الملك، ص 780، وكتاب صفحات من تاريخ الأحساء، للأستاذ عبدالله الشباط، ص 266).
- بعد توحيد المملكة العربية السعودية عاش الشيعة آمنين ما داموا ملتزمين بالولاء السياسي، فلم يجبرهم أحد على ترك معتقداتهم أو يستبح دماءهم أو أموالهم أو نساءهم لأجلها، وإنما مُنعوا من إظهار شركياتهم وبدعهم. يقول العلماء في خطابهم للملك عبدالعزيز: " أما الرافضة؛ فأفتينا الإمام أن يُلزموا بالبيعة على الإسلام، ويمنعهم من إظهار شعائر دينهم الباطل، وعلى الإمام أن يأمر نائبه على الأحساء يُحضرهم عند الشيخ ابن بشر، ويبايعونه على دين الله ورسوله، وترك الشرك؛ من دعاء الصالحين من أهل البيت وغيرهم، وعلى ترك سائر البدع؛ من اجتماعهم على مآتمهم وغيرها مما يقيمون به شعائر مذهبهم الباطل، ويُمنعون من زيارة المشاهد. وكذلك يُلزمون بالاجتماع للصلوات الخمس هم وغيرهم في المساجد، ويُرتب فيهم أئمة ومؤذنين ونوابًا من أهل السنة، ويُلزمون تعلم ثلاثة الأصول، وكذلك إن كان لهم محال بُنيت لإقامة البدع فيها فتُهدم، ويُمنعون من إقامة البدع في المساجد وغيرها، ومن أبى قبول ماذكر فيُنفى عن بلاد المسلمين. وأما الرافضة من أهل القطيف؛ فيأمر الإمام أيده الله الشيخ أن يُسافر إليهم، ويُلزمهم ما ذكرنا ". (الدرر السنية 9/ 316 - 317). (ونقلها حافظ وهبة في كتابه: جزيرة العرب في القرن العشرين، ص 391 - 393). ولاحظ قولهم " فيُنفى عن بلاد المسلمين "، ولم يقولوا " تُستباح دماءهم " كما فعل علماء الدولة التركية معهم - كما سيأتي -، رغم أن الدولة السعودية كانت في وضع يسمح لها بتصفيتهم، ولكن العدل مطلوب حتى مع المخالف ........
تابع باقي المقاله على صفحة الشيخ سليمان بن صالح الخراشي (صيد الفوائد)
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/mm/25.htm
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/mm/25.htm(/)
. تعال بنا نؤمنُ ساعة، مع هذهِ الآياتِ من سورةِ الحاقَّة ..
ـ[السلفية الأثرية]ــــــــ[15 Feb 2007, 06:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عن أنسٍ رضي الله عنه قال: كان ابن رواحة إذا لقي الرجلَ من أصحابه يقول: تعال نؤمن ساعة. وقال صلى الله عليه وسلّم: (رحم الله ابنَ رواحة إنه يحب المجالس التي تتباهى بها الملائكة).
.
.
فتعالوا بنا نبحرُ في آياتٍ من سورة الحاقة؛ لعلنا نزدادُ إيماناً وتُقى .. لعلنا تدمع أعيننا من خشيةِ ربنا؛ وقد قال صلى الله عليه وسلم: (حرمت النار على عين دمعت أو بكت من خشية الله وحرمت النار على عين سهرت في سبيل الله) رواه الإمام أحمد بإسنادٍ صحيح.
قال سيد قطب عن سورة الحاقة: " هذه سورة هائلة رهيبة ; قلَّ أن يتلقاها الحس إلا بهزة عميقة ; وهي منذ افتتاحها إلى ختامها تقرع هذا الحس , وتطالعه بالهول القاصم , والجد الصارم , والمشهد تلو المشهد ... ".
والآن مع الآيات:
قال عزّ وجل: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ * وَحُمِلَتِ الأرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكّتَا دَكّةً وَاحِدَةً * فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * وَانشَقّتِ السّمَآءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ * وَالْمَلَكُ عَلَىَ أَرْجَآئِهَآ وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ * يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَىَ مِنكُمْ خَافِيَةٌ}
الآيات بصوت القارئ: أحمد سعيد
للاستماع: http://www.u11p.com/folder2/U11P_QtVSeqa8D7.rm
للتحميل: http://www.u11p.com/folder2/U11P_hFZXDSYVa.zip
-------------------
أولاً / إعراب الآيات:
فإذا: فـ: استئنافية. إذا: ظرف لما يُستقبل من الزمن، متضمن معنى الشرط، متعلق بـ (وقعت).
نُفخَ: فعل ماضٍ مبني للمجهول، مبني على الفتح.
في الصور: في: حرف جر. الصور: اسم مجرور بفي، وعلامة جره الكسرة. وهما متعلقان بـ (نُفِخَ).
نفخةٌ: نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
واحدة: صفة مرفوعة وعلامة رفعها الضمة.
وحُملت: و: عاطفة. حُملت: فعل مبني للمجهول، والتاء للتأنيث.
الأرض: نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
والجبال: و: عاطفة. الجبال: معطوف على الأرض مرفوع، وعلامة رفعه الضمة.
فدُكتا: فـ: عاطفة. دُكتا: فعل مبني للمجهول مفتوح، والتاء للتأنيث، والألف نائب فاعل.
دكةً: مفعول مطلق منصوب.
واحدة: نعت لـ (دكة) منصوب.
فيومئذٍ: فـ: رابطة بين الشرط (فإذا نُفخَ) وجوابه (فيومئذٍ وقعت الواقعة). يومئذ: ظرف أضيف إلى مثلهِ، مفتوح، في محل نصب.
وقعت: فعل ماض مبني على الفتح، والتاء للتأنيث.
الواقعة: فاعل مرفوع بالضمة.
وانشقت: فعل ماض مبني على الفتح، والتاء للتأنيث.
السماء: فاعل مرفوع بالضمة.
فهي: فـ: عاطفة. هي: ضمير منفصل مفتوح، في محل رفع مبتدأ.
يومئذ: ظرف زمان مضاف إلى مثله، متعلق بـ (واهية).
واهية: خبر (هي)، مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
والمَلَك: و: عاطفة أو حالية. المَلَك: مبتدأ.
على أرجائها: شبه جملة من الجار والمجرور، في محل رفع خبر.
ويحمل: و: عاطفة. يحمل: فعل مضارع مرفوع.
عرش: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة، وهو مضاف.
ربك: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. ك: ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
فوقهم: فوق: ظرف منصوب. هـ: ضمير متصل في محل جر بالإضافة. م: للجمع.
يومئذ: سبق إعرابها.
ثمانية: فاعل مرفوع لـ (يحمل)، وعلامة رفعه الضمة.
يومئذ: سبق إعرابها.
تُعرَضون: فعل مضارع مبني للمجهول، مرفوع بثبوت النون. والواو: نائب فاعل.
لا تخفى: لا: نافية. تخفى: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف.
منكم: متعلقان بمحذوف، حال من (خافية).
خافية: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
----------------------------
ثانيًا / التفسير والمعاني:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابنُ كثير: يقول تعالى مخبراً عن أهوال يوم القيامة، وأول ذلك نفخة الفزع ثم يعقبها نفخة الصعق حين يصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله , ثم بعدها نفخة القيام لرب العالمين والبعث والنشور وهي هذه النفخة, وقد أكدها ههنا بأنها واحدة؛ لأن أمر الله لا يخالف ولا يمانع ولا يحتاج إلى تكرار ولا تأكيد. {وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة} أي فمدت مد الأديم العكاظي وتبدلت الأرض غير الأرض.
{فيومئذ وقعت الواقعة} أي قامت القيامة {وانشقت السماء فهي يومئذ واهية} قال سماك عن شيخ من بني أسد عن علي قال: تنشق السماء من المجرة. وقال ابن جريج: هي كقوله {وفتحت السماء فكانت أبواباً} وقال ابن عباس: متخرقة والعرش إزاءها.
{والملَك على أرجائها} الملك اسم جنس أي: الملائكة على أرجاء السماء؛ أي حافاتها, وقال الضحاك: أطرافها, وقال الحسن البصري: أبوابها , وقال الربيع بن أنس في قوله: {والملك على أرجائها} يقول: على ما استدق من السماء ينظرون إلى أهل الأرض.
وقوله تعالى: {ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية} أي يوم القيامة يحمل العرش ثمانية من الملائكة, ويحتمل أن يكون المراد بهذا العرش العظيم أو العرش الذي يوضع في الأرض يوم القيامة لفصل القضاء, والله أعلم بالصواب.
وفي حديث عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب في ذكر حملة العرش أنهم ثمانية أوعال. عن عبد الله بن عمرو قال: حملة العرش ثمانية ما بين موق أحدهم إلى مؤخر عينه مسيرة مائة عام.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي قال: كتب إلي أحمد بن حفص بن عبد الله النيسابوري, حدثني أبي, حدثنا إبراهيم بن طهمان عن موسى بن عقبة عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أذن لي أن أحدثكم عن ملك من حملة العرش بعد ما بين شحمة أذنه وعنقه مخفق الطير سبعمائة عام» وهذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زرعة, حدثنا يحيى بن المغيرة, حدثنا جرير عن أشعث عن جعفر عن سعيد بن جبير في قوله تعالى: {ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية} قال: ثمانية صفوف من الملائكة قال: وروي عن الشعبي وعكرمة والضحاك وابن جريج مثل ذلك , وكذا روى السدي عن أبي مالك عن ابن عباس: ثمانية صفوف, وكذا روى العوفي عنه.
وقوله تعالى: {يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية} أي تعرضون على عالم السر والنجوى الذي لا يخفى عليه شيء من أموركم بل هو عالم بالظواهر والسرائر والضمائر, ولهذا قال تعالى: {لا تخفى منكم خافية}. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا , فإنه أخف عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم وتزينوا للعرض الأكبر {يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية}.
وقال الإمام أحمد: حدثنا وكيع, حدثنا علي بن رفاعة عن الحسن عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات, فأما عرضتان فجدال ومعاذير, وأما الثالثة فعند ذلك تطير الصحف في الأيدي فآخذ بيمينه وآخذ بشماله». وعن عبد الله قال: يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات: عرضتان معاذير وخصومات, والعرضة الثالثة تطير الصحف في الأيدي فآخذ بيمينه وآخذ بشماله.
------------------
عن أبي موسى الأشعري قال: ينشر الله كنفه يوم القيامة على المؤمنين هكذا قال بيده فوقه فيقول أي ابن آدم هذه حسنة عملتها في مكان كذا وكذا ساعة كذا وكذا وقبلتها منك ثم يسجد المؤمن ثم يقول يا ابن آدم هذه سيئة عملتها يوم كذا وكذا فقد غفرتها لك فيسجد المؤمن فيقول الخلق طوبى لهذا العبد الذي لا يرى في كتابه إلا الحسنات من كثرة ما يسجد فإذا فرغ قال {هاؤم اقرؤوا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه} أي أيقنت.
قال سليمان بن أرقم: بلغني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن " الصور " فقال (هو قرن من نور فمه أوسع من السماوات).
قال ابنُ عطية: انشقاق السماء هو تفطيرها وتمييز بعضها عن بعض، وذلك هو الوهي الذي ينالها كما يقال في الجدارات البالية المتشققة واهية " والملك " اسم الجنس يريد به الملائكة.
وقال جمهور المفسرين الضمير في " أرجائها " عائد على " السماء " أي الملائكة على نواحيها.
وقال الضحاك وابن جبير الضمير في " أرجائها " عائد على الأرض وإن كان لم يتقدم لها ذكر قريب لأن القصة واللفظ يقتضي إفهام ذلك وفسر هذه الآية بما روي: أن الله تعالى يأمر ملائكة سماء الدنيا فيقفون صفا على حافات الأرض ثم يأمر ملائكة السماء الثانية فيصفون خلفهم ثم كذلك ملائكة كل سماء فكلما فر احد من الجن والإنس وجد الأرض قد أحيط بها قالوا فهذا تفسير هذه الآيات وهو أيضا معنى قوله تعالى " وجاء ربك والملك صفاً صفا ".(/)
برنامج إحياء السنة النبوية-التبكير إلي صلاة الجمعة
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[15 Feb 2007, 09:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر
وذكر الله كثيرًا ? (الأحزاب: 21).
سنة الأسبوع (46) – بتاريخ 29/ 1/1428 - التبكير إلى صلاة الجمعة:
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان يوم الجمعة، وقفت الملائكة على باب المسجد، يكتبون الأول فالأول، ومثل المُهَجِّر (أي: المبكر) كمثل الذي يهدي بدنة، ثم كالذي يهدي بقرة، ثم كبشاً، ثم دجاجة، ثم بيضة، فإذا خرج الإمام طووا صحفهم، ويستمعون الذكر)) [متفق عليه: 929 - 1964].
برنامج إحياء السنة النبوية:
http://esmallah.org/sub/da3wa/suna/nashr.html(/)
لقاء مع الأستاذ الدكتور ناصر القفاري
ـ[الأثري]ــــــــ[18 Feb 2007, 02:20 ص]ـ
يعلن الملتقى العلمي للعقيدة والمذاهب المعاصرة عن عقد لقاءات علمية مع بعض العلماء المختصين بالدراسات العقائدية والرد على أهل الأهواء والبدع، وضيف الملتقى هو فضيلة الأستاذ الدكتور/ ناصر بن عبدالله القفاري
أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة القصيم والخبير بمذهب الرافضة وكشف أباطيلهم
والذي له عدة مؤلفات من أبرزها:
(مسألة التقريب بين السنة والشيعة) وقد ُطبع في مجلدين، وكتاب: (أصول مذهب الشيعة) وهو مطبوع في ثلاثة مجلدات، ومن مؤلفاته أيضاً: (مقدمات في الاعتقاد)، و (مقدمة في الملل والنحل)، و (نواقض توحيد الأسماء والصفات)، و (حقيقة الصحيفة السجّادية، أو ما يُسمى بزبور آل محمد)، و (البدعة المالية عند الشيعة الإمامية)،وقد شاركه الأستاذ الدكتور ناصر بن عبدالكريم العقل في تصنيف كتاب (الموجز في الأديان)، وكذلك الدكتور سلمان بن فهد العودة في تحقيق ودراسة كتاب: (التشيع والشيعة لأحمد الكسروي – رئيس المحاكم الإيرانية في زمانه-)
ويمكن المشاركة وكتابة الأسئلة والإشكالات على هذا الرابط:
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?p=1547#post1547(/)
متى سيقام معرض الكتاب القادم؟
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[19 Feb 2007, 03:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الأخوة الكرام، متى سيقام معرض الكتاب القادم في الرياض، وهل جاء عنه تفاصيل؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Feb 2007, 04:28 م]ـ
في يوم الثلاثاء 9/ 2/1428هـ كما بلغني من أكثر من واحد.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[19 Feb 2007, 04:52 م]ـ
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7351&highlight=%E3%E6%DE%DA+%E3%DA%D1%D6
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[19 Feb 2007, 07:03 م]ـ
شكراً لمروركما، وما تفضلتم به.(/)
موقع عجيب يمكنك تقليب صفحات المصحف بالماوس وتقرأ منه كانك تقرأ من مصحف أمامك
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[20 Feb 2007, 02:50 م]ـ
هذا موقع عجيب يمكنك فيه بتقليب صفحات المصحف بالماوس وتقرأ منه كانك تقرأ من مصحف أمامك
http://www.quranflash.com/
ـ[خالد البكري]ــــــــ[20 Feb 2007, 03:10 م]ـ
جزاك الله خير أبو المعتز على هذا الرابط ونفع الله للاسلام والمسلمين
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[21 Feb 2007, 01:44 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[نورة]ــــــــ[21 Feb 2007, 04:15 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[21 Feb 2007, 09:27 ص]ـ
نعم
إنه رااااائع، ومفيد، وعجيب
ويخدم كثيرا الأخوة الذين يستخدمون الحاسوب دائما
جزاكم الله خيرا(/)
تأملات قرآنية (متى نصر الله؟)
ـ[خالد البكري]ــــــــ[20 Feb 2007, 03:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
تأملات قرآنية (متى نصر الله؟)
هذا سؤال لم يصدر من إنسان متضجر أو شخص ضعيف الصلة بالله تعالى وإنما صدر من الرسول والذين آمنوا معه. من الرسول الموصول بالله ومن المؤمنين الذين وثقوا بوعد الله (أم حسِبتُم أن تدخلوا الجنة ولمّا يأتكم مثلُ الذين خلوا من قبلكم مسَّتهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله) سورة البقرة. فلماذا هذا السؤال إذا؟!
يقول الأستاذ سيد قطب رحمه الله: إن سؤالهم (متى نصر الله) ليصور مدى المحنة التي تزلزل مثل هذه القلوب فتبعث منها ذلك السؤال، وعندما تثبت القلوب على مثل هذه المحنة المزلزلة عندئذ تتم الكلمة ويجيء النصر من الله. إنه مدخر لمن يستحقونه، ولن يستحقه إلا الذين يثبتون حتى النهاية. الذين يثبتون على البأساء والضراء الذين يصمدون للزلزلة. الذين لا يحنون رؤوسهم للعاصفة. الذين يستيقنون أن لا نصر إلا نصر الله، وعندما يشاء الله، وحتى حين تبلغ المحنة ذروتها فهم يتطلعون فحسب إلى (نصر الله) لا إلى أي حل آخر. بهذا يدخل المؤمنون الجنة بعد الجهاد والامتحان والصبر والثبات والتجرد لله وحده وإغفال كل ما سواه وكل من سواه أ. هـ
إن الصراع بين الحق والباطل قديم منذ أن خلق الأرض ومن عليها (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض) سورة البقرة. لكن الله تعالى وعد عباده بالنصر والتمكين في الأرض قال تعالى (والعاقبة للمتقين) سورة الأعراف.وقال (وإن جندنا لهم الغالبون) سورة الصافات. وقال عز شأنه (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض .. ) سورة النور. والسؤال الذي قد يُطرح بداهة يا أخي المسلم متى يتحقق هذا النصر؟؟
فنقول إن الإجابة واضحة لمن تأمل كلام الله تعالى فوعد الله حق لا يتخلف ونصر الله مؤكد. لكنا لا نجد في كتاب الله أبدا أن النصر يُبذل للمؤمنين من غير تضحيات وابتلآت وصبر على الأذى من أجل الله بل على العكس من ذلك تماماً قال تعالى (ولقد كُذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كُذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا) سورة الأنعام. وقال صلى الله عليه وسلم لابن عباس (واعلم أن النصر مع الصبر) رواه الإمام أحمد.
تريدين لقيان المعالي رخيصة ... ولا بُد قبل الشهد من إبر النحل
ووجدنا في كتاب الله تعالى أن الله ينصر من ينصره (ولينصرنّ الله من ينصره) سورة الحج. (إن تنصروا الله ينصركم ويُثبت أقدامكم) سورة محمد. ونصر الله يكون على مستوى الأفراد بأن يلتزم المسلم منهج ربه في كل صغيرة وكبيرة في حياته، وعلى مستوى الأمة بإقامة دين الله في الأرض وتحكيم شرعه واتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم قال تعالى (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر) سورة الحج. فنصر الله لا يتحقق إذا رُفعت شعارات جاهلية أو قومية بل لا بد من أن تكون إسلامية ونصر الله لا يتم إذا عُطل شرعه وكانت الحاكمية لغيره.
فإذا استقرت هذه الحقيقة في الأذهان والقلوب يأتي الجواب الإلهي الصريح (ألا إن نصر الله قريب).(/)
هل يقال صفر الخير؟!!!
ـ[عبدالله المعيدي]ــــــــ[20 Feb 2007, 11:19 م]ـ
هل يقال صفر الخير؟
ينتشر على ألسنة بعض الناس وأقلام بعض الكتاب عبارة (صفر الخير) لشهر صفر مقابلة لمن يتشاءمون به «وهذا من باب مداواة البدعة ببدعة، والجهل بالجهل» فهو كغيره من الشهور لا يُقال فيه صفر خير ولا شر (ابن عثيمين)(/)
فضل اتباع السنة لمحمد عمر بازمول
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[22 Feb 2007, 07:09 م]ـ
فضل اتباع السنة لمحمد عمر بازمول
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
] يَا أَيُّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اتّقُواْ اللّهَ حَقّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنّ إِلاّ وَأَنْتُمْ مّسْلِمُونَ [[آل عمران:102].
] يَآ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوْا رَبَّكُمُ الَّذِيْ خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيْراً وَنِسَآءً وَاتَّقُوْا اللَّهَ الَّذِيْ تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيْباً [[النساء:1]
] يَا أَيُّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اتّقُواْ اللّهَ وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماًً الأحزاب:70،71].
أما بعد: فإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد e وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أمّا بعد:
فهذه محاضرة بعنوان فضل اتباع السنة أدرتها على العناصر التالية: -
-تعريف السنة.
-أقسام السنة وأنواعها.
-ثمرات إتباع السنة وهي التالية:-
1. أنها سبيل النجاة من الاختلاف.
2. أنها سبيل الفكاك من الافتراق.
3. أنها سبيل الهداية من الضلال.
4. أن النسبة إليها فيها شرف النسبة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم
5. أننا باتباعها ننفك من سبل الشيطان.
6. أننا باتباعها يرفع المسلمون عن أنفسهم سمة الذل والهوان.
7. أن فيها تشخيص الداء والدواء.
8. أن فيها تحصيل الشرع جميعه.
9. أن بها يكون تمام صالح ومكارم الأخلاق.
10. أن بها ينجو المسلم من العذاب الأليم من النيران.
11. أن بها ينال المسلم دخول الجنة.
12. أن بها يكون إحياء السنة.
ذاك هو مجمل هذه المحاضرة وإليكم البيان.
العنصر الأول في المحاضرة وهو تعريف السنة:
السنة في اللغة: السيرة والطريقة, تقول فلان على سنة فلان أي: على طريقة فلان أي على سيرة فلان هذا هو المعنى في اللغة.
السنة في الشرع: إتباع ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم من الأوامر وترك ما نهى عنه صلى الله عليه وسلم فهي تشمل في الشرع كل ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم من أمور واجبة وأمور مستحبة وترك الأمور المحرمة وترك الأمور المكروهة. ثم بعد ذلك أصبح للسنة اصطلاح عند العلماء:-
فالسنة عند المحدثين:- ما أضيف للرسول صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خلقية.
فأما ما أضيف إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من قول يعني حديث فيه قول للرسول صلى الله عليه وسلم كما في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ((إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى…)). الحديث, هذه سنة قولية.
وأمّا الفعل فهو السنة الفعلية: أن ينقل إلينا أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يفعل كذا وكان يترك كذا مثل قول أنس رضي الله عنه كان رسول الله يحب الدباء هذا أمر من فعل الرسول صلى الله عليه وسلم.
وأيضاً من السنة الفعلية ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم من أفعال في الصلاة أو أفعال في الزكاة أو أفعال في الصوم أو أفعال في الحج هذه كلها تدخل تحت السنة الفعلية.
وأمّا التقرير فهذه السنة التقريرية: وهي أن يحدث الفعل أمام الرسول صلى الله عليه وسلم أو في زمنه والوحي ينزل ويقر الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك ويقر الوحي ذلك فلا ينكر ولا يغير فتكون بذلك تقرير شرعي للفعل! ودلالة السنة التقريرية بمجردها على الاستحباب ضعيفة!
وأما الصفة الخُلُقية: فهي ما نقل إلينا من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم كيف كانت وسئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق الرسول صلى الله عليه وسلم فقالت: "كان خلقه القرآن".
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الصفة الخلقية فما ينقل لنا عن هيئته صلى الله عليه وسلم كما يأتي في بعض الأحاديث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربعة لا بالطويل ولا بالقصير إذا وقف بين الطوال طالهم وكان صلى الله عليه وسلم أبيض الوجه وجهه كأنه فلقة القمر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا ... إلى أخر ما يذكر في صفات خلقه صلى الله عليه وسلم!
إذاً السنة عند المحدثين ما أضيف إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خلقية.
والسنة عند الأصوليين والفقهاء:
ما أضيف إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير.
لأن الفقيه والأصولي إنما ينظر في السنة من جهة أنها دليل شرعي وبالتالي لا يكتسب عنده سمة الدليل إلا هذه الأمور الثلاثة وهي: القول و الفعل والتقرير.
والفقهاء حينما يذكرون السنة ويريدون بها هذا المعنى ينبهون أن لهم اصطلاحاً آخر يطلقون فيه كلمة السنة بمعنى المستحب والمندوب ويجعلونها مرتبة من مراتب الحكم الشرعي التكليفي فيقولون: الأحكام الشرعية: خمسة الواجب والمحرم والمكروه والمباح والمستحب.
وهذا المستحب يعبرون عنه بالمندوب ويعبرون عنه بالسنة.
وشاع عند بعض الناس أن السنة هي فقط المستحب الذي ثمرته أنه يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه والواقع أن هذا الاصطلاح اصطلاح حادث جرى عليه أهل الأصول وأهل الفقه في بيان مرتبة من مراتب الحكم الشرعي التكليفي لكن لا يصح لنا أن نفسر كلمة سنة إذا جاءت في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أو في كلام الصحابة أو في كلام التابعين أو الأئمة الكبار بمعنى المستحب فالسنة عندهم أعم من ذلك تشمل المستحب والواجب بل تشمل ما يكفر مخالفه، ولذلك أئمة السلف والأئمة الكبار في القرون الثلاثة الفاضلة الذين ألفوا وصنفوا لهم كتب اسمها كتب السنة تشتمل على أمور الاعتقاد والتي يكفر مخالفها ككتاب السنة لابن أبي عاصم وكتاب السنة لعبد الله بن أحمد بن حنبل وكتاب السنة للمروزي وغيرهم.
إذاً ينبغي ألا يهجم المرء على تفسير كلمة السنة إذا وردت في كلام الصحابة أو في كلام الأئمة التابعين أو الأئمة الكبار بأنها بمعنى المستحب فقط لأن هذا اصطلاح حادث لا ينبغي أن يفسر عليه كلام أولئك القوم.
إذا اتضح هذا ننتقل إلى العنصر التالي:
ما هي أقسام السنة:
السنة عند النظر تنقسم إلى قسمين:
سنة صريحة: إضافتها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم صريحة وظاهرة.
يأتيك في الحديث قال رسول الله فعل رسول الله كان رسول الله كذا أو حصل كذا مع رسول الله فالإضافة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم تأتي صريحة فهذه سنة صريحة.
السنة الضمنية: وهي سنة تغيب عن أذهان بعض الناس. و هي التي لا يأتي فيها صريحاً ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم لكن حكمها حكم السنة المرفوعة الصريحة.
ما هي هذه السنة:
أقوال الصحابة التي لا مجال للرأي والاجتهاد فيها لأنها ما دامت لا مجال للرأي والاجتهاد فيها فمن أين مصدرها ومن أين أخذوها؟ أخذوها من الرسول صلى الله عليه وسلم.
- قول الصحابي الذي لا مخالف له فيه هذا أيضاً حكمه حكم السنة المرفوعة، وبعض أهل العلم يقول هذا إجماع سكوتي إذ أن الصحابي حينما يقول القول ويسكت عن الإنكار الصحابة الآخرون فإن هذا دليلٌ أن قول هذا الصحابي سنة إما أنه سنة صريحة بهذه الموافقة أو أنه حصل على درجة الحجة بموافقة الصحابة فصار حكمه حكم الإجماع السكوتي.
- قول الصحابي في أسباب النزول، في أسباب نزول القرآن الكريم هذا أيضاً حكمه حكم السنة المرفوعة إذا كانت الصيغة التي عبر فيها عن سبب النزول صيغة صريحة كقوله حدث كذا فأنزل الله كذا فإن هذا صريح في أن هذه الواقعة حصلت في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم.
- قول الصحابي في تفسير مرويه فإن الصحابي حينما سمع الحديث من الرسول صلى الله عليه وسلم علم بالقرائن التي حفت هذا الحديث فتفسيره لما يرويه عن الرسول صلى الله عليه وسلم مقدم على كلام غيره بل لعل الأصل فيه أن يكون هذا الفهم أو المعنى الذي فسر فيه الحديث يغلب على الظن أنه استفاده من الرسول صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه أنواع تندرج تحت السنة الضمنية تغيب عن أذهان بعض الناس ولكن أهل الحديث من أكثر الناس تنبهاً لها لذلك تراهم إذا ألفوا الأجزاء الحديثية يوردون الأحاديث المرفوعة والآثار الموقوفة لأنها لا تخلوا من أن تتضمن الدلالة أو الإشارة إلى سنة من السنن. ولهذا على طالب العلم أن يشمر عن ساعده للاعتناء بالوارد عن الصحابة في مسائل العلم، وهذا الجانب يقع فيه قصور من جهات:
الأولى: أن الغالب عدم الاعتناء ببيان الصحيح من الضعيف من الآثار. الثاني: عدم تحرير قول الصحابي في المسألة.
الثالث: الهجوم على نسبة القول إلى الصحابي، قبل تحرير إن كان آخر القولين له أوْ لا.
بعد ما عرفنا تعريف السنة وأقسام السنة نذكر لكم الآن فضل إتباع السنة والثمرات التي يجنيها المسلم إذا أتبع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
فأقول كمقدمة لهذه الثمرات:
الحديث عن فضل اتباع السنة النبوية هو الحديث عن الإسلام بتشريعاته وحكمه البالغة وآدابه إذ السنة هي الدين كله قال تعالى] وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ. كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَآءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ. أُولَئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ. خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ. إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنّ الله غَفُورٌ رَحِيمٌ [[آل عمران:85 - 88].
فالدين هو الإسلام والإسلام هو السنة فالدين هو السنة وفي هذه المحاضرة سأحاول أن ألقي الضوء على أهم ثمرات إتباع السنة والدخول فيها جعلنا الله وإياكم من أهلها فأقول مستعيناً بالله:
من أهم ثمرات ونتائج إتباع السنة ما يلي:
الثمرة الأولى
أن في اتباع السنة أخذ بالعصمة من الوقوع في الاختلاف
المذموم والمبعد عن الدين
الاختلاف المذموم الذي هو سمة الضعف ولا يسلم المرء منه إلا بطاعة الله وطاعة الرسول قال تعالى:] وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوَاْ إِنّ اللّهَ مَعَ الصّابِرِينَ [[الأنفال:46]. ففي إتباع السنة والأخذ بها طاعة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وذلك سبيل النجاة من الاختلاف المذموم.
أخرج الترمذي في سننه في كتاب العلم باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع وأبو داود في كتاب السنة من سننه باب ما جاء في لزوم السنة عن العرباض بن سارية قال "وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً بعد صلاة الغداة موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال رجل إن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا يا رسول الله قال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبدٌ حبشي فإنه من يعش منكم يرى اختلافاً كثيراً وإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ".
وفي لفظ ابن ماجه قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم ما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وعليكم بالطاعة وإن عبداً حبشياً فإنما المؤمنون كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد".
هذه الوصية من الرسول صلى الله عليه وسلم من جوامع الكلم لا يخرج عنها شيء وهي أصل عظيم من أصول الدين. وذلك أن حياة الناس تحوطها العلاقات؛ فهي إمّا علاقة للعبد مع ربه. وإما علاقة للعبد مع مجتمعه. وإمّا علاقة مع نفسه.
وبيّن الحديث أمر العلاقة مع الله في قوله صلى الله عليه وسلم: " أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّه".
(يُتْبَعُ)
(/)
وأمر العلاقة مع المجتمع في قوله: "وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلَالَةٌ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ".
وأمر العلاقة مع النفس بينه في الوصية بالتقوى والتمسك بالسنة. تدلنا هذه
الوصية على فضل وثمرة من ثمرات اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
الحديث حديث أبي نجيح العرباض بن سارية فيه إخبار عن أمر سيكون، ما هو هذا الأمر؟!
أخبر أنه سيكون اختلاف كثير بين المسلمين عما كان عليه الحال في زمنه صلى الله عليه وسلم: "ومن يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً "!
ما النجاة ما الفكاك كيف الخلاص؟
قال: " فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ ".
إذاً أول ثمرة وأول فضل لاتباع السنة أنك تعصم نفسك به على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وما كان عليه أصحابه، تعصم نفسك عن الاختلاف المذموم، تعصم نفسك عن الدخول في أمور الاختلاف والفرقة التي ذمها الإسلام بأن تتمسك بالسنة وهذا معيار من الرسول صلى الله عليه وسلم نعلمه ونلقنه للناس نقول لهم إذا جاءكم أمر من الأمور والتبست عليكم الأمور وما عرفتم هل هذا الأمر يجوز أو لا يجوز؛ فانظروا هل كان عليه حال الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه هذا ضابط علمنا إياه صلى الله عليه وسلم فقال: "ومن يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ... ".
وقوله في الحديث: (فعليه بسنتي) أي فليلزم سنتي (وسنة الخلفاء الراشدين المهديين) فإنهم لم يعملوا إلا بسنتي فالإضافة إليهم إما لعملهم بها أو لاستنباطهم واختيارهم إياها وقد كانت طريقتهم هي نفس طريقته، فإنهم أشد الناس حرصا عليها وعملا بها في كل شيء. وعلى كل حال كانوا يتوقون مخالفته في أصغر الأمور فضلا عن أكبرها. وكانوا إذا أعوزهم الدليل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم عملوا بما يظهر لهم من الرأي بعد الفحص والبحث والتشاور والتدبر، وهذا الرأي منهم أولى من رأي غيرهم عند عدم الدليل.
قال أبو حاتم ابن حبان رحمه الله: "في قوله صلى الله عليه وسلم: "فعليكم بسنتي" عند ذكره الاختلاف الذي يكون في أمته بيان واضح أن من واظب على السنن قال بها ولم يعرج على غيرها من الآراء من الفرق الناجية في القيامة جعلنا الله منهم بمنه.
ثم بوّب في ذكر الإخبار عما يجب على المرء من لزوم سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم وحفظه نفسه عن كل من يأباها من أهل البدع وإن حسنوا ذلك في عينه وزينوه"اهـ (1).
الثمرة الثانية
أن في اتباع السنة ولزومها النجاة من الفرقة التي توعد أهلها بالنار
هناك الاختلاف وقد لا يصل إلى حد الفرقة لكن قد يصل الاختلاف إلى حد فتكون هناك فرق وجماعات وانتماءات ذمها الرسول صلى الله عليه وسلم أخرج ابن ماجة عن أنس ابن مالك قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة وإن أمتي ستفترق على اثنين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة ".
وأخرج الترمذي عن عبد الله بن عمر قال صلى الله عليه وسلم: "ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل وإن بني إسرائيل تفرقت على اثنتين وسبعين ملة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا واحدة إلا ملة واحدة قالوا من هي يا رسول الله قال: ما أنا عليه وأصحابي "
وعن معاوية بن أبي سفيان قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على اثنتين وسبعين ملة وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة ثنتان وسبعين في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة " (1).
ففي هذا الحديث بيان أن في لزوم سنته صلى الله عليه وسلم السلامة من الفرقة المذمومة التي توعد أهلها بالنار.
هناك في الثمرة الأولى ذكر الاختلاف وقد يحدث الاختلاف ولا يصل إلى فرقة فاتباعك للسنة يسلمك من الاختلاف.
(يُتْبَعُ)
(/)
هنا في الثمرة الثانية ذكر فرق وهذا خبر من الرسول صلى الله عليه وسلم فيه إعجاز وتصديق لنبوته صلى الله عليه وسلم إذ الأمر حصل كما قال عليه الصلاة والسلام وحصلت فرق، هناك الخوارج وهناك المعتزلة وهناك المرجئة وهناك الجهمية وهناك الرافضة فرق كثيرة حصلت، أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن هذه الفرق ستبلغ إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ما هي؟ هي التي تكون ما عليه أنا وأصحابي.
إذاً هذا فيه تعظيم لأمر إتباع السنة أليس كذلك؟
فيه بيان لثمرة من ثمرات إتباع السنة أليس كذلك؟
نقول بلى: فيه تعظيم لاتباع السنة وحث للمسلمين أن يتبعوا السنة فعليهم إذا أرادوا النجاة أن يكونوا على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه فهذه ثمرة من ثمرات إتباع السنة.
ومن المهم هنا التنبيه على أن قوله صلى الله عليه وسلم: " كلها في النار إلا واحدة " من باب نصوص الوعيد، فالفرق المتوعدة بالنار، في قوله صلى الله عليه وسلم: " كلها في النار إلا واحدة " هذا عذابها إن شاء الله عذبها وإن شاء غفر لها، كما قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذلِكَ لِمَن يَشَآءُ} [النساء:48]، [مجموع الفتاوى (7/ 217 - 218)].
قال الآجري محمد بن الحسين (ت360هـ) رحمه الله: " فالمؤمن العاقل يجتهد أن يكون من هذه الملة الناجية باتباعه لكتاب الله عزوجل وسنن رسوله صلى الله عليه وسلم وسنن أصحابه رحمةُ الله عليهم، وسنن التابعين بعدهم بإحسان، وقول أئمة المسلمين ممن لا يستوحش من ذكرهم مثل سفيان الثوري والأوزاعي ومالك بن أنس والشافعي وأحمد بن حنبل وأبي عبيد القاسم بن سلام ومن كان على طريقهم من الشيوخ فما أنكروه أنكرناه وما قبلوه وقالوا به قبلناه وقلنا به، ونبذنا ما سوى ذلك"اهـ[كتاب الأربعين حديثاً للآجري، تحقيق أخينا الفاضل بدر البدر، أضواء السلف، 1420هـ].
الثمرة الثالثة
أن في لزوم السنة تحصيل الهداية والسلامة من الضلال
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يرد عليَّ الحوض" (1).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس في حجة الوداع فقال: " يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبداً كتاب الله وسنة نبيه " (2).
وعن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده قال رسول الله صلىالله عليه وسلم: " تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم" (3).
وعن أبي أمامه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما ضل قومٌ بعد هدىً كانوا عليه إلا أتوا الجدل ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
] مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاّ جَدَلاَ بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ [" (1).
والكتاب والسنة قد هُدِي من تمسك بهما.
هذه الأحاديث تفيد أن في اتباع السنة النبوية سلامة من الضلال: "تركت فيكم شيئين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض". إذاً هذا الحديث فيه بشارة لمن اتبع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وتمسك بها وأنها ستكون داعية وهادية في عرصات يوم القيامة إلى الحوض المورود حوض النبي صلى الله عليه وسلم وهذه ثمرة عظيمة من ثمرات التمسك والاتباع لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
قال ابن تيمية رحمه الله: "كان أئمة المسلمين مثل مالك وحماد بن زيد والثوري ونحوهم إنما تكلموا بما جاءت به الرسالة وفيه الهدى والشفاء فمن لم يكن له علم بطريق المسلمين يعتاض عنه بما عند هؤلاء وهذا سبب ظهور البدع في كل أمة وهو خفاء سنن المرسلين فيهم وبذلك يقع الهلاك، ولهذا كانوا يقولون: الاعتصام بالسنة نجاة".
قال مالك رحمه الله: "السنة مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك".
وهذا حق فإن سفينة نوح إنما ركبها من صدق المرسلين واتبعهم وأن من لم يركبها فقد كذب المرسلين. واتباع السنة هو اتباع الرسالة التي جاءت من عند الله فتابعها بمنزلة من ركب مع نوح السفينة باطنا وظاهرا والمتخلف عن اتباع الرسالة بمنزلة المتخلف عن اتباع نوح عليه السلام وركوب السفينة معه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا إذا تدبر المؤمن سائر مقالات الفلاسفة وغيرهم من الأمم التي فيها ضلال وكفر وجد القرآن والسنة كاشفان لأحوالهم مبينان لحقهم مميزان بين حق ذلك وباطله والصحابة كانوا أعلم الخلق بذلك كما كانوا أقوم الخلق بجهاد الكفار والمنافقين كما قال فيهم عبدالله بن مسعود: من كان منكم مستنا فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة أولئك أصحاب محمد كانوا أبر هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه، فاعرفوا لهم حقهم، وتمسكوا بهديهم فإنهم كانوا على الهدي المستقيم" (1) اهـ.
الثمرة الرابعة
أن في السنة دخولاً تحت اسم النبي صلى الله عليه وسلم
وفي تركها خروجًا عن اسم الرسول صلى الله عليه وسلم
الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: "من رغب عن سنتي فليس مني" وله قصة أخرج الشيخان واللفظ للبخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فلما أخبروا كأنهم تقالوها، فقالوا أين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبداً وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فقال: أنتم الذين قلتم كذا وكذا أما والله إني لأخشاكم لله واتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني ".
وترك سنة الرسول صلى الله عليه وسلم هو رغبة عنه، تركها بعد علمها هو رغبة عنه والرغبة عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم على درجتين: قد تكون في درجة المعصية وقد تكون في درجة الكفر والعياذ بالله.
إذا تركتها إعراضاً عنها وإنكاراً لها وانتقاصاً لها فأنت انتقصت الدين وانتقاص الدين نوع من الكفر والإعراض عن الدين نوع من أنواع الكفر والعياذ بالله.
أما إذا تركت السنة تهاوناً وكسلاً لا عن اعتقاد القصور فيها واعتقاد النقص فيها، فأنت بحسب هذه السنة التي تركتها إن تركت واجباً فأنت عليك إثم الواجب وإن تركت مستحباً فأنت قد فاتك فضل المستحب وإذا أدمنت وداومت على ترك المستحب فإن أهل العلم في المذاهب الأربعة يسقطون عدالتك ويفسقونك بترك السنة بمعنى الإدمان على تركها. من ذلك ما ورد عن الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه: أنه سئل عمن يترك صلاة الوتر وصلاة الوتر عنده مستحبة ليست بواجبة فقال: لما سئل عمن ترك أو أدمن ترك صلاة الوتر لا يصلي الوتر قال: ذاك رجل فاسق ترد شهادته. وهو يترك سنة ولذلك نحن ننبه الناس نقول: لا تفهموا من قول العلماء إن السنة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها هذا المعنى الذي تصلون به إلى التهاون بالسنة نقول: لا، العلماء ما أرادوا هذا إنما أرادوا بيان السنة والواجب والمحرم والمكروه، أرادوا ما تصح به العبادة وما تفسد به العبادة، أرادوا بيان أدنى الأحوال التي يصل بها الإنسان إلى حد العدالة عموماً لا على الدوام وهم يفرقون مع قولهم إن السنة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها يفرقون بين من أدمن على ترك السنن وبين من كان يتركها أحياناً ولذلك الإمام أحمد بن حنبل وغيره من أئمة الحق قالوا: ما بلغنا حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا عملنا به ولو مرة واحدة.
لماذا يصفون هذا؟ لماذا يقولون هذا؟
حتى يعدوا من أصحاب هذه السنة، يعدوا من أصحاب هذا الحديث لذلك من ثمرات العمل بالسنة وفضل العمل بالسنة أن من يعمل بها يعد من أهلها.
الثمرة الخامسة
أن في فضل السنة واتباعها الفكاك من سبل الشيطان
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:" خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً فقال: هذا سبيل الله ثم خط خطوطاً عن شماله وعن يمينه ثم خط خطوطاً صغيرة عن شمال هذا الخط وعن يمينه ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا سبيلي أشار إلى الخط الطويل وقال: هذا سبيلي وهذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعوا إليه ثم تلا {وَأَنّ هََذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتّبِعُوهُ وَلاَ تَتّبِعُوا السّبُلَ فَتَفَرّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصّاكُمْ بِهِ لَعَلّكُمْ تَتّقُونَ} ". فمن اتبع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم اتبع الصراط المستقيم وسلم من سبل
(يُتْبَعُ)
(/)
الشياطين، وخط الرسول صلى الله عليه وسلم الذي صنعه ومثله بالمثال ليقربه إلى أذهان الناس فخط خطاً وخط على جانبه خطوطاً تصويراً لحقيقة هذه السنة، فالسنة طريق طويل ليست طريقاً قصيراً ولذلك الذين يتعجلون نتائج الدعوة يتعجلون نتائج اتباع السنة وتطبيق السنة يقولون: يا أخي نحن لنا مدة على طلب الحديث ونطبق الحديث والعمل بالسنة ولكن ما يوجد أثر لهذا؛ المجتمعات ماتغيرت!!
فأقول لك: يا أخي لا ضير في ذلك أما ترى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما مثل لسنته وصراطه مثله صراطاً طويلاً ولما مثل السبل الأخرى مثلها سبل قصيرة على جانبيه فلا تغتر ولا تظنن أن اتباعك لتلك السبل التي هي على خلاف السنة يوصلك إلى النتيجة! فبعض الناس قد يظن أنه بهذا الأسلوب الذي يخالف سنة الرسول يصل مباشرة إلى مقصود الدعوة!
فنقول: هذه كلها اغواءات من الشيطان يغويك يفتح لك الأبواب ويغرر بك يوهمك أن هذا السبيل نتيجته سريعة طريقه قصير أما طريق السنة يا أخي فإنه طريق طويل محفوف بالمكاره، ولكنه صراط مستقيم يؤدي بسالكه إلى الجنة، وينجو به من النيران!
هذا سبيل الرسول صلى الله عليه وسلم إن أردته ألزمه وهو طريق طويل عليك إن تصبر وعليك أن تتابع السبيل ولذلك كان من الوصايا العامة لجميع المؤمنين ما ذكره الله سبحانه وتعالى في قوله {وَالْعَصْرِ. إِنّ الإِنسَانَ لَفِى خُسْرٍ.إِلاّ الّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْاْ بِالْحَقّ وَتَوَاصَوْاْ بِالصّبْر}
لابد من الصبر في أمر الدعوة!
وسبيل الرسول صلى الله عليه وسلم في الدعوة ومنهج الأنبياء في الدعوة ليس بمنهج سريع تستعجل فيه ثمرته، ليس بمنهج بين يوم وليلة بين سنة وسنتين، بل هو سبيل طويل، وصراط مستقيم، أمّا سبيل الشياطين فإنها كلها قصيرة يغرر بك بقصرها فتتوهم أنها تؤدي إلى النتيجة سريعاً!
فسبيل السنة سبيل طويل عليك أن تتبعه وأن تسلكه وأن تتواصى فيه مع إخوانك بالحق وأن تتواصى فيه مع إخوانك بالصبر.
إذاً في اتباعك للسنة أمان لك وفكاك لك من سبل الشياطين.
قال ناصر الدين أحمد بن محمد المعروف بابن المنير (ت683هـ) رحمه الله: "من الحقوق الواجبة نشرها (يعني: السنة) على الناس قاطبة يحملها الآخذ إلى الغالب، ويبلغها الشاهد إلى الغائب، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نضر الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها ثم أدّاها كما سمعها فرب مبلغ أوعى من سامع" فوظيفة الحامل الجاهل في هذه الأمانة أن يؤديها إلى أهلها بالوفاء والتسليم ووظيفة الحامل الحاذق أيضاً أن يؤديها إلى من عساه أحذق منه في الفهم والتفهيم.
وليحذر أن يحجب عن المزيد باعتقاد أنه ذلك العظيم ففوق كل ذي علم عليم، ومهما ظن أنه ليس وراء قدره مرمى، فقد حرم بركة قوله عزوجل: {وقل ربي زدني علماً} [طه:114] وقد كان العلماء الربانيون من هذه الأمة على ما وهبوه من القوة في غاية الجزع والهلع يتدرعون العجز الذي يأباه اليوم لكع بن لكع، حتى كان مالك رحمه الله وهو الذي لا يقري أحد كما يقري أهون ما عليه أن يقول فيما لا يدري أنه لا يدري، ويشير بها إلى الأفاضل والأماثل ويقول: جنة العالم لا أدري فإذا أخطأها أصيبت منه المقاتل"اهـ. (1)
قال ابن تيمية رحمه الله: "وعامة هذه الضلالات إنما تطرق من لم يعتصم بالكتاب والسنة كما كان الزهري يقول: كان علماؤنا يقولون الاعتصام بالسنة هو النجاة.
وقال مالك: السنة سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق؛ وذلك أن السنة والشريعة والمنهاج هو الصراط المستقيم الذي يوصل العباد إلى الله والرسول هو الدليل الهادي الخريت في هذا الصراط كما قال تعالى: {إِنّآ أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشّراً وَنَذِيراً.وَدَاعِياً إِلَى اللّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مّنِيراً}.
وقال تعالى: {وإنّك لتهدي إلى صراطٍ مُسْتَقيم.صِرَاطِ اللّهِ الّذِي لَهُ مَا فِي السَّموَات وَمَا فِي الأرْضِ أَلاَ إِلَى اللّهِ تَصِيرُ الاُمُورُ}.
وقال تعالى: {وَأَنّ هََذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتّبِعُوهُ وَلاَ تَتّبِعُوا السّبُلَ فَتَفَرّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصّاكُمْ بِهِ لَعَلّكُمْ تَتّقُونَ}.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال عبدالله بن مسعود: خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا وخط خطوطا عن يمينه وشماله ثم قال هذا سبيل الله وهذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ثم قرأ: {وَأَنّ هََذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتّبِعُوهُ وَلاَ تَتّبِعُوا السّبُلَ فَتَفَرّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصّاكُمْ بِهِ لَعَلّكُمْ تَتّقُونَ} [الأنعام:153].
وإذا تأمل العاقل الذي يرجو لقاء الله هذا المثال وتأمل سائر الطوائف من الخوارج ثم المعتزلة ثم الجهمية والرافضة ومن أقرب منهم إلى السنة من أهل الكلام مثل الكرامية والكلابية والأشعرية وغيرهم (1) وأن كلا منهم له سبيل يخرج به عما عليه الصحابة وأهل الحديث ويدعى أن سبيله هو الصواب وجدت أنهم المراد بهذا المثال الذي ضربه المعصوم الذي لا يتكلم عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى" [مجموع الفتاوى (4/ 56ـ57)].
الثمرة السادسة
في اتباع السنة تحصل الشرع والدين
وذلك أن الدين معناه أن لا تعبد إلا الله ولا تعبد الله إلا بما شرع ولا طريق لنا في معرفة الشرع بغير القرآن العظيم والسنة النبوية، ولهذا كانت العبادات توقيفية ولا غرو قالت عائشة رضي الله عنها: " كان خلقه القرآن " وسنته صلى الله عليه وسلم شاملة لكل الدين. فهي المبينة للقرآن العظيم قال الله تبارك وتعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنِّاسِ مَا نُزّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} وقال تعالى: {وَمَآ أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاّ لِتُبَيّنَ لَهُمُ الّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [النحل:64].
توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: " هذا وضوئي ووضوء الأنبياء من قبلي، فمن زاد أو أنقص فقد أساء وظلم".
وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي قال: "صلوا كما رأيتموني أصلي"!
وهو الذي قال: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" وهو الذي قال: " أفشوا السلام بينكم وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا جنة ربكم بسلام ".
وقال ابن تيمية رحمه الله: " ولهذا قال الفقهاء العبادات مبناها على التوقيف كما في الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قبل الحجر الأسود وقال: والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله r يقبلك لما قبلتك.
والله سبحانه وتعالى أمرنا باتباع الرسول وطاعته وموالاته ومحبته وأن يكون الله ورسوله أحب إلينا مما سواهما وضمن لنا بطاعته ومحبته محبة الله وكرامته فقال تعالى {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم} وقال تعالى {وإن تطيعوه تهتدوا} وقال تعالى {ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم}.
وأمثال ذلك في القرآن كثير ولا ينبغي لأحد أن يخرج في هذا عما وضحت به السنة وجاءت به الشريعة ودل عليه الكتاب والسنة وكان عليه سلف الأمة وما علمه قال به وما لم يعلمه أمسك عنه ولا يقفُ ما ليس به علم ولا يقول على الله ما لم يعلم فإن الله تبارك وتعالى قد حرم ذلك كله انتهى كلامه رحمه الله ".
فمن ثمرا ت اتباع السنة أنك باتباعها تحصل الدين جميعه.
إن شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول عبده ورسوله تتضمن أمرين:
أن لا نعبد إلا الله وأن لا نعبده إلا بما شرع.
إن هذين الأمرين هما اللذان يقوم عليهما الدين.
أما نقول ذلك؟ إذاً الإتباع أن لا نعبد الله إلا بما شرع، وتحقيق هذا الأصل لا يكون إلا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وهو معنى الجزء الثاني من الشهادة وأشهد أن محمداً رسول الله فلا طريق لك إلى معرفة عبادة الله إلا عن طريق اتباع رسول الله واتباع الرسول يكون بأخذ سنته صلى الله عليه وسلم ولذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد". يعني تتقرب إلى الله بأمر انظر هذا الأمر هل هو من الأمور التي تقرب بها الرسول عليه الصلاة والسلام أم لا. فإذا وجدتها من ذلك فهي مقبولة إن شاء الله إذا توفرت شروط القبول وإذا لم يكن الأمر كذلك فهو مردود عليك ولذلك حكم أهل العلم إن الذين يتقربون إلى الله بأمور محدثة يعني ببدع لا تقبل منهم عبادتهم لماذا؟ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"
(يُتْبَعُ)
(/)
إذاً في اتباع سنة الرسول عليه الصلاة والسلام وتقفيها أخذ بالدين كله. والرسول عليه الصلاة والسلام علمنا كيف نتوضأ وكيف نصلي وعلمنا الآداب والأخلاق وكان يعلمنا لما دخل المدينة قال: "أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام" ويعلمنا يقول: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" علمنا الصيام وعلمنا الزكاة وعلمنا أمور الدين. فاتباعك لسنة الرسول أخذ بأمور الدين جميعها.
قال ابن عبد البر (ت463هـ):"هذا حديث مدني صحيح ويدخل في هذا المعنى الصلاح والخير كله والدين والفضل والمروءة والإحسان والعدل فبذلك بعث ليتممه صلى الله عليه وسلم.
وقد قال العلماء إن أجمع آية للبر والفضل ومكارم الأخلاق قوله عز وجل: {إِنَ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَآءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلّكُمْ تَذَكّرُونَ} [النحل:90].
وروينا عن عائشة ذكره ابن وهب وغيره أنها قالت: "مكارم الأخلاق صدق الحديث وصدق الناس وإعطاء السائل والمكافأة وحفظ الأمانة وصلة الرحم والتدمم للصاحب وقرى الضيف والحياء رأسها".
قالت: "وقد تكون مكارم الأخلاق في الرجل ولا تكون في ابنه وتكون في ابنه ولا تكون فيه وقد تكون في العبد ولا تكون في سيده يقسمها الله لمن أحب"اهـ[التمهيد (24/ 334)].
قلت: وسنة الرسول هي الدين كما تقدم، وهي المبينة لما في القرآن العظيم، وقد كان خلقه صلى الله عليه وسلم القرآن كما قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
وقد قال ابن تيمية: "ولهذا قال الفقهاء: العبادات مبناها على التوقيف كما في الصحيحين عن عمر بن الخطاب أنه قبل الحجر الاسود وقال: "والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك لما قبلتك" والله سبحانه أمرنا باتباع الرسول وطاعته وموالاته ومحبته وأن يكون الله ورسوله أحب إلينا مما سواهما وضمن لنا بطاعته ومحبته محبة الله وكرامته فقال تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}، وقال تعالى: {وإن تطيعوه تهتدوا}، وقال تعالى: {ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم}، وأمثال ذلك في القرآن كثير.
ولا ينبغي لأحد أن يخرج فى هذا عما مضت به السنة وجاءت به الشريعة ودل عليه الكتاب والسنة وكان عليه سلف الأمة وما علمه قال به وما لم يعلمه أمسك عنه ولا يقفو ما ليس له به علم ولا يقول على الله ما لم يعلم فان الله تعالى قد حرم ذلك كله"اهـ[قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة ص270ـ271].
الثمرة السابعة
أن في اتباعك لها رفع لسمة الذل والهوان عن الأمة
وذلك لأن السنة هي الدين وترك الدين سبب للذل والهوان.
أخرج أحمد في المسند وأبو داود في سننه عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم" والعودة إلى السنة عودة إلى الدين.
وفي حديث جبريل الطويل الذي هو أم السنة بعد أن ذكر أركان الإيمان والإسلام والإحسان قال: "هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمور دينكم"!
الرسول عليه الصلاة والسلام أخبر بأمر سيكون وأخبر بالنتيجة وذلك على سبيل الخلاص قال: "إذا تبايعتم بالعينة" والعينة نوع من أنواع البيوع تباع فيها السلعة ويبقى عينها عند بائعها ويشتريها البائع ممن اشتراها منه، كأن يذهب إنسان إلى صاحب سيارات وهو محتاج فلوس فيقول لصاحب السيارات: بعني هذه السيارة بالتقسيط بعشرين ألف، فيبيعه بعشرين ألف، وصاحب السيارة عارف أنه ما يريد السيارة يريد الفلوس فيقول له: أنا اشتري منك هذه السيارة نقداً بخمسة عشر ألفاً فيصير في الحقيقة أنه أخذ خمسة عشر ألفاً حاله بعشرين ألف مؤجلة ألم يحصل هذا.
هذا هو بيع العينة، سمي عينة لأن عين السلعة المباعة لم تنتقل من حرز مالكها.
والرسول عليه الصلاة والسلام عنون ببيع العينة من باب الإشارة إلى تفشي أنواع البيوع المحرمة لأنه لا يوجد عندنا في المعاملات في البيع والشراء إلا بيع وربا فعنوان البيوع المحرمة الربا ومنه بيع العينة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: "إذا تبايعتم بالعينة واتبعتم أذناب البقر" كانوا في السابق ولايزال إلى الآن في بعض البلاد المحراث يجره بقر وثور فيأتي المزارع يمشي خلف البقر ويمسك المحراث ويغرزه في الأرض حتى يقلبها فالرسول صلى الله عليه وسلم عبر عن الركون إلى الدنيا والأرض باتباع أذناب البقر يعني تصيروا أهل زرع وأهل دنيا وأهل مال فتجلسوا في الأرض وتتركوا الجهاد. قال: "إذا تبايعتم بالعينة واتبعتم أذناب البقر وتركتم الجهاد " تضمن ثلاثة أمور:
• 1ـ إذا تبايعتم بالعينة! قلنا: هذا عنوان البيوع المحرمة الربوية.
• 2ـ واتبعتم أذناب البقر! معناه الركون إلى الدنيا.
• 3ـ وتركتم الجهاد
ما هي نتيجة هذه الأمور إذا وجدت في مجتمع من المجتمعات: "سلط الله عليكم ذلاً لا يرفعه عنكم حتى تعودوا إلى دينكم ".
إذاً اتباع السنة عودة إلى الدين والعودة إلى الدين سبب في رفع الذل عنا.
إذاً اتباع السنة سبب في رفع الذل عن أمة المسلمين.
أخذ سنة الرسول صلى الله عليه وسلم والسير عليها والتمشي بها والحرص والتمسك بما جاء عنه صلى الله عليه وسلم سبب لرفع الذل عن المسلمين وهذا ثمرة من ثمرات اتباع السنة أخبرنا بها الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث.
في حديث جبريل الطويل ذكر الإيمان والإسلام والإحسان وقال: "هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمور دينكم"؛ إذاً الذل لا يرفع إلا بالعودة إلى الدين والدين هو معرفة أركان الإيمان والإسلام والإحسان أليس كذلك؟!.
فمن أراد أن يعود إلى الدين فعليه أن يتعلم أحكام هذه المذكورات في حديث جبريل. فهل بعد هذا يلام أهل الحديث أنهم يشتغلون بتعليم الناس أحكام الطهارة وأحكام الصوم وأحكام الزكاة وأحكام الإيمان والإيمان بالله وبالملائكة والكتب ويتركوا الكلام في الأشياء التي لا فائدة فيها؟!
يتحدث أهل الحديث في هذه الأمور يعلمون الناس الدين، هل يقال عنهم بعد ذلك أنتم علماء حيض ونفاس ولستم بعلماء واقع ولستم بعلماء دعوة؟
العالم الذي يعلم الناس هذه الأمور يعلم الناس الدين يعلمهم السبيل الذي يخرجون به عن الذل والهوان يعلمهم السبيل الذي أرشدهم الرسول صلى الله عليه وسلم إليه. إذا أرادوا الخلاص والنجاة في الآخرة!
فمن ترك تعلم هذه الأمور وجعل كلامه كله عن العلمانية وعن الشيوعية وعن الدول الكبرى وعن كذا، وترك تعليم نفسه ما يحتاجه من أمر دينه، بله تعليم الناس هذه الأشياء، هل علم الدين؟ هل تحقق فيه الرجوع إلى الدين، الذي أراده صلى الله عليه وسلم في قوله: "حتى ترجعوا إلى دينكم" وفي حديث جبريل ذكر الإيمان وأركانه والإسلام وأركانه والإحسان: "وقال: هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمور دينكم"؟
فهل نتعلم الدين بدون أن نتعلم كيف نصلي؟!
هل نتعلم الدين من غير أن نتعلم الطهارة التي هي مفتاح الصلاة؟!
هل نتعلم الدين من غير أن نعلم نساءنا وبناتنا وحريمنا أحكام الحيض وأحكام النفاس وهي أمور تمر عليهم دائماً؟
هل نكون تعلمنا الدين بغير ذلك؟
هل نتعلم الدين ونحن لا نعرف نعبد الله على الطريقة التي تقول: إن صلاتي أنا كما صلاها الرسول صلى الله عليه وسلم، حجي أنا كما حج الرسول صلى الله عليه وسلم، صومي أنا كما صام الرسول صلى الله عليه وسلم؟
هل عرفنا الدين؟!
إذاً من ثمرات اتباع السنة ومن فضل اتباع السنة أن فيها رفع سمة الذل والهوان عن المسلمين.
سر يا أخي على الجادة اتبع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم أحرص على أن تقيم عبادة الله وتحققها وثق أنك إذا ما مشيت على هذا فصلحت نفسك وأصلحت أهلك وأسرتك وصلاح النفس صلاح الأسرة.
وصلاح الأسرة صلاح المجتمع.
وصلاح المجتمع صلاح المدينة.
وصلاح المدينة صلاح الدولة.
وصلاح الدولة صلاح الأمة.
وصلاح الأمة صلاح الكون جميعه بإذن الله؛ فأحرص وأبدا بنفسك ثم أدناك فأدناك.
الثمرة الثامنة
أن فيها وصف الداء الذي اعترى الأمة الإسلامية ووصف الدواء
أخرج أحمد وأبو داود عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يوشك الأمم أن تتداعى عليكم كما تداعى الأكلة على قصعتها فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذٍ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير ولكنكم غثاءٍ كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة لكم و ليقذفن الله في قلوبكم الوهن فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن قال: حب الدنيا وكراهية الموت ".
(يُتْبَعُ)
(/)
الرسول صلى الله عليه وسلم وصف داءنا وحالنا: "يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما يتداعى الأكلة على قصعتها ".
أما حصل هذا؟! والله حصل تداعت دول الاستعمار على البلاد الإسلامية التي حباها الله سبحانه وتعالى بالخيرات رزقها الله بالخيرات أنهار وزراعة وبترول وأمور مختلفة تداعوا عليها كما يتداعى الأكلة على قصعتها!
"قالوا: أمن قلة نحن يا رسول الله؟ " هل نحن قليل حتى تجيء دول وتتكاثر علينا؟!
"قال: لا بل كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل". فما السبب في ضعفنا؟
"قال: ولينزعن الله من صدورهم المهابة لكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن قالوا يا رسول الله ما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت".
إذاً في السنة وصف الداء ووصف الدواء تريد تعالج نفسك تريد تمشي في طريقك تريد تحقق الخير لك؛ احرص على اتباع السنة وعالج نفسك من أمر حب الدنيا وكراهية الموت تنظر في السنة تجد فيها حديثاً يقول: " أكثروا من زيارة القبور فإنها تذكركم بالأخرة " تنظر في السنة تجد فيها حديثاً يقول: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت"، تذكرك بالآخرة بالموت كل ما قرأت واطلعت في السنة وطبقتها، يضعف في نفسك حب الدنيا وخوف الموت شيئاً فشيئاً!
تسمع في السنة عن الدنيا: "الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه أو عالم أو متعلم".
تقرأ في القرآن العظيم:] زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام ... إلى آخره [
وتستمر في تعلم القرآن والسنة فتتوضح لك الحقائق وتتكشف لك الدنيا!
فتقوم وقد عرفت ما هي الدنيا! عرفت ما هي الأمور التي حولك! فسلمت من الوهن وسلامتك من الوهن خروج لك من حالة الغثائية.
الثمرة التاسعة
أن في سنته صلى الله عليه وسلم تحصيل تمام الأخلاق وجميلها ومكارمها
أخرج أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِح الْأَخْلَاقِ " (1).
قال ابن عبد البر (ت463هـ):"هذا حديث مدني صحيح ويدخل في هذا المعنى الصلاح والخير كله والدين والفضل والمروءة والإحسان والعدل فبذلك بعث ليتممه صلى الله عليه وسلم
وقد قال العلماء إن أجمع آية للبر والفضل ومكارم الأخلاق قوله عز وجل: {إِنَ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَآءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلّكُمْ تَذَكّرُونَ} [النحل:90].
وروينا عن عائشة ذكره ابن وهب وغيره أنها قالت: "مكارم الأخلاق صدق الحديث وصدق الناس وإعطاء السائل والمكافأة وحفظ الأمانة وصلة الرحم والتدمم للصاحب وقرى الضيف والحياء رأسها".
قالت: "وقد تكون مكارم الأخلاق في الرجل ولا تكون في ابنه وتكون في ابنه ولا تكون فيه وقد تكون في العبد ولا تكون في سيده يقسمها الله لمن أحب"اهـ (1).
قلت: وسنة الرسول هي الدين كما تقدم، وهي المبينة لما في القرآن العظيم، وقد كان خلقه صلى الله عليه وسلم القرآن كما قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
الثمرة العاشرة
أن في لزوم السنة النجاة من الفتنة والعذاب الأليم
قال الله تبارك وتعالى {لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.
كل من خالف السنة! كل من خالف أمر الرسول! عليه أن يحذر {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} تصيبهم فتنة فيدخل الكفر في قلوبهم أو النفاق في قلوبهم أو يدخلوا في البدع فيلحقهم بذلك عذاب أليم!
فمن فضل اتباع سنة الرسول أنها تحفظك من الفتنة.
جاء رجل إلى الإمام مالك قال: يا إمام أريد العمرة! قال: اعتمر! قال: أريد أن أحرم لها من المدينة من المسجد! قال: يا بني اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذي الحليفة واعتمارك من المسجد خلاف السنة وإني أخشى عليك الفتنة إذا أنت فعلت هذا ثم تلا {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصبهم عذاب أليم}.
الثمرة الحادية عشر
أن في اتباع السنة ولزومها تحقيق الإيمان وحصول السعادة في
الدارين والسلامة من النيران
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى}، فمن اتبع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولزمها فإنه لم يعرض عن الدين ولا عن ذكر الله بل أقبل فهذا لا يكون حاله كمن أعرض وقد قال تعالى {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم} وقال تعالى {وإن تطيعوه تهتدوا} وقال تعالى {ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم}.
وبالمقابل جاءت آيات في حال من يعصي الله ورسوله قال تبارك وتعالى: {ومن يعص الله ورسوله ويتعدى حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين}، بل نفى الإيمان عمن لم يحقق الاتباع له صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون لك حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً}، وقال تبارك وتعالى: {ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً}، وقال تعالى: {ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبداً}.
إذاً اتباع سنة الرسول عليه الصلاة والسلام تحقيق للإيمان: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم} {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم}.
الثمرة الثانية عشر
من ثمرات اتباع السنة أن في اتباعك للسنة وعملك بها إحياءً لها
وإحياؤك لها إظهاراً لها ودعوة للناس إليها، فمن عمل بالسنة، نتيجة عملك بها أجر وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة. أخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من دعى إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ومن دعى إلى ضلالة كان له من الإثم مثل آثام من تبعه ولا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً".
وأخرج مسلم أيضاً عن جرير بن عبد الله قال جاء ناس من الأعراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم الصوف فرأى سوء حالهم قد أصابتهم حاجة فحث الناس على الصدقة فابطئوا عنه حتى رؤي ذلك في وجهه قال: ثم أن رجلاً من الأنصار جاء بصرة من ورق ثم جاء آخر ثم تتابعوا حتى عرف السرور في وجهه صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام: " من سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها بعده كتب له مثل أجر من عمل بها ولا ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة وعمل بها بعده كتب له مثل وزر من عمل بها لا ينقص من أوزارهم شيئاً "
إذاً من عمل بالسنة وأظهرها دعى الناس إليها بمجرد أنه أظهرها. فإذا عمل إنسان بهذه السنة كان لمن أظهرها أولاً أجر من عمل بها إلى يوم القيامة!
قد يقول قائل: يا شيخ الرسول صلى الله عليه وسلم قال من سن سنة حسنة يعني إنسان يعمل عمل ولو ما جاء في الشرع ولو ما جاء عن الرسول!
أقول لك: لا،ليس هذا معنى الحديث لأن أهل العلم يقولون إنما يعرف التحسين والتقبيح للأشياء من الشرع فمن أين لك هذا العمل حسن إذا لم يأت من الشرع فمصدرنا أن هذا حسن أو قبيح هو الشرع، يصير معنى الحديث: "من سن سنة حسنة " أي: من أحيا سنة من الشرع ولذلك الحديث ورد في الصدقة أن رجلاً جاء وقدم صدقة فجاء الناس بعده وتصدقوا.
دخل رجل المسجد ولقي فقيراً فخرَّج من ماله شيئاً وأعطاه! فلما رأوه الناس بادروا اقتداء به إلى إعطاء هذا الفقير ومساعدته! كل من عمل إقتداءً به يكون له أجر. فهل الصدقة وإخراجها من السنة التي ثبتت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أم سنة محدثة؟ إنها سنة ثابتة عنه صلى الله عليه وسلم.
ليس في الحديث أن الإنسان يعمل سنة من عند نفسه، لأن حسن السنن إنما يعرف من الشرع وليكن على ذكر منكم قوله صلى الله عليه وسلم " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ".
قال ابن حبان رحمه الله:" إن في لزوم سنته صلى الله عليه وسلم تمام السلامة وجماع الكرامة لا تطفئ سرجها ولا تدحض حججها من لزمها عصم ومن خالفها يذم إذ هي الحصن الحصين والركن الركين الي بان فضله ومتن حبله من تمسك به ساد ومن رام خلافه باد فالمتعلقون به أهل السعادة في الأجل والمغيوطون بين الأنام في العامل".انتهى كلامه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبهذا تتم هذه المحاضرة والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. وسبحانك اللهم أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك وصلى الله على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
(1) صحيح ابن حبان (1/ 180)
(2) حديث صحيح، لغيره. وأشار بعضهم إلى احتمال تواتره.
أخرجه أحمد في المسند (4/ 102)، و أبو داود في كتاب السنة، باب شرح السنة، حديث رقم (4597)، والآجري في الشريعة (الطبعة المحققة) (1/ 132، تحت رقم 31).وصحح إسناده محقق جامع الأصول (10/ 32)، والألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة حديث رقم (204)، وذكر جملة من الأحاديث تشهد له. وانظر نظم المتناثر ص32 - 34.
فائدة: قال ابن تيمية رحمة الله عليه، في مجموع الفتاوى (3/ 346 - 347)، في معرض كلام له على حديث الافتراق: "وأمّا تعيين هذه الفرق فقد صنف الناس فيهم مصنفات، وذكروهم في كتب المقالات، لكن الجزم بأن هذه الفرقة الموصوفة هي إحدى الثنتين والسبعين لا بد له من دليل؛ فإن الله حرّم القول بلا علم عموماً، وحرّم القول عليه بلا علم خصوصاً، فقال تعالى: {قل إنما حرّم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله مالم ينزل به سلطاناً، وأن تقولوا على الله ما لاتعلمون} [الأعراف:33]، وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً ولاتتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين إنما يأمركم بالسؤ والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لاتعلمون} [البقرة:169]، وقال تعالى: {ولاتقف ما ليس لك به علم} [الإسراء:36]. وأيضاً فكثير من الناس يخبر عن هذه الفرق بحكم الظن والهوى، فيجعل طائفته والمنتسبة إلى متبوعه الموالية له هم أهل السنة والجماعة، ويجعل من خالفها أهل البدع، وهذا ضلال مبين. فإن أهل الحق والسنة لا يكون متبوعهم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي {لاينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى}، فهو الذي يجب تصديقه في كل ما أخبر، وطاعته في كل ما أمر، وليست هذه المنزلة لغيره من الأئمة، بل كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن جعل شخصاً من الأشخاص غير رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحبه ووافقه كان من أهل السنة والجماعة، ومن خالفه كان من أهل البدعة والفرقة - كما يوجد ذلك في الطوائف من اتباع أئمة في الكلام في الدين وغير ذلك - كان من أهل البدع والضلال والتفرق"اهـ
(2) أخرجه الحاكم والدار قطني والبيهقي
(3) أخرجه البيهقي.
(4) أخرجه ابن عبد البر في التمهيد مسنداً.
(5) أخرجه ابن عبد البر أيضاً في التمهيد وأخرجه الترمذي
(6) مجموع الفتاوى (4/ 137).
(7) المتواري على تراجم أبواب البخاري ص34ـ35.
(8) وكذا فرق الاختلاف إلى يومنا هذا .
(9) المسند (الرسالة) 14/ 513.(/)
بشرى: انطلاق الفصل الدراسى الجديد السبت القادم بالأكاديمية الاسلامية!
ـ[ناصر]ــــــــ[23 Feb 2007, 08:00 ص]ـ
بشرى: انطلاق الفصل الدراسى الجديد السبت القادم!
تقرر - بإذن الله - أن يبدأ انطلاق الفصل الدراسي الثالث للسنة الثانية لعام 1428 هجرية السبت القادم، الموافق: 6/ 2/1428هجرية الموافق 24/ 2/2007م.
وبهذه المناسبة تسر إدارة الأكاديمية الإسلامية المفتوحة أن تدعو جميع الراغبين في الالتحاق بالفصل الدراسي الثالث للسنة الثانية لعام 1428هـ المبادرة بالتسجيل.
للمزيد http://islamacademy.net/arabic/index.asp
ـ[الجعفري]ــــــــ[23 Feb 2007, 07:31 م]ـ
جزاك الله خيراً(/)
برنامج إحياء السنة النبوية- تحري ساعة الإجابة يوم الجمعة
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[23 Feb 2007, 08:38 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع (47) – بتاريخ 6/ 2/1428 - تحري ساعة الإجابة يوم الجمعة:
?لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا ? (الأحزاب: 21).
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذَكَرَ يوم الجمعة فقال: ((فيه ساعة، لا يوافقها عبد مسلم، وهو قائم يصلي، يسأل الله تعالى شيئًا، إلا أعطاه إياه)) وأشار بيده يقللها. [متفق عليه: 935 - 1969].
برنامج إحياء السنة النبوية:
http://esmallah.org/sub/da3wa/suna/nashr.html(/)
سؤال
ـ[سامي العتيبي]ــــــــ[23 Feb 2007, 02:35 م]ـ
السلام عليكم
الإخوة الكرام
أرجوا من الإخوة طلاب العلم وخاصة بمدينة الدمام ذكر الدروس العلمية التي تقام بالدمام وبأي مسجد وجزاكم الله خير
ـ[الجعفري]ــــــــ[23 Feb 2007, 07:23 م]ـ
لست من أهل الدمام , لكن بحثت في الشبكة لك عن ذلك فوجدت رابطاً لعله يفيدك: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=91190(/)
المجالس الفقهية مع العلامة ابن عقيل ومحاضرات للشيخ الطريفي في ...
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[24 Feb 2007, 02:36 م]ـ
الإعلان هنا:
http://www.shazly.net/~freehosting/5x1/pjmk6bpt_fq_Ameer_n.jpg(/)
الدروس العلمية الأسبوعية لفضيلة الشيخ الدكتور: عبدالمحسن العسكر حفظه الله
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[24 Feb 2007, 02:38 م]ـ
الإعلان هنا/
http://www.shazly.net/~freehosting/5x1/sft3fb6j_3skr_Ameer_n.jpg
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[17 Mar 2007, 11:57 م]ـ
أحب التنبيه إلى جميع دروس الشيخ/ عبدالمحسن العسكر -حفظه الله- تنقل عبر موقع البث الإسلامي وهي والله دروس غزيرة العلم، عظيمة الفائدة، جمة النفع.(/)
مواقع عقيدة
ـ[روضة]ــــــــ[25 Feb 2007, 06:53 م]ـ
الإخوة الأفاضل ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أرغب بالسؤال عن مواقع متخصصة بالعقيدة على مذهب أهل السنة والجماعة.
وبارك الله فيكم
ـ[روضة]ــــــــ[26 Feb 2007, 11:14 م]ـ
غريب ... ألا تعرفون منتديات مختصة بعقيدة أهل السنة؟؟
سامحكم الله ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Feb 2007, 11:19 م]ـ
بلى
هذا منتدى حديث خاص بالعقيدة والمذاهب المعاصرة يقوم عليه زملاء فضلاء في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة.
ملتقى العقيدة ( http://www.alagidah.com/vb/)
ـ[روضة]ــــــــ[27 Feb 2007, 05:25 م]ـ
بارك الله فيكم أستاذ عبد الرحمن، وأتمنى ممن عنده المزيد من المواقع الحديثة المختصة بالعقيدة تزويدي بها، مع الشكر سلفاً.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[27 Feb 2007, 06:04 م]ـ
وهذا موقع آخر يهتم بالعقيدة والمذاهب المعاصرة:
http://www.bab.com/rel_expert/sub_rel.cfm?id=139&parentid=2(/)
نصوص الكتاب والسنة الدالة على فضل وعظم السنة ووجوب اتباعها
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[26 Feb 2007, 07:51 م]ـ
نصوص الكتاب والسنة الدالة على فضل وعظم السنة ووجوب اتباعها
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
? يَا أَيُّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اتّقُواْ اللّهَ حَقّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنّ إِلاّ وَأَنْتُمْ مّسْلِمُونَ ? سورة آل عمران آية:102.
? يَآ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوْا رَبَّكُمُ الَّذِيْ خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيْراً وَنِسَآءً وَاتَّقُوْا اللَّهَ الَّذِيْ تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيْباً ? النساء آية:1
? يَا أَيُّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اتّقُواْ اللّهَ وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماًً ? الأحزاب آيتا:70،71.
أما بعد: فإن الحديث عن فضل وعظم اتباع السنة النبوية هو الحديث عن الإسلام بتشريعاته وحكمه البالغة وآدابه إذ السنة هي الدين كله فالدين هو الإسلام والإسلام هو السنة،
وقد قال الشافعي رحمه الله: " كل ما حكم به رسول الله ? فهو مما فهمه من القرآن () قال تعالى: ? إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ? سورة النساء من الآية (105)، وقد جاءت نصوص كثيرة من الكتاب والسنة توجب وتحث على اتباع السنة قال الله تعالى: ? لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ? سورة الأحزاب آية (21)، وقال: ? وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ? سورة الأحزاب من الآية (34)، وقال: ? مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ? سورة النساء آية (80)، وقال: ? وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ? (4) سورة النجم آيتا 3 – 4)، وقال: ? إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ ? سورة النساء من الآية (105)، وقال: ? هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ? سورة التوبة آية: (33)، وقال: ? هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ? سورة الفتح آية (28)، وقال: ? هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ? سورة الصف آية: (9)، وقال: ? وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ? سورة الأنعام آية (153) وقال: ? وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ? سورة الشورى آية (52)، وقال: ? لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ ? سورة آل عمران آية (164)، وقال: ? وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا? سورة النساء من الآية (113)، وقال: ? هُوَ الَّذِي بَعَثَ
(يُتْبَعُ)
(/)
فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ? سورة الجمعة آية (2)، وقال: ? وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ? سورة الحشر من الآية (7)، وقال: ? قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ? سورة آل عمران آية (31)، وقال: ? كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ ? سورة البقرة آية (151)، وقال: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ? سورة النساء آية (59)، وقال: ? وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ? سورة آل عمران آية (85)، وقال: ? وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ? سورة النحل من الآية (44)، وقال: ? وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ? سورة النحل من الآية (64)، وقال: ? قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ? سورة النور آية (54)، وقال: ? وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ? سورة النساء من الآية (13)، وقال: ? لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ? سورة النور آية (63)، وقال: ? وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ? سورة النساء آية (69)، وقال: ? وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ? سورة النور آية (52)، وقال: ? وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ? سورة الأحزاب من الآية (71)، وقال: ? لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا ? سورة الفتح آية (17).
وعن ابن عباس ? أنه قال: في قوله تعالى: ? يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ، وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ? سورة آل عمران من آيتا (106 - 107)، قال: الذين ابيضت وجوههم: هم أهل السنة والجماعة وأما الذين اسودت وجوههم قال: هم أهل البدع والضلالة " ().
وعن سعيد بن جبير في قوله تعالى: ? وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ? قال: " ثم استقام " قال: " لزوم السنة والجماعة " ().
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن مجاهد كدعاء بعضكم بعضاً قال: " أمرهم أن يدعوا يا رسول الله في لين وتواضع ولا يقولوا يا محمد في تجهم " ().
وعن مجاهد قوله: ? لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا ? قال: أمرهم أن يدعوه يا رسول الله في لين وتواضع " ().
وعن قتادة في قوله: ? لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا ? قال: " أمرهم أن يفخموه ويشرفوه " ().
وعن الضحاك قال: ? لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا ? قال: " أمرهم أن يطيعوه ويشرفوه ويدعوه باسم النبوة قال ابن جريج عن مجاهد أمرهم أن يدعوه في لين وتواضع " ().
وقال مالك عن زيد بن أسلم في قوله: ? لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا ? قال: أمرهم الله " أن يشرفوه " ().
وأما الأحاديث فكثيرة جداً:
إيجاب الجنة لمن أطاع الله ورسوله فيما أمر ونهى
عن أبي هريرة ? أن رسول الله ? قال كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قالوا يا رسول الله ومن يأبى قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى " ().
قال أبو حاتم: " طاعة رسول الله ? هي الانقياد لسنته بترك الكيفية والكمية فيها مع رفض قول كل من قال شيئاً في دين الله جل وعلا بخلاف سنته دون الاحتيال في دفع السنن بالتأويلات المضمحلة والمخترعات الداحضة " ().
وجوب طاعة الله والرسول وأولي الأمر
عن أبي هريرة ? أن رسول الله ? قال: " من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصى أميري فقد عصاني " ().
وعن المقدام بن معد يكرب ? عن رسول الله ? أنه قال: " ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه لا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلي ولا كل ذي ناب من السبع ولا لقطة معاهد إلا أن يستغني عنها صاحبها ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروه فإن لم يقروه فله أن يعقبهم بمثل قراه " ().
وعن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول لا ندري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه " ().
وعن جابر بن عبد الله ? أن عمر بن الخطاب ? أتى النبي ? بكتاب أصابه من بعض أهل الكتب فقرأه النبي ? فغضب فقال أمتهوكون فيها يا بن الخطاب والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به والذي نفسي بيده لو أن موسى ? كان حياً ما وسعه إلا أن يتبعني " ().
الهداية والسلامة من الضلال في اتباع السنة
عن أبي هريرة ? قال: قال رسول الله ? إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض " ().
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله ? خطب الناس في حجة الوداع فقال: " يا أيها الناس أني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا كتاب الله وسنة نبيه ? " ().
وعن جابر بن عبد الله ? أنه قال: جاز رسول الله ? حتى أتى عرفة فوجد القبة قد ضربت له بنمرة فنزل بها حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له حتى إذا انتهى إلى بطن الوادي خطب الناس فقال إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا إن كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع ودماء الجاهلية موضوعة وأول دم أضعه دماؤنا دم بن ربيعة بن الحارث كان مسترضعا في بني سعد وقتلته هذيل وربا الجاهلية موضوع وأول ربا أضع ربي عباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله وإن عليهم أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف فقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعدي إن اعتصمتم به كتاب الله وأنتم مسؤولون عني فما أنتم قائلون قالوا نشهد أن قد بلغت وأديت ونصحت فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء ويسلتها إلى الأرض اللهم اشهد اللهم اشهد ثلاثا ... " ().
اتباع بالسنة واجتناب البدع
هو سبيل النجاة من الاختلاف المذموم
(يُتْبَعُ)
(/)
عن العرباض بن سارية قال: " صلى بنا رسول الله ? ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال قائل يا رسول الله كأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا فقال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبدا حبشيا فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة " ().
من اتبع السنة دخل تحت اسم النبي ?،
ومن رغب عن سنته خرج عن اسمه
عن أنس بن مالك رضي الله عنه يقول جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي ? يسألون عن عبادة النبي ? فلما أخبروا كأنهم تقالوها فقالوا وأين نحن من النبي ? قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال أحدهم أما أنا فإني أصلي الليل أبدا وقال آخر أنا أصوم الدهر ولا أفطر وقال آخر أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً فجاء رسول الله ? فقال:" أنتم الذين قلتم كذا وكذا أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني " ().
الدعاء بالنضارة لمن حفظ السنة وبلغها وعلَّمها
عن عبد الله بن مسعود ? عن النبي ? انه قال: قال: سمعت رسول الله ? يقول: " نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه فرب مبلغ أحفظ له من سامع " ().
وعن جبير بن مطعم عن أبيه قال قام رسول الله ? بالخيف من منى فقال نضر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها ثم أداها إلى من لم يسمعها فرب حامل فقه لا فقه له ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل عليهم قلب المؤمن إخلاص العمل والنصيحة لولي الأمر ولزوم الجماعة فان دعوتهم تحيط من ورائهم " ().
وعن عبد الرحمن بن أبان بن عثمان عن أبيه أن زيد بن ثابت خرج من عند مروان نحوا من نصف النهار فقلنا ما بعث إليه الساعة إلا لشيء سأله عنه فقمت إليه فسألته فقال أجل سألنا عن أشياء سمعتها من رسول الله ? سمعت رسول الله ? يقول: " نضر الله أمراً سمع منا حديثاً فحفظه حتى يبلغه غيره فإنه رب حامل فقه ليس بفقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث خصال لا يغل عليهن قلب مسلم أبدا إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الأمر ولزوم الجماعة فإن دعوتهم تحيط من ورائهم وقال من كان همه الآخرة جمع الله شمله وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت نيته الدنيا فرق الله عليه ضيعته وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له " ().
في اتباع السنة الفكاك من سبل الشيطان
عن عبد الله بن مسعود ? قال: " خط لنا رسول الله ? خطاً ثم قال هذا سبيل الله ثم خط خطوطاً عن يمينه وعن شماله ثم قال: هذه سبل قال يزيد متفرقة على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ثم قرأ ? وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ? ().
وعن أبي هريرة ? أن رسول الله ? أنه قال: " والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار " ().
تعظيم حديث رسول الله ? والطهارة له
عن ضرار بن مرة قال: " كانوا يكرهون أن يحدثوا عن رسول الله ? وهم على غير وضوء قال إسحاق: فرأيت الأعمش إذا أراد أن يحدث وهو على غير وضوء تيمم " ().
وعن قتادة قال: " لقد كان يستحب أن لا يقرأ الأحاديث التي عن رسول الله ? إلا على وضوء " ().
وعن أبي مصعب قال:" كان مالك بن أنس لا يحدث بحديث رسول الله ? إلا وهو على وضوء إجلالاً لحديث رسول الله ? " ().
وعن مالك بن أنس أنه قال: كان جعفر بن محمد لا يحدث عن رسول الله ? إلا وهو طاهر " ().
وعن أبي الزناد قال: " كان سعيد بن المسيب وهو مريض يقول: أقعدوني فإني أعظم أن أحدث حديث رسول الله ? وأنا مضطجع " ().
وعن الحسن أنه قال: " يا عباد الله إن الخشب يحن إلى رسول الله ? شوقاً إلى لقائه فليس الرجال الذين يرجون لقاء الله أحق أن يشتاقوا إليه " ().
قال ابن وهب:" كنا عند مالك فذكرت السنة فقال: " السنة سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق " ().
قال سهل بن عبد الله رحمه الله:النجاة في ثلاثة: (1 - أكل الحلال: 2 - أداء الفرائض: 3 - الاقتداء بالنبي ?) ().
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن شهاب الزهري رحمه الله: (من الله الرسالة،وعلى رسوله ? البلاغ، وعلينا التسليم) ().
قال ناصر الدين أحمد بن محمد المعروف بابن المنير (ت683هـ) رحمه الله: "من الحقوق الواجبة نشرها (يعني: السنة) على الناس قاطبة يحملها الآخذ إلى الغالب، ويبلغها الشاهد إلى الغائب، فوظيفة الحامل الجاهل في هذه الأمانة أن يؤديها إلى أهلها بالوفاء والتسليم ووظيفة الحامل الحاذق أيضاً أن يؤديها إلى من عساه أحذق منه في الفهم والتفهيم وليحذر أن يحجب عن المزيد باعتقاد أنه ذلك العظيم ففوق كل ذي علم عليم " ().
قال أبو سليمان الداراني: " ربما يقع في قلبي النكتة من نكت القوم أياماً فلا أقبل منه إلا بشاهدين عدلين الكتاب والسنة " ().
مدارج السالكين لابن القيم 2/ 465.
