الصديق رضي الله عنه، وفي عهد الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه، فلله الحمد والمنة، وقوله تعالى هدى للمتقين فيه إقرار من الرب تبارك وتعالى على أن هذا القرآن هدىً للمتقين، سبحان الله وهل المتقي يحتاج هداية، فهو مهتدي ولكن أقول إن الإنسان مهما بلغ من قوة الإيمان، ودرجات الإحسان، وثقل الميزان بالدرجات، فهو ليس بمعصوم، وليس منزه من الخطأ والمعصية، بل هو معرض لكل ذلك، لذلك فإن الإيمان يزيد وينقص عند المسلم، فذكرنا الله سبحانه في هذه الآية أن من أخذ بتعاليم القرآن، ورفع به رأسه استفاد من هدايته، وكان تقياً متبعاً لأوامر ربه، ومجتنباً لنهيه. قال السعدي فالمتقون هم المنتفعون بالآيات القرآنية والآيات الكونية، ولن الهداية نوعان: هداية البيان، وهداية التوفيق، فالمتقون حصلت لهم الهدايتان وغيرهم لم تحصل لهم هداية التوفيق، وهداية البيان بدون توفيق للعمل بها ليست هداية حقيقية تامة. لذلك فالتقوى أمرها عظيم، فبها تتهذب النفس، وتستقيم الروح، وبها تعرف النفس قدر خالقها، قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله: و التقوى أن يعمل الرجل بطاعة الله على نور من الله يرجو رحمة الله وأن يترك معصية الله على نور من الله يخاف عذاب الله ولا يتقرب إلى الله إلا بأداء فرائضه ثم بأداء نوافله قال تعالى (وما تقرب إلي عبدى بمثل أداء ما افترضت عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه .. الحديث) (1). إذاً التقوى ركيزة من ركائز العمل الصالح، وهي الدافع والحافز لكل عمل فيه الخير، وترك الإثم، وعلى ذلك يكون المسلم طوال حياته إن كان يريد سعادة الدارين، قال تعالى (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب)، وكذلك قال تعالى فاتقوا الله ما استطعتم سورة التغابن 16 قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:فأوجب التقوى بحسب الاستطاعة فلو كان من لم يتق الله لم يستطع التقوى لم يكن قد أوجب التقوى إلا على من اتقى ولا يعاقب من لم يتق وهذا خلاف المعلوم بالاضطرار من دين الإسلام وهؤلاء إنما قالوا هذا لأن القدرية والمعتزلة وغيرهم قالوا القدرة لا تكون إلا قبل الفعل لتكون صالحة للضدين الفعل والترك وأما حين الفعل فلا يكون إلا الفعل فزعموا أو من زعم منهم أنه حينئذ لا يكون قادرا لأن القادر لا بد أن يقدر على الفعل والترك وحين الفعل لا يكون قادرا على الترك فلا يكون قادرا وأما أهل السنة فإنهم يقولون لا بد أن يكون قادرا حين الفعل ثم أئمتهم قالوا ويكون أيضا قادرا قبل الفعل وقالت طائفة منهم لا يكون قادرا إلا حين الفعل وهؤلاء يقولون إن القدرة لا تصلح للضدين عندهم فإن القدرة المقارنة للفعل لا تصلح إلا لذلك الفعل وهي مستلزمة له لا توجد بدونه إذ لو صلحت للضدين على وجه البدل أمكن وجودها مع عدم أحد الضدين والمقارن للشيء مستلزم له لا يوجد مع عدمه فإن وجود الملزوم بدون اللازم ممتنع وما قالته القدرية فهو بناء على أصلهم الفاسد وهو أن إقدار الله المؤمن والكافر والبر والفاجر سواء فلا يقولون إن الله خص المؤمن المطيع بإعانة حصل بها الإيمان بل يقولون إن إعانته للمطيع والعاصي سواء ولكن هذا بنفسه رجح الطاعة وهذا بنفسه رجح المعصية كالوالد الذي أعطى كل واحد من ابنيه سيفا فهذا جاهد به في سبيل الله وهذا قطع به الطريق أو أعطاهما مالا فهذا أنفقه في سبيل الله وهذا أنفقه في سبيل الشيطان وهذا القول فاسد باتفاق أهل السنة والجماعة المثبتين للقدر فإنهم متفقون على أن لله على عبده المطيع المؤمن نعمة دينية خصه بها دون الكافر وأنه أعانه على الطاعة إعانة لم يعن بها الكافر كما قال تعالى ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون سورة الحجرات 7 فبين أنه حبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم فالقدرية (1) تقول هذا التحبيب والتزيين عام في كل الخلق أو هو بمعنى البيان وإظهار دلائل الحق والآية تقتضي أن هذا خاص بالمؤمنين ولهذا قال أولئك هم الراشدون والكفار ليسوا راشدين وقال تعالى فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء سورة الأنعام 125، و قال تعالى إن أكرمكم عند الله أتقاكم فكل من كان أتقى كان أفضل مطلقا وإذا تساوى اثنان في
(يُتْبَعُ)
(/)
التقوى استويا في الفضل سواء كانا أو أحدهما غنيين أو فقيرين أو أحدهما غنيا والآخر فقيرا وسواء كانا أو أحدهما عربيين أو أعجميين أو قرشيين أو هاشميين أو كان أحدهما من صنف والآخر من صنف آخر وإن قدر أن أحدهما له من سبب الفضيلة ومظنتها ما ليس للآخر فإذا كان ذاك قد أتى بحقيقة الفضيلة كان أفضل ممن لم يأت بحقيقتها وإن كان أقدر على الإتيان بها فالعالم خير من الجاهل وإن كان الجاهل أقدر على تحصيل العلم والبر أفضل من الفاجر وإن كان الفاجر أقدر على البر، والمؤمن الضعيف خير من الكافر القوى وإن كان ذاك يقدر على الإيمان أكثر من المؤمن القوي وبهذا تزول شبه كثيرة تعرض في مثل هذه الأمور (2).
وقال ابن تيمية أيضاً: " أن التقوى وتصفية القلب من اعظم الأسباب على نيل العلم لكن لا بد من الاعتصام بالكتاب والسنة في العلم والعمل ولا يمكن ان احدا بعد الرسول يعلم ما اخبر به الرسول من الغيب بنفسه بلا واسطة الرسول ولا يستغني احد في معرفة الغيب عما جاء به الرسول وكلام الرسول مبين للحق بنفسه ليس كشف احد ولا قياسه عيارا عليه فما وافق كشف الانسان وقياسه وافقه وما لم يكن كذلك خالفه بل ما يسمى كشفا وقياسا هو مخالف للرسول فهذا قياس فاسد وخيال فاسد وهو الذي يقال فيه نعوذ بالله من قياس فلسفي وخيال صوفي (3). وقد تكلم في فضل التقوى الكثير من العلماء المتقدمين والمتأخرين، وصنفت فيها المصنفات، وأرجوا أن تكون اتضحت معانيها في هذه الجمل.
الوقفات
1 - عرفنا الرب سبحانه وتعالى على أن القرآن الكريم هو الكتاب الذي لا شك ولا مرية بأنه منزل من الله على نبيه محمد.
2 - إخبار الله سبحانه وتعالى أن المؤمنين المتقين هم الذين يهتدون بكتاب الله.
3 - من شك أو أعتقد أن هناك تشريع أو قانون (4)، أو حكم أفضل مما جاء في القرآن فقد كفر لقوله تعالى (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون).
_____________________________
(1) القدرية: الذين يجعلون أفعال العبد خارجة عن قدرة الله وخلقه وملكه.
(2) منهاج السنة النبوية 3/ 42.
(3) الرد على المنطقيين 1/ 511.
(4) كالذين ينادون بالتعددية الحزبية في الحكم، والديمقراطية، والانتخابات وغيرها كل ذلك مخالف للإسلام لأن حكم الإسلام يكون عن مبايعة أهل الحل والعقد، ومجلس شورى المسلمين، باختيار من هو أهلٌ للحكم الإسلامي الذي يكون من خيار القوم من العلماء المخلصين لدينهم ورعاياهم فيتم مبايعته، وليس كما ينادي البعض بالمشاركة من جميع الأطراف والمذاهب والنحل.
_______________________________________
آيات ووقفات (الحلقة التاسعة)
الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون
وهذه هي الصفة الثانية التي أمتدح الله بها عبده المؤمنين، الأتقياء الأوفياء، فوصفهم بأنهم (يؤمنون بالغيب) والغيب كل ما غاب من الأشياء غير المشاهدة، والتصديق التام بما أخبرت به الرسل، ولا يشاهد بالحس، فهذا الفرق بين المسلم والكافر، لأنه تصديق مجرد لله ورسله (1) فالمؤمن يؤمن بصفات الله ووجودها ويتيقنها، حتى لو لم يفهم كيفيتها. ثم قال (ويقيمون الصلاة) ويكون إقامتها بإتمام أركانها وواجباتها وشروطها، هذه إقامة الصلاة، وليس مجرد أدائها، وهذا هو الفرق، والتفاضل بين المؤمنين في تلك الميزة، التي خص الله بها عباده المتقين، لهذا وجب على المسلم أن يؤدي الصلاة، ويقيمها مع جماعة المسلمين بكامل أركانها وشروطها كي ينال الأجر العظيم من الله سبحانه وتعالى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت) (2). ثم قال سبحانه (ومما رزقناهم ينفقون) ومعناها من ما رزقناهم أي ينفقون النفقات الواجبة كالزكاة، والنفقة على الأهل، وكذلك النفقات المستحبة في أوجه الخير، لهذا جاء بمن التبعيضية أي جزء بسيط من أموالكم، ولكنه خير كثير. وجاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما تصدق أحد بصدقة من طيب ولا يقبل الله إلا الطيب إلا أخذها الرحمن بيمينه وإن كانت ثمرة فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل كما يربي أحدكم فلوَّه أو فصيله (3). وعن عدي بن حاتم قال: سمعت رسول الله صلى الله
(يُتْبَعُ)
(/)
عليه وسلم يقول:" من استطاع منكم أن يستتر من النار ولو بشق تمرة فليفعل" (4). وفي هذين الحديثين دلالة واضحة جلية عن فضل الصدقة، ولو بالشيء اليسير، ولو علم أصحاب الأموال بتلك المنزلة العالية، والثواب الجزيل، والعطاء العظيم، من الرب الرحيم، وبلوغ الجنة بالعمل اليسير مثل الصدقة لما بخلوا بأموالهم التي والله أنهم سيحاسبون عليها من أين أتت وفيما أنفقت، فمن أنفقها في سبل الخير، وتجهيز الغزاة في سبيل الله، وإغاثة الفقراء، وإطعام الجياع، أو المساهمة في طباعة الكتب الطيبة، ودعم مراكز الدعوة، والمدارس الدينية في أنحاء العالم، كل ذلك من أعظم القربات إلى الله (إن الله لا يضيع أجر المحسنين) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما نقص مال من صدقة).
الوقفات
1 - تقرير الإيمان بالغيب ويكون بالتصديق التام بكل ما أخبرت به الرسل مما لم نشاهدهم من الجنة والنار، و حياة البرزخ في القبر، وعذاب القبر والنار، ونعيم المؤمنين الأبرار، ودقة الصراط، ونعيم الجنة، وسعة الكرسي، وكبر راس الكافر، وعمق قعر جهنم، وأنهار الجنة، وغساق النار وغيرها.
2 - إن أداء الصلاة يكون في إقامة أركانها شروطها وواجباتها وليس في السجود والركوع دونما خشوع وسكينة، وتكون إقامتها في بيوت الله مع جماعة المسلمين.
3 - الزكاة فريضة وركن من أركان الإسلام من تركها كفر، وقد عرفنا في السيرة النبوية كيف أن الصديق الخليفة أبا بكر رضي الله عنه قاتل المرتدين الكفار الذين تركوا دفع الزكاة، قال له عمر رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإذا قلوها عصموا مني دمائهم .. الحديث) فقال القائد المظفر، الخليفة الراشد أبا بكر: " والله لأقتلن من فرق بين الصلاة والزكاة" وقال " والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه إلى رسول الله لقاتلتهم عليه" فالمؤمنين الصادقين يدفعون الزكاة، وكذلك يتصدقون على المحتاجين المعوزين.
___________________
(1) من كلام السعدي رحمه الله بتصرف.
(2) صحيح: البخاري (8)، مسلم (16).
(3) صحيح: مسلم (1014) ومعنى فلوَّه أي المهر الصغير، وفصيلة أي البعير المفصول عن أمه. قال القاضي عياض عبر باليمين هنا عن جهة القبول والرضا إذ الشمال بضده في هذا قال: المراد بكف الرحمن هنا ويمينه كف الذي تدفع إليه الصدقة، وإضافتها إلى الله تعالى إضافة ملك واختصاص لوضع هذه الصدقة فيها لله عز وجل. قال: وقد قيل في تربيتها وتعظيمها حتى تكون أعظم من الجبل أن المراد بذلك تعظيم أجرها وتضعيف ثوابها، قال: ويصح أن يكون على ظاهره، وأن تعظم ذاتها ويبارك الله تعالى فيها ويزيدها من فضله حتى تثقل في الميزان، وهذا الحديث نحو قول الله تعالى (يمحق الله الربا ويربي الصدقات).
(4) صحيح: مسلم (1016). قال النووي رحمه الله وفيه الحث على الصدقة، وشق التمرة نصفها وجانبها، وأنه لا يمتنع منها لقلتها وأن قليلها سبب للنجاة من النار.
__________________________________________________
آيات ووقفات (الحلقة العاشرة)
والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون
بعدما قرأنا، وعرفنا صفات المؤمنين الذين امتدحهم الرب جل وعلا، بأنهم يؤمنون بالغيب، ويقيمون الصلاة، ويدفعون أموالهم في سبل الخير من زكاة، أو صدقة، أتى الله بهذه الآية، وفيها صفات أخرى، تقرب إلى أفهامنا صفات أهل الحق الذين أحبوا الله، وأحبهم الله، فهم المؤمنين الذين يؤمنون بالكتاب الذي أنزل الله عليك، والحكمة (السنة النبوية) التي علمك الله إياها، كما قال سبحانه وتعالى (وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تعلم) (1). وهذه لمحة أخرى، وصفة فضلى، وخلة حميدة، يتصف بها عباد الله المتقين، الذين يؤمنون بكتاب الله المجيد، ومعاني آياته، ومعالم هداياته، ومقاصد عباراته، يؤمنون بأن هذا القرآن هو كلام الله الرب العظيم الذي أوحاه إلى نبيه عن طريق جبريل عليهما الصلاة والسلام، لذلك فهم يعظمون آياته، ويدرسون معانيها، ويقدسون أسرارها، ويحكمون بموجبها، ويتعاملون مع الخلق وفقاً لتعاليمها، على منهج أهل السنة والجماعة، ويؤمنون كذلك بالحكمة وهي السنة النبوية المتمثلة في أفعال رسول الله صلى الله
(يُتْبَعُ)
(/)
عليه وسلم، وأقواله فلا علم للمؤمنين بكيفية الصلاة، وصفات الركوع والسجود، وكم ركعات الصلوات، وكيفية الوضوء، ومتى أوقات الصلوات إلا بفهم صحيح للأحاديث النبوية، والهدي النبوي الذي كان حاضراً مع الصحابة يعلمهم تلك الأمور كلها، وكان يقول صلى الله عليه وسلم (صلوا كما رأيتموني أصلي)، فمن لا يؤمن بذلك ويتبع سبيلاً غير هذا، ويؤمن بالقرآن ولا يؤمن بالحكمة فهو كافر، لانتفاء إيمانه بالهدي النبوي قولاً وعملاً. وكذلك يقتضي إيمان أولئك المتقين الإيمان بالكتب السماوية المنزلة من الله سبحانه على أنبيائه الكرام صلوات الله وسلامه عليهم، قال تعالى (وما أنزل من قبلك) ويتضمن هذا الإيمان بجميع الكتب، وجميع النبيين، وهذه صفة أخرى لعباد الله المتقين، وذلك لتصديقهم بنزول تلك الكتب، وبعثة أولئك الرسل إلى قومهم، أما نبي الله محمد فقد بعثه الله للناس أجمعين قال تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) (2). لذا فإن النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعثه الله إلى جميع البشر.
ومن صفات المؤمنين المتقين أيضاً أنهم (وبالآخرة هم يوقنون) أي إنهم يؤمنون باليوم الآخر وما فيه من الجزاء والنكال، والثواب والعقاب، والسعادة والشقاء، وأصحاب النعيم، وأشقياء الجحيم، والآتيان بجهنم، وسجود الأنبياء، وذلة العصاة، وتبيض الوجوه المؤمنة، وتسود الوجوه الكافرة، يؤمنون برؤية الله، ويكلمهم الله سبحانه من غير ترجمان، كل بلغته ويقرهم بأعمالهم، ويؤمنون بتطاير الصحف، فتؤخذ باليمين أو بالشمال، أو من وراء الظهور، فلما أيقنوا بحدوث ذلك من إخبار الله لنا ورسوله في القرآن والسنة، ولما عرفوا واستيقنت قلوبهم (3) بحدوث كل ذلك، كان ذلك ركناً ركيناً من أركان الإيمان الستة، وأضحى من أعظم الدوافع للقيام بالأعمال الصالحة رهبة ورغبة لما عند الله.
الوقفات
1 - تقرير الإيمان بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم من جميع البشر، فلا حجة اليوم لأحد فالأغلبية الآن من الناس يعرف أو يسمع عن دين الإسلام.
2 - تقرير الإيمان بالكتب السماوية كلها، بأنها أنزلت في وقت ما على أنبياء الله، ولكن هل بقيت على حالها، هل ما في أيدي اليهود والنصارى الآن من كتب هل هي نفس الكتب السماوية المنزلة، كلا فالقرآن يكذب زيفهم ويكفر منهجهم، في قوله (وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون).
3 - وجوب الإيمان بالآخرة وما فيها يقيناً وتلك صفة من صفات المؤمنين.
_________________
(1) سورة آل عمران 113.
(2) سورة الأنبياء 107.
(3) قال السعدي رحمه الله واليقين: هو العلم التام الذي ليس فيه أدنى شك الموجب للعمل.
______________
آيات ووقفات (الحلقة الحادية عشر)
إن الذين كفروا سواءٌ عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون (7)
خلق الله عز وجل الإنسان، وأعطاه الحواس كي تدرك ما ينفعه فيأخذ به، ويترك ما يضره ويبتعد عنه، فمن استمع لرسول الله صلى الله عليه وسلم، و عرف الحق، وبلاغة القرآن، واهتدى بهديه، أفلح ونجا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، والعرب كان معلوم لديهم الشعر، فكان بمثابة الإعلام في عصرنا الحاضر، وكان مهماً جداً في نظرهم، فلما سمعوا القرآن عرفوا بأن ذلك ليس شعراً، وليس بطلاسم المشعوذين والسحرة، وإن فيه من البيان العظيم، والفصاحة البليغة، واخبار الأمم السابقة، لذلك أسلم الكثير ممن فتح الله على قلوبهم، وأنار بصائرهم، أما الذين أعرضوا عن سماع الحق، وتولوا عن مخالطة الصحابة الذين اعتبروهم في زعمهم صابئة لأنهم تركوا دين آبائهم، وانخرطوا في دين لم تعترف به قلوب كفار قريش كفراً وجحوداً، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتألم على حالهم، وهو الرحمة المهداة للبشرية، صلى الله عليه وسلم، ولكنه كان يسليه ربه ويقول له (إنما عليك البلاغ) ويقول سبحانه (إنك لا تهدي من أحببت) ويقول سبحانه (فإن لم يستجيبوا لك فاعلم إنما يتبعون أهواءهم) (1). ويقول سبحانه (فلا تذهب نفسك عليهم حسرات) (2). لذلك جاءت هذه الآية في شدة المعترك بين الحق والباطل، وبين نصرة الحق وأهله، ودحض الباطل وأهله، وكانت الفرقان بينهما، فجاء فيها وصف هؤلاء الكفار المعاندين لدين الله، وأعني هنا
(يُتْبَعُ)
(/)
أن كفار قريش كانوا وثنيين يعبدون الأصنام، وهي في واقع الأمر كانت صوراً منحوتة في الصخور لرجال صالحين كانوا يعبدون الله على دين الحنيفية، دين إبراهيم عليه السلام، ولكن مع طول الأمد، وغواية الشيطان لهم، أخذوا يعتقدون فيها وأنها تقربهم إلى الله ببركة أصحابها الصالحين، فأخذوا يقربون القرابين لها، ويعبدونها مع الله، فأصبحوا بذلك مشركين، فمنهم من أسلم مع النبي، ومنهم من بقي على كفره وعناده، فقال الله سبحانه وتعالى (إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون) أي الأمر عندهم سيَّان لأنهم لم ترد قلوبهم سماع الحق ولا إتباعه.
الوقفات
1 - الكفر هو الغطاء الذي يغطي القلب فهؤلاء مغطاة قلوبهم عن الحق.
2 - مهمة الرسل البلاغ فقط، وفي هذا درس للدعاة لدين الله.
3 - الران الذي على قلوب الكفار من شدة إعراضهم عن دين الله جعل قلوبهم منكرة للحق مقبلة على الباطل فأصبحت الأمور لديها متشابهة سواء دعيت وأنذرت أم لم تنذر فلن تفتح للإيمان.
______________
(1) سورة القصص: 50.
(2) سورة فاطر: 8.
_____________
آيات ووقفات (الحلقة الثانية عشرة)
ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم (8)
وهذا هو المانع الشديد، والحائل المحيد، عن الطريق السديد، ذلك الطبع وهو الختم الذي جعله الله بسبب كفرهم (2). فلا يدخلها الإيمان، ولا تقر به أنفسهم، ولا تعرف الطريق إليه، قال مجاهد (ختم الله على قلوبهم) قال: الطبع ثبتت الذنوب على القلب فحفت به من كل نواحيه حتى تلتقي عليه فالتقاؤها عليه الطبع والطبع الختم. وجاء في حديث حذيفة رضي الله عنه في الصحيح أن رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تعرض الفتن على القلب كالحصير عوداً عوداً فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض، والآخر أسود مرباداً كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً" (3). أما أسماعهم فجعلها مغلقة عن سماع الحق، معرضة عنه، فلا يهتدون إليه، وأبصارهم عليها غشاوة، فلا ترى الحق، ولا تتحقق من وجوده، إذ هي معمية عنه فيكون الكافر والعياذ بالله أعمى البصر، ومطموس البصيرة. ولكن ذلك لم يحدث إلا بعد الوعظ والبلاغ، فقد نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم من على الصفا لما أمره الله بالجهر بالدعوة فجمع أهل قريش، وقال لهم إني لكم نذير بين يدي عذاب شديد، فقال له أبا لهب: تباً لك ألهذا جمعتنا؟، والحوادث كثيرة، وإيذاء أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، ومحاولات قتل النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا والعياذ بالله زيغ منهم فكان جزاء لهم أن أضل الله قلوبهم (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم) لأنهم لم تفدهم المواعظ، وأساليب الدعوة المختلفة، حتى أن رسول الله بقي يدعوا قومه ثلاثة عشر عاماً، فما آمن معه إلا قليل، ومعروفه قصته حينما ذهب إلى الطائف، وأدموا جهلتها قدماه الشريفتان، وفي هذا تذكير للدعاة، أن الطريق شائك، والأعداء كثير، والشهوات محفوفة بالنار، والجنة محفوفة بالمكاره، والطريق غير ممهد، والقلوب مختلفة، فلا يحسب الداعية أن الدعوة سهلة المنال، ولا أن يتوقف عنها لأن هؤلاء الناس لن يهتدوا لختم الله على قلوبهم، ولكن يجب عليه التحلي أولاً بالعلم الشرعي الصحيح، ثم بالحلم، والصفات العظيمة التي كان يتصف بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن لا يضع في باله أنه يجب على من بلغ أن يهتدي، كلا الأمر ليس كذلك، ولكن عليه أن يبلغه بالعلم الشرعي، والوسائل المتاحة اليوم، من وسائل الاتصالات المختلفة، فبالإمكان الآن أن ترسل أي ملف صوتي أو مرئي إلى أي جهة في العالم، ومن أي جهاز حاسوب كان فالدعوة ليست مقصورة في مكان معين، أو بطريقة واحدة فقط. إننا اليوم نتمتع ولله الحمد بالبرامج الكثيرة، والكتب الموضوعة في شبكة الإنترنت، والتي اختصرت الكثير من الأوقات في البحث، والتأصيل، والتخريج، والتفسير، والترجمة كل ذلك موجود في البرامج الحاسوبية، والمواقع المنتشرة في الإنترنت.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلا يعني أبداً أن نيأس من دعوة الكفار، أو تبليغهم ديننا، وتعاليمنا التي ننعم بها ولله الحمد والمنة، لهذا فحري بنا أن نقوم بكل ما بوسعنا القيام به كي تنتشر الدعوة، وينتشر الإسلام، والذي أصبحت صورته اليوم مشوهة، وأخبار الناس عنه غريبة وعجيبة، فلقد اقض مضاجع اليهود، والنصارى الحاقدين، انتشار الإسلام، ومعرفة الناس لأسراره، وروحانية النفس في ظلاله، فأغاظهم ذلك، وحاربوه أشد المحاربة، وشنوا الحملات تلوا الحملات للقضاء عليه ولكنهم لم ولن يستطيعوا فالله عز وجل هو حافظه.
الوقفات
1 - الختم على القلوب نعوذ بالله من ذلك يكون بتجمع الذنوب والمعاصي على القلوب حتى تصبح مغطاة بها تماماً، فلا تقبل موعظة، ولا تهتدي لهدى الله، ويكون على الكفار نتيجة إعراضهم وشدة جحودهم وعنادهم للحق. ولكن باب التوبة مفتوح للتائبين و التوبة تجب (1) ما قبلها.
2 - وجوب الدعوة إلى الله لإقامة الحجة على المدعوين.
3 - يجب على المسلم أن يستمع للمواعظ، والقرآن فكما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد، وجلائها كتاب الله).
4 - الله عز وجل يختم على القلوب المعرضة عن سبيله، فيجعلها أشد إعراضاً ثم يعذبها نتيجة لذلك.
_____________
(2) الكفر في اللغة هو الغطاء، أي مغطاة قلوبهم عن إدراك الحق.
(3) صحيح: مسلم (144).
(1) أي يتجاوز الله عن جميع الذنوب التي قبل التوبة، وورد في القرآن أن الله يبدل سيئاتهم حسنات.
____________
آيات ووقفات (الحلقة الثالثة عشرة)
ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين (8) يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون (9)
هذه الآية جاءت تعبر عن نفوس غريبة، وأمزجة عجيبة، ظهرت في الساحة الإسلامية، ظهرت في أروقة المكر والمكيدة للنبي وأصحابه، إنها نفوس المنافقين الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، يظهرون حب الله ورسوله، ويدفنون البغض لدين الله، ولم يكن هذا الصنف معروفاً في مكة، فكان هناك إما مسلم وإما كافر، أما النفاق فما عرف عن وجوده النبي صلى اله عليه وسلم إلا بعد نزول هذه الآيات، لكي يستعد رسول الله لمواجهة الأعداء من داخل الصف المسلم نفسه، فهناك من يدعي الإسلام وقلبه أبعد ما يكون عنه، لهذا أظهر الله صفات هؤلاء، وبينها أيما تبيين، فهم يقولون (آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين) بل هم منافقين، قال ابن كثير: النفاق هو إظهار الخير وإسرار الشر، وهو أنواع: اعتقادي، وهو الذي يخلد صاحبه في النار وعملي وهو من أكبر الذنوب. وهكذا عرفنا كيف أن هؤلاء كانوا يستترون بلا إله إلا الله كي يحموا أنفسهم من القتل، وإلا فهم أصلاً كفار (يخادعون الله والذين آمنوا) قال بن كثير أي بإظهارهم ما أظهروه من الإيمان مع إسرارهم الكفر يعتقدون بجهلهم أنهم يخدعون الله بذلك وأن ذاك نافعهم عنده، وأنه يروج عليه كما قد يروج على بعض المؤمنين قال تعالى (يوم يبعثهم جميعاً فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون) ولهذا قابلهم على اعتقادهم ذلك بقوله (وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون) يقول: وما يغرون بصنيعهم هذا ولا يخدعون أنفسهم وما يشعرون)، هذه بعض أوصاف هؤلاء المتمردون على شريعة الله، المبغضين لدين الله، ولرسول الله عليه الصلاة والسلام، إنهم يريدون أن يخادعوا رسول الله ويظهروا له الإسلام ولكنهم يبطنون الكفر، فيوصفه الله بجهلهم بأنهم يريدون مخادعة الله، وهو العليم سبحانه بذات الصدور، والعليم سبحانه بما توسوس به النفوس، فكيف يظن هؤلاء بربهم، كيف لا يعظمون الله خصوصاً بعد نزول هذه الآيات التي فضحت أوارهم، وعرت مكائدهم وخداعهم.
الوقفات
1 - تقرير حماية الله لرسوله وكشف أحوال المنافقين.
2 - سوء الظن بالله عند المنافقين فيحسبون أن بإمكانهم التخطيط، وضرب الإسلام من داخل الصف بدون علم الرسول، وتغافلوا عن الوحي الموحى للنبي عن طريق جبريل والذي كان يكشف بالآيات كل ما يحاك لضرب المسلمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - الإيمان لا يكون فقط بالكلام، فمن خالف عمله قوله فلا تنفعه قوله الشهادتين، كمن يشد الرحال إلى غير الأماكن التي يشد الرحال إليها، أو يطوف بمكان لم يرد في القرآن أو السنة ما يتعلق بها فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث مساجد مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى).
4 - فضح الله المنافقين، وأخبر رسوله بأنهم صنف يجالسون الصحابة، ويخالطونهم، وهم والعياذ بالله كفار لبسوا لباس الإسلام، وقلوبهم حاقدة على الدين وأهله.
___________
آيات ووقفات (الحلقة الرابعة عشرة)
في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذابٌ أليم بما كانوا يكذبون (10) وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون (11) ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون (12)
يضيف الرب سبحانه وتعالى المزيد من الصفات التي اتصف بها المنافقين، واتسموا بمعالمها، إنها صفات غريبة الطابع، صفات ليست ظاهرة للعيان، إنها صفات داخلية عميقة، صفات تتعلق بقلوب مريضة، شنت الحرب بالتحريض على محمد وحزبه، وبالحقد على الإسلام لضربه من الداخل قبل العدو الخارجي، ولكن هل يهزم من كان الله معه؟ هل يذل من أعزه الله؟ لا والله فما بالك في نبي الله، ما بالك في نبي الرحمة للبشرية هل يذل أو يخزى؟ وهو يكشف الله له مخططات المنافقين، هل يذل وهو الذي قال الله فيه (بالمؤمنين رءوف رحيم)، ولكن هؤلاء المنافقين كانت قلوبهم مريضة، وأنفسهم معبأة بالحقد والغل، فماذا كان مرضها؟ هل كان مرض جسدي؟ قال ابن عباس: (في قلوبهم مرض) أي شك (1). قال زيد بن أسلم مرض في الدين وليس مرض في الجسد، وهم المنافقون والمرض الشك، الذي دخلهم في الإسلام فزادهم الله مرضاً، قال تعالى (فأما الذين آمنوا فزادتهم إيماناً وهم يستبشرون، وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجساً إلى رجسهم). إذاً تلك هي الصفة الأولى التي بينها الله عز وجل للمسلمين كي يكونوا على حذر، ويكونوا على بينة من أمرهم، وأن لا تختلط عليهم الأمور، وتنتشر الثقة بكل البشرية، فأمثال هؤلاء يتحينون الفرصة تلوا الفرصة، للقضاء على الدعوة، وللحيلولة دون قيام الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، ومع ذلك فتراهم يظهرون التقوى، ويظهرون المسكنة، والخشوع رياءً وسمعة، ثم جاءت الصفة الأخرى المتسمة بالثقة الزائدة بالنفس، وإظهار الصلاح، والله يرصد ويكشف أسرارهم (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون) قال سلمان الفارسي رضي الله عنه إن أصحاب هذه الآية لم يظهروا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم والله أعلم. و قال بن عباس رضي الله عنهما أي إنما نريد أن نصلح بين الفريقين من المؤمنين وأهل الكتاب. ولكن حقيقة ما يقومون به هو الإفساد بعينه ولكنهم بجهلهم لا يشعرون. قَالَ اِبْن جَرِير فَأَهْل النِّفَاق مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْض بِمَعْصِيَتِهِمْ فِيهَا رَبّهمْ وَرُكُوبهمْ فِيهَا مَا نَهَاهُمْ عَنْ رُكُوبه وَتَضْيِيعهمْ فَرَائِضه وَشَكّهمْ فِي دِينه الَّذِي لَا يُقْبَل مِنْ أَحَد عَمَل إِلَّا بِالتَّصْدِيقِ بِهِ وَالْإِيقَان بِحَقِيقَتِهِ وَكَذِبهمْ الْمُؤْمِنِينَ بِدَعْوَاهُمْ غَيْر مَا هُمْ عَلَيْهِ مُقِيمُونَ مِنْ الشَّكّ وَالرَّيْب وَمُظَاهَرَتهمْ أَهْل التَّكْذِيب بِاَللَّهِ وَكُتُبه وَرُسُله عَلَى أَوْلِيَاء اللَّه إِذَا وَجَدُوا إِلَى ذَلِكَ سَبِيلًا فَذَلِكَ إِفْسَاد الْمُنَافِقِينَ فِي الْأَرْض وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ بِفِعْلِهِمْ ذَلِكَ مُصْلِحُونَ فِيهَا (2).
الوقفات
1 - مرض الشك في الإعتقاد مرض خطير، وداء فاتك بالنفس البشرية، قال الشعراوي رحمه الله، المسلم مقتنع بدينه، والنصراني مقتنع بدينه كذلك، أما المنافق ففي صراع مع نفسه، ففي قلبه بغض الدين وأهله، وظاهره الصلاح والخير، فيظل في صراع ومخافة أن يفتضح أمره.
2 - الإصلاح يكون بنشر الخير والمعرفة، و العلم النافع، وليس بالإفساد في الأرض.
3 - كشف الله لنفوس المنافقين وقلوبهم المريضة والتي تتباهى في كل زمان ومكان بالتقوى
والصلاح وهي حقيقة كافرة خارجة عن الدين، ويحسبون أن الله غافلاً عنهم.
_______________
(1) من تفسير ابن كثير.
(2) تفسير ابن كثير.
____________
آيات ووقفات (الحلقة الخامسة عشرة)
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنومن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون (13).
ثم بين الله تبارك وتعالى لنا صفة أخرى من صفات المنافقين، وفيها تتجلى الصورة الواضحة لبغضهم، واستخفافهم بأصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، واعتبارهم لهم بأنهم ضعفاء العقول، أو كما يقال ضعفاء النفوس يصدقون الناس سريعاً، ولا يعرفون مصالحهم، لكن المعرضين عن شريعة الله، وعن منهج الإسلام، فهم في نظرهم القاصر حكماء، ويميزون الخير من الشر، ويعرفون مقادير الأمور هكذا كانت صفات المنافقين، يقول الله سبحانه (وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس) يعني لماذا لا تؤمنون كما آمن أصحاب رسول الله، لماذا لا تسلمون، وتتبعوا الحق الذي جاء به المصطفى صلى الله عليه وسلم، قال ابن كثير رحمه الله: وَإِذَا قِيلَ لِلْمُنَافِقِينَ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاس أَيْ كَإِيمَانِ النَّاس بِاَللَّهِ وَمَلَائِكَته وَكُتُبه وَرُسُله وَالْبَعْث بَعْد الْمَوْت وَالْجَنَّة وَالنَّار وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا أَخْبَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِهِ وَعَنْهُ وَأَطِيعُوا اللَّه وَرَسُوله فِي اِمْتِثَال الْأَوَامِر وَتَرْك الزَّوَاجِر." قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء " يَعْنُونَ - لَعَنَهُمْ اللَّهُ - أَصْحَابَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ قَالَهُ أَبُو الْعَالِيَة وَالسُّدِّيّ فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ عَنْ اِبْن عَبَّاس (انتهى). إذاً هؤلاء يرون إلى أتباع محمد بأنهم سفهاء، وأنهم ضعفاء الرأي، والأوصاف التي لا تليق بمسلم، فما بالك في صحابي، تلك النفوس المريضة، والتي أزدادت عداوة، وشراسة ضد الإسلام وأهله، يحذر الله النبي وأصحابه منها لأنها خطيرة، ومن داخل الصف الإسلامي، فيرد الله عز وجل (ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون) نعم وأي سفه أشد من أناس يعايشون النبي، ويجالسونه، ويسمعون منه، ومن أصحابه الكرام، ولا يتبعون الهدى، وقلوبهم معرضة عنه، فأخبر الله نبيه بمكرهم، وتكذيبهم والعياذ بالله بالرسالة، ورسول الله يصبر، ويتعلم من ربه مكر هؤلاء، ولكنه ألتزم الحكمة، والتزم الصبر من أجل نجاح الدعوة، وبناء الدولة الإسلامية في المدينة، وانتشار الإسلام فيها، فرفض فكرة قتل المنافقين، وكان يعرف أعيانهم، وقادتهم، إلا أنه كان يقول: أتريدون أن يقولوا الناس أن محمداً يقتل أصحابة، أنظر إلى الحكمة، والنظرة المستقبلية للدعوة، كيف سيكون مصير الدعوة إذا سعى المرجفون وما أكثرهم بنشر مثل تلك الحقائق إذا حدثت؟، كيف سيكون مصير الدعوة إذا تمت تلك التصفيات لتلك الفئة الدخيلة على المجتمع الإسلامي، ولكنه صلى الله عليه وسلم، كان يكفيه أن يستقبل الوحي، ويقرأه على أصحابه، ويتدارسونه بينهم، ويكتفي بذلك من أجل الدعوة الإسلامية.
الوقفات
1 - ذكر الله المنافقين بتسفيههم لأحلام الصحابة وتكبرهم على الحق.
2 - أفضلية الصحابة على جميع الخلق، وأن السفهاء حقاً هم المنافقون.
___________
آيات ووقفات (الحلقة السادسة عشرة)
وإذا لقوا الذين أمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون (14)
لا يزال السياق القرآني يصف لنا أوصاف نفوس المنافقين، ويخبرنا أنها نفوس ماكرة خبيثة، فإذا لقوا وقابلوا المؤمنين، قالوا آمنا، واتبعنا الهدى، ويقومون بالشعائر الدينية مثلهم تماماً، ولكن إذا واجهوا سادتهم اليهود والمشركين قالوا لهم مطمئنينهم نحن معكم، وموالينكم، ومؤيدينكم، ولكننا نستهزأ، ونجامل أولئك السفهاء،ولكن لا تخافون فنحن معكم وسنعاضدكم، ولن نكون في صف هؤلاء أبداً، تلك هي الصورة الجديدة التي فهمها محمد عليه السلام، وفهم منها أنه أمام مواجهة صفاً خطيراً من ألد الأعداء، والعقبات الكأداء، إذا أنهم في داخل الصف الإسلامي، ويتحدثون بلغة القوم، ويقرأون القرآن، ويؤدون الأعمال تقية من القتل، ولكن كل ذلك كانت تكشفه الآيات البينات.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن تلك الصفات الغريبة في المجتمع المدني، فتحت باباً آخر لحرب الدعوة بإسم الإسلام، وهذه والله من الصعوبة بمكان، حيث الرسول صلى الله عليه وسلم تتنزل عليه تلك الآيات، وهو صابر بحكمة بالغة، فهو لا يريد أن يفتح جبهة مع بني عقيدته، وهذا قد يجر على الأمة الفتنة في دينهم ودنياهم، ويكون عقبة في نشر الدعوة الإسلامية، فالناس بطبيعتهم لا تقبل الظلم، ولا سفك الدماء خصوصاً في مثل تلك الظروف العصيبة، فكيف لو سمع الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتل أناس من أصحابه، فهل ذلك سيخدم الدعوة، هل ذلك سيصدقه الناس خصوصاً في عصور الجهل بدين الإسلام، هل ذلك العمل سيخدم دين الله أم أنه سيجر الويلات على المجتمع، ويحول دون دخول الناس في الدين؟ وهذه خطوة خطيرة لو أقدم عليها الداعية الأول محمد صلى الله عليه وسلم، وحاشاه أن يفعل ذلك فلقد كان قائداً للأمة الإسلامية في الحكم، وفي الميدان، وفي حفر الخندق، وفي الشورى، وفي كل أمور المسلمين كانت له البصيرة الثاقبة لكل ما تحتاجه دعوته، لذلك كان هو الإمام المنصف، والنبي المرسل، والمقاتل الشجاع، وإن العبارات حقيقة لا أستطيع أن أوفيه عليه الصلاة والسلام حقه في المدح والتبجيل في هذه العجالة.
إن المنافقين كانوا معرضين عن الدعوة متبعين غير هدى الله، وذلك نزولاً لرغباتهم، وشهواتهم، التي حالت دون وصل قلوبهم للحق، فهم يستهزءون بالمؤمنين، ويقولون آمنا ومن تلك العبارات التي يعتقدون أنها تنطلي على النبي وأصحابه، ونسوا أن الله معز جنده، وهازم أعداء الدعوة في كل زمان ومكان.
الوقفات:
1 - المخادعة والمجاملات على حساب الدين صفة من صفات المنافقين.
2 - كشفت الآيات تولي المنافقين لأحبار اليهود والمشركين (شياطينهم).
3 - الاستهزاء بالدين وأهله، وتسفيه عقول الصالحين من طبيعة المنافقين.
___________
آيات ووقفات (الحلقة السابعة عشرة)
وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنومن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون (13).
ثم بين الله تبارك وتعالى لنا صفة أخرى من صفات المنافقين، وفيها تتجلى الصورة الواضحة لبغضهم، واستخفافهم بأصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، واعتبارهم لهم بأنهم ضعفاء العقول، أو كما يقال ضعفاء النفوس يصدقون الناس سريعاً، ولا يعرفون مصالحهم، لكن المعرضين عن شريعة الله، وعن منهج الإسلام، فهم في نظرهم القاصر حكماء، ويميزون الخير من الشر، ويعرفون مقادير الأمور هكذا كانت صفات المنافقين، يقول الله سبحانه (وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس) يعني لماذا لا تؤمنون كما آمن أصحاب رسول الله، لماذا لا تسلمون، وتتبعوا الحق الذي جاء به المصطفى صلى الله عليه وسلم، قال ابن كثير رحمه الله: وَإِذَا قِيلَ لِلْمُنَافِقِينَ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاس أَيْ كَإِيمَانِ النَّاس بِاَللَّهِ وَمَلَائِكَته وَكُتُبه وَرُسُله وَالْبَعْث بَعْد الْمَوْت وَالْجَنَّة وَالنَّار وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا أَخْبَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِهِ وَعَنْهُ وَأَطِيعُوا اللَّه وَرَسُوله فِي اِمْتِثَال الْأَوَامِر وَتَرْك الزَّوَاجِر." قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء " يَعْنُونَ - لَعَنَهُمْ اللَّهُ - أَصْحَابَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ قَالَهُ أَبُو الْعَالِيَة وَالسُّدِّيّ فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ عَنْ اِبْن عَبَّاس (انتهى). إذاً هؤلاء يرون إلى أتباع محمد بأنهم سفهاء، وأنهم ضعفاء الرأي، والأوصاف التي لا تليق بمسلم، فما بالك في صحابي، تلك النفوس المريضة، والتي أزدادت عداوة، وشراسة ضد الإسلام وأهله، يحذر الله النبي وأصحابه منها لأنها خطيرة، ومن داخل الصف الإسلامي، فيرد الله عز وجل (ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون) نعم وأي سفه أشد من أناس يعايشون النبي، ويجالسونه، ويسمعون منه، ومن أصحابه الكرام، ولا يتبعون الهدى، وقلوبهم معرضة عنه، فأخبر الله نبيه بمكرهم، وتكذيبهم والعياذ بالله بالرسالة، ورسول الله يصبر، ويتعلم من ربه مكر هؤلاء، ولكنه ألتزم الحكمة، والتزم الصبر من أجل نجاح الدعوة، وبناء الدولة الإسلامية في المدينة، وانتشار الإسلام فيها، فرفض فكرة قتل المنافقين، وكان يعرف أعيانهم، وقادتهم،
(يُتْبَعُ)
(/)
إلا أنه كان يقول: أتريدون أن يقولوا الناس أن محمداً يقتل أصحابة، أنظر إلى الحكمة، والنظرة المستقبلية للدعوة، كيف سيكون مصير الدعوة إذا سعى المرجفون وما أكثرهم بنشر مثل تلك الحقائق إذا حدثت؟، كيف سيكون مصير الدعوة إذا تمت تلك التصفيات لتلك الفئة الدخيلة على المجتمع الإسلامي، ولكنه صلى الله عليه وسلم، كان يكفيه أن يستقبل الوحي، ويقرأه على أصحابه، ويتدارسونه بينهم، ويكتفي بذلك من أجل الدعوة الإسلامية.
الوقفات
1 - ذكر الله المنافقين بتسفيههم لأحلام الصحابة وتكبرهم على الحق.
2 - أفضلية الصحابة على جميع الخلق، وأن السفهاء حقاً هم المنافقون.
_________
آيات ووقفات (الحلقة السابعة عشرة)
وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنومن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون (13).
ثم بين الله تبارك وتعالى لنا صفة أخرى من صفات المنافقين، وفيها تتجلى الصورة الواضحة لبغضهم، واستخفافهم بأصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، واعتبارهم لهم بأنهم ضعفاء العقول، أو كما يقال ضعفاء النفوس يصدقون الناس سريعاً، ولا يعرفون مصالحهم، لكن المعرضين عن شريعة الله، وعن منهج الإسلام، فهم في نظرهم القاصر حكماء، ويميزون الخير من الشر، ويعرفون مقادير الأمور هكذا كانت صفات المنافقين، يقول الله سبحانه (وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس) يعني لماذا لا تؤمنون كما آمن أصحاب رسول الله، لماذا لا تسلمون، وتتبعوا الحق الذي جاء به المصطفى صلى الله عليه وسلم، قال ابن كثير رحمه الله: وَإِذَا قِيلَ لِلْمُنَافِقِينَ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاس أَيْ كَإِيمَانِ النَّاس بِاَللَّهِ وَمَلَائِكَته وَكُتُبه وَرُسُله وَالْبَعْث بَعْد الْمَوْت وَالْجَنَّة وَالنَّار وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا أَخْبَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِهِ وَعَنْهُ وَأَطِيعُوا اللَّه وَرَسُوله فِي اِمْتِثَال الْأَوَامِر وَتَرْك الزَّوَاجِر." قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء " يَعْنُونَ - لَعَنَهُمْ اللَّهُ - أَصْحَابَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ قَالَهُ أَبُو الْعَالِيَة وَالسُّدِّيّ فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ عَنْ اِبْن عَبَّاس (انتهى). إذاً هؤلاء يرون إلى أتباع محمد بأنهم سفهاء، وأنهم ضعفاء الرأي، والأوصاف التي لا تليق بمسلم، فما بالك في صحابي، تلك النفوس المريضة، والتي أزدادت عداوة، وشراسة ضد الإسلام وأهله، يحذر الله النبي وأصحابه منها لأنها خطيرة، ومن داخل الصف الإسلامي، فيرد الله عز وجل (ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون) نعم وأي سفه أشد من أناس يعايشون النبي، ويجالسونه، ويسمعون منه، ومن أصحابه الكرام، ولا يتبعون الهدى، وقلوبهم معرضة عنه، فأخبر الله نبيه بمكرهم، وتكذيبهم والعياذ بالله بالرسالة، ورسول الله يصبر، ويتعلم من ربه مكر هؤلاء، ولكنه ألتزم الحكمة، والتزم الصبر من أجل نجاح الدعوة، وبناء الدولة الإسلامية في المدينة، وانتشار الإسلام فيها، فرفض فكرة قتل المنافقين، وكان يعرف أعيانهم، وقادتهم، إلا أنه كان يقول: أتريدون أن يقولوا الناس أن محمداً يقتل أصحابة، أنظر إلى الحكمة، والنظرة المستقبلية للدعوة، كيف سيكون مصير الدعوة إذا سعى المرجفون وما أكثرهم بنشر مثل تلك الحقائق إذا حدثت؟، كيف سيكون مصير الدعوة إذا تمت تلك التصفيات لتلك الفئة الدخيلة على المجتمع الإسلامي، ولكنه صلى الله عليه وسلم، كان يكفيه أن يستقبل الوحي، ويقرأه على أصحابه، ويتدارسونه بينهم، ويكتفي بذلك من أجل الدعوة الإسلامية.
الوقفات
1 - ذكر الله المنافقين بتسفيههم لأحلام الصحابة وتكبرهم على الحق.
2 - أفضلية الصحابة على جميع الخلق، وأن السفهاء حقاً هم المنافقون.
______________________
آيات ووقفات (الحلقة الثامنة عشرة)
وإذا لقوا الذين أمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون (14)
(يُتْبَعُ)
(/)
لا يزال السياق القرآني يصف لنا أوصاف نفوس المنافقين، ويخبرنا أنها نفوس ماكرة خبيثة، فإذا لقوا وقابلوا المؤمنين، قالوا آمنا، واتبعنا الهدى، ويقومون بالشعائر الدينية مثلهم تماماً، ولكن إذا واجهوا سادتهم اليهود والمشركين قالوا لهم مطمئنيهم نحن معكم، وموالينكم، ومؤيدينكم، ولكننا نستهزئ، ونجامل أولئك السفهاء،ولكن لا تخافون فنحن معكم وسنعاضدكم، ولن نكون في صف هؤلاء أبداً، تلك هي الصورة الجديدة التي فهمها محمد عليه السلام، وفهم منها أنه أمام مواجهة صفاً خطيراً من ألد الأعداء، والعقبات الكأداء، إذا أنهم في داخل الصف الإسلامي، ويتحدثون بلغة القوم، ويقرأون القرآن، ويؤدون الأعمال تقية من القتل، ولكن كل ذلك كانت تكشفه الآيات البينات.
إن تلك الصفات الغريبة في المجتمع المدني، فتحت باباً آخر لحرب الدعوة بإسم الإسلام، وهذه والله من الصعوبة بمكان، حيث الرسول صلى الله عليه وسلم تتنزل عليه تلك الآيات، وهو صابر بحكمة بالغة، فهو لا يريد أن يفتح جبهة مع بني عقيدته، وهذا قد يجر على الأمة الفتنة في دينهم ودنياهم، ويكون عقبة في نشر الدعوة الإسلامية، فالناس بطبيعتهم لا تقبل الظلم، ولا سفك الدماء خصوصاً في مثل تلك الظروف العصيبة، فكيف لو سمع الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتل أناس من أصحابه، فهل ذلك سيخدم الدعوة، هل ذلك سيصدقه الناس خصوصاً في عصور الجهل بدين الإسلام، هل ذلك العمل سيخدم دين الله أم أنه سيجر الويلات على المجتمع، ويحول دون دخول الناس في الدين؟ وهذه خطوة خطيرة لو أقدم عليها الداعية الأول محمد صلى الله عليه وسلم، وحاشاه أن يفعل ذلك فلقد كان قائداً للأمة الإسلامية في الحكم، وفي الميدان، وفي حفر الخندق، وفي الشورى، وفي كل أمور المسلمين كانت له البصيرة الثاقبة لكل ما تحتاجه دعوته، لذلك كان هو الإمام المنصف، والنبي المرسل، والمقاتل الشجاع، وإن العبارات حقيقة لا أستطيع أن أوفيه عليه الصلاة والسلام حقه في المدح والتبجيل في هذه العجالة.
إن المنافقين كانوا معرضين عن الدعوة متبعين غير هدى الله، وذلك نزولاً لرغباتهم، وشهواتهم، التي حالت دون وصل قلوبهم للحق، فهم يستهزءون بالمؤمنين، ويقولون آمنا ومن تلك العبارات التي يعتقدون أنها تنطلي على النبي وأصحابه، ونسوا أن الله معز جنده، وهازم أعداء الدعوة في كل زمان ومكان.
الوقفات:
1 - المخادعة والمجاملات على حساب الدين صفة من صفات المنافقين.
2 - كشفت الآيات تولي المنافقين لأحبار اليهود والمشركين (شياطينهم).
3 - الاستهزاء بالدين وأهله، وتسفيه عقول الصالحين من طبيعة المنافقين.
________________
آيات ووقفات (الحلقة التاسعة عشرة)
الله يستهزئُ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون (15) أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين (16)
بعدما وصف الله عز وجل حال المنافقين، وأن ظاهرهم يخالف باطنهم، وأنهم إذا اجتمعوا مع المؤمنين أظهروا الورع، والتقوى، وإذا اجتمعوا بأشرار اليهود والمشركين وسادتهم المنافقين، قالوا لهم إننا فقط نجاملهم و نسخر منهم، وإلا فإننا معكم، ولا تخشوا تزحزحنا عنكم أبداً، تلك النفوس المريضة بمرض الشك، وبغض الحق وأهله، أصبحت غارقة في أوحال الضلال، فلم تعد تنفعهم موعظة، ولا توقظ غفلتهم الآيات، فلأنهم يستهزئون بالمؤمنين الصادقين (الله يستهزئ بهم) قال السعدي رحمه الله: فمن استهزائه سبحانه بهم أن زين لهم ما كانوا فيه من الشقاء والأحوال الخبيثة حتى ظنوا أنهم مع المؤمنين نوراً ظاهراً، فإذا مشى المؤمنون بنورهم طفئ نور المنافقين وبقوا في الظلمة بعد النور متحيرين، فما أعظم اليأس بعد الطمع (ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم)، وقوله (يمدهم) أي يزيدهم (في طغيانهم) أي في فجورهم وكفرهم (يعمهون) أي حائرون انتهى. لقد جازاهم الله عز وجل بأن زين لهم باطلهم، وأعمى بصيرتهم، وأفسد مخططاتهم، وأخفض رايتهم، ومزق شملهم، وكشف زيفهم، وتركهم غارقون في فجورهم، غائضة صدورهم، فللمؤمنين النور التام يوم القيامة، ولهؤلاء الظلام والندامة، للمؤمنين السعادة والحبور، وللمنافقين الشقاء والثبور، جزاء لهم على سوء صنيعهم والعياذ بالله (أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى)
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا هو وصفهم بالخسران المبين، فهو كمن دفع أمواله لشراء شيء ثم وجد ذلك الشيء تالفاً، فهو خاسر، كمن بذل جوهرة وأخذ عنها درهماً، فبئست التجارة وبئست الصفقة، هكذا حال المنافقين، استبدلوا الهداية بالضلال، واستحبوا سوء الخلال. قال الطبري رحمه الله: عَنْ ابْن عَبَّاس وَابْن مَسْعُود مِنْ تَأْوِيلهمَا قَوْله: {اشْتَرَوْا الضَّلَالَة بِالْهُدَى} أَخَذُوا الضَّلَالَة وَتَرَكُوا الْهُدَى. وَذَلِكَ أَنَّ كُلّ كَافِر بِاَللَّهِ فَإِنَّهُ مُسْتَبْدِل بِالْإِيمَانِ كُفْرًا بِاكْتِسَابِهِ الْكُفْر الَّذِي وُجِدَ مِنْهُ بَدَلًا مِنْ الْإِيمَان الَّذِي أُمِرَ بِهِ. أَوْ مَا تَسْمَع اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ يَقُول فِيمَنْ اكْتَسَبَ كُفْرًا بِهِ مَكَان الْإِيمَان بِهِ وَبِرَسُولِهِ: {وَمَنْ يَتَبَدَّل الْكُفْر بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيل} 2 108 وَذَلِكَ هُوَ مَعْنَى الشِّرَاء , لِأَنَّ كُلّ مُشْتَرٍ شَيْئًا فَإِنَّمَا يَسْتَبْدِل مَكَان الَّذِي يُؤْخَذ مِنْهُ مِنْ الْبَدَل آخَر بَدَلًا مِنْهُ , فَكَذَلِكَ الْمُنَافِق وَالْكَافِر اسْتَبْدَلَا بِالْهُدَى الضَّلَالَة وَالنِّفَاق , فَأَضَلَّهُمَا اللَّه وَسَلَبَهُمَا نُور الْهُدَى فَتَرَك جَمِيعهمْ فِي ظُلُمَات لَا يُبْصِرُونَ. وعَنْ قَتَادَةَ: {فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتهمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ} قَدْ وَاَللَّه رَأَيْتُمُوهُمْ خَرَجُوا مِنْ الْهُدَى إلَى الضَّلَالَة , وَمِنْ الْجَمَاعَة إلَى الْفُرْقَة , وَمِنْ الْأَمْن إلَى الْخَوْف , وَمِنْ السُّنَّة إلَى الْبِدْعَة.
الوقفات
1 - بيان أن عدم معاقبة المنافقين حال ظهور نفاقهم كان لزيادة فجورهم وعذابهم في الآخرة.
2 - بيان استبدال المنافقين وأخذهم للضلال وترك الهدى وهم أصلاً ليسوا بمؤمنين حتى يستبدلوا الإيمان بالضلال ولكن لعدم أخذهم الهدى أساساً وهو المفترض من الإنسان أخذه اعتبره الله بأن أولئك المنافقون تركوا الهدى واتخذوا الضلال فبئس المكسب.
3 - بيان أن تجارة المنافقين خاسرة، وقد ضلوا الطريق القويم.
_________
آيات ووقفات (الحلقة العشرون)
مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17).صم بكم عمي فهم لا يرجعون (18)
لا يزال الرب سبحانه وتعالى يورد الأوصاف الدونية التي يتصف بها المنافقون، والتي جعلتهم مكشوفين، مفضوحين أمام النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، فشبههم الله في هذه الآية برجل استوقد ناراً لكي يبصر طريقه، ومكانه الذي هو فيه فلما أطمأن لنور ذلك القبس الناري، فإذا به يفقده فجأة ويذهب الله به، فذلك تماماً حال المنافقين الذين رأوا الآيات القرآنية، والبينات والهدى، فرأوا نور الهداية، ثم انتكسوا وكفروا فعادوا إلى ظلمات الكفر والنفاق (1). أما وصفهم بأنهم (صم بكم عمي) فكما قال ابن عباس رضي الله عنهما: لا يسمعون الهدى, ولا يبصرونه ولا يعقلونه. لا حول ولا قوة إلا بالله، علماً بأن حواسهم موجودة، ولكن لشدة طغيانهم وتمردهم على أوامر الله، وبغضهم لما أنزل الله على رسوله، والتآمر على الكيد للرسول وأصحابه، أفقدهم الله خواص تلك الحواس فلا تسمع الحق ولا تبصره ولا تعقله، مع وجود أدوات الحس، ولكنهم بسلوكهم المشين استحقوا أن تكتب عليهم الضلالة والعياذ بالله (فهم لا يرجعون) أي لا يتوبون ولا يعودون إلى الصواب. هذه هي نتيجة الإعراض عن الله، وعن أوامره، والكيد لدين الله أن المرء يحبط الله عمله، ويجعله لا يعد يسمع الحق أو يعقله، إذ إن مدارك الإحساس في عقله تفتقد التمحيص، والتدقيق في الآيات البينات، والهدايات الواضحات، فلا يستطيع أن يميز ما ينفعه مما يضره، ولا يستطيع أن يعرف أين طريق الحق المبين، إنها والله الحياة المريرة، وخراب السريرة من أولئك المنافقين، فقد حال الله بينهم وبين ادراكاتهم الحسية فلا يستطيعون التوبة، أو الرجوع إلى الحق، إلا أن يتوبوا توبة نصوحاً فباب التوبة مفتوح.
الوقفات
1 - خطورة النفاق وأنه طريق للهلاك.
2 - ضرب الأمثلة والتشبيه في القرآن أسلوب تربوي من الله عز وجل يقرب الفكرة للأذهان.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - إذا أصبح الإنسان لا يؤمن بالآيات الواضحات والمعجزات البيَّنات، ولا يستطيع أن يميز عقله ويتمعن في تلك الأمور فإن ذلك يعني أن الختم على القلوب قد بلغ مبلغه.
_________
(1) تفسير الطبري
____________
آيات ووقفات (الحلقة الواحدة والعشرون)
أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين (19) يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير (20)
وهذه صورة أخرى يوضح فيها الرب معالم تلك النفوس التي تمردت على دين الله، وتنكرت للهدي الرباني، وتنكرت لأمة محمد، فضلت عن الطريق القويم، إنها في ترددها، وشكها. يذكر الله عز وجل المنافقين في هذه الآية كأنهم مجموعة رجال يمشون في ليلة ظلماء ممطرة فالصيب هو المطر، والرعد هو ملك من الملائكة يزجر السحب (1).أما البرق فكما قال الطبري هي مخاريق بأيدي الملائكة يزجرون بها السحب (2). والمقصود أن حال المنافقين حينما يسمعون القرآن يضعون أصابعهم في آذانهم لأنهم ينزعجون من وعده ووعيده، فكأنهم يشبهون الرجل الذي أمطرت السماء وهو يمشي في الظلمات ويضع أصابعه في أذنيه خشية الموت، وإذا أنار البرق له الطريق مشى فيه، وإذا أظلم عيه وقف فيرجوا السلامة من ذلك، أما المنافقون فلا يحسبون أنهم ناجون من عذاب الله لأنه سبحانه محيط بهم، ولا يستطيعون فكاك أنفسهم من عذابه وغضبه، وفي هذه الآية أشد الوعيد للمنافقين ومن سار على دربهم، بأنهم لن يعجزوا الله، والله سيحاسبهم في الدنيا والآخرة، فكأن البرق هو الإيمان والإقرار الذي أقروه بألسنتهم بالله وبرسوله، يخطف أبصارهم يأخذها من شدة لميعة، كلما أضاء لهم مشوا فيه، أي إنهم في إيمانهم يراعون مصالحهم فحسب فيريدون النصرة، والغنائم الدنيوية، فكأن قوله يمشون فيه أي البرق أي يواصلون إيمانهم حينما تكون الأمور في مصالحهم، وإذا أظلم عليهم قاموا أي توقفوا مكانهم كذلك الماشي في ظلمة الليل والمطر، وفي هذا دلالة على أن المنافقين إذا فقدوا أو توقفت أمورهم ومصالحهم الدنيوية يتوقفون تماماً كذلك الماشي في الظلمة الذي افتقد لميع البرق فهو متحير في طريقه، وأولئك متحيرون في ضلالتهم وغيهم فيفتقدون المنهج الصحيح الذي ينبغي إتباعه، ثم جاء التهديد في قوله ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم، أي يستطيع الرب سبحانه وتعالى لو شاء أن يفقدهم حواسهم السمعية والبصرية (إن الله على كل شيء قدير) أي قادر سبحانه على فعل كل شيء،" وفي هذا رد على القدرية الذين يرون أن أفعالهم غير داخلة في قدرة الله تعالى، لأن أفعالهم من جملة الأشياء الداخلة في قوله تعالى (إن الله على كل شيء قدير) " (1).
الوقفات
1 - تشبيه المنافقين في إيمانهم كأنهم يتتبعون المصالح فقط.
2 - إيمان المنافقين يدور حول مصالحهم قال تعالى (ومن الناس من يعبد الله على حرف فإذا أصابه خير أطمأن به).
3 - ذكر الله مثل الماشي في ظلمات الليل والمطر كمثل إيمان المنافق فإذا رأى البرق وهي مصالحه الإيمانية من غنائم وغيرها مشى واتبع، وإذا أظلم وتعارضت أمور الدين مع مصالحه توقف كالماشي فاحتار في أي منهج يسير.
______________
(1) من كلام الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله.
_________________________________
آيات ووقفات (الحلقة الثانية والعشرون)
يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون (21) الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناءً وأنزل من السماء ماءً فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون (22).
في هذه الآية أمر عام للناس بعبادة الله الرب العظيم، فذلك المنهج القويم، والصراط المستقيم، فلا تكون العبادة لأحد غيره، ولا لرب سواه، والل ه عز وجل يذكرنا في هذه الآية انه سبحانه وتعالى هو خالقنا، وخالق من قبلنا، فهذه منة منه سبحانه وتعالى، الذي أوجدنا من العدم، وجعل في أجسادنا ارواح تقر وتعترف بأن خالقها هو الله عز وجل لقول النبي صلى الله عليه وسلم (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه إما يهودانه، أو يمجسانه، أو ينصرانه) أي أن الله عز وجل يضع الفطرة في عباده وهي التوحيد، ولكنه ينحرف بانحراف والديه عن
(يُتْبَعُ)
(/)
الفطرة فوالداه هما اللذان يجعلانه نصرانياً أو يهودياً، أو مجوسياً، وإلا فالأصل فهو مسلم، فنحمد الله عز وجل أن خلقنا مسلمين موحدين لله تبارك وتعالى. وجاءت هذه الآيات بعدما ذكر سبحانه الختم على قلوب المنافقين وتشبيههم بالماشي في الظلمة والذي فقد منهجه فتارة يؤمن المنافق كإضاة البرق للماشي في ظلمة الليل والمطر، وتارة يعود لضلاله وشكه كالماشي حينما يفقد البرق،فيذكر الله البشرية جمعاء بأن تعبده وحده فهو خالقهم ومن قبلهم، وهو خالق حجارتهم التي يعبدونها من دون الله، ولا تضرهم ولا تنفعهم، فكيف يعبدونها ويتركون عبادة الله الواحد الأحد سبحانه وتعالى (لعلكم تتقون) أي تنجون منم عذابه وسخطه. ثم منَّ سبحانه وتعالى على عباده بأنه وحده هو الذي جعل الأرض للبشرية مفروشة ممهدة سهلة وخاصة بالعيش فلا حياة على أي كوكب آخر إلا هي لقوله تعالى (ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين) وقوله (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى) فليت شركة ناسا وغيرها أن يوفروا ملايينهم التي ينفقونها على مشاريع ستبوء بالفشل لأن ليس هناك حياة إلا على هذا الكوكب الأرض، فلوا صرفوا تلك الأموال لمعالجة المرضى، أو إغاثة الفقراء في العالم لكان أولى من ضياعها في شيء ورد فيه دليل بعدم صحة حياة للبشر في غير الأرض. وقال سبحانه (والسماء بناءً) السماء كل ما علا فوق الإنسان فهو سماء، وقال المفسرون هي السحاب (وأنزل من السماء ماءً) أي غيثاً، وإلا فالمطر عادة يذكر مع المصائب كقوله تعالى (فأمطرنا عليهم مطراً فساء مطر المنذرين) وعندما نصح نوح عليه السلام قومه قال (يرسل السماء عليكم مدراراً) فلم يقل تمطر عليكم السماء والله أعلم. (فأخرج به من الثمرات) الحبوب والثمار من النخيل والفواكه وغيرها، وهي من أرزاق الله علينا نحمده سبحانه ونشكره، (فلا تجعلوا لله أنداداً) أي لا تجعلوا له أشباهاً تعبدونهم، وتتقربون إليهم بالقرابين والعياذ بالله من ذلك، فكم من تلك المشاهد والمزارات في العالم الإسلامي، حينما انتشرت البدع والضلالات، فهناك من يستغيث بالأموات، ويشد الرحال إلى المقابر والمزارات فأشركوا بالله آلهة أخرى وجعلوا له أشباهاً وآلهة أخرى مع الرب سبحانه، فنعوذ بالله من العمى بعد الهدى، (وأنتم تعلمون) " أن ليس لله شريك ولا نظير، لا في الخلق، ولا في الرزق، ولا في التدبير، ولا في العبادة، فكيف تعبدون معه آلهة أخرى مع علمكم بذلك "؟ (1).
الوقفات
1 - بيان أن العبادة لا تصرف إلا للرب سبحانه وتعالى.
2 - الله عز وجل له الفضل سبحانه بإيجادنا من العدم، ولكن ذلك لم يكن للعبث بل للعبادة قال تعالى (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون).
3 - تذكير الله لعباده بالنعم فذلك يجدد الشكر الله على نعمة ويجدد الإيمان في القلب.
__________
(1) من كلام الشيخ السعدي (بتصرف).
_________________________________
آيات ووقفات (الحلقة الثالثة والعشرون)
وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين (23) فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين (24)
يخاطب الله في هذه الآيات الكفار، وهو يذكرهم ويعلمهم أنه سبحانه وتعالى أرسل رسوله محمد إليها، وأنه سيكون في إتباعه الخير الكثير، ومعصيته سبباً لدخول جهنم والعياذ بالله، وهذا تهديد شديد، ووعد ووعيد، من الحميد المجيد، (وإن كنتم في ريب) أي هل تشكون في أن ما أنزل على محمد ليس من عند الله، وليس وحي أوحاه الله إليه، وإن كنتم تدعون أن هذا كلام أكتتبه، (فأتوا بسورة من مثله) أي اكتبوا من العربية، فأنتم أهل الشعر والفصاحة، فاجمعوا الحروف وأتوا بسورة واحدة فقط، وهذا تعجيز من الله فلن يستطيعوا ذلك أبداً، وكذلك اجتمعوا مع أعوانكم، وشهدائكم إن صدقتم أنهم آلهة لكم من دون الله، قال ابن كثير: " وقال مجاهد وادعوا شهداءكم قال ناس يشهدون به يعني حكام الفصحاء وقد تحداهم الله تعالى بهذا في غير موضع من القرآن فقال في سورة القصص " قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين " وقال في سورة الإسراء " قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان
(يُتْبَعُ)
(/)
بعضهم لبعض ظهيرا " وقال في سورة هود " أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين" وقال في سورة يونس " وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة من مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين " وكل هذه الآيات مكية ثم تحداهم بذلك أيضا في المدينة فقال في هذه الآية " وإن كنتم في ريب " أي شك " مما نزلنا على عبدنا " يعني محمدا صلى الله عليه وسلم " فأتوا بسورة من مثله " يعني من مثل القرآن قاله مجاهد وقتادة واختاره ابن جرير والطبري والزمخشري والرازي.
ثم قال تعالى (فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا) وهذا في تحدٍ كبير من الله عز وجل منزل الكتاب لأولئك المكذبين بأنهم لن يستطيعوا الإتيان بسورة مثل هذا القرآن، فإذا كان الحال كذلك (فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة) وهذه لمحة ربانية رحيمة، ودعوة لتلك النفوس المتكبرة، لعلها تعود إلى الرشد، وتتوق إلى الخلد، في جنة الله، وتخشى نار الله التي حطبها ووقودها الناس، "والمراد بالحجارة هي هاهنا حجارة الكبريت العظيمة السوداء الصلبة المنتنة وهي أشد الأحجار حرا إذا حميت أجارنا الله منها" (1). هذا هو التخويف القرآني، والآيات المحركة لكوامن الخشية في القلوب، ومزعزة كبرياء النفوس، والتي يتفكر فيها يدرك مدى خطورة الإعراض عن منهج الله، ويعلم علم اليقين ان هذا كلام رب العزة والجلال يهدد فيه من أعرض عن منهج الله، فيحدد الله عز وجل أن تلك النار على عظمتها، وهول حرارتها، معدة ومهيأة للكافرين المعاندين لدين الله.
الوقفات
1 - وجوب اليقين التام بأن هذا القرآن منزل من عند الله عن طريق جبريل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم.
2 - الإعجاز اللغوي البلاغي التام للقرآن واستحالة الإتيان ولو بسورة من مثله لأنه كلام الرب تبارك وتعالى.
3 - إثبات وجود نار جهنم أجارنا الله منها، وإعدادها للكافرين كي تكون نزلاً لهم.
_________
(1) من كلام الإمام أبن كثير رحمه الله.
___________
آيات ووقفات (الحلقة الرابعة والعشرون)
وبشر الذين آمنوا أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابهاً ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون (25)
عندما ذكر الله عز وجل صفات الكافرين، والمنافقين، وأحوالهم ومصيرهم الذي سيئولون إليه، وتهديدهم بأن مصيرهم للنار إن لم يتبعوا دين الإسلام، وستكون جهنم المعدَّة لأمثالهم هي دارهم ونزلهم والعياذ بالله من ذلك، تلك الصورة المرعبة لأولئك المتمردين على منهج الله هي ومآلهم زرعت في القلوب المؤمنة مخافة الله، والتعوذ من مصير أولئك الكفار، وحفزت همم المؤمنين للعدول عن كل ما يغضب الله للنجاة من النار، لأن قلوبهم حية تشعر وتستشف وعد الله ووعيده، لذلك فإن الله عز وجل يذكر في كتابه العزيز، حال الكفار ثم يعقب عليه بحال المؤمنين المتقين، أو العكس، وهذا معنى تسمية القرآن مثاني*، لكي يختار الإنسان السلوك، والعمل الذي يريده (إما شاكراً وإما كفوراً) لذلك أتت هذه الآية لتزيد من يقين وطمع المؤمنين برحمة الله، والوصول إلى رضاه عز وجل ودخول جنته، فقال سبحانه (وبشر الذين آمنوا) أي بشرهم يا محمد، وأخبرهم بطريقة تبشيرية لتفرح بها قلوبهم، وأن أعمالهم لا تضيع عند الله عز وجل (إن الله لا يضيع أجر المحسنين) وأخبرهم بأن الجنة معدَّة ومهيأة للمؤمنين المتبعين لمنهج الله ورسوله، (أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار) أي تجري الأنهار من تحت أشجارها، وهي أنهار الماء، واللبن، والعسل، والخمر، وقد جاء في الحديث (ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر)، ففهيا كل ما تحبه النفس، وتتوق إليه، فما يتمنون في هذه الآية سيرونه عياناً بياناً، وصدقاً في الدار الآخرة إن هم رضي الله عنهم ورحمهم، (كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذي رزقنا من قبل) أي يرون الفاكهة التي في الجنة فيعرفون أنها تشابه التي كانت في الدنيا، قال عكرمة: وأتوا به متشابها " قال: يشبه ثمر الدنيا غير أن ثمر الجنة أطيب،وقوله تعالى " ولهم فيها أزواج مطهرة "
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن أبي طلحة عن ابن عباس مطهرة من القذر والأذى. وقال مجاهد من الحيض والغائط والبول والنخام والبزاق والمني والولد وقال قتادة مطهرة من الأذى والمأثم (1). وهذا يبين لنا كيف تلك الآلاء العظيمة التي يتمتع بها المسلم في جنة الله، وكيف أن الله عز وجل يوفر لهم كل ما تشتهيه أنفسهم، سواء الروحية، أو الجسدية، فجمال الخضرة، والأنهار، والفواكه، والزوجات، والمأكل والمشرب، وكل ماتتمناه النفس موجود، فيا من أغرق نفسه في شهوات الدنيا، يا من نسيت الآخرة ونعيمها، وغرقت في المعاصي والآثام، يا من أردت حياة قصيرة، وتناسيت حياة دائمة خالدة، متى تستيقظ وتعود إلى رشدك، متى تترك جميع ما يغضب الله من كبائر أو صغائر، متى تعرف أن الجنة للمعرضين عن الحرام، فهلا صحوت من غفلتك، هلا عرفت أن الحق واضح ناصع وأن الباطل مزين من شياطين الإنس والجن، نسأل الله أن يشملنا برحمته وعفوه، لهذا فإن هذه الآية فيها دعوة عظيمة لإيقاظ القلوب الغافلة عن تلك النعم التي لا يشابهها نعم في الحياة الدنيا فقد جاء في الحديث (يغمس أنعم أهل الأرض في النار غمسه فيقول له الرب هل ذقن نعيم قط، فقال لا وعزتك يارب، ويؤتى بأشقى أهل الأرض فيغمس في الجنة غمسه فيقول له الرب هل ذقت شقاءً قط قال لا وعزتك يارب)، ثم قال سبحانه وتعالى (وهم فيها خالدون) أي مخلدون إلى الأبد ولا يخرجون منها ويحل عليهم رضا الرب سبحانه فلا يغضب عليهم أبداً.
الوقفات
1 - تبشير المؤمنين بالجنة ونعيمها فيه الحث على فعل الصالحات.
2 - ما في الجنة لا يشابه الذي في الدنيا إلا بالمسميات فقط وإلا ففي الجنة يختلف كل شيء في جماله وفضله.
3 - الخلود التام في الجنة وتذكر ذلك يجعل المسلم يستحقر هذه الدنيا القصيرة فيعرض عنها وعن ارتكاب المعاصي والآثام كي لا يتردى في جهنم أعاذنا الله والمؤمنين منها.
آيات ووقفات (الحلقة الخامسة والعشرون)
إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلاً يضل به كثيراً ويهدي به كثيراً وما يضل به إلا الفاسقين (26)
إن الله عز وجل يعلمنا في هذه الآية كيف يكون الأسلوب في تعليم الناس، بضرب الأمثلة، وتبسيط الأمور، وشرحها كي يتفهمها الناس، فالله عز وجل يرد في هذه الآية على من أنكر كيف أن الله يذكر ألأمثال في الأشياء قليلة الشأن، وليس الأمر يقتضي الإنكار بل هذا من التربية الربانية، وحسن التعليم الرباني لعباده، فما علينا إلا التسليم والقبول لذلك (فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم) المؤمنين يقرون، ويعترفون بمراد الله، ومشيئته، ويتفهمون مقاصده، وتعليمه لهم.
وفي المقابل ينكر الله عز وجل على أفعال الكفار، وأقوالهم حيث قالوا (ماذا أراد الله بهذا مثلاً) فيزدادون بذلك الإعتراض كفرا، وبعداً عن منهج الله، والمؤمنين يزدادون إيماناً وقرباً لله. فإن علم المؤمنين ما تضمنته الآيات، والأمثلة المذكورة فيها، أزدادوا إيماناً، وإن لم يعلموا مقصد الله فيها، وخفي عليهم ذلك أيقنوا بأن الله لم يضرب تلك الأمثال عبثاً، بل لحكمة أرادها سبحانه وتعالى.
فعلى العبد أن يسلم لله أموره، ويضبط سلوكياته على المنهج الذي يريده سبحانه وتعالى، وأن يخضع لأوامر الله، ويجعل في قرارة نفسه أن الله لم يضرب تلك الأمثال إلا لحكمة بالغة، ولكنه سبحانه يضل المعرضين عن منهجه، المعاندين لشرعه، وذلك بعدله سبحانه وتعالى (وما يضل به إلا الفاسقين) المعاندين لله، والذين صار الفسق صفة من صفاتهم التي يتصفون بها. قال السعدي رحمه الله: الفسق نوعان: مخرج من الدين كالمذكور في هذه الآية، وغير مخرج من الدين كالذي جاء في قوله (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا).
الوقفات
1 - الله يضرب الأمثال لتقريب المعاني في عقول البشر ليفهموا مقاصد الله.
2 - وجوب الرضوخ لأوامر الرب تبارك وتعالى.
3 - الضلال لا يكون إلا على من استحقه ممن تمرد وعصى أوامر الله، إلا أن يتوب.
_____________
آيات ووقفات (الحلقة السادسة والعشرون)
الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون (27)
(يُتْبَعُ)
(/)
عندما علمنا ربنا سبحانه وتعالى وجوب التسليم، والقبول لما يذكره من أمثال، وأنه لم يذكرها عبثاً سواء عرفنا مقاصده فيها، أم لم نعرف وذلك لحكمة يريدها سبحانه وتعالى، فلعلنا فهمنا كيف نتأدب مع الآيات، ونقر بأن ربنا سبحانه وتعالى يريد تقريب الأفكار، والمعاني من أذهاننا كي يزداد إيماننا، وبذلك تزيد أعمالنا الصالحة، ثم أوضح سبحانه وتعالى كيف يضل الفاسقين، وفي هذه الآية وصف لأولئك الفاسقين (الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه) أعوذ بالله، هذه زلة شنيعة، لأنفس وضيعة، وقلوب معرضة عن الحق، مقبلة على الباطل، لا تعرف معروفاً ولا تنكر منكراً. أولئك القوم ينقضون ما عاهدوا الله عليه سواء كان ميثاقاً بينهم وبين الله سبحانه، أو بينهم وبين الناس، فهم ينقضون عهدهم مع الله بارتكاب الجرائم، والآثام وهم منهيون عن ذلك، وكذلك ينقضون مواثيقهم مع الخلق، وهكذا نعرف كيف أن نقض المواثيق صفة من صفات الفسقة، وسمة لا يتخلون عنها والعياذ بالله ثم جاءت الصفة الثانية وهي لا تقل عن الأولى وهي (ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل) هذه لمحة أخرى حول سمات الفسقة أنهم يقطعون صلتهم بكل ما أمر الله بوصاله، فيقطعون صلتهم بالله عز وجل، وصلتهم بالنبي صلى الله عليه وسلم من إيمان به، ومحبته وتعزيره والقيام بحقوقه، وكذلك يقطعون صلتهم بوالديهم وأقاربهم، وكان حالهم إلى الخسارة والبوار (أولئك هم الخاسرون) أي في الدنيا والآخرة.
الوقفات
1 - الفسق شأنه خطير.
2 - تحريم نقض العهد، وقطع الصلة بين العباد وخالقهم، أو بينهم وبين أقاربهم.
3 - تقرير الخسران العظيم لمن خالف أمر الله.
___________
آيات ووقفات (الحلقة السابعة والعشرون)
كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون (28)
يريد الله بهذا الإستفهام، التوبيخي لهؤلاء الناس أن يضعهم في أمر لا مناص منه، وهو أنه المتصرف في شئون خلقه، فهو الذي خلقهم من العدم، ثم بعد تلك الحياة موت وبعث وحساب، هل بعد هذه الآيات يكفر الناس،هل بعد هذه الآيات يبقى كفر، وقد بين الله لهم في هذه الآيات أنه هو من أوجدهم، وأطعمهم وسقاهم، وأرسل لهم الرسل تترا، وبين لهم ما ينفعهم مما يضرهم، ثم بعث بمحمد صلى الله عليه وسلم مبشراً ونذيراً، ومع ذلك يكفرون بالرسالة النبوية، وكما عرفنا في الآية السابقة كفرهم، ونقضهم للمواثيق الربانية، فكيف بالمواثيق البشرية، إننا اليوم نعاني من الطغمة الصهيونية التي تحاربنا باسم الدين، ونحن نحارب باسم التراب، وباسم الوطن، وباسم العروبة، فماذا كانت النتيجة، هزمت الأمة، واستأسد الجبناء، واحتلت الأراضي، وعندما رفعت شعارات التوحيد في فلسطين، وتحركت الأيدي المتوضئة، والقلوب الخاشعة، والأفئدة المطمئنة بنصر الله، وعندما تغلغلت الروح الإيمانية في أجساد الشعب الفلسطيني، ظهرت الكرامات، وعرفت الأمة الإسلامية مدى جبن وضعف الجندي الصهيوني المجهز بأفتك الأسلحة، والمدرَّب أحسن تدريب، ولكن الاعتماد في ظروف المواجهات على ثبات القلوب على الإيمان، والصدق مع الله، والرغبة في لقائه، هكذا تربت الأمة المسلمة في فلسطين، وهكذا جاء الجيل المنشود، وتربع على عرش البطولة والسؤدد، وعرفت الجيوش العربية أنها بعيدة كل البعد عما تحمله قلوب ذلك الجيل من التضحية، والفداء ونصرة دين الأمة، والذود عن حياضه.
الوقفات
1 - إثبات خلق الله لهذه البشرية.
2 - إثبات الحياة بعد الموت.
3 - إثبات المآب إلى الله والحساب في يوم القيامة.
_______________
آيات ووقفات (الحلقة الثامنة والعشرون)
(هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29))
(يُتْبَعُ)
(/)
بعدما أنكر الله عز وجل سفه من يكفر به ويجحد وجوده، أو يشرك معه آلهة أخرى، لا تضر ولا تنفع، ولا تغني عنه شيئاً، وما ذلك كله إلا تنكر للرب سبحانه وتعالى الموجد للجميع من العدم، وبعدما ذكرهم بأن مصير الجميع إليه سبحانه وتعالى ذكرهم في هذه الآية بشيء أعظم من ذلك، وهو خلق السموات والأرض فقال (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا) ويذكرنا بأن كل ما خلقه على هذه الأرض، هيأه لنا، ولمصالحنا إلا ما حرمه علينا فهو مستثنى في هذه الآية مثل الخبائث من الشراب والأكل وغيرها، (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ) قال ابن كثير رحمه الله: أي قصد إلى السماء والاستواء هاهنا مضمن معنى القصد والإقبال لأنه عدي بإلى فسواهن أي فخلق السماء سبعا والسماء هاهنا اسم جنس (انتهى)، ثم قال (وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) أي أحاط علمه بكل شيء سبحانه وتعالى.
الوقفات
1 - إثبات أن الأرض هي الكوكب الوحيد المهيأ والمعد للحياة الدنيوية.
2 - إثبات خلق الله للسموات، وأنها سبع سموات.
3 - إثبات إحاطة علم الله بكل شيء.
_____________________
آيات ووقفات (الحلقة التاسعة والعشرون)
(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30))
يخبرنا الله عز وجل كيف كانت بداية خلق أبينا آدم عليه السلام، وكيف كان استغراب الملائكة من ذلك الأمر، وهم قد رأوا ما يفعله الجن في الأرض لأنهم سبقوا الإنس في العيش في الأرض بفترات زمنية طويلة، قيل ألفي سنه (1) فرأوا مفاسد الجن، وسفكهم للدماء فقارنوا هذا الجنس الجديد بأولئك، فرد عليهم الله بأنه يعلم سبحانه ما لا يعلمون، قال بن كثير رحمه الله: " أي أعلم من المصلحة الراجحة في خلق هذا الصنف على المفاسد التي ذكرتموها ما لا تعلمون أنتم فإني سأجعل فيهم الأنبياء وأرسل فيهم الرسل ويوجد منهم الصديقون والشهداء والصالحون والعباد والزهاد والأولياء والأبرار والمقربون والعلماء العاملون والخاشعون والمحبون له تبارك وتعالى المتبعون رسله صلوات الله وسلامه عليهم. وهكذا علمنا أن قوله خليفة أي يخلف من قبله ممن سكن الأرض من الجن، ويأتمر بأمر الله عز وجل ويعيش في ظل شريعة الله، قال الطبري رحمه الله:" فقال: {إني أعلم ما لا تعلمون} يقول: إني قد اطلعت من قلب إبليس على ما لم تطلعوا عليه من كبره واغتراره (2) , قال: ثم أمر بتربة آدم فرفعت , فخلق الله آدم من طين لازب - واللازب: اللزج الصلب من حمأ مسنون - منتن. قال: وإنما كان حمأ مسنونا بعد التراب. قال: فخلق منه آدم بيده.قال فمكث أربعين ليلة جسدا ملقى , فكان إبليس يأتيه فيضربه برجله فيصلصل - أي فيصوت - قال: فهو قول الله: {من صلصال كالفخار} يقول: كالشيء المنفوخ الذي ليس بمصمت , قال: ثم يدخل في فيه ويخرج من دبره , ويدخل من دبره ويخرج من فيه , ثم يقول: لست شيئا! للصلصلة , ولشيء ما خلقت! لئن سلطت عليك لأهلكنك , ولئن سلطت علي لأعصينك. قال: فلما نفخ الله فيه من روحه , أتت النفخة من قبل رأسه , فجعل لا يجري شيء منها في جسده إلا صار لحما ودما، فلما انتهت النفخة إلى سرته نظر إلى جسده, فأعجبه ما رأى من حسنه, فذهب لينهض فلم يقدر, فهو قول الله: {وكان الإنسان عجولا}، قال: ضجرا لا صبر له على سراء ولا ضراء. قال: فلما تمت النفخة في جسده عطس فقال: الحمد لله رب العالمين, بإلهام من الله تعالى. فقال الله له: يرحمك الله يا آدم. قال: ثم قال الله للملائكة الذين كانوا مع إبليس خاصة دون الملائكة الذين في السموات: اسجدوا لآدم! فسجدوا كلهم أجمعون إلا إبليس أبى واستكبر لما كان حدث به نفسه من كبره واغتراره , فقال: لا أسجد له وأنا خير منه وأكبر سنا وأقوى خلقا , خلقتني من نار وخلقته من طين. يقول: إن النار أقوى من الطين. قال: فلما أبى إبليس أن يسجد أبلسه الله , وآيسه من الخير كله , وجعله شيطانا رجيما عقوبة لمعصيته".
الوقفات
1 - إثبات كلام الله عز وجل.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - إثبات علم الله لغيب السموات والأرض وكل شيء.
3 - إثبات حكمة الله عز وجل في الخلق ووجوب التسليم بذلك.
4 - إثبات كفر إبليس وتمرده على أوامر الله.
_________________
(1) وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي حدثنا على بن محمد الطنافسي حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن بكير بن الأخنس عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو قال: كان الجن بنو الجان في الأرض قبل أن يخلق آدم بألفي سنة فأفسدوا في الأرض وسفكوا الدماء فبعث الله جندا من الملائكة فضربوهم حتى ألحقوا بجزائر البحور فقال الله للملائكة: " إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء " قال: إني أعلم ما لا تعلمون. (تفسير ابن كثير).
(2) عندما قاتل هو والملائكة الجن، أغتر وأطلع الله على كبريائه، فهو يعلم سبحانه ما لا تعلمه الملائكة.
______________________
آيات ووقفات (الحلقة الثلاثون)
وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين (31) قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم (32) قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون (33) وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين (34)
يخبرنا الله عز وجل في هذه الآيات كيف كانت بدايات تعليم آدم، وكيف كان إبداع الخالق، وإحكام صنيعه، كيف جعل له عقلاً يحفظ، ويفهم، ويعرف، ويبصر، ويسمع، ويدرك، كيف كان كل ذلك في جسد خلقه الله من طين، ثم خلق فيه روحاً تحوي كل تلك الحواس، فعلمه الله سبحانه وتعالى الأسماء كلها، وحفظه إياها، ثم سأل الملائكة عن أسماء تلك المسميات، فنفوا علمهم بذلك ولم يعرفوها، فلما أمر الله سبحانه آدم عليه السلام أن يخبرهم بها، فأخبرهم بأسمائها، فازدادوا يقيناً وعلماً بإبداع صنيع المولى عز وجل في ذلك المخلوق، وعظم خلقه، ثم أخبرهم الله بصيغة السؤال ألم أخبركم أنني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تظهرونه من أعمال وأقوال وما تكنه صدوركم، وبعدها جاءت في الآية كيف أن الله عز وجل أمرهم بالسجود لآدم فخروا سجداً إلا إبليس رفض ذلك الأمر كبراً واستعلاء فكفر بذلك العمل والعياذ بالله.
الوقفات
1 - بيان أن العلم أساس لكل خير وبه يعرف الإنسان مصالحه.
2 - بيان علم الله وأنه أحاط بكل شيء علماً.
3 - كفر إبليس ورفضه للسجود كبراً.
___________
آيات ووقفات (الحلقة الواحدة والثلاثون)
(وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظالمين (35))
بعدما أمر الله عز وجل الملائكة للسجود لآدم رفض إبليس ذلك، وتبين كفره فغضب الله عليه ولعنه، وأعتبره من الكافرين، سيتبين لنا ذلك في السور التالية إن شاء الله. ذكر الله عز وجل في هذه الآية زوجة آدم وهي حواء، وقد خلقها الله من أحد أضلاعه لكي يسكن إليها، وتسكن إليه أي يأنسون ببعض، ووضعهما في الجنة، واخبرهما سبحانه وتعالى أن لهما كمال الحرية في التنعم بما في الجنة إلا شجرة واحدة والله أعلم ما تلك الشجرة؟ أمرهما أن لا يقرباها، وإن فعلا ذلك سيصبحان من الظالمين لأنفسهما المعتدين عليها لعصيانهم لربهم، مما يستدعي غضبه عليهما، وكان ذلك إختباراً، وامتحاناً لهما، ومن هنا يتبين كيف أن الله سن سنة الابتلاء على بني آدم، وجعلها محور أساسي يتبين له من هم الصابرون من عباده، ومن هم الكاذبون قال تعالى (آلم، أحسب الناس أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) فالابتلاء سنة ربانية يمحص فيها الخلق، فمنهم من يثبت إيمانه، ومنهم من يتزعزع، ومنهم من ينخرط في صفوف أعداء الأمة المحمدية كالباطنيين، والمنافقين، وما هذه الحروب بين ذرية آدم إلا ابتلاءات، وتدافع بين الحق والباطل، وبين الخير والشر، هذه الابتلاءت لتمييز الصف الإسلامي، والوقوف بثبات تجاه ثوابت الأمة، والتصدي للمتغيرات الهادمة لكيانها، فهل سينجح آدم وحواء تجاه ذلك الامتحان اليسير الذي منعهما من الاقتراب من تلك الشجرة في الآية التالية سيتبين الأمر إن شاء الله.
الوقفات
1 - بيان خلق حواء وسميت حواء لأنها مخلوقة من حي (آدم).
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - الابتلاء لاختبار العباد سنة ربانية.
3 - ظلم النفس هو إغراقها بالذنوب المهلكة لها دنيا وآخرة.
____________
آيات ووقفات (الحلقة الثانية والثلاثون)
(فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين (36))
عندما عصى إبليس ربه بعدم سجوده، وطرده من رحمته، حقد على آدم وحواء، ونذر نفسه واقسم بالله أنه ليضل آدم وذريته عن صراط الله المستقيم، كما جاء في سورة النساء، فوسوس لهما وجعلهما يقتربان من تلك الشجرة بعدما أغراهما بتحسين المعصية، فالحق واضحاً ناصعاً طيباً، أما الباطل فيزينه الشيطان للإنسان، ويجعله في عيون الناس شيئاً عظيماً، وما أهلك الأمم السابقة إلا تنافسها على متاع قليل، فلما دخل حب الدنيا قلوبهم، تقاتلوا من أجلها، وأزهقت الأرواح في حروب اسرت في الواقع إبليس لأنه عدو البشرية، فكانت مثلاً حرب البسوس، وهي ناقة فازت في سباق، فكانت الحرب بين قبيلتين استمرت أربعين سنة، أرأيت كيف فعل إبليس بذرية آدم، وغيرها كثير، ولكن هنا يغوي إبليس أبونا آدم وأمنا حواء، فيغترا بكلامه ويقتربا من الشجرة، ويرتكبا الزلل، وهو الإثم الذي حذرهما الله من فعله، فكانت النتيجة أن أهبطهم جميعاً إلى الأرض، وأخبرهم بأن لهم في الأرض حياة (1)، ومستقر مؤقت وبعدها سيعودون إلى ربهم ويحاسبهم على أعمالهم.
الوقفات
1 - الشيطان وراء تزيين الإثم عند الإنسان، وهو مصدر الزلل.
2 - إثبات العداوة من إبليس وذريته لآدم وذريته (2).
3 - الحياة الدنيوية لا تكون على أي كوكب غير الأرض لأنه هو فقط المهيأ للحياة.
_________________
(1) هذا دليل قاطع على أن الأرض هي الكوكب الوحيد المهيأ للحياة عليه، وليت مؤسسات الفضاء الذين أهدروا المليارات ليثبتوا أن فوق المريخ، أو غيره حياة يفهموا هذه الآية جيداً، ويعطوا شعوبهم جزءاً يسيراً من تلك الأموال فهم أحق بها من أن تضيع هدراً على شيء مستحيل.
(2) ورد في كتاب أظنه الصارم البتار، أن الساحر يتقرب للشيطان ويسجد له، ويأمره الشيطان بالذبح له، فإن كانت الذبيحة آدمي اشتد سحره، وزاد قربة لإبليس أعوذ بالله منهم وممن تعاون معهم.
_____________________
آيات ووقفات (الثالثة والثلاثون)
وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41). وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42).
ثم أمر الله عز وجل أهل الكتب السماوية التوراة والإنجيل من اليهود وخصهم في هذه الآية لأنهم هم المعنيون بالإيمان التام بما أنزل على محمد وهو القرآن الكريم، ثم حذرهم أن لا يكونوا أول كافر به، لأنهم ليس لديهم عذر من جهل أو غيره لأن هذا القرآن مصدق لما عندهم من التوراة والإنجيل، فكيف يتولون عن أوامر الله، ويكذبون ببعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكل ذلك مذكور عندهم في كتبهم، ثم قال ولا تشتروا بآياتي ثمناً قليلاً أي لا تستعيضون الدنيا بدلاً من آياتي، ثم جاء التذكير الآخر في قوله تعالى وإياي فاتقون، فلا يخيفكم أحد إذا خفتم من الله عز وجل ومن الذي يضع الآمان في القلوب غير الله، ومن الذي يتقرب إليه غير الله، ومن الذي يعبد العباد فيتركون ما ينهى عنه، ويتقربون إلى ما يرضيه غير الله وذلك يتسق اتساقاً تاماً مع سلوك العباد الصالحين، وهكذا نعرف أن تلك النفوس الغريبة من بني إسرائيل، خاطبها الرب سبحانه وتعالى في هذه الآية على اعتبار أنهم أول زمرة من اليهود وكانوا مجتمعين في المدينة المنورة، قبل أن يطردهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من أرض الجزيرة لنقضهم العهد، فإن لم يؤمنوا في تلك الحقبة الزمنية، فسيصبحون أول زمرة من الكفار الذين أنكروا مصداقية كتب الله، واستخفوا بالآيات والرسل، ثم حذرهم الله من أن يلبسوا على الناس دينهم الباطل بدلاً من الإسلام، قال الحسن البصري: إن الدين الحق هو الإسلام والنصرانية واليهودية بدعة ليست من عند الله (انتهى)، لذلك جاءت هذه الآيات لتبعد اللبس الذي يحاول القساوسة أن يزجوا بالمسلمين في أتون الضلال، والانحراف عن منهج الله القويم الدين
(يُتْبَعُ)
(/)
الحق.
الوقفات
1 - أهل الكتاب هم أولى الناس بالتصديق بمحمد عليه الصلاة والسلام، وبالقرآن الكريم لثبوت تبشير الرب بذلك في كتابهم.
2 - من باع دينه لكي يكسب من الدنيا فقد خاب وخسر.
3 - التقوى هي إتباع أوامر الله واجتناب نهيه.
4 - النهي عن التلبيس الذي يتخذه الأعداء لصرف الناس عن الحق.
آيات ووقفات (الرابعة والثلاثون)
وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44)
ثم جاء الأمر الرباني، وهو الامتحان العسير في نظر يهود، وهو أن يمتثلوا لأمر الله سبحانه حيث أمرهم أن يصلوا مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أي يصلوا صلاة واحدة جماعة معه، وأن يدفعوا الزكاة له، وفي ذلك اختبار لمدى طاعتهم لله من عدمها، فهل سيستجيبون لذلك الأمر الرباني، أم تأبى أنفسهم المتكبرة على أوامر الله، المعرضة عن منهجه، فالله سبحانه وتعالى لا يعذب أحداً حتى يعلمه الخطأ من الصواب وذلك بإرشاده عن طريق الكتب، والرسل، وفي هذا أبلغ الحجج، وأعظم التربية، فهل بعد محمد صلى الله عليه وسلم حجة، وهل بعد القرآن دليل على صحة التنزيل، وبرهان التدليل، وعظم الحجة، وقوة الإعجاز. بعد كل ذلك ينكر الله عليهم إذ كيف يأمرون الناس بالدخول في دين محمد، وهم في أنفسهم لا يرون ذلك، ولا يأتمرون به في ذواتهم، فذمهم الله عز وجل بأنهم سيهلكون أنفسهم بذلك العمل، ولوا أنهم عرفوا الحق والتبشير بنبوة محمد العربي الذي لا ينتمي لإسرائيل كما توقعت يهود، فلما بعث على تلك الصفة، دب الحسد في قلوبهم، ونسوا أنهم كانوا يتشوقون لبعثة ذلك النبي، وأنه سيكون من بني إسرائيل كما توهمت نفوسهم، ولكن لأن الحال ليس على أهوائهم تمرد الكثير منهم على أوامر الله، وأصبح عدواً لدين الإسلام والعياذ بالله، حتى وإن كانوا يتلون الكتاب، فلم يعد الإيمان له دور في قلوب أكثرهم، بل أن الحقد أعمى أبصارهم، وبصائرهم، فيقرؤن الكتاب ولكن قلوبهم معرضة عنه لهول المصاب الذي خيب آمالهم.
الوقفات
1 - الأمر الرباني يجب طاعته على كل حال.
2 - الصلاة والزكاة من أجل الأعمال عند الله عز وجل ففيها إنكسار النفس وخضوعها لله، والتقرب إلى الله بكسر الشح النفسي المجبول على حب المال.
3 - يجب أن يأمر المرء نفسه أولاً ثم يدعوا الآخرين إلى منهج الله.
___________
آيات ووقفات (الخامسة والثلاثون)
وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46)
ثم انتقل السياق إلى صفة من صفات عباد الله الصالحين، صفة عظيمة، لا يعرف قدرها إلا من ذاقها وعرف حلاوتها، إنها صفة الصبر ويندرج تحت هذا المسمى أربعة أصناف وهي الصبر على طاعة الله، والصبر عن معصية الله، والصبر على أقدار الله، ثم ذكر الخشوع في الصلاة، إنها الصفة التي تميز المؤمن من المنافق، تميز المحب للصلاة المتقرب إلى الله، والذي سخر جوارحه، في طاعة ربه، فخشعت الروح، وخشع الفؤاد، ومن ثم خشعت الجوارح، في رحلة إيمانية إلى الرب سبحانه، واستشعار السجود والركوع له، وهو الغني عن عبادتانا، ونحن الفقراء المساكين لفضله وعفوه، إنها صورة واضحة تصف قلوب المؤمنين الخاشعة، ونواياهم الخالصة، وسكون جوارحهم، وهذه هي الصفة التي يحبها الله عز وجل، جاء في الحديث (إذا حضر العشاء والعِشاء فقدموا العشاء على العِشاء) وفي ذلك لمحة نبوية مشفقة على حال المؤمن حيال عبادته لربه، فإذا اشتهى الطعام فلا ينبغي أن يذهب للصلاة لأنه سيظل باله مشغول في صلاته بالطعام، وهنا سيفتقد الخشوع، واليوم تعددت المشاغل، وكثرت الصوارف عن الخشوع نسأل الله العافية. ثم ذكرنا الله سبحانه وتعالى بأن هؤلاء الخاشعون في صلاتهم، ما فعلوا ذلك إلا ابتغاء مرضاة الله وقبوله لأعمالهم، واحتساباً للأجر منه سبحانه، لذلك فهم موقنين بلقاء الله، ويستشعرون كيف يكون وقوفهم الآن بين يديه في تأدية الفريضة، وكيف سيكون حالهم حينما يقفون بين يدية لمحاسبتهم على العمل، كل ذلك يدور في خلد أولئك الصالحون، وتلك
(يُتْبَعُ)
(/)
الصفة من أزكى الصفات للخلص من البشر الذين يؤدون الأعمال الصالحة بإتقان وخلوص نية لله وحده.
الوقفات
1 - وجوب الخشوع في الصلاة لورود الحديث الذي يدل على ذلك، حينما رد الرسول الرجل الذي رأى تسرعه في صلاته، وقال له صل فإنك لم تصلي ثلاثاً، ثم أخبره بوجوب الطمأنينة والخشوع في الصلاة.
2 - حلاوة مناجاة الرب سبحانه وتعالى، ولذة الطمأنينة في الصلاة لا يعرفها إلا الخاشعين.
3 - الصبر والصلاة هما سلاح المؤمن في معترك الحياة، ولولا الصبر لما كان وصل المسلمون إلا مشارق الأرض ومغاربها ينشرون دين الله ويحاربون من يتصدى لدعوتهم ونشر دينهم، ولولا الصبر لما استطاع الصحابي بلال بن رباح تحمل حرارة الرمضاء، والصخرة على صدره وهو يقول أحد أحد، فلما سئل كيف كان صبرك، فقال امتزجت عنده الآم العذاب مع لذة الطاعة فغلبت لذة الطاعة على ألم العذاب فغلبتها فلم أعد اشعر بالعذاب.
4 - وجوب محاسبة النفس واستشعار وقوفها أمام خالقها في الصلاة، والعلم اليقين بعودتها يوماً من الأيام والوقوف بين يديه يوم العرض عليه يوم القيامة.
___________
آيات ووقفات (الحلقة السادسة والثلاثون)
(يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى العالمين (47) وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (48))
يذكَّر الله سبحانه وتعالى أبناء نبي الله إسرائيل (يعقوب) وسلالته، والذين ينحدرون من البقية الباقية من اليهود والذين كانوا متواجدين في يثرب، يذكرهم بحال أسلافهم من قبل كيف كانوا من عباد الله الصالحين، المقتدين بأهل الهدى والصلاح، الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، المصلحين لأقوامهم، فيذكرهم بتلك النعم والآلاء، وتفضيل أولئك الأنبياء وأصحابهم على سائر البشر في تلك الأزمان، لأن كل زمان له عالم، فليس المقصود هنا أن اليهود كونهم يهوداً أنهم كما زعموا شعب الله المختار، وليس لهم أي أفضلية على البشر في وقت نبي الله محمد وما بعده، بل كان فضل سلالة إسرائيل من الأنبياء في زمانهم الفائت هم خير البشرية. ثم ذكرهم الله سبحانه وتعالى بيوم الحساب، يوم العرض على الله يوم لا تنفع نفساً نفساً أخرى، ولا يقبل الله الشفاعات، ولا يقبل الله الفداء كما قال سبحانه (فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم) فتلك الصورة، وذلك الموقف العصيب، لو تأملها هؤلاء اليهود، وعرفوا قدر هذه الرسالة التي جاءت تذكرهم، وتربط تاريخ أسلافهم الصالحين، بتاريخ الرسالة المحمدية، وينبثق من ذلك النور الرباني من هذه الآيات الكريمات، وتعرف البشرية أن هذا القرآن لم يتنزل لبني يعرب فحسب، وأن هذه الرسالة لم تكن خاصة لقوم محمد عليه السلام فحسب بل لجميع البشرية، وتتحدث الآيات عن ذلك اليوم العصيب الذي تنكشف فيه فضائح الخلائق، وتجثوا البشرية على الركب وتقول كل نفس يارب نفسي نفسي، ثم أخبرهم الله سبحانه وتعالى في آخر الآية أن في ذلك اليوم لا أحد ينصر أحد، وليس هناك مجال لتكوين جيوش، أو عصابات ليتناصرون فيما بينهم كما هو حال اليهود في الدنيا، بل في ذلك اليوم كل نفس مشغولة بذاتها لا تعلم كيف الخلاص من أهوال ذلك اليوم.
الوقفات
1 - تذكير اليهود بصلاح أسلافهم لإيجاد الإيمان بأن هذا القرآن مصداقاً وتتميم لما سبقه من الكتب السماوية.
2 - تحريك الإيمان في القلوب بما سيحدث في الآخرة من حساب وعقاب.
3 - الحث على المبادرة بالإيمان بالرسالة المحمدية كي ينجوا اليهود من عذاب الآخرة حيث لا فدية ولا نصرة ولا شفاعة.
________
آيات ووقفات (الحلقة السابعة والثلاثون)
(وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49) وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50))
(يُتْبَعُ)
(/)
وتأتي هذه الآية تذكر اليهود كيف كان حال أسلافهم حينما تسلط عليهم فرعون ملك مصر، والذي كان يسومون أصلها (سام) أي يديمون العذاب عليهم وتمثل ذلك في أن فرعون كان يذبح الأولاد ويبقي النساء أحياء، فيعلمهم الله أن تلك الفتنة كانت من أشد الابتلاء الذي أصاب أسلافهم، ولكن الله وحده سبحانه، وبحكمته البالغة، وبسلطانه العظيم، دكدك رؤوس الطاغوت، وأغرق فرعون وجنوده في اليم، وأنقذ موسى ومن تبقى من أبناء إسرائيل عليه السلام.
فمَّن الله عز وجل على اليهود في هذه الآيات، وكأنه يقول إذا نسيتم ذلك، أو جهلتموه فهذا القرآن يقص عليكم ما جهلتموه، ويذكركم بما جاء في سير الأولين من أسلافكم،ثم ينتقل السياق على صورة أخرى حينما أنفرق البحر إلى فرقين، أي انفتح إلى قسمين فعبر موسى عليه السلام وقومه، وعندما نجوا ووصلوا إلى ضفة البحر لحق بهم فرعون وجنوده، فأغرقهم الله فهلكوا، وكان ذلك أمام مرأى موسى وقومه، ويورد الله هذه الآيات لعل هؤلاء اليهود يتذكروا ويعتبروا، ويوقنوا بصدق رسالة محمد صلى الله عليه وسلم النبي الأمي الذي لا يستطيع القراءة، أو الكتابة، فمن أين جاء له هذا القصص الذي كثير منهم يجهل تفاصيله، أو يعرفه ولكنه ينكر رسالة محمد فتدلل تلك الآيات على رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وتخبر البشرية بمصداقية الرسالة، وعموميتها للبشرية جمعاء، وبذلك تستبين السبيل الحق من الباطل، والبصيرة من العمى، والهدى من الضلال.
الوقفات
1 - التذكير بقصص أسلاف اليهود.
2 - الامتنان من الله على بني إسرائيل بأنه نجاهم من بطش الطاغوت فرعون.
3 - إثبات معجزة انشقاق البحر حتى مشى البشر في وسطه.
آيات ووقفات (الحلقة الثامنة والثلاثون)
(وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون (51) ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون (52) وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون (53)
لا يزال السياق في ذكر الله وتذكيره لقصص موسى مع قومه، فقد ذهب موسى إلى ميقات ربه وانقضت أربعين يوماً، ثم اتخذ قومه العجل رباً يعبدونه وهو عبارة عن حلي نساء بني إسرائيل صاغها السامري في هيئة عجل فعبدوه، وسيأتي بسط ذلك بالتفصيل في سورة طه إن شاء الله. ويذكر الله سبحانه وتعالى كيف ظلموا أنفسهم بعدما نجاهم الله من فرعون وجنوده، ومن الدكتاتورية الوحشية التي أذلت بني إسرائيل أيما إذلال، وهاهم يعبدون العجل من بعد تلك النعمة بإنقاذهم، ولكن مع ذلك غفر الله لهم، وعفا عنهم لعلهم يعودون إليه ويعبدونه وحده لا شريك له، ثم يذكرهم الله بمنته وفضله أنه آتى موسى الكتاب وهو التوراة وهو الفرقان الذي يفرق بين الحق والباطل لعلكم تهتدون.
ويورد الله عز وجل هذه الآيات وفيها التذكير والأحداث التي سبقت في الأسلاف الماضية، وفيها تذكير بما جرى لهم، وكيف تكون عاقبة الكفر، وكيف أن الله عز وجل يعفو ويغفر، وكيف تجلى حلمه وعفوه على بني إسرائيل لجهلهم، ولكن بعدما أتتهم التوراة، والهدى المتألق بين دفتيها، فليس بعد ذلك عذر لمعتذر فقد أتى البيان الظاهر، والنور الباهر، وتجلت الحقائق، فمن أين أتى كل ذلك على محمد صلى الله عليه وسلم إلا عن طريق الوحي السماوي.
الوقفات
1 - الشرك بالله ظلم للنفس عظيم.
2 - الحث على شكر الله على نعمة العفو والمغفرة.
3 - إقرار وجود التوراة في عهد موسى عليه السلام، وهو كتاب مقدس من الكتب السماوية، ونحن كمسلمين نؤمن بوجوده على هيئته الحقيقية في عهد موسى، ولكن ما تتداوله الأيدي الآن فليس بالأصلي وهو محرف.
4 - إثبات إقامة الحجة على الناس بعد إرسال الرسول، وإنزال الكتاب فبهما يتميز الحق من الباطل.
___________
(الحلقة التاسعة والثلاثون)
(وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم (54))
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه الآية تعبر عن الحال الذي وصلوا فيه بني إسرائيل من إغضاب الرب سبحانه وتعالى الذي أنعم عليهم، وأنجاهم من الأعداء، وأنزل عليهم الكتاب، وأرسل لهم موسى نبياً منقذاً بالمعجزات، وبالتوراة، فما السبيل إلى إرضاء الرب، وما الخلاص من هذا الذنب، وكيف كانت توبتهم لقد أمر الله نبيه بان يقتل من لم يعبد العجل من عبد العجل لكي تتم التوبة لهم، وهذه والله من الأغلال الثقيلة التي شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم، فأخذوا الخناجر بأيديهم وغشيتهم ظلمة شديدة فجعل يقتل بعضهم بعضاً فانجلت الظلمة عنهم وقد جلوا عن سبعين ألف قتيل كل من قُتل منهم كانت له توبة، وكل من بقي منهم كانت له توبة، فتاب الله عز وجل على حيهم و ميتهم، وبذلك انتهت قضية عبادة العجل بعد توبة الله عليهم وعودتهم إلى رشدهم.
وفي هذه الآية ذكر الشرك بأنه ظلم للنفس،فهي مفطورة على توحيد الله بالعبادة، فكيف يجرؤ المرء على اتخاذ الأصنام أرباباً، أو الجمادات، أو الأولياء، أو القبور،أو الصلبان، أو الرهبان، أو قبورهم، أو المزارات يطوفون بها، ويبكون عندها ويسجدون لها ويستغيثون بأصحابها، كيف يكون ذلك في قلب مفطور أصلاً على توحيد العبادة لله، وكيف يكون ذلك في قلوبٍ تنتمي إلى الإسلام، وتعتز بالإسلام، وهي أقرب إلى الشرك والعياذ بالله، وتشد الرحال إلى المزارات، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث مساجد مسجدي هذا، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى).
الوقفات
كان التقاتل بين الناس توبة في شريعة موسى عليه السلام.
إثبات الولاء لله وأن عباد الله دائماً وابداً ينفذون أوامر الله مهما كانت شدتها وصعوبتها.
_________________
(الحلقة الأربعون)
(وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تنظرون (55) ثم بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56))
تدل هذه الآيات على صلف وكبرياء اليهود، والكبر كما علمنا رسول الله بطر الحق أي رفض الحق، وعدم إتباعه، فهؤلاء اليهود وفي هذه الآية انكشفت كينونة صدورهم، وسوء مقاصدهم، فعندما جاءهم النبي موسى عليه الصلاة والسلام بالكتاب ووصايا الرب فيها، فرفضوا ذلك وقالوا من أنت حتى يعطيك الرب ذلك، ولماذا يكلمك ولا يكلمنا، فلن نؤمن لك حتى نرى ربك، أي يكشف وجهه سبحانه وتعالى لنا ونراه جهرة، إننا نريد رؤيته، وهذا بطبيعة الحال محال لأن كليم الله موسى عليه السلام لم يستطع رؤيته عندما تجلى ربه للجبل، فكيف بهؤلاء يقولون ذلك بتلك الصورة المكذبة لرسول الله، وكيف يقولون ذلك بتلك البذاءة، والعنجهية،كل ذلك أغضب الرب سبحانه وتعالى، وأغضب نبيه موسى عليه الصلاة والسلام، فجاءهم العقاب حيث أرسل الله عليهم صاعقة وهي نار (قالها السدي) تقتل بعضهم ويرى الآخرون ما حل بهم، ثم بعثهم الله فجاء أولئك الصاعقة ثم بعثهم الله، فأحياهم من جديد، وهو سبحانه الغني عن عبادتهم، ولكنه سبحانه رءوف رحيم، يريد سبحانه من عباده أن يتبعوا الحق ويشكروا نعم الله قولاً وعملاً كي ينجوا من عذابه، فهل استجابوا لربهم؟. وفي هذا تذكير لليهود في المدينة بما حل بأسلافهم حينما تمردوا على نبي من أنبياء الله موسى عليه السلام، وفيها تحذير من عدم متابعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فإن هذه الآيات، وهذا القصص لم يأت محمداً إلا من عند الله بوحي سماوي.
الوقفات
الكبر هو المهلكة فرفض الحق صفة من أبرز صفات المتكبرين أعاذنا الله.
إثبات غضب الرب سبحانه وتعالى وعقابه لمخالفي أمره.
إثبات الإحياء بعد الممات.
إثبات عدم رؤية الله في هذه الدنيا ولكن في الآخرة سيرى أصحاب الجنة ربهم سبحانه وتعالى (وجوهٌ يومئذٍ ناظرة إلى ربها ناضرة) وقال سبحانه (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) الحسنى الجنة، والزيادة النظر إلى الرب سبحانه وتعالى، ولا ينكر هذا إلا مكذب بخبر القرآن.
_____________
ـ[سعيد محمد]ــــــــ[19 Feb 2006, 11:44 ص]ـ
سامحوني على الإطالة ولكن لا بد من فعل ذلك كي استأنف التفسير من جديد إن شاء الله
ـ[أبو الهيثم]ــــــــ[09 Mar 2006, 03:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك أخي
و لكن لو جعل الكلام في بابه في الموقع لكان أفضل من وضعه في اللقاء المفتوح
حتى يسهل الرجوع إليه
ـ[سعيد محمد]ــــــــ[29 Mar 2006, 09:15 م]ـ
أشكرك وفعلاً كلامك صحيح.
ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[29 Mar 2006, 09:43 م]ـ
السلام عليكم: بصراحة، دخول هائب أو مترهب، منكم نستفيد إن شاء الله، ولكل مجتهد نصيب، وطلب العلم فرض على كل مسلم، والدين النصيحة، ولا مانع من طردي إن لم أخذ بنصحكم.
المشاركة الأولى: أشكرلكم جهودكم الطيبة المباركة المقبولة، ...... ـ وبعد الشكر، موعظة قصيرة.
# أسفاً لعبد كلما كثرت أوزاره قلّ استغفاره، وكلما قرب من القبور قوي عنده الفتور.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[25 Dec 2006, 12:18 م]ـ
للرفع والتفاعل:
أسفاً لعبد كلما كثرت أوزاره قلّ استغفاره، وكلما قرب من القبور قوي عنده الفتور.
ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[27 Jan 2007, 10:03 م]ـ
سلسلة آيات ووقفات رائع جداً، ولكن كان الأفضل عرضه على حلقات متفرقة.(/)
مقالة أعجبتني فنقلتها بعنوان" فن الإستماع "
ـ[أبو الهيثم]ــــــــ[19 Feb 2006, 12:18 م]ـ
فن الاستماع
1 - استمع استمع استمع! نعم عليك أن تستمع وبإنصات لمن يحدثك، تستمع له حتى تفهمه، لا أن تخدعه أو تلتقط منه عثرات وزلات من بين ثنايا كلماته، استمع وأنت ترغب في فهمه.
2 - لا تجهز الرد في نفسك وأنت تستمع له، ولا تستعجل ردك على من يحدثك، وتستطيع حتى تأجيل الرد لمدة معينة حتى تجمع أفكارك وتصيغها بشكل جيد، ومن الخطأ الاستعجال في الرد، لأنه يؤدي بدوره لسوء الفهم.
3 - اتجه بجسمك كله لمن يتحدث لك، فإن لم يكن، فبوجهك على الأقل، لأن المتحدث يتضايق ويحس بأنك تهمله إن لم تنظر له أو تتجه له.
4 - بين للمتحدث أنك تستمع، أنا أقول بين لا تتظاهر! لأنك إن تظاهرت بأنك تستمع لمن يحدثك فسيكتشف ذلك إن آجلاً أو عاجلاً، بين له أنك تستمع لحديثه بأن تقول: نعم ... صحيح أو تهمهم، أو تومئ برأسك، المهم بين له بالحركات والكلمات أنك تستمع له.
5 - لا تقاطع أبداً، ولو طال الحديث! وهذه نصيحة مجربة كثيراً ولطالما حلت مشاكل بالاستماع فقط، لذلك لا تقاطع أبداً واستمع حتى النهاية، وهذه النصيحة مهمة بين الأزواج وبين الوالدين وأبنائهم وبين الإخوان وبين كل الناس.
6 - بعد أن ينتهي المتكلم من حديثه لخص كلامه بقولك: أنت تقصد كذا وكذا .... صحيح؟ فإن أجاب بنعم فتحدث أنت، وإن أجاب بلا فاسأله أن يوضح أكثر، وهذا خير من أن تستعجل الرد فيحدث سوء تفاهم.
7 - لا تفسر كلام المتحدث من وجهة نظرك أنت، بل حاول أن تفهم شخصيته وأن تنظر إلى الأمور من منظوره هو لا أنت، وإن طبقت هذه النصيحة فستجد أنك سريع التفاهم مع الغير.
8 - حاول أن تتوافق مع حالة المتحدث النفسية، فإن كان غاضباً فلا تطلب منه أن يهدئ من روعه، بل كن جاداً واستمع له بكل هدوء، وإن وجدت إنساناً حزيناً فاسأله عن ما يحزنه ثم استمع له لأنه يريد الحديث لمن سيستمع له.
9 - عندما يتكلم أحدنا عن مشكلة أو أحزان فإنه يعبر عن مشاعر لذلك عليك أن تلخص كلامه وتعكسها على شكل مشاعر يحس بها هو، آخذت مثالاً من كتاب ستيفن كوفي "العادات السبع لأكثر الناس إنتاجية":
الابن: أبي لقد اكتفيت! المدرسة لصغار العقول فقط.
الأب: يبدو أنك محبط فعلاً.
الابن: أنا كذلك بكل تأكيد.
في هذا الحوار الصغير لم يغضب الأب، ولم يأنب ابنه ويتهمه بالكسل والتقصير، بل عكس شعور الابن فقط، وفي الكتاب تكملة للحور على هذا المنوال حتى وصل الابن إلى قناعة إلى أن الدراسة مهمة وإلى اتخاذ خطوات عملية لتحسين مستواه في الدراسة.
أنقل لكم بعض المقترحات التي سطرها ستيفن كوفي في كتابه، وهو الكتاب الذي اعتمدت عليه في موضوعي هذا، طبقها خلال أسبوع وانظر إلى النتائج بعد هذا الأسبوع وأخبروني إذا أردتم مشاركتنا في تجاربكم الإيجابية.
11 - حيث تسنح لك الفرصة مراقبة أشخاص يتحدثون اغلق أذنيك لبضع دقائق وراقب فقط أي انفعالات والتي قد لا تظهرها الكلمات وحدها.
12 - راقب نفسك كلما كنت في حوار مع أي شخص، واضبط نفسك إن حاولت أن تقيم أو تفسر حديث الشخص بشكل خاطئ، واعتذر له واطلب منه أن يعيد الحوار مرة أخرى، جربت هذه الطريقة من قبل وكان لها مفعولاً عجيباً على الطرف الآخر.
ملاحظة أخيرة: الاستماع متعب حقاً لكنه بالتأكيد خير من وجود خلاف وسوء تفاهم. وفي هذا يقول المثل العربي " إذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب".(/)
أول مشاركة لعضو جديد أتمنى أن أكون عند حسن ظنكم
ـ[سامي الرشود]ــــــــ[19 Feb 2006, 08:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهذه المشاركة الأولى لي في هذا المنتدى المبارك وأسأل الله أن ينفعنا وإياكم بالعلم النافع والعمل الصالح
وإني لأرجو من نفسي أولا ومن الإخوة الأعضاء أن نكون عونا لبعض في النقاش العلمي المثمر، وأن لا يبخل علينا مشايختنا الكرام بالتصويب والتصحيح
وفي الفؤاد لأهل العلم منزلة
أقل ما قيل عنها أنها عجب
أحبهم ولو اني لست أعرفهم
ما ضر إسناد حبي جهل من قربوا
أخوكم سامي الرشود
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Feb 2006, 08:55 م]ـ
حياكم الله أخي الكريم سامي بين إخوانك في ملتقى التفسير، ونسأل الله أن نكون كما تحب وفوق ما تحب إن شاء الله، وأن نرى منك ما نحب وينفع من العلم والأدب.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[20 Feb 2006, 03:05 م]ـ
حياك الله وبياك , وياهلا والله وسهلا(/)
قصيدة: " .... بَغْتَة ... "
ـ[صالح العمري]ــــــــ[19 Feb 2006, 09:46 م]ـ
بغتة ...
إذا ما حشرجت في الحلقِ نفسٌ = فما يُغنيك مالٌ أو بنونُ
وإنْ أسْلَتْكَ موجدةٌ وأمنٌ = ففي أعقابها دونٌ فدونُ
وكنزُكَ "صالحُ الأعمالِ" فاغنم ْ = وعُقبى الطينِ أن يعلوهُ طينُ
وتُبْ .. وارض القضا خيراً وشرّا = وقلبُكَ لا تًُشَتّتْهُ الظنونُ
وكيف يُصانُ محمومٌ إذا لمْ = يكنْ في القلبِ تقوى لا تصونُ
وإن تعمى البصائرُ في ضحاها = فما تغني عن النفسِ العيونُ ِ
إذا جنَّ الظلام بجحفليهِ .. = فما تجدي اللحاظُ ولا الجفونُ
وكم من معدم أنجاهُ فقرٌ!! = وذو الثرواتِ أردتهُ الصحونُ
ويرقدُ ذو القناعةِ في سلام ٍ = وذو الصفقاتِ مرقدهُ الجُنُونُ
وكم مِنْ آمنٍ بين التكايا = وشيكٌ أنْ تباغتَهُ المنونُ!!
----------
صالح بن علي العمري- الظهران
ـ[سلسبيل]ــــــــ[20 Feb 2006, 09:18 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[طارق]ــــــــ[21 Feb 2006, 12:42 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Feb 2006, 10:08 م]ـ
وفقكم الله لكل خير أخي الكريم صالح. وأشكرك على تعهدنا بين الحين والآخر بقصيدة من قصائدك الطريفة البديعة، زادك الله من فضله، وجعلنا وإياك من أوليائه الصالحين.(/)
قالوا عن الأناشيد حرام، فما رفع الملام؟؟؟
ـ[أبو الهيثم]ــــــــ[20 Feb 2006, 08:29 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و من المسائل التي كثرت فيها الفتوى تارة بالجواز و أخرى بالحرمة
الأناشيد الإسلامية
و بغض النظر عن المصطلح،هل هو جائز أن نقول إسلامية أم لا؟
ولكن ما هو الإنشاد؟ و هل هو جائز؟ وهل هو كالحداء؟؟ أم هو كمزمور الشيطان؟؟
و هل يقاس على التغبير الذي أنكره العلماء (أي غناء الصوفية)
ما هو تحقيق المسألة؟؟ وأدلتها بين الحل والحرمة؟؟
المسألة موضع البحث هي:
"الأناشيد التي لا يصحبها ألات لهو ولا نساء ولا تتضمن قبيح الكلام"
و ما حكم المؤثرات الصوتية؟؟ هل هي تحايل؟؟ أم مباحة؟؟ أم أنها محرمة بالفعل و تنسحب عليها أدلة تحريم ألات اللهو؟؟
و هل فتاوى العلماء التي اقتطعها من أراد الإحتجاج بحرمتها، جاءت على قول واحد أم اختلفت باختلاف سؤال السائل؟؟
المسألة بين الأخذ و الرد،، و هناك فريق توسط بين القولين فقال بإباحة الأناشيد!!! لكن بضوابط
ترى ما الراجح في هذه المسألة؟؟؟
سنفصل العرض بين الفريقين ثم نتمه بقول المقيدين بالضوابط إن شاء الله.
فأرجو من الإخوة الكرام عدم التعجل في الرد حتى ننهي الكلام في المسألة موضوع بحثي
و لكن نرحب بكل الإمدادات و الأطروحات و النقد البناء و كذا التحميس و الدعاء
على البريد الخاص،، ثم بعد الإنهاء فليتكلم فيها من شاء
بوركتم و بورك لنا فيكم،(/)
السلام عليكم أهل المنتدى
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[20 Feb 2006, 04:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد سعدت بتسجيلي مع إخوة من أهل القرآن وأنعم بهم من قوم
كما اشكر سعادة المشرف العام الدكتور عبد الرحمن على ترحيبه بي على الخاص
وأسال الله تعالى أن ينفع بهذا الصرح العلمي
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[20 Feb 2006, 07:21 م]ـ
أهلا بك يادكتور يحيى في هذا المنتدى ونفعنا الله بما عندك ونحن على شوق بما ستتحفنا به.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[20 Feb 2006, 10:47 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلا وسهلا، أسأل الله أن ينفع الله بكم ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Feb 2006, 11:13 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكم الله يا د. يحيى مع إخوانك في هذا الملتقى العلمي، وننتظر فوائدك وإبداعاتك.
