ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[21 Jun 2006, 09:32 م]ـ
ص551: سُئِلَ عَنْ " إحْيَاءِ عُلُومِ الدِّينِ " و " قُوتِ الْقُلُوبِ " إلَخْ
الْجَوَابُ
. فَأَجَابَ: أَمَّا (كِتَابُ قُوتِ الْقُلُوبِ) و (كِتَابُ الْإِحْيَاءِ) تَبَعٌ لَهُ فِيمَا يَذْكُرُهُ مِنْ أَعْمَالِ الْقُلُوبِ: مِثْلَ الصَّبْرِ وَالشُّكْرِ وَالْحُبِّ وَالتَّوَكُّلِ وَالتَّوْحِيدِ وَنَحْوِ ذَلِكَ.
وَأَبُو طَالِبٍ أَعْلَمُ بِالْحَدِيثِ وَالْأَثَرِ، وَكَلَامِ أَهْلِ عُلُومِ الْقُلُوبِ مِنْ الصُّوفِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَبِي حَامِدٍ الْغَزَالِيِّ، وَكَلَامُهُ أَسَدُّ وَأَجْوَدُ تَحْقِيقًا، وَأَبْعَدُ عَنْ الْبِدْعَةِ مَعَ أَنَّ فِي " قُوتِ الْقُلُوبِ " أَحَادِيثَ ضَعِيفَةً وَمَوْضُوعَةً، وَأَشْيَاءَ كَثِيرَةً مَرْدُودَةً.
وَأَمَّا مَا فِي (الْإِحْيَاءِ) مِنْ الْكَلَامِ فِي " الْمُهْلِكَاتِ " مِثْلُ الْكَلَامِ عَلَى الْكِبْرِ وَالْعُجْبِ وَالرِّيَاءِ وَالْحَسَدِ وَنَحْوِ ذَلِكَ فَغَالِبُهُ مَنْقُولٌ مِنْ كَلَامِ الْحَارِثِ الْمُحَاسَبِيِّ فِي الرِّعَايَةِ، وَمِنْهُ مَا هُوَ مَقْبُولٌ وَمِنْهُ مَا هُوَ مَرْدُودٌ وَمِنْهُ مَا هُوَ مُتَنَازَعٌ فِيهِ.
و " الْإِحْيَاءُ " فِيهِ فَوَائِدُ كَثِيرَةٌ؛ لَكِنْ فِيهِ مَوَادُّ مَذْمُومَةٌ فَإِنَّهُ فِيهِ مَوَادُّ فَاسِدَةٌ مِنْ كَلَامِ الْفَلَاسِفَةِ تَتَعَلَّقُ بِالتَّوْحِيدِ وَالنُّبُوَّةِ وَالْمَعَادِ، فَإِذَا ذَكَرَ مَعَارِفَ الصُّوفِيَّةِ كَانَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ أَخَذَ عَدُوًّا لِلْمُسْلِمِينَ أَلْبَسَهُ ثِيَابَ الْمُسْلِمِينَ.
وَقَدْ أَنْكَرَ أَئِمَّةُ الدِّينِ عَلَى " أَبِي حَامِدٍ " هَذَا فِي كُتُبِهِ.
وَقَالُوا: مَرَّضَهُ " الشِّفَاءُ " يَعْنِي: شِفَاءَ ابْنِ سِينَا فِي الْفَلْسَفَةِ.
وَفِيهِ أَحَادِيثُ وَآثَارٌ ضَعِيفَةٌ؛ بَلْ مَوْضُوعَةٌ كَثِيرَةٌ.
وَفِيهِ أَشْيَاءُ مِنْ أَغَالِيطِ الصُّوفِيَّةِ وَتُرَّهَاتِهِمْ.
وَفِيهِ مَعَ ذَلِكَ مِنْ كَلَامِ الْمَشَايِخِ الصُّوفِيَّةِ الْعَارِفِينَ الْمُسْتَقِيمِينَ فِي أَعْمَالِ الْقُلُوبِ الْمُوَافِقِ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَمِنْ غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْعِبَادَاتِ، وَالْأَدَبِ مَا هُوَ مُوَافِقٌ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ مَا هُوَ أَكْثَرُ مِمَّا يَرِدُ مِنْهُ؛ فَلِهَذَا اخْتَلَفَ فِيهِ اجْتِهَادُ النَّاسِ وَتَنَازَعُوا فِيهِ.
ص573: فَهُوَ سُبْحَانَهُ مَعَ إبَاحَتِهِ نِكَاحَ الْإِمَاءِ عِنْدَ عَدَمِ الطَّوْلِ وَخَشْيَةِ الْعَنَتِ قَالَ: {وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ} فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّهُ يُمْكِنُ الصَّبْرُ مَعَ خَشْيَةِ الْعَنَتِ، وَأَنَّهُ لَيْسَ النِّكَاحُ كَإِبَاحَةِ الْمَيْتَةِ عِنْدَ الْمَخْمَصَةِ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يُمْكِنُ الصَّبْرُ عَنْهُ.
وَكَذَلِكَ مَنْ أَبَاحَ " الِاسْتِمْنَاءَ " عِنْدَ الضَّرُورَةِ فَالصَّبْرُ عَنْ الِاسْتِمْنَاءِ أَفْضَلُ.
فَقَدْ رُوِيَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: «أَنَّ نِكَاحَ الْإِمَاءِ خَيْرٌ مِنْهُ وَهُوَ خَيْرٌ مِنْ الزِّنَا» فَإِذَا كَانَ الصَّبْرُ عَنْ نِكَاحِ الْإِمَاءِ أَفْضَلَ فَعَنْ الِاسْتِمْنَاءِ بِطَرِيقِ الْأَوْلَى أَفْضَلُ. لَا سِيَّمَا وَكَثِيرٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ، أَوْ أَكْثَرُهُمْ يَجْزِمُونَ بِتَحْرِيمِهِ مُطْلَقًا، وَهُوَ أَحَدُ الْأَقْوَالِ فِي مَذْهَبِ أَحْمَد. وَاخْتَارَهُ ابْنُ عَقِيلٍ فِي الْمُفْرَدَاتِ، وَالْمَشْهُورُ عَنْهُ - يَعْنِي عَنْ أَحْمَد - أَنَّهُ مُحَرَّمٌ إلَّا إذَا خَشِيَ الْعَنَتَ.
وَالثَّالِثُ: أَنَّهُ مَكْرُوهٌ إلَّا إذَا خَشِيَ الْعَنَتَ.
فَإِذَا كَانَ اللَّهُ قَدْ قَالَ فِي نِكَاحِ الْإِمَاءِ: {وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ} فَفِيهِ أَوْلَى. وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الصَّبْرَ عَنْ كِلَيْهِمَا مُمْكِنٌ. فَإِذَا كَانَ قَدْ أَبَاحَ مَا يُمْكِنُ الصَّبْرُ عَنْهُ فَذَلِكَ لِتَسْهِيلِ التَّكْلِيفِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا}.
(يُتْبَعُ)
(/)
و " الِاسْتِمْنَاءُ " لَا يُبَاحُ عِنْدَ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ سَلَفًا وَخَلَفًا سَوَاءٌ خُشِيَ الْعَنَتُ، أَوْ لَمْ يُخْشَ ذَلِكَ. وَكَلَامُ ابْنِ عَبَّاسٍ وَمَا رُوِيَ عَنْ أَحْمَد فِيهِ إنَّمَا هُوَ لِمَنْ خَشِيَ " الْعَنَتَ " ـ وَهُوَ: الزِّنَا وَاللِّوَاطُ ـ خَشْيَةً شَدِيدَةً خَافَ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ الْوُقُوعِ فِي ذَلِكَ؛ فَأُبِيحَ لَهُ ذَلِكَ لِتَكْسِيرِ شِدَّةِ عَنَتِهِ وَشَهْوَتِهِ. وَأَمَّا مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ تَلَذُّذًا، أَوْ تَذَكُّرًا، أَوْ عَادَةً؛ بِأَنْ يَتَذَكَّرَ فِي حَالِ اسْتِمْنَائِهِ صُورَةً كَأَنَّهُ يُجَامِعُهَا = فَهَذَا كُلُّهُ مُحَرَّمٌ لَا يَقُولُ بِهِ أَحْمَد، وَلَا غَيْرُهُ، وَقَدْ أَوْجَبَ فِيهِ بَعْضُهُمْ الْحَدَّ، وَالصَّبْرُ عَنْ هَذَا مِنْ الْوَاجِبَاتِ لَا مِنْ الْمُسْتَحَبَّاتِ.
وَأَمَّا الصَّبْرُ عَنْ الْمُحَرَّمَاتِ فَوَاجِبٌ وَإِنْ كَانَتْ النَّفْسُ تَشْتَهِيهَا وَتَهْوَاهَا.
ص588 - 591 كلام طويل نفيس عن الشح والبخل والفرق بينهما.
ص599: وَطَالِبُ الرِّئَاسَةِ - وَلَوْ بِالْبَاطِلِ - تُرْضِيهِ الْكَلِمَةُ الَّتِي فِيهَا تَعْظِيمُهُ وَإِنْ كَانَتْ بَاطِلًا، وَتُغْضِبُهُ الْكَلِمَةُ الَّتِي فِيهَا ذَمُّهُ وَإِنْ كَانَتْ حَقًّا. وَالْمُؤْمِنُ تُرْضِيهِ كَلِمَةُ الْحَقِّ لَهُ وَعَلَيْهِ، وَتُغْضِبُهُ كَلِمَةُ الْبَاطِلِ لَهُ وَعَلَيْهِ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ الْحَقَّ وَالصِّدْقَ وَالْعَدْلَ وَيُبْغِضُ الْكَذِبَ وَالظُّلْمَ. فَإِذَا قِيلَ: الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالْعَدْلُ الَّذِي يُحِبُّهُ اللَّهُ أُحِبُّهُ وَإِنْ كَانَ فِيهِ مُخَالَفَةُ هَوَاهُ. لِأَنَّ هَوَاهُ قَدْ صَارَ تَبَعًا لِمَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ. وَإِذَا قِيلَ: الظُّلْمُ وَالْكَذِبُ فَاَللَّهُ يُبْغِضُهُ وَالْمُؤْمِنُ يُبْغِضُهُ وَلَوْ وَافَقَ هَوَاهُ.
ص601: وَكَذَلِكَ الَّذِينَ يُحِبُّونَ الْعَبْدَ كَأَصْدِقَائِهِ، وَاَلَّذِينَ يُبْغِضُونَهُ كَأَعْدَائِهِ فَاَلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ يَجْذِبُونَهُ إلَيْهِمْ فَإِذَا لَمْ تَكُنْ الْمَحَبَّةُ مِنْهُمْ لَهُ لِلَّهِ كَانَ ذَلِكَ مِمَّا يَقْطَعُهُ عَنْ اللَّهِ، وَاَلَّذِينَ يُبْغِضُونَهُ يُؤْذُونَهُ وَيُعَادُونَهُ فَيَشْغَلُونَهُ بِأَذَاهُمْ عَنْ اللَّهِ، وَلَوْ أَحْسَنَ إلَيْهِ أَصْدِقَاؤُهُ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُ لِغَيْرِ اللَّهِ أَوْجَبَ إحْسَانُهُمْ إلَيْهِ مَحَبَّتَهُ لَهُمْ وَانْجِذَابَ قَلْبِهِ إلَيْهِمْ وَلَوْ كَانَـ[ـوا] عَلَى غَيْرِ الِاسْتِقَامَةِ وَأَوْجَبَ مُكَافَأَتَهُ لَهُمْ فَيَقْطَعُونَهُ عَنْ اللَّهِ وَعِبَادَتِهِ.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[23 Jun 2006, 03:32 م]ـ
ص602 - 606:
وَأَمَّا حُبّ النَّاسِ لَهُ فَإِنَّهُ يُوجِبُ أَنْ يَجْذِبُوهُ هُمْ بِقُوَّتِهِمْ إلَيْهِمْ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ قُوَّةٌ يَدْفَعُهُمْ بِهَا عَنْ نَفْسِهِ مِنْ مَحَبَّةِ اللَّهِ وَخَشْيَتِهِ وَإِلَّا جَذَبُوهُ وَأَخَذُوهُ إلَيْهِمْ، كَحُبِّ امْرَأَةِ الْعَزِيزِ لِيُوسُفَ؛ فَإِنَّ قُوَّةَ " يُوسُفَ " وَمَحَبَّتَهُ لِلَّهِ وَإِخْلَاصَهُ وَخَشْيَتَهُ كَانَتْ أَقْوَى مِنْ جَمَالِ امْرَأَةِ الْعَزِيزِ وَحُسْنِهَا وَحُبِّهِ لَهَا، هَذَا إذَا أَحَبّ أَحَدُهُمْ صُورَتَهُ مَعَ أَنَّ هُنَا الدَّاعِيَ قَوِيٌّ مِنْهُ وَمِنْهُمْ، فَهُنَا الْمَعْصُومُ مَنْ عَصَمَهُ اللَّهُ وَإِلَّا فَالْغَالِبُ عَلَى النَّاسِ فِي الْمَحَبَّةِ مِنْ الطَّرَفَيْنِ أَنَّهُ يَقَعُ بَعْضُ الشَّرِّ بَيْنَهُمْ.
وَلِهَذَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إلَّا كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ}.
وَقَدْ يُحِبُّونَهُ لِعِلْمِهِ أَوْ دِينِهِ أَوْ إحْسَانِهِ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ؛ فَالْفِتْنَةُ فِي هَذَا أَعْظَمُ؛ إلَّا إذَا كَانَتْ فِيهِ قُوَّةٌ إيمَانِيَّةٌ وَخَشْيَةٌ وَتَوْحِيدٌ تَامٌّ؛ فَإِنَّ فِتْنَةَ الْعِلْمِ وَالْجَاهِ وَالصُّوَرِ فِتْنَةٌ لِكُلِّ مَفْتُونٍ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَهُمْ مَعَ ذَلِكَ يَطْلُبُونَ مِنْهُ مَقَاصِدَهُمْ إنْ لَمْ يَفْعَلْهَا وَإِلَّا نَقَصَ الْحُبُّ.
أَوْ حَصَلَ نَوْعُ بُغْضٍ وَرُبَّمَا زَادَ أَوْ أَدَّى إلَى الِانْسِلَاخِ مِنْ حُبِّهِ = فَصَارَ مَبْغُوضًا بَعْدَ أَنْ كَانَ مَحْبُوبًا!
فَأَصْدِقَاءُ الْإِنْسَانِ يُحِبُّونَ اسْتِخْدَامَهُ وَاسْتِعْمَالَهُ فِي أَغْرَاضِهِمْ حَتَّى يَكُونَ كَالْعَبْدِ لَهُمْ!
وَأَعْدَاؤُهُ يَسْعَوْنَ فِي أَذَاهُ وَإِضْرَارِهِ، وَأُولَئِكَ يَطْلُبُونَ مِنْهُ انْتِفَاعَهُمْ وَإِنْ كَانَ مُضِرًّا لَهُ مُفْسِدًا لِدِينِهِ لَا يُفَكِّرُونَ فِي ذَلِكَ.
وَقَلِيلٌ مِنْهُمْ الشَّكُورُ.
فَالطَّائِفَتَانِ فِي الْحَقِيقَةِ لَا يَقْصِدُونَ نَفْعَهُ وَلَا دَفْعَ ضَرَرِهِ، وَإِنَّمَا يَقْصِدُونَ أَغْرَاضَهُمْ بِهِ؛ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ الْإِنْسَانُ عَابِدًا اللَّهَ مُتَوَكِّلًا عَلَيْهِ مُوَالِيًا لَهُ وَمُوَالِيًا فِيهِ وَمُعَادِيًا وَإِلَّا أَكَلَتْهُ الطَّائِفَتَانِ، وَأَدَّى ذَلِكَ إلَى هَلَاكِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.
وَهَذَا هُوَ الْمَعْرُوفُ مِنْ أَحْوَالِ بَنِي آدَمَ وَمَا يَقَعُ بَيْنَهُمْ مِنْ الْمُحَارَبَاتِ وَالْمُخَاصَمَاتِ وَالِاخْتِلَافِ وَالْفِتَنِ.
قَوْمٌ يُوَالُونَ زَيْدًا وَيُعَادُونَ عَمْرًا.
وَآخَرُونَ بِالْعَكْسِ؛ لِأَجْلِ أَغْرَاضِهِمْ فَإِذَا حَصَلُوا عَلَى أَغْرَاضِهِمْ مِمَّنْ يُوَالُونَهُ وَمَا هُمْ طالبونه مِنْ زَيْدٍ انْقَلَبُوا إلَى عَمْرٍو، وَكَذَلِكَ أَصْحَابُ عَمْرو كَمَا هُوَ الْوَاقِعُ بَيْنَ أَصْنَافِ النَّاسِ.
وَكَذَلِكَ " الرَّأْسُ " مِنْ الْجَانِبَيْنِ يَمِيلُ إلَى هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُوَالُونَهُ، وَهُمْ إذَا لَمْ تَكُنْ الْمُوَالَاةُ لِلَّهِ أَضَرَّ عَلَيْهِ مِنْ أُولَئِكَ؛ فَإِنَّ أُولَئِكَ إنَّمَا يَقْصِدُونَ إفْسَادَ دُنْيَاهُ: إمَّا بِقَتْلِهِ أَوْ بِأَخْذِ مَالِهِ، وَإِمَّا بِإِزَالَةِ مَنْصِبِهِ وَهَذَا كُلُّهُ ضَرَرٌ دُنْيَوِيٌّ لَا يُعْتَدُّ بِهِ إذَا سَلمَ الْعَبْدُ، وَهُوَ عَكْسُ حَالِ أَهْلِ الدُّنْيَا وَمُحِبِّيهَا الَّذِينَ لَا يَعْتَدُّونَ بِفَسَادِ دِينِهِمْ مَعَ سَلَامَةِ دُنْيَاهُمْ. فَهُمْ لَا يُبَالُونَ بِذَلِكَ.
وَأَمَّا " دِينُ الْعَبْدِ " الَّذِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ فَهُمْ لَا يَقْدِرُونَ عَلَيْهِ.
وَأَمَّا أَوْلِيَاؤُهُ الَّذِينَ يُوَالُونَهُ لِلْأَغْرَاضِ فَإِنَّمَا يَقْصِدُونَ مِنْهُ فَسَادَ دِينِهِ بِمُعَاوَنَتِهِ عَلَى أَغْرَاضِهِمْ وَغَيْرِ ذَلِكَ فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ انْقَلَبُوا أَعْدَاءً.
فَدَخَلَ بِذَلِكَ عَلَيْهِ الْأَذَى مِنْ " جِهَتَيْنِ ": مِنْ جِهَةِ مُفَارَقَتِهِمْ. وَمِنْ جِهَةِ عَدَاوَتِهِمْ. وَعَدَاوَتُهُمْ أَشَدُّ عَلَيْهِ مِنْ عَدَاوَةِ أَعْدَائِهِ؛ لِأَنَّهُمْ قَدْ شَاهَدُوا مِنْهُ، وَعَرَفُوا مَا لَمْ يَعْرِفْهُ أَعْدَاؤُهُ. فَاسْتَجْلَبُوا بِذَلِكَ عَدَاوَةَ غَيْرِهِمْ فَتَتَضَاعَفُ الْعَدَاوَةُ.
وَإِنْ لَمْ يُحِبّ مُفَارَقَتَهُمْ احْتَاجَ إلَى مُدَاهَنَتِهِمْ وَمُسَاعَدَتِهِمْ عَلَى مَا يُرِيدُونَهُ، وَإِنْ كَانَ فِيهِ فَسَادُ دِينِهِ.
فَإِنْ سَاعَدَهُمْ عَلَى نَيْلِ مَرْتَبَةٍ دُنْيَوِيَّةٍ نَالَهُ مِمَّا يَعْمَلُونَ فِيهَا نَصِيبًا وَافِرًا وَحَظًّا تَامًّا مِنْ ظُلْمِهِمْ وَجَوْرِهِمْ، وَطَلَبُوا مِنْهُ أَيْضًا أَنْ يُعَاوِنَهُمْ عَلَى أَغْرَاضِهِمْ، وَلَوْ فَاتَتْ أَغْرَاضُهُ الدُّنْيَوِيَّةُ.
فَكَيْفَ بِالدِّينِيَّةِ إنْ وُجِدَتْ فِيهِ، أَوْ عِنْدَهُ؟!
فَإِنَّ الْإِنْسَانَ ظَالِمٌ جَاهِلٌ لَا يَطْلُبُ إلَّا هَوَاهُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
فَإِنْ لَمْ يَكُنْ هَذَا فِي الْبَاطِنِ يُحْسِنُ إلَيْهِمْ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ، وَيَقْضِي حَوَائِجَهُمْ لِلَّهِ وَتَكُونُ اسْتِعَانَتُهُ عَلَيْهِمْ بِاَللَّهِ تَامَّةً وَتَوَكُّلُهُ عَلَى اللَّهِ تَامٌّ = وَإِلَّا أَفْسَدُوا دِينَهُ وَدُنْيَاهُ كَمَا هُوَ الْوَاقِعُ الْمُشَاهَدُ مِنْ النَّاسِ مِمَّنْ يَطْلُبُ الرِّئَاسَةَ الدُّنْيَوِيَّةَ؛ فَإِنَّهُ يَطْلُبُ مِنْهُ مِنْ الظُّلْمِ وَالْمَعَاصِي مَا يَنَالُ بِهِ تِلْكَ الرِّئَاسَةَ وَيُحْسِنُ لَهُ هَذَا الرَّأْيَ، وَيُعَادِيهِ إنْ لَمْ يَقُمْ مَعَهُ كَمَا قَدْ جَرَى ذَلِكَ مَعَ غَيْرِ وَاحِدٍ. وَذَلِكَ يَجْرِي فِيمَنْ يُحِبُّ شَخْصًا لِصُورَتِهِ فَإِنَّهُ يَخْدِمُهُ وَيُعَظِّمُهُ وَيُعْطِيه مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ وَيَطْلُبُ مِنْهُ مِنْ الْمُحَرَّمِ مَا يُفْسِدُ دِينَهُ. وَفِيمَنْ يُحِبُّ صَاحِبَ " بِدْعَةٍ " لِكَوْنِهِ لَهُ دَاعِيَةً إلَى تِلْكَ الْبِدْعَةِ يحوجه إلَى أَنْ يَنْصُرَ الْبَاطِلَ الَّذِي يَعْلَمُ أَنَّهُ بَاطِلٌ وَإِلَّا عَادَاهُ، وَلِهَذَا صَارَ عُلَمَاءُ الْكُفَّارِ وَأَهْلُ الْبِدَعِ مَعَ عِلْمِهِمْ بِأَنَّهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ يَنْصُرُونَ ذَلِكَ الْبَاطِلَ؛ لِأَجْلِ الْأَتْبَاعِ وَالْمُحِبِّينَ وَيُعَادُونَ أَهْلَ الْحَقِّ وَيَهْجُنُونَ طَرِيقَهُمْ.
فَمَنْ أَحَبّ غَيْرَ اللَّهِ وَوَالَى غَيْرَهُ كَرِهَ مُحِبَّ اللَّهِ وَوَلِيَّهُ وَمَنْ أَحَبَّ أَحَدًا لِغَيْرِ اللَّهِ كَانَ ضَرَرُ أَصْدِقَائِهِ عَلَيْهِ أَعْظَمَ مِنْ ضَرَرِ أَعْدَائِهِ؛ فَإِنَّ أَعْدَاءَهُ غَايَتُهُمْ أَنْ يَحُولُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ هَذَا الْمَحْبُوبِ الدُّنْيَوِيِّ، وَالْحَيْلُولَةُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ رَحْمَةٌ فِي حَقِّهِ، وَأَصْدِقَاؤُهُ يُسَاعِدُونَهُ عَلَى نَفْيِ تِلْكَ الرَّحْمَةِ وَذَهَابِهَا عَنْهُ، فَأَيُّ صَدَاقَةٍ هَذِهِ؟!
وَيُحِبُّونَ بَقَاءَ ذَلِكَ الْمَحْبُوبِ لِيَسْتَعْمِلُوهُ فِي أَغْرَاضِهِمْ وَفِيمَا يُحِبُّونَهُ وَكِلَاهُمَا ضَرَرٌ عَلَيْهِ.
قَالَ تَعَالَى: {إذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ}. قَالَ الفضيل بْنُ عِيَاضٍ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ: هِيَ الْمَوَدَّاتُ الَّتِي كَانَتْ لِغَيْرِ اللَّهِ، وَالْوَصَلَاتُ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا {وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ}. فَالْأَعْمَالُ الَّتِي أَرَاهُمْ اللَّهُ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ: هِيَ الْأَعْمَالُ الَّتِي يَفْعَلُهَا بَعْضُهُمْ مَعَ بَعْضٍ فِي الدُّنْيَا كَانَتْ لِغَيْرِ اللَّهِ، وَمِنْهَا الْمُوَالَاةُ وَالصُّحْبَةُ وَالْمَحَبَّةُ لِغَيْرِ اللَّهِ. فَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي أَنْ يُعْبَدَ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا يُشْرَكُ بِهِ شَيْئًا وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاَللَّهِ.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[24 Jun 2006, 01:20 م]ـ
ص607: لا يَجُوزُ أَنْ يُحَبّ شَيْءٌ مِنْ الْمَوْجُودَاتِ لِذَاتِهِ إلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ وَبِحَمْدِهِ، فَكُلُّ مَحْبُوبٍ فِي الْعَالَمِ إنَّمَا يَجُوزُ أَنْ يُحَبّ لِغَيْرِهِ لا لِذَاتِهِ، وَالرَّبُّ تَعَالَى هُوَ الَّذِي يَجِبُ أَنْ يُحَبّ لِنَفْسِهِ، وَهَذَا مِنْ مَعَانِي إلَهِيَّتِهِ و {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} فَإِنَّ مَحَبَّةَ الشَّيْءِ لِذَاتِهِ شِرْكٌ فَلا يُحَبُّ لِذَاتِهِ إلا اللَّهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ خَصَائِصِ إلَهِيَّتِهِ فَلا يَسْتَحِقُّ ذَلِكَ إلا اللَّهُ وَحْدَهُ، وَكُلُّ مَحْبُوبٍ سِوَاهُ إنْ لَمْ يُحَبّ لأجْلِهِ أَوْ لِمَا يُحَبُّ لِأَجْلِهِ فَمَحَبَّتُهُ فَاسِدَةٌ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ص609: مَنْ أَحَبَّ إنْسَانًا لِكَوْنِهِ يُعْطِيه فَمَا أَحَبّ إلَّا الْعَطَاءَ وَمَنْ قَالَ: إنَّهُ يُحِبُّ مَنْ يُعْطِيه لِلَّهِ فَهَذَا كَذِبٌ وَمُحَالٌ وَزُورٌ مِنْ الْقَوْلِ وَكَذَلِكَ مَنْ أَحَبَّ إنْسَانًا لِكَوْنِهِ يَنْصُرُهُ إنَّمَا أَحَبّ النَّصْرَ لَا النَّاصِرَ. وَهَذَا كُلُّهُ مِنْ اتِّبَاعِ مَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ فَإِنَّهُ لَمْ يُحِبّ فِي الْحَقِيقَةِ إلَّا مَا يَصِلُ إلَيْهِ مِنْ جَلْبِ مَنْفَعَةٍ أَوْ دَفْعِ مَضَرَّةٍ فَهُوَ إنَّمَا أَحَبَّ تِلْكَ الْمَنْفَعَةَ وَدَفْعَ الْمَضَرَّةِ وَإِنَّمَا أَحَبّ ذَلِكَ لِكَوْنِهِ وَسِيلَةً إلَى مَحْبُوبِهِ وَلَيْسَ هَذَا حُبًّا لِلَّهِ وَلَا لِذَاتِ الْمَحْبُوبِ. وَعَلَى هَذَا تَجْرِي عَامَّةُ مَحَبَّةِ الْخَلْقِ بَعْضِهِمْ مَعَ بَعْضٍ وَهَذَا لَا يُثَابُونَ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يَنْفَعُهُمْ بَلْ رُبَّمَا أَدَّى ذَلِكَ إلَى النِّفَاقِ وَالْمُدَاهَنَةِ فَكَانُوا فِي الْآخِرَةِ مِنْ الْأَخِلَّاءِ الَّذِينَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ عَدُوٌّ إلَّا الْمُتَّقِينَ. وَإِنَّمَا يَنْفَعُهُمْ فِي الْآخِرَةِ الْحُبُّ فِي اللَّهِ وَلِلَّهِ وَحْدَهُ وَأَمَّا مَنْ يَرْجُو النَّفْعَ وَالنَّصْرَ مِنْ شَخْصٍ ثُمَّ يَزْعُمُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ لِلَّهِ فَهَذَا مِنْ دَسَائِسِ النُّفُوسِ وَنِفَاقِ الْأَقْوَالِ. وَإِنَّمَا يَنْفَعُ الْعَبْدَ الْحُبُّ لِلَّهِ لِمَا يُحِبُّهُ اللَّهُ مِنْ خَلْقِهِ كَالْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ لِكَوْنِ حُبِّهِمْ يُقَرِّبُ إلَى اللَّهِ وَمَحَبَّتِهِ وَهَؤُلَاءِ هُمْ الَّذِينَ يَسْتَحِقُّونَ مَحَبَّةَ اللَّهِ لَهُمْ.
ص611: وَصُورَةُ الْمَحْبُوبِ الْمُتَمَثِّلَةُ فِي النَّفْسِ يَتَحَرَّكُ لَهَا الْمُحِبُّ وَيُرِيدُ لَهَا وَيُحِبُّ وَيُبْغِضُ وَيَبْتَهِجُ وَيَنْشَرِحُ عِنْدَ ذِكْرِهَا مِنْ أَيِّ جِنْسٍ كَانَتْ فَتَبْقَى هِيَ كَالْآمِرِ النَّاهِي لَهُ؛ وَلِهَذَا يَجِدُ فِي نَفْسِهِ كَأَنَّهَا تُخَاطِبُهُ بِأَمْرِ وَنَهْيٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ كَمَا يَرَى كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ مَنْ يُحِبُّهُ وَيُعَظِّمُهُ فِي مَنَامِهِ وَهُوَ يَأْمُرُهُ وَيَنْهَاهُ وَيُخْبِرُهُ بِأُمُورِ.
وَالْمُشْرِكُونَ تَتَمَثَّلُ لَهُمْ الشَّيَاطِينُ فِي صُوَرِ مَنْ يَعْبُدُونَهُ؛ تَأْمُرُهُمْ وَتَنْهَاهُمْ ...
... وَقَدْ يُخَاطَبُونَ بِأَشْيَاءَ حَسَنَةٍ رَشْوَةً مِنْهُ لَهُمْ وَلَا يُخَاطَبُونَ بِمَا يَعْرِفُونَ أَنَّهُ بَاطِلٌ لِئَلَّا يُنَفَّرُونَ مِنْهُ بَلْ الشَّيْطَانُ يُخَاطِبُ أَحَدَهُمْ بِمَا يَرَى أَنَّهُ حَقٌّ ...
وَالْمُؤْمِنُ الَّذِي يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَرَى الرَّسُولَ فِي مَنَامِهِ بِحَسَبِ إيمَانِهِ وَكَذَلِكَ يَرَى اللَّهَ تَعَالَى فِي مَنَامِهِ بِحَسَبِ إيمَانِهِ كَمَا قَدْ بُسِطَ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ.
وَلِهَذَا كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الزُّهْدِ وَالْعِبَادَةِ يَكُونُ مِنْ أَعْوَانِ الْكُفَّارِ وَيَزْعُمُ أَنَّهُ مَأْمُورٌ بِذَلِكَ وَيُخَاطَبُ بِهِ وَيَظُنُّ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الَّذِي أَمَرَهُ بِذَلِكَ وَاَللَّهُ مُنَزَّهٌ عَنْ ذَلِكَ وَإِنَّمَا الْآمِرُ لَهُ بِذَلِكَ النَّفْسُ وَالشَّيْطَانُ وَمَا فِي نَفْسِهِ مِنْ الشِّرْكِ إذْ لَوْ كَانَ مُخْلِصًا لِلَّهِ الدِّينَ لَمَا عَرَضَ لَهُ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ فَإِنَّ هَذَا لَا يَكُونُ إلَّا لِمَنْ فِيهِ شِرْكٌ فِي عِبَادَتِهِ، أَوْ عِنْدَهُ بِدْعَةٌ، وَلَا يَقَعُ هَذَا لِمُخْلِصِ مُتَمَسِّكٍ بِالسُّنَّةِ أَلْبَتَّةَ.
ص620: وَقَالَ فَصْل: قَوْلُ بَعْضِ النَّاسِ: الثَّوَابُ عَلَى قَدْرِ الْمَشَقَّةِ لَيْسَ بِمُسْتَقِيمِ عَلَى الْإِطْلَاقِ .... وَلَوْ قِيلَ: الْأَجْرُ عَلَى قَدْرِ مَنْفَعَةِ الْعَمَلِ وَفَائِدَتِهِ = لَكَانَ صَحِيحًا.
ص645: سُئِلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَد بْنُ تيمية - رَحِمَهُ اللَّهُ - عَنْ قَوْله تَعَالَى {حَقُّ الْيَقِينِ} وَ {عَيْنَ الْيَقِينِ} وَ {عِلْمَ الْيَقِينِ} فَمَا مَعْنَى كُلِّ مَقَامٍ مِنْهَا؟ وَأَيُّ مَقَامٍ أَعْلَى؟
فَأَجَابَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لِلنَّاسِ فِي هَذِهِ الْأَسْمَاءِ مَقَالَاتٌ مَعْرُوفَةٌ.
مِنْهَا: أَنْ يُقَالَ: {عِلْمَ الْيَقِينِ} مَا عَلِمَهُ بِالسَّمَاعِ وَالْخَبَرِ وَالْقِيَاسِ وَالنَّظَرِ.
وَ {عَيْنَ الْيَقِينِ} مَا شَاهَدَهُ وَعَايَنَهُ بِالْبَصَرِ.
وَ {حَقُّ الْيَقِينِ} مَا بَاشَرَهُ وَوَجَدَهُ وَذَاقَهُ وَعَرَفَهُ بِالِاعْتِبَارِ.
" فَالْأُولَى " مِثْلُ مَنْ أَخْبَرَ أَنَّ هُنَاكَ عَسَلًا وَصَدَّقَ الْمُخْبِرَ.
أَوْ رَأَى آثَارَ الْعَسَلِ فَاسْتَدَلَّ عَلَى وُجُودِهِ.
وَ " الثَّانِي " مِثْلُ مَنْ رَأَى الْعَسَلَ وَشَاهَدَهُ وَعَايَنَهُ، وَهَذَا أَعْلَى كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لَيْسَ الْمُخْبِرُ كَالْمُعَايِنِ}.
وَ " الثَّالِثُ " مِثْلُ مَنْ ذَاقَ الْعَسَلَ وَوَجَدَ طَعْمَهُ وَحَلَاوَتَهُ وَمَعْلُومٌ أَنَّ هَذَا أَعْلَى مِمَّا قَبْلَهُ ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[05 Jul 2006, 03:26 ص]ـ
ص660: وَأَمَّا مَا سَأَلْت عَنْهُ مِنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ بَعْدَ الْفَرَائِضِ؛ فَإِنَّهُ يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ النَّاسِ فِيمَا يَقْدِرُونَ عَلَيْهِ وَمَا يُنَاسِبُ أَوْقَاتَهُمْ فَلَا يُمْكِنُ فِيهِ جَوَابٌ جَامِعٌ مُفَصَّلٌ لِكُلِّ أَحَدٍ؛ لَكِنْ مِمَّا هُوَ كَالْإِجْمَاعِ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ بِاَللَّهِ وَأَمْرِهِ: أَنَّ مُلَازَمَةَ ذِكْرِ اللَّهِ دَائِمًا هُوَ أَفْضَلُ مَا شَغَلَ الْعَبْدَ بِهِ نَفْسَهُ فِي الْجُمْلَةِ ...
ثُمَّ يَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ اللِّسَانُ وَتَصَوَّرَهُ الْقَلْبُ مِمَّا يُقَرِّبُ إلَى اللَّهِ مِنْ تَعَلُّمِ عِلْمٍ وَتَعْلِيمِهِ، وَأَمْرٍ بِمَعْرُوفِ وَنَهْيٍ عَنْ مُنْكَرٍ = فَهُوَ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ.
وَلِهَذَا مَنْ اشْتَغَلَ بِطَلَبِ الْعِلْمِ النَّافِعِ بَعْدَ أَدَاءِ الْفَرَائِضِ أَوْ جَلَسَ مَجْلِسًا يَتَفَقَّهُ، أَوْ يُفَقِّهُ فِيهِ الْفِقْهَ الَّذِي سَمَّاهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فِقْهًا = فَهَذَا أَيْضًا مِنْ أَفْضَلِ ذِكْرِ اللَّهِ.
وَعَلَى ذَلِكَ إذَا تَدَبَّرْت لَمْ تَجِدْ بَيْنَ الْأَوَّلِينَ فِي كَلِمَاتِهِمْ فِي أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ كَبِيرَ اخْتِلَافٍ.
ص663: ثُمَّ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَأْخُذَ الْمَالَ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ لِيُبَارَكَ لَهُ فِيهِ، وَلَا يَأْخُذُهُ بِإِشْرَافِ وَهَلَعٍ؛ بَلْ يَكُونُ الْمَالُ عِنْدَهُ بِمَنْزِلَةِ الْخَلَاءِ الَّذِي يَحْتَاجُ إلَيْهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ لَهُ فِي الْقَلْبِ مَكَانَةٌ، وَالسَّعْيُ فِيهِ إذَا سَعَى كَإِصْلَاحِ الْخَلَاءِ.
ص664:
وَأَمَّا مَا تَعْتَمِدُ عَلَيْهِ مِنْ الْكُتُبِ فِي الْعُلُومِ فَهَذَا بَابٌ وَاسِعٌ وَهُوَ أَيْضًا يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ نَشْءِ الْإِنْسَانِ فِي الْبِلَادِ، فَقَدْ يَتَيَسَّرُ لَهُ فِي بَعْضِ الْبِلَادِ مِنْ الْعِلْمِ أَوْ مِنْ طَرِيقِهِ وَمَذْهَبِهِ فِيهِ مَا لَا يَتَيَسَّرُ لَهُ فِي بَلَدٍ آخَرَ، لَكِنَّ جِمَاعَ الْخَيْرِ أَنْ يَسْتَعِينَ بِاَللَّهِ سُبْحَانَهُ فِي تَلَقِّي الْعِلْمِ الْمَوْرُوثِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ هُوَ الَّذِي يَسْتَحِقُّ أَنْ يُسَمَّى عِلْمًا، وَمَا سِوَاهُ إمَّا أَنْ يَكُونَ عِلْمًا فَلَا يَكُونُ نَافِعًا؟ وَإِمَّا أَلَّا يَكُونَ عِلْمًا وَإِنْ سُمِّيَ بِهِ.
وَلَئِنْ كَانَ عِلْمًا نَافِعًا فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ فِي مِيرَاثِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يُغْنِي عَنْهُ مِمَّا هُوَ مِثْلُهُ وَخَيْرٌ مِنْهُ.
وَلْتَكُنْ هِمَّتُهُ فَهْمَ مَقَاصِدِ الرَّسُولِ فِي أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ وَسَائِر كَلَامِهِ.
فَإِذَا اطْمَأَنَّ قَلْبُهُ أَنَّ هَذَا هُوَ مُرَادُ الرَّسُولِ فَلَا يَعْدِلُ عَنْهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ تَعَالَى، وَلَا مَعَ النَّاسِ إذَا أَمْكَنَهُ ذَلِكَ.
وَلْيَجْتَهِدْ أَنْ يَعْتَصِمَ فِي كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْعِلْمِ بِأَصْلِ مَأْثُورٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَإِذَا اشْتَبَهَ عَلَيْهِ مِمَّا قَدْ اخْتَلَفَ فِيهِ النَّاسُ = فَلْيَدْعُ بِمَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا {أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ إذَا قَامَ يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ: اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرِيلَ وميكائيل وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِك فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ اهْدِنِي لِمَا اُخْتُلِفَ فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِك إنَّك تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ قَالَ فِيمَا رَوَاهُ عَنْهُ رَسُولُهُ: {يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا مَنْ هَدَيْته فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ}.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَأَمَّا وَصْفُ " الْكُتُبِ وَالْمُصَنِّفِينَ " فَقَدْ سُمِعَ مِنَّا فِي أَثْنَاءِ الْمُذَاكَرَةِ مَا يَسَّرَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ. وَمَا فِي الْكُتُبِ الْمُصَنَّفَةِ الْمُبَوَّبَةِ كِتَابٌ أَنْفَع مِنْ " صَحِيحِ مُحَمَّدِ بْنِ إسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ " لَكِنْ هُوَ وَحْدَهُ لَا يَقُومُ بِأُصُولِ الْعِلْمِ. وَلَا يَقُومُ بِتَمَامِ الْمَقْصُودِ لِلْمُتَبَحِّرِ فِي أَبْوَابِ الْعِلْمِ إذْ لَا بُدَّ مِنْ مَعْرِفَةِ أَحَادِيثَ أُخَرَ وَكَلَامُ أَهْلِ الْفِقْهِ وَأَهْلِ الْعِلْمِ فِي الْأُمُورِ الَّتِي يَخْتَصُّ بِعِلْمِهَا بَعْضُ الْعُلَمَاءِ. وَقَدْ أَوْعَبَتْ الْأُمَّةُ فِي كُلِّ فَنٍّ مِنْ فُنُونِ الْعِلْمِ إيعَابًا فَمَنْ نَوَّرَ اللَّهُ قَلْبَهُ هَدَاهُ بِمَا يَبْلُغُهُ مِنْ ذَلِكَ وَمَنْ أَعْمَاهُ لَمْ تَزِدْهُ كَثْرَةُ الْكُتُبِ إلَّا حَيْرَةً وَضَلَالًا.
ص732: لَيْسَ الْمُعْتَبَرُ فِي الشَّرْعِ الْقُدْرَةَ الَّتِي يُمْكِنُ وُجُودُ الْفِعْلِ بِهَا عَلَى أَيِّ وَجْهٍ كَانَ بَلْ لَا بُدَّ أَنْ تَكُونَ الْمُكْنَةُ خَالِيَةً عَنْ مَضَرَّةٍ رَاجِحَةٍ بَلْ أَوْ مُكَافِئَةٍ.
ص 720: مَا تَقُولُ السَّادَةُ الْعُلَمَاءَ فِي مَنْ عَزَمَ عَلَى " فِعْلِ مُحَرَّمٍ " كَالزِّنَا وَالسَّرِقَةِ وَشُرْبِ الْخَمْرِ عَزْمًا جَازِمًا - فَعَجَزَ عَنْ فِعْلِهِ: إمَّا بِمَوْتِ أَوْ غَيْرِهِ. هَلْ يَأْثَمُ بِمُجَرَّدِ الْعَزْمِ أَمْ لا؟
وَإِنْ قُلْتُمْ: يَأْثَمُ فَمَا جَوَابُ مَنْ يَحْتَجُّ عَلَى عَدَمِ الْإِثْمِ بِقَوْلِهِ: {إذَا هَمَّ عَبْدِي بِسَيِّئَةٍ وَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ} وَبِقَوْلِهِ: {إنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي عَمَّا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَتَكَلَّمْ}، وَاحْتَجَّ بِهِ مِنْ وَجْهَيْنِ:
أَحَدُهُمَا أَنَّهُ أَخْبَرَ بِالْعَفْوِ عَنْ حَدِيثِ النَّفْسِ وَالْعَزْمُ دَاخِلٌ فِي الْعُمُومِ، وَالْعَزْمُ وَالْهَمُّ وَاحِدٌ. قَالَهُ ابْنُ سيده.
الثَّانِي: أَنَّهُ جَعَلَ التَّجَاوُزَ مُمْتَدًّا إلَى أَنْ يُوجَدَ كَلَامٌ أَوْ عَمَلٌ وَمَا قَبْلَ ذَلِكَ دَاخِلٌ فِي حَدِّ التَّجَاوُزِ وَيَزْعُمُ أَنْ لَا دَلَالَةَ فِي قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إذْ الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ} لِأَنَّ الْمُوجِبَ لِدُخُولِ الْمَقْتُولِ فِي النَّارِ مُوَاجَهَتُهُ أَخَاهُ لِأَنَّهُ عَمَلٌ لَا مُجَرَّدُ قَصْدٍ، وَأَنْ لَا دَلَالَةَ فِي قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الَّذِي قَالَ: {لَوْ أَنَّ لِي مَالًا لَفَعَلْت وَفَعَلْت أَنَّهُمَا فِي الْإِثْمِ سَوَاءٌ وَفِي الْأَجْرِ سَوَاءٌ} لِأَنَّهُ تَكَلَّمَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {مَا لَمْ تَعْمَلْ بِهِ أَوْ تَتَكَلَّمْ} و، َهَذَا قَدْ تَكَلَّمَ وَقَدْ وَقَعَ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ كَلَامٌ كَثِيرٌ وَاحْتِيجَ إلَى بَيَانِهَا مُطَوَّلًا مَكْشُوفًا مُسْتَوْفًى.
فَأَجَابَ: شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تيمية - قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ وَنَوَّرَ ضَرِيحَهُ. الْحَمْدُ لِلَّهِ هَذِهِ الْمَسْأَلَةُ وَنَحْوُهَا تَحْتَاجُ قَبْلَ الْكَلَامِ فِي حُكْمِهَا إلَى حُسْنِ التَّصَوُّرِ لَهَا فَإِنَّ اضْطِرَابَ النَّاسِ فِي هَذِهِ الْمَسَائِلِ وَقَعَ عَامَّتُهُ مِنْ أَمْرَيْنِ. (أَحَدُهُمَا عَدَمُ تَحْقِيقِ أَحْوَالِ الْقُلُوبِ وَصِفَاتِهَا الَّتِي هِيَ مَوْرِدُ الْكَلَامِ. وَ (الثَّانِي عَدَمُ إعْطَاءِ الْأَدِلَّةِ الشَّرْعِيَّةِ حَقَّهَا؛ وَلِهَذَا كَثُرَ اضْطِرَابُ كَثِيرٍ مِنْ النَّاسِ فِي هَذَا الْبَابِ حَتَّى يَجِدَ النَّاظِرُ فِي كَلَامِهِمْ أَنَّهُمْ يَدَّعُونَ إجماعات مُتَنَاقِضَةً فِي الظَّاهِرِ ....
[قلت: أجاب بجواب طويل نفيس من ص720 إلى 769، ومن العجيب قوله في ص765: وحين كتبت هذا الجواب لم يكن عندي من الكتب ما يستعان به على الجواب؛ فإن له موارد واسعة.اهـ
رحمه الله رحمة واسعة، وجعل أعلى الجنة مسكنه.
إلى هنا انتهى النقل من هذا المجلد النفيس الذي يحسن بك أن تقرأه، وتمعن النظر فيه.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.(/)
برنامج إحياء سنة الرسول - السواك
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[19 May 2006, 12:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع (7) 21/ 4/1427
عن أبي هريرة ـ رضي الله تعالى عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال
" لولا أن أشق على أمتي أو على الناس لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة "
[صحيح البخاري ـ كتاب الجمعة (887) .. صحيح مسلم ـ كتاب الطهارة 252]
عن حذيفة ـ رضي الله تعالى عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
كان إذا قام للتهجد من الليل يشوص فاه بالسواك
[صحيح البخاري ـ كتاب الجمعة (6311) ... صحيح مسلم ـ كتاب الطهارة 552]
عن عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك
[صحيح مسلم ـ كتاب الطهارة 352]
عن عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ قالت: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
" عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك
واستشاق الماء، وقص الأظافر، وغسل البراجم، ونتف الإبط
وحلق العانة، وانتقاص الماء "
قال زكريا: قال مصعب: ونست العاشرة إلا أن تكون المضمضة
[صحيح مسلم ـ كتاب الطهار ـ 162]
عن ـ عائشة رضي الله تعالى عنها ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال
" السواك مطهرة للفم ومرضاة للرب "
[سنن النسائي كتاب الطهارة (5) ... مسند أحمد (38632)، 11832]
ماخوذة من:
http://www.enashir.com/blogs/eman/4482/
______
هل نفذت سنة السواك؟ هذا الإسبوع؟
صوت إن كنت نفذتها
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[19 May 2006, 03:02 ص]ـ
أخي في الله: يسري أحمد حمدي، ما تدعو إليه لا ينكر فضله أحد، ولكن لدي جملة ملاحظات
1 - ألا ترى أن هذا الموضوع قد قتل بحثا في كتب العلماء قديما وحديثا.
2 - ألا تشاطرني الرأي أن تناول السنن بهذا الشكل يعتبر تضيقا لمجال السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.
3 - أرى أن هناك سننا حضارية دعا إليها الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي التي تحقق الغاية العظمى التي وجد لها الإنسان على وجه الأرض، وهي عبادة الله وعمارة الكون.
4 - تسويد الصحائف بما ذكرت لا يخرج الأمة من هذا الهوان الذي تعيشه، ولا ينجيها من هذا التكالب الذي سلط عليها ولست ممن ينتحل الشعر بكثرة ولكن جرى على لساني وأنا أكتب هذه الكلمات:
أفيضوا في التسنن واخدعونا **** فهذا بما تسر به الملوك
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[19 May 2006, 03:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخى الفاضل علال بوربيق
بارك الله فيك
ونحن ننشر سنة نبوية واحدة كل أسبوع، مع التصويت لمن قام تنفيذها
وهذه الصفحة توضح ذلك
http://islamschool.org/board/viewtopic.php?t=105
( حى الآن ننشر فى ما يقرب من 15 منتدى)
حيث ندعوا لا للدراسة، ولكن لتنفيذ السنة
ونريد أن يكون تسلسل السنن من العقيدة إلى التشريع، ومن السهل إلى الأصعب
ولكن المشكلة أننا نحتاج من يقوم بعمل تسلسل للسنن بشكل موثق وصحيح ويرتبها لنا
ونريد أن نتناول ما ذكرته، مع إستعداد لنشره
فقط إن تعاونت معنا، ووضحت لنا السنن التى ترى أوليتها لنضمها للمجموعة التى نقوم بنشرها
وجزاك الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
قصائد في الزهد والرقائق
ـ[ناصر]ــــــــ[22 May 2006, 12:19 ص]ـ
شريط أكثر من رائع - إبتسامة -
قصيدة ليس الغريب
قصيدة أنا العبد
قصيدة اليأس من الدنيا
قصيدة من يرد سلعة الرحمن
قصيدة واذكر الموت والبلى
قصيدة كن على حذر من الدنيا
للإستماع الرجاء تتبع الرابط التالي طريق الإسلام ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=25263)
ـ[أبو ياسر]ــــــــ[27 May 2006, 05:10 ص]ـ
............
ـ[ناصر]ــــــــ[06 Jul 2006, 05:45 ص]ـ
قصيدة ليس الغريب هنا ( http://islam.moved.in/zuhd/LaysaAlGharib.mp3).
قصيدة أنا العبد هنا ( http://islam.moved.in/zuhd/AnaAlAbdu.mp3).
ـ[ناصر]ــــــــ[16 Jul 2006, 09:47 ص]ـ
الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله, و بعد:
وصية ابن الوردي في التقوى و العلم و الأخلاق الفاضلة [من فضلك أنقر هنا ( http://islam.moved.in/zuhd/wasaya/wasaya1.mp3) للإستماع].
وصية الألبيري لابنه أبابكر بطلب العلم و العمل به [من فضلك أنقر هنا ( http://islam.moved.in/zuhd/wasaya/wasaya2.mp3) للإستماع].
المصدر: شريط "وصايا" من علي إذاعة طريق الإسلام ( http://www.islamway.com/?iw_s=Nasheed&iw_a=view&songstape_id=114) بتصرف.
و السلام عليكم.
ـ[ناصر]ــــــــ[16 Jul 2006, 01:08 م]ـ
الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله, و بعد:
نص قصيدة وصية الألبيري, بها بع الأخطاء ولكنها تعين على تتبع الإنشاد, منقولة من أحد المنتديات.
تفت فؤادك الأيام فتا=وتنحت جسمك الساعات نحتا
وتدعوك المنون دعاء صدق =ألا يا صاح أنت أريد أنتا
أراك تحب عرسا ذات خدر=أبتَّ طلاقها الأكياس بتا
تنام الدهر ويحك في غطيط= بها حتى إذا مت انتبهتا
فكم ذا أنت مخدوع وحتى=متى لا ترعوي عنها وحتى
أبا بكر دعوتك لو أجبتا= إلى ما فيه حظك لو عقلتا
إلى علم تكون به إماما =مطاعاً إن نهيت وإن أمرتا
ويجلو ما بعينك من غشاها= ويهديك الطرق إذا ضللتا
وتحمل منه في ناديك تاجا=ويكسوك الجمال إذا عريتا
ينالك نفعه ما دمت حيا=ويبقى ذكره لك إن ذهبتا
هو العضب المهند ليس ينبو=تصيب به مقاتل من أردتا
وكنز لا تخاف عليه لصا=خفيف الحمل يوجد حيث كنتا
يزيد بكثرة الإنفاق منه=وينقص إن به كفا شددتا
فلو قد ذقت من حلواه طعما=لآثرت التعلم واجتهدتا
ولم يشغلك عنه هوى مطاعٌ=ولا دنيا بزخرفها فُتنتا
ولا ألهاك عنه أنيق روضٍ=ولا دنيا بزينتها كلفتا
فقوت الروح أرواح المعاني=وليس بأن طعمت ولا شربتا
فواظبه وخذ بالجد فيه=فإن أعطاكه الله انتفعتا
وإن أعطيت فيه طويل باعٍ=وقال الناس إنك قد علمتا
فلا تأمن سؤال الله عنه=بتوبيخ: علمتَ فما عملتا
فرأس العلم تقوى الله حقا=وليس بأن يقال لقد رأستا
وأفضل ثوبك الإحسان لكن=نرى ثوب الإساءة قد لبستا
إذا ما لم يفدك العلم خيرا=فخير منه أن لو قد جهلتا
وإن ألقاك فهمك في مهاوٍ=فليتك ثم ليتك ما فهمتا
ستجني من ثمار العجز جهلا=وتصغر في العيون إذا كبرتا
وتُفقد إن جهلت وأنت باق=وتوجد إن علمت ولو فُقدتا
وتذكر قولتي لك بعد حين=إذا حقا بها يوما عملتا
وإن أهملتها ونبذت نصحا=وملت إلى حطام قد جمعتا
فسوف تعض من ندم عليها=وما تغني الندامة إن ندمتا
إذا أبصرت صحبك في سماء=قد ارتفعوا عليك وقد سفلتا
فراجعها ودع عنك الهوينى=فما بالبطء تدرك ما طلبتا
ولا تختَل بمالك والهُ عنه=فليس المال إلا ما علمتا
وليس لجاهل في الناس مغن=ولو مُلك العراق له تأتا
سينطق عنك علمك في ملاءٍ=ويكتب عنك يوما إن كتمتا
وما يغنيك تشييد المباني=إذا بالجهل نفسك قد هدمتا
جعلت المال فوق العلم جهلا=لعمرك في القضية ما عدلتا
وبينهما بنص الوحي بون=ستعلمه إذا طه قرأتا
لئن رفع الغني لواء مال=لأنت لواء علمك قد رفعتا
لئن جلس الغني على الحشايا=لأنت على الكواكب قد جلستا
وإن ركب الجياد مسومات=لأنت مناهج التقوى ركبتا
ومهما افتض أبكار الغواني=فكم بكر من الحِكم افتضضتا
وليس يضرك الإقتار شيئا=إذا ما أنت ربك قد عرفتا
فماذا عنده لك من جميل=إذا بفناء طاعته أنختا
فقابل بالقبول لنصح قولي=فإن أعرضت عنه فقد خسرتا
وإن راعيته قولا وفعلا=وتاجرت الإله به ربحتا
فليست هذه الدنيا بشيءٍ=تسوؤك حقبة وتسر وقتا
وغايتها إذا فكرت فيها=كفيئك أو كحلمك إذ حلُمتا
(يُتْبَعُ)
(/)
سجنتَ بها وأنت لها محب=فكيف تحب ما فيه سجنتا
وتطعمك الطعام وعن قريب=ستطعم منك ما فيها طعمتا
وتعرى إن لبست بها ثيابا=وتكسى إن ملابسها خلعتا
وتشهد كل يوم دفن خل=كأنك لا تراد لما شهدتا
ولم تخلق لتعمرها ولكن=لتعبرها فجد لما خلقتا
وإن هدمت فزدها أنت هدما=وحصن أمر دينك ما استطعتا
ولا تحزن على ما فات منها=إذا ما أنت في أخراك فزتا
فليس بنافع ما نلت منهامن= الفاني إذا الباقي حرمتا
ولا تضحك مع السفهاء يوما=فإنك سوف تبكي إن ضحكتا
ومن لك بالسرور وأنت رهن=وما تدري أتُفدى أم غللتا
وسل من ربك التوفيق فيها=وأخلص في السؤال إذا سألتا
وناد إذا سجدت له اعترافا=بما نادا ذو النون ابن متى
ولازم بابه قرعا عساه=سيفتح بابه لك إن قرعتا
وأكثر ذكره في الأرض دأبا=لتُذكر في السماء إذا ذكرتا
ولا تقل الصبا فيه امتهال=ونكر كم صغير قد دفنتا
وقل يا ناصحي بل أنت أولى=بنصحك لو لفعلك قد نظرتا
تقطعني على التفريط لوما=وبالتفريط دهرك قد قطعتا
وفي صغري تخوفني المنايا=وما تدري بحالك حيث شختا
وكنت مع الصبا أهدى سبيلا=فما لك بعد شيبك قد نكثتا
وها أنا لم أخض بحر الخطايا=كما قد خضته حتى غرقتا
ولم أشرب حُميا أم دفرٍ=وأنت شربتها حتى سكرتا
ولم أنشأ بعصر فيه نفع=وأنت نشأت فيه وما انتفعتا
ولم أحلل بواد فيه ظلم=وأنت حللت فيه وانتهكتا
لقد صاحبتَ أعلاما كبارا=ولم أرك اقتديت بمن صحبتا
وناداك الكتاب فلم تجبه=ونبهك المشيب فما انتبهتا
ويقبح بالفتى فعل التصابي=وأقبح منه شيخ قد تفتا
ونفسك ذم لا تذمم سواها=لعيب فهي أجدر من ذممتا
وأنت أحق بالتفنيد من=ولو كنت اللبيب لما نطقتا
ولو بكت الدما عيناك خوفا=لذنبك لم أقل لك قد أمنتا
ومن لك بالأمان وأنت عبد=أُمرت فما ائتمرت ولا أطعتا
ثقلت من الذنوب ولست تخشى=لجهلك أن تخف إذا وزنتا
وتشفق للمصر على المعاصي=وترحمه ونفسك ما رحمتا
رجعت القهقرى وخبطت عشوى=لعمرك لو وصلت لما رجعتا
ولو وافيت ربك دون ذنب=ونوقشت الحساب إذاً هلكتا
ولم يظلمك في عمل ولكن=عسير أن تقوم بما حملتا
ولو قد جئت يوم الحشر فردا=وأبصرت المنازل فيه شتى
لأعظمت الندامة فيه لهفا=على ما في حيتك قد أضعتا
تفر من الهجير وتتقيه=فهلا من جهنم قد فررتا
ولست تطيق أهونها عذابا=ولو كنت الحديد به لذبتا
ولا تنكر فإن الأمر جد=وليس كما حسبت ولا ظننتا
أبا بكر كشفت أقل عيبي=وأكثره ومعظمه سترتا
فقل ما شئت في من المخازي=وضاعفها فإنك قد صدقتا
ومهما عبتني فلفرط علمي=بباطنه كأنك قد مدحتا
فلا ترض المعايب فهو عار=عظيم يورث المحبوب مقتا
وتهوي بالوجيه من الثريا=ويبدله مكان الفوق تحتا
كما الطاعات تبلك الدراري=وتجعلك القريب وإن بعدتا
وتنشر عنك في الدنيا جميلا=وتلقى البر فيها حيث شئتا
وتمشي في مناكبها عزيزا=وتجني الحمد فيما قد غرستا
وأنت ان لم تُعرف بعيبٍ=ولا دنست ثوبك مذ نشأتا
ولا سابقت في ميدان زورٍ=ولا أوضعتَ فيه ولا خببتا
فإن لم تنأ عنه نشبت فيه=ومن لك بالخلاص إذا نشبتا
تدنس ما تطهر منك حتى=كأنك قبل ذلك ما طهرتا
وصرت أسير ذنبك في وثاق=وكيف لك الفكاك وقد أُسرتا
فخف أبناء جنسك واخش منهم=كما تخشى الضراغم والسبنتا
وخالطهم وزايلهم حِذارا=وكن كالسامري إذا لُمستا
وإن جهلوا عليك فقل سلام=لعلك سوف تسلم إن فعلتا
ومن لك بالسلامة في زمان=تنال العصم إلا إن عصمتا
ولا تلبث بحي فيه ضيمٌ=يميت القلب إلا إن كُبلتا
وغرب فالتغرب فيه خير=وشرق إن بريقك قد شرقتا
فليس الزهد في الدنيا خمولا=لأنت بها الأمير إذا زهدتا
ولو فوق الأمير تكون فيها=سموا وارتفاعا كنت أنتا
فإن فارقتها وخرجت منها=إلى دار السلام فقد سلمتا
وإن أكرمتها ونظرت فيها=لإكرام فنفسك قد أهنتا
جمعتُ لك النصائح فامتثلها=حياتك فهي أفضل ما امتثلتا
وطولتُ العتاب وزدت فيه=لأنك في البطالة قد أطلتا
ولا يغررك تقصيري وسهوي=وخذ بوصيتي لك إن رشدتا
وقد أردفتها تسعا حسانا=وكانت قبل ذا مائة وستا
وصلى على تمام الرسل ربي=وعترته الكريمة ما ذكرتا
و السلام عليكم.(/)
الارهاب الاسلامي والاسلام الارهابي
ـ[نواف م. م.ع]ــــــــ[22 May 2006, 07:11 م]ـ
اليوم اصبح حديث التاس في اطار العولمه عت نعتى الارهاب وارتباطه بالاسلام ولا انا اقول كلمه واحده وهي اقراو القرآن الكريم (ولن ترضى عتك اليهو ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 May 2006, 10:48 م]ـ
الأخ الكريم نواف. تركت هذه المشاركة برغم ضعفها وكثرة أخطائها الطباعية حتى لا تظن أننا نحذف المشاركات دون مسوغ لذلك.
وليتك تحرص على المشاركات الجادة المثمرة مستقبلاً، والمتعلقة بالملتقى تعلقاً واضحاً دون إثارة مثل هذه القضايا التي لا تخفى على طلاب العلم وفقكم الله، ولم تعطوها حقها من التفصيل والاستدلال حتى ينتفع بها القارئ.(/)
طالبة علم بينكم فهل من مرحب؟
ـ[البلاغية]ــــــــ[23 May 2006, 01:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرني ويشرفني الإنضمام إلى هذا الصرح الرائع
وإن شاء الله أستفيد وتستفيدون مني
لكم مني كل التحايا والدعوات الصادقة
أختكم
البلاغية ابنة اللغة العربية
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[23 May 2006, 01:49 م]ـ
حياك الله أختنا البلاغية في منتدى أهل التفسير, والله ينفع بك, ويرزقك العلم النافع والعمل الصالح.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[23 May 2006, 02:26 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ومرحباً بك في ملتقى أهل التفسير
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[23 May 2006, 05:06 م]ـ
حياك الله في ملتقى التفسير
ونغبطك على هذا النسب الشريف الرفيع (ابتسامة)
ـ[البلاغية]ــــــــ[24 May 2006, 06:55 م]ـ
إخوتي الأفاضل
ابن الجزيرة
أبو مجاهد العبيدي
محمود الشنقيطي
كل الشكر لمروركم الكريم
تقبلوا فائق إحترامي وتقديري ودعواتي الصادقة
دمتوا بكل خير
أختكم البلاغية ابنة اللغة العربية
ـ[سيف الدين]ــــــــ[24 May 2006, 09:43 م]ـ
حياك الله واهلا وسهلا بك
ـ[البلاغية]ــــــــ[25 May 2006, 02:41 م]ـ
شكرا لك أخي على مرورك العاطر
تحياتي ودعواتي لك
ـ[أبو ياسر]ــــــــ[27 May 2006, 04:53 ص]ـ
حياكم الله ...
ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم ..... على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقدركل امرئ ما كان يحسنه ..... والجاهلون لأهل العلم أعداء
ففز بعلم تعش حيا به أبدا ..... الناس موتا وأهل العلم أحياء(/)
سؤال تجويدي
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[23 May 2006, 08:31 م]ـ
بالنسبة لحكم ال الشمسية 14 حرف تدغم فيها، والقمرية 14 حرف تظهر معها منها همزة القطع
هذا هو الحكم في كتب التجويد المنصوص عليها.
فما حكم ال مع همزة الوصل مثل الانفطار
طبعاً نعلم موضوع عدم التقاء الساكنين
وهل لأنه لم ينص عليه كحكم منصوص عليه
فهل نسيطيع أن نذكر حكماً جديداً لم يذكرمن قبل كمنصوص عليه
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[23 May 2006, 10:41 م]ـ
وكذلك النون الساكنة أو التنوين مع همزة الوصل
فنعرف أن أحكامها الإطهار مع ستة أحرف منها همزة القطع
وهي أيضاً تظهر مع منع التقاء الساكنين فهل نسمي حكماً جديداً غير منصوص عليه
أم نقول إعمالاً لقاعدة منع التقاء الساكنين
هذا وليلاحظ على حسب جردي الذهني حالياً في سؤالي السابق بالنسبة للانفطار أن هذا اسم السورة ولا أظن أن هناك آية فيها ال وبعدها همزة وصل بسس أنا مشغول ذهنيااً حالياً وأنا أكتب السؤال
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[24 May 2006, 06:54 ص]ـ
شكراً للأخوين الكريمين، وفي ذهني أسئلة تتعلق بالموضوع:
1 - الـ التعريف قبل اللام تختلف عنها قبل أخواتها من الحروف الشمسية، ذلك أنه يحصل قلب ثم إدغام معهنّ ويحصل معها مجرّد إدغام متماثلين، ولذلك فهي أقربهنّ إلى القمريات.
2 - حرف الجيم يمكن إدغامه في اللام كما يحصلُ في بعض اللهجات المعاصرة. هل مرّ بأحد الدارسين شيء عن اللهجات القديمة تُدْغِم فيه لام التعريف في الجيم؟
شُكري موصول لمن يتفضل بنصّ قديم عن الموضوع
وجزاكم الله خيراً(/)
إساءة جديدة للرسول صلى الله عليه وسلم [نطلب الفزعة] تكفوووون
ـ[حامد بن يحيى]ــــــــ[23 May 2006, 09:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
تقوم الآن صحيفة استرالية باستفتاء لنشر صور مسيئة للرسول عليه أفضل الصلاة و السلام ..
وهذا هو الرابط:
http://news.ninemsn.com.au/vote.aspx?qid=2106
اختاروا no
... علماً بأن الشركة تطلب مليون توقيع حتى توقف نشر الصور ...
و أرجوا من الجميع نشر هذا الخبر بـ:
الايميل أو في منتديات أخرى أو عن طريق رسائل الجوال ..
وأسأل الله العلي القدير ان يوفقنا جميعاً لما فيه الخير و الصلاح
ـ[سيف الدين]ــــــــ[23 May 2006, 10:07 م]ـ
بارك الله في غيرتك ايها الاخ الكريم, وقاتل الله أعداء الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ....
ولكن!!!!!!!!!!!!
1 - ألا تعتقد ان مليون زائر للموقع هو دعاية أكثر من جيدة لهذه الشركة؟؟؟
2 - اذا دخلنا في مسابقة الجري هذه خلف الشركات التي تحذو حذو هذه الشركة, فأين سينتهي بنا المطاف وكيف؟؟
3 - اعتقد ان افضل وسيلة للمواجهة هو خطة على المدى الطويل, وليس الخطط القصيرة النفس .. يمكنك ان ترى الان ان الدول التي قاطعت المنتجات الدانماركية قد عادت الى عهدها الاول ...
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 May 2006, 12:33 ص]ـ
أتفق مع كلام الأخ سيف الدين فيما ذكر.
ـ[حامد بن يحيى]ــــــــ[24 May 2006, 03:42 ص]ـ
شكرا على هذا التنبيه
و أنا لا أستغرب مسألة الدعاية هذه لأني أذكر أن هذا الاستفتاء سبق وأن عرض ودهشت لرئيته ثانية ولكن لم يخطر ببالي أن يكون من وراءه مثل هذا الهدف فعليهم من الله ما يستحقون.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[24 May 2006, 09:15 ص]ـ
بقدر انكماش الحق يتمدد الباطل
نحن نعلم أن الكثير منا انكمش على نفسه مما وجد من كثرة الاختلافات أو الردوع الأمنية التي تختلف مع البعض في أمور كثيرة.
إلا أن لي تصور في قضية تمدد الغزو الثقافي والتنصير وهجوم النصارى وتهكماتهم، ألا وهو: انكماشنا هو السبب.
لذلك أفضل ما أتصوره في ذلك هو العودة إلى ضرب بنيتهم التحتية العلمية أو المناظرتية، بأن نأتي قواعدهم من البنيان.
وابدأ بحكاية أرجو عدم السآمة:
منذ 11 سنة افتتحت مكتبة دينية وبها كتب لغوية قوية، وفي أيامها الأولى كنت جالساً بمفردي ليلاً في حدود العاشرة مساءً.
دخل على شاب في حدود 22 سنة حليق. وجال في المكتبة وطلب مني ورقة لتسجيل أسماء بعض الكتب اللغوية. فأعطيته كراساً ليكتب ما شاء فجاء لكتابة أول كتاب اختاره ولعله مجمل اللغة فلم يكتب القلم. ((وكثير من المتدينين لا يحب أن يكتب في الأوراق لفظ (بسم الله الرحمن الرحيم))).
فحاول مرة أخرى فلم يكتب القلم إلى الثالثة فكررت طلبي وكتب بسم الله الرحمن الرحيم فكتب القلم.
وأثناء كتابته وجدت على يديه اليمنى صليباً موشوماً، إذاً هو نصراني. فقلت في نفسي: سبحان الله. وأحس أنني أحسست بديانته.
فقال: إحنا بندرس في الدير اللغة العربية، فقلت له: خير. فوقف يتحادث معي وقد استغربت الأمر جداً فنصارى بلدي يكرهونني جداً فيما يبطن ولا يجرأ أحد على محادثتي بهذا الشكل، فأخذت أفكر في نفسي هو من بعثه لي. المهم هو يتحدث عن الثقافة وأحس بأنني مثقف فقال لي: ما دمت مثقفاً فما رأيك في تعلم اللغة القبطية؟ فيه وذكر اسماً لمعلم لها لا أذكره يعلم القبطية في وقت خيالي؟ فقلت في نفسي: إيه حكايتك معي. معذرة أنا معروف بالقوة وأنني شيخ سني له مهابة وعلم وهذا الشاب كأنه هو الذي يدعونني، فتكلمت معه بأنني أرغب في جماع العلم كله ولكن هناك مهم وأهم ولن يستطيع إنسان جمع كل العلم فلابد من تنسيق، وجعلته يتكلم وكأنني شجعته على الكلام معي. فجعل يتكلم ويكلم وأنه مبشر ويعمل في التبشير، ويتكلم عن الاختلاف بين المسلمين والنصارى فتكلمت معه وبينت له كأنه الخلاصة.
أن القضية الأساسية لا تكون في التشريعات، بل لا بد أن تكون في العقائد.
فإذا ثبتت صحة العقيدة فالأمر من الرب لا بد أن يسمع ويطاع، مثلاً: لا تتزوج أكثر من واحدة فيكون امتثالنا سمعنا وأطعنا.
يجوز لك التعدد. فيكون امتثالنا سمعنا وأطعنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالشرعة والمنهاج يسمع لها ويطاع بعد صحة العقيدة.
وأن عقيدة الإسلام تختلف عن عقيدة النصارى في أمور جوهرية منها.
حقيقة الرب، وأنه لم يلد ولم يولد.
وأنتم تقولون أنه المسيح عيسى ابن مريم وأن المسيح ابنه وأن ....
فلو استطعت أن تثبت عقيدة النصارى فسينهار الإسلام وتنهار معه كل تشريعاته، وكذلك لو أبطلنا لكم عقيدة أن المسيح هو الله، وبنوته لله فستنهار عقيدتكم فلا بد أن تخرج منها بتشريعاتها.
فقال: كلام سليم، وأنا أعتز بأن إلهي ومخلصي يسوع.
فقلت له: سؤال بسيط هل تؤمنون بنبي الله موسى ونبي الله إبراهيم فقال: نعم.
فقلت له: هل ذات عيسى المخلوق هي ذات الرب الذي أرسل موسى. فانكمش الأسد المغوار الذي كان يحادثني كأنه الغازي إلى أنه يريد الانصراف لأن الوقت قد تأخر وحاول أن ينصرف بلباقة فقلت له: أنت تنصرف الآن ولم تكمل النقاش والنقاش وقف عند سؤال لي وأنت لم تجاوب، ولا بد من الإجابة. وعموماً هذا هاتفي إذا أردت أن تكمل النقاش وهذه مكتبتي وهذا داري، فطبعاً ولى مدبراً ولم يعقب. ومنذ ذلك الحين رأيته مرتين فكان يسلم مجلاً وينصرف بأدب.
فذلك العازي كأنه أسد لا يتصور صدر من أمامه فهجم، ولما لم يجد أن له طاقة وأن ما في جعبته هو الخواء انصرف.
وجاءني نصراني آخر أعرفه من خمسة وعشرين سنة وكان أحد المسلمين يبحث عن صحيح مسلم فهو قال له سآتيك به من عن الشيخ مصطفى، فقال له المسلم مداعبة سيعطيكه أنت يا نصراني.
المهم الرجل جاء وطبعاً في مصر تتكلم صحف مثل روز اليوسف عن الأحاديث وتحاول التشكييك.
فحادثني قائلاً: كيف تأخذون بالحديث وهو عن فلان عن فلان .......... .
فتكلمت معه وأخرجت له مخطوطات وبعضاً من كتب التراجم وأن هذا له علم لصحة الحديث و .......
وأثبت له توثيق السنة. وأن هذا مخطوط يذكر حديثاً في البخاري وهو مغربي وهذا كتاب شامي يذكر حديثاً في البخاري ونفس اللفظ فعلاً تجده في البخاري مع استحالت أن تتوافق كل المخطوطات المتناثرة غرباً وشرقاً على محاولة الكذب، وتوافق نسخ الكتاب على الروايات و ....
فقال: ليتني ما سألتك.
إذن هو لم يسأل لذات السؤال وإنما للتشكيك.
فقلت له: أنت سألت عن كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجبتك وقد صدقت. فتعال آخذك لنص كتابكم الذي تسمونه مقدساً هل هو نص ما قاله نبي الله عيسى، فأقدم مخطوط لكم للكتاب المقدس عندكم هو ترجمة وليست باللغة التي تكلم به نبي الله عيسى، فهو لغته الأرامية أو العبرية، والترجمة باليونانية أو القبطية (أنا حالياً تخونني الذاكرة لتسمية اللغة ولكن من أراد فليرجع إلى كتب اللواء العملاق أحمد عبد الوهاب القبطية اليونانية الأرامية العبرية).
فلم يستطع الكلام فأخذته للحوار حول وحدانية الله وأنه لا يمكن أن يكون هو المسيح عيسى ابن مريم. فأقر وقال الواحد دماغه هتنفجر. فقلت له: إذاً ((لا إله إلا الله)). فصمت.
وقلت: انتفى عندك الآن إثبات أن عيسى عليه السلام رباً فما منزلته إذاً.
الإسلام يقول أنه رسول الله وكلمته ...... فهل أفضل من تلك منزلة؟!
غادر البيت بصحيح مسلم.
وأتى به بعد فترة هارباً من دخول بيتي ومن الخارج أراد أن ينصرف فأدخلته وقلت له أريدك. ودخل فقلت: المرة الأولى أقررت في نفسك أنه لا إله إلا الله، وها أنا اليوم أكلمك عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ودخلت معه في إعجاز القرآن واستحالة أن يقوله بشر، وبما صحت عندكم نبوة موسى و دلائل نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ..... .
فانصرف منكمشاً ذليلاً آخذاً بعض الكتب.
فها هو المتهكم في البداية يطأطأ الرأس في النهاية.
فلو أتيناهم من القواعد لخر عليهم سقف مكرهم.
فلنحاول أن تكون لنا ولو شهرياً ثلاث دعوات على البالتوك لمناقشتهم وغزوهم، فهم خواء.
فلو تصورنا ثلاث محاولات من مئة عضو بثلاث مئة دعوة عسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده.
ـ[الهداية]ــــــــ[24 May 2006, 07:24 م]ـ
Should an Australian newspaper publish the Prophet Mohammad cartoon?
Yes
23074
No
601220
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[26 May 2006, 04:09 ص]ـ
Yes
23603
No
623777
ـ[أبو ياسر]ــــــــ[27 May 2006, 03:16 ص]ـ
شكر الله سعيك وحرصك على الدين والغيرة عليه.
ولكن أخي أتسائل إلى متى ونحن يطالب منا توقيعات وغيرها أهو استهزاء بنبينا الكريم أم سخرية بنا.
هذا ابتلاء كما أن الرسول عليه الصلاة والسلام عاش هذا بنفسه فكيف بنا وهو راحل عنا، أنا لا أقول هذا تبلدا للإحسان والله المستعان ووالله إنه يُدمع العين ويُحزن القلب، فهذا أمر يحسن فيه الجدية والحكمة ومشاورة العلماء والدعاء ...
سهام الليل لا تخطئ ولا كن ... لها أمد وللأمد إنقضاء
لا أقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل.(/)
بشرى: موقع اللجنة الدائمة للإفتاء.
ـ[المسيطير]ــــــــ[24 May 2006, 04:46 م]ـ
بعد انتظار طويل، تم بحمدالله تعالى الإنتهاء من تجهيز موقع:
موقع اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإرشاد
http://www.alifta.com/sites/iftaa/default.aspx
وفيه:
فتاوى اللجنة الدائمة.
مجلة البحوث الإسلامية
فتاوى ابن باز رحمه الله
فتاوى نور على الدرب
الأبحاث العلمية
تصفح موضوعي
فهارس
التعريفات
تعريف بالرئاسة
تعريف بالعلماء أعضاء اللجنة الدائمة للإفتاء
تعريف بالموقع
ركن سماحة المفتي
الفتاوى الأكثر تصفحا
فتاوى مختارة
محرك البحث
دروس أعضاء اللجنة الدائمة
مواقع مختارة
اجعل الموقع صفحتك الرئيسة
القائمة البريدية
سلة المعلومات
جديد الموقع
خريطة الموقع
اتصل بنا
جولة بالموقع
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 May 2006, 06:33 م]ـ
جزاك الله خيراً. هذا موقع سيحتاجه الناس كثيراً.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[24 May 2006, 06:39 م]ـ
بارك الله فيك, وجزاك الله خيراً, ونفع الله بعلمائنا.
ـ[البلاغية]ــــــــ[24 May 2006, 07:17 م]ـ
جعله الله في ميزان حسناتك
موقع رائع فعلا
تستحق الشكر عليه
بوركت
وجزاك الله خيرا
تحياتي ودعواتي لك
ـ[إمداد]ــــــــ[21 Jun 2006, 01:56 م]ـ
جزاك الله خيرا
وبالنظر في مثل هذا الموقع يعرف الأنسان فضل هؤلاء العلماء
ـ[أريام]ــــــــ[28 Jun 2006, 02:55 ص]ـ
جزاك الله خيرا والدال على الخير كفاعله(/)
بشرى
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[25 May 2006, 02:19 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله.
لقد وهبني الله فجر هذا اليوم بنتا فسميتها على بركة الله " أمينة "
وطلبت أمها من أهل هدا الملتقى المبارك أن يدعوا لها
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 May 2006, 02:41 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله.
رزقكم الله برها، وأقر أعينكما بصلاحها وتقواها، وجعلها من الصالحات القانتات.
ـ[البلاغية]ــــــــ[25 May 2006, 02:47 م]ـ
ماشاء الله تبارك الله
بوركت الموهوب وشكرت الواهب ورزقت برها
وأسال الله ان يجعلها من مواليد السعاده
ويقر بها عيون والديها
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[25 May 2006, 03:27 م]ـ
ما شاء الله بارك الله لك في الموهوب وشكرت الواهب ورزقت برها , وجعلها من حملة كتاب الله ومن الصالحات القانتات وسائر بنات المسلمين.
ـ[حامد بن يحيى]ــــــــ[25 May 2006, 03:37 م]ـ
مبارك عليكم وحفظها الله ورعاها وجعلها من امائه الصلحات العابدات القانتات ومن حملة كتابه.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[25 May 2006, 06:12 م]ـ
اسأل الله أن يجعلها من مواليد السعادة.
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[26 May 2006, 12:13 م]ـ
بارك الله فيكم، وهي تريد المزيد من الدعاء
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 May 2006, 10:19 م]ـ
بارك الله لكما فيها، وأنبتها نباتاً حسناً
ـ[أبو ياسر]ــــــــ[27 May 2006, 02:34 ص]ـ
بارك الله لكم فيها ... أسأل الله جل وعلا أن يجعلها صالحة تقية وبالنبي مقتدية.
ـ[محب احمد بن حنبل]ــــــــ[28 May 2006, 12:14 ص]ـ
ما شاء الله تبارك الله.
رزقكم الله برها، وأقر أعينكما بصلاحها وتقواها، وجعلها من الصالحات القانتات.
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[28 May 2006, 01:51 م]ـ
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله:
جزاكم ربي أفضل الجزاء، و أوفره، وجعل دعواتكم المباركة في ميزان حسناتكم يوم القيامة
ـ[أبوأسامة ريان]ــــــــ[28 May 2006, 02:00 م]ـ
جعلها الله من الصالحات وجلعلها الله منجبة لصلحاء الامة ... ورزقك برها
ـ[المؤمن]ــــــــ[01 Jun 2006, 11:37 م]ـ
هنيئا لك شيخنا علال على ما رزقت، ولاحظت أن " أمينة " قد استأثرت بك وشغلتك عن فوائدك التي كنت تزفها إلينا في هذا الملتقى الطيب أليس كذلك يا رواد الملتقى؟
ـ[سيف الدين]ــــــــ[02 Jun 2006, 12:47 م]ـ
جعلها الله من الصالحات
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[02 Jun 2006, 01:12 م]ـ
بارك الله لك في أمينة وأمها الصالحة, ورزقك من أهلك قرة أعين, وجعلك للمتقين إماماً.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[02 Jun 2006, 02:22 م]ـ
بارك الله لك فيما وهبك، وجعلها قرة عين لوالديها.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[02 Jun 2006, 05:41 م]ـ
مبارك، نسأل الله تعالى أن يجعلها من الصالحات الحافظات لكتاب الله ولسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.(/)
يهان كتاب الله في كل عام مرة أو مرتين ............... فأين الغيرة؟؟؟
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[25 May 2006, 09:03 م]ـ
كم سرني وسر غيري ما يتمتع به المسلمون من الغيرة على كلام الله حين تمت إهانته من قبل أبناء القردة والخنازيرفي احتلالهم لبلاد الرافدين ولكن؛؛؛؛
هل نحن في الحقيقة - إلا من رحم الله - غوغائيون تستثيرنا الخطب والممارسات والإعلام والهتافات لساعات معدودة ثم يعود مفعول البنج - الغير موضعي - إلى أرواحنا وقلوبنا؟؟؟
ربَّما ...
لأننا نشهد إهانة للوحيين لامثيل لها عند كل فصل اختبارات في الجامعات الاسلامية وغيرها والثانويات والمتوسطات والمعاهد ........ الخ
بل نلحظ قبل ذلك تعود الطلاب على جعل كتب المقررات الدراسية بما فيها التي لا يخلوا أحدها من اسم الله وآية قرآنية حائلا بين مؤخرته - أعزكم الله - وبيبن غبار الرصيف أو الدكة داخل المدرسة ..
ونلحظ أيضا إجماعا سكوتيا - إن صحت العبارة - على إقرار تلك التصرفات الشوهاء والتي لو شاهدتها عين عمر رضي الله عنه لتشرفت بدرته ظهور المعلمين والمعلمات قبل الطلاب والطالبات ....
ونلحظ أيضا تغير لون (الاسفلت) أمام المدارس واكتسائه اللون الأبيض بدل الأسود بعد فراغ الطلاب من الاختبارات .. ونلحظ ونلحظ ونلحظ ....... الخ
فهل سنقتنع بعظم المصيبة وحجمها؟؟
أو نقر بأن مشاعرنا عبارات عن آلة يستثيرها (ريموت) الإعلاميين والخطباء ثم تخبو وتعود لما كانت عليه؟؟
ولمواجهة هذا الخلق الذميم والمظهر اللا أخلاقي واللا حضاري لا بد من تربية النشئ على حرمة الأوراق والبكتب أيا كانت ..
وتربيتهم على احترام كل ما يشتمل على نص من الوحيين وعدم إتاحة الفرصة لهم بمسه إلا لتعلم أو تفقه .. ليثبت في نفوسهم أن هذا الكلام العظيم ليس كغيره ..
وفي المدارس والجامعات ينبغي أن يعاقب كل من تسول له نفسه إهانة كلام الله بخصم درجات عليه أو التشهير به كما هو الحال في بعض المخالفات التي لا تساوي شيئا أمام فظاعة هذا المنكر الخطير ك (التطاول على المدرسين) مثلا ..
ويوم السبت هو يوم هذا الموسم المؤلم فالله الله أيها الآباء والأمهات والمعلمون والمعلمات والمربون والمربيات بل والمسلمون والمسلمات ..
الله الله أن تستثيركم وتستفزكم تصرفات الكفرة الذين قال الله فيهم (أولئك هم شر البرية) ولا ذنب بعد الكفر ..
ثم تقابلون التصرف ذاته من أبناء المسلمين بالسكوت والرضى- وإن لم تشعروا- ..
ويا خطباء المساجد لا تخل خطبكم في الغد من التحذير من هذا المنكر وإشاعة استفظاعه واستشناعه بين عامة المسلمين ليستأصل في مهده قبل استفحاله في جسد الأمة ..
اللهم هل بلغت .... اللهم فاشهد
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
ـ[أبو ياسر]ــــــــ[27 May 2006, 04:42 ص]ـ
جزاك الله خير أخي محمود الشنقيطي إنه موضوع مهم جدا أرى كثير من الطلاب وبخاصة الصغار يتهاونون في احترام القرآن وأظن أن هذا يرجع للتربية كثيرا ما أشاهد في المساجد عدم اهتمام الطلاب لهذا أحيانا أجدها ممزقة أطرافها وأحيانا أجده مكتوبا عليه ذكريات فلان أو اسم فلان أو اسم المسجد لا لا لا يا من لهم مكان في حلقات تحفيظ القرآن بادروا بتعليم النشئ تعظيم الله حينها يعظم كلامه ويا أيها المربون والآباء احرصوا على أبنائكم التعامل السليم مع القرآن ولا يوضع فوق منزلة الكتب العلمية وغيرها.
وأما من أهانه ومزقه أسأل الله العلي العظيم أن يمزقع جسم من مزق القرآن بعدد صفحاته وحروفه ويهين من أهانه بعدد حروفه وكلماته، وأسأله أن لا يُنزل علينا غضبه وعقابه وأن يعفو عنا تقصيرنا وإفراطنا إنه على ذلك قدير.(/)
برنامج إحياء السنة النبوية - سنة عدم الشرب قائما
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[26 May 2006, 04:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع 8 - بتاريخ 28/ 4/1427
قم بالعمل بالسنة الآتية:
عن أنس رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه
نهى أن يشرب الرجل قائما، قال قتادة: فقلنا فالأكل؟
فقال أنس: أشر أو أخبث
(صحيح مسلم ـ كتاب الأشربة: 4202)
عن أنس ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
" زجر عن الشرب قائما "
(صحيح مسلم ـ كتاب الأشربة: 4202)
المصدر:
http://www.enashir.com/blogs/eman/4787/
ثم قم بالتصويت إن كنت نفذتها
ـ[أبو ياسر]ــــــــ[27 May 2006, 03:21 ص]ـ
نسمع كثيرا عن هذه السنة بل إن بعض العلماء قال بوجوبها ولكن عندما يُنصح بعض الناس يقول قد فعلها الرسول فكيف العمل.
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[31 May 2006, 01:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا لكم ومعذرة للخطأ، وهذا تصحيح من ملتقى أهل الأثر
الأخ يسري
جزاك الله خيراً وغفر الله لك بقدر حرصك على السنة.
ولكن أخي الحبيب مسألة " الشرب قائماً " حديثه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وإليك بيان علته.
عن قتادة، عن أنس؛
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يشرب الرجل قائما.
قال: فقلنا لأنس: فالطعام؟ قال: ذلك أشد، أو أنتن.
قال ابن بكر: أو أخبث.
- وفي رواية: أن النبي صلى الله عليه وسلم زجر عن الشرب قائما.
قال: فقيل لأنس: فالأكل؟ قال: ذاك أشد، أوأشر.
وفي رواية: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشرب قائما، والأكل قائما
أخرجه أحمد قال: حدثنا وكيع، حدثنا الدستوائي. وفي موضع آخر قال: حدثنا محمد بن جعفر، ومحمد بن بكر , قالا: حدثنا سعيد. وفي موضع ثالث قال: حدثنا أزهر بن القاسم الراسبي، حدثنا هشام. وفي موضع رابع قال: حدثنا يحيى، عن شعبة. وفي موضع خامس قال: حدثنا عبد الواحد، حدثنا همام. وفي موضع سادس قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، حدثنا هشام. وفي سابع قال: حدثنا عفان، حدثنا همام. وفي موضع ثامن قال: حدثنا بهز، حدثنا همام.
وأخرجه "الدارمي" قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا همام.
و"مسلم" قال: حدثنا هداب بن خالد، حدثنا همام. وفي موضع ثاني قال: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا عبد الأعلى، حدثنا سعيد. وفي موضع ثالث قال: وحدثناه قتيبة بن سعيد، وأبو بكر بن أبي شيبة, قالا: حدثنا وكيع، عن هشام.
و"أبو داود" قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا هشام.
و"ابن ماجة" قال: حدثنا حميد بن مسعدة، حدثنا بشر بن المفضل، حدثنا سعيد.
والترمذي" قال: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد بن أبي عروبة.
ثلاثتهم (هشام، وسعيد، وشعبة) عن قتادة، فذكره.
قلت: فمدار هذا الحديث على قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
قال الترمذي رحمه الله.
حدثنا حميد بن مسعدة حدثنا خالد بن الحارث عن سعيد عن قتادة عن أبي مسلم الجذمي عن الجارود بن المعلى أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الشرب قائما
وهذا الحديث أيضاً من روايه قتادة عن أبي مسلم.
وأبو مسلم: لم يوثقه سوى ابن حبان.
قال عياض: لم يخرج مالك ولا البخاري أحاديث النهي، وأخرجها مسلم من رواية قتادة عن أنس ومن روايته عن أبي عيسى عن أبي سعيد وهو معنعن، وكان شعبة يتقي من حديث قتادة ما لا يصرح فيه بالتحديث، وأبو عيسى غير مشهور، واضطراب قتادة فيه مما يعله مع مخالفة الأحاديث الأخرى والأئمة له. وأما حديث أبي هريرة ففي سنده عمر بن حمزة ولا يحتمل منه مثل هذا لمخالفة غيره له، والصحيح أنه موقوف. انتهى ملخصا. انظر فتح الباري.
قال عياض: وكان شعبة يتقي من حديث قتادة ما لا يصرح فيه بالتحديث.
قال عياض: والصحيح أنه موقوف
قلت: هذا لما رواه عبد الرزاق عن معمر، عن قتادة، قال: سألت أنسا عن الشرب قائما فكرهه قلت فالأكل قال هو أشد منه
وقال عياض: واضطراب قتادة فيه مما يعله
قال ابن حجر: ودعواه اضطرابه مردودة لأن لقتادة فيه إسنادين وهو حافظ.
قلت: أوجه اضطراب هذا الحديث.
في رواية قال عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم زجر عن الشرب قائما.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي رواية: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشرب قائما، والأكل قائما
وفي رواية أخرى: قال: سألت أنسا عن الشرب قائما فكرهه قلت فالأكل قال هو أشد منه.
وفي رواية جعل بينه وبين الجارود بن المعلى
" أبو مسلم الجذمي " وهو الراجح فيه الجهاله.
وفي رواية روى الحديث عن أبى عيسى الأسوارى عن أبى سعيد الخدرى.
فهذا يشعر ويشير بأن الأمر كما ذكر عياض رحمه الله.
وقد أشار البخاري إلى تضعيف هذه الأحاديث عندما قال:
قال رحمه الله.
باب الشرب قائما
قيل بأنه أشار بهذه الترجمة إلى أنه لم يصح عنده الأحاديث الواردة في كراهة الشرب قائما.
ثم أورد رحمه الله أحاديث تبطل أحاديث قتادة.
عن النزال قال أتى علي رضي الله عنه
على باب الرحبة فشرب قائما فقال إن ناسا يكره أحدهم أن يشرب وهو قائم وإني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فعل كما رأيتموني فعلت
عن ابن عباس قال
شرب النبي صلى الله عليه وسلم قائما من زمزم
الحديث الثاني:
عن أبى عيسى الأسوارى عن أبى سعيد الخدرى ,
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الشرب قائما.
أخرجه أحمد قال: حدثنا وكيع، حدثنا همام. وفي موضع ثاني قال: حدثنا محمد بن جعفر، وروح. قالا: حدثنا سعيد (ح) وعبد الوهاب، عن سعيد. وفي موضع ثالث قال: حدثنا وكيع، وعفان، وعبد الصمد. قالوا: حدثنا همام. وفي موضع رابع قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة.
و"مسلم" قال: حدثنا هداب بن خالد، حدثنا همام. وفي موضع ثاني قال: وحدثنا زهير بن حرب، ومحمد بن المثنى، وابن بشار. قالوا: حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا شعبة.
ثلاثتهم (همام، وسعيد بن أبي عروبة، وشعبة) عن قتادة، عن أبي عيسى الأسواري، فذكره.
قلت: وهذا الحديث مداره على قتادة عن أبي عيسى الأسواري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
أبو عيسى الأسواري: قال عنه علي بن المديني " مجهول "
ووثقه الذهبي , وقال عنه ابن حجر " مقبول "
وقال عياض: وأبو عيسى غير مشهور.
هذا والله أعلم.
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[01 Jun 2006, 01:44 م]ـ
.
في الحقيقة أن هذه من مسائل الآداب التي حصل فيها نزاع قديم وطويل مازال حتى يومنا هذا، وذلك لصحة المستند وتساوي المرجحات عند الطرفين، وأذكر أن آخر من كتب في هذه المسألة بحث مستقل هو الشيخ د / سعد الحميد المحدث المعروف.
وكما قال شيخ الإسلام رحمه الله فأدلة القائلين بالجواز والقائلين بالمنع من الشرب قائما في الصحيحين، فالقائل بحرمة الشرب واقفا لايساعده الدليل لقوة دليل المعارض، لكن يمكن أن يقال بجواز الشرب قائما كما هو جائز أن يشرب المرء جالسا ويبقى الخلاف في ما يتعلق بالأفضلية.
وبناء عليه أقول للأخ الكريم السائل بأن النهي عن الشرب قائما لمن تراه يفعل ذلك غير متجه، فلاينبغي التثريب عليه وإنما قد يتوجه إرشاده إلى أن الشرب جالسا هو الأفضل والأسلم.
ولابن حجر رحمه الله في هذه المسألة بيتين من النظم شردا عن ذهني الساعة، فلعل مبتغ للأجر يوردهما.
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[08 Jun 2006, 02:39 م]ـ
شكرا لكم وهناك رد على أخى " أبو رحمة" من منتدي طريق الإيمان
وهو كالآتي:
الشرب قائما
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
إخوتي في الله أولاً عذرا للتأخر عن الإجابة!!
أما السؤال الذي طرح عموماً: وهو هل كل ما في الصحيحين البخاري ومسلم صحيح مائة بالمائة!
أقول هذا قد نص عليه ابن الصلاح في مقدمته والنووي في الإرشاد تبعاً لأئمة العلم المتقدمين والمتأخرين!
ولكن هذا فيما لم ينتقده أهل العلم بالحديث متناً أو سنداً!! أو جاء به الإمامان البخاري ومسلم على سبيل المتابعة أو الشاهد إذ يغتفر في المتابعات والشواهد ما لا يغتفر في الأصول كما قالوا! وهذا أصل وليس من باب المتابعة أو الشاهد! وعدم إخراج البخاري له لا يعد طعناً في سنده وإن أختار البخاري عدم الأخذ به للأحاديث الأخرى في الباب،
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم اختلفوا بعد اتفاقهم على وجوب العمل بما فيهما هل يقطع بكل ما فيهما سوى المنتقد وهل يفيد كل حديث فيهما سوى المنتقد اليقين والقطع النظري الاستدلالي كما ذهب إليه ابن الصلاح وتبعه ابن تيمية وابن كثير وابن حجر وغيرهم أم يفيد وجوب العمل به فقط دون اليقين به أو إفادة العلم كما ذهب إليه النووي ورجحه جماعة؟ مذهبان للعلماء.
وهذ البحث طويل اختصرته بهذه العجالة!!
على كلٍ أقول هذا لم يطعن به أحد من الأئمة وسنتكلم عليه ضمن الطرق الموجودة بين أيدينا بما يقر به المخالف!
ولكن هذا من باب مختلف الحديث ومشكل الآثار ويوجد من الأحاديث الصحيحة والآثار الثابتة التي يختلف فيها أهل العلم من هذا الباب الشيء الكثير حتى ألفت في ذلك أسفار ومجلدات كـ اختلاف الحديث للشافعي وبيان مشكل الآثار وشرح معاني الآثار للطحاوي وتهذيب الآثار للطبري وتأويل مختلف الحديث لابن قتيبة
بل إن كتاب الصحيح للبخاري ومسلم والكتب الستة وصحيحي ابن خزيمة وابن حبان وكتاب السنن الكبرى للبيهقي كتب حافلة بمثل هذا فقد صنفت لتذب التعارض والفهم الخاطئ عن السنن والآثار
وقال ابن الصلاح: وإنما يكمل للقيام به الأئمة الجامعون بين صناعتي الحديث والفقه الغواصون على المعاني الدقيقة
وقد أنكر الإمام ابن خزيمة أن يكون أي تعارض في الأحاديث فقال: لا أعرف أنه روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حديثان بإسنادين صحيحين متضادين فمن كان عنده فليأتني به لأؤلف بينهما
وبما أن الأخ المنتقد يتكلم بكلام علمي فهذا يدل على أنه منصف وباحث جزاه الله خيراً فنقول: أما تخريجه للأحاديث فصحيح لا غبار عليه!
وأما نقله عن القاضي عياض رحمه الله: بأن أبا عيسى غير مشهور، واضطراب قتادة فيه مما يعله مع مخالفة الأحاديث الأخرى والأئمة له. وأن في سند حديث أبي هريرة عمر بن حمزة ولا يحتمل منه مثل هذا لمخالفة غيره له، والصحيح أنه موقوف
أقول: ما هكذا يا سعد تورد الإبل فالاضطراب يزول بمثل هذا فالرواة أنفسهم يروون عن قتادة الطريقين معاً وقد جمع بينهما في إسناد واحد الطحاوي وغيره
ثم لم يعل أحد من الأئمة هذا الحديث بالاضطراب بل إذا روى الراوي الحديث على الوجهين عن شيخ كقتادة هنا، وكان قد روى عنه بعض الرواة وجها وبعضهم وجها مغايرا كما هو الحال هنا لزال الاضطراب بمجيئه عن أحد الرواة من الوجهين فكيف وأئمة الحفظ عن قتادة شعبة وهشام الدستوائي وسعيد بن أبي عروبة وهمام كل هؤلاء اتفقوا على ذلك؟!
فليراجع الأخ كلام الإمام البرديجي في ترتيب الرواة عن قتادة في شرح علل الترمذي لابن رجب الحنبلي في الجزء الثاني في الرواة عن قتادة.
فذكره لطريق الأسواري تبعاً لرواية قتادة للطريقين لا للاحتجاج بها منفردة! وما يمنع قتادة على غزارة علمه وروايته أن يكون الحديث عنده على الوجهين جميعاً؟! وهذا كثير عند الأئمة كالزهري وقتادة والأعمش ومالك والسفيانين وشعبة وغيرهم رحمهم الله ..
وأما حديث أبي هريرة فقد اختلف على أبي هريرة في هذا الحديث وقد تحاشا مسلم إخراج الطرق التي قد تشكل عنه وإن أخرجها ابن حبان وصححها! وكأن أصح طريق عند مسلم عن أبي هريرة هذا الحديث على ضعفها فإن عمر بن حمزة ضعيف عند أهل العلم لكنه ذكره استشهادا لا أصلا، وهذا قد نص عليه مسلم في مقدمة صحيحه وأنه يذكر أولا أقوى الطرق في الباب ثم يتبعها من باب الاستشهاد والمتابعة بما دونها راجع مقدمته في صحيحه!!
هذا وقد قال النووي في "شرح صحيح مسلم"
هذه الأحاديث أشكل معناها على بعض العلماء حتى قال فيها أقوالا باطلة وزاد حتى تجاسر ورام أن يضعف بعضها وادعى فيها دعاوى باطلة لا غرض لنا في ذكرها ولا وجه لإشاعة الأباطيل والغلطات في تفسير السنن بل نذكر الصواب ويشار إلى التحذير من الاغترار بما خالفه وليس فى هذه الأحاديث بحمد الله تعالى أشكال ولا فيها ضعف بل كلها صحيحة
والصواب فيها أن النهى فيها محمول على كراهة التنزيه
وأما شربه قائما فبيان للجواز فلا إشكال ولا تعارض وهذا الذي ذكرناه يتعين المصير إليه وأما من زعم نسخا أو غيره فقد غلط غلطا فاحشا وكيف يصار إلى النسخ مع إمكان الجمع بين الأحاديث لو ثبت التاريخ وأنى له بذلك والله أعلم فان قيل كيف يكون الشرب قائما مكروها
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد فعله النبى فالجواب أن فعله اذا كان بيانا للجواز لا يكون مكروها بل البيان واجب عليه فكيف يكون مكروها وقد ثبت عنه أنه توضأ مرة مرة وطاف على بعير مع أن الاجماع على أن الوضوء ثلاثا والطواف ماشيا أكمل ونظائر هذا غير منحصرة فكان ينبه على جواز الشئ مرة أو مرات ويواظب على الأفضل منه وهكذا كان أكثر وضوئه ثلاثا ثلاثا وأكثر طوافه ماشيا وأكثر شربه جالسا وهذا واضح لايتشكك فيه من له أدنى نسبة إلى علم والله أعلم وأما قوله (فمن نسى فليستقىء) فمحمول على الاستحباب والندب فيستحب لمن شرب قائما أن يتقايأه لهذا الحديث الصحيح الصريح فان الأمر اذا تعذر حمله على الوجوب حمل على الاستحباب
وأما قول القاضي عياض لا خلاف بين أهل العلم أن من شرب ناسيا ليس عليه ان يتقيأه فأشار بذلك إلى تضعيف الحديث فلا يلتفت إلى إشارته وكون أهل العلم لم يوجبوا الاستقاءة لا يمنع كونها مستحبة فان ادعى مدع منع الاستحباب فهو مجازف لا يلتفت إليه فمن أين له الإجماع على منع الاستحباب وكيف تترك هذه السنة الصحيحة الصريحة بالتوهمات والدعاوى والترهات
وأما قوله:
وقد أشار البخاري إلى تضعيف هذه الأحاديث عندما قال رحمه الله: باب الشرب قائما
قيل بأنه أشار بهذه الترجمة إلى أنه لم يصح عنده الأحاديث الواردة في كراهة الشرب قائما.
ثم أورد رحمه الله أحاديث تبطل أحاديث قتادة.
فقال ابن حجر في "فتح الباري" 10/ 81: قال ابن بطال أشار بهذه الترجمة إلى أنه لم يصح عنده الأحاديث الواردة في كراهة الشرب قائما كذا قال وليس بجيد بل الذي يشبه صنيعه أنه إذا تعارضت عنده الأحاديث لا يثبت الحكم
إذاً فلم يبطل البخاري رحمه الله أحاديث قتادة ولم ينتقدها بالاضطراب كما فعل الباحث تبعا للقاضي عياض رحمه الله وغيره بل كل ما فعله أنه رجح أحاديث الإباحة على النهي
وقال الطحاوي: ففي هذه الآثار إباحة الشرب قائما وأولى الأشياء بنا إذا روى حديثان عن رسول الله فاحتملا الاتفاق واحتملا التضاد أن نحملهما على الاتفاق لا على التضاد وكان ما روينا في هذا الفصل عن رسول الله إباحة الشرب قائما وفيما روينا عنه في الفصل الذي قبله النهي عن ذلك فاحتمل أن يكون ذلك النهي لم يرد به هذه الإباحة ولكن أريد به معنى آخر فنظرنا في ذلك
فإذا فهد قد حدثنا قال ثنا أبو غسان قال ثنا خالد عن بيان عن الشعبي قال إنما أكره الشرب قائما لأنه داء
فأخبر الشعبي في هذا المعنى الذي من أجله كان النهي وأنه لما يخاف منه من الضرر وحدوث الداء لا غير ذلك فأراد رسول الله بذلك النهي الإشفاق على أمته وأمره إياهم بما فيه صلاحهم في دينهم ودنياهم كما قد قال لهم أما أنا فلا آكل متكئا
إلى أن قال: قال مجاهد: كان يكره الشرب من ثلمة القدح وعروة الكوز وقال هما مقعدا الشيطان
فلم يكن هذا النهي من رسول الله على طريق التحريم بل كان على طريق الإشفاق منه على أمته والرأفة بهم والنظر لهم، وقد قال قوم إنما نهى عن ذلك لأنه الموضع الذي يقصده الهوام فنهى عن ذلك خوف أذاها
فكذلك ما ذكرنا عنه في صدر هذا الباب من نهيه عن الشرب قائما ليس على التحريم الذي يكون فاعله عاصيا ولكن للمعنى الذي ذكرناه في ذلك
وقد روينا عن رسول الله فيما تقدم من هذا الباب أنه أتى بيت أم سليم فشرب من قربة وهو قائم من فيها فدل ذلك على أن نهيه الذي روى عنه في ذلك ليس على النهي الذي يجب على منتهكه أن يكون عاصيا ولكنه على النهي من أجل الخوف فإذا ذهب الخوف ارتفع النهي فهذا عندنا معنى هذه الآثار والله أعلم(/)
وقفات مع الامتحانات
ـ[إمداد]ــــــــ[26 May 2006, 05:11 ص]ـ
وقفات مع الامتحانات
د. ناصر بن يحيى الحنيني
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وإمام المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
أيها المؤمنون: يمر أبناءنا الطلاب بموسم متكرر، موسم الحصاد وجني الثمار، حصاد وجني ما قدموه من جهد في تحصيل العلم النافع، الذي يعود عليهم أثره في الدنيا والآخرة بإذن الله إن خلصت فيه النيات، وحتى لا يتشعب الحديث نختصر الكلام في بعض الوقفات التي أسأل الله أن ينفع قائلها قبل سامعها وقارئها بها، وهي على سبيل الإجمال ما يلي:
الوقفة الأولى: أوصيك أيها الطالب الموفق، وأنت أيها الأب المبارك، والمعلم المسدد، بل هي وصية الله للأولين والآخرين التي أوصانا الله بها في كتابه حيث قال: {ولقد وصينا الذين الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله} والتقوى إخواني هي سبب الفلاح والنجاح في كل أمورنا وقد أوصانا بها نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم في كل أحوالنا فقال صلى الله عليه وسلم: (اتق الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن)، ومعنى التقوى: أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية باتباع أوامره واجتناب نواهيه، فهذا هو السر الحقيقي للتفوق والنجاح إذا ضممت إليه الأخذ بالأسباب، فالله عزوجل وجل قد تكفل لمن اتقى الله أن ييسر أمره ويفرج همه فقال سبحانه: {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً} وقال سبحانه: {ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً}.
الوقفة الثانية: في مثل هذه المواسم يتغير برنامج حياة البيت المسلم،فينقلب البيت بعد الهزل واللعب إلى الجد والحزم، وبعد العبث واللهو إلى الحرص والعمل، وهذا أمر يفرح القلوب لأنه مظهر إيجابي، ونحن نطالب كل أب غيور صادق أن يجعل جزءً من هذا البرنامج مستمراً بعد الامتحانات، لماذا بعد الامتحانات لايصبح للوقت قيمة في بيوتنا، ولا للبرامج الجادة مكاناً في حياتنا فعلينا بمراجعة أنفسنا فنحن محاسبون أمام الله في وقت الامتحانات وقبلها وبعدها حتى نلقى الله، فنسأل الله التسديدوالتوفيق لكل خير.
الوقفة الثالثة: إن من المظاهر الجيدة، والمواقف المسددة والمباركة، ما يصنعه كثير من الآباء من قطع كل وسائل اللهو والعبث المحرم على أبناءه وبناته أثناء فترة الامتحانات، فالدش يغلق والغناء يسكت، وكل ما يلهي ويغضب الله لا طريق له في بيوتنا رغبةً في التوفيق وعدم الخذلان من رب العالمين، وهنا تستيقظ الفطرة في قلوب كثير من الآباء والأمهات –وهو حق وخير يجب أن نتواصى به في كل وقت- يستيقظ الإيمان في قلوبنا ويصبح في قلوبنا يقين أن الذي يوفق ويسدد ابناءنا هو الله فينبغي عدم التعرض لما يغضبه فيقوم الآباء والأمهات بتطهير البيوت من كل ما يغضب الله رغبة في ما عند الله وحرصاً على عدم إنشغال أبناءهم فيما لا يرضي، فيا أيها الأب المبارك والام الحنون: أعلموا بارك الله فيكم أن الله مطلع ويعلم ما تكن صدورنا وما توسوس به أنفسنا فالله الله أن يكون همنا شيئاً من أمور الدنيا وننسى التوفيق والنجاح في الآخرة الحياة الباقية التي لا تقارن بنجاح الدنيا (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم) وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، وإن من الأمور السلبية التي يتعود عليها الأبناء أن يعلقوا مرضاتهم لربهم بالطمع بما في الدنيا لنعودهم التقوى والبعد عن الموبقات في كل حياتهم في الامتحانات وغيرها حتى تصلح حياتهم وتستقيم نفوسهم علي الخير وفقنا الله إياكم لما بحبه ويرضاه.
الوقفة الرابعة: إن مما يفرح قلب كل مؤمن إقبال الشباب على الصلاة والعبادة والمحافظة على صلاة الجماعة وخاصة صلاة الفجر في مثل هذه الأيام، وهذا أمر يدل على وقور الإيمان في قلوبهم ونسأل الله لهم الثبات ولكن لا يليق بك أخي أن تتنكر لربك وتترك عبادته بعد أن يمن عليك وينعم عليك ويسددك ويوفقك واحذر من أن ينطبق عليك قول الله عزوجل: {ومن الناس من يعبد الله على حرف، فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين}.
(يُتْبَعُ)
(/)
الوقفة الخامسة: لاتنس أخي الطالب، وأنت أيها الأب المبارك، لا ننسى جميعاً كثرة اللجوء والتضرع إلى الله فإن الله يحب من عبده كثرة الدعاء والإلحاح عليه في ذلك وهي من أعظم ما تتقرب به إلى مولاك، وقد وعدك ربك بالإجابة إن أقبلت إليه بصدق {وقال ربكم ادعوني استجب لكم}.
الوقفة السادسة: تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، أيها الطالب الموفق والأب المسدد، لاشك أننا جميعا نحرص على التوفيق لنا ولا أبناءنا ولكن من الأسباب المهمة التي طالما نغفلها أن صلتنا بالله قد يشوبها شيء من الضعف في غالب أيام السنة وقد تقدم شيء من ذكر بعض المظاهر كالتقصير في تقوى الله ومراقبته والبعد عما يسخطه فحري بنا أن نعلم أن الله حكم عدل ومن كانت صلته بالله قوية في كل حال فحري بأن يوفق ويسدد.
الوقفة السابعة: أيها الآباء أيها المربون والمعلمون، هناك أمر نمارسه مع أبناءنا والدافع هو الحرص عليهم، ولكنه يعود في الغالب بالضرر عليهم، وهو تهويل وتضخيم أمر الامتحانات بشكل غير معقول بحيث تصبح الامتحانات عند كثير من الطلاب والطالبات شبحاً وكابوساً يراد له أن ينتهي بأية صورة وبأية هيئة، ولا أدل على ذلك ما نراه من النفسية المتردية لدي كثير من الطلاب والطالبات على وجه الخصوص من ظهور القلق والارتباك وعدم التركيز وقلة النوم، بل الاضطراب وبعضهم يدخل المستشفى من شدة ما يجد، بل إن حالات الإغماء في قاعات الامتحانات في مدارس البنات أصبحت أمراً مألوفاً وهذا أمر لابد أن نعالجه بالأمور التالية:
أولاً: لنرسخ في أبناءنا أن الامتحانات أمرها هين وأنها مرحلة عادية كغيرها من المراحل وذلك بالتوجيه والحوار المستمر مع ابناءنا سواء من قبل الأب أو المدرس،وأذكر إخواني المعلمين بأنه قبل توزيع الأسئلة بل حتى قبل دخول الامتحانات أن يخاطبوا الطلاب بلهجة تبعث في نفوسهم التفاؤل والأمل والبعد عن العبارات التي تبعث البشاؤم والإحباط كالتهديد المستمر لهم بالرسوب والعقاب، أو بالتوبيخ لهم دائماً بأنهم لا يفهمون فإن هذا مخالف لهدي نبيكم أولا، ومخالف لأسس التربية الحديثة ثانياً.
ثانياً: لنرسخ في قلوب أبناءنا بإن هذه الامتحانات ليست المحطة النهائية ولا الرئيسية في حياة المسلم وأن الخسارة الحقيقية في ترك مرضاة الله والتعرض لسخطه وخسران الآخرة والجنة كما قال سبحانه {قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين}.
ثالثاً: ليكن لك أيها الوالد المبارك جولات متفرقة تمر بها على إبنك وبنتك فتشد من أزرهم بالكلمات الحانية وبالتلطف معهم والبشاشة تعلو محياك، مع خلطها بشيء من المزاح والضحك الذي يبعث في قلوبهم الأمن ويخفف عليهم الوطئة ولا تنس عبارات الثناء والتشجيع والتأكيد بأن النجاح حليفهم بإذن الله.
الوقفة الثامنة والأخيرة:
أيها الطالب الموفق سوف أهدي لك بعض النصائح وبعض التحذيرات على وجه الاختصار فأرجوا أن تنال حيزاً قلبك وعقلك وأسأل الله أن ينفعنا ويوفقنا وإياك للعلم النافع والعمل الصالح.أولاً: احرص على بر والديك وطلب الدعاء منهم قبل الامتحانات وأثناء الذهاب للامتحان وبعد الامتحان.
ثانيا: احرص على النوم مبكراً واعط نفسك قسطاً من الراحة ولو لم تنهي مراجعة المنهج لأن الاستيعاب واستحضار المعلومات متوقف على راحة الدماغ والجسد عموماً.
ثالثاً: إياك والقلق وعدم الثقة بنفسك ولا تجعل لوساوس الشيطان عليك سبيل أو الخواطر السيئة على قلبك مثل التفكير المستمر بالفشل وعدم النجاح ونحو ذلك وليكن التفاؤل حاديك في كل أعمالك.
رابعاً: احذر من مصاحبة البطالين والكسالى واربأ بنفسك عن مجالستهم وخاصة أهل المعاصي والموبقات واعلم أن من أقل أضرار المعصية عدم التوفيق في أمورك كلها،
لقد هيؤك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل.
(يُتْبَعُ)
(/)
خامساً: احذر من الغش واعلم أنها حيلة العاجزين وطريق الفاشلين وصفة قبيحة لا تليق بالمؤمنين كيف لا والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (من غشنا فليس منا) كيف ترجو السداد والنجاح ونبيك يتبرأ منك نسأل الله السلامة والعافية، وإنني أخاطب الطلاب والمدرسين على حد سواء بل حتى الآباء فإن التقصير في مسؤولياتنا تجاه أبناءنا هو نوع من الغش، وأنت أيها المدرس أن الأمانة التي ألقاها الله على عاتقك بحفظ سر الأسئلة فإياك أن تفرط في هذه الأمانة وتذكر قول ربك {يا أيها الذين آمنو لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أما ناتكم} وأرجوا أن تكون من قبيل الإشاعات ما نسمعه من تسريب الأسئلة خاصة عند من يدرسون الدروس الخصوصية في البيوت مقابل دراهم معدودة ويكون المقابل هو ضياع الأمانة نسأل الله السلامة والعافية.
سادساً: إذا دخلت صالة الامتحان فأكثر من ذكر الله والتبرؤ من حولك وقوتك ولا تغتر بحافظتك أو جهدك وتوكل على ربك، واقرأ الأسئلة بهدوء ودون عجلة، ولا تفكر فقط بأن تنهي الأسئلة بل عليك بالتؤدة والهدوء والمراجعة فإنها من أهم الأسباب في إتقان الإجابة.
سابعاً: كلمة أهمس في أذنيك أخي الطالب سمعت وأرجوا أن لا يكون صحيحاً أنك تمارس بعض ما لا يليق بعد خروجك من الامتحان أهكذا يكون شكر النعمة، أهكذا يتصرف العقلاء، أخي الطالب إربا بنفسك عن مثل هذه الأعمال وهي إن شاء الله ليست عامة في كل الطلاب وإنما هي في قلة منهم ومن هذه الأعمال:
- العبث بالسيارة والتفحيط والتهور والسرعة القاتلة وغالباً ما تكثر المصائب نسال الله أن يحفظ أبناءنا وبناتنا في ما بين الساعة العاشرة والثانية عشر ظهرا.
- التسكع عند مدارس البنات ومضايقتهن أثناء خروجهن، وإنني أهيب بالطلاب بأن يتقوا الله ويتذكروا بأن الله مطلع عليهم وأن يتذكروا بأن لهم أخوات وأعرض والجزاء من جنس العمل.
- أوجه نصيحة للآباء والأمهات والمدرسين ومدراء المدارس والمعلمات بأن يتقوا الله وأن يلاحظوا الطلاب والطالبات في فترة خروجهم ويوجهوهم وأن يتعاونوا مع رجال الهيئة في ضبطهم وأن يتواصلوا مع أولياء الأمور في ذلك والله الحافظ والمعين والموفق والمسدد
أيها المؤمنون لنتذكر دائماً قول الله عزوجل {وما بكم من نعمة فمن الله} فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
ـ[أبو ياسر]ــــــــ[27 May 2006, 03:04 ص]ـ
جزاك الله خير على هذا الحرص والجهد المبذول فو الله إنها كلمات في الصميم وهي حائزة لمن يقرأها.
أخي الحبيب أرجو نشرها لما فيها من كلام جميل ونصيحة هادفة بحاجة إليها الطالب والمعلم والأب والأم والأسرة بأكملها.
بارك الله فيك(/)
في نظرية المعرفة
ـ[محمد بن عبد الله]ــــــــ[26 May 2006, 05:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيملحاجاتنا لنظرة شاملة نحو تأصيل علمي وفكري لعالم الشهادة أضع البحث التالي للأستاذ ناجح بن أسامة التميمي , وأرجو ممن لهم اهتمام بنظرية المعرفة وعلم أصول العلم (البحث في القواعد الإجمالية التي يبتنى عليها العلم) وفلسفة العلوم التفاعل معنا لعموم الفائدة والله الموفق.
" بسم الله الرحمن الرحيم
المعلومات المسبقة
ينزل الوليد من بطن أمه لا يعلم شيئاً , ثم يبدأ شيئا فشيئا بإدراك ما حوله بدءاً من نعومة أظافره حتى مشيبه , و المعلومات المسبقة: هي الإدراك العقلي للبديهيات الفكرية و لوجوه الإحساس في أبسط أشكالها , فمثلاً وعي أن الألوان من حيث هي ألوان و الروائح من حيث هي روائح و الأصوات من حيث هي أصوات و النكهات من حيث هي نكهات و أن الكل اكبر من الجزء و هلم جراً فهذه البديهيات الواعية هي أفكار على بساطتها فالقدرة على التمييز ما بين الأشياء تعد اللبنة الأساسية للتفكير, فهذه الركائز هي أمور مسلم بها يدركها الإنسان فطرياً , وهنا تحدث المفارقة العجيبة التي تجابه بأفكار عمياء صماء!!؟؟ , فمن أين أتت؟؟ , وهنا يبدأ المتحذلقون و الفلاسفة النوابغ بالإجابة , لنرى , إن فريق منهم يقول بالتجربة , وهنا ماذا لو قلنا لهم أن فرضهم العلمي فاسد من هذا المنطلق , إذ أن التجربة تحتاج إلى العقل لاستخلاص النتائج فإن لم يوجد العقل أصلا فما نفع التجربة , ثم ينطلق فريق منهم ليقول أن البنية الحسية تقتضي ذلك و هنا دع العلم نفسه يجيبهم بأن افتراضهم ليس فاسداً وحسب بل وعقيم , و بعد فهم الحس فهما كافياً فماذا يقول اليقين لنا ولهم: أن الإحساس لا يولد ولا يوحي بوعي أبدا فالإحساس هو مجرد إحساس , فإن أردت مثلاً فخذ كتابا بلغة لا تعرف أي شيء عنها ككتاب بلغة أجنبية عنك و اعمد إلى إحساسه ليل نهار بكل سطر فيه وعندما يوحي لك إحساسك بفهم سطر أرجو أن تخبرنا كي نسجلك ضمن الظواهر غير الطبيعية و يجب علي أن أنبه أن الإحساس غير منفصل أبدا عن إدراك ما ولكن الوصول إلى الإدراك المطلوب هو موضوع آخر, فمن المسبب يا ترى في وعينا إذ أن لكل سبب من مسبب فمن واضع ومدبر وخالق وعينا , ولا يخفى على أحد أننا نتحدث عن الله فهو القادر الكامل الذي جعلنا على ما نحن عليه الآن , و لا أعرف من الذي قال بوجود مشكلة بين المعرفة و الله فنحن لا نرى وجودها إطلاقاً فالخضوع لله أولى واجبات العالم , و الخالق قادر كامل لا يستند بوجوده إلى شيء و تستند المخلوقات كلها بوجودها إليه , و كما لاحظت يا عزيزي فيبدأ الإنسان بإدراك ما يخص صفات ذاته (أن يبدأ بإدراك نفس طبيعة العمليات العقلية و التعبير الشعوري لذاته في التعامل مع الطبيعة قبل إدراك الطبيعة ذاتها). وكما رأيت فإن المعلومات المسبقة تنقسم إلى قسمين:-
1 - الإدراكات الحسية:- و هي إدراك الألوان و الأبعاد و الكميات و الأصوات و الروائح و الملموسات و النكهات و المساحات , وإن كان الإدراك هنا معناً على محسوس.
2 - الإدراكات المعنوية:- الصفة الثنائية , العلة والمعلول , و التركيب والتجزيء (التحليل) , و التجريد والتعميم , و الجوهر والعرض (الباطن و الظاهر) , و الوحدة و الكثرة , و الإمكان والوجوب , و الوجود و العدم , وهذه المعاني ليست متحررة من الحس بل متعلقة تمام التعلق به.
و هي كعمليات عقلية لا توجد مرة واحدة عند الإنسان و إنما توجد على مراحل متفرقة , تبعا للنضوج العقلي , مع العلم أن الإنسان لا يملك منها شيئاً حال ولادته , و الصفة الثنائية تعني أن الصفات تأتي على وجهين كبير و صغير و طويل و قصير و قوي و ضعيف و هكذا و هذه البديهية من أهم البديهيات إذ أنها ركيزة للتمييز و الإدراك , فالتمييز بديهية فكرية أساسها المقارنة.
التفكير
و هنا نصل إلى أنّ التفكير حكم على واقع أو هو الربط بين فكر مسبق و واقع مثل قولنا أن السماء زرقاء فقد حكمنا هاهنا على السماء بالزرقة فعملية الربط تمت بين مساحة ولون, ولا جرم أن معنى العقل لغة وهو أداة الفكر هو"الربط"وهنا نبدأ بالتعرض للتفكير من جوانب أخرى.
و نقول هنا أن التفكير هو: إستذهان و تصديق.
(يُتْبَعُ)
(/)
و الاستذهان هو حصول (أي تمثل) المحتوى الحسيّ في الدماغ بعد نقله بوساطة الحواس , بحيث أصبحت مستقلة عن الواقع , فالاستذهان هو وجود تمثيل للواقع في الذهن , و الذهن هو مكان حضور التمثيل هذا.
و هنالك خمسة أنواع من الاستذهانات و هي:-
1 الاستذهان البصري: و هو حضور المحتوى البصري في الدماغ.
2 الاستذهان السمعي: و هو حضور المحتوى السمعي في الدماغ.
3 الاستذهان الشمي: و هو حضور المحتوى الشمي في الدماغ.
4 الاستذهان اللمسي: و هو حضور المحتوى اللمسي في الدماغ.
5 الاستذهان التذوقي: و هو حضور المحتوى التذوقي في الدماغ.
و تستطيع الذاكرة تخزين هذه الاستذهانات , و الذاكرة: هي وحدة حيوية داعمة تستطيع تخزين المعطيات العقلية و استرجاعها , ومعطيات الذاكرة هي:-
1 - الأفكار.
2 - الاستذهانات.
3 - الأحاسيس الشعورية.
و هنا نستوثق مدى العلاقة الوطيدة ما بين الحس و العقل , و يظهر لنا أن اكتمال الحلقة الفكرية يستوجب اكتمال الحلقة الحسية , و يستحيل اكتمال المفاهيم العقلية عند فاقد إحداها ما لم تكن له خبرة مسبقة حولها , فلا يستوي الأعمى و البصير و لا السميع و الأصم.
المفاهيم
قد قلنا أن الفكر هو حكم على واقع بالأصل و مفرده فكرة واحدة , ولتسجيل هذه الأفكار لا بد من وجود قالب توضع فيه بهدف حفظها أي تدوينها أو نقلها لشخص أو أشخاص آخرين و هذا القالب هو اللغة , فاللغة هي وعاء الأفكار , ولهذا فقد أطلق اليونانيون اسم المنطق (فن النطق) على فرع المعرفة الذي ابتكروه الذي يبحث الأفكار من حيث هي أفكار , كما أن اللغة نفسها تحمل في طرقها و أساليبها العمليات الفكرية على تنوعها , مثل أساليب التفضيل و المقارنة و الاستثناء و غيرها فالبحث في أساليب اللغة نفسها لهو بحث في الفكر على اختلاف القصد من البحث.
و تتمثل اللغات في عصرنا الحاضر في أشكالها المحسوسة , سواء كانت المقاطع الصوتية التي تمثل مفردات اللغة أم كانت الرموز المرئية التي تمثل مفردات اللغة أيضاً , فكل اللغات متفقة من حيث المعنى (الفكر) مختلفة من حيث اللفظ , وهناك أربع مهارات تتعلق باللغة و هي:
1 - التحدث.
2 - الاستماع.
3 - الكتابة.
4 - القراءة.
فالتحدث و الاستماع تدوران حول شكل الفكرة المسموعة كما أن الكتابة و القراءة تدوران حول شكل الفكرة المرئي , أو يمكن أن تكون القراءة والكتابة بالشكل المحسوس كالكتابة بطريقة بريل. أو أن يكون التخاطب مرئيا وليس صوتيا مثل التخاطب بإشارات الصم و البكم.
حسناً إن اللغة على ذلك قد تكتسب و تنقل من شخص إلى آخر و لكن الوعي العقلي ليس مضمون الوصول إلى المتلقي , أي أن حصول الوعي نتيجة التفكير لا تحمله اللغة إلا إذا أدرك المستقبل (المتلقي) أن المعنى اللغوي هو كذا , وعليه فيقال أن إدراك ما تعنيه الفكرة في الواقع هو الفهم , ولا يتأتى إدراك أي فكرة إذ لم يكن لها ما يمثلها في الواقع , فنقول أن الفهم: هو إدراك التمثيل الواقعي للفكرة , و المفهوم: هو وجود تمثيل واقعي للفكرة.
فالفكرة التالية: " إن الإنسان كائن حي" تعتبر مفهوماً إذ أن لها ما يمثلها في الواقع و يمكن إدراكه.
(وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُّنِيرٍ (8) سورة الحج.
و من هذا المنطلق فإن المفاهيم على ثلاثة أنواع و هي:
ا – المفاهيم المباشرة
و هي تلك المفاهيم التي يدرك العقل وجودها في الواقع مباشرة. مثل الحاجات العضوية.
ب – المفاهيم غير المباشرة
و هي تلك المفاهيم التي يدرك العقل وجودها في الواقع من إدراكه لأثرها. مثل: الغرائز والروح و هي للواقع غير الفيزيقي عادة.
ج – المفاهيم النقلية
و هي تلك المفاهيم التي لم يدرك العقل وجودها في الواقع الخارجي لا مباشرة و لا إدراكاً لأثرها و لكنه أدرك وجودها عن طريق الدليل النقليّ المقطوع بصحته. مثل: الملائكة و الجنة و النار و غيرها و يجب أن نعرف أن الأمور ليست على الإطلاق لنخرج من دائرة الجمود فهذا من خصائص المعرفة العلمية القويمة فما من شأنه أن يكون مفهوما غير مباشر للبعض قد يكون مفهوماً مباشراً للبعض الآخر و ما قد يكون مفهوماً نقلياً للبعض قد يكون مفهوماً مباشراً أو غير مباشر للبعض الآخر.
(يُتْبَعُ)
(/)
و هنا نقول أن ما يبرهن على وجود المفهوم في الواقع الخارجي هو المدلول , فما يدل من الواقع على وجود فكرة هو مدلول هذه الفكرة و يمكن القول أن الدلالة تعني أن العلم بوجود شيء يستدعي استتباع العلم بوجود شيء أخر في الذهن ملازم له , و عليه فيقال أن الفكر هو مدلول الجملة اللغوية , و الجملة اللغوية فكرة و فهمها فكرة أخرى.
و بناء على ما تبين هنا نقول أن مطالعة كميات ضخمة من الكتب و البيانات لا تجعل من الشخص عالماً ناهيك عن كونه باحثاً (فحتى كلمة العلم تأتي بكلمة علامة أي دلالة إشارة رابطة للأفكار) , إذ يقتضي الأمر من العالم أن يكون مدركاً دلالات المعرفة وهذا ما يحتاج لتدبر و تفكير أما الباحث فعبؤه ثقيل فهو يقارب و يباعد و يقيس و يستجلب معلومات و يقصي أخرى.
الإدراك
و يتبين معنا أن الإدراك هو التوصل إلى فهم التمثيل الواقعي الذي تحمله هذه الأفكار كاللغة , حيث أن الفكرة قد تم تشكيلها سابقاً. و الإدراك يقوم على فهم الدلالة المعنوية في واقع الحال لتلك القوالب الحسية كدلالة الألفاظ اللغوية فهو المستوى التالي بعد المستوى الفكري , وحيث أعتبر سبق الفكر المسبق للأفكار التي تليه و بنائها عليه فأعتبر أن كل الفكر هو إدراك , وهنا أتعرض لمسألة انطلاق الأحكام الفكرية هل هي من الفكر أم من الواقع فقد صح أن الواقع ركن لكنه لولا تلك الأفكار المسبقة لما كان هناك من إدراك أبدا ً و عليه فالانطلاق يكون من الفكر لا من الواقع مع كل الاعتبار لشكل الفكر هذا الذي سيسند إليه الفهم و هي التي تعتبر حقاً أداة فهم وتمحيص الواقع بالشكل الحقيقي , وهل تلك الأدوات الفطرية يمكن تبينها هكذا , و أعتقد إن التجريد يفيد هنا مع مراعاة فصل تأثير الذاتية و الأنا و لكن ضعف القدرة على فصل الهوى والأماني وما للنفس من خصائص يجعل فصلها صعباًً و إذاً لا بد من مرجع مرشد أو معول عليه كهادي وسلطان نصير حتى يمكن الوصول للحكمة الحقة , (إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (56) سورة غافر.
و لاجرم أن يكون القرآن وهدي النبي الكريم هو السلطان والهادي والنصير.
"
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[26 May 2006, 10:29 م]ـ
لست من المؤيدين للتوسع في العقليات في منتدى علمي مختص بالبحث التاريخي واللغوي فقط، ولكن لأن الأخ كاتب المقال قد افتتح الموضوع معتمداً على مقال لم يأت البيوت من أبوابها فينقل العلم من مصادره الحقة، مع شكري له على نيته الصالحة في تقديم المفيد، ولكن تأصيل العقل لا يكون على نصّ أدبيٍّ بلاغيّ ولا لغة تعاليم أخلاقية، وليراجع هذا الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5442
فإنّ فيه شرطاً للتأصيل الفلسفي، أساء من لا علم له به فهمَه فساء ظنّاً بكاتبه وناقله. وهذه حال كل العلوم فإنّ من جهِل شيئاً عاداه.
أما بشأن الموضوع فنقول:
الإيبستيمولوجيا علمٌ قائم بذاته له أصوله ومبادئه وأساطينه وليس في المكتبة العربية ما يُثلِج الصدر ويساهم في توضيح هذا المفهوم، وأحسبُ أنّ أفضل اثنين كتبا في فلسفة العلوم هما العراقيّ (ياسين خليل) رحمه الله، والمغربيّ (محمد عابد الجابريّ) أطال الله عمره بالإضافة إلى ما كتبه الإخوة في مصر مما لم يسعفني الحظ في استحسان ما أذكره. وهذا الثاني قد شكّل مدرسةً عربيةً لهذا النوع من العلم، ومن تلاميذه ومريديه الدكاترة سالم يفوت (مترجم كتب ميشيل فوكو) وعبدالسلام بنعبدالعالي (صاحب درس الايبستيمولوجيا) وسعيد بنسعيد. وإنه والحقُّ يقال فإنّ هذه المدرسة التي أسسها الجابري قد قدمت للعرب خدمة جليلة وسدّت القليل من الثغرة التي يصعب ردمها في حقل (العلوم العقلية) التي تشكو منها الجامعات العربية ضعفاً يوشك أن يفضحها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد اهتمت إحدى مدارس الأحزاب الإسلامية السنية المهتمة بإعادة الخلافة بتعر يف العقل وتناولت نظرية المعرفة بتعال لم ينفذ إلى صميمها. و (الجهل أول قصاص الكبرياء) كما يقول هـ جـ ويلز، ولذلك جمدت هذه المدرسة عند وضع معين. ولا يحمد لها الا استقلالها الذي تمتلكه إزاء الأيديولوجيات الغربية والشرقية. وهو نفسه (أعني الاستقلال) كان سبب وفاتها. أما فشلها السياسي فسببه موقفها الفكري حيث عرضت على الناس مناقشة أفكار جزئية وهذا خطأ سياسي صرف صَرف الناس عنها.
ويوجد فرق بين الفلسفة والتفلسف، فكل كلام أو خطاب لا يوضح مصطلحاته ومفاهيمه فليس جديرا بالقراءة أصلاً لأنه عبارة عن لياذ عقيم بمصطلحات غير متبلورة.
وأول قاعدة يجب أن يأخذها كل قارئ للعقليات مهما كان نوعها هي كلمة ماكس فيبر الذهبية:"إن جميع المصطلحات والمفاهيم هي إلى حدّ ما اعتباطية (تحكمية)، وإنّ فائدتها في وظيفتها الإجرائية فقط في تقدم البحث وصياغة النظرية). فمن أخذ مفهوماً علمياً تجريدياً على أنه كيان ثابت مجسد فقد ارتكب خطأ قاتلاً لمسيرته التعلمية.
وللإخوة الذين يريدون تشكيل قاعدة عقلية لهم أدلهم على أهمّ الكتب والخطوات:
1 - كتاب الإسلام بين الشرق والغرب للأستاذ علي عزة بيكوفج1994
2 - تطور الفكر العلمي والعقلانية المعاصرة للأستاذ محمد عابد الجابري1994
3 - تشكيل العقل الحديث،
4 - البحث العلمي، جورج بليخانوف، ترجمة: يوسف أبي فاضل، وميشال أبي فاضل، منشورات عويدات، بيروت،1983.
5 - -العلم أسراره وخفاياه، تحرير: هـ. شابلي، وص. رابورت، وهـ. رايت، ترجمة: مح مد صابر سليم، ومحمد جمال الدين الفندي، القاهرة.
6 - -العلم يزحف، كتبه خمسون عالماً، ترجمة: د. محمد الشحات، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة،1951.
7 - بساطة العلم، ستانلي د بيك، ترجمة زكريا فهمي وعبد الفتاح إسماعيل، مؤسسة سجل العرب، القاهرة، 1967.
[هذا الكتاب على غاية الأهمية وودت أن يقرأه كل طلاب العلوم الشرعية]
8 - بنية الثورات العلمية تأليف توماس كون، ترجمة شوقي جلال، عالم المعرفة الكويت1992
ناهيك عن الموسوعات الفلسفية كالموسوعة الفلسفية المختصرة التي ترجمها جلال العشري وآخران بإشراف زكي نجيب محمود. ومعاجم المصطلحات الفلسفية والاجتماعية والسايكولوجية واللغوية وجميع العلوم الاجتماعية (الإنسانية).
وأن يجعل المسلم دليله قول النبي عليه الصلاة والسلام الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها كان أحق بها. وأهم قاعدة للتأصيل الفكري أن تعرف أن قوانين العقل البشري واحدة وأن الخلاف هو في تحققها في العملية العقلية أم لا، وهي مجموعة في كل الموسوعات الفلسفية، وهي: المبادئ اليقينينة التي يلتقي عندها العقلاء جميعاً وهي مبدأ الهوية، ومبدأ عدم التناقض، ومبدأ العلية"، إذ تتصف هذه المبادئ بصفتين رئيستين:
1. أنها ضرورية، فلا تقبل التعديل ولا الاحتمال، ولا تتوقف على الأفراد والظروف. فهي فطرية فينا.
2. أنها تبعاً لذلك كلية، تسلم بها كل العقول وتحكم كل الأشياء.
وقد يضاف إليها أنها أولية بمعنى أنها تسبق التجربة.
وقد تسمى أيضاً قوانين الفكر أو المبادئ المنطقية Principes Logiques . وقد اعتُرض على تسمية هذه المبادئ باسم قوانين الفكر لأن القوانين تعبر عما هو كائن ولهذا فضل بعضهم أن تعد شروطاً للفكر السليم لا قوانين للفكر الإنساني، أي أنها شروط مفترضة في كل تفكير منطقي سليم بحيث لو فقدت لفقد التفكير المنطقي السليم.
مبادئ العقل (قوانين الفكر أو المبادئ المنطقية) Laws Of Thought:
هي الحقائق البينة والضرورية التي تؤلف جهاز فكرنا العقلي، ومبادئ الفكر الضرورية أربعة وظهرت لأول مرة مكتوبة عند أرسطو في الأورجانون، ومن أحسن من بحثها من بعده جورج بول:
1. مبدأ الهوية: ويقول: ما هو هو، وما ليس هو ليس هو، ويعبر عنه رمزياً: أ هي أ. وهو مبدأ يعبر عن ضرورة منطقية تقضي بأن يكون كل معنى يتصور على أنه عين ذاته ويسمى أيضاً "مبدأ وحدة الذات" وهو أساس الأحكام والبرهنة السليمة، وقد أخذ على هذا المبدأ:
(يُتْبَعُ)
(/)
أ. أنه تحصيل حاصل Tautology أي تكرار الشيء الواحد بألفاظ مختلفة، ويطلق المصطلح على عمليات تتصل بالمنطق ليس فيها إلا تغيير ألفاظ،أما في الرياضيات والمنطق الرياضي فقد عدّ فتجنشتاين وكارناب من المناطقة الرياضيين المعاصرين القضايا كلها تحصيل حاصل، لأنها قضايا صورية بحتة لا تعبر عن الواقع في شيء وإنما تصوغه في تعبيرات جديدة، والحقيقة أن مراد فتجنشتاين هو أن يبين أن العقل جزء من الوجود فليس بإمكانه أن يجيب عن العلة الغائية للوجود لأنه يكتشف نفسه في الطبيعة فحسب، أي "أنه في النهاية يساوي صفراً"، ولذلك يمثل لنا فتجنشتاين بمثل بسيط وهو "إما أن تكون السماء ممطرة أو غير ممطرة وهو مثال في رأي فتجنشتاين يمثل المنطق والرياضة بأسرهما فهما علمان صحيحان صحة خالية من المعنى إذ هما لا ينبئان بشيء، فتحصيل الحاصل إذن رغم خلوه من المعنى هو استعمال مشروع للغة".
ب. إنه يدل على هوية جزئية فحسب؛ أي هوية من جانب وعدم هوية من جانب آخر. فحين نقول: سقراط هو الفيلسوف اليوناني الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد وحكم عليه بتجرع السم، فهنا هوية، من ناحية أن سقراط والموصوف بهذه الأوصاف هما شخص واحد، وعدم هوية، من ناحية أن سقراط علم معين والأوصاف المذكورة تعبير عن أحواله وبهذا تنفصل عنه. وبهذا التفسير الثاني لمبدأ الهوية يأخذ الكثير من المناطقة والفلاسفة. وقد ورد ترتيبه في موسوعة ماجروهيل الثالث.
2. مبدأ التناقض (أو بالأحرى عدم التناقض) Le principe de (non - ) contradiction: ويقول: الشيء الواحد لا يمكن أن يكون وأن لا يكون معاً. أي "لا يمكن أن يكون الشيء في آن واحد موجوداً وغير موجود". وهذا المبدأ أهم المباديء العقلية وجوهر الفكر المنطقي، ولهذا حظي باهتمام بالغ في الفكر الفلسفي حتى اليوم. والتناقض هنا هو تقابل السلب والإيجاب، ويعبر عنه رمزياً:
أ لا يمكن أن تكون ب ولا ب معاً.
وهو غير التضاد، إذ المتضادان هما الذاتان الوجوديان المتعاقبان على موضوع أو محل واحد، وبينهما غاية الخلاف، مثل أسود وابيض. فهما صفتان وجوديتان، أي لا تدل إحداهما على عدم كما في حالة طرفي التناقض؛ ومتعاقبان على موضوع أو محل واحد وهو السطح ذو اللون. وبينهما غاية الخلاف أي يقعان عند طرفي سلم طويل (أو قصير) من الألوان: الأسود- البنفسجي- الأزرق- الأحمر – الأصفر – الأبيض. ثم الفروق الدقيقة في داخل كل لون من هذه الألوان. هذا في حال التضاد أما في حال التناقض فلا يوجد أي وسط بين المتناقضين: أسود، لا أسود. إنسان، لا إنسان. دائرة، لا دائرة. ولهذا فإن المتناقضين يتوزعان فيما بينهما كل الوجود أو كل عالم المقال .. واعترض بعضهم على هذا القانون (مبدأ عدم التناقض) بقولهم إنه ليس ثم وجود بل صيرورة. كما قال برجسون: "لا يوجد أشياء بل أفعال"، والرد على هذا هو أن أية عملية صيرورة إنما تجري على موضوع هو الذي يصير من كذا إلى كذا، فثم شيء باقٍ إذن. والتغير يقتضي هذا الباقي المتغير. إنه تطور هوية الصيرورة وانتقال من القوة إلى الفعل. وليس بصحيح ما زعمه بعضهم من أن هيجل أنكر مبدأ عدم التناقض، بل هو يقرر وجود لحظات للانتقال من الموضوع Thesis إلى نقيض الموضوع Antithesis إلى مركب الموضوع Synthesis . وفي مركب الموضوع لا يزال الموضوع محتفظاً بالصفة التي عنها صدر.
3. مبدأ الثالث المرفوع ويسمى أيضاً مبدأ الوسط المرفوع: مؤداه أن القضيتين المتناقضتين لا وسط بينهما، فكل شيء هو إما أ أو لا - أ. ولا وسط بينهما. أي لابد ان يكون الواحد أو الآخر ولا يمكن أن يكون لا هذا ولا ذاك، فمثلاً العدد (2) هو إما زوج أو فرد، ولا يمكن أن لا يكون أحدهما. فالتناقض يقول أن الشيء لا يمكن أن يكون النقيضين معاً. والثالث المرفوع يقول إنه لا يمكن أن يكون ولا واحد من النقيضين. ولهذا كان مبدأ التناقض ومبدأ الثالث المرفوع متكاملين.
(يُتْبَعُ)
(/)
4. مبدأ السبب الكافي (أو العلة الكافية) (القياس): قد يضاف إلى تلك المبادئ الثلاثة مبدأ آخر هو مبدأ السبب الكافي. وهو مبدأ التضمن، الذي يقتضي بأنه إذا كانت أ تتضمن ب، ب تتضمن ج، فإن أ تتضمن ج لا محالة. وعلى الرغم من أن لايبنتس Leibniz هو أول من صاغ هذا المبدأ فإننا نجده مع ذلك عند أرسطو في كلامه عن دور الحد الأوسط في القياس، إذ عده علة المعرفة. ومن أرسطو انتقل على هذه الصورة إلى الأسكلائيين في العصور الوسطى وإلى الفلاسفة المسلمين. يقول لايبنتس: "يوجد مبدآن كبيران لبراهيننا، أحدهما هو مبدأ التناقض والآخر هو مبدأ العلة الكافية، ذلك أنه لا شيء يحدث دون أيكون هناك علة أو سبب محدد؛ أي يصلح أن يفسر أولوية وجوده على عدم وجوده وأولوية كونه هكذا على كونه على نحو آخر… ولا يحدث شيء دون علة كافية أعني أنه لا يحدث شيء دون ان يكون في وسع من يعرف الأشياء أن يبين السبب الكافي لكونه هكذا وليس على نحو آخر". فالعلية أحد أركان أو مبادئ العقل قبل العصر الحديث بلا نقاش، وكثيراً ما يدافع عنها المعري ولا يجيز خرقها، وهي بالنسبة لفلاسفة الإسلام أساس العقل حتى إذا لم يستطيعوا أن يتبينوها، يقول ابن سينا في كتاب السياسة في معرض تعليله لمسألة أن ليس كل صناعة يرومها الصبي ممكنة له مؤاتية، لكن ما شاكل طبعه وناسبه: "ولهذه الاختبارات، وهذه المناسبات والمشاكلات، أسباب غامضة وعلل خفية تدق عن أفهام البشر وتلطف عن القياس والنظر، لا يعلمها إلا الله جلّ ذِكره
إن فكرة الصحة المطلقة لمبدأ العلية من الأفكار الأساسية التي كان العلم مبنياً عليها ومع ذلك فد وجدنا الآن أنه ليس من الممكن اختبار هذه الفكرة في جميع الحالات. صحيح أنه من الممكن أن نفترض أن علاقات العلية ستظل سارية دائماً، وإن لم يكن من الممكن قياسها. غير أن هذا موقف ميتافيزيقي وليس علمياً. فالفكرة التي لا نستطيع اختبارها تجريبياً أو قياسها لا يمكن أن تصبح جزءًا من العلم الطبيعي، وهي قد تصبح مجرد طريقة في التفكير ولكن ليس جزءًا من نسق موضوعي للمعرفة. وهكذا تحتم علينا أن نتخذ قراراً مؤداه: أن فكرة العلية قد لا تكون سوى طريقة في التفكير. على أن مفهوم العلية سيظل مفيداً على مستوى التجربة العادية والجزء الأكبر من الأبحاث العلمية. ومع ذلك ينبغي أن نظل نرتاب في صحته المطلقة.
وليس ما يفعله الأساتذة المسلمون -غير المغاربة- من التأصيل الفلسفي في شيء
ـ[محمد بن عبد الله]ــــــــ[26 May 2006, 11:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
ألسنا في قسم الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن , وأظن أن كل العلوم التي تسهم في جلب الفائدة لطلبة التفسير مرحب بها وعلى رأسها قواعد التفكير وأسسه؟؟؟؟؟؟!!!!!!
ومن أعلمك أن ناجح أسامة طه سلهب التميمي-مع حفظ الألقاب- ليس من سدنة هذه العلوم أترجم بالغيب أم تتألى على الله.
أما مصادره الحقة في نظره فهم الملاحدة ومفكري الغرب عديمي البصيرة وليس علينا سوى تقليدهم وحمل أفكارهم كجلاميد لا تفقه رحم الله الإمام العلامة فخر الدين الرازي.
ويبخس الناس أشيائهم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الكبر بطر الحق وغمط الناس"
اعلم يا هذا أننا لسنا بحاجة إلى ما سوى كتاب الله وسنة نبيه العظيم وليس ينقصنا خرص مفكريك من مضبوعي الثقافات الغربية والفلسفات عديمة البصيرة
و اعلم أن أفكارنا التي تتلمس النور من خلال مشكاة النبوة لأحب إلينا من النعيم الفكري الزائف لجهابذة الكفر والإلحاد.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[27 May 2006, 12:24 ص]ـ
يبدو أن هناك سوء تفاهم نرجو من الإخوة الباحثين أن يكون الحوار قائماً على الاحترام وطرح الآراء بقصد الفهم والوصول إلى المعرفة والبعد عن التشنج ...
فالأخ الدكتور الصالح اعتبر الملتقى مختص بالحث اللغوي والتاريخي فقط!! حين قال:
// لست من المؤيدين للتوسع في العقليات في منتدى علمي مختص بالبحث التاريخي واللغوي فقط،
واعتبر كاتب المقال لم يأت البيوت من أبوابها لأنه لم يعتمد على الغربيين وتلامذتهم العرب أمثال الجابري وبذلك فهو يحتكر الباب لنظرية المعرفة على هؤلاء الناس ويضرب بعرض الحائط كل جهود المسلمين من متكلمين وفلاسفة وووو عبر التاريخ ولا أدري أهو جهل أم غيره؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فمصادر العلم بنظره هي ما جاء من تلك الجهة من أوربا ... أوربا الساحرة!
وقد وقفت عند قوله // ولكن تأصيل العقل لا يكون على نصّ أدبيٍّ بلاغيّ ولا لغة تعاليم أخلاقية //
ما المقصود هنا بالنص؟ أهو القرآن الكريم أم ماذا؟ وهل القرآن الكريم قاصر عن تأصيل العقل؟
دونك تاريخ الفلسفة وعلم الكلام وجهود الأصوليين والمفسرين ... والرازي مثال.
ثم يرشدنا صاحبنا إلى المصادر التي تشكل قاعدة عقلية بقوله: // وللإخوة الذين يريدون تشكيل قاعدة عقلية لهم أدلهم على أهمّ الكتب والخطوات: //
ولا يوجد بينها كتاب لأحد من المسلمين ...
ولعل أكثر الرسائل العلمية في كلية دار العلوم - جامعة القاهرة هي حول // نظرية المعرفة عند .. //
عند المعتزلة .. والأشاعرة .. والماتريدة .. والفلاسفة ثم عند: الغزالي والرازي وابن تيمية والصوفية وغيرهم ...
ولكن كل ذلك لم يلفت نظر الدكتور الصالح: فقط الجابري ... وأساتذته وتلامذته
أما المسلمون فلم يقدموا شيئاً بهذا الصدد باستثناء المغاربة ... لقد أصابت الباحث عدوى المركزية المغاربية من أستاذه الجابري الذي لم يعجبه إلا: ابن حزم والشاطبي وابن خلدون فهم أرباب العلم والبرهان .... أما المشارقة:فهم أهل العرفان والشعوذة ...
ثم يقف الباحث عند أسس ثلاثة: هي الهوية - عدم التناقض - الثالث المرفوع وكأني به لأول مرة يسمع بها عند الغربيين وللأسف لم يطلع باحثنا على تفاصيلها في الفكر الإسلامي / علم الكلام والفلسفة الإسلامية / ولم يدر أن أساتذته هم تلاميذ لأساتذتنا نقلوا عنهم العلم ونحن نشيد بهم وننسى رأس العين التي ينهلون منها ....
ثم دخل الأستاذ الفاضل في مسألة العلية التي كتبت فيها آلاف المجلدات في تراثنا ولم تعجبه إلا نتائج الوضعية المنطقية والمادية الغربية // إن فكرة الصحة المطلقة لمبدأ العلية من الأفكار الأساسية التي كان العلم مبنياً عليها ومع ذلك فد وجدنا الآن أنه ليس من الممكن اختبار هذه الفكرة في جميع الحالات. صحيح أنه من الممكن أن نفترض أن علاقات العلية ستظل سارية دائماً، وإن لم يكن من الممكن قياسها.// ثم فرق على هذا الأساس بين الموقف العلمي والموقف الميتافيزيقي فقال // غير أن هذا موقف ميتافيزيقي وليس علمياً. فالفكرة التي لا نستطيع اختبارها تجريبياً أو قياسها لا يمكن أن تصبح جزءًا من العلم الطبيعي، وهي قد تصبح مجرد طريقة في التفكير ولكن ليس جزءًا من نسق موضوعي للمعرفة. وهكذا تحتم علينا أن نتخذ قراراً مؤداه: أن فكرة العلية قد لا تكون سوى طريقة في التفكير. على أن مفهوم العلية سيظل مفيداً على مستوى التجربة العادية والجزء الأكبر من الأبحاث العلمية. ومع ذلك ينبغي أن نظل نرتاب في صحته المطلقة. // إن إيماننا على ذلك وإسلامنا كله قائم على غير علم لأنه يقر بالغيب / الميتافيزيقا / وحتى نكون علميين علينا أن نضع الغيب جانباً لأن العلم والغيب متعارضينن ...
قل لي من أين لك هذا؟
ثم ألا ترى أنك تجازف بشكل غير طبيعي حين تقول:
// وليس ما يفعله الأساتذة المسلمون -غير المغاربة- من التأصيل الفلسفي في شيء //
هل المغاربة بالفطرة هم فلاسفة فنسر بذلك! أم بحكم جوارهم لأوربا ونهلهم من معين فلسفتها الذي لا ينضب؟!
أخي الفاضل محمد عبد الله أرجو أن يتسع صدرك لمثل هذه الأطروحات فها هنا محل مناقشتها ...
ولا بد من البيان لأصل الهيمان / الهيمان بالغرب /
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[27 May 2006, 10:11 ص]ـ
وجدت الناس عندنا لا يقرءون في تاريخ العلم، وهذا سبب سوء التفاهم وسبب عدم التقدم، وسبب تخلفنا في الواقع.
فيجب على كل طالب علم قراءة هذه الكتب الثلاثة أو أحدها:
معالم تاريخ الإنسانية لـ هـ جـ ويلز، ترجمة عبدالعزيز جاويد، وهو كتاب ضرورة.
وتاريخ العلم لجورج سارطون، ترجم مرتين.
ومدخل لدراسة التاريخ لأرنولد توينبي ترجمة فؤاد شبل.
ذلكم أني وجدت الإخوة يقيسون العقل ونظرية المعرفة للبشر قبل غاليلو على العقل ونظرية المعرفة بعد غاليلو.
وهذا لا يفعله أحد في العالم اليوم إلا في عالمنا الإسلامي مع الأسف، ولو فعلها يابانيّ لسخر منه زملاؤه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ذلكم أن مصادر بيانات الإنسان عن الواقع كان الحواس المجردة، لأنه لم يدرك (بركة الزجاج). أما منذ غاليلو 1609مـ فقد اكتشف الإنسان أن تحديب الزجاج يكبر حجوم الأشياء، وأنه يدخل الى مخ الإنسان بيانات جديدة عن الواقع.
وهذا هو السبب في احتكار الغرب لنظرية المعرفة في القرون الأربعة الأخيرة، وهو (الآلة المكبرة للحواس). وإليكم الحقائق الآتية:
1 - من آدم عليه السلام حتى غاليلو 1609مـ لم ير إنسان أقمار المشتري!!
من شكّ في ذلك فهو خارج التاريخ وخارج العلم.
2 - بناء على المجهر (الزجاج المكبر للبصر) استطاع باستير اكتشاف الجراثيم فغير تاريخ الطب وقلبه رأساً على عقب. فكل طبيب يعتمد على أطباء ما قبل باستير فهو خارج التاريخ والعلم.
3 - كان الكون عند أرسطو مكوناً من أربعة عناصر الماء والهواء والتراب والنار، ليس لأن أرسطو غبيّ، ولا تلاميذه من الفلاسفة المسيحيين والمسلمين قبل غاليلو، بل لأن مشيئة الله لم تهدهم الى (بركة تحديب الزجاج). ولذللك قال برتراند رسل:
إن لدي كتب أرسطو في الطبيعيات، وقد كانت إنجيل العلم بعد مؤلفها لمدة ألفي سنة، لكن! ليس فيها حرف واحد صحيح بمنطق العلم المعاصر.
وهنا أريد أن أخلُص مع الأخوين الكريمين- ومن خلالهما إلى الإخوة طلبة العلم- إن كون علم نظرية المعرفة بعد غاليلو بيد الغرب وجامعاته حصراً، ليس بسبب ذكائهم وغباء غيرهم، ولا بأفضليتهم على من سواهم، بل بامتلاكهم لآلات تكبير الحواس، فالمجهر الألكتروني يكبر اليوم حاسة البصر آلاف المرات!!
فالمسلم كالأخ محمد عبدالله والأخ الطعان ليس أمامه من سبيل لإتقان نظرية المعرفة والمساهمة الواعية في صنع الحياة إلا من خلال الغرب أو من اقتبس من الغرب (كاليابان وجيرانها) المنهج العلمي الذي قام على رصد علاقات كثيرة بين الأشياء واكتشاف قوانينها.
قدرُنا أن نتعلم من أعدائنا أو ننقرض.
أما أن نظل نخلط خلطاً عجيباً بين المراحل التاريخية في تاريخ العلم فنقيس عصر ما قبل غاليلو على عصر ما بعده فهذا لا يقوله أحد في العالم، إلا"الدكاترة" المسلمون.
أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه.
قال الشهرستاني:"قال أهل السنة: إنّ العقل لا يُحسّن ولا يُقبِّح ولا يقتضي ولا يوجِب، ولكنه يُعرِّف. وإن السمع (يعني القرآن والسنة) لا يُعرِّف".
ونحن ندعو الأساتذة والأمة إلى هذا القول الذي عزاه الشهرستاني الى أهل السنة، والمسلمون اليوم يسيرون باتجاه يعاكسه ويناقضه.
فلا يمكن أبداً بناء العقل على أي نصّ في الكون، العقل ليس سوى العلاقات بين الأشياء، والأشياء أكثرها فوق قدرة الحواس الطبيعية على الرصد، فنحتاج الى آلات تكبر الحواس لنجمع علاقات اكثر بين الأشياء.
لا شيء سوى ذلك. والدين كما قال أحد الدكاترة موجِّه للعقل نحو الخير.
العقل مهارات وإدراك والدين قرار وإرادة. العقل نسبيّ والدين مطلقات
والله أعلى وأعلم "
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[27 May 2006, 02:22 م]ـ
هناك خروج عن أصل الموضوع ومحل النزاع ...
المسلمون اليوم يعيشون تخلفاً على المستوى التقني والتكنولوجي والمادي بكل مستوياته .... هذا محل اتفاق ...
ولكن إرجاع هذا التخلف إلى كون المسلمين لا يملكون نظرية في المعرفة هو محل النزاع ...
إن تخلف المسلمين تشترك فيه عوامل كثيرة ومعقدة لا يمكن إرجاعها فقط إلى // عدم اكتشافهم للمجهر // وتحديب الزجاج // ...
ولا أدري هل بدأ الغرب من الصفر أم بدأ من حيث انتهى العرب؟ وهل كان التراكم المعرفي طوال القرون الماضية دون جدوى بالنسبة للغرب أم أن الغرب طفر طفرة إعجازية متجاوزاً كل القوانين التاريخية ...
ألم يكن روجر بيكون الذي تعلم في مدارس الأندلس وكان معجباً بكل ما هو عربي وسجن حتى الموت من أجل صلة وصل بين العرب والغرب ...
الغربيون لا ينكرون أنهم استفادوا وبنوا بناء الحضارة على قواعد وأسس عربية ... وأن ابن رشد وابن سينا وابن النفيس وابن الهيثم والرازي وجابر بن حيان والبيروني وغيرهم كانوا أساساً لبناء الحضارة المادية الأوربية حتى قال أحدهم: لو حك أحدنا جله لظهر له دم عربي .... إنهم لا ينكرون ولكن بني جلدتنا يتنكرون ....
ولكن لأن أبناء جلدتنا لم يقرؤأ تاريخهم وتراثهم بعين واعية وإنما قرؤوه بعيون الأعداء فقد أمسى كله قاتماً في أعينهم ...
إن مناهج البحث التي تعتبر لدى الباحثين أساساً لثورة العلم الحديث لم أجد فيها قاعدة واحدة أو مبدأ واحداً // وقد درستها و درّستها مقارنة // عند بيكون أو جون استوارت مل أو غيرهما لم أجد فيها شيئاً جديداً عما أفاض فيه علماء المسلمين الأصوليين والتجريبيين ...
وأتحدى أن تأتيني بقاعدة أو أصل واحد / منهجي / أقام عليه الغرب نهضته وتراثنا خلو منه ..
هناك شيء واحد لا بد أن أقوله: وهو أننا ملكنا الأصول النظرية المجدية ولكن حيل بيننا وبين العمل بها وإنزالها إلى أرض الواقع ولا تزال العوائق تتراكم إلى هذه اللحظة ... ونحتاج إلى ثورة حتى ننفض عنا غبار القرون وتراكمات السنون.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[27 May 2006, 05:23 م]ـ
الصراع بين العقل والنقل هو صراع مصطنع , وقد ازاح شيخ الاسلام اللبس الذي حصل فيه. فدرء التعارض هو ما ركز على هذه القضية التي أصل وجودها صراع المعتزلة والاشاعرة وظهور علم الكلام والاعتماد عليه بالحجة بدلامن الاحتجاج بكتاب الله وسنة نبيه.
تأصيل أكتساب المعرفة امر مهم اذ يمكن مفهم سبب الخلاف. فالخلاف أحيانا يكون ظاهري بسبب اختلاف المصطلحات. ولكنه في الغالب يكون اختلاف في اصول المعرفة ناتج عن خلط القطعيات بالظنيات , وبناء الاصول على الظنيات التي تظن قطعيات. ثم رد الظنيات التي توافق القطعيات لمجرد مخالفتها لرأي المتكلم.
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[27 May 2006, 08:41 م]ـ
الأخ الطعّان: تقول
[هناك خروج عن أصل الموضوع ومحل النزاع ...
المسلمون اليوم يعيشون تخلفاً على المستوى التقني والتكنولوجي والمادي بكل مستوياته .... هذا محل اتفاق ...
ولكن إرجاع هذا التخلف إلى كون المسلمين لا يملكون نظرية في المعرفة هو محل النزاع ...
إن تخلف المسلمين تشترك فيه عوامل كثيرة ومعقدة لا يمكن إرجاعها فقط إلى // عدم اكتشافهم للمجهر // وتحديب الزجاج // ...
ولا أدري هل بدأ الغرب من الصفر أم بدأ من حيث انتهى العرب؟ وهل كان التراكم المعرفي طوال القرون الماضية دون جدوى بالنسبة للغرب أم أن الغرب طفر طفرة إعجازية متجاوزاً كل القوانين التاريخية ... ]
ليس موضوعنا سبب تخلف المسلمين، ولا سبب تقدّم الغرب، ولا مدى تأثير الحضارة الإسلامية في النهضة الغربية.
موضوعنا ما المصادر الحقة لنظرية المعرفة المعاصرة، وقواعد البحث العلمي والفلسفي، ولماذا تحتكرها الجامعات الغربية وتلك التي قلدتها؟ وقد بينت السبب ببساطة وبدون تفلسف وتعالم. إنه امتلاك آلات رصد الأشياء والاستمرار في استخدامها وتطويرها.
لا شيء سوى ذلك.
وأما أنّنا نحن المسلمين ليسنا من نظرية المعرفة في شيء فيكفيك تقرير اليونسكو عام 1999 لبراءات الاختراع:
الدول العربية جميعها:4 براءة اختراع.
إسرائيل:477 براءة اختراع!!
قسم عدد الشعوب على هذه النسب واذهل للنتيجة.
لو استمعتما لنصحي أنت والأخ محمد عبدالله تثوران على نفسيكما لتكسبا مستقبلكما فتطلبان العلم في إحدى الجامعات المتقدمة عالميا فقد ذهب عصر التعالم والتفاخر:
هذا زمان العدو لا الإبطاء والمشي الوئيدِ
.................
وشرُّ العالمين ذوو خمولٍ إذا فاخرتهم ذكروا الجدودا
وخيرُ الناسِ ذو حسب قديم أقام لنفسه حسباً جديدا
فهذا جدول أول خمسمئة جامعة في العالم وليس من بينها جامعة واحدة في العالم الإسلامي
ما عدا اسرائيل!!
حيث قام معهد التعليم العالي في جامعة جياو جونغ شنغهاي الصينيّة ( Institute of Higher Education, Shanghai Jiao Tong University) عام 2005 فنشر تقريرا تقييميا مفصلا حول مكانة ورتب أفضل خمسمائة جامعة في العالم، فكان أن احتلت الجامعات الأميركية الترتيب الأول على ذلك السلم، تلتها في ذلك الجامعات البريطانية، فاليابانية، فالألمانية، فالكندية، فالفرنسية، إلى آخر القائمة، حيث كانت الرتبة رقم 36 من نصيب البرتغال التي استطاعت أن تسجل لنفسها رقما على ذلك السلم.
وكان أن حصدت الجامعات الأميركية ما عدده 168 جامعة من أصل خمسمائة جاءت على رأسها هارفارد ( Harvard University)، تلتها في ذلك الجامعات البريطانية 40 جامعة، فاليابانية 34 جامعة، فالألمانية 40 جامعة، ثم كندا 23 جامعة، ثم فرنسا 21 جامعة، فالسويد 11جامعة، ثم سويسرا 8 جامعات، فهولندا 12جامعة، فأستراليا 14جامعة، وهكذا انتهى الأمر إلى البرتغال بجامعة واحدة.
وقد اتبع المعهد صاحب التقييم معايير من قبيل نوعية وجودة الهيئة التدريسية والنخب العلمية العاملة في الجامعات، وأهم مخرجاتهم البحثية المنشورة في المجلات العلمية العالمية المحكمة، خاصة ما يتعلق منها بالعلوم الطبية، والطبيعية، والعلوم الاجتماعية، والفنون، والعلوم الإنسانية، إضافة إلى حجم المؤسسة التعليمية، وما يتعلق بها من إنجازات أكاديمية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما أن أطل علينا العام 2006م حتى جاءت مجموعة "لابوراتوريو دي إنترنت" المتخصصة والتي مقرها مدريد لتفاجئنا هي الأخرى بنتائج ترتيب أفضل ثلاثة آلاف جامعة في العالم، وأهم الدول التي ظهرت فيها، فكانت النتائج أيضا مذهلة ومخيبة للآمال.
وعند النظر في مكانة أول ألف من بين تلك الجامعات وجد بأن المئات منها كان من نصيب الجامعات الأميركية (455 جامعة من أصل 1000)، جاءت جامعة كاليفورنيا/بيركلي ( University of California Berkeley) على رأس القائمة، تلاها في ذلك عدد من الجامعات الكندية (42 جامعة)، فالألمانية (68 جامعة)، فالبريطانية (79 جامعة)، فالأسترالية (32 جامعة)، فالسويدية (15 جامعة)، فالهولندية (13 جامعة)، فالسويسرية (10 جامعات)، فاليابانية (24 جامعة)، فالنرويجية (7 جامعات) إلى آخر القائمة.
وكان الترتيب الأخير من نصيب إحدى الجامعات الأيسلندية، حيث استطاعت أيسلندا أن تجد لنفسها مكانة بين الدول وكان بأن احتلت الرتبة 48 على قائمة رتب الدول.
ملاحظة: يمكن الرجوع إلى تلك التقارير المنشورة على شبكة الانترنت العالمية وتدارس ما جاء فيها بهذا الخصوص http://www.webometrics.info/index.html
وعند تدارس تلك المعايير المستخدمة في التقييم المشار إليه كما سار عليها المقيمون، وجد أنها معايير تكشف لمن يتفحصها جيدا عن مدى استحقاق تلك الجامعات المرتبة ودولها لما احتلته من مكانة، حيث كان على رأسها معيار مواكبة العصر ووسائله من خلال إعمال واستعمال تقنيات المعلوماتية في الأداء الأكاديمي، والإنتاجية العلمية العالية، وغنى الملفات العلمية والبحثية خاصة على مدار عشر سنوات الماضية.
هذا إضافة إلى تلك الإنجازات المرصودة في قواعد البيانات العلمية العالمية، وما تتمتع به المؤسسة التعليمية من موقع رياديّ ذي بعد تأثيري.
ترى إلى متى سنبقى نحن العرب نسخر من باقي الشعوب والأمم، ومن إنجازاتهم العلمية والتعليمة وهذا هو حالنا العلمي والتعليمي الذي يندى له كل جبين. إلى متى سنبقى في نهجنا كالنعامة ندس الرأس في التراب كي لا يرانا من هو لنا بالمرصاد؟ إلى متى سنبقى أسرى سراب ووهم، وأمة تضحك من جهلها الأمم؟
على أية حال هذا هو الوضع العلميّ والتعليمي لدينا اليوم، وكأنه لا سائل ولا مسؤول، لأن غياب الشفافية وكثرة الفساد -وقد فضحنا تقرير منظمة الشفافية العالمية مؤخرا- وكثرة شيوع مظاهر المحسوبية والعصبية والحزبية والفصائلية والطائفية والفئوية، وتوغل وتدخل ممنهجيها وممارسيها في قضايا العلم والتعليم، قد أفسد علينا صدارتنا ومكانتنا العلميّة والتعليمية بين أهل الأرض.
فبعد أن كنا سادة وقادة في مختلف ضروب العلم وميادينه، وبشهادة مؤرخي العلم والحضارة، أمثال: بريفولت، وجورج سارتون، وغوستاف لوبون، وول ديورانت، وأرنولد توينبي، وسغريد هونكه وغيرهم، أصبحنا في مؤخرة الركب، نلهث تارة وراء من هم شرقا وتارة أخرى وراء من هم غربا.
وأخيرا، ما لم تعمل شعوبنا وحكوماتنا بجد وصدق وأمانة وتتحمل مسؤولية تغيير هذا الوضع المأساوي، فسيبقى حال صروحنا العلمية وواقع التعليم العالي فيها مخجلا إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا. (ملخّص عن مقال مأزق التعليم العالي لوائل مصطفى أبو الحسن)
والسلام عليكم
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[27 May 2006, 10:09 م]ـ
قال الشهرستاني:"قال أهل السنة: إنّ العقل لا يُحسّن ولا يُقبِّح ولا يقتضي ولا يوجِب، ولكنه يُعرِّف. وإن السمع (يعني القرآن والسنة) لا يُعرِّف".
ونحن ندعو الأساتذة والأمة إلى هذا القول الذي عزاه الشهرستاني الى أهل السنة، والمسلمون اليوم يسيرون باتجاه يعاكسه ويناقضه.
الشهرستاني, أظنه كذب هنا على أهل السنة والجماعة, وعلى غيرهم, وإن لم يكن كاذباً فهو جاهل بالحقائق وبالدين, وعموماً من أدمن التاريخ قراءةً, وكرر قراءة الملل والنحل له, وعرف حتى مفاصل رحلة الفكر البشري, لأدرك جهل هذا الشهرستاني حتى وإن زكى نفسه زوراً وبهتاناً بأنه عنصر محايد ينقل أقوال المختلفين بأمانة. حتى في هذه فإنه يكذب.
--------
(يُتْبَعُ)
(/)
بالنسبة لنظرية المعرفة, ثيوري اوف نولدج, أو الابستيمولوجيا, فهي من اجتهادات الفلاسفة, وتجد في جبناتها باطلاً وتشكيكاً كثيراً ينحرف بها عن مقصدها الأساس حول أسباب نشوء المعرفة, وتجد أيضاً فيها بعض الصواب, وهي عموماً أموراً بديهية حتى وإن صدرت عن أي كائن من كان. ونشؤها أصلاً ردة فعل ليس إلا على أمراض الفكر في العصور القديمة.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[28 May 2006, 05:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الصالح شكراً لك على البيان والإيضاح وما أحب أن أقوله إذن تحريراً لمحل النزاع: نحن نتفق على أن المسلمين - الأجداد - يمتلكون نظرية رائعة في المعرفة باعتراف من ذكرتهم من الغربيين ولكن الأحفاد أهملوا هذه النظرية ولم ينزلوا بها على أرض الواقع وإنما الذي نزل بها هم الغربيون بعد أن تلقفوها في عصر النهضة وبدؤوا بتطويرها عن طريق التجريب والاستقراء عبر عدة قرون فأنتجت لهم هذه الحضارة المادية الباسقة التي نراها نحن ...
ونحن متفقون إذن حول أن الوضع العربي الإسلامي اليوم هو وضع مأسوي على كافة المستويات وما ذكرتَه من إحصائيات لليونسكو أو غيرها لسنا بحاجة إليه لأن الواقع الذي نعيشه يتكلم ... ولكن الخلاف ربما هو فيما يلي:
هل نحن اليوم لا نمتلك نظرية للمعرفة أم أنه يحال بيننا وبين ممارسة المعرفة لأسباب متشابكة جداً أهمها:
الاستعمار الطويل الذي جثم على صدورنا وحال بيننا وبين أي ممارسة للمعرفة وأي نزول على أرض الواقع بطرائق مختلفة .. ثم خرج الاستعمار العسكري وبقي الاستعمار الثقافي ... والاستبدادي ..
أين هي الدولة العربية أو الإسلامية التي تهتم بالعلم أو المعرفة وبناء الكوادر والمؤسسات التي تخدم الأمة إن كل ما يبنى اليوم هي عروش لقرابة خمسين طاغية من الطغاة الذين يحكمون البلاد الإسلامية وطبعاً خلف كل طاغية من هؤلاء جيش من المنتفعين .... ولكل دولة عشرات السفارات والقنصليات وووووووووووووووووو ....
والغرب يشاهد ذلك وهو مسرور لأن ذلك هو ما يخدم مصالحه ونفعيته ويقدم الدعم اللامحدود لقوات الأمن الداخلي في كل دولة لتبقى محافظة على كيانها واستبدادها أم الشعوب فهي مطحونة تحت سياط الجوع والفقر والجهل ... فعن أي علم تحدث الجائع ...
وليست المشكلة اليوم في أن نمتلك وسائل المعرفة أو نظرياتها لأننا حتى لو امتلكناها فلا يجدي ذلك نفعاً في بيئة الاستبداد والاستعمار والامتصاص المستمرة ...
إن هناك آلاف العلماء المسلمين والعرب الذين يشتركون اليوم في بناء الحضارة باسم أوربا والغرب وهم في بلادهم لا يُعبأ بهم بل وغير مرغوب فيهم ...
أما إذا تحدثنا اليوم عن ثمرات هذه الحضارة والجامعات التي تشير إليها وتعتبرها مفخرة العالم الغربي فها هنا نختلف جداً - كما يبدو لي - لأن الحضارة الغربية مبنية على أساس الطغيان والقتل والإبادة والعنصرية فقد أبادت شعوباً بأكملها ولا تزال تفعل ذلك ... فهل هذه هي الثمرة التي ننتظر أن نجنيها من العلم؟!
ملايين القتلى .. والجوعى في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ذنبهم فقط أنهم لم يكونوا بيضاً وذوو عيون زرقاء ..
ليست الحضارة فيما تتحدث عنه من امتلاك لوسائل التكنولوجيا وإنما الحضارة في تنمية الوازع الإنساني والأخلاقي في داخل الإنسان وهو ما تسعى الحضارة الغربية المادية اليوم لطمسه تماماً وتغييبه ..
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[ابو زيد]ــــــــ[01 Jun 2006, 08:31 م]ـ
لا شك في أهمية علم (نظرية المعرفة) فهيا قضية شائكة تتداخل مع (تاريخ العلم) ومع ما يطلق عليه (فلسفة العلوم) وكذلك مع المصطلح الفلسفي (ابستمولوجيا) فمن خلال اطلاع مبسط علي هذه العلوم يظهر أن هناك نقاط إلتقى ونقاط إنفراد تحتاج إلى دقة بحث وتحري لكي لايتم الخلط بينها أما أن هذه العلوم قد حظيت بشيء من البحث والتحري في واقعنا العربي والإسلامي فهذا ما لا يمكن قوله و ما قدمه الجابري وغيره لايعد شيء يذكر بل مازلنا نترجم والله المستعان فإن هذه العلوم أصلها غربي ينم عن مدى الحيرة والاضطراب ولهذا حديث آخر بأذن الله.(/)
تأملات واشارات
ـ[سيف الدين]ــــــــ[26 May 2006, 09:28 م]ـ
أتذكر اني امضيت سنوات طوال في درس الشريعة الاسلامية, وخضت غمار كتب ومؤلفات, وقرأت في كتب الفقه والتاريخ والفلسفة والمنطق واللغة ..
أذكر اني قرأت آلاف الصفحات حينها ..
وأذكر جيدا ان في كلية الشريعة تلك, كان نصيب القرآن من الدراسة والبحث لا يتجاوز ال100 آية في احسن الاحوال من بين أكثر من 6000 آية .. اي ما معدله 10 صفحات من القرآن الكريم كاملا الذي يقدّر باكثر من 600 صفحة ..
الذي يجيد القسمة والنسبة سيجد الامر يستحق النظر!!!
المهم, في نهاية الامر أعطيت اجازة .. في ماذا؟؟ لا اعلم!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[سيف الدين]ــــــــ[28 May 2006, 12:21 ص]ـ
كان يربكني ان ادرس العقيدة في كليتنا الشرعية .. كانت المصطلحات معقدة, وكنت اخال انها السبب في تسمية العقيدة بهذا الاسم .. فهناك واجب الوجود, وهناك الموجود بالقوة والموجود بالفعل, وهناك الواجب العقلي, والجائز العقلي, والمستحيل العقلي , وهناك ايضا نظرية الكسب, والسببية , والكلام النفسي .. ومصطلحات كثيرة ... باختصار لم اعد اذكر من تفاصيل ذلك الشيء الكثير ..
غير اني اذكر ان الجزء المخصص للاعتقاد في الله كان يحوي على أجزاء من ايات قرآنية كقوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى} و {ليس كمثله شيء} بالاضافة الى ايات كثيرة تتكلم عن يد الله وكلامه وعينه ووجهه ....
أجل اجزاء من ايات قرآنية, جمعت وفصلت وافضت الى صورة الاله في اذهان المؤمنين ..
رغم ان التصور - حسب ما قرأنا عن الفرق الاسلامية - لم يكن واحدا, الا ان الجميع - وحسب ما فهمنا ايضا - كان ينطلق من نقطة محورية يرجو ان ينتهي اليها في ابداء جميع حججه وهو تنزيه الله سبحانه وتعالى .. وحتى الذين قالوا بقدم العالم كانوا ينطلقون من تنزيه الله, غير ان الاخرين كانوا يرون ان في اثبات قدم العالم قدح في الذات الالهية ..
كانت النوايا الطيبة المحرّك الخفي, وكانت الامور في تجردها يجمعها نية طيبة واحدة وهي تنزيه الاله, وكانت هناك الاسئلة المشكلة التي تتوجه من الخصوم الى بعضهم حول ما سيؤول اليه التنزيه في حال القبول بمقولة الاخر ...
وكانت هناك ايضا مثلا مسألة الكسب .. واستأنست انني لست الوحيد ممن لم يفهم منها شيئا عندما قرأت كتب التاريخ والملاحظات حولها .. ولا يعني ذلك اني ضد كسب الاشعري او معه, فانني عاجز عن اخذ موقف اصلا لانني لم افهم شيئا من الموضوع .. الانسان لا يخلق عمله وانما يكسبه .. هل الانسان يكسب ارادته ايضا؟؟؟ حقيقة اشياء لم افهمها ...
اثناء الامتحانات كنت احاول جاهدا ان اتذكر المصطلحات كما هي بصيغها, لأني لو حدث - لا قدر الله - وأجبت بفهمي لكنت وقعت في الكفر دون ان اعلم , مما يعني انني سوف ارسب في "العقيدة" لا محالة ... !!!!!!
على اي, جهلي لا يسعف في ان يكون ركيزة او حجة في نقد المواضيع التي تدرس في العقيدة, غير اني كنت آمل في ان يعاد النظر في "العقيدة" كعنوان لكل ذلك الذي درسناه من مواضيع, ولعل عناوين اخرى كـ"علم الكلام" او ما شابه يكون أدلّ, وان يبسط في العقيدة مواضيع يفهمها القاصي والداني والصغير والكبير, حتى اذا ما سئل عن عقيدته يجيب, ولا يدخل أمه وأباه واولاده في متاهات واجب الوجود, والجائز عقلا, والمستحيل شرعا ...
ابراهيم عليه السلام عندما اراد ان يحاجج الملك فتح كتاب الكون امامه, وشرع يشير الى الموت والحياة والليل والنهار, عسى ان يكون في ذلك بعث لحياة التفكر والتدبر ...
نسيت ان اخبركم, لقد حصلت في مادة العقيدة على 90 من 100 .. واعوذ بالله من شر الـ10 علامات التي لم احصّلها .. !!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[سيف الدين]ــــــــ[08 Jun 2006, 09:18 م]ـ
تأملت في الفقه الاسلامي .. الفقه الاسلامي في الغرب والفقه الاسلامي في الشرق - ان ما زالت تصح كلمة الشرق والغرب ..
ففي الغرب الفقه الاسلامي = مجموعة من التنازلات
اما الفقه في الشرق فهو المضمون للخطاب الاسلامي
وبين هذا وذاك ضاع الخطاب الاسلامي, وضاعت خطوط الالتقاء والافتراق مع الامم الاخرى في عالمية الرسالة ...
ربما اكون مسرفا فيما اقول, غير ان للقارىء ان يأخذ ما يريد ويدع ما يريد ...
أذكر حين اثيرت قضية الحجاب في فرنسا, استطعنا تحويلها الى قضية فقهية بامتياز, وتحدثنا يومها عن الضرورات التي تبيح المحظورات, وعن المواطنة, وعن احترام العادات والتقاليد, وعن عدم جواز مخالفة الشرع, ووجوب الالتزام بالحجاب مهما كان الامر ... كان الفقه هو المحرك الاكبر للردود الاسلامية .. ورسمنا في اذهان الاخرين خطوط الحوار مع الاخر, واخشى ان اقصى ما استطعنا رسمه هو ان ديننا عبارة عن مجموعة من القضايا الفقهية ...
وفي الذاكرة صور كثيرة لكثير من الحوارات التي نشهدها بين مسلمين يجعلون من قضايا فقهية مسائل اشبه ما تكون بالمسائل العقدية حيث ان الاجتماع او الافتراق يصبح مرهونا بالتوافق على هذه القضايا الفقهية ...
ومن اللافت ان لكل فرقة من الفرق الاسلامية الموجودة على الساحة اليوم مجموعة من القضايا الفقهية, والتي اصبحت بطاقات تعريف او اوراق ثبوتية .. فبدلا من ان نسأل مسلما ما عن انتمائه الحزبي بشكل مباشر , يقوم طرح بعض القضايا الفقهية بالمهمة بسرعة مماثلة ...
وكثيرا ما تبني بعض الاحزاب او الفرق الاسلامية مواقفها السياسية على مواقف فقهية, ويكون موقفها من الدائرة السياسية هو موقف فقهي لا اكثر ولا اقلّ ...