وقال أبو عثمان النيسابوري رحمه الله: " الصحبة مع الله بحسن الأدب ودوام الهيبة والصحبة مع الرسول صلى الله عليه وسلم باتباع سنته ولزوم ظاهر العلم والصحبة مع أولياء الله بالاحترام والحرمة والصحبة مع الأهل بحسن الخلق والصحبة مع الإخوان بدوام البشر والانبساط ما لم يكن إثما والصحبة مع الجهال بالدعاء لهم والرحمة عليهم " ().
وقال أحمد بن أبي الحواري: " من عمل عملاً بلا إتباع سنة فباطل عمله " ().
قال أبو حفص عمر بن سالم الحداد: " من لم يزن أفعاله وأحواله في كل وقت بالكتاب والسنة ولم تهم خواطره فلا تعدوه في ديوان الرجال " ().
وقال إبراهيم الخواص: الصبر الثبات على أحكام الكتاب والسنة " ().
وقال إبراهيم الخواص: ليس العلم بكثرة الرواية وإنما العالم من اتبع العلم واستعمله واقتدى بالسنن وان كان قليل العلم، وسئل عن العافية فقال العافية أربعة أشياء دين بلا بدعة وعمل بلا آفة وقلب بلا شغل ونفس بلا شهوة " ().
وقال سهل بن عبد الله: " الفتوة اتباع السنة " ().
قال أبو حفص: " أحسن ما يتوسل به العبد إلى مولاه دوام الفقر إليه على جميع الأحوال وملازمة السنة في جميع الأفعال وطلب القوت من وجه الحلال " ().
وقال أبو العباس أحمد بن سهل بن عطاء الأدمي: "من ألزم نفسه آداب السنة نور الله قلبه بنور المعرفة ولا مقام أشرف من متابعة الحبيب في أوامره وأفعاله وأخلاقه والتأدب بآدابه قولاً وفعلاً وعزماً وعقداً ونيةً " ().
وقال أبو بكر الطمستاني: " الطريق واضح والكتاب والسنة قائمة بين أظهرنا فمن صحب الكتاب والسنة وعزف عن نفسه والخلق والدنيا وهاجر إلى الله بقلبه فهو الصادق المصيب المتبع لآثار الصحابة " ().
وقال سهل بن عبد الله: " أصولنا ستة أشياء التمسك بكتاب الله تعالى والإقتداء بسنة رسول الله ? وأكل الحلال وكف الأذى واجتناب الآثام والتوبة وأداء الحقوق وقال: من كان اقتداؤه بالنبي ? لم يكن في قلبه اختيار لشيء من الأشياء ولا يجول قلبه سوى ما أحب الله ورسوله ? وسئل هل للمقتدي اختيار بالاستحسان قال لا إنما جعل السنة واعتقادها بالاسم ولا تخلو من أربعة الاستخارة والاستشارة والاستعانة والتوكل فتكون له الأرض قدوة والسماء له علما وعبرة وعيشته في حاله لأن حاله المزيد وهو الشكر وقال: أيما عبد قام بشيء مما أمره الله به من أمر دينه فعمل به وتمسك به فاجتنب ما نهى الله تعالى عنه عند فساد الأمور وعند تشويش الزمان واختلاف الناس في الرأي والتفريق إلا جعله الله إماما يقتدى به هاديا مهديا قد أقام الدين في زمانه وأقام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو الغريب في زمانه " ().
وقال أبو عثمان الحيري: " الصحبة مع الله بحسن الأدب ودوام الهيبة والمراقبة، والصحبة مع الرسول ? بإتباع سنته ولزوم ظاهر العلم وقال: من أمَّر السنة على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالحكمة، ومن أمر الهوى على نفسه نطق بالبدعة قال الله تعالى: ? وإن تطيعوه تهتدوا ? ().
وقال أبو حمزة البغدادي: " من علم طريق الحق سهل سلوكه عليه ولا دليل على الطريق إلى الله إلا بمتابعة الرسول ? في أحواله وأفعاله وأقواله " ().
وقال أبو إسحاق إبراهيم بن داود: علامة محبة الله إيثار طاعته ومتابعة نبيه صلى الله عليه وسلم " ().
وقال أبو إسحاق الرقاشي: " علامة محبة الله إيثار طاعته ومتابعة نبيه ? ().
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ذكر سبحانه آية النور عقيب آيات غض البصر فقال الله نور السماوات والأرض وكان شاه بن شجاع الكرماني لا تخطئ له فراسة وكان يقول من عمر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة وغض بصره عن المحارم وكف نفسه عن الشهوات وذكر خصلة خامسة وهي أكل الحلال لم تخطئ له فراسة والله تعالى يجزئ العبد على عمله بما هو من جنس عمله فغض بصره عما حرم يعوضه الله عليه من جنسه بما هو خير منه فيطلق نور بصيرته ويفتح عليه كتب باب العلم والمعرفة والكشوف ونحو ذلك مما ينال بصيرة القلب، والفائدة الثالثة قوة القلب وثباته وشجاعته فيجعل الله له سلطان النصرة مع سلطان الحجة وفي الأثر الذي يخالف هواه يفرق الشيطان من ظله ولهذا يوجد في المتبع لهواه من الذل ذل النفس وضعفها ومهانتها ما جعله الله لمن عصاه فإن الله جعل العزة لمن أطاعه والذلة لمن عصاه قال تعالى يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين وقال تعالى ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين، ولهذا كان في كلام الشيوخ الناس يطلبون العز من أبواب الملوك ولا يجدونه إلا في طاعة الله وكان الحسن البصري يقول وإن هملجت بهم البراذين وطقطقت بهم البغال فإن ذل المعصية في رقابهم يأبى الله إلا أن يذل من عصاه ومن أطاع الله فقد والاه فيما أطاعه فيه ومن عصاه ففيه قسط من فعل من عاداه بمعاصيه " ().
قال صفوان بن محرز: سألت ابن عمر ? عن الصلاة في السفر فقال: ركعتين ركعتين من خالف السنة كفر " ().
قال أبو عمر ابن عبد البر: " الكفر ههنا كفر النعمة وليس بكفر ينقل عن الملة كأنه قال كفر لنعمة التأسي التي أنعم الله على عباده بالنبي ? ففيه الأسوة الحسنة في قبول رخصته كما في امتثال عزيمته ? " ().
وعن عروة أنه قال لابن عباس: ألا تتقي الله ترخص في المتعة فقال ابن عباس: سل أمك يا عرية فقال عروة: أما أبو بكر وعمر فلم يفعلا فقال ابن عباس ?: والله ما أراكم منتهين حتى يعذبكم الله نحدثكم عن النبي ? وتحدثونا عن أبي بكر وعمر" ().
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " فالصراط المستقيم هو طاعة الله ورسوله وهو دين الإسلام التام وهو اتباع القرآن وهو لزوم السنة والجماعة وهو طريق العبودية وهو طريق الخوف والرجاء " ().
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
الحواشي
() مجموع الفتاوى لابن تيمية 13/ 363، وروح المعاني للألوسي 6/ 190، والإتقان في علوم القرآن للسيوطي 2/ 467، وقواعد التحديث للقاسمي ص 59، وأضواء البيان للشنقيطي 2/ 428.
() تفسير ابن كثير 1/ 391، والدر المنثور للسيوطي 2/ 299، والانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار للعمراني 1/ 108، وفتح القدير للشوكاني 1/ 371.
() أخرجه اللالكائي في اعتقاد أهل السنة رقم (72) 1/ 71، والعمراني في الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار 1/ 108.
() تفسير مجاهد 2/ 445، وتفسير الطبري 18/ 177، وتفسير ابن أبي حاتم رقم (14926) 6/ 231، وتعظيم قدر الصلاة للمروزي رقم (718) 2/ 663، ورقم (726) 2/ 666.
() تفسير الطبري 18/ 177.
() تفسير الطبري 18/ 177.
() جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 2/ 194،
() تفسير ابن كثير 3/ 307.
() أخرجه البخاري رقم (6851) 6/ 2655، وأحمد رقم (8713) 2/ 361، وأخرجه ابن حبان في صحيحه من حديث أبي سعيد الخدري رقم (17) 1/ 196 بلفظ " والذي نفسي بيده لتدخلن الجنة كلكم إلا من أبى وشرد على الله كشراد البعير قالوا يا رسول الله ومن يأبى أن يدخل الجنة؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ".
() صحيح ابن حبان رقم (17) 1/ 196،
() أخرجه البخاري رقم (6718) 6/ 2611، ومسلم رقم (1835) 3/ 1466.
(يُتْبَعُ)
(/)
() أخرجه أبو داود رقم (4604) 4/ 200، وأحمد رقم (17213) 4/ 130، وأخرجه الطبراني في الكبير رقم (670) 20/ 283، والطبراني في مسند الشاميين رقم (1061) 2/ 137، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود رقم (4604) 4/ 200.
() أخرجه أبو داود رقم (4605) 4/ 200، والترمذي رقم (2663) 5/ 37، وابن ماجه رقم (13) 1/ 6، والشافعي في مسنده ص 151، 233، والحميدي رقم (551) 1/ 252، والطبراني في الكبير رقم (934) 1/ 316، والحاكم في المستدرك رقم (368) 1/ 190وقال: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، والبيهقي في السنن الكبرى رقم (13219) 7/ 76، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود رقم (4605) 4/ 200، وفي صحيح سنن الترمذي رقم (2663) 5/ 37، وفي صحيح سنن ابن ماجه رقم (13) 1/ 6.
() أخرجه أحمد رقم (15195) 3/ 387، وابن أبي عاصم في السنة رقم (50) 1/ 27، وابن أبي شيبة رقم (26421) 5/ 312، والبيهقي في شعب الإيمان رقم (176) 1/ 199 - 200، وابن حجر في المطالب العالية رقم (3034) 12/ 614، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 1/ 174، وحسنه الألباني في مشكاة المصابيح رقم (177)، وفي ظلال الجنة رقم (50)، وفي إرواء الغليل رقم (1589)، وفي تحريم آلات الطرب ص 159.
() أخرجه الحاكم في المستدرك رقم (319) 1/ 172، وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم (2937)، ورقم (3232). وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى رقم (20124) 10/ 114بلفظ: " أني قد خلفت فيكم ما لن تضلوا بعدهما ما أخذتم بهما أو عملتم بهما كتاب الله وسنتي ولن يفترقا حتى يردا على الحوض " واللالكائي في اعتقاد أهل السنة رقم (90) 1/ 80، وابن شاهين في شرح مذاهب أهل السنة رقم (44) ص41، والقزويني في التدوين في أخبار قزوين 4/ 178، والعقيلي في الضعفاء رقم (804) 2/ 250، وابن حزم في الأحكام 6/ 243 وصححه.
() أخرجه الحاكم المستدرك رقم (318) 1/ 171، والبيهقي في السنن الكبرى رقم (20123) 10/ 114، ومالك في الموطأ بلاغاً رقم (1594) 2/ 899، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب رقم (40).
() أخرجه مسلم رقم (1218) 2/ 886، وأبو داود رقم (1905) 2/ 182، والنسائي في السنن الكبرى رقم (4001) 2/ 421، وابن ماجه رقم (3074) 2/ 1022.
() أخرجه أبو داود رقم (4607) 4/ 200، والترمذي رقم (2676) 5/ 44وقال: حديث حسن صحيح، وابن ماجه رقم (42 – 43) 1/ 15 – 16 وزاد وعليكم بالطاعة وإن عبداً حبشياً فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد، وأحمد رقم (17182، 17184) 4/ 126وزاد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي الا هالك ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين وعليكم بالطاعة وان عبدا حبشيا عضوا عليها بالنواجذ فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما انقيد انقاد، والدارمي رقم (95) 1/ 57، وابن حبان رقم (5) 1/ 179، والحاكم في المستدرك رقم (331 – 332) 1/ 175 - 176، ورقم (329) 1/ 174، والطبراني في الكبير رقم (617) 18/ 245، ورقم (623) 18/ 248، ورقم (624) 18/ 249، ورقم (642) 18/ 257، وفي الأوسط رقم (66) 1/ 28، والهيثمي في موارد الظمئان رقم (102) 1/ 56، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود رقم (4607) 4/ 200، وفي صحيح سنن الترمذي رقم (2676) 5/ 44، وفي صحيح سنن ابن ماجه رقم (42 - 43) 1/ 15 - 16، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم (937) 2/ 610، ورقم (2735) 6/ 526، وفي صحيح الجامع رقم (2549)، ورقم (4369)، وفي صحيح الترغيب والترهيب رقم (37).
() أخرجه البخاري رقم (4776) 5/ 1949، ومسلم رقم (1401) 2/ 1020، وأحمد رقم (13558) 3/ 241، وأبو داود رقم (1369) 2/ 48، والنسائي في السنن الصغرى رقم (3217) 6/ 60، وفي السنن الكبرى رقم (5324) 3/ 264، وابن حبان رقم (317) 2/ 20، وعبد بن حميد رقم (1318) 1/ 392.
(يُتْبَعُ)
(/)
() أخرجه أحمد رقم (4157) 1/ 436، وابن ماجه رقم (332) 1/ 85، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه رقم (332) 1/ 85، وفي صحيح الجامع رقم (6764).
() أخرجه أحمد رقم (16784) 4/ 80، ورقم (16800) 4/ 82، والدارمي رقم (227) 1/ 86، الحاكم في المستدرك رقم (294) 1/ 162 وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه أحمد أيضاً من حديث أنس بن مالك رقم (13374) 3/ 225، والشافعي في مسنده ص240، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة رقم (2329) 6/ 307، وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم (6765 – 6766)، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم (404) 1/ 760، وأخرجه الدارمي من حديث أبي الدرداء أيضاً رقم (230) 1/ 87.
() أخرجه أحمد رقم (21630) 5/ 183، وأبو داود رقم (3660) 3/ 322، والترمذي رقم (2656) 5/ 33، ومن حديث ابن مسعود رقم (2657) 5/ 34، وابن ماجه رقم (230) 1/ 84، ومن حديث جبير بن مطعم رقم (231) 1/ 85، ورقم (3056) 2/ 1015، وابن ماجه رقم (4105) 2/ 1375، وابن حبان رقم (680) 2/ 454، ورقم (67) 1/ 270، والهيثمي في موارد الظمئان رقم (72) 1/ 47، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود رقم (3660) 3/ 322، وفي صحيح سنن الترمذي رقم (2658) 5/ 34، ورقم (2656) 5/ 33، وفي صحيح سنن ابن ماجه رقم (4105) 2/ 1375، وفي صحيح الجامع رقم (6516)، وفي صحيح الترغيب رقم (90)، ورقم (3254)، ورقم (3168)، وأخرجه الحاكم في المستدرك من حديث النعمان بن بشير رقم (297) 1/ 164، وأبو نعيم في المسند المستخرج على صحيح مسلم رقم (9) 1/ 40.
() أخرجه أحمد رقم (4142) 1/ 435، ورقم (4437) 1/ 465، والنسائي في السنن الكبرى رقم (11174 – 11175) 6/ 343، والترمذي رقم (2454) 4/ 635 وصححه، والدارمي رقم (202) 1/ 78، ورقم (2729) 2/ 393، وسعيد بن منصور رقم (935) 5/ 112، وابن حبان رقم (6 – 7) 1/ 180، وأبو يعلى رقم (5243) 9/ 158، والطيالسي رقم (244) ص 33، والحاكم رقم (3241) 2/ 348 وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، والبزار رقم (1694) 5/ 113، ورقم (1718) 5/ 131، ورقم (1865) 5/ 251، والشاشي رقم (536) 2/ 50 – 51، ورقم (799) 2/ 228، والهيثمي في موارد الظمآن رقم (1741) 1/ 430، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم (2454) 4/ 635، وفي مشكاة المصابيح رقم (166).
() أخرجه مسلم رقم (32) 1/ 134، وأحمد رقم (8188) 2/ 317، ورقم (8594) 2/ 350، وأبو نعيم في المسند المستخرج رقم (384) 1/ 217، وأبو عوانة رقم (307) 1/ 97.
() جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 2/ 198.
() جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 2/ 198.
() جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 2/ 199.
() جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 2/ 198.
() جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 2/ 199.
() جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 2/ 199.
() تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 7/ 336، وتاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 14/ 9، ومفتاح الجنة للسيوطي ص 76.
() انظر: تفسير القرطبي 2/ 208.
() أخرجه البخاري رقم (7529) باب 46.
() المتواري على أبواب البخاري لابن المنير ص34.
() أخرجه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 34/ 127، والذهبي في تاريخ الإسلام 15/ 253، وفي سير أعلام النبلاء 10/ 183، وذكره ابن تيمية في مجموع الفتاوى 11/ 595، وفي الاستقامة ص 96، 249، والشاطبي في الاعتصام ص 94، وابن القيم في مدارج السالكين 2/ 464، والمناوي في فيض القدير 6/ 108، والسيوطي في مفتاح الجنة ص71.
() أخرجه البيهقي في شعب الإيمان رقم (8108) 6/ 267، وأبو عبد الرحمن السلمي في آداب الصحبة ص 65، وذكره ابن القيم في مدارج السالكين 2/ 465، وابن تيمية في الاستقامة ص 98، 251، والسيوطي في مفتاح الجنة ص 71.
(يُتْبَعُ)
(/)
() أخرجه المزي في تهذيب الكمال 1/ 374، وذكره الشاطبي في الاعتصام ص 95، وابن القيم في مدارج السالكين 2/ 465، 3/ 119، وابن أبي جرادة في بغية الطلب في تاريخ حلب 2/ 955، والسيوطي في مفتاح الجنة ص71.
() إغاثة اللهفان لابن القيم 1/ 125، ومفتاح الجنة للسيوطي ص71.
() الاعتصام للشاطبي ص97، وعدة الصابرين لابن القيم ص 9، وتفسير القرطبي 2/ 174، ومفتاح الجنة للسيوطي ص73.
() الاعتصام للشاطبي ص97.
() مفتاح الجنة للسيوطي ص73.
() مدارج السالكين لابن القيم 2/ 441، وطريق الهجرتين ص 73، ومفتاح الجنة للسيوطي ص73.
() أخرجه البيهقي في الزهد الكبير رقم (750) ص287، وذكره ابن القيم في مدارج السالكين 2/ 466، والشاطبي في الاعتصام ص 96، وابن العماد في شذرات الذهب 2/ 257، وصالح العمري في إيقاظ الهمم ص 92، والسيوطي في مفتاح الجنة ص72.
() أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 10/ 382، وذكره ابن القيم في مدارج السالكين 2/ 467، والسيوطي في مفتاح الجنة ص73.
() حلية الأولياء لأبي نعيم 10/ 190، وتاريخ الإسلام للذهبي 10/ 190، ومفتاح الجنة للسيوطي ص73.
() الاستقامة لشيخ الإسلام ابن تيمية ص97، ومفتاح الجنة للسيوطي ص71.
() أخرجه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 51/ 255، وذكره الشاطبي في الاعتصام ص 97، وابن تيمية في الاستقامة ص 250، وابن القيم في مدارج السالكين 2/ 467، والأزدي في طبقات الصوفية ص 229، والسيوطي في مفتاح الجنة ص72.
() حلية الأولياء لأبي نعيم 10/ 354، ومدارج السالكين 2/ 467، ومفتاح الجنة للسيوطي ص73.
() أخرجه أبو نعيم في الحلية 10/ 354، وذكره الشاطبي في الاعتصام ص97، وابن القيم في مدارج السالكين 2/ 467، والسيوطي في مفتاح الجنة ص 72.
() مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 21/ 257، مفتاح الجنة للسيوطي ص73، وقواعد التحديث للقاسمي ص166.
() أخرجه عبد الرزاق رقم (4281) 2/ 519، والبيهقي في السنن الكبرى رقم (5202) 3/ 140، وأبو نعيم في الحلية 7/ 185 – 186، والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 422، 427، وابن عبد البر في التمهيد لابن عبد البر 11/ 175، وفي جامع بيان العلم وفضله 2/ 194، وابن حزم في المحلى 4/ 270، والحافظ ابن حجر في المطالب العالية رقم (736) 5/ 99 وقال: إسناده صحيح، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 2/ 154 وقال: رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح، وصححه الألباني في التراويح ص 43.
() التمهيد لابن عبد البر 11/ 175.
() جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 2/ 195.
() مختصر الفتاوى المصرية للبعلي ص110.
ـ[الميموني]ــــــــ[27 Feb 2007, 02:11 م]ـ
جزاكم الله خيرا. لا خير فيمن لا يعظم السنة و لا دين بغير سنة النبي صلى الله عليه و سلم(/)
بشرى: فتح باب التسجيل في مواد الإنتساب للفصل الثالث بالأكاديمية الاسلامية!
ـ[ناصر]ــــــــ[01 Mar 2007, 03:10 ص]ـ
بشرى: فتح باب التسجيل في مواد الإنتساب للفصل الثالث!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة والأخوات الأفاضل، نبشركم بفتح باب التسجيل في مواد الانتساب الآتية:
الفقه - المستوى الثاني
استكمال شرح كتاب الصلاة والزكاة والصيام
اللغة عربية - المستوى الثاني
استكمال شرح متن الآجرومية في النحو لأبي عبد الله محمد الصنهاجي
العقيدة - المستوى الأول
شرح كتاب مجل أصول أهل السنة والجماعة في العقيدة للشيخ ناصر بن عبد الكريم العقل
القواعد الفقهية - المستوى الثاني
شرح القواعد الفقهية للشيخ عزت عبيد الدعاس
علوم الحديث - المستوى الأول
شرح كتاب نخبة الفكر للامام بن حجر العسقلاني
التفسير - المستوى الأول
شرح من كتاب تفسير بن كثير للامام أبي الفداء بن كثير
علوم القرآن - المستوى الأول
شرح علوم القرآن
التوحيد - المستوى الثاني
استكمال شرح التوحيد للإمام محمد بن عبد الوهاب
الآداب الشرعية - المستوى الأول
شرح الآداب الشرعية
هذا بالإضافة لمواد الانتظام لهذا الفصل و التي هي كالأتي:
العقيدة - المستوى الرابع
شرح العقيدة الطحاوية للإمام أبي جعفر الطحاوي – رحمه الله-
الفقه - المستوى السادس
شرح كتاب الجهاد والبيوع من عمدة الأحكام للإمام عبد الغني المقدسي- رحمه الله-
التفسير - المستوى الرابع
شرح تفسير ابن كثير للإمام إسماعيل بن كثير- رحمه الله-
الحديث - المستوى الخامس
عمدة الفقه للإمام ابن قدامه المقدسي- رحمه الله- (كتاب النكاح)
الفرائض- المستوى الأول
شرح منظومة القلائد البرهانية
اللغة العربية - المستوى الثالث
شرح كتاب البلاغة الواضحة
للمزيد يرجى النظر هنا ( http://www.islamacademy.net/arabic/index.asp).
مع دعائنا للجميع بالعلم النافع والعمل الصالح.(/)
برنامج إحياء السنة النبوية-الدعاء حين نزول منزل
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[01 Mar 2007, 08:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع (48) – بتاريخ 13/ 2/1428 - الدعاء حين نزول منزل:
?لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر
وذكر الله كثيرًا ? (الأحزاب: 21).
عن خولة بنت حكيم ـ رضي الله عنها ـ قالت: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: ((من نزل منزلاً ثم
قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء، حتى يرتحل من منزله ذلك)) [رواه مسلم:
6878].
برنامج إحياء السنة النبوية:
http://esmallah.org/sub/da3wa/suna/nashr.html(/)
العمل من أي مكان: فرص تعاقد لكتابة بحوث تربوية (أرجو التثبيت)
ـ[أبو حازم الكناني]ــــــــ[01 Mar 2007, 06:48 م]ـ
أيها الأحبة الكرام ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
يسرني أن أبشركم بقرب موعد انطلاقة موقع المربي
www.almurabbi.com بتصميمه الجديد على الشبكة
العنكبوتية.
وبهذه المناسبة يسرّ إدارة تحرير الموقع أن تعلن حاجتها لعدد من
المتخصصين في مجال التربية وذلك للعمل بنظام التعاقد لإنجاز عدد
من البحوث الخاصّة بمجال التربية بآفاقه الواسعة (التعليم والتربية،
والحياة الأسرية، وحلقات التحفيظ)
على من يأنس في نفسه الكفاءة والقدرة على الانضمام لهيئة تحرير
الموقع وانجاز التكاليف الخاصة بالبحث والكتابة في هذا المضمار،
إرسال سيرته الذاتية على البريد التالي:
alkinani@almurabbi.com
أو على الفاكس رقم: 0096614559729/ الرياض
علما بأنه يشترط أن يكون المتقدم متخصص أكاديمياً في مجال
التربية أو العلوم الأخرى المتعلقة بها. وننوه أنه لا يشترط
كون المتقدم مقيماً بالسعودية
والله يحفظكم ويرعاكم ..
----------------------------
يرجى من الأحباب نشره على المنتديات الأخرى من باب التعاون
على البر والتقوى.
كما أرجو من أحبابنا المشرفين (تثبيت البوست) لفترة مناسبة
ـ[أبو حازم الكناني]ــــــــ[10 Mar 2007, 04:56 م]ـ
يُرفع، أملاً في أن يقيّض الله تعالى للموقع بعض الأفاضل
الحادبين على العمل التربوي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Mar 2007, 08:25 م]ـ
نسأل الله لكم التوفيق يا أبا حازم، ونعم العملُ الذي تقومون به وفقكم الله. ولولا المربي ما عرفتُ ربي.(/)
الفوائد والقواعد الحديثية (أكثر من مئتي فائدة)
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[01 Mar 2007, 07:44 م]ـ
1. الاختلافات الحديثية سواء أكَانَتْ في الإسناد أم في الْمَتْن من القضايا الَّتِي أولى لها الْمُحَدِّثُوْنَ لها أهمية كبيرة.
2. من دلائل صدق الخبر مجيئه من طريق آخر من غير مواطئة ولا تشاعر ولا تلق من الأول.
3. الاختلافات مِنْهَا ما يؤثر في صحة الْحَدِيْث، ومنها ما لا يؤثر، ومرجع ذَلِكَ إِلَى نظر النقاد وصيارفة الْحَدِيْث.
4. إذا وقع في الرواي اختلاف ولا مرجح قد يحسن حديثه.
5. بَعْض الاختلافات تؤثر في حفظ الرَّاوِي وضبطه، وتقدح في مروياته وصحة الاعتماد عَلَيْهَا والاستدلال بِهَا.
6. من عيوب كتاب ابن الجوزي في الضعفاء أنه يسرد الجرح ويسكت عن التعديل.
7. الاختلاف و الاضطراب بَيْنَهُمَا عموم وخصوص فكل مضطرب مختلف وَلَيْسَ كُلّ مختلف مضطرب.
8. كل من يقول فيه الذهبي في الميزان مجهول ولا يسنده لأحد؛ فهو قول أبي حاتم.
9. وجه قولهم: إن الجرح لا يقبل إلا مفسراً: هو من اختلف في توثيقه وتجريحه.
10. يراد بالاضطراب في الأعم الأغلب الاختلاف القادح.
11. ينبغي أن يُتأمل من أقوال المزكين، ومخارجها فقد يقول العالم: فلان ثقة ولا يريد أنه ممن يحتج به، وإنما ذلك على حسب ما هو فيه ووجه السؤال له.
12. لا يمكن الحكم في الاضطراب والاختلاف إلا بجمع الطرق والنظر والموازنة والمقارنة.
13. إذا اختلفت أقوال عالم بتجريح أو تعديل نتعامل معها وكأنها أقوال لأشخاص آخرين.
14. إن مَعْرِفَة الخطأ في حَدِيْث الضعيف يحتاج إِلَى دقة وجهد كبير كَمَا هُوَ الحال في مَعْرِفَة الخطأ في حَدِيْث الثقة.
15. وجود ترجمة في الميزان أو اللسان لا يعني دائماً الجرح.
16. التفرد بحد ذاته لَيْسَ علة، وإنما يَكُوْن أحياناً سبباً من أسباب العلة، ويلقي الضوء عَلَى العلة ويبين ما يكمن في أعماق الراوية من خطأ و وهم.
17. قد يطلقون كلمة مسند على الاتصال.
18. المجروحون جرحاً شديداً – كالفساق و المتهمين و المتروكين – لا تنفعهم المتابعات إذ إن تفردهم يؤيد التهمة عِنْدَ الباحث الناقد الفهم.
19. المخالفة مخالفتان: مخالفة تضاد، وهنا لا بد من الترجيح، ومخالفة التفرد أو الزيادة.
20. مَعْرِفَة الاختلافات في المتون و الأسانيد داخل في علم العلل الَّذِي هُوَ كالميزان لبيان الخطأ والصواب و الصَّحِيْح و المعوج.
21. كلام الناقد يكون أفضل إذا تكلم في الراوي ولم يتأثر بحديث أو بآخرين.
22. أولى الفقهاء جانب النقد الحديثي اهتماماً خاصاً، وذلك من خلال تتبعهم لأقوال النقاد، واستعمالها أداة في تفنيد أدلة الخصوم، وَهُوَ دليل واضح عَلَى عمق الثقافة الحديثية عندهم، وعلى قوة الربط بَيْنَ هذين العلمين الشريفين.
23. اختلاف العلماء في التصحيح والتضعيف إما أن يكون بسبب العلم من خلال توفر الشروط أو خفاء العلل، أو بسبب اختلاف المناهج التي ساروا عليها.
24. ابن القطان يتبع ابن حزم في إطلاق التجهيل على من لا يطلعون على حالهم.
25. حجة تطلق على من هو أرفع من الثقة.
26. اقرب المعاني اللغوية لمعنى العلة في اصطلاح المحدثين هو: المرض؛ وذلك لأن الحديث الذي ظاهره الصحة إذا اكتشف الناقد فيه علة قادحة، فإن ذلك يمنع من الحكم بصحته.
27. ابن سعد الغالب عليه الاستقامة، وقد يتشدد.
28. إن تقييد العلة بكونها خفية قيد أغلبيٌّ، فإن المحدثين إذا تكلموا عن العلة باعتبار أن خلو الحديث منها يعد قيداً لابد منه لتعريف الحديث الصحيح؛ فإنهم في هذه الحالة يطلقون العلة ويريدون بها المعنى الاصطلاحي الخاص، وهو السبب الخفي القادح وإذا تكلموا في نقد الحديث بشكل عام؛ فإنهم في هذه الحالة يطلقون العلة ويريدون بها السبب الذي يعل به الحديث سواء كان خفياً أم ظاهراً، قادحاً أم غير قادح، وهذا له نظائرعند المحدثين.
29. مالك لا يروي في الغالب إلا صحيحاً إذا رواه مسنداً.
30. العلة بالمعنى الاصطلاحي الخاص لا تعرف إلا بجمع الطرق والموازنة والنظر الدقيق في أسانيد الحديث ومتونه.
31. الحديث الذي يرويه مالك وهو مخالف لأهل المدينة لا يذكره في موطئه إلا نادراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
32. إن معرفة الخطأ في حديث الضعيف يحتاج إلى دقة وجهد كبير كما هو الحال في معرفة الخطأ في حديث الثقة.
33. حديث المجهول من المتقدمين لا يرد مطلقاً، فإذا احتفت به القرائن قد يقبل.
34. إن في مواليد الصدر الأول ووفياتهم اختلاف كثير؛ لتقدمهم على تدوين كتب الوفيات بمدة كبيرة.
35. بعضهم مثل يعقوب بن شيبة يطلق كلمة: ثقة ثم يضعف الراوي ويقصد بالثقة العدالة وبالضعف الحفظ.
36. الحديث الضعيف إذا تلقاه العلماء بالقبول فهو مقبول يعمل به ولا يسمى صحيحاً.
37. يجب استقراء حديث من اختلف فيه أو من مس بقدح.
38. علم العلل كالميزان لبيان الخطأ والصواب والصحيح والمعوج.
39. ابن معين قد يطلق لا بأس به في الثقة وكذا النسائي.
40. قد تعل بعض الأحاديث بالمعارضة إذا لم يمكن الجمع ولا التوفيق.
41. ابن عدي قد يطلق لا بأس به لمن فيه ضعف.
42. الشك ليس علة في الحديث، لكن قد يتوقف العلماء في كلمة أو لفظة يقع فيها الشك.
43. من روي عنه قولان في راو = إذا أمكن الجمع بين قوليه فيجمع فيحمل التضعيف على شيء من حديثه ويحمل التوثيق على ما دون ذلك أو يحمل التوثيق على حديثة المتقدم والتضعيف على حديثه المتأخر وإذا لم يمكن الجمع نطبق قواعد الجرح والتعديل فيجعل هذان القولان مختلفين كما تقدم.
44. علل المتن في الغالب آتية مما اشترط الفقهاء للعمل بخبر الآحاد، وكثير منها يعود للترجيح، بمعنى أن بعض الفقهاء يرجح العمل بالدليل المعارض عنده على العمل بخبر الآحاد، وذلك كرد بعض الفقهاء خبر الآحاد كأن يكون وارداً فيما تعم فيه البلوى، أو خالفت فتيا الصحابي الحديث الذي رواه، وكتقديم بعض العمل بالقواعد العامة أو عمل أهل المدينة على العمل بخبر الآحاد عند المعارضة، وفي الغالب يرجح ما ذهب إليه جمهور العلماء في هذه القضايا من عدم جعلها علة في الأعم الأغلب.
45. عادة مالك وأيوب والشعبي وحماد بن زيد ومحمد بن سيرين قصر الخبر تورعاً.
46. من أخرج له ابن حبان في صحيحه مقتضاه أنه عنده ثقة.
47. الشخص لما يكون له شيوخ كثيرون فهذا يدل على أنه اهتم بالعلم واهتم بالطلب.
48. عادة ابن حزم إذا لم يعرف يجهله.
49. ينبغي الجمع بين الأقوال في الجرح والتعديل مهما أمكن.
50. المتابعة للمجهول تعرف حديثه أحياناً إلى مرتبة الصدق.
51. الساجي قد يطلق صدوق على الثقة.
52. من سب الصحابة فليس بثقة ولا مأمون.
53. شرط ابن حبان في ثقاته وقاعدته فيه ذكر كل مجهول، روى عنه ثقة ولم يجرح، ولم يكن الحديث الذي يرويه منكراً.
54. عنعنة المدلس الثقة المقل من التدليس تقبل إذا كان قد سمع من شيخه مع استقامة السند والمتن مع اشتراط أن يذكر رجلاً زائداً إذا جمعت الأسانيد، أو كان هناك: ((حدثت)) أو ((أخبرت)) وهذا ليس مطرداً.
55. لابد في أحاديث الأحكام من التشدد.
56. المطلوب في شخصية الرواي المقبول في الرواية أن يكون معروف العين عدل الدين مستقيم الرواية؛ فإذا اجتمعت حاز الراوي درجة الاحتجاج.
57. الشيعة لا يوثق بنقلهم.
58. رواة مقدمة صحيح مسلم لا يعدون في منزلة رواة صحيح مسلم.
59. الطعن في الراوي لأمر شخصي مردود.
60. لكل إمام ناقد مصطلحه الخاص في دلالة صدوق.
61. في مسند الإمام أحمد أشياء غير محكمة المتن والإسناد من رواية ابن المذهب وشيخه القطيعي.
62. إن كلمة صدوق إنما تفيد إذا لم يكن ثمة جرح.
63. قد يطعن في الراوي حسداً وهو ثقة.
64. إن الحفاظ يردون تفرد الثقة إذا كان في المتن نكارة، أو انفرد هذا الثقة عن بقية أقرانه بما لا يحتمل انفراده به.
65. النفس إلى كلام المتقدمين من النقاد أميل وأشد ركوناً.
66. أحياناً يطلق البخاري: ((في إسناده نظر)) ويريد بذلك الانقطاع، وقد يريد الجهالة.
67. تحديث الإمام أحمد ومسد بن مسرهد عن الضعيف يرفعه عن مرتبة متروك.
68. ليس كل ما يصدر عن الراوي يكون في مرتبة واحدة؛ إذ إن الرواة ليسوا قوالب.
69. من عادة أبي زرعة أن لا يحدث إلا عن ثقة.
70. العباد غالباً ينشغلون بعباداتهم، وأحوالهم الروحية والقلبية على تعاهد الحديث إذا لم يكن الحديث صنعتهم.
71. رواية ابن معين عن الراوي كافية لتوثيقه.
72. المتابعة التامة تعني أن الروايين تحملا هذا عن شيخ واحد.
73. أهل البلد أعلم براويهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
74. ما يقال عن الإمامين البخاري ومسلم: ((إنهما لم يلتزما إخراج جميع الصحيح)) ليس على إطلاقه، وإنما هو في الأبواب التي تتعدد فيها الأحاديث.
75. الليث بن سعد لا يروي عن المجهولين.
76. إذا كان الحديث من عيون المسائل، وخلت منه كتب السنة المشهورة؛ فهو أمارة نكارته.
77. الإسماعيلي اشترط في معجم شيوخه تبيين الضعيف منهم.
78. إن الإمام البخاري يخرج أحياناً حديثاً كاملاً في الباب للفائدة من لفظة واحدة.
79. يوجد في الأنهار ما لا يوجد في البحار.
80. الحديث الذي فيه قصة أدعى إلى حفظ راويه.
81. العدد الكثير أولى بالحفظ من الواحد.
82. من وصف بسوء الحفظ يحتاج إلى متابع، وتتأكد ضرورة المتابعة في أمور الأحكام والعقائد.
83. لا يغتر برواية البخاري عن المخلط؛ لأنه يعرف صحيح حديثه من سقيمه.
84. إن النقاد المتقدمين لا يميزون في الإطلاق بين مجهول العين ومجهول الحال غالباً، إنما يعبرون بمصطلح مجهول عن كلا الأمرين.
85. قل من أمعن النظر في علم الكلام إلا وأداه اجتهاده إلى القول بما خالف محض السنة.
86. من رام الجمع بين علم الأنبياء عليهم السلام وبين علم الفلاسفة بذكائه لا بد أن يخالف هؤلاء هؤلاء.
87. إن توثيق الناقد المعاصر أقوى من توثيق المتأخر.
88. قد ينتقي العالم العارف من سماع المتهم ما هو صحيح.
89. التصحيح بالشاهد والمتابع من أخطر القضايا الحديثية؛ فليتق الناقد ربه فيما يحكم به.
90. كلام الأقران بعضهم في بعض لا يلتفت إليه.
91. الحديث الصحيح الذي يحتج به في العقائد لا يجوز أن يركن فيه إلى ترقيعات المخرجين.
92. ليس لأحد أن ينسب كل مستحسن إلى الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن كل ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم حسن، وليس كل حسن قاله الرسول صلى الله عليه وسلم.
93. ما بني على الروايات الواهية والضعيفة لا يصلح أن يكون ديناً يتعبد الله به.
94. أبو حاتم قد يطلق على بعض الصحابة الجهالة لا يريد بها جهالة العدالة، وإنما يريد أنه من الأعراب الذين لم يروي عنهم أئمة التابعين.
95. لا ينبغي الإعلال بضعف راو أو تدليسه، والإسناد إليه غير ثابت.
96. التصحيف والسقط قد ينشئان أسماءً لا وجود لها.
97. المحدثون لا يحسنون ولا يصححون متناً من المتون من مجموع طرق ضعيفة لا تنجبر.
98. ليس اختلاف الوفاة دائماً عمدة للتفرقة بين الرواة؛ لأن كثيراً من الرواة قد اختلف في سنة وفاته فلا يستلزم ذلك التغاير.
99. كثيراً ما يكون مدار الحكم على الراوي بالممارسة العملية الحديثية، وسبر مروياته.
100 – معرفة الخطأ في حديث الضعيف يحتاج إلى دقة وجهد كبير كما هو الحال في معرفة الخطأ في حديث الثقة.
101 – التفرد بحد ذاته ليس علة، وإنما يكون أحياناً سبباً من أسباب العلة ويلقي الضوء على العلة، ويبين ما يكمن في أعماق الرواية من خطأ ووهم.
102 – المجروحون جرحاً شديداً – كالفساق والمتهمين والمتروكين – لا تنفعهم المتابعات؛ إذ أن تفردهم يؤيد التهمة عند الباحث الناقد الفهم.
103 – الحديث الضعيف إذا تلقاه العلماء بالقبول فهو مقبول يعمل به ولا يسمى صحيحاً.
104– قد تُعَلّ بعض الأحاديث بالمعارضة إذا لم يمكن الجمع ولا التوفيق.
105 – من كثرت أحاديثه واتسعت روايته، وازداد عدد شيوخه فلا يضر تفرده إلا إذا كانت أفراده منكرة.
106 – فرق بين قولهم: ((يروي مناكير)) وبين قولهم: ((في حديثه نكارة)). ففي الأولى أن هذا الراوي يروي المناكير، وربما العهدة ليست عليه إنما من شيوخه، وهي تفيد أنه لا يتوقى في الرواية، أما قولهم: ((في حديثه نكارة)) فهي كثيراً ما تقال لمن وقعت النكارة منه.
107 – قول ابن معين في الراوي: ((ليس بشيء)) تكون أحياناً بمعنى قلة الحديث
108 – أشد ما يجرح به الراوي كذبه في الحديث النبوي، ثم تهمته بذلك، وفي درجتها كذبه في غير الحديث النبوي، وكذلك الكذب في الجرح والتعديل لما يترتب عليه من الفساد الوخيم.
109 - بين قول النسائي: ((ليس بقويٍّ))، وقوله: ((ليس بالقوي)) فرق فكلمة: ليس بقوي تنفي القوة مطلقاً وإن لم تثبت الضعف مطلقاً وكلمة: ((ليس بالقوي)) إنما تنفي الدرجة الكاملة من القوة.
(يُتْبَعُ)
(/)
110 – أبو حاتم الرازي يطلق جملة: ((يكتب حديثه ولا يحتج به)) فيمن عنده صدوق ليس بحافظ يحدث بما لا يتقن حفظه فيغلط ويضطرب، ومعنى كلامه: يكتب حديثه في المتابعات والشواهد، ولا يحتج به إذا انفرد.
111 – قول ابن معين في الراوي: ((لم يكن من أهل الحديث)) معناها: أنه لم يكن بالحافظ للطرق والعلل، وأما الصدق والضبط فغير مدفوعين عنه.
112 – كون أصحاب الكتب الستة لم يخرجوا للرجل ليس بدليل على وهنه عندهم، ولا سيما من كان سنه قريباً من سنهم، وكان مقلاً فإنهم كغيرهم من أهل الحديث يحبون أن يعلوا بالإسناد.
113 – وقول ابن حبان في الثقات: ((ربما أخطأ)) أو ((يخطئ)) أو ((يخالف)) أو ((يغرب)) لا ينافي التوثيق، وإنما يظهر أثر ذلك إذا خالف من هو أثبت منه.
114 - ليس من شرط الثقة أن يتابع بكل ما رواه.
115 – الجرح غير المفسر مقبول إلا أن يعارضه توثيق أثبت منه.
116 – جرح الرواة ليس من الغيبة؛ بل هو من النصيحة.
117 – يشترط في الجارح والمعدِّل: العلم والتقوى والورع والصدق والتجنب عن التعصب ومعرفة أسباب الجرح والتزكية، ومن لم يكن كذلك لا يقبل منه الجرح ولا التزكية.
118 – اعتماد الراوي العدل على كتابه دون حفظه لا يعاب عليه، بل ربما يكون أفضل لقلة خطئه.
119 – الخطأ في حديث من اعتمد على حفظه أكثر منه في حديث من اعتمد على كتابه.
120 – الثقة هو من يجمع العدالة والضبط.
121 – صدوق، ولا بأس به، وليس به بأس، مرتبة واحدة، وهي تفيد أن الراوي حسن الحديث.
122 – قولهم في الراوي: ((صالح)) بلا إضافة تختلف عن قولهم: ((صالح الحديث))، فالأولى تفيد صلاحه في دينه، والثانية صلاحه في حديثه.
123 – قولهم: ((متروك))، و ((متروك الحديث)) بمعنى واحد.
124 – فرق بين قولهم: ((تركوه))، وقولهم: ((تركه فلان)) فإن لفظ: ((تركوه)) يدل على سقوط الراوي وأنه لا يكتب حديثه، بخلاف لفظ: ((تركه فلان)) فإنه قد يكون جرحاً وقد لا يكون.
125 – إذا قال البخاري في الراوي: ((سكتوا عنه)) فهو يريد الجرح.
126 – إذا قال البخاري: ((فيه نظر)) فهو يريد الجرح في الأعم الغالب.
127 – قولهم: ((تعرف وتنكر)) المشهور فيها أنها بتاء الخطاب، وتقال أيضاً: ((يُعرف وينكر)) بياء الغيبة مبنياً للمجهول، ومعناها: أن هذا الراوي يأتي مرة بالأحاديث المعروفة، ومرة بالأحاديث المنكرة؛ فأحاديث من هذا حاله تحتاج إلى سَبْر وعَرْض على أحاديث الثقات المعروفين.
128 – قول أبي حاتم في الراوي: ((شيخ)) ليس بجرح ولا توثيق، وهو عنوان تليين لا تمتين.
129 – قولهم في الراوي: ((ليس بذاك)) قد يراد بها فتور في الحفظ.
130 – قولهم: ((إلى الصدق ما هو)) بمعنى أنه ليس ببعيد عن الصدق.
131 – قولهم في الراوي: ((إلى الضعف ما هو)) يعني أنه ليس ببعيد عن الضعف.
132 – قولهم في الراوي: ((ضابط)) أو ((حافظ)) يدل على التوثيق إذا قيل فيمن هو عدل، فإن لم يكن عدلاً فلا يفيد التوثيق.
133 – وقوع الأوهام اليسيرة من الراوي لا تخرجه عن كونه ثقة.
134 – قولهم في الراوي: ((لا يتابع على حديثه)) لا يعد جرحاً إلا إذا كثرت منه المناكير ومخالفة الثقات.
135 – قولهم في الراوي: ((قريب الإسناد)) معناه: قريب من الصواب والصحة، وقد يعنون به قرب الطبقة والعلو.
136 – قول البخاري في الراوي: ((منكر الحديث)) معناه عنده لا تحل الرواية عنه. ويطلقها غيره أحياناً في الثقة الذي ينفرد بأحاديث، ويطلقها بعضهم في الضعيف الذي يخالف الثقات.
137 – إن نفي صحة الحديث لا يلزم منه ضعف رواته أو اتهامهم بالوضع.
138 – أكثر المحدثين إذا قالوا في الراوي: ((مجهول))، يريدون به غالباً جهالة العين، وأبو حاتم يريد به جهالة الوصف والحال.
139 – التوثيق الضمني – وهو تصحيح أو تحسين حديث الرجل – مقبول عند بعض أهل العلم.
140 – يعرف ضبط الراوي بموافقته لأحاديث الثقات الأثبات.
141 – نتيجة الاعتبار: معرفة صحة حديث الرجل، لا الحكم عليه أنه ثقة.
142 – الثبت: هو المتثبت في أموره.
143 – المتقن: هو من زاد ضبطه على ضبط الثقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
144 – قولهم: ((موثق)) معناه أنه ملحق بـ ((الثقة)) إلحاقاً، أو مختلف في توثيقه.
145 – ((مقارب الحديث))، بفتح الراء معناه أن غيره يقاربه، وبالكسر هو يقارب حديث غيره، وهما على معنى التعديل سواء بفتح الراء أو كسرها، وهي عند الإمام البخاري والترمذي من ألفاظ تحسين حديث الرجل.
146 – قول الذهبي: ((لا يعرف)) يريد جهالة العين أحياناً، ويريد جهالة العدالة أحياناً، والقرائن هي التي ترشح المراد.
147 – اصطلاح الرازيين أبي حاتم وابنه، وأبي زرعة في ((المجهول)): يقصد بها مجهول الحال، وقد يريدون جهالة العين، وقد يطلق أبو حاتم: ((مجهول)) في بعض أعراب الصحابة.
148– يقدم قول الجارح والمعدل لرجل من بلده على من كان من غير بلده.
149 – قولهم في راوٍ: ((كان يخطئ)) لا يقال إلا فيمن له أحاديث، لا حديث واحد.
150 – عادة ابن حبان في المختلف في صحبته أن يذكره في قسم الصحابة وقسم التابعين.
151 – قد يقدح ابن حبان في متن حديث بناءً على الفهم والفقه، ويأتي غيره فيزيل إشكاله.
152– ابن حبان يتناقض فيذكر الراوي أحياناً في الثقات، ثم يذكره في المجروحين.
153 – ابن خراش رافضيٌّ لا يقبل قوله إذا خالف أو انفرد.
154 – ابن معين يطلق أحياناً: ((لا أعرفه)) على من كان قليل الحديث جداً.
155 – قول البخاري في الراوي: ((لا يحتجون بحديثه)) بمثابة قوله: ((سكتوا عنه)).
156– إذا روى البخاري لرجل مقروناً بغيره فلا يلزم أن يكون فيه ضعف.
157 – إكثار البخاري عن رجل وهو شيخه المباشر: توثيق له ودليل على اعتماده.
158– إذا كتب الذهبي في الميزان علامة: ((صح)) بجانب ترجمة فمعناه المعتمد توثيقه.
159 – الثقة لا يضره عدم المتابعة.
160 – ربما قالوا: ليس بثقة للضعيف أو المتروك.
161 – الشهرة لا تنفع الراوي، فإن الضعيف قد يشتهر.
162 – قبول التلقين قادح تسقط الثقة به.
163 – الصالحون غير العلماء يغلب على حديثهم الوهم والغلط.
164 – بلدي الرجل أعلم به.
165– ليس كل ضعيف يصلح للاعتبار.
166 – لا يلزم من احتجاج إمام بحديث تصحيحه له.
167 – توثيق الرجال وتضعيفهم أمرٌ اجتهادي.
168 – ليس كل ضعف في الحديث يزول بمجيئه من وجوه، بل يتفاوت.
169 – لا يلزم من قولهم: ((ليس في الباب شيء أصح من هذا)) صحة الحديث.
170 – الحديث الضعيف الإسناد يعبر عنه: بـ ((ضعيف بهذا الإسناد)) لا ضعيف فقط.
171 – يوصف الحديث المقبول بلفظ: الجيد، والقوي، والصالح، والمعروف والمحفوظ، والمجود، والثابت.
172 – الإرسال والتدليس ليس بجرح، وهو غير حرام.
173 – كلام الأقران في بعضهم لا يعبأ به إذا كان بغير حجة.
174 – جرح الراوي بكونه أخطأ لا يضعفه ما لم يفحش خطؤه.
175 – كل طبقة من النقاد لا تخلو من متشدد ومتوسط.
176 – قولهم في الراوي: ((ليس بذاك القوي)) تلين هين.
177 – غشيان السلطان للحاجة ليس بجارح.
178 – معرفة تصاريف كلام العرب شرط لعالم الجرح والتعديل.
179 – يغتفر في المتابعات والشواهد ما لا يغتفر في الأصول.
180 – قولهم: ((ليس هو كأقوى ما يكون)) تضعيف نسبي.
181 – لا يسمع قول مبتدع في مبتدع كناصبي في شيعي.
182 – اضطراب الرواة عن الشيخ لا يؤثر في الشيخ.
183 – إذا كان الجارح ضعيفاً فلا يقبل جرحه للثقة.
184 – فرق بين قولهم: تركه فلان، وقولهم: لم يرو عنه.
185 – لا يلزم من كون الراوي ضعيفاً ضعفه في جميع رواياته.
186 – ابن حبان متعنت في الجرح.
187 – رواية الإمام البخاري عن المختلط هي قبل اختلاطه، وبعد اختلاطه ينتقى من حديثه ما صح منه.
188 – لا يقبل الجرح إلا بعد التثبت خشية الاشتباه في المجروحين.
189 – حفظ الراوي للحديث ليس بشرط لصحة حديثه.
190 – ولاية الحسبة ليست بأمر جارح.
191– الجرح الناشئ عن عداوة دنيوية لا يعتد به.
192 – قوة الحفظ وقلة الغلط أمر نسبي بين حافظ وحافظ.
193 – يكون بعض الرواة متقناً في شيخ، وضعيفاً في غيره.
194 – جرح الراوي بأنه من أهل الرأي ليس بجرح.
195 – لا يجرح الثقة بشهره السيف على الحاكم.
196 – إذا قرنوا لفظة: ((ثقة)) بلفظة: ((صدوق))، فهي تفيد إنزاله، فثقة لعدالته ودينه، وصدوق لخفة في ضبطه.
(يُتْبَعُ)
(/)
197 – يشترط فيمن يطلب الحديث ما قاله الذهبي: ((فحق على المحدث أن يتورع في ما يؤديه وأن يسأل أهل المعرفة والورع ليعينوه على إيضاح مروياته ولا سبيل إلى أن يصير العارف الذي يزكي نقلة الأخبار ويجرحهم جهبذاً إلا بإدمان الطلب والفحص عن هذا الشأن وكثرة المذاكرة والسهر والتيقظ والفهم مع التقوى والدين المتين والإنصاف والتردد إلى مجالس العلماء والتحري والإتقان وإلا تفعل:
فَدعْ عَنْكَ الكتابةَ لستَ مِنها ولو سودتَ وجهكَ بالمدادِ
قال الله تعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) فإن آنست يا هذا من نفسك فهماً وصدقاً وديناً وورعاً وإلا فلا تتعن، وإن غلب عليك الهوى والعصبية لرأي ولمذهب فبالله لا تتعب، وإن عرفت أنك مخلط مخبط مهمل لحدود الله فأرحنا منك فبعد قليل ينكشف البهرج وينكب الزغل ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، فقد نصحتك فعلم الحديث صلف فأين علم الحديث؟ وأين أهله؟ كدت أن لا أراهم إلا في كتاب أو تحت تراب)). (تذكرة الحفاظ 1/ 4).
198 – إقران المشيئة للفظ التعديل منزل له عن مرتبته.
199 – قولهم: ((ثقة صدوق)) أعلى من ((صدوق)) فقط وأدنى من ((ثقة)) فقط.
200 – قولهم: ((ثقة لا بأس به)) أعلى من: ((لا بأس به)) فقط وأدنى من ((ثقة)) فقط.
201 – قولهم: ((ثقة يغرب)) أشد من قولهم: ((ثقة له أفراد))، لما يستفاد من معنى الاستغراب.
202 – إن الإمام البخاري لا يُقْدم على إقران راوٍ بآخر في صحيحه إلا لنكتةٍ مثل: الدلالة على اتحاد لفظ الراويين، أو بيان أن للشيخ أكثر من راوٍ أو الإشارة إلى متابعة، أو غير ذلك.
203 – الدلالة المعنوية للصدق تختلف ما بين المتقدمين والمتأخرين، فعلى حين كان ذا دلالة راجعة إلى العدالة فقط في مفهوم المتقدمين، ولا تشمل الحفظ بحال من الأحوال؛ لذا كان أبو حاتم الرازي كثيراً ما يقول: ضعيف الحديث، أو: مضطرب الحديث ومحله عندي الصدق.
فقد أصبح ذا دلالة تكاد تختص بالضبط عند المتأخرين، ولذا جعلوا لفظة صدوق من بين ألفاظ التعديل.
204– الاختلاف في اسم الراوي أو نسبته أو كنيته لا يدل بحال من الأحوال على جهالة ذلك الراوي، وقد نص الخطيب وغيره على ذلك.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[15 Jul 2010, 05:55 ص]ـ
رائع جدا د. ماهر الفحل
زادكم الله علما ونفع بعلمكم وبارك فيكم
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[15 Jul 2010, 08:41 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
79. يوجد في الأنهار ما لا يوجد في البحار.
المقصود الكتب؟
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[30 Jul 2010, 09:46 م]ـ
وأنتم فيكم بارك الله ونفع بكم.
أما ما يتعلق بالفائدة 79، المقصود الكتب، بل الكتب الصغيرة والتعليقات المفيدة قد تجد فيها من الفوائد والعوائد ما لا تجده في المطولات.(/)
استفسار يا أهل الخبرة
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[01 Mar 2007, 09:13 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ...
أحبتي في الله ..... عندي استفسار وهو:
كيف أكتب موضوع في الملتقى باستخدام (فرونت بيج)(/)
شرح متن الشاطبية على قناة المجد العلمية
ـ[خادمة القرآن]ــــــــ[01 Mar 2007, 10:41 م]ـ
إن إخوننا الفضلاء على قناة المجد لم يتركوا بابا من أبواب العلم إلا فتحوه لمن يريد العلم النافع؛ ومن هذه الأبواب والذي كان ينقص حقا قناة المجد العلمية هو علم القراءات،
إلا أننا رأينا ما أقر به العيون وانشرحت له الصدور في ذلك، حيث يقوم الشيخ الدكتور محمد عصام القضاة بشح الشاطبية على هذه القناة المباركة.
وهو برنامج أسبوعي يأتي كل أربعاء الساعة العاشرة والنصف مساء.
ـ[نواف الحارثي]ــــــــ[01 Mar 2007, 10:54 م]ـ
شكر الله لك خادمة القرآن على هذا التنبيه والتنويه لاحرمكم الله الأجر، ونسأل أن يجزي القائمين على قناة المجد خيرا.آمين
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[02 Mar 2007, 03:36 م]ـ
هذا البرنامج القيم نرجو أن يأتي أكله وأن يثمر برامج أخرى بعده , كشرح الدرة والطيبة ومنظومات الرسم والضبط وعد الآي وغيرها من العلوم التي يقل نشرها عبر القنوات الفضائية, وهو حقيق بجدارة تصدره لقائمة برامج القناة العلمية لأن أغلب العلوم التي تعرض دروسها ثَمَّ قد يجد الباحث عنها والمحتاج لها من يعوضه أو يزيده منها أو يوضح له ما استغلق عليه فيها , خلافا لدروس القراءات , التي يعز على الباحث عن فتح أقفالها وجودُ المتمكن منها , والله نسأل أن يوفق القائمين على تلك القناة لكل خير , وهو سميع مجيب .. !!!
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[02 Mar 2007, 04:57 م]ـ
العاشرة و النصف بأى توقيت حفظك الله؟ حتى يتسنى لنا متابعته.
ـ[خادمة القرآن]ــــــــ[02 Mar 2007, 09:22 م]ـ
وإياكم شيخنا نواف.
أما وقت البث هو العاشرة والنصف مساء بتوقيت مكة المكرمة ويستمر البرنامج قرابة النصف ساعة فقط، هذا وقت البث المباشر.
كما أن منهج الشيخ في هذا الشرح هو:
الإنصاف والإعتدال والوضوح وعدم الخوض في المسائل المستشكلة، مما يضيق دائرة الخلاف ويرسم منهجا معتدلا للطلبة خاصة المبتدئين.
نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا علماً وعملاً وهدى وتقوى.
ـ[الجكني]ــــــــ[02 Mar 2007, 09:34 م]ـ
عفواً أختي الكريمة "خادمة القرآن " لم أفهم عبارتك:
"منهج الشيخ في هذا الشرح هو:
الإنصاف والإعتدال والوضوح وعدم الخوض في المسائل المستشكلة 0
ـ[خادمة القرآن]ــــــــ[03 Mar 2007, 11:49 م]ـ
عذرا مشايخنا الفضلاء: يبدو أني قد أخطأت في توقيت البرنامج؛ فهو يأتي يوم السبت الساعة العاشرة والنصف مساء بتوقيت مكة المكرمة ويعاد كذلك الساعة العاشرة والنصف من مساء يوم الأربعاء.
اما عن منهج الشيخ فأترك الحكم عليه لأهل الاختصاص.والله أعلم
والعذر عند خيار الناس مقبول ************** واللطف من شيم السادات مأمول(/)
وقفات مع المعرض الدولي بالرياض؟؟!!
ـ[عبدالله المعيدي]ــــــــ[07 Mar 2007, 06:48 ص]ـ
يقول الشيخ د. ناصر العمر حفظه الله في كلمة منشورة في موقع المسلم:
أحداث كثيرة تثير لدى الغيورين كثيراً من التحفظ بشأن ما طرح فيه من إصدارات، ولدينا في ذلك أسئلة وموضوعات عديدة لكننا نقدم الآن مستجد الأحداث، وأنتم تعرفون أننا نعيش هذه الأيام ما يتعلق بمعرض الكتاب وفعالياته، وكنت قد حضرت أمس لقاءً ضم بعض كبار مشايخنا وعدداً من الدعاة وطلاب العلم، وفي اللقاء أفاد من ذهب إلى المعرض بعجائب ما كنا نعهدها في بلادنا أبداً، حيث اختلف هذا المعرض عن أي معرض كان من قبل .. كيف؟
فقد التزمت المعارض السابقة بضوابط، تجعل كتبها المطروحة بين يدي القارئ تخضع لمعايير سابقة لنشرها في المعرض، فقد كانت دور النشر تعرض قوائم كتبها قبل المعرض بشهور لإجازتها والسماح بالصالح للنشر منها. لكننا هذه السنة فوجئنا بشيء عجيب جداً في هذا المعرض الذي تدفقت فيه كمية من الكتب التي لا يمكن أن يسمح بها في كثير من الدول حتى التي تدعي الحرية وغيرها، ولولا أنه قد صرّح أحد المسؤولين والقائمين على المعرض في الصحف أنه لم يكن هناك أي رقابة أو منع لأي كتاب، لقلنا أنه قد نجم هذا التسرب عن خطأ غير مقصود أو خلل طارئ.
ولنا أن نتصور أن دولاً ينتشر فيها الفساد، وتقيم معارض للكتب لا تسمح بنشر مثل هذه المطبوعات، والأغرب أنه قد سمح لكتب في المعرض محظورة في دولها، وبين يدي أمثلة كثيرة وأرقام حقيقة لإصدارات وكتب تروج لليهودية والنصرانية والبوذية والصوفية ـ ومن بينها كتب ابن عربي القائل بالحلول والاتحاد ـ والإسماعيلية والباطنية والتشيع والأباضية (الخارجية) والدرزية، وحتى كتب إلحادية وفيها سب لذات الله جل وعلا، وسب لرسوله صلى الله عليه وسلم، وكتب تطعن في عقيدة أهل السنة والجماعة كتلك التي تنكر رؤية المؤمنين لله عز وجل في الآخرة، وكتب السحر والجنس والشذوذ (تحت لافتة الثقافة)، وكلها مطروحة وغيرها بشكل علني في المعرض، أمامي منها الآن قائمة.
وإزاء ذلك، فقد خُوطب المسؤولون في ذلك، بل خوطبوا من قبل في العام الماضي الذي كانت مشكلته محصورة في الندوات، وهي التي استنفرت أهل الخير فقاموا محتسبين وخاطبوا المسؤولين في شأنها وما تبثه من أفكار، ومنها تلك التي دعت أثناء عقدها في العام الماضي إلى "معرض بلا رقابة" وهو ما تحقق هذا العام، بغض النظر عن ملاءمة هذا الانفتاح غير المنضبط لسياسة الدولة المعلنة وهي الإسلام وشريعته الغراء من عدمها، مع أنه ليس هناك في المقابل من دولة إلا تمنع ما يناقض سياستها وقيمها.
والذي نراه أن ما حصل في المعرض حقيقة يخالف ذلك تماماً أعنى الاتساق مع قيمنا وسياستنا، ولعلكم اطلعتم في هذا الخصوص اليوم على بيان وقعه بعض المشايخ ـ نشر في منار الإسلام إن لم تخني الذاكرة ـ بما يتعلق بمعرض الكتاب، نحاول فيه بالحكمة والموعظة وبالمجادلة بالتي هي أحسن، المناصحة الواجبة لأصحاب الدور وولاة الأمر والمسؤولين.
إن تلك حقائق مزرية أن تباع مثل هذه المطبوعات وما يرافقها من اختلاط وغيره، بما تخلفه من مشكلات يعاني منها الجميع، وإذا ترك لها الحبل هكذا على الغارب فلسنا أي طريق ستقود البلاد إليه؛ فبلادنا في الواقع تعاني من مشكلات، بعضها يتعلق بالغلو بما يقوده من تفجيرات والذي يقتات على مثل هذه التجاوزات الخطيرة.
لاشك أن ردود أفعال الشباب على مثل هذه المخالفات خاطئة، وأنا أتفق مع ذلك وأقول نعم خاطئة، لكن علاجها لا يمر عبر هذه المخالفات التي تزيد الأزمة تفاقماً وتصب الزيت على النار بدلاً من أن تطفئ نار الفتنة. والله إن من أعظم أسباب ما يحدث في البلاد مثل هذه التجاوزات في هذا المعرض، وفي غيره كما حدث في اليمامة عند الحديث عن "الوسطية" وهو أبعد ما يكون عن الوسطية، بما يثير الغضب، ويستفز الناس مما يرون في بلاد الحرمين من كتب الإلحاد وسب الله جل وعلا، وسب النبي صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
عندما حدثت الإساءة لمقدساتنا وسُب النبي صلى الله عليه وسلم في البلاد الأوروبية غضبنا لما حدث وحُق لنا أن نغضب، وسبحان الله، هذا أمامنا الآن!! نجد كتب الرافضة تباع علانية برغم كشفهم الصريح عن أهدافهم، ونسأل بدورنا: إلى متى هذا الأمر وإلى متى التساهل والتغافل عنه.
إن من المتوجب علينا في هذه اللحظة أن ننكر هذا التجاوز الخطير، والإنكار توضحه الآية الكريمة: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (النحل: من الآية125)، نعم أقولها ديناً، لا يعني وجود التصرفات غير المسؤولة أن نسكت مفرطين في واجب الإنكار، فلابد من مناصحة المسؤولين، لابد من الكتابة والإبراق، ومناصحة أصحاب المكتبات، والناس ينبغي أن نخاطبهم أن اتقوا الله ولا تذهبوا إلى هذه المعارض إلا احتساباً ومناصحة وإنكاراً، فمن أراد أن يذهب للاحتساب والإنكار ورصد هذا الواقع من أجل تفعيل الإنكار فليذهب، أما الذهاب للاطلاع والترويح عن الأهل وقضاء الأوقات بما يرافق ذلك كذلك من اختلاط وتزاحم في الممرات، خلافاً لما كان سابقاً من تخصيص أيام للرجال وأخرى للنساء، حين كانت الأمور طيبة، وحيث لم يسجل من أحد اعتراض على هذا التخصيص.
والآن نحن أمام اختلاط مذموم في المعرض، وفساد فكرى يستقوي به "الإرهاب"، وأصارحكم، بأن هذه الكتب التي فيها محادة لله ورسوله هي أقوى مسوغات "الإرهاب"، ووالله إن هؤلاء الذين يحمون مثل هذا المعرض ويشرفون عليه وهم راضون عنه يدعمون "الإرهاب" من حيث أرادوا أم لم يريدوا، وأطلب أن يحاكموا، لأنهم يمنحون الشباب المبرر والتربة الخصبة لنمو الفكر المغالي، ونحن نجهد كثيراً لإقناع الشباب وحملهم على الحكمة ونهيبهم ألا يقعوا في الأخطاء والأغلاط ثم يأتي هؤلاء فيهدمون كل ما نقوم به؛ فهؤلاء هم الذين فعلاً يدعمون الغلو وهم الذين يدعمون الإرهاب وهم الذين يفسدون البلد.
والحقيقة المؤسفة أن هذا المعرض أضحى بؤرة فساد فكري، ولعل الخطورة في الفساد الفكري أعظم من فساد الشهوات، وأنا هنا ما تكلمت من فراغ ولا أرضى أن أتكلم من فراغ، فأمامي الآن قائمة فيها أسماء الدور والكتب بل الأرقام حتى أمامي: رقم الموقع بالمعرض موجود أمامي.
إن مسؤوليتنا جميعا كبيرة، وسكوتنا جريمة وكل منا مسؤول أمام الله جل وعلا، فلا تضعوا المسؤولية على العلماء فقط، العلماء نعم عليهم واجبات ونحسبهم يبذلون جهودهم، لكن الواجب يتخطاهم إلى الجميع؛ فأنتم أيضاً، أبرقوا للمسؤولين وخاطبوهم، قولوا لهم اتقوا الله فينا.
أوما رأيتم أنه لو وجد امرؤ يبعث رائحة كريهة من جهاز لديه في الشوارع فإن الناس لن تتركه، محال أن يتركونه، بل قد يقبض عليه ـ ويجب أن يُفعل ذلك ـ ويحاكَم، الآن هؤلاء يبثون الكفر والإلحاد، ويقع أبناؤنا ضحية لما يبثونه.
والقضية ليست في بلائها حكراً على هؤلاء سواء اهتموا أم لم يبالوا، الأخطر هو وقع ما يبث على أبنائنا وبناتنا، وقبل أيام حكي لي أحد الإخوة الأطباء في إحدى المستشفيات، أن امرأة من عائلة معروفة قد تشيعت، وقد عمدت إلى أترابها في تنهرهن إذ تحدثن عن مقتدى الصدر وما يفعله في العراق، قائلة لهن:"تأدبن، قلن السيد/ مقتدى الصدر" (مثلما يفعل الشيعة ظناً منهم أنه من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وهو صاحب الجرائم والفظائع في العراق ضد المسلمين)، وهي موجودة في إحدى المستشفيات، وتنتمي إلى عائلة معروفة وقبيلة معروفة أبعد ما تكون عن التشيع، وتسكت زميلاتها أن قلن مقتدى الصدر من دون لقب!.
الآن التشيع يتنامى وكتب المعرض غير المنضبطة تشجعه، وقد نقل أحد المشايخ أمس صورة تثير القلق من إحدى مدن التي يتكاثر فيها الرافضة، يقول في الأسبوع الماضي وجدت فيها صورة ضخمة يزعمون أنها للحسين رضي الله عنه على غير الحقيقة، بأبعاد كبيرة (أمتار * أمتار) في الطريق، كمثل صور زعماء الرافضة في إيران وغيرها، يقول إنها تملأ المحلات وترتفع على أعمدة الإنارة، ويحدث هذا في بلادنا للأسف، ونحن حينما نقول إن ولاء هؤلاء ليس لبلادهم ولا لدينهم، يقال لنا: لا، أنتم مخطئون! فماذا يعني بربكم وجود مثل هذه الصور في محلاتهم أوعلى أعمدة الكهرباء؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
الحقيقة الأمر خطير جداً، وقد قال لي الشيخ أنه "حيال ذلك، ذهبت وناصحت بعض المسؤولين، ففوجئت أن بعض المسؤولين قالوا والله ما علمنا"!!، فتعجبت لهذه المدينة التي تحوي صوراً بهذا الحجم بادية للعيان ولا يدرى شيء بشأنها، فحتام نسكن أمام طغيان المنكرات؟ إننا الآن نتحدث والخير بعد موجود بحمد الله والأمة فيها خير، وبوسعنا أن نفعل الكثير، لكننا نقصر في بذل الجهد، وسكوتنا هو الذي يمرر هذا الشر، ونحن بين إفراط وتفريط، بين شباب مندفع يتصرف تصرفات غير مسؤولة، لا يراجع العلماء في تصرفاته وقد يترتب على أفعاله مفاسد أكبر ولم يأمر الله بذلك ولم كلفنا بذلك، وفي الجهة الأخرى أناس سلبيون، يبدو الأمر كأنه لا يعنيهم ولا يستوقفهم، فسبحان الله، والله لو مُسّت مثل هذه الأمور دنيانا لرأيتم كيف يتأثر الناس، لو مُسّ الناس في دنياهم شيئاً لرأيتهم جزعين، يتأثرون ويبرقون ويكتبون، لكن أن يُمس الدين في بلاد الحرمين ونحن نشكو من هذه المشكلات التي تعاني منها البلاد والهجوم الشرس من أعداء الله من اليهود والنصارى والرافضة، فإنك لا تجد هذه الحرارة في الإنكار في القلوب ..
إننا نتساءل لمصلحة مَن هذا المعرض بهذا النحو؟ لا نقول من الناحية الثقافية؛ فكلنا يدرك حاجة الناس إلى المعرفة لكن وفقاً لضوابط قيمنا وإسلامنا، لكنه على هذا النحو ليس إلا معولا من معاول الهدم، يأتي لمصلحة أعدائنا ويخدم أعداءنا، ولا يخدم بلادنا وعقيدتنا ومنهجنا، ونحن نراه بهذا الشكل البادي به أول ما يعارِض السياسة الإعلامية المعتمدة من الدولة، في نمطها النظري تبدو السياسة الإعلامية المعتمدة من الدولة جيدة ولا تزال لم تغير إلى الآن، غير أن الواقع التطبيقي خلاف ذلك، والذي يجري من خلال البرامج الإعلامية كما يقال والثقافية خلاف ذلك تماماً، ليس فقط في التلفاز، بل في مثل هذه المعارض، حيث نجد في الكتب مثل هذا البلاء.
الأمر جِدّ أيها الأحبة، ونحن والله مسؤولون أمام الله جل وعلا، سيسألنا الله جل وعلا وقد علمنا وبلغتنا الحجة ماذا فعلنا، هل أنكرنا؟ هل خاطبنا المسؤولين؟ هل نصحنا القائمين على هذه الكتب؟ هل نصحنا الناس ألا تشتري هذه الكتب ليفسدوا أبناءهم وبناتهم؟! إن السلبية التي نراها من بعض الناس هي السبب في ما يتقدم به غير المصلحين في طرائقهم، وإلا لو أن الخيرين من الناس قاموا بما يجب عليهم بالكتابة للمسؤولين وبالدخول عليهم وبمناصحتهم بالإبراق بكل وسائل التغيير الممكنة وهي كثيرة جداً، لما حدث هذا، وقد ثبت فعالية هذا الأمر والحمد لله، لا أريد أن أذكر أمثلة، كثير من المنكرات أوقفت، أو برامج غُيّرت لوقوف أهل الخير وعدم سلبيتهم وثباتهم فترة طويلة من أجل تغيير هذا المنكر، الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في منكر واحد يقول كتب فيه خمسين مرة وقيل أكثر من ذلك خمسين مرة في منكر واحد حتى غُيّر، وهو الشيخ عبد العزيز بن باز، والمنطقي أنه إن كان الشيخ عبد العزيز بن باز قد كتب خمسين مرة؛ فإن علينا نحن أن نكتب مائة مرة أو مائتين مرة، لماذا لا يغير الأفراد ويحملون على عواتقهم مهمة التغيير، نعم يوجد والحمد لله الآن من طلاب العلم من الخيرين في المعرض يغيرون وينصحون لكن يقال أنتم أقلية، أين الناس أين البقية، الجميع مسؤول وسيحاسب أمام الله جل وعلا، كل منا بما يستطيع يمكنه تغيير المنكرات (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا) (البقرة: من الآية286)، (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا) (الطلاق: من الآية7)، أما هذه السلبية القاتلة والسكوت على ما يجري في هذا المعرض؛ فإنه يضر الجميع ويفضي إلى ما هو أسوأ، ونحن لا ندري ماذا سيحدث في العام القادم إذا استمرأنا هذه السلبية؟ وماذا سيكون شكل بقية المعارض التي تقام مستقبلاً، فلا بد من وقفة صادقة وجادة ومناصحة للمسؤولين بعيد عن أي تصرف كما قلت لا يقره الشرع، بحيث لا نقع في الإفراط أو التفريط، إما الغلو أو الجفاء، إما السلبية القاتلة أو تصرفات غير محسوبة، لا، بينهما مساحة ضخمة مشروعة، هذا من الواجب. يقول لي أحد الإخوة في رسالة أرسلها لي اليوم:"ألا ترى أن معرض الكتاب يدخل ضمن قصة قوم لوط التي نحن ورد فيها (وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ) (العنكبوت: من الآية29) "، قال:" من
(يُتْبَعُ)
(/)
إتيان المنكر علانية، ليس فقط المنكر هو إتيان الفاحشة كما فعل قوم لوط، إن وجود هذه الكتب التي فيها كفر وفسق وفجور وسحر وجنس ويهود ونصارى ورافضة والله من أعظم المنكر، أعظم من إتيان المنكر، مع عظم الفاحشة التي فعل قوم لوط، هذه والله أعظم منها ولا شك؛ لأنه إفساد للدين وللعقيدة وإفساد لمنهج التوحيد، وتقويض للأسس التي قامت عليها هذه الدولة، والعقد الذي بين الإمام محمد بن سعود والإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، عقيدة التوحيد التي فعلاً بقيت في هذه البلاد، وتناصرا عليها وتعاهدا عليها رحمهما الله وتعاقدا عليها، هذا من أقوى ما ينقض هذه الأسس التي قامت عليها الدولة، وجود مثل هذا المعرض بهذا الكفر الذي فيه وهذا الانحراف وهذا الفجور"، فلنناصح المسؤولين ليتقوا الله جل وعلا، ونذهب للعلماء، فربما بعض المشايخ لم يذهب ولم يعلم حقيقة المعرض، فلنبين له الحقيقة، ونسأل الله جل وعلا أن يكفينا شر المفسدين (وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً) (الإسراء:16).
انظروا ماذا جرى في العراق، يقول أحد الإخوة العراقيين والله ما هلك العراق حتى سُبّ الله علانية ولم يُنكَر، الآن يُسب الله، هذه كتب سب لله جل وعلا علانية في معرض الكتاب، أين الإنكار الواجب، نعم أيها الأحبة الأمر جِدّ والأمر خطير، والسكوت عن هذه المنكرات أو الإصابة بالملل أو ماذا نفعل، غير صحيح، اتقوا الله وجدّوا واجتهدوا ولا تيأسوا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (آل عمران:200).
أسأل الله أن يحمي بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه وأن يرد كيد الفجار في نحورهم، وصلى الله وسلم على نبنا محمد وآله وصحبه أجمعين.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[07 Mar 2007, 08:56 ص]ـ
الله المستعان معرض كتاب في بلادنا، أصبح من بؤر الفساد، وتجد الصالحين يعانون فيه أشد المعاناة، وأهل الكتب منهم تجده مغادراً المعرض لا يحمل كتاباً واحداً وإنما يحمل هماً ثقيلاً، وصدمات متتابعة، والله المستعان.
ـ[نياف]ــــــــ[10 Mar 2007, 09:28 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[10 Mar 2007, 10:39 ص]ـ
في الحقيقة أنا أرى أن التأوه من شدة الألم ووقعه لا يغير حالاً , ولا يزيل داءاً , وإنما العلاج الناجح النافع هو أن نحس جميعاً بمسؤوليتنا , ونعترف بتقصيرنا وتشاغلنا عن واجبنا تجاه الناشئة والأهل والجلساء والجيران والزملاء كل بحسبه وأن نهتم بالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ..(/)
حول آثار الفضائيات على المتدينين
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[07 Mar 2007, 05:19 م]ـ
إن الخطاب الدعوي الناهي عن اقتناء الأطباق الفضائية متمثلا في الفتاوى والمحاضرات والنشرات هو في غالبه – وكما تُشعر كلماته وتُوحي عباراته – موجّه إلى الفئات ضعيفة التدين؛ والتي تسعى إلى الفضائيات غير عابئة بأضرارها وأخطارها!! .. فقد تجد من يعلل التحريم مثلا بعرض مشاهد الجنس المكشوف، أو التنصير الصريح، أو يربط مباشرة بين الجلوس بين يدي الفضائيات وبين الوقوع في الفاحشة، أو اعتناق العقائد الباطلة!.
إن هذا الخطاب وإن كان صالحا لكثير من الناس إلا أنه يعود بأثر عكسي على بسطاء المتدينين الذين يعتقدون أنهم إن تجاوزوا هذه المحرمات الصارخة فهم في مأمن؛ وليس هذا من الصحة في شيء .. لهذا تجد من المحافظين من لا يرى غضاضة في متابعة القنوات التي يبثها القمر العربي باعتبارها (أنظف) ما يحمله الأثير من الفضائيات الآسنة.
إن نظرة متأنية تمكننا من تصنيف المواد التي تعرض في هذه القنوات (النظيفة) إلى أقسام ثلاثة:
- مواد ضارة محرمة ..
- ومواد مطلقة النفع، خالصة الإباحة؛ لا تشوبها شائبة من ضرر، ولا يتطرق إليها تحريم بوجه من الوجوه ..
- ومواد يختلط بها السم بالدسم، ويشتبه فيها الشحم والورم!! ..
ولا أظن شيئا مما يطل عبر الشاشة الفضية بخارج عن هذا التصنيف!! .. فتمثيليات الحب والغرام، وسائر المعازف تندرج تحت القسم الأول ..
وبعض البرامج (الدينية)، وقليل من البرامج التعليمية تمثل القسم الثاني ..
أما القسم الثالث فيشمل البرامج الرياضية، والإخبارية .. وأكثر ما يوصف بأنه هادف، أو تعليمي، أو أحيانا .. ديني .. لماذا؟! .. لأن غالب برامج هذا القسم وإن كانت في حد ذاتها باقية على أصل الإباحة إلا أنها لا تعزُف عن المعازف، ولا تُتصور بغير صور النساء – ولا أعني بالضرورة الصور العارية – إلى غير ذلك مما نص الكتاب والسنة، وأجمع علماء الأمة على تحريمه.
وهذه المواد المختلطة لا بد للسلامة منها من تجنب المحاذير فيها؛ كإيقاف الصوت عند الفواصل الموسيقية، وغض البصر عند ظهور المذيعة في البرامج الإخبارية مثلا .. ولا شك أن المحافظة على مثل هذا في غاية العسر .. وعجز المشاهد عن ذلك يوجب تركها بالكلية؛ لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب .. فلا يبقى عندئذ إلا بعض البرامج التعليمية والدينية التي قد خلت مما سبق من المحاذير، وخلت كذلك من التضليل للأمة في أفكارها ومعتقداتها، والتلبيس عليها في قدواتها ومصادر تلقيها!! ..
وكم تمثل نسبة هذا النزر اليسير من البرامج الخالصة في ركام الأفلام، وغُثاء الغناء؛ حتى يبذل الجهد والمال في الحصول عليه، ويخاطر بالنفس والعيال في الوصول إليه!.
إن المقتني لهذا البلاء، والجالب لهذا الوباء - وإن حرص بسبب ما لديه من ديانة على تحاشي فادح ضرره، وتفادي سيء أثره - من أجل سماع الأخبار ومشاهدة الدنيا فإنما مثله كمن أتى بحيّات رقطاوات؛ ناقع سمّها؛ وأسكنها بيته؛ لتخلّصه من الفئران؛ فما أسرع ما تنهشه وعياله عند أدنى غفلة!! ..
إن العاقل لا يجلب الخمر إلى بيته مهما كان عالما بضررها، واثقا من عزوفه عنها؛ فكيف إذا وضعها على مائدته، وعلى رأسها دعاة إليها؛ يزينونها، ويحسنونها؟! .. لأنه معرض في كل لحظة يغفل فيها لأن يصيبه منها شرر .. بل لأن تحرقه؛ فلا تبقي ولا تذر!.
إنه من العسير القريب من المحال على المشاهد مهما كان حريصا أن يقلّب القنوات الفضائية بحثا عن الحلال الزلال دون أن تلتقط أذنه، أو تقع عينه – من غير تعمد – على قاذورة مما تعج به هذه القنوات، أو أذى مما تطفح به!! ..
إنه سيشعر في بادئ الأمر بوخزة تؤلم قلبه، وحرارة تحرق حشاه مع كل لحظة يأباها دينه، وكل لفظة ترفضها مبادئه، ثم ما يلبث الألم أن يخفت، والحرارة أن تزول شيئا فشيئا وإن ظل يحاول الغض من بصره وسمعه فإن كثرة المساس يقلل الإحساس، وقطرات المطر على مرور الأيام تنحت الصخر، وتقد الجبل!.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن من أدنى آثار الفضائيات - التي يشترك فيها مشاهدوها جميعهم؛ برهم وفاجرهم؛ وهي من أعظم الأضرار على الدين في الوقت نفسه - ضرر التعوّد!! .. فالتعوّد على رؤية ما لم يكن يرى، وسماع ما لم يكن يسمع - حتى لو لم يجلس لمتابعته - يضعف في قلبه - بمرور الزمن - الغَيرةَ على الدين، والحماسة لتغيير المنكر .. وربما كرّس في نفسه اليأس من الإصلاح، والزهد فيه!! .. وهذا من الخطورة على المتدينين بمكان!! .. وما أظن من ينكر حصول التعوّد إلا دافنا رأسه في الرمال؛ فكل المشاهدين واقعون في حبائله؛ غير أن منهم مستقلا، ومستكثرا، كما أن المنكرات تتفاوت بدءا من الفاصل الموسيقي في النشرات الإخبارية؛ وصولا - ولا أقول انتهاءا - إلى ما يعف عنه القلم، ويحتبس عنه المداد!! .. إن هذا الأثر هو تدمير للجهاز المناعي للمسلم ضد المنكرات ..
إن من آثار الفضائيات على المتدينين أيضا أثرا لا يتنازع فيه اثنان؛ ومع ذلك يستهان به .. إنه الأثر الذي يبدأ به الشيطان (مشواره الفني)!! .. ألا وهو (التعرف على أنواع من الشر في شتى صوره وأشكاله، وعلى نماذج تفصيلية للانحراف الديني والخُلُقي؛ قد تُعرض في غلاف النقد، وتشاهد في جوّ من الاستياء، أو يُعرض عنها في اشمئزاز مصحوب بالاستعاذة والحوقلة) .. ثم ماذا؟! .. تبقى ثقافة الجريمة، وفلسفة الانحراف رواسب في الأذهان – دون مقارفة – تُلوّث الفطرة، وتخدش البراءة، وتسلب الغفلة المحمودة، المذكورة في مثل قول البارئ جل وعلا: (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (النور:23)!! ..
إن الاطلاع على حال العصاة والمجرمين، وما بلغوا في الفساد والانحراف يهوّن على المطّلع شأن الذنوب والمعاصي، ويحقرها في عينه!! ..
وفي مقابل ذلك فإن الغفلة عن سبل المعاصي وأشكالها، وعدم تصوّرها هما أول حاجز عنها، وأقوى مانع من غشيانها!! .. إن هند بنت عتبة لم تتصوّر وقوع الزنا من الحرائر؛ فكان سؤالها الاستنكاري ساعة البيعة: (أو تزني الحرة؟!!) ..
الأثر الثالث من آثار الفضائيات على المتدينين: اختلاف زاوية النظر، بل انحرافها؛ وفقدان الحياد؛ أعني بذلك أن الواحد من الناس يكون مُقرّا بخطر الفضائيات، مُعترفا بضررها؛ بل قد يكون حربا عليها؛ فإذا اقتناها هو نفسه يوما من الأيام لسبب أو لآخر - ولو مُكرها - فإن نظرته تتأثر؛ فتراه يتحدث عن المصالح والإيجابيات؛ ويتحاشى الحديث عن الأضرار والسلبيات .. وإن ذكرها فبذكر عابر، أو طرقها فبطرق فاتر .. وقد يضيق صدره؛ ولا ينطلق لسانه عندما يسمع الفتاوى المصرّحة بالتحريم، والمحذرة من الخطر الوخيم!! .. ومن كان في هذه الحالة فلن تعجبه هذه المقالة!.
إن هذه الآثار الثلاثة قد تبدو هينة؛ غير ذات بال .. إلا أن أهميتها، وخطورتها ناشئة من أمرين:
أحدهما حتمية تأثر المتدينين من مشاهدي الفضائيات بها؛ بينما هم يظنون أنهم بانتقائيتهم، وحرصهم سالمون، غانمون؛ وهم في الحقيقة غارمون .. ويحسبون أنهم على ساحل السلامة؛ وهم في لُجّة مخوفة.
الأمر الثاني أن هذه الآثار ذرائع إلى ما هو أشد، ووسائل إلى ما هو أخطر .. وإنما هي خطوة في درب موحش، ومرحلة في سبيل غير محمودة العاقبة!.
وليست هذه هي كل الآثار على المتدينين؛ فهناك مثلا أثر مشاهدة القُصّر في البيت للقنوات عند غياب الرقابة؛ وما يتبع ذلك من تدمير الأخلاق، ونسف التربية!! ..
وهناك كذلك أثر القدوة السلبية التي تتمثل في اقتداء الآخرين بهؤلاء المُبتلين، وتأسّيهم بهم؛ فكيف تمنع من اقتناء الأطباق وقد اقتناها فلان وفلان من الصالحين؟! ..
وهناك أيضا أثر تضييع الأوقات، واستغراق الأعمار في ما هي أغلى منه، إلى آخر ما هنالك.
أما سائر الآثار التي تساق، والأضرار التي تذكر في العادة فيقع فيها غالبا أولئك الذين ليس لهم دين وازع، ولا ضمير ممانع؛ فيتلقفون في شراهة كل ما تتقيؤه الفضائيات!؛ لسان حالهم وهم عليها عكوف!: وجهت وجهي إليك .. وأسلمت نفسي إليك .. وفوضت أمري إليك!! .. فليست هذه السطور موجهة إليهم، ولا مؤثرة عليهم. أسأل الله العافية من كل بلاء، والسلامة من كل داء، والعصمة من الغواية، وسلوك سبيل الهداية .. وصلى الله على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
د. أنس ابن عوف عباس*
---------------------------
جزاه الله خيرا ونفع بما قال.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[07 Mar 2007, 05:51 م]ـ
أحسنت يا شيخ عبد الرحمن في طرحك هذا المتميز لواقع مرٍّ أليم نستنكره وفي الوقت ذاته نعيشه ونعانيه - وما أبرئ نفسي - وكأني بالأمم جميعها اليومَ متمسلمةً وكافرةً وما بينهما تتكالب عن قصد أو غير قصد لبث روح اعتياد مشاهدة ومعايشة الفاحشة والمنكر في نفوس البشرية جمعاء , حتى ساغ لكثير من الناس أن يعتاد الحملقة بعينيه في صدر امرأة عارية تذيع خبراً عن تحطم طائرة أو ارتفاع أسعار الخبز في قطرٍ ما , استبعاداً منهم لقصد النظر أو حصول الافتتان!!!