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[21 Feb 2006, 11:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدكتور يحيى بيننا
أضحى المنتدى نوراً على نور
أخوك الذي تسميه:
عبدالرحيم الأردني(/)
أرجو منكم الإعانة للتسجيل في قسم الماجستير كتاب وسنة في دولة المملكة العربية
ـ[طالب العلم1]ــــــــ[21 Feb 2006, 06:26 م]ـ
أرجو منكم الإعانة للتسجيل في قسم الماجستير كتاب وسنة في دولة المملكة العربية السعودية ... علما أنني متحصل على شهادة الليسانس فقه وأصوله ولله الحمد والمنة, كما أتممت حفظ القرآن الكريم برواية ورش عن نافع من طريق الأزرق و شرعت في حفظ صحيح البخاري بإذن الله وفضله ولله الحمد كما انني متحصل على شهادة تقني سامي في الإعلام الآلي:برمجة vb , برمجة المواقع html .php. M flash
أرجو أن يحضى طلبي بالرد السريع من قبلكم وبارك الله فيكم لأنني في عجلة من أمري
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[21 Feb 2006, 06:51 م]ـ
حياك الله وإليك هذا الرابط لموقع جامعة أم القرى في مكة المكرمة لعله يفيدك , وعليك بالإتصال على هواتف الجامعات , نسأل الله أن ييسر أمرك وأمر كل مسلم.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[21 Feb 2006, 11:07 م]ـ
عفواً نسيت أن أضع الرابط لك , وهذا هو الرابط http://www.uqu.edu.sa/
ـ[طالب العلم1]ــــــــ[21 Feb 2006, 11:56 م]ـ
شكرا أخي(/)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عضو جديد
ـ[طالب العلم1]ــــــــ[21 Feb 2006, 06:34 م]ـ
أخوكم الجديد في الله والله لقد لفت ناظري وعقلي بريق المنتدى بجوهره ومظهره وفوائده ودرره فعزمت التسجيل استزادة في الخير وطلبا للعلم وعبادة لله ... نرجو أن يتقبل منا ومنكم القائمين على نشر الدين وعلومه وحفظ الشرع ومتفرقه ونجومه سائلين المولى جعله في ميزان حسناتكم ورفعا لدرجاتكم ..... أخوكم الأستاذ ف. عبد الحفيظ من الجزائر
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[21 Feb 2006, 07:04 م]ـ
حياك الله يا أستاذ عبد الحفيظ بين إخوانك وإحبائك ونسأل الله أن ينفعك وينفع بك.(/)
الأحاديث والآثار التي تكلم عليها شيخ الإسلام ابن تيمية
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[23 Feb 2006, 02:43 ص]ـ
تفضل على هذا الرابط
الأحاديث والآثار التي تكلم عليها شيخ الإسلام ابن تيمية ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=72887)
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[02 May 2006, 10:20 ص]ـ
للتحميل على هذا الرابط
http://saaid.net/book/open.php?cat=91&book=2424
أو هذا الرابط
http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=32&book=2328&PHPSESSID=3d40c98e06c260885bb4fccb98a4199e(/)
عاجل:هل من الممكن معرفة تردد قناة المجد العلمية على القمرين العرب سات والنايل سات "
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[23 Feb 2006, 07:19 ص]ـ
السلام عليكم
الرجاء ذكر التردد لقناة المجد العلمية بالتفصيل على العرب سات والنايل سات
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Feb 2006, 08:46 ص]ـ
الذي أعرفه أن المجد العلمية التي تريد مشاهدتها لا تظهر إلا على طبق استقبال المجد الخاص. وسمعت أنها ليست مشفرة وإنما يمكن استقبالها على العرب سات فقط على تردد لا أعرفه. لكن لو ذهبت لموقع قناة المجد ربما تجد الجواب www.almajdtv.com
ـ[سلسبيل]ــــــــ[23 Feb 2006, 09:01 ص]ـ
تُبَثُ القناة على العرب سات 2ب وكل البلاد التي يخدمها هذا القمر عبر التردد arab Sat 2b /12661/v/27500 ، ولا تحتاج لاشتراك خاص.
ونتمنى على المسؤولين في قناة المجد العلمية أن يتم بثها على النايل سات كما قناة المجد العامة والمجد للقرآن الكريم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Dec 2006, 01:38 م]ـ
ماذا عن استقبال قناة المجد العلمية الآن بعد أن أعلن أنها ستصبح مجانية مع بداية شهر ذي الحجة 1427هـ. فقد سئلتُ عن ذلك فلم أعرف الجواب.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[24 Dec 2006, 04:49 م]ـ
شيخنا عبد الرحمن - حفظه الله -
كان بعض الأعضاء قد اقترح على الأخ معمر العمري أن يخصص برنامج يهتم بنقل مناقشات الرسائل العلمية فليتك تعرض عليه هذا فكم هو مهم
ـ[خادمة القرآن]ــــــــ[25 Dec 2006, 02:53 ص]ـ
تم إعلان ذلك على موقع قناة المجد العلمية؛
وإليكم الرابط:
http://forum.islamacademy.net/showthread.php?t=33644
ـ[محمدغراب]ــــــــ[26 Dec 2006, 01:43 ص]ـ
ياليت الافاضل فى قناة المجد العلميه يستجيبون لمطلب طلاب العلم بأن تبث القناة عبر النايل سات من باب نشر العلم وعموم المنفعه حيث ان عرب سات 2 ذو مدار محدود والله الموفق(/)
أفضل الخلق (3 وحدت الأمة يارسول الله حيا و ... )
ـ[د. محمد مشرح]ــــــــ[23 Feb 2006, 07:47 م]ـ
3
أفضل الخلق (3 وحدت الأمة يارسول الله حيا و ... )
وحدت أمتك يارسول الله وأنت حي،وعدت توحدها الآن، حيث ضرب الشتات عرضها وطولها، وكأن الله تعالى قد أبى إلا أن تواصل المسيرة في كل وقت وآن، ورب ضارة نافعة،
يارب نازلة يضيق بها الفتى ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج
ويسعى المغرضون للإساءة، وعند الله أمر آخر؛ عند الله فتح لا يفقهه كثير من الناس؛ تنبيها لعباده بما له ولنبيه عليهم، وبعثا لهم من رقدتهم،و إظهارا لآيات يعتبرون بها؛ تبعث فيهم ألفة نسيت؛تذكرهم بوحدة كالجسد الواحد؛ مزقته الجاهليات، ولخبطته العنصريات، واستحوذت عليه الأنانيات ... وغيرها من الأمراض؛ التي كانت بمثابة الفراش الوثير للمغرضين المتربصين بنهشه، وتفتيت أعضائه إربا إربا،ومع أن صيحات العلماء والحريصين على سلامة جسد الأمة كثيرة واضحة مستمرة لكنها تدوي في واد سحيق سحيق، يصل إلى الأمة وهي في نوم عميق أنى لها أن تستيقظ اليقظة الكاملة؛ فتأتي الأحداث بعنفها وجلجلتها فتساهم في الإيقاظ – لكنه إيقاظُ حديث عهدٍ بنوم عميق؛ ولا شك أنه إيقاظ نافع؛ يساهم في الوصول إلى اليقظة الكاملة، يستدعي توظيفا وتوجيها مستمرين؛ لئلا تكون يقظة موقوتة يحركها الحدث، وينومها ذهابه؛ لابد من استغلال الحدث،لتعي إنها أمة واحدة؛ ربها واحد، ودينها واحد، ونبيها واحد، فعلام الفرقة؟ وإلام الجفوة؟ أنت يا أمة الإسلام وحدة واحدة لا تتجزأ؛ ألم يوحدك نبيك في الماضي بمنهج الله بحركته الدائبة بكل وسيلة، ويوحدك الآن بتذكيره بحقه عليك، وتهبي هبة واحدة لتقولين له لبيك؛ نحن جميعا بكل ما نملك نفديك، نسالم من يسالمك،ونعادي من يعاديك، ترددين قول حسان:
هجوت محمدا فأجبت عنه وعند الله في ذاك الجزاء
أتهجوه ولست له بكفء فشركما لخيركما فداء
فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم فداء
وقال الله قد أرسلت عبدا يقول الحق إن نفع البلاء
وقال الله قد أرسلت جندا هم الأنصار عرضتها اللقاء
لنا في كل يوم من معد نزال أو قتال أو هجاء
فنهجو بالقوافي من هجانا ونضرب حين تختلط الدماء
إنها أمة الفداء، كما إنها أمة العفو والرحمة، والسلام والحرية، قادت الأمم قرونا متطاولة، فسعدت بقيادتها، وخسرت بتنحيها عن القيادة. وقد شهد لها المنصفون الذين يعيشون للحقيقة وإن كانوا من غيرها، شهدوا بسلامة منهجها، وحسن قيادتها لهم به، زرعت العدل في الدنيا فأغدق، وشب فأورق، واستوى على سوقه فأثمر، وعاشت مع غيرها في ظله الظليل، وهواه العليل تلك القرون المفضلة، المفضلة على غيرها من قبل ومن بعد.
أنت -يا رسول السلام والهداية والحرية من علمها قيادة الأمم بالحب، ودربها عمليا بالشفافية والحكمة والاتزان. حتى طال عليها الأمد، وغفلت عن رسالتها سلطت عليها فرقتها فأورثتها ذلة ومهانة هانت على أمم الأرض، ولن يزول هذا الحال حتى تراجع دينها، وتفهم وظيفتها، وتحدد هدفها، وتوحد مسيرتها، وتعرف صديقها وعدوها، وتحول كل شيء في حياتها؛ طاعة لخالقها، وإرضاء لمولاها.
ما عرفت الدنيا مثل محمد صلى الله عليه وسلم في رحمته بالأمة، وحرصه عليها، وحلمه على المخطئ فيها، وقد وصفه ربه بقوله {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)} [1]
لين وعفو ومشاورة تصحبه في التعامل مع الجميع حتى أحبه الجميع. وفي الآية الأخرى يصفه ربه بقوله {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)} [2]
(يُتْبَعُ)
(/)
فأي شهادة تقترب من شهادة الله لعبده ونبيه؛ نبي الرحمة، ومن لم يسعه ذلك، فليسلك المسلك العلمي، وتحرى الحقيقة من مضانها، لقد شهد له غير أتباعه، وهي عند العقلء أبلغ شهادة، شهد له عظيم الروم، وهو على كرسي الملك بعلامات وسمات تبينها فيه، من خلال وصفه من قبل أحد مخالفية بل من أعظم مخالفيه، وأقرب الناس إليه (أبوسفيان) وقصة محاورة الملك لأبي سفيان في أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى؛ يقول رحمه الله {حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عبد الله بن عباس أخبره أن أبا سفيان بن حرب أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش وكانوا تجارا بالشام في المدة التي كان رسول الله e ماد فيها أبا سفيان وكفار قريش فأتوه وهم بإيلياء فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم ثم دعاهم ودعا بترجمانه فقال أيكم أقرب نسبا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي فقال أبو سفيان فقلت أنا أقربهم نسبا فقال أدنوه مني وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره ثم قال لترجمانه قل لهم إني سائل هذا عن هذا الرجل فإن كذبني فكذبوه فوالله لولا الحياء من أن يأثروا علي كذبا لكذبت عنه ثم كان أول ما سألني عنه أن قال كيف نسبه فيكم قلت هو فينا ذو نسب قال فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله قلت لا قال فهل كان من آبائه من ملك قلت لا قال فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم فقلت بل ضعفاؤهم قال أيزيدون أم ينقصون قلت بل يزيدون قال فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه قلت لا قال فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال قلت لا قال فهل يغدر قلت لا ونحن منه في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها قال ولم تمكني كلمة أدخل فيها شيئا غير هذه الكلمة قال فهل قاتلتموه قلت نعم قال فكيف كان قتالكم إياه قلت الحرب بيننا وبينه سجال ينال منا وننال منه قال ماذا يأمركم قلت يقول اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا واتركوا ما يقول آباؤكم ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة فقال للترجمان قل له سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول فذكرت أن لا فقلت لو كان أحد قال هذا القول قبله لقلت رجل يأتسي بقول قيل قبله وسألتك هل كان من آبائه من ملك فذكرت أن لا قلت فلو كان من آبائه من ملك قلت رجل يطلب ملك أبيه وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال فذكرت أن لا فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله وسألتك أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم فذكرت أن ضعفاءهم اتبعوه وهم أتباع الرسل وسألتك أيزيدون أم ينقصون فذكرت أنهم يزيدون وكذلك أمر الإيمان حتى يتم وسألتك أيرتد أحد سخطة [3] لدينه بعد أن يدخل فيه فذكرت أن لا وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب وسألتك هل يغدر فذكرت أن لا وكذلك الرسل لا تغدر وسألتك بما يأمركم فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وينهاكم عن عبادة الأوثان ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف فإن كان ما تقول حقا فسيملك موضع قدمي هاتين وقد كنت أعلم أنه خارج لم أكن أظن أنه منكم فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه ثم دعا بكتاب رسول الله e الذي بعث به دحية إلى عظيم بصرى فدفعه إلى هرقل فقرأه فإذا فيه] بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون قال أبو سفيان فلما قال ما قال وفرغ من قراءة الكتاب كثر عنده الصخب وارتفعت الأصوات وأخرجنا فقلت لأصحابي حين أخرجنا لقد أمر أمر بن أبي كبشة إنه يخافه ملك بني الأصفر فما زلت موقنا أنه سيظهر حتى أدخل الله علي الإسلام وكان بن الناظور صاحب إيلياء وهرقل أسقفا على نصارى الشام يحدث أن هرقل حين قدم إيلياء أصبح يوما خبيث النفس فقال بعض بطارقته قد استنكرنا هيئتك قال بن الناظور وكان هرقل حزاء ينظر في النجوم فقال لهم حين سألوه إني
(يُتْبَعُ)
(/)
رأيت الليلة حين نظرت في النجوم ملك الختان قد ظهر فمن يختتن من هذه الأمة قالوا ليس يختتن إلا اليهود فلا يهمنك شأنهم واكتب إلى مداين ملكك فيقتلوا من فيهم من اليهود فبينما هم على أمرهم أتي هرقل برجل أرسل به ملك غسان يخبر عن خبر رسول الله e فلما استخبره هرقل قال اذهبوا فانظروا أمختتن هو أم لا فنظروا إليه فحدثوه أنه مختتن وسأله عن العرب فقال هم يختتنون فقال هرقل هذا ملك هذه الأمة قد ظهر ثم كتب هرقل إلى صاحب له برومية وكان نظيره في العلم وسار هرقل إلى حمص فلم يرم حمص حتى أتاه كتاب من صاحبه يوافق رأي هرقل على خروج النبي e وأنه نبي فأذن هرقل لعظماء الروم في دسكرة [4] له بحمص ثم أمر بأبوابها فغلقت ثم اطلع فقال يا معشر الروم هل لكم في الفلاح والرشد وأن يثبت ملككم فتبايعوا هذا النبي فحاصوا [5] حيصة حمر الوحش إلى الأبواب فوجدوها قد غلقت فلما رأى هرقل نفرتهم وأيس من الإيمان قال ردوهم علي وقال إني قلت مقالتي آنفا أختبر بها شدتكم على دينكم فقد رأيت فسجدوا له ورضوا عنه فكان ذلك آخر شأن هرقل} [6]
لقد كان الملك عالما عاقلا منصفا ميالا إلى الحق، باحثا عن الحقيقة. وقد اتفق مع زميله في العلم على نبوته عليه الصلاة والسلام وعظيم صفاته، وتمنى أن يصل إليه ليخدمه، ولو أطاعه جلساؤه لتبع محمدا صلى الله عليه وسلم ولاستقر ملكه.
وشهد له أعظم علماء يهود (عبد الله بن سلام) بشهادة يهود له بتفوقه عليهم بالعلم والخيرية كما في القصة الآتية {حدثنا محمد بن سلام أخبرنا الفزاري عن حميد عن أنس رضي الله عنه قال بلغ عبد الله بن سلام مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فأتاه فقال إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي ما أول أشراط الساعة وما أول طعام يأكله أهل الجنة ومن أي شيء ينزع الولد إلى أبيه ومن أي شيء ينزع إلى أخواله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خبرني بهن آنفا جبريل قال فقال عبد الله ذاك عدو اليهود من الملائكة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما أول أشراط الساعة [7] فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد حوت وأما الشبه في الولد فإن الرجل إذا غشي المرأة فسبقها ماؤه كان الشبه له وإذا سبق ماؤها كان الشبه لها قال أشهد أنك رسول الله ثم قال يا رسول الله إن اليهود قوم بهت إن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم بهتوني عندك فجاءت اليهود ودخل عبد الله البيت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أي رجل فيكم عبد الله بن سلام قالوا أعلمنا وبن أعلمنا وأخيرنا وبن أخيرنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرأيتم إن أسلم عبد الله قالوا أعاذه الله من ذلك فخرج عبد الله إليهم فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فقالوا شرنا وبن شرنا ووقعوا فيه} [8]
وأسلم رضي الله عنه.
فهؤلاء من أعلم الناس إن لم يصدق عليهم أنهم أعلم الناس من اليهود والنصارى؛ عرفوا حقه، وفضله ومكانته عليه الصلاة والسلام؛ ولا ريب أن فيهم في كل زمان ومكان عقلاء ومنصفين وباحثين عن الحقيقة فمنهم من يوصله ذلك إلى إتباع محمد عليه الصلاة والسلام، ومنهم من يدلي بشهادته بعلم وإنصاف ...
فهذه شهادة من العلماء وهي أعظم شهادة علمية بعد شهادة الله تعالى. والشهادة الأخرى السيرة العملية والشمائل المحمدية التي شاهدها معايشوه من مسلمين وغيرهم ... وأضحت معلومة للجميع ويعد خفاؤها محال لحريص على معرفتها فأين الكتبة الذين يكتبون للناس؟ أليسوا مطالبين بالتحقق مما يكتبونه ويقولونه للناس، وبخاصة في وسائل الإعلام –سريعة الانتشار – تجب القراءة حول ما سيظهر للجماهير الغفيرة من الناس بأناة وتمحيص، والتأكد من صحته حق التأكد، والبحث الأمين لتبين الحق فيه، والتجرد عند البحث عنه، وعند عرضه على المستقبلين إلى أن يصبح كالشمس في رابعة النهار، ويزداد تأكده في عظائم الأمور كالمقدسات والأعراض والدماء وحقوق الآخرين مهما كانت ... وضوابط للنشر توضع من قبل المعنيين بذلك حماية للحقوق، واختيار مواصفات كافية فيمن يملك وسيلة نشر مكتوبة أو مرئية أو مسموعة، وكذلك في ممتهني إيصال الكلمة إلى الآخرين، مكتوبة أو شفهية ...
--------------------------------------------------------------------------------
[1]- سورة آل عمران
[2]- سورة القلم.
[3]- كره أنظر الفتح 1/ 35.
[4]- بناء كا لقصر. القاموس المحيط.353. مادة: (دس ك ر)
[5]- اختلطوا. المرجع السابق ص 551.
[6]- البخاري 1/ 7. رقم 7.
[7]- هذه لفتة في فن الحوار وهي إعراض النبي صلى الله عليه وسلم عن الإجابة فيما يخص جبريل عليه السلام فربما أوصلت إلى نتيجة في حق عبد الله غير جيدة ...
[8]- المرجع السابق 3/ 1211. رقم 3151.
ـ[مرهف]ــــــــ[01 Mar 2006, 02:09 ص]ـ
جزاك الله خيراً د محمد وصلى الله على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم(/)
التصرف عن الغير بخلاف ما تقتضيه المصلحة
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[24 Feb 2006, 09:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله واسع العطاء المتفضل بالنعماء أحمده حمدا يليق بعظمته وجلاله، والصلاة والسلام على سيد ولد آدم النبي الخاتم أكرم الخلق، وأعظمهم عند الله مقدارا. أما بعد:
فإن هذه الشريعة الغراء الكاملة قد أُحكمت من لدن حكيم خبير، وجُعلت رحمة للعباد، بنيت على جلب المصالح لهم، ودرء القبائح عنهم.
الدين مبني على المصالح * في جلبها والدرء للقبائح.
ومن المصالح التي جاءت بها الشريعة: تكليف بعض الناس بالقيام على بعض الأمور المتعلقة بمصالح المسلمين، وتدبيرها .. كالإمام الأعظم، ومن دونه من أصحاب الولايات بأنواعها، كناظر الوقف، ومتولي مال اليتيم .. ونحوهم.
وهؤلاء القائمون بهذه المهام الجليلة موكلون في التصرف فيما تحت أيديهم بما تقتضيه المصلحة، ولا يحل لهم التصرف بخلاف ذلك.
وهذه المسألة المهمة قد ذكرها العلماء في كتب القواعد الفقهية بألفاظ مختلفة مؤداها واحد أو متقارب فمن ذلك قولهم:
• (منزلة الإمام من الرعية منزلة الوليّ من اليتيم).
• (كل متصرف عن الغير عليه أن يتصرف بالمصلحة)
• (تصرف الإمام منوط بالمصلحة)
• (تصرف الإمام للرعية * أنيط بالمصلحة المرعية)
• (التصرف على الرعية منوط بالمصلحة)
ونحو ذلك مما تجده مدوّن في كتب القواعد، والأشباه والنظائر، والفروق، وكتب الفقه، وغيرها.
قال الإمام ابن تيمية في مجموع الفتاوي 32/ 53:
وأوجب الله على أولياء النساء أن ينظروا في مصلحة المرأة لا في أهواءهم، كسائر الأولياء والوكلاء ممن تَصرف لغيره؛ فإنه يقصد مصلحة من تصرف له لا يقصد هواه؛ فإن هذا من الأمانة التي أمر الله أن تؤدى إلى أهلها فقال {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ}، وهذا من النصيحة الواجبة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة قالوا لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم ". اهـ
وقال العلامة الفقيه الشافعي العز بن عبد السلام في قواعد الإحكام 2/ 75:
فصل: في تصرف الولاة ونوابهم
يتصرف الولاة ونوابهم بما ذكرنا من التصرفات بما هو الأصلح للمولى عليه درءا للضرر والفساد , وجلبا للنفع والرشاد , ولا يقتصر أحدهم على الصلاح مع القدرة على الأصلح؛ إلا أن يؤدي إلى مشقة شديدة , ولا يتخيرون في التصرف حسب تخيرهم في حقوق أنفسهم، مثل: أن يبيعوا درهما بدرهم , أو مكيلة زبيب بمثلها، لقول الله تعالى: {وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} , وإن كان هذا في حقوق اليتامى؛ فأولى أن يثبت في حقوق عامة المسلمين فيما يتصرف فيه الأئمة من الأموال العامة ; لأن اعتناء الشرع بالمصالح العامة أوفر وأكثر من اعتنائه بالمصالح الخاصة , وكل تصرف جر فسادا أو دفع صلاحا = فهو منهي عنه، كإضاعة المال بغير فائدة ..
وقال العلامة القرافي المالكي في الفروق 4/ 76:
اعلم أن كل من ولي ولاية الخلافة فما دونها إلى الوصية لا يحل له أن يتصرف إلا بجلب مصلحة، أو درء مفسدة لقوله تعالى {وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، ولقوله عليه السلام " من ولي من أمور أمتي شيئا ثم لم يجتهد لهم , ولم ينصح فالجنة عليه حرام " .. اهـ
وقال الفقيه الحنفي ابن نجيم في الأشباه والنظائر ص139:
تصرف القاضي فيما له فعله في أموال اليتامى، والتركات، والأوقاف مقيد بالمصلحة، فإن لم يكن مبنيا عليها = لم يصح.
وفي المنثور في القواعد للفقيه الزركشي الشافعي 1/ 309:
تصرف الإمام على الرعية منوط بالمصلحة نص عليه: قال الفارسي في عيون المسائل: قال الشافعي ـ رحمه الله ـ: "منزلة الوالي من الرعية: منزلة الوليّ من اليتيم " انتهى.
وهو نص في كل وال. اهـ.
إذا تقرر هذا فإنك ترى في هذه الأزمنة بعض ممن يتولى أموالا عامة يتصرف فيها بخلاف المصلحة ..
ولست أعني من كان غير أهل لتولي مثل هذه الولايات كما هو حال كثير ممن أوكل له التصرف في بعض أمور المسلمين اليوم، فهؤلاء البلاءُ بهم كبير، وهم غير مؤتمنين على ما تحت أيديهم، ولا يظن بهم إلا فعل ما ينتفعون به!
وإنما أعني أهل الفضل والخير، ومن احتسب الأجر، وعمل متطوعا لوجه الله، ونفع المسلمين، فإنك تجد من بعضهم تجاوزا في التصرف في الأموال العامة بغير ما تقتضيه المصلحة، ويقع هذا إما غفلة، أو جهلا، أو تساهلا، أو .. الخ
و يختلف ذلك بحسب حال المتجاوز.
ومن أمثلة ذلك:
• أنك ترى من يجمع أموالا من الناس لبناء مسجد، أو ترميمه .. الخ، ثم ترى ألوانا من التصرف في هذا المال في غير محلها، كزخرفة المسجد بأنواع من الزخارف، ووضع الثريات الغالية، وتكثير سماعات الصوت زيادة على حاجة المسجد .. ونحو ذلك.
• وتجد مَن يجمع أموالا لبعض دور تحفيظ القرآن .. ثم تجده قد صرف من هذه الأموال على مكتب إدارة الحلقات واشترى تجهيزات المكتب من أفخر الموجود.
• وكذا مَن يجمع أموالا لتفطير الصائمين ثم لا يجتهد في التعامل مع هذا المال بالأفضل والأرخص مع الإمكان.
ونحو ذلك من التجاوزات ..
فأذكِر نفسي، وإخواني بعظم المسؤولية، وخطورة الأمر، فهذه حقوق للعباد مبناها على المشاحة، ومصالح للخلق قد ائتمنتم عليها؛ فاتقوا الله فيما وليتم، وتناصحوا بينكم، وتداركوا ما فرطتم فيهم قبل ألا يكون دينار ولا درهم.
والله أعلم.
{إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[28 Feb 2006, 06:59 م]ـ
ومن الأمور التي كثر التجاوز فيها مؤخرا: الإعلانات عن الدروس والمحاضرات.
فإنك تجد المبالغة الشديدة في نوع الورق، وحجمه، وعدد الإعلانات.
دخلت المسجد قبل يومين فوجدت ثلاث إعلانات ملصقة لبدء التسجيل في حلقات التحفيظ بأحد المساجد، مع أن المسجد ليس له إلا باب واحد!
ووجدت عشرة أخرى وضعت جانبا على رف الكتب!
وحجم هذه الإعلانات كبير: العرض 45 سم في 75 سم! تقريبا
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[02 Mar 2006, 08:00 م]ـ
جزاكم الله خيراً(/)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[الزبير الزياني]ــــــــ[25 Feb 2006, 06:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. والله اني عندما رايت هدا المنتدي سارعت الي الدخول والتسجيل فيه ودلك لحرصي علي طلب العلم والتعلم والاستفادة وتوسعا في ما عندي من هدا العلم ارجو ان اكون عند حسن الظن وان نكون اكتر نقاشا
اخوكم الزبير
وقل رب زدني علما
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Feb 2006, 12:22 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
حياكم الله بين إخوانكم في الملتقى، ونسأل الله لك النفع والفائدة.(/)
سوأل عن حياة الأستاذ عبد المنعم أحمد تعيلب
ـ[سيف البحري]ــــــــ[28 Feb 2006, 08:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..... أنا باحث علمي وأريد الكتابة عن حياة الأستاذ عبد المنعم أحمد تعيلب وأحتاج منكم الفضيلات من يعرف أي معلومات عن حياته المرسلة إلي بريدي الإلكتروني pedangnur@yahoo.com جزاكم الله خيرا ...(/)
محاضرات متميزة قادمة للشيخ الطريفي
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[28 Feb 2006, 11:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يسرنا دعوتكم لحضور سلسلة المحاضرات الثامنة (8) التي ستقام في جامع الأميرة نوره بنت عبدالله بن عبدالعزيز بحي النخيل شمال الرياض في كل ثلاثاء من شهر صفر
لعام 1427هـ والتي سيلقيها
فضيلة الشيخ
عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي
على النحو الأتي/
1 - حكم الغناء في الإسلام. يوم الثلاثاء7/ 2/1427هـ
2 - المعتزلة في القديم والحديث. يوم الثلاثاء 14/ 2/1427هـ
3 - أسانيد التفسير. يوم الثلاثاء 21/ 2/1427هـ
4 - تفسير قوله تعالى (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) يوم الثلاثاء 28/ 2/1427هـ
*جميع المحاضرات بعد صلاة العشاء.
*وللأخوات مكان.
*تنقل المحاضرات عبر موقع البث الإسلامي.
فنهيب بالإخوة الكرام حضور هذه المحاضرات المتميزة والتي سيلقيها هذا الشيخ المحدث المفضال.
وأهيب بالإخوة نشر هذا الإعلان في المنتديات الأخرى لا حرمهم الله الأجر.
ـ[الكشاف]ــــــــ[01 Mar 2006, 12:00 ص]ـ
جزاكم الله خيراً. ونرجو له التوفيق.
سؤال بيني وبينك: ما أدراك أنها محاضرات متميزة وهي لم تقم بعد؟ لعله من التفاؤل إن شاء الله.
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[02 Mar 2006, 01:43 ص]ـ
أخي الكشاف:
هي متميزة في عناوينها،واختيارها في هذا الوقت، ومتميزة لأن الشيخ المحدث الطريفي هو الذي سيلقيها فحتما ستكون متميزة!!!
أثابك الله
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[06 Mar 2006, 05:52 م]ـ
سوف تبدأ السلسلة غدا بإذن الله
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[21 Mar 2006, 02:06 م]ـ
عشاء اليوم الثلاثاء 21/ 2
المحاضرة الثالثة بعنوان/
أسانيد التفسير
للشيخ عبدالعزيز الطَّريفي
في جامع الأميرة نوره بنت عبدالله بحي النخيل شمال مستشفى دله.(/)
مرجع او معلومة عن حياة وترجمة للدكتور عبد المنعم أحمد تعيلب
ـ[سيف البحري]ــــــــ[01 Mar 2006, 04:35 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبراكاته. أنا باحث علمي، أريد الكتابة عن تفسير فتح الرحمن في التفسير القرأن للدكتور عبد المنعم أحمد تعيلب، فأرخو من فضيلة العلماء والباحثين من يعرف أي مرجع او معلومة عن حياة وترجمة هذا المؤلف أو عنوانه ومراسلتي علي البريد الألكتروني pedangnur@yahoo.com وجزاكم الله خيرا.
ـ[الأزهري الأصلي]ــــــــ[01 Mar 2006, 07:16 م]ـ
تفضل أخي وأمد الله في عمر الدكتور تعيلب.
http://www.islamonline.net/arabic/famous/2004/10/article02.SHTML
وهو من أعلام الإخوان المسلمين في مصر وله ملف فيديو عن ذكرياته مع الإمام البنا وهو يلقي الضوء على جزء من حياته:
http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ID=5295&SectionID=402
http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ID=5296&SectionID=402
وهو من سكان القاهرة على ما أظن فقد ألقى محاضرة يوم الجمعة الماضي في مؤتمر للإخوان عن مكانة المرأة في الإسلام.
والله أعلم.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[17 Dec 2010, 05:51 م]ـ
هذا موقع الشيخ عبد المنعم تعيلب، ويحتوي تفسيره (فتح الرحمن) الذي مكث فيه عشر سنوات، وفيه جهد واضح وفوائد كثيرة.
وقد وافته المنية شهر شعبان الفائت رحمه الله وغفر له.
فتح الرحمن في تفسير القرآن ( http://www.fath-alrahman.com/index.php)
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[17 Dec 2010, 09:46 م]ـ
الكتاب مسجل في جامعة العلوم الاسلامية بالاردن رسالة دكتوراه في التفسير لاحد الطلاب وعنوان الرسالة الشيخ عبد المنعم تعيليب ومنهجه في التفسير
ـ[هاني درغام]ــــــــ[18 Dec 2010, 10:48 م]ـ
جزاكم الله خيرا كثيرا
هل من سبيل لتحميل التفسير كاملا حيث أنني لم أتمكن من تحميله من موقع الشيخ رحمه الله؟(/)
طلب الدلالة على موضوع لرسالة ماجستير.
ـ[ضياء الإسلام]ــــــــ[01 Mar 2006, 10:40 م]ـ
السلام كليكم ورحمة الله وبركاته
أساتذتي اللأفاضل وإخوتي الكرام رواد هذا المنتدى المبارك .. أنا طالب علم في مرحلة الماجستير أبحث عن موضوع لأطروحة الماجستير ولكني لم أجد حتى الآن موضوعا أقوم بإجراء دراسة عليه وكم كنت أتمنى أن يكون موضوعي متصلاً بالقرآن الكريم ولكن تخصصي في اللغة العربية لا يسمح بأن يكون موضوعي قرآنياً صرفاً لذلك أرجو من أساتذتنا ومشايخنا الأفاضل مساعدتي في الوصول إلى موضوع ينفع الله به الإسلام والمسلمين ويتفق وتخصصي والله الموفق.
...... أساتذتي الأفاضل أنا أعمل في مجال البحث اللغوي، حيث أقوم بتصحيح الكتب إملائياً ولغوياً أو تشكيلها، فهل هناك ما أقدمه لهذا الجمع المبارك؟ جعلنا الله وإياكم من خدام دينه ....
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Mar 2006, 10:56 م]ـ
حياكم الله أخي ضياء الإسلام.
يدور في ذهني موضوع فيه المواصفات التي طلبتها وعنوانه:
شروح الشعر الجاهلي وتفسير القرآن الكريم
جمعاً ودراسة، من خلال أهم شروحات الشعر الجاهلي ومنها:
- شرح المعلقات لأبي بكر بن الأنباري.
- شرح المفضليات للتبريزي.
- شرح ديوان الحماسة للتبريزي. وبقية شروح ديوان الحماسة.
ويمكنك صياغة الخطة بطريقة تجعل الموضوع ذا صبغة لغوية تفسيرية.
وهو موضوع طريف.
ويمكن مراجعة هذين الموضوعين ففيهما موضوعات كثيرة مقترحة، لعلك تجد فيها ما يناسبك، أو يدلك على ما يناسبك:
- مواضيع مقترحة للرسائل العلمية. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=155).
- " مخطوطات مقترحة للرسائل العلمية ". ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=873).
ـ[ضياء الإسلام]ــــــــ[03 Mar 2006, 10:40 م]ـ
جزاك الله أستاذي الفاضل خير الجزاء ونفع بعلمكم ورزقني الله وإياكم خيري الدنيا والآخرة
ـ[مسلم السعدون]ــــــــ[04 Mar 2006, 08:59 ص]ـ
بسم الله الرحنم الرحيم
اخي الحبيب انصحك ان يكون بحثك داخل المتن القرآني الكريم.
واقترح عليك موضوع تشكيل القرآن فاني رايت رسالة ماجستير في وضع الفوارز والنقاط وعلامة السؤال او الفارزة المنقوطة و ..... لكن في حدود سورة البقرة وانت تستطيع ان تشكل القرآن في سورة اخرى. والله الموفق
ـ[ضياء الإسلام]ــــــــ[05 Mar 2006, 08:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله أخي مسلم السعدون خير الجزاء على هذه الفكرة وأتمنى أن تسهب لي في شرحها أكثر
ـ[القاضي الأثري]ــــــــ[27 Mar 2006, 12:58 ص]ـ
أخي اعرض عليك هذه البحوث لتختار او تسير على هديها:
1 - البحث اللغوي في تفسير البحر المحيط لأبي حيان
2 - البحث الدلالي في تفسير ابن عطية.
3 - الدرس اللغوي في تفسير الماوردي
4 - القضايا البلاغية في حاشية الشيخ زاده على الكشاف وهذا البحث رغم انه في كتاب معتزلي لكن يمكن الافادة منه في نصرة السنة.
ـ[ضياء الإسلام]ــــــــ[27 Mar 2006, 09:52 م]ـ
أفادك الله أخي القاضي ونفع بعلمكم وجزاكم الله خيرا على الموضوعات وأسأل الله أن يوفقني لاختيار الموضوع الذي أتمنى من الله أن ينفع به الإسلام والمسلمين.(/)
دور المنافقين في الأزمات من شواهد القران المعاصرة
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[01 Mar 2006, 11:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يمر العالم اليوم بحادثة عظيمة تشتعل نارها في كل يوم في بلد من هذا العالم بسبب ما نشرته صحيفة دنماركية لنشرها الرسوم المسيئة للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام، فسرعان ماهب المسلمون باستنكارهم ودفاعهم على كرامة دينهم ونبيهم، هذا الموقف الحميد في هذه الأزمة وفي غيرها يشكل تلاحما بين أجناس المسلمين تفتقده الأمة في عصرها هذا لاتكاد تشعر به الا في موسم الحج أوشهر الصيام.
ولكننا نجد في كل مرة (فئة) يتفق رأيها على التصدي لهذا التلامح الكبير والذي يشعر بعزة الاسلام والمسلمين فتثير ثائرتهم ويبدأون باعداد العدة والاشتغال في تفريق هذا الشعور الايماني المنبعث من نفس صادقة محبة لدينا وأمتها بإثارة القلاقل والأراجيف باستخدام أساليب تمتاز في ظاهرها بالجودة العالية في الاقناع، والشعور بالمسئولية حاملة في أحشائها كرها وعداوة لعزة الأمة ونصرتها.وهذا لا شك أن له سابق في العصورالسابقة، ففي عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي بداية الدولة وتوسعتها والرسول عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام يعدون العدة ويضحون بأنفسهم ومايملكون من أجل نصرة نبيهم ودينهم تخرج فئة ممن يشابه هذه الفئة ويبدون النصح والمشورة بدعوى الاعانة والنصرة بأساليب لها مثيل الشكل والمظهر مما ذكرناه آنفا، ولعنا نذكر بعض هذه النصائح، عندما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الى معركة تبوك وأعد العدة واجتمع الجيش - كاجتماع محبي رسول الله في أيامنا هذه على مقاطعة البضائع الدنماركية – جاءت النصيحة بقول هذه الفئة (لاتنفروا في الحر ... ) ان المتأمل في هذه النصيحة يجدها بريئة خالية من أبسط علامات الغدر والخيانة، بل وتحمل في ظاهرها صدقا وخوفا وحبا من قائلها، فالخروج للقتال في الحر ربما يضر بالمسلمين، وربما يعرضهم الى خسائر كبيرة تمكن عدوهم منهم،وقد يفشل مشروع الدولة المرتقب ... لكن الله عزوجل عقب عليهم بقوله (قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون) ولك أن تتدبر في هذا التتميم ومايفيده من التجهيل والتذكير لهؤلاء ..
ويبقى السؤال هل قولهم (لاتنفروا في الحر) نابعة من قلب محب وصادق يستحق الوعي بهذه المقولة؟!.
ولتعرف الجواب لك أن تسأل ماذا لوكانت المعركة في فصل الربيع ماذا سنسمع من هذه الفئة؟!
وهذا موقف مشابه له من نفس الفئة مع رسولنا الكريم حيث يتقدمون بنصيحة أخرى في ظاهرها الرحمة الخوف من فقدان هذا الكيان العظيم وهي قولهم (لو كان لنا من الأمر شئ ما قلتنا هاهنا) ففي معركة أحد حيث هزم المسلمون وقتل كثير من الصحابة الكرام علقت هذه الفئة بهذه المقالة الساذجة، - وان كانت تحمل الصواب في ظاهرها - فربما ان تقديم المشورة من هؤلاء ينقذ الموقف ويحمي من القتل، لكن الله سبحانه رد عليهم بأن الأمر بيده سبحانه وبين أنه ابتلاء وتمحيص لهم.
يبقى أن نقارن بين هاتين الفئتين من زاوية الظاهر، ففي هذه الأزمة (الردود الغاضبة على الرسوم (الكاريكاتيرية) تواطء رؤوس هذه (الفئة) على التقليل من شأن هذا الرد البسيط، وزعموا أننا لانستطيع الاستمرار أو الوصول الى الهدف المنشود إما بدعوى أنها ليست مجدية، أو أن الأمر لايستحق كل هذه الضجة، وأن من يجب أن يلام في هذه الاساءات فئة قليلة لاتمثل الرأي الغالب أو بدعوى أننا لايمكن أن نستغنى عن دواء بعينه، وهم لايعلمون أن من يصدر لنا هذا الدواء لايستطيع الاستغناء عنا، ومرة أخرى بالتخويف من الفقر والموت جوعا وهؤلاء اعتقد انه لايعرفون منتجاتنا وأسواقنا الغذائية ولم يهنؤا بالتذوق من زبدة مراعينا ...
وتقترح هذه (الفئة) عدم التصدى لهذا الاعتداء السافر على نبينا محمد عليه الصلاة والسلام بحجة أن تقديم الدعوة والمشاريع النافعة ودعوة هؤلاء الى معرفة الدين الاسلامي معرفة صحيحة أولى من التنديد والمقاطعة وحرق الأعلام ... فأين هم من هذا كله؟ وأين هم من الدعوة والقيام بالواجب الفطري لكل مسلم ومنهم من يحمل عدة لغات ولايشارك في ترجمة كتاب أومقالة يدافع فيها عن رسولنا الكريم
فلو تركت هذه (الفئة) أسلوب الوصاية في تقديم النصائح في كل أزمة تمر بها أمتنا، وشعار المنقذ الوحيد من الخسائر والكوارث .. وانضمت لقافلة الأمة ووحدت الصفوف لكنا في حال أفضل مما نحن في بدلا من التهويل، والارجاف .. أو بأقل الأحوال تركت الأمة تسير على خطاها خلف قيادتها الحكيمة متبعة رأي الحكمة والمشورة من عقلائها لكنا في أحسن حال والحمد لله على كل حال.أ. هـ(/)
موقع قرآني أكثر من رائع لا تتردد في فتحه ونشره
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[01 Mar 2006, 11:59 م]ـ
موقع قرآني أكثر من رائع لا تتردد في فتحه ونشره
http://quran.muslim-web.com/sura.htm?aya=002(/)
ماحكم قول لعمري؟
ـ[عبدالله الحضرمي]ــــــــ[02 Mar 2006, 03:28 ص]ـ
الجواب جائز والدليل قالت عائشة رضي الله عنها لعمري مااعتمر في رجب اي النبي صلى الله عليه وسلم وقال النووي في شرح مسلم هذا دليل على جواز قول الانسان لعمري
قلت: لعمري كتاب النووي على مسلم من اجمل الشروح على صحيح مسلم(/)
تشتيت:المتشددين يقولوا حرام؟؟ وأنا سألت قالوا حلال
ـ[أبو الهيثم]ــــــــ[02 Mar 2006, 06:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
للذين يتصدروا للدعوة إلى الله، لابد من التوضيح، لأن أغلب المستمعين في شتات
فكتبت هذه:
فالذين يتكلمون في الدين كثر، لا يحصى عددهم،، فهذا أزهري معتدل، وآخر أزهري متساهل لأبعد الحدود
و الفضائحيات شاهدة على ما أقول، و البعض لعله يقول هذا متشدد،لأنه قال حرام، وآخرون يقولون هذا داعية ظريف لأنه قال حلال، و هذا إخوان، و هذا سلفي، وذلك عدواني تكفيري،
والمسألة أصبحت كالسوق، و الكل يعرض بضاعته، فكيف اهتدي وأعرف الحق، و الحق مع من؟؟؟؟
أمر يجعل الحليم كالحيران، فكيف بحال الحيران نفسه؟؟
قال صلى الله عليه و سلم: (وإن أمتي ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهى الجماعة) قالوا وما هي يا رسول الله، قال: هي ما عليه اليوم أنا وأصحابي
الكل في النار إلا من تمسك بهذا الضابط (ما عليه اليوم أنا وأصحابي)
فنحن لا نستطيع أن نخرس ألسنة كل من يتكلم في الدين، و لكن نستطيع أن نضع هذا الضابط في عقولنا، أو نصب أعيننا
و نجعله كالمصفاه، نصفي به كل ما نسمع و نقرأ لأي أحد، حتى لو كنت أنا، فهذا الضابط علي و على كل من يتفوه بالدين،
ما نوع هذه المصفاه؟؟؟
: أي: دليل من الكتاب أو السنة كأدلة أصلية، أو أدلة فرعية من القياس و الإجماع، إلى آخره من الأدلة الفرعية التي لا تعارض الأدلة الأصلية
قال تعالى " فان تنازعتم في شئ فردوه الى الله و الرسول إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الأخر "
أذا مرد أى مسألة لا بد أن تكون للكتاب و للسنة الثابتة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه و سلم لأن الله عز و جل لم يترك عباده هملا دون أن يعرفهم ما ينفعهم فى معاشهم و معادهم بل أرسل اليهم رسولا يدلهم و يرشدهم إلى ما ينفعهم ويحذرهم مما يضرهم
و لكن لعلى أفهم الكتاب و السنة بفهمي أنا مثلا، و فلان الأخر دليله الكتاب و السنة و لكن أخذها على فهمه و من هنا تختلف أراء الرجال و ضروب الاقيسة و الجدال و كل واحد يدعى التمسك بالكتاب و السنة فما هو الضابط فى فهم الكتاب و السنة؟
قلت:
الطريق الوحيد للوصول للحق فى اى مسالة كانت؟؟؛ الكتاب و السنة بفهم اعلم الناس بالكتاب و السنه و هم الصحابة رضوان الله عليهم و لا يمكن أن توجد أيه فى كتاب الله أو حديث عن النبى صلى الله عليه و سلم الا و تجد له فهما و أقوالا للصحابة رضوان الله عليهم 0
لقوله تعالى ´ اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده " الأنعام
و لقوله تعالى " فان أمنوا بمثل ما امنتم به فقد اهتدوا و ان تولوا فانم هم فى شقاق " البقرة
و لقول النبى صلى الله عليه و سلم " عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين من بعدى عضدوا عليها بالنواجذ و إياكم و محدثات الأمور فأن كل محدثة بدعة ..... " صحيح رواه أبو داود
إذا هل المتكلم يبدو عليه السمت الظاهر الذي كان عليه الصحابة أم هو يتهم ذلك بالرجعية و التخلف،
وخذ في الإعتبار بعض الكلام المضل الذي يدسه البعض ليبعدك عن المنهج الرباني:
1 - لا يعطي أي دليل إلا أن يقول هذا تشدد،أو يقول (دعك ممن يقول هذا)، هذا رجعي، هذا تخلف، كل واحد قرأ كتابين حيفتي.
2 - يقول: (أن هناك أناس يريدون أن يشغلوا المسلمين عن قضاياهم الأساسية)، حتى يصد الناس عن قبول الحق
3 - بدعة تقسيم الدين لقشور و لباب.
4 - يقول لابد من فتح باب الإجتهاد (و أنا أقول: وهل باب الإجتهاد أغلق حتى يدعي فتحه، لا و الله ما أغلق، ولكن هو يريد أن يقترح تغيرا و تجديد في الشرع ما أنزل الله به من سلطان)، أو يقول لابد أن نغير الخطاب الديني (يعني لا نذكر الناس بقضايا الإيمان باليوم الآخر،، و هو لو كان يقصد أن نغير أسلوب الدعوة و مخاطبة الناس من باب الحكمة لكان صدق، و لكن هو يريد كتمان بعض أمور الدين عن الناس
5 - قوله الدين يسر ثم يفتي كيفما شاء بلا دليل، و سبحان الله من الذي يريد اليسر بالناس ءألله، أم هو؟؟؟؟؟؟، (يريد الله بكم اليسر) ولكن هو يريد أن يعطي الناس رخصا من جيبه، و الله تعالى يقول للنبي صلى الله عليه و سلم (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ)، (الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ)، و قوله سبحانه: (فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ)
و قال صلى الله عليه و سلم: (ألا لا يمنعن رجلا هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه)
6 - التمييع في السؤال أو إن شئت فقل التضليل: فإذا سئل عن الغناء، قال حسنه حسن و قبيحه قبيح، وآخر يقول أنا ما عندي وقت لأسمع الغناء، وآخر يقول لو أم كلثوم و عبد الحليم فهو جائز و لو أغاني اليوم فمكروه، أنظر كيف كذبوا على أنفسهم
أين الأحاديث الصحيحة الصريحة التي لا مراء بقطعها بحرمة الموسيقى و الغناء، لماذا لم تبينها للناس و تكون صادق مع ربك قبل نفسك، و إن لله وإنا إليه راجعون
7 - الخلاف في الدين رحمة أو يقول " اختلاف أمتي رحمة " قلت هذا حديث باطل لا يصح عن النبى صلى الله عليه و سلم و حتى لو سلمنا أنه حكمة أو قول مأثور فهل اختلافهم رحمة و اجتماعهم نقمة ........ كيف ذلك؟!
و قد أبطل القرآن هذا الزعم فى قوله تعالى " و لا يزالون مختلفين الا من رحم ربك " فالرحمة فى عدم الاختلاف 0
8 -
9 -
10 - إلى آخرة و أنت لابد أن تتعلم، حتى لا يخدعك بعد اليوم أحد
اللهم بارك في إخوانى و يسر لهم طاعتك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[02 Mar 2006, 07:57 م]ـ
جزاك الله خيراً اخى أبا الهيثم .....
وحياك الله أنت وأهل الإسكندرية ...
دين النبي محمد أخبار********نعم المطية للفتى آثار
لا ترغبن عن الحديث وأهله****فالرأى ليل والحديث نهار
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[05 Mar 2006, 09:25 م]ـ
اقتباس (من توقيع العضو):
(ألم ترَ أنى ظاهرى وأننى*****************على ما بدا حتى يقوم دليل)
------------------------------------------------------------------------
- " الظاهرية ": هم نفاة القياس في الأحكام،
و جمهور العلماء على أن القياس دليلا رابعا من أدلة الأحكام المتفق عليها بعد الكتاب و السنة و الإجماع.
و القياس احتج له الإمام البخاري بأحاديث صحاح،
فهل تعني بتوقيعك المذكور هذا المعنى؟
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[06 Mar 2006, 01:01 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على الاهتمام ... نعم سيدى د/أبو بكر فأنا أتبع منهج أهل الظاهر ....
وبالنسبة للإمام البخارى قال الإمام البخاري: باب ما يذكر من ذم الرأي وتكلف القياس {ولا تقف} لا تقل {ما ليس لك به علم} ثم روى بسنده (7307) عن عبد الله ابن عمرو رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله لا ينزع العلم بعد أن أعطاكموه انتزاعا ولكن ينتزعه منهم مع قبض العلماء بعلمهم، فيبقى ناسٌ جهال يستفتون فيفتون برأيهم فيضلون ويضلون) ثم روى بسنده أيضا (7308) عن سهل بن حنيف قال: (يا أيها الناس اتهموا رأيكم على دينكم، لقد رأيتني يوم أبي جندل ولو أستطيع أن أرد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لرددته .... ).
....... أعرف ما سيرد به المعارضون سيقولون ....
""قال الحافظ ابن حجر: قوله أي البخاري (باب ما يذكر من ذم الرأي) أي الفتوى بما يؤدي إليه النظر وهو يصدق على ما يوافق النص وعلى ما يخالفه، والمذموم منه ما يوجد النص بخلافه، وأشار بقوله (من) إلى أن بعض الفتوى بالرأي لا تذم وهو إذا لم يوجد النص من كتاب أو سنة أو إجماع، وقوله (تكلف القياس) أي إذا لم يجد الأمور الثلاثة واحتاج إلى القياس فلا يتكلفه، بل يستعمله على أوضاعه ولا يتعسف في إثبات العلة الجامعة التي هي من أركان القياس، بل إذا لم تكن العلة الجامعة واضحة فليتمسك بالبراءة الأصلية، ويدخل في تكلف القياس ما إذا استعمله على أوضاعه مع وجود النص، وما إذا وجد النص فخالفه وتأول لمخالفته شيئا بعيدا، ويشتد الذم فيه لمن ينتصر لمن يقلده مع احتمال أن لا يكون الأول اطلع على النص. اهـ () ""
أقول رحم الله ابن حجر ورضى عنه لو أراد البخارى ذلك لقاله وبين القياس الصحيح (ان كان يراه) من الفاسد بل ذم الجميع بدليل إيراد لحديث سهل بن حنيف الذى ينص على اتهام جميع أنواع الرأى فى الدين ويحث على الطاعة التامة مع النصوص ....
أما ما رواه الإمام البخاري:
"000 سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - يَقُولُ أَمَّا الَّذِى نَهَى عَنْهُ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم فَهْوَ الطَّعَامُ أَنْ يُبَاعَ حَتَّى يُقْبَضَ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَلاَ أَحْسِبُ كُلَّ شَىْءٍ إِلاَّ مِثْلَهُ "
ورواه الإمام مسلم أيضا بلفظ:
" " وأحسب كل شيء مثله "
ورواه ابن ماجة بلفظ: " وأحسب كل شيء مثل الطعام "
فليس دليلاً على القياس كما قد يظن بل هو صريح فى نفى القياس فهو يقول وأحسب كل شئ مثله وهذا نص فى أن كل شئ مبيع يأخذ حكم الطعام ولو كان ابن عباس يرى جواز القياس لما ذكر أن كل شئ مثله وتركنا نستنتج ذلك بالقياس .... فتأمل
والإمام ابن جرير الطبري – رحمه الله – يقول في مقدمة كتابه في التفسير، وكذلك غيره من أهل العلم:
القاعدة الأولى: أن يكون تفسير اللفظ الشريعي من الشرع نفسه.
وذلك بأن يفسر القرآن لفظاً ورد فيه، أو يفسر النبي صلى الله عليه وسلم لفظاً من القرآن، أو يجمع الصحابة على تفسير هذا اللفظ، فهذه كلها راجعة إلى التفسير الشرعي غير خارجة عنه، لأنها نص ونص وإجماع، وهذا لا ينكره أو يبطله أحد أصلاً، ومن أنكر ذلك فقد أتى منكراً عظيما أهـ
وبذلك نرى أن كلام ابن عباس (وَلاَ أَحْسِبُ كُلَّ شَىْءٍ إِلاَّ مِثْلَهُ) تفسير للنص حيث أنه امام التأويل
(يُتْبَعُ)
(/)
البخاري عندما ذكر أحاديث - (أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إن أمي نذرت أن تحج فماتت قبل أن تحج، أفأحج عنها؟ قال: (نعم حجي عنها، أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته؟). قالت: نعم. فقال: (فاقضوا الله الذي له فإن الله أحق بالوفاء) ..
) ومثيلاتها -تنبه إلى مسألة قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يكون برأي ولا بظن ولا بقياس ..
وقال في تبويب كتابه الصحيح ..
باب من شبه أصلا معلوما بأصل مبين وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم حكمهما ليفهم السائل ..
ليدفع قول من قال أن ذلك رأي وظن لنفي كونه صلى الله عليه وسلم يبلغ بما لم يؤمر به من الأحكام ..
فمن قال أنه قاس بمعنى أن الحكم الثاني لم يكن مذكوراً فقاس النبي صلى الله عليه وسلم المجهول على المعلوم برأيه وظنه ..
فقد نسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم القول على الله بلا يقين وقطع ..
وقد شهد أهل القياس وأهل الظاهر على عصمة النبي صلى الله عليه وسلم من الرأي في الدين
وصح عن جابر بن عبد الله من طريق البخاري يقول ..
مرضت فجاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني وأبو بكر وهما ماشيان، فأتاني وقد أغمي علي، فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم صب وضوءه علي فأفقت، فقلت: يا رسول الله. كيف أقضي في مالي كيف أصنع في مالي؟ قال جابر: فما أجابني بشيء حتى نزلت آية الميراث
فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يقول برأيه في الدين البتة إلا عن طريق الوحي ..
وهذه براهين كالشمس للمنصف الناظر بعين وبصيرة كافية لمن وقف عند ما وقف عليه من كان أفضل من الأئمة الأربعة وداود وابن حزم وكل أحد وهو النبي صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي ........
هاكم المزيد من الأدلة على مذهب البخارى فى إبطال القياس: (استفدت فى الكثير مما سيلى ذكره من كتاب تمكين الباحث من الحكم بالنص بالحوادث للدكتور وميض العمرى حفظه الله ورعاه)
قال البخارى: (باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل مما لم ينزل عليه الوحى فيقول لا أدرى ولم يجب حتى ينزل عليه الوحى ولم يقل برأى ولا بقياس (فتح البارى 247/ 13) ...... هذا صحيح مذهب البخارى أن الحجة فى الدين هو الوحى متمثلاً فى القرآن والسنة والوحى فقط دون الرأى والقياس
قال البخارى:باب تعليم النبي صلى الله عليه وسلم أمته من الرجال والنساء مما علمه الله ليس برأى ولا تمثيل (فتح البارى 249/ 13) ومعلوم أن التمثيل هو القياس
ويزيد الأمر توكيداً ما يلى: قال البخارى:: باب ما جاء فى اجتهاد القضاة بما أنزل الله تعالى لقوله (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) ومدح النبي صاحب الحكمة حين يقضى بها ويعلمها لا يتكلف من قبله (فتح البارى 254/ 13) أ. هـ
فالقاضى عند البخارى يجتهد فى تفسير الوحى المنزل من غير أن يأتى بشئ من قبله فلا مجال للتشريع بالرأى البتة
والعجب ممن يحمل مذهب البخارى على خلاف ذلك كما زعم ابن حجر رغم قول البخارى (باب من شبه أصلا معلوماً بأصل مبين قد بين الله حكمهما ليفهم السائل ... أ. ه (فتح البارى 252/ 13) وهنا تتجلى الحقيقة واضحة كالشمس فقول البخارى هنا موافق لما سبق عنه من إنكار القياس ومنع التشريع بالرأى ... ألا ترى أن التشبيه عند البخارى هو تشبيه أصل بأصل لمجرد إفهام السائل وتقريب المعنى له وليس إلحاق فرع بأصل كما يزعم أهل القياس ...
أولا ترى أن البخارى قد قال فى الأصلين (قد بين الله حكمهما) بصيغة التثنية أى أن حكم الأصلين مذكور فى الشريعة فلا حاجة للرأى أو للقياس لإلحاق أحدهما بالآخر ....
قال محمد بن أبي حاتم: وسمعته يقول (أي البخاري): لا أعلم شيئاً يُحتاجُ إليه إلا وهو في الكتابِ والسُّنَّة. قفلتُ له: يُمكنُ معرفةُ ذلك كله؟ قال: نعم. (سير أعلام النبلاء: 12/ 412).
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[06 Mar 2006, 08:07 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على الاهتمام ... نعم سيدى د/أبو بكر فأنا أتبع منهج أهل الظاهر ....
.
----------------------------------------------------------------
أخي العزيز
سلام الله عليكم
إنما أنا أخوكم، و قد بادرت بكتابة هذا لبيانه،
و أما ما أوردتموه فسأوافيكم برده إن شاء الله قريبا.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[07 Mar 2006, 11:28 ص]ـ
استدراك:
(يُتْبَعُ)
(/)
كنت قد سهوت فذكرت: (و جمهور العلماء على أن القياس دليلا رابعا من أدلة الأحكام المتفق عليها بعد الكتاب و السنة و الإجماع).
و صوابه: أن القياس دليل رابع ...
فمعذرة.
- و أما حجية القياس و اعتباره دليلا رابعا من أدلة الأحكام الشرعية، و هو ما عليه الجمهور من العلماء و الفقهاء، فلما ثبت من قول و فعل الرسول صلى الله عليه و سلم، و كذا الصحابة رضي الله عنهم من بعده،
- فقد جاء في " صحيح البخاري ":
(حدثنا مسدد حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن بن عباس أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إن أمي نذرت أن تحج فماتت قبل أن تحج أفأحج عنها قال نعم حجي عنها أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته قالت نعم فقال فاقضوا الله الذي له فإن الله
أحق بالوفاء).
- و كذا ترجم الإمام البخاري - و فقهه في تراجمه -:
(باب من شبه أصلا معلوما بأصل مبين وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم حكمهما ليفهم السائل
حدثنا أصبغ بن الفرج حدثني بن وهب عن يونس عن بن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن أعرابيا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن امرأتي ولدت غلاما أسود وإني أنكرته فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم هل لك من إبل قال نعم قال فما ألوانها قال حمر قال هل فيها من أورق قال إن فيها لورقا قال فأنى ترى ذلك جاءها قال يا رسول الله عرق نزعها قال ولعل هذا عرق نزعه ولم يرخص له في الانتفاء منه).
* ففي هذين الحديثين بيَن الرسول عليه الصلاة و السلام حكم المسألتين المسئول عنهما بذكر حكم ما يشبههما، و أنهما يأخذان نفس حكمهما،
و في هذا بيان منه صلى الله عليه و سلم لأمته بالأخذ بالقياس، و إلا لأجاب و ذكر الحكم من غير تقريب و لا تشبيه بين المسألتين و بين شبههما المعلوم حكمهما.
- و هو ما فعله الخلفاء الراشدون بعده،
و من أشهر ما ذكر في ذلك رسالة عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري - رضي الله عنهما - في القضاء، و هو ألزم من الإفتاء في مضاء الأحكام،
ففي " سنن الدار قطني ":
(دثنا أبو جعفر محمد بن سليمان بن محمد النعماني نا عبد الله بن عبد الصمد بن أبي خداش نا عيسى بن يونس نا عبيد الله بن أبي حميد عن أبي المليح الهذلي قال كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري:
ما بعد فإن القضاء فريضة محكمة وسنة متبعة فافهم إذا أدلي إليك بحجة وأنفذ الحق إذا وضح فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له وآس بين الناس في وجهك ومجلسك وعدلك حتى لا ييأس الضعيف من عدلك ولا يطمع الشريف في حيفك البينة على من إدعى واليمين على من أنكر والصلح جائز بين المسلمين إلا صلحا أحل حراما أو حرم حلالا لا يمنعك قضاء قضيته بالأمس راجعت فيه نفسك وهديت فيه لرشدك أن تراجع الحق فإن الحق قديم ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل.
الفهم الفهم فيما يختلج في صدرك مما لم يبلغك في الكتاب أو السنة اعرف الأمثال والأشباه ثم قس الأمور عند ذلك فاعمد إلى أحبها عند الله وأشبهها بالحق فيما ترى وأجعل لمن ادعى بينة أمدا ينتهي إليه فإن أحضر بينة أخذ بحقه وإلا وجهت القضاء عليه فإن ذلك أجلى للعمى وأبلغ في العذر المسلمون عدول بعضهم على بعض إلا مجلود في حد أو مجرب في شهادة زور أو ظنين في ولاء أو قرابة إن الله تولى منكم السرائر ودرأ عنكم بالبينات وإياك والقلق والضجر والتأذي بالناس والتنكر للخصوم في مواطن الحق التي يوجب الله بها الأجر ويحسن بها الذخر فإنه من يصلح نيته فيما بينه وبين الله ولو على نفسه يكفه الله ما بينه وبين الناس ومن تزين للناس بما يعلم الله منه غير ذلك يشنه الله فما ظنك بثواب غير الله عز وجل في عاجل رزقه وخزائن رحمته والسلام عليك).
و أخرج الدار قطني أيضا:
(ا محمد بن مخلد نا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي نا سفيان بن عيينة نا إدريس الأودي عن سعيد بن أبي بردة وأخرج الكتاب فقال:
هذا كتاب عمر،
- قرئ على سفيان من هاهنا- إلى أبي موسى الأشعري أما بعد فإن القضاء فريضة محكمة وسنة متبعة فأفهم إذا أدلى إليك فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له آس بين الناس في مجلسك ووجهك وعدلك حتى لا يطمع شريف في حيفك ولا يخاف ضعيف جورك البينة على من إدعى واليمين على من أنكر الصلح جائز بين المسلمين إلا صلحا أحل حراما أو حرم حلالا لا يمنعك قضاء قضيته بالأمس راجعت فيه نفسك وهديت فيه لرشدك أن تراجع الحق فإن الحق قديم وإن الحق لا يبطله شيء ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل الفهم الفهم فيما يختلج في صدرك مما يبلغك في القرآن والسنة اعرف الأمثال والأشباه ثم قس الأمور عند ذلك فاعمد إلى أحبها إلى الله وأشبهها بالحق فيما ترى واجعل للمدعي أمدا ينتهي إليه فإن أحضر بينة وإلا وجهت عليه القضاء فإن ذلك أجلى للعمى وأبلغ في العذر المسلمون عدول بينهم بعضهم على بعض إلا مجلودا في حد أو مجربا في شهادة زور أو ظنينا في ولاء أو قرابة فإن الله تولى منكم السرائر ودرأ عنكم بالبينات ثم إياك والضجر والقلق والتأذي بالناس والتنكر للخصوم في مواطن الحق التي يوجب الله بها الأجر ويحسن بها الذكر فإنه من يخلص نيته فيما بينه وبين الله يكفه الله ما بينه وبين الناس ومن تزين للناس بما يعلم الله منه غير ذلك شانه الله).
- و عمل الخلفاء الراشدين سنة متبعة شرعا، بنص قول رسول الله عليه و سلم،
فقد أخرج الإمام الترمذي في " سننه ":
(حدثنا علي بن حجر حدثنا بقية بن الوليد عن بجير بن سعد عن خالد بن معدان عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي عن العرباض بن سارية قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بعد صلاة الغداة موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال رجل إن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا يا رسول الله قال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبد حبشي فإنه من يعش منكم يرى اختلافا كثيرا وإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة فمن أدرك ذلك منكم فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ.
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[07 Mar 2006, 07:44 م]ـ
قال البخارى: (باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل مما لم ينزل عليه الوحى فيقول لا أدرى ولم يجب حتى ينزل عليه الوحى ولم يقل برأى ولا بقياس (فتح البارى 247/ 13) ...... هذا صحيح مذهب البخارى أن الحجة فى الدين هو الوحى متمثلاً فى القرآن والسنة والوحى فقط دون الرأى والقياس
ترى أن البخارى قد قال فى الأصلين (قد بين الله حكمهما) بصيغة التثنية أى أن حكم الأصلين مذكور فى الشريعة فلا حاجة للرأى أو للقياس لإلحاق أحدهما بالآخر ....
قال محمد بن أبي حاتم: وسمعته يقول (أي البخاري): لا أعلم شيئاً يُحتاجُ إليه إلا وهو في الكتابِ والسُّنَّة. قفلتُ له: يُمكنُ معرفةُ ذلك كله؟ قال: نعم. (سير أعلام النبلاء: 12/ 412).
أما خبر أبي موسى الأشعرى فمطعون فى صحته ....
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[07 Mar 2006, 09:23 م]ـ
الرجاء التوجه للرابط .....
http://www.aldahereyah.net/forums/showthread.php?t=273
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[08 Mar 2006, 10:23 ص]ـ
.................... أما خبر أبي موسى الأشعرى فمطعون فى صحته ....
---------------------------------------------------------------------
- ما الدليل على ما ادعيت؟
* * *
قال الإمام الشافعي: " القياس مشروع عند الضرورة "،
قال الحافظ ابن حجر في " الفتح ": (والمذهب المعتدل ما قاله الشافعي ان القياس مشروع عند الضرورة، لاأنه أصل برأسه).
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[08 Mar 2006, 08:52 م]ـ
اسناد رسالة عمر الى أبي موسى رضى الله عنهما فيها علتان:
1 - إدريس الأودى مجهول
2 - الانقطاع او الارسال
وذلك أن رواية سعيد بن أبي بردة عن جده أبي موسى منقطعة
كما أن الرسالة كانت مغمورة عند السلف فليس لها اسناد صحيح عند صحابي أو تابعى ثقة
******وعلى تقدير صحتها فلا حجة فيها لأمور**********
1 - عدم لزوم الحمل على القياس الاصطلاحى
فإنه من المحال أن يريد عمر جواز سفك الدماء واستباحة الاموال والعراض بتشبيه يراه القائس بين قضية وأخرى
2 - المعارضة لروايات أخرى عن عمر نفسه وغيره من الصحابة عن ذم الرأى والقياس
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[09 Mar 2006, 04:21 م]ـ
حديث كتاب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري - رضي الله عنهما - في القضاء رواه الأئمة الدار قطني - من طريقين - و البيهقي في " سننهما "، و رواه ابن شبة في " تاريخ المدينة "،
و هذه يقوّي بعضها بعضا و تعتضد،
و سعيد بن أبي بردة إنما أخرج كتاب جدّه أبي موسى الأشعري و قرأه، و هو هنا لم يرو عن جدّه،
فلا يقال بالانقطاع،
و هذا أقوى من الرواية عنه بواسطة - إذ كان كتاب عمر رضي الله عنه إلى جده محفوظا عنده.
*****************
و هذا الحديث لم يردّه الجمهور من علماء الأمة، و إنما طعن فيه الظاهرية مثل ابن حزم، عملا بأصلهم في إنكار حجية القياس،
* و الجمهور على اعتباره دليلا رابعا من أدلة الأحكام الشرعية،
- ففي كتاب " نصب الراية " للإمام الزيلعي:
(أحاديث الإجتهاد والقياس:
أخرج البخاري ومسلم عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص عن عمرو بن العاص أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإذا حكم وأخطأ فله أجر انتهى وأخرج أبو داود والترمذي عن الحارث بن عمرو عن أناس من أهل حمص من أصحاب معاذ عن معاذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعثه الى اليمن قال له كيف تقضي إذا عرض لك قضاء قال أقضي بكتاب الله قال فان لم تجد في كتاب الله قال فبسنة رسول الله قال فان لم تجد في سنة رسول الله ولا في كتاب الله قال أجتهد رأيي ولا آلو فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله انتهى وأخرجاه أيضا عن أناس من أصحاب معاذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرسلا قال الترمذي هذا حديث لا نعرفه الا من هذا الوجه وليس إسناده بمتصل انتهى وقال البخاري في تاريخه الكبير الحارث بن عمرو بن أخي المغيرة بن شعبة الثقفي عن أصحاب معاذ عن معاذ روى عنه أبو عون ولا يصح ولا يعرف الا بهذا مرسل انتهى
(يُتْبَعُ)
(/)
وفيه كتاب عمر الى أبي موسى رواه الدارقطني ثم البيهقي في سننيهما وفيه الفهم فيما يختلج في صدرك مما لم يبلغك في الكتاب والسنة اعرف الأشباه والأمثال ثم قس الأمور عند ذلك فاعمل الى أحبهما الى الله وأشبهها بالحق فيما ترى الحديث وسيأتي بتمامه قريبا قال البيهقي والاجتهاد هو القياس وأخرج عن جماعة من الصحابة أنهم اجتهدوا وقاسوا فأخرج عن سفيان حدثني عبد الله بن أبي زيد قال سمعت بن عباس إذا سئل عن الشيء فان كان في كتاب الله قال به وان لم يجد وكان في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال به فان لم يجد وكان عن أبي بكر أو عمر قال به فان لم يجد اجتهد رأيه انتهى وقال إسناده صحيح وأخرج حديث بن مسعود قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت الأنصار منا أمير ومنكم أمير فبلغ ذلك عمر فأتاهم فقال لهم يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مروا أبا بكر أن يصلي بالناس قالوا نعم قال فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر فقالت الأنصار نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر قال البيهقي فقد قاس عمر الإمامة في سائر الأمور على إمامة الصلاة وقبله منه جميع الصحابة المهاجرين والأنصار وأخرج حديث بن مسعود في قصة يروع بنت واشق أقول فيها برأيي فان كان صوابا فمن الله وان كان خطأ فمني وحديث أبي بكر في الكلالة أقول فيها برأيي فان يك صوابا فمن الله وان يك خطأ فمني ومن الشيطان وعن مالك بن أنس قال أنزل الله كتابه وترك فيه موضعا لسنة نبيه وسن نبيه صلى الله عليه وسلم السنن وترك فيها موضعا للرأي والقياس انتهى). انتهى كلام الزيلعي.
******************
- على أن لدينا حديثا آخر - في حجية العمل بالقياس - أرشد إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم،
فيما جاء في " صحيح ابن خزيمة ":
[1999] حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا شعيب بن الليث حدثنا الليث عن بكير وهو بن عبد الله بن الأشج عن عبد الملك بن سعيد الأنصاري عن جابر بن عبد الله عن عمر بن الخطاب أنه قال هششت يوما فقبلت وأنا صائم فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت صنعت اليوم أمرا عظيما قبلت وأنا صائم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت لو تمضمضت بماء وأنت صائم قال فقلت لا بأس بذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الربيع أظنه قال ففيم حدثناه محمد بن يحيى قال سمعت أبا الوليد يقول جاءني هلال الرازي فسألني عن هذا الحديث قال أبو بكر عبد الملك بن سعيد هو بن سويد).
- و كذا جاء في " المستدرك على الصحيحين " للحاكم:
[1572] أخبرنا أبو عبد الرحمن بن حمدان الجلاب بهمدان ثنا أبو حاتم وإبراهيم بن نصر الرازيان قالا ثنا أبو الوليد الطيالسي ثنا الليث بن سعد عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن عبد الملك بن سعيد بن سويد الأنصاري عن جابر بن عبد الله عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال هششت يوما فقبلت وأنا صائم وأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت صنعت اليوم أمرا عظيما فقبلت وأنا صائم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت لو تمضمضت ماء وأنت صائم قال فقلت لا بأس بذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه).
*****************
- و الأمر كما قال الإمام الشافعي: " القياس مشروع عند الضرورة "،
- فما دام المرء يجد نصا معينا في كل قضية من الكتاب أو السنة - أو الإجماع المبني عليهما - فلا يلجأ إلى القياس حينذاك.
و لكن هل يتوفر هذا في كل مسألة بعينها؟
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[10 Mar 2006, 12:06 ص]ـ
مقالة أن القياس الصحيح هو ما اجمع عليه الصحابة والتابعون وعامة المسلمون نطالب من يقول بهذا ان يبين لنا قياسا واحدا يحقق هذا الشرط. .
القول عن حديث اصحاب معاد ان له شواهد يعتضد بها كحديث مقبول مع انه وحسب قواعد علماء المصطلح ان عبارة عن قوم من اصحاب معاذ من اهل حمص لا تؤهل الحديث ليكون مقبولأ لان هؤلاء القوم مجهولون لايعرف احد من هم ولا ما هو حالهم.
اما (تلقاه علماء المسلمين بالقبول) فلا يصح , ثم حتى ولو كان ذلك صحيحاَ فهل قبول العلماء او رفضهم كافياّ لتصحيح الحذيث. هذا ما لم يقل به علماء هذا الشأن. اما الاستدلال بحديث الغلام الاسود فلا يصح في الاستدلال على صحة القياس, وقد كفانا الامام الجليل بن حزم مؤنة الرد عليه في كتاب الاحكام فليراجعه من اراد ...
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[10 Mar 2006, 12:15 ص]ـ
برجاء قراءة الرابط ...
http://www.aldahereyah.net/forums/showthread.php?t=273
ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[30 Mar 2006, 01:26 م]ـ
العلم بحر واسع وعميق لكم الدعاء بالتوفيق، مطلع عليكم من طرف اليَّم _ البحر _ حتى أتمكن من إقتباس ما تُجِيدوّن.(/)
المنظومة الميسرة في نظم نواقض الإسلام العشرة ((نريد النقد))
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[04 Mar 2006, 11:37 م]ـ
المنظومة الميسرة في نظم نواقض الإسلام العشرة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين وأصلي وأسلم على النبي الأمين وبعد:
فقد طلبت من أستاذي / فهد العتيبي نظم نواقض الإسلام العشرة فنظمها لي كما ترون وللمعلومية الأستاذ أبو تركي مدرس لغة انجليزية ولكن محب للنحو وهو شاعرٌ ... ومن ثم طلبت منه إنزالها في الملتقى لتعم الفائدة فأجابني إلى طلبي وهو يطلب انتقاداتكم
الحمدُ لله العليِّ القادرِ = الواحدِ الفردِ القويِّ القاهرِ
مُصلياً على النبيِّ الهاشمي = وآلهِ وصَحْبهِ الأكارمِ
فهذهِ مَنظومةٌ مُيَسَّرةْ = نَواقضُ الإسلامِ فيها عَشَرةْ
ألَّفَها إمامُنا المُجَدِّدُ = ذاكَ الإمامُ واسْمُهُ مُحمَّدُ
أوَّلُها بالقَصْدِ والإرادَةْ = إشراكُ غيرِ اللهِ في العبادةْ
وثانيها اتِّخاذُ مَخلوقينا = وسائطاً للهِ ينفعونا
والثالثُ التَّشكيكُ في الكفَّارِ = في كُفرِهِمْ لِقِلَّةِ الأوزارِ
والرابعُ اعتقادُ بَعْضِ الهَدْيِ = أَكْملُ من هديِ النَبيِّ المَهْدي
والخامسُ البُغضُ لشَرعِ المصطفى = ولو بهِ يَعملُ دوماً ما انتفى
والسادسُ استهزاؤهُ بالدِّينِ = بالهَزْلِ أو بالجِدِّ واليقينِ
والسابعُ السِّحْرُ ومِنهُ الصَّرْفُ = وغيرُهُ المَذكورُ وهو العَطْفُ
وثامنُ النواقضِ المُظاهَرَةْ = والعَونُ للكفارِ والمُناصَرَةْ
والتاسعُ اعتقادُهُ بوِسْعِهِ = خُروجُهُ عن دينهِ وشَرْعِهِ
والعاشرُ الإعْراضُ عن تعلُّمِهْ = منْ فعلِهِ ناهيكَ عن تَفَهُّمِهْ
تَمَّتْ وأدْعُو اللهَ في الخِتامِ = بالعَيشِ والموتِ على الإسْلامِ
نظمها/ فهد العتيبي
في محرم 1427هـ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Mar 2006, 12:56 ص]ـ
بارك الله فيك أبا مهند، وبارك في الأستاذ فهد العتيبي على منظومته. وهناك بعض الأفكاروالمقترحات:
- في قوله (وثانيها اتِّخاذُ مَخلوقيناوسائطاً) فيه كسر لدخول الواو عليه وبحذفها يستقيم ولعله إضافة من الناسخ.
- في تعبير البيت السابع قلق في العبارة لو حاول الناظم تبديله لكان أفضل، ولعله لو قال:
ثالثُها الشَّكُّ بكُفْرِ الكافرِ * حاذِرْ من الرُّكُونِ صَاحِ حاذِرِ
فيكون التشكيك في كفر الكافر لا في الكافر نفسه، ويكون التحذير من الركون للكفار ممهداً للنهي عن المظاهرة في الناقض الثامن.
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[11 Mar 2006, 11:38 ص]ـ
مشكور يا شيخ عبد الرحمن ...
لكن البيت الذي قلت فيه كسر يقول الأستاذ هو يقرأ بمهزة وصل لا قطع،،،
أما البيت الذي في تشكيك الكفار فسأوصل إليه الانتقاد وشكراً،،(/)
سلامة الثوابت
ـ[إيمان البحر]ــــــــ[05 Mar 2006, 06:44 ص]ـ
االمشايخ الفضلاء
ماهي الثوابت الإنسانية؟ وهل ممكن أن تتغير مثل الثوابت الكونية؟ ومن شروط الإستدلال والاحتجاج سلامة الثوابت فكيف يكون ذلك؟
ـ[إيمان البحر]ــــــــ[06 Mar 2006, 10:43 ص]ـ
أرجو من الجميع مساعدتي. بإجابة السؤال الماضي والحالي.
هل الثوابت هي السنن أم لا؟
ـ[مرهف]ــــــــ[06 Mar 2006, 02:01 م]ـ
هلا فسرت لنا هذا المصطلح (الثوابت الإنسانية)، حتى إذا أمكننا المساعدة فعلنا
ـ[إيمان البحر]ــــــــ[07 Mar 2006, 02:00 م]ـ
ما توصلت إليه أن الثوابت الإنسانية هي العقائد والعبادات والقيم الأخلاقية، وأمهات الرذائل، والقطعيات في المعاملات الأسرية والاجتماعية والمالية ... فهل هذا صحيح؟ وكيف تكون سلامتها شرط من شروط الا ستدلال والا حتجاج؟
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[07 Mar 2006, 09:40 م]ـ
لو تعطينا لمحة عن الموضوع
جزاك الله خيرا
ـ[أبو الهيثم]ــــــــ[09 Mar 2006, 04:10 ص]ـ
فيما يبدو أن وراء قولك هذا فكرا لا نعرفه، فكيف تسأل عن مجهول؟؟
و ما هو العلم الذي تتكلم في بابه حتى نضع حدا لمصطلح الثوابت؟؟؟
إلى غير أن من السنن ما هو ثابت و ما هو متغير،
و عجيب قولك (الثوابت الإنسانية هي العقائد والعبادات والقيم الأخلاقية، وأمهات الرذائل، والقطعيات في المعاملات الأسرية والاجتماعية والمالية)
و إنه فيما يبدو أنك تفكر ثم تستدل، و الواجب أن تعرف الحق بالدليل ثم تستدل
و إني أنصح أن نعتصم بما جاء عن الوحي، و نترك الفلسفيات التي لا تنفع و لكن تضر
ـ[أبو الهيثم]ــــــــ[09 Mar 2006, 04:15 ص]ـ
و لما راجعت كلامك مرة أخرى، وجدتك ذكرت أن الثوابت الثوابت الكونية؟ ثم قلت بعدها: الثوابت الإنسانية هي العقائد والعبادات، ......
راجع الكلام
ـ[إيمان البحر]ــــــــ[09 Mar 2006, 05:04 م]ـ
الأخ أبو هيثم الموضوع لا يحتاج إلى هذه التعقيدات كل ما في الأمرأنني أبحث في موضوع يختص بشروط الدليل والبرهان والحجة ومن هذه الشروط سلامة الثوابت فقرأت هذا التقسيم في بعض الكتب ولكن لم يكن فيها ما يشرح المعنى. فأردت الإستفسار لأني قد خلطت في كتابتي بين الثوابت والسنن ولو أردت أن ترى ما كتبت إن كان لديك قدرة على التصويب أرسلتها على الخاص وجزاك الله خيراً(/)
شرح حائية ابن أبي داود للشيخ عبد الكريم الخضير ((ملف للتحميل))
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[05 Mar 2006, 03:09 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين ثم أما بعد:
فقد قمت بوضع تعليقي مع الشيخ عبد الكريم على شرح الحائية في ملتقى أهل الحديث على دفعات ثم لما انتهيت وضعته على ملف ون زيب لمن أراد تحميله وشكراً ..
وهذا رابط الموضوع في الملتقى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=71696
ـ[عبدالله الحضرمي]ــــــــ[07 Mar 2006, 10:12 م]ـ
جزاك الله خير واحسن الله اليك
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[11 Mar 2006, 11:39 ص]ـ
وإياكم،،(/)
طائفة" الأميش":سلفيون نصارى!!
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[05 Mar 2006, 11:06 م]ـ
طائفة" الأميش":سلفيون نصارى!!
مقتطفات مهداة إلى:
-التغريبيين .... زمار الحي لا يطرب عندهم فلعلهم يطربون.
-الغربيين .......... الذين يحترمون"ظلامييهم" فلا تشنيع ولا استهزاء ولا اعتقال ......
Amish
طائفة نصرانية متفرعة عن الفرقة المنونية Mennonites التي تاسست في
1693 بالالزاس الفرنسية. ثم هاجروا إلى القارة الامريكية واستقروا بكندا والولايات المتحدة.
يتميز الأميش برفضهم المطلق للحضارة الغربية وقيمها الصناعية والاستهلاكية .. ويتخذون ملابس ونمط عيش محافظا جدا.
عددهم 40000 متوزعين على ضيعات جماعية في اوهيو وانديانا و انطاريو بكندا ...
التنظيم:
-المجموعات يترأسها مجلس من الشيوخ الكبار (ما يشبه أهل الحل والعقد)
-لا حق للنساء في هذا المجلس.
-اللحية إجبارية عند الرجال بعد الزواج مباشرة.
-النساء يضعن غطاء على الشعر.
-المقصد الأسمى عند الجميع هو التواضع.
-لا يجوز اقتطاع التأمين الاجتماعي عندهم.
-لا يجوز اقتطاعات التقاعد عند الأميش.
-التعاون الاجتماعي بديل للتأمين والتقاعد والمعاش.
-عدد الأطفال في أسرة الأميش من 8إلى 10.
-لا يستعملون البرادات والثلاجات .... وأحيانا يتخذون ثلاجة جماعية .. أو يسلمون حاجاتهم لجيرانهم من غير الأميش للاحتفاظ بها.
-لا تجوز الاسمدة الكيمياوية بل الطبيعية فقط.
-لا يجوز دفع الضرائب ... وهم معفون منها. (لا تنس أنهم في امريكا والامتناع عن دفع الضرائب هناك تجديف قريب من الكفر)
التربية:
-يلتحق الصبيان بالمدارس الابتدائية القريبة وهي طبعا من انشاء الاميش.
-عندما يصل الشاب إلى سن 18 يرسل إلى العالم الخارجي لمدة ثلاث سنوات ليتعرف على العالم الصناعي الحديث .... وهم أحرار في البقاء هناك أو العودة إلى طائفتهم .... والعجيب في الأمر أن الشبان الذين يفضلون الحياة الغربية العصرية لا يتجاوز 10و15 في المائة. والغالبية العظمى يفضلون التقشف والعيش في حضن الأميش بدون أي ضغط مادي أو معنوي.
اللغة:
-رغم وجودهم في ولاية أمريكية (بنسلفانيا) إلا أن الأميش لا يستعملون اللغة الانجليزية بل لغتهم هي الديتش ..... Deitsch وهي لهجة ألمانية.
الفن:
-تنسج نساء الأميش quilt وهي غطاءات مزخرفة توضع على السرير عادة .... لكن الزخرفة فيها عبارة عن معينات ومربعات ... لأن التصوير حرام عند طائفة الأميش.
وهذه الغطاءات لا يعتبرونها فنا ... لأنه عندهم لا يخلق الجمال إلا الله. وكلمة"فن"عندهم لا معنى لها.
عندما تسال الأميشات النساء عن أجمل شيء في العالم فالجواب يكون دائما على هذا الترتيب:
-اسرتي وأبنائي.
-حديقتي
-نسيجي quilt
نمط الحياة:
-لا سيارات ولا دراجات .... عربات تجرها الحصان فقط.
-لا يقبلون أي شيء من الدولة.
-لا يحتاجون إلى مساعدات أو منح.
-لا يقبلون الخدمة العسكرية.
-لا يقبلون المشاركة في الانتخابات ولا الاستفتاءات .....
-لا يقبلون بوليصات التأمين.
-لا يدخنون.
-لا عنف ولا خصومات.
-الأطفال لآبائهم وليس للدولة.
-يحبون الكرم والضيافة.
-لا معبد.
-لا بناية ثقافية.
الشعائر والطقوس:
-احتفالات دينية كل اسبوعين –يوم الأحد-تقام في ضيعات الأميش حيث تتكون المجموعة من 40 عائلة.
- الاحتفال 4 ساعات من الابتهالات والصلوات لكن بدون موسيقى فهي حرام عند الأميش.
راجعوا موسوعة ويكيبيديا في الموضوع.
http://fr.wikipedia.org/wiki/Amish
ـ[أبو الهيثم]ــــــــ[09 Mar 2006, 03:56 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يعني كنت لا أحب أن تقول سلفيون،،، لأن لا وجه لتشبيه النصار الكفار الضلال
بالفرقة الناجية،،، التي تتسمى بالسلفيين نسبة إلى تمسكهم بما كان عليه الجيل الأول و ما يليه ممن اتبععوهم بإحسان
و لكن كان يليق من باب الوصف أن تقول مثلا أصوليون
إلى غير أن عرضك المجرد، يثير عندي و عند كل ذي إيمان غيرة على الحق،، فكان من منهج القرآن و السنة أن إذا ذكر هؤلاء،، فلابد من التعقيب بالبراءة منهم ومن رجسهم أي شركهم.
فبارك الله فيك، نرجو عرضك أن يكون منصفا، من الوجهه الشرعية
ـ[أبو الهيثم]ــــــــ[09 Mar 2006, 03:59 ص]ـ
كما أننا نرجو لهؤلاء الإسلام، فوالله لا نواليهم ولا نحبهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و أن عيسى عبد الله و رسوله، و كلمته ألقاها إلى مريم و روح منه،
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[10 Mar 2006, 12:31 ص]ـ
مقتطفات مهداة إلى:
-التغريبيين .... زمار الحي لا يطرب عندهم فلعلهم يطربون.
-الغربيين .......... الذين يحترمون"ظلامييهم" فلا تشنيع ولا استهزاء ولا اعتقال ......
هذا كلام الأخ أبي عبد المعز .. فقط لكشف اللبس.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[10 Mar 2006, 01:05 ص]ـ
الأخ عزمي ....
أنت لبيب حقا .... لقد أدركت أن بيت القصيد في مقالي هو الإهداء ..... شكرا على كشف اللبس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[10 Mar 2006, 11:24 ص]ـ
أخي الكريم،،
هل تتكرم ببيان الفرق بينهم وبين المورمون؟
وشكراً لكم
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[10 Mar 2006, 05:52 م]ـ
الأخ الفاضل عبد الرحيم-حفظك الله- ..
بعض الفقرات التعريفية بطائفة المورمون:
-يسمون أنفسهم"قديسو نهاية العالم" أو المورمون.
-يعتقدون أن الكنيسة أسسها المسيح عليه السلام شخصيا ...... عكس الطوائف الأخرى التي ترجع الكنيسة الى قديسهم بولس. فالكنيسة عندهم إلهية وليست رسولية.
-يعتقدون أن نظامهم الكنسي موروث عن السيد المسيح أما الأنظمة الأخرى والتغييرات التي طرأت عليها فهي بدع وهرطقة ...... ويسمون قرون التغيير في عقيدة ونظام الكنيسة النصرانية التي استمرت 18 قرنا "الكفر الكبير" أو البدعة الكبيرة" la « Grande Apostasie ».
- يعتقدون أن يوسف سميث ... 1820هو أول أنبياء كنيستهم ... ويزعمون أن هذا الرجل احتار إلى أي كنيسة ينتمي فاعتزل باحثا عن الحقيقة إلى أن ظهر له يوما في غابة قريبة من بيته ملك أو الرب الأب أو الابن-تعالى الله عما يقول الضالون- فارشدوه إلى تأسيس الكنيسة الحقة .... لأن الكنيسة الموجودة تائهة ضالة.
-يعتمد المورمون على الكتاب المقدس عند النصارى .... لكنهم يعتمدون أيضا على كتاب مورمون .... ومورمون عندهم نبي ومؤرخ! قديم عاش في القارة الأمريكية في فترة 400 بعد الميلاد=قبل اكتشافها من قبل الاروبين. ومخطوطات هذا النبي المؤرخ اكتشفها يوسف سميث في إحدى تلال ولاية نيويورك بإلهام من الرب. ونشر هذا الكتاب سنة 1830.وظهرت اول ترجمة له بالفرنسية سنة 1852.
محتوى هذا الكتاب يدور حول تسجيلات حولية تاريخية مقدسة للشعب المسيحي الذي عاش في القارة الامريكية قبل اكتشافها ... وهي حوليات تؤرخ لألف عام لشعب من معتقداته أن المسيح ابن الله نزل على الأرض ليخلص البشرية من أخطائها ...
-معنى هذا أن النصرانية عند المورمون ليس وافدة مع الفاتحين والغزاة الاروبيين بل هي دين محلي .... بل هي النصرانية الحقة.
-يقدر عدد المورمون في العالم 13 مليون .... منهم 36 الف في فرنسا .... و151 الف في كندا. وهو الدين الرابع في الولايات المتحدة الامريكية.
-لا علاقة مباشرة بين المورمون والأميش ..... باستثناء موقف الرفض للتراث النصراني ... مع تسجيل أن الأميش موقفهم في جوهره رفض لنمط العيش الغربي فقط .... أما المورمون فهم يبدعون ويكفرون كل الكنائس السابقة.
أرجو أن يكون هذا القدر القليل كافيا.
ولك تحياتي ...
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[10 Mar 2006, 07:05 م]ـ
جزاكم الله خيراً،،
سمعت من أحد الإخوة (وهو دكتور في مقارنة الأديان) زارهم في نيويورك ولاحظ أنهم قد اقتبسوا بعض عباداتهم عن الإسلام ..
هل تأكد لديك شيء من هذا؟
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[10 Mar 2006, 07:22 م]ـ
أخي الحبيب:
ليس لدي شيء ... وموضوع مقارنة الأديان هذا ليس لي فيه إلا ما قد تعلم أنت أو أقل مما تعلم .......
ولعل هذا الدكتور يشيرإلى أمر معروف عند طائفة المورمون وهو إباحتهم لتعدد الزوجات .. كالمسلمين.
ولو شئت رأيي -وهو مجرد رأي-فمن المستبعد من طائفة تكفر إخوانهم النصارى أن تقتبس من المسلمين وهم كفار عند جميعهم ..... بل الملحوظ عند هؤلاء الاعتزاز الشديد بالذات حتى أن أرضهم قدسوها .... وقدسوا أسلافهم فيها .... فلا يناسب نفسياتهم الاقتباس من غيرهم.
والله اعلم.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[10 Mar 2006, 11:38 م]ـ
الحمد لله رب العالمين،
لم ياخذ المورمون شيئًا من دينهم من المسلمين بل حدث أن اتفقوا معهم في قليل من المسائل واختلافهم أكبر وأعظم .. أما تعدد الزوجات فقد أباحوه في البداية بغرض زيادة نسلهم وتكثير عددهم ثم حرموه!
ويختلف المورمون في نظرتهم للنبي صلى الله عليه وسلم عن بقية الفرق النصرانية؛ فهم يعتبرونه نبي الله حقًا وأن الله أرسله لغرض محدد .. أخبرني بهذا أحد منصريهم من عدة سنوات ثم تأكدت منه عندما اطلعت على بعض مواقعهم وانظر هذا الرابط على سبيل المثال:
http://library.lds.org/library/lpext.dll/ArchMagazines/Ensign/2000.htm/ensign%20august%202000.htm/a%20latterday%20saint%20perspective%20on%20muhamma d.htm
والله أعلم.
ـ[عبدالله حسن]ــــــــ[15 Mar 2006, 08:14 ص]ـ
بين الحين و الاخر يحاكم بعض المورمون في امريكا بتهمة تعدد الزوجات .. يبدو ان الضغوط السياسية هي التي تجبرهم على التقية و المورمون يؤمنون بوجود انبياء على قيد الحياة في كل زمن .. فلهم في هذا العصر على الاقل نبي واحد!(/)
سؤال بالنسبة لمن يؤلف ويطبع لهم كتب؟
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[07 Mar 2006, 12:37 ص]ـ
بعض أهل العلم الحاليين إذا ما كان يصنف كتاباً وسئل من أصدقائه من أهل العلم ما يعد من الكتب، يهرب من الإجابة خشية السرقة العلمية، وهي فعلاً تحدث لبعضهم، فعل يأثم إذا كتم ما يعد حتى يطبع كتابه فيسجل بذلك السبق.(/)
مفاهيم اتصالية (دعوة الأقارب)
ـ[د. محمد مشرح]ــــــــ[07 Mar 2006, 07:54 ص]ـ
مفاهيم اتصالية (دعوة الأقارب)
1 - أهمية الموضوع.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين أمابعد: فإن تشويشا قد حدث في مفهوم الدعوة إلى الله تعالى في الأذهان مما أثر على التطبيقات العملية الميدانية، و أضعف في الأمة الرؤية السليمة نحو الحفاظ على استمرارية التوسع الدعوية السليمة اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وهذا أدى إلى ضعف في أداء النصيحة على الوجه المطلوب.وإذا كان هذا الضعف قد بدأ يخبو شيئا فشيئا لكنه يحتاج إلى تعاون واستمرار للتضييق عليه حتى يخيم الفهم السليم بوضوح رؤية نحو المبادئ والأهداف والوسائل النافعة مواكبة للمرحلة بما فيها من وسائل وأساليب متطورة حسب القدرة؛ فمنهج الإسلام يستوعب كل جديد دعوة وسواها، لكن من أهم ما يتميز به المجتمع الإسلامي في توسيع الفهم السليم أن النصيحة عنده قد تصل إلى حد الفرضية؛ فهي مقدسة، وهي دين عنده؛ لكن الغفلة والتشويش في الفهم أديا إلى خلل كبير في النظام الانسياحي للتوعية السليمة، التي تعتبر حصنا حصينا من الهجمة الشرسة المدروسة ضد الأمة وبخاصة في ظل وسائل فاعلة وسريعة فأحببت أن أذكّر بشيء نسيناه وهو دعوة الأقارب والجيران ومن يسهل الاتصال به، تعاونا مع الجهات ذات الصلة كا التعليم والإعلام وسواها والذي أردته هنا هو شيء يمكن تطبيقه عمليا بسهولة ويسر لمن هم خارج إطار العملية التعليمية ممن منعه انشغاله عن المساهمة في هذا الجانب المهم حيث يؤدي ما يقدر عليه وحسب استطاعته وهو جهد تستفيد الأمة منه كثيرا إذا ما التفتت إليه، واستوعبته ...
2 - فهم تلزم مراجعته
دعوة الأقارب بما يستوعبه هذا اللفظ من معنى أولوية وإجبارية ومؤثرة ومثمرة؛
لكنها منسية أو مهملة من الداعي؛ لاعتبارات منها أ- خفاءٌ في ترتيب الأولويات إذ يبدأ الداعي إلى الله أولويته بغير الأقارب؛ فيبدأ بغيرهم عن طريق الخطب والدروس والمواعظ ... وقد لا يحضرها أحد من أقربائه وكأنهم معفون منها أو مستغنون عنها.
ب- ظنه عدم جدواها، واستبعاد تأثّرهم بدعوته؛ لاعتيادهم عليه. ج- وجود خلافات عائلية بسبب من الأسباب، والتي تعتبر معتادة بين الأسر وينبغي أن يكون مهندسا في ردمها ومسحها كلما حدث شيء منها ... أو نحو ذلك من الأسباب التي تُقعد الداعي عن دعوة أهله وجيرانه ومعارفه.
ولا أعني – قطعا- التوقف عن دعوة غير الأقارب بحسب القدرة والمكنة؛ لكني أعني ترتيب الأولويات الموجبة في العطاء الدعوي ولفت الانتباه إلى أمر كدنا إغفاله وطمره؛ وكأنه غير موجب ... وليس يغيب عن المتدبر كونه من أسباب الإقفار الذي لحق الخط الدعوي السليم؛ إنه يسهم في عرقلة توسيع دائرة الفهم ونسيان الأدلة الموجبة لذلك.
3 - أدلة موجبة
تذهب عن ذهن الداعي أدلة موجبة في أسبقية دعوة الأقارب وتقديمهم على غيرهم منها:
قوله تعالى {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)} [1] وقوله تعالى (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً (36). [2]
قال أبو هريرة رضي الله عنه قام رسول الله e حين أنزل الله عز وجل] وأنذر عشيرتك الأقربين [قال يا معشر قريش أو كلمة نحوها اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئا يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا ويا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا ويا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي لا أغني عنك من الله شيئا ... } [3]
وقوله صلى الله عليه وسلم {خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى وابدأ بمن تعول} [4]
وغيرها من الآيات والأحاديث التي توضح عظم حق الأقارب في الدعوة وسواها من المنافع، وتقديمهم على غيرهم.
4 - ميزات كامنة
من ميزات دعوة الأقارب:
أ- اليسر والسهولة فلا يستدعي ذلك بذل جهد كبير؛ كالانتقال من مكان لآخر لكونهم موجودين بصورة طبيعية حول الداعي؛ ومتعايشين معه، ولا بذل مشقة في التعرف عليهم أو التمهيد للحديث أو التعامل معهم، ... فكل الأجواء مهيأة، ... والقدوة وسيلته الأشد تأثيرا عليهم إيجابا أو سلبا لكثرة التماس معهم.
بالإضافة إلى كونها تدريبا للداعي على دعوة الآخرين خارج نطاق الأقارب ... فإذا نجح مع الأقارب كسب خبرة وثقة، ونجح مع غيرهم؛ وفشله مع أقربائه معوق .. في دعوة الآخرين ...
ب- التأثير العميق
فبينه وبينهم روابط ووشائج قربى؛ رابطة الدم، جوار زمالة عمل أو دراسة أو سفر ... ما يكفل –بفضل الله - تأثر وتأثير للثقة والحب والحنين من جانب، والاستمرارية من جانب آخر ... [5]
ج- العون الأكيد
اهتمام الداعي القائم بالاتصال بأقربائه، وإصلاح شأنهم في هذا عون له على مهمته الاتصالية؛ وأم المؤمنين خديجة رضي الله عنها مضرب المثل الأول في هذا. لقد كانت نعم العون لرسول الله صلى الله عليه وسلم في إعانته على مواصلة الدعوة ما يستدعي وقفة متأنية عند هذا المثل العظيم للإفادة منه ...
--------------------------------------------------------------------------------
[1]- سورة الشعراء
[2]- سورة النساء
[3]- البخاري 3/ 1012. رقم 2602
[4]- المرجع السابق 2/ 518. رقم 1360.
[5]- يولي موقع إسلام أون لاين والاصلاح نت وسواها من المواقع المهتمة به اهتماما مشكورا؛ حبذا متابعة ذلك فيها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ام حفصة]ــــــــ[29 Mar 2006, 07:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
اريد ان اعرف الحكمة من تحريم الوصل من حديث (لعن الله الواصلة والمستوصلة .....(/)
فوائد من تاريخ أبي زرعة الدمشقي
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[09 Mar 2006, 09:19 م]ـ
الحمد لله فاطر السموات والأرض، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وسلم.
أما بعد:
فهذه بعض الفوائد علقتها من كتاب تاريخ أبي زرعة الدمشقي، أسأل الله أن ينفع بها كاتبها، وقارئها.
* الطبعة التي أعزو لها: من مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، وتحقيق شكر الله القوقاجي.
1/ 206:
حدثنا عبد الأعلى بن مسهر قال: حدثني يحيى بن حمزة عن ابن أبي غيلان الفلسطيني قال: قال ابن موهب: ثلاث إذا لم يكن في القاضي، فليس بقاض: يسأل وإن كان عالماً، ولا يسمع شكية من أحد ليس معه خصمة، ويقضي إذا فهم.
حدثنا عبد الأعلى بن مسهر قال: حدثني يحيى بن حمزة عن ابن أبي غيلان الفلسطيني: أن الزهري قال: ثلاث إذا كن في القاضي فليس بقاض: إذا كره اللوائم، وأحب المحامد، وكره العزل.
1/ 265:
حدثنا صفوان بن صالح قال: حدثنا عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي قال: دفع إلي يحيى بن أبي كثير صحيفةً فقال: اروها عني، ودفع إلي الزهري صحيفة فقال: اروها عني.
حدثنا وليد بن عتبة قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: سمعت الأوزاعي يقول: أعربوا الحديث فإن القوم كانوا عرباً.
حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: سمعت الأوزاعي يقول: لا بأس بإصلاح الخطأ واللحن في الحديث.
حدثني أحمد بن أبي الحواري قال: حدثنا الوليد بن مسلم، يقول: سمعت الأوزاعي يقول: كنا نسمع الحديث، فنعرضه على أصحابنا، كما يعرض الدرهم الزائف فما عرفوا منه أخذنا، وما أنكروا تركنا.
وانظر: 2/ 722.
1/ 271:
حدثني هشام قال: حدثنا الهيثم بن عمران قال: سمعت الأوزاعي، وسأله منيب فقال: أكل ما جاءنا عن النبي صلى الله عليه وسلم نقبله؟ فقال: نقبل منه ما صدق كتاب الله عز وجل، فهو منه، وما خالفه فليس منه.
قال له منيب: إن الثقات جاؤوا به. قال: فإن كان الثقات حملوه عن غير الثقات؟
1/ 305:
حدثني أبو سعيد، عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا محمد بن شعيب عن يزيد بن أبي مريم الأنصاري قال: كان يقدم علينا أبو قلابة، فينزل دار صفوان، فقدم فنزل داريا، فقلت له: يا أبا قلابة: كان الله ينفعنا بمجالستك. فقال: كنا نجالسكم فلما قلتم عمّن، تركنا ذاك.
1/ 311:
حدثني معن بن الوليد بن هشام قال: حدثنا وكيع قال: قال إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر: كان يستعان على حفظ الحديث بالعمل به.
قال أبو مسهر: حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن يزيد بن يزيد بن جابر قال: قال معاذ: اعلموا ما شئتم أن تعلموا، فلن يأجركم الله بالعلم حتى تعملوا.
سمعت أبا مسهر يقول: حدثني عباد الخواص، رفعه قال: أول العلم: الإنصات، ثم الاستماع، ثم الحفظ، ثم العمل، ثم النشر.
1/ 315:
حدثنا أبو مسهر قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى قال: إن جاءنا العلم من الحجاز عن الزهري قبلناه، وإن جاءنا من الشام عن مكحول قبلناه، وإن جاءنا من الجزيرة عن ميمون قبلناه، وإن جاءنا من العراق عن الحسن قبلناه.
قال سعيد: كان هؤلاء الأربعة العلماء في زمان هشام.
حدثني عبد الله بن ذكوان قال: حدثنا عمرو بن أبي سلمة قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: عن سليمان بن موسى، يزيد فيه: وإن جاءنا من اليمن عن طاوس قبلناه، وإن جاءنا عن عطاء من الحجاز قبلناه.
حدثنا أبو مسهر قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى قال: إذا كان علم الرجل حجازياُ، وخلقه عراقياً، وطاعته شامية، فقد كمل.
وحدثني محمد بن أبي أسامة عن ضمرة بن ربيعة عن صدقة بن المنتصر عن عروة بن رويم قال: قال روح بن زنباع الجذامي: إذا كان فقه الرجل حجازياً فقد كمل.
1/ 335:
حدثنا هشام قال: حدثنا مغيرة بن مغيرة عن رجاء بن أبي سلمة عن خالد بن دريك قال: كانت في ابن محيريز خصلتان، ما كانتا في أحد ممن أدركت من هذه الأمة: كان أبعد الناس أن يسكت عن حق بعد أن يتبين له تكلم فيه، غضب فيه من غضب، ورضي من رضي. وكان من أحرص الناس أن يكتم من نفسه أحسن ما عنده.
1/ 346:
حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم عن عمر بن أبي سلمة عن سعيد بن عبد العزيز قال: ما كان أحد يطمع أن يفتتح الدنيا في مجلس عطية بن قيس.
1/ 355:
حدثنا محمد بن أبي أسامة قال: حدثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة قال: سمعت عبدة بن أبي لبابة يقول: لوددت أن حظي من أهل هذا الزمان: لا يسألوني عن شيء، ولا أسألهم، يتكاثرون بالمسائل كما يتكاثر أهل الدراهم بالدراهم.
1/ 364:
حدثني الحسن بن عبد العزيز قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: سمعت الأوزاعي يقول: كان هذا الأمر بيناً سنياً شريفاً، إذ كان الناس يتلاقونه بينهم، فلما كتب ذهب نوره وصار إلى غير أهله.
1/ 380:
أخبرني عبد الرحمن بن إبراهيم عن الوليد بن مسلم عن ابن جابر قال: قال مكحول: من فقه الرجل ممشاه ومدخله مع أهل العلم.
قال الوليد بن مسلم: وكان ابن جابر يقول: لا يؤخذ العلم إلا ممن شهد له بالطلب.
وسمعت أبا مسهر يقول: إلا جليس العالم، فإن ذلك طلبه.
1/ 386:
حدثنا أبو مسهر قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: ذكر عثمان بن سعد العذري أهل العراق عند عمر بن عبد العزيز، فقال عمر: لا تفرقوا بين الناس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[09 Mar 2006, 09:21 م]ـ
1/ 409:
فأخبرني الحكم بن نافع قال: أخبرنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال: سمعت عبد الملك بن مروان بإبلياء - قبل أن يقع الوجع الذي خرج منه إلى الموقر - خطيباً يقول: إن العلم سيقبض قبضاً سريعاً، فمن كان عنده علم فليظهره، غير غال فيه ولا جاف عنه.
1/ 409:
حدثني حيوة بن شريح، والوليد بن عتبة عن أبي حيوة عن شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال: اختلفت من الحجاز إلى الشام، ومن الشام إلى الحجاز خمساً وأربعين سنة ما استطرفت حديثاً واحداً.
فأخبرني محمد بن أبي مقاتل قال: حدثنا نعيم بن حماد عن بقية عن شعيب بن أبي حمزة قال: سمعت الزهري يقول: ما وجدت أحداً يفيدني - في ترددي إلى الشام - حديثاً.
1/ 412:
حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر قال: أخبرني صالح بن كيسان قال: اجتمعت أنا والزهري، ونحن نطلب العلم، فقلت: نكتب السنن فكتبنا ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: نكتب ما جاء عن أصحابه، فإنه سنة، فقلت له: إنها ليس بسنة، فلا نكتبه، قال: فكتبه، ولم نكتبه، فأنجح، وضيعنا.
1/ 420:
حدثنا عبيد بن حبان عن مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد قال: سأل عمر بن عبد العزيز عن بسر بن سعيد. فقيل: مات - وقد علم أنه قد مات - قال: فما فعل عبد الله بن عبد الملك؟ قيل: مات. وذكر أن عبد الله بن عبد الملك أورث سبعين مدياً من ذهب. فقال عمر: إن كان مدخلهما واحداً، لأن أعيش بعيش بسر بن سعيد أحب إلي من أن أعيش بعيش عبد الله بن عبد الملك. قال: فلما قام الناس، دنا منه مزاحم فقال: يا أمير المؤمنين، أهلك؟ قال: لا أدع أن أذكر أهل الفضل بفضلهم.
1/ 420:
حدثنا عبيد بن حبان عن مالك بن أنس قال: بلغني عن القاسم بن محمد كلمة أعجبتني، وذاك أنه قال: من الرجال رجال لا تذكر عيوبهم.
1/ 421:
قال أبو مسهر: ينبغي للرجل أن يقتصر على علم بلده، وعلى علم عالمه، فلقد رأيتني أقتصر على سعيد بن عبد العزيز، فلما أفتقر معه إلى أحد.
قلت: هذا الكلام على إطلاقه فيه نظر، نعم في البداية هذا المطلوب، وأما بعدها فلا
وانظر 2/ 680.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[11 Mar 2006, 11:05 م]ـ
1/ 422:
حدثني سليمان بن عبد الرحمن قال: حدثنا ابن وهب عن مالك قال: سمعت ابن هرمز يقول: ينبغي للعالم أن يورث جلساءه من بعده: لا أدري، حتى يكون أصلاً منه في أيديهم، حتى إذا سئل أحدهم عما لا يعلم، قال: لا أدري.
1/ 422:
حدثني أحمد بن أبي الحواري قال: حدثنا مروان بن محمد قال: سمعت مالك بن أنس يقول: جلست إلى ابن هرمز ثلاث عشرة سنة، فأخذ علي ألا أروي عنه شيئاً.
1/ 423:
حدثنا أبو مسهر قال: سألت مالك بن أنس عن شيء، فقال لي: لا تسل عما لا تريد، فإنك تنسى ما تريد، قال: فضرب لي مالك مثلاً، فقال: من اشترى ما لا يريد يوشك أن يبيع ما يريد.
1/ 423:
أخبرني الحارث بن مسكين عن ابن وهب قال: حدثني مالك عن يحيى بن سعيد عن عبد الله - مولى بني سلمة - أنه أفتى رجلاً بشيء - قال مالك: وكان عبد الله من القراء - قال: فقال ذلك الرجل: إن أهل إفريقية لا يقولون هذا، فقال عبد الله: ومتى كان أهل إفريقية يفتون الناس؟!
1/ 424:
حدثنا عبيد الله بن حبان عن مالك بن أنس قال: كان نافع، وابن ميسرة وسعيد بن أبي هند يصلون الصبح، ثم يجلسون إلى السبحة، ما يكلم واحد منهم صاحبه.
1/ 427:
حدثني محمود بن خالد عن أبي مسهر عن مالك بن أنس أنه حدثهم عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن - قال مالك: ونعم القاضي كان ابن خلدة - قال ربيعة: قال ابن خلدة: يا ربيعة إن الناس قد أطافوا بك فليكن همك أن تتخلص منهم قبل أن تخلص بينهم.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[14 Mar 2006, 01:14 م]ـ
1/ 427:
أخبرني الحارث بن مسكين عن ابن وهب قال: حدثني مالك بن أنس: أن إياس بن معاوية قال لربيعة: إن البناء إذا بني على غير أس، لم يكد يعتدل.
يريد بذلك: المفتي الذي يتكلم عن غير أصل يبني عليه كلامه.
1/ 428:
وحدثني الحارث عن ابن وهب عن مالك أنه حدثه قال: كان ربيعة أعجل فتيا، وأعجله جواباً، وكان يقول: مثل الذي يعجل بالفتيا، قبل أن يتثبت كمثل الذي يأخذ شيئاً من الأرض، ولا يدري ما هو.
1/ 433 - 434:
(يُتْبَعُ)
(/)
وسمعت علي بن عياش يقول: كان شعيب بن أبي حمزة عندنا من خيار الناس، وكنت أنا وعثمان، وابن دينار من ألزم الناس له، وكان ضنيناً بالحديث، وكان يعدنا بالمجلس، فنقيم نقتضيه إياه، فإذا فعل، فإنما كتابه بيده، ما نأخذه، وكان من صنف آخر في العبادة، واعتزال الناس إنما كان يصلي، ثم يخرج ..
وأخبرني أحمد بن حنبل قال: رأيت كتب شعيب، فرأيت كتباً مضبوطة مقيدة، ورفع من ذكره فقلت: فأين هو من يونس بن يزيد؟ قال: فوقه. قلت: فأين هو من عقيل بن خالد؟ قال: فوقه. قلت: فأين هو من الزبيدي؟ قال: مثله.
وقال أبو زرعة: فأخبرني الحكم بن نافع قال: كان شعيب بن أبي حمزة عسراً في الحديث فدخلنا عليه حين حضرته الوفاة، قال: هذه كتبي قد صححتها، فمن أراد أن يأخذها فليأخذها، ومن أراد أن يعرض فليعرض، ومن أراد أن يسمعها من ابني فليسمعها، فقد سمعها مني.
ونحوه في: 2/ 715.
1/ 435:
حدثني الوليد بن عتبة عن أبي صالح عن الليث عن يونس قال: قال لي ابن شهاب: أطعني وتوضأ مما مسته النار. قال: قلت: لا أطيعك وأدع سعيد بن المسيب.
1/ 437:
قال محمد بن أبي عمر عن ابن عيينة قال: سألت الزهري عن حديث فلم يخبرني، فقال له سعد بن إبراهيم: أجب الغلام عما سألك. فقال الزهري: أما إني أعطيه حقه، قال: فكأنه أرضاه. قال: فقلت لسعد: أجل إنه ليفعل ذلك، فسره ذلك.
1/ 439:
وسمعت أحمد بن حنبل يسأل عن سفيان، ومالك إذا اختلفا في الرأي؟
قال: مالك أكبر في قلبي. قلت: فمالك والأوزاعي؟ قال: مالك أحب إلي، وإن كان الأوزاعي من الأئمة قيل له: فمالك وإبراهيم؟ قال - كأنه شنعه -: ضعه مع أهل زمانه.
1/ 440:
حدثنا عبيد بن حبان قال: قلت لمالك بن أنس: يا أبا عبد الله، الناقة تذبح وفي بطنها جنين يرتكض، فيشق بطنها فيستخرج جنينها، أتؤكل؟ قال: نعم، قلت: إن الأوزاعي قال: لا تؤكل قال: أصاب الأوزاعي.
حدثني علي بن الحسن النسائي الرقي قال: حدثنا سلمة بن سعيد قال: قال مالك - وذكر عنده الأوزاعي، فقال: - كان إماماً يقتدى به.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[17 Mar 2006, 07:20 م]ـ
1/ 441:
حدثنا علي بن عياش قال: حدثنا عطاف بن خالد قال: قيل لزيد بن أسلم: عمن يا أبا أسامة؟ قال: ما كنا نجالس السفهاء، ولا نحمل عنهم.
1/ 449و2/ 721:
حدثني دحيم قال: حدثنا أيوب بن سويد عن الأوزاعي قال: كان عطاء من أرضى الناس عند الناس، وما كان ينهد إلى مجلسه إلا سبعة أو ثمانية.
1/ 451:
أسئلة كثيرة في الرجال والأحاديث وجهها للأئمة لأحمد ويحيى وغيرهم.
1/ 465:
وسمعت أبا نعيم يقول: لم يسمع سفيان من عمرو بن مرة إلا سبعة أحاديث سمعتها كلها من سفيان، غير واحد لم أضبطه، نرى أنه حديث طلق بن قيس.
فحدثنا أبو نعيم قال: وكان سفيان إذا تحدث عن عمرو بن مرة بما سمع، يقول: حدثنا، وأخبرنا. وإذا دلس عنه يقول: قال عمرو بن مرة.
1/ 469:
وحدثني عبد الله بن جعفر عن عبيد الله بن عمرو قال: جئت محمد بن سوقة معي شفيعاً عند أبي إسحاق، فقلت لإسرائيل: استأذن لنا الشيخ. فقال لنا: صلى بنا الشيخ البارحة فاختلط، قال: فدخلنا عليه، فسلمنا وخرجنا.
1/ 469:
حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال: حدثنا مروان بن محمد قال: قال الأوزاعي: إذا سمع القوم جميعاً، فأذكر بعضهم بعضاً فلا بأس أن يحدثوا به. وإن أذكروه، فلم يذكروه تحدثوا به عن من أذكرهم.
وأخبرني أحمد بن أبي الحواري قال: استفهمت عبد الله بن إدريس كلمة من حديث فأفهمنيها بعض أصحاب الحديث. فقلت: إني أحب أن أسمعها من فيه. قال عبد الله: هو كما قال: كنا يأخذ بعضنا على بعض.
وأخبرني عبد الرحمن بن إبراهيم قال: سمعت شعيب بن إسحاق يقول في استفهام الشيء الذي يسقط عن الحديث، فقال: إذا حضر المجلس أجزأه.
حدثنا أحمد بن يونس قال: حدثنا حبان قال: حدثنا الأعمش قال: كنا نجلس إلى إبراهيم فتتسع الحلقة، فربما تحدث بحديث فلا يسمعه من تنحى عنه، فيسأل بعضهم بعضاً عما قال، ثم يرونه عنه، وما سمعوه منه.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو زرعة: فرأيت أبا نعيم لا يعجبه هذا، ولا يرضى به لنفسه، وأخبرنا فيما سقط عنه من الحرف الواحد، والاسم مما سمعه من سفيان والأعمش، فيستفهمه من أصحابه رواه عن أصحابه، لا يرى غير ذلك واسعاً له. وأخبرنا أن الأعمش حدثهم بشيء - كان الأعمش يحدث به على غير ذلك - فأذكروه به، فقال لنا: صدقتم، أنتم أحفظ مني.
قال أبو زرعة: ورأيت أبا مسهر يفعل ذلك فيما حمل عن سعيد بن عبد العزيز، ورأيته يكره للرجل أن يحدث، إلا أن يكون عالماً بما يحدث، ضابطاً له.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[19 Mar 2006, 05:47 م]ـ
1/ 472و508:
حدثني محمد بن توبة قال: حدثنا موسى بن عبد الرحمن بن مهدي عن أبيه عبد الرحمن بن مهدي عن حماد بن زيد قال: قال لي أيوب: لو جئت حتى تنظر في شيء من الرأي. قال: قلت: نعم. قال: فسكت سكتة ثم قال: قيل للحمار ما لك لا تجتر؟ قال: أكره مضغ الباطل.
1/ 476:
تسمية جمع من المكنين عن الإمام أحمد وغيره.
1/ 506:
سرد كلام لبعض كلام الأئمة في أبي حنيفة رحم الله الجميع.
1/ 508:
قال أبو زرعة: وأنكر بعض أهل العلم أن يكون ابن شهاب سمع من أبان بن عثمان بن عفان. فذكرت ذلك لعبد الرحمن بن إبراهيم، فلم ينكر لقاءه.
وقال لي: عمر بن عبد العزيز ولي على أبان بن عثمان بن عفان على المدينة، والزهري في صحابة عمر بن عبد العزيز بالمدينة.
فحدثني آدم قال: حدثنا ابن أبي ذئب عن الزهري قال: قال رجل لعمر بن عبد العزيز: طلقت امرأتي، وأنا سكران.
قال الزهري: فكان رأي عمر بن عبد العزيز مع رأينا أن يجلده، ويفرق بينه وبين امرأته حتى حدثه أبان بن عثمان بن عفان: ليس على المجنون ولا السكران طلاق.
فقال عمر: تأمروني! وهذا يحدثني عن عثمان بن عفان؟ فجلده ورد إليه امرأته.
قال أبو زرعة: فهذه مشاهدة وسماع صحيح. ثم نظرنا فوجدنا أمثال ابن شهاب قد سمع من أبان بن عثمان، وسمع منه من هو دونه في السن.
1/ 522:
قال ابن أبي عمر عن ابن عيينة عن هشام بن عروة قال: خرج عروة إلى الوليد بن عبد الملك، فخرجت برجله آكلة، فقطعها، وسقط ابن له عن ظهر بيت، فوقع تحت أرجل الدواب، فقطعته، فأتاه رجل يعزيه، فقال: بأي شيء تعزيني - ولم يدر بابنه -: فقال الرجل: ابنك يحيى، قطعته الدواب، قال: وأيمك، لئن كنت أخذت، لقد أعطيت، ولئن كنت ابتليت، لقد عافيت. وقال: لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا.
1/ 522:
قال محمد بن أبي عمر: إن سفيان حدثهم عن عمرو قال: رأيت عروة بن الزبير جالساً في المسجد الحرام على طنفسة في زمان ابن الزبير، لا يقاتل.
قال سفيان: وقال عمرو: كان جباناً، وربما كان عمرو يذكر من جبنه. اهـ
قلت: لعله تركه لأنه يراه قتال فتنة، ولا يريد أن يلي قتل مسلم، والجبان لا يقترب من مواطن القتل بل يلزم داره. والله أعلم.
1/ 535:
قال ابن أبي عمر إنه سمع ابن عيينة قال: سمعت الزهري، وعمرو بن دينار يتمثلان بالشعر في مجلسهما في المسجد.
1/ 539:
حدثني سليمان بن حرب قال: حدثنا شعبة عن علي البناني عن أبي نضرة قال: كانوا إذا جلسوا يتذاكرون الفقه، أمروا رجلاً فقرأ عليهم سورة من القرآن.
وفي 1/ 553:
حدثني عقبة قال: حدثني عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا شعبة عن علي بن الحكم عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: ذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - فقال: كان هذا حديثهم - يعني الفقه - إلا أن يقرأ رجل سورة من القرآن.
1/ 540:
حدثنا داود بن عمرو بن المسيب قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سعيد بن بشير عن قتادة عن مطرف بن عبد الله قال: التنازع في العلم مذاكرة جميلة.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[23 Mar 2006, 12:57 م]ـ
1/ 550:
قال ابن أبي عمر: قال سفيان: أتدرون أي الناس أحرص على العلم؟ فسكتوا، قال: أعلمهم.
1/ 554:
قال محمد بن أبي عمر عن ابن عيينة عن إبراهيم بن سعد قال: سمعت أبي يسأل الزهري عن شيء من الخلع والإيلاء؟ فقال: إن عندي فيه لثلاثين حديثاً ما سألتموني عن شيء منها.
1/ 570:
قال أبو زرعة: وسمعته - يعني أبا نعيم - يقول: أنا سمعت عبد العزيز بن عمر يذكر عن عبد الله بن موهب قال: سمعت تميم الداري - وأنكر أن يكون بينهما قبيصة بن ذؤيب - وقال أنا سمعته يقول: سمعت تميماً.
(يُتْبَعُ)
(/)
فاحتُج عند أبي نعيم - فيما بلغني - بما قال يحيى بن حمزة عن عبد العزيز بن عمر عن عبد الله بن موهب عن قبيصة بن ذؤيب.
فقال [أبو نعيم]: قد كتب إليّ [قال أبو زرعة]: رأيت أنه أراد يحيى بن معين -: أن بينهما رجلاً، يعني: فأنكر ذلك أبو نعيم من كتابه إليه.
قال أبو زرعة: فحدثني بعض أصحابنا، أنه قال: ومَن يحيى بن حمزة حتى يحتج علي به!؟
فقيل له: يا أبا نعيم، لو قيل لك في نبل رجالك: مَن الأعمش مَن فلان؟
ألم يكن القائل يستطيع أن يقول: لكل قوم علم، ولكل قوم رجال؟ وهم أعلم بما رووا؟ فسكت أبو نعيم.
وقد سمعت أبا مسهر يذكر أنه سمع يحيى بن حمزة يحدث عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال: سمعت عبد الله بن موهب يحدث عمر بن عبد العزيز عن قبيصة بن ذؤيب عن تميم الداري، أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل من أهل الكفر يسلم على يدي الرجل من المسلمين؟ قال: هو أولى الناس بمحياه، ومماته.
قال أبو زرعة: ولم أر أبا مسهر، لما تحدث بهذا الحديث أنكره، ولا رده.
قال أبو زرعة: وهذا شيخ قديم، روى عنه من الأجلة: سعيد بن عبد العزيز، وطائفة من أهل طبقته، مثل: ابن عيينة، وغيره.
قال أبو زرعة: فوجه مدخل قبيصة بن ذؤيب في حديثه هذا - فيما نرى، والله أعلم - أن عبد العزيز بن عمر حدث يحيى بن حمزة بهذا الحديث من كتابه، وحدثهم بالعراق حفظاً.
وقد حدثني صفوان بن صالح أنه سمع الوليد بن مسلم يذكر: أن الأوزاعي كان يدفع هذا الحديث، ولا يرى له وجهاً، ويحتج الأوزاعي: أنه لم يكن للمسلمين يومئذ ذمة، ولا خراج.
قال أبو زرعة: هذا حديث متصل، حسن المخرج والاتصال، لم أر أحداً من أهل العلم يدفعه، وبالله التوفيق.
1/ 584:
حدثني أحمد بن صالح عن عنبسة عن يونس عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن أنه رأى عثمان بن عفان يفطر بعد الصلاة.
1/ 613:
حدثني يزيد بن عبد ربه قال: حدثنا محمد بن حرب قال: حدثني الزبيدي عن الزهري قال: قلت لعروة: إن أخاك يوم كسفت الشمس بالمدينة لم يزد على ركعتين، مثل صلاة الصبح. قال: أخطأ السنة.
1/ 614:
حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي قال: حدثنا ابن المبارك عن معمر عن قتادة قال: كسفت الشمس بعد العصر، فسأل سليمان بن هشام، الزهري، فقال، يستقبلون القبلة، ويدعون، ولا يصلون، قال: فذكرته لعطاء فحسنه.
قال معمر: فسألت الزهري، فقال: كذلك كانوا يفعلون.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[25 Mar 2006, 04:21 م]ـ
1/ 631 - 632:
سؤالات وجهها للإمام أحمد. منها حديث أبي بن عمارة في المسح على الخفين، وحديث التسمية على الوضوء.
1/ 635: فصل فيمن غير اسمه.
1/ 641:
أخبرني محمود بن خالد عن أبي مسهر عن مالك بن أنس قال: لما أرسل إلى ربيعة، أرسل إليه أبو العباس [السفاح] إلى العراق، فقال له: متى بلغك أني حدثت بها حديثاً فاعلم أني مجنون.
1/ 646:
حدثنا علي بن الحسن النسائي قال: حدثنا عيس بن يونس قال: حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير قال: ما وجدت عالمين، إلا كان أكثرهما توسعاً أكثرهما علماً.
1/ 654:
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن حماد عن أبي الضحى عن مسروق قال: كان أبو بكر يسلم عن يمينه، وعن شماله، ثم ينفتل ساعتئذ كأنه على الرضف.
فحدثني عبد الله بن جعفر الرقي قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن حماد عن أبي الضحى عن مسروق قال: كنا إذا صلينا خلف أبي بكر سلم عن يمينه وعن يساره، فكأنما هو الرضف، حتى يقوم أو ينفتل عن مجلسه.
1/ 654:
حدثني محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن مسروق قال: أرسل ابن عباس إلى علقمة، وأصحاب عبد الله فجعل يسأل فيخطىء ويصيب، فيفحش في أنفسنا أن نرد عليه، ونحن على طعامه.
1/ 664:
قال ابن أبي عمر عن سفيان قال: سمعت الأعمش يقول: جهدنا بإبراهيم أن نجلسه إلى أسطوانة فلم نقدر عليه، قال: ولو رأيته رجلاً أعور، عليه قباء محشو، وملحفة حمراء، وهو يجالس الشرط، لقلت: ما هذا بفقيه.