واخشى اننا امام الاخر, اصبح اسلامنا هو مجموعة من قضايا فقهية, قلّت اوكثرت, في رأس القائمة الحجاب والعمليات الاستشهادية والفائدة البنكية ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[09 Jun 2006, 10:08 ص]ـ
هل الأولى أن تُكتب (يفقِّهُّ) بهاء واحدة أم بهائين يفقهه وتقرأ فقط يفقهُّ، أي أن واجب القارئ أن يُدغمها لا الكاتب! كما نفعل في (أردت) فنقرأها أرتُّ ولا نحذف الدال في الخطّ. أهذا هو الصواب إذن لأننا ندغم في الخطّ فقط ما هو من أصل الكلمة مدغماً،أما إذا كان أحد الحرفين ضميراً فلا نفعل خطّأً بل نفعل نطقاً.؟ فإذا ربتُّ على كتفك أبتاء واحدة أم تائين؟ نرجو من الإخوة أولي الباع في الخطّ والرسم إفادتنا مشكورين.
وقد لفت انتباهي مرّةً كتاب منسوب إلى أبي حنيفة النعمان يشكُّ فيه المحققون اسمه (الفقه الأكبر) يقول في مقدمته: اعلم أن الفقه في الدين أفضل من الفقه في العلم ... فلفت انتباهي إلى إعادة التفكير في الحديث (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) الذي تذكره كتب الفقه حجةً شرعيةً لوجودها. فاتجه تفكيري إلى التساؤل الآتي:
أيكون قصد النبيِّ صلى الله عليه وسلم إذن أن الفقه في الدين هو علم التوحيد والكلام وأصول الدين وفقه الموقف من الرأسمالية والاشتراكية والوجودية واليهودية والنصرانية والجهاد والثورة على الحكام والعمالة والإمامة وتوزيع الثروات والولاء للقبيلة في أي حدود وللدولة في أي حدود والبيعة وميتة الجاهلية والموقف من شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً؟ والملل والنحل والموت والحياة؟
أم أن قصده صلى الله عليه وسلم أحكام الطهارة والمياه التي يجوز بها التطهير سبع مياه، وما الطاهر المطهر المكروه وغير المكروه، وما دون القلتين، وحكم السواك وجلود الميتة، والحيض والنفاس والجنابة وأركان الصلاة وهيئاتها، وهل تحريك الإصبع في التشهد واجب؟ وكيف كان يحرك؟ وما الحكمة من التحريك؟ ووضع الأيمان على الشمائل وهل هو وضع أم قبض؟ وموضع الوضع تحت السرة أم فوقها؟ والهبوط على الركب أم على الأيدي مما أسأل الله أن يغفر لي إنفاق نفيس الوقت في كثير منه. وربما فقدت بعض أصدقائي لأنني لم أتخذ موقفه أو لم أذكر بخير من علَّمه التعصب لإحدى هاتيك الاختيارات؟!!! ثمّ ندمتُ فيما بعدُ حين علمتُ أن الفقهاء غير متفقين على (وضع اليدين) ونحن نختلف في الموضع!!!؟
فقد علمتُ متأخِّراً أن هؤلاء كانوا يرسلون أيديهم كما يفعل اليوم المالكية والزيدية والإباضية والروافض: فقد حكي القول بالإرسال عن:
1 - عبدالله بن الزبير
2 - الحسن البصري
3 - النخعي
4 - ابن سيرين
5 - رواية عن مالك وهو الأشهر وعليه جمهور أهل المغرب من أصحابه وجمهورهم
6 - الليث بن سعد وقال: يرسلهما، فإذا طال عليه ذلك وضع اليُمنى على اليُسرى للاستراحة
7 - الأوزاعي: قال هو مخيَّرٌ بين الوضعِ والإرسال
[نقله صاحب موسوعة الإجماع 2/ 652 عن: الترمذي 1/ 388، والمجموع للنووي 3/ 270، والمغني لابن قدامة 2/ 9]
هل كان هؤلاء يُصلون مختفين عن أصحابهم وجماهيرهم؟ أم أن كلا منهم كان قدوةً للمصر الذي هو فيه؟!!
ثمّ بعد أن اطلعت على ذلك دبّ في خلدي من الأفكار ما لا تعلمون!
تساءلتُ عن العلاقة بين (الفقه والمحدثين)
ولماذا شاع مذهبهم قديماً ولماذا يشيع حديثاً؟ وأقصد بقديماً القرن الثالث إذ قد بدا لي أن القرن الثاني كان على طريقة الفقهاء، ثم بدأ نفوذ أهل الحديث يدبُّ في صفوف الفقهاء لأسباب معظمها غير علمي. أعني أن الفقهاء كانوا في الواقع أقرب إلى السنة من المحدثين على خلاف الرأي الشائع.
هذا ما أداني إليه تفكيري في النصوص التي اطلعت عليها من القرن الثاني.
وهل لنا أن نتساءل عن نوع طريقة التفكير التي نفهم بها، وقبل ذلك نختار بها النصوص؟
هذه تساؤلات أظنّ أنها جديرةٌ بالتفكُّر لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمع وهو شهيد.
فتساؤلات الأخ سيف الدين لا تنم إلا عن صدقه مع نفسه. والصدق مع النفس هو الخطوة الأولى نحو الصلاح والصلاح لأنه يعني (إعلان الجهل) وهذه القفزة لا يقوى عليها إلا ألو النفوس الكبيرة.
لقد قال أبو يوسف القاضي (وهي منسوبةٌ أيضاً إلى إبراهيم بن سيار النظام): "إنّ العِلمَ لا يُعطيك بعضه حتى تُعطيه كُلَّك". فما أروع كلمة الأخ سيف الدين أنه قد منح إجازة لا يدري في ماذا؟
وقد نمت كلمات الأخ سيف عن أنه من أحد بلدان المغرب، لأن للمغرب من قديم صدقاً افتقد بعضه كثير من أهل المشرق. وهذا هو السر،أو بعضه، في أنّ عُلماء المغرب بعد القرن الثالث للهجرة هم صفوة علماء الإسلام.
ـ[سيف الدين]ــــــــ[12 Jun 2006, 05:23 م]ـ
الاخ الدكتور عبد الرحمن الصالح ...
بارك الله فيك ولفت نظري اشارتك المهمة:
"قد بدا لي أن القرن الثاني كان على طريقة الفقهاء، ثم بدأ نفوذ أهل الحديث يدبُّ في صفوف الفقهاء لأسباب معظمها غير علمي. أعني أن الفقهاء كانوا في الواقع أقرب إلى السنة من المحدثين على خلاف الرأي الشائع." ولربما وقفنا لاحقا على ما تفضّلت به ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سيف الدين]ــــــــ[12 Jun 2006, 05:36 م]ـ
قرأت مؤخّرا عن دواء للاطفال مضادّ للاسهال تعدّه احد الشركات وهو مصنوع من ارز معدل وراثيا بجينات بشرية ...
وكنت منذ بضع سنين قرأت في مجلة الكفاح العربي عن احد المطاعم في تايلندا والتي تقدم لحوما بشريا (أجنّة) كأحد الوجبات .. وكان وقتها سعر الجنين المجهض بـ 50 $ اما سعر الجنين الذي يولد ميتا فـ 75 $ ... وكنت تساءلت عمّا يمكن ان يفعله التجّار باللحوم والعظم الذي لن يباع عندهم, وتذكّرت الصابون والسمن والشحوم وتفكّرت فيمن هو الرقيب على مصانع من استباح اكل لحوم البشر ...
وكنت قد قرأت مؤخّرا ايضا عن شامبو يحوي على منشّط للهرمونات الانثوية, وقد لوحظ علامات البلوغ المبكّر على بعض الفتيات دون سن التاسعة ممن استعمل هذه الانواع من الشامبو ...
ومنذ فترة كنت اتسوّق مع صديق لي في احد المولات الضخمة عندما تناول علبة معجون من الطماطم ونظر اليّ قائلا: ما رأيك في هذا النوع؟
قلت: لا ادري أحلال هي ام حرام ...
نظر مشدوها وابتسامة عريضة رسمها على وجهه وقال: لا تخف مكتوب عليها "ذبح على الطريقة الاسلامية" واطلق العنان لضحكة تردّد صداها في المول الضخم ...
ـ[سيف الدين]ــــــــ[24 Jun 2006, 01:22 ص]ـ
كنت اتخيّل, اتصوّر, او احلم ..
تخيّلت انه في مدينتي الكبيرة, يوجد هناك مصلى صغير في كل حيّ .. وفي كل مصلى صغير يوجد لجنة صغيرة .. تقوم هذه اللجنة الصغيرة بجمع اشتراكات من اهالي الحي .. اشتراك أسبوعي او شهري او سنوي ...
ليكن ذلك على سنة او سنتين او لنقل عشرا .. بعدها يمكننا , لا ان ندفع تكاليف علاج الفقراء, بل ان نبني مستوصفات صغيرة .. مستوصفات صغيرة في احيائنا الصغيرة .. مستوصفات تقوم بفحص دوري لكل واحد من ابناء الحي .. حتى اذا ما وجدنا مرضا قد بدأ نسرع اليه بالعلاج قبل ان ندفع الالاف او الملايين .. حتى اذا ما وجدنا ان هناك كوليسترول في الدم, نبهنا المريض الى ذلك قبل ان نضطر الى فتح قلبه بعد ان يغلق الكوليسترول شرايين هذه الامة ...
ثم يمكننا ان نبني مستشفى عظيما .. مستشفى فيها كل التخصصات .. مستشفى لا نموت على ابوابها او نموت قبل ان ندخلها .. مستشفى تكون للجميع, وفيها من الطبابة ما هو الارقى والافضل اطلاقا .. قد تسمع كلاما من بعض اصحاب المستشفيات الخاصة, لا يهمّ .. الافضلية لانقاذ الارواح على انقاذ الجيوب ..
مستشفى ندفع لها قبل ان ندخلها .. ندفع لها محتسبين اجرنا على الله تعالى .. ندفع لها سائلين المولى ان يبعدنا عن اسرّتها وان تعود بالخير على من يبتليه الله بامراض الدنيا ..
بعد ان نفعل ذلك, لن نسأل عن حكم شركات التأمين .. وسنشعر بالراحة لاسباب عديدة:
1 - لن تأخذ شركات التأمين اموالنا بعد اليوم الى غير رجعة
2 - لن تضحك علينا عقود تأمين تقول ان ما تدفعه هو هبة, وبذلك يتحوّل المحظور الى حلال عبر العاب لفظية
جلّ المطلوب لنبدأ هو مسجد صغير, مسجد لا يدعو مع الله احدا .. هذا هو اصعب ما في الامر!!!
ـ[سيف الدين]ــــــــ[28 Jun 2006, 04:05 م]ـ
في حوار مع زميل لي يؤمن بالعبثية, ذكر لي آيات من القرآن الكريم تتحدث عن محاججة ابراهيم لقومه حين سالهم عن آلهتهم: {قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ} (72) سورة الشعراء .. فتوجّه اليّ بالسؤال قائلا: واني بدوري اسألك نفس السؤال عن الربّ الذي تؤمن به: هل يسمع دعاء الملايين من الناس منذ احتلال فلسطين عام 1948؟ ثم عقّب قائلا: كنت اتابع ما يحدث في البلاد العربية عشية هجوم امريكا وبريطانيا على العراق, وقد نصح آنذاك احد الدعاة المشهورين في العالم الاسلامي المسلمين بالصيام والابتهال الى الله سبحانه وتعالى في ان يردّ كيد العدو في نحره ... غير ان الذي حدث يبرهن بشكل جليّ ان الله لم يستجب لملايين المسلمين كذلك .. اعود وأسألك: هل يسمع الله دعاء المسلمين اذ يدعون؟
بالطبع ان الزميل مخطىء جدا, فان الذي يستدلّ عليه قد ردّ عليه القرآن الكريم, كما ردّ على الملايين الذين يدعون في العالم الاسلامي حين قال:
{وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا} (75) سورة النساء
هذه الاية حجّة على الزميل, وحجّة ايضا على كل الذين يدعون .. هذه الاية تعلّق اجابة دعاء المستضعفين بالمسلمين انفسهم, ويرسم السياق تعجّبا من عدم اجابة دعاء المستضعفين ونصرتهم ... هذه الاية تجعل المسلمين انفسهم مسؤولين عن اجابة دعاء المستضعفين في فلسطين والعراق وجميع بلاد المسلمين ...
كفانا استنزافا للدعاء ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سيف الدين]ــــــــ[07 Jul 2006, 02:34 م]ـ
قالوا عن هذا الحديث الشريف انه يعدل ربع الدين, وقال آخرون ثلثه وقيل نصفه ...
هناك مقولة تقول ان كل شيء يحمل نقيضه, فالحياة تحمل سنن الموت والموت يحمل سنن الحياة, وان كان البعض قد ذهب الى ان هذا الحديث يمثّل نصف الدين فقد يعني هذا ان ما نصّ عليه هذا البعض قد يحمل النقيض ان لم ننتبه ونع – طبعا بناء على المقولة التي أسلفنا ...
لننظر الى ما يقوله الغرب عنا عندما حاربنا الروس في افغانستان, واقتبس هنا من كلام جيل كيبل, باحث فرنسي:
"بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية كانت سنة 1979 سنة المخاطر, بوصول خميني للسلطة واخذ الرهائن في السفارة الامريكية في طهران, وتقدم الجيش الاحمر الى كابول الذي وضع الاتحاد السوفيتي على قاب قوسين او على بعد خطوات من آبار البترول الخليجية. وقد أطلق الجهاد في أفغانستان لتلقين السوفييت ما يشبه هزيمة فيتنام خاصة بهم. سلمت وكالة المخابرات المركزية الامريكية سي آي أ, منذ صيف 1979 صورايخ ستينغر الى المجاهدين الافغان. ووجدت بعض الدول في ذلك فرصة لاحتواء وجمع كافة الحركات الاسلامية السنية التي يوجد فيها متطرفون لارسالهم الى جبهة الجهاد للقتال ضد "الشيطان الشيوعي الملحد" بدلا من رؤيتهم يصرخون مع الخميني "الموت لأمريكا". وهؤلاء النشطون هم في نفس الوقت المجاهدين الافغان ولكن ايضا الـ"جهاديين" الذين هم جزائريون ومصريون وسعوديون وأتراك, أناس من كل صوب, كل من هو مهتاج ومستنفر داخل الحركة الاسلامية, جمعوا في معسكرات للتدريب في بيشاور وشجعوا على الذهاب للجهاد مع فكرة: "اذهبوا الى هناك واستشهدوا ان امكن ذلك" .. كانت هذه قضية من ذهب بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية على عكس ما حصل في فيتنام. فليس شباب "تكساس" هم الذين يذهبون ليقتلوا على أيدي السوفييت, بل الملتحون الذين ليس لهم أي قيمة في سوق الانتخابات الامريكية. ... "
حسب هذه النظرة, يكون المستثمر الاكبر لموت مئات من النوايا الطيبة على ارض افغانستان هي الولايات المتحدة الامريكية التي قامت منذ عهد قريب بابادة جماعية لمئات متبقية منهم في طورا بورا وغيرها ...
ان النوايا الطيبة واخلاص النية مع سوء تقدير للامكانيات المتاحة او للعلاقات القائمة قد يأتي بنتائج عكسية, كما كان الحال في افغانستان ...
المفكر الاسلامي جودت سعيد أكّد على ان العمل الصالح هو نتيجة عرس لزوجين وهما النية الطيبة (الاخلاص) والصواب, وان سير الاخلاص بعيدا عن الصواب قد يأتي بنتائج كارثية, وان الاخلاص وحده لا يكفي لأم تبكي على ابنها كي تنقذه من مرضه الا بذهابها الى طبيب, كما ان النية الطيبة لاسعاد الاف المشردين ببناء مساكن شعبية لهم لا تكفي بعيدا عن التخطيط الحسن حيث ان هذه المساكن قد تتحول الى مقابر جماعية.
هل سنستفيد من درس افغانستان لنقرأ العراق من جديد؟ ام ستكون الولايات المتحدة هي دائما الذي يسبقنا بخطوة بينما نحن نجيّش النفوس احياء لفتنة سنّة وشيعة ويقطف الانتصار الامريكي الصليبي الحاقد على الاثنين معا؟!!!!!!!!!!!!!!
ـ[سيف الدين]ــــــــ[11 Jul 2006, 05:07 م]ـ
لا أقول ان العبرة في القصة هي ما سأقول , ولكن لعلّ ما سنتحدث عنه هي احدى العبر لا غير ..
لا تخفى قصة اصحاب الكهف عن كثير من الناس, وربما رويناها لأطفالنا قبل النوم, نحثّهم على التمسّك بالايمان كما فعل اصحاب الكهف الذين هربوا بدينهم من الملك الظالم وقادهم القدر الى كهف فغطّوا في سبات عميق ثم استيقظوا بعد ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا ..
لطف الله بهؤلاء الفتية الثلّة المؤمنة لا يخفى, كما أن في بعثهم ربما كان نوعا من الاعجاز للناس الذين استيقظ هؤلاء الفتية في زمنهم فدفع بعضهم الى الايمان بالله, ربما ..
استيقظ الفتية, وما زالت قلوبهم تحفظ عهدا قديما قطعوه على انفسهم منذ ما يقرب من ثلاثمائة سنة .. فهم رغم مرور هذه الفترة الكبيرة لم ينسوا هذا العهد .. وقد يقول قائل: لكنهم لم يشعروا بثقل الايام لأنهم كانوا نائمين, فلا عبرة هنا .. وقد يكون الجواب ببساطة مماثلة: معك حق ايها القائل الكريم ..
نعود الى لطائف اخرى ذكرتها قصة اصحاب الكهف وهو تقليبهم ذات اليمين وذات الشمال, فقد قال بعض المفسرين ان ذلك جاء مراعاة للسنن الالهية في مخلوقاته حتى لا تتعفّن اجسادهم .. هذا التفسير يدعونا الى وقفة قد تستغرق منا ما لبثه اصحاب الكهف في كهفهم, او قد تستغرق يوما او بعض يوم كحال لسان استيقاظهم .. السؤال هنا: اذا كان التقليب هنا هو مراعاة للسنن الالهية, فهذا يعني ان ما حدث كله قد يكون له سنن ربما باستطاعة المرء ان يصل اليها, حيث ان حاجة هؤلاء الفتية الى الطعام والشراب هي اكثر من حاجتهم للتقليب ... وحسب الاية مقرونة بالتأويل السابق, فان هناك احتمال ان يغط المرء في سبات عميق لمدة مئات السنين ثم يستيقظ .. ربما يضيف البعض الى هذا الاستنتاج ان نوحا عليه السلام وبشهادة القرآن الكريم قد عاش نحوا من 950 عاما ..
على كلّ هذه مجرد اشارة وقد تصدق او تكذب, ونترك للعلم ديدنه, ولنتابع العبرة التي مهدنا لها بشيء ربما خرجنا به عما نريد ..
اصحاب الكهف استيقظوا بعد سبات عميق, غير ان السياق القرآني لا يذكر لنا الا الشيء اليسير بعد بعثهم, ثم يشير الى موتهم واتخاذ الناس مسجدا قريبا من مدفنهم الذي ربما كان في الكهف ..
في هذا الموت السريع لهم بعد البعث اشارة سريعة , وهي انه رغم الايمان العارم الذي كان يفيض به قلوب هؤلاء الموحدين الا انهم لم يستطيعوا ان يكملوا مشوارهم في عصر يبعد عن عصرهم ما يقرب مسيرة ثلاثمائة سنة .. انها لفتة للذين يدخلون كتب التاريخ يعيشون الاحداث التي سطرها كتّابه بكل حماسة واخلاص وولاء ثم يستيقظون في عالم آخر يبعد ما يقرب اكثر من 1000 سنة او اكثر عن مجتمعات كتب التاريخ .. ان الايمان وحده لا يسعف هنا, وان الاخلاص وحده لا يسعف بل لا بد من وعي للواقع بكل تفاصيله, ومن المجدي احيانا ان نبعد عن المقايسة التاريخية, والاّ فالموت بالانتظار, والموت سنة من سنن الله وخلق من خلقه يسبّح بحمده
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[13 Jul 2006, 01:13 م]ـ
الأخ سيف الدين قولك: كان يربكني ان ادرس العقيدة في كليتنا الشرعية .. كانت المصطلحات معقدة, وكنت اخال انها السبب في تسمية العقيدة بهذا الاسم .. فهناك واجب الوجود, وهناك الموجود بالقوة والموجود بالفعل, وهناك الواجب العقلي, والجائز العقلي, والمستحيل العقلي , وهناك ايضا نظرية الكسب, والسببية , والكلام النفسي .. ومصطلحات كثيرة ... باختصار لم اعد اذكر من تفاصيل ذلك الشيء الكثير .. أهـ
هذه الموضوعات من موضوعات الكلام ـ كما أشرت بعد ـ الذي ذمه السلف وقال عنه الشافعي حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال ويطاف بهم في الأسواق ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة. وقال عنه أبو يوسف: من طلب العلم بالكلام تزندق.
وعلى من أراد العقيدة أن ينظر في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة ففيهما الغنية أما النظر في الكون فهو مؤكد وليس مؤسساً.
ـ[سيف الدين]ــــــــ[13 Jul 2006, 07:43 م]ـ
الأخ سيف الدين قولك: كان يربكني ان ادرس العقيدة في كليتنا الشرعية .. كانت المصطلحات معقدة, وكنت اخال انها السبب في تسمية العقيدة بهذا الاسم .. فهناك واجب الوجود, وهناك الموجود بالقوة والموجود بالفعل, وهناك الواجب العقلي, والجائز العقلي, والمستحيل العقلي , وهناك ايضا نظرية الكسب, والسببية , والكلام النفسي .. ومصطلحات كثيرة ... باختصار لم اعد اذكر من تفاصيل ذلك الشيء الكثير .. أهـ
هذه الموضوعات من موضوعات الكلام ـ كما أشرت بعد ـ الذي ذمه السلف وقال عنه الشافعي حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال ويطاف بهم في الأسواق ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة. وقال عنه أبو يوسف: من طلب العلم بالكلام تزندق.
وعلى من أراد العقيدة أن ينظر في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة ففيهما الغنية أما النظر في الكون فهو مؤكد وليس مؤسساً.
الاخ ابو فاطمة ..
بارك الله في مرورك الكريم, ولك ان تسترسل في جملتك الاخيرة ففيها اشارة مهمة ويا حبّذا لو تزيدها ايضاحا ...
ـ[سيف الدين]ــــــــ[18 Jul 2006, 02:13 م]ـ
كان في أجمة ثلاثة ثيران: أبيض وأسود وأحمر، ومعهم فيها أسد، فكان لا يقدر منها على شيء لاجتماعها عليه.
قال الأسد للثور الأسود والثور الأحمر: لا يدل علينا في أجمتنا إلا الثور الأبيض، فإن لونه مشهور، ولوني على لونكما، فلو تركتماني آكله صفت لنا الأجمة.
فقالا: دونك فكله.
فلما مضت أيام، قال للأحمر: لوني من لونك، فدعني آكل الأسود لتصفو لنا الأجمة.
فقال: دونك فكله.
ثم قال للأحمر: إني آكلك لا محالة.
فقال: دعني أنادي ثلاثا.
فقال: افعل.
فنادى: ألا إني أكلت يوم أكل الثور الأبيض.!
الى هنا تنتهي القصة القديمة, ولكن ...
ولكن يقال انه بعد ذلك, وبعد مرور عدة قرون ,وفي نفس الاجمة اجتمعت ثيران ثلاثة أبيض وأسود وأحمر, ومعهم فيها أسد, فكان لا يقدر منها على شيء لاجتماعها عليه.
قال الأسد للثور الأسود والثور الأحمر: لا يدل علينا في أجمتنا إلا الثور الأبيض, فإن له لونه مشهور, ولوني على لونكما, فلو تركتماني آكله صفت لنا الأجمة.
فقالا: وهل تحسب اننا نسينا ما فعل جدك الاسد مع جدودنا الثيران الثلاثة, انه درس تعلمناه بغريزتنا, ولن نجعل لك علينا سبيلا, فابتغ رزقك في غير هذا المكان.
وهنا استيأس الأسد ونفض يديه الفارغتين, وولّى لا يلوي على شيء ..
وجاء الاسد على ثلاثة من البشر, واستأذنهم في أن يعيش بينهم في أجمتهم فسمحوا له .. وكان هؤلاء الثلاثة من بلدان مختلفة: أبيض وأسود وأحمر ..
بعد عدة أيام, قال الاسد للبشري الاسود ووالبشري الاحمر: لا يدل علينا في أجمتنا إلا البشري الأبيض, فإن له لونه مشهور, ولوني على لونكما, فلو تركتماني آكله صفت لنا الأجمة.
عكف البشريان الاسود والاحمر على التفكير: قال الاسود في نفسه: ان حصتي من هذا الثروات ستكبر بعد ان يموت الابيض وقد آخذ كل شيء لان الاحمر ضعيف لا يقدر على شيء ويريد منّى ومن الابيض الرضا ... وقال الاحمر في نفسه: ان حصتي من هذه الثروات ستكبر, كما انه من الانسب لي ان اكون الى جانب القوة الكبرى وهو الاسد استظل بحمايته ويكون عونا لى على التفرقة العنصرية التي لقيتها من قبل الابيض والاسود ..
وبعد تفكير وتحليل قال البشريان الاسود والاحمر للأسد: دونك فكله ..
ثم ان الاحمر قرر ان يمضي في خطته, فخلا بالاسد يوما وقال له: ما أرى انه يفسد علينا أجمتنا واجتماعنا الا البشري الاسود, فلا أراني الا انتظر موته بفارغ الصبر ..
علم الاسد ان البشري الاحمر قد كشف ظهر البشري الاسود, فانتظر الى ان جاع, وهجم على البشري الاسود على مرأى من البشري الاحمر, فاستنجده الاسود وقد أصبح بين فكيّ الاسد, فأجابه الاحمر: أتذكر استهزاءك بي وبلوني وبعرقي؟ أتذكر يوم جلست تضحك عليّ انت والابيض وتقولان: قد عرفنا الابيض, وقد عرفنا الاسود, فما بال الاحمر؟! الان تستنجد بي وأنتما لم تألوا جهدا في الحطّ من قدري والامعان في ذلّي وقهري, وتسخيري لخدمتكما حتى مللت, فذوقوا ما عملت ايديكما, وان الالهة تسخّر الطبيعة لتسحق من يظلم ويفتري ...
وبعد أيام, جاع الأسد, فأقبل على الاحمر قائلا: إني آكلك لا محالة .. ولكن أخبرني قبل أن أجهز عليك: لم لم تتعظ من قصة أسلافي مع الثيران الثلاثة, وقد اتعظ أخلاف الثيران وطردوني؟
قال البشري الاحمر: كنت أحسبك أذكى من ذلك يا أسد ......
ان الثيران حيوانات بينما نحن بشر نملك القدرة على الفهم والتحليل!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سيف الدين]ــــــــ[18 Jul 2006, 08:04 م]ـ
يروى ان كتابا مرّ بقلم مكسور حزنا فسأله: ما لي أراك مهموما مكسورا؟
قال: اما ترى ما فعلت الايام بي ..
في البدء كنت ريشة طائر حرّ يطير في الفضاء, أعانق حبر الارض واخطّ به عليك حرّ الفكر ... ثم جاءت السلاطين والطغاة فأحرقوك فعاد الحبر الى الارض رمادا يغذي الفرائس التي تأكلها طيور السماء فأحس بالحبر في داخل ريشتي يعيد الحياة الى الفكر من جديد .. كانت تكتمل دورة الحياة بين الريشة والمداد, تكتمل مع دورة الكون والكائنات والطبيعة التي خلقها الله ...
ثم امتدّ بي الزمان الى وقت عصيب, حيث حولوني الى آلة وحولوا حبري الى وهم شاشة, ووصلوا حرّ الكتابة بالانترنت التي يمسك بها الامريكي .. اضحوا وامسوا يحاربون صوتي بلمسة زر, ويمحون حبري وكأنه لم يكن .. لم يعد حبري يرجع الى الارض, بل يتلاشى, يتلاشى وحسب ..
لقد فصلوني عن حبري وفصلوا حبري عني, واصبحت دورة حياتي تحكمها الاقمار الاصطناعية واجهزة التجسس الامريكية التي ترقب كلماتي .. أصبحت كلماتي ذا وجهة واحدة وخط سير واحد, فمتى ألتقي بحبري, وأعلن فكّ قيدي وأسري؟
ـ[سيف الدين]ــــــــ[30 Jul 2006, 12:23 م]ـ
كانت عيناه ترقصان فرحا وهو يكمل قصته .. كان في الثامنة عشر من عمره وقد توزعت لحيته على قسمات وجهه شيء هنا وشيء هناك .. أكمل قائلا: "ثم دعاه ابوه الى سطح المبنى لكي يصلح هوائي التلفاز, ثم غافله ودفعه عن حافة السطح ليسقط من اعلى المبنى الى الارض ميتا .. الله اكبر .. هل رأيت ايمان هذا الاب .. انه يذكرني بالصحابة في معركة بدر عندما لم يتردد المسلمون في رفع السيوف في وجوه ابنائهم وآبائهم المشركين .. حقا لا زال هناك ايمان عظيم في هذه الامة .. ولو رأيت كم هلّل المصلّون في المسجد بعد ان روى امام المسجد هذه القصة لهم .. "
هذه هي نهاية قصته .. لقد كان يروي هذا الشاب قصة شاب ارتد عن الاسلام فاستتابه ابوه ثلاثة ايام, ولما أصر الشاب على ردّته, تعرفون ما حصل ..
وتطايرت قصة هذا الاب المؤمن بين اوساط الشباب وسرت في عروق دمائهم الساخنة ورسمت صورا كثيرة ووصلت الحاضر بالماضي من جديد .. لقد صار هذا الاب يمثّل احد الصحابة وبركة من بركات الزمان ..
"سامح الله هذا الاب, لقد ضيّق الشيطان على الابن فعجّل به ابوه الى النار! "
اصفرّ وجه الشاب بعد ان كان وجهه يكاد يتقاطر دما من حماسته: "ماذا تقصد؟ "
أتراها كانت جريمة قتل؟؟؟؟؟؟؟؟
كم طرف اشترك فيها؟
وهل كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليقتل جميع من شارك فيها؟
ـ[سيف الدين]ــــــــ[01 Aug 2006, 01:28 م]ـ
رأيت ذلك ولم يخبرني به أحد .. رأيت ذلك على احد الشاشات بينما شاشات أخرى تعرض مذابح قانا والخلاف بين فتاوى الفقهاء في جواز ردّ العدوان عن لبنان او تحريمه ..
تمساح يفتح فمه ليتلقف سلحفاة صغيرة, عمرها لا يزيد عن بضع ساعات, وقد غطى الرمل كل جسدها .. كانت خطواتها متعثرة .. ما زالت هشة على قساوة الطبيعة ... يأخذها التمساح بين فكيه, يقلّبها قليلا ثم يزحف الى النهر ليتركها هناك تسبح بسلام ..
لطالما هاجمنا غريزة الحيوان, ولطالما قلنا ان البشر قد تجاوز مرحلة الغريزة بأشواط .. أيّة أشواط وأيّة غريزة؟؟ كم نحن بحاجة الى غريزة الحيوان في هذا الوقت وأن نريح انفسنا من عناء التفكير قليلا!!!!!!!!!
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[01 Aug 2006, 02:27 م]ـ
الحمد لله حمدا يوافي نعمه، ويكافيء مزيده.
والصلاة والسلام على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، والسراج المنير صلوات ربي وسلامه عليه
أما بعد: فبارك الله فيك أخي سيف الدين فإلى متى هذا الهوان:
يا أمتي انتزعوا صباحك عنوة ... فمتى يعود الصبح للشطآن
ياأمتي آن الأوان لصحوة ... فاستبشري بالفجر في بركاني
حارت عقول الناس بين مذاهبي ... لاتهتدي بالنور من قرآني
تجري وراء الغرب في لهث وهل ... سيحقق الغرب الغريق كياني
تجري وراء الغرب الف تساؤل ... عز الجواب فذاك ما أبكاني
عبثت بنا أيدي اليهود وحفنة ... ممن يبيع الدين للشيطان
في كل يوم تستباح مدينة ... أين الذين تهزهم أحزاني
أين الذين تشدوقوا بعروبة ... وجنين تصفع وجه كل جبان
أاين الحقوق وقد أبيدت أمة ... وأنا الملام إذا صرخت كفاني
(يُتْبَعُ)
(/)
سل مدعي حفظ الحقوق لهرة ... هل هرة أولى من الانسان
كل الحقوق مصانة في عرفهم ... إلا حقوقك أمة القران
إني وإن يكن البكاء نقيصة ... أبكي لحالك سائر الأ زمان
وأظل أنسج بالقصيدة بيرقا ... حتى يرفرف إن بدت أكفاني
ـ[سيف الدين]ــــــــ[02 Aug 2006, 05:42 م]ـ
يجمع المسلمون على ان هناك وثيقة كتبها رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاهد عليها اليهود في المدينة ..
أجل الرسول صلى الله عليه وسلم دخل في عهد مع اليهود رغم تاريخهم العفن من قتل للانبياء وانكار للرسالات .. كانوا يتفننون في اختراع ما يعجز الانبياء الذين أرسلهم الله اليهم .. ونسبوا الى الله سبحانه اقوالا عجيبة يملؤها الكفر والجحود فقالوا بأن الله فقير وقالوا بأن يد الله مغلولة ونسبوا الزنى الى مريم بنت عمران عليها السلام وحاولوا قتل عيسى عليه السلام واضف الى تلك القائمة الشيء الكثير الكثير من الاقاويل والاراجيف التي كانوا يملؤون بها مدينة الرسول الكريم .. رغم كل هذا الطويل المتعفّن, قام الرسول صلى الله عليه وسلم بمعاهدتهم .. وبيّن في الصحيفة الحقوق والواجبات وننقل من البداية والنهاية لابن كثير رحمه الله تعالى:
" .... وان يهود بني عوف أمة مع المؤمنين, لليهود دينهم وللمسلمين دينهم, مواليهم وأنفسهم إلا من ظلم وأثم فانه لا يوتغ الا نفسه واهل بيته .... وإنه من قتل فبنفسه الا من ظلم .. وان بينهم النصر على من دهم يثرب ... "
فاليهود في المدينة أمة مع المؤمنين ويبقى كل فريق على معتقده, فليس هناك صراع بين الفريقين يقوم على اساس الاختلاف في العقيدة, ولا يجوز لفريق ان ينبذ العهد بحجة الاختلاف في العقيدة, رغم كل ما تحمله عقيدة اليهود من استهزاء بالله وبالرسل .. إقرأ التوراة لتجد انبياء تقوم بالفواحش ..
ثم ان الذي ظلم – حسب العهد - مسؤول عن نفسه فحسب, وان القاتل يجني على نفسه فحسب ..
ثم اذا هوجمت يثرب فان على الجميع الدفاع عنها, يهودا ومسلمين ..
ماذا حصل بعد ذلك؟
كان في المدينة بنو قينقاع وبنو النضير وبنو قريظة ..
قام بنو قينقاع بنقض العهد .. فماذا فعل الرسول؟ هل اعلنها حربا على اليهود جميعا؟ هل أجلى بني النضير وبني قريظة؟
لم يفعل ..
ثم قام بنو النضير بنقض العهد .. فماذا فعل الرسول الكريم؟ .. ان الرسول عاقب بني النضير ولكنه لم يمسّ بني قريظة ..
الرسول لم يحمل احدا وزر احد رغم العلاقات العميقة التي كانت قائمة بين هذه القبائل الثلاثة ..
بالمقارنة مع الشيعة اليوم:
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نحتاج لأفق سياسي لأهل السنة بعيدا عن أمريكا حتى نستطيع ان نرى المقارنة بوضوح ...
ـ[سيف الدين]ــــــــ[19 Aug 2006, 03:29 م]ـ
أي هلال ينتظر المسلمون هذا العام؟ هل هو هلال سايكس بيكو الذي تعودنا عليه وألفناه ردحا من الزمن؟ ام انه هلال الشرق الاوسط الجديد؟
هل حقا ان الصيام في البلاد العربية الاسلامية هو تبعا لرؤية الهلال؟
على أية حال, رمضان, شهر الرحمة اصبح على الابواب .. وتستطيع ايها الصائم الكريم ان تفعل التالي:
1 - ضع خارطة العالم العربي (حسب تقسيم سايكس بيكو) أمامك ..
2 - خذ قلم رصاص, وارسم الأهلّة في كل بلد عربي حسب ظهورها الزمني
يجب ان لا تتفاجأ اذا وجدت بلدا بدأ شهره مبكرا بينما كل البلدان المحيطة به بدأ شهرها متأخّرا .. الفتوى الشرعية جاهزة, فلا تبتئس: فهناك من يقول بأن لكل قطر رؤيته, وهناك من يقول بأن الرؤية واحدة لجميع الاقطار .. فالمسالة خلافية كما ترى ولكلّ أدلته .. ولكني الى الان لم أجد جوابا بخصوص تحديد القطر الذي يتكلمون عنه: كم كيلومترا مربعا هو القطر؟ وهل كل بلد عربي هو قطر بذاته؟ وهل لبنان الذي لا يرى على خريطة العالم هو قطر مقارنة مع السعودية؟ هل حقا يجب ان نعتبر لكل بلد عربي رؤيته؟ واذا اعتبرنا ذلك, ألا يعدّ هذا تكريسا لسايكس بيكو؟ أي انه حتى في صيامنا الذي جعله الله جل وعلا لذاته: "كل عمل ابن آدم له الا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به", اصبح لسايكس بيكو نصيب كبير جدا منه ..
على أية حال, نرجع اليك ايها الصائم الكريم .. خذ أقلاما ملونة الان, وصل الأهلّة ذات الزمن الواحد بلون واحد .. انظر مليّا سترى أمامك خطّا أحمر قاني يجمع أهلّة من يؤيّد الشرق الاوسط الجديد, وولادة الشرق الاوسط الجديد الذي ستسبح في فلكه آلاف الأهلّة ..
ـ[الطبيب]ــــــــ[20 Aug 2006, 12:03 ص]ـ
الحمد لله حمدا يوافي نعمه، ويكافيء مزيده.
أخي الحبيب ...
لابن القيم رحمه الله رسالة بعنوان: (جواب في صيغ الحمد)، بين فيها أن الصيغة التي ذكرتها لا تنبغي وربما قال لا تشرع، نسيت الآن ...
راجعها فضلاً لا أمراً، والله من وراء القصد ... محبك.
ودمتم،،،(/)
إذا جاء الأثر بطل النظر
ـ[أبو ياسر]ــــــــ[27 May 2006, 05:41 ص]ـ
يا طلاب العلم ...
هل هذا القول صحيح؟
إذا كان صحيح كيف هو تجاه واقعنا اليوم؟
هل هناك مسائل ينازع فيها في أصول العلم؟
إذا طبقنا هذه كيف ستصبح الخلافات اليوم؟
هل من مجيب؟؟؟
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[27 May 2006, 09:30 ص]ـ
وهل يشك أحد في هذا الكلام لكن عند التطبيق يختلف الوضع تماماً فضغط العصر, والناس, والهوى, وغيرها تعمل عملها أمام الدليل.
حتى كما قال أحد الأخوة معلقاً على بعض الفتاوى حيث يقول: إنني أقول في نفسي هل هذا المفتي يمزح .. حيث النص واضح وضوح الشمس فكيف الجرأة على مخالفته.
ـ[سيف الدين]ــــــــ[27 May 2006, 01:45 م]ـ
لا يخلو الاستشهاد بالاثر من نظر
ـ[أبو ياسر]ــــــــ[27 May 2006, 04:07 م]ـ
جزاكم الله خير ياابن الجزيرة وسيف الدين على هذه الأجوبة الجميلة
كم أردد هذه الكلمات الرنانة ضغط العصر والناس والهوى ... الله المستعان.
أثابكم الله.
ـ[أبو ياسر]ــــــــ[27 May 2006, 04:39 م]ـ
يا طلاب العلم ...
هل هذا القول صحيح؟
إذا كان صحيح كيف هو تجاه واقعنا اليوم؟
هل هناك مسائل ينازع فيها في أصول العلم؟
إذا طبقنا هذه كيف ستصبح الخلافات اليوم؟
هل من مجيب؟؟؟
وهذه أقرأها دائما في كتابات الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني.
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[27 May 2006, 10:12 م]ـ
إذا جاء الأثر بطل النظر:
رأيي: عبارة غبية غير مقبولة بهذه الصيغة. إنني أمقتها بشدة!!
الصواب: إذا ثبت الأثر بطل النظر.
التعليل: الأثار تأتي من خلال البشر, ومن أبجديات العلم, أن أكثر الآثار مضروبة, ولايمكن أن نقبل الأثر عن أي أحد.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[08 Jun 2006, 03:50 م]ـ
سبحان الله ...
لعل الصحيح: (إذا ثبت الأثر، بقي النظر. وإذا سلم النظر، لزم العمل. وإذا فرغ العمل، بقي النشر) وهذه من ثلاثية أبي شامة -رحمه الله-
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[08 Jun 2006, 05:31 م]ـ
إذا ثبت الأثر وجب النظر في مدلوله والمراد به لأجل العمل بمقتضاه، أما بطلان النظر فيكون خاصاً بنظر يخالف مدلول الأثر.
فهذه العبارة ليست على إطلاقها.
ـ[د. حسن خطاف]ــــــــ[04 Jul 2006, 02:21 ص]ـ
لايمكن القول بصحة هذه المقولة على إطلاقها، فلابد من التريث وبيان المصطلحات، لأن الأثر مصطلح، فقد يكون المقصود به حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وهنا يكون دور النظر في البحث عن ثبوت هذا الأثر وعن مدى دلالة هذا الأثر، ولا يمكن ان يكون دوره في رد هذا الأثر بعد ثبوته وبيان عدم معارضته لما هو أرجح منه، إما إن كان الأثر من أقوال الصحابة فيكن الرجوع في هذه المسألة إلى مناهج الأصوليين في مسألة مذهب الصحابي والله أعلم.(/)
احذرشياطين المنتديات
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[27 May 2006, 03:23 م]ـ
منتديات الحوار لها شياطينها ....
وأعني بشياطينها من يسجل نفسه بأسماء مختلفة ..... ويدخل بها كلها في حوار موضوع واحد ....
ومن علامات الشياطين أنك تجد أحدهم يكيل لنفسه -باسم آخر-المديح على كلام فاه به هو نفسه- باسم آخر- ولو تدبرت كلامه الممدوح ما وجدته شيئا .....
ومن علامات الشياطين أن تجد أحدهم -وأنت تحاوره -قد أغلظ لك الكلام وربما شتمك ... فتعرض عنه الإعراض الشرعي وتلفت إلى غيره فلا يكون غيره إلا .....
أو يحشر نفسه في الحوار -باسم آخر- فجأة مظهرا نفسه في صورة ناصح حاكم بالعدل ..... وقد ترتاح إليه فلا تعلم يا مسكين إن القاضي هو الخصم نفسه ......
منتديات الحوار لها شياطينها ...
وحق لها أن تسمى شياطين ...... لأنها تشبهت بها في أمرين-ومن تشبه بقوم كان منهم-
-الأمر الأول أنه يأتيك عن اليمين فإذا استعذت منه أو ألقمته حجرا جاءك من اليسار في صورة أخرى ....... ثم اعترضك من أمامك لتجده بعد ذلك خلفك ...
اقرأ إن شئت قوله تعالى عن إخوانهم:
{ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ} (17) سورة الأعراف
-الأمر الثاني: تحاور شيطان الأنترنت وأنت لا تعرف أن محاورك هو نفسه من تشكو إليه نفسه ..... فيعرفك ولا تعرفه ....... اقرا إن شئت قوله تعالى عن إخوانهم:
{إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} (27) سورة الأعراف
نعوذ بالله السميع العليم من كل شيطان رجيم.
ـ[أبو ياسر]ــــــــ[27 May 2006, 04:20 م]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله ..
يا أخي هل هذه الأصناف عندنا في المنتدى ..
قال أبو حاتم ـ ابن حبان ـ: والواجب على العاقل أن يجتنب ثلاثة أشياء، فإنها أسرع في إفساد العقل من النار في يبيس العوسج:
1ـ الاستغراق في الضحك.
2ـ كثرة التمني.
3ـ سوء التثبت.
انتهى
فعلى الجميع التثبت من النقل والرجوع للمصدر وعدم الاستعجال في الحكم على الشخص.(/)
الشيخ العلامة / عبد الله بن جبرين على السرير الابيض
ـ[أبوأسامة ريان]ــــــــ[27 May 2006, 10:21 م]ـ
يرقد الشيخ العلامة عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين
في مستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض
لإجراء فحوصات طبية وكذلك لإجراء عملية جراحية يوم غداً الأحد ..
وقد ذكر أحد الإخوة في شبكة أنا المسلم أن الشيخ
قد سقط أثناء إلقاءه لخطبة الجمعة يوم أمس حيث قال الأخ ((بينما كان الشيخ عبدالله بن جبرين حفظه الله يخطب خطبة صلاة الجمعة، وفي الخطبة الثانية أثناء الدعاء أصيب الشيخ بحالة إغماء وسقط على اثرها وضج المسجد خوفاً وهلعاً على الشيخ وقام أحد أبنائه بإكمال الخطبة، وقام الشيخ وأدى الصلاة إماماً وقرأ سورتي الاعلى والغاشية وبعد الصلاة قام وتسنن وذهب الى سيارته سيرااً دون مساعدة من أحد. أسال الله الصحة والعافية وطول العمر للشيخ الكريم وأن ينفع بعلمه المسلمين))
فنسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي شيخنا وأن يمد في عمره وأن ينفع به الإسلام والمسلمين ..
موقع الشيخ حفظه الله
http://www.ibn-jebreen.com/
ـ[أبوعبدالرحمن الأحمدي]ــــــــ[09 Jun 2006, 02:53 م]ـ
أسأل الله له الشفاء
وأن يمتعه بالصحة والعافية
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[13 Jun 2006, 05:41 م]ـ
أسأل الله أن يحفظه ويحفظ جميع علماء المسلمين.
ـ[أبو حمد المطيري]ــــــــ[26 Jun 2006, 11:36 م]ـ
الله يحفظ الشيخ ويطيل في عمره على طاعته فهو من أعلام السنة في هذا الزمان(/)
الشيخ العلامة / عبد الله بن جبرين على السرير الابيض
ـ[أبوأسامة ريان]ــــــــ[27 May 2006, 10:35 م]ـ
يرقد الشيخ العلامة عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين
في مستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض
لإجراء فحوصات طبية وكذلك لإجراء عملية جراحية يوم غداً الأحد ..
وقد ذكر أحد الإخوة في شبكة أنا المسلم أن الشيخ
قد سقط أثناء إلقاءه لخطبة الجمعة يوم أمس حيث قال الأخ ((بينما كان الشيخ عبدالله بن جبرين حفظه الله يخطب خطبة صلاة الجمعة، وفي الخطبة الثانية أثناء الدعاء أصيب الشيخ بحالة إغماء وسقط على اثرها وضج المسجد خوفاً وهلعاً على الشيخ وقام أحد أبنائه بإكمال الخطبة، وقام الشيخ وأدى الصلاة إماماً وقرأ سورتي الاعلى والغاشية وبعد الصلاة قام وتسنن وذهب الى سيارته سيرااً دون مساعدة من أحد. أسال الله الصحة والعافية وطول العمر للشيخ الكريم وأن ينفع بعلمه المسلمين))
فنسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي شيخنا وأن يمد في عمره وأن ينفع به الإسلام والمسلمين ..
موقع الشيخ حفظه الله
http://www.ibn-jebreen.com/
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[27 May 2006, 11:15 م]ـ
اللهم اشف عبدك وعافه, وبارك في عمره وعلمه.
ـ[أبو ياسر]ــــــــ[28 May 2006, 04:58 ص]ـ
أسأل الله أن يشرح صدره وييسر أمره ويعجل له بالشفاء.
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[28 May 2006, 02:01 م]ـ
نسأل الله عز وجل أن يعجل بشفاء العلامة عبد الله بن جبرين، وبشفاء جميع علماء الأمة فهم الملاذ الآمن لنا
ـ[المسيطير]ــــــــ[28 May 2006, 02:06 م]ـ
استأذنك أخي الكريم بإضافة يسيرة:
نسأل الله عز وجل أن يعجل بشفاء العلامة عبد الله بن جبرين، وبشفاء جميع علماء الأمة فهم الملاذ الآمن لنا (بعد الله تعالى)
---
بخصوص حالة الشيخ شفاه الله وعافاه، أنقل لكم هذه المشاركة:
قال الكاتب - وفقه الله تعالى -:
(السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله , أما بعد:
فقد سمع الكثير عبر الشبكة ورسائل الجوال خبر دخول شيخنا سماحة الوالد د. عبدالله بن جبرين - حفظه الله وشفاه - إلى المستشفى
وقد تضاربت الأخبار وكثرة الإشاعات
فأحببنا أن نبشركم أن الشيخ حفظه الله بخير وعافية
وهو الآن خاضع للفحوصات الطيبة التي يجريها في كل عام ,
ولعل ما حدث للشيخ أثناء خطبة الجمعة الماضية هو ما أفزعهم , حينما كان الشيخ يخطب فأصبته شبه إغماءه في آخر الخطبة فأستند إلى جدار المنبر وقام أبنه الشيخ د. عبد الرحمن واحد الأخوة بإنزاله من المنبر ثم أكمل أبنه الدعاء في آخر الخطبة ونزل للصلاة فأشار الشيخ أنه سيتقدم ليصلي بالناس وأنه بخير , وفعلاً تقدم وصلى ولم يصب بأي مكروه والحمد لله ومضى يوم الجمعة في بيته ومكتبه كعادته واستقبل الناس بعد العصر ولم يكن عليه أثر أي تعب والحمد لله
وفي يوم السبت دخل المستشفى لإجراء بعض الفحوصات
وقد قمنا بزيارة شيخنا مغرب أمس السبت الموافق 29\ 4\1427 هـ
وجلسنا معه ومابه والحمد لله إلا كل خير وعافية
وأوصانا أن نبلغ الجميع أنه بخير ولا داعي للقلق وأن الدروس ستعود بإذن الله مع نهاية الأختبارات وبداية الدورة العلمية الصيفية السادسة لشيخنا الحبيب
أما عن العملية فهي ولله الحمد ستجرى له يوم الأحد أو الاثنين وهي عبارة عن منظار بسيط في البلعوم إجراء وقائي لا يدعو للقلق بإذن الله تعالى
وبعد عودتنا علمنا أن طلاب الشيخ من الأخوة والأخوات خاصة من هم في خارج المملكة ينتظرون أي خبر يقين عن الشيخ في قناة نبض الدعاة الصوتية
والتي تنقل جميع دروس الشيخ مباشرةً
وقد يؤثر ذلك على نفسياتهم في الأختبارات
فحرصاً منا على راحة طلاب الشيخ وأحبابه عبر الشبكة وخارجها
قمنا بالأتصال بالشيخ عبر الجوال ليستمعوا له مباشرة وتطمئن قلوبهم
بسماع صوته وقد فرحوا بذلك الحوار فرحاً كبيرا
وقمنا بتسجيل المكالمة وأحببنا أيضاً أن يسمعها الجميع ليرتاح قلبه ويطمئن
وبسبب رادءة التسجيل قمنا بتفريغ نص المكالمة وإليكم نصها:
السلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته حياك الله يا شيخنا
حياكم الله الحمدلله والثناء لله والشكر لله نحن في خير وعافية , نحن في خير وسلامة , والحمدلله ولم يحصل شيء يسيء الحال , ولا يسيء السمعة , نحن نتمتع والحمدلله بصحة تامة , وبعافية , وبشفاء , ولم يحدث شيء يخل بالصحة والحمد لله , فالذين نشروا وتسرعوا وأعلنوا , نقول لهم أن هذا تسرع لا يصلح , نقول هذا التسرع سبباً للإزعاج , ونشر شيء سيء.
الله يحفظك , لا بأس طهور إن شاء الله يا شيخنا ..
الله يطهرنا وإياكم , أبداً , ما بنا إلا الخير , خير وعافية وسرور والحمدلله وصحة.
أشيع أيضاً يا شيخنا حفظك الله , أن الدورة ستتوقف بسبب هذا المرض؟
أبداً الدورة ستمشي إن شاء الله , في حينها إن شاء الله كما هي , أبداً والدورة سوف تبدأ إن شاء الله بعد نهاية الإختبارات , وتستمر ثلاثة أسابيع في الرياض , ثم في آخرها في حوالي في شهر 3\ 6 إن شاء الله يكون ختام الحفل , تقيم الدورة حفل فيها , ثم أيضاً هناك دورات في الحجاز ثلاثة أسابيع , إن شاء الله تعالى تيسر الأمور.
جميع الأخوان يا شيخنا , جميع طلابك عبر الشبكة يسلمون عليك.
سلمك الله وإياهم , أبلغوهم السلام , ونحن طيبون إن شاء الله , سنخرج بعد غدٍ إن شاء الله.
ويريدون منك نصيحة صغيرة ياشيخنا حتى ما يثقلوا عليك الله يحفظك يا شيخنا.
ننصحهم بأن يكونوا دعاة إلى الله في كل ما يستطيعون, يدعون إلى الله بقدر ما يستطيعون بالأقوال وبالأفعال, وأن يتمسكوا بالسنة ويعملوا بها بقدر الإستطاعة , وإن شاء الله يثيبهم الله على نياتهم وعلى قدر أعمالهم حفظكم الله
جزاك الله خيراً يا شيخنا , وأطال الله في عمرك , وعجل الله بخروجك وشفاءك ..
وإياك في أمان الله مع السلامه
http://alsaha2.fares.net/sahat?128@6...AS.0@.2cc1007f
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو الروب]ــــــــ[30 May 2006, 06:11 ص]ـ
اللهم اطل في اعمار علماءنا وبارك في علمهم(/)
قال الشيخ عبدالكريم الخضير: (هذا كتاب ... متعوب عليه).
ـ[المسيطير]ــــــــ[28 May 2006, 11:13 ص]ـ
قال الشيخ المبارك الدكتور / عبدالكريم الخضير وفقه الله تعالى:
عند شرحه لرسالة: (أصول التفسير) للسيوطي رحمه الله تعالى، وعند الكلام على كتب غريب القرآن:
ومن أنفسهما على اختصاره "غريب القرآن" لابن عُزيز السجستاني؛ كتاب مختصر صغير ......
(ثم صمت الشيخ - حفظه الله - ثم قال:)
هذا كتاب
متعوب عليه
قلتُ:
عبارة: (متعوب عليه): تدل عندنا في الجزيرة على المبالغة في الثناء - حسب علمي - والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 May 2006, 11:25 ص]ـ
صدق الشيخ وفقه الله. فقد صنفه ابن عزيز السجستاني (ت330هـ) في خمسة عشر عاماً، وكان يعرضه دوماً على شيخه العلامة الحافظ الكبير أبي بكر محمد بن القاسم بن الأنباري (ت328هـ) رحمه الله. فجاء كتاباً أوفى على الغاية في التحرير لولا صعوبة في ترتيبه، مما جعل كثيراً ممن جاء بعده يعيد ترتيبه على ترتيب السور كما فعل ابن الهائم، وعلى الترتيب المعجمي المراعى فيه الحرف الأول والثاني والثالث مع إعادة الكلمات لأصلها الاشتقاقي كما فعل المارديني وأبي حيان الغرناطي وغيرهما.
جزى الله الشيخ عبدالكريم الخضير خيراً على ما يبذله من التعليم وبارك فيه، وبارك فيكم يا أبا محمد على هذه اللفتة العلمية الكريمة.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[28 May 2006, 12:11 م]ـ
إذا جاء التقويم للكتاب من مثل هذا الشيخ الكريم الذي خَبَرَ الكتب، وعرفها معرفة دقيقة؛ فعُضَّ عليه بالنواجذ.
وكم هي مليحة من فمِ الشيخ جملة: متعوب عليه.
وللشيخ من مثل هذه اللطائف الكلامية الكثير، متَّع الله به، وبارك له فيما آتاه من المال والولد والعلم والعمل، فلنعم الشيخ هو، ترى في محياه سيما السلف، ولا يمكن أن تجلس معه في مجلس دون أن تخرج بفائدة من فوائد العلم أو نادرة من ونوادره، أو شاردة من شوارده.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[28 May 2006, 05:39 م]ـ
ولا يمكن أن تجلس معه في مجلس دون أن تخرج بفائدة من فوائد العلم أو نادرة من ونوادره، أو شاردة من شوارده.
هنيئا لكم أهل المشرق ..... والله إننا لنحسدكم على هذا ....... ولا حسد إلا في اثنتين.
والله إن أشد أهل الشرق خسارة من يفرط في هاتيك المجالس وهو بوسعه النهل منها ...
بلغوا الشيخ أننا سمعناه ونسمع به ونحبه في الله ..... ونسأل الله أن يقدر لنا رؤيته.
ـ[المسيطير]ــــــــ[25 Nov 2006, 09:16 م]ـ
المشايخ الفضلاء /
د. عبدالرحمن الشهري
د. مساعد الطيار
أباعبدالمعز
جزاكم الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
--
رابط قد يفيد:
تقرير عن كتاب (غريب القرآن) لابن عزيز السجستاني
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3278
ـ[المسيطير]ــــــــ[29 Jul 2010, 10:58 م]ـ
والشيء بالشيء يُذكر:
قال الشيخ / بكر أبوزيد رحمه الله تعالى في كتابه: (المدخل المفصل إلى فقه الإمام أحمد بن حنبل، وتخريجات الأصحاب) عند ذكره لأنواع كتب المتون التي لم تخدم، ذكر: (كتب الصلاة) ومنها:
* " الرد على أبي بكر الخطيب الحافظ في مسألة الجهر بالبسملة " لابن عبدالهادي. ت سنة (744 هـ).
قال عنه مؤلفه في كتابه: " التقيح " في المسألة / 138: " وهوكتاب مَتْعُوْبٌ عليه " انتهى.
(ج2/ 835)(/)
خاطرةٌ يسيرة عن الشيخ المبارك / عبدالكريم الخضير حفظه الله.
ـ[المسيطير]ــــــــ[28 May 2006, 01:05 م]ـ
أولا:
أسأل الله تعالى أن يجزي الشيخَ الفاضل المبارك / عبدالكريم الخضير خير الجزاء، وأن يبارك له في علمه وعمله وعمره وأهله وذريته وماله، وأن يرزقه من خيري الدنيا والآخرة من حيث لا يحتسب، وأن يجمعنا وإياه ووالدينا وعلمائنا وإخواننا وأهلينا ومن نحب في الفردوس الأعلى.
الشيخ المبارك عبدالكريم الخضير من أعجب من رأيتُ وسمعتُ له، عالمٌ رفعه الله بالعلم، وحسنه بالتواضع، وجمله بحسن الخلق.
أستمع له فأرى أن كل كلمة، بل كل حرف يدخل إلى سويداء القلب دون تكلف أو عناء.
يأسرك بأسلوبه.
تثق به، وبعلمه، وبمشورته، وتوجيهه.
ترى في سيرته ومواقفه سيرة العلماء المتقدمين.
لا أدري لماذا أتذكر ابنَ المبارك إذا ذُكر الشيخ عبدالكريم الخضير!.
قال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى في السير عن ابن المبارك رحمه الله:
(اجتمع جماعة مثل الفضل بن موسى، ومخلد بن الحسين، فقالوا: تعالوا نعدّ خصال ابن المبارك من أبواب الخير، فقالوا:
العلم، والفقه، والأدب، والنحو، واللغة، والزهد، والفصاحة، والشعر، وقيام الليل، والعبادة، والحج، والغزو، والشجاعة، والفروسية، والقوة، وترك الكلام فيما لا يعنيه، والإنصاف، وقلة الخلاف مع أصحابه).
وأراى أغلبها أو كلها قد اجتمعت في الشيخ عبدالكريم الخضير وفقه الله تعالى.
رجلٌ بارك الله له في وقته:
فتجد له دروسا في كل يوم.
وتقرأ له عن محاضرات ودروس في أماكن متفرقة من أنحاء المملكة.
تسمع له لقاءات متعددة في الإذاعة.
يصلُ أرحامه وجيرانه.
يصلي على الجنائز، ويتبعها.
يزور المرضى.
ويجالس أبناءه.
ويؤانس طلابه.
له وردٌ يومي من القرآن لا يخْلفه.
وورد من الليل لا يتخلف عنه.
وورد من القراءة في كتب العلم لا يكاد يصبر عنها، حتى قيل: إنه يقرأ في أيام الإجازات بمعدل مجلد واحد - بحجم مجلدات فتح الباري - في كل يوم!!.
وأحسب - والله أعلم - أنه سيكون له شأن آخر (قريبا) بإذن الله، بل لا أتردد إن قلت إنه سيكون بمثابة العلماء الأفاضل (ابن باز رحمه الله، بن عثيمين رحمه الله، ابن جبرين حفظه الله، غيرهم).
وأحسب كذلك - والله أعلم - أنه سيأتي اليوم الذي إذا ذُكر فيه أسمه - عند العامة والخاصة - سيقولون:
بما أن الشيخ عبدالكريم الخضير = قال هذا، إذن: سمعنا.
وذلك لعلمهم بعلمه، وورعه، وخشيته، واتباعه، وتوافر صفات العالمِ الحقِ فيه - أحسبه والله حسيبه ولا أزكي على الله أحدا -.
خاطرة:
من أعجب ما رأيت في شخصية الشيخ المبارك / عبدالكريم الخضير حفظه الله:
أني لم أسمع، ولم أرَ، ولم أقرأ عن من تعرض له، أو تكلم فيه بما لا يرضي، أو حذّر منه، أو وصفه بما لا يسر.
وهذا - والله - من أعجب العجب:
أن يسلم عالم في هذا الزمان من غوغاء العامة وجهالتهم، وتجرأ بعض المنتسبين للطلب وجهلهم!!.
زاده الله رفعة وشرفا وعزا.
لا أدري لماذا كتبتُ ما كتبت، فأعتذر للشيخ ولمكتب الشيخ وللإخوة القرّاء.
والله أعلم.
--
سبق أن كتبتُ هذه المشاركة في ملتقى أهل الحديث.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=73246
فنقلتها عندما رأيت مشاركة الشيخين الفاضلين:
د. مساعد الطيار
د. عبدالرحمن الشهري
على هذا الرابط:
قال الشيخ عبدالكريم الخضير: (هذا كتاب ... متعوب عليه).
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5684
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[28 May 2006, 01:27 م]ـ
جزاك الله خير , نسأل الله أن يبارك بعلم الشيخ , وعمله , ويكثر في الأمة من أمثاله , ويثتنا جميعاً بالقول الثابت.
ـ[أبو ياسر]ــــــــ[28 May 2006, 09:14 م]ـ
جزاك الله خير
الشيخ عبد الكريم الخضير ما رأينا منه إلا الصبر والجلد على العلم أسأل الله أن يبارك له في علمه وعمله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 May 2006, 03:37 م]ـ
ما دمت قد فتحت هذا الباب يا أبا محمد، فاسمع مني:
(يُتْبَعُ)
(/)
كنت اليوم الإثنين - 2/ 5/1427هـ - متجهاً لمقر اللجنة الإدارية للاختبارات في كليتي - كلية الشريعة وأصول الدين بأبها - عند الساعة التاسعة إلا ربع صباحاً، فإذا أنا بشيخي الجليل الدكتور أحمد فال ولد محمد الشنقيطي، ومعه زميلي الشيخ محمد كدم المحاضر بقسم الفقه بالكلية وهو من الزملاء النبلاء الفضلاء، فاستوقفني الشيخ محمد، وقال يا أخ عبدالرحمن لوتكرمت سؤال، والشيخ أحمد فال يسمع: ماذا تعرف عن الشيخ عبدالكريم الخضير؟
فقلت: علمٌ من أعلام العلماء المعاصرين، يُرحل إلى مثله.
فنظر في الشيخ أحمد فال كالمعجب بجوابي.
فسألته: ولماذا تسأل عنه؟
فقال: أنا لا أعرف الشيخ إلا من خلال دروسه التي أسمعها له في الإذاعة وغيرها، ولكنَّ أحد الطلاب الفضلاء في الكلية هنا جاءني وقصَّ علي رؤيا رآها.
قلت: وماذا قال؟
قال: قال: رأيت في المنام الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله في بشته المعروف، وهو يمسك بيده شيخاً وقوراً ويقدمه أمامه، ويتجه به إلى منصة المحاضرات في قاعة المحاضرات الكبرى التي في الكلية هنا (1)، وعندما جلس الشيخان على المنصة قال الشيخ عبدالعزيز بن باز للشيخ الذي أجلسه وقدمه: تكلم يا شيخ، تكلم يا شيخ.
قال الرائي: فتساءل الناس الذين لا يعرفون هذا الذي يقدمه الشيخ عبدالعزيز بن باز: من هذا؟ فقال بعضهم: هذا الشيخ عبدالكريم الخضير.
قال الرائي: ونظرت إلى الحضور فلم أر أحداً!
انتهت الرؤيا.
قال الشيخ محمد سعيد كدم: فأَوَّلتُ هذه الرؤيا أَنَّ الشيخ عبدالكريم الخضير يتصدر للتعليم والفتيا حتى يكون كالشيخ عبدالعزيز بن باز في حياته، وأن تقديم ابن باز له بمثابة التزكية له ولعلمه.
قال: وأولت خلو القاعة من الحضور بزهد الطلاب في العلم في هذا الزمان، وقلة ملازمتهم للشيوخ.
قال الشيخ محمد: ثم أردت أن أتوثق من تأويلي فسألتُ الدكتور أحمد فال الشنقيطي وهومعروف بتأويله السديد للرؤى، فوافقه في تأويله، وقال: هذا الرجل نجم في العلم، وسيرحل إليه الطلاب، وخلو القاعة من الطلاب إشارة إلى زهد الطلاب في العلم في هذا الزمان.
قال الشيخ محمد: وإنما سألتك يا أخ عبدالرحمن عن الشيخ عبدالكريم لظني بأنك تعرفه وليسمع الشيخ أحمد فال قولك، ومطابقته لتأويله وتأويلي للرؤيا.
قلتُ: هذه الرؤيا قد وقعت قبل رؤيتها، والشيخ قد سار ذكره وفضله في الآفاق، وهذه من المبشرات له إن شاء الله، أسأل الله أن يوفقه وأن يسدده، وأن ينفع به المسلمين.
وانصرفتُ من عندهما وأنا أدعو لابن باز والخضير، فكم نفع الله بهما وبغيرهما من العلماء الصادقين المخلصين، وتذكرتُ بحزنٍ عندما جاء الشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله إلى أبها قبل أيام قريبة ليلقي محاضرات في أبها والخميس فحيل بينه وبين ذلك مع شدة شوق الناس لرؤيته وسماعه، فربطت بين ذلك وبين خلو القاعة في الرؤية والله المستعان، ونعوذ بالله من الحرمان، ويشهد الله أنه لا أحد في المنطقة إلا أحزنه هذا التصرف غير اللائق مع هذا العالم الجليل.
رفع الله قدر الشيخ عبدالكريم الخضير، وزاده بسطة في العلم وقبولاً عنده وعند عباده، وليتكم تبلغونه هذه البشرى وسلامنا له فنحن نحبه في الله وإن كان لا يعرفنا ولم يسمع بنا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وهي قاعة كبيرة تتسع لألف أو يزيد من الحضور، وقد سمتها الكلية بقاعة الشيخ عبدالعزيز بن باز منذ سبعة أعوام تقريباً عندما أقامت ندوة علمية بعنوان: منهج الشيخ عبدالعزيز بن باز في العلم والدعوة إلى الله، وقد طبعت بحوث تلك الندوة ووزعت.
ـ[المسيطير]ــــــــ[29 May 2006, 04:24 م]ـ
الشيخ الكريم / عبدالرحمن الشهري
جزاكم الله خير الجزاء.
هل تأذنون لي - شيخنا - بنقل الرؤيا لملتقى أهل الحديث، ولمن أحب، وعزوها إليكم؟.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 May 2006, 04:27 م]ـ
نعم وفقكم الله، فما قلتُ إلا حقاً.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[13 Jul 2006, 05:10 م]ـ
جزيتم خيرًا.
رحم الله الشيخ الجليل ابن باز، ورفع درجته. ووفق الشيخ الخضير لكل خير، ونفع به.
الرؤيا الصالحة من المبشرات، وهي جزء من النبوة، ولكَم سأل النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا - أصحابه عن الرؤى.
وشبيه بما ذكر الشيخ أبو عبد الله - ولو من بعيد - ما رأى أحد الإخوة القريبين. قال: رأيتُ - فيما يرى النائم - أني راكب سيارة والسائق هو الشيخ ابن باز، رحمه الله، وأنا أعي أن الشيخ ضرير، ومستغرب كيف يقود بي السيارة وهو بهذه الصفة، وذهبنا إلى مخيم فيه بعض الإخوة، إلخ. انتهت.
قذكرتُ هذه الرؤيا لشيخنا الفقيه ابن عثيمين، رحمة الله عليه، فقال: هذا طيب، أن يكون قائده الشيخ ابن باز.
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[23 Jul 2006, 11:21 م]ـ
اللهم احفظ الشيخ عبدالكريم الخضير وبارك في عمره على عمل صالح ... امين
لاشك ان للشيخ قبولا في المجتمع بشقيه طلاب العلم، وعامة الناس من خلال الفتيا والقاء الدروس العلمية .. وهو من المرشحين لنيل عضوية كبار العلماء عندنا في المملكة او للافتاء ..
((كلما كان العالم ربانيا ... كلما كان له تأثير في الناس))
ولكم في ابن باز وابن عثيمين .... شاهد عليه ...
لكني اخاف ممن يحاول النيل من الشيخ او الصاق الاباطيل به ... مما يسبب منعه او ايقاف انشطته .. ؟؟
((الا تلاحظون ان هناك تشابها في الطريقة والسمت بين:
الشيخ عبدالعزيز بن باز = الشيخ عبدالعزيز الراجحي
الشيخ محمد بن عثيمين = الشيخ عبدالكريم الخضير
وهذا ملاحظ لمن يسمعهما وبخاصة من يحضر دروسهما
اذ نجد المناقشة والمحاورة مع الحضور تستأثر بالدرس وخصوصا عند الشيخ عبدالكريم كما هو سلفه الشيخ محمد العثيمين ...
رحم الله الجميع رحمة واسعة وجمعنا واياهم في دار النعيم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجعفري]ــــــــ[03 Aug 2006, 06:34 ص]ـ
جزاك الله خيراً
وحق لطلبة العلم أن يتعرفوا على فضل هذا العلم
وليستفيدوا منه.(/)
حمل: المجموعة الأولى من كتب العقيدة ((7 شروح لكتاب التوحيد لمحمد بن عبدالوهاب))
ـ[أبوأسامة ريان]ــــــــ[28 May 2006, 01:53 م]ـ
شرح الشيخ / سليمان بت عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب
http://www.9q9q.net/index.php?f=SvRZywGc
شرح الشيخ / عبدالرحمن بن حسن آل شيخ
http://www.9q9q.net/index.php?f=HkGSRpMm
شرح الشيخ العلامة / عبدالرحمن السعدي
http://www.9q9q.net/index.php?f=y0x3zYOM
شرح الشيخ / عبدالرحمن بن قاسم
http://www.9q9q.net/index.php?f=z2yNMkDb
شرح الشيخ العلامة المحدث/ عبدالعزيز بن باز
http://www.9q9q.net/index.php?f=hJg50ZXw
شرح الشيخ العلامة / محمد بن عثيمين
http://www.9q9q.net/index.php?f=bDaVvswv
شرح الشيخ / صالح آل شيخ
http://www.9q9q.net/index.php?f=MpLwtSfA
ـ[أبوأسامة ريان]ــــــــ[28 May 2006, 01:54 م]ـ
لدي شروح كثيرة على هذه الطريقة اريد ان اعرف رأي الاخوة هل تريدون ان انزل المجموعات بشكل دوري علماً بأنها في كل الفنون
::: انتظر ردود الاخوة:::
ـ[أبو ياسر]ــــــــ[28 May 2006, 04:39 م]ـ
شكر الله سعيك أخي أبو أسامة.
هذا جهد طيب ودروس طيبة أرجو أن تضعها كلها في المنتدى حتى نستفيد وإذا كانت هناك دروس صوتية فحسن بارك الله فيك.
ـ[أبو عبد الرحمن العتيبي]ــــــــ[03 Jun 2006, 05:34 م]ـ
جزاك الله خيراَ و بارك فيك.(/)
أنتظر الإفادة؟
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[28 May 2006, 03:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي الكرام أبحث عن فتوى فيما تعلق في مسألة التنويم الإيحائي أو ما يدعى بالتنويم المغناظيسي من حيث الحل والحرمة كذلك هل المعالج النفسي الذي يستخدم مثل هذ الأمر يعتبر مشعوذا؟
ذلك أني لم أجد ما يشفي الغليل في هذه المسألة؟(/)
دعاء وشكر للقائمين على الملتقى.
ـ[يسري محمد]ــــــــ[29 May 2006, 01:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد أسعدني وسرني الانضمام إلى هذه الكوكبة القرآنية، سائلاً المولى سبحانه أن ينفع بها ولها، وأن يبصرها بالحق، ويهديها سواء السبيل.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 May 2006, 01:41 م]ـ
حياكم الله وبياكم يا أبا محمد، فقد سرنا والله انضمامكم إلى هذا الملتقى العلمي الذي يشرف بكم وبعلمكم، ونحن في انتظار ما تتحفوننا به قريباً من علمكم الذي عرفنا طرفاً منه ينادي على ما ورائه من الغزارة والعمق، سددكم الله وفتح عليكم.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[29 May 2006, 04:50 م]ـ
نرحب بالدكتور الفاضل يسري محمد , ونحن بانتظار مشاركاته النافعة.
ـ[ناصر الماجد]ــــــــ[29 May 2006, 05:44 م]ـ
ونحن ـ أستاذي الفاضل ـ بك أسعد.
ونسأل الله ـ عز وجل ـ أن يبارك فيك.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[30 May 2006, 11:09 م]ـ
حياك الله أبا محمد، وكتب الخير على يديك، ووفقنا وإياك لما يحب ويرضى.(/)
محاضرات في الدعاء (شروطه - منهياته)
ـ[جمال القرش]ــــــــ[29 May 2006, 11:47 م]ـ
محاضرتين في الدعاء (شروطه - منهياته -)
OLOR=Navy]1- شروط قبول الدعاء [/ COLOR]undefined
( أ) - إخلاص الدعاء لله وحده
قَالَ تَعَالَى: ? هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ? غافر:65.
الدعاء يعني: الاستعانةَ باللهِ واللجوءَ إليه وحدَهُ، وإظهارَ الافتقارِ إليه والتبرؤ مِن الحوْلِ والقُوَّة، والاعتقادَ الجازمَ بأنَّه المدبِّرُ وحدَه، لهذا الكونِ.
- فالملكُ له، قَالَ تَعَالَى: ?فَلِلَّهِ الآخِرَةُ وَالأُولَى? النجم:25.
- والأمرُله، قَالَ تَعَالَى: ?لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ? الروم: 4،
- والحكمُ له، قَالَ تَعَالَى: ?واللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ?الرعد: 41،
- والشفاعةُ له، قَالَ تَعَالَى: ?قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا? الزمر: 44.
- والهدى له، قَالَ تَعَالَى: ?يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ? النور: 35.
- والنفعُ والضرُّ بيده، والغيب له، قَالَ تَعَالَى:?قُلْ لا أَمْلكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ?الأعراف:188 فكيف يرجى غير الله جلَّ ذكره؟!!!
- والنصر من عنده، قَالَ تَعَالَى: ?وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ? آل عمران:126.
- والملكوت له، قَالَ تَعَالَى:?فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ?يس:83. - والقهر له، قَالَ تَعَالَى: ?وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ? الأنعام: 61.
وَقَالَ تَعَالَى:?إذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُون? آل عمران: 47
- له خزائن كل شيء، قَالَ تَعَالَى: ?وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ ?المنافقون: 7، فكيف يسأل غيره؟!!!
- لا يكشف الضر إلا الله، قَالَ تَعَالَى: ? وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ ?يونس: 107، فكيف يدعى غيره؟!!!
- ولا يكشف الكرب إلا الله، قَالَ تَعَالَى: ? قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ ? الأنعام: 64 فكيف يسأل غيره؟!!!
- ولا يكشف السوء إلا الله، قَالَ تَعَالَى:? أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ ?النمل: 62، فكيف يستغاث بغيره؟
- ولا يشفي إلا الله، قَالَ تَعَالَى: ? وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ? الشعراء: 80
فكيف يتوكل على غيره؟!!!
- ولا يرزق إلا الله، قَالَ تَعَالَى: ? قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللَّهُ ? سبأ:24، فكيف يتوكل على غيره؟!!!
فمن دعا غير الله في جلب نفع أو دفع ضر فقد جعل مع الله شريكًا له.
قَالَ تَعَالَى: ?وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ? المؤمنون: 117.
وقال جل ذكره: ?قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلا? الإسراء: 56.
(ب) - أكل الحلال
1 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ? قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ?: " أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إِلا طَيِّبًا……، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ، أَشْعثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ يَا رَبِّ! وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ؛ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟! " مسلم / 1015.
(ج) - ترك الاعتداء في الدعاء
قَالَ تَعَالَى: ?ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًاوَخُفْيةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ? الأعراف: 55
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - عن عَبْدِ اللَّهِ بْنَ مُغَفَّلٍ ? أنه سَمِعَ ابْنًا لَهُ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْقَصْرَ الأَبْيَضَ مِنْ الْجَنَّةِ إِذَا دَخَلْتُهَا عَنْ يَمِينِي قَالَ: فَقال لَهُ: يَا بُنَيَّ سَلْ اللَّهَ الْجَنَّةَ وَتَعَوَّذْهُ مِنْ النَّارِ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ? يَقُولُ: " سَيَكُونُ بَعْدِي قَوْمٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَعْتَدُونَ فِي الدُّعَاءِ وَالطَّهُورِ" حم. وانظر الصحيح المسند للعدوي / 298.
(د) - الصدق في الدعاء
3 - عنْ سَهْلِ بنِ حنيفِ ? أَنَّ النَّبِيَّ ? قَالَ: " مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ؛ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ" مسلم/ 1909.
(هـ) - الثقة بالله وحسن الظن به
4 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَة ? قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ?: قال الله عز وجل: " أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حَيْثُ يَذْكُرُنِي .. " ق. البخاري. رقم/ 7405. ومسلم /2675
حسن الظن بالله دليلٌ على قوة الرجاءِ والتفويض، والاعتقاد بأنَّ خزائنَ الله لا تنفد.
5 - عن أَبِي ذَرٍّ ? عَنْ النَّبِيِّ ? فِيمَا رَوي عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَنَّهُ قَالَ: …يَا عِبَادِي! لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ وَجنَّكُمْ؛ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ؛ فَسَأَلُونِي؛ فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي؛ إِلا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ .. " مسلم / 2577.
أما سوء الظن فهو من شيم أهلِ الضلالِ، قَالَ تَعَالَى:?وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلا الضَّالُّونَ? الحجر: 56
من كتاب زاد الذاكريين من الأذكار والأدعية لجمال القرش
تابع المحاضرة الثانية في الدعاء
جُعلت مباركًا أينماكنت
2 - منهيات الدعاء
(أ) - الدعاءُ بإثم أو بقطيعة رحم
1 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ? أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ? قَالَ:
" يُسْتَجَابُ للعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإثِمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ .. " مسلم / 2735.
(ب) - الدعاءُ على نفسِه وولده وماله
2 - عن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ? قَالَ: قال رسول الله ?:
" لا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلا تَدْعُوا عَلَى أَوْلادِكُمْ، وَلا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لا تُوَافِقُوا مِنَ اللَّهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاء؛ فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ " مسلم / 3014
(ج) - الدعاء بتعجيل العقوبة في الدنيا
3 - عَنْ أَنَسِ ? أَنَّ النَّبِيَّ ? عَادَ رَجُلا قَدْ جُهِدَ، حَتَّى صَارَ مِثْلَ الْفَرْخِ، فَقال لَهُ: "أَمَا كُنْتَ تَدْعُو؟! أَمَا كُنْتَ تَسْأَلُ رَبَّكَ الْعَافِيَةَ؟! " قال: كُنْتُ أَقُولُ: اللَّهُمَّ! مَا كُنْتَ مُعَاقِبِي بِهِ فِي الآخِرَةِ؛ فَعَجِّلْهُ لِي فِي الدُّنْيَا؛ فَقال النَّبِيُّ ?
:"سُبْحَانَ اللَّهِ! إِنَّكَ لا تُطِيقُهُ – أَوْ لا تَسْتَطِيعُهُ - أَفَلا كُنْتَ تَقُولُ:
" اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّار" مسلم / 2688،
حَسَنَةُ الدنيَا: العلمُ والعبادة، وحسنةُ الآخرةِ: الجنة.
(د) - تعليق الدعاء بالمشيئة
4 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَة ? أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ? قَالَ:
" لا يَقُولَنَّ أَحَدُكمْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ، لِيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ؛ فَإِنَّهُ لا مُكْرِهَ لَهُ " ق. البخاري6339. مسلم/2679
(هـ) - استبطاء الإجابة
5 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ? أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ? قَالَ:
" يُسْتَجَابُ لأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ، يَقُولُ دَعَوْتُ؛ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي" ق، البخاري / 6340، مسلم / 2735.
(و) - قصر الدعاء وتَحجيره
6 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ? قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ ? فِي صَلاةٍ، وَقُمْنَا مَعَهُ فَقال أَعْرَابِيٌّ وَهُوَ فِي الصَّلاةِ: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي وَمُحَمَّدًا، وَلا تَرْحَمْ مَعَنَا أَحَدًا؛ فَلَمَّا سَلَّمَ النَّبِيُّ ? قَالَ: للأَعْرَابِيِّ: " لَقَدْ حَجَّرْتَ وَاسِعًا " يُرِيدُ رَحْمَةَ اللَّهِ. البخاري / 6010.
(ز) - السجع في الدعاء
(يُتْبَعُ)
(/)
7 - عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: ... فَانْظُرِ السَّجْعَ مِنِ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ؛ فَإِنِّي عَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ ? وَأَصْحَابَهُ لا يَفْعَلُونَ إِلا ذَلِكَ، يَعْنِي لا يَفْعَلُونَ إِلا ذَلِكَ الاجْتِنَابَ. البخاري / 6337.
السَّجْع: هو الكلام المقفى غير الشعر، وذلك لما فيه من التكلف المانع للخشوع في الدعاء.
(ح) - تمني الموت
8 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ? قال: قال النَّبِيُّ ?:
" لا يَتَمنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ مِنْ ضُرٍّ أَصَابَهُ، فَإِنْ كَانَ لابُدَّ فَاعِلا؛ فَلْيَقُلْ:
" اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي " ق. البخاري / 5671، مسلم / 2680.
(ط) - الجهر والصياح بالذكر والدعاء
قَالَ تَعَالَى: ?ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ? الأعراف: 55.
ذكر المفسرون من صُور الاعتداء في الدعاء رفع الصوت بالدعاء صارخًا.
قَالَ تَعَالَى: ? وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ? سورة الأعراف: 205.
وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ: أي: تسمع نفسك، ولا تصرخْ بِهِ صُراخًا، أي: متضرعًا وخائفًا، ومتكلمًا بكلام هو دُونَ الجهْرِ مِنَ القَوْلِ {زبدة التفسير 226}.
9 - عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ ? قَالَ: " كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ? فَكُنَّا إِذَا أَشْرَفْنَا عَلَى وَادٍ هَلَّلْنَا وَكَبَّرْنَا ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُنَا فَقال النَّبِيُّ ?:
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ؛ فَإِنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أَصَمَّ، وَلا غَائِبًا؛ إِنَّهُ مَعَكُمْ؛ إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ، تَبَارَكَ اسْمُهُ،وَتَعَالَى جَدُّهُ " ق البخاري/ 2992، مسلم/ 2704،
ارْبَعُوا: اخفضوا أصواتكم بالدعاء والتكبير.
من كتاب زاد الذاكرين في الأذكار والأدعية الصحيحة / ل جمال القرش
ـ[البلاغية]ــــــــ[30 May 2006, 12:26 ص]ـ
ما أجمل الدعاء الصادق الصادر من قلب خاشع المتيقن بالإجابة
بوركت أخي على هذا النقل الرائع
جزاك الله خيرا
ـ[جمال القرش]ــــــــ[01 Jun 2006, 04:43 ص]ـ
اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم
اللهم انصر عبادك وأولياء
اللهم أنزل رحمتك على العباد والبلاد
اللهم أنزل رحمتك على العباد والبلاد
اللهم أنزل رحمتك على العباد والبلاد
يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين
لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين
ـ[جمال القرش]ــــــــ[01 Jun 2006, 05:01 ص]ـ
تابع محاضرات في الدعاء
أدعية قرآنية شاملة
- ? فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَوَاتِ وَرَبِّ الأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ? الجاثية: 36.
- ? رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ? البقر ة: 127.
- ?رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ ? البقر ة: 128.
- ? رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ? البقر ة: 201.
- ? رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ?البقر ة:250.
- ? سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ?. البقر ة: 285.
- ? رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَليْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ?البقر ة: 286.
- ?رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ?آل عمران: 8
- ? رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ? آل عمران: 9.
(يُتْبَعُ)
(/)
- ? رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ? آل عمران: 16.
- ? رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ? آل عمران: 53.
- ? رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ?آل عمران: 147.
- ? رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ? آل عمران: 191.
- ? رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ? آل عمران: 193.
- ? رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ?آل عمران: 194
- ? رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ? المائدة: 83.
- ? رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ?الأعراف: 23
- ? رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ? الأعراف: 89.
- ? رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ? الأعراف: 126.
- ?رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ? يونس: 85
- ? رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ* رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ? إبراهيم:40.
- ? رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا? الكهف:10.
- ? رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ? المؤمنون: 109.
- ? رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا? الفرقان: 65.
- ? رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا?الفرقان: 74
- ? رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير? الممتحنة:10.
- ? رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ?الممتحنة: 5
- ? رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤوفٌ رَحِيمٌ? الحشر:10.
- ? رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء? آل عمران: 38.
- ? رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الخَاسِرِين? هود: 47.
- ? رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء? إبراهيم: 40.
- ? وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا? الإسراء: 24.
- ? رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا? الإسراء: 80.
? رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي* يَفْقَهُوا قَوْلِي? طه: 25 –28.
- ? رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا? طه: 114.
- ? رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ?الأنبياء: 89.
- ? رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ? الأنبياء: 112.
- ? رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ? المؤمنون: 29.
- ? رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ? المؤمنون: 94.
- ? رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ*وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ?المؤمنون: 98
- ? رَبِّ اغْفِرْ وَارْحمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ?المؤمنون: 118.
- ? ربِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ? النمل: 19.
- ? رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي? القصص: 16.
- ? رَبِّ نَجِّني مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ? القصص: 21.
- ? رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ? القصص: 24.
- ? رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ? العنكبوت: 30.
- ? رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِين?الأحقاف: 115
- ? رَبِّ ابْنِ لِي عنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ? التحريم: 11.
- ? رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلا تَبَارًا? نوح: 28.
- ? قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ?آل عمران: 26
- ? اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ? الزمر: 46.
من كتاب زاد الذاكرين / جمال القرش
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال القرش]ــــــــ[05 Jun 2006, 01:18 م]ـ
تابع سلسلة محاضرات في الدعاء من كتاب زاد الذاكرين في الأذكار والأدعية الصحيحة
لـ جمال القرش
3 - مِنَ المستجاب دعاؤهم
(أ) - الإمام العادل (ب) - دعوة الصائم (ج) - دعوة المظلوم
1 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ? قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ?: " ثَلاثَةٌ لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الإِمَامُ الْعَادِلُ، وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا اللَّهُ دُونَ الْغَمَامِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَتُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَيَقُولُ: بِعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ"هـ. وانظر الجامع الصحيح للوادعي 2/ 449،
(د) - دعوة المضطر
قَالَ تَعَالَى: ? أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ? النمل: 62.
(هـ) - دعوة الولد لوالده
2 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ? قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ?: " إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالى لَيَرْفَعُ للرجلِ الدَّرَجَةَ؛ فَيَقُولُ: أَنَّى لِي هَذِهِ؟! فَيَقولُ بِدُعَاءِ وَلدِكَ لَكَ"حم. الجامع الصحيح للوادعي 20/ 449.
(و) - دعاء من يحبهم الله لتقربهم إليه بالمحافظة على الفرائض والنوافل
3 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَة ? قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ?: " مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ؛ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءتَهُ"البخاري/ 6502.
(ز) - دعاء المسلم لأخيه بظهر الغيبِ
4 - عَنْ أبي الدرداء ? أنَّ النَّبِيَّ ? كَانَ يَقُولُ:" دَعْوَةُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ " مسلم /2733.
4 - من أوقات مظنة الاستجابة
(أ) - عند النداء بالصلاة، وعند البأس
1 - عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ? قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ?:
" ثِنْتَانِ لا تُرَدَّانِ أَوْ قَلَّمَا تُرَدَّانِ: الدُّعَاءُ عِنْدَ النِّدَاءِ، وَعِنْدَ الْبَأْسِ، حِينَ يُلْحِمُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا " د. صحيح أبي داود/2540.
(ب) - بين الأذان والإقامة
2 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ? قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ?:
" الدُّعَاءُ لا يُرَدُّ بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ " د. ت. وانظر صحيح الترمذي / 3594.
(ج) - في السجود
3 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ? أن رَسُولَ اللهِ ? قَالَ:
" أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ؛ فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ " مسلم / 482
(د) - جوف الليل
4 - عن عَمْرُو بْنِ عَبَسَةَ ? أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ? يَقُولُ:
" أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الرَّبُّ مِنْ الْعَبْدِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ الآخِرِ، فإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللَّهَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَكُنْ " ت.وانظر صحيح الترمذي/ 3579.
(هـ) - في الثلث الأخير من الليل
5 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ? أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ? قَالَ: " يَنْزِلُ رَبُّنَا كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، فيَقُولُ:
" مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟! مَنَ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ" ق، البخاري / 1145، مسلم / 758.
(و) - في الليل
6 - عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنهما قال سَمِعْتُ النَّبِيَّ ? يَقُولُ:
" إِنَّ فِي اللَّيْلِ لَسَاعَةً لا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ، يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، إِلا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ " مسلم / 757.
(ز) - يوم الجمعة
7 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ? أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ? ذَكَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقال:
" فِيهِ سَاعَةٌ لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وَهُوَ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ شَيْئًا إِلا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ " وَأَشَارَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا. ق. البخاري / 935، مسلم / 852.
الإشارة لتقليلها: هو للترغيب فيها والحضِّ عليها ليسارة وقتها، وغزارة فضلها.
(ح) - عند سماع صياح الديكة
8 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ? أَنَّ النَّبِيَّ ? قَالَ: " إِذَا سَمِعْتُمْ صيَاحَ الدِّيَكَةِ فَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ، فَإِنهَا رَأَتْ مَلَكًا …" ق. البخاري / 3303. مسلم / 2729.(/)
هم العلماء يا من ليس يعرفهم
ـ[سيف بلا غمد]ــــــــ[30 May 2006, 04:20 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلق السموات و الأرض وجعل الظلمات و النور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون
وصلى الله على نبينا محمد أمام المتقين
و خاتم النبيين
وقائد الغر المحجلين
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد
فإن أصدق الحديث كلام الله و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلاله وكل ضلاله في النار
أخواني الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجعل الله جميع أوقاتكم عامرة بذكره و شكره وحسن عباده
اللهم آمين
أخواني
إن تذاكر ما للعلماء من خير وفضل أمر محمود
وما لهم من منزله عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وسلم
أما سبب جمعي للموضوع هو ما رأيت من بعض الاخوة
في بعض المنتديات من سهولة سب و تجريح العلماء عندهم
وعند مشرفي منتدياتهم
فأقول وبالله التوفيق ....
قال الله سبحانه وتعالى: ((إنما يخشى الله من عباده العلماء))
و قال جل وعلا ((قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون))
وقال عز وجل ((يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات))
و قال تعالى ((وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون))
وعن أبي أمامة رضي الله عنه وأرضاه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((فضل العالم علي العابد كفضلي أنا على أدناكم))
و عن كثير بن قيس قال: كنت جالساً مع أبي الدرداء في مسجد دمشق فجاءه رجل فقال:
يا أبا الدرداء، إني جئتك من مدينة الرسول صلى اللّه عليه وسلم لحديث بلغني أنك تحدِّثه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ما جئت لحاجة، قال: فإِني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك اللّه به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ورثوا العلم؛ فمن أخذه أخذ بحظٍّ وافرٍ".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه، وعن ابن عمر أيضاً قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يحمل من هذا العلم من كل خلف عُدُولُه ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين
وتأويل الجاهلين)) - حديث حسن لغيره-
وروى أحمد بإسناد صحيح عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه وأرضاه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ((الناس معادن، فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا مناط الخيرية))
قال أبو الدرداء رضي الله عنه وأرضاه: "مثل العلماء في الناس كمثل النجوم في السماء يهتدى بها".
وقال أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه: "لكل شيء عماد، وعماد هذا الدين الفقه، وما عُبِدَ الله بشيء أفضل من فقه في الدين، ولفقيه واحد أشدُّ على الشيطان من ألف عابد".
وقال علي بن أبي طالب: "العلم يُكسِب العالم طاعة في حياته، وجميل الثناء بعد وفاته،
وهل بعد هذا من خَلَف "
وقال ابن الجوزي: "والله ما أعرف من عاش رفيع الصدر بالغ من اللذات ما لم يبلغ غيره إلا العلماء، فإن لذة العلم تزيد على كل لذة ".
وقال سفيان بن عيينة: " أرفع الناس منزلة عند الله من كان بين الله وبين عباده،
وهم الأنبياء والعلماء".
وبعد هذا أخي القارئ
أظنك قد علمت ما للعلماء من مكانه وفضل عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وسلم
وعند صحابة الكرام رضوان الله عليهم و عند من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
فهم عماد الأمة
وهم الأمناء عليها
و العاملون بشرع الله فيها
هم حجة الله في الأرض
هم أهل الشورى الذين ترجع إليهم الأمة في جميع شؤونها ومصالحها
العلماء هم السادة
وهم الأخلاء القادة
الناس من جهة التمثال أكفاء ..... أبوهم آدم والأم حواء
فإن يكن لهم في أصلهم نسب ..... يفاخرون به فالطين والماء
ما الفضل إلا لأهل العلم إنهم ..... على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقدر كل امرئ ما كان يحسنه ..... والجاهلون لأهل العلم أعداء
ففز بعلم تعش حياً به أبداً ..... الناس موتى وأهل العلم أحياء
هم منارات الأرض
وهم ورثة الأنبياء
هم خيار الناس المراد بهم خيراً
المستغفر لهم في الأرض وفي السماء
(يُتْبَعُ)
(/)
العلماء هم أخشى الناس لله
وهم أعبد الناس لله
و هم أرغب الناس فيما عند الله
قال الإمام الذهبي رحمه لله تعالى في كتابه -الكبائر-:
((قال الله تعالى (إنما يخشى الله من عباده العلماء)
يعني العلماء بالله عز وجل قال ابن عباس يريد (أي ربنا جل جلاله) إنما يخافني من خلقي
من علم جبروتي وعزتي وسلطاني ...... انتهى))
العلماء هم أحق الناس بالمحبة والتعظيم والتوقير
بعد الله وبعد رسوله صلى الله عليه وسلم، كما قال علي بن أبي طالب: "محبة العالم دين يُدان به"؛ وذلك لأن العلم ميراث الأنبياء والعلماء ورثته
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى (فيجب على المسلمين بعد موالاة الله ورسوله موالاة المؤمنين كما نطق به القرآن خصوصا العلماء الذين هم ورثة الأنبياء الذين جعلهم الله بمنزلة النجوم يهتدى بهم في ظلمات البر والبحر وقد أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم إذ كل أمة قبل مبعث محمد صلى الله عليه وسلم فعلماؤها شرارها إلا المسلمين فإن علماءهم خيارهم؛ فإنهم خلفاء الرسول في أمته والمحيون لما مات من سنته بهم قام الكتاب وبه قاموا وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا ..... انتهى)
والعلماء هم أرقى الناس منزلة في الدنيا قبل الآخرة
أحق الناس أن تشرأبَّ لهم الأعناق وتتطلع لما عندهم
بل الغبطة تكون على منزلة العلماء فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال
قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا حسد إلا في أثنتين رجل أتاه الله مالا فسلطه علي هلكته في الحق
و رجل أتاه الله الحكمة فهو يقضي بها و يعلمها)
هم أولياء الله حقا
تعبدا وصدقاً ورقى
قال النووي رحمه الله تعالى في كتابه- التبيان في آداب حملة القرآن- عن الإمامين الجليلين
أبي حنيفة والشافعي رضي الله عنهما قالا ((إن لم يكن العلماء أولياء الله فليس لله ولي))
هم أهل الحل و العقد
هم شموع تحترق لتنير للناس طريقهم
تصاب الأمة بموتهم
ويثلم الدين بفقدهم
ففي الأثر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال
((إذا مات العالم انثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها إلا خلف مثله))
ولله در الشاعر الذي يقول
لعمرك مالرزية فقد مال ... ولا شاة تضيع ولا بعير
ولكن الرزية فقد فذ ... يموت بموته خلق كثير
وقال الآخر
إذا ما مات ذو علم وتقوى ... فقد ثلمت من إلا سلام ثلمه
منتقصهم بالقول ضال
ومن سبهم أصبح أمره في سفال
وتردى حاله من وبال الى وبال
وما مثل منتقصهم إلا كما قال الشاعر:
كناطح صخرة يوما ليوهنها ..... فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
أو كما قال الآخر:
يا ناطح الجبل العالي ليثلمه .... أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل
سابهم قد شان نفسه
ورغب في سوء عاقبته
وأشترى هلاكه بحر ماله
شره منه قد أقترب
وبادر إلى تهلكته واشرأب
قال الحافظ بن عساكر رحمه الله تعالى ((اعلم يا أخي ـ وفقني الله وإياك لمرضاته وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته ـ أن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك منتقصيهم معلومة وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب ابتلاه الله قبل موته بموت القلب (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) ...... انتهى))
فرحته من سبهم بالسقطات معلومة
قد جعل الذبابة له قائدة ومعلمة
يقول معاذ بن جبل رضي الله عنه: (إنكم تسمعون عن العالم الفلتة فلا تعجلوا عليه
عله أن يراجع نفسه فيرجع عنها)
ولم يعلم هذا المسكين قول سفيان الثوري رحمه الله تعالى إذ قال:
(إياكم إذا سمعتم بالزلة والخطيئة أن تشيعوها، فإن إشاعتها ثلمة في الإسلام)
ولو ثبت خطأ من خطأه لفرح بذلك فرح شديد
ولتمنى أن يظفر بغير هذا الخطأ
وإذا نقل للناس نقل سوء وكذب
ولم يكن منصف في نقله
ولم يعلم هذا الضعيف أن شيخ الإسلام رحمة الله عليه قارع أهل البدع وأهل الأهواء،
وسبحان الله العظيم! يأتي إلى كلامهم ويقول: قال منهم فلان كذا وكذا، فإن كان مراده
{انظروا إلى الإنصاف، انظروا إلى الأمانة، انظروا إلى العلم، انظروا إلى التجرد لله،
إنسان يريد النصيحة}
فإن كان مراده كذا وكذا فهو حق، قال الله قال رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وإن كان مراده كذا وكذا فهو باطل، قال الله قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وهم أهل بدع و أهل ضلالات
فماذا سيقول رحمه الله لو رأى ما يحدث اليوم على لسان أناس أقل ما تقول فيهم
أنهم طلاب علم
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ووالله الذي لا إله إلا هو لو أشتغل منقصهم بعيوب نفسه لما أوقع نفسه في الحرج و المهالك
ومما يستأنس بقوله في هذا الباب قول الشاعر
يا واعظ الناس قد أصبحت متهما .... إن عبت منهم أمورا أنت تأتيها
وأعظم الإثم بعد الشرك نعلمه .... في كل نفس عماها عن مساويها
عرفتها بعيوب الناس تبصرها .... منهم ولا تبصر العيب الذي فيها
هذا ما تيسر قوله
فإن كان من خطأ فمن نفسي و الشيطان
وأن كان من صواب فمن الواحد المنان
و الله تعالى أعلم
وصلى الله على نبينا محمد
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
المراجع لمن أراد الاستزادة: كتاب / رفع الملام عن الأئمة الأعلام لأبن تيمية - كتاب الكبائر للإمام الذهبي- كتاب التبيان في آداب حملة القرآن للإمام النووي - كتاب (لحوم العلماء مسمومة) للشيخ ناصر العمر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 May 2006, 05:50 ص]ـ
أحسنت بارك الله فيك، وجزاك خيراً.
ـ[سيف بلا غمد]ــــــــ[30 May 2006, 02:25 م]ـ
أحسنت بارك الله فيك، وجزاك خيراً.
جزاك الله خير يا د/ عبدالرحمن
وشكر الله لك مرورك الكريم
وبارك الله في سعيك(/)
شجاعة شعرية نقلتها لكم
ـ[عبدالله زايد]ــــــــ[30 May 2006, 03:02 م]ـ
الحمدلله وحده والصلاه والسلام على من لانبى بعده وبعد
قصيدة شعرية ذات مغزى جميل نقلتها لكم
قتلوني "
قتلوني أُمِّي قتلونِي ملأوا بالأشْوَاكِ عيونِي
سَلبونِي أرضِي وحياتِي سَلبونِي إسمَ فلسطينِ
هدمُوا بيتِي قتلوا طفلِي سلبونِي الأقصى سَلبونِي
رسمُوا الإرهابَ على جَسَدِي وأمامَ الدنيا ذبحونِي
نشُروا في جَسَدِي عسكرَهمْ ورمَوا بالجُوعِ شَرَاييني
حرمونِي الخبزَ وتركونِي أتجرعُ أَوْحَالَ الطِّينِ
حرمونِي لقمةَ أطفالِي وبداري ظلمًا سَجنونِي
قالوا لي أنتَ الإرهابِي لاتعرفُ غيرَ السِّكِّينِ
سجانِي يَخْنقُ أَنْفَاسِي وَبِشَرِّ سُبُابٍ يرمِينِي
نادانِي:موتُكَ يُسْعِدُنِي أ بدًا وحياتُك تشقينِي
فالخبزُ بفكِّكَ قنبلةٌ والقمحُ حجارةُ سجِّينِ
والماءُ بحلْقِك طوفانٌ يَحْطِمُ جدرانِي وحصونِي
وصدى أنفاسِكَ عاصفةٌ تضربُ كالسَّيلِ المجنونِ
لا ترفعْ صوتك لا تصرخْ لا تجعلْ طفلَكَ يعصينِي
فصراخُ عيالِكَ من ظمأٍ وصراخُك دومًا يؤذينِي
وعويلُ نسائِكَ مِنْ أَلَمٍ والجرحُ النازفُ يُغْرينِي
اكتمْ أنفاسَكَ وتَرَقَّبْ إطلالَ العدلِ بسكِّينِي
قسمًا بشريعةِ أَجْدَادِي وَبِخَفْقِ لواءِ الصهيونِ
سأحيلُ ديارَكَ مَحْرَقَةً وَسَأَمْحُو رَسْمَ فلسطينِ
فالحقدُ يكاد إذا اضْطَرَمَتْ أحشائِي لهبًا يشوينِي
سأقيمُ الهَيْكَلَ والمَبْكَى وسأقطعُ غُصْنَ الزيتونِ
* * * *
مهلاً يا صَانِعَ أحْزَانِي وميتِّمَ بالغَدرِ بَنينِي
لنْ تقهرَ صبرِي وثباتِي لنْ تطفئَ إشراقَ جَبينِي
حاصرنِي أغلقْ أبوابِي فحصارُكَ لا لا يُثنينِي
إن تهدمْ بيتِي في صَلَفٍ فظلالُ العزِّةِ تؤوينِي
أو تنهب قوتِي مِنْ طَمَعٍ فاللهُ الرازقُ يُغنينِي
يا غَاصبَ أرضي لا تفرحْ فَغَدًا تشويك براكِينِي
تتفجرُ مِنْ أرضِي غَضَبًا ترميكَ بجمرٍ مَسْنُونِ
إنْ سَكَنَ الريحُ فلا تَفْرَحْ بهدوءٍ منهَا وَسُكُونِ
فالقاصفُ يذرُو بشمالِي والعاصفُ يمحُو بيمينِي
يَذْرُو أحلامَكَ فِي وَطَني وَيُزَلْزِلَ وَهْمَ الصُّهْيُون
ستدكُ حصونَكَ عاصفَتِي وبصدرِكَ أغْرِزُ سِكِّينِي
وبقلبِكَ أزرعُ قُنْبُلَتِي لأذيقَكَ مِنْ حرِّ أتونِي
وغدًا تأتيكَ كتائبُنَا لِتُمَرِّغَ أنفَكَ بالطِّينِ
فأسودُ العِزَّةِ رابِضَةٌ تَ ـزْأَرُ فِي عِزَّةِ ياسِينِ
ويدُ القسَّامِ مُدَجَّجَةٌ بحُسَامِ العزِّ المَسْنُونِ
* * *
يا أمةَ دينِي لا تهنِي فهتافُ رجالكِ يكفينِي
قولي للناسِ إذا سَألُوا عنْ أمِّ القدسِ فلسطينِ
باعوهَا قومٌ ما عَرَفُوا مِقْدارَ العزةِ والدِّينِ
فتحُوا لأعادينَا فتحًا وسقَوا بالسمِّ شَرَايينِي
رفعُوا للإرجافِ شعارًا ولأهلِ الذلةِ باعونِي
قطعُوا في حِقْدٍ أسبابِي وأثارُوا بالظلمِ شجونِي
نشرُوا في دارِي وبكلِّ جَفَاءٍ خَذَلُونِي
أهلِي لكنَّهُمُ قومٌ نصرُوا الأعداءَ وصلبونِي
تركونِي أسبحُ في ألمي أتخبَّطُ في بحرِ أنينِي
لكنَّ اللهَ سينصرنِي ويعيدُ فوارسَ حطِّينِ
بِدَمِ العيَّاشِ وإخوتِه وعمادِ العقلِ وياسينِ
ودماءِ البنَّا إذ نزفَتْ تبنِي محرابَ التمكينِ
تحيَا الآفاقُ بدعوتهِ أبدًا مِنْ مِصْرَ إلى الصِّينِ
وبعزِّ الدينِ سمَا وَطَنِي وَسُمُوِّي فِي عزِّ الدينِ
فاللهُ وعزةُ قرآنِي ورسولُ اللهِ عناوينِي
أحيا لأجسد إيمانيِ وأموت لكي يحيا دينِي(/)
لا أجد من يصلح!!
ـ[د/ سعيد جمعة]ــــــــ[30 May 2006, 06:30 م]ـ
لا أجد من يصلح
تلك العبارة التي ترسخت في النفس البشرية حتى صار كل واحد من الناس احتل منصبا أو عين في وظيفة يرى أنه الوحيد في هذا العالم القادر على إداترة شؤو نها وأنه لو ترك هذا المكان لانهار كل شيء ليس المنصب وحده بل انهارت الدنيا كلها لذلك فهو متمسك بهذا المنصب يدافع عنه دفاع الحريص – كما يرى – على المصلحة العامة.
وحقيقة لقد شغلني هذا الأمر كثيرا حين أرى الكثير من أصحاب المناصب أيا كان نوعها يقاتلون من أجل بقائهم فيها معتقدين أنهم وحدهم على الحق وأن كل الناس لا تفهم ما يفهمونه ولا تحسن ما يحسنونه
وأخذت أقلب في ذاكرتي , وأقول هذا عجيب من أين جاءنا هذا الشيء وهل هو طبع في الإنسان جبل عليه أم أنه مكتسب؟
وتضحكون يحن تعرفون أن هذا الأمر ليس في البشر وحدهم فلقد سبقهم إليه الملائكة حين قالوا لله عز وجل " أتجعل فيها من يفسد فيها "
تلك هي نظرة صاحب المنصب لمن يريد أن يخلفه.
إنه مفسد
إنه لايعرف شيئا.
إنه مستجد بلغة عساكر الجيش
فالملائكة تتعجب من إشراك غيرهم في عبادة الله تعالى وهم الذين لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
وإذا كنا نلتمس للملائكة بعض العذر , لكننا للأسف لم نتعلم الدرس الذي علمه الله تعالى للملائكة وللخلق جميعا حين بين لهم أن الأمر ليس حكرا عليهم ولايمكن لأحد أن يحتكر المنصب الذي شغره حتى وإن كان هذا المنصب هو عبادة الله تعالى , ودوام طاعته.
ولذلك أنظر كثيرا بعين المعتبر إلى مواضع كثيرة في السنة المطهرة وأنا أري رب العزة يباهي ببعض عباده الملائكة ويقول يا ملائكتي انظروا إلى عبادي.
وهذا متكرر كثيرا في نصوص السنة:
تراه في وقفة عرفات
وتراه في صلاة الجماعة
وتر اه في صيام الصائمين
وتراه في كثير من المواضع وكأن الله تعالى يبرهن لملائكته أن الإنسان جدير بهذا المنصب منصب العبودية لله تعالى , وليس الأمر حكرا عليهم.
هذا الاحتكار الذي رأته الملائكة تسلل إلى بني الإنسان فكل صاحب منصب لايرى غيره قادرا على أداء حقه فقط هو وحده القادر على ذلك.
حتى أن صاحب منصب سئل يوما لم لا تختار نائبا من بين سبعين مليونا.؟
قال لا أجد من يصلح!!!!!
تخيل معي هذا.
سبعون مليونا لا يوجد فيه واحد فقط يمكن أن يفهم ما يفهمه صاحب هذا المنصب أو يستطيع القيام بمهامه.
فقط هو وحده ’ وكذلك سولت له نفسه.
ولكن لاتعجب فليس الأمر غريبا , ولا بعيدا عنك وعني , فكلنا ذلك الرجل.
نعم كلنا , كل واحد منا يرى في نفسه الأكفأ والأقدر , والأعرف ........ إلخ
وسل نفسك , ولو كنت بوابا لعمارة , أو موظفا في إدارة أو رئيسا لمدرسة , أو أي شيء كان , أقول سل نفسك هل هنا ك من هو أقدر منك؟! , هل هناك من هو أفضل منك لهذا المكان؟
هه , هل جاوبت على السؤال؟
إذا لا تلم صاحب هذا المنصب فكلنا في الهم سواء.
بل إنني وأنا أكتب هذه الخواطر أبتسم حين أتذكر ما نفعله في بيوتنا ومع أولا دنا.
إننا نفعل نفس الشيء. نعتقد اعتقادا جازما بأننا الأقدر على فهم الأمور وتسييرها , وأن أولادنا لا يفهمون ولا يعرفون , ولا يستطيعون تسيير حالهم.
وكم من مرة كان يناقشني أولادي في قررات اتخذتها _ وهي خاطئة _ فقليلا ما كنت أتراجع عنها أو على الأقل أسكت وأواري قلة خبرتي وسوء تصرفي , وكثيرا ما كنت أستخدم أسلوب أنني هنا الأب وصاحب المنصب الأبوي الواجب الاحترام والتقدير.
وأن كل من في المملكة_ أقصد بيتي _ ملكي أنا , فلا رأي لأحد هنا إلا رأيي , ولا صوت يعلو على صوتي , فأنا الفاهم وهم لا يفهمون , وأنا الخبرة الكبيرة وهم لا يعرفون شيئا.
هكذا كنت أقول , ثم أنظر إلى عيني طفلي الصغير صاحب الست سنوات و نظرته المليئة بكثير من المعاني والدلالات وصمته العجيب , وكأنه يقول لي راجع نفسك لترى خطأك.
فمن منا يتراجع؟
إن أصحاب المناصب لا يتراجعون حتى ولو شهد السابقون واللاحقون على خطئها , تعرفون لماذا؟
لأنهم وحدهم الفاهمون العارفون وكل الناس لاتفهم , وكل الناس لا تعرف.
العجيب أن صاحب هذا المنصب إذا زال عن منصبه أو أزيل عنه لأي سبب تبين للجميع أنه لم يكن يفهم ولم يكن يعرف ولم يكن شيئا.
ولا شك أن هذا الأمر يحتاج إلى علاج أو إن شئت قل يحتاج إلى تربية وإعادة صياغة للعقلية الإنسانية وبخاصة العقلية العربية.
ولا تندهش حين أذكر لك أن الإسلام ورسول الإسلام "صلى الله عليه وسلم " علم الناس هذا الأمر في كثير من المواقف
فتجد مثلا رسول الله " صلى الله عليه وسلم " يولي القيادة لزيد بن ثابت ثم لجعفر ابن أبي طالب ثم لعبد الله بن رواحة
وهذا درس عظيم قل من ينتبه إليه , أن يكون هناك للقيادة نائب بل ونائبان ,وتعلم المسلمون الدرس حتى أنهم حين استشهد الثلاثة اختاروا لأنفسهم هم القائد وكان خير اختيار.
وترى ذلك أيضا حين يولي رسول الله صلى الله عليه وسلم القيادة لخالد بن الوليد بعد إسلامه بقليل وفي الجيش أبو بكر وعمر وكبار الصحابة.
بل تراه أوضح حين يولي القيادة لشاب حديث السن وهو أسامة بن زيد وفي الجيش أيضا كبار الصحابة.
ما معنى هذا؟
معناه أن القيادة ليست حكرا على أحد.
ولا علاقة لها بكبر سن , ولا كثير تواجد في المكان ولا أسبقية ولا أقدمية.
إنما هي مؤهلات , وقدرات , مع الوضع في الاعتبار أن غيرك قد يكون أقدر منك على الأمر وهم كثير بل كثير جدا ولذلك عليك بأخذ آرائهم واستشارتهم في أمورك , وتنصيب نائب ونائبين , والأخذ برأي الشورى وإن خالف رأيك , والاستماع لآراء الجميع وتفهم تلك الآراء.
المهم أن تعرف أنك لست وحدك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[04 Jun 2006, 10:59 م]ـ
الأمر كما ذكرت أخي الكريم وهو داءٌ دويّ، وقد ذكرتني بنصين تختزنهما ذاكرتي الأول هو بيت شعر يقول:
نتوهمُ الدنيا لفرط غرورنا كملت بنا، وبغيرنا لا تكملُ
وثانيهما نصّ فلسفي للمؤرخ الأمريكي لين وايت ينتقد الأنانية البشرية ويقر ر مكتشفا جديدا"اكتشفنا أن أهواءنا ورغباتنا تتقنع بقناع العقل" يعني أننا نقدم للناس بعقلانية أموراً هي في الواقع تعبير عن رغبات كامنة في أعماقنا دون أن نشعر نحن بذلك. ولعلّ من محاسن فرضية (اللاشعور) التي جاء بها علم النفس أو إحدى مدارسه هي محاولة لاكتشاف هذا العيب فينا، العيب الذي ركزت عليه مقالتك.
ومن دعاة الموضوعية الكبار والشجعان جدّاً في نقد الذات أبو العلاء المعريّ رحمه الله، ومن أقواله مما يصلح أن يوظَّف في أسيقة مختلفة:
مَينٌ يُردَّدُ لم يَرْضَوْا بباطله حتى أبانوا إلى تصديقهِ طُرُقا
وكُلُّنا قوم سوءٍ لا أخُصُّ به بعضَ الأنامِ ولِكنْ أجمعُ الفِرَقا
والنفسُ شرٌّ من الأعداءِ كلهمُ وإنْ خلتْ بك يوماً فاحترزْ فَرقاَ
جزاك اللهُ خيراً
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[05 Jun 2006, 07:41 م]ـ
ضد الأنانية ...
بسم الله الرحمن الرحيم
في الحقيقة هذه مشاركة لي موجودة في الملتقى في مكان آخر ولكن رأيت أنها تناسب هذا المكان فأحببت أن أنقلها إلى هنا ...
في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بنياناً فأجمله وأكمله إلا موضع لبنة فجعل الناس يطوفون به ويقولون لو وضعت هذه اللبنة فأنا اللبنة وانا خاتم النبيين " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
في هذا الحديث فوائد عظيمة:
الأولى: أن النبي صلى اله عليه وسلم رغم معرفته بأنه سيد ولد آدم وأول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة وأول شفيع وأول مشفع .. كما في الروايات الصحيحة الأخرى إلا أنه ينبئنا هنا عن تواضعه العظيم بين إخوانه الأنبياء والمرسلين وأنه لبنة في بناء النبوة .. وهذا ينبغي أن يؤدب أولئك الذين لا يرضون أن يكونوا لبنة في بناء وإنما لا يقبلون إلا أن يكونوا البناء كله ... وهم من؟ بجانب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
الثانية: أن النبي صلى الله عليه وسلم يلفت نظرنا إلى خطورة وأهمية العمل الجماعي أو العمل الفريقي وأن الإنسان بنفسه لا يستطيع أن يشكل بناء ولكنه مع إخوانه يمكنه أن يفعل ذلك. المؤمن قوي بأخيه - عليكم بالسواد الأعظم - يد الله مع الجماعة. هذه القضية من الأهمية بمكان بحيث على المسلمين اليوم في عصر اتساع المعلومات وتراكمها أن يتخلى كل واحد منهم عن عقلية المنقذ ويندمج بالفريق وهذا يحتاج إلى تواضع شديد وتخل عن الأنا التي تهيمن اليوم على كثير من العقليات العلمية وللأسف.
الثالثة: أن البناء الفردي مهما كان جميلاً إلا أن أوجه النقص فيه لا بد أن تكون فادحة إذا ما قورن بالعمل الجماعي ولذلك كانت اللبنات المتكاملة والمتراصة مثالاً للبناء الجميل البديع القريب من الكمال.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 Jul 2010, 05:15 م]ـ
مقال جميل، وتحليل جيد لواقع كثيرين من الناس ..
وهذا مقال له صلة بهذا الموضوع: علاج الإسلام للنرجسية ( http://jmuslim.naseej.com/Detail.asp?InNewsItemID=139418)
وأعجبني فيه قوله: (ويبلغ إعجاب بعض علمائنا وأساتذة الجامعات بإنتاجهم العلمي الحد الذي لا يقرأون إنتاج زملائهم من العلماء، ويقصرون طلابهم على الاطلاع على مؤلفاتهم وحدهم دون سواهم.)(/)
حمل: المجموعة الثانية من كتب العقيدة ((5 شروح للعقيدة الطحاوية))
ـ[أبوأسامة ريان]ــــــــ[30 May 2006, 10:11 م]ـ
شرح الشيخ العلامة المحدث / عبدالعزيز بن باز
http://www.9q9q.net/index.php?f=ehdnom90
شرح الشيخ العلامة / صالح الفوزان
http://www.9q9q.net/index.php?f=9C7UvTSq
شرح الشيخ العلامة / عبدالعزيز الراجحي
http://www.9q9q.net/index.php?f=NQMpqo0y
شرح الشيخ / سفر الحوالي
http://www.9q9q.net/index.php?f=5A3HJhRP
شرح الشيخ / صالح آل شيخ
http://www.9q9q.net/index.php?f=mplwYVMj
ـ[يوسف الأمريكي]ــــــــ[01 Jun 2006, 03:48 م]ـ
السلام عليكم،
أحببْتُ أن أنبّه أن الشروح المذكورة أعلاه هي شروح أحادية البعد والمفروض أن نذكر شروح أخرى تلتزم بالنص أكثر من أن تكون مؤلفات جديدة تشرح مذهبا ما ... وهذا هو رأي والسلام عليكم ورحمة الله
يوسف الأمريكي(/)
الى الاخ التسميني
ـ[ابو الروب]ــــــــ[01 Jun 2006, 02:42 م]ـ
حاولت ان ارد عليك بالخاص ولكن لم استطع لا ادري ماهي المشكلة وعلى كل حال الجواب لا لان التسجيل مغلق واتمنى ان يفتحوه كي اتمكن من التسجيل والسلام عليكم
ـ[التسميني]ــــــــ[02 Jun 2006, 04:24 م]ـ
نسيت كلمة المرور للممشاركة فيه(/)
نحت الألفاظ وصناعة المصطلحات00000
ـ[ابو زيد]ــــــــ[01 Jun 2006, 05:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
أما بعد00
نحت الألفاظ وصناعة المصطلحات000 (مصطلح إسلامي نموذجا)
الإشكال هو عدم التفرقة بين الأسماء والمسميات، فقد تنشأ التسمية متراخية عن المسمى، فلا يعني عدم الاسم و نشوئه بعد ذلك لا يدل على عدم وجود المسمى، فالمسمى غالبا قبل الاسم، فكم من الأشياء/المسميات موجودة حين من الدهر لا أسماء لها، ثم يوجد لها الناس أسماء تدل عليها فهذا مما فطر عليه الناس وهو ابتكار الأسماء للأشياء.
فليس إطلاق الاسم على مسمى يناسبه بدع من القول بل أمر طبيعي فطري، فما بالنا ما إن يطرح لفظ /اسم، يناسب معنى/مسمى موجود ومتوافر فإذا بالنقد غير البناء الذي لا يقوم على أس متين من العلم، و إذ بالقضية تصبح وكأنها قضية القضايا من غير ما برهان و لا دليل ولا تحقيق علمي.
بل نرى تشنج عاطفي ينم عن طابع هجائي، وكل يستطيع أن يقول قولا كهذا، أما إيجاد تقعيد وتأصيل وتأنق في العبارة، فهذا مالا سبيل إليه، إلا أن يكون كل واحد منا طلعة في فن من الفنون خاصة العلوم التراثية يتقن مسائله ودلائله ومصطلحاته التي تخصه، مع إدراك قضايا عصرنا، ففقه الوقع مطلب شرعي.
فالأسماء و المصطلحات التي تطرح بإزاء هذا المعنى أو ذاك فهذا مما تتطلبه أي مرحلة من مراحل أمة تريد لنفسها العزة و الكرامة، فلا إشكال إذن في صناعة المصطلح المناسب لتصف به الأمة كل مرحلة من مراحل نضجها، وإن تبدأ في البدايات نقصان و تقصير فهذا مما لابد منه، فمراحل الطفولة يعتوروها الضعف غالبا و لكن ما أن تلبث مليا حتى تشب عن الطوق في فتوة و اكتمال.
فإن نحن ثربنا وأكثرنا الهجاء كالاعتراض على ما استجد من ألفاظ تصف يقظة الأمة (كمصطلح الصحوة الإسلامية، الأدب الإسلامي، الشريط الإسلامي، الفكر الإسلامي .... الخ) فإننا نحمل الموضوع أكثر مما يحتمل بل هذا هو الداء العضال، وهو عداوة الأمة لنفسها، فانتقاص مصطلحات كهذه فهو في حقيقة الأمر ينصب أصالة على المحتوى شاء فاعل ذلك أو لم يشائه.
وصناعة المصطلحات وهو أن تنشأ مصطلحات جديدة في أي ثقافة ما فهذا ما لا سبيل إلى إنكاره بل أمر طبيعي لا يمكن أن تنهض أمة إلا بصناعة معجمها الذي هو محتوى ثقافتها أي اللغة العلمية التي تعبر بها تلك الأمة عن ذاتها وهويتها وعلومها وتاريخها.
فأمتنا كانت في غياب وتغييب عن دينها وثقافتها فلما كتب لها أن تفيق وتستيقظ كان من حقها أن تعبر عن إسلامها في شموليته و كماله، وأنه الطريق الوحيد لحل أزمة العالم أجمع، فضلا عن الأمة الإسلامية ذاتها، وكان من المناسب أن تنحت من الألفاظ ما يناسب مرحلة استيقاظها.
فهذا الفن وهو صناعة المصطلح ظاهرة حضارية بل سمة فطرية فطر الله آدم عليها [وعلم آدم الأسماء كلها].
ونحن نعلم أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - مات و قد اكتمل النص القرآني و النص النبوي و هما النصان المركزيان في تأسيس العلوم كافة في الثقافة الإسلامية، فكل علم نشأ- في ظل هذان النصان الشريفان- له مصطلحاته التي تخصه بل ظهرت ألفاظ و مصطلحات لم تأتي في النصان الشريفان ولم يقلها الصحابة، و مع ذلك لم ينكرها فطاحلة العلم لأن دلالتها صحيحة، وأتت متوافقة مع ما أتت به الشريعة، فما موقفنا لو أن الشافعي بلور كتابه الرسالة في عصرنا و ما مصير الشاطبي لو ابتكر موفقاته في زماننا ونحن نعلم أن كتابهما مليآن بمبتكرات من الاصطلاح و دقائق من العلم تقصر هممنا أن تمثلها فضلا أن نبدع و نبتكر.
فهذا الإبداع و الابتكار من الشافعي و ألشاطبي فيما يخص الشريعة في صميمها أمر مما يحمد لهما.
فلما إذن ننكر مصطلحات معاصرة تعبر عن حالة أمتنا الراهنة في حال استيقاظها جذر تلك المصطلحات يضرب في عمق أصالتها، ولم يخرج عن قانون لغتها.
فإذا ما وسعنا النقد لكل ما يجد من مصطلح و لفظ بأسلوب هجائي من غير ما تحقيق فهذه سطحية فكرية مفرطة تنم أنا نجتر الكلام اجترارا، أما من كشف عن مصطلح مثقل بمضمون من المعنى لا استقامة فيه فهذا مطلب لا جدال في أهمية حصوله،وجودة مثل هذا النقد.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما إذا كان ديدننا الاستهزاء بمثل تلك المصطلحات فاستهزائنا أخطر مما تحمل تلك المصطلحات من أخطاء لو سلمنا جدلا بأن محتواها يحمل شيء من ذلك، فالأمر جد خطير فيما لو سحب هذا الحكم على كل لفظ لم ترد به الشريعة على أنه بدع من القول خاصة مصطلحات العلوم الصحيحة
ونحن نعلم أن (السلف لم يكرهوا التكلم بالجوهر و الجسم و العرض و نحو ذلك لمجرد كونه اصطلاحا جديدا على معان صحيحة، كالاصطلاح على ألفاظ العلوم الصحيحة، ولا كرهوا أيضا الدلالة على الحق و المحاجة لأهل الباطل، بل كرهوا لاشتماله على أمور كاذبة مخالفة للحق ... ). انظر/ شرح العقيدة الطاوية (ص/13)
فما هو الإشكال إذا كان اللفظ/المصطلح جديدا صحيحا يحمل معنا سليما؟!، أم هي عقدة الخوف من الجديد مهما كان بسيطا، أم هي اللوثة الفكرية التي يطرحها التيار اللبرالي النقدي الجديد و الذي يمثله كثر نذكر منهم على سبيل المثال أركون، والجابري، وحنفي، وجلال العظم ... وغيرهم في نقد التراث الذي يعدونه هو الأساس المعرفي الذي رجعت له الأمة عند استيقاظها، فكان لهم عدة منهجيات في كيفية التعامل مع الوقع الجديد وهو ظهور الصحوة الإسلامية، وتعامل مع التراث الذي يعدون الرجوع إليه نكسة وردة إلى الوراء، فكان ثمرة جهدهم الاتفاق على أنه يجب علينا تجاوز هذا التراث الذي يعبر عنه بأنه إسلامي، و أن نعلن موته، والانقطاع معه.
فالمصطلحات التي استجدت - إبان صحوة الأمة من رقدتها و رجوعها إلى الإسلام - لا مشكل فيها فإن ذلك مما تتطلبه المرحلة فكوننا لا نجد لهذه المصطلحات مثيلا في تراث الأمة قديما فإن يعود لطبيعة تلك المرحلة الماضية الزاهرة، فالأمة كانت صاحبة القيادة و السيادة فلا تحتاج إلى أن تصف شيء بأنه إسلامي مثل ما هو حاصل في زماننا هذا لأن الأمة كانت تحيى دينها في كل شيء فكانت لهذا الدين الهيمنة المطلقة على كل شيء فهو محدث التغير ومعطي التفسير.
فأما المرحلة المعاصرة التي تمر بها الأمة الآن فهيا مرحلة تحدي خطير من جهات متعددة ما هو داخلي ممثلا في شعارات (قومية، واشتراكية، ولبرالية، وإحداثية، وعلمانية) التي ظهر زيفها بعد عام 1967م فكان هذا التاريخ نقطة تحول في تاريخ الأمة في أن تطرح مشروعها الإسلامي على يد كثير من أبنائها الذين تكشف لهم زيف تلك الشعارات، ولعل سيد قطب – رحمه الله – نموذجا لمثل ذلك الجيل من أبناء الأمة.
فكان بدهيا أن ما كان يوصف بأنه قومي أو اشتراكي أو لبرالي أو حداثي أو علماني في ظل مثل هذا التحول أن توصف حيثيات المشروع الإسلامي بأنها إسلامية للبرهنة على الخصوصية، وصناعة هوية الأمة من جديد.
أما التحدي الخارجي فما هو إلا نموذجا يبرهن على مصداقية ما نذهب إليه من أصالة المشروع الإسلامي، فما إرادة الغرب الصارمة في وأده في مهده، إلا أدل دليلا على أنه يمثل التحدي الحضاري للمشروع الديمقراطي الغربي في كافة مجالات الحياة (في تصور الإنسان للكون و للإنسان ذاته و في تفاعل الإنسان مع الحياة في نشاطه المتعدد الأسري و الاجتماعي و السياسي والاقتصادي ... الخ) كل ما ذكر أتى الإسلام بما يشفي ويقنع، ويغني عن نتاج الحضارة الغربية، خاصة في مجال الدين والقيم، فلو صدق العزم منا لا أخرجنا من تراثنا كنوز من المعارف تحل مشاكلنا بل مشاكل عصرنا، نصفها بأنها إسلامية في استمدادها وفي تطبيقها، وما منازعة من ينازع في ذلك إلا هوى نفس غلب صاحبه، أو لم ينل من العلم ما يحقق به ما يرمي إليه.
وخاتمة ما قبل الخاتمة:
أن فتح سجالات باسم العلم أحيانا، أو الفكر أحيانا أخرى، مثل ما نحن بصدده فهذا مما نحن في غنا عنه، فالأولى بنا نحن شباب الأمة أن نعد أنفسنا إعدادا علمي رصين بعيدا عن مهازل الأفكار التي قد تم لفظها ردحا من الزمان أما اجترار الأقوال و الأفكار التي لا سمين فيها، فهذا مما ينبغي تجاوزه و الانقطاع عنه.
وختاما:
هذا والله أعلم و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا.
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[02 Jun 2006, 06:59 ص]ـ
أخي الكريم ..
لا بدّ من نحت لمسمىً ما، ولا بأس بنحت صحيح الدلالة!
ولكن الإعتراض على نحت مصطلح ما لأمر كان الله ورسوله قد جعل له اسماً .. ولا نختلف بأن استخدام المصطلح الذي أراده الله ورسوله أولى تأدباً وصحة وبلاغة! فمن حقي أن أُسمي مصرف، أو جهاز هضمي أو مذياع ... أو .. الفكر ...
لكن المشكلة أن أسمي الآية معجزة، أو الصلاة رياضة أو الزكاة تكافل اجتماعي .. أو الربا فوائد!!
و المصيبة أن نعبد ما ننحت فنقدمه، على قول الله والرسول ..
وشكراً لك!
ـ[ابو زيد]ــــــــ[02 Jun 2006, 03:08 م]ـ
اشكرك اخي خالد على مرورك
ولكن اخي لو قرأت مقالي بتمعن لعرفت ماذا اقصد
فإذا ما وسعنا النقد لكل ما يجد من مصطلح و لفظ بأسلوب هجائي من غير ما تحقيق فهذه سطحية فكرية مفرطة تنم أنا نجتر الكلام اجترارا، أما من كشف عن مصطلح مثقل بمضمون من المعنى لا استقامة فيه فهذا مطلب لا جدال في أهمية حصوله،وجودة مثل هذا النقد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Sep 2006, 06:02 ص]ـ
الأخ العزيز أبا زيد زاده الله علماً وفقهاً.
قرأت ما تفضلتم بكتابته جزيتم خيراً، ولي معه وقفات أرجو التكرم بالنظر فيها:
أولاً: الفكرة التي بنيتم عليها مقالكم فكرة سديدة، تدل على عقل رشيد، وسعة في التفكير. ولا أظنه يختلف معك فيها منصف إن شاء الله. والبحث عن المصطلحات المعبرة عن المضامين المستجدة لا غرابة فيها، وهي جزء من نهضة الأمم، وإنما الخلاف في استيراد المصطلحات من الثقافات الأخرى وترك المصطلحات الأصيلة في الثقافة الإسلامية بالنسبة لنا، فهي أولى وأدل على اعتزاز الأمة بهويتها وتاريخها وثقافتها.فالمصطلح المستورد ليس كلمة دالة على معنى فحسب، وإنما قد تكون كلمة محملة بمضامين أخرى غير المعنى المباشر حملته من تلك الثقافة التي صيغ فيها هذا المصطلح. والخلاف هو في تلك المصطللحات ذات البديل الإسلامي الذي يدل على المقصود، فنتركه ونستبدل به مصطلحاً مغايراً.
ثانياً: فكرتك جميلة، غير أن العربية التي كتبت بها مقالك مليئة بالأخطاء النحوية، فليتك تقوم من قلمك أقام الله بك الدين ووفقك لنصرة الحق، فإن الفكرة الصحيحة يقل حسنها ورونقها إذا صيغت بأسلوب كثير العثار، ونظر القارئ الحريص المدقق ينبو عند رؤية اللحن في النحو أو الإملاء. وهذا أمرٌ يقع فيه كثير من الأحباب عندما يكتفي في قراءته بكتب الفكر والثقافة ونحوها، ويفرط في كتب التأصيل العلمي في فنون العلم الأخرى، ولا سيما علوم الآلة المهمة كاللغة بفروعها والأصول.
ثالثاً: ما تفضل به الأخ خالد عبدالرحمن فيه حق، ولكنه يستخدم في سياق يدل على ضيق في النظرة إلى كثير من المصطلحات التي استعملها العلماء والكتاب المسلمون في كتبهم على مدى قرون متطاولة، ويراد أن تنتزع هذه المصطلحات من أقلامهم وكتبهم لمجرد وجهة نظر تدعي التعظيم للقرآن الكريم والسنة النبوية، وهذا مقصد حسن لو كان في سياقه وبطريقة علمية مقبولة، غير أنه يرد في مقام التهويش والاعتراض على ما لا اعتراض عليه، مع قصور شديد في النظر إلى العلوم الإسلامية نظرة شاملة عميقة.
نسأل الله أن يوفقنا دوماً للإنصاف والعدل في الأمور كلها والله الموفق.
ـ[ابو زيد]ــــــــ[21 Sep 2006, 02:01 م]ـ
أخي الفاضل الشيخ عبدالرحمن الشهري حفظك المولى:
1 - أشكرك على ما تفضلت به من وقفات لك الحق فيها كاملا.
2 - لكن إن من دواعي ما كتبته قراءة في بعض المنتديات حيث أن بعض كتابها يصوب سهام نقده لمصطلاحات لا غبار عليها يشكل استفزازي مثل (إسلامي، السلفية، مصطلحات أخر لا تحضرني الآن) فكانت كتابة هذه الكلمات التي يعتريها النقص و لابد.
3 - أما الأخطاء النحوية و غيرها فأنت محق بارك الله فيك و أسال الله أن يعلمني ما ينفعني فعثاري و عثار قلمي كثيرة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Sep 2006, 04:52 م]ـ
نفع الله بكم وبارك فيكم يا أبا زيد.(/)
الدورات العلمية لصيف 1427 - الرياض
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[01 Jun 2006, 10:20 م]ـ
الدورات العلمية لصيف 1427 - الرياض
الدروس العلمية الصيفية السادسة لفضيلة الشيخ الدكتور / عبدالله الجبرين بجامع الراجحي بشبرا - الرياض
http://www.saaid.net/Anshatah/dorah/1427/1.htm
الدروس العلمية الثالثة بجامع العثمان بحي الحمراء - الرياض
http://www.saaid.net/Anshatah/dorah/1427/2.htm
الدورة العلمية الثالثة عشرة بجامع شيخ الاسلام ابن تيمية بالرياض
http://www.saaid.net/Anshatah/dorah/1427/7.htm
الدورة العلمية لفضيلة الشيخ الدكتور عبدالعزيز السعيد في جامع الجلعود بالرياض بحي السويدي
http://www.saaid.net/Anshatah/dorah/1427/19.htm
دورة في المعاملات المالية المعاصرة في جامع البواردي في الرياض
http://www.saaid.net/Anshatah/dorah/1427/14.htm
الدورة العلمية الرابعة بجامع الراجحي بحي الجزيرة بالرياض
http://www.saaid.net/Anshatah/dorah/1427/17.htm
الدورة الصيفية لحفظ الجمع بين الصحيحين بالرياض
http://www.saaid.net/Anshatah/dorah/1427/24.htm
دورة الكتاتيب الرابعة بالرياض
http://www.saaid.net/Anshatah/dorah/1427/18.htm
للفتيات: الدورة المكثفة لحفظ القرآن في شهرين بالرياض
http://www.saaid.net/Anshatah/dorah/1427/25.htm
--------------------------------------------------------------------------------
للمزيد من الدورات ..
http://www.saaid.net/Anshatah/dorah/1427/index.htm
أخي الفاضل انشر الإعلان فالدال على الخير كفاعله
المصدر:اضغط هنا ( http://www.saaid.net/)
ـ[أبو ياسر]ــــــــ[02 Jun 2006, 02:56 ص]ـ
بارك الله فيك أبو حنيفة، وأدعو الإخوة الكرام الاستفادة منها.(/)
برنامج إحياء السنة النبوية - سنة السجود شكرا
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[02 Jun 2006, 06:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع (9) 4/ 5/1427
روى أبو بكرة رضي الله عنه قال: " أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
كان إذا أتاه أمر يسره أو بشر به خر ساجداً لله تعالى "
[سنده حسن]
وعن عبد الرحمن بن عوف أن جبريل قال للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
" إن الله ـ عز وجل ـ يقول لك: من صلى عليك صليت عليه، ومن سلم
عليك سلمت عليه .. فسجدت شكراً "
[رواه أحمد .. وهو حديث حسن]
عن سعد بن أبي وقاص ـ رضي الله عنه ـ، قال: خرجنا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم ـ من مكة نريد المدينة، فلما كنا قريبا من عَزوَراء نزلَ
ثم رفعَ يديه فدعا الله ساعة، ثم خرَّ ساجدا، فمكث طويلا، ثم رفع يديه ساعة
ثمّ خرَّ ساجدا ـ فعله ثلاثا ـ
وقال: " إني سألتُ ربي وشَفَعتُ لأمتي، فأعطاني ثُلُث أمتي،
فخررتُ ساجدا لربي شكرا، ثم رفعتُ رأسي، فسألت ربي لأمتي،
فأعطاني ثُلُث أمتي، فَخَررتُ ساجدا لربي شكراً، ثم رفعتُ رأسي،
فسألت ربي لأمتي، فأعطاني الثُلُث الآخر، فَخَررتُ ساجدا لربي "
[رواه أبو داوود]
وورد عن أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ أنه سجد حين علم بمقتل
مسيلمة الكذاب ..
وكذلك ورد عن كعب بن مالك ـ رضي الله ـ عنه في عهد الرسول
صلى الله عليه وسلم ـ أنه سجد لما بشر بتوبة الله عليه ..
وغير ذلك من الأحاديث والآثار.
لذا يستحب لمن تجددت عنده نعمة ظاهرة، أو اندفعت عنه نقمة ظاهرة
أن يسجد شكرا لله تعالى سواء خصته النعمة والنقمة أو عمت المسلمين ..
غير أنه لا يشرع السجود لاستمرار النعم ; لأنها لا تنقطع ..
فالعقلاء يهنون بالسلامة من العارض , ولا يفعلونه في كل ساعة
وإن كان الله يصرف عنهم البلاء والآفات , ويمتعهم بالسمع والبصر
والعقل والدين , ويفرقون في التهنئة بين النعمة الظاهرة والباطنة
كذلك السجود للشكر.
حكمه:
سنة عند أكثر أهل العلم.
صفته:
يكبر من يريد السجود دون أن يرفع يديه ويسجد سجدةً واحدة
يقول فيها ما يقوله في سجود الصلاة، ثم يكبر عند الرفع بدون تسليم ..
على قول جمهور الفقهاء. .
وبهذا يظهر لنا: أنه في سجدة الشكر لا تشرع تكبيرة للإحرام
ولا يشرع فيها التسليم ..
ولا يشرع (سجود الشكر) في الصلاة وإنما خارج الصلاة فقط ..
وعند جمهور العلماء يشترط في سجود الشكر ما يشترط في الصلاة
من حيث: الوضوء واستقبال القبلة وستر العورة وطهارة الثوب
وطهارة المكان ..
مأخوذة من:
http://www.enashir.com/blogs/eman
________________-(/)
حتى المقرئين لم يسلموا في العراق ..
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[02 Jun 2006, 06:19 م]ـ
إعدام الإمام الحافظ المقرئ 'العبيدي' بعد تعذيبه بكربلاء
مفكرة الإسلام [خاص]: ذكر مصدر طبي عراقي أن خمس جثث مجهولة الهوية تعود لعراقيين من أهل السنة تم العثور عليها في بغداد وكربلاء.
ونقل مراسل مفكرة الإسلام في بغداد عن مصدر في دائرة الإحصاء التابعة لوزارة الصحة العراقية أن خمسة جثث تم العثور عليها تعود لعراقيين سنة عليها آثار تعذيب واضحة وإطلاق رصاص في الرأس.
وقال مراسل المفكرة: إن الجثث عثر عليها في منطقة الشرطة الخامسة فيما عثر على واحدة تعود لرجل مسن يبلغ من العمر 73 عامًا على أطراف مدينة كربلاء الشيعية، واتضح فيما بعد أنها جثة الشيخ القارئ الحافظ إبراهيم العبيدي البصير، وهو أحد شيوخ القراء في العراق فاقد للبصر اعتقلته قوات من الداخلية العراقية قبل أيام من منزله شرقي بغداد بتهمة تمويل المقاومة العراقية.
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[13 Jun 2006, 05:44 م]ـ
إن لله وإنا إليه راجعون.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[14 Jun 2006, 06:32 م]ـ
يا رب:
الدين دينك فانتصر ***** واعصف بجبارٍ أشرْ
واجعل جموع المعتدي***** أعجاز نخل منقعر
ـ[أريام]ــــــــ[28 Jun 2006, 03:02 ص]ـ
اللهم امين اللهم امين اللهم لاتبقي ولا تذر
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[01 Jul 2006, 02:12 م]ـ
آمين.
ـ[سيف الدين]ــــــــ[01 Jul 2006, 03:24 م]ـ
اللهم العن الامريكان الذين احيوا الفتن في العراق(/)
بعض الوسائل المعينة على الاستيقاظ لصلاة الفجر (شارك بما عندك)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[02 Jun 2006, 07:50 م]ـ
الحمد لله الحليم الكريم رب العرش العظيم، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وسلم تسليما أما بعد:
ففي أيام الصيف هذه يشهد كثير من المساجد انحسارا شديدا، وفي أعداد المصلين في صلاة الفجر؛ لقصر الليل، ووقوع كثير من الناس في السهر المفرط ...
حتى إن كثيرا من الأخيار بلوا بهذا، ومنهم بعض الأئمة والمؤذنين، وهؤلاء أمرهم أعظم؛ لتعلق الأمانة بهم، وتأثير تقصيرهم على جماعة المسجد.
وفضل صلاة الفجر، والجماعة كبير، والتفريط فيها خطير، ولو لم يرد سوى هذين الحديثين لكفى وهما:
عن عثمان رضي الله عنه عن الرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صلى العشاء في جماعة، فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة، فكأنما صلى الليل كله». رواه مسلم.
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء، وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيها لأتوهما ولو حبوا، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس، ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار». متفق عليه.
وأضع بين يدي هذه الوسائل هذه القصص، والمواقف لبعض السلف والعلماء = لنرى كيف كانت عنايتهم بالفرائض، واهتمامهم بها:
الأولى:
في مصنف عبد الرزاق 1/ 526:
عن معمر عن الزهري عن سليمان بن أبي حثمة عن الشفاء بنت عبد الله قالت: «دخل عليَّ بيتي عمر بن الخطاب، فوجد عندي رجلين نائمين، فقال: وما شأن هذين ما شهدا معي الصلاة؟
قلت: يا أمير المؤمنين صليا مع الناس ـ وكان ذلك في رمضان ـ فلم يزالا يصليان حتى أصبحا، وصليا الصبح، وناما، فقال عمر: لأن أصلي الصبح في جماعة أحب إلي من أن أصلي ليلة حتى أصبح».
الثانية:
مصنف عبد الرزاق 1/ 527:
عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال: «كان إذا شهد العشاء الآخرة مع الناس صلى ركعات ثم نام، وإذا لم يشهدها في جماعة أحيا ليله، قال أخبرني بعض أهل معمر: أنه كان يفعله، فحدثت به معمرا قال: كان أيوب يفعله».
الثالثة:
قال أبو نعيم في حلية الأولياء 9/ 12:
حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا عبدالرحمن بن محمد، ثنا عبدالرحمن بن عمر، حدثني يحيى بن عبدالرحمن بن مهدي: أن أباه قام ليلة ـ وكان يُحيي الليل كله ـ، فلما طلع الفجر رمى بنفسه على الفراش، فنام عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس، فقال: هذا مما جنى عليّ هذا الفراش، فجعل على نفسه أن لا يجعل بينه وبين الأرض وجلده شيئا شهرين، فقرح فخذاه جميعا.
الرابعة:
قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 10/ 320:
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: سمعت أبا القاسم علي بن الحسن بن زكريا القطيعي الشاعر قال: سمعت أبا القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي يقول: سمعت عبيد الله بن عمر القواريري يقول: لم تكن تكاد تفوتني صلاة العتمة في جماعة، فنزل بي ضيف فشغلت به، فخرجت أطلب الصلاة في قبائل البصرة، فإذا الناس قد صلوا، فقلت في نفسي: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «صلاة الجميع تفضل على صلاة الفذ إحدى وعشرين درجة»، وروي «خمسة وعشرين درجة»، وروي «سبعا وعشرين» فانقلبت إلى منزلي فصليت العتمة سبعا وعشرين مرة، ثم رقدت، فرأيتني مع قوم راكبي أفراس، وأنا راكب فرسا كأفراسهم، ونحن نتجارى، وأفراسهم تسبق فرسي، فجعلت أضربه لألحقهم، فالتفت إلي آخرهم، فقال: لا تجهد فرسك فلست بلاحقنا! قال فقلت: ولم ذاك؟ قال: لأنا صلينا العتمة في جماعة.
الخامسة:
قال أبو نعيم في حلية الأولياء 6/ 183:
حدثنا إبراهيم بن عبدالملك ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا مروان بن سالم القري ثنا مسعدة بن اليسع بن قيس الباهلي عن سليمان بن أبي محمد ثنا غالب القطان أن أناسا أتوه في قسمة ميراث لهم، فقسمه معهم يومهم أجمع، حتى إذا أمسى آوى إلى فراشه، وقد لغب، فاتكأ على مسجد له، فغلبته عينه، فأتاه المؤذن يثوب، قالت له المرأة: ألا ترى المؤذن ـ يرحمك الله ـ يثوب على رأسك؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: ويحك ذريني فإنك جاهلة بما لقيت اليوم، قال: فثوب مرارا، والمرأة كل ذلك تبعثه ويقول لها ذلك ذريني حتى انتصف الليل، فقام فصلى، فلم يذكر كم صلى الإمام، ولا عرفه، فأعاد المكتوبة أربعا وعشرين مرة، ثم أخذ مضجعه، فرأى فيما يرى النائم أنه ينطلق من منزله إلى كربجة (1)، فوجد في الطريق أربع دنانير، ومعه كيس فيه ثلاثة أبواب فطرح الدنانير في باب من تلك الأبواب، قال: فلبثت غير كثير فإذا الدنانير ينشدها من يذكر الدنانير الأربعة ـ رحمك الله ـ مرارا، قال: فجعلت أتغامس عنه، ثم دعوته بعد ذلك، فقلت: يا صاحب الدنانير هذه دنانيرك، فذهبت لأفتح الكيس لأعطيه الدنانير فإذا الكيس قد تخرق وذهبت الدنانير!
فقلت: يا صاحب الدنانير إن دنانيرك قد ذهبت فخذ شراءها، فضبط بناحية ثوبي، وقال: لا أقبل إلا دنانيري بأعيانها، فاستيقظت، وهو آخذ بناحية ثوبي، فغدوت على ابن سيرين فقصصت عليه، فقال: أما إنك نمت عن صلاة العشاء الآخرة، فاستغفر الله، ولا تعد لمثلها.
قال سليمان، وأخبرني غالب القطان قال: ثم ابتليت بمثلها، فاتكأت على ذلك المسجد فإذن المؤذن، وثوب كل ذلك تبعثني المرأة الصلاة ـ يرحمك الله ـ فنمت إلى الحين الذي نمت فيه المرة الأولى، فقمت فصليت نحو ما صليت المرة الأولى، ثم أخذت مضجعي، فرأيت أني وأصحابا لي على بغال شهب هماليج، وأناس قدامنا على الإبل نيام في المحامل على فرش وطئة تحدوا بهم الحداة، وهم على رسلهم، وأنا وأصحابي مجتهدون على أن نلحقهم حتى بلغ جهدنا، فنادينا: يا معاشر الحداة مالنا على البغال الهماليج، وأنتم على الإبل على رسلكم، ونحن نجتهد فلا ندرككم؟!
فأجابتنا الحداة: إنا قوم صلينا في جمع صلاة العشاء الآخرة، وأنتم صليتم فرادى فلن تلحقونا، قال فغدوت على محمد بن سيرين، فحدثته، فقال: هو كما رأيته ...
حدثنا عبدالله ابن محمد بن جعفر ثنا عبدالله بن محمد بن عمران حدثني عمي أيوب بن عمران قال حدثت عن غالب القطان قال: فاتتني صلاة العشاء في جماعة، فصليت خمسا وعشرين مرة أبتغي به الفضل، ثم نمت فرأيت في منامي كأني على فرس جواد أركض، وهؤلاء في المحامل لا ألحقهم، فقيل: إنهم صلوا في جماعة وصليت وحدك.اهـ
[وللخبر روايات أخر تجدها في ترجمته من الحلية.]
السادسة:
في كتاب «جوانب من سيرة الإمام عبد العزيز بن باز» ص79:
في يوم من الأيام كان سماحة الشيخ على موعد بعد صلاة الفجر، فلم يصل في المسجد، وذهبنا بعد الصلاة إلى منزل سماحته، وانتظرناه، وقلقنا عليه، فخرج علينا، وسألنا عن الوقت، فأخبرناه بأن الجماعة قد صلوا.
وكان ـ رحمه الله ـ متعبا في الليل، ولم ينم إلا في ساعة متأخرة، وبعد أن قام للتهجد اضطجع فأخذه النوم، ولم يكن حوله أحد يوقظه، أو يضبط له ساعة المنبه، وبعد أن علم أن الناس قد صلوا صلى، وقال للأخوين الزميلين الشيخ عبد الرحمن العتيق، والأخ حمد بن محمد الناصر: هذه أول مرة تفوتني صلاة الفجر!
قلت: رحمهم الله، هكذا كانوا في الاجتهاد في العبادة، ومحاسبة النفس عند أدنى خلل، فزكت نفوسهم، وعلت هممهم، وبقي ذكرهم لمن بعدهم ..
فياليت شعري: من تفوته الصلاة هذه الأيام هل يحس بشيء من ذلك؟!
من طلبة العلم، والصالحين من يتخلف عن صلاة الفجر مرارا، وتكرارا، مع أنه لم يحيي الليل، ولا عشره، بل ولا عشر عشره!
ثم لا يتألم؟ و لا يحزن؟ وكأن شيئا لم يكن؟!
بل إنك ترى بعضهم قد أصبحت عنده عادة مستمرة يغيب مرة، ويحضر مرات، وإن حضر فمن آخر الناس حتى أصبح محل استغراب، وريبة من العوام!
وهذا جانب آخر من جوانب هذه المشكلة، فهذا الفاضل عندهم لا يوثق بكلامه، ولا علمه، ولا نصحه من هؤلاء العامة، وقد حدثت أن رجلا من العامة كان يعالج أبناءه على صلاة الفجر، فأغلظ على أحدهم مرة في إيقاظه، فقال الولد: [بالعامي] (لا تشغلني رح انصح المطوع أول!) وكان إمامهم كثير التخلف عن صلاة الفجر.
ولندخل في بعض الوسائل المعينة على الاستيقاظ لصلاة الفجر:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - من أهم الوسائل على الإطلاق تقوى الله، والاهتمام بأمر الصلاة في الجماعة، فإذا اهتم المسلم بأمر الله الصلاة في الجماعة سيجد ـ بإذن الله ـ سهولة كبيرة في الاستيقاظ للصلاة، وهذا أمر مجرب فالذي يهتم بشيء قد لا يستغرق في نومه من أجل ذلك، وهذا ظاهر حتى في الأطفال إذا وعد برحلة في الصباح = استيقظ قبل أهله،وقبل الموعد من غير أن يوقظه أحد.
2 - النوم مبكرا، وكثير من الناس يعرف الحد الذي يستطيع معه أن يستيقظ، وإذا تجاوزه نام عن الصلاة، فهذا لا يجوز له أن يسهر إلى الحد الذي يقع معه الخلل في هذه الفريضة.
3 - استخدام وسائل التنبيه كالساعات المنبهة، والجوالات وغيرها ... وبعض الناس يشتكي من ثقل نومه فلا يسمعها، وبعضهم يشتكي أنه ربما أغلقها من غير شعور ... ثم عاود النوم ...
وهناك بعض الأفكار لتقوية صوت المنبه منها:
أن تضع هذا المنبه في قِدْرٍ، أو تقلب هذا القدر، وتجعل المنبه على ظهره، فسيزيد هذا الصوت، وكذلك الهاتف الجوال ضع مع الجرس ميزة الاهتزاز، وضعه على ظهر القدر، وإن كان في الغرفة (سراميك)، واخترت قدرا قديما متمايل الأطراف = فسيصبح الصوت كالزلزال، ويوقظ الجيران!
أما من كان يغلقها من غير شعور، فيمكن أن يستخدم عددا من المنبهات، ويغاير بين أوقات تركيبها، فيجعل بينها عددا من الدقائق، وكذلك يغاير بين مواقعها.
4 - الاستفادة من تقنية التبريد في أيام الصيف الشديد فبعض المكيفات (السبلت) فيها ميزة ضبط الوقت في التشغيل والإغلاق؛ فيمكن ضبطه على الإغلاق قبل موعد الاستيقاظ بنصف ساعة أو أكثر.
والمكيفات التي لا توجد بها هذه التقنية يمكن أن يوضع جهاز صغير لها يسمى بالإنجليزية (تايمر)، وفكرته أنه يركب في (فيش) الجدار، ويَضبط عملية التشغيل إلى 12 ساعة، فمثلا نمتَ الساعة الواحدة ليلا، وتريد الاستيقاظ الساعة الثالثة، ضعه على رقم اثنين، فسيعمل المكيف لمدة ساعتين ثم ينطفئ بعدها مباشرة، وهكذا.
والحر كفيل بتخفيف حدة النوم إن لم يوقظك قبل أن يدق جرس الساعة.
5 - من الوسائل التكثير من شرب السوائل قبل النوم، وعدم دخول الخلاء، فسيوقظك الحسر بلا ساعة، وبالتجربة ستعرف القدر، والمقدار الذي يساعدك على الاستيقاظ في الوقت المناسب.
6 - قد يضطر الإنسان أحيانا لسهر بغير إرادته لظرف، أو آخر، فيصل لوقت يظن أنه لا يستطيع أن يستيقظ معه ... فالحل أن يغير مكان نومه، وفراشه فينام مثلا على الأرض من غير فراش، أو من غير وسادة في غير غرفة نومه ... ونحو ذلك من التغييرات التي تطرد الاستغراق في النوم وتسهل عملية الاستيقاظ.
هذا الذي سنح بالبال الآن، ولعل في بالك زيادة ...
والله أعلم وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه.
---------------------
(1) الكربج: الحانوت. قاموس.
ـ[ابو الروب]ــــــــ[02 Jun 2006, 11:43 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع المميز وسدد الله خطاك واني احبك في الله واعذرني ان سالتك لاني اريد اجابتك خاصة ماهي افضل طريقة لدراسة كتاب الله عز وجل وفقك الله لكل خير
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[04 Jun 2006, 12:09 ص]ـ
أحبك الله الذي أحببتني فيه، وجزاك خيرا، وتخصيصي بالسؤال ـ حفظك الله ـ من حسن ظنك الذي جاء في غير محله، فالمنتدى يغص بالمشايخ، وطلبة العلم الفضلاء ممن هم أكثر علما، وأكبر سنا؛ فلعلك أخي الكريم تجعل السؤال عاما في المنتدى العلمي للتفسير ...
ـ[ابو الروب]ــــــــ[05 Jun 2006, 12:18 ص]ـ
جزاك الله خير اخي عبدالرحمن وان شا الله ننفذ امرك
ـ[أريام]ــــــــ[21 Jun 2006, 04:59 ص]ـ
كلام جميل جدا ومفيد لم تدع لنا مجالا للمشاركه جزاك الله خيرا
ـ[عبدالله بن عيدان الزهراني]ــــــــ[21 Jun 2006, 06:44 ص]ـ
ومن الوسائل أيضًا:
1 - الحرص على آداب النوم: كالنوم على طهارة، وأداء ركعتين بعد الوضوء، والمحافظة على أذكار النوم، والاضطجاع على الشق الأيمن، ووضع الكف الأيمن تحت الوجه، وقراءة المعوذتين في الكفين ومسح ما استطاع من الجسد بهما، وغير ذلك من الآداب.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - بذر الخير يورث تتابع الخيرات: فمن نام عقب أداء طاعة من صلة رحم، أو بر والدين، أو إحسان إلى جار، أو صدقة سر، أو أمر بمعروف، أو نهي عن منكر، أو سعي في حاجة مسلم، أو قيام ليل؛ كافأه الله بأن يكون ممن يشهدون الفجر.
3 - عدم الإكثار من الأكل والشرب: فإن كثرة الأكل تولد ثقلا في النوم، بل حتى الطاعة تقلّ، والخشوع يذهب؛ لأن من أكل كثيرا شرب كثيرا فتعب كثيرا فنام كثيرا فغفل كثيرا فخسر كثيرا.
4 - البعد عن المعاصي في النهار: وذلك بحفظ الجوارح عما لا يحل لها، بالبعد عن النظرإلى الحرام، وسماع الحرام، وكذلك معاصي اللسان وسائر الأعضاء، فمن نام على معصية ارتكبها من غيبة مسلم، أو خوض في باطل، أو نظرة إلى حرام، أو خلف وعد، أو أكل حرام؛ عوقب بالحرمان من شهود الفجر، لأن من أساء في ليله عوقب في نهاره ومن أساء في نهاره عوقب في ليله!.
5 - تذكُّرُ عاقبة الصبر: فمن عرف حلاوة الأجر هانت عليه مرارة الصبر، والعاقل الفطن له في كل ما يرى حوله عبرة، فمن سهر الليالي بلغ المعالي، ومن استأنس بالرقاد استوحش يوم المعاد " ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة ".
6 - استشعار أن عظيم الأجر لمن حضر الفجر: فقد ثبت في صحيح البخاري عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فنظر إلى القمر ليلةً ـ يعني البدر ـ فقال: " إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ثم قرأ: (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها) " زاد مسلم: " يعني العصر والفجر".
قال العلماء: "ووجه مناسبة ذكر هاتين الصلاتين عند ذكر الرؤية، أن الصلاة أفضل الطاعات فناسب أن يُجازى المحافظ عليهما بأفضل العطايا، وهو النظر إلى الله تعالى ".
7 - الدعاء: فمن توجّه إلى الله الكريم سبحانه بصدق لم يخيّبه، ومن ألحّ في الطلب بلغ الأرَب.
8 - عدم اليأس من تكرر نوم الشخص عن صلاة الفجر، فهو مطالب بالمجاهدة والمصابرة، والأعمال بالخواتيم.
" اللهم أعنّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ".
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[21 Jun 2006, 10:02 ص]ـ
بارك الله فيكم وفي جهودكم , والحق أن الإضافة بعد هذه الكتابة صعبة جداً لكن هناك مشكلة لا بد من الوقوف عندها وعدم الإستسلام لها ألا وهي السهر ففي القديم كان الآباء والأجداد كما يقولون لا يترك أحد منهم ممن وجبت عليه الصلاة صلاة الفجر إلا لظروف قاهرة كما نقول إما مرض أو غلبة نوم في القليل النادر وهذا يكون في عامة الناس بل وفي المقصرين في ذلك الزمان أما أهل الصلاح والدين فلا يكاد يخطر على البال وكما يعلم الجميع بأن المعين بعد توفيق الله في هذا هو النوم مبكراً؛ فكثير من الصالحين اليوم يكثر من لوم نفسه ومجاهدتها ووضع جميع الوسائل ليستيقض والنتائج سلبية جداً بل إذا تعجب منه شخص حين يداوم على الإستيقاظ لأيام يقول لا تتعجب فقد بدأت بالنوم مبكراً ثم لا يلبث أن يعود إلى عادته القديمة.
وصحيح أن بعض الناس يقوم متى أراد ويكفيه النوم القليل لكن غالب الناس ماحالهم , فلا بد من وقفه جادة في موضوع السهر المفرط في هذا الزمن خاصة في الإجازات , وقد اصبح الآن من يداوم على النوم مبكراً كأنه مغترب وحيد في هذا الزمن.
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة. وياليتنا نقلد الغرب في هذه العادة الطيبة.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[21 Jun 2006, 01:24 م]ـ
الإخوة الكرام الفضلاء وفقهم الله
جزاكم الله خيرا على التعليق والإضافة.(/)
لقاء مع الكاتب محمد يوسف المليفي
ـ[سلسبيل]ــــــــ[03 Jun 2006, 10:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقاء مع الكاتب محمد يوسف المليفي
ضع سؤالك هنا أو هناك وسيتم رد الكاتب عليه بإذن الله تعالى
http://www.alhedayh.com/vb/showthread.php?p=61575#post61575(/)
مع بداية الإجازة الصيفية الشيخ الخضيريلقي دروساً في المحرر
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[04 Jun 2006, 02:52 م]ـ
-----------------------------------------------------
فرصة ذهبية لطلاب العلم في المدينة النبوية ..
الشيخ عبد الكريم الخضير يلقي دروساً من الجامع من المحرر لابن عبد الهادي ضمن فعاليات الدورة الصيفية التي ينظمها جامع (البلوي) في المدينة النبوية، بعد صلاة العصر لمدة خمس أيام أبتداءً من يوم السبت 7/ 5/ 1427هـ.
ونبشر إخواننا طلاب العمل في كل مكان أن الدروس تبث عبر موقع البث الإسلامي ..
فلا تفوتكم هذه الفرصة .. وهاهي الإجازة الصيفية قد فتحت أبوابها لطلاب العلم ليستغلوها في ما ينفعهم .. وليتزودا من العلم النافع والعمل الصالح وليتفقهوا في الدين .. فكن كيساً فطناً محافظاً على وقتك في أيام هذه الإجازة ..
__________________
المكتب العلمي لفضيلة الشيخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير
الرياض ص. ب 124938 الرمز البريدي 11771
ت / 096612355522 ... ف /096612355533
البريد الالكتروني khodir@gawab.com
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[05 Jun 2006, 03:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
إلى الأستاذ الكريم / ابن الشجري ... "أما آن"
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[04 Jun 2006, 06:38 م]ـ
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وبعد،
فإني أكتب إليكم بيراع الشوق كليماتٍ معدودةٍ نَضَخَها قلبٌ محبّ طالما تهلّلتْ أساريرهُ وانقبضتْ لواعجه وتبدّدَ حزنه المُمِضّ في أفياءِ حدائقكم النضرة وبساتينكم الغنّاء.
أخي الأديب ... إنّ النفوسَ بجبلتها البشرية معرّضة للسّأم والملل، وإني لأراها تجدُ لها متنفّسا في ظلال الأدب والشّعر حيث يحلّق بها الخيال بعيدا عن صَخَبِ الحياة وكدرها، هناك حيث الرياض الفوّاحة والبلابل الصّداحة، هناك حيث تخفّ أثقالُ العقابيل الرابضة على الصدور فيصبح للهواء معنى جديدا! هناك حيث الابتسامة المشرقة والدّمعة الصادقة .. وما هذه الحياة إلا دموعٌ وابتسامات!
أخي الأديب .. لقد أطلتَ الغياب فهلا رحمْتَ قلوب الأصحاب والأحباب! أما آن للصباح الجميل أن يزجي نسائم الأدب والشعر!
آما أن للمسافر أن يحط ركابه ليستريح من وعثاء السفر!
أما آن لك يا أخي أن تُشرِق بكلماتٍ من نور نطمئنّ بها عليك وإني لمنتظرٌ وإنا لمنتظرون!
والسلام،،،
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[04 Jun 2006, 07:32 م]ـ
أضم صوتي لصوتك يا عمار، فلقد طال البعد بابن الشجري، وياليته يجدد العهد.
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[09 Jun 2006, 06:02 م]ـ
.
أما إني لن أقول لكما كما قال أبن القم اليمني:
قالوا هجرت الشعر قلت ضرورة=باب البواعث والدوعي مغلق
ذهب الكرام فلا كريم يرتجى=منه النوال ولا مليح فيعشق
لكني قائل ما قال الصالحون الأولون، صبر جميل والله المستعان.
إلى الله الملتجأ والمهرب، هو الله رب المشرق والمغرب
أناس أمّلوا فيك فما كنت لما أمّلوا
ورغبوا فيما عندك فطال عليهم الأمد فملّوا أو أوشكوا
ظنوا بك الإحسان ولو علموا لتقنعوا
ورأوك تتشبع بالأشجار فلم يقنعوا.
أأشكو الزمان أم أعاتب الإخوان والخلان ..
فما فعل الزمان ... والآخرون فما أجرموا.
إن شكاية الزمان مشجب كل متعلق منه بسبب فمستقل ومستكثر
غير أن الموفق من صمد في كل أمره للواحد الصمد
وعلم أنه في جهد وجهاد فلمن يلتفت وقد خلق في كبد.
لقد قام الجاحظ بما ترك الأول للآخر فما غادرها حتى عالجها بما عجل منيتها، إلا أنه نسي مانعم به الأولون من فسحة الزمان، وما درجوا عليه من تغرب للعلم عن الأوطان، ونسي ما أعطوا من صفاء الذهن وسكون الدار، وهجود الليل وحياء الجار، وهذا مالا يستطيع أن يطوح به ألف جاحظ مع جاحظ التبيين والبيان، فكم تركوا لنا من عوائق مقلقة، وكم تركوا لنا من علائق مشغلة.
إن السائل ليسألك من مال الله فيسد عليك الطريق، ويتملق بين يديك تملق الغريق، فتخنقك العبرة إن لم تجد ما تسد به جوعته
فكيف إذا سألك صاحب لك في الطريق، من حديث هو أقدر عليه منك وأجدر بالبريق، غير أنه يحبه منك ويستبطئ غيبته.
رحماك رب
فهاهي نفوس زكية لا زالت تعشق حر الكلم ونظم الحرف وجرس الخاطر، الذي يلامس شغاف قلوبها فيدعها تهيم له وبه ومعه في خيال يروح عناء قلوبها، من وصب الحياة وجدها المقلق.
أعمار أتدري ما صنعت؟
لكأنما سقت جحافل العبرات
وناديت بي من منى أو عرفات
وذكرتني سنين العبرات والنظرات
وصوبت سهام كل دعوة نحوي حتى جعلتني من أمري في أحراج لصاب
وخلقت في صدري تهاتفا بين المعاني والألفاظ الصلاب
فتشاجرت واشتجرت لتتهادى بما تحمله من معنى كريم يليق بك وبأخي الطيار
فماذا عساي أن أصنع
وكيف للحرف أن يخشع
وهل بعد هذا الود له من مرتع
إلا سفه الدمع مدرارا من أربع
وتهاديه مختالا كأنما يرفل في ثوب ابن المقفع
غير أن الكريم لايكفيه من تكرمه عجزه
والمستضيف لا يرضى من مضيفه إلا (أصوله وفرشه)!
فوالله إني أحب الكرم والكرام
ومثلكما حرى أن يكرم ياكرام
فإشارتكما أمر تشريف
لا يسع معها عصيان أو تسويف
فالله المسؤل أن القاكم بماتحبون دون تطفيف
إن حديث الدموع عمارا هو عمار الأدب
فلربما انخنقت الدمعة فتعجل صاحبها العطب
ولربما سحها فكانت عبرة من فرح أو غضب
فكم من لفظة شريفة تحيل الجون إلى الشَهب
ومعنى خفي لا ينقضي منه العجب
وأراك تضرب في أفياء الأدب بسبب أيما سبب
فعلام قصدتني وأنت تعلم أن النخل سُلُب
ولم استنهضتني وأنا رجل لي بعير قد نَقِب
فلعمري لآتينك بماتحب وإن كان حبوا على الهدب
ولله درك حين أرسلتها مثلا (وهل الحياة إلا دموع وابتسامات) أعز من النشب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* غفر الله لك ولأخي الكريم د/ مساعد الطيار على هذه اللفتة الكريمة، التي تبعث في النفس الأمل وتحيي فيها ما وئد، والتي لولاها ومثلها لتعثرت الخطى، فكم من علم دفين مع صاحبه ضن به يوم أن هان عند الناس، وكم من كلمة شاعرة حبست في صدر صاحبها، يوم أن لم يجد من يتفهمها أو يستطيب جرسها، وإني يعلم الله منذ اطلعت على ماسطرتماه لفي هم من أمري، لا لعجز أو عزوف عن الرد، أو تلطف بعبارة تذكر باطلاع على هذا الود، لكنها كانت حسرة لا يعلمها إلا الله من وجود أناس أكفاء ينظرون لما صنعت بعين كرم وتلطف، ويترقبونه وينشدونه ثم أنت بما جريات الحياة تتلفف، فهل هناك أعز من العلم والأدب، وهل هناك أكرم من أن تجد ساحة نقادها علماء من أهل الأدب.
وأستغفر الله لي ولكم من ذنوب ألسنتنا ومانجترحه، فو الله إن المرء ليتأثم من ساعات يقضيها في غير ماليس من متين العلم، إلا أنا نتطلع إلى رحمة الله ونحتسب هذه الساعات من المباحات
وإلا فلو حقق المرء لعلم أن خير ماصرفت له الأعمار هو ماكان خالصا للواحد القهار، الذي هو أهل أن يتصرم العمر بكل لحظاته في ذكره وعبادته
ولي مقال ضمنته أمور من جملتها هذا المشهد، وسبب غياب درر القصائد والمقامات الأدبية عن تمجيد الله والثناء عليه وغير ذلك.
عنونته (بعث الفكرة)
أسأل الله أن يسهل على الخاطر تنقيحه وطرحه حتى نفوز بالأجر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[11 Jun 2006, 09:23 ص]ـ
اللهم اغفر لأخي ابن الشجري وبارك له في علمه وعمله ويسر له الخير حيثُ كان واجعله من السّعداء في الدنيا والآخرة.
اللهم آمين.
ولي عودة إن شاء الله،،،(/)
التورق
ـ[محمد على بيومى]ــــــــ[04 Jun 2006, 10:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
ايها الاحباب لقد قام احد زملائي بالتسجيل في موضوع التورق فارجو من حضراتكم اذا كان لدى احدكم علما عن اي كتب تخص هذا الموضوع ان يدلني على مكانها وان كانت لديه على ملفات ووردان يبعثها لي ولكم جزيل الشكر والسلام عليكم
ـ[معروفي]ــــــــ[07 Jun 2006, 09:56 م]ـ
أخي الكريم:
يمكنك الدخول إلى محركات البحث في الإنترنت و البحث في موضوع التورق، و لي بحث مفصل
في التورق المصرفي لم أنشره بعد.
أخوكم / المعروفي
ـ[محمد على بيومى]ــــــــ[05 Sep 2006, 12:56 م]ـ
السم عليكم اخى الكريم
الرجاء منكم اذا نشرتموه على النت او كتاب اعلامنا لنحصل على نسخه منه مع تحمل اى تكاليف ماديه لارساله ولكم جزيل الشكر يا اخى(/)
في شبكة الفصيح / لنشر ملخص رسالة الماجستير والدكتوراه في المجلات العربية والإسلامية
ـ[حمدي كوكب]ــــــــ[05 Jun 2006, 02:33 ص]ـ
قرأت هذا الموضوع في شبكة الفصيح لعلوم اللغة العربية
وأضعه هنا حتى ينفع الباحثون والدارسون:
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=12166
ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[23 May 2008, 11:38 ص]ـ
دنيا صغيرة يا سيد حمدي كوكب من الفصيح الى أهل التفسير
سلامي لكم من بيت المقدس الأسير.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[23 May 2008, 03:08 م]ـ
ليت الفصيح قد أعجم كم تذللنا للفصيح الذي يريد تقليم أظافرنا والحلق لنا زيرو ليتفضل بقبول التسجيل} {نفثة مصدور حاول الولوج إلى الفصيح فيهدم كل مرة معلومات التسجيل} رضينا بحالنا بعيدا عن الفصيح، وقديما قالوا بمصر " الفرخ الفصيح من البيضة يصيح" بسمة(/)
وكل يدعي وصلاً بليلا ............ (هل أنت من أصحاب الهمة العالية؟)
ـ[سيف بلا غمد]ــــــــ[05 Jun 2006, 07:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين
نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
أما بعد ...
فإن الهمة العالية خصلة شريفه وخلة حميدة وخلق رفيع وأدب سامٍ تعشقها قلوب الكرام
وتهفو إلى اكتسابها نفوس الأبطال
والناس إنما تعلو أقدارهم وترتفع منازلهم بحسب أنصبتهم من علو الهمة وشرف المقصد
فمن علت همته اتصف بكل جميل ومن دنت همته اتصف بكل خلق رذيل
فالنفوس الشريفة لا ترضى من الأشياء إلا بأعلاها
والنفوس الدنيئة تحوم حول الدناءات وتقع عليها
والهمة العالية لا تزال بصاحبها تضربه بسياط اللوم والتأنيب وتزجره عن مواقف الذل واكتساب الرذائل وحرمان الفضائل حتى ترفعه من أدنى دركات الحضيض إلى أعلى مقامات المجد والسؤدد
والهمة العالية – أيضا – ترفع القوم من السقوط
فتبدلهم بالخمول نباهه وبالحطة رفعة
وبالاضطهاد حرية وبالطاعة العمياء شجاعة أدبية
ذلك أن علو الهمة تستلزم من صاحبها الجد و الإباء
و نشدان المعالي و الترفع عن الدنايا و الصغائر ومحقرات الأمور
وإن مما يلاحظ على أمة الإسلام في عصورها المتأخرة دنو الهمم والرضا بالدون
والقعود عن معالي الأمور والاشتغال بالسفاسف والمحقرات
وذلك على مستوى الأفراد و الجماعات إلا من رحم ربك وقليل ما هم
ولهذا أصبحت ألامه غرضاً لأعدائها الذين تسلطوا عليها وجاسوا خلال ديارها فساموها سوء العذاب
من بعد كانت عزيزة مهيبة الجناب فهوت من عليائها ونزلت من شامخ عزها
ولقيت صغاراً بعد شمم وذلاً بعد عزة وجهلاً بعد علم وبطالة بعد نشاط وتقاطعاً بعد ائتلاف
وكادت أن تشرف على حضيض التلاشي و الفناء
فما أحوجنا – نحن المسلمين – أفراداً وجماعات – أن نرجع إلى ديننا وأن نعلي هممنا حتى يعود لنا مجدنا السليب وعزتنا المسروقة
و إن مما يعين على أن تُذكى معاني الهمة وأن تحرك في النفوس
قراءة ومتابعة سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فلا تعرف الأرض همة أعلى من همته
ولم تظل السماء رجلاً اشرف مقصد وأنبل مراد من رسولنا عليه الصلاة والسلام
وكذلك سيرة الصحابة رضوان الله عليهم وسيرة سلف الأمة الصالح رحمهم الله
وجمعنا الله وإياهم في الفردوس الأعلى من الجنة انه ولي ذلك والقادر عليه
اللهم آمين
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين(/)
مختصر حول الزينة من خلال فتاوى العلماء
ـ[همس الحرف]ــــــــ[06 Jun 2006, 07:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه بعض الفتاوى المختصرة في الزينة منسوبة لقائليها كتبتها ارجو النفع بها عند الله
المسألة
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه بعض الفتاوى المختصرة في الزينة منسوبة لقائليها كتبتها ارجو النفع بها عند الله
المسألة
الدف للرجال محرم قول الجمهور ابن رجب
التصفيق للتشجيع لابأس به ابن عثيمين
ذهاب للكوافيره الاصل للجواز مالم الذهاب للكوافيره الاصل للجواز مالم يقتض امرا محرما
محمد صالح المنجد
استخدام حمر الشفاه جائز مالم يقتض ضررا ابن عثيمين
قص المرأة شعرها جائز بشرط الايشبه الرجال ولاالكافرات
الطريري/ ناصر العمر
الصبغ بالسواد فيه خلاف والراجح التحريم ابن باز
الاظافر الصناعية والرموش الصناعية والعدسات الملونة محرمة اللجنة الدائمة للإفتاء
تهذيب اللحية وتخفيفها محرم
ابن باز
لبس خاتم البلاتين للرجال جائز ابن عثيمين
ابن عثيمين
صبغ الشعر بلون مشابه للبشرة جائز ابن عثيمين
ابن عثيمين
عمليات تبييض البشرة لإزالة عيب جائز وللتجميل حرام
محمد صالح المنجد
العدسات الملونة جائزة ابن عثيمين
ابن عثيمين
قص الرجل حاجبيه محرم
ابن باز
العطرو الكحوليةالنسبة القليلة لابأس بها وإن كانت كثيرة فالأولى اجتنابها ابن عثيمين
ابن عثيمين
استعمال زيت الحشيش إن كان يسكر ويمنع بيعه فهو محرم
عبد الله المطلق
ازالة الشعر بين الحاجبين جائز
اللجنة الدائمة للإفتاء
تجعيد المرأة شعرهاجائز
ابن عثيمين
استخدام الطيور المحنطة جائز
حمزة الفعر
برد الأسنان المتراكبة جائز
ابن عثيمين
استعمال المواد الغذائية للتجميل لابأس به وغيرها أولى ابن عثيمين
ابن عثيمين
تشقير الحواجب جائزعند ابن عثيمن ومحرم عند ابن جبرين
لبس الكعب العالي محرم
ابن باز
تقشيرالوجه محرم
محمد الختار الشنقيطي
لبس الضيق أمام النساء محرم المشيقح
خالد المشيقح وهو قول عامةالعلماء
إزالة المرأة لشعر اليدين والساقين جائز
ابن عثيمين
العمليات التجميلية لإزاة عيب جائز ولزيادة الجمال محرم
ضابط مهم في الزينة
زرع الشعر للأصلع جائز
ابن عثيمين(/)
جدول دورات ومحاضرات الشيخ د. عبدالكريم الخضير في الصيف 1427
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[07 Jun 2006, 06:01 م]ـ
جدول محاضرات ودورات الشيخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير في الصيف عام 1427
*************************
1. اليوم:السبت 7/ 5 ... الوقت: العصر ... المدينة:المدينة المنورة ... جامع البلوي ... الكتاب: الجامع من المحرر ... المدة:5 أيام
*************************
2. اليوم: السبت 14/ 5 ... الوقت: العصر ... المدينة:الدمام ... جامع الدعوة الكتاب: بلوغ المرام ... المدة: 6 أيام
*************************
3.
الدورة العلمية الصيفية الثانية (((دورة السنة)))
لفضيلة الشيخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله.
من يوم السبت الموافق 21/ 5/1427 الى يوم الخميس 3/ 6/1427
وذلك في جامع الامام محمد بن عبدالوهاب في الرياض في حي السلام.
الدروس
الفجر
الدرس الأول: ألفية العراقي ..
الدرس الثاني " شرح مقدمة صحيح مسلم.
العصر:
شرح مقدمة سنن ابن ماجه.
المغرب:
شرح رسالة أبي داوود لأهل مكة.
*************************
4. اليوم:السبت 19/ 6 ... الوقت:العصر ... المدينة:الطايف .... تفسير سورة الحجرات ... المدة:3 أيام
*************************
5. اليوم:الثلاثاء 22/ 6 ... الوقت:العصر ... المدينة:جدة ... جامع بغلف ... شرح لامية شيخ الإسلام ... المدة:3 أيام
*************************
6. اليوم:السبت 26/ 6 .... الوقت:العصر .... المدينة:مكة .... جامع ابن باز ... الكتاب:إكمال المحرر ... المدة:أسبوعان
*************************
7. اليوم:السبت 11/ 7 .... الوقت: العصر .....
المدينة:بريدة .... جامع الخليج .... الكتاب: جامع الترمذي .... الوقت
: العشاء ... الكتاب: تنقيح الأنظار .... المدة:أسبوعان
*************************
8. اليوم:الخميس 16/ 7 .... الوقت:المغرب .... المدينة:عنيزة .... عنوان المحاضرة: لقاء مفتوح
*************************
9. اليوم:الخميس 23/ 7 .... الوقت:المغرب .... المدينة:المذنب .... عنوان المحاضرة: تفسير سورة النصر
*************************
10. اليوم:السبت 25/ 7 .... الوقت:العصر .... المدينة:المدينة المنورة .... جامع عبد اللطيف آل الشيخ .... الكتاب:تقريب الأسانيد .... المدة:أسبوعان
*************************
11. اليوم: السبت 9/ 8 .... الوقت:العصر .... المدينة:الرياض .... جامع الراجحي الجديد .... الكتاب:القواعد الكلية ... المدة:5 أيام
*************************
12. اليوم:السبت 16/ 8 .... الوقت:العصر .... المدينة:الدمام .... جامع الدعوة .... الكتاب: بلوغ المرام .... المدة:أسبوع
*************************
13. اليوم:السبت 23/ 8 .... الوقت:المغرب .... المدينة:الرياض .... جامع الصانع بالسويدي .... عنوان المحاضرة: أحكام الصيام
*************************
14. اليوم: الأحد 24/ 8 .... المغرب:المغرب .... المدينة:الرياض .... جامع رياض الصالحين بالمروج .... عنوان المحاضرة: أحكام الزكاة
*************************
15. اليوم:الثلاثاء 26/ 8 .... الوقت:المغرب .... المدينة: الرياض .... جامع الزبير بن العوام بخشم العان .... عنوان المحاضرة: مسائل وإشكالات في الصيام
*************************
جميع الدورات والمحاضرات ستبث في موقع البث الاسلامي www.liveislam.net
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[08 Jun 2006, 10:08 ص]ـ
أسأل الله أن يبارك للشيخ عبد الكريم، وأن يجزيه خير الجزاء.
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[10 Jun 2006, 05:03 م]ـ
شيخنا الشيخ مساعد ....
وفقك الله على ماعلقت في هذا الموضوع ونفع بك الاسلام والمسلمين ...