وكثيراً ما أسأل نفسي: ما الحاجة الداعية لتأنيث ملقيات نشرات الأخبار؟؟ ولو سلمنا بوجود الحاجة فما الداعي لهن أن يعرضن أثدائهن بلا حياء ولا خجل ولا إحساس بالانحطاط .. ؟؟
لكني أذكر هنا قول سهل بن عبد الله رحمه الله: {ليس بين العبد وبين الله حجاب أغلظ من الدعوى} , فالدعوى وشنُّ الحروب ظاهراً وعلى المنابر وإلقا الكلام على الأبناء والطلبة أمرٌ يحسنه كل أحد, والادعاء بأن النفس إن شا الله بعيدة عن الوقيعة في هذه الشراك والأفخاخ, شيء يحسنه كل أحد, فلا يجهل المخاطرَ أحد, لكن المفقود العزيز اليوم حقاً- إن صدق ظني - هو صدق المراقبة لله, وعظمة أمره ونهيه في نفس المشاهد, فأعاصير العصرنة التي اجتاحت أرجاء المعمورة اليوم قلَّ أن يسلم شخصٌ من سماع أو مشاهدة خزيها الذي تبثه وتنشره , ولئن سلمت للمرء شاشة قنواته فمن لي ببريده الالكتروني ,ومن لي بجواله الذي في جيبه ,وغير ذلك ..
لذا فأنا أعتقد أن السالمين من هذه القاذورات اليومَ أحد رجلين لا ثالث لهما - جعلنا الله منهم -:
1 - رجلٌ اعتزل الدنيا بأجهزتها وقنواتها وإعلامها وإذاعاتها , وأغلق عليه باب مكتبته ليتنقل بين كتبه ويبحث فيها ويفيد ويستفيد دون أدنى اقتراب من هذه السبل التي لا بد لسالكها أن يناله من اهتمامات القائمين عليها أدنى نصيب.
2 - رجلٌ كتب الله له الحفظ وعصمه من مواجهة أي شي من مكدرات صفو جديد وتقنيات الحياة اليوم , لسببٍ بينه وبين الله , نسأل الله أن يجعلنا أحد هذين الرجلين إنه سميع الدعاء.
وأنا أود ممن له تجربة ناجحة في تفعيل مراقبة الله سراً واستواء خلواته بجلواته , أن يوجه بذلك إخوانه , لأن المشكلة كما أحسب أساساً تقوم على عدم التحلي بصفة المراقبة لله وتعظيم حرماته ..
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[07 Mar 2007, 08:24 م]ـ
بارك الله فيكم أخي الشيخ محمود على هذا التعليق، وإنما أنا مجرد ناقل لهذا الموضوع الذي أحسن وأبدع فيه كاتبه جزاه الله خيرا.
ومن نعم الله علينا توفر السبل الطاهرة والنزيهة، فقناة المجد فتحت لأمم من الناس أبواب خير كثيرة وصدت عنهم شرورا كثيرة.
وهذه تجربتي:
قد من الله علي بعدم إدخال أي شيء من قنوات سوى المجد، فهذا باب كبير من الشر قد أغلق.
وبريدي في جواب وخزنت نفس الصفحة في المفضلة فأدخل عليها مباشرة من غير مرور على الموقع، ولا أفتح منه إلا العربي ولا يأتي فيه شيء والحمد لله.
والأخبار أطالعها من الشبكة من المواقع "النظيفة" وأحسب أن هذا متيسر فالأخبار المحلية يمكن مشاهدتها من أحد الصحف، وينظر العناوين الرئيسة في الصفحة الأولى، والمحليات، وهي سالمة من الصور.
وكذا موقع الساحة السياسية يعنى بكل جديد من اخبار البلد وهو سالم من صور الفاجرات.
وهناك عدد من المواقع الإسلامية تعنى بالأخبار كالمفكرة والمختصر والبشير ... كلها سالمة من الخزي، والموفق من وفقه الله، جعلني الله وإياك منهم.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[08 Mar 2007, 05:18 م]ـ
ومن يتق الله يجعل له مخرجاً. والحمد لله على وجود مثل هذه المصادر النظيفة.(/)
برنامج إحياء السنة النبوية-الدعاء عند لبس ثوب جديد
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[08 Mar 2007, 10:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع (49) – بتاريخ 20/ 2/1428 - الدعاء عند لبس ثوب جديد:
لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر
وذكر الله كثيرًا (الأحزاب: 21).
عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا استجد ثوبا سماه باسمه: إما
قميصا، أو عمامة، ثم يقول: ((اللهم لك الحمد، أنت كسوتنيه، أسألك من خيره، وخير ما صنع له، وأعوذ بك من شره، وشر ما صنع له) [رواه أبو داود: 4020].
برنامج إحياء السنة النبوية:
http://esmallah.org/sub/da3wa/suna/nashr.html(/)
نحن وجرأتنا على الذنوب .. !!!
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[08 Mar 2007, 02:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده , وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد:
فإن الناظر بعين البصيرة والتحقق إلى واقعنا الأليم مع الذنوب والمعاصي واقترافها ليجد من نفسه وغيره – إلا من رحم الله- حالاً عجيبة تستوقف ذوي الألباب , فكثيرٌ من الناس اليوم –وما أبرئ نفسي – أصبح معتاداً على مشاهدة وسماع واقتراف المنكرات وغشيان مجالس السوء , مع العلم التام من قِبَل أولئك بنصوص الوعيد المترتبة على هذه الممارسات, فمثلاً الكذبُ الذي نهى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم عنه , وتُوُعِّد صاحبه بالانتهاء إلى قرارة الفجور ومن ثمَّ إلى نار جهنم , لم تعد تقشعرُّ منه أبدان فئام من الناس , والمستبصر بواقع التنافس بين الناس في الدراسة والوظائف والمناصب والانتدابات والتأليف والسبق إلى فكرةٍ معينة أو ابتكار جديد وغير ذلك من مجالاتٍ لا يرى المتنافسون فيها بأساً بالكذب والزور لتحصيل منفعة دنيويةٍ عاجلة زائلة , يرى العجب العجاب ,وما أشد وقعَ هذه الآلام ومرارتها وفظاعتها حين تصدر من أقوام تنتظر المجتمعات منهم أن يكونوا قدوةً لناشئتها , ومصدراً يلتمسون منه الحكمة والديانة الحسنة والأخلاق الحميدة فأين النصوصُ الشرعية التي توعدت الكذاب بعدم الفلاح والمصير إلى جهنَّم ونزع البركة مما جناه من طريق البهتان والزور, فهل نحن نعلم هذه النصوصَ حقاً, وفي تصديقنا وجزمنا بوقوعها شك وريبٌ أم ماذا .. ؟؟ وهل نسي أحدنا أو تناسى حين ضعف نفسه أو إقدامها على ذلك قول الله (أفمن يلقى في النار خيرٌ أم من يأتي آمناً يوم القيامة) , وهل يعتبرُ هذا من الأمن لمكر الله تعالى , كما قال إسماعيل بن رافع رحمه الله: من الأمن لمكر الله إقامةُ العبد على الذنب يتمنى على الله المغفرة) أم أن الحال بلغ بالبعض مبلغاً ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون , عياذاً بالله.
وفي زاويةٍ أخرى من زوايا الجرأة على الذنب وعدم معاملة نصوص الوعيد الشديد بما يليق بها من الحذر والخوف والفزع كما كان حال سلفنا الصالح رحمة الله عليهم, نجد استهتاراً بالمناهي الشرعية وتتبعاً للرخص وشواذ الأقوال , وركضاً لإيجاد المخارج والحيل في أمور الدنيا , يقابلة تأنٍّ شديد , وسؤالٌ كثير واسترشاد بآراء ذوي الحكمة في أمور الدنيا , فما سبب هذا التناقض , هل هو راجعٌ إلى عدم التصديق الكامل واليقين التام بأن الدنيا بأسرها لا تساوي عند الله جناح بعوضة ,ومن ذلك: التساهل في أكل الربا والتعامل به , مع العلم بأن الله لعن آكله وموكله وكاتبه وشاهديه , وأن الدرهم الواحد منه أشد عند الله من ست وثلاثين زنية , وأنه بضعٌ وسبعون شعبة أدناها مثل إتيان الرجل أمَّه, والعياذ بالله وفي الوقت ذاته تجد أحد أولئك لا ينفق درهما في الاستثمار والاتجار إلا بعد بحث وتقصٍّ شديدين يود معهما الدرهمُ أن لولم يقع في يديه .. !!
وإن أخشى ما أخشاه على نفسي وعلى أولئك هو أن تنشغل أذهاننا بترقب العقوبات الحسية ونطمئنَّ بعدم وقوعها, ونمني أنفسنا بالتوبة والإقلاع , ونسهى عما هو أشد من ذلك هو العقوبة التيلايشعر بها العبد كما يقول ابن الجوزي رحمه الله تعالى (وربما دبت العقوبة في الباطن دبيب الظلمة إلى أن يمتلىء أفق القلب فتعمى البصيرة) والعياذ بالله.
وأحسِب أن من مداخل الشيطان لعنه الله هو إيراد نصوص المعفرة في مثل هذه الساعات , لترتاح النفس إلى غشيان الإثم ومزاولته ,كقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن عبدا أذنب فقال رب أذنبت ذنبا فاغفر لي قال الله تعالى علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي ثم مكث ما شاء الله ثم أذنب ذنبا آخر فذكر مثل الأول مرتين أخرتين) وفي رواية لمسلم أنه قال في الثالثة (قد غفرت لعبدي فليعمل ما شاء) يقول ابن رجب -رحمه الله تعالى- في جامع العلوم: والظاهر أن مراده الاستغفار المقرون بعدم الإصرار ولهذا في حديث أبي بكر الصديق عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ما أصر من استغفر وإن عاد في اليوم سبعين مرة خرجه أبو داود والترمذى والاستغفار باللسان مع إصرار القلب على الذنب فهو دعاء مجرد إن شاء الله أجابه وإن شاء رده وقد يكون الإصرار مانعا
(يُتْبَعُ)
(/)
من الإجابة وفي المسند من حديث عبدالله بن عمر مرفوعا ويل للذين يصرون على ما فعلوا وهم يعملون وخرج ابن أبي الدنيا من حديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا التائب من الذنب كمن لا ذنب له والمستغفر من ذنب وهو مقيم عليه كالمستهزي بربه ورفعه منكر ولعله موقوف قال الضحاك ثلاثة لا يستجاب لهم فذكر منهم رجلا مقيما على امرأة زنا قضي منها شهوته قال رب اغفر لي ما أصبت من فلانة فيقول الرب تحول عنها وأغفر لك وأما ما دمت عليها مقيما فإني لا أغفر لك ورجلا عنده مال قوم يري أهله فيقول رب اغفرلي ما آكل من فلان فيقول تعالى رد إليهم مالهم وأغفر لك وأما ما لم ترد إليهم فلا أغفر لك وقول القائل أستغفر الله معناه أطلب مغفرته فهو كقوله اللهم اغفر لي فالاستغفار التام الموجب للمغفرة هو ما قارن عدم الإصرار كما مدح الله تعالى أهله ووعدهم بالمغفرة قال بعض العارفين من لم يكن ثمرة استغفاره تصحيح توبته فهو كاذب في استغفاره وكان بعضهم يقول استغفارنا هذا يحتاج إلى استغفار كثير وفي ذلك يقول بعضهم:
أستغفر الله من أستغفر الله ... من لفظة بدرت خالفت معناها
وكيف أرجو إجابات الدعاء وقد ... سددت بالذنب عند الله مجراها
فأفضل الاستغفار ما قرن به ترك الإصرار وهو حينئذ يؤمل توبة نصوحا وإن قال بلسانه أستغفر الله وهو غير مقلع بقلبه فهو داع لله بالمغفرة كما يقول اللهم اغفر لي وهو حسن وقد يرجي له الإجابة وأما من تاب توبة الكذابين فمراده أنه ليس بتوبة كما يعتقده بعض الناس وهذا حق فإن التوبة لا تكون مع الإصرار) 395
وأنا أحتاج وغيري إلى أن ندرك أن ثمة خللاً ما في تصوراتنا وواقعنا , فتغليب جانب النزاهة على الأنفس , وإحسان الظن بها بناءاً على ثناء الناس وتزكياتهم وقلة العمل الصالح الخالص, نذير شؤمٍ وعلامة استدراجٍ من الله للبعض قد تُطمئنه ويسعى للحفاظ عليها , حتى ينكشف الغيب وتحين ساعة لقاء الله ويدرك بعدها أنه أقدم على الله خالياً مما تثقل به الموازين وترتفع به الدرجات من الأعمال التي لم يُرَد بها غير وجه الله ,وما أحوجنا اليوم شيباً وشباناً ,ومتلقين ومعلمين للعلم الشرعي إلى التواصي بعدم إغفال مثل هذه الجوانب الهامة لتي اظن انها أصبحت في تصور بعضنا من ملح العلم وطرائفه وهي في حقيقة الأمر لبُّ العلم وثمرتُه , فمن فارق الدنيا ولم يستفد منها إلا جعْلَ الله نصبَ عينيه في كل إقدام وإحجام ,وأورثه ذلك تعظيماً لأمر الله ونهيه, لا شكَّ أنه حصَّل سعادة الدارين ,وأترك المجال مفتوحاً لمشايخنا الكرام في هذا الملتقى النافع , لنتواصى بالحق, ونضع الحلول والعلاج لمرض الاستهانة بالذنوب والغفلة عن الوعيد المرَتب على ارتكابها, والله تعالى أعلم ..(/)
برنامج حياة إنسان: حلقة المشايخ: ابن باز وابن إبراهيم والشنقيطي
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[09 Mar 2007, 04:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا برنامج عرض في قناة المجد في سيرة هؤلاء العلماء الأفذاذ.
يمكن تحميلها من هنا:
http://www.almoso3h.com/modules.php?...=Show &id=105
ـ[خالد البكري]ــــــــ[15 Mar 2007, 05:48 م]ـ
جزاك الله خير أخي عبدالرحمن ونفع الله بك وبعلمك
ولكن حبذا وضعت رابط البرنامج مباشرة بارك الله فيك بدون الدخول إلى شبكة الموسوعة
ـ[حنين للجنان]ــــــــ[24 Nov 2008, 10:15 م]ـ
بارك الله فيكم
ياليت توافوننا بالحلقة التي كانت عن الشيخ /ابن عثيمين من هذا البرنامج في أسرع الوقت
ـ[السرخسي]ــــــــ[25 Nov 2008, 12:11 ص]ـ
جزاك الله خير ورحم الله مشائخنا واسكنهم فسيح جناته ..
ولكن نرجوا ان لا يتحول هذا البرنامج إلى (تقديس) للمشائخ فهم يبقون بشر يخطئون ويصيبون .. واجزم ان المشائخ رحمهم الله لو رأوى هذه البرامج لأنكروها واستنكروها فهم قد علمونا في حياتهم عدم تقديس البشر اياً كانوا .. والإلتزام بالكتاب وبصحيح السنه النبويه.(/)
أين أجد بحث نقض افتراءات المؤرخين حول شخصية حسان بن ثابت؟
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[11 Mar 2007, 08:00 م]ـ
أين أجد بحث " نقض افتراءات المؤرخين والنقاد حول شخصية حسان بن ثابت " لأحمد مسفر العتيبي.
وهو بحث للدفاع عما اتهم به حسان من الجبن.
فأين أجده؟
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[12 Mar 2007, 10:24 ص]ـ
طبع البحث في كتيب صغير في دار بلنسية بالرياض هاتف وفاكس4821776
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[12 Mar 2007, 07:02 م]ـ
قال ابن قتيبة الدينوري عن شاعر الرسول ـ صلى الله
عليه وسلم ـ حسان بن ثابت:
إنه لم يشهد مع النبى مشهداً لأنه كان جباناً ([1]) "
وتبعه عدد من النقاد فى عصرنا الحاضر.
منهم الدكتور/ محمد أحمد سلامة حيث يقول:
"وكان حسان فى غاية الجبن، فكان يجلس فى الحصن مع النساء والصبيان،
وكان يدق وتداً فى الحصن يحمل عليه إذا حمل الرسول على العدو،
ويرجع عنه إذا رجع الرسول ([2]) "
وكذلك الدكتور/ عمر فروخ فى قوله:
"غير أنه لم يشهد الغزوات مع الرسول لأنه كان جباناً ([3]) "
والدكتور/ على أحمد الخطيب فى قوله عن حسان:
"إلا أنه لم يشهد مع النبى مشهداً؛ لأنه كان جبانا، وعلى أنه كان مشهوراً بجبنه،
فلم يناصر الدين بسيفه، وغنما نصره بلسانه ([4]) "
والحق أن الرجل لم يكن فى حقيقته وفى تكوينه النفسى والخلقى جبانا،
إنما كان من المصابين بعاهة فى يده، منعته عن حمل السلاح، فقد "كان أكحل
حسان (عرق فى اليد) قد قطع، فلم يكن يضرب بيده ([5]) "
ونحن مع الدكتور/ الصادق حبيب فى قوله:
"ولذا لم ينكر عليه الرسول أو الصحابة قعوده وتخلفه عن القتال،
وما كان رسول الله يعذر متخلفاً قادراً، فقد أنكر على كعب بن مالك تخلفه
عن غزوة تبوك، ودعا أصحابه إلى مقاطعته هو ومن تخلفا معه،
واستمرت المقاطعة خمسين يوماً، حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت،
وضاقت عليهم أنفسهم، ثم تاب الله عليهم ([6]) " ولم يثبت أن عيره أحد
بصفة الجبن، وظل يدافع عن الإسلام خير دفاع،
وعاش حتى توفى سنة 54 للهجرة.
---------------------------------------------
(1) طبقات فحول الشعراء، 1/ 215.
(2) انظر: العصر الإسلامى، د/ شوقى ضيف، صـ 77 - 78 وانظر الأدب
الإسلامى فى عصره الأول، د/ صلاح الدين عبد التواب صـ 204 دار الطباعة المحمدية،
القاهرة ط أولى 1402 هـ - 1981 م.
(3) الشعر والشعراء صـ 188.
(4) الشعر فى رحاب الدعوة الإسلامية، صـ 295.
(5) تاريخ الأدب العربى 1/ 325.
(6) قطوف من ثمار الأدب الإسلامى، صـ 24.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[12 Mar 2007, 07:08 م]ـ
وانظر الرابط التالي (نقلا عن ملتقى أهل الحديث):
http://al-mostafa.info/data/arabic/aalam/Issue-066.pdf
وهذا الرابط:
http://www.taimiah.org/maktaba/defau...ew&bookid=3962
وهذا الرابط:
http://ipac.kapl.org.sa:88/ipac20/ip...=basi c#focus
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[12 Mar 2007, 07:57 م]ـ
د. جمال أبو حسان
د. مروان الظفيري
جزاكم الله خيرا(/)
أين أجد بحث المذهب السلفي في النحو واللغة -مجلة مؤتة؟؟
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[11 Mar 2007, 08:02 م]ـ
كتب عبد الفتاح الحموز مقالاً في مجلة مؤتة للبحوث والدراسات الصادرة من جامعة مؤتة بالأردن في مجلد 1 عدد حزيران 1986 لعنوان (المذهب السلفي: ابن تيمية وابن القيم في النحو واللغة.
فأين أجد هذا البحث؟
علماً أني حاولت فتح موقع المجلة فلم يتيسر لي!
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[12 Mar 2007, 10:19 ص]ـ
سابحث لكم عنه ثم اصوره فالرجاء التكرم باعلامي بكيفية ارساله اليكم
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[12 Mar 2007, 07:56 م]ـ
جزاكم الله خيرا. إن أمكن أخذ صورة له بالماسح الضوئي وارسالها كملف بالبريد الإلكتروني، وإلا فسارسل لكم عنواني على الخاص ويرسل عليه. واشكر لكم حسن تعاونكم يا دكتور جمال.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[13 Mar 2007, 09:52 ص]ـ
كلفت طالبا يبحث عنه في مكتبة جامعة مؤته وسياتي الينا يوم الخميس بحول الله وساتدبر الامر ان شاء الله
ـ[عبدالعزيز الجهني]ــــــــ[18 Mar 2007, 01:03 ص]ـ
أخي أبا المعتز , سلام الله عليك ورحمته وبركاته ,البحث الذي تسأل عنه موجود في مجلة الحكمة العدد الرابع عشر شوال 1418 أتمنى لك التوفيق والسداد ونفعك الله به.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[18 Mar 2007, 05:18 م]ـ
لقد تكرم علي د. جمال أبو حسان وأرسل لي البحث فجزاه الله خيرا
أخي عبد العزيز الجهني جزاك الله خيرا
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[19 Mar 2007, 10:32 ص]ـ
كنت قد كتبت بحثا بعنوان موازنة بين كتاب بدائع الفوائد لابن القيم وكتاب نتائج الفكر في النحو للسهيلي فوجدت ان ابن القيم رحمه الله قد استبطن معظم كتاب السهيلي في كتابه وبعد ان اقر البحث للنشر اطلعت على هذا البحث المشار اليه بعنوان المذهب السلفي في النحو فقراته ووجدت اخلاص صاحبه فيه غير انني وجدت فيه شيئا لا يجوزالسكوت عليه وهو نسبة بعض اراء السهيلي لابن القيم وشيخه ابن تيمية رحمهما الله صراحة في هذا البحث فاتبعت بحثي بعدة ملاحظات هذا ملخصها:
1 - ما عزاه الباحث الفاضل لابن القيم من ان احرف العطف لايجوز اضمارها، وما ذكره له ِمن الادلة هو كله كلام السهيلي الذي لم يلتفت اليه الباحث الفاضل.
2 - ما عزاه الباحث الفاضل لابن تيمية وابن القيم من المسالة حول زيادة (اسم) من قوله تعالى (سبح اسم ربك الاعلى) هو ملخص من كلام السهيلي وليس للشيخين.
3 - ما عزاه الدكتور الفاضل لابن القيم من القول بعدم لزوم شرط الاشتقاق في الحال وما ذكره له من الادلة هو نفس كلام السهيلي ويكاد يكون حرفيا.
4 - ما عزاه الفاضل لابن القيم من ان (كل) اذا اضيفت لفظا وجب الاخبار عنا بمفرد وما ذكره من الادلة هو نفس كلام السهيلي.
5 - ما عزاه الفاضل لابن القيم من ان الالف واللام اذا دخلت على اسم موصوف دلت على انه احق بالصفة من غيره وما ذكر له من الشواهد هو نص كلام السهيلي.
6 - ما عزاه الفاضل لابن القيم من ان (ما) في قوله تعالى (ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين) وغيرها من الامثلة ان (ما) فيها مهيئة ما قبلها للدخول على ما بعدها هو نص كلام السهيلي بحروفه.
7 - ما عزاه الفاضل لابن القيم من ان العرب تعبر بالفعل احيانا عن ابتداء الشروع واحيانا عن انتهائه وما ذكره له من الامثلة هو نص كلام السهيلي.
8 - ما عزاه للمدرسة السلفية من ان العامل في المعطوف اغنى عنه حرف العطف هو بعينه كلام السهيلي.
9 - ما عزاه الفاضل للمدرسة السلفية من ان (كأن) تعمل في الظرف لان فيها معنى التشبيه هو راي السهيلي.
10 - ما عزاه الفاضل لابن القيم من انه لا يجوز ان تعمل معاني حروف المعاني (النداء والتنبيه والاستفهام) الا كأن. هذا هو مذهب السهيلي.
11 - ما عزاه الفاضل لابن القيم وانه سابق بهذا القول من ان (كل) اذا قطعت عن الاضافة يكون لها الصدر وانها اذا اضيفت وجب الاخبار عنها بمفرد هو مذهب السهيلي بقضه وقضيضه.
هذه بعض الملحوظات على هذا البحث وانا لم اتتبع الكاتب في كل ما كتب فليس هذا لي بغرض
والله تعالى المستعان
ـ[عبدالعزيز العمري]ــــــــ[23 Mar 2007, 02:48 ص]ـ
بارك الله فيكم، ونفع بكم.
ـ[الجكني]ــــــــ[23 Mar 2007, 04:00 ص]ـ
وما رأي الأخوة الكرام بهذا المصطلح الجديد "المذهب السلفي في النحو واللغة " 0(/)
خطأ اصطلاحي شائع: الحرم القدسي الشريف
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[16 Mar 2007, 06:19 م]ـ
الأسماء الإسلامية الصحيحة: "المسجد الأقصى المبارك" أو "بيت المقدس" أو "مسجد إيلياء" للإشارة إلى الأقصى في تاريخه القديم والحديث.
لا تقل: "الحرم القدسي الشريف" لأن المفهوم الشرعي المتعلق بلفظ (الحرم) خاص بالحرم المكي والحرم المدني.
=====
المصدر: موقع مداد القلم ( http://www.midadulqalam.info/midad/modules.php?name=News&file=article&sid=231)
تعليق من نبيل شبيب:
عقب نشري مقالا ( http://www.midadulqalam.info/midad/modules.php?name=News&file=article&sid=174) تضمّن تعبير "الحرم القدسي الشريف" الواسع الانتشار نسبيا، نبهّتني الأخت الكريمة آية محمد يوسف، الناشطة عبر موقع "أخوات من أجل الأقصى" إلى عدد من المخاطر المرتبطة باستخدام هذا التعبير، وما يثيره من التباسات بشأن حقيقة تسمية المسجد الأقصى المبارك وشمولها لما يسمّيه كثيرون الحرم القدسي الشريف (وكنت أسميه كذلك حتى الآن وقد صحّحت المقال المذكور في هذه الأثناء، وعزمت على تجنّب ذلك مستقبلا) كما لو كان اسم المسجد الأقصى مقتصرا على بناء واحد (هو المسجد القبلي الذي شاع خطأ إفراده بتسمية الأقصى) من أبنية ومنشآت ومساجد وأروقة وساحات عديدة داخل السور المحيط بجميع ذلك في مدينة القدس.
وبعد التواصل أكرمتني الأخت آية يوسف ببعض ما يتوافر لديها في ثلاثة مواضيع أنشرها معا (بتاريخ وصولها في مداد القلم) تحت العنوان أعلاه، وهي مواضيع يكمل بعضها بعضا، وإن تكرّرت فيها بعض العبارات، آملا أن تساعد الكتّاب وعامّة القرّاء على إدراك حجم الخطر المرتبط بالتهاون في استخدام التسمية الصحيحة، وداعيا إلى الالتزام بذلك على الدوام، جنبا إلى جنب مع بذل كلّ فرد من موقعه ما يستطيع، في خدمة المسجد الأقصى المبارك، وفي خدمة تحريره وتحرير فلسطين وكلّ أرض ترزح تحت الاحتلال والاغتصاب.
نبيل شبيب
1 - إثبات المفهوم: الأقصى ليس حرما شرعا وكذلك (الإبراهيمي)
2 - هو كله المسجد الأقصى ... لا الحرم القدسي
3 - المسجد الأقصى المبارك ... مفاهيم يجب أن تصحح ... وأسماء يجب الالتزام بها
إثبات المفهوم: الأقصى ليس حرما شرعا وكذلك (الإبراهيمي)
آية محمد يوسف
شيخ الإسلام ابن تيمية - مجموع الفتاوى - برمجية المكتبة الشاملة (ج2/ ص 190) أو مجلد 27/ صفحة 14 - 15:
((فَصْلٌ وَلَيْسَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ مَكَانٌ يُسَمَّى "حَرَمًا" وَلا بِتُرْبَةِ الْخَلِيلِ وَلا بِغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْبِقَاعِ إلاّ ثَلاثَةَ أَمَاكِنَ: أَحَدُهَا هُوَ حَرَمٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ وَهُوَ حَرَمُ مَكَّةَ شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَى. وَالثَّانِي حَرَمٌ عِنْدَ جُمْهُورِ الْعُلَمَاءِ وَهُوَ حَرَمُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عِيرٍ إلَى ثَوْرٍ بَرِيدٌ فِي بَرِيدٍ؛ فَإِنَّ هَذَا حَرَمٌ عِنْدَ جُمْهُورِ الْعُلَمَاءِ كَمَالِكِ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَد وَفِيهِ أَحَادِيثُ صَحِيحَةٌ مُسْتَفِيضَةٌ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَالثَّالِثُ "وَجُّ" وَهُوَ وَادٍ بِالطَّائِفِ. فَإِنَّ هَذَا رُوِيَ فِيهِ حَدِيثٌ رَوَاهُ أَحْمَد فِي الْمُسْنَدِ وَلَيْسَ فِي الصِّحَاحِ وَهَذَا حَرَمٌ عِنْدَ الشَّافِعِيِّ لاعْتِقَادِهِ صِحَّةَ الْحَدِيثِ وَلَيْسَ حَرَمًا عِنْدَ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ، وَأَحْمَد ضَعَّفَ الْحَدِيثَ الْمَرْوِيَّ فِيهِ فَلَمْ يَأْخُذْ بِهِ. وَأَمَّا مَا سِوَى هَذِهِ الأَمَاكِنِ الثَّلاثَةِ فَلَيْسَ حَرَمًا عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ فَإِنَّ الْحَرَمَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ صَيْدَهُ وَنَبَاتَهُ وَلَمْ يُحَرِّمْ اللَّهُ صَيْدَ مَكَانٍ وَنَبَاتَهُ خَارِجًا عَنْ هَذِهِ الأَمَاكِنِ الثَّلَاثَةِ)).
شيخ الإسلام- اقتضاء الصراط المستقيم ص 434 - برمجية المكتبة الشاملة (ج 2/ ص 343)
((والأقصى اسم للمسجد كله ولا يسمى هو ولا غيره حرماً وإنما الحرم بمكة والمدينة خاصة. وفي وادي وج بالطائف نزاع بين العلماء)).
أحمد فتحي خليفة – دليل أولى القبلتين - مقدمات حول بيت المقدس:
(يُتْبَعُ)
(/)
((لكن المسجد الأقصى يختلف عن سابقيه بأنهما حرم وهو بغير ذلك، وهي من رحمة الله تعالى على عباده في أكناف بيت المقدس، أمّا هما فقد حرّم قتل حيوان فيهما، أو قطع شجر وغيرها من المحرمات، أما المسجد الأقصى فيسمح فيه ما حظر فيهما ويحظر فيه ما يحظر في المساجد عامة من بيع وشراء ونشد الضالة)). (الإشارة إلى الحرمين الشريفين)
إثبات التسمية الأقصى لا الحرم
قال تعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله} -الإسراء:1 -
قال تعالى: {وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة} -الإسراء: 7 -
- عن أبي ذر الغفاري، رضي الله تعالى عنه، قال: قلت يا رسول الله "أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: "المسجد الحرام"، قال: قلت ثم أيّ؟ قال: "المسجد الأقصى"، قلت: كم كان بينهما؟ قال: أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصله، فإن الفضل فيه." (رواه البخاري بلفظين)
- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول -صلى الله عليه وسم- ومسجد الأقصى." (رواه البخاري بأربعة ألفاظ)
مجير الدين الحنبلي – (الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل) تحت عنوان "صفة المسجد الأقصى وما هو عليه"
(تنبيه) قد تقدّم عند ابتداء ذكر صفة المسجد أنّ المتعارف عند الناس أن الأقصى هو الجامع المبني في صدر المسجد من جهة القبلة الذي فيه المنبر والمحراب الكبير. وحقيقة الحال أنّ الأقصى هو اسم لجميع المسجد ممّا دار عليه السور .. فان هذا البناء الموجود في صدر المسجد وغيره، من قبّة الصخرة والأروقة وغيرها محدثة. والمراد بالمسجد الأقصى هو جميع ما دار عليه السور.
(نقلا عن كتاب "بيت المقدس والمسجد الأقصى دراسة تاريخية موثقة" للأستاذ محمد محمد حسن شراب - ص 451)
أصل التسمية الخاطئة: الحرم
دليل المسجد الأقصى المبارك على المركز الفلسطيني للإعلام:
هذا وقد أطلق على هذه المنطقة بكاملها اسم المسجد الأقصى المبارك منذ العهد النبوي وحتى الفترة المملوكية والتي فيها أطلق عليه اسم الحرم الشريف، حيث فصل المماليك إدارة المسجد الأقصى المبارك عن القدس وعينوا عليه ناظرا خاصا عرف بناظر الحرم الشريف، ثم ألحقوا به المسجد الإبراهيمي في الخليل حيث صار يلقب صاحب هذا المنصب بناظر الحرمين الشريفين.
عبد الله معروف – دورة علوم الأقصى الأولى- الدرس الأول:
ولم تثبت تسمية المسجد الأقصى حرماً عن أحد من العلماء المحققين ولما تكلم الإمام بدر الدين الزركشي عن الأحكام المتعلقة بالمسجد الأقصى لم يذكر منها شيئاً في تسميته حرماً وإنما سماه المسجد الأقصى كما هو شأن بقية العلماء. إعلام الساجد بأحكام المساجد ص 191 فما بعدها.
كما أنّ الشيخ مجير الدين الحنبلي لم يستعمل كلمة الحرم في وصف المسجد الأقصى في كتابه "الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل"، وكذلك الشيخ عبد الغني النابلسي في كتابه " الحضرة الأنسية في الرحلة المقدسية ".
(الحنبلي وصف الأقصى أواخر سنة 900 هـ أي قبل العصر التركي بعشرين عاما ولم يورد تسمية الحرم.
والملاحظ -من كتاب "بيت المقدس والمسجد الأقصى دراسة تاريخية موثقة" للأستاذ محمد محمد حسن شراب-أنّ كلّ من وصف الأقصى قبل العصر المملوكي لم يستعمل كلمة الحرم، وإنما استخدموا الاسم المسجد الأقصى للإشارة إلى المساحة الكاملة. وأول من بدأ باستخدام هذه الكلمة "الحرم" -حسب كتاب شراب- هو العمري (ص 431 في كتاب شراب)، ثم الصاحب تاج الدين أحمد ابن أمين الملك (ص 433 في نفس الكتاب)، ثم محمد كرد علي 1925م، ثم توثيق الهيئة العربية العليا لآثار المسجد عقب الحريق 1969م، وأخيرا محمود العابدي سنة 1972م. كما ونصت الهيئة على أن (الأقصى في الحقيقة يشمل الحرم القدسي الشريف بأجمعه).
إثبات التسمية: القبلي لا الأقصى للجزء من الأقصى
شيخ الإسلام - اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم – المكتبة الشاملة (ج 2 / ص 343 - 344)
(بعد أن أورد ما دار بين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكعب الأحبار بشأن البناء في المسجد الأقصى) فبنى مصلى المسلمين في قبلي المسجد".
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو الذي يسميه كثير من العامة اليوم: الأقصى. والأقصى: اسم للمسجد كله، ولا يسمى هو ولا غيره حرما، وإنما الحرم بمكة والمدينة خاصة. وفي وادي "وج" -الذي بالطائف- نزاع بين العلماء.
فبنى عمر المصلى الذي هو في القبلة.
مجير الدين الحنبلي – "الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل" تحت عنوان "صفة المسجد الأقصى وما هو عليه"- (إشارات إلى "الجامع القبلي" نقلا عن كتاب شراب)
وصدر الجامع القبلي، وبعض الشرقي مبنيان بالرخام الملون (ص 442)
وبجوار هذا الجامع القبلي من جهة الشرق قبو كبير معقود يسمى النجارة، يوضع فيه آلة المسجد. ولعله من بناء الفاطميين. والله أعلم. وبه فم ثان لبئر الورقة. (ص 444)
(في وصف سلم البائكة الجنوبية الشرقية الثاني جهة القبلة) والسلم الثاني يليه من جهة قبة الطومار. وهي على طرف صحن الصخرة من جهة الزيتون. وهذا السلم مقابل لسور المسجد الأقصى القبلي. (ص 447)
(في وصف مصلى الأقصى القديم ومكان آخر لعله بناء تحت أشجار الزيتون في الجهة الشرقية من المسجد الأقصى) ويتوصل إلى كل من المكانين المذكورين من تحت سور المسجد القبلي. (ص 452)
(والملاحظ -من كتاب "بيت المقدس والمسجد الأقصى دراسة تاريخية موثقة" للأستاذ محمد محمد حسن شراب – أن معظم من وصف الجامع القبلي قبل العصر المملوكي أشاروا إليه بـ "الجامع الذي في صدر المسجد جهة/ عند القبلة". من ذلك وصف الاصطرخي للأقصى ص:391).
هو كله المسجد الأقصى ... لا الحرم القدسي
آية محمد يوسف
المسجد الأقصى ليس مجرد بناء ذي قبة رصاصية أو ذهبية، وإنما هو كل الساحة المسورة الواقعة فوق هضبة موريا بالقدس، والتي تضم الجامع القبلي ذا القبة الرصاصية، وقبة الصخرة ذات اللون الذهبي، ومبان أخرى.
وهو ثاني مسجد وضع في الأرض، بعد المسجد الحرام بأربعين سنة، بناه الأنبياء، وجدده المسلمون بعد فتح القدس. ويخطئ الكثيرون بإطلاق "الحرم القدسي" على المسجد الأقصى، وإطلاق "المسجد الأقصى" على جامعه القبلي، لأن هذا يعني قصر الأقصى على جزء صغير منه، واعتبار ما حوله مجرد حرم/ حمى له، مما يسهل التفريط في المسجد المبارك، كما أن الأقصى ليس حرما بالمعنى الشرعي كحرمي مكة والمدينة.
1 - الجامع القبلي: المصلى الرئيسي في المسجد الأقصى المبارك، يطلق عليه الناس خطأ "المسجد الأقصى المبارك"، ولكنه في الحقيقة الجامع المبني في صدر المسجد جهة القبلة، ومن هنا جاءت تسميته بـ"القبلي". وهو موضع صلاة الإمام في المسجد الأقصى المبارك، ومكان المنبر والمحراب الرئيسيين.
2 - قبة الصخرة: قلب المسجد الأقصى المبارك، أعظم أثر معماري إسلامي، والمعلم المميز لمدينة القدس، ويرجح أن تكون الصخرة الواقعة تحتها هي الموضع الذي عرج منه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى السماء. ويخطئ الناس بالقول بأنها غير الأقصى، لأنها جزء لا يتجزأ منه.
3 - المصلى المرواني: بناء يقع تحت الساحات الجنوبية الشرقية للمسجد الأقصى، وهو عبارة عن تسوية بنيت فوق أرضية الأقصى الأصلية المنحدرة ليتسنى بناء المصلى الرئيسي فوقها. يطلق عليه اليهود والصليبيون اسم "اسطبلات سليمان" ليوهموا الناس أنه من بناء سليمان عليه السلام، والصحيح أنه من بناء الأمويين.
4 - حائط البراق: هو الحائط الذي ربط عنده رسول الله صلى الله عليه وسلم دابته (البراق) في رحلة الإسراء، على الأرجح. ويزعم اليهود وبعض النصارى الذين يطلقون عليه اسم حائط المبكى أنه الجدار الغربي لهيكلهم المزعوم، ويقفون عنده للبكاء على ملكهم الضائع، بل واتخذوه منطلقا لتدمير منطقة باب المغاربة الملاصقة للمسجد الأقصى المبارك، والنفاذ إلى الأقصى المبارك.
المسجد الأقصى المبارك .. مفاهيم يجب أن تصحح .. وأسماء يجب الالتزام بها
آية محمد يوسف
أولا المفاهيم:
التعريف
(يُتْبَعُ)
(/)
المسجد الأقصى المبارك هو الساحة المسورة شبه المستطيلة الواقعة فوق هضبة موريا في الزاوية الجنوبية الشرقية من البلدة القديمة بالقدس. وهذه الساحة أغلبها مكشوف، باستثناء عدة أبنية، أهمها الجامع القبلي (المبني في صدر الأقصى جهة القبلة وتعلوه قبة رصاصية)، وقبة الصخرة (المبنية في قلب الأقصى، ولونها ذهبي). كما يضمّ المسجد الأقصى المبارك عدة مصليات وقباب أخرى، وأسبلة مياه، ومواضئ، وآبار، ومصاطب، ومحاريب، وأروقة، ومدارس، وغيرها مما يقع داخل سوره.
ويخطئ البعض بإطلاق اسم "الحرم القدسي الشريف" على هذه الساحة، وإطلاق اسم "المسجد الأقصى" على الجامع القبلي، والذي هو المصلى الرئيسي داخل الأقصى، لأنهم بذلك يقصرون المسجد الأقصى المبارك على جزء صغير منه فقط، ممّا يسهّل التفريط في الأجزاء الأخرى، ويمهّد الطريق أمام المساعي الصهيونية لتقسيم الأقصى، والاستيلاء على بعض أجزائه!
إضافة إلى ذلك، فلفظ الحرم الذي بدأ إطلاقه منذ العصر المملوكي بقصد التشريف، خطأ شرعا، لأن في الإسلام حَرَمان فقط باتفاق العلماء هما حرما مكة والمدينة اللذان تقع عليهما أحكام فقهية خاصة. على أن كون المسجد الأقصى ليس حرماً لا يقلل من مكانته، فإن له الكثير من الفضائل الواردة في القرآن والسنة.
فالأصحّ أن يسمى باسمه الصريح الوارد في القرآن الكريم، قال تعالى: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير."
البناء والتاريخ
عن أبي ذر الغفاري، رضي الله تعالى عنه، قال: قلت يا رسول الله "أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: "المسجد الحرام"، قال: قلت ثم أي؟ قال: "المسجد الأقصى"، قلت: كم كان بينهما؟ قال: أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصله، فإن الفضل فيه." (رواه البخاري)
يدلّ هذا الحديث الصحيح على أن المسجد الأقصى المبارك هو ثاني مسجد وضع في الأرض، وذلك بعد المسجد الحرام بأربعين سنة، مما يؤكد على أنه لم يقم قبله كنيس ولا هيكل ولا أي مبنى لعبادة غير الله.
ويرجح أن يكون آدم عليه السلام هو أول من بناه، ثم عمره النبيون بعده، ومنهم إبراهيم عليه السلام- الذي جدد أيضا بناء المسجد الحرام-، وسليمان عليه السلام- الذي جدد بناء المسجد الأقصى المبارك ودعا لمن صلى فيه.
وعقب الفتح الإسلامي للقدس عام 636م (الموافق 15هـ)، بنى عمر بن الخطاب رضي الله عنه جامعا في صدر المسجد الأقصى المبارك في موضع يعتقد أنه نفس الموضع الذي يقوم عليه الآن الجامع القبلي. ثم جاء الأمويون، وبنوا الجامع القبلي الحالي، وكذلك قبة الصخرة. وفي العهود اللاحقة، اعتنى المسلمون بإعمار المسجد المبارك، وترميمه، والبناء فيه، خاصة في العهد المملوكي.
ويخطئ البعض بالاعتماد على الرواية اليهودية المحرّفة القائلة بنسبة معبد أو هيكل مكان الأقصى إلى أنبياء بني إسرائيل عليهم الصلاة والسلام. فالمسجد الأقصى أقيم قبل بعثتهم جميعا ابتداء، ثمّ إنّهم، أساسا، أنبياء مسلمون لله تعالى، كما وصفهم القرآن، وما كان لهم أن يشيدوا بناء لعبادة غير الله.
كما يخطئ البعض بالقول بأنّ المسجد الأقصى المبارك بناء أموي. فهذا يتعارض صراحة مع الحديث الشريف الذي يؤكد أنّه ثاني مسجد وضع في الأرض. ويعود هذا الخطأ إلى الخطأ الأول الشائع الذي يقصر المسجد الأقصى المبارك على الجامع القبلي فقط.
فالواجب أن يتمّ الاعتماد -خاصة عند الحديث عن تاريخ المسجد الأقصى المبارك وبنائه- على القرآن الكريم والحديث الشريف، اللذين هما أدق وأصح المراجع، لا سيما في هذه الفترة الدقيقة من تاريخ البيت المقدس.
ثانيا: الأسماء:
مما سبق يتضح ضرورة الالتزام والسعي إلى إلزام الآخرين باستخدام الأسماء التالية، تجنبا لاختلاط المفاهيم:
1 - "المسجد الأقصى المبارك" بدلا من "الحرم القدسي" للإشارة إلى كامل مساحة المسجد الأقصى المبارك.
2 - "الجامع القبلي" بدلا من "المسجد الأقصى" للإشارة إلى الجامع المبني في صدر المسجد جهة القبلة.
3 - الأسماء الإسلامية الصحيحة: "المسجد الأقصى المبارك" أو "بيت المقدس" أو "مسجد إيلياء" للإشارة إلى الأقصى في تاريخه القديم والحديث، ونبذ كلمتي المعبد/ الهيكل.(/)
حكم شحن الجوال من كهرباء المسجد
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[16 Mar 2007, 07:45 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جرى نقاش بين الإخوة في هذا الفرع (هنا) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93379) (1) وهذا خلاصة ما عندي في الموضوع.
قد دلت جملة من الأدلة من الكتاب والسنة على التسامح في اليسير، كما
في الصحيحين عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَمْرَةٍ فِي الطَّرِيقِ قَالَ: «لَوْلَا أَنِّي أَخَافُ أَنْ تَكُونَ مِنْ الصَّدَقَةِ لَأَكَلْتُهَا».
وكون النبي صلى الله عليه وسلم امتنع عن التمرة؛ لخشيته أنها من تمر الصدقة، ولو لم يحرم عليه تمر الصدقة = لأكلها = أن لغيره أكلها ولو كانت من تمر الصدقة.
وفي الصحيحين عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَصَبْتُ جِرَابًا مِنْ شَحْمٍ يَوْمَ خَيْبَرَ قَالَ فَالْتَزَمْتُهُ فَقُلْتُ لَا أُعْطِي الْيَوْمَ أَحَدًا مِنْ هَذَا شَيْئًا قَالَ فَالْتَفَتُّ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَبَسِّمًا. لفظ مسلم.
وفي البخاري عن ابن عمر عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كُنَّا نُصِيبُ فِي مَغَازِينَا الْعَسَلَ وَالْعِنَبَ فَنَأْكُلُهُ وَلَا نَرْفَعُهُ.
وقد بوب البخاري: (ما يصيب من الطعام في أرض الحرب)
قال العيني في عمدة القاري: أي هذا باب في بيان حكم ما يصيب المجاهد من الطعام في دار الحرب هل يؤخذ منه الخمس أو هل يباح أكله للغزاة؟
وفيه خلاف فعند الجمهور لا بأس بأكل الطعام في دار الحرب بغير إذن الإمام ما داموا فيها فيأكلون منه قدر حاجتهم، ولا بأس بذبح البقر والغنم قبل أن يقع في المقاسم هذا قول الليث والأربعة والأوزاعي وإسحاق، واتفقوا أيضا على جواز ركوب دوابهم ولبس ثيابهم واستعمال سلاحهم حال الحرب ورده بعد انقضاء الحرب.
وقال الزهري: لا يأخذ شيئا من الطعام وغيره إلا بإذن الإمام.
وقال سليمان بن موسى: يأخذ إلا أن ينهى الإمام. انتهى.
وفي معنى ذلك آثار كثيرة ذكرها ابن أبي شيبة في المصنف.وغيره من أهل العلم.
وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ الثَّمَرِ الْمُعَلَّقِ؟ فَقَالَ: «مَنْ أَصَابَ بِفِيهِ مِنْ ذِي حَاجَةٍ غَيْرِ مُتَّخِذٍ خُبْنَةً فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ ... » وحسنه الترمذي.
وأخرج أحمد وابن حبان والحاكم وغيرهم عن أبي سعيد الخدري: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أتى أحدكم على راعي إبل فلينادي: يا راعي الإبل ثلاثا فإن أجابه وإلا فليحلب وليشرب ولا يحملن، وإذا أتى أحدكم على حائط فليناد ثلاثا: يا أصحاب الحائط فإن أجابه وإلا فليأكل ولا يحملن».
ومخالط مال اليتيم كما قال الله تعالى {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}
قال الطبري: ننزلت في الذين عزلوا أموال اليتامى الذين كانوا عندهم، وكرهوا أن يخالطوهم في مأكل أو في غيره، وذلك حين نزلت (وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)، وقوله: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا) ثم ذكر عن ابن عباس رضي الله عنه: لما نزلت: (وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) عزلوا أموال اليتامى، فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت:" وإن تخالطوهم فإخوانكم، والله يعلمَ المفسدَ من المصْلح، ولو شاء الله لأعنتكم"، فخالطوهم. اهـ
ويرجع لكلام المفسيرن عندها.
كما أن الأصول المطردة في الشريعة في: يسرها، ورفع الحرج، وعموم البلوى = تقتضي العفو والمسامحة في شحن الجوال لقلة تكلفته ذلك وحاجة المسلم له وموافقته في المعنى لشرط الواقف.
أعود الآن للتكييف الفقهي للمسؤلين عن المسجد الحرام، وإدارة الشؤون الإسلامية ونحوها في هذه المسألة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالذي يظهر هو أن هذه الجهات تعتبر في حكم «ناظر الوقف» والواقف إما أن يكون متبرعا ببنائه ثم سلمه للوزارة لتراعاه وتتولى الصرف عليه، أو يكون الوقف بني على حساب بيت مال المسلمين، وتكون هي الناظر عليه، والمصاريف على جميع الأحوال راجعة إلى بيت المال حتى وإن كانت الجهة المباشرة لذلك وزارة الشؤون الإسلامية أو شؤون الحرمين؛ فميزانيتها من بيت مال المسلمين.
وعلى هذا فهذا الجهات الإشرافية هي في حكم: «ناظر الوقف» فقط، ويكون تصرفه بحدود «شرط الواقف» إن لم يخالف شرطه الشرع.
وقد قرر العلماء أن ناظر الوقف ونحوه من القائمين بهذه المهام الجليلة موكلون في التصرف فيما تحت أيديهم بما تقتضيه المصلحة، ولا يحل لهم التصرف بخلاف ذلك.
وذكرها العلماء في كتب الفقه والقواعد الفقهية تقعيد هذه المسألة؛ فمن ذلك قولهم::
• (كل متصرف عن الغير عليه أن يتصرف بالمصلحة)
• (تصرف الإمام منوط بالمصلحة)
• (تصرف الإمام للرعية * أنيط بالمصلحة المرعية)
• (التصرف على الرعية منوط بالمصلحة)
وينظر هذا الرابط:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=43
ولا يخفى الآن حاجة كثير من الناس للجوال؛ فكثير من مصالحهم لا يمكنهم متابعتها إلا به، والمعتكف محتاج له في كثير من أموره؛ كطعامه، وتواصله مع أولاده، وغيرها من الأمور الهامة.
إذا تقرر هذا فإن منع المسؤول من هذه المصلحة المتحققة للناس مع قلة تكلفتها بما لا يستحق أن يذكر =
تصرف بخلاف المصلحة للوقف، وهو مخالف لروح الشريعة وسماحتها من جهة.
ومخالف في المعنى لشرط الواقف الذي أنفق نفقات طائلة من أجل توفير كل ما يحتاجه المصلي والمعكتف في هذا المسجد من جهة أخرى. والله أعلم.
---------------
(1)
* ومما نقل في الموضوع أحد المسؤلين برئاسة الحرمين قال: بمنع شحن الجولات من الحرم.
* وأن الجوال من نوع نوكيا العادي يحتاج إلى 175 ساعة تقريبا شحن حتى يصرف 1 كيلو، وسعر الكيلو في الشريحة الأولى 5 هللات في بلادنا.
* وأن المشايخ البراك واللحيدين وسعد الخثلان وعبد المحسن القاسم قالوا بجواز ذلك.
والشيخ ابن عثمين رحمه الله منع من ذلك إلا بإذن الرئاسة.وكذا الشيخ وعبد الله التويجري منع من ذلك.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[18 Mar 2007, 10:02 ص]ـ
قلت: الضرورات تقدر بقدرها، وللفقهاء أن يمتعونا بما لديهم لنفيد من علمهم.
ـ[ناصر الغامدي]ــــــــ[26 Mar 2007, 11:03 ص]ـ
بارك الله فيك شيخ عبدالرحمن
حصل هذا النقاش كذلك بين المعلمين في المدرسة
وبعض الأخوة رعاهم الله شكك في الجواز لحرصه جزاه الله خيراً
فقلت أنا: ألا يكون مثل ماكان فيه الناس شركاء كالماء والكلأ والنار
فكان قياساً غير مقبول وأنا لست إلا باحثاً عن مخرج فنفسي لم تميل إلى المنع
ثم ها أنت قد جمعت ما يكفى فلعل حكمه حكم اليسير الذي به يرفع الحرج
فلا حاجة لقياسي فالقياس هنا لم يستوف شروط صحته ولا أساساته
ومن تورع فهذا من الزهد وهو دأب الصالحين
جزاك الله خيراً(/)
هل توجد هيئةعلمية تفصل في سرقة البحوث
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[17 Mar 2007, 06:33 م]ـ
الأخوة الكرام
هل توجد هيئةعلمية تفصل في سرقة البحوث والكتب المطبوعة؟
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[17 Mar 2007, 09:17 م]ـ
شيخنا الغالي الفاضل المفضال مصطفى علي
انظر هذا الرابط:
http://www.arabpip.org/index.htm(/)
لإدارة الملتقى ولكل أصحاب الرأي
ـ[أبو المهند]ــــــــ[19 Mar 2007, 01:30 م]ـ
لإدارة الملتقى ولكل أصحاب الرأي ـ وكلكم كذلك ـ أقول:
بما ان الكتاب هو سدى ولحمة مادة العلماء، وله من الأهمية ما له، أقترح أن تفرد إدارة الموقع للكتاب
ملتقى يخصه، هذا الملتقى يضم كل ما يتعلق بالكتب: من جديد الطبعات، وجديد المؤلفات، وجديد المخطوطات،
وجديد التحقيقات،.و جديد الكتب القابله للتحميل ... أقصد كل جديد يخض باب الكتب من قريب أو من بعيد
وبذا ينحسم أمر المشاركات التي تخص الكتب تحت باب بعينه إتماما للفائدة، وفي نفس الوقت يفسح للمشاركات
الجديدة حيزاً أكبر يلفت النظر إليها ويكثِّر الإسهامات حولها ... فما رأيكم دام فضلكم.(/)
سؤال في غير موضعه لكن صاحب الحاجة ارعن
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[21 Mar 2007, 11:43 ص]ـ
عندي مشكلة في مستقبل الرسائل الهوتميل فانه لايفتح عندي منذ خمسة ايام وكلما كتبت عنوان البريد ظهرت صفحة بيضاء فهل من حل؟(/)
إذا أردت أن ترسخ في نفسك أصول مسائل العلم فعليك بما يأتي ...........
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 Mar 2007, 02:29 م]ـ
الحمد لله وكفى وصلاة وسلاماً على عبده المصطفى وآله الطاهرين وصحبه المستوفين الشرفا ...
على الرغم من الكثرة الكاثرة المتزرة بإزار العلم وطلبه=إلا أني وجدت أنه يسهل عليك أن ترد أصول هذه الكثرة إلى صنفين لا يخرج عنهما إلا القليل النادر ....
الصنف الأول: أولئك النفر المبارك من طلاب العلم الذين هدوا إلى المنهجية الصحيحة في طلب العلم .. فانطلقوا بعزم وهمة يصحبهما تأنٍ وتدرج، طلباً للمعالي وثنياً للركب بين يدي أهل العلم ... حتى إذا قضى الواحد منهم وطره من متون العلم وأصوله فجأته حقيقة كونه سيقبل على مرحلة جديدة إعتاد أهل العلم في زماننا أن يتركوا الطالب فيها وشأنه وهمته ووعيه وعزمه .... اللهم إلا إشارات قليلة وتوجيهات مجملة ... فيشتغل بالبحث والتفتيش تارة .... وأخرى بجرد المطولات ... وبالمطاحنات الجدلية باقي التارات ...
وبعد سنوات .............
يرجع الطالب بصره إلى محفوظه القديم وعلمه العتيق فلا يجد إلا جذاذات وفتات .... لمحات ولفتات .... ويصبح رأس ماله: على ما أظن وفيما أذكر ...
الصنف الثاني: هم أولئك النفر غير المبارك من طلاب العلم ... ممن طلبوا السهولة وآثروا الدعة ... ورضوا بعلم مستنسخ لقيط ... جماعه كلمة من هنا .... وأخرى من هناك ... فيتكلمون في المسائل الكبار وقضايا الساعة .... وما سهل أمره وقرب مأخذه وخفت مؤنته ... واعتبر بحالهم ... تجدهم متدثرين بعباءة التحرير والتقرير إذا كان الحديث في مسائل الإيمان والكفر والجهاد ... وذلك ليسر مناطاتها ووضوح رؤوس مسائلها ... فإذا رمت من أحدهم أن يقف في وجه أشعري متكلم متفيهق بغيض فرَ منك طالب العلم المحرر منشدأً نفسه:
ليس هذا بعشك فادرجي
فما في هذه المجالات يظهر علمه وتلوح فطنته ... فعلى السهل طبع ... واليسر أراد .... والتعالم رأٍس مناقبه ...
فإن قلت: فما جماع آفة الصنفين (؟؟؟)
قلت لك: أما الصنف الثاني ففاقد لأدنى درجات القابلية للمعالجة فآفته من أ، واع الوباء والعياذ بالله ... وأول درجات النجاة هو العود على بدء إلى أصالة الطلب بضبط المختصرات واستحضار الشروحات ثم الإفاضة إلى المطولات ...
فإن فعل ووصل على مرتبة البحث والتفتيش فإنا نوصيه ونوصي أهل الصنف ألأول وكل طالب علم وداعية يريد رسوخ العلم في النفس، فيكون ضابطأ للعلم متقناً له فا يتفلت منه =أن يحرص على ما يلي ...
1 - أن يخلص لله تعالى النية في الطلب والتحصيل ..
2 - أن يعمل بعلمه فهذا من أهم عوامل تثبيت العلم ..
3 - الحرص على ضبط التعريفات والتقسيمات والفروق والضوابط وفرائد الفوائد ...
4 - مذاكرة العلم مع النفس ومع الغير ...
5 - أن يحرص على استحضار الدرس عن ظهر قلب كأنما سيشرحه ...
6 - أن يحرص على حفظ متن واحد على الأقل في كل علم وليكن من المتون الجوامع وهي في نظري:
1 - سلم الوصول
2 - الواسطية
3 - كشف الشبهات
4 - ألفية ابن مالك، ولامية الأفعال.
5 - قواعد الأصول ومعاقد الفصول.
6 - نخبة الفكر.
7 - السلم المنورق.
8 - زاد المستقنع.
9 - بلوغ المرام.
10 - لجوهر المكنون.
7 - أن يحرص الطالب على عدد معين من الكتب في كل فن يكرر النظر فيها كل فترة على امتداد عمره وحبذا لو اتكأ عليها في شروحه وتدريسه،ومنها على سبيل المثال:
الاعتقاد
1 - حاشية ابن قاسم على كتاب التوحيد أو الدر النضيد لسليمان بن حمدان.
2 - شرح كشف الشبهات للهبدان.
3 - شرح الواسطية لابن عثيمين.
4 - شرح التدمرية للبراك.
5 - شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز.
التفسير وأصوله وعلوم القرآن.
1 - تفسير ابن كثير.
2 - تفسير القرطبي.
3 - تفسير الألوسي.
4 - فصول في أصول التفسير لمساعد الطيار مع شرح مقدمة التفسير له.
5 - المقدمات الأساسية في علوم القرآن للجديع.
6 - التفسير والمفسرون للذهبي.
مع مزيد عناية واتصال وتطبيق على تفسير الإمام الطبري -رحمه الله-فكم ضيعه أناس فخسروا ....
الحديث وعلومه
1 - فتح الباري.
2 - شرح مسلم للنووي.
3 - التمهيد لابن عبد البر.
4 - النكت على ابن الصلاح لابن حجر.
5 - فتح المغيث.
6 - تحرير علوم الحديث.
الفقه
1 - المغني.
2 - المجموع
3 - المحلى
4 - مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام.
5 - حاشية الروض المربع (للحنابلة).
أصول الفقه.
1 - البحر المحيط.
2 - شرح الكوكب المنير.
3 - إعلام الموقعين.
4 - معالم أصول الفقه للجيزاني.
5 - تفسير النصوص لمحمد أديب صالح.
6 - المسائل المشتركة لمحمد العروسي عبد القادر.
القواعد الفقهية.
1 - الفوائد الجنية للفاداني.
2 - المدخل الفقهي العام للزرقا.
3 - مصنفات الدكتور يعقوب الباحسين.
النحو.
1 - شرح ابن عقيل.
2 - مغني اللبيب.
3 - النحو الوافي لعباس حسن.
الصرف.
1 - شذا العرف.
2 - المستقصى للدكتور عبد اللطيف الخطيب.
البلاغة.
1 - الإيضاح للخطيب القزويني.
2 - مصنفات الدكتور محمد أبي موسى.
المنطق:
1 - توشيح عبد السلام على السلم مع شرحهما.
2 - ضوابط المعرفة للميداني.
وصلِ اللهم وسلم وبارك على عبدك ونبيك ورسولك محمد ...........
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب الطبري]ــــــــ[23 Mar 2007, 10:25 م]ـ
أخشى أن يكون قد نالك يا أبا فهر شيء من غبار الصنف الثاني، فعلى رسلك، ودع التأصيل لأربابه، وفقك الله.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 Mar 2007, 11:14 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء على حرصك على نصح أخيك وحرصك على أن يكون نقياً من الأوضار والشوائب ... ولكن أحب أن أطمئنك على أخيك فقد نجاه الله -بحوله وقوته ورحمته- من هذه الهوة السحيقة .. وما أبريء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء ...
وما تراه من التأصيل إنما أخذته بمثافنة أهل العلم فانأ ناقل لخبراتهم وتقريراتهم ... أسأل الله جل وعلا أن ينفع بهذا النقل من شاء من عباده ...
أدام الله توفيقك وسعادتك .......
ومرة أخرى ...
جزاك الله خير الجزاء وأوفاه ....
ـ[محب القراءات]ــــــــ[24 Mar 2007, 01:37 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ومما يلاحظ أنك لم تذكر علم التجويد والقراءات
ومن المتون المشهورة في التجويد:
تحفة الأطفال للجمزوري.
والمقدمة الجزرية. لابن الجزري.
ومن أشهر المتون في علم القراءات:
متن حرز الأماني ووجه التهاني المعروف بالشاطبية (متن في القراءات السبع) للإمام الشاطبي.
والدرة المضية (متن في القراءات الثلاث المتممة للعشرة) لابن الجزري.
ومتن طيبة النشر في القراءات العشر لابن الجزري.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 Mar 2007, 02:05 ص]ـ
وجزاك الله خير الجزاء .........
لم أذكرهما لضعف خبرتي فيهما ................
ـ[محب الطبري]ــــــــ[24 Mar 2007, 07:33 م]ـ
أشكرك على تقبل النقد.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 Mar 2007, 09:07 م]ـ
لا شكر على واجب لازم لكل طالب علم منصف ...
ومرحباً بنقدك النزيه في أي وقت وكل وقت .......
ـ[نياف]ــــــــ[25 Mar 2007, 07:15 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
محبك في الله
نياف
ـ[العنزي]ــــــــ[28 Mar 2007, 06:07 م]ـ
أشكرك أخي أبا فهر على هذه المشاركة
التي تدل على حرصكم في نشر العلم بمنهجية مأصلة وعلى طريقة العلماء الراسخين
تحياتي
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 Dec 2008, 06:30 م]ـ
للفائدة ...
ـ[نادرةالوجود]ــــــــ[18 Dec 2008, 09:22 م]ـ
جزاااااااااااك الله خيرا وبارك فيك وفي علمك
ـ[محمد براء]ــــــــ[19 Dec 2008, 02:42 ص]ـ
أحسن الله إليكم وبارك فيكم
ـ[المربي المغمور]ــــــــ[19 Dec 2008, 06:10 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[19 Dec 2008, 10:10 م]ـ
ليت العلم بهذه البساطة.
وماذا عن تكوين الملكة النقدية؟ والاستعدادات العقلية والنفسية للشخص؟
وماذا لو لم يكن العلم في الكتب التي ذكرتها؟
وماذا يفعل غير الناطقين بالعربية الذين لا يجدون شيئا من المراجع التي ذكرتها؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 Dec 2008, 08:49 م]ـ
الكلام هنا عن ترسيخ أصول مسائل العلم وعُقده وما تذكره (جميعه) = باب آخر ..(/)
تنبيه ورجاء للأخوة الأفاضل
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[24 Mar 2007, 07:52 م]ـ
لا حظت أن الباحثين، وخاصة طلاب العلم
لايكلفون أنفسهم عناء البحث والتنقيب
وخاصة في هذا المنتدى العملاق ـ في اختصاصه ـ
تأخذهم شهوة الكتابة المريحة، فيفزعون إلى رجالات
المنتدى طالبين منهم المساعدة والأجر والثواب
ولا مانع في ذلك؛ لكنه قبل ذلك يجب عليهم
أن يحركوا محرك البحث، ثم يطلبون المساعدة
إن لم يجدوا بغيتهم!!!
وشكرا لكم
ـ[أبو المهند]ــــــــ[25 Mar 2007, 03:28 م]ـ
توجيه جيد ومسدد إن شاء الله تعالى.(/)
هل نحن نفهم ما نقرأ، أو نقرأ ما نفهم؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 Mar 2007, 02:22 ص]ـ
هل نحن نفهم ما نقرأ، أو نقرأ ما نفهم؟
عندما كنا صغارا كانوا أحيانا يضحكون من أقوالنا الخاطئة، ويتعجبون من فهومنا الغريبة،
وعندما صرنا كبارا رأينا ذلك من أبنائنا، فصرنا نبتسم حينما نسمع الجمل الساذجة من الصغار، أو نرى الفهم العجيب منهم.
ولكن المتأمل في واقعنا يجد أننا في حقيقة الأمر نرتكب أشياء أكثر غرابة وأبعد فهما من هؤلاء الصغار! ويتضح ذلك بالسؤال التالي:
هل أنت تفهم ما تقرؤه؟ هل أنت حقا على يقين أنك تفهم ما تقرؤه؟
إن فهم الكلام على حقيقته يعتمد على مقدمات، منها ما هو خاص بالكلام نفسه من حيث الإفراد والتركيب، ومنها ما هو خاص بقرائن الحال التي يتنزل عليها الكلام إن كان محتملا لجهات.
ونحن نستعمل القرائن في حياتنا كثيرا جدا، بل نستعملها بغير شعور في معظم الأحيان، فالعقل اعتاد أن يستدرك ما يسقُط عن السمع من الأحرف القليلة التي تفهم من سياق الكلام، والعقل اعتاد كذلك أن يعرف ضبط الكلمة اعتمادا على سياقها فتعرف مثلا أن (ذهب) في هذه العبارة (ذهب أحمد إلى المدرسة) مفتوحة الذال والهاء، مع أنها تحتمل غير ذلك مفردة.
إن أهل العلم يختلفون في كثرة اطلاعهم ومعرفتهم وحفظهم وفهمهم، وهذا المقدار من الاطلاع والمعرفة والحفظ والفهم يؤثر تأثيرا واضحا في المقدرة على فهم الكلام المقروء ومعرفة القرائن المحتفة به، ولذلك كان الصحابة أفهم لكلام النبي صلى الله عليه وسلم ممن بعدهم؛ بل كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه أفهم لكلام النبي صلى الله عليه وسلم من غيره من الصحابة كما في الحديث المشهور (إن عبدا خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عنده فاختار ما عنده) فبكى أبو بكر وقال (فديناك بآبائنا وأمهاتنا)، فكان هو الوحيد الذي فهم المقصود، وهذا لشدة ملاصقته للنبي صلى الله عليه وسلم وقوة علمه بأحواله.
الأستاذ عبد السلام هارون المحقق المشهور، عرف بتحقيق كتب الجاحظ، فصار أخبر الناس بأسلوبه، وصار يستطيع أن يميز بين كلامه وكلام غيره، وما تحتمله العبارة وما لا تحتمله، وهذا لو أمكن أن يتأتى لغيره فلا يمكن أن يكون بمثل درجته لأنه تبحر في كتب الجاحظ.
وأنت عندما تقرأ في كتب أهل العلم، تجد نفسك مع الوقت تتذوق أسلوبهم، وتعرف أن هذا أسلوب فلان، وهذا نمط فلان، وهذه طريقة فلان، وهذا مهيع فلان.
والمتقدمون من المحدثين يفعلون ذلك كثيرا؛ وذلك لأنهم لكثرة ممارستهم وطول خبرتهم، وسعة محفوظهم، صارت معرفتهم بأحوال الرواة أحيانا كمعرفتهم بآبائهم وأمهاتهم، فيستطيع أن يجزم بأن هذا الكلام لم يصدر من فلان، أو أن هذا القول لم يقله فلان، كما جاء عن يحيى بن معين عندما أقسم أن عبد الله بن المبارك لم يقل هذا الكلام!
فهذه مرتبة عالية شريفة تستطيع فهمها عندما تستنكر أنت قولا نسب لأبيك خطأ.
ونحن نعرف مثلا الشيخين (ابن باز) و (الألباني) حق المعرفة، فإذا جاءنا من يقول: إن الشيخ ابن باز رحمه الله كان يعرف اللغة الصينية، وإن الشيخ الألباني رحمه الله مكث سنين في البرازيل!! فإننا نقطع بأنه كاذب أو مخطئ، فإذا جاء من لا يعرف الألباني فقد يقول: ما لهؤلاء كيف يزعمون علم الغيب؟!
والمقصود أن القرائن من أقوى السبل إن لم تكن أقوى السبل على الإطلاق لفهم الكلام، واختلاف درجات أهل العلم في علمهم يؤدي إلى اختلافهم في مقدرتهم على فهم كلام غيرهم.
وانحطاط درجاتنا عن درجات أهل العلم قد يحملنا في كثير من الأحيان على أن نستنكر فهمهم لبعض النصوص، ونقول: هذا فهم خاطئ! أو هذا خلاف الظاهر! أو هذا تخرص بالغيب! أو نحو ذلك من العبارات التي لو صدرت ممن هو في مثل علمهم لكانت مقبولة، أما صدورها ممن لم يبلغ عشر معشارهم فهذا شأن آخر.
قال تعالى: {قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى}، فالمادة واحدة وهي القرآن، ولكن استقى منه المؤمنون الهدى والشفاء، وانقلب الكافرون فقط بالوقر والعمى!
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الحديث ((إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به))
فالمادة واحدة وهي الحكمة النبوية، واختلف قبول المادة باختلاف المعادن.
إنك عندما تقرأ كلام أهل العلم فالحقيقة أنك تقرأ ما تريد أن تفهمه بناء على ما عندك من مقدمات ومعلومات.
والقليل منا من يفهم ما يقرأ، لماذا؟
لأن هذا يحتاج إلى تجرد وإنصاف شديدين، وعدم الوقوع في أسر الخاطر الأول وبادئ الرأي، ويحتاج إلى علم واسع بالقرائن، ويحتاج إلى معرفة كبيرة باللغة وخاصة لغة من تقرأ له، ويحتاج في بعض الأحيان إلى معرفة حقبة هذا العالم وتاريخه.
قد يقول قائل: (إن كلامَك خطأ؛ لأن هذه المعرفة التي تَشترِط وجودَها إنما يتحصل عليها المرءُ أصلا من القراءة والمطالعة، وهذه القراءةُ والمطالعة تحتاج إلى مثل هذه المعرفة أيضا، وهذا دور أو تسلسل، وهو باطل).
فالجواب: أن هذا الاعتراض صحيح وهو يفيد التسلسل حقا، ولكن قطع السلسلة يحل الإشكال، وبيان ذلك بما يلي:
نفترض أن العالم في ابتداء طلبه للعلم اليوم، وهذا أول شيء يسمعه من أول شيخ يتلقى عنه، فحينئذ تأتي المعلومة إلى القلب بسهولة، فتدخل إليه بغير استئذان، فلا تجد لها معارضا ولا مناوئا، ولكن هل هذه المعلومة صحيحة أو خاطئة؟ محل نظر.
ثم تأتي معلومة أخرى فإما أن تؤيد المعلومةَ السابقة، أو تخالفها، أو لا تؤيدها ولا تخالفها.
ثم تأتي معلومة ثالثة فتُعرض على كلٍّ من المعلومات السابقة فتزيد بعضها قوة وتزيد بعضها ضعفا، وتترك بعضها كما هو.
ومع تكاثر هذه المعلومات وتواترها على القلب يحصُل لديه يقينٌ ببعض هذه المعلومات بحيث لا يمكن أن يداخله فيها شك، كمثل اليقين الذي يدخل إلى قلب الإمام مالك أن ابن عمر رضي الله عنه كان موجودا، وكان من الصحابة، لكثرة ما سمع من النقول عنه والقرائن التي تفيد ذلك.
وهذا القدر من المعلومات يكون هو الأساس الذي يبني عليه العالمُ صحةَ المعلومات الأخرى أو خطأها، وهذا يشبه ما يفعله المحدثون حينما يحكمون على خطأ هذا أو ذاك بناء على الرواة الأثبات الذين تدور عليهم الرواية؛ لأن هؤلاء الرواة صاروا بالمحل الموثوق.
ومع الوقت والممارسة والمرانة والبحث والفحص والتمرس، يصير الأمر المشكوكُ فيه عندك أمرًا يقينيا عند هذا العالم، ويصير الحكمُ الذي تستغرقُ أنت ساعةً في فهمِه أمرا بَدَهِيًّا عند هذا العالم، بل تصيرُ له أحيانا ملكةٌ يميز بها بين صحيح العلم وسقيمه بغير أن يقدِر على التعبير عن حجته!! كالأعرابي الذي يتكلم ولا يلحن، بل لا يستطيع أن يلحن!
ولذلك ورد في الأثر (أن أعلم الناس أبصرهم بالحق إذا اختلف الناس) فعبر عن العلم بالبصيرة، وهذه البصيرة هي الملكة أو السليقة أو النور الذي يعلَق بالقلب من كثرة ممارسة العلم والدربة عليه، مع صدق القصد وإخلاص النية.
أسأل الله أن يوفقنا للفهم والعلم والعمل، وأن يستعملنا في طاعته.
إنه على كل شيء قدير.
أخوكم ومحبكم/ أبو مالك العوضي
ـ[الجكني]ــــــــ[26 Mar 2007, 06:43 ص]ـ
مقال رائع،فتح الله عليك0
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[17 Feb 2008, 05:48 م]ـ
مقال رائع وماتع بحق.
فتح الله لك من أبواب علمه وفضله، وزادنا علما وفهما وإيمانا ويقينا صادقا.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[17 Feb 2008, 06:03 م]ـ
جزاكم الله خيرا على التذكير.
ـ[مها]ــــــــ[17 Feb 2008, 07:01 م]ـ
سلمت يمينك -مقال متميز-
و لن نفهم ما نقرأ إلا إذا تجردنا.
يقول ابن خلدون-رحمه الله-: (إن النفس إذا كانت على حال الاعتدال في قبول الخبر أعطته حقه من التمحيص و النظر حتى تتبين صدق من كذبه، وإذا خامرها تعصب لرأي أو نحلة قبلت ما يوافقها من الأخبار لأول وهلة، و كان ذلك الميل غطاء على عين بصيرتها عن الانتقاد و التمحيص، فتقع في قبول الكذب و نقله).
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 Feb 2008, 11:58 ص]ـ
وفقكم الله وسدد خطاكم، وجزاكم خير الجزاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكلام ابن خلدون رحمه الله يتعرض للأهواء التي تعتري النفس في فهم الخبر، وهذا الأمر نفترض عادة أنه غير موجود في أهل العلم، وليس هو بأخطر الأمور، لأن الحق أبلج والباطل لجلج، والضال يظهر من بين أسنانه، كما قال تعالى: {ولتعرفنهم في لحن القول}.
وهذه تتمة للموضوع كتبتها من قبل في أهل الحديث:
-------------------------------------------------------------------
الأمر ليس سهلا، بل هو في غاية الصعوبة، وأخوكم الضعيف ليس استثناء في هذا الأمر.
ولكن الموفق من وفقه الله، والمهدي من هداه الله، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
وجماع الأمر - فيما أحسب والله تعالى أعلم - أن ننظر إلى الاختلافات بين أهل العلم، فأنا أزعم أن أكثر هذه الاختلافات هي اختلافات في الفهم، وليست اختلافات في الجهل ببعض النصوص.
ومن الأدلة على ذلك أن الخلاف المبني على الجهل بنص معين ينبغي أن يزول عند استحضار هذا النص، ومع ذلك لا نرى هذا موجودا في معظم الخلافات.
وهذا ليس قصرا على الخلافات الفقهية، بل هو عام في الخلافات الاعتقادية، والخلافات الأصولية وغير ذلك أيضا.
ولكي تعرف عظم الخطر في هذا الباب انظر لنفسك ومعلوماتك وما اطلعت عليه من الكتب وما حصلته من معارف.
هل الكتب التي قرأتها أكثرها للمتقدمين أو للمتأخرين؟
هل خبرتك بعبارات المعاصرين وفهم المراد من كلامهم مثل خبرتك بكلام الصحابة والتابعين وفهم المراد منها؟ فضلا عن كلام العرب الأقحاح والشعراء الجاهليين؟!
أنا أحسب - والله أعلم - أن الواحد منا إذا قرأ للشيخ الألباني مثلا فلن يصعب عليه فهم شيء من مراده، في حين إنه إذا قرأ للحافظ ابن حجر فقد يخفى عليه شيء مما يريده الحافظ، أما إذا قرأ مثلا للخطيب البغدادي فربما يغيب عن فهمه ما هو أكثر من كلام الحافظ ابن حجر، ثم إذا قرأ مثلا كلام الصحابة والتابعين فالمتوقع أن فهمه لها سيكون أقل من فهمه لكلام الخطيب.
ثم إذا قرأ كلاما لبعض الجاهليين فسيكون فهمه أقل من كل ما سبق.
والسبب في ذلك - والله أعلم- أنه كلما بعد العصر اختلفت القرائن والألفاظ والاستعمالات، وتغيرت الأمور الواضحات، وصار بعض المشهور غريبا وبعض الغريب مشهورا.
ولذلك تجد مثلا في القاموس المحيط عن بعض الألفاظ (معروف) مع أنه من غريب اللغة الذي لا يكاد يعرفه أحد من المعاصرين، مع أن صاحب القاموس من أهل القرن الثامن ثم التاسع الهجري!
فما بالك بكلام علماء القرن الثاني؟! لا شك أنه أبعد
فما بالك بكلام أهل الجاهلية، لا شك أنه أبعد وأبعد
وليس من سبيل - من وجهة نظري والله أعلم - لحل هذا الإشكال إلا بأن يحاول المرء أن يغير ثقافته، وذلك بأن يجعل اطلاعه على كلام أهل عصر معين أكثر من اطلاعه على غيره من العصور، فهذا هو السبيل الوحيد لاكتساب هذه السليقة، أو هذه الملكة التي تجعله يفهم الفهم الصحيح لأول وهلة أو بادي الرأي.
ولذلك كان أهل الحديث هم أقرب الناس لفهم المراد من الأحاديث.
وكان النحويون أقرب الناس لفهم مراد سيبويه.
وكان اللغويون أقرب الناس لفهم كلام العرب.
ولذلك كثيرا ما يقول أهل العلم: إن العبرة في كل فن إنما هي بكلام أهله المتقنين له، بخلاف غيرهم، فلا يعتد بكلام غير النحويين في النحو، ولا بكلام غير الفقهاء في الفقه، كما أنه لا يعتد بكلام غير الأطباء في الطب.
ولا شك أن الطبيب الذي ليس خبيرا بعلوم العربية أكثر فهما لكلام الطبيب مثله من فهم عالم العربية، حتى لو كان الكلام مكتوبا باللغة العربية الفصيحة.
وسبب هذه الإشكالات جميعها أن الكلام المنطوق أو المكتوب لا يمكن أن يعبر عن مراد المتكلم تعبيرا مطابقا لما في النفس تماما بحيث لا يزيد ولا ينقص، وتأمل ذلك من نفسك تجده صحيحا إن شاء الله.
ولذلك يُغفل كثير منا حال الكلام كثيرا من الأمور التي يراها هو واضحة لا تشكل على أحد، ولو لم يفعل ذلك لاحتاج في كل جملة أو عبارة من عباراته أن يملأها بالاحترازات والتقييدات التي تخل بنظام الكلام وتضيع الوقت في غير فائدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولولا أن القرائن المعتادة تقوم مقام التصريح في هذه الأمور لما صلح حال الناس ولما استطاع بعضهم أن يفهم مراد بعض، كما لو قلت لولدك مثلا: (ماء)، فإنه يفهم بحسب القرائن أنك تريد كوبا من الماء لكي تشربه، أما إذا كنت تسير معه في الطريق مثلا وقلت: (ماء) وأمسكت به بسرعة وجذبته للخلف، فإنه يفهم بحسب القرائن أنك تريد منه الاحتراز من وقوعه في الماء أو وقوع الماء عليه.
وهذه القرائن والأحوال إنما فهمت بحسب العادة والعرف، وهذه الأمور تختلف من عصر لعصر، فقد يكون مثلا في بلد من البلدان أن قول بعضهم لبعض: (ماء) معناه مشروب معين يصنع بطريقة معينة.
ولذلك تجد أكثر أخطاء المحققين لكتب أهل العلم سببها أنهم يجرون أعرافنا المعاصرة على كلام هؤلاء، فيجعلون البعيد قريبا والمحال واجبا واللازم محالا!!
وأنصح إخواني في الله أن يجربوا هذا الأمر، وذلك بأن تقصر نفسك على قراءة كتب أحد أهل العلم مدة معينة من الزمن، حتى تحيط بجملة وافرة منها، ثم انظر بعد ذلك هل يكون استيعابك للكلام أكبر وفهمك لما بين السطور أكثر حتى تكاد في بعض الأحيان تعرف ماذا سيقول في السطر القادم قبل أن تقرأه!!
وقد سمعنا عن كثير من العلماء والشعراء والأدباء كان أحدهم يسمع شطر البيت فيذكر الشطر الثاني من غير أن يكون قد سبق له سماعه!! فإذا سئل: من أين عرفته؟ قال: هذا ما ينبغي أن يقال، أو نحو ذلك.
وكثيرا ما كنت أحضر بعض المناقشات فأجد كلا من الطرفين يدعي أن فهمه هو المتبادر!! وأن الصواب حمل الكلام على الفهم المتبادر!!
فنقول: هذا صحيح، ولكن المتبادر عند من؟! ليس عندي ولا عندك، وإنما عند أهل اللسان، عند السلف الذين عاينوا الأحوال وتشربوا القرائن التي هي الأساس في هذا الذي تدعي أنه (المتبادر).
فإذا كنت قد نظرت وقرأت وأكثرت من الاطلاع على كلام هؤلاء حتى صارت لك فيه ملكة، فحينئذ يكون المتبادر عندك قريبا من المتبادر عندهم، أما بخلاف ذلك فلا وألف لا!!
ولذلك نجد أبعد الناس عن صحة الفهم - فهم كلام السلف - من يقصر علمه ويقضي عمره في النظر في كتب بعض المتأخرين حتى يكون كلام السلف عنده أشبه باللغة الأعجمية!
أسأل الله سبحانه أن يمدنا بمدد من عنده، وأن يرزقنا حسن الفهم، وصحة العلم، وصواب العمل.
إنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[18 Feb 2008, 06:14 م]ـ
جزاك الله خيرا ..
وسددك ..
وزادك علما وحكمة ..
وثبت قلبك على دينه.
قرأت مقالاتك وانتفعت بها ..
فأسأل الله أن يغفر لك ويتوب عليك.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 Jul 2010, 12:47 م]ـ
آمين وإياك يا أخي الكريم
ومن هذا الباب ما تسمعه كثيرا من طلبة العلم: (ما الدليل؟) (أعطني دليلا) (هذا ليس بدليل) ... إلخ في أمور مفروغ منها عند العلماء.
ويظن المسكين أن مثل هذا الكلام يصلح حجة لإبطال الدليل.
والحقيقة التي تظهر بأدنى تأمل أن هذا الدليل لا إشكال فيه على الإطلاق، وإنما الإشكال في عقله الذي لم يقدر على استيعاب دلالة الدليل؛ فيكون مثله كمثل رجل اشترى ثوبا فوجده واسعا فقال: هذا الثوب غير يصلح.
نعم هو غير صالح لك أنت، لكنه يصلح لغيرك ممن يقدر على فهمه.
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[12 Jul 2010, 01:45 م]ـ
مقال مفيد
كلام سديد
رأي فريد
جزيتم خيرا
ووفقكم الله إلى كل خير
فإن قيل:ما بالنا تأخرنا عن غيرنا مع أننا كنا نحن المتقدمون؟
فالجواب: لأننا أصبحنا لا نقرأ
وإذا قرأنا لا نفهم
وإذا فهمنا لا نعمل
وإذا عملنا لا نتقن
ولا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[12 Jul 2010, 01:59 م]ـ
مقالة رائعة حقاً، ولعل مما يضاف هنا -ولعله ذُكر ضمن الكلام ولم أتنبه له- أن غياب التأصيل العلمي الصحيح هو من أكبر اسباب سوء فهم كلام العلماء، وكلما اقتربت أكثر من معارف الإمام والعلوم التي تشربها كلما فهمته أكثر، أما إذا كنت بعيدا عن العلوم التي ينطلق منها العالم وكان يوظف تلك العلوم دون تنصيص فإنك لن تفهمه أبداً، وستظن في الوقت نفسه أنك فهمته جيداً لأنه لم ينص على أي مصطلح تجهله، وسأضرب بعض الأمثلة لأهميتها في ظني - وأرجو أن يأخذها الإخوة دون حساسية إذا الهدف التناصح -:
المثال الأول: كان البقاعي رحمه الله في تفسيره " نظم الدرر " يوظف القواعد البلاغية بإشارات سريعة دون أن ينص على أكثرها، ويكون كلامه مفهوماً جداً لكل من لا يعرف البلاغة أصلاً وهو في حقيقة الأمر لم يفهم مراد البقاعي أبدأ، وقد مرت بي مواقف مع هذا السفر النفيس عجز فيها بعض طلاب العلم عن فهم كلامه دون أن يشعروا بعجزهم وكانوا يظنون أنه كلام عادي مفهوم ولم يتنبهوا لأي إشارة بلاغية فيه رغم كثرتها، وكان ذلك لأحد سببين:
أ/ شخص لا يعرف البلاغة، وهذا السبب أكثر انتشاراً.
ب/ شخص لم يعتد على أسلوب البقاعي، وهذا لا يحتاج إلا لتنبيه يسير.
المثال الثاني: كان ابن تيمية رحمه الله في بعض كتبه في الرد على الفلاسفة ونحوهم يبني كلامه على المنطق وعلم الكلام، ويقرأ كلامه فئام من الناس -ما بين علماء وطلاب علم ومثقفين - لا معرفة لهم بالمنطق أصلاً، ويظنون أنهم فهموا كلامه، لأنه -كما قلت من قبل - لم ينص على المصطلحات.
المثال الثالث: انطلق ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين من منطلقات صوفية، فصار من يقرأ الكتاب ممن لا يعرف مصطلحات القوم - وهم كثيرون - أحد رجلين:
1/ يعجبه الكتاب دون أن يفهم بعده الصوفي.
2/ ينقد الكتاب ويقول: "ليت ابن القيم لم يكتبه" رغم أنه كصاحبه لم يفهمه.
هذا وإن فهم كلام أهل العلم -على وجهه - من أعظم السبل لعذرهم في اجتهادهم والتأدب معهم، وأخيراً فإن التجرد للحق في فهم كلام العلماء لا يكفي بدون ما أشرت إليه من التأصيل العلمي الذي يعد غيابه من أكبر ما ابتلينا به في هذا الزمان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[12 Jul 2010, 03:43 م]ـ
موضوع في غاية النفاسة، وفي التفسير أقوال كثيرة للسلف ردها المتأخرون بسبب عدم فهم المقصود أو العجلة في الرد، وأبرز ما تلمس فيه ذلك من المسائل المشتهرة: الحروف المقطعة
وما أجمل كلام عبد القاهر الجرجاني في تأمل الكلام والتغلغل فيه إذ يقول " واعلم أنك لا تشفي الغلة، ولا تنتهي إلى ثلج اليقين حتى تتجاوز حد العلم بالشيء مجملاً إلى العلم به مفصلاً، وحتى لا يقنعك إلا النظر في زواياه والتغلغل في مكامنه، وحتى تكون كمن تتبع الماء حتى عرف منبعه، وانتهى في البحث عن جوهر العود الذي يصنع فيه إلى أن يعرف منبته، ومجرى عروق الشجر الذي هو منه." دلائل الإعجاز ص: 76
ومن أنفس ما يطالع في صعوبة فهم كلام أهل العلم: مدخل إلى كتابي عبد القاهر للعلامة محمد محمد أبو موسى
مع اعتذاري لعمي الشيخ محمد نصيف لدخولي فيما ليس من بابي
ـ[محمد بن مزهر]ــــــــ[12 Jul 2010, 05:34 م]ـ
شكر الله لكم يا أخي الفاضل , ونرجوا أن تتوالى علينا كتاباتكم الرائعة هنا لتجعل من هذا الملتقى "ألوكة"أخرى http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif .
وطول الصحبة لعصر أو مؤلف ما تجعل المرء على دراية به ولا أدل على ذلك من قول بعض الحفاظ: " علمنا بهذا -يعني علل الحديث- كهانة عند الجاهل" ,وهذا يدل على أن بعض الناس صار يعرف "نكهة" عالم أو عصر معين ومن ذلك أن الشيخ محمد بن قاسم سأل الشيخ حماد الأنصاري عن كلام لشيخ الإسلام "رحم الله الجميع" فقال له الشيخ حماد: " اسأل والدك -يعني الشيخ عبدالرحمن بن قاسم جامع الفتاوى- فلو تنفس شيخ الإسلام لعرف والدك نفسه"
لاحرمنا فوائدك يا أبا مالك.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 Jul 2010, 03:18 م]ـ
مقال مفيد
كلام سديد
رأي فريد
جزيتم خيرا
ووفقكم الله إلى كل خير
جزاك الله خيرا وبارك فيك
فإن قيل:ما بالنا تأخرنا عن غيرنا مع أننا كنا نحن المتقدمون؟
فالجواب: لأننا أصبحنا لا نقرأ
هذه ظاهرة واضحة مع الأسف؛ لكن العجب العجاب أن بعض من لا يقرأ يحسب أن هذا مدح له!
وإذا قرأنا لا نفهم
إذا لم نفهم فهذا خطبه يسير، إذ يمكن أن نسأل، لكن الإشكال الكبير هو أن نظن أننا قد فهمنا ونحن في الحقيقة لم نفهم!
وهذا هو المقصود بالمقال.
وإذا فهمنا لا نعمل
موعظة حسنة، فجزيت خيرا
فاعمل ولو بالعشر كالزكاةِ ........ تخرج بنور العلم من ظلْماتِ
وإذا عملنا لا نتقن
ولا حول ولا قوة إلا بالله
إتقان العمل خطبه أيسر؛ ولعله يتحسن مع الوقت، والله المستعان.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 Jul 2010, 03:31 م]ـ
مقالة رائعة حقاً
جزيت خيرا وبورك فيك.
المثال الأول: كان البقاعي رحمه الله في تفسيره " نظم الدرر " يوظف القواعد البلاغية بإشارات سريعة دون أن ينص على أكثرها، ويكون كلامه مفهوماً جداً لكل من لا يعرف البلاغة أصلاً وهو في حقيقة الأمر لم يفهم مراد البقاعي أبدأ، وقد مرت بي مواقف مع هذا السفر النفيس عجز فيها بعض طلاب العلم عن فهم كلامه دون أن يشعروا بعجزهم وكانوا يظنون أنه كلام عادي مفهوم ولم يتنبهوا لأي إشارة بلاغية فيه رغم كثرتها
لعلك تمثل ولو بمثال واحد على ذلك يا شيخنا الفاضل، فالأمثلة كالصور توضح المقصود أكثر من الكلمات.
المثال الثاني: كان ابن تيمية رحمه الله في بعض كتبه في الرد على الفلاسفة ونحوهم يبني كلامه على المنطق وعلم الكلام، ويقرأ كلامه فئام من الناس -ما بين علماء وطلاب علم ومثقفين - لا معرفة لهم بالمنطق أصلاً، ويظنون أنهم فهموا كلامه، لأنه -كما قلت من قبل - لم ينص على المصطلحات.
هذا صحيح، وأعجب منه أن بعض أهل العلم المشار إليهم بالبنان يعترض على شيخ الإسلام لمجرد أن كلامه فيه غموض عنده!
هذا وإن فهم كلام أهل العلم -على وجهه - من أعظم السبل لعذرهم في اجتهادهم والتأدب معهم، وأخيراً فإن التجرد للحق في فهم كلام العلماء لا يكفي بدون ما أشرت إليه من التأصيل العلمي الذي يعد غيابه من أكبر ما ابتلينا به في هذا الزمان.
نعم، ويدل على هذا أن كثيرا جدا من مواطن الاعتراض على العلماء التي وقفت عليها في المنتديات وغيرها يكون السبب فيها سوء فهم الطالب لكلام العالم، وسوء ظنه أيضا بالعالم!!
فيأتي مثلا لمثل الإمام أحمد ويعترض عليه بحديث لا يخفى على طلبة الابتدائي ويقول: لعله لم يبلغ الإمام أحمد!
ويأتي لمثل ابن تيمية ويعترض عليه بقاعدة أصولية موجودة في الورقات مثلا ويحسب أن مثل هذا يخفى على ابن تيمية!
أنا لا أزعم أن العلماء لا يخطئون، ولكن الذي يريد أن يخطئ العلماء ينبغي أن يخطئهم فيما يمكن أن يخطئوا فيه.
وقد وقفت على موضع نفيس من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية نقل فيه كلاما منسوبا لأحد العلماء المبتدعين ثم قال: وهذا الكلام لا يمكن أن يصح عنه؛ لأنه وإن كان مبتدعا إلا أنه كان عالما وهذا الخطأ لا يقع مثله لصغار الطلبة.
وأعجب من كل ما سبق أن يأتي بعض المعاصرين فلا يكفيه أن يخطئ واحدا من العلماء، بل يتخطى ذلك إلى تخطئة جميع العلماء على مر العصور في مسألة اتفقت كلمتهم فيها على قول واحد تواردوا عليه من غير أن يستنكره أقلهم علما فضلا عن أكثرهم؛ كمثل صاحب (جناية سيبويه) و (جناية البخاري) و (جناية الشافعي)!!
وإلى مثل هذا أشرت بهذا المقال:
http://www.alukah.net/Culture/0/22963/
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 Jul 2010, 03:41 م]ـ
موضوع في غاية النفاسة
جزيت خيرا وبورك فيك.
وفي التفسير أقوال كثيرة للسلف ردها المتأخرون بسبب عدم فهم المقصود أو العجلة في الرد، وأبرز ما تلمس فيه ذلك من المسائل المشتهرة: الحروف المقطعة
أكثر الاعتراضات على أهل العلم قديما وحديثا فيما أزعم سببها حمل كلام العالم على غير مراده.
وما أجمل كلام عبد القاهر الجرجاني في تأمل الكلام والتغلغل فيه إذ يقول " واعلم أنك لا تشفي الغلة، ولا تنتهي إلى ثلج اليقين حتى تتجاوز حد العلم بالشيء مجملاً إلى العلم به مفصلاً، وحتى لا يقنعك إلا النظر في زواياه والتغلغل في مكامنه، وحتى تكون كمن تتبع الماء حتى عرف منبعه، وانتهى في البحث عن جوهر العود الذي يصنع فيه إلى أن يعرف منبته، ومجرى عروق الشجر الذي هو منه." دلائل الإعجاز ص: 76
شجعتني على وضع الفوائد المنتقاة من كتابي عبد القاهر، وهي مستخرجة عندي منذ مدة طويلة، إلا أني أضن بها على الاعتراض!
مثلها في ذلك مثل موافقات الشاطبي وفروق القرافي.
ومن أنفس ما يطالع في صعوبة فهم كلام أهل العلم: مدخل إلى كتابي عبد القاهر للعلامة محمد محمد أبو موسى
كتاب رائع؛ تعلمت منه: التعلم، والتفكر، والتأدب، والتريث.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 Jul 2010, 03:47 م]ـ
شكر الله لكم يا أخي الفاضل , ونرجوا أن تتوالى علينا كتاباتكم الرائعة هنا لتجعل من هذا الملتقى "ألوكة"أخرى http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif .
آمين وإياكم يا أخي الكريم، وإن شاء الله ترى ما يسرك.
وطول الصحبة لعصر أو مؤلف ما تجعل المرء على دراية به ولا أدل على ذلك من قول بعض الحفاظ: " علمنا بهذا -يعني علل الحديث- كهانة عند الجاهل" ,وهذا يدل على أن بعض الناس صار يعرف "نكهة" عالم أو عصر معين ومن ذلك أن الشيخ محمد بن قاسم سأل الشيخ حماد الأنصاري عن كلام لشيخ الإسلام "رحم الله الجميع" فقال له الشيخ حماد: " اسأل والدك -يعني الشيخ عبدالرحمن بن قاسم جامع الفتاوى- فلو تنفس شيخ الإسلام لعرف والدك نفسه"
نعم، ولهذا كان بعض المتقدمين يجعلون شدة تبحر الشخص في علم من العلوم سببا لترجيح قوله على قول غيره، وهذا معروف من قول أبي حنيفة وأصحابه، ولاحظته أيضا في بعض مسالك الإمام أحمد.
ويمكن أن يستأنس لذلك بمثل قول أبي موسى الأشعري: لا تسألوني عن شيء ما دام هذا الحبر [يعني ابن مسعود] بين أظهركم.
لاحرمنا فوائدك يا أبا مالك.
آمين وإياك.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 Jul 2010, 04:08 م]ـ
هذا صحيح، وأعجب منه أن بعض أهل العلم المشار إليهم بالبنان يعترض على شيخ الإسلام لمجرد أن كلامه فيه غموض عنده!
وأعجب منه أن أحد العلماء المعاصرين-وقد رددتُ عليه قريباً- جعل صعوبة كلام الشيخ دليلاً على ضعف استيلاء الشيخ على المادة!!
وهذا كلام يُستحى من حكايته فضلاً عن قوله ..
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 Sep 2010, 02:08 م]ـ
للتذكير
المثال الأول: كان البقاعي رحمه الله في تفسيره " نظم الدرر " يوظف القواعد البلاغية بإشارات سريعة دون أن ينص على أكثرها، ويكون كلامه مفهوماً جداً لكل من لا يعرف البلاغة أصلاً وهو في حقيقة الأمر لم يفهم مراد البقاعي أبدأ، وقد مرت بي مواقف مع هذا السفر النفيس عجز فيها بعض طلاب العلم عن فهم كلامه دون أن يشعروا بعجزهم وكانوا يظنون أنه كلام عادي مفهوم ولم يتنبهوا لأي إشارة بلاغية فيه رغم كثرتها
لعلك تمثل ولو بمثال واحد على ذلك يا شيخنا الفاضل، فالأمثلة كالصور توضح المقصود أكثر من الكلمات.(/)
ما تخريج حديث: (لعن الله كل مذواق مطلاق)
ـ[معروفي]ــــــــ[26 Mar 2007, 05:43 م]ـ
أرجو من فضيلة العلماء و طلاب العلم مساعدتي في تخريج حديث:
(لعن الله كل مذواق مطلاق)
فقد أتعبني و لم أجده فيما بين يدي من كتب السنة، و جزاكم الله
تعالى خيرا.
ـ[نواف الحارثي]ــــــــ[27 Mar 2007, 12:06 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أخي الحبيب: لقد بحثت لك عن هذا الحديث في الموسوعة الشاملة فظفرت بذكر لهذا الحديث بدون تعقب أو أسناد وإنما يذكر بصيغة (ما رُوي .. ) فوجدته في:
1 - فتح القدير، كتاب الطلاق.
2 - المبسوط، كتاب الطلاق.
3 - تفسير الألوسي أول سورة الطلاق.
4 - فقه السنة، كتاب الطلاق.
5 - الكشف والبيان للثعلبي، في سورة البقرة (لا جناح عليكم إن طلقتم .. )
6 - مرقاة المصابيح شرح مشكاة المصابيح.وغيرها فلعل هذه المصادرتعينك في تخريج هذا الحديث.
نسأل الله لكم التيسير
ـ[معروفي]ــــــــ[27 Mar 2007, 05:14 ص]ـ
جزاكم الله تعالى خيراً يا أخي الفاضل على هذه الفوائد الطيبة، و لكنني لا زلت أريد تخريج الرواية التي
ذكرتها في سؤالي، لعل الله تعالى ييسر لنا الوصول إليها، و المشاركة مفتوحة من الأخوة العلماء
و طلاب العلم.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[27 Mar 2007, 09:37 م]ـ
قال الطبري في تفسيره تحقيق أحمد محمد شاكر (5/ 138)
قد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"إن الله لا يحب الذواقين ولا الذواقات".
حدثنا بذلك ابن بشار قال، حدثنا ابن أبي عدي وعبد الأعلى، عن سعيد، عن قتادة، عن شهر بن حوشب، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
=======================
قال الشيخ أحمد شاكر في تخريجه للحديث:
شهر بن حوشب: تابعي ثقة، كما بينا في: 1489. فالحديث بهذا الإسناد مرسل. وقد ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 4: 335، من حديث عبادة بن الصامت. وقال: "رواه الطبراني، وفيه راو لم يسم. وبقية إسناده حسن". وذكر أيضًا حديثا لأبي موسى، مرفوعا: "لا تطلق النساء إلا من ريبة، إن الله تبارك وتعالى لا يحب الذواقين ولا الذواقات". وقال: "رواه الطبراني في الكبير والأوسط. وأحد أسانيد البزار فيه عمران القطان، وثقه أحمد وابن حبان، وضعفه يحيى بن سعيد وغيره". وليس بين يدي أسانيد هذين الحديثين، حتى أعرف مدى درجاتهما، ولا أن شهر بن حوشب روى واحدا منها. وقوله: "الذواقين والذواقات"- قال ابن الأثير: "يعني السريعي النكاح السريعي الطلاق". وذكره الزمخشري في المجاز من كتاب الأساس. وقال: "كلما تزوج أو تزوجت، مد عينه أو عينها إلى أخرى أو آخر".
=====================
قلت: والحديث مخرج في مواطن أخرى ويمكن الاستفادة من الشاملة بواسطة البحث عن (الذواقين)(/)
دروس صوتية في اللغة والمعجمات - شرح المنتقى من المصباح المنير
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 Mar 2007, 08:51 م]ـ
دروس صوتية في علم المعجمات
(شرح المنتقى من المصباح المنير للفيومي) للعبد الفقير
يفضل تحميل الملف الأول من كل درس، والباقي روابط بديلة فقط
الدرس الأول:
http://www.archive.org/download/abumalek/01.rm
http://ia331325.us.archive.org/3/items/malek1/moktaer1.rm
الدرس الثاني:
http://www.archive.org/download/abumalek/02.rm
http://ia331319.us.archive.org/2/items/aboishak99/moktaer2.mp3
الدرس الثالث:
http://www.archive.org/download/misbah3/misbah3.rm
http://www.archive.org/download/abumalek/03.rm
http://ia310936.us.archive.org/3/items/misbah3/misbah3.rm
http://ia331339.us.archive.org/3/items/aboishak102/moktaer3.rm
الدرس الرابع:
http://www.archive.org/download/misbah04/misbah4.rm
http://ia310933.us.archive.org/1/items/misbah04/misbah4.rm
الدرس الخامس:
http://ia311525.us.archive.org/0/items/Al-Misbah5/Misbah5.wav
وأنتظر تعقيبات ونصائح الإخوة الكرام
ورحم الله من أهدى إلي عيوبي!(/)
منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[28 Mar 2007, 07:14 ص]ـ
منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
http://www.alyaseer.net/vb/forum.php
ـ[خالد البكري]ــــــــ[28 Mar 2007, 10:39 م]ـ
جزاك الله خير أخي مصطفى على هذا الموقع ونفع الله بك وبعلمك(/)
بعض الأخطاء بالمصحف الرقمي
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[29 Mar 2007, 12:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بعض الأخطاء بالمصحف الرقمي
سورة الأنعام
{قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ] الأنعام 19 والخطأ كسر الهاء في لفظ الجلاله (الله) والصواب يضم الهاء {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهُ شَهِيدٌ}
[وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ] الأنعام 148 والخطأ بفتحة الألف التي يسفلها همزة، والصواب بكسر الهمزة {وَإِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَخْرُصُونَ}
سورة النمل
[بَلْ هُم مِّنْهَا عَمِونَ] النمل 66 والخطأ كسر ميم عمون، والصواب فتح الميم {بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ}
{يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} الأنفال 29 ياء يا أيها جعل تلك الياء مكسورة، والصواب طبعًأ الفتح يَا
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[29 Mar 2007, 01:03 ص]ـ
أي مصحف تقصد أخي بارك الله فيك
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[29 Mar 2007, 06:53 ص]ـ
شيخنا الكريم
هو مصحف يكتب في في الوورد اسمه المصحف الرقمي
http://www.zulfiedu.gov.sa/zu/Programs/Quran/Quran.htm
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[29 Mar 2007, 10:24 ص]ـ
http://www4.0zz0.com/2007/03/14/19/73377764.jpg
وأثابكم الله خيرا
شيخنا وأخانا الفاضل الكريم
مصطفى علي جعفر
على هذه الغيرة على الكتاب الكريم
وعلى أريحيتك الإسلامية
ـ[أبو المهند]ــــــــ[31 Mar 2007, 11:59 ص]ـ
مهم جداً ما ذكره الأستاذ مصطفى على لأن هذا المصحف أكثر المصاحف الالكترونية انتشاراً لأسباب متعددة،
منها سهولة البحث فيه، كذلك طواعيته أثناء الكتابه، كذا سرعته، فنحن نشد على يدي الأستاذ مصطفى
حباً فيما صنع وتمنينا علي الأخ العزيز أن ينفق من وقته ما هو قربى لله بإظهار كل ما يراه من ملاحظات
تخدم هذا البرنامج الرائد كذا الباحثين، ولعل مصممه يتدارك ذلك فيكون في ميزان حسناتكما.
والله الموفق
ـ[يسري خضر]ــــــــ[31 Mar 2007, 12:29 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك اخي الكريم يبدو انه قد حدث سهو اثناء الكتابة للملاحظة علي اية سورة النمل المذكورة
[بَلْ هُم مِّنْهَا عَمِونَ] النمل 66 والخطأ كسر ميم عمون، والصواب فتح الميم {بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ}
قلت بل الصواب ضم الميم كما ضبطت في الاية(/)
عاجل الى الكرام
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[01 Apr 2007, 12:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ما هي اسماء الكشافات والمعاجم التي عنيت باحصاء المؤلفات حول القران الكريم وموضوعاته وعلومه وكل ما يتعلق به
اريد مثلا الكتب التي هي على شاكلة معجم مصنفات القران لعلي شواخ اسحق والكشاف الذي صنعه الدكتور عبد الله الجيوسي وما صنعته الدكتورة ابتسام مرهون الصفار(/)
هل يجوز لطالب العلم أن يسجد لله شكراً بعد أن ينتهي من قراءة كتب العلماء المطولة؟
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[02 Apr 2007, 11:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هل يجوز لطالب العلم أن يسجد لله شكراً بعد أن ينتهي من قراءة كتب العلماء المطولة؟
وخاصة أنه يبذل جهد كبير في قرأتها وإستخراج الفوائد المهمة منها ...
نفع الله بكم ....
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[03 Apr 2007, 05:17 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد: فإن الفقهاء رحمنا الله وإياهم نصوا على استحباب سجود الشكر للمسلم إذا استجدت عليه أي نعمة أو اندفعت عنه أي نقمة عملاً بعموم حديث النبي صلى الله عليه وسلم كما رواه ابن ماجة وأبو داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أتاه أمرٌ يسر به خر ساجداً شكراً لله) , ولا شك أن من أعظم نعم الله على العبد بعد الإيمان تحصيل العلم النافع الذي به تنال ولاية الله والقرب منه, والله تعالى أعلم
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[15 Apr 2007, 04:49 م]ـ
أخي العزيز محمود جزاك الله خير ونفع الله بك وبعلمك ...(/)
حكم التشريك في الضمير بين الله والرسول صلى الله عليه وسلم وأقوال العلماء في ذلك
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[03 Apr 2007, 01:14 م]ـ
حكم التشريك في الضمير بين الله والرسول صلى الله عليه وسلم وأقوال العلماء في ذلك
النصوص التي تدل على الجواز
عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار" ().
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا تشهد قال الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالحق بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئا". ().
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه جاء فقال: " أكلت الحمر ثم جاءه جاء فقال أكلت الحمر ثم جاءه جاء فقال أفنيت الحمر فأمر منادياً فنادى في الناس إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية فإنها رجس فأكفئت القدور وإنها لتفور باللحم " ().
النص الدال على النهي
عن عدي بن حاتم أن رجلاً خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس الخطيب أنت قل ومن يعص الله ورسوله فقد غوي " ().
قال صلاح الدين العلائي: الجمع بين هذه الأحاديث وجوه:
أحدها أن هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم فإنه يعطي مقام الربوبية حقه ولا يتوهم فيه تسويته له بما عداه أصلا بخلاف غيره من الأئمة فإنه مظنة التسوية عند الإطلاق والجمع في الضمائر بين ما يعود إلى اسم الله تعالى وغيره فلهذا جاء بالإتيان بالجمع بين الاسمين بضمير واحد من كلام النبي صلى الله عليه وسلم في الحديثين المشار إليهما وفي قوله صلى الله عليه وسلم أيضا من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وغير ذلك وأمر صلى الله عليه وسلم ذلك الخطيب بالإفراد لئلا يوهم كلامه التسوية وهو مثل الحديث المتقدم من قوله صلى الله عليه وسلم لا تقولوا ما شاء الله وشئت قولوا ما شاء الله ثم شئت، وهذا يرد عليه أن حديث ابن مسعود المتقدم فيه تعليم النبي صلى الله عليه وسلم أمته تلك الخطبة ليقولوها عند الحاجة وفيه ومن يعصهما فيدل على عدم الخصوصية به إلا أن يقال يؤخذ من مجموع الحديثين أن يقولوا في خطبة الحاجة ومن يعص الله ورسوله كم علم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الخطيب ويكون حديث ابن مسعود فيه تعليم أصل خطبة الحاجة لا بجميع ألفاظها وفيه نظر، وثانيها أن النبي صلى الله عليه وسلم حيث أنكر على ذلك الخطيب كان هناك من يتوهم منه التسوية بين المقامين عند الجمع بين الاسمين بضمير واحد فمنع من ذلك وحيث لم يكن هناك من يلبس عليه أتى بضمير الجمع وهذا لعله أقرب من الذي قبله، وثالثها أن ذلك المنع لم يكن على وجه التحتم بدليل الأحاديث الآخر بل على وجه الندب والإرشاد إلى الأولوية في إفراد اسم الله تعالى بالذكر من التعظيم اللائق بجلاله، وهذا يرجع في الحقيقة إلى ما قاله أئمة الأصول أولا لكن بزيادة أن ذلك ليس حتما وحينئذ فلا تكون الواو مقتضية للترتيب، ورابعها أن ذلك الإنكار كان مختصا بذلك الخطيب وكأن النبي صلى الله عليه وسلم فهم عنه أنه لم يجمع بينهما في الضمير إلا لتسويته بينهما في المقام فقال له بئس الخطيب أنت فيكون ذلك مختصا بمن حاله كذلك ولعل هذا الجواب هو الأقوى لأن هذه القصة واقعة عين وما ذكرناه محتمل ويؤثر هذا الاحتمال فيها أن يحمل على العموم في حق كل أحد فإذا انضم إلى ذلك حديث أبي داود الذي علم فيه النبي صلى الله عليه وسلم أمته كيفية خطبة الحاجة وفيها "ومن يعصهما " بضمير التثنية قوي ذلك الاحتمال وهذا مثل ما قيل في قوله صلى الله عليه وسلم لا تفضلوني على موسى مع قوله أنا سيد ولد آدم فقيل في الجمع بينهما وجوه منها أن الذي منعه من التفضيل فهم منه غضا من منصب موسى عليه السلام عند التفضيل عليه فمنعه منه فيكون ذلك مختصا بمن هو مثل حاله
(يُتْبَعُ)
(/)
والعلم عند الله، ورابعها ما روي أن عمر رضي الله عنه أنكر على سحيم عبد بني الحسحاس قوله كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا
وقال لو قدمت الإسلام على الشيب وأن الصحابة رضي الله عنهم أنكروا على عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أمره بتقديم العمرة على الحج واحتجوا عليه بقوله تعالى وأتموا الحج والعمرة لله فلولا أنهم فهموا من الآية الترتيب لما أنكروا ذلك عليه وفهم الصحابة رضي الله عنهم حجة في مثل ذلك لأنهم أهل اللسان وهذا الأثر ذكره جماعة من أئمة الأصول ولم أجده في شيء من كتب الحديث بعد كثرة البحث عنه وكذلك أيضا لم أجد لإنكار عمر رضي الله عنه على سحيم سندا ولكنه مشهور في كثير من الكتب وقد أجيب عنه بأن ذلك الإنكار على وجه الأدب في تقديم الأهم في الذكر وإن كانت الواو لا تقتضي ترتيبا فإن الترتيب له سبب إرادة لفظية كالفاء وثم وطبيعة زمانية فالنطق الواقع في الزمان الأول متقدم بالطبع على النطق الواقع في الزمان الذي بعده وهو السر فيما حكى سيبويه عن العرب أنهم يبدأون بما هو الأهم عندهم وكانت العناية به أشد فكل ما قدم بالزمان دل على أن المتكلم قصد الاهتمام به أكثر مما بعده وذلك يقتضي تفضيلا فإنكار عمر رضي الله عنه لهذا المعنى وأما إنكار الصحابة رضي الله عنهم على ابن عباس فأجاب عنه فخر الدين بأن فهمهم معارض لفهم ابن عباس وفيه نظر لأن الكثرة مقتضية للترجيح وأجاب عنه الآمدي بأنه لم يكن مستند إنكارهم أمره بتقديم العمرة على الحج كون الآية مقتضية للترتيب حتى تتأخر العمرة على الحج بل لأنها مقتضية للجمع المطلق وأمره بالترتيب مخالف لمقتضى الآية وأجاب غيره بما تقدم من الاهتمام بذكر الأول فإنهم فهموا من الآية الاهتمام بأمر الحج فتقديم العمرة عليه في الفعل يناقض ذلك الاهتمام وإن لم تكن الواو مقتضية للترتيب وخامسها أن الترتيب على سبيل التعقيب وضعوا له الفاء وعلى سبيل التراخي وضعوا له ثم ومطلق الترتيب وهو القدر المشترك بين الخاصتين معنى معقول أيضا فلا بد له من لفظ يدل عليه بالوضع لأن المقتضي لذلك قائم والمانع منتف ويلزم من ذلك أن تكون الواو هي الموضوعة له إذ لا غيرها موضع له بالاتفاق وجوابه المعارضة بمثله كما تقدم في الجمع المطلق والحاجة إليه أعم فيكون أكثر فائدة فكان أولى بالوضع واعترض على هذا بأنا إذا جعلنا الواو حقيقة في الترتيب كان الجمع المطلق جزءا من المسمى ولازما له فيجوز جعله مجازا فيه لما بينهما من الملازمة بخلاف العكس فإنا إذا قلنا إنها حقيقة في الجمع المطلق لازما له فلا يتجوز بها فيه لعدم الملازمة وبعبارة أخرى أنه تعارض احتمالان أحدهما كون اللفظ حقيقة في الأخص مجازا في الأعم والآخر كونه حقيقة في الأعم مجازا في الأخص والأول أولى لأن الأخص يستلزم الأعم ولا ينعكس وجوابه هذا يمتنع أنه لا يصح التجوز بها في الترتيب إذا كانت حقيقة في الجمع المطلق بل هذا هو الأقوى لأن إطلاق اللفظ الأعم وإرادة الأخص كثير سائغ وليست وجوه العلاقة المقتضية للتجوز منحصرة في التلازم حتى يلزم ما ذكروه بل لها وجوه كثيرة غير ذلك والله تعالى أعلم " ().
قال النووي: " قوله ان رجلا خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس الخطيب أنت قل ومن يعص الله ورسوله فقد غوى قال القاضي وجماعة من العلماء إنما أنكر عليه لتشريكه في الضمير المقتضى للتسوية وأمره بالعطف تعظيما لله تعالى بتقديم اسمه كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر لا يقل أحدكم ما شاء الله وشاء فلان ولكن ليقل ما شاء الله ثم شاء فلان والصواب أن سبب النهي أن الخطب شأنها البسط والإيضاح واجتناب الإشارات والرموز ولهذا ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا ليفهم وأما قول الأوليين فيضعف بأشياء منها أن مثل هذا الضمير قد تكرر في الأحاديث الصحيحة من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كقوله صلى الله عليه وسلم أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وغيره من الأحاديث وإنما ثنى الضمير ها هنا لأنه ليس خطبة وعظ وإنما هو تعليم حكم فكلما قل لفظه كان أقرب إلى حفظه بخلاف خطبة الوعظ فإنه ليس المراد حفظه وإنما يراد الاتعاظ بها ومما يؤيد
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا ما ثبت في سنن أبي داود باسناد صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة الحاجة الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فانه لا يضر الا نفسه ولا يضر الله شيئاً والله أعلم " ().
قال السيوطي: قال القاضي وجماعة إنما أنكر عليه لتشريكه في الضمير المقتضي للتسوية وأمر بالعطف تعظيما لله تعالى بتقديم اسمه قال النووي والصواب أن سبب النهي أن الخطب شأنها البسط والإيضاح واجتناب الرموز والإشارات ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا تكلم كلمة أعادها ثلاثا لتفهم قال ومما يضعف الأول أن مثل هذا الضمير قد تكرر من كلامه صلى الله عليه وسلم كقوله أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وفي حديث أبي داود في خطبة الحاجة ومن يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئا قال بن نمير فقد غوي أي بكسر الواو والأول وهو الفتح أشهر من الغي وهو الإنهماك في الشر " ().
قال الحافظ ابن حجر: في كلامه على حديث ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما قال الشيخ محيي الدين هذا حديث عظيم أصل من أصول الدين ومعنى حلاوة الإيمان استلذاذ الطاعات وتحمل المشاق في الدين وإيثار ذلك على أعراض الدنيا ومحبة العبد لله تحصل بفعل طاعته وترك مخالفته وكذلك الرسول وإنما قال مما سواهما ولم يقل ممن ليعم من يعقل ومن لا يعقل قال وفيه دليل على أنه لا بأس بهذه التثنية وأما قوله للذي خطب فقال ومن يعصهما بئس الخطيب أنت فليس من هذا لأن المراد في الخطب الإيضاح وأما هنا فالمراد الإيجاز في اللفظ ليحفظ ويدل عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قاله في موضع آخر قال ومن يعصهما فلا يضر إلا نفسه واعترض بان هذا الحديث أنما ورد أيضا في حديث خطبة النكاح وأجيب بأن المقصود في خطبة النكاح أيضا الإيجاز فلا نقض وثم أجوبة أخرى منها دعوى الترجيح فيكون حيز المنع أولي لأنه عام والآخر يحتمل الخصوصية ولأنه ناقل والآخر مبنى على الأصل ولأنه قول والآخر فعل ورد بان احتمال التخصيص في القول أيضا حاصل بكل قول ليس فيه صيغة عموم أصلا ومنها دعوى أنه من الخصائص فيمتنع من غير النبي صلى الله عليه وسلم ولا يمتنع منه لأن غيره إذا جمع أوهم إطلاقة التسوية بخلافه هو فإن منصبه لا يتطرق إليه إيهام ذلك وإلى هذا مال بن عبد السلام ومنها دعوى التفرقة بوجه آخر وهو أن كلامه صلى الله عليه وسلم هنا جملة واحدة فلا يحسن إقامة الظاهر فيها مقام المضمر وكلام الذي خطب جملتان لا يكره إقامة الظاهر فيهما مقام المضمر وتعقب هذا بأنه لا يلزم من كونه لا يكره إقامة الظاهر فيهما مقام المضمر أن يكره إقامة المضمر فيهما مقام الظاهر فما وجه الرد على الخطيب مع أنه هو صلى الله عليه وسلم جمع كما تقدم ويجاب بأن قصة الخطيب كما قلنا ليس فيها صيغة عموم بل هي واقعة عين فيحتمل أن يكون في ذلك المجلس من يخشى عليه توهم التسوية كما تقدم ومن محاسن الأجوبة في الجمع بين حديث الباب وقصة الخطيب أن تثنية الضمير هنا للإيماء إلى أن المعتبر هو المجموع المركب من المحبتين لا كل واحدة منهما فإنها وحدها لا غية إذا لم ترتبط بالأخرى فمن يدعي حب الله مثلا ولا يحب رسوله لا ينفعه ذلك ويشير إليه قوله تعالى قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله فأوقع متابعته مكتنفة بين قطري محبة العباد ومحبة الله تعالى للعباد وأما أمر الخطيب بالإفراد فلأن كل واحد من العصيانين مستقل باستلزام الغواية إذ العطف في تقدير التكرير والأصل استقلال كل من المعطوفين في الحكم ويشير إليه قوله تعالى أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فأعاد أطيعوا في الرسول ولم يعده في أولي الأمر لأنهم لا استقلال لهم في الطاعة كاستقلال الرسول انتهى ملخصا من كلام البيضاوي والطيبي ومنها أجوبة أخرى فيها تكلم منها أن المتكلم لا يدخل في عموم خطابه ومنها أن له أن يجمع بخلاف غيره قوله وأن يحب المرء قال يحيى بن معاذ حقيقة الحب في الله أن لا يزيد بالبر ولا ينقص
(يُتْبَعُ)
(/)
بالجفاء قوله وان يكره أن يعود في الكفر زاد أبو نعيم في المستخرج من طريق الحسن بن سفيان عن محمد بن المثنى شيخ المصنف بعد إذ انقذه الله منه وكذا هو في طريق أخرى للمصنف والانقاذ أعم من أن يكون بالعصمة منه ابتداء بان يولد على الإسلام ويستمر أو بالإخراج من ظلمة الكفر إلى نور الإيمان كما وقع لكثير من الصحابة وعلى الأول فيحمل قوله يعود على معنى الصيرورة بخلاف الثاني فإن العود فيه على ظاهره فإن قيل فلم عدى العود بفي ولم يعده بإلى فالجواب أنه ضمنه معنى الاستقرار وكأنه قال يستقر فيه ومثله قوله تعالى وما كان لنا أن نعود فيها تنبيه هذا الإسناد كله بصريون وأخرجه المصنف بعد ثلاثة أبواب من طريق شعبة عن قتادة عن أنس واستدل به على فضل من أكره على الكفر فترك البتة إلى أن قتل وأخرجه من هذا الوجه في الأدب في فضل الحب في الله ولفظه في هذه الرواية وحتى أن يقذف في النار أحب إليه من أن يرجع إلى الكفر بعد إذ انقذه الله منه وهي أبلغ من لفظ حديث الباب لأنه سوى فيه بين الامرين وهنا جعل الوقوع في نار الدنيا أولي من الكفر الذي انقذه الله بالخروج منه من نار الأخرى وكذا رواه مسلم من هذا الوجه وصرح النسائي في روايته والإسماعيلي بسماع قتادة له من أنس والله الموفق وأخرجه النسائي من طريق طلق بن حبيب عن أنس وزاد في الخصلة الثانية ذكر البغض في الله ولفظه وأن يحب في الله ويبغض في الله وقد تقدم للمصنف في ترجمته والحب في الله والبغض في الله من الإيمان وكأنه أشار بذلك إلى هذه الرواية والله أعلم " ().
قال السيوطي: قوله: " من يطع الله ورسوله فقد رشد بفتح الشين وكسرها ومن يعصهما فقد غوى غوى بفتح الواو وكسرها قال عياض والصواب الفتح وهو من الغي وهو الانهماك في الشر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس الخطيب أنت قال القرطبي ظاهره أنه انكر عليه جمع اسم الله تعالى واسم رسول الله صلى الله عليه وسلم في ضمير واحد ويعارضه ما رواه أبو داود من حديث بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب فقال في خطبته من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه وفي حديث أنس ومن يعصهما فقد غوى وهما صحيحان ويعارضه أيضا قوله تعالى إن الله وملائكته يصلون على النبي فجمع بين ضمير اسم الله وملائكته ولهذه المعارضة صرف بعض القراء هذا الذم إلى أن هذا الخطيب وقف علي ومن يعصهما وهذا التأويل لم تساعده الرواية فإن الرواية الصحيحة أنه أتى باللفظين في مساق واحد وان آخر كلامه إنما هو فقد غوى ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم رد عليه وعلمه صواب ما أخل به فقال قل ومن يعص الله ورسوله فقد غوى فظهر أن ذمه له إنما كان على الجمع بين الاسمين في الضمير وحينئذ يتوجه الاشكال ويتخلص عنه من أوجه أحدها أن المتكلم لا يدخل تحت خطاب نفسه إذا وجهه لغيره فقوله صلى الله عليه وسلم بئس الخطيب أنت منصرف لغير النبي صلى الله عليه وسلم لفظا ومعنى وثانيها أن إنكاره صلى الله عليه وسلم على ذلك الخطيب يحتمل أن يكون كان هناك من يتوهم التسوية من جمعهما في الضمير الواحد فمنع ذلك من أجله وحيث عدم ذلك جاز الإطلاق وثالثها أن ذلك الجمع تشريف ولله تعالى أن يشرف من شاء بما شاء ويمنع من مثل ذلك الغير كما أقسم بكثير من المخلوقات ومنعنا من القسم بها فقال سبحانه وتعالى أن الله وملائكته يصلون على النبي ولذلك أذن لنبيه صلى الله عليه وسلم في إطلاق مثل ذلك ومنع منه الغير على لسان نبيه ورابعها أن العمل بخبر المنع أولى لأوجه لأنه تقييد قاعدة والخبر الاخر يحتمل الخصوص كما قررناه ولأن هذا الخبر ناقل والآخر مبقي على الأصل فكان الأول أولى ولأنه قول والثاني فعل فكان أولى قال النووي قال القاضي عياض وجماعة من العلماء انما أنكر عليه لتشريكه في الضمير المقتضي للتسوية وأمره بالعطف تعظيما لله تعالى بتقديم اسمه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر لا يقل أحدكم ما شاء الله وشاء فلان ولكن ليقل ما شاء الله ثم شاء فلان والصواب أن سبب النهي أن الخطب شأنها البسط والايضاح واجتناب الإشارات والرموز فلهذا ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا لتفهم وأما قول الأولين فيضعف بأشياء منها أن مثل هذا الضمير قد تكرر في الأحاديث
(يُتْبَعُ)
(/)
الصحيحة من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كقوله أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وغيره من الأحاديث وإنما ثنى الضمير هذا لأنه ليس خطبة وعظ وإنما هو تعليم حكم فكل ما قل لفظه كان أقرب إلى حفظه بخلاف خطبة الوعظ فإنه ليس المراد حفظها إنما يراد الاتعاظ بها ومما يؤيد هذا ما ثبت في سنن أبي داود بإسناد صحيح عن بن مسعود قال علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة الحاجة الحمد لله نستعينه إلى أن قال من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فإنه لا يضر الا نفسه وقال الشيخ عز الدين من خصائصه صلى الله عليه وسلم أنه كان يجوز له الجمع في الضمير بينه وبين ربه تعالى وذلك ممتنع على غيره قال وإنما يمتنع من غيره دونه لأن غيره إذا جمع أوهم إطلاقه التسوية بخلافه هو فإن منصبه لا يتطرق إليه إيهام ذلك ().
قال الشوكاني: قوله ومن يعصهما فيه جواز التشريك بين ضمير الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ويؤيد ذلك ما ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم بلفظ أن يكون الله تعالى ورسوله أحب إليه مما سواهما وما ثبت أيضا أنه صلى الله عليه وسلم أمر منادياً ينادي يوم خيبر إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية وأما ما في صحيح مسلم وسنن أبي داود والنسائي من حديث عدي بن حاتم أن خطيباً خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال من يطع الله تعالى ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى فقال له صلى الله عليه وسلم بئس الخطيب أنت قل ومن يعص الله تعالى ورسوله فقد غوى فمحمول على ما قال النووي من أن سبب الإنكار عليه أن الخطبة شأنها البسط والإيضاح واجتناب الإشارات والرموز قال ولهذا ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا لتفهم عنه قال وإنما ثني الضمير في مثل قوله أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما لأنه ليس خطبة وعظ وإنما هو تعليم حكم فكل ما قل لفظه كان أقرب إلى حفظه بخلاف خطبة الوعظ فإنه ليس المراد حفظها وإنما يراد الاتعاظ بها ولكنه يرد عليه أنه قد وقع الجمع بين الضميرين منه صلى الله عليه وسلم في حديث الباب وهو وارد في الخطبة لا في تعليم الأحكام، وقال القاضي عياض وجماعة من العلماء أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أنكر على الخطيب تشريكه في الضمير المقتضي للتسوية وأمره بالعطف تعظيما لله تعالى بتقديم اسمه كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر لا يقل أحدكم ما شاء الله وشاء فلان ولكن ليقل ما شاء الله ثم ما شاء فلان، ويرد على هذا ما قدمنا من جمعه صلى الله عليه وسلم بين ضمير الله وضميره ويمكن أن يقال إن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أنكر على ذلك الخطيب التشريك لأنه فهم منه اعتقاد التسوية فنبهه على خلاف معتقده وأمره بتقديم اسم الله تعالى على اسم رسوله ليعلم بذلك فساد ما اعتقده ().
قال العيني: " السؤال الثاني هو أنه لم يقل في الجزاء فهجرته إليهما وإن كان أخصر بل أتى بالظاهر فقال فهجرته إلى الله ورسوله وأجيب بأن ذلك من آدابه صلى الله عليه وسلم في تعظيم اسم الله عز وجل أن لا يجمع مع ضمير غيره كما قال للخطيب بئس خطيب القوم أنت حين قال من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى وبين له وجه الإنكار فقال له قل ومن يعص الله ورسوله فإن قيل فقد جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الضمير وذلك فيما رواه أبو داود من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا تشهد الحديث وفيه ومن يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئا قلت إنما كان إنكاره صلى الله عليه وسلم على الخطيب لأنه لم يكن عنده من المعرفة بتعظيم الله عز وجل ما كان عليه السلام يعلمه من عظمته وجلاله ولا كان له وقوف على دقائق الكلام فلذلك منعه والله أعلم ().
(يُتْبَعُ)
(/)
قال العراقي: " الفائدة الخمسون لم يقل في الجزاء فهجرته إليهما وإن كان أخصر بل أتى بالظاهر فقال فهجرته إلى الله ورسوله وذلك من آدابه صلى الله عليه وسلم في تعظيم اسم الله أن يجمع مع ضمير غيره كما قال للخطيب بئس خطيب القوم أنت حين قال من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى وبين له وجه الإنكار فقال له قل ومن يعص الله ورسوله وهذا يدفع قول من قال إنما أنكر عليه وقوفه على قوله ومن يعصهما وقد جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الضمير في موضع آخر فقال فيما رواه أبو داود من حديث ابن مسعود إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا تشهد الحديث وفيه من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئا وظهر بهذا أن ترك جمعهما في ضمير واحد على وجه الأدب وأنه إنما أنكر على الخطيب ذلك تنبيها على دقائق الكلام ولأنه قد لا يكون عنده من المعرفة بتعظيم الله تعالى ما يعلمه صلى الله عليه وسلم من عظمته وجلاله والله أعلم " ().
قال الشيخ صلاح البدير حفظه الله في الجمع بين الأحاديث المانعة والمبيحة: إن كان قصد بالتشريك في الضمير التسوية بين الخالق والمخلوق فهو كفر. وإن لم يقصد التسوية نظرنا فإن كان التشريك في الضمير يقتضي معنى فاسداً منع منه كإنكاره صلى الله عليه وسلم على الخطيب قوله: " ومن يعصهما فقد غوى " لأن الغواية حاصلة بعصيان أحدهما. وإن كان عدم التشريك في الضمير يقتضي معنى فاسداً منع منه وصرنا إلى التشريك كقوله صلى الله عليه وسلم: " أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما لأن محبة الله فقط لا يتحقق بها الإيمان ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم فقط لا يتحقق بها الإيمان بل لا بد من اجتماع المحبتين، وإن كان التشريك لا يقتضي معنى فاسداً وعدم التشريك لا يقتضي معنى فاسداً أيضاً صار التشريك بذلك جائزاً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحواشي
() أخرجه البخاري رقم (16) 1/ 14، ورقم (21) 1/ 16، ورقم (5694) 5/ 2246، ورقم (6542) 6/ 2546، ومسلم رقم (43) 1/ 66.
() أخرجه أبو داود رقم (1097) 1/ 287، ورقم (2119) 2/ 239، والبيهقي في السنن الكبرى رقم (13608) 7/ 146، وضعفه الألباني في ضعيف سنن أبي داود رقم (1097) 1/ 287، ورقم (2119) 2/ 239، وصححه في صحيح الكلم الطيب رقم (206) ص 159.
() أخرجه البخاري رقم (5208) 5/ 2103، ورقم (3962) 4/ 1538، ورقم (3963) 4/ 1539، ورقم (2829) 3/ 1090، ومسلم رقم (1802، 1940) 3/ 1540.
() أخرجه مسلم رقم (870) 2/ 594، وأبو داود رقم (1099) 1/ 288، والنسائي في السنن الكبرى رقم (5530) 3/ 322، وابن حبان رقم (2798) 7/ 37.
() الفصول المفيدة في الواو المزيدة لصلاح الدين العلائي ص91 - 96.
() شرح النووي على صحيح مسلم ج6/ص159 - 160.
() الديباج على مسلم للسيوطي 2/ 449.
() فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر 1/ 61 - 62.
() شرح السيوطي لسنن النسائي 6/ 90 - 92.
() نيل الأوطار للشوكاني 3/ 325 – 326.
() عمدة القاري شرح البخاري للعيني 1/ 27.
() طرح التثريب في شرح التقريب للعراقي 2/ 22.(/)
تأملوا هذا الكلام الذي كتبه العلامة ابن سعدي قبل 56 سنة في شرح حديث «القابض على دينه»
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Apr 2007, 11:19 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فقد أعجبني ما كتبه العلامة ابن سعدي رحمه الله في شرح هذا الحديث، وهو آخر حديث في كتاب النفيس «بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار»:
الحديث التاسع والتسعون
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر» رواه الترمذي.
وهذا الحديث أيضا يقتضي خبرا وإرشادا.
أما الخبر، فإنه صلى الله عليه وسلم أخبر أنه في آخر الزمان يقل الخير وأسبابه، ويكثر الشر وأسبابه، وأنه عند ذلك يكون المتمسك بالدين من الناس أقل القليل، وهذا القليل في حالة شدة ومشقة عظيمة، كحالة القابض على الجمر، من قوة المعارضين، وكثرة الفتن المضلة، فتن الشبهات والشكوك والإلحاد، وفتن الشهوات وانصراف الخلق إلى الدنيا وانهماكهم فيها، ظاهرا وباطنا، وضعف الإيمان، وشدة التفرد لقلة المعين والمساعد.
ولكن المتمسك بدينه، القائم بدفع هذه المعارضات والعوائق التي لا يصمد لها إلا أهل البصيرة واليقين، وأهل الإيمان المتين، من أفضل الخلق، وأرفعهم عند الله درجة، وأعظمهم عنده قدرا.
وأما الإرشاد، فإنه إرشاد لأمته، أن يوطنوا أنفسهم على هذه الحالة، وأن يعرفوا أنه لا بد منها، وأن من اقتحم هذه العقبات، وصبر على دينه وإيمانه - مع هذه المعارضات - فإن له عند الله أعلى الدرجات، وسيعينه مولاه على ما يحبه ويرضاه، فإن المعونة على قدر المؤونة.
وما أشبه زماننا هذا بهذا الوصف الذي ذكره صلى الله عليه وسلم، فإنه ما بقي من الإسلام إلا اسمه، ولا من القرآن إلا رسمه، إيمان ضعيف، وقلوب متفرقة، وحكومات متشتتة، وعداوات وبغضاء باعدت بين المسلمين، وأعداء ظاهرون وباطنون، يعملون سرا وعلنا للقضاء على الدين، وإلحاد وماديات، جرفت بخبيث تيارها وأمواجها المتلاطمة الشيوخ والشبان، ودعايات إلى فساد الأخلاق، والقضاء على بقية الرمق.
ثم إقبال الناس على زخارف الدنيا، بحيث أصبحت هي مبلغ علمهم، وأكبر همهم، ولها يرضون ويغضبون، ودعاية خبيثة للتزهيد في الآخرة، والإقبال بالكلية على تعمير الدنيا، وتدمير الدين واحتقاره والاستهزاء بأهله، وبكل ما ينسب إليه، وفخر وفخفخة، واستكبار بالمدنيات المبنية على الإلحاد التي آثارها وشررها وشرورها قد شاهده العباد.
فمع هذه الشرور المتراكمة، والأمواج المتلاطمة، والمزعجات الملمة، والفتن الحاضرة والمستقبلة المدلهمة - مع هذه الأمور وغيرها - تجد مصداق هذا الحديث.
ولكن مع ذلك، فإن المؤمن لا يقنط من رحمة الله، ولا ييأس من روح الله، ولا يكون نظره مقصورا على الأسباب الظاهرة، بل يكون متلفتا في قلبه كل وقت إلى مسبب الأسباب، الكريم الوهاب، ويكون الفرج بين عينيه، ووعده الذي لا يخلفه، بأنه سيجعل له بعد عسر يسرا، وأن الفرج مع الكرب، وأن تفريج الكربات مع شدة الكربات وحلول المفظعات.
فالمؤمن من يقول في هذه الأحوال: " لا حول ولا قوة إلا بالله " و" حسبنا الله ونعم الوكيل. على الله توكلنا. اللهم لك الحمد، وإليك المشتكى. وأنت المستعان. وبك المستغاث. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " ويقوم بما يقدر عليه من الإيمان والنصح والدعوة. ويقنع باليسير، إذا لم يمكن الكثير. وبزوال بعض الشر وتخفيفه، إذا تعذر غير ذلك: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا}، {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}، {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} [الطلاق: 2، 3، 4]
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[04 Apr 2007, 04:14 ص]ـ
جزاك الله خير ياشيخ عبدالرحمن ونفع الله بك وبعلمك ......
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[26 Apr 2007, 01:07 م]ـ
وبارك الله فيك وجزاك خيرا(/)
تلاوة جميلة لقارئ ذو صوت عذب
ـ[الجندى]ــــــــ[05 Apr 2007, 02:41 ص]ـ
تلاوة جميلة لقارئ ذو صوت عذب يقال أن صاحبها الشيخ عبد الرؤوف الزهرانى، والله اعلم
للاستماع إلى التلاوة أو حفظها: اضغط هنا ( http://www.eltwhed.com/download/Sound/zahrany.ram)(/)
الشيخ الكبير أحمدو الشنقيطي في ذمة الله
ـ[أبو جواد]ــــــــ[09 Apr 2007, 12:41 م]ـ
انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم الثلاثاء 15 من ربيع الأنور الشيخ الكبير الشريف أحمدو محمد حامد الشنقيطي الحسني نزيل طيبة الطيبة سابقا، بقريته بموريتانيا عن عمر ناهز المائة عام، قضاها رحمه الله تعالى في التعليم لوجه الله في كل مكان حل به ..
وكان الشيخ رحمه الله لغويا متفردا، ويدرس المذهب المالكي والتفسير والمنطق، وقد استفاد منه عدد كبير من طلاب العلم والمشايخ من جميع أنحاء العالم .. رحمه الله تعالى رحمة واسعة وجزاه عن طلابه خير الجزاء
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Apr 2007, 01:05 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون.
رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه جنات النعيم.
ـ[الجكني]ــــــــ[09 Apr 2007, 01:13 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون 0
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[11 Apr 2007, 05:14 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون , اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيراً منها , هل تعلمون أيها الأحبة أن هذا العلم النحرير الذي كان يحفظ مئات الآلاف من الشواهد النحوية والبلاغية والفقهية وغيرها من فتوحات الله عليه بلغ به الزهد في التعرض لجعل العلم مطية لتحصيل متاع الدنيا مبلغاً لا يكاد يصدَّق ومن ذلك:
أنه كان يتَّعظُ إذا دخل مواقف السيارات بالحرم النبوي ويقول: سبحان الله!! كيف تميزون بين دوابكم هذه .. ؟؟
أخ وَأبٌ بَرٌّ وَأُمٌّ شَفِيقةٌ ... تَفَرَّقَ فِي الأَبْرَارِ مَا هُوَ جَامِعُهْ
سَلَوْتُ بِهِ عَنْ كُلِّ مَن كَان قَبْلَهُ ... وَأذْهَلنِي عَنْ كُلِّ مَا هُوَ تَابِعُهْ
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[12 Apr 2007, 06:33 ص]ـ
وصلني نبأ وفاة شيخنا العلامة الكبير الفقيه النحوي الشيخ الصالح أحمدو الشنقيطي
وذلك يوم الثلاثاء 15 ربيع الأول 1428 في موريتانيا رحم الله شيخنا رحمة واسعة
هذا العالم الجليل المتواضع الذي يعتبر بحق كنيفاً ملئ علماً فلو شاء أن يسرد عليك العلوم كلها نظما مما يحفظه لسردها
وكنت أستوقفه في المسجد النبوي الشريف وهو ماش فأسأله السؤال فيأخذ بيدي ويجلس ويستمر يعد في يدي أقوال العلماء ومذاهبهم بشكل يدهش المتخصصين
وكان عالما صالحا تقيا متورعا متقللا من الدنيا
زرته مرة في بيته في المدينة أو ما يسمى بيتا مجازا (فهو عبارة عن غرفة بلا باب)
يأوي إليها ليلا حيث يقضي كل وقته في الحرم
ولا يتناول سوى الحليب وقليل من التمر
كان أكثر وقته صائما
لقد أحصينا محفوظاته من المنظومات فتجاوزت مائة الف بيت
فرحمه الله رحمة واسعة
أرجو من شيوخنا الشناقطة أعضاء المنتدى أن يبادروا بذكر كل ما يعرفون عن هذا العلم الكبير
فحسب ظني أنه تجاوز المائة من العمر
وأرجو ممن يعرف أحدا من شيوخه الذين تلقى عنهم وأخذ الإجازة منهم أن يتحفنا بها فقد تكرم وأجازني إجازة عامة وروى لي بعض البخاري ومتن سيدي خليل والألفية والطرة وكثيرا من شواهد ابن عقيل .. وذكر لي عددا من شيوخه ودونتها ولكنها ضاعت مع الأيام فقد كان ذلك قبل عشرين سنة.
http://www.yah27.com/vb/showthread.php?p=68768#post68768
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[12 Apr 2007, 08:34 ص]ـ
مثل هذا العالم بهذه الاوصاف نادر الوجود وعلى تلاميذه الاكارم ان ينصفوه بكتابة كتاب لتكريمه فلعل الله تعالى يجعل ببركة تكريمه فتحا لباب انشاء جمعية تكريم العلماء التي عرضت لها واحجم اهل الملتقى عنها احجاما غريبا
رحم الله الشيخ وعوض المسلمين خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Apr 2007, 04:52 م]ـ
في الثلث الأول من شهر إبريل عام 2007 رحل عن دنيانا أحد أساطين العربية وأفذاذها، ممن حباه الله علماً فيها لم أجد أحداً يدانيه ممن ينتسبون إلى العربية وفنونها بل إن أحداً لا يقارن به في حفظه وسعة معرفته وأصيل عبارته وجملته.
(يُتْبَعُ)
(/)
كنتُ وقتها طالباً في آخر مرحلتي الثانوية بالمدينة المنورة فدلّني عليه أحد إخواني من أهل الفضل والعلم الشيخ الدكتور الأمين بن يوسف آل الشيخ مبارك الذي كان يدرس حينها في كلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وكان جاراً لنا وإماماً لمسجد حيّنا، فرغبني في لقاء الشيخ أحمدو في رحاب الروضة الشريفة بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يرُع ناظري منظره فقد كان الشيخ الذي قارب السبعين آنذاك قصير القامة نحيل الجسد كث شعر اللحية يتلوّى على بعضه ويجمع صدره إلى فخذيه في جلوسه واستلقائه، ويستر فاه بطرف عمامته يأتيه بعض طلبة العلم واحداً واحداً يقرؤون عليه من متون العربية أو يسألونه في مسائل الفقه واللغة فقد كان الشيخ أيضاً فقيهاً متمكناً في فقه المالكية حافظاً لمتون المذهب مشاركاً في تحقيق القول بأوجه الخلاف فيه رغم عزوفه عن ذلك وجنوحه إلى الدرس اللغوي.
كان لقائي الأول به عابراً سريعاً لاطفني فيه الشيخ بكلمات قليلات بعربية فخمة لم أعتدْ عليها أو قل إنني لم أتبين مدلولها فاكتفيتُ بالابتسام حينها ولم أجد ما يستدعي إقحام نفسي في ميدان هذا الرجل الذي لم أفقه كلماته، لكن أخي الدكتور الأمين وابن عمه عبد المنعم آل الشيخ مبارك حرّضاني على الانتفاع بهذا الرجل لاسيما أنني حينها كنت قد حفظت كتاب الله وبدأت أدرس قراءاته فكانت دلالتهما لي خير رشيد فجزاهما الله عني كل خير.
كان أول ما قرأته على الشيخ ألفية ابن مالك ونظراً لحداثة سني مقارنة بمن يأتي الشيخ من الكبار فقد كنتُ أؤخر قراءتي على الشيخ حتى ينفض عنه الناس أو يترحّل إلى بيته الكائن في شارع قباء الطالع حيث يعيش الشيخ في منزل متواضع جعله له أحد المحبين المريدين، وكان أول إرشاد له أن أقرأ من الألفية بيتاً أو بيتين ولا أزيد كما يفعل كثير ممن يقرأ عليه ممن يريدون القول إنهم تتلمذوا على فلان من أهل العلم حتى إن لم ينتفعوا بعلمهم، فكان ذلك حتى أتممت قطعة كبيرة من الألفية على الشيخ ولم يمنع من إكمالها سوى أن جزءها الباقي كان مقرراً علينا في كلية اللغة العربية فارتأيتُ حينها أن أقرأ على الشيخ متوناً أخرى فشرعت في قراءة منظومة لامية الأفعال في التصريف لابن مالك الجياني النحوي من مخطوطة كتبت بخط موريتاني قديم مزخرفة وملونة أعارها لي ابن الشيخ محمد مختار حفظه الله وهو عالم كأبيه غزير المعرفة شديد الحافظة متمكّن في علمه وكان كثيرا ما يسخر من حملة الشهادات العالية لما شاهده من كثير منهم من قلة بضاعتهم من العلم، وقد كانت أولى تجاربي في قراءة الخط المغربي الذي تفنن فيه كاتبه وكان يعينني في قراءة المخطوط أن الشيخ أحمدو كان يحفظ الشروح ولاسيما الاحمرار وهي شروح مكتوبة بالخط الأحمر على حواشي لامية الأفعال لعدد من علماء موريتانيا الكبار ممن كان يحتفي بهم الشيخ كثيرا ويذكرهم وبعضهم من مشايخ والده أو أعلى.
ومطلع لامية الأفعال:
الحمد لله لا أبغي به بدلا = حمدا يبلّغ من رضوانه الأملا
ثم الصلاة على خير الورى وعلى = ساداتنا آله وصحبه الفُضَلا
وبعد فالفعل من يُحكِم تصرفه= يحُزْ من اللغة الأبواب والسُّبلا
فهاك نظماً محيطاً بالمهم وقد =يحوي التفاصيل من يستحضر الجملا
وقد قدّر الله لي أن ختمت لامية الأفعال ودونت في حواشيها الكثير من فرائد الشيخ ونوادره ونكاته العلمية التي لم تكن تنقطع في مجالسه فإذا غصت حواشي المخطوط كتبتُ في كُنّاشتي الصفراء (دفتر تعليقات) ما لم يجد مكاناً يسكنه فكان الشيخ يضحك من حرصي ويقول:
لابد للطالب من كُنّاشِ = يكتب فيه راكباً أو ماشي
ثم قرأت على الشيخ رحمه الله منظومة تحفة المودود في المقصور والممدود وهي منظومة همزية لغوية بمعانٍ زُهدية تزيد عن مائة وستين بيتاً لابن مالك النحوي أيضاً تتناول المفردات الممدودة والمقصورة في اللغة العربية، ومطلعها:
بدأت بحمد الله فهو ثناء = وللنطق منه بهجة وبهاء
وبالآل والأصحاب ثنيت مُثْنِياً = بخير الثنا إذ هم به جُدَراء
وبعد فإن القصر والمد من يُحِط = بعلمهما يَسْتسْنِه النبهاء
وقد يسر الله انتهاجَ سبيله = بنظمٍ يَرَى تفضيله البُصَراء
ثم تبعتُ ذلك بقراءة مقصورة أبي بكر ابن دريد الشهيرة وشرحها لابن خالويه:
(يُتْبَعُ)
(/)
يا ظَبيَةً أَشبَه شَيءٍ بِالمَها = تَرعى الخُزامى بَينَ أَشجارِ النَقا
إِمّا تَرَي رَأسِيَ حاكى لَونُهُ = طُرَّةَ صُبحٍ تَحتَ أَذيالِ الدُجى
ولم أقضِ فيها طويلاً فقد ختمتها على الشيخ في أسبوع، وقد شدّني الشيخ بعجيب حفظه وشدة استقصائه لشواهد المفردات في هذه المقصورة.
ثم نصحني الشيخ بحفظ منظومة الإعلام بمثلث الكلام لابن مالك فهي ثروة لغوية هائلة مع شرح عجيب ضمنه الناظم فيها وجملة أبياتها تزيد عن ثمانمائة وألفين:
إتباعُ حمْدِ الملك الوهاب = صَلاته على الرضا الأوّاب
محمدٍ وآله الأنجاب= به ابتهاج النطق في الكتاب
وبعد فالأولى بأن تُجْلَى له= بنات فكر ناسبت إجلاله
ملْكٌ يباري فضلُه إفضاله = في نصر أهل العلم والآداب
إلى أن يقول:
لما علمتُ أنه ذو أرَبِ = إلى اتساع في كلام العرب
رأيت أن أجعل بعض قُرَبي =له كتابا فيه ذا احتساب
أحوي به أكثر تثليث الكَلِم =نحو حَلَمْتَ وحَلُمْتُ وحَلِم
فحوز هذا الفن محمود مهم = به اعتنى قدما أولوا الألباب
وها أنا آتي به مبوبا =على الحروف بينا مرتبا
ملخصا مخلصا مهذبا = ينقاد معناه بلا استصعاب
وقد قرأتُ معظمه على الشيخ من نسخة مطبوعة في مصر وأخرى في الهند وهما كثيرة الغلط والتحريف ولولا حافظة الشيخ رحمه الله لأضلتنا هذه النسخ المطبوعة التي يخرجها من خلاق له في التحقيق واستنساخ المصادر العلمية فهذه تتطلب علماء يحسنون القراءة ويوجهون عن علم لا عن ظن.
وأثناء ذلك قرأنا شطرا من المعلقات على الشيخ أحمدو وعلى ابنها مختار ولم أكن لأدانيهما في كثرة المحفوظ من المنظوم والمنثور فألتقط ما أستطيع التقاطه إذ إنهما سريعا التلقين ولا يميل الشيخ إلى التفهيم وبسط الشرح كحال ابنه مختار، فإذا اعتاص عليّ شيئ ملت به إلى مختار فأجد عنده الجواب الشافي.
ثم قرأنا على الشيخ رحمه الله منظومة السلّم المنورق في علم المنطق للصدر الأخضري فبان لنا أن الشيخ يكره هذا الفن رغم حرصه على تعليمه ولولا فتوى بعض الأكابر بجواز تعليمه وتدريسه لحاجة العلماء له لصدّ عنه، ومطلع المنظومة:
الحمد لله الذي قد أخرجا = نتائج الفكر لأرباب الحِجا
وَحَطَّ عَنْهُمْ مِنْ سَمَاءِ العَقْلِ = كُلَّ حِجَابٍ مِنْ سَحابِ الجَهْلِ
حَتى بَدَتْ لَهُمْ شُمُوسُ المَعْرِفةْ = رَأَوْا مُخَدَّراتِها مُنْكَشِفَةْ
وكنا خلال ذلك نسترق من وقت الشيخ بعد صلاة الفجر أو عند شروق الشمس في الحرم النبوي فنقرأ عليه من الكامل للمبرد أو الأمالي للقالي فانتفعنا بذلك كثيراً.
وقد أمضينا مع الشيخ خمس سنوات حافلة حملنا عنه ما لم نحمله من الجامعات وأقسام الدراسات العليا فهو جامعة ضخمة بل مكتبة هائلة يحفظ سجلاتها في صدره رحمه الله.
ومما وقفنا عليه من أحوال الشيخ رحمه الله أنه كان كثير العبادة والصلاة والاستغفار لا أكاد أجده إلا ذاكراً أو مصلياً أو تالياً لكتاب الله من حافظته، وكنا إذا أردنا القراءة على الشيخ نبحث عنه في أركان الحرم النبوي حيث كان يغير مواضع جلوسه فتارة تجده في الروضة ولاسيما بعد شروق الشمس وتارة في الحصوة أي الساحة المكشوفة الأولى من الحرم وتارة في زوايا الأركان، وكان يطلب إلينا ألا نحتشد عنده خشية أن يأتي أحد من العاملين في هيئة الحرمين فيضر به لأنه لا يحمل ترخيصا بالتدريس وهذا ما كان يجعله دائم الغضب والنكير من منع العلماء من تعليم الناس، وقد دفعه هذا لترك تلك الديار الطاهرة والعودة إلى موطنه بعد ذلك لينشر علمه وهو ما كان له رحمه الله.
كان الشيخ رحمه الله يغتذي بالتمر واللبن ولم أره يوماً يتناول طعاماً غيره إلا مرة واحدة دعانا إلى غداء عنده فقدّم لنا بعض لحم الضأن غير المنضج فنسل منه قطعة صغيرة امتضغها ثم تناول لبنه.
كان الشيخ كثير التمرين لتلاميذه، وقد كان الشيخ يستثمر رحلته ماشياً إلى منزله لمرافقتنا فكان يلقي علينا مسائل التمرين في العربية نحوها وصرفها ولغتها ويحاورنا في جوابنا، وكانت أجمل فرصي يوم أن أرافقه وحدي فألقى منه الكثير من الرعاية والاهتمام ولعله كان يفعل ذلك بغيري فهذا دأبه رحمه الله.
ومن أطرف ما وقع لي في شأن ذلك أنني مررتُ بالشيخ رحمه الله وهو يصلي إلى أسطوانة أبي لبابة في الروضة الشريفة فظننته أول الأمر واقفاً لغير صلاةٍ فسلمتُ عليه فمدّ لي يده وصافحني وهو في صلاته وأراد بذلك تنبيهي على جواز ذلك في مذهب الإمام مالك رحمه الله.
كان الشيخ رحمه الله دائم الفكرة قليل الكلام باسم الوجه حلو المعشر جم التواضع يريحك بطَلّته ويحب ممازحة تلاميذه ومضاحكتهم، فيه هيبة العلم وحلم العالم وقد رأينا ذلك في صبره على تجرّؤ بعض الأدعياء عليه ناسبين إليه الأشعرية أو التصوّف دون أن يعرفوا من حاله شيئاً أو يتبينوا إن كان كذلك أم لا! فلم يكن يرد عليهم أو يلتفت لهم بل كان بعضهم يأتيه ويقرأ عليه وهو يعلم أنهم ينسبون له ما يسمونه البدعة – ولم تكن فيه – دون أن يكون لهم دليل سوى أنه لم يصرّح للناس بمقالتهم التي يقولون بها على جهة التفصيل وما دروا أنه لم يكن من محبي علم الكلام أو أهله.
وكان الشيخ رحمه الله دائم السؤال عن أحوال أهلنا في فلسطين وكان يؤذيه ما يسمع من قتلهم واستهدافهم ويحوقل ويسترجع كلما بلغه يحزنه عن أحوال فلسطين وكان يردد على مسامعي: متى تكون للعرب شوكة يكسرون بها هؤلاء اليهود!!.
رحم الله الشيخ أحمدو وأسبغ عليه من رحمته وجزاه الله عن العلم والعلماء خيراً.
د. أسامة جمعة الأشقر
المدير العام لمؤسسة فلسطين للثقافة
دمشق 14/ 4/2007
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[16 Apr 2007, 10:38 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عبد الرحمن فقد شوقتنا كعادتك الى اعلام سابقين ولكن ما دخل اسامة الاشقر بهذا المقال الماتع
وبالمناسبة لازلت اكرر دعوتي لتلاميذ الشيخ الراحل بعمل كتاب تكريمي كما اشرت الى هذا في مشاركة سابقة
ارجو التامل
كما ونرجو من الدكتور الفاضل عبد الرحمن ان يقوم متكرما بطباعة تلك الاراجيز والمتون التي يحتفظ بتعليقات الشيخ عليها ليتكرم ويطبعها طبعات خاصة مع تلك التعليقات المشار اليها بالنفاسة ونحسبها كذلك قبل ان نقراها فان شهادة الدكتور عبد الرحمن كافية ان شاء الله
ـ[الجكني]ــــــــ[16 Apr 2007, 11:29 م]ـ
ذكر د/ عبد الرحمن في مقاله بعض الكتب التي قرأها على الشيخ رحمه الله،وهي كتب تعتبر من أمهات الكتب في "المحضرة " الشنقيطية "ولهذا أحببت تويضيحها وإعطاء نبذة تعريفية عنها مختصرة:
1 - الإحمرار:
هو تذييل على ألفية ابن مالك في النحو،فيه إضافات مسهبة تناولت جميع أبواب النحو في "الخلاصة " مع زيادة فصول حذفها ابن مالك في "الخلاصة " مثل الموصول الحرفي والتاريخ والقسم والهجاء ومخارج الحروف وبعض التصريف مثل الإلحاق والقلب 0
وهذا "الاحمرار " قسم من كتاب بعنوان:"الجامع بين التسهيل والخلاصة المانع من الحشو والخصاصة " 0
وهو أيضاً يقتبس من "الكافية" 0
أما القسم الثاني من الكتاب "الجامع " فهو المشهور ب "الطرة" وهي عبارة عن مجموعة من "الحواشي" وضعت في جمل مختصرة تتكرر فيها مصطلحات تشير إلى مواضيع الإطلاق والتقييد ومحال الوفاق والخلاف وتبين الاستعمالات الشاذة والنادرة والمؤولة وشواهدها 0
المؤلف: المختار بن محمد سعيد المشهور بابن بونا الجكني (ت 1220) ويقال إنه عاش (120) سنة 0
انظر كل ذلك في:تاريخ النحو العربي في المشرق والمغرب
تأليف الدكتور:محمد المختار ولد أباه:452 - 466
2 - تحفة المودود:للإمام ابن مالك صاحب الألفية رحمه الله:
اعتنى به علماء الشناقطة في "محاضرهم " بالحفظ والتدريس والشرح،وأتذكر الآن شرحين له:
لأول:فتح الودود شرح المقصور والممدود للشيخ سيدي المختار الكنتي الشنقيطي رحمه الله (ت 1226هـ)،وهو مطبوع طبعتين بتحقيق الشيخ:مأمون محمد أحمد الكنتي الشنقيطي رحمه الله (ت1228هـ) 0
الثاني:مرقاة الصعود إلى معاني تحفة المودود بمعرفة المقصور والممدود:للشيخ:محمد محفوظ بن المختار فال الشنقيطي، (ط1:1424هـ) 0
هذا:وتوجد اختلافات في مطلع هذه "التحفة " عن المذكور هنا:
مطلعها:
بدأنا بحمد الله فهو (سناء)
كذا بالسين،خلافاً لما رواه د/ عبد الرحمن حفظه الله ولعلها رواية للشيخ أحمدو رحمه الله 00
3 - البيت الثاني منها هو:
وأهديت مختار السلام مصلياً 000على المصطفى الموحَى إليه شفاء
ثم فيها كلمة:"بلفظيهما " بدل "يعلمهما "
والله تعالى أعلم0
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Apr 2007, 12:23 ص]ـ
جزاكما الله خيراً وبارك فيكما.
هذه المقالة التي نقلتها وصلتني على بريدي وكاتها هو تلميذه د. أسامة جمعة الأشقر / المدير العام لمؤسسة فلسطين للثقافة.
وأما أنا فقد لقيت الشيخ رحمه الله مرة واحدة في المدينةالمنورة عام 1419هـ، ولمست علمه الواسع بالنحو، وحفظه الدقيق لمنظوماته ومتونه رحمه الله وغفر له، ولم يتسن لي الأخذ عنه كما ظن أخي الحبيب الدكتور السالم الجكني. وإن كنت ولله الحمد قد درست الكتب التي أشار إليها الكاتب في مقاله وعرف بها الدكتور السالم حفظه الله.
ـ[الجكني]ــــــــ[17 Apr 2007, 12:38 ص]ـ
وحفظك الله شيخنا د/ عبد الرحمن 0
ـ[محمد البخاري]ــــــــ[27 Apr 2007, 08:03 ص]ـ
جزاكم الله خيرا، فضيلة الدكتور عبد الرحمن على أمانتكم العلمية، في عزو المقال إلى صاحبه، وتوضيح ما أشكل على الشيخ الجكني .. ومنكم جميعا نستفيد، ومن هذه المواقف نتعلم ..
وأشكر:د/أسامة جمعة الأشقر، على مقاله الممتع، الذي أشاد فيه بخصال الشيخ أحمدو ررحمه الله، فعرفنا بجوانب عدة في أسلوب التربية والتعليم في حياة هذا العالم الرباني ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
قصيدة في هجاء سيارة!
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[11 Apr 2007, 12:45 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
ورد في الحديث: " أفضل الأعمال أن تُدخل على أخيك المؤمن سرورا، أو تقضِيَ عنه دينا، أو
تُطعمه خبزا " (السلسلة الصحيحة: المجلد الثالث، ص 481)
أتمنى أن ترسم قصيدتي الابتسامات على وجوه المشايخ الفضلاء.
أهدي هذه القصيدة للشيخ الجكني والشيخ منصور مهران ... وأهديها كذلك للشيخ الشهري والشيخ مساعد
ومن معهم من مشايخنا الظرفاء - حفظهم الله تعالى -.
ولي سيّارة لا خير فيها
سقتني المر لم ترأف بحالي
أعارتها الحوادثُ وجهَ قردٍ
وأوهن عزمَها مَرُّ الليالي
وبطنٌ قد تَرَهّلَ من وَقودٍ
وشكْمانٌ كَجَعْجَعةِ الجِمال
وأخفافٌ من المطّاط سودٌ
تسيرُ كحاملٍ ثِقْلَ الجبال
وجلدٌ شَوّهتْه يد الرَّزايا
ومزمارٌ يصيحُ بلا مَلال
إذا شغّلْتُها خَنَقتْ صباحا
عِيالي بالعُطاس وبالسُّعال
وإن دار المُحَرّكُ خلتَ حربا
ضروسا أشعلتْ نار القتال
حَرونٌ لا تُطيع وإنْ أطاعتْ
فلا تدري يمينا من شمال!
وتغفو في الطريق بغير إذني
وأبواقٌ تصيح، ولا تبالي
وترتفع الحرارة كلّ صيفٍ
فأسقيها زُلالا بالقِلال
وتأبى في الشّتاء مسير شِبْرٍ
فأضرب بالعقال وبالنّعال!
وتَصْرِفُ ما أحوّشُ من فلوسٍ
صَروفٌ نافستْ أمّ العيال!
يقول العاذلون ابْتَعْ جديدا
فقلتُ: وكيف، والجيب اشتكى لي!
الكلمات العامية:
1) الشّكمان: من صُعُبَ عليه فهم هذه الكلمة فليسأل شيخنا الظريف الجكني!
أخوكم:
عمار محمد الخطيب
ـ[فيصل الخنبشي]ــــــــ[11 Apr 2007, 09:48 م]ـ
قصيدة في قمة الجمال بارك الله فيك وقد اعجبتني كثيرآ واذاسمحت لي انقلها ولن اهضم حقوقك فسوف اكتب اسمك اخي الحبيب تحت القصيدة مباشرة
اخوك فيصل
ـ[الجكني]ــــــــ[11 Apr 2007, 09:57 م]ـ
أقول للأستاذ عمار:
لقد سمعت ُ بنبأ فحققي 000إذا "العجوز " غضبت ف "طلقي"
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[12 Apr 2007, 07:14 ص]ـ
الأخ الكريم / فيصل
لا بأس ... ويسعدني أن تكون راويتي (ابتسامة)
جزاك الله خيرا أخي على المرور ....
================================================== =========
الشيخ الكريم الجكني /
إذا العجوز غضبت فطلق ** ولا ترضاها ولا تملق!
وأبشركم بأني قد تخلصتُ منها ولله الحمد!
واسلم لمحبكم،،،
ـ[الجكني]ــــــــ[12 Apr 2007, 07:36 ص]ـ
بشّرك الله بخير،وأعطاك خيرها وكفاك شرّها 0وأعوذ بربي وربك من شر "المركوبات "أعني "السيارات"و"الطيارات"
ونحن في انتظار "مدحك " للجديدة "0ولكن سنعطيك "شهراً " ثم نطالبك بذلك،وليس هذا ب"شهر العسل " وإنما هو "شهر التجريب لها،فإن رضيتها وإلا0 فالنصيحة سارية المفعول0
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[12 Apr 2007, 08:25 ص]ـ
مطارحات جميلة على هذه الطريقة وليتها تكون بين حين وآخر
شكر الله لاهل الملتقى الذين اجازوا نشر هذه الطرف وشكر الله للشاعر العرمرم ولمجيبيه اجمعين
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[12 Apr 2007, 05:49 م]ـ
شيخنا الجكني ...
جزاكم الله خيرا على الدعاء ....
وأضحك الله سنك! ... إن تعليقاتكم الظريفة تذكرني بإمامنا الشعبي.
.................................................. ..............................................
الشيخ الكريم / جمال أبو حسان
حياكم الله .. وشكرا لكم على مروركم الكريم.
ولعلي أنزل جديدي في هذا الركن بين الحين والآخر ..
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[12 Apr 2007, 06:21 م]ـ
بما أن السيارة المسكينة غائبة ولم نسمع إلا من طرف واحد , أرى أن أكون محامياً عنها , حتى تتضح الحقيقة , ويُعطي لكل ذي حق حقه .. !!!
أيا عمارُ مهما كان منها
فلا تنسى عهودكم الخوالي
فكم حملتك في لفْحٍ وقيظٍ
وكم آوتك في ظلم الليالي
وتشكوها بُعيْد غناك عنها
بأخرى , قد سبتكم بالدلالِ
وغرك أنها بكرٌ رزانٌ
وتبدو في نقاءٍ كالزلالِ
أراك اليوم تهت بها افتخاراً
وعن تلك القديمة صرت سالي
وتهجوها كما يهجو جريرٌ
بما ليست له ذات احتمالِ
صحيحٌ أنها أصلاً حديدٌ
ولكن الحديدَ أخو اعتلالِ
إذا نُسيتْ عهودٌ كان فيها
صبوراً لا يئن ولا يبالي
تجوِّعها وتحرمها زيوتاً
وتشكو بعد ذلك من سعال
وكم طوت الليالي ليس فيها
وقودٌ , كي تريحك في اشتغال
أتحسب أنها تسطيع صبراً
على ظمإ .. ؟ فهذا للجمالِ
(قديمكم النديمُ) ولو رزقتم
بأخرى أو رميتم بالنبالِ
ولكنَّ التي تهجو أبانت
عن الحب القديم بلا ملال
وقالت: إن هجوت فأنت تُفدى
بصبري بعد ما منكم بدى لي
تنكركم وهزءكمُ بقدري
وصرتم بالجديد ذوي اشتغال
ـ[نورة]ــــــــ[12 Apr 2007, 09:38 م]ـ
قصائد في غاية الروعة
يسر الله أمركم, ووفقكم للخير
ـ[الجكني]ــــــــ[12 Apr 2007, 10:29 م]ـ
أقول للشيخ عمار:
لا تسمع مقالة الشيخ محمود،فإنه "يحامي " عن من نعرف أنها ليست "مسكينة " وما فعلت يا أخي عمار هو عين الصواب، والرجل لا يلتفت وراءه، وإن كان الشاعر قديماً قال:
"ما الحب إلا للحبيب الأول "
فاعلم يا أخي أن "السيارات " لا تدخل في ذلك 0
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[13 Apr 2007, 10:20 ص]ـ
الشيخ محمود:
مَسْكَنْتَ من ليستْ بمسكينة!
أيا محمود من أدري بحالي
أأنت؟ أم التي أوْدَتْ بمالي!
عجيبٌ .. لا تصدّق قول "عدلٍ "
وأعجبُ أن تمجّد من ببالي!
أتنكرُ ما نطقتُ به بصدق
كأنّ قصيدتي محض الخيال!
وتمتدح التي قد جرّعَتْني
نَقيع الصّاب في الوُرَش الغوالي!
فإن شئت الشّهود فهاك شعري
وجيراني وَسَلْ كلّ العيال!
وإن لم ترض عرضي يا صديقي
فما لك يا أخا التقوى وما لي!
ألا فاقبل بعقد الصّلح حالا
وإلا السيف إن تبغي نزالي!
........
الأخت الكريمة نورة ... شكرا لكم على الدعاء
بورك فيكم
.......
شيخنا الجكني ... لا تخف على أخيك! وأحمد الله تعالى أنك في صفّي
وأستغفر الله لي ولكم،،،
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[13 Apr 2007, 03:33 م]ـ
نزالي ليس يا عمارُ سهلاً
وما لك فيه خيرٌ, لا, ولا لي
وما دمتم رضيتم عقد صلحٍ
فإن الصلحَ من أزكى الخصالِ
ولا تعجب منَ انَّ أخاك أبدى
مدافعةً ولم يرضى التعالي
وأرشدكم إلى حفظٍ لعهدٍ
رآكم ناعتيه بالاعتلالِ
كرهتَ من الحسيرة بعض خلْقٍ
ورحتَ تذيقها وقع النبالِ
كأنك لم تفز معها بخيرٍ
وتنقلكم يميناً للشمال
صحيحٌ قد صرفتم في دواها
فلوساً عند ذي الورش الغوالي
ولكن سل فؤادك عن أساها
وعما قد أرتك من النضالِ
ـ[الجكني]ــــــــ[13 Apr 2007, 03:57 م]ـ
حفظكما الله،واعذراني فلست من أهل "القريض،ولكن أقول:
أعمارٌ ومحودٌ أقيما
ولا تصّالحا فالشعر "طابا"
والمعذرة إن كنت خرجت عن القافية 00
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[13 Apr 2007, 04:08 م]ـ
ما شاء الله بارك الله فيكم وأنا مع أخي عمار ولا ضير فقد بانت مني بثلاث.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[14 Apr 2007, 03:59 ص]ـ
الشيخ محمود:
لقد كثر الأنصار فإياك والفرار!
صدحتَ بها: " نزالي ليس سهلا "
وهل جرّبتَ صَمْصَامَ ارتجالي!
وما وَهْنًا عرضتُ الصّلحَ لكن
لإشفاقي عليك من القتال!
فما لكَ قد ركبتَ اليوم صعبًا
وجئتَ "بعجرَةٍ " تبغي نزالي!
أتُلقي الرّوح في كفّ المنايا
وتَحْسَبُ أنّ ذا عزمُ الرّجال!
وربّك قالَ: " لا تلقوا " * فأذعنْ
لما قال الإله بلا جدال!
أيا محمود خذْ حلمي وعفوي
فإني اليوم عنك لفي انشغال!
...........
* (ولا تلقوا بأيدكم إلى التهلكة) سورة البقرة، آية رقم:195
================
الشيخ الجكني ...
كفاك تواضعا يا شيخ وامتشق سيفك ودافع عن أخيك فقد ورّطتني!
بيتكم الجميل يدلّ على أنكم من أهل القريض.
الأخ أيمن ..
شكرا لك.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[14 Apr 2007, 05:10 ص]ـ
أراك اليومَ تطمع في نزالي
وتدعو ناصريك تقول: مالي
وما لمُنازلٍ قد بتُّ منهُ
على فرَقٍ , ويسعى في زوالي
وحينئذٍ أتنفعني التي قد
سبتني بالدلال وبالجمالِ
وفي هذا النداء بدا صريحاً
فرارُك يا عزيزي من قتالي
بيني وبينك: أراك قد ورطتني يا عمار, وما عاد لي مخرج (ابتسامة)
ـ[الجكني]ــــــــ[14 Apr 2007, 04:54 م]ـ
لقد مسكنتَ يا محمود فارجع
"وتاً" ليست هَيا صاحي برالي
تقول الغانيات النجل لما
ركبنا مثلها:ألطف بحالي
أترضي يا بن عمّي أن تنالا
بهجر ٍ م ِالغواني واقتتالي
هذه الأبيات "الخزعبلة " من الدرجة"الرابعة " التي حق صاحبها أن "يص () ع،وأحمد الله أن ليس بقربي أحد من الشعراء فيقوم بذلك 0
غريب هذه الخزعبلة:
"وتاً ": سيارة،وهي بلغة قوم الشيخ محمود 0
"رالي: من السباق العالمي المشهور للسيارات 0
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[15 Apr 2007, 03:06 ص]ـ
أخي محمود:
وهل تبغي القراع بغصن بَانٍ
على عَرْجاءَ تَفْرَقُ من خيالي!
أراك عجزتَ عن قَهْري بِشِعْرٍ
فكيف تطيق في الحرب احتمالي؟!
وإنّي إنْ دعا الداعي هِزَبْرٌ
وَقِرْضابي يحنُّ إلى القتال
فإن تقبل بصلحٍ فامدحنّي
بشِعْرٍ كالجواهر واللآلي
وإلا .. هاك عفوي يا صديقي
فإنّ الجود من طِيبِ الخصال
ولعلي أكتفي بهذا .... اختمها بمسكٍ يا شيخ محمود بارك الله فيك.
....................
شيخنا الجكني ...
أضحك الله سنكم! أعجبتني " الرالي " هذه!!
محبتي،،،
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[15 Apr 2007, 03:10 ص]ـ
أخي محمود:
وهل تبغي القراع بغصن بَانٍ
على عَرْجاءَ تَفْرَقُ من خيالي!
أراك عجزتَ عن قَهْري بِشِعْرٍ
فكيف تطيق في الحرب احتمالي؟!
وإنّي إنْ دعا الداعي هِزَبْرٌ
وَقِرْضابي يحنُّ إلى القتال
فإن تقبل بصلحٍ فامدحنّي
بشِعْرٍ كالجواهر واللآلي
وإلا .. هاك عفوي يا صديقي
فإنّ الجود من طِيبِ الخصال
ولعلي أكتفي بهذا .... اختمها بمسكٍ يا شيخ محمود بارك الله فيك.
.............
شيخنا الجكني ...
أضحك الله سنكم! أعجبتني " الرالي " هذه!!
محبتي،،،
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[15 Apr 2007, 03:42 م]ـ
أيا عمار خرت عزما وقلت قبلها أنك اليوم في انشغالي
تعرض اليوم صلحًا على الشناقطة أصحاب العرمرم العوالي
فحمل بسيف الشعري حملة صادق فلك ناصر غير جباني
أما شعرت أن الجنكي منهم يناصر المحمود ذا الإسناد العالي
يفعل كفعل عمرو لمعاوية يوم التقى الأعمام والأخوالي
اصبر .. سترى المصاحف فوق أسنة الرماح الشمخ العوالي
فإن رأيت فاجهز على الحامي فقد بانت غير متواني
______________
حبي حبي حبي مولانا الجنكي لا يفسد هذا ما بيننا ومولانا الدكتور محمود هو محمود والله
الإمضاء
مسعر حرب لو كان معه شعراء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجكني]ــــــــ[15 Apr 2007, 05:09 م]ـ
أيمن يا أيمن
أحبك يا ايمن
بل أنا من طرف الشيخ "عمار "لآنني عشت تجربته،وملكت مثل سيارته، فهو في الحقيقة يهجو سيارتي وسيارته،لا كثر الله في الشوارع نوعيهما،ولا سلط على مسلم تملك مثليهما، فالشيخ عمار "عزف " على "الوتر "الحساس حتى "حرك" مني ما كان ساكناً " وكنت قد أنسيته،وأعاد لي ذكريات كنت قلت أيام الشباب لما نسيت شيئاً ليس من عادة الشباب "نسيانه ":
نظرت ْ إلي وطرفها يتكلم ُ
فكأنها ترثي القديم وتندم
(فتذكر القلب الجريح حبيبه
من بعد ما كاد الهوى يتصرم
وها هو الشيخ عمار يعيد لي ذكريات،لكن والحق كما نقول باللهجة العامية عندنا في المدينة:"ذكريات عن ذكريات تِفرق0
أخي أيمن:
لو جربت أن قمت لصلاة الفجر والبرد شديد وأتيت إلى السيارة إياها،- وبئست المركوبة هي:لا شغلاً اشتغلت،ولا مسجداً اوصلت تخال نفسها "عروساً بنت (14) في ليلة صباحيتها من "التغلّي " ومهما "دحلستها " و "ريضتها " لا تزيدك إلا "طرطعة بواجي وبلاتين " و دخان شكمان، وبنشرية كفر 0000وتهريب زيت 00إلى ما لا ينتهي من "الطفش والقهر 00لعلمت أني لأخي عمار من المناصرين ولأخي وابن عمي محمود من المخالفين0
أفبعد بيان جزء من هذه المعاناة تظن أني أقف في صف من يصف هذا النوع من السيارات ب"المسكينة" لا والذي أوجد:الكوابرس وال "ميركوري "و " البنزات"وجعلها راحة لمن هو على باب الله مثلي ومثل الشيخ عمار 0
عذراً على هذا النثر ومخالفة قواعد "اللعبة "0
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[15 Apr 2007, 06:12 م]ـ
هنا أعلنت عن وقف التحدي
وخارَ اليومَ عزمي مع نضالِ
وأعجزني تناصركم وأني
وحيدٌ لا نصيرَ ولا موالي
فما غلبَ الجماعةَ قطُّ فردٌ
وأنَّى لي وشيخي قد بدا لي
ينافح عن خصومي مستميتاً
وينصرهم إذا راموا نزالي
فيا عمار هاك الصلحَ إني
رأيت الصلحَ فيه صلاح حالي
وكرر نزلةً أخرى سجالاً
لعلي أن أوفق في سجالي
وأختم بالصلاة على المفدى
بأرواح البرية ذي الخِلال
صلاةً ما لدائمها انقطاعٌ
تصيرُ بها الهموم إلى الزوال
وتسليم عليه يفوح طيباً
به أشفى ويسلبني اعتلالي
وآل الطهر والأصحاب طراً
ومن تبعوا إلى يوم المآل
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[15 Apr 2007, 08:03 م]ـ
أيا عمار خرت عزما وقلت قبلها أنك اليوم في انشغالي
تعرض اليوم صلحًا على الشناقطة أصحاب العرمرم العوالي
فحمل بسيف الشعري حملة صادق فلك ناصر غير جباني
أما شعرت أن الجنكي منهم يناصر المحمود ذا الإسناد العالي
يفعل كفعل عمرو لمعاوية يوم التقى الأعمام والأخوالي
اصبر .. سترى المصاحف فوق أسنة الرماح الشمخ العوالي
فإن رأيت فاجهز على الحامي فقد بانت غير متواني
______________
حبي حبي حبي مولانا الجنكي لا يفسد هذا ما بيننا ومولانا الدكتور محمود هو محمود والله
الإمضاء
مسعر حرب لو كان معه شعراء
الأخ أيمن ...