1/ 665:
حدثنا أحمد بن شبويه قال: حدثنا عمرو بن الهيثم بن شعبة عن الأعمش قال: قلت لإبراهيم: إذا حدثتني فأنسد، قال: ما قلت: قال عبد الله، فهو ما سمعته من غير واحد من أصحابه. وما قلت: حدثني فلان، فحدثني وحده.
1/ 666:
حدثني أحمد بن شبويه قال: حدثنا ابن نمير عن الأعمش قال: قال لي إبراهيم في فريضة: احفظ هذه، لعلك تسأل عنها.
1/ 669:
حدثني أحمد بن شبويه عن سليمان بن صالح قال: حدثني ابن المبارك قال: قيل للأحنف بن قيس: بأي شيء سوّدك قومك؟ قال: لو عاب الناس الماء، لم أشربه.
2/ 675:
حدثني أحمد بن شبويه قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر قال: قلت لحماد بن أبي سليمان: كنت رأساً في السنة، فصرت ذنباً في البدعة، قال: لأن أكون ذنباً في الخير، أحب إلي من أن أكون رأساً في الشر.
2/ 680:
قال محمد بن أبي عمر: قال ابن عيينة: قال أيوب: لا تعرف خطأ معلمك حتى تجالس غيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[27 Mar 2006, 05:57 م]ـ
2/ 685:
حدثنا عبيد الله بن عمر قال: حدثنا يزيد بن زريع قال: حدثنا خالد الحذاء عن أنس بن سيرين قال: كانت أم ولد لآل أنس بن مالك، قد استحيضت، فأمروني أن أسأل ابن عباس، فسألته فقال: إذا رأت الدم البحراني، أمسكت عن الصلاة.
قال أبو زرعة: فسمعت أحمد بن حنبل يحتج بهذه القصة، ويرد بها ما روي عن أنس بن مالك: أن الحيض عشر، مما رواه الجلد بن أيوب، وقال: لو كان هذا عن أنس بن مالك لم يؤمر أنس بن سيرين أن يسأل ابن عباس.
قال أبو زرعة: قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: فحديث معاوية بن قرة عن أنس في الحيض، صحيح؟
فلم يره صحيحاً، إذ ردوا المسألة إلى ابن سيرين يسأل لهم ابن عباس، كذلك قال لي، ولم يدفع لقاء ابن سيرين ابن عباس، ومسألته.
وقال: حدثنا أمية بن خالد قال: سمعت شعبة يقول: قال خالد الحذاء: كل شيء قال محمد - يعني ابن سيرين - يثبت عن ابن عباس، إنما سمعه من عكرمة، لقيه أيام المختار بالكوفة.
2/ 721:
حدثنا أبو مسهر قال: حدثني هقل بن زياد قال: أجاب الأوزاعي في سبعين ألف مسألة، أو نحوها.
2/ 722:
حدثني عبد الله بن ذكوان قال: حدثنا بقية قال: سمعت الأوزاعي يقول: تعلم ما لا تؤخذ به، كما تتعلم ما يؤخذ به.
2/ 725:
حدثني محمود بن خالد قال: حدثنا عبد الله بن كثير القارىء عن الأوزاعي قال: حدثني عبدة بن أبي لبابة عن عطاء بن أبي رباح قال: إنما أحدث الناس العمرة من بعد الحج من هلال المحرم في زمان عبد الملك بن مروان.
2/ 725:
قال أبو زرعة: مسرة بن معبد، شيخ لنا قديم، من أهل فلسطين، قد سمع من سالم بن عبد الله بن عمر، حدث عنه من الأجلة: ضمرة، ووكيع.
قال أبو زرعة: فذكرت لعبد الرحمن بن إبراهيم بعض حديثه، فقال: قد حدث عنه وكيع بحديث فأخطأ. قلت له: وما هو؟ قال: حدث عنه، عن سليمان بن موسى: لا يؤكل اللحم حتى تمضي له ثالثة أو تمسه النار. وإنما هو: مسرة عن الزهري.
قلت له: حدثنا سوار بن عمارة قال: حدثنا مسرة بن معبد عن الزهري، وسليمان بن موسى: لا يؤكل اللحم حتى تمضي له ثالثة، أو تمسه النار.
وحدثناه الوليد بن النضر عن مسرة بن معبد عن الزهري فقط.
قال أبو زرعة: فقد أصابوا جميعاً.
2/ 726:
قال أبو زرعة: قولهم في حديث زيد بن أسلم: من أدرك ركعة. اختلف فيه الثقات، وكلهم قد أصاب.
حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم قال: حدثنا أبو غسان، محمد بن مطرف قال: حدثني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار: عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صلى سجدة واحدة من العصر قبل غروب الشمس، ثم صلى ما بقي بعد غروب الشمس، فلم تفته العصر، ومن صلى سجدة من الصبح قبل طلوع الشمس، ثم صلاها بعد طلوع الشمس فلم تفته الصبح ... الخ [انظر بقيته في الكتاب]
انتهى المراد نقله من هذا الكتاب، وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.(/)
إختاروا معي ماذا نحفظ من المنظومات " يوجد جدول مقترح "
ـ[أبوطالب]ــــــــ[09 Mar 2006, 11:00 م]ـ
السلام عليكم و بعد
فالأشياء التي يحفظها الطالب ليكون مجتهداً
1 - القرآن
2 - السنة بأسانيدها
3 - القصائد العربية الحجة في اللغة
4 - الحكم على الرجال
5 - المتون أو المنظومات
الواجب على الطالب أن يحفظ من هذه الأشياء مجتمعة ما يحتاج إليه في يومه وليلته لكي لايكون مقلداً فيما يحتاجه لينفي الجهل عن نفسه ثم يبدأ فيما يحتاجه الغير لينفي الجهل عن غيره فبعدما ينتهي الطالب من حفظ ما يحتاجه يبدأ في الحفظ
أما القرآن فهو مجموع بين الدفتين يحفظه الطالب بسهولة، و يحفظ معه المتون و النظم أسهل و أثبت
ثم السنة فيبدأ بما يُحتاج إليه أكثر فيبدأ مثلاً بالأربعين النووية يحفظ الحديث بعد أن يخرجه بأسانيده ومتونه و الحكم على رجاله
و يحفظ معها اللغة فيبدأ بالأفصح كالمعلقات العشر ثم المجموعات من الشعر الحجة في اللغة
و الموضوع الذي أريد التحدث عنه و مشاورتكم فيه هو المنظومات ماذا نحفظ منها، و العلوم التي نحفظ فيها و أريد أن أستفيد من خبرتكم وخبرة شيوخكم والآن أطرح لكم ما عندي من المنظومات التي أحاول الإختيار منها و العلوم التي يحفظ فيها وهي
العلم ماذا تقترح أن يحفظ من هذه المنظومات أو غيرها
السنة أو التوحيد بأنواعه: بلغة الراوي نظم عقيدة الطحاوي للبجادي- حائية ابن أبي داود - لامية شيخ الإسلام - الجوهرة الفريدة في تحقيق العقيدة للحكمي – السفارينية
توحيد الربوبية و الألوهية: منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله و اتباع الرسول للحكمي - البراهين الموضحات لكشف الشبهات للأنصاري - تسهيل الحفظ و الوصول نظم ثلاثة الأصول للبري – ألفية الحفظي في نظم كتب ابن عبد الوهاب
الأسماء و الصفات: الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية لابن القيم - منظومة المقاصد السنية للرسالة التدمرية للسلمان - الْتَّيْسِيْرُ الْْمُجَلَّى في نظم القواعد المثلى لابن سبهان
الجدل و المناظرة: آداب البحث و المناظرة للمرصفي
ترتيب السور: ترتيب السور نسيت الناظم
علم الرسم: عقيلة أتراب القصائد للشاطبي - اللؤلؤ المنظوم فى ذكر جملة من المرسوم للمتولي
المكي و المدني: المكي و المدني للحصار
التجويد: لآلئ البيان في تجويد القرءان للسمنودي – الجزرية -عمدة المجيد في النظم و التجويد للسخاوي - تُحْفَةُ الأَطْفَالِ وَالْغِلْمَانِ للجمزوري – المفيد في التجويد للطيبي
عد الآي: نَاظِمَةُ الزُّهْرِ للشاطبي – الفرائد الحسان للقاضي
متشابه الألفاظ: هداية المرتاب و غاية الحفاظ و الطلاب في تبيين متشابه الكتاب للسخاوي
أصول التفسير: منظومة الزمزمي
القراءات: الشاطبية – طيبة النشر للجزري – الدرة المضيئة للجزري
الناسخ والمنسوخ من القرآن: منظومة الأبياري – منظومة السيوطي
التفسير و الغريب: مشتركات القرآن للأبياري - الفية العراقي في غريب القرآن
مصطلح الحديث: ألقاب الحديث للفاسي - اَللُّؤْلُؤُ اَلْمَكْنُونُ فِي أَحْوَالِ الأَسَانِيدِ وَالْمُتُونِ للحكمي - ألفية السيوطي - ألفية العراقي – البيقونية – عقد الدرر نظم نخبة الفكر للنودهي
أصول الفقه: وَسِيلَةِ الْحُصُولِ إِلَى مُهِمَّاتِ الأُصُولِ للحكمي (حنبلي) – مراقي السعود للشنقيطي (مالكي) – الكوكب الساطع للسيوطي (شافعي) تَسْهِيلُ الطُّرُقَاتِ فِي نَظْمِ الْوَرَقاتِ للعمريطي (شافعي)
القواعد الفقهية: مَنظُومَةُ أُصُولِ الفِقْهِ وَقَواعِدِهِ لابن عثيمين -مَنْظُومَةُ الْقَوَاعِدِ الْفِقْهِيَّةِ للسعدي - الْمَنظُومَةُ الفَضْفَرِيَّةُ في القواعد الفقهية
السياسة الشرعية و الأحكام السلطانية: لم أجد فيها نظماً
فقه حنفي: المنظومة الهاملية فى فروع الحنفية
فقه مالكي: التسهيل و التكميل لفقه متن خليل لابن عدود - نظم مختصر الأخضري للقلاوي - الضوء المنيرالمقتبس في فقه المالكية للشيخ الفطيس
فقه شافعي: الفية صفوة الزبد في فقه الشافعي لابن رسلان - نهاية التدريب نظم غاية التقريب للعمريطي
فقه حنبلي: روضة المرتاد في نظم مهمات الزاد لابن عطية – نيل المراد في نظم متن الزاد لابن عتيق و ابن سحمان - نَظْم اخْتِيَارَات شَيْخُ الإِسْلَام لابن سحمان - نظم ما انفرد به شيخ الإسلام ابن تيمية عن الأئمة الأربعة لابن سحمان – المفردات للعمري – السبل السوية في فقه السنن المروية للحكمي (قد تكون غير متقيدة بالمذهب)
الفرائض: الرحبية - التُّحفَةُ الْقُدْسِيَّةُ في اختصار الرحبية لابن الهائم – ألفية الفرائض لا أعلم المؤلف
الآداب: المنظومة الميمية في الوصايا والآداب العلمية للحكمي – نظم حلية طالب العلم لابن سبهان – منظومة الآداب للمرداوي
العروض: لا أعلم فيها نظماً
أصول النحو: لا أعلم فيها نظماً
النحو: ألفية ابن مالك – الكافية لابن مالك - الدرة البهية في نظم الآجرومية للعمريطي - نظم شذور الذهب في كلام العرب لليعقوبي - نظمُ المُقَدِّمَةُ الأَجرومِيَّةِ لعبيد ربه – ألفية السيوطي
الصرف: لامية الأفعال لابن مالك
البلاغة: عقود الجمان في علم المعاني والبيان للسيوطي – الجوهر المكنون للأخضري
السيرة: ألفية العراقي
الأنساب: عمود النسب للشنقيطي
التاريخ: منظومة التاريخ للحكمي
و أنصح بحفظ المنظومات التي تضم جميع أو أغلب مسائل الفن كالألفيات لكي لا يحتاج لغيرها
أعطونا اقتراحاتكم ماذا نحفظ في كل فن من هذه الفنون من هذه المنظومات و غيرها التي تحيط بكل مسائل الفن أو أغلبها(/)
سؤال فتى مجد لكنه حيران
ـ[عبدالقادر]ــــــــ[10 Mar 2006, 03:08 ص]ـ
الحمد لله الذي لم يستفتح بأفضل من اسمه كلام، ولم يستنجح بأحسن من صنعه مرام. الحمد لله الذي جعل الحمد مستحق الحمد حتى لا انقطاع، وموجب الشكر بأقصى ما يستطاع. الحمد لله مانح الأعلاق، وفاتح الأغلاق
هذه مشاركتي الأولى
مسألتي على الشكل التالي:
أود تعلم القرآن حفظا وتفسيرا
قد قرأت معظم ما كتب في هذا المنتدى الجميل بخصوص هذا الموضوع
أسألتي أنني بحاجة لخبرتكم في هذا المجال أريد برنامج علمي كي أدرك هذه الغاية وإن طال أمده
لقد حاولت في تفاسير عديدة: من ابن كثير إلي القرطبي ومن الطبري إلى فتح القديرأضف لذلك السعدي وزاد المسير والبحر المحيط
صدقوني فعلا فإنني لا أبالغ قد أقرأ للآية عدة تفاسير
أريد منكم ان تنتقوا لي من حديقة الزهر (أعني التفاسير) هذه أجمل باقة
وأن تقترحوا علي بعض الكتب العلمية في هذا المجال لقراءتها
الآن وقبل كتابة هذه الرسالة كنت قد فرغت من قراءة بعض الآيات من ابن كثير حيث قررت اتخاذه بديلا عن الطبري وما ذلك إلا لعدم التفرغ والانشغال بدراسة الطب
فأرجوا أن تختاروا لي رفيقا له (ابن كثير) كي تتكامل المعلومات
سامحوني على الإطالة ولكن ما هذا إلا لحرقتي على ضياع الوقت بين الحيرة والتنقل من تفسير لآخر فهذا يبعث أحيانا الصدود عن المواصلة
رجائي أن تكتبوا لي تفسير أو أكثر يحقق لي معلومات وفيرة
أكتب وفي داخلي أمل بأنني سأجد الحل عندكم فلا تبخلوا عليك باكتابة والرد الشافي
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[10 Mar 2006, 03:30 م]ـ
أخي الكريم: مما يفرح المرء, ويسعده ما يجده من أمثالكم من تخصص في العلوم الحديثة ,ومع ذلك يحرصون على تعلم العلوم الشريعة فسر وفقك الله وتذكر: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا "
وبخصوص سؤالك: الذي اقترحه لك هو ترك التنقل من تفسير إلى تفسير بل إلزم واحداً منها ليكن هو كتابك الذي تنظر فيه دائماً , وبقية التفاسير الأخرى اجعلها للبحث عند الحاجة والتوسع والذي اقترحه لك أخي: عمدة التفسير لاختصار تفسير ابن كثير.
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[13 Mar 2006, 12:30 ص]ـ
أخي الكريم يمكنك أن تلازم تفسير التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي الكلبي فهو جيد ولكن تأمل فيما يورده عند آيات الصفات فإنه قد يجانب منهج السلف فيقع في التأويل نفعك الله ورزقنا وإياك حسن القصد
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[13 Mar 2006, 03:01 م]ـ
أما أنا فاقترح عليك تفسير القرطبي رحمه الله
فهو موسوعة رائعة
ـ[عبدالقادر]ــــــــ[22 Mar 2006, 07:19 ص]ـ
شكرا على التعاون ولكن هل يوجد تحقيق لتفسير القرطبي
ـ[أم معاذ]ــــــــ[22 Mar 2006, 08:48 ص]ـ
نعم يوجد لتفسير القرطبي تحقيق وهو للشيخ عبد الرزاق المهدي
نفع الله بك الأمة(/)
100 سؤال لنصرة النبي صلى الله عليه و سلم
ـ[المصطفى السلفي]ــــــــ[10 Mar 2006, 12:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه.
و بعد فهذا مقال نشر في موقع صيد الفوائد http://saaid.net/mohamed/173.htm
و نشرا للفائدة أحببت أن أنشره في هذا الملتقى المبارك.
مائة سؤال في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم!!
محمد محمود عبد الخالق
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ثم أما بعد:
ففي ظل هذه الهجمة الشرسة على النبي صلى الله عليه وسلم كان لابد لنا من وقفة نحاسب فيها أنفسنا فلا تكفي الشعارات ولا المظاهرات ولكن لابد من واقع عملي نعيشه ورغبة صادقة تتخطى تلك الاحتجاجات، ولذا أردت أن أعرض مائة سؤال نحاسب من خلالها أنفسنا ونعرف إن كنا صادقين في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم أم لا.
(تنبيه: أول تسع وستون سؤال يتعلقون بالطاعة وباقي الأسئلة تتعلق بالمعصية، فاحسب لنفسك وحدد أين تكون، فكلما زادت إجابتك بنعم في الطاعة وبلا في المعصية كان الخير والعكس صحيح).
ادعوا الجميع إلى التحلي بالصبر والإجابة على تلك الأسئلة لعلها تساعدنا على طاعة الله وتذكرنا بها وتنهانا عن معصية الله وتحذرنا منه.
الأسئلة:-
1) هل تحافظ على صلاة الجماعة في المسجد؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
2) هل تحافظ على النوافل المؤكدة في اليوم والليلة؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
3) هل تحافظ على صلاة الضحى وتحرص عليها؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
4) هل تصوم الاثنين والخميس من كل أسبوع؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
5) هل تصوم ثلاثة أيام من كل شهر؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
6) هل تحرص على صيام يوم عرفة؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
7) هل تحرص على صيام عاشوراء؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
8) هل تحرص على حساب الزكاة وتؤديها إلى مستحقيها؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
9) هل تحرص على الصدقة والإنفاق في سبيل الله؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
10) هل تحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أثر من نفسك ومالك وولدك والناس أجمعين؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
11) هل تحافظ على قراءة ورد من القرآن الكريم يوميا؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
12) هل تحرص على ذكر الله في الأوقات والأماكن المحددة لهذه الأذكار؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
13) هل تحرص على الأذكار العامة التي لا تختص بمكان أو زمان؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
14) هل تحب العلماء والصالحين وتوقرهم؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
15) هل تصل أرحامك؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
16) هل تبر والديك؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
17) هل تؤدي حقوق الأخوة نحو إخوانك من المسلمين؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
18) هل تحب في الله وتبغض في الله؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
19) هل تفيض عيناك حينما تذكر الله خاليا؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
20) هل تستحي أن يراك الله على معصية؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
21) هل لديك أمل في نصرة الأمة؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
22) هل دعوت إلى الهدى والخير؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
23) هل بلغت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا تُسر به يوم القيامة؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
24) هل تؤدي حق الطريق؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
25) هل تبتسم في وجه من يقابلك؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
26) هل أنت ممن يحافظ على صلاة الوتر؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
27) هل تستغفر الله في اليوم والليلة كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
28) هل أنت ممن يستعمل السواك ويحرص عليه؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
29) هل أنت ممن يحب تطبيق شرع الله ويسعى إلى ذلك؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
30) هل أنت ممن يفشي السلام؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
31) هل تراعي آداب الاستئذان عند الزيارة؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
32) هل أنت ممن يحرص على عيادة المرضى؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
33) هل تعرف قيمة الوقت وتقدرها؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
34) هل أنت ممن يحب لأخيه ما يحب لنفسه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
35) هل أنت ممن يحرص على زيارة القبور للعظة والعبرة؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
36) هل تحب الجنة وتسعى إليها؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
37) هل أنت من أهل القرآن العاملين به؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
38) هل تحرص على قيام الليل؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
39) هل أنت من الحريصين على العلم المحبين له؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
40) هل تحرص على قراءة سورة الكهف يوم الجمعة أو ليلتها؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
41) هل أنت دائم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
42) هل تراعي آداب الأكل والشرب؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
43) هل أنت رحيم بالحيوان؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
44) هل أنت ممن يعفو عمن ظلمه؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
45) هل تفي بوعودك؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
46) هل تؤدي ما ائتمنت عليه بمفهوم الأمانة والواسع والشامل؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
47) هل تحرص على سنن الفطرة؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
48) هل أنت حريص على الاعتكاف؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
49) هل أنت ممن يتعاون على البر والتقوى؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
50) هل أنت ممن يصبر على الأذى والابتلاء؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
51) هل تؤدي حق زوجتك عليك؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
52) هل أنت ممن يزورون أهل الخير ويجالسونهم؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
53) هل أنت ممن يقنع بالرزق ويرضى بما قسمه الله له؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
54) هل أنت دائم لذكر الموت؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
55) هل أنت ممن يكرم ضيوفه؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
56) هل تراعي آداب السفر؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
57) هل أنت ممن يحرص على الاستخارة في كافة أمور حياته؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
58) هل أنت ممن يحسن إلى جاره؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
59) هل تحرص على صيام الست من شوال؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
60) هل تخشع في صلاتك؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
61) هل سعيت إلى هداية عاص أو إسلام كافر؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
62) هل أنت ممن يخشى الله ويتقه؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
63) هل أنت ممن يحاسب نفسه ويراجعها في كل ما تفعله؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
64) هل أنت ممن يتمسك بكتاب الله وسنة نبيه؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
65) هل أنت من الشاكرين لله على أنعمه؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
66) هل تحافظ على الدعاء وسؤال الله في كل شيء؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
67) هل أنت ممن يحرص على استغلال نفحات الله على عباده؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
68) هل تعرف الغاية التي خلقت من أجلها وتسعى للوصول إليها؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
69) هل أنت ممن يربي أولاده على طاعة الله ويحرص على تعليمهم أمور دينهم؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
70) هل أنت ممن يغتاب الناس ويتحدث عن أعراضهم وأحوالهم؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
71) هل أنت نمام تنقل الكلام بغرض القطيعة والفرقة؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
72) هل أنت ممن يطلق بصره على محارم الله؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
73) هل تسمع الأغاني وتعشقها؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
74) هل ترائي الناس في أعمالك؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
75) هل أنت في هجران مع أخ لك في الله؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
76) هل أتيت عرافا أو كاهنا أو منجما فسألته عن شيء؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
77) هل غدرت بأخ يوما من الأيام ولم تتب من ذلك؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
78) هل أظهرت الشماتة يوما لأخيك؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
79) هل أنت ممن يحدث بكل ما يسمع؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
80) هل أنت كثير الضحك؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
81) هل أنت متكبر؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
82) هل المال عندك غاية؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
83) هل أنت كذاب؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
84) هل أخذت أو أعطيت رشوة يوما من الأيام ولم تتب من ذلك؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
85) هل أنت ممن يشاهد الأفلام والمسلسلات؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
86) هل أنت كثير النوم؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
87) هل أكلت الربا يوما من الأيام ولم تتب من ذلك؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
88) هل أكلت مال يتيم يوما من الأيام ولم تتب من ذلك؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
89) هل قذفت المحصنات الغافلات المؤمنات يوما من الأيام ولم تتب من ذلك؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
90) هل تصافح النساء وتحرص على ذلك؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
91) هل أنت من ذي الوجهين أ, الوجوه المتعددة؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
92) هل أنت ممن يعشق النساء وأقصد العشق المحرم؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
93) هل أنت ممن يكذب وهو مازح؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
94) هل أنت ممن يحسد ويحقد على المسلمين لنعم أعطاها الله لهم؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
95) هل أنت كثير اللعب واللهو وتضييع الأوقات؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
96) هل أنت ممن يغتصب حقوق المسلمين لمصلحته الشخصية؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
97) هل أنت ممن يلبس الحرير؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
98) هل أنت ممن يلبس الذهب؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
99) هل أنت ممن يفصلون الدين عن الحياة ويقصرونه على العبادات فقط؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
100) هل شربت الخمر يوما من الأيام ولم تتب من ذلك؟
الإجابة: (نعم / لا / ربما)
و للتواصل معي هذا هو بريدي elmustapha1406@hotmail.com(/)
أريد ترجمة للشيخ صالح المغامسي المفسر المعروف
ـ[أبو عبد الرحمن العتيبي]ــــــــ[10 Mar 2006, 02:07 م]ـ
الأخوة في المنتدى السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أود منكم ذكر ترجمة للشيخ صالح المغامسي المفسر المعروف، و جزاكم الله خيرا.
ـ[نياف]ــــــــ[10 Mar 2006, 10:25 م]ـ
* الاسم: صالح بن عواد بن صالح المغامسي
* الوظيفة الحالية: عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين وخطيب جامع الملك عبدالعزيز وأمين لجنة الأئمة بالمدينة المنورة.
* الدراسة: ثانوية المعهد العلمي بالمدينة 1400هـ , بكالوريوس اللغة العربية 1405هـ , الدراسات العليا جامعة الملك سعود.
* احالة الأجتماعية: متزوج وله أربعة أبناء.
* المشاركات والدروس العلمية: للشيخ درس أسبوعي في التفسير بمسجد السلام بالمدينة تولت تسجيلات الفالحين إخراجه بعنوان: تأملات قرآنية (صدر منه إلبومان 1و2) وللشيخ دروس شهرية في جدة , حائل , ينبع.
ودرس تفسير شهري ثابت في جامع البواردي بالرياض (بدأ في شهر شعبان الماضي)
وللشيخ برنامج أسبوعي في التفسير في قناة المجدالعلمية بعنوان (محاسن التأويل) ولقاء شهري ثالث أربعاء من كل شهر بعنوان (قطوف دانية) في المجد العامة , وسبق أن عرض للشيخ برنامج (مجمع البحرين) في القناة العلمية عرض منه ثلاث عشرة حلقة مدة كل حلقة نصف ساعة تقريبا أنهى الشيخ تسجيلها في ثلاثة أيام , وقد عرض للشيخ من قبل شرح (الدرة المضيئة) في السيرة النبوية شرحه الشيخ العام الماضي في دورة ابن باز الكبرى في مدينة جدة.
* طلب العلم وعلى يد من من المشيخ:
(الكلام للشيخ) أما عن مراحل الدراسة فقد تلقيت الأبتدائية في المدرسة الناصرية ومن ثم المتوسطة والثانوية وجميعها كانت في المدينة النبوية، وأما المرحلة الجامعية فكانت في جامعة الملك عبدالعزيز فرع المدينة قسم اللغة العربية والدراسلت الإسلامية، وإن كان التخصص الدراسي هو اللغة العربية.
أما العلم في المساجد وعلى العلماء فقد كان الشيخ محمد الأمين الشنقيطي جاراُ لي ولم أطلب على يديه وإنما عوضت ذلك بالعكوف على كتبه فقد توفي وأنالم يتجاوز عمري احد عشر عاماُ وتتلمذت على يد الشيخ عطية محمد سالم، والشيخ أبو بكر الجزائري ثم كان انتهاز الفرص واللقلءات مع الشيخ ابن عثيمين ولقاءات معدودة مع الشيخ ابن باز - رحمهما الله - وحفظ الباقين.
* ولمن لا يعرف الشيخ فهو أديب وشاعر وصاحب حرف وكلمة.
* أقتبست هذه السيرة (بتصرف بسيط) من لقاء مجلة روائع مع الشيخ (العدد الثاني - شعبان 1426)
http://forum.islamacademy.net/showthread.php?t=1183
ـ[أبو عبد الرحمن العتيبي]ــــــــ[11 Mar 2006, 06:06 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي نياف.
ـ[وحي القلم]ــــــــ[14 Mar 2006, 10:10 م]ـ
بارك الله فيكما وفي شيخنا المفضال!
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[16 Mar 2006, 10:01 ص]ـ
أما ما لم يذكره أخي المترجم وما أعرفه من حاله شخصيا وعن قرب منه, هو أنه غاية في التواضع والانبساط والأدب مع الصغير والكبير وشديد التجافي عن الوقيعة في أعراض الناس عامة وعلماء الأمة خاصة فلا يقع فيهم ولا يرضى الوقيعة أمامه,
والشيخ صاحب خشية لله وعين دامعة- نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا- وليس العجب من شدة خشيته بأعظم من العجب من تواضعه الذي يغمر به كل مسلم
وحديثه ومواعظه مؤثرة جدا ولها وقعها العميق في نفس السامع واسمعوا له إن شئتم هذه الأشرطة:
1 - الحبيب صلى الله عليه وسلم وساعات الرحيل
2 - الغمام الماطر في شرح حديث جابر
3 - محبة النبي صلى الله عليه وسلم
4 - تأملات قرآنية
5 - فاجعة الفجر
6 - (الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم)
وكم في النفس مما لا أريده أن يظهر لعلمي أنه يؤذي الشيخ حفظه الله
ثبتنا الله وشيخَنا صالح على الحق والهدى, ونفعنا وإياه بما علمنا وزادنا علما, وعصمنا من فتن الدنيا والآخرة ومكارههما ..
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[16 Mar 2006, 05:06 م]ـ
بارك الله فيك على هذه الإضافة الطيبة, وكثر الله من أمثال الشيخ صالح, وثبتنا الله وأياه على الحق.
ـ[الجكني]ــــــــ[15 Dec 2006, 08:33 م]ـ
أخي الشيخ صالح حفظه الله حبيبي وزميلي وصدقيني أعرف فيه تقوى الله والورع وحب العلم،ولا أزكيه ولا نفسي على الله،لكن وصفه ب"المفسر"كما في العنوان قد لا يقبل به الشيخ نفسه،ولا اشك في أنه يتفق مع كاتب هذه الحروف أن هذا اللقب" المفسر" دونه فيافي ومفاوز ليست بالسهولة بمكان 0
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[15 Dec 2006, 10:42 م]ـ
حفظه الله ونفع به
ـ[عبدالله المعيدي]ــــــــ[25 Dec 2006, 04:15 ص]ـ
بارك الله فيكم وفي شيخنا المفضال!
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[02 Jan 2007, 02:07 م]ـ
أما عن علم الشيخ بالأدب والشعر ... فذاك العجب العجاب.
وللفائدة، فالشيخ يحفظ اثني عشر ألف بيت (12000) زاده الله علما وتقى ....(/)
أيها المسلم ماذا أعددت ليوم رحيلك؟
ـ[المصطفى السلفي]ــــــــ[11 Mar 2006, 06:38 م]ـ
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوماً على آلة حدباء محمول
جلس الحسن البصري رحمه الله في جنازة النُّوار امرأة الفرزدق، وقد اعتم بعمامة سوداء، وأسدلها بين كتفيه، والناس بين يديه ينظرون إليه، فوقف عليه الفرزدق وقال: يا أبا الحسن، يزعم الناس انه اجتمع في هذه الجنازة خير الناس وشرهم! قال: من ومن؟ قال: أنت وأنا؛ قال: ما أنا بخيرهم، ولا أنت بشرهم، لكن ما أعددت لهذا اليوم؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله، منذ سبعين سنة؛ قال: نعم والله العدة.
فالموت آتٍ، وكل آتٍ قريب، بل الدنيا كلها قريب، هذا السؤال الذي وجهه الإمام الرضي الحسن البصري إلى الفرزدق ينبغي أن يوجهه كل إنسان إلى نفسه كلما شيع جنازة، ودفن ميتاً وواراه.
خير ما يعده المرء لهذا اليوم كلمة التوحيد، شهادة أن لا إله إلا الله، فهي نعم العدة، وخير الزاد إن كان محققاً لمعناها، مستوفياً لشروطها، محافظاً عليها من نواقضها ومبطلاتها.
ومما يدل على أن هذا هو المراد وليس مجرد التلفظ بها، ما صح عنه صلى الله عليه وسلم: "من قال لا إله إلا الله مخلصاً دخل الجنة"، وفي رواية: "يصدق قولَه عملُه"، ولهذا عندما قال الحطيئة للحسن البصري رحمه الله: أليست "لا إله إلا الله" مفتاح الجنة؟ قال له الحسن: من جاء بمفتاح له أسنان فتح له، وإلا لم يفتح له، لأنه ما من مفتاح إلا وله أسنان.
والأسنان المرادة هي أداء الواجبات، والانتهاء من المحرمات، والحذر من الموبقات، واجتناب النواقض والمبطلات: "إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء"2، "إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا".3
قال الطيبي رحمه الله: (قوله مخلصاً، وفي رواية بدله صدقاً، أقيم مقام الاستقامة لأن ذلك يعبر به قولاً عن مطابقة القول المخبر عنه، ويعبر به فعلاً عن تحري الأخلاق المرضية، كقوله تعالى: "وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ"4، أي حقق ما أورده قولاً بما تحراه فعلاً، وبهذا التقرير يندفع ما أوهمه ظاهر الأخبار من منع دخول كل من نطق بالشهادتين النار وإن كان من الفجار).
ولهذا السبب قال الإمام الحسن البصري: ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل.
ومن أجل ذلك عرف أهل السنة الإيمان بأنه قول وعمل واعتقاد، وحذروا من نواقضه التي أخطرها:
1. الدعاء والاستغاثة بغير الله عز وجل.
2. اتخاذ الوسائط.
3. إنكار ما هو معلوم من الدين ضرورة.
4. التحاكم لغير شرع الله.
5. الإيمان بالسحر المتعلق بالشياطين والكواكب وممارسته.
6. تولي الكفار والمشركين.
7. الاستهزاء والسخرية بدين الله عز وجل.
فمن حقق كلمة التوحيد، وعمل بمقتضاها، وعافاه الله من مسلك أهل الضلالة والإباحيين من الهالكين والحيين، وختم له بخير حتى كان آخر كلامه من هذه الدنيا "لا إله إلا الله"، دخل الجنة مع أول الداخلين.
وإن خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً فمصيره إلى الجنة بعد عفو الله أوتطهيره من ذنوبه بالنار.
جد أخي المسلم في إعداد العدة ليوم الرحيل، واحذر التسويف، فالرحيل أكيد، والسفر طويل، والعمر قصير، والأجل قريب، فقد يكون اليوم أوغدٍ، أوبعد سنين، فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من اتبع نفسه هواه، وتمنى على الله الأماني.
فحاسب نفسك أخي المسلم قبل أن تحاسب، وزن أعمالك قبل أن توزن عليك، وتزين ليوم العرض الأكبر، وتذكر ليلة فجرها يوم القيامة، وقبراً لا مؤنس فيه إلا العمل الصالح، وأكثر من ذكر هادم اللذات، ومفرق الجماعات، وميتم البنين والبنات، ومرمل الأزواج والزوجات.
اللهم اختم لنا بخير واجعل عاقبة أمورنا كلها إلى خير، وطيبنا للموت وطيبه لنا، وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله ومن تبعهم بإحسان
ـ[وحي القلم]ــــــــ[14 Mar 2006, 09:37 م]ـ
اللهم آمين وجزاكم الله خيراً(/)
قضايا مهمة في حياة الأمة
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[12 Mar 2006, 02:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة:
إن الحمد لله نحمده، نؤمن به و نشكره لا نكفره، نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، ونسأله الزيادة من كل خير، والمعافاة من كل شر، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له ولن تجد له من دون الله ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله إقراراً به وتوحيداً،وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إيماناً به وتصديقاً تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك ولا يتنكبها إلا ضال فصلاة ربي وسلامه عليه وعلى آله الأطهار وصحابته الأخيار وعلى من سار على هديهم إلى يوم القرار وبعد:
إن ما تمر به الأمة اليوم من مصائب وشدائد وهزائم، إنما هو بسبب إبتعادها عن المنهل الصافي، والمعين الكافي عن كتاب ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم، لذا كان لا بد لكل مسلم من وقفة إيمانية نحاسب فيها أنفسنا، ونتحسس نقاط الضعف لكي نحاول محاولة الجاد المتوكل على الله أن نغير ما بأنفسنا حتى يغير الله حالنا، وكانت من ثمار مثل هذه الوقفات الإيمانية هذه الرسالة الموجزة التي تحمل في طياتها وبين سطورها كثيراً من القضايا المهمة التي غفل عنها الكثير من أبناء المسلمين اليوم، وآثرت في كتابتها أن أنقل عن كبار العلماء المشهود لهم بالنصح للأمة، وجعلت جل إعتمادي بعد كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على كلام شيخ الإسلام تقي الدين احمد بن تيمية الحراني، وتلميذه الإمام ابن القيم، والشيخ المجدد المجاهد محمد بن عبد الوهاب_رحمهم الله جميعاً _ وضمنت في هذه الرسالة الموجزة ما يهم للمسلم أن يعرفه في خضم هذا البحر المتلاطم حتي يحيا من حي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة، وأسميتها {قضايا مهمة في حياة الأمة}
وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعل كلماتي هذه خالصة لوجهه الكريم وأن يغفر لي الخطأ والزلل وهو أعلم بالعمل.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
بقلم: عدنان أحمد البحيصي
[ line]
المبحث الأول
العبودية وواقعنا المعاصر
لا شك أيها الأحباب أن الله تعالى لم يخلق الإنسان عبثاً وإنما خلقه لغاية نبيلة، ومهمة عظيمة، فقال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين} الذاريات آية56
إذن فالغاية من خلق الجن والإنسان العبادة، والعبادة اسم جامع شامل لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة منها والباطنة، وحتي تكون العبادة مقبولة ينبغي أن يتوافر فيها شرطان هما:
1_ إخلاص النية لله تعالى لقول جل جلاله: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين} البينة آية 5، وتكون إخلاص النية لله تعالى بتوجيه العمل لله تعالى ونسب الفضل له في أن وفق العبد لهذا العمل وعدم إرادة المخلوقين بهذا العمل.
2_اتباع النبي صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} آل عمران آية 31
فلا يجوز مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ولا ينفع اخلاص بغير اتباع، ولا ينفع اتباع بغير إخلاص.
ومعلوم أن العبودية لله توجب على العبد الإتصال الوثيق بالله تعالى، بحيث لا يرد العبد لله أمراً، بل تصبح نفسه نذراً لله تعالى، فهو يعيش لله ويمشي في الله ويذبح لله ويُقتل في سبيل الله مصداقاً لقوله تعالى: {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين} الأنعام آية162، حياة متصلة بالله تبارك وتعالى.
إنها العبودية التي تُلزم العبد أن يقول: {سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير} البقرة آية285.
لا معني حقيقي للعبودية من غير: عبادة واستسلام وانقياد للمعبود وهو الله جل جلاله لا معبود بحق في الكون إلا هوتعالى.
إن العبد المسلم يستشف مظاهر هذه العبودية ويعبر عنها بالسجود للواحد الأحد ويعلمها علم اليقين عندما يدعو بآرئه تبارك وتعالى قائلاً:" اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن امتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضائك"رواه أحمد.
انظر رحمك الله إلى معاني العبودية والإنقياد والاستسلام والإيمان بقضاء الله والتسليم بحكم الله.
ودعونا أيها الأحباب أن نعرج بكم قليلاً لنرى أمثلة من حياة الصحابة رضوان الله عليهم، لنرى كيف كان الواحد منهم يطبق العبودية حق التطبيق، فهذا الصديق رضي الله عنه يخرج ماله كله في سبيل الله، وهذا عثمان رضي الله عنه يجهز جيش العسرة، وهذا عمرو بن الجموح يأبى أن يتخلف عن الجهاد وهو صاحب العذر قائلاً:"لأطئن بعرجتي هذه الجنة"، هكذا هم الرجال الذين عرفوا معني العبودية لله والأمثلة كثيرة تضيق عن الحصر.
إن العبودية لله أيها الأحباب تعني التجرد من هوى النفس، بل جعل هذا الهوى موافقاً وتبعاً للشرع كما قال الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم:"لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجميعن "رواه مسلم
إن العبودية ليست كلمة تلكوها الألسن فقط، إنما هي تطبيق واقعي وعملي، ما فائدة أن أقول أني عبد الله وقلبي معلق بشهوات زائلة، ما الفائدة أن أدعي العبودية لله تعالى_وهي شرف للعبد_ وحياتي مجردة من معاني الحب في الله ورجاء الله، وخشية الله والإستسلام لأمر الله.
ما الفائدة وأنا اجزع عند اول مصيبة وأول حادث ودعونا نقولها صريحة: إنه من تعلق قلبه بالدنيا كانت مصائب الدنيا أشد عليه من أن يصاب في دينه.
لقد تعلق شباب الأمة اليوم بالتوافه من الامور، تعلقوا بالمطرب الفلاني، والممثلة الفلانية، وبفريق الكرة الفلاني، وبعضهم قد تعلق بالمركز الفلاني، وبالمنصب الفلاني، وغيرها.
ثم يأتي بعض هؤلاء مدعياً محبة الله تعالى وصدق من قال مخاطباً إياهم:
تعصي الإله وأنت تظهر حبه هذا لعمري في القياس شنيع
إن كان حبك صادقاً لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع
إننا بحاجة اليوم إلى أن نجدد إيماننا، ليرضى ربنا عنا فيغير أحوالنا، فإذا أردنا فعلاً لمنهج الله أن يقوم فلا بد ان نقيمه أولاً في أنفسنا، كما قال الشيخ الشهيد سيد قطب رحمه الله:" (أقم دولة الإسلام في قلبك تقم على أرضك).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[12 Mar 2006, 02:03 م]ـ
المبحث الثاني
الإسلام والكفر
قال تعالى: {قلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين} البقرة آية36
آية من كتاب الله تعالى تبين لنا حقيقة الصراع بين الإنسان والشيطان، العدو الأول للإنسان الذي حدده الله لنا كعدو دائم، لنحذره، لماذا؟ لأن تحديد العدو ضروري في الإنتصار عليه.، فمثله كمثل داء يصيب الإنسان، فيسعى الإنسان إلى تشخيصه ومعرفة ماهيته، لتحديد الدواء الناجح، وهكذا العدو لا بد من تشخيصه لاستخدام الإسلحة المناسبة لقهر هذا العدو.
ومن هذه البداية، بداية الصراع بين الشيطان والإنسان ظهرت بداية الصراع بين الحق والباطل، حينما اختارت طائفة من البشر سبيل الشيطان، فانقسم البشر إلى قسمين: أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، وفي ذلك يقول الحق تعالى: {الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله، والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا اولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً} النساء آية76
ولكن هل يشترط في أعضاء الحزب الشيطاني أن يعلنوا ولائهم الكامل والصريح للشيطان؟
إن حزب الشيطان هو كل من خرج عن منهج الله ودينه، وليس شرطاً أن يعلن أعضاء المحفل الشيطاني ولائهم الكامل، بل تجد منهم من يلعن الشيطان، ولكن حياته تسير وفق المنهج الشيطاني لا المنهج الرباني، فهو من حزب الشيطان وإن كان لا يعلم ولا يشعر.
إن المسألة مفهومة، فكل مبدأ ومنهج وعقيدة وطريق مخالف لمنهج الإسلام فهو طريق الشيطان، فإنما هي إحدى الطريقين، طريق الإيمان أوطريق الكفر ولا مرتبة بينهما، نعم هنالك صنف من البشر قد يوافق المنهج الشيطاني في أشياء ولا يوافقه غي أشياء أخرى، فهذا الصنف إن كان أصل العقيدة عنده صحيح فهو مسلم قد عميت بصيرته وتلزمه التوبة، فهو من حزب الشيطان منهجاً لا عقيدة، ويخشى عليه ان يصبح من حزب الشيطان منهجاً وعقيدةً، أما إن كان أصل العقيدة عنده فاسداً فهو من حزب الشيطان عقيدة ومنهجاً.
وكثير من الأمور يمر عليها المسلمون فلا يلقون لها بالاً مع أنها بالأهمية بمكان، ويحسن بنا في معركتنا مع الشيطان وحزبه أن نعرفها، وهي التي عبر عنها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب بقوله (نوافض الإسلام العشرة) والتي سنذكرها بإذن الله رابطين إياها بحال المسلمين اليوم.
_قال الشيخ رحمه الله: (الناقض الأول من نواقض الإسلام العشرة: الشرك بالله تعالى قال تعالى:
{إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} النساء آية 116).
واليوم نرى بعضاً ممن ينتسب إلى الإسلام يدعون غير الله، ويذبحون لغير الله ويستغيثون بغير الله، والبعض يدخل إلى قلبه الرياء وهذا نوع من الشرك، وكمثل أن يحب بعض الناس كحب الله يقول تعالى: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله} البقرة آية165، وكذلك الإعتقاد بأن الموتى ينفعون الأحياء، والإعتقاد بالأوتاد والأغواث وغيرها وأنهم يقومون على حاجات الخلق، وكذلك سب الذات الإلهية، وشتم النبي صلى الله عليه وسلم فهذه كلها من الشرك بالله.
وكثير من هذه الأمور واقعة اليوم في بلاد المسلمين، نرى منهم من ينادي حسيناً، أو فاطمةً، ومنهم من يذبح للقبور وغيرها، فإن الأمة بحاجة إلى تصحيح عقيدتها والله المستعان.
_قال الشيخ رحمه الله: (الناقض الثاني من نواقض الإسلام العشرة: من جعل بينه وبين الله وسائط يدعونهم ويسألونهم الشفاعة ويتوكل عليهم كفر إجماعاً).
فبعض الناس يدعي أنه لا سبيل للوصول إلى مرضاة الله إلا عبر هذه الوسائط، ونترك بيان هذا للإمام ابن تيمية الذي يقول في رسالته القيمة "الواسطة بين الحق والخلق": (إن أراد بذلك أن لابد من واسطة تبلغنا أمر الله فهذا حق، فإن الخلق لا يعلمون ما يحبه الله ويرضاه وما أمر به وما نهى عنه، وما أعده لأولياءه من كرامته، وما وعد به أعدائه من عذابه، ولا يعرفون ما يستحقه الله تعالى من أسمائه الحسنى وصفاته العليا التي تعجز العقول عن معرفتها وامثال ذلك إلا بالرسل الذين أرسلهم الله تعالى إلى عباده) (1)
إذن فشيخ الإسلام يقرر أن الواسطة بهذا المعنى أمر شرعي لا بد منه، فإن الأنبياء هم المبلغون عن ربهم لشريعته، الداعين لوحدانيته وعبوديته.
(يُتْبَعُ)
(/)
بل يقول رحمه الله: (ومن أنكر هذه الوسائط فهو كافر بإجماع أهل الملل) (2)
ثم يبين رحمه الله تعالى المعنى غير الشرعي لمعنى الواسطة والذي ينقل من الملة فيقول: (فإن أراد بالواسطة أن لابد من واسطة في جلب المنافع ودفع المضار مثل أن يكون واسطة في رزق العباد ونصرهم وهداهم يسالونه ذلك ويرجعون إليه فيه فهذا من أعظم الشرك الذي كفر الله به المشركين) (3).
فشيخ الإسلام رحمه الله يوضح أن الوسائط تنقسم إلى حق وباطل، فأما الحق فهم الرسل الذين يبلغون الدين للعباد قال تعالى: {يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس} الحج آية 75، أما الباطل فهو إتخاذ الوسائط واعتقاد النفع والضر بهم فهذا كفر أكبر يخرج من الملة.
_قال الشيخ رحمه الله: (الناقض الثالث من نواقض الإسلام العشرة: من لم يكفر المشركين او شك في كفرهم أو صحح مذهبهم فقد كفر) وهذا أمر جسيم وقع فيه بعض المسلمين اليوم، إذ نراهم يوادون النصارى واليهود معتقدين أنهم ليسوا بكفرة، محتجين على ذلك بأنهم من أهل الكتاب، والرد عليهم من كتاب الله، قال تعالى: {لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد} المائدة آية 73، وقال عز وجل: {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير} البقرة آية 120ونسمع أصواتاً تنادي بالتقريب بين الأديان، ومن وراء هذه الدعوات والأصوات الماسونية العالمية، التي تسعى من وراء ذلك أن تهدم عقيدة الولاء والبراء في نفوس شباب الأمة الإسلامية، حتى ينشأ ضائعاً بعيداً عن أمجاد أمته السابقة، ولا يسعى لإعادة هذه الأمجاد، فلا يخرج من الأمة مجاهد، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون، فإن الجهاد ماض إلى يوم القيامة، ولابد لنا أن نقف صفاً واحداً لإبطال هذه الدعوات والمؤامرات الخبيثة، والله المستعان، وعليه التكلان.
_قال الشيخ رحمه الله: (الناقض الرابع من نواقض الإسلام العشرة: من أعتقد ان هديه افضل من هديه صلى الله عليه وسلم، او أن حكمه أفضل من حكمه صلى الله عليه وسلم كالذي يفضل القوانين الوضعية عن قوانين رب العاليمن كفر إجماعاً)
فبعض الناس يصف شرع الله بأنه غير صالح للتطبيق في عصر الذرة والتقدم، ويصفونه بأنه رجعي او أنه وحشي، لأنه يقضي بقتل الزاني المحصن وقطع يد السارق، او أعتقد ان الإسلام عبادة فقد لا أنه نظام حياة كامل شامل كفر إجماعاً ونترك الكلام لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مبيناً موقف الشرع من أصحاب الإيمان الجزئي فيقول: (ذم الله الذين أوتوا الكتاب لما آمنوا بما خرج عن الرسالة وتفضيل الخارجين عن الرسالة على المؤمنين بها، كما يفعل ذلك بعض من يفضل الصابئة من الفلاسفة والدول الجاهلية_جاهلية الترك والديلم والعرب والفرس وغيرهم_ على المؤمنين بالله وكتابه ورسوله، كما ذم المدعين الإيمان بالكتب كلها وهم يتركون التحاكم إلى الكتاب و السنة ويتحاكمون إلى بعض الطواغيت المعظمة من دون الله، كما يصيب ذلك كثيراً ممن يدعي الإسلام وينتحله في تحاكمهم إلى مقالات الصابئة الفلاسفة أو غيرهم، أو إلى سياسة بعض الملوك الخارجين عن شريعة الإسلام من ملوك الترك وغيرهم، وإذا قيل لهم
[ line]
(1) الواسطة بين الحق والخلق_الطبعة الثالثة_ص 8 طبعة المكتب الإسلامي.
(2) المصدر السابق صفحة 10
(3) المصدر السابق صفحة 11
[ line]
تعالوا إلى كتاب الله وسنة رسوله أعرضوا عن ذلك إعراضا). (1)
وكثير من حكومات اليلاد الإسلامية لا تصرح بالإلحاد، ولا بالتحاكم إلى الطاغوت، ولكنها تفعله وهؤلاء الذين عناهم الله تعالى في قوله: {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا يما انزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا ليكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً} النساء آية 60، وهذه الطواغيت هي كل ما عبد من دون الله أو أُطيع في غير ما أحل الله، وكثير من الحكام يصرح بأنه يريد دولته: علمانية، ومنهم من يدعو إلى مناهج وأنظمة منافية لبعض احكام الإسلام في الحلال وفي الحرام فتحرم ما أحل الله، وقد بين علماء الأمة لهم عدم جواز ذلك ولكنهم أصروا نسأل الله لهم الهداية.
(يُتْبَعُ)
(/)
_قال الشيخ رحمه الله: (الناقض الخامس من نواقض الإسلام العشرة: من أبغض شيئاً مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ولو عمل به كفر والدليل قوله تعالى: {ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم} محمد آية 9)
فنرى بعض المنتسبين للإسلام يبغض بعض شرع الله كأن يكره أن يعطي بناته حقهن في الميراث، وكأن يكره أن يؤدي زكاة ماله فيعتبرها أتاوة أو ضريبة أو خراجاً، كما اعتقد بها مانعوها على عهد الصديق رضي الله عنه فقاتلهم على منعها، فالإسلام كل لا يتجزأ، فيجب على المسلم أن يقبل الإسلام كلاً متكاملاً، بجميع احكامه وجزيئاته، نسأل الله أن يجعلنا ممن يسمع ويطيع ويسلم أمره لله.
_قال الشيخ رحمه الله: (الناقض السادس من نواقض الإسلام العشرة: من استهزأ بشيء من دين الله ثوابه أو عقابه، أو آياته أو رسله كفر والدليل قوله تعالى: {قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون، لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم} التوبة آية 66،65) فنرى أمة الإسلام إلا من رحم الله قد وقعت في الإستهزاء بالعلماء وطلبة العلم، ونرى بعض المنتسبين إلى الإسلام يصف الحجاب بأنه خيمة أو رجعية، ويصف شعائر الحج بأوصاف لا تليق، ونرى البعض يهزأ باللحى وأصحابها، وغير ذلك فليحذر هؤلاء أن تصيبهم نقمة من الله وعذاب أليم.
_قال الشيخ رحمه الله: (الناقض السابع من نواقض الإسلام العشرة: السحر ومنه الصرف والعطف، والدليل قوله تعالى: {وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر} البقرة آية 102) وكثير من المسلمين اليوم يذهب إلى السحرة والدجالين والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:" من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة " رواه مسلم، هذا إن لم يصدقه، فإن صدقه "قثد كفر بما أنزل على محمد" والواجب على العلماء أن يقفوا في وجه السحرة متوكلين على الله في حربهم والتحذير منهم.
_قال الشيخ رحمه الله: (الناقض الثامن من نواقض الإسلام العشرة: مظاهرة المشركين ونصرهم على المسلمين فمن فعل ذلك أو رضي به فقد كفر قال تعالى: {ومن يتولهم منكم فإنهم منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين} المائدة الآية51) وهذا ما وقع به حكام الأقطار الإسلامية من موالاة لدول الكفر ونصرهم على المسلمين مادياً ومعنوياً، وتفضيل هؤلاء الكفرة وهم أهل الزيغ والفساد على المؤمنين وهم أهل الحق والرشاد، ففتحوا السجون للشباب المجاهد في سبيل الله، وهيئوا المعتقلات للعلماء والدعاة، ونصبوا المشانق لمن يأبى أن يقر حكم الطغاة، وهؤلاء الذين يظاهرون الكفار يصدق فيهم قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا، أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا} النساء آية 51
[ line]
(1) مجموع فتاوى ابن تيمية 12/ 339
[ line]
_ قال الشيخ رحمه الله: (الناقض التاسع من نواقض الإسلام العشرة: من أعتقد أن في وسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى عليه السلام كفر إجماعاً والدليل قوله تعالى: {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} آل عمران آية 85).
فبعض الناس يدعي أن وصل إلى مرحلة تسقط التكليفات عنه، زاعماً أنه وصل إلى مرحلة ما يسمى بالكشف، وهذا مشاهد عند بعض الدجالين، والجواب على هؤلاء: أن النبي صلى الله عليه وسلم سيد الخلق وأكرمهم على الله لم تسقط عنه التكليفات، أفهذا المدعي خير من رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن قال أنه خير منه كفر بالإجماع لأنه بذلك خالف صريح القرآن وصريح السنة.
أما بخصوص عدم اتباع الخضر لشريعة موسى عليه السلام فالجواب على ذلك من وجهين:
1_أن موسى عليه السلام بعث إلى قومه خاصة والخضر لم يكن من بني إسرائيل.
2_أن الخضر عند بعض أهل العلم نبي مستدلين بقوله تعالى: {وما فعلته عن أمري} الكهف آية82.
قال الشيخ رحمه الله: (الناقض العاشر والأخير من نواقض الإسلام العشرة: من أعرض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعمل به والدليل قوله تعالى: {ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون} السجدة آية22).
والمقصود بالعلم هنا علم ما لا يُعذر المسلم بجهله كعلم التوحيد، ولا يشترط في علم التوحيد معرفة العامة للرد على الخصوم ودحض حججهم فهذا علم لا يستطيعه الكل، إنما المقصود تثبيت العقيدة الصحيحة، وما هو معلوم بالدين بالضرورة كفرائض الإسلام وكأركان الإيمان.
ويدخل في هذا الناقض كل من حارب وصد عن درس العلم لقوله تعالى: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها} البقرة آية 114
ثم يقول الشيخ رحمه الله: (ولا فرق في جميع هذه النواقض سواء الهازل منها والجاد إلا المكره)
وذلك لقوله تعالى: {إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} النحل آية 106.
فيا أبناء الإسلام، الحذر الحذر من هذه النواقض، ابتعدوا عنها وبينوها لمجتمعاتكم حتى يحذروا منها، وأبدؤا بأهليكم لقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة} التحريم آية 6
هذا والله أعلم وأحكم وعليه التكلان وهو المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[12 Mar 2006, 02:07 م]ـ
[ line]
المبحث الثالث
العواصم
إن ما تمر به الأمة اليوم من فتن أخبر عنها الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم:" بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا " رواه مسلم، ليحثنا أن نحصن أنفسنا من مداخل الشيطان، والكيس الفطن من تحصن بحصن الله المنيع، وجميل بنا أن نتذكر هذه العواصم، {فإن الذكرى تنفع المؤمنين} الذاريات آية 55، وحتي ننتصر في معركتنا مع الشيطان نذكر طرفاً من هذه العواصم:
1_ الإعتصام بالكتاب والسنة علماً وعملاً: فنحذر ونُحذر من كل صوت ومن كل مبدأ يناهض الإسلام، ونجاهد أتباعه جهاداً عظيماً، مع إخلاص نية لله تعالى وقصده في جميع الأفعال والأقوال والأحوال، واضعين نصب أعيننا أنه لابد للعلم من عمل كما قال علي رضي الله عنه: (هتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل).
2_مجاهدة أعداء الله: فكراً وأشخاصاً واهدافاً، ولو كان في ذلك إزهاق الروح وإهلاك النفس، لأن القتل في سبيل الله من أعظم القربات التي يتقرب بها إلى الله تعالى قال عز وجل: {إن الله أشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفي بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم} التوبة آية 111
وأنظر رحمك الله إلى عظيم كرم الله فأنفساً هو خلقها، وأموالاً هو رزقها، ثم أودع تلك الأرواح في أجساد العباد، وأجرى تلك الاموال في أيديهم، ثم أشتراها منهم بأغلى الأثمان، ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة.
3_الصبر على الإبتلاء: فبما أنك أخي الحبيب قبلت أن تكون من جند الرحمن فلا شك أن أولياء الشيطان سيناصبوك العداء، وقد يكتب الله تعالى لك السجن والتعذيب والتشريد والقتل، فيجب عليك أن تتحصن بالصبر، يقول الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم سيد الصابرين: " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له " رواه مسلم.
4_الدعاء: ذلك السلاح الذي غفل عنه الكثير من المسلمين اليوم، والله تعالى يقول: {قال ربكم أدعوني استجب لكم} ولله در القائل:
الله يغضب إن تركت سؤاله وبنو آدم حين يُسأل يغضب
فيجب علينا أن نتسلح بهذا السلاح الثمين، ونكثر منه في السجود لقول النبي صلى الله عليه
وسلم:" أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء" رواه مسلم
وكذلك في الثلث الأخير من الليل كما يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:" ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له" متفق عليه
5 _الحرص على الاخوة في الله: فالمسلم قليل بنفسه كثير بإخوانه، فالأخ في الله ينصحك ويرشدك، والأخوة في الله شأنها و عاقبتها من ديننا عظيمة، يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:" قال الله عز وجل المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء" رواه الترمذي والحديث صحيح، كما أن المسلم يتقوى على العبادة مع إخوانه، ويتقوى على الصبر عند الشدائد، فأحرصوا على الاخوة في الله بارك الله فيكم.
[ line]
المبحث الرابع
الصوفية
إذا كانت الصوفية تعني الزهد في الدنيا، والإنصراف إلى الآخرة، وتهذيب النفس،، فإن هذا المعنى جميل ومحبوب بشرط أن لا يفضي ذلك إلى تحريم حلال ورهبانية ما أنزل الله بها من سلطان.
نعم لقد دخل إلى الزهد في العصور المتأخرة ما ليس فيه من بدع ومنكرات وغيرها، واختلف الناس في الصوفية لكن شيخ الإسلام ابن القيم اوضح ذلك في كتابه القيم "مدارج السالكين" حيث قال رحمه الله: (وهذه الشطحات أوجبت فتنة على طائفتين من الناس:-
إحداهما: حجبت بها عن محاسن هذه الطائفة ولطف نفوسهم وصدق معاملاتهم، فأهدروها لأجل هذه الشطحات، وأنكروها غاية الإنكار، وأساءوا الظن بهم مطلقاً وهذا عدوان وإسراف فلو كان كل من أخطأ أو غلط ترك جملة وأهدرت محاسنه لفسدت العلوم والصناعات والحكم وتعطلت معالمها.
(يُتْبَعُ)
(/)
والطائفة الثانية: حجبوا بما رأوه من محاسن القوم وصفاء قلوبهم وصحة عزائمهم وحسن معاملاتهم عن رؤية عيوب شطحاتهم ونقصانها فسحبوا عليها ذيل المحاسن وأجروا عليها حكم
القبول والإنتصار لها واستظهروا بها في سلوكهم وهؤلاء أيضاً معتدون مفرطون.
والطائفة الثالثة وهم أهل العدل والإنصاف الذين أعطوا كل ذي حق حقه وأنزلوا كل ذي منزلة منزلته فلم يحكموا للصحيح بحكم السقيم المعلول ولا للمعلول بحكم الصحيح بل قبلوا ما يُقبل وردوا ما يُرد) (1)
وتأكيداً لهذا المنهج القويم الذي سلكه ابن القيم رحمه الله سنذكر طائفة من كبار الصوفية وقول العلماء فيهم حتى يتبين لنا أنه ليس كل من نُسب إلى الصوفية متروك وفاسد العقيدة كما يتوهم البعض وهؤلاء هم:
1_إبراهيم بن أدهم: الذي أطلق عليه "شيخ الصوفية" قال عنه يحيى ابن معين: (عابد ثقة) (2)
وقال عنه ابن تيمية: (أما المستقيمون من السالكين كجمهور مشايخ السلف مثل الفضيل بن عياض وابراهيم بن أدهم ..... ) (3)
2_الفضيل بن عياض: قال عنه ابن تيمية رحمه الله: (سيد المسلمين في وقته) (4) وقد أكثر في مدحه في اكثر من موضع.
3_بشر بن الحارث الحافي الملقب "معلم الزهد" قال عنه أبو حاتم مع تشدده البالغ: (ثقة مرضي) (5)
كما أنه ورد عنه وقفته مع الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله خلال محنة خلق القرآن ذكر ذلك ابن الجوزي في حديثه عن مناقب الإمام أحمد بن حنبل
4_الجنيد: قال عنه ابن تيمية رحمه الله: (والجنيد وأمثاله أئمة هدى) (6) وأكثر ابن تيمية في مدحه في أكثر من موضع من كتبه
[ line]
(1) مدراج السالكين 2\ 39\370
(2) تهذيب التهذيب 1\ 102
(3) مجموع فتاوى ابن تيمية 10\ 516
(4) سماع الصوفية مطبوع ضمن مجموعة رسائل بعنوان الجامع الفرية ص 677
(5) الجرح والتعديل لإبن أبي حاتم ج 1 ق 1 ص 356
(6) مجموع فتاوى ابن تيمية 5\ 4941
[ line]
_ عبد القادر الكيلاني:قال عنه ابن تيمية رحمه الله: (من أعظم مشايخ زمانهم أمراً بالتزام الشرع والامر والنهي وتقديمه على الذوق، والقدر ومن أعظم المشايخ أمراً بترك الهوى والإرادة النفسية) (1)
وقال عنه ابن القيم: (الشيخ العارف القدوة) (2)
أما الحلاج وابن عربي وابن الفارض فهم أئمة ضلالة وإن نُسبوا إلى الصوفية والزهد فالإسلام والزهد منهم براء، فهاهم أئمة هدى نُسبوا إلى الصوفية وهاهم أئمة ضلالة قد نُسبوا إلى الصوفية فكيف السبيل لمعرفة من هو على خير من الصوفية ومن هو مبتدع ضال؟
خاصة أن لفظ الصوفية لا يستطاع اليوم محوه وإزالته.
لنا في تصنيف شيخ الإسلام ابن تيمية لهم إجابة شافية وقد قسمهم رحمه الله إلى ثلاثة أنواع:
الأولى ـ صوفية الحقائق: وهم ثلاثة أنواع:
1 ـ وهم قوم مجتهدون في طاعة الله كما اجتهد غيرهم فمنهم السابق المقرب بحسب اجتهاده ومنهم من هو دون ذلك _وهم صوفية أهل السنة والجماعة_.
2 ـ قوم تكلموا في خصائص الإيمان والدين خلطوا بعض الحق بشركيات وبدع وروايات باطلة وسلوك مخالف للسنة_ وهم صوفية المبتدعة_.
3 ـ أصحاب الحلول والاتحاد على شاكلة الحلاج وابن عربي وابن الفارض وهؤلاء أكفر من اليهود والنصارى._وهم الخارجين عن الملة_
الثانية ـ صوفية الأرزاق: وهم الذين يستفدون من دخل الأوقاف الموقوفة على الصوفية فحسب فلا يشترط في هؤلاء أن يكونوا من أهل الحقائق_وهم التاركون للسعي على الرزق وقد يقعوا في بعض المبتدعات.
الثالثة ـ صوفية الرسم: وهم المقتصرون على النسبة إلى الصوفية فاهتمامهم منحصر في اللباس والآداب الوضعية ونحو ذلك. أ.هـ بقليل من الإيضاح
فلا حرج من الزهد والتقرب إلى الله تعالى والعمل على تهذيب النفس وتنقيتها من شوائبها، وإنما أوردت هذه الكلمات حتى نستبين سبيل الرشاد ولا نقع فيما وقع به بعض أهل الضلال والفساد، ونجعل زهدنا وفق كلام الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
[ line]
(1) مجموع فتاوى ابن تيمية 10\ 488
(2) مدارج السالكين 1\ 197
[ line]
المبحث الخامس
كتب نافعة
وهذه كتب نافعة قد إخترتها وارتضيتها لنفسي ولك إليك بعضها:
1_ كتب ابن تيمية: العقيدة الواسطية، الوصية الكبرى في العقيدة والدعوة للمسلمين جماعات وأفرادا، الواسطة بين الحق والخلق، العبودية، مجموع فتاوى ابن تيمية، وغيرها من كتبه النافعة
2_الطحاوية وشرحها لأبن أبي العز الحنفي
3_كتب ابن القيم: مدارج السالكين، عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين، زاد المعاد وغيرها من كتبه القيمة.
4_كتب محمد بن عبد الوهاب: التوحيد، مسائل الجاهلية، وغيرها
5_فتح الباري شرح صحيح البخاري لإبن حجر العسقلاني
6_شرح النووي لمسلم
7_ كتاب أداب النفوس للحارث المحاسبي
8_كتب د. عدنان النحوي (التوحيد وواقعنا المعاصر وغيره)
9_ ماذا يعني إنتمائي للإسلام فتحي يكن
10_تفسير ابن كثير
11_فتح القدير في التفسير للشوكاني
12_في ظلال القرآن لسيد قطب ومعالم في الطريق لسيد قطب
13_تفسير الطبري
14_الجهاد لابن المبارك
15_الإتقان في علوم القرآن للسيوطي
16_الأربعين النووية للنووي
17_غياث الأمم في إلتياث الظلم للإمام الجويني
18_جماع العلم للإمام الشافعي
19_فتوح الشام للواقدي
20_القول المفيد في حكم التقليد للشوكاني
21_فقه الإجراءات والمرافعات للدكتور عبد الله عزام
22_إتحاف العباد بفضائل الجهاد لعبد الله عزام
23_مفردات ألفاظ القرآن الكريم للراغب الأصفهاني
24_شرح ألفية ابن مالك لابن عقيل
[ line]
مراجع الرسالة الموجزة
1_القرآن الكريم
2_كتب الحديث (البخاري، مسلم، سنن الترمذي، مسند الإمام أحمد)
3_ العبودية لابن تيمية
4_الواسطة بين الحق والخلق لابن تيمية
5_مدارج السالكين لابن القيم
6_ مجموع فتاوى ابن تيمية
7_مسائل الجاهلية لمحمد بن عبد الوهاب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[14 Mar 2006, 08:57 ص]ـ
هذه الرسالة منشورة في مكتبة مشكاة الإلكترونية
ـ[وحي القلم]ــــــــ[14 Mar 2006, 09:29 م]ـ
جزاكم الله خيراً ونفعكم ونفع بكم
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[15 Mar 2006, 01:56 م]ـ
جزاكم الله خيراً ونفعكم ونفع بكم
بارك الله فيكم ولكم بمثل ما دعوتم أخي الحبيب
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[21 Jul 2006, 11:14 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[04 Aug 2006, 08:04 ص]ـ
ما شاء الله، بارك الله لك وأعانك وشكر الله لك.
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[08 Aug 2006, 10:09 ص]ـ
بارك الله فيك أخي نائل وحماكم الله وحمى القدس الشريف
سررت بمرورك الطيب
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[01 Oct 2006, 02:05 م]ـ
بارك الله فيكم(/)
تخريج حديث (خذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء)
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[14 Mar 2006, 09:02 ص]ـ
تخريج حديث (خذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء)
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد: فقد كثر الكلام هذه الأيام عن حقوق المرأة في الإسلام ومطالبة بعض الكتاب بوجود مفتيات وحيث إن هذا الموضوع من المواضيع المهمة ولكن ما يعنيني هنا هو أن جملة من الكتاب يستدل ببعض الأحاديث المنسوبة للنبي -صلى الله عليه وسلم- مما لا يصح نسبته له نصرة لقوله وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- (مَن حدث عني بحديث يُرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين) رواه مسلم في مقدمة الصحيح 1/ 8 من حديث المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه-. وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (مَن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) رواه مسلم (3) ومن هذه الأحاديث التي يكثر تداولها حديث (خذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء) فأحببت أن أذكر أقوال أئمة الحديث في هذا الأثر:
قال المزي -رحمه الله تعالى-: " وكل حديث فيه يا حميراء فهو موضوع إلا حديثا عند النسائي " ا. هـ المصنوع /212
وقال ابن القيم -رحمه الله تعالى-: (وكل حديث فيه " يا حميراء " أو ذكر الحميراء فهو كذب مختلق مثل: يا حميراء لا تأكلي الطين فإنه يورث كذا وكذا وحديث: خذوا شطر دينكم عن الحميراء) ا. هـ المنار المنيف /60 ونقله العجلوني في كشف الخفاء 1/ 450
قال الذهبي -رحمه الله تعالى-: (وقد قيل: إن كل حديث فيه يا حميراء لم يصح) ا. هـ سير أعلام النبلاء 2/ 167
وقال ابن كثير -رحمه الله تعالى-: (وأما الحديث الثاني وهو (خذوا شطر دينكم عن الحميراء) فهو حديث غريب جدا بل هو منكر سألت عنه شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي وقال: لم أقف له على سند إلى الآن. وقال شيخنا أبو عبد الله الذهبي: هو من الأحاديث الواهية التي لا يعرف لها إسناد) ا. هـ تحفة الطالب /170
وقال الحافظ ابن حجر -رحمه الله تعالى-: " لا أعرف له إسنادا ولا رأيته في شيء من كتب الحديث إلا في النهاية لابن الأثير ذكره في مادة ح م ر ولم يذكر من خرجه ورأيته في الفردوس بغير لفظه وذكره عن أنس بغير إسناد بلفظ خذوا ثلث دينكم من بيت الحميراء " ا. هـ كشف الخفاء 1/ 450
وقال -رحمه الله تعالى-: " وفي رواية النسائي من طريق أبي سلمة عنها دخل الحبشة يلعبون فقال لي النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يا حميراء أتحبين أن تنظري إليهم) فقلت: نعم. إسناده صحيح ولم أر في حديث صحيح ذكر الحميراء إلا في هذا " ا. هـ فتح الباري 2/ 444
قال المباركفوري -رحمه الله تعالى-: " وأما حديث خذوا شطر دينكم عن الحميراء يعني عائشة فقال الحافظ ابن الحجر العسقلاني: لا أعرف له إسنادا ولا رواية في شيء من كتب الحديث إلا في النهاية لابن الأثير ولم يذكر من خرجه. وذكر الحافظ عماد الدين بن كثير: أنه سأل المزي والذهبي عنه فلم يعرفاه. وقال السخاوي: ذكره في الفردوس بغير إسناد وبغير هذا اللفظ ولفظه خذوا ثلث دينكم من بيت الحميراء وبيض له صاحب مسند الفردوس ولم يخرج له إسنادا) ا. هـ تحفة الأحوذي 10/ 259 كشف الخفاء 1/ 449
قال علي بن سلطان القاري -رحمه الله تعالى-: "حديث خذوا شطر دينكم على الحميراء لا يعرف له أصل) ا. هـ المصنوع 1/ 98 وأنظر آثاراً أخرى في: السنن الصغرى للبيهقي 1/ 157 والسنن الكبرى 1/ 7 مصباح الزجاجة 3/ 81 الكامل 2/ 59 المجروحين 2/ 29 الفتاوى الكبرى 1/ 91 منهاج السنة النبوية 7/ 430 سير أعلام النبلاء 2/ 161 ميزان الاعتدال 2/ 15 4/ 432 و 7/ 329 لسان الميزان 2/ 11 و7/ 10
ولا يفهم من ذلك انتقاص منزلة أم المؤمنين عائشة ---رضي الله عنه-ا-- فلا شك أنها من علماء الصحابة -رضي الله عنه-م ومن مفتيهم وهي أفقه نساء الأمة على الإطلاق وقد نقلت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- علما كثيرا طيبا مباركا فيه قال مسروق: رأيت مشيخة أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الأكابر يسألونها عن الفرائض. وقال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة أفقه الناس وأعلم الناس وأحسن الناس رأيا في العامة. وقال هشام بن عروة عن أبيه: ما رأيت أحدا أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة.وقال أبو بردة بن أبي موسى عن أبيه: ما أشكل علينا أمر فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها فيه علما وقال الزهري لو جمع علم عائشة إلى علم جميع العالمين المؤمنين وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل " ا. هـ الإصابة 8/ 18
وأختم بأن الواجب على كل من يستدل بحديث منسوب للنبي -صلى الله عليه وسلم- أن يتحقق من صحته قبل بناء أي حكم عليه أو بيان درجته صحة أو ضعفا لأن الرواية عنه عليه الصلاة والسلام ليست كالرواية عن غيره من البشر لما يترتب على ذلك من أحكام وعبادات والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين حرر في 13/ 2/1427هـ كتبه د. نايف بن أحمد الحمد
منقول من مكتبة مشكاة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[البحر الرائق]ــــــــ[19 Mar 2006, 10:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / عدنان
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته، وجزاك الله خيرا على هذه الافادة المهمة، و جزى الله الأخ نايف خير الجزاء، و نسأل الله أن يتقبل منا توبتنا، و أن يعلمنا ما جهلنا، فقد كنت من مرددى هذا الحديث معتقدا صحته، ومما جعل الأمر يلتبس على كثرة شيوع الحديث، ووجود علماء اكابر يقولونه، فجزاك الله خيرا و تقبل الله منا و منك.
ـــــــــــــــــــــــــــ
أحمد محمود على
ليسانس تربية
قسم اللغة العربية
ـــــــــــــــــــــــ
شكوت إلى وكيع سوء حفظى = فأرشدنى إلى ترك المعاصى
و أخبرنى بأن العلم نور = و نور الله لا يهدى لعاصى
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[19 Mar 2006, 11:20 م]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب على طيب كلامك وحلو بيانك
شكر الله لك وغفر لنا ولك
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[02 Oct 2006, 05:50 م]ـ
أحببت ان أنوه ان الحميراء يجوز لقبا لعائشة رضي الله عنها
بورك فيكم(/)
أولى المشاركات أسأل الله أن ينفع بها
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[14 Mar 2006, 11:02 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد
فأستميح الأخوة عذرا لقلة مشاركتي أو بالأحرى عدمها بهذا المعرف تقريبا
ولدي والله بعض المشاركات التي أود طرحها من فترة ولكن بعض المشاغل حال دون ذلك
ودائما ما أعلل نفسي وأواسيها بوجود الفضلاء من أهل العلم وطلبته في هذا المنتدى المبارك
وأولى هذه المشاركات إعلان كلفت بنشره في الشبكة العنكبوتية ولعل الأخوة يحتسبون في نشره
أيضا والله المستعان وعليه التكلان ...
وهي دروس لفضيلة الشيخ الفقيه / خالد بن علي المشيقح الأستاذ دكتور في جامعة الإمام
بالقصيم والشيخ من طلاب الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين المبرزين والذين أنتشر
ذكرهم في حياة الشيخ وبعد وفاة رحمه الله
وهي قواعد عامة في البيوع والربا
وشرح لمنظومة القواعد الفقهية لأبن سعدي
في جامع أبي بكر الصديق بالحرس الوطني في المنطقة الشرقية
وتجدون في الجدول المرفق مافيه غنية عن التفصيل والإطالة
وأجدد أعتذاري مرة أخرى والله المستعان ...
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[14 Mar 2006, 11:16 م]ـ
الظاهر أن الصورة المرفقة لم تظهر وأعتقد أنه لقلت مشاركاتي
والله المستعان ولكن سأكتب ما أتذكره من الدروس
أولا يوم الأربعاء الموافق 15/ 2/1427 هـ
لدى الشيخ درس بعد العصر بعنوان قواعد عامة في البيوع والربا
وبعد المغرب والعشاء شرح لمنظومة أبن سعدي
وفي يوم الخميس الذي يليه سيكون بعد الفجر قواعد عامة في البيوع والربا
وبعد المغرب والعشاء شرح لمنظومة أبن سعدي
علما أن الدروس منقولة على البالتوك في غرفة رياض المسك
والشيخ سوف يخطب يوم الجمعة في الجامع نفسه
وبالله التوفيق.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[15 Mar 2006, 01:54 م]ـ
بارك الله فيك, وفي الشيخ خالد وجعلنا الله, وأياكم ممن يستعملهم في طاعته.(/)
الفرص لا نخلقها لكن لا نضيعها
ـ[ hedaya] ــــــــ[18 Mar 2006, 03:37 م]ـ
الفرص لا نخلقها لكن لا نضيعها
كثيرة هي الاسئلة التي تراودنا احيانا .. فنتمنى ان يكون الشخص المعني بها موجودا امامنا .. او ان يعود زمن الحمام الزاجل لنرسل تصوراتنا او تعليقاتنا ونضمن وصولها في الوقت المناسب!
وقد قيل فيما مضى ان الفرص لا نخلقها لكن لا نضيعها .. ونحن امام فرصة للحوار مع شخصية مميزة تربوية ولها وزنها على ساحة الاحداث الحالية. الاستاذ سالم الفلاحات تم اختياره مراقبا عاما للاخوان المسلمين في الاردن بعد انتخابات تابعها الكثيرون واثارت احتراما كبيرا ان لم يكن اعجابا وتقديرا.
من كتابات شيخنا الفاضل:
"
ما اكثر المفقودات الثمينة في هذا الزمن
وما اقل الموجودات والمسترجعات منها
.....
لقد فقدت الاندلس وفلسطين وبلاد اخرى وهي من جنان الدنيا وفيها اقصانا ومقدساتنا وكأن شيئاً لم يكن.
وهناك قائمة طويلة اخرى من المفقودات ولتطاول الزمن فقد اصبحت من التراث او من احاديث الأمم الغابرة لكن الجوهرة المفقودة التي اتحدث عنها اليوم وهي القريبة لمن شاء استرجاعها أتدرون ما هي؟ وما أثرها؟
.
.
.
يا الله .. انها فضيلة الاخوة الصادقة التي ترفع الدرجات وتهون المصاعب وتقوي اواصر المجتمع فتقوي الضعيف وتنهض بالناس.
ماذا لو احب الناس بعضهم بعضاً فاصبحوا جسداً واحداً اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر. "
استاذنا الفاضل ضيف في حوار على صفحات الملتقى .. يستقبل الاسئلة والتعليقات .. ومستعد لقبول النصيحة كحاله دائما.
الا تمر ببالكم الان خواطر؟ انقلوها اليه! الا يتبادر الى ذهنكم اسئلة؟ اطرحوها هنا .. ! وليكن حوارا ثريا بأفكاركم ومشاركاتكم
( http://www.ikhwan.net/vb/showthread.php?t=15965)(/)
إضاءة قلبية (دعوة إلى النجاح)
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[18 Mar 2006, 04:51 م]ـ
مقال لعدنان البحيصي من إضاءات قلبه
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
خروجاُ عن المألوف، في دعوتنا للنجاح، لن ندعو اليوم إلى ترتيب الأعمال، واحترام الأوقات، مع إقرارنا بأهمية ذلك لتحقيق النجاح.
لن ندعو إلى أغتنام الفرص، والحرص على ما ينفع، وترك ما يضر.
لكننا ندعو للنجاح، في حياتك الإجتماعية، نلخصها في نقاط هي:
1. إحرص أن تكون علاقتك مع الناس كلهم طيبة، قابلهم بابتسامة دافئة، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أن تبش في وجه أخيك صدقة" فإن قابلك بابتسامة مثلها، فأعلم أنك "نجحت " في جعله صاحبا.
صدقوني، من واقع التجربة، أتقابل مع أناس لم أتقابل معهم من قبل، أسلم عليهم بنوع من الإهتمام وابتسم في وجههم، وأغلبهم لا يتركني إلا قائلاً لي:أخ عدنان ممكن تعطينا رقم جوالك لكي أحاول زيارتك؟
هذه حدثت معي اليوم مرتين، سأخبركم فيما بعد إن شاء الله.
2. إحرص أن تسعى لخدمة الناس، فتلك النفوس المريضة التي تأنف أن تخدم مسلماً، لن "تنجح" في كسب صاحب، كثير من الناس تقدم لهم خدمة، فيشعرون بنوع من الإمتنان اتجاهك، يعبرون عنه بوسائلهم البسيطة أو المعقدة، لكن تأكد حينئذ تكون قد "نجحت " في كسب صاحب جديد.
3. شارك الناس في أمورهم الحياتية، أنزل معهم في الميدان، شاركهم في أفراحهم، في أتراحهم، في أعمالهم، شارك بجهدك، بوقتك، بشيء من مالك، لأنك إن فعلت، كنت "ناجحاً " في حياتك الإجتماعية، وأعلم أن زمن التقوقع على الذات مضى، ولتكن لك سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم لك نبراس ودليل هداية، فإنك إن قرأتها، وتمعنتها، وطبقتها، فكن على يقين أنك ستصبح إنساناً "ناجحا" لأنك أخترت سيرة أفضل رجل تقتفي أثرها.
4. ابحث عن طير تربيه وتعتني به، عن حيوان أليف تقتنيه، حاول ألا تقصر معه من ناحية إطعامه والقيام بمستلزماته، فإن ذلك يكسبك أجراً، لأنه في كل كبد رطب أجر كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنك إن كسبت أجراً فأعلم أنك "ناجح" لأنك أرضيت الله تعالى، أضف إلى ذلك، أنك ستصبح رقيقاً محباً للكون والعالم، لأنك ألفت الناس والحيوان والجماد، فإنك إن صرت هكذا، فأعلم أنك "ناجح " في حياتك
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[18 Mar 2006, 09:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من منا سأل نفسه، هل رضي الله عني؟
إن أحببت أن تعرف الإجابة، فانظر إلى العلامة
فأول علامة أن يوفقك للطاعة
وثاني علامة أن يرزقك من صالح خلقه المحبة
وثالث علامة أن يبتليك بالأسقام فتصبر
ورابعها أن يختبرك بالنعمة فتشكر
وخامسها أن تقدم حب الله ورسوله وشرعه عن حب جميع الخلق
وسادسها أن تبحث عن موتة كريمة
إما في طلب علم، أو جهاد في سبيل الله، أو ميتة في ساحة الطاعة
وإياك إن أحببت أن تعرف الإجابة أن تكون:
من أهل الغفلة الدائمة
والعين النائمة
والهمة الهابطة
بل إملاً لحظات فراغك بالتسبيح والتكبير والتهليل والتوبة للواحد الجليل
وإن رقدت عيناك فجاهدهما أن تقوم من الليل ولو قليلاً
وإن أحسست من همتك هبوطاً، فأعلها بسماع قصص الصالحين، من الأنبياء والصحابة والصديقين
فهل بعد ذلك عرفت الأجابة؟
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[19 Mar 2006, 12:52 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله:
إذا ناقشت نفسك أيها المسلم، بعدة أسئلة، نقاشاً جاداً، فما هي الأسئلة التي ستختارها؟
ترجع طبيعة إختيارك للإسئلة بالحالة النفسية التي تعيشها، إن أردنا الصراحة والشفافية، والبعد عن المثاليات، أقصد أن يناقش المسلم نفسه وفق أفعاله و وفق ما هو كائن، لا وفق ما يجب أن يكون.
تصور إنساناً مذنباً، أليس أولى به أن يسأل نفسه متى سأتوب؟ من أن يسأل نفسه، متى سأجاهد في سبيل الله؟
لكن، ما العمل مع نفس تفعل الصالحات، وتقع في المعاصي؟
الأولى بهكذا نفس، أن يكون لها جدولين من الأسئلة، جدول أسئلة للطاعات وجدول أسئلة للمعاصي، ويكون موضوعياً جداً فيهما.
ودعونا أيها الأحبة نناقش أنفسنا
فمن منا فكر في ذلك؟
بارك الله فيكم
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[19 Mar 2006, 12:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
دعوتنا للنجاح هي دعوة من صميم عقيدتنا، ومن هدي نبينا، والنجاح والفوز لا ينفصمان، فمن نجح في أختبار الدنيا، فاز في الآخرة، قال تعالى:"فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز"
ومن كان يعتقد أن الفوز بدار في الدنيا يسكنها، أو أرض يملكها، أو متاع يحتويه، أو قصر يبنيه، فقد أصابه الوهم، فإنما الفوز في لغة أهل الدين، "جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر"
ومن انتظر من الناس مدحاً، فأعلم أنه ما أخلص النية، وما صحح الطوية، فكانت نتيجته الفشل، ولكن من أستوى عنده مدح الناي وذمهم، فذلك التقي المخلص، لا يهزه تعاقب الحدثان، ولا مر الأزمان، ولا تخلي الخلان، بل غاية مطلبه أن يرضى الله عنه
فمن كان ذاك أعتقاده فاز
فهلاّ بدأتم بالنجاح؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[20 Mar 2006, 05:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
كل يوم أتعلم جديداً، ومما تعلمته أن مقولة " الحياة مدرسة" صحيحة، وأننا بني البشر بحاجة إلى العلم والتعلم والمعلم.
كما أننا بحاجة إلى أن نسأل أنفسنا من منا أرتضى بالمعلم الأكبر، رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
إنك إن سرت في ذات طريق هذا المعلم، فستنجح نجاحاً باهراً في الدنيا والآخرة، لماذا؟ لأن هذا المعلم يسير في طريق لم يرسمه له البشر وإنما وضحه له رب البشر بالوحيين "كتاباً وسنة"
ثم تأكد أيها الحبيب أنك إن سرت في طريق هذا المعلم الأكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم تكون بذلك قد نجحت في تحقيق التقوى، لأن من التقوى العمل بالتنزيل، وأنت ارتضيت لنفسك السير في ضوء هذا التنزيل
فإن نجحت في تحقيق التقوى فأعلم أنك نجحت أيضاً في امتحان الإرتباط بالله جل جلاله، وأن الله تعالى لا بد أن يعلمك من لدنه علماً، ألم يقل ربنا تبارك وتعالى "وأتقوا الله ويعلمكم الله"؟
أبعد رضى الله عنا نجاح؟
فأين المتقدمون لهذا الإمتحان؟
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[21 Mar 2006, 05:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
"الله نور السموات والأرض "
جزء من آية كريمة، إذا تفكر فيها المؤمن تفكراً عميقاً، فإنه سيصل ببصيرته إلى حقيقة ذلك النور، الذي بين أيدينا، النور المنزل من عند الله، ألا وهو كلام ربي القرآن الكريم.
هذا النور يحدثنا في آيات عديدة عن النور "ومن لم يجعل الله له نوراً فماله من نور"
هذا النور هو الذي يضيء الطريق طريق الحق للسالكين، في حين أن العتمة والتخبط من نصيب سالكي طريق الباطل.
ولذا فإن اليقين الذي ينبغي أن يشعر به المؤمن هو:
أن طريق النور الذي سلكه، لا بد يوماً أن يقهر ظلام الباطل الذي سلكه أهل الباطل، مهما بدا هذا الظلام مستوطناً وقوياً ومحصناً.
ولذلك النور حتى يضيء وقود يجب ان يبذل
و أنواع الوقود الصالحة: بذل الدم والمال، والمحبة والإيثار وقبل هذا كله الإخلاص
نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل الإخلاص
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[25 Mar 2006, 07:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها المؤمنون هلّم إلى نجاح يعلمكم ربكم معنى الحياة "وأتقوا الله ويعلمكم الله "
أيها المسلمون هلّم إلى نجاح ينقلكم من حال الظلمات إلى حال النور " الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور"
أيها الموحدون هلّم إلى نجاح تكونون فيه من الربانيين "كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون"
أيها المسلمون هلّم إلى نجاح يجمع شتاتكم ويوحد كلمتكم "إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله"
أيها المؤمنون هلّم إلى نجاح تصبحون فيه من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم:"وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير"
أيها الموحدون هلّم إلى نجاح تفوزون فيه فلا تفشلون أبداً " فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز"
فهل أنتم لنا سامعون؟
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[21 Jul 2006, 11:13 ص]ـ
الإضاءة الثامنة بعد غياب
من لطف الله بالعباد، أنه سبحانه وتعالى ما تركهم من غير نبي هاد، ثم أن سخر لهم من الناس من يحمل الراية، معلمين ناصحين مشفقين للناس.
ووقت تغير المفاهيم ترى الغرباء، هم ليسوا غرباء في عقائدهم ودينهم وحياتهم، بل هم الغرباء في مجتمع يعيش الغربة عن الإسلام وتعاليمه.
هؤلاء الغرباء يحاولون أن ينقلوا المجتمع من غربة المفاهيم إلى ثباتها على أصول من كتاب الله وسنة نبيه، وهم ذاتهم الذين يتحملون الأذى في سبيل ذلك، بل العذاب والسجن والتقتيل، مثلهم في ذلك كمثل الذين عذبوا في الإخدود، فما ردهم ذلك عن دين الله جل جلاله.
فهل نتعاهد أن نكون من الغرباء؟
فإن رضيتم لكم البشارة من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد التعاهد.
انتظركم أحبتي
ـ[ام البراء]ــــــــ[24 Jul 2006, 08:54 ص]ـ
أخي
أ. عدنان
شكر الله لك ونفع بعلمك
إضاءات قيمه
بورك فيك
وتقبل هديتي
المبارك إينما كان هو الذي يدعو إلى الله بحاله ومقاله في كل مكان.
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[24 Jul 2006, 07:17 م]ـ
بارك الله فيك أخيتي الكريمة الطيبة أم البراء
شكراً لك
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[01 Oct 2006, 02:07 م]ـ
الإضاءة التاسعة بعد غياب
في ليلة الهدوء، ما أجمل أن تشق السكون، ببكاء التائب، ورجوع المستغفر، وركوع العابد لرب العالمين
ما أجمل أن يقبل الإنسان على ربه، ذاكراُ لأنعمه، مسبحاً باسمه، لاهجاً بذكره
نسأل الله هدايته
ـ[معروفي]ــــــــ[24 Oct 2006, 07:54 ص]ـ
فتح الله عليك و نوّر الله قلبك و زادك الله من فضله.
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[24 Oct 2006, 05:37 م]ـ
فتح الله عليك و نوّر الله قلبك و زادك الله من فضله.
بارك الله فيك وجازاك الله خيراً اخي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[15 Dec 2006, 10:58 م]ـ
الإضاءة العاشرة
هناك الكثير ممن يحمل هم الأمة، لكنه لا يتحرك تحركاً واعياً لتغيير حالها، ربما لأنه فقد التفكير السليم والتركيز الذي يوصله للهدف.
يشفع لهذا وإن لم يتحرك، حسنة نيته و صدق طويته.
ولكن الذي يتغافل عن هموم الأمة فكأنه لا يسمع ولا يبصر، إنما هو فرد مسخ الضمير من بين جنبيه، فلا تراه إلا لاهياً لاعباً غافلاً.
أما ذلك الذي ما يترك طريقاً للخير إلا سلكه، ولا نبعاً للفضيلة إلا ورده، ترى نهاره في فكر، وليله في تعبد، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، فأولئك ممن يرتجى الخير من أيديهم، وهم الذين يرجى لمثلهم أن يقود الأمة، لما تحلوا بالصبر، و صلوا الفجر، وسعوا للنصر، فما كان الله ليخذلهم وقد رفعوا راية الحق وبذلوا المهج والنفوس لأجل تحقيق المجد الذي يفهمه كل من كان له عقل فالمجد في لغته "جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر"
أما نكون من هذا الصنف الناجح الفائز؟
ـ[نورة]ــــــــ[16 Dec 2006, 02:33 ص]ـ
إضاءات قيّمة
أكرمكم الله
معكم متابعون
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[27 Dec 2006, 03:10 م]ـ
إضاءات قيّمة
أكرمكم الله
معكم متابعون
أسعدني مرورك وأعدك بالمتابعة
إن شاء الله
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[10 Mar 2007, 08:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يزال المسلم في فكر، وذكر، ما دام حياً، فالدعوة إلى الله تشغله، ومحبته لله تملأه، تتحرك شفتاه بآيات التنزيل، وهو بين الفكر والذكر، يحيي جوف الليل بركعتين خير من الدنيا وما فيها.
إنها ليست حياة صحابي، إنها حياة بعض من يعيش بيننا، ننظر إليه ونحاول أن نصل إلى ما وصل، وفي الوقت نفسه، تربطنا مشاغلنا الدنيوية وتعرقل مسيرتنا.
فهل توافقونني الرأي أنه ينبغي لنا أن نخفف من تلك المشاغل؟
بارك الله فيكم
ـ[خالد البكري]ــــــــ[15 Mar 2007, 03:11 م]ـ
إنها ليست حياة صحابي، إنها حياة بعض من يعيش بيننا، ننظر إليه ونحاول أن نصل إلى ما وصل، وفي الوقت نفسه، تربطنا مشاغلنا الدنيوية وتعرقل مسيرتنا.
فهل توافقونني الرأي أنه ينبغي لنا أن نخفف من تلك المشاغل؟
نعم، جزاك الله خير أخي عدنان ونفع الله بك وبعلمك على هذه الاضاءات القيمة والرائعة واسمح لي بنقلها إلى المنتديات لكي تعم الفائدة بارك الله فيك
ـ[ابو بشرى]ــــــــ[05 Apr 2007, 10:02 م]ـ
لجأت إليك من ظلمي لنفسي
وظلم العالمين وأنت ربي
إذا الخلق الضعاف بغوا بكبر
دعوتك ياقوي لفك كربي
إذا ما أغلقوا بابا ً بوجهي
علمت ُ بأنني أخطأت دربي
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[11 Apr 2007, 08:07 م]ـ
نعم، جزاك الله خير أخي عدنان ونفع الله بك وبعلمك على هذه الاضاءات القيمة والرائعة واسمح لي بنقلها إلى المنتديات لكي تعم الفائدة بارك الله فيك
بارك الله فيك أخي خالد، وجازاك الله خيراً، لك أن تنقلها حيث أحببت
شكراً لك
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[11 Apr 2007, 08:12 م]ـ
لجأت إليك من ظلمي لنفسي
وظلم العالمين وأنت ربي
إذا الخلق الضعاف بغوا بكبر
دعوتك ياقوي لفك كربي
إذا ما أغلقوا بابا ً بوجهي
علمت ُ بأنني أخطأت دربي
شكرا لمرورك
ـ[أم قتادة]ــــــــ[11 Apr 2007, 08:37 م]ـ
جزاكم الله خيرا ....... سائلين المولى عزّ وجل أن يكون القارئون لهذه الكلمات ممن قال تعالى فيهم: ((الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه)) ...... وأن يكونوا من الذين يشاركون في نشر ما ينفع إخوانهم في كل صقع من أصقاع الأرض .... إنه سميع مجيب .....
ـ[أم قتادة]ــــــــ[11 Apr 2007, 08:45 م]ـ
جزاكم الله خيرا ....... سائلين المولى عزّ وجل أن يكون القارئون لهذه الكلمات ممن قال تعالى فيهم: ((الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه)) ...... وأن يكونوا من الذين يشاركون في نشر ما ينفع إخوانهم في كل صقع من أصقاع الأرض .... إنه سميع مجيب .....
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[19 Apr 2007, 03:42 م]ـ
جزاكم الله خيرا ....... سائلين المولى عزّ وجل أن يكون القارئون لهذه الكلمات ممن قال تعالى فيهم: ((الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه)) ...... وأن يكونوا من الذين يشاركون في نشر ما ينفع إخوانهم في كل صقع من أصقاع الأرض .... إنه سميع مجيب .....
بارك الله فيك أم قتادة
على مرورك الطيب ودعائك
شكراً لك
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[22 May 2009, 08:43 ص]ـ
رحمك الله
مازالت تلك الإضاءات تنير .. وكأنها كتبت اليوم ..
وهكذا هي الكلمات الصادقة إذا كتبت، فإنها تبقى حية، تحيا بها القلوب وتأنس لها نفوس ما بقيت ..(/)
أخواتي: الا رسول الله!
ـ[ hedaya] ــــــــ[21 Mar 2006, 06:52 ص]ـ
أخواتي: إلا رسول الله!
"إلا رسول الله! " جملة صغيرة شكلت حملة رائعة، نشرها المسلمون في كل مكان، ردًا على تلك الجريدة النكرة التي تجرأت على شخص رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم - وذلك بالرسوم التي ما أهانت إلا من رسمها وما أساءت إلا لمن نشرها.
وانطلقت المظاهرات هنا وهناك للدفاع عن حبيبنا رسول الله، وانتشرت المقاطعة الاقتصادية لتلك الدول التي نشرت هذه الصور وأرى حماس جميع الناس لهذه المقاطعة حبا لرسول الله عليه الصلاة والسلام.
ووسط كل هذا يقف أمامي سؤال يطرح نفسه بشدة: كيف ننصر نبينا نحن النساء؟ وكيف تنصره الفتيات والبنات! وهو القائل في الحديث الصحيح: [لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين] رواه الشيخان.
أجد الإجابة على تساؤلاتي في قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: [أنا فرطكم على الحوض أنتظركم ليرفع لي رجال منكم حتى إذا عرفتهم اختلجوا دوني فأقول: رب أصحابي! رب أصحابي! فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك] 1470 ص. ج.
إياكِ أختاه من التبديل بعد رسول الله، ولتعلم كلٌ منا أنه أقوى السبل لنصرته على أعداء الإسلام في الدنيا وإسعاده يوم القيامة، هي بالتمسك بسنته وهديه في كل شؤوننا، فهو الممتدح من فوق سبع سماوات بقول الله عز وجل: {وإنك لعلى خلقٍ عظيم} وقوله سبحانه وتعالى: {وما ينطق عن الهوى}.
نعم نحن أنصارك يا خليل الرحمن وكليمه، والله لن نخزيك أبدًا إن شاء الله، وستجد سنتك قائمةً بيننا، وسنتوِّج رؤوسنا - نساء وفتيات الإسلام - بالحجاب رغم أنف الحاقدين الماكرين ليلاً ونهارًا، وستكون كل واحدة منا قرآنًا يمشي على الأرض حتى تفخر بنا يوم القيامة، وبأيدينا كل من دللناه أو دللناها على سنتك المطهرة.
نعم يا حبيبنا يا رسول الله، فنحن لن نترك من حولنا يغرقون في مهالك الشيطان، وسننتشلهم وأنفسنا وننطلق إلى رياض الجنة، وسنأتي معاً لنقول لك: ها نحن أحبابك يا رسول الله، أحببناك وأطعناك ولم نرك، واشتقنا لك وصدقناك عندما سمعنا قولك الشريف: [وددت أني لقيت إخواني الذين آمنوا و لم يروني] 7108 ص. ج.
اللهم اجمعنا والمسلمين والمسلمات تحت ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظله، وثبتنا على الدين القويم وهدي الرسول الكريم، واسقنا من يده الشريفة وحوضى الأنقى، شربةً لا نظمأ بعدها أبدا ... آمين، وصلِّ اللهم على النبي الأمين، والحمد لله رب العالمين.
Hedaya
ـ[ضياء الإسلام]ــــــــ[25 Mar 2006, 05:05 م]ـ
جزاك الله أختي خير الجزاء ورفع من قدرك وسقانا وإياك من يده الشريفة شربة لا نضمأ بعدها أبداً
أسأل الله العلي القدير أن يجندنا لخدمة دينه ونصرة نبيه على الوجه الذي يرضيه عنا
ـ[ضياء الإسلام]ــــــــ[25 Mar 2006, 05:14 م]ـ
هذا عرض إلكتروني رائع لسيرة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتنا وحسنات من عمل على إخراجه بهذه الصورة.
ـ[ hedaya] ــــــــ[10 Apr 2006, 07:53 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي الفاضل و جزاكم خيراً كثيراً ..
اللهم أعنّا على نصرة دينك و حمل راية الذود عنه ..(/)
سؤال في اللغة عن استعمال كلمة (ههنا)؟
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[22 Mar 2006, 12:17 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
كلمة ههنا هل يمكن أن تستخدم للمكان البعيد؟
ـ[أبو عبد الرحمن العتيبي]ــــــــ[22 Mar 2006, 03:30 م]ـ
نصّ النحاة على أنّ لفظتي هنا و ههنا يشار بهما إلى المكان القريب لا البعيد.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[16 Apr 2006, 10:35 ص]ـ
والذي للبعيد: ثَمَّ، وهَنّا، وهِنّا، وهُناك، و هُنالك. كما في النظم.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[16 Apr 2006, 04:37 م]ـ
الظاهر أن هاهنا مركبة من حرف التنبيه-ها- واسم الإشارة -هنا- فيستفاد من المجموع الاشارة إلى الشيء مع التنبيه ...... فتكون هاهنا دلت على التوكيد وليس على البعيد ......
ومن بديع القرآن:
{قَالَ هُمْ أُولَاء عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} (84) سورة طه
فموسى عليه السلام لم يقل هاهم وما قال هؤلاء ..... فرب العالمين ليس غافلا فينبه ... وهذا من إعجاز القرآن كما لا يخفى.(/)
رحيل أمير الشهداء!
ـ[ hedaya] ــــــــ[23 Mar 2006, 05:23 ص]ـ
22/ 3/2004: رحيل أمير الشهداء!
الحدث: 22 من مارس-آذار 2004م/ 1 صفر 1425هـ استشهد الشيخ أحمد ياسين زعيم ومؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قصف مروحي استهدفه وعددٌ من مرافقيه بعد أدائهم صلاة الفجر في مسجد المجمع الإسلامي بغزة.
التعليق: فاضت العين بدمعها والقلب يعتصر ألما وغصة، وتاهت الكلمات عن معانيها وصمت لساني فما درى ما يقول، والقلم يخجل أن يكتب عنك وأوراقي لا تحتوي اسمك على سطورها، والصوت كله حزنٌ وشجن فأي موقفٍ أقفه اليوم وأنا أذكرك يا أمير الشهداء؟!
ها هو العام يمضي تلو العام يحمل الذكرى ويرحل، تمضي الساعات سريعة ولكن الفاجعة لا تزال تسكن القلب، والبسمة غائبة عن شفاهنا لذكراك يا "أحمد ياسين"، ما زال صوتك فينا ينادي وبسمتك ووجهك الوضاء يشرق فينا كل صباح، فأنت تخط فينا وجه المستقبل وترسخ الماضي الذي عرفناه معك ... أنت يا شيخ فلسطين.
عام جديدٌ مضى لكن شيئًا لم يتغير، حزنٌ وألمٌ وشجون وصوت طائراتٍ تهدر فوق بيتك، وصوت الأذان يدعوك لصلاة الفجر وأنت أنت على عهد ربك دائمًا تلبي نداءه برغم الظروف، كنت تمشي لكرسيك إلى المجد والسماء فـ {إن قرآن الفجر كان مشهودا}، وتعبر طريق الخلود من طريق المسجد، ترفع عيناك إلى السماء بنظرة الراجي بلقاء يسره عند ربه، تدعوه أن يأخذ من دمك الطاهر حتى يرضى، والحور تستعد للقاء، تزيّن القصر لزفافٍ قريب ... يوشك أمير الشهداء أن يزف إليها بعد لحظات.
لم تكن الدنيا تعلم أن هذه آخر لحظات حياتك، تنهض من فراش المرض وينتظرك الموت على بعد بضع خطوات، لكنه ليس كأي موت! {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا}، كانت خفافيش الظلام ترسم المؤامرة والحاقدون يعدون صواريخهم لاستقبالك، وأنت تبتسم في وجه الردى وشفتاك لم تتوقفا عن التسبيح والتهليل، تدعو الله أن يقبلك حتى جاءك البشير: قد استجاب الله الدعاء.
صمت غزة لحظات لتسمع الخبر ... لم تصدق النفس ما سمعت الآذان بعد، ويتطاير كرسيك وجسدك المشلول يمضي إلى دار الجنان، وصورتك ترسم في ضمير كل حي من المسلمين صورة الجهاد والاستشهاد.
عام جديدُ مضى وبسمة وجهك لم تغادر مخيلتنا، ما زلت تنظر إلينا من فوقنا، نعم فأنت أعلى وأسمى، كيف لا! وأنت عشت تنتظر هذا اليوم، كنت تحزم أمتعتك استعدادا لساعة الرحيل وتودع الدنيا بكلمات عظيمة: "أملي أن يرضى الله عني".
عام جديدٌ مضى وأنت أحمد الياسين/ مؤسس "حماس" وقائدها/ أمير الشهداء، تحيي بدمك المسفوح ضمائر الملايين الذين يتدافعون في دروب الجهاد العسكري والسياسي على حدٍ سواء حول العالم، فارقت من اتخذوك أبًا ورمزا لكن لقاء الأحبة أجلّ وأكبر، حورٌ وقصور في انتظارك ومساكن على منابر من نور رفعت لك إن شاء الله تعالى ... سيدًا في حياتك - رغم إعاقتك - كنت وسيدًا في ضمائرنا ستحيا.
Hedaya
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[23 Mar 2006, 09:56 ص]ـ
رحمه الله رحمة واسعة، و جزاه خير الجزاء،
فقد غرس غرسا مباركا في أرض الرباط فلسطين، و وضع أهلها على أول الطريق الصحيح لتحريرها من دنس اليهود و أشياعهم،
و ذلك بالجهاد و القتال و الالتزام بشرع الله،
فكانت " حركة المقاومة الإسلامية " " حماس " ثبتها الله و وقاها العثار، و" حركة الجهاد الإسلامي "، و غيرهما من طلائع الجيش الذي سيتحقق على يديه النصر على اليهود بإذن الله،
مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: " تقاتلون اليهود، حتى يختبي أحدهم وراء الحجر، فيقول: يا عبد الله، هذا يهودي ورائي، فاقتله ".*
(* صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ، كِتَابُ الجِهَادِ وَالسِّيَرِ، بَابُ قِتَالِ اليَهُودِ)،
- و أحسب أن قتال اليهود و دحرهم و إخراجهم من فلسطين المباركة سيتكرر مرتين،
فالحديث المذكور وقته آخر الزمان بعد نزول عيسى عليه السلام،
و لكن الأحاديث الصحيحة بوجود و عودة دولة الخلافة الإسلامية، و عزتها - قبل المسيخ الدجال، و مقاتلة الروم قبله و الغلبة عليهم - تنبئ باندحار اليهود و انهيار دولتهم في أي بقعة من أرض الإسلام قبل ذلك،
فما كان المسلمون ليتركوا اليهود و دولتهم في أرض الخلافة وقتذاك، و يذهبوا لفتح و قتال غيرهم من بني الأصفر!
(يُتْبَعُ)
(/)
- و الذي يظهر لي: أن اليهود سيندحرون و يطردون من أرض فلسطين قبل ذلك بإذن الله على يد دولة الخلافة القادمة حتما لا محالة، كما صرحت بذلك الأحاديث الصحاح،
ثم يحدث بعد ذلك ضعف و فرقة و خلاف بين المسلمين، فيعود اليهود بصورة أو أخرى، و ذلك قبل آخر الزمان، لتقع وقائع قتالهم المذكورة في الأحاديث الشريفة الصحيحة، و ينزل عيسى عليه السلام، إيذانا باقتراب الوعد الحق، و انتهاء دار الفناء.
- فليدرك أبطالنا المجاهدون أنهم طلائع جيش، تتحقق على يديه أقدار الله عز و جل في أيامنا هذه، وصولا إلى عودة دولة الخلافة الراشدة إن شاء الله،
و ما أحداث أفغانستان و الشيشان و البوسنة و العراق و غيرهم كثير إلا مقدمة و توطئة لعودة دولة الخلافة و الجهاد و العزة و الرباط،
ففي الحديث: " يَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي خَلِيفَةٌ يَحْثِي الْمَالَ حَثْيًا "،
- جاء في " صَحِيحُ مُسْلِمٍ "، كتاب الْفِتَنِ وَأَشْرَاطِ السَّاعَةِ، بَابُ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ، فَيَتَمَنَّى:
(حدثنا زهير بن حرب، وعلي بن حجر - واللفظ لزهير، قالا: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن الجريري، عن أبي نضرة، قال: كنا عند جابر بن عبد الله فقال: يوشك أهل العراق أن لا يجبى إليهم قفيز ولا درهم، قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قبل العجم، يمنعون ذاك، ثم قال: يوشك أهل الشأم أن لا يجبى إليهم دينار ولا مدي، قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قبل الروم، ثم سكت هنية، ثم قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثيا، لا يعده عددا " قال قلت لأبي نضرة وأبي العلاء: أتريان أنه عمر بن عبد العزيز فقالا: لا. وحدثنا ابن المثنى، حدثنا عبد الوهاب، حدثنا سعيد يعني الجريري بهذا الإسناد نحوه).
و قد ذكرت الأحاديث أنه " المهدي " – خليفة يكون في آخر الزمان – و سيتقدمه خلفاء آخرون،
ففي الحديث أنه يكون اختلاف عند موت خليفة قبله،
جاء في " سُنَنُ أَبِي دَاوُدَ، كِتَاب الْمَهْدِيِّ،
" يَكُونُ اخْتِلَافٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَةٍ، فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ المدينة "، قال أبو داود:
(حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن صالح أبي الخليل، عن صاحب له، عن أم سلمة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يكون اختلاف عند موت خليفة، فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة، فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره، فيبايعونه بين الركن والمقام، ويبعث إليه بعث من أهل الشام، فيخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة، فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال الشام، وعصائب أهل العراق، فيبايعونه بين الركن والمقام، ثم ينشأ رجل من قريش أخواله كلب، فيبعث إليهم بعثا، فيظهرون عليهم، وذلك بعث كلب، والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب، فيقسم المال، ويعمل في الناس بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، ويلقي الإسلام بجرانه في الأرض، فيلبث سبع سنين، ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون " قال أبو داود: قال بعضهم عن هشام: " تسع سنين "، وقال بعضهم: " سبع سنين " حدثنا هارون بن عبد الله، حدثنا عبد الصمد، عن همام، عن قتادة، بهذا الحديث وقال: " تسع سنين " قال أبو داود: " وقال غير معاذ، عن هشام: " تسع سنين ". حدثنا ابن المثنى، حدثنا عمرو بن عاصم، حدثنا أبو العوام، حدثنا قتادة، عن أبي الخليل، عن عبد الله بن الحارث، عن أم سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث وحديث معاذ أتم).
فاللهم ارحم شهداء المسلمين، و أعز الإسلام و المسلمين، و أذل الكفر و الكافرين في كل مكان يا رب العالمين
اللهم آمين آمين
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[24 Mar 2006, 10:19 ص]ـ
بارك الله فيك على لفتتك الطيبة
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[24 Mar 2006, 05:14 م]ـ
رحم الله الشيخ, وأسكنه فسيح جناته, وجمعنا به في دار كرامته, وأخلف على الأمة خيراً.
ـ[ hedaya] ــــــــ[10 Apr 2006, 08:22 ص]ـ
حياكم الله و بارك فيكم ..
جمعنا الله و إياكم بشيخنا الحبيب في أعلى الجنان و أعاننا جميعاً على حمل الراية من بعده حتى نصلي في البيت المقدّس .. اللهم آمين
ـ[ابويوسف]ــــــــ[08 Aug 2007, 10:34 م]ـ
جزاك الله خير(/)
طائرات الخطوط الجديدة وهي الأكثرمبيعا عالمياً أصلها اندونيسية
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[24 Mar 2006, 05:25 م]ـ
طائرات (إمبراير) الجديدة التي اشترت منها الخطوط السعودية تعد الاعلى مبيعاً عن أي طائرة مدنية تجارية اخرى في العالم بل ويفوق حجم مبيعاتها منذ البدء في تشغيلها من اربع اعوام ما باعته شركة بوينج منذ نشأتها كما تفوق ماباعته أيضاً شركة أيرباص.
هي تجميع برازيلي واما الأجزاء الرئيسية فهي صناعة أمريكية.
المثير في الموضوع ان الأندنوسيين هم من صمم هذه الطائرة وصنعوا اول نموذج منها حيث أنهم أستطاعوا تصنيع طائرة حديثة جداً بتقنياتها وتشغيلها إذ أنهم بدأوا في تصميمها وتصنيعها من حيث أنتهت اليه صناعة الطيران. ولما عرضوا النموذج الأول منها وكان مفاجاة للعالم تدخلت أمريكا بكل سلطانها الإقتصادي وأجبرت الحكومة الأندونيسية على وقف برنامجها ومن ثم قامت شركة برازيلية بشراء الطائرة وتصميماتها ودراساتها ونقلتها الى البرازيل ومعها أكثر من عشرة ألآف فني أندونيسي وبدء الإنتاج. ولضمان نجاح التسويق فقد قامت الشركة البرازيلية بشراء المعدات الرئيسة للطائرة مثل المحركات من أمريكا.
الرابط / http://alsaha.fares.net/sahat/.2cc0be99
الله يصلح أحوال المسلمين!!
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[05 Apr 2006, 09:55 ص]ـ
يبدوا أن بعض الإخوة لم يتبينوا مفهوم " الملتقى المفتوح "، فظنوه مفتوحا لأي مقال في أي مجال، و لو كان بعيدا عن العلوم الدينية و متعلقاتها،
و أرى عدم شغل الملتقى بما هو خارج عنها.
- و مثله مشاركة: (الطريقة المثلى لإنقاص الوزن)!
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[05 Apr 2006, 07:10 م]ـ
شكراً لمرورك شيخنا الكريم.(/)
عضو جديد فهل من مرحب؟!!!
ـ[خدمة إسلامية]ــــــــ[26 Mar 2006, 06:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
حياكم الله جميعاً اخواني فى منتدى التفسير وبارك الله فيكم وفى جهودكم
انا عضو جديد معكم وبأذن الله راح نستفيد منكم ومن علمكم
وجزاكم الله خيراً على هذا المنتدى الجميل
وحفظكم الله جميعاً من كل سوء
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Mar 2006, 06:25 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكم الله ونسأل الله لكم التوفيق والسداد، ونحن سعداء بانضمامكم للملتقى.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[26 Mar 2006, 05:10 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته, ياهلا ومرحبا, ونحن سعداء أكثر بانظمامك إلينا.
ـ[شعلة]ــــــــ[26 Mar 2006, 10:00 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حياكم الله وأحياكم في هذا الملتقى الرائد والمتميز
ـ[ضياء الإسلام]ــــــــ[27 Mar 2006, 10:02 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته حللت أهلا ونزلت سهلا يا أخي (خدمة الإسلام) وأتمنى من الله أن تنفعنا بعلمك وتنتفع بعلم إخواننا في هذا المنتدى المبارك ..... نورت المنتدى(/)
أذكار الصباح والمساء (رواية ودراية)
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[27 Mar 2006, 01:09 م]ـ
سيلقي فضيلة الشيخ المحدث/
عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي
محاضرة بعنوان/
أذكار الصباح والمساء (رواية ودراية)
في يوم الأحد 4/ 3/1427هـ
بعد صلاة المغرب
في مسجد أنس بن مالك بحي الإزدهار بشمال الرياض
بعد صلاة المغرب [/ size]
ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[29 Mar 2006, 10:00 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي أبوعبد الله المحتسب، والدال على الخير كفاعله، لكن القلب يتألم، يئن، يتسائل عن واقع المسلمون، دخلت المسجد الأقصى اليوم وصلاة الجماعة قائمة، وأبناء المسلمون يلعبون كرة القدم على ما يسمى مصاطب حلق العلم، وأنتم أدرى بمقولة الإمام أبو حامد الغزالي - ضاع العلم في بيت المقدس نظراً لعدد حلقات العلم التى شاهدها وقت إذ، ..... ، مع العلم إن الصلاة التي كانت قائمة هي صلاة الكسوف،
(وَمَا نُرسلُ بالآيَاتِ إلاَّ تَخويفاً) سورة الإسراء 59.(/)
منتدى أهل التحقيق والتصنيف
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[27 Mar 2006, 03:45 م]ـ
الأخوة الأجلاء
تم فتح منتدى خاص بأهل التحقيق والتصنيف، آملاً فيه محاولة التقريب بين الناشرين والمحققين وخدمة المبتدئين في هذا المجال. والتفاعل للخدمات العلمية.
المنتدى باسم منتدى أهل التحقيق والتصنيف.
http://www.ahlaltahkek.com
ولا تنسونا من صالح دعائك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[19 Apr 2006, 12:33 ص]ـ
عفواً المنتدى بدأت ثماره وتم اتفاقات بين بعض دور النشر وبعض المحققين
والله من وراء القصد(/)
محاضرات للشيخ عبد الله بلقاسم بالمدينة النبوية,,
ـ[سلطان البكري]ــــــــ[27 Mar 2006, 11:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول أما بعد:-
يلقي فضيلة الشيخ عبد الله بن بلقاسم
محاضرات في منطقة المدينة
الأولى: في جامع الإمام أحمد بن حنبل في الحرة الشرقية بالمدينة النبوية
يوم الأربعاء الموافق 29/ 2/1427هـ
والثانية: في محافظة بدر بجامع العريش
يوم الخميس 30/ 2/1427هـ
والله الموفق
ـ[محب احمد بن حنبل]ــــــــ[28 Mar 2006, 12:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول أما بعد:-
يلقي فضيلة الشيخ عبد الله بن بلقاسم
محاضرات في منطقة المدينة
الأولى: في جامع الإمام أحمد بن حنبل في الحرة الشرقية بالمدينة النبوية
يوم الأربعاء الموافق 29/ 2/1427هـ
هل من تعريف بالشيخ؟
والثانية: في محافظة بدر بجامع العريش
يوم الخميس 30/ 2/1427هـ
والله الموفق
هل من تعريف بالشيخ؟(/)
لا تنس صلاة الكسوف غدا الأربعاء
ـ[سلسبيل]ــــــــ[28 Mar 2006, 08:37 ص]ـ
نداء إلى الأباء والأمهات والبنين والبنات والطلبة والطالبات والعاملين والسائقين والخادمات ....
نداء إلى الأغنياء والفقراء والعرب والأعاجم وجميع المسلمين والمسلمات .....
نداء إلى هؤلاء جميعا الحرص:
الحرص الحرص الحرص على صلاة الكسوف
(كسوف الشمس وخسوف القمر تذكره من الله للبشر)
بإذن الله تعالى:
سوف يحدث كسوف كلي للشمس ظهر غد الأربعاء 29\ 3 (يشاهد جزئيا في الكويت)
بداية الكسوف 03، 1 0 ظهرا
ذروة الكسوف 14، 02
نهاية الكسوف 16، 03
موعد الكسوف: حسب توقيت الكويت
إن الكسوف والخسوف تخويف من الله عز وجل لعباده قال تعالى (وما نرسل بالآيات إلا تخويفا)
وفي الحديث:
كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فانكسفت الشمس فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجر رداءه حتى دخل المسجد فصلى بنا ركعتين حتى انجلت الشمس فقال صلى الله عليه وآله وسلم إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد فإذا رأيتموهما فصلوا وادعوا حتى ينكشف ما بكم [/ SIZE]
الراوي: أبو بكرة نفيع بن الحارث - خلاصة الدرجة: الحسن لا يروي إلا عن الأحنف عن أبي بكرة - المحدث: الدارقطني - المصدر: الإلزامات والتتبع - الصفحة أو الرقم: 222
::::::::::::::::::
نقلا عن جريدة الرأي العام الكويتيه \بتصرف
في تمام الواحدة والدقيقة الخامسة عشرة من بعد ظهر غد الاربعاء سيتمكن المواطنون والمقيمون في الكويت وفي انحاء كثيرة من العالم من مشاهدة ظاهرة فلكية تتمثل في حدوث كسوف الشمس.
وصرح الباحث الفلكي عادل حسن السعدون لـ الوطن بأن كسوف الشمس يوم غد الاربعاء لن يشاهد كليا في الكويت بل سيبدأ الكسوف الكلي في البرازيل ثم يعبر الى المحيط الاطلسي ثم افريقيا وسيكون اطول كسوف كلي لهذه الظاهرة مدة 4 دقائق و11 ثانية وسيشاهد في سماء منطقة الحدود الليبية التشادية.
وذكر السعدون ان كسوفا للشمس سيستمر غدا من الواحدة والربع من بعد الظهر حتى الثالثة و33 دقيقة وسيغطي %55 من قرص الشمس فقط في الكويت.
وذكر ان آخر كسوف للشمس شوهد في الكويت في الثالث من اكتوبر عام 2005، مشيرا الى ان اقرب كسوف قادم للشمس سيكون في 15 يناير عام 2010 منوها الى ان كسوف الشمس يوم غد الاربعاء سيكون اكبر كسوف حتى عام 2020 في حين لن يشاهد كسوف كلي للشمس في الكويت قبل عام.2034
وبمناسبة حدوث ظاهرة كسوف الشمس غدا الاربعاء حذر الباحث الفلكي عادل السعدون المواطنين والمقيمين من مغبة مشاهدة هذه الظاهرة بالعين مباشرة، مشيرا الى ان النظر الى الشمس مباشرة من شأنه ان يؤدي الى تلف شبكية العين ومن ثم اصابة الانسان بـ» العمى «وفقد البصر، مشيرا الى ان اشعة الشمس تحتوي على اشعة فوق البنفسجية ضارة تحرق شبكية العين.
ونصح السعدون المواطنين والمقيمين الذين يريدون مشاهدة كسوف الشمس باستخدام نظارات خاصة يمكنها حجب الاشعة فوق البنفسجية بنسبة %99 لحماية العين.
وذكر انه صمم نظارة خاصة لمشاهدة الكسوف وارسل مواصفاتها لاحدى الشركات الامريكية التي صنعت النظارة، مشيرا الى ان مثل هذه النظارات مضمونة بنسبة %100 لحماية العين من اشعة الشمس فوق البنفسجية.
وبالمناسبة فقد حذر السعدون المواطنين من استخدام افلام التصوير أو صور اشعة المستشفيات لمشاهدة الكسوف مشيرا الى ان مثل هذه الادوات لا يمكنها حجب الاشعة فوق البنفسجية وبالتالي قد تصاب العين بتلف الشبكية ومن ثم فقد البصر.
وذكر ان من لم يتمكن من الحصول على نظارة الكسوف فيمكنه استخدام نظارة اللحيم التي يستخدمها الحدادون مشيرا الى ان هذه النظارة مناسبة لمشاهدة الكسوف ولا خوف على العين في حال تم استخدامها.
نقلا عن جريدة الوطن الكويتيه
تاريخ النشر: الثلاثاء 28/ 3/2006(/)
أرجوكم ... طلب رسالة ماجستير في تخصصي. فهل من معين؟
ـ[الاسيف2006]ــــــــ[28 Mar 2006, 08:55 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أساتذتي الأفاضل وإخوتي الكرام رواد هذا المنتدى المبارك .. أنا طالب علم في مرحلة الماجستير أبحث عن موضوع لأطروحة الماجستير ((موضوع غير مطروح في أي منتدى)) ولكني لم أجد حتى الآن موضوعا أقوم بإجراء دراسة عليه وكم كنت أتمنى أن يكون موضوعي متصلاً بالقرآن الكريم ولكن تخصصي في اللغة العربية لا يسمح بأن يكون موضوعي قرآنياً صرفاً لذلك أرجو من أساتذتنا ومشايخنا الأفاضل مساعدتي في الوصول إلى موضوع لم يأخذه أحد من قبلي، ويا حبذا أن يكون الموضوع عن: ((ظاهرة التحريف في القرءان الكريم، أوالتأويل عند إبن القيم، أو التأويل عند إبن تيمية، أوالتحريف عند إبن القيم، او التحريف عند إبن تيمية)) فأرجو من الله أن ينفع الله به الإسلام والمسلمين ويتفق مع تخصصي والله الموفق.
...... أساتذتي الأفاضل أنا أعمل في مجال اللغة العربية، في قسم النحو أو اللغة فهل هناك ما أقدمه لهذا الجمع المبارك؟ جعلنا الله وإياكم من خدام دينه .... وجزآكم ألف ..... ألف ... ألف خير ..
أخوكم:ـ الأسيف
إذا كان لدى أحدكم أي موضوع في ما قد ذكرته سابقا.
فأرجو إرساله إلي إلى العنوان التالي على الايميل التالي:ـ
sadeg2004@hotmail.com
ولكم جزيل الشكر والعرفان.
ـ[الاسيف2006]ــــــــ[28 Mar 2006, 08:57 ص]ـ
أرجوكم يا إخواني الموضوع مستعجل.
فأرجو الرد سريعا.
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[29 Mar 2006, 12:54 ص]ـ
أخي الكريم
اقترح عليك أن تكتب في موضوع ((الإلتفات في القرآن الكريم)) فهذا الموضوع لم يسجل رسالة علمية حتى الآن، فهو يناسبك بحكم التخصص ويربطك بالقرآن الكريم والموضوع يكفي لمرحلة الدكتوراه قطعاً، والمادة العلمية متوفرة. أسأل الله لك التوفيق
ـ[الاسيف2006]ــــــــ[29 Mar 2006, 08:23 ص]ـ
أخي أين هذا الموضوع؟ أرجوك أرسله الي
ـ[الكشاف]ــــــــ[29 Mar 2006, 09:03 ص]ـ
الأسيف أصلحك الله. ماذا تريد من الدكتور أبو حذيفة أكثر من دلالتك على العنوان الرئيس للموضوع وأنت تكمل الباقي. وإلا فكيف تقول إنك طالب دراسات عليا؟ أم أنك تريد يرسل لك الخطة جاهزة؟
البحث العلمي لا يؤخذ بهذه الطريقة يا عزيزي.
للعلم: موضوع الالتفات كتب فيه الكثير من الأبحاث والدراسات.
ـ[الكشاف]ــــــــ[29 Mar 2006, 10:24 ص]ـ
وردتني رسالة من أحد أعضاء الملتقى الفضلاء الناصحين، ينبهني فيها على أنني قسوت في ردي هذا على الأسيف. فأحببت أن أعذتر إن كان هذا حدث فعلاً، لكنني أخبرته أنني بصفتي أكتب باسم مستعار قد ألقيت عن كاهلي عبء المجاملة في العلم حتى نستفيد أكثر. وهذا الذي نبهت عليه في ردي السابق هو أدب من آداب البحث العلمي. يجب على الطالب أن يبحث بنفسه عن الثغرات في جواب البحث العلمي المتخصص ليسدها، ويضيف جديداً في بناء البحث العلمي. فإن أخذ البحوث الجاهزة دون أن يكون هناك رغبة حقيقة في بحث الموضوع أصلاً لن يصنع الباحث صناعة حقيقة عميقة.
هذه وجهة نظري، ويبقى المجال مفتوحاً للنقاش بيننا هنا، وأعتذر مرة أخرى من الأخ الأسيف وأدعو له بالتوفيق والنجاح.