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[15 Jun 2006, 04:30 م]ـ
http://www.al-daawah.net/adv2.gif(/)
برنامج إحياء السنة النبوية- سنة نفض الفراش قبل النوم
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[08 Jun 2006, 02:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة أسبوع (10) 11/ 5/1427
قم بالعمل بسنة نفض الفراش قبل النوم
"إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ فِرَاشَهُ فَلْيَنْفُضْهُ بِصَنِفَةِ ثَوْبِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَلْيَقُلْ بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَاغْفِرْ لَهَا وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ"
والحديث هو:
"حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ فِرَاشَهُ فَلْيَنْفُضْهُ بِصَنِفَةِ ثَوْبِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَلْيَقُلْ بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَاغْفِرْ لَهَا وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ تَابَعَهُ يَحْيَى وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَزَادَ زُهَيْرٌ وَأَبُو ضَمْرَةَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّاءَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَوَاهُ ابْنُ عَجْلَانَ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
صحيح البخارى – كتاب التوحيد– ترقيم العالمية 6844
صحيح مسلم –كتاب الذكر والدعاء والتوبة والإستغفار– ترقيم العالمية 4889
ثم قم بالتصويت:
ـ[البلاغية]ــــــــ[03 Jul 2006, 07:32 م]ـ
بوركت
وجزاك ربي خيرا على تذكير لهذه السنة
محافظة عليها ولا استطيع تركها
جعلها الله في ميزان حسناتك
وسأدعوا غيري لفعلها
من اليوم(/)
فضائل التسيبح والاستغفار والتهليل (مخرَّجة)
ـ[جمال القرش]ــــــــ[09 Jun 2006, 02:08 ص]ـ
أولاً: فَضْائل التسبيحِ وكيفيته
(أ) ـ التسبيح خفيف على اللسان حبيب إلى الرحمن ثقيل في الميزان
1 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ? قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ?: " كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ:
سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ " ق. البخاري /6406، مسلم/2694.
2 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ? قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ?:" لأنْ أَقُولَ:
سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا إِلَهَ إلا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ " مسلم /.2695.
3 - عَنْ أبي ذَرٍّ ? قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ?: " ألا أُخْبِرُكَ بِأَحَبِّ الْكَلامِ إِلَى اللَّهِ؟! قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَخْبِرْنِي بِأَحَبِّ الْكَلامِ إِلَى اللَّهِ! فَقَالَ: " إِنَّ أَحَبَّ الْكَلامِ إِلَى اللَّهِ:
سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ " مسلم / 2731.
4 - عَنْ سَعدِ بنِ أبي وَقَّاصٍ ? قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ?: " أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ " فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ:كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ؟! قَالَ: " يُسَبحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ؛ فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ" مسلم / 2697
5 - عَنْ جُوَيْرِيَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيّ ? خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى، وَهِيَ جَالِسَةٌ، فقَالَ: " مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟! " قالت: نَعَمْ، قال النَّبِيُّ ?: " لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ: أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ:
سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ" مسلم / 2726.
(ب) ـ التسبيح سبب في غفران الذنوب
6 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ? أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ?: " مَنْ قَالَ:
سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ - مِائَةَ مَرَّةٍ - حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ" ق. البخاري / 6405، مسلم / 2691.
7 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ? قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ?: " مَنْ قال حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي
سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ - مِائَةَ مَرَّةٍ - لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلا أَحَدٌ قال مِثْلَ مَا قال، أَوْ زَادَ عَلَيْهِ " مسلم / 2692.
8 - عَنْ أبي مَالكِ الأشعري ? قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ?: " الطُّهُورُ شَطْرُ الإيمَانِ،
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأنِ أَوْ تَمْلأ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ … " مسلم / 223.
(ج) ـ? التسبيح غراس الجنة
9 - عَنْ جَابِرِ بنِ عبدِ الله رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ ? قَالَ: " مَنْ قال:
سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي الْجَنَّةِ " ت. وانظر صحيح الترمذي / 3464.
(د) ـ? استحباب التسبيح بالأصابع
10 ? عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:
" فَأَنَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ? يَعْقِدُهَا بِيَدِهِ. ت. وانظر صحيح الترمذي / 3410.
تابع سلسلة محاضرات في فضائل التسيبح والاستغفار والتهليل
ثانيًا: - فضلُ الاستغفارِ
قَالَ تَعَالَى: ? فَقٌلْتُ اسْتغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا? نوح 10:12.
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَ تَعَالَى: ? وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ* أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ? آل عمران: 135 - 136.
1 - عَنِ الأَغَرِّ الْمُزَنِيِّ ? قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ?: " إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي وَإِنِّي لأسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ " مسلم / 2702
لَيُغَانُ: ما يتغشى القلب من الغفلة عن ذكر الله.
2 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ? قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ?: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ؛ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ تعالى فَيَغْفِرُ لَهُمْ" مسلم/ 2749.
3 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بن عمر رضي الله عنهما عن رَسُولِ اللهِ ? أنه قَالَ: " يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ! تَصَدَّقْنَ وَأَكْثِرْنَ الاسْتِغْفَارَ، فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ …)) مسلم / 80.
4 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ ? فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحدِ مِائَةَ مَرَّةٍ: "رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ؛ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ"د. ت. صحيح أبي داود /1516.
ثالثًا: - فَضْلُ التهليل
1 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ? قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ?: " أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِهِ " البخاري / 99.
2 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَة ? قَالَ: قال رسول الله ?: " مَنْ قال لا إِلَهَ إلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ- عَشْرَ مِرَات- كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ أَرْبَعَةَ أَنْفُسٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيل" ق، البخاري / 6404، مسلم / 2693.
3 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ? قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ?، فقَالَ:
" إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ نُوحًا ? لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قال لابْنِهِ: إِنِّي قَاصٌّ عَلَيْكَ الْوَصِيَّةَ، آمُرُكَ بِاثْنَتَيْنِ وَأَنْهَاكَ عَنْ اثْنَتَيْنِ، آمُرُكَ بِلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ؛ فَإِنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ، وَالأَرْضِينَ السَّبْعَ لَوْ وُضِعَتْ فِي كِفَّةٍ، وَوُضِعَتْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فِي كِفَّةٍ؛ رَجَحَتْ بِهِنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ .. "حم. وانظر الجامع الصحيح للوادعي 2/ 480.
6 - فَضْلُ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلا بِاللَّهِ
1 - عَنْ أَبِي مُوسَى الأشْعَرِيِّ ? قَالَ: لَمَّا غَزَا رَسُولُ اللَّهِ ? خَيْبَرَ، أَشْرَفَ النَّاسُ عَلَى وَادٍ، فَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالتَّكْبِيرِ؛ اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ?: "ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ؛ إِنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلا غَائِبًا، إِنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا، وَهُوَ مَعَكُمْ، وَأَنَا خَلْفَ دَابَّةِ رَسُولِ اللَّهِ?، فَسَمِعَنِي وَأَنَا أَقُولُ: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ؛ فَقال لِي: " يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ " قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَالَ: أَلا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ " قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ فدَاكَ أَبِي وَأُمّي! قَالَ: "لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ" ق. البخاري/ 4205، مسلم/ 2704.
من كتاب زاد الذاكرين في الأذكار والأدعية الصحيحة / لـ جمال القرش
ـ[البلاغية]ــــــــ[03 Jul 2006, 07:29 م]ـ
بوركت
وجزاك ربي خيرا
وجعله في ميزان حسناتك
ـ[جمال القرش]ــــــــ[03 Jun 2008, 10:16 م]ـ
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء همومنا وأحزاننا، اللهم ذكرنا منه ما نسينا وعلمنا منه ما جهلنا.(/)
لماذا أورد مسلم في صحيحه «لا يستطاع العلم براحة الجسم»؟
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[09 Jun 2006, 05:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فهذا أثر لطيف معناه شريف خرجه مسلم في الصحيح، فقال:
حدثنا يحيى بن يحيى التميمي قال: أخبرنا عبد الله بن يحيى بن أبي كثير قال: سمعت أبي يقول: «لا يستطاع العلم براحة الجسم».
الصحيح:أوقات الصلاة رقم (612).
قال الإمام النووي ـ رحمه الله ـ شرحه على الصحيح: 5/ 113 ـ:
قوله عن يحيى بن أبي كثير قال: «لا يستطاع العلم براحة الجسم» جرت عادة الفضلاء بالسؤال عن إدخال مسلم هذه الحكاية عن يحيى مع أنه لا يذكر في كتابه إلا أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم محضة، مع أن هذه الحكاية لا تتعلق بأحاديث مواقيت الصلاة، فكيف أدخلها بينها؟
وحكى القاضي عياض ـ رحمه الله تعالى ـ عن بعض الأئمة أنه قال: سببه أن مسلما ـ رحمه الله تعالى ـ أعجبه حسن سياق هذه الطرق التي ذكرها لحديث عبد الله بن عمرو، وكثرة فوائدها، وتلخيص مقاصدها، وما اشتملت عليه من الفوائد في الأحكام، وغيرها، ولا نعلم أحدا شاركه فيها، فلما رأى ذلك أراد أن ينبه من رغب في تحصيل الرتبة التي ينال بها معرفة مثل هذا، فقال: طريقه أن يكثر اشتغاله، وإتعابه جسمه في الاعتناء بتحصيل العلم. هذا شرح ما حكاه القاضي.
وانظر: إكمال إكمال المعلم 2/ 302.
وذكره السيوطي في الديباج على مسلم 2/ 266 ـ ثم قال ـ قلت:
وقد أخرجه ابن عدي في الكامل بزيادة، ولفظه: سمعت أبي يقول: كان يقال: «العلم خير من ميراث الذهب، والنفس الصالحة خير من اللؤلؤ، ولا يستطاع العلم براحة الجسم» اهـ.
انظر: الكامل لابن عدي 4/ 215، وحلية الأولياء 3/ 66.
قلت: قد قالها ـ أيضا ـ الإمام عبد الرحمن بن أبي حاتم ـ رحمه الله ـ:
قال: كنا بمصر سبعة أشهر لم نأكل فيها مرقة كل نهارنا مقسم لمجالس الشيوخ، وبالليل النسخ والمقابلة، قال: فأتينا يوما أنا ورفيق لي شيخا، فقالوا: هو عليل، فرأينا في طريقنا سمكة أعجبتنا فاشتريناه، فلما صرنا إلى البيت حضر وقت مجلس، فلم يمكنا إصلاحه ومضينا إلى المجلس، فلم نزل حتى أتى عليه ثلاثة أيام، وكاد أن يتغير، فأكلناه نيئا، لم يكن لنا فراغ أن نعطيه من يشويه، ثم قال: «لا يستطاع العلم براحة الجسد».
سير أعلام النبلاء 13/ 266 وتذكرة الحفاظ:3/ 830.
بدأت الإجازة، فاحذر يا طالب العلم أن يكون همك، أو معظم وقتك لراحة الجسد.
قال ابن الجوزي ـ رحمه الله ـ: اعلم أن الراحة لا تنال بالراحة، ومعالي الأمور لا تنال بالراحة، فمن زرع حصد، ومن جد وجد.
تفانى الرجال على حبها ** وما يحصلون على طائل.
أخي الموفق
هذه الإجازة غنيمة عظيمة، فانتبه لوقتك أن يضيع فيما لا ينفع.
احرص على نفع نفسك بالتزود من العلم، ونفع الناس في نشره لهم.
ـ[الحكيمة]ــــــــ[10 Jun 2006, 08:30 م]ـ
رحم الله مسلما ورحم الله يحي بن أبي كثير ورحم الله عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي ورحم الله سلف الأمة وخلفها
ـ[ابو الروب]ــــــــ[13 Jun 2006, 10:25 ص]ـ
جزاك الله خيرا(/)
استفسار عن االدكتور:عبدالعزيز الزير
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[11 Jun 2006, 05:22 ص]ـ
الأخوة في الملتقى / سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
فأرجوا ممن كان عنده رقم الجوال أو البريد الإلكتروني الخاص بالدكتور / عبدالعزيز الزير، أن يكتبه لي هنا أو يرسله على الخاص،،،،
شاكراً ومقدراً تعاونكم
ـ[أبو طلال العنزي]ــــــــ[12 Jun 2006, 09:20 ص]ـ
أين يعمل هذا الدكتور؟
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[13 Jun 2006, 03:28 ص]ـ
أظنه بالكلية الحربية بالرياض،
هو الذي حقق كتاب الشيخ فيصل بن مبارك في التفسير.
ـ[أريام]ــــــــ[20 Jun 2006, 02:50 ص]ـ
الذي أعرفه أنه انتقل إلى أمارة الرياض
فهو مدير مكتب الأمير سلمان
ولكم تحياتي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Jun 2006, 01:41 م]ـ
سألت عنه أحد الزملاء في الكلية الحربية فلم يعرفه.(/)
السعادة، والتمكين، والنصر، والعلم، والأمن، والفلاح، والفوز في القرآن وأقوال العل
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[11 Jun 2006, 02:02 م]ـ
السعادة، والتمكين، والنصر، والعلم، والأمن، والفلاح، والفوز في القرآن وأقوال العلماء في ذلك(/)
كيف تقضي الإجازة الصيفية يا طالب " كلية العلوم الإسلامية "
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[12 Jun 2006, 09:01 ص]ـ
كيف تقضي الإجازة الصيفية يا طالب " كلية العلوم الإسلامية "
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.أما بعد
أخي طالب العلم طالب كلية العلوم الإسلامية، اعلم أن مما يلحق العالم بعد موته، وينتفع به في حياته ثلاثة جوانب، هي استمرارٌ لحياته ومضاعفةٌ لحسناته، وهي داخلةٌ ضمن قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)).
والعلم الشرعي النافع قد يودعه الإنسان في بطون الكتب العلمية النافعة؛ فيستفيد منها الناس في حياته وبعد مماته، وربما تتعاقب عليه الأجيال التالية، ويبقى في ذلك ذكر الإنسان والدعاء، واستمرار أجره.
ومنهم من يودع العلم في صدور تلامذته، ينتفعون بعلمه في حياته وينقلونه إلى الأجيال، فيبقى له أجره إلى ما شاء الله.
وبعضهم يرزقه الله سبحانه وتعالى القدرة على التوفيق إلى تربية تلامذة علماء، وتأليف كتب نافعة محررة؛ فيحصل له النفع الكبير، والخير الوافر، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
لكن اعلم أنَّ العلم لا ينال إلا على جسر من التعب والمشقة، ومن لم يتحمل ذل التعلم ساعة تجرع كأس الجهل أبداً، فتلق العلم عن أهله فمن دخل في العلم وحده خرج وحده.
والعلم والعمل لا مناص من الصبر عليهما والصابر موعود بالجنان قال تعالى) سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ((الرعد:24) ولا ينال العلم إلا بالصبر على المكاره وبذل النفس في طلبه والتفاني فيه، وبالنظر إلى عواقب الأمور يهون الصبر عن كل ما تشتهي وما تكره.
واحذر العوائق والآفات من مواصلة سير الطلب، فالحفظ والمدارسة لا تحمدان بحضرة الشواغل والصوارف وفي الملهيات الحضارية المحظورة والمحطات الفضائحية إشغالٌ للأفكار، وعيشٌ في الأوهام وهدرٌ للأوقات، وفي مجانبتها صيانةُ الدين وصفاءُ الأذهان وحفظُ الأزمان ومسابقةُ الأقران؛ فنزه سمعك وبصرك عما يلوث فكرك، ويسيء إلى سلوكك، ويفسد أخلاقياتك فتنبذ العلم ثم تعيش في الحضيض.
وعليك أخي طالب العلم بالصديق الصالح فالصديق قرينٌ ثانٍ فإنْ كان صالحاً فقد أعان، وإنْ كانت الأخرى فقد أفسد؛ فجانب جليس السوء فهو يفتُ عضد الطموح.
واستحضر فضل العلم والتعليم في إحياء الشريعة وحفظ معالم الملة.
واعلم أنَّ تحصين الطلاب بعلوم الشريعة مطلبٌ شرعيٌّ ولو كانت وجهتهم في التعليم إلى غير العلوم الدينية، فالعلوم الشرعية تضفي على المتعلم طمأنينةً وسعادةً وراحةً في سني التعليم يقول عز وجل يقول عز وجل:) أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ((الرعد: من الآية28) ويقبح بالمرء إلمامه بالعلوم الطبيعية وجهله بمسلمات الشريعة وتزداد حاجته إلى علوم الدين مع مصارعته للفتن وتلاطم أمواج الإحن، والمسلم متميزٌ في علومه وسعة أفقه مؤيدٌ بنور الإيمان يربط الدنيا بالآخرة وما في الكون بوحدانية الله.
واحذر أخي طالب العلم سفاسف الأخلاق فآفة العلم الإعجاب والغضب وحليته الحلم والتواضع، والسعيد من عرف الطريق إلى ربه، وسلكها قاصداً الوصول إليه، وهذا هو الكريم على ربه، والمحروم من عرف طريقاً إليه ثم أعرض عنها. وجماع الخير أنْ تستعين بالله في تلقي العلم الموروث عن النبي عليه الصلاة والسلام.
والعلم النافع هو أصل الهدى، والعمل بالحق هو الرشاد، والضلال العمل بغير علم والغي إتباع الهوى، ولا ينال الهدى إلا بالعلم ولا ينال الرشاد إلا بالصبر، وأصل السيئات الجهل، وعدم العلم والكسل عن الفضائل بئس الرفيق؛ فتهيأ إلى أسباب العلم بتنقية النفس من العجز وإتباع الهوى. والتواضع للعلماء إكرام للنفس من الإهانة. واندم على مضى من التفريط واجتهد في اللحاق بأهل الفضل والعزائم مادام في الوقت سعة وفي العمر فسحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا تقدم هذا فلنبدأ بوضع منهج علمي متكامل للإجازة الصيفية حتى يستغل الوقت بأهم ما يكون؛ لأن الوقت مهمٌ على طالب العلم؛ فهو رأس ماله، ولأن الوقت زمن تحصيل الأعمال والأرباح، بل هو الحياة كلها، وقد أقسم الله بأجزائه بالليل والنهار والفجر والضحى والعصر والشفق.
فأقول إذن: لا بد من سماع الشريط الإسلامي والاهتمام به فهو من أعظم الطرق الموصلة للعلم، وليكن لك مكتبة صوتية مهمة للعلوم الشرعية، واحرص على دروس الشيخ محمد بن صالح العثيمين، والشيخ عبد الله السعد والشيخ عبد الكريم الخضير.
مع الحرص على سماع أشرطة الدعاة المبرزين مثل الشيخ عائض القرني والشيخ علي القرني والشيخ إبراهيم الدويش.
ولا بد لطالب العلم من مخزون حفظي فيفضل حفظ بعض المتون المهمة، مثل الأربعين النووية وبلوغ المرام ورياض الصالحين والعقيدة الطحاوية.
وليكن أول همك حفظ كتاب الله، أما كيف تحفظ القرآن الكريم:
1. أخلص قصدك في حفظه لوجه ربك تبارك وتعالى.
2. قلل المحفوظ يومياً.
3. راجع في آخر النهار كل يوم.
4. ليكن لك زميل يسمّع لك وتُسمّع له.
5. استمع لشريط القرآن المسجل كثيراً، أو لقناة المجد للقرآن.
6. صلِّ بما تحفظ من الفرائض والنوافل وتهجد به من الليل.
7. إقرأ تفسير الآيات المحفوظة ليساعدك على الحفظ.
واعلم أن عبادة طالب العلم الذكر؛ إذ إن من أعظم النوافل لطالب العلم ذكر الله عز وجل دائماً قائماً وقاعداً وعلى جنبه؛ لأن طالب العلم كثير التنقل ربما شُغل عن نوافل الصلاة والصيام فالله الله في الذكر في كل طرفة ولمحة؛ فإنه أعظم لك على طاعة الله تعالى وكاف لك عن المعاصي، وهو من أعظم السبل لتثبيت العلم.
ولابد لك أن تقرأ في هذه الإجازة الصيفية كتاباً كاملاً في كل فن فالتفسير عليك بكتاب تيسير الكريم الرحمن.
والعقيدة عليك بشرح العقيدة الطحاوية.
والمتون النبوية عليك برياض الصالحين وبلوغ المرام، ولا تغفلن عن جامع العلوم والحكم.
والفقه عليك بكتاب الملخص الفقهي، أو الوجيز في فقه السنة والكتاب العزيز.
والأصول عليك بكتاب شرح الأصول في علم الأصول أو الوجيز.
والنحو عليك بشرح الآجرومية وشرح قطر الندى.
والسيرة عليك بالرحيق المختوم.
والمصطلح عليك بإختصار علوم الحديث.
وغيرها من الكتب النافعة الماتعة مثل كتاب زاد المعاد، وكتب الموضوعات وكتب الحديث المتنوعة، مع متابعة قناة المجد للحديث ومتابعة كتب الفتاوى المعتمدة وبرنامج الجواب الكافي.
ولا بد من تدريب النفس على الدعوة والإلقاء.
واختم كلامي بنصائح من مقدمتي لرياض الصالحين: ((وأنا أنصح كل مسلم بالاهتمام بهذا الكتاب العظيم كتاب " رياض الصالحين "، وأنصح بمداومة قراءته مرة بعد مرة، والاهتمام بحفظ أحاديثه، وعلى صاحب العائلة أنْ يفقّه عائلته بهذا الكتاب. وكذا أنصح كل مسلم بالاهتمام بتوحيد الله ((فَإنَّ التَّوحيدَ حقيقتُهُ: أَنْ تَرى الأُمورَ كُلَّها مِنَ اللهِ تَعالى رؤيةً تقطعُ الالتفاتَ عن الأسبابِ والوسائطِ، فلا ترى الخيرَ والشَّرَّ إلاَّ منه تعالى. وهذا المقامُ يُثمرُ التوكُّلَ، وتركَ شِكايةِ الخلقِ، وتركَ لومِهِم، والرِّضا عن اللهِ تعالى، والتّسليمَ لحكمِه.
وإِذا عرفتَ ذلكَ؛ فاعلمْ أَنَّ الرُّبوبيَّةَ منه تعالى لعبادِهِ، والتَّألُّه من عبادِه له سبحانه، كما أَنَّ الرحمةَ هي الوصلةُ بينهم وبينَهُ U .
واعلَم أَنَّ أَنْفسَ الأَعمالِ، وأَجلَّها قدراً: توحيدُ اللهِ تعالى غَير أَنَّ التوحيدَ له قِشران:
الأوَّل: أَنْ تقولَ بِلِسَانِك: ((لا إله إلاَّ اللهُ)) ويُسمَّى هذا القولُ: توحيداً، وهو مناقضُ التَّثْليثِ الذي تعتقدُه النَّصارى.
وهذا التوحيدُ يصدُرُ – أَيضاً – من المنافقِ الَّذي يُخالفُ سرُّه جهرَه.
والقِشْرُ الثَّاني: أَنْ لا تكونَ في القلبِ مخالفةٌ، ولا إِنكارٌ لمفهومِ هذا القولِ، بل يشتملُ القلبُ على اعتقادِ ذلك، والتصديق به، وهذا هو توحيدُ عامةِ النَّاسِ.
ولُبابُ التَّوحيد: أَنْ يَرى الأُمورَ كُلَّها من اللهِ تعالى، ثم يقطعُ الالتفاتَ عن الوسائطِ، وأَنْ يعبدَه سبحانه عبادةً يفردُه بها ولا يعبد غيرَه)).
(يُتْبَعُ)
(/)
أخي قارئ هذا الكتاب، يقول الله تعالى في كتابه العزيز:) أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ([الحديد: 16] فأنت أيها المسلم الغيور تتميز عن غيرك من الناس بسمات الشرف والكرامة والغيرةِ على نفسك وعلى إخوتك المسلمين، فاحرص كل الحرص على أنْ لا تفوتك فرصة كسب الثواب من الله بنشر ما يرضيه سبحانه، واعلم أخي الكريم:) إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً (الإسراء: 36 [.
أخي الكريم: إنَّ رحمة الله لا تنال بالأماني ولا بالأنساب ولا بالوظائف ولا بالأموال، إنما تنال بطاعة الله ورسوله واتباع شريعته وذلك يكون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلنحذر جميعاً كل ما يغضب الله ولنمض إلى الله قدماً بلا تردد بتوبة صادقة قبل فوات الأوان) فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (] النور: 63 [، واعلم أنَّ الله خلق لكل إنسان أنفاساً معدودة وساعات محدودة، عند انقضائها تقف دقات قلبه، ويطوى سجله، ويحال بينه وبين هذه الدار، إما إلى دار أنس وبهجة، وإما إلى دار شقاء ووحشة، فمن زرع كلمات طيبة وأعمالاً صالحة أدخله الله الجنة ونعّمه بالنعيم المقيم، ومن زرع أعمالاً سيئة وكلمات قبيحة دخل النار، قال تعالى:] وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً [[الكهف: 29] وتذكّر قوله تعالى:] فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ [[الزلزلة: 7 - 8] فكل ما تعمله في هذه الدنيا الفانية تنال جزاءه إن خيراً فخير وإن شراً فشرٌ، وتذكّر دائماً أنَّ الحياة نفس يذهب ولا يرجع، ولا ينفع الندم بعدها فاعمل لنفسك ولا تقدّم ما يفنى على ما يبقى.
أخي الكريم: إنَّ أجمل سعادة وأعظم لذة يجدها الإنسان في هذه الحياة الفانية هي طاعة الله ومحبته والقرب إليه وكثرة الدعاء وقد صرّح تائبون كثيرون بأنّهم وجدوا أعظم متعة تمتعوها هي القرب إلى الله تعالى وحسن الظن به وكثرة مراقبته، وأكثِرْ من الدعاء والذكر والاستغفار فلك في كل تسبيحة عشر حسنات، حاولْ أنْ لا تجعل وقتك يذهب سدى، أكثرْ من قراءة القرآن فلك في كل حرف عشر حسنات، اقرأْ كتب العلم والأحاديث النبوية، فَقِّه نفسك بأمور دينك، عليك بكثرة التطوع والإكثار من صلاة النافلة، وقد قال النبي r : (( إنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك بها درجة وحط عنك بها خطيئة)). كُنْ داعياً إلى الله تعالى، كُنْ آمراً للناس بالمعروف وناهياً لهم عن المنكر، قال تعالى:] وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [[فصلت: 33]، إياك وأعراض الناس لا تذكر أحداً بسوء، ولا تغتب أحداً، ولا تؤذي أحداً، وقد قال النَّبيُّ r : (( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده))، وقال أيضاً:
((كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله))، وهذا نبينا الكريم
قد حذرنا من احتقار المسلمين فقال: ((بحسب امرئ من الشر أنْ يحقر أخاه المسلم)) فإذا كان استحقاره عظيماً عند الله فكيف بإنزال الضُّرِّ به.
كُنْ رقيباً على نفسك ولسانك فكل كلام تنطقه تحاسب عليه إنْ كان
خيراً فخيرٌ وإنْ كان شراً فشرٌ، وقد قال النَّبيُّ r : (( إنَّك لم تزل سالماً ما سكت، فإذا تكلمت كتب لك أو عليك))، وقال أيضاً: ((رحم الله عبداً قال خيراً فغنم أو سكت عن شر فسلم)) حافِظْ على نظرك فلا تنظر إلى محرّم، وحافظ على سمعك فلا تسمع محرّماً، قال تعالى:) إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً (] الإسراء: 36 [. حافظ على جوارحك فلا تفعل محرّماً. ولا تنظر إلى صغر المعصية وتحسب الأمر هيناً، ولكن انظر إلى من تعصي.
الزم هذا الدعاء: ((اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة)).
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[12 Jun 2006, 12:33 م]ـ
السلام عليكم شيخنا ماهرياسين الفحل عهدناك في ملتقى أهل الحديث الباحث النجاث والمدقق المحقق، وها أنت هنا الناصح الأمين، فجزاك الله كل خير. كيف حال مركزكم الخادم للسنة النبوية المطهرة، اللهم احفظ العراق وأهله. اللهم احفظ العراق وأهله. اللهم احفظ العراق وأهله والذي نفسي بيده ما تركنا الدعاء لهم أبدا فلسان حالنا يقول:
وكلما ذكر اسم الله في بلد **** عددت أرجائه من لب أوطاني
أنظر- غير مأمور بريدكم الخاص-
لما قرأت نصائحكم ذكرت قول الوزير الصالح ابن هبيرة رحمه الله:
والوقت أنفس ما عنيت بحفظه **** وأراه أسهل ما عليك يضيع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يسرى خلف]ــــــــ[12 Jun 2006, 04:33 م]ـ
جزاك الله خير شيخنا الفاضل، وزادك من فضله، نحن فعلا بحاجة إلى هذا التوجيه والتذكير من شيوخنا وأساتذتنا، خاصة في مثل هذه الأوقات.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[06 Jun 2007, 03:39 م]ـ
أجزل الله لكم الثواب وأدخلكم الجنة بغير حساب وجمعنا ووالدينا وإياكم في الفردوس الأعلى
وأسأل الله أن يحسن عاقبتنا وإياكم في الأمور كلها وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة(/)
يا أهل مصر
ـ[أبو طلال العنزي]ــــــــ[12 Jun 2006, 09:31 ص]ـ
إني محتاج إلى فهرس رسالة في جامعة الأزهر في القاهرة في مركز صالح عبدالله كامل للاقتصاد الإسلامي ن وهي بعنوان: (صلاح الدين الصفدي ومنهجه في الأدب والنقد) لعلي محمدين موسى، رسالة دكتوراه.
أريد من همام أن ينقل لي فهرس الرسالة فقط، فإني بحاجة ماسة إليه
ـ[أبو طلال العنزي]ــــــــ[26 Jun 2006, 09:29 ص]ـ
عجبي لم يقرأ موضوعي أحد من أهل مصر، حقا إنه من العجب
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[30 Jun 2006, 11:47 م]ـ
بيني وبين القاهرة لعله أكثر من 225 كيلو
وسأسافر لها الأسبوع المقبل لعل الله يوقفني لها
هل تريد تصويرها أم ماذا
ـ[أبو طلال العنزي]ــــــــ[11 Jul 2006, 09:00 م]ـ
بارك الله فيك
أنا أحتاج منها الفهرس العام للموضوعات، والخاتمة إن استطعت الحصول عليها، وضغطها على شكل ملف هنا حتى أحملها عندي (((جعل الله الفردوس الأعلى من الجنة مثواك ومن تحب))(/)
تحقيق المذهب في حكم زكاة العنب
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[13 Jun 2006, 08:15 ص]ـ
تحقيق المذهب في حكم زكاة العنب(/)
بعض الفوائد المفيدة من أقوال بعض العلماء رحمهم الله
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[13 Jun 2006, 12:27 م]ـ
بعض الفوائد المفيدة من أقوال بعض العلماء رحمهم الله
قال ابن مسعود رضي الله عنه:" كفى بخشية الله علماً وكفى بالاغترار بالله جهلاً " رواه ابن أبي شيبة في المصنف ابن أبي شيبة رقم (34532) 7/ 104
قال ابن تيمية رحمه الله: " الخوف من الله يستلزم العلم به والعلم به يستلزم خشيته وخشيته تستلزم طاعته ".
مجموع الفتاوى لابن تيمية 7/ 24.
قال إبراهيم بن سفيان رحمه الله: " إذا سكن الخوف القلوب أحرق مواضع الشهوات منها وطرد الدنيا عنها".
مدارج السالكين لابن القيم 1/ 513.
قال ابن تيمية رحمه الله: " كمال الإسلام هو بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتمام ذلك بالجهاد في سبيل الله ".
مجموع الفتاوى لابن تيمية 10/ 300.
وقال ذو النون: " الناس على الطريق ما لم يزل عنهم الخوف، فإذا زال عنهم الخوف ضلوا عن الطريق ".
مدارج السالكين لابن القيم 1/ 513.
قال إبراهيم الحربي رحمه الله: أجمع عقلاء كل أمة علي أن النعيم لا يدرك بالنعيم ولا بد من الصبر في جميع الأمور قال تعالي: والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر.
قاعدة في المحبة لابن تيمية ص207
قال ابن القيم رحمه الله: وقد أجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يدرك بالنعيم وإن من آثر الراحة فاتته الراحة وإن بحسب ركوب الأهوال واحتمال المشاق تكون الفرحة واللذة فلا فرحة لمن لا هم له ولا لذة لمن لا صبر له ولا نعيم لمن لا شقاء له ولا راحة لمن لا تعب له بل إذا تعب العبد قليلاً استراح طويلاً وإذا تحمل مشقة الصبر ساعة قاده لحياة الأبد وكل ما فيه أهل النعيم المقيم فهو صبر ساعة والله المستعان ولا قوة إلا بالله وكلما كانت النفوس أشرف والهمة أعلا كان تعب البدن أوفر وحظه من الراحة أقل كما قال المتنبي:
وإذا كانت النفوس كباراً ** تعبت في مرادها الأجسام.
مفتاح دار السعادة لابن القيم 2/ 15.
قال النووي رحمه الله: " الحكمة: العلم المشتمل على المعرفة بالله مع نفاذ البصيرة وتهذيب النفس وتحقيق الحق للعمل به، والكف عن ضده، والحكيم من حاز ذلك".
شرح النووي على صحيح مسلم 2/ 33، وانظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري 1/ 461.
قال ابن جزي رحمه الله:" التفكر هو ينبوع كل حال ومقام، فمن تفكر في عظمة الله اكتسب التعظيم ومن تفكر في قدرته استفاد التوكل ومن تفكر في عذابه استفاد الخوف ومن تفكر في رحمته استفاد الرجاء ومن تفكر في الموت وما بعده استفاد قصر الأمل ومن تفكر في ذنوبه اشتد خوفه وصغرت عنده نفسه". القوانين الفقهية لابن جزي ص284.
قال الفخر الرازي: إن مراتب السعادة ثلاثة أعلاها هي النفسانية وأوسطها هي البدنية وأدونها هي الخارجية وهي المال والجاه فالقوم عكسوا القضية وظنوا بأخس المراتب أشرافها فلما وجدوا المال والجاه عند غيره أكثر ظنوا أن غيره أشرف منه فحينئذ انعقد هذا القياس الفاسد في أفكارهم ثم إنه تعالى أجاب عن هذه الشبهة من وجوه الأول قوله تعالى بْل هُمْ في شَكّ مّن ذِكْرِى بَل لَّمَّا يَذُوقُواْ عَذَابِ وفيه وجهان أحدهما أن قوله بْل هُمْ في شَكّ مّن ذِكْرِى أي من الدلائل التي لو نظروا فيها لزال هذا الشك عنهم وذلك لأن كل ما ذكروه من الشبهات فهي كلمات ضعيفة وأما الدلائل التي تدل بنفسها على صحة نبوته فهي دلائل قاطعة فلو تأملوا حق التأمل في الكلام لوقفوا على ضعف الشبهات التي تمسكوا بها في إبطال النبوة ولعرفوا صحة الدلائل الدالة على صحة نبوته فحيث لم يعرفوا ذلك كان لأجل أنهم تركوا النظر والاستدلال.
التفسير الكبير للفخر الرازي 26/ 157.
قال الشيخ عطية محمد سالم رحمه الله: اتفق علماء الاجتماع أن أسس الأخلاق أربعة: هي الحكمة والعفة والشجاعة والعدالة، ويقابلها رذائل أربعة: هي الجهل والشره والجبن والجور ويتفرع عن كل فضيلة فروعها الحكمة الذكاء وسهولة الفهم وسعة العلم وعن العفة القناعة والورع والحياء والسخاء والدعة والصبر والحريَّة وعن الشجاعة النجدة وعظم الهمة وعن السماحة الكرم والإيثار والمواساة والمسامحة، أما العدالة وهي أم الفضائل الأخلاقية فيتفرع عنها الصداقة والألفة وصلة الرحم وترك الحقد ومكافاة الشر بالخير واستعمال اللطف فهذه أصول الأخلاق وفروعها فلم تبق خصلة منها إلا وهي مكتملة فيه صلى الله عليه وسلم.
تتمة أضواء البيان للشيخ عطية محمد سالم 8/ 251 – 252.
ـ[أريام]ــــــــ[21 Jun 2006, 04:19 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل على هذه الفوائد القيمه والمواعض المفيدة
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[21 Jun 2006, 07:15 ص]ـ
جزاك الله خيراً(/)
طلب العون في التصدي لأهل الالحاد
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[13 Jun 2006, 08:07 م]ـ
اضع بين ايديكم هذه الرسالة من منتدى التوحيد:
حين بدأنا فى إطلاق "منتدى التوحيد ( http://www.eltwhed.com/vb) " وضعنا نصب أعيننا عدة أهداف كان على رأسها:
أولاً: نشر العقيدة الإسلامية الصحيحة.
ثانياً: التصدى لأعداء الدين خاصة الملحدين والعلمانيين والمستشرقين والعصرانيين.
ثالثاً: نبذ الاختلاف والفُرْقَة بين المسلمين.
وقد صارت لنا ولله الحمد ممارسة بعملنا تؤهلنا للمضى قدماً نحو الهدف المنشود لعزة الإسلام والمسلمين، رافعين أكف الضراعة لله عز وجل أن يتقبل منا أعمالنا، وأن يبارك لنا في جهودنا وإن قَلَّتْ.
ومع تطاول الأيام وتطور أساليب الملاحدة واللادينين وغيرهم من الطوائف مع كثرة الموضوعات وتشعبها؛ فقد ارتأينا أن نضع قسماً للحوار عن الإسلام، وآخر للحوار عن الإلحاد واللادينية والاستشراق وغيرها من المذاهب المعاصرة.
غير أن الموضوعات قد عادة كثرة كما كانت، خاصة بعد أن انضمت إلينا كوكبة مباركة من أساتذة الجامعات وأهل العلم فى شتى المجالات الشرعية والطبية والعلمية وغيرها.
ولذا ارتأينا الآن أن نعيد تطوير أنفسنا لنواكب كثرة موضوعاتنا وكُتَّابنا من جهة، ولنواكب أساليب الإلحاد والكفر من جهة أخرى.
فقمنا بحمد الله عز وجل على استحداث قسم جديد أطلقناه من قريب تحت مسمى "الدفاع عن المرأة المسلمة ( http://www.eltwhed.com/vb/forumdisplay.php?f=32) " ويُعْنى بمناقشة قضايا المرأة وصد هجمات العلمانيين على الإسلام من زاوية المرأة.
والآن وبعد أن ظهر في الأفق من يُنكر السنة النبوية، معيداً بذلك آثار المعتزلة القديمة، ونافخاً فى رماد تلك الفئة التى أقامها الإنجليز أثناء احتلالهم للهند تحت مسمى "القرآنيين"، فهنا جاء ردنا على منكر السنة واضحاً وصريحاً من خلال عدد من الموضوعات التى كتبها رجال أقوياء فى تخصصهم وعلمهم وأدبهم، ليسوا مفخرة لمنتدى التوحيد فقط بل هم مفخرة للمسلمين عامة.
وقد آن أوان جمع موضوعاتهم فى ركن خاص بها، يميزها عن غيرها، تحت مسمى "الرد على منكرى السنة ( http://www.eltwhed.com/vb/forumdisplay.php?f=30)" ليتواصل العطاء، وتسير قافلة الدفاع عن السنة المباركة إلى الأمام، موضحةً معالم الطريق لمن جاء بعدنا ورأى عملنا.
ونحن إذ نُطلق هذا القسم الجديد الخاص بـ "الرد على منكرى السنة ( http://www.eltwhed.com/vb/forumdisplay.php?f=30)" لعلى ثقة بنصر الله عز وجل الذي لا يتخلف عن الذين آمنوا.
والرجاء في أهل العلم وطلابه وسائر المسلمين مشاركتنا فرحتنا بهذا القسم الجديد، عبر التواصل معنا، ومد يد العون لنا في نصرتنا للسنة الكريمة، كلٌّ بما قدر عليه، ورُبَّ كلمة قصيرة، أو مقال صغير يسبق كتاباً كبيراً بإخلاص صاحبه، ولسنا من يخبركم بهذا، فأنتم أهل العلم والفضل، وما أملنا إلا أن نكون جنداً من جنود الإسلام تحوز على ثقته وثقة المسلمين.
ويسعدنا تسجيلكم معنا عاجلا غير آجل.
وإنا لفى انتظاركم لنتشرف بكم ونستفيد منكم.
إخوانكم فى منتدى التوحيد
المشكلة الجديدة التي تواجه المنتدى دخول العديد من أهل الاهواء والذين يقوموا بتفسير القران على مزاجهم الخاص وأغلبهم يقول بوجود ثلاث صلوات فقط ويفسر القران على هواه.
نرجوا من المشايخ الكرام المساعدة في الذود عن هذا الدين. اذ ان بعض الشبه التي تطرح تطرح في المنتديات العلمانية والالحادية. وهي محجوبة في بعض البلاد الاسلامية الا انها عندنا تلقى ترويجا متعمدا من جهات مختلفة.
ونحن بحاجة لدعم المشورة والتوجيه فلا تبخلوا علينا.(/)
الإخوة في المغرب وما جاوره
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[14 Jun 2006, 07:16 م]ـ
الإخوة في المغرب العربي وما جاوره ومن له علاقة بأخوة له هناك،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أحبتي لقد وصلني أن كتاب الوجيز لأبي الحسن الواحدي قد حقق في جامعة محمد الخامس، في قسم الدراسات الإسلامية، وقد نال به الأخ/ أحمد محمد كمال علي درجة الدكتوراة في عام 1422هـ، بمسلسل 1626ـ
فمن له علاقة بالجامعة أو بالأخ أو بما يوصلني لهذا الكتاب أرجو أن يراسلني على الخاص، وذلك لحاجتي الماسة لهذا الكتاب لتعلقه برسالتي علاقة قوية،، ولكم مني جزيل الشكر والعرفان،،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
أخوكم،،(/)
برنامج إحياء السنة النبوية- ركوع ركعتين عند دخول المسجد
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[15 Jun 2006, 09:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة أسبوع (11) 16/ 5/1427
قم بالعمل بسنة ركوع ركعتين عند دخول المسجد قبل الجلوس
_______________
صحيح البخاري – كتاب الصلاة / ترقيم العالمية 425 – ترقيم فتح البارى 444 - ترقيم د. البغا 433:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ السَّلَمِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ الْمَسْجِدَ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ
شرح الحديث من فتح البارى بشرح صحيح البخارى
قوله: (عن أبي قتادة) بفتحتين , هكذا اتفق عليه الرواة عن مالك , ورواه سهيل بن أبي صالح عن عامر بن عبد الله بن الزبير فقال " عن جابر " بدل أبي قتادة , وخطأه الترمذي والدارقطني وغيرهما. قوله: (السلمي) بفتحتين لأنه من الأنصار , والإسناد كله مدني كالذي بعده. قوله: (فليركع) أي فليصل , من إطلاق الجزء وإرادة الكل. قوله: (ركعتين) هذا العدد لا مفهوم لأكثره باتفاق , واختلف في أقله , والصحيح اعتباره فلا تتأدى هذه السنة بأقل من ركعتين. واتفق أئمة الفتوى على أن الأمر في ذلك للندب , ونقل ابن بطال عن أهل الظاهر الوجوب , والذي صرح به ابن حزم عدمه , ومن أدلة عدم الوجوب قوله صلى الله عليه وسلم الذي رآه يتخطى " اجلس فقد آذيت " ولم يأمره بصلاة , كذا استدل به الطحاوي وغيره وفيه نظر. وقال الطحاوي أيضا: الأوقات التي نهي عن الصلاة فيها ليس هذا الأمر بداخل فيها. قلت: هما عمومان تعارضا , الأمر بالصلاة لكن داخل من غير تفصيل , والنهي عن الصلاة في أوقات مخصوصة , فلا بد من تخصيص أحد العمومين , فذهب جمع إلى تخصيص النهي وتعميم الأمر - وهو الأصح عند الشافعية - وذهب جمع إلى عكسه وهو قول الحنفية والمالكية. قوله: (قبل أن يجلس) صرح جماعة بأنه إذا خالف وجلس لا يشرع له التدارك , وفيه نظر لما رواه ابن حبان في صحيحه من حديث أبي ذر أنه " دخل المسجد فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أركعت ركعتين؟ قال لا , قال: قم فاركعهما " ترجم عليه ابن حبان أن تحية المسجد لا تفوت بالجلوس. قلت: ومثله قصة سليك كما سيأتي في الجمعة. وقال المحب الطبري: يحتمل أن يقال وقتهما قبل الجلوس وقت فضيلة وبعده وقت جواز , أو يقال وقتهما قبله أداء وبعده قضاء , ويحتمل أن تحمل مشروعيتهما بعد الجلوس على ما إذا لم يطل الفصل. (فائدة): حديث أبي قتادة هذا ورد على سبب , وهو " أن أبا قتادة دخل المسجد فوجد النبي صلى الله عليه وسلم جالسا بين أصحابه فجلس معهم , فقال له: ما منعك أن تركع؟ قال: رأيتك جالسا والناس جلوس. قال: فإذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يركع ركعتين " أخرجه مسلم. وعند ابن أبي شيبة من وجه آخر عن أبي قتادة " أعطوا المساجد حقها , قيل له: وما حقها؟ قال ركعتين قبل أن تجلس ".
_____________________
ثم قم بالتصويت:
ـ[أبو ياسر]ــــــــ[15 Jun 2006, 10:54 م]ـ
جوزيت خيراً، أسأل الله أن يحيي قلبك ويزيده إيمانا كما أحييت سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم.
وأرجو من أخي الكريم أنه إن كانت هناك سنن قل من يعمل أو يعلم بها أن يأت بها إلينا.
ـ[سلسبيل]ــــــــ[24 Jun 2006, 02:51 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ونستأذنكم في نقل هذه السنة ونشرها
ـ[عمار العاني]ــــــــ[24 Jun 2006, 08:54 م]ـ
جزاك الله الف خير
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[25 Jun 2006, 09:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا لكم أخواني الكرام
، وأخي السلسبيل الأمر لا يحتاج لإستأذان، ونتمني مشاركتك معنا فى نشر السسن عبر المنتديات
estratigy@yahoo.com(/)
أدب الحوار فى الاسلام ...
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[17 Jun 2006, 12:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين .. اللهم صل على محمد وعلى آله أجمعين ..
هذا كلام لبعض الدعاة المعاصرين فى أدب الحوار فى الاسلام قمت بتلخيصه وإدراجه هنا ...
أسأل الله أن يهدينا ويتوب علينا ....
**************************************************
موضوع أدب الحوار مع الآخرين كبير وخطير؛ فالخلاف بين الناس أمر مشهور، وللخلاف في أمور الدين والشرع أسباب كثيرة، منها:
- أن بعض النصوص تحتمل أكثر من اجتهاد في تحديد معناها.
- اختلاف العقول والأفهام، وتفاوت المدارك.
- تفاوت العلم؛ فهذا عالم، وهذا أعلم، وهذا أقل .. قال تعالى: (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ) [يوسف:76].
- عدم بلوغ الدليل فيقول العالم القول ولو بلغة الدليل في المسألة لما قال به.
- الهوى والتعصب لقول، أو مذهب، أو رأي، أو شيخ (2).
مسالك الناس في حل الخلاف
وحينما يختلف الناس -سواء كانت اختلافاتهم كلية أو جزئية-؛ فإنهم يسلكون في معالجة هذا الخلاف مسالك شتى منها:
- الحرب:
فالحرب تكون -أحيانًا- وسيلة لحل الخلاف، وإنهاء الخصومات، وإثبات الحجة، إلا أنها لا تصلح أن تكون الحل الأول في ذلك؛ إذ إننا نجد أن كثيرًا من المبادئ والنظريات التي قامت على القوة، وعلى الحديد والنار -كما يقال-، سرعان ما تهاوت وسقطت.
وحال الشيوعية اليوم خير شاهد على ذلك، فقد سقطت خلال أقل من ثمانين عامًا.
على حين أن الوجه الآخر للحضارة المادية المنحرفة -وهو وجه الرأسمالية- لا زال حيًّا، وربما قويًّا ممكنًا في الأرض، وما ذلك لأنه مؤمن بالله عز وجل؛ بل إن الله يمهل ولا يهمل ....
أما في الإسلام، فإن المسلمين وإن شنّوا حروبًا ضد أعدائهم، لكن هذه الحروب لم تكن بهدف إكراه أحد على الدخول في الإسلام، فقد قال الله تعالى: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) [البقرة:256]؛ بل كانت بهدف إزالة الطواغيت التي تحول بين الناس وبين الدخول في الدين، أو تضغط عليهم وتكرههم على ترك دينهم الحق، والدينونة بالكفر.
ولم يحفظ التاريخ أن المسلمين أكرهوا شخصًا واحدًا على الدخول في الإسلام؛ ومما يمكن أن نلحقه بالحروب كل صور المفاصلة بسبب الرأي بما في ذلك التباغض والتهاجر ومناصبة العداء ونحو ذلك من صور المغالبة.
- الحوار:
سواء مع الكافر بهدف دعوته إلى الإسلام، أو مع المسلم، وذلك من خلال المباحث التالية:
المبحث الأول: الحوار أقوى من البندقية.
المبحث الثاني: أهمية الحوار.
المبحث الثالث: قواعد الحوار وأصوله.
المبحث الرابع: صفات المحاور.
المبحث الخامس: آفات في الحوار.
المبحث السادس: آداب الحوار الصحيح.
المبحث السابع: أمثلة من الحوارات.
--------------------------------------------------------------------------------
المبحث الأول
الحوار أقوى من البندقية
إن الحوار يكون -أحيانًا- أقوى من الأسلحة العسكرية كلها؛ لأنه يعتمد على القناعات الداخلية الذاتية؛ بل ربما أفلح الحوار فيما لا تفلح فيه الحروب الطاحنة.
وفيما يلي حادثتان تاريخيتان قديمتان تدلان على ذلك. وكلا الحادثتين تتعلق بطائفة من الخوارج، ومن المعروف في تاريخ الإسلام أن الخوارج من أكثر الناس ضراوة وقوة، وشجاعة وبسالة في الحروب، مما جعل الناس يرهبونهم.
حتى نساء الخوارج، كن يبدين من ضروب البسالة والشجاعة في الحروب ما تدهش له العقول له:
فلننظر كيف فعل بهم الحوار؟!
- الموقف الأول:
ذكر الباقلاني، والسكوني، والشاطبي، وغيرهم، أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعث ابن عباس رضي الله عنهما إلى الخوارج المسمين بالحرورية، فذهب إليهم ابن عباس رضي الله عنه، وعليه حلة جميلة، فلما أقبل، قالوا له: يا ابن عباس، ما الذي جاء بك؟ وما هذه الثياب التي عليك؟
- فقال: أما الثياب التي عليَّ، فما تنقمون مني؟ فوالله، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعليه حلة ليس أحد أحسن منه، ثم تلا عليهم قوله تعالى: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَات منَ الرِّزْق قُلْ هِيَ للَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالصَةً يَوْمَ الْقيَامَةِ) [الأعراف:32].
(يُتْبَعُ)
(/)
- قالوا: ما الذي جاء بك يا ابن عباس؟
- قال: جئتكم من عند أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وليس فيكم أنتم يا معشر الخوارج واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وجئتكم من عند ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم -يعني: علي بن أبي طالب-، وعليهم نزل القرآن، وهم أعلم بتأويله، جئت لأبلغكم عنهم، وأبلغهم عنكم، فأنا رسول -أي وسيط- بينكم وبينهم.
- قال بعضهم: لا تحاوروا ابن عباس، لا تخاصموه، فإن الله تعالى يقول عن قريش: (بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ) [الزخرف:58]، فلما خافوا من الهزيمة قالوا: اتركوا هذا، هذا جدل إنسان خَصِم! وقال بعضهم: بل نكلمه، ولننظر ماذا يقول؟
- قال ابن عباس رضي الله عنه: فكلمني منهم اثنان أو ثلاثة، فقال لهم: ماذا تنقمون على علي بن أبي طالب رضي الله عنه؟
- قالوا: ننقم عليه ثلاثة أمور.
- قال: هاتوا.
- قالوا: الأول: أن علي بن أبي طالب حكَّم الرجال في كتاب الله، يعني: بعث حكمًا منه، وحكمًا من معاوية رضي الله عنه، وقصة التحكيم معروفة (3)، والله تعالى يقول: (إِنِ الْحُكْمُ إلا لِلَّهِ) [الأنعام:57].
- قال: هذه واحدة فما الثانية؟
- قالوا: الثانية: أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قاتل ولم يسْبِ، -أي قاتلهم وما سبى نساءهم-، فلئن كانوا مسلمين فقتاله حرام، ولئن كانوا كفارًا فلماذا لم يسبهم؟
- قال: وهذه أخرى، فما الثالثة؟
- قالوا: الثالثة: أنه نزع نفسه من إمرة المؤمنين لمَّا كتب الكتاب، فلم يكتب أمير المؤمنين؛ بل قال: علي بن أبي طالب. - فانه ان لم يكون أميراً للمؤمنين فهو أمير للكافرين .... قال: أوقد فرغتم؟
- قالوا: نعم.
- قال: أما الأولى: فقولكم: حكَّم الرجال في كتاب الله تعالى، فإن الله تعالى يقول في محكم التنزيل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ) [المائدة:95]، فذكر الله تعالى حكم ذَوَيْ عدل فيما قتله الإنسان من الصيد، سألتكم الله تعالى! التحكيم في دماء المسلمين وأموالهم أعظم، أم التحكيم فيما قتله الإنسان من الصيد؟
- قالوا: لا؛ بل التحكيم في دماء المسلمين وأموالهم أعظم.
- قال: فإن الله تعالى يقول في كتابه: (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا) [النساء:35]، ناشدتكم الله تعالى! التحكيم في دماء المسلمين وأموالهم أهم، أو التحكيم في بُضع امرأة؟
- قالوا: لا، التحكيم في دماء المسلمين وأموالهم.
- قال: انتهت الأولى؟
- قالوا: نعم، فالثانية؟
- قال: أما الثانية، فقولكم: قاتل ولم يسْبِ، هل تسْبون أمكم عائشة رضي الله عنها -لأنها كانت في الطرف الآخر-، وتستحلون منها ما يستحل الرجال من النساء، إن قلتم ذلك كفرتم، وإن قلتم ليست بأمِّنا كفرتم -أيضًا-؛ لأنها أم المؤمنين، فاستحيوا من ذلك وخجلوا.
- قالوا: فالثالثة؟
- قال: أما قولكم: خلع نفسه من إمارة المؤمنين، وإذا لم يكن أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما عقد كتاب الصلح مع أبي سفيان وسهيل بن عمرو في صلح الحديبية، قال: "اكتب: هذا ما صالح عليه محمد رسول الله" قالوا: لو نعلم أنك رسول الله ما قاتلناك، اكتب اسمك واسم أبيك، فمحا النبي صلى الله عليه وسلم الكتابة، وقال: "اكتب: هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله (4).
فرجع منهم عن مذهب الخوارج ألفان، وبقيت بقيتهم، فقاتلهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه (5).
فانظر كيف أثَّر الحوار الهادئ القوي العميق في مثل هذه الرؤوس اليابسة الناشفة، حتى رجع منهم ألفان إلى الحق في مجلس واحد لم يستغرق ربع ساعة.
- الموقف الثاني:
وهو أيضًا يتعلق بطائفة الخوارج العنيدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإنه لما بقيت منهم في الموصل بقية، كتب إليهم عمر ابن عبد العزيز رحمه الله -الخليفة الأموي العادل- ينكر خروجهم، ويقول لهم: "أنتم قليل أذلة"، فردُّوا عليه وقالوا: أما قولك: إنا قليل أذلة، فإن الله تعالى يقول لأصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم: (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأََرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [الأنفال:26]، فردوا عليه بذلك.
فوجَّه إليهم عمر بن عبد العزيز فقيهًا اسمه: عون ابن عبد الله، وهو أخو عبيد الله بن عبد الله بن عتبة رضي الله عنهم ورحمهم أجمعين.
- فقال لهم عون بن عبد الله: إنكم كنتم تطلبون حاكمًا في مثل عدالة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فلمَّا جاءكم هذا الحاكم كنتم أنتم أول من نفر عنه وحاربه.
- قالوا: صدقت، ولكنه لم يتبرأ ممن قبله ولم يلعنهم، فلم يلعن علي بن أبي طالب، ولا معاوية، ولا بني أمية؛ لذا فنحن نحاربه -وهذا هو مذهب الخوارج-.
- قال لهم: كم مرة في اليوم تلعنون فيها هامان؟
- قالوا: ما لعنّاه قط!
- قال: أيسعكم أن تتركوا لعن وزير فرعون الطاغية، والمنفذ لأوامره، والذي بنى صرحه بأمره، ولا يسعكم أن تتركوا لعن أهل قبلتكم، إن كانوا أخطأوا في شيء، أو عملوا بغير الحق؟!!
فسكتوا ورجع منهم طائفة كبيرة.
فَسُرَّ بذلك عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وأرضاه، وقال لهذا الرجل: لماذا لم تحتجّ عليهم بعدم لعن فرعون؟ - قال: لو قلت لهم: لماذا لا تلعنون فرعون؟ ربما قالوا: إننا نلعنه، أما هامان فقلَّ من يلعنه علىألسنة الناس، فلذلك اخترته.
فسكت هؤلاء الخوارج، حتى خرجوا في ولاية يزيد ابن عبد الملك، فقاتلهم (6).
والشاهد هنا كما يقول السكوني في (عيون المناظرات): "فكانت حجة عمر أبلغ من قتالهم بالسيف".
وهكذا يتبين أن الحجة القوية، والحوار الهادئ المقنع الرزين، من صاحب عقل وفهم وعلم، يفعل في كثير من الأحيان ما لا تفعله السيوف ولا المدافع والطائرات.
--------------------------------------------------------------------------------
المبحث الثاني
أهمية الحوار
تبرز أهمية الحوار من جانبين:
الجانب الأول: دعوة الناس إلى الإسلام والسنة:
فتعقد لذلك محاورات مع غير المسلمين؛ لإقناعهم بأن دين الله تعالى حق لا شك فيه، أو مع مبتدعين منحرفين عن السنة؛ لدعوتهم إلى السنة، وأمرهم بالتزامها. والقرآن الكريم حافل بنماذج من مثل هذه الحوارات التي جرت بين أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام وبين أقوامهم، حتى إن قوم نوح قالوا له: (يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) [هود:32]، فأكثر جدالهم حتى تبرَّموا من كثرة جداله لهم، والجدال نوع من الحوار.
إننا بحاجة إلى أن نحاور أصحاب المذاهب والنظريات والأديان الأخرى؛ بهدف دعوتهم إلى الله تعالى، فالحوار وسيلة من وسائل الدعوة.
ولا يجوز أبدًا أن نعتقد -كما يعتقد الكثيرون- أن العالم اليوم يعيش حالة إفلاس من النظريات والعقائد والمبادئ والمثل، فهذا غير صحيح؛ بل العالم اليوم يعيش حالة تخمة من كثرة النظريات والمبادئ والعقائد والمثل والفلسفات وغيرها، صحيح أنها باطلة، ولكن هذا الركام الهائل من الباطل مدجج بأقوى أسلحة الدعوة والدعاية، والدعاة الذين تدرَّبوا وتعلَّموا كيف يدافعون عن الباطل حتى يصبح في نظر الناس حقًّا.
أما أهل الحق فكثير منهم لا يحسن الطريقة المثلى للحوار؛ لإقناع الخصم بما لديه من الحق والسنة.
وقد لا يحسن هؤلاء أن يناقش بعضهم بعضًا، إلا من خلال فوهات المدافع والبنادق، فإن لم يملكوها، فمن خلال الأفواه التي تطلق من الكلمات الحارة الجارحة، ما هو أشد فتكًا من الرصاص والقذائف.
إذن، فإن الهدف الأول من الحوار هو دعوة الكفار إلى الإسلام، أو دعوة الضالين من المبتدعة إلى السنة.
الجانب الثاني: فصل الخلاف في الأمور الاجتهادية:
فالحوار يُعد وسيلة للوصول إلى اليقين والحق في مسألة اجتهادية اختلفت فيها أقوال المجتهدين، فيتكلم اثنان في محاورة أو مناظرة للوصول إلى الحق في مسألة اجتهادية ليس فيها نص صريح، أو إجماع لا يجوز تعديه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وليس من الضروري -أيها القارئ الكريم- أن تعتقد أن نتيجة الحوار لابد أن تكون إقناعك الطرف الآخر بأن ما عندك حق، وما عنده باطل، فليس هذا بلازم، فقد تقنع إنسانًا بذلك، فإن لم تتمكن، فأقل شيء تكسبه من الحوار - إذا التزمتَ بالشروط الموضوعية له - أن يعلم خصمك أن لديك حجة قوية، وأنك محاور جيد، وأن يأخذ انطباعًا بأنك موضوعي متعقل، بعيد عن التشنج والهيجان والانفعال.
فكثير من الناس يظنون أن الآخرين لا يملكون الحق، وليس عندهم شيء، وأنهم مجرد مقلِّدين، فإذا حاوروهم وناظروهم علموا أن لديهم حججًا قوية، فأقل ما تكسبه أن تجعل أمام مناظرك علامة استفهام.
فقد تلتقي بنصراني داعية إلى النصرانية، فتناقشه، فمن المحتمل أن يسلم، وهذا خير كثير، وهو أرقى وأعلى ما تتمناه، لكن قد لا يسلم، فهل تعتبر أنك قد خسرت المناظرة؟ لا؛ لأنه وإن لم يسلم، فربما صار عنده تفكير في الإسلام يدعوه إلى أن يبحث، ثم قد يسلم ولو بعد حين، وإذا لم يفكر في ذلك، فعلى الأقل صار عنده شكوك في دينه، وإذا لم يحصل هذا، فعلى أقل تقدير فتر شيء من الحماس الذي كان يحمله لدينه، وصار عنده تردد في مذهبه الباطل.
ونحن نجد أن المسلمين الذين يكثرون الاحتكاك بأهل الكتاب أو بالمنحرفين عن الإسلام ويسمعون منهم الكثير؛ نجد أن هؤلاء المسلمين وإن لم يتركوا دينهم إلا أن حماسهم يقل ويفتر لدينهم حتى وهم على الحق؛ وذلك من كثرة ما سمعوا من أعدائه، فما بالك بأهل الباطل إذا سمعوا نقد باطلهم؟ لابد أن يفتر حماسهم له، أو يشكّوا فيه، أو يتراجعوا عنه.
الجدال المحمود:
الحوار والجدال والمناظرة كلها ألفاظ متقاربة لمعنى واحد، وإن كان أكثر ما جاء من لفظ الجدال في القرآن الكريم يطلق على الجدال المذموم، كما في قوله تعالى: (وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ) [الكهف:56].
ولكن جاء لفظ الجدل في القرآن أيضًا في مواضع محمودة، وهي:
- قوله تعالى: (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) [العنكبوت:46]، فهذا جدل بالتي هي أحسن لدعوة اليهود والنصارى إلى الإسلام.
- قوله تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) [النحل:125].
- قوله تعالى: (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ) [هود:74]، فكيف جادلهم؟ لما سألهم: أبُعثتم إليهم لإهلاكهم؟ قالوا: نعم. قال: أفيهم مائة مسلم؟ قالوا: لا. قال: أفيهم خمسون مسلمًا؟ قالوا: لا. قال: عشرة مسلمين. قالوا: لا. قال: خمسة مسلمين؟ قالوا: لا. قال: فقوم ليس فيهم هؤلاء جديرون بالإهلاك، فهذا -كما ذكر بعض المفسرين- الجدل الذي حصل من إبراهيم عليه السلام (7).
- قوله تعالى: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ الله سَمِيعٌ بَصِيرٌ) [المجادلة:1].
--------------------------------------------------------------------------------
المبحث الثالث
قواعد الحوار وأصوله
إن من الضروري أن يتلقَّى المسلم -وخاصة الداعية إلى الله- أسس الحوار وأصوله، في عالم يموج اليوم بالنظريات الكافرة والاتجاهات المنحرفة، فقد أصبح الحوار فنًّا يدرس -أحيانًا- باسم: فن الجدل، وأحيانًا يسمونه: فن المناظرة.
إضافة إلى فن آخر له علاقة كبيرة بالموضوع، وهو ما يسمى بفن العلاقات العامة، الذي تقام فيه دورات لكثير من الموظفين، والمتخصِّصين في العلاقات العامة، والدعاة، وغيرهم.
والعلاقات العامة تعني: حسن الاتصال بالآخرين؛ لإقناعهم برأي، أو لترويج سلعة من السلع، أو تصحيح فكرة، أو التمهيد لقضية من القضايا من خلال الاتصال بالناس، فهو فن لابد للداعية أن يتعلمه نظريًّا وعمليًّا.
وللحوار قواعد كثيرة، نعرض بعضها فيما يلي:
القاعدة الأولى: تحديد موضوع الحوار:
ينبغي أن يدور الحوار حول مسألة محددة، فإن كثيرًا من الحوارات تكون جدلاً عقيمًا، ليس له نقطة محددة ينتهي إليها، فينبغي أن يكون الحوار أو الجدل (بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) [النحل:125] حول نقطة معينة، بحيث يتم التركيز عليها، ولا يتعداها الحوار حتى يُنْتَهى منها.
(يُتْبَعُ)
(/)
القاعدة الثانية: مناقشة الأصل قبل الفرع:
ينبغي ألا يتم التناقش في الفرع قبل الاتفاق على الأصل؛ إذ إن مناقشة الفرع مع كون الأصل غير متفق عليه، تعتبر نوعًا من الجدل العقيم إلا في حالات معينة.
وأضرب أمثلة لحالات يمكن فيها مناقشة الفرع، أو مناقشة الأصل:
فلو جاءك كافر لا يؤمن بيوم الحساب، وأخذ يناقشك في قضية حجاب المرأة المسلمة -مثلاً-، أو في قضية تعدد الزوجات، أو في مسألة الجهاد؛ حيث إن هذه القضايا بالذات هي أكثر القضايا التي يثير حولها الغربيون شبهاتهم؛ لإثارة الفتنة بين المسلمين.
المهم هو كيف تحاور هذا الكافر الذي لا يؤمن بالإسلام؟ هل تناقشه في هذه المسائل إذا حاورك بشأنها؟
بإمكانك هنا أن تحاوره بإحدى طريقتين:
- الأولى: أن تحيل إلى الأصل، فتقول له: إن الجهاد وتعدد الزوجات والحجاب وما على شاكلة هذه القضايا؛ جزء من دين الإسلام، وبدلاً من أن نناقش هذه النقاط ينبغي أن نرجع للأصل، وهو الإسلام، فنتجادل فيه، فإذا اقتنعت بالإسلام، فحينئذ -من باب أولى- أن تقتنع بهذه الأمور، ولا حاجة أن نتجادل فيها، وإذا لم تقتنع بالإسلام، فنقاشي معك في هذه الجزئية يعتبر نوعًا من العبث الذي لا طائل تحته.
- الثانية: يمكنك أن تناقشه بالحجج المنطقية، في نفس الجزئيات التي يجادل حولها.
فمثلاً: إذا تكلم عن تعدد الزوجات، فيمكن أن تجادله في هذا الموضوع بأن تخبره أنه من الثابت علميًّا أن عدد النساء أكثر من عدد الرجال، وفي (أمريكا) نفسها تصل -أحيانًا- نسبة النساء إلى الرجال مائة وتسعة عشر إلى مائة، وأحيانًا مائة وستين إلى مائة؛ فستون امرأة زيادة على المائة، لمن تكون؟!
فإذا لم نأذن للرجال بتعدد الزوجات، فذلك يعني أن هؤلاء النساء بقين ضائعات بلا أزواج، أو اضطررن إلى ممارسة البغاء والرذيلة، فتعدد الزوجات ضرورة لابد منها؛ لأن نسبة الإناث في أكثر المجتمعات أكثر من نسبة الرجال.
وهكذا، عندما تثبت لهذا الكافر حالات وأوضاعًا يكون تعدد الزوجات فيها أمرًا سائغًا؛ فربما آمن بالإسلام من خلال اقتناعه بهذه الحجج.
القاعدة الثالثة: الاتفاق على أصل يُرجع إليه: يجب الاتفاق على أصل يرجع إليه المتحاورون إذا وُجد الخلاف، واحتدم النقاش، وذلك كالاتفاق على الرجوع عند الاختلاف إلى القرآن الكريم، وإلى صحيح السنة، المهم أن نتفق على أمور تكون مرجعًا عند الخلاف.
وقد وقعت حادثة حدثني بها جماعة من العلماء منهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله، والشيخ عبد الله بن قعود، أن جماعة من الشيعة كتبوا إلى مفتي الديار السعودية السابق الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله، يطلبون منه أن يعقد مجلسًا للحوار معهم، فَهَمَّ الشيخ محمد بن إبراهيم أن يهمل هذا الطلب وألا يرُد عليهم، فأشار عليه الشيخ عبد الرزَّاق عفيفي بأن هذا الأمر ما دام جاء منهم فينبغي ألا يُهمل؛ لأنهم قد يعتبرون عدم إجابتنا على طلبهم نوعًا من النكول عن المناظرة أو ضعف الحجة.
فالأولى أن نكتب لهم بالموافقة على المناظرة شريطة أن يكون هناك أصلٌ نرجع إليه، ويكون هذا الأصل هو القرآن الكريم، وصحيحي البخاري ومسلم، فكتب لهم الشيخ رحمه الله بهذا المضمون، أنه لا مانع من إجراء الحوار والمناقشة، شريطة أن نرجع في الاختلاف إلى القرآن الكريم، وصحيحي البخاري ومسلم، فلم يرُدوا عليه، ولم يجيبوه إلى ما سأل.
وهذا يبرز أهمية تحديد أصل يُرجع إليه عند الخلاف.
--------------------------------------------------------------------------------
المبحث الرابع
صفات المحاور
أولاً: جودة الإلقاء، وحسن العرض، وسلاسة العبارة:
وقد كان ذلك من صفات الرسول صلى الله عليه وسلم، كما جاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يحدِّث حديثًا لو شاء العادُّ أن يحصيه لأحصاه، لم يكن يسرد الحديث كسردكم" (8).
فعلى المحاور أن يكون هادئًا سلسًا، جيد الإلقاء.
ثانيًا: حسن التصور:
والمقصود من حسن التصور، ألاَّ تكون الأفكار عند المتحدث مشوشة أو متداخلة أو متضاربة، فبعض الناس -لضعف تصوره- ربما يطرح فكرة أثناء النقاش، وبعدما ينتصف في شرحها يتبيَّن له أنها غير صالحة، ولا تخدم الغرض، فينتبه في منتصف الطريق بعدما يكون قد تورَّط في ذلك.
ثالثًا: ترتيب الأفكار:
(يُتْبَعُ)
(/)
فالقدرة على ترتيب الأفكار، وتسلسلها، وارتباط بعضها ببعض وعدم تداخلها، أو اضطرابها، مما يثبت حجة المحاور ويقويها.
رابعًا: العلم:
ينبغي أن يكون المحاور ذا علم وقوة وقدرة، فإن بعض المحاورين قد يخذل الحق بضعف علمه، فرغم أن الحق معه، إلا أنه لم يدعمه بالعلم القوي، فيضع نفسه في غير موضعه.
لذلك فليس كل إنسان مهيأ للحوار، حتى وإن كان صاحب حق، فإنه ربما حاور بهدف نصر الحق فيخذل الحق؛ لضعف علمه وبصيرته، وربما حاور بجهل فيقتنع بالباطل الذي مع خصمه، وربما احتج بحجج باطلة، مثلما يحدث في بعض المناظرات والمحاورات التي تعقد، فلا يقتنع الناس بالحق الذي يحمله.
خامسًا: الفهم مع العلم:
لابد من الفهم وقوة العقل؛ ليدرك المتحدث حجج الخصم، ويتمكن من فهمها، ويعرف نقاط الضعف والقوة فيها، فيقبل ما فيها من حق، ويرد ما فيها من باطل.
سادسًا: الإخلاص:
فينبغي التجرد في طلب الحق وتوصيله إلى الآخرين، بحيث لا يكون همُّ المرء الانتصار لرأيه، وإنما همه طلب الحق وإيصاله للآخرين.
سابعًا: التواضع:
فالتواضع أثناء المناقشة، أو بعد الانتصار على الخصم، من أهم ما ينبغي أن يتحلى به المحاور.
--------------------------------------------------------------------------------
المبحث الخامس
آفات في الحوار
أما الحوار القائم بين كثير من المسلمين بعضهم مع بعض، ففيه عيوب وأخطاء نذكر منها:
أولاً: رفع الصوت:
فكأن الإنسان في غابة تتهارش فيها السباع، ومن لم يكن ذئبًا أكلته الذئاب، فيرى أن انتصاره في الحوار لن يكون إلا عن طريق مبالغته في رفع الصوت على خصمه، والله تعالى يقول: (إِنَّ أَنْكَرَ الأََصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) [لقمان:19].
ثانيًا: أخذ زمام الحديث بالقوة:
وذلك لئلا تدع للخصم فرصة يتحدث فيها، فيهدم بناءك الهش، أو يحطِّم حججك الزجاجية، أو يثير البلبلة في نفوس الناس.
وكأننا في ذلك قد أخذنا بمبدأ الكلمة التي قالها (دايل كارنيجي) في كتابه: "كيف تؤثر في الناس وتكسب الأصدقاء"؛ إذ قال: إذا كنت تريد أن ينفض الناس من حولك، ويسخروا منك عندما توليهم ظهرك وتتركهم، فإليك الوصفة: لا تعط أحدًا فرصة للحديث، تكلم بدون انقطاع، وإذا خطرت لك فكرة بينما غيرك يتحدث، فلا تنتظر حتى يتم حديثه، فهو ليس ذكيًّا مثلك! فلماذا تضيع وقتك في الاستماع إلى حديثه السخيف؟ اقتحم عليه الحديث، واعترض في منتصف كلامه، واطرح ما لديك.
ثالثًا: تهويل مقالة الطرف الآخر:
إن البعض يهوِّلون أقوال الآخرين، ويحمِّلون كلامهم من الضخامة ما لا يخطر إلا في نفوس مرضى القلوب، لماذا؟ لئلا يتجرأ أحد على القول بمثل ما قالوا، أو نصرة ما ذهبوا إليه.
فيحاول المحاور -أحيانًا- أن يحيط القول المردود بهالة رهيبة فيقول: هذا القول كفر، وهذا فسق، وهذا بدعة، وهذا خرق للإجماع، وهذا مصادمة للنصوص الشرعية، وهذا اتهام للعلماء، وهذا قول حادث باطل لم يسبق إليه ... ، ويظل يهوِّل ويطول ويضخم العبارات، بحيث يشعر السامع أنه قول خطير، يجب البعد عنه، وعدم التورط في قبوله، أو الاقتناع بحجة من تكلم به.
وقد لا يكون القول كذلك.
نحن لا ننكر أن من الأقوال ما يكون كفرًا أو فسقًا أو بدعة، ومنها ما يكون مصادمة للنص، أو قولاً حادثًا لم يسبق إليه صاحبه، لكن هذه الأشياء كلها لابد حين يقولها الإنسان أن يثبتها بالدليل الواضح، أما مجرد إطلاق دعاوى فارغة في الهواء، فهذا لا يسمن ولا يغني من جوع.
رابعًا: الاعتداء في وصف الطرف الآخر:
فتصفه بما لا يليق من الأوصاف؛ تأديبًا له وردعًا لأمثاله، فتقول: هذا جاهل سخيف حقير متسرع، وأضعف الإيمان أن تصفه بأنه ليس أهلاً لهذا الأمر.
ولا يكفي هذا فحسب؛ بل لابد من كشف نية هذا الإنسان، فتتهمه بفساد نيته، وسوء طويته، وخبث مقصده؛ بل قد تتهمه بأنه عدو مغرض للإسلام، أو محارب للسنة وأهلها، له أهداف بعيدة من وراء مقالته تلك، أو بأنه عميل للشرق أو الغرب، أو لقوى خارجية أو داخلية ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ونحن لا ننكر -أيضًا- أن من الناس من هو سيء النية والطويَّة خبيث المقصد، ومنهم من هو عدو للإسلام أو السنة؛ بل ومنهم من هو عميل للشرق أو الغرب، أو لقوى بعيدة أو قريبة، لكن حين تُطلق هذه الأشياء، فلابد من الدليل الواضح عليها، ولا يجوز أن نصادر عقولنا، ويُطلب منا أن نقتنع بشيء لم يُسَق عليه أي دليل.
فليس مقصود الحوار تناول شخص بعينه، اللهم إلا إن كان موضوع الحوار أو نقطة الحوار -أصلاً- هي الكلام عن هذا الشخص، فهذا باب آخر.
--------------------------------------------------------------------------------
المبحث السادس
آداب الحوار الصحيح
إن آداب الحوار الصحيح، هي بإيجاز:
أولاً: حسن المقصد:
فليس المقصود من الحوار العلو في الأرض، ولا الفساد، ولا الانتصار للنفس، ولكن المقصود الوصول إلى الحق.
والله تعالى يعلم من قلب المحاور ما إن كان يهدف إلى ذلك أم يهدف إلى الانتصار، والتحدث في المجالس أنه أفحم خصمه بالحجة.
ضع في اعتبارك أنه يحتمل أن يكون الخطأ عندك والصواب عند غيرك، فالله تعالى لم يحابك، ويختصك دون بقية خلقه بالعلم والفهم والإدراك والعقل، فإذا كان عندك حق، فعند غيرك حق، وقد يكون عندك حق كثير، وعنده حق قليل، وقد يكون العكس.
فعلى المسلم أن يطلب الحق بحسن نية، وألا يكون هدفه وهو يسمع كلام خصمه أن يرد عليه متى سكت؛ بل هدفه الوصول إلى الحقيقة، ولهذا كان الإمام الشافعي رحمه الله يقول: "ما ناظرت أحدًا قط إلا أحببت أن يوفق ويُسدَّد ويعان، ويكون عليه رعاية من الله وحفظ، وما ناظرت أحدًا إلا ولم أبال بيَّن الله الحق على لساني أو لسانه" (9).
وهذه -والله- أخلاق أتباع الأنبياء؛ لأنه يبتغي إحقاق الحق لا إسقاط الخصم.
ثانيًا: التواضع بالقول والفعل:
من آداب الحوار: التواضع، وتجنُّب ما يدل على العجب والغرور والكبرياء.
فبعض الناس إذا حاور شخصًا أو حادثه أعرض ونأى بجانبه، وازورَّ لا يلتفت إلى خصمه، إشارة إلى السخرية وعدم الاكتراث به، وربما ظهر على قسمات وجهه أو حركات حاجبيه أو عينيه أو شفتيه ما يدل على السخرية والاستكبار، وربما يزم شفتيه، أو يلوي وجهه، أو يلوي عنقه، أو يشير بطرف عينيه إشارات تعبر عن السخرية والازدراء، فهذا كله من الكبر.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الكبر بطر الحق وغمط الناس" (10).
فمن التواضع أن تقبل الحق ممن جاء به حتى ولو كان أعدى أعدائك، وتعدّ ذلك ضالتك المنشودة، فأنت باحث عن الحقيقة أنىَّ وجدتها فأنت أحق بها.
ومن التواضع -أيضًا- ترك استخدام الألفاظ الدالة على التعالي والكبرياء، وازدراء ما عند الآخرين، كأن يقول: نرى كذا، وعندي، وأنا، وقلت، ونحو هذه الألفاظ.
وقد ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله وغيره من أهل العلم أن إبليس هو الذي قال: (أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ) [الأعراف:12]، فـ (أنا) هذه المتعاظمة الرادة للحق هي من إبليس، وقارون هو الذي قال: (إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي) [القصص:78]، فالذي يقول: عندي، وهو ليس أهلاً لذلك شبيه بقارون، وسائر المستكبرين تعاظموا في نفوسهم فردُّوا الحق.
ثالثًا: الإصغاء وحسن الاستماع:
الإصغاء إلى الآخرين فن قَلَّ من يجيده، فأكثرنا يجيد الحديث أكثر من الاستماع، والله سبحانه وتعالى جعل لك لسانًا واحدًا، وجعل لك أذنين حتى تسمع أكثر مما تتكلم، فلابد أن تستمع جيدًا، وأن تستوعب جيدًا ما يقوله الآخرون.
ووضع أذنك للمحدِّث، وحملقة عينيك بوجهه، وتأملك لما قال، يمكن أن يكون دليلاً على قوتك، وقدرتك على الحوار، وإذا وجدت ملاحظات، فيمكن أن تسجلها في ورقة لتتحدث فيها بعدما ينتهي من حديثه.
وهكذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم، فربما تحدَّث معه بعض المشركين بكلام لا يستحق أن يُسمع، فيصغي النبي صلى الله عليه وسلم، حتى إذا انتهى هذا الرجل وفرغ من كلامه، قال له صلى الله عليه وسلم: "أوقد فرغت يا أبا الوليد؟ " قال: نعم. فتكلَّم النبي صلى الله عليه وسلم بشيء من القرآن (11).
رابعًا: الإنصاف:
وهو أن تكون الحقيقة ضالتك المنشودة، تبحث عنها في كل مكان، وفي كل عقل.
(يُتْبَعُ)
(/)
جرِّد نفسك، ولا تبالِ بالناس رضوا أم سخطوا، وكن باحثًا عن الحقيقة، وليعلم ربك من قلبك أنه ليس في قلبك إلا محبة الله تعالى، ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم، وحب الحق الذي يحبه الله ورسوله.
فلتستخلص الحق من خصمك، ولو من بين ركام الباطل الكثير الذي ربما جاء به.
وربما أجرى الله تعالى كلمة الحق على لسان الفاسق، أو حتى على لسان الكافر -أحيانًا-، فيمكن أن تستفيد من المحاور ولو كان فاسقًا أو كافرًا، فقد تستفيد منه عيبًا موجودًا عندك أو عند المسلمين، أو تستفيد منه مصلحة دنيوية للمسلمين، أو أسلوبًا من أساليب الدعوة إلى الله تعالى، ربما فطن له هو، وغفلت أنت عنه. وللشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله كلمة حكيمة جميلة، يقول فيها معبِّرًا عن رد الحق عند الكثيرين: "إن الذين لديهم ذكاء حاد لا يقبلون الصواب غالبًا إلا إذا كان من عند أنفسهم؛ وذلك أن الله تعالى أعطاهم قدرات وطاقات عالية، وُفِّقوا بسببها إلى كثير من الحق الذي أخطأ فيه الناس؛ ولذلك فلديهم من الثقة بآرائهم وعدم الثقة بآراء الآخرين، ما يصعب معه على الناس إقناعهم بغير الآراء التي يرون هم".
إن الاعتراف بالحق وإعلانه -أيضًا- لا ينقص من قيمة الإنسان، فكونك تقول في مناظرة أو محاورة أو محاضرة: أنا أخطأت في كذا، هذا لا يعيبك؛ بل هذا يرفع منزلتك عند الناس، ويدل على شجاعتك وقوتك، وثقتك بنفسك.
خامسًا: البدء بمواضع الاتفاق والإجماع والمسلَّمات والبدهيات:
فمن المصلحة ألا تبدأ الحوار بقضية مختلف فيها؛ بل ابدأ بموضوع متفق عليه، أو بقاعدة كلية مسلَّمة أو بدهية، وتدرج منها إلى ما يشبهها أو يقاربها، ثم إلى مواضع الخلاف.
فممَّا يذكر عن سقراط -وهو أحد حكماء اليونان-، أنه كان يبدأ مع خصمه بنقاط الاتفاق بينهما، ويسأله أسئلة لا يملك الخصم أن يجيبه عليها إلا بنعم، ويظل ينقله إلى الجواب تلو الآخر، حتى يرى المناظر أنه أصبح يُقر بفكرة كان يرفضها من قبل.
وأضرب مثالاً على قضية الانتقال من الكليات إلى الجزئيات، أو من المسلَّمات إلى غير المسلمات:
قد يخاصمك إنسان في قضية أساليب الدعوة إلى الله تعالى، هل هي توقيفية، أي لابد أن يكون فيه نص على أسلوب الدعوة؟ أم أنها أساليب اجتهادية متجددة، يمكن أن آخذ بأي أسلوب، ولو لم يكن منصوصًا عليه، إذا لم يكن هذا الأسلوب حرامًا؟
مثال: النشيد، قد يقول قائل: إن النشيد أسلوب من أساليب الدعوة، ويقول آخر: لا. أساليب الدعوة توقيفية، والنشيد ما ورد في الكتاب ولا في السنة، فلا يجوز استخدام النشيد كأسلوب من أساليب الدعوة، وهذا يختلف فيه بعض العلماء والدعاة في هذا العصر، ويتحاورون فيه.
والنقاش حول مشروعية النشيد كأسلوب للدعوة، قد يكون موضوعًا جزئيًّا شكليًّا، ولكن لا مانع من ذكره للإيضاح فقط، فأرى أن تبدأ النقاش بهذا السؤال: لو أن إنسانًا أنشد نشيدًا ليس فيه معصية ولا كلام باطل محرم، وغير مصحوب بدف ولا مزمار ولا غيره، وهذا الكلام أنشده على سبيل الترويح عن النفس، أو المؤانسة، أو قطع عناء الطريق في سفر؛ هل هذا يحرم أم لا؟
سيقول لك الطرف الآخر: لا يحرم؛ بل هو طيب، ثم تنتقل وتسأله سؤالاً آخر: هل يوجد شيء في الشريعة يكون مباحًا غير حرام بشرط عدم إصلاح النية فيه، فإذا صلحت النية كان هذا الشيء حرامًا؟ سيقول لك: لا.
إذًا: فمن أين لك أن قراءة بعض الأناشيد بنية صالحة؛ بهدف إشغال الناس -مثلاً- عن الغناء المحرم، أو رفع معنوياتهم، أو تلقينهم الحكم، والمعاني الرفيعة؛ أن هذا العمل يكون حرامًا؟!
قد يقول البعض: إن هذا عبادة والعبادة توقيفية، فيقال: من أين لك أن هذا داخل في باب العبادة التي هي القربى؟
إن العبادة أنواع: فقد تطلق العبادة على العبادات التوقيفية، التي هي القرب كالصلاة -مثلاً- والحج، فإحداث صفة جديدة للصلاة أو الحج لا يجوز؛ بل هو بدعة؛ لأن الصلاة توقيفية، وهي قُربة محضة إلى الله تعالى.
وهناك أعمال أخرى يمكن أن يكون الإنسان مأجورًا عليها، ولا يُطلق عليها أنها قربة محضة إلى الله تعالى، مثلما ورد في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "وفي بُضع أحدكم صدقة" (12)، فليس معنى ذلك أن جماع الإنسان لزوجته يكون عبادة بذاته، وليس قربة محضة إلى الله عز وجل، لكن يؤجر عليه الإنسان ما دام في الحلال، وقد أصلح صاحبه فيه النية.
(يُتْبَعُ)
(/)
كذلك القول في الأناشيد، مع التنبيه أنه لابد من ضوابط بطبيعة الحال، مثل: عدم الإكثار منها، وخلوها من المعاني السيئة، وألا تكون مصحوبة بآلات محرمة، إلى غير ذلك.
سادسًا: ترك التعصب لغير الحق:
فلو حاورت إنسانًا، فتناول معهدًا تعمل فيه، أو مقالة كتبتها، أو كتابًا ألَّفته، أو محاضرة ألقيتها، أو تناول جهة -تُحسب أنت عليها- بالانتقاص والسب وتتبع الأخطاء، فإياك أن تتعصب لهذا الشيء الذي تنتمي وتنتسب إليه، ثم تبادر بالرد، وتقوم بتقديم كشف بالإيجابيات والحسنات في مقابل الكشف الذي قدمه هو بالأخطاء، والسلبيات .. ، لا؛ بل عليك بالأمور التالية:
- أولاً: دع زمام الحديث بيده حتى ينتهي -كما اتفقنا قبل قليل-.
- ثانيًا: اعترف بصوابه فيما أصاب فيه، والحق ضالة المؤمن -كما سبق-.
- ثالثًا: إذا انتهى فانقد الخطأ بطريقة علمية، بعيدة عن العواطف.
وما أعز وأصعب وأندر أن يتخلص الإنسان من التعصب -أي لون من ألوان التعصب-؛ فإن الحزبيات قد أثَّرت في المسلمين تأثيرًا كبيرًا جدًّا.
فمثلاً: يتعصب الإنسان -أحيانًا- لمذهب أو لوطن، أو قبيلة، أو لدعوة، أو لجماعة، فهذا ما يُسمى بالحزبية، بحيث يحيط هذا الشيء بعقله، فلا يملك عقلاً متحررًا من القيود والأوهام؛ بل تجده يدور في فلك معين، ولا يستطيع أن يتقبل الحق إلا في إطار محدود.
سابعًا: احترام الطرف الآخر:
فنحن مأمورون أن نُنزل الناس منازلهم، وألا نبخس الناس أشياءهم.
فيا أخي المسلم الداعية، ليس النجاح في الحوار والمناظرة مرهونًا بإسقاطك لشخصية الطرف الآخر الذي تناظره، ولا إسقاطك لشخصيته يعني أنك نجحت في المناظرة؛ بل ربما يرتد الأمر عليك، ويكون هذا دليلاً على إفلاسك وعجزك، وأنك لا تملك الحجة؛ فاشتغلت بالمتكلِّم عن الكلام.
والناس اليوم تعي وتعقل، ولو أنك سندت قولاً من الأقوال الباطلة الزائفة حينًا من الزمن بالتهويش، واللجاج، فإن هذا القول الذي لا يسنده الحق سرعان ما ينهار ويتهاوى بمجرد غفلة السَّاعين به، أو انشغالهم عنه بغيره، فيموت وينساه الناس.
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم - "ليس المؤمن بالطعَّان، ولا اللعَّان، ولا الفاحش، ولا البذيء" (13)، فالمؤمن ليس باللعان، ولا بالطعان في الناس وأعراضهم، ونياتهم ومقاصدهم وأحوالهم، ولا بالفاحش، ولا بالبذيء.
وفي الصحيحين عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه قال: "لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشًا ولا متفحِّشًا، وكان يقول: إن من خياركم أحسنكم أخلاقًا" (14)، فهذا حال النبي صلى الله عليه وسلم وصفته، وهذا كلامه في وصف المؤمن، أنه لا يحب الفحش ولا التفحش.
ومن بديع احترام رأي الآخرين، ما ينقل عن الإمام مالك: أنه لمَّا ألَّف الموطأ، ومكث أربعين سنة يؤلفه، وقرئ عليه آلاف المرات، وعرضه على سبعين من العلماء فأقروه عليه، وتعب فيه أيما تعب، ومع ذلك لمَّا بلغ الخليفة المنصور كتاب مالك وأعجبه، وقال: إنا نريد أن نعممه على الأمصار، ونأمرهم باتباعه؛ قال له الإمام مالك: "لا تفعل -رحمك الله-، فإن الناس سبقت منهم أقاويل، وسمعوا أحاديث ورووا روايات، وأخذ كل قوم بما سبق إليهم وما أتوا به، وعملوا بذلك ودانوا به وكل ذلك من اختلاف أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، ثم من بعدهم من التابعين، ورد الناس عما اعتقدوه ودانوا به أمر صعب شديد، فدع الناس وما هم عليه، ودع أهل كل بلد وما اختاروا لأنفسهم" (15).
فلا حاجة إلى اللجوء إلى تبكيت الشخص الذي تخاصمه وإحراجه والسخرية منه.
ثامنًا: الموضوعية:
الموضوعية تعني: رعاية الموضوع، وعدم الخروج عنه.
- فمن الموضوعية: عدم الهروب من الموضوع الأساسي إلى غيره. إن بعض الناس إذا أحرجته في موضوع هرب منه إلى موضوع آخر، فهو ينتقل من موضوع إلى موضوع، وكلما أُحرج في نقطة انسحب منها إلى غيرها، ونقل الحديث نقلة بعيدة أو قريبة.
ولعل هذا أعظم أدواء المناظرة، التي تجعل الإنسان يخرج منها -ربما بعد ساعات- دون طائل، والموضوع يقتضي ألا تخرج من نقطة إلا إذا انتهيت منها، ثم تنتقل إلى غيرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
-كذلك من الموضوعية: عدم إدخال موضوع في آخر، فقد تتكلم مع إنسان في قضية حجاب المرأة المسلمة، وضرورة التزامها بالستر، وبُعدها عن السفور، وعن الاختلاط بالرجال الأجانب، أو الذهاب إلى أماكن اللهو والفساد وغير ذلك، فتجد أنه بدلاً من أن يناقشك في هذا الموضوع يقول: يا أخي، الناس قد وصلوا إلى القمر، وأنت لازلت تجادل في هذا الموضوع!
فما علاقة وصول الناس إلى القمر أو عدم وصولهم بقضية مطالبتنا بحجاب المرأة المسلمة؟! أليس هذا إدخالاً لموضوع في قضية أخرى لا يتعلق بها؟
وقد تُكلِّم إنسانًا -مثلاً- في قضية الغناء الفاحش البذيء، الذي أصبح يصك الأسماع، ويهيِّج الغرائز، ويدعو إلى الرذيلة، فيقول لك: يا أخي، المسلمون يُقتلون في مشارق البلاد ومغاربها، وتسفك دماؤهم، وتنتهك أعراضهم، وأنت لازلت تتكلم في هذه الجزئيات؟!
فما دمنا قد اتفقنا أن موضوع الغناء هو مادة الحوار الذي سيناقَش، فما دخل قضية قتل المسلمين بذلك؟ وهل إذا تركنا الحديث عن الغناء أو الحديث عن حجاب المرأة المسلمة، ستُحل مشاكل المسلمين، ويُرفع الظلم عن المظلومين؟!
-كذلك من الموضوعية: عدم النيل من المتحدث باتهامه في نيته أو الكلام على شخصه، فبعض الناس يقول: من هذا الإنسان؟ ما هدفه؟ ما تاريخه؟ من وراءه؟ ما درجته من العلم؟ ما قدره؟
فيا أخي، ما علاقتك بهذا الشخص المتكلِّم؟ المهم أن أمامك دعوى وكلامًا ومطلوب منك مناقشته بالحجة والبرهان، فدع المتكلم جانبًا، وانظر في الكلام الذي قيل، وما قدره من الخطأ أو من الصواب؟
اعمل بقولي وإن قصرت في عملي ... ينفعك قولي ولا يضررك تقصيري (16)
-كذلك ليس من الموضوعية: الاشتغال بالأيمان المغلظة، والله سبحانه وتعالى ذمَّ الذين يكثرون من اليمين: قال تعالى: (وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلافٍ مَهِينٍ. هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ. مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ. عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ) [القلم:10 - 13]، فهذا دعيٌّ ملصق في أهل العلم وليس منهم، وملصق في قومه وليس منهم، ومع ذلك يكثر من الأيمان الكاذبة، أو قد لا تكون كاذبة لكن اليمين ليس حجة، فكونك تحلف بالله العظيم الذي لا إله إلا هو أن هذا هو الحق، فهذا لا يقدِّم ولا يؤخِّر.
قد تكون مقتنعًا فعلاً أنه هو الحق، لكن قناعتك هذه ليست نابعة من دراستك، أو معرفتك بالحجج والأدلة؛ ولكنها نابعة عما تلقيته عن شيخ تعظمه فوقر في قلبك، أو درسته منذ صغرك فاستقر في قراره في نفسك، وليس لأن لديك دليلاً قويًّا على أنه هو الحق.
وفرق بين أن تكون مقتنعًا قناعة مطلقة بأنه هو الحق، فتحلف على ذلك، فإذا حلفتَ أنت عرفتُ أنك تعتقد أنه هو الحق، ولكن لا يلزم أن يكون هو الحق، فقد تراه حقًّا وتحلف عليه، والواقع أن الحق بخلافه.
-كذلك من الموضوعية: تجنب الكذب في الحديث، فإن المناظر قد يكذب أحيانًا، فقد سمعت مرة مناظرة بين اثنين في قضية أحدهما شيعي، فقام الشيعي وقال: روى الإمام أحمد في مسنده، وذكر حديثًا موضوعًا مختلقًا، وهذا الحديث إذا رجعت للجزء والصفحة من المسند، لا تجده، لكنه يعرف أن الخصم ليس عنده وقت حتى يرجع للمسند، ويتأكد من صحة الحديث، ومن البعيد جدًّا أن يكون قد أحاط بمسند الإمام أحمد حتى يعرف ما فيه، مما ليس فيه، فيستغل حديثًا مختلقًا ليضر به الخصم، وينسبه إلى كتاب من هذه الكتب، وربما ينطلي عليه.
فهذا ليس من الموضوعية في شيء، وإذا لم يكتشفه الخصم حال المناقشة فسيكتشفه فيما بعد، ويبين أنك كنت كاذبًا فيما ادعيت.
ومثل الكذب وأخوه بتر النصوص، وهو أن تنقل نصًّا طويلاً، فتجتزئ الكلام الذي يصلح لك، ويدل على ما تريد، وتترك الباقي، فهذا ليس من الأمانة؛ بل عليك أن تنقل الكلام كاملاً حتى يشاركك الناس فيما استنتجته، فإما أن يقرُّوك، وإما أن يخالفوك في الفهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إن هذا الكلام أيضًا قد يقوله الإنسان ولا يُدرى كل ما وراءه، فالكلام يُفهم من حال المتكلم، ومن سياقه، ومن نصوصه الأخرى، ومن سيرة قائله، كما ذكر الإمام ابن القيم في مواضع من كتبه: أن كلام الناس -يعني كلام البشر- يفهم على ضوء الشخص المتكلم، وظروفه، وما يُعلم عن المتكلم وأحواله، فإذا صدر كلام من شخص يحتمل أكثر من معنى عرفنا أن الذي يليق بفلان من المعاني هو كيت، وكيت، وإن كان الكلام يحتمل غيره؛ لأن كلام الناس يحتمل وجوهًا.
-كما أن من الموضوعية: إذا لم تعرف مسألة ما أن تقول: لا أدري، وإذا ترك العالم لا أدري، أصيبت مقاتله، كما كان السلف يقولون: ويجب على العالم أن يعلم تلاميذه وطلابه قول: "لا أدري"؛ حتى يلجؤوا إليها فيما لا يعلمون.
- ومن الموضوعية: التوثيق العلمي، يعني إذا استدللت فلا تستدل بشائعات أو ظنون أو أوهام استقرت في عقلك أو في عقل من أمامك من الناس؛ بل استدل بالنصوص، والأدلة الواضحة؛ والبراهين الثابتة، والإحصاءات الدقيقة، قال رسوله صلى الله عليه وسلم، وبراهين العلماء، تستدل بحقائق علمية، وتوثِّق ما تقول، أما مجرد الظنون والأوهام والشائعات، فإنها لا تصلح أدلة.
تاسعًا: عدم الإلزام بما لا يلزم أو المؤاخذة باللازم:
فإذا خالف إنسان أحد العلماء في قول، تأتي فتقول له: يا أخي، أنت خالفت فلانًا العالم، وهذا يلزم منه أنك ترى نفسك أعلم منه.
وهذا غير صحيح، فلا يلزم من قوله وخلافه للعالم الفلاني ذلك، فقد يخالفه في هذه المسألة باجتهاده، وهو يعرف أن هذا العالم أعلم منه في كل المسائل، لكن هذه المسألة لا يسعه أن يقلده فيها، كما لا يلزم من مخالفته له أن أن يخطِّئه أو يضلِّله.
كذلك يأتي إنسان فيقول: فلان قال قولاً ما سُبق إليه، وهذا يلزم منه أنه يحكم بأن الحق قد غاب عن الأمة كلها طيلة القرون الماضية .. والصحيح أنه لا يلزم ذلك.
وقد يكون هذا القول قد سُبق إليه، وقال به غيره من قبل، وعلى فرض أنه ما قال به أحد قبله، فقد يحدث أنه لم ينقل مع كونه قد قيل من قبل.
وحتى لو فُرض أنه لم يُسبق إليه، فهو لا يرى أن هذا من الحق الذي يجب أن تعلمه الأمة في كل زمان ومكان؛ بل يرى أن هذا من الأشياء الاجتهادية التي قد يقول بها إنسان، وربما تحتاجها الأمة أو لا تحتاجها، فليس فرضًا أن تعلمه الأمة في كل حين وكل زمن وكل مكان، أو أن يقول به من قال به، وقد يرى أن المسألة ما نقل فيها قول -أصلاً-.
والإلزام -بأن تلزم إنسانًا بمقتضى كلامه- من المشكلات؛ لأن اللازم يصلح في كلام الله تعالى، فتقول: الآية يلزم منها كذا، واللازم يعتبر دليلاً من أنواع الدلالات، وكما يقول علماء الأصول: الدلالات ثلاث: دلالة المطابقة، ودلالة التضمن، ودلالة الإلزام، يعني: يلزم من هذا النص كذا وكذا.
فهذا يصح في كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، أما كلام الناس فلا إلزام فيه بشيء ما، تقول: يلزم من كلامه كذا وكذا، رغم أنه ما خطر في باله هذا اللازم، ولا فكَّر فيه يومًا من الأيام، وقد لا يوافقك على أنه لازم، ولو وافقك على أنه لازم قد لا يُقر به، فلماذا تلزم الناس بشيء لم يلتزموا به؟
ولذلك من باطل اللوازم أن أبا نواس الشاعر الماجن المشهور حاول أن يستخدم هذا الإلزام بطريقة ماجنة، فكان أهل العراق الأحناف يقولون بجواز النبيذ، وأهل الحجاز يقولون بتحريمه مثل الخمر، فيقولون النبيذ والخمر سواء، فكان هذا الشاعر الماجن الخبيث يقول:
أباح العراقي النبيذ وشربه ... وقال: الحرامان المدامة والسكر
وقال الحجازي الشرابان واحد ... فحل لنا من بين قوليهما الخمر
سآخذ من قوليهما طرفيهما ... وأشربها لا فارق الوازر الوزر
ولا شك أن من قال بحل الخمر فهو كافر؛ لأن تحريمها ثابت بنص القرآن الكريم، قال تعالى: (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأََنْصَابُ وَالأََزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ) [المائدة:90]، لكني أردت أن أبيِّن فساد الالتزامات والإلزامات التي يختلقها البعض ويحاول أن يحاصر بها الآخرين.
عاشرًا: اعتدال الصوت:
(يُتْبَعُ)
(/)
لا تبالغ في رفع الصوت أثناء الحوار، فليس من قوة الحجة المبالغة في رفع الصوت في النقاش والحوار؛ بل كلَّما كان الإنسان أهدأ كان أعمق؛ ولهذا تجد ضجيج البحر وصخبه على الشاطئ، حيث الصخور والمياه الضحلة، وحيث لا جواهر ولا درر، فإذا مشيت إلى عمق البحر ولجته وجدت الهدوء، حيث الماء العميق ونفائس البحر وكنوزه؛ لذلك يقول المثل الغربي: "الماء العميق أهدأ".
--------------------------------------------------------------------------------
المبحث السابع
أمثلة من الحوارات
حوار بين إسحق والشافعي:
هذا حوار جرى بين إسحاق بن راهويه رحمه الله -إمام من أئمة أهل الحديث- وبين الشافعي.
يقول إسحاق: إن الإمام أحمد لمَّا كان في مكة، قال: لماذا لا تذهب للشافعي وتستفيد منه؟ قلت له: كيف أترك ابن عيينة والمشايخ وأذهب إلى الإمام الشافعي؟ قال له: يفوت وهم لا يفوتون.
قال: فذهبنا إليه فتناظرنا في كراء (17) بيوت مكة، هل تكرى، أو لا تكرى؟ قال: فتكلمت مع الشافعي وتحمست؛ ولكن الشافعي كان متساهلاً، فتكلَّمت بالفارسية مع رجل جانبي، وذكر كلمة بالفارسية معناها: هذا ليس عنده كمال -يعني الشافعي-، قال: فعلم الشافعي أني أسبه، وإن كان لا يجيد اللغة، فقال: هل تريد أن تناظرني؟ قلت: من أجل المناظرة جئت!
قال: أرأيت قول الله تعالى: (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ) [الحشر:8]، أليس الله نسب الديار إلى أربابها، أو إلى غير أربابها؟ قال: قلت: بل إلى أربابها، قال: عمر لما اشترى دار السجن بمكة (18)، اشتراها من إنسان يملكها، أو لا يملكها؟ قلت: ممن يملكها، قال: قول النبي صلى الله عليه وسلم: "وهل ترك لنا عقيل من رباع أو دور" (19) الدور لهم، أو ليست لهم؟ قلت: لهم.
قال إسحاق: فقلت: الدليل على صحة قولي أنه قال به من التابعين فلان وفلان وفلان، قال: فالتفت الشافعي إلى رجل بجنبه وقال: من هذا؟ قال له: هذا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أنت الذي يزعم أهل خراسان أنك فقيههم؟!، قلت: هكذا يزعمون! قال: ما أحوجني أن يكون غيرك في مكانك فآمر بعرك أذنه، -هذا أدب يؤدب به الطالب الصغير-، قال: أقول لك: قال الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت تقول: قال: عطاء وطاوس والحسن وإبراهيم؟! وهل لأحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة؟ (20).
ومثلها قصة أخرى طريفة جرت بحضرة الإمام أحمد، وذلك أن الشافعي وإسحاق تناظرا -أيضًا- في جلود الميتة إذا دُبغت هل تطهر، أو لا تطهر؟ فقال الشافعي: دباغ جلود الميتة طهورها، فإذا دُبغ جلد الميتة طهر، قال إسحاق: ما الدليل؟ قال: الدليل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد شاة ميتة، أُعطيَتها مولاة لميمونة من الصدقة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هلا انتفعتم بجلدها؟ "، قالوا: إنها ميتة، فقال: "إنما حَرُم أكلها" (21).
قال إسحاق: دليلي على أن جلود الميتة لا تطهر: حديث عبد الله بن عكيم أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إليهم قبل أن يموت بشهر: "لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب" (22) يعني لا بجلد، ولا بعظم، وهذا يمكن أن يكون ناسخًا؛ لأنه قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم بشهر، قال الشافعي: هذا كتاب الرسول عليه الصلاة والسلام، وذاك سماع، والسماع مقدَّم، فقال له إسحاق: إن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى كسرى وقيصر والنجاشي وغيرهم، وكان ذلك حجة عليهم عند الله تعالى، فسكت الشافعي.
والغريب في الأمر أن أحمد بن حنبل ذهب بعد تلك المناظرة إلى حديث عبد الله بن عكيم وقال به، ثم رجع عنه فيما بعد، وكذلك رجع إسحاق إلى حديث الشافعي وقال به (23)، وهذا دليل على تجردهم، وسعيهم للوصول إلى الحق.
حوار بين أبي علي بن شاذان وشيعي (24):
ومن طرائف المناظرات: أن أبا علي بن شاذان -وهو فقيه وعالم، ولكنه كان ضعيفًا في النحو- ناظر أحد الشيعة حول قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا نورَث، ما تركنا صدقة" (25).
فقال أبو علي بن شاذان: هذا دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يورث، فرد ذلك الشيعي: إن لفظة "صدقة" الواردة في الحديث حال منصوب، والمعنى: أن ما تركناه -نحن الأنبياء- من الصدقات، فإنه لا يورث، أما بقية مالنا مما لم نخصصه للصدقة، فإنه يورث.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال أبو علي بن شاذان: أنا -والله- ما أعرف اللغة، ولا النحو، ولا المرفوع والمنصوب، والفاعل والمفعول، لكني أعرف شيئًا، وهو أن هذا الحديث احتج به أبو بكر رضي الله عنه -وهو عربي فصيح- على علي بن أبي طالب، وعلى العباس بن عبد المطلب، وعلى فاطمة -رضي الله عنها وعنهم أجمعين-، فكلهم أقروا أبا بكر على ذلك وسكتوا، ولم يقولوا بالذي قلتَه أنت.
فدل على أنهم -وهم عرب فصحاء- فهموا من الكلام -مثلما فهم أبو بكر-، أن النبي صلى الله عليه وسلم قصد بهذا الحديث أن الأنبياء لا يورثون (26).
الهوامش:
(1) أصل هذه الرسالة محاضرة ألقيت بتاريخ 7/ 4/1412هـ.
(2) تراجع أسباب الخلاف في كتاب "رفع الملام عن الأئمة الأعلام" لابن تيمية، وانظر: رسالة "الخلاف بين العلماء .. أسبابه وموقفنا منه" للمؤلف.
(3) انظر: البداية والنهاية (7/ 276 - 285)، وشذرات الذهب (1/ 46، 47)
(4) انظر قصة صلح الحديبية في: صحيح البخاري (2734) من حديث المسور بن مخرمة رضي الله عنه، وصحيح مسلم (1784) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
(5) أخرج القصة عبد الرزاق في مصنفه (18678)، وأحمد في المسند (3187)، وابنه عبد الله بن أحمد في السنة (1539)، والحاكم في المستدرك (2656)، من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما. وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط مسلم. اهـ. وأخرجها البيهقي في السنن الكبرى (8/ 179) من حديث عبد الله بن شداد رضي الله عنه.
(6) انظر الطبقات الكبرى لابن سعد (5/ 358).
(7) انظر: تفسير الطبري (12/ 79،80)، وتفسير القرطبي (9/ 72).
(8) أخرجه البخاري (3568)، ومسلم (2493)، من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
(9) أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (9/ 118)، وانظر: المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي (1/ 172).
(10) أخرجه مسلم (91) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
(11) رواه ابن هشام في السيرة (2/ 131) من طريق ابن إسحاق عن يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي، قال: حُدِّثت أن عتبة بن ربعية قال .. اهـ. محمد بن كعب القرظي ثقة عالم من الطبقة الوسطى من التابعين. فالحديث مرسل.
(12) أخرجه مسلم (1006) من حديث أبي ذر رضي الله عنه.
(13) أخرجه ابن أبي شيبة (30338)، وأحمد (3839)، والبخاري في الأدب المفرد (312)، والترمذي (1977)، وابن أبي عاصم في السنة (1014)، والبزار (1523)، وأبو يعلى (5369)، والطبراني في الكبير (10/ 206)، وفي الأوسط (1814)، وابن حبان (192)، والحاكم (29)، والبيهقي في الكبرى (10/ 193)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. وقال الترمذي: حديث حسن غريب. اهـ. وقال الحاكم: حديث صحيح. اهـ. وقد صححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير (5381).
(14) أخرجه البخاري (3559)، ومسلم (2321)، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
(15) سير أعلام النبلاء (8/ 61).
(16) جمهرة خطب العرب (2/ 277).
(17) الكِراء: أجر المستأجَر. المعجم الوسيط (2/ 817).
(18) قصة شراء عمر لدار السجن أخرجها عبد الرزاق في المصنف (9213)، والفاكهي في أخبار مكة (2076)، والبيهقي في الكبرى (10962).
(19) أخرجه البخاري (1588)، ومسلم (1351)، من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه.
(20) انظر القصة بتمامها: في طبقات الشافعية الكبرى (2/ 90،89).
(21) أخرجه البخاري (1492)، ومسلم (363)، من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
(22) أخرجه أبو داود (4124)، والترمذي (1729)، والنسائي (4249)، وابن ماجه (3613)، من حديث عبد الله بن عكيم رضي الله عنه. قال الترمذي: هذا حديث حسن. اهـ.
(23) انظر القصة بتمامها: في طبقات الشافعية الكبرى (2/ 92،91)
(24) هو أبو عبد الله المعلم، إمام الإمامية.
(25) أخرجه البخاري (3093)، ومسلم (1759)، من حديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها.
(26) انظر: تنوير الحوالك للسيوطي (1/ 257).
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[17 Jun 2006, 12:42 م]ـ
يرجى من سادتنا مشرفى الملتقى تثبيت الموضوع .... وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[18 Jun 2006, 11:13 ص]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله، وقل لعبادي يقولوا التي هيَّ أحسن.
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[23 Jun 2006, 10:49 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخى نائل ....(/)
السيئات تندفع عن المسلم بعشرة أسباب،
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[19 Jun 2006, 12:19 ص]ـ
السيئات تندفع عن المسلم بعشرة أسباب،
قال ابن تيمية رحمه الله: قال سعيد بن جبير رحمه الله: إن العبد ليعمل الحسنة فيدخل بها النار وإن العبد ليعمل السيئة فيدخل بها الجنة وذلك أنه يعمل الحسنة فتكون نصب عينه ويعجب بها ويعمل السيئة فتكون نصب عينه فيستغفر الله ويتوب إليه منها وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الاعمال بالخواتيم والمؤمن إذا فعل سيئة فان عقوبتها تندفع عنه بعشرة أسباب، أن يتوب فيتوب الله عليه فان التائب من الذنب كمن لا ذنب له، أو يستغفر فيغفر له، أو يعمل حسنات تمحوها فإن الحسنات يذهبن السيئات، أو يدعو له إخوانه المؤمنون ويستغفرون له حياً وميتاً أو يهدون له من ثواب أعمالهم ما ينفعه الله به، أو يشفع فيه نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، أو يبتليه الله تعالى في الدنيا بمصائب تكفر عنه، أو يبتليه في البرزخ بالصعقة فيكفر بها عنه، أو يبتليه في عرصات القيامة من أهوالها بما يكفر عنه، أو يرحمه ارحم الراحمين، فمن أخطأته هذه العشرة فلا يلومن الا نفسه كما قال تعالى فيما يروي عنه رسوله صلى الله عليه وسلم يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه ".
مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية 10/ 45.
قال ابن تيمية: إن الله قد بين بنصوص معروفة إن الحسنات يذهبن السيئات وأن من يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره وأنه يجيب دعوة الداعي إذا دعاه وأن مصائب الدنيا تكفر الذنوب وأنه يقبل شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في أهل الكبائر وأنه لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء كما بين أن الصدقة يبطلها المن والأذى وأن الربا يبطل العمل وأنه إنما يتقبل الله من المتقين أي: في ذلك العمل ونحو ذلك فجعل السيئات ما يوجب رفع عقابها كما جعل للحسنات ما قد يبطل ثوابها لكن ليس شيء يبطل جميع السيئات إلا التوبة كما أنه ليس شيء يبطل جميع الحسنات الا الردة.
مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية 12/ 483.
قال ابن تيمية: " لفظ الحسنات والسيئات فى كتاب الله يتناول هذا وهذا قال الله تعالى عن المنافقين إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً وقال تعالى إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون وقال تعالى وبلوناهم بالحسنات و السيئات لعلهم يرجعون وقال تعالى: " وإذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها وان تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور " وقال تعالى في حق الكفار المتطيرين بموسى ومن معه فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه و إن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ذكر هذا بعد قوله: ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون، وأما الأعمال المأمور بها والمنهي عنها ففي مثل قوله تعالى من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وقوله تعالى إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين وقوله تعالى فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً وهنا قال ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك ولم يقل وما فعلت و ما كسبت كما قال وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم وقال تعالى فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وقال تعالى قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا و قال تعالى ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قربياً من دارهم وقال تعالى فأصابتكم مصيبة الموت وقال تعالى وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون فلهذا كان قول ما أصابك من حسنة ومن سيئة متناول لما يصيب الإنسان ويأتيه من النعم التى تسره ومن المصائب التى تسوءه فالآية متناولة لهذا قطعا وكذلك قال عامة المفسرين، قال أبو العالية: إن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله قال هذه في السراء وان تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قال وهذه فى الضراء، وقال السدي إن تصبهم حسنة قالوا والحسنة الخصب
(يُتْبَعُ)
(/)
ينتج خيولهم وأنعامهم ومواشيهم ويحسن حالهم وتلد نساؤهم الغلمان قالوا هذه من عند الله وان تصبهم سيئة قالوا والسيئة الضرر فى أموالهم تشاؤماً بمحمد صلى الله عليه وسلم قالوا هذه من عندك يقولون بتركنا ديننا واتباعنا محمداً صلى الله عليه وسلم أصابنا هذا البلاء فأنزل الله قل كل من عند الله الحسنة والسيئة فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً قال القرآن وقال الوالبي عن ابن عباس ما أصابك من حسنة فمن الله قال ما فتح الله عليك يوم بدر وكذلك قال الضحاك وقال الوالبي أيضاً عن ابن عباس من حسنة قال ما أصاب من الغنيمة والفتح فمن الله قال والسيئة ما أصابه يوم أحد إذ شج في وجهه وكسرت رباعيته وقال أما الحسنة فأنعم الله بها عليك وأما السيئة فابتلاك الله بها وروى أيضاً عن حجاج عن عطية عن ابن عباس ما أصابك من حسنة فمن الله قال هذا يوم بدر وما أصابك من سيئة فمن نفسك قال هذا يوم أحد يقول ما كان من نكبة فمن ذنبك وأنا قدرت ذلك عليك وكذلك روى ابن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبى صالح فمن نفسك قال فبذنبك وأنا قدرتها عليك روى هذه الآثار ابن أبي حاتم و غيره، وروى أيضاً عن مطرف بن عبد الله بن الشخير قال ما تريدون من القدر أما تكفيكم هذه الآية التى فى سورة النساء إن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله و إن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك أي من نفسك والله ما وكلوا إلى القدر و قد أمروا به وإليه يصيرون وكذلك فى تفسير أبى صالح عن ابن عباس ان تصبهم حسنة الخصب والمطر وإن تصبهم سيئة الجدب والبلاء، وقال ابن قتيبة ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك قال الحسنة النعمة و السيئة البلية، وقد ذكر أبو الفرج فى قوله ما أصابك من حسنة ومن سيئة ثلاثة أقوال: أحدهما أن الحسنة ما فتح الله عليهم يوم بدر والسيئة ما أصابهم يوم أحد قال رواه بن أبى طلحة وهو الوالبى عن ابن عباس قال والثاني: الحسنة الطاعة، والسيئة المعصية قاله أبو العالية، والثالث الحسنة النعمة والسيئة البلية قاله ابن منبه قال: و عن أبى العالية نحوه و هو أصح، قلت هذا هو القول المعروف بالاسناد عن أبي العالية كما تقدم من تفسيره المعروف الذي يروى عنه هو وغيره ومن طريق أبى جعفر الداري عن الربيع بن أنس عنه و أمثاله، وأما الثاني فهو لم يذكر إسناده ولكن ينقل من كتب المفسرين الذين يذكرون أقوال السلف بلا إسناد وكثير منها ضعيف بل كذب لا يثبت عمن نقل عنه وعامة المفسرين المتأخرين أيضا يفسرونه على مثل أقوال السلف وطائفة منهم تحملها على الطاعة والمعصية، فأما الصنف الأول فهي تتناوله قطعاً كما يدل عليه لفظها وسياقها ومعناها وأقوال السلف، وأما المعنى الثاني فليس مراداً دون الأول قطعاً ولكن قد يقال إنه مراد مع الأول باعتبار أن ما يهديه الله إليه من الطاعة هو نعمة في حقه من الله أصابته وما يقع منه من المعصية هو سيئة أصابته ونفسه التى عملت السيئة وإذا كان الجزاء من نفسه فالعمل الذي أوجب الجزاء أولى أن يكون من نفسه فلا منافاة أن تكون سيئة العمل وسيئة الجزاء من نفسه مع أن الجميع مقدر كما تقدم وقد روى عن مجاهد عن ابن عباس أنه كان يقرأ فمن نفسك وأنا قدرتها عليك ".
مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية 14/ 234 – 239.
قال الفخر الرازي عند قوله تعالى: " إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيّئَاتِ " يدل على أن الحسنة إنما كانت مذهبة للسيئة لكونها حسنة على ما ثبت في أصول الفقه فوجب بحكم هذا الإيماء أن تكون كل حسنة مذهبة لكل سيئة ترك العمل به في حق الحسنات الصادرة من الكفار فإنها لا تذهب سيئاتهم فيبقى معمولاً به في الباقي وثالثها قوله تعالى مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا. ثم إنه تعالى زاد على العشرة فقال كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلّ سُنبُلَةٍ مّاْئَةُ حَبَّةٍ ثم زاد عليه فقال وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء، وأما في جانب السيئة فقال وَمَن جَاء بِالسَّيّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وهذا في غاية الدلالة على أن جانب الحسنة راجع عند الله تعالى على جانب السيئة ورابعها أنه تعالى قال في آية الوعد في سورة النساء وَالَّذِينَ
(يُتْبَعُ)
(/)
ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَعْدَ اللَّهِ حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ فقوله وَعْدَ اللَّهِ حَقّا إنما ذكره للتأكيد ولم يقل في شيء من المواضع وعيد الله حقاً، أما قوله تعالى مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَىَّ الآية يتناول الوعد والوعيد و خامسها قوله تعالى وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَّحِيماً وَمَن يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً. والاستغفار طلب المغفرة وهو غير التوبة فصرح ههنا بأنه سواء تاب أو لم يتب فإذا استغفر غفر الله له ولم يقل ومن يكسب إثماً فإنه يجد الله معذباً معاقباً بل قال فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ فدل هذا على أن جانب الحسنة راجح ونظيره قوله تعالى إِنْ أَحْسَنتُمْ، أَحْسَنتُمْ لأنفسكم وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا. ولم يقل وإن أسأتم، أسأتم لها فكأنها تعالى أظهر إحسانه بأن أعاده مرتين وستر عليه إساءته بأن لم يذكرها إلا مرة واحدة وكل ذلك يدل على أن جانب الحسنة راجح وسادسها أنا قد دللنا على أن قوله تعالى وَيَغْفِرُ مَا دُونَ لِمَن يَشَاء. لا يتناول إلا العفو عن صاحب الكبيرة ثم إنه تعالى أعاد هذه الآية في السورة الواحدة مرتين والإعادة لا تحسن إلا للتأكيد ولم يذكر شيئاً من آيات الوعيد على وجه الإعادة بلفظ واحد لا في سورة واحدة ولا في سورتين فدل على أن عناية الله بجانب الوعد على الحسنات والعفو عن السيئات أتم وسابعها أن عمومات الوعد والوعيد لما تعارضت فلا بد من صرف التأويل إلى أحد الجانبين وصرف التأويل إلى الوعيد أحسن من صرفه إلى الوعد لأن العفو عن الوعيد مستحسن في العرف وإهمال الوعد مستقبح في العرف فكان صرف التأويل إلى الوعيد أولى من صرفه إلى الوعد و ثامنها أن القرآن مملوء من كونه تعالى غافراً غفوراً غفاراً وأن له الغفران والمغفرة وأنه تعالى رحيم كريم وأن له العفو والإحسان والفضل والإفضال والأخبار الدالة على هذه الأشياء قد بلغت مبلغ التواتر وكل ذلك مما يؤكد جانب الوعد وليس في القرآن ما يدل على أنه تعالى بعيد عن الرحمة والكرم والعفو وكل ذلك يوجب رجحان جانب الوعد على جانب الوعيد وتاسعها أن هذا الإنسان أتى بما هو أفضل الخيرات وهو الإيمان ولم يأت بما هو أقبح القبائح وهو الكفر بل أتى بالشر الذي هو في طبقة القبائح ليس في الغاية والسيد الذي له عبد ثم أتى عبده بأعظم الطاعات وأتى بمعصية متوسطة فلو رجع المولى تلك المعصية المتوسطة على الطاعة العظيمة لعد ذلك السيد لئيماً مؤذياً فكذا ههنا فلما لم يجز ذلك على الله ثبت أن الرجحان لجانب الوعد وعاشرها قال يحيى بن معاذ الرازي: إلهي إذا كان توحيد ساعة يهدم كفر خمسين سنة فتوحيد خمسين سنة كيف لا يهدم معصية ساعة ا إلهي لما كان الكفر لا ينفع معه شيء من الطاعات كان مقتضى العدل أن الإيمان لا يضر معه شيء من المعاصي وإلا فالكفر أعظم من الإيمان فإن يكن كذلك فلا أقل من رجاء العفو وهو كلام حسن الحادي عشر أنا قد بينا بالدليل أن قوله وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء لا يمكن حمله على الصغيرة ولا على الكبيرة بعد التوبة فلو لم تحمله على الكبيرة قبل التوبة لزم تعطيل الآية أما لو خصصنا عمومات الوعيد بمن يستحلها لم يلزم منه إلا تخصيص العموم ومعلوم أن التخصيص أهون من التعطيل قالت المعتزلة: ترجيح جانب الوعيد أولى من وجوه أولها هو أن الأمة اتفقت على أن الفاسق يلعن ويحد على سبيل التنكيل والعذاب وأنه أهل الخزي وذلك يدل على أنه مستحق للعقاب وإذا كان مستحقاً للعقاب استحال أن يبقى في تلك الحالة مستحقاً للثواب وإذا ثبت هذا كان جانب الوعيد راجحاً على جانب الوعد ".
التفسير الكبير للفخر الرازي 3/ 145.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الألوسي عند قوله تعالى: " إن الحسنات يذهبن السيئات " قال الواسطي أنوار الطاعات تذهب بظلم المعاصي وقال يحيى بن معاذ: إن الله سبحانه لم يرض للمؤمن بالذنب حتى ستر ولم يرض بالستر حتى غفر ولم يرض بالغفران حتى بدل فقال سبحانه إن الحسنات يذهبن السيآت وقال تعالى فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات ذلك الذي ذكر من إقامة الصلاة في الأوقات المشار إليها وإذهاب الحسنات السيآت ذكرى للذاكرين تذكير لمن يذكر حاله عند الحضور مع الله تعالى في الصفاء والجمعية والأنس والذوق واصبر بالله سبحانه في الاستقامة ومع الله تعالى بالحضور في الصلاة وعدم الركون إلى الغير إن الله لا يضيع أجر المحسنين الذين يشاهدونه في حال القيام بالحقوق.
روح المعاني للألوسي 12/ 168 – 169.
قال القرطبي: قوله تعالى: " إن الحسنات يذهبن السيئات " ذهب جمهور المتأولين من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أجمعين إلى أن الحسنات ها هنا هي الصلوات الخمس وقال مجاهد الحسنات قول الرجل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر قال بن عطية وهذا على جهة المثال في الحسنات والذي يظهر أن اللفظ عام في الحسنات خاص في السيئات لقوله صلى الله عليه وسلم ما اجتنبت الكبائر. تفسير القرطبي 9/ 109.
قال الحافظ ابن حجر: قوله تعالى: إن الحسنات يذهبن السيئات الحسنات " حمل الجمهور هذا المطلق على المقيد في الحديث الصحيح أن الصلاة إلى الصلاة كفارة لما بينهما ما اجتنبت الكبائر فقال طائفة إن اجتنبت الكبائر كانت الحسنات كفارة لما عدا الكبائر من الذنوب وأن لم تجتنب الكبائر لم تحط الحسنات شيئا وقال آخرون إن لم تجتنب الكبائر لم تحط الحسنات شيئا منها وتحط الصغائر وقيل المراد أن الحسنات تكون سبباً في ترك السيئات كقوله تعالى: " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر " لا أنها تكفر شيئاً حقيقة وهذا قول بعض المعتزلة وقال بن عبد البر ذهب بعض أهل العصر إلى أن الحسنات تكفر الذنوب واستدل بهذه الآية وغيرها من الآيات والأحاديث الظاهرة في ذلك قال ويرد الحث على التوبة في أي كبيرة فلو كانت الحسنات تكفر جميع السيئات لما أحتاج إلى التوبة ".
فتح الباري شرح صحيح البخاري للحافظ ابن حجر 8/ 357.(/)
حكم بيع الخمر والخنزير لغير المسلمين خارج ديار الإسلام للدكتور: صلاح الصاوي
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[19 Jun 2006, 01:16 م]ـ
حكم بيع الخمر والخنزير لغير المسلمين خارج ديار الإسلام للدكتور: صلاح الصاوي
السؤال:
ما مدى جواز بيع الخمر والخنزير لغير المسلمين خارج ديار الإسلام؟ لقد نقل عن مفتي الديار المصرية قول بجواز ذلك بناء على ما ذهب إليه الأحناف من جواز التعامل بالعقود الفاسدة خارج ديار الإسلام، فما مدى صحة هذه الفتوى؟ أفتونا مأجورين
الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد: الأصل أن دار الكفر ليست ناسخة للمحرمات، وأن الحرمة لا تتغير بتغير الأماكن، فالربا والزنى والخمر والخنزير حرام فوق كل أرض وتحت كل سماء، دار الإسلام ودار الحرب في ذلك سواء، فلا يحل للمسلم التورط في بيع شيء من ذلك سواء أكان ذلك لمسلم أم لغير مسلم، وسواء أكان ذلك داخل ديار الإسلام أم كان خارجها، فهو مطالب بتقوى الله حيثما كان، هذا هو الذي تشهد له الأدلة الصحيحة الصريحة، والذي عليه جمهور أهل العلم، خلافا للقائلين بجواز التعامل بهذه العقود مع الحربيين خارج ديار الإسلام من الأحناف ومن دار في فلكهم، وأدلة الجمهور في هذا المقام أقوم قيلاً وأهدى سبيلاً، ومن هذه الأدلة:
• إطلاقات النصوص الواردة في النهي عن هذه المحرمات والوعيد الشديد على فعلها والتي لم تقيده بمكان دون مكان، ولا بفريق من الناس دون فريق، ومن هذه النصوص في ما يتعلق بالخمر:
• قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون * إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون * وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين). المائدة
• وما ثبت في الصحيحين من حديث جابر رضى الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول:"إن الله حرم بيع الخمر، والميتة، والخنزير، والأصنام"
• وما رواه البخاري وغيره عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:"حرمت التجارة في الخمر"
• وما رواه أحمد وغيره عن تميم الداري رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:"إن الخمر حرام شراؤها وثمنها"، وقد ثبت من طرق أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لعن بائع الخمر ومبتاعها، فقد روى الترمذي-واللفظ له- وابن ماجه من حديث أنس ابن مالك رضى الله عنه أنه قال:"لعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الخمر عشرة: عاصرها ومعتصرها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه وساقيها وبائعها وآكل ثمنها والمشتري لها والمشتراة له" وروي هذا من حديث ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهم بألفاظ أخرى مقاربة، والأحاديث في الباب كثيرة معلومة.
• وما رواه مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما " أن رجلاً أهدى لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم راوية خمر فقال له الرسول صلى الله عليه وآله وسلم:هل علمت أن الله حرمها؟ قال: لا، قال:فسار رجلاً، فقال له الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: بم ساررته؟ قال: أمرته ببيعها، فقال: إن الذي حرم شربها حرم بيعها، قال: ففتح المزادة حتى ذهب ما فيها"
• أن حرمة هذه المحرمات ثابتة في حق الكفار كما هي ثابتة في حق المسلمين على الصحيح من أقوال أهل العلم في مخاطبة الكفار بالحرمات، وقد قال تعالى: ((وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل)) [النساء: 161]، وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن المسيح عليه السلام عندما ينزل آخر الزمان سيقتل الخنزير كما سيكسر الصليب، الأمر الذي يدل على أن إباحتهم للخنزير ليست من دين القوم ولا تستند فيه على اصل صحيح، ومتى كانت المحرمات أمراً خاصاً بالمسلمين في ديار الإسلام، فإذا خرجوا منها استحلوا محارم الله! والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "اتق الله حيثما كنت"؟!.
(يُتْبَعُ)
(/)
• قياس حرمة هذه المحرمات بين المسلم والحربي في دار الحرب على حرمتها بين المسلم والمستأمن في دار الإسلام، فإن المستأمن في دار الإسلام يجري تحريم الربا بينه وبين المسلم إجماعاً، ولا يحل له أن يبيعه خمرا أو خنزيرا أو ميتة بلا نزاع [راجع: المجموع للنووي: 9/ 443، والمغني لابن قدامة: 4/ 39]، وممن نقل هذا الإجماع الأحناف أنفسهم [راجع حاشية ابن عابدين: 5/ 186]، فكذلك إذا دخل المسلم دار الحرب بأمان، وإلا فهو التناقض الذي لا مهرب منه.
• ما يفضي إليه تحريم هذه المحرمات في علاقة المسلم بالمسلم، وإباحته في علاقة المسلم بالحربي، من التشبه باليهود في تحريمهم الربا في علاقة اليهودي باليهودي، وإباحته في علاقته مع الأمميين! ((ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون)) [آل عمران:75].
أما ما ذهب إليه الأحناف في هذا المقام من القول بجواز التعامل بالعقود الفاسدة خارج ديار الإسلام فهو قول مرجوح لا ينهض أمام الأدلة الصحيحة التي قال بموجبها جمهور الفقهاء بتحريم هذه العقود، فضلا عن ما تتضمنه من المآلات الوخيمة والتي سنعرض لها بصدد مناقشتنا لهذه الأدلة بإذن الله.
قال الشافعي رحمه الله: (لا تُسقط دار الحرب عنهم (أي عن المسلمين) فرضًا، كما لا تُسقط عنهم صومًا ولا صلاة). وقال: (والحرام في دار الإسلام حرام في دار الكفر)
وقال الشوكاني رحمه الله: (إن الأحكام لازمة للمسلمين في أي مكان وجدوا، ودار الحرب ليست بناسخة للأحكام الشرعية).
مناقشة أدلة الأحناف
اعتمد الأحناف في مذهبهم على أدلة نصية وعلى أدلة من النظر والاعتبار
أولا: الأدلة النصية
أما الأدلة النصية فهي جميعا موضع نظر، وليس فيها عند التأمل ما يرجح اختيار الأحناف في هذه المسألة، بل إن قول الجمهور كما سبق أقوم قيلا وأهدى سبيلا وذلك على النحو التالي:
1. حديث مكحول: "لا ربا بين مسلم وحربي في دار الحرب" وهو يعد عمدة أدلتهم في هذا المقام:
وهذا الحديث قد رده كثير من أهل العلم بالحديث والفقه معاً:
• فقد قال فيه الشافعي رحمه الله: "وما احتج به أبو يوسف لأبي حنيفة ليس بثابت فلا حجة فيه" [سير الأوزاعي للشافعي: 7/ 359]
• وذكره الحافظ إبن حجر في الدراية (2/ 158) وقال: لم أجده أ 0 هـ
• وقال الزيلعي: "غريب" أي لا أصل له
• وقال فيه النووي: "مرسل ضعيف فلا حجة فيه" [المجموع للنووي: 9/ 392]
• وقال العيني في البناية: "هذا حديث غريب ليس له أصل مسند" [الدراية في تخريج أحاديث الهداية: 2/ 158]
• وقال ابن قدامة في المغني: "وخبرهم مرسل لا نعرف صحته، ويحتمل أنه أراد النهي عن ذلك. ولا يجوز ترك ما ورد بتحريمه القرآن وتظاهرت به السنة وانعقد الاجماع على تحريمه بخبر مجهول لم يرد في صحيح ولا مسند ولا كتاب موثوق به" [المغني: 4/ 46].
وعلى فرض ثبوته فإنه يحتمل النهي وذلك كقوله تعالى: ((الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج)) [البقرة:197].
• قال النووي رحمه الله تعالى: "والجواب عن حديث مكحول أنه مرسل ضعيف فلا حجة فيه، ولو صح لتأولناه على أن معناه لا يباح الربا في دار الحرب جمعاً بين الأدلة" [المجموع للنووي: 9/ 392].
والدليل إذا تطرق إليه الاحتمال بطل به الاستدلال، أو يفهم في ضوء الأدلة القاطعة التي تحرم الربا، إذ لا يجوز ترك هذه الأدلة لخبر مجهول لم يرد في كتاب من كتب السنة الصحيحة المعتمدة.
• ومن أدلتهم ما روي من قوله صلى الله عليه وسلم ليهود بني قينقاع أو ليهود بني النضير عندما قالوا له إن لنا ديونًا لم تحل بعد، فقال: "تعجلوا أو ضعوا"، ومعلوم أن هذه المعاملة بين المسلمين تكون من باب الربا
والاستدلال بذلك موضع نظر لأن قاعدة ضع وتعجل من القضايا المختلف فيها بين أهل العلم، وقد أجازها بعض الصحابة نذكر منهم: عبد الله بن عباس وزيد بن ثابت رضي الله عنهم. والقول بحلها بين المسلمين وعدم اعتبارها من الربا المحرم هو أحد القولين لكل من الإمامين الشافعي وأحمد، واختار هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، وأجازها ابن عابدين من فقهاء الحنفية كما في حاشيته على "الدر المختار" (5/ 160). وقد أجازها المجمع الفقهي بمنظمة المؤتمر الإسلامي إذا وقعت بين الدائن والمدين ولم تكن عن اشتراط مسبق،
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا علاقة لذلك بدار الإسلام أو بدار الكفر، ولا بكون التعامل بها مع المسلمين أو مع غيرهم، وهذا هو نص قراره في هذا المجال:
الحطيطة من الدين المؤجل لأجل تعجيله سواء كانت بطلب الدائن أم المدين (ضع وتعجل) جائزة شرعا لا تدخل في الربا المحرم إذا لم تكن بناء على اتفاق مسبق وما دامت العلاقة بين الدائن والمدين ثنائية فإذا دخل بينهما طرف ثالث لم تجز لأنها تأخذ عندئذ حكم حسم الأوراق التجارية
يجوز اتفاق المتداينين على حلول سائر الأقساط عند امتناع المدين عن وفاء أي قسط من الأقساط المستحقة عليه ما لم يكن معسرا
إذا اعتبر الدين حالا لموت المدين أو إفلاسه أو مماطلته فيجوز في جميع هذه الحالات الحط منه للتعجيل بالتراضي
وقد استدلوا على جوازها بعدة أدلة:
1 - منها: ما رواه الحاكم والطبراني عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم: لما أمر بإخراج بني النضير جاءه ناس منهم فقالوا: يا نبي الله، إنك أمرت بإخراجنا ولنا على الناس ديون لم تَحِلَّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ضعوا وتعجلوا. قال في مجمع الزوائد فيه مسلم بن خالد الزنجي وهو ضعيف وقد وُثِّق اهـ. وقال ابن القيم رحمه الله في أحكام أهل الذمة (1/ 396): وإسناده حسن ليس فيه إلا مسلم بن خالد الزنجي وحديثه لا ينحط عن رتبة الحسن اهـ.
2 - ومنها: قول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: إنما الربا أَخِّرْ لي وأنا أزيدك، وليس عَجِّلْ لي وأنا أضع عنك.
3 - ومنها: أن هذه المعاملة فيها مصلحة للطرفين (الدائن والمدين) فالدائن يستفيد تعجيل الدين، والمدين يستفيد بوضع بعض الدين عنه.
وأجابوا عن دليل من حَرَّم ذلك، بأن قياس هذه المعاملة على الربا لا يصح، لأنها عكس الربا. ففي الربا يزيد الدين مقابل زيادة الأجل. وهنا نقص الدين ونقص الأجل. فكيف تقاس المسألة على عكسها؟!
• ومن أدلتهم قصة ركانة وما كان من مصارعة النبي صلى الله عليه وسلم له على ثلث غنمه، ثم تركه له هذا المال تكرما بعد ذلك، وما روي من أن الصديق أبا بكر خاطر مشركي قريش قبل الهجرة حين أنزل الله تعالى: {ألم غُلِبَتِ الرُّومُ} (الروم: 1 - 2)، فقالت له قريش: ترون أن الروم تغلب؟ قال: نعم، فقالوا: هل لك أن تخاطرنا؟ فقال: نعم. فخاطرهم، فأخبر النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اذهب إليهم فزد في الخطر". ففعل، وغلبت الروم فارسا فأخذ أبو بكر خطره، فأجازه النبي صلى الله عليه وسلم بل وأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يزيدهم في الخطر
• والاستدلال بهاتين القصتين ليس استدلالا بمحرم مجمع على تحريمه في دار الإسلام، ولم يقع جوازه إلا في دار الحرب، بل المسألة من مواضع النظر، فإن قضية المسابقة إذا قصد بها تقوية الدين وإعلاء كلمة الله فإن القول بجوازها هو أحد القولين في مسألة اجتهادية، بل لعله القول الذي تشهد له الأدلة عند التحقيق والتأمل، سواء أكان ذلك في دار الإسلام أم كان في دار الكفر.
فقد اتفق الفقهاء على جواز بذل العوض وأخذه في سباق الخيل والإبل والسهام، إذا كان العوض من أحد المتسابقين أو من أجنبي عنهما، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا سبق إلا في نصل أو خف أو حافر" رواه الترمذي والنسائي وأبو داود.
واختلفوا فيما عدا هذه الثلاثة، مثل السباق على الأقدام، والمسابقة بالفيلة والبغال والحمير، والسباحة والمصارعة والمغالبة برفع الأثقال. كما اختلفوا في بذل العوض في المسابقات الدينية، كالمسابقة على حفظ القرآن الكريم، وحفظ مجموعة من الأحاديث النبوية، أو كتابة بحث علمي، فذهب جماعة من أهل العلم إلى الجواز، وهو الراجح إن شاء الله.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه: " الفروسية" (المسألة الحادية عشرة: المسابقة على حفظ القرآن والحديث والفقه وغيره من العلوم النافعة، والإصابة في المسائل، هل تجوز بعوض؟ منعه أصحاب مالك وأحمد والشافعي، وجوزه أصحاب أبي حنيفة وشيخنا، وحكاه ابن عبد البر عن الشافعي، وهو أولى من الشباك والصراع والسباحة، فمن جوز المسابقة عليها بعوض فالمسابقة على العلم أولى بالجواز، وهي صورة مراهنة الصِديق لكفار قريش على صحة ما أخبرهم به وثبوته، وقد تقدم أنه لم يقم دليل شرعي على نسخه، وأن الصديق أخذ رهنهم بعد تحريم القمار، وأن الدين قيامه بالحجة والجهاد فإذا
(يُتْبَعُ)
(/)
جازت المراهنة على آلات الجهاد، فهي في العلم أولى بالجواز، وهذا القول هو الراجح) انتهى.
وقال في موضع آخر من كتابه (وإذا كان الشارع قد أباح الرهان في الرمي والمسابقة بالخيل والإبل، لما في ذلك من التحريض على تعلم الفروسية وإعداد القوة للجهاد فجواز ذلك في المسابقة والمبادرة إلى العلم والحجة التي بها تفتح القلوب ويعز الإسلام وتظهر أعلامه أولى وأحرى.
وإلى هذا ذهب أصحاب أبي حنيفة وشيخ الإسلام ابن تيمية).
وفي الإنصاف من كتب الحنابلة: (والصراع، والسبق بالأقدام ونحوهما طاعة إذا قصد بهما نصر الإسلام، وأخذ العوض عليه أخذ بالحق. فالمغالبة الجائزة تحل بالعوض إذا كانت مما يعين على الدين، كما في مراهنة أبي بكر الصديق رضي الله عنه. واختار هذا كله الشيخ تقي الدين -رحمه الله- وذكر أنه أحد الوجهين عندنا، معتمداً على ما ذكره ابن البنا، قال (ابن مفلح) في الفروع (فظاهره جواز المراهنة بعوض في باب العلم، لقيام الدين بالجهاد والعلم. وهذا ظاهر اختيار صاحب الفروع وهو حسن) انتهى. الإنصاف للمرداوي.
وفي تبيين الحقائق من كتب الحنفية (وعلى هذا: الفقهاء إذا تنازعوا في المسائل وشرط للمصيب منهم جعل جاز ذلك إذا لم يكن من الجانبين على ما ذكرنا في الخيل، لأن المعنى يجمع الكل، إذ التعليم في البابين يرجع إلى تقوية الدين وإعلاء كلمة الله.)
والحاصل أنه يدل على الجواز أمران:
رهان أبي بكر رضي الله عنه، وقد أقره النبي صلى الله عليه وسلم.، وقياس السباق في المسائل العلمية على ما نص عليه في السباق في الخيل والإبل والسهام. والجامع في ذلك: تقوية الدين وإعلاء كلمة الله ولم يكن ذلك مخصوصا بدار الإسلام، بل تلك قضية عامة دار الإسلام ودار الكفر فيها سواء.
• وأما الاستدلال بما روي من أن العباس كان يتعامل بالربا في مكة قبل الفتح وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينهه عن ذلك، إلا بعد الفتح فدل على جواز الربا في دار الحرب، فهو موضع نظر، لأن العباس رضي الله عنه كان له ربا في الجاهلية من قبل إسلامه، فيحتمل انصراف الوضع إليه، هذا بالإضافة إلى أن الربا لم يكن تحريمه قد استقر يومئذ.
ثانيا: أدلة النظر والاعتبار
إن مأخذ الأحناف فيما ذهبوا إليه مبني - كما سبق - على اعتبار أموال الحربيين على أصل الحل فكيفما تيسر للمسلم أن ينال شيئا منها بأي طريق لا يتضمن غدرا بهم ولا احتيالا عليهم فهو مشروع، ويكون شأنه في ذلك كمن يأخذ الكلأ من الغابات أو الماء من المحيطات!
فإن الأموال كما تعصم بالإيمان تعصم بالأمان، ولا يلزم من جواز أخذ أموالهم بالاغتنام جواز أخذها بالعقود الفاسدة، فكما عصم الأمان أمواله في دار الإسلام عصمها في دار الكفر، أو هو التناقض الذي لا مهرب منه!
ومن ناحية أخرى هل يوافق أحد ممن يقولون بهذا المذهب اليوم على هذا التخريج بدءا من اعتبار ديار الغرب جميعا ديار حرب وانتهاء من الحكم على أموال أهلها جميعا بالحل اتباعا لما قاله السادة الأحناف؟! الظاهر خلاف ذلك، ولعل هذا يفسر حرص كل من جاهر بتبني هذا المذهب من المعاصرين على تحاشي ذكر دار الحرب في فتواهم صراحة رغم أن هذا هو منصوص الأحناف في هذه المسألة، واكتفوا بالإشارة إليها بأنها ديار غير المسلمين!
مآلات ولوازم مروعة تنقض بها عرى المحرمات عروة عروة!!
وبعد فإن في ما يتضمنه مذهب الأحناف في هذه القضية من الأحكام واللوازم الفاسدة ما تنقض به عرى المحرمات عروة عروة، والتي لا يقول بها من تبنى مذهبهم في هذه النازلة من المعاصرين. من ذلك على سبيل المثال:
• جواز التعامل بالربا مع من أسلموا في دار الحرب ولم يهاجروا، شأنهم في ذلك شأن غيرهم من الحربيين، فقد جاء في الدر المختار: "وحكم من أسلم في دار الحرب ولم يهاجر كحربي، فللمسلم الربا معه خلافاً لهم، لأن ماله غير معصوم فلو هاجر إلينا ثم عاد إليهم فلا ربا اتفاقاً".
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي بدائع الصنائع للكاساني عند حديثه عن شرائط جريان الربا "ومنها: أن يكون البدلان متقومين شرعاً، وهو أن يكونا مضمونين حقاً للعبد، فإن كان أحدهما غير مضمون حقاً للعبد لا يجري فيه الربا، وعلى هذا الأصل يخرج ما إذا دخل المسلم دار الحرب، فبايع رجلاً أسلم في دار الحرب ولم يهاجر إلينا درهماً بدرهمين، أو غير ذلك من البيوع الفاسدة في دار الإسلام، أنه يجوز عند أبي حنيفة، وعندهما لا يجوز، لأن العصمة وإن كانت ثابتة فالتقوم ليس بثابت عنده"، فهل يلتزم بذلك من تبنى مذهبهم في هذه النازلة، فيحل للمسلمين الوافدين أن يتعاملوا بالربا - إذا كانت الزيادة لهم - وغيره من العقود الفاسدة مع إخوانهم من المسلمين الجدد في هذه المجتمعات؟!.
• ومن ذلك أيضاً ما يتضمنه مذهبهم من جواز تعامل المسلمين الجدد في هذه البلاد بالربا أخذاً وإعطاءً ما داموا لم يهاجروا، سواء أكان ذلك مع نظرائهم من المسلمين الجدد أم مع بقية الحربيين، وذلك لارتباط العصمة عندهم بالدار ابتداء وقد أشار إلى ذلك ابن عابدين في الحاشية في قوله: "يعلم مما ذكره المصنف مع تعليله أن من أسلما ثمة ولم يهاجرا لا يتحقق الربا بينهما أيضاً". ولا يخفى أن الهجرة لا سبيل إليها في هذه الأيام في الأعم الأغلب فيتدينون طيلة حياتهم بدين لا أثر فيه لحرمة الربا؟!.
فهذه هي جملة أدلة الأحناف وما ذهبوا إليه، وقد رأينا ما فيها من ضعف، الأمر الذي لا يصح معه تقييد النصوص الجليلة القاطعة الواردة في تحريم هذه الفواحش بمثل هذه الاحتمالات الضعيفة، ومن أجل هذا لم تقبل بقية المذاهب المتبوعة رأي الأحناف في هذه المسألة، بل رده أبو يوسف تلميذ أبي حنيفة رحمهما الله" اهـ
كيف يتأتى القيام بواجب البلاغ في هذه المجتمعات مع تبني هذا المذهب؟
لا يخفى أن للمسلم المغترب خارج ديار الإسلام رسالة سامية تتمثل في حفظ الإسلام على أهله ودعوة غير المسلمين على الإسلام، وحفظ الإسلام على أهله يقتضي دعوتهم إلى الاستقامة على هدي الكتاب والسنة، واجتناب ما خالفهما من أهواء البشر، ولا مقابل لما أوحى الله إلى رسوله إلا الهوى كما قال تعالى: [فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله]
كما أن دعوة غير المسلمين إلى الإسلام تكون بلسان الحال كما تكون بلسان المقال، فحال واحد في ألف واحد خير من مقالة ألف واحد في واحد! ولا شيء يحمل الناس على الإصغاء لدعوة الحق في هذه المجتمعات مثل أن يكون الدعاة إليه والمتبعون له ممن يقيمونه في حياتهم، فيحلون حلاله ويحرمون حرامه، ولقد مضى على إقامتنا في هذه المجتمعات أكثر من خمسة عشر عاما وكل يوم ينقضي يزيدنا إيمانا بهذه الحقيقة، فلم نمل من تكرارها على مسامع الجاليات الإسلامية المقيمة في الغرب: أقيموا الإسلام في نفوسكم تفتح له أسماع الآخرين وأفئدتهم، وإن من آكد وسائل البلاغ في هذا المجتمع إقامة جالية مسلمة قوية تحل الحلال وتحرم الحرام وتقف حيث أوقفها الله ورسوله، وتقدم للناس في هذه المجتمعات شهادة الواقع بعد شهادة النصوص والأدلة أن الحياة في رحاب الإسلام نعمة لا تعدلها نعمة، وأنها ممكنة وليست ضربا من الخيال أو ضغثا من الأحلام! ولا يخفى أن انتشار الإسلام في كثير من بقاع العالم كان من خلال التجار الدعاة الذين حملوا أخلاق الإسلام إلى هذه المجتمعات ففتحوا بها قلوبهم واستنارت بها بصائرهم واستجابت لدعوة الحق.
هذا وإن المحافظة على الهوية الإسلامية في هذه المجتمعات تتمثل في الاجتماع على الإسلام بإقامة الشعائر واجتناب المحرمات، مع اعتبار الضرورات على أن تقدر بقدرها ويسعى في إزالتها.
فكيف يتأتى دعوة غير المسلمين إلى الإسلام أو حتى تعريفهم به في ظل جالية يتملك المسلمون فيها محلات لبيع الخمور والخنزير ويسهمون في إشاعتها في هذه المجتمعات، ثم يقولون للناس إننا أتباع دين يحل لأتباعه الطيبات ويحرم عليهم الخبائث، وإنه يحرم عليهم الاتجار في الميتة والخمر ولحم الخنزير، وينهى عن الزنى والربا وأكل أموال الناس بالباطل؟ أيا كانت المرتكزات الفقهية لهذا الترخص وأيا كان حظ القائمين عليه من النظر؟
(يُتْبَعُ)
(/)
إن حديث فقهائنا من السادة الأحناف أو من غيرهم عن دار الحرب وعن جواز التعامل فيها بالعقود الفاسدة يجب أن يؤخذ في سياقاته الاجتماعية والسياسية والتاريخية، فلم يكن أهل الإسلام فيما مضى يتوطنون دار الحرب بصورة دائمة، وينشئون فيها مراكزهم ومؤسساتهم الإسلامية، ويتاح لهم فيها من حرية الدعوة وحرية العمل وحرية الكلمة ما هو متاح لجالياتنا المسلمة المقيمة في الغرب، والتي يفوق تعداد بعضها عدد السكان الأصليين من بعض دول الخليج وإماراته! ويتحدثون فيها عن قضية توطين الدعوة وتحويلها من دعوة مهاجرة يحملها طلاب وافدون يقيمون فيها بصورة عارضة إلى متوطنين أصليين يحملون جنسية هذه المجتمعات ويوطنون لإقامتهم فيها بصورة نهائية أو شبه نهائية؟!! وفي إطار هذه النظرة تغير موقف فقهائنا من قضية التجنس فلم تعد تحمل ما كانت تحمله من دلالات أدت ببعض أهل الفتوى إلى القول بردة المتجنس عن الإسلام في وقت من الأوقات!
لقد كان فقهاؤنا فيما مضى يتحدثون عن حرمة السفر بالمصحف إلى ديار الكفار وكانوا مصيبين في ذلك غاية الإصابة في ظل السياقات التاريخية والسياسية السائدة يومئذ، واليوم نفس هؤلاء الفقهاء يتنافسون في حث الأمة على طباعة المصاحف وترجمة معانيها ونقلها إلى هذه البلاد، ويعتبرونها قربة من أجل القربات، وهم اليوم مصيبون في ذلك أيضا غاية الإصابة، لتغير الفتوى بتغير الزمان والمكان والظروف والأحوال.
كيف يتأتى المحافظة على الهوية الإسلامية مع تبني هذا المذهب؟
أن فتح هذا الباب سيفتح بابا عريضا واسعا إلى خلع الربقة والتفلت من التكاليف، فسوف يمتد الأمر إلى الربا والميسر، وفي الولايات المتحدة ولاية يقوم اقتصادها كله على الميسر، ويؤمها المترفون والذين في قلوبهم مرض من بني جلدتنا وفضائحهم في هذا الشأن باتت تزكم الأنوف! وقد يتدرج الناس من استباحة العقود الفاسدة في باب الأموال إلى استباحتها في باب الأبضاع! ألم تر إلى ما يشيع في هذه المجتمعات من المراقص والأندية الليلية، وهي مشروعة من الناحية القانونية وتتم تحت سمع وبصر المسئولين في هذه المجتمعات، فهل على المسلم من حرج إن هو عمل في هذه البارات والمراقص باعتبارها من العقود الفاسدة التي أجازها السادة الأحناف ليتذرع بها إلى اخذ أموالهم التي هي بناء على تخريجهم على أصل الحل؟ وهل يجرؤ على القول بذلك عالم أو غير عالم؟
وإذا أبيح الأمر أبيحت الوسائل المفضية إليه فإذا جاز بيع الخمر ولحم الخنزير جاز السعي إلى تملكها لبيعها فلا حرج على المسلم أن يتملك مزرعة لتربية الخنزير أو مصنعا لإنتاج الخمور فإنه إن فعل كان هذا أحظى له في باب المال، فمن مزارعه أو من مصانعه إلى المستهلك مباشرة! وذلك أحظ له وأكثر استجلابا لأموالهم التي هي على أصل الحل! بل لا حرج في فتح بعض المؤسسات التعليمية لتعليم أصول الميسر رجاء أن يتخرج فيها مقامرون محترفون يجيدون فنون هذه اللعبة ويتمكنون معها من استجلاب أموال القوم، ما دامت على اصل الحل، وما دامت الذريعة إلى الحلال حلالا؟ لأن الأصول التي أجازت بيع الخمر والخنزير لغير المسلمين قد يعول عليها نفسها في إجازة السعي إلى امتلاك مشروعات اقتصادية تستثمر في هذا المجال بجامع استجلاب أموال القوم التي هي ابتداء على أصل الحل!
ومن ثم فلا أحسب عالما منصفا يقر مثل هذا المسلك الفقهي في ظل كل هذه المتغيرات في واقعنا المعاصر مهما كان حظ هذا المذهب من النظر؟
تعقيب على فتوى دار الإفتاء المصرية
أما ما نسب إلى صاحب الفضيلة مفتي الديار المصرية من القول بالترخص في ذلك لمن سأله فقد وردت إلى أمانة المجمع أسئلة عديدة حول هذه الفتوى، ولم تحصل أمانة المجمع على أصل الفتوى الرسمية التي صدرت عن دار الإفتاء وإنما حصلت على صورة لها من خلال بعض المواقع الإسلامية على الانترنت فإن صحت نسبتها إلى فضيلته ونوجز تعقيبنا عليها فيما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولا: أن مبنى كل من السؤال والجواب على حالة تعذر فيها على المستفتي أن يجد البديل المشروع الذي يغنيه عن اللجوء إلى الاكتساب المحرم ويسأل عن مخرج له في الوقت الراهن فجاءت الفتوى مشيرة إلى رخصة فقهية يمكن لمن وقع في ضرورة أو حاجة ماسة تنزل منزلتها أن يلجا إليها دفعا لضرورته بصورة مؤقتة إلى أن يتوفر له البديل المشروع الذي ينبغي أن يسعى إليه سعيا حثيثا، وأن لا يدخر وسعا في سبيل تحصيله، فقد كان نص السؤال الذي وجه إلى فضيلته ما يلي:
أنا شاب مسلم وأعمل في هولندا في سوبر ماركت لشخص هو الآخر مسلم ولكن يباع في هذا المكان بعض من زجاجات الخمور ولحم الخنزير، وقد بحثت عن عمل آخر ولكن للأسف لم أجد في الوقت الحالي، فماذا أفعل الآن؟
والرخص الفقهية هي ما جاء من الاجتهادات المذهبية مبيحا لأمر في مقابلة اجتهادات أخرى تحظره، والأخذ برخص الفقهاء بمعنى اتباع ما هو أخف من أقوالهم جائز شرعا – على ما ذكره أهل العلم - بالضوابط الآتية:
• أن تكون أقوال الفقهاء التي يترخص بها معتبرة شرعا ولم توصف بأنها من شواذ الأقوال
• أن تقوم الحاجة إلى الأخذ بالرخصة دفعا للمشقة سواء كانت حاجة عامة للمجتمع أم خاصة أم فردية
• أن يكون الآخذ بالرخص ذا قدرة على الاختيار أو أن يعتمد على من هو أهل لذلك
• ألا يكون الأخذ بذلك القول ذريعة للوصول إلى غرض غير مشروع
• أن تطمئن نفس المترخص للأخذ بالرخصة
• ألا يترتب على الأخذ بالرخص الوقوع في التلفيق الممنوع
ويكون التلفيق ممنوعا في الأحوال التالية:
إذا أدى إلى الأخذ بالرخص لمجرد الهوى أو الإخلال بأحد الضوابط المبينة سابقا في مسألة الأخذ بالرخص
إذا أدى إلى نقض حكم القضاء
إذا أدى إلى نقض ما عمل به تقليدا في واقعة واحدة
إذا أدى إلى مخالفة الإجماع أو ما يستلزمه
إذا أدى إلى حالة مركبة لا يقرها أحد من المجتهدين
ثانيا: ومن أجل ما سبق فقد كان المأمول من فضيلته وهو العالم الثبت أن ينبه المستفتي على ضوابط الترخص بقدر ما تتسع له مداركه، وأدنى ذلك أن يؤكد للمستفتي على حرمة عمله في الأصل، وأن بقاءه فيه عارض دفعا لحالة الضرورة أو الحاجة الماسة، وأن عليه أن يسعى إلى طلب البديل المشروع، وأن ينتقل إليه عند أول القدرة على ذلك، حتى لا يطير الناس هذه الفتوى كل مطير، ويتخذون منها تكأة لتحليل ما حرم الله على عباده من الربا والميسر والخمر والخنزير تحليلا مطلقا في عسرهم ويسرهم ومنشطهم ومكرههم، وما أكثر ما يقع هذا في أوساط العامة، وينسبون إلى فضيلته ما لعله لم يخطر بباله طرفة عين! ولا بد أن فضيلته خبر ذلك منهم وهو الرحالة الذي طوف بعلمه في المشارق والمغارب!
ولا يفوتنا في النهاية أن نؤكد أن فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية فقيه مبرز وعالم جليل، فلا يظن بفضيلته أنه قصد إطلاق القول بحل التعامل في الخمور مع غير المسلمين بيعا وشراء خارج ديار الإسلام، بل هذا هو الذي نفاه في بعض المقابلات التي أجريت مع فضيلته في أعقاب انتشار هذه الفتوى والتي أبدى فيها أسفه ودهشته على إساءة قراءة فتواه.
ولهذا فإن تعقيبنا علي فضيلته في بعض جزئيات هذه الفتوى لا تعني الغض من مكانته، فلم يزل المنتسبون إلى العلم يكمل بعضهم بعضا ويرد بعضهم على بعض على مدار التاريخ، ولم يغض هذه من قدرهم ولم يوهن عرى العلائق بينهم، بل هي النصيحة التي أوجبها النبي صلى الله عليه وسلم وأشار إليها بأنها جماع الدين وبين أنها لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى وساء السبيل
نسأل الله أن يجمعنا وإياه على الحق وأن يردنا وإياه إليه ردا جميلا اللهم آمين
د. صلاح الصاوي
الأمين العام لمجمع فقهاء الشريعة بأمريكا
ـ[البلاغية]ــــــــ[03 Jul 2006, 07:27 م]ـ
جهد تستحق الشكر عليه
جزاك ربي خيرا على هذه الإفادة
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[03 Jul 2006, 08:02 م]ـ
جزاك الله خيراً(/)
نصوص السنة، وعلماء المسلمين * بمنع تكفير المؤمنين،
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[21 Jun 2006, 11:26 ص]ـ
نصوص السنة، وعلماء المسلمين * بمنع تكفير المؤمنين،
ـ[البلاغية]ــــــــ[03 Jul 2006, 07:26 م]ـ
جزاك ربي خيرا على هذا الملف
جعله الله في ميزان حسناتك
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[03 Jul 2006, 08:04 م]ـ
جزاك الله خيراً ومتعك بالصحة والعافية والعلم النافع(/)
الدين النصيحة (الام الرقبة)
ـ[ام احمد]ــــــــ[22 Jun 2006, 05:15 م]ـ
http://www.sehha.com/diseases/physio/neck.jpg
السـ عليكم ورحمة الله وبركاته ــــلام
ابعد الله عنا وعنكم الام الرقبه
احيانا كثيره نكون نحن من يتسبب في حدوثها للاسف
فتعرضك للهواء البارد مدة طويلة بعد الاستحمام وعدم تغطية الجسم جيدا احد تلك الاسباب
كما ان طريقة جلوسك الخاطئ لعدت ساعات امام التلفاز او امام الكمبيوتر
واحيانا تكون بالتفاته خاطئة لتناول شيئ ما ومد اليد مع الرقبة بشده للخلف يؤدي الى ذلك
او بسبب ضربة ما ادت الى تمزق العضلات المحيطة بالاربطة الفقارية
ووضع الوسادة الخاطئ له نفس المردود السيئ على الرقبة
تتعدد الاسباب ولكن في الاغلب يجب اتباع نفس الارشادات اما اذ كان بسبب حادث فيجب عدم القيام باي امر الا بعد استشارة الطبيب فكما ترون فهي منطقة خطره وحساسة.
http://www.sehha.com/diseases/orthop/badchair.gif
http://www.sehha.com/diseases/orthop/goodchair.gif
يجب تحاشي الجلوس بشكل مائل والاستقامه هي الافضل
وللتعود على الجلوس الصحي يمكن وضع وسادة خلف الظهر لتساعد على التعود على الجلسة الصحية
كما يوصى بالقيام ببعض التمارين البسيطه للكتف مع الرقبة بطريقة لطيفة بحركة تدوير الرقبة
ويوصى كذلك اذا كنت ستستخدم الكمبيوتر لفترة طويله القيام والدوران حول الكرسي عدة مرات لتنشيط الدورة الدموية وتخفيف الضغط على الظهر والرقبة
http://www.sehha.com/diseases/physio/neckpain2.jpg
http://www.sehha.com/diseases/physio/neckpain1.jpg
وسلامتكم وجزاكم الله خير الجزاء
ام احمد
ـ[البلاغية]ــــــــ[03 Jul 2006, 07:22 م]ـ
شكرا لكِ غاليتي على هذه المعلومات
بوركتِ على هذا الجهد
تحيتي إليكِ(/)
برنامج إحياء سنة الرسول - سنة المضمضة بعد شرب اللبن
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[23 Jun 2006, 12:08 ص]ـ
سنة أسبوع (12) 23/ 5/1427
قم بالعمل بسنة المضمضة بعد شرب اللبن
ثم قم بالتصويت
سنة المضمضة بعد شرب اللبن
صحيح البخارى – كتاب الوضوء / ترقيم العالمية 204، ترقيم فتح البارى 211، ترقيم د. البغا 208:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ وَقُتَيْبَةُ قَالَا حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَرِبَ لَبَنًا فَمَضْمَضَ وَقَالَ إِنَّ لَهُ دَسَمًا تَابَعَهُ يُونُسُ وَصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ عَنْ الزُّهْرِيِّ
شرح الحديث فى فتح البارى:
حديث قتيبة هذا أحد الأحاديث التي أخرجها الأئمة الخمسة وهم الشيخان وأبو داود والنسائي والترمذي عن شيخ واحد وهو قتيبة. قوله: (شرب لبنا) زاد مسلم " ثم دعا بماء ". قوله: (إن له دسما) قال ابن بطال عن المهلب: فيه بيان علة الأمر بالوضوء مما مست النار , وذلك لأنهم كانوا ألفوا في الجاهلية قلة التنظيف فأمروا بالوضوء مما مست النار , فلما تقررت النظافة في الإسلام وشاعت نسخ. كذا قال ولا تعلق لحديث الباب بما ذكر , إنما فيه بيان العلة للمضمضة من اللبن فيدل على استحبابها من كل شيء دسم , ويستنبط منه استحباب غسل اليدين للتنظيف. قوله: (تابعه) أي عقيلا (يونس) أي ابن يزيد , وحديثه موصول عند مسلم , وحديث صالح موصول عند أبي العباس السراج في مسنده. وتابعهم أيضا الأوزاعي أخرجه المصنف في الأطعمة عن أبي عاصم عنه بلفظ حديث الباب , لكن رواه ابن ماجه من طريق بن الوليد بن مسلم قال: حدثنا الأوزاعي فذكره بصيغة الأمر " مضمضوا من اللبن " الحديث , كذا رواه الطبري من طريق أخرى عن الليث بالإسناد المذكور , وأخرج ابن ماجه من حديث أم سلمة وسهل بن سعد مثله , وإسناد كل منهما حسن والدليل على الأمر فيه للاستحباب ما رواه الشافعي عن ابن عباس راوي الحديث أنه شرب لبنا فمضمض ثم قال " لو لم أتمضمض ما باليت ". وروى أبو داود بإسناد حسن عن أنس " أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب لبنا فلم يتمضمض ولم يتوضأ ". وأغرب ابن شاهين فجعل حديث أنس ناسخا لحديث ابن عباس , ولم يذكر من قال فيه بالوجوب حتى يحتاج إلى دعوى النسخ.
ـ[البلاغية]ــــــــ[03 Jul 2006, 07:25 م]ـ
جزاك الله خيرا
وجعله في ميزان حسناتك
ولكن أين التصويت؟!(/)
لماذا الاهتمام بالبنات؟؟
ـ[ام احمد]ــــــــ[23 Jun 2006, 02:43 ص]ـ
جلست أتأمل كثيراً في حديث للنبي - صلى الله عليه وسلم - يمدح فيه البنات ويفضلهن على الصبيان الذكور، وما كنت أعرف السبب في ذلك حتى اطلعت على بعض الدراسات والأبحاث التي تبين فائدة البنت ومنافعها، فعندها بطَل العجب، وكما يقال (إذا عُرف السبب بطل العجب).
أما الحديث فقول النبي - صلى الله عليه وسلم: «من كان له ثلاث بنات فصبر على لأوائهن وضرائهن أدخله الله الجنة برحمته إياهن، فقال رجل: وإن بنتان يارسول الله؟ قال: وإن بنتان، قال رجل: وإن واحدة يارسول الله؟ قال: وواحدة».
والغريب في النص أن الثواب الذي ذكره النبي في تربية البنات لم يذكر فى تربية الأولاد، وذلك أن البنت إذا كبرت وأصبحت فتاة ثم امرأة فهي مصنع (الحب) وإشاعته وعلى قدر تربيتها في الصغر وحسن تنشئتها يكون حبها الذي تفيض به صافياً وعظيماً يدفع الآخرين للنجاح في صناعة الدنيا والتميّز، ومما يميّز (الحب الأمومي) أنه لا يضع شروطاً للحب ويعطي من غير مقابل وهو أساس كل مشاعرالحب الأخرى والتي تشكّل حماية وأمن للإنسان، ومما يعجب له الإنسان أن الدراسات الحديثة تثبت ارتفاع نسبة الوفيات بين الأطفال الذين ترعاهم المستشفيات ولا يحصلون على (الحب الأمومي).
نعم إن (حب الأم) لا يساويه شيء ولهذا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة»، ولهذا جعل النبي جزاء من يحسن تربية البنات الجنة ويصبر عليهن لأن فاقد الشئ لا يعطيه، فلابد أن نهتم كأسرة بالبنات لنساهم في استقرارهم وسعادتهم اجتماعياً وصحياً وشرعياً ورياضياً وترفيهياً، ولا نستغرب مدح النبي - صلى الله عليه وسلم - (للحب الأمومي) عند نساء قريش - حيث قال فيما يرويه البخاري: إن خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش: (أحناه على ولد في صغره) (وأرعاه على زوج في ذات يده).
ونلاحظ هنا ميزة صالح نساء قريش (الحب والعطف والحنان) - سواء على الولد أو على الزوج.
بعد هذه الجولة السريعة لعل القارئ أدرك معي أهمية تربية البنات، ولماذا بشر النبي لمن صبر عليهن وأحسن تربيتهم بالجنة ولم يقل ذلك لتربية الصبي.
وإني أكتب هذه الكلمات بعد لقاء حصل بيني وبين مجموعة فتيات كنت أستمع لشكواهم من سوء تربيتهن المنزلية ومن سوء معاملتهن وهضم حقوقهن الاجتماعية في مجتمعهن، بل حتى الترفيه يحرمن منه والنبي - صلى الله عليه وسلم كان يسمع لعائشة - رضي الله عنها وهي لم تتجاوز الخامسة عشر سنة أن تشاهد رقص الأحباش ويتسابق معها.
فكم ساعة نخصصها للجلوس مع بناتنا؟ والحوار معهن والطبطبة على أكتافهن إنها لحظات مهمة لاتنسى من شريط الذكريات للبنات، ولهذا روى لنا التاريخ أن أخت النبي - صلى الله عليه وسلم - في الرضاعة وتدعى الشيماء كانت تغني له في طفولته وتقول:
يارب أبق لنا محمداً
حتى أراه يافعاً وأمردا
ثم أراه سيداً مسوّداً
وأعطه عِزاً يدوم أبداً
من موقع الاستاذ جاسم المطوع
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[23 Jun 2006, 06:49 م]ـ
عفواً أمَّ أحمد فالمضمون والفكرة التي تريدين لا غبار عليها من حسن معاملة البنات وملاطفتهن والإحسان إليهنَّ.
ولكنَّ في مقالك زيادة على ما جاء في الحديث وهو قولك (يمدح فيه البنات ويفضلهن على الصبيان الذكور) فمن أين لك هذا؟؟
ـ[ام احمد]ــــــــ[24 Jun 2006, 10:12 ص]ـ
السـ عليكم ورحمة الله وبركاته ــلام
اخي الكريم محمود الشنقيطي
لقد نقلت لكم ما كتبة الاستاذ جاسم المطوع كما هو ولم ازد عليه شيئ
بارك الله فيك
ام احمد
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[28 Jun 2006, 08:25 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ محمود الشنقيطي وجه ذلك المدح والتفضيل أنه رغب في تربية البنات خاصة دون الأبناء والصبر عليهن والاحسان إليهن وقال إن جزاء ذلك الجنة والنجاة من النار وهذا جزاء كبير، وهو فوز عظيم قال الله تعالى فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز. وفقنا الله و إياكم لما يحبه ويرضاه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(/)
موقع مفيد تقني
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[23 Jun 2006, 06:59 ص]ـ
http://www.zajildot.com/forum/index.php
ـ[البلاغية]ــــــــ[03 Jul 2006, 07:20 م]ـ
شكرا لك على هذا النقل
بوركت
وجعله الله في ميزان حسناتك(/)
مقدمات فقهية نافعة
ـ[سيف بن علي العصري]ــــــــ[27 Jun 2006, 08:13 م]ـ
هذه مقدمات فقهية كتبتها كمقدمة لشرح متن أبي شجاع، أسأل الله أن تكون خالصة لوجه الله الكريم، وأن ينفع بها كاتبها وقارئها، وليس لي أنا الفقير إلا الجمع والترتيب، وأحببت نشرها هنا للفائدة، وسوف أجمعها هنا لتكون متتابعة لمن أرادها:
المقدمة الأولى: شرف علم الفقه.
مما لا يخفى أن علم الفقه هو من أهم العلوم الإسلامية وأشرفها، ويكفي في الدلالة على ذلك قول المولى سبحانه وتعالى: [وَمَا كَانَ المُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ] {التوبة:122}
وقال جل جلاله: [شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالمَلَائِكَةُ وَأُولُو العِلْمِ قَائِمًا بِالقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ] {آل عمران:18}.
قال الإمام الغزالي رحمه الله في الإحياء (1/ 4): فانظر كيف بدأ سبحانه وتعالى بنفسه، وثنى بالملائكة وثلث بأهل العلم، وناهيك بهذا شرفا وفضلا وجلاء ونبلاً. اهـ
وقال الله عز وجل: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي المَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ] {المجادلة:11}
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الشيخان عن سيدنا معاوية رضي الله عنه: (من يرد الله به خيرا يفقه في الدين).
وفي الترمذي وأبي داود بإسناد صحيح عن أبي أمامة الباهلي قال: ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان أحدهما عابد والآخر عالم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير.
والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة، فنكتفي بما ذكرنا.
وقد ذكر الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه (1/ 109) عن عمر بن عبد العزيز قال: من عمل على غير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح.
ـ[سيف بن علي العصري]ــــــــ[27 Jun 2006, 08:16 م]ـ
المقدمة الثانية: الحاجة إلى الفقه.
لا يحتاج الناس إلى شيء في الماضي أو الحاضر أو المستقبل كحاجتهم إلى الفقه، فهو يَمَسُّ أكثرَ مجالات الحياة، ولهذا كان للفقهاء المنزلة السامية، والمكانة الرفيعة، وكان الأئمة يقدمون الاعتناء بالفقه على الاعتناء بالحديث، بل ويقدِّمون في الحديث نفسه رواية الفقيه عن الفقيه على رواية المحدث عن المحدث.
فهذا الإمام الرامَهُرْمُزي يذكر لنا في المحدث الفاصل (ص238) عن وكيع بن الجراح شيخ الشافعي أنه قال لأصحابه: الأعمش أحب إليكم عن أبي وائل عن عبد الله – بن مسعود-، أو سفيان – الثوري - عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، فقلنا: الأعمش عن أبي وائل أقرب. فقال: الأعمش شيخ وأبو وائل شيخ وسفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله فقية عن فقيه عن فقيه عن فقيه. اهـ
فانظر إلى هذا الإمام الكبير أعني وكيع بن الجراح كيف فضل سلسلة الفقهاء على سلسلة من لا عناية لهم بالفقه، مع كونهم أئمة في الحديث.
ومن الخلل البين الواضح ما يفعله كثير من الناس من العبث العلمي تحت شعار اتباع السنة وتعظيمها، فتراه دون فقه وعلم، يقدم على دراسة كتاب من كتب الحديث كصحيح البخاري أو صحيح مسلم أو سنن أبي داود، ثم يريد بعد ذلك أن يكون مرجعاً للفتوى، وإصدار الأحكام، وما علم المسكين أن أهلية الفتوى لها شروط كثيرة، من لم يحصلها لم يحل له أن يفتي أو يصدر الأحكام.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا إمام السنة أحمد بن حنبل يسأله رجل فيقول له: إذا حفظ الرجل مائة ألف حديث يكون فقيهاً؟ قال: لا. قال:فمائتي ألف؟ قال: لا. قال: فثلاثمائة ألف؟ قال: لا. قال: فأربعمائة ألف؟ قال: بيده هكذا وحرك يده. يعني له إذا حفظ هذا المقدار الكبير من الأحاديث مع العلم بالعربية والأصول وأقوال من سبقه، لعله بعد هذا كله يكون أهلاً أن يفتي الناس بقوله واجتهاده. انظر إعلام الموقعين لابن القيم رحمه الله تعالى (1/ 45).
وقد قيل للإمام الحنبلي الكبير ابن شاقلا: فأنت تحفظها؟ فقال: إن لم أحفظها فإني أفتي بقول من يحفظها وأكثر منه.
يقصد أنه يقلد في الفتوى الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله.
وابن شاقلا رحمه الله هو الذي يقول عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء (16/ 292): شيخ الحنابلة أبو إسحاق ... كان رأسا في الأصول والفروع. اهـ
وهذا الإمام الكبير ابن وهب رحمه الله يقول: اقتدينا في العلم بأربعة اثنان بمصر، واثنان بالمدينة، الليث بن سعد وعمرو بن الحارث بمصر، ومالك بن أنس وعبد العزيز الماجشون بالمدينة، لولا هؤلاء لكنا ضالين. انظر تاريخ دمشق (45/ 464).
وقال الإمام ابن وهب: لولا أن الله أنقذني بمالك والليث لضللت.
فقيل له: كيف ذلك؟
فقال: أكثرت من الحديث فحيرني، فكنت أعرض ذلك على مالك والليث، فيقولان: خذ هذا، ودع هذا. انظر ترتيب المدارك (2/ 427) والديباج المذهب (1/ 133).
وابن وهب هذا هو الذي يقول الذهبي في ترجمته كما في سير أعلام النبلاء (9/ 223): عبد الله بن وهب ... الإمام شيخ الإسلام ... الحافظ ... كان من أوعية العلم ومن كنوز العمل ... وعن سحنون الفقيه قال: كان ابن وهب قد قسم دهره أثلاثا، ثلثا في الرباط وثلثا يعلم الناس بمصر، وثلثا في الحج، وذكر أنه حج ستا وثلاثين حجة. اهـ
وذكر الإمام الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه (2/ 158) عن الإمام أبي العباس بن عقدة أن رجلا سأله عن حديث، فقال: أقلوا من هذه الأحاديث، فإنها لا تصلح إلا لمن علم تأويلها.
وقال إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله: كثير من هذه الأحاديث ضلالة، لقد خرجت مني أحاديث لوددت إني ضربت بكل حديث منها سوطين وإني لم أحدث به، ولعله يطول عمره، فتنزل به نازلة في دينه، يحتاج أن يسأل عنها فقيه وقته، وعسى أن يكون الفقيه حديث السن فيستحي. اهـ ذكر ذلك الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه (2/ 158).
قال الإمام الحاكم: فمالك بن أنس على تحرجه وقلة حديثه يتقى الحديث هذه التقية فكيف بغيره ممن يحدث بالطم والرم. اهـ انظر معرفة علوم الحديث للخطيب البغدادي (ص61).
وكان الإمام مالك وهو من هو يحث أقرب الناس له على الإقلال من الحديث والسعي في طلب فقهه، فقد قال لابني أخته أبي بكر وإسماعيل ابني أبي أويس: أراكما تحبان هذا الشأن – جمع الحديث وسماعه – وتطلبانه.
قالا: نعم. قال: إن أحببتما أن تنتفعا به، وينفع الله بكما، فأقلا منه، وتفقهاً. انظر الفقيه والمتفقه (2/ 159).
وهذا الإمام الفضل بن دُكَين شيخ الإمام البخاري يقول: كنت أمرُّ على زفر وهو محتب بثوب، فيقول: يا أحول، تعال حتى أغربل لك أحاديثك. فأريه ما قد سمعت، فيقول: هذا يؤخذ به، وهذا لا يُؤخذ به، وهذا ناسخ، وهذا منسوخ. اهـ انظر الفقيه والمتفقه (2/ 163).
وجالس الإمام أحمد كثيرا من المحدثين، وأخذ عنهم وانتفع بهم، ولكن كان لفقه الشافعي أعظم الأثر في نفسه، حتى قال: هذا الذي ترون، كله أو عامته من الشافعي، وما بت منذ ثلاثين سنة إلا وأنا ادعوا الله للشافعي، واستغفر له.
وقال الإمام أحمد رحمه الله: ما عرفت ناسخ الحديث من منسوخه حتى جالسته.
وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: كان الشافعي أفقه الناس في كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان قليل الطلب للحديث.
وقال الإمام المحدث ابن معين لصالح بن أحمد بن حنبل: ما يستحي أبوك!! رأيته مع الشافعي، والشافعي راكب وهو راجل، ورأيته وقد أخذ بركابه، قال صالح: فقلت لأبي. فقال لي: قل له: إن أردت أن تتفقه فخذ بركابه الآخر.
قال الإمام الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه (2/ 159): وليعلم أن الإكثار من كَتْبِ الحديث وروايته لا يصير بها الرجلُ فقيهاً، إنما يتفقه باستنباط معانيه، وإنعام التفكر فيه. اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سيف بن علي العصري]ــــــــ[27 Jun 2006, 08:17 م]ـ
المقدمة الثالثة: الفرق بين التمذهب والتعصب.
التمذهب هو أن يقلد العامي مذهبَ إمامٍ مجتهدٍ، سواء التزم مذهب إمام واحدٍ، أم تنقل بين المذاهب.
والمقصود بالعامي في كلامنا السابق، كل من لم يبلغ درجة الاجتهاد، وهذا هو مصطلح الأصوليين، فهم يطلقون العامي على غير المجتهد.
وعليه فقد يكون العامي ممن له اشتغال بالفقه، أو بعلوم اللغة، أو له اشتغال بطلب الحديث وتعلم أسانيده، وحفظها، ومعرفة الرجال، وغير ذلك، ولكنه لم يبلغ درجة الاجتهاد والنظر في نصوص الشرع، فهو في اصطلاح الفقهاء والأصوليين عاميٌّ، فلا يقبل قوله في الفقهِ، وتخريجِ الأحكامِ.
قال الإمام السرخسي الحنفي في كتاب الأصول (1/ 312): وكذلك من يكون محدثاً لا بصر له في وجوه الرأي، وطرق المقاييس الشرعية، لا يعتد بقوله في الإجماع، لأن هذا فيما يبني عليه حكمَ الشرعِ بمنزلةِ العاميِّ، ولا يُعتدُّ بقول العامي في إجماع علماء العصر، لأنه لا هداية له في الحكم المُحْتَاجِ إلى معرفته. اهـ
وقال الإمام ابن حجر الهيتمي رحمه الله في الفتاوى الفقهية الكبرى (2/ 251): والمراد بالعامي في عرف الأصوليين غير المجتهد المطلق، فالمقلدون كلهم عوام عندهم، وإن جلت مراتبهم وفي عرف الفقهاء من يعرف الظاهر من الأحكام الغالبة بين الناس دون الأحكام الخفية ودقائقها والأحكام النادرة. اهـ
تعريف المذهب لغةً واصطلاحاً:المذهب لغة: اسم لمكان الذهاب.
واصطلاحاً: حقيقة عرفية تطلق على الأحكام التي استخرجها إمام مجتهدٌ أو خرجت على قواعده وأصوله من قِبَلِ أصحابه المجتهدين التابعين لأصوله في التخريج.
والتمذهب بهذا المعنى، جادةٌ مسلوكةٌ، وطريقٌ سابلةٌ، سار عليها العلماء، من المحدثين والفقهاء والمفسرين واللغويين، ولم ينكرها أحدٌ ممن يعتد به، فتجد العلماء كلٌ يعمل بالمذهب الذي ارتضاه لنفسه، ويفتي به الناس ويقضي.
قال العلامة محمد الخضر الشنقيطي في "قمع أهل الزيغ والإلحاد عن الطعن في تقليد أئمة الاجتهاد"
(ص75): وأما وجوب التقليد من العامي للعالم فعليه الكتاب والسنة، وإجماع أهل القرون الثلاثة المشهود لهم من الصادق المصدوق بالخيرية، وإجماع من بعدهم، إلا ما شذَّ من خلاف معتزلة بغداد. اهـ
وقد كان التقليد معروفاً في زمن الصحابة الكرام رضي الله عنهم، ولم ينكره أحدُ منهم، فهذا الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني يذكر لنا في الإصابة في تمييز الصحابة (4/ 148) عن طاووس رحمه الله أنه قال: رأيت سبعين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا تدارءوا في أمرٍ صاروا إلى قول بن عباس رضي الله عنه.