غفر الله لك! لقد خرجت عن قواعد السّجال .. بل لقد كسّرتَ كلّ القواعد الفراهيدية!
إن أبياتك بحاجة للنقل حالا إلى غرفة العناية المركزة لإصلاحها عروضيا! ولا أدري إن كان إصلاحها
ممكنا!!
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[15 Apr 2007, 08:22 م]ـ
أيمن يا أيمن
أحبك يا ايمن
بل أنا من طرف الشيخ "عمار "لآنني عشت تجربته،وملكت مثل سيارته، فهو في الحقيقة يهجو سيارتي وسيارته،لا كثر الله في الشوارع نوعيهما،ولا سلط على مسلم تملك مثليهما، فالشيخ عمار "عزف " على "الوتر "الحساس حتى "حرك" مني ما كان ساكناً " وكنت قد أنسيته،وأعاد لي ذكريات كنت قلت أيام الشباب لما نسيت شيئاً ليس من عادة الشباب "نسيانه ":
نظرت ْ إلي وطرفها يتكلم ُ
فكأنها ترثي القديم وتندم
(فتذكر القلب الجريح حبيبه
من بعد ما كاد الهوى يتصرم
وها هو الشيخ عمار يعيد لي ذكريات،لكن والحق كما نقول باللهجة العامية عندنا في المدينة:"ذكريات عن ذكريات تِفرق0
أخي أيمن:
لو جربت أن قمت لصلاة الفجر والبرد شديد وأتيت إلى السيارة إياها،- وبئست المركوبة هي:لا شغلاً اشتغلت،ولا مسجداً اوصلت تخال نفسها "عروساً بنت (14) في ليلة صباحيتها من "التغلّي " ومهما "دحلستها " و "ريضتها " لا تزيدك إلا "طرطعة بواجي وبلاتين " و دخان شكمان، وبنشرية كفر 0000وتهريب زيت 00إلى ما لا ينتهي من "الطفش والقهر 00لعلمت أني لأخي عمار من المناصرين ولأخي وابن عمي محمود من المخالفين0
أفبعد بيان جزء من هذه المعاناة تظن أني أقف في صف من يصف هذا النوع من السيارات ب"المسكينة" لا والذي أوجد:الكوابرس وال "ميركوري "و " البنزات"وجعلها راحة لمن هو على باب الله مثلي ومثل الشيخ عمار 0
عذراً على هذا النثر ومخالفة قواعد "اللعبة "0
لا فض فوك يا شيخ .. ولا لقيتَ من يجفوك.
حمدا لله أنك ذكرتَ شيئا من معاناتنا ليتفهّم الإخوة القرّاء سبب تهجّمي على سيّارتي القديمة! ولا تظننّ أنّ الجديدة
بنزٌ! لكن لا بأس بها والحمد لله.
وأشكر لكم وقوفكم في صفّي من البداية ... وأحيي فيكم هذه الروح المرحة الظريفة ... حفظكم المولى وجعلكم وإيانا
من السّعداء في الدنيا والآخرة.
.................................................
أخي الشيخ محمود /
بارك الله فيك وجزاك الله عني كل خير.
ختامه مسكٌ والحمد لله.
شكرا لكم على هذا السّجال الجميل ... والخلق النبيل ... زادك الله علما وفضلا ...
محبتي واحترامي،،،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجكني]ــــــــ[15 Apr 2007, 10:48 م]ـ
أما وقد اصًالحتما؛والصلح خير، فإني أدعو كل واحد منكما أن يذهب إلى "أرقى " Resturant" في مدينته ويطلب كل ما لذ وطاب ويسمي بالرحمن ويأكله،بعد أن يدفع ثمنه،على نية أني أنا الداعي له 0
وأختم هذه الفقرة بقولة أحد الأئمة الكبار رحمه الله ولعله ابن المبارك:
"إنه ليعجبني من القراء كل طلق مضحاك،فأما من تلقه بالبشر ويلقاك بالعبوس كأنه يمنّ عليك بعلمه فلا كثّر الله في القراء مثله " 0والسلام ختام
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[15 Apr 2007, 10:52 م]ـ
أهكذا يا عمار مع حليفك تقول هذا
ألا ترى أني خضت بحور الشعر لنصرتك حتى كدت أغرق. ألم ترى أن الخصم سلم عرمرمه لا لقولي ولكن إشفاق على الشعر مني. فأنا كاسر القوافي.
الآن نقضت حلفك يا عمار. يا قوم هو لكم. رددت على مولانا محمود عرمرمه وزدته البتري.
_______________________________
أشكر إخواني الإحباء الظرفاء على هذه الطروحات الجميلة واعذوني إن أفسدت بصنيعي
مولانا حبيبنا الجنكي ومولانا محمود والله ما حميت الوطيس إلا لغبطتكما. الشمس تشرق عندنا أولاًَ لكن الشناقطة سبقونا بعلمهم. لو نصرني أخي عمار لضربت عليكم عشار العلم.
مولانا الدكتور الجنكي ومولانا الدكتور محمود تقبلا من سطره التحيات والتقدير وخالص الحب في الله تعالى
أخي عمار زدنا من دررك ولن أفسد ولو أردت إصلاح الأبيات فلا تذهب بها لميكانكي الشميطاء تلك.
تقبل أخي عمار خالص محباتي وتقدير.
محبكم
ـ[الجكني]ــــــــ[16 Apr 2007, 12:05 ص]ـ
أخي أيمن:شكراً على كلماتك الظريفة وأريحيتك اللطيفة، لكن لو تقدم "الكاف " على "النون " فيكون الاسم "الجكني " بدل "الجنكي " تكون عندي:أشعر من لبيد بل ومن امرئ القيس0
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[16 Apr 2007, 04:21 م]ـ
سبحان ربي العظيم بعد كل التواصل أجدني أحببت شخصا أخر اسمه الجنكي!!!!! يا غفلتي سمحني يا مولانا فأنت المقصود لا هو ....
لن أكون أشعر من لبيد ولا امرئ القيس. بل ولا أصلح لأكون (صالح جزرة) فقد صحفَ نقطة فقال بدلا من خرزة جزرة.
اغفر لي وضعه في المتفق والمفترق للخطيب الغدادي.
محبكم في الله تعالى
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[16 Apr 2007, 08:28 م]ـ
شكر الله لكم جميعاً
مساجلة ظريفة نأمل تكرارها بين الفينة والأخرى , وننتظر القادمة في أي باب تكون.(/)
مقطع تخشع له القلوب
ـ[نورة]ــــــــ[11 Apr 2007, 02:25 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مقطع تخشع له القلوب
تلاوة مؤثرة للشيخ صلاح البدير -حفظه الله- من أئمة الحرمين الشريفين
http://www.emanway.com/play_clips.php?cid=0&id=27
اللهم إنا نسألك إيماناً دائماً, وقلباً خاشعاً, ويقيناً صادقاً
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا, ونور صدورنا
وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا(/)
لماذا الاحجام عن جمعية تكريم العلماء
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[12 Apr 2007, 10:30 ص]ـ
للعلماء في نفوسنا نحن التلاميذ منزلة سامية وعلينا ان نجد في هذه الحياة ما نقدر ان نكافئهم به تكريما لهم ورفعا لواجب انيط برقابنا
وقد رايت ان من ابواب هذا الامر ان ننشيء جمعية نسميها جمعية تكريم العلماء فعرضت فكرتها في هذا الملتقى فقام بعض الاخوة الغيورين بالتعليق على هذا الموضوع وراوا انه مهم ومفيد واحجم بقية اهل الملتقى عن الادلاء بدلائهم حول هذا الامر مع انه لا يهمني انا وحدي بل هو مهم لنا جميعا اعني طلبة العلم
والسؤال لماذا احجم السادة المنتدون في هذا الملتقى عن هذه الجمعية؟
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[13 Apr 2007, 01:59 ص]ـ
[ F] تعجبت كما تعجب أخي الشيخ الدكتور جمال أبو حسان من القصور والتقاعس عن المشاركة مناقشة هذه الفكرة وإثرائها بالآراء والخروج فيها إلى مقترحات جيدة
فلماذا غابت الأقلام المؤثرة والمشاركة دائما عن طرح ما لديها من آراء حول الموضوع؟! فلقد كنا نود أن نجد رأي الشيخ المشرف الدكتور عبدالرحمن الشهري والشيخ الدكتور مساعد الطيار، وكذلك رأي الكثير من رواد هذا المنتدى
لا سيما أن هذه الفكرة حرية بالنقاش وهذا أقل القليل الذي يقدم لعلمائنا الفضلاء بل هو موضوع ينبغي أن يتداعى له العلماء والباحثون" فالعلم صلة رحم بين أهله".
لاسيم أن هذ الأمر سيفتح بابا للإبداع والتنافس في كتابة الأبحاث وجمعها في كتاب يقدم باسم عالم من العلماء ويهدى له هذا العمل فنجمع بين أمرين تكريم العالم ونشر العلم.
أرجو أن نرى الأقلام المؤثرة من الأخوة المشرفين على الموقع وأن تتضافر الآراء حول هذا الموضوع المهم(/)
جهالات "الباز" وقصة الهجوم على "أبو هريرة" (1) ـ أشرف عبد المقصود
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[13 Apr 2007, 06:34 ص]ـ
جهالات "الباز" وقصة الهجوم على "أبو هريرة" (1) ـ أشرف عبد المقصود
أشرف عبد المقصود: بتاريخ 9 - 4 - 2007
في جريدة " الفجر " لعادل حمودة: كتب جاهل مستهتر يدعى محمد الباز – وهو أحد المرضى بعناوين الإثارة ونشر الأكاذيب - مقالا حقيرا فاجرًا عن الصحابي الجليل " أبو هريرة " رضوان الله عليه، تحت عنوان: (سقوط أكبر راوي لأحاديث الرسول) جمع فيه كل شيء من الأكاذيب والأباطيل وفاحش القول التي يروج لها أعداء الصحابة، وما أملاه هواه ودفعه إليه حقده وفكره السقيم وجهله المركَّب!!
فأمثال هذا الجهول وغيره ممن يُنَقِّرون في سفينة ديننا – على حد تعبير أديب العربية الرافعي رحمه الله - ليس عندهم أي فكر ولا يحزنون، وإنما هم قنطرة من خلالها يُنشر الكذب على الصحابة لتشويه صورتهم، كما أنهم تجار إثارة، يبيع واحدهم أي شيئ وكل شيئ من أجل كسب صحفي رخيص أيا كان الثمن وأيا كانت الحرمات المنتهكة. بل زاد الطينة بلة أننا رأينا هذا "الباز" في الفترة الأخيرة وقد نصَّب نفسه مفتيا للمسلمين ليتحدث في الشريعة الإسلامية بجهل عميق؛ فكتب ثلاث مقالات يدعو فيها المرأة الحائض للصلاة والصوم ويعد ذلك اجتهادًا راجع كتابه " الإسلام المصري " ص (149 - 167).
وكأن هذا المسكين يُهِمُّه أمر الصلاة والصوم والعبادة أو حتى أمر المرأة المسلمة المتدينة كله، فيريد منها أن تصوم وتصلي وهي حائض!!
* * * *
وكنا قد تعرَّضنا بمصر منذ عدة شهور لحملة منظمة على أم المؤمنين عائشة وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم: أبو هريرة والمغيرة بن شعبة وصحيح البخاري , وقمنا بالرد على جهالات بعض الصحفيين آنذاك، ونشرت بموقع المصريون .. واليوم يتكرر الطعن في أبي هريرة مرة ثانية. أتدرون ما هو السبب؟ السبب يتضح من عنوان مقال الجاهل المذكور: (سقوط أكبر راوي لأحاديث الرسول) فإسقاط أبي هريرة إسقاط لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم!!
ولذلك جاء في آخر مقالة ذلك الجاهل ما يؤكد ذلك حيث يقول: ((علماء الحديث يحتجون بأنه إذا فسد السند فسد المتن أي إذا فسد راوي الحديث الذي يتحدث عن الرسول فسد الكلام الذي يقوله)) اهـ. هذا هو ما يريدونه بالضبط، إسقاط السُّنَّة النبوية المطهرة.
وحتى يكون الرد موضوعيا ويستفيد منه من يتشكك من المسلمين ومن يقرأ أمثال هذه المقالات العفنة التي تؤدي بصاحبها لازدراء الصحابة قدوتنا وأسوتنا بعد رسول الله؛ فقد رأيت أن أقصر ردِّي على ما جاء في مقالة المدعو الباز في حلقتين: الأولى: من أين يستقي هؤلاء هذه الأباطيل عن أبي هريرة , والثانية: رد الأكاذيب التي يرددها هذا الجهول وأمثاله على أبي هريرة , وربما أعود لاحقا لتفنيد الشبهات على سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه
* * * *
من أين يستقي هؤلاء هذه الأباطيل عن أبي هريرة؟
إذا كان الطعن في الصحابة موجودا من قديم، وحاملو اللواء في هذا الباب معروفون، فإننا نريد أن نكشف عن قصة تجدد الطعون في عصرنا هذا، وتحديدًا في الفترة الأخيرة من نهاية القرن الماضي، فالقارئ الكريم لابد وأن يحيط علما بالخيط من بدايته إلى نهايته، وحتى يكون الموضوع على بصيرة ونور نتعرف معا على القصة باختصار شديد تتلخص في الآتي:
1 - حاول الشيعة أن ينفذوا لمصر من خلال إقامة دور للتقريب بين السُّنَّة والشيعة بمصر. فأنشئوا باحتيال دارًا للتقريب. وكان من بين الداعين لها آيتهم المدعو " عبد الحسين العاملي " والذي كشف مقصده الخبيث الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله حيث يقول السباعي: (في عام 1953 زُرت عبد الحسين شرف الدين في بيته بمدينة صور في جبل عامل وكان عنده بعض علماء الشيعة، فتحدثنا عن ضرورة جمع الكلمة وإشاعة الوئام بين فريقي الشيعة وأهل السُّنَّة وأن من أكبر العوامل في ذلك أن يزور علماء الفريقين بعضهم بعضا وإصدار الكتب والمؤلفات التي تدعو إلى هذا التقارب. وكان عبد الحسين رحمه الله متحمسا لهذه الفكرة ومؤمنا بها، وتم الاتفاق على عقد مؤتمر لعلماء السُّنَّة والشيعة لهذا الغرض وخرجت من عنده وأنا فرح بما حصلت عليه من نتيجة، ثم زُرت في
(يُتْبَعُ)
(/)
بيروت بعض وجوه الشيعة من سياسين وتجار وأدباء لهذا الغرض، ولكن الظروف حالت بيني وبين العمل لتحقيق هذه الفكرة، ثم ما هي إلا فترة من الزمن حتى فوجئت بأن عبد الحسين أصدر كتابا في أبي هريرة مليئا بالسباب والشتائم .. وعلمت بما جاء فيه مما جاء في كتاب أبي رية من نقل بعض محتوياته ومن ثناء الأستاذ عليه لأنه يتفق مع رأيه في هذا الصحابي الجليل) اهـ. " ثم ذكر السباعي أن العاملي انتهى في كتابه إلى القول " بأن أبا هريرة رضي الله عنه كان منافقا كافرا وأن الرسول قد أخبر عنه بأنه من أهل النار ". يقول السباعي ((ولما كان أبو رية قد أثنى على هذا الكتاب ومؤلفه فإنه يكون موافقا لمؤلفه في تلك النهاية التي انتهى إليها رأيه في أبي هريرة.ونعوذ بالله من الخذلان وسوء المصير)). السُّنَّة ومكانتها في التشريع " ص (9).
2 - والناظر لمؤلفات هذا العاملي الأخرى يتبين له الخبث الشديد في دعوته، فهو صاحب كتاب " المراجعات " الذي كذب فيه على شيخ الأزهر السابق سليم البشري، وادعى زورا وبهتانا عليه أنه أرسل إليه رسائل كثيرة ـ دون أي توثيق أو أي صور خطية لهذه الرسائل ـ مدعيا في نهاية الكتاب أن البشري أقر بصحة مذهب الشيعة وتحول إليه وترك مذهب السُّنَّة. ومما يؤكد إفكه: أن أول طبعة لكتابه هذا نشرت عام 1355هـ بصيدا. أي بعد عشرين سنة من وفاة الشيخ سليم البشري المتوفى سنة 1335هـ ولم تنشر في حياته.
ففي الوقت الذي كان فيه المدعو " عبد الحسين العاملي " وإخوانه الشيعة يلبسون على الناس بدعوى التقريب بين الشيعة والسُّنَّة نشر هذا العاملي كتابه المسمى (أبو هريرة) والذي جمع فيه الشيعي كل النقائص والأكاذيب عن أبي هريرة، ثم تلقف مافيه المدعو محمود أبو رية فصنف كتابه (أبو هريرة شيخ المضيرة) ثم أفصح أبو رية عن مقصده من إسقاط السُّنَّة بكتاب آخر سماه (أضواء على السُّنَّة). فراجت هذه الأفكار – لا سيما عند بعض الأدباء الذين لا يعنيهم إلا جمال التعبير دون التوثق من الكلام – فانتشرت بعض هذه الأباطيل هنا وهناك.
3 - واليوم في ظل الهجمة الشيعية الشرسة على السُّنَّة راح الشيعة من جديد ينشرون الكتب وينشئون المواقع الالكترونية التي تطعن في أصحاب النبي، ويستكتبون بعض المرتزقة من أذنابهم ممن تشيعوا. وبالتوازي مع دعوتهم من جديد للتقريب بين المذاهب والتي تفسح المجال لهم في نشرمذهبهم في عقر دارنا. لقد جرب الشيعة تشويه صورة الصحابة فاستكتبوا أذنابهم الكبار بمصر أمثال الورداني والتعيس بل كتب لهم الكثير من المؤلفات، فلم يفلحوا ولم تنجح دعوتهم. فنشر كل واحد منهما أكثر من عشرين كتابا تطعن في الصحابة وتشوه صورتهم وتنقل أكاذيب أسيادهم!. واليوم يجربون طريقة أخرى باستكتاب صحف الإثارة والارتزاق: فيستغلون أي مناسبة للانقضاض على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خاصة معاوية وعمرو بن العاص وخالد بن الوليد وأبو هريرة. فأصبح الأمر معتادًا أن ترى بين الحين والآخر الهجوم البذيئ على الصحابة، ونقل الصفحات الكاملة من المواقع الشيعية على الانترنت لصفحات الجرائد!!.
4 - وامتدادا لهذا المخطط الخبيث جاء دور دعاة الشهرة والارتزاق. فقد صرح المدعو " محمد الباز " كاتب مقالة السوء عن أبي هريرة ومفصحا عن مصدره، فذكر: أن صاحبا له أرسل له كتاب أبي رية فيقول: (أرسل لي أيمن كتابا يكاد يكون مجهولا لا يعرفه الكثيرون عن (شيخ المضيرة أبي هريرة) كتبه محمود أبو رية حاول أن يكشف فيه التاريخ الحقيقي لأبي هريرة لم يستعن فيه بروايات آخرين لكنه أخذ من كلام أبي هريرة نفسه .. ) اهـ.
فالقصة كما ترون تعود من جديد إلى كتاب " عبد الحسين العاملي الشيعي " عن أبي هريرة والذي تلقف ما فيه من أكاذيب أبورية كما تقدم، وعنه ينقل لنا صعلوك الإثارة، ولكن يضيف مع نقوله العفنة البذاءة وقلة الأدب في حق الصحابي الجليل!!.
والتي لا يغفل عنها رب الأرض والسماء!
5 - وهؤلاء الجهلة الأوباش أمثال هذا الدعي عندهم من االأساليب الماكرة الشيء الكثير، والتي يستخدمونها لمن يرد باطلهم؛ فتجد الواحد من هؤلاء إذا وجد من يخرسه أو يسكته سارع بالصياح والضجيج: هؤلاء يكفرونني! هؤلاء يحرضون على قتلي! هؤلاء وهَّابيون!
(يُتْبَعُ)
(/)
الشيعة الآن أيها السادة ينفذون لمصر من عدة طرق منها صحف الإثارة والارتزاق، وبأي سبيل مرتزقة الإثارة - بعلم وبغير علم - ينفذون المخطط. فكم استفاد هؤلاء من وراء عمليات العنف التى كانت تقوم بها بعض الجماعات الإسلامية، فيظهرون للناس بمظهر الرافض للإرهاب والعنف وفي الوقت نفسه يستغلون الأحداث للهجوم على ثوابتنا وعقيدتنا، ويمررون وينفذون باطلهم، فإذا ما رد باطلهم أحد صنفوه في خانة الإرهاب والعنف!! مع أن الكثير من كتابات هؤلاء تصب في خانة الخروج على الحكام بالعنف والإرهاب!!
5 - وقد ردَّ العلماء رحمهم الله على أكاذيب أبي رية بمؤلفات كثيرة: منها: " ظلمات أبي رية أمام أضواء السُّنَّة المحمدية " للشيخ محمد عبد الرزاق حمزة رحمه الله. و " الأنوار الكاشفة لما في كتاب أضواء على السُّنَّة من الزلل والتضليل والمجازفة " للشيخ العلامة المعلمي اليماني رحمه الله. و (دفاع عن السُّنَّة) للشيخ محمد محمد أبو شهبة رحمه الله. و " دفاع عن أبي هريرة " لعبد المنعم صالح العزي. و " أبو هريرة راوية الإسلام " لمحمد عجاج الخطيب. و " مختصر البرهان في تبرئة أبي هريرة من البهتان " بقلم عبد الله بن عبد العزيز بن علي الناصر. فليرجع إليها من شاء.
تتمة: بذكر طرف يسير من مناقب أبي هريرة رضي الله عنه
- حفظ القرآن واعتنى به وتعلمه وأخذه عرضا عن أبي بن كعب (غاية النهاية لابن الجزري 1/ 270) بل إن القراءة الأكثر شهرة عند المسلمين وهي قراءة الإمام نافع مدارها على أبي هريرة رضي الله عنه وظاهر كلام الحافظ ابن الجزري أنه لا يشاركه فيها أحد فيقول: ((تنتهي إليه قراءة أبي جعفر ونافع)) اهـ فإسقاط " أبو هريرة " إسقاط لقراءة كلا من نافع وأبي جعفر اللهم احفظنا من الفتن!
- كان متعبدا زاهدا، بارا بأمه حين تمنى إسلامها وأسلمت وكان سببا في إسلامها (القصة في صحيح مسلم).
- كان كريما اشتهر بعتقه للعبيد وإحسانه لمواليه وكفالته للأيتام. فأعتق الأغر بن سليك أبا مسلم المدني بالاشتراك مع أبي سعيد الخدري (التاريخ الكبير للبخاري 1/ 44). وكفل اليتيم معاوية بن معتب وكان في حجره وعلمه مما يعلم حتى صار أحد التابعين الرواة (المسند لأحمد 2/ 307، 518).
- كان أبو هريرة طليق الوجه يألف ويؤلف فيه دعابة، حسن البشر إذا لقي الغير , وقد استعل الطاعنون فيه هذه الدعابة فاتهموه بأنه كان ضعيف العقل مهذارا. فالمزاح لم يكن خلقا معيبا وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمازح أصحابه.
- كان أبو هريرة ممن يتثبتون في الفتوى وأهلا لها. (الأحكام في أصول الأحكام لابن حزم 5/ 92).
- لقد وثق النبي صلى الله عليه وسلم أبا هريرة حين سأله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث " رواه البخاري. وأقر له صلى الله عليه وسلم بالخير كما روى الترمذي وقال حسن صحيح غريب: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له ممن أنت؟ قال: من دوس. قال: ما كنت أرى أن في دوس أحدا فيه خير. ودعا له صلى الله عليه وسلم بالحفظ (البخاري).
- أما الصحابة الكرام فتتابعوا على توثيقه فهذا ابن عمر يقول (يا أبا هريرة أنت كنت ألزمنا لرسول الله وأحفظنا لحديثه) (الترمذي وقال: حديث حسن). وهذا ابن عباس يروي عنه كما في صحيح البخاري , وجمع غفير من الصحابة الكبار منهم جابر بن عبد الله وأبو أيوب الأنصاري، وعبد الله بن الزبير، وأنس بن مالك يروون عنه.
- وهذه أم المؤمنين عائشة تجلسه في مجلسها (التاريخ الكبير للبخاري 1/ 21) بل هو الذي صلى عليها (التاريخ الصغير للبخاري ص 52) وحمل جنازة حفصة (المستدرك للحاكم 4/ 15).
- وأثناء فتنة القتال بين علي ومعاوية رضي الله عنهما كان أبو هريرة رضي الله عنه من المعتزلين وكان موقفه حياديًا كما كان موقف رهط من أكابر الصحابة رضي الله عنهم.
- شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم خيبر كما في صحيح البخاري، كما شهد غزوة ذات الرقاع كما في البخاري، وشهد إجلاء يهود المدينة، وشهد الفتح الأكبر وحنين والطائف،وشهد تبوك، وشهد غزوة مؤتة، واشترك في قمع المرتدين وشهد اليرموك وغزوات أرمينية وجهات جرجان.وهذا مبسوط في كتب السيرو وكتب السُّنَّة ومشهور. بينما نرى الكذابين الأفاقين ينفون جهاده فيقو الأفاك المفتري محمد الباز الذي يقول: ((إن أبا هريرة لم يشارك في غزوة أوسرية لم يحمل سيفا كي يحارب به أو يدفع عن الإسلام شرا رجل قضى كل حياته يخدم من حوله مقابل ملء بطنه، لم يتعفف ولم يحفظ كرامته)) اهـ سبحانك هذا بهتان عظيم. أسأل الله تعالى أن يعيذنا من الفتن، ما ظهر منها وما بطن , وأن ينصر الإسلام ويعلي كلمة الحق آمين.
- وإلى الحلقة التالية بإذن الله.
أشرف عبد المقصود
bokhary@yahoo.com
نقلا عن جريد المصريون
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=32786
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فيصل الخنبشي]ــــــــ[14 Apr 2007, 10:04 م]ـ
لاحول ولاقوة الى باالله العلي العظيم حسبنا الله ونعم الوكيل على كل منافق كذاب
اخي الكريم اشكرك على هذا الجهد المميز جعله الله في ميزان حسناتك(/)
فضح أحقاد "الباز" وأكاذيبه على أصحاب النبي (2) أشرف عبد المقصود
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[13 Apr 2007, 06:40 ص]ـ
فضح أحقاد "الباز" وأكاذيبه على أصحاب النبي ـ أشرف عبد المقصود
أشرف عبد المقصود: بتاريخ 11 - 4 - 2007
أبو هريرة حصن من حصون الإسلام .. ونور يضيء الدُّروب .. أبو هريرة أحد الرّواد العظام التي يفخر بها أهل الإسلام .. أبو هريرة أحد المصطفين من جيل الصحابة الأوائل الذين اختصهم الله بحفظ كلام نبيه صلى الله عليه وسلم ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له بحفظ الحديث
فلماذا الهجوم على أبي هريرة بالذات يتكرر بين الحين والآخر؟ العلامة الشيخ أحمد شاكر رحمه الله يلخص لنا الجواب بقوله: ((وقد لهج أعداء السُّنَّة، أعداء الإسلام في عصرنا وشغفوا بالطعن في أبي هريرة، وتشكيك الناس في صدقه وروايته، وما إلى ذلك أرادوا وإنما أرادوا أن يصلوا – زعموا – إلى تشكيك الناس في الإسلام .. ومن عجب أن تجد ما يقول هؤلاء المعاصرون، يكاد يرجع في أصوله ومعناه إلى ما قال أولئك الأقدمون! بفرق واحد فقط: أن أولئك الأقدمين ـ زائغين كانوا أو ملحدين ـ كانوا علماء مطلعين، أكثرهم ممن أضله الله على علم!! أما هؤلاء المعاصرون، فليس إلا الجهل والجرأة وامتضاغ ألفاظ لا يحسنونها، يقلدون في الكفار، ثم يتعالون على كل من حاول وضعهم على الطريق المستقيم!)) اهـ
ومن هذا الصنف المدعو محمد الباز الذي كتب مقالا رخيصا وضيعا حشاه بالأكاذيب والافتراءات على أبي هريرة، وحاول من خلاله أن يؤكّد على فكرة أساسية: هو إسقاط أبي هريرة؛ لأن حياته كانت تدور حول ملء بطنه فقط، فكيف نأخذ منه الأحاديث؟! وقد ذكر أنه اعتمد في ذلك على كتاب نشر قديما للمدعو محمود أبو رية، وقمنا في الحلقة السابقة بالحديث عن أبي رية وكتابه وبينا من أين يستقي هؤلاء أكاذيبهم عن أبي هريرة ووعدنا بأن نفند هذه الأكاذيب واحدة تلو الأخرى، وها نحن نفي بما وعدنا، فنقول وباله التوفيق ومنه نستمد الإعانة:
* * * *
الكذبة الأولى: زعمه أن أبا هريرة يستحق الإهانة
يقول المجترئ الجهول: ((هذا جانب فقط من سيرة حياة أبي هريرة الذي انتزع لنفسه دون وجه حق لقب الراوي الأكبر لأحاديث الرسول لا أقصد بالطبع الإساءة إليه فهذه حياته كما تحدث هو نفسه عنها)) اهـ. ويقول بكل بذاءة: ((وقد كان الرسول نفسه يضيق به للدرجة التي أبعده بها عن صحبته ولم يدافع عنه ويقف ضد الذين أهانوه؛ لأنه يستحق الإهانة، إننا لاننتقص من قيمة صحابي لأجل أحد ولكننا نفعل ذلك من أجل أن نتقي أحاديثه التي رواها)) اهـ
وللرد على هذه الوقاحة نقول:
1 - من الذي يستحق الإهانة؟ الصحابي الجليل المجاهد أبو هريرة صاحب النبي الكريم الذي كان سببا في نشر أحاديث النبي ووصولها إلينا؟ أم هذا الصعلوك المهين الذي يبيع الوهم والأكاذيب لقاء دريهمات من "صاحب الدكان"، ولا هم له ـ في سبيل ذلك ـ إلا تلمس العيب للبرآء وتتبع عورات البيوت؟ انظر معي أخي القارئ لهذا التناقض والنفسية المريضة في السطر الذي يقول فيه: ((أنه لا ينتقص من قيمته)) يقول بعده مباشرة أنه: ((يستحق الإهانة) وهذه هي سمة المحتالين في هذا العصر، فحتى يفلت من عقاب القانون يقول ما يشاء ويفتري ثم يُشْفِع سبَّه وبذاءته بهذه العبارة!! ونسي المسكين أن الله مطلع عليه، وسيجازيه من جنس عمله وسيفضحه في الدنيا قبل الآخرة! أمثال هؤلاء يظهرون أمام الناس وكأنهم معارضون للظلم والاستبداد كاشفون للفساد، وهم الظالمون المستبدون! ومع من؟ مع من رضي الله عنهم ورضوا عنه. فكيف يكون حالهم مع من سواهم من جماهير الناس؟!! نعوذ بالله من انحطاط أخلاقهم وذهاب المروءة عن وجوههم.
وسنرى في نهاية هذا المقال بعد كشف الحقائق من الذي يستحق الإهانة!!.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - أما كونه الراوي الأكبر لأحاديث الرسول فرغم أنفك! ومن أنت حتى تعترض؟ أبو هريرة حافظ الصحابة على الإطلاق. يقول الدكتور مصطفى السباعي: ((ولم يكد يمضي عصر الصحابة وكبار التابعين حتى كانت أحاديث أبي هريرة محل عناية أئمة الحديث ينقدونها فيبينون ما صح منها، وينفون ما لم يصح ويذكرون ما فيه ضعف أو وهن. واحتلت أحاديث أبي هريرة الصحيحة صدور مدونات السُّنَّة ومسانيدها، لم يشذ عن ذلك أحد قبل أن يأتي النظام والإسكافي ومن معهما من شيوخ المعتزلة والإسكافي ومن سبقه من شيوخ الشيعة)) اهـ. فهؤلاء أسلاف العاملي الشيعي وأبي رية، ومن سار في دربهم من أمثال هذا الموتور الجاهل.
ولله در الشاعر وليد الأعظمي حيث يقول في أبي هريرة:
حباك النبي بألطافه * * * * وعشت سعيدًا بقرب النبي
وأنت الوفي لهدي النبي * * * * فلم تتأول ولم تكذب
وعيت الحديث وأديته * * * * صحيح العبارة والمطلب
فلله صدرك من حافظ * * * * فلم يتردد ولم يرتب
وخازن علم كمثل السحاب * * * * يسح على الخلق بالصيب
فماذا يضيرك من حاسد * * * * خبيث اللسان حقود غبي
تستر من ظاهر بالبحوث * * * * وباطنه أسود عقربي
3 - أما كذبه بأن النبي صلى الله عليه وسلم أبعده عن صحبته فسيأتي الرد عليها بعد قليل.
الكذبة الثانية: نفيه لجهاد أبي هريرة في سبيل الله في الغزوات
يقول المتطاول على أسياده: ((إننا نقدس الصحابة الكبار ونضعهم في المكانة اللائقة بهم بسبب سبقهم إلى الإسلام وتقديمهم لتضحيات جليلة من مالهم وحياتهم من أجل رفعة الإسلام. لكن ماذا سنفعل إذا عرفنا أن أبا هريرة لم يشارك في غزوة أو سرية لم يحمل سيفا كي يحارب به أو يدفع عن الإسلام شرا رجل قضى حياته يخدم من حوله مقابل ملء بطنه لم يتعفف ولم يحفظ كرامته فكيف لنا الآن أن نحفظ كرامته ونصر على أن نقدسه ونمنحه ما ليس من حقه)) اهـ.
و يقول أيضا: ((وهو بطبعه الانتهازي يريد الأمر سهلا لأنه ليس من أبطال الحروب ولا عهد له بميادين القتال ولم يخلق إلا ليخدم ويطعم من أجر خدمته للآخرين)) اهـ.
ثم يزعم أنه طلب العطاء من غنائم خيبر وهو لم يشهدها!!
وللرد على هذه الكذبة المخجلة التي تكشف عن مستواه العقلي والخلقي نقول:
1 - هل عميت عيناك عما سطرته كتب السُّنَّة والسيرة والمغازي والسير من الصفحات الرائعة لجهاد أبي هريرة مع النبي بجانب الصحابة الكرام. هذا المفضوح يريد أن يسلب عن أبي هريرة كل ما يظهره بمظهر الشرف والبذل في سبيل الله وهنا يفتضح أمرك أيها الكذاب وإلى القارئ الكريم طرفًا من جهاد أبي هريرة ليصفع به هذا المفتري: إن أبا هريرة بسبب تأخر هجرته لم يحضر معارك الإسلام الأولى كبدر وأحد والخندق لكنه حضر جميع المعارك المتأخرة ولم يتخلف عن واحدة منها: فشهد " خيبر وقتال وادي القرى "، وقد أورد البخاري نصوصا كثيرة في شهوده " خيبر ". وفي ألفاظ الروايات من أقوال أبي هريرة: ((افتتحنا خيبر)) بضمير الجمع ((وخرجنا))، ((وشهدنا)) وكلها تدل على حضوره، وهذا مما يفضح الافتراء بأنه لم يحضر خيبر.
2 - كما شهد " غزوة ذات الرقاع " كما في البخاري. وشهد " إجلاء بعض يهود المدينة " كما في صحيح مسلم، ولعل هذا ويوم خيبر مما هيج عليه "نعال" اليهود وأذنابهم حتى لو تسموا بأسماء المسلمين. وشهد رضوان الله عليه " الفتح الأكبر وحنين والطائف " كما في البخاري. وشهد " غزوة تبوك " كما روى الطحاوي في معاني الآثار بسند صحيح إليه قال: ((خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك)). وشهد " غزوة مؤتة " كما في المستدرك. واشترك في " قمع المرتدين " كما في البخاري والمسند لأحمد. كما شهد " معركة اليرموك " كما في تاريخ دمشق لابن عساكر. وشهد " غزوات أرمينية وجهات جرجان " كما أفاده ابن خلدون وغيره.
ومع هذا كله يريد الظالم البائس أن يَسْلب هذه الفضائل عنه، هذا إن كان قرأ شيئا من العلم فعلا قبل أن يكتب هذا الهراء والأكاذيب التي كتبها.
الكذبة الثالثة: اتهامه لأبي هريرة بالوضع والكذب على النبي صلى الله عليه وسلم
يتهم المجترئ أبا هريرة بأنه كان من كبار الوضاعين للأحاديث فيقول: ((أبو هريرة لم يكن من كبار رواة الحديث لكنه كان من كبار واضعيها)) اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول أيضا: ((وكان لنهمه يغشى بيوت الصحابة في كل وقت وكان بعضهم ينزوي منه لكن كل هذا لم ينسه حبه للطعام للدرجة التي دفعته إلى أن يضع أحاديث وينسبها للنبي في فضل الولائم مثل قوله: شر الطعام طعام الوليمة يمنعها من يأتيها ـ أي بغير دعوة ـ ويدعى إليها من يأباها ومن لم يجب الدعوة فقد عصى أبا القاسم)) اهـ
وهذا كلام بالغ الإسفاف والتدني، ولا يخرج إلا من جوف من ألف تلك الطباع، على طريقة من قال: إذا ساءت فعال المرء ساءت ظنونه، ولتعليم هذا "الصبي" بعض ما ينفعه نقول:
1 - هذا الموتور الذي يتهم أبا هريرة بأنه يكذب على النبي صلى الله عليه وسلم وأنه من كبار واضعي الأحاديث يتناسى قبح الكذب آنذاك وندرته حتى على البشر العاديين ناهيك عن الأنبياء، ولعله من كثرة أكاذيبه وعيشه الآن في زمان فشا فيه الكذابون واستمرأ الناس فيه الكذب، وإلا فهل كان هناك من كذاب يستطيع إخفاء نفسه زمن النبي صلى الله عليه وسلم دون أن يفضحه ويجدد له توبته. تقول عائشة رضي الله عنها: ((ما كان أبغض عند أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب وما جرَّب منه رسول الله من أحد من شيء وإن قل فيخرج له من نفسه حتى تحدث له توبة)) رواه أحمد والترمذي. فما الكذب بالأمر الهين حتى يستغفل أبو هريرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه ويحوز منهم التوثيق والمدح لدرجة أن أكثر من أربعين صحابيًا رووا عنه على رأسهم ابن عباس وأبو سعيد الخدري وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك وأبو أيوب الأنصاري وعبد الله بن الزبير وهذا ابن عمر رضي الله عنهما يقول: ((يا أبا هريرة: أنت كنت ألزمنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأحفظنا لحديثه)) رواه الترمذي. وفي رواية (وأعلمنا بحديثه) رواه الحاكم. وهذا حذيفة يقول: قال رجل لابن عمر إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابن عمر: أعيذك بالله أن تكون في شك مما يجيء به، ولكنه اجترأ وجبنا)) رواه الحاكم. ومن يراجع كتاب (دفاع عن أبي هريرة) للشيخ عبد المنعم صالح العلي يجد تفصيلا لروايات الصحابة الكبار وأصحابهم والتابعين ورواياتهم عن أبي هريرة بما يؤكد توثيق الأمة كلها لأبي هريرة.
2 - أما الحديث الذي زعم الموتور أن أبا هريرة وضعه من أجل حبه للذهاب لطعام الولائم وهو قوله صلى الله عليه وسلم: ((شر الطعام طعام الوليمة .. )) فقد رواه مسلم. ولم ينفرد به أبو هريرة أصلا، وإنما رواه كذلك ابن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن، والرواية رواها الطبراني في الكبير والأوسط ولفظها عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((شر الطعام طعام الوليمة يدعى إليه الشبعان ويحبس عنه الجائع)). وصاحب النفسية المريضة يريد أن يطوع الموضوع للبطن والأكل _ كما هي عادته - فزعم – بدون حياء - أن أبا هريرة وضع الحديث من أجل بطنه فهل ابن عباس أيضا وضع الحديث من أجل بطنه؟!.
الكذبة الرابعة: استهزاؤه بأبي هريرة ونقله أكاذيب في ذلك
يقول المجترئ بأسلوب رخيص: ((كان فقيرا معدما يخدم الناس بملء بطنه)) اهـ. ويقول أيضا: ((كان أبو هريرة يفضل بطنه على ما عداه)) اهـ. ويقول: ((ولما اتصل أبو هريرة بمعاوية وأصبح من دعاته وأقبل على أطعمته الفاخرة يلتهمها وبخاصة المضيرة التي كانت من أطايب أطعمة العرب الثلاثة المشهورة والتي كان أبو هريرة نهما فيها فأطلقوا عليه اسم شيخ المضيرة واشتهر بذلك في جميع الأزمان حتى جعلها العلماء والأدباء مما يتندرون به عليه في أحاديثهم الخاصة وكتبهم العامة على مدى التاريخ)) اهـ.
ويقول أيضا: ((لكن لا يجب أن نكون ظالمين لأبي هريرة هكذا فنجرده من كل ميزة فهناك ميزة كان يجتهد في إظهارها للناس وهي نهمه الشديد للطعام وحبه له ومن أجل ذلك كان يتكفف الأبواب ويتبع الناس في الطرقات يتسولهم، وهذا النهم كان له أثر بعيد في حياته. وقد لازمته هذه الصفة طوال عمره حتى جاءت الرواية الصحيحة أنه لما نشب القتال في صفين بين علي رضي الله عنه ومعاوية كان يأكل على مائدة معاوية الفاخرة ويصلي وراء علي وإذا احتدم القتال لزم الجبل، وعندما سئل كيف يفعل ذلك كان يقول: الصلاة خلف علي أتم وسماط معاوية أدسم، وترك القتال أسلم)) اهـ.
وللرد على هذه الوقاحة نقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - إن اتهام أبي هريرة بالنهم والحرص على الطعام اتهام لا يقوله إلا موتور حاقد على الإسلام ونبيه وصحابته وفي صَدْره دَغَل، وقد عمد المغرضون إلى قول أبي هريرة عن نفسه في البخاري: (وكنت امرءًا مسكينا ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني فأحضر حين يغيبون وأعي حين ينسون). فقول أبي هريرة: ((على ملء بطني)) لا يفسر بهذا الخيال المريض! ولننظر للشرح القويم من العلماء لنرى المقصود: فقد فسرها ابن حجر بقوله (أي مقتنعا بالقوت، أي فلم تكن له غيبة عنه) اهـ. وفسَّرها النووي بقوله: ((أي أُلازمه وأقنع بقوتي، ولا أجمع مالا لذخيرة ولا غيرها، ولا أزيد على قوتي، والمراد من حيث حصول القوت من الوجوه المباحة وليس هو من الخدمة بالأجرة)). وفسَّرها العيني بقوله: ((أي مقتنعا بالقوت)) اهـ، أي أنه كان لا يهتم أساسا بالطعام أو جمع المال وكان يأخذ من الطعام القليل الذي يقيته فقط لكي يتفرغ لنقل السنة عن رسول الله. أما المشوهون الحاقدون ففسروها بأنه يصحبه لأجل اللقمة. يقول المعلمي اليماني رحمه الله: ((فأبو هريرة لم يتكلم عن إسلامه ولا هجرته ولا صحبته المشتركة بينه وبين غيره من الصحابة وإنما تكلم عن مزيته وهي لزومه للنبي صلى الله عليه وسلم دونهم، ولم يعلل هذه المزية بزيادة محبته أو زيادة رغبته في الخير أو العلم أو نحو ذلك مما يجعل له فضيلة على إخوانه، وإنما عللها على أسلوبه في التواضع بقوله: على ملء بطني، فإنه جعل المزية لهم عليه بأنهم أقوياء يسعون في معاشهم وهو مسكين، وهذا والله أدب بالغ تخضع له الأعناق)) أهـ " الأنوار الكاشفة " ص (147).
3 - أما زعمه نقلا عن العاملي الشيعي وذنبه أبي رية بأن أبا هريرة كان أَكُولا نهما يطعم كل يوم في بيت النبي أو في بيت أحد أصحابه حتى كان بعضهم ينفر منه! فهذا افتراء عريض وتشويه لأبي هريرة. يقول الدكتور السباعي: ((أما أنه كان أكولا فهذا لم ترد به رواية صحيحة محترمة، وعلى فرض ورودها فإن ذلك لا يضير أبا هريرة في عدالته وصدقه ومكانته، وما كانت كثرة الأكل في مذهب من المذاهب ولا في شريعة من الشرائع مسقطة للعدالة داعية للجرح، وما حمل أبا رية على سلوك هذا المركب الخشن إلا حقده وسوء أدبه مع صحابي جليل من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما أنه كان يطعم كل يوم في بيت النبي صلى الله عليه وسلم أو في بيت أحد أصحابه فهذا هو ما ذكرناه قبلا من أنه لزم النبي صلى الله عليه وسلم على ملء بطنه مقتنعا بأكله في سبيل حفظه لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ونقله لأخباره)) اهـ
4 - أما التهكم والتندر الذي ينقله هذا العابث من كتاب أبي رية، فقد رد عليه السباعي بقوله: ((إنَّ تهكم فتى عابث برجل من حملة العلم أمر يقع في كل زمان، وقد وقع للعلماء والمصلحين والأنبياء - كما قص الله علينا في كتابه الكريم – فمتى كان مثل هذا التهكم من السفهاء بالأنبياء دليلا على مهانتهم وحقارتهم؟ وحاشاهم من ذلك)) " السُّنَّة ومكانتها " ص (312).
5 - وأما القصة المفتراة التي يحكيها الأفاق نقلا عن العاملي الخبيث وأبي رية الحاقد من كون أبي هريرة يأكل على مائدة معاوية، ويصلي خلف علي!! فهذا من السخف والهذيان الذي لا سند له وإنما هي حكايات السفهاء وهوس "المساطيل"، فأين الرواية وتوثيقها؟!!
الكذبة الخامسة: اتهامه لأبي هريرة بالتسول
يقول المجترئ: ((عندما عاد أبو هريرة إلى المدينة كان الظن أن يأخذ سبيلا لرزقه بالتجارة في الأسواق أو الزرع في الأرض كما كان يفعل غيره من الصحابة لكنه اختار أن يعيش على ما تجود به نفوس المحسنين من صدقاتهم عليه اختار أبو هريرة أن يسأل الناس فهذا يعطيه وهذا يمنعه)) اهـ. ويقول أيضا: ((كان أبو هريرة في المدينة كما كان عند أهله في اليمن رجلا بلا شأن يذكر ولا عمل يؤثر عنه اللهم إلا التعرض للناس في الطرقات وعلى باب المسجد يستجديهم بلسانه ويتناول ما تجود به نفوسهم بيده يدفعه هذا وينفر منه ذاك)) اهـ.
انظروا إلى الأسلوب الرخيص الوضيع وقلة الأدب مع أبي هريرة؟
أبو هريرة يترك بلاد اليمن بلاد الخير والنماء ويسافر لكي يأكل أكلة يسيرة ويتسول!!.
(يُتْبَعُ)
(/)
لم يكن أبو هريرة متسولا كما يصفه المفتري بل صبر على الفقر حتى أفضى به إلى الخير الكثير وبارك الله له في ماله، فكان كثير الشكر لربه، يذكر دائما أيام الفقر، ويذكِّر الناس بنعم ربهم ويدعوهم إلى الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك أنه مر بقوم بين أيديهم شاة مصلية فدعوه أن يأكل فأبى وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من الدنيا وما شبع من خبز الشعير. رواه البخاري. فلو كان أبو هريرة متسولا مستجديا ما كان هذا صنيعه!! فأكثر الأحاديث التي جاءت في ذم التسول والسؤال رواها أبو هريرة. فهو الذي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: ((لَأَنْ يَأْخُذَ أحدكم حَبْلَهُ ثُمَّ يَغْدُوَ إلى الْجَبَلِ فَيَحْتَطِبَ فَيَبِيعَ فَيَأْكُلَ وَيَتَصَدَّقَ خَيْرٌ له من أَنْ يَسْأَلَ الناس)) رواه البخاري. وهو الذي روى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((من سَأَلَ الناس أَمْوَالَهُمْ تَكَثُّرًا فَإِنَّمَا يَسْأَلُ جَمْرًا فَلْيَسْتَقِلَّ أو لِيَسْتَكْثِرْ)) رواه مسلم. وروى عنه البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس الْمِسْكِينُ الذي تَرُدُّهُ الْأُكْلَةَ وَالْأُكْلَتَانِ وَلَكِنْ الْمِسْكِينُ الذي ليس له غِنًى وَيَسْتَحْيِي أو لَا يَسْأَلُ الناس إِلْحَافًا)). فماذا يقول العابث الذي يرتزق ويتسول من وراء نشر الأكاذيب والفضائح الملفقة وسباب الناس وشتمهم وتشويه صورتهم والإيغال في أعراضهم!!
بل كان أبو هريرة من الكرماء، فقد روى أبو داود بسند صحيح عن الطفاوي قال: ((تثويت أبا هريرة بالمدينة، فلم أر رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أشد تشميرا ولا أقوم على ضيف منه)). وأخرج ابن سعد في الطبقات: ((أن أبا هريرة كان ينزل ذا الحليفة قرب المدينة وله دار بالمدينة تصدق بها على مواليه)).
الكذبة السادسة: زعمه بان النبي تخلص من صحبته بإرساله للبحرين
يقول المجترئ البذيئ بكل وقاحة: ((هذه الحياة من الانتهازية والتطفل التي كان يعيشها أبو هريرة في المدينة جعلت الجميع يضيقون به حتى الرسول صلى الله عليه وسلم)) ثم أورد رواية أن النبي بعثه مع العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوي عامل الفرس على البحرين يدعوه للإسلام وقال للعلاء: استوص به خيرا. واستدل المجترئ بذلك على أن النبي تخلص منه فقال: ((إن الرسول لو كان يعلم في أبي هريرة خيرا وفضلا وأنه أهل لصحبته لأبقاه إلى جواره كسائر أصحابه ولكنه لما علم فيه أنه غير صالح لصحبته أقصاه عنه ولم يرض أن يظل قريبا منه)) اهـ
وهذا الكلام الممجوج يعطي القارئ صورة واضحة لتفكير هذا المتخلف!! ومن أعجب العجب هذا الاستنتاج العبيط: أن النبي صلى الله عليه وسلم يرسله مع العلاء بن الحضرمي لدعوة المنذر بن ساوي للإسلام ويوصيه به، ويعد الأحمق هذا إبعادا من النبي لأبي هريرة!!
وهذا أسلوب رخيص وطعن في أخلاقه صلى الله عليه وسلم، فلم يعرف عنه صلى الله عليه وسلم هذا الصنيع مع أحد من أصحابه لا مع أبي هريرة ولا مع غيره.
الكذبة السابعة: زعمه بأن عمر ولاه على البحرين ليتخلص من ملاحقته له
يقول المجترئ: ((وقد يرد على الخاطر سؤال فإذا كان عمر بن الخطاب يعرف كل هذه المساوئ في شخصية أبي هريرة فلم ولاه على أمور البحرين والإجابة على ذلك ببساطة أن سنة عمر في استعمال الولاة كانت تقضي بأن لا يستعمل كبار الصحابة حتى لا يدنسهم بالعمل وإنما يستعمل صغارهم فاستعمال أبي هريرة على هذه السُّنَّة لا يكون مستغربا ثم إن عمر لم ينس من تاريخ أبي هريرة في المدينة شيئًا وكيف ينسى ما وقع له نفسه أيام كان أبو هريرة يعيش في الصفة فقد كان يلاحقه في طريقه ويضايقه في سيره فلا يجد سبيلا إلى التخلص منه إلا بأن يدخل داره ويغلق الباب في وجهه وكان لايخفى عليه أن النبي أخرجه من المدينة بعد أن ظهر تطفله الذي أضجر الناس منه)) اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه حقارة منقطعة النظير!! توضح لنا العقلية الفذة التي نتعامل معها!! فبهذا المنطق كل حاكم يريد أن يتخلص من متطفل متسول – حسب زعم الأفاق – يوليه ليتخلص من ملاحقته. هذه أضحوكة!!، ثم إذا كان أبو هريرة بكل صفات السوء التي تحكيها وغير أمين على شيئ أصلا وكذاب ... إلى آخره، فكيف يوليه عمر على البحرين أو حتى على عزبة صغيرة في صعيد مصر؟!!، وأما زعمه أن سنة عمر أنه كان يولي صغار الصحابة ولا يولي كبار الصحابة حتى لا يدنسهم بالعمل فهذا كذب آخر فقد ولَّى عمر كبار الصحابة: فولَّى زيد بن ثابت على المدينة عند خروجه للحج ولزيارة الشام، وولَّى أبا عبيدة عامر بن الجراح الشام، وولَّى عمَّار بن ياسر الكوفة، وولَّى سعد بن أبي وقاص العراق. فماذا يقول المجتهد الكبير؟
الكذبة الثامنة: وصفه لأبي هريرة بأنه كان رجلا مهذارا
يقول ثقيل الظل: ((وإلى جوار النهم في الطعام كان أبو هريرة رجلا مزاحا يتودد إلى الناس ويسليهم بكثرة مزاحه وبالإغراب في قوله ليشتد ميلهم إليه ويزداد إقبالهم عليه وهذه السيدة عائشة تقول عنه: لقد كان رجلا مهذارًا)) اهـ
والجواب: الهذر: كما فسره الحاقد أبورية: الكلام الكثير الرديء الساقط. فما نقله عن أم المؤمنين عائشة كذب متعمد واضح لا يستطيع إثباته. كما بين ذلك الدكتور السباعي بقوله: ((إن أحدا لم يصف أبا هريرة بأنه مهذار ونحن نتحداه أن يأتينا برواية صحيحة في هذا الشأن .. وما كان المزاح في دين الله مكروها وإلا كانت الثقالة وغلاظة الحس والروح أمرا محبوبا في الإسلام وحاشا لله ولرسوله أن يستحبا ذلك وقد قال الله لرسوله: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}، وما كان المزاح خلقا معيبا عند كرام الناس، وقد كان رسول الله يمازح أصحابه، وكان الصحابة يمزحون وكان فيهم مشهورون بالمزاح البريء في حدود الشريعة والأخلاق ومنهم أبو هريرة رضي الله عنه. كان في إمارته على المدينة خلفا لمروان يركب الحمار ويقول " خلوا الطريق للأمير! " .. فما أحلاها من دعابة! وكان يحمل الحطب على كتفه ويدخل السوق ويقول: " خلو الطريق للأمير! " فيا لروعة العظمة في تواضعها! ويالغشاوة أبصار الحاقدين الذين لم يروها!)) اهـ
الكذبة التاسعة: اتهامه لأبي هريرة بأنه لم يراع الله في حكمه للبحرين
يقول المجترئ متسائلا: ((في البحرين التي حكمها ولم يراع الله في رعاياه بها فكيف نقبل من مثل هذا الرجل حديثا أو رواية واحدة عن الرسول)) اهـ
وللرد على هذه الكذبة باختصار نقول: إذا كان هذا الكلام صحيحا فلماذا طلب منه عمر الولاية مرة ثانية على البحرين.والقصة في (الأموال لأبي عبيد 269) فلو جرَّب منه الخيانة وعدم رعايته الله فيها لتركه بتاتا ولما دعاه ثانية للولاية.
الكذبة العاشرة: زعمه بأن البخاري فيه أحاديث كاذبة وموضوعة ومنسوبة زورًا وبهتانًا للرسول
يقول المجترئ: ((عندما أزحت الستار عن حقيقة الإمام البخاري وما جاء في كتابه الذي يسمى الصحيح بما فيه من أحاديث كاذبة وموضوعة ومنسوبة زورًا وبهتانًا للرسول صلى الله عليه وسلم)) اهـ.
وهذا بيت القصيد. فبعد أن انتهى من أبي هريرة دخل المغرض بوضوح على صحيح البخاري وهنا يتبين لنا الهدف من الحملة على أبي هريرة، المسألة ليست أبو هريرة أبدا، أبو هريرة مجرد مدخل فقط وتمهيد، أما الهدف الخبيث المفضوح فهو إسقاط السُّنَّة.
* * * *
وختاما: أقول أيها السادة الكرام أمامي وأنا أكتب المقال نسخة من طبعة مجلدة فاخرة لكتاب أبي رية في طعنه في السُّنَّة طبعة إيران ط: ثالثة 2004 – 1425 المطبعة: صدر – قم مؤسسة انصاريان للطباعة والنشر. اقتنيتها من إحدى مكتبات الشيعة بمعرض الكتاب بمبلغ زهيد.
وهذا يفسر لك كيف تصل هذه الكتب التي تشكك إلى أمثال الباز. فما تفعله إيران اليوم للتشكيك في السُّنَّة النبوية في بلادنا يتخطى الحدود، فالكثير من فضائيات الشيعة الآن والتي تمولها إيران – لا أريد أن أسميها – تبث نفس هذه الترهات والأكاذيب التي يرددها الباز لكنهم أكثر وضوحا في الهدف وهو هدم السنة النبوية.
فماذا قدَّم علماء السُّنَّة في مصر والسعودية للتصدي للزحف الشيعي على بلادنا العربية والإسلامية والذي يتوسد بعض "الأحذية" من الجهلة والموتورين ومن انعدمت المروءة في ضمائرهم؟! والله تعالى من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
أشرف عبد المقصود
Bokhary63@yahoo.com
نقلا عن جريدة المصريون
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=32858
ـ[فيصل الخنبشي]ــــــــ[14 Apr 2007, 10:08 م]ـ
لاحول ولاقوة الى باالله العلي العظيم حسبنا الله ونعم الوكيل على كل منافق كذاب
اخي الكريم اشكرك على هذا الجهد المميز جعله الله في ميزان حسناتك(/)
شاهد المسجد الحرام والمسجد النبوي وكأنك بداخله
ـ[واحة المسلم]ــــــــ[13 Apr 2007, 02:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شاهد المسجد الحرام والمسجد النبوي وكأنك بداخله
من خلال هذه الملفات الثلاثية الأبعاد
http://www.al-wa7a.com/img/mosques.gif (http://www.mosques.al-wa7a.com)
http://www.mosques.al-wa7a.com
والدال على الخير كفاعله
وبالله التوفيق
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[23 Apr 2007, 12:06 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله خيرا ايها الاخ الكريم(/)
الخط العربي .. ذروة الجمال وقمّة الإبداع (أحمد عبيد)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[13 Apr 2007, 03:39 م]ـ
الخط العربي .. ذروة الجمال وقمّة الإبداع
أحمد عبيد
مجلة حراء - العدد: 7 (أبريل - يونيو) 2007
رابط المقال ( http://www.hiramagazine.com/archives_show.php?ID=138&ISSUE=7)
ما زلتُ أذكر كلمات أستاذ مادة المخطوط العربي في الجامعة حين كان يقول: "لا تجد أمةً من الأمم تجعل من الكتابة عنصرا جماليا مثل أمتنا
الإسلامية، فأنتَ تُعلق على جدران بيتك آيات قرآنية ليس فقط للتبرك، ولكن لجمال خطوطها وروعة تكوينها".
نعم، فلكل أمة فنونها التي تعتز بها وتعتبرها جزءا من حضارتها وتراثها. ويعد الخط العربي أهم ما نفخر به من بين فنوننا الإسلامية والعربية؛ فهو فن عربي إسلامي برع فيه أجدادنا وتفننوا فوصلوا إلى مرتبة الأصالة وبلغوا في أنواعه وتصميماته وزخارفه درجة العظمة والخلود. وقد عبر الخط العربي خلال مساره الطويل عن ملامح حضارتنا العربية الإسلامية، وعكس روحها وطبيعتها، ومثّل تطورها ومعاناتها.
فقد استمر الخط العربي في تاريخ الفن العربي الإسلامي تيارا له شخصيته المعبرة عن كل عصر؛ فكان كالكائن الحي ينمو ويتفرع ويتجدد باستمرار حتى بلغت أنواعه اثنَين وثمانين نوعا متميزا مات بعضها واندثر، لأنه لم يكن محاولة أصيلة للتجديد ولم يستطع أن يعكس الضروريات الاجتماعية لحياة الناس، وعايش البعض الآخر حياة الناس فتجلّت في حروفه عبقريةُ الفنان العربي المسلم حتى بلغت ذروة الجمال وقمة الإبداع. ولا نظن أن أمة من الأمم قد تداولت الكتابة بهذا الشكل فجعلت منها فنًّا قائما بذاته كما حدث في حضارتنا العربية الإسلامية؛ فكان الخط العربي ولا زال أصل الفنون جميعها لأنه يستمد نبله وشرفه من كتابة آيات القرآن الكريم.
الخط العربي من البداوة إلى الفنون
تلقّى العرب الكتابة وهي على حالة من البداوة الشديدة، ولم يكن لديهم من أسباب الاستقرار ما يدعو إلى الابتكار في الخط الذي وصل إليهم، ولم يبلغ الخط عندهم مبلغ الفن إلا عندما أصبحت للعرب دولة تعددت فيها مراكز الثقافة ونافست هذه المراكز بعضها بعضا على نحو ما حدث في الكوفة والبصرة والشام ومصر؛ فاتجه الفنان المسلم للخط يحسّنه ويجوّده ويبتكر أنواعا جديدة منه.
وقد كان العرب يميلون إلى تسمية الخطوط بأسماء إقليمية لأنهم استجلبوها من عدة أقاليم فنسبوها إليها مثلما تنسب السلع إلى أماكنها؛ لذلك عُرف الخط العربي قبل عصر النبوة بالنبطي والحيري والأنباري، لأنه جاء إلى بلاد العرب مع التجارة من هذه الأقاليم. وعندما استقرّ الخط العربي في مكة والمدينة وبدأ ينتشر منها إلى جهات أخرى عُرف باسمَيهما المكي والمدني.
إلا أن الخط العربي لم يقدّر له أن ينال قسطا من التجديد والإتقان إلا في العراق والشام بعد أن فرغ المسلمون إلى التجويد والإبداع فيه بعد أن فتح الله عليهم البلاد وأصبحت لهم عمارة وفنون واحتاجوا إلى الدواوين. وما يقال عن العراق يمكن أن يقال عن الشام كذلك؛ فقد اتسعت رقعة الدولة في العصر الأموي، وأصبحت دمشق عاصمة الأمويين، وظهر في هذا العصر الترف والميل إلى البذَخ والتحضر، ونشطت حركة العمران فظهرت الكتابات على الآنية والتحف واعتُني بكتابة المصاحف وزَخرفتها.
وفي العصر العباسي ترسّخت الكتابة وازدهرت الخطوط وتنوعت واختص كل إقليم بنوع من الكتابة. وجدير بالذكر أن الأقلام (الخطوط) في ذلك العصر كانت تسمى بمقاديرها كالثلث والنصف والثلثين، كما كانت تنسب إلى الأغراض التي كانت تؤدّيها كخط التوقيع، أو تضاف إلى مخترعها كالرئاسي نسبة إلى مخترعه. ولم تَعد الخطوط بعد ذلك تسمى بأسماء المدن إلا في القليل النادر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكما جعل المصريون كتابتهم على ثلاثة أنواع: الهيروغليفي (الكهنوتي)، والهيراطيقي (الدواويني)، والديموطيقي (الشعبي). كذلك كان الأمر في خطوط العصر العباسي، فكان لكل خط اختصاصات معينة، ومن ذلك قلَم الطومار: وكان مخصصا لتوقيع الخلفاء والكتابة إلى السلاطين؛ ومختصر الطومار وكان لكتابة اعتماد الوزراء والنواب والمراسم؛ وقلَم الثلثين وهو لكتابة الرسائل من الخلفاء إلى العمال والأمراء في الولايات؛ وقلم المدور الصغير وهو لكتابة الدفاتر ونقل الحديث والشعر؛ وقلَم المؤامرات لاستشارة الأمراء ومناقشتهم؛ وقلَم العهود لكتابة العهود والبيعات؛ وقلَم الحرم للكتابة إلى الأميرات؛ وقلم غبار الحلية لكتابة رسائل الحمام الزاجل.
هذا وقد اندثر كثير من هذه الخطوط وبقي بعضها الآخر مستعملا إلى يومنا هذا، وفيما يلي سنوضّح أهم هذه الخطوط وصفاتها واستخداماتها.
الخط الكوفي .. ليونة ودقة
يظن كثيرون خطأً أن الخط الكوفي قد نشأ في الكوفة، لذلك قد نسب إليها. والواقع أن هذا الخط الكوفي قد سُمي بهذا الاسم لعناية الكوفة به وليس لأنه نشأ فيها؛ حيث ازدادت حركة تهذيبه وتجميل حروفه وبهذا انفرد باسم "الخط الكوفي". وأرجح الأقوال في تاريخ الخط الكوفي أنه اشتُقّ من الخط الحيري أو الأنبارى، وسبب تسميته بعد ذلك بالخط الكوفي لأنه خرج وانتشر في مدينة الكوفة إلى أنحاء مختلفة من العالم الإسلامي مع الجنود الفاتحين، وذلك في عصر ازدهار الكوفة.
وقد كان للكوفة نوعان أساسيان من الخطوط؛ نوع يابس ثقيل كان يسمى "الخط التذكاري"، وكان يستخدم في الكتابة على المواد الصلبة كالأحجار والأخشاب ويتميز بالجمال والزخرفة، وكان يخلو أحيانا من النقط وترابط الحروف. ونوع ليّن تجري به اليد في سهولة، وهو الخط الذي انتهى إلى الكوفة من "المدينة" وكان يسمى "خط التحرير"، وكان مخصصا للمكاتبات والتدوين والتأليف.
وقد نتج من المزج بين الخطين نوع ثالث يتصف بالرصانة والجمال، وهو "خط المصاحف" الذي يجمع بين الجفاف والليونة. وظل هذا الخط هو الخط المفضَّل طيلة القرون الثلاثة الهجرية الأولى.
وقد استنبطت من الخط الكوفي أنواع فنية وزخرفية قسّمها مؤرّخو الفنون الإسلامية إلى "الكوفي البسيط"، و"الكوفي المورق"، و"الكوفي المضفر المترابط"، و"الكوفي المهندس".
خط الثُّلُث .. أمّ الخطوط
ويسمّى خط الثلُث بأم الخطوط وأصلها؛ فلا يعد الخطاط خطّاطا إلا إذا أتقن خط الثلُث وهو أصعب الخطوط، يليه النسخ، ثم الفارسي .. أما عن تسميته فقد كانت الخطوط (الأقلام) تنسب إلى قلم الطومار وهو أكبر الأقلام مساحة، وعرْضه أربع وعشرون شعرة من شعر البرذون (حيوان يشبه البغال والخيل ويستخدم في نقل الأحمال). وقلم الثلُث أو خط الثلث هو بمقدار ثلث هذا القلم (أي ثماني شعرات) لذلك سمي بخط الثلُث. وهكذا في أسماء بعض الخطوط الأخرى كقلم الثلثَين وقلم النصف.
وينسب إلى الوزير الخطاط "علي بن مقلة" وَضْعُ قواعد خطّ الثلث، وقد سمي خط الثلث في العصور المتأخرة بـ"المحقّق"، وذلك لأن كل حرف من حروفه يحقق الأغراض المرادة منه.
ويستعمل خط الثلث في الكتابة على جدران المساجد والمحاريب والقباب والواجهات والمتاحف، وكذلك في عناوين الصحف والكتب، كما تكتب به أوائل السور في المصحف الشريف، وهو خط يحتمل كثيرا من التشكيل.
خط النَّسخ .. خادم القرآن
ينسب البعض اختراع خط النسخ إلى "عبد الله الحسن بن مقلة" وهو أخو الوزير الخطاط علي بن مقلة. وهناك من يرى أن خط النسخ أقدم من ابن مقلة بكثير. وأيًّا كان الأصل في هذا الخط فقد طور ابن مقلة هذا الخط إلى الشكل الذي هو عليه الآن حتى صار يختلف عن الخطوط السابقة. وقد سمي هذا الخط بخط النسخ لأن الكتّاب كانوا ينسخون به المصحف الشريف ويكتبون به المؤلفات، وكان ابن مقلة يُسميه "البديع" لشدة جماله. ويقترب خط النسخ من خط الثلث من حيث الجمال والروعة والدقة، وهو يحتمل التشكيل أيضا ولكن بشكل أقل من الثلث ويزيده التشكيل (النقط) حُسنا ورَونقا.
ويكتب بخط النسخ القرآنُ الكريم والحديثُ الشريف كما يصلح لبعض اللوحات الكبيرة، فقد كتب به على التحف المعدنية والخشبية وعلى الجصّ والرخام.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد حظي خط النسخ بعناية كبيرة في العراق في العصور العباسية، وقد بولغ في تحسينه في عصر "الأتابكة" حتى عرف بـ"النسخ الأتابكي"، وهو الخط الذي كتبت به المصاحف في العصور الإسلامية الوسطي، وحل محل الخط الكوفي سواء في كتابة المصاحف أو النقوش على جدران المساجد، وأصبحت السيادة لخطَّي النَّسخ والثلُث. ويمتاز خط النسخ عن خط الثلث في أنه يساعد الكاتب على السير بقلَمه بسرعة أكثر من خط الثلث، وذلك لصِغر حروفه وتلاحقها مع المحافظة على تناسق الحروف وجمالها.
الخط الفارسي .. فن وهوية
كان الفرْس قديما يكتبون بالخط "الفهلوي" أو "البهلوي" نسبة إلى "فهلا" الواقعة بين همدان وأصفهان وأذَربيجان. وعند الفتح لبلاد فارس انتقلت الكتابة والحروف العربية إليهم، وأصبحت الكتابة بالعربية هي كتابتهم الرسمية والقومية، وحلت الحروف العربية محل الحروف الفهلوية الفارسية.
وقد اهتم الفرس بالخط خاصة في أوائل القرن الثالث الهجري؛ حيث قوِيتْ شوكتهم في الدولة العباسية في فارس والعراق، فعمدوا إلى خط النسخ وأدخلوا على رسوم حروفه أشياء زائدة فميزته عن أصله. ويسمى الخط الفارسي أيضا خط "التعليق"، وقد كتب بهذا الخط كتب الأدب والدواوين.
أما عن خط التعليق الذي يكتب به الفرس اليوم فهو نوع من خط التعليق القديم المخصص للأعمال الرسمية، وهو السائد عندهم حاليا. وقد برع الفرس في خط التعليق فأخذوا يزَخرفونه ويحسّنونه حتى امتاز بجمال حروفه ومَيلها. كما أن حروفه صارت مختلفة السمك والطول تبعا للقاعدة والذوق، كما تمتاز حروفه بدقتها وامتدادها. وهو لا يحتمل التشكيل ولا التركيب وهو في ذلك يشبه "خط الرُّقعة". ويستعمل الخط الفارسي كذلك في كتابة عناوين الكتب والمجلات، وقد سمي بالتعليق لأن حروفه معلقة بين خطي النسخ والثلث أي أنه يجمع بينهما. ويستعمل الخط الفارسي الآن للكتابة في إيران والهند وأفغانستان وباكستان.
ويوجد ثلاثة أنواع من الخط الفارسي: "الفارسي العادة" وهو المعروف حاليا بالتعليق؛ و"خط شِكَسْته" وهو خط صغير ورفيع، وتعني كلمة "شكسته" المكسور ويسمي بالتركية "قِرْمَه تعليق"؛ و"شكسته آمير" وهو خليط من النوعين السابقين.
خط الرُّقعة .. إيقاع سريع
يعد خط الرقعة (بضم الراء) من الخطوط المتأخرة، أي حديثة الظهور، وقد اخترعه ووضع قواعده الأستاذ "ممتاز بك مصطفى أفندي المستشار"، وكان ذلك في عهد السلطان "عبد المجيد خان" (ت:1861م). ويرى البعض أن نشأته ترجع إلى عهد السلطان "محمد الفاتح".
ويمتاز خط الرقعة بقصر حروفه، ويحتمل أن يكون قد اشتُقّ من خط الثلث والنسخ. وخط الرقعة خط جميل يمتاز باستقامة حروفه أكثر من غيره من الخطوط، وهو لا يحتمل التشكيل أو التركيب، وفيه وضوح ويقرأ بسهولة، ويعد أسهل الخطوط جميعا كما أنه يعد الأصل في الكتابة اليومية لدى الناس، حيث يستخدم في المراسلات والكتابات اليومية وعناوين الكتب والمجلات وفي الإعلانات التجارية، وذلك لبساطته ووضوحه وبعده عن التعقيد.
ويوضح أحد الخطاطين خصائص هذا الخط فيقول: "وقد جاءت بساطة خط الرقعة لكون حروفه خاضعة للشكل الهندسي البسيط، فهي سهلة الرسم معتمدة في ذلك على الخط المستقيم والقوس والدائرة فضلا عن طواعيته لحركة اليد السريعة، إضافة إلى كون حروفه واضحة القراءة ذات شكل جميل".
الخط الديواني .. لم يعد سرًّا
ترجع نشأة هذا الخط إلى العصر العثماني، وقد سمي هذا الخط بالديواني لاستعماله في الدواوين العثمانية. وقد كان هذا الخط قديما في الخلافة العثمانية سرًّا من أسرار القصور السلطانية لا يعرفه إلا كاتبه أو من ندر من الطلبة الأذكياء، لذلك كانت تكتب به جميع الأوامر الملكية والإنعامات والفرمانات.
وقد انتشر الخط الديواني في عصرنا الحديث انتشارا كبيرا بفضل مدرسة الخطوط العربية الملكية بمصر، حيث بسّطه وطوّر فيه الخطاط المصري "مصطفي بك غزلان" حتى أطلق عليه في مصر الخط الغزلاني. وينقسم الخط الديواني إلى نوعين: "ديواني رقعة" وهو ما كان خاليا من الشكل والزخرفة، ولا بد من استقامة سطوره من أسفل فقط؛ "ديواني جلي" والجلي بمعني الواضح الظاهر، وهو ما تدخلت حروفه وكانت سطوره مستقيمة من أعلى ومن أسفل، ولا بد من تشكيله بالحركات وزخرفته حتى يكون كالقطعة الواحدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويتميز الخط الديواني بتشابك حروفه مما يصعب على غير المتخصصين قراءته أو الكتابة به. والخط الديواني جميل ومنسَّق للغاية، وتكون كتابته الدقيقة عادة أجمل من الكبيرة. ومن الطريف أن هذا الخط ما زال يستعمل حتى يومنا هذا في مراسلات الملوك والأمراء والرؤساء، وكذلك في كتابة البراءات والمراسم والأوسمة والرفيعة وبطاقات المعايدات، فضلا عن قيمته الفنية في اللوحات والنماذج التشكيلية.
الطُّغراء .. ظل جناح الطائر المقدس
"الطرّة" أو "الطغْراء" أو "الطغْرى" هو شكل جميل يكتب بخط الثلث على شكل مخصوص. وأصلها علامة سلطانية تكتب في الأوامر السلطانية أو على النقود الإسلامية أو غيرها، ويذكر فيها أسم السلطان أو لقبه. وقيل إن أصل كلمة "طغراء" كلمة تتارية تحتوي على اسم السلطان الحاكم ولقَبه، وإن أول مَن استعملها السلطان الثالث في الدولة العثمانية "مراد الأول".
ويروى في أصل الطغراء قصة مُفادها أنها شعار قديم لطائر أسطوري مقدَّس كان يقدسه سلاطين الأوغوز، وأن كتابة طغراء جاءت بمعنى ظل جناح ذلك الطائر.
وأَقدم ما وصل إلينا من نماذج شبيهة بالطغراوات ما كان يستعمل في المكاتبات باسم السلطان المملوكي الناصر حسن بن السلطان محمد بن قلاوون 752 هـ.
وقد أدّى كتابة الاسم على شكل الطغراء إلى التصرف في قواعد الخط، ويكون الطغراء في الغالب مزيجا من خط الديواني وخط الثلث.
خط التاج .. ذهب التاج وبقي الخط
وقد ابتدع هذا الخط في العصر الحديث على يد الخطاط المصري محمد محفوظ الخبير الفني في المحاكم في عهد الملك فؤاد، وكانت فكرة هذا الخط هو وضع إشارات في أعلى الحروف تمثل التاج الملكي. وقد رجح استخدامه مع حروف خط النسخ لأنها أجمل وقعا فيه من سائر الخطوط وإن كان قد استعمل مع خط الرقعة.
_____________
المصادر
(1) الخط العربي: أصوله، نهضته، انتشاره، عفيف بهنسي، دار الفكر، دمشق.
(2) الخط العربي: رحلة التحسين والتجويد، باسم ذنون، دار الكتاب، القاهرة.
(3) الخط والكتابة في الحضارة العربية، يحيى وهيب، دار الغرب الإسلامي، بيروت.
(4) الخطاطة: الكتابة العربية، عبد العزيز الدالي، مكتبة الخانجي، القاهرة.
____________________________
* كاتب وباحث، إسلام أون لاين. نت / مصر
ـ[الجعفري]ــــــــ[20 Apr 2007, 11:25 م]ـ
جزاك الله خيراً
كم أهوى الخط وأحب تقليده.
لكن ....
أخي: لو أنك جئت بنماذج من الخط على كل نوع لزاد مقالك - على حسنه - رونقاً وجمالاً(/)
دعوة للجميع فهلا لبيتموها؟
ـ[أبو المهند]ــــــــ[15 Apr 2007, 01:15 م]ـ
مما أسعدني وأثلج صدري وزادني يقينا بما أؤمن به ما طالعته بجريدة
الشرق الأوسط على لسان الداعية الموهوب د. عائض القرني زاده الله من فضله،
ولا أزيد لأترك القاريئ الكريم يتمتع بحلو الكلم وصدق اللهجة، ونجح المقصد،
حيث يقول حفظه الله تحت عنوان: العفو العام
ينبغي للإنسان أن يصدر كل ليلة عفواً عاماً قبل النوم عن كل من أساء إليه طيلة
النهار بكلمة أو مقالة أو غيبة أو شتم أو أي نوع من أنواع الأذى، وبهذه الطريقة
سوف يكسب الإنسان الأمن الداخلي والاستقرار النفسي والعفو من الرحمن الرحيم،
وطريقة العفو العام عن كل مسيء هي أفضل دواء في العالم يصرف من صيدلة
الوحي «ادفع بالتي هي أحسن» «والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب
المحسنين»، يا من أراد الحياة في أبهج صورها وأبهى حُللِها اغسل قلبك سبع مرات
بالعفو وعفّره الثامنة الغفران، قام رجل يسبُّ أبا بكر الصديق ويقول: والله لأسبنَّك سباً
يدخل معك قبرك، فقال أبو بكر: بل يدخل معك قبرك أنت، وسبَّ رجلٌ الإمام الشعبي فقال
الشعبي: إن كنتَ كاذباً فغفر الله لك، وإن كنتَ صادقاً فغفر الله لي. إن تحويل القلب إلى
حيّات للضغينة وعقارب للحقد وأفاعي للحسد أعظم دليل على ضعف الإيمان
وضحالة المروءة وسوء التقدير للأمور، وكما يقول شكسبير: لا توقد في صدرك
فرناً لعدوك فتحترق فيه أنت، ما أطيب القلب الأبيض الزلال، ما أسعد صاحبه،
ما أهنأ عيشه، ما ألّذ نومه، ما أطهر ضميره، ثم هل في هذا العمر القصير مساحة
لتصفية الحسابات مع الخصوم، وتسديد فواتير العداوة مع المخالفين؟ إن العمر أقصر
من ذلك، وإن الذي يذهب ليقتصّ من كل من أساء إليه وينتقم من كل من أخطأ عليه
سوف يعود بذهاب الأجر، وعظيم الوزر، وضيق الصدر، وكثرة الهم مع قرحة المعدة،
وارتفاع الضغط، وقد يؤدي ذلك إلى جلطة مفاجئة أو نزيف في الدماغ ينقل صاحبه
مباشرة إلى العناية المركّزة ليضاف لقتلانا ممن مات في قسم الباطنية صريعاً للتخمة
بعد أكلة شعبية قاتلة، إن أفضل أطباء العالم هم ثلاثة: الدكتور بهجة، وتخصصه السرور
والفرح والعفو والصفح، والدكتور هادئ، وتخصصه أخذ الأمور بهدوء والدفع بالتي هي
أحسن، والدكتور رجيم، وتخصصه عمل رجيم للجسم لمنعه من كل ضار ومن الإكثار من
المشتهيات التي يدعو إليها الشيطان الرجيم، أيها الناس:
الحياة جميلة، ألا ترون النهار بوجهه المشرق وشمسه الساطعة وصباحه البهيج وأصيله
الفاتن وغروبه الساحر، لماذا لا تشارك الكون بهجته فتضحك كما تضحك النجوم، وتتفاءل
كما تتفاءل الطيور، وتترفق كما يترفق النسيم، وتتلطف كما يتلطف الطّل، الحياة جميلة
إذا أخرجتم منها الشيطان والشر والشك والشتم والشؤم والشماتة وشارون، والمشكلة أن
بعضنا متشائم تريه وجه الشمس فيشكو حرّها، وتخرج له الزهرة فيريك شوكها، وتشير
إلى نجوم الليل فيمتعض من ظلمته، إذاً اقترح عليك أن تصدر الليلة مرسوماً بالعفو عن كل
من أساء إليك وبعدها سوف تنام ليلة سعيدة لم يمر بك ليلة أجمل منها كما قال صديقي
الشريف الرضي:
يا لَيلَةَ العفو أَلاّ عُدتِ ثانِيَةً؟ ... سَقى زَمانَكَ هَطّالٌ مِنَ الدِيَم
هنيئاً للعافين عن الناس، قبلات على رؤوس الكاظمين الغيظ، باقات ورد لمن سامح وأصلح،
مع الشكر الجزيل للمقنع الكندي حيث يقول:
وَلا أَحمِلُ الحِقدَ القَديمَ عَلَيهِمُ ... وَلَيسَ كَريمُ القَومِ مَن يَحمِلُ الحِقدا
الإنسان السوي والمؤمن الراشد يكون منزوع الدسم من السم عنده براءة اختراع لمكارم
الأخلاق، مختومٌ على جبينه خاتم «ومن عفا وأصلح فأجره على الله»، غفر الله لنا إساءتنا
للغير، وغفر الله لمن أساء إلينا وغداً نلتقي في الجنة إن شاء الله تحت مظلة «ونزعنا ما
في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين». وقد قلتُ في قصيدتي
(أنشودة الطفولة):
فيا أيها الإنسان هاك صداقة ... أبر من الأم الرءوم وأحدبا
تعال نعيد الوصل عهداً مباركاً ... وخذني أخاًإذ كان آدم لي أبا
إذا كنت قابيل العداوة والرّدى ... فإني أنا هابيل رأيا ومذهبا
مع تقديري فماذا تقولون؟
ـ[يسري خضر]ــــــــ[24 Apr 2007, 10:45 ص]ـ
اخي الكريم الاستاذ الدكتور عبد الفتاح خضر حفظك الله ومتعك بالصحة والعافية
و جزاك الله خيرا وملا قلبك حبا وكرما
وقديما قالوا: اختيار الانسان قطعة من عقله) واقول ومن نفسه ايضا فما احوجنا الي العفو والصفح لننال المغفرة قال تعالي (وليعفوا وليصفحوا الاتحبون ان يغفر الله لكم)
اكرر شكري وتقديري علي نقل هذه السطور الهادفة وحفظ الله الدكتور عائض ووفقه لكل خير
ـ[د. إلياس أنور]ــــــــ[25 Apr 2007, 12:58 م]ـ
قلت: أؤيد كل ما جاء في مقال الدكتور عائض القرني لأنه دعوة رحبة للود ونشر
ثقابة الحب والتسامح بين الناس لاسيما بين المسلم وأخيه المسلم، لأن الإسلام يحثنا
على هذا الخلق الذي لا يحمله إلا الموفق، وما قوله صلى الله عليه وسلم لمن آذوه
وأخرجوه وفعلوا به الأفاعيل " إذهبوا فأنتم الطلقاء " منا ببعيد.
والشكر موصول للناقل فالدال على الخيرر كفاعله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[25 Apr 2007, 01:06 م]ـ
أشكر الأستاذين الفاضلين الأستاذ الدكتور يسري خضر والأستاذ الدكتور محمد إلياس على
مشاركتهما إياي في تأييد ثقافة الحب والتسامح في زمن الانتقام والوجوم، والدعوة
لازالت قائمة للجميع، فما أحوجنا لتلبية مثل هذه الدعوة القرآنية النبيلة.(/)
بحث بطريقة السؤال والجواب:في مسألة تقسيم التوحيد انظر هذا الرابط
ـ[ابن حجر]ــــــــ[15 Apr 2007, 02:07 م]ـ
بحث في تقسيم التوحيد بطريقة السؤال والجواب قابل للنقاش، والمقصود البحث عن الحق
http://www.alibhaj.com/qesmat%20altawheed.htm(/)
بحث نفيس .. التعامُلُ مع المبتدِعِ للشيخ الدكتور/ حاتم الشريف
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[16 Apr 2007, 12:04 ص]ـ
التعامُلُ مع المبتدِعِ
بين رَدِّ بدعته ومُرَاعاةِ حُقوقِ إسلامِه
(تصحيحٌ لمُمَارساتِنا بالاحتكام إلى الكتاب والسنة وفهم السلف)
د. الشريف حاتم العوني 20/ 3/1428
08/ 04/2007
المصدر: http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_content.cfm?id=71&catid=73&artid=8957
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[17 Apr 2007, 10:58 ص]ـ
هذا بحث نفيس من الابحاث التي يجب قراءتها والعمل بما فيها وهومشتمل على مباديء وافكار كان ينادي بها كثير من المصلحين لكن لم يكونوا ينشرون ما يختلج في نفوسهم من تلك الأفكار خشية ان يقابلوا بما لا تحمد عقباه من مجتمع تاسس على الغلو بمظاهر متعددة وقد قرات انا هذا البحث بعناية فائقة فوجدته حسنا جدا غير اني احب ان اهمس في اذن الدكتور الفاضل حاتم الشريف شرفه الله تعالى بكل فضل واقول له ان الجمع في الصفحة السادس من البحث بين عبد الرزاق الشيعي وعبيد العبسي الرافضي وابي معاوية راس المرجئة هؤلاء اصحاب انحرافات عقدية خطيرة فان نجمع معهم العز بن عبد السلام في نفس السطر على انه من اصحاب البدع لا اراه لائقا ولا مقبولا لاسيماوالباحث الكريم قال عن العز انه المؤمن التقي في الصفحةالثامنة ومثل هذا ما وقع للباحث الفاضل في الصفحة11 حيث قال .... والا فهل فهل يستطيع احد ان يقدم بعض من اقام بيوت الخنا والربا من كبار الفساق على العز بن عبد السلام او السبكي او الباقلاني .... ان مثل هذا التنظير لهؤلاء العلماء مع اصحاب الاراذل الاولين مما تسقط به هيبة العلماء في انفس الناس وما احسب الفاضل قد اراد هذا ولكن هكذا وقع.
وهمسة اخرى ان من يقرا هذا البحث يحس بوضوح ان اهل السنة منحصرون فيمن يسمون اليوم بالسلفيين او من يطلق عليهم خصومهم الوهابيين وهذا امر فيه ما فيه وان من اول زلاته حصر اهل السنة والجماعة في طائفة قليلة من عموم المسلمين وهذا مما ينبغي تجنبه واخطر ما في هذا البحث ان صاحبه قد قطع او كاد بان هذه الطائفة هي اهل الجنة وغيرهم في محل النظر وهذا مما ينبغي تجنبه في البحوث التي يراد لها ان تجمع المسلمين ولا تفرقهم.
اشكر الدكتور حاتم من كل قلبي وادعو السادة المنتدين الى قراءة هذا البحث والافادة منه وتعميم نفعه والسلام
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[21 Apr 2007, 01:41 م]ـ
واقول له ان الجمع في الصفحة السادس من البحث بين عبد الرزاق الشيعي وعبيد العبسي الرافضي وابي معاوية راس المرجئة هؤلاء اصحاب انحرافات عقدية خطيرة فان نجمع معهم العز بن عبد السلام في نفس السطر على انه من اصحاب البدع لا اراه لائقا ولا مقبولا
عفا الله عنك ليسوا أصحاب انحرافات خطيرة بل ما عندهم من الخطأ أخف مما عند العز سامح الله الجميع.
والمقال فيه خلل ومبالغة وتهويل في المقارنة وعدم تحرير لمذاهب السلف.
ـ[المستكشف]ــــــــ[21 Apr 2007, 07:29 م]ـ
ياجماعة اسمحوا لي أعلق على هذا الموضوع /
أولاً: يبدو أنه ما فيه خلاف بيينا بأهمية طرح هذا الموضوع الطرح العلمي الصحيح بعيدًا عن الآراء المسبقة، وانطلاقًا من قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم.