ـ[الاسيف2006]ــــــــ[30 Mar 2006, 09:19 ص]ـ
لا داعي للتأسف والاعتذار الي اخي ((الكشاف)) فأشكرك جدا على هذه الملحوظة الجيدة الذي هي والله التي فقدتها في كثير ممن يصاحبونني ولكم جزيل الشكر على الموضوع الذي دليتموني عليه ولاكن الموضوع هذا قد طرح من قبل أخ من عندنا من الكلية فإذا كان لدى أحدكم موضوع اخر فأرجو أن يبعثه لي ولكم جزيل الشكر والعرفان
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[30 Mar 2006, 09:31 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
موضوع الالتفات في القران قدمت فيه رسالة في مرحلة الدكتوراه من الدكتور عدنان خليفات من الاردن في جامعة ام درمان الاسلامية بالسودان او من جامعة القران الكريم وذلك قبل عشرة اعوام تقريبا وهناك عدة كتب في هذا المجال
واقبلوا التحيات
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[30 Mar 2006, 12:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمحوا لي أن أقدم لكم اسماء 4 رسائل أخرى غير التي ذكرها أخي الدكتور جمال في موضوع الالتفات، وذكل كما هي موجودة عندي:
1 - اسلوب الالتفات في القرآن الكريم القرآن - إعجاز محمد، آدم إدريس ماجستير السودان جامعة الخرطوم - كلية الآداب اللغة العربية 1995
2 - الالتفات في النصف الأول من القرآن: دراسة تحليلية بلاغية القرآن - بلاغة بناني، خديجة محمد ماجستير علي العماري جامعة أم القرى اللغة العربية وآدابها / البلاغة والنقد 1415هـ
3 - الالتفات في ضوء أساليب القرآن الكريم القرآن - بلاغة عبد المحسن، ربيع محمد ماجستير محمد حسين أبوموسى القاهرة/ مصر جامعة الأزهر؟ اللغة العربية 1981/ 356ص
4 - الالتفات وبلاغته في القرآن الكريم القرآن - بلاغة ظاهرالدين دكتوراه باكستان دراسات إسلامية/ جامعة بيشاور
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الكشاف]ــــــــ[31 Mar 2006, 12:10 ص]ـ
بارك الله فيك على تقبلك النصيحة. وليتك تستبعد التوقيع هذا بأليق منه بالملتقى.
شكراً لمن اضافق الرسائل والبحوث شكراً جزيلاً.
ـ[بنت الشريد]ــــــــ[18 Apr 2006, 01:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الأفاضل / اتمنى مساعدتى في الحصول على عنوان مناسب لرسالة دكتوراه في اللغة العربية تخصص نحو وصرف في مجال القرآن الكريم.
فإن فكري يجول في الدراسة الدلالية ولكن استقراري لم يتم بعد فهل اجد لديكم توجيهاً
ولكم جزيل الشكر والتقديرعلى مجهوداتكم المبذولة من أجل اعلاء كلمة الله ورفع راية الاسلام والعلم.(/)
السـ عليكم ورحمة الله ـــلام
ـ[ام احمد]ــــــــ[29 Mar 2006, 07:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على نبينا محمد وآله ومن تبعه وأهتدى بهديه الى يوم الدين اللهم امين
اخواني واخواتي في الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استفدت كثيرا من ملتقاكم جزاكم الله خيرالجزاء وجعله الله في موازين اعمالكم الصالحة انه سميع مجيب
فأحببت ان افيدكم بما لدي من خبره في مجالي الا وهو مجال التغذية العلاجية اسأل الله ان انال مما اصبو اليه الاجر والمثوبة
فهلا شملتموني بترحيب لأبداء مشواري معكم
اختكم في الله
ام احمد
ـ[سلسبيل]ــــــــ[29 Mar 2006, 08:56 ص]ـ
حياك الله أختي الكريمة أم أحمد ونحن بانتظار بدايه مشاورك المبارك بإذن الله تعالى
وجزى الله القائمين على هذا الملتقى خير الجزاء فقد أفاد الكثير ونفع الله به
ـ[الكشاف]ــــــــ[29 Mar 2006, 09:06 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً بك بين إخوانك في هذا الملتقى العلمي.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[30 Mar 2006, 03:52 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بأم أحمد في هذا الملتقى المبارك؛ علماً أني لم أعرف هذا المجال فلو أعطيتينا نبذة بارك الله فيك نكون لك من الشاكرين.
ـ[ام احمد]ــــــــ[31 Mar 2006, 12:48 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي في الله اسعدني ترحيبكم بي جزاكم الله خير الجزاء
الله اسأل ان يعينني لبذل ما بوسعي لافادتكم بما في جعبتي
وصلى الله على خير البشر سيدنا وحبيبنا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه واهتدى بهديه الى يوم الدين اللهم امين
بارك الله فيكم
ام احمد
ـ[ضياء الإسلام]ــــــــ[31 Mar 2006, 08:06 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركانه
حللت أهلا ونزلت سهلا وبارك الله فيك ونفع بعلمك
أنا أحب هذا المجال وأتشوق لمعرفة المزيد عنه لا حرمنا الله من ثمار العلم
أزيدي واستزيدي وفقك الله
ـ[حمدي]ــــــــ[31 Mar 2006, 10:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد/ أنا حمدي باه طالب في الجامعة الإسلامية بالنيجر غرب إفريقيا سنة الرابعة كلية اللغة العربية وأدابهاإنتسبت إلى هذا المنتدى الشريف للإستفادة من المشاييخ وزملائى الأعزاء وأنا مستعد لإستقبال أية رسالة أو معاومة جديد نفيسة وأشكرخاصة الشيخ فرغلى على ماقدمه من معلومات حول نشأة علم التجويد وحال مصنفاته القديمة لقد استفدت كثرا من هذا الموضوع في بحثي التخرج الذي هو بعنوان: الوصف الصوتي بين علمي التجويد والأصوات. فجزاه الله خير الجزاء وجعله في ميزان حساته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم هذا والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[01 Apr 2006, 03:45 ص]ـ
حياك الله أخي حمدي وياليتك وضعت هذه المشاركة في موضوع مستقل , ومرة أخرى مرحباً بك وبإخواننا من أهل النيجر العزيزة.
ـ[ضياء الإسلام]ــــــــ[02 Apr 2006, 01:22 ص]ـ
أهلا بك يا أخي حمدي أضم صوتي إلى صوت أخي ابن الجزيرة في الترحيب بك وبكل طلاب العلم من أهل النيجر وأتمنى من الله أن تستفيد وتفيد فقد حللت أهلا ونزلت سهلا ..... نفع الله بعلمك(/)
الحكمة من تحريم الوصل في الشعر
ـ[ام حفصة]ــــــــ[29 Mar 2006, 07:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ارجو ممن يعر ف الحكمة من تحريم الوصل الذي ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (لعن الله الواصلة والمستوصلة ..... ) ان يرد على السؤال بأسرع وقت لان طالباتي يردنا معرفة الحكمة ولكم جزيل الشكر ...
ـ[سيف الدين]ــــــــ[29 Mar 2006, 09:36 م]ـ
الاخت الكريمة
هل هناك من مصدر يتكلم عن واقع الوصل وكيفيته في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم؟ ان كان الجواب بالايجاب, أرجو منك ذكره ولك جزيل الشكر ...
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[30 Mar 2006, 02:39 ص]ـ
ذكر الحافظ ابن حجر في فتح الباري (ج10):
قال الخطابي: "إنما ورد الوعيد الشديد في هذه الأشياء لما فيها من الغش والخداع ولو رخص في شيء منها لكان وسيلة إلى استجازة غيرها من أنواع الغش ولما فيها من تغيير الخلقة وإلى ذلك الإشارة في حديث بن مسعود بقوله المغيرات خلق الله والله أعلم".
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[01 Apr 2006, 12:00 ص]ـ
العلة في حرمة وصل الشعر هي حرمة الانتفاع بأجزاء الإنسان، و لو شعرا،
قال الإمام النووي - في كتابه " المجموع " - عقب شرحه الحديث المذكور: " لأنه يحرم الانتفاع بشعر الآدمي و سائر أجزائه، لكرامته ". انتهى
- و النهي عن وصل الشعر عام، و ليس خاصا بما فيه غش و تدليس،
فقد روى الإمام البخاري في " صحيحه "، كتاب النكاح، (باب لا تطيع المرأة زوجها في معصية) حديث عائشة رضي الله عنها (أن امرأة من الأنصار زوجت ابنتها، فتمعط شعر رأسها، فجاءت إلى النبي صلى الله عليه و سلم فذكرت ذلك له، فقالت: إن زوجها أمرني أن أصل في شعرها،
فقال " لا، إنه قد لعن الموصلات ").
و اللعن من أقوى دلالات التحريم، قاله الحافظ ابن حجر.
و اللعن: الطرد و الإبعاد من رحمة الله تعالى.
- ففي هذا الحديث نهاها الرسول عليه الصلاة و السلام عن إجابة طلب الزوج بوصل شعر ابنتها، مع مرضها و سقوط أو تمزق شعر رأسها،
و ذلك الحال لم يكن فيه غش و لا تدليس، لأنه بعلم الزوج، بل بطلبه، بل بأمره،
فانتفى الغش و التدليس هنا،
و النهي عن الوصل عام.
* و إذا كان ذلك في الشعر الذي يقصَر و يحلق، و يدفن في التراب،
فأولى بالنهي وصل غيره من أجزاء البدن و الأعضاء، كالمسمى الآن " زراعة الأعضاء البشرية ".
و قد نصت كتب الفقه - في تعليل تحريم بيع الشعر - على علة حرمة الانتفاع بشعر الإنسان.
* و في وصل الشعر تغيير خلق الله،
و بهذا و بذاك وردت الأحاديث الصحاح.
و قد عدَ الإمام البخاري وصل الشعر معصية لله تعالى، و لو بأمر الزوج، كما ذكر في ترجمة الباب،
و فقهه - رحمه الله - في تراجمه،
كما قال الإمام النووي و ابن حجر.
ـ[روضة]ــــــــ[01 Apr 2006, 12:10 ص]ـ
اسمحوا لي بالتدخل بهذه الأسئلة:
ماذا لو كان الشعر الذي يتم به التوصيل صناعياً وليس بشرياً، فتنتفي حرمة الانتفاع بأعضاء الآدمي؟ (إذا سلّمنا أن زرع الأعضاء والانتفاع بها حرام)
وماذا لو كان الزوج يعلم، فانتفى القول بالغش والتدليس؟
وماذا لو كان الشعر الموصول قابلاً للنزع، فيعود الشعر الأصلي كما كان، فينتفي القول بتغيير خلق الله؟
أرجو ممن يعلم الإجابة أن يفيدني.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[01 Apr 2006, 12:18 ص]ـ
الوصل بالشعر الصناعي لا بأس به، قال الحافظ ابن حجر: (و أخرج أبو داود بسند صحيح عن سعيد بن جبير: لا بأس بالقرامل. و به قال أحمد.
و المراد به هنا: خيوط من حرير أو صوف يعمل ضفائر تصل به المرأة شعرها). انتهى
و هذا مقيَد بالحاجة أو الضرورة، لورود النهي عن أن تصل المرأة بشعرها شيئا.
و الله تعالى أعلم
ـ[البتول]ــــــــ[01 Apr 2006, 11:42 ص]ـ
حقا هي اشكالات يجب الإجابة عنها وقد يعتبر البعض ذلك جرأة.
للإجابة الصحيحة عن هذا السؤال لابد من الوقوف على نظرية المقام ومعرفة أسباب ورود الحديث
ومن اراد الإستزادة يعود لكتا ب الطاهر بن عاشور في المقاصد وقد أثار هذه النقطة في دراسته لتعليل بعص الأحاديث وضرورة تفسيرها بعد العلم بعادات العرب.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[01 Apr 2006, 12:09 م]ـ
الأحاديث نص في المسألة، و لا اجتهاد في مقابلة النص و مخالفته.
و مع ما ذكرته في تعليل حرمة وصل الشعر - مما قاله الأئمة - يبقى الامتثال لأوامر الشرع و نواهيه أول مقاصد التشريع الإلهي، سواء علمنا الحكمة أم لم نعلمها،
- و ليتك توافينا بما قاله ابن عاشور في تلك الأحاديث، لنرى هل وافق قوله قول الأئمة أم خالفهم؟
ـ[البتول]ــــــــ[01 Apr 2006, 03:04 م]ـ
في معرض حديث الشيخ الطاهر بن عاشور عن عادات العرب واثر العلم بها في تفسير النصوص قال " ... يتضح لنا دفع حيرة واشكال عظيم يعرض للعلماء في فهم كثير من نهي الشريعة عن أشياء لاتجد فيها وجه مفسدة بحال مثل تحريم وصل الشعر للمرأة، وتفليج الأسنان، والوشم في حديث ابن مسعودث- ذكر الحديث- لعن الله الواصلات ......... " فإن الفهم يكاد يضل في هذا اذ يرى ذلك صنفا من أصناف التزين المأذون في جنسه للمرأة كالتحمير والخلوق والسواك ...
ووجهه عندي الذي لم أر من افصح عنه أن تلك الأحوال كانت في العرب أمارات على ضعف حصانة المرأة.فالنهي عنها نهي عن الباعث عليها أو عن التعرض لهتك العرض بسببها ... انتهى كلام الشيخ.
ينظر صفحة 91من كتاب مقاصد الشريعة الإسلامية، الدار التونسية للنشر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[روضة]ــــــــ[01 Apr 2006, 07:24 م]ـ
الإخوة الكرام .. بارك الله فيكم ..
التساؤل حول الحكمة من وصل الشعر ليس دافعه المعرفة من أجل الامتثال، بل لما تفضلت به الأخت أم حفصة وهو الأسئلة التي توجّه إلينا ـ أثناء التدريس ـ حول هذا الموضوع، نحن نؤمن قطعاً بحكمة الله عز وجل بجميع تشريعاته سبحانه، ولا ننتظر معرفة الحكمة لنمتثل، فلو لم نعرف فنحن ملتزمون ولله الحمد.
ولكن لا ضرر أن نحاول ذلك، فإذا وفقنا فبفضل من الله.
بالنسبة للحديث الشريف نعلم أن التفليج حُرّم لأنه تغيير دائم لخلق الله تعالى، والوشم علامة دائمة لا تذهب عن الجلد، ويعدّ تجمع للنجاسات والأوساخ، ولكن الوصل لا تنطبق عليه هذه الأوصاف وترد عليه التساؤلات السابقة، فلو اتخذته المرأة زينة ـ في دائرة الحلال ـ فما المشكلة في ذلك؟
هذا ما أحب معرفته بجواب شافٍ.
*********
و هذا مقيَد بالحاجة أو الضرورة، لورود النهي عن أن تصل المرأة بشعرها شيئا.
ما هي الضرورة أو الحاجة التي يمكن أن تُلجئ المرأة لتوصيل شعرها، لا أظن أن الأمر يعدو التجمّل والتحسين، هل هناك أمثلة توضح جواز الوصل في حالة الضرورة؟
*********
ما ورد عن الشيخ ابن عاشور رحمه الله قد يرد عليه ما يلي:
هل هذه الأحكام تنتهي بانتهاء العادات والأحوال التي كانت سائدة تلك الأيام؟
أحوال العرب إضاءة لنفهم هذه النصوص وتبين لنا الحكمة في ذلك الزمن، ولكن التشريعات ليست خاصة بزمن معين، فما الحكمة منها الآن؟
إن كانت هذه الأفعال تدل على عدم حصانة المرأة، والنهي عنها نهي عن الباعث عليها، فلماذا تُحرّم إذا كانت المرأة لا تفعل هذه الأشياء (وخصوصاً الوصل) إلا في بيتها، ولا يطلع أجنبي عليها، حتى نقول إنها كانت سبباً لهتك العرض أو تصنيف المرأة في دائرة معينة؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[البتول]ــــــــ[01 Apr 2006, 09:37 م]ـ
ماورد عن الشيخ الطاهر بن عاشور فيه اشارة الي أهمية العلم بعادات العرب واهمية العلم بمقام التشريع،كيف ذلك؟
ان الأحكام المحرمة من خلال الحديث هل هي محرمة لذاتها أو لوجود علة وهي حفظ عرض المرأة وسد ذريعة انتهاك حرمتها فكل ما من شأنه أن يكون وسيلة او باعثا لإنتهاكه حرم ومن هنا قد نحرم في زما - ا بعض الالبسة أو بعض وسائل الزينة ان كان في ذلك ما يفضي الي المساس بعرضها.وان كان الأصل في ذلك الإباحة مع انتفاء التشبه بالكافرات.
.
ـ[روضة]ــــــــ[01 Apr 2006, 10:17 م]ـ
أختي الكريمة، ما تفضلتِ به واضح، فمعرفة أحوال العرب وعاداتهم مما يساعد في معرفة حكمة ورود الأحكام، لا محالة، ولكن هذه العادات لا تكفي للوقوف على حقيقة الحكمة، فما أريد قوله باختصار:
المرأة التي تفعل هذا خارج بيتها أو بوجود الأجانب قد يفضي بها هذا إلى انتهاك عرضها كما تفضلتِ، ولكن المرأة التي تصل شعرها في بيتها، من الذي سيؤذيها؟
يعني: الحكمة من التفليج بين الأسنان والوشم واحدة في داخل البيت وخارجه، أما الوصل فيمكن تعليل التحريم بهذه الحكمة خارج البيت، لا داخله، إذن لا بد من وجود سبب آخر للتحريم يلازم الوصل في كل الأحوال.
كما أن الحفاظ على عرض المرأة ملاحَظ في جميع التشريعات المختصة بها وبالمجتمع، وليست هذه حكمة خاصة بتحريم الوصل.
ليس هذا اعتراضاً على الشيخ ابن عاشور رحمه الله تعالى، فهو من هو في العلم، ولكني أحاول أن أفهم فقط.
ثم إن الأحكام التي ورد بها نص شرعي تختلف عن الأحكام التي وضعها العلماء اجتهاداً تماشياً مع حال معينة في زمان معين، فالأولى لا سبيل لتغييرها، أما الثانية فقد يرى العلماء انتهاء العمل بها لتغير الأحوال.
والله أعلم.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[03 Apr 2006, 12:24 ص]ـ
الأخت الكريمة "روضة"/
قلتِ:" ما هي الضرورة أو الحاجة التي يمكن أن تُلجئ المرأة لتوصيل شعرها، لا أظن أن الأمر يعدو التجمّل والتحسين، هل هناك أمثلة توضح جواز الوصل في حالة الضرورة؟ "
مثال: لو كانت المرأة قرعاء أو لا شعر لها جاز لها لبس " الباروكة" شريطة كونها من غير شعر الآدميين. لأن النّبي صلى الله عليه وسلم أذن لعرفجة بن سعد لما قطع أنفه أن يتخذ أنفا من ذهب.
ولعلي أعود لاحقا للتعليق على بعض النقاط.
ـ[روضة]ــــــــ[03 Apr 2006, 06:17 ص]ـ
أليس هذا من التجمل، أخي الكريم؟
هذا ليس فيه حفاظ على ضرورة.
(يُتْبَعُ)
(/)
أم أن المقصود بالضرورة هنا المعنى اللغوي؟
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[03 Apr 2006, 08:34 ص]ـ
يعني: الحكمة من التفليج بين الأسنان والوشم واحدة في داخل البيت وخارجه، أما الوصل فيمكن تعليل التحريم بهذه الحكمة خارج البيت، لا داخله، إذن لا بد من وجود سبب آخر للتحريم يلازم الوصل في كل الأحوال. كما أن الحفاظ على عرض المرأة ملاحَظ في جميع التشريعات المختصة بها وبالمجتمع، وليست هذه حكمة خاصة بتحريم الوصل.
ليس هذا اعتراضاً على الشيخ ابن عاشور رحمه الله تعالى، فهو من هو في العلم، ولكني أحاول أن أفهم فقط.
ثم إن الأحكام التي ورد بها نص شرعي تختلف عن الأحكام التي وضعها العلماء اجتهاداً تماشياً مع حال معينة في زمان معين، فالأولى لا سبيل لتغييرها، أما الثانية فقد يرى العلماء انتهاء العمل بها لتغير الأحوال.
والله أعلم.
---------------------------------------------------------------------------------
نعم، صدقت، و أحسنت:
- هذا السبب الملازم لتحريم الوصل بشعر الآدمي في كل حال: هو " حرمة الانتفاع بشعر الآدمي و سائر أجزائه [في كل حال]
، لكرامته [عند الله تعالى] "، كما قال الإمام النووي في " المجموع "، و أقره الشوكاني في " نيل الأوطار "، و الشيخ سيد سابق في " فقه السنة ".
- و أما ما اعتل به ابن عاشور في تحريم الوصل من أنه كان شعار العاهرات و المشركات: فقول عجيب، لا يحتاج من قائله إلا التخلي عن العلم،
و لا يحتاج من متقبله إلا التخلي عن العقل،
و هو قول بلا دليل، و مخالف لكل شراح الحديث و أئمة الفقه،
بل مخالف لأصول الفقه في استنباط الأحكام،
لأن النهي و التحريم - المستفاد من اللعن - جاء عاما، لمجيئه بصيغة من صيغ العموم، و هي: المعرف ب (ال)، المفيدة للاستغراق لكل ما تشمله، و المعرفة للجنس:
أي جنس الوصل - في قوله صلى الله عليه و سلم: " الواصلة و المستوصلة " - و لم يكن التحريم خاصا بما إذا كان شعارا للعاهرات و المشركات، كما ادعى ابن عاشور في تفسيره المسمى " التحرير و التنوير "،
غفر الله له، فقد كان عليه التثبت بل التيقن في أمر جاء فيه الوعيد الشديد بأقوى الدلالات على التحريم، و هو اللعن، أي الطرد من رحمة الله و الإبعاد.
- بل و كان الوصل بشعر الآدمي من ضمن أسباب إهلاك أمة من الأمم السلبقة، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذ هذه نساؤهم ". رواه البخاري و مسلم في (باب الوصل في الشعر)، (عن معاوية بن أبي سفيان، عام حج، و هو على المنبر، و هو يقول، و تناول قصة من شعر كانت بيد حرسى [أي أحد الحرس]: أين علماؤكم؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يتهى عن مثل هذه، و يقول: " إنما هلكت بنو إسرائيل ... " الحديث)،
و ذكر حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه و سلمك قال: " لعن الله الواصلة و المستوصلة، و الواشمة و المستوشمة ".
...
و لم يكن هناك نساء عاهرات و لا مشركات عندما أنكر معاوية رضي الله عنه على علماء المدينة عدم علمهم بما فعلته بعض نسائها من الوصل بالشعر الآدمي،
و هذا كاف في رد ما ادعاه ابن عاشور، علاوة على ما تقدم بيانه.
- فلنتق الله في كل أقوالنا و أفعالنا، فلا نقول بما ليس لنا فيه سلطان، و لا نفعل ما نهى الله و رسوله عنه من الوصل بشعر الآدمي، و لا نستحله بالطغيان و بقول ليس عليه برهان.
هذا و بالله التوفيق.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[03 Apr 2006, 11:17 ص]ـ
أختي الكريمة /
قلتِ: " أليس هذا من التجمل، أخي الكريم؟
هذا ليس فيه حفاظ على ضرورة.
أم أن المقصود بالضرورة هنا المعنى اللغوي؟ "
قلتُ: ألا ترينَ معي أنّ الضرورةَ هنا هي سترُ عيبٍ خَلْقيّ، وقد ذكر الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى- أنّ عمليّات التجميل تدخل تحت هذا فما كان لإزالة عيب فلا بأس به .. كأن تُجرَى عمليةٌ لتقويم أنفٍ معوجٍ مثلا .. أو لإزالة بقعة سوداء من الوجه وهكذا.
والدليل: الحديث الذي رواه أبو داود - وقد ذكرته سابقا - أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم أذن لعرفجة بن سعد لما قطع أنفه يوم الكلاب أن يتخذ أنفا من ذهب.
والله أعلم.
ـ[البتول]ــــــــ[03 Apr 2006, 01:21 م]ـ
اقتباس من كلام الدكتور ابو خليل " .. الوصل بالشعر الصناعي لا بأس به .... "
وقال الدكتور" ... النهي و التحريم - المستفاد من اللعن - جاء عاما، لمجيئه بصيغة من صيغ العموم، و هي: المعرف ب (ال)، المفيدة للاستغراق لكل ما تشمله ... "
حمل الحديث على تحريم الوصل بشعر الآدمي فيه تخصيص والتخصيص هنا يحتاج الي دليل. مقالة ابن عاشور رحمة الله عله لم تكن في كتابه التحرير والتنوير بل كان في كتاب المقاصد الشرعية
وهو لم يبح الوصل ولا التفليج ولا الوشم بل حاول البحث عن علة للنهي.المقصد الذي ذكره لايعدو أن يكون الا حكمة وليس مقصدا بالمعنى الشرعي عند علماء الأصول.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[03 Apr 2006, 07:48 م]ـ
لو لم تتسرعي أختاه، و تحققت من الأمر، و رجعت إلى كتاب " التحرير و التنوير " لابن عاشور لوجدت ما ذكرته عنه، قال: ((وأمّا ما ورد في السنّة من لعن الواصلات والمتنمّصات والمتفلّجات للحسن فممّا أشكل تأويله.
وأحسب تأويله أنّ الغرض منه النهي عن سمات كانت تعدّ من سمات العواهر في ذلك العهد، أو من سمات المشركات، وإلاّ فلو فرضنا هذه مَنهيّاً عنها لَما بلغ النهي إلى حدّ لَعن فاعلات ذلك. وملاك الأمر أن تغيير خلق الله إنّما يكون إنما إذا كان فيه حظّ من طاعة الشيطان، بأن يجعل علامة لِنحلة شيطانية، كما هو سياق الآية واتّصال الحديث بها. وقد أوضحنا ذلك في كتابي المسمّى: «النظر الفسيح على مشكل الجامع الصحيح»)). (التحرير والتنوير - (ج 4 / ص 38، 39).
و كلامه هذا غير صحيح، و قد تقدم بيانه آنفا.
- و هذا لا ينفي ذكره لمثله أو نحوه في كتبه الأخرى،
فتثبت من قولك أولا، قبل تخطئة غيرك بغير علم!
- و أما القول بتخصيص تحريم الوصل بما إذا كان بشعر الآدمي: فلم أقله من عندي،
و لكنه قول الإمام سعيد بن جبير، و به قال الإمام أحمد، رواه الإمام أبو داود،
و قد تقدم ذكره في مشاركاتي السابقة في الموضوع المطروح. و به قال الإمام النووي في " المجموع "، و هم لهم أدلتهم الشرعية التي استندوا إليها في قولهم: (لا بأس بالقرامل).
- و أما قول الأخ عمار إن وصل بالشعر الآدمي جائز للضرورة في قوله: (ألا ترينَ معي أنّ الضرورةَ هنا هي سترُ عيبٍ خَلْقيّ): فغير صحيح،
و قد تقدم ذكر حديث النهي عن وصل شعر الجارية التي تمعط شعر رأسها، فطلب زوجها وصله، فقال الرسول صلى الله عليه و سلم حين سألوه عن ذلك: " لا، إنه قد لعن الموصلات ". زواه الإمام البخاري في " صحيحه "،
- و إليك غيره:
1 - ح 5478 (حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ مُسْلِمِ بْنِ يَنَّاقٍ يُحَدِّثُ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
أَنَّ جَارِيَةً مِنْ الْأَنْصَارِ تَزَوَّجَتْ وَأَنَّهَا مَرِضَتْ فَتَمَعَّطَ شَعَرُهَا فَأَرَادُوا أَنْ يَصِلُوهَا فَسَأَلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " لَعَنَ اللَّهُ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ "
تَابَعَهُ ابْنُ إِسْحَاقَ عَنْ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ صَفِيَّةَ عَنْ عَائِشَةَ). [صحيح البخاري - (ج 18 / ص 304)].
2 - ح 5485 (حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا هِشَامٌ أَنَّهُ سَمِعَ فَاطِمَةَ بِنْتَ الْمُنْذِرِ تَقُولُ سَمِعْتُ أَسْمَاءَ قَالَتْ
سَأَلَتْ امْرَأَةٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ ابْنَتِي أَصَابَتْهَا الْحَصْبَةُ فَامَّرَقَ شَعَرُهَا وَإِنِّي زَوَّجْتُهَا أَفَأَصِلُ فِيهِ، فَقَالَ: " لَعَنَ اللَّهُ الْوَاصِلَةَ وَالْمَوْصُولَةَ "). [صحيح البخاري - (ج 18 / ص 313)]
- فهذه الأحاديث الصحيحة نص في تحريم الوصل بشعر الآدمي عند المرض و الحاجة،
و لا اجتهاد في مقابلة النص و مخالفته،
و هذه قاعدة أصولية معروفة.
و إنما الجائز حينئذ الوصل بغير الشعر الآدمي في حال الداء و سقوط الشعر به.
...
و يرجى مراجعة المشاركات المتقدمة في الموضوع بدلا من تكرار الكلام المذكور فيها من قبل.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[03 Apr 2006, 10:34 م]ـ
أخي الكريم د. أبو بكر /
قلتَ: " و أما قول الأخ عمار إن وصل بالشعر الآدمي جائز للضرورة في قوله: (ألا ترينَ معي أنّ الضرورةَ هنا هي سترُ عيبٍ خَلْقيّ): فغير صحيح " اهـ
أخي الكريم:
لو دققتَ النظر في كلامي لما أنكرتَ عليّ بارك الله فيك!
وهذا نص ما قلتُه في تعقيبي الثاني ... :
"الأخت الكريمة "روضة"/
قلتِ:" ما هي الضرورة أو الحاجة التي يمكن أن تُلجئ المرأة لتوصيل شعرها، لا أظن أن الأمر يعدو التجمّل والتحسين، هل هناك أمثلة توضح جواز الوصل في حالة الضرورة؟ "
مثال: لو كانت المرأة قرعاء أو لا شعر لها جاز لها لبس " الباروكة" شريطة كونها من غير شعر الآدميين. لأن النّبي صلى الله عليه وسلم أذن لعرفجة بن سعد لما قطع أنفه أن يتخذ أنفا من ذهب ... " اهـ
فمن أجاز هذا اشترط أن يكون الوصل بغير شعر الآدميين ... وأراك تتفق معي في هذا بارك الله فيك.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[03 Apr 2006, 10:51 م]ـ
عفوا أخي الكريم، فلم أنتبه إلى شرطك المذكور،
و بارك الله فيك،
و حسنا اتفاقنا في ذلك الأمر،
و هو الصواب بإذن الله
ـ[البتول]ــــــــ[04 Apr 2006, 12:25 م]ـ
أعتذر للأستاذ أبو بكر خليل.
وأقول ان قصدي كان حول الكلام الذي نقلته في البداية كان من كتاب المقاصد وليس من كتاب التحرير والتنوير.
أما التخصيص الذي ذكرته هو هل وصل الشعر بغير شعر الآدمي جائزا ووبأي دليل أخرج من عموم الوصل؟ وهل من وصلت شعرها بغير شعر الآدمي لايعد وصلا وهي ليست واصلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[04 Apr 2006, 07:20 م]ـ
لا عليك أختاه،
حكم أجزاء الآدمي يختلف عن حكم أجزاء غير الآدمي، كما في مسألة الرضاع،
فقد اختص حكمه بلبن الآدمية،
و أما الأقوال و الأدلة التي خصصت عموم تحريم الوصل، فسأوافيكي بها بعد إن شاء الله
ـ[سيف الدين]ــــــــ[05 Apr 2006, 12:24 ص]ـ
الاخ الدكتور أبو بكر خليل حفظه الله
اقتباس
--------------
لأن النهي و التحريم - المستفاد من اللعن - جاء عاما، لمجيئه بصيغة من صيغ العموم، و هي: المعرف ب (ال)، المفيدة للاستغراق لكل ما تشمله، و المعرفة للجنس:
أي جنس الوصل - في قوله صلى الله عليه و سلم: " الواصلة و المستوصلة " - و لم يكن التحريم خاصا بما إذا كان شعارا للعاهرات و المشركات
------------------------
ان قضية التحريم في السنة المشرّفة تختلف اختلافا كبيرا عن التحريم في القرآن الكريم
فالسنة تحرّم بما يتناسب مع الصور والعلاقات الاجتماعية لذلك يرتبط التحريم بالظرفية ولا يمكن رفعه الى عمومية النص القرآني. ان فهم السنة لا ترتبط فقط بالنص التحريمي, وانما ترتبط بملاحظة المجتمع وبنيته وتغيّره من جانب, وترتبط بالنص من جانب, وترتبط بحكمة الرسول من جانب آخر.
وبناء على ذلك لا يمكن الجزم بالتحريم استنادا على أي حديث جاء فيه تحريم لم يرد في القرآن الكريم الا بناء على قرن هذا التحريم بالظروف والملابسات الاجتماعية , فتتضح عندها العلاقة بين النص العام في القرآن الكريم وبين خصوصية الظاهرة المحرّمة .. قال تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} (32) سورة الأعراف
وقال تعالى: {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (93) سورة آل عمران
فالله سبحانه وتعالى يعيب على بني اسرائيل فهمهم لما تناقلوه عن يعقوب عليه السلام, حيث عمّموا تحريما كان ممّا خصّ به يعقوب نفسه عليه افضل الصلاة والسلام .. ولكي يضع القرآن الكريم الاشياء في نصابها يطالبهم بنص من التوراة, وهو الكتاب السماوي, وبذلك تكون التوراة هي المهيمن على سيرة الرسل .. والامر ينطبق هنا ايضا على المسألة المطروحة ..
اما اذا ذهبت الى انه يجوز لنا ان نفهم السنة بعيدا عن الواقع الاجتماعي محتجا بالتمسك بالنص, فنقول حينها بأنه لا يجوز اذا تعليل التحريم المذكور في الحديث السابق الا بحديث عن الرسول يذكر التعليل .. فاذا ذكرت ان العلة هي التغيير في الخلق طالبناك بالدليل من قول للرسول وليس من اجتهاد .. واذا قلت بأن العلة هي كرامة الانسان طالبناك ايضا بالحجة من قول للرسول وليس من اجتهاد .. وعلى ذلك فلا يجوز لك ان تقول بجواز استخدام الشعر الصناعي الا بدليل ..
ما اراه ان المسألة هي حقيقة مسألة اصولية هنا .. واني لا أطمئن كثيرا الى من قال بأنه يمكننا التعامل مع النص القرآني والنص الحديثي بنفس الطريقة على مستوى الاستدلال ..
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[05 Apr 2006, 01:33 ص]ـ
قولك بالتفرقة بين أصلي التشريع - القرآن الكريم و السنة النبوية - في الاستدلال و استنباط الأحكام يحتاج منك إلى مراجعة أساتذتك الذين (أجازوك في العلوم الشرعية) أولا،
فإن أقروك على فهمك هذا، ناقشنا معك مسألتنا المطروحة،
و إنا لله و إنا إليه راجعون
ـ[سيف الدين]ــــــــ[05 Apr 2006, 08:05 م]ـ
{تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} (1) سورة الفرقان
ـ[رشا عصر]ــــــــ[14 Apr 2006, 12:37 ص]ـ
وصل الشعر ولبس الباروكة
هل يجوز للبنت التى سقط شعرها نتيجة لمرض أصابها أن تصل شعرها حتى تستطيع أن تتزوج؟
من المحظور في زينة المرأة أن تصل شعرها بشعر آخر، سواء أكان شعرا حقيقيا أم صناعيا، كالذي يسمى الآن "الباروكة".
الدكتور الشيخ يوسف عبد الله القرضاوي
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد روى البخاري عن غيره عن عائشة وأختها أسماء وابن مسعود وابن عمر وأبي هريرة: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الواصلة والمستوصلة" والواصلة هي التي تقوم بوصل الشعر بنفسها أو بغيرها، والمستوصلة التي تطلب ذلك.
ودخول الرجل في هذا التحريم من باب أولى، سواء أكان واصلا كالذي يسمونه "كوافير" أو مستوصلا كالمخنثين من الشباب (كالذي يسمونهم الخنافس).
ولقد شدد النبي صلى الله عليه وسلم في محاربة هذا النوع من التدليس، حتى إنه لم يجز لمن تساقط شعرها نتيجة المرض أن يوصل به شعر آخر، ولو كانت عروسا ستزف إلى زوجها.
روى البخاري عن عائشة أن جارية من الأنصار تزوجت، وأنها مرضت فتمعط شعرها، فأرادوا أن يصلوها، فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "لعن الله الواصلة والمستوصلة".
وعن أسماء قالت: سألت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إن ابنتي أصابتها الحصبة، فتمزق شعرها، وإني زوجتها، أفأصل فيه؟ فقال: "لعن الله الواصلة والمستوصلة".
وعن سعيد بن المسيب قال: قدم معاوية المدينة آخر قدمة قدمها، فخطبنا، فأخرج كبة من شعر. قال: "ما كنت أرى أحدا يفعل هذا غير اليهود، إن النبي صلى الله عليه وسلم سماه الزور، يعني الواصلة في الشعر". وفي رواية أنه قال لأهل المدينة: أين علماؤكم؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن مثل هذه ويقول: "إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذ هذه نساؤهم".
وتسمية الرسول صلى الله عليه وسلم هذا العمل "زورا" يومئ إلى حكمة تحريمه، فهو ضرب من الغش والتزييف والتمويه، والإسلام يكره الغش، ويبرأ من الغاش في كل معاملة، مادية كانت أو معنوية، "من غشنا فليس منا".
قال الخطابي: إنما ورد الوعيد الشديد في هذه الأشياء، لما فيها من الغش والخداع، ولو رخص في شيء منها لكان وسيلة إلى استجازة غيرها من أنواع الغش، ولما فيها من تغيير الخلقة، وإلى ذلك الإشارة في حديث ابن مسعود بقوله "المغيرات خلق الله".
والذي دلت عليه الأحاديث إنما هو وصل الشعر بالشعر، طبيعيا كان أو صناعيا، فهو الذي يحمل معنى التزوير والتدليس، فأما إذا وصلت شعرها بغير الشعر من خرقة أو خيوط و نحوها، فلا يدخل في النهي.
وفي هذا جاء عن سعيد بن جبير قال: "لا بأس بالقرامل". والمراد به هنا: خيوط من حرير أو من صوف تعمل ضفائر، تصل به المرأة شعرها، وبجوازها قال الإمام أحمد.
وبناء على هذه الفتوى نقول للسائلة إنه لايجوز أن تدلسى على الخاطب بهذا الأمر والأولى أن يصارح الخاطب بهذا الأمر ولايخلو شخص كائنا من كان من العيوب وعيوب الخلقة ليست عيوبا لأنها ابتلاء من الله يأخذ المسلم عليه الثواب من الله سبحانه وتعالى ولكن العيب الحقيقى هو عيب الخلق والدين وعلى أختك ألاتشعر بالحرج من هذا فإذا رضى بها الخاطب على حالتها هذه يجوز لها بعد ذلك أن تصل شعرها أو تلبس الباروكة ما دام أن هذا ليس غشا للزوج وليس تدليسا عليه.
والله أعلم
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[15 Apr 2006, 05:42 م]ـ
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله أريد أن أرجع إلى أصل الموضوع فإنه مبحث مهم لمعرفة أسرار الشريعة فرأيت أنه لابد من التعليق هنا على بعض الأمور وزيادة ما لم يذكر
1 - معرفة عادات العرب وأعرافهم وطرائق عيشهم في حلهم وترحالهم وحال أمنهم وخوفهم وزمن رغدهم وشظف عيشهم أمر لابد من طلبه والتمكن فيه، وتحصيل هذا الأمر يتم بكثرة مطالعة أشعارهم،وخطبهم، ومعرفة أمثالهم وأقوالهم، ومن قل حظه من هذا كان حظه من معرفة الشريعة قليلا ولذلك أُ ثرعن الشافعي رحمه الله أنه قال " قل لي كم هوحظك من لغة العرب. أقول لك: كم هو حظك من الشريعة "
2 - كما أن القرآن الكريم غني ومليء بذ كر العرب وعادتها , ووصف معتقداتها وجهلها فقد روى البخاري عن بن عباس رضي الله عنهما قال إذا سرك أن تعلم جهل العرب فاقرأ مافوق الثلاثين ومائة من سورة الأنعام " قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم " إلى قوله: "قد ضلوا وما كانوا مهتدين "
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - الإعتماد على الصحابة رضي الله عنهم الذين كان لهم حظ وافر من هذه المعرفة كابن عباس رضي الله عنه ومسائل نافع ابن الأزرق له دالة على ذلك , ومنهم عائشة رضي الله عنها فقد قال عنها عروة ابن الزبير: " مارأيت أحدا أعلم بفقه ولابطب ولابشعرمن عائشة " ومخالفتها لكثير من الصحابة في مسائل عديدة كان من هذا الباب.
4 - معرفة حقيقة " الوصل " عند العرب مهم جدا، فالوصل الحقيقي عند العرب هو الوصل بين شعرين آدميين, وأما باقي صور تزيين الشعر فلا يعد وصلا حقيقة فوضع المرأة التي لاشعر لها " الباروكة " على رأسها لايعد وصلا بل وضعا , فهي لم تصل شعرا بشعر, ووضع القرامل أو شعرغير آدمي لايعد وصلا عرفيا عند العرب ولذلك قال ابن منظور:" الواصلة من النساء التي تصل شعرها بشعر غيرها والمستوصلة الطالبة لذلك وهي التي يفعل بها ذلك "
5 - ذكر العلامة الطاهر بن عاشور هذه المسألة في كتبه الثلاث (مقاصد الشريعة, والتحرير والتنوير, وفي كتابه النظر الفسيح على مشكلات الجامع الصحيح وهو عبارة عن تعليقات نفيسة على صحيح البخاري) وقد ذكرت الأخت البتول عبارته في المقاصد , وأما عبارته في التحرير والتنوير فقد ذكرها الدكتور أبو بكر خليل وأما عبارته في النظر الفسيح فلم أعثر عليها لحد الساعة مع شدة الفحص عنها في هذا الكتاب
6 - عبارته في المقاصد والتحرير توحي أنه لم يسبق بهذا الفهم حيث قال:" ووجهه عندي الذي لم أر من افصح عنه أن تلك الأحوال كانت في العرب أمارات على ضعف حصانة المرأة " فإن هذا التوجيه قد سبقته به الفقيهة عائشة رضي الله عنها حينما قالت: " ليست الواصلة التي تعنون ولا بأس أن يعرى المرأة فتصل قرنا من قرونها بصوف أسود وإنما الواصلة من كانت في شبيبتها فإذا أسنت وصلتها بالقيادة قال أحمد ما سمعت بأعجب منه " أنظر فتح الباري (10/ 377) فعائشة رضي الله عنها روت حديث " لعن الله الواصلة والمستوصلة " ولكنها كانت ترى أن اللعن ليس موجها للوصل بل للعاهر التي أسنت فهي تصل شعرها لتستمر على اقتراف الكبيرة –والعياذ بالله-
7 - وأما قول الدكتور الفاضل أبو بكر خليل: " الأحاديث نص في المسألة، و لا اجتهاد في مقابلة النص و مخالفته " فما ذهبت إليه عائشة رضي الله عنها وماقال به الطاهر بن عاشور رحمه الله ليس اجتهاد في مقابلة النص بل هو اجتهاد في النص لا في مقابلته والله أعلم وقد ذهب الليث بن سعد إلى جواز وصل الشعر بكل ما عدا الشعر ذكر ذلك الإمام القرطبي في تفسيره
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[15 Apr 2006, 05:57 م]ـ
وأقصد " بالاجتهاد في النص" أي في توجيه النص وإنزاله منزلته فإن هذه العبارة كثيرا ما تلتبس
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[15 Apr 2006, 05:59 م]ـ
وأقصد " بالاجتهاد في النص" أي في توجيه النص وإنزاله منزلته فإن هذه العبارة كثيرا ما تلتبس وللعلامة فتحي الدريني كلام نفيس في مقدمة كتابه " المناهج الأصولية "
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[15 Apr 2006, 05:59 م]ـ
وأقصد " بالاجتهاد في النص" أي في توجيه النص وإنزاله منزلته فإن هذه العبارة كثيرا ما تلتبس وللعلامة فتحي الدريني كلام نفيس في مقدمة كتابه " المناهج الأصولية " حول هذه العبارة
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 Apr 2006, 07:05 م]ـ
بارك الله بالشيخ علال
كيف تجمع بين قول أمنا عائشة وبين ما روى البخاري عن أمنا عائشة أن جارية من الأنصار تزوجت، وأنها مرضت فتمعط شعرها، فأرادوا أن يصلوها، فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "لعن الله الواصلة والمستوصلة".
وعن أسماء قالت: سألت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إن ابنتي أصابتها الحصبة، فتمزق شعرها، وإني زوجتها، أفأصل فيه؟ فقال: "لعن الله الواصلة والمستوصلة".
ـ[سيف الدين]ــــــــ[15 Apr 2006, 11:24 م]ـ
بوركت يا اخ علال ونفع الله بك
ـ[البتول]ــــــــ[16 Apr 2006, 09:52 م]ـ
بارك الله في الشيخ علال فقد افاد
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[16 Apr 2006, 11:38 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
................................................. ..... 5 - ذكر العلامة الطاهر بن عاشور هذه المسألة في كتبه الثلاث (مقاصد الشريعة, والتحرير والتنوير, وفي كتابه النظر الفسيح على مشكلات الجامع الصحيح وهو عبارة عن تعليقات نفيسة على صحيح البخاري) وقد ذكرت الأخت البتول عبارته في المقاصد , وأما عبارته في التحرير والتنوير فقد ذكرها الدكتور أبو بكر خليل وأما عبارته في النظر الفسيح فلم أعثر عليها لحد الساعة مع شدة الفحص عنها في هذا الكتاب
6 - عبارته في المقاصد والتحرير توحي أنه لم يسبق بهذا الفهم حيث قال:" ووجهه عندي الذي لم أر من افصح عنه أن تلك الأحوال كانت في العرب أمارات على ضعف حصانة المرأة " فإن هذا التوجيه قد سبقته به الفقيهة عائشة رضي الله عنها حينما قالت: " ليست الواصلة التي تعنون ولا بأس أن يعرى المرأة فتصل قرنا من قرونها بصوف أسود وإنما الواصلة من كانت في شبيبتها فإذا أسنت وصلتها بالقيادة قال أحمد ما سمعت بأعجب منه " أنظر فتح الباري (10/ 377) فعائشة رضي الله عنها روت حديث " لعن الله الواصلة والمستوصلة " ولكنها كانت ترى أن اللعن ليس موجها للوصل بل للعاهر التي أسنت فهي تصل شعرها لتستمر على اقتراف الكبيرة –والعياذ بالله-
7 - وأما قول الدكتور الفاضل أبو بكر خليل: " الأحاديث نص في المسألة، و لا اجتهاد في مقابلة النص و مخالفته " فما ذهبت إليه عائشة رضي الله عنها وماقال به الطاهر بن عاشور رحمه الله ليس اجتهاد في مقابلة النص بل هو اجتهاد في النص لا في مقابلته والله أعلم وقد ذهب الليث بن سعد إلى جواز وصل الشعر بكل ما عدا الشعر ذكر ذلك الإمام القرطبي في تفسيره
--------------------------------------------------------------
ليتك توافيني بأصل ما نقلته عن ابن عاشور معزوا إلى الحافظ ابن حجر من تعليل عائشة رضي الله عنها التحريم بفعل العواهر،
حيث لم أقف عليه في النسخ المطبوعة من " الفتح " لديَ،
و كذا لم أوفق في العثور عليه في الموسوعات الإليكترونية (الحاسوبية) المتعددة،
هذا مع ذكر عنوان الباب، و كذا الكتاب من " فتح الباري " ليسهل الرجوع إليه و الاطلاع عليه، للاستيثاق،
إذ لو ثبت ذلك لغيَر كثيرا مما قاله أئمة الفقه المتقدمون في تلك المسألة،
و إنا لمنتظرون
ـ[البتول]ــــــــ[17 Apr 2006, 01:19 م]ـ
السلام عليكم
لا أريد أن أصدر أحكاما فقهية فلست أهلا لذلك، غير أنه لي بعض الاشكالات للطرح
1/أليس الحسن مطلوبا في شرعنا , و أخذ الزينة زيادة على الخلق الذي كان في أحسن تقويم جمعا بين الآيتين؟
2/هذه المرأة أليست تستر شعرها بحجابها خارج البيت فلا خشية من الفتنة،أما في بيتهافهي مطالبة بالتجمل لا لزوجها فحسب بل لنفسها فمن ذا الذي يكره أن يكون جمبلا؟
3/علينا لفهم هذا النص أن نراعي مقامات الخطاب، فالزمن،و المكان الذي ورد فيه النص يجب أن يراعي قبل استنطاق الأحكام و السلام
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[17 Apr 2006, 02:50 م]ـ
أيها الإخوة بارك الله فيكم، أريد التذكير بشيئين:
1 - لابد من التفريق بين مقام الفتوى ومقام المذاكرة، فمقام الفتوى تحيط به ملابسات عدة ينبغي مراعاتها، وهي تختلف باختلاف الزمان،والمكان، والعوائد والنيات، والأشخاص بل حتى الأعراف لها اعتبارات تتغير بموجبها الأحكام الشرعية والأمثلة على ذلك كثيرة ويحظرني ما ذكره ابن عابدين في رسالته القيمة عن العرف، وفيها يقول:
والعرف في الشرع له اعتبار ... لذا عليه الحكم قد يدار.
أما المذاكرة فهي تورث الدربة على معرفة علل الأحكام، ومعرفة أسرار التشريع. وقد قيل قديما " مذاكرة اثنين خير من قراءة وقرين- أي مقدار مايحمل البعير- "
2 - أماالنص الذي ذكرته عن الحافظ ابن حجرفقد ذكره في فتح الباري شرح صحيح البخاري في كتاب اللباس: باب وصل الشعر ومعذرة إن لم أضبط تسمية الباب فأنا بعيد الآن عن مكتبتي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أتاني أن سهلا ذم جهلا ... علوما ليس يعرفهن سهل
علوما لو قراها ما قلاها ... ولكن الرضا بالجهل سهل
قلاها: أي كرهها، ومنها قوله تعالى:" ما ودعك ربك وما قلى "
ـ[سيف الدين]ــــــــ[17 Apr 2006, 10:44 م]ـ
الاخ محمد الامين اكرمك الله ..
اقتباس
-----------------
(يُتْبَعُ)
(/)
كيف تجمع بين قول أمنا عائشة وبين ما روى البخاري عن أمنا عائشة أن جارية من الأنصار تزوجت، وأنها مرضت فتمعط شعرها، فأرادوا أن يصلوها، فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "لعن الله الواصلة والمستوصلة".
وعن أسماء قالت: سألت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إن ابنتي أصابتها الحصبة، فتمزق شعرها، وإني زوجتها، أفأصل فيه؟ فقال: "لعن الله الواصلة والمستوصلة".
---------------
قد نستطيع ان نجمع بين ذلك ان استطعنا الحصول على اجوبة للاسئلة التالية:
1 - هل كانت هاتان الحادثتين بعد الامر بالحجاب ام قبله؟ فان كان قبل الحجاب فالحكمة واضحة من النهي حيث ان ذلك يعني النهي ان تخرج المرأة موصولا شعرها امام الناس لما كان الوصل يمثّله من سلبية
2 - ما هي حقيقة الوصل وكيفيتها التي جاء عنها النهي؟
3 - هل جاء النهي في هذه الاحاديث عن مطلق الوصل ام ان النهي جاء عن وصل مخصوص قد سئل عنه النبي صلى الله عليه وسلم؟
هل الوصل في هذه الاحاديث هو الوصل الذي تذهب اليه اذهاننا ام ان هو شيء آخر؟؟
ولقد تأملت في الكلام الذي نقل عن مجاهد في تحريم تصوير الشجر المثمر, وقرأت ما ذهب اليه البعض من تحريم تصوير الشجر المثمر بناء على فتوى مجاهد وبناء لحديث سأذكره .. غير انه وجدنا ان اللغويين لم يذهبوا في تفسير (تصوير الشجر المثمر) مذهبا واحدا, بل ان جلّهم حمله على معنى امالة الشجر المثمر, وان مجاهد رحمه الله ربما عنى بتصوير الشجر المثمر امالته, وبذلك يفترق التفسير عمّا ذهب اليه البعض من حمله على التصوير المعهود .. وهذا يفتح الباب اكثر لفهم نهي الرسول صلى الله عليه وسلم لامرأة استأذنته في ان تصوّر نخلة, حيث ان المعنى الارجح هو انها استأذنته ان تميلها وليس ان تجعل لها مجسما او تمثالا .. (للمزيد حول هذا الموضوع , يمكن مراجعة: آية وحديث (3) هل التماثيل والتصاوير محرّمة)
نقلت هذا الكلام كمثال على ان الفاظ الاحاديث قد يراد بها غير المعنى المتبادر الى الذهن ..
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[18 Apr 2006, 07:23 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مسالة صرف النهي عن ظاهره وربطه بالعرف والعادات او صرف المعنى الظاهر الى معنى اخر غير متبادر للذهن يكون بنص اخر غير الاول يدل على انصرافه او بان لايذكر في النص الاول مع النهي عقوبة جزائية في الدنيا او في الاخرة
وهنا لعن النبي صلى الله عليه وسلم فاعلة ذلك واللعن عقوية جزائية تترتب على الفعل فلا يمكن صرف النهي عن ظاهره او حمله على العرف الا بنص اخر اما الاجتهاد في ذلك فلا يمكن هنا
وهو صلى الله عليه وسلم كان يعلم ان الوصل يكون بالشعر الادمي وبغيره فلم يفصل هو مع حاجة المسلمات لذلك ورحمته بهن وانتشار هذا الامر في زمنه وهو مما تعم به البلوى في النساء
كذلك لم يفصل الراوي عنه وكذلك المستفتية لم تناقشه صلى الله عليه وسلم مع حرصها وحاجتها الى ذلك فلو رات انه انما عنى الشعر الادمي كان سهل عليها النهي ولحملته كما حمله الاخوان هنا
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[18 Apr 2006, 10:08 ص]ـ
6 - عبارته في المقاصد والتحرير توحي أنه لم يسبق بهذا الفهم حيث قال:" ووجهه عندي الذي لم أر من افصح عنه أن تلك الأحوال كانت في العرب أمارات على ضعف حصانة المرأة "
فإن هذا التوجيه قد سبقته به الفقيهة عائشة رضي الله عنها حينما قالت: " ليست الواصلة التي تعنون ولا بأس أن يعرى المرأة فتصل قرنا من قرونها بصوف أسود وإنما الواصلة من كانت في شبيبتها فإذا أسنت وصلتها بالقيادة قال أحمد ما سمعت بأعجب منه " أنظر فتح الباري (10/ 377)
فعائشة رضي الله عنها روت حديث " لعن الله الواصلة والمستوصلة " ولكنها كانت ترى أن اللعن ليس موجها للوصل بل للعاهر التي أسنت فهي تصل شعرها لتستمر على اقتراف الكبيرة –والعياذ بالله-
---------------------------------------------------------------------------------------
كلام خطير يجب التثبت منه، حتى يكون البناء عليه صحيحا،
و إلا فما بني على باطل فهو باطل، بلا ريب.
- و مرة أخرى:
هل ذكر الحافظ ابن حجر هذا الكلام المنسوب لعائشة رضي الله عنها في كتابه " فتح الباري "؟
من يوافيني به؟
إذ لم أوفق في الوقوف عليه - لا في كتاب اللباس، و لا في باب وصل الشعر - في النسخ المطبوعة منه عندي، و لا في الموسوعات الحاسوبية لديَ؟
و لا أدري: هل العيب فيما عندي من مصادر و مراجع،
أم في سهوي في البحث فيما احتوته،
أم العيب فيمن نقل و نسب؟
* والبيّنة على من ادعى،
و الدليل على المدعي.
- أليس الأمر كذلك؟
ـ[سيف الدين]ــــــــ[19 Apr 2006, 06:24 م]ـ
عن عائشة أنها قالت ليست الواصلة التي يعنون ولا بأس أن تعرى المرأة عن الشعر فتصل قرنا من قرونها بصوف أسود وإنما الواصلة التي تكون بغيا في شبيبتها فإاذا أسنت وصلتها بالقيادة (السيوطي ج5 ص 150 - 151)
قالت عائشة ليست الواصلة بالتي تعنون وما بأس أن تكون المرأة زعراء الشعر فتصل قرنا من قرونها بصوف أسود ولكن الواصلة التي تكون بغيا في شبيبتها فإذا أسنت وصلته بالقيادة (تاريخ بغداد ج7 ص405)
وعن عائشة ليست الواصلة التي تعنون ولا بأس ان يعرى المرأة فتصل قرنا من قرونها بصوف أسود وانما الواصلة من كانت في شبيبتها فاذا أسنت وصلتها بالقيادة (شرح سنن ابن ماجه ج1 ص 143)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[19 Apr 2006, 08:39 م]ـ
إذا: ذلك القول المنسوب لعائشة رضي الله عنها ليس في " فتح الباري "،
1 - و قد ذكره العقيلي في كتابه " الضعفاء "، في ترجمة (شملة بن هزال أبو حتروش)، قال:
(شملة بن هزال أبو حتروش بصرى، حدثنا محمد بن عثمان قال: سمعت يحيى وذكر له أبو بديل أن يحيى الحماني يحدث عن أبى حتروش شملة بن هزال فقال يحيى: إنما هذا أبو حتروش شملة وكان ضعيفا، حدثنا محمد بن عيسى قال حدثنا عباس قال: سمعت يحيى يقول: أبو حتروش شملة بن هزال بصرى ليس بشيء،
ومن حديثه ما حدثناه مسعدة بن سعد قال حدثنا سعيد بن منصور قال حدثنا شملة بن هزال قال سأل رجل طاوسا عن رجل أصاب امرأة حراما فولدت منه ثم تزوجها فولدت منه من يرث منهما قال يرثه ولد الرشد ولا يرث الأخر منه شيئا،
حدثني جدي قال حدثنا مسلم قال حدثنا شملة بن هزال أبو حتروش الضبي قال حدثنا سعد الإسكاف قال خرجت الى بن أشوع وإذا نفر على بابه جلوس فخرج علينا فخرجت أمشي معه فسألته حديثا عن عائشة في الواصلة فقال انك لمتقن قال فاتبعته حتى دخل المسجد وانتهى الى الحلقة التي يجلس إليها فولاهم ظهره وأقبل علي فقال إنك سألتنى عن الواصلة وان عائشة قالت ليست الواصلة التي تعنون وما بأس ان كانت المرأة زعرا قليل شعرها أن تصل رأسها بقرن صوف أسود الا ليست هذه بالواصلة ولكن الواصلة التي يكون في شبيبتها بغى فإذا أسنت وصلته بالقيادة،لا يعرف الا به).
2 - و هو نفس الراوي لما ذكره الخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد " في ترجمة (الحسن بن القاسم)، قال:
(الحسن بن القاسم: جار أحمد بن حنبل حدث عن مسلم بن إبراهيم روى عنه أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني أخبرنا محمد بن عمر بن القاسم النرسي أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم حدثنا أبو شعيب الحراني حدثنا الحسن بن القاسم جار لأحمد بن حنبل حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا أبو الحتروش شملة بن هزال عن سعد الأسكاف عن بن أشوع قال سألته عن حديثه لعائشة في الواصلة والمستوصلة فأسكتني وقال إنك لمنقر فألححت عليه فقال قالت عائشة ليست الواصلة بالتي تعنون وما بأس أن تكون المرأة زعراء الشعر فتصل قرنا من قرونها بصوف أسود ولكن الواصلة التي تكون بغيا في شبيبتها فإذا أسنت وصلته بالقيادة).
3 - و أما ما جاء في شرح السيوطي على سنن النسائي: (وروى عن عائشة أنها قالت ليست الواصلة التي يعنون ولا بأس أن تعرى المرأة عن الشعر فتصل قرنا من قرونها بصوف أسود وإنما الواصلة التي تكون بغيا في شبيبتها فإذا أسنت وصلتها بالقيادة،
قال أحمد بن حنبل: لما ذكر له ذلك ما سمعت بأعجب من ذلك). فقد ذكره بصيغة التمريض: " روي ".
* فيكفي ذلك القول للإمام أحمد في ذلك الحديث، إضافة لذكر راويه في " الضعفاء " للعقيلي، علاوة على مخالفته للتعليل النهي الوارد بغيره من الأحاديث الصحيحة.
ـ[سيف الدين]ــــــــ[20 Apr 2006, 12:27 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين ..
وجدت ما ذكره الاخ علال في كتاب فتح الباري, وأنقله كما جاء على القرص المدمج:
"وفي حديث عائشة دلالة على بطلان ما روي عنها أنها رخصت في وصل الشعر بالشعر وقالت: إن المراد بالواصل المرأة تفجر في شبابها ثم تصل ذلك بالقيادة, وقد رد ذلك الطبري وأبطله بما جاء عن عائشة في قصة المرأة المذكورة في الباب"
وواضح ان ابن حجر قد ذكر الحديث غير انه قد ردّه بردّ الطبري له ...
على أيّ حال:
عندما بدأت المناقشة في هذا الموضوع حقيقة, انما انطلقت به من رؤية مفادها ان الروايات عن الرسول صلى الله عليه وسلم انما هي - في جلّها - انصاف نصوص, وذلك لأن الواقع الذي تسلخ منه الاحاديث يمثّل الشطر الاخر .. وان عموم الفاظ الحديث قد ترجع الى رأي الراوي وليس الى قول الرسول ..
بعد التمعّن في احاديث لعن الواصلة, ظهرت ملاحظات مهمة:
1 - جاء في صحيح البخاري:
حدثني احمد بن المقدام حدثنا فضيل بن سليمان حدثنا منصور بن عبد الرحمن قال حدثتني امي عن اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنهما ان امرأة جاءت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إني أنكحت ابنتي ثم اصابها شكوى فتمزق رأسها وزوجها يستحثني بها أفأصل رأسها فسب رسول الله صلى الله عليه وسلم الواصلة والمستوصلة
(يُتْبَعُ)
(/)
واضح في هذا الحديث ان النهي جاء لامرأة تريد ان تصل شعر ابنتها العروس, ثم تزفّها الى عريسها .. فجاء النهي من الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك .. ولو أردنا ان نستنطق النص, ونسأل عن السبب من خلال ما يوفّره النص من معطيات, نقول ان النهي جاء حتى لا ينخدع الزوج في عروسه .. لذا سمى الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك في حديث آخر بالزور:
جاء في صحيح البخاري: حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا عمرو بن مرة سمعت سعيد بن المسيب قال قدم معاوية المدينة آخر قدمة قدمها فخطبنا فأخرج كبّة من شعر قال ما كنت أرى أحدا يفعل هذا غير اليهود ان النبي صلى الله عليه وسلم سماه الزور يعني الواصلة في الشعر. (كتاب اللباس)
وجاء في نيل الاوطار: عن معاوية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أيما امرأة أدخلت في شعرها من شعر غيرها فإنما تدخله زورا رواه احمد (نيل الاوطار ج6 ص340)
وتظهر روايات اخرى ان السبب في ذكر معاوية لما ذكر هو ما تعرّض له من خداع من بعض ازواجه: حدثنا ابو الزنباع روح بن الفرج المصري ثنا يحيى بن بكير حدثني بن لهيعة حدثني محمد بن عبد الرحمن بن الاسود عن عروة بن الزبير انه سمع معاوية على منبر النبي صلى الله عليه وسلم ومعه قصة شعر فقال اني وجدت هذه في اهلي وانهم زعموا ان النساء يزدنه في شعورهن واني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعن الله الواصلة والموصولة (ج19 ص322)
وجاء في فتح الباري: وفصل بعضهم بين ما اذا كان ما وصل به الشعر شعرا مستورا بعد عقده مع الشعر بحيث يظن انه من الشعر وبين ما اذا كان ظاهرا فمنع الاول قوم فقط لما فيه من التدليس وهو قوي ومنهم من اجاز الوصل مطلقا سواء كان بشعر آخر او بغير شعر اذا كان بعلم الزوج وباذنه واحاديث الباب حجة عليه (ج10 ص 375)
وهنا يبدو جليّا ان ابن حجر يرى ان القول بالمنع بعلّة التدليس قول فيه حجة قوية
وقد وردت احاديث كثيرة حول المرأة التي أرادت ان تزوج ابنتها كلها تذهب الى ان المرأة كانت تحاول ان تصل شعر ابنتها قبل ان يدخل زوجها بها:
- جاء في مسند امام احمد
حدثنا يونس قال حدثنا عمران بن يزيد القطان بصري عن منصور بن عبد الرحمن عن أمه عن أسماء ان امرأة جاءت الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت اني زوجت ابنتي فمرضت فتمرّط رأسها وان زوجها قد اختلف إليّ أفأصل رأسها قالت فسب الواصلة والمستوصلة (باقي مسند الانصار)
- جاء في المعجم الكبير
فقالت يا رسول الله ابنة لي زوجتها فأصابتها الحصبة فمرق شعرها ونحن نريد ان ندخلها على زوجها فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعن الله الواصلة والمستوصلة
2 - اذا استقام هذا الكلام, يتضح لنا قول ابن عباس: حدثنا ابن السرح حدثنا ابن وهب عن اسامة عن ابان بن صالح عن مجاهد بن جبر عن ابن عباس قال لعنت (بصيغة المجهول) الواصلة والمستوصلة والنامصة والمتنمّصة والواشمة والمستوشمة من غير داء (كتاب الترجل - سنن ابي داود)
وايضا قول ابن مسعود في مسند الامام احمد: عن ابن مسعود: فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن النامصة والواشرة والواصلة والواشمة الا من داء (مسند المكثرين من الصحابة)
فهما يذهبان الى اباحة ذلك اذا كان ذلك من داء,
ويمكن بالتالي تلخيص حكم الوصل كما يلي: ان الوصل اذا كان فيه خديعة للزوج فهو منهي عنه, اما اذا كان هناك داء في الرأس فللمرأة ان تستأذن زوجها في ذلك .. النهي هنا انما هو عن خديعة الزوج, ولذا عبّرت احاديث عنه بالزور ...
اما القول بأنه تغيير لخلق الله او ما شابه, فانه يحتاج الى دليل امام اما سلفنا ...
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[20 Apr 2006, 02:16 ص]ـ
أحاديث إباحة الوصل لأجل الداء - " إلا من داء " - محمولة على ما كان بغير شعر الآدمي، كي لا تخالف الأحاديث الصحيحة بالنهي عن الوصل حال المرض و الداء، و بذلك يمكن الجمع بين الأحاديث التي ظاهرها التعارض و التناقض، المتحدة المحل (أي في حال الداء).
- و أما الزعم بأن النهي عن الوصل - بشعر الآدمي - انما هو عن خديعة الزوج: فغير صحيح، و يرده الحديث الصحيح، الذي أخرجه البخاري في (باب لا تطيع المرأة زوجها في معصية) - و قد سبق لي ذكره من قبل - قال:
(حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ عَنْ الْحَسَنِ هُوَ ابْنُ مُسْلِمٍ عَنْ صَفِيَّةَ عَنْ عَائِشَةَ
أَنَّ امْرَأَةً مِنْ الْأَنْصَارِ زَوَّجَتْ ابْنَتَهَا، فَتَمَعَّطَ شَعَرُ رَأْسِهَا، فَجَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَتْ: إِنَّ زَوْجَهَا أَمَرَنِي أَنْ أَصِلَ فِي شَعَرِهَا، فَقَالَ: " لا إِنَّهُ قَدْ لُعِنَ الْمُوصِلَاتُ ").
- و الزوج هنا هو الذي طلب بل أمر بالوصل: فانتفى القول بالخديعة له، و انتفى الغش و التدليس،
و مع ذلك نهي عنه، و لو لأجل الداء،
- و يبقى حمل الإباحة لأجل الداء - في الأحاديث الأخرى - على ما كان بغير شعر الآدمي،
ليمكن الجمع بين الأحاديث
و العلم عند الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ريحانة]ــــــــ[20 Apr 2006, 10:08 م]ـ
[ QUOTE= د. أبو بكر خليل]---------------------------------------------------------------------------------
نعم، صدقت، و أحسنت:
- هذا السبب الملازم لتحريم الوصل بشعر الآدمي في كل حال: هو " حرمة الانتفاع بشعر الآدمي و سائر أجزائه [في كل حال]
، لكرامته [عند الله تعالى] "، كما قال الإمام النووي في " المجموع "، و أقره الشوكاني في " نيل الأوطار "، و الشيخ سيد سابق في " فقه السنة ".
- و أما ما اعتل به ابن عاشور في تحريم الوصل من أنه كان شعار العاهرات و المشركات: فقول عجيب، لا يحتاج من قائله إلا التخلي عن العلم،
و لا يحتاج من متقبله إلا التخلي عن العقل،و هو قول بلا دليل، و مخالف لكل شراح الحديث و أئمة الفقه،
بل مخالف لأصول الفقه في استنباط الأحكام،
لأن النهي و التحريم - المستفاد من اللعن - جاء عاما، لمجيئه بصيغة من صيغ العموم، و هي: المعرف ب (ال)، المفيدة للاستغراق لكل ما تشمله، و المعرفة للجنس:
أي جنس الوصل - في قوله صلى الله عليه و سلم: " الواصلة و المستوصلة " - و لم يكن التحريم خاصا بما إذا كان شعارا للعاهرات و المشركات، كما ادعى ابن عاشور في تفسيره المسمى " التحرير و التنوير "،
غفر الله له، فقد كان عليه التثبت بل التيقن في أمر جاء فيه الوعيد الشديد بأقوى الدلالات على التحريم، و هو اللعن، أي الطرد من رحمة الله و الإبعاد.
-بل العجيب جرأتك على من شهد له بالعلم و الفضل، و إن سلمت لك بأنه أخطأ -و هدا لا يكون -كيف و هو من يعتبر بعد الإمام الشاطبى في ضبط و تنزيل علم المقاصد، فالإختلاف في الرأي لا بأس به في شرعنا، لكن التجريح و الوقوع في العلماء الأجلاء ما كان إلا بعد القرن الرابع حينما بدأ عهد التراجع، فيا أخى الفاضل نزه ملتقانا عن هدا،فإنك قد نكأت جراحا آن لها أن تلتأم بتوحيد الكلمة والأخد بالوسط
ـ[سيف الدين]ــــــــ[20 Apr 2006, 10:44 م]ـ
1 - ماذا تفعل بالحديث عن معاوية الذي وصف ذلك بالزور؟ فما الزور هنا؟
2 - الرواية التي استندت اليها هي الرواية الوحيدة التي جاءت بهذا اللفظ ضمن روايات اخرى كثيرة كلها لم تذهب الى ذكر ان الزوج كان عالما بذلك, بل هي تذهب الى الايحاء بشكل اكثر الى ان المرأة انما كانت تريد ان تفعل ذلك خفية عن الزوج: "وزوجها يستحثني بها " "وان زوجها قد اختلف إليّ أفأصل رأسها" وقد تكلم عن خلاّد بن يحيى المذكور في سند الحديث الذي ذكرت فرماه البعض بالاختلاط .. لذا لا يستبعد ان احد رواة سند الحديث الذي استشهدت به قد نقل الحديث بالمعنى فاختلط عليه .. خصوصا ان هناك عبارة "وان زوجها قد اختلف اليّ فأصل رأسها" دون ذكر الهمزة قبل "فأصل" مما قد يوهم ان الزوج هو الذي طلب من المرأة ان تصل شعر ابنتها ...
3 - القول بأن الحرمة هي بسبب حرمة الانتفاع بشعر الادمي او بأجزائه بحاجة الى دليل في هذا الموضوع - اي موضوع الوصل
4 - الاستشهاد بصيغة العموم هو قول ضعيف, لأن التعميم قد يكون من قبل الراوي .. فان اي حديث يسلخ عن واقعه يدخل في العموم, مع ان حقيقة الامر تكون غير ذلك .. وفي حديث النهي عن ادخار لحوم الاضاحي حجة على ذلك, حيث انه نهى عنه مرة واباحه مرة اخرى وذلك بسبب تغيّر الظرف .. فقلتُ: أخبرنا "مالك" عن "عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حَزْمٍ" عن "عبد الله بن واقِدٍ" عن "عبد الله بن عُمر"، قال: "نَهَى رَسُوُل اللهِ عَنْ أَكْلِ لُحُومِ الضَّحَايَا بَعْدَ ثَلاَثٍ"، قال "عبد الله بن أبي بكر": فَذَكَرْتُ ذَلِكَ "لِعَمْرَةَ"، فَقَالَتْ: صَدَقَ، سَمِعْتُ "عَائِشَةَ" تقول: "دَفَّ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ البَادِيَةِ حَضْرَةَ الأَضْحَى فِي زَمَانِ النَّبِيِّ، فَقَاَل النَّبِيُّ: ادَّخِرُوا لِثَلاَثٍ وَتَصَدَّقُوا بِمَا بَقِيَ. قَالَتْ: فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَقَدْ كَانَ النَّاسُ يَنْتَفِعُونَ بِضَحَايَاهُمْ، يُجْمِلُونَ مِنْهَا الوَدَكَ وَيَتَّخِذُونَ الأَسْقِيَةَ، فَقَالَ رسولُ اللهِ: ومَا ذاكَ، - أوْ كَمَا قَالَ -، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، نَهَيْتَ عَنْ إمْسَاكِ لُحُومِ الضَّحَايَا بَعْدَ ثَلَاثٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ: إنَّمَا نَهَيْتُكُمْ مِنْ أَجْلِ الدَّافَّةِ الَّتِي دَفَّتْ حَضْرَةَ الأَضْحَى، فَكُلُوا وَتَصَدَّقُوا وادّخِرُوا".
وهكذا نرى ان الصحابة رضوان الله عليهم فهموا العموم من قول الرسول صلى الله عليه وسلم, ونرى ان الرسول صلى الله عليه وسلم يصحّح لهم بأن ذلك كان من اجل الدافة التي دفت
وفي هذا الحديث عبرة وسنة مهمة يشير اليها الرسول صلى الله عليه وسلم للذين يريدون ان يرووا عنه وهو ان لا يكتفوا بذكر حديثه بل ان يقفوا على اسبابه, وان كلامه صلى الله عليه وسلم يجب ان يتحرّى به جيدا قبل ان يؤخذ على عمومه , وان الذين لا يقفون على ظروف النص الحديثي فانما لهم بذلك كمن يتلو: {فويل للمصلين} ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[21 Apr 2006, 06:15 م]ـ
السلام عليكم، لقد عدة يا مشايخي، والعود أحمد:ما لي أراكم حملتم عليَّ حملة شعواء أنا منها براء
شيخنا الفاضل ما أنا إلا كبائع التمرفي سوق هجر فلقب الشيخ علي ثقيل ألبسني إياه إخوتي ولو علموا من أنا لما ذكروه، فمثلي ومثلكم يصدق فيه قول الشاعر:
يا نا طح الجبل العالي ليكلمه أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل.
إنما هي المذاكرة لاغير.
شيخنا الفاضل: قال الحافظ ابن حجر:" وفي حديث عائشة دلالة على بطلان ماروي عنها أنها رخصت في وصل الشعر بالشعر وقالت: " إن المراد بالواصل المرأة تفجر في شبابها ثم تصل ذلك بالقيادة " فتح الباري: كتاب اللباس: باب وصل الشعر (10/ 377) من بداية السطر السابع من طبعة: دار الفكر.
وأما العبارة التي ذكرتها في مشاركتي فقد ذكرها السيوطي في شرحه على سنن النسائي (6/ 150 - 151): كتاب الطلاق, باب: باب احلال المطلقة ثلاثا وما فيه من التغليظ. طبعة دار الكتب العلمية. يقول السيوطي: " وروي عن عائشة أنها قالت: ليست الواصلة التي يعنون ولا بأس أن تعرى المرأة عن الشعر فتصل قرناً من قرونها بصوف أسود إنما الواصلة التي تكون بغياً في شبيبتها فإذا أسنت وصلتها بالقيادة قال أحمد بن حنبل لما ذكر له ذلك: ما سمعت بأعجب من ذلك. "
هذا الذي نقلته عن السيوطي ونسبته للحافظ ابن حجر كان وهما سببه انتقال البصر من كتاب إلى كتاب، وعلى كل فالعبارة موجودة في فتح الباري كما ذكرت آنفا، أما تحقيق نسبة هذا القول إلى عائشة فهو الذي يحتاج إلى تحقيق وطريقة رد الحافظ له غيركافية، وقد ذكرت في مشاركتي الأولى أن روايتها لحديث اللعن لاتعارض بينه وبين قولها، بل إن شرحهاوتوجيهها -إن ثبت- هو المقدم، والأولى على كل الشروح وقد قالت العرب في أمثالها " لا عطر بعد عروس "
تحقيق نسبة القول
ورد هذا الأثر في " تاريخ بغداد أو مدينة السلام " (1) وفي كتاب الضعفاء (2) , وفي لسان الميزان (3)
كلهم عن أبي الحتروش شملة بن هزال، عن سعد الإسكاف، عن ابن أشوع قال: سألته عن حديثه لعائشة في الواصلة والمستوصلة فأسكتني وقال إنك لمنقر فألححت عليه فقال: قالت عائشة:" ليست الواصلة بالتي تعنون وما بأس أن تكون المرأة زعراء الشعر فتصل قرنا من قرونها بصوف أسود ولكن الواصلة التي تكون بغيا في شبيبتها فإذا أسنت وصلته بالقيادة "
وابن أشوع هذا هو: سعيد بن عمرو بن أشوع الهمداني, قاضي الكوفة، وهو من رجال الصحيحين غير أنه لم يدرك عائشة؛ فإنه قد مات سنة (120هـ) , وكانت وفاتها رضي الله عنها في رمضان من سنة (57هـ) أو (58هـ) (4)، وبه يكون هذا الأثرالذي تفرد به عنها منقطعا , وتعجب أحمد قد يكون من وقوع هذا الانقطاع، وهذا بعيد لطول المدة بينهما, وقد يكون لهذا التوجيه وهو الأقرب.
قال الحاكم في معرفة علوم الحديث: " سعيد بن عمرو بن أشوع شيخ من ثقات الكوفيين يجمع حديثه ويعِزوجوده "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
(1) تاريخ بغداد أو مدينة السلام للخطيب البغدادي (7/ 417) تحقيق ودراسة مصطفى عبد القادر عطا, دار الكتب العلمية , بيروت –لبنان- (1417هـ- 1998م)
(2) (2) كتاب الضعفاء للحافظ العقيلي (2/ 113) وثقه وحققه الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي, دار الكتب العلمية بيروت الطبعة الثانية (1418 هـ - 1998 م)
(3) لسان الميزان للحافظ ابن حجر (3/ 122)
(4) تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر (2/ 35) (4/ 681) باعتناء إبراهيم الزيبق وعادل مرشد, مؤسسة الرسالة- بيروت- الطبعة الأولى (1416هـ- 1996م)
ـ[سيف الدين]ــــــــ[21 Apr 2006, 11:26 م]ـ
تعقيبا على ايراد ابو بكر خليل للحديث في صحيح البخاري والذي نصّه:
حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا ابراهيم بن نافع عن الحسن هو ابن مسلم عن صفية عن عائشة ان امرأة من الانصار زوجت ابنتها فتمعط شعر رأسها فجاءت الى النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقالت ان زوجها أمرني ان اصل في شعرها فقال لا انه قد لعن الموصلات (كتاب النكاح – باب لا تطيع المرأة زوجها في معصية)
جاءت هذه الرواية في مسند الامام احمد وفي صحيح مسلم ولكن عن غير طريق خلاد بن يحيى, ومن الملاحظ ان هناك اختلافا في اللفظ:
في مسند الامام احمد
(يُتْبَعُ)
(/)
حدثنا زيد بن الحباب قال اخبرني ابراهيم بن نافع قال اخبرني الحسن بن مسلم بن ينّاق عن صفية بنت شيبة عن عائشة ان امرأة من الانصار زوجت ابنة لها فاشتكت وتساقط شعرها فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت ان زوجها يريدها فأصل شعرها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الله الموصلات (مسند احمد 24778 باقي مسند الانصار)
وفي صحيح مسلم
حدثني زهير بن حرب حدثنا زيد بن الحباب عن ابراهيم بن نافع اخبرني الحسن بن مسلم بن ينّاق عن صفية بنت شيبة عن عائشة ان امرأة من الانصار زوجت ابنة لها فاشتكت فتساقط شعرها فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت ان زوجها يريدها أفأصل شعرها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الواصلات (كتاب اللباس والزينة – باب تحريم فعل الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة)
واذا دقّقنا في متون هذه الروايات الثلاث, وبالمناسبة هذه هي الروايات الوحيدة التي قد وجدتها في كل كتب السنة على القرص المدمج, نلاحظ ما يلي
في رواية البخاري: فقالت ان زوجها أمرني ان اصل في شعرها
اما في رواية الامام احمد: فقالت ان زوجها يريدها فأصل شعرها
وفي رواية مسلم: فقالت ان زوجها يريدها أفأصل شعرها
وبالمقارنة نرى:
في الروايتين في مسند احمد وصحيح مسلم: المرأة تسأل الرسول ان تصل شعر ابنتها, ولا يفهم من كلامها ان الزوج يريد ذلك, وسياق رواية صحيح مسلم واضحة في الف الاستفهام في قولها: "أفأصل"
ان الذي يسمع رواية الامام احمد: فقالت ان زوجها يريدها فأصل شعرها, قد يظن ان الزوج هو الذي يريد ان وصل شعر العروس, غير ان هذا الوهم ينجلي برواية مسلم ..
وتبقى رواية البخاري, والذي أعتقد جازما ان خلاد بن يحيى قد فهم ان الزوج هو الذي يريد وصل شعر عروسه فنقله بالمعنى بناء على ذلك ..
وممّا يعزّز هذا القول ايضا ان كل الروايات الاخرى عن نفس الواقعة لا تشير لا من قريب او بعيد ان الزوج هو الذي طلب ذلك ..
{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} (32) سورة الأعراف
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[22 Apr 2006, 07:43 م]ـ
ضابط شافي، كافي:
- ألا يمكن أن نجعل لذلك ضابطا؛ يشفي العليل , ويروي الغليل , ويدفع كل اشكال بإذن الله وهو ما رواه أصحاب السنن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونَه، وطيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه " لأننا نلحظ أن الطيب في هذا الحديث له مفهوم شامل، فهو يجمع " الريح واللون" وهذا بالنسبة للمرأة خارج البيت، أما داخله فلها ما يشمل الريح واللون معا وبالتالي تتحقق الزينة الواردة في القرآن الكريم، والله أعلم
ـ[ريحانة]ــــــــ[22 Apr 2006, 08:37 م]ـ
شيخنا الفاضل بو ربيق بورك فيكمن لكن مادا تقصدون "بظهور اللون " في طيب النساء؟
ـ[سيف الدين]ــــــــ[22 Apr 2006, 11:16 م]ـ
الاخ علال أكرمك الله ...
أقترح ان يكون الكلام في الزينة موضوعا مستقلا, حتى لا نخرج عن سياق الموضوع الذي نتدارسه .. وانما ذكرت الاية التي ختمت بها كي انبّه على خطورة قضية التحريم, وليس للاستدلال ..
وبارك الله فيك ونفع بك
ـ[البتول]ــــــــ[23 Apr 2006, 09:44 م]ـ
أضم صوتي الي ريحانة فأ قول ما المقصود بظهور اللون طيب النساء؟
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[23 Apr 2006, 10:12 م]ـ
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله
أستسمح أخي سيف الدين فالأخوات قد ألححن، أقول وبالله التوفيق القول قول من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم والمقصود بـ" ما ظهر لونه " أمران:
1 - الجلباب فلا يشترط فيه أن يكون أسودا أو أبيضا كما يتوهم بعض الملتزمات، فقد جاء في البخاري أن عائشة رضي الله عنها كانت تلبس الثياب المعصفرة، وهي محرمة , وورد ذلك عن أختها أسماء رضي الله عنها أيضا، وكان علقمة و الأسود يدخلان على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فيراهن في اللحف الحمر.
2 - التزين بما له لون كالخضاب، والصباغ، وخاتم الذهب، والسوار دون إظهار ذلك خارج البيت فإن أظهرته فهو تبرج. يقول الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير (12/ 2739) " فالتبرج بالزينة: التحلي بما ليس من العادة التحلي به في الظاهر من تحمير وتبييض وكذلك الألوان النادرة، قال بشار:
وإذا خرجتِ تقنعي **** بالحمر إن الحسن أحمر.
وسئلت عائشة أم المؤمنين عن الخضاب والصباغ والتمايم أي حقاق من فضة توضع فيها تمايم ومعاذات تعلقها المرأة والقرطين والخلخال وخاتم الذهب ورقاق الثياب فقالت: أحل الله لكن الزينة غيرمتبرجات لمن لا يحل لكن أن يروا منكن محرما. فأحالت الأمر على المعتاد والمعروف فيكون التبرج بظهور ما كان يحجبه الثوب المطروح عنها كالوشام في اليد أو الصدر والنقش بالسواد في الجيد أو الصدر المسمى في تونس بالحرقوص غير عربية. وفي الموطإ: دخلت حفصة بنت عبد الرحمان بن أبي بكر على عائشة أم المؤمنين. وعلى حفصة خمار رقيق. فشقته عائشة وكستها خمارا كثيفا أي شقته لئلا تخمر به فيما بعد."
ووقع لي إشكال قديم لعل الأخوات ينشطن لإزالته ويتعلق بذلك العقد الذي ضاع لعائشة رضي الله منها فأنزل الله آية التيمم بسببه أذكر أن اسمه " أظفار " أو " إظفار" وكانت العرب تصنعه من نباتات طيبة الرائحة فكيف يجمع بينه وبين الأحاديث التي أتت في الترهيب من خروج المرأة متعطرة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[26 Apr 2006, 08:38 م]ـ
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله:
دخلت أحد مساجد عاصمة الغرب الجزائري، وإذا بالمفتي؛ جالس على الكرسي، وهو يفتي، وقد سلم إليه ورقة فيها هذا السؤال: " هل للمرأة أن تقصر من شعررأسها؟ مع العلم أنها لا تكشفه خارج البيت ".
فنظر المفتي يمنة ويسرة، وكانت تظهر عليه سماء التشدد، ثم أجاب في سرعة البرق:
" هذا حرام .. حرام ... حرام. لافرق بين البيت والشارع ... إنه سمات الكافرات ". سمعت هذا الكلام، وملأت أذناي هذه الأحكام، وقلت في نفسي:" من الذي جرأ هذا الإمام لإن يصدر مثل هذه الأحكام، أما كان له أن يتريث في توزيع هذه الأحكام التي ملأت عقول الأنام من المومنين الصادقين .... وقضيت الصلاة، وانتشر الناس، وأحسست أني سأدخل معركة حامية الوطيس.
ألقيت تحية السلام على السيد الإمام على عادة تلك الديار، ثم خلوت به، فهمست في أذنيه سيدي الإمام من أخبرك بتلك الأحكام التي ملأت بها الأسماع، فأخذه الزويل والعويل قال: إنه الدين ... إنه الدين ... إنها السور، والآيات ... إنها الأحاديث. ونطق في تلك اللحظة بكل آية أدركت أنها كانت من بقاي تلك الخطبة التي ألقاها، والتي كانت محفوظة عند أكثرمن حضر، فلما أتم كلامه قلت إن أتيتك بكلمات يسيرة، وبعبارات قليلة في هذه المسألة هل تنقاد لها إن كانت صوابا. فقال: " ولما لا "، وقد أعجبتني- والله - هذه الكلمة منه فقلت -بعد بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله: " عن أبي سلمة بن عبد الرحم?ن، قال: دخلت على عائشة، أنا وأخوها من الرضاعة، فسألها عن غسل النببي من الجنابة؟ فدعت بإناء قدر الصاع، اغتسلت، ويننا وبينها ستر، وأفرغت على رأسها ثلاثا. قال: وكان أزواج النبي يأخذن من رؤوسهن حتى تكون كالوفرة "
ثم قلت: جاء في القاموس في مادة (وفر): " الوَفْرَةُ: الشّعر المجْتَمع على الرأسِ، أو ما سالَ على الأذنَينِ منه، أو ما جاوَزَ شَحَْمة الأذنِ، ثم الجُمَّةُ، ثم اللمة ج: وِفَار " فالوفرة أقل أشكال الشعر
وقد ذكرابن سعدالطبقات الكبرى: عن عقبة بن وهب العامري البكائي قال أخبرني يزيد قال رأيت أم المؤمنين ميمونة تحلق رأسها بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألت عقبة: لم؟ قال: تبتل " أي أن ترجيل شعرها وترتيبه ودهنه كان يشغلها عن العبادة فكانت تحلقه
ثم ذكرت له أن أحد المشايخ الشناقطة قد نظم ذلك، ولولاه ماحضرني ما قلت، فنظم المسائل يساعد كثيرا على استحضارها. قال رحمه الله:
مسألة تقصير المرأة شعرها
روى ابن سعد تحلق الميمونة **** بعد النبي رأسها ميمونة
هوتبتل وفيه أسوة **** حسنة لصالحات النسوة
وأنها كانت على حلا ق **** من حجها إذ نزلت حلاق.
وكان أزواج النبي المصطفى **** صلى عليه ربنا و شرفا.
يأخذن من روؤسهن حتى **** تصير كالوفرة إن أردت.
عزو لهذا فاعزه لمسلم **** وفيه مقنع لكل مسلم.
وفيه من إباحة التخفيف **** ما كان محتاجا إلى توقيف
ـ[ريحانة]ــــــــ[29 Apr 2006, 10:14 م]ـ
السلام عليكم
ما ادخرت جهدا، و لكن كلامى سيكون محصورا في نقطتين
1 - المرأة لا تتعطر إذا خافت الفتنة، و جاز لها ذلك في بيتها لإنعدام العلة، فحيث ما أمنت الفتنة كان لها أن تتعطر و تتزين كما تشاء، و لو أمعنت النظر لوجدت أن هذا الطيب " إظفار" -و في بلدنا يسمى " السخاب" - وضعته أمنا عائشة وهى في هودجها فأنى لها أن تختلط بالرجال لكى تخشى الفتتنة؟ و الأحاديث المرهبة من ذلك جاء فيها أن يجد الرجال ريحها
2 - لا تعارض بين الأحاديث، ضابط ذلك الرجوع إلى حيثيات الموقف الذى كانت فيه أمنا عائشة، وليس من عاداتها تكليم الصحابة إلا من وراء حجاب، لذا أقترح أن يفتح مجال آ خر للحديث عن "عادات الصحابة و أثرها في فهم النصوص "
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[25 May 2006, 02:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وبعد فهذا بحث قمت به حول عقد أمي عائشة رضي الله عنها، وحذفت ما فيه من أسانيد خشيت الاطالة، وقد قيل قديما:
ولكن من التطويل كلت الهمم **** فصار الاختصار فيه ملتزم
1 - حقيقته:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الحافظ ابن حجر: " قال في البارع الإظفار ضرب من العطر يشبه الظفر وقال صاحب المحكم الظفر ضرب من العطر أسود مغلف من أصله على شكل ظفر الإنسان يوضع في البخور والجمع إظفار"
2 - موطنه:
قال الحافظ ابن حجر:" منسوب إلى أظفارمدينة معروفة بسواحل اليمن يجلب إليها القسط الهندي "
3 - ضبطه:
قال الحافظ: وحكي في ضبط ظفار وجهين كسر أوله وصرفه أوفتحه والبناء بوزن قطام "
4 - صاحبة العقد:
اختلفوا في هذا العقد لمن كان فالأكثر من أهل العلم ذهبوا إلى أن العقد لأسماء واستعارته عائشة،
5 - موضع وزمن سقوطه:
جاء في مسند الحميدي عن عروة بن الزبير قال: " إن القلادة سقطت ليلة الأبواء " وقد سقط هذا العقد من عائشة مرتين: في غزوة ذات الرقاع، وفي غزوة بني المصطلق (ويقال لها غزوة المريسيع وفيها وقعت حادثة الإفك). وكانت سنة ستّ أو سنة خمسٍ على الأصحّ.
6 - ثمن العقد:
نقل ابن بطال: " أن ثمن العقد المذكور كان اثني عشر درهما ". أي أن مقداره بالدينار الجزائري الحالي حوالي: 556.00 (خمسمائة وست وخمسون دينارا جزائريا
7 - بركة العقد:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة " ما أعظم بركة قلادتك ".
8 - الآية التي نزلت فيه:
قال ابن العربي: " هذه معضلة ما وجدت لدائها من دواء، لأنا لا نعلم أي الآيتين عنت عائشة " وجنح البخاري في صحيحه من كتاب التفسير إلى تعددها حيث أورد حديث عائشة في تفسير سورة المائدة وحديث عروة في تفسير سورة النساء، فكان نزول آية المائدة بسبب عقد عائشة، وآية النساء بسبب قلادة أسماء. بينما ذهب الطاهر بن عاشور إلى وهم الراوي الذي ذكر المائدة.
9 - ووضع بعض أنواع الطيب كان دأب كثير من الصجابيات ولكنه طيب لا يفوح ريحه لحد أن يجد ريحها الرجال فقد روى أبو داود عن عائشة رضي الله عنه: كنا نخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة فنمضد بالسك المطيب عند الاحرام، فإذا عرقت إحدانا سال على وجهها فيراه النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينهاها.
وعن أميمة بنت رقيقة أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كن يجعلن عصائب فيها الورس و الزعفران فيعصبن أسافل شعورهن عنجباههن قبل أن يحرمن ثم يحرمن ".
10 - لقد حبس النبي صلى الله عليه وسلم جيشا جرارا من أجل البحث عن هذا العقد، وفي الأخير وجد تحت الجمل الذي كانت تركبه عائشة رضي الله عنها.
والسلام عليكم(/)
الطريقةالسليمة لانقاص الوزن
ـ[ام احمد]ــــــــ[30 Mar 2006, 12:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ومن تبعه واهتدى بهديه الى يوم الدين
اخواني واخواتي في الله وردني سؤال في بريدي الخاص يطلب المساعده للتخلص من الوزن الزائد
هنا سأقوم بطرح كامل للطريقة السليمه لخفض الوزن
يعتبر فقد الوزن العال في وقت سريع خطر على الجسم
الادوية والوسائل التي يروج لها اعلانيا زاعمة أنها تمتلك المفتاح السحري لحل مشكلة البدانة
ان مفعولها السحري يخلص من الوزن الزائد ولكن لها المردود السيئ على الجسم ومضار جانبيه ومن المعروف بأن التخلص من الوزن الزائد يجب أن يتم بشكل تدريجي وصحي مدروس
لا ينصح بفقد أكثر من كيلو غرام واحد الى واحد ونصف خلال أسبوع
كما يفضل فقد الوزن بشكل تدريجي فهو صحي لتحاشي المضاعفات وأكثر ثباتا ً
فالكثير من الأشخاص الذين فقدو اوزان كبيره في وقت قصير تعود كما في السابق سريعا.
المفتاح بيدك اخي واختي الكريمه بعد الله عز وجل باتباع الاتي
قبل البدء باي نظام ونمط حياة جديد يجب مراعات الاتي
ماهو السبب لانقاص وزني؟
1 - من الناحية النفسية: عدم القدرة على الخشوع عند السجود لمدة طويلة , ردة فعل لتعليقات معينة , نضرة الغير , ضعف النفس عند مشاهدة الطعام
2 - الناحية الصحية: لأجراء عملية , الام اسفل الظهر, احتكاك و الام الركب , حرارة اسفل القدم, الاختناق الليلي , الشخير , ازمات الربو ................
3 - الناحية الاجتماعية: الاقدام على خطبة , استعداد لسفر , الظهور في مناسبة
4 - الناحية المادية: عند التنقل بالطائره مثلا اختيار درجة اولى مرغما , شراء امتار اكثر من القماش, مبالغة في شراء كميات وانواع طعام انت في غنا عنها ...............
قد تكون لديكم اسبابكم الخاصة غير ما ذكرت
هنا لابد من ايجاد السبب لنضع الهدف ومحاولة الوصول اليه بالاتكال على الله عز وجل اولا ثم السعي الى مافيه خير لنا
فالمؤمن القوي احب الى الله من المؤمن الضعيف وتحدي النفس اعظم واشد من تحدي الغير
بارك الله فيكم ولي عوده قريبة ان شاء الله
يتبع
ـ[الكشاف]ــــــــ[31 Mar 2006, 12:07 ص]ـ
شكراً. موضوع يهمني بارك الله فيك.
ـ[ام احمد]ــــــــ[01 Apr 2006, 01:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله اخي الكريم ولا شكر على واجب
مثال على الناحية النفسيه: مثلا عندما تكون ردة فعل لحالة نفسية ويعتقد الشخص بان المتنفس الوحيد هو التهام كل ما تستطيع يده الامساك به من طعام
هنا يجدر ذكر ان الحالة النفسية لا يجب ربطها بالأكل بل بالرياضة ولكن مع الذكر الا بذكر الله تطمئن القلوب والاعتماد على الله بانه هو المعين وترديد لاحول ولا قوة الا بالله والتسيبح وكثر الأستغفار وان المعين على كل مصاب هو الله فالحالة النفسية عبارة عن زيادة كمية شحنات كهربية في الجسم مما تزيد من تعقيد الحالة النفسية وتعتبر الرياضة متنفس لتلك الطاقة لطردها من الجسم والتهوين منها
الا اذا احتاج تدخل طبي باستخدام عقاقير معينة يحددها الطبيب بعد تشخيص الحالة اذا احتاج الامر
مثال على الناحية الصحية: يطلب بعض الاطباء من مرضاهم انقاص اوزانهم حتى يتسنى لهم اجراء عملية بسهولة وان الطبيب لن يجريها اذا لم يتم انقاص وزن معين , فيقوم بعض الاشخاص بانقاص اوزانهم ارضاء للطبيب وبعد اجراء العملية يعودون الى سابق عهدهم
مثال على الناحية الصحية: الاختناق الليلي عند ازدياد الوزن تتكون نسبة شحوم على الرقبة من الداخل وهذا بحد ذاته يضغط خلال النوم على مجرى الشهيق مما يمنع دخول الاكسجين الى الجسم لبعض الثوان مما يجبر الدماغ من ايقاض الشخص بالسعال لتحاشي الاختناق وهنا قوة السعال تساعد على ادخال اكبر كمية من الاكسجين الى الدماغ بقدر ما يحتاجة الجسم وهذه الحالة تتكرر خلال الليل مما يضر بصحة الشخص الصحية و العقلية والنفسية وكما يكون ازعاج غير طبيعي لمن يشاركه ذلك السرير او تلك الغرفة
(يُتْبَعُ)
(/)
مثال على الناحية الاجتماعية: يسعى بعض الاشخاص لاتباع نضام خاطئ سريع ليصل الى وزن ما في مدة زمنية قصيرة , وبعد اتمام الخطبة ثم الزواج تراه يعود الى سابق عهده واكثر اي لم يفعل ما فعل باقتناع تام انه يفعله من اجل صحته بقدر انه انجز ما اراد فقط لشئ في نفسه للاسف
مثال على الناحية الماديه: سيدة تبلغ من العمر 31 سنة ادمنت تناول الدونات على شكل دوائر شبيهه باللقيمات المغطى ببودرة السكر وكانت تتناول ثلاث علب كل يوم ولمدة تقريبا سنتان
علبة الدونات بخسمة ريالات , ثلاث علب في اليوم 15 ريال , في الاسبوع 105 ريال , في شهر 420 ريال في سنه 4640 ريال ميزانية غير بسيطة
وبما انها كانت في حالة تعتبر ادمان لمدة عامين يصبح المبلغ 9280 ريال
كان وزنها لا يتعدى 64 كغم زاد الى 84 كلغم اي زياده 20 كغم , بالرغم من انها تمارس الرياضة بين الحين والاخر هذا مع مراعات انها عندما تتناول الدونات تستغني عن وجبة الافطار واحيانا تتجاهل وجبة العشاء وتكتفي بعلبة الدونات
فلنتصور لوكانت تناولت الوجبات الرئيسية بالاضافه الى علب الدونات الثلاث كل يوم سيصل وزنها الى اكثر من 25 كغم زياده في الوزن
بداء لديها الام في الظهر وثقل وحرارة في القدمين , زارت طبيب الاسنان اربع مرات , ارتفعت لديها نسبة الكلسترول , بدأت لديها حالات زيادة نسبة البلغم في الرئة , اضطرت مرغمه شراء مقاسات ملابس كبيره , تدهورت حالتها النفسية اضطرتها الى الانعزال
كم تحتاج من الوقت للعوده الى وزنها السابق اذا قامت باتباع طريقة صحية مدروسه من نمط حياة صحي؟؟؟
تحتاج الى لا يقل من اربع شهور اتباع نظام غذائي يناسب حالتها مع رياضة لا تقل عن 30 دقيقة من المشي بهمة يوميا وقبل هذا اصرار وتوفيق من الله عز وجل
البعض يتهم دور الوراثة وعمل الغدة في السمنة:
يشكل عدم التوازن الهرموني %7 فقط من أسباب السمنة بين البدينين، والوالدان ذوي الأوزان الثقيلة يكتسبها الابناء ليس جينيا بل بسبب العادات الغذائية الخاطئة التي تعودو عليها، لذا يجب ان نكون خير مثال لهم وتعويدهم قدر المستطاع على ما ينميهم بطريقة سليمة وابعادهم قدر المستطاع عن ما يضر بصحتهم مستقبليا فهم امانة في اعناقنا
يتبع
ـ[ام احمد]ــــــــ[02 Apr 2006, 02:24 ص]ـ
بعد معرفة سبب زيادة الوزن وتحديد الهدف تحتاج بعض المساعدات للوصول اليه باذن الله تعالى
نقوم اولا بحساب نسبة الشحوم في الجسم لنقرر كم المده المطلوبة للوصول الى الهدف
كيف يمكن قياس كتلة الشحم في الجسم؟
من الممكن حسابها بصورة مبسطة وذلك بقسمة الوزن (بالكيلوجرام) على مربع الطول (بالمتر)
فان كان الوزن 96 كجم والطول 1.74 مترفإن مؤشر الوزن المثالى= 96 - 1.74×1.74 = 31.7 وهذا يعنى أن هذا الشخص يعانى من السمنة.
1 - أقل من 18.5 نحيف.
2 - من 18.5 إلى 24.9 وزن مثالى.
3 - من 25 إلى 29.9 وزن زائد.
4 - من 30 إلى35 سمنة متوسطة.
5 - من 35 إلى 40 سمنة شديدة.
6 - أكثر من 45 سمنة مفرطة خطيرة.
هنالك الوزن المثالي والوزن المرضي او المقبول
فمثلا في المثال السابق اذا كانت نسبة كتلةالشحم31,7 فهي تزيد عن 25 بـ6 درجات
6 في 3 =18 كغم وزن كتلة الشحم في الجسم
18 كغم هو الوزن الذي يحتاج التخلص منه للوصول الى الوزن المثالي
ولكن باستطاعته فقد 10 كغم فقط ويكون مقبول شكليا وصحيا فما المانع من محاولة التخلص اذا لم يصل للمثالي على الاقل يصل للمقبول او المرضي فهو افضل مما هو عليه في وقته الحالي او استمرارة في الزيادة
اذا كنت تريد خفض 18 كغم فتحتاج لا يقل عن 3 اشهر لتغير بعض العادات التي ساطرحها
نبداها بالرياضة فـ30 دقيقة كل يوم تعتبر كافية لتساعد على الفقد السريع ولكن ستكون يومية وتبداء بالتدريج و حذار ان تتعدى الساعة فهنا ستحول كتلة الشحم الطرية الى طبقة شحمية جامده تشبة العضل مما يبطئ من نزول الوزن
اقتراحات غذائية
1 - يجب الحرص على شرب لترين من الماء يوميا (8 اكواب)
2 - بالامكان شرب الماء قبل الوجبة بساعة او بعدها بساعة وتحاشي شرب الماء مع الاكل
3 - يجب مضغ الطعام جيدا لتحفيز الغدد اللعابية على فرزكمية كافية من اللعاب محمل
بالانزيمات التي تساعد على هظم الطعام في الفم قبل المعده مما يساعد سرعة
وصول المؤشرات الدماغية التي تساعد على الاحساس بالشبع بسرعة
(مضغ جيد = هظم بسيط = امتصاص عالي)
4 - يمكن شرب الشاي او القهوه بعد الوجبة بساعتين (ولا تعد من السوائل التي يحتاجها الجسم بل تعتبر مدرة فشرب كاس من الشاي يفقد الجسم كاسين من الماء يجب تعويضهما)
5 - تناول الالياف مثل خبز البرو والخضروات و الفواكة بدلا من العصير
حتى لو كان غير محلى (كاس عصير غير محلى = 5 حبات فاكهة
حبة فاكهة واحده مثل برتقاله متوسطة الحجم =60 سعر حراري
60 × 5 = 300 سعر حراري)
الالياف تساعد في تقليل كمية السعرات الحرارية
تساعد في ارتفاع نسبة الدهون النافعه في الجسم ( HDL ) وتقلل من خطر
ارتفاع الكلسترول
تساعد في عملية الهظم وتحاشي الامساك
تشعر بالشبع لانها تأخذ حيز من حجم المعده
6 - تحاشي الاطعمة المقلية وازالة الجلد من الدجاج والشحم من اللحم قبل الطبخ
7 - تحاشي استخدام مكعبات الماجي او الزيوت او الزبده في الطبخ
8 - تقليل كمية الملح قدر المستطاع والاستعاضة عنها بالطماطم والليمون والبهارات لتحسين
الطعم
9 - تناول المشبعات قبل تناول الوجبة الرئيسية فهي تحتوي على الياف عالية وفيتامينات وتأخذ حيز كبير من المعده وتحتوي على سعرات حرارية قليلة (حبة الفاكهة ثم السلطة ثم شوربة الخظار او الخظروات الطبوخة التي لا تتعدى 20 دقيقة سلق لكي لا تفقد اليافها او قيمتها الغذائة)
يتبع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ام احمد]ــــــــ[03 Apr 2006, 10:24 ص]ـ
أسباب السمنة
السمنة تحدث عندما يتناول الفرد سعرات حرارية أكثر من التى يقوم بحرقها اي اكثر من احتياجه اليومي. فتناول سعرات حرارية عالية
والقيام بعاداة غير سليمة مثل حب النفس بطريقة خاطئة , عدم التريض , الاكل متأخر ثم النوم لساعات
مالذي يجب فعلة؟؟؟
(حب النفس نوعان اما حب مبالغ فيه بتناول كل ما تشتهية النفس وفي اي وقت وباي كميه بقصد لماذا احرم نفسي من الخيرات التي انعم الله علي هنا نقول لا ضرر ولا ضرار فخير الامور اوسطها والاعتدال والحرص افضل من اعطاء النفس هواها كلما طلبت فالنفس امارة بالسوء)
يجب ان يكون حب النفس مع الحرص فالصحة مسؤولية شخصية بحته انت المسؤول عنها اولا واخرا ولنفسك عليك حق
(ساقوم بطرح حمية متوازنه لاحقا لتفي بجميع احتياجات الجسم الغذائية)
ثانيا ان التفكير بالرياضة على أنها متعة وليست واجب نجعلها عادة يومية تدخل السرور إلى قلوبنا
محاولة اختيار وقت مناسب للتريض يوميا ان امكن واختيار الرياضة المناسبة المحببة لك وابسطها رياضة الجميع الا وهي المشي ولنعلم أن الرياضة تساعد في إفراز مادة السيروتونين في الدماغ وهي مادة طبيعية لمقاومة التوتر العصبي والاكتئاب
(نراعي اختيار حذاء يحتوي على تفريغ هوائي من الخلف ليخفف من تأثير الاهتزازات على العمود الفقري , ذو ربطة او لزق لتثبيت الحذاء بالقدم للاحساس به بانه جزء من الجسم وعدم السير به بدون جوارب فهذا بحد ذاته يسبب التهابات وتمزق مؤلم للجلد كما يراعا وجود سانده في اسفل وسط القدم لتدعم الكعب)
يجب مراعات الاتي عند المشي
يكون الظهر مستقيم والبطن مشدود الى الداخل مع شهيق عميق من الانف وزفير من الفم والخطوة واسعه
اول خمس دقائق مشي عادي يعتبر تسخين للجسم والعشرين دقيقة التي تليها مشي بهمة مع مراعات ما سبق اما الخمس الدقائق الاخيره فنعود الى المشي العادي وهذا يعتبر التبريد
ان وجد مرافق مؤنس في تلك الفتره فخير وان لا فالله وذكره دائما خير مؤنس , فستحضى بوقت وفير للذكر والتسبح والاستغفار لا يقل عن 30 دقيقة الى ساعة
ثالثا النوم لساعات طوال مضيعة للوقت وهدر لطاقات من جميع النواحي فلنراعي ان احتياج الجسم من النوم يتراوح بين 7 الى 9 ساعات يوميا , والبعض الاخر يعتبرون النوم من الأمور التى ليست لها أولوية كبيرة فى وسط زحام الحياة التى يعيشونها، لكن يجب أن نضع فى اعتبارنا أن النوم هام للغاية بالنسبة للصحة والحيوية كما أنه هام أيضاً للصحة الذهنية.
ينصح الخبراء بأن أفضل شئ هو أن نستجيب لاحتياجات أجسامنا دون مبالغة، لكن هناك بعض العوامل التى قد تؤثر على احتياج كل منا للنوم: فالبعض يكتفي بـ 5 ساعات فقط سبحان الله
يتبع
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[05 Apr 2006, 08:22 م]ـ
الرجاء من الإخوة مراعاة تخصص الملتقى في العلوم الشرعية و متعلقاتها، و لو بوجه من الوجوه
ـ[ضياء الإسلام]ــــــــ[05 Apr 2006, 09:21 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء أم أحمد أتمنى أن ترفقي الإيميل الخاص بك حتى يتسنى لنا التعامل بسهولة وخصوصية فأنا شديد الاهتمام بهذا الموضوع
ـ[ام احمد]ــــــــ[07 Apr 2006, 04:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ الكريم ابو بكر
العقل السليم في الجسم السليم والمعدة بيت الداء والحمية راس الدواء
اذا شعرت اخي انه لاداعي من وجود موضوعي في ملتقاكم الذي كم استفدت منه وترا انكم في غنا عن ما اضيفة في مجال تخصصي لارد ولو البسيط لمن استفدت منهم فلا مانع لدي من اخبار المشرف العام والغاء كل ما اضفت ولك مني كل احترام وتقدير
الاخ الكريم ضياء الدين
بامكانك التواصل معي عن طريق ايميل الملتقى بارك الله فيك
----------------------------------------------------------
سنقوم اليوم بحساب السعرات الحرارية لكلى الجنسين لليوم الواحد وعلى اساسها نستطيع توزيعها على شكل خمس وجبات
ثلاث اساسية مثل وجبة الافطار والغداء والعشاء ووجبتين اضافيتين مثل وجبة خفيفة في العصر واخرى قبل النوم بساعة
نراعي لتحويل الوزن من الكغم الى الرطل نضرب في 2.2
للرجال
66+ 6و2 × (الوزن الحالي بالرطل) + 12,7 × (الطول بالانش) 6,8 × (العمر) = السعرات الحرارية المطلوبة في اليوم
للنساء
655+4و4 × (الوزن الحالي بالرطل) + 4و7 × (الطول بالانش) – 4,7× (العمر) = السعرات الحراية المطلوبة في اليوم
اقرب سعرات مناسبة للرجل لخفض الوزن هي 1500 سعر حراري اما المرأة فهي 1200 سعر حراري
قبل توزيع لائحة الطعام المتوازنة المناسبة لكلا الجنسين يجب معرفة السعرات الحرارية لجميع الاطعمة
قائمة البدائل
شريحة خبز تعطي 80 سعر حراي
تعادل ثلث كوب ارز مسلوق او جريش او هريس او معكرونة او كوز ذره مسلوق او حبة بطاطس متوسطة الحجم او بازيلاء خضراء او قرع عسلي
حبة فاكهة متوسطة الحجم تعطي 60 سعر حراي
تعادل 3 حبات تمر او 15 حبة عنب او حبة تفاح متوسطة الحجم او حبة موز سغيرة او برتقالة او ربع كوب عصير برتقال
مقدار واحد من البروتين يساوي 30 جم من اللحم بحجم بيضة تقريبا تعطي 75 سعر حراري
تعادل نفس المقدار من الدجاج بدون جلد او السمك او شريحة جبن قليل الدسم او علبة تونة حجم صغير او ملعقتين فول سوداني او ربع كوب فول او ربع كوب عدس
نصف كوب من الخضروات المطبوخة تعاد 25 سعر حراري
الكوسى او الجزر او الملفوف او القرنبيط او الفاصولياء او الباميا
1 كوب من الحليب او اللبن او اللبن الزبادي السادة يعطي
خالي من الدسم 90 سعر حراري
قليل الدسم 120 سعر حراري
كامل الدسم 150 سعر حراري
خمس جم من الزيت تعادل ملعقة صغيره تعطي 45 سعر حراي
تعادل ملعقة صغيره من زيت الزيتون او زيت الذرة او زيت دوار الشمس او 10 حبات زيتون حجم صغير او 2 ملعقة صغيره زيوت سلطة جاهزه او ملعقتين اكل من بذر دوار الشمس او 6 حبات لوز
يتبع ان شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الكشاف]ــــــــ[07 Apr 2006, 01:41 م]ـ
هذا الموضوع طريف ويهم كثيراً منا، ولعل الأخت الكريمة أم أحمد تركز على النقاط العملية المهمة التي تتعلق بهذا الأمر كما تفعل الآن بارك الله فيها. ولعله يكون هذا الموضوع الوحيد في الملتقى المفتوح لهذا الأمر. فلا يكون هناك تشتيت للقراء وإشغال لهم بما هو خارج عن تخصص الملتقى في الوقت نفسه.
ـ[ام احمد]ــــــــ[08 Apr 2006, 11:29 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم الكشاف بارك الله فيك
انا فعلا لم اخرج عن نطاق اهل التفسير ففي اعجاز القران الكثير الذي يرينا امور الدين والدنيا وما الغذاء الا واحد منها
قال الله تعالى في كتابة العظيم
(يبني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين)
سورة الاعراف اية 31
حدثنا حبيبنا المصطفى عليه الصلاة واتم التسليم ومن تبعه واهتدى بهدية الى يوم الدين
اللهم امين
بما معناه " (نحن قوم لاناكل حتى نجوع واذا اكلنا لانشبع فثلث لطعامك
وثلث لشرابك وثلث لنفسك)
من المعروف ان الانسان يتبع من يحب بلا ادنى تفكير فهذا ما نصحنا به الذي لا ينطق عن
الهوا وهو خير معلم للبشرحبيبنا رسول امتنا محمد ابن عبدالله صلوات الله وسلامة عليه
بارك الله فيك اخي الكريم ووفقك الى ما يحبة ويرضاه اللهم امين
------------------------------------------
امور يجب الحرص عليها عند اتباع النمط الجديد
يجب الحرص على تناول جميع الوجبات
يراعى التنويع في الاطعمه
يمكن الاستعاضة عن حبة فاكهه بملعقة عسل
اضافة شرائح طماطم وخيار مع شطائر الافطار
اضافة حزمة بقدونس مفرومة مع السلطة
استخدام الليمون والبهارات والبصل والثوم عند اعداد الطعام
يمكن اخذ نوع واحد من الخضروات ولكن مع اضافة البهارات والطماطم والبصل والثوم او خلط جميع انواع الخضار على شكل (ايدام او شوربة خضار) لكن يراعا عدم السلق اكثر من 20 دقيقة
ازالة الشحم من اللحم وسلق اللحم لمدة 30 دقيقة ثم تبريد المرق للتخلص من الدهون المتجمده على السطح
ثم اعداد اي طبخة تشاء ما عدا القلي بالزيت
ازالة الجلد من الدجاج قبل الطبخ
تحاشي الطبخ بمرقات الدجاج لانها تحتوي على شحوم دجاج واحشائها مع نكهات واصباغ اصطناعية
وخميرة وسكر وملح
حمية 1500 سعر حراري
قبل الافطار بساعة تقريبا
كأس ماء برودة الجو العادية
وجبة الافطار
تفاحة او 3 تمرات 60 سعر حراري
شريحتين خبز او نصف رغيف بر 160 سعر حراري
حبة بيض مسلوقة او شريحة جبن قليل الدسم 75 سعر حراي
كوب من الحليب الخالي من الدسم 90 سعر حراري
60+160+75+90 = 385
بعد الافطار بساعة حتى قبل الغداء بساعه
شرب ما لا يقل عن ثلاث اكواب ماء
يمكن تناول الخضروات مثل الخيار او الخس
يمكن تناول القهورة او الشاي او الشاي الاخضر او النعناع بدون سكر
وجبة الغداء
حبة فاكهه 60 سعر حراري
طبق سلطة 25 سعر حراي + ملعقة زيت زيتون 45 سعر حراري
طبق خضار مسلوقة 25 سعر حراري
مقدارين من الارز او مقدارين من المعكرونه = 160 سعر حراي
60 جم من اللحم او الدجاج او السمك او نصف كوب فول او نصف كوب عدس = 150 سعر حراري
60 +25+45+25+160+150 = 465 سعر حراي
بعد الغداء بساعة حتى قبل العشاء بساعه
لا يقل عن 3 اكواب ماء
وجبة خفيفه في العصر
عن حبة فاكهه + سلطة
60+15= 75 سعر حراري
وجبة العشاء
حبة فاكهه 60 سعر حراري
طبق سلطة كبير 30 سعر حراي بدون زيت
طبق خضار مسلوقة 25 سعر حراري
كوزين ذرة مسلوقة او حبتين بطاطس متوسطة الحجم مشوية او مسلوقة او نصف خبزه عربية =160 سعر حراري
علبة تونه حجم صغير او 4 ملاعق اكل لبنة قليلة الدسم او نصف كوب فول او 60جم شيش طاوك =150 سعر حراري
60+30+25+160+150 = 425
وجبة خفيفة قبل النوم بساعة
علبة لبن زبادي ساده خالي من الدسم مع حبة فاكهة.
90+60= 150 سعر حراري
قبل النوم مباشره
شرب كأس ماء
مجموع السعرات الحرارية لليوم = 385+ 465+ 75+ + 425 +150 =1500 سعر حراري
يتبع
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Apr 2006, 12:08 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا أم أحمد على هذه التوجيهات القيمة والمفيدة للجميع.
ـ[ام احمد]ــــــــ[09 Apr 2006, 03:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
الاخ الكريم والمشرف العام عبدالرحمن الشهري
تواجدك في موضوعي دعم لاستمرار ما اقدمة اسأل الله ان يكون له المردود المفيد للجميع ان شاء الله تعالى
جزاك الله خير الجزاء وبارك الله فيك
-------------------------------------
للنساء بعد سن الـ 20 سنه ولسن مرضعات
حمية 1200 سعر حراري
وجبة الافطار
تفاحة او 3 تمرات 60 سعر حراري
شريحة خبز او رغيف بر 80 سعر حراري
حبة بيض مسلوقة او شريحة جبن قليل الدسم 75 سعر حراي
كوب من الحليب الخالي من الدسم 90 سعر حراري
60+80+75+90 = 305 سعر حراي
بعد الافطار بساعة حتى قبل الغداء بساعه
شرب ما لا يقل عن ثلاث اكواب ماء
يمكن تناول الخضروات مثل الخيار او الخس
يمكن تناول القهورة او الشاي او الشاي الاخضر او النعناع بدون سكر
وجبة الغداء
حبة فاكهه 60 سعر حراري
طبق سلطة 25 سعر حراي + ملعقة زيت زيتون 45 سعر حراري
طبق خضار مسلوقة 25 سعر حراري
مقدار من الارز او مقدار من المعكرونه = 80 سعر حراي
60 جم من اللحم او الدجاج او السمك او نصف كوب فول او نصف كوب عدس = 150 سعر حراري
60 +25+45+25+80+150 = 385 سعر حراي
بعد الغداء بساعة حتى قبل العشاء بساعه
لا يقل عن 3 اكواب ماء
وجبة خفيفه في العصر
حبة فاكهه + سلطة
60+ 15= 75 سعر حراري
وجبة العشاء
طبق سلطة كبير 30 سعر حراي
طبق خضار مسلوقة 25 سعر حراري
كوز ذرة مسلوقة او حبة بطاطس متوسطة الحجم مشوية او مسلوقة او ربع خبزه عربية =80 سعر حراري
علبة تونه حجم صغير او 4 ملاعق اكل لبنة قليلة الدسم او نصف كوب فول او 60جم شيش طاوك =150 سعر حراري
30+25+80+150 = 285سعر حراي
وجبة خفيفة قبل النوم بساعة
علبة لبن زبادي خالي من الدسم مع حبة فاكهة.
90+60= 150 سعر حراري
قبل النوم مباشره
شرب كأس ماء
305 + 385 + 75+ 285 +150 = 1200 سعر حراري
يتبع
ـ[ام احمد]ــــــــ[11 Apr 2006, 09:28 ص]ـ
وجبات مقترحة تعادل 1500 سعر حراري
وجبة الافطار
تفاحة متوسطة الحجم باي لون (يجب عدم تقشيرها للاستفادة من الالياف)
نصف رغيف بر او شريحتين خبز توست (عند التحميص لا يفقد اي سعرات حراية)
بيضة مسلوقة (اضافة شرائح طماطم ,القليل من الشطه و الكتشب , الفلفل الاسود)
كوب من الحليب الخالي من الدسم (بدون اي اضافات)
او اخذ البيضة على شكل شكشوكة (اضافة طماطة , فلفل رومي, بصل, كزبرة, فلفل اسود ويراعا طبخها بالمرقة الناتجه من الخضروات بدون اضافة زيت)
يجب عدم تناول اكثر من 3 صفار بيض في الاسبوع لتحاشي ارتفاع نسبة الكلسترول
وجبة الغداء
ثلاث تمرات
طبق تبولة (اضافة ملعقة زيت زيتون صغيرة مع القليل جدا من البرغل)
طبق خضار (بامية او كوسى بالبصل والثوم والطماطم والبهارات قليلة المرق)
كوب من الارز (اضافة الهيل ,قطع القرفة ,الفلفل الرومي والقليل من الملح)
60 جم دجاج شيش طاوك موزعة على 3 اسياخ (بين قطع الدجاج قطع الطماطم والفلفل والبصل)
او اضافة قطع الدجاج او قطع اللحم بعد سلقها والتخلص من الدهون الى طبق الخضروات عند طبخة (على شكل ايدام) مع مراعات عدم استخدام مكعبات الماجي
وجبة خفيفة العصر
حبة كمثرى حجم كبير
سلطة او حبتين خيار وحبتين جزر
2 الى 3 اكواب ماء
وجبة العشاء
برتقالة متوسة الحجم
طبق سلطة خضراء كبير (مع الليمون او الخل)
شوربة خضار مشكلة (مع البهارات والليمون)
نصف كوب فول بدون زيت (اضافة الكمون لتحاشي الغازات , سلطة خاصة بالفول مثل قطع صغيره من الطماطم ,البصل ,الفلفل الرومي, البقدونس والشطة والليمون)
نصف رغيف بر (بما ان التغميس يستهلك كمية خبز اكثر لذا يقطع نصف الرغيف الى قطع صغيره تضاف الى الفول وتتناول بالملعقة)
قبل النوم بساعة
تفاحة متوسطة الحجم
علبة لبن زبادي خالي من الدسم (بالامكان اضافة خيارة مقطعه)
قبل النوم بساعة
كأس ماء
اطعمة يجب تحاشيها في فترة انقاص الوزن
السكر , الدهون حتى لو كتب عليها خفيفة , المايونيز ,العصيرات حتى لو كانت غير محلاة
الاطعمة المعلبة لاحتوائها على مواد حافضة ونسبة ملح عالية, المربى , العسل التجاري, الاطعمة السريعة (همبرقر وهت دوق والبروستد) الاطعمة المعلبة المضاف اليها زيوت ,الاطعمة كاملة الدسم , المشروبات الغازية حتى الدايت منها لاحتوائها على نسبة بوتاسيوم عالية
ملاحضة هامه
القناعة كنز لا يفنى فعند وصولنا لتلك المرحلة سنرى باننا بدانا اختيار ما ينفعنا وبكميات متوازنة ومعقولة
سواء في البيت او المطعم او حتى عند حضور دعوة ما
(يخطئ بعض الاشخاص اذا دعي لوجبة عشاء فنلاحض انه يترك وجبة الافطار والغداء وعند العشاء يلتهم الطعام بطريقة غير لائقة بسبب تجويعة لنفسه فنراه يتناول كميات كبيره وفي وقت متاخر للاسف)
يجب تناول الوجبات في اوقاتها مثلا الافطار قبل القيام باي عمل يذكر والغداء بعد لا يقل عن 6 ساعات ووجبة العشاء قبل النوم ب3 الى 4 ساعات
اذا كان هنالك دعوة عشاء فلا بد من اخذ جميع الوجبات في اوقاتها كما يفضل تناول طبق سلطة وحبة فاكهة قبل الذهاب لتحاشي المبالغة في تناول الاطعمة في وقت متأخر
الحرص على تناول الاطعمة المذكورة بالمقادير وعدم الغاء اي منها بقصد لتساعد على انقاص الوزن بالشكل المطلوب ان شاء الله تعالى
وصلى الله على خير البشر نبينا محمد وعلى الة وصحبة ومن تبعة واهتدى بهدية الى يوم الدين اللهم امين
سيسرني الاجابة على اي استفسار
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعبدالرحمن الأحمدي]ــــــــ[12 Apr 2006, 08:50 م]ـ
أحسن الله لك يا أم أحمد ونفع الله بما ذكرتي
ـ[ام احمد]ــــــــ[13 Apr 2006, 11:31 م]ـ
السـ عليكم ورحمة الله وبركاته ــلام
الاخ الكريم ابو عبدالرحمن
اللهم امين
جزاك الله الخير الوفير وبارك الله فيك
-------------------------
تنبية بسيط
اخواني واخواتي الكرام
يخطئ من يقوم بطباعة الحمية فقط دون المعلومات السابقه خصوصا اذا نقلت لشخص يحتاج الى كل ما ذكر مسبقا او لمن سيكون معين لهذا الشخص باتباع ذلك النضام الجديد لما لها التأثيروالفائده الجمه وتعتبر الاساس للوصول الى الهدف.
بما انه لم يقم احد بسؤالي لماذا لا نأكل السكر اولما يجب التقليل او الامتناع عن الملح او لماذا لا نشرب المشروبات الغازية؟؟؟ ساقوم بذكر سبب المنع مع ذكر مضار كل ما تحتوية قائمة الممنوعات
فمن المعروف انه اذا عرف السبب بطل العجب ويكون الانسان قد تركها باقتناع تام
ساقوم بطرح الاسباب في موضوع منفصل قريبا ان شاء الله
ـ[رشا عصر]ــــــــ[14 Apr 2006, 12:44 ص]ـ
جزاك الله الخير الوفير وبارك الله فيك
عمل جميل ومفيد
وفقكى الله الى مافيه الخير اختى الغاليه ام احمد
اسالكى الدعاء لى بظهر الغيب
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[14 Apr 2006, 12:47 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ....