فهؤلاء الصحابة رضي الله عنهم يرجعون إلى تقليد ابن عباس فيما لا يعلمونه من أحكام الشرع.
وقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيدون على مائة ألف، بينما (الذين حفظت عنهم الفتوى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة ونيف وثلاثون نفسا) كما ذكر ذلك ابن القيم في إعلام الموقعين (1/ 10).
وهذا إمام السنة أحمد بن حنبل رحمه الله، يقلِّدُ الشافعيَ رحمه الله، أورد ذلك الإمام ابن عساكر في تاريخ دمشق (51/ 351)، والحافظ ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب (9/ 25) عن حميد بن أحمد البصري، قال: كنت عند أحمد بن حنبل نتذاكر في مسألة. فقال رجل لأحمد: يا أبا عبد الله لا يصح فيه حديث، فقال: إن لم يصح فيه حديث، ففيه قول الشافعي، وحجته أثبت شيء فيه.
وعلى هذا المنوال سار العلماء قاطبة من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، وليس في هذا ما ينكر، وإليك نبذاً من ذلك.
من أعلام المذهب الحنفي:وقد كان العلماء صغارهم وكبارهم متمذهبين بمذاهب أهل السنة التي حفظت، فالإمام أبو يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني وعبد الله بن المبارك وزفر والطحاوي والسرخسي والنسفي و أحمد بن محمد البخاري والزيلعي وابن الهمام وابن نجيم وابن عابدين وألوفٌ غيرهم ممن ضمتهم كتب التراجم الخاصة بطبقات الحنفية، ومعظم علماء بلاد الهند والسند وأفغانستان وبلاد الشام على مذهب الإمام أبي حنيفة.
من أعلام المذهب المالكي:
(يُتْبَعُ)
(/)
والإمام ابن القاسم وأشهب وسحنون وأسد بن الفرات وأصبغ وابن عبد البر والقاضي عياض وابن العربي وأبو بكر الطرطوشي وابن الحاجب وابن المنير وابن رشد والباقلاني والباجي والقرطبي والقرافي والشاطبي وابن خلدون وألوفٌ ممن ضمتهم كتب التراجم الخاصة بطبقات المالكية، هم على مذهب الإمام مالك رحمه الله، ولك أن تقول إن كل أو معظم علماء بلاد المغرب من القرن الثالث الهجري وإلى يومنا هذا مالكية.
من أعلام المذهب الشافعي:
والإمام المزني والبويطي وابن المنذر ومحمد بن جرير الطبري وابن سريج وابن خزيمة والقفال والبيهقي والخطابي وأبو إسحاق الإسفرايني وأبو إسحاق الشيرازي والماوردي وأبو الطيب الصعلوكي وأبو بكر الإسماعلي وإمام الحرمين الجويني وحجة الإسلام الغزالي والبغوي والرافعي وأبو شامة وابن الرفعة وابن الصلاح والنووي وابن دقيق العيد والمزي وتقي الدين السبكي والذهبي والعراقي والزركشي وابن حجر العسقلاني والسيوطي وزكريا الأنصاري وألوفٌ غيرهم ممن عجزت الكتب أن تستوعب أسماءهم، كلهم شافعية، والذين في كتاب طبقات الشافعية فقط ألف وأربع مائة وتسعة عشر إماماً شافعياً.
من أعلام المذهب الحنبلي:
والآجري وأبو الخطاب الكلوذاني وأبو بكر النجار وأبو يعلى والأثرم وابن أبي موسى وابن الصيرفي وابن هبيرة وابن الجوزي وابن تيمية وابن رجب وابن رزين وغيرهم كثير، والذين في المقصد الأرشد فقط ألف وثلاث مائة وخمسة عشر إماماً حنبلياً.
وقد أطبقت أمة الإسلام قرناً بعد قرن، وأمةً بعد أمة على تقليد أئمة الاجتهاد، وليس في هذا تعصب ولا تحزُّبٌ، بل كانت أخوة الدين تجمعهم، وحِلَقٌ العلم تضمهم، يتعلم بعضهم من بعض، ويثني بعضهم على بعض، ولا تكاد تطالع ترجمة إمام حنفي أو مالكي أو شافعي أو حنبلي إلا وتجد أنه قد تتلمذ ودرس على علماء غير مذهبه.
فإذا كان مجردُ سَيْرِ المسلم على مذهبٍ، يُعَدُّ تعصباً، فهو تعصبٌ محمود لا مذموم.
قال العلامة الشيخ سعيد حوى في كتابه النافع "جولات في الفقهين الكبير والأكبر وأصولهما" (ص119): وأما التعصب لهم – أئمة الاجتهاد – أو لمذاهبهم فنقول فيه:
التعصب المذهبي إن كان كأثر عن قناعة مطلقة في قضية بأنها الحق، وبالتالي أن يتمسك بها صاحبها قولاً وعملاً، ويدافع عنها بمنطق الحق والعدل، لا بمنطق الهوى، وبمنطق الإخلاص لا بدافع دنيوي، وبروح الأخوة الإسلامية لا بروح الفرقة الكافرة، فذلك لا حرج فيه، بل ذلك الذي عليه الصحابة، ولكن أن يضيِّق الإنسان واسعاً؛ بأن يسفه من ليس على رأيه، ويضللهم، ويجهلهم في قضيةٍ للاجتهاد فيها محل، فذلك الخطأ كل الخطأ، فإن الشافعي قال: أجمع العلماء على أن الله لا يعذب فيما اختلف فيه العلماء.
والتعصب للمذهب كأثر من آثار الثقةِ بعلمائه، وقواعده في الاستنباط، وكأثر من آثار الثقة بهذه الأمة التي أجمعت خلال العصور على احترام المذاهب الأربعة، واحترام أئمتها، هذا التعصب الذي لا يرافقه كراهية لمذهب آخر، ولا سوء أدبٍ معه، بل الاحترام والتقدير، لا حرج فيه.
وأن يأخذ الإنسان بوجهة نظر لغير مذهبه كأثر من آثار تحقيقه هو، أو تحقيق من يثق به، فهذا كذلك لا حرج فيه. اهـ
وأما التعصب المذموم فهو أن يعتقد المسلم أن المذهب الذي سلكه هو المذهب الحق، وأن المذاهب الأخرى باطلة، وهذا التعصب هو الذي ذمه العلماء من المذاهب الأربعة كلها، وقرروا أن المذاهب السُّنيَّة الأربعة كلها على هدى.
فهذا إمام الشافعية في القرن العاشر العلامة ابن حجر الهيتمي رحمه الله يقول كما في الفتوى الفقهية الكبرى (4/ 326): الشافعي وأبو حنيفة ومالك وأحمد وسائر أئمة المسلمين على هدى من ربهم، فجزاهم الله تعالى عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء وأكمله، وحشرنا في زمرتهم. وإذا كانوا كلهم على هدى من الله سبحانه وتعالى، فلا حرج على من أرشد غيره إلى التمسك بأي مذهب من المذاهب الأربعة وإن خالف مذهبه واعتقاده، لأنه أرشده إلى حق وهدى. اهـ
ـ[سيف بن علي العصري]ــــــــ[27 Jun 2006, 08:18 م]ـ
المقدمة الرابعة: لماذا انحصر التقليد في المذاهب الأربعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
مما لا يخفى أن المجتهدين في هذه الأمة المباركة عدد لا يحصى، من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، فلماذا ساد في الأمة تقليد هذه المذاهب الأربعة فقط؟ نترك الإمام ابن رجب الحنبلي يجيبنا عن هذا السؤال، قال رحمه الله كما في رسالته الموسموة بـ (الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة) (ص33):
فإن قيل: نحن نسلِّم منع عموم الناس من سلوك طريق الاجتهاد؛ لما يفضي ذلك إلى أعظم الفساد. لكن لا نسلم منع تقليد إمام متبع من أئمة المجتهدين غير هؤلاء الأئمة المشهورين.
قيل: قد نبهنا على علة المنع من ذلك، وهو أن مذاهب غير هؤلاءلم تشتهر ولم تنضبط، فربما نسب إليهم ما لم يقولوه أو فهم عنهم ما لم يريدوه، وليس لمذاهبهم من يذب عنها وينبه على ما يقع من الخلل فيها بخلاف هذه المذاهب المشهورة. اهـ
وما بيَّنَهُ الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله واضح، لأنه لا يمكن لأحد أن يعرف مذهب الصحابة، ولو في كبريات المسائل، فالصلاة مثلاً التي هي الركن الثاني من أركان الإسلام، لا يمكن لأحد أن يميز بين ما هو فرض وما هو سنة ناسباً ذلك لأبي بكر الصديق رضي الله عنه، وكذا بقية الصحابة رضي الله عنهم.
ولهذه العلة – أعني عدم حفظ مذاهبهم - وجدنا من الأئمة الكبار من يمنع تقليد الصحابة رضي الله عنهم، بل ويحكي إجماع المحققين على ذلك، فهذا إمام الحرمين الجويني المولود سنة (417هـ) والمتوفى سنة (478هـ) يقول كما في كتابه البرهان
(2/ 744): أجمع المحققون على أن العوام ليس لهم أن يتعلقوا بمذاهب أعيان الصحابة رضي الله تعالى عنهم، بل عليهم أن يتبعوا مذاهب الأئمة الذين سبروا ونظروا وبوبوا الأبواب وذكروا أوضاع المسائل، وتعرضوا للكلام على مذاهب الأولين، والسبب فيه أن الذين درجوا وإن كانوا قدوة في الدين وأسوة للمسلمين؛ فإنهم لم يفتنوا بتهذيب مسالك الاجتهاد، وإيضاح طرق النظر والجدال وضبط المقال، ومن خَلْفَهُم مِنْ أئمةِ الفقهِ كَفَوا مَنْ بَعْدَهُمُ النظرَ في مذاهبِ الصحابةِ، فكان العاميُ مأموراً باتباعِ مذاهبِ السابرين. اهـ
وقد زاد الأمر وضوحاً الإمامُ المحدث ابن الصلاح، قال الإمام ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الفقهية الكبرى (8/ 340): وأما ابن الصلاح فجزم في كتاب الفتيا بما قاله الإمام – أي إمام الحرمين - وزاد أنه لا يُقَلِّدَ التابعينَ أيضاً، ولا مَنْ لم يُدوَّن مذهبه، وإنما يقلد الذين دُوِّنَتْ مذاهبهم وانتشرت، حتى ظهر منها تقييد مطلقها وتخصيص عامها، بخلاف غيرهم فإنه نقلت عنهم الفتاوى مجردة، فلعل لها مكملا أو مقيدا أو مخصصا، لو انبسط كلام قائله لظهر خلاف ما يبدو منه، فامتنع التقليد إذاً لتعذرِ الوقوفِ على حقيقة مذاهبهم. اهـ
وظاهرٌ من كلام الأئمة رحمهم الله أنَّ علة المنع من تقليد غير الأربعة هو عدم الثقة بمذاهبهم، فإذا أمِنَّا هذا الجانب، جاز تقليد المجتهدين من الصحابة فمن بعدهم، ولكن هذا في عمل النفس، لا في الإفتاء والقضاء، أما المفتي والقاضي فلا يخرجان عن المذاهب الأربعة، وهذا أمر واضحٌ مقرَّرٌ، أجمعت عليه الأمة عملاً، فإن جميع بلدان الإسلام كانت تقيم القضاء على مذهب من المذاهب الأربعة، ويتولى الإفتاء فيها أئمة من المذاهب الأربعة.
تقليد غير المذاهب الأربعة
وتقليد المسلم في حق نفسه لمذهبٍ غير المذاهب الأربعة، يشترط له شروط:
أولها: أن يكون المذهب الذي يريد تقليده مما يجوز تقليده، فلا يصح له أن يقلد المذهب الشيعي أو الإباضي مثلاً.
ثانيها: أن يكون عارفاً بمذهب الإمام الذي سيقلده، كمن أراد أن يقلد مذهب صحابيٍ أو تابعيٍ، أو أراد أن يقلد إمام أهل السنة بالشام الإمام الأوزاعي، أو الثوري أو أبو ثور أو سفيان ابن عيينة، ونحو هؤلاء.
ثالثها: أن يكون المذهب الذي يريد تقليده منقولاً عن طريق العدول الضابطين.
رابعها: أن يكون عارفاً بتفاصيل تلك المسألة أو المسائل التي يريد أن يقلد فيها، وما يتعلق بها على مذهب ذلك المقلد.
خامسها: إذا أراد أن يقلد أكثر من إمام، فيشترط حينئذٍ أن لا يلفق قولاً لم يسبق إليه، ومثالُ ذلك: من أراد أن يقلد الإمام مالك رحمه الله في عدم نجاسة الكلب ويقلد الشافعي رحمه الله في الاكتفاء بمسح بعض الرأس في الوضوء، فهذه الصورة من التقليد ممنوعة اتفاقا، وقيل إجماعا، لأنه إذا صلى في هذه الحالة، فإن كلاً من الإمامين سيحكم على صلاته بالبطلان، أما الإمام مالك رحمه الله فسيحكم على صلاته بالبطلان لأنه مسح شعرتين أو ثلاث، ولم يعم الرأس بالمسح، وأما الإمام الشافعي رحمه الله فسيحكم على صلاته بالبطلان، لأنه متلبس بنجاسة الكلب في ثوبه أو بدنه.
فإذا وجدت هذه الشروط الخمسة فعبادات المقلد ومعاملته المشتملة على ذلك التلفيق صحيحة، وإن اختلت هذه الشروط أو بعضها فعبادته غير صحيحة، ويلزمه القضاء فورا.
فإذا أحببتَ أن تقلد إماماً من خارج المذاهب الأربعة، وقد توفرت الشروط السابقة، فلا يشترط ما يلي:
أولاً: لا يشترط أن يكون قول الإمام الذي تقلده موافقاً لأحد المذاهب الأربعة.
ثانياً: ولا يشترط أن يكون مذهب ذلك الإمام منقولا بالتواتر، بل يكفي أن يكون منقولاً بنقل العدول، ولو آحاداً.
ثالثاً: ولا يشترط أن يكون مذهب ذلك الإمام قد دون في كتب مستقلة، بل يكفي أخذه من كتب الموثوقة التي تعتني بذكر أقوال العلماء.
وكل هذا الذي ذكرته، أشار إليه العلماء في كتب الأصول، وأحسن من جمع ذلك الإمام ابن حجر الهيتمي رحمه الله في الفتاوى الفقهية الكبرى (4/ 326).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سيف بن علي العصري]ــــــــ[02 Jul 2006, 07:13 ص]ـ
المقدمة الخامسة: هل المذاهب الأربعة عامل وحدة أم فرقة؟
يقول بعض الناس: إن هذه المذاهب الأربعة سبب فرقة وشتات، فإنها قد مزقت الناس إلى أربع فرق، حتى أصبحت كلُ فرقة تقول: كتبهم وكتبنا وأئمتهم وأئمتنا ومذهبهم ومذهبنا، فكيف يجوز أن تكون هناك أربعة مذاهب ونبينا واحد وقرآننا واحد وديننا واحد، ويقول هؤلاء أيضاً:إن أقل الناس اختلافاً هم أهل والحديث.
ولا شك أن هذا الكلام لا يطابق الواقع، بل الواقع يشهد بخلافه تماماً، فإن كل منصف يعلم أن كثرة الاختلاف ليس بسبب التقليد، بل إن التقليد موجب لاجتماع الكلمة دون تفرقها، فأنت ترى بلداً كبيرا كالهند يسير على مذهب الإمام أبي حنيفة، لا اختلاف بينهم ولا تفرق، وتجد المغرب والجزائر وتونس تسير على مذهب الإمام مالك ولا اختلاف بينهم ولا تفرق، وإنما نشأ الاختلاف من كثرة الاجتهادات، واختلاف الآراء، وإذا صار كل واحد مجتهداً عاملاً بما يرى ويفهم من القرآن والحديث، فإنك لن ترى شخصين مجتمعين أبداً، ولذا تجد أن الذين يحاربون المذاهب هم أشد الناس فرقةً، وكل يوم وهم في انشقاقات، وتحزُّبات.
ثم إن الاختلاف الكثير الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا)، إنما سببه إعجاب كل ذي رأي برأيه.
ولا يمكن أن يكون تقليد أئمة الهدى من أمثال أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد من تفريق الدين وجعل أهله شيعاً، لأن من اتبع المهتدي فهو مهتدٍ.
والقول بأن اتباع أئمة الهدى تفريق للدين، هو طعنٌ في أئمة الدين والصحابة والتابعين، لأنهم هم الذين اختلفوا على أقوال، وأما المقلدون فلم يفعلوا شيئاً، ولم يحدثوا قولاً، غير أنهم تبعوا أئمة الهدى في ذلك، وأخذوا بأقوالهم، وهذا الكلام لا يخفى على منصف، نبذ التعصب.
والمقلدون لأئمة الهدى، لا يدَّعون أن مذهبهم حقٌ مطلق، ومذهب غيرهم مذموم، بل يرون مذهب كل مجتهد قابلاً للاتباع.
قال العلامة الشيخ سعيد حوى رحمه الله في كتابه "جولات في الفقهين" (ص126): وأما الذين يحاربون المذهبية بحجة الوحدة الإسلامية، فهؤلاء نقول لهم: إن المذهبية نفسها لا تفرق، ولكن التطبيق الخاطئ للمذهبية هو الذي يفرق، وهذا ليس حله بالإلغاء، ولكن حله بالتوعية والتعليم والتربية، ونقول: إن وحدة الأمة الإسلامية التشريعية موجودة في حال قيام الحكم الإسلامي؛ لأن الإمام أو نائبه يستطيع أن يتبنى قانوناً موحَّدا لِقُطْرٍ أو لمجموعة الأقطار، ويفرضه على الأمة، ثم إنَّ ما وصلت إليه الأمة من اعتماد المذاهب الأربعة، هو أضيق صور التشتت، وبدون ذلك يكون عندنا ملايين المذاهب، وهو موضوع تحدثت عنه من قبل.
وبإنصاف وتجرد وعرضٍ للواقع كما هو نقول: الملاحظ أن هؤلاء الذين يحملون على مذاهب الأئمة المجتهدين، وعلى من يأخذ بها ويفتي على تحقيقات أهلها، يسلبون أمثال أبي حنيفة والشافعي ومالك وأحمد حق الاجتهاد، ويعطونه للعامة، ولو أن أحداً من الناس استفتى أمثالهم وأمثال أتباعهم وأجابوه لم يروا في ذلك نكراً، ويقيمون النكير على من استفتى أبا حنيفة أو الشافعي أو مالكاً أو أحمد، أوَليس هذا غلطاً كبيراً!!؟.اهـ
والواقع يشهد أن التفرق والتمزق والانقسامات التنظيمية في صفوف التيارات الإسلامية غير المتمذهبة أشد وأنكى وأكثر مما هو في صفوص أتباع الأئمة.
ووجود أخطاء في التطبيق عند المذهبيين لا يجعل هذا هو الشعار والمظهر العام.
ـ[سيف بن علي العصري]ــــــــ[03 Jul 2006, 10:24 م]ـ
المقدمة السادسة: مراتب العلماء.
مما يسلم به العقلاء قاطبة أن العلماء ليسوا على مرتبة واحدة، بل هم مراتب ومنازل، ومن المهم لطالب العلم أن يعرف منازل العلماء وطبقاتهم، حتى يقدم قول من يستحق التقديم، ويؤخر قول من يستحق التأخير.
ولذا قال الإمام المحدث الفقيه الخطيب البغدادي رحمه الله في الفقيه والمتفقه (2/ 139): يستحب للفقيه أن ينبه على مراتب أصحابه في العلم، ويذكر فضلهم ويبين مقاديرهم ليفزع الناس في النوازل بعده إليهم، ويأخذوا عنهم. اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
واستدل الخطيب على ذلك بأحاديث منها حديث (إني لا أدري ما قدر بقائي فيكم فاقتدوا بالذين من بعدي وأشار إلى أبي بكر وعمر) وهو حديث رواه الطبراني في مسند الشاميين وفي معجمه الكبير وابن أبي شيبة في مصنفه. واستدل بأحاديث أخرى.
وقد بين العلماء في كتب أصول الفقه وفي كتب الفقه أيضاً مراتب العلماء، وممن بيَّن ووضح مراتب العلماء الإمام المحدث أبو عمرو بن الصلاح والإمام النووي وابن حمدان الحنبلي وابن تيمية رحمهم الله، وغيرهم كثير.
وخلاصة ما أوردوه ما يلي:
أن العلماء على قسمين:
القسم الأول: مجتهد مستقل، وسمي بذلك لأنه يستقل بإدراك الأحكام الشرعية من الأدلة الشرعية، من غير تقليد لأحد من العلماء، ولا تقُّيد بأصول إمام سبقه، وهذا القسم لا بد أن يتصف بصفات تؤهله لهذا المنصف الرفيع.
ولذا قال علماؤنا رحمهم الله: يشترط في هذا الصنف:
1 - أن يكون قيماً بمعرفة أدلة الأحكام الشرعية من الكتاب والسنة والإجماع والقياس، وما التحق بها على التفصيل.
2 - وأن يكون عالماً بما يشترط في الأدلة، ووجوه دلالتها، وبكيفية اقتباس الأحكام منها، وهذا يستفاد من أصول الفقه.
3 - عارفاً من علوم القرآن، والحديث، والناسخ والمنسوخ، والنحو واللغة والتصريف، واختلاف العلماء واتفاقهم بالقدر الذي يتمكن معه من الوفاء بشروط الأدلة والاقتباس منها.
4 - ذا دربةٍ وارتياض في استعمال ذلك.
5 - عالماً بالفقه ضابطاً لأمهات مسائله وتفاريعه.
فمن جمع هذه الأوصاف فهو المفتي المطلق المستقل، الذي يتأدى به فرض الكفاية.
وممن اتفق العلماء على بلوغهم هذه مجتهدوا الصحابة، كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر ومعاذ وغيرهم.
وكذا فقهاء المدينة السبعة من التابعين، وممن بعد التابعين سفيان بن عيينة وسفيان الثوري وأبو حنيفة ومالك والليث بن سعد والشافعي والأوزاعي وأحمد بن حنبل وغيرهم كثير.
القسم الثاني: المفتي الذي ليس بمستقل، بل يتبع إماماً من الأئمة المستقلين، وينسب إلى مذهبه، وهذا القسم على مراتب:
المرتبة الأولى: (أصحاب الوجوه)، وهم الذين بلغوا في العلم غاية كبيرة، وتوفرت فيهم الشروط والصفات والمؤهلات المطلوبة في المجتهد المستقل، وإنما ينسب الواحد منهم إلى الإمام الذي تبعه لسلوكه طريقه في الاجتهاد، مع أنه في الحقيقة ليس مقلداً لإمامه، لا في المذهب ولا في دليله، وفتوى أصحاب هذه المرتبة كفتوى المجتهد المستقل من حيث صحة العمل بها، والاعتداد بها في الإجماع والخلاف، وممن بلغ هذه المرتبة الإمامان أبو يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني من الحنفية، وابن القاسم وابن وهب وأشهب من المالكية، والمزني والبويطي وابن المنذر وابن جرير الطبري من الشافعية، وأبو يعلى وابن عقيل من الحنابلة.
المرتبة الثانية: مجتهد الفتوى، وصاحب هذه المرتبة لا يبلغ رتبة أصحاب الوجوه، لكنه فقيهُ النفسِ، حافظٌ مذهبَ إمامه، عارف بأدلته، قائم بتقريرها، يصور ويحرر، ويقرر ويمهد، ويزيف ويرجح، لكنه قصر عن أصحاب الوجوه لقصوره عنهم في حفظ المذهب أو الارتياض في الاستنباط أو معرفة الأصول ونحوها من أدواتهم.
وممن بلغ هذه المرتبة الطحاوي والكرخي والسرخسي من الحنفية، والمازري والقاضي عبد الوهاب والقاضي عياض من المالكية، والإمام الغزالي والرافعي والنووي من الشافعية، والإمام ابن قدامة المقدسي وشيخ الإسلام ابن تيمية من الحنابلة.
المرتبة الثالثة: أصحاب الترجيح في المذهب، وهؤلاء لا يقدرون على الاجتهاد، لكنَّهم لإحاطتهم بالأصول، وضبطهم للمآخذ، يقدرون على تفصيل قولٍ مجملٍ ذي وجهين، وحكم مبهمٍ محتملٍ لأمرين منقولٍ عن صاحب المذهب، أو أحد أصحابه.
وممن بلغ هذه المرتبة صاحبُ الهداية من الحنفية والحطاب من المالكية والإسنوى من الشافعية وابن مفلح من الحنبلية.
المرتبة الرابعة: (حَفَظَةُ المذْهَبِ)، وصفة هؤلاء أن يقوم الواحد منهم بحفظ المذهب ونقله وفهمه في الواضحات والمشكلات، ولكن عنده ضعف في تقرير أدلته، وتحرير أقيسته، فهذا الصنف يُعْتَمَدُ نَقْلُه وفتواه فيما يحكيه من مسطورات مذهبه، من نصوص إمامه، وتفريع المجتهدين في مذهبه، وما لا يجده منقولاً إن وجد في المنقول معناه، بحيث يدرك بغير كبير فكر أنَّه لا فرق بينهما، جاز إلحاقه به والفتوى به، وكذا ما يعلم اندراجه تحت ضابط ممهد في المذهب، وما ليس كذلك يجب إمساكه عن الفتوى فيه.
والمقصود بحفظ المذهب: أن يكون معظم المذهب على ذهنه، ويتمكن لدربته من الوقوف على الباقي على قرب.
وممن بلغ هذه المرتبة الإمام ابن نجيم وابن عابدين من الحنفية، والدسوقي والصاوي من الماليكة، والإمامان ابن حجر الهيتمي والرملي من الشافعية، والإمامان المرداوي والبهوتي من الحنابلة.
المرتبة الخامسة: المشتغل بالمذهب، ولا يُسْتَحَقُ هذا الوصف إلا بثلاثةِ أمورٍ:
أولها: أن يكون عارفاً بمسألة التمذهب حقيقةً وحكماً.
ثانيها: أن يكون عارفاً بقواعد الوقوف على معتمد مذهبه.
ثالثها: أن يكون عنده ممارسة يستطيع من خلالها أن يعرف ثلاثة أشياء:
1. لغة المذهب – أي مصطلحاته – كـ (الوجه والرواية والمعتمد والمشهور والظاهر ... ).
2. المعرفة بأحكام المذهب، وتعرف من مصدرين:
المصدر الأول: القواعد والأصول، ومحلها علم أصول الفقه.
المصدر الثاني: الجانب التطبيقي، ويعرف من علم الفروع (علم الفقه).
3. أن يكون عارفاً بمواضع بحث المسائل، فإذا أراد أن يبحث مسألة العورة مثلاً، فإن المكان المعتاد أنْ تذْكَرَ فيه، وأن يبين حكمها، هو كتاب الصلاة، في فصل الشروط، في مسألة شرط ستر العورة، وتبحث مسألة العورة أيضاً في كتاب النكاح، باب ما يجوز أن ينظره الخاطب من المخطوبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سيف بن علي العصري]ــــــــ[13 Jul 2006, 06:54 ص]ـ
المقدمة السابعة: نبذة مختصرة عن المذاهب:
من المهم أن يكون عند طالب العلم ثقافة عامة عن المذاهب السُّنيَّة، عن تاريخ نشأتها، وأماكن انتشارها، وكبار رجالاتها، ونُفْسِحُ المجال للإمام الكبير القاضي عياض بن موسى اليحصبي المالكي ليحدثنا عن ذلك.
قال رحمه الله كما في ترتيب المدارك وتقريب المسالك (17/ 1): وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإقتداء بالخلفاء بعده وأصحابه، وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في الناس ليفقهوهم في الدين، ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم، وإذا كان هذا الأمر لازماً لا بد منه، فكان أولى من قلده العامي الجاهل، والمبتدئ المتعبد، والطالب المسترشد، والمتفقه في دين الله تعالى، وأحق بذلك فقهاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين أخذوا عنه العلم، وعلموا أسباب نزول الأوآمر والنواهي، ووظائف الشرائع، ومخارج كلامه عليه السلام، وشاهدوا قرائن ذلك، وثاقبوا في أكثرها النبي صلى الله عليه وسلم واستفسروه عنها، مع ما كانوا عليه من سعة العلم، ومعرفة معاني الكلام، وتنوير القلوب، وانشراح الصدور، فكانوا أعلم الأمة بلا مرية وأولاهم بالتقليد، لكنهم لم يتكلموا من النوازل إلا في اليسير مما وقع، ولا تفرعت عنهم المسائل، ولا تكلموا من الشرع إلا في قواعد ووقائع، وكان أكثر اشتغالهم بالعمل مما علموا، والذبّ عن حوزة الدين، وتوكيد شريعة المسلمين.
ثم بينهم من الاختلاف في بعض ما تكلموا فيه ما يبقي المقلد في حيرة، ويحوجه إلى نظر وتوقف، وإنما جاء التفريع والتنتيج وبسط الكلام فيما يتوقع وقوعه بعدهم، فجاء التابعون فنظروا في اختلافهم، وبنوا على أصولهم، ثم جاء مِنْ بَعْدِهم العلماء من أتباع التابعين، والوقائع قد كثرت، والنوازل قد حدثت، والفتاوى في ذلك قد تشعبت، فجمعوا أقاويل الجميع، وحفظوا فقههم، وبحثوا عن اختلافهم واتفاقهم، وحذروا انتشار الأمر، وخروج الخلاف عن الضبط، فاجتهدوا في جمع السنن، وضبط الأصول، وسألوا فأجابوا، وبنوا القواعد ومهَّدوا الأصول، وفرعوا عليها النوازل، ووضعوا في ذلك للناس التصانيف وبوبّوها، وعمل كل واحد منهم بحسب ما فتح عليه ووفق له.
فانتهى إليهم علم الأصول والفروع والاختلاف والاتفاق، وقاسوا على ما بلغهم ما يدل عليه ويشبه، رضي الله عن جميعهم، ووفاهم أجر اجتهادهم، فالمتعين على المقلد العامي وطالب العلم المبتدئ أن يرجع في التقليد لهؤلاء، لنصوص نوازله، والرجوع فيما أشكل من ذلك إليهم، ولاستغراق علم الشريعة ودورها عليهم، وإحكامهم النظر في مذاهب من تقدمهم، وكفايتهم ذلك لمن جاء بعدهم، لكن تقليد جميعهم لا يتفق في أكثر النوازل، وجمهور المسائل، لاختلافهم باختلاف الأصول التي بنوا عليها، ولا يصلح أن يقلد المقلد من شاء منهم على الشهوة ... فحظه هنا من الاجتهاد النظر في أعلمهم ... ، ويعرف الأولى بالتقليد من جملتهم، حتى يركن العامي في أعماله إلى فتواه، ... إذ لو ابتدأ الطالب في كل مسألة فطلب الوقاف على الحق منها بطريق الاجتهاد عسر عليه ذلك، إذ لا يتفق له إلا بعد جمع خصاله وتناهي كماله، وإذا كان بهذا السبيل استغنى عن تقليد أرباب المذاهب، وكان من المجتهدين لنفسه فسبيله أن يقلِّد من يعرِّفُهُ أنَّ هذا هو الحق، حتى إذا أدرك من العلم ما قيض له، وحصل منه ما قسم الله تعالى له، وأفلح وكان فيه عمل للنظر والاجتهاد انتقل إلى ذلك وأدركه، فإذا تقررت هذه المقدمة فنقول:
قد وقع إجماع المسلمين في أقطار الأرض على تقليد هذا النمط واتباعهم ودرس مذاهبهم دون من قبلهم، ومع الاعتراف بفضل من قبلهم وسبقه ومزيد علمه، لكن للعلل التي ذكرنا وكفاية ما نحلوه وانتقوه من ذلك كما قدمنا ... فكان المقلَّدون المُقْتَدَى بمذاهبهم أصحاب الأَتْبَاعِ في سائر الأقطار والبقاع كثرة قبل مالك بن أنس بالمدينة، وأبو حنيفة والثوري بالكوفة، والحسن البصري بالبصرة على ما تقدم منه، والأوزاعي بالشام، والشافعي بمصر، وأحمد بن حنبل بعده ببغداد وكان لأبي ثور هناك أيضاً أتباعٌ.
ثم نشأ ببغداد أبو جعفر الطبري، وداود الأصبهاني، فألفا الكُتُب واختارا في المذاهب على آراء أهل الحديث، واطَّرَحَ داودُ منها القياسَ، وكان لكل واحد منهما أتْبَاعٌ، وسَرَتْ جميعُ هذه المذاهب في الآفاق، فغلب مذهب مالك على الحجاز والبصرة ومصر وما والاها من بلاد أفريقية والأندلس وصقلية والمغرب الأقصى، إلى بلاد من أسلم من السودان إلى وقتنا هذا، وظهر ببغداد ظهوراً كثيراً وضعف بها بعد أربعمائة سنة، وضعف بالبصرة بعد خمسمائة سنة، وغلب من بلاد خراسان على قزوين وأبهر وظهر بنيسابور، وكان بها وبغيرها أئمة ومدرسون ... وكان ببلاد فارس وانتشر باليمن وكثير من بلاد الشام.
وغلب مذهب أبي حنيفة على الكوفة والعراق وما وراء النهر وكثير من بلاد خراسان إلى وقتنا، وظهر بإفريقية ظهوراً كثيراً إلى قريب من أربعمائة عام فانقطع منها، ودخل منه شيءٌ ما وراءها من المغرب قديماً بجزيرة الأندلس، وبمدينة فاس.
وغلب مذهب الأوزاعي على الشام وعلى جزيرة الأندلس أولاً إلى أن غلب عليها مذهب مالك بعد المائتين فانقطع.
وأما مذهب الحسن والثوري فلم يكثر أتْبَاعُهُما، ولم يطل تقليدهما وانقطع مذهبهما عن قريب.
وأما الشافعي فكثر أتباعه وظهر مذهبه ظهور مذهبي مالك وأبي حنيفة قبله، وكان أول ظهوره بمصر وكثر أصحابه بها مع المالكية وبالعراق وبغداد، وغلب عليها وعلى كثير من بلاد خراسان والشام واليمن إلى وقتنا أتباعهم والاقتداء بمذاهبهم ودَرْسِ كُتُبِهم، والتفقه على مآخذهم، والبناء على قواعدهم، والتفريع على أصولهم دون غيرهم ممن تقدمهم أو عاصرهم، للعلل التي ذكرناها، وصار الناس اليوم في أقطار الدنيا إلى خمسة مذاهب: مالكية وحنفية وشافعية وحنفية وحنبلية وداودية وهم المعرفون بالظاهرية. اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سيف بن علي العصري]ــــــــ[13 Jul 2006, 06:56 ص]ـ
تم في المقدمة السادسة تعديل وهذا رابطه:
http://yemen-sound.com/vb/showthread.php?t=7572(/)
بشرى وتهنئة
ـ[المؤمن]ــــــــ[27 Jun 2006, 09:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
في هذا اليوم المبارك الأغر؛ اليوم الأول من شهر رجب من سنة 1427هـ، الموافق لـ27من شهر جوان من سنة 2006م، سيناقش الباحث: محمد نذير أوسالم أطروحته المقدمة لنيل شهادة الماجستير والموسومة بـ " منهج الطّاهر ابن عاشور في تفسير النّصوص في التّحرير والتّنوير "، حيث قصد الباحث من أطروحته هذه كما يقول: " أن أسهم في إبراز ما لعلمائنا المغاربة من المساهمة الفعّالة في شتّى فنون العلم، من شرعيّة،ولغويّة وعقليّة، بل وما لمشاركتهم فيها من السّبق أحيانا، ومن التّجديد والتأصيل أحيانا أخرى.وأردت كذلك أن أًعرّف بهذا التّفسير وصاحبه وآثاره، وهو ما يزال مجهولا عند كثير من النّاس، خصوصا عند إخواننا المشارقة ... ".
والرسالة بإشراف أستاذنا الفاضل الدكتور خير الدين سيب
وقد عين لهذه المناقشة اللجنة التالية:
د / العربي قلالية ........... رئيسا
د / لخضاري لخضر ....... مناقشا.
د. أ / محمد عباس ........... مناقشا.
د /جيلالي سلطاني ......... مناقشا.
للتذكير فإن الباحث: الشيخ محمد نذير أوسالم، إمام خطييب بمسجد الموحدين بوهران – الجزائر –
تلقى مبادئ العلوم الشرعية على فضيلة العلامة الشيخ الطيب البدوي عضو جمعية العلماء المسلمين وممثلها بمدينة البيض من طرف فضيلة الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس رحمهم الله جميعا. بعدها جلس إلى فضيلة الشيخ الحاج الحسان مداحي التليلاني-حفظه الله- ثم بعدها إلى فضيلة الشيخ الأطرش السنوسي مفتي الديار الوهرانية وأحد تلامذة الطاهر ابن عاشور – رحمهم الله جميعا.وهو يشغل الآن منصب مدير المركز الثقافي الإسلامي بالإ ضافة إلى المهام السابقة، وقد أسفرت المناقشة عن نتيجة جد مشرفة بعلامة (18/ 20)، وقد أبدى فضيلة الأستاذ الدكتور محمد عباس ملاحظات قيمة على الرسالة، وأشاد بأهمية الرسالة وتميزها بلغة متينة لاتكاد تفرق بينها وبين لغة العلامة الطاهر ابن عاشور.
فهنيئا للباحث على هذا البحث وعلى هذه النتيجة. وله رغبة في الانضمام إلى هذا الملتقى المبارك ليفيد ويستفيد
دمتم في رعاية الله وحفظه.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Jun 2006, 12:29 ص]ـ
نسأل الله له التوفيق والنجاح، ونبارك له مقدماً. ويسعدنا انضمامه لملتقى أهل التفسير.
ـ[الجكني]ــــــــ[28 Jun 2006, 06:42 ص]ـ
ألف مبروك للشيخ محمد نذير،وجعلها الله عونا ً له على الطاعة،وأطلب منه شخصياً نسخة من هذه الرسالة مهما كلف إرسالها 0
ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[03 Jul 2006, 09:00 ص]ـ
نسأل الله له التوفيق والنجاح، ونبارك له مقدماً. ويسعدنا انضمامه لملتقى أهل التفسير.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
على الرحب والسعة، أهلاً وسهلاً بأهل العلم الكرام.
ـ[البلاغية]ــــــــ[03 Jul 2006, 07:12 م]ـ
مبارك له مقدما
ووفقه الله إلى كل خير
وتفع بعلمه الأمة الإسلامية(/)
صحيح فقه السنة ما له وما عليه
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[29 Jun 2006, 02:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
صحيح فقه السنة ما له وما عليه
خرج في الأسواق منذ فترة كتاب صحيح فقه السنة وتثار من حوله الشبهات هل هو:
1 - يذكر الصحيح دون الضعيف والمتروك (سواء من الفقه أو الحديث) وهذا ما تقتضيه التسمية. #
2 - مستقل بذاته. فتكون هنا التسمية لها معان هل تعتبر صحيحة أم خطأ.
3 - هو اقتباس من فقه السنة فيكون ساعتها خطأ من الأخ المؤلف.
وهنا سنضع بين القارئ عدة ملاحظات ثم نحاول أن نحكم بعدها
وما سنضعه بين يدي القارئ ما كتبناه:
بالخط الأزرق فهو من كتاب فقه السنة للشيخ سيد سابق.
بالخط الأحمر فهو من كتاب صحيح فقه السنة للشيخ المهندس أبي مالك كمال بن السيد سالم.
وما وضع تحته في كلا الكتابين فهو مذكور بنفس اللفظ فيهما.
وما لون بالأخضر في كلا الكتابين فهو مذكور بالمعنى أي أن معنى ما في فقه السنة هو نفس المعنى في صحيح فقه السنة
وما كان بالخط المائل فهو من زيادات أبي مالك
وما كان باللون الأسود العادي فهو تعليق من العبد.
فقه السنة: ص 15
أنواع النجاسات
صحيح فقه السنة ص 71
أنواع النجاسات
فقه السنة: ص 15
1 - الميتة:
وهي ما مات حتف أنفه من غير (تزكية): ويلحق بها ما قطع من الحي لحديث أبي واقد الليثي قال قال رسول الله ص: ما قطع من البهيمة وهي حية فهو ميتة ". (رواه أبو داود والترمذي وحسنه)
صحيح فقه السنة ص 73
9 - الميتة:
وهي ما مات حتف أنفه من غير ذكاة شرعية: وهي نجسة بالإجماع لقول النبي ص: " إذا دبغ الإهاب فقد طهر ". والإهاب جلد الميتة.
فقه السنة: ص 15
ويستثنى من ذلك:
صحيح فقه السنة ص 73
ويستثنى من ذلك:
فقه السنة: ص 15
أ- ميتة السمك والجراد: (فإنها طاهرة) لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ص: " أحل لنا ميتتان ودمان: أما الميتتان فالحوت والجراد، وأما الدمان فالكبد والطحال ". (رواه أحمد والشافعي وابن ماجة والبيهقي والدراقطني والحديث ضعيف، لكن الإمام أحمد صحح وقفه، كما قاله أبوزرعة وأبو حاتم ومثل هذا له حكم الرفع لأن قول الصحابي ... )
صحيح فقه السنة ص 73
1 - ميتة السمك والجراد: فإنهما طاهرتان لقول النبي ص: " أحل لنا ميتتان ودمان: أما الميتتان فالحوت والجراد، وأما الدمان فالكبد والطحال ". (3) أخرجه ابن ماجة (3218، 3314)، وأحمد (2/ 97) بسند صحيح.
فقه السنة: ص 15
ب- ميتة ما لا دم له سائل: (كالنمل والنحل ونحوها).
فإنها طاهرة إذا وقعت في شيء وماتت فيه لا تنجسه ...
صحيح فقه السنة ص 73
2 - ميتة ما لا دم له سائل: كالذباب والنحل والنمل والبق ونحوها
لقول النبي ص: " إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله أو ليطرحه فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء ".
فقه السنة: ص 15
ج- عظم الميتة وقرنها وظفرها وشعرها وريشها وجلدها، وكل (ما هو من جنس ذلك) طاهر لأن الأصل في هذه كلها الطهارة، ولا دليل على النجاسة. قال الزهري – في عظام الميتة نحو الفيل وغيره – أدركت ناساً من سلف العلماء يمتشطون بها ويدهنون فيها، لا يرون به بأسًا (رواه البخاري).
صحيح فقه السنة ص 73
3 - عظم الميتة وقرنها وظفرها وشعرها وريشها، كل هذا طاهر على الأصل وقد علقه البخاري في صيحيحه (1/ 342) (رواه البخاري): قال الزهري – في عظام الميتة نحو الفيل وغيره – أدركت ناساً من سلف العلماء يمتشطون بها ويدهنون فيها، لا يرون به بأسًا.
وقال حماد: لا بأس بريش الميتة ص 73
وسؤال للشيخ كمال لما حذف جلدها؟
فقه السنة: ص 15
في حديثه عن الميتة قال: ويلحق بها ما قطع من الحي لحديث أبي واقد الليثي قال: قال رسول الله ص: ما قطع من البهيمة وهي حية فهو ميتة ". (رواه أبو داود والترمذي وحسنه)
صحيح فقه السنة ص 73
10 - ما قطع من الحيوان وهو حي له حكم الميتة لقول النبي ص: " ما قطع من البهيمة وهي حية ميتة ". (5) أخرجه الترمذي (1480)، وأبو داود (2858)، وابن ماجة (3216).
ملحوظة لم يذكر الأستاذ كمال أنهم رووه بسند صحيح أم لا وشرطه الصحيح فلم لم يذكر؟
فقه السنة: ص 21
قضاء الحاجة: لقاضي الحاجة آداب تتخلص فيما يلي:
صحيح فقه السنة ص 92
من آداب قضاء الحاجة:
(يُتْبَعُ)
(/)
من أراد أن يقضى حاجته من بول أو غائط، فينبغي له التأدب بما يأتي:
فقه السنة: ص 21
1 – ألا يستصحب ما فيه اسم الله إلا إن خيف عليه الضياع أو كان حرزاً، لحديث أنس رضي الله عنه: " أن النبي ص لبس خاتم نقشه محمد رسول الله، فكان إذا دخل الخلاء وضعه " رواه الأربعة. قال الحافظ في الحديث: إنه ملعول، وقال أبو داود: إنه منكر، والجزء الأول منه صحيح.
صحيح فقه السنة ص 92
2 - عدم اصطحاب ما فيه ذكر الله تعالى:
كالخاتم المنقوش عليه اسم الله، ونحو ذلك، لأن تعظيم اسم الله تعالى مما يعلم من الدين بالضرورة، قال تعالى: {ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}. على أنه قد ورد عن أنس أن رسول الله ص: " كان إذا دخل الخلاء وضع خاتمه " (4) ضعيف أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة، وضعفه الألباني لكنه حديث منكر أعله الحفاظ.
ومن المعلوم أن خاتم النبي ص كان نقشه فيه " محمد رسول الله ".
قلت: وإذا كان هذا الخاتم أو نحوه مستوراً بسائر – كان يوضع في الجيب ونحوه – جاز الدخول به. قال أحمد بن حنبل: " أن شاء جعله في باطن كفه ".
وإن خاف ضياعه إن تركه خارجا، جاز الدخول به للضرورة، والله أعلم.
وهنا سؤال: الحديث ضعفه أبو مالك واسم الكتاب صحيح فقه السنة فهل ذِكْر الحديث هنا يخل بشرط التسمية. وهل ثمة توافق عجيب أن يقول الشيخ سيد سابق: قال الحافظ في الحديث: إنه معلول. وبين قول أبي مالك: لكنه حديث أعله الحفاظ. وهل حقيقة الذي أعله الحافظ، أم هم حفاظ.
فقه السنة: ص 21
2 – البعد والاستتار عن الناس لا سيما عند الغائط، لئلا يسمع له صوت، أو تشم له رائحة لحديث جابر رضي الله عنه قال: " خرجنا مع النبي ص في سفر فكان لا يأتي البراز حتى يغيب فلا يرى ". رواه ابن ماجة ..... ولأبي داود كان إذا أراد البراز انطلق حتى لا يراه أحد ". وله: " أن النبي ص كان إذا ذهب المذهب أبعد ".
صحيح فقه السنة ص 92
1 - التستر والبعد عن الناس لا سيما في الخلاء: فعن جابر رضي الله عنه قال: " خرجنا مع رسول الله ص في سفر، وكان رسول الله لا يأتي البراز [يعنى الفضاء] حتى يغيب فلا يرى ". (1) صحيح أخرجه أبو داود (2) وابن ماجة (335) واللفظ له.
فقه السنة: ص 22
3 – الجهر بالتسمية والاستعاذة عند الدخول في البنيان وعند تشمير الثياب في الفضاء، لحديث أنس رضي الله عنه قال: " كان النبي ص إذا أراد دخول الخلاء قال: " بسم الله اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث ". رواه الجماعة.
صحيح فقه السنة ص 93
3 – التسمية والاستعاذة عند الدخول:
وهذا إذا كان سيدخل البنيان (دورة المياه) ويقولها عند تشمير الثياب إذا كان في الفضاء:
لقوله ص: " ستر ما بين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء، أن يقول: بسم الله "
وعن أنس رضي الله عنه قال: ((كان رسول الله ص إذا دخل الخلاء قال: ((اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)). صحيح أخرجه البخاري (142)، ومسلم (375).
فقه السنة: ص 22
4 – أن يكف عن الكلام مطلقًا؛ سواء كان ذكراً أو غيره، فلا يرد سلامًا ولا يجيب مؤذناً إلا لما لا بد منه، كإرشاد أعمى يخشى عليه من التردي، فإن عطس أثناء ذلك حمد الله في نفسه ولا يحرك به لسانه، لحديث ابن عمر رضي الله عنهما: أن رجلاً مر على النبي ص، وهو يبول فسلم عليه فلم يرد عليه ". رواه الجماعة إلا البخاري، وحديث أبي سعيد رضي الله عنه قال: سمعت النبي ص، يقول يقول: " لا يخرج الرجلان يضربان الغائط كاشفين عن عورتيهما يتحدثان فإن الله يمقت على ذلك ". رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه، والحديث بظاهره يفيد حرمة الكلام، إلا أن الإجماع صرف النهي عن التحريم إلى الكراهة.
صحيح فقه السنة ص 94
6 - اجتناب الكلام مطلقًا إلا للحاجة:
فعن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رجلاً مر على النبي ص، وهو يبول فسلم عليه فلم يرد عليه ". أخرجه مسلم (370)، وأبو داود (16)، والترمذي، والنسائي (1/ 15)، وابن ماجة (353)
(يُتْبَعُ)
(/)
وهنا نسأل الشيخ كمال هل رواه الجماعة إلا البخاري تتوافق مع أصحاب الكتب الستة الذين ذكرهم إلا البخاري، فهل هذا توافق أخطار، نعم هو لو أراد أن يخرجه لو أصحاب الستة إلا البخاري ولو غيرهم، ولوجد في تخريجات كثيرة في غير هذا الحديث بإذن الله تعالى أصحاب كتب غير الذين ذكرهم.
فقه السنة: ص 22
5 – أن يعظم القبلة فلا يستقبلها ولا يستدبرها، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ص، قال: " إذا جلس أحدكم لحاجته فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها " رواه أحمد ومسلم، وهذا النهي محمول على الكراهة، لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: " رقيت يوماً بيت حفصة فرأيت النبي ص، على حاجته مستقبل الشام مستدبر الكعبة " رواه الجماعة، أو يقال في الجمع بينهما: إن التحريم في الصحراء والإباحة في البنيان، فعن مروان الأصفر قال: " رأيت ابن عمر أناخ راحلته مستقبل القبلة يبول إليها، فقلت أبا عبد الرحمن، أليس قد نهى عن ذلك؟ قال: بلى، إنما نهى عن هذا في الفضاء. فإذا كان بينك وبين القبلة شيء يسترك فلا بأس " رواه أبو داود وابن خزيمة والحاكم، وإسناده حسن، كما في الفتح.
6 - أن يطلب مكاناً ليناً منخفضاً ليحترز فيهمن إصابة النجاسة، لحديث أبي موسى رضي الله عنه قال: " أتى رسول الله ص، إلى مكان دمث إلى جنب حائط فبال. وقال: إذ بال أحدكم فليرتد لبوله " رواه أحمد وأبو داود والحديث وإن كان فيه مجهول، إلا أن معناه صحيح.
صحيح فقه السنة ص 95
10 - ارتياد المكان الرخو عند التبول، واجتناب المكان الصلب، احترازًا من ارتداد النجاسة عليه.
وهنا لم يذكر أبو مالك حديثًا لأن حديث الباب قال فيه الشيخ سيد سابق: والحديث وإن كان فيه مجهول، إلا أن معناه صحيح.
فالسؤال علام بنيت تسمية الباب، فهل اقتباسًا من فقه السنة أم غيره؟
ووثبة عالية إلى كتاب الجنائز
فقه السنة: ص 348
ما يسن عند الاحتضار: يسن عند الاحتضار مراعاة السنن الآتية:
1 - تلقين المحتضر ((لا إله إلا الله)) لما رواه مسلم وأبو داود والترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن رسول الله قال: " لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ".
صحيح فقه السنة ص 611
ما يفعله الحاضرون للمحتضر:
تلقينه الشهادة:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: قال: قال رسول الله ص: " لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ". (1) صحيح مسلم (916)، وأبو داود (3117)، والنسائي (4/ 5)، والترمذي (976)، وابن ماجة (1445).
والمراد ذكروا من حضره الموت (لا إله إلا الله) فتكون آخر كلامه، كما في حديث أنس أن النبي ص دخل على رجل من بني النجار يعوده فقال له رسول الله ص: " يا خال، قل لا إله إلا الله)) فقال: أوخال أنا أو عم؟ فقال النبي ص: " لا بل خال ". فقال له: " قل لا إله إلا الله ". قال: هو خير لي؟ قال: نعم ".
والفقرة السابقة من زيادات أبي مالك على فقه السنة.
فقه السنة: ص 348
وروى أبو داود وصححه الحاكم عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله ص: " من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة ".
صحيح فقه السنة ص 611
وذلك رجاء أن يكون آخر كلامه قبل الموت (لا إله إلا الله). فقال النبي ص: " من كان آخر كلامه: لا إله إلا الله دخل الجنة. (3) صحيح: أخرجه أبو داود (3100).
فقه السنة: ص 348
والتلقين إنما يكون في حالة ما إذا كان لا ينطق بلفظ الشهادة، فإن كان ينطق بها فلا معنى لتلقينه: والتلقين إنما يكون في الحاضر العقل القادر على الكلام، فإن شارد اللب لا يمكن تلقينه، والعاجز عن الكلام يردد الشهادة في نفسه. قال العلماء: وينبغي أن لا يلح عليه في ذلك، ولا يقول له: قل لا إله إلا الله، خشية أن يضجر، فيتكلم بكلام غير لائق، ولكن يقولها بحيث يسمعه معرضاً له، ليفطن له فيقولها. وإذا أتي بالشهادة مرة لا يعاود التلقين ما لم يتكلم بعدها بكلام آخر فيعاد التعريض له به ليكون آخر كلامه. وجمهور العلماء على أن المختصر يقتصر في تلقينه على لفظ: " لا إله إلا الله " لظاهر الحديث ويرى جماعة أنه يلقن الشهادتين لأن المقصود تذكر التوحيد وهو يتوقف عليهما.
صحيح فقه السنة ص 611
وقد أجمع العلماء على هذا التلقين، وينبغي أن يكون في لطف ومداراة وألا يكرر عليه لئلا يضجر بضيق حاله وشدة كربه، فيكره ذلك بقلبه ويتكلم بما لا يليق، وإذا قالها مرة لا يكرر عليه إلا أن يتكلم بعدها بشيء آخر فيعاد تلقينه لتكون لا إله إلا الله آخر كلامه. (4) شرح مسلم للنووي (2/ 580)، والمجموع (5/ 110) والمغني (2/ 450).
وهذا وافق فيه أبو مالك ما ذكر في فقه السنة لكنه عزاه لمصادر قبل فقه السنة وهذا قد يكون دليلاً على أنه لو كان عثر لبعض ما يذكره متوافقًا لفقه السنة على مصادر أخرى لذكرها، فأرجو أن توضع هذه النقطة في الحسبان.
فقه السنة: ص 349
قراءة سورة يس، لما رواه أحمد وأبو داود والنسائي والحاكم وابن حبان وصححاه، عن معقل بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله ص قال: يس قلب القرآن، لا يقرأها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له. واقرؤوها على موتاكم. وقال في الهامش: أعل هذا الحديث ابن القطان بالاضطراب والوقف وجهالة بعض الرواة. ونقل عن الدارقطني أنه قال: هذا حديث مضطرب الإسناد مجهول المتن ولا يصح.
صحيح فقه السنة ص 611
تنبيه: استحب الفقهاء قراءة سورة يس عند المحتضر استناداً لما روي مرفوعًا: " اقرءوا على موتاكم سورة يس ". لكنه ضعيف فلا يشرع ذلك والله أعلم.
وهنا نقطة مهمة وهي تسمية الشيخ كمال لكتابه صحيح فقه السنة فهو وضع بابًا فقهيًا لم يقم عنده الدليل على صحة الحديث الذي ينبني عليه حكمًا فلم هذا هل بذلك خالف التسمية؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[30 Jun 2006, 11:59 ص]ـ
تبع ما سبق
فقه السنة ص 18
النجاسة هي القذارة التي يجب على المسلم أن يتنزه عنها ويغسل ما أصابه منها.
صحيح فقه السنة 71
اسم لعين مستقذر شرعًا، ويجب على المسلم التنزه عنها وغسل ما يصيبه منها.
فقه السنة ص 42
المسح على الخفين
1 - دليل مشروعيته:
... وأقوى الأحاديث حجة في المسح ما رواه أحمد والشيخان وأبو داود والترمذي عن همام النخعي رضي الله عنه قال: بال جرير بن عبد الله ثم توضأ ومسح على خفيه. فقيل له: تفعل هذا وقد بلت؟ قال: نعم رأيت رسول الله ص بال ثم توضأ ومسح على خفيه. قال إبراهيم: فكان يعجبهم هذا الحديث لأن إسلام جرير كان بعد نزول المائدة أي أن جريرًا أسلم في السنة العاشرة بعد نزول آية الوضوء ...
[ color=#FF0000] صحيح فقه السنة 149
مشروعية المسح على الخفين
... وقد ثبتت مشروعيته بالسنة الصحيحة المتواترة عن رسول الله ص وأحسن ما يدل على مشروعيته حديث همام قال: " بال جرير بن عبد الله ثم توضأ ومسح على خفيه. فقيل له: تفعل هذا؟ قال: نعم رأيت رسول الله ص بال ثم توضأ ومسح على خفيه. قال الأعمش: قال إبراهيم: فكان يعجبهم هذا الحديث لأن إسلام جرير كان بعد نزول المائدة أي أن جريرًا أسلم في السنة العاشرة بعد نزول آية المائدة. (6) رواه البخاري (387)، ومسلم (1568) واللفظ له
.فقه السنة 44
توقيت المسح: مدة المسح على الخفين للمقيم يوم وليلة وللمسافر ثلاثة أيام وليالها
فقه السنة 44
والمختار أن ابتداء المدة من وقت المسح، وقيل من وقت الحدث بع اللبس.
صحيح فقه السنة 151
بداية مدة المسح: تقرر أن مدة المسح للمقيم
الأول: يبدأ من أول الحدث
الثاني: يبدأ من وقت اللبس، وهو قول الحسن البصري. (5) ((الأكليل شرح منار السبيل)) للشيخ وحيد عبد السلام، نفع الله به (1/ 136)
الثالث: أنه يمسح خمس صلوات (أو خمس عشرة للمسافر) لا يمح أكثر من ذلك، وهو مذهب الشعبي وإسحاق وأبي ثور وغيرهم.
الرابع: يبدأ من حين يجوز له المسح بعد الحدث سواء مسح أو لم يمسح ولم يتوضأ، بحيث لو مسح بعد ما مضى بعض المدة كان له أن يمسح باقيها فقط وهو مذهب ابن حزم، وقد ناقش أكثر المذاهب فليراجع. (1) المحلى لابن حزم (2/ 95) – وما بعدها.
الخامس: يبدأ من حين أول مسح بعد الحدث: وهو قول أحمد بن حنبل والأوزاعي، واختاره النووي وابن المنذر وابن عثيمين وهو أرجح الأقوال لظاهر قول النبي ص: " يمسح المسافر "، " و يمسح المقيم ". ولا يمكن أن يصدق عليه أنه ماسح إلا بفعل المسح، ولا يجوز العدول عن هذا الظاهر بغير برهان، والله أعلم.
إذا مسح المقيم ثم سافر:
من مسح على خفيه - وهو مقيم - أقل من يوم وليلة ثم سافر فللعلماء فيه قولان:
الأول: له أن يمسح حتى يتم ثلاثة أيام بلياليهن (بما في ذلك ما مسحه وهو مقيم): وهو مذهب الثوري وأبي حنيفة وأصحابه ورواية عن أحمد وبه قال ابن حزم. (3) اختلاف العلماء)) للمروزي (ص 31) والمغني (1/ 299)، والمحلى (2/ 109).
الثاني: له أن يمسح حتى ينم يوماً وليلة ثم يلزمه غسل رجليه إذا توضأ، وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق.
والأرجح أنه له المسح حتى تمام ثلاثة الأيام ولياليهن، لأن هذا الرجل إذا انتهى يوم وليلة وهو مسافر فله أن يتم المدة لظاهر حديث: " يمسح المسافر ثلاث أيام ولياليهن ". والله أعلم.
إذا مسح وهو مسافر ثم أقام
من مسح على خفيه وهو مسافر يومًا وليلة أو أكثر ثم قدم الحضر، فلا بد أن يخلع خفيه ويغسل رجليه إذا توضأ، ثم يكون له ما للمقيم.
وإذا كان مسح - وهو مسافر –أقل من يوم وليلة، جاز له إذا قدم الحضر أن يكمل ما تبقى من اليوم والليلة ثم عليه أن يخلعه.
ونقل ابن المنذر إجماع كل من يقول بالتحديد في المسح من أهل العلم على هذا. (1) الأوسط (1/ 146).
وليت أبا مالك سار على مثل هذا الدرب في الكتاب لسلم من أي مقال. وإن كان سيتأخر في إخراج الكتاب
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[30 Jun 2006, 02:22 م]ـ
الأخ الكريم مصطفى بارك الله فيك المنتدى مخصص للمقالات والأبحاث في التفسير وعلوم القرآن ولعلك تتطرحه في ملتقى الفقه أو الحديث ..
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[30 Jun 2006, 04:17 م]ـ
اعتذر لذلك
وعذري أني وجدت في هذا الملتقي حديث سابق عن السرقات العلمية فأحببت أن أعرف هل في هذا اقتباس أم بحث جديد مستقل
ولو تفضل أحد المشرفين بنقله إلى الملتقى المفتوح يكون خيرًا
وأرجو قبول اعتذاري
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[01 Jul 2006, 06:00 ص]ـ
كتاب فقه السنة أمام المحاكم المصرية
الأحد, 06 - مارس-2005
- تقدم مجمع البحوث الاسلامية بالأزهر بتقرير مفصل لمحكمة الجمالية للفصل في قضية الاقتباس بين كتاب فقه السنة للشيخ سيد سابق وكتاب صحيح فقه السنة وادلته وتوضيح مذاهب الائمة اعداد كمال السيد سالم.
واكد تقرير لجنة الفحص التي شكلها الشيخ ابراهيم الفيومي أمين عام المجمع ان جميع الكتب الفقهية تتشابه فيما بينها لان الفقه الاسلامي مقسم بطريقة تسير عليها جميع الكتب الفقهية فهي مثلا تبدأ بباب الطهارة ثم كتاب الصلاة والصيام والزكاة والحج مرورا بالحدود والمعاملات.
اضاف التقرير ان اي مؤلف في الفقه الاسلامي في ذكره لهذه الموضوعات لابد ان يذكر التعريفات بنفس الالفاظ وتلك العبارات التي يعتبرها البعض اقتباس حيث ان الذي يؤلف في هذا المجال لاينقل عن هذا وذاك وانما ينقل من الاصل وهو كتب التراث ولان هذه الجمل المتشابهة في كتابين هي مصطلحات فقهية محدودة لها تعريفات واحدة أو شديدة التقارب والتشابه.
واكد التقرير مبدأ هاما في مجال التأليف في الفقه الاسلامي هو ان التماثل بين كتابين لايعد اقتباسا من احدهما للاخر لان الفقرات التي تأتي بين الكتابين وردت بنصها في كتب اخري من كتب التراث.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[02 Jul 2006, 12:22 ص]ـ
الأحوة الكرام
نرجو الرأي لعل االله يصلح بنا بين متنازعين
وإصلاح ذات البين مهم(/)
برنامج إحياء السنة النبوية - سنة عدم التنفس فى الإناء
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[30 Jun 2006, 11:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة أسبوع (13) 2/ 6/1427
قم بالعمل بسنة الأسبوع
ثم قم بالتصويت
سنة عدم النفس فى الإناء
صحيح البخارى – كتاب الوضوء /ترقيم العالمية 149، ترقيم فتح البارى 153، ترقيم د. البغا152:
حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ هُوَ الدَّسْتَوَائِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَتَنَفَّسْ فِي الْإِنَاءِ وَإِذَا أَتَى الْخَلَاءَ فَلَا يَمَسَّ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ وَلَا يَتَمَسَّحْ بِيَمِينِهِ
شرح الحديث من فتح البارى:
قوله: (حدثنا معاذ بن فضالة) بفتح الفاء والضاد المعجمة , وهو بصري من قدماء شيوخ البخاري. قوله: (هو الدستوائي) أي ابن أبي عبد الله لا ابن حسان , وهما بصريان ثقتان مشهوران من طبقة واحدة. قوله: (عن أبيه) أي أبي قتادة الحارث وقيل عمرو وقيل النعمان الأنصاري , فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم , أول مشاهده أحد ومات سنة أربع وخمسين على الصحيح فيهما. قوله: (فلا يتنفس) بالجزم و " لا " ناهية في الثلاثة , وروي بالضم فيها على أن لا نافية. قوله: (في الإناء) أي داخله , وأما إذا أبانه وتنفس فهي السنة كما سيأتي في حديث أنس في كتاب الأشربة إن شاء الله تعالى. وهذا النهي للتأدب لإرادة المبالغة في النظافة , إذ قد يخرج مع النفس بصاق أو مخاط أو بخار رديء فيكسبه رائحة كريهة فيتقذر بها هو أو غيره عن شربه. قوله: (وإذا أتى الخلاء) أي فبال كما فسرته الرواية التي بعدها. قوله: (ولا يتمسح بيمينه) أي لا يستنج. وقد أثار الخطابي هنا بحثا وبالغ في التبجح به وحكى عن أبي علي بن أبي هريرة أنه ناظر رجلا من الفقهاء الخراسانيين فسأله عن هذه المسألة فأعياه جوابها , ثم أجاب الخطابي عنه بجواب فيه نظر , ومحصل الإيراد أن المستجمر متى استجمر بيساره استلزم مس ذكره بيمينه , ومتى أمسكه بيساره استلزم استجماره بيمينه وكلاهما قد شمله النهي , ومحصل الجواب أنه يقصد الأشياء الضخمة التي لا تزول بالحركة كالجدار ونحوه من الأشياء البارزة فيستجمر بها بيساره , فإن لم يجد فليلصق مقعدته بالأرض ويمسك ما يستجمر به بين عقبيه أو إبهامي رجليه ويستجمر بيساره فلا يكون متصرفا في شيء من ذلك بيمينه انتهى. وهذه هيئة منكرة بل يتعذر فعلها في غالب الأوقات , وقد تعقبه الطيبي بأن النهي عن الاستجمار باليمين مختص بالدبر , والنهي عن المس مختص بالذكر فبطل الإيراد من أصله , كذا قال. وما ادعاه من تخصيص الاستنجاء بالدبر مردود , والمس وإن كان مختصا بالذكر لكن يلحق به الدبر قياسا , والتنصيص على الذكر لا مفهوم له بل فرج المرأة كذلك , وإنما خص الذكر بالذكر لكون الرجال في الغالب هم المخاطبون والنساء شقائق الرجال في الأحكام إلا ما خص. والصواب في الصورة التي أوردها الخطابي ما قاله إمام الحرمين ومن بعده كالغزالي في الوسيط والبغوي في التهذيب أنه يمر العضو بيساره على شيء يمسكه بيمينه وهي قارة غير متحركة فلا يعد مستجمرا باليمين ولا ماسا بها , ومن ادعى أنه في هذه الحالة يكون مستجمرا بيمينه فقد غلط , وإنما هو كمن صب بيمينه الماء على يساره حال الاستنجاء.(/)
التوحيد .. أهداف وإنجازات
ـ[الجندى]ــــــــ[05 Jul 2006, 11:55 ص]ـ
حين بدأنا فى إطلاق "منتدى التوحيد ( http://www.eltwhed.com/vb) " وضعنا نصب أعيننا عدة أهداف كان على رأسها:
أولاً: نشر العقيدة الإسلامية الصحيحة.
ثانياً: التصدى لأعداء الدين خاصة الملحدين والعلمانيين والمستشرقين والعصرانيين.
ثالثاً: نبذ الاختلاف والفُرْقَة بين المسلمين.
وقد صارت لنا ولله الحمد ممارسة بعملنا تؤهلنا للمضى قدماً نحو الهدف المنشود لعزة الإسلام والمسلمين، رافعين أكف الضراعة لله عز وجل أن يتقبل منا أعمالنا، وأن يبارك لنا في جهودنا وإن قَلَّتْ.
ومع تطاول الأيام وتطور أساليب الملاحدة واللادينين وغيرهم من الطوائف مع كثرة الموضوعات وتشعبها؛ فقد ارتأينا أن نضع قسماً للحوار عن الإسلام، وآخر للحوار عن الإلحاد واللادينية والاستشراق وغيرها من المذاهب المعاصرة.
غير أن الموضوعات قد عادة كثرة كما كانت، خاصة بعد أن انضمت إلينا كوكبة مباركة من أساتذة الجامعات وأهل العلم فى شتى المجالات الشرعية والطبية والعلمية وغيرها.
ولذا ارتأينا الآن أن نعيد تطوير أنفسنا لنواكب كثرة موضوعاتنا وكُتَّابنا من جهة، ولنواكب أساليب الإلحاد والكفر من جهة أخرى.
فقمنا بحمد الله عز وجل على استحداث قسم جديد أطلقناه من قريب تحت مسمى "قسم المرأة المسلمة ( http://www.eltwhed.com/vb/forumdisplay.php?f=32) " ويُعْنى بمناقشة قضايا المرأة وصد هجمات العلمانيين على الإسلام من زاوية المرأة.
والآن وبعد أن ظهر في الأفق من يُنكر السنة النبوية، معيداً بذلك آثار المعتزلة القديمة، ونافخاً فى رماد تلك الفئة التى أقامها الإنجليز أثناء احتلالهم للهند تحت مسمى "القرآنيين"، فهنا جاء ردنا على منكر السنة واضحاً وصريحاً من خلال عدد من الموضوعات التى كتبها رجال أقوياء فى تخصصهم وعلمهم وأدبهم، ليسوا مفخرة لمنتدى التوحيد فقط بل هم مفخرة للمسلمين عامة.
وقد آن أوان جمع موضوعاتهم فى ركن خاص بها، يميزها عن غيرها، تحت مسمى "قسم السنة وعلومها ( http://www.eltwhed.com/vb/forumdisplay.php?f=30)" ليتواصل العطاء، وتسير قافلة الدفاع عن السنة المباركة إلى الأمام، موضحةً معالم الطريق لمن جاء بعدنا ورأى عملنا.
والرجاء في أهل العلم وطلابه وسائر المسلمين مشاركتنا، عبر التواصل معنا، ومد يد العون لنا في نصرتنا للسنة الكريمة، كلٌّ بما قدر عليه، ورُبَّ كلمة قصيرة، أو مقال صغير يسبق كتاباً كبيراً بإخلاص صاحبه، ولسنا من يخبركم بهذا، فأنتم أهل العلم والفضل، وما أملنا إلا أن نكون جنداً من جنود الإسلام تحوز على ثقته وثقة المسلمين.
ويسعدنا تسجيلكم معنا عاجلا غير آجل.
وإنا لفى انتظاركم لنتشرف بكم ونستفيد منكم.
إخوانكم فى منتدى التوحيد
http://www.eltwhed.com/vb
ـ[الجندى]ــــــــ[24 Oct 2006, 09:12 م]ـ
افتتاح قسم اللجنة العلمية بمنتدى التوحيد
http://www.eltwhed.com/vb/forumdisplay.php?f=52
ـ[الجندى]ــــــــ[02 Mar 2008, 08:47 ص]ـ
قسم خنفشاريات
http://www.eltwhed.com/vb/forumdisplay.php?f=53
الحمد لله وكفى .. وسلام على عباده الذين اصطفى .. ثم أما بعد ..
السجائر لا تفطر الصائم! .. والجن كائنات مجهرية! .. و"هدهد" سليمان ليس بهدهد ولا من الطير! .. وبولس "اسم الدلع" لإبليس! .. هذه بعض الدعاوى "الخنفشارية".
وقد أخبر الصادق المصدوق - صلوات ربى وسلامه عليه - بأنه سيأتى على الناس سنوات خدّاعات ينطق فيها الرُّوَيْبِضة: الرجل التافه يتكلم فى أمر العامة.
والقصة مشهورة .. أفتى "رويبضة" في كل شىء: ما سُئل عنه وما لم يُسأل .. فاحتال عليه بعضهم بسؤال عن لفظة مخترعة لوقتها: "الخنفشار" .. فانطلق المتعالم يفتى: قال الشاعر: ... وقال فلان: ... وفي الحديث: ... قالوا: حسبك! كذبت على هؤلاء فلا تكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم! .. صار وصف "خنفشارى" عَلمًا على كل مَن تكلم بغير علم أو تصدى لما لا يحسن.
ومع "الإنترنت" - منبر مَن لا منبر له - زاد ظهور "الخنفشاريين" وشاعت سفاسفهم.
خصصنا هذا القسم نصيحة للخنفشاريين أو لمن رددوا دعاواهم .. فإما استجابةً فالفضل لله وحده .. وإما عنادًا وعزةً بالإثم فسياط الحق ملهبة ظهور المكابرين والحمد لله وحده.
ليست مهمة هذا القسم تفنيد دعاوى الملاحدة، فهذه محلها قسم "المذاهب الفكرية" .. وليست مهمته عرض حجج الإسلام وفضح مماحكات أعدائه، فهذه مهمة قسم "الحوار عن الإسلام" .. وإنما مهمته: النصح لمرددى "الخنفشاريات" المنتسبين إلى الإسلام خاصة ..
لا يقتصر القسم على خنفشاريات فرقة بعينها معروفة باسمها .. يشترط فقط فى الدعوى: خنفشارية طبيعتها، وانتساب قائلها إلى الإسلام.
{وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء/36].
http://www.eltwhed.com/vb/forumdisplay.php?f=53
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجندى]ــــــــ[05 Dec 2008, 11:16 ص]ـ
ترقبوا مفاجأة منتدى التوحيد أول أيام العيد.
ـ[الجندى]ــــــــ[08 Dec 2008, 03:45 م]ـ
كل عام وأنتم بخير
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=155791
ـ[سيف التوحيد]ــــــــ[12 Dec 2008, 06:59 م]ـ
بارك الله فيكم ..
ـ[عبدالله المحمدي]ــــــــ[18 Dec 2008, 06:09 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع الله بكم الإسلام والمسلمين
ـ[عبد الله الراشد]ــــــــ[28 Dec 2008, 08:18 م]ـ
شيء جميل
ما أسعد وأعظم توفيق من سعى لنشر الخير على هدى(/)
تفسير جميل للشيخ أبي عبد الله مصطفي العدوي
ـ[محمد الحنبلي]ــــــــ[05 Jul 2006, 04:51 م]ـ
هذا شريط للشيخ في جزء قد سمع سورة المنافقون
http://www.c5c6.com/File/1151953645.rar
وارجو التعليق علي الشريط وجزاكم الله كل خير(/)
سبحان الله المخ يسجد أثناء الصلاة
ـ[البلاغية]ــــــــ[05 Jul 2006, 07:22 م]ـ
مخ الانسان يسجد اثناء الصلاة!!!
كشفت دراسة طبية حديثة عن وجود مجموعة من التغيرات التي تطرا على الانسان اثناء الصلاة
او اثناء التامل الروحي موضحة ان اول التغيرات تتمثل في اندماج عقل المتطوع مع الكون تماما
بعد مرور50 ثانية فقط على بدء الصلاة او التامل** واكدت دراسات ان معدل التنفس
واستهلاك الاوكسجين داخل الجسم ينخفض اثناء الصلاة بنسبة تتراوح مابين20 - 30 في
المائه بالاضافة الى زيادة مقاومة الجلد وارتفاع تخثر الدم بصوره اكبر** وبينت الدراسات ان
الصور الملتقطة بالاشعة اظهرت اساليب عمل مدهشة لعمل المخ اثناء الصلاة مشيره الى ان
صورة المخ قد اختلفت في الصلاة عن صورته في الاحوال الاخرى*وان نشاط الخلايا العصبية
في المخ قد انخفض وظهر المخ بلون لامع في الاشعة .......... ان تلك الصور والنتائج تعد دليلا
علميا على مايسمى بالسمو الروحي* وعلى وجود الدين في المخ وهوماينسحب تاثيره في
بقية الاعضاء مثل العضلات والعينين والمفاصل وتوازن الجسم * وهده الاعضاء كلها ترسل
اشارة الى المخ اثناء الصلاة وهو مايترتب عليه زيادة نشاطه الى ان يفقد مخ المصلي علاقته
مع الجسم تماما ويصبح مجرد عقل خالص ينسحب من العالم الارضي الى عالم اخر
ـ[ابو الروب]ــــــــ[12 Jul 2006, 10:38 م]ـ
سبحانك ربي ما اعظمك(/)
إبتسم أخي.
ـ[ناصر]ــــــــ[06 Jul 2006, 08:22 ص]ـ
روح على نفسك مع الشيخ أحمد القطان هنا ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=27339).(/)
برنامج إحياء السنة النبوية - سنة الوضوء قبل النوم
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[06 Jul 2006, 02:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع (14) بتاريخ 9/ 6/1427
سنة الوضوء عند النوم
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ ثُمَّ قُلْ اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ فَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ قَالَ فَرَدَّدْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا بَلَغْتُ اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ قُلْتُ وَرَسُولِكَ قَالَ لَا وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ
الحديث
صحيح البخارى – كتاب الوضوء / ترقيم العالمية 239، ترقيم فتح البارى 247، ترقيم د. البغا 244
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ ثُمَّ قُلْ اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ فَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ قَالَ فَرَدَّدْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا بَلَغْتُ اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ قُلْتُ وَرَسُولِكَ قَالَ لَا وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ
شرح الحديث فى فتح البارى:
قوله: (أخبرنا عبد الله) هو ابن المبارك , وسفيان هو الثوري , ومنصور هو ابن المعتمر. أن يكون مخصوصا بمن كان محدثا. ووجه مناسبته للترجمة من قوله " فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة " والمراد بالفطرة السنة. وقد روى هذا الحديث الشيخان وغيرهما من طرق عن البراء , وليس فيها ذكر الوضوء إلا في هذه الرواية , وكذا قال الترمذي. وقد ورد في الباب حديث عن معاذ بن جبل أخرجه أبو داود , وحديث عن على أخرجه البزار , وليس واحد منهما على شرط البخاري , وسيأتي الكلام على فوائد هذا المتن في كتاب الدعوات إن شاء الله تعالى. قوله: (واجعلهن آخر ما تقول) في رواية الكشميهني " من آخر " وهي تبين أنه لا يمتنع أن يقول بعدهن شيئا مما شرع من الذكر عند النوم. قوله: (قال لا ونبيك الذي أرسلت) قال الخطابي: فيه حجة لمن منع رواية الحديث على المعنى , قال: ويحتمل أن يكون أشار بقوله " ونبيك " إلى أنه كان نبيا قبل أن يكون رسولا , أو لأنه ليس في قوله " ورسولك الذي أرسلت " وصف زائد بخلاف قوله " ونبيك الذي أرسلت " وقال غيره ليس فيه حجة على منع ذلك , لأن لفظ الرسول ليس بمعنى لفظ النبي , ولا خلاف في المنع إذا اختلف المعنى , فكأنه أراد أن يجمع الوصفين صريحا وإن كان وصف الرسالة يستلزم وصف النبوة , أو لأن ألفاظ الأذكار توقيفية في تعيين اللفظ وتقدير الثواب , فربما كان في اللفظ سر ليس في الآخر ولو كان يرادفه في الظاهر , أو لعله أوحى إليه بهذا اللفظ فرأى أن يقف عنده , أو ذكره احترازا ممن أرسل من غير نبوه كجبريل وغيره من الملائكة لأنهم رسل لا أنبياء , فلعله أراد تخليص الكلام من اللبس , أو لأن لفظ النبي أمدح من لفظ الرسول لأنه مشترك في الإطلاق على كل من أرسل بخلاف لفظ النبي فإنه لا اشتراك فيه عرفا , وعلى هذا فقول من قال كل رسول نبي من غير عكس لا يصح إطلاقه. وأما من استدل به على
(يُتْبَعُ)
(/)
أنه لا يجوز إبدال لفظ قال نبي الله مثلا في الرواية بلفظ قال رسول الله وكذا عكسه ولو أجزنا الرواية بالمعنى فلا حجة فيه , وكذا لا حجة فيه لمن أجاز الأول دون الثاني لكون الأول أخص من الثاني , لأنا نقول: الذات المخبر عنها في الرواية واحدة فبأي وصف وصفت به تلك الذات من أوصافها اللائقة بها علم القصد بالمخبر عنه ولو تباينت معاني الصفات , كما لو أبدل اسما بكنية أو كنية باسم , فلا فرق بين أن يقول الراوي مثلا عن أبي عبد الله البخاري أو عن محمد بن إسماعيل البخاري , وهذا بخلاف ما في حديث الباب فإنه يحتمل ما تقدم من الأوجه التي بيناها من إرادة التوقيف وغيره والله أعلم. (تنبيه): النكتة في ختم البخاري كتاب الوضوء بهذا الحديث من جهة أنه آخر وضوء أمر به المكلف في اليقظة , ولقوله في نفس الحديث " واجعلهن آخر ما تقول " فأشعر ذلك بختم الكتاب والله الهادي للصواب. (خاتمة): اشتمل كتاب الوضوء وما معه من أحكام المياه والاستطابة من الأحاديث المرفوعة على مائة وأربعة وخمسين حديثا , الموصول منها مائة وستة عشر حديثا , والمذكور منها بلفظ المتابعة وصيغة التعليق ثمانية وثلاثون حديثا , فالمكرر منها فيه وفيما مضى ثلاثة وسبعون حديثا , والخالص منها أحد وثمانون حديثا , ثلاثة منها معلقة والبقية موصولة وافقه مسلم على تخريجها سوى تسعة عشر حديثا وهي الثلاثة المعلقة وحديث ابن عباس في صفة الوضوء وحديثه توضأ مرة مرة وحديث أبي هريرة ابغني أحجارا وحديث ابن مسعود في الحجرين والروثة وحديث عبد الله بن زيد في الوضوء مرتين مرتين وحديث أنس في ادخار شعر النبي صلى الله عليه وسلم وحديث أبي هريرة في الرجل الذي سقى الكلب وحديث السائب بن يزيد في خاتم النبوة وحديث سعد وعمر في المسح على الخفين وحديث عمرو بن أمية فيه وحديث سويد بن النعمان في المضمضة من السويق وحديث أنس إذا نعس في الصلاة فليتم وحديث أبي هريرة في قصة الذي بال في المسجد وحديث ميمونة في فأرة سقطت في سمن وحديث أنس في البزاق في الثوب وفيه من الآثار الموقوفة على الصحابة والتابعين ثمانية وأربعون أثرا الموصول منها ثلاثة والبقية معلقة. والله أعلم.(/)
هذا المد ليس له أصل! «غلط يقع فيه أكثر المؤذنين»!
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[06 Jul 2006, 07:54 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم تسليما. أما بعد:
فإن الأذان من العبادات العظيمة التي دلت النصوص على أهميته، وبيان فضله، وفضل من قام به.
وهذه العبادة العظيمة يكثر أن يقوم بها من ليس من أهل العلم؛ فيكثر تقليدهم لمن سبقهم من المؤذنين من غير تمييز لما في أدائهم من أغلاط.
وقد ذكر أهل العلم شيئا من الأغلاط التي سمعوها من المؤذنين، ونبهوا على ذلك في كتبهم.
وهناك أغلاط يشبه أن تكون حادثة لم تكن في السابق، كالمدود الطويلة المبالغ فيها في غير مواطن المد؛ كما هو ظاهر في أذان مؤذني المسجد الحرام، والمسجد النبوي، وهي عند غيرهم بكثرة، وإن لم تصل إلى ما وصلت إليه عندهم، و في هذه السنين كثر تقليد المؤذنين لهم، واستعذب طريقتهم كثير من الناس!
ومن أبين الأغلاط عندهم أنهم يمدون مدودا اخترعوها لا أصل لها = حتى صار يستغرب أذان من لم يؤذن مثلهم!
ومن ذلك مد كلمة «الله» حتى تكون هكذا: الاـ ااااااااا ـه، وبعضهم يزيد على ذلك.
وكذا كلمة «الصلاة» حتى تكون هكذا: الصلاااااااااا ة، وبعضهم يزيد على ذلك.
وكلمة «الله» لو كتبت حسب نطقها، لكتبت هكذا: اللاه، وعليه فهذا الكلمة فيها مد في حالة الوقف عليها فقط، وهو ما يسمى عند علماء التجويد بالمد العارض للسكون، وهذا يكون فقط في لفظ الشهادتين، وكلمة التوحيد في آخر الأذان.
أما في التكبيرات فلا يجوز المد و لا يصح؛ لأنه لا يوجد سبب للمد؛ فهو لا يقف عليها بل يقف على كلمة «أكبر».
وأما كلمة «الصلاة» فإن لها في الأذان موضعين في قول: «حي على الصلاة» فهنا يجوز مدها؛ لأنه سيقف عليها، ويكون المد له سبب، وهو: وجود السكون العارض لأجل الوقف بعد الألف المدية.
لكن لا يجوز مدها في قول: «الصلاةُ خير من النوم» لأن التاء مضمومة حيث لم يقف عليها، فالمد هنا لا سبب له.
تنبيه:
هناك أغلاط أخرى مشهورة قد نبه عليها العلماء لكن الذي أحببت التنبيه عليه هنا هو هذا، وقد تأتي مناسبة أخرى لبيان غيرها.
تنبيه آخر:
ينبغي للمؤذن تعلم أحكام التجويد، فهو من أهم ما يضبط النطق، و يعين على الصواب.
فائدة:
وجدت هذا النقل في فتاوي الشيخ ابن بإبراهيم رحمه الله 2/ 125:
التمديد الزائد عن المطلوب في الأَذان ما ينبغي، فإِن أَحال المعنى فإِنه يبطل الأَذان، حروف المد إِذا أُعطيت أَكثر من اللازم فلا ينبغي. حتى الحركات إِذا مدت إِن أَحالت المعنى لم يصح وإِلا كره. بعض المؤذنين يمد الواو من النوم. حرف المد هو الواو فتعطى حقها من المد ولا تمد كثيرًا. أَما النون فلا مد فيها. وكان يوجد في مكة تلحين كثير، وهذا سببه جهل وعوائد، وكونه لا يختار من هو أَفضل، وكأَنه في الآخر أَخف. (تقرير)
وفي نفس الصفحة:
من محمد بن إبراهيم إِلى حضرة المكرم رئيس مؤذني المسجد الحرام بمكة المكرمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
يجب أن تبلغوا جميع مؤذني المسجد الحرام أَن يؤذنوا أَذانًا سمحًا سهلا، ويجتنبوا المط والتمديد، إِن هذا التمديد والمط الذي يستعملونه الآن في الأَذان مخل بشرعيته، فعليهم اجتناب ذلك والتمشي بما يوافق الشرع، وأَن يكون أَذانهم مثل المؤذن الذي يؤذن في زمزم حالا، وعليكم إِخبارهم بذلك ومراقبتهم عن الإِخلال به. والسلام عليكم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Jul 2006, 09:02 م]ـ
جزاكم الله خيراً على هذه الفائدة.
يرد هنا سؤال: هل أحكام تجويد القرآن تطبق على غيره، أم هي مختصة بالقرآن فحسب فلا تتعداه إلى الحديث النبوي وغيره كالأذان هنا؟
فالذي يترجح لي أن أحكام التجويد المراعاة في تلاوة القرآن الكريم مختصة به، لا بنبغي التثريب على من لم يلتزم بها في غيره كالأذان، فليس هنا موضع للوم المؤذن على مده في غير موضع المد، أو نحو ذلك، لأن هذا ليس موضعاً لوجوب مراعاة التجويد. وهذا لا يعني تأثيم من يطبقها في غيره عند قراءته للحديث أو لكتب العلم، ولكن ليس فعله ذاك بواجبٍ عليه، وإن كان البعض كره تلحين وتجويد غير القرآن. وهذه مسألة أرجو مناقشتها من قبلكم يا شيخ عبدالرحمن حتى يتبين لنا الصواب في المسألة، فليس ما ذكرتهُ قولاً فصلاً عندي، وأنا ألتمس المعرفة حوله.
وأمرٌ آخر قد يُعتذر به لمن يُطيل في الأذان على وجهٍ مقبولٍ، وليس على وجهٍ فيه مبالغةٌ شديدةٌ كما في تنبيه الشيخ عبدالرحمن السديس هنا، وهو أن العرب من عادتها عند النداء أن تمد أصواتها بالنداء دون مراعاة أحرف المد دون غيرها، بل المد بالصوت مطلقاً. كقولهم (واصباحاه! وا غوثاه! النجدة!) وغيرها، فهم يرفعون بها أصواتهم ويمدونها مداً يحمل في طياته معنى الاستغاثة والنداء للسامع، وإبلاغ النداء أقصى مدى يمكنه، وهذا المعنى يتحقق في الأذان، فهو نداء للسامعين للصلاة.
وأمرٌ أخيرٌ حضرني وهو أن نداوة الصوت في الأذان لا تظهر إلا في المدود فيما يبدو لي، فلو طولب المؤذن بتطبيق التجويد في الأذان لما ظهر هذا إلا في بعض جمله دون بعض.
والأمر مطروح للنقاش، فمن كان لديه إضافة، أو أدلة، أو بحوث فليفدنا بها كما صنع أبو عبدالله الشيخ عبدالرحمن السديس وفقه الله وزاده علماً وتوفيقاً، فما هذه الفائدة بأول فوائده. وهناك كتاب في (أحكام الأذان) عندي، لكنه بعيدٌ عني الآن، لا أظنه يغفل مثل هذه المسألة، فلو روجع لربما أفادنا في هذه المسألة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[06 Jul 2006, 10:48 م]ـ
نفع الله بكم ـ شيخنا الفاضل ـ وزادكم من فضله
لا يخفاكم أن للعرب في نطقها وأدائها قواعد وأصول ... منها بعض الأحكام التي سطرها العلماء في فن التجويد؛ ولذا جاء ذكر كثير منها في كتب اللغة كـ: صفات الحروف ومخارجها، والإمالة،، والروم، والأدغام ... وغيرها
والتسامح في تطبيق بعض الأحكام قد يكون مقبولا؛ لكن اختراع أحكام أخرى ـ في نظري ـ غير مقبول خصوصا في الزيادة، فهذا الذي مد لفظ «الله» و «الصلاة» أتى بزيادة أحرف من غير أصل يستند إليه، فهو نوع من التحريف والتغيير في بنية الكلمة.
قال ابن قدامة في المغني:
إن أفرط في المد والتمطيط وإشباع الحركات، بحيث يجعل الضمة واوا، والفتحة ألفا، والكسرة ياء، كره ذلك.
ومن أصحابنا من يحرمه؛ لأنه يغير القرآن، ويخرج الكلمات عن وضعها، ويجعل الحركات حروفا.
وقد روينا عن أبي عبد الله، أن رجلا سأله عن ذلك، فقال له: ما اسمك؟ قال: محمد.
قال: أيسرك أن يقال لك: يا موحامد؟ قال: لا.اهـ
وهذا وإن كان في القرآن إلا أن التعليل يلحق الأذان به، وهو أن الزيادة على بنية الكلمة من غير سبب ممنوع.
والله أعلم.
ولعل الإخوة المشايخ يتحفوننا بزيادة فائدة.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[07 Jul 2006, 04:52 م]ـ
وجدت بعض الفوائد حول الموضوع:
في مواهب الجليل 1/ 438:
(فَوَائِدُ الْأُولَى)
فِي بَيَانِ أُمُورٍ يَغْلَطُ فِيهَا الْمُؤَذِّنُونَ مِنْهَا:
مَدُّ الْبَاءِ مِنْ " أَكْبَرُ " فَيَصِيرُ جَمْعَ كَبَرٍ بِفَتْحِ الْبَاءِ، وَهُوَ الطَّبْلُ فَيَخْرُجُ إلَى مَعْنَى الْكُفْرِ.
وَمِنْهَا: الْمَدُّ فِي أَوَّلِ " أَشْهَدُ " فَيَخْرُجُ إلَى حَيِّزِ الِاسْتِفْهَامِ وَالْمُرَادُ أَنْ يَكُونَ خَبَرًا إنْشَائِيًّا، وَكَذَلِكَ يَصْنَعُونَ فِي أَوَّلِ الْجَلالَةِ.
وَمِنْهَا الْوَقْفُ عَلَى " لا إلَهَ " وَهُوَ كُفْرٌ وَتَعْطِيلٌ، قَالَ الْقَرَافِيُّ وَقَدْ شَاهَدْتُ مُؤَذِّنَ الْإِسْكَنْدَرِيَّة يَمُدُّ إلَى أَنْ يَفْرُغَ نَفَسُهُ هُنَاكَ، ثُمَّ يَبْتَدِئُ " إلَّا اللَّهُ ".
وَمِنْهَا: أَنَّ بَعْضَهُمْ لَا يُدْغِمُ تَنْوِينَ مُحَمَّدًا فِي الرَّاءِ بَعْدَهَا، وَهُوَ لَحْنٌ خَفِيٌّ عِنْدَ الْقُرَّاءِ.
وَمِنْهَا: أَنَّ بَعْضَهُمْ لا يَنْطِقُ بِالْهَاءِ مِنْ الصَّلاةِ فِي قَوْلِهِ: " حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ " وَلا بِالْحَاءِ مِنْ " حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ " فَيَخْرُجُ إلَى الدُّعَاءِ إلَى " صَلا النَّارِ " فِي الْأَوَّلِ وَإِلَى " الْفَلا " فِي الثَّانِي وَالْفَلا: جَمْعُ فَلاةٍ، وَهِيَ الْمَفَازَةُ نَبَّهَ عَلَى هَذِهِ الْمَوَاضِعِ الْقَرَافِيُّ وَالْمُصَنِّفُ فِي التَّوْضِيحِ وَابْنُ فَرْحُونٍ.
وَزَادَ الشَّيْخُ زَرُّوق فِي شَرْحِ الرِّسَالَةِ: مَدَّ هَمْزَةِ " أَكْبَرُ "
وَتَسْكِينَهَا
وَفَتْحَ النُّونِ مِنْ " أَنْ لا إلَهَ إلا اللَّهُ "
وَالْمَدَّ عَلَى هَاءِ " إلَهَ " وَتَسْكِينَهَا أَوْ تَنْوِينَهَا، وَهُوَ أَفْحَشُ
وَالإِتْيَانَ بِهَاءٍ زَائِدَةٍ بَعْدَ الْهَاءِ مِنْ " إلَهَ "
وَضَمَّ " مُحَمَّدًا "
وَمَدَّ " حَيَّ " أَوْ تَخْفِيفَهَا
وَإِبْدَالَ هَمْزَةِ " أَكْبَرُ " وَاوًا، وَقَدْ اسْتَخَفُّوهُ فِي الإِحْرَامِ فَيَكُونُ هُنَاكَ أَحْرَى انْتَهَى مُخْتَصِرًا.
(قُلْتُ) وَيَبْقَى شَيْءٌ لَمْ أَرَ مَنْ نَبَّهَ عَلَيْهِ، وَهُوَ:
إشْبَاعُ مَدِّ أَلْفِ الْجَلالَةِ الَّتِي بَيْنَ اللامِ وَالْهَاءِ فَإِنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ سَبَبٌ لَفْظِيٌّ يَقْتَضِي إشْبَاعَ مَدِّهَا فِي الْوَصْلِ أَمَّا إذَا وَقَفَ عَلَيْهَا كَمَا فِي آخِرِ الأَذَانِ، وَالإِقَامَةِ، فَالْمَدُّ حِينَئِذٍ جَائِزٌ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، نَعَمْ ذَكَرَ ابْنُ الْجَزَرِيِّ فِي النَّشْرِ فِي بَابِ الْمَدِّ وَالْقَصْرِ: أَنَّ الْعَرَبَ تَمُدُّ عِنْدَ الدُّعَاءِ وَالاسْتِغَاثَةِ، وَعِنْدَ الْمُبَالَغَةِ فِي نَفْيِ الشَّيْءِ، وَيَمُدُّونَ مَا لا أَصْلَ لَهُ بِهَذِهِ الْعِلَّةِ انْتَهَى.
ثُمَّ رَأَيْت فِي كِتَابِ الْمَوَاقِيتِ مَا نَصُّهُ: " وَقَصْرُ الأَلْفِ الثَّانِي مِنْ اسْمِ اللَّهِ غَيْرُ جَائِزٍ إلا فِي الشِّعْرِ، وَالإِسْرَافُ فِي مَدِّهِ مَكْرُوهٌ لِخُرُوجِهِ عَنْ حَدِّ الْمَدِّ. انْتَهَى.
والذي أشار إليه من كلام ابن الجزري في النشر عند ذكره سبب المد: اللفظي والمعنوي، قال 1/ 344:
وأما السبب المعنوي:
فهو قصد المبالغة في النفي وهو سبب قوي مقصود عند العرب وإن كان أضعف من السبب اللفظي عند القراء، ومنه مد التعظيم في نحو (لا إله إلا الله، لا إله إلا هو، لا إله إلا أنت) وهو قد ورد عن أصحاب القصر في المنفصل لهذا المعنى.
ونص على ذلك أبو معشر الطبري وأبو القاسم الهذلي وابن مهران والجاجاني وغيرهم. وقرأت به من طريقهم وأختاره، ويقال له أيضاً: مد المبالغة.
قال ابن مهران في كتاب المدات له: إنما سمي مد المبالغة؛ لأنه طلب للمبالغة في نفي إلهية سوى الله سبحانه قال: وهذا معروف عند العرب؛ لأنها تمد عند الدعاء وعند الاستغاثة وعند المبالغة في نفي شيء، ويمدون ما لا أصل له بهذه العلة.
قال: والذي له أصل أولى وأحرى.
قلت: يشير إلى كونه اجتمع سببان وهما: المبالغة، ووجود الهمزة ـ كما سيأتي ـ والذي قال في ذلك: جيد ظاهر. اهـ النقل من النشر
هذا الكلام يدل على أن المد عند العرب له سببان:
لفظي ـ وقواعده معروفة ـ.
ومعنوي، وقد نص على ما سمع منهم في ذلك، وبين أنه خلاف الأصل.
ولذا تجد العلماء في باب الأذان في أكثر المذاهب بينوا أخطاء وألحان المؤذنين وجعلوها قسمين:
مخل بالمعنى، وغير مخل، وذكروا أمثلة لذلك نحو ما نقل هنا عن مواهب الجليل ...
والشاهد أنهم نصوا على كونه لحنا، وأنه غلط مكروه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[07 Jul 2006, 05:22 م]ـ
وبالنسبة لما أشرتم إليه من: (مسألة تلحين وتجويد غير القرآن) ففي هذه الروابط فوائد ذكرها الإخوة الفضلاء لعل فيها فائدة، وإن كنا ننتظر منكم ومن المشايخ أهل التخصص بحث هذه المسألة بتوسع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=5041
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=4394
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=73287&highlight=%CA%CC%E6%ED%CF
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=18835&highlight=%CA%CC%E6%ED%CF
ـ[ابو الروب]ــــــــ[16 Jul 2006, 02:20 ص]ـ
جزاكما الله خيرا
ولكن عندي سؤال اذا امتنع المؤذن من هذا المد فسوف يكون حدرا ولن يكون ترسلا فما هو الجواب على هذا الاشكال مع العلم اني سمعت الشيخ ابن باز في الاقامة يمنع من المد وهو موجود في شرحه على المنتقى
فافيدونا اثابكم الله
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[16 Jul 2006, 05:03 م]ـ
يمكن أن يمد في مواضع المد كما في الشهادة في المنفصل والعارض للسكون والحيعلتين في العارض للسكون كذلك، ويجعل بين كل جملتين من الأذان وقفة يسيرة.
ـ[ابو الروب]ــــــــ[16 Jul 2006, 05:08 م]ـ
جزاك الله خيرا
وقد صعبت علي الاذان (ابتسامة)
على كل حال افهم من كلامك ان التجويد مهم للمؤذن فالله المستعان
ـ[ناصر]ــــــــ[16 Jul 2006, 06:50 م]ـ
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد:
من فضلك اقر هنا ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=35188).
والسلام عليكم.
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[21 Jul 2006, 02:57 م]ـ
يدوا لي أن هناك فرقاً بين مد حروف المد وإن كان المد فيها أصلياً طبعياً، كلفظ الجلالة عند الوصل، وبين مد غير حروف المد، كالباء في (أكبر) والياء في (حي) فالثاني هو المنكر، وأما الأول فلا بد منه لتبليغ الأذان وترتيله ومد الصوت به، وله مسوغ من لغة العرب كما أشار إلى ذلك الدكتور عبد الرحمن، والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[22 Jul 2006, 03:32 م]ـ
هذا التفريق الذي تفضلتم به يحتاج إلى ما يسنده، وقولكم نفع الله بكم:
«وله مسوغ من لغة العرب» يحتاج إلى تأمل.
فالمد اللفظي معروفة قواعده.
وأما المعنوي فالذي أفهم من نقل ابن الجزري وغيره ـ: «أن العرب تمد عند الدعاء وعند الاستغاثة وعند المبالغة في نفي شيء، ويمدون ما لا أصل له بهذه العلة» ـ أن هذه المدود مستثناة مخالفة للأصل مرجعها السماع.
ولو قيل بهذا الإطلاق الذي تفضلتم به لكان للمؤذن أن يمد هذه الكلمات التي بها المد الطبيعي:
«إله، إلا، رسول، على»
وينطقها هكذا:
إلـ اااااااه، إلـ اااااااـ، رسوووووول، علـ ااااااااى
ولا يخفى عليكم ما في هذا من البشاعة.
والله أعلم.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[03 Nov 2006, 08:47 م]ـ
لا عدمنا فوائد يا أبا عبد الله
ويبقى مناط المسألة في "هل يلزم تطبيق أحكام التجويد على الآذان أم لا؟ ".
ـ[ابن آدم]ــــــــ[04 Nov 2006, 06:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المد له سببان:
لفظي وهو أن يأتي بعد حرف المد همز أو سكون.
ومعنوي وهو أن يكون زيادة المد بسبب معنى وإن لم يكن بعد حرف المد همز أو سكون، مثل (لا ريب فيه)
و (لا شية فيها) وغيرها قرأها حمزة أحد القراء السبعة بالمد أربع حركات
وسبب هذا المد معنوي وهو المبالغة في النفي.
وكذلك ورد عن أصحاب قصر المنفصل: مد التعظيم في نحو (لا إله إلا الله) لإرادة تعظيم الله بالتوحيد
بينما يقصرون بقية المدود المنفصلة
ومد لا النافية لحمزة، ومد التعظيم لأصحاب القصر جاء من بعض الطرق في طيبة النشر.
وعليه فلا مانع من زيادة بعض المدود الطبيعية في الأذان، ويكون السبب في ذلك المبالغة في تنبيه السامعين
ودعوتهم إلى الصلاة التي شرع هذا النداء من أجلها.
هذا ما ظهر لي والله أعلم
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[04 Nov 2006, 09:16 م]ـ
وكذلك ورد عن أصحاب قصر المنفصل: مد التعظيم في نحو (لا إله إلا الله) لإرادة تعظيم الله بالتوحيد
بينما يقصرون بقية المدود المنفصلة
بارك الله فيكم
ألا ترى حفظك الله أن سبب المد موجود، وفعلهم هذا مرجعه الرواية.
ومد لا النافية لحمزة ...
وعليه فلا مانع من زيادة بعض المدود الطبيعية في الأذان، ويكون السبب في ذلك المبالغة في تنبيه السامعين
ودعوتهم إلى الصلاة التي شرع هذا النداء من أجلها.
هذا المد أيضا مرجعه للسماع لملحظ في معناه، والأذان في ألفاظه مدود فرعية كافية في بيانه وإبلاغه من غير تكلف غيرها.
والله أعلم.(/)
من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إلى السجنً لمدة 120 سنة.
ـ[ناصر]ــــــــ[08 Jul 2006, 03:30 ص]ـ
إلى من يرغب في الدراسة في بلاد الكفار أضع هذا الرابط:
حميدان التركي .. وحيداً ( http://www.islamtoday.net/albasheer/show_articles_content.cfm?id=72&catid=135&artid=7563).
اللهم إليك المشتكي.
لا تنسوا الدعاء بفك أسر أخيكم إني أراكم من المتقين.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Jul 2006, 06:28 ص]ـ
نسأل الله أن يحفظ أخانا حميدان التركي وأهله، وأن يفك أسره وأسر أسارى المسلمين في سجون الظالمين في كل مكان. وقد آلمتنا مظلمة أخينا حميدان كثيراً، نسأل الله أن يجعل عاقبتها خيراً له ولأهله، وهي دليل آخر على زيف ادعاءات العدالة الأمريكية التي ملأت بها أذن الزمان. والحمد لله على قضائه وقدره، وأرجو أن نسمع قريباً من يبشرنا بالإفراج عن حميدان بإذن الله.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[08 Jul 2006, 06:08 م]ـ
نسأل الله الكريم أن يلطف بأخينا حميدان التركي وأن يرفع عنه ما وقع به من البلاء وأن يجمعه بأهله وأبناءه قريباً وهو على خير حال في دينه ودنياه , كما نسأله تبارك وتعالى أن يغني المسلمين عن الذهاب لبلاد الكفار والعيش بين ظهرانيهم.
ـ[أبو حمد المطيري]ــــــــ[12 Jul 2006, 11:24 م]ـ
الله يشهد كم آلمني ما حدث لأخي حميدان التركي , وقدرويت قصة لمن حولي كي يدعون له
وأسأل أخي الكريم ناصر هل يمكن مساعدة أخي حميدان بالمال؟
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[16 Jul 2006, 05:29 م]ـ
أيا رب أدركنا فقد بلغ الزبى **** من الكرب سيل الفاجعات المغرِّقُ
ـ[ناصر]ــــــــ[29 Jul 2006, 05:48 ص]ـ
سارة هي زوجة المعتقل حميدان التركي في سجون أمركيا:
كتبتها وهي في السجن .. مدادها صحائف الظلم .. وحبرها دموع الأم المفجوعة في حيائها وأبنائها
موشاة بالثقة في الله ثم عدالة قضيتها ودعم إخوتها في كل مكان
ناشدتُ أهل البر والإيثارِ = ناشدتُ أمة سيد الأبرارِ
ناشدتُ من عُرفوا بصدقِ عزيمةٍ = قومي رؤوس المجدِ و الإكبارِ
أنا بنتُ نجدٍ بورِكت وتهللتْ = من أهلها ذي السادة الأخيارِ
زوجي ابن نجدٍ في رُباها قد رَبى = شهماً طهوراً من ثرى الأطهارِ
قدْ كبّلونا بالحديدِ وحسبُهم = كف الدعاء يجود ليل نهارِ
ورُميتُ واهولاه في سِجن العناء = ورموا بزوجي خلف ذعرِ جدارِ
قد رنَّ في أذني بُكاء احبتي = خمساً من الأطفالِ في الأسحارِ
باتوا بلا أُمٍ و غُيب والدٌ = و غدوا كأيتام فياللعارِ
كشفوا عن الوجه الحيي غِطاءهُ = وظهرتُ في الإعلامدون ستارِ
و رُميتُ بالجُرم الذي لم أقترفْ = وكذاك زوجي زُج دون حوارِ
قَدْ أطلق الفجارُ إفكاً فاحشاً = أواه من ذا آخذٌ بالثارِ
يرمون عرضاً طاهراً بهُرائِهمْ = حقدٌ تَبدى دونما استارِ
الله علامٌ بصدقِ براءتي = فيما أبنتُ و عالمٌ أسراري
مَثلُ الشهامة كان زوجي مُحسناً = في قومهِ من خِيرة الأخيارِ
قدْ ألجمَ الهمُ الكئيبُ مناطقي = وارتجَ قلبي و انطوى مشواري
باب الإلهِ وقد طرقتُ فبابهُ = لِمُغَيَبِي أمل بفكِ إسارِ
ثم التجأتُ إلى بني قومي فَفِي = قلبي من الآمالِ كالأمطارِ
هيا أسمعوا صوتاً بريئاً قد ثوى = في السجن بين براثنِ الكُفارِ
ارموا سِهامَ الليلِ لله الذي = يُنجيه فهو مُقدرُالأقدارِ
لأحبتي أُهدي دماءَ مدامعي = فدمي على الوجنات دمع جارِ
فأحبتي عُرفوا بِصدق أُخوةٍ =وأحِبتي هُم نُصرةُ الأحرارِ
يا كُل مَن نَطَقَ الشهادةَ مُسلمًا = بِالله شُد العزمَ في إِصرارِ
أُمراؤنا وُزراؤنا كُبراؤنا = الخطب أعظمُ من أنين هزارِ
أشْكو إِليكم حُرقتي و تَوجُدي = خوفي و آلامي و رعب دثارِ
مارُد مظلومٌ بساحةِ عدلكمْ = أو ذلَّ صاحبُ عزةٍ بقرارِ
بُنيانُ أُمتنا يُشد قوامه = يا صرخة المظلومِ صوتكِ عارِ
يوما سيُشرق بالبراءةِ سانحاً = و سترجع الأطيارُ للأوكارِ
يوماً سترجع يا أبا تُركي لنا = ويُرد كيدٌكائدٌ ببوارِ
ثم الصلاة على النبي وآله = خير البرية سيدُ الأخيارِ
يرجى الدخول لهذا الموقع والتوقيع على الخطاب الموجه للرئيس الأمريكي:
http://www.homaidanalturki.com/index.cfm?method=home.con&contentid=117
أخوكم حميدان وزوجته بحاجة لـ 10000 صوت ولم يبقى إلا شهر وينطق بالحكم ويجب مراعاة مايلي:
نسعى إلى جمع عشرة آلاف توقيع على هذا الخطاب لتسليمه لجهات مختلفة فنرجو التوقيع عليه متبعين الآتي:
1 - يرجى كتابة الاسم الصريح للتوقيع ولا يمكن نشر التواقيع التي لا تحمل أسماء صريحة
2 - يفضل ذكر جهة العمل أو الدرجة العلمية
وأخيرا فقد لا يظهر توقيعك مباشرة لأنه لا بد من التأكد من استيفاء الشروط السابقة ولكن إتباعها يسهل عملية النشر. شاكرين لكم كلمة الحق ونصرة المظلوم
هذا الموقع الرسمي الذي انشئته لجنة اصدقاء حميدان لمتابعة قضيته
http://www.homaidanalturki.com/index.cfm
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
يرجى نقل الموضوع لمنتديات أخرى بقدر المستطاع وجزاكم الله خيراً
المصدر هنا ( http://209.190.30.50/~ahlalhd1/vb/showthread.php?t=84510).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[29 Jul 2006, 06:28 م]ـ
من المخجل فعلاً أنهم طلبوا من مدة 10000 صوت فقط ومع هذا مازال الرقم يزحف وكأن أمة محمد أقلية في الشبكة لا يزيد عددها على بضعة آلاف. والله المستعان.
ـ[حمدي]ــــــــ[29 Jul 2006, 11:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم انطلاقا من قول الرسول صلى الله عليه وسلم (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم) انطلاقا من هذا الحديث أطلب من سماحتكم لو تكرم أحدكم بأخبري بقصة أخي من بدايتها مع التفاصل والتهم الموجهة له وسبب هجرته إلى الولايات ... الج حتى ولو برسالة خاصة، ولمن قام بذلك منى جزيل الشكر.فإني متأسف جدا على عدم اطلعى على القضية منذ البداية حتى أنضم إلى الأخ (والله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه) وعليه فإني أود أن أمد يد العون إلى الأخ بقدر الاستطاعة وأن انضم إلى الموقعتن قبل فوات العوان لكن التوقيع بعد معرفة القضية وشخصية الأخ.
حمدي باه
خريج الجامعة الإسلامية بالنيجر
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[30 Jul 2006, 08:07 م]ـ
إليك أخي الحبيب موقع الأخ حميدان ولك جزيل الشكر على تفاعلك مع أخيك
http://www.homaidanalturki.com/index.cfm?method=home.con&contentid=117
ـ[ناصر]ــــــــ[08 Sep 2006, 05:47 ص]ـ
افترى الباغي على التركي ولفق = أحرق القلب بآهات ومزق
ياإلهي أنت عوني فانتصر= واكشف البلوى بإفراج وأغدق
كم برئ قد رموا في سجنهم= كم نفوس عذب الغدر وأزهق
ادعاء موغل في حربنا= ينتشي كبرا وبالبهتان يزعق
فاصطبر واصبر فهذا دأبهم= واحتسب فالله بالمخلوق أشفق
واعتصم بالله وانشد عونه= كن بنصر الله يامظلوم أوثق
ذاك حقد وافتراء سافر= يستبيح النفس والعرض ويسحق
طال وامتدّت إلينا ناره =فاعتدى ظلما وبهتانا وأحرق
قد رأينا كم قتلتم أنفسا= ظن علج أنهم رجس وصدق
كم سجون قد شكت سجانها =والضحايا من صنوف الذل تشهق
كلما في الفلك خضنا أبحرا= كشر التنين عن ناب وأغرق
زمجر الطغيان في حرب الهدى =حاصر الإسلام أزمانا وطوق
من يخالفنا فذاك المفتري= هكذا نادى مناديكم وأطلق
إن أردتم هدم شرع المصطفى فابشروا= قد خاب مسعاكم وأخفق
قد سقيتم كل غصن حقدكم= فارتوى من مائكم سما وأورق
أي عدل قد بدا في سجن من= قد سعى للخير أعواما وأنفق
جمعوا من كل قطرٍ فتية= ألبسوهم ثوب بهتان ملفق
كل إرهاب فأنتم رأسه= قد هدمتم مابنيتم أو تحقق
في شرايين الورى ماء الهدى= قد سرى وانساب عدلا وترقرق
فاستوى صرحا عظيما باسقا =أرشد الدنيا قرونا وتألق
شرع ربّي دوحة مزدانة =في رباها كل خير قد تدفق
كم زرعتم في شعوب الأرض غل= لا وحقدا شتت الناس وفرّق
كم رضيع بات يبكي أمه= قد رأى جثمانها يوما وحدّق
جيشكم في كل صقع جاثم =مستعدّ فيلق يتلوه فيلق
لو عدلتم ماجنيتم بغضنا =كل قلب مسلم بالكره يخفق
أختنا تبكي كشفتم سترها= مارحمتم ضعفها ياقوم عفلق
أي عدل والضحايا دمية =في يد السجان بالتعذيب تنطق
حلّ في فيتنام جورا جيشكم =قتّل الأطفال بالبارود أطبق
ثم في اليابان آلاف قضت= نهر دمّ سيّل الباغي وأهرق
قد أبدتم كل حي خلسة =قد قتلتم كل طفل قد تخلق
هذه اسرائيل دكّت شعبنا= كيف لا والغرب قد حيّا وصفّق
أحرقوا لبنان شهرا كاملا= فاستوى أرضا بها الغربان تنعق
كلما رمنا قرارا منصفا= ينبري مندوب أمريكا وينهق
ضل من يشرون كفرا بالهدى =ضل من بالعدل أزمانا تشدق
رب مقهور تفادى بطشكم= زخرف الأقوال مغلوبا ونمق
في معين العلم فقتم غيركم =كم سفين في فضاء الكون حلّق
كم علوم قد سبرتم غورها= واكتشاف واختراع قد تحقق
قد بلغتم نهضة لكنكم =ماتخطّيتم إلى الأخلاق خندق
ديننا بالعدل أرسى منهجا= هزّ عرش الكفر أزمانا وأرهق
قد بنى للناس صرحا شامخا =ملأ الأكوان أزهارا وزنبق
ديننا لم يضطهد من خالفوا= بل دعاهم كان بالذّميّ أرفق
ليس بالإرهاب نبني أمة= بل بدين الله نبنيها فتسمق
كشّر الباغون عن أنيابهم= كل مقهور من الباغين يفرق
أي ارهاب أردتم خنقه= لن يسود العدل والإسلام يشنق
أفلست أخلاقكم في أرضنا =بئس انسان من الأخلاق مملق
أعلنوها للورى لم يخجلوا= حرب صلبان يقود الحرب بطرق
جيشوا في حربنا قواتهم =كل جنديّ برشّاش تمنطق
قد سفين الصبرلاتخضع لهم= وامتطي في لجّة الأمواج زورق
سجنكم يافذّ نصر فابتهج= سجنكم في جنة الفردوس جوسق
عدّة تقضى ويفنى صحبها= جاهل من مال للدنيا وأحمق
لاتخف فالله يربي سعيكم= ويضل المفتري دوما ويمحق
كم سجين في هناء دائم= كم طليق في هوى الدنيا مطوق
ليس مسجونا منيب مخبت= بل سجين من أتى ذنبا وأغلق
كم ليال طال دهرا عدها =قد تلاها صبح بالأنوار أشرق
رب فاجمعنا بمن ساد الورى =خير من صلّى وأعطى وتصدّق
[ line] للمزيد يرجى زيارة http://www.homaidanalturki.com/index.cfm
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عماد الدين]ــــــــ[05 Oct 2006, 09:57 م]ـ
اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين
ونفس يا أرحم الراحمين كرب المكروبين
ـ[محمد التلباني]ــــــــ[18 Oct 2006, 04:18 ص]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم فك أسرانا في كل مكان
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[09 Aug 2007, 08:14 م]ـ
هيا أسمعوا صوتاً بريئاً قد ثوى=في السجن بين براثنِ الكُفارِ
ارموا سِهامَ الليلِ لله الذي=يُنجيه فهو مُقدرُالأقدارِ
لأحبتي أُهدي دماءَ مدامعي=فدمي على الوجنات دمع جارِ
فأحبتي عُرفوا بِصدق أُخوةٍ=وأحِبتي هُم نُصرةُ الأحرارِ
يا كُل مَن نَطَقَ الشهادةَ مُسلمًا=بِالله شُد العزمَ في إِصرارِ
ما سمعت قصيدة الأخت سارة مرة تصدح إلا وخنقتني العبرات
فالله المستعان وعليه التكلان ومن توكل على الله فهو حسبه
صبرا آل تركي ... فالفرج قريب ... والنصر آت بإذن الله
فرج الله عنكم ما أهمكم وأغمكم .. ونسأله تعالى أن يصون أعراضنا وأعراض المسلمين
ويحفظ أولادنا واولاد المسلمين
فيا مسلمون:
رب وامعتصماه انطلقت=ملء أفواه العذارى اليتم
لامست أسماعنا لكنها=لم تلامس نخوة المعتصم
.(/)
طلب معونة لإدخال متون للكمبيوتر
ـ[جمال الحامدي]ــــــــ[08 Jul 2006, 05:17 م]ـ
السلام عليكم
يا إخوان أرجو من الإخوة أن يدلوني على من أثق به (يفضل أن يكون في مصر أو سوريا)
لأجل إدخال بعض متون دينية مسجلة صوتيا في ملفات إلى الكمبيوتر فهل في الملتقى من يساعدني
جزاكم الله خيرا
يمكن مراسلتي عبر البريد
cemalaydin@yahoo.com
الإدخال سيكون مقابل أجرة
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[09 Jul 2006, 11:08 م]ـ
إن لم تجد هنا ففي ملتقى أهل الحديث بعض طلبة العلم يعملون على هذا فاكتب في الاستراحة هناك.
ـ[جمال الحامدي]ــــــــ[10 Jul 2006, 01:11 ص]ـ
أشكرك أخي على إرشادك(/)
إذن خطي أجيز من خلاله نشر بعض كتبي لكل مسلم.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[10 Jul 2006, 05:12 ص]ـ
السلام عليكم
أتمنى من الأخوة ممن يستطيع إيصال هذه الرسالة لبعض دور النشر أن يقوم بذلك.
نص الرسالة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا الدكتور ماهر ياسين الفحل رئيس قسم الحديث في كلية العلوم الإسلامية، وشيخ دار الحديث بالعراق ورئيس مركز إعداد الدعاة.
لي عدد من الكتب إذنت لكل مسلم بطباعتها، والإذن الخطي على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82924
والكتب على هذا الرابط
http://saaid.net/book/search.php?PHPSESSID=dc65863535e2819ee5f0629b96b60 fa6&do=all&u=%E3%C7%E5%D1+%ED%C7%D3%ED%E4
فإذا رغبتم في طباعة شيء من ذلك فلكم الأمر بدون مقابل مادي ولا مقابل نسخ ولكم مطلق الحرية شريطة التقيد بالنص.
والسلام عليكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Jul 2006, 01:00 م]ـ
أسأل الله لك القبول والتوفيق، وأن ينفع بعلمكم طلاب العلم.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[10 Jul 2006, 04:58 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم وكثر في الأمة من أمثالكم.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[06 Jun 2007, 03:38 م]ـ
أجزل الله لكم الثواب وأدخلكم الجنة بغير حساب وجمعنا ووالدينا وإياكم في الفردوس الأعلى
وأسأل الله أن يحسن عاقبتنا وإياكم في الأمور كلها وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[07 Jun 2007, 03:35 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله خيرا شيخنا و استاذنا الكريم، جعل الله هذه الاعمال في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال و لا بنون، انني ادعو الله ان يغفر لك و لكل آل ماهر سلالة العلم و الدين و ان يرزقهم الجنة مثل آل ياسر رضي الله عنهم
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[07 Jun 2007, 10:33 م]ـ
أجزل الله لكم الثواب وأدخلكم الجنة بغير حساب وجمعنا ووالدينا وإياكم في الفردوس الأعلى.
وأسأل الله أن ينفع بكم ويزيدكم علماً وفضلاً، وأسأله تعالى أن يجعلكم من العلماء الربانيين وأن يعظم النفع على أيديكم.
ونشكركم على هذا الدعاء الذي أدخل السرور إلى قلبي
ـ[يسري خضر]ــــــــ[08 Jun 2007, 04:09 ص]ـ
اسال الله تعالي ان يبارك في عمرك وعلمك وان يجعل كل ما تكتبه زادا لك وللمسلمين الي الجنة اللهم امين
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[09 Jun 2007, 02:44 م]ـ
أجزل الله لكم الثواب، وأدخلكم الجنة بغير حساب، وجمعنا ووالدينا وإياكم في الفردوس الأعلى.
وأسأل الله أن يحسن عاقبتنا وإياكم في الأمور كلها وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[13 Nov 2007, 04:01 م]ـ
http://www.stooop.com/Month/10/17052249bb.jpg (http://www.stooop.com/)
http://www.stooop.com/Month/10/17052249bb.jpg
http://www.stooop.com//del.php?x=218aa5fbbd30f25440c3d3fea127dd2c1194958(/)
فوائد ولطائف ومختارات من «إعلام الموقعين» للعلامة ابن القيم
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[12 Jul 2006, 02:04 ص]ـ
فوائد ولطائف ومختارات من «إعلام الموقعين» للعلامة ابن القيم
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم تسليما. أما بعد:
فإن للإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ مكانة وتحقيقا في علوم الشريعة قلَّ من يشركه فيها من العلماء، و كتابه الفذ «إعلام الموقعين عن رب العالمين» من أنفس كتبه وأجلها قدرا؛ بل هو من أجل كتب العلماء في بابه، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
وقد من الله عليّ بقراءته، وتقييد بعض الفوائد واللطائف ... فرأيت أن من المستحسن نشرها لينتفع بها من لم يتيسر له قراءة الكتاب، وتكون حاديا لقراءته، و تذكرة لمن قرأه من قبل، والله أسأل أن ينفع بها من كتبها، ومن قرأها، وأن يرفع درجة المؤلف في عليين.
والطبعة التي أعزو لها هي التي حققها الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد رحمه الله.
1/ 5:
أَشْرَفُ الْعُلُومِ عَلَى الْإِطْلَاقِ عِلْم التَّوْحِيدِ، وَأَنْفَعُهَا علم أَحْكَامِ أَفْعَالِ الْعَبِيدِ.
1/ 6: [يتكلم عن الصحابة والتابعين وتابعيهم ... ]
وَكَانَ دِينُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ أَجَلَّ فِي صُدُورِهِمْ، وَأَعْظَمَ فِي نُفُوسِهِمْ، مِنْ أَنْ يُقَدِّمُوا عَلَيْهِ رَأْيًا أَوْ مَعْقُولًا أَوْ تَقْلِيدًا أَوْ قِيَاسًا، فَطَارَ لَهُمْ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ فِي الْعَالَمِينَ، وَجَعَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ، ثُمَّ سَارَ عَلَى آثَارِهِمْ الرَّعِيلُ الْأَوَّلُ مِنْ أَتْبَاعِهِمْ، وَدَرَجَ عَلَى مِنْهَاجِهِمْ الْمُوَفَّقُونَ مِنْ أَشْيَاعِهِمْ، زَاهِدِينَ فِي التَّعَصُّبِ لِلرِّجَالِ، وَاقِفِينَ مَعَ الْحُجَّةِ وَالِاسْتِدْلَالِ، يَسِيرُونَ مَعَ الْحَقِّ أَيْنَ سَارَتْ رَكَائِبُهُ، وَيَسْتَقِلُّونَ مَعَ الصَّوَابِ حَيْثُ اسْتَقَلَّتْ مَضَارِبُهُ، إذَا بَدَا لَهُمْ الدَّلِيلُ بِأُخْذَتِهِ طَارُوا إلَيْهِ زَرَافَاتٍ وَوُحْدَانًا، وَإِذَا دَعَاهُمْ الرَّسُولُ إلَى أَمْرٍ انْتَدَبُوا إلَيْهِ وَلَا يَسْأَلُونَهُ عَمَّا قَالَ بُرْهَانًا، وَإِذَا دَعَاهُمْ الرَّسُولُ إلَى أَمْرٍ انْتَدَبُوا إلَيْهِ وَلَا يَسْأَلُونَهُ عَمَّا قَالَ بُرْهَانًا، وَنُصُوصُهُ أَجَلُّ فِي صُدُورِهِمْ وَأَعْظَمُ فِي نُفُوسِهِمْ مِنْ أَنْ يُقَدِّمُوا عَلَيْهَا قَوْلَ أَحَدٍ مِنْ النَّاسِ، أَوْ يُعَارِضُوهَا بِرَأْيٍ أَوْ قِيَاسٍ ثُمَّ خَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ، وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا وَكُلٌّ إلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ، جَعَلُوا التَّعَصُّبَ لِلْمَذَاهِبِ دِيَانَتَهُمْ الَّتِي بِهَا يَدِينُونَ، وَرُءُوسَ أَمْوَالِهِمْ الَّتِي بِهَا يَتَّجِرُونَ، وَآخَرُونَ مِنْهُمْ قَنَعُوا بِمَحْضِ التَّقْلِيدِ وَقَالُوا: {إنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ}، وَالْفَرِيقَانِ بِمَعْزِلٍ عَمَّا يَنْبَغِي اتِّبَاعُهُ مِنْ الصَّوَابِ، وَلِسَانُ الْحَقِّ يَتْلُو عَلَيْهِمْ: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ}، قَالَ الشَّافِعِيُّ قَدَّسَ اللَّهُ تَعَالَى رُوحَهُ: أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّ مَنْ اسْتَبَانَتْ لَهُ سُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَنْ يَدَعَهَا لِقَوْلِ أَحَدٍ مِنْ النَّاسِ. قَالَ أَبُو عُمَرَ وَغَيْرُهُ مِنْ الْعُلَمَاءِ: أَجْمَعَ النَّاسُ عَلَى أَنَّ الْمُقَلِّدَ لَيْسَ مَعْدُودًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَأَنَّ الْعِلْمَ مَعْرِفَةُ الْحَقِّ بِدَلِيلِهِ. وَهَذَا كَمَا قَالَ أَبُو عُمَرَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: فَإِنَّ النَّاسَ لَا يَخْتَلِفُونَ أَنَّ الْعِلْمَ هُوَ الْمَعْرِفَةُ الْحَاصِلَةُ عَنْ الدَّلِيلِ، وَأَمَّا بِدُونِ الدَّلِيلِ فَإِنَّمَا هُوَ تَقْلِيدٌ فَقَدْ تَضَمَّنَ هَذَانِ الْإِجْمَاعَانِ إخْرَاجَ الْمُتَعَصِّبِ بِالْهَوَى وَالْمُقَلِّدِ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْأَعْمَى عَنْ زُمْرَةِ الْعُلَمَاءِ، وَسُقُوطَهُمَا بِاسْتِكْمَالِ مَنْ فَوْقَهُمَا الْفُرُوضَ مِنْ وَرَثَةِ الْأَنْبِيَاءِ، فَإِنَّ {الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، فَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَإِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ}، وَكَيْفَ يَكُونُ مِنْ وَرَثَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ يَجْهَدُ وَيَكْدَحُ فِي رَدِّ مَا جَاءَ بِهِ إلَى قَوْلِ مُقَلِّدِهِ وَمَتْبُوعِهِ، وَيُضَيِّعُ سَاعَاتِ عُمْرِهِ فِي التَّعَصُّبِ وَالْهَوَى وَلَا يَشْعُرُ بِتَضْيِيعِهِ تَاللَّهِ إنَّهَا فِتْنَةٌ عَمَّتْ فَأَعْمَتْ، وَرَمَتْ الْقُلُوبَ فَأَصْمَتْ، رَبَا عَلَيْهَا الصَّغِيرُ، وَهَرِمَ فِيهَا الْكَبِيرُ، وَاُتُّخِذَ لِأَجْلِهَا الْقُرْآنُ مَهْجُورًا، وَكَانَ ذَلِكَ بِقَضَاءِ اللَّهِ وَقَدَرِهِ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا، وَلَمَّا عَمَّتْ بِهَا الْبَلِيَّةُ، وَعَظُمَتْ بِسَبَبِهَا الرَّزِيَّةُ، بِحَيْثُ لَا يَعْرِفُ أَكْثَرُ النَّاسِ سِوَاهَا، وَلَا يُعِدُّونَ الْعِلْمَ إلَّا إيَّاهَا، فَطَالِبُ الْحَقِّ مِنْ مَظَانِّهِ لَدَيْهِمْ مَفْتُونٌ، وَمُؤْثِرُهُ عَلَى مَا سِوَاهُ عِنْدَهُمْ مَغْبُونٌ، نَصَبُوا لِمَنْ خَالَفَهُمْ فِي طَرِيقِهِمْ الْحَبَائِلَ، وَبَغَوْا لَهُ الْغَوَائِلَ، وَرَمَوْهُ عَنْ قَوْسِ الْجَهْلِ وَالْبَغْيِ وَالْعِنَادِ، وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ: إنَّا نَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يَظْهَرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ فَحَقِيقٌ بِمَنْ لِنَفْسِهِ عِنْدَهُ قَدْرٌ وَقِيمَةٌ، أَلَا يَلْتَفِتَ إلَى هَؤُلَاءِ وَلَا يَرْضَى لَهَا بِمَا لَدَيْهِمْ، وَإِذَا رُفِعَ لَهُ عِلْمُ السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ شَمَّرَ إلَيْهِ وَلَمْ يَحْبِسْ نَفْسَهُ عَلَيْهِمْ، فَمَا هِيَ إلَّا سَاعَةٌ حَتَّى يُبَعْثَرَ مَا فِي الْقُبُورِ، وَيُحَصَّلُ مَا فِي الصُّدُورِ، وَتَتَسَاوَى أَقْدَامُ الْخَلَائِقِ فِي الْقِيَامِ لِلَّهِ، وَيَنْظُرُ كُلُّ عَبْدٍ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ، وَيَقَعُ التَّمْيِيزُ بَيْنَ الْمُحِقِّينَ وَالْمُبْطِلِينَ، وَيَعْلَمُ الْمُعْرِضُونَ عَنْ كِتَابِ رَبِّهِمْ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ.
1/ 9:
وَطَاعَتُـ[الفقهاء]ـهُمْ أَفْرَضَ عَلَيْهِـ[الناس]ــمْ مِنْ طَاعَةِ الْأُمَّهَاتِ وَالْآبَاءِ بِنَصِّ الْكِتَابِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ فِي إحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْهُ وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ وَأَبُو الْعَالِيَةِ وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ وَالضَّحَّاكُ وَمُجَاهِدٌ فِي إحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْهُ: أُولُو الْأَمْرِ هُمْ الْعُلَمَاءُ، وَهُوَ إحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْ الْإِمَامِ أَحْمَدَ.
وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَابْنُ عَبَّاسٍ فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ وَالسُّدِّيُّ وَمُقَاتِلٌ: هُمْ الْأُمَرَاءُ، وَهُوَ الرِّوَايَةُ الثَّانِيَةُ عَنْ أَحْمَدَ [طَاعَةُ الْأُمَرَاءِ تَابِعَةٌ لِطَاعَةِ الْعُلَمَاءِ].
وَالتَّحْقِيقُ أَنَّ الْأُمَرَاءَ إنَّمَا يُطَاعُونَ إذَا أَمَرُوا بِمُقْتَضَى الْعِلْمِ؛ فَطَاعَتُهُمْ تَبَعٌ لِطَاعَةِ الْعُلَمَاءِ؛ فَإِنَّ الطَّاعَةَ إنَّمَا تَكُونُ فِي الْمَعْرُوفِ وَمَا أَوْجَبَهُ الْعِلْمُ، فَكَمَا أَنَّ طَاعَةَ الْعُلَمَاءِ تَبَعٌ لِطَاعَةِ الرَّسُولِ فَطَاعَةُ الْأُمَرَاءِ تَبَعٌ لِطَاعَةِ الْعُلَمَاءِ، وَلَمَّا كَانَ قِيَامُ الْإِسْلَامِ بِطَائِفَتَيْ الْعُلَمَاءِ وَالْأُمَرَاءِ، وَكَانَ النَّاسُ كُلُّهُمْ لَهُمْ تَبَعًا، كَانَ صَلَاحُ الْعَالَمِ بِصَلَاحِ هَاتَيْنِ الطَّائِفَتَيْنِ
(يُتْبَعُ)
(/)
، وَفَسَادُهُ بِفَسَادِهِمَا، كَمَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَغَيْرُهُ مِنْ السَّلَفِ: صِنْفَانِ مِنْ النَّاسِ إذَا صَلَحَا صَلَحَ النَّاسُ، وَإِذَا فَسَدَا فَسَدَ النَّاسُ، قِيلَ: مَنْ هُمْ؟ قَالَ: الْمُلُوكُ، وَالْعُلَمَاءُ كَمَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ:
رَأَيْت الذُّنُوبَ تُمِيتُ الْقُلُوبَ *وَقَدْ يُورِثُ الذُّلَّ إدْمَانُهَا
وَتَرْكُ الذُّنُوبِ حَيَاةُ الْقُلُوبِ *وَخَيْرٌ لِنَفْسِك عِصْيَانُهَا
وَهَلْ أَفْسَدَ الدِّينَ إلَّا الْمُلُوكُ * وَأَحْبَارُ سُوءٍ وَرُهْبَانُهَا
1/ 10: [صفة المفتي]
لَمْ تَصْلُحْ مَرْتَبَةُ التَّبْلِيغِ بِالرِّوَايَةِ وَالْفُتْيَا إلَّا لِمَنْ اتَّصَفَ بِالْعِلْمِ وَالصِّدْقِ؛ فَيَكُونُ عَالِمًا بِمَا يُبَلِّغُ صَادِقًا فِيهِ، وَيَكُونُ مَعَ ذَلِكَ حَسَنَ الطَّرِيقَةِ، مَرَضِيَّ السِّيرَةِ، عَدْلًا فِي أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ، مُتَشَابِهَ السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ فِي مَدْخَلِهِ وَمَخْرَجِهِ وَأَحْوَالِهِ؛ وَإِذَا كَانَ مَنْصِبُ التَّوْقِيعِ عَنْ الْمُلُوكِ بِالْمَحِلِّ الَّذِي لَا يُنْكَرُ فَضْلُهُ، وَلَا يُجْهَلُ قَدْرُهُ، وَهُوَ مِنْ أَعْلَى الْمَرَاتِبِ السَّنِيَّاتِ، فَكَيْف بِمَنْصِبِ التَّوْقِيعِ عَنْ رَبِّ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتِ؟!
فَحَقِيقٌ بِمَنْ أُقِيمَ فِي هَذَا الْمَنْصِبِ أَنْ يَعُدَّ لَهُ عِدَّتَهُ، وَأَنْ يَتَأَهَّبَ لَهُ أُهْبَتَهُ، وَأَنْ يَعْلَمَ قَدْرَ الْمَقَامِ الَّذِي أُقِيمَ فِيهِ، وَلَا يَكُونُ فِي صَدْرِهِ حَرَجٌ مِنْ قَوْلِ الْحَقِّ وَالصَّدْعِ بِهِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ نَاصِرُهُ وَهَادِيهِ، وَكَيْف هُوَ الْمَنْصِبُ الَّذِي تَوَلَّاهُ بِنَفْسِهِ رَبُّ الْأَرْبَابِ فَقَالَ تَعَالَى: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلْ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ} وَكَفَى بِمَا تَوَلَّاهُ اللَّهُ تَعَالَى بِنَفْسِهِ شَرَفًا وَجَلَالَةً؛ إذْ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلْ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ}، وَلِيَعْلَمَ الْمُفْتِي عَمَّنْ يَنُوبُ فِي فَتْوَاهُ، وَلِيُوقِنَ أَنَّهُ مَسْئُولٌ غَدًا وَمَوْقُوفٌ بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ.
1/ 12:
وَاَلَّذِينَ حُفِظَتْ عَنْهُمْ الْفَتْوَى مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِائَةٌ وَنَيِّفٌ وَثَلَاثُونَ نَفْسًا، مَا بَيْنَ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ، وَكَانَ الْمُكْثِرُونَ مِنْهُمْ سَبْعَةٌ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَعَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ.
وَقَالَ أَبُو مُحَمَّدِ ابْنُ حَزْمٍ: وَيُمْكِنُ أَنْ يُجْمَعَ مِنْ فَتْوَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ سِفْرٌ ضَخْمٌ قَالَ: وَقَدْ جَمَعَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمَأْمُونِ فُتْيَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي عِشْرِينَ كِتَابًا.
وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدٌ الْمَذْكُورُ أَحَدُ أَئِمَّةِ الْإِسْلَامِ فِي الْعِلْمِ وَالْحَدِيثِ.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[13 Jul 2006, 12:43 ص]ـ
1/ 29:
[أُصُولُ فَتَاوَى أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ «مختصر»]
1 - النُّصُوصُ ...
2 - مَا أَفْتَى بِهِ الصَّحَابَةُ ...
3 - إذَا اخْتَلَفَ الصَّحَابَةُ تَخَيَّرَ مِنْ أَقْوَالِهِمْ مَا كَانَ أَقْرَبَهَا إلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَلَمْ يَخْرُجْ عَنْ أَقْوَالِهِمْ، فَإِنْ لَمْ يَتَبَيَّنْ لَهُ مُوَافَقَةُ أَحَدِ الْأَقْوَالِ حَكَى الْخِلَافَ فِيهَا وَلَمْ يَجْزِمْ بِقَوْلٍ ...
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - الْأَخْذُ بِالْمُرْسَلِ وَالْحَدِيثِ الضَّعِيفِ، إذَا لَمْ يَكُنْ فِي الْبَابِ شَيْءٌ يَدْفَعُهُ، وَهُوَ الَّذِي رَجَّحَهُ عَلَى الْقِيَاسِ، وَلَيْسَ الْمُرَادُ بِالضَّعِيفِ عِنْدَهُ الْبَاطِلَ وَلَا الْمُنْكَرَ وَلَا مَا فِي رِوَايَتِهِ مُتَّهَمٌ بِحَيْثُ لَا يَسُوغُ الذَّهَابُ إلَيْهِ فَالْعَمَلُ بِهِ؛ بَلْ الْحَدِيثُ الضَّعِيفُ عِنْدَهُ قَسِيمُ الصَّحِيحِ وَقِسْمٌ مِنْ أَقْسَامِ الْحَسَنِ، وَلَمْ يَكُنْ يُقَسِّمُ الْحَدِيثَ إلَى صَحِيحٍ وَحَسَنٍ وَضَعِيفٍ، بَلْ إلَى صَحِيحٍ وَضَعِيفٍ، وَلِلضَّعِيفِ عِنْدَهُ مَرَاتِبُ ...
5 - فَإِذَا لَمْ يَكُنْ عِنْدَ الْإِمَامِ أَحْمَدَ فِي الْمَسْأَلَةِ نَصٌّ وَلَا قَوْلُ الصَّحَابَةِ أَوْ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَلَا أَثَرٌ مُرْسَلٌ أَوْ ضَعِيفٌ عَدَلَ إلَى الْأَصْلِ الْخَامِسِ - وَهُوَ الْقِيَاسُ - فَاسْتَعْمَلَهُ لِلضَّرُورَةِ، وَقَدْ قَالَ فِي كِتَابِ الْخَلَّالِ، سَأَلْت الشَّافِعِيَّ عَنْ الْقِيَاسِ، فَقَالَ: إنَّمَا يُصَارُ إلَيْهِ عِنْدَ الضَّرُورَةِ، أَوْ مَا هَذَا مَعْنَاهُ فَهَذِهِ الْأُصُولُ الْخَمْسَةُ مِنْ أُصُولِ فَتَاوِيهِ، وَعَلَيْهَا مَدَارُهَا ...
1/ 30:
وَلَمْ يَكُـ[الإمام أحمد]ـنْ يُقَدِّمُ عَلَى الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ عَمَلًا وَلَا رَأْيًا وَلَا قِيَاسًا وَلَا قَوْلَ صَاحِبٍ وَلَا عَدَمَ عِلْمِهِ بِالْمُخَالِفِ الَّذِي يُسَمِّيهِ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ إجْمَاعًا وَيُقَدِّمُونَهُ عَلَى الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ، وَقَدْ كَذَّبَ أَحْمَدُ مَنْ ادَّعَى هَذَا الْإِجْمَاعَ، وَلَمْ يَسِغْ تَقْدِيمَهُ عَلَى الْحَدِيثِ الثَّابِتِ، وَكَذَلِكَ الشَّافِعِيُّ أَيْضًا نَصَّ فِي رِسَالَتِهِ الْجَدِيدَةِ عَلَى أَنَّ مَا لَا يُعْلَمُ فِيهِ بِخِلَافٍ لَا يُقَال لَهُ إجْمَاعٌ، وَلَفْظُهُ: مَا لَا يُعْلَمُ فِيهِ خِلَافٌ فَلَيْسَ إجْمَاعًا. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: سَمِعْت أَبِي يَقُولُ: مَا يَدَّعِي فِيهِ الرَّجُلُ الْإِجْمَاعَ فَهُوَ كَذِبٌ، مَنْ ادَّعَى الْإِجْمَاعَ فَهُوَ كَاذِبٌ، لَعَلَّ النَّاسَ اخْتَلَفُوا، مَا يُدْرِيهِ، وَلَمْ يَنْتَهِ إلَيْهِ؟ فَلْيَقُلْ: لَا نَعْلَمُ النَّاسَ اخْتَلَفُوا، هَذِهِ دَعْوَى بِشْرٍ الْمَرِيسِيِّ وَالْأَصَمِّ، وَلَكِنَّهُ يَقُولُ: لَا نَعْلَمُ النَّاسَ اخْتَلَفُوا، أَوْ لَمْ يَبْلُغْنِي ذَلِكَ، هَذَا لَفْظُهُ وَنُصُوصُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجَلُّ عِنْدَ الْإِمَامِ أَحْمَدَ وَسَائِرِ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ مِنْ أَنْ يُقَدِّمُوا عَلَيْهَا تَوَهُّمَ إجْمَاعٍ مَضْمُونُهُ عَدَمُ الْعِلْمِ بِالْمُخَالِفِ، وَلَوْ سَاغَ لَتَعَطَّلَتْ النُّصُوصُ، وَسَاغَ لِكُلِّ مَنْ لَمْ يَعْلَمْ مُخَالِفًا فِي حُكْمِ مَسْأَلَةٍ أَنْ يُقَدِّمَ جَهْلُهُ بِالْمُخَالِفِ عَلَى النُّصُوصِ؛ فَهَذَا هُوَ الَّذِي أَنْكَرَهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَالشَّافِعِيُّ مِنْ دَعْوَى الْإِجْمَاعِ، لَا مَا يَظُنُّهُ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّهُ اسْتِبْعَادٌ لِوُجُودِهِ.
1/ 32:
قَالَ [الإمام أحمد] لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ: إيَّاكَ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي مَسْأَلَةٍ لَيْسَ لَك فِيهَا إمَامٌ.
1/ 33:
وَقَالَ أَبُو دَاوُد فِي مَسَائِلِهِ: مَا أُحْصِي مَا سَمِعْتُ أَحْمَدَ سُئِلَ عَنْ كَثِيرٍ مِمَّا فِيهِ الِاخْتِلَافُ فِي الْعِلْمِ فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي، قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَا رَأَيْت مِثْلَ ابْنِ عُيَيْنَةَ فِي الْفَتْوَى أَحْسَنَ فُتْيَا مِنْهُ، كَانَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ أَنْ يَقُولَ: لَا أَدْرِي.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي مَسَائِلِهِ: سَمِعْت أَبِي يَقُولُ: وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ سَأَلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْغَرْبِ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ: لَا أَدْرِي فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ تَقُولُ لَا أَدْرِي؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَبْلِغْ مَنْ وَرَاءَك أَنِّي لَا أَدْرِي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: كُنْت أَسْمَعُ أَبِي كَثِيرًا يُسْأَلُ عَنْ الْمَسَائِلِ فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي وَيَقِفُ إذَا كَانَتْ مَسْأَلَةٌ فِيهَا اخْتِلَافٌ، وَكَثِيرًا مَا كَانَ يَقُولُ: سَلْ غَيْرِي، فَإِنْ قِيلَ لَهُ: مَنْ نَسْأَلُ؟ قَالَ: سَلُوا الْعُلَمَاءَ، وَلَا يَكَادُ يُسَمِّي رَجُلًا بِعَيْنِهِ.
1/ 34:
وَقَالَ سَحْنُونُ بْنُ سَعِيدٍ: أَجْسَرُ النَّاسِ عَلَى الْفُتْيَا أَقَلُّهُمْ عِلْمًا، يَكُونُ عِنْدَ الرَّجُلِ الْبَابُ الْوَاحِدُ مِنْ الْعِلْمِ يَظُنُّ أَنَّ الْحَقَّ كُلَّهُ فِيهِ.
قُلْت: الْجُرْأَةُ عَلَى الْفُتْيَا تَكُونُ مِنْ قِلَّةِ الْعِلْمِ وَمِنْ غَزَارَتِهِ وَسِعَتِهِ، فَإِذَا قَلَّ عِلْمُهُ أَفْتَى عَنْ كُلِّ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ بِغَيْرِ عِلْمٍ، وَإِذَا اتَّسَعَ عِلْمُهُ اتَّسَعَتْ فُتْيَاهُ، وَلِهَذَا كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ مِنْ أَوْسَعِ الصَّحَابَةِ فُتْيَا.
1/ 35:
مُرَادُ عَامَّةِ السَّلَفِ بِالنَّاسِخِ وَالْمَنْسُوخِ: رَفْعُ الْحُكْمِ بِجُمْلَتِهِ تَارَةً وَهُوَ اصْطِلَاحُ الْمُتَأَخِّرِينَ، وَرَفْعُ دَلَالَةِ الْعَامِّ وَالْمُطْلَقِ وَالظَّاهِرِ وَغَيْرِهَا تَارَةً، إمَّا بِتَخْصِيصٍ أَوْ تَقْيِيدٍ أَوْ حَمْلِ مُطْلَقٍ عَلَى مُقَيَّدٍ وَتَفْسِيرِهِ وَتَبْيِينِهِ حَتَّى إنَّهُمْ يُسَمُّونَ الِاسْتِثْنَاءَ وَالشَّرْطَ وَالصِّفَةَ نَسْخًا لِتَضَمُّنِ ذَلِكَ رَفْعَ دَلَالَةِ الظَّاهِرِ وَبَيَانَ الْمُرَادِ، فَالنَّسْخُ عِنْدَهُمْ وَفِي لِسَانِهِمْ هُوَ بَيَانُ الْمُرَادِ بِغَيْرِ ذَلِكَ اللَّفْظِ، بَلْ بِأَمْرٍ خَارِجٍ عَنْهُ، وَمَنْ تَأَمَّلَ كَلَامَهُمْ رَأَى مِنْ ذَلِكَ فِيهِ مَا لَا يُحْصَى، وَزَالَ عَنْهُ بِهِ إشْكَالَاتٌ أَوْجَبَهَا حَمْلُ كَلَامِهِمْ عَلَى الِاصْطِلَاحِ الْحَادِثِ الْمُتَأَخِّرِ.
1/ 36:
وَقَالَ أَبُو عُمَرَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ فِي كِتَابِ " جَامِعِ فَضْلِ الْعِلْمِ ": حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْقَاسِمِ ثنا يَحْيَى بْنُ الرَّبِيعِ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الْمِصِّيصِيُّ ثنا إبْرَاهِيمُ بْنُ وَاقِدٍ ثنا الْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ حُسَيْنٍ إمَامُنَا قَالَ: رَأَيْت أَبَا حَنِيفَةَ فِي النَّوْمِ، فَقُلْت: مَا فَعَلَ اللَّهُ بِك يَا أَبَا حَنِيفَةَ؟ قَالَ: غَفَرَ لِي، فَقُلْت لَهُ: بِالْعِلْمِ؟ فَقَالَ: مَا أَضَرَّ الْفُتْيَا عَلَى أَهْلِهَا، فَقُلْت: فَبِمَ؟ قَالَ: بِقَوْلِ النَّاسِ فِيَّ مَا لَمْ يَعْلَمْ اللَّهُ أَنَّهُ مِنِّي.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[15 Jul 2006, 05:36 م]ـ
1/ 36: [أيهما أشد خطرا المفتي أو القاضي]
قَالَ أَبُو عُمَرَ: وَقَالَ أَبُو عُثْمَانَ الْحَدَّادُ: الْقَاضِي أَيْسَرُ مَأْثَمًا وَأَقْرَبُ إلَى السَّلَامَةِ مِنْ الْفَقِيهِ - يُرِيدُ الْمُفْتِي؛ لِأَنَّ الْفَقِيهَ مِنْ شَأْنِهِ إصْدَارُ مَا يَرِدُ عَلَيْهِ مِنْ سَاعَتِهِ بِمَا حَصَرَهُ مِنْ الْقَوْلِ، وَالْقَاضِي شَأْنُهُ الْأَنَاةُ وَالتَّثَبُّتُ وَمَنْ تَأَنَّى وَتَثَبَّتَ تَهَيَّأَ لَهُ مِنْ الصَّوَابِ مَا لَا يَتَهَيَّأُ لِصَاحِبِ الْبَدِيهَةِ، انْتَهَى.
وَقَالَ غَيْرُهُ: الْمُفْتِي أَقْرَبُ إلَى السَّلَامَةِ مِنْ الْقَاضِي؛ لِأَنَّهُ لَا يُلْزِمُ بِفَتْوَاهُ، وَإِنَّمَا يُخْبِرُ بِهَا مِنْ اسْتَفْتَاهُ، فَإِنْ شَاءَ قَبِلَ قَوْلَهُ، وَإِنْ شَاءَ تَرَكَهُ، وَأَمَّا الْقَاضِي فَإِنَّهُ يُلْزِمُ بِقَوْلِهِ، فَيَشْتَرِك هُوَ وَالْمُفْتِي فِي الْإِخْبَارِ عَنْ الْحُكْمِ، وَيَتَمَيَّزُ الْقَاضِي بِالْإِلْزَامِ وَالْقَضَاءِ؛ فَهُوَ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ خَطَرُهُ أَشَدُّ. وَلِهَذَا جَاءَ فِي الْقَاضِي مِنْ الْوَعِيدِ وَالتَّخْوِيفِ مَا لَمْ يَأْتِ نَظِيرُهُ فِي الْمُفْتِي، [ذكر بعض النصوص ... ] فَكُلُّ خَطَرٍ عَلَى الْمُفْتِي فَهُوَ عَلَى الْقَاضِي، وَعَلَيْهِ مِنْ زِيَادَةِ الْخَطَرِ مَا يَخْتَصُّ بِهِ، وَلَكِنْ خَطَرُ الْمُفْتِي أَعْظَمُ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى؛ فَإِنَّ فَتْوَاهُ شَرِيعَةٌ عَامَّةٌ تَتَعَلَّقُ بِالْمُسْتَفْتِي وَغَيْرِهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
، وَأَمَّا الْحَاكِمُ فَحُكْمُهُ جُزْئِيٌّ خَاصٌّ لَا يَتَعَدَّى إلَى غَيْرِ الْمَحْكُومِ عَلَيْهِ وَلَهُ؛ فَالْمُفْتِي يُفْتِي حُكْمًا عَامًّا كُلِّيًّا أَنَّ مَنْ فَعَلَ كَذَا تَرَتَّبَ عَلَيْهِ كَذَا، وَمَنْ قَالَ كَذَا لَزِمَهُ كَذَا، وَالْقَاضِي يَقْضِي قَضَاءً مُعَيَّنًا عَلَى شَخْصٍ مُعَيَّنٍ، فَقَضَاؤُهُ خَاصٌّ مُلْزِمٌ، وَفَتْوَى الْعَالِمِ عَامَّةٌ غَيْرُ مُلْزِمَةٍ، فَكِلَاهُمَا أَجْرُهُ عَظِيمٌ، وَخَطَرُهُ كَبِيرٌ.
1/ 39:
[استخدام الأئمة لفظ الكراهة بمعنى التحريم]
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: سَمِعْت مَالِكًا يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ وَلَا مَنْ مَضَى مِنْ سَلَفِنَا، وَلَا أَدْرَكْت أَحَدًا أَقْتَدِي بِهِ يَقُولُ فِي شَيْءٍ: هَذَا حَلَالٌ، وَهَذَا حَرَامٌ، وَمَا كَانُوا يَجْتَرِئُونَ عَلَى ذَلِكَ، وَإِنَّمَا كَانُوا يَقُولُونَ: نَكْرَهُ كَذَا، وَنَرَى هَذَا حَسَنًا؛ فَيَنْبَغِي هَذَا، وَلَا نَرَى هَذَا، وَرَوَاهُ عَنْهُ عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ، وَزَادَ: وَلَا يَقُولُونَ حَلَالٌ وَلَا حَرَامٌ، أَمَا سَمِعْت قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ؟} الْحَلَالُ: مَا أَحَلَّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَالْحَرَامُ مَا حَرَّمَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ.
قُلْت: وَقَدْ غَلِطَ كَثِيرٌ مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ مِنْ أَتْبَاعِ الْأَئِمَّةِ عَلَى أَئِمَّتِهِمْ بِسَبَبِ ذَلِكَ، حَيْثُ تَوَرَّعَ الْأَئِمَّةُ عَنْ إطْلَاقِ لَفْظِ التَّحْرِيمِ، وَأَطْلَقُوا لَفْظَ الْكَرَاهَةِ، فَنَفَى الْمُتَأَخِّرُونَ التَّحْرِيمَ عَمَّا أَطْلَقَ عَلَيْهِ الْأَئِمَّةُ الْكَرَاهَةَ، ثُمَّ سَهُلَ عَلَيْهِمْ لَفْظُ الْكَرَاهَةِ وَخَفَّتْ مُؤْنَتُهُ عَلَيْهِمْ فَحَمَلَهُ بَعْضُهُمْ عَلَى التَّنْزِيهِ، وَتَجَاوَزَ بِهِ آخَرُونَ إلَى كَرَاهَةِ تَرْكِ الْأَوْلَى، وَهَذَا كَثِيرٌ جِدًّا فِي تَصَرُّفَاتِهِمْ؛ فَحَصَلَ بِسَبَبِهِ غَلَطٌ عَظِيمٌ عَلَى الشَّرِيعَةِ وَعَلَى الْأَئِمَّةِ ...
[ثم ذكر أمثلة كثيرة من استخدام الأئمة لفظ الكراهة ونحوه على المحرم]
1/ 55:
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَصْبَحَ أَهْلُ الرَّأْيِ أَعْدَاءَ السُّنَنِ، أَعْيَتْهُمْ أَنْ يَعُوهَا وَتَفَلَّتَتْ مِنْهُمْ أَنْ يَرْوُوهَا، فَاسْتَبَقُوهَا بِالرَّأْيِ. [ ... وذكر نحوه من طرق أخرى وألفاظ أخرى]
1/ 65:
وَعَنْ عُمَرَ «أَنَّهُ لَقِيَ رَجُلًا فَقَالَ: مَا صَنَعْت؟ قَالَ: قَضَى عَلِيٌّ وَزَيْدٌ بِكَذَا، قَالَ: لَوْ كُنْت أَنَا لَقَضَيْت بِكَذَا، قَالَ: فَمَا مَنَعَك وَالْأَمْرُ إلَيْك؟ قَالَ: لَوْ كُنْت أَرُدُّك إلَى كِتَابِ اللَّهِ أَوْ إلَى سُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَفَعَلْت، وَلَكِنِّي أَرُدُّك إلَى رَأْيٍ، وَالرَّأْيُ مُشْتَرَكٌ».
فَلَمْ يَنْقُضْ مَا قَالَ عَلِيٌّ وَزَيْدٌ.
1/ 66:
الْعَرَبُ تُفَرِّقُ بَيْنَ مَصَادِرِ فِعْلِ الرُّؤْيَةِ بِحَسَبِ مَحَالِّهَا فَتَقُولُ: رَأَى كَذَا فِي النَّوْمِ رُؤْيَا، وَرَآهُ فِي الْيَقِظَةِ رُؤْيَةً، وَرَأَى كَذَا - لِمَا يُعْلَمُ بِالْقَلْبِ وَلَا يُرَى بِالْعَيْنِ - رَأْيًا، وَلَكِنَّهُمْ خَصُّوهُ بِمَا يَرَاهُ الْقَلْبُ بَعْدَ فِكْرٍ وَتَأَمُّلٍ وَطَلَبٍ لِمَعْرِفَةِ وَجْهِ الصَّوَابِ مِمَّا تَتَعَارَضُ فِيهِ الْأَمَارَاتُ؛ فَلَا يُقَالُ لِمَنْ رَأَى بِقَلْبِهِ أَمْرًا غَائِبًا عَنْهُ مِمَّا يَحُسُّ بِهِ أَنَّهُ رَأْيُهُ، وَلَا يُقَالُ أَيْضًا لِلْأَمْرِ الْمَعْقُولِ الَّذِي لَا تَخْتَلِفُ فِيهِ الْعُقُولُ وَلَا تَتَعَارَضُ فِيهِ الْأَمَارَاتُ إنَّهُ رَأْيٌ، وَإِنْ احْتَاجَ إلَى فِكْرٍ وَتَأَمُّلٍ كَدَقَائِقِ الْحِسَابِ وَنَحْوِهَا.
1/ 74:
وَقَالَ أَبَانُ بْنُ عِيسَى بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ الْقَاسِمِ عَنْ مَالِكٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: «دَعُوا السُّنَّةَ تَمْضِي، لَا تَعْرِضُوا لَهَا بِالرَّأْيِ».
1/ 79:
وَلِبَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ:
الْعِلْمُ قَالَ اللَّهُ قَالَ رَسُولُهُ * قَالَ الصَّحَابَةُ لَيْسَ خُلْفٌ فِيهِ
مَا الْعِلْمُ نَصْبُكَ لِلْخِلَافِ سَفَاهَةً * بَيْنَ النُّصُوصِ وَبَيْنَ رَأْيِ سَفِيهِ
كَلًّا وَلَا نَصْبُ الْخِلَافِ جَهَالَةً * بَيْنَ الرَّسُولِ وَبَيْنَ رَأْيِ فَقِيهِ
كَلا وَلَا رَدُّ النُّصُوصِ تَعَمُّدًا * حَذَرًا مِنْ التَّجْسِيمِ وَالتَّشْبِيهِ
حَاشَا النُّصُوصَ مِنْ الَّذِي رُمِيَتْ بِهِ * مِنْ فِرْقَةِ التَّعْطِيلِ وَالتَّمْوِيهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[19 Jul 2006, 02:39 ص]ـ
1/ 84:
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ وَقَدْ تَعَدَّدَتْ مِنْهُمْ رُؤْيَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ: {أَرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَأَتْ فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ} فَاعْتَبَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَاطُؤَ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِينَ، فَالْأُمَّةُ مَعْصُومَةٌ فِيمَا تَوَاطَأَتْ عَلَيْهِ مِنْ رِوَايَتِهَا وَرُؤْيَاهَا.
1/ 86:
[من كتاب عمر إلى أبي موسى رضي الله عنهما]
... فَمَنْ خَلَصَتْ نِيَّتُهُ فِي الْحَقِّ وَلَوْ عَلَى نَفْسِهِ =كَفَاهُ اللَّهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ، وَمَنْ تَزَّيَّنَ بِمَا لَيْسَ فِي نَفْسِهِ = شَانَهُ اللَّهُ ...
1/ 87:
وَلَا يَتَمَكَّنُ الْمُفْتِي وَلَا الْحَاكِمُ مِنْ الْفَتْوَى وَالْحُكْمِ بِالْحَقِّ إلَّا بِنَوْعَيْنِ مِنْ الْفَهْمِ:
أَحَدُهُمَا: فَهْمُ الْوَاقِعِ وَالْفِقْهِ فِيهِ وَاسْتِنْبَاطُ عِلْمِ حَقِيقَةِ مَا وَقَعَ بِالْقَرَائِنِ وَالْأَمَارَاتِ وَالْعَلَامَاتِ حَتَّى يُحِيطَ بِهِ عِلْمًا.
وَالنَّوْعُ الثَّانِي: فَهْمُ الْوَاجِبِ فِي الْوَاقِعِ، وَهُوَ فَهْمُ حُكْمِ اللَّهِ الَّذِي حَكَمَ بِهِ فِي كِتَابِهِ أَوْ عَلَى لِسَانِ قَوْلِهِ فِي هَذَا الْوَاقِعِ، ثُمَّ يُطَبِّقُ أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ؛ فَمَنْ بَذَلَ جَهْدَهُ وَاسْتَفْرَغَ وُسْعَهُ فِي ذَلِكَ لَمْ يَعْدَمْ أَجْرَيْنِ أَوْ أَجْرًا؛ فَالْعَالِمُ مَنْ يَتَوَصَّلُ بِمَعْرِفَةِ الْوَاقِعِ وَالتَّفَقُّهِ فِيهِ إلَى مَعْرِفَةِ حُكْمِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، كَمَا تَوَصَّلَ شَاهِدُ يُوسُفَ بِشَقِّ الْقَمِيصِ مِنْ دُبُرٍ إلَى مَعْرِفَةِ بَرَاءَتِهِ وَصِدْقِهِ ...
وَمَنْ تَأَمَّلَ الشَّرِيعَةَ وَقَضَايَا الصَّحَابَةِ وَجَدَهَا طَافِحَةً بِهَذَا، وَمَنْ سَلَكَ غَيْرَ هَذَا أَضَاعَ عَلَى النَّاسِ حُقُوقَهُمْ، وَنَسَبَهُ إلَى الشَّرِيعَةِ الَّتِي بَعَثَ اللَّهُ بِهَا رَسُولَهُ.
1/ 90:
وَلا حَجْرَ فِي الِاصْطِلَاحِ مَا لَمْ يَتَضَمَّنْ حَمْلَ كَلَامِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ عَلَيْهِ فَيَقَعُ بِذَلِكَ الْغَلَطُ فِي فَهْمِ النُّصُوصِ وَحَمْلِهَا عَلَى غَيْرِ مُرَادِ الْمُتَكَلِّمِ مِنْهَا وَقَدْ حَصَلَ بِذَلِكَ لِلْمُتَأَخِّرِينَ أَغْلَاطٌ شَدِيدَةٌ فِي فَهْمِ النُّصُوصِ ...
1/ 93:
طُرُق الْحُكْمِ أَعَمُّ مِنْ طُرُقِ حِفْظِ الْحُقُوقِ ...
1/ 95:
وَهُوَ سُبْحَانَهُ أَمَرَ بِإِشْهَادِ امْرَأَتَيْنِ لِتَوْكِيدِ الْحِفْظِ؛ لِأَنَّ عَقْلَ الْمَرْأَتَيْنِ وَحِفْظَهُمَا يَقُومُ مَقَامَ عَقْلِ رَجُلٍ وَحِفْظِهِ، وَلِهَذَا جُعِلَتْ عَلَى النِّصْفِ مِنْ الرَّجُلِ فِي الْمِيرَاثِ وَالدِّيَةِ وَالْعَقِيقَةِ وَالْعِتْقِ.
قلت: وذكر هذا في بدائع الفوائد 3/ 673، وزاد المعاد1/ 160، وتحفة المودود ص68، والطرق الحكمية ص219.
1/ 99:
وَقَدْ احْتَجَّ الْأَئِمَّةُ الْأَرْبَعَةُ وَالْفُقَهَاءُ قَاطِبَةً بصْحِيفَة عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، وَلَا يُعْرَفُ فِي أَئِمَّةِ الْفَتْوَى إلَّا مَنْ احْتَاجَ إلَيْهَا وَاحْتَجَّ بِهَا، وَإِنَّمَا طَعَنَ فِيهَا مَنْ لَمْ يَتَحَمَّلْ أَعْبَاءَ الْفِقْهِ وَالْفَتْوَى كَأَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ وَابْنِ حَزْمٍ وَغَيْرِهِمَا.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[23 Aug 2006, 09:47 م]ـ
1/ 105: ... أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ كَانَ يَقُولُ فِي مَجْلِسِهِ كُلَّ يَوْمٍ قَلَّمَا يُخْطِئُهُ أَنْ يَقُولَ ذَلِكَ: اللَّهُ حَكَمٌ قِسْطٌ، هَلَكَ الْمُرْتَابُونَ، إنَّ وَرَاءَكُمْ فِتَنًا يَكْثُرُ فِيهَا الْمَالُ، وَيُفْتَحُ فِيهَا الْقُرْآنُ، حَتَّى يَقْرَأَهُ الْمُؤْمِنُ وَالْمُنَافِقُ وَالْمَرْأَةُ وَالصَّبِيُّ وَالْأَسْوَدُ وَالْأَحْمَرُ، فَيُوشِكُ أَحَدُهُمْ أَنْ يَقُولَ: قَرَأْت الْقُرْآنَ فَمَا أَظُنُّ أَنْ يَتْبَعُونِي حَتَّى أَبْتَدِعَ لَهُمْ غَيْرَهُ، فَإِيَّاكُمْ وَمَا ابْتَدَعَ، فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَإِيَّاكُمْ وَزَيْغَةَ الْحَكِيمِ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ
(يُتْبَعُ)
(/)
يَتَكَلَّمُ عَلَى لِسَانِ الْحَكِيمِ بِكَلِمَةِ الضَّلَالَةِ، وَإِنَّ الْمُنَافِقَ قَدْ يَقُولُ كَلِمَةَ الْحَقِّ، فَتَلَقَّوْا الْحَقَّ عَنْ مَنْ جَاءَ بِهِ، فَإِنَّ عَلَى الْحَقِّ نُورًا، قَالُوا: وَكَيْف زَيْغَةُ الْحَكِيمِ؟ قَالَ: هِيَ الْكَلِمَةُ تَرُوعُكُمْ وَتُنْكِرُونَهَا وَتَقُولُونَ مَا هَذَا، فَاحْذَرُوا زَيْغَتَهُ، وَلَا يَصُدُّنَّكُمْ عَنْهُ، فَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يَفِيءَ وَأَنْ يُرَاجِعَ الْحَقَّ، وَإِنَّ الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ مَكَانُهُمَا إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
1/ 106: وَسُئِلَ [الإمام أحمد] عَنْ رَجُلَيْنِ: أَحَدُهُمَا أَنْكَى فِي الْعَدُوِّ مَعَ شُرْبِهِ الْخَمْرَ وَالْآخَرُ أَدْيَنُ؟ فَقَالَ: يُغْزِي مَعَ الْأَنْكَى فِي الْعَدُوِّ؛ لِأَنَّهُ أَنْفَعُ لِلْمُسْلِمِينَ.
وَبِهَذَا مَضَتْ سُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ كَانَ يُوَلِّي الْأَنْفَعَ لِلْمُسْلِمِينَ عَلَى مَنْ هُوَ أَفْضَلُ مِنْهُ، كَمَا وَلَّى خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ مِنْ حِينِ أَسْلَمَ عَلَى حُرُوبِهِ لِنِكَايَتِهِ فِي الْعَدُوِّ، وَقَدَّمَهُ عَلَى بَعْضِ السَّابِقِينَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ مِثْلُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَهَؤُلَاءِ مِمَّنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ، وَهُمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنْ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدِ وَقَاتَلُوا؛ وَخَالِدٌ وَكَانَ مِمَّنْ أَنْفَقَ بَعْدَ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ، فَإِنَّهُ أَسْلَمَ بَعْدَ صُلْحِ الْحُدَيْبِيَةِ هُوَ وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ الْحَجَبِيُّ، ثُمَّ إنَّهُ فَعَلَ مَعَ بَنِي جَذِيمَةَ مَا تَبَرَّأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ حِينَ رَفَعَ يَدَيْهِ إلَى السَّمَاءِ، وَقَالَ: {اللَّهُمَّ إنِّي أَبْرَأُ إلَيْك مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ} وَمَعَ هَذَا فَلَمْ يَعْزِلْهُ، وَكَانَ أَبُو ذَرٍّ مِنْ أَسْبَقِ السَّابِقِينَ وَقَالَ لَهُ {يَا أَبَا ذَرٍّ إنِّي أَرَاك ضَعِيفًا، وَإِنِّي أُحِبُّ لَك مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي لَا تَأَمَّرَنَّ عَلَى اثْنَيْنِ، وَلَا تَوَلَّيَنَّ مَالَ يَتِيمٍ} وَأَمَّرَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ فِي غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ؛ لِأَنَّهُ كَانَ يَقْصِدُ أَخْوَالَهُ بَنِي عُذْرَةَ فَعَلِمَ أَنَّهُمْ يُطِيعُونَهُ مَا لَا يُطِيعُونَ غَيْرَهُ لِلْقَرَابَةِ؛ وَأَيْضًا فَلِحُسْنِ سِيَاسَةِ عَمْرٍو وَخِبْرَتِهِ وَذَكَائِهِ وَدَهَائِهِ فَإِنَّهُ كَانَ مِنْ أَدْهَى الْعَرَبِ؛ وَدُهَاةُ الْعَرَبِ أَرْبَعَةٌ هُوَ أَحَدُهُمْ، ثُمَّ أَرْدَفَهُ بِأَبِي عُبَيْدَةَ وَقَالَ: {تَطَاوَعَا وَلَا تَخْتَلِفَا} فَلَمَّا تَنَازَعَا فِيمَنْ يُصَلِّي سَلَّمَ أَبُو عُبَيْدَةَ لِعَمْرٍو؛ فَكَانَ يُصَلِّي بِالطَّائِفَتَيْنِ وَفِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ؛ وَأَمَّرَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ مَكَانَ أَبِيهِ لِأَنَّهُ مَعَ كَوْنِهِ خَلِيقًا لِلْإِمَارَةِ - أَحْرِصُ عَلَى طَلَبِ ثَأْرِ أَبِيهِ مِنْ غَيْرِهِ، وَقَدَّمَ أَبَاهُ زَيْدًا فِي الْوِلَايَةِ عَلَى جَعْفَرٍ بْن عَمِّهِ مَعَ أَنَّهُ مَوْلَى، وَلَكِنَّهُ مِنْ أَسْبَقِ النَّاسِ إسْلَامًا قَبْلَ جَعْفَرٍ، وَلَمْ يَلْتَفِتْ إلَى طَعْنِ النَّاسِ فِي إمَارَةِ أُسَامَةَ وَزَيْدٍ وَقَالَ: {إنْ تَطْعَنُوا فِي إمَارَةِ أُسَامَةَ فَقَدْ طَعَنْتُمْ فِي إمَارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلُ، وَأَيْمُ اللَّهِ إنْ كَانَ خَلِيقًا لِلْإِمَارَةِ وَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إلَيَّ} وَأَمَّرَ خَالِدَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ وَإِخْوَتَهُ لِأَنَّهُمْ مِنْ كُبَرَاءِ قُرَيْشٍ وِسَادَاتِهِمْ وَمِنْ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ وَلَمْ يَتَوَلَّ أَحَدٌ بَعْدَهُ.
وَالْمَقْصُودُ أَنَّ هَدْيَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوْلِيَةُ الْأَنْفَعِ لِلْمُسْلِمِينَ وَإِنْ كَانَ غَيْرُهُ أَفْضَلَ مِنْهُ، وَالْحُكْمُ بِمَا يُظْهِرُ الْحَقَّ وَيُوَضِّحُهُ إذَا لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ أَقْوَى مِنْهُ يُعَارِضُهُ، فَسِيرَتُهُ تَوْلِيَةُ الْأَنْفَعِ وَالْحُكْمُ بِالْأَظْهَرِ.
1/ 90 - 107: فصل طويل في البينات والشهادات وما يتعلق بها قال في آخره:
وَلَا يُسْتَطَلْ هَذَا الْفَصْلُ فَإِنَّهُ مِنْ أَنْفَعْ فُصُولِ الْكِتَابِ.
1/ 109:
وَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِالْإِصْلَاحِ بَيْنَ الطَّائِفَتَيْنِ الْمُقْتَتِلَتَيْنِ أَوَّلًا فَإِنْ بَغَتْ إحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَحِينَئِذٍ أَمَرَ بِقِتَالِ الْبَاغِيَةِ لَا بِالصُّلْحِ فَإِنَّهَا ظَالِمَةٌ، فَفِي الْإِصْلَاحِ مَعَ ظُلْمِهَا هَضْمٌ لِحَقِّ الطَّائِفَةِ الْمَظْلُومَةِ، وَكَثِيرٌ مِنْ الظَّلَمَةِ الْمُصْلِحِينَ يُصْلِحُ بَيْنَ الْقَادِرِ الظَّالِمِ وَالْخَصْمِ الضَّعِيفِ الْمَظْلُومِ بِمَا يُرْضِي بِهِ الْقَادِرَ صَاحِبَ الْجَاهِ، وَيَكُونُ لَهُ فِيهِ الْحَظُّ، وَيَكُونُ الْإِغْمَاضُ وَالْحَيْفُ فِيهِ عَلَى الضَّعِيفِ، وَيَظُنُّ أَنَّهُ قَدْ أَصْلَحَ، وَلَا يُمَكِّنُ الْمَظْلُومَ مِنْ أَخْذِ حَقِّهِ، وَهَذَا ظُلْمٌ، بَلْ يُمَكِّنُ الْمَظْلُومَ مِنْ اسْتِيفَاءِ حَقِّهِ، ثُمَّ يَطْلُبُ إلَيْهِ بِرِضَاهُ أَنْ يَتْرُكَ بَعْضَ حَقِّهِ بِغَيْرِ مُحَابَاةٍ لِصَاحِبِ الْجَاهِ، وَلَا يَشْتَبِهُ بِالْإِكْرَاهِ لِلْآخَرِ بِالْمُحَابَاةِ وَنَحْوِهَا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[16 Nov 2006, 08:19 م]ـ
1/ 111 - 118:
بحث في شهادة القريب لقريبه هل تقبل؟
رجّح أنها لا تقبل مع التهمة، وتقبل بدونها.
1/ 116:
مسائل حول حديث «أنت ومالك لأبيك».
1/ 119:
وَاخْتَلَفَ الْفُقَهَاءُ فِي الْكَذِبِ فِي غَيْرِ الشَّهَادَةِ: هَلْ هُوَ مِنْ الصَّغَائِرِ أَوْ مِنْ الْكَبَائِرِ؟
عَلَى قَوْلَيْنِ هُمَا رِوَايَتَانِ عَنْ الْإِمَامِ أَحْمَدَ حَكَاهُمَا أَبُو الْحُسَيْنِ فِي تَمَامِهِ.
وَاحْتَجَّ مَنْ جَعَلَهُ مِنْ الْكَبَائِرِ: بِأَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ جَعَلَهُ فِي كِتَابِهِ مِنْ صِفَاتِ شَرِّ الْبَرِّيَّةِ، وَهُمْ الْكُفَّارُ وَالْمُنَافِقُونَ، فَلَمْ يَصِفْ بِهِ إلَّا كَافِرًا أَوْ مُنَافِقًا، وَجَعَلَهُ عَلَمَ أَهْلِ النَّارِ وَشِعَارَهُمْ وَجَعَلَ الصِّدْقَ عَلَمَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَشِعَارَهُمْ.
وَفِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ؛ فَإِنَّهُ يَهْدِي إلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرِّ يَهْدِي إلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لِيَصْدُقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ؛ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لِيَكْذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا} وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مَرْفُوعًا: {آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اُؤْتُمِنَ خَانَ}.
وَقَالَ مَعْمَرٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: {مَا كَانَ خُلُقٌ أَبْغَضُ إلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْكَذِبِ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يَكْذِبُ عِنْدَهُ الْكَذْبَةَ فَمَا تَزَالُ فِي نَفْسِهِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ مِنْهَا تَوْبَةً}.
وَقَالَ مَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ: ثنا مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ثنا أَيُّوبُ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: {مَا كَانَ شَيْءٌ أَبْغَضَ إلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْكَذِبِ، وَمَا جَرَّبَ عَلَى أَحَدٍ كَذِبًا فَرَجَعَ إلَيْهِ مَا كَانَ حَتَّى يَعْرِفَ مِنْهُ تَوْبَةً} حَدِيثٌ حَسَنٌ رَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ مِنْ طَرِيق ابْنِ وَهْبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي شَيْبَةَ: {أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْطَلَ شَهَادَةَ رَجُلٍ فِي كَذْبَةٍ كَذَبَهَا} وَهُوَ مُرْسَلٌ، وَقَدْ احْتَجَّ بِهِ أَحْمَدُ فِي إحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْهُ.
وَقَالَ قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ: سَمِعْت أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: " إيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ مُجَانِبُ الْإِيمَانَ " يُرْوَى مَوْقُوفًا وَمَرْفُوعًا؛ وَرَوَى شُعْبَةُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " الْمُسْلِمُ يُطْبَعُ عَلَى كُلِّ طَبِيعَةٍ غَيْرَ الْخِيَانَةِ وَالْكَذِبِ "، وَيُرْوَى مَرْفُوعًا أَيْضًا.
وَفِي الْمُسْنَدِ وَالتِّرْمِذِيِّ مِنْ حَدِيثِ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ الْأَسَدِيِّ، {أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَامَ قَائِمًا قَالَ: عَدَلَتْ شَهَادَةُ الزُّورِ الشِّرْكَ بِاَللَّهِ ثَلَاثَ مِرَارٍ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنْ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ}.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَفِي الْمُسْنَدِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ تَسْلِيمُ الْخَاصَّةِ وَفُشُوُّ التِّجَارَةِ حَتَّى تُعِينَ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا عَلَى التِّجَارَةِ، وَقَطْعُ الْأَرْحَامِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ، وَكِتْمَانُ شَهَادَةِ الْحَقِّ}.
وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ اللُّؤْلُؤِيُّ: ثنا أَبُو حَنِيفَةَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، فَتَقَدَّمَ إلَيْهِ رَجُلَانِ، فَادَّعَى أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ مَالًا، فَجَحَدَهُ الْمُدَّعَى عَلَيْهِ، فَسَأَلَهُ الْبَيِّنَةَ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَشَهِدَ عَلَيْهِ، فَقَالَ الْمَشْهُودُ عَلَيْهِ: لَا وَاَللَّهِ الَّذِي لَا إلَهَ إلَّا هُوَ مَا شَهِدَ عَلَيَّ بِحَقٍّ، وَمَا عَلِمْتُهُ إلَّا رَجُلًا صَالِحًا، غَيْرَ هَذِهِ الزَّلَّةِ فَإِنَّهُ فَعَلَ هَذَا لِحِقْدٍ كَانَ فِي قَلْبِهِ عَلَيَّ، وَكَانَ مُحَارِبٌ مُتَّكِئًا فَاسْتَوَى جَالِسًا ثُمَّ قَالَ: يَا ذَا الرَّجُلِ سَمِعْت ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ تَشِيبُ فِيهِ الْوَلَدَانِ، وَتَضَعُ الْحَوَامِلُ مَا فِي بُطُونِهَا، وَتَضْرِبُ الطَّيْرُ بِأَذْنَابِهَا وَتَضَعُ مَا فِي بُطُونِهَا مِنْ شِدَّةِ ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَلَا ذَنْبَ عَلَيْهَا وَإِنَّ شَاهِدَ الزُّورِ لَا يُقَارُّ قَدَمَاهُ عَلَى الْأَرْضِ حَتَّى يُقْذَفَ بِهِ فِي النَّارِ فَإِنْ كُنْت شَهِدْت بِحَقٍّ فَاتَّقِ اللَّهَ وَأَقِمْ عَلَى شَهَادَتِك، وَإِنْ كُنْت شَهِدْت بِبَاطِلٍ فَاتَّقِ اللَّهَ وَغَطَّ رَأْسَك وَاخْرُجْ مِنْ ذَلِكَ الْبَابِ.
وَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ: كُنْت فِي مَجْلِسِ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ وَهُوَ فِي قَضَائِهِ، حَتَّى تَقَدَّمَ إلَيْهِ رَجُلَانِ، فَادَّعَى أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ حَقًّا، فَأَنْكَرَهُ، فَقَالَ: أَلَك بَيِّنَةٌ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، اُدْعُ فُلَانًا، فَقَالَ الْمُدَّعَى عَلَيْهِ: إنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ، وَاَللَّهِ إنْ شَهِدَ عَلَيَّ لَيَشْهَدَنَّ بِزُورٍ، وَلَئِنْ سَأَلْتَنِي عَنْهُ لَأُزَكِّيَنَّهُ؛ فَلَمَّا جَاءَ الشَّاهِدُ قَالَ مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إنَّ الطَّيْرَ لِتَضْرِبَ بِمَنَاقِيرِهَا، وَتَقْذِفَ مَا فِي حَوَاصِلِهَا، وَتُحَرِّكَ أَذْنَابَهَا مِنْ هَوْلِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَإِنَّ شَاهِدَ الزُّورِ لَا تُقَارُّ قَدَمَاهُ عَلَى الْأَرْضِ حَتَّى يُقْذَفَ بِهِ فِي النَّارِ ثُمَّ قَالَ لِلرَّجُلِ: بِمَ تَشْهَدُ؟ قَالَ: كُنْت أُشْهِدْت عَلَى شَهَادَةٍ وَقَدْ نَسِيتُهَا، أَرْجِعُ فَأَتَذَكَّرُهَا، فَانْصَرَفَ وَلَمْ يَشْهَدْ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ.
وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ فِي مُسْنَدِهِ فَقَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارَ ثنا زَافِرٌ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ قَالَ: كُنْت عِنْدَ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، فَاخْتَصَمَ إلَيْهِ رَجُلَانِ، فَشَهِدَ عَلَى أَحَدِهِمَا شَاهِدٌ، فَقَالَ الرَّجُلُ: لَقَدْ شَهِدَ عَلَيَّ بِزُورٍ، وَلَئِنْ سُئِلَتْ عَنْهُ لَيُزَكَّيَنَّ، وَكَانَ مُحَارِبٌ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ ثُمَّ قَالَ: سَمِعْت عَبْدَ اللَّهَ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَزُولُ قَدَمَا شَاهِدِ الزُّورِ مِنْ مَكَانِهِمَا حَتَّى يُوجِبَ اللَّهُ لَهُ النَّارَ. وَلِلْحَدِيثِ طُرُقٌ إلَى مُحَارِبٍ.