ثانيًا: الدكتور جمال / ليتك تترك الإيجاب على غيرك وتلتزم به لنفسك، فأنت لست حكمًا على عقول الآخرين حتى توجب عليهم مضمون ما في مقال الدكتور حاتم.
ولا أدري إذا كان المصلحون ينادون وأنت مقتنع برأيهم فلأي سبب قدَّمت لكتاب (سعيد فودة)، هل هذا هو الإصلاح الذي تدعو إليه؟!
ثالثًا: الشيخ عبد الرحمن، ياليتك تكتب تحريرك على مقال الدكتور حاتم لنستفيد، فكل واحد يتعلق بالسلف ولا ندري أيهم الصحيح، وهل السلف لهم مذهب واحد في هذه المسائل أم ماذا؟ كم أتمنى أني أعرف الجواب من مثلكم، فأنا أتابع مقالاتك وأستفيد منها.
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[21 Apr 2007, 10:12 م]ـ
عبدالرحمن السديس;35303
والمقال فيه خلل ومبالغة وتهويل في المقارنة وعدم تحرير لمذاهب السلف.
دعوى مجردة ما لم تثبت بالأدلة؛ لهذا نطلب الأخ الفاضل السديس أن يبين ملاحظاته عن المقال .. وإلا .... !
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[22 Apr 2007, 01:32 م]ـ
وإلا ماذا؟
ألا ترى أني لا أعجر أن أقول:
إن قولك ـ أسعدك الله ـ في العنوان (بحث نفيس) = دعوى مجردة ما لم تثبت بالأدلة؛ لذا نطالبك ـ سددك الله ـ أن تبين أوجه النفاسة في المقال .. وإلا .... !
وهل هذا الحكم نائج عن خبرة في هذا الباب، وقراءة لما كتب من قبل، أم أن القرب من الشيخ وحبه ـ وهو أهل لأن يحب ـ = أثر على الحكم تبعا؟(/)
وفاة الشيخ / فهد بن حمين الفهد رحمه الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Apr 2007, 10:25 ص]ـ
كتب أخي العزيز سامي المسيطير هذا الموضوع وفقه الله وأسأل الله أن يتغمد الشيخ الحمين برحمته.
وقد تكرر الموضوع مرتين فأردت معالجته فحذف فمعذرة. وقد نقلت تعقيبات الزملاء الفضلاء في هذه المشاركة.
المسيطير:
توفي فضيلة الشيخ العلامة / فهد بن حمين الفهد رحمه الله
وسيصلى عليه غدا الإربعاء (صلاة العصر) في جامع الراجحي في الرياض.
إنا لله وإنا اليه راجعون.
اللهم أجرنا في مصيبتنا و اخلفنا خيرا منها ...
اللهم ارحم عبدك فهد الحمين و ارفع درجته في المهديين، و اخلفه في أهله و ذريته.
اللهم اغفر له، وارحمه، وعافاه، واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
اللهم جازه بالحسنات إحسانا، وبالسيئات عفوا وغفرانا.
اللهم أبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، وزوجا خيرا من زوجه، وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر وعذاب النار.
مروان الظفيري:
إنا لله وإنا إليه راجعون.
اللهم أجرنا في مصيبتنا و اخلفنا خيرا منها ...
اللهم ارحم عبدك فهد الحمين، و ارفع درجته في المهديين، و اخلفه في أهله و ذريته.
اللهم اغفر له، وارحمه، وعافه، واعف عنه، وأكرم نزله،
ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا
كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
اللهم جازه بالحسنات إحسانا، وبالسيئات عفوا وغفرانا.
أيمن صالح شعبان:
إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أرحمه ورفع درجته في المهديين
الجكني:
إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم ارحمه واغفر له وتجاوز عنه0
ابن الجزيرة:
رحمه الله رحمة واسعة، وأجزل له المثوبة على ماقدم للعلم وأهله.
نورة:
إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكلُّ شيءٍ عنده بأجلٍ مسمَّى.
اللهم ارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين.
اللهم افسح له قبره ونور له فيه.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[18 Apr 2007, 10:42 ص]ـ
اللهم جازه بالحسنات إحسانا، وبالسيئات عفوا وغفرانا
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[18 Apr 2007, 10:48 ص]ـ
رحمه الله رحمة واسعة.
ليتكم تترجمون لمثل هؤلاء حتى نتعرف على مواطن العبرة والاقتداء في سيرهم.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[18 Apr 2007, 11:28 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون , اللهم أسكنه فسيح جنانك ولقه لرحمته ورضوانك , واشمله بعفوك وصفحك وغفرانك وتلقه بكرمك وإحسانك ... آمين
ـ[إيمان]ــــــــ[19 Apr 2007, 09:36 ص]ـ
أسأل الله بمنه وجوده وكرمه أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ... ويبدله داراً خيراً من داره ... وأهلاً خيراً من أهله ... ويرزق
أهله وذويه الصبر والسلوان .......... إنا لله وإنا إليه راجعون ................(/)
قصيدة مهداة إلى طلاب الحلقات ومدرسيها ومشرفيها بارك الله في الجميع ..
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[19 Apr 2007, 11:20 م]ـ
هذه القصيدةُ إهداء إلى كل من وقف على أعتاب دارٍ أو حلقةٍ أو بيت شيخٍ حفظ على يديه القرآن , ثم عادت به ذاكرته إلى أيامٍ خلت كان ياوي فيها إلى هذه الروضة الغنا والمعين الصافي والمنهل العذب ويصدر عنه بعد ذلك وهو رُواء ..
عذراً فما لي من هواها واقي = فأنا أسير الوجد والأشواقِ
أنا إن سألتم عن هواي فإنني = صبٌّ رقى في الحب خير مراقي
ورسمت للتحنان أجمل صورةٍ = تزهو بفاتنتي وبالمشتاقِ
أنا ما سبى قلبي الحنينُ لظبيةٍ = حسناءَ ليس فراقُها بمطاقِ
كلاَّ! ولا أنا مغرمٌ بوصال من = تستعبد الأحرارَ بالأحداقِ
أنا عاشقٌ سافرتُ في أفق الهوى = أطوي الضلوع على حشاً خفاقِ
سافرتُ حتى ملَّني سفري ولمْ = ألقَ التي ستحلُّ في أعماقي
حتى وقفتُ على جنانٍ للهدى = تجري بماءٍ للتقى دفَّاقِ
فارتاحَ من جهد الترحل خاطري = ومن العجائب راحةُ المشتاقِ!!
وإذا بروضة آي ربي تزدهي = وبها معين مكارم الأخلاقِ
ونهلت من قرآن ربي إنني = سأحطُّ رحل العشق والعشَّاقِ
سيصيرُ لي آيُ الكتاب وهديُه = نعم الدليل إلى رضى الخلاقِ
يا روضة القرآن كم آويتِني = وغدوتِ للأدْواءِ أنفع راقي
فاللهَ أٍسألُ أن يديمكِ مقصداً = فلأنتِ حقاً مطلعُ الإشراقِ
رباه يا من شئت لي حب الهدى =من لي سواك لكي يحل وثاقي
فاقبل عبيدك تائبا لك مخبتاً = وارحم فما لي غيرُ وجهك باقي
واجز الكرام بهم سموتُ إلى العلا =بالأمن يوم الخوف والإصعاق
لولا همُ من بعد فضلك لم أكن = ميزتُ بين الهمس والإطباق
فعليهمُ منك السلامُ ورحمةٌ = ما نال منك القربَ ذو استحقاق
وعلى نجيِّك صلَّ, ما انقشع الدجى =وتلاه ضوء الصبح والإشراق
والآل والأصحابِ طراًّ والأُلى = تبعوهمُ وتمسكوا بخلاقِ
محمود الشنقيطي
1426هـ
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[20 Apr 2007, 12:40 ص]ـ
أكرمك الله بهذه الكلمات الطيبة
ثم عادت به ذاكرته إلى أيامٍ خلت كان ياوي فيها إلى هذه الروضة الغنا والمعين الصافي والمنهل العذب ويصدر عنه بعد ذلك وهو رُواءـ
ـ[الجكني]ــــــــ[20 Apr 2007, 12:57 ص]ـ
أنا ما سبى قلبي الحنينُ لظبيةٍحسناءَ ليس فراقُها بمطاقِ
كلاَّ! ولا أنا مغرمٌ بوصال من تستعبد الأحرارَ بالأحداقِ
هذا شعر "العلماء" لا الأدباء؛ فبركاتك أخي الشيخ محمود0
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[20 Apr 2007, 02:02 ص]ـ
سافرتُ حتى ملَّني سفري ولمْ ** ألقَ التي ستحلُّ في أعماقي
يا شيخ محمود ... هل أفهم من هذا أنك ما زلتَ عازبًا؟!
لولا همُ من بعد فضلك لم أكن ** ميزتُ بين الهمس والإطباق
أحسنت ...
لا فض فوك أخي الكريم .... أسأل الله تعالى أن يجعل ما كتبتَ في ميزان حسناتك.
وشكرا،،،
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[21 Apr 2007, 05:50 م]ـ
شيخي الكريم: الجكني , بارك الله فيك على التشجيع ورفع المعنويات ..
أخي الحبيب: عمار الخطيب , كلا , وأعاذني الله مما ظننت بي , ونسأل الله الزيادة من فضله ..
ـ[الجكني]ــــــــ[21 Apr 2007, 06:20 م]ـ
أخي محمود:احم احم:نحن هنا؟ ارع(/)
أخير دخلنا الملتقى المحبوب
ـ[المستكشف]ــــــــ[20 Apr 2007, 01:03 ص]ـ
إخواني الأعزاء باركولي أخييييييرا سجلني المشرف المتميز الدكتور عبد الرحمن الشهري، فأشكره على حسن تجاوبه مع كثرة مشاغيله.
اخوكم المستكشف.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Apr 2007, 01:07 ص]ـ
مبارك أخي الكريم.
حياك الله أخي الكريم وأرجو أن تستفيد من إخوانك في هذا الملتقى العلمي.(/)
برنامج إحياء السنة النبوية-الشرب والإستشفاء من ماء زمزم
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[20 Apr 2007, 03:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع (55) – بتاريخ 3/ 4/1428 - الشرب والاستشفاء من ماء زمزم::
لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر
عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن ماء زمزم: ((إنها مباركة، إنها طعام طُعم)) [رواه مسلم: 6359] زاد الطيالسي: ((وشفاء سُقم))
برنامج إحياء السنة النبوية:
http://esmallah.org/sub/da3wa/suna/nashr.html(/)
دروس في الوعظ والآداب والسلوك
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[20 Apr 2007, 08:34 م]ـ
قطيعة الرحم
احذر أخي المسلم قطيعةَ الرحم؛ فإنَّ قطيعة الرحم ذنبٌ عظيمٌ وجرمٌ جسيم، يفصم الروابط، ويقطع الشواجر، ويشيع العداوة والبغضاء، ويفكك الأسر.
وقطيعة الرحم أمرٌ مزيل للألفة والمودة، ومجلبٌ لمزيد من الهم والحزن والغم.
وهي من الأمور التي تفشت في مجتمعات المسلمين لا سيما في هذه الأزمان التي طغت فيها المادة، وقل فيها التواصي والتزاور فكثير من الناس مقصرون في هذا الواجب وواقعون في معصية قطيعة الرحم، وقد حذّرنا اللهُ من ذلك أشد التحذير بقوله: ((فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ)) [محمد: 22]، والسبب في إهمال كثير من الناس لصلة أرحامهم هو الجهل بالدين، وابتعاد الناس عن الهدي النبوي، فكلما كان الشخص عارفاً بالله كان أخشى لله، وصلة الرحم من خشية الله، وقطيعته من معصية الله، نسأل الله السلامة.
والواصل للأرحام له أجرٌ كبير، والواصل هو الذي يصل قرابته سواء وصلوه أم قطعوه؛ ولهذا قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((ليس الواصلُ بالمكافئ، ولكنّ الواصلَ الذي إذا قطعت رحمه وَصَلَها)) (1).
وصلة الأرحام تكون بزيارتهم وتفقدهم، وتتبع أحوالهم في السراء والضراء، وتكون الصلة بالمال وبالجاه، وبمشاركتهم بأفراحهم وبمواساتهم بأتراحهم.
ومن صلة الرحم أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر قال تعالى: ((وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ)) [الشعراء: 214].
وللقطيعة أسباب تحمل عليها منها الجهل؛ فإنَّ الجهل بفضيلة صلة الأرحام يفوت على المرء فضيلة ذلك، وكذا الجهل بخطر القطيعة وعظمة إثم القاطع يحمل عليها. وكذلك من أسباب القطيعة: ضعف التقوى، وقلة الوازع الديني فإذا ضعفت التقوى، وَرَقَّ الدينُ لم يبال المرء بقطع ما أمر الله به أنْ يوصل، ولعل من أكثر أسباب القطيعة الكبر؛ فبعضهم يتكبر على أقاربه حينما يفيء اللهُ عليه بشيءٍ من عرض هذه الدنيا
الفانية؛ فتوسوس نفس المتكبر أنَّه صاحب الحق، وأنه أولى بأنْ يزار ويؤتى إليه. ولعل كثيراً من الناس يدفعهم إلى قطيعة الرحم الشح والبخل، فمن الناس من إذا رزقه الله مالاً أو جاهاً تجده يتهرب من أقاربه لا كبراً عليهم، وإنما شحاً وبخلاً أنْ يبذل عليهم.
ومن أسباب القطيعة الاشتغال بالدنيا واللهث وراء حطامها، فلا يجد المنهمك في جمع حطام الدنيا الوقت الكافي لصلة أقاربه.
وربما كان التحاسد والتنافر سبباً في كثير من الأرحام المقطوعة. ثم إنَّ الوشاية والإصغاء إليها تكون في كثير من الأحايين سبباً في قطيعة الرحم؛ لأنَّ من الناس من دأبه وديدنه إفساد ذات البين فتجده يسعى بين الأحبة لإفساد ذات بينهم.
واحذر أخي المسلم من إشاعة وإظهار العيوب فهو مما حرمه الله وحرمه رسوله صلى الله عليه وسلم قال تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا)) [النور: 19].
قال ابن رجب: ((قال بعض الوزراء الصالحين لبعض من يأمر بالمعروف: اجتهد أنْ تستر العصاة، فإنَّ ظهور معاصيهم عيبٌ في أهل الإسلام، وأولى الأمور ستر العيوب)) (2) فلهذا كانت إشاعة الفاحشة مقترنة بالتعيير، وهما من خصال الفجار؛ لأنَّ الفاجر لا غرض له في زوال المفاسد ولا في اجتناب المؤمن للنقائص والمعايب، إنما غرضه في مجرد إشاعة العيب في أخيه المؤمن وهتك عرضه، فهو يعيد ذلك ويبديه ومقصوده تنقص أخيه المؤمن في إظهار عيوبه ومساوئه للناس، ليدخل عليه الضرر في الدنيا (3).
واحذر أخي المسلم بإشاعتك الفاحشة أنْ يكون الحامل لك على هذا القوةَ والغلظةَ ومحبةَ إيذاء أخيك المؤمن، وإدخال الضرر عليه، وهذه الصفة القبيحة هي صفة إبليس الذي يزين لبني آدم الكفر والفسوق والعصيان ليصيروا بذلك من أهل النيران قال تعالى: ((إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً)) [فاطر: 6].
ولما ركبَ ابن سيرين الدَّيْنُ وحُبس به قال: ((إني لأعرف الذنب الذي حمل عليَّ به الدين، ما هو؟ قلت لرجل من أربعين سنة: يا مفلس)) (4).
.............................. ......
(1) أخرجه: البخاري 8/ 7 (5991)، وهو في الأدب المفرد (68) من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.
(2) جامع العلوم والحكم 2/ 292.
(3) الفرق بين النصيحة والتعيير 18 - 19.
(4) أخرجه: أبو نعيم في الحلية 2/ 271.(/)
دروس في الوعظ والآداب والسلوك
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[20 Apr 2007, 08:36 م]ـ
قطيعة الرحم
احذر أخي المسلم قطيعةَ الرحم؛ فإنَّ قطيعة الرحم ذنبٌ عظيمٌ وجرمٌ جسيم، يفصم الروابط، ويقطع الشواجر، ويشيع العداوة والبغضاء، ويفكك الأسر.
وقطيعة الرحم أمرٌ مزيل للألفة والمودة، ومجلبٌ لمزيد من الهم والحزن والغم.
وهي من الأمور التي تفشت في مجتمعات المسلمين لا سيما في هذه الأزمان التي طغت فيها المادة، وقل فيها التواصي والتزاور فكثير من الناس مقصرون في هذا الواجب وواقعون في معصية قطيعة الرحم، وقد حذّرنا اللهُ من ذلك أشد التحذير بقوله: ((فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ)) [محمد: 22]، والسبب في إهمال كثير من الناس لصلة أرحامهم هو الجهل بالدين، وابتعاد الناس عن الهدي النبوي، فكلما كان الشخص عارفاً بالله كان أخشى لله، وصلة الرحم من خشية الله، وقطيعته من معصية الله، نسأل الله السلامة.
والواصل للأرحام له أجرٌ كبير، والواصل هو الذي يصل قرابته سواء وصلوه أم قطعوه؛ ولهذا قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((ليس الواصلُ بالمكافئ، ولكنّ الواصلَ الذي إذا قطعت رحمه وَصَلَها)) (1).
وصلة الأرحام تكون بزيارتهم وتفقدهم، وتتبع أحوالهم في السراء والضراء، وتكون الصلة بالمال وبالجاه، وبمشاركتهم بأفراحهم وبمواساتهم بأتراحهم.
ومن صلة الرحم أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر قال تعالى: ((وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ)) [الشعراء: 214].
وللقطيعة أسباب تحمل عليها منها الجهل؛ فإنَّ الجهل بفضيلة صلة الأرحام يفوت على المرء فضيلة ذلك، وكذا الجهل بخطر القطيعة وعظمة إثم القاطع يحمل عليها. وكذلك من أسباب القطيعة: ضعف التقوى، وقلة الوازع الديني فإذا ضعفت التقوى، وَرَقَّ الدينُ لم يبال المرء بقطع ما أمر الله به أنْ يوصل، ولعل من أكثر أسباب القطيعة الكبر؛ فبعضهم يتكبر على أقاربه حينما يفيء اللهُ عليه بشيءٍ من عرض هذه الدنيا
الفانية؛ فتوسوس نفس المتكبر أنَّه صاحب الحق، وأنه أولى بأنْ يزار ويؤتى إليه. ولعل كثيراً من الناس يدفعهم إلى قطيعة الرحم الشح والبخل، فمن الناس من إذا رزقه الله مالاً أو جاهاً تجده يتهرب من أقاربه لا كبراً عليهم، وإنما شحاً وبخلاً أنْ يبذل عليهم.
ومن أسباب القطيعة الاشتغال بالدنيا واللهث وراء حطامها، فلا يجد المنهمك في جمع حطام الدنيا الوقت الكافي لصلة أقاربه.
وربما كان التحاسد والتنافر سبباً في كثير من الأرحام المقطوعة. ثم إنَّ الوشاية والإصغاء إليها تكون في كثير من الأحايين سبباً في قطيعة الرحم؛ لأنَّ من الناس من دأبه وديدنه إفساد ذات البين فتجده يسعى بين الأحبة لإفساد ذات بينهم.
واحذر أخي المسلم من إشاعة وإظهار العيوب فهو مما حرمه الله وحرمه رسوله صلى الله عليه وسلم قال تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا)) [النور: 19].
قال ابن رجب: ((قال بعض الوزراء الصالحين لبعض من يأمر بالمعروف: اجتهد أنْ تستر العصاة، فإنَّ ظهور معاصيهم عيبٌ في أهل الإسلام، وأولى الأمور ستر العيوب)) (2) فلهذا كانت إشاعة الفاحشة مقترنة بالتعيير، وهما من خصال الفجار؛ لأنَّ الفاجر لا غرض له في زوال المفاسد ولا في اجتناب المؤمن للنقائص والمعايب، إنما غرضه في مجرد إشاعة العيب في أخيه المؤمن وهتك عرضه، فهو يعيد ذلك ويبديه ومقصوده تنقص أخيه المؤمن في إظهار عيوبه ومساوئه للناس، ليدخل عليه الضرر في الدنيا (3).
واحذر أخي المسلم بإشاعتك الفاحشة أنْ يكون الحامل لك على هذا القوةَ والغلظةَ ومحبةَ إيذاء أخيك المؤمن، وإدخال الضرر عليه، وهذه الصفة القبيحة هي صفة إبليس الذي يزين لبني آدم الكفر والفسوق والعصيان ليصيروا بذلك من أهل النيران قال تعالى: ((إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً)) [فاطر: 6].
ولما ركبَ ابن سيرين الدَّيْنُ وحُبس به قال: ((إني لأعرف الذنب الذي حمل عليَّ به الدين، ما هو؟ قلت لرجل من أربعين سنة: يا مفلس)) (4).
.............................. ......
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) أخرجه: البخاري 8/ 7 (5991)، وهو في الأدب المفرد (68) من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.
(2) جامع العلوم والحكم 2/ 292.
(3) الفرق بين النصيحة والتعيير 18 - 19.
(4) أخرجه: أبو نعيم في الحلية 2/ 271.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[20 Apr 2007, 08:37 م]ـ
أكل حقوق الآخرين
احذر أخي المسلم من أكل حق أخيك سواء كان بسرقة أو غصب أو عن طريق رشاً (1) أو غير ذلك؛ فإنَّ الكسب الحرام يفسدُ العبادة، ويخل بالطاعة ويكون مردوده على الصحة عكسياً. والكسب الحرام يفسد تربية الأبناء فتخرج تربيتهم معوجة، فإنَّ الجسد الذي ينبت بالحرام ينبت على معصية الله؛ لأنَّه نشأ من معصية الله، وقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت، النار أولى به)) (2).
فاحرص أخي المسلم كل الحرص على دخلك وكسبك ولو قَلّ، وإياك إياك وحقوق الآخرين، قف متأملاً قول الله تعالى: ((بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُم)) [هود:86].
جميع المعاصي محاربة لله
ينبغي للعبد أنْ يعلم أنْ جميع المعاصي محاربةٌ لله؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة)) (3)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن ضارَّ أَضرَّ اللهُ به، ومن شاقَّ شقَّ اللهُ عليه)) (4).
فقوله: " من ضار " أي مسلماً بمعنى: أدخل على مسلم مضرة في ماله أو نفسه أو عرضه بغير حق " أَضرَّ الله به " أي جازاه من جنس فعله، وأدخل عليه المضرة، ومن شاق مسلماً، أي نازع مسلماً ظلماً وتعدياً " شقّ الله عليه " أي أنزل الله عليه المشقة جزاءً وفاقاً.
.............................. ...................
(1) جمع رشوة.
(2) جزء من حديث رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أخرجه معمر في جامعه (20719)، ومن طريقه أحمد في مسنده 3/ 321.
(3) أخرجه: مسلم 8/ 70 (2699).
(4) حديث حسن أخرجه أحمد 3/ 453 من حديث أبي صرمة رضي الله عنه، وللحديث طرق وشواهد انظر مسند أحمد 25/ 34 طبعة الرسالة.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[20 Apr 2007, 08:47 م]ـ
الغيبة:
احذر أخي المسلم من الغيبة، قال النووي في رياض الصالحين باب تحريم الغيبة: ((ينبغي لكل مكلف أنْ يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاماً ظهرت فيه المصلحة، ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة، فالسنة الإمساك عنه؛ لأنَّه قد ينجرّ الكلام المباح إلى حرام أو مكروه، وذلك كثير في العادة، والسلامة لا يعدلها شيء)) (1).
والغيبة خصلة ذميمة لا تصدر إلا عن نفس دنيئة، وهي كما عرّفها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ((ذِكركَ أخاك بما
يكرهُ)) (2)، وهي محرمة بل هي كبيرة من الكبائر، وقد ذمها الله سبحانه وتعالى بالقرآن العظيم فقال: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ)) [الحجرات: 12]، ولا تقتصر على الكلام باللسان، وإنما كل حركة أو إشارة أو إيماءة أو تمثيل أو كتابة في الصحف أو على
الإنترنت، أو أي شيءٍ يفهم منه تنقص الطرف الآخر؛ فكل ذلك حرام داخل في معنى الغيبة، والإثم يزداد بحسب الملأ وكثرتهم الذين يذكر فيهم المغتاب (3).
واعلم أخي المسلم: أنَّ الغيبة خسارة كبيرة في حسنات العبد؛ فالمغتاب يخسر حسناته ويعطيها رغماً عنه إلى من يغتابه، وهي في نفس الوقت ربح للطرف الآخر؛ حيث يحصل على حسنات تثقل كفته جاءته من حيث لا يدري؛ لذا قال عبد الله بن المبارك - وهو أحد أمراء المؤمنين في الحديث -: ((لو كنت مغتاباً لاغتبت أمي فإنها أحق بحسناتي)) (4).
(يُتْبَعُ)
(/)
تأمل أخي المسلم في قول النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فيما رواه عبد الرحمان بن أبي بكرة، عن أبيه: أنه ذكر النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قعد على بعيره، وأمسك إنسان بخطامه أو بزمامه، قال: ((أي يوم هذا؟)) فسكتنا حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال: ((أليس يوم النحر؟)) قلنا: بلى، قال: ((فأيُّ شهر هذا؟)) فسكتنا حتى ظننا أنَّه سيسميه بغير اسمه فقال: ((أليس بذي الحجة؟)) قلنا: بلى، قال: ((فإنَّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ليبلغ الشاهد الغائب فإنَّ الشاهد عسى أنْ يبلغ مَن هو أوعى له منه)) (5).
والذي يتأمل هذا الحديث يعلم حرمة الغيبة، وأنَّها كحرمة يوم النحر في شهر ذي الحجة في الحرم المكي.
ولنتدبر جميعاً قول النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم حينما قال: ((لما عُرِجَ بي، مررتُ بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: مَن هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم)) (6) فالمسلم الذي يحرص على نفسه يتأمل في هذا الحديث ليعلم أنَّ المغتابين يخمشون وجوههم وصدورهم بأظفار من نحاس، وهي أظفار فاقت أظفار الوحوش الضارية؛ ليزدادوا عذاباً جزاءً وفاقاً على أفعالهم القبيحة، وأعمالهم السيئة.
ومن الغيبة: أنْ تذكر أخاك المسلم بأي شيء يكرهه حتى وإنْ لم تكن تقصد ذلك فقد صحّ أنَّ عائشة رضي الله عنها قالت: قلت للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: حَسْبُكَ من صفية كذا وكذا - قال غير مسدد تعني قصيرة - فقال: ((لقد قُلْتِ كلمةً لو مزجت بماء البحر لمزجته)) قالت: وحكيتُ له إنساناً فقال: ((ما أحب أني حكيتُ إنساناً وأنَّ لي كذا وكذا)) (7).
والغيبة داءٌ فتّاكٌ ومِعْوَلٌ هدّام يفتك في بنيان المجتمع، وهو أسرع إفساداً في المجتمع من الآكلة (8) في الجسد، والغيبة تُعرِّض العلاقات للانهيار، وتزعزع الثقة بين الناس وتغيّر الموازين وتقلع المحبة والألفة والنصرة من بين المؤمنين، وتثبت جذور الشر والفساد بين الناس، وقد بيّن الحسن البصري رحمه الله أجناس الغيبة وحدودها فقال: ((الغيبة ثلاثة أوجه، كلها في كتاب الله تعالى: الغيبة، والإفك، والبهتان، فأما الغيبة: فهو أنْ تقول في أخيك ما هو فيه، وأما الإفك فأنْ تقول فيه ما بلغك عنه، وأما البهتان: فأنْ تقول فيه ما ليس فيه)) (9).
ورُوي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه يقول: جاء الأسلميُّ نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم فشهد على نفسه أنَّه أصاب امرأةً حراماً - أربع مرات - كل ذلك يُعرِضُ عنه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فأقبل في الخامسة فقال: ((أَنِكْتَهَا؟)) قال: نعم قال: ((حتى غاب ذلك منك في ذلك منها)) قال: نعم قال: ((كما يغيب المرود في المكحلة والرشاء في البئر؟)) قال: نعم قال:
((فهل تدري ما الزنا؟)) قال: نعم أتيت منها حراماً ما يأتي الرجل من امرأته حلالاً قال: ((فما تريد بهذا القول؟)) قال: أريد أنْ تطهرني فأمر به فَرُجِم فسمع النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم رجلين من أصحابه يقول أحدهما لصاحبه: انظر إلى هذا الذي سَتر الله عليه فلم تَدَعْهُ نفسه حتى رُجِمَ رجمَ الكلب فسكت عنهما، ثم سار ساعة حتى مَرَّ بجيفة حمار شائلٍ برجله فقال: ((أين فلان وفلان؟)) فقالا: نحن ذان يا رسول الله، قال:
((انزلا فكلا من جيفة هذا الحمار)) فقالا: يا نبي الله، مَنْ يأكل من هذا؟ قال: ((فما نلتما من عرض أخيكما آنفاً أشد من أكل منه، والذي نفسي بيده إنه الآن لفي أنهار الجنة ينغمس فيها)) (10).
ومن أعظم ما ورد في الزجر عن الغيبة قوله تعالى:
((وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ))
[الحجرات: 12].
قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: ((وقد ورد فيها (يعني: الغيبة) الزجر الأكبر، ولهذا شبهها تبارك وتعالى بأكل اللحم من الإنسان الميت كما قال عز وجل:
(يُتْبَعُ)
(/)
((أيحب أحدكم أنْ يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه))، أي: كما تكرهون هذا طبعاً فاكرهوا ذاك شرعاً؛ فإنَّ عقوبته أشد من هذا)) (11).
أخي المسلم الكريم، لقد صوّرَ اللهُ الإنسانَ الذي يغتاب إخوانه المسلمين بأبشع صورة فمثّله بمن يأكل لحم أخيه ميتاً، ويكفي قبحاً أنْ يجلس الإنسان على جيفة أخيه المسلم يقطع من لحمه ويأكل.
والغيبة من كبائر الذنوب، وهي محرمة بالإجماع قال القرطبي: ((لا خلاف أنَّ الغيبة من الكبائر، وأنَّ من اغتاب أحداً عليه أنْ يتوب إلى الله عز وجل)) (12).
والغيبة مرض خطير، وشر مستطير يفتك الأمة ويبث العداوة والبغضاء بين أفرادها، وهذا المرض لا يكاد يسلم منه أحدٌ إلا من رحم الله.
ومرض الغيبة عضال، كم أحدث من فتنة، وكم أثار من ضغينة، وكم فرّق بين أحبة وشتت بيوتاً.
والغيبة فاكهة أهل المجالس الخبيثة، وغيبة أهل العلم والصلاح أشد قبحاً وأعظم ظلماً؛ فلحومهم مسمومة، وسنة الله في عقوبة منتقصيهم معلومة.
ولعل من أسباب الغيبة الحسد، الذي يحصل لكثير من الذين ابتعدوا عن مراقبة الله، فتجد كثيرين يغتابون آخرين حسداً من عند أنفسهم؛ لأنَّ أخاهم حصل على ما لم يحصلوا عليه.
ومن أسباب الغيبة المجاملة والمداهنة على حساب
الدين؛ فتجد الرجل يغتاب أخاه المسلم؛ موافقة لجلسائه وأصحابه.
ومن أسباب الغيبة الكبر واستحقار الآخرين؛ لأنَّه يثقل عليه أنْ يرتفع عليه غيره فيقدح بهم في المجالس؛ لإلصاق العيب بهم، وقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((الكبر بطر الحق وغمط الناس)) (13).
ومن أسباب الغيبة السخرية والتنقص من الآخرين، فإنَّ بعض الناس يغتاب إخوانه المسلمين عن طريق السخرية، وغيرها من الأسباب والدسائس التي يوحيها الشيطان في صاحب الغيبة في قوالب شتى.
وللغيبة أضرار عظيمة على الفرد والمجتمع، ومن أضرارها أنَّها تُعرِّض صاحبها للافتضاح، فكلما فضحَ الإنسانُ غيرَه فإنَّ الله يفضحه؛ إذ الجزاء من جنس العمل، وقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((يا معشر مَن آمن بلسانه، ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمينَ، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنَّه من يتَّبع عوراتهم يتبع اللهُ عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته)) (14).
ومن أضرار الغيبة أنها أذيةٌ لعباد الله تعالى، ومن آذى عباد الله فقد توعده الله تعالى بعذاب شديد، قال تعالى:
((وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً (([الأحزاب: 58].
ومن أضرار الغيبة أيضاً أنها من الظلم والاعتداء على الآخرين، ومعلوم أنَّ الظلم ظلمات يوم القيامة، وأنَّ أثر الظلم سيءٌ، وعاقبته عاقبةٌ وخيمةٌ قال تعالى: ((وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ)) [إبراهيم: 42].
وفي الحديث القدسي: ((يا عبادي، إني حرّمتُ الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرّماً فلا تظالموا)) (15).
ومن أضرار الغيبة أنها توجب العذاب يوم القيامة، فهي من المعاصي العظيمة، ومقترفها يقع في حقين: حق الله، وحق العبد، وهو محاسَب على تقصيره بحق الله. فأما حق العبد فهو إما أنْ يتحلله في الدنيا، أو يعطيه من حسناته أو يحمل من سيئاته إنْ لم يكن له حسنات يعطيه منها، وهذا هو المفلس كما ورد في الحديث (16).
ومن أضرار الغيبة أنها سبب في تفكيك المجتمع، وإثارة الفتن وجلب العداوة والبغضاء بين الناس.
وعلى المسلم إذا سمع غيبة المسلم أنْ يتقي الله، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويذب عن عرض أخيه المسلم ويمنع المغتاب من الغيبة؛ فإنَّ المغتاب والسامع شريكان قال تعالى:] إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [[الإسراء:36] وروي عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: ((من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة)) (17).
تدبر أخي المسلم، أنا لو رأينا أحداً قائماً على جنازة رجل من المسلمين يأكل لحمه ألسنا نقوم جميعاً، وننكر
عليه؟! بلى فلماذا لا ننكر على من يغتاب إخواننا المسلمين، ونذب عن أعراضهم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
على كل مسلم أنْ يخاف الله تعالى، وأنْ يعلم أنَّ الغيبة معصيةٌ لله، وظلم على المغتاب فعلى كل مسلم أنْ يتجنب الكلام في أعراض الناس، وأنْ يعرف أنه إن وجد عيباً في أخيه المسلم؛ فإنَّ فيه عيوباً كثيرة.
فعليك أخي المسلم أنْ تراقب لسانك لتعرف هل أنت واقع في هذا الداء، فإنْ كنت كذلك فاعلم أنَّ من أهم أسباب التخلص من الغيبة أنْ يحفظ الإنسان لسانه، فمن أعظم أسباب السلامة حفظ اللسان، ومن أعظم أبواب الوقاية الصمت في وقته.
ومن أهم أسباب التخلص من الغيبة أن يستشعر العبد أنَّه بهذه الغيبة يتعرض لسخط الله ومقته، وأنَّ قوله وفعله مسجلٌ عليه في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا
أحصاها، وعلى المرء أنْ يستحضر دائماً أنه ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد قال تعالى: ((مَا يَلفِظُ مِنْ قَولٍ إلاَّ لَدَيهِ رَقيبٌ عَتيدٌ)) [ق: 19].
ومن أسباب الخلاص من الغيبة أنّ يستحضر المغتاب دائماً أنه يهدي غيره من حسناته؛ لأنَّ الغيبة ظلم، والظلم يقتص به يوم القيامة للمظلوم من الظالم وقد قال النَّبيُّ
صلى الله عليه وسلم: ((إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار فيتقاصون مظالم كانت بينهم، حتى إذا نُقُّوا وهُذِّبوا، أُذن لهم بدخول الجنة، فوالذي نفس محمد بيده، لأحدهم بمسكنه في الجنة، أدل بمنزله كان في الدنيا)) (18).
فعلى المرء المسلم أنْ يشتغل بإصلاح عيوب نفسه دون الكلام في عيوب الآخرين.
.............................. ..... ...
(1) رياض الصالحين: 543. رياض الصالحين من الكتب المهمة جداً فيه جميع ما يحتاجه المسلم في عباداته وحياته اليومية؛ فينبغي لكل مسلم أن يقرأ هذا الكتاب مراراً وتكراراً، ويثقف عائلته بأحاديث هذا الكتاب، ففي ذلك سعادة الدنيا والآخرة.
(2) أخرجه: مسلم 8/ 21 (2589) (70) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(3) المغتاب: اسم فاعل ومفعول يدل على الذي يقوم بغيبة الناس، ويدل على الذي تقع عليه الغيبة.
(4) فيض القدير 3/ 166 للمناوي.
(5) أخرجه: البخاري 1/ 26 (67)، ومسلم 5/ 108 (1679) (30).
(6) أخرجه: أحمد 3/ 224، وأبو داود (4878) و (4879)، والضياء المقدسي في المختارة (2285) و (2286) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
(7) أخرجه أبو داود (4875).
(8) أي: السرطان نسأل الله السلامة والعافية.
(9) تفسير القرطبي 16/ 335.
(10) أخرجه: البخاري في " الأدب المفرد " (737)، وأبو داود
(4428)، والنسائي في "الكبرى" (7164) و (7165).
(11) تفسير ابن كثير: 1750.
(12) تفسير القرطبي 16/ 337.
(13) جزء من حديث عبد الله بن مسعود الذي أخرجه مسلم في صحيحه 1/ 64 (91) (147).
(14) حديث صحيح أخرجه: أحمد 4/ 420، وأبو داود (4880)، وأبو يعلى (7424) من حديث أبي برزة الأسلمي.
(15) أخرجه: مسلم 8/ 16 (2577) من حديث أبي ذر رضي الله عنه.
(16) روى مسلم في صحيحه 8/ 17 (2581) من حديث أبي هريرة: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أتدرون ما المفلس؟)) قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: ((إنَّ المفلس من أمتي، يأتي يوم القيامة بصلاةٍ وصيامٍ وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أنْ يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه. ثم طرح في النار)).
(17) أخرجه: أحمد 6/ 449 و450، والترمذي (1931) من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، وقال الترمذي: ((هذا حديث حسن)).
(18) أخرجه: البخاري 3/ 167 (2440) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
ـ[الجعفري]ــــــــ[20 Apr 2007, 08:48 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[20 Apr 2007, 08:49 م]ـ
النميمة:احذر أخي المسلم من النميمة، وهي نقل الكلام بين الناس لجهة الإفساد؛ فيذهب إلى شخص ويقول: قال فيك فلان كذا وكذا، من أجل الإفساد بينهما وإلقاء العداوة والبغضاء بين المسلمين.
وحقيقة النميمة: إفشاء السر وهتك الستر عما يكره كشفه.
(يُتْبَعُ)
(/)
والنمام: هو من يسعى في قطع الأرحام، وقطع ما أمر الله به أنْ يوصل، وهو من الذين يفسدون في الأرض قال تعالى: ((إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ)) [الشورى: 43] والنمام منهم.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ من شر الناس من يدعه الناس اتقاء فحشه)) (1) والنمام منهم.
فاعلم أخي المسلم أنَّ النميمة من كبائر الذنوب، وهي محرمة بالكتاب والسنة والإجماع قال تعالى: ((وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ)). [القلم: 10 - 11] وهي من أسباب عذاب القبر وعذاب النار، فقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل الجنَّة نمام)) (2)، وروى ابن عباس رضي الله عنهما: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال: ((إنَّهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، بلى إنَّه كبير: أما أحدهما، فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله)) (3).
والنميمة أذىً للمؤمنين والمؤمنات، وقد حرم الإسلام الأذى بشتى أنواعه، ومنه النميمة. والنمام ذو وجهين؛ لأنه يظهر لكل من الفريقين غير الوجه الذي يظهر به للطرف الآخر، وصاحب الوجهين شر الناس يوم القيامة، وقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((تجدون الناس معادن، خيارهم في الجاهلية، خيارهم في الإسلام، إذا فقهوا، وتجدون خير الناس في هذا الشأن، أشدهم كراهية له، وتجدون شر الناس، ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه)) (4).
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن النمام لا يدخل الجنة وأنه يعذب في قبره وقال: ((أَلا أُنبئكم ما العَضْهُ (5)؟ هيَ النَمِيمَةُ القالةُ بين الناس)) (6) وكلُ من حُمِلَتْ إليه النميمةُ يجب عليه ستة أمور الأول: أن لا يُصدِّق النمامَ؛ لأنه فاسق. والثاني: أن ينهاه عن ذلك وينصح له ويقبح له فعله، والثالث: أنْ يبغضه في الله، والرابع: أنْ لا تظن بأخيك الغائب السوء، والخامس: أنْ لا يحملك ما حُكي على التجسس، السادس: أنْ لا ترضى لنفسك ما نَهيتَ النمام عنه ولا تحكي نميمته.
فاحذر أخي المسلم من النميمة فإنَّها من أمراض النفوس، وهي داء خبيث يسري على الألسن فيهدم الأسر، ويفرق الأحبة ويقطع الأرحام.
قال الإمام الشافعي: ((إذا أراد الكلام فعليه أن يفكر قبل كلامه، فإن ظهرت المصلحة تكلم، وإن شك لم يتكلم حتى يظهر)).
وينبغي على المسلم أنْ يسكت عن كل ما رآه الإنسان من أحوال الناس مما يكره إلا ما في حكايته فائدة لمسلم أو دفع معصية.
ثم اعلم أخي المسلم أنَّ البهتان على البريء من أثقل الذنوب، وويل لمن سعى بوشاية بريءٍ عند صاحب سلطان ونحوه فصدقه، فربما جنى على بريءٍ بأمر يسوءه، وهو منه براء.
وقد حرم الله عز وجل المشي بالنميمة لما فيها من إيقاع العداوة والبغضاء بين المسلمين ورخص في الكذب في الإصلاح بين الناس، ورغب في الإصلاح بين المسلمين قال تعالى: ((فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ)) [الأنفال: 1]. وقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة)) (7).
وقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أيضاً: ((ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس، ويقول خيراً وينمي خيراً)) (8).
أخي المسلم: اعلم أنَّ مَن نَمَّ إليك نَمَّ عليك، والنمام ينبغي أنْ يُنصَحَ ويُرشَدَ، وإلا فَيُترك ويُبغَض ولا يُوثَق بقوله ولا بصداقته، وكيف لا يبغض وهو لا ينفك عن الكذب والغيبة والغدر والخيانة والغل والحسد والنفاق والإفساد بين الناس والخديعة.
.............................. .
(1) أخرجه: البخاري 8/ 20 (6054)، ومسلم 8/ 21 (2591) (73) من حديث عائشة رضي الله عنها.
(2) أخرجه: البخاري 8/ 21 (6056)، ومسلم 1/ 70 (105) (167) من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، ولفظ البخاري: ((لا يدخل الجنَّة قتات)).
(3) أخرجه: البخاري 1/ 65 (218)، ومسلم 1/ 165 (292) (111).
(4) أخرجه: البخاري 4/ 216 (3493) ومسلم 7/ 181 (2526) و 8/ 28 (2526) (100) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(5) العَضْهُ: كثرة القول وإيقاع الخصومة بين الناس بما يحكي البعض عن البعض. لسان العرب (قول)
(6) أخرجه: مسلم 8/ 28 (2606) (102) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
(7) أخرجه: أحمد 6/ 444، وأبو داود (4919)، والترمذي (2509)، وابن حبان (5092) من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه. وقال الترمذي: ((هذا حديث حسن صحيح)).
(8) أخرجه: البخاري 3/ 240 (2692)، ومسلم 8/ 28 (2605) من حديث أم مكتوم بنت عقبة بن أبي معيط.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[20 Apr 2007, 08:49 م]ـ
الكذب:ومن حرمة المسلم على المسلم أن لا تكذب عليه: والكذب آفةٌ سيئةٌ من آفات اللسان، وهذه الآفة من أقبح الأمراض النفسية، إذا لم يسارع صاحبها بالعلاج، أودى به إلى النار، وبئس القرار، قال تعالى: ((وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُون)) [البقرة: 10]. والكذب من كبائر الذنوب وفيه أضرارٌ عظيمة، ومن أضراره: إحداث الريبة عند الإنسان – والريبة هي التهمة والشك – والكذب محل تهمة وشك، والكذب يجعل الإنسان يقع في خصلة من خصال المنافقين. والمنافقون في الدرك الأسفل من النار قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((أربعٌ من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من نفاق حتى يدعها: إذا أؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر)) (1).
والكذب يمحق البركة بالبيع والشراء. والكذب يعدم الثقة بالناس، ومن آثار الكذب قلب الحقائق؛ لأنَّ الكذب يصور الحق باطلاً والباطل حقاً، ولو لم يكن في الكذب سوى أنَّه يؤدي إلى النار لكفاه سوءاً، قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الكذب يهدي إلى الفجور وإنَّ الفجور يهدي إلى النار، وإنَّ الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً)) (2).
وإذا وقع المؤمن في شيءٍ من هذه الصفة القبيحة
(الكذب) فعليه أنْ يعمل على التخلص من هذه الصفة المذمومة عقلاً وشرعاً، ومن ذلك أنْ يستحضر عظمة الله ويثق به؛ لأنَّ كثيراً من الكذب سببه الخوف من أشياء وهمية يصورها الشيطان. وعلى المسلم أنْ يكون محسناً الظنَ بالله (3) ويعلم جازماً أنْ ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه (4) وبذلك يعلم أنَّ ما كُتِبَ له سيأتيه لا محالةَ وخاصة في أمور الدنيا.
.............................. ..... ............
(1) أخرجه: البخاري 1/ 15 (34)، ومسلم 1/ 56 (58)
(106) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
(2) أخرجه: البخاري 8/ 30 (6094)، ومسلم 8/ 29
(2607) (103) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
(3) روى مسلم في صحيحه 8/ 165 (2877) من حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنه أنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بثلاث يقول: ((لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن بالله الظن)).
(4) عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يجد العبد حلاوة الإيمان حتى يعلم أنَّ ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه)) أخرجه ابن أبي عاصم في السنة
(247)، والضياء في المختارة (2197).
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[20 Apr 2007, 08:50 م]ـ
الحقد:ابتعد أخي المسلم كل الابتعاد عن الحقد؛ فإنَّ الحقد صفةٌ ذميمةٌ ذمها الإسلام، وهي صفة تذمها الفطرة السليمة، والحقد: أنْ يلزم قلبك استثقال أخيك المسلم والبغضة إليه، والنفار منه وأنْ يدوم ذلك ويبقى.
قال الدكتور مصطفى السباعي: ((لا تحقدْ على أحدٍ فالحقد ينال منك أكثر مما ينال من خصومك ويبعد عنك أصدقاءك كما يؤلّب عليك أعداءك، ويكشف من مساوئك ما كان مستوراً، وينقلك من زمرة العقلاء إلى حثالة السفهاء، ويجعلك بقلب أسود ووجه مصفر، وكبد حرّى)).
ولا تحقد على المسلم حتى لو أساء إليك، وإذا غلبتك نفسك فعليك بالعلاج، وعلاج من أساء إليك أنْ تتمعن في قوله تعالى: ((وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)) [آل عمران: 133 - 134].
وعن معاذ بن أنس أنَّ رسول الله صلى الله عليه و سلم، قال: ((منْ كظم غيظاً وهو قادر على أنْ ينفذه دعاه الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة؛ حتى يخيّره منَ الحور العين ما
شاء)) (1).
وقال النبي صلى الله عليه و سلم: ((ومن كظم غيظهُ ولو شاءَ أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه
رضىً)) (2).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن العلاج: أنْ تعتقد أنَّ ما عند الله خيرٌ وأبقى، وأنَّ هذه الدنيا لا تعدل عند الله جناح بعوضة، وأنَّ هذا العبد ربما كان عند الله أفضل منك كما صح عن النَّبيِّ صلى الله عليه و سلم أنَّه قال: ((رُبَّ أشعثَ أغبَر مدفوعٍ بالأبواب لو أقسم على الله لأبره)) (3).
قد جعل الله المحبة الخالصة بين المسلمين من أوثق عرى المحبة في الله، وقد وثّق الإسلام ذلك بوجوب المحافظة على مال المسلم وعرضه ونفسه، بأنْ لا يصيبه المسلم بأذى ولا يمسه بسوء.
لكن بعض النفوس الخبيثة تبحر في أنهار آسنة لتتشفى في مَن أنعم الله عليهم، ورزقهم من حطام هذه الدنيا الفانية، وذلك بالحقد والحسد ليؤتي ذلك الحقد والحسد ثماراً خبيثةً من غيبة ونميمة وحنق واستهزاء. ومجتمعاتنا - وللأسف الشديد - تعُجّ في مثل هؤلاء، ولو تدبروا كتاب الله جيداً لما وقعوا في ذلك، قال تعالى: ((أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَد آتَينا آلَ إبراهِيمَ الكِتَابَ والحِكْمَةَ وآتيناهُمْ مُلكاً عَظِيماً)) [النساء: 54].
فتنبه دائماً أخي المسلم إلى الأضرار الكبيرة التي تنجم عن الحقد، ومن تلك الأضرار: الحسد فأنت إذا حقدت على أخيك المسلم فلاشك أنَّك ستحسده على النِّعم التي أفاء الله بها عليه، وأنَّك سَتُسَرُّ بالمصائب التي تصيب أخاك المسلم، وهذا بلا
شك من صفات المنافقين الذين يتربصون بالمؤمنين الدوائر قال تعالى: ((وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوائِرَ عَلَيْهِم دَائِرةُ السَّوءِ)) [التوبة: 98] وقال النَّبيُّ صلى الله عليه و سلم: ((لا يؤمن أحدُكم حتى يحبَ لأخيه ما يحب لنفسه)) (4)، ولعل الحقد يزداد عند بعضهم فيدفعه على التشمت بالآخرين.
ومن أضرار الحقد أيضاً أنَّه مدعاةٌ إلى الهجر والمقاطعة أو الإعراض عنه.
ومن أضراره أيضاً أنَّه يدفعك إلى أنْ تتكلم في أخيك المسلم بما لا يحل، وقد يؤول بك ذلك إلى الكذب عليه أو غيبته وإفشاء سره وهتك ستره، بل ربما دفعك ذلك إلى وشايته بما يؤول إلى قتله، إلى غير ذلك من الأضرار التي تنجم عن الحقد، كالاستهزاء به والسخرية منه، وإيذاءه بالضرب، أو أنْ تمنعه حقه من قضاء دَين أو صلة رحم أو رد مظلمة، وكل ما ذُكِرَ من أضرار الحقد إنَّما هي معاصٍ يُحاسَب عليها العبدُ يوم القيامة، ويجد ذلك مكتوباً في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، وسيكون حينذاك الندم، لكن لا ينفع الندم.
.............................. ................
(1) أخرجه: أحمد 3/ 440، وأبو داود (4777)، وابن ماجه (4186)، والترمذي (2021)
و (2493) من حديث معاذ بن أنس الجهني رضي الله عنه، وقال الترمذي: ((هذا حديث حسن غريب)).
(2) أخرجه: ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (36) عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم وحسن إسناده العلامة الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (906).
(3) أخرجه: مسلم 8/ 36 (2622) (138) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(4) أخرجه: البخاري 1/ 10 (13) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[20 Apr 2007, 08:51 م]ـ
الحسد:حذارِ أخي المسلم الكريم من الحسد، والحسد: هو تمني زوال النعمة عن صاحبها بغض النظر عن أنْ تكون هذه النعمة دينية أو دنيوية، والحسد صفةٌ ذميمةٌ ذمها ديننا الحنيف، وقد قال تعالى في ذم الحاسدين، واستنكار فعلهم: ((أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِه)) [النساء: 54] وقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخواناً، ولا يحلُ لمسلم أنْ يهجر أخاه فوق ثلاث)) (1).
والحسد من نتائج الحقد، والحقد من نتائج الغضب، والحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب. ومن سلّم الله قلبه من الحسد والغل على الآخرين فقد أُعطي خيراً عظيماً، ومن أعظم الأحاديث في ذلك ما رواه الإمام أحمد (2) بسند صحيح من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّه قال: كنَّا جلوساً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((يطلع عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنَّة)) فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوءه، قد تعلق نعليه في يده الشمال، فلما كان الغد، قال النبَّيُّ صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، فطلع ذلك الرجلُ مثل المرة الأولى، فلما كان اليوم الثالث، قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضاً، فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى، فلما قام النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال: إني لاحيتُ (3) أبي، فأقسمتُ أنْ لا أدخلَ عليه ثلاثاً، فإنْ رأيتَ أنْ تؤويني إليك حتى تمضي، فعلت. قال: نعم. قال أنس: وكان عبد الله يحدث أنَّه بات معه تلك الليالي الثلاث، فلم يَرَهُ يقوم من الليل شيئاً، غير أنَّه إذا تعارّ (4) من الليل، وتقلّبَ على فراشه ذكر الله عز وجل، وكبّر، حتى يقوم لصلاة الفجر، قال عبد الله: غير أني لم أسمعه يقول إلا خيراً، فلما مضتِ الثلاث ليالٍ، وكدتُ أنْ أحقر عمله، قلت: يا عبد الله، إني لم يكن بيني وبين أبي غضبٌ ولا هجر ثَمَّ، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث مرات:
((يطلع عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنَّة)) فطلعت َ أنت الثلاث مرارٍ، فأردتُ أنْ آوي إليك، لأنظرَ ما عملك، فأقتدي به، فلم أرَكَ تعملُ كثيرَ عملٍ، فما الذي بلغ بك ما قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما هو إلا ما رأيتَ. قال: فلما ولّيتُ دعاني، فقال: ما هو إلا ما رأيتَ، غير أني لا أجد في نفسي لأحدٍ من المسلمين غشاً، ولا أحسد أحداً على خيرٍ أعطاه الله إياه. فقال عبد الله: هذه التي بلغتْ بكَ، وهي التي لا نطيق.
.............................. .......
(1) أخرجه: مسلم 8/ 10 (563) (30) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(2) في مسنده 3/ 166.
(3) لاحيتُ: الملاحاة، المباغضة والمنازعة.
(4) هب واستيقظ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[20 Apr 2007, 08:51 م]ـ
الغش:إياك أخي المسلم أن تغش أخاك المسلم فقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((من غَشَّ فليس
مِنِّي)) (1) وللغش مظاهر، ومن أعظم الغش غش الراعي لرعيته وقد قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:
((كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته)) (2) وكذا غش القائد لجنده، والرئيس لمرؤوسيه وصاحب العمل لعماله، ورب الأسرة لأسرته وقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((ما من عبدٍ يسترعيه اللهُ رعيةً يموتُ يومَ يموتُ وهو غاشٌ لرعيته إلا حرّم الله عليه الجنة)) (3).
ومن الغش: الغش التجاري الذي يتعدى فيه الغاش على مال الغير، ولو كان شيئاً يسيراً؛ ليحصل عليه بالحرام عن طريق الكذب، والكتمان أو إخفاء عيوب السلعة أو البخس في الميزان. وكذلك من أخطر أنواع الغش الغش في العلم؛ لأنَّ الغاش حينما يحصل على شهادة بالغش، ربما يحصل على مال حرام بذلك؛ لذا فإنَّ الغش في الامتحانات من أخطر الكوارث.
ومن أخطر أنواع الغش الغش بالقول كالإدلاء بالشهادات والأقوال والمعلومات أو القضاء وغيره بشكل مخالف للحقيقة ليوقع الضرر بالناس ظلماً وزوراً، وقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((ألا أُنبئكم بأكبر الكبائر، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين، ثم قال: ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور)) (4).
ومن أعظم أنواع الغش لأخيك المسلم أنْ لا تأمره بالمعروف، ولا تنهاه عن المنكر، ولا تحثه على فعل الخير قال تعالى: ((وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً يا ليتني لم اتخذ فلاناً خليلاً لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً)) [الفرقان: 27 - 29].
وقال تعالى: ((الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ)) [الزخرف:
67] وديننا الحنيف جاء لسعادة البشر في الدنيا والآخرة؛ لذا حرّم الغش بجميع أنواعه لما فيه من الفساد والضرر بالعباد بظلم بعضهم لبعض، وبإيجاد الشحناء بينهم أو بأكل أموالهم بالباطل؛ لذلك أوجب الإسلام على جميع المسلمين تقوى الله في المعاملة، وحذّر الإسلامُ من أسباب غضب الله، وأليم عقابه الذي توعد به أصحاب الغش.
.............................. ....................
(1) أخرجه: مسلم 1/ 69 (102) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(2) أخرجه: مسلم 6/ 8 (1829) من حديث ابن عمر رضي الله عنه.
(3) أخرجه: البخاري 9/ 80 (7150) و (7151)، ومسلم 1/ 88 (142) (229) من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه.
(4) أخرجه: البخاري 3/ 225 (2654) و8/ 76 (6273) و (6274) و9/ 17 (7919)، ومسلم 1/ 64 (87) من حديث نفيع بن الحارث رضي الله عنه.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[20 Apr 2007, 08:52 م]ـ
تنبيه لمحاسبة النفس
أخي المسلم هل حاولتَ أنْ تعد حسناتك وسيئاتك كما تعد دنانيرك ودراهمك؟
هل خلوتَ بنفسك يوماً فحاسبتَها على ما بَدَرَ منها من التقصير والإهمال في جنب الله؟
هل تأملتَ يوماً طاعتَك التي تقرّبتَ بها إلى بارئك مفتخراً بها فوجدت أكثرها مشوبة بالرياء والسمعة وحظوظ النفس؟
اعلم أخي المسلم أنَّ محاسبة النفس أمرٌ لا بد منه، فحاسبْ نفسَك الآن قبل أنْ تُحاسَبَ يوم القيامة، وَزِنْ حسناتك بسيئاتك في الدنيا قبل أنْ تُوزَنَ يوم الآخرة يوم الحسرة والندامة، يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه.
فعليك أخي المسلم أنْ تتصفح عملك في الليل ما صدر منك ذلك النهار، فإنْ كان عملك محموداً أمضيته ثم تعمل فيما بعده بمثله، وإنْ كان ما فعلته في ذلك النهار مذموماً فعليك أنْ تستغفر وتتوب وتستدركه، وتنتهي عن مثله فيما يستقبل من الأيام.
ثم عليك أخي المسلم أنْ تتثبت دائماً في جميع الأحوال قبل الفعل والترك، حتى يتبين لك ما تفعل، فإنْ كان خيراً فاعمل وإنْ كان دون ذلك فاترك.
وتَبصّر دائماً بقوله تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ)) [الأعراف: 201].
(يُتْبَعُ)
(/)
ولمحاسبة النفس فوائد جمة ومنافع عدة، منها: أنك تطّلع على عيوب نفسك ونقائصها ومثالبها، ومن ثم تستطيع أنْ تضع الدواء على موضع الداء. وكذلك أنك بمحاسبتك لنفسك تتعرف على الله أكثر، وتعلم عظيم فضله عليك. ثم إنَّ من أعظم ثمار المحاسبة التوبة والندم وتدارك ما فات من الأعمال الصالحة في زمن الإمكان، وسيؤول ذلك إلى الاجتهاد في الطاعة وترك المعاصي؛ حتى تسهل عليك المحاسبة في يوم لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[23 Apr 2007, 09:25 م]ـ
الإشاعة
احذر أخي المسلم من الإشاعة، والإشاعة: كل قضية أو عبارة نوعية أو موضوعية مقدمة للتصديق، تتناقل من شخص إلى شخص، عادةً بالكلمة المنطوقة، وذلك دون أنْ تكون هناك معايير أكيدة للصدق (1). فالشائعات لها خطورتها في زعزعة أمن الناس واستقرارهم، وهي تحدث الفوضى والبلبلة في أفكار الناس وتفقدهم توازنهم، ولها أضرار كبيرة، وفي أوقات الأزمات تكون أضرار الإشاعة أكبر، والمرجفون الذين يحاولون زلزلة أوقات الناس في الغالب يستغلون الظروف غير الاعتيادية.
وخطر الإشاعات ظاهرٌ وبيّنٌ في كل زمان ومكان. وفي بغداد مدينة السلام – حرسها الله وأذهب عنها شرذمة الكافرين - ذهب أكثر من ألف شخص في ساعة واحدة نتيجة إشاعة من الإشاعات على جسر من الجسور (2).
بل إنَّ خطر الإشاعة على أمن واستقرار الناس قد ظهر قديماً وبشكل واضح في قصة الإفك (3) في فجر الإسلام. فالإشاعة أخي المسلم لها تأثيرها على الروح المعنوية في إثارة الفتن والأحقاد بين الناس، وهذه الفتن والأحقاد قد تؤول إلى جرائم. إذنْ فخطر الإشاعة يكمن في أنها تزيد من تفرُّق المسلمين، وتوقد نار الشحناء والبغضاء بينهم، فيجب الابتعاد عن هذا العمل؛ لأنَّه مُبغَض عند الله تعالى، قال تعالى: ((إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ)) [النور: 15] فذكر سبحانه وتعالى أنَّ هذا الصنف من الناس يتلقى أعظم الأمور، وأخطرها بلا مبالاة ولا اهتمام، فلسان يتلقى
عن آخر بلا تدبر ولا فحص ولا إمعان، حتى لكأنَّ الأمر لا يمر على الآذان ولا تتملاه الرؤوس، ولا تتدبره العقول، فينطق اللسان بالإشاعة الباطلة من غير وعي ولا عقل ولا قلب. فعلى ناقل الإشاعة أنْ يتقي الله في نفسه، ويراقبه في كل ما يقول ويفعل. وعليه أنْ يتذكر أنَّه مُحاسَب على كل كلمة يتكلم بها، وقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها، يزلّ بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب)) (4)، وقال أيضاً:
((إنَّ العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات، وإنَّ العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم)) (5).
وقال تعالى: ((وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً)) [النساء: 83]. قال الشيخ عبد الرحمان السعدي رحمه الله عن هذه الآية الكريمة: ((هذا تأديب من الله لعباده عن فعلهم هذا غير اللائق، وأنَّه ينبغي لهم إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة والمصالح العامة ما يتعلق بالأمن وسرور المؤمنين، أو الخوف الذي فيه مصيبة عليهم أنْ يثبتوا، ولا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر، بل يردونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلى أولي الأمر منهم، أهل الرأي والعلم والنصح والعقل والرزانة الذين يعرفون الأمور ويعرفون المصالح وضدها)) (6).
أما طرق دحض الإشاعة
فعليك تذكير الناقل للإشاعة بالله وتحذيره من مغبة القول بلا علم. وتذكير الناقل بالعاقبة المتحصلة إذا كانت الإشاعة كذباً. وعدم التعجل في تقبل الإشاعة دون استفهام أو اعتراض. وعدم ترديد الإشاعة؛ لأنَّ في ذلك انتشاراً لها. وعليك اقتفاء سير الإشاعة وتتبع مسارها للوصول إلى مطلقيها ومحاسبتهم بما أباحه الله.
ثم عليك بإماتتها وبالإعراض عنها، قال الإمام مسلم صاحب الصحيح: ((إذ الإعراض عن القول المطّرح أحرى لإماتته وإخمال ذكر قائله، وأجدر أن لا يكون ذلك تنبيهاً للجُهّال عليه)) (8).
هذا وينبغي على الجميع حفظ الألسن عن اتهام البريء بما ليس فيه؛ لأنَّ ذلك يؤدي إلى تلوث الذمم والأخلاق، وليتذكر المسلم دائماً قوله صلى الله عليه وسلم: ((بحسب امرئ من الشر أنْ يحقر أخاه المسلم)) (9).
.......................................
(1) الإشاعة والحرب النفسية: 45.
(2) هذا في عام 1426هـ على جسر الأئمة الذي يربط منطقة الأعظمية بمنطقة الكاظمية.
(3) راجع القصة في صحيح البخاري 6/ 127 (4750)، وصحيح مسلم 8/ 112 (2770) (56). وانظر: الرحيق المختوم: 245 – 247.
(4) أخرجه: البخاري 8/ 125 (6477)، ومسلم 8/ 224 (2988) (50) من حديث أبي هريرة.
(5) أخرجه: البخاري 8/ 125 (6478) من حديث أبي هريرة.
(6) تيسير الكريم الرحمان: 190.
(7) صحيح مسلم 1/ 22.
(8) أخرجه: مسلم 8/ 10 (2564) (32) من حديث أبي هريرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[27 Apr 2007, 09:05 م]ـ
وجوب حفظ اللسان
أخي المسلم الكريم اعلم أنَّ مَن حَفِظَ لِسَانَهُ قَلَّ خطأهُ، وندر عثاره وكان أملك لزمام أمره وأجدر ألا يقع في محذور، وقد بشر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم من يضمن ذلك وضمن له النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم الجنة في قوله: ((من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة)) وفي رواية أيضاً: ((من توكل لي ما بين رجليه، وما بين لحييه توكلت له بالجنة)) (1).
فعلى هذا ينبغي لكل مكلف أنْ يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاماً ظهرت فيه المصلحة، ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة، فالسنةُ الإمساك عنه لأنَّه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه، وذلك يحصل كثيراً للكثير من الناس.
فالمسلم إذا استقام لسانه استقامت جوارحه، وأما من أطلق عنان ذلك الأمر، ودخل لسانه في معصية الله، وخاض في أعراض الناس؛ فإنَّ جوارحه ستعصي وتنتهك حرمات الله، وقد جاء عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: ((إذا أصبح ابن آدم، فإنَّ الأعضاء كلها تُكفِّر (2) اللسان فتقول: اتق الله فينا فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا)) (3).
أخي المسلم الكريم، تذكّر دائماً وقوفك عند الله وأنت عريان، فلا تطلق لسانك، وكن عليه رقيباً.
اللسان دليل على كمال عقل الإنسان أو نقصانه، فمن أفلت لسانه دل على نقصان عقله فأكثر الناس كلاماً ولغواً هم أقلهم عقولاً، تمعّن جيداً فالأمر جد خطير؛ لأنَّه متعلق إما بدخول الجنة أو النار، وهذا ما نرجوه، وهو العمل على ما يدخل الجنة، وتجنب ما يدخل النار. اللسان يدخل الإنسان الإسلام بكلمة، ويخرج منه بكلمة، ويدخل بذلك النار. تنبه دائماً أنَّ كل كلمة وكل لفظة مسجلة، كم يجلس الإنسان في مجالس، وفي أكثر المجالس يأتون بإنسان ميت ينهشون بلحمه يأكلون أخاهم ميتاً، نعم من يغتاب أخاه المسلم كمن يأكل لحم أخيه ميتاً، فالمسلم له حرمة، وحرمته أعظم من حرمة الكعبة فقد روى ابن ماجه (4) من حديث عبد الله بن عمر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول: ((ما أطيبك وأطيب ريحك، ما أعظمك وأعظم حرمتك، والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك ماله ودمه وأنْ نظن به إلا خيراً)).
تذكّر أخي المسلم كم إنساناً تكلمتَ فيه؟ وكم إنساناً طعنتَ فيه؟ كل هؤلاء سوف يكونون خصماءك عند الله عز وجل، نعم سيكونون خصماءك يوم القيامة، فهذا أخوك المسلم تغتابه وتتكلم فيه وتطعن به، ولا تظنه سيكون خصمك يوم القيامة، أتظن أنَّ الله سيتركك؟ لا: إنَّ الله لن يتركك؛ لأنَّ الله أعدل العادلين ينصف المظلومين من الظالمين. فتنبه دائماً أنَّ الكلمة إذا خرجت فهي مكتوبة لك أو عليك؛ فإياك وإياك أنْ تتكلم إلا وتفكر هل سيكتب لك أو عليك؟ والسلامة لا يعدلها شيء فإنْ لم تعرف أنَّ ما تتكلم به خيراً أو شراً فعليك بالصمت، والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول: ((من صمت نجا)) (5) فانتبه دائماً للسانك قال تعالى: ((وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ)) [الإسراء: 36] يقول عبد الله بن مسعود: ((والله الذي لا إله غيره ما من شيء أحوج إلى سجن من لسان)) (6)، وهذا ابن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن كان يقول: ((قل خيراً تغنم، أو اصمت تسلم قبل أن تندم)) (7).
أخي المسلم الكريم، تمعن في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وشمائله وانظر كيف أنه كان كثير الصمت، فهذا نبينا الأعظم رسولٌ ونبيٌّ وكانت هذه صفته، وكان الأعرابيُّ يدخل المسجد فلا يعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من كثرة كلامه، ولا من جلسته ولا من مكانه، وهذا دليل على مزيد تواضعه صلوات الله وسلامه عليه.
أخي المسلم الكريم، تمعن في قول النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم حينما قال: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)) (8) هكذا قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأنَّ الصمت والسلامة لا يعدلهما شيءٌ، فأنت إذا تكلمت إما لك وإما عليك قال تعالى: ((وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَاماً كَاتِبِينَ)) [الانفطار: 10 - 11] فاحرص دائماً أنْ تقول قولاً سديداً؛ لأنَّه ليس هناك كلام يذهب سدىً فأنت تتكلم بكلام إما يسخط الله فيكتب عليك، وإما من رضوان الله فيكتب لك.
فعليك دائماً أنْ تتنبه إلى لسانك حتى لا يوردك الموارد، فهذا أبو بكر الصديق المبشر بالجنَّة، وصاحب النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بالغار يشير إلى لسانه ويقول: ((هذا أوردني
الموارد)) (9) فإذا كان هذا حال لسان أبي بكر، ذلك اللسان الذاكر الحامد المسبح، الآمر بالمعروف، الناهي عن المنكر، الناصر لدين الله، المصدِّق لرسول الله، فما حال ألسنتنا، نسأل الله السلامة.
............................
() أخرجه: البخاري 8/ 125 (6474) و8/ 203 (6807) من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه.
(2) تكفر: بتشديد الفاء المكسورة أي تتذلل وتتواضع له من قولهم: كفر اليهودي إذا خضع مطأطأ رأسه، وانحنى لتعظيم صاحبه. تحفة الأحوذي 7/ 74 - 75
(3) أخرجه: ابن المبارك في الزهد (1012)، والطيالسي (2209)، وأحمد 3/ 95، والترمذي (2407)، وأبو يعلى (1185) من حديث أبي سعيد الخدري.
(4) برقم (3932).
(5) أخرجه: أحمد 2/ 159 و177، والترمذي (2501) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه.
(6) أخرجه: ابن أبي عاصم في " الزهد " (864)، والطبراني (8744)، وأبو نعيم في " الحلية " 1/ 134.
(7) أخرجه: ابن أبي عاصم في " الزهد " (1043)، وأبو نعيم في " الحلية " 1/ 327 – 328.
(8) أخرجه: البخاري 8/ 125 (6475) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(9) أخرجه: وكيع بن الجراح في " الزهد " (287)، وهناد في " الزهد " (1093).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[05 May 2007, 09:22 م]ـ
التخلق بالأخلاق الإسلامية:على كل مسلم ومسلمة أنْ يتخلقا بالأخلاق الإسلامية التي أمر الله بها عباده في القرآن الكريم وحث عليها النَّبيُّ الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وأنْ يستقيما عليها حتى يأتيهما الموت، فالله سبحانه وتعالى خلق الجن والإنس لطاعته وعبادته، ووعدهم أحسن الجزاء إذا استقاموا عليها فوعدهم الله سبحانه وتعالى على التوفيق في الدنيا والإعانة على الخير، ثم في الآخرة الجنة والفوز بالنعيم المقيم.
التوبيخ والتعيير:واحذر أخي المسلم من التوبيخ والتعيير بالذنب؛ فإنَّ ذلك مذموم، وقد نهى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أنْ تُثرّب الأمة الزانية مع أمره بجلدها، فتجلد حداً ولا تعيّر بالذنب ولا توبّخ؛ لذا فرّق أهلُ العلم بين النصيحة والتعيير، ويقول الفضيل: ((المؤمن يستر وينصح، والفاجر يهتك ويعيّر)) (: جامع العلوم والحكم 1/ 225 حديث (7))
وهذا المعنى عظيم، والفرق ظاهر بين النصيحة والتعيير، وهو أنّ النصح يقترن
به الستر، والتعيير يقترن به الإعلان، وقد قيل: ((من أمر أخاه على رؤوس الملأ فقد عيَّره)).
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[06 May 2007, 03:37 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله يا شيخنا الفاضل، انا و الله احبك في الله، كم ارتاح عندما اقرأ لك، ادعو الله لك بالسداد و التوفيق و ان يغفر لك الله و لوالديك و لابنائك و لكل عائلتك و ان يحفظكم يا آل ماهر من كل سوء و ان يجعل مثواكم مثوى آل ياسر الفردوس ان شاء الله آمين آمين آمين يا رب العالمين
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[09 May 2007, 09:40 م]ـ
أخي الكريم، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحبك الذي أحببتنا من أجله، أسأل الله أن يحفظك ويرفع قدرك ويعلي شأنك.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[09 May 2007, 09:41 م]ـ
الزنا
إنَّ من أعظم حُرم المسلم على المسلم العرض، ومن ذلك الزنا، وأنا لن أتكلم عن هذه الجريمة العظمى من بابها الواسع، بل سأتكلم عنها من جانب أنها جريمة عظمى بحق أخيك المسلم.
ولو لم يكن في هذه الجريمة إلا تدنيس العرض والشرف ونزع شعار الطهر والعفاف والفضيلة لكفى هذه الجريمة سوءاً. ثم إنَّ صاحب هذه الجريمة يُكسَى ثوب المقت بين الناس. وجريمة الزنا تشتت القلب وتمرضه إن لم تُمِتْهُ، وهذه الجريمة تفسد نظام البيت وتهز كيان الأسرة وتقطع العلاقة الزوجية، ثم يتعرض الأولاد لسوء التربية مما يتسبب عنه التشرد والانحراف والجريمة.
ثم إنَّ في هذه الجريمة ضياعاً للأنساب واختلاطها وتمليك الأموال لغير أصحابها عند التوارث، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيمن يخلط النسب حينما أراد رجل أنْ يطأ جارية، وكانت حاملاً فقد روى الإمام مسلم في صحيحه (1) من حديث أبي الدرداء، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: أنه أُتي بامرأة مجحٍ (2) على باب فسطاط فقال: ((لعله يريد أنْ يلمَّ بها؟)) فقالوا: نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقد هممتُ أنْ ألعنه لعناً يدخُلُ معه قبرَه، كيف يورثه وهو لا يحلُ له؟ كيف يستخدمُه وهو لا يحلُ له؟)).
وإنَّ من أعظم الزنا وأشده الزنا بحليلة الجار قال ابن القيم: ((وأعظم أنواع الزنا أنْ يزني بحليلة جاره، فإنَّ مفسدة الزنا تتضاعف ما ينتهكه من الحرمة، فالزنا بالمرأة التي لها زوج أعظم إثماً وعقوبة من التي لا زوج لها؛ إذ فيه انتهاك حرمة الزوج وإفساد فراشه، وتعليق نسب غيره عليه، وغير ذلك من أنواع أذاه فهو أعظم إثماً وجرماً من الزنا بغير ذات البعل، فإنْ كان زوجها جاراً له انضاف إلى ذلك سوء الجوار)) (3).
وقد ذكر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أن من أكبر الكبائر: ((أنْ تزاني حليلة جارك)) (4).
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه)) (5).
وكذلك إنَّ من أشد الزنا الزنا بنساء المجاهدين في سبيله، وقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:
((حرمةُ نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم، وما من رجلٍ من القاعدين يخلف رجلاً من المجاهدين في أهله فيخونه فيهم إلا وقف يوم القيامة فيأخذ من حسناته ما شاء حتى يرضى)) (6).
.....................................
(1) صحيح مسلم 4/ 160 (1441) (139).
(2) هي الحامل التي قربت ولادتها.
(3) موارد الضمآن 5/ 108 (21).
(4) أخرجه: البخاري 6/ 22 (4477)، ومسلم 1/ 63 (86) (141) من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.
(5) أخرجه: مسلم 1/ 49 (46) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(6) أخرجه: مسلم 6/ 42 (1897) (139) و43 (1897) (139) و (140) من حديث بريدة ابن الحصيب رضي الله عنه.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[13 May 2007, 11:13 م]ـ
صفات المؤمنين والمؤمنات:
تذكر أخي المسلم دائماً صفات المؤمنين حتى تتحلى بها؛ فمما ورد منها في القرآن الكريم قوله تعالى: ((وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)) [التوبة:71].
فهذه هي صفات المؤمنين والمؤمنات، وهذه هي أخلاقهم، بعضهم أولياء بعض لا حقد ولا حسد ولا نميمة، ولا غش ولا خداع ولا خيانة ولا تنابز بالألقاب، ولا غير ذلك مما يؤذي المسلم أو المسلمة مما يسبب الشحناء والبغضاء والعداوة والفرقة. بل هم أولياء يتحابون في الله ويتناصحون بكل خير، ولذلك هم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فيما بينهم , وبهذا تصلح مجتمعاتهم وتستقيم أحوالهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[17 May 2007, 11:50 م]ـ
التحذير من أذية الجار:
واحذر أخي المسلم من أذية جارك فإنَّ للجار حقوقاً، وقد وصى الله بالجار فقال في كتابه: ((وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ)) [النساء: 36] وصحَّ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنَّه سيورثه)) (1).
وقال: ((يا أبا ذر، إذا طبخت مرقة فاكثر ماءها وتعاهد جيرانك)) (2)، وقال: ((لا يمنع جارٌ جاره أنْ يغرز خشبة في جداره)) (3).
وقال: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن
بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليسكت)) (4).
وقد حذرنا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم من أذية الجار، فقال: ((والله لا يؤمنُ، والله لا يؤمنُ، والله لا يؤمن، قيل: من يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمن جارُه بوائقَه)) (5).
مما تقدم يتبين لنا منزلة الجار في نظر الإسلام وأنَّ ما نراه عند كثير من الناس الآن من الذين لا يهتمون بحق الجوار، ولا يأمن جيرانهم شرورهم فتراهم دائماً في نزاع معهم وشقاق واعتداء على الحقوق، وإيذاء بالقول والفعل، كل هذا مخالف لما جاء به القرآن والسنة الصحيحة، وإنَّ ما نراه من ذلك موجبٌ لتفكك المسلمين، وتباعد قلوبهم وإسقاط بعضهم حرمة بعض.
وعلى المسلم إذا ابتلي بجار سوء أنْ يصبر عليه، فإنَّ صبره سيكون سبب خلاصه منه، فقد جاء رجل إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم يشكو جاره فقال له: ((اصبر)) ثم قال له في الثالثة أو الرابعة: ((اطرح متاعك)) في الطريق فطرحه فجعل الناس يمرون به ويقولون ما لك؟ فيقول: آذاني جاري فيلعنون جاره حتى جاءه وقال له: ((رد متاعك إلى منْزلك فإني والله لا أعود)) (6) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، إنَّ فلانة تقوم الليل وتصوم النهار وتفعل وتصدق، وتؤذي جيرانها بلسانها، فقال رسول الله: ((لا خير فيها، وهي من أهل النار، وقال: وفلانة تصلي المكتوبة وتصدق بأثوار من الأقط ولا تؤذي أحداً، فقال رسول الله: هي من أهل الجنة)) (7). مما تقدم من نصوص الكتاب والسنة نعلم كيف عني الإسلام بالجار عناية عظيمة؛ إذ حث على الإحسان إليه بالقول والفعل وحرم أذاه بالقول والفعل، وجعل الإحسان إليه ومنع الأذى عنه من خصال الإيمان، ونفى الإيمان الكامل عن من لا يأمن جاره شَرّهُ، وأخبر أنَّ خير الجيران عند الله خيرهم لجاره.
...............................
() أخرجه: البخاري 8/ 12 (6015)، ومسلم 8/ 37 (2625) (141) من حديث ابن عمر رضي الله عنه.
(2) أخرجه: مسلم 8/ 37 (2625 (م)) (142) من حديث أبي ذر رضي الله عنه.
(3) أخرجه: البخاري 3/ 173 (2463)، ومسلم 5/ 57 (1609) (136) من حديث أبي هريرة
رضي الله عنه، وانظر بلا بد مسند الإمام الشافعي 3/ 224 - 225 (1494) مع تعليقي عليه.
(4) أخرجه: البخاري 8/ 39 (6136) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(5) أخرجه: البخاري 8/ 12 (6016) من حديث أبي شريح الخزاعي رضي الله عنه.
(6) أخرجه: البخاري في الأدب المفرد (124)، وأبو داود (5153)، وابن حبان (520) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(7) أخرجه: أحمد 2/ 440، والبخاري في " الأدب المفرد " (119)، وابن حبان (5764) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[18 May 2007, 04:33 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل – وحفظك من كل سوء - اسمح لي بإضافة هذه الأحاديث عن الجار:
- وعن أبى هريرة – رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة " ((متفق عليه)).
- وعن أبى هريرة – رضي الله عنه - ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يمنع جار جاره ان يغرز خشبة في جداره " ثم يقول أبو هريرة: ما لي أراكم عنها معرضين! والله لأرمين بها بين أكتافكم. ((متفق عليه)).
- وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير الأصحاب عند الله تعالى خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله تعالى خيرهم لجاره " ((رواه الترمذي وقال: حديث حسن)).
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[19 May 2007, 04:35 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً ونفع بكم وستر عليكم(/)
موقع فرسان السنة يدعوكم للانضمام
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[21 Apr 2007, 01:00 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وصلتني رسالة مفادها:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وكفى
عاد لكم منتداكم منتدى فرسان السنة
على العناوين الأتية
www.forsanelhaq.com
www.forsonna.info
فرجاء محاولة نشر العناوين الجديدة للمنتدى ونشرها فى المنتديات والمواقع الأسلامية السنية
ونعلن لكم عن افتتاح اقسام جديدة فى المنتدى وندعوكم للاشتراك بها باذن الله
الأن:: إنضم لفريق طلب العلم بالمنتدى
الأن:: إنضم لفريق تفريغ المحاضرات بالمنتدى
أدارة منتدى فرسان السنة
لمزيد من الأستفسارات رجاء مراسلة هذا الايميل
forsonnh@yahoo.com
...(/)
هل للشيخ عبد الكريم الخضير درس بعد صلاة الفجر؟
ـ[عبد الحي محمد]ــــــــ[21 Apr 2007, 11:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أود الإستفسار هل للشيخ عبد الكريم الخضير درس بعد صلاة الفجر؟ وفي أي مسجد؟
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[30 Apr 2007, 03:58 ص]ـ
الأخ عبدالحي سلمه الله.
الشيخ عبدالكريم ليس له دروس بعد الفجر الا في دورته الصيفية فقط والتي ستبدأ ان شاء الله تعالى في هذا الصيف في يوم السبت 16/ 6/1428 ولمدة اسبوعين ان شاء الله تعالى.
ـ[عبد الحي محمد]ــــــــ[30 Apr 2007, 11:11 ص]ـ
جزاك الله خيراً(/)
قصيدة جديدة ...... لا تعذلي
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[21 Apr 2007, 06:17 م]ـ
لا تعذلي إنّي فطيم هواكِ
وترفّقي ما للرَّضيع سواكِ
جرّعتِني من كأس حبّي علقما
وتركتِني أحبو على الأشواك
وغرَسْتِ سَيْفَ البَيْنِ ينهل من دمي
فالقلب باكٍ والضّلوع شواك
وعلوتِ عرش القلب مثل مليكةٍ
وجعلتِ روحي والهوى أسراك
وسكنتِ كلّ خواطري ونواظري
حتى كأنّي لا أرى إلاك
يا أنتِ يا من تُغْرقين جوانحي
رُحماكِ ساقية الجوى رُحماكِ!
هذا فَتَاكِ اليوم شَبَّ على الأسى
هل تَذْكرين أيا مَلاكُ فتاكِ
عهدٌ تولى كنتِ فيه فراشتي
وأنا كزهر الرّوض ألثُم فاكِ
فلكم رشقتِ من العيون أسنّة
أدمتْ فؤادي فاحْتَوتْهُ يداكِ
ولكم سقيْتِ من الشّفاه سُلافةً
من ثغر فجركِ ضُمٍّخَتْ بشذاكِ
ولكم غفا كفّي بكفّك حالمًا
والطّيْرُ يَسْجَعُ فوق غصن أراكِ
ولّى زمانٌ قد سقاني حلوه
واليوم يسقي الصّابَ من ذكراكِ
ويْلُ الشّجيّ كأنّ خفق فؤاده
نَفَسُ الغريق يخورُ بعد عِراكِ
في غربتي زهْرُ الشّباب ذوى أسىً
والهجرُ يُذْكي في الشّغاف هواكِ
يا من طواها البَيْنُ في ظلمائه
أنسيتِ ما وَعَدَتْ به شفتاكِ!
رِفْقا بروحٍ في دياجي وحدةٍ
عَرَجَتْ إليكِ تذوبُ في نجواكِ
أفنيتُ عمري في هواكِ حبيبتي
ومُنَايَ قبل الموتِ أن ألقاكِ
فلتَرْحمي طفلاً يموتُ توجّعًا
أو فاشمليه* إن قضى بثراكِ
هي أشجان مغترب حُرِمَ (وما يزال محروما) من نسيم وطنه (سورية) منذ عشرين عاما أو يزيد!
...........................................
* بإشباع الهاء ..
أخوكم: عمار محمد الخطيب
ـ[الجكني]ــــــــ[21 Apr 2007, 06:34 م]ـ
حق لنا هنا أن ننشد نصرة لأخينا:
لا تعذليه فإن العذل يولعه
قد قلت حقاً ولكن ليس يسمعه
جاوزت في لومه حداً يضر به
من حيث قدرت أن اللوم ينفعه
فاستعملي الرفق في تأنيبه بدلاً
من عنفه فهو مضنى القلب موجعه
قد كان مضطلعاً بالبين يحمله
فضلّعت بخطوب البين أضلعه
يكفيه من روعة التفنيد أن له
من النوى كل يوم ما يروّعه
رحم الله الشاعر:علي بن زريق،وأطال عمر الشاعر:عمار الخطيب
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[21 Apr 2007, 06:50 م]ـ
حق لنا هنا أن ننشد نصرة لأخينا:
لا تعذليه فإن العذل يولعه
قد قلت حقاً ولكن ليس يسمعه
جاوزت في لومه حداً يضر به
من حيث قدرت أن اللوم ينفعه
فاستعملي الرفق في تأنيبه بدلاً
من عنفه فهو مضنى القلب موجعه
قد كان مضطلعاً بالبين يحمله
فضلّعت بخطوب البين أضلعه
يكفيه من روعة التفنيد أن له
من النوى كل يوم ما يروّعه
رحم الله الشاعر:علي بن زريق،وأطال عمر الشاعر:عمار الخطيب
شيخنا الكريم ... جزاكم الله خيرا على المرور والتعليق ...
قصيدة ابن زريق من القصائد التي أحبها كثيرا ...
أسأل الله تعالى أن ينصر المظلومين ... ويخلص الدّيار من الظالمين.
كنتُ قد قلتُ سابقا:
" هي أشجان مغترب حُرِمَ (وما يزال محروما) من نسيم وطنه (سورية) منذ عشرين عاما أو يزيد! "
ما زلتُ في العشرينات ولله الحمد ... أقول هذا كي لا يظنّ شيخنا الجكني أنّ الرأس اشتعل
شيبا! (ابتسامة)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[21 Apr 2007, 08:02 م]ـ
لا فض فوك , فلست وحدك شاكي=من وقع آلام النوى يا باكي
فبطيبة الحسناء همتُ وليتني=يا طيبُ لم أصلى بجمر نواكِ
ولقد أثار اليوم عمار لنا = وجداً, فوا لهفي على أسراكِ(/)
موقع أخينا (محمد شعبان أبو قرن) قل رأيك
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[22 Apr 2007, 10:58 ص]ـ
إخواني الكرام القارئ محمد شعبان أبوقرن له جهد طيب في الدعوة وقد عرفت بأنه أعد موقعا باسم:
مدونات تجدونه على هذا الرابط: http://mesk.maktoobblog.com/(/)
كيف يعبر الجيل نحو المجد؟ (حلقات)
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[22 Apr 2007, 02:49 م]ـ
كيف يعبر الجيل نحو المجد؟ (1)
--------------------------------------------------------------------------------
تقضي البطولة أن نمد جسومنا ... معبراً للجيل حتى يعبر
من أكثر ما يعانيه الجيل الحالي من ضياع الهوية فقدان القدوة، فالجيل يدرس في كل حين، في مدرسته وجامعته ومعهده، عن الأخلاق العليا، والمثل وغيرها وغيرها، فيحركه الشوق لتحقيق هذه المثل في حياته، إلا أنه يصدم بواقعه المرير الذي يعيشه، فينقلب بخيبة أمل كبيرة، وعقد نفسية مضنية.
إن ثمة خطأ كبير في معظم أساليب التربية اليوم، فعندما نربي أبناءنا على الخلق الكريم ونكون نحن قد شطبناه من حياتنا فإن أسوأ الأمور ستقع وهي إختلال ثقة الإبن بوالديه وهما أقرب الناس إليه.
وعند إختلال الثقة بالوالدين فإن المتوقع من الإين أحد الأمرين:
1. إما أن يعلن تمرده على الأسرة ويخرج عن تقاليدها بعنف، مؤمناً بالقيم التي تعلمها وبات يحملها، ويسعى لتحقيقها بعيداً عن أسرته، فينشأ متفرداُ بقراراته.
2. وإما أن يستكين في ضعف، ويعيش حالة من التردد ونفي الذات، فتغيب ملامح شخصيته وينشأ ضعيفاً مهتزاً، غير مؤمن بأي قيمة في هذا الوجود.