لكن هناك سؤال ... اتبعت نظام حمية منذ فترة وكان الطبيب يؤكد على عدم الجمع بين السكريات والأملاح فى وجبة واحدة .... فما هو السبب؟ .... ولما سألت الطبيب تهرب ولم يجبنى؟
ـ[ام احمد]ــــــــ[14 Apr 2006, 03:41 م]ـ
بسـ الله الرحمن الرحيم ــــم
السـ عليكم ورحمة الله وبركاته ــلام
اخيتي رشا
احب ان ادعو لك بما ادعو لنفسي
اللهم
اجعل خير اعمالها خواتيمها وخير ايامها يوم لقاك وان تصلح لها زوجها وذريتها واهلها وان تعافيها في بدنها وسمعها وبصرها وان تعيذها من الكفر والفقر ومن عذاب القبر ومن الكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال ومن الهم والحزن ومن المسيح الدجال ومن الشيطان الرجيم اللهم امين وان لا تكلها الى نفسها طرفة عين ولا اقل من ذلك وان تكن وكيلها في الدنيا والاخرة وان تظلها في ظلك يوم لا ظل الا ظلك ولا باقي الا وجهك سبحانك انك نعم المولى ونعم الوكيل وجميع المسلمين
يا رحمان يا رحيم يارحمان يا رحييم يا رحمان يا رحيم 3 ارحم والداي كما ربياني صغيرا وارحمنا اذا صرنا الى ما صارو اليه وجميع المسلين
وصلى اللهم على سيدنا محمد ومن تبعه واهتدى بهديه الى يوم الدين
اللهم امين
ـ[ام احمد]ــــــــ[14 Apr 2006, 03:58 م]ـ
السـ عليكم ورحمة الله وبركاته ـــلام
الاخ الكريم ابو محمد حياك الله
سؤالك مهم بارك الله فيك
(اتبعت نظام حمية منذ فترة وكان الطبيب يؤكد على عدم الجمع بين السكريات والأملاح فى وجبة واحدة .... فما هو السبب؟)
لم اسمع بمثل هذا الرجيم اي عدم خلط السكريات بالاملاح ولكن عدم خلط النشويات التي تتحول الى سكريات مع البروتينات
هنالك اخي الكريم نضام رجيم يراعى فيه عدم خلط النشويات مع البروتينات ولكن هذا نظان لا انصح به فلا نستطيع الاستمرار فيه لمده طويله وهذا من الامور المحبطه لمن يتبع مثل تلك الرجيمات لانه لا يستطيع الاستمرار فيه
فالجسم يحتاج الى جميع انواع الاطعمة ولكن باعتدال
الا اذا كان نضام سعرات حراري كما سبق وطرحته فهنا استطيع ان اقول لك
تجنب استخدام السكر الأبيض فى التحلية بعد الوجبة لأنه يؤدى إلى زيادة إفراز هرمون الأنسولين بالجسم وهذا يسبب إحساساً بالجوع السريع بعد ذلك
و السكر بعد الوجبة مباشرة يرفع من السكر فى الدم ويزيد من إفراز الأنسولين الذى يعمل على تحويل السكر إلى شحم فيما بعد وبدلاً من ذلك يفضل السكر الطبيعى الموجود بالفواكه لأنه يعالج بطريقة مختلفة داخل الجسم لاحتواءه على كمية عالية من الالياف التي تشعر بالشبع وتساعد على طرد كمية كبيرة من السعرات وهذا بدورة يساعد على انقاص الوزن وكما ذكرنا مسبقا انه يفضل تناولة قبل الوجبة لا بعدها
وبالله التوفيق
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[22 Apr 2006, 01:54 م]ـ
ما هو إختصاصك وفقك الله؟
وهل يمكن أن يكون الرجيم بأن لا ياكل الأنسان إلا تمر وماء
ـ[ام احمد]ــــــــ[25 Apr 2006, 12:14 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
بسم الله الرحمن الرحيم
السـ عليكم ورحمة الله وبركاته ــــلام
اخي الكريم اختصاصي هو تغذية علاجية في المجال الطبي لتخصيص حمية لجميع الامراض تساعد بدون او مع الادوية للتخلص او موازنة مرض معين
مثل التخلص من الكلسترول والدهون الثلاثية في بعض الحالات
او توازن السكر في الدم لعدم علاج خلايا البيتا المكونه للبنكرياس لحالتها الطبيعيه بعد توقفها التام عن العمل
او زيادة الوزن لدى المرضى الذين يعانون من النحافة الزائده
والعديد من الحالات العلاجية
نركز على زياده نوع من الطعام والمنع من اخر لان له المردود السئ في الحالة المرضية واذا احتاج رياضة لتحسين الدورة الدموية وزيادة المناعة في الجسم (هنا نعتمد على الله اولا ثم موافقة الطبيب فكل عمر وحالة لها ضروفها الخاصة بها)
اما عن (وهل يمكن أن يكون الرجيم بأن لا ياكل الأنسان إلا تمر وماء)؟؟؟؟
قال تعالى
((وهزي إليك بجزع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً فكلي واشربي وقري عينا)) سورة مريم
قال صلى الله عليه وسلم
(من أصبح بتمرات من عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر)
ساطرح عليك اولا فوائد التمر
الاعتماد عليه يؤدي للنحافة لأنه فقير بالمواد الدهنية
يعتبر علاجاً لفقر الدم لاحتوائه على نسبة عالية من الحديد
يعطي مناعة ضد مرض السرطان لاحتوائه على الماغنسيوم
منقوع البلح مدر للبول وذلك بفعل السكاكر الموجودة فيه
يعتبر مقوي للعظام والأسنان والجنس لاحتوائه على معدن الفسفور والكالسيوم
يقوي البصر ويحفظ رطوبة العين لاحتوائه على فيتامين أ وهو يكافح مرض العشى الليلي
يقوي الأعصاب السمعية فهو مفيد لكبار السن
له تأثير مهدئ للأعصاب لاحتوائه على فيتامين أ وفيتامين ب1
المقوي للأعصاب والتمر يحد من نشاط الغدة الدرقية كما أنه يحتوي على الفسفور الذي يعتبر غذاءً للخلايا العصبية في الدماغ
يعد التمر علاجاَ لأمراض الكبد واليرقان وتشقق الشفاه وجفاف الجلد وتكسر الأظافر لاحتوائه على فيتامين ب.
يستخدم التمر في علاج أمراض المثانة والمعدة والأمعاء لاحتوائه على فيتامين ب1، ب2 والنياسين وهذه ترطب وتحفظ الأمعاء من الضعف والالتهابات.
يعتبر التمر مليناً معالجاً للإمساك لاحتوائه على ألياف سليلوزية تساعد على حركة الأمعاء الاستدارية الطبيعية في حين أن العقاقير الملينة تخرش وتحطم الغشاء المخاطي المبطن للأمعاء بسبب الحركة الاصطناعية كما أنه عند استعمال العقاقير تبقى الأغذية مدة طويلة في الأمعاء الغليظة مما يسبب التهاب القولون.
التمر يعادل حموضة المعدة لأنه غني بالأملاح القلوية كأملاح الكالسيوم والبوتاسيوم.
وجود الأملاح القلوية تعدل حموضة الدم الناتجة من تناول النشويات كالخبز والأرز وهذه تسبب كثير من الأمراض الوراثية كحصى المرارة والكلى وارتفاع ضغط الدم.
ويعتبر التمر مفيد جداً للأم ورضيعها في فترة النفاس فهو منبه لحركة الرحم وزيادة فترة انقباضاته بعد الولادة وهو مهم لتكوين لبن الرضاعة وتعويض الأم ما ينقصها بسبب الولادة وذلك لاحتوائه على عنصري الحديد والكالسيوم وفيتامين أ وهذه هامة لنمو الطفل الرضيع وتكوين الدم ونخاع العظام.
اخي الكريم اذا اردت ان تعتمد على التمر واللبن او الحليب فانت تحتاج ما يعادل 1500 سعر حراري
اي ما يعادل كوبين من الحليب الخالي من الدسم
اذا كان في الكوب الواحد 90 سعر حراري هنا تحتاج 180 ناتج كوبان
باقي السعرات 1320 سعر حراري تقسمها على عدد السعرات الحرارية في التمره الواحده اي على 30
الناتج 440 حبة تمر في اليوم الواحد
فهل في امكانك تناول هذه الكمية من التمر؟؟؟؟
هنا اقول لك اخي الكريم نحن قد انعم الله علينا بالكثير من خيراته سبحانة عز وجل والتنويع مع مراعات الاعتدال في تناول الاطعمة يشجع على التخلص من الوزن الزائد
وتحاشى الضغوط النفسية بحرمان النفس مما تشتهي لانه من الاسباب التي تعيق الوصول الى الهدف المرجو
الله سبحانه وتعالى اوجد لنا التمر انواع والتفاح بنكهات والوان لانه يعلم الانفس وما تشتهي فتميل اما للون او لنكهه معينه او لملمس معين اذا لا انصحك حتى بشراء نوع واحد من التفاح عند اتباع نضام معين لكي لا تمل منه
فسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم عدد خلقة وزنة عرشة ورضى نفسة ومداد كلماته وعدد ما في السموات وما في الارض وما بينهما وما تحت الثرى وكما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
اللهم بارك لنا فيما رزقتنا وقنا عذاب النار
اللهـ امين ـــــم
والحمد لله رب العالمين
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[26 Apr 2006, 11:09 ص]ـ
أختي الكريمة شكرا على هذا الرد المفيد جدا
سؤالي لو أني أكلت في اليوم 50 تمرة على سبيل المثال و كأسين من اللبن أو الحليب لمدة شهر هل هذا فيه خطر على الصحة العامة وهل بإمكانك أختي الكريمة وضع برنامج لي يكون برنامج تمر فقط ويكون فيه أيام معينة أستطيع أن أكسر فيها الحاجز النفسي فيكون يوم مفتوح على سبيل المثال.
في الختام أشكرك على الرد وأتمنى أن يكون الرد على هذا التساؤل في أسرع وقت ممكن والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Apr 2006, 01:36 ص]ـ
شكر الله للأستاذة الكريمة أم أحمد على هذه الفوائد القيمة.
ولدي سؤال: ما هي فلسفة الهرم الغذائي، وكيف يمكن الاستفادة منه في مثل موضوع تخفيف الوزن؟ وهل هناك رابط نطبع منه صورة الهرم الغذائي؟ وفقكم الله ونفع بكم.
ـ[ام احمد]ــــــــ[01 May 2006, 11:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السـ عليكم ورحمة الله وبركاته ـــلام
الاخ الكريم ابو الحسن
اولا اسفه على التأخير
ثانيا نعم يمكنك اتباع تلك الطريقة من ثلاث ايام الى اسبوع فهي تعتبر منضفة للامعاء ولكن لا انصحك بالاستمرار لمدة شهر
الاخ الكريم د. عبدالرحمن
الهرم الغذائي هو الخطوة الاولى التي تدل وترشد الى ما ستناول كل يوم للانسان العادي او الذي يكون في فترة النمو
يتكون الهرم الغذائي من ست مجموعات وهي (ليس لمن يستخدم نضام انقاص وزن)
الدهون والزيوت والحلويات (تستخدم باعتدال وبكميات قليلة)
يمثل الجزء العلوي الصغير من الهرم الدهون والزيوت والحلويات. تتضمن هذه المجموعة الزيوت والزبدة والكريمة والسمن النباتي والسكريات والحلويات كما تشمل بعض انواع التوابل الغنية بالدهون مثل المايونيز
الحليب واللبن والجبن (2 - 3 حصص يوميا)
مجموعة اللحوم والبقول والبيض (2 - 3 حصص يوميا)
تاتي المجموعتين السابقتين في معظمهما من مصادر حيوانية وهي مصدر مهم للبروتين والكالسيوم والحديد والزنك
الخضروات (3 - 5 حصص يوميا)
تحتوي هذه المجموعة على الأطعمة النباتية فهي تحتوي على الفيتامينات والمعادن فنحتاج الكثير منها يوميا
الخبز والحبوب والارز والمعكرونة (6 - 11 حصة يوميا)
الأطعمة الموجودة في قاعدة الهرم الغذائي تتكون معظمها من الحبوب. وتزودنا هذه المجموعة بالألياف والكربوهيدرات والفيتامينات والمعادن.
الحصة تساوي
1 - مجموعة النشويات (الخبز والحبوب والارز والمعكرونة والبطاطس)
1 قطعة من الخبز (1/ 8 من حجم الخبز العربي الكبير) او (1/ 4 من حجم الخبز العربي الصغير)
1/ 2 شطيرة الهمبرغر
1/ 2 كوب من الحبوب الجاهزة للأكل (كورنفلكس)
1/ 2 كوب من الحبوب او الارز او المعكرونة المطبوخة
يعتبر اي بند من البنود السابقة كحصة واحدة، أي ان 1/ 8 رغيف خبز عربي كبير هو عبارة عن حصة واحدة ونصف كوب من الأرز المطبوخ هو حصة واحدة ايضا وبالتالي يوفر لنا الهرم الغذائي امكانية التنويع عن طريق البدائل المطروحة ضمن كل مجموعة
2 - مجموعة الخضروات
كوب من الخضروات الورقية الخضراء
1/ 2 كوب من انواع اخرى من الخضروات المطبوخة او النيئة
3 - مجموعة الفواكه
تفاحة متوسطة الحجم او موزة صغيرة او برتقالة
3/ 4 كوب من عصير الفواكه
4 - مجموعة الحليب ومشتقاته
كوب واحد من الحليب أو اللبن
ملعقتين اكل من الجبنة العادية
4 - مجموعة اللحوم والبقول والبيض والمكسرات
60 الى 90 جم من اللحم الخالي من الدهون او
1/ 2 كوب من العدس المطبوخ
بيضة واحدة
2 ملعقة اكل من زبدة الفول السوداني
لقد لاحظنا ان مجموعات الطعام الموجودة في الهرم الغذائي لا تحتوي على عدد محدد من الحصص ولكنها تحتوي على الحد الادنى والاعلى للحصص الغذائية
مجموعة الخبز 6 - 11 حصص
مجموعة الخضروات 3 - 5 حصص
مجموعة الفواكه 2 - 4 حصص
مجموعة الحليب 2 - 3 حصص
مجموعة اللحوم 2 - 3 حصص
وهذا يعني ان الهرم الغذائي يمكن توظيفه ليلائم فئات مختلفة من ناحية العمر أطفال او بالغين او كبار السن او الجنس ذكر او انثى او نوعية العمل بسيط او شاق
http://www.khayma.com/tagthia/images/foodgudepyramide.gif
اما الفلسفة الجديدة للهرم الجديد فهي تبداء من الاسفل بتناول الخضروات الطازجة مثل السلطة والخضروات المطبوخة الخالية من الدهون بكمية كبيره
ثانيا الفواكه بنفس كمية النشويات
ثالثا الحليب والبروتين
اخيرا الدهون والملح والسكريات
الهرم الجديد يساعد بانقاص الوزن اذا استخدم بطريقة السعرات التي حسبت مسبقا
واسفه على التاخير
ـ[ام احمد]ــــــــ[02 May 2006, 10:20 ص]ـ
بسـ الله الرحمن الرحيم ـــم
السـ عليكم ورحمة الله وبركاته ـــلام
بما ان هذا الرابط مكمل للموضوع احببت اضافته هنا لتتم الفائده
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=22617#post22617
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[07 Apr 2007, 09:55 م]ـ
الأخت الكريمة هل سمعتي بنظام IMPRO-300 جزاك الله خيرا
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[16 Apr 2007, 08:45 م]ـ
شكراً للأخت أم أحمد على طرح هذا الموضوع , وتكمن فائدة ذلك أنها طرحت ما هو من صميم تخصصها , فهي تملك الإجابة على ما يدور من أسئلة حول الموضوع.
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[17 Apr 2007, 11:59 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا أخية.
القول المشهور: "نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع" هو قول صحيح تماماً لكنه لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، والله أعلم.
وأريد سؤالك عن شيئين:
الأول: حمية أتكنز.
الثاني: الصيام الطبي.
أيهما أفضل وأنفع، وهل هناك ضرر من أي منهما إذا كان الجسم سليماً؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القندهاري]ــــــــ[17 Apr 2007, 03:29 م]ـ
الحمد لله.
جزاكم الله خير أختنا أم أحمد
أتمنى أن تكتبوا موضوع أخر وليكن بعنوان الطريقة السليمة في زيادة الوزن حيث أننا من أصحاب البنية
الضعيفة عكس إخواننا الذين زادهم الله بسطة في الجسم والعلم بارك الله فيكم.
ـ[الجعفري]ــــــــ[20 Apr 2007, 11:16 م]ـ
جزاك الله خيراً أختنا الفاضلة أم أحمد على هذه المعلومات النافعة.
أما الأخ القندهاري صاحب: (الطريقة السليمة في زيادة الوزن) فأقول له الأمر سهل وكما قال أحدهم لبدين: أرى عليك حلة من نسج أضراسك.
ما عليك إلا أن تشغل أضراسك خصوصاً في الحلويات ...
ـ[محمد بن مزهر]ــــــــ[21 Apr 2007, 01:22 م]ـ
أم أحمد بارك الله فيك لدي سؤلان:
1 - هل يمنع من شرب (البيرة) لكونها من المشروبات الغازية؟ وإن كان لا فهل لها فائدة صحية؟
2 - هل أي نوع من التمور يؤدي الغرض وفيه ماذكرت من الفوائد؟
كتب الله أجرك.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[21 Apr 2007, 02:42 م]ـ
جزاك الله خيرا يا ام احمد علي تلك الفوائد الطيبة
ـ[أحمد الطريقي]ــــــــ[21 Apr 2007, 05:09 م]ـ
لا تكثرن من الطعام تسمنا 00فجسوم اهل العلم غير سمان
ـ[ام احمد]ــــــــ[03 May 2007, 02:01 م]ـ
السـ عليكم ورحمة الله وبركاته ــــلام
اسعد الله جميع اوقاتكم بكل خير اخوتي واخواتي في الله
كم انا محرجة من جميع الذين شاركو في هذا الموضوع وانا في سبات دام الكثير والحمد لله على كل حال
كان سبب انقطاعي رحيل الغاليه والدتي الى الرفيق الاعلى رحمة الله عليها واسكنها الله فسيح جنانه اللهم امين
فقدت ابني بخطاء طبي والحمد لله على كل حال فصبرت واحتسب ولم احس بما احسسته لفراق والدتي نعم اعلم ان الموت حق وما الباقي الا الدائم سبحانه وتعالى ولكن يحزن القلب وتدمع العين ولا نقول الا ما يرضي الله فانا لله وانا اليه راجعون والحمد لله على كل حال واللهم اجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها اللهم امين
احمد الله اني افقت مما حل بي واسال الله ان يجمعني بها في جنات خلده
اشكر احد الاخوات التي ارسلت لي تسال على الايميل الخاص بي الشكر الجزيل فهي من اعادني اليكم لاجيبكم على جميع استفساراتكم
اسفه جدا على التاخير
لي عوده ان شاء الله لاجيب على جميع استفساراتكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ام احمد
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[03 May 2007, 04:33 م]ـ
كان سبب انقطاعي رحيل الغاليه والدتي الى الرفيق الاعلى رحمة الله عليها واسكنها الله فسيح جنانه اللهم امين
ام احمد
عظم الله أجركِ، وغفر لوالدتك، وأسكنها فسيح جنته.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[09 May 2007, 06:51 ص]ـ
كان سبب انقطاعي رحيل الغاليه والدتي الى الرفيق الاعلى رحمة الله عليها واسكنها الله فسيح جنانه اللهم امين
فقدت ابني بخطاء طبي والحمد لله على كل حال فصبرت واحتسب ولم احس بما احسسته لفراق والدتي نعم اعلم ان الموت حق وما الباقي الا الدائم سبحانه وتعالى ولكن يحزن القلب وتدمع العين ولا نقول الا ما يرضي الله فانا لله وانا اليه راجعون والحمد لله على كل حال واللهم اجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها اللهم امين
احمد الله اني افقت مما حل بي واسال الله ان يجمعني بها في جنات خلده
ام احمد
عظم الله أجرك ........
ـ[د. عبدالرحمن اليوسف]ــــــــ[25 May 2007, 06:01 م]ـ
أعظم الله لك الأجر, وألهمك الصبر, ورزقنا وإياك الشكر. إنا لله وإنا إليه راجعون.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[26 May 2007, 06:51 ص]ـ
اللهم ارحمها، واعف عنها، واغفر لها، واجمعها، وابنتها في جنتك.(/)
إستشارتي لكم
ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[30 Mar 2006, 01:35 م]ـ
ما قولكم في كتاب " في ظلال القرأن " دراسة وتقويم -3 -
في ظلال القرآن في الميزان
الدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي
دار المنارة للنشر والتوزيع
جدة ـ السعودية
هل أكتفي بعرض عنوان الكتاب أم أسلكم عن نقاط محددة وسأعود إن شاء الله.
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[30 Mar 2006, 06:15 م]ـ
أنصحك بالاطلاع على كتاب: " سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد " لفضيلة الدكتور صلاح قبل ذلك، فقد تراجع عن بعض ما قرره في سلسلة الكتب المقتبسة عن أطروحته للدكتوراة ..
ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[31 Mar 2006, 08:03 ص]ـ
السلام عليكم: بارك الله لك أخي عبد الرحيم سعة إطلاعك.
ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[25 Dec 2006, 12:01 م]ـ
http://www.jislam.net/vb/showthread.php?t=293&page=2
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نائل سيد أحمد مشاهدة المشاركة
ننتظر الرد من الأخ الكبير (أبو ناصر)، وإن سمح لي الأخ جمال بمحاولة توصيل فكرة، النقل هنا عن سيد قطب، لا ندري هل تمت مناقشة ما كتب سيد من قبل العلماء أولا.
وثانياً: هل هناك خلاف على مقولة (الخلق عيال الله .. ) وهي غير واردة هنا في العرض ولكن للنقاش أسأل، كما أني أتصور كلام سيد قطب نسأل الله له المغفرة والرحمة، يتكلم عن الأصل في البشرية (ومنهم الصحابة رضي الله عنهم)، فكم من الآيات تتكلم عن رقابة الله، إن الله كان عليكم رقيبا، وغيرها من الآيات، ولست متواضعاً إن قلت لكم أن فهمي خاطىء، بل هي الحقيقة، ولذلك كتبت متدخلاً، لكي أحمل الفهم الصحيح ممن جاء به ومعه الدليل الأقوى.
الأخ نائل
الخلق عيال الله .. أراها فيها مخالفة شرعية خطيرة، عيال تعني بالمصرية أولاد، لذا فالاصطلاح بيتضمن الشرك.
ومعلوم لدينا أن الحقيقة هي اللفظ المستعمل فيما وضع له في اللغة أولا كالأسد في الحيوان المفترس
أما المجاز: االلفظ المستعمل في غير ما وضع له في اللغة لما بينهما من التعلق
من مثل:
الأسد للرجل الشجاع
اليد للقوة
العين للاطلاع
فك رقبة أي تحرير عبد
أعصر خمراً أي عنبا
اسأل القرية أي أهلها
أسأل العير أي رجال القافلة
ولا أرى أي ضير في استعمالات سيد قطب
بل أراها سليمة وبلاغية
والسلام(/)
ما رأيكم في هذا؟ ابن مضاء والتأويل النحوي.
ـ[الاسيف2006]ــــــــ[30 Mar 2006, 04:35 م]ـ
إخواني الكرام لقد وجدت موضوعا مناسبا في تخصصي وهو بعنوان ((ابن مضاء والتأويل النحوي)) فما رأيكم بهذا الموضوع هل يصلح لأن يكون رسالة ماجستير؟ علما أنني سأناقش آراءه في التأويل التي ذكرها في كتابه ((في الرد على النحاة)).
أرجو الافادة والرد عاجلا
وجزاكم الله خيرا.(/)
قصيدة .... " حمّى الطيور " .....
ـ[صالح العمري]ــــــــ[30 Mar 2006, 08:58 م]ـ
يموت مائة وثلاثون شخص في أنحاء العالم بسبب حمى الطيور فتقف الدنيا ولا تقعد .. بينما يقتل في العراق مائة وثلاثون ألف ولا من مجيب!!!!
حُمّى الطيور ..
شعر: صالح بن علي العمري- الظهران
-------
ُمُتْ بالمدافع .. باللَّظى
مُتْ بالقنابلِ .. بالردى
مُتْ في العشيّةِ .. في الضُحى
لكنْ حذارِ بأنْ تُُرى
بلواك من حُمّى الطيور!! ْ
----------
ستقومُ قائمةُ الفضاءْ
ويُردّدُ اسمُكَ في الهواءْ
ويشرّحونك في العراءْ
ستموتُ .. لكنْ لاعزاءْ
إنْ مُتَّ من حُمَّى الطيورْ!!
-------
ستُغلُّ من خلفِ الزجاجْ
ويحققون مع الدجاجْ
ويُبتُّ بعدك ألفُ تاجْ (1)
إنَّ الدعايةَ والرَّواج
لِمن ادّعى حُمَّى الطيورْ!!
-------------
مُتْ بالكآبةِ والحزَنْ
مُتْ تحتَ أنقاضِ الوطن
مُتْ من مؤامرة السُفُنْ (2)
لَكِنْ حذارِ فلا تكًنْ
شكواكَ من حًمَّى الطيورْ!!
---------
مُتْ في عراقِ الرافدينْ
في بيتِ جالا .. في جنينْ
مُتْ لاجئاَ .. أو مُتْ سجين
فمُصابُنا عينَ اليقينْ
إن مُتَّ من حُمَّى الطيور!!
-------
لوّح بأسلحةِ الدَّمارْ
واقذفْ قنابِلَ الانشطار
وئدْ الطفولةَ بالحصار
لا ريبَ .. لكنَّ البوارْ
من مات من حُمَّى الطيورْ!!
-------
إنْ مًُتَّ بالقصفِ الرهيبْ
أو في جحيمِ أبي غريب
أو فيلقِ الغدرِ المُريبْ
سيَّان .. لكنَّ العجيب
إنْ مُتَّ من حُمّى الطيورْ
--------
مُت تحت أقدامِ الجيوشْ
أو بين أقبيةِ الوحوشْ
ودعْ العروش إلى النعوشْ
لا بأس في تشريع بوشْ
وحذارِ من حُمَّى الطيورْ!!
-------
ستدّكُ دارُك في الهجوعْ
وتُساقُ للحتفِ الجموعْ
وتسيلُ أنهارُ الدموعْ
لَكِنْ سيخبرُنا المُذيعْ
كم مات من حُمّى الطيورْ!!
--------
وتُشَاعُ ألوانُ الفسادْ
وتُسّمُ أفكارُ العبادْ
فاسمعْ حفيدَ أبي دؤادْ
يختالُ في سوق المزادْ
فمصابُنا حمّى الطيورْ!!
--------
فاهذرْ بآراءِ الطّغامْ
وأذعْ دعاواك الجِسامْ
وانحرْ مبادئنا العِظام
فلعلَّ زائرةَ الظلامْ
لم تأتِ من حُمّى الطيور!!
---------
يا ربَّ قد عَظُمَ البَلاءْ
وتغطرستْ دولُ الشقاءْ
ودماؤنا صارتْ هباءْ
هي في موازين ِ الهُراء
طاشت بها حُمّى الطيورْ!!
-------
يا ربُّ لُذتُ إلى حِمَاكْ
فَسُقِ القلوبَ إلى هُداكْ
وأفضْ علينا من سنَاكْ
والطفْ بنا .. واكسرْ عِداكْ
واصرف عُرى حُمَّى الطيورْ
------------(/)
خلاصة لما تم تقييده في كتاب إشاراتٌ في أحكام الكفارات لـ د. عبدالله الطيار
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[31 Mar 2006, 02:17 ص]ـ
خلاصة لما تم تقييده في كتاب إشاراتٌ في أحكام الكفارات لـ د. عبدالله الطيار
ملف للتحميل(/)
عرض إلكتروني رائع لنصرة حبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام
ـ[ضياء الإسلام]ــــــــ[31 Mar 2006, 07:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رواد هذا المنتدى المبارك من خدام دين الله .... هذا عرض إلكتروني رائع ومختصر لسيرة خير البشر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
أسأل الله أن ينفعنا وإياكم به وأن يجعله في ميزان حسناتنا وأن يسقينا من يد حبيبنا شربة لا نظمأ بعدها أبدا
ما رأيكم .........(/)
مجموعة من التوقيعات .. لا تحرم نفسك الأجر
ـ[ضياء الإسلام]ــــــــ[31 Mar 2006, 08:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتههذه مجموعة من التوقيعات الرائعة أرجو أن يجعل الله أجرها في ميزان حسناتنا فلا تترددوا في استعمالها ليعم الأجر
ـ[أبو عبد الرحمن العتيبي]ــــــــ[11 Apr 2006, 08:24 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[ضياء الإسلام]ــــــــ[12 Apr 2006, 08:35 م]ـ
وإياكم يا أخي أبو عبد الرحمن أشكر لك مرورك الكريم على الموضوع واهتمامك
جعلني الله وإياك من خدام دينه
ومن جنده في الأرض
وأعاننا على طاعته ونفع بنا الأمة
أرجو أن تستخدمها وتنشرها ليعم الأجر
........................
فداك نفسي يا حبيبي يا رسول الله
ـ[ابو زيد]ــــــــ[13 Apr 2006, 08:53 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ضياء الإسلام]ــــــــ[14 Apr 2006, 01:11 ص]ـ
جزانا الله وإياك يا أخي أبو زيد خير الجزاء
مشكور يا كريم أكرمنا الله وإياك بالفردوس الأعلى بصحبة سيد الخلق أجمعين
...........................................
فداك نفسي يا حبيبي يا رسول الله(/)
تريد نصرة حبيبك تعال إلى .... !!!!!
ـ[فداك رسولي]ــــــــ[01 Apr 2006, 10:12 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إخواني أعضاء المنتدى ألا تتفقون معي أن نصرة نبينا صلى الله عليه وسلم ممكن أن تتم بتوفيق الله تعالى بخطوات بسيطة كل حسب استطاعته؟ إذا كانت إجابتك أخي بالقبول فقط قم بحضور المحاضرة التالية أو تابعها عبر رابط البث المباشر كما يمكنككم أيها الكرام نشر الإعلانيين أو أحدهما لغيركم كل حسب استطاعته.
والنتيجة في الدنيا:
كل من يستفيد ورائك بالاعلان ويحضر بسببك نضمن بذلك تكثير السواد وزيادة الوعي بالاستفادة من المحاضرة.
والنتيجة للآخرة:
ألا تود أن تأخذ أجر كل من استفاد بالحضور أو الاستماع بالرابط أو حتى نشره للاعلان في ميزان حسناتك؟
ألا تفرح إذا علمت بأن ربك قد رضي عنك؟ فاسع إذا مع هذه المحاضرة وغيرها لنصرة نبيك صلى الله عليه وسلم لكي تكون قريبا منه بإذن الله في الجنة
إعلان المنتديات:
http://www.alnabris.com/Pic_Upload/pic/444.jpg
إعلان المواقع:
http://www.400l.com/2.zip
كل حسب استطاعته، وجزاكم الله خيرا(/)
اخترت لكم حوارات ايمانية للدكتور جاسم المطوع ابداها (بحوار مع الدنيا)
ـ[ام احمد]ــــــــ[02 Apr 2006, 09:38 ص]ـ
حوار مع الدنيا
http://www.fotosearch.com/comp/corbis/DGT411/GCO0043.jpg
ابن آدم مسكين لوخاف النار كما يخاف الفقر .. دخل الجنة
انتقلت من مكان إلى مكان هروباً من الدنيا، وحاولت أن أبتعد عنها فلم استطع، غيرت وظيفتي، وغيرت منزلي، وغيرت مجتمعي، وغيرت بلدي، وغيرت كل شيء
في حياتي، ومازلت الدنيا في قلبي وهي محل فتنتي، وتبين لي أن صفاتها وعلاماتها
لا تتغير بتغير الزمان والمكان، فهي هي كما هي.
وكانت أمنيتي أن تتمثل الدنيا أمامي حتى أصارحها فأقتلها، فأكون قد تخلصت منها وأخرجتها من قلبي.
وبينما كنت أجلس وحدي، تمثلت الدنيا أمامي!! قالت الدنيا: ماذا تريد
يا عبد الله؟ ها أنا ذا أمامك، قلت وأنا متأسف: إنه ليحزنني أنني أحبك، وأهواك،
ولا أستطيع أن أتركك.الدنيا: إن هذا لشعور طبيعي، ومن ادعى أنه لا يحبني فهو كاذب، فأنا من خلق الله تعالى، وأنا محبوبة إلى النفوس.
عبدالله: وكيف تقولين إن هذا شعور طبيعي؟.
الدنيا: نعم إنه لشعور طبيعي، ولكن الخطأ الذي يقع فيه أكثر الناس أنهم يقدمون أمري على أمر الآخرة.
عبدالله: وهل أنا منهم؟!
الدنيا: نعم، ولكن فيك صفات طيبة.
عبدالله: وكيف أعرف حقيقتك؟!
الدنيا: من قول الرسول صلى الله عليه وسلم" الدنيا حلوة خضرة " فقد وصفني النبي صلى الله عليه وسلم بأني حلوة خضرة، ولكني بالنسبة للمؤمن سجن له لقوله عليه السلام
" الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ".
عبدالله: ولكني أعرف بعض المؤمنين يعيشوون في نعيم ورفاهية؟!
الدنيا: ليس المرا بالسجن هو السجن الحديدي – الذي تفهمه – وإنما هو التقييد بما أمر الله، وما السجن إلا قيد، ولهذا قال محمد بن السماك – رحمه الله –
"يا ابن آدم أنت في حبس منذ كنت، أنت محبوس في الصلب، ثم في البطن، ثم في القماط، ثم في المكتب، ثم تصير محبوساً في الكد على العيال، فأطلب لنفسك الراحة بعد الموت حتى لا تكون في الحبس أيضاً ".
عبدالله: الله إنه لمعنى أدبي جميل، لقد فهمت الآن – و لكن ما سبب تسميتك بالدنيا؟
الدنيا: لو علم الناس معنى اسمي لما فتنتهم زينتي، إن اسمي له معنيان:
من الدنو: أي قريبة إلى الزوال والانتهاء.
ومن الدناءة: أي القبح إذا ما قارنتني بالآخرة.
عبدالله: وكيف أتعامل معك حتى لا أفتن؟!
الدنيا: إن هذا السؤال خطير، تجعلني أبوح بسر من أسراري، لأني أصطاد الناس أحياناً بالأموال، وأحياناً بالنساء، وأحياناً بالمناصب، وكل ذلك من زينتي، والزينة من صفاتها أنها مؤقتة وهل رأيت يوماً زينة عرس دائمة؟ أو زينة عروس دائمة؟
عبدالله بشدة: يا دنيا أجيبي عن سؤالي ولا تبتعدي، فكيف أتعامل معك ولا أفتن؟
الدنيا: مهلاً يا صاحبي فلا تتعجل علي.
- ثم قالت: أهم صفة ينبغي أن تتوفر في الذي يتعامل معي هي:" اليقظة والفطانة ".
فأنا حاضرة الملذات، وحاضرة الشهوات، فمن جعلني معبراً للآخرة فهو الناجي،
ومن جعلني مستقراً فهو الخاسر، فأنا دار بلاغ ولست بدار متاع وقد قال الحسن البصري- رحمه الله: إياكم وما شغل الدنيا، فإن الدنيا كثيرة الأشغال!! لا يفتح رجل على نفسه باب شغل إلا أوشك ذلك الباب أن يفتح عليه عشرة أبواب ".
عبدالله: إذن سوف أعتزلك تماماً حتى أنجو.
الدنيا: ليس هذا الذي أردت، ولكن ينبغي أن تتعامل معي بحذر، وكلما فتح لك باب من الدنيا افتح أنت باباً للآخرة، حتى لا تنسى نصيبك منها، وتعيش متزناً كما أمرك الله تعالى.
عبدالله: ولكني أخاف.
الدنيا: لا تخف وأفهم كيف تتعامل مع زينتي، ولا تكن كما قال ابن مسعود – رضي الله عنه.
عبدالله: وماذا قال ابن مسعود – رضي الله عنه؟
الدنيا: قال:"لا ألفين أحدكم جيفة ليل، قطرب نهار ".
عبدالله: ومامعنى قطرب نهار؟
الدنيا: أي: هي الدويبة التي تجلس هنا ساعة وهنا ساعة فلا تستريح نهارها سعياً، وهكذا بعض الناس يتحرك في أمر دنياه ليل نهار، ولا يفكر في أمر الآخرة.
"فإبن آدم مسكين لو خاف النار كما يخاف الفقر دخل الجنة ".
عبدالله: وبماذا توصيني؟
الدنيا: أوصيك بتذكر قول الله تعالى دائماً:" وأضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فختلط به نبات الأرض فأصبح هشيماً تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدراً ".
وإن كنت تحذرني مرة فاحذرني بعد اليوم ألف مرة.
عبدالله: لا أظن أنك ستفتيني بعدما تصارحنا؟!
الدنيا: " قالوا للغراب مالك تسرق الصابون؟ قال: الأذى طبعي".
وأنا أقول لك إن الفتنة طبعي، فأحذر أن تكون من عشاق الدنيا.
وأحذر أن تكون جيفة ليل قطرب نهار، ثم اختفت الدنيا فجأة.
فأخذ عبدالله ينادي ... يا دنيا ... يا دينا ... فلم يجبه أحد، ثم طأطأ رأسه
وقال: الحمد لله الذي وفقني لفهم حقيقة الدنيا ثم أنشد:
إذا كنت أعلم علماً يقيناً بأن جميع حياتي كساعة.
فلم لا أكون ضنيناً بها وأجعلها في صلاح وطاعة.(/)
مسألة: في كون الخارج على الإمام مبتدع
ـ[ناصر الغامدي]ــــــــ[02 Apr 2006, 04:44 م]ـ
هذا موضوع مكرر
لا أدري كيف حصل التكرار
لذا حذفت المحتوى هنا(/)
الفروق في الشرح الممتع للإمام محمد العثيمين رحمه الله تعالى
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[02 Apr 2006, 09:40 م]ـ
الفروق في الشرح الممتع للإمام محمد العثيمين رحمه الله تعالى
الحمد لله والصلاة على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. أما بعد:
فإن معرفة الفروق من الأمور الهامة لطالب العلم؛ لأنه يميز بها بين المتشابهات .. وقد اعتنى أهل العلم ببيان الفروق ـ عموما ـ، وبعضهم أفردها بالتصنيف كالقرافي والسامري والزريراني والعسكري .. وغيرهم.
وبعضهم ذكرها في باب مستقل في كتب الأشباه والنظائر، أوالقواعد الفقهية كالسيوطي والسعدي رحم الله الجميع.
ورأيت من أكثر العلماء عناية بالفروق الشيخ محمد العثيمين ـ رحمه الله وأعلى منزلته ـ وكنت حين قرأتي للشرح الممتع أسجل على طرة الكتاب أرقام الصفحات التي ذكر الشيخ فيها الفروق سواء في الفقهية أو اللغوية أو غيرها ..
ورأيت أن نشر مواضعها هنا فيه نفع ـ إن شاء الله ـ ولو أسعفني الوقت لنقلتها بتمامها، لكن لعل الله أن ييسر من الإخوة من يسعفه الوقت فيحتسب وينلقها ليعظم النفع بها.
ولو تيسر لأحد الإخوة قراءة جميع كتب الشيخ، وجمع الفروق منها وترتيبها على العلوم لجاءت في مجلد أو أكثر، ولكان مشروعا نافعا وعملا طيبا.
كما فعل هذا الأخ يوسف الصالح، وتبعه كذلك علي بن إسماعيل القاضي في كتب ابن القيم رحمه الله.
ولعلي أنهي هذه المقدمة بهذا النقل عن الشيخ رحمه الله:
قال في الشرح الممتع 11/ 133: وليعلم أن من أسباب تحصيل العلم أن يعرف الإنسان الفروق بين المسائل المشتبهة، وقد ألف بعض العلماء في هذا كتبا ... ومن أسباب اتساع نظر الإنسان وتعمقه في العلم أن يحرص على تتبع الفروق ويقيدها.اهـ
تنبيه:
* الطبعة المعزو إليها من المجلد الأول إلى الثامن طبعة مؤسسة آسام.
ومن التاسع إلى الثاني عشر طبعة دار ابن الجوزي.
* مع العلم أن بعض المواضع مكررة.
مواضع الفروق في المجلد الأول:
ص17و21و79و136و147و150و159و192و204و211و314و338و341و 350و388و452.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[02 Apr 2006, 09:49 م]ـ
مواضع الفروق في المجلد الثاني:
19و36و43و44و87و107و179و229.
مواضع الفروق في المجلد الثالث:
72و96و99و139و151و156و365و444.
مواضع الفروق في المجلد الرابع:
40و131و157و342و368و455و540و545.
مواضع الفروق في المجلد الخامس:
24و31و94و97و212و223و336و357و382و411.
مواضع الفروق في المجلد السادس:
24و33و198و211و297و300و409و411و422و424و425و509.
مواضع الفروق في المجلد السابع:
82و108و122و178و214و254و257و318و397و402و412و424و491 و505و508و513و516و520و522و525و532و546.
مواضع الفروق في المجلد الثامن:
16و34و61و62و77و82و85و87و131و146و182و186و191و197و19 8و234و237و254و259و269و217و321و343و359و371و393و397و 406.
مواضع الفروق في المجلد التاسع:
111و115و123و147وكرره في موضعين 197و391. و180و202ويتبعه 208. و229و280و300و318و329و356و364و420وكرره 457. و421و435و461.
مواضع الفروق في المجلد العاشر:
17و46و54و74و76و85و120و136و198و20و234و274و287و344و3 55و380و390.
مواضع الفروق في المجلد الحادي عشر:
20و25و37و65و70و73و86و92و124 - 133و160و163و165و173و196و204و211و264و291و304و312و32 5و331و332و344.
مواضع الفروق في المجلد الثاني عشر:
23و41و48و54و59و61و66و103و153و158و162و166و167و195و2 05و206و214و273و302و345و365و435و454و494.
يتبعها ـ إن شاء الله ـ فروق المجلد الثالث عشر بعد طبعه.
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[05 Apr 2006, 02:38 ص]ـ
للعلم يا شيخ عبد الرحمن ..
قد اعتنى الكاتب المسيطير في ملقتى أهل الحديث بذكر فروق القول المفيد وسماه (الدر النضيد) وبفروق شرح ثلاثة الأصول وسماه (بلوغ المأمول) او حول هذا الاسم وكلاهما للشيخ ابن عثيمين رحمه الله وهذه روابطها:
بلوغ المأمول
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=74521
الدر النضيد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=33834
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[05 Apr 2006, 11:28 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أخي الكريم: يتفق معك كل من قرأ في تراث هذا الامام رحمه الله , وقد عقدت في رسالتي جهود الشيخ ابن عثيمين رحمه الله مطلباً بعنوان: الفروق بين الكلمات القرآنية , وذلك في ص 263
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[05 Apr 2006, 07:24 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[18 Apr 2006, 05:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً أما بعد:
فقد قام أحد الإخوة الفضلاء ـ جزاه الله خيرا ـ بنقل هذه الفروق من موقع الشيخ، ومقابلتها على طبعة آسام، ووجد حين المقابلة شيئا من الاختلاف في بعض المواضع، فأُثبِت ما في موقع الشيخ؛ لأنها الطبعة المتأخرة التي قرئ بعضها على الشيخ ـ رحمه الله ـ وهي أولى بالإثبات.
تنبيه: قد تجد أحيانا عبارات بين معكوفين [] هذه ليست من كلام الشيخ، وإنما أضيفت لتسهيل معرفة المقصود من الكلام.
وهذا الأخ الفاضل عمل هذا العمل الكبير، وراسلني به عبر البريد، آثر ألا يخبرني من هو، فأسأل الله أن يجزيه خير الجزاء على ما بذل، و أن يبارك في وقته وعمره وماله.
-------------------------------
الفروق في المجلد الأول:
1 - ص17:
الفرق بين زاد المستقنع ودليل الطالب:
[الزاد] أجمع من كتاب الشيخ مرعي ـ رحمه الله ـ دليل الطلب، ودليل الطالب أحسن من هذا ترتيبا؛ لأنه يذكر الشروط والواجبات والمستحبات على وجه مفصل.
2 - (ص 21)
الطَّهور، بفتح الطَّاء على وزن فَعول، وفَعول: اسم لما يُفعَلُ به الشيءُ، فالطَّهورُ ـ بالفتح ـ: اسم لما يُتطهَّر به، والسَّحور ـ بالفتح ـ: اسم للطَّعام الذي يُتسحَّرُ به.
وأما طُهور، وسُحور بالضمِّ، فهو الفعل.
3 - (ص 79)
وبهذه المناسبة: إذا قيل: " يتوجَّه كذا " فهو من عبارات صاحب " الفروع "، وإذا قيل: " يتَّجه كذا " فهو من عبارات مرعي صاحب " الغاية "، وهو من المتأخرين جمع في " الغاية " بين " المنتهى " و " الإقناع ".
لكن بين توجيهات صاحب " الفروع " واتجاهات صاحب " الغاية " من حيث القوَّةُ والتَّعليل والدَّليل فرق عظيم.
فتوجيهات صاحب " الفروع " غالباً تكون مبنيَّة على القواعد والأصول، أما اتجاهات صاحب " الغاية " فهي دون مستوى تلك.
4 - (ص 136)
قوله: " ومن سُنن الوُضُوء " السُّنَنَ: جمع سُنَّّة، وتُطلق على الطَّريقة، وهي أقوال الرَّسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وأفعاله وتقريراته، ولا فرق في هذا بين الواجب والمستحبِّ، فالواجب يُقال له: سُنَّة، والمستحبُّ يُقال له: سُنَّة.
مثال الواجب: قول أنس من السُّنَّة: " إذا تزوَّجَ البكرَ على الثيِّب أقام عندها سبعاً ".
ومثال المستحبِّ: حديثُ ابن الزبير رضي الله عنه: " صَفُّ القدمين، ووضْعُ اليد على اليد من السُّنَّة ".
وأمَّا عند الفقهاء والأصوليين ـ رحمهم الله تعالى ـ: فهي ما سوى الواجب؛ أي: الذي أُمِرَ به لا على سبيل الإلزام.
5 - (ص 147)
والفَرض في اللُّغة يدلُّ على معانٍ أصلها: الحَزُّ والقطع، فالحزُّ قطعٌ بدون إبانة، والقطعُ حزٌّ مع إبانة.
وفي الشرع عند أكثر العلماء: مرادفٌ للواجب، أي بمعناه، وهو ما أُمِرَ به على سبيل الإلزام أي بالفعل يعني: أَمَرَ اللهُ به ملزماً إيَّاناً بفعله.
حكمه: أن فاعله امتثالاً مُثابٌ، وتاركَهُ مستحِقٌّ للعقاب.
وعند أبي حنيفة رحمه الله: الفرض ما كان ثابتاً بدليل قطعيِّ الثُّبوت والدَّلالة.
والواجبُ: ما ثبت بدليل ظَنِّيِّ الثُّبوت أو الدِّلالة.
ومثَّلوا لذلك: بقراءة شيء من القُرآن؛ فإنه فُرضَ في الصَّلاة، لقوله تعالى: {فاقرءوا ما تيسر من القرآن} (المزمل: 20).
وقراءة الفاتحة واجبٌ ولا يُسمَّى فرضاً؛ لأن قراءتها من أخبار الآحاد، وعند كثير من الأصوليين وغيرهم، أن أخبار الآحاد لا تفيد إلا الظَّنَّ.
والمراد بفروض الوُضُوء هنا أركانُ الوُضُوء.
وبهذا نعرف أن العُلماءَ ـ رحمهم الله ـ قد ينوِّعون العبارات، ويجعلون الفروضَ أركاناً والأركانَ فروضاً.
6 - (ص 150)
(يُتْبَعُ)
(/)
الفرقُ بين المسح والغسل: أنَّ المسحَ لا يحتاج إلى جريان الماء، بل يكفي أن يغمسَ يده في الماء ثم يمسح بها رأسَهُ مبلولة بالماء.
7 - ص159: [الفرق بين العبادات كالصلاة والصيام وبين الحج في النية]:
وهل ينطِقُ بالنيَّة؟ على قولين للعلماء، والصَّحيحُ أنَّه لا ينطق بها، وأن التعبُّد و بالنُّطق بها بدعة يُنهى عنها، ويدلُّ لذلك أن النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وأصحابه لم يكونوا ينطقون بالنيَّة إطلاقاً، ولم يُحفَظ عنهم ذلك، ولو كان مشروعاً لبيَّنه اللهُ على لسان رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الحالي أو المقالي.
فالنُّطق بها بدعةٌ سواءٌ في الصَّلاة، أو الزَّكاة، أو الصَّوم.
أما الحجُّ فلم يرد عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أنه قال: نويت أن أحُجَّ، أو نويت النُّسك الفلاني، وإنما يلبِّي بالحجِّ فيُظهر النِّيَّة، ويكون العقد بالنيَّةِ سابقاً على التلبية.
لكن إذا احتاج الإنسانُ إلى اشتراط في نُسُكه، فإنه لا يشترط أن ينطِقَ بالنية، فيقول: إني أريد كذا، بل له أن يقول: اللهم إن حَبَسَنِي حابس فَمَحِلِّي حيث حبستني دون النُّطقِ بالنيَّة.
والمشهور من المذهب: أنه يُسَنُّ النُّطق بها سرًّا في الحجِّ وغيره، وهذا ضعيف لما سبق.
وأمَّا القول: بأنه يُسَنُّ النُّطُق بها جهراً؛ فهذا أضعف وأضعف، وفيه من التَّشويش على النَّاس ولا سيما في الصَّلاة مع الجماعة ما هو ظاهرٌ، وليس هناك حاجة إلى التلفُّظ بالنيَّة لأنَّ الله يعلم بها.
8 - (ص 192)
والخُفُّ: ما يكون من الجلد.
والجوارب: ما يكون من غير الجلد كالخِرق وشبهها.
9 - (ص 204)
وأما اشتراط كمال الطَّهارة في الجبيرة، فضعيفٌ لوجوه:
الأول: أنه لا دليل على ذلك، ولا يصحُّ قياسُها على الخُفَّين لوجود الفروق بينهما.
الثَّاني: أنها تأتي مفاجأةً، ليست كالخُفِّ متى شئت لبسته.
وعدم الاشتراط هو اختيار شيخ الإسلام، ورواية قويَّةٌ عن أحمد اختارها كثيرٌ من الأصحاب.
ويكون هذا من الفروق بين الجبيرة والخُفِّ.
ومن الفروق أيضاً بين الجبيرة وبقيَّة الممسوحات.
1 ـ أن الجبيرة لا تختصُّ بعضوٍ معيَّن، والخُفُّ يختصُّ بالرِّجْلِ، وكذا العِمَامة والخِمَار يختصَّانِ بالرَّأسِ.
وبهذا نعرف خطأَ من أفتى أن المرأةَ يجوز لها وضع " المناكير " لمدَّة يوم وليلة؛ لأن المسح إنَّما ورد فيما يُلبس على الرَّأس والرِّجْلِ فقط، ولهذا لما كان النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ في تبوك عليه جُبَّةٌ شاميَّةٌ وأراد أن يُخرِجَ ذراعيْه من أكمامه ليتوضَّأ، فلم يستطعْ لضيق أكمامِه فأخرجَ يده من تحت الجُبَّةِ، وأَلقَى الجُبَّةَ على منكبيه، حتى صبَّ عليه المغيرةُ رضي الله عنه، ولو كان المسح جائزاً على غير القدم والرَّأس، لمسح النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ في مثل هذه الحال على كُمَّيْهِ.
2 - أن المسحَ على الجبيرة جائزٌ في الحَدَثين، وباقي الممسوحات لا يجوز إلا في الحدث الأصغر.
3 - أن المسح على الجبيرة غيرُ مؤقَّت، وباقي الممسوحات مؤقّتةٌ وسبقَ الخلافُ في العِمَامة.
4 ـ أنَّ الجبيرةَ لا تُشترَطُ لها الطَّهارةُ ـ على القول الرَّاجح ـ وبقيَّةُ الممسوحات لا تُلبسُ إلا على طهارة، على خلاف بين أهلِ العلمِ في اشتراطِ الطهارة بالنسبة للعِمَامة والخِمارِ.
10 - (ص 211) [الفرق بين التيمم والمسح على الخف في المذهب]
والأصحاب ـ رحمهم الله ـ نَصُّوا على أن المسح على الخُفَّين رافع للحدث،
ليس كالتيمم مبيح فقط.
11 - (ص 314 – 315)
[التيمم] هل هو رافع للحدث، أو مبيح لما تجب له الطهارة؟
اختلف في ذلك:
ويترتَّب على هذا الخلاف:
(أ) إذا قلنا: إنه مُبيح إذا نَوى التَّيمُّم عن عِبادة لم يَستبِحْ به ما فوقها.
فإذا تيمَّم لنافلة لم يُصلِّ به فريضة؛ لأن الفريضة أعلى، وإذا تيمَّم لِمَسِّ المصحف لم يُصلِّ به نافلة، إذ الوُضُوء للنَّافلة أعلى فهو مُجْمع على اشتراطه بخلاف الوُضُوء لِمَسِّ المصحف، وهكذا
وإذا قلنا: إنه رافع فإذا تيمَّمَ لنافلة جازَ أن يُصلِّيَ به فريضة، وإذا تيمَّم لمسِّ مصحف جاز أن يُصلِّيَ به نافلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
(ب) إذا قلنا: إنه مُبيح، فإذا خرج الوقت بَطلَ؛ لأن المبيح يُقتصر فيه على قَدْرِ الضَّرورة فإذا تيمَّم للظُّهر ـ مثلاً ـ ولم يُحْدِث حتى دخل وقت العصر فعليه أن يُعيدَ التَّيمُّم.
وعلى القول: بأنه رافع، لا يجب عليه إعادة التيمُّم، ولا يَبْطُل بخروج الوقت.
(جـ) إذا قلنا: إنه مبِيح، أُشترط أن ينوِيَ ما يتيمَّم له، فلو نَوَى رفْع الحَدَث فقط لم يرتفع.
وعلى القول بأنه رافع لا يُشترَط ذلك، فإذا تيمَّم لرَفْع الحَدَث فقط جاز ذلك.
12 - (ص 337) [الفرق بين الشرط والسبب والمانع]
الشَّرط في اللُّغة: العلامة، ومنه قوله تعالى: {فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها} (محمد: 18) أي: علاماتها.
وفي اصطلاح الأصوليين: ما يَلزَمُ من عَدَمِه العَدَم، ولا يَلْزَم من وجوده الوُجود.
مثاله: الوُضُوء شرط لصحَّة الصَّلاة، يلزم مِن عَدَمِه عَدَمُ الصِّحة، ولا يلزم من وجوده صحة الصَّلاة؛ لأنه قد يتوضَّأ ولا يُصلِّي.
والسَّبب: ما يَلزَم من وجوده الوُجود، ويَلزَم من عَدَمِه العَدَم.
فالفرق بينه وبين الشَّرط: أن السبب يَلزَم من وجوده الوُجود بخِلاف الشَّرط.
والمانع: ما يَلزَم من وُجوده العَدَم، ولا يَلزَم من عَدَمِه الوُجود، عكس الشَّرط.
13 - ص338: [الفرق بين طهارة الماء وطهارة التيمم في النية]
فلا بُدَّ أن ينويَ نِيَّتَيْن:
الأولى: نِيَّة ما يتيمَّم له، لنعرف ما يستبيحه بهذا التَّيمُّم، وتعليل ذلك: أن التَّيمُّم مبيح لا رافع على المذهب، ولا يُستباح الأعلى بنيَّة الأدنى، فلو نَوَى بِتَيَمُّمِهِ صلاة نافلة الفَجْر لم يُصَلِّ به الفريضة، ولو نوى الفريضة صلَّى به النافلة؛ لأنَّ النَّافلة أدنى والأدنى يُستباح بنيَّة الأعلى.
الثَّانية: نيَّة ما يتيمَّم عنه من الحَدَثِ الأصغر أو الأكبر.
وقول المؤلِّف ـ رحمه الله ـ: "أو غيره" يعني به: النَّجاسة التي على البَدَنِ خاصَّة.
مثال ذلك: إذا أحْدَث حَدَثاً أصغر، وأراد صلاة الظُّهر يُقال له: انْوِ التَّيمُّم عن الحَدَثِ الأصغر، وانْوِهِ لصلاة الظُّهر.
وأما بالنسبة لطهارة الماء، فلو نَوى الصَّلاة، ولم يطْرأ على باله الحدث ارتفع حَدَثُه، وكذا لو نوى َرفْع الحَدَث، ولم يطرأ على باله الصَّلاة ارتفع حَدَثُه وصلَّى به الفريضة.
14 - (ص 341)
إذا تيمم لعدم الماء بطل بوجوده، وإذ تيمم لمرض لم يبطل بوجود الماء، لأنه يجوز أن يتيمم مع وجود الماء، ولكن يبطل بالبرء لزوال المبيح، وهو المرض.
15 - (ص 350)
لكنَّ اتَّباع الظَّاهر في العقائد أَوْكَد، لأنها أمُور غيبيَّة، لا مجال للعَقْل فيها؛ بخلاف الأحكام فإنَّ العَقْل يدخل فيها أحياناً، لكن الأَصْل أنَّنا مكلَّفون بالظَّاهر.
16 - (ص 388)
المنِيُّ: هو الذي يَخْرج من الإنسان بالشَّهْوة، وهو ماء غليظ، وَصَفَهُ الله تعالى بقوله: {ألم نخلقكم من ماء مهين} (المرسلات: 20) أي: غليظ لا يسيل من غلظه، بخلاف الماء الذي يَسيل، فهو ماء ليس بِمَهين، بل مُتَحرِّك وهذا الماء خُلِقَ مِنْه بنو آدم عليه السَّلام قال تعالى: {ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين (12) ثم جعلناه نطفة في قرار مكين} (المؤمنون: 12، 13).
17 - (ص 452 – 453)
قوله: " غيرَ العِدَّة " يعني: أن النِّفاس يفارق الحيض في العدَّة.
فالحيضُ يُحْسَبُ من العِدَّة، والنِّفاس لا يُحْسَبُ من العدَّة.
مثاله: إذا طلَّق امرأته، فإنها تعتدُّ بثلاث حِيَضٍ، وكلُّ حيضةٍ تحسبُ من العدَّةِ.
والنِّفاس لا يُحسب؛ لأنه إذا طلَّقِها قبلَ الوضعِ انتهتِ العِدَّةُ بالوضع، وإن طلَّقها بعده انتظرتْ ثلاث حيض، فالنِّفاسُ لا دخلَ له في العِدَّة إطلاقاً.
قوله: " والبلوُغ " يعني: أنه يفارقَ الحيضَ في البلوغِ، أي: أن الحيضَ من علامات البلوغ.
أي إذا حاضت بلغت، أما الحْملُ فليس من علامات البلوغ؛ لأنَّها إذا حملت، فقد علمنا أنَّها أنزلت، وحصل البلوغُ بالإنزال السَّابق على الحمل.
ويُستثنى أيضاً مدَّة الإيلاء،وهو أن يحلف عن ترك وطء زوجته إما مُطْلَقاً،أو مدَّة تزيد على أربعة أشهر. مثل أن يقول: والله لا أَطَأُ زوجتي. أو يقول: والله لا أطأ زوجتي حتى يخرج الدجَّال.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا يُحسب عليه أربعةُ أشهر، فإن رجعَ وجامع كَفَّر عن يمينه، وإنْ أَبَى، فإن تمَّت المدَّةُ يُقال له: ارجعْ عن يمينك، أو طلِّقْ.
فإن قال: إن امرأته تحيضُ في كلِّ شهر عشرةَ أيام، فيبقى من مدَّة الإيلاء أربعون يوماً وطلب إسقاطها من مدَّة الإيلاء يُقال له: لا تُسقِطْ عنك أيَّامُ الحيض، بل تُحسَبُ عليك.
أما بالنِّسبة للنِّفاس فلا تُحسب مدَّتُه على المولي.
مثاله: حلف ألا يجامع زوجتَه وهي في الشَّهر التَّاسع من الحمل، فيُضربُ له أربعُة أشهر، فإذا وضعتْ زوجتَه ومضى أربعةُ أشهرٍ من الأجل الذي ضربناه له، قلنا: طلِّقْ، أو جامعْ، فإن قال: إنَّ زوجته جلستْ أربعين يوماً في النِّفاس، وأريد إسقاطها عنِّي، فهذه نسقطها عنه ونزيدُه أربعين يوماً، وإن جلستْ ستِّين يوماً زدناه ستِّين يوماً.
فهذا فرق بين الحيض والنِّفاس، ووجهُ الفرق كما قال أهلُ العلم: أن الحيضَ أمر ٌمعتاٌد، وقد جعل اللهُ تعالى لهذا الزوج أربعةَ أشهرٍ وعشراً؛ وهو سبحانه وتعالى يعلم أن غالب النساء يحضن في كلِّ شهر مرَّة. وأما النِّفاس فهو أمرٌ نادرٌ وهو حالٌ تقتضي أن لا يميلَ المولي إلى زوجه حال النِّفاس والدم، والمسألة مع ذلك لا تخلو من خلاف.
ومن الفروق أيضاً: أنَّ المرأةَ المعتادة التي عادتُها في الحيض ستَّةُ أيَّام؛ إذا طَهُرَتْ لأربعة أيام طهراً كاملاً يوماً وليلة، ثم عاد إليها الدَّم؛ فيما بقي من مدَّة العادة وهو يومٌ وليلةٌ، فهو حيضٌ وفي النِّفاس إذا عاد في المدَّة يكون مشكوكاً فيه، وهذا على المذهب.
ومن الفروق أيضاً: وهو خلاف المذهب، أن الطَّلاق في الحيض حرامٌ، وهل يقعُ؟ فيه خلافٌ
وفي النِّفاس ـ على المذهب ـ حرام أيضاً كما قال المؤلِّفُ " وهو كالحيض فيما يحلُّ ويحرمُ ". لأن النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قال لعمر: " مُرْهُ فليطلِّقها طاهراً، أو حاملاً " والنُّفساء غير طاهر.
والصحيح: - وهو المذهب - أنُّه ليس بحرام.
والدليل على ذلك: أن الطَّلاق في الحيض حُرِّمَ لكونه طلاقاً لغير العدَّة قال الله تعالى: {يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن} [الطلاق: 1] فإذا طلَّق وهي حائضٌ فإن بقيَّة هذه الحيضة لا تحسب، فلا بدَّ أن تأتيَ ثلاثُ حِيَضٍ جديدةِ، فلا تدخل في العدَّة من حينِ الطَّلاقِ.
أما النِّفاس فلا دخل له في العِدَّة، لأنه لا يُحسب منها، فإذا طلقَّها فيه شرعت في العدَّة من حين الطَّلاق فيكون مطلِّقاً للعدة، وإذا كان كذلك فإذا طلَّقها في النِّفاس أو بعده، فهو على حدٍّ سواء، لأنها ستشرع في العدة من حين الطلاق، لأن عدتها متيقنة، وهي الأقراء.
أما قولُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ " مُرْهُ فليطلِّقها طاهراً، أو حاملاً " أي: طاهراً من الحيض بدليل ما جاء في الحديث: " أنه طلَّق امرأته وهي حائضٌ " ولأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قرأ: {فطلقوهن لعدتهن} (الطلاق: 1) وهذا الحكمُ يختصُّ بالطَّلاق في الحيض دون النِّفاس.
ومن الفروق: أنَّه يُكره وطءُ النُّفساء إذا طَهُرَتْ قبل الأربعين على المشهورِ من المذهبِ، ولا يُكرهُ وطء الحائضِ، إذا طَهُرَتْ قبلَ زمن العادة ِ.
ومن الفروق أنه لا حدَّ لأقل النِّفاس بخلاف الحيض.
فهذه سبعة ُفروقٍ بين الحيضِ والنِّفاس.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[18 Apr 2006, 05:13 م]ـ
الفروق في المجلد الثاني
18 - (ص 19)
والفرق بين كونه مرتدًّا وبين كفره الأصليِّ: أنَّ كُفْرَ الرِّدَّة لا يُقَرُّ عليه، بخلاف الكفر الأصليِّ فيُقَرُّ عليه، فالكافر بالرِّدَّة يُطَالَبُ بالإسلام؛ فإن أسلم وإلَّا قتلناه.
19 - (ص 36)
والفرق بينها وبين الأذان: أن الأذان إعلام بالصلاة للتهيُّؤ لها والإقامة إعلامٌ للدُّخول فيها والإحرام بها، وكذلك في الصِّفة يختلفان.
20 - (ص 43)
(يُتْبَعُ)
(/)
هناك فرق بين القتل والقتال، فليس كلُّ مَنْ جاز قتاله جاز قتله، ولهذا نقاتل إحدى الطَّائفتين المقتتلتين حتى تفيء إلى أمر الله، مع أنها مؤمنة لا يحلُّ قتلها. أما القتل فليس يلزم منه مقاتلة الجميع، فقد يكون واحدٌ من هؤلاء يستحقُّ القتل فنقتله ولا نقاتل الجميع، فَتبيَّن بهذا أنَّه لا تَلازَم بين القتال والقتل، وأن جواز القتال أوسع من جواز القتل؛ لأنَّ القتل لا يكون إلا في أشياء معيَّنة.
21 - (ص 44)
قوله: «لا رَزْقٍ من بيتِ المَالِ»، الرَّزْق بفتح الراء: الإعطاء، والرِّزْق بكسر الراء: المرزوق، فلا يحرم أن يُعْطَى المؤذِّن والمُقيم عطاءً من بيت المال، وهو ما يُعرفَ في وقتنا بالرَّاتب؛ لأن بيت المال إنما وُضِعَ لمصالح المسلمين، والأذان والإقامة من مصالح المسلمين.
22 - (ص 87)
قوله: «شُرُوطُهَا قَبْلَها» ... ومعناها أن الشرُوط تقع قبلها؛ لكن لا بُدَّ من استمرارها فيها والأركان توافق الشُّروط في أنَّ الصَّلاة لا تصحُّ إلا بها، لكن تُخالفها فيما يلي:
أولاً: أنَّ الشُّروط قبلها، والأركانَ فيها.
وثانياً: أنَّ الشُّروطَ مستمرَّة من قبل الدّخول في الصَّلاة إلى آخر الصَّلاة، والأركان ينتقل من ركن إلى ركن: القيام، فالرُّكوع، فالرَّفع من الرُّكوع، فالسُّجود، فالقيام من السُّجود، ونحو ذلك.
ثالثاً: الأركان تتركَّبُ منها ماهيَّةُ الصَّلاة بخلاف الشُّروط، فَسَتْرُ العورة لا تتركَّبُ منه ماهيَّة الصَّلاة؛ لكنه لا بُدَّ منه في الصَّلاة.
23 - (ص 107)
والفجر الثاني: بيَّنه المؤلِّف بقوله: «وهو البياض المعترض» في الأُفق، يعني: من الشَّمال إلى الجنوب.
وأفادنا المؤلِّف رحمه الله بقوله: «إلى طُلوع الفجر الثاني» أنَّ هناك فجراً أوّل وهو كذلك. والفجر الأوَّل يخرج قبل الثَّاني بنحو ساعة، أو ساعة إلا ربعاً، أو قريباً من ذلك.
وذكر العلماء أن بينه وبين الثاني ثلاثة فُروق:
الفرق الأول: أن الفجر الأوَّل ممتدٌّ لا معترض، أي: ممتدٌّ طولاً من الشَّرق إلى الغرب، والثاني معترض من الشّمال إلى الجنوب.
الفرق الثاني: أن الفجر الأوَّل يُظلم، أي: يكون هذا النُّور لمدَّة قصيرة ثم يُظلم، والفجر الثاني: لا يُظلم بل يزداد نوراً وإضاءة.
الفرق الثالث: أن الفجر الثَّاني متَّصل بالأُفق، ليس بينه وبين الأُفق ظُلمة، والفجر الأوَّل منقطع عن الأُفق، بينه وبين الأُفق ظُلمة.
والفجر الأوَّل لا يترتَّب عليه شيء من الأمور الشرعيَّة أبداً، لا إمساك في صوم، ولا حِلُّ صلاة فجر، فالأحكام مرتَّبة على الفجر الثَّاني.
24 - (ص 179)
قوله: «لا مَنْ حُبِسَ في مَحَلٍّ نَجِسٍ»، معطوف على قوله: «أعاد»، أي: لا يُعيد من حُبِسَ في مَحَلٍّ نجسٍ، ولم يتمكَّن من الخروج إلى مَحَلٍّ طاهرٍ؛ لأنَّه مُكره على المُكْثِ في هذا المكان، والإكراه حكمه مرفوع عن هذه الأمة، كما قال النبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام: «إن الله تجاوز عن أُمَّتي الخطأ والنسيانَ وما استُكرِهُوا عليه».
والفرق بينه وبين مَنْ صَلَّى في ثوبٍ نجس أنَّ مَنْ صَلَّى في ثوبٍ نجسٍ ليس مُكرهاً على الصَّلاة فيه ولذلك لو أُكره على الصَّلاة في ثوبٍ نجس، فإنه يُصلِّي فيه ولا إعادة.
25 - (ص 229)
[وَمَنْ رَأَى عَلَيه نَجَاسَةً بَعْدَ صَلَاتِهِ، وَجَهِلَ كَوْنَهَا فيها لَمْ يُعدْ، وإنْ عَلِمَ أنَّهَا كَانَتْ فِيهَا لَكِنْ نَسِيهَا أَوْ جَهِلها أَعَادَ]
والرَّاجح في هذه المسائل كلِّها: أنه لا إعادة عليه سواء نسيها، أم نسي أن يغسلها أم جهل أنها أصابته، أم جهل أنها من النَّجاسات، أم جهل حكمها أم جهل أنها قبل الصَّلاة، أم بعد الصلاة.
والدَّليل على ذلك: القاعدة العظيمة العامة التي وضعها الله لعباده وهي قوله: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} (البقرة: من الآية 286)، وهذا الرَّجُل الفاعل لهذا المحرَّم كان جاهلاً أو ناسياً، وقد رفع الله المؤاخذة به، ولم يبقَ شيء يُطالب به.
وهناك دليل خاصٌّ في المسألة، وهو أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صَلَّى في نعلين وفيهما قَذَرٌ؛ وأعلمه بذلك جبريل لم يستأنف الصَّلاة وإذا لم يُبْطِل هذا أولَ الصَّلاة، فإنه لا يُبْطِلُ بقيَّة الصَّلاة.
ولو قال قائل: ما الذي منع قياسها على ما إذا صَلَّى محدثاً وهو جاهل أو ناسٍ؟
نقول: أنَّ ترك الوُضُوء من باب ترك المأمور، فالوُضُوء شيء مأمور به؛ يُطلب من الإنسان أن يقوم به، والنجاسة شيء منهيٌّ عنه؛ يُطلب من الإنسان أن يتخلَّى عنه، فلا يمكن قياس فعل المحظور على ترك المأمور؛ لأن فعل المحظور إذا عُفي عنه مع الجهل والنسيان كان فاعله كمن لم يفعله سَوَاء؛ لعدم الإثم به. أمَّا ترك المأمور مع الجهل والنسيان فيُعفى عنه حال تركه؛ فليس في الإثم كمن تركه عامداً؛ لكنه يمكن تدارك مصلحته بإعادته على الوجه المأمور به، فتنبَّه للفرق فإنه واضح.
وعلى هذا؛ لو أن أحداً أكل لحم إبل، وهو لم يعلم أنه لحم إبل، أو أنه ناقض للُوضُوء، أو علم بذلك لكن نسيَ أن يتوضَّأ؛ أو نسيَ أنه أكله؛ وقام وصلَّى بلا وُضُوء ثم علم، فعليه الإعادة لأن هذا من باب ترك المأمور؛ بخلاف النَّجاسة، فهي من باب فعل المحظور، هذا هو الصَّحيح في هذه المسألة، واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وهو رواية عن الإمام أحمد في هذه المسألة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[23 Apr 2006, 04:36 م]ـ
الفروق في المجلد الثالث:
26 - ص (72)
فما الفَرْق بين المعاذ والملاذ؟
قال العلماء: الفَرْق بينهما: أن اللِّياذ لطلب الخير، والعياذ للفرار من الشرِّ، وأنشدوا على ذلك قول الشاعر:
يا مَنْ ألُوذُ به فيما أُؤَمِّلُهُ ... ومَنْ أعُوذُ به مِمَّا أُحاذِرُهُ
لا يَجْبُرُ النَّاسُ عظماً أنت كاسِرُهُ ... ولا يَهيضُونَ عظماً أنت جَابِرُهُ
27 - ص (96)
«صَهْ» اُسمُ فِعْلٍ بمعنى اُصمُتْ. فأحياناً أقول «صَهٍ»، وأحياناً أقول «صَهْ»، وبينهما فَرْق فإن قلت: «صهٍ» فمعناها اُسكتْ عن كُلِّ شيء، إن قلت: «صَهْ» فمعناها اُسكتْ عن كلام معيَّن.
28 - الفرق بين «آمين» و «آمّين»
وقوله: «بآمين»: معناها: اللَّهُمَّ اُسْتجِبْ، وعلى هذا؛ فهي اُسمُ فِعْلِ دعاء، ...
قال الفقهاء: فإن شدَّدَ الميمَ في «آمين» بطلت الصَّلاةُ؛ لأنَّ معناها حينئذٍ «قاصدين»؛ ولهذا قالوا: يحرم أن يُشدِّد الميم، وتبطل الصَّلاةُ؛ لأنه أتى بكلامٍ مِن جنسِ كلام المخلوقين.
29 - ص (99)
وجوب الفاتحة ثابتٌ، فيلزم أن يتعلَّم هذه السُّورة، فإن ضاق الوقتُ قرأ ما تيسَّرَ من القرآن من سواها؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم «اقرأ ما تيسَّرَ معك من القرآن» فإن لم يكن معه قرآن فإنه يُسَبِّحُ، فيقول: «سبحان الله، والحمدُ لله، ولا إله إلا الله، واللَّهُ أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله» خمس كلمات.
فإذا قال قائل: كيف يجزئ الخمس عن السَّبع؛ لأن الآيات في الفاتحة سَبْع؟
فالجواب: أنه لا يلزمُ أن يكون البدلُ مساوياً للمُبدل منه، أَلا ترى أنَّ كسوةَ العشرة في كفَّارة اليمين لا يساويها إطعامُهم في الغالب، ولا تساوي عِتْقَ الرَّقَبة أيضاً، فالبدلُ لا يلزم منه مساواة المُبدل منه، لكن قال فقهاؤنا رحمهم الله: إذا كان عنده شيءٌ من القرآن سوى الفاتحة وجب عليه أن يقرأ منه بقَدْرِ الفاتحة، وفرَّقوا بين هذا وبين الذِّكر؛ بأن ما يُقدر عليه من جنس ما عُجز عنه؛ فوجب أن يكون مساوياً له، بخلاف البدل المحض فإنه لا يلزم.
30 - ص (139)
قال ابن القيم: وبهذا يُعرف الفَرْقُ بين الحَمْدِ والمدح؛ فإنَّ المدحَ: وَصْفُ الممدوح بالكمال، أو بالصِّفات الحميدة، لكن لا يلزم منه أن يكون محبوباً معظَّماً، فقد يمدحُه مِن أجل أن ينالَ غَرَضاً له، وقد يمدحُه مِن أجل أن يتَّقي شَرَّه، لكن؛ الحمدُ لا يكون إلا مع محبَّةٍ وتعظيمٍ.
وبهذا نعرف قوَّةَ سِرِّ اللغةِ العربيةِ، حيث إن الحروف واحدة هنا «حمد» و «مدح» لكن لما اختلف ترتيب الحروف اختلف المعنى.
وأمَّا من عَرَّفَ «الحَمْدَ» بأنه: الثناء بالجميل الاختياري، فهذا قاصر:
أولاً: لأن الثناء أخصُّ من المدح؛ لأن الثناء هو مدحٌ مكرَّر كما جاء في الحديث القدسي الصحيح: «أن الإِنسان إذا قال: الحمد لله رَبِّ العالمين، قال الله: حَمِدَني عبدي، فإذا قال: الرحمن الرحيم، قال الله: أثنى عَليَّ عبدي» ففرَّقَ اللهُ سبحانه وتعالى بين الحَمْدِ والثناء.
ثانيا ً: أنه بالجميل الاختياري يخرجُ الحَمْدُ على كمال الصِّفات اللازمة؛ التي لا تتعدَّى كالعظمة والكبرياء، وما أشبه ذلك، والله تعالى محمود على صفات الكمال اللازمة، وصفات الكمال المتعدية، فهو محمودٌ على كمالِهِ ومحمودٌ على إحسانِهِ سبحانه وتعالى.
31 - ص (151)
وفَرْقُ بين النَّفْي المطلق، وبين النَّفْي المقرون بالتفصيل، فإن النَّفْيِ المقرون بالتفصيل دليلٌ على أن صاحبَه قد ضَبَطَ حتى وصل إلى هذه الحال، عرف ما ثبت فيه الرَّفْعُ وما لم يثبت فيه الرَّفْعُ وعلى هذا فنقول: إن حديث ابن عُمرَ الثابتَ في «الصحيحين» مقدَّمٌ على ذلك الحديث الضَّعيف والوهم فيه قريب.
32 - ص (156)
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: «إذا سَجَد أحدُكم فلا يَبْرُك كما يبرك البعير ُ» فإن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى أن يَبْرُكَ الرَّجلُ كما يَبْرُك البعيرُ، والبعيرُ إذا بَرَكَ يُقدِّم يديه، فيقدِّم مقدمه على مؤخره كما هو مشاهد، وقد ظَنَّ بعضُ أهل العِلم أن معنى قوله: «فلا يبرك كما يبرك البعير» يعني: فلا يبرك على ما يبرك عليه البعير، وأنه نهى أن يبركَ الإِنسانُ على رُكبتيه، وعلى هذا؛ فيقدِّم يديه، ولكن بين اللفظين فَرْقاً واضحاً، فإنَّ النهيَ في قوله: «كما يبرك» نهيٌ عن الكيفية؛ لأن الكاف للتشبيه، ولو كان اللفظ: «فلا يبرك على ما يبرك» لكان نهياً على ما يسجد عليه، وعلى هذا؛ فلا يسجد على رُكبتيه؛ لأن البعير يبرك على ركبتيه، وعلى هذا فيقدِّم يديه.
33 - ص (365)
مسألة: لو فُرض أن المأموم سَبَّح، ولكن الإمام لم ينتبه، وسَبَّح ثانية، ولم ينتبه، وربما سَبَّح به فقام؛ وسَبَّح به فجلس؛ فماذا يصنع؟
الجواب: قال بعض العلماء: يخبره بالخَلَلِ الذي في صلاته بالنُّطْقِ، فيقول: اُركعْ ... اُجلسْ ... قُمْ ... ، ثم اُختلف القائلون بأنه يقول هذا، هل تبطل الصَّلاةُ بذلك أم لا؟
فقال بعضهم: لا تبطل؛ لأن هذا كلام لمصلحة الصَّلاة، وليس كلام آدميين، يعني لم يقصد به التَّخاطب مع الآدميين، بل قَصَدَ به إصلاح الصَّلاة.
واُستدلُّوا لذلك: بأن النبي صلى الله عليه وسلم لمَّا قال له ذو اليدين: «بلى قد نسيتَ ... قال: أكما يقول ذو اليدين؟» وهذا كلامٌ يُخاطب به الآدميين؛ لكنه كلام لمصلحة الصَّلاة.
القول الثاني: أن الصَّلاةَ تبطل إذا تكلَّم؛ لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إنَّ هذه الصَّلاةَ لا يصلحُ فيها شيءٌ مِن كلامِ النَّاسِ»، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بالتَّسبيحِ ولو كان الخطابُ لمصلحة الصَّلاةِ لا يضرُّ لكان يأمر به؛ لأنه أقربُ إلى الفهم وحصول المقصود من التسبيح، فلما عَدَلَ عنه عُلِمَ أن ذلك ليس بجائز؛ لأن المصلحةَ تقتضيه لولا أنه ممتنع، ولا شَكَّ أن هذا الدليل قويٌّ، وأنَّ الصَّلاةَ تبطلُ إذا نبَّه بالكلام، ولكن نحتاج إلى الجواب عما اُستدلَّ به القائلون بأن الصَّلاةَ لا تبطل؛ لأن الكلام لمصلحة الصَّلاةِ.
والجواب عن ذلك: أن النبي صلى الله عليه وسلم حين تكلَّم لم يكن يعلم أنه في صلاة، بل كان يظنُّ أنَّ الصَّلاةَ تمَّت، ولهذا قال: «لم أنسَ ولم تُقصرْ» ولما قالوا: صدق ذو اليدين، أو قالوا: نعم، لم يتكلَّم بعدُ، بل تقدَّم وصَلَّى ما تَرَكَ. وفَرْقٌ بين شخص يعلَمُ أنه في صلاة، ولكن يتكلَّم لمصلحة الصَّلاةِ، وشخص لم يتيقَّن أنه في صلاة، بل كان ظنُّه أنه ليس في صلاة، وأنَّ صلاتَه تمَّت، وحينئذٍ فلا يتمُّ الاستدلال بهذا الحديث.
34 - ص (444)
وقوله: «والأركان» سبقت أيضاً، والفَرْقُ بينها وبين الشرائط: أن الشرائط خارج الصلاة، والأركان في نفس الصلاة، فهي ماهيَّة الصلاة.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[01 May 2006, 05:33 م]ـ
الفروق في المجلد الرابع:
35 - ص (40)
وفي قوله: «ما قضيتَ» إثباتُ القضاءِ لله.
وقضاءُ الله: شرعيٌّ، وقَدَريٌّ.
فالشَّرعيُّ مثل قوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} (الإسراء: من الآية 23)
والقدريُّ مثل قوله تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً} (الإسراء: 4).
والفَرْقُ بينهما مِن وجهين:
الوجه الأول: أنَّ القضاءَ الكونيَّ لا بُدَّ مِن وقوعِهِ، وأما القضاءُ الشَّرعيُّ فقد يقع مِن المقضيِّ عليه وقد لا يقعُ.
الوجه الثاني: أنَّ القضاءَ الشَّرعيَّ لا يكون إلا فيما أحبَّه الله، سواءٌ أحبَّ فِعْلَه أو أحبَّ تَرْكَهُ وأما القضاءُ الكونيُّ فيكون فيما أحبَّ وفيما لم يحبّ.
36 - ص (131)
قوله: «والمستمع» دليله: حديثُ ابن عُمر وعن أبيه: حيث كانوا يسجدون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قوله: «دون السامع» أي: أنَّ السَّامع لا يُسَنُّ له أنْ يسجدَ،
والفَرْقُ بين المستمع والسَّامع:
(يُتْبَعُ)
(/)
أنَّ المستمع: هو الذي يُنصِتُ للقارىء ويتابعه في الاستماع. والسَّامع: هو الذي يسمعُ الشَّيءَ دون أن يُنصِتَ إليه.
37 - ص (157)
والفجرُ الأوَّلُ يبدو قبلَ الفجرِ الثَّاني بنحو نصفِ ساعة، ثم يضمحلُّ، ويرجع الجوُّ مظلماً، ثم يخرجُ الفجرُ الثاني، قال أهلُ العِلْمِ: الفروق بينهما ثلاثة:
الأول: أنَّ الفجرَ الثاني مستطيرٌ؛ أي: معترض، والأولُ مستطيلٌ؛ أي: ممتدٌّ نحو وسَطَ السَّماء.
الثاني: أنَّ الفجرَ الثاني لا ظُلمةَ بعدَه، والأولُ يزولُ ويظلِمُ الجوُّ بعدَه.
الثالث: أنَّ الفجرَ الثاني متَّصِلٌ بالأُفقِ، والفجرُ الأولُ غيرُ متَّصلٍ، بمعنى: أنَّ الفجرَ الثاني تجدُه على وجه الأرض، والفجرُ الأولُ بينه وبين أسفل السَّماء سواد.
38 - ص (342)
قوله: «ولا تصح خلف محدث ولا متنجس يعلم ذلك ... ».
هاتان مسألتان:
المسألة الأولى: الصلاةُ خلفَ المُحدثِ فتصحُّ بشرطِ أن يكونَ الإِمامُ والمأمومُ جاهلين بذلك حتى تتمَّ الصلاةُ ...
والصحيح في هذه المسألة: أنَّ صلاةَ المأمومينَ صحيحةٌ بكُلِّ حالٍ، إلا مَن عَلِمَ أنَّ الإِمامَ مُحدِثٌ.
المسألة الثانية: الصلاةُ خلفَ المتنجِّس، وقد جَعَلَ المؤلِّفُ حكمها كحكم الصَّلاةِ خلفَ المحدث ...
والقولُ الصَّحيحُ في هذه المسألة ِ: أنه إذا جَهِلَ الإِمامُ النجاسةَ هو والمأمومُ حتى انقضتِ الصَّلاةُ فصلاتُهم جميعاً صحيحةٌ، والعذرُ للجميع الجهلُ، والمصلِّي بالنَّجاسةِ جاهلاً بها على القولِ الرَّاجحِ ليس عليه إعادةٌ، وكذلك لو عَلِمَ بها لكن نسيَ أن يغسِلَها فإن صلاتَه على القول الرَّاجحِ صحيحةٌ.
ومِن هنا يتَّضحُ الفرقُ بين هذه والتي قبلَها على القول الرَّاجحِ: أنه إذا جَهِلَ المصلِّي بالحدثَ أعادَ الصلاةَ، ولا يعيدُ الصَّلاةَ إذا كان جاهلاً بالنجاسةِ. والفَرْقُ بينهما: أنَّ الوُضُوءَ مِن الحَدَثِ مِن بابِ فِعْلِ المأمورِ، واجتنابَ النَّجاسةِ مِن بابِ تَرْكِ المحظورِ، فإذا فَعَلَهُ جاهلاً فلا يلحقُه حكمُه.
39 - ص (368)
فإن قال قائلٌ: ما تقولون في رَجُلٍ مسافرٍ صَلَّى خلفَ إمامٍ يصلِّي أربعاً، هل تُبيحونَ له إذا صَلَّى الركعتين أن ينفردَ ويُسلِّمَ؛ لأنَّ المسافرَ يقصر الصَّلاةَ؟
فنقول: لا نُبيحُ لك ذلك.
إذاً؛ ما الفَرْقُ بين هذه المسألةِ، ومسألة مَن يصلِّي المغربَ خلفَ مَن يصلِّي العشاءَ؟
الجواب: الفَرْقُ بينهما ظاهرٌ، لأن إتمامَ الرُّباعيةِ إتمامَ صِفةٍ مشروعةٍ في الحضر، أما إتمام المغربِ أربعاً فليست صفةً مشروعةً إطلاقاً.
40 - ص (455)
أما الأعذارُ التي ذكرها المؤلِّفُ فهي أعذارٌ تُسوِّغُ للإِنسانِ أن يَدَعَ الجُمُعةَ والجماعةَ؛ لأنَّه متَّصفٌ بما يُعذرُ به أمامَ الله، أما مَن أكلَ بصلاً أو ثوماً فلا نقولُ إنَّه معذورٌ بتَرْكِ الجُمُعةِ والجماعة، ولكن لا يحضُر دفعاً لأذيته، فهنا فَرْقٌ بين هذا وهذا، لأن هذا المعذورَ يُكتبُ له أجرُ الجماعةِ كاملاً إذا كان مِن عادتِه أن يصلِّي مع الجماعةِ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا مَرِضَ العبدُ أو سافرَ كُتِبَ له مثلُ ما كان يعملُ صحيحاً مقيماً» أما آكلُ البصلِ والثُّومِ فلا يُكتب له أجرُ الجماعةِ؛ لأننا إنما قلنا له لا تحضر دفعاً للأذية؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الملائكةَ تتأذَّى مما يتأذَّى منه بنو آدم».
41 - ص (540)
فإذا قال قائل: هؤلاء الملاحون أو السائقون لسيارات الأجرة دائماً في سفر، فإذا قلنا: أنتم مسافرون لكم الفطر فمتى يصومون؟
نقول: يمكن أن يصوموا في سفرهم في أيام الشتاء؛ لأنها أيام قصيرة وباردة، فالصوم فيها لا يشق، كذلك لو قدموا إلى بلدهم في رمضان فإنه يلزمهم الصوم ما داموا في بلدهم.
فإن قدموا في أثناء اليوم إلى بلدهم ففي لزوم الإِمساك عليهم قولان لأهل العلم، هما روايتان عن الإِمام أحمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
والصحيح: أنه لا يلزمهم الإِمساك؛ لأنهم لا يستفيدون بهذا الإِمساك شيئاً، وليس هذا اليوم في حقهم يوماً محترماً؛ لأنهم يأكلون ويشربون في أوله وهم مباح لهم ذلك، فهم لم ينتهكوا حرمة اليوم، بخلاف من أفطر أول النهار لغير عذر فإنه يلزمه الإِمساك ولا يقول أفسدت صومي فآكل وأشرب، بل نقول: أنت انتهكت حرمة اليوم فيلزمك الإِمساك.
ومثل ذلك أيضاً: لو أن الحائض طهرت في أثناء اليوم من رمضان فإنه لا يلزمها على القول الراجح أن تمسك؛ لأن هذه المرأة يباح لها الفطر أول النهار إباحة مطلقة، فاليوم في حقها ليس يوماً محترماً، ولا تستفيد من إلزامها بالإِمساك إلا التعب.
مسألة: من أفطر لإنقاذ معصوم هل يلزمه الإِمساك بقية اليوم كمَن رأى شخصاً غرق في الماء ولا يستطيع أن ينجيه من الغرق إلا إذا أفطر بأكل أو شرب فأفطر ثم أنقذه وأنجاه؟
الجواب: لا يلزمه على القول الراجح؛ لأنه أفطر بسبب مباح.
بخلاف الرجل الذي بلغ في أثناء اليوم فإنه يلزمه الإِمساك.
والفرق بين هذه المسألة والمسائل التي قبلها: أن المسائل التي قبلها زال فيها المانع، وهذه وجد سبب الوجوب، فإذا وجد سبب الوجوب في أثناء النهار لزمه الإِمساك، كالصغير يبلغ والمجنون يعقل والكافر يسلم، وفي المسألة خلاف لكن الصحيح وجوب الإِمساك ولا يقضي اليوم.
42 - ص (545)
وهناك فرق بين شخص ينوي الإِقامة المطلقة وشخص آخر ينوي الإِقامة المقيدة، فالذي ينوي الإِقامة المقيدة لا يعد مستوطناً، والذي ينوي الإِقامة المطلقة يعد مستوطناً.
فالإِقامة المطلقة: أن ينوي أنه مقيم ما لم يوجد سبب يقتضي مغادرته، ومن ذلك سفراء الدول فلا شك أن الأصل أن إقامتهم مطلقة لا يرتحلون إلا إذا أمروا بذلك، وعلى هذا فيلزمهم الإِتمام ويلزمهم الصوم في رمضان، ولا يزيدون عن يوم وليلة في مسح الخفين؛ لأن إقامتهم مطلقة فهم في حكم المستوطنين، وكذلك أيضاً الذين يسافرون إلى بلد يرتزقون فيها هؤلاء إقامتهم مطلقة، لأنهم يقولون: سنبقى ما دام رزقنا مستمراً.
والإِقامة المقيدة: تارة تقيد بزمن، وتارة تقيد بعمل.
فالمقيد بزمن سبق لنا أن المشهور من المذهب أنه إذا نوى أكثر من أربعة أيام يتم ودونها يقصر، وكما سبق بيان الخلاف فيها أيضاً.
والمقيدة بعمل يقصر فيها أبداً ولو طالت المدة، ومن ذلك لو سافر للعلاج ولا يدري متى ينتهي فإنه يقصر أبداً حتى لو غلب على ظنه أنه سيطول، لأنه ينتظر هذه الحاجة، وهذا هو عمدة من قال: إنه لا حد للإِقامة؛ لأنهم يقولون: ما دام الحامل له على الإِقامة هي الحاجة، فلا فرق في الحقيقة بين أن يحدد أو لا يحدد، فهو مقيم لشيء ينتظره متى انتهى منه رجع إلى بلده.
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[02 May 2006, 11:51 ص]ـ
42 - ص (545)
وهناك فرق بين شخص ينوي الإِقامة المطلقة وشخص آخر ينوي الإِقامة المقيدة، فالذي ينوي الإِقامة المقيدة لا يعد مستوطناً، والذي ينوي الإِقامة المطلقة يعد مستوطناً.
فالإِقامة المطلقة: أن ينوي أنه مقيم ما لم يوجد سبب يقتضي مغادرته، ومن ذلك سفراء الدول فلا شك أن الأصل أن إقامتهم مطلقة لا يرتحلون إلا إذا أمروا بذلك، وعلى هذا فيلزمهم الإِتمام ويلزمهم الصوم في رمضان، ولا يزيدون عن يوم وليلة في مسح الخفين؛ لأن إقامتهم مطلقة فهم في حكم المستوطنين، وكذلك أيضاً الذين يسافرون إلى بلد يرتزقون فيها هؤلاء إقامتهم مطلقة، لأنهم يقولون: سنبقى ما دام رزقنا مستمراً.
والإِقامة المقيدة: تارة تقيد بزمن، وتارة تقيد بعمل.
فالمقيد بزمن سبق لنا أن المشهور من المذهب أنه إذا نوى أكثر من أربعة أيام يتم ودونها يقصر، وكما سبق بيان الخلاف فيها أيضاً.
والمقيدة بعمل يقصر فيها أبداً ولو طالت المدة، ومن ذلك لو سافر للعلاج ولا يدري متى ينتهي فإنه يقصر أبداً حتى لو غلب على ظنه أنه سيطول، لأنه ينتظر هذه الحاجة، وهذا هو عمدة من قال: إنه لا حد للإِقامة؛ لأنهم يقولون: ما دام الحامل له على الإِقامة هي الحاجة، فلا فرق في الحقيقة بين أن يحدد أو لا يحدد، فهو مقيم لشيء ينتظره متى انتهى منه رجع إلى بلده.
الأخ عبد الرحمن ـ حفظه الله ـ أولاً: هل يَوافق على كلام الشيخ هذا في مسألة القصر أم لا علماً أن شيخ الإسلام قد سبقه إلى هذا القول؟ ثانياً: هل طبعة (آسام) موجودة من المجلد التاسع إلى آخرالمجلدات لإن عندي من المجلد الأول إلى الثامن أشتريتها قبل ثمان سنوات، وحاولت الحصول على البقية فلم أجدها. جزاكم الله خيراً.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[02 May 2006, 04:25 م]ـ
الأخ عبد الرحمن ـ حفظه الله ـ أولاً: هل يَوافق على كلام الشيخ هذا في مسألة القصر أم لا علماً أن شيخ الإسلام قد سبقه إلى هذا القول؟ ثانياً: هل طبعة (آسام) موجودة من المجلد التاسع إلى آخرالمجلدات لإن عندي من المجلد الأول إلى الثامن أشتريتها قبل ثمان سنوات، وحاولت الحصول على البقية فلم أجدها. جزاكم الله خيراً.
حياك الله أخي سلطان القصد من الموضوع هو جمع الفروق من كلام الشيخ، وأما مناقشة أدليتها ودلالتها فشيء آخر.
أما طبعة آسام فالذي أعرف أن آخر مجلد طبعته هو الثامن.
وفقكم الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[19 May 2006, 11:02 م]ـ
الفروق في المجلد الخامس:
43 - ص (24)
قوله: " وجبت عليه وانعقدت به "، يعني إذا حضرها وجبت عليه وانعقدت به؛ لأنه من أهل الوجوب، لكن سقط عنه الحضور للعذر، فإذا حضر ثبت الوجوب.
مثال ذلك:
مريض سقطت عنه الجمعة من أجل المرض، ولكنه تحمل المشقة وحضر إلى الجمعة، فإنها تنعقد به، فيحسب من الأربعين ويصح أن يكون إماماً، وأن يخطب فيها؛ لأنه أهل للوجوب، ولكن وجد فيه مانع الوجوب؛ وفرق بين من فقد منه شرط الوجوب، ومن وجد فيه مانع الوجوب لأن من فقد منه شرط الوجوب ليس أهلاً للعبادة أصلاً، ومن وجد فيه مانع الوجوب فهو في الأصل أهل للوجوب، فإذا وصل إلى محل الجمعة زال مانع الوجوب؛ لأن مانع الوجوب مشقة الوصول إلى المسجد فصار الآن من أهل الوجوب فتلزمه، وتنعقد به، ويصح أن يؤم فيها.
وكذا الخائف: تسقط عنه الجمعة، لكنه إذا حضرها تلزمه وتنعقد به، ويصح أن يكون إماماً فيها.
فإذا قال قائل: ما الفرق بينه وبين المسافر والعبد؟
فالجواب: أن المسافر والعبد لم يوجد فيهما شرط الوجوب، فليسا من أهله، وأما من سقطت عنه لعذر ففيه مانع الوجوب وهو من أهله، فإذا حضر إلى مكانها زال المانع، فصار كالذي ليس فيه مانع.
44 - ص (31)
وهنا يجب أن تعرف الفرق بين شروط الشيء والشروط في الشيء، فمنها:
1 - شروط الشيء موضوعة من قبل الشرع، فلا يمكن لأحد إسقاطها، والشروط في الشيء موضوعة من قبل العبد فيجوز لمن هي له أن يسقطها.
2 - شروط الشيء ما يتوقف عليه الشيء صحة أو وجوباً أو إجزاء، أو وجوداً في أمور العقليات، والشروط في الشيء ما يتوقف عليه لزوم الشيء.
مثال ذلك: العلم بالمبيع شرط للصحة، فلو باع مجهولاً لم يصح البيع ولو رضي الطرفان؛ فلا يسقط ولو مع الرضا؛ لأنه من وضع الشرع.
مثال آخر:
باع شخص بيتاً، واشترط سكناه لمدة سنة، فهذا شرط في البيع لو أسقطه من له الشرط جاز ولو لم يشترط البائع سكنى الدار لم يثبت له سكنى الدار، فهو لم يثبت إلا من وضع البشر، لمن له الحق أن يسقطه.
فشروط صحة الجمعة ما يتوقف عليها صحة الجمعة، أي: إذا فقد واحد من الشروط لم تصح الجمعة.
45 - ص (95)
وقوله: " إلا لحاجة "، والمراد بالحاجة هنا: ما يشبه الضرورة؛ لأن هناك ضرورة وحاجة والفرق بين الحاجة والضرورة:
أن الحاجة: هي التي يكون بها الكمال.
والضرورة: هي التي يندفع بها الضرر؛ ولهذا نقول: المحرَّم لا تبيحه إلا الضرورة، قال الله تعالى: {وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْه} (الأنعام: من الآية 119) والمكروه تبيحه الحاجة.
مثال الحاجة: إذا ضاق المسجد عن أهله، ولم يمكن توسيعه؛ لأن الناس لا يمكن أن يصلوا في الصيف في الشمس، ولا في المطر في أيام الشتاء.
46 - ص (97)
قوله: " أو أذن فيها "، أي: إن لم يباشرها، مثل: أن يكون بلد الإمام في محل آخر وهذا البلد الذي فيه تعدد الجمعة لم يكن فيه الإمام حاضراً، لكنه قال: أذنت لكم أن تقيموا جمعتين فأكثر وهذه المسألة ليست مبنية على ما سبق في قول المؤلف: " لا يشترط لها إذن الإمام "؛ لأن إذن الإمام هناك لا يشترط في إقامة الجمعة الواحدة، أما في التعدد فلا بد من إذن الإمام، والفرق بينهما ظاهر، فالأولى لو قلنا: إنه يشترط لإقامة الجمعة إذن الإمام لكانت الفرائض باختيار الأئمة، أما تعدد الجمعة فلا بد من إذن الإمام؛ لئلا يفتات عليه وتتفرق الأمة، وهذا أمر يرجع إلى الدين من جهة، وإلى نظام الدولة من جهة أخرى.
فرجوعه إلى الدين؛ لأن الدين ينهانا عن التفرق في دين الله قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} (آل عمران: من الآية 103)، وقال تعالى: {أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} (الشورى: من الآية 13).
وأما رجوعه إلى نظام الدولة فإن ولي الأمر هو الذي له الكلمة فيكون في إقامة الجمعة الثانية افتيات على الإمام، فتكون كل طائفة من الناس تود أن تتزعم البلد فتجعل في محلها جمعة.
47 - ص (212)
(يُتْبَعُ)
(/)
أما مناسبة عيد الفطر، فلأن الناس أدوا فريضة من فرائض الإسلام، وهي الصيام، فجعل لهم الله - عز وجل - هذا اليومَ يومَ عيدٍ يفرحون فيه، ويفعلون فيه من السرور واللعب المباح ما يكون فيه إظهار لهذا العيد، وشكر لله - عز وجل - لهذه النعمة، لكنهم لا يفرحون بأنهم تخلصوا من الصوم، وإنما يفرحون بأنهم تخلصوا بالصوم، والفرق أن من نوى التخلص من الصوم يشعر أن الصوم ثقيل عليه، وأنه فرح أنه تخلص منه، وأما من نوى التخلص به فيفرح بأنه تخلص به من الذنوب؛ لأن من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه. فالموفق يفرح بعيد الفطر؛ لأنه تخلص به من الذنوب حيث قد يغفر له ما تقدم من ذنبه، والغافل يفرح بعيد الفطر؛ لأنه تخلص من الصوم الذي يجد فيه العناء والمشقة وفرق بين الفرحين.
48 - ص (223)
قوله: " وإن نسيه قضاه ما لم يحدث أو يخرج من المسجد " أي: أو يطل الفصل، وقوله: " نسيه " أي التكبير المقيد، فالضمير هنا يعود على بعض مرجعه؛ لأن مرجعه يعود على التكبير لكن المراد بعض التكبير وهو المقيد، أي: إن نسي التكبير المقيد بعد الصلاة قضاه، فلو أنه لما سلم من صلاته استغفر، وقال: " اللهم أنت السلام ومنك السلام " وسبّح ناسياً التكبير فنقول: يقضيه إلا في ثلاث أحوال:
1 - ما لم يحدث.
2 - أن يخرج من المسجد.
3 - أن يطول الفصل.
فإذا أحدث لا يقضيه، فلو سلم ثم أحدث بعد السلام مباشرة ثم ذكر التكبير فلا يقضيه الآن لأن الحدث يمنع من بناء الصلاة بعضها على بعض، فيمنع من بناء ما كان تابعاً لها عليها.
والصحيح أنه لا يسقط بالحدث، والفرق بينه وبين الصلاة أن الصلاة يشترط لها الطهارة، وأما الذكر فلا تشترط له الطهارة، بل نقول: اقضه ولو أحدثت، إلا إذا طال الفصل، فإن لم يطل الفصل فاقضه.
وكذا إذا خرج من المسجد، فإنه لا يقضيه، وعللوا ذلك بأنه سنّة فات محلها، وهذا أيضاً فيه نظر.
والصحيح أنه إذا خرج من المسجد، فإن كان بعد طول مكث، فإنه يسقط لا بخروجه، ولكن بطول المكث، وإن خرج سريعاً فإنه لا يسقط فيكبر؛ لأنه إذا كانت الصلاة لو سلم منها ناسياً وخرج من المسجد وذكر قريباً رجع وأتم صلاته فبنى بعضها على بعض مع الخروج من المسجد فهذا من باب أولى.
فالقول الراجح أن هذا التكبير المقيد يسقط بطول الفصل لا بخروجه من المسجد، ولا بحدثه لأنها سنّة مشروعة عقب الصلاة، وقد فاتت بفوات وقتها، ولأنه إذا طال الفصل لم يكن مقيداً بالصلاة.
49 - ص (357)
طهارة الحي تخالف طهارة الميت من عدة وجوه:
منها: أن طهارة الحي لا تزيد عن ثلاث، وهذه تزيد إلى سبع أو أكثر.
ومنها: أن الأفضل في طهارة الميت التنشيف، وأما طهارة الحي فقيل: الأفضل عدم التنشيف وقيل: إن التنشيف وعدمه سواء، وإنه مباح إن شاء فعل، وإن شاء لم يفعل.
50 - ص (382)
قوله: " يجب تكفينه " الوجوب هنا كفائي، والفرق بين الكفائي والعيني:
أن الكفائي يقصد به حصول الفعل بقطع النظر عن الفاعل.
والعيني يطلب الفعل من الفاعل، أي: يراعى فيه الفعل والفاعل.
وفرض العين أفضل من فرض الكفاية؛ لأنه أوكد بدليل أن الله أمر به جميع الخلق.
ونحوه في ص (336).
51 - ص (410)
قوله: " وأوسع مدخله "، يقال: مَدخل، ومُدخل، بالفتح وبالضم، فبالفتح: اسم مكان أي: مكان الدخول، وبالضم: الإدخال، وعلى هذا فالفتح أحسن، أي: أوسع مكان دخوله والمراد به القبر، أي: أن الله يوسعه له؛ لأن القبر إما أن يضيق على الميت حتى تختلف أضلاعه - والعياذ بالله - وإما أن يوسع له مد البصر، فأنت تسأل الله أن يوسع مدخله.
52 - ص (411)
وقوله: " الثًّلْجِ وَالبَرَد " الفرق بينهما: أن الثلج ما يتساقط من غير سحاب، فيتساقط من الجو مثل الرذاذ ويتجمد.
والبَرَد: يتساقط من السحاب ويسمى عند بعض أهل اللغة: حب الغمام؛لأنه ينزل مثل الحب.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[28 May 2006, 05:30 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
تنبيه: الأخ الفاضل الذي نقل الفروق من موقع الشيخ وجد في النسخة الجديدة فروقا آخر لم أشر إليها منها ما ليس في الطبعة القديمة، وتمت إضافتها هنا فجزاه الله خيرا.
الفروق في المجلد السادس:
53 - ص: (24)
قوله: " ولو لم يبلغ نصاباً، فإن حولهما حول أصلهما إن كان نصاباً، وإلا فمن كماله " فإذا كان عنده (35) شاة فليس فيها زكاة؛ لأن أقل النصاب (40) وفي أثناء الحول نتجت كل واحدة منها سخلة، فنحسب الحول من تمام النصاب؛ ولهذا قال: " وإلا فمن كماله ".
مثال آخر: لو كان عنده نصف نصاب ثم بعد مضي ستة أشهر كَمُلَ نصاباً، ثم بعد ثلاثة أشهر ربح نصاباً آخر، فالحول يبتدئ من حين كمل نصاباً، والربح يتبع الأصل.
مثال آخر: لو أن رجلاً اتجر بـ (100.000) ريال، وفي أثناء الحول ربحت (50.000) ريال فنزكي الخمسين إذا تم حول المائة.
مثال آخر: رجل عنده (100.000) ريال، وفي أثناء الحول ورث من قريب له (50.000) ريال فنزكي الخمسين إذا تم حولها، ولا تضم إلى (100.000) في الحول.
فإذا قال قائل: فما الفرق بين المثالين؟
فالجواب: أن الربح فرع عن رأس المال فتبعه في الحول، كما في المثال الأول، وأما الإرث فهو ابتداء ملك، فاعتبر حوله بنفسه، كما في المثال الثاني.
فالمال المستفاد عند الربح لا يضم إلى ما عنده في الحول ويضم إلى ما عنده في النصاب.
فالمستفاد بغير الربح كالرجل يرث مالاً، أو يوهب له، أو المرأة تملك الصداق، وما أشبه ذلك فهذا لا يضم إلى ما عنده من المال في الحول؛ لأنه مستقل وليس فرعاً له، ولكنه يضم في تكميل النصاب.
مثال ذلك: إذا كان شخص عنده من الدراهم أقل من النصاب، وفي أثناء الحول مات له قريب فورث منه خمسين ألفاً فيبتدئ الحول من وقت ملك الخمسين ألفاً؛ في الخمسين، وفي الدراهم السابقة، ولا يبتدئ الحول في الدراهم السابقة من حين ملكها، وفي الخمسين من حين ملكها لأن الدراهم الأولى أقل من النصاب فليس فيها زكاة، لكن لما تم النصاب بإرث الخمسين ضممنا الأولى إلى الثانية، وصار الحول واحداً من حين تمام النصاب بملك الخمسين.
وبعض الناس تشكل عليه فيظن أنه إذا أتممنا النصاب بنينا على حول ما دون النصاب وليس كذلك، وإنما يبدأ الحول من كمال النصاب في الجميع.
مثال آخر: ملك في شهر محرم نصاباً، ثم ملك بالإرث في شهر جمادى الثانية أقل من النصاب مائة درهم ففيها زكاة - وإن كان أقل من النصاب - لأن عنده مالاً يبلغ النصاب، لكن حول المائة درهم يكون في جمادى الثانية، وليس في محرم؛ لأنها تضم إلى ما عنده في النصاب، لا في الحول.
-------------------------------
54 - ص (33)
مسألة مهمة كَثُر السؤال عنها وذلك حين كسدت الأراضي:
مثاله: اشترى إنسانٌ أرضاً وقت الغلاء ثم كسدت، ولم يجد من يشتريها لا بقليل ولا بكثير فهل عليه زكاة في مدة الكساد أو لا؟
الجواب: يرى بعض العلماء: أنه لا شيء عليه في هذه الحال؛ لأن هذا يشبه الدين على المعسر في عدم التصرف فيه، حتى يتمكن من بيعها، فإذا باعها حينئذ قلنا له: زك لسنة البيع فقط.
وهذا في الحقيقة فيه تيسير على الأمة، وفيه موافقة للقواعد؛ لأن هذا الرجل يقول: أنا لا أنتظر الزيادة أنا أنتظر من يقول: بع علي.
والأرض نفسها ليست مالاً زكوياً في ذاتها حتى نقول: تجب عليك الزكاة في عينه.
أما الدراهم المبقاة في البنك، أو في الصندوق من أجل أن يشتري بها داراً للسكنى أو يجعلها صداقاً، فهي لا تزيد لكن لا شك أن فيها زكاة.
والفرق بينها وبين الأرض الكاسدة: أن الزكاة واجبة في عين الدراهم، وأما الزكاة في العروض فهي في قيمتها، وقيمتها حين الكساد غير مقدور عليها، فهي بمنزلة الدين على معسر.
-------------------------------
55 - ص (198)
قوله: " أو بخلاً " أي منع الزكاة بخلاً، والبخل منع ما يجب، والشح الطمع فيما ليس عنده.
فالبخيل ممسك، والشحيح مقتطع، يريد أن تكون أموال الناس جميعاً عنده.
-------------------------------
56 - ص (211)
قوله: " فإن فعل أجزأت " أي: إن نقلها إلى مسافة القصر فأكثر أجزأت، ولكنه يأثم.
فإذا قال قائل: القاعدة عندنا أن المحرم لا يجزئ.
(يُتْبَعُ)
(/)
فنقول: التحريم هنا ليس عائداً على الدفع، بل عائد على النقل وإلا فقد دفعت إلى أهلها فتجزئ، ويكون آثماً للنقل.
والتحريم الذي يقتضي الفساد هو ما عاد على عين الشيء مثل قوله صلّى الله عليه وسلّم: " لا صلاة بعد العصر " فإن صلى فلا تصح صلاته إلا ما استثني، فهناك فرق بين أن يتعلق التحريم بنفس العبادة، وأن يتعلق بأمر خارج عنها.
-------------------------------
57 - ص (297)
فإن قيل: ما الفرق بين الحلي المباح وبين الثياب المباحة إذا قلنا: بوجوب الزكاة في الأول دون الثاني؟
فالجواب: إن الشارع فرق بينهما حيث أوجبها في الذهب والفضة من غير استثناء بل وردت نصوص خاصة في وجوبها في الحلي المباح المستعمل كما سبق، وأما الثياب فهي بمنزلة الفرس وعبد الخدمة الذين قال فيهما رسول الله صلي الله عليه وسلم: (ليس على المسلم في عبده ولا فرسه صدقة) فإذا كانت الثياب للبس فلا زكاة فيها وإن كانت للتجارة ففيها زكاة التجارة.
-------------------------------
58 - ص (300)
فإن قيل: هل يصح قياس الحلي المباح المعد للاستعمال على الثياب المباحة المعدة للاستعمال كما قاله من لا يوجبون الزكاة في الحلي؟
فالجواب لا يصح القياس لوجوه:
الأول:. . .
..
الرابع: أن الثياب والحلي افترقت عند مسقطي الزكاة في الحلي في كثير من المسائل فمن الفروق بينهما:
1. إذا أعد الحلي للنفقة، وأعد الثياب للنفقة بمعنى أنه إذا احتاج للنفقة باع منهما، واشترى نفقة، قالوا: في هذه الحال تجب الزكاة في الحلي ولا تجب في الثياب، ومن الغريب أن يقال امرأة غنية يأتيها المال من كل مكان، وكلما ذكر لها حلي معتاد اللبس أشترته برفيع الأثمان للتحلي به غير فرار من الزكاة، ولما افتقرت هذه المرأة نفسها أبقت حليها للنفقة وضرورة العيش، فقلنا لها: في الحال الأولى لا زكاة عليك في هذا الحلي، وقلنا لها في الحال الأخيرة عليك زكاة فيه، وهذا هو مقتضي قول مسقطي الزكاة في الحلي المباح.
2. إن الحنابلة قالوا: أنه إذا اعد الحلي للكراء وجبت فيه الزكاة، وإذا أعدت الثياب للكراء لم تجب الزكاة فيها.
3. إنه إذا كان الحلي محرماً وجبت الزكاة فيه، وإذا كانت الثياب محرمة لم تجب فيها الزكاة.
4. لو كان عنده حلي للقنية ثم نواه للتجارة صار للتجارة، ولو كان عنده ثياب للقنية ثم نواها للتجارة لم تصر للتجارة.
وعللوا ذلك: بأن الأصل في الحلي الزكاة فقويت النية بذلك، بخلاف الثياب، وهذا اعتراف منهم بأن الأصل في الحلي وجوب الزكاة فنقول لهم: وما الذي هدم هذا الأصل بدون دليل؟
5. قالوا: لو نوى الفرار من الزكاة باتخاذ الحلي لم تسقط الزكاة، وظاهر كلام أكثر أصحاب الإمام أحمد: أنه لو أكثر من شراء العقار فراراً من الزكاة سقطت الزكاة، وقياس ذلك لو أكثر من شراء الثياب فراراً من الزكاة سقطت الزكاة؛ إذ لا فرق بين الثياب والعقار، فإذا كان الحلي المباح مفارقاً للثياب المعدة للبس في هذه الأحكام، فكيف نوجب أو نجوز إلحاقه بها في حكم دل النص على افتراقهما فيه؟. إذا تبين ذلك فإن الزكاة لا تجب في الحلي حتى يبلغ نصاباً لحديث - أم سلمة رضي الله عنها – السابق: (ما بلغ أن تؤدي زكاته فزكي فليس بكنز) فنصاب الذهب عشرون ديناراً ونصاب الفضة مائتا درهم.
-------------------------------
59 - ص (409)
قوله: " ومن أكل شاكاً في طلوع الفجر صح صومه " أي: من أتى مفطراً، وهو شاك في طلوع الفجر فصومه صحيح.
...
قوله: " لا إن أكل شاكاً في غروب الشمس " أي: فلا يصح صومه؛ لأن الله يقول: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} فلا بد أن يتم إلى الليل، ولقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: " إذا أقبل الليل من هاهنا وأشار بيده إلى الشرق وأدبر النهار من هاهنا وأشار إلى المغرب وغربت الشمس " فلا بد أن تغرب الشمس " فقد أفطر الصائم ".
والفرق بين من أكل شاكاً في طلوع الفجر، ومن أكل شاكاً في غروب الشمس: أن الأول بانٍ على أصل وهو بقاء الليل، والثاني أيضاً بان على أصل وهو بقاء النهار، فلا يجوز أن يأكل مع الشك في غروب الشمس، وعليه القضاء ما لم نعلم أنه أكل بعد غروب الشمس، فإن علمنا أن أكله كان بعد الغروب، فلا قضاء عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
-------------------------------
60 - ص (411)
قوله: " أو معتقداً أنه ليل فبان نهاراً " أي: لو أكل يعتقد أنه في ليل، فبان نهاراً لم يصح صومه سواء من أول النهار أو آخره، أكل يعتقد أنه ليل بناءً على ظنه، أو بناءً على الأصل فبان نهاراً فعليه القضاء، فالفقهاء - رحمهم الله - لا يعذرون بالجهل ويقولون العبرة بالواقع.
مثاله: أكل السحور يعتقد أن الفجر لم يطلع، فتبين أنه طالع فالمذهب يجب عليه القضاء، وهذا يقع كثيراً، يقوم الإنسان من فراشه ويقرب سحوره ويأكل ويشرب، وإذا بالصلاة تقام فيكون قد أكل في النهار، فعليه القضاء على المذهب.
والقول الراجح: أنه لا قضاء عليه وسبق دليله.
وكذلك إذا أكل يعتقد أن الشمس غربت، ثم تبين أنها لم تغرب فهو أكل يعتقد أنه في ليل فبان أنه في نهار، فيلزمه على المذهب القضاء، وعلى القول الراجح لا يلزمه.
ودليله حديث أسماء السابق، حيث لم يأمرهم النبي صلّى الله عليه وسلّم بالقضاء، وهذا دليل خاص، ومن الأدلة العامة قوله تعالى: {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة: 286].
إذاً الفرق بين أول النهار وآخره، أنه يجوز في أول النهار الأكل مع الشك، وفي آخر النهار لا يجوز الأكل مع الشك.
-------------------------------
61 - ص (422)
قوله: " ومن جامع وهو معافى، ثم مرض، أو جن، أو سافر لم تسقط ".
هذه عكس المسألة السابقة، أي: أنه جامع وهو معافى صائم، ثم مرض في أثناء النهار بمرض يبيح له الفطر فتلزمه الكفارة، مع أنه في آخر النهار يباح له أن يفطر، لكن هو حين الجماع كان ممن لم يؤذن له بالفطر فلزمته الكفارة.
وكذلك أيضاً من جامع وهو عاقل، ثم جن في أثناء النهار، فالصوم يبطل بالجنون وعليه الكفارة لأنه حين الجماع من أهل الوجوب.
وكذلك من جامع في أول النهار، ثم سافر في أثنائه، فإنه يباح له الفطر، وتلزمه الكفارة.
فإذا قال: قد أذن لي بالفطر آخر النهار فلا كفارة علي، كالذي أذن له بالفطر أول النهار وجامع في آخره ورجحتم أنه لا كفارة عليه فما الفرق؟
فالجواب: أن الفرق ظاهر جداً، فأنت حينما جامعت لم يؤذن لك بالفطر، بل أنت ملزم بالصوم، وما طرأ من العذر فهو طارئ بعد انتهاكك لحرمة الزمن، فظهر الفرق.
-------------------------------
62 - قوله: " فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً " أي: فعليه إطعام ستين مسكيناً، والمسكين هنا يشمل الفقير والمسكين؛ لأن الفقير والمسكين إذا ذكرا جميعاً كان الفقير أشد حاجة، وإذا أفرد أحدهما عن الآخر صارا بمعنى واحد، فإذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا.
-------------------------------
63 - وقوله: " صيام شهرين متتابعين " هل المعتبر الأهلّة، أو المعتبر الأهلّة في شهر كامل، والأيام في الشهر المجَزَّأ؟
في هذا قولان للعلماء، والصحيح أن المعتبر الأهلّة؛سواء في الشهر الكامل، أو في الشهر المجَزَّأ.
فإن قيل: ما الفرق بين القولين؟
فالجواب: يظهر ذلك بالمثال، فإذا ابتدأ الإنسان هذين الشهرين من أول ليلة ثبت فيها الشهر - ولنقل إنّه شهر جُمادى الأولى - ابتدأه من أول يوم منه فيختمه في آخر يوم من شهر جمادى الآخرة، ولنفرض أن جُمادى الأولى تسعة وعشرون يوماً، وكذلك جمادى الآخرة - فيكون صومه ثمانية وخمسين يوماً، وهذا لا شك أنّه يعتبر بالهلال.
لكن إذا ابتدأ الصوم من نصف شهر جمادى الأولى فجمادى الآخرة معتبرة بالهلال لأنّه سوف يدرك أوّل الشهر وآخر الشهر فيعتبر بالهلال يقيناً.
أما الشهر الثاني الذي ابتدأهُ بالخامس عشر من جُمادى الأولى فيكمله ثلاثين يوماً، ويكون آخر صومه اليوم الخامس عشر من رجب على القول الثاني الذي يعتبر الشهر المجزأ ثلاثين يوماً، أمّا على القول الراجح الذي يعتبر الأهلّة مطلقاً: فإنّ آخر أيام صومه هو الرابع عشر من شهر رجب، إذا كان شهر جمادى الأولى تسعة وعشرين يوماً؛ فإذا قدرنا أن شهر جمادى الأولى ناقص وكذلك شهر جمادى الثانية فيكون صومه ثمانية وخمسين يوماً.
-------------------------------
64 - ص (424)
قوله: " باب ما يكره ويستحب وحكم القضاء " هذه ثلاثة عناوين جمعها المؤلف في باب واحد.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقوله: " ما يكره " أي: في الصيام، " ويستحب " أي: في الصيام، " وحكم القضاء " أي: قضاء رمضان.
والمكروه عند الفقهاء: هو الذي نهى عنه الشرع لا على وجه الإلزام بالترك؛ لأنه إن نهى عنه على وجه الإلزام بالترك صار حراماً، وأمثلته كثيرة، ففي الصلاة مكروهات، وفي الوضوء مكروهات، وفي الصيام مكروهات، وفي الحج وفي البيع وغيرها.
أما حكمه فإنه يثاب تاركه امتثالاً، ولا يعاقب فاعله، وبهذا ظهر الفرق بينه وبين الحرام فالحرام إذا فعله الإنسان استحق العقوبة، أما هذا فلا.
وأما في لسان الشرع: فإن المكروه يطلق على المحرم، بل قد يكون من أعظم المحرمات، قال الله تبارك وتعالى في سورة الإسراء حين نهى عن منهيات عظيمة قال: {كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً} [الإسراء: 28]، وفي الحديث عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: " إن الله كره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال ".
-------------------------------
65 - ص (425)
وقوله: " ويستحب " المستحب هو المسنون وهو ما أمر به لا على وجه الإلزام بالفعل، فإن أمر به على وجه الإلزام كان واجباً.
وحكم المستحب أن يثاب فاعله امتثالاً ولا يعاقب تاركه، ولكنَّ ثوابَ المستحب أو المسنون أقل من ثواب الواجب، بالدليل الأثرى والنظري.
أما الدليل الأثري فقوله تعالى في الحديث القدسي: " ما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضت عليه " فصلاة ركعتين فريضة، أحب إلى الله من صلاة ركعتين نافلة.
وأما الدليل النظري فإن إيجاب الله للواجب يدل على أنه أوكد، وأنَّ المكلف محتاج إليه أكثر من احتياجه إلى النوافل.
وهل يفرَّق بين المستحب والمسنون؟
الجواب: فرق بعض العلماء بينهما بأن المستحب ما ثبت بقياس، والمسنون ما ثبت بسنة، أي بدليل.
ولكن الصحيح أنه لا فرق، والمسألة اصطلاحية، فعند الحنابلة لا فرق بينهما، فلا فرق بين أن نقول: يستحب أن يتوضأ ثلاثاً بثلاث، وأن نقول: يسن أن يتوضأ ثلاثاً بثلاث، وهذا مجرد اصطلاح؛ أي: لو أن أحداً قال في مؤلف له: أنا إن عبَّرت بيسن فإنما أعبِّر عن ثابت بسنة وإن عبرت بيستحب فإنما عبرت عن ثابت بقياس، ثم مشى على هذا الاصطلاح لم ينكر عليه.
-------------------------------
66 - ص (509)
قوله: " ويلزمان بالنذر " أي: الصوم والاعتكاف يلزمان بالنذر، فمن نذر أن يصوم يوماً لزمه ومن نذر أن يعتكف يوماً لزمه، ومن نذر أن يصوم معتكفاً لزمه، ومن نذر أن يعتكف صائماً لزمه.
ولكن هناك فرق بين الصورتين الأخيرتين:
الأولى: من نذر أن يصوم معتكفاً لزمه أن يعتكف من قبل الفجر إلى الغروب، لأنه نذر أن يصوم معتكفاً فلا بد أن يستغرق الاعتكاف كل اليوم.
الثانية: من نذر أن يعتكف صائماً فإنه يعتكف، ولو في أثناء النهار ولو ساعة من النهار؛ لأنه يصدق عليه أنه اعتكف صائماً، ولهذا قد لا يعرف الفرق كثير من الطلبة في هذه المسألة.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[29 May 2006, 10:44 م]ـ
الفروق في المجلد السابع:
67 - ص (82):
قوله: " وإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني "، أي: إن منعني مانع من إتمام نسكي فإني أحل من إحرامي، حيث وجد المانع، وظاهر كلام المؤلف أن هذا القول عام يشمل من كان خائفاً، ومن لم يكن خائفاً ...
وهنا عبارتان:
العبارة الأولى: أن يقول: إن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني، " محلي " أي: مكان إحلالي من النسك، أو قت إحلالي منه.
العبارة الثانية: أن يقول: إن حبسني حابس فلي أن أحل.
والفرق بينهما: إذا قال: فمحلي حيث حبستني، حل بمجرد وجود المانع؛ لأنه علق الحل على شرط فوجد الشرط، فإذا وجد الشرط وجد المشروط، وأما إذا قال: إن حبسني حابس فلي أن أحل، فإنه إذا وجد المانع فهو بالخيار إن شاء أحل، وإن شاء استمر.
68 - ص (108):
مسألة: إذا أحرم الإنسان بالحج، ووصل إلى مكة فإنه يسن له أن يجعل الحج عمرة ليصير متمتعاً فلو جعل الحج عمرة ليتخلص بالعمرة منه، فإن ذلك لا يصح؛ لأن ذلك احتيال على إسقاط وجوب الحج عليه.
فإن قال قائل: ما الفرق بين من فسخ الحج ليصير متمتعاً ومن فسخ الحج بالعمرة ليتخلص منه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فالجواب: الفرق ظاهر: من فسخ الحج إلى عمرة ليتخلص بها منه، فهو متحيل على سقوط وجوب المضي في الحج، ومن فسخ الحج إلى عمرة ليصير متمتعاً، فإنه منتقل من الأدنى إلى الأعلى؛ لأن المتمتع أفضل من القارن والمفرد، وهذا هو الذي أمر به النبي صلّى الله عليه وسلّم أصحابه أن يفسخوا الحج ويجعلوه عمرة، ليصيروا متمتعين، لا ليتخلصوا بالعمرة من الحج.
مثاله: رجل سافر إلى مكة في أشهر الحج وأحرم به، وكأنه تطاول المدة الباقية على الحج ففسخ الحج إلى عمرة من أجل أن يطوف ويسعى ويقصر ويرجع إلى بلده.
فهذا لا يجوز؛ لأنه لما شرع في الحج وجب عليه إتمامه، فإذا حوله إلى عمرة ليتخلص منه، صار متحيلاً على إسقاط واجب عليه، وهذا لا يجوز.
69 - ص (122):
قوله: " إن الحمد والنعمة لك " بكسر همزة إن، ورويت بالفتح، فعلى رواية فتح الهمزة " أن الحمد لك ": تكون الجملة تعليلية، أي: لبيك؛ لأن الحمد لك، فصارت التلبية مقيدة بهذه العلة، أي: بسببها والتقدير لبيك لأن الحمد لك.
أما على رواية الكسر: " إن الحمد لك "، فالجملة استئنافية وتكون التلبية غير مقيدة بالعلة؛ بل تكون تلبية مطلقة بكل حال، ولهذا قالوا: إن رواية الكسر أعم وأشمل، فتكون أولى، أي: أن تقول: إن الحمد والنعمة لك، ولا تقل: أن الحمد والنعمة لك، ولو قلت ذلك لكان جائزاً.
والحمد والمدح يتفقان في الاشتقاق الأكبر، أي في الحروف دون الترتيب ح - م – د. موجودة في الكلمتين، فهل الحمد هو المدح، أو بينهما فرق؟
الجواب: الصحيح أن بينهما فرقاً عظيماً؛ لأن الحمد مبني على المحبة والتعظيم.
والمدح لا يستلزم ذلك فقد يبنى على ذلك وقد لا يبنى، قد أمدح رجلاً لا محبة له في قلبي ولا تعظيم، ولكن رغبة في نواله فيما يعطيني، مع أن قلبي لا يحبه ولا يعظمه.
أما الحمد فإنه لا بد أن يكون مبنياً على المحبة والتعظيم،ولهذا نقول في تعريف الحمد: هو وصف المحمود بالكمال محبة وتعظيماً، ولا يمكن لأحد أن يستحق هذا الحمد على وجه الكمال إلا الله - عزّ وجل -.
وقول بعضهم: الحمد هو الثناء بالجميل الاختياري، أي: أن يثني على المحمود بالجميل الاختياري، أي الذي يفعله اختياراً من نفسه، تعريف غير صحيح.
يبطله الحديث الصحيح: " أن الله قال: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال: الحمد لله رب العالمين، قال: حمدني عبدي، وإذا قال: الرحمن الرحيم، قال: أثنى علي عبدي " فجعل الله تعالى الثناء غير الحمد؛ لأن الثناء تكرار الصفات الحميدة.
و" أل " في الحمد للاستغراق، أي: جميع أنواع المحامد لله وحده، المحامد على جلب النفع وعلى دفع الضرر، وعلى حصول الخير الخاص والعام، كلها لله على الكمال كله.
وقد ذكر ابن القيم في كتابه (بدائع الفوائد) بحثاً مستفيضاً حول الفروق بين الحمد والمدح وكلمات أخرى في اللغة العربية تخفى على كثير من الناس، وبحث فيها بحثاً مسهباً، قال: كان شيخنا - ابن تيمية - إذا تكلم في هذا أتى بالعجب العجاب، مع أن شيخ الإسلام ليس نحوياً بل من علماء العقائد والفقه، وما أشبه ذلك، ولكن فتح الله عليه. ولكنه كما قيل:
تألق البرق نجدياً فقلت له إليك عني فإني عنك مشغول
أي أن شيخ الإسلام - رحمه الله - مشغول بما هو أهم من البحث في كلمة في اللغة العربية وأسرار اللغة العربية.
70 - ص (178):
قوله: " وتصح الرجعة "، أي: أن يراجع الإنسان مطلقته التي له الرجعة عليها.
مثال ذلك: رجل أحرم بعمرة أو حج، وكان قد طلق زوجته طلاقاً رجعياً، فأراد أن يراجعها فلا حرج، وتصح الرجعة، وتباح أيضاً.