فَصْلٌ:
وَأَقْوَى الْأَسْبَابِ فِي رَدِّ الشَّهَادَةِ وَالْفُتْيَا وَالرِّوَايَةِ: الْكَذِبُ؛ لِأَنَّهُ فَسَادٌ فِي نَفْسِ آلَةِ الشَّهَادَةِ وَالْفُتْيَا وَالرِّوَايَةِ، فَهُوَ بِمَثَابَةِ شَهَادَةِ الْأَعْمَى عَلَى رُؤْيَةِ الْهِلَالِ، وَشَهَادَةِ الْأَصَمِّ الَّذِي لَا يَسْمَعُ عَلَى إقْرَارِ الْمُقِرِّ؛ فَإِنَّ اللِّسَانَ الْكَذُوبَ بِمَنْزِلَةِ الْعُضْوِ الَّذِي قَدْ تَعَطَّلَ نَفْعُهُ، بَلْ هُوَ شَرٌّ مِنْهُ، فَشَرُّ مَا فِي الْمَرْءِ لِسَانٌ كَذُوبٌ؛ وَلِهَذَا يَجْعَلُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ شِعَارَ الْكَاذِبِ عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشِعَارَ الْكَاذِبِ عَلَى رَسُولِهِ سَوَادَ وُجُوهِهِمْ، وَالْكَذِبُ لَهُ تَأْثِيرٌ عَظِيمٌ فِي سَوَادِ الْوَجْهِ، وَيَكْسُوهُ بُرْقُعًا مِنْ الْمَقْتِ يَرَاهُ كُلُّ صَادِقٍ؛ فَسِيَّمَا الْكَاذِبُ فِي وَجْهِهِ يُنَادَى عَلَيْهِ لِمَنْ لَهُ عَيْنَانِ، وَالصَّادِقُ يَرْزُقُهُ اللَّهُ مَهَابَةً وَجَلَالَةً، فَمَنْ رَآهُ هَابَهُ وَأَحَبَّهُ، وَالْكَاذِبُ يَرْزُقُهُ إهَانَةً وَمَقْتًا، فَمَنْ رَآهُ مَقَتَهُ وَاحْتَقَرَهُ، وَبِاَللَّهِ التَّوْفِيقُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[21 Jun 2007, 11:58 ص]ـ
1/ 130:
وَقَدْ اشْتَمَلَ الْقُرْآنُ عَلَى بِضْعَةٍ وَأَرْبَعِينَ مَثَلًا تَتَضَمَّنُ تَشْبِيهَ الشَّيْءِ بِنَظِيرِهِ وَالتَّسْوِيَةَ بَيْنَهُمَا فِي الْحُكْمِ.
وَقَالَ تَعَالَى: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إلَّا الْعَالِمُونَ} فَالْقِيَاسُ فِي ضَرْبِ الْأَمْثَالِ مِنْ خَاصَّةِ الْعَقْلِ، وَقَدْ رَكَّزَ اللَّهُ فِطَرَ النَّاسِ وَعُقُولَهُمْ عَلَى التَّسْوِيَةِ بَيْنَ الْمُتَمَاثِلَيْنِ
وَإِنْكَارِ التَّفْرِيقِ بَيْنَهُمَا، وَالْفَرْقِ بَيْنَ الْمُخْتَلِفَيْنِ وَإِنْكَارِ الْجَمْعِ بَيْنَهُمَا.
[ثم سرد الأمثال وشرحها شرحا نفيسا]
1/ 136:
وَالْمَقْصُودُ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ جَمَعَ بَيْنَ الِاسْتِمْتَاعِ بِالْخَلَاقِ وَبَيْنَ الْخَوْضِ بِالْبَاطِلِ؛ لِأَنَّ فَسَادَ الدِّينِ إمَّا أَنْ يَقَعَ بِالِاعْتِقَادِ الْبَاطِلِ وَالتَّكَلُّمِ بِهِ وَهُوَ الْخَوْضُ، أَوْ يَقَعُ فِي الْعَمَلِ بِخِلَافِ الْحَقِّ وَالصَّوَابِ وَهُوَ الِاسْتِمْتَاعُ بِالْخَلَاقِ، فَالْأَوَّلُ الْبِدَعُ، وَالثَّانِي اتِّبَاعُ الْهَوَى، وَهَذَانِ هُمَا أَصْلُ كُلِّ شَرٍّ وَفِتْنَةٍ وَبَلَاءٍ، وَبِهِمَا كُذِّبَتْ الرُّسُلُ، وَعُصِيَ الرَّبُّ، وَدُخِلَتْ النَّارُ، وَحَلَّتْ الْعُقُوبَاتُ، فَالْأَوَّلُ مِنْ جِهَةِ الشُّبُهَاتِ، وَالثَّانِي مِنْ جِهَةِ الشَّهَوَاتِ، وَلِهَذَا كَانَ السَّلَفُ يَقُولُونَ: احْذَرُوا مِنْ النَّاسِ صِنْفَيْنِ: صَاحِبُ هَوًى فِتْنَتُهُ هَوَاهُ، وَصَاحِبُ دُنْيَا أَعْجَبَتْهُ دُنْيَاهُ.وَكَانُوا يَقُولُونَ: احْذَرُوا فِتْنَةَ الْعَالِمِ الْفَاجِرِ وَالْعَابِدِ الْجَاهِلِ؛ فَإِنَّ فِتْنَتَهُمَا فِتْنَةٌ لِكُلِّ مَفْتُونٍ، فَهَذَا يُشْبِهُ الْمَغْضُوبَ عَلَيْهِمْ الَّذِينَ يَعْلَمُونَ الْحَقَّ وَيَعْمَلُونَ بِخِلَافِهِ، وَهَذَا يُشْبِهُ الضَّالِّينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِغَيْرِ عِلْمٍ.
1/ 144:
وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى: {وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا} فَرَدَّ عَلَيْهِمْ سُبْحَانَهُ رَدًّا يَتَضَمَّنُ الدَّلِيلَ الْقَاطِعَ عَلَى قُدْرَتِهِ عَلَى إعَادَتِهِمْ خَلْقًا جَدِيدًا فَقَالَ: {قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلْ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} فَلَمَّا اسْتَبْعَدُوا أَنْ يُعِيدَهُمْ اللَّهُ خَلْقًا جَدِيدًا بَعْدَ أَنْ صَارُوا عِظَامًا وَرُفَاتًا قِيلَ لَهُمْ: كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ، سَوَاءٌ كَانَ الْمَوْتَ أَوْ السَّمَاءَ أَوْ الْأَرْضَ أَوْ أَيَّ خَلْقٍ اسْتَعْظَمْتُمُوهُ وَكَبُرَ فِي صُدُورِكُمْ، وَمَضْمُونُ الدَّلِيلِ أَنَّكُمْ مَرْبُوبُونَ مَخْلُوقُونَ مَقْهُورُونَ عَلَى مَا يَشَاءُ خَالِقُكُمْ، وَأَنْتُمْ لَا تَقْدِرُونَ عَلَى تَغْيِيرِ أَحْوَالِكُمْ مِنْ خِلْقَةٍ إلَى خِلْقَةٍ لَا تَقْبَلُ الِاضْمِحْلَالَ كَالْحِجَارَةِ وَالْحَدِيدِ، وَمَعَ ذَلِكَ فَلَوْ كُنْتُمْ عَلَى هَذِهِ الْخِلْقَةِ مِنْ الْقُوَّةِ وَالشِّدَّةِ لَنَفَذَتْ أَحْكَامِي وَقُدْرَتِي وَمَشِيئَتِي، وَلَمْ تَسْبِقُونِي وَلَمْ تَفُوتُونِي، كَمَا يَقُولُ الْقَائِلُ لِمَنْ هُوَ فِي قَبْضَتِهِ: اصْعَدْ إلَى السَّمَاءِ فَإِنِّي لَاحِقُك؛ أَيْ لَوْ صَعِدْت إلَى السَّمَاءِ لَحِقْتُك، وَعَلَى هَذَا فَمَعْنَى الْآيَةِ لَوْ كُنْتُمْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا أَوْ أَعْظَمَ خَلْقًا مِنْ ذَلِكَ لَمَا أَعْجَزْتُمُونِي وَلَمَا فُتُّمُونِي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَقِيلَ: الْمَعْنَى كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا عِنْدَ أَنْفُسِكُمْ، أَيْ صَوِّرُوا أَنْفُسَكُمْ وَقَدِّرُوهَا خَلْقًا لَا يَضْمَحِلُّ وَلَا يَنْحَلُ، فَإِنَّا سَنُمِيتُكُمْ ثُمَّ نُحْيِيكُمْ وَنُعِيدُكُمْ خَلْقًا جَدِيدًا، وَبَيْنَ الْمَعْنَيَيْنِ فَرْقٌ لَطِيفٌ، فَإِنَّ الْمَعْنَى الْأَوَّلَ يَقْتَضِي أَنَّكُمْ لَوْ قَدَرْتُمْ عَلَى نَقْلِ خِلْقَتِكُمْ مِنْ حَالَةٍ إلَى حَالَةٍ هِيَ أَشَدَّ مِنْهَا وَأَقْوَى لَنَفَذَتْ مَشِيئَتُنَا وَقُدْرَتُنَا فِيكُمْ وَلَمْ تُعْجِزُونَا، فَكَيْفَ وَأَنْتُمْ عَاجِزُونَ عَنْ ذَلِكَ؟ وَالْمَعْنَى الثَّانِي يَقْتَضِي أَنَّكُمْ صَوِّرُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَنْزِلُوهَا هَذِهِ الْمَنْزِلَةَ، ثُمَّ اُنْظُرُوا أَتَفُوتُونَا وَتُعْجِزُونَا أَمْ قُدْرَتُنَا وَمَشِيئَتُنَا مُحِيطَةٌ بِكُمْ وَلَوْ كُنْتُمْ كَذَلِكَ؟ وَهَذَا مِنْ أَبْلَغِ الْبَرَاهِينِ الْقَاطِعَةِ الَّتِي لَا تَعْرِضُ فِيهَا شُبْهَةٌ أَلْبَتَّةَ، بَلْ لَا تَجِدُ الْعُقُولُ السَّلِيمَةُ عَنْ الْإِذْعَانِ وَالِانْقِيَادِ لَهَا بُدًّا، فَلَمَّا عَلِمَ الْقَوْمُ صِحَّةَ هَذَا الْبُرْهَانِ وَأَنَّهُ ضَرُورِيٌّ انْتَقَلُوا إلَى الْمُطَالَبَةِ بِمَنْ يُعِيدُهُمْ فَقَالُوا: مَنْ يُعِيدُنَا؟ وَهَذَا سَوَاءٌ كَانَ سُؤَالًا مِنْهُمْ عَنْ تَعْيِينِ الْمُعِيدِ أَوْ إنْكَارًا مِنْهُمْ لَهُ فَهُوَ مِنْ أَقْبَحِ التَّعَنُّتِ وَأَبْيَنِهِ، وَلِهَذَا كَانَ جَوَابُهُ: {قُلْ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} وَلَمَّا عَلِمَ الْقَوْمُ أَنَّ هَذَا جَوَابٌ قَاطِعٌ انْتَقَلُوا إلَى بَابٍ آخَرَ مِنْ التَّعَنُّتِ؛ وَهُوَ السُّؤَالُ عَنْ وَقْتِ هَذِهِ الْإِعَادَةِ، فَأَنْغَضُوا إلَيْهِ رُءُوسَهُمْ وَقَالُوا: مَتَى هُوَ؟ فَقَالَ تَعَالَى: {قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا} فَلْيَتَأَمَّلْ اللَّبِيبُ لُطْفَ مَوْقِعِ هَذَا الدَّلِيلِ، وَاسْتِلْزَامَهُ لِمَدْلُولِهِ اسْتِلْزَامًا لَا مَحِيدَ عَنْهُ، وَمَا تَضَمَّنَهُ مِنْ السُّؤَالَاتِ وَالْجَوَابِ عَنْهَا أَبْلَغَ جَوَابٍ وَأَصَحَّهُ وَأَوْضَحَهُ، فَلِلَّهِ مَا يَفُوتُ الْمُعْرِضِينَ عَنْ تَدَبُّرِ الْقُرْآنِ الْمُتَعَوَّضِينَ عَنْهُ بِزُبَالَةِ الْأَذْهَانِ وَنُخَالَةِ الْأَفْكَارِ.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[21 Jun 2007, 12:01 م]ـ
1/ 145:
{يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ} ... وَلَا خِلَافَ أَنَّ الْمُرَادَ بِالصُّلْبِ صُلْبُ الرَّجُلِ، وَاخْتُلِفَ فِي التَّرَائِبِ فَقِيلَ: الْمُرَادُ بِهَا تَرَائِبُهُ أَيْضًا، وَهِيَ عِظَامُ الصَّدْرِ مَا بَيْنَ التَّرْقُوَةِ إلَى الثَّنْدُوَةِ، وَقِيلَ: الْمُرَادُ تَرَائِبُ الْمَرْأَةِ، وَالْأَوَّلُ أَظْهَرُ؛ لِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ قَالَ: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ} وَلَمْ يَقُلْ يَخْرُجُ مِنْ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ مَاءُ الرَّجُلِ خَارِجًا مِنْ بَيْنَ هَذَيْنِ الْمُخْتَلِفَيْنِ كَمَا قَالَ فِي اللَّبَنِ: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ} وَأَيْضًا فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ أَخْبَرَ أَنَّهُ خَلَقَهُ مِنْ نُطْفَةٍ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ، وَالنُّطْفَةُ هِيَ مَاءُ الرَّجُلِ، كَذَلِكَ قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَالنُّطْفَةُ الْمَاءُ الصَّافِي قَلَّ أَوْ كَثُرَ، وَالنُّطْفَةُ مَاءُ الرَّجُلِ، وَالْجَمْعُ نُطَفٌ؛ وَأَيْضًا فَإِنَّ الَّذِي يُوصَفُ بِالدَّفْقِ وَالنَّضْحِ إنَّمَا هُوَ مَاءُ الرَّجُلِ، وَلَا يُقَالُ نَضَحَتْ الْمَرْأَةُ الْمَاءَ وَلَا دَفَقَتْهُ، وَاَلَّذِي أَوْجَبَ لِأَصْحَابِ الْقَوْلِ الْآخَرِ ذَلِكَ أَنَّهُمْ رَأَوْا أَهْلَ اللُّغَةِ قَالُوا: التَّرَائِبُ مَوْضِعُ الْقِلَادَةِ مِنْ الصَّدْرِ.
قَالَ الزَّجَّاجُ: أَهْلُ اللُّغَةِ مُجْمِعُونَ عَلَى ذَلِكَ وَأَنْشَدُوا لِامْرِئِ الْقَيْسِ:
مُهَفْهَفَةٌ بَيْضَاءُ غَيْرُ مُفَاضَةٍ * تَرَائِبُهَا مَصْقُولَةٌ كَالسَّجَنْجَلِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَهَذَا لَا يَدُلُّ عَلَى اخْتِصَاصِ التَّرَائِبِ بِالْمَرْأَةِ، بَلْ يُطْلَقُ عَلَى الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ.
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: التَّرَائِبُ عِظَامُ الصَّدْرِ مَا بَيْنَ التَّرْقُوَةِ إلَى الثَّنْدُوَةِ.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[27 Jun 2007, 02:09 م]ـ
1/ 161:
فَصْلٌ:
وَمِنْهَا قَوْله تَعَالَى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}
هَذَانِ مَثَلَانِ مُتَضَمِّنَانِ قِيَاسَيْنِ مِنْ قِيَاسِ الْعَكْسِ، وَهُوَ نَفْيُ الْحُكْمِ لِنَفْيِ عِلَّتِهِ وَمُوجِبِهِ، فَإِنْ الْقِيَاسَ نَوْعَانِ:
قِيَاسُ طَرْدٍ يَقْتَضِي إثْبَاتَ الْحُكْمِ فِي الْفَرْعِ لِثُبُوتِ عِلَّةِ الْأَصْلِ فِيهِ.
وَقِيَاسُ عَكْسٍ يَقْتَضِي نَفْيِ الْحُكْمِ عَنْ الْفَرْعِ لِنَفْيِ عِلَّةِ الْحُكْمِ فِيهِ؛ فَالْمَثَلُ الْأَوَّلُ مَا ضَرَبَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِنَفْسِهِ وَلِلْأَوْثَانِ، فَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ هُوَ الْمَالِكُ لِكُلِّ شَيْءٍ يُنْفِقُ كَيْف يَشَاءُ عَلَى عَبِيدِهِ سِرًّا وَجَهْرًا وَلَيْلًا وَنَهَارًا يَمِينُهُ مَلْأَى لَا يَغِيضُهَا نَفَقَةُ سَحَّاءَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، وَالْأَوْثَانُ مَمْلُوكَةٌ عَاجِزَةٌ لَا تَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ، فَكَيْف يَجْعَلُونَهَا شُرَكَاءَ لِي وَيَعْبُدُونَهَا مِنْ دُونِي مَعَ هَذَا التَّفَاوُتِ الْعَظِيمِ وَالْفَرْقِ الْمُبِينِ؟
هَذَا قَوْلُ مُجَاهِدٍ وَغَيْرِهِ؛ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هُوَ مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ لِلْمُؤْمِنِ وَالْكَافِرِ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ فِي الْخَيْرِ الَّذِي عِنْدَهُ ثُمَّ رَزَقَهُ مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ عَلَى نَفْسِهِ وَعَلَى غَيْرِهِ سِرًّا وَجَهْرًا، وَالْكَافِرُ بِمَنْزِلَةِ عَبْدٍ مَمْلُوكٍ عَاجِزٍ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ لِأَنَّهُ لَا خَيْرَ عِنْدَهُ، فَهَلْ يَسْتَوِي الرَّجُلَانِ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ الْعُقَلَاءِ؟
وَالْقَوْلُ الْأَوَّلُ أَشْبَهَ بِالْمُرَادِ، فَإِنَّهُ أَظْهَرُ فِي بُطْلَانِ الشِّرْكِ، وَأَوْضَحُ عِنْدَ الْمُخَاطَبِ، وَأَعْظَمُ فِي إقَامَةِ الْحُجَّةِ، وَأَقْرَبُ نَسَبًا بِقَوْلِهِ: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنْ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} ثُمَّ قَالَ: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ} وَمِنْ لَوَازِمِ هَذَا الْمِثْلِ وَأَحْكَامِهِ أَنْ يَكُونَ الْمُؤْمِنُ الْمُوَحِّدُ كَمِنْ رَزَقَهُ مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا، وَالْكَافِرُ الْمُشْرِكُ كَالْعَبْدِ الْمَمْلُوكِ الَّذِي لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ، فَهَذَا مِمَّا نَبَّهَ عَلَيْهِ الْمِثْلُ وَأَرْشِدْ إلَيْهِ، فَذَكَره ابْنُ عَبَّاسٍ مُنَبِّهًا عَلَى إرَادَتِهِ لَا أَنَّ الْآيَةَ اخْتَصَّتْ بِهِ، فَتَأَمَّلْهُ فَإِنَّك تَجِدْهُ كَثِيرًا فِي كَلَامِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِ مِنْ السَّلَفِ فِي فَهْمِ الْقُرْآنِ، فَيُظَنُّ أَنَّ ذَلِكَ هُوَ مَعْنَى الْآيَةِ الَّتِي لَا مَعْنَى لَهَا غَيْرُهُ فَيَحْكِيه قَوْلُهُ.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[27 Jun 2007, 02:12 م]ـ
1/ 189:
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم في هذه الأمثال [في سورة التحريم] من الأسرار البديعة ما يناسب سياق السورة؛ فإنها سيقت في ذكر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، والتحذير من تظاهرهن عليه، وأنهن إن لم يطعن الله ورسوله ويردن الدار الآخرة لم ينفعهن اتصالهن برسول الله صلى الله عليه وسلم كما لم ينفع امرأة نوح ولوط اتصالهما بهما، ولهذا إنما ضرب في هذه السورة مثل اتصال النكاح دون القرابة.
قال يحيى بن سلام: ضرب الله المثل الأول يحذر عائشة وحفصة، ثم ضرب لهما المثل الثاني يحرضهما على التمسك بالطاعة.
وفي ضرب المثل للمؤمنين بمريم أيضا اعتبار آخر وهو أنها لم يضرها عند الله شيئا قذف أعداء الله اليهود لها، ونسبتهم إياها وابنها إلى ما برأهما الله عنه، مع كونها الصديقة الكبرى المصطفاة على نساء العالمين؛ فلا يضر الرجل الصالح قدح الفجار والفساق فيه.
وفي هذا تسلية لعائشة أم المؤمنين إن كانت السورة نزلت بعد قصة الإفك، وتوطين نفسها على ما قال فيها الكاذبون إن كانت قبلها، كما في ذكر التمثيل بامرأة نوح ولوط تحذير لها ولحفصة مما اعتمدتاه في حق النبي صلى الله عليه وسلم؛ فتضمنت هذه الأمثال التحذير لهن والتخويف، والتحريض لهن على الطاعة والتوحيد، والتسلية وتوطين النفس لمن أوذي منهن وكذب عليه، وأسرار التنزيل فوق هذا وأجل منه، ولا سيما أسرار الأمثال التي لا يعقلها إلا العالمون.
1/ 191 - 195:
تأويل الرؤى ومناسبات ذلك ... «ذكر أمور كثيرة»
1/ 195:
فالرؤيا أمثال مضروبة يضربها الملك الذي قد وكله الله بالرؤيا ليستدل الرائي بما ضرب به من المثل على نظيره، ويعبر منه إلى شبهه، ولهذا سمي تأويلها تعبيرا، وهو تفعيل من العبور، كما أن الاتعاظ يسمى اعتبارا وعبرة لعبور المتعظ من النظير إلى نظيره، ولولا أن حكم الشيء حكم مثله وحكم النظير حكم نظيره لبطل هذا التعبير والاعتبار، ولما وجد إليه سبيل، وقد أخبر الله - سبحانه - أنه ضرب الأمثال لعباده في غير موضع من كتابه، وأمر باستماع أمثاله، ودعا عباده إلى تعقلها، والتفكير فيها، والاعتبار بها، وهذا هو المقصود بها.
1/ 197:
وقد جاء التعليل في الكتاب العزيز بالباء تارة، وباللام تارة، وبأن تارة، وبمجموعهما تارة، وبكي تارة، ومن أجل تارة، وترتيب الجزاء على الشرط تارة، وبالفاء المؤذنة بالسببية تارة، وترتيب الحكم على الوصف المقتضي له تارة، وبلما تارة، وبأن المشددة تارة، وبلعل تارة، وبالمفعول له تارة. [ثم ذكر الأمثلة]
1/ 206:
[ذكر عن ابن عبد البر بعض المسائل التي قال فيها السلف بالقياس ثم ذكر أن نفاة القياس قد دفعوا بعضها واستدلوا عليه بالعمومات ... ثم قال:]
هؤلاء إن أمكنهم ذلك في بعض المسائل فلا يمكنهم ذلك في كثير من المواضع وهم مضطرون فيها ولا بد من القياس أو القول بما لم يقله به غيرهم ممن تقدمهم.
1/ 207:
ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم {لا تأكلوا في آنية الذهب والفضة، ولا تشربوا في صحافها فإنها لهم في الدنيا، ولكم في الآخرة}، وقوله: {الذي يشرب في آنية الذهب والفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم}، وهذا التحريم لا يختص بالأكل والشرب، بل يعم سائر وجوه الانتفاع، فلا يحل له أن يغتسل بها، ولا يتوضأ بها، ولا يدهن فيها، ولا يكتحل منها، وهذا أمر لا يشك فيه عالم.
1/ 219 - 220:
والعلم بمراد المتكلم يعرف تارة من عموم لفظه، وتارة من عموم علته، والحوالة على الأول أوضح لأرباب الألفاظ، وعلى الثاني أوضح لأرباب المعاني والفهم والتدبر، وقد يعرض لكل من الفريقين ما يخل بمعرفة مراد المتكلم، فيعرض لأرباب الألفاظ التقصير بها عن عمومها، وهضمها تارة وتحميلها فوق ما أريد بها تارة، ويعرض لأرباب المعاني فيها نظير ما يعرض لأرباب الألفاظ فهذه أربع آفات هي منشأ غلط الفريقين. [ثم ذكر أمثلة](/)
من فتاوى الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي
ـ[ابو الروب]ــــــــ[12 Jul 2006, 10:12 م]ـ
على هذا الرابط يتم انزال مجموعة من الفتاوى كل يوم او يومين وفي حالة الاضافة سوف انبهكم الى ذلك ان شا الله http://forum.islamacademy.net/showthread.php?
ـ[ابو الروب]ــــــــ[16 Jul 2006, 02:14 ص]ـ
تم اضافة فتاوى ولله الحمد
ـ[عبد الحي محمد]ــــــــ[16 Jul 2006, 11:21 ص]ـ
جزاك الله خيرا وأحسن لك
ـ[ابو الروب]ــــــــ[17 Jul 2006, 12:05 ص]ـ
ولك المثل اخي الكريم
تم اضافة بعض الفتاوى
ـ[ابو الروب]ــــــــ[19 Jul 2006, 01:18 ص]ـ
تم اضافة فتوى مع وضع رابط للفتاوى الشيخ في موقع طريق الاسلام وهي اكثر من 1400 فتوى اسال الله ان ينفني بها واياكم
ـ[ابو الروب]ــــــــ[20 Jul 2006, 12:44 ص]ـ
تم اضافة فتاوى جديدة ولله الحمد
ـ[ابو الروب]ــــــــ[22 Jul 2006, 03:17 ص]ـ
قد تم اضافة بعض الفتاوى مع وجود خلل في الآيات من نفس الموقع الذي انسخ منه الفتاوى فمن كان لديه حل فليفدنا
ـ[ابو الروب]ــــــــ[26 Jul 2006, 07:26 ص]ـ
اخواني الكران ما مضى من الفتاوى موجود على الرابط العلوي واما الجديد منها رايت انه من الافضل ان انزلها هنا
ـ[ابو الروب]ــــــــ[26 Jul 2006, 07:27 ص]ـ
السؤال الأول:
فضيلة الشيخ: هل يشترط في الأذان النية، وجزاكم الله خيراً؟
الجواب:
بسم الله. الحمد لله، والصلاة والسلام على خير خلق الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أمًا بعد:
فإنً الأذان تجب فيه النية إن كان واجبا، الأذان له حالتان طبعا هو من حيث الأصل كشعار للبلد واجب وقد أمر به النًبي - r - للجماعة، ولذلك لا يصح إلا بنية، فإن حصل الإجزاء بالمساجد، واستفضل المسجد غير الواجب يكون مستحبًا فيه تبعا للأصل، ولكنه من ناحية العبادة والقربة لا يكون إلًا بنية. والله تعالى أعلم.
السؤال الثاني:
فضيلة الشيخ: ما حكم صلاة الجنازة في المقبرة. وجزاكم الله خيرا؟
الجواب:
الأصل أنص الجنائز يصلّى عليها خارج المقبرة، ورخًص بعض العلماء أن يصلّى عليها من فاتته في المقبرة، وقالوا إن النّبي - r - صلّى على المرأة المقبورة، ولكن الصلاة على الجنازة ليس فيها ركوع ولا سجود، ليست كالصلاة العادية، فهذا لا يقدح في النهي الذي تقدم معنا، وكان بعض مشايخنا يمنع، ويقول: لا يصلّى على الجنازة داخل القبر؛ لأنّ النهي عامّ عن الصلاة في القبور، وهذا شامل لصلاة الجنازة وغيرها، ولأنّها تسمّى صلاة، والاحتياط في هذا لا شكّ أنه أسلم. والله تعالى أعلم.
السؤال الثالث:
فضيلة الشيخ: من صلّى في طريق الناس في المسجد: الأماكن التي يمشي فيها الناس فهل له حرمة أم تقطع صلاته. وجزاكم الله خيرا؟
الجواب:
كان بعض السلف يشدّد في هذا، حتىّ إن ابن المسيب - رحمه الله - كان يقول سعيد بن المسيب الإمام من أئمة التابعين - رحمه الله برحمته الواسعة - كان يقول: إنّه لا حرمة لهم، يعني الذين يصلّون في أبواب المساجد عند فراغ المساجد من داخلها، فيأتون يصلّون كان يسقط حرمتهم، وهو قول بعض العلماء - رحمهم الله -، ولكن على المسلم أن يكون ورعا، وأن يحتاط لدينه، فإذا أخطأ غيرك لا يحملك ذلك على الخطأ، ومعصية النّبي - r - بالمرور بين يدي المصلّي، ألا ترى أنّ النّبي - r - قال: ((أدّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك)) فإذا كان هذا في حقّك الذي يضيع وقد أساء، فمن باب أولى في حقّ الله - U - ، فإساءة الغير لا تدعونا إلى الإساءة، ولذلك لا يجوز أن يمرّ بين يدي إنسان يصلّي سواء كان في مدخل المسجد أو غيره. والله تعالى أعلم.
السؤال الرابع:
فضيلة الشيخ: ما حكم الصلاة فوق سطح الحمّام والحشّ. وجزاكم الله خيرا؟
الجواب:
(يُتْبَعُ)
(/)
اختلف العلماء في هذه المسألة، من حيث الأصل أنّ سطح الشيء يأخذ حكمه، لكن ظهر وتبيّن أنّه إذا كان الأمر متعلّقا بموضع في المكان لم يأخذ الأعلى حكم الأسفل، إذا تعلّق بالمكان نفسه مثل الحشّ ودورة المياه فإن النهي للنجاسة، وإذا صلّى على السطح وجد الحائل، ومن هنا فرّق بين ما يكون المعنى فيه في الموضع، ويختصّ الحكم به، وبين ما لا يكون المعنى فيه - أي الذي يكون الحكم فيه متعلّقاً بالشيء، فإنّه يشمل أعلاه وأسفله، فأنت إذا أردت أن تطوف بالبيت تطوف بالدور الأوّل وتطوف بالدور الثاني، وإذا اعتكفت في المسجد يجوز لك أن تصعد إلى سطحه؛ لأنّ أعلاه وأسفله واحد، وقد دلّت السنّة على أنّ أعلى الشيء آخذ حكم أسفله، وأنّ أسفله آخذ حكم أعلاه؛ ولذلك قال: ((من ظلم قيد شبر من الأرض طوّقه يوم القيامة من سبع أراضين)) فجعل الأسفل تابعا للأعلى، ومن هنا يفرّق بين ما يقصد فيه الموضع وما لا يقصد فيه الموضع، وظهر لنا أخيرا أنّ الحمّام ودورات المياه يقصد بها المكان بعينه، ولذلك إذا وجد الحائل أو صلّى على سطحها الأشبه أنّها لا يحكم ببطلان الصلاة ولكن الورع أن لا يفعل ذلك. والله تعالى أعلم.
السؤال الخامس:
سماحة الشيخ هذا سائل يقول: توفيت والدتي وتركت الذهب الذي لها منذ عشر سنين، ولم أدر هل عليه زكاة أم لا فما الحكم. وجزاكم الله خيرا؟
الجواب:
هناك ملاحظتان: الأول: سماحة الشيخ، هذا للعلماء الكبار، هذا مصطلح يعني ينبغي أن يناط بالأئمة والعلماء الذين عرف تقدمهم في العلم وتبرزهم. أنا عبد، حقير، فقير، ضعيف، لا تضعوني في غير موضعي، علامة! سماحة الشيخ! والله لو حاسبنا الله وأقسم بالله يمينا أسأل عنها بين يدي الله، لو حاسبنا الله عن كلمة شيخ لكنا من الهالكين.
ثانيا: لا يقتلنا الإنسان بالغرور، ولا يغتر الإنسان بشيخه أو بمن يطلب على يده، هذه أمانة ومسؤولية، كلمة ثقيلة عظيمة،كلمة سماحة، علامة، إذا كان الشيخ ابن إبراهيم - رحمة الله عليه رحمه الله برحمته الواسعة - يقول الوالد - رحمه الله -: ما رأيت عالما ملأ عيني علما وعملا مثل الشيخ ابن إبراهيم، وكان آية من آيات الله في: العلم، والعمل، والورع، والقوة في الحق، ومع هذا موجود كتابه،كان يستثقل ويستكثر أن يقال له: سماحة، وهو - والله - في جلالته وعلمه وفضله أهل للسماحة، وفي كرمه وفضله ونبله،كان آية من آيات الله بالكرم والجود والإحسان والبر بطلاب العلم وأهل العلم - نسأل الله برحمته الواسعة، وأن يجزيه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء -، وإذا كان هذا الإمام العالم يستكثر على نفسه هذا، وهو أهل لذلك، وأوصي طلاب العلم أن يتقوا الله في مشايخهم، وفيمن يطلبون على أيديهم العلم.
إنه لا يليق بالمسلم إلّا النصيحة، ومن النصيحة: أنّه إذا استفاد من علم العالم أن لا يقتله، من مدح الناس في وجوههم قتلهم، ومن أثنى عليهم وزكّاهم فوق قدرهم أهلكهم، فعليه أن يتّقي الله - U - إذا دنا الخير من العالم أن لا يورده الموارد، وأن يضعه في نفسه هذا تنبيه عامّ، ونسأل الله بعزّته وجلاله أن يجبر كسرنا، وأن يرحم ضعفنا، وأن لا يغرّنا بما يظن الناس فينا ويقولون.
الأمر الثاني: بالنسبة للذّهب المسئول عنه، هذا فيه تفصيل: من حيث الأصل لا نحكم بأنّه تجب فيه الزكاة إلّا إذا تبيّن أن الأمّ لم تكن تزكّي، وإذا تبيّن أنّ الأمّ لم تكن تزكّي يشترط أن لا تكون تعتقد وجوب الزكاة، فإذا سألت عالما وأسقط الزكاة في الحلي، وقال: الحلي لا زكاة فيه، وهو قول الجمهور - رحمهم الله -، والصحيح أنه تجب فيه الزكاة؛ لأنّ حديث: ((ليس للحلي زكاة)) من رواية أيّوب بن عافية وهو ضعيف، والأصل وجوبها، وحديث المسكتان واضح في الدلالة على الوجوب، فإذًا هناك شرطان: الشرط الأول: أن تكون الأمّ لا تعتقد وجوب الزكاة، فإذا كانت لا تعتقد وجوب الزكاة أو سألت علماء أو من بيئة يعرف فيها أنّهم لا يزكون؛ لأنّ علماءهم ومشايخهم على ذلك لم تجب عليكم الزكاة؛ لأنّكم تؤدّونها قضاءً، وهي لم تثبت أداء حتى تؤدّى قضاء، فإذا ثبت أنّ الأمّ كانت تعتقد وجوب الزكاة ينبغي أن تتأكّدوا أنهّا لم تخرج الزكاة، وأمّا شّك نقول إنهّا توفيّت وعندها حلي ما تؤدي زكاتها
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا ما يوجب الزكاة؛ لأنّ الأصل في المسلم أنّه قائم بحقوق الله - U - حتى نتأكّد أنّه قصّر، ولذلك لا يوجب عليكم القضاء إلّا على هذين الوجهين اللّذين ذكرناهما، والله تعالى أعلم.
السؤال السادس:
فضيلة الشيخ: بعد انتهائي من أداء العمرة هل يجوز لي أن أقوم بأداء العمرة لوالدي في نفس اليوم بعد ذهابي للإحرام مرة أخرى من مسجد التنعيم. وجزاكم الله خيرا؟
الجواب:
إذا كان الإنسان يريد أن يؤدّي العمرة عن والده أو قريبه أو متوفىّ لم يؤدّ العمرة وأراد أن يعتمر عنه، فيؤدّي العمرة عن نفسه أوّلا، فإذا أدّى العمرة عن نفسه، وعنَّ له أن يعتمر عن قريبه أو أقربائه فلا بأس أن يخرج إلى التنعيم أو إلى أدنى الحلّ، ما يشترط التنعيم؛ لأنّ العبرة أن يخرج إلى خارج حدود الحرم، قالت عائشة - رضي الله عنها -: ((والله، ما ذكر التنعيم ولا غيره))، لأنّ المراد أن يخرج إلى حدود الحلّ حتىّ يجمع في عمرته بين الحلّ والحرم،كما أنّ الحاجّ يخرج إلى عرفات فيجمع بين الحلّ والحرم في حجّه، والعمرة هي الحجّ الأصغر، ومن هنا يجب على من اعتمر من مكّة أن يخرج إلى أدنى الحلّ بقول جماهير السلف والخلف، ويشترط أن لا تمرّ بالميقات وأنت ناو عمرتين، فإن مررت بالميقات ناويا العمرة عنك وعن والدك أو عن قريب أو عن متوفىّ؛ فإنك إذا أدّيت عمرتك، لزمك أن ترجع إلى الميقات لأداء العمرة الثانية؛ لأنك مررت بالميقات مصاحبا للنيتين فلزمك الإحرام بالثانية كما لزمك الإحرام بالأولى؛ لعموم قوله: ((ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحجّ والعمرة)) فلذلك ترجع إلى الميقات وتحرم منه. أما لو طرأ عليك في مكّة؛ فإنّك تخرج إلى التنعيم وتعتمر، ولا بأس أن تعتمر عنك، وعن والدك، وعن قريبك الذي توفيّ خاصّة الذين يأتون من الخارج يصعب عليهم أن يرجعوا مرّة ثانية، فلو أنّه اعتمر عنه عن أبيه الذي لم يعتمر أو عن أمّه الّتي لم تعتمر وكرّر ثلاث عمرات أو أربع عمرات بالسبب والموجب فلا بأس بذلك ولا حرج، ولا دليل على التأقيت بين العمرتين. والله تعالى أعلم.
السؤال السابع:
فضيلة الشيخ: ما حكم الصلاة في المجزرة. وجزاكم الله خيرا؟
الجواب:
المجزرة فيها الدم المسفوح؛ ولذلك بيّن الله - U - أنّ الدم المسفوح وهو الذي يخرج عند الذكاة أو بغير ذكاة كالنزيف أنّه نجس كما قدّمنا في آية الأنعام: {إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهلّ به لغير الله} فقوله: {إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس} فبين أن الدم المسفوح رجس، والرجس هو النجس، ومن هنا أخذ العلماء - رحمهم الله - أنّ قوله تعالى: {إّنما الخمر والميسر والأنصاب} قالوا إنّها نجسة، الخمر والأنصاب نجسة، والميسر استثنيت لدلالة الحس، أما الأنصاب فإنّه كان يذبح عليها، فهي نجسة {وما ذبح على النصب} فكان يذبح للنصب ومن أجل النصب وعلى النصب تقرّبا لها ما يفعله أهل الشرك والوثنيّة، فالمقصود من هذا أنّ الدم الذي يخرج أثناء الذكاة نجس بإجماع العلماء -رحمهم الله - الذي يخرج أثناء الذكاة بنص الآية، فهذا الدم موجود في المجازر، ولذلك المجازر نجسة من هذا المعنى، أمّا لو كانت المجزرة تغسل وتنظف، وفيها أماكن مخصصة للصلاة، فلا بأس بذلك ولا حرج والله تعالى أعلم.
السؤال الثامن:
فضيلة الشيخ: ما حكم الصلاة بين السواري والأعمدة وجزاكم الله خيرا؟
الجواب:
ثبت في حديث أنس - t - في السنن وغيره أنّه لما رأى الرجل أو رجالا اضطّروا إلى الصلاة بين السواري قالوا اضطررنا إلى الصلاة بين العمودين أو بين السواري، فرآنا أنس فقال: ((كنّا نتّقي هذا على عهد رسول الله - r - )) وفي لفظ آخر: ((كنّا نطرد عن هذا طردا)).
(يُتْبَعُ)
(/)
فالأصل عند العلماء أنّه لا يصلّى بين السواري؛ لأنهّا تقطع الصفوف، وقيل: لأنها مواضع الشياطين، وقيل: لأنّها مواضع الأحذية، وكلّها علل ذكرها العلماء، لكن الأصل أنّه لا يصلّى بين السواري، إلّا السواري المتباعدة، مثلا ما يوجد الآن في هذه الفتحة، يعني السواري المتباعدة يجوز الصلاة فيها، أمّا السواري المتقاربة مثل هذه لا يصلّى بينها، السواري المتباعدة، ولذلك مثل هذه الفتحة ممكن أن يكون فيها مسجد كامل مثلها يكون فيها مسجد، ولكن ترى بين السارية السواري الأربع التي باليمين مع السواري الأربع التي باليسار يكون الإنسان مصليا بين السارتين، لكن هذا عفو، إذا كان السواري متباعدة، ولذلك كأنهّا في حكم المسجد حتّى إنّك ربّما تجد المسجد بهذه المساحة، فإذا كان بهذا الشكل متباعدة فإنه يغتفر أمرها، ولكن إذا كانت متقاربة هي محل المنع والحظر. والله تعالى أعلم.
السؤال التاسع:
فضيلة الشيخ: إذا صلّيت الوتر بعد صلاة العشاء مباشرة، وأردت أن أقوم الليل، فهل علي شيء إذا لم أوتر بعد الانتهاء من صلاة قيام الليل. وجزاكم الله خيرا؟
الجواب:
أنت مخير بين أن تصلّي ركعتين ركعتين ولا توتر، وهذا خلاف الأولى، أو أن تصلّي ركعة تنقض بها الوتر الأوّل، ثم تصلّي الليل تصلّي ما شئت ثم توتر، وهذا أفضل؛ لأنّ النبّي - r - قال: ((اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا)) فدلّ على أن الوتر مكانه في الأخير، وقال: ((صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الفجر فليوتر بواحدة)) فجعل الوتر في الآخر، ولأنّه فعل أصحاب رسول الله - r - ، وهو محفوظ من فعل السلف كابن عمر - رضي الله عنهما - وغيره، فإذًا تنقض الوتر الأول بركعة، الدليل على أنّ الوتر ينقض الوتر قول النّبي - r - : (( لا وتران في ليلة)) فلما قال: ((لا وتران)) دلّ على أنّ الوتر الثاني ينقض الوتر الأول، فأعمل الوترين، فأنت إذا صليت وترا نقضت به الوتر الأول فقد نقضت، ثم بعد ذلك إذا أوترت الثالث خرجت من النهي، والمراد: ((لا وتران)) إذا اقتصر عليهما، لأنّها تصير الصلاة شفعيّة، والمراد أن يكون الوتر وترا بالشفع، لا أنّه مشفّع، ومن هنا ينقض الوتر الثاني الأوّل، ثم يصلّي شفعا شفعا ثم يوتر، هذا هو الأنسب، لو صلّيت ركعتين ركعتين استدلّ بعض العلماء أنّ النّبي - r - أوتر ثم صلى ركعتين بعدما أوتر لببيان الجواز، ولكن الأفضل والأكمل أن تصلي ركعة تنقض بها الوتر، ثم تصلي ركعتين ركعتين، ثم توتر والله تعالى أعلم، لكن ما ينبغي لأحد أن يصلّي الوتر وهو يعلم أنه سيقوم آخر الليل، ما ينبغي لأحد أن يصلّي الوتر في أوّل الليل وهو يعلم أن يريد أن يقوم بعد ذلك، أو عنده قيام أو عنده ورد، فهذا خلاف السنّة؛ لأنه تقصّدٌ لمخالفة السنة مادام أنّه يعلم أنه سيقوم يؤخّر وتره إلى ما بعد القيام؛ تأسّيا بالنبيّ - r - واستجابة لأمره. والله تعالى أعلم.
السؤال العاشر:
فضيلة الشيخ: ما حكم التنفّل المطلق قبل النداء الثاني يوم الجمعة. وجزاكم الله خيرا؟
الجواب:
لا بأس بالصلاة ما لم ينتصف النهار يوم الجمعة؛ خلافا للإمام الشافعي - رحمه الله -، جمهور العلماء على أنّه يجوز للمسلم أن يصلي ما شاء حتى يجلس الخطيب للخطبة، وهذا شبه إجماع بين العلماء - رحمهم الله -، ليس هناك أحد بدّع أو منع أحدا أن يصلّي قبل الأذان الثاني؛ لأن الأصل أنّ النّبي - r - أذن بذلك كما في الحديث الصحيح في يوم الجمعة، فيجوز للمسلم أن يتنفل يوم الجمعة إلاّ إذا انتصف النهار؛ وذلك لأن النبيّ - r - أمر بالإمساك عن الصلاة عند انتصاف النهار، كما في الأحاديث الصحيحة عنه - عليه الصلاة والسلام- ولم يفرّق بين يوم الجمعة وغيره، فاستثنى الإمام الشافعي لرواية ذكرها في مسنده، ولكنّها ضعيفة، ضعّفها العلماء والأئمّة - رحمهم الله - باستثناء يوم الجمعة.
وقال الشافعي: إنّه يوم رحمة، ولذلك تسجّر فيه أبواب جهنّم، فيصلي حتى ولو كان النهار منتصفا. والصحيح ما ذهب إليه الجمهور؛ لعدم ثبوت الاستثناء، والأصل في العامّ أن يبقى على عمومه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الأدلّة على أنه يجوز التّنفل إلى أن يجلس الخطيب: قوله - عليه الصلاة والسلام -: ((من بكّر وابتكر، ومشى ولم يركب، ثم قال: فصلذى ثم دنا وأنصت)).
فقال: ((فصلّى)): أي صلّى ما كتب له ثم دنا وأنصت، فاتّصلت الصلاة بدنوّه وإنصاته من الخطيب، وهذا يدلذ على أنذ الوقت وقت صلاة، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ((فإذا طلعت الشمس فصلّ فإنذ الصلاة حاضرة مشهودة حتى ينتصف النهار فأمسك عن الصلاة، ثم صلذ فإن الصلاة حاضرة مشهودة)) فهذا هو الأصل يجوز له أن يصلذي بعد الأذان الأول وبين الأذان الأول والثاني، ولا أحفظ - حسب علمي - أحدا من أهل العلم يقول: إن الصلاة بين الأذان الأوّل والثاني من الجمعة بدعة من المتقدّمين والسلف، ولذلك الأصل جواز هذه الصلاة، وأنّه لا بأس به.
ومن العلماء من قال -كما هو قول بعض الشافعيّة رحمهم الله -: إنّه يسنّ أن يصلّي بين الأذان الأوّل والثاني؛ لأنّ النّبي قال: ((بين كلّ أذانين)) كما أشار الحافظ ابن حجر - رحمه الله - إلى ذلك في شرحه للصحيح فقالوا: ((بين كلّ أذانين)) وأذان عثمان مشروع بإجماع الأمّة، وعلى هذا يشرع أن يصلّي عندهم، ولكن الجمهور ردّوا هذا وقالوا إنّه يصلّي تنّفلا مطلقا، أنّه يصلّي وليس للجمعة سنّة راتبة قبليّة ولا صلاة مستحبّة قبليّة بعينها، وإنّما يتنّفل تنفّلا عامّا. والله تعالى أعلم.
السؤال الحادي عشر:
فضيلة الشيخ: كيف ينال العبد محبّة الله لكي ينادى باسمه في الملأ الأعلى: أنّ الله يحبّ فلان. وجزاكم الله خيرا؟
الجواب:
محبّة الله تبارك وتعالى بيّن الله - U - في كتابه، وعلى لسان رسوله سبلها، وموجباتها، بيّن - I- ما يدعو إلى محبّته، ويوجب للعبد أن ينال هذه المنزلة الشريفة المنيفة منه - I - : أن يحبّه الله، وإذا أحبّه الله - Y - نادى في السماء، فصعق من في السماوات، وصعد جبريل، وقال الله له: يا جبريل، إنيّ أحبّ فلانا فأحبّه، فينادى باسمه في الملأ الأعلى: أن الله يحبّه، فينادي جبريل: يا أهل السماء، إن الله يحبّ فلانا فأحبّوه، وليتصور المسلم إذا نودي باسمه في الملأ الأعلى، وذكره الله - Y - باسمه، فأي منزلة، وأي مكانة، وأي فضل حازه هذا العبد السعيد.
ينادي الله - Y - أن الله يحبّ عبده إذا أقام الصلاة وآتى الزكاة، وأطاع الله ورسوله - r - ، ينادي الله باسمه حينما يراه صوّاما قوّاما أوّاها مخبتا منيبا إليه - I - ، ينادي سبحانه باسمه حينما يراه كثير التلاوة للقرآن خاشعا من كلام الرحمن، لا يسمع آية من كتاب الله إلا انفطر لها قلبه، وأصغى لها سمعه، وأشهد لها جنانه، وحرّك بما فيها من ذكره سبحانه لسانه.
يحبّه الله - Y - حينما يكون عفيف الجنان، عفيف اللسان، عفيف الجوارح والأركان، عن أهل الإسلام والإيمان، حينما يراه الله في صباحه ومسائه لا يؤذي المسلمين بلسانه، لا يسبّ، ولا يشتم، ولا يغتاب، يمسي ويصبح وليس في صحيفة عمله زلّة على مسلم، ولا أذيّة لمسلم، يمسي ويصبح يحب للمسلمين ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه.
يحبّه الله إذا أحبّ أولياءه، إذا أحب ملائكته، وأحبّ أنبياءه، وأحبّ رسله، وأحبّ عباده الصالحين، وقف ابن عمر - رضي الله عنهما - على الصفا، وقال: اللّهمّ حببّني إليك، وحببنّي إلى ملائكتك، وحببّني إلى أنبيائك، وإلى رسلك، وإلى عبادك الصالحين، ثم قال: اللّهمّ ارزقني حبّك، وحبّ ملائكتك، وحبّ أنبيائك، وحبّ رسلك، وحبّ عبادك الصالحين.
يحبّ الله من أحبّه، وأحبّ أولياءه، فالذي يحبّ الأنبياء والعلماء والصلحاء والأتقياء، فيحبّ لهم الخير، ويظنّ بهم الخير، يحبّه الله - Y - ، فإذا أراد الله - U - بعبده أن يحبّه هيّأه للمحبّة، حينما يؤدّي حقوق الله- Y - كاملة غير منقوصة، أيّ حبيب إذا نادى عليه منادي الله في صلاته نسي دنياه وأهله وماله، وأقبل على بيوت الله - U - ، فإذا كملت محبّة الله له لم ينادِ منادي الله إلا وهو في مسجده، ولم ينادِ منادي الله إلاّ وهو قائم في بيت من بيوت الله - U - ، يسبحّ ربّه بالغدوّ والآصال لا تلهيه تجارة ولا بيع عن ذكر الله - U -. يحبّ الله عبده إذا كان بارا بوالديه، فلا يزال يرضي والديه حتّى ينادي الله - U - باسمه
(يُتْبَعُ)
(/)
في الملأ الأعلى حينما يدخل السرور عليهما، ويسعى في رضاهما، ويمسي ويصبح وهو يفكّر كيف يرض أباه وأمّه، وكيف يدخل السرور على الوالدين، ما خرج منهما إلاّ بدعوة صالحة، ولا قام بين أيديهما إلاّ بالرضا التامّ الكامل، فلا يزال يرضيهما حتىّ يرضى الله عنه، ثم يحبّه ويضع له القبول.
يحبّ الله عبده إذا كفكف دموع اليتامى، وجبر به قلوب الأرامل والثكالى، إذا ستر العورات، وفرّج الكربات، وسعى في دفع الهموم عن المؤمنين والمؤمنات، يتألمّ لآلامهم، ويتأسّى لمآسيهم، وكأنّه جراح أصابته، وهموم نزلت به، فلا يرتاح له بال، ولا يهنأ له عيش، يدعو للمسلمين، ويسعى في جلب الخير إليهم، ويتمنّى لهم كلّ خير.
يحبّ الله عبده إذا طلب العلم، وحرص على أن يكون عالما بكتابه وسنّة نبيّه - r - .
يحب ّالله عبده إذا أمر بالمعروف، ونهى عن المنكر، فذكر الناس بربّهم، وأخذ بمجامع قلوبهم إلى جنّته ورحمته ودار كرامته.
يحبّ الله عبده إذا كان على السبيل الأقوم، والسبيل الأمثل الأسلم.
يحبّ الله عبده، ولن تنال محبّته بالتشهّي، ولا بالتمنيّ، ولا بالتزكية.
يحب ربّك المتواضعين الذين مهما ارتفعت درجاتهم نزلوا إلى الناس محبّة وإحسانا وبرّا، فلم يزدهم الخير إلاّ برّا و وإحسانا بالناس لا تعاليا ولا غرورا، فإذا وجد العبد من نفسه هذه الصفات حمد الله - I-، وسأل الله أن يزيده من فضله، وإذا لم يجد ذلك سأل الله - U - أن يجبر كسره، وأن يحسن عمله، حتى يبلغ مراتب المحبّين والمحبوبين، ألا وإن من أعظم ما يستدرّ به محبّة الله: الصبر، فمن كان من الصابرين تبوّأ محبّة ربّ العالمين.
الصابر على طاعة الله، الصابر على بلاء الله وقضاء الله وقدر الله، الصابر عن معصية الله، فإذا استجمع ذلك استجمع محبّة الله.
الّلهمّ إنّا نسألك بعزّتك وجلالك أن تجعلنا من أحبابك، اللّهمّ حببّنا إليك، وارزقنا حبّك، وحبّ من يحبّك، يا أرحم الراحمين، اشملنا بعفوك وبرك أحياء وأمواتا، برحمتك يا أرحم الراحمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله وسلم وبارك على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.(/)
برنامج إحياء السنة النبوية- سنة رواتب الصلاة
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[13 Jul 2006, 11:31 م]ـ
سم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع (15) بتاريخ 16/ 6/1427
سنة رواتب الصلاة:
قم بالعمل بالسنة التالية:
رواتب صلاة الظهر (قبل الظهر: ركعتان أو أربعة) (بعد الظهر: ركعتان)
رواتب صلاة المغرب (بعد المغرب: ركعتان)
رواتب صلاة العشاء (بعد العشاء: ركعتان)
رواتب صلاة الفجر (قبل الفجر: ركعتان)
ثم قم بالتصويت:
الحديث:
صحيح البخارى- كتاب الجمعة/ترقيم العالمية1109 - ترقيم فتح البارى 1181 – ترقيم د. البغا1126:
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ حَفِظْتُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ رَكَعَاتٍ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ فِي بَيْتِهِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ فِي بَيْتِهِ وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ وَكَانَتْ سَاعَةً لَا يُدْخَلُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ وَطَلَعَ الْفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ
صحيح البخارى – كتاب الجمعة/ ترقيم العالمية1110 - ترقيم فتح البارى1182 - ترقيم د. البغا1127:
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَدَعُ أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْغَدَاةِ تَابَعَهُ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ وَعَمْرٌو عَنْ شُعْبَةَ
معني الغداة: صلاة الفجر
للمزيد من التفاصيل قم بالرجوع إلى رابط وزارة الأوقاف المغربية:
http://www.habous.gov.ma/ar/Box_Content.aspx?id=155&Box=2
أو إلى مسجد أون لاين:
http://www.moschee-online.de/arabic/salah.htm(/)
جديد فضيلة الشيخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[14 Jul 2006, 02:11 م]ـ
جدول محاضرات ودورات الشيخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير في الصيف عام 1427
*************************
1. اليوم:السبت 7/ 5 ... الوقت: العصر ... المدينة:المدينة المنورة ... جامع البلوي ... الكتاب: الجامع من المحرر ... المدة:5 أيام
*************************
2. اليوم: السبت 14/ 5 ... الوقت: العصر ... المدينة:الدمام ... جامع الدعوة الكتاب: بلوغ المرام ... المدة: 6 أيام
*************************
3. الدورة العلمية الصيفية الثانية (((دورة السنة)))
لفضيلة الشيخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله.
من يوم السبت الموافق 21/ 5/1427 الى يوم الخميس 3/ 6/1427
وذلك في جامع الامام محمد بن عبدالوهاب في الرياض في حي السلام.
الدروس
الفجر
الدرس الأول: ألفية العراقي ..
الدرس الثاني " شرح مقدمة صحيح مسلم.
العصر:
شرح مقدمة سنن ابن ماجه.
المغرب:
شرح رسالة أبي داوود لأهل مكة.
*************************
4. اليوم:السبت 19/ 6 ... الوقت:العصر ... المدينة:الطايف .... تفسير سورة الحجرات ... المدة:3 أيام
*************************
5. اليوم:الثلاثاء 22/ 6 ... الوقت:العصر ... المدينة:جدة ... جامع بغلف ... شرح لامية شيخ الإسلام ... المدة:3 أيام
*************************
6. اليوم:السبت 26/ 6 .... الوقت:العصر .... المدينة:مكة .... جامع ابن باز ... الكتاب:إكمال المحرر ... المدة:أسبوعان
*************************
7. اليوم:السبت 11/ 7 .... الوقت: العصر .....
المدينة:بريدة .... جامع الخليج .... الكتاب: جامع الترمذي .... الوقت
: العشاء ... الكتاب: تنقيح الأنظار .... المدة:أسبوعان
*************************
8. اليوم:الخميس 16/ 7 .... الوقت:المغرب .... المدينة:عنيزة .... عنوان المحاضرة: لقاء مفتوح
*************************
9. اليوم:الخميس 23/ 7 .... الوقت:المغرب .... المدينة:المذنب .... عنوان المحاضرة: تفسير سورة النصر
*************************
10. اليوم:السبت 25/ 7 .... الوقت:العصر .... المدينة:المدينة المنورة .... جامع عبد اللطيف آل الشيخ .... الكتاب:تقريب الأسانيد .... المدة:أسبوعان
*************************
11. اليوم: السبت 9/ 8 .... الوقت:العصر .... المدينة:الرياض .... جامع الراجحي الجديد .... الكتاب:القواعد الكلية ... المدة:5 أيام
*************************
12. اليوم:السبت 16/ 8 .... الوقت:العصر .... المدينة:الدمام .... جامع الدعوة .... الكتاب: بلوغ المرام .... المدة:أسبوع
*************************
13. اليوم:السبت 23/ 8 .... الوقت:المغرب .... المدينة:الرياض .... جامع الصانع بالسويدي .... عنوان المحاضرة: أحكام الصيام
*************************
14. اليوم: الأحد 24/ 8 .... المغرب:المغرب .... المدينة:الرياض .... جامع رياض الصالحين بالمروج .... عنوان المحاضرة: أحكام الزكاة
*************************
15. اليوم:الثلاثاء 26/ 8 .... الوقت:المغرب .... المدينة: الرياض .... جامع الزبير بن العوام بخشم العان .... عنوان المحاضرة: مسائل وإشكالات في الصيام
*************************
جميع الدورات والمحاضرات ستبث في موقع البث الاسلامي www.liveislam.net(/)
لمن يرغب الحصول على الموسوعة الشاملة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Jul 2006, 11:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلني على بريدي الرسالة الآتية:
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم أرجو أن تنشر في المنتدى مَن يريد الموسوعه الشامله
الجزء الأول يرسل اسمه الثلاثي +الدوله والمدينه+صندوق البريد والرمز البريدي
إلى إيميلي ahmad6132@hotmail.com
وإن شاء الله تصل إليه مجاناً
أخوك أبو عبدالله
جزى الله أخي أبا عبدالله خيراً على عرضه هذا وبارك فيه.
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[16 Jul 2006, 02:44 ص]ـ
جميل جدا يادكتور عبدالرحمن،،،
راسلته أتمنى أن يكون صحيحاً ماقاله،،،
لك خالص الشكر
ـ[مصطفى محمد صالح]ــــــــ[08 Sep 2010, 08:52 ص]ـ
المكتبة الشاملة هي على النيت أشكال وألوان، وأسدت خدمات جليلة للباحثين، ولازالت الاستدراكات عليها متواصلة، فما هو الجديد في هذه الشاملة التي سيرسلها هذا الأخ مشكورا لمن طلبها؟(/)
لا أستطيع الدخول إلى موقع الشريعة.
ـ[ناصر]ــــــــ[17 Jul 2006, 06:47 ص]ـ
الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله, و بعد:
يبدوا أنني لست الوحيد الذي لا يفتح عنده موقع الشريعة ( http://www.sharee3a.net/vb/index.php) مؤخرا, أنظر هنا ( http://209.190.30.50/~ahlalhd1/vb/showthread.php?t=83762), نسأل الله لنا و لهم العافية.
و السلام عليكم.
ـ[ناصر]ــــــــ[17 Jul 2006, 09:40 م]ـ
الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله, و بعد:
الجديد هنا ( http://209.190.30.50/~ahlalhd1/vb/showthread.php?t=83816).
و السلام عليكم.
ـ[ناصر]ــــــــ[18 Jul 2006, 05:53 ص]ـ
الحمد لله الذي بفضله تتم الصالحات,
فقد عاود موقع الشريعة ( http://www.sharee3a.net/vb/index.php) العمل بعد انقطاع دام يومين, فالحمد لله على السلامة و جازى الله القائمين عليه خير الجزاء.
و السلام عليكم.(/)
كيف يعدى الفعل "رجع"
ـ[محمد رحومة]ــــــــ[17 Jul 2006, 04:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تحية للمشرفين والمشاركين فى هذا الملتقى
ورد الفعل "رجع" فى موضع لازم وفى موضع آخر متعدى، مع أنى لم أفهم كيف عدى الفعل فى قوله تعالى"إذ تمشي اختك فتقول هل أدلكم على من يكفله فرجعناك إلى امك كي تقر عينها ولا تحزن .. " سورة طه
فما هى القاعدة فى تعدية الفعل فى هذا الموضع؟
وجاء فى سياق آخر "فرددناك" فهل هذا يعنى ان هناك ترادف بين الفعلين؟
أرجو الأجابة من أهل الإختصاص وبارك الله فيكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Jul 2006, 08:40 م]ـ
مرحباً بكم أخي الكريم في هذا الملتقى العلمي، ونسأل الله لك النفع والتوفيق والسداد.
فعل رَجَعَ كضَرَبَ رجوعاً بمعنى:عاد.
ورَجَعَهُ رَجْعاً: أعاده.
وهو فعلٌ لازمٌ ومتعدٍ كما تفضلتم أخي الكريم، ويفرق بين الفعلين بالتصريف، فمصدر اللازم الرجوع، ومصدر المتعدي الرَّجْعُ.
قال في المصباح: يتعدى بنفسه في اللغة الفصحى، وهذيل تعديه بالألف. أي أرجعَ كذا.
وقال أبو حيان في البحر المحيط: الرجوع إن لم يتعدَّ فهو بمعنى العَوْد، وإن تعدى فهو بمعنى الإعادة، وبعض النحويين يقول: إنه تضمن معنى (صار) فيصير من باب (كان) [البحر المحيط 1/ 75]
وقد ورد هذا الفعل في القرآن الكريم لازماً ومتعدياً.
فمن اللازم قوله تعالى:
- {ولمَّا رَجَعَ موسى إلى قَومه}.
- {لئن رجعنا إلى المدينة}.
- {وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا}.
- {وسبعةٍ إذا رجعتم}.
- {ارجعي إلى ربك}.
ومن المتعدي قوله تعالى:
- {فإنْ رَجَعَكَ اللهُ إلى طائفة منهم}.
- {فرَجَعْنَاكَ إلى أمك}.
- {قال ربِّ ارجِعُونِ}.
- {فارْجِعِ البصرَ}.
- {فانظر ماذا يَرْجِعونَ}.
- {ولئن رُجِعْتُ إلى ربي}.
وهناك حروفٌ من هذا الفعل - رَجَعَ - وردت في القرآن قرأها القراء لازمةً ومتعدية، وأكتفي بمثال واحد منها، وهو قوله تعالى: {وإلى الله ترجع الأمور} البقرة 210
قرأها ابن عامر وحمزة والكسائي {تَرْجِعُ الأُمورُ} لازماً حيث وقع.
وقرأ الباقون {تُرْجَعُ الأُمورُ} متعدياً.
وقد قرأ جميعُ القراء (فرجعناك) بتخفيف الجيم. وورد في مصحف أبي بن كعب رضي الله عنه (فرددناك). [تفسير القرطبي 11/ 197، فتح القدير للشوكاني 3/ 365] وهي قراءة تفسيرية من أبي رضي الله عنه، وهي بمعناها. وفي التفسير يفسر الرَّجْعُ في الآية بالردِّ والعكس من باب التجوز كما هي العادة في تفسير المفردات اللغوية، ولو دققت في معاني كل لفظة منهما لوجدت لها معاني دقيقة تفارق بها الأخرى فلا يكون هناك ترادف تام بينهما والله أعلم.(/)
حكم الدعاء بـ «اللهم إني أسألك عيشة السعداء ... ومنازل الأنبياء»؟
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[19 Jul 2006, 08:14 م]ـ
حكم الدعاء بـ «اللهم إني أسألك عيشة السعداء ... ومنازل الأنبياء»؟
الحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم أما بعد:
فقد اشتهر عند بعض الأئمة ـ وغيرهم ـ في دعاء القنوت قولهم:
اللهم إني أسألك عيشة السعداء وميتة الشهداء ومنازل الأنبياء، أو ومنازل الصديقين والأنبياء ..
وهذه الجملة (منازل الأنبياء) الدعاء بها من الاعتداء المنهي عنه في الدعاء
قال الإمام أبو جعفر الطبري في تفسيره 8/ 207:
حدثني يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا معتمر بن سليمان قال، أنبأنا إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان، عن عباد بن عباد، عن علقمة، عن أبي مجلز {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [(55) سورة الأعراف]، قال: لا يسأل منازلَ الأنبياء عليهم السلام.
وقال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى 1/ 130: وَمِنْ الِاعْتِدَاءِ فِي الدُّعَاءِ: أَنْ يَسْأَلَ الْعَبْدُ مَا لَمْ يَكُنْ الرَّبُّ لِيَفْعَلَهُ. مِثْلُ: أَنْ يَسْأَلَهُ مَنَازِلَ الْأَنْبِيَاءِ وَلَيْسَ مِنْهُمْ.
10/ 555: وَكَذَلِكَ الدُّعَاءُ الْمَكْرُوهُ مِثْلُ الدُّعَاءِ بِبَغْيٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ أَوْ دُعَاءِ مَنَازِلِ الْأَنْبِيَاءِ.
15/ 22: وقَوْله تَعَالَى {إنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} قِيلَ الْمُرَادُ أَنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ فِي الدُّعَاءِ كَاَلَّذِي يَسْأَلُ مَا لَا يَلِيقُ بِهِ مِنْ مَنَازِلِ الْأَنْبِيَاءِ وَغَيْرِ ذَلِكَ.
22/ 477: وَالدُّعَاءُ بِبَعْضِ أُمُورِ الدِّينِ قَدْ يَكُونُ مِنْ الْعُدْوَانِ ... كَمَا لَوْ سَأَلَ مَنَازِلَ الْأَنْبِيَاءِ.
ونحوه في بيان تلبيس الجهمية 2/ 352، وغيره.
ـ[سيف الدين]ــــــــ[19 Jul 2006, 08:41 م]ـ
وقال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى 1/ 130: وَمِنْ الِاعْتِدَاءِ فِي الدُّعَاءِ: أَنْ يَسْأَلَ الْعَبْدُ مَا لَمْ يَكُنْ الرَّبُّ لِيَفْعَلَهُ. مِثْلُ: أَنْ يَسْأَلَهُ مَنَازِلَ الْأَنْبِيَاءِ وَلَيْسَ مِنْهُمْ.
10/ 555: وَكَذَلِكَ الدُّعَاءُ الْمَكْرُوهُ مِثْلُ الدُّعَاءِ بِبَغْيٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ أَوْ دُعَاءِ مَنَازِلِ الْأَنْبِيَاءِ.
15/ 22: وقَوْله تَعَالَى {إنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} قِيلَ الْمُرَادُ أَنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ فِي الدُّعَاءِ كَاَلَّذِي يَسْأَلُ مَا لَا يَلِيقُ بِهِ مِنْ مَنَازِلِ الْأَنْبِيَاءِ وَغَيْرِ ذَلِكَ.
22/ 477: وَالدُّعَاءُ بِبَعْضِ أُمُورِ الدِّينِ قَدْ يَكُونُ مِنْ الْعُدْوَانِ ... كَمَا لَوْ سَأَلَ مَنَازِلَ الْأَنْبِيَاءِ.
ونحوه في بيان تلبيس الجهمية 2/ 352، وغيره.
بارك الله فيك ..
كيف نوفّق بين ما ذهب اليه العلماء وبين قوله تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} (69) سورة النساء
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[20 Jul 2006, 06:06 م]ـ
أخي الفاضل وفقك الله
اسمح لي أن أحيلك على هذا الرابط ففيه أشياء مفيدة من اعتراضات الإخوة على الكلام المذكور وشيء من الجواب عليها
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=171556
ـ[الغني بالله]ــــــــ[14 Aug 2006, 04:27 م]ـ
جزاك الله خيرا ورفع قدرك.(/)
فوائد من شرح الامام النووي على صحيح مسلم
ـ[ابو الروب]ــــــــ[20 Jul 2006, 03:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الكتاب مليء بالفوائد وقد قرات في ترجمة الشيخ ابن باز رحمه الله انه قراه ستين مرة وللمعلومية فان الامام النووي شافعي المذهب
بداية من كتاب الصلاة
1 - الصحيح في المذهب وجوب المشاورة على الرسول صلى الله عليه وسلم وفي حقنا سنة
2 - المشهور من مذهبنا
3 - اصح الوجهين يقدم في الاذان حسن الصوت مع طلبه للرزق على غيره وان كان متبرعا
4 - المشهور من مذهبنا ان الاقامة احدى عشر كلمة
5 - الاصح عند الاصحاب ان الترجيع في الاذان سنة
6 - الصحيح المشهور في مذهبنا وغيرنا مشروعية اذان المنفرد
7 - الصواب ان النطق بالشهادتين يكون اسلاما وان لم يكن باستدعاء منه (مسالة مهمة)
8 - الاظهر من القولين كراهة تردد الاذان للمصلى المتلبس بها دون بطلانها الا ان قال حى على الصلاة او الصلاة خير من النوم تبطل ان علم بتحريمها لانه كلام ادمي
9 - اختلف اصحابنا هل الافضل للانسان ان يرصد نفسه للاذان ام للامامة؟ على اوجه اصحها الاذان افضل وهو نص الشاففعي في الام رحمه الله وقول اكثر اصحابنا
10 الاصح يستحب جمع الرجل بين الامامة والاذان
11 - عند الشافعي قول انه يستحب رفع اليدين اذا قام من التشهد الاول قال النووي رحمه الله هذا القول هو الصواب
12 - المشهور من مذهبنا ومذهب الجماهير انه يرفع يديه حذو منكبية
13 - الاصح في رفع اليدين قال يبتدئ الرفع قبل تمام الرفع او بالعكس تمم الباقي وان فرغ منها حط يديه ولم يستدم الرفع
14 - لو كان اقطع اليدين من المعصم او احدهما رفع الساعد وان قطع من الساعد رفع العضد على الاصح
15 - اذا رفع يديه حطهما تحت صدره فوق سرته هذا مذهب الشافعي والاكثرين
16 - الاصح انه اذا ارسلهما (اي يده بعد التكبير) ارسلهما ارسالا خفيفا الى تحت صدره فقط ثم يضع اليمين على اليسار
17 - اعلم ان تكبيرة الاحرام واجبة وما عداها سنة لو تركه صحت صلاته لكن فاتته الفضيلة وموافقة السنة هذا مذهب العلماء كافة الا احمد بن حنبل رضى الله عنه في احدى الروايتين عنه ان جميع التكبيرات واجبة
18 - مذهب الشافعي رضي الله عنه وطائفة انه يستحب لكل مصل من امام وماموم ومنفرد ان يجمع بين سمع الله لمن حمده وربنا ولك الحمد
19 - يبدا التكبير حين الانتقال ويمده حتى يسجد او يركع وهكذا قال هذا مذهبنا
20 - ان قضى صلاة جهرية في النهار الاصح يسر والنهارية ان قضاها ليلا يجهر
ملاحظة انا مجرد ناقل لكلام الامام فلا يقلن احد هذا القول مرجوح ونحوه
يتبع ان شا الله
ـ[ابو الروب]ــــــــ[22 Jul 2006, 10:19 م]ـ
21 - استحب الشافعي رحمه الله قراءة سورة في الثالثة والرابعة في قوله الجديد دون القديم وهذا اصح
22 - تستحب قراءة سورة في النافلة ولاتستحب في الجنازة على الاصح
23 - واختلفوا في تطويل القراءة في الاولى على الثانية والاشهر عندنا انه لا يستحب بل يسوي بينهما والاصح انه يطول الاولى للحديث الصحيح
24 - الواو في قوله وعليك السلام الصواب انه سنة خلافا لمن اوجبها
25 - اختلف العلماء في ال النبي صلى الله عليه وسلم على اقوال اظهرها وهو اختيار الازهري وغيره من المحققين انهم جميع الامة
26 - اختلف شيخونا في جواز الدعاء للنبي صلى الله عليه وسلم والمختار انه لاي1كر الرحمه (اي في التشهد)
27 - اختلف اصحابنا في الصلاة على غير الانبياء هل يقال هو مكروه او هو مجرد ترك ادب والصحيح المشهور انه مكروه كراهة تنزيه
28 - وان سلم الماموم مع الامام لاقبله ولا بعده فقد اساء ولا تبطل صلاته على الصحيح
29 - صحة قول الانسان العشاء الآخرة وقد انكره الاصمعي والصواب جوازه
30 - الصحيح جواز اسماع المامومين التكبير من غير الامام وصحة صلاة المسمع والمقتدي
ـ[ابو الروب]ــــــــ[22 Jul 2006, 10:32 م]ـ
تعديلات
رقم 2 - حصل بتر وتتمت الجملة المشهور من مذهبنا ان الاذان قائما سنة
رقم26 - المختار لايذكر الرحمة
والله الموفق(/)
برنامج إحياء السنة النبوية- سنة الدعاء فى الثلث الأخير من الليل
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[21 Jul 2006, 02:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع (16) بتاريخ 25/ 6/1427
سنة دعاء الثلث الأخير من الليل:
قم بالعمل بسنة الدعاء فى الثلث الأخير من الليل
ثم قم بالتصويت:
الحديث:
سنة الدعاء فى الثلث الآخر:
صحيح البخارى – كتاب الجمعة /ترقيم العالمية1077 - ترقيم فتح البارى1145 - ترقيم د. البغا 1094
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ يَقُولُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ
شرح الحديث فى فتح البارى
قوله: (عن أبي سلمة وأبي عبد الله الأغر عن أبي هريرة) في رواية عبد الرزاق عن معمر عن الزهري " أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو عبد الله الأغر صاحب أبي هريرة أن أبا هريرة أخبرهما ". قوله: (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا) استدل به من أثبت الجهة وقال: هي جهة العلو , وأنكر ذلك الجمهور لأن القول بذلك يفضي إلى التحيز تعالى الله عن ذلك. وقد اختلف في معنى النزول على أقوال: فمنهم من حمله على ظاهره وحقيقته وهم المشبهة تعالى الله عن قولهم. ومنهم من أنكر صحة الأحاديث الواردة في ذلك جملة وهم الخوارج والمعتزلة وهو مكابرة , والعجب أنهم أولوا ما في القرآن من نحو ذلك وأنكروا ما في الحديث إما جهلا وإما عنادا , ومنهم من أجراه على ما ورد مؤمنا به على طريق الإجمال منزها الله تعالى عن الكيفية والتشبيه وهم جمهور السلف , ونقله البيهقي وغيره عن الأئمة الأربعة والسفيانين والحمادين والأوزاعي والليث وغيرهم , ومنهم من أوله على وجه يليق مستعمل في كلام العرب , ومنهم من أفرط في التأويل حتى كاد أن يخرج إلى نوع من التحريف , ومنهم من فصل بين ما يكون تأويله قريبا مستعملا في كلام العرب وبين ما يكون بعيدا مهجورا فأول في بعض وفوض في بعض , وهو منقول عن مالك وجزم به من المتأخرين ابن دقيق العيد , قال البيهقي: وأسلمها الإيمان بلا كيف والسكوت عن المراد إلا أن يرد ذلك عن الصادق فيصار إليه , ومن الدليل على ذلك اتفاقهم على أن التأويل المعين غير واجب فحينئذ التفويض أسلم. وسيأتي مزيد بسط في ذلك في كتاب التوحيد إن شاء الله تعالى. وقال ابن العربي: حكي عن المبتدعة رد هذه الأحاديث , وعن السلف إمرارها , وعن قوم تأويلها وبه أقول. فأما قوله ينزل فهو راجع إلى أفعاله لا إلى ذاته , بل ذلك عبارة عن ملكه الذي ينزل بأمره ونهيه , والنزول كما يكون في الأجسام يكون في المعاني , فإن حملته في الحديث على الحسي قتلك صفة الملك المبعوث بذلك , وإن حملته على المعنوي بمعنى أنه لم يفعل ثم فعل فيسمى ذلك نزولا عن مرتبة إلى مرتبة , فهي عربية صحيحة انتهى. والحاصل أنه تأوله بوجهين: إما بأن المعنى ينزل أمره أو الملك بأمره , وإما بأنه استعارة بمعنى التلطف بالداعين والإجابة لهم ونحوه. وقد حكى أبو بكر بن فورك أن بعض المشايخ ضبطه بضم أوله على حذف المفعول أي ينزل ملكا , ويقويه ما رواه النسائي من طريق الأغر عن أبي هريرة وأبي سعيد بلفظ " إن الله يمهل حتى يمضي شطر الليل , ثم يأمر مناديا يقول: هل من داع فيستجاب له " الحديث. وفي حديث عثمان بن أبي العاص " ينادي مناد هل من داع يستجاب له " الحديث. قال القرطبي: وبهذا يرتفع الإشكال , ولا يعكر عليه ما في رواية رفاعة الجهني " ينزل الله إلى السماء الدنيا فيقول: لا يسأل عن عبادي غيري " لأنه ليس في ذلك ما يدفع التأويل المذكور. وقال البيضاوي: ولما ثبت بالقواطع أنه سبحانه منزه عن الجسمية والتحيز امتنع عليه النزول على معنى الانتقال من موضع إلى موضع أخفض منه , فالمراد نور رحمته , أي ينتقل من مقتضى صفة الجلال التي تقتضي الغضب والانتقام إلى مقتضى صفة الإكرام التي تقتضي الرأفة والرحمة
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله: (حين يبقى ثلث الليل الآخر) برفع الآخر لأنه صفة الثلث , ولم تختلف الروايات عن الزهري في تعيين الوقت , واختلفت الروايات عن أبي هريرة وغيره , قال الترمذي: رواية أبي هريرة أصح الروايات في ذلك , ويقوي ذلك أن الروايات المخالفة اختلف فيها على رواتها , وسلك بعضهم طريق الجمع وذلك أن الروايات انحصرت في ستة أشياء: أولها هذه , ثانيها إذا مضى الثلث الأول , ثالثها الثلث الأول أو النصف , رابعها النصف , خامسها النصف أو الثلث الأخير , سادسها الإطلاق. فأما الروايات المطلقة فهي محمولة على المقيدة , وأما التي بأو فإن كانت أو للشك فالمجزوم به مقدم على المشكوك فيه , وإن كانت للتردد بين حالين فيجمع بذلك بين الروايات بأن ذلك يقع بحسب اختلاف الأحوال لكون أوقات الليل تختلف في الزمان وفي الآفاق باختلاف تقدم دخول الليل عند قوم وتأخره عند قوم. وقال بعضهم يحتمل أن يكون النزول يقع في الثلث الأول والقول يقع في النصف وفي الثلث الثاني , وقيل يحمل على أن ذلك يقع في جميع الأوقات التي وردت بها الأخبار , ويحمل على أن النبي صلى الله عليه وسلم أعلم بأحد الأمور في وقت فأخبر به , ثم أعلم به في وقت آخر فأخبر به , فنقل الصحابة ذلك عنه والله أعلم. قوله: (من يدعوني إلخ) لم تختلف الروايات على الزهري في الاقتصار على الثلاثة المذكورة وهي الدعاء والسؤال والاستغفار , والفرق بين الثلاثة أن المطلوب إما لدفع المضار أو جلب المسار , وذلك إما ديني وإما دنيوي , ففي الاستغفار إشارة إلى الأول , والسؤال إشارة إلى الثاني , وفي الدعاء إشارة إلى الثالث. وقال الكرماني: يحتمل أن يقال الدعاء ما لا طلب فيه نحو يا الله , والسؤال الطلب , وأن يقال المقصود واحد وإن اختلف اللفظ انتهى. وزاد سعيد عن أبي هريرة " هل من تائب فأتوب عليه " وزاد أبو جعفر عنه " من ذا الذي يسترزقني فأرزقه , من ذا الذي يستكشف الضر فأكشف عنه " وزاد عطاء مولى أم صبية عنه " ألا سقيم يستشفي فيشفى " ومعانيها داخلة فيما تقدم. وزاد سعيد بن مرجانة عنه " من يقرض غير عديم ولا ظلوم " وفيه تحريض على عمل الطاعة , وإشارة إلى جزيل الثواب عليها. وزاد حجاج بن أبي منيع عن جده عن الزهري عند الدارقطني في آخر الحديث " حتى الفجر " وفي رواية يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عند مسلم " حتى ينفجر الفجر " وفي رواية محمد بن عمرو عن أبي سلمة " حتى يطلع الفجر " وكذا اتفق معظم الرواة على ذلك , إلا أن في رواية نافع بن جبير عن أبي هريرة عند النسائي " حتى ترجل الشمس " وهي شاذة. وزاد يونس في روايته عن الزهري في آخره أيضا " ولذلك كانوا يفضلون صلاة آخر الليل على أوله " أخرجها الدارقطني أيضا. وله من رواية ابن سمعان عن الزهري ما يشير إلى أن قائل ذلك هو الزهري. وبهذه الزيادة تظهر مناسبة ذكر الصلاة في الترجمة ومناسبة الترجمة التي بعد هذه لهذه. قوله: (فأستجيب) بالنصب على جواب الاستفهام وبالرفع على الاستئناف , وكذا قوله (فأعطيه , واغفر له) وقد قرئ بهما في قوله تعالى (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له) الآية. وليست السين في قوله تعالى " فأستجيب " للطلب بل أستجيب بمعنى أجيب , وفي حديث الباب من الفوائد تفضيل صلاة آخر الليل على أوله , وتفضيل تأخير الوتر لكن ذلك في حق من طمع أن ينتبه , وأن آخر الليل أفضل للدعاء والاستغفار , ويشهد له قوله تعالى (والمستغفرين بالأسحار) وأن الدعاء في ذلك الوقت مجاب , ولا يعترض على ذلك بتخلفه عن بعض الداعين لأن سبب التخلف وقوع الخلل في شرط من شروط الدعاء كالاحتراز في المطعم والمشرب والملبس أو لاستعجال الداعي أو بأن يكون الدعاء بإثم أو قطيعة رحم , أو تحصل الإجابة ويتأخر وجود المطلوب لمصلحة العبد أو لأمر يريده الله.
تقرير النشر الأسبوعي لسنة الرسول:
http://islamschool.org/board/viewtopic.php?p=805#805(/)
هدية لأحبابنا أطفال المسلمين (ركن الطفل بالشبكة الإسلامية)
ـ[حذيفة المصري]ــــــــ[21 Jul 2006, 04:08 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هدية أقدمها لأحبابنا أطفال المسلمين (ركن الطفل بالشبكة الإسلامية)
فبالصوت وفي صورة القصة يعرض هذا الركن قصص الأنبياء والعديد من قصص القرآن الكريم بطريقة مشوقة للأطفال وكوسيلة تعليمية محببة للطفل، بالإضافة للعديد من الفقرات الجميلة
لن أطيل في الشرح، بل سأترككم تحكموا بأنفسكم
تفضلوا
http://kids.islamweb.net/kids/browser.php?catid=1
ـ[الجعفري]ــــــــ[03 Aug 2006, 06:42 ص]ـ
جزاك الله خيراً(/)
رسالة إلى كل أعضاء الملتقى
ـ[أم رغد]ــــــــ[21 Jul 2006, 09:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أشكر الدكتور عبد الرحمن الشهري لمنحي فرصة المشاركة في المنتدى
وقد ارتأيت أن أتقدم لكم بطلب المساعدة في الحصول على المراجع التي تتناول موضوع إعراب الحديث وغيرها من الكتب ذات العلاقة حيث وقع اختياري أخيراً على
موضوع (التضمين في الحديث الشريف) كموضوع لرسالة الدكتوراه
شكراً لكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Jul 2006, 12:11 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحباً بكم في ملتقى أهل التفسير، ونسأل الله لكم التوفيق والعون.
من الكتب في ذلك:
- إعراب الحديث النبوي، للعلامة محب الدين أبي البقاء عبدالله بن الحسين العكبري (538 - 616هـ) بتحقيق الدكتور حسن موسى الشاعر، نشر دار المنارة للنشر بجدة، الطبعة الثانية 1408هـ.
- وهذا التحقيق هو الجزء الثاني من رسالة الدكتوراه للدكتور موسى الشاعر. والتي كانت بعنوان (النحاة والحديث النبوي)
- شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح لجمال الدين محمد ابن مالك (672هـ)، وهو في إعراب بعض الأحاديث النبوية في صحيح البخاري.
- عقود الزبرجد على مسند الإمام أحمد للسيوطي (911هـ) وقد أشار في مقدمته إلى قلة التصنيف في إعراب الحديث النبوي موازنة بإعراب القرآن فقال: (أكثر العلماء قديماً وحديثاً من التصنيف في إعراب القرآن الكريم، ولم يتعرضوا للتصنيف في إعراب الحديث سوى إمامين أحدهما الإمام أبو البقاء العكبري، والثاني الإمام جمال الدين، وقد استخرت الله تعالى في تأليف كتاب في إعراب الحديث .. ).
ـ[أم رغد]ــــــــ[23 Jul 2006, 12:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً دكتور عبد الرحمن لاهتمامك
أما بخصوص المراجع التي ذكرتها فهي بحوزتي
وأستعين بها حالياً بشكليها الألكتروني والورقي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
فيديو (رافضي ومايقوله عن اخواننا اهل السنة في العراق!!)
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[23 Jul 2006, 10:55 م]ـ
احد رجالهم اسياد الرافضة يتحدث وبوقاحة انه يجب ان يقتل ويهجر اهل السنة من العراق ..
ويسمي هيئة علماء السنة في العراق .. بعلماء الكفر ...
وانه يجب تحرير ضريح (قبر) وان تحريره افضل عند الله - على حد زعمه قاتله الله استغفر الله - من تحرير القدس ...
سبحان الله ..
استمعوا واعرفوا حقيقة الرافضة ...
ومن يدافع عنهم فليرتدع .... ولينصر اهل السنة والجماعة ولينصر الله ودينه واهله ....
http://www.9q9q.net/up2/index.php?f=yuTQmL0w
منقول(/)
«مسائل مختصرة تهم المسافرين في جمع وقصر الصلاة»
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[25 Jul 2006, 01:46 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وسلم. أما بعد:
فهذه مسائل متعلقة بأحكام صلاة السفر ذكرتها مجردة عن الدليل والتعليل غالبا، واقتصرت على ما ظهر لي أنه الراجح من أقوال العلماء، وأعرضت عمّا عداه.
وراعيت سهولة العبارة قدر الإمكان ليسهل فهم المراد؛ لأنها موجهة للمسلم العادي لا لطلبة العلم.
- يستحب قصر الصلاة لكل مسافر حتى ولو كان سفره مباحا أو محرما.
- لا يشترط للقصر مسافة معينة؛ بل يجوز القصر في كل ما سماه الناس سفرا، ولا يلزم أن تكون المسافة أكثر من 80 كيلو.
- تبدأ أحكام السفر إذا فارق آخر بيوت بلده، ويستمر حكم سفره حتى يدخل بلده عائدا.
فيجوز لمن كان مسافر من أهل الرياض ـ مثلا ـ أن يقصر الصلاة وهو عائد إلى بلده ما لم يدخل حدود البلد.
- و لا يجوز أن يقصر الصلاة في البيت ثم يسافر بعدها؛ لأنه بد من الخروج عن البلد.
- إذا دخل وقت الصلاة [أي: أذّن] وأنت في البلد ثم سافرت فلا يلزمك إتمام الصلاة بل يستحب لك القصر، ولك أن تجمعها مع ما بعدها كالظهر مع العصر.
مثاله:
أذن الظهر وأنت في الرياض ونويت السفر الساعة الواحدة ظهرا فلك أن تأخر الظهر ثم تسافر الساعة الواحدة ثم تصلي الظهر مع العصر جمعا وقصرا.
- المعتبر نية السفر مع مفارقة البلد، فلو خرجت من البلد وقصرت الصلاة ثم بدا لك أن ترجع وتترك السفر = كان ما صليته صحيحا.
- إذا أراد السفر فإنه يجوز له قصر الصلاة في المطار إذا كان المطار خارج البلد كمطار الملك خالد بالرياض ـ مثلا ـ.
وكذلك إن كان عائدا إلى بلده من سفر وصلى في المطار فله أن يقصر ويجمع إن كان المطار خارج البلد.
- إذا ركب الطائرة وشرع في الصلاة ثم مرت به فوق بلده فلا يلزمه الإتمام، ولا ينقطع حكم سفره.
- إذا صلى المسافر خلف المقيم وجب عليه الإتمام إذا أدرك مع الإمام ركعة فأكثر، أما إذا لم يدرك معه إلا أقل من ركعة فلا يلزمه الإتمام.
و إذا كان المقيم يصلي المغرب والمسافر يصلي معه العشاء فيجوز له القصر، فإذا قام الإمام للثالثة نوى الإنفراد وأتم تشهده وسلم، أو يبقى جالسا وينتظر الإمام ثم يسلم معه.
- الأفضل لجماعة المسافرين ألا يصلوا مع المقيمين ليتمكنوا من القصر.
- أما إن كان المسافر وحده فيجب عليه أن يصلي مع الجماعة ولا يتخلف عن الجماعة من أجل القصر.
- لو جمع الصلاتين في وقت الأولى وقصر، ثم وصل بلده قبل دخول وقت الثانية = فصلاته صحيحة ولا يلزمه أن يعيد الثانية.
مثاله:
أذّن الظهر قبل أن يصل إلى بلده بـ 30 كيلو فنزل وصلى الظهر والعصر جمعا وقصرا ثم وصل إلى بلده الساعة الواحدة فصلاته صحيحة ولا شيء عليه.
- لو نوى الجمع وهو مسافر ثم وصل بلده وهو لم يصل فإنه لا يقصر.
مثاله:
رجل مسافر من الرياض إلى مكة، ورجع إلى الرياض وقبل أن يصل الرياض بـ 400 كيلو أذن الظهر فقال: سأجمع وأصلي في الرياض إذا وصلت ثم وصل الرياض الساعة 4 عصرا فإنه يصلي جمعا الظهر والعصر لكن لا يقصر؛ لأن سفره انتهى بدخوله البلد.
- إذا نسي صلاة من صلاة الحضر وذكرها وهو مسافر، أو نسي صلاة في سفره وذكرها في الحضر وجب عليه الإتمام في الحالتين.
- يجوز أن يجمع ويقصر حتى ولو لم ينو الجمع أو القصر عند ابتداء الأولى.
(غلط شائع):
يظن بعض الناس أن المسافر إذا أراد الجمع فإنه لا بد أن يصلي في أول وقت الأولى، فإن لم يصل فيه فلا يحل أن يصلي حتى يدخل وقت الثانية، وهذا غلط، وليس له أصل فالظهر والعصر والمغرب والعشاء إذا نوى جمعهما = فإن وقتهما يتحد؛ لأنه لا فاصل بين وقت الظهر والعصر،ولا بين المغرب والعشاء، ويجوز له أن يصلي كيف شاء في الوقت.
ولنضرب مثلا:
(فلو كان أذان المغرب الساعة 6 و العشاء 7.30 ويخرج وقت العشاء الساعة 11)
فهو مخير من 6 إلى 11 يصلي في الوقت الأسهل عليه.
فله أن يصلي الساعة: 7 أو 7.30 أو7.45 أو 8 أو 8.30 أو8.45 أو 9 أو 9.30 أو 10 أو 10.30، المهم أن تقع الصلاتين قبل خروج الوقت الساعة 11.
- يجب على المسافر أن يعتني بالقبلة فإن كان في بلد للمسلمين فإنه يستدل على القبلة إما بسؤالهم، أو بالنظر إلى المساجد.
وليس له أن يجتهد فإن صلى في بلد إلى غير القبلة لم تصح صلاته.
- وإن كان في البر أو الطريق ولا يوجد من يخبره عن القبلة فإنه يجتهد في معرفة القبلة ويصلي.
وإن تبين له بعد الصلاة أنه لم يكن إلى اتجاه القبلة فلا شيء عليه وصلاته صحيحة.
- يستحب للمسافر أن يؤذن للصلاة، وإن جمع الصلاتين أذّن أذانا واحدا ثم أقام لكل فريضة.
- إذا صلى المسافر الجمعة مع أهل البلد فإنه لا يصح أن يجمع معها العصر، بل يصلي العصر في وقتها قصرا.
- إذا لم تتيسر للرجل جماعة فليصل بامرأته، وتصف خلفه، ويكون له حكم الجماعة.
هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
--------------------
* أخي طالب العلم وفقك الله:
هذه الأيام تكثر الأسفار فاحتسب أن تطرح وتشرح لجماعة مسجدك، و مَن حولك ما تراه مناسبا من هذه المسائل أو غيرها؛ فإنك ـ في غالب ظني ـ ستجد عند بعضهم أخطاء يرتكبها من زمن قد لا تصح معها صلاته.
* هذه المسائل مأخوذة من كتب أهل العلم ـ خصوصا ـ كتب ابن قدامة وابن تيمية وابن باز وابن عثيمين، رحم الله الجميع، وليست هذه المسائل مما اتفق عليه هؤلاء الأعلام، بل ربما خالف بعضهم في بعض المسائل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو الروب]ــــــــ[30 Jul 2006, 08:06 م]ـ
بارك الل فيك وكثر الله من امثالك
هل انت من سكان مكة
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[31 Jul 2006, 11:12 م]ـ
جزاك الله خيرا
أنا من سكان الرياض.(/)
ينبغي لطالب العلم الأعتناء بالقران الكريم للشيخ صالح ال الشيخ
ـ[إمداد]ــــــــ[25 Jul 2006, 01:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، وبعد ..
فإن مما ينبغي لطالب العلم أن يتعهده في نفسه في مسيره في طلب العلم أن يكون معتنيا بكتاب الله -جل وعلا-، حفظا للقرآن وكثرة التلاوة، ومعاهدة له في المحفوظ والمتلو.
ولا شك أن أعظم العلم هو القرآن، إن أعظم العلم هو العلم الذي اشتمل عليه القرآن، وأعظم الأدلة هو دليل الكتاب؛ لأنه كلام الله -جل وعلا- الذي من قال به خصم.
وتعاهد طالب العلم للقرآن له مقاصد:
الأول: أن التعبد بالتلاوة أمر معلوم. فلقارئ القرآن بكل حرف يقرأه عشر حسنات، والله -جل وعلا- يضاعف لمن يشاء، وهذا يعني أن بقراءة القرآن زيادة الحسنات وزيادة الأجور.
والثاني: أن في قراءة القرآن تدبر القرآن، والله -جل وعلا- حض على ذلك بقوله: أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا وقال: أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا.
تعاهد القرآن من جهة الحفظ والتلاوة يهيئ لطالب العلم أن يعلم المعاني، وإذا علم المعاني زاد فقهه في القرآن.
الثالث: أنه إذا قرأ القرآن حفظا في صلاته، أو حفظا في مصلاه، أو قرأه تلاوة في أي مكان يقرأ فيه ينبغي له أن يتأمل مواضع الاستدلال، وكثيرا ما تمر معنا في الدروس آيات يستدل بها.
والقرآن كله دليل على مسائل العلم، إما دليل على مسألة عقدية، أو في التوحيد، أو في الفقه، أو في الآداب، أو في التاريخ، أو في مسألة نحوية، أو في مسألة أصولية، أو دليل على معنى لغة .. إلى أخره.
فكلما زاد علم طالب العلم كلما علم أن كل آية دليل -ولا شك- ينزل في موقعه من مواقع الاستدلال في العلوم المختلفة: علوم الشريعة الأصلية، والصناعية المساعدة.
لهذا إذا قرأت القرآن فلتكن القراءة مع كونها للتعبد، أن تضع قلبك، وأن تفتح قلبك وذهنك إلى مواضع الاستدلال، هذه الآية فيها دليل على مسألة كذا، قد لا يكون عندك علم أنها دليل من قبل، لكن لما تأملت وجدتها أنها تصلح دليلا لهذه المسألة، فتذهب تراجع في التفسير، تراجع كتب العقيدة مثلا إذا كانت الآية في العقيدة، تراجع كتب الفقه إذا كانت الآية في الأحكام، وتنظر هل هذا الفهم منك صحيح أم لا؟
ولهذا من حفظ القرآن وهو كبير، يعني ليس في حالة الصغر، يعني مثلا بعد أن عرف العلم، وعرف طلب العلم، فإنه يستفيد من هذه الطريقة أكثر ممن حفظه صغيرا.
وهذا أمر مجرب في أن طالب العلم إذا ابتدأ حفظ القرآن وعنده معلومات، عنده بعض المسائل في التوحيد، بعض المسائل في العقيدة، بعض المسائل في الفقه، وعلم من هذا وهذا وهذا أشياء، فإنه وهو يحفظ سيتأمل الآية، فسيجد أنها دليل على المسألة الفلانية، والأخرى دليل على المسألة الفلانية، وهذه دليل على أن اللغة هذه فصيحة -يعني- في استعمال كلمة، وهكذا.
لهذا من مقاصد تلاوة القرآن، وحفظه لطالب العلم، وكثرة تلاوته أن يكون على ذكر منه دائما، بعد التعبد والتقرب إلى الله -جل وعلا- بما خرج منه -سبحانه وتعالى-، أن يكون على ذكر دائما بمواضع الاستدلال، وهذه منكم ينبغي لكم العناية بها كثيرا.
كذلك إذا قرأتم في كتب السنة، كما سيأتي إن شاء الله تعالى ربما في كلمة مثل هذه، كيف يستفاد من كتب السنة في التدبر والاستذكار؟ فإذن إذا قرأت القرآن لا تكن القراءة قراءة هذٍّ، لا تعلم المعاني، ولا تعلم أوجه الاستدلال، يعني لا تدبرت في المعنى فعلمت التفسير، ولا تدبرت في أوجه الاستدلال فاستفدت منه.
ولهذا نقول: إن أعظم ما ينبغي لك أن تعتني به أن تكون قراءتك للقرآن قراءة استدلال على مسائل العلم، وهذا يتنوع فيه الناس بحسب قدرتهم على انتزاع الأدلة، أو معرفتهم بكلام العلماء في الاستدلال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الضعف أن يكون طالب العلم قليل الاستدلال بالقرآن، الحجة في الكتاب والسنة مبينة للقرآن وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ. فالاحتجاج بالقرآن هو أعظم الاحتجاج، والسنة مبينة للقرآن، مبينة للمجمل، مخصصة للعام، مقيدة للمطلق، وهكذا في بيانات في أنواع البيان، والتخصيص والتقييد والعموم .. إلى آخره.
لهذا ينبغي لك أن تتعاهد هذه المسألة من نفسك، تأمل هذا الدليل إذا حفظت يكون معك أدلة المسائل.
الرابع: أنك إذا وطنت نفسك على الاستدلال اجمع النظائر، يعني مثلا مسألة في المساجد، الكلام على أحكام المساجد: في القرآن فيه آيات كثيرة في أحكام المساجد، إذا كنت حافظا للقرآن، أو كثير التلاوة، مستظهرا للآيات، فوطن نفسك ودرّب نفسك على أن تكون الآيات في المساجد معك دائما.
الآيات في تدبر القرآن معك دائما، عدد من الآيات في إيجاب الصلاة معك دائما، عدد من الآيات في ذكر الآخرة معك دائما، عدد من الآيات في ذكر مراقبة الله -جل وعلا- معك دائما، عدد من الآيات في ذكر التقوى ومراتب التقوى والأمر بها معك دائما.
وهكذا في أصناف العلم، مع الزمن تجتمع عندك حصيلة كبيرة جدا في الآيات، مصنفة في قلبك وفي ذهنك، لأنها تأتي تباعا، مثلما أنك تحفظ سورة من أولها إلى آخرها، تقرأ مائة آية تلو بعض ولا تخطئ، كذلك إذا رتبت نفسك في الاستدلال ستجد أن هناك آيات كثيرة في أحكام المساجد متوالية، في تدبر القرآن متوالية، في ذكر استدلالهم في التوحيد في أن الدعاء هو العبادة متوالية، في أن دعاء الموتى شرك أكبر بالله -جل وعلا- متوالية، فيما دعت إليه الرسل تأتي تباعا.
وهذا في الحقيقة يقويك من جهة فهم العلم، وفهم ما أنزل الله -جل وعلا- على رسوله، والخروج من التقليد في ذلك إلى معرفة الحجة والاستدلال.
ثم يقويك إذا أردت أن تتكلم في خطبة، أردت أن تتكلم في محاضرة، أن تعظ الناس، أن تُذكر أهلك، أن تذكر أصحابك ومن حولهم، أن تلقي كلمة يكون معك شيء.
والدين ليس بالآراء، إن الواحد يجتهد ويفكر، ويبدأ يتكلم بكلام كله من محض الأفكار التي عنده، لا، الدين مبناه على: قال الله، قال رسوله -صلى الله عليه وسلم-. ثم طالب العلم بفهمه للشريعة يوضح معاني الكتاب والسنة، هذا هو العلم.
فإذا علمت تبويب الاستدلال بالقرآن والأدلة من السنة شيئا فشيئا، لا شك أن الذي أمضى زمنا طويلا في العلم يجتمع عنده من الأدلة والتبويب ما ليس عند المبتدئ، ومن فهمه للأدلة وفي تصنيفها، لكن شيئا فشيئا تجتمع عندك وتتبوب، فيكون عندك من الاستدلال الشيء الكثير.
فإذا علمت العلم كان عندك طرف صالح من التوحيد والعقيدة، وعندك طرف صالح في أحكام الفقه، ثم في الآداب، وتنوع ذلك، ثم في مسائل أخر، فإذا أتيت تتكلم عن مسألة تتوارد عندك الأدلة، ثم بعد ذلك تبين معاني كلام العلماء في بيان معاني الكتاب والسنة.
لهذا حقيقة من هو العالم؟ العالم هو الذي فَقه الكتاب والسنة، ثم بين للناس دلالات الكتاب والسنة، هذا هو العالم، العالم ناقل، العالم مبلغ مأمون على تبليغ دلائل الكتاب والسنة.
العالم ليس مخترعا للأحكام يبتدئ بها من عند نفسه، العالم ليس بذي رأي، يأتي بالأشياء المنصوص عليها هكذا من جهة نفسه لا، العالم يعلم ما جاء في القرآن وما جاء في سنة النبي -عليه الصلاة والسلام-، ويبين للناس معاني الكتاب والسنة، هذه وظيفة العالم.
فإذا جاءته مسألة ليس فيها عنده، يعلم فيها استدلال من الكتاب أو السنة، فإنه لأجل علمه ومعرفته بالأدلة، ومعرفته بحدود ما أنزل الله -جل وعلا- على رسوله -صلى الله عليه وسلم- فإنه يجتهد، فإذا أصاب فله أجران: أجر الاجتهاد، وأجر الإصابة التي وفقه الله -جل وعلا- إليها، وإن أخطأ فله أجر واحد، وهو أجر اجتهاده مع وجود آلات الاجتهاد عنده في ذلك.
لهذا ينبغي لك أن تكون هذه المسالة منك على ذكر وبال، وهي مسألة مهمة لا تستهن بها، ولا تجعلها تمر هكذا، لا بد لك من تبويب نفسك مع القرآن، جهة كثرة التلاوة والتعبد بذلك، ومراجعة محفوظك، ثم أن ترتب نفسك في الأدلة.
تمرن نفسك على أن هذه الآية دليل كذا، هذه الآية دليل في كذا، ثم بعد ذلك تبوب هذه الأدلة من القرآن في الموضوعات المختلفة، تلحظ أنك بعد سنين إذا أردت أن تتكلم عن مسألة جاءت عدة آيات فيها، ثم بعد ذلك تبين معنى الآيات، ثم ما جاء في السنة، ثم كلام أهل العلم على ذلك، وما يتصل بهذه المسألة، هذا هو العلم في الحقيقة، هذا نقل العلم يكون بهذه الوسيلة.
أسأل الله -جل وعلا- أن يجعلني وإياكم من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته، وأن يعلمنا منه ما جهلنا، وأن يذكرنا منه ما نسينا، إنه سبحانه جواد كريم.
من شرح بلوغ المرام للشيخ صالح ال الشيخ وفقه الله ( http://www.taimiah.org/Display.asp?ID=67&t=book07&pid=1&f=blm0058.htm# عنوان20055)
ومن عادة الشيخ حفظه الله أن يبدأ دروسه بتوجيهات لطلاب العلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[30 Jul 2006, 12:22 ص]ـ
ومن أين له هذا اللقب " طالب علم " إن لم يكن صاحب قرآن
ـ[إمداد]ــــــــ[17 Aug 2006, 10:24 م]ـ
جزاك الله خيرا صدقت ولكن بعض الطلاب يغفلون عن هذا الأمر العظيم وهو الأهتمام بكتاب الله
ثم ثم سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ثم بقية العلوم الشرعية(/)
تعاون بين جماعة " أحباء علي " وجماعة الرائيين لاستنساخ الإمام علي
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[26 Jul 2006, 05:51 م]ـ
صرحت جماعة 'أحباء علي' الشيعية أنها كونت فريقًا علميًا يتمتع بدرجة عالية من المهارة والحرفية في عمليات الاستنساخ, من أجل استنساخ الإمام علي بن طالب 'رضي الله عنه'.
وقامت الجماعة التي تتخذ من إيران مقرًا لها، بالاستعانة بالدكتورة الفرنسية [بريجيت بواسوليه] المدير العلمي لشركة [كلون إيد] الكيماوية، وطلبت منها البدء في إجراءات عملية الاستنساخ.
وصرح موقع المصريون أنه في سبيل الحصول على الحمضي النووي لـ'علي ابن أبي طالب'- رضي الله عنه-، زار الفريق العلمي جميع المساجد الأثرية للشيعة في البصرة والكوفة وكربلاء وإيران، عسى أن يجدوا أقمشة تخص الإمام علي، مثل بردته أو جلبابه أو قميص له.
وبعد الكثير من الجولات استطاع الفريق العلمي ـ على حد زعمه ـ أن يعثر على رداءين لـ'علي بن أبي طالب' في إيران والبصرة، الأول كان يرتديه الإمام في العيدين، والثاني الذي قتل فيه وعليه آثار من دمه وعرقه، وهو الرداء الذي أفاد كثيرًا في استخراج الحمض النووي المطلوب في عملية الاستنساخ, على حد قولهم.
وعن مصدر تمويل عملية الاستنساخ بينت الجماعة أن تمويلها من الشيعة المقيمين في مختلف أنحاء العالم, ويبلغ رصيدها كما يقولون حوالي 500 مليون دولار، وقد حددوا الأول من شهر رمضان القادم للإفصاح عن تجربتهم في استنساخ الإمام علي بن أبي طالب.
أدى هذا التصريح لحالة من الاستهجان بين أوساط المسلمين, خاصة وأن الدكتورة المشرفة على عملية الاستنساخ من أتباع الديانة الرائية التي اتخذت نجمة داود 'الإسرائيلية' شعارًا لها، الأمر الذي أوحى بعلاقة قوية بينهم و بين اليهود، وهم يطالبون الحكومة 'الإسرائيلية' بإقامة مركزًا لهم في القدس, مما أعاد إلى الأذهان قصة نشأة الشيعة وارتباطهم الوثيق بعبد الله بن سبأ اليهودي الذي ادعى الإسلام وادعى ألوهية علي بن أبي طالب , تعالى الله عما يقولون.
المصدر: مفكرة الإسلام ( http://www.islammemo.cc/news/one_news.asp?IDNews=119042)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[26 Jul 2006, 09:39 م]ـ
ألا يخاف أولئك أن يستنسخ آخرون من الأطباء نسخة من (قنبر) مولى علي بن أبي طالب ويكون استنساخهم لعلي بن أبي طالب وبالاً عليهم؟؟؟
ربَّما؛؛؛
ـ[ابن رشد]ــــــــ[26 Jul 2006, 11:04 م]ـ
هل موقع " المصريون " هذا مما يوثق بالنقل عنه هكذا؟!(/)
كلام جميل للدكتور / عبدالعزيز السعيد في مسألة حل السحر بسحر مثله
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[27 Jul 2006, 07:04 ص]ـ
د. عبدالعزيز السعيد رئيس الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها ل «الرياض»
الشرع حرم السحر تعلماً وتعليماً وعملاً وعقداً وحلاً في الأحوال كلها ولم يستثن حالة منها
اجرى الحوار - علي الشثري
حذر رئيس الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها ورئيس قسم السنة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبدالعزيز بن محمد السعيد من السحر والسحرة حيث جاء الشرع بتحريم السحر تعلماً وتعليماً وعملاً وعقداً وحلاً في الأحوال كلها ولم يستثن حالة منها.
وأكد في حديث ل «الرياض» عدم جواز حل السحر بالسحر لوجود ما يحل به السحر من الأدعية والأدوية المباحة مشيراً بأن إجازة بعض أهل العلم حل السحر بالسحر محل نظر بل خطأ محض لعدم فهم معنى النشرة التي رخص فيها للمسحور.
وقال الدكتور السعيد وكون بعض الناس لا ينتفع بالرقية لا يعني عدم صلاحيتها بل قد يكون ذلك راجعاً للعبد نفسه لضعف في يقينه وتوكله على الله أو عدم مبالاة بها.
وفيما يلي نص الحوار:
? من المعلوم أن العلماء قسموا حل السحر إلى نوعين جائز ومحرم، فهل لكم أن تبينوا هذا بالتفصيل؟
- أولاً: حل السحر عن المسحور نوعان:
أحدهما: حل السحر عن المسحور بالرقية المأذون فيها، كالرقية بكتاب الله، أو بالأدعية المعروفة المعنى، التي ليس فيها شرك، ولا محرم، ولا بالأدوية المباحة، فهذا النوع لا بأس به، لدخوله في التداوي المشروع، وأدلة هذا النوع كثيرة.
الثاني: حل السحر عن المسحور بالسحر، فهذا النوع محرم، للأدلة الدالة على تحريم السحر عملاً وتعلما وتعليما وإتيانا لأهله.
ومن الأدلة الدالة على ذلك قوله تعالى: {ولا يفلح الساحر حيث أتى} قال الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في كتابه (أضواء البيان): «فاعلم أن قوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {ولا يفلح الساحر حيث أتى} الآية، يعم نفي جميع أنواع الفلاح عن الساحر، وأكد ذلك بالتعميم في الأمكنة بقوله: {حيث أتى}، وذلك دليل على كفره. لأن الفلاح لا ينفي بالكلية نفياً عاماً إلا عمن لا خير فيه وهو الكافر. ويدل على ما ذكرنا أمران:
الأول هو ما جاء من الآيات الدالة على أن الساحر كافر. كقوله تعالى: {وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر} فقوله: {وما كفر سليمان} يدل على أنه لو كان ساحراً وحاشاه من ذلك لكان كافراً. وقوله: {ولكن الشياطين كفروا يعلّمون الناس السحر} صريح في كفر معلم السحر، وقوله تعالى عن هاروت وماروت مقرراً له: {وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر}، وقوله: {ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق} أي من نصيب، ونفي النصيب في الآخرة بالكلية لا يكون إلا للكافر عياذاً بالله تعالى. وهذه الآيات أدلة واضحة على أن من السحر ما هو كفر بواح، وذلك مما لاشك فيه. الأمر الثاني أنه عرف باستقراء القرآن أن الغالب فيه أن لفظة (لا يفلح) يراد بها الكافر، كقوله تعالى في سورة يونس: {قالوا اتخذ الله ولداً سبحانه هو الغني له ما في السموات وما في الأرض إن عندكم من سلطان بهذا أتقولون على الله ما لا تعلمون قل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون}، وقوله في سورة يونس أيضا: {فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته إنه لا يفلح المجرمون}. وقوله في سورة الأنعام: {ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذّب بآياته إنه لا يفلح الظالمون} الى غير ذلك من الآيات.
والسحر كفر مطلقا (لأن اليهود لما أضافوا السحر لسليمان عليه السلام قال - تعالى - تنزيهاً له عنه: {وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر} فظاهر هذا أنهم إنما كفروا بتعليمهم السحر، لأن ترتيب الحكم على الوصف المناسب يشعر بعليته، وتعليم ما لا يكون كفراً لا يوجب الكفر. وهذا يقتضي أن السحر على الإطلاق كفر، وكذا يقتضي ذلك قوله تعالى عن الملكين: {وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر} انتهى من الزواجر لابن حجر الهيتمي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا وما هن يا رسول الله؟ قال: الإشراك بالله والسحر .. » الحديث.
ويؤيد هذا نهي الشرع عن التداوي بالمحرمات، كما قال الله تعالى: {ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث}، وفي حديث عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال: كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال: «اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيها شرك» أخرجه مسلم، وقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم» أخرجه البيهقي وصححه ابن حبان من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، وفي حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدواء الخبيث) أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي، وعن وائل ابن حجر رضي الله عنه أن طارق بن سويد سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخمر فنهاه، فقال: إنما أصنعها للدواء، فقال: «إنه ليس بدواء ولكنه داء» خرجه مسلم.
? إذا كان الأمر كما ذكرتم من تحريم السحر، فهل يصح أن يرخص في السحر في بعض الأحوال؟
- هذه دلائل الشرع المطهر التي سبق ذكرها دالة على تحريم السحر عقدا وحلا، ولم تفرق بين الحالين، ومن فرق وجب عليه إثبات هذا التفريق بالأدلة الشرعية. وليس مع من فرق دليل يعتمد عليه، والشرع جاء بتحريم السحر تعلما وتعليما وعملا وعقدا وحلا في الأحوال كلها ولم يستثن حالة منها، بل جاء في خصوص هذه المسألة حديث جابر رضي الله عنه عند أحمد وأبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة، فقال: {هي من عمل الشيطان} حسنه الحافظ ابن حجر في الفتح، وجود إسناده ابن مفلح في الفروع، واختلف في وقفه ورفعه، وهذا الحديث محمول على النشرة المحرمة ومنها حل السحر عن المسحور بسحر مثله، قال السهيلي: «وهذا والله أعلم في النشرة المحرمة التي فيها الخواتم والعزائم وما لا يفهم من الأسماء».
وإذا تقرر أن السحر محرم بموجب النصوص والقواعد الشرعية، وإجماع العلماء. فهذا أصل يجب استصحابه عند الكلام في مسائل السحر ومنها حل السحر بسحر مثله، ومن أهمل هذا الأصل أو لم يستصحبه فقد أضاع هذا الباب، وأتى بالعجائب ووقع في التناقض، وإغفال هذا الأصل أو نسيانه سبب في الانحراف في الفتيا.
? هل هناك لوازم تلزم من قال بجواز حل السحر عن المسحور بالسحر للضرورة؟
- القول بجواز حل السحر عن المسحور يلزم عليه لوازم باطلة، منها: جواز تعلم السحر لمن أراد تعلمه من أجل حله عمن أصيب به، بل يتعين أن يكون ذلك من فروض الكفايات على الأمة، وهذا باطل لا يقول به أحد من أهل العلم المعتبرين، وتقدم قريبا في حديث وائل بن حجر رضي الله عنه ما يبطل هذا.
ويلزم على هذه القول أن السحرة منهم المصلح المثاب عند الله تعالى وهو الذي يحل السحر، ومنهم المفسد المستحق للعقاب وهو من يعقد السحر، بل يتعدى الى ما هو أعم. من ذلك، فمن تعلمه من أجل الإضرار به فهو محرم، ومن تعلمه من أجل النفع فمستحب. وهذا خلاف ما قضى الله به على السحرة على جهة الاطلاق والعموم {ولا يفلح الساحر حيث أتى} {ولا يفلح الساحرون} {قال ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين} فنفى عن السحرة الفلاح نفياً عاماً مطلقاً كما سبق تقريره، ووصفهم بأنهم مفسدون، ولم يستثن من السحرة أحداً، ولا من سحرهم شيئاً.
وأمر عظيم، ولازم خطير لهذا القول، وهو أن آتي الساحر لحل السحر إما أن يرضى بشرك الساحر بالله حتى يشفى من السحر الذي أصابه، أو أن يحمل الساحر على الإشراك بالله حتى يسحر له، وهو من جنس شرك المشركين الذين قال الله فيهم: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا}، وكون آتي الساحر لا يقول له بلسان المقال: اشرك بالله، إلا أن لسان الحال دال عليه؛ فإنه لا سحر إلا بشرك بالله تعالى؛ ولهذا إذا جاء إلى الساحر ليحل عنه السحر لا ينكر عليه سحره، ولا ينهاه عنه، بل يجلس بين يديه، والساحر يدعو غير الله ويستعين بأوليائه من الجن، ويستمتع بهم كما ذكر الله ذلك في قوله: {ويوم يحشرهم جميعاً يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها
(يُتْبَعُ)
(/)
إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم} فهل ترضى النفس المؤمنة بهذا الشرك العظيم؟! وهل يطلب المؤمن شفاء بدنه بمرض قلبه وذهاب دينه؟! فأين التوحيد؟! وأين البراءة من الشرك وأهله؟! وأين من يفتي بجواز إتيان السحرة لحل السحر عن هذا الأمر الخطير، وعن هذه اللوازم التي لا تنفك عنها هذه الفتوى؟!
? لاشك ان لمن أفتى بجواز حل السحر عن المسحور بسحرمثله ما يستند إليه في فتواه، فما أبرزها؟ وما جوابكم عنها وقد قدمتم ان السحر محرم تحريماً مطلقاً عقداً وحلاً؟
- إن عمدة من أفتى بجواز حل السحر بسحر مثله: الضرورة، والقاعدة الشرعية أن الضرورة تبيح المحرمات. وهذه القاعدة لا اعتراض عليها نفسها؛ فإنها فرع عن القاعدة المتفق عليها وهي قاعدة (المشقة تجلب التيسير)، ولكن الاعتراض على تنزيل هذه الحالة على القاعدة، وبيان ذلك أن هذه القاعدة ليست على إطلاقها وعمومها، بل لها استثناءات مذكورة في مظانها من كتب القواعد الفقهية، ولم يعمل أحد من العلماء بهذه القاعدة دون أن يستثني منها، وإذا تقرر هذا فنقول: إن من سُحر فلا يحل له أن يأتي الساحر لحل السحر عنه بموجب هذه القاعدة لأمور:
الأمر الأول: خروج هذه الحالة من القاعدة بالأدلة الدالة على تحريم السحر وإتيان أهله، والأدلة الدالة على تحريم التداوي بالمحرمات، والتي تقدم ذكر طرف منها.
والأمر الثاني: ان الاضطرار لا يبيح للإنسان أن يعتدي على غيره، وآتي الساحر معتد على غيره إذ هو حامل لغيره على الكفر بالله كما سبق بيانه، بل هذه المسألة أشبه بمسألة اتفق العلماء على تحريمها في الإكراه، وهي إذا أكره أحد على قتل إنسان فإنه يحرم عليه قتله من أجل استبقاء نفسه بالاجماع كما حكاه القرطبي عند تفسير قوله تعالى في سورة النحل: {من كفر بالله من بعد ايمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان} الآية، واستثنيت هذه الحالة من القاعدة مع غيرها، وحمل الغير على الكفر أشد من إزهاق نفسه - وإن كان الفعلان محرمين. فكان استثناء هذه الحالة التي نحن بصدد الكلام عليها من قاعدة (الضرورة تبيح المحرمات) أولى؛ لأنه لا يجوز له أن يطلب شفاء نفسه بهلاك دين غيره.
الأمر الثالث: لا نسلم أن هذا من باب الضرورة؛ فإن الله عز وجل جعل فيما أباح غنية عما حرم، وقد شرع الله الرقية بالكتاب والأدعية المأثورة والمباحة والتداوي بأنواع الأدوية المباحة شرباً وأكلاً واستخراجاً ونحو ذلك، وقد أزال الله بها السحر عن خلائق كثيرين، والله عز وجل قال: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين} فإما أن يقول الإنسان ليس القرآن بشفاء، فذاك خلاف ما دل عليه القرآن، وإما أن يقول هو شفاء فتنتفي دعوى الضرورة، وعلى المسلم أن يتفقد نفسه، ويلحظ تقصيره، ويقوي يقينه بربه؛ فإن ذلك من أعظم ما ينفع الله به العبد، ويخلصه به من كل شدة وبلاء. قال العلامة ابن مفلح في كتابه (الآداب الشرعية): (ومن أعظم ما يتحصن به من السحر ومن أنفع علاج له بعد وقوعه التوجه إلى الله سبحانه وتعالى، وتوكل القلب والاعتماد عليه، والتعوذ والدعاء، وهذا هو السبب الذي لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه استعمل شيئاً قبله، بل قد يقال: لم يصح انه استعمل شيئاً غيره، وهو الغاية القصوى والنهاية العظمى).
وكون بعض الناس لا ينتفع بالرقية لا يعني ذلك عدم صلاحيتها، بل قد يكون ذلك راجعاً للعبد نفسه؛ لضعف في يقينه وتوكله علي الله، أو عدم مبالاة بها وإنما كان ذلك من باب التجربة فحسب، كما يصنعه طائفة من الناس، إلى غير ذلك من المعاني.
وإنما يكون حله بالسحر. على فرض عدم وجود الأدلة المانعة من ذلك في كل الأحوال. إذا لم يكن هناك طريق لحله إلا بالسحر، ونحن نعارض من يفتي بجوازه بأن الضرورة هنا منتفية رأساً، لوجود ما يحل به السحر عن المسحور من الأدعية والأدوية المباحة.
? أليس هذا في حكم المكره الذي أباح له الشرع الاجابة إلى الكفر ظاهراً؟
(يُتْبَعُ)
(/)
- لو استدل أحد بقوله تعالى في سورة النحل {من كفر بالله من بعد ايمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غصب من الله ولهم عذاب عظيم} على جواز حل السحر عن المسحور بسحر مثله، على اعتبار أن المسحور مكره أو في حكم المكره المستثنى في الآية وخاصة إذا كان السحر قد يؤول به إلى القتل؟ فالجواب عنه أن هناك فرقاً بينه وبين المكره في الآية من وجوه:
الوجه الأول: ان المكره إذا تكلم بالكفر أو فعل الكفر. على قول من يقول بجواز فعل ما أكره عليه. لم يكن فيه حمل لغيره على الكفر، وأما حل السحر ففيه طرف آخر، وهو الساحر أو الجني، فإن من أتى ساحراً ليحل عنه السحر فقد حمله على الكفر بالله، ومن حل السحر بنفسه فقد حمل الجني على الشرك بالله، بخلاف إذا نطق بالكفر أو فعله فليس هناك طرف آخر، فافترقا.
الوجه الثاني: ان حل السحر من باب الاستشفاء وقول الكفر أو فعله من باب الدفع عن النفس، وقد جاء الشرع بتحريم التداوي بالمحرمات، وأباح في الدفع عن النفس النطق بالكفر أو فعله، فلا يلحق هذا بهذا! فإن للدفاع عن النفس أحكامه الخاصة، وللتداوي أحكامه الخاصة.
الوجه الثالث: إن الأصل تحريم الكفر قولاً وعملاً ورضى وإقراراً، فلا يجوز الاستثناء من هذا التحريم إلا بدليل، وقد دل الدليل على جواز النطق بالكفر أو فعله عند الإكراه، ولم يأت الإذن في السحر.
الوجه الرابع: إن كثيراً من أهل العلم حمل الإكراه في الآية على الإكراه بالقتل، وعليه فذهاب النفس عند عدم إظهار الكفر مقطوع به، وذهابها بالسحر مظنون، فاختلف الحكم للفارق بينهما.
الوجه الخامس: إن السحر فيه تعلق بالمخلوق واعتقاد فيه، والشرع جاء بقطع علائق الإشراك بالله سواء كان الشرك الأكبر أو الأصغر؟ وإتيان السحرة فيه تعلق بهم، وأثر على قلب العبد وتوحيده، وهذا لا ينكره من يعرف حقيقة التوحيد وحقيقة الشرك والسحر؟ وأما المكره فإنما أبيح له إظهار الكفر بشرط اطمئنان قلبه بالإيمان، فلا تعلق إلا بالله، وما قاله أو فعله فهو منكر له!
الوجه السادس: إن القتل أو ما دونه متحقق عدم وقوعه عند النطق بالكفر بخلاف إتيان الساحر لحل السحر فليس محققاً، فكم من المسحورين ممن ذهب إلى ساحر بل إلى سحرة ليحلوا عنه السحر فلم يقدروا على ذلك، فخسروا الدنيا والآخرة، عياذاً بالله تعالى، وهذا أمر معلوم مشتهر من أحوال الذين ابتلوا بالذهاب إلى هؤلاء السحرة، نسأل الله العافية والسلامة، وهذا فرق معتبر فكيف يلحق هذا بهذا، وكيف يلغى هذا الفارق مع ظهوره ووضوحه؟!
? من أفتى من المعاصرين بجواز ذلك قد سبقه إليه بعض أهل العلم، فما تعليقكم؟
- نقول لاشك ان هناك بعض أهل العلم قد قال بهذا القول قديماً ولكن ليس كل ما قيل يكون صحيحاً موافقاً للكتاب والسنة، فإن الخطأ وارد على المتقدم كما هو الشأن في المتأخر، ونحن نبين هذه المسألة لأهميتها في الآتي:
الأول: إن خلاف العلماء في أي مسألة من المسائل مرجعه إلى الكتاب والسنة لقوله تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا} وقوله جل شأنه: {وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله} وقوله عز شأنه {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم}، وليس اختلاف العلماء دليلاً شرعياً، وإنما يؤخذ من أقوال أهل العلم ما وافق الكتاب والسنة، ويرد ما خالفهما، مع حفظ مقام العلماء، ومعرفة فضلهم، فإنهم مجتهدون مأجورون.
وهذا أصل مهم في هذه المسألة وغيرها، فلا يصح أن يحلل الإنسان شيئاً أو يحرمه بناء على اختلاف العلماء، فإن الحجة في إجماعهم وليس في اختلافهم، ومن جعل اختلافهم حجة فقد رد على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم، والله يقول: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}، ويقول: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.
وعلى هذا فمن ترك نصوص القرآن والسنة الدالة على تحريم السحر تحريماً قطعياً، واستند في فتواه في جواز حل السحر عن المسحور بسحر مثله إلى بعض آراء أهل العلم فقد جانب الصواب، وخالف الكتاب، واستدل بما ليس بدليل بالإجماع.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني: إن نسبة هذا القول لبعض أهل العلم سوى من صرح به محل نظر بل خطأ محض، وهذا عائد إلى عدم فهم معنى النشرة التي رخص فيها للمسحور، فحملها على النشرة الشركية وهي حل السحر عن المسحور بسحر مثله، وهم أرادوا معنى آخر، كان معلوماً عندهم وجاء بيانه على لسان غير واحد من أهل العلم، وذلك أن النشرة أنواع، منها قراءة أشياء غير معلومة المعنى ولم تثبت في السنة أو كتابتها وتعليقها أو سقيها، كما ذكره الألوسي، وهذا من النشرة الحرمة،
وقال ابن عبدالبر: والنشرة من جنس الطب فهي غسالة شيء له فضل .. وفي شرح ابن بطال على صحيح البخاري: قال الشعبي: لا بأس بالنشرة العربية التي لا تضر إذا وطئت، وهي أن يخرج الإنسان في موضع عضاه فيأخذ عن يمينه وشماله من كل ثم يدقه ويقرأ فيه ثم يغتسل به. وفي كتب وهب بن منبه أن يأخذ سبع ورقات من سدر أخضر فيدقه بين حجرين ثم يضربه بالماء ويقرأ فيه آية الكرسي وذوات (قل) ثم يحسو منه ثلاث حسوات ويغتسل به، فإذا يذهب عنه كل ما به إن شاء الله، وهو جيد للرجل إذا حبس عن أهله. وقال القرطبي: هي أن يكتب شيئاً من أسماء الله أو من القرآن ثم يغسله بالماء ثم يمسح به المريض أو يسقيه.
فأنت ترى أن النشرة لها معان، فلا يجوز حمل كلام من أجازها على حل السحر بالسحر إلا ببرهان بين، وأما من أطلق جواز حل السحر أو أباح النشرة فيحمل كلامه على حل السحر بغير السحر من معاني النشرة، فإن الأصل حمل كلام أهل العلم على ما لا يخالف الشرع، ولهذا حمل كثير من أهل العلم كلام من أجاز حل السحر عن المسحور على أنهم أرادوا حله بغير السحر. وقال القرطبي في تفسيره: واختلف العلماء في النشرة، وهي أن يكتب شيئاً من أسماء الله أو من القرآن ثم يغسله بالماء ثم يمسح به المريض أو يسقيه، فأجاز سعيد بن المسيب، قيل له الرجل: يؤخذ عن امرأته أيحل عنه وينشر قال لا بأس به وما ينفع لم ينه عنه، ولم ير مجاهد أن تكتب آيات من القرآن ثم تغسل ثم يسقاه صاحب الفزع وكانت عائشة تقرأ بالمعوذتين في إناء ثم تأمر أن يصب على المريض. وذكر ابوحيان نحوه.
وقال ابن القيم: النشرة: حل السحر عن المسحور، وهي نوعان: حل سحر بسحر مثله، وهو الذي من عمل الشيطان، فإن السحر من عمل فيتقرب إليه الناشر والمنتشر بما يحب، فيبطل عمله عن المسحور، والثاني: النشرة بالرقية والتعوذات والدعوات والأدوية المباحة، فهذا جائز، بل مستحب، وعلى النوع المذموم يحمل قول الحسن «لا يحل السحر إلا ساحر».
? أليس القول بالجواز مروياً عن الإمام أحمد رحمه الله، وهو عمدة من يفتي به من المعاصرين؟
- ما نقل عن الإمام أحمد من جوازه لا يصح، وذكر غير واحد من فقهاء المذهب أنه توقف فيه كابن قدامة والمرداوي والبهوتي، قال الشيخ سلميان بن عبدالله في (تيسير العزيز الحميد): (وغلط من ظن أنه أجاز النشر السحرية، وليس في كلامه ما يدل على ذلك، بل لما سئل عن الرجل يحل السحر، قال: قد رخص فيه بعض الناس، قيل: انه يجعل في الطنجير ماء ويغيب فيه؟ فنفض يده وقال لا أدري ما هذا! قيل له: أفترى يؤتى مثل هذا؟ قال: لا أدري ما هذا! وهذا صريح في النهي عن النشرة على الوجه المكروه، وكيف يجيزه وهو الذي روى الحديث أنها من عمل الشيطن! ولكن لما كان لفظ النشرة مشتركاً بين الجائزة والتي من عمل الشيطان، ورأوه قد أجاز النشرة ظنوا أنه أجاز التي من عمل الشيطان، وحاشاه من ذلك). وقد راجعت جملة من كتب المذهب فلم أجدهم نقلوا نصاً عن أحمد في جواز حل السحر بالسحر، وإنما نقل عنه جواز حل السحر، ولم يذكر جنس ما يحل به، وقد قدمنا أنواعاً من النشرة، منها المباح ومنها المحرم، وكلام الإمام احمد يحمل على المباح، والقصة المذكورة آنفاً شاهدة على هذا.
? هل من كلمة تريدون قولها في نهاية هذا اللقاء؟
- أقول انه بما سبق ذكره فليس هناك دليل يصح أن يكون مستنداً لقول من قال بجواز حل السحر عن المسحور بسحر مثله، بل الأدلة الصريحة الصحيحة على خلاف هذا القول، ولهذا لم يقل بهذا القول إلا نزر يسير والعامة على خلافه، ولولا أن المقام لا يسمح بالإطالة لأوردت جملة من النقول عن أهل العلم في رد هذا القول، وبيان عدم صحة هذه الفتوى. كما أقول لإخواني المسلمين ممن أصابهم شيء من السحر أن يطلبوا الشفاء منه بالطرق المأذون فيها شرعاً، فإن موت العبد على التوحيد خير له من صحة جسده ومرض قلبه بالتعلق بغير الله عز وجل، فإنه لا ينجو إلا من قدم على ربه بقلب سليم كما قال تعالى {ولا تخزني يوم يبعثون يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم}.
هذا وأسأل الله أن يوفق الجميع للصواب، وأن يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، وأن يمن على مرضى المسلمين بالشفاء، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
ـ[سيف الدين]ــــــــ[27 Jul 2006, 12:19 م]ـ
ومن الأدلة الدالة على ذلك قوله تعالى: {ولا يفلح الساحر حيث أتى} قال الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في كتابه (أضواء البيان): «فاعلم أن قوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {ولا يفلح الساحر حيث أتى} الآية، يعم نفي جميع أنواع الفلاح عن الساحر، وأكد ذلك بالتعميم في الأمكنة بقوله: {حيث أتى}
هل يشمل عدم الفلاح الساحر المعتدي والساحر الطبيب, ام انه مقتصر فقط على الساحر الطبيب؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمدي]ــــــــ[30 Jul 2006, 01:00 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
السؤال أخى سيف الدينى وجيه جدا ونتظر جوابه من فضيلة أحمد الفالح صاحب المشاركة الأصلية(/)
برنامج إحياء السنة النبوية- سنة صلاة الجنازة
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[28 Jul 2006, 05:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع (17) بتاريخ 3/ 7/1427 - سنة الصلاة على الجنازة والوقوف عليها حتى تدفن
?لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا ? (الأحزاب: 21).
قم بالعمل بالسنة التالية، ثم قم بالتصويت:
"مَنْ شَهِدَ الْجَنَازَةَ حَتَّى يُصَلِّيَ فَلَهُ قِيرَاطٌ وَمَنْ شَهِدَ حَتَّى تُدْفَنَ كَانَ لَهُ قِيرَاطَانِ قِيلَ وَمَا الْقِيرَاطَانِ قَالَ مِثْلُ الْجَبَلَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ"
الحديث
صحيح البخارى – كتاب الجنائز / ترقيم العالمية 1240 - ترقيم فتح البارى 1325 - ترقيم د. البغا 1261:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ح حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا يُونُسُ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ شَهِدَ الْجَنَازَةَ حَتَّى يُصَلِّيَ فَلَهُ قِيرَاطٌ وَمَنْ شَهِدَ حَتَّى تُدْفَنَ كَانَ لَهُ قِيرَاطَانِ قِيلَ وَمَا الْقِيرَاطَانِ قَالَ مِثْلُ الْجَبَلَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ
كيفية صلاة الجنازة؟
يكبر الإمام أربع تكبيرات , يقرأ بعد التكبيرة الأولى الفاتحة بعد أن يتعوذ، وبعد التكبيرة الثانية يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم كما يفعل في التشهد , أي يقول: ((اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد , اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد)) وإن اقتصر على قوله: (اللهم صلِّ على محمد) فإنه يجوز.
ثم بعد التكبيرة الثالثة يدعو للميت بما ورد من أدعية , ومن ذلك قول: ((اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعفُ عنه، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدَنَس , وأبدله داراً خيراً من داره , وأهلاً خيراً من أهله , وزوجاً خيراً من زوجه، وأدخله الجنة , وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار)) 17.
أما السَّقط وهو من كان عمره 4 أشهر فأكثر، فإنه يدعى لوالديه بالمغفرة والرحمة، لقوله صلى الله عليه وسلم: ((والسَّقط يُصلى عليه ويُدْعى لوالديه بالمغفرة والرحمة)) 18.
ثم بعد التكبيرة الرابعة يسكت قليلاً، ثم يُسَلم عم يمينه تسليمة واحدة، لفعله صلى الله عليه وسلم19، ويجوز أن يسلم تسليمة ثانية عن يساره 20.
* يسن أن يرفع المصلى يديه مع كل تكبيرة، لفعله صلى الله عليه وسلم21.
* من فاته بعض التكبير مع الإمام فانه يُتابع الإمام، مثلاً: إذا دخل مع الإمام في التكبيرة الثالثة، فانه يدعو للميت ثم بعد التكبيرة الرابعة يكبر فيقرأ الفاتحة ثم يكبر فيصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يُسَلم، إذا أمكنه ذلك قبل رفع الجنازة، وإلاّ سلم مع الإمام ولا شيء عليه.
* من فاتته الصلاة على الميت جاز له أن يصلي على القبر، أي يجعل القبر بينه وبين القبلة ويصلي عليه كما يصلي على الجنازة [كما في صورة 18]، لفعله صلى الله عليه وسلم. 22
* تستحب الصلاة على الغائب، أي الذي يموت في بلاد أخرى، إذا لم يُصَل عليه هناك.
المصدر الشرح الفقهي المصور بموقع صيد الفوائد
http://www.saaid.net/rasael/janasah/index.htm(/)
(جديد) الدروس العلمية الصيفية في الرياض من 25/ 7 الى 13/ 8/1427هـ
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[28 Jul 2006, 08:22 م]ـ
الدروس العلمية الصيفية (اظنها الاخيرة) في صيف هذا العام
والمشاركون فيها هم:
د. عمر بن سعود العيد
د. خالد بن علي المشيقح
د. عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين
الشيخ عبدالمحسن الزامل
د. عبدالعزيز الراجحي
د. سلمان بن فهد العودة
د. محمد بن عبدالرحمن العريفي
الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن السعد
د. مساعد بن سليمان الطيار
د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير
د. سليمان بن عبدالعزيز العيوني
* نرجوا منكم الدعاء بظهر الغيب
* نأمل نشرها في المنتديات لتعم الفائدة
* انظر المرفقات(/)
ما حكم تكفير طائفة "الرافضة"؟ لفضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله.
ـ[ناصر]ــــــــ[29 Jul 2006, 05:30 ص]ـ
ما حكم تكفير طائفة "الرافضة"؟
عبدالعزيز بن باز
http://www.islamway.com/?Islamway&iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=711(/)
أدخل بسرعة وسجل قبل إنتهاء المدة!!!
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[01 Aug 2006, 06:16 م]ـ
بواجه أخونا حميدان التركي كما يعلم الجميع ظروفاً صعبة جداً يجب على كل مسلم الوقوف معه في محنته ولا يسع أحداً يتمتع بشرب الشاي والقهوة أمام شاشة الكمبيوتر ولا يدخل موقعه ليسجل كلمات بسيطة قد تساهم في رفع ما وقع بأخينا حميدان فهم بحاجة لعشرة آلاف صوت لرفعها لجهات مختصة فهلم أخي وبادر فإن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول {مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ مُسْلِمًا فِي مَوْطَنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ , وَمَا مِنْ أَحَدٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ , إِلا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ} عليك التواصل عبر موقع الأخ حميدان على الشبكة وهذا هو الموقع: http://www.homaidanalturki.com/index...&contentid=117
ـ[ناصر]ــــــــ[01 Aug 2006, 09:42 م]ـ
معذرة الرابط الصحيح هو http://www.homaidanalturki.com/index.cfm?method=home.con&contentid=117
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[02 Aug 2006, 01:12 م]ـ
أحسنت وبارك الله فيك.(/)
برنامج إحياء السنة النبوية- سنة القيام للجنازة
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[04 Aug 2006, 01:35 ص]ـ
سم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع (18) بتاريخ 10/ 7/1427 - سنة القيام للجنازة
?لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا ? (الأحزاب: 21).
قم بالعمل بالسنة التالية، ثم قم بالتصويت:
سنة القيام للجنازة
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ جِنَازَةً فَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَاشِيًا مَعَهَا فَلْيَقُمْ حَتَّى يُخَلِّفَهَا أَوْ تُخَلِّفَهُ أَوْ تُوضَعَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُخَلِّفَهُ
صحيح البخارى – كتاب الجنائز / ترقيم العالمية 1229 - ترقيم فتح البارى 1313 - ترقيم د. البغا 1250:
حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى قَالَ كَانَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ وَقَيْسُ بْنُ سَعْدٍ قَاعِدَيْنِ بِالْقَادِسِيَّةِ فَمَرُّوا عَلَيْهِمَا بِجَنَازَةٍ فَقَامَا فَقِيلَ لَهُمَا إِنَّهَا مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ أَيْ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ فَقَالَا إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتْ بِهِ جِنَازَةٌ فَقَامَ فَقِيلَ لَهُ إِنَّهَا جِنَازَةُ يَهُودِيٍّ فَقَالَ أَلَيْسَتْ نَفْسًا وَقَالَ أَبُو حَمْزَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ عَمْرٍو عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ كُنْتُ مَعَ قَيْسٍ وَسَهْلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَالَا كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ زَكَرِيَّاءُ عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى كَانَ أَبُو مَسْعُودٍ وَقَيْسٌ يَقُومَانِ لِلْجَنَازَةِ
صحيح البخارى – كتاب الجنائز/ ترقيم العالمية 1225 - ترقيم فتح البارى 1308 - ترقيم د. البغا 1246:
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ جِنَازَةً فَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَاشِيًا مَعَهَا فَلْيَقُمْ حَتَّى يُخَلِّفَهَا أَوْ تُخَلِّفَهُ أَوْ تُوضَعَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُخَلِّفَهُ
صحيح البخارى – كتاب الجنائز/ ترقيم العالمية 1227 - ترقيم فتح البارى 1310 - ترقيم د. البغا 1248:
حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ يَعْنِي ابْنَ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا رَأَيْتُمْ الْجَنَازَةَ فَقُومُوا فَمَنْ تَبِعَهَا فَلَا يَقْعُدْ حَتَّى تُوضَعَ
شرح الحديث 1310 فى فتح البارى:
قوله: (حدثنا مسلم) هو ابن إبراهيم , وهشام هو الدستوائي , ويحيى هو ابن أبي كثير , وحديث أبي سعيد هذا أبين سياقا من حديث عامر بن ربيعة , وهو يوضح أن المراد بالغاية المذكورة من كان معها أو مشاهدا لها , وأما من مرت به فليس عليه من القيام إلا قدر ما تمر عليه أو توضع عنده بأن يكون بالمصلى مثلا. وروى أحمد من طريق سعيد بن مرجانة عن أبي هريرة مرفوعا " من صلى على جنازة ولم يمش معها فليقم حتى تغيب عنه , وإن مشى معها فلا يقعد حتى توضع " وفي هذا السياق بيان لغاية القيام , وأنه لا يختصن بمن مرت به , ولفظ القيام يتناول من كان قاعدا , فأما من كان راكبا فيحتمل أن يقال ينبغي له أن يقف ويكون الوقوف في حقه كالقيام في حق القاعد , واستدل بقوله " فإن لم يكن معها " على أن شهود الجنازة لا يجب على الأعيان.
تقرير النشر الأسبوعي لسنة الرسول:
http://islamschool.org/board/viewtopic.php?p=805#805
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[06 Aug 2006, 02:17 م]ـ
هذا تعليق منقول عن العضو " أبو سلمي " من ملتقي أهل الحديث
http://www.ahlalthar.com/vb/showthread.php?t=2122
_____________
قال محدث العصر ومحيي السنة رحمه الله شيخنا محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله – في " أحكام الجنائز ":
55 - والقيام لها منسوخ، وهو على نوعين:
أ - قيام الجالس إذا مرت به.
ب - وقيام المشيع لها عند انتهائها إلى القبر حتى توضع على الارض. والدليل على ذلك حديث علي رضي الله عنه، وله ألفاظ:
الاول: " قام رسول الله صلى الله عليه وسلم للجنازة فقمنا، ثم جلس فجلسنا".أخرجه مسلم (3/ 59) وابن ماجه (1/ 468) والطحاوي (1/ 383) والطيالسي (150) وأحمد رقم (631، 1094، 1167).
الثاني: " كان يقوم في الجنائز، ثم جلس بعد ". رواه مالك (1/ 332) وعنه الشافعي في " الام " (1/ 247) وأبو داود (2/ 64).
الثالث:من طريق واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ قال:"شهدت جنازة في بني سلمة، فقمت، فقال لي نافع بن جبير: اجلس فإني سأخبرك في هذا بثبت ثنى مسعود بن الحكم الزرقي أنه سمع علي بن أبي طالب رضي الله عنه برحبة الكوفة وهو يقول: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا بالقيام في الجنازة، ثم جلس بعد ذلك، وأمرنا بالجلوس".أخرجه الشافعي وأحمد (627) والطحاوي (1/ 282) وابن حبان في " صحيحه " هذا الوجه بلفظ آخر وهو.
الرابع: " قام رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الجنائز حتى توضع، وقام الناس معه، ثم قعد بعد ذلك، وأمر هم بالقعود ". الخامس: من طريق اسماعيل بن مسعود بن الحكم الزرقي عن أبيه قال: " شهدت جنازة بالعراق، فرأيت رجالا قياما ينتظرون أن توضع، ورأيت علي ابن أبي طالب رضي الله عنه يشير إليهم أن اجلسوا، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد أمرنا بالجلوس بعد القيام ". أخرجه الطحاوي (1/ 282) بسند حسن. اهـ.
آمين(/)
قرأت لك: دعوة للكتابة عن الموت.
ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[04 Aug 2006, 08:07 ص]ـ
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=13336
ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[27 Jun 2008, 10:42 م]ـ
يرفع للتذكير ولمن شاء أن يكتب عن الموت كما جاء في كتاب الله.(/)
قصيدة في مدح تحقيق شمائل النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[06 Aug 2006, 06:43 ص]ـ
قصيدة في مدح تحقيق شمائل النبي صلى الله عليه وسلم
هذي الشمائل
أكبرت جهدك أن يَكُون بلا صدى **** وهتاف شعري أن يَكُون مرددا
فكتبت عن هذي الشمائل آسفا **** أني أردتُ وما وصفت محمدا
كم مرة حاولت لَكِنْ في سدى ***** أرأيتَ يسبح في البحار مقيدا
كم مرة و الماء يخذل غصتي ***** فكأنه بابٌ قصدتُ فأوصدا
أحييْتَ في هذي الشمائلِ سُنَّةً ***** كادت، وَقَدْ غفل الُحداةُ تُبدَّدا
فافرحْ فَقَدْ ولدتْ يراعُك صافيا ***** ولطالما كَدَراً سواك تولَّدا
ونَفَضْتَ عن وجهِ الشمائل غُبرةً ***** وفتحتْ باباً من سنينٍ وُصِّدا
هذي عروسُك كم وددت لجيدِها ***** أهديتُها بَدَلَ القريضِ العسجدا
ففديً لجهدِك مَا كتبتُ مهنئاً ***** وفدىً لجهدِك مَا كتمتُ تعمُّدا
هِيَ سُنْةُ الهادي البشير محمدٍ ***** يكفيكَ أن كَانَ الكتابُ محمَّدا
سَيَنورُ وجهُكَ بالشمائلِ آمُلاً ***** إنْ أوجهٌ غَبُرَتْ ملامِحُها غدا
يا ممطرَ الكفين، غرسُكَ مثمرٌ ***** آن الآوان وَقَدْ زرعتَ ليُحصدا
آنَ الأوانُ لكي تُعزَّ بقالةٍ ***** أهلَ النَّبيّ الآملينَ مُهندا
أهل الحَدِيْث وإن نأيتُ أحبهم ***** و الحبُّ إنْ ينأى الحبيبُ تجدَّدا
الزارعينَ بكلِّ بيتٍ وردةً ****** والنازلينَ بكلِّ فجرٍ كالندى
القادمينَ بكلِّ حقٍ صرخةً ****** والراجعينَ لكلِّ حقٍّ كالصدى
هذِهِ القصيدة ألقاها العلامة الدكتور عامر مهدي صالح العلواني في 15/ 4/2002 عَلَى الشَّيْخ ماهر ياسين فحل تقديراً لجهده المبذول في تحقيق: ((شمائل النَّبيّ صلى الله عليه وسلم)).
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[06 Aug 2006, 05:51 م]ـ
أهل الحديث هم الدعاة إلى الهدى **** حدث فهذا فضلهم بلغ المدى
من شاء فليقرا فتلك صلاتهم **** قد أعلنت عن حظهم مما بدا
أما الذي في الغيب ذاك مكتم **** فالله يجزيهم هنالك موعداً
يا رب فاجعلني بهم متمسكاً **** واجعلهم بالحق دوماً شهّداً
ـ[مرهف]ــــــــ[07 Aug 2006, 06:01 م]ـ
فضيلة الشيخ ماهر حفظكم الله:
أطال الله في عمرك ونفع بك وبعد: فإني أحبكم في الله وأقولها عملاً بالسنة وأسأل الله أن ينفع بكم الأمة، ولي طلب إن أمكنكم تلبيته:هل لكم أن ترفقوا بحثكم عن حال أهل السنة في العراق الذي نشرتموه في مجلة الحكمة مؤخراً وجزاكم الله خيراً لأن التعتيم الإعلامي المفروض باسم الحرية والديمقراطية حجب الحقيقة عنا وما عدنا نسمع إلا بالقتلى والمسلحين ولكم منا خالص الدعاء
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[08 Aug 2006, 04:31 ص]ـ
أخي مرهف، أحبك الله الذي أحببتنا من أجله.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.
سأرسل البحث لك عن طريق البريد الأليكتروني بعد قليل إن شاء الله تعالى.
وأتمنتى أن تهتم بهذه الرسالة القديمة:
السلام عليكم
هنا إذن خطي بطباعة بعض مؤلفاتي جعلته وقفاً لله، وأذنت لكل مسلم بطبعها
والكتب جاهزة للطباعة على هذا الرابط مع الإذن الخطي
http://saaid.net/book/search.php?PHPSESSID=dc65863535e2819ee5f0629b96b60 fa6&do=all&u=%E3%C7%E5%D1+%ED%C7%D3%ED%E4
وجزى الله خيراً من يسعى في طبعها.
والسلام عليكم
د. ماهر ياسين الفحل
رئيس قسم الحديث – كلية العلوم الإسلامية
جامعة الأنبار
7/ 6 /1427
القصف وتهديم البنايات في مدينتنا الصابرة الصامدة الصاعدة (الرمادي) مستمر ومستشفى الرمادي العام أغلق يوم السبت 5/ رجب تأخرت في دار الحديث، وكان لدي مجلس حديثي وحينما خرجت صقطت بجواري قذيفة أمريكية، وكنت أراها وهي تتشضى، وكان دار الحديث قد ضرب سبع مرات سابقة.
ومجموعة كتبي الوقفية وضعتها هكذا طمعاً بالأجر لقرب الموت وكثرت ما نراه.
نسأل الله أن لا يقبضنا إلا وهو راض عنا.
اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[08 Aug 2006, 04:49 ص]ـ
تم إرسال المرفق الذي فيه البحث عن مأساة أهل السنة في العراق
وعلى هذا الرابط
http://www.alislah.org/def.asp?codelangue=27&info=742
حوار قديم مع مجلة التجديد لعلك تطلع عليه فيه تشابه.
ولا يفوتني أن أشكر أخانا أبا فاطمة الأزهري على شعره الطيب.
وفق الله الجميع لمراضيه
ـ[أبو ثابت الحربي]ــــــــ[08 Aug 2006, 04:52 ص]ـ
أعانكم الله يا أهل السنة بالعراق، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم
اللهم أهلك أعداء الدين اللهم أهلك أعداء الدين اللهم أهلك أعداء الدين
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[31 Aug 2006, 02:09 م]ـ
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[06 Sep 2006, 12:32 م]ـ
حَسْبِي مِنَ الْعُلَمَاءِ أَنَّكَ بَيْنَنَا ... أَخْلَصْتَ فِي وُدٍّ لَنَا وَسَرَائِرِ
وَلأَنْتَ فِينَا دُرَّةٌ مَكنونَةٌ ... تَعْلُو عَلَى تَعْدِيلِِهَا بِجَوَاهِرِ
وَرَأَيتُ فِي الدِّيوَانِ قَدْرَكَ عَالِيَاً ... وَالنَّاسُ تَهْتِفُ بِالثََّنَاءِ الْعَاطِرِ
كَلِمَاتٍ صِدْقٍ أَتْبَعَتْ نَجْمَ الْهُدَى ... إذْ لاحَ بَيْنَ حَنَادِسٍ وَدَيَاجِرِ
أبقَاكَ رَبُّكَ سَالِمَاً فِي غِبْطَةٍ ... جَذَلانَ يَجْنِى كُلَّ حَظٍّ وَافِرِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[07 Jan 2007, 07:23 ص]ـ
هذه رسالة العلامة الدكتور عامر مهدي صالح العلواني وصلني قبل يومين:
إلى الشيخ الفاضل الدكتور ماهر الفحل أهدي هذه الأبيات عسى أن تنال إعجابكم، ولعلي أفي ببعض فضلكم، وأحزي يداً من بيض أياديكم ... :
تَعِبَ الطريقُ وأنتَ بعدُكَ سائِرُ
أوَمَا لدربِكَ كالبقيَّةِ آخِرُ
يا آخِرَ الناسِ الذينَ أحبُّهُم
وكبيرةٌ جداً أقولُ الآخِرُ
ما زلتَ في أرضِ العراقِ منارةً
تَهْدِي إذا في البحرِ ضلَّ مُسافِرُ
فغداً سيُحكى أن جُهدَكَ ثروةٌ
إنْ لم يَصُنْها في الكنوزِ الحاضرُ
يا ممطِرَ الكفينِ علماً واسعاً
ما عادَ بعدك من يكونُ الماطرُ
فاصبر على أرضٍ يُرادُ بأهلِها
أن لا يكونَ العلمُ فيها الزائرُ
فلقد يَحارُ إذا أتاكَ بشعرهِ
للمدحِ، يا شيخَ الحديثِ، الشاعرُ
سلِّم على الأنبارِ كيفَ صباحُها
ومساؤها كيفَ الحمامُ الطائرُ
كيفَ الفراتُ وكيفَ كيفَ مياهُهُ
والجسرُ والنخلُ الطويلُ الساحرُ
اشتاقُ للسوقِ القديمِ لغابةٍ
يمشي الهوينى إن أتاها الخاطرُ
قد لا أعودُ لوجهِ أميَ باسماً
ولعشِّه المهدومِ عادَ الطائرُ
لكنْ هناك البابُ يكرهُ نفسَهُ
إن لم تكن للدارِ أنتَ الزائرُ
أكَلَتْ على صبري وقد شَرِبَتْ هنا
مِحَنٌ جَرَتْ تصطكُّ وهيَ دوائرُ
لكنْ عزائيَ أنَّ مثلَكَ صابرٌ
فيها وأنَّ سحابَ علمِكَ ماطرُ(/)
برنامج تحويل الأرقام إلى حروف من إعداد أستاذنا الواصل
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[08 Aug 2006, 07:45 ص]ـ
هذا برنامج لطيف من إعداد أستاذنا النحوي سعد بن عبد الله الواصل وهو مفيد جدا في تسهيل كتابة الأعداد ولو كانت بالملايين بحيث تكتب الرقم في البرنامج ويعطيك إياه حروفا مثل أن تكتب له: "1111" درجة أو ريالا ثم سيكتب لك: "ألف ومائة وإحدى عشرة درجة فقط" أو "ألف ومائة وأحد عشر ريالا فقط" وهذا يفيد بالأخص:
1 - الباحثين في أي مجال يكثر تناول الأرقام فيه.
2 - المعلمين.
3 - من يريد كتابة الأرقام في العمليات المحاسبية.
4 - من يريد الإصابة في تركيب العدد من الناحية النحوية.
5 - كتابة التاريخ بدقة.
وأشياء أخرى تراها إن شاء الله.
فشكر الله لأستاذنا الواصل وبارك لنا في علمه.
رابط التحميل: http://www.kingdomgate.com/abu-norah/Tafgeet.zip
swasil@gawab.com
ـ[العيدان]ــــــــ[08 Aug 2006, 01:29 م]ـ
شكرا لك، و لاهتمامك ..
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[09 Aug 2006, 11:14 ص]ـ
جزاكم الله خيرا و بارك فيكم و نفع بكم الاسلام و المسلمين
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[10 Aug 2006, 07:29 م]ـ
السلام عليكم وهناك مشروع بالفيجوال لمن يهمه الأمر يقوم بنفس العلمية ويزيد النطق العربي(/)
تعلم اللغة العربية ... شرح مصور مرئى ....
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[08 Aug 2006, 12:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
تعلم اللغة العربية ... شرح مصور مرئى ....
تعلم اللغة العربية هى لاشك بغية كل واحد منا
فهذه سلسلة محاضرات مرئية لشرح قواعد اللغة العربية وهى للشيخ /محمد حسن عثمان الدكتور فى جامعة الازهر
وتتميز هذه السلسلة بسهولة الشرح ووضوحه وتصلح للمبتدئين وللمستوى المتقدم
ونسأل الله عز و جل ان يعلمنا ما جهلنا وان يبارك لنا فى اوقاتنا
الروابط:
الحلقة الاول: http://ia301312.us.archive.org/1/it...hwlessons/1.wmv
114 ميجا
الحلقة الثانية: http://www.archive.org/download/alnahw/2.wmv
32 ميجا
الحلقة الثالثه: http://www.archive.org/download/alnahw/3.wmv
103 ميجا
الحلقة الرابعه: http://www.archive.org/download/alnahw/4.wmv
83 ميجا
الحلقة الخامسة
114ميجا
http://www.archive.org/download/NAHW./5.avi
الحلقة السادسة
114ميجا
http://www.archive.org/download/NAHW./6.avi
الحلقة السابعة
24.5ميجا
http://www.archive.org/download/NAHW./7.avi
الحلقة الثامنة
(120 MB)
http://www.archive.org/download/nahw../8.avi
الحلقة التاسعة
(120 MB)
http://www.archive.org/download/nahw../9.avi
الحلقة العاشرة
(73 MB)
http://www.archive.org/download/nahw../10.avi
الحلقة الحادية عشر
(120 MB)
http://www.archive.org/download/nahw../11.avi
الحلقة الثانية عشر
(120 MB)
http://www.archive.org/download/nahw.../12.avi
الحلقة الثالثة عشر
(76 MB)
http://www.archive.org/download/nahw.../13.avi
الحلقة الرابعة عشر
(84 MB)
http://www.archive.org/download/nahw.../14.avi
الحلقة الخامسة عشر
(120 MB)
http://www.archive.org/download/nahw.../15.avi
الحلقة السادسة عشر
(111 MB)
http://www.archive.org/download/nahw.../16.avi
الحلقة السابعة عشر
(118 MB)
http://www.archive.org/download/nahw.../17.avi
الحلقة الثامنة عشر
(111 MB)
http://www.archive.org/download/nahw.../18.avi
الحلقة التاسعة عشر
(56 MB)
http://www.archive.org/download/nahw.../19.avi
الحلقة العشرون
(120 MB)
http://www.archive.org/download/nahw.../20.avi
الحلقة 21
(120 MB)
http://www.archive.org/download/anahw/21.avi
الحلقة 22
(96 MB)
http://www.archive.org/download/anahw/22.avi
الحلقة 23
(120 MB)
http://www.archive.org/download/anahw/23.avi
الحلقة 24
(120 MB)
http://www.archive.org/download/anahw/24.avi
الحلقة 25
(95 MB)
http://www.archive.org/download/anahw/25.avi
هنا نهاية المحاضرات ...
منقول ............................
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[14 Aug 2006, 02:09 ص]ـ
الرابط للملف الأول مرة أخرى
http://ia301312.us.archive.org/1/items/alnahwlessons/1.wmv
ويتم التنزيل عن طريق ضغط الزر الايمن للماوس واختر حفظ باسم أو save target as
ويتبقى ست محاضرات وهى تطبيق لهذه الدروس بعنوان اعراب سورة النبأ
اعراب سورة النبأ
1
(114 MB)
http://www.archive.org/download/anahw/_1.avi
2
(114 MB)
http://www.archive.org/download/videoaam/2.avi
3
(37 MB)
http://www.archive.org/download/anahw/3.avi
4
(114 MB)
http://www.archive.org/download/videoaam/4.avi
5
(114 MB)
http://www.archive.org/download/videoaam/5.avi
6
(56 MB)
http://www.archive.org/download/videoaam/_6.avi
الى هنا نهاية السلسلة
وأسأل الله عز وجل أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم
وجزاكم الله خيرا وزادكم الله حرصا على طلب العلم
لاتنسونا من صالح دعواتكم
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[06 Apr 2007, 04:07 م]ـ
قام الأخ أبو بلال نظرا لكبر حجم المحاضرات فى الموضوع السابق حيث تصل الى 3جيجا بعمل اسطوامة مبرمجة ذاتية التشغيل ... حجم هذه الاسطوانة:705ميجا .... مع مراعاة نفس جودة الصورة والصوت ..
صور الاسطوانة
http://img266.imageshack.us/img266/7052/54248014kb7.png
http://img255.imageshack.us/img255/695/93539648ct1.png
http://img258.imageshack.us/img258/6600/15380969ir2.png
حمل الاسطوانة من الرابط
http://www.sunqtr.com/pro/ELNAHW.iso
ملحوظة///حقوق الطبع والنشر غير محفوظة ... كما قال الأخ أبو بلال:)(/)
برنامج إحياء السنة النبوية- سنة صيام التطوع
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[10 Aug 2006, 09:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع (19) بتاريخ 17/ 7/1427 - سنة صيام التطوع
?لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا ? (الأحزاب: 21).
قم بالعمل بسنة صيام التطوع، ثم قم بالتصويت
فضل وفوائد صيام التطوع:
عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: قال الله عز و جل ((كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لى و أنا أجزى به , و الصيام جُنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ولا يجهل فإن شاتمة أحد او قاتلة أحد فليقل إنى صائم , مرتين , و الذى نفسى بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك , و للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطرة , و إذا لقى ربه فرح بصومه))::: رواة أحمد و مسلم و النسائى::: , و عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما ان النبى صلى الله عليه و سلم قال ((الصيام و القرآن يشفعان للعبد يوم القيامة , يقول الصيام: أى رب منعته الطعام و الشهوات بالنهار فشفعنى فية و يقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعنى فية فيشفعان)) , و عن أبى امامة رضى الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت: مُرنى بعمل يدخلنى الجنة , فقال: عليك بالصوم فإنه لا عدل له))::: رواة أحمد و النسائى و الحاكم و صححه::: , و عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال: ان النبى صلى الله عليه و سلم قال ((لا يصوم عبد يوماً فى سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم النار عن وجهه سبعين خريفاً))::: رواة الجماعة إلا أبا داوود::: , و عن سهل بن سعد رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه و سلم قال ((إن للجنه باباً يقال له الريان , يقال يوم القيامة: أين الصائمون؟ فإذا دخل آخرهم أُغلق ذلك الباب))::: رواة البخارى و مسلم:::
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ بَيْنَا أَنَا أَمْشِي مَعَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَنْ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ
صحيح البخارى – كتاب الصوم – ترقيم العالمية 1772 - ترقيم فتح البارى 1905 - ترقيم د البغا 1806:
من مواعيد صيام التطوع
صوم يومى الاثنين, والخميس:- عن ابى هريرة: عن النبى صلى الله عليه وسلم كان اكثر ما يصوم الاثنين , والخميس, فقيل له فقال ((ان الاعمال تعرض كل اتنين وخميس , فيغفر الله لكل مسلم , او لكل مؤمن , إلا المتهاجرين فيقول: اخرهما))::: رواه احمد بسند صحيح::: و فى صحيح مسلم: انه سئل عن صوم يوم الاتنين؟ فقال (ذلك يوم ولدت فيه, وانزل على فيه) أى نزل الوحى على فيه.
- صيام ثلاثه ايام , من كل شهر:-
قال أبو ذر الغفارى رضى الله عنه: ((امرنا الرسول الله صلى الله عليه وسلم نصوم من الشهر ثلاثه ايام البيض: ثلاثه عشرة: اربعه عشرة: خمسه عشر. و قال: هى كصوم الدهر))::: رواه النسائى::: , وصححه ابن حبان. وجاء عنه صلى الله عليه وسلم: انه كان يصوم من الشهر: السبت , والاحد , والاثنين , ومن الشهر الاخر: الثلاثاء , الاربعاء , والخميس , وأنه كان يصوم من غرة كل هلال , ثلاثه ايام. وأنه كان يصوم: الخميس , من اول الشهر , والاثنين الذى يليه , والاثنين الذى يليه.
- صيام يوم وفطر يوم:-
عن ابى سلمه بن عبد الرحمن , عن عبد الله بن عمرو قال: قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم (لقد اُخبرت انك تقوم الليل وتصوم النهار)) قال. قلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم. نعم قال ((فصم , وافطر , وصل ونم , فان لجسدك عليك حق , وان لزوجك عليك حقا , وان لزورك عليك حقا , وان بحسبك ان تصوم من كل شهر ثلاثه ايام , قال: فشددت فشدد على. قال: فقلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال ((فصم من كل جمعه ثلاثه ايام)) قال: فشددت فشدد على. قال: فقلت: يا رسول الله انى اجد قوة , قال: صم صوم نبى الله داود, ولا تزد عليه , قلت يا رسول الله , وما كان صيام داود عليه السلام؟ قال: ((كان يصوم يوما, ويفطر يوما))::: رواه احمد::: , وغيره. وراوه ايضا عن ابن عبد لله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((احب الصيام الى الله صيام دواد , واحب الصلاه الى الله صلاه داود , كان ينام نصفه , ويقوم ثلثه , وينام سدسه , وكان يصوم يوماً. ويفطر يوماً))
المصدر:
http://www.ar-tr.com/ramadan/ramdan5.php(/)
هل يجوز لنا نصرة حزب الله وهم من الشيعة!!؟؟
ـ[حمدي]ــــــــ[11 Aug 2006, 03:08 ص]ـ
شاب مسلم - مصر
يسأل في موقع إسلام أون لاين >الاشتشارات الايمانية >27/ 07/2006 ويقول:
سمعنا شبهات كثيرة حول نصر المجاهدين من أبناء حزب الله على العدوّ الصهيوني، ومعظم الشبهات تدور حول عقيدة حزب الله وسبّهم للصحابة، وأنّهم أخطر على المسلمين من اليهود، وأنّهم سيتفرّغون لأهل السنّة’ وأنّنا لا ينبغي أن نفرح لهذا النصر المزعوم ولكن يجب فضحهم وفضح علاقاتهم المشبوهة وأنّهم عملاء وغير ذلك من التهم الملقاة جزافاً.
ويجيبه المفتي > الدكتور رجب أبو مليح، قائلا:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
هذه الشبهات التي تثار تستر وراءها عجزا بغيضا، وهي بمثابة ورقة التوت التي يستر كثير من الناس بها عورته بعد أن فضحته الأحداث وتركته عاريا لا يستطيع أن يستتر بشيء فإن كانت هذه الشبهات تصدق على حزب الله فماذا قدم هؤلاء الناس لحكومة حماس في فلسطين؟؟ وهم ليسوا شيعة ولم يتهمهم أحد بالتشيع أو الرفض!!
إن واجبنا تجاه إخواننا في لبنان ـ سواء كانوا شيعة أو سنة ـ يحتم علينا نصرتهم بكل ما نستطيع من أسباب النصرة المادية أو المعنوية، والجهاد بمعناه الشامل فرض عين على كل مسلم ومسلمة في أي مكان بعد أن استباح الأعداء ديارنا وسفكوا دماءنا واغتصبوا أرضنا وعرضنا، ولا شك أن المسلم مأمور بمجاهدة أعداء دينه ووطنه، بكل مايستطيع من ألوان الجهاد، الجهاد باليد، والجهاد باللسان، والجهاد بالقلب، والجهادبالمقاطعة. . كل ما يضعف العدو، ويخضد شوكته يجب على المسلم أن يفعله، كل إنسانبقدر استطاعته، وفي حدود إمكانياته، ولا يجوز لمسلم بحال أن يكون ردءا أو عونًالعدو دينه وعدو بلاده، سواء كان هذا العدو يهوديًا أم وثنيًا. . أو غير ذلك.
أما هؤلاء الذين يتعلقون بالأوهام ويسترون فشلهم وتخاذلهم بهذه الأشياء فقد أصبحت دعواهم مكشوفة لكل ذي عقل، وقد أثيرت هذه الشبهات يوم أن خرج الصهاينة المغتصبون من جنوب لبنان وقد توجهنا بهذه الشبهات لفضيلة الشيخ المستشار فيصل مولوي نائب رئيس المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء ـ حفظه الله ـ فتناولها واحدة تلو الأخرى بعقلية القاضي الفقيه حتى أتي عليها جميعا وقد نشرت هذه الفتوى على موقع (إسلام أون لاين) بتاريخ 20 – 6 – 2000 ونحن نعيد نشرها مرة أخرى لأنه ترد على هذه الشبهات.
يقول فضيلته:
1 - اتفق جمهور العلماء في الماضي والحاضر على اعتبار الشيعة الاثني عشرية مسلمين ومن أهل القبلة، لأنّهم يشهدون أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً رسول الله، ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويصومون رمضان ويحجّون البيت، رغم أنّهم يخالفون أهل السنّة والجماعة في بعض فروع العقيدة، وكثير من فروع الفقه. أمّا من قال من العلماء بتكفيرهم فهم قسمان:
الأول: يرى تكفيرهم لأنّهم وقعوا في نواقض الإيمان بعد إعلان الشهادتين، وينقلون عن كتبهم كثيراً من العبارات التي قد يترجّح فيها التكفير لكنّها تحتمل تفسيراً لا يؤدّي إلى ذلك. وهذه مسألة خلافية بين علماء الأصول، وأكثرهم يرى عدم التكفير في كلّ مسألة يمكن تأويلها، ولو بوجه واحد من مائة وجه كما يذكر ابن عابدين في حاشيته.
الثاني: يرى تكفيرهم بناءً على نقول مذكورة في كتبهم المعتبرة، وهي صريحة لا تقبل التأويل، كمن يقول منهم بتحريف القرآن. وجمهور العلماء (من السنّة والشيعة) يرون تكفير من يقول كلاماً صريحاً يؤدّي إلى الكفر ولا يمكن تأويله، كمن يقول بتحريف القرآن. لكنّ القلّة من علماء أهل السنّة حملوا هذا التكفير على جميع الشيعة رغم معارضة جمهور علمائهم لذلك. وقد عقد في طهران منذ سنوات مؤتمر كبير أجمع فيه علماء الشيعة على تكفير من يقول بتحريف القرآن. أمّا جمهور علماء أهل السنّة قديماً وحديثاً فيرى أنّ التكفير مختصّ بمن يقول بتحريف القرآن وهم الغلاة من الشيعة الذين يكفّرهم الشيعة أنفسهم.
2 - بناءً على ذلك وجدنا أنّ الشيعة الاثني عشرية خاصّة كانوا على مدار التاريخ يسمح لهم بالحج إلى بيت الله الحرام باعتبار أنّهم مسلمون، ولم ينكر ذلك أحد من العلماء، كما يدخلون مساجد أهل السنّة والجماعة، ويدخل أهل السنّة مساجدهم باستثناء حالات نادرة يغلب فيها التشنّج والمغالاة.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - ونحن نرى أنّ منهج التسرّع في التكفير منهج خاطئ مخالف للسنّة النبوية، فقد صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم عشرات من الأحاديث التي تعتبر (تواتراً في المعنى) أنّ من قال: لا إله إلاّ الله دخل الجنّة، وأنّ من قال لا إله إلاّ الله حرّم الله عليه النار، وأنّ من قال لا إله إلاّ الله عصم دمه، وأنّ من صلّى إلى قبلتنا وأكل ذبيحتنا فهو مسلم، كما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلّم في كثير من أحاديثه الصحيحة عن تكفير المسلم. وننصح إخواننا العاملين للإسلام والدعاة أن لا يقعوا في هذا المنزلق الخطير الذي يؤدّي إلى تمزيق الأمّة وتمكين عدوّها منها.
4 - أمّا سبّ الصحابة فهو من الكبائر، لأنّه يناقض وصف الله لهم في قرآنه الكريم بأنّهم {خير أمّة أخرجت للناس} وكلمة الأمّة تشمل جميع الصحابة. فكيف لو توجّه السباب إلى خيار الصحابة الكرام الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم في كثير من أحاديثه الصحيحة بأنّهم من أهل الجنّة.
ورغم أنّ سبّ الصحابة قد يؤدّي إلى الكفر إذا كان فاعله يقصد تكذيب القرآن (وهذه هي حجّة من يرى تكفير من سبّ الصحابة)، إلاّ أنّ الذين يقعون في هذه الكبيرة يؤوّلونها عادة حتّى لا يقعوا في تكذيب القرآن، وإن كان تأويلهم غير مقبول في العقول، ولكن وجود هذا التأويل يجعلنا نحجم عن التكفير ونكل أمرهم إلى الله.
5 - القول أنّهم أخطر على المسلمين من اليهود، مبالغة خاطئة لا يجوز أن يقولها مسلم، فخطر اليهود على الإسلام والمسلمين خطر مطلق يشمل العقيدة أساساً وفروعاً، ويشمل الشريعة كلّها، ويمتدّ ليشمل الأرض والعرض والثروات والأوطان. ولا يمكن أن يكون خطر الشيعة – وهم مسلمون إجمالاً – على السنّة إلاّ نتيجة تكبير الاختلاف في بعض الجزئيّات، وتناسي التوافق في الأمور الأخرى، وهو أكبر بما لا يقاس. إنّ هذا المنهج يفتح الخصومات بين المسلمين أوسع ما يكون، ويمزّق الأمّة إلى شرائح مذهبية كما كانت في الجاهلية ممزّقة بين مجموعات قبلية، ولا يستفيد من ذلك إلاّ الأعداء، بينما أمر الله تعالى لنا: {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا}، وهو يوجّهنا عند الاختلاف أن نرعى حقّ الأخوّة فيما بيننا ونسعى إلى الإصلاح {إنّما المؤمنون إخوة، فأصلحوا بين أخويكم (
6 - أمّا أنّهم سيتفرّغون لأهل السنّة، فهو كلام خطير جداً بحق السنّة والشيعة، إنّهم اليوم يواجهون اليهود فعلاً بكلّ قواهم. والمفروض أنّ هذا الأمر يستثير مشاعر الوحدة بيننا وبينهم ضدّ العدوّ المشترك، فهل يعقل أن نستثير نحن مشاعر العداوة بناءً على أمر أقصى ما فيه أنّه محتمل، ونعطّل مشاعر الوحدة التي يأمر بها الله تعالى، ويفرضها أمر قائم وهو العدوّ اليهودي؟ نعم قد يوجد منهم من يغلب الخلاف معنا على خلافهم مع اليهود، كما يوجد بيننا من يغلب خلافنا معهم على خلافنا مع اليهود، ولكنّ هؤلاء قلّة والحمد الله عندنا وعندهم. والتعاون بين الشيعة والسنّة في لبنان وفلسطين قائم بكلّ ثقة. وأحسن هدية تقدّم لليهود إشاعة أجواء الخلاف والعداوة بين السنّة والشيعة. بل هي مناقضة لصريح القرآن {لتجدنّ أشدّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا .. } فكيف يقال بعد ذلك أنّ الشيعة أخطر من اليهود؟
7 - قال الله تعالى: {ولا يجرمنّكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا. إعدلوا هو أقرب للتقوى .. }
كيف يقول إنسان عاقل: إنّ النصر الذي تحقّق على يد المقاومة الإسلامية في لبنان، وانسحاب العدو الصهيوني نصر مزعوم؟ والعالم كلّه شهد بذلك، فضلاً عن العرب والمسلمين، حتّى المستسلمين فيهم والمهرولين للتطبيع مع العدو. وماذا نقول لإخواننا (السنّة) وعددهم في المناطق المحرّرة حوالي ثمانين ألفاً، وقد عاد المهجّرون منهم إلى بيوتهم وأهلهم بفضل المقاومة الإسلامية التي قاتل الجميع في ظلّها. رغم أنّ إخواننا الشيعة هم قادتها وجمهورها الأكبر، بحكم أنّ الأكثرية الساحقة من المناطق التي كانت محتلّة يسكنها شيعة. ومن المعروف أنّه عندما كانت إسرائيل تحتلّ مدينة صيدا، كانت المقاومة الإسلامية سنّية. ألا يفترض بكلّ مسلم غيور أن يدعو للتعاون بين السنّة والشيعة في مواجهة العدو الصهيوني وسائر الأعداء، بدل أن يستثير كوامن الخلاف بيننا وبينهم فيزداد العدوّ تسلّطاً علينا وتمكّناً منّا؟
وكيف لا نفرح بالنصر الذي تحقّق بطرد اليهود من بيوتنا، ورجوع أهلنا وشعبنا إلى ديارهم. والله تعالى يقول: {ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله .. } وهذا النصر كان للروم على الفرس، وكان المسلمون ضعفاء في مكّة المكرّمة، ومع ذلك فقد شرع الله لهم الفرح بهذا الانتصار. فكيف يجوز لنا أن لا نفرح بانتصار إخواننا الشيعة وتحرير أرضهم من المحتّلين اليهود؟ إنّه من الواجب أن نفرح، ليس فقط لأنّ لنا إخوة من السنّة تحرّرت أرضهم من رجس الاحتلال، وليس فقط لأنّ إخواننا الشيعة حرّروا أرضهم أيضاً من رجس الاحتلال، وهم يقاتلون عدوّنا وعدوّهم من اليهود، الذين احتلّوا فلسطين قبل لبنان، ولا يزالون فيها، والمعركة بيننا وبينهم مستمرّة حتّى تحقيق النصر الكامل إن شاء الله. بل لقد علّمنا الإسلام أن نفرح لكلّ إنسان يرفع عنه الظلم، مهما كان دينه.
8 - قد يكون بين إخواننا الشيعة في لبنان – والمقاومة الإسلامية – علاقات خاصّة مع سوريا وإيران. فإذا كان فيها علاقات مشبوهة، فليتفضّل الأخ السائل بفضحها. أمّا نحن في لبنان فنشهد أنّ هذه العلاقات هي التي مكّنت المقاومة الإسلامية من تحرير أرض الجنوب. والعالم كلّه يشهد بذلك. وإذا كان لبعض الناس رأي في سوريا وفي إيران فهذا شأنهم لأنّ (نصف الناس أعداء لمن ولي الأحكام، هذا إن عدل). ولكنّا نقول: إذا لم تتوحّد الأمّة كلّها حول قضاياها المصيرية – وأهمّها قضية الصراع مع العدو الصهيوني – فمتى تتوحّد؟ وإذا كان الإسلام في الماضي سبب وحدة هذه الأمّة، فسيظلّ في الحاضر وفي المستقبل من أهمّ عناصر هذه الوحدة، خاصّة عندما يكون صراع الأمّة مع أعدائها في الخارج صراع وجود كما هو شأننا مع اليهود. والله أعلم
هذا جواب المفتي فما جوابكم ياأهل التفسير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[16 Aug 2006, 03:01 م]ـ
أخي حمدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعيذها نظرات منك صادقة ****** أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم
http://www.islammemo.cc/xfile/one_News13.asp?IdNews=557
http://www.islammemo.cc/taqrer/one_news.asp?IDnews=923(/)
موقع مزامير آل داود
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[11 Aug 2006, 09:54 ص]ـ
موقع مزامير آل داود ( http://www.mazameer.com/vb/)
واستمع لقارئ يقلد عدة مشائخ
http://www.mazameer.com/vb/showthread.php?t=3842 (http://www.mazameer.com/vb/showthread.php?t=3842)
ـ[خادمة القرآن]ــــــــ[13 Aug 2006, 08:15 م]ـ
جزاكم الله خيرا
لكن أستاذنا الفاضل (المشايخ) لا يهمزون.
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[13 Aug 2006, 09:35 م]ـ
جزاكم الله خيراً
السرعة
فقد دخلت على نفس المشاركة بأهل التحقيق فوجدتني كتبتها هكذا:
واستمع فيه لقارئ يقرأ يقلد عدة مشايح
وسبحان الله
وطبغًا هي بالخاء فالعملية تكون من السرعة في الكتابة
وأكرر آسفي(/)
موقع الجهاد الإلكتروني لتدمير المواقع التي تسيء للإسلام
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[12 Aug 2006, 06:59 ص]ـ
موقع الجهاد الإلكتروني لتدمير المواقع التي تسيء للإسلام ( http://www.al-jinan.org/)
http://www.al-jinan.org/(/)
تونس تمنع الصلاة في المساجد إلا بتصريح مسبق
ـ[مرهف]ــــــــ[14 Aug 2006, 06:29 م]ـ
المصدر موقع مفكرة الإسلام:
أعلن وزير الداخلية التونسي ' الهادي مهني ' أنه يتعين على كل تونسي الحصول على بطاقة تصريح بالصلاة، وأن يودعها عند أقرب قسم شرطة أو حرس وطني، وستحمل البطاقة صورة المصلي وعنوانه واسم المسجد الذي ينوي ارتياده.
وهذا القرار يسري على الزائرين كما يسري على القائمين والمواطنين وأما اليهود والنصارى فلا يشملهم هذا القرار وإنما هو خاص بالمسلمين.
أقول مع أن اليهود لم يفعلوها بعرب 48 في فلسطين وهم تحت الاحتلال ولكن ربما يقرر وزير الداخلية التونسي أن يضع لكل تونس نمرة كالسيارات من أجل المخالفات للمواطنين، ما هذه الحماقة والسخرية ولا عجب فسلفهم بورقيبة كان يريد نسخ الصوم ونسو أن الله بالمرصاد. لا تظن أنك تقرأ خبر عن عجائب من العالم بل هي حقيقة منذ زمن في تونس(/)
حديث النضح: دراسة حديثية فقهية
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[15 Aug 2006, 04:17 ص]ـ
حَدِيث عَلِيٍّ رضي الله عنه: ((ينضح من بول الغلام، ويغسل بول الجارية)). قَالَ الإمام التِّرْمِذِي: ((رفع هشام الدستوائي هَذَا الحَدِيْث عن قتادة وأوقفه سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، وَلَمْ يرفعه)) (1).
وَقَالَ الحافظ ابن حجر: ((إسناده صَحِيْح إلا أَنَّهُ اختلف في رفعه ووقفه، وَفِي وصله وإرساله، وَقَدْ رجح البُخَارِيّ صحته وكذا الدَّارَقُطْنِيّ)) (2).
والرواية المرفوعة: رواها معاذ بن هشام (3)، قَالَ: حَدَّثَني أبي (4)، عن
قتادة، عن أبي حرب بن أبي الأسود (5)، عن أبيه (6)، عن عَلِيّ بن أبي طالب،
مرفوعاً (7).
قَالَ البزار: ((هَذَا الحَدِيْث لا نعلمه يروى عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، إلا من هَذَا الوجه بهذا الإسناد، وإنما أسنده معاذ بن هشام، عن أبيه، وَقَدْ رَواهُ غَيْر معاذ بن هشام، عن قتادة، عن أبي حرب، عن أبيه، عن عَلِيّ، موقوفاً)) (8).
أقول: إطلاق البزار في حكمه عَلَى تفرد معاذ بن هشام بالرفع غَيْر صَحِيْح إِذْ إن معاذاً قَدْ توبع عَلَى ذَلِكَ تابعه عَبْد الصمد بن عَبْد الوارث (9) عِنْدَ أحمد (10)،
والدارقطني (11)، لذا فإن قَوْل الدَّارَقُطْنِيّ كَانَ أدق حِيْنَ قَالَ: ((يرويه قتادة، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن أبيه، رفعه هشام بن أبي عَبْد الله من رِوَايَة ابنه معاذ وعبدالصمد بن عَبْد الوارث، عن هشام، ووقفه غيرهما عن هشام)) (12).
والرواية الموقوفة: رواها يَحْيَى بن سعيد، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن أبيه، عن عَلِيّ، فذكره موقوفاً (13).
فالرواية الموقوفة إسنادها صَحِيْح عَلَى أن الحَدِيْث مرفوعٌ صححه جهابذة المُحَدِّثِيْنَ: البُخَارِيّ والدارقطني - كَمَا سبق - وابن خزيمة (14)، وابن حبان (15)، والحاكم (16) - وَلَمْ يتعقبه الذهبي –، ونقل صاحب عون المعبود عن المنذري (17) قَالَ: ((قَالَ البُخَارِيّ: سعيد بن أبي عروبة لا يرفعه وهشام يرفعه، وَهُوَ حافظ)) (18).
أقول: هكذا صَحّح الأئمة رفع هَذَا الحَدِيْث، مَعَ أَنَّهُ قَدْ صَحَّ موقوفاً أيضاً؛ وهذا يدل عَلَى أن الحَدِيْث إذا صَحَّ رفعه، ووقفه، فإن الحكم عندهم للرفع، وَلاَ تضر الرِّوَايَة الموقوفة إلا إذا قامت قرائن تدل عَلَى أن الرفع خطأ.
أثر هَذَا الحَدِيْث في اختلاف الفُقَهَاء (كيفية التطهر من بول الأطفال)
وما دمت قَدْ فصلت القَوْل في حَدِيث عَلِيّ رضي الله عنه مرفوعاً وموقوفاً فسأذكر اختلاف الفُقَهَاء في كيفية التطهر من بول الأطفال (19).