وفي كلا الأمرين فإن الذنب لا يقع إلا على الأبوين، وفي أغلب الحالات تكون فرص العودة ومعالجة الأمر ضئيلة.
فلا يتوقع الأبوان غير القدوة من ابنهما أن يكون شبيه صلاح الدين أو عمر، لأن هذا الأمر قد نفي من واقعهما
أما إن كان الأبوان قدوة، فإن نسبة الصلاح في الأبناء سيكون كبيراً، وربما يخرج من هؤلاء من يقود الأمة للخير العميم.
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[22 Apr 2007, 02:51 م]ـ
كيف يعبر الجيل نحو المجد؟ (2)
--------------------------------------------------------------------------------
دببت للمجد والساعون قد بذلوا ... مهج النفوس وألقوا دونها الوزرا
وكابدوا المجد حتى مل أكثرهم ... وعانق المجد من وافى ومن صبرا
لا تحسبن المجد تمراً أنت آكله ... لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
من مقومات الوصول إلى المجد أيها السادة، أن نوطن النفس على الصبر واحتمال المكاره، فما نيل المعالي بالأماني، وما نراه اليوم من تأخر واضح في نهضة الجيل إنما سببه الغرق في الأحلام، وعندما يستفيق المرء يجد أن قطار الحياة الغض قد فاته،أقصد وقت الشباب حيث الأصل في العطاء أن يكون مضاعفاً، والأصل في الهمة أن تكون عالية.
لا يرتجى المجد ممن يرتضي بالدون، ولا يرتجى أيضاًَ ممن يريد الأمور جاهزة على طبق من ذهب أو فضة، فلو أن أحد الناس أراد رتبة أو هيئة أو مركزاً لسعى لذلك بجميع ما يستطيع، فما بالكم بالمجد الذي هو تاج الأمور كلها؟
وأما إن كان الساعي إلى المجد المحمود، من أهل الهمة، لا يدع مكاناً فيه خير له وللأمة إلا ولجه، فإن سعيه بإذن الله سيكون محموداً، لأن الغاية محمود والوسيلة محمودة فالنتيجة لابد أن تكون محمودة.
هذه لمحات ولدينا مزيد بإذن الله تعالى
فهيا إلى طريق المجد(/)
****معرض نصرة الأقصى****
ـ[خطأب]ــــــــ[23 Apr 2007, 12:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد على آله وصحبه أجمعين، وبعد: ـ
لا يخفى على كل عاقل مسلم وكل فرد يقيم في محيط الإسلام والدول الإسلامية والعربية،أن أهم القضايا التي تمر بواقع الإسلام اليوم، وأهم الأحداث التي تشغل الجزء الأكبر من خارطة قضايا الأمة ..
هي قضية / الأقصى الأسير
وما يمر به أهله من ... إرهاب .. واظطهاد .. وتخويف .. وترويع .. وهدم .. ونسف .. وسفك .. من اليهود والصهاينة أخزاهم الله، ولا تخفى عن الأسماع والأنظار،تضحيات شعب فلسطين الكريم، وبذلهم الغالي والنفيس، والأرواح والمهج،في سبيل حفظ ثراهم من أن يطأه يهودي نجس، أو أن يدنس شرف فلسطين كافر! أو أن يسلبهم الوطن محتلون غدار، وقردة فجار، أو أن يعبث المجرمون بالمسجد الطاهر الشريف العزيز، ويتخذوه لدينهم المنحط مؤى وملجأ، فصنعوا في هذا السبيل أعظم البطولات، وسطروا أرقى نماذج الإباء، ونالوا بالفعل ـــ العظمة الإنسانية ـــ في الدفاع عن أرضهم ومسجدهم، والهجوم على أعدائهم ومحتلوهم. ..
وقامت - ولا زالت قائمة -، فئات وجماعات وأفراد من العالم الإسلامي ضد الاحتلال الصهيوني، مناصرين ومؤازرين للشعب الفلسطيني، بكافة الوسائل المتاحة، وبأنواع المناصرة المتوفرة، بالكلمة والقلم واللسان واليد، لإن قضية فلسطين ليست قضية شعب لوحده، بل قضية كل مسلم في شعبه، فتكاتفوا في الدفاع، وتظامنوا في الهجوم، منذ بداية المأساة الفلسطينية وحتى اليوم، فساهموا في تضميد بعض الجراح الفلسطينية، وساعدوا في ارعاب المحتل وردعه بعض الشيء، وإن لم تكن كما حث الإسلام، وكما يريد الشعب الفلسطيني وتريده القضية الفلسطينية. ..
ومن واجب النصرة لهذا الشعب ومؤازرته، وتقديم - ولو - شيئ بسيط في هذه القضية، تقدم مجموعة فجر الأمة، بجهود شبابها، هذا المعرض، عسى أن يكون لبنة ولو بسيطة في الدفاع عن اقصانا، وفي مسايرة ركب التضامن الإسلامي والتكاتف الأخوي. نعرض لك القضية، تاريخا كاملا، إلى ان تصبح واقعا معاصرا، حتى تصبح البصائر على بصيرة من التاريخ القدساوي الهام بالنسبة للمسلمين.
والله نسأل أن تنال الجهود مرضاته، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل،وأن تنال هذا الجهود الشبابية، رضا المشاهد والمتابع، .. إنه ولي ذلك والقادر عليه،
ونترككم مع المعرض ...
تاريخ فلسطين
http://www.uparab.com/files/E0EA7C-D4-wxdjZW.jpg
فلسطين
هي المنطقة التاريخية الواقعة على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، في جنوب شرق آسيا.
الأرض
تمتلك المنطقة أرض متنوّعة جدا، تقسم عموما إلى أربعة مناطق وهي من الغرب الي الشرق السهل الساحلي، التلال وجبال الخليل، وادي الأردن، و الهضبة الشرقية. في أقصى الجنوب هناك صحراء النقب. تتراوح الإرتفاعات من 395 قدم تحت مستوى البحر على شواطئ البحر الميت، وهي أخفض نقطة على سطح الأرض، إلى 1020 قدم في أعلى قمم جبال الخليل. تمتلك المنطقة عدّة مناطق خصبة. إمدادات المياه للمنطقة ليست وفيرة. نهر الأردن هو النهر الوحيد في المنطقة، يتدفق جنوبا خلال بحيرة طبريا (بحيرة الماء العذبة الوحيدة في المنطقة) إلى البحر الميت الشديد الملوحة.
http://www.uparab.com/files/QQ3Sry7MiUL2KymY.jpg
التاريخ
العرب الكنعانيون كانوا أول السكان المعروفين لفلسطين. خلال الألف الثالثة قبل الميلاد وقد أصبحوا مدنيين يعيشون في دول ومدن منها أريحا. طوّروا أبجدية ومنها إشتقّت أنظمة كتابة آخرى. موقع فلسطين في مركز الطرق التي تربط الثلاث قارات جعل لها موقع للإجتماع الديني و التأثير الثقافي على مصر، سوريا، بلاد ما بين النهرين، وآسيا الصغرى. وكانت أيضا ساحة للحروب بين القوى العظمى في المنطقة و خاضعة لهيمنة الإمبراطوريات المجاورة، بدأ بمصر في ألفية الثالثة قبل الميلاد. الهيمنة المصرية والحكم الذاتي للكنعانيين كانا بشكل دائم في تحدّ خلال ألفية الثانية قبل الميلاد من قبل غزاة متنوّعين عرقيا كالعموريون، هيتيتيس، وهورريانس. على أية حال، هزم الغزاة من قبل المصريين والكنعانيون. بدأت السلطة المصرية بالضعف بعد
(يُتْبَعُ)
(/)
القرن الرابع عشر قبل الميلاد، المحتلون الجدّد ومنهم العبرانيين وهم مجموعة من القبائل السامية من بلاد ما بين النهرين، و الفلستينيين (بعد ذلك سميت البلاد باسمهم)، وإيجي وهم شعوب من أصل هندي أوروبي.
مملكة إسرائيل
http://www.uparab.com/files/jC2ftheiVsgHujyJ.jpg
بعد خروج القبائل العبرية من مصر (1270 قبل الميلاد) قاموا بغزو مدن الكنعانيين. وتم لهم بقيادة جوشوا السيطرة على أجزاء من فلسطين (1230 قبل الميلاد). أستقر العبرانيون في تلال البلاد، لكنّهم كانوا غير قادرين على السيطرة على كلّ فلسطين. الإسرائيليون، وهم إتحاد القبائل العبرية، أخيرا هزموا الكنعانيون حوالي 1125 قبل الميلاد. لكن تم غزوهم و قوتلوا قتالا شديدا من قبل الفلستينيين. حيث أسّس الفلستينيين دولة مستقلة لهم على الساحل الجنوبي لفلسطين وسيطروا على مدن الكنعانيين بما فيها القدس. وبما كان لهم من قيادة عسكرية منظمة ولإستعمالهم الأسلحة الحديدية، هزموا الإسرائيليين بشدة حوالي 1050 قبل الميلاد. التهديدات المخّتلفة أجبرت الإسرائيليين على التوحد وتأسيس الحكم الملكي. نبي الله داهود علية السلام، هزم الفلستينيين أخيرا بعد قليل من سنة 1000 قبل الميلاد، وتم لهم كامل السيطرة على أرض كنعان. وحدة إسرائيل وضعف الإمبراطوريات المجاورة مكّنا داهود من تأسيس دولة مستقلة كبيرة عاصمتها في القدس. في عهد إبن داهود ووريث، نبي الله سليمان علية السلام، تمتّع نبي إسرائيل بالسلام و الإزدهار، لكن مع موته في 922 قبل الميلاد قسّمت المملكة إلى إسرائيل في الشمال ويهودا في الجنوب. عندما أستأنفت الإمبراطوريات القريبة توسعها، لم يستطع الإسرائيليون المقسّمون في الإبقاء على إستقلالهم. سقطت إسرائيل إلى الإمبراطورية الآشورية في 722 - 721 قبل الميلاد، ويهودا هزمت في 586 قبل الميلاد من قبل بلاد بابل، الذين حطّموا القدس ونفوا أغلب اليهود الذين يعيشون فيها.
http://www.uparab.com/files/Jh0JEQWe9a4MRWrf.jpg
الحكم الفارسي
اليهود المنفون سمح لهم بالمحافظة على هويتهم ودينهم، بعض من أفضل الكتب اللاهوتية والعديد من الكتب التاريخية و منها العهد القديم كتب خلال فترة النفي أو ما عرف بالسبى البابلي. عندما حكم سيروس العظميم بلاد فارس قهر بلاد بابل في 539 قبل الميلاد أجاز لليهود العودة إلى يهودا وهي منطقة في فلسطين. تحت الحكم الفارسي سمح لليهود بالحكم الذاتي. جدّدوا جدران القدس وصنّفوا التوراة التي أصبحت رمز الحياة الإجتماعية والدينية.
الحكم الروماني
الحكم الفارسي لفلسطين إستبدلت بالحكم اليوناني عندما أحتل الأكسندر الأكبر المقدوني المنطقة في 333 قبل الميلاد. ورثة الأكسندر، بتوليميس وسيليوسدس، واصلوا حكم البلاد. سيليوسدس حاول أن يفرض الثقافة والديانة الهيلانية (اليونانية) على السكان. في القرن الثاني قبل الميلاد، تمرّد اليهود تحت ماكابيس وبدأ دولة مستقلة (141 - 63 قبل الميلاد) حتى قهرهم بومبي العظيم من روما وجعلها مقاطعة حكمت من قبل الملوك اليهود. خلال حكم الملك هيرود العظيم (37 - 4 قبل الميلاد) ولد سيدنا عيسى علية السلام. كان هناك ثورتان لليهود وقمعتا في 66 - 73 و 132 - 35. بعد الثانية، قتل عدد كبير من اليهود، والعديد بيع كعبيد، أما البقية فلم يسمح لهم بزيارة القدس. بدل أسم يهودا إلى إسم سوريا فلستينيا. لاقت فلسطين إهتمام خاصّ عندما زارت القدس الإمبراطورة هيلينا أم الإمبراطور الروماني قسطنتين الأول الذي شرع المسيحية وأعلنها ديانة للدولة في 313 ميلادي. أصبحت القدس بؤرة للحجّ المسيحي. وكان لها عصرا ذهبيا من الإزدهار، الأمن، والثقافة. أغلب السكان أصبحوا مسيحيين. قطع الحكم البيزنطي (الروماني) خلال فترات قصيرة بغزوات فارسية وأنهى تماما عندما فتحت الجيوش العربية الإسلامية فلسطين والقدس في العام 638.
http://www.uparab.com/files/yjnty44A2sK5XYsV.jpg
الخلافة الإسلامية
(يُتْبَعُ)
(/)
الغزو اإسلامي بدأ حكم أسلامي لفلسطين لمدت 1300 سنة. كانت فلسطين مقدّسة للمسلمين لأن الله أمر سيدنا محمد بأن تكون القدس القبلة الأول للمسلمين (الإتجاه الذي يواجهة المسلم عندما يصلّي) ولأنة صلي الله علية وسلم صعد في ليلة الإسراء و المعراج في رحلة إلى السماء من المدينة القديمة للقدس (المسجد الأقصى اليوم)، حيث بني المسجد الإقصى و مسجد قبة الصخرة بعد ذلك. أصبحت القدس المدينة الأقدس الثالثة للإسلام. الحكام المسلمون لم يجبروا دينهم على الفلسطينيين، وخلال أكثر من قرن تحول الأغلبية إلى الإسلام. المسيحيون واليهود الباقون إعتبروا أهل الكتاب. وسمح لهم السيطرة المستقلة ذاتيا في مجتمعاتهم وضمن لهم أمنهم وحريتهم في العبادة. مثل هذا التسامح كان نادر في تاريخ الأديان و في تاريخ فلسطين. أكثر الفلسطينيين تبنّوا العربية والثقافة الإسلامية. فلسطين إستفادت من التجارة مع الإمبراطوريات المجاورة ومن أهميتها الدينية خلال الحكم الأموي الإسلامي في دمشق. عندما إنتقلت السلطة إلى بغداد مع العباسيين في 750، أصبحت فلسطين مهملة. عانت البلاد بعد ذلك من الإضطراب والهيمنة المتعاقبة من قبل السلجوقيين، الفاطميين، والغزوات الصليبية. شاركت فلسطين، على أية حال، في مجد الحضارة الإسلامية، عندما تمتّع العالم الإسلامي بعصر ذهبي من علم، فنّ، فلسفة، وأدب. حيث بدأ المسلمون تعلّم العلوم اليونانية وبدأوا طريقا جديدا في عدّة حقول، بعد سنين كان لكلّ ذلك مساهمة كبيرة في عصر النهضة في أوروبا.
الحكم العثماني
الأتراك العثمانيون من آسيا الصغرى هزموا المملوكيين في 1517، وحكموا فلسطين حتى شتاء 1917. البلد كان قد قسّم إلى عدّة مناطق (سناجق) منها القدس. إدارة المناطق وضعت بشكل كبير في أيادي العرب الفلسطينيون. المسيحييون و اليهود، على أية حال، سمح لهم بكل الحريات الدينية والمدنية. إشتركت فلسطين في مجد الإمبراطورية العثمانية خلال القرن السادس عشرة، لكن ضعف ذلك المجد ثانية للإمبراطورية في القرن السابعة عشرة. ضعف فلسطين في التجارة، الزراعة، والسكان إستمرّ حتى القرن التاسع عشر. في ذلك الوقت في بحث الأوروبيين عن الخام والمواد والأسواق، بالإضافة إلى مصالحهم الأستراتيجية، جلبهم إلى الشرق الأوسط. بين 1831 و1840، محمد علي، الوالى العثماني على مصر، حاول توسيع حكمة إلى فلسطين. سياساته حسنت الحال الأقتصادية حيث زادت الزراعة، وتحسن التعليم. عادت السلطة للإمبراطورية العثمانية ثانية في 1840، وفرضت إصلاحاتها الخاصة. تصاعد القومية الأوروبية في القرن التاسعة عشرة، وخصوصا مع أنتشار اللاسامية، شجّع اليهود الأوروبيين لطلب اللجوء الى أرض الميعاد في فلسطين. ثيودور هيرزل، مؤلف كتاب الدولة اليهودية (1896)، أسّس المنظمة الصهيونية العالمية في 1897 لحملّ أوروبا على حل المشكلة اليهودية. كنتيجة لتزايد الهجرة اليهودية إلى فلسطين بشّدة في 1880، العرب الفلسطينيون وهم حوالي 95 بالمائة من السكان بدأوا يشعرون بالتخوف من هجرة اليهود وشراء الأرض ومن ثمّ تحولت الى معارضة للصهيونية.
http://www.uparab.com/files/fPsBPFVlC5J26WJm.jpg
الإنتداب البريطاني
بمساعد من قبل العرب، أحتل البريطانية فلسطين من الأتراك العثمانيين في 1917 - 1918. العرب تمرّدوا ضدّ الأتراك لأن البريطانيين وعدوهم، في 1915 - 1916 من خلال المراسلات مع الشريف حسين إبن علي والى مكة المكرمة، بإستقلال بلدانهم بعد الحرب. بريطانيا، على أية حال، قدمت إلتزامات متعارضة أخرى في السرّ من خلال إتفاقية سيكيس بيكوت مع فرنسا وروسيا 1916، بالتعهد بتقسيم وحكم المناطق العربية مع حلفائها. في إتفاقية ثالثة، في وعد بلفور 1917، وعدت بريطانيا اليهود بالمساعدة على تاسيس وطن قومي في فلسطين. هذا الوعد دمج بعد ذلك في صك الإنتداب الممنوح لبريطانيا من عصبة الأمم في 1922. خلال إنتدابهم من 1922 الى 1948،البريطانيون وجدوا أن وعودهم المتناقضة إلى اليهود و العرب الفلسطينيين صعبة التوافق. تصوّر الصهاينة بفتح الهجرة اليهودية بشكل واسع النطاق، والبعض تكلّم عن دولة يهودية تشمل كلّ فلسطين. الفلسطينيون، على أية حال، رفضوا قيام بريطانيا بتقديم بلادهم إلى طرف ثالث و هم لا يملكونها، حدثت الهجمات المضادة للصهيونية
(يُتْبَعُ)
(/)
في القدس في 1920 ويافا في 1921. في 1922 في بيان سياسي للحكومة البريطانية تم أنكار طلبات الصهيونية بالحصول على كلّ فلسطين وحدّدت الهجرة اليهودية، لكن تم أعادت التأكيد على دعم بريطانيا للوطن القومي لليهود. و قدم أقتراح بتأسّيس مجلس تشريعي، رفض الفلسطينيون هذا المجلس لكون التمثيل فية عدم عدالة. في 1928، عندما زادت الهجرة اليهودية بعض الشّيء، السياسة البريطانية تجاه الهجرة تأرجح تحت تضارب الضغوط العربية واليهودية. الهجرة تزايدة بحدّة بعد أضهاد النظام النازي في ألمانيا لليهود سنة 1933. في 1935 تقريبا حوالى 62,000 يهودي دخلوا فلسطين. الخوف من الهيمنة اليهودية كان السبب الرئيسي للثورة العربية التي إندلعت في 1936 وإستمرّت بشكل متقطّع حتى 1939. في ذلك الوقت حدّدت بريطانيا الهجرة اليهودية ثانية ومنعت بيع الأرض لليهود.
http://www.uparab.com/files/fRzNdyjyt9FrpqAR.jpg
فترة مابعد الحرب العالمية الثانية
الكفاح الفلسطين، الذي توقف خلال الحرب العالمية الثانية، إستأنف في 1945. الرعب من المحرقة النازية المزعومة أنتج عطفا عالميا و أوروبي لليهود وللصهيونية، وبالرغم من أن بريطانيا ما زالت ترفض هجرة 100,000 يهودي إلى فلسطين، العديد من اليهودي وجد طريقهم الى هناك بشكل غير قانوني. الخطط المختلفة لحلّ مشكلة فلسطين رفضت من طرف أو آخر. أعلنت بريطانيا أن الإنتداب فاشل وحولت المشكلة إلى الأمم المتّحدة في أبريل/نيسان 1947. اليهود والفلسطينيون أستعدوا للمواجهة. بالرغم من أن الفلسطينيون فاقوا عدد اليهود (1300000 إلى 600000)، اليهود كانوا مستعدّين أفضل. إمتلكوا حكومة شبة مستقلة، تحت قيادة ديفيد بن جوريون، وجيشهم، الهاجانا، كان مدرّب بشكل جيد. الفلسطينيون لم يكن لهم الفرصة للتجهز منذ الثورة العربية، وأغلب زعماء الثورة كانوا في المنفى أو سجون الإنتداب البريطاني. مفتي القدس، والناطق الرئيسي للفلسطينيين، رفض القبول بالدولة اليهودية. عندما قررت الأمم المتّحدة تقسيم فلسطين في نوفمبر/تشرين الثّاني 1947، رفض العرب الخطة بينما قبلها اليهود. في الحرب العسكري التي بدأت بعد أنهاء بريطانيا للإنتداب هزم العرب والفلسطينيون. قامت إسرائيل في 14 مايو/أيار 1948، جائت خمس جيوش عربية لمساعدة الفلسطينيين، وقامت بالهجوم فورا. عدم التنسيق وأسباب آخرى كانت السبب في هزيمة الجيوش العربية. إسرائيل أحتلت أكثر مما كان مقررا لها في قرار التقسيم. في حين أخذت الأردن الضفة الغربية من نهر الأردن، ومصر أخذت قطاع غزة. (إحتلّت إسرائيل هذه الأراضي بعد حرب الأيام الستّة 1967.) نتج عن الحرب 780,000 لاجىء فلسطيني. جزء منهم تركوا بيوتهم من الخوف والرعب، بينما البقية أجبرت على الخروج. الفلسطينيون مع إنتشارهم خلال البلدان المجاورة، أبقوا على هويتهم الوطنية الفلسطينية والرغبة في العودة إلى وطنهم.
http://www.uparab.com/files/rl3Bkr4WJEJXYaBJ.jpg
1916 - أتفاقية سايكس بيكو
تم توقيع أتفاقية سايكس بيكو بين فرنسا و بريطانيا حيث تم الأتفاق على تقسيم المنطقة العربية الى مناطق سيطرة. حيث أتفق على وضع لبنان و سوريا تحت السيطرة الفرنسية و الأردن و العراق تحت سيطرة بريطانيا، على أن تبقي فلسطين دولية.
ـ[خطأب]ــــــــ[23 Apr 2007, 12:52 ص]ـ
1917 - وعد بلفور في 2 نوفمبر 1917 قامت الحكومة البريطانية بأصدار وعد بلفور في هيئة رسالة من وزير خارجيتها جيمس آرثر بلفور الى زعيم الحركة الصهيونية. تعهد فيها وزير الخارجية بأن تقوم حكومة جلالة الملكة بالعمل بأفضل ما يمكنها من أجل تحقيق هدف تأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين. كما تعهد بأن لا تقوم بريطانيا بعمل اي شيئ من شأنة أن يضر بمصالح و حقوق المجتمعات غير اليهودية الموجودة في فلسطين. [ COLOR="purple"]1918 - 1917 - وعد بلفور
(يُتْبَعُ)
(/)
في 2 نوفمبر 1917 قامت الحكومة البريطانية بأصدار وعد بلفور في هيئة رسالة من وزير خارجيتها جيمس آرثر بلفور الى زعيم الحركة الصهيونية. تعهد فيها وزير الخارجية بأن تقوم حكومة جلالة الملكة بالعمل بأفضل ما يمكنها من أجل تحقيق هدف تأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين. كما تعهد بأن لا تقوم بريطانيا بعمل اي شيئ من شأنة أن يضر بمصالح و حقوق المجتمعات غير اليهودية الموجودة في فلسطين.
1918 - الهجرة اليهودية
بعد الحرب العالمية الأولي في 1918 بدأ اليهود بالهجرة الى فلسطين التي كانت تحت الأنتداب البريطاني وفق قرارات عصبة الأمم. وفق وعد بلفور وشروط الأنتداب فقد قامت سلطة الأنتداب بتيسير هجرة اليهود بهدف تأسيس وطن قومي لهم في فلسطين. بدأ العمل بشكل واسع و ضخم على أنشاء مشاريع زراعية و أقتصادية تقوم بها الحركة الصهيونية خلال فترة الأنتداب في فلسطين لحساب المستوطنين الجدد. كما أزدادت الهجرة اليهودية الى فلسطين في الثلاثينات من القرن العشرين بسبب الحملة النازية على اليهود في أوروبا. أصبحت تل أبيب أكبر المدن التي يسكنها فقط اليهود، كما وجد عدد كبير من القرى و المدن الصغيرة التي أسسها اليهود. في نفس الوقت شهد العالم تأسيس عدد كبير من الأحزاب و الجمعيات اليهودية في أوروبا و العالم و جميعها تنضم تحت أفكار و تنظيم الحركة الصهيونية و قد هاجر بعض زعماء تلك الأحزاب الى فلسطين حيث قاموا بتأسيس الأحزاب المختلفة في الكيان الصهيوني.
1919 - أول مؤتمر وطني فلسطين
تم عقد أول مؤتمر وطني فلسطيني تم فية أدانة و رفض كامل لوعد بلفور.
1920 - مؤتمر سان ريمو
تم عقد مؤتمر سان ريمو حيث قرر وضع فلسطين تحت الأنتداب البريطاني، و خلال عامين كانت فلسطين فعليا تحت الأدارة البريطانية حيث أرسل هربر صموئيل وهو زعيم صهيوني كأول مندوب سامي في فلسطين.
1922 - الأنتداب على فلسطين
عصبة الأمم تصدر قرار الأنتداب البريطاني على فلسطين، حيث يعمل القرار في صالح تاسيس وطن قومي لليهود في فلسطين.
1929 - الأحتجاجات
في أغسطس 1929 هز القدس أول هجوم واسع النطاق يشنه العرب على اليهود، ففي أعمال الشغب قتل العرب 133 يهودي و قتل منهم 116. و تعود جذور العنف إلى مخاوف العرب من أهداف الحركة الصهيونية التي تهدف لأقامت وطن قومي لليهود في فلسطين. كانت بريطانيا قد وعدت اليهود بإنشاء وطن قومي لهم في فلسطين، على أن لا تجحف بحق السكان الأصليين في البلاد و لكن حتى الآن لم تقم بريطانيا بتنفيذ وعدها للعرب بحماية حقوقهم المدنية و الدينية.
http://www.uparab.com/files/aAdXgrxC3EHG3pKc.jpg
1936 - أضراب الستة أشهر
قام الفلسطينيون بأضراب عام شامل لمدة ستة أشهر أحتجاجا على مصادرة الأراضي و الهجرة اليهودية.
1937 - لجنة بيل
منذ وعد بلفور كانت بريطانيا تحاول تسوية الخلاف بين اليهود و العرب دون نجاح. ففي هام 1937 قدم اللورد روبرت بيل التقرير الذي خلصت له اللجنة التي كان يرأسها، حيث ورد في التقرير أن استمرار العمل بنظام الانتداب على فلسطين غير ممكن عمليا و أنة ليس هناك أمل في قيام كيان مشترك بين العرب و اليهود. كان من دواعي تكوين هذه اللجنة تزايد أعمال الاحتجاج من قبل العرب في فترة العشرينات و الثلاثينات بسبب الهجرة اليهودية و و مصادرة الأراضي، فما كان من العرب إلا تشكيل اللجنة العربية العليا للدفاع عن أنفسهم و قاموا بتنظيم إضراب الستة أشهر في عام 1936. و في محاولة للخروج من تلك الأزمة قامت بريطانيا بتكليف اللورد روبرت بيل بدراسة الوضع و تقديم الحلول، ولكن العرب قاطعوا اللجنة و رفضوا التقرير. بعد تأكيد التقرير على استحالة قيام كيان مشترك لليهود و العرب، تم اقتراح تقسيم فلسطين إلى دولتين أحدهما عربية و الأخرى يهودية و توضع الأماكن المقدسة تحت الإدارة الدولية. و بعد سنتين من التقرير وجدت بريطانيا في حالة لا فوز ولا خسارة و قررت وضع قيود على هجرة اليهود لفلسطين لحين إيجاد حل المعضلة.
http://www.uparab.com/files/y95lhQVvghpcPZIA.jpg
1948 - أول حرب عربية أسرائلية
(يُتْبَعُ)
(/)
رفض العرب لمشروع التقسيم ادي الى أندلاع العنف بين العرب و اليهود مع رفض بريطانيا التدخل و ترك الأمور كما هي حتي موعد الأنسحاب في 1 أغسطس 1848 وفق مشروع التقسيم. عندما تأكد زعماء اليهود من نية أنسحاب بريطانيا في يوم 15 مايو، قرروا في تل أبيب في يوم 14 مايو أن يطبقوا الجزء الخاص بأنشاء دولة يهودية كما ورد في قرار التقسيم، حيث تم تشكيل برلمان وطني كممثل للشعب اليهودي و الحركة الصهيونية العالمية، الذي أعلن قيام دولة يهودية في فلسطين تسمى دولة أسرائيل و تقرر فتح باب الهجرة لكل يهود العالم للكيان الجديد. في 15 مايو قامت جيوش من مصر و الأردن و سوريا و لبنان و العراق مع مقاتلين عرب آخرين و المقاتلين الفلسطينين الذين كانوا يقاتلون اليهود منذ نوفمبر 1947، قاموا ببدأ حرب شاملة ضد الكيان الصهيوني. حيث تحول الصراع الى نزاع دولي. لقد فشل العرب في منع قيام الكيان الصهيوني، حيث أنتهت الحرب بأربع قرارات وقف أطلاق النار من الأمم المتحدة بين اسرائيل و مصر و لبنان و الأردن و سوريا. و الحدود التي تم تحديدها في الأتفاقية بقية على ماهي علية حتي عام 1967.
http://www.uparab.com/files/k8dCOU94ZM5I7Ndy.jpg
http://www.uparab.com/files/EDz9l8eTyChmJbwW.jpg
1948 - قيام الكيان الصهيوني
غيرت حرب 1948 التركيبة السكانية داخل أسرائيل حيث قام عدد كبير من الفلسطينين بالهجرة من الأراضي التي تم أحتلالها في عام 1948. أصبح قطاع غزة الصغير تحت الأدارة المصرية و الضفة الغربية تحت الأدارة الأردنية. بلغ عدد المهاجرين الفلسطينين 680000 شخص حيث غادروا الى الدول العربية المجاورة و بذلك أصبح اليهود أغلبية في الكيان الصهيوني الجديد. في 1949 تمت أنتخابات أول كنيست أسرائيلي و أختير حاييم وايزمن الزعيم الصهيوني كأول رئيس لأسرائيل.
1958 - الوحدة العربية
كان انضمام مصر إلى سوريا في الجمهورية العربية المتحدة بداية تغيرات شديدة في الشرق الأوسط، منذ أن سيطر حزب البعث ذو الميول الشعبية على السلطة في سوريا قام على غرار مصر بالتقرب أكثر من أفكار الاشتراكية في الصين و التسلح بأسلحة روسية. و تحت ضغط واشنطن (التي تدعم الحكومات العربية المجاورة المعادية للشيوعية) و الأحزاب الشيوعية المحلية قررت الحكومة السورية اختبار توجهاتها للوحدة العربية، و هكذا كانت الجمهورية العربية المتحدة. و تتابعه الأحداث بانضمام اليمن للوحدة بغرض تدعيم أمنها و موقفها. شكل النظام الملكي في كل من العراق و الأردن اتحاد بينهم، بينما سلم الملك سعود الحكم إلى أخيه الملك فيصل الذي كان أكثر تقربا من أفكار عبد الناصر. في لبنان الحرب الأهلية اشتعلت بين العرب القوميين المدعومين من سوريا و مؤيدي الرئيس كميل شمعون المدعومين بالغرب. في العراق الضباط ذو الميول الناصرية ينقلبون على النظام الملكي و يقتل رئيس الوزراء و الملك فيصل الثاني و عدد كبير من أفراد العائلة الملكية، و ينهار الاتحاد بين العراق و الأردن. خوفا من وصول المد الناصري للبنان قامت الولايات المتحدة الأمريكية بإرسال 10000 مقاتل و قامت برعاية محادثات سلام بين المتنازعين أدت إلى تنازلات و من ثم انتخابات و نتج عنها انتخاب الرئيس فؤاد شهاب الأقرب لعبد الناصر و الأقل ولاء للغرب.
في عام 1961 انسحبت سوريا من الجمهورية العربية المتحدة و بذلك أنهار الاتحاد.
1964 - تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية
في 1964 أعلن عن تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، و في الأول من يناير 1965 بدأت الثورة الفلسطينية.
http://www.uparab.com/files/SVPRBOXScQHlgqdh.jpg
1974 - منظمة التحرير تمثل الشعب الفلسطيني
في 1974 و في قمة الرباط تم الأعتراف بمنظمة التحرير كممثل شرعي و وحيد للشعب الفلسطيني. في الأمم المتحدة تم التأكيد على ضرورة قيام دولة فلسطينية مستقلة و تم منح منظمة التحرير مقعد مراقب. و قد القى ياسر عرفات رئيس المنظمة خطاب على الأمم المتحدة في نفس السنة.
1987 - 1991 - الأنتفاضة
(يُتْبَعُ)
(/)
في بداية الثمانينات دخلت العلاقات الفلسطينية الأسرائيلية مرحلة جديدة من عدم الأستقرار، حيث بدأت الأنتفاضة الفلسطينية في شكل أضرابات و مظاهرات و ألقاء حجارة و عمليات أنتحارية موجهة من الفلسطينين الى الجنود الأسرائيلين و المستوطنين. في المقابل قام الجيش الأسرائيلي بقمع تلك المظاهرات و بأعتقالات واسعة مع حملات تعذيب و تكسير عظام و هدم منازل و مصادرة أراضي و ممتلكات، مما حرك القضية و أثار الراى العام العالمي ضد أسرائيل. كما وجهة أمريكا و الأمم المتحدة أنتقادات لأسرائيل.
1988 - أعلان قيام دولة فلسطين
في 14 ابريل 1988، قام الموساد الأسرائيلي بأغتيال الرجل الثاني في منظمة التحرير و قائد العمليات في الداخل الزعيم الفلسطيني أبو جهاد، حيث أغتيل برصاص الموساد في منزلة في مدينة تونس حيث المقر الرئيسي لمنظمة التحرير. في 15 نوفمبر 1988 أعلم المجلس الوطني الفلسطيني المنعقد في الجزائر قيام دولة فلسطين على أساس قرار الأمم المتحدة رقم 181 بشأن تقسيم فلسطين و قد قدم العلم الفلسطيني للعالم. وقد تم للدولة الفلسطينية أعتراف دولي من عدد من الدول التي لم تعترف باسرائيل في 9 ديسمبر 1988 عقد لقاء بين بسام ابو شريف مستشار الرئيس عرفات و مساعد وزير الخارجية البريطاني وليم وليدجريف في ترقية لمستوي العلاقات بين المنظمة و بريطانيا. بعد رفض الولايات المتحدة الأمريكية منح الرئيس عرفات أذن دخول لحضور جلسات الأمم المتحدة، تم عقد جلسة خاصة لمناقشة القضية الفلسطينية في جينيف ليحضرها الرئيس عرفات.
1994 - مجزرة الحرم الأبراهيمي
في بداية 1994 تم توقيف المفاوضات بشكل مؤقت بسب قيام أحد المستو1994 - أنسحاب أسرائيل من غزة و أريحا
1994 - أنسحاب أسرائيل من غزة و أريحا
في مايو 1994 أنسحبت القوات الأسرائيلية من قطاع غزة و أريحا تنفيذا لأتفاقية أوسلو و أصبحت تلك الأراضي تحت سلطة الحكم الذاتي الفلسطيني ممثلة بالسلطة الوطنية الفلسطينية.
- أغتيال رئيس وزراء أسرائيل أسحاق رابين
في 4 نوفمبر، اغتيل رئيس وزراء إسرائيل إسحاق رابين، حيث أصيب بثلاث أعيرة نارية عندما أطلق علية النار من مسافة قريبة عند خروجه من احتفالية تروج للسلام في تل أبيب، حيث نقل على عجل للمستشفى و لم يكن هناك نبض و لا ضغط للدم حيث أعلنت وفاته و توالى وزير الخارجية إسحاق بيريز رئاسة حزب العمل و رئاسة الوزراء.
- أحداث أول القرن الجديد يناير/كانون الثّاني 2000 4 يناير، المسؤولون الفلسطينيون يقولون بأنهمّ توصّلوا إلى إتفاقية مع إسرائيل لإعادة الإنتشار المعطل منذ زمن طويل في الضفة الغربية ومن المقرر التنفيذ في 48 ساعة القادمة. 20 يناير، وصل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الى واشنطن هذا الصباح لمقابلة الرئيس الأمريكي بيل كلنتون.
فبراير/شباط 2000
2 فبراير، في جولة محادثات سلام آخرى، الفلسطينيون يرفضون خريطة إسرائيلية تحتفظ بإجزاء كبيرة من الضفة الغربية تحت السيطرة الإسرائيلية. أكّدت الطيب عبدالرحيم لأول مرّة أن إسرائيل قدّمت خريطة تحدّد الحدود المستقبلية المقترحة. 3 فبراير، رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أجريا مباحثات هذا الصباح تتعلّق بإطار إتفاق السلام الإسرائيلي الفلسطيني. 21 فبراير، حثّ المسؤولين الفلسطينيين المبعوث الأمريكي دنيس روس للضغط على إسرائيل لمواصلة عملية السلام في الشرق الأوسط المتوقّفة.
مارس/آذار 2000
21 مارس، مقبلا أرض فلسطين وبترحيب شديد من قبل ياسر عرفات، البابا جون بول الثاني في زيارة حجّ إلى بلاد المسيح عيسى علية السلام وهي الزيارة التي عزيزة بقوي آمال الدولة الفلسطينية. إحتفل البابا مع حشد يعد بالآلاف في ساحات بيت لحم وأدى الصلاة في الكهف الذي يعتقد أن السيد المسيح علية السلام ولد فية. 30 مارس، الفلسطينيون نظّموا مظاهرات في الضفة الغربية وقطاع غزة - وفي بعض الحالات أشتبكت بالقوّات الإسرائيلية - للإحتجاج على مصادرة أراضي مملوكة للعرب وذلك لتوسيع المستوطنات اليهودية. جرح على الأقل 15 من المتظاهرين. الإصطدام الأكبر كان بين العرب و الإسرائيليين في بلدة سخنين، حيث قالت الشرطة أن حوالي 400 متظاهر إخترقوا سياج قاعدة للجيش الإسرائيلي. أطلقت الشرطة رصاص معدني
(يُتْبَعُ)
(/)
مكسوّ بالمطاط علي المتظاهرين.
أبريل/نيسان 2000
7 أبريل، بدأ المفاوضين الإسرائيليين والفلسطينييون دورة جديدة من المحادثات على خلفية إنذار مصري لإسرائيل بأنة يجب الموافقة على دولة فلسطينية لكي يكون هناك سلاما حقيقيا. إجتمع المفاوضون في قاعدة جوية في بولينج في جنوب شرق واشنطن، وفي أجتماع آخر مع الوسطاء الأمريكان الذين تدخّلوا للدفع في أتجاة التوصل الى إتفاقية. 26 أبريل، قال الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات خلال زيارة إلى فرنسا بأنّة يتوقّع من الزعماء الأوروبيين، بشكل رئيسي الرئيس الفرنسي جاك شيراك، بالمساعدة على تقدّم عملية السلام في الشرق الأوسط. عرفات كان في زيارة لفرنسا قبل المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيون المنتظر أن تستأنف يوم الأحد في آيلات.
مايو/أيار 2000
4مايو، إسرائيل قدّمت خريطة لكيان فلسطيني مقترح يشمل حوالي ثلثي الضفة الغربية إلى المفاوضين الفلسطينيين، الذين رفضوا إعتباره وقطعوا الجلسة. هذة هي المرّة الأولى التي لخّص المفاوضون الإسرائيليون بالتفصيل ما يتصوّرون للحدود المستقبلية ما يمكن أن تكون علية الدولة الفلسطينية. المسؤولون الفلسطينيون صرحوا أن الكيان المقترح من قبل الإسرائيليون يشمل حوالي ثلثي الضفة الغربية وقد قسّمت إلى عدّة جزر كبيرة من الأرض الغير متصلة. 8 مايو، أخفق رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في تجسير الفجوات الكبيرة جدا بين مواقفهما، مما يجعل من غير المحتمل التوصل لمعاهدة سلام تكون جاهزة بحدود موعد القمة المقررة في الإسبوع القادم. الفلسطينيون غضبوا لإقتراح إسرائيل بضم ثلث الضفة الغربية. صرح باراك أن الحدود النهائية يجب أن ترسم بطريقة تضمن أنّ الأغلبية المطلقة لحوالى 200,000 يهودي مستوطن في الضفة الغربية وقطاع غزة سيقعون تحت السيادة الإسرائيلية. 15 مايو، في واحد من أعنف المواجهات منذ سنوات، القوّات الإسرائيلية و قوات الشرطة الفلسطينية تخوض معارك بالأسلحة. على الأقل ثلاثة من الفلسطينيون قتلوا وأكثر من 320 أصيبوا، و عمت الإحتجاجات الضفة الغربية وقطاع غزة. في أحد المواجهات، قنّاصون إسرائيليون إستولى على فندق في الضفة الغربية وأجبروا عدد من الضيوف والموظّفين (فما في ذلك تسعة أمريكان) لطلب الأختفاء في رواق الفندق. في الضفة الغربية وغزة، آلاف الفلسطينيين واجهوا القوّات الإسرائيلية بقذفها بالحجارة. ..
ـ[خطأب]ــــــــ[23 Apr 2007, 12:54 ص]ـ
شخصيات فلسطينية
..
ياسر عرفات
المولود: 24 أغسطس/آب 1929 القاهرة - مصر.
التعليم: درجة جامعية في الهندسة، جامعة فؤاد الأول في 1956.
العائلة: الزوجة، سهى الطويل.
الدين: الأسلام.
السنوات الأولى: في 1946، بدأ بجمع الأسلحة لمعركة متوقّعة في الأراضى الفلسطينيية، كان من مؤسسي فتح، وهي مجموعة فدائية كرّست عملها لتحرير فلسطين، في منتصف الخمسينات بدأت الحركة بتصعيد الغارات على إسرائيل. في 1969 أصبح عرفات الرئيس المنتخب لمنظمة التحرير الفلسطينيّة.
السنوات الأخيرة: وقع إتفاقية أوّلية مع إسرائيل للحكم الذاتي الفلسطيني في غزة وأريحا في 1993. في 1994 حصل على جائزة نوبل للسلام سويّة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين ووزير خارجية إسرائيل شمعون بيريز.
المكتب: مدينة غزة، قطاع غزة
السيرة الذاتية
24 أغسطس/آب 1929، ولد في القاهرة- مصر. مكان الولادة ليس مأكّدا، بعض المصادر الأخرى تقرر انة من مواليد القدس أو غزة. خلال طفولته عاش عرفات في كل من القاهرة والقدس.
1947: في الحروب مع اليهود، شارك عرفات في الكفاح في جانب المقاتيلين مع مفتي القدس.
1948: خرج من فلسطين، بعد تأسيس إسرائيل. إستقرّ في القاهرة حيث بدأ بدراسة الهندسة في جامعة القاهرة.
1952: أنضم الى الأخوان المسلمين وإتحاد الطلاب الفلسطينيين، حيث أصبح رئيسا لة.
1956: إنتقلت إلى الكويت، حيث عمل كمهندس، وأسّس شركة أعمال خاصة.
1957: أنشاء فتح وقد قاد عدّة هجمات على إسرائيل.
1968: فتح أنضمت إلى منظمة التحرير الفلسطينية.
1969: أصبح عرفات الرئيس المنتخب لمنظمة التحرير الفلسطينية.
1974: القى خطاب في الجمعيّة العموميّة في الأمم المتّحدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
1982: منظمة التحرير الفلسطينية تترك لبنان. بعد الأجتياح الإسرائيلي. أنتقل مقر المنظمة إلى تونس.
1988: 15 نوفمبر/تشرين الثّاني، أعلان قيام دولة فلسطين في إجتماع المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر.
1989: الرئيس المنتخب لدولة فلسطين بالمجلس المركزي و المجلس الوطني الفلسطيني.
1991: بدأ محادثات سلام تقودها الولايات المتحدة الأمريكية في مدريد.
1993: توقيع إتفاقية أوسلو على مبدأ الأرض مقابل السلام.
1993: إعترف عرفات بحق إسرائيل في الوجود.
1994: إنسحبت القوات الإسرائيلية من قطاع غزة وأريحا في أيار/مايو. عرفات عاد الى غزة في تموز/يوليو.
1996: 20 يناير/كانون الثّاني، الرئيس المنتخب للسلطة الفلسطينية بأكثر من 88% من الأصوات.
http://www.arabsys.net/pic/wrod/10.gif
أمين الحسيني
يسمى الحاجّ أمين الحسيني (ولد في القدس سنة 1897 وتوفي في 4 تموز/يوليو 1974 في بيروت، لبنان)، مفتي القدس ورمز عربي لعب دورا رئيسيا في المقاومة العربية في وجه الأطماع السياسية الصهيونية في فلسطين.
درس في القدس والقاهرة وإسطنبول، وفي 1910 أصبح صوتا قويا في الحركات القومية المضادة للصهيونية. في يناير/كانون الثّاني 1922 عينت سلطة الأنتداب البريطانية الحسيني كرئيس ومفتي المجلس الإسلامي الأعلى المشكل حديثا.
في 1936 كلّ المجموعات الفلسطينية توحدة لخلق سلطة تنفيذية دائمة تسمي باللجنة العربية العليا تحت رئاسة الحسيني. طلبت اللجنة توقف الهجرة اليهودية ومنع نقل الأرض من العرب إلى اليهود. نظمت إضراب عام طوّر إلى تمرّد ضدّ السلطة البريطانية. أقال البريطانييون الحسيني من رئاسة المجلس وأعلنت أن اللجنة غير قانونية في فلسطين. في أكتوبر/تشرين الأول 1937 هرب إلى لبنان، حيث أعاد تكوين اللجنة تحت قيادتة.
التمرّد أجبر بريطانيا لتقديم تنازلات أساسية لمطالب العرب في 1939. البريطانيون تركوا فكرة تأسيس فلسطين كدولة يهودية،، وحددوا هجرة اليهودية على أن تستمرّ لخمس سنوات أخرى، كان الأمر فيما بعد معتمد على الموافقة العربية. الحسيني لعدم ثقتة في بريطانيا أستنكر السياسة الجديدة.
http://www.arabsys.net/pic/wrod/10.gif
جورج حبش
ولد في 1925 اللد - فلسطين)، سياسي فلسطيني وزعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
خرج حبش من فلسطين في 1948 وحصل على درجة طبية من الجامعة الأمريكية في بيروت. في أوائل الخمسينات كان من نشطاء حركة الشبان الثائرين، التي قامت بهجمات على الحكومات العربية التقليدية. أسّس الجبهة الشعبية المقاتلة لتحرير فلسطين بهدف تحطيم إسرائيل من خلال تحقيق الوحدة العربية بعد الهزيمة الغير واقعية للعرب من قبل إسرائيل في حرب الأيام الستّة 1967. بزعامة حبش، نظّمت الجبهة عدّة عمليات خطب طائرات، بضمن ذلك طائرة أمريكية فجرت في سبتمبر/أيلول 1970.
كان هدف لعدّة محاولات إغتيال، واحدة منها سببت لة شلل جزئي.
http://www.arabsys.net/pic/wrod/10.gif
عبد القادر الحسيني
ولد في 1907 في القدس، أبن موسى قاسم (باشا) الحسيني، خريج في الكيمياء من الجامعة الأمريكية في القاهرة، نظّم جمعية في أوائل الثلاثينات لمحاربة التمييز ضدّ العرب الفلسطينيون في الخدمات العامة. مؤسس (1931) وزعيم منظمة الجهاد المقدس. زعيم فلسطيني للمقاومة خلال الثورة العربية من 1936 الى 1939. فدائي وقائد لمنطقة القدس. نفى في 1938 وعاد بشكل سري إلى القدس في 1948. كان قائدا لقوة الجهاد المقدس خلال حرب 1948، قتل في هجوم مضاد في القسطل، غرب القدس، في 8 نيسان/أبريل 1948.
http://www.arabsys.net/pic/wrod/10.gif
الشيخ أحمد ياسين
في عسقلان. لاجىء في غزة منذ 1948. عمل كمعلّم وواعظ وعامل مجتمع. شلّ بالكامل بعد حادث في شابه. مؤسس المركز الإسلامي في غزة في 1973 الذي سيطر على كلّ المؤسسات الدينية. المؤسس والقائد الروحي والشخصية الرئيسية لحركة المقاومة الأسلامية حماس.
في 1989، إعتقل من قبل إسرائيل وحكم علية بالسجن مدى الحياة لأمرة بقتل فلسطينيين من الذين تعاونوا مع الجيش الإسرائيلي. أطلق سراحة في 1 أكتوبر/تشرين الأول 1997، في مبادلة أسرى مع الأردن بمقابل أثنان من عملاء الأستخبارات الإسرائيليين.
http://www.arabsys.net/pic/wrod/10.gif
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خطأب]ــــــــ[23 Apr 2007, 12:58 ص]ـ
المنظمات والحركات الفلسطينية
http://www.arabsys.net/pic/wrod/35.gif
منظمة التحرير الفلسطينية
منظمة التحرير الفلسطينيّة، تمثل الجسم السياسي للشعب العربي الفلسطيني في محاولتهم لإسترداد وطنهم من إسرائيل.
التركيب والأعضاء
منظمة التحرير الفلسطينية أسّست في القطاع الأردني للقدس في أيار/مايو 1964.
بدأت بأجتماع عدد كبير من الشخصيات البارزة الفلسطينية كان عددهم 388 عضو في باديء الأمر وقد شكلوا ما يعرف بالمجلس الوطني الفلسطيني، الأغلبية كانوا من نخبة أفراد العوائل في الضفة الغربية. في تموز/يوليو 1968، في أجتماع المجلس الوطني الفلسطيني الرابع، ذهبت نصف مقاعد المجلس إلى حركة التحرير الفلسطيني (فتح) وبذلك شاركت فتح لأول مرّة. وفي أجتماع المجلس السادس في فبراير/شباط 1969، ذهب 70 مقعد من 100 إلى فتح.
كان الهدف هو تكرّيس تعبئة الشعب الفلسطيني لإستعادة ما هو مغتصب منة من أرض و حقوق. كان طلب المنظمة بأستبدال الكيان الإسرائيلي بدولة غير طائفية ديمقراطية. ولهذا الغرض تبنّى المجلس نهج الكفاح المسلح عن طريق العمل الفدائي في داخل الأرض المحتلة.
إنّ وظائف منظمة التحرير الفلسطينية منفّذة بثلاثة هيئات رئيسية: اللجنة التنفيذية، وهو جهة إتّخاذ القرارات التي يمثل فيها المنظمات الفدائية بشكل رئيسي. اللجنة المركزية وهو مجلس إستشاري. و مجلس الوطني الفلسطيني وهو الذي يعتبر البرلمان الفلسطيني.
التاريخ
منذ فبراير/شباط 1969 منظمة التحرير الفلسطينية أصبحت برئاسة ياسر عرفات، زعيم فتح. في إجتماع القمّة العربية في الرباط - المغرب في 1974، إعترف بمنظمة التحرير كالممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وقد خاطب عرفات الأمم المتّحدة بعد ذلك حين منحت المنظمة وضع المراقب.
في 1970 منظمة التحرير الفلسطينية قاتلت حرب دامية قصيرة مع جيش الأردن. بعد خروج المنظمة إستقرّوا في لبنان. إحتلت إسرائيل لبنان في 1982 بغرض ضرب و أضعاف منظمة التحرير الفلسطينية. أجبرت المنظمة على خروج حوالي 12,000 عضو مقاتل من منتسبيها إلى سوريا ودول عربية آخرى. منظمة التحرير جعلت مقرها العام في تونس؛ في غارة وقصف إسرائيلي في أكتوبر/تشرين الأول 1985 تم تدمير المقر بشدة. في تموز/يوليو 1988، الملك حسين ملك الأردن فك الأرتباط القائم بين الأردن و الضفة الغربية المحتلة من قبل أسرائيل.
في نوفمبر/تشرين الثّاني 1988، في إجتماع المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر، أعلن عرفات قيام الدولة الفلسطينية المستقلة و عاصمتها القدس. المجلس صوّت على قبول قرارات الأمم المتّحدة رقم 242 و 338، التي تعترف بسيادة كلّ الدول في الشرق الأوسط، و لتكون القرارات مع الحق الفلسطيني في تقرير المصير قاعدة لمؤتمر سلام دولي.
الولايات المتحدة وافقت في ديسمبر/كانون الأول 1988 لبدء الأتصالات الدبلوماسية المباشر مع منظمة التحرير الفلسطينية. العلاقات بالولايات المتحدة والدول العربية المؤيّدة للغرب تدهورت في 1991 عندما دعم عرفات العراق خلال حرب الخليج الثانية.
في يناير/كانون الثّاني 1993 أبطلت إسرائيل الحظر على الإتصال بمنظمة التحرير الفلسطيني. في سبتمبر/أيلول 1993، عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين وافقا علي توقيع إتفاقية سلام تاريخية مهّدت الطريق لحكم ذاتي فلسطيني في المناطق العربية المحتلة.
http://www.arabsys.net/pic/wrod/35.gif
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
أسّست في 1967 من دمج ثلاثة مجموعات فدائية فلسطينية من قبل جورج حبش. الجبهة الشعبية عانت من النزاعات بين عدّة فئات داخلية، مع أنها قامت بأعمال فدائية بنشاط. الجبهة الشعبية رفضت المساومة السياسية مع إسرائيل وقد وعدت بإزالة تلك الدولة. أخذت موقف معادي للغرب بشدّة وضدّ الرأسمالية وخاصتا في القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط.
الجبهة الشعبية نفّذت أو نظّمت العديد من الأعمال الفدائية ضدّ إسرائيل، بشكل بارز إختطاف وتدمير الطائرات الإسرائيلية في أواخر الستّينات والسبعينات.
http://www.arabsys.net/pic/wrod/35.gif
السلطة الوطنية الفلسطينية
(يُتْبَعُ)
(/)
الهيئة الحاكمة المؤقتة التي عيّنت في تموز/يوليو 1994 لتولى إدارة الشؤون الفلسطينية في الأراضي المحررة من إسرائيل في قطاع غزة وأريحا. هي برئاسة ياسر عرفات، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية. تمتلك السلطة الفلسطينية الوطنية سلطة قضائية على كلّ المناطق المحررة، ماعدا المستوطنات الإسرائيلية والمستوطنين، إسرائيل تحتفظ بمسؤولية الدفاع والشؤون الخارجية.
في 5 ديسمبر/كانون الأول 1994 إسرائيل وسعة السلطة الوطنية الفلسطينية لتشمل إدارة الصحة وجباية الضرائب. في نفس الشهر، أقر البرلمان الإسرائيلي إغلاق مكاتب السلطة الفلسطينية خارج مناطق الحكم الذاتي، بشكل بارز بيت الشرق في القدس الشرقية.
http://www.arabsys.net/pic/wrod/35.gif
حماس (حركة المقاومة الإسلامية)
منظمة إسلامية، أسّست في آب/أغسطس 1988. جناحها المقاتل عزالدين القسام لعب دورا رئيسيا في الإنتفاضة الفلسطينية في المناطق المحتلة. وهي المسؤولة عن الهجمات على الجنود الإسرائيليين. الحركة عارضت في سبتمبر/أيلول 1993 إتفاقية السلام بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية وأبقت حملة الهجمات ضد إسرائيل.
في نوفمبر/تشرين الثّاني 1992 حماس شكّلت تحالفا مع إيران لدعم إستمرار الإنتفاضة. في ديسمبر/كانون الأول 1992، 415 فلسطيني لهم صلات مع حماس طردوا من الأرض المحتلة بالقوة الإسرائيلية إلى لبنان. بقوا لستّة شهور في مرج الزهور وهو معسكر في سهل جبل الى أن أجبرت الإدانة الدولية للإبعاد إسرائيل للموافقة على عودتهم.
الجناح العسكري القسام، إدّعى مسؤوليتة عن هجوم بالقنابل في أبريل/نيسان 1994 في إسرائيل قتل فيه 12 شخص. وقصف حافلة آخرى في أكتوبر/تشرين الأول 1994 في تل أبيب قتل فيه 21 إسرائيلي ومواطن هولندي. و عدد آخر من العمليات الإنتحارية. في نوفمبر/تشرين الثّاني 1994 كان هناك إصطدامات بين مؤيدي حماس والشرطة الفلسطينية في غزة، الشرطة أصابة 16 منهم خارج مسجد فلسطين في غزة فيما يسمي بيوم الجمعة الأسود.
في 1989 زعيم حماس، الشّيخ أحمد ياسين، إعتقل من قبل الإسرائيليين وحكم علية بالسجن مدى الحياة لأمرة بقتل فلسطينيين تعاونوا مع الجيش الإسرائيلي. أطلق سراحة في 1 أكتوبر/تشرين الأول 1997، في مبادلة مع الأردن لأثنان من عملاء المخابرات الأسرائيلية.
http://www.arabsys.net/pic/wrod/35.gif
فتح
حركة التحرير الفلسطينية فتح، أسّست في 1958 للعمل بشكل مستقل لإستعادة الإرض الفلسطينيية المحتلة. في 1968 تطور هدف المنظمة الى أنشاء دولة فلسطينية. كان لها وجود قوى في الأردن من 1968 الى 1970، ثمّ في لبنان الى 1982 حيث أنتقلت الى تونس. وهي العضو الرئيسي الأكبر في منظمة التحرير الفلسطينيّة. والحركة بزعامه ياسر عرفات.
http://www.arabsys.net/pic/wrod/35.gif
الانتفاضة
مجموعة من الفلسطينيين البالغين والمراهقين الناشطين ما بين 1987 و 1993 قاموا بهجمات يومية على القوّات الإسرائيلية المسلّحة في المناطق المحتلة وهدفهم هو الحصول على حقهم في تقرير المصير. الإنتفاضة تضمّنت رمي الحجارة وعبوات البنزين على جنود الأحتلال.
بدأت الإنتفاضة في ديسمبر/كانون الأول 1987 في قطاع غزة بعد سريان أخبار حادث سير قتل عدد من الفلسطينيين وقد كان الإصطدام مدبرا من وكلاء جهاز الأمن الإسرائيليين للإنتقام لطعن إسرائيلي الإسبوع السابق. و أستمرت الإنتفاضة على الرغم من القمع العسكري الشديد من قبل قوات الأحتلال. حوالي 1300 فلسطيني و80 إسرائيلي قتلوا في الإنتفاضة في نهاية 1991. العديد من البيوت الخاصّة الفلسطينية كانت قد نسفت من قبل القوات العسكرية الإسرائيلية.
في 1993 وبعد إتفاقية السلام بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية حرّرت المناطق المحتلة في غزة وأريحا. على أية حال، المجموعات الإسلامية التي شاركت في الإنتفاضة، بشكل بارز الجناح المقاتل لمجموعة حماس الإسلامية، عارض الإتفاقية وواصل حملة الهجوم على إسرائيل.
..
http://www.arabsys.net/pic/wrod/35.gif
ـ[خطأب]ــــــــ[23 Apr 2007, 12:59 ص]ـ
التصاميم
ولكي نصنع من الذوق
سهما للدفاع عن أقصانا
جعلنا للجمال نصيب من هم الأمة الواحدة:
هم فلسطين
وأتنيا لكم أيضا
بصور من هنا وهناك
التقطت من أرضهم الأبية
تقف أمامكم شامخة بشموخ من صورتهم
وعزيزة بعز من فيها
ولنجعل العين أمام الواقع
والشعور أمام الحقيقة
http://www.uparab.com/files/zgCXgvg48usbdYJU.jpg
http://www.uparab.com/files/aJl-jhYWrR2bOiRU.jpg
http://www.uparab.com/files/geuY7m87VMODcz69.jpg
http://www.uparab.com/files/KUHXvfIyFbW1geo5.jpg
http://www.uparab.com/files/MEG6ucGe9t19qPeN.jpg
http://www.uparab.com/files/A7EXe7uqB9QqgYTj.jpg
http://www.uparab.com/files/KHAjRPF8yRNalG0P.jpg
http://www.uparab.com/files/AiMDwcDMWbSqCEVE.jpg
http://www.uparab.com/files/kMaxBB6x-oNQscoJ.gif
http://www.uparab.com/files/s943gLKfnIGTRlWx.jpg
http://www.uparab.com/files/ruhCS25ktTqYq4B9.jpg
http://www.uparab.com/files/MfHGD3aLPrmdSTvk.jpg
http://www.uparab.com/files/baxhLz61ZeogVdkx.jpg
http://www.uparab.com/files/F6NHmMpF9iT5YsKr.jpg
http://www.uparab.com/files/97OKrIJEd5sYRyDm.bmp
http://www.uparab.com/files/DkDYQHjWJVSAADMQ.jpg
http://www.uparab.com/files/bzzMWLJ7MqGFruhN.jpg
http://www.uparab.com/files/hvUxUaraW4u4zNsG.jpg
http://www.uparab.com/files/HlzzftLQaBzDdGZC.jpg
http://www.uparab.com/files/rwPi0DMzYZzvlIcF.jpg
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خطأب]ــــــــ[23 Apr 2007, 01:01 ص]ـ
أناشيد
http://www.arabsys.net/pic/wrod/47.gif
تراتيل عذبة
وأنغام راقية
وترانيم إسلامية سامية
تحتل ركنها من معرضنا لنصرة الأقصى
لتكون جزءا يسيرا من الوسائل الحماسية
للحث دوما على النضال
وللتصوير الواقعي لحال أقصانا
من خلال العذوبة النغمية
http://www.arabsys.net/pic/wrod/47.gif
نشيد / نامت فلسطين
http://media.islamway.com/several//anasheed/Namt.mp3
نشيد / نعم قاوم
http://media.islamway.com/several//anasheed/N3mQatel.mp3
نشيد / يا شهيد
http://www.4shared.com/file/11692450/30199c21/__online.html
نشيد / الأقصى نادى
http://www.ouraqsa.com/uploads/songs/0918061158601900foad..al-aqsa-nada.ram
نشيد / يا تراب الأقصى
http://www.ouraqsa.com/uploads/songs/0905061157474038ya%20torab%20elqods.ram
نشيد / يا أقصى
http://www.ouraqsa.com/uploads/songs/0909061157842949ya%20aqsa.mp3
نشيد / ماذا سأكتب يا قدس
http://www.ouraqsa.com/uploads/songs/0511061147365766maza.rm
نشيد / في ساح القدس تواعدنا
http://www.ouraqsa.com/uploads/songs/0509061147197236fesahalqods.rm
نشيد / يا سحابة
http://www.ouraqsa.com/uploads/songs/0504061146775189Haddi_ya_sa7abeh.ram
http://www.arabsys.net/pic/wrod/47.gif
ـ[خطأب]ــــــــ[23 Apr 2007, 01:02 ص]ـ
فلاشات
00
بإبداعهم التقني الفني
عبروا .. عن الشعور تجاه مآساة أمتهم
وصنعوا .. آداة دفاع عن أقصاهم الأسير
ورسموا .. خيوط أمل في سماء اليأس
نقطف من بستانهم الزاخر وريقات
نلقيها هنا .. من أجله
وأجلكم ..
http://www.arabsys.net/pic/wrod/55.jpg
الفلاش الأول: أمي فلسطين
http://www.mwhoob.net/images/omy_fleateen_mw.swf
الفلاش الثاني: فلاش يعرض تقسيم الاحتلال للأقصى
http://www.m5zn.com/Download-7.php?name=4f8a0169ae.exe
الفلاش الثالث: الأقصى أم الهيكل؟
http://media.islamway.com/lessons/msahly//aqsaorhaikal.rm
الفلاش الرابع: فلاش القدس
http://www.alsaqr.com/my-flashes/tunadina.html
الفلاش الخامس: مازال سهم الأمس
http://www.m5zn.com/Download-7.php?name=8f31035334.exe
الفلاش السادس: القدس تنادينا (الفلاش الأول)
http://www.alsaqr.com/my-flashes/tunadina.swf
الفلاش السابع: القدس تنادينا (الفلاش الثاني)
http://www.alsaqr.com/my-flashes/tunadina.swf
الفلاش الثامن: متى تغضب؟
http://www.mwaheb.net/free/albarrak/resalah.swf
الفلاش التاسع: فلسطين ستعود
http://www.b4death.com/sis/palest.swf
الفلاش العاشر: انتفاضة الأقصى
http://mypage.ayna.com/top_/intefada1.SWF
http://www.arabsys.net/pic/wrod/55.jpg
ـ[خطأب]ــــــــ[23 Apr 2007, 01:03 ص]ـ
مقاطع الفيديو
..
ولكي نكون على بصيرة وعلم وبما يحدث في أرض فلسطين
وما يلاقونه من الأذى
وما يبذلونه من جهود وتضحيات
ولكي نكون على مشارف الإحساس بشعور المناضلين هناك
ونكون في دراية أكثر بواقع الألم الذي يحيط بأجواء شعب فلسطين
نقدم لكم بالصوت والصورة
بعضا من مقاطع الفيديوا المصورة من هناك
من أرضهم .. ومن بين زوايا كفاحهم
وفوق ثغور جهادهم ..
http://www.arabsys.net/pic/wrod/23.gif
المقطع الأول: طفلة فلسطينية تلقي قصيدة مؤثرة جدا
http://www.maktoobblog.com/user_files/design-tech/images/play.png
المقطع الثاني:
http://up.9q9q.net/up/index.php?f=rSOEgbRRQ
المقطع الثالث: عملية استشهادية
http://www.alhaqvoice.com/vedio/wahm.rm
المقطع الرابع: شهيد يودع أصحابه
http://www.alhaqvoice.com/vedio/wahm.rm
المقطع الخامس:
http://www.fileflyer.com/view/QFmsKCH
المقطع السادس: أطفال فلسطين مع اليهود 1
http://mypage.ayna.com/aat99/dohim.WMV
المقطع السابع: أطفال فلسطين مع اليهود 2
http://mypage.ayna.com/aat99/alwfi.WMV
المقطع الثامن: شجاعة طفل فلسطيني
http://www.0sss0.com/up/download.php?file=AkX11525.wmv
المقطع التاسع: شاب فلسطيني تخرج روحه شهيدا!
http://video.samanyoluhaber.com/videolar/273/video.html
وهذا رابط المعرض ((عرض بور بوينت))
للتحميل هنا حجم الملف 2 ميجا بايت تقريباً
http://up.9q9q.net/up/index.php?f=16Y0ZwQNM
http://www.arabsys.net/pic/wrod/23.gif
ـ[خطأب]ــــــــ[23 Apr 2007, 01:04 ص]ـ
مع تحيات مجموعة فجر الأمة
http://www.9m.com/upload/5-03-2007/0.971011797799.jpg
للمشاركة في الحملات القادمة
البريد الاكتروني:
YAHLAA@HOTMAIL.COM
جزء الله من اعان على نشر هذه الماده
http://www.arabsys.net/pic/wrod/32.gif
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خطأب]ــــــــ[27 Apr 2007, 11:35 م]ـ
اين المشرفين الا يهمنا الاقصى
الا يهمنا تاريخ الاقصى
الا يستحق الموضوع التثبيت(/)
أحسن موقع لترجمة القرآن الكريم إلى الإنكليزية!
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[23 Apr 2007, 08:30 ص]ـ
موقع فيه الميزات الآتية:
النص باللغة العربية
النص العربي بالحروف اللاتينية (الأوربية) لمن لا يعرف القراءة بالعربي
الترجمة الحرفية (كلمة كلمة)
أما ترجمة المعنى ففيه 14 ترجمة مكتوبة آية آية!
نعم أربع عشرة ترجمة إلى الإنكليزية لأشهر ترجمات القرآن العظيم
http://islamawakened.org/Quran/default.htm
مع ملحقات وإضافات وكتب نفيسة
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[23 Apr 2007, 01:13 م]ـ
الترجمات التي تضمنها الموقع بحسب ترتيبه لها مع ذكر سنة الطبع في الغالب. هي:
- يوسف علي (1937)
-محمد بكثال (1979)
-آربري (1969)
-م. شاكر (نيويرك)
-محمد سرور (1981)
-خليفة (1978)
-هلال/خان
-نسخة صحيح (هلال/خان-أم محمد)
-محمد فاروق مالك (1997)
-القرآن يفسر نفسه (شابير أحمد و لياقت علي)
-مولانا علي 2002
-فري مايند -ترجمة العهد الأخيرأي القرآن الكريم (2005)
-قريب الله 2001
-جورج سيل (لندن 1734)
-ج م رودول (1981)
-محمد أسد (1980)
أما الترجمة الحرفية فقد قام بها محمد أحمد وابنته سامية 1994 وفي الموقع أيضا عرض لتحميلها كاملة.
وبذلك اتضح أن عدد الترجمات هو مع الحرفية 17 ترجمة وليس 14، إذا عددنا ترجمة (أم محمد) وترجمة (هلالي/خان) مستقلتين رغم اعتماد الأولى على الثانية.
وبالجملة فالموقع عرض رائع لترجمات القرآن الكريم يفيد المسلمين غير العرب كثيرا ويفيد طلاب الترجمة من العربية وإليها ويفيد المتعرضين للدعوة العالمية. وما أحسب أنه يوجد مثله في بابه.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[24 Apr 2007, 06:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا الجزاء.
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[25 Jan 2009, 03:37 م]ـ
إن تسمية القرآن بالعهد الأخير هي من روائع المغفور له الأستاذ
أحمد ديدات
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[14 Aug 2010, 12:36 ص]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله خيرًا
يجب التنبيه على أن بعض تلك الترجمات فيها تحريف وضلالات
مثل ترجمة خليفة الذي ادعى النبوة
وهو مؤسس الفرقة التي تسمي نفسها submitters
وهم يُنكرون السنة بالكليّة
فليست كل تلك الترجمات سليمة .. بعضها فيها تحريف وضلالات
فأنصح أن لا يؤخذ إلا من الترجمات المعروفة الموثوقة
مثل ترجمة بكثال وترجمة هلالي/خان(/)
إذا أراد الله نشر فضيلة؟!
ـ[محمد كالو]ــــــــ[24 Apr 2007, 04:15 م]ـ
إذا أراد الله نشر فضيلة؟!
منذ أن جاء الإسلام وبزغت شمسه في ربوع العالمين، وأعداؤه يحاربونه ويحاصرونه ويكيدون له، ويتربصون به الدوائر، فقد هالهم ما جاء به الإسلام من تعاليم قيمة، وما أرسى من مبادئ سامية، مما سارع في انتشاره وعلو سلطانه، وإقبال الناس عليه، وقوة تمسكهم به، فجن جنون خصومه، فتواطئوا على حربه بكل ما يستطيعون، فما زادهم محاربته إلا خساراً، ولا الإسلام إلا انتصاراً، فتحيروا في أمرهم، وغلت بالحقد قلوبهم، وهاجت بالحسد نفوسهم، فأمعنوا في ذلك النظر، وقلبوا في وجوه حربه الفكر، حتى قال القسيس الأمريكي الحقود:
صمويل زويمر (1): ولتقطع الشجرة بجزء منها (2).
فدفعوا أغراراً من جلدتنا، يتكلمون بألسنتنا، ويشوهون ديننا، لتكون الفتنة أشد وأنكى.
ودخل فريق منهم في الدين كذباً، واعتنقوا الإسلام زوراً وخديعة، فولجوا الباب من هذا المسلك الخبيث، فنفثوا بأساطيرهم على حقائقه، ليكدروا صفاءه، ويشوهوا جماله، متفننين في ذلك بين كذب اختلقوه، أو مثله من كتبهم المحرفة نقلوه.
وما أشبه الليلة بالبارحة، فها هو المكر والخداع يأخذ طريقه في حرب الإسلام، ولكن بثوب جديد وقراءة جديدة للنص الديني، إنه مسلك التضليل الثقافي، في خبث ودهاء، تحت شعار البحث العلمي، أو السعي وراء الحقيقة، ويمكن أن نعتبر كلمة مالك بن نبي إشارة إلى هذا إذ يقول:
وينبغي أن ندرك أن التطور الثقافي في العالم الإسلامي يمر بمرحلة خطيرة، إذ تتلقى النهضة الإسلامية كل أفكارها واتجاهاتها الفنية عن الثقافة الغربية ـ وبخاصة عن طريق مصر ـ هذه الأفكار الفنية لا تقتصر على الحياة الفكرية الجديدة التي يتعوَّدها الشباب المسلم شيئاً فشيئاً، بل إنها تمس أيضاً بطريقة غامضة، ما يتصل بالفكر وما يتصل بالنفس، وفي كلمة واحدة ما يتصل بالحياة الروحية، وإنه لما يثير العجب أن نرى كثيرين من الشباب المسلم المثقف يتلقون اليوم معتقداتهم الدينية، وأحياناً دوافعهم الروحية نفسها من خلال كتابات المتخصصين الأوربيين.
إن الدراسات الإسلامية التي تظهر في أوربا بأقلام كبار المستشرقين واقع لا جدال فيه، ولكن هل يمكننا أن نتصور المكانة التي يحتلها هذا الواقع في الحركة الفكرية الحديثة في البلاد الإسلامية (3).
ولعلي لا أجانف الصواب إذا قلت: إن الحظ الأوفر من الشكر يجب أن يتوجه إلى أولئك الذين كانوا السبب الرئيس في وضع كثير من البحوث وتدبيجها، أقصد أصحاب القراءات المعاصرة للقرآن الكريم، الذين كتبوا ما بَاعدَهم عن الصواب، فاضطر ثلة من العلماء إلى البحث والتنقيب في زمن الصمت والسكون، والتقصير في خدمة كتاب الله عز وجل، بل ومناظرة هؤلاء ومناصحتهم، طبقاً لقواعد المناظرة العلمية في ضوء ضوابط التفسير، مع تقديري لجهودهم، ورُبَّ ضارة نافعة.
إن من نعم الله عز وجل على هذا الدين أن قيَّض له أناساً يهاجمونه ويعارضونه، ويعلنون عليه حرباً ضروساً لا هوادة فيها بأفكارهم وأقلامهم، ويرصدون لذلك الأموال العظيمة، والجهود الكبيرة، والهمم العالية، ويجندون لهذه الحرب أفتك ما لديهم من أسلحة فكرية مدمِّرة، ومادية مبيدة،ثم ينتظرون انتهاء دور الإسلام في قيادة العالم، ولكنهم سرعان ما تتجهَّم جباههم، وتكلح وجوههم، يوم يرون النار التي أوقدوها على الإسلام ارتدَّت إليهم، فأحرقت باطلهم، وكشفت عوارهم، فما زادت الإسلام إلا انتشاراً حتى كأنهم بذلك إنما يبشرون بالإسلام ليعرف الناس حقيقته فيدخلوا فيه أفواجاً، ويدير الناس حينئذ ظهورهم للأباطيل حين تحرقها نار الحقيقة، ولا ندري فلربما كانت القراءات المعاصرة للقرآن الكريم نعمة للإسلام لإظهار محاسنه وجواهره، وبضدها تتميز الأشياء، وصدق الله عز وجل حينما قال:
? بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُون ? (4).
ولله درُّ أبي تمام حينما قال (5):
وإِذا أرادَ اللّهُ نشرَ فضيلةٍ طويتْ أتاحَ لها لسانَ حسودِ
لولا اشتعالُ النارِ فيما جاورَتْ ما كان يعرفُ طيبُ عرفِ العود
فكان بذلك لهؤلاء يد على الإسلام لا نوفيهم إياها إلا حين ندعوهم إلى ترك ما هم فيه من ضلال وظلام، والدخول في الإسلام ليختم الله تعالى لهم حياتهم بالسعادة، وما ذلك على الله بعزيز.
ــــــــــــــــــ
الهوامش:
ـ صمويل زويمر (1867 ـ 1952): رئيس المبشرين في الشرق الأوسط، تولى تحرير مجلة العالم الإسلامي التي أنشأها مع ماكدونلد، وله مصنفات في العلاقات بين المسيحية وبين الإسلام، أفقدها بتعصبه واعتسافه وتضليله قيمتها العلمية، منها: يسوع في إحياء الغزالي، وبلاد العرب منذ الإسلام. انظر: نجيب العقيقي: المستشرقون: 3/ 138.
2ـ الغارة على العالم الإسلامي (افتراءات المبشرين)، محب الدين الخطيب، دار الفتح، طبعة القاهرة سنة 1350هـ: 46.
3 ـ انظر: مالك بن نبي: الظاهرة القرآنية: 18 ـ 9.
4 ـ سورة الأنبياء: 18.
5 ـ انظر: ابن عبد ربه الأندلسي، العقد الفريد: 195.(/)
سلسلة دروس في مصطلح الحديث
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[25 Apr 2007, 04:29 م]ـ
الصحيح
الحديث الصحيح: هو ما اتصل إسناده برواية عدلٍ تمَّ ضبطهُ عن مثلهِ إلى منتهاه، ولم يكن شاذاً ولا معلاً.
فيظهر من هذا التعريف أن شروط صحة الحديث خمسة:
الأوّل: الاتصال، وهو سماع الحديث لكل راوٍ من الراوي الذي يليه.
ويعرف الاتصال بأحد أَمرين:
الأول أن يصرح الراوي بإحدى صيغ السّماع كأن يقول الراوي: حدثنا، أو حدثني، أو أَخبرنا، أو أخبرني، أو أَنبأنا، أو أنبأني، أو سمعت، أو قال لي، أو قال لنا، أو نحوها من صيغ السماع.
الثاني: أن يأتي الراوي بصيغةٍ تحتمل السّماع وغير السّماع، كأن يقول الراوي: عن، أو أن، أو
قال، أو حدث، أو روى، أو ذكر، وغيرها من الصيغ التي تحتمل السّماعَ وعدم السّماع.
فهنا تشترط ثلاثة أمور:
الأول: عدم التدليس.
الثاني: المعاصرة.
الثالث: ثبوت السّماع.
وقد اكتفى مسلم بالشرطين الأوليين، أما الشرط الثالث فقد اشترطه البخاري، وشيخه علي بن المديني، واشتراطه قول جمهور أهل العلم.
وباشتراط الاتصال يخرج: المنقطع، والمعضل، والمعلق، والمدلس، والمرسل.
أما الشرط الثاني: فهوَ العدالة: وهي هيئة راسخة في النفس تمنح صاحبها عدم فعل الكبائر، وَعدم الإصرار على الصغائر، وَعدم فعل ما يخرم المروءة.
أمّا الشرط الثالث: فهو الضبط: وهو تيقظ الراوي حين تحمله وفهمه لما سمعه، وضبطه لذلك من وقت التحمل إلى وقت الأداء.
والضبط ضبطان: ضبط صدرٍ، وضبط كتاب، ويلخص مما ذكر في الضبط بقولنا: أنْ يكون الراوي حافظاً عالماً بما يرويه، إن حدث من حفظه، فاهماً إن حدث على المعنى، وحافظاً لكتابه من دخول التحريف أو التبديل، أو النقص عليه إن حدث من كتابه.
وفي اشتراط الضبط احترازٌ عن حديث المغفل، وكثير الخطأ، وسيئ الحفظ، والذي يقبل التلقين. وهذه الشروط (الاتصال، العدالة، الضبط) الثلاثة تتعلق بالإسناد.
أما الشرط الرابع: فهو عدم الشذوذ، والحديث الشاذ هو الذي خالف فيه راويه من هو أوثق منه عدداً أو حفظاً.
أمّا الشرط الخامس: فهو عدم العلة هو أنْ لا يكون الحديث معلاً، والحديث المعل هو ما اطلع فيه على علةٍ خفيةٍ تقدح في صحته، مع أنْ الظاهر سلامة الحديث من العلة.
وينقسم الحديث الصحيح إلى قسمين: صحيح لذاته وصحيح لغيره، فالصحيح لذاته هو ما تقدم تعريفه، وقلنا: لذاته؛ لأن صحته ناشئة من نفسه دون إضافة شيء.
أما الصحيح لغيره: فهو الحديث الحسن الذي ارتقى بمتابع أو شاهد.
وقد تكلم العلماء في أصح الأسانيد فقيل: أصحها الزهري، عن سالم، عن أبيه.
وقيل: الأعمش، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة بن قيس، عن عبد الله بن مسعود.
وقيل: مالك، عن نافع، عن ابن عمر.
وقيل: محمد بن سيرين، عن عَبيدة بن عمرو السلماني عن علي.
وهذه تنفع عند الاختلاف، فما قيل فيه: أصح الأسانيد يرجح على غيره، وكذا يعرف به صحة الحديث.
وإذا قال المحدثون: صحيح الإسناد، أو إسناده صحيح، فهذا معناه: أنْ الحديث قد استكمل شروط الصحةِ الثلاثةِ الأولى، ولا يلزم منه أن يكون صحيحاً؛ إذ قد يكون شاذاً أو معلاً فلا يلزم من صحة الإسناد صحة المتن، ولا من ضعف الإسناد ضعف المتن، وهذا ليس على إطلاقه.
وإذا قال المحدثون: أصحُ شيءٍ في الباب فلا يعنون صحته، وإنما يعنون أنه أمثل شيءٍ في الباب.
أما أول من صنّف في الصحيح المجرد فهو الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة المولود سنة (194 ه)، والمتوفى سنة (256 ه)، وقد طلب العلم صغيراً وله أحد عشر عاماً، وكان من أوعيةِ العلم، وكتابه أصحُ كتابٍ بعد كتاب الله، واسم الكتاب " الجامع الصحيح المسند المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننهِ وأيامهِ ".
ويستفاد من قوله: (الجامع) أنه يجمع الأحكام والفضائل والأخبار عن الأمور الماضية، والآتية، والآداب، والرقائق، والتفسير.
ويستفاد من قوله: (الصحيح) أنه احترز عن إدخال الضعيف في كتابهِ، وقد صح عن الإمام البخاري أنّه قال: ((ما أدخلت في كتابي الجامع إلا ما صح)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن قوله: (المسند) أن مقصوده الأصلي تخريج الأحاديث المتصل إسنادها بالصحابةِ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من قولٍ، أو فعلٍ، أو تقريرٍ، وأنّ ما وقع في الكتاب من غير ذلك فإنما وقع تبعاً وعرضاً لا أصلاً ومقصوداً، وذكر للاستشهاد والاستئناس؛ ليكون الكتاب جامعاً لمعاني الإسلام.
ثمَّ تبعه بجمع الصحيح تلميذه وخريجه أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النَّيْسابوري المتوفى سنة
(261ه)، وقد استفاد من شيخه البخاري، وفاق البخاريَّ من حيث التبويب، والترتيب، والجمع، والتنسيق، وكتاب البخاري أجود من حيث الصحة على رأي الجمهور.
هل استوعب الصحيحان جميع الصحيح؟
لم يستوعب الصحيحان جميع الصحيح، ولم يريدا ذلك، فقد قال البخاري: ((تركت من الصحاح لحالِ الطولِ))، وقال الإمام مسلم: ((ليس كل شيء عندي صحيح وَضعته هاهنا)).
وَيوجد في كتب العلم تصحيح للإمام البخاري ومسلم لكثيرٍ من الأحاديث، وتوجد كتب أخرى التزم مصنفوها الصحة لكنهم وقعوا في بعض الأخطاء منهم ابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، وابن السكن، والضياء في المختارة.
تتمة يسيرة لفك بعض قيود التعريف:
مثال الشاذ: ما رواه عبد الواحد بن زياد قال: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا صلى أحدكم ركعتي الفجر فليضطجع على يمينه)) فقد أخطأ عبد الواحد بن زياد وشذّ حينما جعل الحديث من قول النبي صلى الله عليه وسلم والصواب أنه من فعله هكذا رواه سهيل بن أبي صالح، عن أبيه عند ابن ماجه (1199)، والنسائي في الكبرى (1456)، وكذا رواه محمد بن إبراهيم، عن أبي صالح عند البيهقي 3/ 45.
وقد صرح جمع من الأئمة بشذوذ رواية عبد الواحد بن زياد منهم البيهقي في السنن الكبرى 3/ 45 فقال عن رواية الفعل: ((وهذا أولى أن يكون محفوظاً لموافقته سائر الروايات عن عائشة وابن عباس))، وكذا نقل الحكم بالشذوذ ابن القيم عن شيخه ابن تيمية في زاد المعاد 1/ 308 فقال: ((هذا باطل وليس بصحيح، وإنما الصحيح عنه الفعل لا الأمر بها، والأمر تفرد به عبد الواحد بن زياد وغلط فيه)). وبنحو هذا قال الذهبي في الميزان 2/ 672. وهذا الشذوذ في جميع المتن، وهناك شذوذ ببعض المتن كزيادة التسمية في حديث أنس في الوضوء.
مثال المعل: مثاله ما رواه شعبة عن سلمة بن كهيل، عن حجر أبي العنبس، عن علقمة بن وائل، عن أبيه: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ ((غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ)) فقال: آمين، وخفض بها صوته)).
وهذا الحديث فيه ثلاث علل نص عليها البخاري فيما نقله عنه الترمذي في الجامع عقب (248) فقال: ((سمعت محمداً – يعني البخاري – يقول: حديث سفيان أصح من حديث شعبة في مواضع من هذا الحديث، فقال: عن حُجر أبي العنبس، وإنما هو حجر بن عنبس، ويكنى أبا السكن، وزاد فيه: عن علقمة بن وائل، وليس فيه عن علقمة، وإنما هو حجر بن عنبس، عن وائل بن حجر، وقال: ((وخفض بها صوته)) وإنما هو ((ومدّ بها صوته)).
ورواية سفيان الصحيحة هي ما قال فيها: عن سلمة بن كهيل، عن حجر بن عنبس، عن وائل بن حجر، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: ((غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ))، فقال: ((آمين))، ومدّ بها صوته.
أقول: ومما يرجح رواية سفيان أنه قد توبع على ذلك تابعه العلاء بن صالح الأسدي ومحمد بن سلمة قال الترمذي
: ((وسألت أبا زرعة عن هذا الحديث؟ فقال: حديث سفيان في هذا أصح، وقال: وروى العلاء بن صالح الأسدي عن سلمة بن كهيل نحو رواية سفيان)).
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[25 Apr 2007, 04:30 م]ـ
فلسفة شروط الصحة، وقضايا أخرى تتعلق بالموضوع:
يفهم مما تقدم أن شروط الصحة مأخوذة من التعريف، وهي بمجملها: الاتصال، والعدالة، والضبط، و عدم الشذوذ، وعدم العلة.
وهذه الشروط منها ينبثق نقد المحدثين للحديث، ويكون نقدهم لها نقداً علمياً شاملاً متكاملاً بجمع عناصر الشروط بحيث تجمع الشروط في المتن والإسناد، ولا يفصل المتن عن الإسناد؛ لأن ذلك يقوم عندهم على المعرفة الحديثية والفقهية الشاملة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتصحيح الحديث أو تضعيفه جائز لمن تمكن وقويت معرفته، وقد فهم قوم أن ابن الصلاح أغلق باب التصحيح والتضعيف والصحيح أن ابن الصلاح لم يرد سد باب التصحيح والتضعيف، وإنما أراد التعسير في الأمر، وأنه لا يتمكن له كل أحد، وفي كلام ابن الصلاح تنبيه على أن الإقدام بالحكم على تصحيح الأحاديث قضية تنبني عليها تبعة خطيرة أمام الله تعالى، وفيها تحذير ضمنيٌّ لكل من يُريد ولوج ميدان الحكم على الأحاديث النبوية؛ لأن الحكم على الحديث إثبات شرعٍ أو نفي شرعٍ؛ لأن السنة مصدر مهمٍ من مصادر الأحكام يستنبط من صحيحها الحلال والحرام.
لكن ليعلم أن قضية تصحيح الأحاديث وتعليلها ليست قضية حسابية رياضية بحيث تنتج نتائج على وفق قواعد، بل هي معطيات وقرائن تدور حول الحديث وجوداً وعدماً؛ يتمكن لها أصحاب الحفظ التام والنظر الثاقب والقريحة الجيدة.
ونحن حينما نسرد الشروط: الاتصال، العدالة، الضبط. ثم نعقبها بالشروط السلبية: عدم الشذوذ، وعدم العلة؛ نصنع ذلك لندرك أن الثقة قد يخطئ، وهذا من فطرة الله للإنسان مع أن ذلك لا يخرجه من دائرة الضبط والإتقان لكثرة الصواب.
وشروط المحدثين التي ساقوها لصحة الحديث شروط في غاية الدقة والإحكام؛ فالعدالة: تحقق عدم تساهل الراوي بالحديث وعدم تعمد تلاعبه بشيء من ألفاظ الحديث.
والضبط: يحقق لنا أداء الحديث كما سمع من قائله من غير تقديم ولا تأخير ولا زيادة ولا فوتٍ.
واتصال السند: يدل على السماع، وعدم اختلال السند برواية من ليسوا موجودين.
والشرطان الأخيران: عدم الشذوذ، وعدم العلة يدلان على ضبط الحديث وأنَّه لم يدخله الوهم والخطأ. مع إشارتي السريعة أن كل شاذ معلول، وليس كل معلول شاذ فأحدهما يدخل في الآخر؛ لكن فصل ذلك لِوضوح أنَّ الشاذ ما رواه الثقة مخالفاً مَن هو أوثق منه عدداً أو حفظاً.