فهنا فرقنا بين ابتداء النكاح، وبين استدامة النكاح؛ لأن الرجعة لا تسمى عقداً، وإنما هي رجوع؛ ولأن الاستدامة أقوى من الابتداء، أرأيتم الطيب، يجوز للمحرم بل يسن عند عقد الإحرام أن يتطيب فَيُحْرم، والطيب في مفارقه، لكن لو أراد أن يبتدئ الطيب فلا يجوز؛ لأن الاستدامة أقوى من الابتداء، وهنا حصل لنا فرعان على هذه القاعدة في محظورات الإحرام:
الأول: الطيب، يستديمه ولا يبتدئُهُ.
الثاني: النكاح، يستديمه ولا يبتدئُهُ.
71 - ص (214):
مسالة: إذا لم يجد المحصر هدياً ماذا يصنع؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قال المؤلف: " صام عشرة ثم حل " يقتضي وجوب الصوم وأنه لا يحل حتى يصوم العشرة ثم يحل ودليلهم في ذلك القياس على التمتع؛ لأن كلًّا منهما ترفه بالتحلل من الإحرام.
لكن هذا القياس قياس مع الفارق ومخالف لظاهر النص.
ووجه ذلك أن الحكمين في آية واحدة، حكم الإحصار وحكم التمتع، ومنزل الآية واحد وعالم بالأحكام - جل وعلا -، قال في التمتع: {فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ} [البقرة: 196]، وقال في الإحصار: {فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلا تَحْلِقُوا رُؤُوسَكُمْ} [البقرة: 196] فانتقل إلى حكم آخر ولم يذكر الصوم.
ولو كان الحكم واحداً، فهل يذكر الله - عزّ وجل - البدل في التمتع ولا يذكره في الإحصار؟!
الجواب: لا يمكن؛ لأنه لما سكت الله - عزّ وجل - عن الصيام في الإحصار، وأوجبه في التمتع لمن عدم الهدي، دل على أن من لم يجد الهدي من المحصرين،فليس عليه شيء فيحل بدون شيء.
ثم إن الظاهر من حال كثير من الصحابة - رضي الله عنهم - أنهم فقراء، ولم ينقل أن النبي صلّى الله عليه وسلّم أمرهم بالصيام، والأصل براءة الذمة، وفي كفارة القتل أوجب الله عتق الرقبة وقال: {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ} [النساء: 92] ذكر خصلتين فقط، وفي كفارة الظهار أوجب الله - عزّ وجل - عتق الرقبة فقال: {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً} [المجادلة: 4]، فذكر ثلاث خصال ولم يقيسوا كفارة القتل على كفارة الظهار، في وجوب الإطعام على من لم يستطع الصوم مع أنهما في آيتين متباينتين متباعدتين، وقالوا: لو كان الإطعام واجباً إذا لم يستطع الصوم لذكره الله كما ذكره في آية الظهار.
فنقول هنا: لو كان الصيام واجباً على من عدم الهدي في الإحصار لذكره الله، وهذا وجه كونه مخالفاً للنص.
أما كونه مخالفاً للقياس، فنقول: بينهما فرق عظيم، فالمتمتع ترفه بالتحلل من العمرة، لكن حصل له مقصوده بالحج، والمحصر لم يحصل له مقصوده [ولا بالعمرة]، فكيف يقاس من حصل له مقصوده على وجه التمام، بمن لم يحصل له مقصوده [ولا بعض مقصوده]، فالمتمتع وجب عليه الهدي، فإن لم يجد صام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع لكمال النعمة، بخلاف المحصر فإن منزلته منزلة العفو.
فظهر بذلك الفرق بينهما، وأنه لا يصح قياس أحدهما على الآخر.
وعلى هذا نقول: المحصر يلزمه الهدي إن قدر، وإلا فلا شيء عليه.
72 - ص (254):
مسائل: -
الأولى:. . .
الثانية [مسألة]: سكت المؤلف - رحمه الله - عن جزاء هذه الأشجار أو الحشيش، فهل أسقطها اختصاراً أو اقتصاراً؟
الجواب: بما أن المؤلف من أصحاب الإمام أحمد - رحمه الله - من الحنابلة، فالظاهر أنه أسقطها اختصاراً، لا اقتصاراً.
لكن يحتمل أنه أسقطها اقتصاراً، أي: أن التحريم مقصور على القطع والحش، وليس فيه جزاء.
وهذه المسألة فيها خلاف بين العلماء:
فقال بعض العلماء: إن هذه الأشجار أو الحشائش ليس فيها جزاء، وهذا مذهب مالك، وابن المنذر، وجماعة من أهل العلم.
وهو الحق؛ لأنه ليس في السنة دليل صحيح يدل على وجوب الجزاء فيها، وما ورد عن بعض الصحابة - رضي الله عنهم -، فيحتمل أنه من باب التعزير، فرأوا أنه يعزر من قطع هذه الأشجار، بناءً على جواز التعزير بالمال، ولو كان الجزاء واجباً لبينه النبي صلّى الله عليه وسلّم إذ لا يمكن أن يدع أمته بلا بيان ما يجب عليهم، وبوفاة النبي صلّى الله عليه وسلّم انقطع التشريع، وليس هذا من باب القياس حتى يقال لعله يقاس على الصيد؛ لأن هنا فرقاً بين الصيد والأشجار، فالأشجار نامية، لكن ليس فيها الحياة التي في الصيود، فإذا قطع الإنسان شجرة أو غصناً منها، أو حش حشيشاً فإنه يأثم، ولكن لا جزاء عليه لا قليلاً ولا كثيرا ً.
73 - ص (257):
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله: " وحرمها ما بين عير إلى ثور "، أي: حرم المدينة مسافة بريد في بريد والبريد أربعة فراسخ، والفرسخ ثلاثة أميال. فهو مربع ما بين عير إلى ثور، وثور جبل صغير خلف أحد من الناحية الشمالية.
وعير جبل كبير من الناحية الجنوبية الغربية عن المدينة جنوب ذي الحليفة.
وأما من الشرق إلى الغرب فما بين لابتيها فهو حرام، وحرم المدينة معروف عند أهل المدينة.
الفروق بين حرم مكة وحرم المدينة:
الأول: أن حرم مكة ثابت بالنص والإجماع، وحرم المدينة مختلف فيه.
الثاني: أن صيد حرم مكة فيه الإثم والجزاء، وصيد حرم المدينة فيه الإثم، ولا جزاء فيه.
الثالث: أن الإثم المترتب على صيد حرم مكة أعظم من الإثم المترتب على صيد المدينة.
الرابع: أن حرم مكة أفضل من حرم المدينة؛ لأن مضاعفة الحسنات في مكة أكثر من المدينة وعظم السيئات في مكة أعظم من المدينة فصار تحريم الصيد فيها أشد.
الخامس: أن من أدخلها، أي: المدينة صيداً من خارج الحرم فله إمساكه، ولا يلزمه إزالة يده المشاهدة، وعلى هذا تحمل قصة أبي عمير الذي كان معه طائر صغير يلعب به، يقال له: النغير فمات هذا الطير، فحزن الصبي لموته فكان النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول لهذا الصبي من باب الممازحة: " يا أبا عمير ما فعل النغير ". وسبق حكم الصيد إذا دخل به مكة.
وهذا الحديث استدل به من يرى أنه لا يحرم صيد حرم المدينة؛ لأن النبي صلّى الله عليه وسلّم أقر هذا الصبي.
والذين حرموه - وهم الجمهور – قالوا: إن هذا يحمل على أن هذا النغير جلب إلى الحرم وليس من صيد الحرم.
السادس: أن حرم مكة يحرم فيه قطع الأشجار بأي حال من الأحوال إلا عند الضرورة، وأما حرم المدينة فيجوز ما دعت الحاجة إليه، كالعلف، وآلة الحرث، وما أشبه ذلك.
السابع: أن حشيش وشجر حرم مكة فيه الجزاء على المشهور من المذهب، والصحيح أنه لا جزاء فيه وعلى هذا فلا فرق، وأما حرم المدينة فلا جزاء فيه.
قال رحمه الله تعالى في الروض: " وتستحب المجاورة بمكة وهي أفضل من المدينة "، أي: مكة أفضل من المدينة بلا شك، وقد قال النبي صلّى الله عليه وسلّم حين أخرج منها: " إنك لأحب البقاع إلى الله، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما خرجت ".
وذهب بعض العلماء إلى أن المجاورة في المدينة أفضل من المجاورة في مكة؛ لأن النبي صلّى الله عليه وسلّم حث على سكنى المدينة أكثر من حثه على سكنى مكة، وقال: " المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: المجاورة في أي بلاد يقوى فيها إيمانه وتقواه أفضل من غيرها؛ لأن ما يتعلق بالعبادات والعلوم والإيمان أحق بالمراعاة مما يتعلق بالمكان.
وما ذهب إليه الشيخ - رحمه الله - هو الصواب، ولهذا نزح كثير من الصحابة - رضي الله عنهم - إلى الشام والعراق واليمن ومصر؛ لأن إفادتهم فيها أكثر من بقائهم في المدينة.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[12 Jun 2006, 06:45 م]ـ
74 - ص (318):
قوله: " ويجزئ من بقية الحرم "، أي: ويجزئ الإحرام بالحج من بقية الحرم، وهل هنا فرق بين مكة والحرم؟
الجواب: نعم هناك فرق بينهما، فمكة القرية أي: البيوت، والحرم كل ما دخل في حدود الحرم فهو حرم، لكن في وقتنا الآن صار بعض مكة خارج الحرم حيث امتدت البيوت من جهة التنعيم إلى الحل، وعلى هذا فعندنا جاران في هذا المكان، أحدهما يحل له أن يقطع الشجر الذي في بيته والثاني لا يحل؛ لأن الثاني داخل حدود الحرم، والأول خارج حدود الحرم.
75 - ص (397):
قوله: " فإن شق أو لم يرجع فعليه دم "، أي: إن شق الرجوع ولم يرجع فعليه دم، وكذلك إذا لم يرجع بلا مشقة فعليه دم، لكن الفرق أنه إذا تركه للمشقة لزمه الدم ولا إثم، وإذا تركه لغير مشقة لزمه الدم مع الإثم؛ لأنه تعمد ترك واجب.
76 - ص (402):
مسألة: جمع طواف الإفاضة وطواف الوداع لا يخلو من ثلاث حالات:
الأولى: أن ينوي طواف الإفاضة فقط.
الثانية: أن ينويهما جميعاً.
الثالثة: أن ينوي طواف الوداع فقط.
والصورة التي ذكرها المؤلف هي الصورة الأولى فقط [وهي: أن يؤخر طواف الإفاضة فيجزئ عن طواف الوداع بلا نية].
فعلى هذا نقول: الصورة الأولى. . .
(يُتْبَعُ)
(/)
والصورة الثالثة: إذا نوى طواف الوداع فقط ولم ينو طواف الإفاضة، فإنه لا يجزئه عن طواف الإفاضة ولا عن طواف الوداع.
وهذه مسألة يجب أن ينبه الناس عليها؛ لأن أكثرهم إذا أخر طواف الإفاضة فطافه عند الخروج نوى الوداع فقط، ولا طرأ على باله طواف الإفاضة، فنقول في هذه الحال: إنه لا يجزئه؛ لأن طواف الإفاضة ركن وطواف الوداع واجب فهو أعلى منه، ولا يجزئ الأدنى عن الأعلى ولأنه لم ينو طواف الإفاضة، ولا يجزئه عن طواف الوداع، لأن من شرط طواف الوداع أن يكون بعد استكمال النسك، والنسك لم يتم.
لكن لو قال قائل: ألستم تقولون إن الرجل إذا حج عن نفسه قبل الفريضة ونواها نافلة فإنها تقع عن الفريضة؟
فالجواب: بلى نقول ذلك، وكذلك لو حج عن غيره ولم يحج عن نفسه مع وجوب الحج عليه فإن الحج يقع عن نفسه، والفرق أن مسألتنا جزء من حج بخلاف الحج كاملاً، فالحج كاملاً تكون الذمة فيه مشغولة بالفريضة، فإذا أدى ما دون الفريضة صار للفريضة، وأما هذا فهو جزء من عبادة، فإن طواف الوداع إن قلنا إنه من الحج فهو جزء منه، وإن قلنا: إنه مستقل فإنه لا يمكن أن يجزئ واجب عن ركن.
77 - ص (412):
قوله: " الإحرام " هذا هو الركن الأول، سبق لنا أن الإحرام هو نية النسك، وليس لبس ثوب الإحرام؛ لأن الإنسان قد ينوي النسك فيكون محرماً ولو كان عليه قميصه وإزاره، ولا يكون محرماً ولو لبس الإزار والرداء إذا لم ينو.
والنية محلها القلب فيكون داخلاً في النسك إذا نوى أنه داخل فيه، لكن يجب أن تعرف الفرق بين من نوى أن يحج، ومن نوى الدخول في الحج، فالثاني هو الركن، أما من نوى أن يحج فلم يحرم، فلا صلة له بالركن ولهذا ينوي الإنسان الحج من رمضان ومن رجب ومن قبل ذلك، ولا نقول إن الرجل تلبس بالنسك أو دخل في النسك أو أحرم.
78 - ص (424):
وقوله: " لغير أهل السقاية والرعاية ".
يفهم منه أن أهل السقاية والرعاية يجوز لهم ترك المبيت بالمزدلفة، ولا أعلم لهذا دليلاً من السنة أن الناس يسقون ليلة المزدلفة، ولا أن الرعاة يذهبون بالإبل ليلة المزدلفة. . .
ولكن قد يقول قائل: ما رأيكم في جنود المرور، وجنود الإطفاء، والأطباء، والممرضين، هل ترخصون لهم؟
الجواب نقول: لا نرخص لهم؛ لأن المبيت في المزدلفة أوكد من المبيت في منى بكثير، فإن منى لم يقل أحد من العلماء إن المبيت بها ركن من أركان الحج، والمزدلفة قال به بعض العلماء، وهو قول قوي كما سبق، إلا أن الأقوى منه أنه واجب وليس بركن، وعلى هذا فلا بد من المبيت في المزدلفة، ثم يفرق أيضاً بينه وبين ليالي منى أنه ليلة واحدة، أو بعض ليلة للإنسان الذي يريد أن يدفع مبكراً في آخر الليل، أي: لا يقضي ليله كله، فلا يصح قياسه على ليالي منى.
79 - ص (491):
شروط الذكاة:
الأول:. . .
الشرط الخامس: أن لا يكون الحيوان محرماً لحق الله، كالصيد في الحرم، أو الصيد في الإحرام.
فلو ذبح الإنسان أو صاد صيداً في الحرم فإنه حرام حتى لو سمى وأنهر الدم، ولو صاد صيداً أو ذبحه وهو محرم فهو حرام، ولو سمى وأنهر الدم؛ لأنه محرَّم لحق الله، ولهذا قال النبي صلّى الله عليه وسلّم للصعب بن جثامة - رضي الله عنه – قال: " إنا لم نرده عليك إلا أنا حُرم "، وهذا يتبين بالتعبير القرآني: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ} [المائدة: 95]، ولم يقل لا تصيدوا الصيد، فدل هذا على أن صيد الصيد والإنسان محرم يعتبر قتلاً، لا صيداً والقتل لا تحل به المقتولة.
فإن كان مُحرَّماً لحق الغير كالمغصوب مثلاً، فهل يكون كالمحرم لحق الله ويحرم أو لا يحرم؟
الصحيح أنه لا يحرم، وهو المشهور من مذهب الحنابلة - رحمهم الله -، وفرقوا بينهما بأن الغير حقه يمكن ضمانه، أو إرضاؤه، ويمكن أن يسمح، بخلاف حق الله - عزّ وجل -.
وفيه رواية أخرى في المذهب أن المحرَّم لحق الغير كالمحرَّم لحق الله لا تصح تذكيته.
فلو رأينا من باب التأديب والتعزير والتوجيه أن نقول لمن غصب شاة وذبحها: لا يحل لك أكلها ولا لغيرك، وعليك ضمانها، لو رأينا أن هذا من باب التعزير بحرمانه هذا المال الذي تعجله على وجه محرم لكان هذا متوجهاً.
80 - ص (505):
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله: " ويتعينان بقوله: هذا هدي أو أضحية لا بالنية "، أي: الهدي والأضحية بقوله: هذا هدي بالنسبة للهدي، أو أضحية بالنسبة للأضحية، فيتعينان بالقول، ولا يتعينان بالنية، ولا بالشراء، فلو اشترى شاة بنية أن يضحي بها فإنها لا تتعين ما دامت في ملكه، إن شاء باعها وإن شاء فسخ النية، وإن شاء تصدق بها، وإن شاء أهداها.
وكذلك لو اشترى شاة يريد أن تكون هدياً كهدي متعة - مثلاً -، وفي أثناء الطريق قبل أن يقول: هي هدي، أراد أن يبيعها فلا بأس، وهنا فرق بين أن يقول: هذا هدي، أو هذه أضحية على سبيل الإخبار، وبين أن يقول: هذا هدي أو أضحية على سبيل الإنشاء، ويظهر الفرق بينهما بالمثال:
رجل يجر شاة فقال له من رآه: ما هذه؟ قال: هذه شاة للأضحية، يعني أنها شاة يريد أن يضحي بها، فهذا خبر وليس بإنشاء، بخلاف ما إذا قال: هذه أضحية لله، وأنشأ أن تكون أضحية فإنها حينئذ تتعين.
81 - ص (508):
قوله: " ولا هبته ا"، أي: لا يجوز أن يهبها لأحد، والفرق بين البيع والهبة أن البيع بعوض والهبة تبرع بلا عوض.
82 - ص (513):
قوله: " ولا يعطي جازرها أجرته منها، ولا يبيع جلدها ولا شيئاً منها بل ينتفع به ".
الجازر: الذابح والناحر، فالناحر للإبل، والذابح لغيرها، وقوله: " لا يعطي جازرها أجرته منها "؛ لحديث علي - رضي الله عنه - أن النبي صلّى الله عليه وسلّم أمره أن يقوم على بدنه وأن يقسم بدنه كلها، لحومها وجلودها وجلالها ولا يعطي في جزارتها شيئاً؛ ولأن هذا الجازر نائب عنه، وهو ملزم بأن يذبحها هو بنفسه، فإذا كان ملزماً بأن يذبحها؛ من أجل أن تكون قربة فإنه لا يمكن أن يعطي الجازر منها أجرته، وهو وكيل عنه.
وقد يقول قائل: ألستم تجيزون أن يعطى العامل على الزكاة من الزكاة، فلماذا لا يجوز أن نعطي جازر الأضحية والهدي من الهدي كما نعطي العامل على الزكاة؟
قلنا: الفرق ظاهر؛ لأن هذا الجازر وكيل عن المالك، ولهذا لو وكل الإنسان شخصاً يفرق زكاته، فإنه لا يجوز أن يعطيه من سهم العاملين عليها.
فمثلاً لو أن إنساناً أرسل إلى شخص عشرة آلاف ريال، وقال له: خذ هذه وزعها زكاة، فهذا الذي أخذ العشرة آلاف لا يجوز أن يأخذ منها شيئاً؛ لأن العامل عليها هو الذي يتولاها من قبل ولي الأمر.
83 - ص (516):
وقوله: " إلا أن تكون واجبة في ذمته قبل التعيين "، فيجب عليه البدل.
مثال ذلك: رجل عليه هدي تمتع، وهدي التمتع واجب في ذمته وليس واجباً بالتعيين، لكن هدي التطوع لا يجب عليه إلا إذا عينه فيجب عليه ذبحه، والفرق أن الواجب في الذمة قبل التعيين يطالب به الإنسان كاملاً، والواجب بالتعيين وأصله تطوع فيه هذا التفصيل الذي سبق وهو أنه لا ضمان عليه إلا أن يكون ذلك بفعله أو تفريطه.
مثال الواجب في الذمة قبل التعيين: اشترى رجل هدي تمتع وعينه، ثم بعد ذلك عثر هذا الهدي وانكسر، فلا يجزئه أن يذبحه لما كان منكسراً؛ لأنه قد وجب في ذمته قبل التعيين أن يذبح هدياً لا عيب فيه، وهذا الهدي فيه عيب فليزمه أن يبدله بمثله.
84 - ص (520):
ولكن لمن تسن للأحياء أم للأموات؟
الجواب: أنها سنة للأحياء، وليست سنة للأموات، ولذلك لم يضح النبي صلّى الله عليه وسلّم عن أحد ممن مات له، لا عن زوجته خديجة - رضي الله عنها - وهي من أحب النساء إليه، ولا عن عمه حمزة - رضي الله عنه - وهو من أحب أعمامه إليه، ولا عن أحد من أولاده - رضي الله عنهم - الذين كانوا في حياته، وأولاده بضعة منه، وإنما ضحى عنه وعن أهل بيته، ومن أراد أن يدخل الأموات في العموم فإن قوله قد يكون وجيهاً، ولكن تكون التضحية عن الأموات هنا تبعاً لا استقلالاً؛ ولهذا لا يشرع أن يضحى عن الإنسان الميت استقلالاً؛ لعدم ورود ذلك عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، فإن ضُحي عنه:
قيل: تكون أضحية.
وقيل: تكون صدقة.
والفرق بينهما ظاهر، فإن الأضحية أجرها أكثر من أجر الصدقة.
85 - ص (522):
قوله: " ويسن أن يأكل ويهدي ويتصدق أثلاثاً "، أي: يشرع، لا على وجه الوجوب، بل على وجه الاستحباب أن يقسمها أثلاثاً، فيأكل الثلث، ويهدي بالثلث، ويتصدق بالثلث.
(يُتْبَعُ)
(/)
والفرق بين الهدية والصدقة: أن ما قصد به التودد والألفة فهو هدية؛ لما جاء في الحديث: " تهادوا تحابوا "، وما قصد به التقرب إلى الله فهو صدقة، وعلى هذا فتكون الصدقة للمحتاج والهدية للغني.
86 - ص (525):
وقوله: " ويسن أن يأكل ويهدي ويتصدق "، ظاهر كلام المؤلف أن هذا الحكم في كل أضحية حتى الواجب بالنذر فإنه يأكل منها، ويهدي ويتصدق، وهو صحيح، بخلاف الواجب في الهدي فإنه لا يأكل منه إذا كان جبراناً، ويأكل منه إذا كان شكراناً، فدم هدي التمتع والقران يأكل منه، والدم الواجب لترك الواجب أو فعل المحظور لا يأكل منه، والفرق أن الثاني كفارة والأول شكر، فلذلك أكل النبي صلّى الله عليه وسلّم من هديه، وهو واجب بالقران.
إذاً الأضحية يأكل منها، سواء كانت واجبة بالنذر أو غير واجبة، وأما الهدي ففيه تفصيل كما يلي:
أولاً: ما وجب لفعل محظور أو ترك واجب فإنه لا يأكل منه؛ لأنه يقع موقع الكفارة.
ثانياً: ما وجب لشكر النعمة كهدي التمتع والقران، فإنه يأكل منه، كما جاءت بذلك السنة أما التطوع فلا إشكال أنه يأكل منه ويتصدق ويهدي.
87 - ص (532):
مسألة: سكت المؤلف عن شيء جاء به الحديث وهو " الظفر "، ولا أعلم أن أحداً من العلماء أهمل حكمه، ولعل المؤلف - رحمه الله - تركه اقتصاراً أي ذكر شيئين مما جاء به الحديث وأسقط الثالث، ولكن الحكم واحد فلا يأخذن من ظفره شيئاً، لكن لو أنه انكسر الظفر وتأذى به فيجوز أن يزيل الجزء الذي يحصل به الأذية ولا شيء عليه، وكذلك لو سقط في عينه شعرة، أو نبت في داخل الجفن شعر تتأذى به العين، فأخذه بالمنقاش جائز؛ لأنه لدفع أذاه.
وفهم من كلام المؤلف أنه إذا أخذ شيئاً من ذلك فلا فدية عليه وهو كذلك، ولا يصح أن يقاس على المحرم؛ لأن الاختلاف ظاهر لما يلي:
أولاً: المحرم لا يحرم عليه إلا أخذ الرأس، وما سواه فإنه بالقياس، وهذا الحديث عام للرأس وغير الرأس.
ثانياً: المحرم لا يحرم عليه أخذ شيء من بشرته، وهذا يحرم.
ثالثاً: المحرم عليه محظورات أخرى غير هذا، فالإحرام أشد وأوكد فلذلك وجبت الفدية فيه أما هذا فإنه لا فدية فيه.
88 - ص (546):
قوله: " وحكمها كالأضحية "، أي: حكم العقيقة حكم الأضحية في أكثر الأحكام ومنها:
أولاً: أنه لا بد أن تكون من بهيمة الأنعام، فلو عق الإنسان بفرس لم تقبل؛ لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد "، وقد قال: " عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة ".
ثانياً: أنه لا بد أن تبلغ السن المعتبرة، وهو ستة أشهر في الضأن، وسنة في المعز، وسنتان في البقر، وخمس سنين في الإبل.
ثالثاً: أن تكون سليمة من العيوب المانعة من الإجزاء كالعور البيِّن، والمرض البيِّن، والعرج البيِّن، وما أشبه ذلك.
وتخالف الأضحية في مسائل منها:
أولاً: أن طبخها أفضل من توزيعها نِيَّة؛ لأن ذلك أسهل لمن أطعمت له.
ثانياً: ما سبق أنه لا يكسر عظمها، وهذا خاص بها.
ثالثاً: ما ذكره المؤلف أنه لا يجزئ فيها شرك في دم بقوله:
" إلا أنه لا يجزئ فيها شرك في دم "، أي العقيقة لا يجزئ فيها شرك دم، فلا تجزئ البعير عن اثنين، ولا البقرة عن اثنين، ولا تجزئ عن ثلاثة ولا عن أربعة من باب أولى. . .
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[12 Jun 2006, 06:47 م]ـ
الفروق في المجلد الثامن:
89 - ص (16)
قوله: " وإذا كان أبواه مسلمين لم يجاهد تطوعاً إلا بإذنهما "
أي: أبوا الشخص يعني أمه وأباه، وأُطْلِق عليهما الأبوان من باب التغليب، كما يقال: القمران للشمس والقمر، ويقال العمران لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فإذا كان الإنسان له أبوان مسلمان، وأراد الجهاد تطوعاً فإنه لابد من إذنهما، فإن أذنا له وإلا حرم عليه الجهاد.
فإن قال قائل: هل يلزم استئذان الأب والأم لكل تطوع قياساً على الجهاد، بمعنى أنه إذا أراد أن يقوم الليل هل يشترط إذن الأبوين؟ وإذا أراد أن يصلي الراتبة أو أراد أن يطلب العلم هل يستأذن الأبوين؟
(يُتْبَعُ)
(/)
نقول: لا يشترط، والفرق: أن الجهاد فيه خطر على النفس، وسوف تتعلق أنفس الأبوين بولدهما الذاهب إلى الجهاد ويحصل لهما قلق بخلاف ما إذا سافر لطلب العلم في بلد آمن، أو إذا تطوع في بلده بشيء من التطوع، فإن ذلك لا ضرر على الأبوين فيه، وفيه منفعة له، ولهذا نقول: ما فيه منفعة للإنسان ولا ضرر على الأبوين فيه فإنه لا طاعة للوالدين فيه منعاً أو إذناً لأنه ليس فيه ضرر وفيه مصلحة، وأي والد يمنع ولده من شيء فيه مصلحة له، وليس على الوالد فيه ضرر فإنه مخطئ فيه وقاطع للرحم؛ لأن الذي ينبغي للأب أن يشجع أولاده من بنين وبنات على فعل كل خير، ونظير هذا أن بعض النساء يمنعن بناتهن من صوم أيام البيض، أو من صوم يومي الاثنين والخميس بحجة أن في ذلك مشقة، وكلفة عليهن، مع أن الذي يحس بالكلفة والمشقة هن البنات الصائمات، ولا يحق للوالد أن يمنع ولده من فعل طاعة، سواء أكان ذكراً أو أنثى، إلا إذا كان على أحد الأبوين في ذلك ضرر، كما لو كان الأب أو الأم يحتاج أحدهما إلى تمريض مثلاً، وإذا اشتغل الابن أو البنت بهذه الطاعة ضَرَّ الأب أو الأم فحينئذٍ لهما أن يمنعاه ويجب عليه هو أن يمتنع؛ لأن بر الوالدين واجب والتطوع ليس واجب.
90 - ص (34):
قوله: " فيخرج الخمس "
الضمير يعود على الإمام أو نائبه أي: يخرج الإمام الذي هو الرئيس الأعلى في الدولة أو من ينوب عنه كقائد الجيش مثلاً الخمس أي: خمس الغنيمة؛ لقول الله تعالى: {وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} [سورة الأنفال: 41]، فيخرج الخمس ويصرف على ما ذكر الله في القرآن {فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} فهؤلاء خمسة، إذاً الخمس يقسم خمسة أسهم. . .
وهل هو كالزكاة بمعنى أنه يجوز الاقتصار على واحد من هؤلاء أم يجب التعميم؟
المشهور من المذهب: أنه يجب التعميم؛ أي: أننا نعمم بحسب القدرة والطاقة، فمثلاً اليتامى في البلد لا نقول: أنه يجزئ أن نعطي ثلاثة منهم، أي: أقل الجمع، بل نبحث عن كل يتيم في البلد ونعطيه من هذا الذي هو خمس الخمس، أما مستحق الزكاة فقد سبق أنه يجوز الاقتصار على واحد.
فإن قال قائل: ما الفرق؟ قلنا: الفرق هو: أنه ثبت في السنة جواز الاقتصار على واحد كما في حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه ((أعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم))، ولم يذكر بقية الأصناف مع أن هذا بعد نزول الآية، وأما هنا فقال الله تعالى: {فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ}، فكل من كان فيه هذا الوصف استحق.
91 - ص (61):
قوله: " باب عقد الذمة وأحكامها "
هذا الباب اشتمل على مسألتين:
الأولى: عقد الذمة، وتتضمن: معنى عقد الذمة، ومن تعقد له.
الثانية: أحكام أهل الذمة، أي: ما يلزم المسلمين نحو أهل الذمة، وما يلزم أهل الذمة نحو المسلمين.
الذمة لغة هي: العهد، ودليل ذلك قوله تعالى: {لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً} [سورة التوبة: 10]، والإل بمعنى القرابة والذمة بمعنى العهد؛ لأن الأصل أن الإنسان يحتمي بأمرين إما بالقرابة، وإما بالعهد قال تعالى: {وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً} [سورة الإسراء: 34]. وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث بريدة بن الحصيب: ((إذا حاصرت أهل حصن فأرادوا أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه، فلا تجعل لهم ذمة الله ولا ذمة نبيه، ولكن أجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك، فإنكم إن تخفروا ذممكم أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله)) وعلى هذا فالذمة معناها: العهد.
ولكن ما معنى الذمة هنا هل هي العهد السابق؟
نقول: لا، بينهما فرق، العهد السابق هو الهدنة، فنعاهد الكفار، وهم في أرضهم مستقلون عن المسلمين ليس لنا من شأنهم شيء إلا وضع القتال، أما هؤلاء فإنهم يقرون على كفرهم في بلادهم بشرط إعطاء الجزية والتزام أحكام الملة.
92 - ص (62):
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله: " لا يعقد لغير المجوس وأهل الكتابين ومن تبعهم " ....
وأما عقده لأهل الكتاب، فهو ثابت هذا في القرآن الكريم قال تعالى: {قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [سورة التوبة: 29] ((حتى)) غائية لا تعليلية، والفرق بينهما: إذا كانت بمعنى إلى فهي غائية، وإذا كانت بمعنى اللام فهي تعليلية فمثال التعليلية قوله تعالى: {لَا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا} [سورة المنافقون: 7]، أما قوله تعالى: {حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ}، فالمعنى إلى أن يعطوا، إذاً فهي غائية. . .
93 - ص (77):
وقوله: " دون ما يعتقدون حله " مثل الخمر. فالخمر يعتقد أهل الكتاب أنه حلال، فإذا جيء إلينا بسكران من أهل الذمة فإننا لا نقيم عليه حد الخمر حتى وإن قلنا إن عقوبة شارب الخمر حد؛ لأنه يعتقد حله، والذي يعتقد حل الشيء كيف يعاقب عليه؟ لكن سيأتي أنهم يمنعون من إظهار شرب الخمر، فإن أظهروا ذلك فإننا نعزرهم بما يردعهم، ويؤخذ من هذا الحكم الذي أقره الفقهاء رحمهم الله: أن من اعتقد حل شيء مختلف فيه وإن كان كافراً فإنه لا يلزم بحكم من يرى تحريمه، وإذا كان هذا في حق الكفار ففي حق المسلمين من باب أولى فيما ذهبوا إليه بتأويل سائغ، مثل: الدخان، فالدخان ليس مجمعاً على تحريمه، فمن العلماء من خالف فيه لا سيما أول ما ظهر، فإذا رأينا شخصاً يشرب الدخان وهو يرى أنه حلال فإننا لا نعزره؛ وإن كان يعتقد أنه حرام فإننا نعزره؛ لأن التعزير واجب في كل معصية لا حد فيها ولا كفارة.
وهل نقره؟ بمعنى هل يجوز أن أجلس إلى جنب واحد يدخن ويعتقد حل الدخان؟
الجواب: لا.
ولو رأيت أحداً أكل إبل ولم يتوضأ وقام يصلي وهو لا يرى وجوب الوضوء من أكل لحم الإبل هل تنكر عليه؟
الجواب: لا، وهل تصلي معه؟
الجواب: نعم، وهذا إقرار وليس بإنكار.
إذاً ما الفرق بين ترك الواجب وفعل المحرم؟
الجواب: لا فرق، لكن ينبغي لذوي المروءة أن لا يجلسوا مع الذين يشربون الدخان ولو كانوا يعتقدون حله؛ لأن هذا دناءة وفي ظني أن الذين يعتقدون حله من العلماء لا يرون أنه من فعل ذوي المروءة، كما أننا مثلاً نرى أن أكل الفصفص لا بأس به، لكن لو أتى معلم يعلم الطلبة وعنده كيس فصفص يأخذ منه ويأكل فهذا يعتبر مخالفاً للمروءة وإن كان ليس حراماً لكن الإنسان يجب أم يكون عنده أدب أما من عاند كإنسان مسلم يأكل الخنزير، ويقول: أنا أعتقد أنه حلال فلا نقره؛ لأنه مجمع عليه، ولا يمكن لأي إنسان أن يحلل لحم الخنزير بأي مسوغ، ففرق بين هذا وهذا.
94 - ص (82):
قوله " ولا القيام لهم " أي: إذا أقبلوا فلا تقم لهم؛ لأن ذلك إكرام لهم، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه))، فإن القيام لهم ينافي ذلك تمام المنافاة؛ لأنه إكرام لهم، وعُلِمَ من قول المؤلف: " ولا القيام لهم " أنه يجوز القيام للمسلمين، فإذا دخَل إنسان ذو شرف وجاه فإنه لا بأس بالقيام له، لكن هو نفسه لا يحب ولا يتمنى أن يقوم الناس له، إنما إذا قاموا له فإنه لا حرج عليهم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم: ((يكره أن يُقام له)) فتركه الصحابة استجابة لرغبة النبي صلى الله عليه وسلم، لكنه لا بأس أن يقوم الإنسان لذي الشرف والجاه إكراماً لهم.
وليعلم أن القيام ينقسم إلى ثلاثة أقسام: قيام للشخص، وقيام عليه، وقيام إليه.
فالقيام له: أي: أنه إذا دخل قمت إجلالاً وإكراماً له، ثم إن شئت فقل: اجلس في مكاني وإن شئت جلست.
والقيام إليه: أن يتقدم الإنسان إلى القادم ويخطو خطوات وهذا جائز قال النبي صلى الله عليه وسلم لما أقبل سعد بن معاذ رضي الله عنه للتحكيم: ((قوموا إلى سيدكم)) فأمر بالقيام إليه إكراماً له.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما القيام على الشخص: فإنه لا يجوز إلا إذا كان في ذلك إغاظة للمشركين؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ((نهى أن نقوم على غيرنا كما تقوم الأعاجم على ملوكها)) بل في الصلاة ((لما صلى جالساً وصلوا خلفه قياماً أمرهم أن يجلسوا))؛ لئلا تظهر صورة المشابهة حتى في الصلاة فإن كان في ذلك إغاظة للمشركين فإنه لا بأس به، بل قد يكون محموداً ومأموراً به كما فعل المغيرة بن شعبة حين قام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقريش تراسله في صلح الحديبية فهذا لا شك أنه محمود؛ ليتبين لهؤلاء الكفار أن المسلمين يعظمون زعماءهم وعظماءهم.
إذاً القيام لأهل الذمة حرام، ولا يجوز ولو كان كبيراً، بأن كان وزيراً، أو كان رئيساً، لكن إذا لم يكن من أهل الذمة وقدم إلى بلد الإسلام فهل يقام له؛ لأنه من ذوي الشرف والجاه في قومه، ولأن ذلك مما جرت به العادة بين الناس ورؤساء الدول أو لا يقام له؟
الجواب: هذا محل نظر، وفرق بين هذه المسألة وبين مسألة أهل الذمة؛ لأن أهل الذمة تحت ولايتنا، ونحن لنا الولاية عليهم فلا يمكن أن نكرمهم بالقيام لهم.
95 - ص (85):
قوله " ولا بداءتهم بالسلام " ...
مسألة: هل يجوز أن نهنئهم، أو نعزيهم، أو نعود مرضاهم أو نشهد جنائزهم؟
الجواب: أما التهنئة: بالأعياد فهذه حرام بلا شك، وربما لا يسلم الإنسان من الكفر؛ لأن تهنئتهم بأعياد الكفر رضا بها، والرضا بالكفر كفر، ومن ذلك تهنئتهم بما يسمى بعيد الكرسمس أو عيد الفُصْح أو ما أشبه ذلك، فهذا لا يجوز إطلاقاً، حتى وإن كانوا يهنئونا بأعيادنا فإننا لا نهنئهم بأعيادهم، والفرق أن تهنئتهم إيانا بأعيادنا تهنئة بحق، وأن تهنئتنا إياهم بأعيادهم تهنئة بباطل، فلا نقول إننا نعاملهم بالمثل إذا هنؤونا بأعيادنا فإننا نهنئهم بأعيادهم للفرق الذي علمتم ...
96 - ص (87):
قوله: " ويمنعون من إحداث كنائس، وبيع، وبناء ما انهدم منها ولو ظلماً "
يمنعون: الضمير يعود على أهل الذمة الذين في بلادنا – فيمنعون من الأمور الآتية:
أولاً: إحداث كنائس. . .
ثانياً: إحداث بيع: يمنعون من إحداثها وهي متعبد اليهود، كما يمنعون من إحداث الكنائس.
فإن قال قائل: إذا كانوا لا يمنعوننا من إحداث المساجد في بلادهم فهل لنا أن نمنعهم من إحداث الكنائس في بلادنا؟.
الجواب: نعم، وليس هذا من باب المكافأة أو المماثلة؛ لأن الكنائس دور الكفر والشرك والمساجد دور الإيمان والإخلاص، فنحن إذا بنينا المسجد في أرض الله فقد بنيناه بحق، فالأرض لله، والمساجد لله، والعبادة التي تقام فيها كلها إخلاص لله، واتباع لرسوله صلى الله عليه وسلم بخلاف الكنائس والبيع.
ومن سفه بعض الناس أنه يقول: لماذا لم نمكنهم من بناء الكنائس في بلادنا كما يمكنونا من بناء المساجد في بلادهم؟
الجواب: نقول هذا من السفه، ليست المسألة من باب المكافأة، إذ ليست مسائل دنيوية، فهي مسائل دينية، فالكنائس بيوت الكفر والشرك، والمساجد بيوت الإيمان والإخلاص فبينهما فرق والأرض لله، فنحن إذا بنينا مسجداً في أي مكان من الأرض فقد بنينا بيوت الله في أرض الله بخلافهم.
ثالثا: بناء ما انهدم منها: ...
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[15 Jun 2006, 05:44 م]ـ
97 - ص (131):
قوله " إلا الكلب " فإنه لا يجوز بيعه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ((نهى عن بيعه)) مع أن الكلب يصلح للصيد، أليس ((قد أباح النبي صلى الله عليه وسلم إقتناءه لثلاثة أمور، الحرث والماشية، والصيد)) ومع ذلك لا يجوز بيعه، حتى لو باعه لهذا الغرض، أي للصيد فإنه لا يجوز.
فإن قال قائل: كيف مُنع بيع الكلب مع ما فيه من المنافع ولم تمنع سباع البهائم التي تصلح للصيد؟
قلنا: التفريق بالنص، فالنبي صلى الله عليه وسلم: ((نهى عن ثمن الكلب))، ولا يصح أن تقاس سباع البهائم التي تصلح للصيد عليه، لدخولها في عموم قوله تعالى: {وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ} [سورة البقرة: 275]؛ ولأنها أخف ضرراً من الكلب، إذ أن الكلب إذا ولغ في إناء يجب أن يغسل سبعاً إحداها بالتراب، وغيره من السباع لا يجب التسبيع فيه ولا التتريب، فظهر الفرق وامتنع القياس.
98 - ص (146):
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله " أو ممن يقوم مقامه " يعني من يقوم مقام المالك وهم أربعة أصناف: الوكيل، والوصي والولي، والناظر، هؤلاء هم الذين يقومون مقام المالك.
وعلى هذا فإذا وكل إنسان إنساناً في بيع شيء فباعه صح، مع أن الوكيل ليس بمالك، ولكنه قائم مقام المالك، لكن يجب على الوكيل أن يتصرف بما يراه أصلح، فإذا كانت السلعة تزيد فإنه لا يبيعها حتى تنتهي الزيادة، بخلاف الذي يتصرف لنفسه فإنه يجوز أن يبيع السلعة بما هو دون، والفرق بينهما: أن المتصرف لغيره يجب أن يتصرف بالأحظ، والمتصرف لنفسه يتصرف بما شاء، فمثلاً: لو أعطيت هذا الرجل مسجلاً يبيعه فصار الناس يزيدون في المسجل حتى بلغ مائة أو مائتين فلا يجوز له أن يبيعه والناس يزيدون فيه حتى يقف السعر، لكن لو باعه مالكه بمائة ريال وهو يساوي مائتين جاز؛ لأن المالك يتصرف لنفسه، وذلك يتصرف لغيره.
وانظر إلى هذه المسألة وهي التصرف للغير بالأحظ حتى في العبادات: فالإمام يجب أن يصلي بالناس حسب السنة، وغيره يصلي ما شاء، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا صلى أحدكم بالناس فليخفف، وإذا صلى لنفسه فليطول ما شاء)).
99 - ص (182):
قوله: " والحمل " فاستثناء الحمل أيضاً لا يصح، مثل: أن يبيع عليه شاة حاملاً، وقال: بعتك هذه الشاة الحامل إلا حملها؛ لأن البائع يعرف أنها شاة طيبة، وسيكون نتاجها طيباً فلا يصح الاستثناء؛ لأن الحمل مجهول، وهذا هو المذهب، وهو أحد القولين في المسألة.
والقول الثاني: صحة استثناء الحمل؛ لأن الحمل جزء منفصل، وإذا استثنيت الحمل فكأنني بعت عليك شاة حائلاً ليس فيها حمل.
فإن قال قائل: هذا يضاد نهي الرسول صلى لله عليه وسلم ((عن بيع الحمل)) قلنا: لا لا يضاد وحاشا لله أن نقول قولاً يضاد قول الرسول صلى الله عليه وسلم مع علمنا بذلك ولكن الفرق: أن بيع الحمل بيع معاوضة كل يشاح الآخر فيه، أما الاستثناء فهو استبقاء؛ لأن البائع لم يبع شيئاً، والمشتري لم يشتر شيئاً، غاية ما فيه أن البائع استبقى الحمل، والاستبقاء معناه عدم نقل الملك في الحمل وهذا لا يضر المشتري شيئاً.
فالصواب: جواز استثناء الحمل.
100 - ص (186):
قوله: " وأن يكون الثمن معلوماً " وهذا هو الشرط السابع: أن يكون الثمن معلوماً.
فما هو الفرق بين المبيع وبين الثمن؟
قيل: الثمن: ما كان من النقدين، فإذا قلت بعت عليك هذا الثوب بدرهم فالثمن درهم.
وإذا قال: بعت عليك هذا الدرهم بثوب فالثمن الدرهم.
وقال بعض العلماء: الثمن ما دخلت عليه الباء، فإذا قلت بعت عليك ثوباً بدرهم فالثمن الدرهم، وإذا قال: بعت عليك درهماً بثوب فالثمن الثوب، وبعت عليك قلماً بساعة فالثمن الساعة، وبعت عليك ساعة بقلم فالثمن القلم، وهذا هو الأصل حتى في عرف الناس أن الثمن ما دخلت عليه الباء.
فيشترط أن يكون الثمن معلوماً كما يشترط أن يكون المبيع معلوماً والدليل: حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ((أن النبي صل الله عليه وسلم: ((نهى عن بيع الغرر)) ولأنه أحد العوضين فاشترط فيه العلم كالعوض الآخر وإنما قلت بهذا القياس؛ لأن العوض الآخر قد وردت أحاديث في عين المبيع المجهول كبيع الحوامل مثلاً.
101 - ص (191):
قوله: " كل ذراع أو قفيز أو شاة بدرهم صح " وإن لم يعلما القدر؛ لأنه باع الجملة، وجعل هذا التحديد تقديراً للثمن أما المبيع فمعلوم.
مثاله: إنسان عنده قطيع من الغنم، فقال: بعتك هذا القطيع كله كل شاة بدرهم، صح؛ لأن المبيع معلوم، وتقديره بالشاة أي بالواحدة من أجل معرفة قدر الثمن فيصح، وهذا القطيع ربما يكون فيه مائة رأس، أو مائتان، فلا يضر هذا؛ لأنه معلوم بالمشاهدة، وكوني أحدد الثمن على كل رأس إنما هو لتقدير الثمن فقط.
ومثل ذلك أيضاً: إذا باع عليه الصبرة كلها كل قفيز، وإن شئت فقل كل صاع بدرهم فلا باس.
وكذلك لو باعه الثوب المتر بكذا وكذا، فهذا جائز، لكن إن باع من الصبرة كل قفيز بدرهم أو من الثوب كل ذراع بدرهم، أو من القطيع كل شاة بدرهم فهنا لا يصح البيع.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا باع عليه من القطيع كل شاة بدرهم فلا يصح البيع؛ لأن من للتبعيض فلا ندري هل يأخذ من هذا القطيع شيئاً كثيراً أو شيئاً قليلاً، فعاد الأمر إلى جهالة المبيع؛ لأنه قد يأخذ من القطيع مثلاً خمسين رأساً أو عشرين رأساً أو كل القطيع، فهو مجهول فلهذا لا يصح.
والفرق بين المسألتين: أنه في الأولى وقع البيع على الجميع، وكون كل واحد بكذا إنما هو لمعرفة قدر الثمن، فالمبيع الآن معلوم.
وفي المسألة الثانية يقول: ((من القطيع كل شاة بدرهم)) ((من)) هذه للتبعيض، فلو أخذ من القطيع الذي عدده ألف ثلاثاً لم نلزمه بأكثر من ثلاث؛ لأنه قال: ((من))، ومن تأتي للتبعيض والحكم كذلك فيما لو أخذ أكثر، فلا أدري ماذا يأخذ من القطيع فهو مجهول لي، هذا هو الفرق.
والقول الثاني في المسألة الثانية: أن هذا صحيح؛ وذلك لأن البائع قد اطمأن على أنه ربما يأخذ المشتري جميع القطيع، وأنه أتى بـ ((من)) للتبعيض لأجل أن يكون المشتري بالخيار، إن شاء أخذ كثيراً، وإن شاء أخذ قليلاً، ثم إن المسألة ستعلم، فإذا قال أنا أريد عشرة من القطيع عُلم فيصح، وهذا القول هو القول الراجح في هذه المسألة: أنه إذا باعه من القطيع كل شاة بدرهم أو من الثوب كل ذراع بدرهم، أو من الصبرة كل قفيز بدرهم فإن البيع صحيح كما لو باعه الكل، وقد ذكرنا سابقاً أن الناس جرت عادتهم أن المشتري إذا جاء إلى القطيع وقال له صاحب القطيع: خذ ما شئت مثلاً: شاتين أو ثلاثاً أو أربعاً تخير، فيأخذ واحدة أو ثنتين أو ثلاثاً أو أربعاً ويمشي، والناس يتبايعون بهذا، وعليه العمل، فالصواب إذاً صحة ذلك في هذا وفي هذا.
102 - ص (197):
قوله: " ولو باع مشاعاً بينه وبين غيره " هذه المسألة الثانية ((مشاعاً)) أي يكون مشتركاً بينه وبين غيره.
قوله: " كعبد " وكسيارة، أو أرض، أو أي شيء يكون مشتركاً مشاعاً باعه جميعاً.
فمثلاً هذه السيارة بيني وبين أخي فبعتها على إنسان كلها، فالآن بعت مشاعاً بيني وبين غيري فبيعي لملكي صحيح، لأنه من مالك، وبيعي لملك أخي لا يصح، لأني لست وكيلاً، إذاً فرقنا الصفقة، فنقول للمشتري: لك الآن نصف السيارة، لأنه صح فيه البيع، أما بيع نصيب أخي فلا يصح.
لو قال المشتري: أنا سأذهب بالسيارة إلى مكة والمدينة، وقال الشريك الثاني: إذا سافرت عليها فيكون ذلك بنصف الأجرة، فهل يكون للمشتري الخيار في هذه الحال لتفريق الصفقة عليه؟
نقول: نعم له الخيار، لأن تفريق الصفقة يضره.
قوله: " أو ما ينقسم عليه الثمن بالأجزاء " أي ليس مشاعاً لكن ينقسم عليه الثمن بالأجزاء كصاعين من بر، أحدهما لي، والثاني للآخر.
خلطتهما ثم بعتهما، فهل يصح البيع في الصاعين، أو في الصاع الذي لي فقط؟
الجواب: في الصاع الذي لي فقط، ولا يصح في الصاع الآخر، والفرق بين هذه المسألة والأولى: أن الأولى الشركة فيها مشاعة، والثانية الشركة فيها بالأجزاء، لأن الحب الآن حبة لي وحبة للآخر، ولكن المشاع أي ذرة في المملوك فهي مشتركة.
فإذا باع ما ينقسم عليه الثمن بالأجزاء بعضه له، وبعضه للآخر صح البيع فيما هو له، ولم يصح البيع للآخر؛ لأن الآخر لا يملكه ولم يوكل فيه، وهذه المسألة الثانية من مسائل تفريق الصفقة.
103 - ص (198):
قوله: " وإن باع عبده وعبد غيره بغير إذنه " أي: باع عينين قائمتين كل واحدة قائمة بنفسها عبده وعبد غيره، أخذ عبد غيره من بيته وذهب به معه إلى السوق ومعه عبده فنادى عليهما جميعاً وباعهما، فالآن وقع العقد على ما يملك بيعه وما لا يملك فنقول: يصح في عبده، ولا يصح في عبد غيره، والفرق بين هذه وبين التي قبلها واضح، فهذه ليس فيها اختلاط، فكل عين متميزة، باع سيارته وسيارة غيره يصح في سيارته، ولا يصح في سيارة غيره.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[21 Jun 2006, 09:16 م]ـ
104 - ص (234):
باب الشروط في البيع
...
الشروط في البيع غير شروط البيع:
الشروط في البيع: هي إلزام أحد المتعاقدين الآخر مالا يلزمه بمقتضى العقد، وكذلك في غيره.
وأما ما يلزمه بمقتضى العقد فإنه إن شرط فهو من باب التوكيد.
والفرق بينهما – أي الشروط في البيع – وبين شروط البيع من وجوه أربعة:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: أن شروط البيع من وضع الشارع، والشروط في البيع من وضع أحد المتعاقدين.
الثاني: شروط البيع يتوقف عليها صحة البيع، والشروط في البيع يتوقف عليها لزوم البيع فهو صحيح، لكن ليس بلازم؛ لأن من له الشرط إذا لم يوف له به فله الخيار.
الثالث: أن شروط البيع لا يمكن إسقاطها، والشروط في البيع يمكن إسقاطها ممن له الشرط.
الرابع: أن شروط البيع كلها صحيحة معتبرة؛ لأنها من وضع الشرع، والشروط في البيع منها ما هو صحيح معتبر، ومنها ما ليس بصحيح ولا معتبر؛ لأنه من وضع البشر، والبشر قد يخطئ وقد يصيب، فهذه أربعة فروق بين الشروط في البيع وشروط البيع، وهل تكون هذه الفروق بين شروط النكاح والشروط في النكاح؟ نعم تكون كذلك، فهذه الشروط تكون في البيع أو في غيره من العقود.
105 - ص (237):
قوله: " منها صحيح " وضابط الصحيح: مالا ينافي مقتضى العقد، فإن نافى مقتضى العقد فليس بصحيح، ولا نقول: مالا ينافي مطلق العقد؛ لأن كل شرط في البيع ينافي مطلق العقد.
فمثلاً: إذا بعت عليك شيئاً فمقتضى العقد أنني أتصرف فيه بالبيع والرهن والتأجير والتوقيف وكل التصرفات التي أملكها شرعاً، فإذا شرط عليَّ البائع ألا أبيعه على أحد فهذا ينافي مقتضى العقد، فمقتضى العقد أنني أتصرف فيه، فكيف يحبسني؟!
أما ما ينافي مطلق العقد: فمثلاً إذا بعتك هذا الشيء واشترطت عليَّ أن يكون الثمن مؤجلاً فهذا ينافي مطلق العقد، لكن لا ينافي مقتضى العقد؛ لأن العقد تم الآن، لكن يخالف مطلق العقد؛ لأن مطلق العقد أن تسلم الثمن نقداً، وأسلم المبيع كذلك حاضراً، ففرق بين قولنا ما ينافي مقتضى العقد وما ينافي مطلق العقد؛ لأننا نقول كل شروط في عقد فإنها تنافي مطلقه، لأن مطلقه ألاَّ يكون هناك شروط.
106 - ص (254):
قوله: " ولا يهبه " فإنه لا يصح الشرط.
مثاله: أن يقول: أبيعك هذا المتاع بشرط ألا تهبه لأحد، أو ألا تتصدق به على أحد، فلا يصح لأن هذا ليس فيه مصلحة للبائع وإنما هو مجرد تحجير على المشتري، فلا يصح؛ لأنه يخالف مقتضى العقد.
فإن قيل: ما الفرق بين الهبة وبين البيع، إذا شرط ألا يبيع فهو صحيح، وإذا شرط ألا يهبه فهو غير صحيح؟.
قلنا لا فرق، ولهذا نقول: القول الصحيح: أنه إذا شرط عليه ألا يهبه فيه تفصيل:
فإذا كان له غرض مقصود فلا بأس، وإن لم يكن له غرض مقصود فإنه لا يصح هذا الشرط لأنه تحجير على المشتري.
فإذا قال قائل: هو تحجير على المشتري بكل حال؛ لأنه إذا لم يهبه والتزم بالشرط أمكنه أن يخرجه عن ملكه بالبيع مثلاً.
قلنا: وكذلك نقول في البيع، مادمنا نعرف أن البائع قصد باشتراط ألا يهبه ألا يخرجه من ملكه فسواء جاء بلفظ الهبة أو جاء بلفظ البيع أو بغير ذلك؛ لأن الأمور بمقاصدها.
107 - ص (259):
قوله: " وبعتك إن جئتني بكذا أو رضي زيد " قال: بع علي هذا البيت فقلت بعتك إن أحضرت لي كذا وكذا غير الثمن فهنا لا يصح؛ لأنه بيع معلق، ومن شرط البيع التنجيز فالبيع المعلق لا يصح.
وكذلك إذا قال: إن رضي زيد فإنه لا يصح.
مثاله: قال: بعتك هذه السيارة إن رضي أبي، فقال: اشتريت فالبيع هنا ليس بصحيح؛ لأنه بيع معلق والبيع من شرطه أن يكون منجزاً.
إذاً ماذا نصنع لو وقع العقد على هذه الصفة؟
نقول: لو وقع على الصفة فإنه يعاد بعد رضا زيد، فإذا رضي زيد فنقول: أعد العقد، لكن هل يترتب على هذا شيء؟
الجواب: نعم يترتب فلو قلنا: بصحة العقد الأول لكان النماء والكسب فيما بين العقد والرضا للمشتري.
وإذا قلنا: لا بد من عقد جديد فالنماء فيما بين العقد والرضا للبائع، إذاً فبينهما فرق.
108 - ص (269):
قوله: " ولمن جهله وفات غرضه الخيار " أي جهل المقدار، وفات غرضه له الخيار، فاشترط المؤلف: شرطين في ثبوت الخيار للمغبون.
فإذاً شَرْطُ ملك الفسخ اثنان:
الأول: الجهل. الثاني: فوات الغرض.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن قال المشتري الذي اشتراها على أنها مائة متر فبانت تسعون متراً: أنا أسمح بالعشرة، وقال البائع: أنا أريد أن أفسخ؛ لأنه تبين أن التقدير خطأ، فلا يملك البائع الفسخ؛ لأنه ليس له غرض الآن؛ لأنه باعها على أنها مائة متر، وتبين أنها أقل، وسومح بالناقص، فليس له غرض إلا أنه أحياناً ربما تكون الأراضي قد زادت في هذه المدة، وأنها تساوي أكثر من مائة ألف، وهي تسعون، فنقول: ليس لك أن تفسخ؛ لأنه لا ضرر عليك الآن فأنت بعت عليه الأرض؛ أما لو بعت عليه مائة متر من الأرض فهذا شيء آخر.
مثال آخر: اشتراها على أنها مائة متر فتبين أنها مائة وعشرون، فقال المشتري: أنا أريد أن أفسخ؛ لأنها تغيرت عما قُدِّرت به، فقال البائع: لك العشرون مجاناً لا تعطني إلا الثمن الذي اتفقنا عليه، فلا خيار للمشتري؛ لأنه لا ضرر عليه، فإذا قال المشتري: أنا قد قدرت أن أبني فلة قدرها مائة متر، والآن صارت مائة وعشرين فتزيد عليّ المواد، وقيمة البناء؛ لأنه يلزم أن أوسع الحجر والغرف فنقول له: اجعلها فسحة، فإذا قال: حتى لو جعلتها فسحة فيزيد على الجدار (السور)، نقول: أجعل الزائد مواقف أو شارعاً، فإذاً ليس عليه ضرر.
والمؤلف اشترط أن يفوت غرضه، وهنا لا يفوت الغرض، ولو تراضيا على النقص أو الزيادة جاز؛ لأن الحق لهما، فإذا تصالحا على إسقاطه، مثل: أن يقول بعتها على أنها مائة متر فتبين أنها تسعون متراً وتصالحوا بحيث قالا: يسقط من الثمن كذا وكذا، واتفقا على ذلك فلا بأس.
وفي الشرح صورة قد تكون مشابهة لها، ولكنها مخالفة لها في الحكم، قال: ((وإن كان المبيع نحو صبرة (أي: كومة طعام) على أنها عشرة أقفزة فبانت أقل أو أكثر صح البيع ولا خيار والزيادة للبائع والنقص عليه)).
أي: عنده كومة طعام فقال: بعتك هذه الصبرة على أنها مائة كيلو فتبينت أقل من مائة، وأنها تسعون كيلو. فنقول: البيع صحيح، وهذا كالأرض، لكن لا خيار للمشتري، ويجبر البائع على التكميل، وإن بانت أكثر قال بعتك هذه الكومة من الطعام على أنها مائة كيلو فتبينت أنها مائة وعشرون كيلو فالبيع صحيح والزيادة للبائع.
فإذا قال المشتري: إذا أخذ الزيادة فأنا لي الخيار يقول المؤلف: " إنه لا خيار له ".
ولو قال البائع: أنا لي الخيار بين أخذ الزيادة وبين فسخ البيع، نقول: ليس لك الخيار أصلاً الزيادة لك فخذها.
لكن ما هو الفرق؟ نقول: الفرق أن الأرض لا يمكن الزيادة فيها ولا النقص أي: لو باعها على أنها مائة متر فتبين أنها تسعون متراً فلا يمكن أن يأتي بمتر يضيفه إلى هذه التسعين، لكن الصبرة من الطعام يمكن أن يأتي بطعام آخر من جنس هذا الطعام ويكمل الناقص، وكذلك فيما إذا زاد.
لكن ينبغي أن يقال: إذا تبين أنها زائدة عن المقدار، وكان للمشتري غرض في نفس الصبرة أي: هو مقدر أن هذه الصبرة تكفي الضيوف الذين عنده، فإذا كان البائع يريد أن يأخذ الزيادة، فهي قي نظره لا تكفي الضيوف.
فنقول: إن هذا قد فات غرضه فله الخيار، ومقتضى القاعدة السابقة أن من فات غرضه فله الخيار؛ لأنها نقصت، إلا إذا قال البائع للمشتري أنا أكمل لك مائة الكيلو من جنس هذا الطعام فهنا لا خيار للمشتري؛ لأن غرضه لم يفت.
109 - ص (317):
قوله: " بأرشه " والأرش فسره المؤلف: الفرق ما بين قيمة الصحة والعيب، وقال ((قيمة)) ولم يقل ثمن، والفرق بين القيمة والثمن: أن القيمة هي ثمنه عند عامة الناس، والثمن هو الذي وقع عليه العقد، فإذا اشتريت ما يساوي ثمانية بستة، فالقيمة ثمانية والثمن الستة، ولهذا انتبهوا عند كتابة العقود لا تقل باعه عليه بقيمة قدرها كذا وكذا، قل بثمن قدره كذا وكذا، وما أكثر الكتاب الذين يخطئون في هذا، أو يقول باعه بثمن قدره كذا وكذا والقيمة واصلة بدلاً من أن تقول القيمة، قل: الثمن واصل.
110 - ص (321):
قوله: " وإن كان كبيض دجاج رجع بكل الثمن " لأن بيض الدجاج لا ينتفع الناس بقشره، بل يرمى في الزبالة، فإذا كسر بيض الدجاج فوجده فاسداً لا يصلح للأكل، فإن المشتري يرجع بكل الثمن، لأنه تبين أن العقد عليه فاسد، إذ من شرط العقد أن يكون على عين ينتفع بها وهذا لا نفع فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا كان بطيخة ((حبحبة)) فلما شقها وجدها فاسدة، فهل يرجع بكل الثمن؟.
الجواب: لا يرجع بكل الثمن؛ لأن هذه البطيخة يمكن أن تكون علفاً للدواب، فيقال له: لك أن تردها، ولكن ترد أرش الشق الذي حصل منك، والفرق بينها وبين البيض: أن البيض لا ينتفع بقشره بخلاف البطيخة.
وفي مسألة بيض الدجاج لو قال البائع: أعطني القشور إذا كنت تقول: إن العقد فاسد فإنه لا يلزمه؛ لأنه لا قيمة لها عادة، وترمى في الزبالة.
111 - ص (343):
قوله: " السابع: خيار لاختلاف المتبايعين " والخلاف بين المتبايعين من قديم الزمان، فيختلفان في الجنس أو في القدر أو في الصفة أو في العين، والاختلافات لا حصر لها.
والعلماء رحمهم الله ذكروا ما يشبه القواعد في هذا الباب، إذ إن جزئيات المسائل لا يمكن الإحاطة بها، وليس كل اختلاف يوجب الخيار، بل الاختلاف الذي دلت السنة على ثبوت الخيار في مثله، ولهذا يقول في الشرح: ((في الجملة)) والفقهاء إذا قالوا في الجملة فالمعنى أكثر الصور، وإذا قالوا (بالجملة) فالمعنى جميع الصور، هذا مصطلح عندهم، والفرق أن ((في)) للظرفية و ((الباء)) للاستيعاب.
112 - ص (359):
قوله: " وإن أبى كل منهما تسليم ما بيده حتى يقبض العوض " هذه أيضاً من مسائل الخلاف بين المتبايعين، فإذا اختلفا أيهما يسلم أولاً، فقال البائع: لا أسلمك حتى تسلمني الثمن، وقال المشتري: لا أسلمك حتى تسلمني المبيع.
قوله: " والثمن عين " أي معين.
قوله: " نصب عدل يقبض منهما ويسلم المبيع ثم الثمن " ((نُصب)) مبني لما لم يسم فاعله والناصب هو الحاكم هو الحاكم الشرعي يعني أن هذين المتبايعين يختصمان إلى الحاكم، ثم ينصب الحاكم رجلاً يستلم منهما ثم يسلم المبيع أولاً ثم الثمن ثانياً.
مثاله: اشترى رجل من آخر ساعة، فقال المشتري أعطني الساعة وأعطيك الثمن، فقال البائع: أعطني الثمن وأعطيك الساعة تنازعا، فنقول: اذهبا إلى الحاكم في المحكمة الشرعية، ثم الحاكم يجب عليه أن ينصب رجلاً عدلاً موثوقاً، فيأخذ الساعة من البائع، ويأخذ الثمن من المشتري ثم يسلم الساعة للمشتري، ويسلم الثمن للبائع، هذا هو الذي مشى عليه المؤلف.
قوله: " وإن كان ديناً حالاً أجبر بائع، ثم مشتر إن كان الثمن في المجلس " الضمير يعود على الثمن؛ لأنه قال في الأول: ((والثمن عين)) فإذا كان ديناً حالاً أجبر بائع، ثم مشتر إن كان الثمن في المجلس.
وقوله: " إذا كان الثمن ديناً " أي: لم يقع العقد على عينه؛ لأن الثمن المعين هو الذي وقع العقد على عينه، والثمن الذي لم يقع العقد على عينه يسمى ديناً، فإذا قلت: بعني هذه الساعة بهذه الدراهم فالثمن معين. وإذا قلت: بعنيها بعشرة، فقال: بعتكها بعشرة، فالثمن هنا دين لأنه غير معين، والدين عند الفقهاء ليس هو الدين الذي يعرفه العامة، فكل ما لم يعين من ثمن فهو دين.
وقوله: " أجبر " مبني لما لم يسم فاعله والمجبر القاضي (الحاكم)، وعلى هذا نقول: إذا أبى كل واحد منهما أن يسلم ما بيده، والثمن غير معين يذهبان إلى الحاكم، فيقول للبائع: سلم المبيع ويقال للمشتري: سلم الثمن، ولا حاجة إلى نصب عدل يقبض منهما، وهذا هو الفرق بين هذه المسألة والمسالة الأولى.
ووجه الفرق بينهما: أن الثمن في الثانية تعلق بذمة المشتري، وأما في الأولى فحق البائع تعلق بعين الثمن؛ لأنه قد عين له، ولهذا قلنا في الأولى: يُنْصَبُ عدل يقبض منهما، ثم يسلم المبيع ثم الثمن، أما هنا فقلنا يجبر البائع.
فإذا قال: كيف تجبرونني؟ انصبوا عدلاً أنا الآن إذا سلمت المبيع أخشى أن يهرب المشتري فلماذا تجبرونني ولا تنصبوا عدلاً يقبض مني ومنه، ثم يسلم المشتري ويسلمني؟
الجواب: عندنا حقان، الحق في المسألة الأولى تعلق بعين العوض، أما الآن فحقك في المسألة الثانية تعلق بذمته فلا حاجة أن ننصب عدلاً، فسلمه المبيع الآن وهو يسلمك الثمن، فإذا قال: أخشى إذا سلمته المبيع أن يهرب، قلنا: إذا هرب، فهو مدرك إن شاء الله.
113 - ص (371):
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله: " وإن أتلفه آدمي - معين يمكن تضمينه - خير مشترٍ بين فسخ، وإمضاء، ومطالبة متلفه ببدله " فهذه ثلاثة أشياء، وإذا أمضى طالب متلفه، وعلى هذا فقوله:" ومطالبة متلفه " ليست داخلة في التخيير، لكنها مفرعة على الإمضاء، يعني فإذا أمضى طالب متلفه ببدله، إذاً:
إذا تلف المكيل ونحوه فعلى أربعة أنواع:
أولاً: أن يتلفه البائع.
ثانياً: أن يتلف بآفة سماوية.
ثالثاً: أن يتلفه ما لا يمكن تضمينه.
رابعاً: أن يتلفه آدمي يمكن تضمينه.
وكل قسم من هذه الأقسام له حكم.
وإذا أتلفه البائع: انفسخ البيع.
وقيل: إن أتلفه البائع ضمنه.
والفرق بين القولين: أننا إذا قلنا انفسخ البيع لم يرجع عليه المشتري بشيء، إن كان المشتري قد سلم الثمن فيأخذه، وإن كان لم يسلمه فهو عنده، وإذا قلنا: إنه يضمنه فإنه ربما تكون القيمة قد زادت بين الشراء والإتلاف، فالمشتري يرجع على البائع بما زاد على الثمن إن زادت القيمة وهذا القول هو الراجح؛ وذلك لأن البائع الآن أصبح ظالماً غاصباً.
114 - ص (393):
قوله: " ولا يباع مكيل بجنسه إلا كيلاً، ولا موزون بجنسه إلا وزناً "
...
بينه بقوله: " ولا يباع مكيل بجنسه إلا كيلاً، ولا موزون بجنسه إلا وزناً " وعلى هذا فالتساوي في المكيل عن طريق الكيل، وفي الموزون عن طريق الوزن، والفرق بينهما: أن المكيل تقدير الشيء بالحجم، والوزن تقديره بالثقل والخفة، فالبر مكيل إذا بيع ببر، فلا بد من أن يكون طريق التساوي هو الكيل، فلو بيع بجنسه وزناً فإنه لا يصح ولا يعتبر ذلك تساوياً حتى فيما لا يختلف بالوزن والكيل كالأدهان والألبان فإنهما من قسم المكيل؛ لأن كل مائع يجري فيه الربا فهو مكيل، فعلى هذا تكون الألبان من المكيلات، ولا يختلف فيها الوزن والكيل، ومع ذلك لو بيعت وزناً فإنها على كلام المؤلف لا يصح، فلو بعت لبناً بلبن من جنسه وزناً فإنه لا يصح مع أنه لو كيل لكان متساوياً.
115 - ص (397):
قوله: " والجنس ما له اسم خاص يشمل أنواعاً كبر ونحوه " الجنس ضابطه هو: الشيء الذي يشمل أشياء مختلفة بأنواعها.
والنوع: ما يشمل أشياءً مختلفة بأشخاصها، هذا هو الفرق، فمثلاً البر جنس؛ لأنه يشمل أشياءً مختلفة بأنواعها، والبر فيه ما يسمى بالحنطة، وما يسمى بالمعية، وما يسمى بالجريباء، وما يسمى بالقيمي هذه أربعة أنواع، إذاً فالبر جنس شمل أنواعاً.
والنوع: شيء يشمل أشياء مختلفة بأشخاصها كالحنطة مثلاً تشمل أشياء مختلفة بأشخاصها، تشمل الحنطة التي عندي والتي عندك، وما أشبه ذلك.
116 - ص (406):
قوله: " ولا يجوز بيع حب بدقيقه ولا سويقه " الفرق بين الدقيق والسويق: أن الدقيق يطحن الحب بدون أن يحمص على النار، والسويق: يحمص أي: يشوى على النار ثم يطحن، فإذا امتنع أن يباع الحب بالدقيق غير المحمص فمنع بيعه بالدقيق المحمص من باب أولى لأن فيه شيئين:
الأول: تفرق الأجزاء بالطحن.
الثاني: وجود التحميص، فهو أشد من بيع الحب بالدقيق.
فلا يباع الجنس الربوي بجنسه إذا كان مخلوطاً.
مثال ذلك: باع صاعاً من البر لكن فيه شعيراً، فهذا لا يجوز لعدم التساوي؛ لأن المشوب ليس كالمخلوط إلا إذا كان الخلط يسيراً غير مقصود كما لو كان ملحاً في طعام، فإن ذلك لا يضر ولا يؤثر؛ لأن هذا الخلط يسير تابع يقصد به إصلاح المخلوط به.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[13 Jul 2006, 03:21 م]ـ
الفروق في المجلد التاسع:
117 - ص (111)
قوله: " أو أعطاه أجود " بلا شرط.
قوله: " أو هدية بعد الوفاء جاز " يعني بلا شرط، هذه صور ثلاث.
مثال ذلك: رجل أقرض شخصاً مائة ألف ثم أوفاه، ثم أعطى المقترض سيارته للمقرض ليتمتع بها عشرة أيام، مكأفاة له على إحسانه، فهذا لا بأس به؛ لأن هذا من باب المكأفاة، والمسألة ليست مشروطة حتى نقول إن هذا شرط جر نفعاً.
وكذلك إذا أعطاه أجود فإنه لا بأس به، ودليل ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم رد خياراً رباعيّا بدلاً عن بكر وقال: ((خيركم أحسنكم قضاء)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك إذا أعطاه هدية بعد الوفاء، بأن أهدى إليه هدية قليلة أو كثيرة، لكن بعد الوفاء فإن ذلك جائز؛ لأنه في هذه الحال لم يكن معاوضة، أي: القرض، بل كان باقياً على الإرفاق ولكن المقترض أراد أن يكافئ هذا المقرض بما أعطاه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من صنع إليكم معروفاً فكافئوه)).
وعُلم من قول المؤلف: " أو أعطاه أجود " أنه لو أعطاه أكثر بلا شرط فإنه على المذهب لا يجوز والفرق أن الأجود في الصفة، والأكثر في الكمية فلا يجوز.
والصحيح أنه جائز بشرط ألا يكون مشروطاً، بأن يقترض منه عشرة ثم عند الوفاء يعطيه أحد عشر فإنه لا بأس؛ لأنه إذا جازت الزيادة في الصفة جازت في العدد؛ إذ لا فرق، بل قد تكون الصفة أحياناً أكثر من العدد، كما لو كان جيداً جدّاً فإنه قد يكون أكثرَ من العدد فائدةً للمقرض.
لكن قد يقول قائل: إذا جوزنا هذا لزم أن نجوِّز الفوائد البنكية، لأنك تعطي البنك مائة ألف ويعطيك بعد سنة مائة وعشرة.
فالجواب على هذا أن البنك زيادته تعتبر مشروطة شرطاً عرفياً، والشرط العرفي كالشرط اللفظي؛ لأن هذا معلوم من تعاملهم، لكن من أخذ من حروف أقوال أهل العلم قال: إنه يجوز أخذ الفوائد البنكية؛ لأن الإنسان حينما أعطاهم الدراهم لم يشترط عليهم أن يوفوه أكثر، مع أن المذهب يرون أنه لا يجوز قبول الأكثر، بل يجوز الأجود دون الأكثر، لكن على القول بالجواز لا ترد علينا مسألة البنوك؛ لأنها مشروطة شرطاً عرفياً، فموظف البنك إذا قال: ماذا تريد؟ قال: أريد حساباً بنكياً، وهذا معناه أن يريد الفوائد.
118 - ص (115)
قوله: " وإن أقرضه " أي: أقرض شخصاً.
قوله: " أثماناً " وهي: الدراهم والدنانير.
قوله: " فطالبه بها ببلد آخر لزمته " أي: لزمت المقترض.
مثاله: أقرضه دنانير في مكة وطالبه بها في المدينة، فيلزمه الوفاء، إذا كان معه الدنانير، لأنه لا ضرر عليه، القيمة واحدة في مكة أو في المدينة؛ لأن النقد كله نقد واحد، ولا يختلف بين بلد وآخر فله الحق أن يلزمه، بخلاف ما سبق في باب السلم فيكون الوفاء في موضع العقد، والفرق بينهما أن السلم من باب المعاوضات، وهذا من باب الإحسان ولا ضرر عليه أن يعطيه الدنانير في البلد الآخر.
أما إذا كان في بلد يختلف عن البلد الذي أقرضه فيه، فهنا قد يلحقه ضرر، فقد تكون قيمته أغلى، وحينئذٍ نقول: لا يلزمه الموافقة، إن وافق فذلك المطلوب وإن لم يوافق فلا يلزمه.
119 - ص (123)
قوله: " يصح في كل عين يجوز بيعها " بيَّن المؤلف ما الذي يصح رهنه، وربما نأخذ من ذلك - أيضاً - حكم الرهن ...
إذا؛ً القاعدة: ((كل عين يجوز بيعها يجوز رهنها وما لا فلا)) ...
وإذا قال: رهنتك ما في بطن هذه الشاة فلا يجوز؛ لأنه لا يجوز بيعها، والصحيح أنه يصح رهنها؛ لأن الرهن ليس عقد معاوضة حتى نقول: لا بد من تحريره وعلمه، فهذا الحمل الذي في البطن لا يخلو من أربع حالات: إما أنه أكثر من قيمة الدين أو يكون أقل أو يكون مساوياً أو يموت، فإذا مات أو خرج معيباً بحيث لا يساوي قيمة الدين فلم يَضِع الحق، وغاية ما هنالك أن الوثيقة التي كان يؤمل عليها نقصت أو عدمت ولكن حقه باق، فإذا خرج الحمل أكثر من الحق فقد زاد على الحق، ويجوز أن أرهن عيناً أكثر من الدين، فما دامت المسألة توثقة فقط والحق باق لن يضيع، فالصحيح أنه جائز، والرسول صلى الله عليه وسلم إنما نهى عن بيع الغرر وفرق بين البيع الذي يقصد فيه التحري في مقابلة العوض بالعوض، وبين شيء لا يقصد منه إلا التوثقة، إن حصلت فهي كمال وإن لم تحصل فالحق باق.
120 - ص (147، 197، 391)
والفرق بين التعدي والتفريط:
أن التعدي: فعل ما لا يجوز.
والتفريط: ترك ما يجب.
مثاله: لو أن شخصاً ارتهن ناقة من آخر، ثم لم يحطها بعناية فقضى عليها البرد، فإننا نقول: هذا تفريط؛ لأن الواجب عليه أن يجعلها في مكان دافئ؛ لئلا تموت.
مثال آخر: رجل رهن بعيراً، ثم إن المرتهن صار يحمل عليه ويكده فإننا نسمي ذلك تعدياً.
يتبع=
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[14 Jul 2006, 05:08 م]ـ
121 - ص (180)
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله: " ودواب مستأجرة هرب ربها " مثاله: إنسان عنده ناقة أجرها شخصاً يسافر عليها إلى مكة، وهرب المالك من أجل أن يورطه وينفق عليها، والدواب تحتاج إلى نفقة فهي تريد علفاً وشراباً، فهذا الرجل الذي استأجر الدواب قد أذن له ربها بأن ينفق عليها، فأنفق عليها فصار يشتري لها علفاً وماءً ويقوم برعايتها، فيرجع على ربها؛ لأنه أذن له فيكون وكيلاً عنه، وأما لو لم يأذن له ربها وتعذر استئذانه؛ والحاجة ملحة في الإنفاق عليها عاجلاً فيرجع عليه، فإن كان موجوداً وتسهل مراجعته وأنفق عليها بدون إذنه، فإنه يضمن، بمعنى أنه لا يرجع بما أنفق على صاحب هذه الدواب ....
قوله: " ولو خرب الرهن فعمَّره بلا إذن رجع بآلته فقط " لو خرب الرهن كالدار - مثلاً - ((فعمَّره)) المرتهن ((رجع بآلته فقط)) والآلة عندهم أي: مادة الشيء، يعني مواد البناء أي: بما جعل فيه فقط، كاللَّبِن والحديد والأبواب وما أشبهها، فيرجع بهذه فقط دون أجرة العمال، والماء، وما أشبه ذلك، والفرق بين هذا وبين الحيوان، أن الحيوان يحتاج إلى نفقة أما هذا فلا.
مثال ذلك: إنسان ارتهن داراً وسقط جزء منها، فقام بإصلاحه وأحضر اللَّبِن والمواد والأبواب وبناها، فمادة البناء بعشرة آلاف ريال وأجرة العمال وجلب الماء بعشرة آلاف ريال، فبماذا يرجع؟
الجواب: بعشرة آلاف ريال التي هي الآلة فقط، وأما الباقي فلا يرجع به، هذا إذا كان لم يستأذن من رب البيت الذي هو الراهن، أما لو استأذن فإنه يرجع بالجميع؛ لأنه وكيل.
وقال بعض العلماء: بل يرجع بالجميع؛ لأنه ليس كالإنفاق على الحيوان، فالإنفاق على الحيوان إذا أكله الحيوان ذهب، ولم ينتفع به الراهن لكن هذا ينتفع به الراهن؛ لأن أثر العمل باق والمصلحة للجميع، للراهن؛ لأنه ملكه عُمّر، وللمرتهن؛ لأن وثيقته بقيت، لأنه لو خرب ما بقي له شيء.
وفصَّل بعضهم فقال: إن عمّره بما يكفي لتوثيق دينه فقط يرجع، وإن كان بأزيد لم يرجع؛ لأنه ليس في ضرورة إلى أن يعمّره بأكثر مما يوثق الدين، فلو فرضنا أن الذي خرب غرفتان ولو أصلح واحدة كفى لتوثقته في دينه ولكنه عمَّر الاثنتين جميعاً، فهو يرجع بالأولى ولا يرجع بالثانية إلا بالآلة فقط، وهذا القول قول وسط بين القولين، أي: أن يقال: إن المرتهن يرجع يقدر ما يتوثق به دينه فقط؛ ووجهه أن ما زاد لم يعمّره لحفظ حقه بل زاد على ذلك.
وبعض العلماء يقول: إذا كان لو تركه - أي التعمير - لتداعى بقية البيت، وهذا وارد، يعني لو ترك عمارة المنهدم لانهدم البيت كله فهنا يرجع بالجميع؛ لأن هذا لحفظ البيت كله، وأما إذا كان ما بقي من البيت لا يتأثر بما انهدم فعلى التفصيل الذي سبق.
122 - ص (202)
قوله: " فصل: وتصح الكفالة " الكفالة هي العقد الثالث من عقود التوثقة؛ لأن عقود التوثقة رهن وضمان وكفالة.
والكفالة التزام جائز التصرف إحضار بدن من عليه الحق، وإن شئت فقل: إحضار من يصح ضمانه؛ حتى تدخل الأعيان المضمونة كالعواري على القول بأنها مضمونة بكل حال، والمغصوب وعهدة المبيع، وضمان التعدي في الأمانات.
وبهذا التعريف نعرف الفرق بينها وبين الضمان، فالضمان أن يلتزم إحضار الدين، وهذا إحضار البدن، فإذا أحضر الكافل المكفول وسلمه لصاحب الحق برئ منه، سواء أوفاه أو لم يوفه وهذا فرق واضح وحينئذٍ تكون الكفالة أدنى توثقة من الضمان؛ لأن الضمان يضمن الدين وهذا يضمن من عليه الدين، فإذا أحضره برئ منه، وإذا مات المكفول برئ، وإذا مات في الضمان لا يبرأ.
123 - ص (208)
قوله: " فإن مات " الضمير يعود على المكفول، أي: إن مات برئ الكفيل حتى من الدين لأنه لما مات المكفول فلا يمكن إحضاره، فإن طالب من له الحق بإحضاره، قال له الكفيل: تعال وأوقفه عند المقبرة، وقال له: خذ حقك منه!! وهذا لا يمكن، ولو قيل هذا القول له، لقال: إنها سخرية بي، فيقال: إذا مات المكفول برئ الكفيل، وهذا من الفروق بين الكفالة والضمان فالضمان إذا مات المضمون لم يبرأ الضامن، أما الكفالة فإذا مات المكفول برئ الكفيل.
124 - ص (229)
قوله: " وممن لا يصح تبرعه " هذه الجملة معطوفة على قوله: ((شرطاه)) يعني وإن لم يكن ممن لا يصح تبرعه، أي: ويشترط - أيضاً - ألا يكون ممن لا يصح تبرعه، أي: بذله المال مجاناً وهناك فرق بين من يصح تبرعه ومن يصح تصرفه، فالذي يصح تصرفه أوسع من الذي يصح تبرعه، فمثلاً ولي اليتيم يصح تصرفه ولا يصح تبرعه، وكذلك الوكيل.
إذاً يشترط أن يكون الإسقاط أو الهبة ممن يصح تبرعه، فإن كان ممن لا يصح تبرعه لم يصح الإسقاط ولا الهبة لفوات الشرط.
125 - ص (280)
قوله: " ولا ينفذ تصرفه في ماله بعد الحجر " يعني بعد أن نحجر عليه لا ينفذ تصرفه في ماله ... والخلاصة الآن: يحجر على المدين إذا كان ماله أقل من دينه، لكن بشرط سؤال الغرماء أو بعضهم، فإن لم يسألوا فلا حرج إذا لم يحجر عليه، لكن الصحيح أنه محجور عليه شرعاً، لا حكماً، والدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((مطل الغني ظلم))، والتبرع بماله يؤدي إلى المطل، وعدم الوفاء، فيكون ذلك ظلماً، لكن يفترق عن المحجور عليه حكماً، بأن هذا يصح أن يتصرف في ماله بغير التبرع، فيجوز أن يتصرف لكن لا يتبرع فيبيع ويشتري - مثلاً - ولا حرج، فهذا هو الفرق.
ولهذا نقول للمدين الذي ماله أقل من دينه ولم يحجر عليه: بع واشتر ليس ثمة مانع، لكن لا تتصدق ولا تتبرع، وإذا جاءه صاحب له وأراد لأن يبيع عليه ما يساوي عشرة بثمانية فهذا لا يجوز؛ لأن هذا تبرع في الواقع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[15 Jul 2006, 05:24 م]ـ
126 - ص (300)
قوله: " زال حجرهم بلا قضاء " أي: بلا قضاء حاكم، أي: بمجرد ما يحصل البلوغ مع الرشد أو العقل مع الرشد أو الرشد بعد السفه، ينفك الحجر عنه ولا حاجة أن نذهب للقاضي فلو أن يتيماً بلغ بالسن مع رشده في نصف النهار، فله أن يطالب وليه بماله الذي عنده في آخر النهار، ولو قال الولي: لا نعطيك حتى نذهب إلى القاضي، ويحكم بأن الحجر زال فإنه لا يطاع لأن الحجر يزول بزوال سببه، ودائماً يمر علينا الحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً.
فإن قال قائل: ما الفرق بين هذا وبين من حجر عليه لفلس؟ لأنه قال هناك: " ولا يفك حجره إلا حاكم ".
الجواب: أن هذا الحجر ثبت بدون القاضي فزال بدونه، بخلاف الحجر على المفلس لحظ غيره فإنه لا يثبت إلا بحكم القاضي، ولا يزول إلا بحكم القاضي.
وقال بعض العلماء: أنه إذا وزع ماله وقسم انفك الحجر.
لكن المذهب أقرب إلى الصواب، أنه من حجر عليه لحظ الغير، فلابد من حاكم ينقض الحجر أما من حجر عليه لحظ نفسه، وهم الثلاثة الصغير والمجنون والسفيه، فإنه بمجرد زوال العلة التي أوجبت الحجر ينفك الحجر.
127 - ص (318)
قوله: " وما استدان العبد لزم سيده إن أذن له " ...
قوله: " وإلا " يعني وإلا يأذن له.
قوله: " ففي رقبته " أي: يتعلق برقبة العبد، والفرق بين تعلقه برقبة العبد وتعلقه بذمة السيد أنه إذا تعلق بذمة السيد لزمه وفاؤه مهما بلغ، حتى لو كان أكثر من قيمة العبد عشر مرات.
أما إذا تعلق برقبة العبد، فإنه يخير السيد بين أمور ثلاثة، إما أن يبيعه ويعطي ثمنه من استدان منه العبد، وإما أن يسلمه لمن استدان منه عوضاً عن الدين، وإما أن يفديه السيد بما استدان.
مثال ذلك: استدان العبد ألف ريال بغير إذن سيده، فإنه يتعلق برقبته، فنقول للسيد: أنت مخير إن شئت أعطِ صاحب الدين العبد، وقل: لك العبد بالدين الذي استدانه منك، أو يبيع العبد ويأخذ قيمته ويعطيها صاحب الدين، أو يفديه بقدر دَيْنِهِ، فيقول: الدين كذا وكذا وأنا لا أريد أن أبيع العبد، ولا أريد أن أعطيك إياه، ولكن هذا دينك الذي ديَّنته، أيهما الذي يختار؟ سوف يختار السيد الأقل؛ لأنه من مصلحته، والفرق بين كونه يبيعه ويسلم ثمنه لصاحب الدين، وبين أنه يسلمه إلى صاحب الدين، أنه قد يلاحظ مصلحة العبد.
128 - ص (329)
قوله: " والفسوخ " وتَرِدُ على كل عقد ...
ويجوز التوكيل في الإقالة، وهي فسخ عقد البيع أو الإجارة أو غيره، مثاله: اشتريت من فلان سيارة ثم لم تعجبني السيارة، فرجعت إليه وقلت: أريد أن تقيلني البيع، فقال: نعم، فلو وكلت إنساناً في الإقالة يجوز سواء من البائع أو من المشتري، وهذا نسميه فسخاً، والفرق بين العقد والفسخ، أن العقد إيجاد العقد، والفسخ إزالة العقد.
129 - ص (356)
قوله: " وموته " أي: إذا مات الوكيل بطلت الوكالة، وإذا مات الموكل بطلت الوكالة ...
وهنا يجب أن ننبه إلى مسألة يكتبها إخواننا الكُتَّاب الذين يكتبون وصايا للناس، إذا كانت الوصية وقال: أوصيت بثلث مالي يُتصدق به على الفقراء، كثير من الكتَّاب يكتب: والوكيل على ذلك فلان، والصواب أن يقول: الوصي على ذلك فلان؛ لأن هناك فرقاً بين الوكيل والوصي، الوصي من أذن له بالتصرف بعد الموت، والوكيل من أذن له بالتصرف في حال الحياة وإذا قال: الوكيل على ثلثي فلان، فلو أخذنا باللفظ لقلنا: إذا مات هذا الرجل انفسخت الوكالة، لكن الحكام - القضاة - يفتون بأن هذا اللفظ من العامة بمعنى الوصية، ون كان بلفظ الوكالة، ولكننا نقول للكتاب: ينبغي أن تحرروا الكتابة، وإذا ذكرتم وصية فلان بشيء لا تقولوا: والوكيل فلان، قولوا: الوصي.
لكن لو قال: ((الوكيل بعد موتي))، ارتفع الإشكال؛ لأنه لو قيد الوكالة بعد الموت فإننا نعلم علم اليقين أنه أراد الوصية.
130 - ص (364)
قوله: " ولا يبيع بعرض " ...
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله " ولا نَسَاء " أي: بثمن مؤخر، سواء كان مؤجلاً أم غير مؤجل، فلا بد أن يكون نقداً يداً بيد، فعلى كلام المؤلف إذا باع شيئاً أذنت له في بيعه، ولم يقبض الثمن فإنه يكون ضامناً، لكن كلام المؤلف هنا ينبغي أن يقيد بما إذا لم يدل العرف على التأخير، والآن عند الناس لو بعت عليك شيئاً اليوم، يمكن أن تذهب به ولا آخذ الثمن منك إلا بعد يوم أو يومين، حسب كثرة الثمن وقلته، وحسب حال المشتري، إلا إذا كان المشتري لا يُعرف، فإنه إذا لم يبعه نقداً يداً بيد فهو ضامن؛ لأنه مفرِّط.
مثاله: إنسان عرض سيارة للمزايدة، فجاء أجنبي لا يعرفه وقال: السيارة تساوي عشرة، وأنا آخذها منك بأحد عشر ألفاً، فأخذها وذهب، فلا يمكن للوكيل أن يدعه يذهب بدون نقد ولو فعل لكان ضامناً؛ لأنه مفرط.
وهل يبيع مؤجلاً؟ المؤجل غير النسأ، والنسأ هو تأخير القبض ولو كان غير مؤجل، والمؤجل تأخير الوفاء.
مثال ذلك: قلت: بعتك هذا الشيء بثمن يحل بعد شهر فهذا مؤجل، وبعتك هذا الشيء ولم أقبض الثمن فهذا نسأ؛ لأن فيه تأخيراً، وبعتك هذا الشيء بعشرة وأعطيتني إياها وأخذته فهذا يداً بيد.
فإن باع مؤجلاً فإن ذلك لا يصح ولو كان الثمن المؤجل أكثر.
132 - ص (420)
قوله: " وكذا مساقاة ومزارعة ومضاربة " يعني اختلف المُسَاقي والمزارع، وعرفنا أن المساقاة هي أن يدفع الإنسان أرضه ونخله لشخص يقوم عليها بجزء من الثمرة، والمزارعة أن يدفع إنسان أرضه البيضاء التي ليس فيها زرع إلى فلاح يزرعها وله نصف الزرع - مثلاً -، والفرق بينهما المساقاة على أشجار، والمزارعة على أرض تزرع.
133 - ص (421)
قوله: " وكذا مساقاة ومزارعة ومضاربة " ...
فإذا اختلفا لمن المشروط في المساقاة والمزارعة فللعامل على المذهب، وعلى الراجح ينظر إلى القرائن فيعمل بها، وإن اختلفا في قدره فالقول قول صاحب الأرض في المزارعة، وصاحب النخل في المساقاة.
مثال ذلك: أعطيتُ فلاحاً هذا البستان بما فيه من نخيل وعنب ورمان ليقوم عليه بثلث ما يخرج منه، يعني ولي الثلثان، فنسميها مساقاة.
ومثال المزارعة: عندي أرض بور ليس فيها شيء أعطيتها شخصاً يزرعها شعيراً، أو بُرّاً، أو أرزاً، أو ما أشبه ذلك بالنصف أو بالربع أو بالثلث، فهذه نسميها مزارعة، فالمساقي يقول في الصورة الأولى: خذ هذا النخل والأشجار، واتفقوا على أن المشروط الثلثان، وعند جذ النخيل وجمع العنب وما أشبه ذلك اختلفوا، فقال العامل: المشروط لي، وقال صاحب النخيل: هو مشروط لي، فالقول هنا قول العامل على المذهب.
وإن اختلفا في قدر المشروط، قال العامل: إنك قد شرطت لي ثلاثة أرباع، وقال صاحب الأصل: قد شرطت لك النصف، فهما الآن متفقان على أن المشروط له هو العامل، لكن اختلفا في قدر المشروط، فالقول هنا قول صاحب الأرض، وكذلك يقال في المزارعة.
فهنا فرق بين الاختلاف في تعيين المشروط له، وبين الاختلاف في تعيين المشروط، إن كان الاختلاف في تعيين المشروط له، فالقول قول العامل، وإن كان في قدر المشروط مع الاتفاق على تعيين المشروط له فالقول قول رب المال.
والتعليل أن العامل استحق السهم في عمله بالعمل فكان القول قوله، وهذا على المذهب والقول الثاني: أنه للعامل إن كانت دعواه مقاربة، أما إن كانت بعيدة عن الواقع فالقول قول صاحب الأرض.
134 - ص (435)
قوله: " الرابع: شركة الأبدان أن يشتركا فيما يكتسبان بأبدانهما ". . .
قوله: " فما تقبله أحدهما من عمل يلزمهما فعله ". . .
قوله: " وتصح في الاحتشاش والاحتطاب " ...
وهذه ليس فيها مال وإنما هو عمل، والفرق بينها وبين شركة الوجوه، أن شركة الوجوه يأخذان المال من ثالث ويعملان بأبدانهما، أما هذه فلا يأخذان من أحد مالاً ولا يأتي أحدهما بمال وإنما يشتركان في العمل.
135 - ص (457)
" فصل: وتصح المزارعة بجزء معلوم النسبة " المزارعة هي أن يدفع أرضاً لمن يزرعها بجزء من الزرع.
والفرق بينها وبين المساقاة أن المساقاة على الشجر، والمزارعة على الزرع، والفرق بين الشجر والزرع أن ما له ثمر وساق وأغصان يسمى شجراً، وما ليس كذلك فإنه يسمى زرعا ً.
مثال الزرع: القمح، والذرة، والشعير، والأرز، وما أشبه ذلك.
136 - ص (461)
وقوله: " والغراس " إشارة إلى المغارسة، والمؤلف لم يذكرها، فهناك عقد ثالث غير المساقاة والمزارعة، ويسمى المغارسة، ويسمى المناصبة، وهي أن يدفع الإنسان الأرض لشخص يغرسها بأشجار ويعمل عليها بجزء من الأشجار، ليس بجزء من الثمرة، بل بجزء من الغرس والثمرة تتبع الأصل، والفرق بينها وبين المساقاة، أن المساقاة بجزء من الثمرة، والأصل - أي: الشجر - لرب الأرض، وهذه بجزء من الأصل نفسه، أي: من الغرس، وهي جائزة، وإذا تمت كان للعامل نصف الشجر، أو ربعه، حسب الشرط، والمساقاة إذا تمت كان للعامل نصف الثمرة أو ربعها حسب الشرط، إذن بينهما فرق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[17 Jul 2006, 03:01 م]ـ
الفروق في المجلد العاشر:
137 - ص (17)
قوله: " والغناء " بالمد، وليس بالقصر؛ لأن ((الغنى)) بالقصر ضد الفقر، و ((الغناء)) بالمد هو تلحين القصائد، والشعر، وما أشبه ذلك.
138 - ص (46)
قوله: " مدة ولو طويلة يغلب على الظن بقاء العين فيها صح " سواء ظن بقاء العاقد أم لم يظن مثل أن يؤجر هذا البيت لمدة ستين سنة، فالإجارة صحيحة؛ لأن ستين سنة يغلب على الظن أن يبقى البيت إليها، ولا سيما إذا كان من الإسمنت، وكان جديداً، فإن الغالب أنه يبقى، فإذا أجرها هذه المدة صح، لكن لو انهدمت قبل تمام المدة انفسخت الإجارة لتلف العين المعقود عليها وللمستأجر حصته من الأجرة فيما لم يستوف منفعته.
وقوله: " مدة ولو طويلة يغلب على الظن بقاء العين فيها " لو أجرها مدة طويلة يغلب على الظن أنها لا تبقى فيها، فظاهر كلام المؤلف أن الإجارة لا تصح.
ولكن يجب أن نعرف الفرق بين الأجرة التي يكون فيها العقد على نفس الدار، وبين الحِكر أو الحُكُورة التي يكون العقد فيها على منفعة الأرض، وهذا أظنه موجوداً في كثير من البلدان مثل الحجاز ونجد ومصر، تكون الأجرة على الأرض وليست على نفس البيت، ولهذا يملك المستأجر أن يهدم هذا البيت وأن يغيره وأن يتصرف فيه كما شاء،لكن في الإجارة المحضة لا يملك أن يتصرف في البيت.
ففرق بين أن آتي إلى رجل وأنا أريد أن أبقى في هذا البلد سنتين أو ثلاثاً وأقول: أجرني بيتك فيؤجرني إياه فالبيت لصاحبه، فالمستأجر لا يملك إلا الانتفاع، حتى إنه لا يملك أن يعدِّل باباً من الأبواب ولا أن يفتح فرجة في جدار؛ لأنه إنما استأجر المنفعة فقط أما العين فلا يتصرف فيها.
وفي مسألة (الحُكورة) وتسمى عندنا (الصُّبْرَة) من الصبر وهو الحبس، المعقود عليه ليس العين بل المعقود عليه منفعة الأرض، ولهذا يجوز لمن عقد عقد (حكورة) أن يهدم البيت وينشئه من جديد، وصاحب الأرض لا يقول له شيئاً؛ لأنه يعرف أنه إنما أجره مدة بدراهم معينة، وليس له رغبة في نفس البيت أو في نفس الدكان، وهذا هو الذي عليه العمل الآن، ولهذا في بلدنا هذه يؤجرون الحكرة إلى مدة خمسمائة سنة وستمائة سنة وألف سنة.
على كل حال أقول: إن هناك فرقاً بين الأجرة المحضة وبين الحِكر؛ لأن الحكر إنما يقع العقد على الأرض ولا يلتفت الآخذ بهذا العقد إلى مسألة العين، لكن إذا كانت العين، يقول المؤلف: لا بد أن يكون إلى مدة يغلب على الظن بقاء العين فيها.
لو أجره البعير لمدة خمسين سنة فإنه لا يصح؛ لأن البعير لا يبقى إلى خمسين سنة، أو أجره سيارة لمدة مائة سنة فلا يصح؛ لأن الغالب أنها لا تبقى إلا أن توقف ولا تستعمل فهذا شيء آخر لكن إذا استعملت فلا تبقى إلى هذه المدة.
138 - ص (54)
قوله: " ولا تصح على عمل يختص أن يكون فاعله من أهل القربة " هذه العبارة تداولها العلماء - رحمهم الله - وتلقوها ناشئاً عن سابق، ومعنى هذه العبارة أن كل عمل لا يقع إلا قربة فأنه لا يصح أن يؤخذ عليه أجرة؛ ووجه ذلك أن ما كان لا يقع إلا قربة فإنه لا يجوز للإنسان أن يعتاض عن ثواب الآخرة شيئاً من ثواب الدنيا، قال الله تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ (15) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (16)} [سورة هود] فحذَّر الله - عزَّ وجلَّ - أن يريد الإنسان بعبادته شيئاً من الدنيا، وقال تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ (20)} [سورة الشورى] فما كان لا يقع إلا قربة فإنه لا يصح أن تؤخذ الأجرة عليه.
مثال ذلك: الصلاة، لو قال رجل لابنه: صلِ يا بني، فقال الابن: لا أصلي إلا كل فرض بعشرة ريالات، ليستحق كل يوم خمسين ريالاً، فاستأجره على أن يعطيه كل فرض عشرة ريالات فالأجرة هذه لا تصح؛ لأن الصلاة لا تقع إلا قربة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك الأذان: لو أن إنساناً قيل له: أذن، فقال: ليس عندي مانع ولكن كل أذان بخمسة ريالات، فإنه لا يصح، ولو قيل لشخص: اقرأ القرآن ليكون ثوابه للميت، فقال: لا بأس لكن لا اقرأ إلا الجزء بعشرة ريالات فهذا لا يصح.
فكل شيء لا يقع إلا قربة فإنه لا يصح أن يقع عليه عقد الإجارة؛ والتعليل لأن هذا عمل يقصد به ثواب الآخرة ولا ينبغي أن يكون عمل الآخرة يراد به عمل الدنيا، ولهذا قال شيخ الإسلام فيمن حج ليأخذ: (ليس له في الآخرة من خلاق) أي ليس له نصيب، وأما من أخذ ليحج فقال: لا بأس به؛ لأنه استعان بالمال على طاعة الله، والاستعانة بالمال على طاعة الله أمر جائز ولا بأس به.
سئل الإمام احمد - رحمه الله - عن رجل قيل له: أقم بنا في رمضان، يعني صل بنا القيام فقال: لا أصلي بكم إلا بكذا وكذا، فقال الإمام أحمد - رحمه الله -: نعوذ بالله ومن يصلي خلف هذا؟! وهذا من الإمام أحمد يدل على أنه أبطل عبادته وبناءً على بطلان عبادته لا تصح الصلاة خلفه، وقد استعاذ الإمام أحمد - رحمه الله - من هذا الشرط، ولكن ما يقع قربة بالقصد وينتفع به الغير فلا بأس أن يأخذ الإنسان عليه أجرة من أجل نفع الغير، كالتعليم إنسان قال لآخر: أريد أن تعلمني باب شروط الصلاة، فقال: ليس عندي مانع، لكن بشرط أن تعطيني أجرة، فنقول: هذا لا بأس به؛ لأن العوض هنا ليس عن التعبد بالعمل ولكن على انتفاع الغير به.
لو أن شخصاً طُلب منه أن يعلم آخر سورة البقرة فقال: لا أعلمه إلا بأجرة فإنه يجوز؛ لأن هذا للتعليم لا للتلاوة، وفرق بين أن يكون للتعليم الذي يتعدى نفعه للغير وبين التلاوة.
ولو أن إنساناً قال لمريض: أنا لا أرقيك إلا بأجرة، وهو يريد أن يرقيه بالقرآن، فهذا يجوز ولهذا لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية، فنزلوا على قوم ضيوفاً، فأبى القوم أن يضيفوهم بعث الله على سيدهم عقرباً فلدغته - وكانت والله أعلم شديدة - فطلبوا من يعالجه، قالوا: لعل هؤلاء القوم فيهم من يرقي، يعنون بذلك الصحابة - رضي الله عنهم - الذين تنحوا عنهم لمَّا لم يضيفوهم، فجاؤوا إلى الصحابة - رضي الله عنهم - وقالوا: إن سيدهم قد لُدغ، فهل منكم من راقٍ؟ قالوا: نعم، منا من يرقيه، ولكن لا نرقيه إلا بطائفة من الغنم؛ لأنكم ما أكرمتمونا، ولا ضيفتمونا، فقالوا: لا بأس، فقرأ عليه القارئ، فقام كأنما نشط من عقال بإذن الله، ولم يقرأ عليه إلا سورة الفاتحة فقط، التي يقرأها بعض الناس اليوم ألف مرة ولا يستفيد المريض، فقرأ عليه سورة الفاتحة وبرأ بإذن الله، فأعطوهم الطائفة من الغنم ولكن أشكل عليهم الأمر، فقالوا: لا نأكل حتى نسأل النبي صلى الله عليه وسلم فلما قدموا المدينة وأخبروا الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا قال: ((نعم: كلوا واضربوا لي معكم بسهم)) - عليه الصلاة والسلام -، فأفتاهم بالقول وبالفعل من أجل أن تطمئن قلوبهم، وإلا فالفتوى القولية تكفي وهو - عليه الصلاة والسلام - لا يسأل أحداً لكنه سأل هذا لمصلحتهم لا لمصلحته هو، فهو ليس بحاجة ولا ضرورة إلى لحمهم، لكنه فعل ذلك لمصلحتهم لتطيب قلوبهم قال: ((خذوا واضربوا لي معكم بسهم فإن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله)) فدل هذا على أنه لا بأس إذا كانت العبادة ذات نفع متعدٍّ، وأراد الإنسان النفع المتعدي فلا بأس أن يأخذ عليه أجراً، ولو كانت من جنس الأشياء التي لا تقع إلا قربة؛ لأن هذا القارئ ما قصد التعبد لله بالقراءة بل قصد نفع الغير، إما التعليم أو الاستشفاء أو غير ذلك فهذا لا باس به.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[19 Jul 2006, 02:36 ص]ـ
139 - ص (74)
قوله: " وإن اكترى داراً فانهدمت أو أرضاً لزرع فانقطع ماؤها، أو غرقت انفسخت الإجارة في الباقي " ...
فإن قال قائل: ألا يؤيد هذا ما سبق - وقلنا: إنه الصحيح - فيما إذا استأجر دكاناً لبيع سلعة ثم تلفت فإن الإجارة تنفسخ؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب: إن هذا يؤيد ذلك من بعض الوجوه، ولكن الفرق أن هذا لخلل في المعقود عليه لا في المعقود له، في المسألة الأولى تعذر الانتفاع في المعقود له، وهنا تعذر الانتفاع في المعقود عليه وهو الأرض أو الدار، ومع ذلك فقد نقول: إن هذا الفرق غير مؤثر؛ لأن الانتفاع قد تعذر في هذا وفي هذا بغير إرادة الإنسان.
140 - ص (76)
قوله: " ولا يضمن أجير خاص ما جنت يده خطأ " أفادنا المؤلف - رحمه الله - أن الأجراء نوعان، أجير خاص، وأجير مشترك.
فما الفرق بينهما؟
ما كان مستأجراً بالزمن فهو أجير خاص، وما كان مستأجراً على عمل فهو أجير مشترك ويظهر ذلك بالمثال:
استأجرت عاملاً يعمل عندك في البيت، أو في الدكان، أو في المزرعة، فهذا أجير خاص؛ لأن عمله مقدر بالزمن، فالشهر بكذا وكذا، والأسبوع بكذا وكذا، واليوم بكذا وكذا.
استأجرت خياطاً يخيط لك ثوباً، فهذا مشترك؛ لأن نفعه مقدَّر بالعمل، وإنما سُمِّي الأول خاصاً لأن زمنه خاص بالمستأجر، لا يملك الأجير أن يتصرف فيه، فهو لا يملك أن يعمل عند رجل آخر في هذه المدة؛ لأن المدة خاصة بالمستأجر، والمشترك ليس خاصاً بالمستأجر، فقد فتح بابه لكل أحد، فتجد الخياط - مثلاً - يأتيه فلان وفلان وفلان، كل واحد منهم يريد أن يخيط له ثوباً.
إذاً الفرق بين الخاص والمشترك:
أن ما قدَّر نفعه بالزمن فهو خاص، وما قدَّر بالعمل فهو مشترك.
فرق آخر: أن الأجير الخاص منفعته مملوكة مدة الأجرة، والأجير المشترك منفعته غير مملوكة.
هل يمكن أن يجتمعا، بمعنى أن أستخدم هذا الرجل عندي على عمل معين، أقول له مثلاً: أنا أريد أن أستأجرك لمدة خمسة أيام تخيط لي كذا وكذا ثوباً؟
الجواب: لا؛ لأن الخاص يقضي على العام، مادمت قد قدَّرت مدته بالزمن فهو خاص، وإن كنت قد عيَّنت له عملاً معيناً، وتكون الإجارة فاسدة، هذا هو المذهب.
والصواب: أنه يجوز الجمع بين مدة العمل والعمل؛ لأن فيه مصلحة، ويستعمل هذا بعض الناس في المقاولات فيقول: تنفذ هذا البيت في خلال سنة، فإن تمت السنة فعليك لكل يوم خصم كذا وكذا، فالصحيح أنه جائز بشرط أن تكون المدة المقدرة معقولة، بحيث إن هذا البيت يبنى في هذه المدة، أما إذا كان يبنى في سنة وقال: في ستة أشهر فإن هذا لا يجوز؛ لأنه غرر.
وانتبه للفرق بينهما من حيث الحكم، فقوله " ولا يضمن أجير خاص ما جنت يده خطأ " وذلك لأن الأجير الخاص يعمل كالوكيل عن المستأجر.
مثال ذلك: استأجرت عاملاً عندك شهراً بكذا وكذا ليعمل، وفي يوم من الأيام أخطأ في العمل وصار في هذا الخطأ ضرر عليك؟ يقول المؤلف: لا يضمن، لأنه يشتغل عندك بالوكالة عنك والوكيل لا يضمن ما تلف من فعله بلا تعدًّ ولا تفريط.
مثال آخر: استأجرت خياطاً عندك، وقلت له: أنا أريد أن أستأجرك لمدة شهر للخياطة ولم تعين له ثوباً معيناً ولا شيئاً، فأعطيته ثوباً أو أي شيء يخيطه، وأخطأ في التفصيل، فلا يضمن؛ لأنه لم يتعد، وهو يتصرف بالوكالة عنك، والوكيل لا يضمن ما لم يتعد أو يفرط.
141 - ص (85)
قوله: " ويضمن المشترك " يعني الأجير المشترك وهو الذي قدر نفعه بالعمل، ويتقبل العمل من كل أحد كالغسال والخياط ونحوهما.
قوله: " ما تلف بفعله " ولو خطأ ...
قوله: " ولا يضمن ما تلف من حرزه أو بغير فعله " ... وذلك لأنه لم يتعد ولم يفرط، لكن يقول:
" ولا أجرة له " يعني ما تلف بفعله يضمنه ولا أجرة له، وما تلف بغير فعله أو من حرزه فلا يضمنه ولا أجرة له ...
مسألة: إذا كان القماش من الخياط وتلف عنده، فليس له شيء لا قيمة ولا أجرة، فصار الفرق بين الأجير الخاص والمشترك من حيث التعريف، ومن حيث الضمان، ومن حيث الأجرة.
142 - ص (120)
وقوله: " وتضمن العارية " الضامن هو المستعير.
قوله: "بقيمتها " يعني إن كانت متقوِّمة، وبمثلها إن كانت مِثْلِيَّة ...
والفرق بين المتقوم وبين المثلي:
أن المثلي ضابطه عند الفقهاء (كل مكيل أو موزون ليس فيه صناعة مباحة، يصح السَّلَم فيه) وهذا الضابط يضيِّق المثليات تضيقاً بالغاً.
فقولهم: (كل مكيل أو موزون) يخرج به ما سواهما، مع أن الحيوان يمكن أن يكون مثلياً والمعدود يمكن أن يكون مثلياً، والمذروع يمكن أن يكون مثلياً، وما أشبه ذلك، لكن هم يخصونه بالمكيل والموزون.
وقولهم: (ليس فيه صناعة مباحة) فإن كان فيه صناعة مباحة فإنه يخرج عن كونه مثلياً، فالبر إذا طُبِخ وكان طعاماً خرج عن كونه مثلياً، مع أن أصله مكيل، وكذلك - أيضاً - الأواني ليست مثلية مع أن أصلها موزون.
وأما قولهم: (مباحة) فاحترازاً من الصناعة المحرمة؛ لأن الصناعة المحرمة وجودها كالعدم.
وأما قولهم: (يصح السلم فيه) فهذا - أيضاً - شدد التضييق، فهو احتراز مما كان مكيلاً أو موزوناً، لكنه يختلف ولا ينضبط بالصفة فإنه لا يكون مثلياً.
والصحيح أن المثلي ما كان له مثيل مطابق أو مقارب تقارباً كثيراً، ويدل لهذا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لزوجته التي كسرت الإناء، وأفسدت الطعام: ((إناء بإناء، وطعام بطعام)) ولم يضمنها بالقيمة، ثم إننا نقول: الصناعة الآن تتقدم، ومن المعلوم أن الفناجيل - مثلاً - من الزجاج مصنوعة، وهي مثلية قطعاً، فمماثلة الفنجال للفنجال أشد من مماثلة صاع البر لصاع البر، وهذا أمر معلوم والحلي - مثلاً - والأقلام، والساعات، كل هذه مثلية، وهي على حد الفقهاء ليست مثلية.
فالصواب إذاً: أن المثلي ما كان له مماثل أو مقارب مقاربة تامة، فإذا استعار إناء ثم انكسر الإناء - فعلى ما اخترناه - يُضمن بإناء مثله، وعلى كلام الفقهاء يضمن بقيمته، والأقرب إلى العدل أن يُضمن بمثله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[23 Jul 2006, 02:37 م]ـ
143 - ص (136)
قوله: " أو اختلفا في رد فقول المالك "
(اختلفا) يعني المعير والمستعير في رد العارية فالقول قول المالك، مثاله: أعار إناء لشخص، ثم جاء يطلبه منه، فقال المستعير: رددته، وقال المعير: لم ترده، فالقول قول المالك؛ لأن الأصل عدم الرد، وبناء على القاعدة المعروفة عند الفقهاء: أن من قبض العين لمصلحة نفسه لم يُقبل قوله في الرد، والمستعيرُ العينُ في يده لمصلحته، فإذا قال: رددتها عليك، قلنا: لا نقبل قولك إلا إذا أتيت ببيِّنة بأنك رددتها، فلو أتى المستعير ببينة أنه رد العارية فإنه يقبل قوله بالبينة، وكل كلام المؤلف في هذه الخلافات فيما إذا لم يكن هناك بينة، أما إذا كان هناك بينة فالبينة قاضية على كل شيء.
وهل هذه هي مسألة المخزومية؟
لا، المخزومية تجحد، تقول: ما أعرتني،وهذا يقول: أعرتني ولكن رددتها عليك، وبينهما فرق؛ فإذا ثبت أن هذا لم يردها فأننا لا نقطع يده، لكن الجحد يقتضي أن لا يُطالَب هذا الذي ادُّعِي عليه العارية إلا إذا ثبت أنه مستعير، فبينهما فرق واضح.
144 - ص (198)
وقوله: " ومن أتلف محترماً " يعم الصغير والكبير، والحيوان وغير الحيوان، ويعم - أيضاً - ما كان عن عمد وما كان عن غير عمد، إلا أن الفرق بين العامد وغير العامد هو أن العامد آثم وغير العامد ليس بآثم، لكن حق الآدمي لا يسقط، فيجب عليه ضمانه.
145 - ص (200)
قوله: " أو رباطاً " يعني وجد حيواناً مربوطاً – مثلاً – فحل رباطه فذهب، فعليه الضمان.
قوله: " أو قيداً فذهب ما فيه " القيد لحيوان مقيد، والفرق بين القيد والرباط، أن الرباط يثبت في الأرض وتربط به البهيمة، والقيد تقيد به اليد والرجل أو اليدان والبهيمة تمشي.
وهذا الذي ذكره المؤلف – رحمه الله – أمثلة وصور وليست قواعد، لكن القاعدة أن كل من أتلف شيئاً فعليه الضمان.
146 - ص (234)
وقوله: " بثمنه " الباء حرف جر، وكل مجرور فلا بد له من متعلق؛ لأن المجرور معمول لعامل والمعمول لا بد له من عامل، كما أن المفعول به لا بد له من فعل ينصبه، فالمجرور - أيضاً - لا بد له من فعل يتعلق به، ولهذا قال ناظم القواعد:
لا بد للجار من التعلق بفعل أو معناه نحو مرتقي
على كل حال (الباء) في قوله: " بثمنه " متعلقها قوله: (انتزاع) فهي استحقاق انتزاع بالثمن، يعني أن الشريك يأخذ الشقص المبيع بالثمن لا بالقيمة.
واعلم أن هناك فرقاً بين القيمة والثمن عند أهل العلم، فالثمن هو ما وقع عليه العقد، والقيمة ما يساوي بين الناس، فمثلاً اشترى رجل بيتاً بعشرة آلاف، فالثمن عشرة آلاف، لكن هذا البيت يساوي بين الناس خمسة آلاف، فالقيمة إذاً خمسة آلاف، أو يساوي عشرين فالقيمة عشرون، فالثمن قد يساوي القيمة، وقد يكون أقل وقد يكون أكثر.
147 - ص (287)
قوله: " وإذا تلفت من بين ماله ولم يتعد ولم يفرط لم يضمن "
... والفرق بين التعدي والتفريط من حيث العموم، أن التعدي فعل ما لا يجوز، والتفريط ترك ما يجب، فإذا كان المودَع طعاماً فأكله المودَع عنده، فهذا تعدٍّ، وإذا كان طعاماً وأبقاه في ليالي الشتاء في الخارج فتلف، فهذا تفريط؛ لأنه ترك ما يجب.
148 - ص (344)
قوله: الجعالة " فَعَالة من الجَعْل، والجَعْل معناه وضع الشيء وفسرها المؤلف بقوله:
" وهي أن يجعل شيئاً معلوماً لمن يعمل له عملاً معلوماً، أو مجهولاً، مدة معلومة أو مجهولة " فالجعالة عقد لا يشترط فيه العلم بأحد العوضين، وهو - أي عقد الجعالة - فيه عوض مدفوع وعوض معمول، فالعوض المدفوع لا بد فيه من العلم، والمعمول لا يشترط فيه العلم، المدفوع يكون من الجاعل، والمعمول يكون من العامل.
والفرق بين عقد الجعالة والإجارة، أن الإجارة مع معين بخلاف الجعالة فهو يطلق فيقول: من فعل كذا فله كذا؛ ولهذا صارت عقداً جائزاً ...
149 - ص (355)
قوله: " أو ضالة " وهي الضائع من الحيوان، والفرق بين اللقطة وبين الضالة، أن الضالة لها إرادة وتعرف ولكن تضل، واللقطة ليس لها إرادة.
150 - ص (380)
وقوله: " أو عجز ربه عنه " يعني أن الحيوان لم ينقطع، بل هو نشيط، لكن عجز عنه، كبعير تمرد على صاحبه وأبى أن يذهب، فإنه يملكه آخذه؛ لأن صاحبه تركه عجزاً عنه.
والقول الثاني في هذه المسألة: أن واجده لا يملكه، بل يبقى على ملك صاحبه؛ لأنه لم يتركه ولكن للآخذ أجرة المثل، وهذا مبني على ما سبق أن من أنقذ مال شخص من هلكة فله أجرة المثل.
والقول الثالث وهو الراجح: أنه يفرق بين من تركه عجزاً ومن تركه لانقطاعه، فمن تركه لانقطاعه ملكه آخذه، ومن تركه عجزاً لم يملكه آخذه وله أجرة المثل؛ لأنه أنقذه من هلكة.
أما المتاع فإنه لمالكه، فإن تركه في بالفلاة فإن من أحضره إليه ليس له أجرة المثل، إلا إذا أحضره إليه إنقاذاً له من الضياع فله أجرة المثل، والفرق بين المتاع والحيوان، أن الحيان يهلك وهذا لا يهلك.
بقي العبد الآبق إذا عجز عنه سيده فهل يكون للواجد؟
لا، ولكن له أجرة المثل، والفرق بينه وبين الحيوان أن العبد يمكنه أن يخلص نفسه، فصاحبه إذا تركه لم يتركه يأساً بالكلية؛ لأنه يستطيع أن يخلص نفسه فليس كالحيوان،فمن وجده فهو لمالكه ولكن له أجرة المثل.
151 - ص (390)
قوله: " وهو مسلم " أي: اللقيط (مسلم) ...
وإذا حكمنا بإسلامه ترتب عليه أحكام، وكان له ما للمسلمين وعليه ما على المسلمين، فلو مات هذا الطفل قبل أن يبلغ فإننا نغسله ونكفنه ونصلي عليه وندفنه في مقابر المسلمين، وسيأتي لمن يكون ميراثه، وإذا مَيَّزَ وأراد أن يكون كافراً اعتبرناه مرتداً، ومعلوم أن هناك فرقاً بين الكافر المرتد والكافر الأصلي، فالكافر الأصلي يبقى على دينه ولا نجبره على الإسلام، أما الكافر المرتد نجبره أن يسلم وإلا قتلناه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[29 Jul 2006, 02:05 م]ـ
الفروق في المجلد الحادي عشر
152 - ص (20)
قوله: " وأن يكون على بِرٍّ " هذا هو الشرط الثاني أن يكون على بِرٍّ، قال الإمام أحمد: لا أعرف الوقف إلا ما أريد به وجه الله، ولأن عمر - رضي الله عنه - أراد بوقفه التقرب إلى الله.
وهذا الشرط فيه تفصيل، فإن كان على جهة عامة فإنه يشترط أن يكون على بر، وإن كان على معين فإنه لا يشترط أن يكون على بِرٍّ، لكن يشترط ألا يكون على إثم، والفرق بين هذا وهذا يظهر بالمثال، فمثال الجهة العامة:
قوله: " كالمساجد " فلو عَمَرَ الإنسان مسجداً وأوقفه، فهذا على بِرٍّ، إلا إذا عمر مسجداً على قبر فهنا يحرم ولا يصح؛ لأن هذا ليس ببر، بل هو إثم.
أو بنى مسجداً من أجل أن تقام فيه البدع، فهذا - أيضاً - لا يصح؛ لأنه ليس على بر فمراده بالمساجد، أي: التي على بر وتقوى.
فإن كان الوقف على مسجد معيَّن تعين فيه، ولا يجوز صرفه على غيره، وإن كان على المساجد عموماً وجب على الناظر أن يبدأ بالأحق فالأحق، سواء كانت هذه الأحقية عائدة إلى ذات المسجد أو إلى المصلين فيه ...
الخلاصة: أنه إذا كان الوقف على جهة فلا بد أن يكون على بر، وإذا كان على معين فلا يشترط أن يكون على بر؛ لأنه قد يقصد منفعة هذا المعين بعينه، لا التقرب إلى الله عزَّ وجلَّ لكن يشترط ألا يكون فيه إثم، فإذا كان على إثم فلا يصح، ولنضرب لهذا أمثلة:
وقف على المساكين يصح؛ لأنه بر.
وقف على الأغنياء لا يصح؛ لأن هذه جهة، والجهة لا بد أن يكون الوقف فيها على بر والأغنياء ليسوا أهلاً للصدقة.
وقف على ضارب الدفوف، فيه تفصيل: إذا كان على ضاربات الدفوف في العرس، فهذا يجوز؛ لأنه قربة، ويسن إعلان النكاح والدف فيه للنساء.
وإذا كان على لاعبي الكرة، فهذا لا يصح، لأن هذه جهة، ولا بد أن تكون على بر، وهذا ليس ببر.
ولو وقف على فلان اليهودي فهذا يصح؛ لأنه على معين.
ولو وقف على نصراني معين، فهذا يصح، لأن هذا مما لم ننه عن بره، والوقف بر وليس فيه نهي، فالواقف لم يرتكب ما نهى الله عنه، ولم يصدق عليه أنه عمل عملاً ليس عليه أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ لأن الله قد أذن في ذلك.
ولو وقف على داعية للنصرانية؛ فهذا لا يصح؛ لأن هذا معناه تشجيع هذا الرجل على باطله ومن باب أولى أن يوقف على الكنائس والصوامع والبيع، وما أشبه ذلك.
153 - ص (25)
قوله: " وكذا الوصية " يعني أن الوصية لا تصح على جهة عامة إلا أن تكون على بر، أما إذا كانت على جهة معينة كشخص معين، فلا بأس ألا تكون على بر، لكن لا يجوز أن تكون على إثم.
والفرق بين الوصية والوقف:
أولاً: أن الوقف عقد ناجز، فإذا قال الرجل: وقفت بيتي، أو وقفت سيارتي، أو وقفت كتبي فيكون وقفاً في الحال.
والوصية تكون بعد الموت، فيقول مثلاً: أوصيت بداري للفقراء.
ثانياً: أن الوقف ينفذ من جميع المال، فلو وقف جميع ماله نفذ، إلا أن يكون في مرض موته المخوف.
والوصية لا تكون إلا من الثلث فأقل، ولغير وارث، وما زاد على ذلك، أو كان لوارث فلا بد من موافقة الورثة على هذه الوصية.
فلو قال: أوصيت ببيتي لفلان، ثم توفي، وحصرنا تركته بعد موته فوجدنا أن هذا البيت أكثر من الثلث، فالذي ينفذ من البيت ما يقابل الثلث فقط، فإذا كان هذا البيت النصف فإنه ينفذ منه ثلثاه؛ لأن ثلثي النصف بالنسبة للكل ثلث.
لكن لو أجاز الورثة وقالوا: ليس عندنا مانع، فإن ذلك لا بأس به، وهذه هي قاعدة المذهب وسيأتي - إن شاء الله - الكلام عليها، وتحريرها.
154 - ص (37)
قوله: " وتقديم "، يعني إذا شرط تقديم من يتصف بوصف معين، مثل أن يقول: هذا وقف على أولادي، ويقدم طالب العلم.
ومعنى كونه يقدم: أنه يعطى كفايته من الوقف، والباقي للآخرين، ففي التقديم لا يُحرَم المؤخر لأن هذا ليس ترتيباً بل هو تقديم وتأخير، فيستحقه الجميع، لكن يقدم من قدمه الواقف ...
قوله: " وترتيب " الترتيب أن يأتي بما يدل على الترتيب، مثل أن يقول: هذا وقف على أولادي ثم أولادهم، أو وقف على أولادي بطناً بعد بطن، أو وقف على أولادي فإذا عدم البطن الأول فللثاني، فهذا نسميه ترتيباً، ولا يختص بـ (ثم)، فكل ما دل على الترتيب نعمل به.
لكن إذا قال قائل: ما الفرق بين الترتيب والتقديم؟
فالجواب: أنه في الترتيب لا يستحق البطن الثاني شيئاً مع البطن الأول، وفي التقديم يستحق البطن الثاني مع الأول ما فضل عن الأول، فالبطن الأول والثاني كلاهما مستحق لكن يقدم البطن الأول، فيمكن أن يشترك البطن الأول والثاني في مسألة التقديم، مثل أن يقول: هذا وقف على أولادي يُقدم الأحوج، فإذا أعطينا الأحوج ما يكفيه - لأن الريع كثير - وبقي بقية أعطينا البطن الثاني ما يحتاجه منها، لكن لو قال: وقف على أولادي، ثم أولادهم وكان الريع كثيراً وأعطينا الأولاد حاجتهم وزاد أضعافاً، فهل نعطي البطن الثاني شيئاً؟ لا، لأنه قال: (ثم) وما بعد (ثم) لا يشارك ما قبلها لوجود الترتيب، ولو قال: بطناً بعد بطن، فكذلك هو ترتيب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[31 Jul 2006, 11:09 م]ـ
155 - ص (65)
قوله: " الهبة والعطية "، الهبة مصدر وَهَبَ يَهَبُ هِبَةً، وأصلها وِهْبَةٌ من وهب الشيء إذا أعطاه مثل وعد يَعِدُ عِدة واصلها وِعدة.
واعلم أن خروج المال بالتبرع يكون هبة، ويكون هدية، ويكون صدقة، فما قصد به ثواب الآخرة بذاته فهو صدقة، وما قصد به التودد والتأليف فهو هدية، وما قصد به نفع المعطَى فهو هبة، فهذا هو الفرق بينها، والتودد والتأليف من الأمور المقصودة شرعاً ويقصد بها ثواب الآخرة، لكن ثواب الآخرة لم يقصد فيها قصداً أولياً، ولهذا يخصها بشخص معين، أما الصدقة فلا يخصها بشخص معين، بل أي فقير يواجهه يعطيه، وكلها تتفق في أنها تبرع محض لا يطلب الباذل عليها شيئاً.