وقبل أن أذكر آراء الفُقَهَاء، أذكر جملة من الأحاديث المتعلقة بالمسألة لأحيل عَلَيْهَا عِنْدَ الإشارة إلى الأدلة طلباً للاختصار.
فأقول:
1. صَحَّ عن عائشة زوج النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا قَالَتْ: ((أتي النَّبيّ صلى الله عليه وسلم بصبي، فبال عَلَى ثوبه، فدعا النَّبيّ صلى الله عليه وسلم بماء فأتبعه إياه)). رَواهُ مَالِك (20)، وزاد أحمد وَمُسْلِم وابن ماجه في روايتهم: ((وَلَمْ يغسله)) (21).
2. صَحَّ عن أم قيس (22) بنت محصن ((أَنَّهَا أتت بابن صَغِير لَهَا –لَمْ يأكل الطعام– إلى رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم؛ فأجلسه في حجره، فبال عَلَى ثوبه؛ فدعا رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم بماءٍ، فنضحه وَلَمْ يغسله)). رَواهُ مَالِك، والشيخان: البُخَارِيّ وَمُسْلِم (23).
3. حَدِيث عَلِيّ رضي الله عنه وَقَدْ سبق: ((ينضح من بول الغلام، ويغسل من بول الجارية)).
4. صَحَّ عن أبي السمح (24) رضي الله عنه عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((يغسل من بول الجارية، ويرش من بول الغلام)).
أخرجه: أبو دَاوُد (25)، وابن ماجه (26)، وَالنَّسَائِيّ (27)، وابن خزيمة (28)،
والدارقطني (29)، والمزي (30).
وَقَد اختلف الفُقَهَاء في الأحكام المستفادة من هذِهِ الأحاديث عَلَى مذاهب أشهرها مَا يأتي:
المذهب الأول:
(يُتْبَعُ)
(/)
يرى أن التطهير من بول الرضيع – كالتطهير من بول الكبير – إنما يَكُون بغسله، وَلاَ فرق في ذَلِكَ بَيْنَ بول رضيع أكل الطعام أو لَمْ يأكل، كَمَا أَنَّهُ لا فرق في ذَلِكَ بَيْنَ الذكر والأنثى. وإلى ذَلِكَ ذهب أبو حَنِيْفَة، وَهُوَ المشهور عن مَالِك عَلَى خِلاَف بَيْنَهُمَا في كيفية الغسل الَّذِي يجزئ في التطهير من النجاسة، فإن أبا حَنِيْفَة يشترط لتطهير النجاسة غَيْر المرئية تعدد مرات غسلها – ثلاثاً أو سبعاً والعصر بَعْدَ كُلّ غسلة (31)، وَلَمْ يشترط مَالِك أكثر من صب الماء عَلَى النجاسة بحيث يغمرها، ويذهب لونها وطعمها ورائحتها وَلاَ يشترط لإزالة النجاسة إمرار اليد والعصر، ونحو ذَلِكَ (32).
وَقَدْ حملوا: ((إتباع الماء)) و ((نضحه)) و ((رشه))، هذِهِ الألفاظ كلها حملوها عَلَى مَعْنَى الغسل، وَقَدْ أفاض الطحاوي في إيراد الآثار الدالة عَلَى أن هذِهِ الألفاظ قَدْ تطلق ويراد بِهَا الغسل (33).
لَكِن هَذَا يؤخذ عَلَيْهِ: ان هذِهِ الألفاظ، وإن كَانَتْ تطلق أحياناً عَلَى الغسل فإن الحال في مسألتنا هذِهِ لا يحتمل ذَلِكَ؛ لأَنَّهُ يؤدي إِلَى تناقض تتنَزه عَنْهُ نصوص الشريعة؛ فحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عَنْهَا قَدْ جاء بلفظ: ((فدعا النَّبيّ صلى الله عليه وسلم بماءٍ فأتبعه وَلَمْ
يغسله)) فإذا جَعَلَ أتبعه بمعنى غسله فإن المَعْنَى حينئذ يَكُون فغسله وَلَمْ يغسله.
وَكَذَلِكَ حَدِيث أم قيس بنت محصن قَدْ جاء بلفظ: ((فنضحه وَلَمْ يغسله)) فلو حمل النضح عَلَى مَعْنَى الغسل لكان التقدير:فغسله وَلَمْ يغسله،وهذا تناقض غَيْر معقول.
وأيضاً فإن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم عطف الغسل عَلَى النضح في حَدِيث عَلِيّ رضي الله عنه، وعطف الرش عَلَى الغسل في حَدِيث أبي السمح رضي الله عنه، والعطف يَقْتَضِي المغايرة. فلو أريد بهما مَعْنَى واحدٌ، لكان عبثاً يتنَزه عَنْهُ الشارع (34).
المذهب الثَّانِي:
نُسِبَ إلى الشَّافِعيّ قَوْلٌ: بأن بول الصبي الَّذِي لَمْ يأكل الطعام طاهر. ونسبت رِوَايَة إلى الإمام مَالِك: أَنَّهُ لا يغسل بول الجارية وَلاَ الغلام قَبْلَ أن يأكلا الطعام.
لَكِنْ ذكر الباجي (35) أن هذِهِ الرِّوَايَة عن مَالِك شاذة (36). وذكر النَّوَوِيّ أن نقل هَذَا القَوْل عن الشَّافِعيّ باطل (37).
لِذلِكَ لا حاجة للتعليق عَلَى هَذَا المذهب.
المذهب الثَّالِث:
ينضح بول الطفل الرضيع الَّذِي لَمْ يأكل الطعام، فإذا أكل الطعام كَانَ حكم بوله كحكم بول الكبير يغسل.
وَقَدْ فسّر هَذَا المذهب النضح: بأنه غمر مَوْضِع البول ومكاثرته بالماء مكاثرة لا يَبْلُغ جريانه وتردده وتقطره. فَهُوَ بمعنى الغسل الَّذِي سبق ذكره عن مَالِك (38).
وَقَدْ اعتمد هَذَا المذهب حَدِيث أم قيس بنت محصن، فَقَدْ جاء بلفظ: ((أَنَّهَا أتت بابن لَهَا صَغِير لَمْ يأكل الطعام ... الخ)).
وَقَد اعترض ابن حزم – القائل: بأن النضح يكفي في التطهير من بول الذكر كبيراً أو صغيراً –: بأن تخصيص ذَلِكَ بالصبي الَّذِي لَمْ يأكل لَيْسَ من كلام النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، لِذلِكَ فالحديث لا دلالة فِيهِ عَلَى هَذَا التحديد (39).
ويجاب عَلَى ذَلِكَ: بأنه نجاسة الأبوال المستتبعة لوجوب غسلها، كُلّ ذَلِكَ مستيقن بالأحاديث العامة الدالة عَلَى ذَلِكَ، كحديث ابن عَبَّاس في القبرين اللذين أخبر رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم أن صاحبيهما يعذبان، وَقَالَ: ((أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستنْزه من البول)). أخرجه البُخَارِيّ وَمُسْلِم (40).
وحديث أبي هُرَيْرَة مرفوعاً: ((استنْزهوا من البول؛ فإن عامة عذاب
القبر مِنْهُ)). رَواهُ أحمد (41)، وابن ماجه (42)، وابن خزيمة (43)، والدارقطني (44)،
والحاكم (45)، وصححه البُخَارِيّ (46).
وحديث ابن عَبَّاس مرفوعاً: ((تَنَزهوا من البول، فإن عامة عذاب القبْر مِنْهُ)). أخرجه: البزار (47)، والطبراني (48)، والدارقطني (49)، والحاكم (50).
(يُتْبَعُ)
(/)
فنجاسة بول الآدمي ووجوب غسله كُلّ ذَلِكَ متيقن بهذه الأحاديث، وتخصيص بول الصبي الَّذِي لَمْ يأكل الطعام بالنضح متيقن بحديث أم قيس بنت محصن، وما عدا ذَلِكَ مشكوك فِيهِ، فَلاَ يترك اليقين للشك.
والاكتفاء بالنضح في التطهير من بول الرضيع خصه أحمد وجمهور الشافعية بالصبي الَّذِي لَمْ يأكل الطعام، أما بول الصبية فَلاَ يجزئ فِيهِ إلا الغسل (51).
أما الشَّافِعيّ نَفْسه فَقَدْ نَصَّ عَلَى جواز الرش عَلَى بول الصبي مَا لَمْ يأكل الطعام، واستدل عَلَى ذَلِكَ بالحديث، ثُمَّ قَالَ: ((وَلاَ يبين لي في بول الصبي والجارية فرق من السُّنَّة الثابتة، وَلَوْ غسل بول الجارية كَانَ أحب إليَّ احتياطاً، وإن رش عَلَيْهِ مَا لَمْ تأكل الطعام أجزأ، إن شاء الله تَعَالَى)) (52).
وَقَدْ ذكر النَّوَوِيّ – رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى – أَنَّهُ لَمْ يذكر عن الشَّافِعيّ غَيْر هَذَا (53)، وَقَالَ البَيْهَقِيّ: ((والأحاديث المسندة في الفرق بَيْنَ بول الغلام والجارية في هَذَا الباب إذَا ضُمَّ بعضها إلى بَعْض قويت، وكأنها لَمْ تثبت عِنْدَ الشَّافِعيّ – رَحِمَهُ اللهُ – حِيْنَ قَالَ:
((وَلاَ يتبين لي في بول الصبي والجارية فرق من السُّنَّة الثابتة)) (54).
وقول الشَّافِعيّ هَذَا مرويٌّ عن النخعي، وَهُوَ رِوَايَة عن الأوزاعي، ووجه لبعض الشافعية، ووصفه النَّوَوِيّ: بأنه ضَعِيْف (55).
وهنا يأتي دور حَدِيث عَلِيّ رضي الله عنه ومثله حَدِيث أبي السمح رضي الله عنه خادم النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، فهي أحاديث ثابتة، وَقَدْ فرقت بَيْنَ بول الصبي وبين بول الصبية.
وَقَدْ ثبت هَذَا عِنْدَ أحمد؛ لِذلِكَ أخذ بِهِ وفرق بَيْنَهُمَا فِي الحكم، أما الشَّافِعيّ فَقَدْ صرح بأنه لَمْ يثبت عِنْدَهُ من السُّنَّة مَا يفرق بَيْنَهُمَا؛ لِذلِكَ رأى أن النضح يكفي فِيْهِمَا
- وإن كَانَ الأحب إليه غسل بول الصبي احتياطاً -؛ وَلَوْ ثبت عِنْدَ الشَّافِعيّ هذِهِ الأحاديث لأخذ بِهَا، فهذا هُوَ شأنه وشأن الفُقَهَاء كافة لا يتخطون السُّنَّة الثابتة عندهم إلى غيرها، مَا لَمْ يَكُنْ لَهَا عندهم معارض؛ ولذلك أطبق أصحاب الشَّافِعيّ عَلَى الفرق في الحكم بَيْنَ بول الصبي والصبية لما ثبتت عندهم هذِهِ الأحاديث (56).
...............................................
() جامع التِّرْمِذِي عقب حَدِيث (610).
(2) التلخيص الحبير طبعة العلمية 1/ 187، وطبعة شعبان 1/ 50.
(3) هُوَ معاذ بن هشام بن أبي عَبْد الله الدستوائي، البصري، وَقَدْ سكن اليمن، (صدوق رُبَّمَا وهم)، مات سنة مئتين، أخرج حديثه أصحاب الكُتُب الستة. التقريب (6742).
(4) هُوَ هشام بن أبي عَبْد الله:سَنْبَر – بمهملة ثُمَّ نون موحدة، وزن جَعْفَر –، أبو بَكْر البصري الدستوائي، (ثِقَة، ثبت)، مات سنة مئة وأربع وخمسين، أخرج حديثه أصحاب الكُتُب الستة. الطبقات لابن سعد 7/ 279 - 280، وتذكرة الحفاظ 1/ 164، والتقريب (7299).
(5) هُوَ أبو حرب بن أبي الأسود الديلي، البصري، (ثِقَة)، قِيلَ: اسمه محجن، وَقِيلَ: عطاء، مات سنة ثمان ومئة، أخرج حديثه مُسْلِم وأصحاب السُّنَن الأربعة. التقريب (8042).
(6) هُوَ أَبُو الأسود الديلي – بكسر المُهْمَلَة وسكون التحتانية –، ويقال: الدؤلي 0 بالضم بعدها
همزة مفتوحة –، البصري، اسمه: ظالم بن عَمْرو بن سُفْيَان، ويقال: عَمْرو بن ظالم، ويقال: بالتصغير فِيْهِمَا، ويقال: عَمْرو بن عُثْمَان، أو عُثْمَان بن عَمْرو: (ثِقَة، فاضل، مخضرم)، مات سنة تسع وستين، أخرج حديثه أصحاب الكُتُب الستة. التقريب (7940).
(7) هذِهِ الرِّوَايَة أخرجها: أحمد 1/ 97 و 137، وأبو دَاوُد (378)، وابن ماجه (525)، والترمذي (610)، وَفِي علله الكبير (38)، والبزار (717)، وأبو يعلى (307)، وابن خزيمة (284)، والطحاوي في شرح المعاني 1/ 92، وابن حبان (1372)، وطبعة الرسالة (1375)، والدارقطني 1/ 129، والحاكم 1/ 165 - 166، والبيهقي 2/ 415، والبغوي (296).
(8) البحر الزخار 2/ 295.
(9) هو أبو سهل التميمي العنبري عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد، توفي سنة (207 ه).
(يُتْبَعُ)
(/)
الطبقات الكبرى 7/ 300، وسير أعلام النبلاء 9/ 516، وشذرات الذهب 2/ 17.
(10) المُسْنَد 1/ 76.
(11) السُّنَن 1/ 129؟
(12) علل الدَّارَقُطْنِيّ 4/ 184 - 185 س (495).
تنبيه: مَا ذكره الدَّارَقُطْنِيّ من أن غَيْر معاذ وعبد الصمد روياه عن هشام موقوفاً فإني لَمْ أجد هَذَا في شيء من كتب الحَدِيْث، ولعله وهمٌ من الدَّارَقُطْنِيّ يفسر ذَلِكَ قوله في السُّنَن 1/ 129 لما ساق رِوَايَة معاذ: ((تابعه عَبْد الصمد، عن هشام، ووقفه ابن أبي عروبة، عن قتادة)). فلو كَانَتْ ثمة مخالفة قريبة لما ذهب إلى رِوَايَة ابن أبي عروبة، والله أعلم.
(13) وهذه الرِّوَايَة الموقوفة أخرجها عَبْد الرزاق (1488)، وابن أبي شَيْبَة (1292)، وأبو دَاوُد
(377)، والبيهقي 2/ 415.
(14) صَحِيْح ابن خزيمة (284)، عَلَى أَنَّهُ لَمْ يحكم عَلَيْهِ بلفظه، إلا انا قلنا ذَلِكَ عَنْهُ لالتزامه الصحة في كتابه قَالَ العماد بن كَثِيْر في اختصار علوم الحَدِيْث: 27، وطبعة العاصمة 1/ 109: ((وكتب أخر التزم أصحابها صحتها كابن خزيمة، وابن حبان)). وَقَالَ الحافظ ابن حجر في نكته عَلَى كِتَاب ابن =
=الصَّلاح 1/ 291: ((حكم الأحاديث الَّتِي في كِتَاب ابن خزيمة وابن حبان صلاحية الاحتجاج بِهَا)). عَلَى أن الكِتَاب فِيهِ بَعْض مَا انتقد عَلَيْهِ.
(15) صحيحه (1372)، وطبعة الرسالة (1375)، وانظر الهامش السابق.
(16) المستدرك 1/ 165 - 166.
(17) هو أبو مُحَمَّد عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله المنذري الشامي الأصل، ولد سنة (581 ه)، من مصنفاته " المعجم "، واختصر " صحيح مسلم " و " سنن أبي داود "، توفي سنة (656ه).
سير أعلام النبلاء 23/ 319 و 320، والعبر 5/ 232، وتذكرة الحفاظ 4/ 1436.
(18) عون المعبود 1/ 145.
(19) عَلَى أني قَدْ ذكرت هذِهِ المسألة في: " أثر علل الحَدِيْث في اختلاف الفُقَهَاء ": 216 - 222 بتفصيل أخصر من هَذَا.
(20) الموطأ برواية الليثي 1/ 109 (164)، ومن طريق مَالِك أخرجه البُخَارِيّ 1/ 65 (222)، وأخرجه الحميدي (164)، وأحمد 6/ 46 و 212، والبخاري 7/ 108 (5468)، وَمُسْلِم 1/ 164 (286)، وَالنَّسَائِيّ 1/ 157، وَفِي الكبرى (284) (292)، والطحاوي 1/ 93،والبيهقي 2/ 414.
(21) مُسْنَد أحمد 6/ 52 و 210، وصحيح مُسْلِم 1/ 164 (286)، وسنن ابن ماجه (523).
(22) هي أم قيس بنت محصن بن حرثان الأسدية أخت عكاشة بن محصن أسلمت بمكة وهاجرت.
أسد الغابة 5/ 609 - 610، وتهذيب الكمال 8/ 600 (8595)، والإصابة 4/ 485.
(23) موطأ الإِمَام مَالِك برواية الليثي (165)، وأخرجه أيضاً البُخَارِيّ 1/ 66 (223) و 7/ 161
(5693)، وَمُسْلِم 1/ 164 (287) و 7/ 24 (287) (86)، والحميدي (343)، وأحمد 6/ 355 و 356، والدارمي (747)، وأبو دَاوُد (374)، وابن ماجه (524)، والترمذي (71)، وَالنَّسَائِيّ 1/ 157، وَفِي الكبرى (291)، وابن خزيمة (285) و (286)، وأبو عوانة 1/ 202، والطحاوي 1/ 92، والطبراني في الكبير 25/ (436) و (437) و (438) و (439) و (440) و (441) و (443) و (444)، والبيهقي 2/ 414.
(24) هُوَ أبو السمح، خادم رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم، قِيلَ اسمه: زياد، صَحَابِيّ، حديثه عند أبي دَاوُد، وَالنَّسَائِيّ وابن ماجه.تهذيب الكمال 8/ 328 (8009)، وتجريد أسماء الصحابة 2/ 175، والتقريب (8147).
(25) في سننه (376).
(26) في سننه (526).
(27) في المجتبى 1/ 158، وَفِي الكبرى (293).
(28) صحيحه (283).
(29) في سننه 1/ 130.
(30) هو جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمان بن يوسف القضاعي الكلبي، ولد سنة (654ه)، من مصنفاته " تهذيب الكمال " و " الأطراف "، توفي سنة (742 ه).
=تذكرة الحفاظ 4/ 1498 و 1500، والدرر الكامنة 4/ 457، وشذرات الذهب 6/ 136.
والحديث أخرجه في تهذيب الكمال 8/ 328
(31) المبسوط 1/ 92 - 93، وبدائع الصنائع 1/ 87، والاختيار 1/ 36، وفتح القدير 1/ 134، وحاشية الدر المختار 1/ 310.
(32) المدونة الكبرى 1/ 24، والمنتقى 1/ 44 - 45، والاستذكار 1/ 402 - 403، وبداية المجتهد 1/ 61 - 62.
(33) شرح معاني الآثار 1/ 92، وما بعدها.
(يُتْبَعُ)
(/)
(34) فقه الإمام سعيد بن المسيب 1/ 37
(35) هو الحافظ أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعيد التجيبي الذهبي الباجي ولد سنة (403 ه) من مصنفاته " المنتقى في الفقه " و " المعاني في شرح الموطأ " و " الاستيفاء "، توفي سنة (474 ه).
وفيات الأعيان 2/ 408، وتذكرة الحفاظ 3/ 1178 و 1180، وشذرات الذهب 3/ 344.
(36) المنتقى شرح الموطأ 1/ 128.
(37) شرح صَحِيْح مُسْلِم 1/ 583 - 584.
(38) المغني 1/ 734 - 735، والحاوي 2/ 320 - 321، والتهذيب 1/ 206.
(39) المحلى 1/ 101.
(40) صَحِيْح البخاري 1/ 65 (218) و 2/ 119 (1361) و 2/ 124 (1378) و 8/ 20 (6052)، وصحيح مُسْلِم 1/ 166 (292). وأخرجه أحمد 1/ 225، وعبد بن حميد (620)، والدارمي
(745)، وأبو دَاوُد (20)، والترمذي (70)، وَالنَّسَائِيّ 1/ 28 و 4/ 116 وَفِي الكبرى (27) و (2195) و (2196) و (11613)، وابن ماجه (347)، وابن خزيمة (55) و (56).
(41) المُسْنَد 2/ 326 و 388 و 389.
(42) في سننه (348).
(43) كَمَا ذكر الحافظ ابن حجر في الفتح 1/ 336، وَهُوَ لَيْسَ في المطبوع من صَحِيْح ابن خزيمة، فلعله مِمَّا سقط من المطبوع، لَكِنْ الحافظ ابن حجر فاته أن يعزوه لابن خزيمة في " إتحاف المهرة " 14/ 485 و15/ 520 وَلَمْ يتنبه المحققون عَلَى ذَلِكَ.
(44) في سننه 1/ 128.
(45) المستدرك 1/ 183.
(46) نقله عَنْهُ التِّرْمِذِي في علله الكبير: 45 (37).
(47) كشف الأستار (243).
(48) في الكبير 11/ (11104) و (11120).
(49) في سننه 1/ 128.
(50) المستدرك 2/ 183 - 184.
(51) المغني 1/ 734، وروضة الطالبين 1/ 31، وحاشية الجمل 1/ 188 - 189.
(52) المجموع 2/ 590، وحاشية الجمل 1/ 188 - 189.
(53) المصدر السابق.
(54) السُّنَن الكبرى 2/ 416.
(55) المجموع 2/ 590.
(56) أثر علل الحَدِيْث في اختلاف الفُقَهَاء: 216 - 221.(/)
أول مشاركاتي ... فقه الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[16 Aug 2006, 01:18 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة على رسول الله، وبعد،،،
أضع بين يدي الأخوة المشايخ أول مشاركتي مما لم يسبق لي نشره، وهو فقه الإمام محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد، ووقفات تربوية في ذلك.
الإمام محمد بن عبد الوهاب فقيه مجدد، يحمل الفقه على مفهوم السلف، والذي يتناول كل أمور الشريعة، بما في ذلك درايته في واقعه، ومعرفته بوسائل علاجه، وممارسته واقعا عمليا في حياته، ومن ذلك ما يلي:
1 ـ تأليفه للكتاب دليل على إحساسه واستشعاره بالمسؤلية تجاه واقع مليء بالشركيات، فلم يكتف بنقد واقعه، والاسترجاع، بل ساهم في إيجاد الحلول، وإزالة العقبات.
2 ـ تبويباته دليل على ممارسته للدعوة واقعا عمليا في حياته، ومخالطته للناس، ونزوله في ميدان العمل الدعوي، لأنه ذكر أمثلة من واقع الناس.
3 ـ في كتابه التوحيد ساهم في إيجاد حلول عمليه لواقع الأمة الأليم.
4 ـ من فقهه أنه حارب البدع بجميع أنواعها، وهذا إيمانا من الإمام المجدد بأن دين الله لا يقبل مجزأ، ولا يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض بل ينقاد للإسلام بكليته بدون زيادة أو نقص، ومتى دخلت البدع على داعية أو مجتمع فهي خطوة أولى في شذوذه عن جماعة المسلمين.
5 ـ من فقهه سهولة أسلوبه، وعدم تكلفه بكلام معقد، يراعي فيه صاحبة السجع أكثر من الفائدة المرجوة، وذلك لأنه أراد ـ والله أعلم ـ أن يستفيد من كتابه جميع المسلمين على مختلف طبقاتهم، فجاء كتابه سهلا ممتعا.
6 ـ من فقهه أن الأبواب في كتابه مترابطة، يكمل بعضها بعضا، ومن هنا تتابع الشراح على إيجاد المناسبات بين الأبواب، وهذا إيمانا منهم رحمهم الله على أن الإمام كان يراعي الترتيب في كتابه، والتنسيق.
7 ـ من فقهه أنه يأتي بالأخطاء من واقعه الذي يعيش فيه، فقال مثلا:
باب من الشرك لبس الحلقة والخيط، باب الذبح لغير الله، باب بيان شيء من أنواع السحر .... وهكذا.
وذلك لأنه يريد معالجة أخطاء واقعية يراها أمامه، ولعل هذا الأسلوب هو الأنسب في الدعوة أن يأتي الداعية بالأمثلة من واقعة المحيط به.
8 ـ طريقته في كتابه فيها تربية للأمة ولعلمائها على ربط الناس بالكتاب والسنة، وطلب الدليل، ومن هنا نجد أن طريقته تتلخص في ذكره لآية أو حديث، وهذا يدل على أن الإمام لم يكن يدعو لمذهب معين أو لنفسه، بل كان داعية لربه سبحانه.
9 ـ طريقته في ذكره للمسائل فيها تأصيل لمنهج السلف أن الأحكام تستنبط من الأدلة، وفي ذلك فضح للطريقة البدعية في تحوير النصوص لتخدم المعتقد، مما ينتج عنه لي أعناق النصوص، والتعسف في فهمها.
10 ـ من فقهه أنه يتدرج في ترتيب الأدلة في الباب الواحد، فمثلا:
باب من الإيمان الصبر على أقدار الله، قسمه لما يلي من حيث الأدلة:
1 ـ فضيلة الصبر ووجوبه، وذكر في ذلك قوله تعالى " ومن يؤمن بالله يهد قلبه ".
2 ـ من أفعال أهل الجاهلية في حال المصائب، وذكر في ذلك حديث أبي هريرة، وحديث أبي مسعود رضي الله عنهما.
3 ـ منزلة الرضا، وذكر فيها حديث أنس رضي الله عنه.
وغير ذلك من الأبواب، فنجد الإمام رحمه الله يراعي ترتيبا معينا حتى في ذكره للأدلة، وهذا فيه دراية بالأدلة ومراتبها، وفقه في تربية الناس وترقيتهم من منزلة في الإيمان إلى منزلة أعلى منها.
11 ـ في كتابه رد ضمني على شبهات المشركين والتي ذكرها في كتابه العظيم كشف الشبهات، وقد مضى بيانها في تقسيم الكتاب، فاشتمل كتابه التوحيد على حماية المؤمنين، والرد على المشركين.
12 ـ من فقهه أنه قدم في بداية الكتاب الكلام على التوحيد وفضله على الكلام على الشرك وخطورته، لأنه المقصود من الكتاب.
13 ـ من فقه الإمام أنه جعل كتابه شاملا لمظاهر الشرك الأكبر والأصغر، حماية للتوحيد من الزوال، ومن النقص.
14 ـ الإمام ينوع في الأدلة فأحيانا يكون الدليل من الكتاب، وأحيانا من السنة، وأحيانا يجمع بينهما، وهذا تقرير منه لهدفه بأكثر من أسلوب.
15 ـ من فقهه أنه يخص بعض الأمور بمزيد عناية، نظرا لحاجة الناس لها، ومن ذلك مثلا:
قوله: باب ما جاء في الريا.
ثم قال بعد ذلك: باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك قوله: ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد.
ثم قال في آخر الكتاب: باب ما جاء في حماية المصطفى حمى التوحيد وسده طرق الشرك.
16 ـ من فقه الإمام أنه يأتي في بعض الأدلة من باب الإشارة، فمثلا:
قوله باب " حتى إذا فزع عن قلوبهم ".
للإشارة إلى أن الملائكة إن كانت تفزع وتخاف فكيف ترجى ويتعلق بها.
ومثله أيضا قوله: باب قوله " إنك لا تهدي من أحببت ".
للإشارة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يملك لعمه هداية مع حرصه عليها فكيف يملك لمن يدعوه من دون الله وهم ميت، ولا يشعر به.
17 ـ من فقهه رحمه الله أنه ذكر عددا من الأبواب تتعلق بالنية، وعددا آخر يتعلق بالأفعال، وقسم ثالث يتعلق بالأقوال وحمايتها من الشرك، ليشمل بذلك أبواب الإيمان " قول وعمل ونية ".
18 ـ من فقه الإمام أنه ذكر أبوابا في أعمال الجوارح، وأبوابا أخرى في أعمال القلوب، وبيانها سبق في تقسيم الكتاب.
19 ـ من الفقه تخصيصه الجزء الأكبر من كتابه لتوحيد الألوهية، لكثرة من زل فيه، ولأنه واقع الشيخ رحمه الله.
20 ـ من فقهه أن طول الباب وقصره يعتمد على أهمية الباب، وكثرة من تلبس بخطأ فيه، ولهذا يطيل في بعض الأبواب بذكر الأدلة، وينوعها، ويختصر في البعض الآخر.
21ـ من فقهه أنه ينزل الآيات على واقعه، الذي يعيشه.
22 ـ أهتم كثيرا بباب الغلو، ولذلك نوع تبويباته فقال:
أ ـ باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين.
ب ـ باب ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده.
ج ـ باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانا تعبد من دون الله.
وهذا يعطينا الدلالة الواضحة على خطورة هذا المسلك، وأنه سبب الشرك، وفي ذلك يربي الإمام الأمة على ترك الغلو حتى في ذاته هو رحمه الله، وذلك تمام التجرد للكتاب والسنة.
23 ـ من الفقه في كتابه أنه يضم الأبواب المتقاربة مع بعضها البعض، ومن هنا ذكر باب السحر، ثم أنواعه، ثم الكهان، ثم التطير، ثم التنجيم، ثم الاستسقاء بالنجوم.
وبذلك يظهر ترابط الكتاب وأبوابه، فيكون كالبناء الواحد المتكامل، وهذا من بديع التصنيف.
24 ـ من فقهه أنه لا يقدم السنة على القرآن، فإذا كان في الباب آية قدمها، وهذا من الفقه في منزلة الدليل.
25 ـ من فقهه أنه افتتح كتاب التوحيد بباب قوله تعالى " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ".
ليبين أن التوحيد هو العبادة، وأنه الغاية من الخلق، وهذا مناسب جدا للبداية به.
26 ـ من فقهه أنه ختم كتاب التوحيد بباب قوله تعالى " وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون ".
ليبين أن خلاصة التوحيد تكمن في تعظيم الله، متى ما قلت في قلب الإنسان دخل عليه الخلل بقدر ما نقص من تعظيمه.
27 ـ مسائله التي يذكرها في نهاية الباب فيها دقة في الاستنباط والاستخراج، ومن هنا كانت عميقة في الدلالة، بل إن بعضها اختلف الشراح حول موضع الدلالة من النصوص التي ذكرها.
28ـ من فقهه أنه ذكر في مسائله بعض الفرق كالأشعرية، والرافضة، والجهمية، وقال عن الرافضة: " بل أخرجهم بعض أهل العلم من الثنتين والسبعين فرقة ".
29ـ كثيرا في مسائله ما يبين خطورة التشبه بأهل الكتاب، وهذا إيمانا من الإمام رحمه الله بأن هذه الأمة ستتبع طريق بني إسرائيل في الإحداث في الدين، ومن تأمل واقع الأمة سيجد أن أي بدعة أحدثتها هذه الأمة فلها أصل عند أهل الكتاب، فبدعة تحكيم غير شرع الله، واتخاذ المشرعين والمقننين هي طريقة أهل الكتاب كما جاء في صحيح مسلم في تحريفهم آية الرجم، وبدعة الغلو مأخوذة من غلو النصارى بعيسى عليه السلام، وبدعة التصوف لها تعلق برهبانية النصارى، وهكذا.
30 ـ من فقهه أن دائما يحتج بالإجماع، فمثلا:
قال في باب من تبرك بشجر أو حجر: " العشرون أنه متقرَّرٌ عندهم أن العبادات مبناها على الأمر".
وقال في باب ما جاء في حماية المصطفى جناب بالتوحيد: " السابعة أنه متقرر عندهم أنه لا يصلى في المقبرة ".
31 ـ من فقهه أنه يخرج الحديث، ويذكر أحيانا درجته، والغالب عليه الصحة، ونادرا ما يتكلم على السند بكلام مختصر كقوله " بسند جيد " فإن لم يصح الحديث فالمعنى المراد منه صحيح بلا ريب لأنه يقرر مسألة من مسائل الاعتقاد.
32ـ أبواب كتاب التوحيد تأكيد لمنهج أهل السنة بأن الأعمال من الإيمان.
فهذه اثنتان وثلاثون وقفة نستفيد منها أن للإمام المجدد فقها في تأليفه لكتابه العظيم " كتاب التوحيد " والذي سمعت أحد مشايخي يقول عنه " بأنه فتح من الله على الشيخ " جمعتها حتى نتنبه لغيرها في شروحاتنا لكتاب التوحيد، وقراءتنا له
ـ[~ سمو مسلمه ~]ــــــــ[16 Sep 2008, 10:09 ص]ـ
شكر الله لكم وبارك في علمكم ..(/)
تنبيه: هل منظومة الكبائر التي أدخلها مشهور سلمان في كتاب «الكبائر للذهبي» للحجاوي؟
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[16 Aug 2006, 01:49 م]ـ
تنبيه: هل منظومة الكبائر التي أدخلها مشهور سلمان في كتاب «الكبائر للذهبي» للحجاوي؟
الحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم. أما بعد:
فقد اشتريت كتاب «الكبائر» للحافظ الذهبي ـ رحمه الله ـ بتحقيق الشيخ أبي عبيدة مشهور حسن سلمان ـ وفقه الله ـ فلما عدت للبيت وقلبت النظر في الملاحق المضافة للكتاب لفت انتباهي وضعه لمنظومة في الكبائر ونسبها للحجاوي ـ رحمه الله ـ.
ففي ص514 يقول: وله [الحجاوي] أيضا منظومة الكبائر وهي هذه التي نقدم لها وهي دالية من الكامل في 42 بيتا ...
هكذا قال 42 والموجود حسب ترقيمه 32 بيتا.
وذكر أن السفاريني شرحها في «الذخائر لشرح منظومة الكبائر» ولم يكن وقف على صاحبها ...
ثم قال أبو عبيدة: لم يبق الحجاوي ـ رحمه الله ـ مجهولا عند السفاريني أنه صاحب هذا النظم في الكبائر بل صرح فيما بعد أنه عرفه فقال في مؤلف له متأخر عن الذخائر ما نصه: قطيعة الرحم من الكبائر وقد ذكرها الحجاوي في منظومته المشتملة على الكبائر الواقعة في إقناعه وقد شرحتها شرحا لطيف الحجم ... اهـ
قرأت الأبيات فإذا هي ليست غريبة عليّ! وقلت: هذه الأبيات قرأتها في دالية ابن عبد القوي المشهورة فأحضرت منظومة ابن عبد القوي المطبوع باسم «الألفية في الآداب الشرعية» المنشورة بعناية الشيخ محمد بن ناصر العجمي والمطبوعة في دار البشائر، وإذا الأبيات نفسها! إلا أن في مطبوع أبي عبيدة مشهور زيادة بيتين في أولها فقط، وأغلاط كثيرة في النظم!
ولم أنشط لكتابة الأغلاط في الأبيات لكنها ظاهرة جدا، ويمكن مراجعة مطبوع العجمي والتصحيح منه.
والسؤال الآن:
هل هذه هي منظومة الحجاوي وأخطأ الشيخ العجمي في إدخالها في كتاب ابن عبد القوي!
بعيد جدا.
أو أن الحجاوي نسب المنظومة له بزيادة البيتين؟
بعيد جدا.
أو أن للحجاوي منظومة أخرى غير هذه ونسبت هذه له غلطا؟
هذا أقربها.
والله أعلم.
* الأبيات في كتاب الشيخ مشهور ص518
والأبيات في منظومة ابن عبد القوي ص 68
ـ[أبو صالح التميمي]ــــــــ[17 Aug 2006, 11:47 ص]ـ
كتاب السفاريني مطبوع بتحقيق: وليد العلي وهو عبارة عن رسالة ماجستير, فلعلك تراجعه ياشيخ وتفيدنا
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[17 Aug 2006, 03:33 م]ـ
هنا فائدة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=79192(/)
المقابلة الشيقة التي شدتني في قناة المجد قبل؟؟؟؟
ـ[المنهوم]ــــــــ[16 Aug 2006, 09:53 م]ـ
لقد شاهدت المقابلة الشيقة في برنامج ((افانين القران) بين الشيخ محمد الخضيري
والشيخ / عبدالرحمن الشهري
واستمعت اليها واستمتعت بها وكنت انتظر معرفة الشيخ المقابل حتى قراءة اسمه في الشاشة
فنهني الشيخ عبدالرحمن على هذه المقابلة
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[20 Aug 2006, 09:29 ص]ـ
نسأل الله أن يبارك في جهود مشايخنا وأن يكتب خطواتهم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Sep 2006, 08:15 ص]ـ
أخي الكريم المنهوم وفقه الله لكل خير
حياكم الله مرة أخرى، وقد طال انقطاعكم عن الملتقى، وأرجو أن يكون المانعُ خيراً.
وأما هذا اللقاء عن المناسبات في القرآن الكريم، فقد كان حديثاً عفوياً أرجو ألا أكون قد وقعتُ فيه في أخطاء، ونسأل الله أن يرزقنا دوماً الإخلاص وحسن القصد فيما نقول ونعمل.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[04 Sep 2006, 05:32 م]ـ
آمين ..(/)
برنامج إحياء السنة النبوية- إكرام الجار
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[17 Aug 2006, 07:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
?لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا ? (الأحزاب: 21).
سنة الأسبوع (20) بتاريخ 24/ 7/1427 - إكرام الجار
قم بإكرام جارك ثم قم بالتصويت
قال الله تعالى: (وَاِعبِدوا اللَهَ وَلا تُشرِكوا بِهِ شَيئاً وَبِالوالِدَينِ إِحساناً وَبِذي القُربى وَاليَتامى وَالمَساكين وَالجارُ ذي القُربى وَالجارُ الجَنِب).
________________
الحديث الأول فى إكرام الجار:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِي سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْعَدَوِيِّ قَالَ سَمِعَتْ أُذُنَايَ وَأَبْصَرَتْ عَيْنَايَ حِينَ تَكَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ جَائِزَتَهُ قَالَ وَمَا جَائِزَتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ وَالضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ فَمَا كَانَ وَرَاءَ ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ عَلَيْهِ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْراً أَوْ لِيَصْمُتْ (أخرجه البخارى)
شرح الحديث فى فتح البارى:
قوله: (فلا يؤذ جاره) في حديث أبي شريح " فليكرم جاره " وقد أخرج مسلم حديث أبي هريرة من طريق الأعمش عن أبي صالح بلفظ " فليحسن إلى جاره " وقد ورد تفسير الإكرام والإحسان للجار وترك أذاه في عدة أحاديث أخرجها الطبراني من حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده والخرائطي في مكارم الأخلاق من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وأبو الشيخ في " كتاب التوبيخ " من حديث معاذ بن جبل " قالوا يا رسول الله ما حق الجار على الجار؟ قال: إن استقرضك أقرضته، وإن استعانك أعنته، وإن مرض عدته، وإن احتاج أعطيته، وإن افتقر عدت عليه، وإن أصابه خير هنيته، وإن أصابته مصيبة عزيته، وإذا مات اتبعت جنازته، ولا تستطيل عليه بالبناء فتحجب عنه الريح إلا بإذنه، ولا تؤذيه بريح قدرك إلا أن تغرف له، وإن اشتريت فاكهة فأهد له، وإن لم تفعل فأدخلها سرا ولا تخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده " وألفاظهم متقاربة، والسياق أكثره لعمرو بن شعيب.
وفي حديث بهز بن حكيم " وإن أعوز سترته " وأسانيدهم واهية لكن اختلاف مخارجها يشعر بأن الحديث أصلا.
ثم الأمر بالإكرام يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال، فقد يكون فرض عين وقد يكون فرض كفاية وقد يكون مستحبا، ويجمع الجميع أنه من مكارم الأخلاق.
قوله: (ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه) زاد في حديث أبي شريح " جائزته.
قال: وما جائزته يا رسول الله؟ قال: يوم وليلة، والضيافة ثلاثة أيام " الحديث وسيأتي شرحه بعد نيف وخمسين بابا في " باب إكرام الضيف " إن شاء الله تعالى.
__________________-
الحديث الثاني فى إكرام الجار:
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ح و حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ قَالَ سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي جَارَيْنِ فَإِلَى أَيِّهِمَا أُهْدِي قَالَ إِلَى أَقْرَبِهِمَا مِنْكِ بَابًا (أخرجه البخارى)
شرح الحديث فى فتح البارى:
قوله: (حدثنا حجاج) هو ابن منهال , وقد روى البخاري لحجاج بن محمد بواسطة , واشتركا في الرواية عن شعبة , لكنه سمع من ابن منهال دون ابن محمد. قوله: (وحدثنا علي) كذا للأكثر غير منسوب , وفي رواية ابن السكن وكريمة علي بن عبد الله , ولابن شبويه علي بن المديني. ورجح أبو علي الجياني أنه علي بن سلمة اللبقي بفتح اللام والموحدة بعدها قاف , وبه جزم الكلاباذي وابن طاهر , وهو الذي ثبت في رواية المستملي , وهذا يشعر بأن البخاري لم ينسبه وإنما نسبه من نسبه من الرواة بحسب ما ظهر له فإن كان كذلك فالأرجح أنه ابن المديني لأن العادة أن الإطلاق إنما ينصرف لمن يكون أشهر وابن المديني
(يُتْبَعُ)
(/)
أشهر من اللبقي , ومن عادة البخاري إذا أطلق الرواية عن علي إنما يقصد به علي بن المديني. (تنبيه): ساق المتن هنا على لفظ علي المذكور , وقد أخرجه المصنف في كتاب الأدب عن حجاج ابن منهال وحده وساقه هناك على لفظه. قوله: (حدثنا أبو عمران) هو الجوني. قوله: (سمعت طلحة بن عبد الله) جزم المزي بأنه ابن عثمان بن عبيد الله بن معمر التيمي , وقال بعضهم هو طلحة ابن عبد الله الخزاعي لأن عبد الرحمن بن مهدي روى عن الثوري عن سعد بن إبراهيم عن طلحة بن عبد الله عن عائشة حديثا غير هذا , ويترجح ما قال المزي بأن المصنف أخرج حديث الباب في الهبة من طريق غندر عن شعبة فقال " طلحة بن عبد الله رجل من بني تيم بن مرة " وليس لطلحة بن عبد الله في البخاري سوى هذا الحديث , وسيأتي الكلام عليه مستوفى في كتاب الأدب إن شاء الله تعالى. والجوار بضم الجيم وبكسرها. وقوله " قال إلى أقربهما " يروى " قال أقربهما " بحذف حرف الجر , وهو بالرفع ويجوز الجر على إبقاء عمل حرف الجر بعد حذفه أي أقرب الجارين , قال ابن بطال: لا حجة في هذا الحديث لمن أوجب الشفعة بالجوار لأن عائشة إنما سألت عمن تبدأ به من جيرانها بالهدية فأخبرها بأن الأقرب أولى , وأجيب بان وجه دخوله في الشفعة أن حديث أبي رافع يثبت شفعة الجوار فاستنبط من حديث عائشة تقديم الأقرب على الأبعد للعلة في مشروعية الشفعة لما يحصل من الضرر بمشاركة الغير الأجنبي بخلاف الشريك في نفس الدار واللصيق للدار. (خاتمة): جميع ما في الشفعة ثلاثة أحاديث موصولة. الأول منها مكرر والآخران انفرد بهما المصنف عن مسلم. وفيه من الآثار اثنان غير قصة المسور وأبي رافع مع سعد وهي موصولة. والله أعلم.
________________-
للمزيد من الأحاديث فى حقوق الجار قم بالرجوع للمصادر التالية:
http://www.al-eman.com/hadeeth/viewchp.asp?BID=12&CID=530
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=260&CID=1(/)
تيسير الوصول ** إلى ثلاثة الأصول للشيخ عبد المحسن القاسم
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[18 Aug 2006, 12:24 م]ـ
تيسير الوصول ** إلى ثلاثة الأصول للشيخ عبد المحسن القاسم
ـ[إمداد]ــــــــ[07 Sep 2006, 11:40 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي أباعبد الله
شرح جميل ومبسط للأصول الثلاثة لايستغني عنها طالب العلم
وأنصح أئمة المساجد بقراءتها على جماعة المسجد وقد جعل الكاتب علامة النجمة لبداية الدرس ونهايته
وجزى الله خيرا المؤلف والشارح والناشرلهذا العلم
انصح بنشره في مختلف المنتديات لعل الله ينقذ بها من وقع في الشرك
ـ[محب شيخ الإسلام]ــــــــ[29 Sep 2006, 01:07 م]ـ
جزاك الله خيراً.
ولكن ألا يوجد مطبوعاً؟ وأين نجده؟
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[29 Sep 2006, 01:19 م]ـ
هو الآن تحت الطبع وسيصدر قريباً إن شاء الله
ـ[أبو حسن]ــــــــ[29 Sep 2006, 10:31 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الشرح الجميل
وللفائدة فالشروح الموجودة على الشبكة هي:-
1. شرح ثلاثة الأصول / خالد بن عبد الله المصلح
2. شرح ثلاثة الأصول / محمد أمان الجامي
3. الوجازة في شرح الأصول الثلاثة / علي الخضير
4. شرح الأصول الثلاثة / سليمان اللهيميد
5. شرح الأصول الثلاثة / صالح عبد العزيز آل الشيخ
6. شرح الأصول الثلاثة / إسلام دربالة
7. شرح ابن عثيمين
8. شرح الشيخ ابن باز
9. حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول عبد الله الفوزان
10. مفتاح الوصول بشرح ثلاثة الأصول / صالح محمد الأسمري
11. شرح الأصول الثلاثة / خالد الأنصاري
12. شرح الأصول الثلاثة / عبيد الله الجابري
13. التعليقات على الأصول الثلاثة / أحمد النجمي
14. تيسير الوصول بشرح ثلاثة الأصول / عبد المحسن محمد القاسم(/)
خزانة المواعظ ... (تحديث مستمر)
ـ[الطبيب]ــــــــ[18 Aug 2006, 05:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات و النور، ثمّ الذين كفروا بربهم يعدلون، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين، وبعد.
فهذا ما أستعين الله تعالى عليه، من محاولة رأب الصدع، وجلي الغشاوة، وإنارة الطريق، وإغاثة الغريق، من بعد ما ران على القلوب ما كسبت، وتبدّلت النفوس وانتكست، وصارت الآيات تقرع من القلوب الأبواب ثلاثاً فلا يؤذن لها، وصارت النُذُر تَرِد إلى سوق الألباب فلا يؤبه بها، وأضحت بضاعة الخير فيه مُزجَاة، والعبرة بالآيات فيه مُرجَاة، وتشعّبت الهموم في الدنيا فتفرّقت، وتعلّقت القلوب بغير الله فتمزّقت، وصارت قلوبُنا باردة ليس لقوة الإيمان فيها جذوة، ويبست عيوننا من ماء الدموع فبينها وبينه جفوة، ? ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ?.
وهذا ما دعاني إليه قلبي المريض، ونفسي المبتلاة، وهمّي المتفرق في شعب الدنيا من كل شعبة منه شعبة، فقلبٌ لا يخشع، وعينٌ لا تدمع، ونفسٌ لا تشبع، وأعوذ بالله من دعوةٍ لا ترفع، بل أعوذ به من هؤلاء الأربع.
وهذا ما اتخذته لنفسي أولاً، ثم رأيت أن لا أبقيه حبيس جهازي، فأحببت أن يكون لي نافلةٌ من عمل صالح أو علم نافع يرقّع ما تمزّق من عملي، مع أنّ النية لم تصح بعد، وحظوظ النفس لا تزال شريكة في هذا الأمر، ولو بقيتُ حتّى أخلص النية من شوائبها إنها إذاً لحياة طويلة، و ودّ الشيطان لو يظفر منّي بهذه، ولكن هيهات. فهذا عمل يسير إن كان صواباً فمن الله وإن كان خطأً فمن نفسي والشيطان والله ورسوله منه بريئان، أردت به ترقيق القلب وتجديد الإيمان، وحفز الهمّة للتشمير إلى مرضاة الرحمن، فكرته كانت تراودني منذ زمن، فبدأتها بطريقة تقليدية، ثمّ لمّا خطر لي أن أنشره جعلته على الحاسب، كي يسهل نشره وتوزيعه، فهذا أوان نشره وتوزيعه.
هذه هي (خزانة المواعظ)، لآلئ جمعتها من بطون كتب الرقائق، تسوط القلب بسياط المواعظ، وتلهبه بحرارة الإيمان، وتصقله بمواد التذكير، تعاهدتها بالحفظ والعناية، وملأتها بالكنوز والدرر، وجعلتها بتوفيق الله ملآنة بأطايب الثمر، تجلو الفؤاد الحسير، وتبهج المغموم الكسير، وهي فوق ذلك كله ترطّب القلوب وتَسقي الدموع، وتسلّي النفس بذكر الله تعالى.
هذه هي (خزانة المواعظ)، مقالاتٌ جمعتها من كتب التزكية والسلوك والرقائق، كنت أرصدها لجائحة فتور تصيبني فأباغتها بها فينصر الله أقوى العسكرين، وكنت أقرأ فيها فأنشط و ربّما طبعت بعضاً منها ووزّعته على بعض إخوتي فأرى أثرها عليهم من قريب ولله الحمد. وحرصت على أن تكون من كتب أهل السلف المتقدّمين، فهم أقل تكلُفاً، وأعمق فهماً وأجدر أن يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله، واستفدت من كتب بعض المتأخرين والمعاصرين، وفي كلٍّ خير.
هذا وخير ما يوعظ به كتاب الله تعالى وكلام نبيه صلى الله عليه وسلّم، وما استغنى عنهما طالبٌ إلا خذل فيما يطلب، وجعل الله فقره بين عينيه، ولم يأته من الإيمان إلا ما كان عليه من قبل، فهذه المواعظ منها ما هو من كتاب الله أصالةً كتفسير بعض الآيات، ومنها ما هو مستقىً منها ومن السنّة ومبنيٌّ عليهما كعامة المواعظ في هذ (الخزانة)؛ وقدحرصت على التنوع كثيراً وقد أكون وُفِّقت في ذلك وقد أكون أخفقت، وهذا جهدي وسعتي.
وبعض الكلام أطيب من بعض، وبعض الوعظ أنفس من بعض، وقد ميّزت ما هو في نظري حريٌّ بالحفظ والتعاهد باللون الأخضر، وكم أحب أن يستفيد الشباب من هذه المواعظ، وأن ينشروا ما يرونه مناسباً بينهم، أو أن يرسلوها بالبريد أو أن يدّخروها في أجهزتهم لحين حاجتها، فبعض المواعظ فيها بعض طول بحيث تصلح كلمة بعد الصلاة في بعض الرحلات أو غيرها.
ودمتم،،،
ـ[الطبيب]ــــــــ[18 Aug 2006, 05:25 م]ـ
من صفات الله الأول والآخر والظاهر والباطن
قال ابن القيم في طريق الهجرتين:
(فأوليَّةُ الله عَزَّ وجَلَّ سابقة على أوليَّةِ كل ما سواه، وآخريَّتُه ثابتةٌ بعد آخرِيَّةِ كل ما سواه، فأوليَّتُه سَبْقُه لكل شيء، وآخريَّتُه بقاؤه بعد كل شيء، وظاهريَّتُه سبحانه فوقيَّتُه وعلوه على كل شيء، ومعنى الظهور يقتضي العلو، وظاهر الشيء هو ما علا منه وأحاط بباطنه، وبطونه سبحانه إحاطته بكل شيء، بحيث يكون أقرب إليه من نفسه، وهذا قرب غير قرب المحب من حبيبه، هذا لون وهذا لون، فمدار هذه الأسماء الأربعة على الإحاطة، وهي إحاطتان: زمانيَّة، ومكانيَّة، فإحاطة أوليَّتِه وآخريَّتِه بالقَبْلِ والبَعْدِ، فكل سابق انتهى إلى أوليَّتِه، وكلُ آخرٍ انتهى إلى آخريَّتِه، فأحاطت أوليَّتُه وآخريَّتُه بالأوائل والأواخر، وأحاطت ظاهريَّتُه وباطنيَّتُه بكلِّ ظاهرٍ وباطن، فما من ظاهرٍ إلا والله فوقه، وما من باطن إلا والله دونه، وما من أولٍ إلا والله قبله، وما من آخرٍ إلا والله بعده، فالأوَّلُ قِدَمُه، والآخرُ دوامه وبقاؤه، والظاهر علوه وعظمته، والباطن قربه ودنوه، فسبق كلَّ شيء بأوليَّته، وبقي بعد كلُّ شيء بآخريَّتِه، وعلا على كل شيء بظهوره، ودنا من كل شيء ببطونه، فلا تواري منه سماءٌٌٌ سماءً، ولا أرضٌ أرضاً، ولا يحجب عنه ظاهرٌ باطناً، بل الباطنُ له ظاهر، والغيبُ عنده شهادة، والبعيدُ منه قريب،والسرُّ عنده علانية، فهذه الأسماء الأربعة تشتمل على أركان التوحيد، فهو الأوَّل في آخريَّتِه، والآخر في أوليَّتِه، والظاهر في بطونه، والباطن في ظهوره، لم يزل أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الطبيب]ــــــــ[19 Aug 2006, 11:33 م]ـ
الهجرة إلى الله ورسوله
قال ابن القيم رحمه الله في الرسالة التبوكية:
لما فصل عير السفر واستوطن المسافر دار الغربة وحيل بينه وبين مألوفاته وعوائده المتعلقة بالوطن ولوازمه، أحدث له ذلك نظراً فأجال فكره في أهم ما يقطع به منازل السفر إلى الله، ويُنفق فيه بقية عمره فأرشده من بيده الرشد إلى أن أهم شئ يقصده إنما هو الهجرة إلى الله ورسوله، فإنها فرض عين على كل أحد في كل وقت، وأنه لا انفكاك لأحد عن وجوبها وهي مطلوب الله ومراده من العباد، إذ الهجرة هجرتان:
الهجرة الأولى: هجرة بالجسم من بلد إلى بلد، وهذه أحكامها معلومة وليس المراد الكلام فيها.
والهجرة الثانية الهجرة بالقلب إلى الله ورسوله، وهذه هي المقصودة هنا. وهذه الهجرة هي الهجرة الحقيقية وهي الأصل وهجرة الجسد تابعة لها.
وهي هجرة تتضمن (من) و (إلى) فيهاجر بقلبه من محبة غير الله إلى محبته، ومن عبودية غيره إلى عبوديته، ومن خوف غيره ورجائه والتوكل عليه إلى خوف الله ورجائه والتوكل عليه، ومن دعاء غيره وسؤاله والخضوع له والذل والاستكانة له إلى دعائه وسؤاله والخضوع له والذل له والاستكانة له، وهذا بعينه معنى الفرار إليه قال تعالى:? ففروا إلى الله ?، والتوحيد المطلوب من العبد هو الفرار من الله إليه.
وتحت (من) و (إلى) في هذا سر عظيم من أسرار التوحيد، فإن الفرار إليه سبحانه يتضمن إفراده بالطلب والعبودية ولوازمها فهو متضمن لتوحيد الإلهية التي اتفقت عليها دعوة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
ما الفرار منه إليه فهو متضمن لتوحيد الربوبية وإثبات القدر، وأن كل ما في الكون من المكروه والمحذور الذي يفر منه العبد فإنما أوجبته مشيئة الله وحده، فانه ما شاء كان ووجب وجوده بمشيئته، وما لم يشأ لم يكن، وامتنع وجوده لعدم مشيئته. فادا فر العبد إلى الله فإنما يفر من شئ إلى شئ وجد بمشيئة الله وقدره فهو في الحقيقة فار من الله إليه.
ومن تصور هذا حق تصوره فهم معنى قوله صلى الله عليه وسلم: " وأعوذ بك منك " وقوله: " لا ملجأ ولا منجى منك ألا إليك "، فانه ليس في الوجود شئ يفر منه ويستعاذ منه ويلتجأ منه إلا هو من الله خلقاً وإبداعا. فالفار والمستعيذ: فار مما أوجده قدر الله ومشيئته وخلقه إلى ما تقتضيه رحمته وبره ولطفه وإحسانه، ففي الحقيقة هو هارب من الله إليه ومستعيذ بالله منه، وتصور هذين الأمرين يوجب للعبد انقطاع تعلق قلبه عن غيره بالكلية خوفاً ورجاء ومحبة فإنه إذا علم أن الذي يفر منه ويستعيذ منه إنما هو بمشيئة الله وقدرته وخلقه لم يبق في قلبه خوف من غير خالقه وموجده فتضمن ذلك إفراد الله وحده بالخوف والحب والرجاء، ولو كان فراره مما لم يكن بمشيئة الله وقدرته لكان ذلك موجباً لخوفه منه، مثل من يفر من مخلوق آخر أقدر منه فانه في حال فراره من الأول خائف منه حذرا أن لا يكون الثاني يفيده منه بخلاف ما إذا كان الذي يفر إليه هو الذي قضي وقدر وشاء ما يفر منه، فانه لا يبقى في القلب التفات إلى غيره.
فتفطن إلى هذا السر العجيب في قوله: " أعوذ بك منك " و " لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك " فإن الناس قد ذكروا في هذا أقوالاً وقل من تعرض منهم لهذه النكته التي هي لبّ الكلام ومقصوده وبالله التوفيق.
فتأمل كيف عاد الأمر كله إلى الفرار من الله إليه وهو معنى الهجرة إلى الله تعالى، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: " المهاجر من هجر ما نهى الله عنه ". ولهذا يقرن الله سبحانه بين الإيمان والهجرة في غير موضع لتلازمهما واقتضاء أحدهما للآخر.
والمقصود أن الهجرة إلى الله تتضمن: هجران ما يكرهه وإتيان ما يحبه ويرضاه، وأصلها الحب والبغض، فان المهاجر من شئ إلى شئ لابد أن يكون ما هاجر إليه أحب مما هاجر منه، فيؤثر احب الأمرين إليه على الآخر. وإذا كان نفس العبد وهواه وشيطانه إنما يدعوانه إلى خلاف ما يحبه ويرضاه، وقد بلي بهؤلاء الثلاث، فلا يزالون يدعونه إلى غير مرضاة ربه، وداعي الإيمان يدعوه إلى مرضاة ربه فعليه في كل وقت أن يهاجر إلى الله ولا ينفك في هجرته إلى الممات.
ـ[الطبيب]ــــــــ[19 Aug 2006, 11:40 م]ـ
أبيات في وصف الميّت
ذكرها القرطبي في التذكرة:
ضعوا خدي على لحدي ضعوه=و من عفر التراب فوسدوه
و شقوا عنه أكفاناً رقاقاً=و في الرمس البعيد فغيبوه
فلو أبصرتموه إذا تقضت=صبيحة ثالث أنكرتموه
و قد سالت نواظر مقلتيه=على وجناته و انفض فوه
و ناداه البلا: هذا فلان=هلموه فانظروا هل تعروفه
حبيبكم و جاركم المفدى=تقادم عهده فنسيتموه
ـ[الطبيب]ــــــــ[19 Aug 2006, 11:44 م]ـ
الدنيا متاع الغرور
قال ابن الجوزي رحمه الله في صيد الخاطر:
من تفكر بعواقب الدنيا، أخذ الحذر، و من أيقن بطول الطريق تأهب للسفر. ما أعجب أمرك يا من يوقن بأمر ثم ينساه، و يتحقق ضرر حال ثم يغشاه! و تخشى الناس و الله أحق أن تخشاه.
تغلبك نفسك على ما تظن، و لا تغلبها على ما تستيقن. أعجب العجائب، سرورك بغرورك، و سهوك في لهوك، عما قد خبىء لك. تغتر بصحتك و تنسى دنو السقم، و تفرح بعافيتك غافلاً عن قرب الألم. لقد أراك مصرع غيرك مصرعك، و أبدى مضجع سواك ـ قبل الممات ـ مضجعك. و قد شغلك نيل لذاتك، عن ذكر خراب ذاتك:
كأنك لم تسمع بأخبار من مضى و لم تر في الباقين مايصنع الدهر
فإن كنت لا تدري فتلك ديارهم محاها مجال الريح بعدك و البقر!
كم رأيت صاحب منزل ما نزل لحده، حتى نزل! و كم شاهدت والي قصر وليه عدوه لما عزل! فيا من كل لحظة إلى هذا يسري، و فعله فعل من لا يفهم لو لا يدري ...
و كيف تنام العين و هي قريرة؟ و لم تدر من أي المحلين تنزل؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الطبيب]ــــــــ[19 Aug 2006, 11:50 م]ـ
الهجرة إلى الله ورسوله (2)
قال ابن القيم رحمه الله في الرسالة التبوكية:
وأما الهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلم لم يبق منه سوى اسمه، ومنهج لم تترك بنيَّات الطريق سوى رسمه، ومحجة سفَت عليها السوافي فطمست رسومها، وغارت عليها الأعادي فغّورت مناهلها وعيونها، فسالكها غريب بين العباد، فريد بين كل حي وناد، بعيد على قرب المكان، وحيد على كثرة الجيران، مستوحش مما به يستأنسون، مستأنس مما به يستوحشون، مقيم إذا ظعنوا، ظاعن إذا قطنوا، منفرد في طريق طلبة، لا يقر قراره حتى يظفر بأربه، فهو الكائن معهم بجسده، البائن منهم بمقصده، نامت في طلب الهدى أعينهم، وما ليل مطيته بنائم، وقعدوا عن الهجرة النبوية، وهو في طلبها مشمر قائم، يعيبونه بمخالفة آرائهم، ويزرون عليه ازراءه على جهالاتهم وأهوائهم، قد رجموا فيه الظنون، وأحدقوا فيه العيون، وتربصوا به ريب المنون، ? فتربصوا إنَّا معكم متربصون ?، ? قال رب احكم بالحق، وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون ?.
نحن وإياكم نموت، فما * افلح عند الحساب من ندما
والمقصود: أن هذه الهجرة النبوية شأنها شديد. وطريقها على غير المشتاق بعيد.
بعيد على كسلان أو ذي ملالة * أما على المشتاق فهو قريب
ولعمر الله ما هي إلا نور يتلألأ، ولكن أنت ظلامه، وبدر أضاء مشارق الأرض ومغاربها، ولكن أنت غيمه وقتامه، ومنهل عذب صاف وأنت كدره، ومبتدأ لخير عظيم ولكن ليس عندك خبره.
ـ[الطبيب]ــــــــ[20 Aug 2006, 02:22 م]ـ
تأثير الموعظة
قال ابن القيم رحمه الله في روضة المحبين:
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لقد سبق إلى جنات عدن أقوام ما كانوا بأكثر الناس صلاة ولا صياما ولا حجا ولا اعتماراً، لكنهم عقلوا عن الله مواعظه فوجلت منه قلوبهم واطمأنت إليه نفوسهم وخشعت له جوارحهم ففاقوا الناس بطيب المنزلة وعلو الدرجة عند الناس في الدنيا وعند الله في الآخرة.
ـ[الطبيب]ــــــــ[20 Aug 2006, 02:33 م]ـ
مظاهر فقر الخلق وغنى الخالق
قال السعدي رحمه الله في تفسيره:
? 15 - 18 ? ? يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ * إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ * وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ?
يخاطب تعالى جميع الناس، ويخبرهم بحالهم ووصفهم، وأنهم فقراء إلى اللّه من جميع الوجوه:
فقراء في إيجادهم، فلولا إيجاده إياهم، لم يوجدوا.
فقراء في إعدادهم بالقوى والأعضاء والجوارح، التي لولا إعداده إياهم [بها]، لما استعدوا لأي عمل كان.
فقراء في إمدادهم بالأقوات والأرزاق والنعم الظاهرة والباطنة، فلولا فضله وإحسانه وتيسيره الأمور، لما حصل [لهم] من الرزق والنعم شيء.
فقراء في صرف النقم عنهم، ودفع المكاره، وإزالة الكروب والشدائد. فلولا دفعه عنهم، وتفريجه لكرباتهم، وإزالته لعسرهم، لاستمرت عليهم المكاره والشدائد.
فقراء إليه في تربيتهم بأنواع التربية، وأجناس التدبير.
فقراء إليه، في تألههم له، وحبهم له، وتعبدهم، وإخلاص العبادة له تعالى، فلو لم يوفقهم لذلك، لهلكوا، وفسدت أرواحهم، وقلوبهم وأحوالهم.
فقراء إليه، في تعليمهم ما لا يعلمون، وعملهم بما يصلحهم، فلولا تعليمه، لم يتعلموا، ولولا توفيقه، لم يصلحوا.
فهم فقراء بالذات إليه، بكل معنى، وبكل اعتبار، سواء شعروا ببعض أنواع الفقر أم لم يشعروا، ولكن الموفق منهم، الذي لا يزال يشاهد فقره في كل حال من أمور دينه ودنياه، ويتضرع له، ويسأله أن لا يكله إلى نفسه طرفة عين، وأن يعينه على جميع أموره، ويستصحب هذا المعنى في كل وقت، فهذا أحرى بالإعانة التامة من ربه وإلهه، الذي هو أرحم به من الوالدة بولدها.
(يُتْبَعُ)
(/)
? وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ? أي: الذي له الغنى التام من جميع الوجوه، فلا يحتاج إلى ما يحتاج إليه خلقه، ولا يفتقر إلى شيء مما يفتقر إليه الخلق، وذلك لكمال صفاته، وكونها كلها، صفات كمال، ونعوت وجلال.
ومن غناه تعالى، أن أغنى الخلق في الدنيا والآخرة، الحميد في ذاته، وأسمائه، لأنها حسنى، وأوصافه، لكونها عليا، وأفعاله لأنها فضل وإحسان وعدل وحكمة ورحمة، وفي أوامره ونواهيه، فهو الحميد على ما فيه، وعلى ما منه، وهو الحميد في غناه [الغني في حمده].
ـ[الطبيب]ــــــــ[20 Aug 2006, 02:38 م]ـ
من آثار أسماء الله الحسنى
قال ابن القيم رحمه الله في المدارج:
فمن أسمائه سبحانه الغفار التواب العفو فلا بد لهذه الأسماء من متعلقات ولا بد من جناية تغفر وتوبة تقبل وجرائم يعفى عنها ولا بد لاسمه الحكيم من متعلق يظهر فيه حكمه إذ اقتضاء هذه الأسماء لآثارها كاقتضاء اسم الخالق الرزاق المعطي المانع للمخلوق والمرزوق والمعطي والممنوع وهذه الأسماء كلها حسنى، والرب تعالى يحب ذاته وأوصافه وأسماءه فهو عفو يحب العفو ويحب المغفرة ويحب التوبة ويفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه أعظم فرح يخطر بالبال، وكان تقدير ما يغفره ويعفو عن فاعله ويحلم عنه ويتوب عليه ويسامحه من موجب أسمائه وصفاته وحصول ما يحبه ويرضاه من ذلك وما يحمد به نفسه ويحمده به أهل سمواته وأهل أرضه ما هو من موجبات كماله ومقتضى حمده، وهو سبحانه الحميد المجيد وحمده ومجده يقتضيان آثارهما، ومن آثارهما مغفرة الزلات وإقالة العثرات والعفو عن السيئات والمسامحة على الجنايات مع كمال اقدرة على استيفاء الحق والعلم منه سبحانه بالجناية ومقدار عقوبتها فحلمه بعد علمه وعفوه بعد قدرته ومغفرته عن كمال عزته وحكمته كما قال المسيح صلى الله عليه وسلم إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم أي فمغفرتك عن كمال قدرتك وحكمتك لست كمن يغفر عجزا ويسامح جهلا بقدر الحق بل أنت عليم بحقك قادر على استيفائه حكيم في الأخذ به، فمن تأمل سريان آثار الأسماء والصفات في العالم وفي الأمر تبين له أن مصدر قضاء هذه الجنايات من العبيد وتقديرها هو من كمال الأسماء والصفات والأفعال وغايتها أيضا مقتضى حمده ومجده كما هو مقتضى ربوبيته وإلهيته.
ـ[الطبيب]ــــــــ[20 Aug 2006, 02:57 م]ـ
نظم لبعض الأسماء الحسنى
قال ابن القيم رحمه الله في الكافية الشافية:
فصل
في النوع الثاني من النوع الأول وهو الثبوت
هذا ومن توحيدهم إثبات أو= صاف الكمال لربنا الرحمن
كعلوه سبحانه فوق السما=وات العلى بل فوق كل مكان
فهو العلي بذاته سبحانه= اذ يستحيل خلاف ذا ببيان
وهو الذي حقا على العرش استوى= قد قام بالتدبير للأكوان
حي مريد قادر متكلم= ذو رحمة وإرادة وحنان
هو أول هو آخر هو ظاهر= هو باطن هي أربع بوزان
ما قبله شيء كذا ما بعده= شيء تعالى الله ذو السلطان
ما فوقه شيء كذا ما دونه= شيء وذا تفسير ذي البرهان
فانظر الى تفسيره بتدبر= وتبصر وتعقل لمعان
وانظر إلى ما فيه من أنواع معـ=ـرفة لخالقنا العظيم الشان
وهو العلي فكل أنواع العلـ=ـلو له فثابته بلا نكران
وهو العظيم بكل معنى يوجب التـ=ـعظيم لا يحصيه من إنسان
وهو الجليل فكل أوصاف الجلا=ل له محققة بلا بطلان
وهو الجميل على الحقيقة كيف لا= وجمال سائر هذه الأكوان
من بعض آثار الجميل فربها= أولى وأجدر عند ذي العرفان
فجماله بالذات والأوصاف والـ=أفعال والأسماء بالبرهان
لا شيء يشبه ذاته وصفاته= سبحانه عن إفك ذي بهتان
ـ[الطبيب]ــــــــ[20 Aug 2006, 03:11 م]ـ
إكثار ذكر الموت
قال القرطبي رحمه الله في التذكرة:
قال الدقاق: من أكثر من ذكر الموت أكرم بثلاثة أشياء: تعجيل التوبة، و قناعة القلب، و نشاط العبادة. و من نسي الموت عوقب بثلاثة أشياء: تسويف التوبة، و ترك الرضى بالكفاف، و التكاسل في العبادة.
فتفكر يا مغرور في الموت و سكرته، و صعوبة كأسه و مرارته، فيما للموت من وعد ما أصدقه، و من حاكم ما أعدله، كفى بالموت مقرحاً للقلوب، و مبكياً للعيون، و مفرقاً للجماعات، و هادماً للذات، و قاطعاً للأمنيات، فهل تفكرت يا ابن آدم في يوم مصرعك، و انتقالك من موضعك، و إذا نقلت من سعة إلى ضيق، و خانك الصاحب و الرفيق، و هجرك الأخ و الصديق، و أخذت من فراشك و غطائك إلى عرر، و غطوك من بعد لين لحافك بتراب و مدر، فيا جامع المال، و المجتهد في البنيان ليس لك و الله من مال إلا الأكفان، بل هي و الله للخراب و الذهاب و جسمك للتراب و المآب.
فأين الذي جمعته من المال؟ فهل أنقذك من الأهوال؟ كلا بل تركته إلى من لا يحمدك، وقدمت بأوزارك على من لا يعذرك.
و لقد أحسن من قال في تفسير قوله تعالى: ? و ابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ? أي: اطلب فيما أعطاك الله من الدنيا، الدار الآخرة و هي الجنة، فإن حق المؤمن أن يصرف الدنيا فيما ينفعه في الآخرة، لا في الطين و الماء و التجبر و البغي، فكأنهم قالوا: لا تنس أنك تترك جميع مالك إلا نصيبك الذي هو الكفن، و نحو هذا قول الشاعر:
نصيبك مما تجمع الدهر كله=رداءان تلوى فيهما و حنوط
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الطبيب]ــــــــ[20 Aug 2006, 03:12 م]ـ
طلب الله بيقين
جاء في كتاب التقوى لأحمد فريد:
إن صدقت فى طلابهم فانهض وبادر، ولا تستصعب طريقهم فالمعين قادر، تعرض لمن اعطاهم، وسل فمولاك مولاهم، رب كنز وقع به فقير، ورب فضل اختص به صغير، علم الخضر ما خفي على موسى، وكشف لسليمان ما خفي على داود.
ـ[الطبيب]ــــــــ[20 Aug 2006, 03:21 م]ـ
إرادة الله الخير بالعبد
قال السعدي رحمه الله في تفسيره:
? 26 - 28 ? ?يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيمًا * يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا?.
يخبر تعالى بمنته العظيمة ومنحته الجسيمة، وحسن تربيته لعباده المؤمنين وسهولة دينه فقال: ?يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ? أي: جميع ما تحتاجون إلى بيانه من الحق والباطل، والحلال والحرام، ?وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ? أي: الذين أنعم الله عليهم من النبيين وأتباعهم، في سيرهم الحميدة، وأفعالهم السديدة، وشمائلهم الكاملة، وتوفيقهم التام. فلذلك نفذ ما أراده، ووضح لكم وبين بيانا كما بين لمن قبلكم، وهداكم هداية عظيمة في العلم والعمل.
?وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ? أي: يلطف لكم في أحوالكم وما شرعه لكم حتى تمكنوا من الوقوف على ما حده الله، والاكتفاء بما أحله فتقل ذنوبكم بسبب ما يسر الله عليكم فهذا من توبته على عباده.
ومن توبته عليهم أنهم إذا أذنبوا فتح لهم أبواب الرحمة وأوزع قلوبهم الإنابة إليه، والتذلل بين يديه ثم يتوب عليهم بقبول ما وفقهم له. فله الحمد والشكر على ذلك.
وقوله ?وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ? أي: كامل الحكمة، فمن علمه أن علمكم ما لم تكونوا تعلمون، ومنها هذه الأشياء والحدود. ومن حكمته أنه يتوب على من اقتضت حكمته ورحمته التوبة عليه، ويخذل من اقتضت حكمته وعدله من لا يصلح للتوبة.
وقوله ?وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ? أي: توبة تلم شعثكم، وتجمع متفرقكم، وتقرب بعيدكم.
?وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ? أي: يميلون معها حيث مالت ويقدمونها على ما فيه رضا محبوبهم، ويعبدون أهواءهم، من أصناف الكفرة والعاصين، المقدمين لأهوائهم على طاعة ربهم، فهؤلاء يريدون ?أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيمًا? أي: [أن] تنحرفوا عن الصراط المستقيم إلى صراط المغضوب عليهم والضالين.
يريدون أن يصرفوكم عن طاعة الرحمن إلى طاعة الشيطان، وعن التزام حدود من السعادة كلها في امتثال أوامره، إلى مَنْ الشقاوةُ كلها في اتباعه. فإذا عرفتم أن الله تعالى يأمركم بما فيه صلاحكم وفلاحكم وسعادتكم، وأن هؤلاء المتبعين لشهواتهم يأمرونكم بما فيه غاية الخسار والشقاء، فاختاروا لأنفسكم أوْلى الداعيين، وتخيّروا أحسن الطريقتين.
ـ[الطبيب]ــــــــ[21 Aug 2006, 09:02 ص]ـ
الاعتبار بأصحاب القبور
قال القرطبي رحمه الله في التذكرة:
اعتبر بمن صار تحت التراب، و انقطع عن الأهل و الأحباب، بعد أن قاد الجيوش و العساكر، و نافس الأصحاب و العشائر، و جمع الأموال و الذخائر، فجاءه الموت على وقت لم يحتسبه، و هول لم يرتقبه. فليتأمل الزائر حال من مضى من إخوانه، و درج من أقرانه، الذين بلغوا الآمال و جمعوا الأموال. كيف انقطعت آمالهم، و لم تغن عنهم أموالهم، و محا التراب محاسن وجوههم، و افترقت في القبور أجزاؤهم، و ترمل بعدهم نساؤهم، و شمل ذل اليتم أولادهم، و اقتسم غيرهم طريقهم و بلادهم. وليتذكر ترددهم في المآرب، و حرصهم على نيل المطالب، و انخداعهم لمؤاتاة الأسباب، و ركونهم إلى الصحة و الشباب، و ليعلم أن ميله إلى اللهو و اللعب كميلهم، و غفلته عما بين يديه من الموت الفظيع و الهلاك السريع كغفلتهم، و أنه لا بد صائر إلى مصيرهم، و ليحضر بقلبه ذكر من كان متردداً في أغراضه، و كيف تهدمت رجلاه. و كان يتلذذ بالنظر إلى ما حوله و قد سالت عيناه، و يصول ببلاغة نطقه، و قد أكل الدود لسانه، و يضحك لمؤاتاة دهره و قد أبلى التراب أسنانه، و ليتحقق أن حاله كحاله، و مآله
(يُتْبَعُ)
(/)
كمآله، و عند هذا التذكر و الاعتبار، يزول عنه جميع الأغيار الدنيوية، و يقبل على الأعمار الأخروية، فيزهد في دنياه، و يقبل على طاعة مولاه، و يلين قلبه، و يخشع جوارحه.
ـ[الطبيب]ــــــــ[21 Aug 2006, 09:05 ص]ـ
عشرة حروز من الشيطان
قال ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد:
قاعدة نافعة فيما يعتصم به العبد من الشيطان ويستدفع به شره ويحترز به منه وذلك عشرة أسباب:
أحدها: الاستعاذة بالله من الشيطان. قال تعالى: ? وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم ? [فصلت: 36]، وفي موضع آخر ? إنه سميع عليم ? [الأعراف: 200]، وقد تقدم أن السمع المراد به ههنا. سمع الإجابة لا مجرد السمع العام. وتأمل سر القرآن كيف أكد الوصف بالسميع العليم بذكر صيغة. هو الدال على تأكيد النسبة واختصاصها. وعرف الوصف بالألف واللام في سورة حم لاقتضاء المقام لهذا التأكيد، وتركه في سورة الأعراف لاستغناء المقام عنه. فإن الأمر بالاستعاذة في سورة حم وقع بعد الأمر بأشق الأشياء على النفس وهو مقابلة إساءة المسيء بالإحسان إليه. وهذا أمر لا يقدر عليه إلا الصابرون، ولا يلقاها إلا ذو حظ عظيم. كما قال الله تعالى: والشيطان لا يدع العبد يفعل هذا. بل يريه أن هذا ذل وعجز، ويسلط عليه عدوه فيدعوه إلى الانتقام ويزينه له فإن عجز عنه دعاه إلى الإعراض عنه، وأن لا يسيء إليه ولا يحسن فلا يؤثر الإحسان إلى المسيء إلا من خالفه وآثر الله وما عنده على حظه العاجل، فكان المقام مقام تأكيد وتحريض فقال فيه: ? وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم ? [فصلت: 36]، وأما في سورة الأعراف فإنه أمره أن يعرض عن الجاهلين وليس فيها الأمر بمقابلة إساءتهم بالإحسان. بل بالإعراض. وهذا سهل على النفوس غير مستعصي عليها. فليس حرص الشيطان وسعيه في دفع هذا كحرصه على دفع المقابلة بالإحسان فقال: ? وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم ? [الأعراف: 200]، وقد تقدم ذكر الفرق بين هذين الموضعين، وبين قوله في حم المؤمن ? فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير? في صحيح البخاري عن عدي بن ثابت عن سليمان بن صرد قال: كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجلان يستبان فأحدهما أحمر وجهه وانتفخت أوداجه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: [إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد لو قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب عنه ما يجد].
الحرز الثاني: قراءة هاتين السورتين فإن لهما تاثيراً عجيباً في الاستعاذة بالله من شره ودفعه والتحصن منه. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما تعوذ المتعوذون بمثلهما، وقد تقدم أنه كان يتعوذ بهما كل ليلة عند النوم، وأمر عقبة أن يقرأ بهما دبر كل صلاة. وتقدم قوله صلى الله عليه وسلم: [إن من قرأهما مع سورة الإخلاص ثلاثاً حين يمسي وثلاثاً حين يصبح كفته من كل شيء].
الحرز الثالث: قراءة آية الكرسي ففي الصحيح من حديث محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتى آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكر الحديث فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي فإنه لا يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: [صدقك وهو كذوب ذاك الشيطان]. وسنذكر إن شاء الله تعالى السر الذي لأجله كان لهذه الآية العظيمة هذا التأثير العظيم في التحرز من الشيطان واعتصام قارئها بها في كلام مفرد عليها وعلى أسرارها وكنوزها بعون الله وتأييده.
الحرز الرابع: قراءة سورة البقرة. ففي الصحيح من حديث سهل عن عبد الله عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [لا تجعلوا بيوتكم قبوراً وأن البيت الذي تقرأ فيه البقرة لا يدخله الشيطان].
(يُتْبَعُ)
(/)
الحرز الخامس: خاتمة سورة البقرة فقد ثبت في الصحيح من حديث أبي موسى الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه وفي الترمذي عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق الخلق بألفي عام أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة فلا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان].
الحرز السادس: أولى سورة حم المؤمن إلى قوله: إليه المصير مع آية الكرسي، ففي الترمذي من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر عن ابن أبي مليكة، عن زرارة بن مصعب، عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [من قرأ حم المؤمن إلى ? إليه المصير ? [غافر: 3] وآية الكرسي حين يصبح حفظ بهما حتى يمسي ومن قرأهما حين يمسي حفظ بهما حتى يصبح]، وعبد الرحمن المليكي وإن كان قد تكلم فيه من قبل حفظه. فالحديث له شواهد في قراءة آية الكرسي وهو محتمل على غرابته.
الحرز السابع: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة، ففي الصحيحين من حديث سمى مولى أبي بكر عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من ذلك]، فهذا حرز عظيم النفع جليل الفائدة يسير سهل على من يسره الله عليه.
الحرز الثامن: وهو من أنفع الحروز من الشيطان كثرة ذكر الله عز وجل. ففي الترمذي من حديث الحارث الأشعري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بهن و أن يأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن فكأنه أبطأ بهن فأوحى الله إلى عيسى: إما أن يبلغهن أو تبلغهن فأتاه عيسى فقال له: إنك أمرت بخمس كلمات أن تعمل بهن و تأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن فإما أن تبلغهن و إما أن أبلغهن فقال له: يا روح الله إني أخشى إن سبقتني أن أعذب أو يخسف بي فجمع يحيى بني إسرائيل في بيت المقدس حتى امتلأ المسجد فقعد على الشرفات فحمد الله و أثنى عليه ثم قال: إن الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن و آمركم أن تعملوا بهن ; و أولهن: أن تعبدوا الله و لا تشركوا به شيئا فإن مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بذهب أو ورق ثم أسكنه دارا فقال: اعمل و ارفع إلي فجعل العبد يعمل و يرفع إلى غير سيده فأيكم يرضى أن يكون عبده كذلك؟ و إن الله خلقكم و رزقكم فاعبدوه و لا تشركوا به شيئا و أمركم بالصلاة و إذا قمتم إلى الصلاة فلا تلتفتوا فإن الله عز و جل يقبل بوجهه على عبده ما لم يلتفت ; و أمركم بالصيام و مثل ذلك كمثل رجل معه صرة مسك في عصابة كلهم يجد ريح المسك و إن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ; و أمركم بالصدقة و مثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فشدوا يديه إلى عنقه و قدموه ليضربوا عنقه فقال لهم: هل لكم أن أفتدي نفسي منكم؟ فجعل يفتدي نفسه منهم بالقليل و الكثير حتى فك نفسه و أمركم بذكر الله كثيرا و مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره فأتى حصنا حصينا فأحرز نفسه فيه و إن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله تعالى. و أنا آمركم بخمس أمرني الله بهن: الجماعة و السمع و الطاعة و الهجرة و الجهاد في سبيل الله فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يراجع و من دعا بدعوة الجاهلية فهو من جثاء جهنم و إن صام و صلى و زعم أنه مسلم فادعوا بدعوة الله التي سماكم بها المسلمين المؤمنين عباد الله] (صحيح الجامع)، قال الترمذي هذا حديث حسن غريب صحيح. وقال البخاري الحارث الأشعري له صحبة، وله غير هذا الحديث، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث. أن العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله وهذا بعينه هو الذي دلت عليه سورة قل أعوذ برب الناس، فإنه وصف الشيطان فيها بأنه الخناس والخناس الذي إذا ذكر العبد الله انخنس وتجمع وانقبض وإذا غفل عن ذكر الله التقم القلب وألقى إليه الوساوس التي هي وساوس
(يُتْبَعُ)
(/)
الشر كله فما أحرز العبد نفسه من الشيطان بمثل ذكر الله عز وجل.
الحرز التاسع: الوضوء والصلاة وهذا من أعظم ما يتحرز به منه. ولا سيما عند توارد قوة الغضب والشهوة. فإنها نار تغلي في قلب ابن آدم كما في الترمذي من حديث أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: [ألا وإن الغضب جمرة في قلب ابن آدم أما رايتم إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه فمن أحس بشيء من ذلك فليلصق بالأرض]، وفي أثر آخر [إن الشيطان خلق من نار وإنما تطفأ النار بالماء]، فأما أطفأ العبد جمرة الغضب والشهوة بمثل الوضوء والصلاة. فإنها نار والوضوء يطفئها.
والصلاة إذا وقعت بخشوعها والإقبال فيها على الله أذهبت أثر ذلك كله وهذا أمر تجربته تغني عن إقامة الدليل عليه.
الحرز العاشر: إمساك فضول النظر والكلام والطعام ومخالطة الناس. فإن الشيطان إنما يتسلط على ابن آدم وينال منه غرضه من هذه الأبواب الأربعة. فإن فضول النظر يدعو إلى الاستحسان، ووقوع صورة المنظور إليه في القلب والاشتغال به. والفكرة في الظفر به. فمبدأ الفتنة من فضول النظر كما في المسند عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال [النظرة سهم مسموم من سهام إبليس. فمن غض بصره لله أورثه الله حلاوة يجدها في قلبه إلى يوم يلقاه]، أو كما قال صلى الله عليه وسلم: فالحوادث العظام إنما كلها من فضول النظر فكم نظرة أعقبت حسرات لا حسرة، كما قال الشاعر:
كل الحوادث مبداها من النظر=ومعظم النار من مستصفر الشرر
كم نظرة فتكت في قلبها صاحبها=فتك السهام بلا قوس ولا وتر
وقال الآخر:
وكنت متى أرسلت طرفك رائداً=لقلبك يوماً أتعبتك المناظر
رأيت الذي لاكله أنت قادر=عليه ولا عن بعضه أنت صابر
وقال المتنبي:
وأنا الذي جلب المنية طرفه=فمن المطالب والقتيل القاتل
ولي في أبيات:
يا رامياً بسهام اللحظ مجتهداً= أنت القتيل بما ترمي فلا تصب
وباعث الطرف يرتاد الشفاء له =توقه أنه يرتد بالعطب
ترجوالشفاء بأحداق بها مرض = فهل سمعت ببرء جاء من عطب
ومفنياً نفسه في أثر أقبحهم =وصفاً للطخ جمال فيه مستلب
وواهباً عمره في مثل ذا سفها = لو كنت تعرف قدر العمر لم تهب
وبائعاً طيب عيش ماله خطر =بطيف عيش من الآلام منتهب
غبنت والله غبت فاحشاً فلو اسـ =ـترجعت ذا العقد لم تغبن ولم تخب
ووارداً صفو عيش كله كدر =أمامك الورد صفواً ليس بالكذب
وحاطب الليل في الظلماء منتصباً = لكل داهية تدن من العطب
شاب الصبا والتصابي بعد لم يشب = وضاع وقتك بين اللهو واللعب
وشمس عمرك قد حان الغروب لها = والضي في الأفق الشرقي لم يغب
وفاز بالوصل من قد فاز وانقشعت = عن أفقه ظلمات الليل والسحب
كم ذا التخلف والدنيا قد ارتحلت =ورسل ربك قد وافتك في الطلب
ما في الديار وقد سارت ركائب من = تهواه للصب من سكنى ولا أرب
فافرش الخد ذياك التراب وقل = ما قاله صاحب الأشواق في الحقب
ما ربع مية محفوفاً يطوف به = غيلان أشهى له من ربعك الخرب
ولا الخدود وإن أدمين من ضرج = اشفى إلى ناظري من خدك الترب
منازلاً كان يهواها ويألفها = أيام كان منال الوصل عن كثب
فكلما جليت تلك الربوع له = يهوي إليها هوى الماء في صبب
أحيى له الشوق تذكار العهود بها = فلو دعا القلب للسلوان لم يجب
هذا وكم منزل في الأرض يألفه = وما له في سواها الدهر من رغب
ما في الخيام أخو وجد يريحك أن = بثثته بعض شأن الحب فاغترب
وأسر في غمرات الليل مهتدياً = بنفحة الطيب لا بالنار والحطب
وعاد كل أخي جبن ومعجزة = وحارب النفس لا تلقيك في الحرب
وخذ لنفسك نوراً تستضيء به = يوم اقتسام الورى الأنوار بالرتب
فالجسر ذو ظلمات ليس يقطعه = إلا بنور ينجي العبد في الكرب
والمقصود أن فضول النظر أصل البلاء، وأما فضول الكلام فإنها تفتح للعبد أبواباً من الشر كلها مداخل للشيطان. فإمساك فضول الكلام يسد عنه تلك الأبواب كلها وكم من حرب جرتها كلمة واحدة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ: [وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم]. وفي الترمذي أن رجلاً من الأنصار توفي فقال بعض الصحابة طوبى له. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: [فما يدريك فلعله تكلم بما لا يعنيه أو بخل بما لا ينقصه] وأكثر المعاصي إنما تولدها من فضول الكلام والنظر وهما أوسع مداخل الشيطان فإن
(يُتْبَعُ)
(/)
جارحتيهما لا يملان ولا يسئمان بخلاف شهوة البطن فإنه إذا امتلىء لم يبق فيه إرادة للطعام، وأما العين واللسان فلو تركا لم يفترا من النظر والكلام فجنايتهما متسعة الأطراف كثيرة الشعب عظيمة الآفات. وكان السلف يحذرون من فضول النظر كما يحذرون من فضول الكلام وكانوا يقولون: ما شيء أحوج إلى طول السجن من اللسان. وأما فضول الطعام فهو داع إلى أنواع كثيرة من الشر. فإنه يحرك الجوارح إلى المعاصي ويثقلها عن الطاعات وحسبك بهذين شراً فكم من معصية جلبها الشبع وفضول الطعام وكم من طاعة حال دونها. فمن وقى شر بطنه. فقد وقى شراً عظيماً، والشيطان أعظم ما يتحكم من الإنسان إذا ملأ بطنه من الطعام. ولهذا جاء في بعض الآثار ضيقوا مجاري الشيطان بالصوم وقال النبي صلى الله عليه وسلم: [ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطنه]، ولو لم يكن في الامتلاء من الطعام إلا أنه يدعو إلى الغفلة عن ذكر الله عز وجل، واذا غفل القلب عن الذكر ساعة واحدة جثم عليه الشيطان ووعده ومناه وشهاه وهام به في كل واد. فإن النفس إذا شبعت تحركت وجالت وطافت على أبواب الشهوات. وإذا جاعت سكنت وخشعت وذلت. وأما فضول المخالطة فهي الداء العضال الجالب لكل شر وكم سلبت المخالطة والمعاشرة من نعمة، وكم زرعت من عداوة، وكم غرست في القلب من حزازات تزول الجبال الراسيات. وهي في القلوب لا تزول بفضول المخالطة فيه خسارة الدنيا والآخرة. وإنما ينبغي للعبد أن يأخذ من المخالطة بمقدار الحاجة. ويجعل الناس فيها أربعة أقسام متى خلط أحد الأقسام بالآخر ولم يميز بينهما دخل عليه الشر.
أحدها: من مخالطته كالغذاء لا يستغني عنه في اليوم والليلة. فإذا أخذ حاجته منه ترك الخلطة، ثم إذا احتاج إليه خالطه هكذا على الدوام وهذا الضرب أعز من الكبريت الأحمر وهم العلماء بالله، وأمره ومكايد عدوه، وأمراض القلوب وأدويتها الناصحون لله ولكتابه ولرسوله ولخلقه فهذا الضرب من مخالطتهم الربح كله.
القسم الثاني: من مخالطته كالدواء يحتاج إليه عند المرض، فما دمت صحيحاً فلا حاجة لك في خلطته وهم من لا يستغنى عن مخالطتهم في مصلحة المعاش، وقيام ما أنت محتاج إليه من أنواع المعاملات والمشاركات والاستشارة والعلاج للإدواء ونحوها.
القسم الثالث: وهم من مخالطته كالداء على اختلاف مراتبه وأنواعه وقوته وضعفه فمنهم من مخالطته كالداء العضال والمرض المزمن وهو من لا تربح عليه في دين ولا دنيا. ومع ذلك فلا بد من أن تخسر عليه الدين والدنيا أو أحدهما. فهذا إذا تمكنت مخالطته واتصلت فهي مرض الموت المخوف. ومنهم من مخالطته كوجع الضرس يشتد ضرباً عليك. فإذا فارقك سكن الألم. ومنهم من مخالطته حمى الروح وهو الثقيل البغيض العقل الذي لا يحسن أن يتكلم فيفيدك، ولا يحسن أن ينصت فيستفيد منك، ولا يعرف نفسه فيضعها في منزلتها. بل إن تكلم فكلامه كالعصى تنزل على قلوب السامعين مع إعجابه بكلامه وفرحه به. فهو يحدث من فيه كلما تحدث، ويظن أنه مسك يطيب به المجلس وإن سكت فأثقل من نصف الرحا العظيمة التي لا يطاق حملها، ولا جرها على الأرض. ويذكر عن الشافعي رحمه الله أنه قال: ما جلس إلى جانبي ثقيل إلا وجدت الجانب الذي هو فيه أنزل من الجانب الآخر. ورأيت يوماً عند شيخنا قدس الله روحه رجلاً من هذا الضرب والشيخ يحمله، وقد ضعفت القوى عن حمله، فالتفت إلي وقال مجالسة الثقيل: حمى الربع، ثم قال، لكن قد أدمنت أرواحنا على الحمى فصارت لها عادة أو كما قال: وبالجملة فمخالطة كل مخالف حمى للروح فعرضية ولازمة. ومن نكد الدنيا على العبد أن يبتلى بواحد من هذا الضرب وليس له بد من معاشرته ومخالطته فليعاشره بالمعروف حتى يجعل الله له فرجاً ومخرجاً.
القسم الرابع: من مخالطته الهلك كله ومخالطته بمنزلة أكل السم. فإن اتفق لآكله ترياق وإلا فأحسن الله فيه العزاء. وما أكثر هذا الضرب في الناس، لأكثرهم الله وهم أهل البدع والضلالة الصادون عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الداعون إلى خلافها الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجاً. فيجعلون البدعة سنة والسنة بدعة والمعروف منكراً، والمنكر معروفاً إن جردت التوحيد بينهم قالوا: تنقصت جناب الأولياء والصالحين وإن جردت المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: أهدرت الأئمة المتبوعين وإن وصفت الله بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله من غير غلو، ولا تقصير قالوا: أنت من المشبهين. وإن أمرت بما أمر الله به ورسوله من المعروف، ونهيت عما نهى الله عنه ورسوله من المنكر قالوا: أنت من المفتنين. وإن اتبعت السنة وتركت ما خالفها. قالوا: أنت من أهل البدع المضلين. وإن انقطعت إلى الله تعالى وخليت بينه وبين جيفة الدنيا. قالوا: أنت من الملبسين. وإن تركت ما أنت عليه، واتبعت أهواءهم فأنت عند الله من الخاسرين وعندهم من المنافقين. فالحزم كل الحزم التماس مرضات الله تعالى ورسوله بإغضابهم. وأن لا تشتغل بأعتابهم ولا باستعتابهم ولا تبالي بذمهم ولا بغضهم فإنه عين كمالك كما قال:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص =فهي الشهادة لي بأني فاضل وقال آخر:
وقد زادني حباً لنفسي أنني = بغيض إلى كل امرىء غير طائل
فمن كان بواب قلبه وحارسه من هذه المداخل الأربعة التي هي أصل بلاء العالم. وهي فضول النظر والكلام والطعام والمخالطة، واستعمل ما ذكرناه من الأسباب التسعة التي تحرزه من الشيطان. فقد أخذ بنصيبه من التوفيق وسد على نفسه أبواب جهنم، وفتح عليها أبواب الرحمة وانغمر ظاهره وباطنه. ويوشك أن يحمد عند الممات عاقبة هذا الدواء فعند الممات يحمد القوم التقي، وفي الصباح يحمد القوم السري والله الموفق لا رب غيره، ولا إله سواه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الطبيب]ــــــــ[21 Aug 2006, 02:32 م]ـ
من أسماء الله: اللطيف
جاء في كتاب الدعاء بالأسماء الحسنى:
قال تعالى: ? ألا يَعْلم من خَلق وَهُوَ اللطِيفُ الخَبِيرُ ? [الملك:14].
وصح من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: (لتخبِرِينِي أو ليُخبِرَني اللطِيفُ الخبِيرُ). [مسلم]
واللطيف سبحانه هو الذي اجْتمع له العلم بدَقائق المصَالح وإيصَالها إلى من قدرها له من خَلقه مع الرفق في الفِعل والتنفيذ، والله سبحانه لطيف بعباده رفيق بهم قريبٌ منهم، يعامل المؤمنين بعطف ورأفة وإحسان، ويدعو المخالفين إلى الإنابة والتوبة والغفران، مهما بلغ بهم الذنب والجرم والعصيان، وهو لطيف بعباده يعلم دقائق أحوالهم، ولا يخفى عليه شيء مما في صدورهم.
واللطيف أيضا هو الذي ييسر للعباد أمورهم ويستجيب منهم دعائهم فهو المحسن إليهم في خفاء وستر من حيث لا يعلمون، فنعمه عليهم سابغة ظاهرة لا يحصيها العادون، ولا ينكرها إلا الجاحدون، وهو الذي يرزقهم بفضله من حيث لا يحتسبون، كما أنه يحاسب المؤمنين حسابا يسيرا بفضله ورحمته، ويحاسب غيرهم من المخالفين وفق عدله وحكمته.
ومن الدعاء القرآني باسمه اللطيف ما ورد في قوله تعالى عن يوسف:? إن رَبِّي لطِيفٌ لِما يَشاءُ إنهُ هُوَ العلِيم الحَكِيم ? [يوسف:100].
اللهم إنك لطيف لما تشاء، وأنت العليم الحكيم، ارفع عني البلاء والشقاء، وأعذني من الشيطان الرجيم.
(اللهم الطف بي في تيسير كل عَسير؛ فإن تيسير كل عَسير عَليك يَسير، وأسألك اليُسْر والمعافاة في الدنيا والآخرة). [في رفعه ضعف وقد يكون من دعاء أبي بكر]
ـ[القعقاع محمد]ــــــــ[21 Aug 2006, 10:20 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء
ـ[الطبيب]ــــــــ[22 Aug 2006, 10:37 م]ـ
آمين ...
وإياكم جميعاً ..
ـ[الطبيب]ــــــــ[22 Aug 2006, 10:54 م]ـ
الخشوع في الصلاة
وفي حليه الأولياء أن محمد بن المنكدر:
قام ذات ليلة فأخذه البكاء وكثر بكاؤه حتى فزع أهله وسألوه ما الذي أبكاك فلم يستطع أن يرد عليهم فأرسلوا إلى أبي حازم فأخبره بأمره فجاء أبو حازم إليه فإذا هو مازال يبكى، قال: له يا أخي ما الذي أبكاك، أبكَ عّله؟!
قال: لا ولكن مرت بي آية من كتاب الله عز وجل.
قال: وما هي؟
قال: قول الله تعالى: ? وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ?!!
فبكى أبو حازم أيضا معه واشتد بكاؤهما، فقال بعض أهله لأبى حازم: جئنا بك لتفرج عنه فزدته!!
ـ[الطبيب]ــــــــ[22 Aug 2006, 11:32 م]ـ
محبة الله للعبد (نفيس جداً على طوله)
قال ابن القيم رحمه الله في المدارج:
فاعلم أن الله سبحانه وتعالى اختص نوع الإنسان من بين خلقه بأن كرمه وفضله وشرفه وخلقه لنفسه وخلق كل شيء له وخصه من معرفته ومحبته وقربه وإكرامه بما لم يعطه غيره وسخر له ما في سماواته وأرضه وما بينهما حتى ملائكته الذين هم أهل قربه استخدمهم له وجعلهم حفظة له في منامه ويقظته وظعنه وإقامته وأنزل إليه وعليه كتبه وأرسله وأرسل إليه وخاطبه وكلمه منه إليه واتخذ منهم الخليل والكليم والأولياء والخواص والأحبار وجعلهم معدن أسراره ومحل حكمته وموضع حبه وخلق لهم الجنة والنار فالخلق والأمر والثواب والعقاب مداره على النوع الإنساني فإنه خلاصة الخلق وهو المقصود بالأمر والنهي وعليه الثواب والعقاب، فللإنسان شأن ليس لسائر المخلوقات وقد خلق أباه بيده ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته وعلمه أسماء كل شيء وأظهر فضله على الملائكة فمن دونهم من جميع المخلوقات وطرد إبليس عن قربه وأبعده عن بابه إذ لم يسجد له مع الساجدين واتخذه عدوا له، فالمؤمن من نوع الإنسان خير البرية على الإطلاق وخيرة الله من العالمين فإنه خلقه ليتم نعمته عليه وليتواتر إحسانه إليه وليخصه من كرامته وفضله بما لم تنله أمنيته ولم يخطر على باله ولم يشعر به ليسأله من المواهب والعطايا الباطنة والظاهرة العاجلة والآجلة التي لا تنال إلا بمحبته ولا تنال محبته إلا بطاعته وإيثاره على ما سواه فاتخذه محبوبا له وأعد له أفضل ما يعده محب غني قادر جواد لمحبوبه إذا قدم عليه وعهد إليه عهدا تقدم إليه فيه بأوامره ونواهيه وأعلمه في عهده ما يقربه إليه ويزيده محبة له وكرامة عليه وما يبعده منه ويسخطه عليه ويسقطه من عينه،
(يُتْبَعُ)
(/)
وللمحبوب عدو هو أبغض خلقه إليه قد جاهره بالعداوة وأمر عباده أن يكون دينهم وطاعتهم وعبادتهم له دون وليهم ومعبودهم الحق واستقطع عباده واتخذ منهم حزبا ظاهروه ووالوه على ربهم وكانوا أعداء له مع هذا العدو يدعون إلى سخطه ويطعنون في ربوبيته وإلهيته ووحدانيته ويسبونه ويكذبونه ويفتنون أولياءه ويؤذونهم بأنواع الأذى ويجهدون على إعدامهم من الوجود وإقامة الدولة لهم ومحو كل ما يحبه الله ويرضاه وتبديله بكل ما يسخطه ويكرهه فعرفه بهذا العدو وطرائقهم وأعمالهم ومالهم وحذره موالاتهم والدخول في زمرتهم والكون معهم، وأخبره في عهده أنه أجود الأجودين وأكرم الأكرمين وأرحم الراحمين وأنه سبقت رحمته غضبه وحلمه عقوبته وعفوه مؤاخذته وأنه قد أفاض على خلقه النعمة وكتب على نفسه الرحمة وأنه يحب الإحسان والجود والعطاء والبر وأن الفضل كله بيده والخير كله منه والجود كله له وأحب ما إليه أن يجود على عباده ويوسعهم فضلا ويغمرهم إحسانا وجودا ويتم عليهم نعمته ويضاعف لديهم منته ويتعرف إليهم بأوصافه وأسمائه ويتحبب إليهم بنعمه وآلائه، فهو الجواد لذاته وجود كل جواد خلقه الله ويخلقه أبدا أقل من ذرة بالقياس إلى جوده فليس الجواد على الإطلاق إلا هو وجود كل جواد فمن جوده ومحبته للجود والإعطاء والإحسان والبر والإنعام والإفضال فوق ما يخطرببال الخلق أو يدور في أوهامهم وفرحه بعطائه وجوده وإفضاله أشد من فرح الآخذ بما يعطاه ويأخذه أحوج ما هو إليه أعظم ما كان قدرا فإذا اجتمع شدة الحاجة وعظم قدر العطية والنفع بها فما الظن بفرح المعطي ففرح المعطي سبحانه بعطائه أشد وأعظم من فرح هذا بما يأخذه ولله المثل الأعلى إذ هذا شأن الجواد من الخلق فإنه يحصل له من الفرح والسرور والإبتهاج واللذة بعطائه وجوده فوق ما يحصل لمن يعطيه ولكن الآخذ غائب بلذة أخذه عن لذة المعطي وابتهاجه وسروره هذا مع كمال حاجته إلى ما يعطيه وفقره إليه وعدم وثوقه بإستخلاف مثله وخوف الحاجة إليه عند ذهابه والتعرض لذل الإستعانة بنظيره ومن هو دونه ونفسه قد طبعت على الحرص والشح، فما الظن بمن تقدس وتنزه عن ذلك كله ولو أن أهل سماواته وأرضه وأول خلقه وآخرهم وإنسهم وجنهم ورطبهم ويابسهم قاموا في صعيد واحد فسألوه فأعطى كل واحد ما سأله ما نقص ذلك مما عنده مثقال ذرة، وهو الجواد لذاته كما أنه الحي لذاته العليم لذاته السميع البصير لذاته فجوده العالي من لوازم ذاته والعفو أحب إليه من الإنتقام والرحمة أحب إليه من العقوبة والفضل أحب إليه من العدل والعطاء أحب إليه من المنع، فإذا تعرض عبده ومحبوبه الذي خلقه لنفسه وأعد له أنواع كرامته وفضله على غيره وجعله محل معرفته وأنزل إليه كتابه وأرسل إليه رسوله واعتنى بأمره ولم يهمله ولم يتركه سدى فتعرض لغضبه وارتكب مساخطه وما يكرهه وأبق منه ووالى عدوه وظاهره عليه وتحيز إليه وقطع طريق نعمه وإحسانه إليه التي هي أحب شيء إليه وفتح طريق العقوبة والغضب والإنتقام فقد استدعى من الجواد الكريم خلاف ما هو موصوف به من الجود والإحسان والبر وتعرض لإغضابه وإسخاطه وانتقامه وأن يصير غضبه وسخطه في موضع رضاه وانتقامه وعقوبته في موضع كرمه وبره وعطائه فاستدعى بمعصيته من أفعاله ما سواه أحب إليه منه وخلاف ما هو من لوازم ذاته من الجود والإحسان، فبينما هو حبيبه المقرب المخصوص بالكرامة إذا انقلب آبقا شاردا رادا لكرامته مائلا عنه إلى عدوه مع شدة حاجته إليه وعدم استغنائه عنه طرفة عين، فبينما ذلك الحبيب مع العدو في طاعته وخدمته ناسيا لسيده منهمكا في موافقة عدوه قد استدعى من سيده خلاف ما هو أهله إذ عرضت له فكرة فتذكر بر سيده وعطفه وجوده وكرمه وعلم أنه لا بد له من وأن مصيره إليه وعرضه عليه وأنه إن لم يقدم عليه بنفسه قدم به عليه على أسوأ الأحوال ففر إلى سيده من بلد عدوه وجد في الهرب إليه حتى وصل إلى بابه فوضع خده على عتبة بابه وتوسد ثرى أعتابه متذللا متضرعا خاشعا باكيا آسفا يتملق سيده ويسترحمه ويستعطفه ويعتذر إليه قد ألقى بيده إليه واستسلم له وأعطاه قياده وألقى إليه زمامه فعلم سيده ما في قلبه فعاد مكان الغضب عليه رضا عنه ومكان الشدة عليه رحمة به وأبدله بالعقوبة عفوا وبالمنع عطاء وبالمؤاخذة حلما فاستدعى بالتوبة والرجوع من سيده ما هو أهله وما هو
(يُتْبَعُ)
(/)
موجب أسمائه الحسنى وصفاته العليا فكيف يكون فرح سيده به وقد عاد إليه حبيبه ووليه طوعا واختيارا وراجع ما يحبه سيده منه برضاه وفتح طريق البر والإحسان والجود التي هي أحب إلى سيده من طريق الغضب والإنتقام والعقوبة، وهذا موضع الحكاية المشهورة أنه حصل له شرود وإباق من سيده فرأى في بعض السكك بابا قد فتح وخرج منه صبي يستغيث ويبكي وأمه خلفه تطرده حتى خرج فأغلقت الباب في وجهه ودخلت فذهب الصبي غير بعيد ثم وقف مفكرا فلم يجد له مأوى غير البيت الذي أخرج منه ولا من يؤيه غير والدته فرجع مكسور القلب حزينا فوجد الباب مرتجا فتوسده ووضع خده على عتبة الباب ونام فخرجت أمه فلما رأته على تلك الحال لم تملك أن رمت نفسها عليه والتزمته تقبله وتبكي وتقول يا ولدي أين تذهب عني ومن يؤيك سواي ألم أقل لك لا تخالفني ولا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة بك والشفقة عليك وإرادتي الخير لك ثم أخذته ودخلت، فتأمل قول الأم لا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة والشفقة، وتأمل قوله لله أرحم بعباده من الوالدة بولدها وأين تقع رحمة الوالدة من رحمة الله التي وسعت كل شيء، فإذا أغضبه العبد بمعصيته فقد استدعى منه صرف تلك الرحمة عنه فإذا تاب إليه فقد استدعى منه ما هو أهله وأولى به، فهذه نبذة يسيرة تطلعك على سر فرح الله بتوبة عبده أعظم من فرح هذا الواجد لراحلته في الأرض المهلكة بعد اليأس منها، ووراء هذا ما تجفو عنه العبارة وتدق عن إدراكه الأذهان، وإياك وطريقة التعطيل والتمثيل فإن كلا منهما منزل ذميم ومرتع على علاته وخيم ولا يحل لأحدهما أن يجد روائح هذا الأمر ونفسه لأن زكام التعطيل والتمثيل مفسد لحاسة الشم كما هو مفسد لحاسة الذوق فلا يذوق طعم الإيمان ولا يجد ريحه والمحروم كل المحروم من عرض عليه الغني والخير فلم يقبله فلا مانع لما أعطى الله ولا معطي لما منع والفضل بيد الله يوتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
فصلهذا إذا نظرت إلى تعلق الفرح الإلهي بالإحسان والجود والبر وأما إن لاحظت تعلقه بإلهيته وكونه معبودا فذاك مشهد أجل من هذا وأعظم منه وإنما يشهده خواص المحبين، فإن الله سبحانه إنما خلق لعبادته الجامعة لمحبته والخضوع له وطاعته وهذا هو الحق الذي خلقت به السموات والأرض وهو غاية الخلق والأمر ونفيه كما يقول أعداؤه هو الباطل والعبث الذي نزه الله نفسه عنه وهو السدى الذي نزه نفسه عنه أن يترك الإنسان عليه وهو سبحانه يحب أن يعبد ويطاع ولا يعبأ بخلقه شيئا لولا محبتهم له وطاعتهم له ودعاؤهم له، وقد أنكر على من زعم أنه خلقهم لغير ذلك وأنهم لو خلقوا لغير عبادته وتوحيده وطاعته لكان خلقهم عبثا وباطلا وسدى وذلك مما يتعالى عنه أحكم الحاكمين والإله الحق فإذا خرج العبد عما خلق له من الطاعة والعبودية فقد خرج عن أحب الأشياء إليه وعن الغاية التي لأجلها خلقت الخليقة وصار كأنه خلق عبثا لغير شيء إذ لم تخرج أرضه البذر الذي وضع فيها بل قلبته شوكا ودغلا فإذا راجع ما خلق له وأوجد لأجله فقد رجع إلى الغاية التي هي أحب الأشياء إلى خالقه وفاطره ورجع إلى مقتضى الحكمة التي خلق لأجلها وخرج عن معنى العبث والسدى والباطل فاشتدت محبة الرب له فإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين فأوجبت هذه المحبة فرحا كأعظم ما يقدر من الفرح ولو كان في الفرح المشهود في هذا العالم نوع أعظم من هذا الذي ذكره النبي لذكره ولكن لا فرحة أعظم من فرحة هذا الواجد الفاقد لمادة حياته وبلاغه في سفره بعد إياسه من أسباب الحياة بفقده وهذا كشدة محبته لتوبة التائب المحب إذا اشتدت محبته للشيء وغاب عنه ثم وجده وصار طوع يده فلا فرحة أعظم من فرحته به، فما الظن بمحبوب لك تحبه حبا شديدا أسره عدوك وحال بينك وبينه وأنت تعلم أن العدو سيسومه سوء العذاب ويعرضه لأنواع الهلاك وأنت أولى به منه وهو غرسك وتربيتك ثم إنه انفلت من عدوه ووافاك على غير ميعاد فلم يفجأك إلا وهو على بابك يتملقك ويترضاك ويستعينك ويمرغ خديه على تراب أعتابك فكيف يكون فرحك به وقد اختصصته لنفسك ورضيته لقربك وآثرته على سواه، هذا ولست الذي أوجدته وخلقته وأسبغت عليه نعمك والله عز وجل هو الذي أوجد عبده وخلقه وكونه وأسبغ عليه نعمه وهو يحب أن يتمها عليه فيصير مظهرا لنعمه قابلا لها شاكرا لها محبا لوليها مطيعا له عابدا له معاديا لعدوه مبغضا له عاصيا له والله تعالى يحب من عبده معاداة عدوه ومعصيته ومخالفته كما يحب أن يوالى الله مولاه سبحانه ويطيعه ويعبده فتنصناف محبته لعبادته وطاعته والإنابة إليه إلى محبته لعداوة عدوه ومعصيته ومخالفته فتشتد المحبة منه سبحانه مع حصول محبوبه وهذا هو حقيقة الفرح، وفي صفة النبي في بعض الكتب المتقدمة عبدي الذي سرت به نفسي وهذا لكمال محبته له جعله مما تسر نفسه به سبحانه، ومن هذا ضحكه سبحانه من عبده حين يأتي من عبوديته بأعظم ما يحبه فيضحك سبحانه فرحا ورضا كما يضحك من عبده إذا ثار عن وطائه وفراشه ومضاجعة حبيبه إلى خدمته يتلو آياته ويتملقه، ويضحك من رجل هرب أصحابه عن العدو فأقبل إليه وباع نفسه لله ولقاهم نحره حتى قتل في محبته ورضاه، ويضحك إلى من أخفى الصدقة عن أصحابه لسائل اعترضهم فلم يعطوه فتخلف بأعقابهم وأعطاه سرا حيث لا يراه إلا الله الذي أعطاه فهذا الضحك منه حبا له وفرحا به وكذلك الشهيد حين يلقاه يوم القيامة فيضحك إليه فرحا به وبقدومه عليه، وليس في إثبات هذه الصفات محذور ألبتة فإنه فرح ليس كمثله شيء وضحك ليس كمثله شيء وحكمه حكم رضاه ومحبته وإرادته وسائر صفاته فالباب باب واحد لا تمثيل ولا تعطيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الطبيب]ــــــــ[23 Aug 2006, 12:04 ص]ـ
علامات صحة القلب
جاء في الدرر السنيّة نظم علامات صحة القلب التي ذكرها ابن القيم رحمه الله في إغاثة اللهفان، والنظم للشيخ سلمان بن سحمان رحمه الله تعالى، من علماء القصيم:
بحمد الله نبدأ في المقال = وذكر الله في كل الفعال
فذكر الله يجلو كل هم = عن القلب السليم على التوال
فللقلب السليم إذا تزكى = علامات هنالك للكمال
علامات لصحة كل قلب = سليم عن مداخلة الضلال
علامة صحة القلب ذكره = لذي العرش المقدس ذي الجلال
وخدمة ربنا في كل حال = بلا عجز هنالك أو ملال
ولا يأنس بغير الله طرا = سوى من قد يدل إلى المعال
ويذكر ربه سرا وجهرا = ويدمن ذكره في كل حال
ومنها وهو ثانيها إذا ما = يفوت الورد يوما لاشتغال
فيألم للفوات أشد مما = يفوت على الحريص من الفضال
ومنها شحه بالوقت يمضي = ضياعا كالشحيح ببذل مال
وأيضاً من علامته اهتمام = بهم واحد غير انتحال
فيصرف همه لله صرفاً= ويترك ما سواه من المقال
وأيضاً من علامته إذا ما= دنى وقت الصلاة لذي الجلال
وأحرم داخلاً فيها بقلب = منيب خاضع في كل حال
تناآى همه والغم عنه = بدنيا تضمحل إلى زوال
ووافى راحة وسرور قلب= وقرة عينه ونعيم بال
ويشق الخروج عليه منها= فيرغب جاهداً في الإبتهال
وأيضاً من علامته اهتمام = بتصحيح المقالة والفعال
وأعمال ونيات وقصد= على الإخلاص يحرص بالكمال
أشد تحرصاً وأشدهم= من الأعمال ثمت لا يبال
بتفريط المقصر ثم فيها = وإفراط وتشديد لغال
وتصحيح النصيحة غير غش = يمازج صفوها يوماً بحال
ويحرص في اتباع النص جهداً= مع الإحسان في كل الفعال
ولا يصغي لغير النص طراً= ولا يعبأ بآراء الرجال
فست مشاهد للقلب منها= علامات عن الداء العضال
ويشهد منة الرحمن يوماً= بما أسدى عليه من الفضال
ويشهد منه تقصيراً وعجزاً= بحق الله في كل الخلال
فقلب ليس يشهدها سقيم= ومنكوس لفعل الخير قال
ـ[الطبيب]ــــــــ[31 Aug 2006, 02:59 م]ـ
زهادة اللذات وفناءها
قال ابن القيم رحمه الله في روضة المحبين:
وإن من أيام اللذات لو صفت للعبد من أول عمره إلى آخره لكانت كسحابة صيف تتقشع عن قليل، وخيال طيف ما استتم الزيارة حتى آذن بالرحيل، قال الله تعالى: ? أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون ?.
ومن ظفر بمأموله من ثواب الله، فكأنه لم يوتر من دهره بما كان يحاذره ويخشاه، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتمثل بهذا البيت من الشعر:
كأنك لم توتر من الدهر مرة=إذا أنت أدركت الذي أنت طالبه
ـ[الطبيب]ــــــــ[31 Aug 2006, 03:04 م]ـ
زيارة القبور
قال القرطبي رحمه الله في التذكرة:
فصل
قال العلماء رحمة الله عليهم: ليس للقلوب أنفع من زيارة القبور و خاصة إن كانت قاسية فعلى أصحابها أن يعالجوها بأربعة أمور:
أحدها: الإقلاع عما هي عليه بحضور مجالس العلم بالوعظ و التذكر، و التخويف و الترغيب، و أخبار الصالحين. فإن ذلك مما يلين القلوب و ينجع فيها.
الثاني: ذكر الموت من ذكر هادم اللذات و مفرق الجماعات و ميتم البنين و البنات كما تقدم في الباب قبل، يروى أن امرأة شكت إلى عائشة رضي الله عنها قساوة قلبها. فقالت لها: أكثري من ذكر الموت يرق قلبك. ففعلت ذلك فرق قلبها. فجاءت تشكر عائشة رضي الله عنها. قال العلماء: تذكر الموت يردع عن المعاصي، و يلين القلب القاسي، و يذهب الفرح بالدنيا و يهون المصائب فيها.
الثالث: مشاهدة المحتضرين، فإن في النظر إلى الميت و مشاهدة سكراته، و نزعاته، و تأمل صورته بعد مماته، ما يقطع عن النفوس لذاتها، و يطرد عن القلوب مسراتها، و يمنع الأجفان من النوم، و الأبدان من الراحة، ويبعث على العمل، و يزيد في الاجتهاد و التعب.
يروى أن الحسن البصري دخل على مريض يعوده فوجده في سكرات الموت فنظر إلى كربه، و شدة ما نزل به، فرجع إلى أهله، بغير اللون الذي خرج به من عندهم فقالوا له: الطعام يرحمك الله فقال: يا أهلاه عليكم بطعامكم و شرابكم. فو الله لقد رأيت مصرعاً لا أزال أعمل له حتى ألقاه.
فهذه ثلاثة أمور ينبغي لمن قسا قلبه، و لزمه ذنبه، أن يستعين بها على دواء دائه، و يستصرخ بها على فتن الشيطان و إغوائه، فإن انتفع بها فذاك، و إن عظم عليه ران القلب، و استحكمت فيه دواعي الذنب، فزيارة قبور الموتى تبلغ في دفع ذلك مالا يبلغه الأول، و الثاني، و الثالث. و لذلك قال عليه السلام زوروا القبور فإنها تذكر الموت و الآخرة، و تزهد في الدنيا.
فالأول: سماع بالأذن، و الثاني: إخبار للقلب بما إليه المصير، و قائم له مقام التخويف و التحذير في مشاهدة من احتضر، و زيارة قبر من مات من المسلمين معاينة، فلذلك كانا أبلغ من الأول و الثاني.
قال صلى الله عليه و سلم: ليس الخبر كالمعاينة رواه ابن عباس و لم يروه أحد غيره؛ إلا أن الاعتبار بحال المحتضرين غير ممكن في كل الأوقات. و قد لا يتفق لمن أراد علاج قلبه في ساعة من الساعات، و أما زيارة القبور: فوجودها أسرع، و الانتفاع بها أليق و أجدر، فينبغي لمن عزم على الزيارة أن يتأدب بآدابها، و يحضر قلبه في إتيانها، و لا يكون حظه منها الطواف على الأجداث فقط، فإن هذه حالة تشاركه فيها بهيمة و نعوذ بالله من ذلك، بل يقصد بزيارته وجه الله تعالى، و إصلاح فساد قلبه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الطبيب]ــــــــ[31 Aug 2006, 03:07 م]ـ
صفة الخائفين
سئل عبدالله بن المبارك عن صفة الخائفين فقال:
إذا ما الليل أظلم كابدوه = فيسفر عنهم وهم ركوع
أطار الخوف نومهم فقاموا = وأهل الأمن في الدنيا هجوع
لهم تحت الظلام وهم سجود =أنين منه تنفرج الضلوع
وخرس بالنهار لطول صمت =عليهم من سكينتهم خشوع
ـ[الطبيب]ــــــــ[11 Sep 2006, 01:26 م]ـ
الصبر عن الشهوات
قال ابن الجوزي رحمه الله في كتاب تنبيه النائم:
ومما قلته من الشعر في هذا المعنى [الشباب]:
أَمّا الشَبابُ فَظُلمَةٌ لِلمُهتَدى = وَبِهِ ضَلالُ الجاهِلِ المُتَمَرِدِ
لَيسَ الَّذي تَرَكَ الذُنوبَ مَشيباً = كَالتارِكِ لَها وَقتَ شَعرٍ أَسوَدِ
فَافَرَح إِذا جاهَدتَ نَفسَكَ صابِراً = يا صاحِ صِح في اللَهوِ يا نارُ اِخمِدي
اِغنَم مَدِيحَةَ يُوسِفَ في صَبرِهِ = وَاِحذَر تَعَجلَ آدَمَ في المَفسَدِ
لَولا اِجتَباهُ لَكانَ شَيناً فاضِحاً = يَعصى فَيَالَكَ مِن حَزينٍ مُكمَدِ
فَاِقمَعهُ بِالصَبرِ الجَميلِ وَدُم عَلى = الصَومِ الطَويلِ فإَِنَّهُ كَالمَبرَدِ
وَاّغضُض جُفونَكَ عَن حَرامٍ وَاِقتَنِع = بِحَلالِ ما حَصَّلتَ تُحمَد في غَدِ
وَدَعِ الصَبا فَاللَهُ يَحمدُ صابِراً = يا نفسُ هَذا مَوسِمٌ فَتَزّوَّدي
الصَبرُ عَن شَهوَاتِ نَفسِكَ تَوبَةٌ = فَاِثبُت وَغالِط شَهوَةً لَم تَرقُدِ
ـ[الطبيب]ــــــــ[11 Sep 2006, 01:27 م]ـ
منة الله على العبد
قال ابن القيم رحمه الله في المدارج:
فكلما طالع العبد منن ربه سبحانه عليه قبل الذنب وفي حال مواقعته وبعده وبره به وحلمه عنه وإحسانه إليه: هاجت من قلبه لواعج محبته والشوق إلى لقائه فإن القلوب مجبولة على حب من أحسن إليها وأي إحسان أعظم من إحسان من يبارزه العبد بالمعاصي وهو يمده بنعمه ويعامله بألطافه ويسبل عليه ستره ويحفظه من خطفات أعدائه المترقبين له أدنى عثرة ينالون منه بها بغيتهم ويردهم عنه ويحول بينهم وبينه وهو في ذلك كله بعينه يراه ويطلع عليه فالسماء تستأذن ربها أن تحصبه والأرض تستأذنه أن تخسف به والبحر يستأذنه أن يغرقه.
ـ[الطبيب]ــــــــ[11 Sep 2006, 01:30 م]ـ
اسم الله الكبير
قال تعالى: ? عَالم الغيْب والشهَادةِ الكَبيرُ المتعال ? [الرعد:9]، وقال: ? ذلكَ بأن الله هو الحق وأن مَا يَدْعُون مِن دُونه البَاطِل وأن اللهَ هو العَليُّ الكَبيرُ ? [لقمان:30].
والكبير سبحانه هو الواسع العظيم عظمة مطلقة في الذات والصفات والأفعال، فهو الذي كبر وعلا في ذاته، قال تعالى: ? وسِعَ كرسِيُّه السَّمَاواتِ والأرضَ ? [البقرة:255]، وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (ما السماوات السبع والأرضون السبع في يد الله إلا كخردلة في يد أحدكم) [تفسير الطبري].
وهو الكبير في أوصافه فلا سمي له ولا مثيل، ولا شبيه ولا نظير، وهو الكبير في أفعاله فعظمة الخلق تشهد بكماله وجلاله، وهو سبحانه المتصف بالكبرياء، ومن نازعه في وصفه قسمه وعذبه.
ومن الدعاء باسم الله الكبير: (لاَ إلهَ إلا الله وحْدَه لاَ شرِيكَ له الله أكْبَرُ كَبيرًا، والحمْدُ لله كثيرًا، سُبْحان الله رَب العَالمِين، لاَ حول ولاَ قوة إلا بالله العَزيز الحكِيمِ، اللهمَّ اغفِر لي وارحمني واهدِنِي وارزُقنِي) [مسلم]، (الله أكْبَرُ كَبيرًا والحمْدُ لله كثيرًا وسُبْحان الله بُكْرَة وأصِيلا) [مسلم].
ومن آثار توحيد المسلم لله في اسمه الكبير خضوعه لله بتوحيد بالعبودية، وأن يخلع عن نفسه أوصاف الربوبية، ولا ينازع ربه أو يتشبه به في الكبرياء والفوقية، فيرى ضآلة نفسه ووصفه مهما بلغت به الرياسة والحاكمية، ولا يغضب لأموره الشخصية، بل يغار إذا انتهكت حرمات الله ويتقبل النصح من آحاد الرعية، وأن يكون أمينا راعيا على قدر الأمانة والمسئولية.
وإذا أخذته العزة بأنه الكبير في أرضه والأمير على بلده تذكر أن الله متوحد في اسمه ووصفه؛ وأنه الكبير الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك.
ـ[الطبيب]ــــــــ[11 Sep 2006, 01:32 م]ـ
النفاق
قال الشيخ ناصر العمر حفظه الله في (امتحان القلوب):
النفاق: وهو من أخطر هذه الأمراض، وأشدها فتكا بالإنسان، وأفظعها عاقبة في الآخرة. ولا يتصور أحد أن النفاق قد انتهى بنهاية عهد النبي صلى الله عليه وسلم ونهاية شخصياته البارزة كعبد الله بن أبي بن سلول وغيره، بل إن النفاق الآن لا يقل خطورة عنه في الماضي. ولقد كان السلف الصالح من أشد الناس خوفا من النفاق، وهذا عمر بن الخطاب -وهو من هو صحبة وعلما وعملا وإخلاصا- يناشد حذيفة: هل عدني رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنافقين؟ فقال: لا، ولا أزكي أحدا بعدك.
وهذا ابن أبي مليكة -رحمه الله- وهو سيد من سادات التابعين يقول: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي، كلهم يخشى النفاق على نفسه [ذكره البخاري تعليقاً]
ونحن الآن نقول: هل نجد ثلاثين يخافون النفاق على أنفسهم، ومن تأمل صفات المنافقين مما ذكره الله في كتابه في مواضع كثيرة، وما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم علم أن الأمر جد خطير، خاصة ونحن نرى تساهل الناس في الاتصاف بصفاتهم، مع أمنهم من ذلك، ومن ذلك: أن بعض الناس يتحدث عن القضاة وأخطائهم، ومثالبهم بحق وبغير حق، ويتعدى الحديث إلى أقضيتهم وأحكامهم. ثم هو يحسن للناس أحوال الغربيين وأحكامهم ومساواتهم، جاهلا أو متجاهلا ما هم فيه من شقاء وتبرم وضياع، بتركهم شرع الله وكفرهم بآياته. والله -سبحانه وتعالى- يقول: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [سورة النساء، الآية: 65].
وهذا أمر أصبح حديث بعض المجالس، فالله الله من التشبه بصفات المنافقين، والسير في ركابهم، من كره الدين وبغض المتدينيين ونحو ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الطبيب]ــــــــ[11 Sep 2006, 01:34 م]ـ
من علامات صحة القلب
علامات صحة القلب:
- أن يرتحل عن الدنيا حتى ينزل بالآخرة، ويحل فيها حتى يبقى كأنه من أهلها، أو أبنائها، جاء إلى هذه الدار غريباً يأخذ منها حاجته ويعود إلى وطنه، كما قال صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمر: " كن فى الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل " [البخاري]
وكلما مرض القلب آثر الدنيا، واستوطنها، حتى يصير من أهلها.
- ومن علامات صحة القلب: أنه لايزال يضرب على صاحبه حتى ينيب إلى الله، ويخبت إليه، ويتعلق به تعلق المحب المضطر إلى محبوبه، فيستغنى بحبه عن حب ما سواه، وبذكره عن ذكر ما سواه، وبخدمته عن خدمة ما سواه.
- ومن علامات صحة القلب: أنه إذا فاته وِرْدهُ أو طاعة من الطاعات، وجَدَ لذلك ألماً أعظم من تألم الحريص بفوات ماله وفقده.
- ومن علامات صحته: أنه يشتاق إلى الخدمة كما يشتاق الجائع إلى الطعام والشراب.
- قال يحيى بن معاذ: " من سر بخدمة الله سُرت الأشياء كلها بخدمته، ومن قرت عينه بالله قرت عيون كل أحد بالنظر إليه ".
- ومن علامات صحته: أن يكون همه واحداً، وأن يكون فى الله يعنى فى طاعة الله -.
- ومن علامات صحته:أن يكون أشح بوقته أن يذهب ضائعاً كأشد الناس شحاً بماله.
- ومن علامات صحته: أن يكون إذا دخل فى الصلاة ذهب عنه همه وغمه بالدنيا ووجد فيها راحته، ونعيمه وقرةَ عينه، وسرور قلبه.
- ومن علامات صحته: أن لا يفتر عن ذكر ربه، ولا يسأم من خدمته، ولا يأنس بغيره إلا بمن يدله عليه ويذكره به.
- ومنها: أن يكون اهتمامه بتصحيح العمل أعظم منه بالعمل، فيحرص على الإخلاص فيه، والنصيحة، والمتابعة، والإحسان، ويشهد مع ذلك منةَ الله عليه فيه، وتقصيره فى حق الله.
ـ[الطبيب]ــــــــ[11 Sep 2006, 01:37 م]ـ
الاستعداد للقاء الله
جاء في ديوان ابن المبارك رحمه الله:
وكيف قرّت لأهل العلم أعينهم = أو استلذوا لذيذ نوم أو هجعوا
والموت ينذرهم جهرا علانية = لو كان للقوم أسماع لقد سمعوا
والنار ضاحية لا بدّ موردهم = وليس يدرؤن من ينجو ومن يقع
إذ النبيون والأشهاد قائمة =والإنس والجن والأملاك قد خشعوا
وطارت الصحف في الأيدي منشرة = فيها السرائر والأخبار تطّلع
يودّ قوم ذوو عز لو أنهم =هم الخنازير كي ينجو أو الضبع
طال البكاء فلم ينفع تضرّعهم =هيهات لا رقة تغني ولا جزع
هل ينفع العلم قبل الموت عالمه =قد سال قوم بها الرجعى فما رجعوا
ـ[الطبيب]ــــــــ[11 Sep 2006, 01:48 م]ـ
المعركة مع الشيطان
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في الجواب الكافي:
أقبل ملك الكفرة بجنوده وعساكره، فوجد القلب في حصنه جالساً على كرسي مملكته، أمره نافذ في أعوانه، وجنده قد حفوا به يقاتلون عنه، ويدافعون عن حوزته، فلم يمكنه الهجوم عليه إلا بمخامرة بعض أمرائه وجنده عليه.
فسأل عن أخص الجند به، وأقربهم منه منزلة، فقيل له هي النفس، فقال لأعوانه أدخلوا عليها من مرادها، وانظروا مواقع محبتها، وما هو محبوبها، فعدوها به، ومنوها إياه، وانقشوا صورة المحبوب فيها في يقظتها ومنامها.
فإذا اطمأنت إليه وسكنت عنده فاطرحوا عليها كلاليب الشهوة وخطاطيفها، ثم جروها بها إليكم.
فإذا خامرت على القلب وصارت معكم عليه ملكتم ثغور العين، والأذن واللسان، والفم واليد، والرجل، فرابطوا على هذه الثغور كل المرابطة فمتى دخلتم منها إلى القلب فهو قتيل أو أسير أو جريح مثخن الجراحات.
ولا تخلوا هذه الثغور، ولا تمكنوا سرية تدخل فيه إلى القبب فتخرجكم منها، وإن غلبتم فاجتهدوا في اضعاف السرية ووهنها، حتى لا تصل إلى القلب وإن وصلت ضعيفة لا تغني عنه شيئاً.
فإذا استوليتم على هذه الثغور، فامنعوا ثغر العين أن يكون نظره اعتباراً بل اجعلوا نظره تفرجاً، واستحساناً، وتلهيا، فإن استرق نظره عبرة، فافسدوها عليه بنظرة الغفلة، والاستحسان والشهوة، فإنه أقرب إليه، وأعلق بنفسه، وأخف عليه.
ودونكم ثغر العين فإن منه تنالون بغيتكم، فإني ما أفسدت بني آدم بشيء مثل النظر، فإني أبذر به في القلب بذر الشهوة، ثم اسقيه بماء الأمنية، ثم لا أزال أعده وأمنيه حتى أقوي عزيمته وأقوده بزمام الشهوة، إلى الإنخلاع من العصمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلا تهملوا أمر هذه الثغر وأفسدوا بحسب استطاعتكم، وهونوا عليه أمره وقولوا له مقدار نظرةٍ تدعوك إلى تسبيح الخالق والتأمل لبديع صنعه، وحسن هذه الصورة التي إنما خلقت ليستدل بها الناظر عليه وما خلق الله لك العينين سدى وما خلق هذه الصورة ليحجبها عن النظر.
ثم امنعوا ثغر الأذن أن يدخل منه ما يفسد عليكم الأمر، فاجتهدوا أن لا تدخلوا منه إلا الباطل فإنه خفيف على النفس تستحليه وتستحسنه، وتخيروا له أعذب الألفاظ وأسحرها للألباب، وامزجوه بما تهوى النفس مزجاً وألقوا الكلمة فإن رأيتم منه إصغاء إليها، فزجوه بأخواتها، وكلما صادفتم منه استحسان شيء فالهجوا له بذكره.
وإياكم أن يدخل هذا الثغر شيء من كلام الله أو كلام رسوله صلى الله عليه وسلم أو كلام النصحاء، فإن غُلبتم على ذلك ودخل من ذلك شيء، فحولوا بينه وبين فهمه وتدبره والتفكر فيه والعظة به، إما بإدخال ضده عليه وإما بتهويل ذلك وتعظيمه، وأن هذا الأمر قد حيل بين النفوس وبينه فلا سبيل لها إليه، وهو حِملٌ يثقل عليها لا تستقل به ونحو ذلك.
وأما بإرخاصه على النفوس، وأن الاشتغال ينبغي أن يكون بما هو أعلى عند الناس وأعز عليهم وأغرب عندهم والقابلون له أكثر، وأما الحق فهو مهجور وقائله معرض نفسه للعداوة. والرائج بين الناس أولى بالإيثار ونحو ذلك، فيدخلون الباطل عليه في كل قالب يقبله ويخف عليه ويخرجون له الحق في قالب يكرهه ويثقل عليه.
وإذا شئت أن تعرف ذلك انظر إلى إخوانهم من شياطين الإنس، كيف يخرجون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في قالب كثرة الفضول وتتبع عثرات الناس، والتعرض من البلاء لما لا يطيق، وإلقاء الفتن بين الناس ونحوذلك.
والمقصود أن الشيطان لزم ثغر الأذن أن يدخل فيها ما يضر العبد ولا ينفعه، ويمنع أن يدخل إليها ما ينفعه، وإن دخل بغير اختيار أفسده عليه.
ثم يقول: قوموا على ثغر اللسان، فإنه الثغر الأعظم، وهو قبالة الملك، فأجروا عليه من الكلام ما يضره ولا ينفعه، وامنعوه أن يجري عليه شيء مما ينفعه، من ذكر الله تعالى، واستغفاره، وتلاوة كتابه ونصيحة عباده، والتكلم بالعلم النافع، ويكون في هذا الثغر أمران عظيمان، لا تبالون بأيهما ظفرتم:
أحدهما: التكلم بالباطل، فإن المتكلم بالباطل أخ من إخوانكم ومن أكبر جندكم وأعوانكم.
والثاني: السكوت عن الحق، فإن الساكت عن الحق أخ لكم أخرس، كما أن الأول أخٌ ناطقٌ، وربما كان الأخ الثاني أنفع أخويكم لكم، أما سمعتم قول الناصح (المتكلم بالباطل شيطان ناطقٌ، والساكت عن الحق شيطان أخرس.
فالرباط على هذا الثغر أن يتكلم بحق، أو يمسك عن باطل. وزينوا له التكلم بالباطل بكل طريق، وخوفوه من التكلم بالحق بكل طريق. واعلموا يا بني أن ثغر اللسان هو الذي أهلك منه بني آدم وأكبهم على مناخرهم في النار. فكم لي من قتيل وأسير وجريح أخذته من هذا الثغر.
وأوصيكم بوصية فاحفظوها، لينطق أحدكم على لسان أخيه من الإنس بالكلمة، ويكون الآخر على لسان السامع، فينطق باستحسانها وتعظيمها والتعجب منها، ويطلب من أخيه إعادتها، وكونوا أعواناً على الإنس بكل طريق، وادخلوا عليهم من كل باب، واقعدوا لهم كل مرصد.
أما سمعتم الذي أقسمت به لربهم حيث قلت: ?فَبِمَا أَغوَيتَنِي لأَقعُدَنَّ لَهُم صِرَاطَكَ المُستَقِيمَ (16) ثُمَّ لأَتِينَهَُّم مّن بَينِ أَيدِيهِم وَمِن خَلفِهِم وَعَن أَيمَانِهِم وَعَن شَمَائِلِهِم وَلا تَجِدُ أَكثَرَهُم شَاكِرِين (17) ? [الأعراف:17،16] أوما تروني قد قعدت لابن آدم بطرقه كلها، فلا يفوتني من طريق إلا قعدت له بطريق غيره، حتى أصيب منه حاجتي أو بعضها.
وقد حذرهم ذلك رسولهم صلى الله عليه وسلم وقال لهم [إن الشيطان قد قعد لابن آدم بطرقه كلها، وقعد بطريق الإسلام، فقال: أتسلم وتذر دينك ودين آبائك، فخالفه وأسلم، فقعد له بطريق الهجرة، فقال: أتهاجر وتذر أرضك وسماءك، فخالفه وهاجر، فقعد له بطريق الجهاد، فقال: أتجاهد فتُقتل فيُقسم المال وتُنكح الزوجة]
فهكذا فاقعدوا لهم بكل طرق الخير، فإذا أراد أحدهم أن يتصدق فاقعدوا له على طريق الصدقة، وقولوا له في نفسه: أتخرج المال فتبقى مثل هذا السائل، وتصير بمنزلته أنت وهو سواء.
أوما سمعتم ما ألقيت على لسان رجل سأله آخر أن يتصدق عليه، فقال: هي أموالنا إن أعطيناكموها صرنا مثلكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
واقعدوا له بطريق الحج، فقولوا: طريقة مخوفة مشقة، يتعرض سالكها لتلف النفس والمال، وهكذا فاقعدوا على سائر طرق الخير بالتنفير عنها وذكر صعوبتها وآفاتها.
ثم اقعدوا لهم على طرق المعاصي فحسنوها في أعين بني آدم، وزينوها في قلوبهم واجعلوا أكثر أعوانكم على ذلك النساء، فمن أبوابهن ادخلوا عليهم فنعم العون هن لكم.
ثم الزموا ثغر اليدين والرجلين، فامنعوها أن تبطش بما يضركم وتمشي فيه.
واعلموا أن أكبر أعوانكم على لزوم الثغور مصالحة النفس الأمّارة فأعينوها واستعينوا بها، وأمدوها واستمدوا منها، وكونوا معها على حرب النفس المطمئنة فاجتهدوا في كسرها وإبطال قواها ولا سبيل إلى ذلك إلا بقطع موادها عنها.
فإذا انقطعت موادها وقويت مواد النفس الأمّارة، وانطاعت لكم أعوانها فاستنزلوا القلب من حصنه، واعزلوه عن مملكته، وولوا مكانه النفس الأمّارة، فإنها لا تأمر إلا بما ترونه وتحبونه، ولا تجيئكم بما تكرهونه البتة، مع أنها لا تخالفكم في شيء تشيرون به عليها، بل إذا أشرتم عليها بشيء بادرت إلى فعله.
فإن أحسستم من القلب منازعة إلى مملكته، وأردتم الأمن من ذلك فاعقدوا بينه وبين النفس عقد النكاح، فزينوها وجملوها وأروها إياه في أحسن صورة عروس توجد، وقولوا له: ذق طعم هذا الوصال وتمتع بهذه العروس، كما ذقت طعم الحرب وباشرت مرارة الطعن والضرب.
ثم وازن بين لذة هذه المسألة ومرارة تلك المحاربة، فدع الحرب تضع أوزارها، فليست بيوم وتنقضي، وإنما هو حرب متصل بالموت، وقواك تضعف عن حرب دائم.
واستعينوا يا بني بجندين عظيمين لن تغلبوا معهما:
أحدهما: جند الغفلة، فأغفلوا قلوب بني آدم عن الله تعالى والدار الآخرة بكل طريق، فليس لكم شيء أبلغ في تحصيل غرضكم من ذلك، فإن القلب إذا غفل عن الله تعالى تمكنتم منه ومن إغوائه.
والثاني: جند الشهوات، فزينوها في قلوبهم، وحسنوها في أعينهم، وصولوا عليهم بهذين العسكرين، فليس لكم من بني آدم أبلغ منهما، واستعينوا على الغفلة بالشهوات، وعلى الشهوات بالغفلة، واقرنوا بين الغافلين.
ثم استعينوا بهما على الذاكر، ولا يغلب واحدٌ خمسة، فإن مع كل واحد من الغافلين شياطين صاروا أربعة، وشيطان الذاكر معهم، وإذا رأيتم جماعة مجتمعين على ما يضركم - من ذكر الله أو مذاكرة أمره ونهيه ودينه، ولم تقدروا على تفريقهم - فاستعينوا عليهم ببني جنسهم من الإنس البطالين، فقربوهم منهم، وشوشوا عليهم بهم.
وبالجملة فأعدوا للأمور أقرانها، وادخلوا على كل واحد من بني آدم من باب إرادته وشهوته، فساعدوه عليها، وكونوا أعواناً له على تحصيلها، وإذا كان الله قد أمرهم أن يصبروا لكم ويصابروكم ويرابطوا عليكم الثغور فاصبروا أنتم وصابروا ورابطوا عليهم بالثغور، وانتهزوا فرصكم فيهم عند الشهوة والغضب، فلا تصطادون بني آدم في أعظم من هذين الموطنين.
واعلموا أن منهم من يكون سلطان الشهوة عليه أغلب وسلطان غضبه ضعيف مقهور، فخذوا عليه طريق الشهوة، ودعوا طريق الغضب، ومنهم من يكون سلطان الغضب عليه أغلب، فلا تخلوا طريق الشهوة قلبه، ولا تعطلوا ثغرها، فإن من لم يملك نفسه عند الغضب فإنه بالحري أن لا يملك نفسه عند الشهوة، فزوجوا بين غضبه وشهوته وامزجوا أحدهما بالآخر، وادعوه إلى الشهوة من باب الغضب، وإلى الغضب من طريق الشهوة.
واعلموا أنه ليس لكم في بني آدم سلاح أبلغ من هذين السلاحين، وإنما أخرجت أبويهم من الجنة بالشهوة، وإنما ألقيت العداوة بين أولادهم بالغضب فبه قطعت أرحامهم وسفكت دماؤهم وبه قتل أحد ابني آدم أخاه، واعلموا أن الغضب جمرة في قلب ابن آدم، والشهوة نارٌ تثور من قلبه وإنما تطفأ النار بالماء والصلاة والذكر والتكبير.
فإياكم أن تمكنوا ابن آدم عند غضبه وشهوته من قربان الوضوء والصلاة فإن ذلك يطفىء عنهم نار الغضب والشهوة، وقد أمرهم نبيهم بذلك فقال إن الغضب جمرة في قلب ابن آدم أما رأيتهم من احمرار عينيه وانتفاخ أوداجه فمن أحس بذلك فليتوضأ، وقال لهم إنما تطفأ النار بالماء وقد أوصاهم أن يستعينوا عليكم بالصبر والصلاة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فحولوا بينهم وبين ذلك وأنسوهم إياه، واستعينوه عليهم بالشهوة والغضب، وأبلغ أسلحتكم فيهم وأنكاها الغفلة واتباع الهوى، وأعظم أسلحتهم فيكم وأمنع حصونهم ذكر الله ومخالفة الهوى، فإذا رأيتم الرجل مخالفاً لهواه فاهربوا من ظله ولا تدنوا منه.
والمقصود أن الذنوب والمعاصي سلاح ومدد يمد بها العبد أعداءه ويعينهم بها على نفسه فيقاتلونه بسلاحه ويكون معهم على نفسه وهذا غاية الجهل.
ما يبلغ الأعداء من جاهل = ما يبلغ الجاهل من نفسه
ـ[الطبيب]ــــــــ[11 Sep 2006, 01:56 م]ـ
إطلاق البصر
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في المدارج:
... فأطلق عنان طرفه في ميادين محاسن المنظور، وأسام طرف ناظره في تلك الرياض والزهور، فتعدى المباح إلى القدر المحظور، وحام حول الحمى المحوط المحجور، فصار ذا بصر حائر، وقلب عن مكانه طائر، أرسل طرفه رائدا يأتيه بالخبر فخامر عليه وأقام في تلك الخيام، فبعث القلب في آثاره فلم يشعر إلا وهو أسير يحجل في قيوده بين تلك الخيام، فما أقلعت لحظات ناظره حتى تشحط بينهن قتيلا، وما برحت تنوشه سيوف تلك الجفون حتى جندلته تجديلا، هذا خطر العدوان وما أمامه أعظم وأخطر، وهذا فوت الحرمان وما حرمه من فوات ثواب من غض طرفه لله عز وجل أجل وأكبر، سافر الطرف في مفاوز محاسن المنظور إليه فلم يربح إلا أذى السفر، وغرر بنفسه في ركوب تلك البيداء وما عرف أن راكبها على أعظم الخطر، يا لها من سفرة لم يبلغ المسافر منها ما نواه، ولم يضع فيها عن عاتقه عصاه، حتى قطع عليه فيها الطريق، وقعد له فيها الرصد على كل نقب ومضيق، لا يستطيع الرجوع إلى وطنه والإياب، ولا له سبيل إلى المرور والذهاب، يرى هجير الهاجرة من بعيد فيظنه برد الشراب، ?حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب?، وتيقن أنه كان مغرورا بلامع السراب، تالله ما استوت هذه الذلة وتلك اللذة في القيمة فيشتريها بها العارف الخبير، ولا تقاربا في المنفعة فيتحير بينهما البصير، ولكن على العيون غشاوة فلا تفرق بين مواطن السلامة ومواضع العثور، والقلوب تحت أغطية الغفلات راقدة فوق فرش الغرور، ?فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور?!!
ـ[الطبيب]ــــــــ[11 Sep 2006, 01:58 م]ـ
من أقوال السلف في النية
جاء في تزكية النفوس لأحمد فريد:
قال يعقوب: " المخلص من يكتم حسناته كما يكتم سيئاته ".
قال السوسى: " الإخلاص فَقْدُ رؤية الإخلاص، فإن مَنْ شاهد فى إخلاصه الإخلاص فَقد احتاج إخلاصه إلى إخلاص ". وما ذكر إشارة إلى تصفية العمل من العُجْب بالفعل، فإن الإلتفات إلى الإخلاص، والنظر إليه عٌجْب، وهو من جملة الآفات، والخالص ما صفا عن جميع الآفات.
قال أيوب: " تخليص النيات على العُمّال أشد عليهم من جميع الأعمال ".
وقال بعضهم: " إخلاص ساعة نجاة الأبد، ولكنّ الإخلاص عزيزٌ".
وقيل لسهل: أى شىء أشد على النفس؟ قال: " الإخلاص،إذ ليس لها فيه نصيب ".
وقال الفُضَيْل: " ترك العمل من أجل الناس رياء، والعملُ من أجل الناس شرك، والإخلاص: أن يعافيك الله منهما ".
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: " أفضل الأعمال أداءُ ما افترض الله تعالى، والورعُ عما حرّم الله، وصدقٌ النية فيما عند الله تعالى ".
وقال بعض السلف: " رب عملٍ صغيرٍ تعظمه النية، وربّ عمل كبير تصغيره النية ".
وعن يحيى بن أبى كثير: " تعلّموا النية، فإنها أبلغ من العمل ".
وصحّ عن ابن عمر أنه سمع رجلاً عند إحرامه يقول: اللهم إنى أريد الحج والعمرة فقال له: " أتُعْلم الناس، أوَ ليس الله يعلم ما فى نفسك".
ـ[الطبيب]ــــــــ[11 Sep 2006, 02:02 م]ـ
مدح القائمين بالليل
قال ابن الجوزي رحمه الله في كتاب المواعظ:
(يُتْبَعُ)
(/)
لله در أقوام هجروا لذيذ المنام وتنصلوا لما نصبوا له الأقدام وانتصبوا للنصب في الظلام يطلبون نصيباً من الإنعام إِذا جنّ الليل سهروا وإذا جاء النهار اعتبروا وإذا نظروا في عيوبهم استغفروا واذا تفكروا في ذنوبهم بكوا وانكسروا. قال عليه الصلاة والسلام: (عليكم بقيام الليل فإِنه دأب الصالحين قبلكم وإنه قربة إلى ربكم ومغفرة للسيئات ومنهاة عن الإثم). وفي المسند عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (عجب ربنا من رجلين: رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين حبه وأهله إلى صلاته ورجل غزا في سبيل الله فانهزموا فعلم ما عليه في الفرار وما له في الرجوع فرجع حتى أهريق دمه). قال أبو ذر رضي الله عنه: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم (أي صلاة الليل أفضل قال: نصف الليل وقليل فاعله). قال داود عليه السلام: يا رب أي ساعة أقوم لك فأوحى الله إليه: يا داود لا تقم أول الليل ولا آخره ولكن قم في شطر الليل حتى تخلو بي وأخلوا بك وارفع إِلىّ حوائجك). وروى عمر بن عبسة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر فإِن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن). كان همام بن الحارث يدعو: اللهم ارزقني سهراً في طاعتك فما كان ينام إِلا هنيهة وهو قاعد وكان طاوس يتقلب على فراشه ثم يدرجه ويقول: طير ذكر جهنم نوم العابدين. وقال القاسم بن راشد الشيباني: كان ربيعة نازلاً بيننا وكان يصلي ليلاً طويلاً فإِذا كان السحر نادى بأَعلى صوته: يا أيها الركب المعرّسون: أهذا الليل تنامون ألا تقومون فترحلون قال: فيسمع من ههنا باك ومن ههنا داع. فإِذا طلع الفجر نادى بأَعلى صوته: عند الصباح يحمد القوم السرى. قال الضحَّاك: أدركت قوماً يستحيون من الله في سواد هذا الليل من طول الضجعة. يا منازل الأحباب: أين ساكنوك يا بقاع الإِخلاص: أين قاطنوك يا مواطن الأَبرار: أَين عامروك يا مواضع التهجد: أين زائروك خلت والله الديار وباد القوم وارتحل أرباب السهر وبقي أهل النوم واستبدل الزمان أكل الشهوات يا أهل الصوم: كَفَى حَزَناً بِالوَالِهِ الصَّبّ أَن يَرى منازِلَ مَن يَهوى معطلة قفرا لله درّ أقوام اجتهدوا في الطاعة وتاجروا ربهم فربحت البضاعة وبقي الثناء عليهم إلى قيام الساعة لو رأيتهم في الظلام وقد لاح نورهم وفي مناجاة الملك العلام وقد تم سرورهم فإِذا تذكروا ذنباً قد مضى ضاقت صدورهم وتقطعت قلوبهم أسفاً على ما حملت ظهورهم وبعثوا رسالة الندم والدمع سطورهم. ولَمَّا وقَفنا والرسائلُ بينَنا دموعٌ نَهاها الواجدون توقفا ذكرنا اللَّيالي بالعَقيقِ وظِلَهُ الأَنيق فقطعنا القلوبَ تأسفا نسيم الصِّبا إِن زُرتَ أَرضَ أَحِبتي فخَصَهُم منِّي بكُلِ سلام وبَلِغهُم أَني بُرهَن صَبابةٍ وأَن غَرامي فَوقَ كُلَ غَرامِ وإِني ليَكفيني طُروقُ خيالِهم لَو أَنَ جُفوني مُتعت بمنام وقَد صُمتُ مِن أَوقات نَفسي كُلَها ويَوم لِقاكُم كانَ فطر صيامي جال الفكر في قلوبهم فلاح صوابهم وتذكروا فذكروا كذكر إعجابهم وحاسبوا أنفسهم فحققوا حسابهم ونادموا للمخافة فأصبحت دموعهم شرابهم وترنموا بالقرآن فهو سمرهم مع أترابهم وكلفوا بطاعة الإله فانتصبوا بحرابهم وخدموه مبتذلين في خدمته شبابهم فيا حسنهم وريح الأسحار قد حركت أثوابهم وحملت قصص غصصهم ثم ردت جوابهم.
ـ[بنت السنة الطاهرة]ــــــــ[17 Sep 2006, 09:11 م]ـ
جهد يشكر جعله الله في ميزان أعمالك
وجعلك ممن صام رمضان ايمان واحتساب فغفرله ما تقدم من ذنبه
اللهم اجمعنا في جنات النعيم
ـ[الطبيب]ــــــــ[19 Sep 2006, 01:03 م]ـ
تفاوت الناس في التوحيد
قال ابن القيّم رحمه الله تعالى في المدارج:
اعلم أن أشعة لا إله إلا الله تبدد من ضباب الذنوب وغيومها بقدر قوة ذلك الشعاع وضعفه فلها نور وتفاوت أهلها في ذلك النور قوة وضعفا لا يحصيه إلا الله تعالى ..
فمن الناس: من نور هذه الكلمة في قلبه كالشمس ..
ومنهم: من نورها في قلبه كالكوكب الدري ..
ومنهم: من نورها في قلبه كالمشعل العظيم ..
وآخر: كالسراج المضيء وآخر كالسراج الضعيف ..
ولهذا تظهر الأنوار يوم القيامة بأيمانهم وبين أيديهم على هذا المقدار بحسب ما في قلوبهم من نور هذه الكلمة علماً وعملا ومعرفة وحالا وكلما عظم نور هذه الكلمة واشتد: أحرق من الشبهات والشهوات بحسب قوته وشدته، حتى إنه ربما وصل إلى حال لا يصادف معها شبهة ولا شهوة ولا ذنبا إلا أحرقه، وهذا حال الصادق في توحيده الذي لم يشرك بالله شيئا.
فأي ذنب أو شهوة أو شبهة دنت من هذا النور أحرقها، فسماء إيمانه قد حرست بالنجوم من كل سارق لحسناته، فلا ينال منها السارقُ إلا على غرة وغفلة لا بد منها للبشر، فإذا استيقظ وعلم ما سرق منه استنقذه من سارقه أو حصل أضعافه بكسبه فهو هكذا أبدا مع لصوص الجن والإنس، ليس كمن فتح لهم خزانته وولى الباب ظهره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الطبيب]ــــــــ[19 Sep 2006, 01:11 م]ـ
الخوف لعظمة الله
قال ابن الجوزي رحمه الله في كتابه المواعظ:
إخواني: من علم عظمة الإله زاد وجله، ومن خاف نقم ربه حسن عمله، فالخوف يستخرج داء البطالة ويشفيه، وهو نعم المؤدب للمؤمن ويكفيه؛ قال الحسن: صحبت أقواماً كانوا لحسناتهم أن تُردَّ عليهم أخوف منكم من سيئاتكم أن تعذبوا بها. ووصف يوسف بن عبد المحسن فقال: كان إذا أقبل كأنه أقبل من دفن حميمه وإذا جلس كأنه أسير من يضرب عنقه وإذا ذكرت النار فكأنما لم تخلق إلا له. وكان سميط إذا وصف الخائفون يقول: أتاهم من الله وعيد وفدهم فناموا على خوف وأكلوا على تنغصٍ. واعلم أن خوف القوم لو انفرد قتل، غير أن نسيم الرجاء يروح أرواحهم، وتذكر الإنعام يحيى أشباحهم؛ ولذلك روي: (لَو وُزِنَ خَوفُ المؤمن ورجَاؤه لاعتدلا). فالخوف للنفس سائق والرجاء لها قائد إن ونت على قائدها حثها سائقها وإن أبت على سائقها حركها قائدها، مزيح الرجاء يسكن حر الخوف، وسيف الخوف يقطع سيف: (سوف) وإن تفكر في الإنعام شكر، وأصبح للهم قد هجر، وإن نظر في الذنوب حذر، وبات جوف الليل يعتذر.
ـ[الطبيب]ــــــــ[19 Sep 2006, 01:22 م]ـ
يعفى للمحب ما لا يعفى لغيره
قال ابن القيم رحمه الله في المدارج:
يعفى للمحب ولصاحب الإحسان العظيم ما لا يعفى لغيره ويسامح بما لا يسامح به غيره وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: انظر إلى موسى صلوات الله وسلامه عليه رمى الألواح التي فيها كلام الله الذي كتبه بيده فكسرها، وجر بلحية نبي مثله وهو هارون، ولطم عين ملك الموت ففقأها، وعاتب ربه ليلة الإسراء في محمد ورفعه عليه وربه تعالى يحتمل له ذلك ويحبه ويكرمه ويدلله لأنه قام لله تلك المقامات العظيمة في مقابلة أعدى عدو له وصدع بأمره وعالج أمتي القبط وبني إسرائيل أشد المعالجة، فكانت هذه الأمور كالشعرة فى البحر، وانظر إلى يونس بن متى حيث لم يكن له هذه المقامات التي لموسى غاضب ربه مرة فأخذه وسجنه في بطن الحوت ولم يحتمل له ما احتمل لموسى.
وفرقٌ بين من إذا أتى بذنب واحد ولم يكن له من الإحسان والمحاسن ما يشفع له وبين من إذا أتى بذنب جاءت محاسنه بكل شفيع كما قيل:
وإذا الحبيب أتى بذنب واحد=جاءت محاسنه بألف شفيعفالأعمال تشفع لصاحبها عند الله وتذكر به إذا وقع في الشدائد قال تعالى عن ذي النون ? فلولا أنه كان من المسبحين للبث فى بطنه إلى يوم يبعثون ?، وفرعون لما لم تكن له سابقة خير تشفع له وقال:? آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنوا إسرائيل ? قال له جبريل: ? آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ?!!
ملاحظة:
ينبغي ألا يفهم من كلام شيخ الإسلام ما لا يليق في حق نبي الله يونس عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، وإنما هو تفضيل لموسى عليه السلام وهو بيّنٌ واضح إن شاء الله. [الطبيب]
ـ[الطبيب]ــــــــ[19 Sep 2006, 01:26 م]ـ
تواصي السلف بالتقوى
قال الشيخ أحمد فريد حفظه الله في كتاب (التقوى):
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: ولم يزل السلف الصالحون يتواصون بها:
كان أبو بكر رضى الله عنه يقول فى خطبته: أما بعد فإنى أوصيكم بتقوى الله، وان تثنوا عليه بما هو أهله، وان تخلطوا الرغبة بالرهبة، وتجمعوا الإلحاف بالمسالة، فإن الله عز وجل أثنى على زكريا وأهل بيته فقال: ? إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ?.
ولما حضرته الوفاة وعهد إلى عمر دعاه فوصّاه بوصيته، وأول ما قاله له: اتق الله يا عمر.
وكتب عمر إلى ابنه عبد الله: أما بعد، فإنى أوصيك بتقوى الله عز وجل، فإنه من اتقاه وقاه، ومن أقرضه جزاه، ومن شكره زاده، واجعل التقوى نصب عينيك، وجلاء قلبك.
وكتب عمر بن عبد العزيز إلى رجل: أوصيك بتقوى الله عز وجل، والتى لا يقبل غيرها، ولا يرحم إلا أهلها، ولا يثاب إلا عليها، فإن الواعظين بها كثير، والعاملين بها قليل، جعلنا الله وإياك من المتقين.
ولما ولي خطب فحمد الله وأثنى عليه وقال: أوصيكم بتقوى الله عز وجل، فإن تقوى الله عز وجل خُلف من كل شئ، وليس من تقوى الله خُلف.
وقال رجل ليونس بن عبيد: أوصنى، فقال: أوصيك بتقوى الله والإحسان، فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.
وكتب رجل من السلف إلى أخ له: أوصيك بتقوى الله فإنها من أكرم ما أسررت، وأزين ما أظهرت، وأفضل ما ادخرت أعاننا الله وإياك عليها وأوجب لنا ولك ثوابها.
وقال شعبه: كنت إذا أردت الخروج قلت للحكم: ألك حاجة فقال:
أوصيك بما أوصى به النبى صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل:
(اتق الله حيث ما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن).
وقال ابن القيم رحمه الله: ودع ابن عون رجلاً فقال:
عليك بتقوى الله فإن المتقى ليست عليه وحشة.
وقال زيد بن أسد: كان يقال: من اتقى الله أحبه الناس وإن كرهوا.
وقال الثورى لابن أبى ذئب: إن اتقيت الله كفاك الناس، وإن اتقيت الناس لن يغنوا عنك من الله شيئاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الطبيب]ــــــــ[09 Nov 2006, 10:35 م]ـ
ساعة الاحتضار
قال القرطبي رحمه الله في التذكرة:
فمثل نفسك يا مغرور و قد حلت بك السكرات، و نزل بك الأنين و الغمرات، فمن قائل يقول: إن فلاناً قد أوصى، و ماله قد أحصى، و من قائل يقول: إن فلاناً ثقل لسانه، فلا يعرف جيرانه، و لا يكلم إخوانه، فكأني أنظر إليك تسمع الخطاب، و لا تقدر على رد الجواب، ثم تبكي ابنتك و هي كالأسيرة ...
و تتضرع و تقول: حبيبي أبي من ليتمي من بعدك؟؟
و من لحاجتي؟؟
و أنت و الله تسمع الكلام و لا تقدر على رد الجواب ...
و أنشدوا: و أقبلت الصغرى تمرغ خدها=على وجنتي حيناً و حيناً على صدري
و تخمش خديها و تبكي بحرقة=تنادي: أبي إني غلبت على الصبر
حبيبي أبي من لليتامى تركتهم=كأفراخ زغب في بعيد من الوكر؟
فخيل لنفسك يا ابن آدم إذا أخذت من فراشك، إلى لوح مغتسلك فغسلك الغاسل، و ألبست الأكفان، و أوحش منك الأهل و الجيران، و بكت عليك الأصحاب و الإخوان ...
و قال الغاسل أين زوجة فلان؟
و أين اليتامى ترككم أبوكم فما ترونه بعد هذا اليوم أبداً؟
و أنشدوا: ألا أيها المغرور ما لك تلعب= تؤمل آمالاً و موتك أقرب
و تعلم أن الحرص بحر مبعد=سفينته الدنيا فإياك تعطب
و تعلم أن الموت ينقض مسرعاً=عليك يقينا طعمه ليس يعذب
كأنك توصي و اليتامى تراهم=و أمهم الثكلى تنوح و تندب
تغص بحزن ثم تلطم وجهها=يراها رجال بعد ما هي تحجب
و أقبل بالأكفان نحوك قاصد=و يحثى عليك الترب و العين تسكب
ـ[الطبيب]ــــــــ[09 Nov 2006, 10:38 م]ـ
امتناع صفاء التوحيد للمصر على المعصية
قال ابن القيّم رحمه الله في المدارج:
ينبغي أن يعلم ارتباط إيمان القلوب بأعمال الجوارح وتعلقها بها، وإلا لم يفهم مراد الرسول، ويقع الخلط والتخبيط.
فاعلم أن النفي العام للشرك أن لا يشرك بالله شيئا ألبتة لا يصدر من مصر على معصية أبدا، ولا يمكن مدمن الكبيرة والمصر على الصغيرة أن يصفو له التوحيد حتى لا يشرك بالله شيئا، هذا من أعظم المحال!!
ولا يلتفت إليَّ جدليٌّ لاحظ له من أعمال القلوب بل قلبه كالحجر أو أقسى يقول: وما المانع .. وما وجه الإحالة .. ولو فرض ذلك واقعا لم يلزم منه محال لذاته ...
فدع هذا القلب المفتون بجدله وجهله، واعلم أن الإصرار على المعصية يوجب من خوف القلب من غير الله، ورجائه لغير الله، وحبه لغير الله، وذله لغير الله، وتوكله على غير الله، ما يصير به منغمسا في بحار الشرك!!
والحاكم في هذا ما يعلمه الإنسان من نفسه إن كان له عقل، فإن ذل المعصية لا بد أن يقوم بالقلب فيورثه خوفا من غير الله تعالى وذلك شرك، ويورثه محبة لغير الله واستعانة بغيره في الأسباب التي توصله إلى غرضه فيكون عمله لا بالله ولا لله وهذا حقيقة الشرك.
نعم قد يكون معه توحيد أبي جهل وعباد الأصنام، وهو توحيد الربوبية وهو الاعتراف بأنه لا خالق إلا الله ولو أنجى هذا التوحيد وحده لأنجى عباد الأصنام، والشأن في توحيد الإلهية الذي هو الفارق بين المشركين والموحدين.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[16 Dec 2006, 09:51 م]ـ
نفعنا الله وإياك ـ أخي الطبيب ـ بما نقلت وذكرت ...
جزاك الله عنا خيرا .. ما أحوجنا إلى هذه السياط والمواعظ .. ففي القلب قسوة،وفي العين قحط،وفي البدن كسل،وللنفس حظ .. نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.
ـ[عبدالله المعيدي]ــــــــ[25 Dec 2006, 04:11 ص]ـ
شكرالله لك و جعله الله في ميزان أعمالك ..
و ما أحوجنا إلى هذه السياط والمواعظ .. ففي القلب قسوة،وفي العين قحط،وفي البدن كسل،وللنفس حظ .. نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.
ـ[الطبيب]ــــــــ[08 Jan 2007, 11:22 م]ـ
كسر العبد بالذنوب من أجل أن يعود
قال ابن القيّم رحمه الله في المدارج:
فإذا أراد الله بهذا العبد خيراً ألقاه في ذنب يكسره به ويعرفه قدره ويكفي به عباده شره وينكس به رأسه ويستخرج به منه داء العجب والكبر والمنة عليه وعلى عباده، فيكون هذا الذنب أنفع لهذا من طاعات كثيرة ويكون بمنزلة شرب الدواء ليستخرج به الداء العضال كما قيل بلسان الحال في قصة آدم وخروجه من الجنة بذنبه:
يا آدم لا تجزع من كأس زلل كانت سبب كَيسك فقد استخرج بها منك داء لا يصلح أن تجاورنا به وألبست بها حلة العبودية ..
(يُتْبَعُ)
(/)
لعل عتبك محمود عواقبه=وربما صحت الأجسام بالعلل
يا آدم إنما ابتليتك بالذنب لأني أحب أن أظهر فضلي وجودي وكرمي على من عصاني [لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم].
يا آدم كنت تدخل علي دخول الملوك على الملوك ... واليوم تدخل علي دخول العبيد على الملوك!!
يا آدم إذا عصمتك وعصمت بنيك من الذنوب فعلى من أجود بحلمى وعلى من أجود بعفوي ومغفرتي وتوبتي؟
وأنا التواب الرحيم ..
يا آدم لا تجزع من قولي لك: ? اخرج منها ? فلك خلقتها ولكن اهبط إلى دار المجاهدة وابذر بذر التقوى وأمطر عليه سحائب الجفون فإذا اشتد الحب واستغلظ واستوى على سوقه فتعال فاحصده.
يا آدم ما أهبطتك من الجنة إلا لتتوسل إلي في الصعود، وما أخرجتك منها نفيا لك عنها، ما أخرجتك فيها إلا لتعود، إن جرى بيننا وبينك عتب وتناءت منا ومنك الديار فالوداد الذي عهدت مقيم، والعثار الذى أصبت جيار.
يا آدم ذنب تذل به لدينا أحب إلينا من طاعة تدل بها علينا ...
يا آدم أنين المذنبين ... أحب إلينا من تسبيح المدلين ...
(يا ابن آدم إنك ما دعوتنى ورجوتنى غفرت لك على ما كان منك ولا أبالى ...
يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتنى غفرت لك ...
يا ابن آدم لو لقيتنى بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بى شيئا أتيتك بقرابها مغفرة).
ويذكر عن بعض العباد: أنه كان يسأل ربه في الطواف بالبيت أن يعصمه ثم غلبته عيناه فنام فسمع قائلا يقول: (أنت تسألني العصمة وكل عبادي يسألونني العصمة فإذا عصمتهم فعلى من أتفضل وأجود بمغفرتى وعفوى؟!
وعلى من أتوب؟
وأين كرمي وعفوي ومغفرتي وفضلي؟
ونحو هذا من الكلام ...
يا ابن آدم إذا آمنت بي ولم تشرك بي شيئا أقمت حملة عرشي ومن حوله يسبحون بحمدي ويستغفرون لك وأنت على فراشك).
وفي الحديث العظيم الإلهى حديث أبى ذر: (يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فمن علم أني ذو قدرة على المغفرة غفرت له ولا أبالي ? قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاإنه هو الغفور الرحيم ? [الزمر: 53] يا عبدي لا تعجز فمنك الدعاء وعلي الإجابة ومنك الاستغفار وعلي المغفرة ومنك التوبة وعلي تبديل سيئاتك حسنات).
ـ[الطبيب]ــــــــ[13 Jan 2007, 08:54 م]ـ
أقوال في التقوى
جاء في كتاب التقوى لأحمد فريد:
سئل أبو هريرة عن التقوى فقال:
هل أخذت طريقاً ذا شوك؟ قال: نعم، قال: فكيف صنعت؟ قال: إذا رأيت الشوك عزلت عنه أو جاوزته أو قصرت عنه: قال ذاك التقوى.
وقال بن مسعود في قوله تعالى:? اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ?:
قال: أن يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر.
قال طلق بن حبيب: إذا وقعت الفتنة فأطفئوها بالتقوى. قالوا: وما التقوى؟ قال: أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله.
وقال ابن القيم رحمه الله:
وأما التقوى فحقيقتها العمل بطاعة الله إيماناً واحتسابا، أمراً ونهياً، فيفعل ما أمر الله به إيماناً بالأمر وتصديقاً بوعده، ويترك ما نهى الله عنه إيماناً بالنهي وخوفا من وعيده.
وقال مجاهد: هو أن يطاع فلا يعصى وأن يذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر.
قال أبو الدرداء: تمام التقوى أن يتقي اللهَ العبدُ حتى يتقيه من مثقال ذرة، وحتى يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حراماً، يكون حجاباً بينه وبين الحرام، فإن الله قد بين للعباد الذى يصيرهم إليه فقال:
? فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ?.
فلا تحقرن شيئاً من الخير أن تفعله ولا شيئاً من الشر أن تتقيه.
وقال ميمون بن مهران: المتقي أشد محاسبة لنفسه من الشريك الشحيح لشريكه.
قال ابن المعتمر:
خل الذنوب صغيرها=وكبيرها ذاك التقى
واصنع كماش فوق=أرض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرنّ صغيرة=إن الجبال من الحصىوقال الإمام أحمد رحمة الله: التقوى هى ترك ما تهوى لما تخشى.
وقيل: هي الخوف من الجليل، والرضا بالتنزيل، والإستعداد ليوم الرحيل.
وقيل: هي أن لا يراك الله حيث نهاك، ولا يفقدك حيث أمرك.
وقيل: هي علم القلب بقرب الرب.
لا تحقرنّ من الذنوب صغيراً=إن الصغير غداً يعود كبيراً
إن الصغير ولو تقادم عهده=عند الإله مسطّرٌ تسطيراً
فازجر هواك عن البطالة لا تكن=صعب القياد وشمّرن تشميراً
إن المحب إذا أحب إلهه=طار الفؤاد وألهم التفكيراً
فاسأل هدايتك الإله فتتئد=فكفى بربك هادياً ونصيراً
ـ[الطبيب]ــــــــ[13 Jan 2007, 09:18 م]ـ
تذكّر يا عامل
قال ابن الجوزي رحمه الله في (المواعظ) بتصرف:
يا من له قلبٌ ومات، يا من كان له وقت وفات، أشرف الأشياء قلبك ووقتك، يا من َيَبكي عَلى الموتَى ويَترُكُ نفسه ويزعَمُ أَنَّ قَد قَلَّ عَنها عَزَاؤُهُ، ولَو كانَ ذا رأىٍ وعقلٍ وَفِطنَةٍ لكانَ عَليهِ لا عَليهِم بُكَاؤُهُ.
رئي سمنون يوماً على شاطئ دجلة وبيده قضيبٌ يضرب به فخذه حتى تبدد لحمه وهو يقول: كان لي قلب أعيش به ضاع مني في تقلبه رب فاردده على فقد عيل صبري في تطلبه وأغث ما دام لي رمقٌ يا غياثَ المستغاث به.
ابكِ على وقت كان قد صفا، وعلى قلب صار كالصفا، وعلى زمان تبدل فيه الوصل بالجفا، وعلى ربع خلا من اليقظة وعفا:
منَازلُ كنتُ أَهواها وآلَفُهَا=أَيَّامَ كُنتُ على الأَيَّام منصوراً ما تتوفى في سمين بدنك، حتى نسيت إدراجك في كفنك، ولا متعت نفسك بمواعيد المُنى، إلا بعد أن أسرك حُب الهوى، أما وعظك الزمان من بسطه وقبضه، أما أجد لك بجديد بعد الاعتبار ببعضه، أما تدرك الحين من طوله وعرضه يا عجباً كيف التذَّ خامل بغَمضِه، وكم طال يوم ما أُديََ بعض فرضِه، أما تعلم أنَّ الممات والحساب أمامك، فتهيأ للرحيل وأصلح خيامك، واحفظ مقالتي واقطع قطع المدى مدامك، واجتهد أن تنشر الإخلاص في المحل إلا على أعلامك، وصل صلاتك في الدجى واهجر للمنام منامك، ولا تترك ولو بت الليل عاصياً صيامك، وأحضر قلبك وسمعك وإن قلا من لامك، وأفق في زمان الإمكان قبل انثات العرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الطبيب]ــــــــ[13 Jan 2007, 09:53 م]ـ
حال العبد في القبر
جاء في أهوال القبور للقرطبي:
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " والذي نفسي بيده إنه ليسمع خفق نعالكم حين تولون عنه، فإن كان مؤمناً كانت الصلاة عند رأسه، والزكاة عن يمينه والصوم عن شماله، وفعل الخيرات والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه، فيؤتى من قبل رأسه، فتقول الصلاة ليس من قبلي مدخل، فيؤتى عن يمينه فتقول الزكاة ليس من قبلي مدخل، ثم يؤتى عن شماله فيقول الصوم ليس قبلي مدخل، ثم يؤتى من قبل رجليه، فيقول: فعل الخيرات والإحسان إلى الناس ليس قبلي مدخل، فيقال له: اجلس، فيجلس وقد مثلت الشمس للغروب فيقولون له: ما تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ يعني النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: أشهد أنه رسول الله، جاءنا بالبينات من عند ربنا فصدقناه واتبعناه، فيقال له: صدقت، وعلى هذا حييت، وعلى هذا مت، وعليه تبعث إن شاء الله، فسيفسح له في قبره مد بصره فذلك قوله سبحانه: ? يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ? الآية. فيقال: افتحوا له باباً إلى النار فيقال: هذا منزلك لو عصيت الله فيزداد غبطة وسروراً، ويقال: افتحوا له باباً إلى الجنة فيفتح له فيقال هذا منزلك وما أعد الله لك فيزداد غبطة وسروراً، فيعاد الجسد إلى ما بدىء منه وتجعل روحه نسم طير معلق في شجر الجنة، وأما الكافر فيؤتى في قبره من قبل رأسه، فلا يعني شيئاً فيجلس خائفاً مرعوباً فيقال له: ما تقول في هذا الرجل الذي كان فيكم وما تشهد به؟ فلا يهتدى لاسمه فيقال: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول: سمعت الناس يقولون شيئاً فقلت كما قالوا، فيقال له: صدقت على هذا حييت وعليه متَّ وعليه تبعث إن شاء الله، ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه، فذلك قوله تعالى ? ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ? فيقال: افتحوا له باباً إلى الجنة فيفتح له باب إلى الجنة فيقال: هذا منزلك وما أعد الله لك لو كنت أطعته فيزداد حسرة وثبوراً، ثم يقال: افتحوا له باباً إلى النار فيفتح له باباً إليها فيقال له: هذا منزلك، وما أعد الله لك فيزداد حسرة وثبوراً ".
ـ[الطبيب]ــــــــ[13 Jan 2007, 09:59 م]ـ
الاستعاذة بالرضا والمعافاة من السخط والعقوبة
قال ابن القيّم رحمه الله في المدارج:
وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك)، فتأمل ذكر استعاذته بصفة الرضا من صفة السخط، وبفعل المعافاة من فعل العقوبة، فالأول للصفة والثاني لأثرها المترتب عليها.
ثم ربط ذلك كله بذاته سبحانه وأن ذلك كله راجع إليه وحده لا إلى غيره، فما أعوذ منه واقع بمشيئتك وإرادتك، وما أعوذ به من رضاك ومعافاتك هو بمشيئتك وإرادتك، إن شئت أن ترضى عن عبدك وتعافيه، وإن شئت أن تغضب عليه وتعاقبه، فإعاذتي مما أكره وأحذر ومنعه أن يحل بي هو بمشيئتك أيضاً، فالمحبوب والمكروه كله بقضائك ومشيئتك.
فعياذي بك منك: عياذي بحولك وقوتك وقدرتك ورحمتك وإحسانك، مما يكون بحولك وقوتك وقدرتك وعدلك وحكمتك، فلا أستعيذ بغيرك من غيرك، ولا أستعيذ إلا بك من شيء هو صادر عن مشيئتك وخلقك بل هو منك، ولا أستعيذ بغيرك من شيء هو صادر عن مشيئتك وقضائك، بل أنت الذي تعيذني بمشيئتك مما هو كائن بمشيئتك فأعوذ بك منك.
ولا يعلم ما في هذه الكلمات من التوحيد والمعارف والعبودية إلا الراسخون في العلم بالله ومعرفته ومعرفة عبوديته، وأشرنا إلى شيء يسير من معناها ولو استقصينا شرحها لقام منه سفر ضخم ولكن قد فتح لك الباب فإن دخلت رأيت ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
ـ[الطبيب]ــــــــ[13 Jan 2007, 10:24 م]ـ
ذكر الله وتلاوة القرآن
جاء في تزكية النفوس لأحمد فريد:
وضرورة الذكر للقلب كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه -: "الذكر للقلب كالماء للسمك، فكيف يكون حال السمك إذا أخرج من الماء"، وقد ذكر الإمام شمس الدين ابن القيّم ما يقرب من ثمانين فائدة فى كتابه: " الوابل الصيب "، فننقل بعضها بإذن الله تعالى، وننصح بالعودة إلى الكتاب المذكور لعظيم نفعه، ومن هذه الفوائد:
(يُتْبَعُ)
(/)
أن الذكر قوت القلب والروح، فإذا فقه العبد صار بمنزلة الجسم إذا حيل بينه وبين قوته، ومنها أنه يطرد الشيطان، ويقمعه، ويكسره، ويرضي الرحمن عزّ وجلّ ويزيل الهمّ والغمّ عن القلب، ويجلب له الفرح والسرور والبسط، وينور القلب والوجه، ويكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة، ويورثه محبة الله عزّ وجل، وتقواه، والإنابة إليه، وكذلك يورث العبدّ ذكر الله عزّ وجل، كما قال تعالى: ? فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ? (البقرة:من الآية 152).
ولو لم يكن فى الذكر إلا هذه وحدها لكفى بها فضلاً وشرفاً ويورث جلاء القلب من الغفلة، ويحط الخطايا.
ورغم أنه من أيسر العبادات، إلا أن العطاء والفضل الذى رتب عليه لم يرتب على غيره من الأعمال.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: " من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قديرٌ، فى اليوم مائة مرة كانت له عدل عشرة رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه " [البخاري].
وعن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: " من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة فى الجنة " [صححه الألباني]
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: " لأن أسبح الله تعالى تسبيحات أحب إلىّ من أن أنفق عددهم دنانير فى سبيل الله عزّ وجلّ ".
والذكر دواء لقسوة القلوب، كما قال رجل للحسن: يا أبا سعيد: أشكو إليك قسوة قلبي، قال: " أذبه بالذكر "، وقال مكحول: " ذكر الله شفاءٌ وذكر الناس داءٌ "، قال رجل لسلمان: أي الأعمال أفضل؟ فقال: أما تقرأ القرآن: ? وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ? (العنكبوت من الآية: 45).
وعن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: " مثل الذى يذكر ربه والذى لايذكر ربه مثل الحيّ والميت " [البخاري]
ودوام الذكر تكثير لشهود العبد يوم القيامة، وسبب لاشتغال العبد عن الكلام الباطل من الغيبة والنميمة وغير ذلك، فإما لسان ذاكر وإما لسان لاغِ، فمن فُتح له بابُ الذكر فقد فُتح له بابُ الدخول على الله عز وجل، فليتطهر وليدخل على ربه عز وجل، يجد عنده ما يريد، فإن وجد ربه عز وجل وجد كل شىء، وإن فاته ربه عز وجل فاته كل شىء.
وللذكر أنواع: منها: ذكر أسماء الله عز وجل، وصفاته، ومدحه، والثناء عليه بها، نحو: " سبحان الله "، و " الحمد الله "، و " لا إله إلا الله "، ومنها: الخبر عن الله عز وجل بأحكام أسمائه وصفاته، نحو: الله عز وجلّ يسمع أصوات عباده ويرى حركاتهم، ومنها: ذكر الأمر والنهي كأن تقول: إن الله عز وجل أمر بكذا، ونهى عن كذا.
ومن ذكره سبحانه وتعالى ذكرُ آلائه وإحسانه، وأفضل الذكر: تلاوة القرآن، وذلك لتضمنه لأدوية القلب وعلاجه من جميع الأمراض، قال الله تعالى: ? يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ ? (يونس من الآية: 57).
وقال الله تعالى:? وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ? (الإسراء من الآية: 82)
وأمراض القلب تجمعها أمراض الشبهات والشهوات،والقرآن شفاء للنوعين، ففيه من البينات والبراهين القطعية ما يبين الحق من الباطل فتزول أمراض الشبه المفيدة للعلم، والتصور، والادراك بحيث يرى الأشياء على ما هي.