وإنَّ المعل أعم. على أنَّ تقيد الشاذ بهذا القيد هو ما استقر عليه المصطلح عند المتأخرين؛ حتى لا تختلط الحدود، وإلا فكان المتقدمون يطلقون الشاذ على كل خطأ في كثير من الأحيان.
ثم لابد أن أشير أن هذه الشروط المذكورة لبيان صحة الحديث ليس بمقدور كل أحد تطبيقها والخوض فيها، وإنما ذلك لمن سلك جادة العلم الشرعي، وشمر عن ساعد الجد، وزاحم أهل العلم بركبته، وأفنى الساعات الطويلة والأوقات الثمينة في تحرير المسائل حتى يصير عارفاً لطرائق الأئمة المتقدمين وعلى أقوالهم وضبطهم في كتبهم ودروسهم وتعليلهم.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[25 Apr 2007, 04:31 م]ـ
تتمات الصحيح
المستخرجات: جمع مستخرج، وموضوع المستخرج، هو: أن يأتي المصنفُ إلى كتابٍ من كتب الحديث فيخرج أحاديثه بأسانيد لنفسه من غير طريق صاحب الكتاب، فيجتمع معهُ في شيخه أو من فوقهُ.
وشرطهُ: أن لا يصل إلى شيخٍ أبعد حتى يفقد سنداً يوصلهُ إلى الأقرب إلا لعذرٍ من علوٍ أو زيادة مهمة.
والمستخرجات على الصحيحين، وعلى غيرهما.
فعلى صحيح البخاري: مستخرج الإسماعيلي، ومستخرج البرقاني، ومستخرج الغطريفي، ومستخرج ابن أبي ذهل، ومستخرج أبي بكر ابن مردويه.
وعلى صحيح مسلم: مستخرج أبي عوانة، ومستخرج أبي جعفر بن حمدان، ومستخرج أبي بكر محمد بن رجاء النيسابوري، ومستخرج أبي بكر الجوزقي، ومستخرج أبي حامد
الشاذلي، ومستخرج أبي الوليد حسّان بن محمد القُرشي، ومستخرج أبي عمران موسى بن عباس الجويني، ومستخرج أبي نصر الطوسي، ومستخرج أبي سعيد بن أبي عثمان الحيري.
أما المستخرجات على كلا الصحيحين: فالمستخرج لأبي نعيم الأصبهاني، ومستخرج أبي عبد الله بن الأخرم، ومستخرج أبي ذر الهروي، ومستخرج أبي محمد الخلال، ومستخرج أبي علي الماسرجسي، ومستخرج أبي مسعود سليمان بن إبراهيم الأصفهاني، ومستخرج أبي بكر اليزدي، ومستخرج أبي بكر بن عدنان الشيرازي.
وهناك مستخرجات على غير الصحيحين، منها: المستخرج لمحمد بن عبد الملك بن أيمن على سنن أبي داود، ومستخرج أبي علي الطوسي على جامع الترمذي، ومستخرج أبي نُعيم على التوحيد لابن خزيمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأصحاب المستخرجاتِ لم يلتزم فيها مؤلفوها موافقة الصحيحين في الألفاظ؛ لأنَّهم إنما يروون بالألفاظ التي وقعت لهم عن شيوخهم؛ فحصل فيها تفاوت قليل في اللفظ، وفي المعنى، وكذا ما رواه البيهقي والبغوي في كتبهم لا سيّما السنن والمعرفة وشرح السُنة، قائلين: رواه البخاري أو مسلم وقع في بعضه تفاوت في المعنى وفي الألفاظ، فمرادهم بقولهم ذلك: أنَّهما رويا أصل الحديثِ دون اللفظ الذي أورده؛ فعلى هذا لا يجوز لك أن تنقل من الكتب المذكورة وتقول فيه: هو في الصحيحين إلا أنْ تقابله بهما.
فوائد المستخرجات:
1 - علو الإسناد.
2 - القوة عند كثرة الطرق للترجيح عند المعارضة.
3 - الرواية عن مختلطين قبل الاختلاط.
4 - الرواية عن المدلسين مع التصريح بالسماع.
5 - بيان المهملين والمبهمين.
6 - التمييز فيها للمتن المحال به على المتن المحال عليه، وهو في صحيح مسلم كثير.
لذا قال الحافظ ابن حجر: ((كل علة أُعلت في الصحيحين جاءت رواية المستخرج سالمةٍ
منها)) على أنَّ هذا القول ليس على إطلاقه، فليعلم.
مثال الحديث الصحيح
ما رواه الترمذي في شمائل النبي صلى الله عليه وسلم (208) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا ابن
المبارك، عن عاصم الأحول، عن الشعبي، عن ابن عباس، قال: سقيتُ النبي صلى الله عليه وسلم من زمزم فشرب، وهو قائم.
فهذا حديث صحيح قد استوفى شروط الصحة، فالترمذي صرح بالسماع من شيخه علي بن حجر، وعلي بن حجر صرح بالسماع من شيخه عبد الله بن المبارك، أما عنعنة ابن المبارك في روايته عن شيخه عاصم الأحول فهي محمولة على الاتصال هنا؛ لأنَّ ابن المبارك سماعه معروف من عاصم وروايتة عنه في صحيح البخاري وصحيح مسلم وكتاب النسائي، وهو يذكر في تلاميذ عاصم، وعاصم مذكور في شيوخ ابن المبارك وهو غير مدلسٍ، وكذلك عنعنة عاصم عن الشعبي محمولة على الاتصال فعاصم ليس مدلساً ومعروف بالرواية عن الشعبي وروايته عنه في الكتب الستة، والشعبي من شيوخ عاصم، وعاصم من تلاميذ الشعبي، وكذلك الشعبي في روايته عن ابن عباس فالشعبي ليس مدلساً وهو معروف بالرواية عن ابن عباس، وروايته عنه في الكتب الستة.
فمن خلال هذا العرض السريع يتبين لنا أنَّ هذا الحديث قد استوفى شرط الاتصال.
أما الشرط الثاني والثالث فعليُّ بن حجر قال عنه ابن حجر في التقريب (4700): ((ثقة حافظ)). فهذا قد جمع بين العدالة والضبط.
أما عبد الله بن المبارك فقد قال عنه الحافظ في التقريب (3570): ((ثقة ثبت فقيه عالم جواد مجاهد، جمعت فيه خصال الخير)). فهذا أيضاً قد جمع بين العدالة والضبط.
أما عاصم بن سليمان الأحول فقد قال عنه الحافظ بالتقريب (3060): ((ثقة)). فكذلك قد جمع بين العدالة والضبط.
أما الشعبي فهو عامر بن شراحيل الشعبي فقد قال عنه الحافظ ابن حجر في التقريب (3092): ((ثقة مشهور فقيه فاضل)). فكذا قد جمع بين العدالة والضبط.
فالحديث الآن قد استكمل ثلاثة شروط، وهي: الاتصال والعدالة والضبط؛ فصار إسناد الحديث صحيحاً، وبقي علينا أنَّ نبحث هل في الحديث شذوذ أو علة؟ فبعد البحث لم نجد في الحديث شذوذاً ولا علةً؛ فصار الحديث صحيحاً.
أما الصحيح لغيره: فهو الحديث الحسن الذي توبع راويه فارتقى من الحسن إلى الصحة مثل حديث محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة)) فمحمد بن عمرو صدوق حسن الحديث، وقد توبع متابعات تامة ونازلة، فارتقى حديثه من حيز الحسن إلى حيز الصحة قال ابن الصلاح: ((محمد بن عمرو بن علقمة من المشهورين بالصدق والصيانة، لكنَّه لم يكن من أهل الإتقان حتّى ضعّفه بعضهم من جهة سوء حفظه، ووثقه بعضهم لصدقه وجلالته. فحديثه من هذه الجهة حسن، فلما انضم إلى ذلك. كونه روي من أوجه أخر زال بذلك ما كنا نخشاه عليه من جهة سوء حفظه، وانجبر به ذلك النقص اليسير، فصح هذا الإسناد، والتحق بدرجة الصحيح)).
ما هو المحكوم بصحته من أحاديث الصحيحين؟
المحكوم بصحته من أحاديث الصحيحين هو ما روياه بالإسناد المتصل أما ما روي معلقاً فهو ليس من نمط الصحيح، إنما ذكر استشهاداً واستئناساً؛ ليكون الكتاب جامعاً لمعاني الإسلام، والمعلقاتُ في البخاري كثيرةٌ بلغت (1341) معلقاً منها (159) مرفوعاً والبقية موقوفاتٌ ومقاطع وفي مسلم المعلقاتُ قليلةٌ بلغت (12) معلقاً وذكر بعض العلماء أن ما ذكره البخاري بصيغة الجزم فهو صحيح إلى من علقه إليه ويبقى النظر فيمن أُبرز من رجاله.
تتمة فيما يتعلق بالمستخرجات:
لو أن الطريق ضاق على صاحب المستخرج، ولم يجده من غير طريق من استخرج عليه؛ فهو إما أن يرويه من طريق المصنف، أو يعلقه أو يهمله.
تتميم:
انظر في الصحيح:
معرفة علوم الحديث: 58، ومعرفة أنواع علم الحديث: 79، وجامع الأصول 1/ 160، وإرشاد طلاب الحقائق 1/ 110 - 136، والتقريب: 31 - 42، والاقتراح: 186، ورسوم التحديث: 56، والمنهل الروي: 33، والخلاصة: 35، والموقظة: 24، واختصار علوم الحديث: 1/ 99، وبتحقيقي: 76، والمقنع 1/ 41، والشذا الفياح 1/ 66، ومحاسن الاصطلاح: 11، وشرح التبصرة والتذكرة 1/ 103، وتنقيح الأنظار: 25 ونزهة النظر: 38، والمختصر للكافيجي: 113، وفتح المغيث 1/ 17، وألفية السيوطي: 3 – 15، وشرح السيوطي على ألفية العراقي: 25، وفتح الباقي 1/ 95، وتوضيح الأفكار 1/ 7، وظفر الأماني: 120، وشرح شرح نخبة الفكر: 243، واليواقيت والدرر 1/ 335، وقواعد التحديث: 79، ولمحات في أصول الحديث: 108.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[25 Apr 2007, 04:32 م]ـ
الحديث الحسن
الحديث الحسن: وسطٌ بين الصحيح والضعيف، قال ابن القطّان في " بيان الوهم والإيهام " (1118): ((الحسن معناه الذي له حال بين حالي الصحيح والضعيف)) وبنحوه قال عقيب (1173). وقال عقيب (1432): ((ونعني بالحسن: ما له من الحديث منْزلة بين منْزلتي الصحيح والضعيف، ويكون الحديث حسناً هكذا؛ إما بأن يكون أحد رواته مختلفاً فيه، وثقّه قوم وضعّفه آخرون، ولا يكون ما ضعّف به جرحاً مفسراً، فإنّه إن كان مفسراً قدّم على توثيق من وثّقه، فصار به الحديث ضعيفاً))؛ ولما كان كذلك عَسُر على أهل العلم تعريفه.
قال الحافظ ابن كثير: ((وذلك لأنّه أمر نسبيٌ، شيءٌ ينقدح عند الحافظ، ربّما تقصر عبارته عنه)) (اختصار علوم الحديث: 37).
وقال ابن دقيق العيد: ((وفي تحرير معناه اضطرابٌ)). (الاقتراح: 162). وذلك لأنّه من أدق علوم الحديث وأصعبها؛ لأنّ مداره على من اخُتلف فيه، وَمَن وهم في بعض ما يروي. فلا يتمكن كل ناقدٍ من التوفيق بين أقوال المتقدّمين أو ترجيح قولٍ على قولٍ إلا من رزقه الله علماً واسعاً بأحوال وقواعد هذا الفن ومعرفةٍ قوية بعلم الجرح والتعديل، وأمعن النظر في كتب العلل، ومارس النقد والتخريج والتعليل عمراً طويلاً، ومارس كتب الجهابذة النقاد حتى اختلط بلحمه ودمه، وعرف المتشددين والمتساهلين من المتكلمين في الرجال، ومن هم وسطٌ في ذلك؛ كي لا يقع فيما لا تحمد عقباه؛ ولذلك قال الحافظ الذهبي: ((ثم لا تطمع بأن للحسن قاعدةً تندرج كل الأحاديث الحسان فيها؛ فأنا على إياسٍ من ذلك، فكم من حديثٍ تردد فيه الحفاظ هل هو حسنٌ أو ضعيفٌ أو صحيحٌ؟)).
(الموقظة: 28).
وللحافظ ابن حجر محاولةٌ جيّدةٌ في وضعه تحت قاعدة كليةٍ فقد قال في النخبة: ((وخبر الآحاد بنقل عدلٍ تامّ الضبط، متصل السند غير معللٍ ولا شاذٍ: هو الصحيح لذاته … فإن خفّ الضبط، فالحسن لذاته)). (النخبة 29، 34).
وهي محاولةٌ جيدةٌ. وقد مشى أهل المصطلح على هذا من بعده. وحدّوا الحسن لذاته: بأنه ما اتصل سنده بنقل عدلٍ خف ضبطه من غير شذوذٍ ولا علةٍ)). وشرط الحسن لذاته نفس شرط الصحيح، إلا أنّ راوي الصحيح تامّ الضبط، وراوي الحسن لذاته خفيف الضبط. وسمّي حسناً لذاته؛ لأنّ حسنه ناشئ عن توافر شروط خاصّة فيه، لا نتيجة شيء خارج عنه.
وقد تبين لنا: أنَّ راوي الحسن لذاته هو الراوي الوسط الذي روى جملة من الأحاديث، فأخطأ في بعض ما روى، وتوبع على أكثر ما رواه؛ فراوي الحسن: الأصل في روايته المتابعة والمخالفة، وهو الذي يطلق عليه الصدوق، لأنّ الصدوق هو الذي يهم بعض الشيء فنزل من رتبة الثقة إلى رتبة الصدوق. فما أخطأ فيه وخولف فيه فهو من ضعيف حديثه، وما توبع عليه ووافقه من هو بمرتبته أو أعلى فهو من صحيح حديثه. أما التي لم نجد لها متابعة ولا شاهداً فهي التي تسمّى
بـ (الحسان)؛ لأنّا لا ندري أأخطأ فيها أم حفظها لعدم وجود المتابع والمخالف؟
وقد احتفظنا بهذه الأحاديث التي لم نجد لها متابعاً ولا مخالفاً وسمّيناها حساناً؛ لحسن ظننا بالرواة؛ ولأنّ الأصل في رواية الراوي عدم الخطأ، والخطأ طارئٌ؛ ولأنّ الصدوق هو الذي أكثر ما يرويه مما يتابع عليه. فجعلنا ما تفرد به من ضمن ما لم يخطأ فيه تجوزاً؛ لأنَّ ذلك هو غالب حديثه، ولاحتياجنا إليه في الفقه. وبمعنى هذا قول الخطّابي: ((… وهو الذي يقبله أكثر العلماء ويستعمله عامة الفقهاء)).
ولا بأس أن نحد ذلك بنسبة مئوية فكأنّ راوي الحسن من روى – مثلاً لا حصراً – مائتي حديث، فأخطأ في عشرين حديثاً وتوبع في ثمانين. فالعشرون التي أخطأ فيها من ضعيف حديثه. والثمانون التي توبع عليها من صحيح حديثه. أما المائة الأخرى وهي التي لم نجد لها متابعاً ولا مخالفاً فهي من قبيل (الحسن). ومن حاله كهذا: عاصم بن أبي النجود، فقد روى جملة كثيرة من الأحاديث فأخطأ في بعض وتوبع على الأكثر فما وجدنا له به متابعاً فهو صحيح، وما وجدنا له به مخالفاً أوثق منه عدداً أو حفظاً فهو من ضعيف حديثه. وما لم نجد له متابعاً ولا مخالفاً فهو (حسن). وممن حاله كحال عاصم: ((عبيدة بن حميد الكوفي، وسليمان بن عتبة
(يُتْبَعُ)
(/)
وأيوب ابن هانئ، وداود بن بكر بن أبي الفرات، ومحمد بن عمرو بن علقمة، والحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، ويونس بن أبي إسحاق، وسماك بن حرب)).
وهذا الرأي وإن كان بنحو ما انتهى إليه الحافظ ابن حجر العسقلاني إلا أننا لم نجد من فصّله هكذا. وهو جدير بالقبول والتداول بين أهل العلم. وقد يتساءل إنسانٌ بأن من قيل فيهم: صدوق أو حسن الحديث قد اختلف المتقدمون في الحكم عليهم تجريحاً وتعديلاً. وجواب ذلك: أنّ الأئمة النقاد قد اطّلعوا على ما أخطأ فيه الراوي وما توبع عليه فكأنَّ المُجَرِّح رأى أن ما خولف فيه الراوي هو الغالب من حديثه، والمُعَدِّل كذلك رأى أن ما توبع عليه هو غالب حديثه فحكم كلٌّ بما رآه غالباً، غير أنا نعلم أنَّ فيهم متشددين يغمز الراوي بالجرح وإن كان خطؤه قليلاً، ومنهم متساهلين لا يبالي بكثرة الخطأ، وعند ذلك يؤخذ بقول المتوسطين المعتدلين.
ولذا نجد الحافظ ابن عدي في الكامل، والإمام الذهبي في الميزان يسوقان أحياناً ما أنكر على الراوي الوسط ثم يحكمان بحسن رواياته الأخرى، والله أعلم.
وعلى هذا فالحديث الحسن: ما رواه عدل خف ضبطه عن مثله إلى منتهاه ولم يكن شاذاً ولا معلاً. وهذا هو الحسن لذاته. وهو يستوفي نفس شروط الصحيح خلا الضبط فراوي الصحيح تام الضبط وراوي الحسن خفيف الضبط.
أما الحسن لغيره: فهو الحديث الضعيف الذي تقوى بمتابعة أو شاهد.
مثال الحسن لذاته: حديث محمد بن عمرو السابق، لو لم يتابع لكان سند الحديث حسناً لذاته فلما توبع ارتقى إلى الصحيح لغيره.
ومثاله أيضاً ما رواه الترمذي في شمائل النبي صلى الله عليه وسلم (237)، قال: حدثنا عباس بن محمد الدُّوري، قال: حدثنا علي بن الحسن بن شقيق، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك، عن أسامة بن زيد، عن سعيد المَقْبُري، عن أبي هريرة، قال: قالوا: يا رسول الله، إنك تداعبنا. قال: ((إني لا أقولُ إلا حقاً)).
وهذا حديثٌ حسنٌ لذاته من أجل أسامة بن زيد الليثي فهو خفيف الضبط، وهو صدوقٌ حسن الحديث.
أما الحسن لغيره فمثاله: فمثاله ما رواه الترمذي في شمائل النبي صلى الله عليه وسلم (247) قال: حدثنا علي بن حُجْر، قال: حدثنا شَرِيك، عن سِماك بن حرب، عن جابر بن سَمُرة، قال: جالستُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أكثر من مئة مرة وكان أصحابه يتناشدونَ الشِّعْرَ ويتذاكرون أشياءَ من أمر الجاهلية، وهو ساكتٌ وربما تَبَسَّمَ معهم.
فهذا حديثٌ حسنٌ لغيره؛ فإن شريك بن عبد الله ضعيفٌ عند التفرد بسبب سوء حفظه، لكن تابعه في هذا الحديث زهير أبو خيثمة فارتقى حديثه هذا من حيز الضعف إلى درجة الحسن
مظان الحديث الحسن:
كثيرٌ من كتب الحديث هي مظان الحديث الحسن، ومنها: سنن أبي داود وجامع الترمذي، وقد أكثر الترمذي من ذكره، وقد ظن بعضهم أنَّ كل حديثٍ سكت عنه أبو داود فهو حديثٌ حسن أو صحيح، وهذا خطأ وقد اعتمدوا في ذلك على ما نسبه بعضهم لأبي داود: ((وما سكت عنه فهو حسن)) وهذا لم يصح عن أبي داود إنما قال أبو داود: ((ذكرتُ في كتابي هذا الصحيح وما يشابهه وما يقاربه وما كان في كتابي من حديثٍ فيه وهنٌ شديدٌ فقد بينته، وما لم أذكر فيه شيئاً فهو
صالح)) وكلمة صالح تشمل صلاحية الاحتجاج وصلاحية الاعتبار، ويستفاد من قوله: ((وهن شديد)) أن ما كان وهناً يسيراً لا يبينه، ثم إنه يضعف راوياً فإذا تكرر في حديثٍ آخر يسكت عنه لسبقه الكلام عنه، ثم إنَّ روايات السنن مختلفة وفي بعضها من الكلام على الأحاديث والرواة ما لا يوجد في الأخرى، وأبو عبيد الآجري في سؤالاته ينقل تضعيف أبي داود لبعض الأحاديث، وهو قد سكت عنها في السنن.
وللفائدة انظر في الحسن:
(يُتْبَعُ)
(/)
معرفة أنواع علم الحديث: 99، وإرشاد طلاب الحقائق 1/ 137 – 152، والتقريب: 42 – 49، والاقتراح: 191، ورسوم التحديث: 61، والمنهل الروي: 35، والخلاصة: 38، والموقظة: 26، واختصار علوم الحديث: 1/ 129 وبتحقيقي: 96، والشذا الفياح 1/ 106، والمقنع 1/ 83، ومحاسن الاصطلاح: 33، وشرح التبصرة والتذكرة 1/ 149، وتنقيح الأنظار: 64، ونزهة النظر: 46، والمختصر: 73، وفتح المغيث 1/ 61، وألفية السيوطي: 15 – 19، والبحر الذي زخر 3/ 950، وشرح السيوطي على ألفية العراقي: 45، وفتح الباقي 1/ 142، وتوضيح الأفكار 1/ 154، وظفر الأماني: 174، وشرح شرح نخبة الفكر: 293، واليواقيت والدرر1/ 388، وقواعد التحديث: 105، ولمحات في أصول الحديث: 158.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[25 Apr 2007, 04:33 م]ـ
الحديث الضعيف
الحديث الضعيف: هو ما لم يجمع صفات القبول.
وصفات القبول: 1_ الاتصال.
2_ العدالة.
3_ الضبط إن كان تاماً أو خفيفاً.
4_ عدم الشذوذ.
5 ـ عدم العلّة.
6_ وجود العاضد إن احتيج إليه.
فكل حديث فقد شرطاً من هذه الشروط، أو أكثر فهو ضعيف، ويتفاوت الضعف، فكلما فُقدَتْ شروط أكثر كلما ازداد الحديث ضعفاً.
ويتنوع الضعيف إلى أنواع عدة، منها: المقلوب، والشاذ، والمعلّ، والمضطرب، والمرسل، و المنقطع، والمعضل، والمدلَّس، و المنكر، والمتروك، والمدرج، والمصحف، والمحرف.
متى يتقوى الحديث الضعيف؟
ليس كل حديث ضعيف يتقوى بالمتابعات والشواهد؛ فإنَّ بعض الأحاديث يتقوى بذلك، إذا كان الضعف يسيراً؛ مثل: الغفلة، وكثرة الغلط لمن كان حديثه كثيراً، وسوء الحفظ، والاختلاط، وغيرها من أسباب الضعف غير الشديدة.
ونستطيع أن نُقَعّد لذلك قاعدة، وهو: أنّ كل ما كان ضعفه بسبب عدم ضبط راويه الصدوق الأمين _ الذي لم تثلم عدالته _ فإنّ كثرة الطرق تقويه؛ فتنفعه المتابعات والشواهد، و يجبر ضعفه بمجيئه من طريق آخر، ونستفيد من تلك الطرق المقوية أنَّ حفظ الراوي الأول لم يختلَّ في هذا لحديث خاصة، بل إنَّه حفظ هذا الحديث؛ بدليل المتابعات، أو الشواهد، وبهذا يرتقي من درجة الضعيف إلى درجة الحسن لغيره.
ويضاف إلى هذا: ما كان ضعفه لإرسال، أو عنعنة مدلس، أو لجهالة حال بعض رواته، أو لانقطاع يسير؛ فإنَّ هذا الضعف يزول بمجيئه من طريق آخر، ويصير الحديث حسناً لغيره؛ بسبب العاضد الذي عضده.
أمّا إذا كان الضعف شديداً، فهذا لا تنفعه المتابعات ولا الشواهد، ولا يرتقي حديثه عن درجة الضعيف، ومثل هذا: من وصف بالكذب، أو اتهم فيه، وكذلك من وصف بالفسق، وكذلك الهلكى، والمتروكين، وشديدي الضعف، فمن كان ضعفه هكذا لا تؤثر فيه كثرة الطرق، ولا يرتقي عن درجة الضعيف؛ لشدّة سوء أسباب هذا الضعف، وتقاعد الجابر عن جبره، وهذه تفاصيل تدرك بالمباشرة، قال الحافظ ابن حجر في النزهة: ((ومتى توبع السيء الحفظ بمعتبر كأن يكون فوقه أو مثله، لا دونه، وكذا المختلط الذي لم يتميز والمستور، والإسناد المرسل وكذا المدَّلس إذا لم يعرف المحذوف منه، صار حديثهم حسناً، لا لذاته بل وصفه بذلك باعتبار المجموع من المتابع والمتابَع لأن مع كل واحد منهم احتمال كون روايته صواباً، أو غير صواب على حدٍ سواء)).
حكم العمل بالحديث الضعيف.
يعمل بالحديث الضعيف بشروط:
أولاً: أن لا يكون في الأحكام.
ثانياً: أن لا يكون في العقائد.
ثالثاً: أن يكون الضعف غير شديد، فيخرج من انفرد من الكذّابين، والمتهمين بالكذب، ومن فحش غَلَطُه.
رابعاً: أن يندرج تحت أصل معمول.
خامساً: أن لا يُعتَقَدَ عند العمل ثبوته، بل يعتقد الاحتياط.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا هو مذهب الجمهور في هذه المسألة، انظر لذلك: " فتح المغيث " (1/ 267 - 268 – دار الطبري). والتدريب (1/ 298 - 299) وغيرهما، والقول المنيف (ص 48 - 52)، وذهب جمعٌ من المحققين إلى خلاف هذا القول، فذهب الإمام ابنُ حزم – رحمه الله – وابن معين – فيما حكاه عنه ابن سيد الناس – وأبو بكر بن العربي – نسبه إليه في فتح المغيث – وأبو شامة المقدسي الشافعي، والشهاب الخفاجي والجلال الدواني. ومن المعاصرين الشيخ أحمد شاكر والعلامة الألباني – رحمهم الله تعالى – إلى عدم العمل بالحديث الضعيف مطلقاً لا في الفضائل ولا في الأحكام، والظاهر والأحوط أن الضعيف لا يعمل به مطلقاً، فالشروط التي ذكرها الأكثرون نظرية غير عملية، فلازم الشرط الثالث رد بعض الضعيف والأخذ ببعضه، وأما الشرط الرابع فهو نظري فقط، إذ ممكن أن يقال: لماذا لا يعمل بالأصل العام؟
فلا يُحتاج حينئذ للعمل بالضعيف، والشرط الخامس من الممكن أن يجاب عنه بالقول بأن الأحوط هو ترك العمل بالضعيف، فكم من حديث ضعيف عمل به ثم أصبح بمنزلة الثابت عند عوام الناس بل وخواصهم.
كيف يروى الحديث الضعيف؟
من أراد أن يروي حديثاً ضعيفاً، فعليه أن يبين ضعف ذلك الحديث، وإذا لم يُبَيّنه، فعليه أن يذكره بصيغة التمريض، وهي التي تدل على الشك في صحته (نحو: يروى، أو يذكر، أو جاء في بعض المواعظ، أو نُقلَ، أو جاء، أو قيل، أو روي، أو بلغنا، أو روى بعضهم).
وكما يكره أن يذكر الحديث الضعيف بصيغة الجزم (نحو: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو فعل، أو أقرَّ ونحو ذلك)، فكذلك يكره أن يذكر الحديث الصحيح بصيغة التمريض.
هل يلزم من ضعف الإسناد ضعف المتن؟
لا يلزم من ضعف الإسناد ضعف المتن، كما إنه لا يلزم من صحة الإسناد صحة المتن.
أما مظان الحديث الضعيف:
1 - كامل ابن عدي.
2 - الضعفاء للعقيلي.
3 - المجروحين لابن حبان.
4 - ميزان الاعتدال.
5 - المراسيل لأبي داود.
6 - المراسيل لابن أبي حاتم
7 - العلل للدارقطني.
8 - العلل لابن أبي حاتم.
9 - العلل لابن المديني.
10. - نوادر الأصول للحكيم الترمذي.
11 - كتب الخطيب البغدادي.
12 - مسند الفردوس.
13 - تاريخ ابن النجار.
وللفائدة انظر في الضعيف:
معرفة أنواع علوم الحديث: 111، والجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/ 192، إرشاد طلاب الحقائق 1/ 153، والتقريب: 49، والاقتراح: 201، ورسوم التحديث: 62، والمنهل الروي: 38، والخلاصة: 44، والموقظة: 33، واختصار علوم الحديث: 1/ 142، وبتحقيقي: 105، والشذا الفياح 1/ 133 والمقنع 1/ 103، ومحاسن الاصطلاح: 47، شرح التبصرة والتذكرة 1/ 176، وتنقيح الأنظار: 101، والمختصر: 117، وفتح المغيث 1/ 93، وألفية السيوطي:19 – 21، والبحر الذي زخر 3/ 1283، وشرح السيوطي على ألفية العراقي: 57، وفتح الباقي 1/ 167، وتوضيح الأفكار 1/ 246، وظفر الأماني: 206، واليواقيت والدرر 1/ 482، وقواعد التحديث: 108، وتوجيه النظر 2/ 546، ولمحات في أصول الحديث: 192.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[26 Apr 2007, 07:00 ص]ـ
السلام عليكم بارك الله فيكم فضيلة الدكتور:
ربما كان في تعريف شرط الصحة:
الحديث الصحيح: هو ما اتصل إسناده برواية عدلٍ تمَّ ضبطهُ عن مثلهِ ممن عاصره إلى منتهاه، ولم يكن شاذاً ولا معلاً.
وهو أحرى لمسلم بن الحجاج دون البخاري!!!!.
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[28 Apr 2007, 08:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: أخي الكريم /ماهر الفحل حفظك الله وجزاك خيرا على جهودك في دروس الحديث، وأنا ممتن لك بوضع هذه الدروس هنا، لكن ارجو أخي الكريم بعد أن تنتهي من تلخيص هذه المصطلحات أن تشير إلى فروق واضحة بين مصطلح الحديث وبين أسانيد وقواعد علوم أخرى كالقراءات والتفسير والدعوة ونحوها من العلوم التي تحتاج إلى هذه المصطلحات الطيبة وأن تقوم برفع ذلك إلى ملتقى القراءات والتفسير كلا بمايناسبه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[29 Apr 2007, 10:50 م]ـ
جزاكم الله كل خير ونفع بكم وأشكركم على مروركم الطيب، وقد انتفعت بتعلقاتكم.
وأسأل الله أن يحسن عاقبتي وإياكم في الأمور كلها وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[04 May 2007, 02:20 م]ـ
أقسام الضعيف
تقدم فيما سبق أن أي شرط يفقده الحديث من شروط القبول أمر يجعل الحديث ضعيفاً، والأحاديث الضعيفة تتنوع بتنوع تلك الشروط غير المتوفرة، فمن خلال استقراء الأحاديث الضعيفة، بان لنا واتضح أن الأحاديث الضعيفة على قسمين:
القسم الأول: ماكان سببه عدم الاتصال.
والقسم الثاني: أسباب أخرى.
وسأذكر تفصيل أنواع القسم الأول، ثم أتكلم عن تفصيل القسم الثاني، فأقول وبالله التوفيق:
إن الاتصال: هو سماع الحديث لكل راو من الراوي الذي يليه، فإذا حصل عدم السماع في سند الحديث فيكون ذلك انقطاعاً، فكل ما فقد الاتصال فهو منقطع، لكن العلماء فصلوا في هذه الانقطاعات، ونوعوها على حسب الانقطاع؛ لتسهيل الاصطلاح، ولتنويع أنواع الانقطاعات حسب شدة الضعف، وأول حديث في صحيح البخاري قال فيه الإمام البخاري:
((حدَّثنا الحميدي (1)، قال: حدَّثنا سفيان (2)، قال: حدَّثنا يحيى (3) بن سعيد الأنصاري، قال: أخبرني محمد (4) بن إبراهيم التيمي: أنه سمع علقمة (5) بن وقّاص الليثي يقول: سمعت عمر (6) بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم …)).
فهذا سند متصل، فلو فرضنا أن سقطاً في الإسناد حصل، وسقط أحد الرواة، فماذا يسمّى هذا النوع من الانقطاع؟.
نقول: إذا سقط رقم (1) يسمى الحديث معلّقاً، وإذا سقط رقم (6) يسمّى الحديث مرسلاً، وإذا سقط رقم (2) يسمّى الحديث منقطعاً، وإذا سقط رقم (4 و 5) يسمّى معضلاً، هكذا نوّع المحدّثون أنواع الانقطاعات؛ لفوائد يدركها الناقد.
وسأبدأ مفصلاً لكل نوع من أنواع الانقطاعات:
ألاً: المنقطع: ما سقط من سنده راو واحد، أو أكثر من واحد لا على التوالي.
مثال ذلك: ما رواه الدارقطني 2/ 7 من طريق الزهري، عن أم عبد الله الدوسية، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الجمعة واجبة على أهل كل قرية، وإن لم يكونوا إلا ثلاثة، رابعهم إمامهم)).
فهذا الحديث منقطع؛ فإنَّ الزهري لم يسمع من أمّ عبد الله.
وأمّا مثال ماسقط منه رجلان وهو منقطع: ما أخرجه الترمذي في جامعه (739) قال: حدّثنا أحمد بن منيع، قال: حدّثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا الحجّاج بن أرطاة، عن يحيى بن أبي كثير، عن عروة، عن عائشة، قالت: فقدتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةً، فخرجتُ فإذا هو بالبقيع، فقال: ((أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله))؟ قلت: يا رسول الله، إنّي ظننت أنك أتيتَ بعض نسائك، فقال: ((إنَّ الله عز وجل ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب)) 0
قال الإمام الترمذي عقب الحديث: ((سمعتُ محمداً يضعف هذا الحديث، وقال: يحيى بن أبي كثير لم يسمع من عروة، والحجّاج بن أرطاة لم يسمع من يحيى بن أبي كثير)).
وقد أضاف بعض العلماء أن الإبهام في الإسناد يسمّى انقطاعاً أيضاً، مثال ذلك: ما أخرجه أبو داود (3917) قال: ((حدّثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدّثنا وهيب، عن سهيل، عن رجل، عن أبي هريرة: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع كلمة فأعجبته، فقال: ((أخذنا فألك من فيك)).
والحديث الذي في إسناده رجل مبهم ضعيف عند المحدّثين؛ لأنّنا اشترطنا في الراوي العدالة والضبط، ونحن لا نعلم هذين الشرطين؛ لسبب الإبهام، فضُعف الحديث بسبب ذلك، فكان وجوده كعدمه؛ ولهذا سمّاه بعضهم منقطعاً.
وهذا المبهم وما في معناه ربَّما كان ثقةً، وربَّما كان مجروحاً، ويرجَّح الأخير؛ لأنه لو كان ثقة معلوم القدر والمنزلة، مقبولاً عند من من سمع بذكره لما أبهمه تلميذه، ففي تصرفه ما يشعر بكونه ليس بثقة، ومن خلال استقراء كثير من المبهمات وُجد أغلبها عن ضعفاء، حتى قال الخطيب البغدادي: ((قلَّ من يروي عن شيخ فلا يسمّيه، بل يكنّي عنه، إلاّ لضعفه، وسوء حاله)).
وممّا يُعرف به الانقطاع: التنصيص على عدم السماع، ويقع ذلك من الراوي نفسه، وهو قليل، كقول عمر بن مرّة: قلت لأبي عبيدة (يعني ابن عبد الله بن مسعود): تذكر من أبيك شيئاً؟ قال: لا.
وتارةً بتنصيص من روى عنه من الثقات، وتارةً بتنصيص الناقد العارف من جهابذة هذا الفنّ، كما حصل من تصريح البخاري في حديث الترمذي السابق، وذلك بناءً على الاستقراء، والنظر على عدم الإدراك، أو اللقاء، أو السماع، وكذلك يُعرف عدم السماع بتأريخ وفاة الشيخ، ومولد التلميذ، فإن كان التلميذ ولد بعد وفاة الشيخ، أو كان صغيراً في سن لا يحتمل السماع، فهو انقطاع، وكذلك يُعرف الانقطاع بوجود قرينة تدل على الانقطاع، كقول الراوي: حدّثتُ عن فلان، أو أخبرتُ عن فلان، وكذلك يُعرف الانقطاع بافتراق بلد الراوي وشيخه، بما يكون قرينة على عدم التلاقي.
وهذه أمور تُدرك بمراجعة كتب الرجال، ومنها: مراسيل ابن أبي حاتم، وجامع التحصيل للعلائي، وتحفة التحصيل لأبي زرعة العراقي.
و الأصل في الحديث المنقطع: أنه ضعيف عند المحدّثين؛ لأنه فقد شرط الاتصال؛ وللجهالة بحال الساقط الذي لم تعرف عدالته، ولا ضبطه. قال الشوكاني: (ولا تقوم الحجّة بالحديث المنقطع، وهو الذي سقط من رواته واحد ممَّن دون الصحابي؛ وذلك للجهل بحال المحذوف من حيث عدالته وضبطه؛ لأنَّ ثبوت هذا شرط لقبول الحديث).
ثانياً: المعضل: وهو عبارة عمّا سقط من إسناده اثنان فصاعداً على التوالي، وهو أسوأ حالاً من المنقطع، والمنقطع أسوأ حالاً من المرسل، والمرسل لا تقوم به حجَّة، كما نصَّ عليه بعض العلماء.
وذلك كرواية مالك، عن عمر مثلاً، فمالك لايروي عن عمر إلاّ بينه وبينه راويان: نافع، عن ابن عمر، عنه، أو سالم، عن ابن عمر، عنه.
والمعضل: لقب خاص لنوع من المنقطع، فكل معضل منقطع، وليس كل منقطع معضلاً.
ويُعرف الإعضال بما سبق ممّا يُعرف به المنقطع، ويتأكد ذلك بأحد أمرين:
أولاً: التأريخ، وذلك ببُعد طبقة الراوي، عن طبقة شيخه.
ثانياً: دلالة السبر لطرق الحديث.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[04 May 2007, 02:31 م]ـ
ولمزيد الفائدة انظر في المنقطع:
معرفة علوم الحديث: 27–29، والكفاية: (58 ت، 21 ه)، والتمهيد 1/ 21، ومعرفة أنواع علم الحديث: 132، وإرشاد طلاب الحقائق 1/ 180–182، والتقريب: 58، والاقتراح: 208، ورسوم التحديث: 71، والمنهل الروي: 46 – 47، والخلاصة: 68–69، والموقظة: 40، وجامع التحصيل: 31، واختصار علوم الحديث: 1/ 162، وبتحقيقي: 119، والشذا الفياح 1/ 157، والمقنع 1/ 141، ومحاسن الاصطلاح: 64، وشرح التبصرة والتذكرة 1/ 215، وتنقيح الأنظار: 132، ونزهة النظر: 64، والمختصر: 131 – 132، وفتح المغيث 1/ 149، وألفية السيوطي: 24، وشرح السيوطي على ألفية العراقي: 75، وفتح الباقي 1/ 204، وتوضيح الأفكار 1/ 323، وظفر الأماني: 354–355، وشرح شرح نخبة الفكر: 412، واليواقيت والدرر 2/ 3، وقواعد التحديث: 130، ولمحات في أصول الحديث: 233.
والمعضل: لقب خاص لنوع من المنقطع، فكل معضل منقطع، وليس كل منقطع معضلاً.
ويُعرف الإعضال بما سبق ممّا يُعرف به المنقطع، ويتأكد ذلك بأحد أمرين:
أولاً: التأريخ، وذلك ببُعد طبقة الراوي، عن طبقة شيخه.
ثانياً: دلالة السبر لطرق الحديث.
ولمزيد الفائدة انظر في المعضل:
معرفة علوم الحديث: 36، والكفاية: (58 ت، 21 ه)، ومعرفة أنواع علم الحديث: 135، والإرشاد 1/ 183، والتقريب: 59، والاقتراح: 208، ورسوم التحديث: 73، والمنهل الروي: 47، والخلاصة: 68، والموقظة: 40، وجامع التحصيل: 32 – 96، واختصار علوم الحديث: 1/ 167، وبتحقيقي: 123، والشذا الفياح 1/ 159، والمقنع 1/ 145، ومحاسن الاصطلاح: 67، وشرح التبصرة والتذكرة 1/ 215، وتنقيح الأنظار: 132، ونزهة النظر: 63، والمختصر: 131، وفتح المغيث 1/ 149، وألفية السيوطي: 24، وشرح السيوطي على ألفية العراقي: 75، وفتح الباقي 1/ 204، وتوضيح الأفكار 1/ 323، وظفر الأماني: 355، وشرح شرح نخبة الفكر: 409، واليواقيت والدرر 2/ 3، وقواعد التحديث: 130، ولمحات في أصول الحديث: 235.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[04 May 2007, 03:24 م]ـ
الأخ الفاضل الدكتور ماهر ياسين الفحل
جزاك الله خيرا
وجعل كل ماتقدمونه من خير للعلم والعلماء
في صحائف أعمالكم
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[11 May 2007, 11:20 ص]ـ
وأنتم جزاكم الله كل خير ونفع بكم وستر عليكم
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[13 May 2007, 11:19 م]ـ
ثالثاً _ الحديث المرسل: هو ما أضافه التابعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا من أجود التعاريف؛ لأنه يعمّ ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول، أو فعل، أو تقرير، أو صفة؛ فعلى هذا من عرَّفه بأنه: ما قال فيه التابعي: قال النبي صلى الله عليه وسلم، فتعريفه قاصر؛ لأنه لا يشمل التقرير، أو الصفة، أو الفعل. وكذا من عرَّفه بأنه: ما سقط منه الصحابي، فكذلك تعريفه غير جيد؛ لأنّا لو كنَّا نعلم أن الصحابي وحده هو الساقط لما ضعفنا الحديث، إذ العلة بالمرسل:خشية أن يكون التابعي قد سمعه من تابعي آخر، ولا نعلم لهذا التابعي الآخر عدالةً ولا ضبطاً.
وأما التابعي الذي يروي المرسل: فهو الذي لقي بعض الصحابة، وسمع منهم أحاديث، ولا يشترط فيه أن يكون كبيراً كما اشترطه بعضهم.
أما التابعي الذي له رؤية لبعض الصحابة، ولم يسمع من أحد منهم، فهذا إذا روى شيئاً مباشرةً عن النبي صلى الله عليه وسلم، فحديثه معضل، وإذا روى شيئاً عن الصحابة فهو منقطع؛ لأنّه ثبت له شرف التابعية، لا أحكامها.
ومن هؤلاء: إبراهيم النّخعي، والأعمش.
فإبراهيم النّخعي لقي عائشة، ولم يسمع منها شيئاً، والأعمش رأى أنساً، ولم يسمع منه شيئاً.
وللفائدة: فإنَّ هذا التعريف للمرسل هو الذي استقر عليه الاصطلاح. أما السابقون: فكانوا يطلقون كلمة (مرسل) على كل منقطع.
فعلى هذا تكون طريقة تمييز المرسل بمجرد أن يعلم أنَّ الذي حدَّث به عن النبي صلى الله عليه وسلم تابعي، وتمييز التابعين من غيرهم يعرف من كتب رجال الحديث.
حكم الحديث المرسل
اختلف أهل العلم في الاحتجاج بالمرسل على أقوال كثيرة، أشهرها ثلاثة أقوال رئيسة:
(يُتْبَعُ)
(/)
القول الأول: إنَّ الحديث المرسل ضعيف، لا تقوم به حجَّة. وهذا ما ذهب إليه جمهور المحدِّثين، وكثير من أهل الفقه والأصول.
قال الإمام مسلم _ رحمه الله تعالى _: ((والمرسل في أصل قولنا، وقول أهل العلم بالأخبار، ليس حجَّة)).
وقال ابن الصلاح: ((وما ذكرناه من سقوط الاحتجاج بالمرسل، والحكم بضعفه، هو الذي استقرَّ عليه آراء جماعة حفاظ الحديث، ونقّاد الأثر، وتداولوه في تصانيفهم)).
وحجَّتهم: هو جهالة الواسطة التي روى المرسل الحديث عنه، إذ قد يكون الساقط صحابياً، وقد يكون تابعياً. وعلى الاحتمال الثاني: قد يكون ثقة، وقد يكون غير ثقة، قال الخطيب البغدادي: (والذي نختاره: سقوط فرض العمل بالمرسل، وأنَّ المرسل غير مقبول، والذي يدل على ذلك: أنَّ إرسال الحديث يؤدي إلى الجهل بعين راويه، ويستحيل العلم بعدالته مع الجهل بعينه، وقد بيَّنا من قبل أنَّه لا يجوز قبول الخبر إلاّ ممن عرفت عدالته، فوجب كذلك كونه غير مقبول، وأيضاً فإنَّ العدل لو سئل: عمَّن أرسل؟ فلم يعدله،لم يجب العمل بخبره، إذا لم يكن معروف العدالة من جهة غيره، وكذلك حاله إذا ابتدأ الإمساك عن ذكره، وتعديله؛ لأنَّه مع الإمساك عن ذكره غير معدل له، فوجب أن لا يقبل الخبر عنه)).
وقال الحافظ ابن حجر، بعد أن ذكر المرسل في أنواع المردود: ((وإنَّما ذُكرَ في قسم المردود؛ للجهل بحال المحذوف؛ لأنَّه يحتمل أن يكون صحابياً، ويحتمل أن يكون تابعياً، وعلى الثاني يحتمل أن يكون ضعيفاً، ويحتمل أن يكون ثقة، وعلى الثاني يحتمل أن يكون حمل عن صحابي، ويحتمل أن يكون حمل عن تابعي، وعلى الثاني فيعود الاحتمال السابق، ويتعدد إمَّا بالتجويز العقلي، فإلى ما لا نهاية، وإمَّا بالاستقراء، فإلى ستة، أو سبعة، وهو أكثر ما وُجدَ في رواية بعض التابعين عن بعض)).
القول الثاني: يقبل المرسل من كبار التابعين دون غيرهم، بشرط الاعتبار في الحديث المرسَل، والراوي المرسِل. أمَّا الاعتبار في الحديث: فهو أن يعتضد بواحد من أربعة أُمور: أن يروى مسنداً من وجه آخر، أو يُروى مرسلاً بمعناه عن راوٍ آخر لم يأخذ عن شيوخ الأول؛ فيدلّ ذلك على تعدد مخرج الحديث، أو يوافقه قول بعض الصحابة، أو يكون قال به أكثر أهل العلم.
وأمَّا الاعتبار في راوي المرسل: فأن يكون الراوي إذا سمَّى من روى عنه لم يسمِ مجهولاً، ولا مرغوباً عنه في الرواية. فإذا وجدت هذه الأمور كانت دلالة على صحة مخرج حديثه، فيحتجُّ به. وهو قول الإمام الشافعي.
القول الثالث: يقبل المرسل ويحتجّ به إذا كان راويه ثقة.
وهو قول أبي حنيفة، ومالك، ورواية عن أحمد.
والقول الصحيح هو الأول؛ لأنَّ المرسل فقد شرط الاتصال، والاتصال شرطٌ رئيسيٌ في صحة الحديث، وليس هناك فرق بين القول الأول والثاني؛ لأنَّ أصحاب القول الأول متَّفِقون على أن المرسل ليس من الضعف الشديد، يتقوى بالمتابعات والشواهد، فالقول الثاني ليس هو ناف للقول الأول، إلا أن الفرق أن الشافعي خصه بكبار التابعين، وسبب جعله قسيماً للقول الأول؛ أنَّنا لم نجد من فصَّله بهذا التفصيل الرائع، وعُد هذا من مآثر الإمام الشافعي، زيادة على أنَّ قضية تقوية الأحاديث تدرك بالمباشرة، وجعل ذلك تحت قاعدة كلِّية، يتورع عنها كثير من الناس، إذ لكل حديث حالته الخاصة لاسيما قضية تقوية الحديث بعمل أهل العلم به يتوقف فيها كثير من الناس.
مثال المرسل: ما رواه أبو داود في سننه (105)، قال: حدَّثنا محمد بن سليمان الأنباري، حدَّثنا كثير بن هشام، عن عمر بن سليم الباهلي، عن الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((حصِّنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، واستقبلوا أمواج البلاء بالدعاء والتضرع)).
فهذا حديث مرسل، فإنَّ الحسن البصري تابعي، وقد أرسله إلى النبي?صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر عمن سمعه، فهو ضعيف من جهة إرساله، وعدم اتصاله.
ومراسيل التابعين كلها ضعيفة، لكنّها تتفاوت، فبعضها أهون من بعض، بحسب قدم التابعي المرسل، وكبره، أو صغره.
(يُتْبَعُ)
(/)
فكبار التابعين: الذين أدركوا كبار الصحابة كأبي بكر، وعمر، وعثمان، وابن مسعود، ومعاذ بن جبل، وأكثر روايتهم إذا سمّوا شيوخهم عن الصحابة، وهؤلاء مثل: قيس بن أبي حازم، وسعيد بن المسيب، ومسروق بن الأجدع، ويندرج في جملتهم من يُطلق عليه اسم المخضرمين، وهم التابعون الذين أدركوا الجاهلية و الإسلام، لكنهم لم يثبت لهم شرف الصحبة، مثل: سويد بن غفلة، وعمر بن ميمون الأودي، وأبي رجاء العطاردي.
فمراسيل هؤلاء الكبار أفضل من غيرهم، واحتمال تقويتها بالمتابعات والشواهد، أقوى وأسرع.
أمَّا الطبقة الثانية: فهم طبقة أواسط التابعين، وهم الذين أدركوا علي بن أبي طالب، ومن بقي حياً إلى عهده، وبُعيده من الصحابة كحذيفة بن اليمان، وأبي موسى الأشعري، و أبي أيوب الأنصاري، وعمران بن حصين، وسعد بن أبي وقاص، وعائشة أُمّ المؤمنين، وأبي هريرة، والبراء بن عازب، وعبد الله بن عمر، و عبد الله بن عباس، ووقع سماعهم من بعضهم، ومن هؤلاء التابعين الأوساط الذين أدركوا بعض هؤلاء الصحابة: الحسن البصري، ومحمد بن سيرين،، وعطاء بن أبي رباح، وطاووس اليماني، وأبو سلمة بن عبد الرحمان، وعامر الشعبي، ومجاهد بن جبر.
فمراسيل هذه الطبقة دون مراسيل أصحاب الطبقة الأولى من كبار التابعين، ولكنها تكتب للاعتبار، وتتقوى بالمتابعات والشواهد.
أمَّا الطبقة الثالثة: وهم صغار التابعين، وهم من أدرك وسمع ممن تأخر موته من الصحابة، الواحد و الاثنين، والعدد يسير، كمن سمع من أنس بن مالك، وسهل بن سعد، وأبي أمامة الباهلي. ومن هؤلاء من التابعين الصغار: ابن شهاب الزهري، وقتادة بن دعامة السدوسي، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وحُميد الطويل، فمراسيل هؤلاء من أضعف المراسيل، وهي أشبه أن تكون معضلة؛ لأنَّ غالب روايات هؤلاء عن التابعين، فإذا أرسل أحدهم فيغلب على الظن أنه أسقط من الإسناد رجلين فأكثر.
ومن أقوى المراسيل: مراسيل سعيد بن المسيب، فقد تتبعت فوجد غالبها مسانيد، ومن المراسيل الجيدة: مراسيل عروة بن الزبير؛ لشدَّة تحرِّيه، وكذلك مراسيل الحسن البصري عند بعضهم، وكذا مراسيل عامر بن شراحيل الشعبي.
أمَّا مراسيل الصحابة: وهو ما وقع لبعض الصحابة، ممّا لم يسمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة، إنما سمعوه من صحابة آخرين، وهذا يحصل لصغار الصحابة، مثل ابن عباس، وأنس بن مالك، فهذا مقبول عند جمهور المحدِّثين؛ لأنَّ ما لم يسمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة، فإنَّما سمعوه من صحابة آخرين، والصحابة كلّهم عدول.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[13 May 2007, 11:20 م]ـ
انظر في المُرسَل:
معرفة علوم الحديث: 25، والكفاية: (58 ت، 21 ه)، والتمهيد 1/ 19، ومعرفة أنواع علم الحديث: 126، وجامع الأصول 1/ 115، وإرشاد طلاب الحقائق 1/ 167 – 179، والمجموع شرح المهذب 1/ 60، والاقتراح: 208، والتقريب: 54 – 57، ورسوم التحديث: 68، والمنهل الروي: 42، والخلاصة: 65، والموقظة: 38، وجامع التحصيل: 23 وما بعدها، واختصار علوم الحديث: 1/ 153، وبتحقيقي: 113، والبحر المحيط 4/ 403، والشذا الفياح 1/ 147، والمقنع 1/ 129، ومحاسن الاصطلاح: 57، وشرح التبصرة والتذكرة 1/ 202، وتنقيح الأنظار: 121، ونزهة النظر: 62، والمختصر: 128، وفتح المغيث 1/ 128، وألفية السيوطي: 25 – 29، وشرح السيوطي على ألفية العراقي: 72، وفتح الباقي 1/ 194، وتوضيح الأفكار 1/ 283، وظفر الأماني: 343، وشرح شرح نخبة الفكر: 399، واليواقيت والدرر 1/ 498، وقواعد التحديث: 133، ولمحات في أصول الحديث: 225.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[18 May 2007, 02:28 م]ـ
رابعاً: التدليس
هُوَ أحد الأسباب الرئيسة المهمة في علم علل الحديث؛ لأن التدليس يكشف عَنْ سقوط راوٍ أحياناً فيكون لهذا الساقط دور في اختلاف الأسانيد والمتون أو يكون الراوي ضعيفاً ولم يتابع فيضعف الحديث من أجله ولابدّ لنا من تفصيل القَوْل في التدليس:
(يُتْبَعُ)
(/)
فالتدليس لغة: مأخوذ من الدَّلَسِ – بالتحريك – وَهُوَ اختلاط الظلام الذي هو سبب لتغطية الأشياء عن البصر. قال ابن حجر: وكأنه أظلم على الناظر لتغطية وجه الصواب فيه. ومنه التدليس في البيع، يقال: دلس فلان على فلان، أي: ستر عنه العيب الذي في متاعه كأنه أظلم عليه الأمر، وأصله مما ذكرنا من الدلس.
أما في الاصطلاح، فإن التدليس عندهم يتنوع إلى عدة أنواع:
الأول: تدليس الإسناد:
وَهُوَ أن يروي الرَّاوِي عمن لقيه ما لَمْ يسمعه مِنْهُ بصيغة محتملة.
والمراد من الصيغة المحتملة: أن لا يصرح بالسماع أَوْ الإخبار مثل: حَدَّثَنَا، وأخبرنا وأنبأنا، وسمعت، وَقَالَ لنا، وإنما يجيء بلفظ يحتمل الاتصال وعدمه، مثل: إن، وعن، وَقَالَ، وحدّث، وروى، وذكر، لذا لَمْ يقبل الْمُحَدِّثُوْنَ حَدِيْث المدلس ما لَمْ يصرِّح بالسماع.
الثاني: تدليس الشيوخ:
وَهُوَ أن يأتي باسم شيخه أَوْ كنيته عَلَى خلاف المشهور بِهِ تعمية لأمره وتوعيراً للوقوف عَلَى حاله. وهذا النوع حكمه أخف من السابق، وفي هَذَا النوع تضييع للمروي عَنْهُ وللمروي وتوعير لطريق مَعْرِفَة حالهما. ثُمَّ إن الحال في كراهيته يختلف بحسب الغرض الحامل عَلَيْهِ، إِذْ إن من يدلس هَذَا التدليس قَدْ يحمله كون شيخه الَّذِيْ غيّر سمته غَيْر ثقة، أو أصغر من الرَّاوِي عَنْهُ، أو متأخر الوفاة قَدْ شاركه في السَّمَاع مِنْهُ جَمَاعَة دونه، أو كونه كثير الرِّوَايَة عَنْهُ فلا يحب تكرار شخص عَلَى صورة واحدة.
الثالث: تدليس التسوية:
وَهُوَ أن يروي عَنْ شيخه، ثُمَّ يسقط ضعيفاً بَيْنَ ثقتين قَدْ سَمِعَ أحدهما من الآخر أو لقيه، ويرويه بصيغة محتملة بَيْنَ الثقتين. وممن اشتهر بهذا النوع: الوليد بن مُسْلِم، وبقية بن الوليد. وهذا النوع من التدليس يشترط فِيْهِ التحديث والإخبار من المدلس إلى آخره.
تنبيه: هذا النوع من التدليس قَدْ سماه القدماء تجويداً. فتح المغيث 1/ 199،وتدريب الرَّاوِي 1/ 226،وشرح ألفية السيوطي: 36 – أي يذكر فيه الجياد من أهل الإسناد، أو أنه جعل ظاهر الإسناد جيداً بهذا الصنع القبيح، أو لأن المدلس يبقي جيد رواته -. وسماه صاحب ظفر الأماني: 377 بـ: " التحسين " – أي أن المدلس يحسن ظاهر الإسناد.
وسمي هذا النوع من التدليس تسوية؛ لأن فاعله يسقط المجروح من الإسناد من بعد شيخه ليستوي حال رجاله في الثقة.
الرابع: تدليس العطف:
وَهُوَ مثل أن يقول الرَّاوِي: حَدَّثَنَا فُلاَن وفلان، وَهُوَ لَمْ يَسْمَع من الثاني.
الخامس: تدليس السكوت:
وَهُوَ كأن يقول الرَّاوِي: حَدَّثَنَا أَوْ سَمِعْتُ، ثُمَّ يسكت برهة، ثُمَّ يقول: هشام بن عروة أو الأعمش موهماً أنه سَمِعَ منهما، وليس كذلك.
السادس: تدليس القطع:
وَهُوَ أن يحذف الصيغة ويقتصر عَلَى قوله مثلاً: الزهري عَنْ أنس.
السابع: تدليس صيغ الأداء:
وَهُوَ ما يقع من الْمُحَدِّثِيْنَ من التعبير بالتحديث أَوْ الإخبار عَن الإجازة موهماً للسماع، وَلَمْ يَكُنْ تحمله لِذَلِكَ المروي عَنْ طريق السَّمَاع.
وهذه الأنواع السبعة ليست كلها مشتهرة إنما المشتهر مِنْهَا والشائع الأول والثاني وعند الإطلاق يراد الأول. وهذا القسم هُوَ الَّذِيْ لَهُ دورٌ في الاختلافات الحديثية متوناً وأسانيد، إِذْ قَدْ يكشف خلال البحث بَعْدَ التنقير والتفتيش عَنْ سقوط رجل من الإسناد وربما كَانَ هَذَا الساقط ضعيفاً أَوْ في حفظه شيءٌ، أو لَمْ يضبط حديثه هَذَا.
ومن الأمثلة عَلَى ذَلِكَ ما رَوَاهُ ابن حبان في صحيحه (1423) من طريق ابن جريج، عَنْ نافع، عَن ابن عمر، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تَبُلْ قائماً)).
وهذا الإسناد رجاله ثقات إلا أنَّ ابن جريج مدلسٌ وَقَدْ عنعن هنا وَلَمْ يصرح بسماعه من نافع، وَهُوَ قَدْ سَمِعَ من نافع أحاديث كثيرة، فهُوَ معروف
بالرواية عَنْهُ، وروايته عَنْهُ في الكتب الستة. ولكن النقاد ببصيرتهم الناقدة
(يُتْبَعُ)
(/)
ونظرهم الثاقب كشفوا أنَّ في هَذَا السند واسطة بَيْنَ ابن جريج ونافع، وأن ابن جريج لَمْ يسمعه من نافع مباشرة، بَلْ سمعه من عَبْد الكريم بن أبي المخارق الضعيف، وَقَدْ صرّح ابن جريج في بعض طرق الْحَدِيْث بهذا الساقط، فبان تدليسه؛ فَقَدْ رَوَى
عَبْد الرزاق في مصنفه (15924) – ومِنْ طريقه ابن ماجه في سننه (308))، وأبو عوانة في مسنده (4/ 25)، وابن عدي في الكامل (7/ 40)، وتمام
الرازي في: الروض البسام بترتيب وتخريج فوائد تمام (1/ 203 (148))، والحاكم في: المستدرك (1/ 158)، والبيهقي في السنن الكبرى (1/ 102) - عَن ابن جريج، عَنْ عَبْد الكريم بن أبي المخارق، عَنْ نافع، بِهِ.
ومن بدائه علم الْحَدِيْث أن حَدِيْث الثقة ليس كله صحيحاً، كَمَا أنّ حَدِيْث الضعيف ليس كله ضعيفاً، ومعرفة كلا النوعين من أحاديث الفريقين ليس بالأمر اليسير إنما يطلع عَلَى ذَلِكَ الأئمة النقاد الغواصون في أعماق ما يكمن في الروايات من صحة أو خطأ، لذا فتّش العلماء في حَدِيْث ابن أبي المخارق هل توبع عَلَيْهِ، أم أخطأ فِيْهِ؟ وخالف الثقات الأثبات أم انفرد؟ فنجدهُمْ قَدْ صرّحوا بخطأ ابن أبي المخارق لمخالفته الثقات الأثبات في ذَلِكَ، قَالَ البوصيري في مصباح الزجاجة (1/ 45) – بَعْدَ أن ضعّف حَدِيْث ابن أبي المخارق -: ((عارضه خبر عبيد الله بن عمر العمري الثقة المأمون المجمع عَلَى ثقته، ولا يُغتر بتصحيح ابن حِبّان هَذَا الخبر من طريق هشام بن يوسف، عَن ابن جريج عَنْ نافع، عَن ابن عمر. فإنه قَالَ بعده: أخاف أن يَكُوْن ابن جريج لَمْ يسمعه من نافع، وَقَدْ صحّ ظنُّه، فإنّ ابن جريج إمّا سمعه من ابن أبي المخارق كَمَا ثبت في رِوَايَة ابن ماجه هَذِهِ والحاكم في المستدرك واعتذر عَنْ تخريجه أنه إنّما أخرجه في المتابعات)).
وَقَالَ الترمذي: ((إنما رفع هَذَا الْحَدِيْث عَبْد الكريم بن أبي المخارق، وَهُوَ ضعيف عِنْدَ أهل الْحَدِيْث، ضعّفه أيوب السختياني وتكلم فِيْهِ. وروى عبيد الله، عَنْ نافع عَن ابن عمر قَالَ: قَالَ عمررضي الله عنه: ما بلتُ قائِماً منذُ أسلَمْتُ. وهذا أصح من حَدِيْث عَبْد الكريم)) الجامع الكبير للترمذي 1/ 61 - 62 عقيب (12).
أقول: رِوَايَة عبيد الله الموقوفة أخرجها ابن أبي شيبة في مصنفه (1324)، والبزار في مسنده (وَهُوَ المسمى بـ: البحر الزخار (149)، والحديث أيضاً في كشف الأستار (244)) من طريق عبيد الله بن عمر، عَنْ نافع، عَن ابن عمر، عَنْ عمر موقوفاً، وَهُوَ الصواب.
ومما يدل عَلَى عدم صحة حَدِيْث ابن أبي المخارق أن الحافظ ابن حجر قَالَ:
((وَلَمْ يثبت عَن النَّبِيّ ? في النهي عَنْه شيء)) فتح الباري 1/ 330.
بَعْدَ هَذَا العرض السريع بان لنا واتضح أن التدليس سبب من أسباب الاختلافات في الأسانيد والمتون؛ إِذْ إنه قَدْ يسفر عَنْ سقوط رجلٍ من الإسناد فيخالف الرَّاوِي غيره من الرُّوَاة.
وما دمت قد مهدت عن التدليس وأنواعه فلا بد أن أذكر أموراً أخرى تتعلق بالتدليس، وهي كما يأتي:
أولاً. حكم التدليس، وحكم من عرف بِهِ:
مضى بنا في تعريف التدليس لغة أنّ مجموع معانيه تؤول إلى إخفاء العيب، وليس من معانيه الكذب، ومع ذَلِكَ فَقَد اختلف العلماء في حكمه وحكم أهله.
فَقَدْ ورد عن بعضهم ومنهم - شعبة - التشديد فِيْهِ، فروي عَنْهُ أنه قَالَ: ((التدليس أخو الكذب))، وَقَالَ أَيْضاً: ((لأنْ أزني أحب إليّ من أن أدلس)).
ومنهم من سهّل أمره وتسامح فِيْهِ كثيراً، قَالَ أبو بكر البزار: ((التدليس ليس بكذب، وإنما هُوَ تحسين لظاهر الإسناد)).
وَالصَّحِيْح الَّذِيْ عليه الجمهور أنه ليس بكذب يصح به القدح في عدالة الرَّاوِي حَتَّى نرد جميع حديثه، وإنما هُوَ ضَرْبٌ من الإيهام، وعلى هَذَا نصّ الشَّافِعِيّ –رحمه الله– فَقَالَ: ((ومن عرفناه دلّس مرة فَقَدْ أبان لنا عورته في روايته، وليست تِلْكَ العورة بالكذب فنرد بِهَا حديثه، ولا النصيحة في الصدق، فنقبل مِنْهُ ما قبلنا من أهل النصيحة في الصدق)).
ويمكن حمل التشدد الوارد عن شعبة عَلَى ((المبالغة في الزجر عَنْهُ والتنفير)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا تقرر هَذَا، فما حكم حَدِيْث من عرف بِهِ؟ للعلماء فِيْهِ أربعة مذاهب:
الأول: لا تقبل رِوَايَة المدلس، سواء صرح بالسماع أم لا، حكاه ابن الصَّلاَحِ عن فريق من أهل الْحَدِيْث والفقه، وهذا مبني عَلَى القَوْل بأنّ التدليس نفسه جرح تسقط بِهِ عدالة من عُرِف بِهِ. وهذا الَّذِي استظهره عَلَى أصول مذهب الإمام مالك القاضي عَبْد الوهاب في الملخص.
الثاني: قبول رِوَايَة المدلس مطلقاً، وَهُوَ فرع لمذهب من قَبِلَ المرسل ونقله الْخَطِيْب البغدادي عن جمهور من قَبِلَ المراسيل، وحكاه الزركشي عن بعض شارحي أصول البزدوي من الحنفية. وبنوا هَذَا عَلَى ما بنوا عَلَيْهِ قبول المرسل؛ من أنّ إضراب الثقة عن ذكر الرَّاوِي تعديل لَهُ، فإن من مقتضيات ثقته التصريح باسم من روى عَنْهُ إذا كَانَ غَيْر ثقة.
الثالث: إذا كَانَ الغالب عَلَى تدليسه أن يَكُون عن الثقات فهو مقبول كيفما كانت صيغة التحديث، وإن كَانَ عن غَيْر الثقة هُوَ الغالب رد حديثه حَتَّى يصرح بالسماع، حكاه الْخَطِيْب عن بعض أهل العلم، ونقله الزركشي عن أبي الفتح الأزدي.
الرابع: التفصيل بَيْنَ أن يروي بصيغة مبينة للسماع، فيقبل حديثه، وبين أن يروي بصيغة محتملة للسماع وغيره فلا يقبل. وهذا الَّذِي عَلَيْهِ جمهور أَهْل الْحَدِيْث وغيرهم وصححه جمع، مِنْهُمْ: الْخَطِيْب البغدادي وابن الصَّلاَحِ وغيرهما وهو الحق.
ثانياً. حكم الْحَدِيْث المدلس:
لما كَانَ في حَدِيْث المدلس شبهة وجود انقطاع بَيْنَ المدلس ومن عنعن عَنْهُ، بحيث قَدْ يَكُوْن الساقط شخصاً أو أكثر، وَقَدْ يَكُوْن ثقة أَوْ ضعيفاً. فلما توافرت هَذِهِ الشبهة اقتضى ذَلِكَ الحكم بضعفه.
لكن المدلس إذا صرح بالسماع قبل حديث، مثاله: ما رواه محمد بن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن عائشة، قالت: رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من البقيع، فوجدني وأنا أجد صداعاً في رأسي. وأنا أقول: وارأساه، فقال: بل أنا وارأساه ثم قال: ما ضرك لو مت قبلي، فقمت عليك فغسلتك وكفنتك وصليت عليك ودفنتك.
فمدار هذا الحديث على محمد بن إسحاق، وهو مدلس، وقد عنعن في بعض الطرق، ولذا ضعف بعض العلماء الحديث بذلك، لكنه صرح بالسماع عند البيهقي في السنن الكبرى 3/ 396 فانتفت شبهة تدليسه فقبل حديثه.
ملاحظة: المدلس إذا دلس قد يسقط واحداً وقد يسقط أكثر من واحد.
وأسباب التدليس متعددة، فمنهم من صنع ذلك من باب إحسان الظن بمن أسقطوه، وإن كان مجروحاً عند غيرهم، وأسقطوه تمشية لروايته.
ومنهم دلس لصغر سن شيخه، ومنهم صنع ذلك لكراهة ذكره؛ لسوء حاله من جهة أمر لا يعود إلى نفس حديثه.
ومنهم من صنع ذلك لضعف شيخه، ومنهم من صنع ذلك لطلب العلو، ومنهم من يصنع ذلك إذا شورك عن ذلك الشيخ من قبل من هم دونه في السن أو غير ذلك.
ومنهم من صنع ذلك لكثرته عن ذلك الشيخ
انظر في التدليس:
معرفة علوم الحديث: 103، والمدخل إلى الإكليل: 20، والكفاية: (508 ت، 355 ه)، والتمهيد 1/ 15، ومعرفة أنواع علم الحديث: 156، وجامع الأصول 1/ 167، والإرشاد 1/ 205، والتقريب: 63، والاقتراح: 217، ورسوم التحديث: 74، والمنهل الروي: 72، والخلاصة: 74، والموقظة: 47، وجامع التحصيل: 97، واختصار علوم الحديث 1/ 172، وبتحقيقي: 129، والشذا الفياح 1/ 173، والمقنع: 1/ 154، ومحاسن الاصطلاح: 77، وشرح التبصرة والتذكرة 1/ 234، وتنقيح الأنظار: 140، ونزهة النظر: 65، ومقدمة طبقات المدلسين: 13، والمختصر: 132، وفتح المغيث 1/ 169، وألفية السيوطي: 33، وشرح السيوطي على ألفية العراقي: 84، وفتح الباقي 1/ 224، وتوضيح الأفكار 1/ 346، وظفر الأماني: 373، وشرح شرح نخبة الفكر: 416، واليواقيت والدرر 2/ 10، وقواعد التحديث: 132، ولمحات في أصول الحديث: 237.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[19 Jun 2007, 08:29 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الاختلافات الواردة في المتن أو الإسناد تتفرع أنواعاً متعددة، لكل نوع اسمه الخاص به، ومن تلك الاختلافات هو أن يخالف الثقة ثقات آخرين، مثل هذه المخالفة تختلف، ربما تكون من ثقة يخالف ثقة آخر، أو من ثقة يخالف عدداً من الثقات، وإذا كان المخالف واحداً وليس جمعاً فيشترط فيه أن يكون أوثق ممن حصل فيه الاختلاف، وهذا النوع من المخالفة يطلق عليه عند علماء المصطلح الشاذ، وهو: أن يخالف الثقة من هو أوثق منه عدداً أو حفظاً.
وهذا التعريف مأخوذ من تعريف الشافعي للشاذ، فقد روي عن يونس بن عبد الأعلى، قال: قال لي الشافعي -رحمه الله-: ((ليس الشاذ من الحديث أن يروي الثقة ما لا يروي غيره، إنما الشاذ: أن يروي الثقة حديثاً يخالف ما روى الناس)).
والشاذ في اللغة: المنفرد، يقال: شذّ يَشُذُّ ويشِذُّ – بضم الشين وكسرها – أي: انفرد عن الجمهور، وشذَّ الرجلُ: إذا انفرد عن أصحابه. وكذلك كل شيء منفرد فهو شاذ. ومنه: هو شاذ من القياس، وهذا مما يشذ عن الأصول، وكلمة شاذة…وهكذا.
إذن: الشذوذ هو مخالفة الثقة للأوثق حفظاً أو عدداً، وهذا هو الذي استقر عليه الاصطلاح (وإنما قلنا هكذا؛ لأن للشاذ تعريفين آخرين، أولهما: وهو ما ذكر الحاكم النيسابوري – أن الشاذ هو الحديث الذي ينفرد به ثقة من الثقات، وليس له أصل متابع لذلك الثقة. معرفة علوم الحديث: 119.
وثانيهما: وهو ما حكاه الحافظ أبو يعلى الخليلي القزويني من أن الذي عليه حفاظ الحديث أن الشاذ ما ليس له إلا إسناد واحد يشذ بذلك شيخ ثقة كان أو غير ثقة، فما كان عن غير ثقة فمتروك لا يقبل، وما كان عن ثقة يتوقف فيه ولا يحتج به. الإرشاد 1/ 176 - 177).
قال الحافظ ابن حجر: ((يختار في تفسير الشاذ أنه الذي يخالف رواية من هو أرجح منه)).
ثم إن مخالفة الثقة لغيره من الثقات أمر طبيعي إذ إن الرواة يختلفون في مقدار حفظهم وتيقظهم وتثبتهم من حين تحملهم الأحاديث عن شيوخهم إلى حين أدائها. وهذه التفاوتات الواردة في الحفظ تجعل الناقد البصير يميز بين الروايات، ويميز الرواية المختلف فيها من غير المختلف فيها، والشاذة من المحفوظة، والمعروفة من المنكرة.
ومن أمثلة الشاذ ما رواه عبد الواحد بن زياد قال: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا صلى أحدكم ركعتي الفجر فليضطجع على يمينه)) فقد أخطأ عبد الواحد بن زياد وشذّ حينما جعل الحديث من قول النبي صلى الله عليه وسلم والصواب أنه من فعله صلى الله عليه وسلم هكذا رواه سهيل بن أبي صالح، عن أبيه عند ابن ماجه (1199)، والنسائي في الكبرى (1456)، وكذا رواه محمد بن إبراهيم، عن أبي صالح عند البيهقي 3/ 45.
وقد صرح جمع من الأئمة بشذوذ رواية عبد الواحد بن زياد منهم البيهقي في السنن الكبرى 3/ 45 فقال عن رواية الفعل: ((وهذا أولى أن يكون محفوظاً لموافقته سائر الروايات عن عائشة وابن عباس))، وكذا نقل الحكم بالشذوذ ابن القيم عن شيخه ابن تيمية في زاد المعاد 1/ 308 فقال: ((هذا باطل وليس بصحيح، وإنما الصحيح عنه الفعل لا الأمر بها، والأمر تفرد به عبد الواحد بن زياد وغلط فيه)). وبنحو هذا قال الذهبي في الميزان 2/ 672.
وهذا الشذوذ في جميع المتن، وهناك شذوذ ببعض المتن كزيادة التسمية في حديث أنس في الوضوء؛ فقد روى معمر بن راشد، عن ثابت وقتادة، عن أنس، قال: نظر بعض أصحاب النَّبي صلى الله عليه وسلم وضوءاً فلم يجده، فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم: هاهنا ماء، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم وضع يده في الإناء الذي فيه الماء، ثم قال: توضئوا بسم الله، فرأيت الماء يفور من بين أصابعه، والقوم يتوضئون، حتى توضئوا من عند آخرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمعمر بن راشد ثقة ثبت فاضل، وشيخاه في هذا الحديث ثابت بن أسلم البناني، وهو ثقة عابد، وقتادة بن دعامة السدوسي، وهو ثقة ثبت. إلا أنَّ معمر بن راشد قد أخطأ بذكر زيادة: ((بسم الله)) في الحديث؛ إذ إنَّ الجمع من الرواة عن ثابت وقتادة لم يذكروا هذه الزيادة التي تفرد بها معمر مما يدل على خطئه ووهمه بها؛ وذلك أنَّ سليمان بن المغيرة الثقة، وحمّاد بن زيد الثقة وحمّاد بن سلمة الذي هو أثبت الناس في ثابت، ثلاثتهم رووه عن ثابت، عن أنس، به، ولم يذكروا زيادة ((بسم الله)).
وكذلك روى الحديث عن قتادة جماعة لم يذكروا الزيادة؛ فقد رواه سعيد بن أبي عروبة – وهو أثبت الناس في قتادة – وهمّام بن يحيى الثقة، وهشام الدَّستوائي الثقة الثبت، وشعبة بن الحجّاج الثقة الحافظ المتقن، أربعتهم رووه عن قتادة، عن أنس، به، ولم يذكروا هذه الزيادة؛ إذن فليس من المعقول أن يغفل جميع الرواة من أصحاب ثابت و قتادة، فيغيب عنهم حفظ هذه الزيادة، ثم يحفظها معمر بن راشد.
ثمّ إنَّ ثابتاً و قتادة قد توبعا على رواية الحديث، وليس فيه ذكر الزيادة، تابعهما عليه إسحاق بن عبد الله – وهو ثقة حجّة -، وحميد الطويل، وهو ثقة، والحسن البصري الثقة الفاضل.
فغياب زيادة: ((بسم الله)) عند هذه الكثرة يسلط الضوء على أنَّ الوهم في ذكرها من معمر، والله أعلم.
ومن الأمثلة لحديث ثقة خالف في ذلك حديث ثقة أوثق منه:
ما رواه معمر بن راشد، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، قال: ((خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية، فأحرم أصحابي ولم أحرم، فرأيت حماراً فحملت عليه، فاصطدته، فذكرت شأنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكرت أني لم أكن أحرمت، وأني إنما اصطدته لك؟ فأمر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أصحابه فأكلوا، وَلَمْ يأكل مِنْهُ حِيْنَ أخبرته أني اصطدته لَهُ)).
فهذا الحديث يتبادر إلى ذهن الناظر فيه أول وهلة أنه حديث صحيح، إلا أنه بعد البحث تبين أن معمر بن راشد – وهو ثقة – قد شذ في هذا الحديث فقوله: ((إنما اصطدته لك))، وقوله: ((ولم يأكل منه حين أخبرته أني اصطدته له)). جملتان شاذتان شذ بهما معمر بن راشد عن بقية الرواة.
قال ابن خزيمة: ((هذه الزيادة: ((إنما اصطدته لك))، وقوله: ((ولم يأكل منه حين أخبرته أني اصطدته لك))، لا أعلم أحداً ذكره في خبر أبي قتادة غير معمر في هذا الإسناد، فإن صحت هذه اللفظة فيشبه أن يكون صلى الله عليه وسلم أكل من لحم ذلك الحمار قبل [أن] يعلمه أبو قتادة أنه اصطاده من أجله، فلما أعلمه أبو قتادة أنه اصطاده من أجله امتنع من أكله بعد إعلامه إياه أنه اصطاده من أجله؛ لأنه قد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قد أكل من لحم ذلك الحمار)).
هكذا جزم الحافظ ابن خزيمة بتفرد معمر بن راشد بهاتين اللفظتين، وهو مصيب في هذا، إلا أنه لا داعي للتأويل الأخير لجزمنا بعدم صحة هاتين اللفظتين – كما سيأتي التدليل عليه -.
وقال أبو بكر بن زياد النيسابوري - شيخ الدارقطني -: ((قوله: " اصطدته لك "، وقوله: " ولم يأكل منه "، لا أعلم أحداً ذكره في هذا الحديث غير معمر)).
وقال البيهقي: ((هذه لفظة غريبة لم نكتبها إلا من هذا الوجه، وقد روينا عن أبي حازم بن دينار، عن عبد الله بن أبي قتادة في هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل منها، وتلك الرواية أودعها صاحبا الصحيح كتابيهما دون رواية معمر وإن كان الإسنادان صحيحين)).
وقال ابن حزم: ((لا يخلو العمل في هذا من ثلاثة أوجه. إما أن تغلب رواية الجماعة على رواية معمر لا سيما وفيهم من يذكر سماع يحيى من أبي قتادة، ولم يذكر معمراً، أو تسقط رواية يحيى بن أبي كثير جملة؛ لأنه اضطرب عليه، ويؤخذ برواية أبي حازم وأبي محمد وابن موهب الذين لم يضطرب عليهم؛ لأنه لا يشك ذو حسٍّ أن إحدى الروايتين وهم، إذ لا يجوز أن تصح الرواية في أنه عليه السلام أكل منه، وتصح الرواية في أنه عليه السلام لم يأكل منه، وهي قصة واحدة في وقت واحد في مكان واحد في صيد واحد))
وسأشرح الآن شذوذ رواية معمر، فأقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
خالف معمر رواية الجمع عن يحيى، فقد رواه هشام الدستوائي – وهو ثقة ثبت -، وعلي بن المبارك - وهو ثقة -، ومعاوية بن سلام -وهو ثقة -، وشيبان بن عبد الرحمان -وهو ثقة -، فهؤلاء أربعتهم رووه عن يحيى بن أبي كثير، ولم يذكروا هاتين اللفظتين.
كما أن الحديث ورد من طريق عبد الله بن أبي قتادة من غير طريق يحيى بن أبي كثير، ولم تذكر فيه اللفظتان مما يؤكد ذلك شذوذ رواية معمر بتلك الزيادة؛ فَقَدْ رَوَاهُ عثمان بن عَبْد الله بن موهب – وَهُوَ ثقة -، وأبو حازم سلمة بن دينار - وهو ثقة -، وعبد العزيز بن رفيع –وهو ثقة -، وصالح بن أبي حسان – وهو صدوق -؛ فهؤلاء أربعتهم رووه عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، ولم يذكروا هاتين اللفظتين، كما أن هذا الحديث روي من طرق أخرى عن أبي قتادة، وليس فيه هاتان اللفظتان: فقد رواه نافع مولى أبي قتادة -وهو ثقة -، وعطاء بن يسار - وهو ثقة -، ومعبد بن كعب بن مالك - وهو ثقة -، وأبو صالح مولى التوأمة - وهو مقبول - فهؤلاء أربعتهم رووه دون ذكر اللفظتين اللتين ذكرهما معمر، وهذه الفردية الشديدة مع المخالفة تؤكد شذوذ رواية معمر لعدم وجودها عند أحدٍ من أهل الطبقات الثلاث.
والذي يبدو لي أن السبب في شذوذ رواية معمر بن راشد دخول حديث في حديث آخر؛ فلعله توهم بما رواه هو عن الزهري، عن عروة، عن يحيى بن عبد الرحمان بن حاطب، عن أبيه أنه اعتمر مع عثمان في ركب، فأهدي له طائر، فأمرهم بأكله، وأبى أن يأكل، فقال له عمرو بن العاص: أنأكل مما لست منه آكلاً، فقال: إني لست في ذاكم مثله، إنما اصطيد لي وأميت باسمي.
فربما اشتبه عليه هذا الحديث بالحديث السابق، والله أعلم.
للفائدة ينظر في الشاذ:
معرفة علوم الحديث: 119، ومعرفة أنواع علم الحديث: 163، وجامع الأصول 1/ 177، والإرشاد 1/ 213، والتقريب: 67، والاقتراح: 211، ورسوم التحديث: 75، والمنهل الروي: 50، والخلاصة: 69، والموقظة: 42، ونظم الفرائد: 361، واختصار علوم الحديث 1/ 179، وبتحقيقي: 136، والشذا الفياح 1/ 180، والمقنع 1/ 165، ومحاسن الاصطلاح: 82، وشرح التبصرة والتذكرة 1/ 245، وتنقيح الأنظار: 150، ونزهة النظر: 84، والمختصر: 124، وفتح المغيث 1/ 185، وألفية السيوطي: 39، وشرح السيوطي على ألفية العراقي: 87، وفتح الباقي 1/ 232، وتوضيح الأفكار 1/ 377، وظفر الأماني: 356، وشرح شرح نخبة الفكر: 330، واليواقيت والدرر 1/ 420، وقواعد التحديث: 130، ولمحات في أصول الحديث: 253، وأثر اختلاف الأسانيد والمتون في اختلاف الفقهاء: 455.(/)
رجال طلبوا العلم على أيدي النساء ((شيخات الإمام المنذري وابن القيم))
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[26 Apr 2007, 07:26 ص]ـ
رجال طلبوا العلم على أيدي النساء ((شيخات الإمام المنذري وابن القيم))
بمناسبة فقدنا لشيختين كبيرتين في العالم الاسلام من قريب وهما الشيختان المقرئة أم السعد والشيخة نفيسة الكتانية
أحببت الإدلاء بهذا الموضوع الذي وجدته في أرشيفي وهو منقول منه:
إن التاريخ يذكر لنا عالمات جليلات من النساء وفقيهات وأديبات منهن:
سكينة بنت الحسين.
ونفيسة من نسل الحسن.
وزينب طبيبة بني أود في زمن بني أمية.
وذكر ابن عساكر أن عدد شيوخه من النساء كان بضعاً وثمانين امرأة، وكريمة المروزية كانت من من رواة صحيح الإمام البخاري.
وأم الحسن بنت القاضي أحمد بن عبدالله الطنجالي اشتهرت بالشعر وحفظ القرآن والطب.
ويكفي القارئ أن يرجع إلى كتاب ((أعلام النساء)) ليرى الثروة العظيمة في مكتبتنا من إبداعات النساء وتميزهن في العلوم.
ولكي يكون حديثنا دقيقاً أكثر أردت أن أبين للقارئ شيوخ عالمين جليلين من علماء الأمة،
وهما الإمام الحافظ ((المنذري)) الراوي المعروف، والإمام العلامة ((ابن القيم)) رحمهما الله تعالى، فقد كان من بين شيوخهما النساء، وطلبا العلم على أيديهما، ونستطيع أن نتعرف عليهم كالتالي:
الحافظ المنذري (المتوفى سنة 656 هـ)
البلد اسم الشيخة
مصر صفاء العيش عبدالله الأشرفية الخمرية (متوفاة 627 هـ)
أم حسن غفيبة بنت عنان السعدية (متوفاة 635 هـ)
أم فضل كريمة بنت الحق الشافعية (متوفاة 641 هـ)
أم مفتوح بنت إبراهيم الشامية المصرية (متوفاة 625 هـ)
أم أبي العباس عزيزة بنت عبدالملك القرشية (متوفاة 634 هـ)
الاسكندرية أم محمد خديجة بنت المفضل المقدسية (متوفاة 618 هـ)
خديجة بنت الحافظ أبي الطاهر السلفي (متوفاة 623 هـ)
دمشق نعمة بنت علي يحي الطراح (604 هـ)
كريمة عبدالوهاب علي الأسدية (641 هـ)
بغداد أم الحياة فرحة قراطاش العوني (598 هـ)
عاتكة بنت الحافظ أبي العلاء الهمدانية (609 هـ)
أم عبدالرحمن يحي بن علي الهمذاني (611 هـ)
حفصة أحمد البغدادية (612 هـ)
لامعة أبي بكر المبارك البغدادي (613 هـ)
أصبهان أم هانئ عفيفة أحمد الفارفانية (606 هـ)
عائشة معمر الفاخر الاصبهانية (607 هـ)
عين الشمس أحمد الثقفي (610 هـ)
نيسابور أم المؤيد زينب عبدالرحمن الجرجاني (615 هـ)
همذان فاطمة الحسن أحمد الهمذاني (617 هـ)
حران زهراء عبدالقادر الرحفاوي (632 هـ)
الإمام ابن القيم (المتوفى سنة 656 هـ)
البلد اسم الشيخة
دمشق ست الكتبة نعمة علي الطراح البغدادي (متوفاة 604 هـ)
كريمة عبدالوهاب القرشية (متوفاة 641 هـ)
القاهرة أم عبدالكريم فاطمة سعد الأنصاري (متوفاة 600 هـ)
الاسكندرية خديجة أحمد محمد الأصبهاني (متوفاة 623 هـ)
بغداد فرحة قراطاش العوني (متوفاة 598 هـ)
عاتكة الحسن الهمذانية (متوفاة 618 هـ)
أم عبدالرحمن يحيى علي البغدادي (متوفاة 623 هـ)
حفصة أحمد الأزجية (متوفاة 641 هـ)
لامعة أبو بكر الخفاف
أصبهان عفيفة أحمد الفارفانية (598 هـ)
نيسابور زينب عبدالرحمن النيسابوري (609 هـ)
همذان فاطمة الحسن الهمذاني (611 هـ)
وكذلك كان ((ابن الجوزي)) رحمه الله تعالى فقد ذكر في مشيخته أنه سمع من ثلاث نسوة، وأورد بسنده ثلاثة أحاديث عن كل واحدة منهن حديثاً:
الأولى: فاطمة بنت محمد بن الحسين بن فضلويه الرازي البزاز.
قال عنها: كانت شيختنا فاطمة واعظة متعبدة، لها رباط تجتمع فيه الزاهدات، سمعت أبا جعفر بن المسلمة، وأبا بكر الخطيب وغيرهما، وتوفيت في ربيع الأول من سنة إحدى وعشرين وخمسة مئة.
الثانية: فاطمة بنت أبي حكيم عبدالله بن إبراهيم الخبري.
قال عنها: كانت شيختنا هذه خالة شيخنا أبي الفضل بن ناصر، وكانت خيرة، وتوفيت في رجب سنة أربع وثلاثين وخمس مئة.
والأخيرة: شهدة بنت أحمد بن الفرج بن عمر الإبري، قال: ((سمعت شهدة من بن جعفر بن السراج وطراد وغيرهما، وكان لها خط حسن، وعاشت مخالطة لدار الخلافة، وكان لها بر ومعروف وقاربت المئة، وتوفيت في محرم سنة أربع وسبعين وخمس مئة، ودفنت بمقبرة باب بيرز)).
(يُتْبَعُ)
(/)