156 - ص (70)
قوله: " وتلزم بالقبض بإذن واهب " إذا تمت الهبة بالإيجاب والقبول فليس فيها خيار مجلس لكن فيها خيار مطلقاً حتى تقبض؛ لأنها لا تلزم إلا بالقبض، فلو قال: وهبتك كتابي الفلاني فقال: قبلت، ولم يسلمه له، ثم رجع، فرجوعه جائز؛ لأن الهبة لا تلزم إلا بالقبض، فإذا قبضها فليس فيها خيار مجلس؛ لأن هذا عقد تبرع، والذي فيه خيار المجلس هو عقد المعاوضة.
والفرق بينهما ظاهر، ففي عقد المعاوضة أعطى الشارع المتعاقدين مهلة ما داما في المجلس؛ لأن الإنسان قد يرغب في السلعة، وإذا بيعت عليه نزلت من عينه، وهذا شيء مشاهد، فجعل له النبي صلى الله عليه وسلم الخيار إذا أحب أن يردها.
لكن الهبة ليس فيها معاوضة، فهو أعطيها مجاناً، حتى لو كان في الأول يحبها ثم أعطيها ونزلت من عينه، فهذا لا يضر شيء ...
157 - ص (73)
قوله: " ووارث الواهب يقوم مقامه " يعني في الإقباض وعدمه، فإذا مات الواهب بعد الإيجاب والقبول قبل أن يسلمها، فلورثته الحق في أن يمنعوا التسليم ولهم أن ينفذوها ويسلموها.
وعلم من قوله " ووارث الواهب " أن وارث المتَّهب لا يقوم مقامه، وعلى هذا فلو وهب شيئاً لشخص ثم مات الموهوب له قبل القبض، بطلت الهبة؛ لأنه تعذر قبضه بعد أن مات.
فإن قال قائل: ما الفرق بين هذا وهذا؟
نقول: لأنه في مسألة الواهب عقد يؤول إلى اللزوم فلم ينفسخ بالموت، أما المتهب إذا مات ولم يقبض شيئاً فليس هنا شيء حتى يرجع إلى ورثته، ولذلك فرَّقوا - رحمهم الله - بين موت الواهب فقالوا: لا تبطل الهبة به ويقوم وارثه مقامه، وبين موت المتهب فقالوا: إن الهبة تبطل لتعذر القبض حينئذٍ.
158 - ص (86)
قوله: " فإن مات قبله " أي قبل التسوية.
قوله: " ثبتت " أي ثبتت العطية، يعني إذا مات الأب الذي فضل بعض الأولاد قبل أن يسوي ثبتت العطية، فإذا أعطى أحدهم - مثلاً - عشرة آلاف ريال تبرعاً لا نفقة ثم مات، فهذا العطاء يعتبر ملكاً للآخذ ويثبت؛ لأنه لم يتمكن من الرجوع أو تمكن ولكنه فرط، فالمطالب بالرجوع هو الأب وقد مات، فسقط عنه التكليف بموته، والابن الذي فُضِّل مَلَكه ملكاً تاماً هذا المذهب وهو قول ضعيف؛ لأنه لا يجوز أن نمكن هذا الابن من أَخْذِ مالٍ لا يجوز له أخذه.
والصواب: أنه إذا مات وجب على المفضَّل أن يرد ما فضِّل به في التركة، فإن لم يفعل خصم من نصيبه إن كان له نصيب؛ لأنه لما وجب على الأب الذي مات أن يسوي، فمات قبل أن يفعل صار كالمدين، والدين يجب أن يؤدى، وعلى هذا نقول للمفضَّل: إن كنت تريد بر والدك فرد ما أعطاك في التركة.
ولكن هل للورثة الرجوع، أو الهبة لم تصح من الأصل؟
فيها قولان: قيل: إن العطية لم تصح من الأصل.
وقيل: إنها صحت، لكن إذا مات وهو لم يسوِ فللورثة الرجوع، ويجب على المفضل أن يردها في التركة.
والفرق بين القولين: أننا إذا قلنا: إنها لم تصح من الأصل، فإن ما حصل من نماء بين العطية والموت يكون للورثة؛ لأن العطية لم تصح أصلاً، وإذا قلنا بالصحة ولكن لهم الرجوع، فما حصل من نماء منفصل فهو للموهوب له.
لكن على كل حال القول بأنها تثبت قول ضعيف، والصواب أنه يجب على المفَضَّل أن يرد الزيادة في التركة، أو تخصم من نصيبه.
159 - ص (92)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله: " وله أن يأخذ ويتملك " الفرق بينهما: يأخذ على سبيل الاستعمال، ويتملك على سبيل الضم إلى ملكه، فله أن يأخذ سيارة الابن يسافر بها إلى مكة، إلى الرياض، إلى المدينة إلى أي بلد وإن لم يتملكها، وله أن يتملك وإن لم يأخذ، فيأتي إلى كاتب العدل، مثلاً، ويقول: إني تملكت سيارة ابني فلان ويكتب كاتب العدل، لكن بشروط ستذكر.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[08 Aug 2006, 11:30 م]ـ
160 - ص (124 - 133)
قوله: " ويسوِّي بين المتقدم والمتأخر في الوصية، ويبدأ بالأول فالأول في العطية " بدأ المؤلف ببيان الفروق بين العطية والوصية وهما تتفقان في أكثر الأحكام، ويجب أن نعلم الفرق بين العطية والوصية قبل كل شيء، فالوصية إيصاء بالمال بعد الموت، بأن يقول: إذا مِت فأعطوا فلاناً كذا والعطية تبرع بالمال في مرض الموت.
فتشتركان في أنه لا يجوز أن يوصي لوارث، ولا لغير وارث بما فوق الثلث، ولا يجوز أن يعطي وارثاً ولا غير وارث ما فوق الثلث.
وتشتركان أيضاً في أنهما أدنى أجراً وثواباً من العطية في الصحة؛ لأن المراتب ثلاث:
الأولى: عطية في الصحة.
الثانية: عطية في مرض الموت.
الثالثة: وصية.
أفضلها العطية في الصحة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصدقة أن تصدق وأنت صحيح شحيح تأمل البقاء وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا، وقد كان لفلان».
يلي ذلك العطية في مرض الموت، ويلي ذلك الوصية، فالوصية متأخرة.
فإذا قال قائل: لماذا تجعلون العطية وهي في مرض الموت أفضل من الوصية؟
فالجواب: أن المُعْطِي يأمل أن يشفى من هذا المرض، والوصية لا تكون إلا بعد الموت.
أما المرض غير المخوف فهذا حكمه حكم الصحة؛ لأن الرجل لا يتوقع الهلاك.
وقوله: " ويسوي بين المتقدم ولمتأخر في الوصية، ويُبْدَأُ بالأول فالأول في العطية "، هذا هو الفرق الأول بينهما، يعني إذا تزاحمت الوصايا والعطايا وضاق الثلث عنها، فإنه في العطية يبدأ بالأول فالأول، وفي الوصية يتساوى الجميع، أما إذا لم تتزاحم وكان الثلث متسعاً فإنه يعطى الجميع، سواء في الوصية أو العطية.
مثال ذلك: رجل أعطى شخصاً ألف ريال، وأعطى آخر ألفي ريال، وأعطى ثالثاً ثلاثة آلاف ريال، فيكون المجموع ستة آلاف ريال، ثم توفي ووجدنا تركته تسعة آلاف ريال، ومن المعلوم أن هذه العطايا زادت على الثلث، فماذا نصنع؟
نقول: نعطي الأول فالأول، فنعطي الأول ألف ريال، والثاني ألفي ريال، والثالث لا شيء له لأن التركة تسعة آلاف ثلثها ثلاثة، والثلاثة استوعبتها عطية الأول والثاني، فلا يكون للثالث شيء.
ووجه ذلك أن العطية تلزم بالقبض ويملكها المعطَى بالقبض، فإذ ا أعطينا الأول ألفاً وأعطينا الثاني ألفين استقر ملكهما على ما أُعطياه، ويأتي الثالث زائداً على الثلث فلا يعطى.
ومثال الوصية: رجل أوصى لشخص بألف ريال، ولآخر بألفي ريال، ولثالث بثلاثة آلاف ريال، ثم مات ووجدنا تركته تسعة آلاف ريال، فهنا الوصايا زادت على الثلث، فالثلث ثلاثة والوصايا تبلغ ستة آلاف ريال، إذاً لا بد أن نرد الوصايا إلى الثلث وندخل النقص على الجميع لكن لا نقدم الأول على الثاني كما فعلنا في العطية، بل نسوي ونقول: لهم ستة آلاف ولا يستحقون إلا ثلاثة، فننسب الثلاثة إلى الستة فتكون نصفها، فيعطى كل واحد نصف ما أوصي له به؛ لأن نسبة الثلث إلى مجموع الوصايا النصف، فنعطي صاحب الألف خمسمائة وصاحب الألفين ألفاً، وصاحب الثلاثة ألفاًُ وخمسمائة، فالجميع ثلاثة آلاف، وهي الثلث.
ووجه ذلك أن هؤلاء الموصى لهم إنما يملكون الوصية بعد موت الموصي، وموت الموصي يقع مرة واحدة، ليس فيه تقديم وتأخير، فهم ملكوا المال الموصى لهم به في آن واحد وهو وقت موت الموصي.
ولو قال قائل: لماذا لا تقولون: إن الوصية الثانية تنسخ الأولى، والثالثة تنسخ الثانية، وحينئذ يُحْرَم الأول والثاني من الوصية، ويعطى الثالث ما أوصي له به، وهو ثلاثة آلاف؟
نقول: هذا لا يصح؛ لأن الجميع تزاحموا في الاستحقاق فلا نقدم بعضهم على بعض، نعم إن قال الموصي: ووصيتي الثالثة ناسخة لما سبق من الوصايا، فحينئذٍ يعمل بها؛ لأن للموصي أن يرجع في وصيته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا تقع مشكلة الآن في وصايا الناس، تجد الرجل يوصي بوصية وتكون عنده في الدفتر وينساها، ثم يوصي وصية أخرى لو جمعت إلى الأولى لضاق الثلث، وإن عمل بإحداهما نفذت كذلك - أيضاً - تختلف الشروط التي اشترط فيها، مثلاً يقول: هذه على الفقراء، وهذه على طلبة العلم، وهذه على المساجد، وهذه لإصلاح الطرق، فيشكل على الورثة.
ومن ثَمَّ نقول: ينبغي لطلاب العلم أن يرشدوا الناس إلى أنهم إذا أراد أحدهم أن يوصي وصية يقول: وهذه الوصية ناسخة لما سبقها، فيؤخذ بقوله هذا؛ لأن الرجوع في الوصية جائز فكلما كتب الإنسان وصية ينبغي أن ينتبه لهذا؛ حتى لا يوقع الموصى لهم والورثة في حيرة فيما بعد، فيستريح ويريح.
قوله: " ولا يملك الرجوع فيها " أي: لا يملك الرجوع في العطية؛ لأنها لزمت؛ لأن العطية نوع من الهبة، فلو أعطى رجلاً ألف ريال وقبضها، صار ملك الألف للمعْطَى، ولا يمكن أن يرجع؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ليس لنا مثل السوء، العائد في هبته كالكلب يقيء ثم يعود في قيئه».
والوصية يملك الموصي الرجوع فيها، فلو أوصى ببيته لفلان، وقال: هذا البيت بعد موتي يُعْطَى فلاناً ملكاً له، ثم رجع فإنه يجوز؛ لأن الوصية لا تلزم إلا بعد الموت فله أن يرجع.
هذا هو الفرق الثاني: أن العطية اللازمة - وهي المقبوضة - لا يملك الرجوع فيها، والوصية ولو قبضها الموصى له فإن الموصي يملك الرجوع فيها؛ لأنها لا تلزم إلا بعد موته.
الفرق الثالث:
قوله: " ويعتبر القبول لها " أي: للعطية.
قوله: " عند وجودها " لأنها هبة، فيعتبر أن يقبل المعطى العطية عند وجودها قبل موت المعطي فإذا أعطاه العطية فإنه يقبل في الحال، والوصية لا يصح قبولها إلا بعد الموت، حتى لو قال الموصي: إني أوصيت لك بهذا البيت بعد موتي ملكاً لك، فقال الموصى له: قبلت وشكر الله سعيك وجزاك الله خيراً، وذهب إلى كاتب العدل وقال: إني أوصيت ببيتي لفلان بعد موتي، فله أن يرجع؛ لأنها وصية.
الفرق الرابع: أنه لا يثبت الملك للموصَى له من حين تم عقد الوصية، بل الملك للموصي بخلاف العطية فإنه يثبت الملك فيها حين وجودها وقبولها؛ ولهذا قال:
" ويثبت الملك إذاً " أي عند وجودها وقبولها، ويتفرع على هذا أنه لو زادت العطية زيادة متصلة، أو منفصلة فهي للمُعْطى، بخلاف الوصية، فالنماء للورثة؛ لأن الملك في الوصية لا يثبت إلا بعد الموت، ولهذا قال: " والوصية بخلاف ذلك ".
هذه أربعة فروق ذكرها المؤلف، وهناك فروق أخرى كنت قد كتبتها زيادة على ما ذكر فمنها:
الفرق الخامس: اشتراط التنجيز في العطية، وهذا ربما يؤخذ من قوله: " ويعتبر القبول لها عند وجودها "، وأما الوصية فلا تصح منجزة؛ لأنها لا تكون إلا بعد الموت، فهي مؤجلة على كل حال.
الفرق السادس: الوصية تصح من المحجور عليه، ولا تصح العطية.
مثلاً: رجل عليه ديون أكثر من ماله، مثلاً عليه عشرة آلاف ريال، وماله ثمانية آلاف ريال وحجر عليه، فلا يمكن لأن يعطي أحداً من هذه الثمانية، لأنه محجور عليه، فهذه العطية تبرع يتضمن إسقاط واجب، والتبرع الذي يتضمن إسقاط واجب غير صحيح، لكن لو أوصى بعد موته بألفي ريال فإنه يجوز، والفرق أن الوصية لا تنفذ إلا بعد قضاء الدين، وليس على أهل الدَّين ضرر إذا أوصى بشيء من ماله؛ لأنه إذا مات الميت، نبدأ أولاً بتجهيزه ثم بالديون التي عليه ثم بعد ذلك بالوصية.
إذاً الوصية تصح من المحجور عليه والعطية لا تصح، والفرق أن العطية فيها إضرار بالغرماء والوصية ليس فيها إضرار؛ لأنها لن تنفذ إلا بعد قضاء الدين.
وهل تصح من المحجور عليه لسفه؟
المحجور عليه لسفه إما أن يكون صغيراً، وإما أن يكون مجنوناً، وإما أن يكون بالغاً عاقلاً لكنه سفيه لا يحسن التصرف، أما الأول والثاني فلا تصح وصيتهما ولا عطيتهما؛ لأنهما لا قصد لهما ولا يعرفان الوصية والعطية.
وأما الثالث ففيه قولان: قال بعض أهل العلم: تصح وصيته؛ لأنه إنما حجر عليه لمصلحة نفسه وبعد موته لا يضره ما ذهب من ماله إلى ثواب الآخرة مثلاً، لكن في النفس من هذا شيء؛ لأن السفيه لا يحسن التصرف، فأنا أتوقف في هذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
الفرق السابع: الوصية تصح بالمعجوز عنه، والعطية لا تصح، فلو أعطى شيئاً معجوزاً عنه كجمل شارد وعبد آبق وما أشبه ذلك، فإنها لا تصح العطية على المشهور من المذهب، والقول الراجح أنها تصح؛ لأن المعطَى إما أن يغنم وإما أن يسلم وليس فيه مراهنة، لكن على المذهب لا تصح العطية بالمعجوز عنه، وتصح الوصية، والفرق أن الوصية لا يشترط تملكها في الحال فربما يقدر عليها فيما بين الوصية والموت.
والصحيح في هذا أن كلتيهما تصح بالمعجوز عنه.
الفرق الثامن: الوصية لها شيء معين ينبغي أن يُوصى فيه والعطية لا، والشيء المعين الذي ينبغي أن يوصي فيه هو الخُمس، فالإنسان إذا أراد أن يوصي بتبرع فليوصِ بالخمس، فلدينا خمس وربع وثلث ونصف وأجزاء أخرى.
فالوصية بالنصف حرام، والوصية بالثلث جائزة، والوصية بالربع جائزة ولكنها أحسن من الثلث، والوصية بالخمس أفضل منهما، أي من الثلث والربع، لقول النبي صلى الله عليه وسلم حين استأذنه سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - في أن يوصي بأكثر من الثلث قال: «الثلث والثلث كثير» وقول نبينا صلى الله عليه وسلم «الثلث كثير» يوحي بأن الأولى النقص عنه.
وابن عباس - رضي الله عنهما - مع ما أعطاه الله - تعالى - من الفهم يقول: (لو أن الناس غضوا من الثلث إلى الربع، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الثلث والثلث كثير»)، يعني لكان أحسن.
أما أبو بكر - رضي الله عنه - فقد سلك مسلكاً آخر واستنبط استنباطاً آخر، وفهم فهماً عميقاً، فأوصى بالخمس، وقال: أوصي بما رضيه الله لنفسه، ثم تلا: {وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ} الآية [سورة الأنفال: 41]، ولذلك اعتمد الفقهاء - رحمهم الله - أن الجزء الذي ينبغي أن يوصى به هو الخمس.
وهذه - أيضاً - مسألة أحب من طلبة العلم أن ينبهوا الناس عليها، فالآن الوصايا كلها - إلا ما شاء الله - بالثلث، يقول الموصي: أوصيت بثلثي - سبحان الله!! - الرسول صلى الله عليه وسلم ماكسه سعد - رضي الله عنه - من الثلثين إلى النصف إلى الثلث فقال: ((الثلث كثير)) فلماذا لا نرشد العامة - لا سيما إذا كان ورثتهم فقراء - أن يوصوا بالربع فأقل؟ لكن هذا قليل مع الأسف، والكتَّاب يُرضون من حضر إليهم للوصية، يقول الكاتب: بكم تريد أن توصي؟ فيقول: بالثلث، فلا يقول الكاتب له: بل بالربع أو بالخمس، وهذا غلط.
وأنا أرى أنه إذا طُلِب من إنسان أن يكتب وصية بالثلث، أن يقول: يا أخي تريد الأفضل؟ فإذا قال: نعم، يقول له: الأفضل الخمس، فإذا قال: أنا أريد أكثر فإننا ننقله إلى الربع ونقول: هذا هو الأفضل، وأنت لو أردت التقرب إلى الله حقاً لتصدقت وأنت صحيح شحيح تأمل البقاء وتخشى الفقر، أما الآن إذا فارقت المال تذهب تحرمه ممن جعله الله له! فهذا لا ينبغي.
على كل حال الوصية لها جزء معين ينبغي أن تكون به والعطية لا، فلا نقول: يسن أن يعطي الخمس أو الربع.
الفرق التاسع: يقول الفقهاء: الوصية تصح للحمل، والعطية لا تصح؛ ووجه ذلك أن الحمل لا يملك، فإذا أعطيته لم يملك، ولا يصح أن يتملك له والداه؛ لأن الحمل ليس أهلاً للتملك والعطية لا بد أن يكون التملك فيها ناجزاً.
الفرق العاشر: أن العبد المدبَّر يصح أن يوصَى له، ولا تصح له العطية، مثلاً: رجل عنده عبد مدبَّر - وهو الذي علق عتقه بموت سيده - فقال له: إذا مت فأنت حر، فهذا مدبَّر؛ لأن عتقه يكون دبر حياة سيده، فيصح أن يوصي لعبده المدبر؛ لأن الوصية تصادف العبد وقد عتق، إذا عتق صح أن يتملك، ولا يصح أن يعطي عبده بناءً على أن العبد لا يملك بالتمليك، والعطية لا بد أن يتملكها في حينها.
الفرق الحادي عشر: العطية خاصة بالمال، والوصية تكون بالمال والحقوق، ولذلك يصح أن يوصي شخصاً ليكون ناظراً على وقفه، ويصح على قول ٍ ضعيف أن يوصي شخصاً بتزويج بناته ولكن العطية خاصة بالمال.
وليعلم أن من أسباب تحصيل العلم أن يعرف الإنسان الفروق بين المسائل المشتبهة، وقد ألف بعض العلماء في هذا كتباً، كالفروق بين البيع والإجارة، وبين الإجارة والجعالة، بين العطية والوصية، وكل المسائل المشتبهة، فمن أسباب اتساع نظر الإنسان وتعمقه في العلم أن يحرص على تتبع الفروق ويقيدها.
هذا ما تيسر لنا، وقد يكون عند التأمل فروق أخرى.
وقد ذكرنا أنه يصح على قول أن يوصي الإنسان بتزويج بناته وهذا هو المذهب، والصحيح أنه لا تصح وصيته بتزويج بناته؛ لأنه ولي على بناته ما دام حياً، وترتيب الولاية ليست إلى الولي بل هي إلى ولي الولي وهو الله - عزَّ وجلَّ - وعلى هذا فإذا مات الإنسان انقطعت ولايته في تزويج بناته، كما تنقطع ولاية بقية الأولياء.
فلو قال شخص عند موته: أوصيت إلى فلان أن يتولى تزويج بناتي ثم مات ولهن عم، فالقول الراجح أن يزوجهن العم، والقول الثاني: يزوجهن الوصي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[20 Aug 2006, 05:15 م]ـ
الفروق في ملف وورد من المجلد 1 - 12
http://saaid.net/book/open.php?cat=4&book=2771
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[21 Feb 2007, 09:53 م]ـ
مواضع الفروق في المجلد الثالث عشر:
ص (7و15) و14و32و36و73و77و79و84و86و88و122و124و130و187 و209و233و262و269و315و347و380و382و389و391و435و437و4 65و479و484و498و521.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[08 Mar 2007, 11:06 ص]ـ
مواضع الفروق في المجلد الرابع عشر:
18و22و28و53و93و124و126و139و150و154و159و172و232و256 و266و280و284و291و297و329و331و351و401و404و421و445.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[16 Nov 2007, 02:07 م]ـ
مواضع الفروق في المجلد الخامس عشر «الأخير»
40و44و59و135و141و220و228و236و238و246و258و264و285و3 04و332و338و391و432و494و524.
ـ[عبدالعزيز اليحيى]ــــــــ[16 Nov 2007, 07:05 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك في علمك على هذه الهدية الثمينة
وليت الباقي يكتمل على ملف وورد(/)
صفوة الأمة بعد الأنبياء 46
ـ[د. محمد مشرح]ــــــــ[02 Apr 2006, 11:45 م]ـ
الحلقة السادسة والأربعون
تقديم ما يحب الله ورسوله
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن بن شهاب وقال ثعلبة بن أبي مالك إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قسم مروطا بين نساء من نساء أهل المدينة فبقي منها مرط جيد فقال له بعض من عنده يا أمير المؤمنين أعط هذا بنت رسول الله e التي عندك يريدون أم كلثوم بنت علي فقال عمر أم سليط أحق به وأم سليط من نساء الأنصار ممن بايع رسول الله e قال عمر فإنها كانت تزفر [1] لنا القرب يوم أحد [2] فقد نظر إلى أسبقيتها وعملها للإسلام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تميله العاطفة؛ عاطفة القرابة؛ قربها من النبي صلى الله عليه وسلم كونها ابنة فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنهما، و قربها منه كونها زوجته؛ وهي قاعدة منطلقة من نصوص القرآن بتقديم الأسبق مثل قول الله تعالى {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100)} [3]
وقول النبي صلى الله عليه وسلم (لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه) [4]
وقوله (وما يدريك لعل الله أن يكون قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ... ) [5]
والحديث ورد ضمن قصة حاطب على النحو التالي: حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار سمعته منه مرتين قال أخبرني حسن بن محمد قال أخبرني عبيد الله بن أبي رافع قال سمعت عليا رضي الله عنه يقول بعثني رسول الله e أنا والزبير والمقداد بن الأسود قال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة ومعها كتاب فخذوه منها فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى انتهينا إلى الروضة فإذا نحن بالظعينة فقلنا أخرجي الكتاب فقالت ما معي من كتاب فقلنا لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب فأخرجته من عقاصها فأتينا به رسول الله e فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين من أهل مكة يخبرهم ببعض أمر رسول الله e فقال رسول الله e يا حاطب ما هذا قال يا رسول الله لا تعجل علي إني كنت امرأ ملصقا في قريش ولم أكن من أنفسها وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات بمكة يحمون بها أهليهم وأموالهم فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يدا يحمون بها قرابتي وما فعلت كفرا ولا ارتدادا ولا رضا بالكفر بعد الإسلام فقال رسول الله e لقد صدقكم قال عمر يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق قال إنه قد شهد بدرا وما يدريك لعل الله أن يكون قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم} [6]
وهذا مبدأ راسخ في المنهج الإسلامي، ومستقر في الفطرة؛ في إعطاء أهل السابقة حقهم.وثمة مبدأ آخر مهم مأخوذ من ميزة البدريين بمراعاة جانب الضعف البشري؛ فلن يسلم منه أحد؛ وهذا يقي من تقديس الأشخاص إلى درجة العصمة، فينتج عنه مزلق خطير؛ لغرابة خطأ يبدر منه ممن يعتقد عصمته فينسف كل شيء من مزاياه، وقد أوقع هذا المزلق فئاما من الناس فحرفهم عن النهج القويم وخبطوا خبط عشواء، وعصفوا بكل ميزة للشخص؛ بل قد يخرجونه عن دائرة الإسلام ... والموازنة بين إيجابيات المرء وسلبياته قاعدة نيرة في التعامل مع الناس على أساس أنهم غير معصومين، وأنه يمكن وقوعهم في الخطأ، الذي ينتج عن فهم خاطئ، أو ضعف يعتري النفس بسبب من الأسباب ... ومغالبة العاطفة مشقة لا يغالبها كل أحد إلا من أعين من الله تعالى، ووفق إلى قوة إيمان لا تنهزم أمام العاطفة. فإنها تصبح يسيرة وسهلة بالمجاهدة، والصبر والمصابرة،؛ لقد كان أمير المؤمنين أبو حفص من هذا النوع من الناس لا يقدم على مراد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم مراد أحد.
--------------------------------------------------------------------------------
[1]- تزفر: تخيط. أنظر البخار ري 3/ 1056.
[2]- البخاري 4/ 1494. رقم 3843.
[3]- سورة التوبة
[4]- البخاري 3/ 1343، 3470.
[5]- المرجع السابق 3/ 1095، 2845.
[6]- المرجع نفسه(/)
للتفكر ...
ـ[ناصر]ــــــــ[03 Apr 2006, 01:51 ص]ـ
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/6E716070-88C6-47CF-966F-39E4F3C598E8.htm(/)
الجنرال الشهيد
ـ[ hedaya] ــــــــ[03 Apr 2006, 08:04 ص]ـ
الجنرال الشهيد
http://www.alqassam.ps/shohada/photos/kamal_kaheel.jpg
ولد عام1961 في قطاع غزة وأنهي دراسته الإعدادية ثم عمل في مهنة سمكرة السيارات، وتزوج ورزقه الله ثمانية أبناء ولكن كل شي تغير يوم انطلقت الانتفاضة المباركة, فالتحق كمال فورًا بمجموعات "حماس" الشبابية المنتشرة في كل مكان، تسطر خطوطها على الجدران وتشعل الإطارات وتنفذ فعاليات الحركة على أرض الواقع.
خبير العبوات الناسفة:
كان كمال قد بدأ يتخصص بإعداد العبوات الناسفة فأعد عبوة ناسفة خرج بها الاستشهادي (أيمن عطا الله)، وبينما كان الاستشهادي (ضياء الشرفا) يستقل سيارته المفخخة بيد (كمال) ولم يحدث الانفجار واعتقل (ضياء) وقاد التحقيق إلى كمال الذي بدأت من اللحظة مطاردته العلنية.
وافتتح (كمال) صفحة جديدة لم تكن غريبة عنه بل كان ينتظرها وهو يري (ياسر) و (طارق) وكافة المجاهدين يتنقلون في الطرقات ويبثون الرعب في قلوب أعداء الله، كم كان يرغب في بث الرعب وفي أثناء رحلة المطاردة شارك في أكثر من خمس عمليات من بينها إطلاق نار على جيب للشرطة الصهيونية في غزة، وبعد كل عملية يزداد ضغط جيش العدو على (آل كحيل) لاعتقال كمال وفي كل مرة يحطمون أثاث المنزل ويعبثون فيه فسادًا، وقد وصفته الصحف الصهيونية أكثر من مرة بأنه المطلوب رقم واحد في قطاع غزة.
عمليات متعددة:
نسبت له هجوما قتل فيه مرون سوفل في أغسطس 1994 في منطقة كوسوفيم في قطاع غزة، والمشاركة في هجوم على قوات العدو عند مفترق نتساريم في نوفمبر1994 وقتل فيه الجندي نيل ادوين، كما نسبت له المخابرات الصهيونية أنه شارك في قتل ما لا يقل عن 20 متهمًا بالتعاون مع السلطات الصهيونية - عملاء - كما وصفته الصحافة أنه مطلوب خطير للغاية اعتاد على التنقل وهو يلف حزاما ناسفا حول خاصرته.
كانت الخيارات جميعها مفتوحة أمامه ولكنه رفض كل خيار عدا الشهادة، رفض الخروج وكان رده دوما الجهاد في فلسطين هدفي ولن أخرج أبدا حتى النصر أو الشهادة، و أنني مستعد لإعداد عبوة ناسفة أفجر فيها نفسي في جمع من الصهاينة ولا أفكر في مغادرة غزة التي أعشقها.
رفاق الجهاد:
عاش شهيدنا القائد مع العديد من المجاهدين والشهداء القساميين أبرزهم الشهيد القائد عوض سلمي "أبو مجاهد" حيث نفذ برفقته العديد من العمليات العسكرية أبرزها عملية برج المراقبة في السرايا والتي أسفرت عن مقتل جنديين صهيونيين، والقائد الشهيد إبراهيم النفار والشهيد طارق دخان والشهيد ياسر الحسنات والقائد الكبير محمد الضيف والمجاهد نضال دبابش الشهيد حاتم حسان الشهيد سعيد الدعس وغيرهم الكثير.
و كان للشهيد كمال رحمه الله شرف العمل مع الكثيرين ممن سبقوه في درب الشهادة من قادة ومؤسسي الجناح العسكري لـ "حماس"، وكان آخرهم الشهيد المهندس يحيي عياش أحد أبرز قادة كتائب الشهيد عز الدين القسام أثناء تواجده في غزة، و عمل إلى جانبه وخططا معًا عشرات العمليات الاستشهادية والمقاومة، ويقال إن الانفجار الذي أسفر عن استشهاد كمال كان يهدف لتصفية كلا القائدين إلا أن إرادة الله حفظت المهندس الشهيد من كيد الظالمين آنذاك.
الشهداء يحلقّون:
دمع الجليل ودمع غزة يقطر،،، والنار في أفق المكبر تظهر
والقدس جرحك في صميم جراحها،،، وحديث ثأرك يا كمال يزمجر
كان يوم الأحد 2/ 4/1995 يمضي بتثاقل غير معهود حيث كمال وحاتم وعلى وسعيد ونضال يعدون العدة لعمل جهادي جديد خاصة بعد اعتقال سائق شاحنة مليئة بالمتفجرات كانت تنطلق لتنفيذ عمل عسكري نوعي كان كل شيء يمضي هادئا حين هز أركان الشيخ رضوان انفجار هائل استهدف بشكل مباشر اغتيال كمال كحيل وإخوانه المجاهدين وتناثرت الأشلاء على مسافة تزيد عن ثلاثة مائة متر وانتشرت الدماء في كل مكان.
وعصر يوم الأربعاء 5/ 4/1995 احتشد عشرات الآلاف وأمام منزل الشهيد كمال في حفل تأبيني للشهيد وإخوانه وانطلقت زخات الرصاص من أبناء كتائب القسام تحية للشهيد.
رد سريع ومؤلم:
ظهر يوم الأحد 9/ 4/1995 وبعد أسبوع واحد فقط من الانفجار والأشلاء والدماء تمت عملية استشهادية نفذها الشهيد (خالد الخطيب) من مخيم النصيرات وهو أحد أبناء حركة الجهاد الإسلامي بالقرب من مغتصبة كفار داروم قرب دير البلح انفجرت سيارة خالد جانب رتل عسكري أسفرت عن مقتل سبعة وإصابة حوالي أربعين وأصدرت القوي الإسلامية المجاهدة بيانا أعلنت مسئوليتها عن العمل الاستشهادي وأهدته إلى روح شهداء مجزرة الشيخ رضوان شهداء كتائب القسام (كمال كحيل) ورفاقه.
وبعد ساعة فقط كان (عماد أبو أمونة) عضو كتائب القسام من مخيم الشاطئ وفي مغتصبة نتساريم ينفجر في قافلة دوريات عسكرية وأسفرت عن مقتل جندي و إصابة عشرة آخرين وقد أعلنت كتائب القسام مسئوليتها عن العملية ردا على استشهاد (كمال) ورفاقه وردا على تدخل المخابرات الصهيونية في شئون القطاع الداخلية بينما كانت أهازيج الثأر لـ (كمال) و إخوانه تتردد بقوة:
قسما بمن جعل الجهاد مقدسا،،، إنا لروحك يا كمال سنثأر
قسما لروحك ليس يطفئ ثأرنا،،، إلا الدماء على السفوح تفجَّر
وهكذا أومأ (كمال كحيل) برأسه وأشار على البعد علامة النصر، فها هو الطريق الذي شقه يتواصل وها هي أحلى الأنغام نسمعها تدوي في (نتساريم) و (كفار داروم) وهو يستلقي بعيدا هناك وإلى جواره أخواه (حاتم حسان) و (سعيد الدعس)، ويومئ بابتسامة رقيقة نحو (عماد عقل) ينبأه فيها صدق الطريق وتواصل العطاء اللا محدود، وها هم أحياءٌ إن شاء الله عند ربهم وغزة تتحرر من قبضة الكيان الصهيوني الغاضب، والحمد لله رب العالمين.
Hedaya(/)
حوار مع القلعة
ـ[ام احمد]ــــــــ[03 Apr 2006, 10:46 ص]ـ
حوار مع القلعة
رأيت قلعة كبيرة وسط غابة من الأشجار , سرت إليها مستغرباً سبب وجودها.
وعندما اقتربت منها قالت لي: من أنت؟
قلت: أنا الداعية. فمن أنت؟!
القلعة: أن الدعوة.
قلت متسائلاً: وما علاقة القلعة بالدعوة؟
القلعة: أنا رمز من رموز الدعوة , لأن الدعاة يحتمون بدعوتهم ويرونها زاداً لهم على الثبات والنصر وكل هذه المعاني بي , فأنا قلعة الدعوة.
قلت: وهل ينتمي إليك الدعاة؟
القلعة: نعم إنهم كثيرون – ويبدو أنك جديد في مجال الدعوة , أليس كذلك؟
قلت متردداً: نعم هذا صحيح.
ثم تمالك الداعية نفسه وقال: أريد منك أن تصفي لي الداعية.
القلعة: إن الداعية مثله كمثل رجل رأى غابة تحترق بأشجارها, ورأي أناساً ينامون فيها فدخل إلى الغابة ليساعدهم على النجاة أنفسهم من النار , فمنهم من استجاب له وقفز معه ومنهم من ظل نائماً حتى تحرقه النار.
قلت: إنه لتشبيه جميل والله , هذا الذي أحاول ان أبثه في الناس فبعضهم يستجيب لي وبعضه يؤثر النوم , وبعض من يستجيب لي يعمل بعملي.
القلعة: نعم هذا ما أردت توضيحه.
قلت: ولكن بما أنك الدعوة فهل تنفعين من يلتزم بك وبمنهاجك؟
القلعة: بالطبع , و إلا ما كنت قلعة.
فأنا احمي الدعاة , واقف معهم , بل واشفع لهم كذلك إن كان عند الدعاة تقصير.
فانظر إلى موسى عليه السلام:
رمى الألواح فيها كلام الله الذي كتبه بيده فكسرها واخذ بلحية نبي مثله , وهو هارون عليه السلام وعاتب ربه ليلة الإسراء في محمد صلى الله وعليه وسلم ورفعه إليه , وربه يحتمل له ذلك ويحيه ويكرمه , لأنه قام لله تعالى تلك المقامات العظيمة في مقابلة اعدي عدو له , وصدع بأمره , وعالج أمته القبط وبني إسرائيل أشد المعالجة فكانت هذه الأمور كالشعرة في البحر.
وانظر إلى موسى عليه السلام:
حيث لم يكن له هذه المقامات التي لموسى غاضب ربه مرة , فأخذه وسبحنه في بطن الحوت , ولم يحتمل له ما احتمل لموسى.
فانظر أيها الداعية إلى فضل مقام الدعوة إلى الله تعالى وبركتها على موسى , وكيف أن الله قربه وأحبه على ما عنده من شدة في الحرص على حق ربه , فقد كان دائم الصدع بالحق والدعوة إلى الله تعالى.
الداعية:عن كلامك صحيح ومنطقي .. ولكني أشعر اني ضعيف فلا موهبة عندي ولا زيادة في العطاء والدعوة.
القلعة:لا تقل هذا الكلام. طالما أنا على قيد الحياة. فادخل في حماي والتزم مع الدعاة وسترى كيف تكون بعد ذلك.
ولهذا قال (عبد البديع صقر) رحمة الله: - {لا يصبح في الجماعة ضعفاء وأقوياء , وإنما يصبحون جميعاً عباداً لله وإخواناً , فالقوي في الجماعة المؤمنة , قوي لها , والضعيف فيها قوي بها}
قلت: وهل يعني ذلك أني إذا دخلت بداخلك سأكون قوياً بك.
القلعة: نعم هذا صحيح.
ولكن ينبغي لك أن ترفع شعاراً في حياتك ولا تتخلى عنه أبداً , حتى أكون قلعة حقيقة في حياتك.
قلت: وما هذا الشعار؟
القلعة: هو قول الله تعالى:
{ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صلحاً وقال إنني من المسلمين}
قلت: وما معني هذا الشعار؟
القلعة: أن تدعو الله تعالى دائماً: ومن الدعوة إلى الله تحبيبه إلى عباده , بذكر تفاصيل نعمه , وسعة جوده , وكمال رحمته , وذكر أوصاف كماله , ونعوت جلاله ومن الدعوة إلى الله , الترغيب في اقتباس العلم والهدى من كتاب الله , وسنه رسوله , والحث على ذلك , بكل طريق موصل إليه.
فكل ذلك من مقامات الدعوة ومن مهام الدعاة.
قلت: ولكنها كثيرة على.
القلعة: لا تفعلها كلها في ساعة من نهار , ولكن احرص على فعلها في عمرك كله , فان لم تستطع فاعلم أنه لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ومن بلغ عن الله آية وعن النبي صلى الله وعليه وسلم حديثاً سمي داعية.
قلت: سأتحرك من اليوم لدعوة الناس ان شاء الله.
القلعة: إذا كنت ستبدأ فلا بد من سماع هذه الكلمة وهى ان: {حقيقة الإيمان لا يتم تمامها في قلب حتى يتعرض لمجاهدة الناس في أمر هذا الدين}.
?مجاملتهم بالقلب بكراهية باطلهم وجاهليتهم والعزم على نقلهم منها إلى الحق والإسلام.
?ومجاهدتهم باللسان بالتبليغ والبيان ورفض باطلهم.
?ومجاهدتهم باليد بالدفع والإزالة من طريق الهدى حين يعترضون بالقوة الباغية والبطش الغشوم.
قلت: وماذا تقصدين بالقلعة: أهي أنت؟ أم ماذا؟!!!!
القلعة: اعني بها الجماعة الصالحة , والدعاة الرفقاء على الدرب , فإنهم يسلونك ويؤازرونك ويثبتونك على طريق الحق فهذه هي القلعة التي أنت تحاورها.
ثم انتبه الداعية من نومه , ووضع يده على عينيه يحركهما وهو يفكر: هل هذا الحوار حلم أم حقيقة؟ وهل هو خيال أم واقع؟
ثم فتح عينيه وتبين انه كان في رؤيا مناميه فقال إنها رؤية والله لأنني جديد في الدعوة ويعلم الله ما أنا بحاجة إليه.
فسأنفذ وصايا القلعة حتى ادخل فيها واحتمي بحماها!!.
من كتاب حوارات دعوية
للأستاذ: جاسم محمد المطوع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[04 Apr 2006, 02:02 ص]ـ
أحسن الله إليك يا أم أحمد ووفقني وإياك لما يقربنا إليه، أعلمي أيتها الأخت الفاضلةأن في بعض ما أوردتيه نظر حيث يحتوي على عبارات موحشة كان الأولى تجنبها وذلك في قولك (رمى الألواح فيها كلام الله الذي كتبه بيده فكسرها وأخذ بلحية نبي مثله , وهو هارون عليه السلام وعاتب ربه ليلة الإسراء في محمد صلى الله وعليه وسلم ورفعه إليه) فتأملى فيه. هذا أولاً، وثانياً: قلت (وانظر إلى موسى عليه السلام:
حيث لم يكن له هذه المقامات التي لموسى غاضب ربه مرة , فأخذه وسبحنه في بطن الحوت , ولم يحتمل له ما احتمل لموسى).وصاحب الحوت هو نبي الله (ذو النون) ثم هو لم يغاضب ربه حاشاه عن ذلك، ولو رجعت لتفسير الآية لبان لك الأمر لا حرمك الله الآجر.
ـ[ام احمد]ــــــــ[04 Apr 2006, 10:31 ص]ـ
بسـ الله الرحمن الرحيم ــــم
السـ عليكم ورحمة الله وبركاته ــلام
اخي الكريم جزاك الله خير الجزاء لما تصبو اليه من خير اللهم امين
انا اخترتها ولم اقم بكتابتها وكاتبها هو الاستاذ جاسم المطوع له العديد من الحوارات الايمانية التي استمتعت بقرائتها ولم ارا ما رايت اخي الكريم لعدم معرفتي لما قد فاتني ولم تغفل عنه ما شاء الله لا قوة الا بالله
وان كان هنالك اي تعليق منك على اي حوار ايماني فتعليقك له الفائدة باذن الله والله يجزيك خير الجزاء والله يجزيني لما صبوت اليه والله من وراء القصد
شاكرة لك تعقيبك وبارك الله فيك اخي الكريم ونفعنا بما تعلمه
ام احمد(/)
د. مازن مطبقاني: مشاهدات وانطباعات وملاحظات ودروس من إيطاليا وألمانيا
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[04 Apr 2006, 08:03 ص]ـ
الحلقة الأولى:
تذكرون حسني البرزان رحمه الله الممثل في مسلسل (صح النوم) حينما كان يحاول أن يكتب مقالة صحفية، ولكنه كان يجد صعوبة في الكتابة فتوقف طويلاً عند عبارة "إذا أردنا أن نعرف ماذا في إيطاليا، فعلينا أن نعرف ماذا في البرازيل" وانتهت الحلقات ولم نعرف شيئاً لا عن إيطاليا ولا عن البرازيل. أما في الأسطر القادمة فإنني سأقدم إليكم بعض مشاهداتي وانطباعاتي عن رحلة قمت بها إلى كل من إيطاليا وألمانيا في الفترة من 21صفر إلى 29 منه عام 1427هـ.
علمت عن منتديات المعهد الجامعي بفلورنسا قبل أشهر عديدة، ودخلت موقع المعهد لأتعرف على هذه المنتديات التي تسمى ورش عمل يجتمع في كل ورشة عشرة إلى اثني عشر شخصاً يبحثون في قضايا تخص مجتمعات البحر المتوسط، فاسم المنتديات هي منتديات البحر المتوسط. وقد بدأ عقدها منذ سبع سنوات، أي منذ عام 2000م. وتكون المنتدى هذا العام من إحدى عشرة ورشة منها في الاقتصاد وفي السياسة وفي الاجتماع وفي تقنية المعلومات وفي المسائل الحدودية وفي العمران والفن.
كنت أرغب في المشاركة في ورشة المشاركة السياسية في الأنظمة الشمولية أو الدكتاتورية، ولكني وجدت أن العنوان غير مناسب لأطلب الإذن للمشاركة في مثل هذه الجلسة وربمارلا يمكن السماح بحضورها أو أن الكياسة أن يبتعد الإنسان عن مثل هذه الأمور. فقررت أن أطلب الإذن لحضور موضوع الأسرة في الشرق الأوسط. وتقدمت بموضوع هو (وضع المرأة السعودية في الأسرة) وقٌبل الموضوع مبدئياً ولكن القبول النهائي لم يأت لأن الورشة اكتملت. فطلبت الإذن أن أحضر مستمعاً.
وبعد مراسلات عديدة أشهد فيها للخواجات (معذرة ليس هذاً إلاّ من باب الإنصاف) أنهم يردون على الرسائل في موعدها ويحرصون على أي باحث من أي بلد كان. وكان هناك الخوف أن لا يتوفر لي التمويل الكافي للحضور (ما أشق على الباحث أن تعوقه المادة عن المشاركة في المنتديات العالمية) ولكن الله هو الرزّاق ذو القوة المتين يسر لي الحصول على التذكرة، وشرعت في الرحلة بعد منتصف يوم الاثنين الواحد والعشرين من صفر. وكانت الرحلة إلى إيطاليا أو مدينة فلورنسا حسب ترتيب المكتب السياحي تمر عبر فرانكفورت، ولما كان مطار فلورنسا مغلق فكان لا بد من السفر من فرانكفورت إلى بيزا (المدينة التي فيها البرج المائل) ووصلت بيزا وكان الوقت نهاراً، وكان الفندق الذي حجزت فيه تقول المعلومات من موقع اليهاهو أنه في وسط المدينة وأجرته 125دولار بينما فندق آخر بعيد عن المدينة وأجرته أقل، فقررت أن أنزل في الفندق الذي في وسط المدينة. ولما وصلت الفندق إذ به بعيد عن وسط المدينة والفندق الآخر هو الذي في وسط المدينة. والياهو محرك بحث أساسي وبيزا مدينة سياحية يأتي الناس من أنحاء العالم لمشاهدة برجها المائل والكاتدرائية القريبة من البرج والمتحف، وربما هناك أشياء أخرى. والكاتدرائية (ربما هي الكنيسة الكبيرة) مبنى قديم فيه كثير من التماثيل والتصاوير والنقوش والزخرفة. والدخول إليها برسم هو اثنان من اليوروات. وفي الداخل بعض الأجهزة التي يمكن أن تطلع على مزيد من مزايا أو ملامح المكان مقابل رسوم معينة. فتعجبت أن يجعل النصارى كنيستهم مكاناً ليدر الدخل أو للكسب المادي، وتذكرت هنا أننا نترفع بالمسجد أن يكون مكاناً لمثل هذه الأمور حتى إن الإنسان لا يجوز له أن ينشد ضالته في المسجد، ومن فعل ذلك يقال له (لا رد الله عليك ضالتك) فالمساجد لم تبن لمثل هذه الأمور.
وتحملت أجرة التاكسي من المطار إلى الفندق حوالي العشرين يورو أي ما يعادل التسعين ريالاً، بينما المسافة في الحافلة لا تتجاوز العشرة دقائق والأجرة أقل من عشرة ريالات.
(يُتْبَعُ)
(/)
تجولت في منطقة البرج ورأيت ميلان البرج وأحد الرسامين رسم صورة يتخيل البرج ينهار، وقال أحدهم لو انهار البرج لحطم بعض المباني التي أمامه. ولكن لم يحن بعد في مشيئة الله سبحانه وتعالى أن ينهار البرج. ومدينة بيزا فيها جامعة تضم كلية طب وكلية علوم إنسانية وكلية علوم يراها المرء وهو يمر بالشوارع المحيطة بالبرج. ومباني الجامعة قديمة ولكن الغربيين يعرفون كيف يجعلون المباني القديمة تضمن كل التقنيات الحديثة.
هناك من يقول لولا البرج ما زار أحد هذه المدينة، فهي متواضعة في شوارعها ومبانيها وأسواقها، ويلاحظ الإنسان التفاوت في المدن الإيطالية فميلانو في الشمال ليست مثل باليرمو في جزيرة صقلية في الجنوب، فالمدينة الجنوبية أقرب إلى المدن العربية المتواضعة ذات الشوارع التي تحتاج إلى إصلاح، وفيها فراغ لدى الناس فهم يقضون أوقاتاً طويلة في الأسواق وعلى الأرصفة وفي المقاهي حتى إنك تراهم في باليرمو يمضون وقتاً في الشوارع حتى وقت متأخر.
لم أكن أعرف أن الندوات ليست في فلورنسا وإنما في مدينة صغيرة بالقرب منها حتى اتصلت بالمنظمين للندوة فسألتهم أنتم تقولون سوفر حافلات لنقل المشاركين من مطار بيزا، قالوا نعم فذهبت إلى المطار وبالفعل وجدت الحافلات وسارت بنا إلى المدينة التي تسمى (مونتيكاتيني) وهي مدينة راقية في شوارعها وتنظيمها، وصغيرة جداً، وفيها عدد كبير من الفنادق. وكأن صغر المدينة مغر لأصحاب المؤتمرات والندوات أن يعقدوها هنا، فبالإضافة إلى الفنادق التي فيها قاعات للمؤتمرات هناك مبنى خاص للمؤتمرات. ومونتي كاتيني قريبة جداً من فلورنسا ويمكن الإنسان أن يجد قطاراً كل ساعة إلى فلورنسا.
بعد أن وصلت الفندق انطلقت إلى مقر الندوة وكانت في فندق آخر قريب فسجلت، وقبلوا تسجيلي مستمعاً في اليوم الأول رغم أنه معلن أن التسجيل في اليوم الثاني للمستمعين. فهاهم الأوروبيون يتنازلون أحياناً عن بعض النظام لتكون معاملتهم لطيفة. وحصلت على الملف الذي يحتوي على معلومات واسعة عن الندوات والأشخاص المشاركين وأسطوانة مدمجة تضم الندوات للسبع سنوات الماضية كلها. ومهما أنفق الإنسان من مال ففي سبيل العلم والمعرفة فهو يستحق، ولكن قديماً كتبت (من يحملني إليهم؟) وكتبت (رحلة غنائية ورحلة علمية) فالباحث يتجشم المصاعب والمتاعب ويسافر في الدرجة السياحية بينما المطرب ( x) يركب الدرجة الأولى هو وفرقته مهما كان عددهم وينزلون في أفخم الفنادق ويحصلون على أعلى الأجور. وكان مرة حوار بين أمريكي وفرنسي فقال الفرنسي للأمريكي نحن في تلفزيوننا نحتفي بالعلماء والمفكرين والفلاسفة بينما أنتم تحتفون بالمغنين والمطربين والراقصين والراقصات، فنحن أكثر ثقافة منكم.
واجتمع شمل المشاركين والمستمعين وعددهم المستمعين قليل) في تلك الليلة على الساعة السابعة للاستماع إلى المحاضرة الافتتاحية للدكتورة سعاد جوسف بعنوان: " أبيض وأسود: تمثيل العرب والمسلمين الأمريكيين والإسلام في الصحافة الأمريكية المطبوعة) والدكتورة سعاد هي مديرة دراسات الشرق الأوسط وشرق وجنوب آسيا في قسم علم الإنسان بجامعة كاليفورنيا بمدينة ديفيس. وهي حاصلة على الدكتوراه من جامعة كولمبيا بنيويورك عام 1975 وتقوم بتدريس علم الإنثروبولوجي ودراسات المرأة والجندر في جامعة ديفس، وهي المحررة الرئيسة لموسوعة المرأة والثقافة الإسلامية التي تصدر عن دار بريل، وهي مؤسسة وأول رئيسة لرابطة دراسات المرأة في الشرق الأوسط.
قدمت الدكتورة جوزيف دراسة ميدانية عن تمثيل العرب والمسلمين الأمريكيين والإسلام في أكبر صحيفتين أمريكيتين هما نيويورك تايمز والواشنطن بوست، وكان مجمل عرضها أن هاتين الصحيفتين أساءتا كثيراً لصورة العرب والمسلمين الأمريكيين وللإسلام عموماً. ولم يسمح الوقت إلاّ بسؤالين أو تعليقين كنت أحدهما حيث سألتها هل هناك رد فعل من المسلمين والعرب على هذه الصحف وما رد فعل هذه الصحف على ردود الأفعال تلك. فأجابت إن هاتين الصحيفتين لا يهمهما كثيراً ردود الأفعال، كما قلت إذا كانت الصحيفتان تقدمان هذه الصورة السيئة فأين الجهود العربية والمسلمة في توضيح صورتهم وصورة الإسلام، أعرف أن المؤتمر السنوي لرابطة المسلمين في أمريكا الشمالية يستقطب أكثر من خمس عشرة ألف مشارك وهم يقدمون صورة رائعة
(يُتْبَعُ)
(/)
للإسلام، أين الأفلام الوثائقية عنه المسلمين. وكان ردها جيداً بأن الجهود كبيرة والقضية بقدر ما هي مؤلمة فإن المستقبل مشرق.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[04 Apr 2006, 08:07 ص]ـ
الجزء الثاني من مشاهدات وملاحظات وانطباعات من إيطاليا وألمانيا
لقد كان من ضمن فقرات الافتتاح الحديث عن المعهد الجامعي بمدينة فلورنسا بإيطاليا، تأسس عام 1976م من قبل الدول الأوروبية الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حينذاك، وهو معد لأعداد طلاب الدكتوراه والبحوث في أعلى مستواها، ولديهم الآن مائة وخمسين طالباً يعدون لدرجة الدكتوراه. ومن فروع المعهد مركز روبرت شومان للدراسات المتقدمة Robert Schuman ويرأسه هلن ولاس Hellen Wallace وهذا المركز مخصص للباحثين فيما بعد الدكتوراه. وقد تأسس المركز عام 1992م. ومن أقسام المركز القانون، والاقتصاد والتاريخ والحضارة والعلوم السياسية والاجتماعية. ويعمل فيه أساتذة متفرغون وأساتذة يعملون بتفرغ جزئي. ولدى المركز مشروعات بتمويل من اللجنة الأوروبية منها عن نماذج جديدة للحكومات، والمواطنة والديموقراطية في أوروبا، وبحوث أخرى حول أوربا الشرقية والقيم الاجتماعية والسياسية في ثمانية عشرة دولة من دول الاتحاد وجنوب شرق آسيا.
انطلقت منذ اليوم الأول أشغال الورش المختلفة التي بلغت إحدى عشرة ورشة أذكر فيما يأتي بعضها:
الأولى: الإقليمية والأقلمة في الشرق الأوسط: بحث في النواحي النظرية والعملية.
الثانية: النتائج القانونية الاجتماعية للهجرة في منطقة الشرق الأوسط.
الثالثة: التقسيم أو المشاركة السياسية: إدارة الحدود والأراضي في عالم معولم.
الرابعة: من المحلية إلى العولمة: الفنون المرئية في شرق البحر المتوسط بين الأسواق العالمية والتوقعات المحلية.
الخامسة: مناظرة حول الأسرة في الشرق الأوسط.
السادسة: المشاركة السياسية تحت الحكم الشمولي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
السابعة: النقد الثقافي والنقد الجندري في الشرق الأوسط: إسهام الفكري النسوي (نسبة إلى حركة تحرير المرأة) للنقد الثقافي في المجتمعات المتوسطية.
الثامنة: المناقشات العامة حول الإسلام في أوربا: لماذا وكيف أصبح المهاجرون مسلمين.
شاركت في معظم جلسات الورشة الخاصة بموضوع الأسرة وذلك لأنني كنت قد قرأت بعض الأوراق، وكان يهمني أن أعرف ماذا يقولون عن الأسرة في الشرق الأوسط. وقد تناولت هذه البحوث قضايا حول الأسرة في عدن منذ نهاية عهد الاستعمار حتى العصر الحاضر، كما تناولت قضايا التشريعات الخاصة بالأسرة في كل من إيران ومصر وجنوب تركيا. وقدمت باحثتان موضوعين عن الأسرة من خلال مسالة الميراث إحداهما عن الوقف من خلال فتاوى الوزاني في المغرب العربي، بينما كان البحث الآخر حول القضايا الأسرية من خلال وثائق المحاكم المصرية في أواخر العهد العثماني. وتناولت باحثة أمريكية موضوع الحركات المطالبة بحقوق المرأة في المغرب العربي، وكيف أن الأسرة تشكل عائقاً نحو تحقيق المرأة بعض حقوقها.
لاحظت في أثناء استماعي إلى الحديث عن المرأة غياب المعرفة الشرعية المستندة إلى نصوص الكتاب والسنّة أو نماذج من حياة السلف في القرون التي كان التطبيق الإسلامي في أعلى مستوى له. وقد ذكرت لهم أن قضية الوقف مرتبطة بقضية شرعية وهي قول الرسول صلى الله عليه وسلم (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلاّ من ثلاث: علم ينتفع به، وولد صالح يدعو له وصدقة جارية) وعمل الخير أيضاً ينطلق من قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟، فقالوا مالنا يا رسول الله، فقال لهم (مالك ما أنفقت، ومال وارثك ما أبقيت) وأخبرتني رئيسة الجلسة أنها تنوي البدء في دراسة الفقه، فقلت لها هذا قرار سليم، ولكن إحدى المشاركات قالت إنها لا تحتاج إلى الاستشهاد بالنصوص الإسلامية من حديث أو قرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحدث أن انتقلت إلى جلسة أخرى وهي حول الجندر، وفي تلك الجلسة استمعت إلى بحثين أحدهما عن المدونة المغربية لإدماج المرأة المغربية في التنمية، وهي مدونة كثر حولها النقاش في المغرب، وقد اعترض عليها العلماء ورأوا فيها خروجاً عن الشريعة الإسلامية في عدد من المواضع. وقدم البحث باحث وباحثة من المغرب. وكانت المرأة أكثر تحدثاً. وكانت تتحدث بلهجة المنتصر أن المدونة قد أصبحت قانوناً وأن الحكومة المغربية استطاعت أن تسكت أصوات المعارضة الإسلامية. وذكرت من المدونة أنها لم تسمح للرجل بالزواج من ثانية إلاّ بموافقة الزوجة الأولى، وأن الطلاق لا يمكن أن يقع إلاّ أمام المحكمة، وتحدثا عن حقوق أخرى، ولكنهما كانا ينتظران أن تساوي المدونة بين الرجل والمرأة في الميرات. وانتقدت المدوّنة أو قانون الأحوال الشخصية الأخير مسألة عقد النكاح أو عقد يسمح للرجل بالممارسة الجنسية بل هو عقد زواج. وتعجبت أن الأمة قبلت هذه التسمية ألف وأربعمائة سنة ويأتي من يعترض اليوم على التسمية وحتى على المضمون، ناسين أن القرآن سمّاه (ميثاقاً غليظاً) ووصف العلاقة بين الرجل والمرأة بالمودة والرحمة وقال عن الزواج (هنّ لباس لكم وأنتم لباس لهن) وانظر كيف قُذّمت المرأة في اللباس. واعترضوا على مسألة الطاعة، ومطالبة المرأة بطاعة الزوج. وانتقدوا الاستعمار بأنه كرّس ذكورية المجتمع، مع أن بذور حركة ما يسمّى تحرير المرأة جاء به الاستعمار. ونسوا أن المؤتمر العالمي الثالث للمرأة عقد في الجزائر في مدينة قسنطينة عام 1934م، وغابت عنه المرأة الجزائرية التي رضيت بالحجاب عدا نساء قليلات كنّ متغربات.
ولم أتحدث في أثناء الجلسة لأنني كنت أشعر أنني لو قلت شيئاً لأخرجوني من القاعة، فما كان الجو مناسباً لأي اعتراض. ولكن خارج القاعة شاء الله أن يكون معي كتيب صغير بعنوان (موقفنا من المشروع الوطني لإدماج المرأة في التنمية)، فقدمت الكتيب إلى رئيسة الجلسة، فقالت ما هذا الكتيب؟ قلت لها إنه رأي للعلماء المغاربة يعترضون على المدوّنة. فقالت لماذا تروج لهم؟ قلت لها أنا لا أروج لهم ورأيي أنه لا رأي لي حتى أقرأ المشروع كاملاً، ولكن في جلسة علمية كان ينبغي أن يكون هناك توازن في عرض وجهات النظر. فكما سمحت بوجهة النظر المؤدية للمشروع كان ينبغي وجود الرأي المعارض. ولعلي أكتب رسالة إلكترونية لتلك المرأة. وسألتها ألا تريدين أن تعرفي الرأي الآخر؟
أما البحث الثاني الذي سمعته فهو حول النساء السحاقيات، بين العلن والخفاء. وكانت الباحثة سورية، وكأنها كانت تشيد بهذا الأمر وذكرت العديد من الكاتبات اللاتي كتبن عن العلاقات الجنسية بين النساء أو ميل بعض النساء لبنات جنسهن، وذكرت من الكاتبات حنان الشيخ وليلي أحمد وغيرها وذكرت من الروايات باب الواد وحجر الضحى وغيرها. وأذكر أن مؤسسة بريطانية مسرحية قدمت إحدى مسرحيات حنان الشيخ في لندن، وافتخرت بها إحدى الصحف العربية الصادرة في الغرب وكأن الأمر فتح كبير مع أن الغرب لا يحتفي إلاً بمن شذ أو انحرف من أبناء الأمة.
وبالمناسبة فإن المشرفين على المؤتمر يقدمون دعماً مالياً لمن يقدم بحثاً مقابل البحث وكذلك مقابل المصروفات التي تحملها، وفي نهاية تلك الجلسة قالت الرئيسة إليزابيث كسّاب قوموا بنا نحصل على نقودنا من المسؤول المالي فاليوم هو اليوم الأخير. وقلت في نفسي ليتهم حفظوا كرامة الباحثين وقدموا إليهم ما يسمّى مكافأة بطريقة أخرى لا تضطرهم إلى الوقوف بباب المسؤول المالي.
أما الورشة التي كنت أرغب في حضورها فهي بعنوان "المشاركة السياسية تحت النظام الشمولي" وهي برئاسة كل من سلوى زرهوني من جامعة محمد الخامس بالرباط وإلين لست أوكار من جامعة ييل Yale بالولايات المتحدة، وتقول مقدمة الورشة إن المشاركة السياسية في الأنظمة الشمولية قد بدأت في العالم العربي الإسلامي ببعض المشاركة السياسية والحديث عن الانتخابات وغير ذلك ولكن هذه المشاركة السياسية قليلاً ما تُناقش أو تبحث في المنتديات العلمية. وسيكون الحديث عن المشاركة السياسية في المؤسسات السياسية أو غيرها، وتتناول الورشة المفاهيم الخاصة بالمشاركة السياسية وتعريفها. وهل ما يحدث من بعض المشاركة السياسية هو حقيقة مشاركة أو مجرد ديكور. وتناولت الأوراق المشاركة السياسية عموماً وكذلك التجارب في دول معينة كالأردن ومصر، وكذلك الحديث عن وسائل الإعلام وأثرها في نشر التوعية بأهمية المشاركة السياسية. ومن أبرز الباحثين والباحثات الذين واللاتي قدموا بحوثهم ليل الحمّاد من البنك الدولي بواشنطن حيث كان عنوان بحثها:" المشاركة السياسية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: توسعة الشبكة."
لقد قرأت في الأوراق وفي الوجوه أن توجه الغالبية العظمى من المشاركين هي الوجهة الغربية العلمانية، ونحن نتفق معهم في قضايا معينة كحديث المحاضرة الافتتاحية عن الصورة السلبية التي تعكسها كبريات الصحف الإسلامية للعرب والمسلمين الأمريكيين والإسلام، أو ضرورة زيادة المشاركة السياسية، أو رفع الحيف عن المرأة وعن الرجل، ولكننا لا نتفق معهم في المرجعية. وقد توصلت إلى قرار يحتاج إلى تفكير طويل هل أستمر في حضور مثل هذه المنتديات للتتاح لي الفرصة قليلاً أو كثيراً لأعرض وجهة نظر الإسلام أو أن الإسلام هو الحل الحقيقي لمشكلات الأمة. أو عليّ أن أنتقل لدراسة الغرب من خلال المؤتمرات الكثيرة التي تعقد هنا أو هناك، وهل سأجد الطريق مفتوحاً للمشاركة معهم في دراسة مشكلاتهم وقضاياهم؟ هذا سيحتاج منّي إلى تفكير طويل وعميق واستشارة ممن هم أعلم وأحكم، وإلى اللقاء في الجزء الثالث من هذه المذكرات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[04 Apr 2006, 08:09 ص]ـ
الجزء الثالث من مشاهدات وملاحظات وذكريات من إيطاليا وألمانيا
قبل أن أشرع في السفر إلى إيطاليا تلقيت دعوة من مركز دراسات الشرق الحديثة لحضور محاضرة حول (الحرية الأكاديمية في الجامعات الأمريكية بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001م) يقدمها البروفيسور بشارة دوماني أستاذ التاريخ بجامعة كاليفورنيا- بيركلي. ودوماني هو المحرر لكتاب حول الحرية الأكاديمة التي تتعرض لهجوم ضخم منذ أحداث سبتمبر، وقد بدأ مركز برلين بإرسال دعوات أو أخبار المحاضرات منذ عقدت في الرياض في العام الماضي ندوة حول ألمانيا والثقافة العربية وقدمت فيها ورقة حول موقع (القنطرة) الذي أسسته وزارة الخارجية الألمانية للحوار مع العالم الإسلامي. وقابلت عدداً من أساتذة الجامعات الألمانية ومنهم أساتذة من مركز الدراسات الشرقية الحديثة ZMO.
ورأيت أن فلورنسا أو بالأحرى مونتي كاتيني (وهي المكان الذي عقدت فيه ورش العمل) القريب من بيزا وفلورنسا (مطارها كان مغلقاً) يمكن أن تكون قريبة من برلين بألمانيا، وسألت الوكالة السياحية في الرياض أن تسأل لي عن تذاكر القطار من إيطاليا إلى ألمانيا، ولكني بدأت أسأل بعد وصولي بقليل عن طريقة الوصول إلى ألمانيا وذهبت إلى وكالة سياحية فقالوا التذكرة من بيزا إلى ميونخ فبرلين في الطيران الألماني أربعمائة وثلاثين يورو وهناك ضرائب تبلغ سبعين يورو، والمكتب السياحي يتقاضى خمسين يورو عمولة ولا بد من الدفع بالنقد. ففكرت في الأمر قليلاً ولكني رجعت إلى الفندق وطلبت من موظف الاستقبال أن يحجر لي مع الشركة الألمانية وفي المطار أشتري التذكرة. ولكني قلت لنفسي أحاول مع إحدى موظفات المؤتمر بسؤالها عن أفضل طريقة للسفر إلى برلين، فقالت هناك شركات رخيصة كلما تحتاج إليه أن تحجز عن طريق الإنترنت وتسدد ببطاقة الإئتمان وفي المطار يعطونك بطاقة صعود وليس في الطائرة مقاعد محددة ولا خدمة على الطائرة إلاّ أن تدفع. وكانت قيمة التذكرة حوالي عشرين بالمائة من التذكرة العادية. وقررت السفر بهذه الوسيلة. وقامت الموظفة بعمل الحجز وأيضاً إرسال رسالة بالبريد الإلكتروني إلى برلين ليحجزوا لي في الفندق، وشكرتها على هذه الخدمات فقالت هذه وظيفتنا. ورغم علمي بأن هذا ليس عملها فهي من المنظمين للندوات، ولكن الغربيين يسعون إلى خدمة الباحثين. وتذكرت أمر الإركاب في جامعتي وكيف عليّ أن أمر على أرعبة أو خمسة مكاتب لأحصل على التوقيعات العظيمة ونسخ أمر الإركاب ثم الانطلاق إلى مكتب الخطوط لوضع السعر، فقلت ما أرخص وقت الأستاذ الجامعي عندنا. حتى إنني قلت لأحد الموظفين لماذا تضطرون أستاذاً كبيراً في السنّ مثلي للقيام بكل هذه الإجراءات. فرد علي بسكوت جميل وكأنه يقول إن أردت السفر فعليك القيام بهذه الإجراءات وإلاّ سافر على حسابك.
وفي اليوم الذي كان سبق سفري إلى ألمانيا قرر مجموعة من المشاركين في ورش العمل زيارة مدينة فلورنسا، وهناك قطار كل ساعة ينطلق من مونتي كاتيني وفلورنسا من المدن الإيطالية السياحية الجميلة، فهي تقع في منطقة توسكاني المشهورة تاريخياً وفيها عدد من المباني الكنسية الكبرى التي يحب السيّاح أن يقضوا وقتاً ينظروا ما فيها من تماثيل وصور. وفيها طبيعة خلابة وأسواق جميلة. ومن أسواقها المتاجر المفتوحة. وفيها بضائع يمكن أن تكون أسعارها طيبة. كما في فلورنسا جسر جميل على نهرها وعلى الجسر بنيت بعض المساكن ليسكن فيها الباعة على الجسر وفي الأماكن القريبة. كما لاحظت وجود اليد العاملة الأجنبية من كل دول العالم. كما لاحظت بعض الأفارقة الذين يبيعون الساعات الرخيصة والأحزمة ويتجولون في الشوارع يتحدثون فيما بينهم اللغات الإفريقية ولكنهم يتحدثون الإيطالية. قد يكون بعض هؤلاء ممن ليس لديهم إقامات نظامية ولكنهم يعملون في كل مكان.
(يُتْبَعُ)
(/)
كانت الطائرة مزدحمة وأكثر من فيها شباب لا يهتمون كثيراً بالنظام ويتدافعون، ولكن الطائرة جيدة من حيث الشكل ولا بد أن لديهم معايير فنية تجعلها صالحة للطيران، والأعمار بيد الله فقط تسقط الطائرة الجديدة وتبقى الطائرة القديمة في الجو، وقد ينفجر الإطار الجديد والإطار القديم تسير بها مئات الكيلومترات. فعندما تأتي المنية لا يردها لا طائرة جديدة ولا سيارة مصفحة ولا حرس وقد سمعت مثلاً يقول: "يموت الحارس ويبقى المحروس"
وحتى لا أبحث عن فندق بعد وصولي طلبت من إدارة مركز الدراسات الشرقية الحديثة في برلين أن يحجزوا لي في فندق قريب من مقر المحاضرة، وفعلوا ذلك وكان الفندق بالفعل قريباً، ولكني قمت في الصباح الباكر وكان الجو ماطراً وسرت في الشوارع القريبة، حتى إذا ضعت أو ظننت أنني ضعت أخذت تاكسي ليأخذني إلى مقر المحاضرة. وهناك عرفت كيف أرجع إلى الفندق. وعرفت أن الشارع الرئيسي في المنطقة اسمه فردريك أو فردريتش سترات، وفيه محطة قطار المترو كبيرة تنطلق منها خطوط عديدة إلى معظم مناطق برلين الشرقية والغربية.
وفي أثناء تجوالي في برلين الشرقية وجدت أن فيها بعض الكآبة والمشروعات غير المكتملة والأراضي غير المعمورة أو البور، كما وجدت أن أعمدة الإشارات الضوئية غير مثبتة في الأرض وإنما موضوعة على الرصيف وعليها أجسام ثقيلة لتثبيتها. لم أجد منتصف برلين الشرقية مزدحماً أو فيه تلك الحيوية والنشاط التي أعرفها في المدن الأوروبية التي زرتها، حتى باليرمو عاصمة جزيرة صقلية رغم تخلفها عن بقية المدن الأوروبية لكن فيها حيوية الشرق والعالم العربي.
أما الفندق الذي نزلت فيه فتملكه كنيسة أو شركة كنسية حيث فيه قاعة للصلاة النصرانية يتوسط أحد جدرانها صليب كبير. ولو لم أنزل إلى غرفة الإنترنت لما رأيت تلك الغرفة. ووجدت في الغرفة إنجيل لم أعرف لأول وهلة أنه إنجيل لكثرة الصور الفوتوغرافية فيه، ومن الصور صورة خرائط جغرافية وصور لأشخاص في مهن مختلفة، وصور لرياضيين وصور لعروس وغيرها من الصور. ولكني فحصت عناوين الفصول فعرفت أنه الإنجيل. وفي داخله كرت صغير يقول قبل أن تبدأ برحلتك السياحية للتجول في المدينة زر الكنيسة في الفندق أو ابدأ يومك بالعبادة. وهنا تساءلت هل يمكن لجمعية خيرية إسلامية أن تستثمر أموالها في الصناعة الفندقية؟ هل يسمح لها عدو "الإرهاب" الكبير أن تمارس التجارة. ومن الجميل في الفندق رغم أن فيه قنوات تلفزيونية ألمانية تعرض إعلانات للجنس لكنه يمتنع عن وضع قناة التلفزيون المدفوع للأفلام بأنواعها. كما علمت في زيارتي ذات مرة لجامعة نيويورك أن الجامعة تستثمر بعض أموالها في قطاع الفنادق وذلك حينما طلبت منهم أن يستضيفوني لأحضر ندوة عندهم. فهم عادة يكتفون بالمشاركات المحلية لأن أمريكا قارة ولكني أصررت أن أشارك وبشرط أن تكون الاستضافة فأفادتني المديرة المشاركة أن الجامعة تملك أسهماً في الفندق. أين استثمارات جامعاتنا حتى تنفق على الأساتذة والبحث العلمي بسخاء؟
وفي أثناء تجوالي في برلين الشرقية وجدت أن بعض الشركات الكبرى أسست مقار لها في هذا الجزء كما هي خطة لنقل برلين الشرقية من حياة التقشف والفقر التي كانت فيها إلى حياة الترف والرفاهية للغرب، وربما يوجد الآن أثرياء في برلين الشرقية لكنهم أكثر في الغربية. كما شاهدت لوحة على مبني للمركز الفرنسي الألماني لبحوث العلوم الاجتماعية. وكم كان بودي أن أدخله لأتعرف على نشاطاتهم وما يقومون به من أعمال. لكن الفكرة أعجبتني فأين مراكز البحوث المشتركة في بلادنا العربية الإسلامية. والطريف أن اسم المركز مكتوب باللغتين الفرنسية والألمانية
كان موعد المحاضرة التي قدمت من أجلها إلى برلين هي (الحرية الأكاديمية في الولايات المتحدة بين الإكراه والخصخصة: دراسة حالة الدراسات الشرق أوسطية والإسلامية في الجامعات الأمريكية بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001م" الساعة السابعة مساءً وقد حضرت قبل الموعد بقليل وفي أثناء تجولي في ممرات المبنى الذي تقام فيه المحاضرة رأيت إعلاناً عن أربع محاضرات لمركز الدراسات البريطانية ودونت بعض العناوين ووقع في نفسي رغبة في زيارة هذا المركز لأعرف كيف يدرس الألمان البريطانيين.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما المحاضر فهو البروفيسور بشارة دوماني المولود في السعودية وعاش فيها حتى سن الثالثة عشرة ثم انتقل إلى لبنان ومنها إلى أمريكا حيث يعمل في قسم التاريخ بجامعة كاليفورنيا فرع بيركلي. وقد أشرف الدكتور دوماني على تحرير كتاب عن الحرية الأكاديمية في أمريكا بعد 11سبتمبر، ويتكون الكتاب من قسمين رئيسين أحدهما يتناول الجانب النظري في الحديث عن الحرية الأكاديمية عموماً وفي أمريكيا خصوصاً، ثم في قسمه الثاني يتناول الهجوم على هذه الحرية من جهات عدة منها المحافظين الجدد وأصحاب الشركات والمؤسسات المالية والمؤسسات والجمعيات الخيرية.
وعندما حان موعد النقاش طلبت الإذن لأسأل فقلت له: "كنت أتوقع منك أن تذكر أسماء بارزة في الهجوم على الحرية الأكاديمية مثل برنارد لويس ومارتن كريمر ودانيال بايبس وليزا أندرسون، وتذكر موقع كامبس واتش Campus-watch.com وموقع مشروع ديفيد David Project. أما الهجوم على الإسلام فهو أقدم بكثير من الهجوم على الحرية الأكاديمية وأذكر محاضرة برنارد لويس في الكونجرس الأمريكي عام 1990م التي عنونها نظرة المسلمين للحضارة الغربية ولماذا يكره المسلمون الغرب؟ ونشرها بعد ذلك في مقالة في مجلة كبرى ـ The New Republic بعنوان "جذور الغيظ الإسلامي" ولويس هو مخترع مصطلح "صدام الحضارات" الذي أخذه منه صموئيل هتنفتون عام 1993م. وزاد العداء للإسلام بعد سقوط الشيوعية وانتهاء الحرب الباردة. وهنا تدخلت مديرة الحوار -لأنها ألمانية ولأسباب تخصها –ربما لأن الألمان يحذرون من اليهوذ- لقالت لا نحب هنا ذكر أسماء الأشخاص. وأجاب المتحدث باقتضاب، ولكنه فيما بعد عندما تحدث عن الكتاب وأشار إلى بحث لجويل بنين Joel Benin عن هؤلاء وأنه ذكرهم واحداً واحداً. وبنين يهودي وكان رئيس رابطة دراسات الشرق الأوسط ولا يتعاطف مع إسرائيل لذلك يهاجمه الصهاينة ويهاجمهم.
كانت مديرة مركز الدراسات الشرقية الحديثة ZMO أولريكا فريتاخ قد اتصلت بي في الفندق ترحب بي وتعرض عليّ أي مساعدة، ثم اتصلت بعدها باحثة جزائرية اسمها نورا لافي أستاذة للتاريخ تكرر الترحيب وتدعوني في اليوم التالي للمشاركة في ورشة عمل غير رسمية مدة ثلاث ساعات يشارك فيها المحاضر بشارة دوماني حول التاريخ الاجتماعي للدولة العثمانية، وأن أتناول الغداء معهم. فشكرتهم على الترحيب وقلت يسرني أن أحضر وأن أستمع.
وبعد نهاية المحاضرة انتقل عدد من الباحثين والعاملين في المركز للترحيب بالمحاضر في عشاء في مطعم فخم قريب من مكان المحاضرة. واستمرت حفلة العشاء حتى الثانية عشر ليلاً، وسألت عن الذهاب إلى الفندق مشياً وأنه لا خوف من ذلك. فقيل لي إن البلاد أمان. وكان الأمر كما قالوا فقد مشيت ما يقارب الربع ساعة ورأيت الناس يتحركون في الشوارع المحيطة.
أما اليوم التالي ونشاطاته وملاحظاتي العامة فأتركها إلى الحلقة الرابعة من هذه المذكرات والمشاهدات.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[04 Apr 2006, 08:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
انه ليسرني ان اقول انني تعرفت الى الدكتور مازن صاحب هذه الرحلة الماتعة وذلك في رحلته الى مصر للمشاركة في المؤتمر الدولي الثاني لجامعة المنيا فوجدت المتعة في صحبته اكثر من اي شيء آخر واود ان ابين للسادة الكرام ان هذا الرجل من الافذاذ الذين يستحقون التكريم فهو المشرف على منتدى المدينة المنورة وهو الذي انشاه والمنتدى يعنى بدراسات الاستشراق والمستشرقين وانصح الاخوة الباحثين بمتابعة ما يكتب حتى لا يفوتهم من امور المستشرقين فوائد ربما لا يجدونها الا هناك
كل التحية للدكتور مازن واهلا به في هذا المنتدى
كما اود ان اشكره شكرا خاصا على هذه الرحلة الجميلة
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[10 Apr 2006, 06:11 م]ـ
شكراً لمرورك وتعليقك اللطيف شيخنا الكريم.
ـ[مرهف]ــــــــ[10 Apr 2006, 07:44 م]ـ
بارك الله فيك د جمال، أنا حقيقة من المعجبين بما يكتبه د مازن عن الاستشراق وتمحيصاته ونكته التاريخية والعلمية عنهم وحبذا لو قدم المشرفون على الموقع دعوة له لاستضافته في ملتقى الانتصار للقرآن الكريم، فهو من فرسان هذا الميدان والله حسيبه ولا نزكي على الله أحداً.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[11 Apr 2006, 12:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم .. نعم
وأنا من المتابعين للجهود المباركة للدكتور مازن حفظه الله فيما يتعلق بالاستشراق وأضم صوتي للمطالبة باستضافته هنا للقاء علمي حول هذه الظاهرة ...
وأشكره على إطلاعنا على هذه الرحلة الممتعة ..
ـ[مازن مطبقاني]ــــــــ[12 Apr 2006, 11:36 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحمد الله عز وجل على فضله ومنّه وأن جعل لي مثل هذا القبول وأقول مقتدياً بالصديق رضي الله عنه (اللهم أنت أعلم بي منهم فاغفر لي ما لا يعلمون) وكان يقول أيضاً:"اللهم اجعلني في عيني صغيراً وفي عيون الناس كبيراً" ما نحن إلاّ من بركات هذا الدين العظيم ومهما فعلنا فلن نوفيه حقه، والجنة سلعة الله ألاً إن سلعة الله غالية، لكم تحياتي والسلام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[03 Nov 2010, 01:58 م]ـ
التجارب والمشاهدات هي أقصر الطرق إلى المعرفة، لأنها تحدد الشاهد والعبرة من الحدث، وتختصر الزمان والمكان.
هذه المذكرات لوحة فنية متعددة الألوان، متناسقة التشاكيل، جمعت الفائدة والمتعة والعبرة في قالب فريد.
وإنني إذ أذكر بها أود أن لا تفوت هذه اللقطات على من لم يجد الوقت الكافي لقاءتها كاملة:
ما أشق على الباحث أن تعوقه المادة عن المشاركة في المنتديات العالمية.
تعجبت أن يجعل النصارى كنيستهم مكاناً ليدر الدخل أو للكسب المادي.
الغربيين يعرفون كيف يجعلون المباني القديمة تضمن كل التقنيات الحديثة.
الأوروبيون يتنازلون أحياناً عن بعض النظام لتكون معاملتهم لطيفة.
مهما أنفق الإنسان من مال ففي سبيل العلم والمعرفة فهو يستحق.
كان مرة حوار بين أمريكي وفرنسي فقال الفرنسي للأمريكي نحن في تلفزيوننا نحتفي بالعلماء والمفكرين والفلاسفة بينما أنتم تحتفون بالمغنين والمطربين والراقصين والراقصات، فنحن أكثر ثقافة منكم.
هاتان الصحيفتان أساءتا كثيراً لصورة العرب والمسلمين الأمريكيين وللإسلام عموماً، فأين الجهود العربية والمسلمة في توضيح صورتهم وصورة الإسلام؟ أين الأفلام الوثائقية عنه المسلمين؟
لاحظت في أثناء استماعي إلى الحديث عن المرأة غياب المعرفة الشرعية المستندة إلى نصوص الكتاب والسنّة أو نماذج من حياة السلف.
أخبرتني رئيسة الجلسة أنها تنوي البدء في دراسة الفقه.
لم أتحدث في أثناء الجلسة لأنني كنت أشعر أنني لو قلت شيئاً لأخرجوني من القاعة.
قلت لها أنا لا أروج لهم ورأيي أنه لا رأي لي حتى أقرأ المشروع كاملاً، ولكن في جلسة علمية كان ينبغي أن يكون هناك توازن في عرض وجهات النظر.
الغرب لا يحتفي إلاً بمن شذ أو انحرف من أبناء الأمة.
قلت في نفسي ليتهم حفظوا كرامة الباحثين وقدموا إليهم ما يسمّى مكافأة بطريقة أخرى لا تضطرهم إلى الوقوف بباب المسؤول المالي.
لقد قرأت في الأوراق وفي الوجوه أن توجه الغالبية العظمى من المشاركين هي الوجهة الغربية العلمانية، ونحن نتفق معهم في قضايا معينة، ولكننا لا نتفق معهم في المرجعية.
قامت الموظفة بعمل الحجز وأيضاً إرسال رسالة بالبريد الإلكتروني إلى برلين ليحجزوا لي في الفندق، وشكرتها على هذه الخدمات فقالت هذه وظيفتنا. ورغم علمي بأن هذا ليس عملها فهي من المنظمين للندوات، ولكن الغربيين يسعون إلى خدمة الباحثين.
لاحظت وجود اليد العاملة الأجنبية من كل دول العالم. كما لاحظت بعض الأفارقة الذين يبيعون الساعات الرخيصة والأحزمة ويتجولون في الشوارع يتحدثون فيما بينهم اللغات الإفريقية ولكنهم يتحدثون الإيطالية. قد يكون بعض هؤلاء ممن ليس لديهم إقامات نظامية ولكنهم يعملون في كل مكان.
في أثناء تجوالي في برلين الشرقية وجدت أن فيها بعض الكآبة والمشروعات غير المكتملة والأراضي غير المعمورة أو البور، كما وجدت أن أعمدة الإشارات الضوئية غير مثبتة في الأرض وإنما موضوعة على الرصيف وعليها أجسام ثقيلة لتثبيتها.
وجدت في الغرفة إنجيل لم أعرف لأول وهلة أنه إنجيل لكثرة الصور الفوتوغرافية فيه، ومن الصور صورة خرائط جغرافية وصور لأشخاص في مهن مختلفة، وصور لرياضيين وصور لعروس وغيرها من الصور. ولكني فحصت عناوين الفصول فعرفت أنه الإنجيل. وفي داخله كرت صغير يقول قبل أن تبدأ برحلتك السياحية للتجول في المدينة زر الكنيسة في الفندق أو ابدأ يومك بالعبادة. وهنا تساءلت هل يمكن لجمعية خيرية إسلامية أن تستثمر أموالها في الصناعة الفندقية؟
كما علمت في زيارتي ذات مرة لجامعة نيويورك أن الجامعة تستثمر بعض أموالها في قطاع الفنادق. أين استثمارات جامعاتنا حتى تنفق على الأساتذة والبحث العلمي بسخاء؟
شاهدت لوحة على مبني للمركز الفرنسي الألماني لبحوث العلوم الاجتماعية. وكم كان بودي أن أدخله لأتعرف على نشاطاتهم وما يقومون به من أعمال. لكن الفكرة أعجبتني فأين مراكز البحوث المشتركة في بلادنا العربية الإسلامية. والطريف أن اسم المركز مكتوب باللغتين الفرنسية والألمانية.
كانت مديرة مركز الدراسات الشرقية الحديثة ZMO أولريكا فريتاخ قد اتصلت بي في الفندق ترحب بي وتعرض عليّ أي مساعدة، ثم اتصلت بعدها باحثة جزائرية اسمها نورا لافي أستاذة للتاريخ تكرر الترحيب وتدعوني في اليوم التالي للمشاركة في ورشة عمل غير رسمية مدة ثلاث ساعات يشارك فيها المحاضر بشارة دوماني حول التاريخ الاجتماعي للدولة العثمانية، وأن أتناول الغداء معهم. فشكرتهم على الترحيب وقلت يسرني أن أحضر وأن أستمع.(/)
الشيخ عبد الوهاب أبو صفيه الحارثي
ـ[أبو حمد المطيري]ــــــــ[04 Apr 2006, 06:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحد يعرف رقم الشيخ عبد الوهاب أبو صفيه الحارثي او موقع له؟؟؟؟
وجزاكم الله كل خير 0(/)
حوار مع سيئة
ـ[ام احمد]ــــــــ[05 Apr 2006, 06:07 م]ـ
ليلة الجمعة .. وبالتحديد الساعة 11 مساءً انتهيت من كل أعمالي ..
ماذا أفعل؟! أين اذهب؟! لدي فراغ كثير .. إختلوت بنفسي .. وتركت أهلي وأصحابي .. وأنا أفكر ماذا افعل!!
خطرت لي خاطرة , عزمت على فعلها , وكانت الخاطرة سيئة , أغلقت الأبواب والنوافذ , وأطفأت الأنوار , وخيم الظلام في غرفتي , وقلت للمعصية " هيت لكِ ".
فسمعت صوتاً ينشد يقول:
" أسفاً لعبد كلما كثرت أوزارة قلٌ استغفاره , وكلما قرب من القبور قوى عنده الفتور
" يا مدمن الذنب أما تستحي والله في الخلوة ثانيكما "
" غرٌك من ربك إمهاله وستره طول مساويكا "
فانتبهت .. وخفت .. وتلفٌت حولي .. وأخذت أردد يا ويلي!! من صاحب الصوت؟! ثم رأيت شيئاً لا أستطيع وصفة فقمت خائفاً وفتحت الأنوار , فرأيت شيئاً أسوداً لا أستطيع وصفة.
قلت: من أنت؟.
قالت: أنا سيئتك.
قلت: وما سبب مجيئك إلىٌ في هذا الوقت المتأخر من الليل؟.
السيئة: جئت لأنصحك , وإن كان النصح لا يُِقبل مني , ولكن " الحق ما شهدت به الأعداء "
قلت: هيا تكلميٌ , ماذا عساك أن تقولين.
السيئة: هل تظن أنك وحيدُ هنا؟!
قلت: وماذا وراء هذا السؤال؟.
السيئة: إنني رايتك مطمئن أثناء فعل المعصية , و كأنك أمنت من حساب
الله تعالي!!.
قلت غاضباً: هذا ليس من شأنك , ولا أحب أحداً أن يتدخل في أمور حياتي ..
السيئة مبتسمة: لقد قلت إني ناصحة , ويبدو أنك لا تريد النصيحة.
ثم تحركت " السيئة " خارجة من الغرفة وهي تقول:
" توارى بجدران البيوت عن الورى
وأنت بعين الله والله ينظر "
" وتخشى عيون الناس إن ينظُروا بها
ولم تخشَي عين اللهِ واللهُ ينظرُ "
فتدبرت ما قالت , وتأثرت به وقلت لها , كرري علىٌ ما ذكرت , فأعادت الكلام علىٌ حتى ندمت على ما كنت ناوياً فعله
فناديتها قائلاً: تعالِ , يا سيئة وهات ما عندك.
السيئة: وشرطي أن تسمع ما عندي , ولا تكون متكبراً على , وعلىٌ نصحيتي.
قلت: تفضلي.
السيئة: إني أراك كثيراً ما تخلو بمعاصي الله , وهذه صفة سيئة , تفسد عليك علاقتك بالله تبارك وتعالي , وتبطل أعمالك كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت مقاطعاً: وماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم؟.
السيئة: قال " لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء , فيجعلها الله عزوجل هباءً منثوراً.
قال الصحابي ثوبان: يا رسول الله صفهم لنا , جلهم لنا , أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم؟
قال: أما إنهم إخوانكم , ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها , فسكتت السيئة وسكت " عبد الله "
ثم قال: إنه لحديث خطير ومخيف
السيئة:- نعم ولهذا أنا أشفقت عليك وأردت نصحك , قبل أن تكون أعمالك هباءً منثوراً , فاِلحق بنفسك يا عبد الله.
ثم قالت: وكما أن فعل السيئة في الخلوة يفسد علاقتك بالله كما أوضحنا , فكذلك هي تفسد علاقتك بالناس.
قلت: ولكن الناس لا يعلمون أني أفعل المعاصي؟ فكيف تفسد العلاقة معهم؟
السيئة: هذا ما حكاه الصحابي أبو الدر داء – رحمه الله – حين قال:
" إن العبد يخلو بمعاصي الله , فيلقي الله بغضبه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر "
فأنتبه لنفسك يا عبد الله , .. وأحكم زمام هواك , فلا تفلته إلاٌ لرضاء مولاك ..
قلت: ولكني وإن عصيت الله فان أكثر أعمالي السيئة صغيرة , وأعتقد أنها لا تؤثر في صحفيتي يوم القيامة
السيئة: لا تكن كتلك " المرأة الجاهلية " التي تركت الغزل بحجة أنه ماذا يفيدها نسيج خيط على خيط كل ساعة.
وما علمت هذه الجاهلة أن ثياب الدنيا قد اجتمعت خيطاً خيطاً. وأنا سيئة ولكني اعلم منك في مدي تأثيري بصحائف الخلق يوم القيامة
وكما قيل:
" النملة أعلم بما في بيتها من الجمل "
قلت متسائلاً أين أنا من هذه المفاهيم؟
لقد كنت في غفلة عمياء , وإني غررت بالدنيا والله.
السيئة: تحرك يا عبد الله ومازلت في الوقت متسع لتعوض تقصيرك بحق ربك سبحانه
فأنا السيئة ..
*أنا سبب هلاكك يوم القيامة.
*أنا سبب بغض العباد لك في الدنيا.
*أنا سبب محق البركة من عملك.
*أنا سبب ضعف حفظك وعملك.
قلت مقاطعاً: وكل ذلك من آثارك.
السيئة: بل وأكثر من ذلك فأنه يكفي أن من آثاري أن تولد السيئة السيئة كما أخبرنا بعض السلف عندما قالوا:
" إن من ثواب الحسنة حسنة بعدها
وإن من عقاب السيئة سيئة بعدها "
قلت: وما العمل الآن , وقد نويت فعل السيئة وأحكمت غلق الأبواب والنوافذ.
السيئة: أعلم أن العبد إذا نوى السيئة فلم يفعلها فأنه تكتب له حسنة , إن تركها من أجل الله تعالي , كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه عن ربه .. " ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة "
فتب الى الله يا عبد الله , واستغفر لذنبك فإن الله غفور رحيم .. وأحكم غلق الأبواب والنوافذ , وأطفأ الأنوار في غرفتك ولكن! لطاعة الله تعالي.
فإن سيئة السر تمحوها حسنة السر " وهذه بتلك "
" من كتاب حوارات إيمانية "
للأستاذ / جاسم المطوع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رشا عصر]ــــــــ[09 Apr 2006, 08:04 ص]ـ
بارك الله فيكى اختى الغاليه (ام احمد) ونفع بهذا الموضوع المفيد
فالسيئه داء قاتل دواؤه المراقبه والخوف من الله ومحاسبة النفس
واستسمحكى اختى الحبيبه ان ازيد بهذه العشر نصائح لابن القيم للصبر عن المعصية
1 - علم العبد بقبح المعصية ورذالتها و دنائتها و أن الله حرمها ونهى عنها صيانة وحماية للعبد عن الرذائل .. كما يحمى الوالد الشفيق ولده عن ما يضره ..
2 - الحياء من الله ... فإن العبد متى علم بنظر الله اليه ومقامه عليه وأنه بمرئى من الله و مسمع كان حييا يستحى أن يتعرض لمساخط ربه .. والحياء أن تنفتح فى قلبك عين ترى بها أنك قائم بين يدى الله ..
3 - مراعاة نعم الله عليك و احسانه اليك فاذا كنت فى نعمة فارعها فان المعاصى تزيل النعم .. من أنعم الله عليه بنعمة فلم يشكرها عذبه الله بذات النعمة ..
4 - الخوف من الله و خشية عقابه.
5 - حب الله .. فإن المحب لمن يحب مطيع .. .. إنما تصدر المعصية من ضعف المحبة ..
6 - شرف النفس وزكائها وفضلها وحميتها .. فكل هذا يجعلها تترفع عن المعاصى ..
7 - قوة العلم بسوء عاقبة المعصية وقبح أثرها والضرر الناشئ منها
من سواد الوجه وظلمة القلب وضيقه وغمه .. فإن الذنوب تميت القلوب ..
8 - قصر الأمل ويعلم الأنسان أنه لن يعمر فى الدنيا ويعلم أنه كالضيف فيها وسينتقل منها بسرعة فلا داعى أن يثقل حمله من الذنوب فهى تضره ولا تنفعه.
9 - مجانبة الفضول فى مطعمه ومشربه وملبسه فأن قوة الداعى الى المعاصى إنما تنشأ من هذه المفاضلات ومن أعظم الأشياء ضررا على العبد .. بطالته وفراغه .. فأن النفس لا تقعد فارغة .. إن لم يشغلها بما ينفعها شغلته بما يضره ..
10 - السبب الأخير هو السبب الجامع لهذه الأسباب كلها .. وهو ثبات شجرة الأيمان فى القلب .. فصبر العبد عن المعاصى إنما هو بحسب قوة إيمانه فكلما كان إيمانه أقوى كان صبره أقوى .. وإذا ضعف الايمان ضعف الصبر .. ومن ظن أنه يقوى على ترك المخالفات والمعاصى بدون الإيمان الراسخ الثابت فقد غلط .........
لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ 000 فلا يُغرُّ بطيب العيش إنسانُ
هي الأمورُ كما شاهدتها دولٌ 000 من سرهُ زمنٌ ساءتهُ أزمانُ
ولا تبخل أخي المسلم بإرسالها إلى غيرك لينتفع بها
قال صلى الله عليه وسلم: من دل على خير فله مثل أجر فاعله
((اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِى التى فيها معادى))
-----------------------
وكذلك من عقوبات معصيه الله انها تصغر النفس وتحتقرها حتى تكون اصغر شيء واحقره كما ان الطاعه تنميها وتزكيها وتكبرها
قال تعالى ((قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها))
والمعنى: قد افلح من كبرها واعلاها بطاعة الله واظهرها وقد خسر من اخفاها وحقرها وصغرها بمعصيه الله
فهل تحب ان تذل لبشر مثلك؟؟؟
ام ان تذل لربك وخالقك الذي اوجدك من العدم؟؟؟
ـ[ام احمد]ــــــــ[09 Apr 2006, 10:29 ص]ـ
حياك الله اختي الغالية رشا عصر
(استسمحكى اختى الحبيبه ان ازيد بهذه العشر نصائح لابن القيم للصبر عن المعصية)
مشاركتك اثرت الموضوع بارك الله فيك
بارك الله فيك وجزاك الله خيرالجزاء بعدد انفاس البشر وعدد حبات المطر وعدد اوراق الشجر وكبر البر والبحر وجزاء لا عد له ولا حصر
اللهم امين(/)
دعاء لتثبيت حفظ القرآن الكريم من الحديث الشريف
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[06 Apr 2006, 04:15 م]ـ
يشكو كثير منا من تفلت القرآن الكريم منه في الحفظ و التذكر، و كثرة التلاوة له و تعهده خير معين على ذلك،
و قد أرشدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى توجيه مفيد، فيما أخرجه الإمام الترمذي في " سننه "، (بَاب فِي دُعَاءِ الْحِفْظِ)، قال:
((
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَعِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ
بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي تَفَلَّتَ هَذَا الْقُرْآنُ مِنْ صَدْرِي فَمَا أَجِدُنِي أَقْدِرُ عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا الْحَسَنِ: أَفَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِنَّ وَيَنْفَعُ بِهِنَّ مَنْ عَلَّمْتَهُ وَيُثَبِّتُ مَا تَعَلَّمْتَ فِي صَدْرِكَ؟ قَالَ: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَعَلِّمْنِي،
قَالَ إِذَا كَانَ لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَقُومَ فِي ثُلُثِ اللَّيْلِ الْآخِرِ فَإِنَّهَا سَاعَةٌ مَشْهُودَةٌ وَالدُّعَاءُ فِيهَا مُسْتَجَابٌ وَقَدْ قَالَ أَخِي يَعْقُوبُ لِبَنِيهِ
{سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي}
يَقُولُ حَتَّى تَأْتِيَ لَيْلَةُ الْجُمْعَةِ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقُمْ فِي وَسَطِهَا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقُمْ فِي أَوَّلِهَا، فَصَلِّ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةِ يس وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَحم الدُّخَانِ وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّالِثَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَالم تَنْزِيلُ السَّجْدَةِ وَفِي الرَّكْعَةِ الرَّابِعَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَتَبَارَكَ الْمُفَصَّلِ فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْ التَّشَهُّدِ فَاحْمَدْ اللَّهَ وَأَحْسِنْ الثَّنَاءَ عَلَى اللَّهِ وَصَلِّ عَلَيَّ وَأَحْسِنْ وَعَلَى سَائِرِ النَّبِيِّينَ وَاسْتَغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلِإِخْوَانِكَ الَّذِينَ سَبَقُوكَ بِالْإِيمَانِ ثُمَّ قُلْ فِي آخِرِ ذَلِكَ اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي بِتَرْكِ الْمَعَاصِي أَبَدًا مَا أَبْقَيْتَنِي وَارْحَمْنِي أَنْ أَتَكَلَّفَ مَا لَا يَعْنِينِي وَارْزُقْنِي حُسْنَ النَّظَرِ فِيمَا يُرْضِيكَ عَنِّي اللَّهُمَّ بَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ وَالْعِزَّةِ الَّتِي لَا تُرَامُ أَسْأَلُكَ يَا أَللَّهُ يَا رَحْمَنُ بِجَلَالِكَ وَنُورِ وَجْهِكَ أَنْ تُلْزِمَ قَلْبِي حِفْظَ كِتَابِكَ كَمَا عَلَّمْتَنِي وَارْزُقْنِي أَنْ أَتْلُوَهُ عَلَى النَّحْوِ الَّذِي يُرْضِيكَ عَنِّيَ اللَّهُمَّ بَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ وَالْعِزَّةِ الَّتِي لَا تُرَامُ أَسْأَلُكَ يَا أَللَّهُ يَا رَحْمَنُ بِجَلَالِكَ وَنُورِ وَجْهِكَ أَنْ تُنَوِّرَ بِكِتَابِكَ بَصَرِي وَأَنْ تُطْلِقَ بِهِ لِسَانِي وَأَنْ تُفَرِّجَ بِهِ عَنْ قَلْبِي وَأَنْ تَشْرَحَ بِهِ صَدْرِي وَأَنْ تَغْسِلَ بِهِ بَدَنِي فَإِنَّهُ لَا يُعِينُنِي عَلَى الْحَقِّ غَيْرُكَ وَلَا يُؤْتِيهِ إِلَّا أَنْتَ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ يَا أَبَا الْحَسَنِ تَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ أَوْ خَمْسًا أَوْ سَبْعًا تُجَبْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ مَا أَخْطَأَ مُؤْمِنًا قَطُّ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ فَوَاللَّهِ مَا لَبِثَ عَلِيٌّ إِلَّا خَمْسًا أَوْ سَبْعًا حَتَّى جَاءَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مِثْلِ ذَلِكَ الْمَجْلِسِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ فِيمَا خَلَا لَا آخُذُ إِلَّا أَرْبَعَ آيَاتٍ أَوْ نَحْوَهُنَّ وَإِذَا قَرَأْتُهُنَّ عَلَى نَفْسِي تَفَلَّتْنَ وَأَنَا أَتَعَلَّمُ الْيَوْمَ أَرْبَعِينَ آيَةً أَوْ نَحْوَهَا وَإِذَا قَرَأْتُهَا عَلَى نَفْسِي فَكَأَنَّمَا كِتَابُ اللَّهِ بَيْنَ عَيْنَيَّ وَلَقَدْ كُنْتُ أَسْمَعُ الْحَدِيثَ فَإِذَا رَدَّدْتُهُ تَفَلَّتَ وَأَنَا الْيَوْمَ أَسْمَعُ الْأَحَادِيثَ فَإِذَا تَحَدَّثْتُ بِهَا لَمْ أَخْرِمْ مِنْهَا حَرْفًا فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ مُؤْمِنٌ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ يَا أَبَا الْحَسَنِ
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ)).
* فالله أسأل أن ينفع به، و أن ينفعني به
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[06 Apr 2006, 04:43 م]ـ
الدكتور الفاضل أبو بكر - حفظك الله -
الحديث صرح كثير من الأئمة بضعفه بل قال البعض بوضعه. والله أعلم
وفقك الله
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[06 Apr 2006, 11:20 م]ـ
)) قَالَ أَبُو عِيسَى [أي: الإمام الترمذي]: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ، لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ)).
ـ[سيف الدين]ــــــــ[07 Apr 2006, 12:08 ص]ـ
نتمنى ان يخبرنا مؤمن عن تجربته مع هذا الدعاء
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[07 Apr 2006, 05:57 م]ـ
قال الحاكم رحمنا الله وإياه في مستدركه وقد أخرج هذا الحديث من طريق الوليد بم مسلم عن جريج عن عطاء (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه) 1/ 461
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[07 Apr 2006, 10:02 م]ـ
وقال الذهبي: هذا حديث منكر شاذ أخاف لا يكون مصنوعا "ولعل الصواب أن يكون موضوعاً " وقد حيرني والله جودة سنده] السلسة الضعيفة 7/ 384 - 385. ما بين القوسين من كلام الألباني
وذكر الذهبي الحديثَ في سير أعلام النبلاء في ترجمة الوليد بن مسلم وساقه بطوله ثم قال: [هذا عندي موضوع والسلام] سير أعلام النبلاء 9/ 218.
وقال في الميزان في ترجمة الوليد " ومن أنكر ما أتى حديث حفظ القرآن، رواه الترمذي.
وذكره الشوكاني في كتابه في الأحاديث الموضوعة ص42.
وقال الألباني " وجملة القول أن هذا الحديث موضوع كما قال الذهبي في الميزان وقال أيضاً وهو من أنكر ما أتى به الوليد بن مسلم، وابن الجوزي ما أبعد عن الصواب حين أورده في الموضوعات ومن تعقبه فلم يأت بشيء يستحق النظر فيه] السلسلة الضعيفة 7/ 387 - 388.
وأما قول الترمذي حسن فهذا مصطلح واسع ليس مجال الكلام فيه هنا على أنه قال حسن غريب جدا لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم. وفي هذا إشارة منه إلى إعلال الحديث إذ الوليد ممن يدلس تدليس التسوية ولا يقبل منه إلا ما صرح فيه بالتحديث عن شيخه وشيخ شيخه على أقل تقدير، وهو ممن لا يحتما التفرد بمثل هذا الخبر
هذا فضلا عن اأن الحديث لو قبل التحسين فمثل هذه الأحاديث المختلف فيها لا يسوغ أن يبنى عليها عبادة إذ مثل هذا لا يثبت بحديث مختلف فيه
كتبت هذا على عجل.
وفقكم الله ونفع بكم
ـ[مسلم السعدون]ــــــــ[07 Apr 2006, 11:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا اظن ان الامر يحتاج الى الكثير من العناء ولا لجهد العلماء. نرجوا من علماء الامة الالتفات الى
الضروريات ومشاكل الامة.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[08 Apr 2006, 01:32 ص]ـ
للألباني تراجعات كثيرة عن تضعيف الأحاديث و تصحيحها، تتبعها العلماء المعاصرون، زادت على (500) حديثا، و ابحث عن ذلك في " ملتقى أهل الحديث "، تحت عنوان " موسوعة الأحاديث التي تراجع الشيخ الألباني عن حكمه عليها " (1)
- و ماذا تقول في حديث حسَنه الترمذي، و صححه الحاكم، و أخرجه الخطيب البغدادي في " الجامع لأخلاق الراوي و آداب السامع "، (دعاء حفظ القرآن و الحديث و أصناف العلوم)،
و القول بالتدليس غير وارد هنا إذ صرِح الوليد بن مسلم بالسماع فيما أخرجه الحاكم و البغدادي و غيرهما،
- و أحسب أن هؤلاء الأئمة من نقاد الحديث و نظاره لم يكونوا غافلين أو جاهلين عندما حكموا على الحديث بالحسن و بالصحة،
و لا حول و لا قوة إلا بالله، ماذا بقي لنا من السنة النبوية الشريفة لم تطعنوا فيه، و تردوه؟!
هامش
---------------------------------------------------------------------------
(1) انظرها بالضغط هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=75542&highlight=%CA%D1%C7%CC%DA%C7%CA
على هذ
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[08 Apr 2006, 02:54 ص]ـ
بسم الله ...
أرى أن الحديث أنكره ابن الجوزي والذهبي والشوكاني والألباني، ولكل منهم باع طويل في الحديث وقد سئل ابن المبارك عن الأحاديث الموضوعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: تعيش لها الجهابذة.
والحاكم معروف تساهله في التصحيح، والترمذي قال: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم، والوليد بن مسلم جمع عدد من أنواع التدليس لذا وجب أن يصرح بالسماع من شيخه وشيخ شيخه، وهو هنا لم يصرح بالسماع من شيخ شيخه بل قال (حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَعِكْرِمَةَ).
والله أعلم.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[08 Apr 2006, 09:48 ص]ـ
الدكتور الفاضل أبو بكر - حفظك الله -
هل كان الذهبي غافلا عن كلام الترمذي، أم كان لا يعرف تصحيح الحاكم وهو من علق على مستدركه؟
لماذا ركزتم على تراجعات الألباني وتركتم أحكام ابن الجوزي والذهبي والشوكاني على الحديث بالوضع،
ثم إن إخراج الحديث في كتاب ما ليس دليلا على صحته إلا إذا كان مؤلفه قصد تجريد الكتاب للصحيح
وقد ذكرت لفضيلتكم أن كلام الترمذي الذي ذكره عقب الحديث هو منه إعلال للحديث.
وأخيرا: سامحك الله لما جعلتني ممن يرد الأحاديث ويطعن في السنة، وهل ذكرت حرفا من عندي إنما أنا ناقل لكلام الأئمة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[08 Apr 2006, 10:06 ص]ـ
أخي العزيز (أبو صفوت)
سلام اللع عليكم
لم أقصدك، و لم أخصك بالطعن في الحديث،
فأنت و أنا مجرد نقلة عن الأئمة،
و تحسين الحديث من الإمام الترمذي لا يكون إعلالا منه له بحال،
و قوله" غريب " - بعد تحسينه الحديث - لا يعني الإعلال، و ابحث عن معناها في كتب مصطلح الحديث، و أنت أهل لذلك، أكرمك الله،
- و أما الوليد بن مسلم: فقد احتج به الإمامان البخاري و مسلم،
و أنت ذكرت قول الألباني بجودة سند الحديث، فتأمله
***************************************
و اعلم أخي أن من بلغه حديث لرسول الله صلى الله عليه و سلم فرده بعد تحسين الأئمة المعتبرين له و تصحيحهم له سيسأل عن ذلك يوم القيامة،
و بدلا من أن نجهد أنفسنا في تلمس الأسباب لرد ما قبله أئمة الأمة بالقبول، كان من الأولى بنا أن نجتهد في العمل بذلك الحديث عسى أن ينال الواحد منا بركته بفضل الله و عونه.
وفقنا الله و إياكم لما يحب و يرضى
ـ[سيف الدين]ــــــــ[08 Apr 2006, 10:07 م]ـ
الاخ ابو بكر خليل:
اقتباس:
--------------
و اعلم أخي أن من بلغه حديث لرسول الله صلى الله عليه و سلم فرده بعد تحسين الأئمة المعتبرين له و تصحيحهم له سيسأل عن ذلك يوم القيامة
----------------
هل تفضّلت بالدليل على هذا القيد وهذا الحكم؟
اقتباس:
---------------
كان من الأولى بنا أن نجتهد في العمل بذلك الحديث عسى أن ينال الواحد منا بركته بفضل الله و عونه.
----------------
أرجو من الله ان تنال هذه البركة ....
ـ[الغني بالله]ــــــــ[09 Apr 2006, 07:30 ص]ـ
الذي يظهر والله أعلم أن الترمذي رحمه الله لم يحسن الحديث بل قال عنه غريب وهذا الظن به وبعلمه وقد ذكر ذلك ابن عساكر في تاريخ دمشق [جزء 51 - صفحة 252] فقال:
رواه أبو عيسى الترمذي في جامعه عن أحمد بن الحسن بن جنيدب الترمذي عن سليمان وقال غريب لا يعرف إلا من حديث الوليد.أهـ
والغرابة في اصطلاح الترمذي تعني الضعف (ومثله ابن منده وأبي نعيم في الحلية والحافظ ابن كثير)
ولايشك منصف يعايش سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هذا الحديث لم ينطق به هو ولا أحد من صحابته الكرام.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[16 Apr 2006, 01:39 ص]ـ
اقتباس:
((والغرابة في اصطلاح الترمذي تعني الضعف))
---------------------------------------------------------
- كيف يجتمع حكمه بتحسين الحديث مع دعواك بتضعيفه إياه؟!
- و ما كان أيسر علينا لو رجعنا إلى تعريف مصطلح حديث " غريب "،
قال الإمام ابن الصلاح في " مقدمته ":
[النوع الحادي الثلاثون:
معرفة الغريب، والعزيز من الحديث
روي عن أبي عبد الله بن منده الحافظ الاصبهاني أنه قال: الغريب من الحديث كحديث الزهري وقتادة وأشباهه من الأئمة ممن جمع حديثهم، إذا انفرد الرجل عنهم بالحديث يسمى: غريبا.فإذا روى عنهم رجلان وثلاثة، أشركوا في حديث يسمى: عزيزأ.
فإذا روى الجماعة عنهم حديثا سمي: مشهورأ.
قلت: الحديث الذي يتفرد به بعض الرواة يوصف بالغريب، وكذلك الحديث الذي يتفرد فيه بعضهم بأمر لا يذكره فيه غيره. إما في متنه، إما في إسناده. وليس كل ما يعد من أنواع الأفراد معدوداً من أنواع الغريب، كما في الأفراد المضافة إلى البلاد، على ما سبق شرحه.
ثم أن الغريب ينقسم إلى: صحيح، كالأفراد المخرجة في الصحيح، وإلى: غير صحيح، وذلك هو الغالب على الغريب.
روينا عن أحمد بن حنبل رضي الله عنه أنه قال غير مرة: لا تكتبوا هذه الأحاديث الغرايب، فإنها مناكير، وعامتها عن الضعفاء.
وينقسم الغريب أيضاً من وجه آخر: فمنه ما هو غريب متنأ وإسنادأ، و هو الحديث الذي تفرد برواية متنه راو واحد.
ومنه ما هو غريب إسنادا لا متنا، كالحديث الذي متنه معروف، مروي عن جماعة من الصحابة، إذا تفرد بعضهم بروايته عن صحابي آخر: كان غريبأ من ذلك الوجه، مع أن متنه غير غريب.
ومن ذلك غرائب الشيوخ في أسانيد المتون الصحيحة. هذا الذي يقول فيه الترمذي: غريب من هذا الوجه].
انتهى النقل عن ابن الصلاح.
- و منه حديث دعاء تثبيت حفظ القرآن الكريم، الذي قال فيه الترمذي: هذا حديث حسن، غريب من هذا الوجه، تفرد به الوليد بن مسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
- و الوليد بن مسلم احتج به الإمامان البخاري و مسلم في " صحيحيهما "،
و كفى بهما تعديلا و توثيقا لمن أخرجا له من الرواة،
و كفاك بهما عمن سواهما من المخالفين.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[16 Apr 2006, 06:30 ص]ـ
الدكتور الفاضل أبو بكر - نفع الله بك -
1 - قال الذهبي " قلت هذا عندي موضوع والسلام ولعل الآفة دخلت على سليمان ابن بنت شرحبيل فيه فإنه منكر الحديث وإن كان حافظا فلو كان قال فيه عن ابن جريج لراج ولكن صرح بالتحديث فقويت الريبة وانما هذا الحديث يرويه هشام بن عمار عن محمد بن إبراهيم القرشي عن أبي صالح عن عكرمة عن ابن عباس ومحمد هذا ليس بثقة وشيخه لا يدرى من هو. سير أعلام النبلاء
2 - وساقه العقيلي بإسنادين منهم إسناد الترمذي المذكور ثم قال " وكلا الحديثين ليس له أصل ولا يتابع عليه "
3 - وقال ابن حجر في النكت الظراف " حديث " بينما نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه علي ... الحديث. في حفظ القرآن. قلت: أخرجه عثمان الدارمي عن سليمان بن عبد الرحمن فقال: عن عطاء عن عكرمة. ومن هذا الوجه أخرجه الحاكم. وأخرجه الحاكم أيضا وابن مردويه في التفسير من طريق محمد بن إبراهيم البوشنجي وابن أبي عاصم في الدعاء عن محمد بن الحسن الرازي كلاهما عن سليمان بن عبد الرحمن مثل ما قال ت (يعني الترمذي) عن أحمد بن الحسن الترمذي. وأخرجه العقيلي في ترجمة محمد بن إبراهيم القرشي من طريق هشام بن عمار عنه عن أبي صالح عن عكرمة عن ابن عباس ... فذكر الحديث بطوله ثم قال: ورواه سليمان بن عبد الرحمن عن الوليد عن ابن جريج عن عطاء وعكرمة عن ابن عباس. قال: وكلاهما ليس له أصل. قلت: فلعل الوليد أخذه عن هذا القرشي فدلسه عن ابن جريج، فأسقط هذا القرشي وسواه لابن جريج عن عكرمة " النكت الظراف بهامش تحفة الأشراف 5/ 90
4 - وقال ابن حجر " محمد بن إبراهيم القرشي عن رجل وعنه هشام بن عمار فذكر خبرا موضوعا في الدعاء لحفظ القرآن ساقه العقيلي. . لسان الميزان 5/ 20
5 - وكذلك حكم بوضعه سبط ابن العجمي في كتابه الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث 1\ 215
6 - وذكره السيوطي في اللآليء المصنوعة وقال: وأخرجه الحاكم عن أبي النضر الفقيه وأبي الحسن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي عن الوليد بن مسلم عن بن جريج عن عطاء وعكرمة عن بن عباس به وقال صحيح على شرط الشيخين ولم تركن النفس إلى مثل هذا من الحاكم فالحديث يقصر عن الحسن فضلا عن الصحة وفي ألفاظه نكارة انتهى 2/ 55
أما قولكم - حفظكم الله - أن الوليد بن مسلم احتج به الشيخان فما في ذلك نزاع، ولكن هل احتجاج الشيخين براو يعني أن يقبل كل ما يرويه؟ بالطبع لا، فكم من أحاديث ردت وأسانيدها كلها من رجال الشيخين
ثم إن البخاري ومسلما قد أخرجا عن رجال قد تكلم فيهم لكنهما تخيرا ما صح من حديثهم وما كان موافقا لشرطهما
والوليد بن مسلم بإجماع من أهل الحديث يدلس تدليس التسوية وكلام ابن حجر السابق ظاهر في كون الوليد دلس في هذا الحديث، والراوي الموصوف بتدليس التسوية لا يكتفى منه بالتصريح بالسماع في طبقة شيخه بل على أقل الأحوال لا بد من تصريحه في طبقة شيخه وشيخ شيخه.
وأما نقلكم عن ابن الصلاح تعريف الغريب فيلاحظ أن قصر مصطلحات المتقدمين على قواعد المتأخرين غير سديد فمصطلحات المتقدمين أوسع مما قرره المتأخرون، فمصطلح الحسن والغريب والصحيح أوسع بكثير عند المتقدمين فقد كانوا يطلقون الحسن على الصحيح والحسن والغريب والضعيف بل والموضوع.
وإن سلمنا أن الترمذي حسن الحديث فقد ضعفه أو حكم بوضعه
1 - العقيلي
2 - الذهبي
3 - ابن الجوزي
4 - ابن حجر
5 - سبط ابن العجمي
6 - الشوكاني
7 - السيوطي وحسبك بتضعيف السيوطي لحديث فإن ضعف حديثا فيندر أن يخالف كما أنه عاب على الحاكم تصحيحه لهذا الحديث
أرجو أن تكون المسألة قد اتضحت فقد طال فيها النقاش وضعف الحديث بين. والله أعلم
وفقكم الله وسدد على الخير خطاكم
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[16 Apr 2006, 08:36 ص]ـ
يا أخي العزيز
إليك ما ذكره المباركفوري في كتابه " تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي " في خاتمة شرحه الحديث المذكور، قال:
[قَوْلُهُ: (هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ):
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي التَّرْغِيبِ بَعْدَ ذِكْرِ هَذَا الْحَدِيثِ - وَنَقْلِ كَلَامِ التِّرْمِذِيِّ هَذَا مَا لَفْظُهُ -: وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ وَقَالَ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا إِلَّا أَنَّهُ قَالَ يَقْرَأُ فِي الثَّانِيَةِ بِالْفَاتِحَةِ وألم السَّجْدَةِ وَفِي الثَّالِثَةِ بِالْفَاتِحَةِ وَالدُّخَانِ عَكْسَ مَا فِي التِّرْمِذِيِّ، وَقَالَ فِي الدُّعَاءِ وَأَنْ تَشْغَلَ بِهِ بَدَنِي مَكَانَ وَأَنْ تَسْتَعْمِلَ وَهُوَ كَذَلِكَ فِي بَعْضِ نُسَخِ التِّرْمِذِيِّ وَمَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ وَفِي بَعْضِهَا وَأَنْ تَغْسِلَ قَالَ طُرُقُ أَسَانِيدِ هَذَا الْحَدِيثِ جَيِّدَةٌ وَمَتْنُهُ غَرِيبٌ جِدًّا اِنْتَهَى.
وَقَالَ الشَّوْكَانِيُّ فِي الْفَوَائِدِ الْمَجْمُوعَةِ بَعْدَ ذِكْرِ حَدِيثِ اِبْنِ عَبَّاسٍ هَذَا: [رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عَلِيٍّ مَرْفُوعًا وَقَالَ تَفَرَّدَ بِهِ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ،
قَالَ اِبْنُ الْجَوْزِيِّ: الْوَلِيدُ يُدَلِّسُ تَدْلِيسَ التَّسْوِيَةِ وَلَا أَتَّهِمُ بِهِ إِلَّا النَّقَّاشَ يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِي شَيْخَ الدَّارَقُطْنِيِّ.
قَالَ اِبْنُ حَجَرٍ هَذَا الْكَلَامُ تَهَافُتٌ، وَالنَّقَّاشُ بَرِيءٌ مِنْ عُهْدَتِهِ فَإِنَّ التِّرْمِذِيَّ أَخْرَجَهُ فِي جَامِعِهِ مِنْ طَرِيقِ الْوَلِيدِ بِهِ اِنْتَهَى.
قَالَ فِي اللَّآلِئِ وَأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ عَنْ أَبِي النَّضْرِ الْفَقِيهِ وَأَبِي الْحَسَنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيِّ عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ اِبْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ وَعِكْرِمَةَ عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ بِهِ وَقَالَ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ تَرْكَنْ النَّفْسُ إِلَى مِثْلِ هَذَا مِنْ الْحَاكِمِ فَالْحَدِيثُ يَقْصُرُ عَنْ الْحُسْنِ فَضْلًا عَنْ الصِّحَّةِ وَفِي أَلْفَاظِهِ نَكَارَةٌ اِنْتَهَى].
* فانظر أخي:
لقد وصف الحافظ ابن حجر كلام ابن الجوزي بأنه كلام تهافت،
و هذا بخصوص رواية الدار قطني،
و قد احتج لذلك برواية الترمذي له،
فتأمله.
- و أما ما ذكره هنا صاحب " اللآلئ": فهو بخصوص رواية الحاكم،
* و يكفينا قبول الحافظ المنذري، و الحافظ ابن حجر رواية الإمام الترمذي لحديث دعاء حفظ القرآن الكريم.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[16 Apr 2006, 03:53 م]ـ
وصف ابن حجر التهافت مختص بتهمة النقاش إذ المتهم هو الوليد لا النقاش وبهذا يجمع بين كلامه ووصفه للحديث بالوضع وبين هذا الكلام
وفقك الله
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[18 Apr 2006, 03:29 ص]ـ
الدكتور الفاضل أبو بكر - نفع الله بك -
.......................
.....................
وإن سلمنا أن الترمذي حسن الحديث فقد ضعفه أو حكم بوضعه
1 - العقيلي
2 - الذهبي
3 - ابن الجوزي
4 - ابن حجر
5 - سبط ابن العجمي
6 - الشوكاني
7 - السيوطي وحسبك بتضعيف السيوطي لحديث فإن ضعف حديثا فيندر أن يخالف كما أنه عاب على الحاكم تصحيحه لهذا الحديث
أرجو أن تكون المسألة قد اتضحت فقد طال فيها النقاش وضعف الحديث بين. والله أعلم
وفقكم الله وسدد على الخير خطاكم
*************
- حقا أخي، لقد طال النقاش،
و ما ذكرته أنت معزوا إلى السيوطي قال هو بخلافه في تفسيره " الدر المنثور في التفسير بالمأثور "، و ذكر تحسين الترمذي للحديث و تصحيح الحاكم له من غير اعتراض و لا تضعيف، و أنت ارتضيت حكمه على الحديث، فماذا تقول؟
و ذلك في تفسيره الآية (98) من سورة يوسف:
قوله تعالى:
{قَالُواْ ي?أَبَانَا ?سْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَآ إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ} * {قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي? إِنَّهُ هُوَ ?لْغَفُورُ ?لرَّحِيمُ}.
قال الإمام السيوطي:
(أخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني، عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - في قوله {سأستغفر لكم ربي} قال: إن يعقوب عليه السلام أخر بنيه إلى السَحَر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخرج ابن المنذر وابن مردويه، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {سأستغفر لكم ربي} قال: أخرهم إلى السَحَرِ، وكان يصلي بالسحر.
وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - " أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: لم أخر يعقوب بنيه في الاستغفار؟! ... قال: " أخرهم إلى السحر؛ لأن دعاء السحر مستجاب " ".
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " في قصة قول أخي يعقوب لبنيه {سوف أستغفر لكم ربي} يقول: حتى تأتي ليلة الجمعة ".
وأخرج الترمذي وحسنه، والحاكم وصححه وابن مردويه، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال جاء علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال " بأبي أنت وأمي، تفلت هذا القرآن من صدري. فما أجدني أقدر عليه؟ ... فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا الحسن، أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن، وينفع الله بهن من علمته، ويثبت ما تعلمت في صدرك؟ ... قال: أجل يا رسول الله، فعلمني. قال: إذا كانت ليلة الجمعة، فإن استطعت أن تقوم ثلث الليل الأخير، فإنه ساعة مشهودة، والدعاء فيها مستجاب. وقد قال أخي يعقوب لبنيه {سوف أستغفر لكم ربي} يقول: حتى تأتي ليلة الجمعة، فإن لم تستطع، فقم في وسطها، فإن لم تستطع، فقم في أولها، فصل أربع ركعات، تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب وسورة يس، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان، وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب والم تنزيل السجدة، وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل، فإذا فرغت من التشهد، فاحمد الله وأحسن الثناء على الله، وصلّ عليّ وعلى سائر النبيين، واستغفر للمؤمنين والمؤمنات، ولإِخوانك الذين سبقوك بالإِيمان، ثم قل في آخر ذلك: اللهم ارحمني بترك المعاصي أبداً ما أبقيتني، وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني، اللهم بديع السموات والأرض، ذا الجلال والإِكرام والعزة التي لا ترام، أسألك يا الله، يا رحمن، بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني، وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني. اللهم بديع السموات والأرض، ذا الجلال والإِكرام والعزة التي لا ترام، أسألك يا ألله، يا رحمن، بجلالك ونور وجهك أن تنوّر بكتابك بصري، وأن تطلق به لساني، وأن تفرج به عن قلبي، وأن تشرح به صدري، وأن تغسل به بدني، فإنه لا يعينني على الحق غيرك، ولا يؤتيه إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. يا أبا الحسن، تفعل ذلك ثلاث جمع، أو خمساً أو سبعاً، بإِذن الله تعالى، والذي بعثني بالحق ما أخطأ مؤمناً قط "
قال ابن عباس - رضي الله عنهما - فوالله ما مكث علي - رضي الله عنه - إلا خمساً أو سبعاً، حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل ذلك المجلس، قال " يا رسول الله، إني كنت فيما خلا لا آخذ الأربع آيات ونحوهن، فإذا قرأتهن على نفسي تفلتن، وأنا أتعلم اليوم أربعين آية ونحوها، فإذا قرأتها على نفسي فكأنما كتاب الله بين عيني، ولقد كنت أسمع الحديث، فإذا رددته تفلت. وأنا اليوم أسمع الأحاديث، فإذا تحدثت بها لم أخرم منها حرفاً. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: مؤمن ورب الكعبة أبا الحسن ... ".
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن عمرو بن قيس - رضي الله عنه - في قوله {سأستغفر لكم ربي} قال: في صلاة الليل.).
انتهى النقل عن السيوطي.
* و قد نقلت كلامه كاملا بخصوص الحديث، بل نقلت ما قبله و ما بعده، لكيلا لا تكون هناك مظنة إغفال قول أو اجتزائه،
... و لمن أراد الاستيثاق فليراجعه على هذا الرابط، أو أينما شاء:
http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=0&tTafsirNo=26&tSoraNo=12&tAyahNo=98&tDisplay=yes&UserProfile=0
ـ[يسرى خلف]ــــــــ[18 Apr 2006, 01:57 م]ـ
السلام عليكم
ولماذا كل هذا الخلاف
من رأى الحديث حجة واقتنع بما أدلاه فليعمل به
ومن رأى خلاف ذلك فعليه البيان والله من وراء القصد
ثم إن الحديث في فضائل الأعمال وليس مما يترتب علي خلاف
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[18 Apr 2006, 08:26 م]ـ
أحسنت أخي و أوجزت فأبنت،
و كل ما أردته دفع و دحض الشبهات عن قبول الحديث الشريف،
ومن قبله فله بركته إن شاء الله،
و و الله الذي لا إله إلا هو لقد عملت به، فوجدت بركته من أول مرة صليت به و دعوت،
و ذلك لا عتقادي التام فيه،
و ما كنت أتوقع أن يقابل بمثل ذلك الإصرار على تلمس تضعيفه أو الادعاء بوضعه!