فمن درس القرآن وخالط قلبه، أبصر الحق والباطل وميزّ بينهما، كما يميز بعينيه بين الليل والنهار، وأما شفاؤه لمرض الشهوات فذلك بما فيه من الحكمة والموعظة الحسنة، بالتزهيد فى الدنيا، والترغيب فى الآخرة.
وبالجملة فأنفع شىء للعبد هو ذكر الله عزّ وجلّ:? أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ? (الرعد:28).
وأفضل الذكر تلاوة كتاب الله عزّ وجل ّ.
قال الله تعالى: ? إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ? (فاطر:29 - 30).
وعن عثمان رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: " خيركم من تعلم القرآن وعلمه " [البخاري].
وعن عائشة رضى الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم:" الذى يقرأ القرآن وهو ماهر فيه مع السفرة الكرام البررة، والذى يقرأ القرآن وهو يتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران " [البخاري].
وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: " إن من قرأ حرفاً من كتاب الله تعالى فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف " [الترمذي وقال حديث حسن صحيح].
وقال خباب رضي الله عنه: " تقرب إلى الله ما استطعت فإنك لن تتقرب إليه بشىء أحب إليه من كلامه ".
وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه: " لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم ".
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: " من كان يحب أن يعلم أنه يحب الله فليعرض نفسه على القرأن، فإن أحب القرآن فهو يحب الله فإنما القرآن كلام الله".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الطبيب]ــــــــ[13 Jan 2007, 10:47 م]ـ
تواتر فضل الرب على العبد
قال ابن القيّم رحمه الله في المدارج:
هذا مع تواتر إحسان الله إليك على مدى الأنفاس أزاح عللك ومكنك من التزود إلى جنته وبعث إليك الدليل وأعطاك مؤنة السفر وما تتزود به وما تحارب به قطاع الطريق عليك، فأعطاك السمع والبصر والفؤاد، وعرفك الخير والشر والنافع والضار، وأرسل إليك رسوله وأنزل إليك كتابه ويسره للذكر والفهم والعمل.
وأعانك بمدد من جنده الكرام يثبتونك ويحرسونك ويحاربون عدوك ويطردونه عنك ويريدون منك أن لا تميل إليه ولا تصالحه، وهم يكفونك مؤنته، وأنت تأبى إلا مظاهرته عليهم وموالاته دونهم بل تظاهره وتواليه دون وليك الحق الذي هو أولى بك قال الله تعالى: ? وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا ?.
طرد إبليس عن سمائه وأخرجه من جنته وأبعده من قربه إذ لم يسجد لك وأنت في صلب أبيك آدم لكرامتك عليه فعاداه وأبعده، ثم واليت عدوه وملت إليه وصالحته وتتظلم مع ذلك وتشتكي الطرد والإبعاد وتقول:
عودوني الوصال والوصل عذب=ورموني بالصد والصد صعب نعم وكيف لا يطرد من هذه معاملته؟! وكيف لا يبعد عنه من كان هذا وصفه! وكيف يجعل من خاصته وأهل قربه من حاله معه هكذا؟!
قد أفسد ما بينه وبين الله وكدره، أمره الله بشكره لا لحاجته إليه ولكن لينال به المزيد من فضله، فجعل كفر نعمه والإستعانة بها على مساخطه من أكبر أسباب صرفها عنه، وأمره بذكره ليذكره بإحسانه، فجعل نسيانه سببا لنسيان الله له ? نسوا الله فأنساهم أنفسهم ? ? نسوا الله فنسيهم ?
أمره بسؤاله ليعطيه، فلم يسأله!! أعطاه أجل العطايا بلا سؤال، فلم يزل يشكو من يرحمه إلى من لا يرحمه ويتظلم ممن لا يظلمه ويدع من يعاديه ويظلمه، إن أنعم عليه بالصحة والعافية والمال والجاه استعان بنعمه على معاصيه، وإن سلبه ذلك ظل متسخطا على ربه وهو شاكيه، لا يصلح له على عافية ولا على ابتلاء، العافية تلقيه إلى مساخطه والبلاء يدفعه إلى كفرانه وجحود نعمته وشكايته إلى خلقه، دعاه إلى بابه فما وقف عليه ولا طرقه ثم فتحه له فما عرج عليه ولا ولجه، أرسل إليه رسوله يدعوه إلى دار كرامته فعصى الرسول وقال لا أبيع ناجزا بغائب ونقدا بنسيئة ولا أترك ما أراه لشيء سمعت به، ويقول:
خذ ما رأيت ودع شيئا سمعت به=في طلعة الشمس ما يغنيك عن زحلفإن وافق حظه طاعة الرسول أطاعه لنيل حظه لا لرضى مرسله لم يزل يتمقت إليه بمعاصيه حتى أعرض عنه وأغلق الباب في وجهه.
ومع هذا فلم يؤيسه من رحمته بل قال: متى جئتني قبلتك إن أتيتني ليلا قبلتك وإن أتيتني نهارا قبلتك وإن تقربت مني شبرا تقربت منك ذراعا وإن تقربت مني ذراعا تقربت منك باعا وإن مشيت إليّ هرولت إليك ولو لقيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا أتيتك بقرابها مغفرة ولو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، ومن أعظم مني جودا وكرما، عبادي يبارزونني بالعظائم وأنا أكلؤهم على فرشهم، إني والجن والإنس في نبإ عظيم أخلق ويعبد غيري، وأرزق ويشكر سواي، خيري إلى العباد نازل وشرهم إلى صاعد، أتحبب إليهم بنعمي وأنا الغني عنهم، ويتبغضون إلي بالمعاصي وهم أفقر شيء إلي، من أقبل إلي تلقيته من بعيد، ومن أعرض عني ناديته من قريب، ومن ترك لأجلي أعطيته فوق المزيد، ومن أراد رضاي أردت ما يريد، ومن تصرف بحولي وقوتي ألنت له الحديد، أهل ذكري أهل مجالستي، وأهل شكري أهل زيادتي، وأهل طاعتي أهل كرامتي، وأهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي، إن تابوا إلي فأنا حبيبهم فإني أحب التوابين وأحب المتطهرين، وإن لم يتوبوا إليّ فأنا طبيبهم أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب، ومن آثرني على سواي آثرته على سواه، الحسنة عندي بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة والسيئة عندي بواحدة فإن ندم عليها واستغفرني غفرتها له، أشكر اليسير من العمل وأغفر الكثير من الزلل، رحمتي سبقت غضبي، وحلمي سبق مؤاخذتي وعفوي سبق عقوبتي، أنا أرحم بعبادي من الوالدة بولدها، (لله أشد فرحا بتوبة عبده من رجل أضل راحلته بأرض مهلكة دوية عليها طعامه وشرابه فطلبها حتى إذا أيس من حصولها نام في أصل شجرة ينتظر الموت فاستيقظ فإذا هي على رأسه قد تعلق خطامها بالشجرة فالله أفرح بتوبة عبده من هذا براحلته)
وهذه فرحة إحسان وبر ولطف لا فرحة محتاج إلى توبة عبده منتفع بها وكذلك موالاته لعبده إحسانا إليه ومحبة له وبراً به لا يتكثر به من قلة، ولا يتعزز به من ذلة ولا ينتصر به من غلبة، ولا يعده لنائبة ولا يستعين به في أمر ? وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا ? فنفى أن يكون له ولي من الذل والله ولي الذين آمنوا وهم أولياؤه.
فهذا شأن الرب وشأن العبد وهم يقيمون أعذار أنفسهم ويحملون ذنوبهم على أقداره، استأثر الله بالمحامد والمجد، وولي الملامة الرجلا.
وما أحسن قول القائل:
تطوي المراحل عن حبيبك دائبا=وتظل تبكيه بدمع ساجم
كذبتك نفسك لست من أحبابه=تشكو البعاد وأنت عين الظالم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الطبيب]ــــــــ[17 Jan 2007, 03:10 م]ـ
التوبة النصوح
جاء في تزكية النفوس لأحمد فريد:
قال تعالى:? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار ? (التحريم: من الآية 8).
والنصحُ فى التوبة: هو تخليصها من كل غش ونقص وفساد،قال الحسن البصرى: " هى أن يكون العبد نادماً على ما مضى مجمعاً على أن لايعود فيه ".
وقال الكلبي: " أن يستغفر باللسان ويندم بالقلب ويمسك بالبدن " وقال سعيد بن المسيب: " توبة نصوحاً تنصحون بها أنفسكم ".
قال ابنُ القيّم: " النصح فى التوبة يتضمن ثلاثة أشياء:
الأول: تعميم الذنوب واستغراقها بها بحيث لا تدع ذنبا إلا تناولته.
الثاني: إجماع العزم والصدق بكليته عليها بحيث لايبقى عنده تردد ولا تلّوم ولا انتظار بل يجمع عليها كل إرادته عزيمته مبادراً بها.
الثالث: تخليصها من الشوائب والعلل القادحة فى إخلاصها ووقوعها لمحض الخوف من الله وخشيته والرغبة فيما لديه والرهبة مما عنده لا كمن يتوب لحفظ حاجته وحرمته ومنصبه ورياسته أو لحفظ وقته وماله أو استدعاء حمد الناس أوالهرب من ذمهم أولئلا يتسلط عليه السفهاء أو لقضاء نهمته من الدنيا أو لإفلاسه وعجزه ونحو ذلك من العلل التي تقدح فى صحتها وخلوصها لله عز وجل.
فالأول: يتعلق بما يتوب منه، والأوسط:يتعلق بذات التائب، والثالث: يتعلق بمن يتوب إليه، فنصح التوبة: الصدقُ فيها والإخلاص وتعميم الذنوب بها، ولا ريب أن هذه التوبة تستلزم الاستغفار وتتضمنه وتمحو جميع الذنوب وهى أكمل ما يكون من التوبة.
وتوبة العبد إلى الله محفوفة بتوبة من الله عليه قبلها وتوبة منه بعدها فتوبته بين توبتين من ربه سابقة ولاحقة فإنه تاب عليهه:
أولاً: إذناً وتوفيقاً وإلهاماً، فتاب العبد، وتاب الله عليه.
ثانياً: قبولاً وإثابة لقوله عز وجلّ: ? وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ? (التوبة: الآية 118).
فأخبر سبحانه: أن توبته عليهم سبقت توبتهم، وأنها هى التى جعلتهم تائبين فكانت سببا مقتضيا لتوبتهم وهذا القدر من سر اسميه " الأول والآخرُ" فهو المعد والممد ومنه السبب والمسبب، والعبد تواب والله تواب، فتوبة العبد رجوعه إلى سيده بعد الأباق، وتوبة الله نوعان: إذن وتوفيق، وقبول وإمداد.
والتوبة لها مبدأ ومنتهى، فمبدؤها: الرجوع إلى الله بسلوك صراطه المستقيمم الذى أمرهم بسلوكه بقوله تعالى: ? وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ? (الأنعام: من الآية 153).
ونهايتها: الرجوع إليه فى المعاد وسلوك صراطه الذى نصبه موصلاً إلى جنته، فمن رجع إلى الله فى هذه الدار بالتوبة رجع إليه فى المعاد بالثواب، قال الله عز وجل: ? وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا ? (الفرقان: الآية 71)."
ـ[الطبيب]ــــــــ[17 Jan 2007, 03:32 م]ـ
مراقبة الله
جاء في كتاب المواعظ لابن الجوزي:
أيها العبد:
راقب من يراك على كل حال، وما زال نظره إليك في جميع الأفعال، وطهر سرك فهو عليم بما يخطر بالبال.
المراقبة على ضربين: مراقبة الظاهر لأجل من يعلم، وحفظ الجوارح عن رذائل الأفعال واستعمالها حذراً ممن يرى؛ فأما مراقبة الباطن فمعناها: أدب القلب من مساكنة خاطر لا يرضاه المولى و جد السير في مراعاة الأولى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما مراقبة الظواهر: فهي ضبط الجوارح، قال سري: "الشوق والأنس يرفرفان على القلب فكان هناك الإجلال والهيبة حلا ولا رحلا"، ومن ظهر الخشوع على قلبه دخل الوقار على جوارحه، قال حاتم الأصم: "إذا عملت فانظر نظر الله إليك وإذا شكرت فاذكر علم الله فيك"، وقال أبو الفوارس الكرماني: "من غض بصره عن المحارم وأمسك نفسه عن الشهوات وعمر باطنه بدوام المراقبة وظاهره باتباع السنة، وعود نفسه أكل الحلال، لم تخطئ له فراسة ":
كانَ رَقيباً مِنكَ يَرعَى خواطِري =وآخرٌ يَرعَى نَاظِرِي ولساني
فما نَظرَت عينايَ بعدك منظراً =لعمرك إِلاَّ قُلتَ: قَد رمقاني
وَلا بَدَرَت مِن فِيَّ بَعدَكَ لَفظَةً =لِغيركَ إِلاَّ قُلتَ: قَد رمقاني
وَلا خَطَرَت فِي ذِكرِ غيركَ خَطرَةً =على القَلبِ إِلاَّ عَرجَا بعنان
وَفتيان صِدقٍ قد سمِعتَ كَلامُهُم=وعُفِّفَ عَنهُم خاطِري وجِناني
وَما الدَّهرُ أَسلاً عنهُم غيرَ أَنَني =أَراكَ على كل الجهاتِ تراني
إِلى متى تميل إلى الزخارف، وإلى كم ترغب لسماع الملاهي المعازف، أما آن لك أن تصحب سيداً عارف، قد قطع الخوف قلبه وهو على علمه عاكف، يقطع ليله قياماً ونهاره صياماً لا يميل ولا آنف، دائم الحزن والبكاء متفرغٌ له ومنه خائف، ومع ذلك يخشى القطيعة والانتقال إلى صعب المتالف، وأنت في غمرة هواك وعلى حب دنياك واقف؟!
كأني بك وقد هجم عليك الحمام العاسف، وافترسك من بين خليلك وصديقك المؤالف، وتخلَّلى عنك حبيبك وقريبك ومن كنت عليه عاطف، لا سيتطيعون رَدَّ ما نزل بك ولا تجد له كاشف، وقد نزلت بفناء من له الرحمة والإحسان واللطائف، فلو عاتبك لكان عتبه على نفسك من أخوف المخاوف، وإن ناقشك في الحساب فأنت تألف ...
أين مقامك من مقام الأبطال يا بطال؟ يا كثير الزلل والخطايا يا قبيح الفعال، كيف قنعت لنفسك بخساسة الدون يا معنون، وغرتك أمانيك بحب الدنيا يا مفتون، هلا تعرضت لأوصاف الصدق فاستحليت بها القالب الحق: ? التَّائِبُونَ العَابِدُونَ الحَامِدُونَ ?.
إلى متى أنت مريض بالزكام، ومتى تستنشق ريح قميص يوسف عليه السلام، يا غلام لعله يرفع عن بصيرتك حجاب العمى، وتقف متذللاً على باب إله الأرض والسماء، خرج قميص يوسف مع يهوذا من مصر إلى كنعان فلا أهل القافلة علموا بريحه ولا حامل القميص علم، وإنما قال صاحب الوجد: ? إِنِّي لأََجِدُ رِيحَ يُوسُفَ ?.
كل واحد منكم في فقد قلبه كيعقوب في فقد يوسف، فلينصب نفسه في مقام يعقوب ويتحسر وليبك على ما سلف، ولا ييأَس.
ـ[الطبيب]ــــــــ[21 Jan 2007, 02:53 م]ـ
توبة الخواص
قال ابن القيم رحمه الله في المدارج:
فصل وفوق هذا مقام آخر من التوبة أرفع منه وأخص لا يعرفه إلا الخواص المحبون الذين يستقلون في حق محبوبهم جميع أعمالهم وأحوالهم وأقوالهم فلا يرونها قط إلا بعين النقص والإزراء عليها ويرون شأن محبوبهم أعظم وقدره أعلى من أن يَرضَوا نفوسهم وأعمالهم له فهم أشد شيء احتقاراً لها وإزراء بها وإذا غفلوا عن مراد محبوبهم منهم ولم يوفوه حقه: تابوا إليه من ذلك توبة أرباب الكبائر منها فالتوبة لا تفارقهم أبدا وتوبتهم لون وتوبة غيرهم لون ? وفوق كل ذي علم عليم ? [يوسف: 76] وكلما ازدادوا حبا له ازدادوا معرفة بحقه وشهودا لتقصيرهم فعظمت لذلك توبتهم ولذلك كان خوفهم أشد وإزراؤهم على أنفسهم أعظم وما يتوب منه هؤلاء قد يكون من كبار حسنات غيرهم.
وبالجملة: فتوبة المحبين الصادقين العارفين بربهم وبحقه: هي التوبة وسواهم محجوب عنها، وفوق هذه توبة أخرى الأولى بنا الإضراب عنها صفحا.
ـ[الطبيب]ــــــــ[21 Jan 2007, 02:56 م]ـ
من حِكَم الله في الذنوب
قال ابن القيّم رحمه الله في المدارج:
فلله سبحانه في ظهور المعاصي والذنوب والجرائم وترتب آثارها من الآيات والحكم وأنواع التعرفات إلى خلقه وتنويع آياته ودلائل ربوبيته ووحدانيته وإلهيته وحكمته وعزته وتمام ملكه وكمال قدرته وإحاطة علمه ما يشهده أولو البصائر عيانا ببصائر قلوبهم فيقولون ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك إن هي إلا حكمتك الباهرة وآياتك الظاهرة.
ولله في كل تحريكة =و تسكينة أبداً شاهد
و في كل شيء له آية=تدل على أنه واحد
فكم من آية في الأرض بينة دالة على الله وعلى صدق رسله وعلى أن لقاءه حق كان سببها معاصي بني آدم وذنوبهم كآيته في إغراق قوم نوح وعلو الماء على رءوس الجبال حتى أغرق جميع أهل الأرض ونجى أولياءه وأهل معرفته وتوحيده فكم في ذلك من آية وعبرة ودلالة باقية على ممر الدهور وكذلك إهلاك قوم عاد وثمود، وكم له من آية في فرعون وقومه من حين بعث موسى عليه السلام إليهم بل قبل مبعثه إلى حين إغراقهم لولا معاصيهم وكفرهم لم تظهر تلك الآيات والعجائب وفي التوراة أن الله تعالى قال لموسى اذهب إلى فرعون فإني سأقسي قلبه وأمنعه عن الإيمان لأظهر آياتي وعجائبي بمصر وكذلك فعل سبحانه فأظهر من آياته وعجائبه بسبب ذنوب فرعون وقومه ما أظهر.
وكذلك إظهاره سبحانه ما أظهر من جعل النار بردا وسلاما على إبراهيم بسبب ذنوب قومه ومعاصيهم وإلقائهم له في النار حتى صارت تلك الآية حتى نال إبراهيم بها ما نال من كمال الخلة، وكذلك ما حصل للرسل من الكرامة والمنزلة والزلفى عند الله والوجاهة عنده بسبب صبرهم على أذى قومهم وعلى محاربتهم لهم ومعاداتهم، وكذلك اتخاذ الله تعالى الشهداء والأولياء والأصفياء من بني آدم بسبب صبرهم على أذى بني آدم من أهل المعاصي والظلم ومجاهدتهم في الله وتحملهم لأجله من أعدائه ما هو بعينه وعلمه واستحقاقهم بذلك رفعة الدرجات، إلى غير ذلك من المصالح والحكم التي وجدت بسبب ظهور المعاصي والجرائم وكان من سببها تقدير ما يبغضه الله ويسخطه وكان ذلك محض الحكمة لما يترتب عليه مما هو أحب إليه وآثر عنده من فوته بتقدير عدم المعصية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الطبيب]ــــــــ[04 Mar 2007, 10:53 ص]ـ
خوف المقربين
قال ابن حجر رحمه الله في الفتح:
وكلما كان العبد أقرب إلى ربه كان أشد له خشية ممن دونه، وقد وصف الله تعالى الملائكة بقوله ? يخافون ربهم من فوقهم ?، والأنبياء بقوله ? الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله ?، وإنما كان خوف المقربين أشد لأنهم يطالبون بما لا يطالب به غيرهم فيراعون تلك المنزلة، ولأن الواجب لله منه الشكر على المنزلة فيضاعف بالنسبة لعلو تلك المنزلة، فالعبد إن كان مستقيما فخوفه من سوء العاقبة لقوله تعالى: ? يحول بين المرء وقلبه ? أو نقصان الدرجة بالنسبة، وإن كان مائلا فخوفه من سوء فعله. وينفعه ذلك مع الندم والإقلاع، فإن الخوف ينشأ من معرفة قبح الجناية والتصديق بالوعيد عليها، وأن يحرم التوبة، أو لا يكون ممن شاء الله أن يغفر له، فهو مشفق من ذنبه طالب من ربه أن يدخله فيمن يغفر له.
ـ[الطبيب]ــــــــ[04 Mar 2007, 10:56 ص]ـ
علل القلب والنفس
قال ابن القيّم رحمه الله في المدارج:
فلا إله إلا الله كم فى النفوس من علل وأغراض وحظوظ تمنع الأعمال أن تكون لله خالصة وأن تصل إليه!
وإنّ العبد ليعمل العمل حيث لا يراه بشر ألبتة وهو غير خالص لله!!
ويعمل العمل والعيون قد استدارت عليه نطاقا وهو خالص لوجه الله!!
ولا يميز هذا إلا أهل البصائر وأطباء القلوب العالمون بأدوائها وعللها، فبين العمل وبين القلب مسافة وفى تلك المسافة قطاع تمنع وصول العمل إلى القلب فيكون الرجل كثير العمل وما وصل منه إلى قلبه محبة ولا خوف ولا رجاء ولا زهد في الدنيا، ولا رغبة في الآخرة ولا نور يفرق به بين أولياء الله وأعدائه وبين الحق والباطل ولا قوة في أمره، فلو وصل أثر الأعمال إلى قلبه لاستنار وأشرق ورأى الحق والباطل وميز بين أولياء الله وأعدائه، وأوجب له ذلك المزيد من الأحوال.
ثم بين القلب وبين الرب مسافة، وعليها قطاع تمنع وصول العمل إليه من كبر وإعجاب وإدلال ورؤية العمل ونسيان المنة، وعلل خفية لو استقصى فى طلبها لرأى العجب ومن رحمة الله تعالى سترها على أكثر العمال إذ لو رأوها وعاينوها لوقعوا فيما هو أشد منها من اليأس والقنوط والاستحسار وترك العمل وخمود العزم وفتور الهمة.
ـ[الطبيب]ــــــــ[04 Mar 2007, 11:08 ص]ـ
وصف المنافقين (1)
قال ابن القيم رحمه الله في المدارج:
فلله كم من معقل للإسلام قد هدموه!
وكم من حصن له قد قلعوا أساسه وخربوه!
وكم من علم له قد طمسوه!
وكم من لواء له مرفوع قد وضعوه!
وكم ضربوا بمعاول الشبه فى أصول غراسه ليقلعوها!
وكم عموا عيون موارده بآرائهم ليدفنوها ويقطعوها!
فلا يزال الإسلام وأهله منهم فى محنة وبلية، ولا يزال يطرقه من شبههم سرية بعد سرية، ويزعمون أنهم بذلك مصلحون ? ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ? [البقره: 12]، ? يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون ? [الصف: 8].
اتفقوا على مفارقة الوحي فهم على ترك الاهتداء به مجتمعون، ? وتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون ? [المؤمنون: 53]، ? يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ? [الأنعام: 112] ولأجل ذلك ? اتخذوا هذا القرآن مهجورا ? [الفرقان: 30].
درست معالم الإيمان في قلوبهم فليسوا يعرفونها، ودثرت معاهده عندهم فليسوا يعمرونها، وأفلت كواكبه النيرة من قلوبهم فليسوا يحيونها، وكسفت شمسه عند اجتماع ظلم آرائهم وأفكارهم فليسوا يبصرونها.
لم يقبلوا هدى الله الذي أرسل به رسوله ولم يرفعوا به رأسا، ولم يروا بالإعراض عنه إلى آرائهم وأفكارهم بأسا، خلعوا نصوص الوحي عن سلطنة الحقيقة وعزلوها عن ولاية اليقين، وشنوا عليها غارات التأويلات الباطلة فلا يزال يخرج عليها منهم كمين بعد كمين.
نزلت عليهم نزول الضيف على أقوام لئام فقايلوها بغير ما ينبغي لها من القبول والإكرام وتلقوها من بعيد ولكن بالدفع فى الصدور منها والأعجاز، وقالوا: ما لك عندنا من عبور وإن كان لا بد فعلى سبيل الاجتياز
(يُتْبَعُ)
(/)
أعدوا لدفعها أصناف العدد وضروب القوانين، وقالوا لما حلت بساحتهم: مالنا ولظواهر لفظية لا تفيدنا شيئا من اليقين، وعوامهم قالوا: حسبنا ما وجدنا عليه خلفنا من المتأخرين، فإنهم أعلم بها من السلف الماضين، وأقوم بطرائق الحجج والبراهين، وأولئك غلبت عليهم السذاجة وسلامة الصدور، ولم يتفرغوا لتمهيد قواعد النظر ولكن صرفوا هممهم إلى فعل المأمور وترك المحظور، فطريقة المتأخرين: أعلم وأحكم وطريقة السلف الماضين: (أجهل! لكنها أسلم!!)
أنزلوا نصوص السنة والقرآن منزلة الخليفة في هذا الزمان اسمه على السكة وفي الخطبة فوق المنابر مرفوع، والحكم النافذ لغيره فحكمه غير مقبول ولا مسموع.
ـ[الطبيب]ــــــــ[04 Mar 2007, 11:20 ص]ـ
وصف المنافقين (2)
قال ابن القيم رحمه الله في المدارج:
لبسوا ثياب أهل الإيمان على قلوب أهل الزيغ والخسران والغل والكفران.
فالظواهر ظواهر الأنصار والبواطن قد تحيزت إلى الكفار، فألسنتهم ألسنة المسالمين وقلوبهم قلوب المحاربين، ويقولون: ? آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين ?.
رأس مالهم الخديعة والمكر وبضاعتهم الكذب والختر، وعندهم العقل المعيشي أن الفريقين عنهم راضون وهم بينهم آمنون ? يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون ?.
قد نهكت أمراض الشبهات والشهوات قلوبهم فأهلكتها وغلبت القصود السيئة على إراداتهم ونياتهم فأفسدتها، ففسادهم قد ترامى إلى الهلاك فعجز عنه الأطباء العارفون ? في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون ?.
من علقت مخالب شكوكهم بأديم إيمانه مزقته كل تمزيق، ومن تعلق شرر فتنتهم بقلبه ألقاه في عذاب الحريق، ومن دخلت شبهات تلبيسهم في مسامعه حال بين قلبه وبين التصديق، ففسادهم في الأرض كثير وأكثر الناس عنه غافلون، ? وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ?.
المتمسك عندهم بالكتاب والسنة صاحب ظواهر مبخوس حظه من المعقول، والدائر مع النصوص عندهم كحمار يحمل أسفارا فهمه في حمل المنقول، وبضاعة تاجر الوحي لديهم كاسدة وما هو عندهم بمقبول، وأهل الاتباع عندهم سفهاء فهم في خلواتهم ومجالسهم بهم يتطيرون ? وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون ?.
لكل منهم وجهان: وجه يلقى به المؤمنين، ووجه ينقلب به إلى إخوانه من الملحدين، وله لسانان: أحدهما يقبله بظاهره المسلمون، والآخر يترجم به عن سره المكنون، ? وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون ?.
قد أعرضوا عن الكتاب والسنة استهزاء بأهلهما واستحقارا، وأبوا أن ينقادوا لحكم الوحيين فرحا بما عندهم من العلم الذى لا ينفع الاستكثار منه أشرا واستكبارا، فتراهم أبدا بالمتمسكين بصريح الوحي يستهزئون ? الله يستهزىء بهم ويمدهم فى ظغيانهم يعمهون ?.
خرجوا في طلب التجارة البائرة في بحار الظلمات، فركبوا مراكب الشبه والشكوك تجري بهم في موج الخيالات، فلعبت بسفنهم الريح العاصف فألقتها بين سفن الهالكين ? أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين ?.
أضاءت لهم نار الإيمان فأبصروا في ضوئها مواقع الهدى والضلال، ثم طفىء ذلك النور وبقيت نارا تأجج ذات لهب واشتعال، فهم بتلك النار معذبون وفي تلك الظلمات يعمهون ? مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله: ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون ?.
أسماع قلوبهم قد أثقلها الوقر فهي لا تسمع منادي الإيمان، وعيون بصائرهم عليها غشاوة العمى فهي لا تبصر حقائق القرآن، وألسنتهم بها خرس عن الحق فهم به لا ينطقون ? صم بكم عمي فهم لا يرجعون ?.
(يُتْبَعُ)
(/)
صاب عليهم صيب الوحي وفيه حياة القلوب والأرواح، فلم يسمعوا منه إلا رعد التهديد والوعيد والتكاليف التي وظعت عليهم في المساء والصباح فجعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وجدوا فى الهرب والطلب فى آثارهم والصياح، فنودي عليهم على رءوس الأشهاد وكشفت حالهم للمستبصرين وضرب لهم مثلان بحسب حال الطائفتين منهم: المناظرين والمقلدين فقيل:? أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين ?.
ضعفت أبصار بصائرهم عن احتمال ما في الصيب من بروق أنواره وضياء معانيه، وعجزت أسماعهم عن تلقي وعوده وعيده وأوامره ونواهيه، فقاموا عند ذلك حيارى في أودية التيه، لا ينتفع بسمعه السامع ولا يهتدي ببصره البصير ? كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير ?.
ـ[الطبيب]ــــــــ[06 Mar 2007, 03:39 م]ـ
وصف المنافقين 3
قال ابن القيم رحمه الله في المدارج:
أحسن الناس أجساما وأخلبهم لسانا، وألطفهم بيانا، وأخبثهم قلوبا وأضعفهم جنانا.
فهم كالخشب المسندة التى لا ثمر لها قد قلعت من مغارسها فتساندت إلى حائط يقيمها لئلا يطأها السالكون، ? وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون ?.
يؤخرون الصلاة عن وقتها الأول إلى شَرَق الموتى فالصبح عند طلوع الشمس والعصر عند الغروب، وينقرونها نقر الغراب إذ هي صلاة الأبدان لا صلاة القلوب، ويلتفتون فيها التفات الثعلب إذ يتيقن أنه مطرود مطلوب، ولا يشهدون الجماعة بل إن صلى أحدهم ففي البيت أو الدكان وإذا خاصم فجر وإذا عاهد غدر وإذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان.
هذه معاملتهم للخلق وتلك معاملتهم للخالق، فخذ وصفهم من أول المطففين وآخر والسماء والطارق.
ولا ينبئك عن أوصافهم مثل خبير، ? يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير ?.
فما أكثرهم! وهم الأقلون
وما أجبرهم! وهم الأذلون
وما أجهلهم! وهم المتعالمون
وما أغرهم بالله! إذ هم بعظمته جاهلون
? يحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون ?.
إن أصاب أهل الكتاب والسنة عافية ونصر وظهور ساءهم ذلك وغمهم، وإن أصابهم ابتلاء من الله وامتحان يمحص به ذنوبهم ويكفر به عنهم سيئاتهم أفرحهم ذلك وسرهم، وهذا يحقق إرثهم وإرث من عداهم، ولا يستوي من موروثه الرسول، ومن موروثهم المنافقون، ? إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا: قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون، قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون ?.
وقال تعالى فى شأن السلفين المختلفين والحق لا يندفع بمكابرة أهل الزيغ والتخليط: ? إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط ?.
كره الله طاعاتهم لخبث قلوبهم وفساد نياتهم فثبطهم عنها وأقعدهم، وأبغض قربهم منه وجواره لميلهم إلى أعدائه فطردهم عنه وأبعدهم، وأعرضوا عن وحيه فأعرض عنهم وأشقاهم وما أسعدهم، وحكم عليهم بحكم عدل لا مطمع لهم في الفلاح بعده إلا أن يكونوا من التائبين فقال تعالى: ? ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين ?.
ثم ذكر حكمته في تثبيطهم وإقعادهم وطردهم عن بابه وإبعادهم وأن ذلك من لطفه بأوليائه وإسعادهم فقال وهو أحكم الحاكمين: ? لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين ?.
ثقلت عليهم النصوص فكرهوها، وأعياهم حملها فألقوها عن أكتافهم ووضعوها، وتفلتت منهم السنن أن يحفظوها فأهملوها، وصالت عليهم نصوص الكتاب والسنة فوضعوا لها قوانين ردوها بها ودفعوها، ولقد هتك الله أستارهم وكشف أسرارهم وضرب لعباده أمثالهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
واعلم أنه كلما انقرض منهم طوائف خلفهم أمثالهم فذكر أوصافهم لأوليائه ليكونوا منها على حذر وبينها لهم فقال ? ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم ?، هذا شأن من ثقلت عليه النصوص فرآها حائلة بينه وبين بدعته وهواه فهي في وجهه كالبنيان المرصوص، فباعها بمحصل من الكلام الباطل واستبدل منها (بالفصوص) فأعقبهم ذلك أن أفسد عليهم إعلانهم وإسرارهم ? ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم ?.
أسروا سرائر النفاق فأظهرها الله على صفحات الوجوه منهم وفلتات اللسان، ووسمهم لأجلها بسيماء لا يخفون بها على أهل البصائر والإيمان، وظنوا أنهم إذ كتموا كفرهم وأظهروا إيمانهم راجوا على الصيارف والنقاد كيف والناقد البصير قد كشفها لكم ? أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم ?.
فكيف إذا جمعوا ليوم التلاق، وتجلى الله جل جلاله للعباد وقد كشف عن ساق، ودعوا إلى السجود فلا يستطيعون ? خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون ?.
أم كيف بهم إذا حشروا إلى جسر جهنم وهو أدق من الشعرة وأحد من الحسام، وهو دحض مزلة مظلم لا يقطعه أحد إلا بنور يبصر به مواطيء الأقدام، فقسمت بين الناس الأنوار، وهم على قدر تفاوتها في المرور والذهاب وأعطوا نورا ظاهرا مع أهل الإسلام كما كانوا بينهم في هذه الدار، يأتون بالصلاة والزكاة والحج والصيام فلما توسطوا الجسر عصفت على أنوارهم أهوية النفاق فأطفأت ما بأيديهم من المصابيح، فوقفوا حيارى لا يستطيعون المرور فضرب بينهم وبين أهل الإيمان بسور له باب ولكن قد حيل بين القوم وبين المفاتيح، باطنه الذي يلي المؤمنين فيه الرحمة، وما يليهم من قبلهم العذاب والنقمة، ينادون من تقدمهم من وفد الإيمان، ومشاعل الركب تلوح على بعد كالنجوم تبدو لناظر الإنسان ? انظرونا نقتبس من نوركم ?، لنتمكن في هذا المضيق من العبور فقد طفئت أنوارنا ولا جواز اليوم إلا بمصباح من النور ? قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا ?، حيث قسمت الأنوار فهيهات الوقوف لأحد في مثل هذا المضمار كيف نلتمس الوقوف في هذا المضيق، فهل يلوي اليوم أحد على أحد في هذا الطريق، وهل يلتفت اليوم رفيق إلى رفيق، فذكروهم باجتماعهم معهم وصحبتهم لهم في هذه الدار، كما يذكر الغريب صاحب الوطن بصحبته له في الأسفار ? ألم نكن معكم ? نصوم كما تصومون ونصلي كما تصلون ونقرأ كما تقرؤون ونتصدق كما تصدقون ونحج كما تحجون فما الذي فرق بيننا اليوم حتى انفردتم دوننا بالمرور ? قالوا بلى ? ولكنكم كانت ظواهركم معنا وبواطنكم مع كل ملحد وكل ظلوم كفور ? ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير ?!!
ـ[الطبيب]ــــــــ[06 Mar 2007, 03:47 م]ـ
مشهد التوفيق والخذلان
قال ابن القيم في المدارج:
فالعبيد متقلبون بين توفيقه وخذلانه، بل العبد في الساعة الواحدة ينال نصيبه من هذا وهذا، فيطيعه ويرضيه ويذكره ويشكره بتوفيقه له، ثم يعصيه ويخالفه ويسخطه ويغفل عنه بخذلانه له.
فهو دائر بين توفيقه وخذلانه فإن وفقه فبفضله ورحمته، وإن خذله فبعدله وحكمته، وهو المحمود على هذا وهذا له أتم حمد وأكمله، ولم يمنع العبد شيئا هو له، وإنما منعه ما هو مجرد فضله وعطائه، وهو أعلم حيث يضعه وأين يجعله.
فمتى شهد العبد هذا المشهد وأعطاه حقه علم شدة ضرورته وحاجته إلى التوفيق في كل نفس وكل لحفظ وطرفة عين، وأن إيمانه وتوحيده بيده تعالى لو تخلى عنه طرفة عين لثُلَّ عرش توحيده، ولخرت سماء إيمانه على الأرض وأن الممسك له هو من يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه فهجّيرى [أي: الكلمة التي لا يتركها] قلبه ودأب لسانه (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)، (يا مصرف القلوب صرف قلبي إلى طاعتك)، ودعواه (يا حي يا قيوم يا بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام لا إله إلا أنت برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي
(يُتْبَعُ)
(/)
طرفة عين ولا إلى أحد من خلقك).
ففي هذا المشهد يشهد توفيق الله وخذلانه، كما يشهد ربوبيته وخلقه، فيسأله توفيقه مسألة المضطر، ويعوذ به من خذلانه عياذ الملهوف، ويلقي نفسه بين يديه طريحا ببابه، مستسلما له، ناكس الرأس بين يديه، خاضعا ذليلا مستكينا لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا، ولا موتا، ولا حياةً، ولا نشورا.
ـ[الطبيب]ــــــــ[06 Mar 2007, 03:54 م]ـ
مشهد التوحيد
قال ابن القيم رحمه الله في المدارج:
وهو أن يشهد انفراد الرب تبارك وتعالى بالخلق والحكم، وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وأنه لا تتحرك ذرة إلا بإذنه وأن الخلق مقهورون تحت قبضته، وأنه ما من قلب إلا وهو بين إصبعين من أصابعه إن شاء أن يقيمه أقامه وإن شاء أن يزيغه أزاغه، فالقلوب بيده وهو مقلبها ومصرفها كيف شاء وكيف أراد، وأنه هو الذي آتى نفوس المؤمنين تقواها، وهو الذي هداها وزكاها، وألهم نفوس الفجار فجورها وأشقاها، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له يهدي من يشاء بفضله ورحمته، ويضل من يشاء بعدله وحكمته، هذا فضله وعطاؤه وما فضل الكريم بممنون، وهذا عدله وقضاؤه ?لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ?.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: الإيمان بالقدر نظام التوحيد فمن كذب بالقدر نقض تكذيبه توحيده، ومن آمن بالقدر صدق إيمانه توحيده.
وفي هذه المشهد يتحقق للعبد مقام إياك نعبد وإياك نستعين علما وحالا، فيثبت قدم العبد في توحيد الربوبية ثم يرقى منه صاعدا إلى توحيد الإلهية، فإنه إذا تيقن أن الضر والنفع والعطاء والمنع والهدى والضلال والسعادة والشقاء كل ذلك بيد الله لا بيد غيره، وأنه الذي يقلب القلوب ويصرفها كيف يشاء، وأنه لا موفق إلا من وفقه وأعانه ولا مخذول إلا من خذله وأهانه وتخلى عنه، وأن أصح القلوب وأسلمها وأقومها وأرقها وأصفاها وأشدها وألينها من اتخذه وحده إلها ومعبودا فكان أحب إليه من كل ما سواه وأخوف عنده من كل ما سواه وأرجى له من كل ما سواه، فتتقدم محبته في قلبه جميع المحاب فتنساق المحاب تبعا لها، كما ينساق الجيش تبعا للسلطان، ويتقدم خوفه في قلبه جميع المخوفات فتنساق المخاوف كلها تبعا لخوفه، ويتقدم رجاؤه في قلبه جميع الرجاء فينساق كل رجاء تبعا لرجائه، فهذا علامة توحيد الإلهية في هذا القلب، والباب الذي دخل إليه منه توحيد الربوبية أي باب توحيدالإلهية هو توحيدالربوبية.
ـ[الطبيب]ــــــــ[07 Mar 2007, 10:56 ص]ـ
زيادة الإيمان بعد الذنوب للمؤمن
قال ابن القيم رحمه الله في المدارج:
والعبد قد يصيبه ألم حسي فيطرحه عن قلبه ويقطع التفاته عنه ويجعل إقباله على غيره لئلا يشعر به جملة، فلو زال عنه ذلك الالتفات لصاح من شدة الألم!
فما الظن بعذاب القلوب وآلامها!
وقد جعل الله سبحانه للحسنات والطاعات آثارا محبوبة لذيذة طيبة لذتها فوق لذة المعصية بأضعاف مضاعفة لا نسبة لها إليها، وجعل للسيئات والمعاصي آلاما وآثارا مكروهة وحزازات تربي على لذة تناولها بأضعاف مضاعفة، قال ابن عباس: (إن للحسنة نورا في القلب، وضياء في الوجه، وقوة في البدن، وزيادة في الرزق، ومحبة في قلوب الخلق؛ وإن للسيئة سوادا في الوجه، وظلمة في القلب، ووهنا في البدن، ونقصا في الرزق، وبغضة في قلوب الخلق).
وهذا يعرفه صاحب البصيرة ويشهده من نفسه ومن غيره، فما حصل للعبد حال مكروهة قط إلا بذنب وما يعفو الله عنه أكثر قال تعالى: ? وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ? [الشورى: 30]، وقال لخيار خلقه وأصحاب نبيه: ? أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم ? [آل عمران: 165]، وقال: ? ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك ? [النساء: 79].
والمراد بالحسنة والسيئة هنا: النعم والمصائب التي تصيب العبد من الله، ولهذا قال: ? ما أصابك ? ولم يقل: ? ما أصبت ?؛ فكل نقص وبلاء وشر في الدنيا والآخرة فسببه الذنوب ومخالفة أوامر الرب، فليس في العالم شر قط إلا الذنوب وموجباتها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وآثار الحسنات والسيئات في القلوب والأبدان والأموال: أمر مشهود في العالم لا ينكره ذو عقل سليم، بل يعرفه المؤمن والكافر والبر والفاجر، وشهود العبد هذا في نفسه وفي غيره وتأمله ومطالعته: مما يقوي إيمانه بما جاءت به الرسل وبالثواب والعقاب فإن هذا عدل مشهود محسوس فى هذا العالم ومثوبات وعقوبات عاجلة دالة على ما هو أعظم منها لمن كانت له بصيرة كما قال بعض الناس: إذا صدر مني ذنب ولم أبادره ولم أتداركه بالتوبة: انتظرت أثره السيء فإذا أصابني أو فوقه أو دونه كما حسبت يكون هجيراي: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ويكون ذلك من شواهد الإيمان وأدلته، فإن الصادق متى أخبرك أنك إذا فعلت كذا وكذا ترتب عليه من المكروه كذا وكذا فجعلت كلما فعلت شيئا من ذلك حصل لك ما قال من المكروه لم تزدد إلا علما بصدقه وبصيرة فيه، وليس هذا لكل أحد بل أكثر الناس ترين الذنوب على قلبه فلا يشهد شيئا من ذلك، ولا يشعر به ألبتة وإنما يكون هذا لقلب فيه نور الإيمان وأهوية الذنوب والمعاصي تعصف فيه فهو يشاهد هذا وهذا ويرى حال مصباح إيمانه مع قوة تلك الأهوية والرياح، فيرى نفسه كراكب البحر عند هيجان الرياح وتقلب السفينة وتكفئها ولا سيما إذا انكسرت به وبقي على لوح تلعب به الرياح فهكذا المؤمن يشاهد نفسه عند ارتكاب الذنوب إذا أريد به الخير، وإن أريد به غير ذلك فقلبه في واد آخر، ومتى انفتح هذا الباب للعبد: انتفع بمطالعة تاريخ العالم وأحوال الأمم وماجريات الخلق بل انتفع بماجريات أهل زمانه وما يشاهده من أحوال الناس، وفهم حينئذ معنى قوله تعالى: ? أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت ? [الرعد: 33]، وقوله: ? شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ? [آل عمران: 18]، فكل ما تراه في الوجود من شر وألم وعقوبة وجدب ونقص في نفسك وفي غيرك فهو من قيام الرب تعالى بالقسط وهو عدل الله وقسطه، وإن أجراه على يد ظالم فالمسلط له أعدل العادلين كما قال تعالى لمن أفسد في الأرض: ? بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار ? الآية [الإسراء: 5].
فالذنوب مثل السموم مضرة بالذات فإن تداركها من سقي بالأدوية المقاومة لها وإلا قهرت القوة الإيمانية وكان الهلاك كما قال بعض السلف: المعاصي بريد الكفر كما أن الحمى بريد الموت، فشهود العبد نقص حاله إذا عصى ربه وتغير القلوب عليه، وجفولها منه، وانسداد الأبواب في وجهه، وتوعر المسالك عليه، وهوانه على أهل بيته وأولاده وزوجته وإخوانه، وتطلبه ذلك حتى يعلم من أين أتى ووقوعه على السبب الموجب لذلك: مما يقوي إيمانه فإن أقلع وباشر الأسباب التي تفضي به إلى ضد هذه الحال رأى العز بعد الذل، والغنى بعد الفقر، والسرور بعد الحزن، والأمن بعد الخوف، والقوة في قلبه بعد ضعفه ووهنه، وازداد إيمانا مع إيمانه فتقوى شواهد الإيمان في قلبه وبراهينه وأدلته في حال معصيته وطاعته، فهذا من الذين قال الله فيهم: ? ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون ? [الزمر: 35]، وصاحب هذا المشهد متى تبصر فيه وأعطاه حقه صار من أطباء القلوب العالمين بدائها ودوائها فنفعه الله في نفسه ونفع به من شاء من خلقه والله أعلم.(/)
سَوق العروس؟ أم:شَوق العروس؟
ـ[الجكني]ــــــــ[18 Aug 2006, 06:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين،الذي خلق الزوجين الذكر والأنثى والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
يعتبر ضبط أسماء الكتب أمراً ضرورياً، فهي بمنزلة أسماء الناس والأماكن والبلدان وغيرها0
والذي أعرفه ويعرفه غيري من أهل القراءات أن للإمام أبي معشر الطبري رحمه الله (ت 478) كتاباً في القراءت سماه هو نفسه "الجامع " وزاد عليه غيره من بعض العلماء اسماً آخر هو "سوق العروس"0
وكل من سماه بهذا الاسم الأخير فهو عنده "سوق" بالسين المهملة،ولم أجد من ذكر غير ذلك إلا الدكتور: عبد الصبور شاهين في كتابه (تاريخ القرآن) حيث قال في الصفحة 222: "وبعد الهذلي بسنوات جاء أبو معشر عبد الكريم الطبري (ت478) فألف كتابه (شوق العروس) في القراءات الشاذة 0انتهى 0
وكنت أظن أن في التسمية تصحيفاً لكن زال هذا الظن مباشرة عند قراءة الحاشية التي جعلها الدكتور نفسه على الكلمة حيث علق بقوله:" ويذكر مصحفاً بالسين المهملة " (حاشية:2 من نفس الصفحة) 0
وحقيقة لم تستوقفني عبارة الدكتور التي جعل فيها "سوق العروس "في القراءات الشاذة بقدر ما استوقفني هذا العنوان الجديد الذي لم يذكر مصدره،ولم أجد إلى هذه اللحظة من ذكره،فأحببت أن أعرف مصدر هذه المعلومة ولكن لم أصل لذلك إلى الآن 0
إذن: عندنا عنوانان للكتاب،فيا ترى أيهما الصواب؟
لمعرفة ذلك يجب أن نعرف ما هو المعنى اللغوي لكل منهما،فأقول وبالله التوفيق:
1 - سَوق بالسين المهملة المفتوحة: من (ساق الماشية سَوقاً وسِياقة) بالكسر،ثم استعمل (مجازاً) فقالوا: ساق إلى المرأة مهرها وصداقها سياقاً: أرسله،سواء كان دراهم أم دنانير،وعلَق الزبيدي رحمه الله على هذا بقوله:"أصل الصداق عند العرب:الإبل،وهي التي تساق فاستعمل ذلك في الدرهم والدينار (وغيرهما)،ومنه الحديث أنه قال لعبد الرحمن وقد تزوج بامرأة من الأنصار:ما سقت إليها،أي:ما أمهرتها؟ (تاج العروس: ساق)
وقال في نفس المادة مما استدركه على القاموس:"السَوق:المهر،وضع موضعه وإن لم يكن إبلاً أو غنماً "0
2 - شوق:بالشين المعجمة: نزاع النفس إلى الشيء بالاشتياق قالوا: قد شاقه حبها شوقاً: هاجه 0
فأي المعنيين قصده أبو معشر عنواناً لكتابه؟
لو فرضنا عدم وجود الإجماع على تسميته بالسين المهملة لما سميناه إلا بها لأنها هي المناسبة ل (العروس) وهي المعهودة والمشهورة عند كثير من الأدباء 0
وأرى الإمام أبا معشر هنا وكأنه يقدم هذا الكتاب (مهراً) لعروسه، وبعيد كل البعد – عندي – أن يقصد عروساً من عرائس الدنيا،وإنما هي عروس من عرائس الآخرة؛الحور العين، فهذا الذي يقصده هؤلاء العلماء رحمهم الله تعالى، وهذا هو الذي يعبرون عنه بعبارات (الغزل) وذكر (الحسان) وغير ذلك،وهو ما عناه إمامنا الشاطبي رحمه الله تعالى في منظومته "حرز الأماني ووجه التهاني " المشهورة ب "الشاطبية " حيث قال رحمه الله:
(شفا) لم تضق نفساً بها رم دوا ضن 0000ثوى كان ذا حسن سآى منه قد جلا
وقوله:
نعم إذ تمشت (زينب) صال دلها 0000سمي جمال واصلاً من توصلا
وقوله:
وقد (سحبت) ذيلاً ضفا ظل زرنب 000جلته صباه شائقاً ومعللا
وقوله في خاتمة القصيدة:
وقد كسيت منها المعاني عناية 0000كما عريت عن كل عوراء مفصلا
قال شارحه أبو شامة رحمه الله:عنى بذلك القافية،جعلها (عروساً) حسناء ميمونة الجلوة منزهة المفاصل عن العيوب على طولها وصعوبة مسلكها 0
فأرى أن أبا معشر رحمه الله إنما سمَى كتابه (سوق) بفتح السين من هذا الباب ومن هذا المشرب 0والله أعلم
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[18 Aug 2006, 07:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
فليس ضبط هذه الكلمة (سوق) بفتح السين وإنما هو بالضم وبهذا يتضح أن ما ذهب إليه فضيلة الدكتور بعيد وأبعد منه ما نقله عن عبد الصبور شاهين.
وذلك لأن المقصود تشبيه الكتاب بسوق كانت تقام في بغداد تجلب منها ما تتجهز به العروس لحياتها المقبلة وكانت من أحسن الأسواق بل ذكر بعضهم أن ما يضاف إلى العروس فهو أحسن الأشياء وعليه فالمراد بيان أن هذا الكتاب قد جمع طرائف الفوائد وأحسنها كما جمع مثلها هذا السوق.
قال الثعالبي في كتاب: ثمار القلوب في المضاف والمنسوب:
سوق العروس
يضرب به المثل في الحسن، فيقال: أحسن من سوق العروس؛ وهو مجمع الطرائف ببغداد؛ وما ظنك بأحسن الأسواق في أحسن البلاد!.
وكان الخوارزمي إذا وصف جاريةً بالحسن قال: كأنها سوق العروس، وكأنها العافية في البدن، وكأنها مئة ألف دينار.
وسمعت السيد أبا جعفر الموسوي، يقول: إنما يضاف إلى العروس كل شيء يجمع المحاسن، كما يقال: سفينة العروس: للسفينة الكبيرة التي تشتمل على نفائس الأمتعة للتجارة؛ وخزانة العروس: للخزانة الخاصة من خزائن الملوك؛ وسوق العروس: لأحسن الأسواق وأجمعها لأحاسن الطرائف؛ لأن العادة جارية باحتفال الناس لتجهيز العرائس بالطرائف والنفائس. أهـ
وكذلك ذكر الزمخشري في ربيع الأبرار.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجكني]ــــــــ[18 Aug 2006, 10:48 م]ـ
الأخ الأزهري سلمه الله:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد:
قرأت اعتراضك على ترجيحي أن "سوق العروس "هو بفتح السين،وأكدتَ أنت أنه بعيد وأن الصواب هو "سُوق" بالضم وذكرتَ دليلك على كلامك 0
وأرى أن سبب إنكارك للفتح هو أن يكون تبادر إلى ذهنك أن "سَوق " هنا (مصدر) (ساق يسوق سوقاً) فإذا كان ذلك كذلك فمعك حق حيث إن المصدر هنا بجعل المعنى غير واضح إلا بتكلف وهذا ما لا قصدته ولم أقرأ الكلمة عليه 0
وأقول: لا شك أن الضم له وجه قوي وحسن، ولكن أيضاً وجه الفتح عندي أكثر حسناً ولصوقاً بالصنعة الأدبية،بل وباللغة و العربية 0
والصواب هو أن "سَوق " هنا (اسم) بمعنى (المهر) وهو صحيح لغة وعربية، وهو ما نقلته عن الزبيدي وتكون العبارة هي (مهر العروس) وهذا الوجه وإن كان خفياً نوعاً ما،إلا أنه ألصق بالمراد خاصة وأن الكتاب له تعلق بكلام الله عز وجل،فينزه عن تسميته بما له علاقة ب (السوق)، وأيضاً مؤلفه من العلماء المشهود لهم بالتمكن في اللغة حيث إن له تأليفاً فيها،ومن كان كذلك فيبعد عندي أن يجعل (السوق) عنواناً لكتابه المتعلق بكلام الله تعالى0
أما ما ذكرته عن كتاب "ثمار القلوب " فهو كتاب فيه كثير من لغة وأمثال (المولَدين) ويغلب على الظن أن هذه الكلمة منهم،حيث لم أجد لها ذكراً فيما لدي من كتب اللغة المعتبرة ومع هذا يجب أن أعيد ما ذكر سابقاً: أن هذه التسمية ليست للمؤلف نفسه 0
ـ[منصور مهران]ــــــــ[05 Sep 2006, 10:41 م]ـ
عنوان كتاب أبي معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري، هو (سوق العروس) بالسين المهملة فقد ورد هكذا في مراجع عدة وفي كشف الظنون بغير ضبط.
ولابن الجوزي كتاب على هذه التسمية ذكره الآلوسي في روح المعاني فإذا قلناه بضم السين أوبفتحها فجائز - إن شاء الله - من حيث اللغة ونترك الترجيح لما يثبت من كلام المؤلفيْن في بيان مرادهما على أن ضم السين يتبادر إلى الذهن ابتداء، وليس بلازم أن يكون اسم الكتابين على ضبط واحد وإنما هو الاستئناس لا غير.
وجاء اسم كتاب أبي معشر بالشين المعجمة في ثنايا كتاب التدوين في أخبار قزوين 4/ 204 في ترجمة (ولشان بن الفرج بن ولشان المقرئ)، ويغلب على طبعة التدوين أخطاء الطباعة كثيرا فأخشى أن يكون ذلك منه، فلم أره بالشين في غير هذا الموضع وقد ورد مرتين فيه بالسين وهذا يرجح فكرة التحريف، وبالله التوفيق.(/)
مكث الشيخ / الشنقيطي رحمه الله يبكي إلى صلاة العشاء ولم يستطع تفسير هذه الآية!.
ـ[المسيطير]ــــــــ[19 Aug 2006, 01:29 ص]ـ
قال الشيخ المبارك /
صالح المغامسي
وفقه الله تعالى
في محاضرة له بعنوان:
(أهل الله وخاصته)
وفي معرض كلامه عن العلامة الشيخ / محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى:
(استفتح شيخُنا الأمين الشنقيطي - رحمه الله رحمة واسعة -
في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم = قول الله جل وعلا:
(وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا)
استفتحها ليفسرها في الحرم، بعد صلاة المغرب
فمكث - رحمه الله رحمة واسعة - يبكي
لا يقدر على أن يفسرها.
كيف يُتَصور أن يفسد أحدٌ في الأرض بعد أن أصلحها الله.
فمكث - رحمه الله - يبكي حتى أذّن المؤذن لصلاة العشاء
ولم يفسر آية واحدة) أ. هـ.
رحمه الله رحمة واسعة
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[19 Aug 2006, 06:26 ص]ـ
رحمه الله رحمة واسعة
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[19 Aug 2006, 06:57 ص]ـ
أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.
إن سيرة هذا الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تحفل بكثير من المواقف والعبر، ولا شك عندي أن عند طلابه أخبارا كثيرة عنه لم نعلمها، فأرجو ممن يستطيع التواصل مع طلابه أن ينقل لنا بعض الأخبار المشرقة عن ذلك الإمام (التي لم تنقل في الكتب) فهو بحق تخرج على مدرسة القرآن.
وليكن أعضاء هذا الملتقى من المسارعين إلى ذلك، وفاء بحق هذا العالم الجليل رحمه الله رحمة واسعة
ـ[السلطان]ــــــــ[19 Aug 2006, 09:16 ص]ـ
أخي أبا عبد الرحمن ..
وجدت في الملتقى موضوعاً بعنوان:
ذكريات تربوية وعلمية .. مع العلامة الأمين (صاحب أضواء البيان) لا تجدها في كتاب ...
انظره على هذا الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=260&highlight=%C7%E1%D4%E4%DE%ED%D8%ED
ـ[المسيطير]ــــــــ[19 Aug 2006, 05:17 م]ـ
الإخوة الفضلاء /
جزاكم الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
---
وقال الشيخ / صالح المغامسي وفقه الله تعالى عَقِبَ ذكره لما سبق:
وفسر قوله تعالى:
(اهبطوا مصرا)
في أربع ساعات
دون أن يكرر كلامه، أو يخرج عن معنى هذه الآية
رحمه الله وعفا عنه.
--
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[19 Aug 2006, 10:26 م]ـ
أخي الكريم المسيطير ..
لا أدري ممَ أعجب ..
من حسن ما اخترت في مشاركتك ..
أم من روعة توقيعك الذي وقفت أمامه لحظات اهتز فيها كياني كله ..
فجزاك الله خيرا.
ـ[المسيطير]ــــــــ[19 Aug 2006, 11:42 م]ـ
الأخ الحبيب / العبادي
جزاك الله خير الجزاء.
بانتظار تعليقاتكم، وإضافاتكم.
حفظكم الله.
ـ[المسيطير]ــــــــ[19 Aug 2006, 11:44 م]ـ
محاضرة: (أهل الله وخاصته)
الشيخ / صالح بن عواد المغامسي
والمقطع المشار إليه في بداية المحاضرة:
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=48093
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[21 Oct 2009, 08:06 ص]ـ
رحم الله الشيخ الإمام القدوة محمد الأمين الشنقيطي وجزاه خيرا وأدخله الفردوس الأعلى.
ـ[المسيطير]ــــــــ[29 Jul 2010, 11:35 م]ـ
قال الشيخ العلامة / محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) *.
لما بين الله جل وعلا عظمته، وأنه خالق كل شيء المستحق لأن يطاع فلا يعصى، وأن يذكر فلا ينسى، وأن يعبد وحده، نهى عن الفساد في الأرض بعد إصلاحها، وأمر بأن يدعوه عباده خوفا وطمعا، قال: (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا) المراد بالإفساد في الأرض يشمل الشرك بالله وسائر المعاصي؛ لأن من أعظم الفساد في الأرض الشرك بالله.
والشرك بالله ومعاصيه قد يحبس الله بسببها المطر فتموت الحبارى في وكرها، والجعل في جحره، بسبب ذنوب بني آدم.
وقول الضحاك وغيره: (لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ) ولا تُغوّّروا الأنهار، وتدفنوا المياه الجارية، وتقطعوا الأشجار المثمرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
كل ذلك داخل في هذا؛ وربما كان قطع الشجر مصلحة للمسلمين إذا كان فيه حصار للكفار ومضرة عليهم، كما يأتي فيما وقع في بني النضير في قوله: (مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ)؛ أي من نخلة (أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ).
ومن الفساد في الأرض قطع الدنانير، وإفساد السكة، وكل معصية لله وضرر على المسلمين وشرك بالله، جميع هذا من الفساد في الأرض الذي نهى الله عنه؛ لأن طاعة الله كلها صلاح يستوجب المطيعون بها رحمة الله ونعيمه وعافيته (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) و (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا).
فطاعة الله وتقواه سبب لإدرار الأرزاق والعافية؛ كما قال تعالى عن نبيه نوح: (فقلتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا)، قال عن نبيه هود أنه قال لقومه: (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ) إلى قوله: (يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ).
وهذا متكرر في القرآن، فالمعاصي والشرك كلها إفساد في الأرض، وطاعة الله واتباع أوامره كلها إصلاح في الأرض.
ومعنى: (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ)؛ أي بالشرك والمعاصي، وجميع أنواع الفساد، (بَعْدَ إِصْلَاحِهَا) بعد أن أصلحها الله بأن بعث فيها الرسل الكرام، وعلّموا أوامر الله ونواهيه، وما به صلاح الدنيا والآخرة، فإن مبعث الرسل تستقيم به أمور الدنيا، ويصلح به جميع الشؤون مما يصلح الدنيا والآخرة.
فمن جاء لأمور الناس وهي صالحة قائمة على أوامر الله وشرعه الذي جاءت به رسله وغيّر في ذلك وأفسد وأشرك وعصى؛ فقد أفسد في الأرض بعد إصلاحها. وهذا هو الأظهر في معنى الآية.
---
(*) العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير - تحقيق الشيخ خالد السبت (ج3/ 404).
.(/)
فائدة في معنى «الناس مؤتمنون على أنسابهم»
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[20 Aug 2006, 05:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
أما بعد فهذه فائدة ذكرها الشيخ العلامة بكر أبو زيد حفظه الله في كتاب التعالم ص104:
تحت مبحث: التوقي من الغلط على الأئمة في أقوالهم ومذاهبهم.
قال الشيخ بكر حفظه الله:
وكنت مرة مع شيخ جرنا الحديث معه إلى البحث في الأنساب وأن الموالي اتسعت دعواهم النسب في العرب كادعاء العجم والفرس: النسب إلى أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
فقال الشيخ: «الناس مؤتمنون على أنسابهم» كما قال مالك رحمه الله تعالى.
فأبنتُ له أن المراد فيه: اللقيط فالمسلم مؤتمن عليه بحكم الشرع يرعى أموره ولا يتبناه، ولا يراد به ما هو شائع من تصديق مدعي النسب من غير بينة؛ كاستفاضة وشهرة ونحوهما؛ لأنه بهذا المعنى يناهض قاعدة الشرع من أن «البينة على المدعي»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «لو يعطى الناس بدعواهم ... » الحديثَ.
فشكر ذلك وقد بينته في كتاب «فقه النوازل» المواضعة في الاصطلاح. والله أعلم. اهـ
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[31 Aug 2006, 04:27 م]ـ
لكن الاستفاضة والشهرة يثبت بهما النسب يا شيخ عبد الرحمن, وقد أشار إلى ذلك الإمام الدسوقي رحمنا الله وإياه بقوله في باب صلاة الجماعة في حاشيته على متن سيدي خليل رحمه الله (والمراد بمجهول الأب اللقيط, لا الطارئ , لأن الناس مؤتمنون على أنسابهم)
ويقول العلاَّمة محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي في سؤال وُجه إليه بهذا النص:
ما مدى اعتبار هذه القاعدة (الناس مؤتمنون على أنسابهم أو مصدقون في أنسابهم)؟؟
فأجاب بما نصه: (إن هذه القاعدة صحيحةٌ من الناحية الفقهية , فالنسب يحاز بما يحاز به المِلكُ, والأملاك اختُلف في حوزها , فقيل: عشر سنين وقيل: خمس عشرة سنة , وقيل: ثلاثين سنة , فمذهب الحنفية ثلاثون سنة ومذهب الشافعية والحنابلة خمسة عشرة سنة ومذهب المالكية عشر سنوات ,إذا حاز فيها غير شريك وهو الأجنبي وتصرف والمالك حاضر ساكت بلا عذر لم تقبل دعواه ولا بينته بعد ذلك.
فكذلك الأنساب, إذا جاء شخص فزعم أنه ابن فلان ولم ينكر ذلك أحد, ولم يأت ما يخالفه ,وعُرف ذلك أزمانا متطاولةً ,ولم ينكره أحد ثبت له النسبُ بذلك فيرثه, وهكذا , فليس المقصود النسب المشكوك فيه أن يأتي فلان من الناس ويلصق نفسه في نسب معين ادعاءاً , الناس لا يصدقونه فهذا ليس هو المقصود, المقصود ما سكت عنه الناس وسلموه فهذا الذي يحاز كما تحاز الأملاك كلها, من حاز أرضا الأصل أنه لا يقال له من أين لك هذا.)
موقع الشيخ: www.dedew.net
ـ[الجكني]ــــــــ[31 Aug 2006, 06:12 م]ـ
عبارة الإمام مالك رحمه الله تعالى التي نقلها عنه الونشريسي في المعيار:"الأنساب تحاز كما تحاز الأملاك " وعفواً لعدم استيفاء المصدر لأني كتبته الآن من الذاكرة،ويغلب على الظن أنها في الجزء الحادي عشر والله أعلم0
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[31 Aug 2006, 08:57 م]ـ
لكن الاستفاضة والشهرة يثبت بهما النسب
أخي الفاضل الشيخ محمود الشنقيطي وفقه الله
لا أرى فرقا بين ما تفضلتم بنقله، وبين ما قرره الشيخ بكر وفقه الله، فقد نص على أن النسب يقبل بالاستفاضة والشهرة، ولا يقبل بمجرد الدعوى.
ولا يراد به ما هو شائع من تصديق مدعي النسب من غير بينة؛ كاستفاضة وشهرة ونحوهما
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[31 Aug 2006, 09:08 م]ـ
وذكر الشيخ في معجم المناهي اللفظية أن هذا اللفظ المنسوب للإمام مالك: «الناس مؤتمنون على أنسابهم» لم يعثر عليه مسندا.اهـ
وبحثت عنه ولم أجده، وقد نسبه له السخاوي في المقاصد الحسنة وتبعه العجلوني في كشف الخفاء.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[31 Aug 2006, 09:21 م]ـ
أحسن الله تعالى إليك فلم أعِ كلامَ الشيخ شفاه الله على الوجه الصحيح ,ويكون ما ذكرته إتماما لما سبق وليساعتراضا عليه ..
ودمتم بعافية وخير ..(/)
قراءة في تاريخ أمريكا
ـ[مرهف]ــــــــ[24 Aug 2006, 07:13 م]ـ
ينبغي أن نتذكر دائماً عند الكلام في أمريكا أن هذه الولايات المتجمعة عمرها في تاريخ الأمم كمثل الرضيع أمام الكبار يبحث لنفسه عن مكان فوق تلة أو مرتفع ليظهر كبيراً مثلهم ولكن تصرفاته كطفل تأبى إلا أن تظهر عليه عندما يغامر في مقارعة الكبار، كسذاجة في التفكير ووقاحة في الخطاب وجلافة في الخلق، وتعدٍّ في المعاملات، والأخطر من هذا أن هذا الطفل ولد على يد مجرم ورضع من دماء أبرياء وأدمن على الدماء، فمستكشف القارة الأمريكية ـ كما يسمونه مستكشفاً ـ لم يكن إلا سفاحاً عربيداً خرج لصاً من إسبانيا واستوطن مجرماً في أمريكا، وتعامل مع من ساعده وحالفه بخيانة وفظاظة، فالتاريخ ما زال يذكر ملايين الهنود الحمر أصحاب الأرض أنهم قتلوا على يد هذا السفاح،وتعد أمريكا أنموذجاً لبلد المستوطنات التي أبادت سكانها الأصليين، ومن ذلك الوقت والتمييز العنصري بين السود والبيض هو القانون السيد في أمريكا، وقد كشفت صحيفة الشرق الأوسط مؤخراً في عددها بتاريخ 15 رجب 1427 أن ثمة وثائق عثر عليها تكشف المزيد عن حياة كريسوف كولمبس وكيفية تعامله مع شعبه بظلم وكيف أنه أطلق يد معاونيه في الشعب حتى أن أخاه عرى امرأة وحلق شعرها وأركبها على بغل وساقها بين الناس دون علم كولمبس لأنها سبت عائلته رداً على ظلمها وإهانتها وقد فرح المستكشف كولمبس لهذا العمل ووصقه بالدفاع عن شرف العائلة!!.
ثم يسوقنا التاريخ المعاصر في نشأة الطفل المتعجرف كيف تعاملت أمريكا مع هيروشيما ونكزاكي حيث أباد القنبلة الذرية مئات الآلاف من الناس ولوثت البيئة والنسل وأفسدت في الأرض وما زال الناس يعانون من ويلات هذه القنبلة.
وما قصة فيتنام ببعيدة عنا فقتل الأطفال فيها أشهر من أن يذكر وسياسة أمريكا في تدميرها أجلى من أن نتكلم بها فهذا تاريخ معاصر شاهدنا كلنا وعايشناه ولا نكتب عن الغيب ولا نتصور ما لم يكن.
ولا ننسى جريمة حرب أفغانستان وكم من طفل قتل وكم من امرأة هتك عرضها وكم وكم .. وبعدها مباشرة العراق حيث تجلت أخلاق جنود أمريكا التي زحفت بهم لنشر الديمقراطية وإسبال الرخاء والأمن، فقبل أن تحتل أمريكا العراق كانت قد قتلت مليون طفل في الحصار، وعندما احتلتها قتلت عشرات الآلاف بقنابلها الذكية، وأما الحجة فهي موجودة وكذلك التهم جاهزة لمن يعارض هذا الإجرام، الحجة هي مكافحة الإرهاب ومن هم الإرهابيون الذين تقتلهم أمريكا وبريطانيا في العراق وأفغانستان واليوم في فلسطين ولبنان!؟، ستنجلي الصورة عن الضحايا أنهم الأطفال والنساء والعزل، ثم يأسف الذب لأن ضحيته ماتت على يديه وكان بوده أن يبتلعها دون أن يره أحد.
ثم فلسطين الحبيبة على يد اليهود تسيل أنهار من الدماء ويقتل الأطفال وتدمر البيوت وتغتصب الأراضي والحرمات، بدبابات أمريكية وذخيرة أمريكية وطائرات أمريكية أما الأدوات المنفذة فهي يهودية، وبما أن بوش الصغير من المحافظين الذين تسيطر عليهم عقلية إنجيلية واليهود تسيطر عليهم العقلية التوراتية وكلاهما يريان أن السلام لا يكون إلا باستعباد الشعوب وسلبهم وقتلهم ويصبحوا هم الأسياد والشعوب عبيد له، فالسلام المنشود لا يكون إلا عندما نخدم أمريكا واليهود مقابل أن نعيش ونأكل، إلا أن اليهود اليوم رضوا أن يكونوا عبيداً بيد النصارى وأفراد عصابة إنجيلية مريضة نفسياً ومتعطشة للدماء وقد أخذت عقدة السادية مجامع نفوسهم ووجد اليهود من هؤلاء سادة مخلصين لمصالحهم ريثما يتحقق وعده المكذوب بإنشاء الوطن الموعود في فلسطين.
وأخيراً مشهد لبنان حيث قررت أمريكا أن تنشىء شرق أوسط جديد وأوعزت لليهود بهذه المهمة، والذريعة أتت على قدميها وتجلت ملامح الشرق الجديد إذ ينبغي أن لا يكون فيه أطفال ولا نساء ولا إنسانية ولا أشجار ولا مياه صافية ولا خير يتمتع أهله فيه ولا سيادة لدولة ولا ... ولا .... شرق يقسم سايكس بيكو ويسحل على أوربا ويدوس بقدميه الوسختين على بلاد المسلمين.
شرق ثقافته الذل والاستسلام وترك الجهاد والدفاع عن الدين والأرض والوطن لأنها إرهاب، وليكن اسمها إنسانية وسلام، وقانونه العولمة وليكن اسمها حواراً وتعاوناً بين الشعوب، وسياسته: لا تفكروا أيها الشعوب بثروات أرضكم ولا بأعراض نسائكم ولا بأخلاق أبنائكم مادمتم تأكلون وتشربون وتترفهون وتعتقدون أننا ننعم عليكم، وهم سيفكرون عنا وهم سيطعموننا وهم سيكونون آباء أبنائنا وهم سيدوسوننا بالأقدام ويدمروننا ببترولنا إن فكرنا أو نوينا التفكير لأنهم يحاسبون عن النوايا وإن كانت خفية لكنهم يعلمونها لأنهم مأمورون من الرب بنشر السلام كما قال بوش.
إذن تاريخ أمريكا من النشأة دموي ولا يستطيع حكامها العيش دون شرب الدماء ويحبون من الدماء دماء الأطفال خاصة ويفرحون برؤية الأشلاء والدمار ويطربون لصوت القنابل والتفجير ويرقصون على صوت الطائرات والمدمرات والدبابات، وكأني بك أيها القارئ تذكرني بنيرون وكرومر.
وبعد هذا كله يأتينا صوت باسم الحقيقة والموضوعية وغير ذلك من الألقاب والشعارات التي خدرتنا عشرات السنين ليقول لنا إن أمريكا تنشر الديمقراطية وتدعم الإنسانية وتريد الحرية و .. و ... الخ، فلماذا تقول هذا الكلام؟!.
دعوني من هذه المصطلحات الكاذبة لأقول: إذن ديمقراطية وإنسانية وحرية هذا الثالوث الإنجيلي المقدس، وهذا هو الصليب الذي وضعه اليهود لقتل المسلمين كما أرادوه من قبل للسيد المسيح عليه السلام الذي سيقتلنا بوش الصغير واليهود عليه إن لم نستيقظ من لقضايانا ونلم شعثنا والله المستعان.
وأخيراً أقول إن أمريكا بجرائمها التاريخية هي من تزرع ثقافة الكراهية وتمارس الإرهاب بالمعنى الدولي فكيف يصح في الأذهان أن تكون هذه الدولة راعية الإنسانية والسلام وقد خرج راعيها من رعاية البقر في تكساس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يسري خضر]ــــــــ[21 Dec 2006, 01:22 م]ـ
حيا الله الأخ العزيز ونحن معه في كل ما قال ولكن أود التنبيه إلي خطأتاريخي شاع وذاع حول مكتشف أمريكا وأنه كلومبس ولكن الكثيرين من المؤرخين يذهبون إلي أن أول من وطىء أمريكا هم المسلمون وذكروا أدلة منها:
1 - روي (كلومبس) أنه شاهد مسجداً مبنيا علي قمة جبل ومزخرفاً بطريقة أندلسية.
2 - كما عثر علماء الآثار علي مساجد في المكسيك وتكساس ونيفادا يرجع تاريخها إلي ما قبل اكتشاف كلومبس.
3 - وعثر علي مدارس إسلامية وكتابات قرآنية.
4 - كما أكد الدكتور مايك أستاذ التاريخ الأمر يكي في جامعة فينكس الأمريكية في مؤتمر الجامعة الإسلامية الأمريكية بتاريخ 6/ 4/2002أن أول كلمة سمعا كلومبس عندما وصل إلي أمريكا هي (السلام عليكم).
وليس هذا ببعيد علي المسلمين الذين أمرهم دينهم بالسير في الأرض.
ولمزيد من البيان راجع كتاب (العرب قبل كلومبس ص 5 - 7 دار القلم دمشق , وكتاب الأقليات المسلمة في الأمريكتين والبحر الكاريبي ص 7,8 العدد 44 من سلسلة دعوة الحق(/)
دراسات تجديدية فِي أصول الْحَدِيْث: التفرد
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[24 Aug 2006, 09:44 م]ـ
دراسات تجديدية فِي أصول الْحَدِيْث: التفرد
التَّفَرُّدُ في اللغة:
مأخوذ من الفعل الثلاثي المزيد بحرفين (تَفَرَّدَ).
يقال: فَرَدَ بالأمر والرأي: انْفَرَدَ، وفَرَدَ الرجلُ: كَانَ وحده مُنْفرِداً لا ثاني مَعَهُ. وفَرَّدَ برأيه: اسْتَبَدَّ.
وَقَدْ أشار ابن فارس (1) إلى أن تراكيب هَذَا الأصل واشتقاقاته كلها تدل عَلَى الوحدة. إِذْ قَالَ: ((الفاء والراء والدال أصل صَحِيْح يدل عَلَى وحدة. من ذَلِكَ: الفرد وَهُوَ الوتر، والفارد والفرد: الثور المنفرد …)) (2).
التفرد في الاصطلاح:
عرّف أبو حفص الميانشي (3) الفرد بأنه: ما انفرد بروايته بعض الثقات عن شيخه، دون سائر الرُّوَاة عن ذَلِكَ الشيخ (4).
ويظهر من هَذَا التعريف بعض القصور في دخول بعض أفراد المُعَرَّف في حقيقة التعريف، إِذْ قَصَرَه عَلَى انفراد الثقة فَقَطْ عن شيخه (5).
وعرّف الدكتور حمزة المليباري التفرد وبيّن كيفية حصوله، فَقَالَ: ((يراد بالتفرد: أن يروي شخص من الرُّوَاة حديثاً دون أن يشاركه الآخرون)) (6).
وهذا التعريف الأخير أعم من التعريف الأول، فإنه شامل لتفرد الثقة وغيره، وعليه تدل تصرفات نقاد الْمُحَدِّثِيْنَ وجهابذة الناقلين، ولقد كثر في تعبيراتهم: حَدِيْث غريب، أو تفرّد بِهِ فُلاَن، أو هَذَا حَدِيْث لا يعرف إلا من هَذَا الوجه، أَوْ لا نعلمه يروى عن فُلاَن إلاّ من حَدِيْث فُلاَن، ونحوها من التعبيرات (7).
ولربما كَانَ الحامل للميانشي عَلَى تخصيص التعريف بالثقات دون غيرهم، أن رِوَايَة الضعيف لا اعتداد بِهَا عِنْدَ عدم المتابع والعاضد. ولكن من الناحية التنظيرية نجد الْمُحَدِّثِيْنَ عِنْدَ تشخيصهم لحالة التفرد لا يفرقون بَيْنَ كون المتفرد ثقة أو ضعيفاً، فيقولون مثلاً: تفرد بِهِ الزهري، كَمَا يقولون: تفرد بِهِ ابن أبي أويس (8).
وبهذا المعنى يظهر الترابط الواضح بَيْنَ المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي، إِذْ إنهما يدوران في حلقة التفرد عما يماثله.
والتفرد ليس بعلة في كُلّ أحواله، ولكنه كاشف عن العلة مرشد إلى وجودها، وفي هَذَا يقول الحافظ ابن رجب الحنبلي: ((وأما أكثر الحفاظ المتقدمين فإنهم يقولون في الْحَدِيْث إذا تفرد بِهِ واحد – وإن لَمْ يروِ الثقات خلافه -: إنه لا يتابع عَلَيْهِ.ويجعلون ذَلِكَ علة فِيْهِ، اللهم إلاّ أن يَكُوْن ممن كثر حفظه واشتهرت عدالته وحديثه كالزهري ونحوه، وربما يستنكرون بعض تفردات الثقات الكبار أَيْضاً ولهم في كُلّ حَدِيْث نقد خاص، وليس عندهم لِذَلِكَ ضابط يضبطه)) (9).
ومعنى قوله: ((ويجعلون ذَلِكَ علة))، أن ذَلِكَ مخصوص بتفرد من لا يحتمل تفرده، بقرينة قوله: ((إلا أن يَكُوْن ممن كثر حفظه …))، فتفرده هُوَ خطؤه، إِذْ هُوَ مظنة عدم الضبط ودخول الأوهام، فانفراده دال عَلَى وجود خلل ما في حديثه، كَمَا أن الحمّى دالة عَلَى وجود مرض ما، وَقَدْ وجدنا غَيْر واحد من النقاد صرح بأن تفرد فُلاَن لا يضر، فَقَدْ قَالَ الإمام مُسْلِم: ((هَذَا الحرف لا يرويه غَيْر الزهري، قَالَ: وللزهري نحو من تسعين حديثاً يرويها عن النَّبِيّ (صلى الله عليه وسلم) لا يشاركه فِيْهَا أحد بأسانيد جياد)) (10).
وَقَالَ الحافظ ابن حجر: ((وكم من ثقة تفرد بما لَمْ يشاركه فِيْهِ ثقة آخر، وإذا كَانَ الثقة حافظاً لَمْ يضره الانفراد)) (11).
وَقَالَ الزيلعي (12): ((وانفراد الثقة بالحديث لا يضره)) (13).
وتأسيساً عَلَى ما أصّلناه من قَبْل من أن تفرد الرَّاوِي لا يضر في كُلّ حال، ولكنه ينبه الناقد عَلَى أمر ما، قَالَ المعلمي اليماني: ((وكثرة الغرائب إنما تضر الرَّاوِي في أحد حالين:
الأولى: أن تكون مع غرابتها منكرة عن شيوخ ثقات بأسانيد جيدة.
الثانية: أن يَكُوْن مع كثرة غرائبه غَيْر معروف بكثرة الطلب)) (14).
(يُتْبَعُ)
(/)
وتمتع هَذَا الجانب من النقد الحديثي باهتمام النقاد، فنراهم يديمون تتبع هَذِهِ الحالة وتقريرها، وأفردوا من أجل ذَلِكَ المصنفات، مِنْهَا: كتاب " التفرد " (15) للإمام أبي داود، و " الغرائب والأفراد " (16) للدارقطني، و " المفاريد " (17) لأبي يعلى، واهتم الإمام الطبراني في معجميه الأوسط والصغير بذكر الأفراد، وكذا فعل البزار في مسنده، والعقيلي (18) في ضعفائه. وَهُوَ ليس بالعلم الهيّن، فهو ((يحتاج لاتساع الباع في الحفظ، وكثيراً ما يدعي الحافظ التفرد بحسب علمه، ويطلّع غيره عَلَى المتابع)) (19).
وفي كُلّ الأحوال فإن التفرد بحد ذاته لا يصلح ضابطاً لرد الروايات، حَتَّى في حالة تفرد الضعيف لا يحكم عَلَى جميع ما تفرد بِهِ بالرد المطلق، بَلْ إن النقاد يستخرجون من أفراده ما يعلمون بالقرائن والمرجحات عدم خطئه فِيْهِ، وَهُوَ ما نسميه بعملية الانتقاء، قَالَ سفيان الثوري: ((اتقوا الكلبي (20)، فقيل لَهُ: إنك تروي عَنْهُ، قَالَ: إني أعلم صدقه من كذبه)) (21).
ومثلما أن تفرد الضعيف لا يرد مطلقاً، فكذلك تفرد الثقة – وكما سبق في كلام ابن رجب – لا يقبل عَلَى الإطلاق، وإنما القبول والرد موقوفان عَلَى القرائن والمرجحات. قَالَ الإمام أحمد: ((إذا سَمِعْتَ أصحاب الْحَدِيْث يقولون: هَذَا حَدِيْث غريب أَوْ فائدة. فاعلم أنه خطأ أو دخل حَدِيْث في حَدِيْث أَوْ خطأ من المُحدِّث أَوْ حَدِيْث ليس لَهُ إسناد، وإن كَانَ قَدْ رَوَى شعبة وسفيان، فإذا سمعتهم يقولون: هَذَا لا شيء، فاعلم أنه حَدِيْث صَحِيْح)) (22).
وَقَالَ أبو داود: ((والأحاديث الَّتِيْ وضعتها في كتاب " السنن " أكثرها مشاهير، وَهُوَ عِنْدَ كُلّ من كتب شَيْئاً من الْحَدِيْث، إلا أن تمييزها لا يقدر عَلَيْهِ كُلّ الناس، والفخر بِهَا: بأنها مشاهير، فإنه لا يحتج بحديث غريب، وَلَوْ كَانَ من رِوَايَة مالك
ويحيى بن سعيد و الثقات من أئمة العلم)) (23).
ونحن نجد أمثلة تطبيقية متعددة في ممارسة النقاد، مِنْهَا قَوْل الحافظ ابن حجر في حَدِيْث صلاة التسبيح: ((وإن كَانَ سند ابن عَبَّاسٍ يقرب من شرط الحسن إلا أنه شاذ لشدة الفردية وعدم المتابع والشاهد من وجه معتبر)) (24).
ويمكننا أن نقسم التفرد – حسب موقعه في السند – إلى قسمين:
الأول: تفرد في الطبقات المتقدمة:
كطبقة الصَّحَابَة، وطبقة كبار التَّابِعِيْنَ، وهذا التفرد مقبول إذا كَانَ راويه ثقة –وهذا الاحتراز فِيْمَا يخص طبقة التَّابِعِيْنَ –، فهو أمر وارد جداً لأسباب متعددة يمكن حصرها في عدم توفر فرص متعددة تمكّن الْمُحَدِّثِيْنَ من التلاقي وتبادل المرويات، وذلك لصعوبة التنقل في البلدان، لا سيما في هذين العصرين.
فوقوعه فيهما لا يولد عِنْدَ الناقد استفهاماً عن كيفيته، ولاسيما أن تداخل الأحاديث فِيْمَا بينها شيء لا يكاد يذكر، نظراً لقلة الأسانيد زياد على قصرها. هَذَا فِيْمَا إذا لَمْ يخالف الثابت المشهور، أو من هُوَ أولى مِنْهُ حفظاً أَوْ عدداً.
وإن كَانَ المتفرد ضعيفاً أَوْ مجهولاً -فِيْمَا يخص التَّابِعِيْنَ- فحكمه بيّن وَهُوَ الرد (25).
الثاني: التفرد في الطبقات المتأخرة
فبعد أن نشط الناس لطلب العلم وأداموا الرحلة فِيْهِ والتبحر في فنونه، ظهرت مناهج متعددة في الطلب والموقف مِنْهُ، فكانت الغرس الأول للمدارس الحديثية الَّتِيْ نشأت فِيْمَا بَعْد، فكان لها جهدها العظيم في لَمِّ شتات المرويات وجمعها، والحرص عَلَى تلقيها من مصادرها الأصيلة، فوفرت لَهُم الرحلات المتعددة فرصة لقاء المشايخ والرواة وتبادل المرويات، فإذا انفرد من هَذِهِ الطبقات أحد بشيء ما فإن ذَلِكَ أمر يوقع الريبة عِنْدَ الناقد، لا سيما إذا تفرد عمن يجمع حديثه أَوْ يكثر أصحابه، كالزهري ومالك وشعبة وسفيان وغيرهم (26).
ثم إنّ العلماء قسموا الأفراد من حَيْثُ التقييد وعدمه إلى قسمين:
الأول: الفرد المطلق: وَهُوَ ما ينفرد بِهِ الرَّاوِي عن أحد الرُّوَاة (27).
الثاني: الفرد النسبي: وَهُوَ ما كَانَ التفرد فِيْهِ نسبياً إلى جهة ما (28)، فيقيد بوصف يحدد هَذِهِ الجهة.
وما قِيْلَ من أن لَهُ أقساماً أخر، فإنها راجعة في حقيقتها إلى هذين القسمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الحكم عَلَى الأفراد باعتبار حال الرَّاوِي المتفرد فَقَطْ من غَيْر اعتبار للقرائن والمرجحات، فهو خلاف منهج الأئمة النقاد المتقدمين، إذن فليس هناك حكم مطرد بقبول تفرد الثقة، أو رد تفرد الضعيف، بَلْ تتفاوت أحكامهما، ويتم تحديدها وفهمها عَلَى ضوء المنهج النقدي النَّزيه؛وذلك لأن الثقة يختلف ضبطه باختلاف الأحوال والأماكن والشيوخ لخلل يحدث في كيفية التلقي للأحاديث أَوْ لعدم توفر الوسائل الَّتِيْ تمكنه من ضبط ما سَمعه من بعض شيوخه، أو لحدوث ضياع في بعض ما كتبه عن بعض شيوخه حَتَّى وَلَوْ كَانَ من أثبت أصحابهم وألزمهم، ولذا ينكر النقاد من أحاديث الثقات – حَتَّى وَلَوْ كانوا أئمة – ما ليس بالقليل.
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو العلامة اللغوي المحدّث أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا القزويني، المعروف بالرازي، المالكي، من مؤلفاته: " المجمل " و " الحجر " و " معجم مقاييس اللغة "، توفي سنة (395 ه)، وَقِيْلَ: (390 ه).
سير أعلام النبلاء 17/ 103، والبداية والنهاية 11/ 287، والأعلام 1/ 193.
(2) مقاييس اللغة 4/ 500. وانظر: لسان العرب 3/ 331، وتاج العروس 8/ 482، والمعجم الوسيط 2/ 679، ومتن اللغة 4/ 379.
(3) هُوَ أبو حفص عمر بن عَبْد المجيد القرشي الميانشي، له كراس في علم الْحَدِيْث أسماه: " ما لا يسع المحدّث جهله "، توفي بمكة سنة (581 ه).
العبر 4/ 245، والأعلام 5/ 53.
وَقَدْ وقع في بعض مصادر ترجمته (الميانشي)، نسبة إلى (مَيّانِش) قرية من قرى المهدية. انظر: معجم البلدان 5/ 239، والعبر 4/ 245، ونكت الزركشي 1/ 190، وتاج العروس 17/ 392.
وفي بعضها (الميانجي) وَهِيَ نسبة إلى (ميانج) موضع بالشام، أو إلى (ميانه) بلد بأذربيجان. انظر: الأنساب 5/ 320، واللباب 3/ 278، ومعجم البلدان 5/ 240، ومراصد الاطلاع 3/ 1341.
وكذا نسبه الحافظ ابن حجر في النُّزهة: 49، وتابعه شرّاح النّزهة عَلَى ذَلِكَ. انظر مثلاً: شرح ملا علي القاري: 11.
(4) ما لا يسع المحدّث جهله: 29.
(5) وأجاب عَنْهُ بعضهم بأن رِوَايَة غَيْر الثقة كلا رِوَايَة. التدريب 1/ 249.
(6) الموازنة بَيْنَ منهج المتقدمين والمتأخرين: 15.
(7) انظر عَلَى سبيل المثال: الجامع الكبير، للترمذي عقب (1473) و (1480م) و (1493) و (1495) و (2022).
(8) هُوَ إسماعيل بن عَبْد الله بن أويس بن مالك الأصبحي، أَبُو عَبْد الله بن أبي أويس المدني: صدوق، أخطأ في أحاديث من حفظه، توفي سنة (226 ه) وَقِيْلَ: (227 ه).
تهذيب الكمال 1/ 239 و 240 (452)، وسير أعلام النبلاء 10/ 391 و 395، والكاشف 1/ 247 (388).
(9) شرح علل الترمذي 2/ 406.
(10) الجامع الصَّحِيْح 5/ 82 عقب (1647).
(11) فتح الباري 5/ 11.
(12) الفقيه عالم الْحَدِيْث أبو مُحَمَّد عَبْد الله بن يوسف بن مُحَمَّد الزيلعي، من مؤلفاته: " نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية " و " تخريج أحاديث الكشاف "، توفي سنة (762 ه).
الدرر الكامنة 2/ 310، والأعلام 4/ 147.
(13) نصب الراية 3/ 74.
(14) التنكيل 1/ 104.
(15) هُوَ مفقود وَكَانَ موجوداً في القرن الثامن، والمزي ينقل مِنْهُ كثيراً في تحفة الأشراف انظر عَلَى سبيل المثال 4/ 630 (6249)، والرسالة المستطرفة: 114.
(16) وَقَدْ طبع ترتيبه للمقدسي في دار الكتب العلمية ببيروت عام 1998 م.
(17) طبع بتحقيق عَبْد الله بن يوسف جديع في دار الأقصى، الكويت، الطبعة الأولى 1985 م.
(18) هُوَ الحافظ الناقد أبو جعفر مُحَمَّد بن عمرو بن موسى بن حماد العقيلي الحجازي صاحب كتاب
" الضعفاء الكبير "، توفي سنة (322 ه).
سير أعلام النبلاء 15/ 236 و 238، والعبر 2/ 200، وتذكرة الحفاظ 3/ 833 – 834.
(19) نكت الزركشي 2/ 198.
(20) هُوَ أبو النضر مُحَمَّد بن السائب بن بشر الكلبي، متهم بالكذب، ورمي بالرفض، توفي سنة (146 ه).
كتاب المجروحين 2/ 262، وسير أعلام النبلاء 6/ 248 - 249، والتقريب (5901).
(21) الكامل 7/ 274، وميزان الاعتدال 3/ 557.
(22) الكفاية (142 ه، 225 ت). والمراد من الجملة الأخيرة، أن الْحَدِيْث لا شيء يستحق أن ينظر فِيْهِ، لكونه صحيحاً ثابتاً.
(23) رسالة أبي داود إلى أهل مكة (مع بذل المجهود) 1/ 36.
(24) التلخيص الحبير 2/ 7، والطبعة العلمية 2/ 18 - 19. وانظر في صلاة التسبيح: جامع الترمذي
1/ 491 – 494 (481) و (482).
(25) إلا أن توجد قرائن أخرى ترفع الْحَدِيْث من حيز الرد إلى حيز القبول.
(26) انظر: الموقظة: 77، والموازنة بَيْنَ منهج المتقدمين والمتأخرين: 24.
(27) انظر: مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 80 وطبعتنا: 184، وشرح التبصرة والتذكرة 1/ 217 وطبعتنا 1/ 286، ونُزهة النظر: 78.
(28) انظر: مَعْرِفَة أنواع علم الحديث: 80 وطبعتنا: 184، والتقريب والتيسير: 73 وطبعتنا: 119 - 120، وفتح المغيث 1/ 239، وظفر الأماني: 244.(/)
برنامج إحياء السنة النبوية - الصيام فى شعبان
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[24 Aug 2006, 10:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع (21) بتاريخ 1/ 8/1427 - سنة الصيام فى شهر شعبان
?لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا ? (الأحزاب: 21).
قم بالعمل بسنة "الصيام فى شهر شعبان" ثم قم بالتصويت
أخرج أبو داود والنسائي وغيرهما بسند حسنه الشيخ الألباني-رحم الله الجميع- من حديث أسامة بن زيد-رضي الله عنه-، قال: قلت يا رسول الله: لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان، قال:" ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم".
قال السِّنْدِي-رحمه الله-:قيل وما معنى هذا مع أنه ثبت في الصحيحين أن الله تعالى يرفع إليه عمل الليل قبل النهار، وعمل النهار قبل الليل؟!، قلت (أي السندي):يحتمل أمران: أحدهما: أن أعمال العباد تعرض على الله تعالى كل يوم، ثم تعرض عليه أعمال الجمعة كل اثنين وخميس، ثم تعرض عليه أعمال السنة في شعبان فتعرض عرضا بعد عرض، ولكل عرض حكمة يُطْلِعُ عليها من شاء من خلقه أو يستأثر بها عنده مع أنه تعالى لا يخفى عليه من أعمالهم خافية.
ثانيهما: أن المراد أنها تعرض في اليوم تفصيلا ثم في الجمعة جملة أو بالعكس.
وأخرج البخاري ومسلم-رحمهما الله- في صحيحيهما من حديث عمران بن حصين-رضي الله عنه- أن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال له أو لآخر: "أصمت من سرر شعبان". قال: لا. قال:"فإذا أفطرت فصم يومين".
والسرر هنا كما قال جمهور أهل اللغة-رحمهم الله تعالى-هو آخر الشهر، وهو الصحيح. (وستأتي إن شاء الله مسألة حكم تقدم رمضان بصيام يوم أو يومين).
وهذا الحديث فيه إشارة إلى فضيلة الصوم في شعبان، وأن صوم يوم يعدل صوم يومين في غيره، أخذا من قوله في الحديث:"فصم يومين مكانه" يعني مكان اليوم الذي فوته من صيام شعبان، كما قال الحافظ ابن حجر نقلا عن القرطبي-رحم الله الجميع-.
لذا يستحب أن يكون من عادة الإنسان أن يصوم أواخر كل شهر، فلا يعارضه النهي عن تقدم رمضان بيوم أو يومين كما قال الحافظ-رحمه الله- في الفتح، (وستأتي هذه المسألة -بإذن الله تعالى-).
ومن فضائل الصيام في هذا الشهر ما جاء عن أبي داود وغيره
-رحمهم الله- بسند صحيح عن أم المؤمنين عائشة-رضي الله عنها-،قالت: "كان أحب الشهور إليه أن يصوم شعبان ثم يصله برمضان".
وأخرج البخاري ومسلم-رحمهما الله- في صحيحيهما من حديث أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها-قالت: كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت
رسول الله- صلى الله عليه وسلم-استكمل صيام شهر إلا رمضان،وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان.
وفي رواية عنها-رضي الله عنها- (في الصحيحين أيضا):لم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم-يصوم شهرا أكثر من شعبان، وكان يصوم شعبان كله، وكان يقول: "خذوا من العمل ما تطيقون ........ ".
وفي رواية عند مسلم-رحمه الله-:كان يصوم شعبان إلا قليلا.
قال ابن رجب-رحمه الله-:"قيل في صوم شعبان أن صيامه كالتمرين على صيام رمضان؛ لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده، ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذته، فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط".
وهذا الإكثار من الصيام في شهر شعبان يدل على فضيلة هذه العبادة في هذا الشهر، والمقصود صيام أكثر الشهر، لا كله،كما هو ظاهر الروايات، فقد نقل الترمذي عن ابن المبارك أنه جائز في كلام العرب إذا صام أكثر الشهر أن يقول صام الشهر كله، ويقال: قام فلان ليلته أجمع ولعله قد تعشى واشتغل ببعض أمره.
والدليل على ذلك ما رواه مسلم-رحمه الله- في صحيحه أن عبد الله بن شقيق-رحمه الله-سأل أم المؤمنين عائشة-رضي الله عنها-:هل كان النبي
-صلى الله عليه وسلم-يصوم شهرا معلوما سوى رمضان؟. قالت: لا والله،إن صام شهرا معلوما سوى رمضان حتى مضى لوجهه (وفي رواية: حتى مضى لسبيله) ولا أفطره حتى يصيب منه (وفي رواية: ولا أفطره كله حتى يصوم منه)، (وفي رواية: وما رأيته صام شهرا كاملا منذ قدم المدينة إلا أن يكون رمضان).
وأخرج البخاري ومسلم-رحمهما الله-في صحيحيهما من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-قال: ما صام رسول الله-صلى الله عليه وسلم-شهرا كاملا قط غير رمضان ............ الحديث.
أخرج البخاري-رحمه الله-في صحيحه من حديث أبي هريرة-رضي الله عنه-مرفوعا:"لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه فليصم ذلك اليوم".
قال ابن حجر-رحمه الله-: أي لا يتقدم رمضان بصوم يوم يعد منه بقصد الاحتياط له، فإن صومه مرتبط بالرؤية فلا حاجة إلى التكلف ..... قال العلماء: معنى الحديث لا تستقبلوا رمضان بصيام على نية الاحتياط لرمضان، قال الترمذي لما أخرجه: العمل على هذا عند أهل العلم، كرهوا أن يتعجل الرجل بصيام قبل دخول رمضان لمعنى رمضان ...... ومعنى الاستثناء: أن من كان له ورد فقد أذن له فيه؛لأنه اعتاده وألفه، وتركُ المألوفِ شديدٌ، وليس ذلك من استقبال رمضان في شئ، ويلتحق بذلك القضاء والنذر لوجوبهما، قال بعض العلماء يستثنى القضاء والنذر بالأدلة القطعية على وجوب الوفاء بهما فلا يبطل القطعي بالظن. أ.هـ كلامه-رحمه الله-.
المصدر:
http://saaid.net/mktarat/12/8-7.htm(/)
تفسير الألفاظ الشرعية كيف يكون ومصادره .. (عند أهل الظاهر)
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[25 Aug 2006, 12:49 ص]ـ
تفسير الألفاظ الشرعية كيف يكون ومصادره .. مقال للشيخ ابن تميم الظاهرى ...
قال حفظه الله:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، أما بعد ..
فمقال اليوم بحول الله وقوته عن تفسير الألفاظ الشرعية الواردة بالكتاب والسنة، وكيف يكون ذلك، ومصادر التفسير، وذلك استجابة لبعض الأصحاب من أهل الظاهر، فسيكون بحول الله وقوته مختصراً على قدر الحاجة، فأقول وبالله التوفيق.
المسألة الأولى: مصادر تفسير الألفاظ الشرعية.
مصادر تفسير الألفاظ الشرعية لا يكون إلا من خلال ما يلي:
1 - القرآن.
2 - السنة.
3 - الإجماع.
4 - اللغة العربية ومقتضيات دلالة اللفظ ولوازمه.
فهذه االمصادر لأربعة هي التي نفسر بها اللفظ الشرعي الوارد في القرآن، أو في السنة، وهذه المصادر أجمع العلماء الذين يعتد بخلافهم على القول بها، ثم اختلفوا في الزيادة على ذلك، كتفسير الصحابي، والتابعي، وتابع التابعي، والأئمة الأربعة، وكلها راجعة في الأعم الغالب إلى الرأي والظن، ولسنا في مقام بحث هذه المصادر، إذ المقال لأصحابنا أهل الحديث العاملين بالظاهر، والنابذين لكل رأي وظن.
فإن كان النص أو الإجماع أو اللغة جاءت بتفسير هذا اللفظ، فإما أن يرد القرآن بتفسير لفظة واردة فيه، وإما أن يأتي نص حديث صحيح بذلك، وإما أجماع متيقن، وإما من اللغة العربية، ويدخل من ضمنها دلالات اللفظ في اللغة من المقتضى واللازم، كما مر معنا في المسألة الأولى من مصادر تفسير الألفاظ الشرعية.
وأن الألفاظ الوارد بالنصوص الشرعية من الكتاب والسنة إما أن يأتي تفسيرها في النصوص، وإما أن لا يأتي التفسير في النصوص.
والألفاظ التي فسرها نص قرآن، أو نص سنة، أو إجماع فتفسيرها حق على ما هو عليه، يجب العمل به واعتقاده كما جاء.
وأما الألفاظ التي لم يرد تفسيرها من نص أو إجماع، فإنها تكون مفسرة باللغة العربية التي خوطبنا بها، وقد ترد بعض الألفاظ ولا تكون مفسرة، لا من نص، ولا من إجماع، ولا من لغة، وحق هذا النوع الإيمان به كما جاء، وتفسيره هو الإيمان به فقط بمعنى التصديق بما جاء به، – وسيأتي وسيأتي الكلام عليه بعد قليل إن شاء الله –، ولا تفسير للنصوص الشرعية من غير هذه الطرق ألبتة.
ويجب أن تلاحظ أن التفسير اللغوي إذا جاء من عن الصحابة رضي الله عنهم، أو بعضهم، أو أحدهم، أو جاء عن طريق التابعين، وكان كما قلنا تفسيراً لغوياً بحتاً: فهو واجب القبول بعد النظر في كتب أهل اللغة ومعرفة وجه تفسير الصحابي، فإن الصحابة والتابعين هم أهل العربية، وأولى الناس ببيان معنى استعمل في النصوص الشرعية، وليس هذا من قبيل قبول قول الصحابي؛ لأن قول الصحابي واعتباره مصدراً تشريعياً ليس هو تفسيره اللغوي باعتباره من أئمة اللغة، وهذا معلوم لا يخفى على طالب العلم، كتفسير بعض الصحابة لبيع المنابذة، والملامسة، وغيرها من الألفاظ الواردة في الكتاب أو السنة، حيث بينوا ماذا يراد من هذا اللفظ عندهم، فهذا من الحق الواجب قبوله إن لم يعارضه نص أو بيان من لغة متيقن، ومن رده وقَبِلَ قول من تأخر من أهل اللغة فقد تحكم وتلاعب، حيث أخذ من المتأخر ما يعلمه المتقدم يقيناً، وقد يكون المتأخر قد خالط غير العرب، وتأثر بلغتهم، واستعمالهم لكلام العرب.
أما تفسيرهم الذي لا يعد تفسيراً لغوياً بحتاً: فقبوله موقوف على دليل من نص، أو من إجماع، أو من لغة، إذ يكون حينها من الرأي، كتفسير لفظ (لامستم النساء) بأن الملامسة الجماع، وأن الله تعالى كنى عن ذلك بالملامسة، فهذا صرف عن المعنى الحقيقي، إلى معنى آخر مجازي ليس هو ظاهر اللفظ، أو إلى تخصيص بعض اللفظ الوارد، إذ الجماع بعض الملامسة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهنا نتوقف عن قبوله حتى يرد نص يؤيد ما فسره به الصحابي، أو إجماع؛ لأن التفسير منهم رضي الله عنهم ليس من قبيل التفسير اللغوي؛ لأن الملامسة تشمل كل مس وجس بيد أو بغيره، والجماع من بعضها، فإخراج مس اليد والرجل وغير ذلك، وقصر المعنى على الجماع تخصيص لا دليل عليه، لذلك كان هذا من قبيل تفسير بالرأي والاجتهاد، لا من التفسير اللغوي البحت، فلو قال: الملامسة كل لمس أو جس، لصح أن هذا تفسير لغوي بحت، كما فسره بذلك بعض الصحابة وخالف من فسره بأنه الجماع وحده، أي إما أن يكون تفسيراً للمعنى الحقيقي من اللفظ في الاستعمال، وإما أن يكون التفسير لبيان أن المعنى الحقيقي غير مراد عند العرب من هذه اللفظة، وبالله تعالى التوفيق.
المسألة الثانية: أقسام الألفاظ الشرعية الواردة.
الألفاظ الشرعية منقسمة إلى قسمين، وذلك راجع إلى الاعتبار الذي تنظر إليه، وسأتحدث عن هذه المسألة من خلال التقسيم ليتضح مرادي من هذا المقال، وسأجعل التقسيم مبني على قسمين:
القسم الأول: الألفاظ الشرعية باعتبار تعلقها بذات الله تعالى وعدمه.
القسم الثاني: الألفاظ الشرعية باعتبار تعلقها بأمر غيبي، أو مشاهد أو محسوس.
فعلى هذه القسمة يتضح لك ما أريد بيانه من مسألة تفسير الألفاظ.
فأما القسم الأول وهو: الألفاظ الشرعية باعتبار تعلقها بذات الله تعالى وعدمه.
وهو على ضربين:
فالضرب الأول: ألفاظ شرعية لا تتعلق بذات الله تعالى.
وهذا الضرب من الألفاظ: فإما أن يكون متعلقاً بأحكام عملية مطلوبة، وإما أن يتعلق بأخبار غيبية، إما عن الأمم قبلنا، وإما عن ما يجري في الآخرة، وفي البرزخ، وهذه حقها: أن نطلب تفسير الحكم الشرعي بالمصادر السابقة، ليتحقق الامتثال بما جاء بها، وهذه الألفاظ يمتنع أن يكون تفسيرها غير موجود، إذ ما كلفنا الله تعالى بها إلا ولها تفسير نعرفه لنتمكن من العمل.
وأما الأخبار الغيبية التي عن الأمم الماضية، أو أحوال الآخرة، والبرزخ ونشأة الخلق ونحوها: فالإيمان بها كما جاءت، والتصديق بما سيكون، على الوجه الذي أخبر الله تعالى به، وإن جاء تفسير بعض هذه الألفاظ بالنص: أخذنا به، واعتقدناه كما هو، سواء كان التفسير مخبر عن حقيقة وماهية ذلك الشيء، أو لم يخبر بذلك، فحق هذه الألفاظ الإيمان والتصديق بها والاعتبار والاتعاظ.
والضرب الثاني: ألفاظ شرعية تتعلق بذات الله تعالى.
فالنصوص الشرعية إما أن يرد اللفظ فيها عن شيء متعلق بذات الله تعالى، وإما أن يرد ولا متعلق له بذات الله تعالى كما قدمنا آنفاً، فإن كان متعلقاً بذاته سبحانه وتعالى: فكما قلنا آنفاً من قبول تفسيره الوارد من خلال النصوص الشرعية، أو الإجماع الراجع إلى النص الشرعي، أما اللغة فلا يجوز أن يكون تفسير شيء متعلق بذات الله تعالى باللغة العربية ألبتة، ومن هنا وقع الكثير من طلبة العلم وحتى العلماء بخطأ جسيم.
فقد أجمع العلماء على أن ذات الله تعالى غير معروفة وغير مدركة، وأنه لا أحد من البشر يعرف كنه وحقيقة ذات الله تعالى، ومن زعم أنه يعرف ذلك فقد كذب وقد يكفر إن كان عالماً بما يؤول إليه قوله الكاذب.
ولذلك قال السلف عن بعض آيات تعلقت بذات الله تعالى: (نمرها كما جاءت ولا نفسرها)؛ لأنهم يعلمون أن ذات الله تعالى ليست كذوات المخلوقين، وليس عندهم نص من قرآن أو سنة يبيّن لهم ذات الله وحقيقتها، فتوقفوا عن الخوض في هذا؛ لأن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم لم يطلعهم على ذلك ألبتة، ولن يجد المشغب هنا أثراً صحيحاً عن أئمة الناس كلهم، وهم الصحابة والتابعين وتابعيهم فيه تفسير لشيء متعلق بذات الله تعالى، فالحمد لله كثيراً على موافقة الحق وسلف الأمة حقاً.
واعلم أن التفسير للفظ فهو متعلق بكيفية الشيء وكذلك حقيقته وماهيته، فنحن على يقين أن الله تعالى لم يبين لنا لا كيفية ما تعلق بذاته، ولا حقيقة وماهية ذلك الشيء ألبتة، فمن زعم أنه يعرف الكيفية، أو الماهية فقد كذب، ومن زعم أنه يعرف الماهية ولا يعرف الكيفية فقد كذب، ومن زعم أنه يعرف الكيفية ولا يعرف الماهية فقد كذب أيضاً.
وزعم بعض من يجهل الحقائق أنه يعلم معنى ما تعلق بذات الله تعالى! وأن هذا مدرك معروف من لغة العرب!
(يُتْبَعُ)
(/)
وما علم هذا القائل أن لغة العرب لم توضع أصلاً إلا لما شاهدوه وأحسوا به وعاينوه، وأما ما لم يروه فليس لهم تفسير له، ولا بيان معنى، فلغات الدنيا كلها ما وضعت إلا لتفسير وبيان اسم شيء يعرفونه ويميزونه باسمه الذي أطلقوه عليه، فإن قالوا الاسم: عرفوا المعنى منه، من كيفية، ومن ماهية وحقيقة.
فمن زعم أن له مثل هذا البيان والتفسير فيما يتعلق بالله تعالى: فليبينه ببرهان لا شك فيه، لا أن يستروح بنقل المتأخرين في كتب الاعتقاد أن المعنى معلوم، ثم إذا سألهم سائل: ما هو هذا المعلوم؟ هل الكيفية أو الحقيقة؟ لم يجيبوا لا بمعرفة هذا ولا ذاك؛ لأنهم يعلمون أنهم إذا زعموا أن الكيفية معلومة فقد كذبوا جهاراً، وإن زعموا أيضاً بأنهم يعرفون المعنى فقد كذبوا كذلك، إذ المعنى ما هو إلا كيفية الشيء وماهيته، وذات الله تعالى وما تعلق به لم يطلعنا لا على كيفية، ولا على ماهية وحقيقة، ولا فسره لنا، ولا فسره رسوله صلى الله عليه وسلم، بل أمرنا بالإيمان به كما هو، كما أمرنا أن نؤمن بالملائكة والكتب والأنبياء ونحن في هذا الزمان لم نر أحداً منهم، فكذلك ما تعلق بذات الله تعالى، فهو من جملة ما أمرنا بالإيمان به، وأن لا نتكلف بحثه والخوض فيه والادعاء بأننا نعرفه زوراً.
فما تجرأ الصحابة ولا التابعين من بعدهم على الخوض في كيفية ما تعلق بذات الله تعالى، ولا حقيقة ذاته، وإنما كان هذا من فعل أصحاب البدع من بعد هذه القرون الفاضلة وأضرابهم الذين أخذوا يخوضون في هذا الأمر لبيان ما فيه كذباً منهم وإفكاً، نسأل الله السلامة من ذلك، أو تكلم به عالم من علماء السنة من غير تحقيق لما يؤول إليه كلامه، فهذا نسأل الله يغفر له وأن يتجاوز عنه؛ لأنه مخطئ قد قال كلمة لم يحقق ما فيها من معنى.
فإذا قال تعالى أن له وجهاً سبحانه، وأن له يداً، وأن له قدماً، أو رجلاً، وأن له عيناً، فكل ذلك حق وواجب الإيمان به، نقول كما قال ربنا تعالى، ولا نزيد من عند أنفسنا، ولا نقول أن اليد هنا كما يفهم العربي في لغته؛ لأن هذا كذب على اللغة، إذ اللغة لا تعرف اليد إلا اليد من المخلوق، التي هي جسم وعضو من لحم ودم له فائدة في الاستناد والكتاب والرفع والحمل وغير ذلك، ولا تعرف اليد من الخالق، لا نعرف حقيقتها، ولا كيفيتها؛ لأن أهل اللغة لم يروها، ولم يخبرهم النص بذلك حتى يقولوا به، فمن زعم أنه يعرف المعنى فليذكر ما هو هذا المعنى؟ فالاتفاق بين أهل الحق قائم على أن الكيفية مجهولة، فبقي المعنى الذي يظهر الماهية والحقيقة من الشيء، فهل عندهم برهان من نص، أو إجماع، أو لغة تشهد بما يقولون؟ فإن أظهروه: صدقوا، وإن احتجوا بقول شيخ الزمان وأعجوبة الأيام ونصير الإسلام كعادتهم: فقد أظهروا كذب ما يدعون، فهم في أمرين لا يخرجون عنهما: فأولهما: التناقض، إذ دعواهم أنهم يعرفون المعنى دون الكيفية بلا دليل يوجب هذه المعرفة للمعنى، وثانيهما: التجسيم، إذ يقولون اليد معناها معروف في لغة العرب، فيد الله معروفة! وهذا الزعم أداهم إلى الوقوع في التجسيم من حيث لا يشعرون، إذ لغة العرب تعرف اليد التي هي للمخلوق، ولا تعرف اليد التي هي للخالق سبحانه وتعالى.
فإن كذبوا وقالوا: يد الله تعرفها لغة العرب، فقد ركبوا التجسيم بلا شك؛ لأنهم إذا قالوا: يد الله معروفة كما هي يدنا، فقد وصفوا يد الله تعالى بما يعرفونه من وصف اليد المخلوقة.
فإن قالوا كعادتهم: الكيفية مجهولة!
قلنا: ما خالفناكم أصلاً في جهلنا بالكيفية، وإنما خالفناكم بالماهية والحقيقة، إذ كل شيء فإنما معناه من كيفياته وماهيته من جسم أو عرض، فقد لبّستم على الناس في قولكم (المعنى معلوم) فإن كنتم تعنون العلم بالماهية والحقيقة: فقد نسبتم إلى الله تعالى ما لا يحل، وكنتم من المجسمة بانشراح صدر، وأوجب قولكم التناقض ولا بد، فالحمد لله الذي قال ولا يحيطون به علماً، فأمنا من الإحاطة والعلم ما دمنا في الدنيا، ولا ندري أندري حقيقته وماهيته وكيفية ما تعلق به يوم القيامة أو لا، فذلك راجع إلى الله تعالى وما يتفضل به على خلقه الذين دخلوا الجنة، نسأل الله أن نكون من هؤلاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
واعلم أن كثيراً منهم يخبط هنا في هذا المحل، إذ لا تسمع منهم إلا اللجاج والعويل والتصنيف والنسبة للفرق دون تمييز حقيقة أقوال هذه الفرق، وترديد القول: أننا نعرف هذا المعنى من اللغة، ثم لا يعرفون هذا المعنى إذا سئلوا، فنسأل الله السلامة من هذا التناقض والقول المؤدي إلى الكذب على الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
فنقول عن كل ما ذكر الله تعالى عن ذاته: أن لله تعالى يد، وله وجه، وله قدم، وله أصبع، وله عين، وأن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا، وأنه يأتي يوم القيامة كما قال في كتابه، وغير ذلك مما نسبه الله تعالى إليه، ولا نتكلم في تفسير الكيفية، أو الماهية ألبتة؛ لأننا لا نعرفه أصلاً لا من لغة، ولا من نص.
وكذلك نقول أن كل ما تعلق بذات الله تعالى فهو حق كما هو لا شيء منه من المجاز، ومن زعم أنه مجاز فقد كذب؛ لأن التقسيم بالحقيقة والمجاز إنما اصطلح عليه البشر، وهو تقسيم باعتبار استعمالهم للفظ في معناه، فإما أن يستعملوه في معناه الذي وضع له: فهو حقيقة، وإما أن يستعملوه في معنى آخر غير الذي وضع له لفائدة، كتشبيه، أو كناية، أو استعارة، ونحوها من طرق صرف اللفظ عن معناه الحقيقي في الاستعمال، وهو المجاز.
أما كلام الله تعالى: فهو سبحانه وتعالى واضع اللغات، فكل ما تكلم فيه فلا ينصرف إلى تقسيم البشر؛ لأنه لا يخضع لقانون البشر في استعمال اللفظ في معناه وعدمه، فله أن يتكلم باللفظ ويريد منه ما عرفناه وأسميناه معنى حقيقي، أو يتكلم به ويريد منه معنى غير الذي استعملناه في الحقيقة، فإن استعمله هكذا: كان حقيقة أيضاً؛ لأن كلامه كله حقيقة، بمعنى أنه يضع اللفظ على المعنى الذي يريد، فاستعمال اللفظ في معناه الحقيقي عندنا: هو استعماله فيما وضع له، ولسنا من وضعه أصلاً إلا ما استحدثنا من اصطلاحات حادثة لم ترد بلسان الشرع، فهي فقط ما تواضعناه لا غيره.
فمن زعم أن الله تعالى يتكلم مجازاً فقد كذب، وأدخل ربه تعالى تحت قانون البشر، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، فإنه يزعم أن غيره هو الذي وضع اللغة، وأن الله تعالى إما أن يسير وفق ما وضعه هذا الواضع من أن كذا هو استعمال حقيقي، وإما أن يخالف الاستعمال الحقيقي إلى غيره، وهذا فيه من الخطأ ما فيه، بل الكذب الصريح إذ يقول: إن هناك من وضع اللغة التي تكلم الله تعالى بها في كتابه، وأدخل ربه تحت قانون هذا الواضع، فسبحان الله عما يصفون.
ولا بد أن تعلم: إننا إنما نفهم أن هذا اللفظ يستعمل عندنا على معناه الحقيقي، أو يستعمل على معناه المجازي، إن كان المتلفظ به مخلوق تلقى اللغة من واضعها سبحانه وتعالى.
فكل ما تعلق بذات الله تعالى تحكمنا فيه قاعدة: ليس كمثله شيء، وأننا لا نحيط به علماً سبحانه وتعالى.
فإن كان ليس كمثله شيء، وأننا لا نحيط به علماً، وأننا لم نرى ربنا تعالى، وأنه لم يخبرنا عن ماهيته وحقيقته: فمن ادعى أنه يعلم حقيقة وماهية خالقه سبحانه فليستغفر الله ربه، ويترك هذه القولة الفاسدة الباطلة من كل وجه، والتي لا برهان عليها إلا قول الرجال الذين لم نؤمر باتباعهم.
وإن اعترض معترض وزعم أن هذا قول المفوضة، قلنا: كذبت، وأبنت عن جهلك فيما تتكلم فيه، وأنه يجب عليك أن تتعلم ما تتكلم فيه، وإلا تعرضت لعذاب الله دون أن تدري.
أما مذهب المفوضة والذي اختلط على منهج الصحابة والتابعين في عدم التفسير فقد اختلط على طلبة العلم وكذلك بعض العلماء، فقد جاء المفوضة إلى جملة (نمرها ولا نفسرها) وتعلقوا بها، وجعلوها حجة لهم في تفويضهم، ثم موهوا بأن قالوا: أن مذهبنا هو مذهب السلف!
فالمفوضة يخالفون السلف من الصحابة والتابعين، فلا يمكن بحال أن يكون هؤلاء الأخيار سلف المفوضة المبتدعة، وبيان ذلك:
أن السلف لم يثبتوا ما أثبتوه من مسائل الاعتقاد بالعقل، وإنما اكتفوا بما ورد بالنص ولم يتزيدوا من عند أنفسهم شيئا، ولا ورد عنهم تفسير لشيء متعلق بذات الله تعالى ألبتة من طريق فيها خيرً.
أما المفوضة فهم خليط من الماتريدية والأشعرية الذي أثبتوا الصفات السبع بالعقل، لا بالنص، ثم أتوا إلى بقية الصفات فتعللوا بأننا لا نعرف المعنى ويجب تفويضه كما كان السلف يفعلون، وخالفوا بقية الأشعرية الذي صرفوا بقية الصفات وقالوا هي مجاز!
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا بضد مذهب السلف في إثبات العقائد، وهذا أهم أصل نتبين منه مخالفتهم للسلف الصالح، فاحفظ هذه ولا يغرنك بها أحد، فقد أرادوا الفرار من تشنيع خصوم الأشعرية، فمتسكوا بجملة قالها السلف لتحقيق مقصدهم من نفي الصفات الذي حاربهم فيه غيرهم.
وكذلك فإن السلف لم يتكلموا في مسائل الاعتقاد إلا رواية للحديث الوارد، أو النص القرآني لمن سأل عن ذلك، دون تأويل ولا تفسير ولا غيره، وما خاضوا في علم الكلام على طريقة المعتزلة أسياد الأشعرية الذين فسقت منهم المفوضة.
أما المفوضة فقد قلنا أنهم تكلموا بذلك، واعتمدوا العقل في إثبات السبع صفات، ثم تحيلوا بهذه الحيلة الباردة، فحمّلوا مذهب الصحابة والتابعين مذهبهم الغث زوراً وإفكاً، وكذلك خاضوا في غير مسائل الصفات ولم يمنعهم مذهب الصحابة والتابعين الذين لم يتكلموا في شيء إلا على سبيل بيان دليل ما تكلموا به من الكتاب والسنة.
وأن سلف الأمة اعتبرت حديث الآحاد حجة في العلم (العقائد) والعمل (الأحكام الشريعة) ولم يفرقوا بين ذلك ألبتة، فكل حديث صح وإن كان من طريق الآحاد فهو مقبول يوجب أن نعتقد ما فيه، وأن نعمل بما أمر به من أحكام شرعية، وتلك السيرة الفاضلة.
بخلاف المفوضة الذي قالوا بأن خبر الآحاد لا يوجب علماً، أي لا تؤخذ منه العقائد، فكيف نزعم أن المفوضة كمذهب السلف لمجرد أنهم وافقوا السلف في حكاية أن المعنى غير معلوم! فشتان بينهما، فكيف يجتمع المغربي بالشامي! أو بعد هذا يكون سلفهم الصحابة والتابعين! لا والله حتى يلجوا سم الخياط.
فلا بد حين تذكر المفوضة أن تذكر أنهم موافقون للسلف الصالح في عدم تفسير بعض الألفاظ الواردة بالنص والمتعلقة بذات الله تعالى، وأن أصلهم في هذه الموافقة، أو المخالفة ليست هي أصل السلف الصالح، وأنهم تكلموا في أشياء خالفوا فيها السلف الصالح، وبهذا يفترقان ولا يجتمعان أصلاً، ولا يكون السلف هم سلف المفوضة المدعين على سلف الأمة كذباً، فتنبه لهذا الأمر وهذه النسبة حتى لا تقع في الخطأ والخلط.
فحقيقة المفوضة أنهم أشعرية تحيلوا بحيلة باردة وقالوا أن المعنى في بعض الألفاظ الواردة بالنص لا يعلم معناها فراراً من تشنيع خصومهم في باب الأسماء والصفات، فمن عدم التحقيق وركوب الخطأ أن تنسب المفوضة إلى مذهب السلف من الصحابة والتابعين، وفي هذا جور، وعقوق لخيار الأمة.
أما القسم الثاني فهو: الألفاظ الشرعية باعتبار تعلقها بأمر غيبي، أو مشاهد أو محسوس.
وهذا القسم على ضربين:
الضرب الأول: اللفظ الشرعي المتعلق بأمر غيبي.
وهذا يدخل تحته ما ذكرنا من الألفاظ المتعلقة بذات الله تعالى، وكذلك ما تعلق بأمر غيبي لم نشاهده أو نحسه، ومن ذلك ما يجري في الآخرة من أمور نعيم، أو عذاب، فكل ذلك لا ندري حقيقته أصلاً، ومن زعم أنه يعلم هذه الحقيقة فقد كذب؛ لأننا لم نر من ذلك شيئاً، وإنما رأينا بعض ما يشبه ما علمنا أنه يكون في الآخرة، كالجنة، وهي البستان عندنا، وهي بخلاف ذلك، على قاعدة: ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فنؤمن بها كما جاءت ولا نفسر حقيقيتها وماهيتها ألبتة، وهي من جملة ما يجب الإيمان به، أي التصديق به وإن لم نشاهده أو نحسه.
وبهذا التقسيم تتحصل على بيان ما يرد في النصوص الشرعية من ألفاظ، وكيف نفسرها، ومتى نقبل التفسير، ومتى نرده، ومتى ندعي معرفتنا تفسير اللفظ، ومتى ندعي عدم معرفتنا للمعنى، أما ما عدا ذلك فهو إما خطأ، وقد وقع في هذا الخطأ كبار، نسأل الله لهم المغفرة والرحمة، وإما أن يقع ذلك جهلاً من قائله، وتقليداً لمن أخطأ، وهذا لا يعتد بقوله، وهو آثم لأنه يقلد غيره فيما لا يحققه، وينسب لله تعالى ما لم يأمره به، فجزاؤه من الله تعالى ما يستحق.
فمن زعم بعد هذا أن الألفاظ المتعلقة بذات الله تعالى معلوم معناها فليذكر برهان ذلك، ولا يردد قول بعض من لم يحقق ما يتكلم فيه ويقول: القرآن نزل بلسان عربي مبين! فقد بيّنا أن اللغة لا تعرف شيء لم تره ولم تحسه، وأن مدعي ذلك كاذب على اللغة العربية وعلى كل لغة يدعي فيها ذلك، وهذا حقه أن يتعلم ثم يتكلم.
وكذلك لا تردد قول من يقول: كيف يخاطب الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بشيء لم يعرفوا معناه؟! مستنكراً للوهم الذي دخل عقلك.
فالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم قد خاطبهم الله تعالى بشيء لم يروه، ولم يعرفوه، وكذلك قبلتموه، كما قلنا من أمور الغيب التي تكون يوم القيامة، كالنار، والجنة، والحساب، والصراط، والميزان، وغيرها مما ورد ولا يعرف أحد حقيقته وماهيته، أو كيفيته، فإن كنت تقر بأن هذا لم يعرفه النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يعرفه أصحابه رضي الله عنهم، فأنت متلاعب متناقض، حين تثبت أن هناك ألفاظ وردت لا يعرف النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه حقيقتها وماهيتها وكيفياتها، ثم تنكر ههنا ما تقر به تحكماً بالباطل، وكذلك نزيدك من الحروف المقطعة، ونزيدك الملائكة الذين لم نرهم، فكيف تؤمن ببعض الكتاب وتستنكر بعضه لتقرير ما تلقيته من شيوخك وهو خطأ ظاهر البيان؟! نسأل الله السلامة من ذلك.
الضرب الثاني: اللفظ الشرعي المتعلق بأمر محسوس مدرك بالعقل.
فهذه الألفاظ إن طلبنا منا العمل أو الإيمان: فهو كما أمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، والأمر المحسوس هو ما تعتمد معرفته على أداوت الحس، كالنظر، والشم، والذوق، واللمس، والسمع، وكذلك ما يدرك من بديهية العقل، فكل ذلك يجب العمل به إن جاء به نص، وكذلك الإيمان والتصديق بها إن كان ما يخبر به النص قد حصل في زمن ليس هو زماننا، وإنما حصل في زمن الصحابة، أو التابعين، أو كل زمن لم ندرك أهله من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
هذا آخر ما حررناه باختصار شديد غير مخل إن شاء الله تعالى، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين.
كتبه
محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن جاسم التميمي
ابن تميم الظاهري
باحث إسلامي في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت -
... المصدر ... http://www.aldahereyah.net/forums/showthread.php?t=906
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[01 Sep 2006, 02:52 م]ـ
للرفع ... رفع الله قدركم
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[18 Nov 2009, 09:19 م]ـ
يرجى النقل إلى قسم: الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن(/)
من منا يفعل مثل العلامة الطوفي ـ رحمه الله ـ؟!
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[26 Aug 2006, 07:25 م]ـ
الحمد لله وحده، وصلى الله على من لا نبي بعده محمد وآله وسلم تسليما. أما بعد:
فهذا موقف بديع أعجبني قرأته في شرح مختصر الروضة للعلامة أبي الربيع الطوفي ـ رحمه الله ـ 1/ 109 قال:
ولقد طالما نظرت في كتب الفضلاء، فإذا رأيت فائدة مستغربة، أو حل أمر مشكل، أقرأ لمصنف الكتاب شيئا من القرآن، وأجعل له ثوابه على مذهبنا في ذلك، وإن كان المصنف ممن لا يعتقد وصوله. اهـ
ما أحوجنا اليوم إلى مثل هذا الخلق العظيم من شكر من نتعلم منه، ونستفيد من كتبه.
ليس المطلوب أن نفعل هذه الصورة التي اختارها الطوفي جوازها؛ بل المطلوب هو شكره عليها، ودعاء الله له، فـ {هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}.
لكن المؤسف أنك ترى من طلبة العلم اليوم ـ خصوصا ممن اتخذ صناعة التحقيق له حِرفة ـ يتكئ على عمل غيره ممن سبقه من المحققين والعلماء، ويستفيد منهم أعظم استفادة، لكنّ جزاءهم عنده = ليس الدعاء والثناء، بل إبراز ما قد يظهر لهم من وهم، وتعظيم ونشر ما قد يقع له من غلط، واتخاذه سلما يصعد به على أكتافهم، ثم لم يكفه هذا حتى زين له قرينه حسن عمله، وسماه له: غيرة على كتب التراث، أو نصحا للأمة! (1)
فجمع بين نكران الجميل، وتتبع عورة أخيه المسلم، ثم أخرجها بصورة عمل صالح، ونسي أو تناسى أن الله {يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ} وهو له بالمرصاد، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}.
-----------------
(1) ولا يفهم من هذا السكوت عن الأغلاط مطلقا، لا؛ بل البيان مطلوب لكن على وجه النصيحة.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 Aug 2006, 08:51 م]ـ
جزاك الله خيرا أيها الشيخ الفاضل؛ فما أعظمَ فوائدَك!
وهذه سنة حسنة لأهل العلم رحمهم الله تعالى؛ كما كان الإمام أحمد يدعو لخمسة منهم الشافعي رحمه الله!
وقال عبد الرحمن بن مهدي: لما نظرت الرسالة للشافعي أذهلتني لأنني رأيت كلام رجل عاقل فصيح ناصح فإني لأكثر الدعاء له.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[29 Aug 2006, 04:06 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي الشيخ المبارك فقد جملت ما كُتب بما ذكرت نفع الله بكم، وأسأل الله أن يهدينا وإخواننا بهداه ويجنبنا طرق الغواية.
ـ[خادمة القرآن]ــــــــ[30 Aug 2006, 04:23 ص]ـ
نفع الله بكم وبما أفدتم، وجعل الله ذلك في موازيم حسناتكم.
لكن: ألا يعتبر السكوت على أخطاء بعض المحققين الذين تكثر أخطاءهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ويتمادون في سرعة التحقيق والتخريج ليكون لهم السبق في إخراج الكتب؛ من خيانة العلم وأهله؟! إذ لابد عليهم من توضيح الخطأ والمزلق الذي وقع فيه المحقق وهذا من الغيرة على التراث وحفظ العلم من أن يدخل فيه ماليس منه،
ولا أظن أن في هذا المنتدى من يسعى لتخطئة الناس ليشتهر بل هو من نصيحة المسلمين، لأننا مع الأسف الشديد نجد كثير من الأقوال التي تخالف ما تعلمناه ولكن نحتاج إلى أهل التخصص في كل فن لكي يفرزوا لنا ما كان صحيحا محضا وما كان فيه مأخذ على المحقق. ولا ندعي العصمة لكل أحد.
ولكن هذا لا يمنع أن ندعو لهم كما أفدتم لما أتحفونا به من علم جم وتحقيق كتب كانت مندثرة ولو عملوا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا عمل أحدكم عملاً فليتقنه) لكان أولى.وأظن أن هذا الحديث هو الذي دفع أهل الغيرة على العلم لتصحيح بعض الملاحظات.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[30 Aug 2006, 01:34 م]ـ
بارك الله فيكم سبق القول:
ولا يفهم من هذا السكوت عن الأغلاط مطلقا، لا؛ بل البيان مطلوب لكن على وجه النصيحة.
والكلام ليس مخصصا لأهل المنتدى بل هو عام لكل من يقرأ، وهو منشور في عدد من المواقع.(/)
مبارك للدكتور الحبيب عبد الرحيم الشريف
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[27 Aug 2006, 07:11 م]ـ
ألف ألف ألف مبارك
لقد تمت المناقشة يوم السبت الساعة العاشرة 26/ 8 / 2006 وحصل أخونا الكريم عبد الرحيم على الدكتوراه بعد مناقشة حامية الوطيس .. في موضوعه // القرآن الكريم في مواقع الإنترنت العربية // ونرجو له مستقبلاً حافلاً بالعطاء والثراء في خدمة دينه أمته ...
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[27 Aug 2006, 10:26 م]ـ
مبارك للأخ عبدالرحيم، ونسأل الله له التوفيق والسداد.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[28 Aug 2006, 12:02 ص]ـ
أبارك لأخي الكريم الدكتور عبد الرحيم , واسأل الله له الإعانة والتوفيق في مشواره العلمي , ولعله يتحفنا بخلاصة رسالته هنا.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[28 Aug 2006, 06:26 ص]ـ
مبارك للدكتور عبد الرحيم، وأسأل الله أن يجعلها عونًا له على طاعته، وان يوفقه لإفادة أمته، وأن تكون بداية المشوار لمستقبل مشرق.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Aug 2006, 02:32 م]ـ
بارك الله لكم أخي الكريم عبدالرحيم وجعلها الله عوناً لكم على طاعة الله.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[28 Aug 2006, 05:02 م]ـ
مبارك للأخ عبد الرحيم ونسأل الله أن تكون عوناً له على طاعته , ونسأل الله له دوام الخير في الدين والدنيا.
ـ[الديبو]ــــــــ[28 Aug 2006, 11:04 م]ـ
أجمل التهاني للأخ عبد الرحيم بمناقشة رسالته للدكتوراه، وأعانه الله تعالى في جهوده المستقبلية في خدمة القرآن والدفاع عنه، وجعله جنديا من جنود الإيمان.
د. ابراهيم الديبو
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[04 Sep 2006, 12:19 م]ـ
مبارك يا اخ عبد الرحيم واسال الله تعالى ان ينفعك وينفع بك
ـ[مرهف]ــــــــ[04 Sep 2006, 06:24 م]ـ
أضم صوتي للمباركة وأسأل الله أن يجعل هذه الرسالة حجة لأخينا عبد الرحيم يوم القيامة ونسأل الله له دوام طلب العلم.
ـ[نورة]ــــــــ[05 Sep 2006, 12:32 ص]ـ
أَسْعَدَنَا نَبَأُ الْمَوْهِبَةِ الْمُتَجَدِّدَةِ لَدَيْكُمْ، وَالنِّعْمَةِ الُْمُسْبَغَةِ عَلَيْكُمْ
فَهَنِيئَاً لَكُمْ هَذِهِ الْمَنْزِلَةِ الْمَنِيفَةِ، وَالرُّتْبَةِ الشَّرِيفَةِ
وَلْتَكُنْ مَدْرَجَةً تَرْتَقِي مِنْهَا إِلَى مَدَارِجَ، وَمَعْرَجَةً تَرْتَفِعُ فِيهَا إِلَى مَعَارِجَ
وَاللهُ تَعَالَى يَزِيدُكُمْ عُلُوَّاً، وَيُضَاعِفُ مَحَلَّكُمْ سُمُوَّاً، ويَنْفَعُ بِكُمْ الإِسْلامَ وَالْمُسْلِمِينَ.
إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ.
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[06 Sep 2006, 01:55 م]ـ
نبارك للاخ الدكتور عبد الرحيم، ونسأل الله تعالى ان يعلي مكانه عنده، وآمل من الاخ الدكتور ان يدلنا على طريقة الحصول على نسخة منها
ـ[بنت السنة الطاهرة]ــــــــ[16 Sep 2006, 03:19 م]ـ
أسأل الله العظيم أن يتم نعمه عليكم ويزيدكم حرصاً وعملاً لهذا الدين ....(/)
البحر الميت هل هو مقر قوم لوط؟؟
ـ[القندهاري]ــــــــ[28 Aug 2006, 02:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل منطقة البحر الميت أو الغور في الأردن هي موقع قوم لوط وهل هناك دليل قطعي على ذلك؟
وهل يجوز أن نذهب ونجلس في مثل هذه المواقع وكذلك نستطيع أن نصلي فيها؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجزاكم الله كل خير ومع جزيل الشكر
الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد أرسل الله جل وعلا لوطاً عليه السلام إلى قومه، وكانوا يسكنون سدوم وعمورة. قال تعالى: (وَإِنَّ لُوطاً لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغَابِرِينَ ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ) [الصافات:133 - 138].
وقال تعالى: (وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ) [الحجر:67].
جاء في تفسير الجلالين، وأهل مدينة سدوم هم قوم لوط. .
وقال ابن كثير: فبعثه الله إلى أهل سدوم، وما حولها من القرى يدعوهم إلى الله عز وجل، ويأمرهم بالمعروف، وينهاهم عما كانوا يرتكبونه من المآثم والمحارم، والفواحش التي اخترعوها لم يسبقهم أحد من بني آدم، ولا غيرهم. أ. هـ.
قال تعالى: (فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا) [هود: 82].
قال ابن كثير وغيره (جعلنا عاليها) وهي سدوم (سافلها)، وقال في تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ) [الحجر:76].
أي وإن قرية سدوم التي أصابها ما أصابها من القلب الصوري، والمعنوي، والقذف بالحجارة حتى صارت بحيرة منتنة خبيثة بطريق مَهْيَع مسالكه مستمرة إلى اليوم.
ومن هنا قال من قال: إن البحر الميت هو مكان خسف قرى قوم لوط، وكما تواطأت كتب التفسير والتاريخ الإسلامي على أن البحر الميت هو مكان الخسف بقرى قوم لوط، فقد نصت على ذلك الكتب التي بأيدي أهل الكتاب، جاء في صحيفة الصنداي تايمز اللندنية في العدد الصادر في نوفمبر عام 1999: إن مدينة سدوم - أكثر المدن إثما في نظر الكتب المقدسة - على وشك أن تستقبل أول زائر لها منذ رحل عنها النبي لوط بسرعة قبل أن تدمر بنيران شديدة منذ 4 آلاف سنة، سيقوم باحث بريطاني في غواصة صغيرة هذا الأسبوع بمغامرة في قاع البحر الميت حيث يعتقد أن بقايا مدينة سدوم ترقد هناك.
وهذه المنطقة، كما هو معروف أكثر منطقة على وجه الأرض انخفاضاً، بل ذكر بعض الباحثين أن الانخفاض فيها يزداد على مر السنين، مما دعا بعض الخبراء إلى الدعوة لإنفاذ البحر الميت عن طريق ضخ مياه البحر الأحمر إليه عبر قناة تسمى بقناة البحرين.
يقول الباحث إلياس سلامة وهو: أستاذ للجيولوجيا بالجامعة الأردنية: إنه في بداية الستينات كان منسوب المياه في البحر الميت 392 متراً تحت سطح البحر، واليوم يبلغ منسوبة 412 متراً تحت سطح البحر.
وبيئة البحر الميت بيئة فريدة تجعل من الصعب أن تعيش فيه كائنات حية إذ ترتفع فيه درجة الملوحة بشدة، حتى إن اللتر الواحد يحتوي على 300 جرام من الملح مقابل 35 في المتوسط من البحار الأخرى.
فإن ثبت قطعاً أن البحر الميت هو مكان خسف قرى قوم لوط، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الدخول على المعذبين ومساكنهم، فضلاً عن الجلوس والصلاة في تلك الأماكن، إلا أن يكون الرجل باكياً، فإن لم يكن باكياً، فلا يدخل عليهم، ولا يمر بديارهم. وروى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين، فلا تدخلوا عليهم لا يصيبكم ما أصابهم " وقد قال صلى الله عليه وسلم ذلك في ديار ثمود قوم صالح، ويلحق بهم كل قوم أهلكوا بعذاب من عند الله، ومنهم قوم لوط، هذا إذا ثبت أن البحر الميت هو مكان عذاب قوم لوط، ولكننا إلى الآن لم نجد ما يشهد لثبوت ذلك، بل الغالب على الظن أن كل ما ورد مما يتصل بهذا الموضوع قد أخذ عن أهل الكتاب، وقد أمرنا أن لا نصدقهم ولا نكذبهم فيما ليس في شريعتنا ما يشهد بصدقه أو كذبه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما دام الأمر كذلك، فإن مثل ذلك لا يثبت به حكم شرعي، بحيث يأخذ البحر الميت حكم ديار ثمود، إلا أن الأورع للمرء أن يبتعد عن الانتفاع بمنتوجات هذا البحر، وعن زيارته، وذلك اتقاءً لمواطن الشبهات. والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
--------------------------------------------------------------------------------
السؤال:
سمعت ان الرسول عليه الصلاة والسلام عندما كان يمر بمنطقة البحر الميت كان يعرض عن رؤية ذلك المكان بسبب غضب الله على أهله .... وأنا أريد الاستفسار عن سؤالين:-
1) سمعت من بعض رجال الدين في الأردن أنه اذا وجد ملح مستخرج من البحر الميت ولآخر مستخرج من هولندا ... أن اشتري من ملح هولندا وذلك لأن منطقة البحر الميت ليست مباركه و اقتداء برسول الله عليه الصلاة والسلام ... ولكن اليس بذلك فائدة لدولة كافرة على مسلمه مثل الأردن.
2) قال لي شخص أن بالقرآن وجدت آيه تقول المسجد الأقصى الذي باركنا حوله وقصد كل المنطقة بما فيها البحر الميت ولكن ذلك لم يقنعني ... أرجو إفادتنا .. وجزاكم الله خيرا
الإجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:
فإن مرور النبي صلى الله عليه وسلم بمنطقة البحر الميت لم يثبت في السنة النبوية ولا في سيرته صلى الله عليه وسلم، فهو كلام غير صحيح. ومنذ أن بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى وفاته لم يخرج باتجاه الشام إلاّ مرتين:
المرة الأولى في الإسراء والمعراج، وكان إسراؤه صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس، ولم يرد - فيما نعلم - أنه مر في حادثة الإسراء بمنطقة البحر الميت.
والثانية في غزوة تبوك - وتبوك تقع قبل منطقة البحر الميت، وهي داخل حدود المملكة العربية السعودية الآن. أما قبل مبعثه، فربما مر عليه الصلاة والسلام بتلك المنطقة عند ذهابه للتجارة بمال خديجة أو عندما سافر مع عمه أبي طالب للتجارة أيضاً.
وقد كان لقريش رحلتان: رحلة الشتاء والصيف، إحداها للشام والأخرى لليمن كما ذكر المفسرون.
ومروره هذا - لو ثبت - لا يتعلق به شيء، لأنه لم يكن قد أوحيَ إليه عليه الصلاة والسلام.
وأما الانتفاع من البحر الميت بالملح ونحوه، فإن البحر الميت منطقة عذاب، وعذب الله فيها قوم لوط عليه السلام،على ما ذكره بعض أهل التفسير، وقد جاء في الأحاديث الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أصحابه أن ينتفعوا بآبار ثمود، لأنها آبار قوم لحقهم عذاب دنيوي بسبب تكذيبهم لنبيهم، فإذا ثبت كونه منطقة عذاب فيمكن أن يقاس هذا على هذا فيقال لا يحل الانتفاع بملح البحر الميت لهذه العلة وهي كونه منطقة عذاب، وليس هذا حكماً قطعياً، وإنما تنبيه إلى مستند من تكلم من أهل العلم في ذلك.
أما كون الملح يأتي من دولة كافرة ويوجد ملح تصنعه الدولة المسلمة، فلا حرج على الإنسان أن يشتري ملح الدولة الكافرة إذا كان أعلى جودة ونحو ذلك. وأما الآية التي استدل بها الشخص وهي قوله تعالى عن المسجد الأقصى (الذي باركنا حوله) فهذا لا يعني عدم نزول العذاب على من عصى الله تعالى في تلك المنطقة، والمفسرون ذكروا أن معنى (باركنا حوله) بالزروع والثمار والخيرات. والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
عبد الله زقيل
zugailam@yahoo.com
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[04 Sep 2006, 12:06 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
على كثرة ما قرات في هذا الباب لم اجد احدا جزم بان البحر الميت الذي يسمى بحيرة لوط هو من آثار الخسف الذي حصل لقوم لوط عليه السلام بل في كتاب جغرافية البحر الميت للاستاذ الدكتور عبد القادر عابد استاذ الجيولوجيا في الجامعة الاردنيه ما ينفي ذلك وكذا نص على النفي مولانا الشيخ فضل عباس في كتابه القيم قصص القران صدق حدث وسمو هدف.
وبناء على ذلك لا ارى اي مسوغ لمنع الناس من الذهاب الى ذلك المكان إذا استوفيت الشرائط الشرعية من الحجاب وعدم الاختلاط المحرم او ما يصاحب الذهاب من حوائل تجعله غير مقبول شرعا وهناك كتاب اسمه اطلس الامكنة في القران لشوقي ابي خليل حيث بين ان منطقة الخسف في منطقة اسمها سدوم وتقع في جنوب البحر الميت ولا علاقة للبحر الميت بما سبق وقد بين ذلك بالرسوم والخرائط التوضيحية. والله اعلم(/)
لقاء منتدى التوحيد مع أ. د.محمد عجاج الخطيب عن (السنة النبوية والشبهات المثارة حولها)
ـ[الجندى]ــــــــ[28 Aug 2006, 02:35 ص]ـ
حينما نذكره فإنما نتكلم عن تاريخ طويل في الدفاع عن السنة النبوية المطهرة وكشف شبهات المغرضين حولها.
إنه عالمنا الكبير أ. د.محمد عجاج الخطيب ذالكم العَلَم المشهور الذي شرفنا مشكورا له بلقاء كريم ندعوكم الآن إليه.
فتفضلوا بأسئلتكم حول:
السنة النبوية المطهرة والرد على الشبهات المثارة حولها
رابط اللقاء
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=6366
ـ[الجندى]ــــــــ[03 Sep 2006, 11:08 ص]ـ
للتذكير
ـ[الجندى]ــــــــ[14 Nov 2006, 03:01 ص]ـ
اجوبة الدكتور محمد عجاج الخطيب على اسئلة اعضاء منتدى التوحيد
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=6366(/)
إنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[بندر الرقابي]ــــــــ[28 Aug 2006, 01:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم في صباح هذا اليوم انتقل إلى رحمة الله والد الشيخ خالد الزريقي - إمام مسجد علي بن المديني - وسوف يصلى عليه عصر هذا اليوم في جامع الراجحي
أسأل الله الكريم رب العرش الكريم أن يتغمد خالي محمد بن صالح الزريقي بفسيح جناته وأن يثبته عند السؤال وأن يجازيه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفواً وغفرانا وأن يجمعنا به ووالديه ووالدينا وجميع المسلمين في جنات النعيم.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[29 Aug 2006, 12:28 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
نسأل الله أن يرحمه ويغفر له وأن يسكنه فسيح جناته
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[29 Aug 2006, 05:57 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Aug 2006, 09:26 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وأحسن عزاء أبناءه وأهله.
ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[31 Aug 2006, 11:05 ص]ـ
نسأل الله له الرحمة ولجميع أبناء الإسلام.
نائل سيد أحمد / القدس الشريف.(/)
حَدِيْث أبي هُرَيْرَةَ في كفارة الإفطار في رَمَضَان: دراسة حديثية فقهية
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[28 Aug 2006, 10:04 م]ـ
الاختلاف في رِوَايَة حَدِيْث أبي هُرَيْرَةَ في كفارة الإفطار في رَمَضَان
اختُلِفَ عَلَى الزهري في رِوَايَة هَذَا الْحَدِيْث، إذ رَوَاهُ بعضهم عن الزهري،
عن حميد بن عَبْد الرَّحْمَان 1، عن أبي هُرَيْرَةَ، أنّ رجلاً أفطر في رَمَضَان، فأمره
رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم أن يكفر بعتق رقبة، أو صيام شهرين متتابعين، أو إطعام ستين
مسكيناً، فَقَالَ: لا أجد فأُتِي رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم بعرق تمر، فَقَالَ: ((خذ هَذَا فتصدق
بِهِ))، فَقَالَ: ((يا رَسُوْل الله! ما أجد أحداً أحوج إِلَيْهِ مني)) فضحك رَسُوْل اللهصلى الله عليه وسلم حَتَّى بدت أنيابه، ثُمَّ قَالَ: ((كُلْهُ)). والذي رَوَاهُ بهذه الرِّوَايَة مالك 2، ويحيى بن سعيد3، وابن جريج4، وأبو5 أويس6، وعبد الله 7 بن أبي بكر 8،
وفليح9 بن سليمان 10، وعمر بن عثمان 11 المخزومي 12، ويزيد 13 بن عِيَاض14، و15 شبل 16، وعبيد الله 17 بن أبي زياد 18، والليث بن سعد في رِوَايَة أشهب بن عَبْد العزيز19 عَنْهُ 20، وسفيان بن عيينة في رِوَايَة نعيم بن
حماد 21 عَنْهُ 22، وإبراهيم بن سعد في رِوَايَة عمار بن مطر 23 عَنْهُ 24، كلهم عن الزهري، بِهِ. وروي مِثْل ذَلِكَ من طريق مجاهد 25 ومُحَمَّد 26بن كعب27، عن أبي هُرَيْرَةَ. وفي هَذِهِ الروايات الكفارة عَلَى التخيير: عتق أو صيام أو إطعام، وخالفهم من هم أكثر مِنْهُمْ عدداً فرووه، عن الزهري، عن حميد بن عَبْد الرَّحْمَان، عن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: ((جاء رجل إِلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: هلكت يا رَسُوْل الله، قَالَ: وما أهلكك؟ قَالَ: وقعت عَلَى امرأتي فِي رَمَضَان …))، وجعلوا الكفارة فِيْهِ مقيدة بالترتيب، والذي رَوَاهُ بهذا اللفظ سُفْيَان بن عُيَيْنَةَ 28، والليث بن سعد 29، ومعمر 30، ومنصور بن المعتمر 31، والأوزاعي 32، وشعيب33، وإبراهيم بن سعد34، وعراك 35 بن مَالِك 36، وعبد الجبار 37 بن عُمَر 38، وعبد الرَّحْمَان 39ابْن المسافر 40، والنعمان 41 بن راشد 42، وعقيل 43، ومُحَمَّد بن
أبي حَفْصَة 44، ويونس45، وحجاج46 بن أرطاة 47، وصالح 48 بن أبي
الأخضر 49، ومُحَمَّد بن إسحاق 50، وعبيد الله بن عُمَر 51، وإسماعيل 52 بن
أمية 53، ومُحَمَّد 54 بن أبي عتيق55، وموسى 56 بن عُقْبَةَ 57، وعبد الله 58بن عيسى 59، وهَبَّار 60 بن عقيل 61، وإسحاق بن يَحْيَى 62 العوضي 63،
وثابت64 بن ثوبان 65، وقرة بن عَبْد الرَّحْمَان 66، وزمعة 67 بن صَالِح 68، وبحر69 السقاء 70، والوليد71 بن مُحَمَّد 72، وشعيب بن خَالِد 73، ونوح 74 بن أبي مريم 75، جميعهم عن الزُّهْرِيّ، بِهِ قَالَ البُخَارِيّ: ((وحديث هَؤُلاَءِ أبين)) 76، وَكَذَلِكَ هَذِهِ اللفظة في رِوَايَة الوليد بن مُسْلِم، عن مالك والليث 77، وفي رِوَايَة حماد بن مسعدة 77 عن مالك 78، وتابع هَذِهِ الروايات هشام بن سعد؛ إلاّ أنَّهُ رَوَاهُ عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هُرَيْرَةَ 79، وروى هَذَا الْحَدِيْث بهذا اللفظ عن أبي هُرَيْرَةَ سعيد بن المسيب80 أيضاً.
وَقَالَ البيهقي: ((ورواية الجماعة، عن الزهري مقيدة بالوطء ناقلة للفظ صاحب الشرع أولى بالقبول لزيادة حفظهم، وأدائهم الْحَدِيْث عَلَى وجهه)) 81.
أثر حَدِيْث أبي هُرَيْرَةَ في اختلاف الفقهاء
اختلف الفقهاء في وجوب الكفارة عَلَى مَن أفطر عامداً بغير الجماع
جمهور الفقهاء 82 يرون وجوب الكفارة عَلَى مَن جامع عامداً في نهار
رَمَضَان؛ وَلَكِنْ حكى العبدري82 وغيره: أن سعيد بن جبير 83، والشعبي84، ومُحَمَّد بن سيرين 85، وقتادة86، والنخعي 87، قالوا: لا كفارة عَلَيْهِ في الوطء أو غيره، وذهب الزيدية إِلَى أنّ الكفارة مندوبة 88.
وَلَكِنَّ الفقهاء اختلفوا في الإفطارِ عامداً في رَمَضَان بغير الجماع، هَلْ يوجِب الكفارة أم لا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فذهب أبو حَنِيْفَةَ 89 إِلَى أنّ الكفارة تجب عَلَى مَن جامع فِي نهار رَمَضَان وَهُوَ صائم وعلى مَن أفسد صومه بأكل أو شرب مَا يتغذى أو يتداوى بِهِ، بمعنى أنّه: متى مَا حصل الفطر بِمَا لاَ يتغذى أو يتداوى بِهِ عادة فعليه القضاء دُوْنَ الكفارة؛ وذلك لأنّ وجوب الكفارة يوجب اكتمال الجناية، والجناية تكتمل بتناول ما يتغذى أو يتداوى بِهِ (90.
في حِيْن ذهب الحسن91، وعطاء 92، والزهري 93، والأوزاعي94، والثوري 95، ومالك 96، وعبد الله بن المبارك97، وإسحاق 98، وأبو ثور99، إِلَى أن مَن أفطر عامداً في رَمَضَان بأكل أو شرب أو جماع، فإنّ عَلَيْهِ القضاء والكفارة؛ وذلك لأنهم استدلوا بظاهر لفظ الْحَدِيْث (أنّ رجلاً أفطر في رَمَضَان) فليس فِيْهِ تخصيص فطر بشيء دُوْنَ الآخر كَمَا يمكن قياس الأكل أو الشرب عَلَى الجماع؛ بجامع مَا بَيْنَهُمَا من انتهاك لحرمة الصوم 100.
وذهب سَعِيد بن المُسَيَّبِ 101، وَالشَّافِعِيّ 102، والصحيح من مذهب أحمد 103، والظاهرية 104، إِلَى عدم وجوب الكفارة عَلَى مَن أفطر عامداً فِي رَمَضَان إلا عَلَى المجامع، وحملوا الإفطار فِي الرِّوَايَة الأولى للحديث عَلَى تقييد الرِّوَايَة الثانية بالجماع فَقَطْ. أما القياس، فَقَدْ قَالَ البغوي: ((يختص ذَلِكَ بالجماع؛ لورود الشرع بِهِ، فَلاَ يقاس عَلَيْهِ سائر أنواع الفطر كَمَا لا يقاس عَلَيْهِ سائر أنواع الفطر؛ كَمَا لا يقاس عَلَيْهِ القيء وابتلاع الحصاة مَعَ استوائهما في بطلان الصوم، ووجوب
القضاء)) 105.
وفي رِوَايَة عن أحمد: أنَّهُ تجب الكفارة عَلَى المجامع في نهار رَمَضَان عامداً أم
ناسياً 106.
ويتفرع عَلَى هَذَا أيضاً
اختلاف الفقهاء في الكفارة هَلْ هِيَ عَلَى الترتيب أَمْ عَلَى التخيير؟
اختلف الفقهاء في تحديد الكفارة عَلَى مَن أفطر عامداً في رَمَضَان هَلْ هِيَ مقيدة بالترتيب أم أنها عَلَى التخيير؟
فذهب أبو حَنِيْفَةَ107، والأوزاعي 108، والثوري 109، وَالشَّافِعِيّ110، وأحمد فِي أصح الرِّوَايَتَيْنِ عَنْهُ 112، إِلَى أنّ الكفارة مقيدة عَلَى الترتيب الوارد فِي الْحَدِيْث، فهي عتق رقبة، فإن لَمْ يجد فصيام شهرين متتابعين 113، فإن لَمْ
يستطع، فإطعام ستين مسكيناً، وَهُوَ مذهب الظاهرية 114، والزيدية 115.
في حِيْن ذهب مالك وأصحابه 116، وأحمد في رِوَايَة عَنْهُ 117 إِلَى أنّ الكفارة عَلَى التخيير، أي: أنَّهُ مخيّر بَيْنَ العتق أو الصيام أو الإطعام بأيِّها كفّر فَقَدْ أوفى، واستدلوا برواية مالك وابن جريج ومَن تابعهم لحديث أبي هُرَيْرَةَ (أمره رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم أن يكفر بعتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكيناً)،
و (أو) هنا تقتضي التخيير، واختار مالك الإطعام؛ لأنَّهُ يشبه البدل من الصيام، فَقَالَ مالك: ((الإطعام أحب إليَّ في ذَلِكَ من العتق وغيره)) 118، وَعَنْهُ في رِوَايَة أخرى – جواباً لسائله –: ((الطعام، لا نعرف غَيْر الطعام لا يأخذ مالك بالعتق ولا بالصيام)) 120.
وذهب الحسن البصري 121 إِلَى التخيير بَيْنَ العتق، ونحر بدنة، واستدل بحديث أرسله هُوَ ((أنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ في الَّذِي وطئ امرأته في رَمَضَان: رقبة ثُمَّ
بدنة)) 122.
وروي عن الشعبي 123، والزهري 124 أنّ مَن أفطر في رَمَضَان عامداً فإنّ عَلَيْهِ عتق رقبة، أو إطعام ستين مسكيناً، أو صيام شهرين متتابعين مَعَ قضاء اليوم. قَالَ ابْن عَبْد البر: ((وفي قَوْل الشعبي والزهري ما يقضي لرواية مالك بالتخيير في هَذَا
الْحَدِيْث)) 125.
...............................................
1 هُوَ أبو إبراهيم حميد بن عَبْد الرحمان بن عوف القرشي الزهري المدني، أخو أبي سلمة بن عَبْد الرحمان: ثقة، توفي سنة (95 ه)، وَقِيْلَ: إنه توفي (105 ه) وغلّطه ابن سعد. الطبقات 5/ 153 و155، والثقات 4/ 146، وتهذيب الكمال 2/ 305 - 306 (1516)، والتقريب (1552).
2 هُوَ في الموطأ (349) برواية مُحَمَّد بن الحسن الشيباني، (30) برواية عَبْد الرَّحْمَان بن القاسم،
(يُتْبَعُ)
(/)
(802) برواية أبي مصعب الزهري، (464) برواية سويد بن سعيد، (815) برواية يَحْيَى الليثي. وأخرجه الشَّافِعِيّ (651) بتحقيقي، وأحمد 2/ 516، والدارمي (1724)، ومسلم 3/ 139
(1111) (83)، وأبو داود (2392)، والنسائي في الكبرى (3115) و (3119)، وابن خزيمة (1943)، والطحاوي 2/ 60، وابن حبان (3523)، والدارقطني 2/ 209، وفي العلل 10/ 236، والبيهقي 4/ 225.
3 أخرجه البُخَارِيّ في التاريخ الصغير 1/ 290، والنسائي في الكبرى (3114).
4 أخرجه أحمد 2/ 273، ومسلم 3/ 139 (1111) (84)، وابن خزيمة (1943)، والطحاوي 2/ 60، والدرقطني في العلل 10/ 236، والبيهقي 4/ 225.
5 هُوَ عَبْد الله بن عَبْد الله بن أويس بن مالك الأصبحي، أبو أويس المدني: صدوق يهم، توفي سنة (67 ه).
انظر: تهذيب الكمال 4/ 179 (3348)،وتاريخ الإسلام:534 وفيات (167ه)،والتقريب (3412).
6 أخرجه الدارقطني 2/ 210، والبيهقي 4/ 226، وزاد في هَذِهِ الرِّوَايَة: ((أنّ رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم أمر الَّذِي يفطر يوماً في رَمَضَان أن يصوم يوماً مكانه))، قَالَ الدارقطني: ((تابعه عَبْد الجبار بن عمر عن ابن شهاب))، وَقَالَ البَيْهَقِيّ: ((ورواه أيضاً عَبْد الجبار بن عَمْرو الأيلي، عن الزهري وَلَيْسَ بالقوي))، ورواية عَبْد الجبار سيأتي تخريجها، كَمَا أنّ هَذِهِ الزيادة موجودة في أحد الطرق عن الليث بن سعد أيضاً كَمَا سيأتي، وفي رِوَايَة هشام بن سعد أيضاً.
7 هُوَ الإِمَام أبو مُحَمَّد عَبْد الله بن أَبِي بكر بن عَمْرو بن حزم الأنصاري: ثقة، توفي سنة (135 ه)، وَقِيْلَ: (130 ه).
تهذيب الكمال 4/ 97 و 98 (3178)، وسير أعلام النبلاء 5/ 314 - 315، والتقريب (3239).
8 ذَكَرَ هَذا الطريق الدارقطني في سننه 2/ 209.
9 هُوَ أَبُو يَحْيَى المدني فليح بن سليمان بن أبي المغيرة الخزاعي، أو الأسلمي ويقال فليح لقب واسمه عَبْدالملك: صدوق كَثِيْر الخطأ، توفي سنة (168 ه).
انظر: الأنساب 2/ 330، وسير أعلام النبلاء 7/ 351، والتقريب (5443).
10 ذَكَرَ هَذَا الطريق الدَّارَقُطْنِيّ في سننه 2/ 209.
11 وَقِيْلَ اسمه عَمْرو بن عثمان بن عَبْد الرحمان بن سعيد القرشي المخزومي، وَقِيْلَ فِيْهِ: عمر بن عثمان، ويقال: إنَّهُ الصواب: مقبول. انظر: تهذيب الكمال 5/ 443 (5000)، والتقريب (5076).
12 أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ في العلل10/ 236.
13 هُوَ أَبُو الحكم المدني يزيد بن عِيَاض بن جعدبة الليثي، كذّبه مالك وغيره، مات في زمن المهدي.
انظر: تهذيب الكمال 8/ 145 (7630)، وميزان الاعتدال 4/ 436، والتقريب (7761).
14 ذَكَرَ هَذَا الطريق الدَّارَقُطْنِيّ في سننه 2/ 209.
15 شبل بن حامد، ويقال ابن خالد، ويقال ابن خليد، ويقال ابن معبد المزني: مقبول.
انظر: التاريخ الكبير 4/ 257، وتهذيب الكمال 3/ 360 (2672)، والتقريب (2736).
16ذَكَرَ هَذا الطريق الدارقطني في سننه 2/ 209.
17هُوَ عبيد الله بن أَبِي زياد الشامي الرصافي؛ صدوق.
انظر: تهذيب الكمال 5/ 35 (4223)، والتقريب (4291).
18 ذَكَرَ هَذا الطريق الدارقطني في سننه 2/ 209، وَقَالَ الدارقطني: ((إلا أنَّهُ أرسله عن الزهري)).
19 الإمام أشهب بن عَبْد العزيز بن داود القيسي، ولد سنة (140 ه)، وَقِيْلَ سنة (150 ه)، وتوفي سنة (204 ه).
انظر: وفيات الأعيان 1/ 238، وتهذيب الكمال 1/ 276 و 277، وسير أعلام النبلاء 9/ 500 و 501.
20 أخرجه النسائي في الكبرى (3115)، وَهُوَ في المدونة الكبرى 1/ 219، قَالَ ابن عَبْد البر: ((وَهُوَ خطأ من أشهب عَلَى الليث، والمعروف فِيْهِ عن الليث كرواية ابن عيينة ومعمر وإبراهيم بن سعد ومن تابعهم)). الاستذكار 3/ 194.
21 هُوَ أَبُو عَبْد الله نُعَيْم بن حماد بن معاوية بن الحارث الخزاعي المروزي نزيل مصر: صدوق يخطئ كثيراً، فقيه عارف بالفرائض، توفي سنة (228 ه).
التاريخ الكبير 8/ 100، وتهذيب الكمال 7/ 350 و 353 (7046)، والتقريب (7166).
(يُتْبَعُ)
(/)
22 كَمَا ذكره الدارقطني في سننه 2/ 209، وفي العلل 10/ 225، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: ((رَوَاهُ نُعَيْم بن حماد، عن ابن عيينة، فتابعهم عَلَى أن فطره كَانَ مبهمَّا، وخالفهم في التخيير)).
23 هُوَ أبو عثمان عمّار بن مطر العنبري الرهاوي: ضعيف لايعتبر بِمَا يرويه إلا للاستئناس.
المجروحين 2/ 189 (839)، والكامل 6/ 137، والضعفاء، للعقيلي 3/ 327.
24كَمَا ذكره الدَّارَقُطْنِيّ في سننه 2/ 209.
25 أخرجه الدارقطني 2/ 190 – 191 وَقَالَ الدارقطني: ((المحفوظ عن هشيم عن إسماعيل عن سالم، عن مجاهد مرسلاً عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وعن الليث، عن مجاهد، عن أبي هُرَيْرَةَ، وليث لَيْسَ بقوي)).
وروي من طريق الليث، عن عطاء ومجاهد، عن أبي هُرَيْرَةَ بنحو رِوَايَة سُفْيَان ومن تابعه، عن الزهري، أخرجه الدار قطني في " العلل " 10/ 246.
ورواه الليث بن أَبِي سليمان، عن مجاهد، عن أبي هُرَيْرَةَ، بِهِ. وجعل الفطر بالمواقعة وخيره بَيْنَ أن ينحر بدنة أو التصدق بعشرين صاعَّا أو واحد وعشرين صاعَّا من تمر، أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ في " العلل " 10/ 247.
26 هُوَ أَبُو حمزة مُحَمَّد بن كعب بن سليم بن أسد القرظي المدني: ثقة عالم، توفي سنة (108 ه)، وَقِيْلَ: (117 ه)، وَقِيْلَ غَيْر ذَلِكَ.
الثقات 5/ 351، وتهذيب الكمال 6/ 489 و 490 (6164)، والتقريب (6257).
27 أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ 2/ 191 من طريق أبي معشر، عن مُحَمَّد بن كعب القرظي، عن أبي هُرَيْرَةَ، بِهِ. وَقَالَ الدارقطني: ((أبو معشر هُوَ نجيح وَلَيْسَ بقوي)). وفي هَذِهِ الرِّوَايَة: ((أن رجلاً أكل في رَمَضَان…)).
28 أخرجه الحميدي (1008)،وابن أبي شيبة (9786)، وأحمد 2/ 241، والبخاري 8/ 180 (6709) و (6711)، ومسلم 3/ 138 (1111) (81)، وأبو داود (2390)، وابن ماجه (1671)، والترمذي (724)، والنسائي (3117)، وابن الجارود (384)، وابن خزيمة (1944)، وأبو عوانة في الجزء المفقود: 143، والطحاوي 2/ 61، وابن حبان (3524)، والدارقطني 2/ 209 – 210، والبيهقي 4/ 221، والبغوي (1752)، قَالَ الدارقطني: ((تفرد بِهِ أبو ثور، عن معلى بن مَنْصُوْر، عن ابن عيينة بقوله: ((وأهلكت)) وكلهم ثقات)). وسيأتي كلام البيهقي عَلَى هَذِهِ الزيادة من طريق الأوزاعي.
وَقَالَ التِّرْمِذِيّ عن حَدِيْث سُفْيَان: ((حَدِيْث أبي هُرَيْرَةَ: حَدِيْث حسن صَحِيْح)).
29 أخرجه البُخَارِيّ 8/ 206 (6821)، ومسلم 3/ 138 (1111) (82)، والنسائي (3116)، وأبو عوانة في الجزء المفقود: 145، والبيهقي 4/ 222 من طرق عن الليث بن سعد بِهِ. ورواه البيهقي 4/ 226 من طريق إبراهيم بن سعد عن الليث، وفيه زيادة: ((اقض يوماً مكانه))، وَقَالَ البيهقي عقب الْحَدِيْث: ((وَكَذَلِكَ رَوَى عن عَبْد العزيز الدراوردي، عن إبراهيم بن سعد، وإبراهيم سَمِعَ الْحَدِيْث عن الزهري، وَلَمْ يذكر عَنْهُ هَذِهِ اللفظة فذكرها الليث بن سعد، عن الزهري. ورواها أيضاً أبو أويس المدني، عن الزهري)) كَمَا مَرَّ توضيحه من طريق أبي أويس، وسيأتي من رِوَايَة عَبْد الجبار بن عمر …
30 أخرجه عَبْد الرزاق (7457)،وأحمد2/ 281،والبخاري 3/ 210 (2600)،و 8/ 180 (6710)، ومسلم 3/ 139 (1111) عقب (84)، وأبو داود (2391)، وأبو عوانة في الجزء المفقود من المسند:143، والدارقطني في العلل 10/ 238،والبيهقي 4/ 222–223.
31 أخرجه البُخَارِيّ 3/ 42 (1937)، ومسلم 3/ 139 (1111) عقب (81)، والنسائي في الكبرى (3118)، وابن خزيمة (1945) (1950)، وأبو عوانة: 144، والطحاوي 2/ 61، والدارقطني 2/ 210، وفي العلل 10/ 239، والبيهقي 4/ 221و222، وابن عَبْد البر في التمهيد 7/ 166 – 167 من طرق عن مَنْصُوْر بِهِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَ ابن حجر: ((قوله: (عن الزهري عن حميد) كَذَا الأكثر من أصحاب مَنْصُوْر عَنْهُ، وكذا رَوَاهُ مؤمل بن إسماعيل عن الثوري عن مَنْصُوْر، وخالفهم مهران بن أبي عمر فرواه عن الثوري بهذا الإسناد فَقَالَ: عن سعيد بن المسيب بدل حميد بن عَبْد الرَّحْمَان. أخرجه ابن خزيمة (1951) والدارقطني في العلل 10/ 239، وَهُوَ قَوْل شاذ، والمحفوظ الأول)). فتح الباري 4/ 173، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: ((ووهم فِيْهِ عَلَى الثوري)) العلل 10/ 228.
32 أخرجه البخاري 8/ 47 (6164)، وأبو عوانة: 145، والطحاوي 2/ 61، وابن حبان (3526) (3527)، والدارقطني 2/ 190، وفي العلل 10/ 238، والبيهقي 4/ 222، وابن عَبْد البر في التمهيد 7/ 173 – 174 من طرق عن الأوزاعي. وأخرجه البَيْهَقِيّ 4/ 227 من طريق مُحَمَّد بن المسيب الأرغياني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عقبة، حَدَّثَنِي أبي، قَالَ ابن المسيب. وحدثني عَبْد السلام يعني: ابن عَبْد الحميد، أَنْبَأَنَا عمر والوليد، قالوا: أَنْبَأَنَا الأوزاعي، حَدَّثَنِي الزهري وزاد في الرِّوَايَة ((فَقَالَ: يا رَسُوْل الله هلكت وأهلكت))، وَقَالَ البَيْهَقِيّ عقب الْحَدِيْث: ((ضعف شَيْخُنَا أبو عَبْد الله الحَافِظ – رَحِمَهُ اللهُ – هَذِهِ اللفظة، وأهلكت وحملها عَلَى أنها أدخلت عَلَى مُحَمَّد بن المسيب الأرغياني، فَقَدرَوَاهُ أبو عَلِيّ الحَافِظ، عن مُحَمَّد بن المسيب بالإسناد الأول دُوْنَ هَذِهِ اللفظة. ورواه العباس بن الوليد، عن عقبة بن علقمة دُوْنَ هَذِهِ اللفظة ورواه دحيم وغيره عن الوليد بن مُسْلِم دونها ورواه أصحاب الأوزاعي كافة عن الأوزاعي دونها، وَلَمْ يذكرها أحد من أصحاب الزهري، عن الزهري إلاّ ما روي عن أبي ثور، عن معلى بن مَنْصُوْر، عن سُفْيَان بن عيينة، عن الزهري، وَكَانَ شَيْخُنَا يستدل عَلَى كونها في تِلْكَ الرِّوَايَة أيضاً خطأ بأنه نظر في كتاب الصوم تصنيف المعلى بن مَنْصُوْر بخط مشهور فوجد فِيْهِ هَذَا الْحَدِيْث دُوْنَ هَذِهِ اللفظة، وإن أصحاب سُفْيَان كافة رووه عَنْهُ دونها، والله أعلم)).
33 أخرجه البُخَارِيّ 3/ 41 (1936)، وأبو عوانة: 145، والطحاوي 2/ 61، وابن حبان (3529)، والدارقطني في العلل 10/ 237، والبيهقي 4/ 224.
34 أخرجه الدارمي (1723)، والبخاري 7/ 86 (5368)، و8/ 29 (6087)، وأبو عوانة: 142
و146.
35 عراك بن مالك الغفاري المدني، ثقة فاضل، توفي في خلافة يزيد بن عَبْد الملك.
تهذيب الكمال 5/ 149 و150 (4482)، والكاشف 2/ 16 - 17 (3765)، والتقريب (4549).
36 أخرجه النسائي في الكبرى (3119)، وأبو عوانة: 146، وابن حبان (3525)، والدارقطني في العلل 10/ 236، وابن عَبْد البر في التمهيد 7/ 165 – 166.
37 هُوَ أَبُو عمر عَبْد الجبار بن عمر الأيلي القرشي الأموي، مولى عثمان بن عفان: ضعيف.
تهذيب الكمال 4/ 342 (3683)، والكاشف 1/ 612 (3086)، والتقريب (3742).
38أخرجه أبو عوانة: 145، والبيهقي 4/ 226، وفيه زيادة: (واقضِ يوماً مكانه).
39 عَبْد الرحمان بن خالد بن مسافر، ويقال اسم جده ثابت بن مسافر، أَبُو خالد ويقال أبو الوليد الفهمي المصري: صدوق، مات سنة (127 ه).
40 أخرجه الطحاوي 2/ 60.
41 هُوَ أبو إسحاق الرَّقي النعمان بن راشد الجَزري، مولى بني أمية: صدوق سيئ الحفظ.
انظر: الثقات 7/ 532، وتهذيب الكمال 7/ 345 (7035)، والتقريب (7154).
42 أخرجه أبو عوانة: 145، والطحاوي 2/ 61.
43 أخرجه ابن خزيمة (1949)، وأبو عوانة: 145، والدارقطني في العلل 10/ 237.
44 أخرجه أحمد 2/ 516، وأبو عوانة: 145، والطحاوي 2/ 61، والدارقطني 2/ 210 وفي العلل 10/ 241 من طرق عن مُحَمَّد بن أبي حفص، وروي من طريق عَبْد الوهاب بن عطاء عن مُحَمَّد بن أبي حفصة، عن الزهري، عن أبي سلمة بدلاً من حميد بن عَبْد الرَّحْمَان أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ في العلل 10/ 241، وَقَالَ ابن حجر: ((والمحفوظ عن ابن أبي حفصة كالجماعة)). فتح الباري 4/ 163، وانظر: علل الدَّارَقُطْنِيّ 10/ 230.
45 أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ في العلل 10/ 237، و البَيْهَقِيّ 4/ 224.
(يُتْبَعُ)
(/)
46 هُوَ الإمام حجاج بن أرطأة بن ثور بن هبيرة،أبو أرطأة النخعي الكوفي: صدوق كَثِيْر الخطأ والتدليس، توفي سنة (145 ه).
سير أعلام النبلاء 7/ 68 و 73، والكاشف 1/ 311 (928)، و التقريب (1119).
47 أخرجه أحمد 2/ 208، وأبو عوانة: 147، والدارقطني 2/ 190، وفي العلل10/ 238، والبيهقي4/ 226.
48 صالح بن أبي الأخضر اليمامي مولى هشام بن عَبْد الملك نزل بالبصرة: ضعيف يعتبر به، توفي بَعْدَ سنة (140 ه).
انظر: تهذيب الكمال 3/ 418 (2781)، وسير أعلام النبلاء 7/ 303، والتقريب (2844).
49 أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ في العلل 10/ 240 من طريق صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن حميد بن
عَبْد الرحمان، وأبي سلمة، عن أبي هُرَيْرَةَ، بِهِ. وانظر: علل الدَّارَقُطْنِيّ 10/ 230.
50 ذَكَرَ هَذَا الطريق الدَّارَقُطْنِيّ في سننه 2/ 209، وذكر ابن حجر أن هَذِهِ الرِّوَايَة عِنْدَ البزار.
51 ذَكَرَ هَذَا الطريق الدَّارَقُطْنِيّ في سننه 2/ 209.
52 إسماعيل بن أمية بن عَمْرو الأموي، ثقة ثبت، مات سنة (144 ه)، وَقِيْلَ قبلها.
انظر: التاريخ الكبير 1/ 345، وتهذيب الكمال 1/ 221 و 222 (419)، والتقريب (425).
53 ذَكَرَ هَذَا الطريق الدَّارَقُطْنِيّ في سننه 2/ 209.
54 هُوَ مُحَمَّد بن عَبْد الله بن أبي عتيق القرشي التيمي المدني: مقبول.
تهذيب الكمال 6/ 386 (5964)، والكاشف 1/ 189 (4974)، والتقريب (6047).
55 ذَكَرَ هَذَا الطريق الدَّارَقُطْنِيّ في سننه 2/ 209.
56 الثقة الفقيه أبو مُحَمَّد المدني موسى بن عقبة بن أَبِي عياش الأسدي مولى آل الزبير ثقة فقيه إمام في المغازي،توفي سنة (141 ه).
انظر: تهذيب الكمال 7/ 271 (6876)، وتاريخ الإسلام: 499 وفيات (141 ه)، والتقريب (6992).
57ذَكَرَ هَذَا الطريق الدَّارَقُطْنِيّ في سننه 2/ 209.
58عَبْد الله بن عيسى بن عَبْد الرحمان، أبو مُحَمَّد الكوفي: ثقة، توفي سنة (230 ه).
انظر: تهذيب الكمال 4/ 235و236 (3460)،وميزان الاعتدال 2/ 470 (4495)،والتقريب (3523).
59ذَكَرَ هَذَا الطريق الدَّارَقُطْنِيّ في سننه 2/ 209.
60 هبّار بن عقيل بن هبيرة الحراني الحضرمي، يروي عن الزهري.
المؤتلف والمختلف 3/ 1580 و 4/ 2303، والإكمال 7/ 310، تبصير المنتبه 4/ 1448.
61ذَكَرَ هَذَا الطريق الدَّارَقُطْنِيّ في سننه 2/ 209.
62 إسحاق بن يَحْيَى بن علقمة الكلبي، الحمصي العوضي: صدوق.
انظر: تهذيب الكمال 1/ 202 (384)، وميزان الاعتدال 1/ 204، والتقريب (391).
63ذَكَرَ هَذَا الطريق الدَّارَقُطْنِيّ في سننه 2/ 209.
64 هُوَ ثابت بن ثوبان العنسي الشامي الدمشقي، والد عَبْد الرحمان بن ثابت: ثقة.
تهذيب الكمال 1/ 404 (798)، والكاشف 1/ 281 (682)، والتقريب (811).
65ذَكَرَ هَذَا الطريق الدَّارَقُطْنِيّ في سننه 2/ 209.
66ذَكَرَ هَذَا الطريق الدَّارَقُطْنِيّ في سننه 2/ 209.
67 أبو وهب زمعة بن صالح الجندي اليماني، سكن مكة: ضعيف.
انظر: تهذيب الكمال 3/ 31 (1988)، وميزان الاعتدال 2/ 81، والتقريب (2035).
68ذَكَرَ هَذَا الطريق الدَّارَقُطْنِيّ في سننه 2/ 209.
69 بحر بن كنيز الباهلي، البصري، أَبُو الفضل المعروف بالسقاء؛ لأنَّهُ كَانَ يسقي الحجاج في المفاوز: ضعيف، مات سنة (160 ه).
تهذيب الكمال 1/ 327و328 (628)،وميزان الاعتدال 1/ 298 (1127)، والتقريب (637).
70هَذَا الطريق ذكره الدَّارَقُطْنِيّ في سننه 2/ 209.
71الوليد بن مُحَمَّد الموقري، أبو بشر البلقاوي، والموقر حصن بالبلقاء: متروك، مات سنة (182 ه).
التاريخ الكبير 8/ 155 (2542)، وتهذيب الكمال 7/ 483 و 485، والتقريب (7453).
72هَذَا الطريق ذكره الدَّارَقُطْنِيّ في سننه 2/ 209.
73هَذَا الطريق ذكره الدَّارَقُطْنِيّ في سننه 2/ 209.
74أبو عصمة نوح بن أبي مريم المروزي، القرشي مولاهم، يعرف بالجامع؛ لجمعه العلوم: كَانَ يضع الْحَدِيْث، توفي سنة (173 ه).
الكامل 8/ 292، وتهذيب الكمال 7/ 368 و 369 (7090)، والتقريب (7210).
75هَذَا الطريق ذكره الدَّارَقُطْنِيّ في سننه 2/ 209. . وَقَالَ الدارقطني: ((وغيرهم)).
76التاريخ الصغير 1/ 290.
(يُتْبَعُ)
(/)
77 ذكره ابن عَبْد البر في التمهيد 7/ 162، وَقَالَ: ((هكذا قَالَ الوليد، وَهُوَ وهم مِنْهُ عَلَى مالك، والصواب: عن مالك ما في الموطأ: أن رجلاً أفطر فخيره النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أن يعتق أو يصوم أو يطعم)).
78 هُوَ أَبُو سعيد البصري حماد بن مسعدة التميمي: ثقة، توفي سنة (202 ه).
انظر: سير أعلام النبلاء 9/ 356، وتاريخ الإسلام: 130 وفيات (202 ه)، والتقريب (1505).
79 أخرجه البيهقي 4/ 225 – 226، وَقَالَ: ((وَقَدْ رَوَى حماد بن مسعدة هَذَا الْحَدِيْث عن مالك، عن الزهري نحو رِوَايَة الجماعة)).
80قَالَ ابن حجر: ((وخالفهم هشام بن سعد، فرواه عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هُرَيْرَةَ أخرجه أبو داود وغيره، قَالَ البزار، وابن خزيمة، وأبو عوانة: أخطأ فِيْهِ هشام بن سعد)). وانظر: صَحِيْح ابن خزيمة 3/ 224، ومسند أبي عوانة الجزء المفقود: 146، والكامل لابن عدي 8/ 411، كَمَا أن الرُّوَاة عن هشام بن سعد قدِ اختلفوا في رِوَايَة هَذَا الْحَدِيْث أيضاً فَقَدْ رَوَاهُ ابن أبي فديك، عن هشام بن سعد عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هُرَيْرَةَ: ((قَالَ: جاء رجل إِلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أفطر في رَمَضَان)). أخرجه أبو داود (2393)، وابن عدي في الكامل 8/ 411، والدارقطني 2/ 190، في حِيْنَ رَوَاهُ الْحُسَيْن بن حفص أخرجه ابن خزيمة (1954)، والبيهقي 4/ 226، وأبو عامر العقدي، أخرجه أبو عوانة في الجزء المفقود: 146، والدارقطني 2/ 211 وفي العلل 10/ 241، كلاهما عن هشام بن سعد، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: ((أن رجلاً أتى إِلَى رَسُوْل اللهصلى الله عليه وسلم فحدثه أنَّهُ وقع بأهله في رَمَضَان)).
ورواه سليمان بن بلال، عن هشام بن سعد بالإسناد نفسه، أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ في " العلل " 10/ 241، وابن عَبْد البر في " التمهيد " 7/ 175، وَلَمْ يذكر سبب الإفطار ولكنه جعل الكفارة عَلَى الترتيب.
ورواه الدَّارَقُطْنِيّ في " العلل " 10/ 242 من طريق أَبِي نُعَيْم، عن هشام بن سعد، عن الزهري، عن أبي سلمة، بِهِ مرسلاً. وفي جَمِيْع الروايات عن هشام زيادة: أن رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يصوم يوماً مكانه.
81 أخرجه أحمد 2/ 208، وابن ماجه (1671)، وابن خزيمة (1951)، والدارقطني 2/ 190، وفي العلل 10/ 245، والبيهقي 4/ 225 و 226.
82 السنن الكبرى 4/ 225.
83 انظر: الجامع الكبير للترمذي 2/ 95، والمجموع 6/ 344.
84 هُوَ الإمام الناقد، أَبُو عامر مُحَمَّد بن سعدون بن مُرجّى بن سعدون القرشي العبدري الميورفي المغربي الظاهري، توفي سنة (524 ه). انظر: سير أعلام النبلاء 19/ 579 و 583، وتاريخ الإسلام: 103 وفيات (524 ه)، ومرآة الجنان 3/ 177.
85 انظر: الحاوي الكبير 3/ 276، والمغني 3/ 55، والمجموع 6/ 344.
86انظر: الحاوي الكبير 3/ 276، والمغني 3/ 55، والمجموع 6/ 344.
87انظر: المحلى 6/ 188.
88 انظر: المجموع 6/ 344.
89 انظر: الحاوي الكبير 3/ 276، والمغني 3/ 55، والمجموع 6/ 344.
90 انظر: البحر الزخار 3/ 249 و 254، والسيل الجرار 2/ 120.
91 انظر: بدائع الصنائع 2/ 97 – 98، والهداية 1/ 124، والاختيار لتعليل المختار 1/ 131، وتبيين الحقائق 1/ 327، ورد المحتار 2/ 409.
92 انظر: المبسوط 3/ 138.
93 انظر: المجموع 6/ 330.
94 كَذَلِكَ.
95 كَذَلِكَ.
96 كَذَلِكَ، وانظر: فقه الأوزاعي 1/ 389.
97 انظر: الجامع الكبير للترمذي 2/ 95، والمجموع 6/ 330.
98 انظر: المدونة الكبرى 1/ 218 و 220، والتمهيد 7/ 162، والاستذكار 3/ 194، والمنتقى 2/ 52، وبداية المجتهد 1/ 221، والقوانين الفقهية: 117–118، وأسهل المدارك إِلَى فقه الإمام مالك 1/ 421.
99انظر: الجامع الكبير 2/ 95.
100 انظر: الجامع الكبير 2/ 95، والمجموع 6/ 330.
101 انظر: المجموع 6/ 330.
102 انظر: فتح الباري 4/ 165.
103 وَهُوَ ما استنتجه الدكتور هاشم جميل من الروايات عن سعيد بن المسيب.انظر: فقه سعيد 2/ 216.
104 انظر: الأم 2/ 100 – 101، والحاوي الكبير 3/ 276 و 289، والتهذيب 3/ 167 و 170، والمجموع 6/ 329 و 644، وروضة الطالبين 2/ 377.
(يُتْبَعُ)
(/)
105انظر: مسائل الإمام أحمد، برواية أبي داود: 93، وبرواية ابن هانئ 1/ 128 (621) و 1/ 129 (630) و 1/ 133 (654)، وبرواية عَبْد الله بن أحمد 2/ 655 (884)، والروايتين والوجهين: 47/ أ، والمقنع: 64، والمغني 3/ 55، والمحرر 1/ 229.
106 انظر: المحلى 6/ 185.
107التهذيب 3/ 170، وكذا ورد النص في المطبوع مِنْهُ!! وأظن أنّ فِيْهِ تكراراً.
108 انظر: الروايتين والوجهين: 47/ أ، والمقنع: 64، والمحرر 1/ 229.
109 انظر: الهداية 1/ 125، والاختيار لتعليل المختار 1/ 131، وتبيين الحقائق 1/ 328، ورد المحتار 2/ 411.
110 انظر: المغني 3/ 65، والمجموع 6/ 345، وفقه الأوزاعي 1/ 385.
111 انظر: المغني 3/ 65، والمجموع 6/ 345.
112 انظر: الحاوي الكبير 3/ 286، والتهذيب 3/ 167، والمجموع 6/ 345،وروضة الطالبين 2/ 379.
113 انظر: مسائل الإمام أحمد برواية عَبْد الله بن أحمد 2/ 652 (882)، والروايتين والوجهين:
47/ أ، والمغني 3/ 65، وشرح الزركشي 2/ 32.
114 أجمع الفقهاء عَلَى أنّ صيام الشهرين متتابع وَلَكِنْ روي عن ابن أبي ليلى جواز تفريق الصيام؛ وذلك لورود الْحَدِيْث بصيام الشهرين، وَلَمْ يذكر الترتيب. قَالَ ابن عَبْد البر: ((وَقَدْ ذكرنا في التمهيد من ذَكَرَ التتابع في الشهرين بإسانيد حسان)). الاستذكار 3/ 195، وانظر: التمهيد 7/ 162 و 165 و166، والمغني 3/ 66، والمجموع 6/ 345.
115 انظر: المحلى 6/ 197.
116 انظر: البحر الزخار 3/ 349.
117 انظر: الاستذكار 3/ 195، والتمهيد 7/ 162، والمنتقى 2/ 54، وبداية المجتهد 1/ 223، والقوانين الفقهية: 121، وأسهل المدارك 1/ 423.
118 انظر: الرِّوَايَتَيْنِ والوجهين: 47/ أ، والمقنع: 65، والهادي: 54، والمحرر 1/ 230.
119 انظر: الاستذكار 3/ 195.
120 انظر: المدونة الكبرى 1/ 218، والاستذكار 3/ 195.
121 انظر: المحلى 6/ 189 – 190، والمجموع 3/ 345.
122 أخرجه عبد الرزاق (7463) وللحديث طريق آخر مرسل أيضاً، ذكره ابن حزم في المحلى 6/ 190، وَقَالَ النووي: ((حَدِيْث الحسن ضعيف جداً)). المجموع 6/ 345.
123 انظر: الاستذكار 3/ 194، وهذه الرِّوَايَة معارضة لما سبق ذكره عن الشعبي أن لا كفارة في الوطء وغيره.
124 انظر: الاستذكار 3/ 195.
125 كَذَلِكَ. وذكر النووي روايات أخرى عن بَعْض الصَّحَابَة والتابعين والفقهاء في ما عَلَى من أفطر في رَمَضَان عامداً بغير جماع. المجموع 6/ 329 – 330، وانظر: المحلى 6/ 189 – 191.(/)
حديث النهي عن صيام النصف من شعبان: دراسة تعليلية فقهية
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[30 Aug 2006, 05:57 م]ـ
حَدِيْث العلاء بن عَبْد الرحمان 1، عن أبيه 2، عن أبي هُرَيْرَة، أن رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((إذا انتصف شعبان فلا تصوموا)).
أخرجه عَبْد الرزاق 3، وابن أبي شيبة4، وأحمد 4، و الدارمي5، وأبو داود 6، وابن ماجه 7، 8، والنسائي9، والطحاوي 10، وابن حبان 11، والطبراني 12، والبيهقي 13، والخطيب 14، جميعهم من هَذِهِ
الطريق.
قَالَ أبو داود: ((لَمْ يجئ بِهِ غَيْر العلاء، عن أبيه)) 15.
وَقَالَ النسائي: ((لا نعلم أحداً رَوَى هَذَا الْحَدِيْث غَيْر العلاء بن عَبْد الرحمان)) 16.
وَقَالَ الترمذي: ((لا نعرفه إلا من هَذَا الوجه عَلَى هَذَا اللفظ)) 18.
وأورده الحافظ أبو الفضل بن طاهر المقدسي19في أطراف الغرائب
والأفراد 20.
وَقَدْ أنكره الحفاظ من حَدِيْث العلاء بن عَبْد الرحمان:
فَقَالَ أبو داود: ((كَانَ عَبْد الرحمان - يعني: ابن مهدي 21 - لا يحدّث بِهِ. قلت لأحمد: لِمَ؟ قَالَ: لأنَّهُ كَانَ عنده أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يصل شعبان برمضان، وَقَالَ: عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم خلافه)) 22.
وَقَالَ الإمام أحمد: ((العلاء ثقة لا ينكر من حديثه إلا هَذَا)) 23.
وَقَالَ في رِوَايَة الْمَرُّوذِيِّ 24: ((سألت ابن مهدي عَنْهُ فَلَمْ يحدثني بِهِ، وَكَانَ يتوقاه. ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْد الله: هَذَا خلاف الأحاديث الَّتِيْ رويت عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم)) 25.
واستنكره ابن معين أَيْضاً 26.
وزعم السخاوي 27أن العلاء لَمْ يتفرد بِهِ وأنّ لَهُ متابعاً في روايته عن أبيه، فَقَدْ رَوَى الطبراني 28 الْحَدِيْث قائلاً: ((حَدَّثَنَا أحمد بن مُحَمَّد بن نافع، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبيد الله ابن عَبْد الله المنكدري، حَدَّثَنِي أبي، عن أبيه، عن جده، عن عَبْد الرحمان ابن يعقوب الحرقي، عن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: قَالَ رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا انتصف شعبان فأفطروا)).
قَالَ الطبراني عقبه: ((لَمْ يروِ هَذَا الْحَدِيْث عن مُحَمَّد بن المنكدر إلا ابنه المنكدر، تفرد بِهِ ابنه: عَبْد الله)).
والحق أن هَذَا الْحَدِيْث لا يصلح للاستشهاد، فضلاً عن أن يشد عضد رِوَايَة العلاء؛ إذ هُوَ مسلسل بالضعفاء والمجاهيل: بدءاً من شيخ الطبراني وَهُوَ: أحمد بن مُحَمَّد بْن نَافِع، لَمْ أقف لَهُ عَلَى ترجمة، إلا مَا أورده الذهبي فِي ميزان الاعتدال29 وَقَالَ: ((لاَ أدري مَنْ ذا؟ ذكره ابن الجوزي مرة وَقَالَ: اتهموه. كَذَا قَالَ لَمْ
يزد)) 30.
وعبد الله بن المنكدر – المتفرد بهذا الْحَدِيْث –، قَالَ فِيْهِ العقيلي: ((عن أبيه، ولا يتابع عَلَيْهِ)) 31.
وَقَالَ الذهبي: ((فِيْهِ جهالة، وأتى بخبر منكر)) 32. وَقَالَ مرة: ((لا
يعرف)) 33.
والمنكدر بن مُحَمَّد – الَّذِيْ لَمْ يرو هَذَا الْحَدِيْث عن أبيه غيره – قَالَ فِيْهِ أبو حاتم: ((كَانَ رجلاً صالحاً لا يقيم الْحَدِيْث وَكَانَ كثير الخطأ، لَمْ يَكُنْ بالحافظ لحديث أبيه)) 34. وَقَالَ النسائي: ((ضعيف))، وَقَالَ مرة: ((ليس بالقوي)) وبنحوه قَالَ أبو زرعة 35. وَقَالَ ابن حبان: ((قطعته العبادة عن مراعاة الحفظ والتعاهد في الإتقان، فكان يأتي بالشيء الَّذِيْ لا أصل لَهُ عن أبيه توهماً)) 36. وَقَالَ الذهبي: ((فِيْهِ لين)) 37.
وبهذا تبين أن الشاهد غَيْر صالح للاعتبار، فهو جزماً من أوهام المنكدر بن مُحَمَّد. ويبقى الْحَدِيْث من أفراد العلاء بن عَبْد الرحمان، عن أبيه.
قَالَ ابن رجب: ((واختلف العلماء في صحة هَذَا الْحَدِيْث ثُمَّ العمل بِهِ، أما تصحيحه فصححه غَيْر واحد، مِنْهُمْ: الترمذي، وابن حبان، والحاكم، وابن عَبْد البر. وتكلم فِيْهِ من هُوَ أكبر من هؤلاء وأعلم. وقالوا: هُوَ حَدِيْث منكر، مِنْهُمْ: عَبْد الرحمان ابن مهدي، وأحمد، وأبو زرعة الرازي، والأثرم، ورده الإمام أحمد بحديث: ((لا تقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين))، فإن مفهومه جواز التقدم بأكثر من يومين)) 38.
(يُتْبَعُ)
(/)
أثر الْحَدِيْث في اختلاف الفقهاء (حكم صوم النصف الثاني من شعبان)
اختلف الفقهاء في حكم صوم النصف الثاني من شعبان عَلَى النحو الآتي:
أولاً: ذهب قوم إلى كراهة الصوم بَعْدَ النصف من شعبان إلى رمضان. هكذا نقله الطحاوي39 من غَيْر تعيين للقائلين بِهِ. وَهُوَ قَوْل جمهور الشافعية 40. ونقله ابن حزم عن قوم41.
ثانياً: خص ابن حزم 42 - جمعاً بَيْنَ أحاديث الباب – النهي باليوم السادس عشر من شعبان 43.
ثالثاً: ذهب الروياني 44 من الشافعية إلى تحريم صوم النصف الثاني من شعبان45.
رابعاً: ذهب جمهور العلماء إلى إباحة صوم النصف الثاني من شعبان من غَيْر
كراهة 46.
واستدل أصحاب المذاهب الثلاثة الأول بحديث عَبْد الرحمان بن العلاء، عَلَى اختلاف في تحديد نوع الحكم.
وأجاب الجمهور بتضعيف حديثه، وعدم وجود ما يقتضي التحريم أو
الكراهة، بَلْ وجود ما يعضد القَوْل بالاستحباب.
ومذهب الجمهور هُوَ الراجح في عدم الكراهة وجواز صيام النصف الثاني من شعبان لضعف حَدِيْث العلاء وعدم صحته. والأصل الجواز حَتَّى يأتي دليل التحريم أَوْ الكراهة.
..........................................
1 هو أبو شبل العلاء بن عَبْد الرحمان بن يعقوب الحرقي المدني: صدوق ربما وهم، توفي سنة (138 ه). الثقات 5/ 247، وتهذيب الكمال 5/ 526 - 527 (5166)، والتقريب (5247).
2 هُوَ عَبْد الرحمان بن يعقوب الجهني المدني، مولى الحرقة: ثقة من الثالثة.
الثقات 5/ 108 - 109، وتهذيب الكمال 4/ 492 (3985)، والتقريب (4046).
3 في مصنفه (7325).
4في مسنده (9026).
5 في مسنده 2/ 442.
6 الحافظ الإمام، أحد الأعلام، أبو مُحَمَّد عَبْد الله بن عَبْد الرحمان بن الفضل بن بهرام التميمي ثُمَّ الدارمي السمرقندي، ولد سنة (181 ه)، وتوفي سنة (255 ه). الثقات 8/ 364، تهذيب الكمال 4/ 189 (3371)، وسير أعلام النبلاء 12/ 224.
والحديث في سننه (1747) و (1748).
7في سننه (2337).
8 في سننه (1651).
9 في جامعه (738).
10في الكبرى (2911).
11في شرح معاني الآثار 2/ 82.
12 في صحيحه (3590) و (3592)، وفي طبعة الرسالة (3589) و (3591).
13 في الأوسط (6859)، وفي طبعة دار الكتب العلمية (6863).
14 في الكبرى 4/ 209.
15 في تاريخ بغداد 8/ 48.
16 سنن أبي داود 2/ 301 عقب (2337).
17 السنن الكبرى 2/ 172 عقب (2911).
18 الجامع الكبير 2/ 107 عقب (738).
19 الإمام الحافظ الجوال الرحال أبو الفضل مُحَمَّد بن طاهر بن علي بن أحمد المقدسي، من مصنفاته: "أطرف الأفراد"، توفي سنة (507 ه).
تاريخ الإِسْلاَم: 169 وفيات (507 ه)، وسير أعلام النبلاء 19/ 361 و 364، والعبر 4/ 14.
20 5/ 218 (5209).
21 هُوَ الإمام الحافظ الناقد المجود أبو سعيد عَبْد الرحمان بن مهدي العنبري، وَقِيْلَ: الأزدي، مولاهم البصري اللؤلؤي، ولد سنة (135 ه)، وتوفي (198 ه).
طبقات ابن سعد 7/ 297، والعبر 1/ 326، وسير أعلام النبلاء 9/ 192.
22 سنن أبي داود 2/ 301 عقب (2337).
23 نصب الراية 2/ 441.
24 الإمام القدوة أبو بكر أحمد بن مُحَمَّد بن الحجاج المروذي، صاحب الإمام أحمد بن حَنْبَل، ولد في حدود المئتين، وتوفي (275 ه).
طبقات الحنابلة 1/ 57، وسير أعلام النبلاء 13/ 173، والعبر 2/ 60.
25 علل الْحَدِيْث ومعرفة الرجال: 117 - 118 (تحقيق السامرائي).
26سبل السلام 2/ 642، ونيل الأوطار 4/ 260، والفتح الرباني 10/ 207. وصححه الترمذي وابن حبان وابن حزم وابن عساكر وأبو عوانة والدينوري.
انظر: الجامع الكبير (738) وصحيح ابن حبان (3590) و (3592)، والمقاصد الحسنة: 35، والفتح الرباني 10/ 205، وَلَكِنْ أقول: إن تصحيح هَؤُلاَءِ لا يقف عمدة في وجه استنكار ثلاثة من أساطين التعليل والنقد: ابن مهدي، وابن مَعِيْنٍ، وابن حنبل.
27 المقاصد الحسنة: 57.
28 في الأوسط (1957) في طبعة دار الكتب العلمية (1936)، وعزاه السخاوي في مقاصده: 35 إلى البيهقي في الخلافيات.
29 1/ 146 (569).
30ونحوه في المغني في الضعفاء 1/ 57 (448). وانظر: لسان الميزان 1/ 285.
31 الضعفاء الكبير 2/ 303 (880).
32 ميزان الاعتدال 2/ 508.
33ديوان الضعفاء والمتروكين 2/ 69.
34 الجرح والتعديل 8/ 406.
35ميزان الاعتدال 4/ 191.
36المجروحين 3/ 23 - 24.
37الكاشف 2/ 298 (5651).
38 لطائف المعارف: 142.
39شرح معاني الآثار 2/ 82.
40التهذيب 3/ 202، وفتح الباري 4/ 128، إلا أنه نقل عَنْهُمْ المنع، والظاهر أنه أراد بالمنع ما هُوَ الأعم من مفهومها الخاص وَهُوَ التحريم، بقرينة أنه أفرد الروياني ونقل عَنْهُ أنه قَالَ بالتحريم، فلو كَانَ مؤدى العبارتين واحداً لما فصل بينهما.
41 المحلى 4/ 26.
42الإمام البحر، ذو الفنون والمعارف أبو مُحَمَّد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي، من مؤلفاته:
" المحلى " و " الإيصال إلى فهم الخصال " و " الأحكام "، ولد سنة (384 ه)، وتوفي سنة (456 ه).
سير أعلام النبلاء 18/ 184 و 193 و 213، وتاريخ الإِسْلاَم: 403 وفيات (456 ه)، والأعلام 4/ 254.
43المحلى 7/ 25.
44 هُوَ الشيخ أبو المحاسن عَبْد الواحد بن إسماعيل بن أحمد الروياني، صنف الكتب المفيدة مِنْهَا: " حلية المؤمن " و " الكافي "، ولد سنة (415 ه)، وتوفي مقتولاً بجامع آمد سنة (501 ه) أو (502 ه). سير أعلام النبلاء 19/ 260 - 261، وطبقات الشافعية، لابن قاضي شهبة 2/ 287.
45 نقله ابن حجر في الفتح 4/ 129.
46 شرح معاني الآثار 2/ 82، وفتح الباري 4/ 129.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[07 Sep 2006, 12:39 م]ـ
حديث أبي هُرَيْرَة، أن رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((إذا انتصف شعبان فلا تصوموا)).
صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود رقم (2337) 2/ 300، وفي صحيح سنن الترمذي رقم (738) 3/ 115، وفي صحيح الجامع رقم (397)
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[15 Sep 2006, 10:11 ص]ـ
رحم الله الشيخ الألباني(/)
لفتةٌ علميةٌ منهجيةٌ تربويةٌ من سماحة الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله.
ـ[المسيطير]ــــــــ[31 Aug 2006, 12:05 ص]ـ
الإخوة الأفاضل /
أستأذنكم في طرح بعض اللفتات العلمية والتربوية والمنهجية من كلمات وتعليقات
سماحة الإمام
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
رحمه الله تعالى
وهي حريةٌ بالتأمل، والتأمل، والتأمل
أسأل الله تعالى أن يغفرللشيخ ابن باز، وأن يعلي درجته، وأن يصلح ذريته، وأن يوفق تلاميذه وطلابه لإخراج ما عندهم عنه ........
وأن يجمعنا وإياه ووالدينا ومشايخنا في الفردوس الأعلى.
---
قال سماحة الإمام عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله تعالى عند شرحه لكتاب الجامع من بلوغ المرام عند حديث أبي هريرة رضي الله عنه:" لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام .... الحديث"، رواه مسلم.
قال: إنه لا يجوز أن يُبدأ اليهود والنصارى بالسلام لصريح هذا الحديث.
فقال السائل:
عفا الله عنك، يقول الشارح: حُكي عن بعض الشافعية أنه يجوز ابتداءهم بالسلام؟!.
فقال الشيخ رحمه الله تعالى (في قوله شئ من الحِدّة):
وإذا قالوا هم!، يُعتبر كلامهم مع كلام النبي صلى الله عليه وسلم!!؟؟
ثم قال (متأسفا): لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم اهدنا فيمن هديت.
فقال السائل:
هل لهم دليل في هذا؟.
فقال رحمه الله تعالى:
غلط، يمكن ما بلغتهم السّنة، يمكن ما بلغتهم، جهّال، ما بلغتهم السّنة.
فقال السائل:
هذا روي عن ابن عباس رضي الله عنهما!.
فقال الشيخ رحمه الله تعالى:
حتى وإن قالها أبو بكر، تعرف أبو بكر؟!.
ثم قال رحمه الله:
فيه أحد يعدل النبي صلى الله عليه وسلم؟!، أعوذ بالله.
ـ[المسيطير]ــــــــ[31 Aug 2006, 12:09 ص]ـ
قال الشيخُ عمرُ العيد حفظه الله سألتُ سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى قبل مايقارب 18 سنة عن دورات المياه وبرادات المساجد، وأن بعض الكفار يستفيدون منها؟.
فقال الشيخ رحمه الله: لا بأس.
فقال الشيخ عمر: لكن هم كفار ياشيخ ويسرفون في الماء ويضيعونه !
فقال الشيخ رحمه الله: لاتشدد لاتشدد.
يقول الشيخ عمر فما نسيت هذه الفائدة.
ـ[المسيطير]ــــــــ[31 Aug 2006, 12:12 ص]ـ
أيضا من شرح سماحة الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى لكتاب الجامع من بلوغ المرام كان هذا السؤال:
سماحة الشيخ: هل هذا الأسلوب خطا؟.
قال الشيخ رحمه الله: ماهو؟.
قال السائل:
أن يرى الرجل المنكر من جاره أو صاحبه في العمل، فيريد أن يكسب مودته، ثم ينصحه.
فقال رحمه الله تعالى:
لا، ما يصلح، ينكر عليه قبل، متى ماسمع المنكر قال تعالى:" وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ".
ثم قال رحمه الله تعالى:وإن مات قبل ذلك؟!! أ. هـ
أي وإن مات قبل أن تنصح له.
ـ[المسيطير]ــــــــ[31 Aug 2006, 05:03 م]ـ
أيضا من شرح سماحة الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى لكتاب الجامع من بلوغ المرام كان هذا السؤال:
سماحة الشيخ:
ما أحسن ترتيب في يوم القيامة بالنسبة لأحوال الناس؟.
فقال رحمه الله تعالى:
إذا بعثك الله شفتها إن شاء الله، إذا بعثك الله يوم القيامة عرفتها.
رحمه الله رحمة واسعة وجمعنا وإياه في الفردوس الأعلى.(/)
من القائل: لايكن ظنك إلا سيئا
ـ[نورة]ــــــــ[31 Aug 2006, 12:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الإخوة الأفاضل
من قائل هذه الأبيات
ومالمناسبة؟ مع ذكر المصدر؟
مساءة الظن
لا يكن ظنك إلا سيئاً **إن سوء الظن من أقوى الفطن
ما رمى الإنسان في مخمصةٍ****غير حسن الظن والقول الحسن
وجزاكم الله خيراً
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[31 Aug 2006, 01:02 م]ـ
في كتاب (مجمع الحكم والأمثال لأحمد قبش) نُسب هذان البيتان للإمام الشافعي رحمنا الله وإياه ...
والله أعلم بصحة ذلك.
ـ[نورة]ــــــــ[31 Aug 2006, 01:05 م]ـ
جزاك الله خيراً
لكن هل هذه النسبة صحيحة
وأين أجد من تكلم عن ذلك؟
بارك الله فيك
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[31 Aug 2006, 01:07 م]ـ
لا أدري ...
ـ[د. أنمار]ــــــــ[31 Aug 2006, 02:39 م]ـ
وحاشاه
ـ[منصور مهران]ــــــــ[31 Aug 2006, 04:01 م]ـ
البيت الأول مما أورده الأستاذ محمود الشنقيطي منسوبا إلى الشافعي وجدته بلا نسبة في كتاب (كشف الخفا) للعجلوني، عند كلامه على الحديث؟؟؟: (الحزم سوء الظن).
والبيتان ثابتان في أكثر طبعات الشافعي، ويجب التحقق من هذه النسبة وسأفعل إن شاء الله عندما يستقر بي المقام في الرياض، وبالله التوفيق.
ـ[يوسف العليوي]ــــــــ[02 Sep 2006, 09:25 ص]ـ
حاشا الشافعي -كما ذكر د. أنمار- أن يخالف النص القرآني (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم)
والأمر يحتاج إلى ثبوت، ومعرفة السياق الذي ورد فيه إن كان قاله الشافعي أو أحد من أهل العلم، وكل يؤخذ من قوله ويرد.
وأرجو أن لا يتحول ملتقى التفسير وعلوم القرآن إلى ملتقى: من القائل؟ ما لم يكن له علاقة به.
ـ[الغني بالله]ــــــــ[02 Sep 2006, 02:49 م]ـ
لعل قائل هذا البيت استأنس بقول مطرف الذي رواه البيهقي في سننه الكبرى [جزء 10 - صفحة 129]
20203 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ أبو سهل بن زياد القطان ثنا إسحاق بن الحسن الحربي ثنا عفان ثنا مهدي بن ميمون ثنا غيلان بن جرير قال قال مطرف بن عبد الله: احترسوا من الناس بسوء الظن قال الشيخ رحمه الله وروي ذلك عن أنس بن مالك مرفوعا والحذر من أمثاله سنة متبعة. أهـ
قلت:وهو صحيح عن مطرف والمرفوع ضعيف جدا رواه الطبراني في الأوسط قاله الألباني رحمه الله.
ومن المناسب نقل ماذكره الألباني رحمه الله تعليقا على هذا الحديث.
قال في السلسلة الضعيفة - (ج 1 / ص 233)
و روى أبو نعيم في " أخبار
أصبهان " (2/ 202) من طريق آخر عن عمر قال: " إن الحزم أن تسيء الظن
بالناس "، و سنده ضعيف أيضا.
و رواه ابن سعد (2/ 177) من قول الحسن البصري و سنده صحيح.
ثم إن الحديث منكر عندي لمخالفته للأحاديث الكثيرة التي يأمر النبي صلى الله
عليه وسلم فيها المسلمين بأن لا يسيئوا الظن بإخوانهم، منها قوله صلى الله
عليه وسلم: " إياكم و الظن فإن الظن أكذب الحديث ... ".أهـ
قلت: ومن إحسان الظن بالشافعي رحمه الله عدم نسبة هذه الأبيات إليه ولا سيما مع عدم وجود الاسناد الثابت ولو صح عنه لقلت لعله أراد أهل التهمة.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[02 Sep 2006, 04:05 م]ـ
حاشا الشافعي -كما ذكر د. أنمار- أن يخالف النص القرآني (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم)
والأمر يحتاج إلى ثبوت، ومعرفة السياق الذي ورد فيه إن كان قاله الشافعي أو أحد من أهل العلم، وكل يؤخذ من قوله ويرد.
وأرجو أن لا يتحول ملتقى التفسير وعلوم القرآن إلى ملتقى: من القائل؟ ما لم يكن له علاقة به.
هوِّن عليك يا شيخ يوسف أحسن الله إليك ,والنص القرآني لم يقل إن كلَّ الظن إثمٌ ,ولعل مورد الأبيات على البعض الذي ليس إثماً -هذا في حال صحة ثبوت نسبتها للإمام رحمه الله- ودمتم بخير وعافية ..
ـ[يوسف العليوي]ــــــــ[02 Sep 2006, 05:00 م]ـ
هوِّن عليك يا ... يوسف أحسن الله إليك ,والنص القرآني لم يقل إن كلَّ الظن إثمٌ ,ولعل مورد الأبيات على البعض الذي ليس إثماً -هذا في حال صحة ثبوت نسبتها للإمام رحمه الله- ودمتم بخير وعافية ..
يا أخي العزيز محمود، وهل جعلت الأبيات بعض الظن إثم؟! بل جعلت سوء الظن هو الأصل في الخلق، وحسن الظن مع حسن القول سبب البلاء!!!
هذا يصادم النصوص الشرعية، والأخلاق المرعية.
والله ولي التوفيق.
ولك مني أطيب تحية يا أخي العزيز.(/)
برنامج إحياء السنة النبوية- قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين قبل النوم
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[01 Sep 2006, 01:29 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع (22) بتاريخ 8/ 8/1427 - سنة قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين قبل النوم
?لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا ? (الأحزاب: 21).
قم بالعمل بسنة "قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين قبل النوم"ثم قم بالتصويت
عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما، فقرأ فيهما: ((قل هو الله أحد)) و ((قل أعوذ برب الفلق)) و ((قل أعوذ برب الناس))، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه، وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات. [رواه البخاري: 5017]
المصدر:
http://www.alsadea.com/vb/showthread.php?t=141(/)
الفرق بين المشابهة والتشبه
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[01 Sep 2006, 08:43 م]ـ
الفرق بين المشابهة والتشبه
كثيرا ما يحدث فوضى وخلط فى هذين الاصطلاحين وغلو وتفريط فى باب التشبه بالكفار فى أحوالهم ... فمن مُحَرِم مطلقاً لأى شبه ومن مُجَوِز مطلقاً ...
وللعلم فإن اللبس والإشكال وقع في فهم صيغة الفعل الواردة في الحديث (من تشبّه .. ) ..
ومن فرّق بين شابه وبين تشبه فقد أمن اللبس والخطأ ..
فإن صيغة تشبه وهي تَفَعَّل تدل عند العرب على إرادة الشيء وتكلفه لهذا الشيء ..
فمن أراد أن يتشبه بالكفار وكان لبسه لهذا الشيء أو ذاك لطلب مشابهتهم فهو الفعل المحرم الوارد في النص ..
أما من لبس شيئاً ولا يريد أن يتشبه بهم أصلاً فلا يجوز عند العرب إطلاق معنى صيغة تفعّل عليه ..
ومن هنا وقع البعض بالخطأ ..
فلكل كلمة معنى، ولكل وزن معنى، ولا يصح أن نفسر لفظة واردة بحديث على غير ما عرفه العرب ..
ومن قال مثلاً أن لبس البنطال مثلاً من التشبه بالكفار دون النظر إلى نية من يلبسه وطلبه لهذا التشبه فليقل أيضاً في كل ما يلبسه من ملابس داخلية أو غيرها مما يستعمله في حياته مما يلبسه ومما لا يلبس كالإبرة إلى السيارة ..
فما عرف العرب هذه الملابس الداخلية ولا صنعوها وإنما جاءتهم من الكفار ..
وما قال أحد أن هذا تشبه ..
فالعبرة بلبس شيء أو استعماله هو إرادة المستعمل التشبه بقوم وهذا معنى التشبه المحرم لا كل مشابهة لأحد ..
فالقاعدة: ليست كل مشابهة تشبه، وإنما كل تشبه مشابهة ..
فالمشابهة لا تحرم إلا إن كانت تشبهاً بإرادة وطلب هذا الشبه بينه وبين الكفار ..
فصيغة الفعل ووزنه هي من بعض الحكم الشرعي، ولا يحل لأحد أن يترك وزنه وصيغته التي يستعملها العرب عند إطلاق الحكم، وكذلك لا يحل لأحد أن يوسع الوزن والصيغة التي جاء عليها التحريم ويضيف إليها أوزان أخرى لم ترد مما لا يسعه هذا الوزن ..
فإن كان التشبه بالكفار محرم شرعاً، فننظر في صيغة ووزنه لإطلاق الحكم الصحيح الوارد بالنص، وأما الزيادة عليه فهي زيادة بالرأي الباطل الذي يبطله أهل اللغة أيضاً ..
فنقول: من تشبه بالكفار ففعله محرم، أي من طلب وتكلف وأراد تلك المشابهة بهم، ومن شابههم فليس بمحرم ..
فإن رأيت صديقاً لك تقول: فلان يشبه صاحبنا فلان إن كان الشبه لا يد للصديق الأول فيه ولا الثاني، كصفات الوجه والجسد أو حتى اللباس والأكل ..
وإن قلت: صديقنا يتشبه به فقد كذبت إن لم يكن بإرادة الأول طلب وقصد التشبه بالثاني ..
وإن قلت: فلان يتشبه بفلان بأكله وشربه فيصح قولك إن كان حقاً هو يريد هذه المشابهة، كالتلميذ التي يتعمد التشبه بشيخه لفرط الإعجاب به فيأكل مثله، ويمشي مثله، ويتكلم مثله، ويشير أنثاء كلامه بإشارته ..
أما إن كان هذا الفعل منه قبل أن يلقى شيخه فلا يصح هذا الحكم ألبتة ..
فإن من لا يريد التشبه ولا طلبه فلا يصح أن نقول أنه متشبه به ..
كالذي يوافقك في شيء من لباس أو خلق وغيره وكانت هذه عادته قبل أن يلقاك أو يلقى شيخه ..
وأكثر الإشكال يقع لأن هذا التشبه والقصد منه لا يعلم؛ لأنه من البواطن ومن فعل القلوب، والحكم على باطن أحد بشيء كذب عليه ولا يحل ..
فنحن لا نرى من المتشبه بغيره، ومن المشابه لغيره، إلا فعل المشابهة، ولا ندري بواطنهم، فلا يجوز الحكم عليهما أصلاً بشيء حتى يظهر لنا ما في قلبه من إرادة ذلك التشبه وطلبه، وعدمه ..
واعلموا، أن أعظم التشبه أجراً، وأقربه لله تعالى ما كان تشبها برسول الله صلى الله عليه وسلم ..
فهذا التأسي الفاضل، والفعل الجامع لكل فضيلة ..
نسأل الله أن نكون ممن يتشبه به صلى الله عليه وسلم ..
والله الموفق ..
** المصدر http://www.aldahereyah.net/forums/showthread.php?t=782(/)
الشيخ عبد الكريم الخضير يلقي دروساً في القواعد الفقهية
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[02 Sep 2006, 03:30 م]ـ
يشارك فضيلة الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير في الدورة العليمة التي ينظمها جامع الراجحي الجديد .. حيث يشارك فضيلته بدروس في القواعد الفقهية ..
وذلك بعض صلاة العصر بدأً من السبت 9/ 8 وحتى: يوم الأربعاء: 13/ 8 / 1427هـ
وستنقل الدروس عبر موقع البث الإسلامي ..
فاحضر لتستفيد علماً ينفعك .. أو مجلس علمٍ تجلس فيه فيغفر الله لك ويرفعك ..(/)
مشروع حفظ الجامع لأحاديث البيوع (485 حديثا).
ـ[ناصر]ــــــــ[03 Sep 2006, 01:05 ص]ـ
قام الإخوة في شبكة الشريعة الإسلامية (جزاهم الله خيرا) بعمل مشروع الحفظ هذا, و الذي يتم من خلاله إن شاء الله تعالى حفظ كتاب:
" الجامع لأحاديث البيوع "
إعداد وتحقيق سامي بن محمد الخليل.
و يكون ذلك من خلال حفظ حديثا واحدا يوميا.
أسأل الإخوة الدعاء للمشاركين بالثبات و التوفيق. و لمن رام المزيد من المعلومات أضع لكم رابط الموضوع ( http://www.sharee3a.net/vb/showthread.php?t=2427).
و فق الله الجميع للعلم النافع و العمل الصالح و جعلني منكم.(/)
بداية الفصل الدراسي الثاني للعام الثاني للأكاديمية الإسلامية المفتوحة.
ـ[ناصر]ــــــــ[04 Sep 2006, 06:12 ص]ـ
يبدأ بإذن الله الفصل الدراسي الثاني للعام الثاني للأكاديمية الإسلامية المفتوحة عبر قناة المجد العلمية يوم 16 شعبان 1427هـ الموافق 9 سبتمبر 2006م.
وسوف يتم قريباً - بإذن الله - الإعلان عن جدول البث المباشر لمواد الفصل الدراسي الجديد.
للمزيد يرجى تتبع هذا الرابط http://www.islamacademy.net/arabic.
و فق الله الجميع للعلم النافع و العمل الصالح و جعلني منكم.(/)
هل في التقاويم غلط في إدخال وقت الفجر؟ فوائد من بحث مهم جدا
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[04 Sep 2006, 02:29 م]ـ
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وآله. أما بعد:
فقد حصلت على بحث من مدينة الملك عبد العزيز للعوم والتقنية في معهد بحوث الفلك
الجيوفيزياء، قسم الفلك عنوانه
«التقرير النهائي»
«مشروع دارسة الشفق»
«المرحلة الأولى»
الباحث الرئيس د. زكي بن عبدالرحمن المصطفى.
أستاذ علم الفلك المساعد ورئيس قسم الفلك مساعد المشرف على معهد بحوث الفلك والجيوفيزياء.
المشاركون في البحث
د. أيمن بن سعيد كردي
أستاذ علم الفلك المساعد ...
عبدالعزيز بن سلطان المرمش
باحث فلكي، معهد بحوث الفلك والجيوفيزياء
معتز نائل كردي
باحث فلكي، معهد بحوث الفلك والجيوفيزياء
د. سعد بن تركي الخثلان
عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام ممثل رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء
محمد بن سعد الخرجي
رئيس كتابة عدل الأولى بالرياض ممثل وزارة العدل.
عبدالرحمن بن غنام الغنام
وكيل الوزارة المساعد لشؤون الدعوة والإرشاد ممثل وزارة الشؤون الإسلامية.
صالح بن عثمان الصالح.
متعاون.
ملخص البحث
في دراسة تعد الأولى من نوعها على الصعيد العالمي، اشترك في تنفيذها عدد من المختصين في علم الفلك بالإضافة إلى مختصين شرعيين يمثلون الجهات الشرعية في المملكة العربية السعودية، وتمت دراسة تحديد الوقت الحقيقي لبدايات الفجر الصادق (الشفق الشرعي) والتي أعطت قيم تواجد الشمس تحت الأفق ترواحت بين 14.0 درجة و 15.1 بمتوسط 14.6 درجة وانحراف معياري 0.3 درجة.
ولقد تمت هذه الدراسة في منطقة معزولة عن التأثيرات الضوئية ـ التي تؤثر حتما في النتائج ـ لمدة عام كامل.
كما تم استخدام العين البشرية كمحدد أساسي للدراسة بالإضافة إلى آلات تصوير عالية الحساسية للمقارنة.
وهذه المرحلة رصدت في عرق الحمراني في صحراء الدهناء على بعد 170 كلم من الرياض
وقد تم الرصد لمدة يومين من كل شهر في فترتين مسائية بعد غروب الشمس إلى وقت صلاة العشاء، وبعد منتصف الليل إلى شروق الشمس وذلك لضمان تغطية كافة فصول السنة، وما يحدث فيها من تقلبات جوية تؤثر على على الرصد وبالتالي تؤثر على دالة الشفق.
وكانت بداية الرصد أن يتم الرصد والتدوين بشكل جماعي، وخشية أن يكون هناك تأثير من بعض الراصدين على الآخر تم استخدام الرصد الفردي المتفرق والمتباعد، ومن ثم تمت المقارنة بين نتائج الرصد والتي أعطت مؤشرا على دقة الرصد وعلى توافق في عملية تحديد الشفق وذلك عن طريق الوصف، وقد اتبع في الرصد الفردي بأن يعطى كل راصد شنطة تحتوي على ساعة مغايرة مختلفة عن التوقيت الفعلي ومعروف فرقها عن التوقيت الحقيقي ـ التوقيت في هذه الساعات مختلف وغير مطابق للآخرين ـ ومن ثم يقوم كل راصد بتدوين هذه المشاهدات في ملف خاص يسلم للمبرمج بعد انتهاء عملية الرصد، وتم الاستعانة بعدد من الأجهزة المساعدة من آلات التصوير عالية الدقة وأجهزة المساحة الجغرافية.
وخلص هذا البحث أن في تقويم أم القرى غلطا في بداية دخول وقت صلاة الفجر معدله 20 دقيقة قد تزيد قليلا وتنقص قليلا حسب فصول السنة.
من المضحك المحزن ما جاء في ص10 من البحث:
معظم التقاويم تدخل وقت صلاة الفجر قبل الوقت الشرعي له ومنها تقويم أم القرى الذي ظهر لنا ـ بعد البحث والاستقصاء ـ أن سبب الإشكالية فيه ـ فيما يتعلق بوقت صلاة الفجر ـ هو اشتباه الفجر الكاذب بالفجر الصادق عند من قام بإعداده حيث لم نجد أساسا مكتوبا للتقويم ـ بعد البحث والاستقصاء ـ وقد أمكن اللقاء بمعد التقويم سابقا الدكتور / فضل نور الذي أفاد بأنه أعد التقويم بناء على ما ظهر له، وليس لديه أي أساس مكتوب، ومن خلال الحديث معه ومحاورته تبين أنه لا يميز بين الفجر الكاذب والصداق على وجه دقيق، حيث أعد التقويم على أول إضاءة تجاه الشرق في الغالب أي على درجة 18 وبعد عشر سنوات قدمه إلى درجة 19 احتياطا!
وقد تم إعداد محضر مفصل لمقابلته.
ونحوه في ص41.
وفي البحث تحدثوا بإسهاب عن تعريف الفجر، وخصائص الفجر الكاذب، ووخصائص الفجر الصادق، ونقلوا عن جمع من العلماء.
وفي المبحث السابع: مقارنة تقويم أم القرى والتقاويم الأخرى في وقت صلاة الفجر.
والخلل فيها واضح جدا، وبينوا السبب بقولهم: وقد اتضح لنا أن سبب هذا الخلل هو أن هذه التقاويم قد وضعت على الفجر الكاذب (الشفق الفلكي) مع تقديم يسير في بعضها.
وذكروا في المبحث الثامن: آراء العلماء في توقيت التقاويم لصلاة الفجر، ونقلوا عن جمع منهم تغليطها. اهـ
وقولهم في وصف البحث إن هذه هي المرحلة الأولى ... يعنون به في مدينة الرياض؛ لأن من ضمن المشروع أن يكون الرصد في مراحل قادمة في مدن أخرى من المملكة ...
وعليه فلن تتأثر النتيجة على مدينة الرياض وما يماثلها وهذه الدراسة بالنسبة لها = نهائية.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[منصور مهران]ــــــــ[04 Sep 2006, 03:28 م]ـ
قالت عائشة - رضي الله عنها - عندما روت قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا أذن بلال فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم)؛ قالت: (ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا ويصعد هذا) وهذا الفارق الضئيل فيه بطلان لصلاة من صلى استجابة للداعي الأول، وفيه حجر الطعام والشراب أيضا قبل وقت الصيام وكلا الأمرين مردود.
فكيف يكون الأمر إذا كان الفارق بين الوقت المحدد في التقويم وبين الوقت الصحيح للفجر قد يبلغ عشرين دقيقة أو يزيد أو ينقص؟ كما ورد في تقرير الأستاذ عبد الرحمن السديس.
لقد كان الناس معذورين قبل وجود الوسائل العلمية الدقيقة الحديثة؛ أما وقد أتاح العلم الحديث إمكان التدقيق والتحري فلا بد من إعادة صياغة أوقات الصلاة في ضوء العلم وأدواته ووضع ضوابط صحيحة مستقاة من أحكام الشريعة ووفق معطيات العلم.
كنا نسمع نداءات متكررة من الشيخ علي الطنطاوي - رحمه الله - في برنامجه المشهور (نور وهداية) يدعو إلى تحري رؤية الهلال بواسطة الوسائل العلمية والمراصد الفلكية بعد الأخذ بالضوابط الشرعية جمعا بين الحق واليقين وكان صاحب السمو الأمير العالم مساعد بن عبد الرحمن الفيصل - رحمه الله يتبنى هذه النزعة ويلح في الأخذ بها في كل عبادة ذات تعلق بالوقت، وكثيرا ما يؤخر صلاة الفجر إذا كنا في البر في طريقه إلى الحجاز ذاهبا أو آيبا ويشرح دلائل وقت الفجر الحقيقي ومدى التفاوت فيه بين تقويم أم القرى وبين الواقع، واليوم نجد هذه الملاحظات أصبحت ضرورة بعدما تبين الفرق الواضح، وبالله التوفيق.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[04 Sep 2006, 04:12 م]ـ
الإشكال حال حصول التقديم في دخول الفجر يتعدى بطلان الصلاة إلى مسائل فقهية غير الصلاة وهي صيام النساء فمنهن من تطهر خلال تلك العشرين دقيقة, ومنهن من تحيض أيضا, وهذا أمرٌ جدُّ مشكل من حيث ابتداء الصيام لمن طهرت.
أضف إلى ذلك استعجالَ بعض الأئمة في إقامة الصلاة ولربما فرغ أحدهم منها خلال العشرين دقيقة وخلفه المئات من المصلين وجواره العشرات من القصَّر في بيوتهنًَّ.
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[04 Sep 2006, 06:32 م]ـ
منذ قرابة الـ 25 عاماً، قام بعض الأخوة في مصر بالخروج في الوقت المبكر قبل طلوع الفجر الصادق واكتشفوا هذا الأمر وكان هذا بالعين المجردة، وصرحوا لكمٍ من الأخوة، وتناقل هذا الأمر وأصبح عند كمٍ من الأخوة أنه حقيقة بنوا عليها أحكام، والآخر اعتبره احتياطيًا يمسك على موعد الأذان ويصلي بعد تلك المدة.
غير أن المدة تناقلت لي ربع ساعة، نصف ساعة، لا أذكر، إذ أن الناقلين عمن رأوا هذا يقول لذلك فضبطها ليس في ذاكرتي الآن.
وما دمنا فتحنا في هذا الأمر هناك موضوع جد خطير وهو موضوع رؤية هلال رمضان ثم ما يترتب عليه من أحكام
فأنا منذ فترة الربع قرن أو نحوها في نافذة شرقية ببيتي أرى احمرار الأفق فجرًا قبل طلوع الشمس بفترة، وكنت أحدث نفسي كلما دخلت في ذلك الوقت عند تلك النافذة أنه وتبع لسنة الله في الخلق سأرى احمرار الشمس وفي يوم دخلت في نفس الوقت وقلت هذا الأمر ولكنني لم أجد الاحمرار فقلت سبحان الله كيف، لعلها علامة ليلة القدر، وصعدت إلى السطح، وعند طلوع الشمس وجدت علامتها وأنها بدون شعاع، ثم تابعت هذا الأمر لعدة سنوات بعدها وكنت أرى تلك العلامة، ولكن الغريب في الموضوع أنني كنت أرى تلك العلامة في ليال زوجية، إما لتقويم السعودية أو مصر، دفعني هذا الأمر لرؤية هلال رمضان سنوياً، وطلوع قمر آخر الشهر قبل هلال الشهر الجديد، وكانت مفاجأة أخرى وهي أنني رأيت القمر فجرًا ثم في نفس اليوم أعلنت الجهات أن الغد العيد، وحسب معلوماتي أن القمر إذا رُئي فجرًا فهو من آخر الشهر، ولا يمكن أن يكون من الشهر الجديد فكانت صدمة أخرى لذا نرجو مرص عالمي ورؤية جماعية وإحياء شعيرة الرؤية
والسلام عليكم
وفق الله الجميع لخدمة الإسلام
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Sep 2006, 10:42 م]ـ
جزاكم الله خيراً على هذه المعلومات، وكيف يمكننا الحصول على البحث كاملاً يا أبا عبدالله بارك الله فيكم؟(/)
تخريج حديث لا يرد القدر إلا الدعاء وبعض أقوال العلماء في ذلك
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[07 Sep 2006, 12:30 م]ـ
تخريج حديث لا يرد القدر إلا الدعاء وبعض أقوال العلماء في ذلك
ـ[نورة]ــــــــ[03 Apr 2007, 01:33 م]ـ
أحسن الله إليك(/)
دراسات تجديدية في أصول الحديث: تعارض الاتصال والانقطاع
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[08 Sep 2006, 05:01 ص]ـ
تعارض الاتصال والانقطاع
الاتصال شرط أساسيٌّ لصحة الحديث النبوي، وعلى هذا فالمنقطع ضعيف لفقده شرطاً أساسياً من شروط الصحة، وقد أولى المحدثون عنايتهم في البحث والتنقير في الأحاديث من أجل البحث عن توافر هذا الشرط من عدمه؛ وذلك لما له من أهمية بالغة في التصحيح والتضعيف والتعليل. ونحن نعلم يقيناً أن ليس كل ما ورد فيه التصريح بالسماع فهو متصل؛ إذ قَدْ يقع الخطأ في ذلك فيصرح بالسماع في غير ما حديث، ثم يكشف الأئمة النقاد بأن هذا التصريح خطأ، أو أن ما ظاهره متصل منقطع، وهذا ليس لكل أحد إنما هو لأولئك الرجال الذين أفنوا أعمارهم شموعاً أضاءت لنا الطريق من أجل معرفة الصحيح المتصل من الضعيف المنقطع.
إذن فليس كل ما ظاهره الاتصال متصلاً، فقد يكون السند معللاً بالانقطاع.
وعليه فقد يأتي الحديث مرة بسند ظاهره الاتصال، ويُروى بسند آخر ظاهره الانقطاع، فيرجح تارة الانقطاع وأخرى الاتصال، ويجري فيه الخلاف كما في زيادة الثقة. وأمثلة ذلك كثيرة.
منها: ما رواه أحمد بن منيع 1، قال: حدثنا كثير بن هشام 2، قال: حدثنا جعفر بن برقان3، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: كنت أنا
وحفصة4 صائمتين فعرض لنا طعام اشتهيناه فأكلنا منه، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدرتني إليه حفصة، وكانت ابنة أبيها، فقالت: يا رسول الله، إنا كنا صائمتين فعرض لنا طعام اشتهيناه فأكلنا منه، قال: ((اقضيا يوماً آخر مكانه)).
أخرجه الترمذي 5، والبغوي 6، وأخرجه غيرهما من طريق جعفر 7.
هكذا روى هذا الحديث جعفر بن برقان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، متصلاً.
وقد توبع على روايته، تابعه سبعة من أصحاب الزهري على هذه الرواية وهم:
1. صالح بن أبي الأخضر 8، وهو ضعيف يعتبر به عند المتابعة 9.
2. سفيان بن حسين 10، وهو ثقة في غير الزهري باتفاق العلماء 11.
3. صالح بن كيسان12، وهو ثقة 13.
4. إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة 14، وهو ثقة 15.
5. حجاج بن أرطأة 16، وهو صدوق كثير الخطأ والتدليس 17.
6. عبد الله بن عمر العمري 18، وهو ضعيف 19.
7. يحيى بن سعيد 20.
فهؤلاء منهم الثقة، ومنهم من يصلح حديثه للمتابعة، قَدْ رووا الحديث أجمعهم، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، متصلاً، إلا أنه قَدْ تبين بعد التفتيش والتمحيص والنظر أن رواية الاتصال خطأ، والصواب: أنّه منقطع بين الزهري وعائشة، وذكر عروة في الإسناد خطأ.
لذا قال الإمام النسائي عن الرواية الموصولة: ((هذا خطأ)) 21، وقد فسّر المزي مقصد النسائي فقال: ((يعني أن الصواب حديث الزهري، عن عائشة وحفصة
مرسل)) 22.
وقد نص كذلك الترمذي على أن رواية الاتصال خطأ، والصواب أنه منقطع وذكر الدليل القاطع على ذلك، فقال: ((روي عن ابن جريج، قال: سألت الزهري، قلت له: أَحدَّثَكَ عروة، عن عائشة؟، قال: لم أسمع عن عروة في هذا شيئاً، ولكني سَمِعتُ في خلافة سليمان بن عبد الملك23 من ناس عن بعض من سأل عائشة عن هذا الحديث)) 24.
ومن قبل سأل الترمذي شيخه البخاري فَقَالَ: ((سألت محمد بن إسماعيل
البخاري عن هذا الحديث، فقال: لا يصح حديث الزهري، عن عروة، عن
عائشة)) 25.
وحكم أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان بترجيح الرواية المنقطعة على الموصولة 26.
قلت: قَدْ رواه الثقات الأثبات من أصحاب الزهري منقطعاً، وهم ثمانية أنفس:
1. مالك بن أنس27، وهو ثقة إمام أشهر من أن يعرف.
2. معمر بن راشد 28، وهو ثقة ثبت فاضل 29.
3. عبيد الله بن عمر العمري 30، وهو ثقة ثبت 31.
4. يونس بن يزيد الأيلي 32، وهو ثقة أحد الأثبات33.
5. سفيان بن عيينة 34، وهو ثقة حافظ فقيه إمام حجة 35.
6. عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج 36، وهو ثقة 37.
7. محمد بن الوليد الزبيدي 38، وهو ثقة ثبت 39.
8. بكر بن وائل 40، وهو صدوق 41.
فهؤلاء جميعهم رووه عن الزهري، عن عائشة منقطعاً، وروايتهم هذه هي المحفوظة، وهي تخالف رواية من رواه متصلاً. وهذا يدلل أن المحدّثين ليس لهم في مثل هذا حكم مطرد، بل مرجع ذلك إلى القرائن والترجيحات المحيطة بالرواية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وللحديث طريق أخرى 42، فقد أخرجه النسائي 43، والطحاوي 44، وابن حبان 45، وابن حزم في المحلى 46، من طريق جرير بن حازم، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عمرة 47، عن عائشة.
هكذا الرواية وظاهرها الصحة، إلا أن جهابذة المحدّثين قَدْ عدوها غلطاً من
جرير بن حازم، خطّأه في هذا أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، والبيهقي 48، قال البيهقي: ((والمحفوظ عن يحيى بن سعيد، عن الزهري، عن عائشة، مرسلاً)) 49.
ثم أسند البيهقي إلى أحمد بن منصور الرمادي50 قال: قلت لعلي بن المديني: يا أبا الحسن تحفظ عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة، قالت: أصبحت أنا وحفصة صائمتين. فقال لي: من روى هذا؟ قلت: ابن وهب، عن جرير بن حازم، عن يحيى بن سعيد. قال: فضحك، فقال: مثلك يقول هذا!، حدثنا: حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن الزهري: أن عائشة وحفصة أصبحتا صائمتين.
وقد أشار النسائي كذلك إلى خطأ جرير 51.
فهؤلاء أربعة من أئمة الحديث أشاروا إلى خطأ جرير بن حازم في هذا الحديث، وعدم إقامته لإسناده.
ولم يرتض ابن حزم هذه التخطئة، وأجاب عن ذلك فقال: ((لم يتحقق علينا قول من قال أن جرير بن حازم أخطأ في هذا الخبر إلا أن هذا ليس بشيء؛ لأن جريراً ثقة، ودعوى الخطأ باطل إلا أن يقيم المدعي له برهاناً على صحة دعواه، وليس انفراد جرير بإسناده علة؛ لأنه ثقة)) 52.
ويجاب عن كلام ابن حزم: بأن ليس كل ما رواه الثقة صحيحاً، بل يكون فيه الصحيح وغير ذلك؛ لذا فإن الشذوذ والعلة إنما يكونان في حديث الثقة؛ فالعلة إذن هي معرفة الخطأ في أحاديث الثقات، ثم إن اطباق أربعة من أئمة الحديث على خطأ جرير، لم يكن أمراً اعتباطياً، وإنما قالوا هذا بعد النظر الثاقب والتفتيش والموازنة والمقارنة. أما إقامة الدليل على كل حكم في إعلال الأحاديث، فهذا ربما لا يستطيع الجهبذ الناقد أن يعبر عنه إنما هو شيء ينقدح في نفسه تعجز عبارته عنه 53.
ثم إن التفرد ليس علة كما سبق أن فصلنا القول فيه في مبحث التفرد، وإنما هو مُلقٍ لِلضوءِ على العِلّة ومواقع الخلل وكوامن الخطأ، ثم إنا وجدنا الدليل على خطأ جرير ابن حازم، إذ قَدْ خالفه الإمام الثقة الثبت حماد بن زيد 54، فرواه عن يحيى بن سعيد ولم يذكر عمرة 55.
وللحديث طريق أخرى فقد أخرجه الطبراني 56 من طريق: يعقوب بن مُحَمَّد الزهري، قال: حدثنا هشام بن عبد الله بن عكرمة بن عبد الرحمان، عن الحارث بن هشام، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.
قال الطبراني عقب روايته له: ((لم يرو هذا الحديث عن هشام بن عروة إلا هشام ابن عكرمة. تفرد به يعقوب بن مُحَمَّد الزهري)).
قلت: هذه الرواية ضعيفة لا تصلح للمتابعة، إذ فيها علتان:
الأولى: يعقوب بن مُحَمَّد الزهري، فيه كلام ليس باليسير، فقد قال فيه الإمام أحمد: ((ليس بشيء))، وَقَالَ مرة: ((لا يساوي حديثه شيئاً))، وَقَالَ الساجي:
((منكر الحديث)) 57.
والثانية: هشام بن عبد الله بن عكرمة، قال ابن حبان: ((ينفرد عن هشام بن عروة بما لا أصل له من حديثه –كأنه هشام آخر–،لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد)) 58.
وللحديث طريق أخرى، فقد أخرجه ابن أبي شيبة 59 من طريق خصيف بن
عبد الرحمان، عن سعيد بن جبير: أن عائشة وحفصة … الحديث. وهو طريق ضعيف لضعف خصيف بن عبد الرحمان، فقد ضعّفه الإمام أحمد، وأبو حاتم، ويحيى القطان، على أن بعضهم قَدْ قواه 60.
وللحديث طريق أخرى فقد أخرجه البزار 61، والطبراني 62 من طريق حماد بن الوليد، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر … الحديث. وهو طريق
ضعيف، قال الهيثمي: ((فيه حماد بن الوليد ضعفه الأئمة)) 63.
وللحديث طريق أخرى فقد أخرجه العقيلي64، والطبراني65 من طريق مُحَمَّد بن أبي سلمة المكي، عن مُحَمَّد بن عمرو66، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: أهديت لعائشة وحفصة … الحديث. وهو طريق ضعيف، قال الهيثمي: ((فيه مُحَمَّد بن أبي سلمة المكي، وقد ضُعِّفَ بهذا الحديث)) 67.
خلاصة القول: إن الحديث لم يصح متصلاً ولم تتوفر فيه شروط الصحة؛ فهو حديث ضعيف لانقطاعه؛ ولضعف طرقه الأخرى 68.
أثر هذا الحديث في اختلاف الفقهاء (حكم من أفطر في صيام التطوع)
(يُتْبَعُ)
(/)
وما دمنا قَدْ تكلمنا بإسهاب عن حديث الزهري متصلاً ومنقطعاً، وذكرنا طرقه وشواهده، وبيّنا ما يكمن فيها من ضعف وخلل، فسأتكلم عن أثر هذا الحديث في اختلاف الفقهاء، فأقول: من شَرَعَ في صوم تطوع، أو صلاة تطوع ولم يتم نفله، هل يجب عليه القضاء أم لا؟
اختلف الفقهاء في ذلك على ثلاثة أقوال:
القول الأول:
ذهب بعض العلماء إلى أن النفل يجب على المكلف بالشروع فيه، فإذا أبطل وجب عليه قضاؤه صوماً كان أم صلاةً أم غيرهما.
وهو مروي عن: ابن عباس 69، وإبراهيم النخعي 70، والحسن البصري 71، وأنس72 بن سيرين (73، وعطاء 74، ومجاهد 75، والثوري 76، وأبي ثور 77.
وهو مذهب الحنفية 78، والمالكية 79، والظاهرية 80.
والحجة لهذا المذهب:
1. قوله تَعَالَى: ((وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ)) 81: قال الجصاص الحنفي: ((يحتج به في أن كل من دخل في قربة لا يجوز له الخروج منها قبل إتمامها؛ لما فيه من إبطال عمله نحو الصلاة والصوم والحج وغيره)) 82.
وللشافعي جواب عن هذا فقال: ((المراد بذلك إبطال ثواب العمل المفروض، فنهي الرجل عن إحباط ثوابه. فأما ما كان نفلاً فلا؛ لأنه ليس واجباً عليه، فإن زعموا أن اللفظ عام فالعام يجوز تخصيصه، ووجه تخصيصه أن النفل تطوع، والتطوع يقتضي تخييراً)) 83.
2. جعلوا عمدة قولهم حديث الزهري السابق، وكأنهم رجحوا الاتصال على الانقطاع، أو أخذوا بالحديث لما له من طرق، وجعل ابن حزم الظاهري عمدة قوله حديث جرير بن حازم، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة. ودافع عن زيادة جرير84. وقد تقدم الكلام بأن جريراً مخطئٌ في حديثه، وقد ذكرنا كلام ابن حزم وأجبنا عنه.
القول الثاني:
ذهب فريق من الفقهاء إلى استحباب الإتمام ولا قضاء عليه، وهو مذهب أكثر أهل العلم، وهو مروي عن: علي 85، وعبد الله بن مسعود 86، وعبد الله بن عمر 87،
وابن عباس 88، وجابر بن عبد الله 89.
وإبراهيم النخعي 90، ومجاهد 91، والثوري 92، وإسحاق 93.
وهو مذهب الشافعية 94، والحنابلة 95.
والحجة لهم: وهو أن حديث الزهري لم يصح، فهو ضعيف منقطع، ولم يروا الآية دليلاً لذلك، فقد احتجوا بجملة من الأحاديث، منها:
1. حديث عائشة بنت طلحة 96، عن عائشة أم المؤمنين، قالت: دخل عَلَيَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فقال: هل عندكم شيءٌ؟ فقلنا: لا، قال: فإني إذن صائم. ثم أتانا يوماً آخر، فقلنا: يا رسول الله، أهدي لنا حيس 97، فقال: أَرينيه، فلقد أصبحت صائماً، فأكل)). رواه مسلم 98.
2. عن أبي جحيفة 99 قال: ((آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان100 وأبي الدرداء، فزار سلمان
أبا الدرداء، فرآى أم الدرداء101 متبذلة 102، فقال لها: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء لَيْسَ لَهُ حاجة في الدنيا. فجاء أبو الدرداء فصنع لَهُ طعاماً، فَقَالَ: كُلْ، قَالَ: فإني صائم، قَالَ: ما أنا بآكل حَتَّى تأكل، قَالَ: فأكل، فَلَمَّا كَانَ الليل ذهب أبو الدرداء يقوم، فَقَالَ: نَمْ، فنام، ثُمَّ ذهب يقوم، فَقَالَ: نَمْ، فَلَمَّا كَانَ من آخر الليل، قَالَ سلمان: قم الآن، فصليا، فَقَالَ لَهُ سلمان: إن لربك عليك حقاً، ولنفسك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً، فاعطِ كُلّ ذي حق حقه، فأتى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فذكر لَهُ، فَقَالَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: ((صدق سلمان)). أخرجه البُخَارِيّ 103، والترمذي 104، وابن خزيمة105، والبيهقي106.
فهذه أحاديث صحيحة أجازت لصائم النفل الإفطار، ولم تأمره بقضاء.
3. حديث أم هانئ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الصائم المتطوع أمين نفسه، إن شاء صام وإن شاء أفطر)). أخرجه الإمام أحمد 107، والترمذي 108، والنسائي 109، والدارقطني 109،
والبيهقي 111. قال الترمذي: ((في إسناده مقال)) 112.
القول الثالث:
التفصيل وهو مذهب المالكية، قالوا: إن أفطر بعذر جاز، وإن أفطر بغير عذر لزمه القضاء 113.
.....................................
1 هو أحمد بن منيع بن عبد الرحمان، أبو جعفر البغوي، الأصم، (ثقة، حافظ)، مات سنة
(244 ه)، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. التقريب (114).
(يُتْبَعُ)
(/)
2 هو كثير بن هشام الكلابي، أبو سهل الرقي، نزيل بغداد، (ثقة)، مات سنة (207 ه)، وقيل: (208ه)، أخرج له البخاري في الأدب المفرد ومسلم وأصحاب السنن الأربعة. التقريب (5633).
3 هو جعفر بن برقان الكلابي، مولاهم، أبو عبد الله الجزري الرقي، كان يسكن الرقة، وقدم الكوفة، قال عنه الإمام أحمد: ((ثقة، ضابط لحديث ميمون وحديث يزيد بن الأصم، وهو في حديث الزهري يضطرب. تهذيب الكمال 1/ 455،وتذكرة الحفاظ 1/ 171، وشذرات الذهب 1/ 236.
4 هِيَ أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنها، زوجة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، توفيت سنة (41ه)، وَقِيْلَ: (45ه).
تهذيب الكمال 8/ 526 (4812)، وتجريد أسماء الصَّحَابَة 2/ 259، والإصابة 4/ 273.
5 في الجامع (735)، وفي العلل الكبير (203).
6 شرح السنة (1814).
7 رواه إسحاق بن راهويه في مسنده (658)، وأحمد بن حنبل 6/ 263، والنسائي في الكبرى (3291)، عن كثير بن هشام، به.
وأخرجه البيهقي 4/ 280 من طريق عبيد الله بن موسى عن جعفر، به.
8 عند إسحاق بن راهويه (660)، والنسائي في الكبرى (3293)، والبيهقي 2/ 280، وابن عبد البر في التمهيد 2/ 68 - 69، والاستذكار 3/ 237.
9 التقريب (2844).
10 عند أحمد 6/ 141 و 237، والنسائي في الكبرى (3292).
11التقريب (2437).
12 عند النسائي في الكبرى (3295).
13 التقريب (2884).
14 عند النسائي في الكبرى (3294). وانظر: تحفة الأشراف 11/ 343 (16413)، وتهذيب الكمال 1/ 215 (408).
15تهذيب الكمال 1/ 215 (408).
16 عند ابن عبد البر في التمهيد 12/ 68.
17 التقريب (1119).
18 عند الطحاوي في شرح المعاني 2/ 108.
19التقريب (3489).
20 عند النسائي في الكبرى (3295)، وابن عبد البر في التمهيد 12/ 68.
21 تحفة الأشراف 11/ 343 (16413).
22 تحفة الأشراف 11/ 343 (16413).
23 هُوَ الخليفة الأموي أبو أيوب سليمان بن عَبْد الملك بن مروان القرشي الأموي، توفي سنة (99 ه).
الجرح ولتعديل 4/ 130 - 131، ووفيات الأعيان 2/ 420، والعبر 1/ 118.
24 الجامع الكبير (735 م) وأخرجه البَيْهَقِيّ 4/ 280.
25العلل الكبير للترمذي (203).
26 العلل لعبد الرحمان بن أبي حاتم 1/ 265 (782).
27 هكذا رواه عامة الرواة عن مالك، محمد بن الحسن الشيباني (363)، وسويد بن سعيد (471)، وأبو مصعب الزهري (827)، ويحيى بن يحيى الليثي (848)، وعبد الله بن وهب عند الطحاوي في شرح المعاني 2/ 108، والبيهقي 4/ 279،وعبد الرحمان بن القاسم عند النسائي في الكبرى (3298)، وخالف سائر الرواة عن مالك: عبد العزيز بن يحيى عند ابن عبد البر في التمهيد 12/ 66 - 67 فرواه عن مالك، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة.
وهو خطأ، قال ابن عبد البر: ((لا يصح ذلك عن مالك)). التمهيد 12/ 66.
28 عند: عبد الرزاق (7790)، وإسحاق بن راهويه (659)، والنسائي في الكبرى (3296).
29 التقريب (6809).
30 عند النسائي في الكبرى (3297).
31 التقريب (4324).
32 عند البيهقي 4/ 279.
33 الكاشف 2/ 404.
34 عند: إسحاق بن راهويه (659)، والبيهقي 4/ 280.
35 التقريب (2451).
36 عند: الشافعي في مسنده (636) بتحقيقي، وعبد الرزاق (7791)، وإسحاق بن راهويه (885)، والطحاوي في شرح المعاني 2/ 109، والبيهقي 4/ 280، وابن عبد البر في التمهيد 12/ 69.
37 التقريب (4193).
38 ذكر هذا الطريق البيهقي في السنن الكبرى 4/ 279.
39 التقريب (6372).
40 ذكر هذا الطريق البيهقي في السنن الكبرى 4/ 279.
41التقريب (752).
42 الطريق يذكر ويؤنث، انظر القصيدة الموشحة لالاسماء المؤنثة السماعية 116.
43 في السنن الكبرى (3299).
44 شرح معاني الآثار 2/ 109.
45 صحيح ابن حبان (3516)، وفي طبعة الرسالة (3517).
46المحلى 6/ 270.
47 هي: عمرة بنت عبد الرحمان بن سعد بن زرارة الأنصارية، مدنية أكثرت عن عائشة، (ثقة).
التقريب (8643).
48 السنن الكبرى 4/ 281.
49 المصدر السابق.
50 هُوَ أحمد بن مَنْصُوْر بن سيار البغدادي الرمادي أبو بكر: ثقة، توفي سنة (265 ه).
تهذيب الكمال 1/ 83 (110)، والعبر 2/ 36، والتقريب (113).
(يُتْبَعُ)
(/)
51 انظر: تحفة الأشراف 11/ 873 (17945).
52 المحلى 6/ 270.
53 انظر: معرفة علوم الحديث: 112 - 113.
54 هو حماد بن زيد بن درهم الأزدي، الجهضمي، أبو إسماعيل البصري، (ثقة، ثبت، فقيه)، أخرج لَهُ أصحاب الكتب الستة. التقريب (1499).
55 عند الطحاوي في شرح المعاني 2/ 109، والبيهقي 4/ 281.
56 المعجم الأوسط (7388) طبعة الطحان و (7392) الطبعة العلمية.
57 ميزان الاعتدال 4/ 454.
58 المجروحين 2/ 429 (1156). وانظر: ميزان الاعتدال 4/ 300.
59 المصنف (9092).
60 ميزان الاعتدال 1/ 653 - 654.
اضطرب فيه فقد أخرجه النسائي في الكبرى (3301) عن خصيف، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن عائشة وحفصة …؛ لذا قال النسائي: ((هذا الحديث منكر، وخصيف ضعيف في الحديث، وخطّاب لا علم لي، به)).
ملاحظة: قول النسائي في هذا جاء مبتوراً في المطبوع من الكبرى، وهو بتمامه في تحفة الأشراف 4/ 565 (6071).
61 كما في مجمع الزوائد 3/ 202.
62 المعجم الأوسط (5391) طبعة الطحان، (5395) الطبعة العلمية، وسقط من طبعة الطحان ذَكَرَ حماد بن الوليد واستدركته من الطبعة العلمية ومجمع البحرين.
63 مجمع الزوائد 3/ 202.
64 الضعفاء، للعقيلي 4/ 79.
65 في الأوسط (8008) طبعة الطحان و (8012) الطبعة العلمية.
66 هُوَ مُحَمَّد بن عَمْرو بن علقمة بن وقاص الليثي المدني: صدوق لَهُ أوهام، توفي سنة (144 ه)، وَقِيْلَ: (145 ه).
تهذيب الكمال 6/ 459 و460 (6104)، وميزان الاعتدال 3/ 673 (8015)، والتقريب (6188).
67مجمع الزوائد 3/ 202.
68 هنا مسألة أود التنبيه عليها، وهو أنه قَدْ يتبادر إلى أذهان بعض الناس أنّ هذا الحديث ربما يتقوى بكثرة الطرق، والجواب عن هذا:
بأن ليس كل ضعيف يتقوى بمجيئه من طريق آخر، فالعلل الظاهرة؛ وَهِيَ الَّتِي سببها انقطاع في السند، أو ضعف في الرَّاوِي، أو تدليس، أو اختلاط تتفاوت ما بَيْنَ الضعف الشديد والضعف اليسير، فما كَانَ يسيراً زال بمجيئه من طريق آخر مثله أو أحسن مِنْهُ، وما كَانَ ضعفه شديداً فَلاَ تنفعه كثرة الطرق. وبيان ذَلِكَ: أن ما كَانَ ضعفه بسبب سوء الحفظ أو اختلاطٍ أو تدليسٍ أو انقطاع يسير فالضعف هنا يزول بالمتابعات والطرق، وما كَانَ انقطاعه شديداً أو كَانَ هناك قدحٌ في عدالة الراوي فلا يزول. وانظر في ذلك بحثاً موسعاً في: " أثر علل الحديث في اختلاف الفقهاء ": 34 - 43.
69المصنف، لابن أبي شيبة (9094)، والسنن الكبرى، للبيهقي 4/ 281.
70 المصنف لعبد الرزاق (7788).
71المصنف لعبد الرزاق (7789)، والمصنف، لابن أبي شيبة (9096).
72 هُوَ أنس بن سيرين الأنصاري، أبو موسى، وَقِيْلَ: أبو حمزة، وَقِيْلَ أبو عَبْد الله البصري: ثقة، توفي سنة (118 ه).
الثقات 8/ 48، وتهذيب الكمال 1/ 287 (557)، والتقريب (563).
73 المصنف، لابن أبي شيبة (9093).
74 المصنف، لابن أبي شيبة (9097).
75 المصنف، لابن أبي شيبة (9097).
76 الاستذكار 3/ 238، إلا أنه قال بالاستحباب لا الوجوب.
77 الاستذكار 3/ 238، والتمهيد 12/ 72.
78 بدائع الصنائع 2/ 102، وحاشية رد المحتار 2/ 430، وتبيين الحقائق 1/ 337، والاختيار 1/ 135.
79 الموطأ (849) و (850) رواية الليثي، وبداية المجتهد 1/ 227، والقوانين الفقهية: 120، وأسهل المدارك 1/ 431، وشرح منح الجليل 1/ 400.
80 المحلى 6/ 268.
81 محمد: 33.
82 أحكام القرآن 3/ 393.
83 الجامع لأحكام القرآن 7/ 6075.
84 المحلى 6/ 270 - 271.
85 مصنف عبد الرزاق (7772)، وانظر: الحاوي الكبير 3/ 336.
86 مصنف عبد الرزاق (7784)، ومصنف ابن أبي شيبة (9084)، والسنن الكبرى، للبيهقي 4/ 277، وانظر: الحاوي 3/ 336.
87 مصنف ابن أبي شيبة (9088)، والسنن الكبرى، للبيهقي 4/ 277، والمحلى 6/ 270، وانظر: الحاوي الكبير 3/ 336.
88 عند عبد الرزاق في المصنف (7767) و (7768) و (7769) و (7770) و (7778)، ومصنف ابن أبي شيبة (9080)، والسنن الكبرى، للبيهقي 4/ 277. وهي إحدى الروايتين عنه، وانظر: الحاوي الكبير 3/ 336، والاستذكار 3/ 239 و 240.
(يُتْبَعُ)
(/)
89 مصنف عبد الرزاق (7771)، والسنن الكبرى، للبيهقي 4/ 277، والمحلى 6/ 270، وانظر: الاستذكار 3/ 240.
90 مصنف ابن أبي شيبة (9085).
91 مصنف ابن أبي شيبة (9086).
92 انظر: الحاوي الكبير 3/ 336، والمجموع 6/ 394.
93 المصدر نفسه.
94انظر: الأم 2/ 103، ومختصر المزني: 59، والتهذيب 3/ 187، والمجموع 6/ 394، وروضة الطالبين 2/ 386، ونهاية المحتاج 3/ 210.
95 انظر: المغني 3/ 89، والهادي: 55، والمحرر 1/ 231، وشرح الزركشي 2/ 45.
ونقل حنبل عن الإمام أحمد: ((إذا أجمع على الصيام، وأوجب على نفسه فأفطر من غير عذر أعاد
يوماً، ولكن حمله على الاستحباب أو النذر)). انظر: المصادر السابقة.
96 هِيَ أم عمران عَائِشَة بنت طلحة بن عبيد الله التيمية المدنية: ثقة، قَالَ أبو زرعة: امرأة جليلة، حدث الناس عَنْهَا لفضائلها وأدبها.
الثقات 5/ 289، وتهذيب الكمال 8/ 555 (8483)، والتقريب (8636).
97 الحيس: هو الطعام المتخذ من التمر والأقط والسمن، وقد يجعل عوض الأقط الدقيق أو الفتيت. وقيل: التمر البرني والأقط يدقان ويعجنان بالسمن عجناً شديداً حتى يندر النوى منه نواة نواة، ثم يسوى كالثريد. انظر: النهاية 1/ 467، ولسان العرب 6/ 61، وتاج العروس 15/ 568 مادة (حيس).
98 صحيح مسلم 3/ 159 (4454) (169) (170)، وأخرجه مطولاً ومختصراً غيره. انظر: تخريج رواياتهم في تحقيقي للشمائل (182).
99 الصَّحَابِيّ وهب بن عَبْد الله بن مُسْلِم أبو جحيفة السوائي، توفي سنة (64 ه).
أسد الغابة 5/ 157، وتجريد أسماء الصَّحَابَة 2/ 154، والإصابة 3/ 642.
100 الصَّحَابِيّ الجليل مولى رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم أبو عَبْد الله سلمان الخير الفارسي، توفي سنة (35 ه).
معجم الصَّحَابَة 5/ 2098، وتجريد أسماء الصَّحَابَة 1/ 230 (2400)، والإصابة 2/ 62.
101 هِيَ هجيمة أو جهيمة، أم الدرداء الأوصابية الدمشقية، وَهِيَ الصغرى: ثقة فقيهة، توفيت سنة (81 ه).
تهذيب الكمال 8/ 593 و 594 (8569)، وسير أعلام النبلاء 4/ 277، والتقريب (8728).
102 التبذل: ترك التزين والتهيؤ بالهيأة الحسنة الجميلة. انظر: النهاية 1/ 111، ولسان العرب 11/ 50 (بذل).
103 صحيح البخاري 3/ 49 (1968) و 8/ 40 (6139).
104 جامع الترمذي (2413).
105 صحيح ابن خزيمة (2144).
106 في السنن الكبرى 4/ 275 - 276.
107 في مسنده 6/ 341 و 343.
108 جامع الترمذي (732).
109 السنن الكبرى (3302) و (3303).
110 سنن الدارقطني 2/ 175.
111 السنن الكبرى 4/ 276.
112 جامع الترمذي عقيب (732).
113 انظر: المدونة 1/ 25، والاستذكار 3/ 238، والبيان والتحصيل 2/ 342، وبداية المجتهد 1/ 227، والمنتقى 2/ 68، وشرح منح الجليل 1/ 412.
ـ[بنت السنة الطاهرة]ــــــــ[17 Sep 2006, 09:23 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء وبار ك فيكم
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[18 Sep 2006, 04:21 ص]ـ
وأنتم جزاكم الله كل خير ونفع بكم(/)
وامعتصماه ...
ـ[ناصر]ــــــــ[08 Sep 2006, 08:25 ص]ـ
قصيدة زوج أخونا حميدان التركي كاملة.
بصوت العزاوي وبدقة عالية.
من برنامج (حميدان التركي ابتعاث ومحاكمة) على قناة المجد.
فك الله أسره وفرج همه.
لاتنسوه من دعواتكم.
إعلم أخي / أختي أني ما نقلت لكم هذا إلا طلبا لدعائكم فالرجاء الإكثار و الإلحاح في الدعاء فأخوكم في ضائقة نسأل المولى عز و جل أن يفرج عليه و على جميع أسرى المسلمين أين ما كانوا.
للإستماع الرجاء الضغط هنا ( http://islam.moved.in/zuhd/hamaidan/2.MP3).
لقراءة القصيدة الرجاء الضغط هنا ( http://islam.moved.in/zuhd/hamaidan/1.doc).
لمزيد من المعلومات الرجاء الضغط هنا ( http://www.homaidanalturki.com).
ـ[بنت السنة الطاهرة]ــــــــ[17 Sep 2006, 09:20 م]ـ
اللهم ارحم ضعف عبدك ياقوي ياعظيم يامن سبحانك لاترضى بالظلم أنصره على من ظلمه وأرنا في الكفرة الظالمين عجائب قدرتك ياقوي ياعزيز ورد أخينا حميدان التركي إلى وطنه سالماً معافى يامن إذا أردة شيء قلت له كن فيكون وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم
إن الله مع الصابرين(/)
برنامج إحياء السنة النبوية-التكبير والتسبيح عند المنام
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[08 Sep 2006, 03:14 م]ـ
سم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع (23) بتاريخ 15/ 8/1427 - التكبير والتسبيح عند المنام
?لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا ? (الأحزاب: 21).
قم بالعمل بسنة "التكبير والتسبيح عند المنام "ثم قم بالتصويت
عن علي رضي الله عنه، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال حين طلبت منه فاطمة ـ رضي الله عنها ـ خادمًا: ((ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ إذا أويتما إلى فراشكما، أو أخذتما مضاجعكما، فكبرا أربعًا وثلاثين، وسبحا ثلاثًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين. فهذا خير لكما من خادم)) [متفق عليه: 6318 – 6915]
تقرير النشر الأسبوعى لسنة الرسول
http://islamschool.org/board/viewtopic.php?t=234(/)
خطبة عن العلم للشيخ بن عثمين رحمه الله
ـ[إمداد]ــــــــ[13 Sep 2006, 12:00 ص]ـ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله بعثه الله تعالى بالهدى ودين الحق فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وتركها على محجة بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد
أيها الناس اتقوا الله تعالى وتفقهوا في دينكم في عقائده وأحكامه فإن من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين
تعلموا شرائع الله لتعبدوه على بصيرة وتدعو إليه على بصيرة فإنه لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون
يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي)
اطلبوا العلم فإن العلم نور وهداية والجهل ظلمة وضلالة
اطلبوا العلم فإنه مع الإيمان رفعة في الدنيا والآخرة قال الله تعالى (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)
اطلبوا العلم فإنه ميراث الأنبياء إن الأنبياء لم يرثوا درهماً ولا دينارا قال النبي صلى الله عليه وسلم (إنا معشر الأنبياء لا نورث) وإنما ورث الأنبياء العلم فمن أخذه فقد أخذ بحظ وافر من ميراثهم
اطلبوا العلم فإنه ذخر لكم في الحياة وبعد الممات قال النبي صلى الله عليه وسلم (إذا مات الإنسان أنقطع عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له)
اطلبوا العلم يكن لكم لسان صدق في الآخرين فإن آثار العلم تبقى بعد فناء أهله فالعلماء الربانيون لم تزل آثارهم محمودة وطريقتهم مأثورة وسعيهم مشكور وذكرهم مرفوعا إن ذكروا في المجالس امتلأت المجالس بالثناء عليهم والدعاء لهم وإن ذكرت الأعمال الصالحة والآداب العالية كانوا قدوة الناس فيها: (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا)
أيها الناس اطلبوا العلم مبتغين به الأجر من الله عز وجل لا تطلبوا العلم لتنالوا عرض من الدنيا فإن من تعلم علماً من ما يبتغى به وجه الله عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب عرض من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة إي لم يجد ريحها
اطلبوا العلم لترفعوا به الجهل عن أنفسكم فإن الله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون ولا علم إلا بالتعلم اطلبوا العلم لترفعوا به الجهل عن عباد الله فتنشروا العلم بين الخلق فإن على أهل العلم حق تبليغه قال النبي صلى الله عليه وسلم (بلغوا عني ولو آية) وقال صلى الله عليه وسلم (ليبلغ الشاهد منكم الغائب)
اطلبوا العلم لتحفظوا به شريعة الله فإن الشريعة تحفظ بشيئين الكتابة والحفظ في الصدور وهو العلم اطلبوا العلم لتدافعوا به عن شريعة الله فإن الدفاع عن الشريعة إنما يكون برجالها
أرايتم لو أن رجلاً ضالاً مبتدعا أو ملحداً أو محرفاً أو مخرفاً قام يدعو إلى ضلالته بين قوم لا علم عندهم فهل يستطيع من حوله أن يبين ضلالته ويحمي الشريعة من عدوانه ولو قام هذا الضال يدعو إلى ضلالته وحوله من كتب الحق والهدى ما لا يحصى فإن هذه الكتب لن يقفز منها كتاب واحد يبين ضلالته ويكبح عدوانه ولو قام هذا الضال يدعو إلى ضلالته في قوم بينهم عالم لقام هذا العالم مبيناً ضلاله داحضاً حجته مبطلاً لدعوته
أيها المسلمون اطلبوا العلم لتدعو به إلى الله فإن الدعوة إلى الله لا تتم بدون العلم وكم من شخص نصب نفسه داعية إلى الله ولم يكن عنده علم فلم تكمل دعوته ولم تتم وربما تكلم عن جهل فأفسد أكثر من ما يصلح إن الدعوة إلى الله تعالى بالعلم هي طريق النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه كما أمره الله بقوله: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)
(يُتْبَعُ)
(/)
أيها الناس إن طلب العلم من أفضل الأعمال لما فيه من هذه المطالب العالية لا سيما في وقتنا هذا، هذا الوقت الذي كثر فيه طلب الدنيا والتكالب عليها وكثر فيه القراء العارفون دون الفقهاء العاملين
إن ثمرة العلم العمل والدعوة إلى الله فمن لم يعمل بعلمه كان علمه وبالاً عليه ومن لم يدعو الناس به كان علمه قاصراً عليه من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم يقول الله تعالى: (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ) ومن ترك العمل بما علم أوشك أن ينزع عنه العلم كما قال الله تعالى: (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ) وقد قيل العلم يهتف بالعمل فإن أجاب وإلا أرتحل وقيل قيدوا العلم بالعمل كما تقيدونه بالكتابة
أيها الناس إن لنيل العلم طريقين أحدهما أن يتلقى ذلك من الكتب الموثوق بها والتي ألفها علماء مرضيون بعلمهم وأمانتهم والثاني أن يتلقى ذلك من معلم موثوق به علماً وديانة وهذه الطريق أسلم وأسرع وأثبت للعلم لأن الطريق الأول طريق التلقي من الكتب قد يضل فيه الطالب وهو لا يدري إما لسوء فهمه أو قصور علمه أو لغير ذلك من الأسباب ولأن الطريق الثاني تكون فيه المناقشة والأخذ والرد مع المعلم فينفتح للطالب بذلك أبواب كبيرة في الفهم والتحقيق وكيفية الدفاع عن الأقوال الصحيحة ورد الأقوال الضعيفة وإذا جمع الطالب بين الطريقين التلقي من الكتب ومن المعلمين كان ذلك أكمل وأتم وليبدأ الطالب بالأهم فالأهم وبمختصرات العلوم قبل مطولاتها حتى يكون مترقي من درجة فما فوقها فلا يصعد إلى درجة إلا وقد تمكن من ما تحتها ليكون صعوده سليما
أيها الناس إن طلب العلم فرض كفاية فالقائم به قائم بفرض وقد قال الله عز وجل في الحديث القدسي: (ما تقرب إلي أحد بشيء أحب إلي من ما افترضت عليه) وإذا احتاج الإنسان إلى نوع منه كان فرض عين عليه فعلى من أراد الوضوء أن يتعلم كيف يتوضأ وعلى من أراد الصلاة أن يتعلم كيف يصلي وعلى من عنده مال أن يتعلم كيف يزكيه وعلى من أراد الصوم أن يتعلم كيف يصوم وماذا يصوم وعلى من أراد الحج أن يتعلم كيف يحج حتى يعبد الله على بصيرة وبرهان أيها المسلمون بل أيها الطالبون للعلم ابشروا فإنكم قائمون بفرض من فروض الكفاية فلكم أجر القائمين بالفرض إنكم قائمون بالفرض في المساجد إذا كنتم تراجعون العلم وفي البيوت وفي المدارس فاحمدوا الله على هذه النعمة وأسالوا الله الثبات عليها والمزيد من فضله
اللهم وفقنا للهدى والرشاد وجنبنا الضلال والفساد اللهم علمنا ما ينفعنا اللهم علمنا ما ينفعنا وأنفعنا بما علمتنا وزدنا علماً يا رب العالمين اللهم إنا نسألك أن ترينا الحق حقاً وترزقنا أتباعه وأن ترينا الباطل باطلاً وترزقنا اجتنابه اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[15 Sep 2006, 10:09 ص]ـ
جزاك الله خيراً إنها خطبة قيمة وقد حفظتها عندي
ـ[بنت السنة الطاهرة]ــــــــ[17 Sep 2006, 09:21 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء(/)
برنامج إحياء السنة النبوية-الدعاء حين الإستيقاظ أثناء النوم
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[13 Sep 2006, 11:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع (24) بتاريخ 22/ 8/1427 - الدعاء حين الاستيقاظ أثناء النوم
?لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا ? (الأحزاب: 21).
قم بالعمل بسنة "الدعاء حين الاستيقاظ أثناء النوم "ثم قم بالتصويت
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ((من تعارَّ من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا، استُجيب له، فإنْ توضأ وصلى قُبِلت صلاته)) [رواه البخاري: 1154].
برنامج إحياء السنة النبوية
http://esmallah.org/sub/da3wa/suna/nashr.html
ـ[بنت السنة الطاهرة]ــــــــ[17 Sep 2006, 09:13 م]ـ
ابدعت في موضوعك ونبهتنا على شئ غفل الكثير عنه
..
جزاك الله كل خير وجعله الله في ميزان اعمالك(/)
مجموعة من الأسئلة الحديثية وردتني تم الإجابة عليها
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[15 Sep 2006, 11:34 ص]ـ
س: ما هي الطرق في ترتيب مصادر التخريج؟
ج: اختلفت مناهج المخرجين في ترتيب مصادر التخريج فمنهم من يقدم العزو إلى المصنفات التي اشترط أصحابها الصحة، وعلى هذا الاختيار يكون ترتيب الكتب على النحو الآتي:
صحيح البخاري (ت 256 ه)، ثم صحيح مسلم (ت 261 ه)، ثم صحيح ابن خزيمة (ت 311 ه)، ثم صحيح ابن حبان (ت 354 ه)، ثم مستدرك الحاكم (ت 405 ه)، (الحاكم أشترط في كتابه الصحة ولا يوفق على كثير من الأحكام) وهؤلاء قد جاءت وفياتهم مرتبة أيضاً بما ينسجم مع ترتيب مصنفاتهم في الصحة عند جمهور علماء الحديث.
ومنهم من يقدم الكتب الستة، ولهؤلاء ترتيب لا يتعلق بالتاريخ، ولا بالصحة، وإنما صلته بقيمة كل مصنف، هكذا قالوا، وفي بعض ما قالوه نظر وترتيب الكتب الستة عندهم على النحو الآتي: صحيح البخاري (ت 256 ه)، ثم صحيح مسلم (ت 261 ه)، ثم سنن أبي داود (ت 275 ه)، ثم جامع الترمذي (ت 279 ه)، ثم سنن النسائي (ت 303 ه)، ثم سنن ابن ماجه ((275 هـ)).
ومنهم من يعتمد التاريخ، فيقدم متقدم الوفاة على من توفي بعده. وبهذا يتقدم موطأ مالك (ت 179 ه (، ثم مصنف عبد الرزاق (ت 211 ه (، ثم مسند الحميدي (ت 219 ه (، ثم مصنف ابن أبي شيبة (ت 235 ه (، ثم مسند أحمد (ت 241 ه)، ثم سنن الدارمي (ت 255 ه) على الكتب الستة كلها. وهذه الطريقة هي الطريقة الصحيحة الأسلم التي نسير عليها في تخريجاتنا في كتب السنة؛ لأن هذه الطريقة تجنبنا أمرين:
أولاً: الاضطراب في ترتيب المصادر الأخرى.
ثانياً: قد يكون أحد أصحاب الكتب الستة قد روى من طريق المتقدم فتأخير المتقدم عليه شذوذ.
: ما معنى المسند عند المحدثين؟
ج: قال الزركشي في نكته 1/ 405: ((وهو مأخوذ من السند، وهو ما ارتفع وعلا عن سفح الجبل؛ لأن المسنِّد يرفعه إلى قائله، ويجوز أن يكون مأخوذاً من قولهم: فلان سند، أي: معتمد. فسمِّي الإخبار عن طريق المتن مسنداً؛ لاعتماد النقّاد في الصحة والضعف عليه، وفي أدب الرواية للحفيد: أسندت الحديث أسنده وعزوته أعزوه وأعزيه، والأصل في الحرف راجع إلى المسند وهو الدهر، فيكون معنى إسناد الحديث اتِّصاله في الرواية اتِّصال أزمنة الدهر بعضها ببعض. وحاصل ما حكاه المصنِّف في تعريفه ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه المتصل إسناده وإن لم يرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
والثاني: أنه المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإن لم يتصل.
والثالث: أنه المتصل المرفوع.
ويتفرع على هذه الأقوال أن المرسل هل يسمّى مسنداً؟ فعلى الأول: لا يسمّى؛ لأنه ما اتصل إسناده، وعلى الثاني: يسمّى مسنداً؛ لأنه جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم منقطعاً. وعلى الثالث: لا يسمّى مسنداً أيضاً؛ لأنه فاته شرط الاتصال ووجد فيه الرفع. وينبني عليه أيضاً الموقوف –وهو المروي عن الصحابة – أنه هل يسمى مسنداً؟ فعلى الأول: نعم؛ لاتصال إسناده إلى منتهاه، وعلى الثاني والثالث: لا. وكذلك المعضل – وهو ما سقط من إسناده اثنان فأكثر – فعلى الأول والثالث: لا يسمى مسنداً، وعلى الثاني يسمى)) وانظر عن معنى المسند لغة: لسان العرب 3/ 221، والتاج 8/ 215، والبحر الذي زخر 1/ 315.
س: هل ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي وهو ابن خمس وستين؟
ج: هو ما رواه ابن سعد 2/ 310، وابن أبي شيبة 14/ 291، وأحمد 1/ 223 و 266 و 279 و294 و312 و 359، ومسلم 7/ 89 (2353)، والترمذي (3650)، وفي الشمائل (381)، وأبو يعلى (2452) و (2614)، والطحاوي في شرح المشكل (1944)، والطبراني في الكبير (12843) و (12844) من حديث عمَّار ابن أبي عمار مولى بني هاشم، قال: سمعت ابن عباس يقول: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس وستين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه رواية شاذة تفرد بها عمار ابن أبي عمار، وأخطأ فيها فإن المتقنين من أصحاب ابن عباس رووا عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي وهو ابن ثلاث وستين منهم عكرمة بن عمار وعمرو بن دينار وعروة بن الزبير وغيرهم، وقد ساق البخاري في تاريخه الصغير 1/ 27 – 29، رواياتهم، ثم ساق رواية عمار، وقال: ((ولا يتابع عليه، وكان شعبة يتكلم في عمار. وقال الحافظ ابن كثير في السيرة 4/ 515: ((ورواية الجماعة عن ابن عباس في ثلاث وستين أصح، فهم أوثق وأكثر، وروايتهم توافق الرواية الصحيحة عن عروة عن عائشة وإحدى الروايتين عن أنس، والرواية الصحيحة عن معاوية.
وكذلك قد سبقه إلى مثل هذا البيهقي في دلائل النبوة 7/ 241، فقد قال: ((ورواية الجماعة عن ابن عباس في ثلاث وستين أصح فهم أوثق وأكثر)).
وانظر: بلا بد كتابي كشف الإيهام الترجمة (405).
س: ذكرتم في إحدى تعاليقكم أن كتاب العين ليس للخليلي، ما هو الدليل على ذلك؟
ج: الكتاب في نسبته إلى الخليل كلامٌ، قال ابن جني: ((أما كتاب العين، ففيه من التخليط والخلل والفساد ما لا يجوز أن يحمل على أصغر أتباع الخليل فضلاً عن نفسه)) الخصائص 3/ 288.
وقدِ اتُّهِمَ الليث بن المظَفَّرِ – راوية الخليل وتلميذه – بأنه هو الذي (نحل الخليل بن أحمد تأليف كتاب العين جملة لينفقه باسمه، ويرغب فيه مَنْ حوله) التهذيب 1/ 28 غير أن الأزهري يضيف قائلاً: ((ولم أرَ خلافاً بين اللغويين أن التأسيس المجمل في أول كتاب العين لأبي عبد الرحمن الخليل بن أحمد … وعلمت أنه لا يتقدم أحدٌ الخليلَ فيما أسسه ورسمه …)) التهذيب 1/ 401.
والذي جعل العين مداراً للشك كثرة الخلل الواقع فيه؛ لذلك جوبه بنقد كثير وجهه إليه أبو حاتم السجستاني وابن دريد وأبو علي القالي وأبو بكر الزبيدي وأبو منصور الأزهري وأحمد بن فارس، وغيرهم. ينظر: نقاش ذلك في المعجم العربي: حسين نصار 1/ 280، وقارن بمقدمة محقق كتاب العين 1/ 18 – 27.
وعدم ظهور الكتاب إلاَّ بعد خمسين سنة من وفاة الخليل، وما قيل منه إنَّ الخليل بدأه في أواخر حياته (بعد 170 ه)، وهي في الأغلب السنة التي مرض فيها وتوفي بعدها (175 أو 177 ه)، وقد كان عرض منهج الكتاب على تلميذه الليث بن المظَفَّرِ الذي عاد من الحج فأكمله بعد، أو وصل فيه الخليل إلى آخر حرف العين، وقيل: إنه أتمَّه ثمَّ أحرقه وألَّفهُ بعده الليث؛ لأنه كان قد قرأه، وقيل: غير ذلك.
ينظر: مشكلات في التأليف اللغوي، د. رشيد العبيدي، فصل (كتاب الجيم).
س: ما هو تخريج رواية الخطيب منْ طريقِ ابنِ عُيَيْنَةَ عنْ وائلِ بنِ داودَ عنِ ابنِهِ بكرٍ، عنِ الزُّهريِّ، عنْ سعيدِ بنِ المسيبِ، عنْ أبي هريرةَ، قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((أَخِّرُوا الأَحمالَ فإنَّ اليدَ معلَّقةٌ، والرِّجلَ مُوثقةٌ)).
ج: هذا الحديث أخرجه الترمذي في العلل الكبير (706)، والبزار (1081) كشف الأستار وأبو يعلى في مسنده (5852)، والطبراني في الأوسط (4508)، والبيهقي في الكبرى 6/ 122، والخطيب في تاريخ بغداد 13/ 45، كلهم من طريق قيس ابن الربيع، عن بكر بن وائل، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعاً.
وأخرجه أبو طاهر المخلّص في فوائده ل (9 / ب) و (188 / أ)، وأبو القاسم ابن الجراح في المجلس السابع من أماليه 2/ 1، وأبو محمد المخلدي في فوائده (285/ 1 / 2) عن وائل بن داود، عن ابنه بكر، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعاً. كما في السلسلة الصحيحة (1130) والتعليقات على المقنع 2/ 535.
وروي عن سفيان بن عيينة، فاختلف عليه فيه: فأخرجه أبو داود في المراسيل (294) من طريق أحمد بن عبدة، عن سفيان، عن وائل أو بكر – هكذا على الشك – عن الزهري مرسلاً.
ورواه من سبق في الفقرة الثانية على ذلك النحو عن سفيان، من طريق عبد الله بن عمران العابدي عن سفيان به.
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول: العابدي هذا ذكره ابن حبان في ثقاته 8/ 363، وقال: ((يخطئ ويخالف)) وعلى هذا فليس هو ممن لا يحتمل تفرده بوصل هذا الحديث، فإن في حفظه شيئاً، زيادة على أنه قد خالف أحمد بن عبدة الثقة (تقريب التهذيب 74) الذي رواه عن سفيان مرسلاً. ثم إن ابن عيينة من المكثرين المشهورين بكثرة تلامذته، فَلِمَ ينفرد بوصل هذه السنة العزيزة العابديُّ هذا دون عامة أصحاب سفيان؟
لذا قال البزار–وإليه المفزع في معرفة المفاريد– بعد أن رواه (1081) من طريق قيس بإسنادين اثنين: ((لا نعلم روى بكر إلا هذا بهذا الإسناد)). وقال الطبراني: ((لَمْ يروه عن الزهري إلا بكر)).
وطريق قيس ابن ربيع ضعيف بسبب ضعفه، قال الحافظ في التقريب (5573): ((صدوق، تغير لمَّا كبر وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدَّث به)). وانظر: تهذيب الكمال 6/ 133 (5492)، لذا قال الهيثمي في المجمع 3/ 216 بعد أن نسبه إلى البزار والطبراني في الأوسط: ((وفيه قيس بن ربيع، وثَّقه شعبة والثوري، وفيه كلام))، وقال في 8/ 109 بعد نسبته إلى أبي يعلى: ((وفيه الحسين بن علي ابن الأسود وقيس بن الربيع، وقد وثِّقا وفيهما ضعف)).
فمن هذا يتبين أن المحفوظ رواية أحمد بن عبدة، عن الزهري مرسلاً، ولذا قال الإمام الترمذي في علله الكبير (706): ((سألت محمداً عن هذا الحديث فلم يعرفه، وقال: أنا لا أكتب حديث قيس بن الربيع، ولا أروي عنه)). وضعَّف إسناده البيهقي في الكبرى 6/ 122. وبهذا يظهر خطأ العلامة محدث الشام الشيخ ناصر الدين الألباني – رحمه الله – بتصحيحه الحديث في صحيح الجامع (228)، وفي الصحيحة (1130).
وله شاهد من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه موقوفاً عليه، أخرجه البيهقي في الكبرى 6/ 121–122. وبه يتقوَّى القول بضعف رواية من وصله مرفوعاً، والله أعلم.
س: لماذا يسوق ابن حبان بعض الرواة في التابعين ثم يسوقهم في الصحابة، وما هو القول الفصل في محمود بن لبيد وهل هو صحابي أم تابعي؟
ج: ابن حبان يكرر الراوي في التابعين وفي الصحابة إذا كان هذا الراوي مختلفاً في صحبته، أما محمود بن لبيد ترجمه البخاري في تاريخه الكبير 7/ 402 الترجمة (1762) وساق له خبراً مفاده أن له صحبة فقال: ((قال لنا أبو نعيم عن عبد الرحمن بن الغسيل، عن عاصم بن عمر، عن محمود بن لبيد، قال: أسرع النبيُّ حتى تقطَّعت نعالنا يوم مات سعد بن معاذ)).
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم في الجرح والتعديل 8/ 289 الترجمة (1329): ((قال البخاري: له صحبة، فخط أبي عليه، وقال: لا تعرف له صحبة)).
وقد أثبت صحبته الترمذي في الجامع 3/ 560 عقيب (2036 م) فقال: ((ومحمود بن لبيد قد أدركَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، ورآهُ وهو غلامٌ صغيرٌ)).
وكذا فعل ابن عبد البرِّ حيث رجَّحَ قول البخاري في الاستيعاب 3/ 423، وقالَ ابن حجر في التقريب (6517): ((صحابيٌّ صغير)). وعدَّهُ تابعياً أبو حاتم وأبو زرعة الجرح 8/ 289 الترجمة (1329).
والعجلي في ثقاته 2/ 266، قال: ((مدني تابعي ثقة))، ويعقوب بن سفيان. المعرفة والتاريخ 1/ 356 لذا قالَ الذهبي في تجريد أسماء الصحابة (2/ 63 الترجمة 687): ((في صحبته خُلْفٌ)).
أقول: ذكر ابن عبد البر في استيعابه 3/ 224: أن ابن لبيد أسنُّ من ابن الربيع، فإذا عُدَّ ابن الربيع صحابياً، فابن لبيد أولى بالعدِّ، والله أعلم.
ما هي واجبات المحقق؟
واجبات وضوابط المحقق
1 - تخريج الآيات، يكتب اسم السورة، ثم نقطتان، ثم رقم الآية. هكذا البقرة: 43.
2 - تخريج الأحاديث من الكتب المسندة.
3 - التخريج يرتب على حسب الوفيات.
4 - صحيح البخاري، وصحيح مسلم، تكتب لهما الجزء والصفحة ورقم الحديث. للطبعات المشهورة.
5 - الجزء والصفحة للكتب التي لم ترقم أحاديثها ورقم الحديث فقط للكتب التي رقمت أحاديثها، أما إذا كان الكتاب مجلداً واحداً ولم ترقم أحاديثه فكتب نقطتان قبل رقم الصفحة. هكذا: 571.
6 - عند التخريج يستفاد من الكتب التي تجمع أسانيد كتب متعددة. مثل تحفة الأشراف، وجامع المسانيد، وإتحاف المهرة، والمطالب العالية والمسند الجامع. وكذلك يستأنس بجامع الأصول، وموسوعة أطراف الحديث، والكتب المحققة المخرجة.
(يُتْبَعُ)
(/)
7 - الاعتناء بعلامات التفريز.
8 - كتب التخريج القديمة يستفاد منها كثيراً عند تخريجنا للأحاديث. مثل نصب الراية للزيلعي، والتلخيص الحبير، وتخريج أحاديث الإحياء، وتحفة المحتاج، وتخريج أحاديث الكشاف.
9 - للتخريج خمس طرق:
الطريقة الأولى: عن معرفة راوي الحديث من الصحابة، وهذه الطريقة نرجع إليها حينما نعرف اسم الصحابي الذي روى هذا الحديث. وعند تخريجنا لهذه الطريقة نستفيد من مجموعة من الكتب وهي: المسانيد، والمسانيد هي الكتب التي تجمع أحاديث مسند كل صحابي على حدة. مثل مسند أحمد والحميدي، والطيالسي، وأبي يعلى. وكذلك المعاجم مثل معاجم الطبراني الثلاثة. فهي أيضاً على المسانيد إلا إن مسانيد الصحابة رتبت على حروف المعاجم. وكذلك كتب الأطراف مثل تحفة الأشراف، وإتحاف المهرة.
الطريقة الثانية: فهي على طريقة معرفة أول لفظ من متن الحديث. وهذه طريقة نلجأ إليه حينما نعرف أول متن الحديث. وأفضل كتاب لهذه الطريقة هو كتاب موسوعة أطراف الحديث. وكذلك فيها فهارس الكتب المطبوعة حديثاً. وهناك كثير من الكتب ألفت مرتبة على الفهارس المعجمية مثل صحيح الجامع الصغير، وضعيف الجامع الصغير، والمقاصد الحسنة. وكشف الخفاء.
أما الطريقة الثالثة: فهي عن طريق معرفة كلمة مشتقة من فعل ثلاثي. مثل
((إنما الأعمال بالنيات)) فالأعمال أصلها ((عمل)) والنيات أصلها ((نوى)) ونستعين على هذه الطريقة بفهارس صحيح مسلم للمرصفي. والمعجم المفهرس لألفاظ الحديث لونسك. ولمسند أبي يعلى لحسين سليم أسد فهرس في مجلدين.
أما الطريقة الرابعة: فهي عن طريق معرفة موضوع الحديث. وهو أن نبحث عن الحديث في بابه الفقهي. ونلجأ إليها بالكتب المؤلفة على هذه الطريقة. مثل الجوامع والمستخرجات والمستدركات والسنن. وأحسن شيئ لهذه الطريقة. الرجوع لكتب شملت عدة كتب. مثل جامع الأصول، ومجمع الزوائد والمطالب العالية.
أما الطريقة الخامسة: فهي النظر إلى نوع الحديث فإذا كان الحديث مرسلاً. بحثنا عنه في كتب المراسيل. وإذا كان متواتراً بحثنا عنه في الكتب التي ألفت في المتواتر. وإذا كان الحديث ضعيفاً نبحث عنه في الكتب المتخصصة في ذلك. مثل السلسلة الضعيفة. وإذا كان مشتهراً على السنة الناس نبحث عنه في المقاصد الحسنة وكشف الخفاء. وإذا كان الحديث من أحاديث الأحكام نبحث عنه في الكتب التي تعتني في هذا. مثل إرواء الغليل والتلخيص الحبير. و نصب الراية. وإذا كان الحديث من أحاديث التفسير يبحث عنه في كتب التفاسير المسندة مثل تفسير الطبري، وابن أبي حاتم، والبغوي، وكتب الواحدي.
فعلى المخرج أن يخرج على إحدى هذه الطرق حسب الحال.
10 – عند تخريج الحديث يحكم على الأحاديث؛ لأنا لا نستطيع أن نعمل بالحديث حتى نعرف صلاحيته من عدمها ونحن نبحث عن حكم المتقدمين فإذا كان الحديث في الصحيحين، أو في واحد منهما، فهو صحيح. وما دون ذلك يبحث عن أقوال أهل العلم في تصحيح الأحاديث وتعليلها. من ذلك كتب العلل. وكتب التخريج القديمة. وبعض الكتب التي شملت أحكاماً مثل جامع الترمذي، وسنن الدارقطني. أما إذا لم نجد لأهل العلم تصحيحاً ولا تضعيفاً في ذلك الحديث المبحوث عنه. فنعمل قواعد الجرح والتعديل وقواعد المصطلح. وهو أمر صعب. نحن نعلم أن شروط صحة الحديث الاتصال، والعدالة والضبط وعدم الشذوذ وعدم العلة. فإذا تخلف شرط من هذه الشروط عن الحديث فالحديث ضعيف. والشروط الثلاثة الأولى تكون في الإسناد ونستطيع أن نبحث عنها بمراجعة كتب الرجال. أما الشرطان الأخيران فهما يحتاجان إلى الحفظ. ولمعرفة عدالة الراوي وضبطهم نستفيد أكثر شيئ من تهذيب الكمال، وميزان الاعتدال، والتقريب، وغيرها من كتب الرجال.
والحكم على الأسانيد على النحو الآتي:
أولاً: إسناده صحيح، إذا كان السند متصلاً بالرواة الثقات، أو فيه من هو صدوق حسن الحديث وقد توبع، فهو يشمل السند الصحيح لذاته والسند الصحيح لغيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: إسناده حسن إذا كان في السند من هو أدني من رتبة الثقة وهو الصدوق الحسن الحديث ولم يتابع، أو كان فيه ((الضعيف المعتبربه)) أو ((المقبول)) أو ((اللين الحديث)) أو ((السيئ الحفظ)) ومن وصف بأنه ((ليس بالقوي)) أو ((يكتب حديثه وإن كان فيه ضعف))، إذا تابعه من هو بدرجته أو أعلى منزلة منه، فهو يشمل السند الحسن لذاته والحسن لغيره.
ثالثاً: إسناده ضعيف إذا كان في السند من وصف بالضعف، أو نحوه ويدخل فيه: المنقطع، والمعضل، والمرسل، والمدلس رابعاً.
رابعا إسناده ضعيف جداً، إذا كان في السند أحد المتروكين أو من اتهم بالكذب.
11 - من أول واجبات المحقق، رجوعه إلى النسخ الخطية العتيقة، وإلى الكتب المساعدة مثل موارد صاحب المخطوط، ومن استقى منه.
12 – الاعتناء بشرح ما لا بد من شرحه من غريب أو غيره.
13 - ضبط الأسماء المشكلة بالحروف بالهامش مع شكلها بالشكل في المتن.
14 - التخريج يكون بجمع الموارد على الصحابي أو تفصيله عند الحاجة.
15 - تخريج النقولات عن العلماء من الكتب القديمة.
16 - تتبع المذاهب سواء كانت لغوية أم فقهية أم غيرها وتوثيقها من المصادر التي تعنى بها.
17 - ترجمه بعض المهملين الذين يرد ذكرهم بترجمة بسيطة.
18 – التعليق على المواطن التي يحتاج فيها إلى التعليق.
19 - ينبغي وضع خطة خاصة عند تحقيق أي كتاب.
20 - عند التحقيق يجب السير على منهج واحد. والإشارة إليه قبل بدأ العمل.
21 - ينبغي شكل ما يشكل.
22 - لا بد في التخريج من ذكر الصحابي.
23 - عند تخريج أحاديث من في حفظه شيء، يرجع إلى الكامل والضعفاء للعقيلي والميزان واللسان خشية أن تكون هذه الأحاديث مما أنكرت عليهم.
24 - لا بد من معرفة مناهج المخطوطات عند تحقيق أي مخطوطة.
25 - يستعان في ضبط المدن في معجم البلدان، ومراصد الاصطلاح.
26 - ويستفاد في ضبط الأنساب في كتاب الأنساب للسمعاني أو اللباب لابن الأثير.
27 - ينبغي صنع الفهارس لأي كتاب يحقق. والمنهج السديد لصنع الفهارس فيما يأتي:
أ: اعتبار المدة (آ) أول حرف
ب: عدم التفريق بين (أن) و (أنّ) و (إن) وكذلك بين (أما) (أمّا) (إمّا)، أي: لا يعتد بحركة الهمزة، ولا تخفيف النون، والميم، وتشديدها.
ج: عدم التفريق بين همزة الوصل والقطع، وعد الهمزة التي كتبت على الواو، والألف همزة.
ء: عدم الاعتداد بـ ((أل)) التعريف في الترتيب، ويستثنى من ذلك لفظ الجلالة ولفظ اسم الموصول، فتعدُ همزتها همزة أصلية.
ذ: عدم الاعتداد بجملة ((صلى الله عليه وسلم)).
ه: عد الألف المقصورة ياءً في الترتب فتجئ ((صلّى)) مثلاً بعد ((صلوا)).
ف: عد ((لا)) حرفاً مستقلاً. وضع بين الواو والياء.
ما هو تخريج حديث: ((مَنْ كَذَبَ عليَّ مُتعمِّداً -ليُضِلَّ بهِ الناسَ- فلْيَتبوَّأْ مَقْعدَهُ من النارِ))؟
الجواب: هذا الحديث بهذه الزيادة منكر لا يصحّ؛ وهو معلول بـ (يونس بن بُكير)؛ فقد ضعّفه أبو داود والنسائي، وهو ليس ممن يحتمل تفرّده في مثل هذا المقام، وفيه من هذا الوجه ثلاث علل:
الأولى: تفرّده بهذه اللفظة المنكرة، وهي تخالف أصل الحديث المتواتر الذي رواه أكثر من ستين صحابياً بدونها.
الثانية: أنّه معلول بالإرسال، فقد أخرجه البزار (كشف الأستار 209)، والطحاوي في شرح المشكل (418)، وابن عدي في الكامل (1/ 20)، وابن الجوزي في الموضوعات (1/ 97) من طريق يونس بن بكير، عن الأعمش، عن طلحة بن مُصرّف، عن عمرو بن شرحبيل، عن ابن مسعود، به، موصولاً.
وأخرجه الطحاوي في شرح المشكل (419) من طريق أبي معاوية الضرير محمد بن خازم، عن الأعمش، عن طلحة بن مصرف، عن أبي عمار، عن عمرو بن شرحبيل، به، مرسلاً ليس فيه ابن مسعود.
الثالثة: أنه معلول بالانقطاع؛ فإن طلحة بن مصرف لم يدرك عمرو بن شرحبيل كما نص عليه الطحاوي (1/ 371).
وقال الطحاوي (1/ 371): ((هذا حديث منكر))، وقال ابن عدي في الكامل (1/ 20):
((هذا الحديث اختلفوا فيه على طلحة بن مصرف))، وقال ابن حجر في نكته (2/ 855): ((اتفق أئمة الحديث على أنّها زيادة ضعيفة)). ومن عجبٍ أن الهيثمي لما أورده في " كشف الأستار "
(يُتْبَعُ)
(/)
(1/ 114 حديث 209) قال: ((قلت: أخرجته لقوله: ((ليضلّ به الناس)). لكنه لم يتنبّه إلى شيء من علل الحديث في المجمع (1/ 144) فقال: ((رجاله رجال الصحيح))، ومعلوم أنّ إطلاق الهيثمي هذا لا يستفاد منه صحة المتن، فكلامه هذا لا يجامع الصحة، فإنّ شروط الصحة عدالة الرواة وضبطهم والسلامة من الانقطاع والعلة وكثيراً ما يغترُّ بعضُ مَنْ ينتحلُ العلمَ بمثل قول الهيثمي هذا فيقع في الخطأ.
هل العلة تطلق فقط على الامر الخفي؟
إنّ إطلاق العلة على الأمر الخفي القادح: قيد أغلبي، لأنا وجدنا كثيراً من الأقوال عن العلماء الجهابذة الفهماء إطلاق لفظ العلة على غير الخفي، وقد وجدنا في " علل الحديث " لابن أبي حاتم مائتين وسبعة وأربعين حديثاً أعلّت بالجرح الظاهر. (انظر أرقامها في أثر علل الحديث: 15 - 16)، وانظر إلى قول الحافظ ابن حجر حين قال: ((العلّة أعمّ من أن تكون قادحة أو غير قادحة خفية أو واضحة)) (النكت 2/ 771) وقال: ((إنّ الضعف في الراوي علّة في الخبر والانقطاع في الإسناد علة الخبر، وعنعنة المدلس علة في الخبر وجهالة حال الراوي علة في الخبر)) (النكت 1/ 407) وفي حوار لنا مع شيخنا العلاّمة الدكتور هاشم جميل تنبهنا إلى أمر آخر، وهو أنّ المحدّثين إذا تكلّموا على العلة باعتبار أن خلو الحديث منها يعدّ قيّداً لابدّ منه لتعريف الحديث الصحيح. فإنّهم في هذه الحالة يطلقون العلة ويريدون بها المعنى الاصطلاحي الخاصّ، وهو: السبب الخفي القادح. وإذا تكلموا في نقد الحديث بشكل عام فإنّهم في الحالة يطلقون العلة ويريدون بها: السبب الذي يعلّ الحديث به: سواء أكان خفياً أم ظاهراً قادحاً أم غير قادح. وهذا توجد له نظائر عند المحدّثين، منها: المنقطع: فهو بالمعنى الخاص: ما حصل في إسناده انقطاع في موضع أو في أكثر من موضع لا على التوالي.
وهذا المصطلح نفسه يستعمله المحدّثون أيضاً استعمالاً عاماً فيريدون: كلّ ما حصل فيه انقطاع في أيّ موضع في السند كان، فيشمل المعلق، وهو: الذي حصل فيه انقطاع في أول السند، والمرسل، وهو: الذي حصل فيه انقطاع في آخر السند والمعضل، وهو: الذي حصل فيه انقطاع في أثناء السند باثنين فأكثر على التوالي. ويشمل أيضاً المنقطع بالمعنى الخاص الذي ذكرناه.
وهكذا نرى أنّ مصطلح المنقطع يستعمله المحدّثون استعمالاً خاصاً في المنقطع الاصطلاحي، ويستعملونه استعمالاً عاماً في كلّ ما حصل فيه انقطاع فيشمل المنقطع الاصطلاحي، والمعلق، والمرسل، والمعضل، وعلى هذا المنوال جرى استعمالهم لمصطلح العلّة، فهم يستعملونه بالمعنى الاصطلاحي الخاص، وهو: السبب الخفي القادح، ويستعملونه استعمالاً عاماً، ويريدون به: كل ما يعلّ الحديث به فيشمل العلة بالمعنى الاصطلاحي، والعلة الظاهرة، والعلة غير القادحة)). وانظر: أثر علل الحديث: 17 - 18.
هل العلة تكون فقط بالمتن؟
العلّة تكون أحياناً في الإسناد، وتكون أحياناً في المتن، فإذا وقعت العلة في الإسناد: فأما أنْ تقدح في السند فقط أو فيه وفي المتن أو لا تقدح مطلقاً. وهكذا إذا وقعت العلة في المتن، فعلى هذا يكون للعلة خمسة أقسام نشير إليها فيما يأتي:
1 – تقع العلة في الإسناد ولا تقدح مطلقاً.
مثاله: ما رواه المدلّس بالعنعنة، فهذا يوجب التوقف عن قبوله، فإذا وجد من طريق آخر قد صرّح فيها بالسماع تبين أنّ العلة غير قادحة. النكت 2/ 747، ومقدمة علل الدارقطني 1/ 40، ومقدمة البحر الزخار 1/ 19.
2 – تقع العلة في الإسناد وتقدح فيه دون المتن
مثاله: ما رواه يَعْلَى بن عُبيد الطَّنَافسي، عن الثوري، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر، عن النبي ?: ((البيِّعان بالخيار)). (انظر تفصيل الروايات في جامع الأصول 1/ 574 حديث 407، والتلخيص الحبير 3/ 23، ومسند أبي يعلى 10/ 192 – 193، وإتحاف المهرة 8/ 528 حديث 9890، والمسند الجامع 10/ 439 حديث 7730). فغلط يعلى في قوله: عمرو بن دينار، إنّما هو عبد الله بن دينار كما رواه الأئمة المتقنون من أصحاب سفيان الثوري مثل: الفضل بن دكين، ومحمد بن يوسف الفريابي، ومخلد بن يزيد، وغيرهم. علوم الحديث لابن الصلاح: 82 – 83، وتدريب الراوي 1/ 254،
(يُتْبَعُ)
(/)
ومقدمة علل الدارقطني 1/ 40، ومقدمة البحر الزخار 1/ 19.
3 – تقع العلة في الإسناد وتقدح فيه وفي المتن معاً
وذلك كأنّ يوجد في الحديث إرسال أو وقف، أو إبدال راوٍ ضعيف براوٍ ثقة.
مثال ذلك: ما وقع لأبي أسامة – حماد بن أسامة الكوفي، وهو ثقة (تقريب التهذيب 1487) – في روايته عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر – وهو من ثقات الشاميين (تقريب التهذيب 4041) – قدم عبد الرحمن الكوفة فكتب عنه أهلها، ولم يسمع منه أبو أسامة، ثم قدم بعد ذلك الكوفة عبد الرحمن بن يزيد بن تميم – وهو من ضعفاء الشاميين (تقريب التهذيب 4040) – فسمع منه أبو أسامة، وسأله عن اسمه فقال: عبد الرحمن بن يزيد، فظن أبو أسامة أنّه ابن جابر فصار يحدث عنه وينسبه من قبل نفسه فيقول: حدّثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، فوقعت المناكير في رواية أبي أسامة عن ابن جابر، ولم يفطن إلا أهل النقد فيميزوا ذلك ونصّوا عليه كالبخاري، وأبي حاتم، وغير واحد. النكت 2/ 748، وتوضيح الأفكار 2/ 32، ومقدمة علل الدارقطني 1/ 41، ومقدمة البحر الزخار 1/ 19.
4 - تقع العلة في المتن ولا تقدح فيه ولا في الإسناد
مثاله: كلّ ما وقع من اختلاف ألفاظ كثيرة من أحاديث الصحيحين إذا أمكن الجمع رد الجميع إلى معنى واحد فإن القدح ينتفي عنهما. النكت 2/ 748، وتوضيح الأفكار 2/ 32، ومقدمة علل الدارقطني 1/ 41، ومقدمة البحر الزخار 1/ 19.
5 – تقع العلة في المتن وتقدح فيه دون الإسناد
مثاله: ما انفرد مسلم (صحيحه 2/ 12 رقم 399) بإخراجه في حديث أنس ? من اللفظ المصرّح بنفي قراءة (بسم الله الرحمن الرحيم)، فعلّل قومٌ روايةَ اللفظ المذكور لمّا رأو الأكثرين إنّما قالوا فيه: ((فكانوا يستفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين)) من غير تعرّض لذكر البسملة وهو الذي اتفق البخاري ومسلم على إخراجه (صحيح البخاري 1/ 189 رقم 743، وصحيح مسلم 2/ 12 رقم 399).
ورأوا أنّ من رواه باللفظ المذكور رواه بالمعنى الذي وقع له ففهم من قوله: ((كانوا يستفتحون بالحمد لله رب العالمين)) أنّهم كانوا لا يبسملون فرواه على فهم وأخطأ فيه؛ لأنّ معناه أنّ السورة التي كانوا يفتتحون بها من السور هي الفاتحة، وليس فيها تعرض لذكر البسملة. علوم الحديث: 83، والنكت 2/ 748، والباعث الحثيث: 67، ومقدمة علل الدارقطني 1/ 42، ومقدمة البحر الزخار 1/ 20.
ما هو القول الفصل في زيادة الثقة؟
زيادة الثقة من القضايا التي كَثُرَ الخلافُ فيها واتّسع النقاش لها، وهي من القضايا الخفية المهمة في علل الحديث، بل إنّ العمود الفقري لعلم العلل هو الزيادة من الرواة الثقات، وقد عُرِّفت زيادة الثقة: بأنّها ما انفرد به الراوي من زيادة – في المتن أو في السند – عن بقيّة الرواة عن شيخ لهم (اختصار علوم الحديث: 61) وصوّرها ابن رجب (شرح العلل 2/ 635): ((أن يروي جماعة حديثاً واحداً بإسناد واحد ومتن واحد، فيزيد بعض الرواة فيه زيادة، لم يذكرها بقية الرواة)).
فالزيادة فنٌّ عظيم من فنون الحديث، ومرجعه إلى الاختلاف بالروايات، ومن الطبيعي أنْ يختلف الرواة في بعض الأحيان سنداً أو متناً ولا غرابة في ذلك. إذ يبعد عادة أن يكون الجميع في مستوى واحد من الاهتمام والتيقظ والتثبت والدقة والضبط منذ تلقي الأحاديث من أصحابها إلى حين أدائها؛ لأن المواهب متفاوتة فمنهم من بلغ أوج مراتب الثقات، ومنهم من هو أدنى هذه المراتب، ومنهم من هو بين الحدين، وهذا الفريق على درجات متفاوتة، وهؤلاء الثقات كثيراً ما يشتركون في سماع الحديث من شيخ لهم، فإذا حدّثوا به بعد مدّة من الزمن في جملة من الأحاديث المسموعة من مصادر شتى فإن مدى الاتفاق بينهم والاختلاف يتوقف على مقدار تيقظهم واهتمامهم ومذاكرتهم ودقتهم وحفظهم، وبما أنّهم مختلفون في ذلك فإنهم قد يختلفون في أداء الرواية، والزيادة لون من ألوان الاختلاف. والذي ينظر في صنيع الأئمة السابقين والمختصين في هذا الشأن يراهم لا يقبلونها مطلقاً ولا يردونها مطلقاً بل مرجع ذلك إلى القرائن والترجيح فتقبل تارة وتردّ أخرى، ويتوقف فيها أحياناً. وهذا هو الرأي المختار المتوسط الذي هو بين القبول والردِّ فيكون حكم الزيادة حسب القرائن المحيطة بها حسب ما يبدو للناقد العارف
(يُتْبَعُ)
(/)
بعلل الحديث وأسانيدها وأحوال الرواة بعد النظر في ذلك، أما الجزم بوجه من الوجوه من غير نظر إلى عمل النقاد فذلك فيه مجازفة. وانظر بلابد (أثر علل الحديث ص 254 – 280).
هل إن مراسيل سعيد بن المسيب مقبولة؟
قال الإمام النوويّ: ((اشتهر عند فقهاء أصحابنا أنّ مرسل سعيد بن المسيّب حجّة عند الشافعيّ، حتى أنّ كثيراً منهم لا يعرفون غير ذلك، وليس الأمر على ذلك، وإنّما قال الشافعي – رحمه الله – في مختصر المُزني: وإرسال سعيد بن المسيب عندنا حَسَنٌ، فذكر صاحب المهذب وغيره من أصحابنا في أصول الفقه في معنى كلامه وجهين لأصحابه.
منهم من قال: مراسيله حجة لأنّها فتشت فوجدت مسانيد.
ومنهم من قال: ليست بحجة عنده بل هي كغيرها على ما نذكره، وإنّما رجّح الشافعي به، والترجيح بالمرسل صحيح. وحكى الخطيب أبو بكر هذين الوجهين لأصحاب الشافعي، ثم قال: الصحيح من القولين عندنا الثاني؛ لأنّ في مراسيل سعيد ما لم يوجد مسنداً بحال من وجهٍ يصحّ، وقد جعل الشافعي لمراسيل كبار التابعين مزية على غيرهم كما استحسن مرسل سعيد.
وروى البيهقي في مناقبه بإسناده عن الشافعي كلاماً طويلاً، حاصله: أنّه يقبل مرسل التابعي إذا أسنده حافظ غيره أو أرسله من أخذ عن غير رجال الأول أو كان يوافق قول بعض الصحابة، أو أفتى عوام أهل العلم بمعناه.
ثم قال البيهقي: فالشافعي يقبل مراسيل كبار التابعين إذا انضم إليها ما يؤكدها، فإن لم ينضم إليها ما يؤكدها لم يقبلها، سواء كان مرسل ابن المسيب أو غيره. قال: وقد ذكرنا مراسيل لابن المسيب لم يقل بها الشافعي حين لم ينضم إليها ما يؤكدها، ومراسيل لغيره قال بها حين انضم إليها ما يؤكدها.
قال: وزيادة ابن المسيب على غيره في هذا أنّه أصحّ التابعين إرسالاً فيما زعم الحفّاظ فهذا كلام الخطيب والبيهقي وإليهما المنتهى في التحقيق ومحلهما من العلم. بنصوص الشافعي ومذهبه وطريقته معروف. وأما قول الإمام أبي بكر القفال المروزي في أول شرح التلخيص: قال الشافعي في الرهن الصغير: مرسل ابن المسيب عندنا حجة. فهو محمول على ما ذكره البيهقي والخطيب)). انتهى كلام الإمام النووي.
ولكن! اعترض عليه العلائي في " جامع التحصيل " على قوله بالتسوية بين مراسيل سعيد بن المسيب ومراسيل غيره، وتكلّم بكلام نفيس، لا يسع المقال لنقله هنا، فراجعه تجد فائدة –إن شاء الله تعالى-. ينظر: الكفاية: (571 – 572 ت 404 – 405 ه)، ومناقب الشافعي 2/ 31، ومختصر المزني 8/ 78 في آخر كتاب الأم للشافعي، وإرشاد طلاب الحقائق 1/ 175 – 178، وتهذيب الأسماء واللغات 1/ 221، وجامع التحصيل: 46.
ما هو القول الفصل في تعريف الحديث الحسن؟
الحديث الحسن: وسطٌ بين الصحيح والضعيف، قال ابن القطّان في " بيان الوهم والإيهام " (1118): ((الحسن معناه الذي له حال بين حالي الصحيح والضعيف وبنحوه قال عقيب (1173). وقال عقيب (1432): ((ونعني بالحسن: ما له من الحديث منْزلة بين منْزلتي الصحيح والضعيف، ويكون الحديث حسناً هكذا؛ إما بأن يكون أحد رواته مختلفاً فيه، وثقّه قوم وضعّفه آخرون، ولا يكون ما ضعّف به جرحاً مفسراً، فإنّه إن كان مفسراً قدّم على توثيق من وثّقه، فصار به الحديث ضعيفاً))؛ ولما كان كذلك عَسُر على أهل العلم تعريفه.
قال الحافظ ابن كثير: ((وذلك لأنّه أمر نسبيٌ، شيءٌ ينقدح عند الحافظ، ربّما تقصر عبارته عنه)) (اختصار علوم الحديث: 37).
وقال ابن دقيق العيد: ((وفي تحرير معناه اضطرابٌ)). (الاقتراح: 162).
وذلك لأنّه من أدق علوم الحديث وأصعبها؛ لأنّ مداره على من اخُتلف فيه، وَمَن وهم في بعض ما يروي. فلا يتمكن كل ناقدٍ من التوفيق بين أقوال المتقدّمين أو ترجيح قولٍ على قولٍ إلا من رزقه الله علماً واسعاً بأحوال وقواعد هذا الفن ومعرفةٍ قوية بعلم الجرح والتعديل، وأمعن في النظر في كتب العلل، ومارس النقد والتخريج والتعليل عمراً طويلاً، ومارس كتب الجهابذة النقاد حتى اختلط بلحمه ودمه، وعرف المتشددين والمتساهلين من المتكلمين في الرجال، ومن هم وسطٌ في ذلك؛ كي لا يقع فيما لا تحمد عقباه؛ ولذلك قال الحافظ الذهبي: ((ثم لا تطمع بأن للحسن قاعدةً تندرج كل الأحاديث الحسان فيها
(يُتْبَعُ)
(/)
؛ فأنا على إياسٍ من ذلك، فكم من حديثٍ تردد فيه الحفاظ هل هو حسنٌ أو ضعيفٌ أو صحيحٌ؟)). (الموقظة: 28).
وللحافظ ابن حجر محاولةٌ جيّدةٌ في وضعه تحت قاعدة كليةٍ فقد قال في النخبة: ((وخبر الآحاد بنقل عدلٍ تامّ الضبط، متصل السند غير معللٍ ولا شاذٍ: هو الصحيح لذاته … فإن خفّ الضبط، فالحسن لذاته)). (النخبة 29، 34).
وهي محاولةٌ جيدةٌ. وقد مشى أهل المصطلح على هذا من بعده. وحدّوا الحسن لذاته: بأنه ما اتصل سنده بنقل عدلٍ خف ضبطه من غير شذوذٍ ولا علةٍ)). وشرط الحسن لذاته نفس شرط الصحيح، إلا أنّ راوي الصحيح تامّ الضبط، وراوي الحسن لذاته خفيف الضبط. وسمّي حسناً لذاته؛ لأنّ حسنه ناشئ عن توافر شروط خاصّة فيه، لا نتيجة شيء خارج عنه.
وقد تبين لنا: أنَّ راوي الحسن لذاته هو الراوي الوسط الذي روى جملة من الأحاديث، فأخطأ في بعض ما روى، وتوبع على أكثر ما رواه؛ فراوي الحسن: الأصل في روايته المتابعة والمخالفة وهو الذي يطلق عليه الصدوق، لأنّ الصدوق هو الذي يهم بعض الشيء فنزل من رتبة الثقة إلى رتبة الصدوق. فما أخطأ فيه وخولف فيه فهو من ضعيف حديثه، وما توبع عليه ووافقه من هو بمرتبته أو أعلى فهو من صحيح حديثه. أما التي لم نجد لها متابعة ولا شاهداً فهي التي تسمّى بـ (الحسان)؛ لأنّا لا ندري أأخطأ فيها أم حفظها لعدم وجود المتابع والمخالف؟
وقد احتفظنا بهذه الأحاديث التي لم نجد لها متابعاً ولا مخالفاً وسمّيناها حساناً؛ لحسن ظننا بالرواة؛ ولأنّ الأصل في رواية الراوي عدم الخطأ، والخطأ طارئٌ؛ ولأنّ الصدوق هو الذي أكثر ما يرويه مما يتابع عليه. فجعلنا ما تفرد به من ضمن ما لم يخطأ فيه تجوزاً؛ لأنَّ ذلك هو غالب حديثه، ولاحتياجنا إليه في الفقه. وبمعنى هذا قول الخطّابي: ((… وهو الذي يقبله أكثر العلماء ويستعمله عامة الفقهاء)). ولا بأس أن نحد ذلك بنسبة مئوية فكأنّ راوي الحسن من روى – مثلاً لا حصراً – مائتي حديث، فأخطأ في عشرين حديثاً وتوبع في ثمانين. فالعشرون التي أخطأ فيها من ضعيف حديثه. والثمانون التي توبع عليها من صحيح حديثه. أما المائة الأخرى وهي التي لم نجد لها متابعاً ولا مخالفاً فهي من قبيل
(الحسن). ومن حاله كهذا: عاصم بن أبي النجود، فقد روى جملة كثيرة من الأحاديث فأخطأ في بعض وتوبع على الأكثر فما وجدنا له به متابعاً فهو صحيح، وما وجدنا له به مخالفاً أوثق منه عدداً أو حفظاً فهو من ضعيف حديثه. وما لم نجد له متابعاً ولا مخالفاً فهو (حسن) خلا روايته عن أبي وائل، وزر بن حبيش. وانظر: كتابنا كشف الإيهام الترجمة (328). وممن حاله كحال عاصم: ((عبيدة بن حميد الكوفي، وسليمان بن عتبة وأيوب ابن هانئ، وداود بن بكر بن أبي الفرات، ومحمد بن عمرو بن علقمة، والحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، ويونس بن أبي إسحاق، وسماك بن حرب)).
وهذا الرأي وإن كان بنحو ما انتهى إليه الحافظ ابن حجر العسقلاني إلا أننا لم نجد من فصّله هكذا. وهو جدير بالقبول والتداول بين أهل العلم. وقد يتساءل إنسانٌ بأن من قيل فيهم: صدوق أو حسن الحديث قد اختلف المتقدمون في الحكم عليهم تجريحاً وتعديلاً. وجواب ذلك: أنّ الأئمة النقاد قد اطّلعوا على ما أخطأ فيه الراوي وما توبع عليه فكأنَّ المُجَرِّح رأى أن ما خولف فيه الراوي هو الغالب من حديثه، والمُعَدِّل كذلك رأى أن ما توبع عليه هو غالب حديثه فحكم كلٌّ بما رآه غالباً، غير أنا نعلم أنَّ فيهم متشددين يغمز الراوي بالجرح وإن كان خطؤه قليلاً، ومنهم متساهلين لا يبالي بكثرة الخطأ، وعند ذلك يؤخذ بقول المتوسطين المعتدلين.
ولذا نجد الحافظ ابن عدي في الكامل، والإمام الذهبي في الميزان يسوقان أحياناً ما أنكر على الراوي الوسط ثم يحكمان بحسن رواياته الأخرى. والله أعلم.
هل حديث: ((من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)) متواتر؟
نعم وقد ورد عن عدّة من الصحابة – رضي الله عنهم -، منهم:
جابر بن عبد الله، عند أحمد (3/ 280)، والدارمي (237)، وابن ماجه (33).
وخالد بن عرفطة، عند أحمد (5/ 292).
وزيد بن أرقم، عند أحمد (4/ 366).
(يُتْبَعُ)
(/)
وأبو سعيد الخدري، عند أحمد (3/ 12 و 21 و 39 و 44 و 46 و 56) ومسلم (8/ 229 عقيب 3004).
وسلمة بن الأكوع، عند أحمد (4/ 47 و 50)، والبخاري (1/ 38 عقيب 109).
وابن عبّاس، عند أحمد (1/ 233 و 269)، والدارمي (238)، والترمذي (2950) و (2951).
وعبد الله بن عمرو، عند أحمد (2/ 171).
وابن مسعود، عند أحمد (1/ 402 و 405 و 454)، والترمذي (2659).
وعقبة بن عامر، عند أحمد (4/ 156).
وعلي بن أبي طالب، عند أحمد (1/ 130).
ومعاوية بن أبي سفيان، عند أحمد (4/ 100).
ويعلى بن مرّة، عند الدارمي (240).
والمغيرة بن شعبة عند البخاري (2/ 102)، ومسلم (1/ 10 عقيب 4).
وأبو هريرة، عند أحمد (2/ 413)، والدارمي (599)، والبخاري (1/ 38 و 7/ 54)، ومسلم (1/ 8 حديث 3).
وقد رواها جميعها، ابن الجوزي في تقدمة الموضوعات (1/ 55 – 93) وبسط الكلام في تخريجها اللكنوي في الآثار المرفوعة: 21 – 36.
ماهو القول الفصل في حماد بن سلمة؟
حماد بن سلمة بن دينار البصري، ثقة له أوهام. قال أحمد: هو أعلم الناس بحديث خاله حميد الطويل. وقال ابن معين: هو أعلم الناس بثابت – يعني: ثابت البُناني – (الميزان 1/ 590 وما بعدها، تهذيب التهذيب 3/ 11 وما بعدها). وقال الحافظ في التقريب: ((ثقة عابد، أثبت الناس في ثابت، تغير حفظه بأخرة)) (التقريب 1499).
إذن: فحمّاد بن سلمة في أول أمره ثقة له أوهام، وهذا التعبير يشير إلى خفة في الضبط، لكن خفة الضبط تنجبر بطول الملازمة للشيخ وشدة العناية بحديثه. وحماد – كما ذكرنا – كثير الملازمة لثابت البناني، شديد العناية بحديثه، إذن: فما حدّث به حماد قبل اختلاطه، عن ثابت يعدّ من الحديث الصحيح. وحديثه عن غيره من قبيل الحسن، ثم تغير حماد لما كبر فساء حفظه، فكان حديثه في هذه المرحلة ضعيفاً. إذا عرفنا هذا: لننظر ماذا فعل الشيخان بحديث حماد بن سلمة: أما البخاري: فقد أخرج له في التاريخ، لكن ترك الحديث عنه في الصحيح. وأما مسلم: فقد غربل حديثه، وميّز منه أحاديث حدّث بها قبل الاختلاط.
ثم قسم هذه الأحاديث إلى قسمين:
القسم الأول: الأحاديث التي حدّث بها حماد عن ثابت، وهذه أخرجها مسلم في الصحيح أصولاً محتجاً بها.
القسم الثاني: الأحاديث التي حدّث بها عن غير ثابت، وهذه لم يخرّجها مسلم في الأصول، وإنّما أخرجها في الشواهد.
يقول الذهبي: ((احتجَّ مسلمٌ بحمّاد بن سلمة في أحاديث عدّة في الأصول. وتحايده البخاري)).
ويوضّح ما أجمله الذهبي هنا: كلام نقله الحافظ ابن حجر عن البيهقي يتحدث فيه عن حماد بن سلمة، قال البيهقي: ((أحد أئمة المسلمين إلا أنه لما كبر ساء حفظه فلذا تركه البخاري، وأما مسلم فاجتهد وأخرج من حديثه عن ثابت ما سمع قبل تغيره، وما سوى حديثه عن ثابت – لا يبلغ اثني عشر
حديثاً – أخرجها في الشواهد)). (ميزان الاعتدال 1/ 590 وما بعدها، وتهذيب التهذيب 3/ 11 والتقريب 1499، والكواكب النيرات: 460، وانظر لزاماً: أثر علل الحديث: 20 – 21).
الرسالة: أرجو تخريج الحديث التالي:
عن ميسرة قال:قلت يا رسول الله، متى كنت نبيا؟ قال: (لما خلق الله الأرض واستوى فسواهن سبع سماوات، وخلق العرش: كتب على ساق العرش: محمد رسول الله خاتم الأنبياء، وخلق الله الجنة التي اسكنها آدم وحواء،فكتب اسمي على الأبواب والأوراق،والقباب والخيام وآدم بين الروح والجسد،فلما أحياه الله تعالى:نظر إلى العرش فرأى اسمي فأخبره الله انه سيد ولدك، فلما غرهما الشيطان تابا واستشفعا باسمي إليه).
الجواب: هذاأخرجه ابن الجوزي في الوفاء بأحوال المصطفى: 331 بهذا المتن من طريق إبراهيم بن طهمان عن يزيد بن ميسرة، عن عبد الله بن سفيان،عن ميسرة، به.
وذكره شيخ الاسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى 2/ 95 ونسبه لابن الجوزي في الوفاء بفضائل المصطفى (صلى الله عليه وسلم).
وقد ورد مختصراً على: ((متى كنت نبياً؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ((وآدم بين الروح والجسد)).
(يُتْبَعُ)
(/)
أخرجه أحمد 4/ 66 و5/ 379، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني: (2918) من طريق حماد بن سلمة، عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، عن رجل.
وأخرجه ابن سعد 1/ 148 عن طريق ابن علية، عن وهب بن خالد، عن خالد الحذاء، به.
وأخرجه أحمد 5/ 59، وابن أبي عاصم في السنة (410)، والطبري في المنتخب من التذيل المذيل11/ 569 والطبري 20/ (834) عن طريق عبد الرحمن بن المهدي عن منصور بن سعد، عن بديل، عن عبد الله بن شقيق عن ميسرة.
وأخرجه ابن سعد 7/ 60 والطحاوي في شرح المشكل (5977) والطبري 20/ (833)، والحاكم 2/ 608، والبيهقي في دلائل النبوة 1/ 84 – 85 و2/ 129 من طريق إبراهيم بن طهمان، عن بديل به.
وأخرجه ابن سعد 1/ 148 و الطحاوي شرح المشكل (5976) من طريق خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، عن عبد الله بن أبي الجدعاء، به.
كلهم اقتصروا على قوله: ((قلت: يا رسول الله، متى كنت نبياً؟ قال: وآدم بن الروح والجسد)).
بارك الله في الأخ العزيز خالد أهل السنة على إحضار الشيخ للمنتدى والذي سيعطيني فرصة في طرح أسئلة له ومن مدة وأنا أتمنى أن تقوم الشبكة أعني شبكة الدفاع عن السنة باستضافة المشائخ والدعاة للاستفادة منهم والتعريف بهم
كلامي الآن للشيخ الفحل وفقه الله
أقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا أحب أن أشكر لك جهودك في مجال السنة وأسأل الله أن يبارك في علمك ووقتك وجهدك وأن يطيل عمرك على طاعته.
سؤالي في مجال المصطلح
فقد وقع بيني وبين أحد المخالفين - وأظنه حبشي أو كوثري - نزاع حول الألباني رحمه الله.
فهو ينكر كون الألباني محدثا وعليه لا ينبغى له أن يتناول الأحاديث بالنقد فسارعت ببيان ماهو المحدث عبر كتابي المتواضع تيسير علوم الحديث للطحان وأنه من اهتم بالحديث رواية ودراية.
وانجر النقاش بيني وبينه في مواضيع لا داعي لذكرها
لكن في النهاية.
قرر الذي أناقشه قاعدة
ألا وهي
أنه لا يتناول التصحيح والتضعيف أحد إلا الحافظ
ثم نقل نقولات عن علماء أهاب أن أنتقدهم أو أعترض عليهم
وأنا طويلب علم ومكتبتي هزيلة ونفسي في البحث ليس بذاك.
كما أنني لا أعرف المواطن التي تكلم العلماء فيها في هذه المسألة
فرمت بمكر أن أنقل من كتابي السابق أن الحافظ له اصطلاحان عند أهل الفن
1 - بمعنى المحدث.
2 - أنه الذي حفظ الأحاديث حتى ما يفوته منها إلا النزر القليل.
لكن لم أشأ وضع هذه المعلومة لشعوري أنها لا تساعد في الحوار
فأردت أن أنشيء كلاما عاطفيا يستدر الدموع
ولكن كما تعرف أن أي شيء يفتقد العلمية لا يساوي الهباء المنثور.
ولذلك أحب أن تعطيني نصوص لأهل العلم تثبت أن الحفظ ليس شرطا لمن يصحح الأسانيد والمتون.
وأحب أن أبين أنني على يقين هذا المحاور يجوزها لمن هم على نحلته وإذا واجهناه بتصحيحات أهل السنة للأحاديث الواهية التي يستدل بها يقول:
تصحيح الأحاديث لا يقبل إلا من الحفاظ.
وهذا نص استدلاله على هذه المسألة:
اقتباس:
قال الحافظ السيوطي في ألفيته (10) في علم الأثر:
وخذه حيث حافط عليه نص ومن مصنف بجمعه يخص
وقال الحافظ سراج الدين البلقيني كما في "التدريب" (11): "الحسن لما توسط بين الصحيح والضعيف عند الناظر كان شيئا ينقدح في نفس الحافظ، وقد تقصر عبارته عنه كما قيل في الاستحسان فلذلك صعب تعريفه وسبقه إلى ذلك ابن كثير" اهـ
ففيه كما ترى اشتراط الحفظ في التحسين وأنه من خصائص الحافظ وبالأولى التصحيح (12).
وقال النووي في مختصر علوم الحديث (13): "وقولهم: حديث حسن الإسناد أو صحيحه دون قولهم حديث صحيح أو حسن، لأنه قد يصح أو يحسن الإسناد دون المتن لشذوذ أو علة، فإن اقتصر على ذلك حافظ معتمد فالظاهر صحة المتن وحسنه " اهـ.
وقال السيوطي من التدريب تفريعا على قول النووي في المتن المذكور ءانفا ما نصه: "من رأى في هذه الأزمان حديثا صحيح الإسناد في كتاب أو جزء ولم ينص على صحته حافظ معتمد، قال الشيخ:- يعني ابن الصلاح-: لا يحكم بصحته لضعف أهلية أهل هذه الأزمان، والأظهر عندي جوازه لمن تمكن وقويت معرفته" انتهى كلام النووي (14) ما نصه (15): "ولم يتعرض المصنف ومن بعده كابن جماعة وغيره ممن اختصر ابن الصلاح، والعراقي في الألفية، والبلقيني، وأصحاب النكت إلا للتصحيح فقط وسكتوا عن التحسين" اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم قال (16): "ثم تأملت كلام ابن الصلاح فرأيته سوى بينه وبين التصحيح حيث قال: "فآل الأمر إذا في معرفة الصحيح والحسن إلى الاعتماد على ما نص عليه أئمة الحديث في كتبهم " وقد منع فيما سيأتي، ووافقه عليه المصنف وغيره، أن يجزم بتضعيف الحديث اعتمادا على ضعف إسناده لاحتمال أن يكون له إسناد صحيح غيره. ولا شك أن الحكم بالوضع أولى بالمنع قطعا إلا حيث لا يخفى كالأحاديث الطوال الركيكة التي وضعها القصاص أو ما فيه مخالفة للعقل أو الإجماع " اهـ.
فهذا صريح في دفع ما صنع الألباني وأشياعه من الإقدام على التضعيف للأحاديث التي نص الحفاظ على تصحيحها من غير أن يكون لهه في ذلك سلف صرح بذلك، وهو يعلمون من أنفسهم أنه ليسوا بحافظ بل ولا
عشر الحافظ في المعنى، ألا فاعجبوا لهم، ثم اعجبوا.
الجواب: أخي الكريم بارك الله فيك على حرصك على السنة، ونفع بك الإسلام.
الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله محدث علامة معاصر خدم الإسلام والسنة النبوية ونصرت به عقيدة التوحيد، ومؤلفاته النافعة الماتعة ينتفع بها كل أحد. وما ذكر من اشتراط الحفظ فهذا يختلف حسب كل زمان، والشيخ ناصر قد توفر به آلات الحكم على الأحاديث، ولا تغتر بأقوال المخالفين الحاقدين الذين يريدون أن ينالوا من الإسلام عن طريق النيل من علماء الأمة. والحافظ ابن الصلاح لم يرد غلق باب التصحيح والتضعيف أنما أراد التعسير وأنه لا يستطيعه كل أحد.
أما عن السؤال حول الفرق بين الاضطراب والاختلاف
الفرق بَيْنَ الاضطراب والاختلاف
الْحَدِيْث المضطرب: هُوَ ما اختلف راويه فِيْهِ، فرواه مرة عَلَى وجه، ومرة عَلَى وجه آخر مخالف لَهُ. وهكذا إن اضطرب فِيْهِ راويان فأكثر فرواه كُلّ واحد عَلَى وجه مخالف للآخر.
ومن شرط الاضطراب: تساوي الروايات المضطربة بحيث لا تترجح إحداها عَلَى الأخرى.
أما إذا ترجحت إحدى الروايات فلا يسمى مضطرباً، بَلْ هُوَ مطلق اختلافٍ، قَالَ العراقي: ((أما إذا ترجحت إحداهما بكون راويها أحفظ، أو أكثر صُحْبَة للمروي عَنْهُ، أو غَيْر ذَلِكَ من وجوه الترجيح؛ فإنه لا يطلق عَلَى الوجه الراجح وصف الاضطراب ولا لَهُ حكمه، والحكم حينئذ للوجه الراجح)). وهذا أمر معروف بَيْنَ الْمُحَدِّثِيْنَ لا خلاف فِيْهِ؛ لذا نجد المباركفوري يَقُوْلُ: ((قَدْ تقرر في أصول الْحَدِيْث أنّ مجرد الاختلاف لا يوجب الاضطراب، بَلْ من شرطه استواء وجوه الاختلاف فمتى رجح أحد الأقوال قُدِّمَ)).
فعلى هَذَا شرط الاضطراب تساوي الروايات، أما إذا ترجحت إحداهما
عَلَى الأخرى فالحكم للراجحة، والمرجوحة شاذة أَوْ منكرة. وعليه فإن كَانَ أحد الوجوه مروياً مِنْ طريق ضعيف والآخر من طريق قوي فلا اضطراب والعمل بالطريق القوي، وإن لَمْ يَكُنْ كذلك، فإن أمكن الجمع بَيْنَ تِلْكَ الوجوه بحيث يمكن أن يَكُوْنَ المتكلم باللفظين الواردين عَنْ معنى واحد فلا إشكال أَيْضاً؛ مِثْل أن يَكُوْنَ في أحد الوَجْهَيْنِ قَدْ قَالَ الرَّاوِي: عَنْ رجل، وفي الوجه الآخر يسمي هَذَا الرجل، فَقَدْ يَكُوْن هَذَا المسمى هُوَ ذَلِكَ المبهم؛ فَلاَ اضطراب إذن ولا تعارض، وإن لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ بأن يسمي مثلاً الرَّاوِي باسم معينٍ في رِوَايَة ويسميه باسم آخر في رِوَايَة أخرى فهذا محل نظر وَهُوَ اضطراب إِذْ يتعارض فِيْهِ أمران:
أحدهما: أنه يجوز أن يَكُوْن الْحَدِيْث عَنْ الرجلين معاً.
والثاني: أن يغلب عَلَى الظن أن الرَّاوِي واحد واختلف فِيْهِ. فههنا لا يخلو أن يَكُوْن الرجلان كلاهما ثقة أو لا، فإن كانا ثقتين فهنا لا يضر الاختلاف عِنْدَ الكثير؛ لأنّ الاختلاف كيف دار فهو عَلَى ثقة، وبعضهم يقول: هَذَا اضطراب يضر؛ لأنه يدل عَلَى قلة الضبط.
إذن شرط الاضطراب الاتحاد في المصدر، وعدم إمكانية التوفيق بَيْنَ الوجوه المختلفة والترجيح عَلَى منهج النقاد وعلى ما تقدم يتبين لنا أنّ بَيْنَ الاضطراب والاختلاف عموماً وخصوصاً، وَهُوَ أن كُلّ مضطرب مختلف فِيْهِ، ولا عكس. فالاختلاف أعم من الاضطراب إِذْ شرط الاضطراب أن يَكُوْن قادحاً، أما الاختلاف فربما كَانَ قادحاً وربما لَمْ يَكُنْ قادحاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثُمَّ إنه ليس كُلّ اختلاف يؤدي إلى وجود الاضطراب، إِذْ إن ما يشبه أن يَكُوْن اضطراباً ينتفي عَنْ الْحَدِيْث إذا جمع بَيْنَ الوجوه المختلفة أو رجح وجه مِنْهَا عَلَى طريقة النقاد لا عَلَى طريقة التجويز العقلي.
أما عن السؤال بأن الحديث إذا روي مرسلاً وروي مرة أخرى موصولاً .... فالجواب عنه على هذا التفصيل:
الوَصْل هنا بمعنى الاتصال، والاتصال هُوَ أحد الشروط الأساسية في صِحَّة الحَدِيْث، بَلْ هُوَ أولها،
وكل من عرّف الصَّحِيح أبتدأ أولاً بذكر الاتصال، والاتصال: هُوَ سَمَاع الحَدِيْث لكل راوٍ من الرَّاوِي الَّذِي يليه.
ويعرف الاتصال بتصريح الرَّاوِي بإحدى صيغ السَّمَاع الصريحة، وَهِيَ حَدَّثَنَا، وأخبرنا، وأنبأنا، وسمعت، وَقَالَ لَنَا، وغيرها من الصيغ.
وهذا هُوَ الأصل. وربما حصل التصريح في السَّمَاع في بَعْض الأسانيد، لَكِنْ صيارفة الحَدِيْث ونقاده يحكمون بخطأ هَذَا التصريح، ثُمَّ الحكم عَلَى الرِّوَايَة بالانقطاع، قَالَ ابن رجب: ((وَكَانَ أحمد يستنكر دخول التحديث في كَثِيْر من الأسانيد، ويقول: هُوَ خطأ، يعني ذكر السَّمَاع)). وَقَدْ بحث ابن رجب ذَلِكَ بحثاً واسعاً، ثُمَّ قَالَ: ((وحينئذٍ ينبغي التفطن لهذه الأمور، وَلاَ يغتر بمجرد ذكر السَّمَاع و التحديث في الأسانيد، فَقَدْ ذكر ابن المديني: أن شُعْبَة وجدوا له غَيْر شيء يذكر فِيهِ الإخبار عن شيوخه، ويكون منقطعاً)).
وأعود إلى التفصيل السابق ثُمَّ أقول: أما إذا كَانَتِ الرِّوَايَة بصيغة من الصيغ المحتملة، مِثْل: عن، أو أن أو حدث، أو أخبر، أو قَالَ، فحينئذٍ يَجِبُ توفر شرطين في الرَّاوِي لحمل هذِهِ الصيغة عَلَى الاتصال:
الشرط الأول: السلامة من التَّدْلِيْس، أي: أن لا يَكُون من رَوَى هكذا مدلساً.
الشرط الثاني: المعاصرة وإمكان اللقاء، وَقَدِ اكتفى بهذين الشرطين كثيرٌ من المُحَدِّثِيْنَ، وأضاف عَلَي بن المديني و البُخَارِيّ وآخرون شرطاً ثالثاً، وَهُوَ: ثبوت اللقاء وَلَوْ مرة وَاحِدَة.
والاتصال في السَّنَد لا يشترط أن يَكُون في طبقة وَاحِدَة فَقَطْ، بَلْ يشترط أن يَكُون من أول السَّنَد إلى آخره؛ فإذا اختل الاتصال فِي مَوْضِع من المواضع سمي السَّنَد منقطعاً، وَكَانَ يطلق عَلَيْهِ فِي القرون المتقدمة مرسلاً، ثُمَّ استقر الاصطلاح بعد عَلَى أن المُرْسَل هُوَ: مَا أضافه التَّابِعيّ إلى النَّبيّ ?.
ولما كَانَ الاتصال شرطاً للصحة فالانقطاع ينافي الصِّحَّة، إذن الانقطاع أمارة من أمارات الضعف؛ لأن الضَّعِيف مَا فَقَدْ شرطاً من شروط الصِّحَّة.
والانقطاع قَدْ يَكُون فِي أول السَّنَد، وَقَدْ يَكُون فِي آخره، وَقَدْ يَكُون فِي وسطه، وَقَدْ يَكُون الانقطاع براوٍ واحد أو أكثر. وكل ذَلِكَ من نَوْع الانقطاع، والذي يعنينا الكلام عَلَيْهِ هنا هُوَ الكلام عن الانقطاع فِي آخر الإسناد، وَهُوَ مَا يُسَمَّى بالمرسل عِنْدَ المتأخرين، وَهُوَ مَا أضافه التَّابِعيّ إلى النَّبيّ ?.
لِذلِكَ فإن الحَدِيْث إذ روي مرسلاً مرة، وروي مرة أخرى موصولاً، فهذا يعد من الأمور الَّتِي تعلُّ بِهَا بَعْض الأحاديث، ومن العلماء من لا يعدُّ ذَلِكَ علة، وتفصيل الأقوال في ذَلِكَ عَلَى النحو الآتي:
القَوْل الأول: ترجيح الرِّوَايَة الموصولة عَلَى الرِّوَايَة المرسلة؛ لأَنَّهُ من قبيل زيادة الثِّقَة.
القَوْل الثَّانِي: ترجيح الرِّوَايَة المرسلة.
القَوْل الثَّالِث: الترجيح للأحفظ.
القَوْل الرابع: الاعتبار لأكثر الرواة عدداً.
القَوْل الخامس: التساوي بَيْنَ الرِّوَايَتَيْنِ و التوقف.
هَذَا ما وجدته من أقوال لأهل العِلْم في هذِهِ المسألة، وَهِيَ أقوال متباينةٌ مختلفة، وَقَدْ أمعنت النظر في صنيع المتقدمين أصحاب القرون الأولى، وأجلت النظر كثيراً في أحكامهم عَلَى الأحاديث الَّتِي اختلف في وصلها وإرسالها، فوجدت بوناً شاسعاً بَيْنَ قَوْل المتأخرين وصنيع المتقدمين، إذ إن المتقدمين لا يحكمون عَلَى الحَدِيْث أول وهلة، وَلَمْ يجعلوا ذَلِكَ تَحْتَ قاعدة كلية تطرد عَلَيْهَا جَمِيْع الاختلافات، وَقَدْ ظهر لي من خلال دراسة مجموعة من الأحاديث الَّتِي اختلف في وصلها وإرسالها: أن الترجيح
(يُتْبَعُ)
(/)
لا يندرج تَحْتَ قاعدة كلية، لَكِنْ يختلف الحال حسب المرجحات والقرائن، فتارة ترجح الرِّوَايَة المرسلة وتارة ترجح الرِّوَايَة الموصولة. وهذه المرجحات كثيرة يعرفها من اشتغل بالحديث دراية ورواية وأكثر التصحيح و التعليل، وحفظ جملة كبيرة من الأحاديث، وتمكن في علم الرِّجَال وعرف دقائق هَذَا الفن وخفاياه حَتَّى صار الحَدِيْث أمراً ملازماً لَهُ مختلطاً بدمه ولحمه.
ومن المرجحات: مزيد الحفظ، وكثرة العدد، وطول الملازمة للشيخ. وَقَدْ يختلف جهابذة الحديث في الحكم عَلَى حَدِيث من الأحاديث، فمنهم: من يرجح الرِّوَايَة المرسلة، ومنهم: من يرجح الرِّوَايَة الموصولة، ومنهم: من يتوقف.
س: هل تعطى الزكاة في بناء المساجد، وهل يدخل ضمن في سبيل الله؟
ج: سئلت اللجنة الدائمة فأجابت:
س17: أجاز بعض العلماء صرف الزكاة في بناء المساجد والمستشفيات والمؤسسات الخيرية، وراح البعض يستجيز صرفها إلى النوادي الرياضية والجمعيات الثقافية الرياضية التي لا تحمل أي طابع إسلامي.
ج17: لا يجوز صرف الزكاة في بناء المساجد والمستشفيات والمؤسسات الخيرية وقد صدر قرار من هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية في هذا الموضوع وهذا مضمونه:
(بعد الاطلاع على ما أعدته اللجنة الدائمة في ذلك من أقوال أهل العلم، في بيان المراد بقوله الله تعالى في آية مصارف الزكاة: (وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ)، ودراسة أدلة كل قول، ومناقشة أدلة من فسر المراد بسبيل الله في الآية بأنهم الغزاة وما يلزمهم من أجل الغزو خاصة، وأدلة من توسع في المراد بها، ولم يحصرها في الغزاة؛ فأدخل فيها بناء المساجد والقناطر وتعليم العلم وتعلمه وبث الدعاة والمرشدين، إلى غير ذلك من أعمال البر ووجوهه. رأى أكثر الأعضاء الهيئة الأخذ بقول جمهور العلماء من مفسرين ومحدثين وفقهاء: أن المراد بقوله تعالى: (وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ) في آية مصارف الزكاة: الغزاة المتطوعين بغزوهم، وما يلزم لهم من استعداد، وإذا لم يوجدوا صرفت الزكاة كلها لما وجد من مصارفها الأخرى، ولا يجوز صرفها في شيء من المرافق العامة من بناء المساجد وقناطر وأمثالها إلا إذا لم يوجد لها مستحق من الأصناف الثمانية المنصوص عليها في آية مصارف الزكاة. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم)
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (الجزء 10) صفحة (39 - 40). الفتوى (2909)
ج18: سبق أن بحثت كبار العلماء بالمملكة السعودية هذا الموضوع، وأصدرت قراراً بينت فيه الحكم، فتكتفي اللجنة بذكر مضمونه فيما يلي لاشتماله على الإجابة عن هذا الاستفتاء:
(بعد الاطلاع على ما أعدته اللجنة الدائمة في ذلك من أقوال أهل العلم في بيان المراد بقول الله تعالى في آية مصارف الزكاة: (وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ)، ودراسة أدلة كل قول، ومناقشة أدلة من فسر المراد بسبيل الله في الآية بأنهم الغزاة وما يلزمهم من أجل الغزو خاصة، وأدلة من توسع في المراد بها، ولم يحصرها في الغزاة، فأدخل فيها بناء المساجد والقناطر وتعليم العلم وتعلمه وبث الدعاة والمرشدين إلى غير ذلك من أعمال البر ووجوهه، ورأى أكثر أعضاء الهيئة الأخذ بقول جمهور العلماء من مفسرين ومحدثين وفقهاء أن المراد بقوله تعالى: (وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ) في آية مصارف الزكاة الغزاة المتطوعين بغزوهم، وما يلزم لهم من استعداد، وإذا لم يوجدوا صرفت الزكاة كلها لما وجد من مصارفها الأخرى، ولا يجوز صرفها في شيء من المرافق العامة من بناء مساجد وقناطر وأمثالها، إلا إذا لم يوجد لها مستحق من الأصناف الثمانية المنصوص عليها في آية مصارف الزكاة.
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (الجزء 10) صفحة (47 - 48). الفتوى (1071)
س: لمن تصرف الزكاة ونأمل تفسير كل نوع من مستحقيها؟
ج: سئلت اللجنة الدائمة عن هذا فأجابت:
ج16:تصرف للأصناف الثمانية التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في قوله: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)
(يُتْبَعُ)
(/)
الفقير: الذي يجد بعض ما يكفيه. والمسكين: الذي لا شيء له، وقال بعض العلماء بالعكس، وهو الراجح. والمراد بالعاملين عليها: السعادة الذي يبعثهم إمام المسلمين أو نائبه لجبايتها، ويدخل في ذلك كاتبها وقاسمها. والمراد بالمؤلفة قلوبهم: من دخل في الإسلام وكان في حاجة إلى تأليف قلبه لضعف إيمانه. والمراد بقوله تعالى: (وَفِي الرِّقَابِ): عتق المسلم من مال الزكاة، عبداً كان أو أمة، ومن ذلك فك الأسارى ومساعدة المكاتبين. والمراد بالغارمين: من استدان في غير معصية، وليس عنده سداد لدينه، ومن غرم في صلحٍ مشروع. والمراد بقوله تعالى: (وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ): إعطاء الغزاة والمرابطين في الثغور من الزكاة ما ينفقونه في غزوهم ورباطهم. والمراد بابن السبيل: المسافر الذي انقطعت به الأسباب عن بلده وماله، فيعطي ما يحتاجه من الزكاة حتى يصل إلى بلده ولو كان غنياً في بلده. وإذا أردت التوسع في ذلك فراجع تفسير البغوي وابن كثير.
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (الجزء 10) صفحة (6).
الفتوى (6375)
س: ما هي أحكام زكاة الفطر؟
ج: سئلت اللجنة الدائمة عن هذا فأجابت:
الفتوى رقم (2675)
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد:
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على السؤال المقدم من مدير صوامع الغلال بالرياض إلى سماحة الرئيس العام، والمحال إليها من الأمانة برقم 1953/ 2 وتاريخ 11/ 10 / 1399 ه ونصه:
نرجو من سماحتكم التكرم بإصدار فتوى شرعية في مدى جواز إخراج زكاة الفطر من الحبوب غير القمح ومن الطعام ونقداً. حيث أن الدولة جرياً على عادتها في مساعدة المزارعين تقوم بشراء القمح منهم عن طريق المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق بأسعار تشجيعية، تبلغ ثلاث ريالات ونصف للكيلو جرام الواحد؛ ليتم طحنه بمطاحن المؤسسة وإنتاج الدقيق الأبيض الذي يباع للمواطنين بأسعار رمزية تبلغ أحد عشر ريالاً، وثلاثة عشر ريالاً للكيس، حسب النوعية، غير أن تكلفة الإنتاج تبلغ أكثر من خمسة أضعاف هذا السعر وذلك مساعدة من الدولة للمواطنين وتخفيف غلاء المعيشة عنهم.
ولكن إذا ما تطلب الأمر بيع القمح للمواطنين فإنه لا يمكن للمؤسسة أن تبيعه بأقل من سعر مشتراه أي 3,5 ريالاً حتى لا يستفيد البعض بشراء القمح بأقل من 3,5 ريال ثم إعادة بيعه إلى المؤسسة بهذا السعر المرتفع، وذلك كنوع من الرقابة والمحافظة على الأموال العامة التي تقع مسئوليتها علينا أمام الله سبحانه وتعالى.
وأجابت بما يلي:
تخرج زكاة الفطر من البر والتمر والزبيب والأقط والأرز ونحو ذلك مما يتخذه الإنسان طعاماً لنفسه وأهله عادة ولا يجوز إخراجها من النقود.
وقد صدرت فتوى مفصلة من اللجنة الدائمة فيها بيان حكم زكاة الفطر وما تخرج منه ومن تخرج عنه مع الأدلة، هذا نصها:
زكاة الفطر عبادة، وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تخرج منه، وذلك فيما ثبت من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر على الناس في رمضان: صاعاً من التمر أو صاعاً من الشعير، على كل حر وعبد، ذكر أو أنثى من المسلمين)، وما جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: (كنا نخرج زكاة الفطر في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعاً من الطعام أو صاعاً من شعير أو صاعاً من أقط أو صاعاً من التمر أو صاعاً من الزبيب) متفق على صحته. ولا شك أن الفقراء والمساكين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان منهم من يحتاج إلى كسوة ولوازم أخرى سوى الأكل، لكثرتم وكثرة السنوات التي أخرجت فيها زكاة الفطر، ومع ذلك لم يعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه اعتبر اختلاف نوع الحاجة في الفقراء، فيفرض لكل ما يناسبه من طعام لأكله صغيراً أو كبيراً، ولم يعرف ذلك عن الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، بل كان المعروف الإخراج مما بينه النبي صلى الله عليه وسلم من الأقوات، ومن لزمه شيء غير الطعام ففي إمكانه أن يتصرف فيما بيده حسب ما تقتضي مصلحته.
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (الجزء 9) صفحة (382 - 384).
س: ما حكم زكاة عروض التجارة؟
ج: سئلت اللجنة الدائمة عن هذا فأجابت:
الفتوى رقم (2324)
(يُتْبَعُ)
(/)
س12: أتانا سائل من المغرب فذكر أنه حصل خلاف ونزاع ين علماء المغرب حول زكاة عروض التجارة، منهم من يوجب فيها الزكاة، ومنهم من لا يوجب فيها الزكاة؛ احتجاجاً بالآية، وأنها لم تذكر إلا الذهب والفضة، ويقول: إن غير الذهب والفضة من النقود والعروض لا تلحق لا بالذهب ولا بالفضة، وأما البقية من زكاة الحبوب والثمار والإبل والغنم والبقر فلا خلاف فيها، فنأمل الكتابة في هذا الموضوع ليقنع الخصم. أثابكم الله.
ج12:أولاً: اختلف الفقهاء في وجوب الزكاة في عروض التجارة، فأوجبها الجمهور، ولم يوجبها داود بن علي الظاهري وجماعة، وقد استدل الجمهور بما ثبت من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدقاً فقال: منع العباس وخالد وابن جميل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنكم تظلمون خالداً، إن خالداً احتبس أدراعه وأعتده في سبيل الله)) فدل ذلك على أن الزكاة طلبت منه في دروعه وأعتاده وهي لا زكاة فيها، إلا أن تكون عروضاً جعلت للتجارة، وخالد لم يجعلها عروضاً للتجارة، وإنما احتبسها في سبيل الله، وبما رواه أبو داود عن سمرة بن جندب قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نخرج الزكاة مما نعده للبيع)، وبما رواه الدار قطني عب أبي ذر رضي الله عنه قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((في الإبل صدقتها، وفي الغنم صدقتها، وفي البز صدقته))) ولا خلاف في أنها لا تجب في عين البز، فثبت أنها واجبة في قيمته، وذلك إنما يكون إذا جعل للتجارة، وبما رواه الإمام أحمد رحمه الله عن أبي عمرو بن حماس عن أبيه قال: أمرني عمر قال: أد زكاة مالك، فقلت: ما لي مال إلا جعاب وأدم، فقال: قومها ثم أد زكاتها. وبما ثبت عن عبد الرحمن بن عبدٍ القارَّي قال: كنت على بيت المال زمان عمر بن الخطاب، فكان إذا خرج العطاء جمع أموال التجارة ثم حسبها غائبها وشاهدها، ثم أخذ الزكاة من شاهد المال عن الغائب والشاهد. وبما صح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقول: (لا بأس بالتربص حتى المبيع والزكاة واجبة فبه)، وصح عن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال: (ليس في العروض زكاة إلا أن تكون لتجارة)، وقد اشتهر ما ذكر عن الصحابة رضي الله عنهم ولم ينكر فكان إجماعاً، وتأويل ما ذكر بحمله على صدقة التطوع خلاف الظاهر، بل خلاف لما صرح به من تسميته زكاة في بعض الأحاديث والآثار.
واستدل من لم يوجب الزكاة في عروض التجارة. بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ليس فيما دون خمس أواق من الورق صدقة، وليس فيما دون خمس ذود من الإبل صدقة))، وثبت أيضاً أنه قال صلى الله عليه وسلم: ((ليس فيما دون خمسة أوسق من الحب والثمر صدقة))، وثبت أنه قال صلى الله عليه وسلم: ((ليس على المسلم في عبده ولا فرسه صدقة إلا صدقة الفطر))، وثبت أنه لما بين حق الله تعالى في الإبل والبقر والغنم والكنز سئل عن الخيل، فقال: ((الخيل لثلاثة: هي لرجل أجر، ولرجل ستر، وعلى رجل وزر)) فسئل عن الحمر، فقال: ((ما أنزل علي فيها إلا هذه الآية الفاذة الجامعة: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ))) فدل عموم ذلك على أنها ليس فيها زكاة، سواء أعدت للتجارة أم لا، ويجاب عن ذلك بحمله على عدم وجوب الزكاة في أعيانها، وهذا لا ينافي وجوب الزكاة في قيمتها من الذهب والفضة، فإنها ليست مقصودة لأعيانها فإنما هي مقصودة لقيمتها، فكانت قيمتها هي المعتبرة، وبذلك يجمع بين أدلة ونفي وجوبها في العروض وإثباتها فيها.
هل يزكى الذهب المعد للاستعمال؟
ج: سئلت اللجنة الدائمة عن هذا فأجابت:
الفتوى رقم (1797)
س10: إنني أرغب من فضيلتكم إفادتي وإخواني عن موضوع زكاة الذهب أو الحلي الذهبية والفضية المعدة للاستعمال، وليس للبيع والشراء، حيث أن البعض يقول: إن المعد منها للبس ليس فيه زكاة، والبعض الآخر يقول: فيها زكاة سواء للاستعمال أو للتجارة، وأن الأحاديث الواردة في زكاة المعدة للاستعمال أقوى من الأحاديث الواردة بأنه لا زكاة فيها، آمل من سعادتكم التكرم بإجابتي خطياً على ذلك إجابة واضحة جزاكم الله عن الإسلام والمسلمين خير جزاء؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ج10: أجمع أهل العلم على وجوب الزكاة في حالي الذهب والفضة إذا كان حلياً محرم الاستعمال، أو كان معداً للتجارة أو نحوها. أما إذا كان حلياً مباحاً معداً للاستعمال أو الإعارة كخاتم الفضة وحلية النساء وما أبيح من حلية السلاح، فقد اختلف أهل العلم في وجوب زكاته؛ فذهب بعضهم إلى وجوب زكاته لدخوله في عموم قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)، الآية، قال القرطبي في تفسيره ما نصه: وقد بين ابن عمر في صحيح البخاري هذا المعنى، قال له أعرابي: أخبرني عن قول الله تعالى (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّة)، قال ابن عمر: (من كنزها ولم يؤد زكاتها فويل له، إنما كان هذا قبل أن تنزل الزكاة فلما أنزلت جعلها الله طهراً للأموال) ولورود أحاديث تقضي بذلك ومنها ما رواه أبو داود والنسائي والترمذي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم ومعها ابنة لها وفي يد ابنتها مسكتان غليظتان من ذهب، فقال لها: ((أتعطين زكاة هذا؟)) قالت: لا، قال: ((أيسرك أن يسورك الله بهما يوم القيامة سوارين من نار؟))، فخلعتهما فألقتهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت: هما لله ورسوله، وما روى أبو داود في سننه والحاكم في مستدركه والدارقطني والبيهقي في سننهما عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى في يدي فتخات من ورق فقال: ((ما هذا يا عائشة؟)) فقلت: صنعتهن أتزين لك يا رسول الله، قال: ((أتؤدين زكاتهن؟)) قلت: لا، أو ما شاء الله، قال: ((هو حسبك من النار))، وما رووا عن أم سلمة قالت: كنت ألبس أوضاحاً من ذهب فقلت: يا رسول الله، أكنز هو؟ فقال: ((ما بلغ أن يؤدي زكاته فزكي فليس بكنز))، وذهب بعضهم إلى أنه لا زكاة فيه؛ لأنه صار بالاستعمال المباح من جنس الثياب والسلع، لا من جنس الأثمان، وأجابوا عن عموم الآية الكريمة بأنه مخصص بما جرى عليه الصحابة رضوان الله عنهم، فقد ثبت بإسناد صحيح أن عائشة رضي الله عنها كانت تلي بنات أخيها يتامى في حجرها لهن الحلي فلا تخرج منه الزكاة، وروى الدارقطني بإسناده عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها، أنها كانت تحلي بناتها بالذهب ولا تزكيه نحواً من خمسين ألفاً، وقال أبو عبيد في كتابه الأموال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أنه كان يزوج المرأة من بناته على عشرة آلاف فيجعل حليها من ذلك أربعة آلاف، قال فكانوا لا يعطون عنه يعني الزكاة، وقال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن عمرو بن دينار قال: سئل جابر بن عبد الله: أفي الحلي زكاة؟ قال لا، قيل: وإن بلغ عشرة آلاف قال: كثير، وأجابوا عن الأحاديث الواردة نصاً في وجوب الزكاة فيه بأن في أسانيدها ما يضعف الأحتجاج بها، فقد وصفها ابن حزم في المحلى بأنها آثار واهية لا وجه للاشتغال بها، وقال الترمذي بعد روايته حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: لا يصح في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء، وقال ابن بدلر الموصلي في كتابه المغني عن الحفظ والكتاب فيما لم يصح فيه شيء من الأحاديث في الباب: باب زكاة الحلي، قال المصنف لا يصح في هذا الباب شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم وجاء عن الشوكاني في السيل الجرار تعليقاً على كتاب المغني عن الحفظ والكتاب، لم يرد في زكاة الحلي حديث صحيح وقال بعضهم زكاته عاريته.
والأرجح من القولين قول من قال بوجوب الزكاة فيها، إذا بلغت النصاب، أو كان لدى مالكيها من الذهب والفضة أو عروض تجارة ما يكمل النصاب؛ لعموم الأحاديث في وجوب الزكاة في الذهب والفضة، وليس هناك مخصص صحيح فيما نعلم، ولأحاديث عبد الله بن عمرو بن العاص وعائشة وأم سلمة المتقدم ذكرها، وهي أحاديث جيدة الأسانيد، لا مطعن فيها مؤثر، فوجب العمل بها. أما تضعيف الترمذي وابن حزم لها والموصلي فلا وجه له فيما نعلم من العلم بأن الترمذي رحمه الله معذور فيما ذكره؛ لأنه ساق حديث عبد الله بن عمرو من طريق ضعيفة وقد رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه من طريق أخرى صحيحة، ولعل الترمذي لم يطلع عليها.
س ماهي مقادير أنصبة الزكاة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
سئلت اللجنة الدائمة عن هذا فأجابت بتفصيل موسع:
أولاً: وجوب الزكاة بأدلتها:
هي فرض بل هي أحد أركان الإسلام الخمسة، والأصل في فرضيتها الكتاب والسنة والإجماع.
أما الكتاب: فمنه قوله تعالى: (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون)، وقوله عز وجل: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها)، وقوله تعالى (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ)، فكل مال زكوي لم تؤد زكاته فهو كنز يعذب به صاحبه يوم القيامة. والآيات الدالة على فريضتها كثيرة اكتفينا بما ذكرنا.
وأما السنة فالأحاديث الواردة في فريضتها كثيرة: منها ما ورد في الصحيحين وغيرهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان))، وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى اليمن قال: ((أخبرهم – وفي لفظ: أعلمهم – أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم، تؤخذ من أغنيائهم، وترد على فقرائهم)) رواه البخاري ومسلم في الصحيحين. وثبت عن رسول الله أنه قال: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة؛ فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله)) متفق في صحته.
وأما الإجماع: فإن الأمة مجمعة على فريضتها.
ثانياً: الأنصباء ومقدار ما يخرج:
تجب الزكاة في بهيمة الأنعام، والخارج من الأرض، والنقدين، وعروض التجارة.
أما بهيمة الأنعام فهي الإبل والبقر والغنم، ولا تجب إلا في السائمة منها، وهي التي ترعى في أكثر الحول، فالإبل لا زكاة فيها حتى تبلغ خمساً، فتجب فيها شاة، وفي العشر شاتان، وفي خمس عشر ثلاث شياه، وفي العشرين أربع شياه،فإذا بلغت خمساً وعشرين ففيها بنت مخاض وهي التي لها سنة، فإن عدمها أجزأه ابن لبون، وهو الذي له سنتان، وفي ست وثلاثين بنت لبون، وفي ست وأربعين حقة، وهي التي لها ثلاث سنين، وفي إحدى وستين جذعة، وهي التي لها أربع سنين، وفي ست وسبعين بنتا لبون، وفي إحدى وتسعين حقتان، إلى عشرين ومائة، فإذا زادت على عشرين ومائة ففي كل أربعين بنت لبون، وفي كل خمسين حقة، فإذا بلغت مئتين اتفق الفرضان؛ فإن شاء أخرج أربع حقاق، وإن شاء خمس بنات لبون، وليس فيما بين الفريضتين من شيء، ومن وجب عليه سن فعدمها أخرج السن التي تليها من أسفل ومعها شاتان أو عشرون درهماً، وإن شاء أخرج السن التي تليها من أعلى منها وأخذ شاتين أو عشرين درهماً من الساعي، والأصل في ذلك ما ثبت عن أنس رضي الله عنه أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كتب له هذا الكتاب، لما وجهه إلى البحرين عاملاً عليها: (بسم الله الرحمن الرحيم، هذه فريضة الصدقة التي فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلمين، والتي أمر الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم فمن سُئِلَها من المسلمين على وجهها فليعطها، ومن سُئِل فوقها فلا يُعْطِ – في أربع وعشرين من الإبل فما دونها، من الغنم من كل خمس شاه، إذا بلغت خمساً وعشرين إلى خمس وثلاثين ففيها بنت مخاض أنثى، فإذا بلغت ستاً وثلاثين إلى خمس وأربعين ففيها بنت لبون أنثى، فإذا بلغت ستاً وأربعين إلى ستين ففيها حقة، طروقة الجمل، فإذا بلغت واحدة وستين إلى خمس وسبعين ففيها جذعة، فإذا بلغت يعني: ستاً وسبعين إلى تسعين ففيها بنتا لبون، فإذا بلغت إحدى وتسعين إلى عشرين ومائة ففيها حقتان، طروقتا الجمل، فإذا زادت على عشرين ومائة ففي كل أربعين بنت لبون وفي كل خمسين حقة،ومن لم يكن معه إلا أربع من الإبل فليس فيها صدقة إلا أن يشاء ربها، فإذا بلغت خمساً من الإبل ففيها شاه) الحديث. رواه البخاري ورواه مالك وغيره من حفاظ الإسلام واعتمدوه وعدوه من قواعد الإسلام، وقالوا: إنه أصل عظيم يعتمد عليه، وقال أحمد: لا
(يُتْبَعُ)
(/)