...
و قد أخرجه الإمام الخطيب البغدادي في كتابه " الجامع لأخلاق الراوي و آداب السامع "،
و بوَب له ب: (دعاء لحفظ القرآن و الحديث و أصناف العلوم)
و الله وليّ التوفيق
ـ[د. أنمار]ــــــــ[21 Oct 2007, 10:27 م]ـ
لو اعتقد شخص بصحة كلام الترمذي والحاكم والمنذري والخطيب فقلدهم ولم يمل إلى كلام العلماء الآخرين بل ارتضى الحديث وعمل به ثم انتفع به وحفظ القرآن،
فهل هو مجبر على تقليد من ضعفوا الحديث
وهل يظن ظان أن الله سيعذبه في نار جهنم كأحد الكذابين على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ...
مجرد تساؤل!!!
علما أن السخاوي قال:
قال المنذري طرق أسانيد هذا الحديث جيدة ومتنه غريب جدا والحق أنه ليست له علة إلا أنه عن ابن جريج عن عطاء بالعنعنة أفاده شيخنا يعني ابن حجر، وأخبرني غير واحد أنهم جربوا الدعاء به فوجوده حقا انتهى والله أعلم.
تنزيه الشريعة ج 2 ص 112
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أنمار]ــــــــ[21 Oct 2007, 10:40 م]ـ
4 - وقال ابن حجر " محمد بن إبراهيم القرشي عن رجل وعنه هشام بن عمار فذكر خبرا موضوعا في الدعاء لحفظ القرآن ساقه العقيلي. . لسان الميزان 5/ 20
ملاحظة:
الكلام أعلاه ليس كلام الحافظ بل هو كلام الذهبي في الميزان ج3 ص 446
وهي طريقة اللسان
وكلام الحافظ ليس إلا آخر سطر بعد قلت ...
ـ[أحمد رضيوي]ــــــــ[12 Nov 2008, 02:51 م]ـ
مجلة التوحيد
عدد ذي القعدة 1429هـ
الداعية والقصص الواهية
الحلقة التاسعة والتسعون
قصة على رضى الله عنه و صلاة حفظ القرآن
اعداد الشيخ على حشيش
نواصل في هذا التحذير تقديم البحوث العلمية الحديثية للقارئ الكريم حتى يقف على حقيقة هذه القصة التي اشتهرت على ألسنة الخطباء والوعاظ والقصاص، واغتر كثير من الناس بها، وعند التطبيق لا يتحقق لهم ما في هذه القصة الواهية، فيصابون بالشك في السنة أو في أنفسهم؛ لوجود هذه القصة في بعض كُتب السنة، كما سنبين من التخريج والتحقيق الذي نقدمه للقارئ الكريم
أولاً المتن
رُوي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال «بينما نحن عند رسول الله إذ جاءه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال بأبي أنت، تفلّت هذا القرآن من صدري فما أجدني أقدر عليه، فقال له رسول الله «يا أبا الحسن، أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن، وينفع بهن من علمته، ويُثبت ما تعلمت في صدرك؟» قال أجل يا رسول الله فعلِّمني، قال
«إذا كان ليلة الجمعة فإن استطعت أن تقوم في ثلث الليل الآخر فإنها ساعة مشهودة، والدعاء فيها مُستجاب، وقد قال أخي يعقوب لبنيه «سوف أستغفر لكم ربي» يقول حتى تأتي ليلة الجمعة، فإن لم تستطع فقم في وسطها، فإن لم تستطع فقم في أولها، فصلِّ أربع ركعات، تقرأ في الركعة الأولى بـ «فاتحة الكتاب» وسورة «يس»، وفي الركعة الثانية «بفاتحة الكتاب» و «حم الدخان»، وفي الركعة الثالثة بـ «فاتحة الكتاب»، و «ألم تنزيل السجدة»، وفي الركعة الرابعة بـ «فاتحة الكتاب»، و «تبارك المفصل»، فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله، وأحسن الثناء على الله، وصلِّ عليّ وأحْسن، وعلى سائر النبيين، واستغفر للمؤمنين والمؤمنات، ولإخوانك الذين سبقوك بالإيمان، ثم قل في آخر ذلك
«اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدًا ما أبقيتني، وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني، اللهم بديع السماوات والأرض، ذا الجلال والإكرام، والعزة التي لا تُرام، أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني، وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني، اللهم بديع السماوات والأرض، ذا الجلال والإكرام، والعزة التي لا ترام، أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تنورِّ بكتابك بصري، وأن تطلق به لساني، وأن تفرج به عن قلبي، وأن تشرح به صدري، وأن تستعمل به بدني، فإنه لا يعينني على الحق غيرك، ولا يؤتينيه إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم»
يا أبا الحسن، تفعل ذلك ثلاث جمع، أو خمسًا، أو سبعًا، تُجاب بإذن الله، والذي بعثني بالحق ما أخطأ مؤمنًا قط»
قال ابن عباس فوالله ما لبث عليٌّ إلا خمسًا أو سبعًا حتى جاء رسولَ الله في مثل ذلك المجلس فقال يا رسول الله، إني كنت فيما خلا لا أخذ إلا أربع آيات ونحوهن، فإذا قرأتهن على نفسي تَفَلَّتْنَ، وأنا أتعلم اليوم أربعين آية ونحوها، فإذا قرأتها على نفسي فكأنما كتاب الله بين عيني، ولقد كنت أسمع الحديث فإذا رددته تَفَلَّتَ، وأنا اليوم أسمع الأحاديث، فإذا تحدثت بها لم أخرم منها حرفًا، فقال رسول الله عند ذلك «مؤمن ورب الكعبة أبا الحسن»
ثانيًا التخريج
أخرجه الترمذي في «السنن» شاكر ح، والحاكم في «المستدرك»،، وابن الجوزي في «الموضوعات» من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي عن الوليد بن مسلم، حدثنا ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح وعكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس أنه قال «بينما نحن عند رسول الله» القصة
ثالثًا التحقيق
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه القصة واهية، حديثها موضوع، أوردها الإمام ابن الجوزي في «الموضوعات»، والمتهم به الوليد بن مسلم، وتدليسه تدليس التسوية، حيث أشار إليه ابن الجوزي في «الموضوعات» فقال «أما الوليد فقال علماء النقل كان يروي عن الأوزاعي أحاديث هي عند الأوزاعي عن شيوخ ضعفاء عن شيوخ قد أدركهم الأوزاعي مثل نافع والزهري فيسقط أسماء الضعفاء ويجعلها عن الأوزاعي عنهم»
وتدليس التسوية الذي اشتهر به الوليد بن مسلم شر أنواع التدليس، ولكي يستبين للقارئ هذا الشر، فلا بد أن نبين صورته
قال الإمام السخاوي في «فتح المغيث» «وممن كان يفعله الوليد بن مسلم، وصورته أن يروي المدلس حديثًا عن شيخ ثقة بسند فيه راوٍ ضعيف، فيحذفه المدلس من بين الثقتين اللذين لقي أحدهما الآخر، ولم يذكر أولهما بالتدليس، ويأتي بلفظ محتمل فيستوي الإسناد كله ثقات، ويصرح المدلس بالاتصال عن شيخه؛ لأنه قد سمعه منه، فلا يظهر في الإسناد ما يقتضي رده إلا لأهل النقد والمعرفة بالعلل، ويصير الإسناد عاليًا وهو في الحقيقة نازل، وهو مذموم جدًا لما فيه من مزيد الغش والتغطية» اهـ
قُلْتُ وبهذا يتبين أن تدليس التسوية هو رواية الراوي عن شيخه، ثم إسقاط راوٍ ضعيف بين ثقتين لقى أحدهما الآخر، وصورة ذلك أن يروي الراوي حديثًا عن شيخ ثقة، وذلك الثقة يرويه عن ضعيف عن ثقة، ويكون الثقتان قد لقي أحدهما الآخر، فيأتي المدلس الذي سمع الحديث من الثقة الأول، فيسقط الضعيف الذي في السند، ويجعل الإسناد عن شيخه الثقة عن الثقة الثاني بلفظ محتمل، فيُسّوي الإسناد كله ثقات، وهذا النوع من التدليس شر أنواع التدليس؛ لأن الثقة الأول قد لا يكون معروفًا بالتدليس، ويجده الواقف على السند كذلك بعد التسوية قد رواه عن ثقة آخر، فيحكم له بالصحة، وفيه غرر شديد
لذلك أورد هذا الحديث الذي جاءت به هذه القصة الواهية، الشيخ الألباني رحمه الله في «سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة» ح، وقال «هذا حديث منكر»، وأورده في «ضعيف الترغيب» ح، وقال «موضوع» ثم بيَّن القاعدة في التسوية بعد أن بيّن أن الوليد بن مسلم يدلس تدليس التسوية، نقلاً عن الحافظ ابن حجر، ثم بيّن أن الوليد بن مسلم إذا صرح بالتحديث عن ابن جريج لا يغني ولا يسمن في تدليس التسوية، حيث قال الألباني رحمه الله
«فيه قصور لا يخفى، فالصواب اشتراط تصريحه بالتحديث في شيخه وسائر الرواة الذين فوقه، لنأمن بذلك من شر تدليسه تدليس التسوية، ولولا ذلك لكان إسناد هذا الحديث صحيحًا، لكون الوليد قال فيه حدثنا ابن جريج كما رأيت، فلما لم يتابع التصريح بالتحديث فوق ذلك قامت العلة في الحديث؛ لاحتمال أن يكون بين ابن جريج وعطاء وعكرمة أحد الضعفاء، فدلّس الوليد، كما في الأمثلة التي رواها الهيثم بن خارجة رحمه الله تعالى»
قال الإمام السخاوي في «فتح المغيث»
«وأما القدماء فسموه تجويدًا، حيث قالوا جوَّده فلان»
قُلْتُ هكذا كان يسمى تدليس التسوية تجويدًا، حيث يجوّد الإسناد بإسقاط المجروحين وضم القوي إلى القوي تلبيسًا على من يحدث، وغرورًا لمن يأخذ عنه فتأتي الحيرة من هذا التجويد، حتى قال الإمام الذهبي في «التلخيص» مستدرك «هذا حديث منكر شاذ أخاف ألا يكون موضوعًا وقد حيرني والله جودة سنده»
قُلْتُ ثم قال الإمام الذهبي في «الميزان» ترجمة «الوليد بن مسلم أبو العباس الدمشقي من أنكر ما أتى حديث حفظ القرآن»
رابعًا طريق آخر
أخرجه ابن السني في «عمل اليوم والليلة» ح، ونبين للقارئ الكريم هذا الطريق، حيث قال ابن السني «أخبرنا عبد الله بن محمد بن مسلم ومحمد بن حريم بن مروان قالا حدثنا هشام بن عمار، ثنا محمد بن إبراهيم القرشي، ثنا أبو صالح، ثنا عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه يا رسول الله، القرآن يَتَفَلَّتُ من صدري، فقال النبي «ألا أعلمك كلمات ينفعك الله عز وجل بهن؟» قال نعم، بأبي أنت وأمي، فقال «صلِّ ليلة الجمعة أربع ركعات تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب ويس، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان، وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب وألم تنزيل السجدة، وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل، فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله وأثن عليه، وصلِّ على النبيين واستغفر للمؤمنين وقل «اللهم ارحمني بترك
(يُتْبَعُ)
(/)
المعاصي أبدًا ما أبقيتني، وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني، اللهم بديع السماوات والأرض، ذا الجلال والإكرام، والعزة التي لا تُرام، أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني، وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني، وأسألك أن تنور بكتابك بصري، وتطلق به لساني، وتفرج به عن قلبي، وتشرح به صدري، وتستعمل به بدني، وتقويني على ذلك، وتعينني عليه، فإنه لا يعين على الخير غيرك، ولا يوفق لذلك إلا أنت، تفعل ذلك ثلاثًا أو خمسًا أو سبعًا تجاب بإذن الله عز وجل، وما أخطأت مؤمنًا قط، فأتى رسول الله بعد ذلك لسبع جمع فأخبره بحفظ القرآن، فقال النبي «مؤمن ورب الكعبة، علم أبا حسن»
وأخرج هذا الحديث الإمام ابن الجوزي في «الموضوعات» فقال
«أنبأنا ظفر بن علي الهمداني، أنبأنا أبو منصور محمود بن محمد بن إسماعيل الصرفي، حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين، حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا محمد بن إبراهيم القرشي، حدثنا أبو صالح عن عكرمة عن ابن عباس قال قال عليّ يا رسول الله، إن القرآن يتفلت من صدري» القصة
قال ابن الجوزي «هذا حديث لا يصح، ومحمد بن إبراهيم مجروح، وأبو صالح لا نعلمه إلا إسحاق بن نجيح وهو متروك»
قُلْتُ قال الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني رحمه الله في تحقيقه لـ «الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة» للشوكاني ص كتاب «الصلاة» ح «ذكره ابن الجوزي وقال محمد بن إبراهيم مجروح، وأبو صالح إسحاق بن نجيح متروك، فتحصل من هذا أن هشام بن عمار قد روى الخبر لكن بهذا الإسناد التالف»
قُلْتُ وأورد هذا الحديث أيضًا الشيخ الألباني في «سلسلة الأحاديث الضعيفة» من هذا الطريق، وعزاه لابن السني في «عمل اليوم والليلة»، والطبراني في «المعجم الكبير»، والعقيلي في «الضعفاء»، وأعله بأبي صالح وقال «وأبو صالح هو إسحاق بن نجيح الملطي، وهو وضاع دجال»
قُلْتُ وبيان هذا الوضع بيّنه الإمام الذهبي في «الميزان» ترجمة حيث قال «إسحاق بن نجيح الملطي، وكنيته أبو صالح
قال أحمد هو من أكذب الناس، وقال يحيى معروف بالكذب ووضع الحديث، وقال يعقوب الفسوي لا يكتب حديثه، وقال النسائي والدارقطني متروك، وقال الفلاس كان يضع الحديث صراحًا» اهـ
قلت وهذا الطريق لا يزيد القصة إلا وهنًا على وهن
وبهذا التحقيق تصبح القصة واهية لما فيها من تدليس تسوية وهو من أشر أنواع التدليس، وبما فيها من كذابين، كما بيّنا من التحقيق
ومن أراد أن ييسر الله له حفظ القرآن الكريم، وتيسير العمل به، فعليه بتقوى الله؛ لقوله تعالى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ البقرة
هذا ما وفقني الله إليه، وهو وحده من وراء القصد
أسأل الله أن يكون الحق في المسألة قد اتضح وأن يعيننا على قبوله ويجعل عملنا خالصا لوجهه
فهذا حكم أهل الاختصاص وأرى أن الشيخ وضح مسألة تدليس التسوية جيدا
ولست استغرب هذة الإطالة في هذا الموضوع من الأعضاء خاصة شيخي أبو صفوت والدكتور أبو بكر خليل فنسبة كلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم أونفيه ليس بالأمر الهين
فنحن نحسن الظن بالجميع وأن غرضنا جميعا الوصول للحق وليس الانتصار للنفس أو
أو الادعاء والكذب على النبي
وبعد كلام علمائنا في هذا الحديث فمن نظر في طريقة عرضه يجد أنه يشبه الأحاديث الموضوعة في فضائل الأعمال ولو عرض على أحد من أهل الحديث الذي له درايه بحديث النبي لشعر بغرابته وبعده عن كلام النبوة(/)
تنبيه هام من ورثة الشيخ عبدالرحمن بن قاسم
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[06 Apr 2006, 05:53 م]ـ
تنبيه هام من ورثة الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم
نعلن عن تخفيض أسعار البيع بالجملة لمؤلفات الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم
على النحو الآتي:
1 - الدرر السنية 16مجلد بسعر 160ريال
2 - شرح الأحكام أصول الأحكام 4 مجلدات سعر 40 ريال.
3 - متن الأحكام مجلد واحد بسعر 7 ريال.
4 - حاشية التوحيد مجلد واحد بسعر 9 ريال.
5 - حاشية ثلاثة الأصول مجلد واحد بسعر 5 ريال.
6 - حاشية الرحبية مجلد واحد بسعر 5 ريال.
7 - حاشية مقدمة التفسير مجلد واحد بسعر 5 ريال.
8 - حاشية الآجرومية مجلد واحد بسعر 5 ريال.
9 - حاشية الدرر المضيئة مجلد واحد بسعر 5 ريال.
10 - السيف المسلول على عابد الرسول مجلد واحد بسعر 5 ريال.
11 - وظائف رمضان مجلد واحد بسعر 5 ريال.
12 - ملخص الفواكه العديدة مجلدين بسعر 26 ريال.
والله أعلم
ورثة الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم
هاتف/ 2495188
ـ[الزياني]ــــــــ[10 Apr 2006, 10:37 م]ـ
أشكرك أخي على هذه البشارة ولكن أين توجد أي في أي مكتبة؟
في مكة إذا كانت موجودة أفضل.
ـ[ابوالحارث]ــــــــ[10 Apr 2006, 11:25 م]ـ
بارك الله فيك اباعبدالله ...(/)
ماذا تنتظر اجعل شكل الماوس يسبح بحمد الله .. رائع
ـ[نورة]ــــــــ[07 Apr 2006, 07:49 ص]ـ
غير شكل الماوس--الى ماوس فيه ذكر الله
لتكسب حسنات طوال وجودك على حاسبك بإذن الله تعالى **
جرب حركة الفأرة هذه وسوف ترضيك تماما بإذن الله
لن تخسر جربها فلن تستغرق معك دقيقة في تركيبها **
حمل هذا الملف الآتي:
http://www.zzrz.com/Allah.ani
بعد انتهاء تحميله .. اتبع الأتي
اذهب إلى:
لوحة التحكم - Control panel
ثم
الفأرة - Mouse
ثم
المؤشرات Pointerlr
ثم
استعراض - Browr
وبعد ذلك
حدد أين حفظت شكل الفأرة الذي قمت بتحميله سابقاً وأختاره بالضغط عليه مرة واحدة ثم اضغط موافق.
االآن انظر إلى شكل مؤشر الفأرة على الشاشة!!
أوصيك لا تنسى أن تنشر فالدال على الخير كفاعله
منقول
ـ[رشا عصر]ــــــــ[14 Apr 2006, 01:29 ص]ـ
لقد حملتها ولكن باقى الطريقه غير واضحه لى
ارجو حبيبتى توضيحها لى
ـ[عبدالله الحضرمي]ــــــــ[15 Apr 2006, 12:40 ص]ـ
جزاكي الله خير(/)
أدب الصحابة .. وفتح الشام ..
ـ[ hedaya] ــــــــ[07 Apr 2006, 10:30 ص]ـ
QUOTE=hedaya]
أدب الصحابة .. وفتح الشام
تتضاءل الكلمات أمام ذلك الأدب الجم الذي نراه بين الصحابة .. أدبا وخلقا يسمو بهم إلى مراتب الملائكة. فها نحن نرى أبا بكر وقد عقد الألوية لفتح الشام وأمر عليهم أبا عبيدة بن الجراح وأمر خالدا بن الوليد على جيش آخر لفتح العراق.
في الشام كانت معركة اليرموك والتفت جموع الروم وتكاثفت حول المسلمين فطلبوا المدد من أبي بكر فأمر خالدا بالسير بنصف جيشه من العراق إلى الشام وليكن خالدا هناك أميرا على الجيش كله، وليظل نصف الجيش في العراق تحت إمرة المثنى بن حارثة.
يطيع خالد الأمر .. ويرسل رسوله إلى إبي عبيدة قبل أن يصل هو، يخبره بأمر تنازله عن قيادة الجيش. لكن أبا عبيدة ينزل راضيا على أمر الخليفة، ويصبح جنديا في الصفوف تحت لواء خالد.
يا الله .. ما هذا الخلق الرفيع .. فلا بغضاء ولا شحناء .. إنه السمع والطاعة، إنه الإيثار والتضحية. "يرسل خالد إلى أبي عبيدة يخبره بتنازله عن القيادة لكن أبا عبيدة يصر على الطاعة!!! "
لم يرنا هؤلاء الأخيار ونحن نتكالب على الرياسة وعلى الكرسي، وكلنا يرجو أخذ اللقمة من فم أخيه .... نتنافس على الدنيا ولو على حساب أقرب الناس إلينا، ولو على حساب مبادئنا وقيمنا.
من منا يؤثر أخيه على نفسه .. ويوقن أن ما أخطأه لم يكن ليصيبه وما أصابه لم يكن ليخطأه.
نعود إلى اليرموك ... فإذا بتباشير النصر تهب بعد سلسلة من المعارك دامت مدة من الزمن .. وتتأكد خبرة خالد في المواقف الصعاب، ويقتل ويأسر عدد كبير من الروم.
وفي هذه الأثناء يأتي خبر وفاة الصديق وتولي عمر الخلافة وأمره بعزل خالد وتولية أبة عبيدة على الجيش.
ويفكر خالد .. سيضطرب المسلمون .. ولربما أصبح النصر هزيمة .. والنصر ما هو إلا نصرا للإسلام لا لخالد.
فيخفي خالد الأمر حتى يتم الله نصره.
ونقف طويلا أمام أبو عبيدة .. ماذا تراه يفعل عندما يصله نفس الخبر؟!
أقف ذاهلة أمام ما فعل .. لقد كتم الخبر هو الآخر .. ولنفس السبب!!!
فنصرة الإسلام والمسلمين أحب إليه من إمرة الجيش.
إنه يريد الرفعة لدينه لا لنفسه.
رضي الله عن صحابة رسول الله .. وألحقنا بهم في الصالحين ..
[/ QUOTE]
ـ[رشا عصر]ــــــــ[14 Apr 2006, 12:23 ص]ـ
جعله الله فى ميزان حسناتك وجزاك اللله خيرا
رضي الله عن صحابة رسول الله .. وألحقنا بهم في الصالحين ..
مااجمل ذكر السيرة ..................................(/)
:: سلسلة الدروس العلمية الأسبوعية بالشرقية::
ـ[ولد السيح]ــــــــ[08 Apr 2006, 10:35 ص]ـ
http://www.almeshkat.com/vb/images/bism.gif
http://www.almeshkat.com/vb/images/slam.gif
يسر مركز الدعوة والإرشاد بالدمام
و العلاقات العامة بالمركز
دعوتكم لحضور سلسلة الدروس العلمية الأسبوعية
خلال الفصل الدراسي الثاني
ابتداءً من يوم السبت 18 صفر 1427هـ
وستكون على النحو التالي (إن شاء الله):
*****
فضيلة الشيخ / صالح بن عبد الله الدرويش
(القاضي بالمحكمة العامة بالقطيف)
1 - درس في شرح:
((قرآءة في صحيح البخاري وقرآءة في إعلام الموقعين))
أيام: السبت - الأحد - الإثنين - الثلاثاء
الوقت: بعد صلاة العصر
2 - درس في شرح:
((الشفاء للقاضي عياض))
يوم: السبت
الوقت: بعد صلاة العشاء
المكان: جامع الفيصلية بحي الفيصلية بمدينة الدمام
ملاحظة: يوجد مكان مخصص للنساء.
*****
فضيلة الشيخ / سعد بن محمد المهنا
(القاضي بالمحكمة العامة بالقطيف)
1 - درس في شرح:
((منار السبيل))
يوم: الأحد
الوقت: بعد صلاة المغرب
2 - درس في شرح:
((دروس في السيرة))
يوم: الإثنين
الوقت: بعد صلاة العشاء
المكان: جامع الخفرة بحي بدر بمدينة الدمام
ملاحظة: يوجد مكان مخصص للنساء.
*****
فضيلة الشيخ / خالد بن عبد الله السعيد
(القاضي بالمحكمة العامة بالقطيف)
1 - درس في شرح:
((عمدة الفقه))
يوم: الإثنين
الوقت: بعد صلاة العشاء
المكان: مسجد الحسنى بحي الحمراء بمدينة الدمام
ملاحظة: يوجد مكان مخصص للنساء.
2 - درس في شرح:
((صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم))
يوم: الثلاثاء
الوقت: بعد صلاة العشاء
المكان: جامع الحساوي بحي الحمراء بمدينة الدمام
ملاحظة: يوجد مكان مخصص للنساء.
*****
فضيلة الشيخ / عدنان بن محمد الدقيلان
(القاضي بالمحكمة العامة بالدمام)
1 - درس في شرح:
((الملخص الفقهي))
يوم: الأحد
الوقت: بعد صلاة العشاء
2 - درس في شرح:
((روضة الأنوار في مسيرة المختار))
يوم: الثلاثاء
الوقت: بعد صلاة العشاء
المكان: جامع الريان بحي محمد بن سعود بمدينة الدمام
ملاحظة: يوجد مكان مخصص للنساء.
*****
فضيلة الشيخ / عبد الرحمن بن عبد العزيز المليفي
(القاضي بالمحكمة العامة بالدمام)
1 - درس في شرح:
((كتاب التوحيد وتيسير العزيز العلاّم))
يوم: السبت
الوقت: بعد صلاة العشاء
المكان: مسجد التركي بحي الفيصلية بمدينة الدمام
ملاحظة: يوجد مكان مخصص للنساء.
*****
فضيلة الشيخ / هتلان بن علي الهتلان
(القاضي بالمحكمة الجزئية بالخبر
1 - درس في شرح:
((عمدة الفقه الوسطية))
يوم: الأحد
الوقت: بعد صلاة المغرب
المكان: جامع السويكت بالخبر
ملاحظة: يوجد مكان مخصص للنساء.
*****
فضيلة الشيخ / محمد بن زيد الرقيب
(رئيس المحكمة الجزئية بالدمام)
1 - درس في شرح:
((كتاب التوحيد))
يوم: السبت
الوقت: بعد صلاة العشاء
المكان: جامع سراقة بن مالك بحي الإتصالات بمدينة الدمام
ملاحظة: يوجد مكان مخصص للنساء.
*****
فضيلة الشيخ / سعد بن سعود البديع
(القاضي بالمحكمة العامة بالدمام)
1 - درس في شرح:
((كتاب الرحبية))
يوم: الثلاثاء
الوقت: بعد صلاة المغرب
المكان: مسجد السحيمي بحي الفيصلية بمدينة الدمام
ملاحظة: يوجد مكان مخصص للنساء.
*****
فضيلة الشيخ / د. محمد بن صالح القاضي
(القاضي بالمحكمة الجزئية بالدمام)
1 - درس في شرح:
((زاد المستقنع بلوغ المرام))
يوم: الثلاثاء
الوقت: بعد صلاة العشاء
المكان: جامع علي السالم بحي أحد بمدينة الدمام
ملاحظة: يوجد مكان مخصص للنساء.
*****
فضيلة الشيخ / د. خالد بن عثمان السبت
(رئيس قسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بالدمام)
1 - درس في شرح:
((المصباح المنير تهذيب تفسير ابن كثير)) و
((اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم)) أحيانًا
أيام: السبت - الأحد - الإثنين - الثلاثاء - الأربعاء - الخميس
الوقت: بعد صلاة الفجر
المكان: مسجد القاضي بحي المريكبات بمدينة الدمام
ملاحظة: يوجد مكان مخصص للنساء.
2 - درس في:
((أعمال القلوب)) الجزء الثاني
اليوم: الجمعة
الوقت: بعد صلاة المغرب
المكان: مسجد القاضي بحي المريكبات
بمدينة الدمام
ملاحظة: يوجد مكان مخصص للنساء.
3 - درس في شرح:
((كتاب عمدة الأحكام))
يوم: الأحد
الوقت: بعد صلاة المغرب
المكان: مسجد عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ بمدينة عنك.
ملاحظة: يوجد مكان مخصص للنساء.
وتُبث دروس الشيخ د. خالد بن عثمان السبت
على موقع موقع البث الإسلامي ( http://www.liveislam.net)
*****
ونتمنى من الجميع نشر هذا الإعلان في المنتديات والمواقع
والقوائم البريدية، واحتساب الأجر من عند الله ..
ولاننس أن الدال على الخير كفاعله
..
وثمّة أمر آخر:
حبذا قمت بإصطحاب إخوانك وأخواتك، أصدقائك أو أقاربك
للدروس وتشجيع الغير لحضورها ولاتقتصر على الذهاب بمُفردك،
وتُبلغ من تستطيع سواءً برسالة جوّال،
أو إتصال هاتفي لن يُكلفك الكثير، بل سيترتب عليه الأجر الكبير
من عند الله تعالى ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
:: محاضرات وكلمات ودروس بالشرقية لشهر ربيع الأول 1427هـ::
ـ[ولد السيح]ــــــــ[08 Apr 2006, 10:38 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سنقوم بإذن الله وبتعاونكم بوضع المناشط الدعوية
من محاضرات وكلمات ودروس والتي ستقام بمدن المنطقة الشرقية
من مملكتنا الحبيبة .... المملكة العربية السعودية
وذلك لشهر ربيع الأول لعام 1427هـ،
فسنقوم بالتحديث المستمر إن شاء الله متى ما جدّ جديد من المناشط
الدعوية والله أسأل لي ولجميع من سيشارك وينشر هذه المناشط
الإخلاص والقبول والسداد ...
يسر مركز الدعوة والإرشاد بالدمام
وإدارة الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد بالخبر
دعوتكم لحضور سلسلة من المحاضرات العامة
بمدن الدمام والظهران والخبر
وستكون على النحو التالي (إن شاء الله):
*****
محاضرة عامة
عنوان المحاضرة: ((مكانة العلماء))
المحاضر: الشيخ / طارق بن عبد الرحمن الحوّاس
(عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود بالأحساء)
اليوم والتاريخ: الخميس 1 ربيع الأول 1427هـ
الوقت: بعد صلاة العشاء
المكان: جامع أبي عائشة بحي الثقبة بمدينة الخبر
ملاحظة: يوجد مكان مخصص للنساء.
سيتم بثها مباشرة على موقع البث الإسلامي ( http://www.liveislam.net)
*****
كلمة توجيهية
عنوان الكلمة: شرح حديث ((اتقوا الله وأجملوا في الطلب))
المحاضر: الشيخ / خالد بن عثمان السبت
(إمام مسجد القاضي بالدمام)
اليوم والتاريخ: السبت 3 ربيع الأول 1427هـ
الوقت: بعد صلاة العشاء
المكان: جامع بلاط الشهداء بحي بدر بمدينة الدمام
*****
كلمة توجيهية
عنوان الكلمة: تفسير قوله تعالى ((قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ .. ))
المحاضر: الشيخ / حمد بن محمد الزيدان
(إمام وخطيب جامع الرضوان بالدمام)
اليوم والتاريخ: الأحد 4 ربيع الأول 1427هـ
الوقت: بعد صلاة العشاء
المكان: جامع ابن عثيمين بحي بدر بمدينة الدمام
*****
محاضرة عامة
عنوان المحاضرة: ((روضة المحبين في وصف الحور العين))
المحاضر: فضيلة الشيخ / إبراهيم بن علي الزيات
(إمام وخطيب جامع الأنصاري بالدمام)
اليوم والتاريخ: الإثنين 5 ربيع الأول 1427هـ
الوقت: بعد صلاة العشاء
المكان: جامع أباحسين بحي الدوحة بمدينة الظهران
ملاحظة: يوجد مكان مخصص للنساء.
سيتم بثها مباشرة على موقع البث الإسلامي ( http://www.liveislam.net)
*****
كلمة توجيهية
عنوان الكلمة: وقفات مع سورة الفلق
المحاضر: الشيخ / علي بن حسين البنعلي
(عضو مركز الدعوة والإرشاد بالدمام)
اليوم والتاريخ: الإثنين 5 ربيع الأول 1427هـ
الوقت: بعد صلاة العشاء
المكان: مسجد الجوهرة بحي أحد بمدينة الدمام
*****
كلمة توجيهية
عنوان الكلمة: أخلاق أهل القرآن
المحاضر: الشيخ / علي بن عبد الرحمن القضيب
اليوم والتاريخ: الأربعاء 7 ربيع الأول 1427هـ
الوقت: بعد صلاة العشاء
المكان: جامع زيد بن الصامت بحي بدر بمدينة الدمام
*****
محاضرة عامة
عنوان المحاضرة: ((إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ))
المحاضر: الشيخ / عمر بن عبد العزيز التويجري
(القاضي بالمحكمة الكبرى بالخبر)
اليوم والتاريخ: السبت 10 ربيع الأول 1427هـ
الوقت: بعد صلاة العشاء
المكان: جامع أبي عائشة بحي الثقبة بمدينة الخبر
ملاحظة: يوجد مكان مخصص للنساء.
سيتم بثها مباشرة على موقع البث الإسلامي ( http://www.liveislam.net)
*****
لقاء أسبوعي
عنوان اللقاء الأسبوعي: ((رحلة إلى الدار الآخرة))
المحاضر: الشيخ / إبراهيم بن علي الزيات
(إمام وخطيب جامع الأنصاري بالدمام)
اليوم والتاريخ: بدءاً من السبت 10 ربيع الأول 1427هـ
وكل سبت بإذن الله ..
الوقت: بعد صلاة العشاء
المكان: مسجد التركي بحي الجلوية بمدينة الدمام
ملاحظة: يوجد مكان مخصص للنساء.
*****
كلمة توجيهية
عنوان الكلمة: تفسير قوله تعالى ((لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ))
المحاضر: الشيخ / قاسم بن محمد الفارس
(إمام مسجد الفتح بالدمام)
اليوم والتاريخ: السبت 10 ربيع الأول 1427هـ
الوقت: بعد صلاة العشاء
المكان: جامع عبد الملك بن مروان بحي أحد بمدينة الدمام
*****
محاضرة عامة
(يُتْبَعُ)
(/)
عنوان المحاضرة: ((فتن تموج موج البحر))
المحاضر: الشيخ / بندر بن خلف العتيبي
(إمام وخطيب جامع أبي بكر الصديق بإسكان الحرس الوطتي بالدمام)
اليوم والتاريخ: الإثنين 12 ربيع الأول 1427هـ
الوقت: بعد صلاة العشاء
المكان: جامع أبي عائشة بحي الثقبة بمدينة الخبر
ملاحظة: يوجد مكان مخصص للنساء.
سيتم بثها مباشرة على موقع البث الإسلامي ( http://www.liveislam.net)
*****
كلمة توجيهية
عنوان الكلمة: مواقف وعبر عند الإبتلاء
المحاضر: الشيخ / أحمد بن ناصر الصايل
(عضو مركز الدعوة والإرشاد بالدمام)
اليوم والتاريخ: الثلاثاء 13 ربيع الأول 1427هـ
الوقت: بعد صلاة العشاء
المكان: جامع العبد الكريم بحي أحد بمدينة الدمام
*****
كلمة توجيهية
عنوان الكلمة: وقفات مع سورة الإنشراح
المحاضر: الشيخ / حمد بن محمد الزيدان
(إمام وخطيب جامع الرضوان بالدمام)
اليوم والتاريخ: الأحد 18 ربيع الأول 1427هـ
الوقت: بعد صلاة العشاء
المكان: مسجد المدينة بحي أحد بمدينة الدمام
*****
كلمة توجيهية
عنوان الكلمة: وقفات مع سورة االناس
المحاضر: الشيخ / علي بن حسين البنعلي
(عضو مركز الدعوة والإرشاد بالدمام)
اليوم والتاريخ: الإثنين 19 ربيع الأول 1427هـ
الوقت: بعد صلاة العشاء
المكان: مسجد الخلفاء الراشدين بمدينة الدمام
*****
كلمة توجيهية
عنوان الكلمة: مكانة الصلاة في الإسلام
المحاضر: الشيخ / أحمد بن ناصر الصايل
(عضو مركز الدعوة والإرشاد بالدمام)
اليوم والتاريخ: الثلاثاء 20 ربيع الأول 1427هـ
الوقت: بعد صلاة العشاء
المكان: مسجد الحباب بن المنذر - رضي الله عنه - بحي أحد بمدينة الدمام
*****
كلمة توجيهية
عنوان الكلمة: وقفات مع سورة العصر
المحاضر: الشيخ / علي بن حسين البنعلي
(عضو مركز الدعوة والإرشاد بالدمام)
اليوم والتاريخ: الإثنين 26 ربيع الأول 1427هـ
الوقت: بعد صلاة العشاء
المكان: جامع خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها - بحي بدر بمدينة الدمام
*****
كلمة توجيهية
عنوان الكلمة: وقفات مع قصة وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم
المحاضر: الشيخ / صلاح بن علي الزيات
(إمام وخطيب جامع السيف بالدمام)
اليوم والتاريخ: الثلاثاء 27 ربيع الأول 1427هـ
الوقت: بعد صلاة العشاء
المكان: جامع زيد بن الصامت - رضي الله عنه - بحي بدر بمدينة الدمام
*****
ونُذكركم بـ:: سلسلة الدروس العلمية الأسبوعية بالشرقية:: ( http://almeshkat.com/vb/showthread.php?s=&threadid=44555)
ونتمنى من الجميع نشر هذا الإعلان في المنتديات والمواقع
والقوائم البريدية، واحتساب الأجر من عند الله ..
ولاننس أن الدال على الخير كفاعله
..
وثمّة أمر آخر:
حبذا قمت بإصطحاب إخوانك وأخواتك، أصدقائك أو أقاربك
للمحاضرات والكلمات والدروس والدورات ولاتقتصر على الذهاب بمُفردك،
وتُبلغ من تستطيع سواءً برسالة جوّال،
أو إتصال هاتفي لن يُكلفك الكثير، بل سيترتب عليه الأجر الكبير
من عند الله تعالى ..
ولاتنسوني من دعوة صادقة خالصة في ظهر الغيب ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ولد السيح]ــــــــ[08 Apr 2006, 10:40 ص]ـ
:: دورة اليوم الواحد (حلية طالب العلم) للشيخ عدنان الدقيلان::
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسر مركز الدعوة والإرشاد بالدمام
دعوتكم لحضور
دورة اليوم الواحد
يشرح فيها فضيلة الشيخ / عدنان بن محمد الدقيلان
(القاضي بالمحكمة العامة بالدمام)
كتاب حلية طالب العلم للشيخ العلامة د. بكر أبو زيد
الأوقات:
بعد صلاة الظهر
بعد صلاة العصر
بعد صلاة المغرب
اليوم: الخميس 8 ربيع الأول 1427هـ
المكان: جامع أمينة الحسّون بحي الريّان بالدمام
(خلف المخازن الكبرى)
وسيتم بث دروس الدورة (إن شاء الله)
على موقع البث الإسلامي (أضغط هنا يارعاك الله) ( http://www.liveislam.net)
*****
محاضرة عامة
عنوان المحاضرة: قصة الثلاثة الذين خلفوا
المحاضر: الشيخ / عبد الله بن أحمد السويلم
(الداعية المعروف)
اليوم والتاريخ: الخميس 8 ربيع الأول 1427هـ
الوقت: بعد صلاة المغرب
المكان: جامع خادم الحرمين الشريفين بحي إسكان مدينة الخبر
ملاحظة: يوجد مكان مخصص للنساء.
*****
كلمة توجيهية
(يُتْبَعُ)
(/)
عنوان الكلمة: من أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم
المحاضر: الشيخ / فيصل بن علي العزمان
اليوم والتاريخ: الخميس 8 ربيع الأول 1427هـ
الوقت: بعد أذان العشاء
المكان: جامع بوسبيت بحي السوق بمدينة الدمام
*****
كلمة توجيهية
عنوان الكلمة: السكينة وأسبابها
المحاضر: الشيخ / عبد العزيز بن سليمان التويجري
اليوم والتاريخ: السبت 10 ربيع الأول 1427هـ
الوقت: بعد صلاة العشاء
المكان: جامع المجدوعي بحي البادية بمدينة الدمام
*****
كلمة توجيهية
عنوان الكلمة: شرح حديث: إتق الله حيثما كنت
المحاضر: الشيخ / إبراهيم بن سليمان الفهيد
اليوم والتاريخ: الأحد 11 ربيع الأول 1427هـ
الوقت: بعد صلاة المغرب
المكان: مسجد خالد بن الوليد بحي ابن خلدون بمدينة الدمام
*****
كلمة توجيهية
عنوان الكلمة: أثر الإيمان على الأسماء والصفات
المحاضر: الشيخ / عبد الرحمن بن محمد الهرفي
(عضو مركز الدعوة والإرشاد بالدمام)
اليوم والتاريخ: الأحد 11 ربيع الأول 1427هـ
الوقت: بعد صلاة العشاء
المكان: مسجد سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - بإسكان مدينة القطيف
*****
كلمة توجيهية
عنوان الكلمة: مواقف من السيرة
المحاضر: الشيخ / سعد بن محمد المهنا
(إمام وخطيب جامع الخفرة بالدمام)
اليوم والتاريخ: الإثنين 12 ربيع الأول 1427هـ
الوقت: بعد صلاة العشاء
المكان: جامع الخفرة بحي بدر بمدينة الدمام
*****
كلمة توجيهية
عنوان الكلمة: كيف تحظى بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم
المحاضر: الشيخ / عيسى بن حسن الذياب
اليوم والتاريخ: الإثنين 12 ربيع الأول 1427هـ
الوقت: بعد صلاة المغرب
المكان: مسجد معاذ بن جبل - رضي الله عنه - بحي مدينة العمال بمدينة الدمام
*****
كلمة توجيهية
عنوان الكلمة: أخطاء ومخالفات وبدع
المحاضر: الشيخ / عبد السلام بن صالح العييري
اليوم والتاريخ: الثلاثاء 13 ربيع الأول 1427هـ
الوقت: بعد أذان العشاء
المكان: مسجد عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - بحي الجلوية بمدينة الدمام
*****
كلمة توجيهية
عنوان الكلمة: القرآن حجة لك أو عليك
المحاضر: الشيخ / عامر بن عيسى اللهو
اليوم والتاريخ: الثلاثاء 13 ربيع الأول 1427هـ
الوقت: بعد صلاة العشاء
المكان: جامع القدس بحي العزيزية بمدينة الدمام
*****
كلمة توجيهية
عنوان الكلمة: الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره
المحاضر: الشيخ / عبد الرحمن بن محمد الهرفي
اليوم والتاريخ: الثلاثاء 13 ربيع الأول 1427هـ
الوقت: بعد صلاة العشاء
المكان: جامع سيهات بمدينة سيهات
*****
كلمة توجيهية
عنوان الكلمة: شرح حديث: احفظ الله يحفظك
المحاضر: الشيخ / فيصل بن علي العزمان
اليوم والتاريخ: الخميس 15 ربيع الأول 1427هـ
الوقت: بعد صلاة العشاء
المكان: مسجد النووي بحي الجلوية بمدينة الدمام
*****
وانتظروا المزيد بإذن الله من الكلمات التوجيهية والمحاضرات ..
ومن لديه إضافة لمناشط بالمنطقة الشرقية فليضعها هنا في هذا الموضوع
مشكوراً مأجورا ...(/)
من أجل محمد، موقع جديد يحتاج لمشاركاتكم
ـ[فداك رسولي]ــــــــ[09 Apr 2006, 09:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
هذا إخواني موقع جديد لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم، رغبت في عرضه عليكم يا كرام فأنتم أهل القرآن لتقوموا بالمشاركة فيه ونشره لتعم الفائدة والأجر
http://www.formohammad.com/
ـ[طالبة العلم .. ]ــــــــ[11 Apr 2006, 09:00 م]ـ
جزاكم الله خير ..
هل هذا الموقع الذي أشر عليه الشيخ محمد المنجد
ـ[رشا عصر]ــــــــ[14 Apr 2006, 01:07 ص]ـ
http:// جزاكم الله http://www.shumool.com/m/ خير(/)
.:: .. .::: عظيم:::. .. ::. .
ـ[ولد السيح]ــــــــ[09 Apr 2006, 10:20 ص]ـ
لا إله إلاّ الله ....
سُبحانه .... ما أعظمه ...
يغفر ذنبا ....
يُفرّج كربا ...
يرفع قوما ....
يضع آخرين ...
يُحيي ميتا ....
يميت حيا ...
يجيب داعيا ....
يشفي مريضا ...
يعز من يشاء ....
يذل من يشاء ...
أضحك وأبكى ....
أمات وأحيا ...
أسعد وأشقى ....
أوجد وأبلى ...
رفع وخفض ....
أعز وأذل ...
أعطى ومنع ....
رفع و وضع ...
سلوة الطائعين ....
ملاذ الهاربين ...
ملجأ الهاربين ....
أرغم أنوف الطغاة ...
خفّضّ رؤوس الظلمة ....
مزّق شمل الجبابرة ...
يجبر كسيرا ....
يغني فقيرا ...
الملاذ في الشدة ....
الأنيس في الوحشة ...
النّصير في القلّة ....
سمع نداء يونس في الظلمات ...
استجاب لزكريا فوهبه على الكبر هاديا مهديا ....
أزال الكرب عن أيوب ...
ألان الحديد لداود ....
سخّر الريح لسليمان ...
شقّ البحر لموسى ....
فلق القمر لمحمد صلى الله عليه وسلم ...
نجى هوداً وأهلك قومه ....
جعل النار برداً وسلاماً على إبراهيم ...
العزة له، والجبروت له، والمُلك له، والكبرياء له ....
أحق من ذُكر، أحق من عُبِد، أجود من سُئل ...
يُرسل الرعد، ويُرينا البرق، ويُنشئ السحاب الثقال ....
يُغيث الملهوف ...
يُنزل الغيث ....
التّواب الرحيم، السميع البصير، العزيز الحكيم ...
يُخرج الحي من الميت ....
يُخرج الميت من الحي ...
يُدبّر الأمر ....
بيده ملكوت كل شيء ...
غافر الخطيئات ....
عالمٌ بالخفيات ...
أحاط بكل شيء علما ....
وسع كل شيء رحمة وحلما ...
فسبحانه من كبير مُتعال ....
(هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ)
22 (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ
الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) 23
(هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ
لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) 24 ...
استمع من (هنا) الملك ( http://media.islamway.com/lessons/nahmad//014-Almalek.rpm)
سبحانك لا إله إلاّ أنت أستغفرك وأتوب إليك ...
ولد السيح
الأحد 11 ربيع الأول 1427هـ
ـ[السيد محمد على]ــــــــ[09 Apr 2006, 10:42 ص]ـ
شكر الله لك أخى الحبيب هذه التذكرة الغالية والمناجاة التى تثير الشجون وتوجه القلب نحو خالقه واسمح لى بهذه الأبيات:
نوح الحمام على الغصون شجانى وراى العذول صبابتى فبكانى
غن الحمام ينوح من الم النوى وانا انوح مخافة الديان
يا واحدا فى ملكه ما له ثانى يا إذا قلت يا مولاى لبانى
أنسى فتذكرنى فى كل نائبة فكيف انساك يا من لست تنسانى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[ولد السيح]ــــــــ[11 Apr 2006, 10:05 ص]ـ
اللهم آمين وإياك وبارك الله فيك ..(/)
الدموع الغالية
ـ[رشا عصر]ــــــــ[09 Apr 2006, 12:07 م]ـ
هل تعرف ماهى الدموع الغاليه
[إنها صافية اللون، لؤلؤية البريق، تتحدر على الوجنات، وتمتزج بشهيق العبرات، إنها قطرات الدموع، مبدؤها قلوب مشفقة، وعقول متدبرة، وألسن تالية، وشفاه مسبحة، ومن بعد عيون دامعة، إنه بكاء الخشية والخوف، بكاء الرجاء والشوق، بكاء التوبة والندم، بكاء الإدكار والاعتبار، بكاء تغسل به الدموعُ الذنوبَ، وتمحو به العبراتُ السيئاتِ، لله ذلك البكاء، ما أجلاه للقلوب، وما أزكاه للنفوس!
أين بكاء الخلوة من بكاء الجلوة؟ وأين بكاء العُبَّاد الخاشعين من بكاء العشاق المحبين؟ أين الثرى من الثريا؟ مع تلاوة كل آية دمعة، ومع كل دعوة دمعة، ومع كل سجدة دمعة، دموع غزيرة لكنها عزيزة.
إنه بكاء التلاوات، وبكاء الصلوات {إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّداً * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً} [الإسراء:107 - 109]، ومثل هذا البكاء بكاء قوة لا ضعف، وبكاء عز لا ذل، إنه نعمة من الله، وقربة إلى الله، وسمة لصفوة خلق الله {أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرائيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً} [مريم:58].
إنه بكاء التعلّق بطاعة الله، والشوق إلى لقاء الله، والحب العارم لنصر دين الله {وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ} [التوبة:92]، عجباً للقوم، ما السبب في أن عيونهم تفيض دمعاً؟ إنهم يبكون لأنهم حرموا فرصة الموت في سبيل الله، الله أكبر! " بمثل هذا الروح انتصر الإسلام، وبمثل هذا الروح عزت كلمته، فلننظر أين نحن من هؤلاء " [الظلال3/ 1686].
إنه بكاء العظة والعبرة تلامس القلوب فتذرف العيون، صورة رسمتها رواية العرباض بن سارية رضي الله عنه حين قال: (وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً بعد صلاة الغداة موعظة بليغة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب) ما أعظم الواعظ وما أرق السامعين!
إنه بكاء الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم تجلى عندما قال: (ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعوا برسول الله إلى رحالكم؟ ... فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم، وقالوا: رضينا برسول الله قسماً وحظاً) [رواه أحمد] وعن رفاعة بن رافع رضي الله عنه قال: سمعت أبا بكر الصديق رضي الله عنه يقول على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، فبكى أبو بكر رضي الله عنه حين ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم. [رواه أحمد] لله أنت يا رقيق القلب يا سريع الدمع يا عظيم الحب، يا أبا بكر الصديق!
إنه بكاء التذكر والتفكر في الموت والقبر، والبعث والنشر، فعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: (بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ بصر بجماعة فقال: عَلامَ اجتمع هؤلاء؟ قيل: على قبر يحفرونه، قال: ففزع رسول الله صلى الله عليه وسلم: فبدر بين أصحابه مسرعاً حتى انتهى إلى القبر فجثا عليه، قال: فاستقبلته من بين يديه لأنظر ما يصنع، فبكى حتى بلّ الثرى من دموعه، ثم أقبل علينا وقال: أي إخواني لمثل اليوم فأعدّوا) [رواه أحمد] أي موعظة بليغة حية مثل موعظتك يا رسول الله
نه بكاء الندم على التقصير في دقيق الأمور قبل جليلها، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطيباً فكان فيما قال: (ألا لا يمنعن رجلاً هيبة الناس أن يقول بالحق إذا علمه) قال: فبكى أبو سعيد وقال: قد والله رأينا أشياء فهبنا. [رواه الترمذي وابن ماجه] فليسمع وليقرأ العلماء والدعاة ليتعلموا السمت ويعرفوا التبعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
اقتربوا أكثر فأكثر لتروا الدموع وتسمعوا البكاء، فهذا عبدالله بن الشخير رضي الله عنه يقول: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وفي صدره أزيز كأزيز الرحى من البكاء) [رواه أبو داود والنسائي]، وهذا ابن مسعود يتلو على الرسول صلى الله عليه وسلم من سورة النساء، حتى قوله {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً}، قال: فرفعت رأسي فرأيت دموعه تسيل) [متفق عليه].
فلنعش مع الأصحاب رضوان الله عليهم .. فهذا أبو أمامة رضي الله عنه يخبر فيقول: (خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ورققنا فبكى سعد فأكثر البكاء) [رواه أحمد]، وارقبوا صحب محمد وهم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزلت: {أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ} بكى أصحاب الصفة حتى جرت دموعهم على خدودهم، فلما سمع رسول صلى الله عليه وسلم بكاءهم بكى معهم فبكينا ببكائه) [رواه البيهقي في شعب الإيمان].
واستمعوا معي إلى راوية الإسلام وعلم أصحاب الصفة أبو هريرة رضي الله عنه فقد بكى في مرضه، فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: " أما إني لا أبكي على دنياكم هذه ولكني أبكي على بعد سفري، وقلة زادي، وإني أمسيت في صعود إلى جنة أو نار، لا أدري إلى أيتهما يؤخذ بي " [شرح السنة للبغوي 14/ 373]، الله أكبر يا أبا هريرة لقد أتعبت من بعدك، وما عسى أن يقول أمثالنا إن كان هذا قول مثلك؟!
ولنمض مع أجيال الإيمان في عصور التابعين ومن بعدهم، فإن لغة البكاء وحديث الدموع مأثورة عندهم ومعروفة بينهم، أما سمعتم عن محمد بن واسع رحمه الله وأنه كان يبكي حتى يرحمه الناس، وسئل عن بكائه فقال: " يا أحبائي كيف لا يبكي من لا يدري ما أثبت في كتابه، ولا يدري ما يختم به كتابه "، ولله در سفيان بن عيينة حين أتاه سائل فسأله شيئاً ولم يكن عنده ما يعطيه، فبكى رحمه الله، ولما سئل قال: " أي مصيبة أعظم من أن يؤمل فيك رجل خيراً فلا يصيبه "، بكاء على فوات الطاعة والخير، وبكاء آخر من الخشية روته فاطمة بنت عبدالملك عن زوجها أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز: " ما رأيت أحداً قط كان أشد فَرَقاً من ربه من عمر، كان إذا صلى العشاء قعد في مسجده ثم رفع يديه فلم يزل يبكي حتى تغلبه عيناه، ثم ينتبه فلا يزال يبكي حتى تغلبه عيناه " [شعب الإيمان للبيهقي 3/ 209]، وأبو سهل الصعلوكي يسمع الحمامة قرب الفجر فيعاتب نفسه قائلاً:
أنام على سهو وتبكي الحمائم ... وليس لها جرم ومني الجرائم
كذبتُ لعمر الله، لو كنت صادقاً ... لما سبقتني بالبكاء الحمائم
ولنطو صفحات التاريخ لننتقل إلى أبي البقاء الرندي وهو يبكي ضياع الأندلس، ويحزن لحال المسلمين ويقطع القلوب بشعره حين قال:
تبكي الحنيفية البيضاء من أسف ... كما بكى لفراق الإلف هيمان
على ديار من الإسلام خالية ... قد أقفرت ولها بالكفر عمران
حيث المساجد قد صارت كنائس ... ما فيهن إلا نواقيس وصلبان
حتى المحاريب تبكي وهي جامدة ... حتى المنابر ترثي وهي عيدان
لمثل هذا يذوب القلب من كمد ... إن كان في القلب إسلام وإيمان
واليوم ما حال بلاد الإسلام، وما حال المسلمين؟ وأين بكاؤهم ودموعهم من لهوهم وضحكهم؟
معاشر المؤمنين يا دعاة الإسلام:
الحال يرثى له، فالقلوب - إلا ما رحم الله – قاسية، والعيون جامدة، استمعوا إلى عبد الأعلى التميمي وهو يقول: " من أوتي من العلم ما لا يبكيه لخليق ألا يكون أوتي علماً ينفع، لأن الله تعالى نعت العلماء فقال: {إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّداً * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً} [التخويف من النار لابن رجب ص23]، واستمعوا إلى وصية ابن مسعود: " ليسعك بيتك، وابك من ذكر خطيئتك، وكف لسانك " [الزهد لابن المبارك، ص42].
أين دموعكم والقرآن يتلى، وسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم تروى، والموتى تترى، والمواعظ شتى، والتقصير يطغى؟
خذوا عن الربانيين أوصاف الخائفين في مثل مقالة السري السقطي: " للخائف مقامات منها الحزن اللازم، والهم الغالب، والخشية المقلقة، وكثرة البكاء، والتضرع في الليل والنهار، والهرب من مواطن الراحة، ووجل القلب " [الزهد لهناد ابن السري، ص267 - 268]، فتشوا عن هذه الصفات، وابحثوا عن تلك الخلال، وابكوا على تلك الحال، وما صار إليه المآل، فالقلوب لاهية، والألسن لاغية، والخشية ذاهبة، فراجعوا أنفسكم، وتفقدوا قلوبكم، واجتهدوا في البكاء فإن لم يكن فليكن التباكي " فقد قال بعض السلف: ابكوا من خشية الله فإن لم تبكوا فتباكوا " [زادالمعاد1/ 185]، " وإن لم تبك عين أحدكم فليبك قلبه " [إحياء علوم الدين 1/ 277].
خذوا هذه الوصفة لعلها تقود إلى البكاء: " طريق تكلف البكاء أن يحضر قلبه الحزن فمن الحزن ينشأ البكاء ... ووجه إحضار الحزن أن يتأمل ما فيه - أي القرآن الكريم - من التهديد والوعيد والمواثيق والعهود، ثم يتأمل تقصيره في أوامره وزواجره فيحزن لا محالة ويبكي، فإن لم يحضره حزن وبكاء كما يحضر أرباب القلوب الصافية فليبك على فقد الحزن والبكاء فإن ذلك أعظم المصائب "
] والله أسأل أن يهدنى واياكم الى مافيه الخير انه ولى ذلك والقادر عليه]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السيد محمد على]ــــــــ[14 Apr 2006, 01:44 ص]ـ
بارك الله فيكى
وجزاكى الله خيرا
ـ[ام احمد]ــــــــ[17 Apr 2006, 03:04 م]ـ
السـ عليكم ورحمة الله وبركاته ـــلام
جزاك الله خير الجزاء اخيتي الغاليه رشا عصر
وجعلة الله في موازين اعمالك الصالحه
اللهم اجعلنا ممن يستمع الى القول فيتبع احسنه اللهم امين
بارك الله فيك(/)
دس السم في العسل
ـ[رشا عصر]ــــــــ[09 Apr 2006, 05:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لأنها الأم الحانية والزوجة الواعية ....
لأنها محضن رجال الغد والأمينة على تربية الأجيال ....
لأنها الركن الذي تقوم عليه دعائم الأسرة المسلمة والتي تملك من التأثير ما قد لا يملكه الرجال
فقد اختارها أعداء الدين ليختصروا الطريق على أنفسهم ونصبوها غرضاً لسهامهم
خططوا لإفسادها وفتنتها وإخراجها من حجرات طهرها وراء طعوم تلفيقهم وزورهم
تارة باسم حقوقها وتارة باسم حريتها وتارة باسم الظلم الواقع عليها
زعمت أبواقهم ورغمت أنوفهم بزعمهم
أقاويل وصياح ... و كل يوم ألف وجه ... والمكر واحد!!
وما زالت الدعاوى تترى يوماً بعد يوم
عقدت المؤتمرات على اختلافها وصيغت القرارات وأنشأت الهيئات وتتابعت الوفود
والمتتبع لجهودهم يرى أنها غالباً تصبّ في بوتقة واحدة
إزالة كافة أشكال التمييز بين الرجل والمرأة و هدم لبنة الأسرة
ولو كان بيد القوم لاجتمعوا كل يوم
من أجل عيونك والسهر على شؤونك
يا ابنة الإسلام
فانتبهي يا غالية
بل هو السم دسّ في العسل .... ولعباد الصليب عليكِ اليوم ألف مدخل
قالوا
من بيتك اخرجي
لا تمكثي هناك فليس إلا الأبواب المغلقة تكتم على جمالك أن يتنسمه العالم
وما زالت أبواقهم ترسم في مخيلتك صورة للمباهج التي فاتتك بحبسك الأبدي بين الجدران
ليس هذا مكانكِ ... زعموا ... وليست تربية الأبناء ولا راحة الزوج عملكِ ... زعموا ...
بل ...
أن تكوني كالرجال قوةً وإقبالاً ... زنداً كالحديد
زاحميهم ... وأثبتي لهم *ذاتك*
ولا تستمعي لمن ينادي أن لعمل الأنثى ضوابط ... فمن أعطاهم الحق ليحجروا على إبداعك ونجاحك
إن استطعتِ فقودي بدل السيارة طائرة
وذوقي متعة *الانتصار*
واحر قلبي يا حبيبة أي انتصار تنتصرينه!!!
أعلى نفسكِ!!! لهم!!!
وليت شعري يا من جعل لها البيت حفظا وسكنا وصيانة
أما علمت الدرر أنها متى خرجت من صدفاتها صارت سلعة تباع وتشترى
وما خاسر حينها إلا الدرر.
ـ[رشا عصر]ــــــــ[09 Apr 2006, 05:17 م]ـ
ثم قالوا
مالكِ وللرجال أن يكونوا عليكِ قوامين
فما أبوكِ وأخوكِ وزوجكِ ... إلا مسميات في قائمة التسلط تحرمكِ الكثير من المزايا والاستقلالية
وتعجبوا كيف سمحتِ لهم بالتمادي عليكِ حتى أعطيتهم الحق في أمرك ونهيك
بل وضربكِ لتأديبك!!!
أنتِ لا تنقصين عنهم شيئا .. بل تستطيعين أن تكوني أفضل من أفضلهم
استقلالا .... واعتمادا على النفس .... وكيانا قائما بذاته لا يحتاج للغير أن يتظاهر برعايته ...
والهف نفسي يا حبيبة
هل هؤلاء الرجال إلا أهلوكِ ... ومن رعوكِ وأحبوكِ
أنتِ لحمة منهم ... ولو أن شوكة شاكتكِ فكأنما طعنة فيهم
كلفوا بالإنفاق عليكِ بما يطيب به خاطرك وترضى به نفسك
وقاموا بقضاء حوائجكِ عنكِ وقد كفوك مؤونة الكثير من العناء
فلا صبركِ كصبرهم ... ولا جلدكِ كجلدهم
وأنتِ الأنثى الرقيقة ذات العود الغض النضر
إن معهم خرجتِ أو دخلتِ فإنما رعاية لكِ وحفظا لكيلا يقترب من الدرر عابث لا يخاف الله
وهل بقوامة الرجال انتقص من حقوقكِ ولو مقدار ذرة!!!
كلا
بل هي شريعة العدل والإنصاف اصطفت لكِ من الحقوق أكملها وأرقاها
وأثبتتها لكِ لا ينازعكِ فيها أحد
واسألي من انقلبت عندهم الموازين حين تبادل الرجال والنساء الأدوار
تعلمين أنكِ في أعينهم ملكة تمتلئ أنفسهم غبطة لأجواء الرفاهية والدلال التي تعيشين.
يقولون ... ويقولون ... ويقولون
ولو جلسنا نسرد الأقوال لطال بنا البكاء على تداعيات الأطلال
يطلون عليكِ كل يوم بألف حكاية
ظاهرها أنتِ وحقوقكِ ومتعتكِ و ... و ... و ....
وباطنها قشورهشة وسفور ... ومتاع زائل وفجور
يبهرجونها لكِ ويتفنون في صياغة الحبكة
لا لإسعادكِ
ولا لإرضائكِ
بل لإرضاء نزاوتهم ورغباتهم وأطماع أنفسهم المريضة
وماذا يهمهم حقا!!!
إنهم أرادوا لكِ أيتها المسلمة أن تهوي في مزالق مخططاتهم وأن تكوني تبعا لإلحادهم وشركهم وضلالهم وأن تخرجي من عبادة رب العباد إلى عبادة العباد.
وإن لم يتحقق لهم ذلك فما زالوا يخططون لغزو قلبك الإيماني حتى يعلوه الصدأ
أرادوا المرأة المسلمة وإن صلت وصامت ألا تجد أثر ذلك في حياتها فلا آيات ربها تحركها ولا للعبادة حلاوة في نفسها
أرادوا غمسها في لجة الدنيا وشغلها بزخرفها ومتاعها الفاني عن الدور والقصور التي أعدت للمؤمنات في الجنة.
بل و يريدون أن تكوني المعول الذي يهدم حصن العقيدة من الداخل بدلا من أن يبني ويشيد
وأن تكوني الخنجر الذي يطعن جسد أمتك التي طالما احتوتكِ يا ابنة الإسلام وربيبة طهره وعلاه
فأين أنتِ من ذلك قولي بالله ماذا اخترتِ؟
أسْمِعيني يا أُخيَّة ... صرخةَ النفس الأبيِّهْ
أسْمِعيني العزَّ شدواً ... يُطربُ النفسَ الشجيِّهْ
أسمِعيني منكِ لا لن ... أرتضي عيش الدَّنيَّهْ
أسْمعيني لستُ أرضى ... العيشَ عيشَ الهمجيَّهْ
سابقي خيل الأماني ... واركبي أغلى مطيّهْ
زادُك الإيمان تمضيـ ... ن بقصدٍ ورويَّهْ
لا تبالي بالدَّعاوى ... والأباطيل الدعيّهْ
ليس حبَّاً أنْ تكوني ... حيثما كانوا بغيَّهْ
ليس حبَّاً أن تكوني ... مثلما كانوا غبيه
لؤلؤ القاع أنا لسـ ... ـتُ على الشطِّ رميّهْ
ما شجاني ناعقٌ لم ... يُبقِ للطهْر بقيّهْ
أنت أعْلى أنتِ أغلى ... أنتِ أنقى يا أُخيَّهْ
واسمعيني عندها أهـ ... ـديك إعجابي تحية
الأبيات للشاعر محمد المقرن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[12 Apr 2006, 01:58 ص]ـ
جزاك الله خيراً وغفر ذنبك وثبتك على الطريق حتى تلقيه. لقد أحسنتي الإختار ووفقت فيه.
ـ[ام احمد]ــــــــ[12 Apr 2006, 08:42 ص]ـ
بسـ الله الرحمن الرحيم ــــم
السـ عليكم ورحمة الله وبركاته ـــلام
اختي الحبيبة رشا
مهما قالو فلن تتبعهم الا من اجتثت من فوق الارض كالشجرة الخبيثة اما الشجرة الطيبة التي احسن الى بذرتها وسقيت بالخير فهيهات لهم ان يهزو غصن منها فاصلها ثابت وفرعها في السماء فهي من الذين لاخوف عليهم ولا هم يحزنون
اسال الله ان يثبتنا اجمعين على دينه وان يعيننا على انفسنا الامارة بالسوء وان يجعل خير اعمالنا خواتيمها وخير ايامنا يوم لقاءه ويصلح لنا ذرياتنا وولاة امورنا الى ما يحبة ويرضاه
انه نعم المولى ونعم الوكيل
اللهم لا تكلنا الى انفسنا طرفة عين ولا اقل من ذلك وكن وكيلنا في الدنيا والاخرة اللهم امين
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء
ام احمد
ـ[رشا عصر]ــــــــ[14 Apr 2006, 01:11 ص]ـ
اللهم امين
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء(/)
الترابي يقول: يجوز للمسلمة أن تتزوج يهودياً أو نصرانياً؟!
ـ[مرهف]ــــــــ[09 Apr 2006, 09:19 م]ـ
قرأت في صحيفة دنيا الوطن على الشبكة هذا الخبر، ولكن أريد أن أقول أني لست مصدقاً ولا مكذباً ولكني أريد من الأخوة ممن يستطيع التأكد من مصداقيته لأني لا أثق كثيراً بما تنقل الصحافة ونسأل الله أن يكون الخبر كاذباً والخبر كما في الصحيفة:
في إفتاءات جديدة مثيرة للجدل، في ندوة حضرها حشد من السياسيين وعلماء الدين في الخرطوم، أجاز الزعيم الإسلامي السوداني الدكتور حسن الترابي زواج المرأة المسلمة من الرجل الكتابي "مسيحيا كان أو يهوديا"، قبل أن يصف أن القول بحرمة ذلك، "مجرد أقاويل وتخرصات وأوهام وتضليل" الهدف منها جر المرأة الى الوراء.
وقال الترابي بحسب صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية الأحد 9 - 4 - 2006 إن شهادة المرأة تساوي شهادة الرجل تماما وتوازيه بناء على هذا الأمر، بل أحيانا تكون أفضل منه، وأعلم وأقوى منه. ونفى ما يقال من أن شهادة امرأتين تساوي شهادة رجل واحد، وقال "ليس ذلك من الدين أو الإسلام، بل هو مجرد أوهام وأباطيل وتدليس أريد بها تغييب وسجن العقول في الأفكار الظلامية التي لا تمت للإسلام في شيء". واعتبر الترابي "الحجاب" للنساء، يعني الستار وهو الخمار لتغطية الصدر وجزء من محاسن المرأة، "ولا يعني تكميم النساء"، بناء على الفهم الخاطئ لمقاصد الدين، والآيات التي نزلت بخصوص الحجاب والخمار. انتهى!!!!!!! ....
ـ[مرهف]ــــــــ[11 Apr 2006, 01:45 ص]ـ
تأكدت بأن الخبر صحيح عنه نسأل الله الثبات على الإسلام فقد حدث النبي صلى الله عليه وسلم عن دعاة على أبواب جهنم تعرف منهم وتنكر من أجابهم إليها قذفوه فيها، حسبنا الله ونعم الوكيل.
ـ[يسرى خلف]ــــــــ[14 Apr 2006, 09:49 م]ـ
من أين تأكدت يا أخي أرجوا أن لا يكون المصدر هو اعلام اليوم الذي يصيغ الحقائق كما يشاء هو
وثانيا لا يصح الحكم على قائل قول ما إلا بعد التأكد من قوله وماذا يقصد به لعله أراد شيئا وفُهم منه شيئا آخر أو لعله لم يتكلم به مطلقا
وفقنا الله وإياك إلى ما يحب ويرضى
ـ[أبو إسحاق]ــــــــ[15 Apr 2006, 02:00 م]ـ
السلام عليكم
هذه خطبة يوم الجمعة إثر نشر فتوى الترابي في القول ان للمسلمة أن تتزوج يهودياً أو نصرانياً, للشيخ عصام عميرة الجمعة 16 ربيع الأول 1427 هـ
الموافق 14 نيسان 2006 م
فليخرس لسان الترابي
(الخطبة الأولى) أيها الناس: إساءة أكبر من إساءة الصحيفة الدانمركية للإسلام والمسلمين، واستهزاءٌ أشنع من استهزائها، وجريمة في الإسلام لا تغتفر (ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا) , ولكنها اليوم من بين ظهرانينا، حيث أفتى ما يسمى بالدكتور حسن الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض السوداني أفتى بجواز زواج المسلمة من كتابي (نصراني أو يهودي)، وجدد فتواه السابقة بحق المرأة في إمامة الرجال. وقال الترابي في ندوة بأم درمان مؤخراً عن دور المرأة في تأسيس الحكم الراشد نظمها حزب الأمة والاصلاح والتجديد بزعامة مبارك الفاضل: "إن من حق المرأة أن تتزوج كتابياً مسيحياً كان أو يهوديا"، وقال إن الأقوال التي تحرم ذلك ليست من الشرع ولا من الدين، ولا ادري عن أي شرع يتكلم أو من أي معين من الدين يغرف , ووصفها بالتخرصات والأباطيل ومجرد أوهام وتضليل وتجهيل وإغلاق وتحنيط للعقول، والإسلام على حد زعمه منها براء!!! ولا توجد آية أو حديث تحرمان زواج المسلمة من كتابي مطلقاً، وإن الحرمة في الماضي كانت مرتبطة بالحرب والقتال بين المسلمين وغيرهم، وقد زالت بزوال السبب. وقال الترابي إن من حق المرأة المسلمة ان تؤم الرجال وتتقدم الصفوف للصلاة إذا كانت أكثر علماً وفقهاً في الدين من الرجال، وقال الترابي ليس هنالك ما يمنع ذلك، فقط، يجب ألا يلتصق الرجال بالنساء التصاقاً قوياً في الصفوف حتى لا تحدث الشهوة والانصراف عن الصلاة. وأضاف بأن شهادة المرأة تساوي شهادة الرجل تماماً. واعتبر الترابي أن الحجاب للنساء يعني الستار وهو الخمار لتغطية الصدر وجزء من محاسن المرأة، ولا يعني تكميم النساء بناءاً على الفهم الخاطئ لمقاصد الدين والآيات التي نزلت بخصوص الحجاب والخمار.
أفتى خزعبلة وقال ضلالة
وأتى بكفر في البلاد بواح
(يُتْبَعُ)
(/)
أيها الناس: ألا فليخرس لسان هذا الكذاب الأشر، فلو كان على الناس إمام عادل لأمر بجلبه معصوب العينين مكبل اليدين مسحوباً من لسانه إلى دار القضاء ليستتاب، فإن رجع وإلا فمنصة الإعدام بحد الردة. فالعلماء غير معصومين عن الخطأ والوهم ولربما الخيانة والطعن في الدين. فالواجب اجتناب زلاتهم، وعدم الاقتداء بهم فيها، بل ومحاسبتهم أشد الحساب عليها. وقد حذر السلف من زلة العالم، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ثلاث يهدمن الدين: زلة عالم، وجدال منافق، وأئمة مضلون. وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه: وأحذركم زيغة الحكيم، فإن الشيطان قد يقول كلمة ضلالة على لسان الحكيم. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: ويل للأتباع من زلة العالم. قيل: وكيف؟ قال: يقول العالم الشيء برأيه، فيلقى من هو أعلم منه برسول الله فيخبره فيرجع، ويقضي الاتباع بما حكم. وقد أجمع أهل العلم على تحريم تلقط الرخص المترتبة على زلات العلماء، قال سليمان التيمي: لو أخذت برخصة كل عالم اجتمع الشر كله. وعلق ابن عبد البر على ذلك بقوله: هذا إجماع لا أعلم فيه خلافاً. وقال الأوزاعي: من أخذ بنوادر العلماء خرج من الإسلام. فزلة عالم قد تهدم الدين إذا اتبعت، وعن عمر مرفوعاً: إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان. وقال معاذ: إحذر زلة العالم، وجدال المنافق".
أيها الناس: إن مثل الترابي في أقواله الشاذة كمثل الكلب الذي ضربه الله في القرآن الكريم حيث شبه الله تبارك وتعالى بلعام بن باعوراء فى دناءته وحقارته بالكلب فى أخس وأحقر حالاته، أي فى تعبه ولهثه وشقاوته، وليس في وفائه. فالكلب دائماً وفى كل الحالات يلهث، وبلعام هو مثل لكل من آتاه الله عز وجل آياته وعلمه العلم النافع، فترك العمل به، واتبع هواه، وآثر سخط الله على رضاه، ودنياه على أخراه، ولذلك شبهه بالكلب لأن الكلب همته لا تتعدى بطنه. وتشبيه كل من آثر الحياة الدنيا على رضا الله والحياة الآخرة بالكلب اللاهث باستمرار، يدل على مدى جشع وشدة لهث ذلك الكافر المنسلخ من آيات الله على الدنيا، وهو لهاث مستمر لا ينقطع على المتاع الزائل. قال سبحانه: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ. وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ. سَاء مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ}.
فالترابي وأمثاله من علماء السوء هم الغاوون، وهم اللاهثون وراء السراب الأمريكي الصليبي الحاقد على الإسلام، يريدون أن يبدلوا كلام الله، ويريدون أن يجعلوا دين الله دينين، ديناً وسطياً، وآخر متطرفاً. ويْله من الله، ومرّغ أنفه في تراب جهنم إن لم يتب ويرجع، ما ضرُّه لو بقي ساكتاً عن المنكرات التي ملأت بلاد المسلمين شرقاً وغرباً، من ذبحٍ للمسلمين، واحتلالٍ لبلادهم، واعتداءٍ على مقدساتهم، واغتصابٍ لنسائهم، وأنظمةٍ تحكم بغير ما أنزل الله، وحكامٍ لا يهتدون بهدي محمد صلى الله عليه وسلم، وقعودٍ للجيوش عن نصرة المسلمين. ما ضره لو بقي ساكتاً كسكوت أقرانه من أشباه العلماء يتقلبون في نعمة أسيادهم الحكام الزائلة؟ ولكنه أبى إلا أن يكون رأساً في الباطل، وينطق بالكفر البواح الذي إن اعتقد صحته حُكم بردته وحل دمُه.
(الخطبة الثانية) أيها الناس: من أصدق هذا الدعيُّ أم اللهُ القائل: (يا أيها الذين آمنوا إذا جاءَكم المؤمنات مُهجِراتٍ فامتَحِنوهُنَّ، الله أَعلَمُ بإيمانهِنَّ، فإن علِمتُموهُنَّ مُؤمنِاتٍ فلا تَرجِعوهُنَّ إلى الكُفّار، لا هُنَّ حِلٌّ لهم ولا هم يحلُّون لهنَّ)؟ ومن أصدق هذا الغويُّ أم الله القائل: (وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى)؟ ومن أصدق هذا الشقي أم الله القائل: {وقل للمؤمنات يغضضن
(يُتْبَعُ)
(/)
من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون}؟ ومن أصدق هذا الظلامي أم رسول الله القائل (يا أسماء إذا بلغت المرأة المحيض فلا يحل أن يرى منها إلا هذا وهذا وأشار إلى وجهه وكفيه)؟ قبحك الله يا حسن، تدعو للسفور وتفتري على الله ورسوله، وتطعن في ديننا بحجة الوسطية! قبح الله وسطيتك الخائبة إن كانت تعني التنازل عن حكم الله القطعي، أو حتى الظني، قبح الله أمثالك وأسيادكم وكل من سكت عنك ووافقك على ضلالك وفساد دينك.
أيها الناس: الوسط يعني الأعدل والأقوم والأقسط، ولا أعدل ولا أقوم ولا أقسط من التمسك بأحكام الله، وكذب من قال بخلاف هذا. فإلى متى تسكتون على هذه الإساءات والمهاترات؟ وإلى متى ستبقى أنظمة الكفر والظلم والفسق مسيطرة على ربوع المسلمين وإعلامهم وثرواتهم وكافة مقدراتهم؟ وإلى متى سيبقى أمثال هذا الثعبان الشَّرِه ينفث سمومه في عقول أبنائنا؟
أيها الناس: لا يوقف هذا الأفاكَ الأثيمَ وأمثالَه إلا دولةُ الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي تنصب ميزان القضاء العادل، فتصوِّبُ كلَّ انحراف في العقيدة والفتوى، وتؤدب كل المتجاوزين لحدود الله، وتقتص من المسيئين لشرع الله حسب إساءاتهم ولو أدى ذلك إلى الإطاحة برؤوسهم. فاعملوا أيها المسلمون لإيجادها، فإيجادها فرض، وقدومها وعد، ولن يخلف الله الميعاد.
أيها الناس: حتى لا نغمط أحداً حقه، فإن من الانصاف أن نذكر علماءَ مسلمين رفضوا أقوال الترابي هذه وفتاواه الباطلةَ رفضاً قاطعاً، وقالوا – ولو على استحياءٍ - إن هذه الفتاوى تخالف تماماً نصوص القرآن الكريم والسنةَ النبوية، فالحمد لله رب العالمين، وجزاهم الله خيراً. قال تعالى: {من عمل صالحاً فلنفسه، ومن أساء فعليها، وما ربك بظلام للعبيد}.
ـ[مرهف]ــــــــ[15 Apr 2006, 08:26 م]ـ
الأخ يسرى: لقد تأكدت من مصدرين الأول من أخ سوداني مهتم بهذه الأمور وهذا بعد سماعي للخبر بساعات، الثاني: أن قناة العربية الأخبارية نشرت له لقاء معه بخصوص هذه الفتوى وقالها صراحة، ولعلك قرأت في مقدمة كلامي أني لا أثق بإعلام اليوم كثيراً لتواتر الأخبار المقلوبة فيها وأخيراً أشكر الأخ أبا إسحاق على مشاركته
ـ[يسرى خلف]ــــــــ[16 Apr 2006, 02:06 م]ـ
الأخوة الكرام
ديننا دين النصيحة ولكن .....
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[22 Jun 2006, 07:29 م]ـ
تقرير إخباري أمس السبت للدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قوله إن فتوى الدكتور حسن الترابي الزعيم الإسلامي السوداني، التي أباح فيها زواج المرأة المسلمة من رجل كتابي (من اليهود والنصارى) باطلة، ولا يجوز العمل بها لأنها مخالفة لاجماع المذاهب الإسلامية وما استقر عليه الفقه الإسلامي.
وقال القرضاوي لصحيفة الشرق الأوسط على هامش زيارته للقاهرة في الملتقى العالمي لخريجي الأزهر: إننا نرفض هذه الفتوى، لأنها ضد إجماع الأمة وأن جميع المذاهب الإسلامية السنية والشيعية والزيدية، سواء المتبوع منها أو المنقرض، تستنكر هذه الفتوى وتؤكد مخالفتها للشرع الإسلامي، لأن كل اتباع في هذه المذاهب متصل بالعمل.
وأضاف القرضاوي: لا يجوز شرعا أن تتزوج المرأة المسلمة ابتداء من رجل كتابي (يهوديا كان أم مسيحيا)، لأن تحريم زواج المرأة المسلمة من رجل كتابي من الأمور التي استقر عليها الإسلام، منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان.
وتابع القرضاوي قائلا: في الحقيقة ان فتوى الترابي هذه قديمة متجددة سمعتها منه وهو في الولايات المتحدة الأميركية في عام 1975، وراجعته فيها وفسرها لي في ذلك الوقت، بأنه لا يقول إن المسلمة لا تتزوج ابتداء من رجل كتابي، ولكنه يقصد المرأة غير المسلمة التي تعتنق الإسلام وهي متزوجة من رجل كتابي يجوز لها البقاء مع زوجها غير المسلم، ولكنه لم يقصد أن تتزوج المرأة المسلمة من غير المسلم ابتداء ولم أوافقه على هذه الفتوى، ولكن بعد ذلك قرأت أن الإمام ابن القيم الجوزية ذكر في مثل هذه المسألة تسعة أقوال في أحكام أهل الذمة، ومنها أقوال تجيز للمرأة أن تبقى مع زوجها الكتابي.
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[24 Jun 2006, 09:47 م]ـ
تنبيه: ورد في المقال الذي نسخته أعلاه، اسم ابن القيم (ابن القيم الجوزية) بألف ولام في الكلمتين، وهذا لا يجوز لغةً لأنّ أباه كان قيِّما للمدرسة المسماة بالجوزية. فهو ابن قيِّم الجوزية أو ابن القيِّم فقط. ولا يجوز (ابن القيم الجوزية).
والجوزية مدرسةٌ بناها سبط ابن الجوزي فسميت باسمه ثم شاء الله تعالى أن يكون ابن (قيِّمها) عالِماً أيضاً. فينسب الى قيِّم الجوزية.(/)
في ذكرى المولد ...
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[10 Apr 2006, 01:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكتب أفضل ما سمعته عن المصطفى صلى الله عليه وسلم وتجنب الأفكار المكررة والمشهورة والمتداولة ...
لفتة جديدة من السيرة ...
استنباط جديد من آية أو حديث ...
عبارة جميلة قيلت بحق المصطفى صلى الله عليه وسلم ...
خاطرة جميلة ...
بيت من الشعر أو قصيدة ...
شهادة من أعدائه والفضل ما شهدت به الأعداء ... لكن تجنب المكرر ...
أو غير ذلك مما تجود به قرائحكم ...
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[10 Apr 2006, 01:19 م]ـ
سمعت أحدهم يقول:
نحن المسلمين قصرنا في عرض سيرته صلى الله عليه وسلم على الناس فتعرض له الناس.
وصدق.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[10 Apr 2006, 01:24 م]ـ
القادة العظماء ينامون على الفرش الوثيرة، أما هو فكان مثل بقية الناس ينام على الحصير فيؤثر في حنبه ...
القادة العظماء يتناولون الأطعمة الشهية، أما هو فكان يطوي الأيام لا يجد طعاماً، ويشد على بطنه الحجر من شدة الجوع، وتمر الشهور ولا يُوقَد في بيته نار لأنه ليس فيه ما يُطبخ ... ويُقدَّم له الخل فيتناوله ويحمد الله عز وجل ويقول: نعم الإدام الخل!!
القادة العظماء إذا انتصروا يصدعون الرؤوس بانتصاراتهم، ويشمخون بأنوفهم، ويؤلهون أنفسهم، أما هو فيدخل القرى فاتحاً منصوراً وهو يطأطئ رأسه خشوعاً وتواضعاً حتى إن عثنونه ليكاد يمس واسطة الرحل ... ! ويخاطب الأعرابي الفَزِع بقوله: يا أخا العرب إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة ... !
القادة العظماء في أوج انتصاراتهم يُنكِّلون بأعدائهم ويُشبعون نهم الانتقام ورغبة التشفي في أنفسهم، أما هو فيقف مخاطباً أعداءه الذين عذبوه وظلموه وأخرجوه وسخروا منه وقتلوا أعز الناس إلى قلبه فيقول لهم: اذهبوا فأنتم الطلقاء ... !!
القادة العظماء كانوا ولا زالوا يورِّثون ذويهم الملك والثراء والسلطان أما هو فقد لحق برفيقه الأعلى ودرعه مرهونة بشعير ادخره لأهل بيته ...
أجل لقد كان كذلك لأنه المثال الأعلى للبشرية، مثال وحيد فريد سعدت به هذه الدنيا مرة واحدة ولم يُكتب لها أن تجود بمثله مرة أخرى ....
صلى الله عليك ياأبا الزهراء وعلى آل بيتك الطيبين الطاهرين وصحابتك الغر الميامين
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[11 Apr 2006, 05:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بنياناً فأجمله وأكمله إلا موضع لبنة فجعل الناس يطوفون به ويقولون لو وضعت هذه اللبنة فأنا اللبنة وانا خاتم النبيين " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
في هذا الحديث فوائد عظيمة:
الأولى: أن النبي صلى اله عليه وسلم رغم معرفته بأنه سيد ولد آدم وأول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة وأول شفيع وأول مشفع .. كما في الروايات الصحيحة الأخرى إلا أنه ينبئنا هنا عن تواضعه العظيم بين إخوانه الأنبياء والمرسلين وأنه لبنة في بناء النبوة .. وهذا ينبغي أن يؤدب أولئك الذين لا يرضون أن يكونوا لبنة في بناء وإنما لا يقبلون إلا أن يكونوا البناء كله ... وهم من؟ بجانب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
الثانية: أن النبي صلى الله عليه وسلم يلفت نظرنا إلى خطورة وأهمية العمل الجماعي أو العمل الفريقي وأن الإنسان بنفسه لا يستطيع أن يشكل بناء ولكنه مع إخوانه يمكنه أن يفعل ذلك. المؤمن قوي بأخيه - عليكم بالسواد الأعظم - يد الله مع الجماعة. هذه القضية من الأهمية بمكان بحيث على المسلمين اليوم في عصر اتساع المعلومات وتراكمها أن يتخلى كل واحد منهم عن عقلية المنقذ ويندمج بالفريق وهذا يحتاج إلى تواضع شديد وتخل عن الأنا التي تهيمن اليوم على كثير من العقليات العلمية وللأسف.
الثالثة: أن البناء الفردي مهما كان جميلاً إلا أن أوجه النقص فيه لا بد أن تكون فادحة إذا ما قورن بالعمل الجماعي ولذلك كانت اللبنات المتكاملة والمتراصة مثالاً للبناء الجميل البديع القريب من الكمال.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[11 Apr 2006, 08:09 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح الأصفهانية:
ومعلوم أن مدعى الرسالة إما أن يكون من أفضل الخلق وأكملهم وإما أن يكون من أنقص الخلق وأرذلهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا قال أحد أكابر ثقيف للنبي صلى الله عليه وسلم لما بلغهم الرسالة ودعاهم إلى الإسلام: "والله لا أقول لك كلمة واحدة إن كنت صادقا فأنت أجل في عيني من أن أرد عليك وإن كنت كاذبا فأنت أحقر من أن أرد عليك ".
فكيف يشتبه أفضل الخلق وأكملهم بأنقص الخلق وأرذلهم؟
وما أحسن قول حسان:
لو لم تكن فيه آيات مبينة كانت بديهته تأتيك بالخير
وما من أحد ادعى النبوة من الكذابين إلا وقد ظهر عليه من الجهل والكذب والفجور واستحواذ الشياطين عليه ما ظهر لمن له أدنى تمييز وما من أحد ادعى النبوة من الصادقين إلا وقد ظهر عليه من العلم والصدق والبر وأنواع الخيرات ما ظهر لمن له أدنى تمييز فإن الرسول لا بد أن يخبر الناس بأمور ويأمرهم بأمور ولا بد أن يفعل أمورا والكذاب يظهر في نفس ما يأمر به ويخبر عنه وما يفعله ما يبين به كذبه من وجوه كثيرة والصادق يظهر في نفس ما يأمر به وما يخبر عنه ويفعله ما يظهر به صدقه من وجوه كثيرة بل كل شخصين ادعيا أمرا من الأمور أحدهما صادق في دعواه والآخر كاذب فلا بد أن يبين صدق هذا وكذب هذا من وجوه كثيرة إذ الصدق مستلزم للبر والكذب مستلزم للفجور.
ثم قال رحمه الله تعالى:
والناس يميزون بين الصادق والكاذب بأنواع من الأدلة حتى في المدعين للصناعات والمقالات كالفلاحة والنساجة والكتابة وعلم النحو والطب والفقه وغير ذلك فما من أحد يدعي العلم بصناعة أو مقالة إلا والتفريق في ذلك بين الصادق والكاذب له وجوه كثيرة وكذلك من أظهر قصدا وعملا كمن يظهر الديانة والأمانة والنصيحة والمحبة وأمثال ذلك من الأخلاق فإنه لا بد أن يتبين صدقه وكذبه من وجوه متعددة والنبوة مشتملة على علوم وأعمال لا بد أن يتصف الرسول بها وهي أشرف العلوم وأشرف الأعمال فكيف يشتبه الصادق فيها بالكاذب ولا يتبين صدق الصادق وكذب الكاذب من وجوه كثيرة لا سيما والعالم لا يخلو من آثار نبي من لدن آدم إلى زماننا وقد علم جنس ما جاءت به الأنبياء والمرسلون وما كانوا يدعون إليه ويأمرون به ولم تزل آثار المرسلين في الأرض ولم يزل عند النار من آثار الرسل ما يعرفون به جنس ما جاءت به الرسل ويفرقون به بين الرسل وغير الرسل.
فلو قدر أن رجلا جاء في زمان إمكان بعث الرسل وأمر بالشرك وعبادة الأوثان وإباحة الفواحش والظلم والكذب ولم يأمر بعبادة الله ولا بالإيمان باليوم الآخر هل كان مثل هذا يحتاج أن يطالب بمعجزة أو يشك في كذبه أنه نبي ولو قدر أنه أتى بما يظن أنه معجزة لعلم أنه من جنس المخاريق أو الفتن والمحنة.
ثم قال:
وإذا كان صدق المخبر أو كذبه يعلم بما يقترن به من القرائن بل في لحن قوله وصفحات وجهه ويحصل بذلك علم ضروري لا يمكن المرء أن يدفعه عن نفسه فكيف بدعوى المدعي إنه رسول الله كيف يخفي صدقه وكذبه أم كيف لا يتميز الصادق في ذلك من الكاذب بوجوه من الأدلة لا تعد ولا تحصى.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[11 Apr 2006, 09:54 م]ـ
قال ابن كثير في السيرة:
فصل في إسلام عبدالله بن سلام رضى الله عنه
قال الامام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا عوف، عن زرارة، عن عبدالله ابن سلام، قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل (2) الناس، فكنت فيمن انجفل، فلما تبينت وجهه عرفت أنه ليس بوجه كذاب، فكان أول شئ سمعته يقول: " أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام ".
ورواه الترمذي وابن ماجه من طرق، عن عوف الاعرابي، عن زرارة بن أبى أوفى به عنه.
وقال الترمذي: صحيح.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[11 Apr 2006, 09:55 م]ـ
أخي د. هشام جزاك الله خيراً وجزى شيخ الإسلام عن المسلمين مثل ذلك وأسكنكما ونحن معكم فسيح جناته ...
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[11 Apr 2006, 09:56 م]ـ
أخي د. هشام جزاك الله خيراً وجزى شيخ الإسلام عن المسلمين مثل ذلك وأسكنكما ونحن معكم فسيح جناته ...
بانتظار مشاركات الأحبة ...
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[11 Apr 2006, 10:07 م]ـ
قال ابن هشام في السيرة عن يوم أحد:
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَانْكَشَفَ الْمُسْلِمُونَ فَأَصَابَ فِيهِمْ الْعَدُوّ، وَكَانَ يَوْمَ بَلَاءٍ وَتَمْحِيصٍ أَكْرَمَ اللّهُ فِيهِ مَنْ أَكْرَمَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ بِالشّهَادَةِ حَتّى خَلَصَ الْعَدُوّ إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ. فَدُثّ بِالْحِجَارَةِ حَتّى وَقَعَ لِشِقّهِ فَأُصِيبَتْ رَبَاعِيَتُهُ وَشُجّ فِي وَجْهِهِ وَكُلِمَتْ شَفَتُهُ وَكَانَ الّذِي أَصَابَهُ عُتْبَة بْنُ أَبِي وَقّاصٍ.
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَحَدّثَنِي حُمَيْد الطّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ كُسِرَتْ رَبَاعِيَةُ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَشُجّ فِي وَجْهِهِ فَجَعَلَ الدّمُ يَسِيلُ عَلَى وَجْهِهِ وَجَعَلَ يَمْسَحُ الدّمَ وَهُوَ يَقُولُ كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ خَضَبُوا وَجْهَ نَبِيّهِمْ، وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إلَى رَبّهِمْ فَأَنْزَلَ اللّهُ عَزّ وَجَلّ فِي ذَلِكَ {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذّبَهُمْ فَإِنّهُمْ ظَالِمُونَ}.
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَذَكَرَ رُبَيْحُ بْنُ عَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ أَنّ عُتْبَة بْنَ أَبِي وَقّاصٍ رَمَى رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَوْمئِذٍ فَكَسَرَ رَبَاعِيَتَهُ الْيُمْنَى السّفْلَى، وَجَرَحَ شَفَتَهُ السّفْلَى، وَأَنّ عَبْدَ اللّهِ بْنَ شِهَابٍ الزّهْرِيّ شَجّهُ فِي جَبْهَتِهِ وَأَنّ ابْنَ قَمِئَةَ جَرَحَ وَجْنَتَهُ فَدَخَلَتْ حَلْقَتَانِ مِنْ حَلَقِ الْمِغْفَرِ وَجْنَتَهُ وَوَقَعَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي حُفْرَةٍ مِنْ الْحُفَرِ الّتِي عَمِلَ أَبُو عَامِرٍ لِيَقَعَ فِيهَا الْمُسْلِمُونَ وَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ فَأَخَذَ عَلِيّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بِيَدِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَرَفَعَهُ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللّهِ حَتّى اسْتَوَى قَائِمًا، وَمَصّ مَالِكُ بْنُ سِنَانٍ، أَبُو أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ الدّمّ عَنْ وَجْهِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ثُمّ ازْدَرَدَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَنْ مَسّ دَمِي دَمَهُ لَمْ تُصِبْهُ النّارُ.
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَذَكَرَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمّدٍ الدّرَاوَرْدِيّ: أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ مَنْ أَحَبّ أَنْ يَنْظُرَ إلَى شَهِيدٍ يَمْشِي عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَلْيَنْظُرْ إلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللّهِ وَذَكَرَ يَعْنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ الدّرَاوَرْدِيّ، عَنْ إسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصّدّيقِ أَنّ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرّاحِ نَزَعَ إحْدَى الْحَلْقَتَيْنِ مِنْ وَجْهِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَسَقَطَتْ ثَنِيّتُهُ ثُمّ نَزَعَ الْأُخْرَى، فَسَقَطَتْ ثَنِيّتُهُ الْأُخْرَى، فَكَانَ سَاقِطَ الثّنِيّتَيْنِ.(/)
حكم العلمانية في الإسلام (الشيخ عبد العزيز الطريفي)
ـ[نياف]ــــــــ[10 Apr 2006, 04:48 م]ـ
عنوان الفتوى
حكم العلمانية في الإسلام
المفتي
عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي
تاريخ الفتوى
11/ 3/1427 هـ -- 2006 - 04 - 10
السؤال
ما حكم العلمانية في الإسلام، وما حكم الشرع في أهلها؟.
الإجابة
العلمانية مذهب جاهلي قديم، قوبل به بعض الأنبياء في رد دعوة الوحي، لكنه نودي به في هذا العصر باسم جديد لطيف، تدليساً وتلبيساً، وهو يتكيء على حرية الفكرة والرأي في مقابل كل تشريع، ويعتمد على المادية والمصلحة الشخصية، وهو مذهب قديم دعا إليه الجاهليون، فهم يرون حرية الاعتقاد والرأي وهذه القول معروف عند بعض الملاحدة السابقين كابن سبعين وابن هود والتلمساني وغيرهم الذين يقولون: أنه يسوغ للرجل أن يتمسك بالنصرانية واليهودية كما يتمسك بالإسلام، ويجعلون هذا التمسك كتمسك أصحاب المذاهب الأربعة بمذاهبهم، ويقولون: كلها مسالك توصل إلى الله. والدعوة للحرية مطلب جاهلي قديم وإن غير مسماه طالب به قوم شعيب وجهال قريش، فدعاة هذه الفكرة، بحثوا يريدون في كل حكم شرعي علة ظاهرة تقنع كل عقل مهما ضحل وقل فهمه، وإلا فالشرع متهم، ونسوا أن الحكمة لو كانت ظاهرة جلية في كل حكم، وقبلها كل عقل بلا أدنى تفكر، لأصبح لا يخالف الشرع إلا المجانين والسفهاء، ولا محل للابتلاء حينئذٍ.
فقد نهى شعيب قومه عن معاملات اقتصادية محرّمة فطلبوا الحرية، فقالوا: ما علاقة صلاتك ودينك باقتصادنا. قال تعالى: (قالوا يشعيب أصلواتك تأمرك أن نترك ما يعبد ءاباؤنآ أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد) ..
قال القرطبي: (قيل معنى أو أن نفعل في أموالنا مانشاء إذا تراضينا فيما بيننا بالبخس فلم تمنعنا منه إنك لأنت الحليم الرشيد يعنون عند نفسك بزعمك) روى ابن جرير قال: حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال قال ابن زيد في قوله قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء قال نهاهم عن قطع الدنانير والدراهم فقالوا إنما هي أموالنا نفعل فيها ما نشاء إن شئنا قطعناها وإن شئنا حرقناها وإن شئنا طرحناها
ونهى نبينا صلى الله عليه وسلم جهال قريش عن الربا، فقالوا: (إنما البيع مثل الربا)!
قال ابن كثير: (البيع مثل الربا أي هو نظيره فلم حرم هذا وأبيح هذا وهذا اعتراض منهم على الشرع أي هذا مثل هذا وقد أحل هذا وحرم هذا). انتهى كلام ابن كثير.
http://www.islamlight.net/index.php?...1408&Itemid=35
ـ[نياف]ــــــــ[11 Apr 2006, 02:53 م]ـ
العلمانية نشأتها وتطورها وآثارها في الحياة الإسلامية المعاصرة
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
http://www.alhawali.com/index.cfm?me...nt&contentID=1(/)
ياطلبة العلم .. أريد المساعدة ..
ـ[طالبة العلم .. ]ــــــــ[11 Apr 2006, 09:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أسال الله أن أكون ممن يفيد و يستفيد في هذا الموقع المبارك ..
واليوم وأول مشاركاتي ..
أتمنى أن تقدموا لي استشاراتكم ومساعداتكم ..
قد عزمت على عمل بحث في الأحاديث الواردة في صيام التطوع ..
وطلبي هو:
أن تشاركوني في عمل خطة لهذا البحث ..
وماهي المراجع التي أرجع فيها ..
علما أني لا أقتني أمات الكتب التي ستخدمني في هذا البحث إلا ..
صحيح البخاري .. وفتح الباري .. وببلوغ المرام .. ومجموع الفتاوى .. و العمدة ..
ومن المراجع: جامع العلوم والحكم ووو
وعندي برنامجا حاسوبياً وهو المكتبة الشاملة ..
لكني لا أحسن البحث فيها ..
فكيف أبحث؟
جزاكم الله خير ..
وأسأل الله أن يثبت قدم كل ما أثبت لي حاجتي والمسلمين ..
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[12 Apr 2006, 01:51 ص]ـ
يا طالبة العلم: إن كان الموضوع الذي تريدي البحث فيه لرسالة في الدراسات العليا فأعتقد اعتقاداً يقترب من اليقين أن الموضوع قد بحث. وإن كان المراد البحث للإفادة فجزاك الله خيراً فإن أفضل ما يتقرب به بعد الفرائض طلب العلم إذا كان بنية رفع الجهل عن النفس والغير، وما ستقومي فيه إن كان مجرد الجمع للنصوص الوارة فالأمر سهل للغاية، وإن كان الأمر دراسة تلك النصوص وبيان الفقه فيها فهذا أمر يحتاج إلى رسم خطة واضحة، وهذه الخطة لا تتضح إلا بعد استيعاب النصوص أو أكثرها. فحددي الإجابة ولن يقصر المشائخ في تقديم النصح والمساعدة.
ـ[طالبة العلم .. ]ــــــــ[12 Apr 2006, 02:14 ص]ـ
لازلنا في بداية الطلب أسأل الله أن يعيننا ..
فأنا طويلبة علم تريد توجيه المشايخ وطلبة العلم.
بحثي هذا أريد أن يحوي الأحاديث الواردة في هذه القربة ..
ثم أبين ماهي أوقات الصيام التطوعية في اليوم والاسبوع والشهر والسنة ..
ثم أبين المنهي من المستحب ..
ثم أبين إن كان هناك خلاف .. بنقل أقوال السلف والعلماء ..
واضع بعض فتاوى علماءنا المعاصرين ......
هذا ما فكرت به ..
ولكني لا أعرف من أين أبدأ ولا كيف أبدأ ..
أرجو أن يكون هناك تجاوباً .. قبل نهاية هذا الأسبوع ........
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[12 Apr 2006, 03:03 ص]ـ
طالبة العلم: اسأل الله لك الإعانة فيما عقدت العزم عليه , علماً أن هذا البحث سجل في جامعة أم درمان في السودان رسالة ماجستير بعنوان: أحكام صيام التطوع.
والذي اقترحه عليك إن كنت مصممة على المضي فيه أن تحرصي على الصحيح الوارد في الباب , أو أن تقتصري على أحاديث الصحيحين.
ـ[طالبة العلم .. ]ــــــــ[12 Apr 2006, 08:53 م]ـ
جزاكم الله خير ..
لن أعمل بحثاً يكون مرجعاً ..
إنما بحثي سيكون تجميعاً لأحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- الواردة في هذه القربة ..
وأكتب فضلها وثوابها ودرجة الحديث ..
وشيء من أحكام هذا الصيام من منهي وخلاف بسيط .. فيما يحتاجه الناس ..
ليكون محفزاً للقيام بهذه النافلة ..
فما توجيهكم ... ؟
ـ[رشا عصر]ــــــــ[14 Apr 2006, 12:54 ص]ـ
اختى الغاليه اسال الله انيوفقنى لمساعدتك فى هذا البحث
ففى فضل صيم التطوع:
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستهديه، ونتوب إليه، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمداً رسول الله. ونصلى ونسلم على معلم البشرية الخير محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيراً.
أخي وأختى في الله ..
أحييكم بتحية أهل الجنة ...
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد،،
فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله: {إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ} [رواه البخاري].
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا حديث جليل، فيه أن من سعى في نوافل العابادات تقربا إلى الله الرحيم أحبه الله، وقربه منه، ووفقه في سمعه وبصره، وكان الله معه، يحيب دعاءه ويعيذه، مما يخاف ويحذر، وكفى بالله حسيبا، والصيام من أحب الأعمال إلى الله، قال تعالى في الحديث القدسي: {كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ؛ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي} [رواه مسلم].
فمن صام يوما تطوعا حاز الدرجات العلى، وأحبه الرحمن، والاستمرار على ذلك جالب للأجر الجزيل والتوفيق العظيم.
وصوم التطوع أنواع
1 - صيام يوم وفطر يوم وهوأفضل صيام التطوع. عن عبدالله بن عمروابن العاص – رضي الله عنهما – أن رسول الله قال: {إِنَّ أَحَبَّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ وَأَحَبَّ الصَّلَاةِ إِلَى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ وَيَنَامُ سُدُسَهُ وَكَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا} [متفق عليه].
2 - صيام ثلاث أيام من كل شهر (أي ثلاث أيام والأفضل أن تكون أيام البيض). عن أبي هريرة – – قال: {أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثٍ بِصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَرَكْعَتَيْ الضُّحَى وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَرْقُدَ} [متفق عليه]. عن ابن ملحان – – قال: {كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا أَنْ نَصُومَ الْبِيضَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسَ عَشْرَةَ قَالَ وَقَالَ هُنَّ كَهَيْئَةِ الدَّهْرِ} [رواه أبوداود].
3 - صيام التسعة الأولى من ذي الحجة وآخرها يوم عرفة. عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله: {مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ} [رواه أبوداود].
4 - صيام يوم عرفة. عن أبي قتادة – – قال: {َسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَقَالَ يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ} [رواه مسلم].
5 - صيام العاشر من محرم. عن أبي قتادة – – أن رسول الله، {وَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَقَالَ يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ} [رواه مسلم]. صيام التاسع والعاشر من محرم. عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله: {لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ} [رواه مسلم]. قوله قابل: العام المقبل.
6 - صيام الإثنين والخميس. عن أبي هريرة – – عن رسول الله قال: {تُعْرَضُ الْأَعْمَالُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ} [رواه الترمذي وقال حديث حسن].
7 - صيام ست من شوال. عن أبي أيوب – رضي اللع عنه – أن رسول الله قال: {مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ} [رواه مسلم].
خصال الخير سبب في الدخول الجنة
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: {مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ صَائِمًا قَالَ أَبُوبَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَا قَالَ فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ جَنَازَةً قَالَ أَبُوبَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَا قَالَ فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مِسْكِينًا قَالَ أَبُوبَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَا قَالَ فَمَنْ عَادَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مَرِيضًا قَالَ أَبُوبَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ} [رواه مسلم].
ـ[رشا عصر]ــــــــ[14 Apr 2006, 01:01 ص]ـ
اختى المصونه الحبيبه هذه خطبه تستطيعين ان تبدئى بها بحثك اسال الله ان افيدك:
الخطبة
الحمد لله رب العالمبن ... ياآآآآرب:
(يُتْبَعُ)
(/)
يا من لا تراه العيون .. ولا تخالطه الظنون .. ولا يصفه الواصفون .. و لا تغيره الحوادث ... ولا يخشى الدوائر ... ويعلم مثاقيل الجبال .. ومكاييل البحار .. وعدد قطر الأمطار .. وعدد ورق الأشجار .. وعدد ما أظلم عليه الليل وأشرق عليه النهار .. ولا تواري منه سماء سماءا .. ولا أرض أرضا .. ولا بحر ما في قعره .. ولا جبل ما في وعره .. أعد علينا رمضان أعواما متتالية .. وارزقنا الزهادة في الدار الفانية .. وارفع منازلنا في جنة عالية.
اللهم ارزقنا الاستقامة على دينك في كل زمان .. في رمضان وفي غير رمضان.
وأشهد ألا إله إلا الله ... لا إله إلا الله ... لا إله إلا الله ..
أوحى إلى حبيبه وخليله محمد صلى الله عليه وسلم فقال: (فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات)
واعلم بأن الله رب واحد ... متنزه عن ثالث أو ثان
الأول المبدي بغير بداية ... والآخر المفني وليس بفان
وهو المحيط بكل شيء علمه ... من غير إغفال ولا نسيان
سبحانه ملكا على العرش استوى ... وحوى جميع الملك والسلطان
وأشهد أن حبيبنا و نبينا ورسولنا وعظيمنا وقائدنا وقدوتنا محمداً رسول الله ..
كان دائم الصلة بالله ... يصوم والناس مفطرون ... يقوم والناس نائمون ... يذكر الله والناس غافلون ... يرتل القرآن الناس هاجرون.
هو خير من صام وأفطر ... وخير من سبح وذكر .. وخير من هلل وكبر.
حبيبي يا رسول الله: لي في مديحك يا رسول عرائس تُيمن فيك وشاقهن جلاء
هن الحسان فإن قبلت تكرما فمهورهن شفاعة حسناء
ما جئت بابك مادحاً بل داعياً ومن المديح تضرع وثناء
يا من له عز الشفاعة وحده وهو المنزه ماله شفعاء
صلى عليك الله يا علم الهدى ما هبت النسائم وما ناحت على الأيك الحمائم.
أما بعد: فيا حملة القرآن .. ويا حراس العقيدة: فقد رحل رمضان ... رحل شهر الصيام ... رحل شهر القيام ... رحل شهر القرآن ..
رحلت لياليه العامرة ... رحلت أيامه الزاهرة ... كأنها لحظات عابرة ..
فارقتنا يا سيد الشهور ... وإنا لفراقك لمحزونون ..
دعِ البكاءَ على الأطلالِ والدَّارِ ... و اذكر لمن بانَ من خلٍّ و من جارِ
ذرِ الدموعَ نحيباً و ابكِ من أسفٍ ... على فراقِ ليالٍ ذاتِ أنوارِ
على ليالٍ لشهرِ الصومِ ما جُعلَتْ ... إلا لتمحيصِ آثامٍ و أوزارِ
يا لائمي في البُكا زدني به كَلفاً ... و اسمع غريبَ أحاديثٍ و أخبارِ
ما كان أحسنُنا و الشملُ مجتمعٌ ... منَّا المصلِّي و منَّا القانتُ القارِي
أيها المؤمنون الأعزاء: من كان يعبد رمضان فإن رمضان قد رحل ... ومن كان يعبد الله؛ فإن الله باق لا يرحل.
من كان يعبد رمضان فإن رمضان قد رحل ... ومن كان يعبد الله؛ فإن الله باق لا يرحل.
نعم: رحل رمضان .. فهل رحل الصيام؟
رحل رمضان .. فهل رحل القيام؟
رحل رمضان .. فهل رحل القرآن؟
رحل رمضان .. فهل رحلت مناجاة الواحد الديان؟
أيها المؤمنون الأوفياء: بعد رحيل رمضان أقف مع حضراتكم وقفتان متأنيتان أسميها (وقفتان بعد رحيل رمضان)
الوقفة الأولى: رحل رمضان .. فهل رحل الصيام؟
لقد رحل رمضان بصيام الفريضة ... ولكنه ترك لنا صيام التطوع ..
وأول صيام التطوع بعد رمضان ... صيام ستة أيام من شوال ...
ولكي نعرف فضل صيام الست من شوال ... أرتحل بكم إلى الحضرة المحمدية على صاحبها أزكى الصلوات الربانية .. لنوجه هذا السؤال إلى الذي لا ينطق عن الهوى .. يا رسول الله بأبي أنت وأمي: أخبرنا عن فضل صيام الست من شوال!
فتأتي الإجابة واضحة المعاني ... جلية المباني ... ليقول لنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال .. فكأنما صام الدهر كله) ...
يا الله!! صام الهر كله؟ نعم أيها الأحبة ... من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال .. فكأنما صام الدهر كله ...
كيف ذلك؟
ألم يعدنا مولانا جل جلاله في محكم تنزيله: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها)؟
والصيام حسنة ...
بل صيام اليوم الواحد حسنة ... والحسنة بعشر ...
وعلى ضوء هذا الوعد الرباني؛ فإن صيام يوم من رمضان يعدل صيام عشرة أيام .. ورمضان ثلاثون يوماً حتى وإن كان ناقصاً .. وصيام رمضان بثلاثمائة يوم .. وصيام يوم واحد من أيام شوال الست يعدل صيام عشرة أيام كذلك .. فصيام الستة بستين يوماً ..
(يُتْبَعُ)
(/)
والسنة القمرية الهجرية العربية: ثلاثمائة وستون يوماً ..
فإذا ما صمت رمضان والأيام الست من شوال .. فكأنك صمت ثلاثمائة وستين يوماً .. كأنك صمت السنة كلها ..
فإذا كنت على هذه الحال كل عام حتى تلقى الله .. أعطاك ثواب من صام العمر كله ... هذا وعد الله .. والله لا يخلف الميعاد ..
ثم تهل علينا نسمات مباركات ... تحملها لنا الأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة .. التي أقسم الله تعالى بها فقال: (والفجر ... وليال عشر .. ) قال المفسرون؛ المقصود بالليالي العشر: العشر الأيام الأولى من شهر الحج ..
ومنها يستحب صيام تسعة أيام من أول ألشهر حتى اليوم التاسع منه .. وهو يوم عرفة ...
فتعالوا أحبتي لنسمع الصحابي بن الصحابي .. الفقيه ابن الفقيه .. الورع ابن الورع .. عبد الله بن عباس رضي الله عنه ماذا أخبره الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم عن فضل هذه الأيام ...
قال رضي الله عنه وعن أبيه سمعت حبيبي محمدا صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ـ يعني أيام العشر من ذي الحجة ـ قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء).
أما فضل صيام يوم عرفة فيكفي أن تعلم أن الحبيب محمداً صلى الله عليه وسلم قال فيه: (صيام يوم عرفة احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده)
سبحان الله الجواد الكريم .. صيام يوم عرفة يكفر الذنوب التي ارتكبتها في السنة الماضية .. والتي ترتكبها في السنة اللاحقة ... إذا اجتنبت الكبائر ..
وبعد يوم عرفة يأتي يوم عاشوراء .. وما أدراكم ما عاشوراء .. إنه اليوم الذي نجى الله فيه كليمه موسى .. وأغرق فيه عدوه فرعون ...
وهو اليوم العاشر من شهر الله الحرام (محرم) ..
وقد جاء بيان فضل صيام يوم عاشوراء في حديث أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم عاشوراء، فقال: "يكفِّر السنة الماضية"، وفي رواية:"صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله" وفي حديث آخر: "ومن صام عاشوراء غفر الله له سنة"
قال البيهقي: "وهذا فيمن صادف صومه وله سيئات يحتاج إلى ما يكفِّرها؛ فإن صادف صومه وقد كُفِّرت سيئاته بغيره انقلبت زيادة في درجاته، وبالله التوفيق".
بل إن صيامه يعدل صيام سنة، كما في رواية: "ذاك صوم سنة".
ويصور حبر هذه الأمة عبد الله ابن عباس حرص النبي صلى الله عليه وسلم على صيامه فيقول: "ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرَّى صيام يوم فضَّله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء، وهذا الشهر، يعني: شهر رمضان"
أيها الأخ المسلم .. أيتها الأخت المسلمة: لم ننته بعد من صيام التطوع ..
فمازال أمامنا الأيام القمرية من كل شهر هجري ... وهي التي تسمى (الأيام البيض) .. وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر .. من صامها مع شهر رمضان كان على حقاً على الله أن يرويه يوم الظمأ ..
إي وربي؛ كان على حقاً على الله أن يرويه يوم الظمأ ..
أتدرون ما يوم الظمأ؟
إنه يوم عسير .. على الكافرين غير يسير ..
إنه يوم يقول عنه المولى جل جلاله و تقدست أسماؤه: (سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج، تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، فاصبر صبراً جميلا، إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً، يوم تكون السماء كالمهل، وتكون الجبال كالعهن، و لا يسأل حميم حميماً)
في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، فاصبر صبراً جميلا!!!
إنه يوم يشتد فيه الظمأ بالعباد ... وتدنو الشمس من الرؤوس .. وتتيبس الشفاه .. وتتحجر الألسن ... وتجف الحلوق ... وليس هناك من يسقي الماء إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم من حوضه الذي يصفه فيقول: (حوضي على مقدار مسيرة شهر .. ماؤه أشد بياضاً من اللبن .. وريحه أطيب من ريح المسك .. وطعمه أحلى من العسل .. من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبدا)
فيا فوز من شرب من هذا الحوض ... يا فوز من يسقيه الحبيب صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة ... يا فوز من يرد ذلك الحوض ...
أخي في الله ... أختي في الله: هل تريدان أن تشربا من ذلك الحوض؟
هل تريدان أن يسقيكما الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
هل تريدان أن تشربا شربة هنيئة لا تظمآن بعها أبداً؟
عليكما بصيام ثلاثة أيام من كل شهر .. عليكما بصيام الأيام البيض من كل شهر ..
التي يحث على صيامها سيد الخلق فيقول: (من صام ثلاثة أيام من كل شهر مع شهر رمضان كان حقاً على الله أن يرويه يوم الظمأ)
نعم: من صام ثلاثة أيام من كل شهر مع شهر رمضان كان حقاً على الله أن يرويه يوم الظمأ ..
هذه الحقيقة وعاها أعرابي الحجاج ... فاستعد بها لذلك اليوم ..
أتدرون من أعرابي الحجاج؟
اسمعوا هذه القصة وستعرفونه جيداً!!
كان الحجاج بن يوسف الثقفي طاغية العراق كان رجلا سفاحاً، وكان أميراً على العراق، في عهد عبد الملك بن مروان، وكان الحجاج لا يأكل إلا إذا أرسل إلى رجل يأكل معه .. وذات يوم شديد الحر أراد أن يتناول طعام الغداء .. فأرسل أحد جنوده ليحضر له من يأكل معه .. وذهب الجندي في حر الهجير عندما قامت الشمس على الرؤوس تكوي وجه الأرض بحرها ..
أخذ الجندي يبحث عن رجل يأكل مع الحجاج فلم يجد في هذا الحر القائض إلا أعرابياً ينام في ظل جبل .. فأيقظه الجندي ... وقام الأعرابي مذعوراً: لم أيقظتني يرحمك الله؟
قال الجندي: لتتناول الغداء مع أمير العراق ... أتدري من هو؟
قال الأعرابي: نعم .. إنه الحجاج بن يوسف ..
فقاده الجندي نحو الحجاج بن يوسف .. ولما وقف الأعرابي أمام الطاغية ..
قال الحجاج: أتدري من أنا يا أعرابي؟
قال الأعرابي: نعم، أنت الحجاج بن يوسف.
قال الحجاج: إذن تعال لتتناول الغداء على مائدة الحجاج يا أعرابي ..
قال الأعرابي بلسان العزة والشموخ: لقد دعاني من هو أفضل منك كي أتناول الطعام عنده.
قال الحجاج المغرور: ومن أفضل مني يا أعرابي؟
قال الأعرابي: إنني اليوم صائم ومدعو على مائدة الله جل في علاه ..
الله أكبر ... ما هذا الشموخ؟ ما هذه العزة؟
أيها الإخوة الأعزاء: عندما أقرأ هذه القصة أحني الجبين إكباراً وإجلالاً لله الذي وضع العزة في قلب من يحب من عباده.
أعرابي وأمير طاغية .... أعرابي حافي القدمين .. فقير الحال .. يقف أمام طاغية العراق الذي ملأ الأرض ظلماً .. ولا يحكم العراق حتى هذا اليوم إلى كل طاغية أثيم ... حجاج زنيم.
أعرابي مسكين يقف أمام ظالم مات في سجنه عشرون ألفا .. وكان سجنه غير مسقوف لا صيفاً ولا شتاءاً ..
وإن سجون الطغاة الغاشمين في هذا الزمان أشد هولاً من سجن الحجاج ..
فلكل زمان حجاجه .... وقد ابتلى الله أمة محمد في هذا الزمان في كل بلد من بلاد المسلمين بحجاج غاشم .. عميل خائن .. لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة.
الأعرابي يقول: يا حجاج .. لقد دعاني من هو أفضل منك ... إنني اليوم صائم ومدعو على مائدة الرحمن ..
فيجيب الحجاج: يا أعرابي أتصوم هذا اليوم وهو شديد الحرارة؟
فيقول الأعرابي المؤمن: يا حجاج .. أصومه ليوم أشد منه حراً.
فيجيب الحجاج: أفطر اليوم .. وصم غداً.
فيجيب الأعرابي وكله ثقة وإيمان: يا حجاج .. هل اطلعت على الغيب فوجدتني سأعيش إلى الغد ..
والله الذي لا إله إلا هو لو كان أحد علماء السلطان في موقف هذا الأعرابي ودعي إلى مائدة أحد المسؤولين وكان صائماً ... لأفطر الدهر كله .. حتى يفوز بمجالسة صاحب الجلالة ... أو صاحب الفخامة ... أو صاحب السمو ... أو صاحب السعادة ... أو صاحب المعالي ..
شاهت الوجوه ... شاهت وجوه المنافقين ... شاهت وجوه المتملقين ... شاهت وجوه المتزلفين.
قال الأعرابي: ماذا تريد مني يا حجاج؟
قال الحجاج وقد بهت: لا أريد منك شيئاً ..
قال الأعرابي: إذن فدعني مع الذي رفع السماء وبسط الأرض .. ثم انصرف.
أيها المؤمنون الأماجد ... أيتها المؤمنات الفاضلات: ما زلت معكم في الوقفة الأولى بعد رحيل رمضان ..
ومن سوى ذلك .. هناك صوم يومي الاثنين والخميس ..
فقد كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يصومهما ... ولما سئل - بأبي هو وأمي- عن ذلك قال: (إنهما يومان تعرض فيهما الأعمال على الله، وأنا أحب أن يرفع عملي إلى الله وأنا صائم)
و من أراد الزيادة فعليه بصيام نبي الله داوود عليه السلام.
أتدرون ما صيام داوود؟ كان يصوم يوماً ويفطر يوماً.
قال الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم: (خير الصيام صيام داوود .. كان يصوم يوماً ويفطر يوماً).
إلى هنا أستطيع التوقف عن عرض الوقفة الأولى .. لنستريح قليلاً .. قبل أن نستعرض الوقفة التالية.
أيها المؤمنون الأعزاء: هنا مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم يقول فيها الحبيب: البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت ..
إعمل ما شئت كما تدين تدان ... كل غبن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.فتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون.
ـ[عبدالله الحضرمي]ــــــــ[15 Apr 2006, 12:48 ص]ـ
اولا: جزاكي الله خير على ماتقمين به وهكذا يحصل العلم بالبحث والسؤال ثانيا:المراجع كثيرة جدا ولكن ساذكر لك البعض منها الكتب الستة صحيح البخاري وصحيح مسلم والترمذي والنسائي وابي داود وابن ماجه وصحيح الجامع للالباني والسلسلة الصحيحة هذة الكتب مهمة جدا في البحث ثالثا: طريقة البحث في صحيح الجامع انظري الى حرف الميم جملة من صام وهكذا في الكتب الستة هذة لجمع الاحاديث واحرصي ان تكون صحيحة ولشرح الاحاديث ينظر سبل السلام للصنعاني وينظر فتح الباري لابن حجر والمنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج للنووي واسأل الله العلي العظيم ان يوفقك وعذرا على الاطالة(/)
حوار مع الهم
ـ[ام احمد]ــــــــ[12 Apr 2006, 01:01 ص]ـ
بسـ الله الرحمن الرحيم ـــــم
السـ عليكم ورحمة الله وبركاته ـــــلام
ابن عمر قال قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه:
" اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصيبات الدنيا، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، وأجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا اكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا "
http://www.fotosearch.com/comp/DSN/DSN103/1769607.jpg
قرأت هذا الدعاء فأعجبني، فأخذت أكرره مراراً وتكراراً حتى حفظته، إلا إن عبارة واحدة فيه كانت تستوقفني كلما دعوت به وهي " ولا تجعل الدنيا اكبر همنا "
فاستدعيت " همي " يوماً من داخل قلبي، حتى أصارحه ويصارحني ويفتيني بما في نفسي
قلت: يا همي ما هي أصناف الهموم عندكم؟
الهم: عندنا صنفين من الهموم
1 - هم دينوي 2 - وهم أخروي
وذلك لقول النبي صلي الله عليه وسلم
" من كانت الآخرة همه، جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهى راغمة.
ومن كانت الدنيا همه، جعل الله فقره بين عينيه، وفرق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له
قلت: وكيف أعرف نفسي، وأقدر همي؟
الهم: تستطيع أن تعرف من العلامات التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في نص الحديث.
كما تستطيع أن تعرف من كلام ابن قيم الجوزية –رحمه الله – حين قال: إذا أصبح العبد , و أمسى ليس همه إلا الله وحده
1 - تحمل الله سبحانه حوائجه كلها
2 - وحمل عنه كل ما أهمه
3 - وفرغ قلبه لمحبته
4 - ولسانه لذكره
5 - وجوارحه لطاعته
ثم قال الهم: فهذه علامات من كان همه الله وما عنده
وأما من كان همه الدنيا وما فيها، وكان متعلقاًُ بها يخطط لها ويميل إليها، ويقدمها على الآخرة فإن من علامات معرفة هذا الهم هي
1 - حمله الله هموم الدنيا وغمومها وأنكادها
2 - وكله إلى نفسه فشغل قلبه عن محبته بمحبه الخلق
3 - ولسانه عن ذكره بذكرهم
4 - وجوارحه عن طاعته بخدمتهم
5 - وإشغالهم فهو يكدح كدح الوحوش
قلت: وإنني لأشعر أن بي صفات من الجانبين
الهم: إن شعورك غير صحيح، بل لا يجمع الله همين في قلب المرء، فإما هم الدنيا، أو هم الآخرة، ولكنني أعتقد أنك تريد أن تقول بأنك أحياناً تقصر في علامات الآخرة فتشعر بعلامة من علامات هم الدنيا وهذا تقصير يحصل للإنسان ولكن أن تكون همه الآخرة، كما أوصى الشيخ الكيلاني – رحمه الله – أحد غلمانه قائلاً
يا غلام: لا يكن هناك ما تأكل وما تشرب وما تلبس وما تنكح وما تسكن وما تجمع كل هذا هم النفس والطبع، فأين هم القلب؟
همك ما أهمك فليكن همك ربك عزوجل وما عنده
قلت: أريد أن أسالك سؤلاً ولكني متردد
الهم: لا تردد فقد علمت أنك أخرجتني للمصارحة
قلت: الصراحة، أريد أن تبين لي علامات القلب مهموم الآخرة من ناحية علمية
الهم: إنه لسؤال جيد ومهم وقد كفانا إجابته الإمام " المحاسبي " رحمه الله عندما قال واصفاً إياه أنه دائم المحاسبة لنفسه والمراقبة لأفعاله
" يحسبه الجاهل صميتاً عيياً، وحكمته أصمتته
ويحسبه الأحمق مهذاراً، والنصيحة لله أنطقته
لا يتعرض لما لا يعينه، ولا يتكلف فوق ما يكفيه
الناس منه في راحة، وهو من نفسه في تعب
قد أمات بالورع حرصه، وحسم بالتقي طمعه
وأفنى بنور العلم شهواته "
قلت داعياً: أسال الله أن يوفني لهذه الصفات
ولكن ألا تعتقد أن من كانت فيه هذه الصفات فإنه ينبغي أن يتذكر الله دائماً؟
الهم: نعم هذا صحيح، ولهذا جعل الله عزوجل في اليوم خمس صلوات حتى يكون القلب بين حالتين، إما في الصلاة، أو في انتظار الصلاة، فيعيش دوماً مع الله تعالى، فيكون همه لله عزوجل، ولهذا كان من علق قلبه بالمساجد إما في الصلاة أو انتظار الصلاة من أسباب جعله في ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم
قلت: سمعتك تكرر كثيراً لفظ الهم الأخروي فماذا تقصد بهذا اللفظ؟
الهم: إن الآخرة تبدأ من القبر وتنتهي بالجنة أو النار، وتستطيع أنت أن تزور القبر كل يوم، بل كل ساعة بقلبك وهمك كما قال المحاسبي رحمه الله:
وزر القبور بهمك، وجل في الحشر بقلبك "
فهذا هو الهم الأخروي
قلت: وهل تضرب لي مثلاً حياً من مواقف الصالحين في كيفية تفكرهم بالآخرة؟
الهم: نعم فاسمع مني هذه المواقف
كان ابن سيرين – رحمه الله – إذا ذكر عنده الموت، مات كل عضو فيه – يعني من التفكير والتأمل
وقال إبراهيم اليمني: شيئان قطعاً عني لذة الدنيا: ذكر الموت والوقوف بين يدي الله عزوجل
وقال كعب: من عرف الموت هانت عليه مصائب الدنيا وهمومها
وكذا كان كثيراً من الصحابة يتفكر في أمر الآخرة، ويكون مهموماً عليها مشتاقاً لها.
قلت: بارك الله فيك .. ولكن أطرد هم الدنيا من قلبي؟
أمنا في الصيف أحمى الناس من حرارة الشمس وفي الشتاء أسقى الأرض والنبات
,أنت كذلك في الصيف والشتاء دائم الحركة ودائم المنافع تكيف نفسك مع الظروف ولا يقيدك زمان أو مكان.
فكن سحابياً أيها الداعية.
فأنا جسمي كبير وشكلي عظيم ولكني هينه لينه سهلة إذا اخترقني طائر في السماء أو طائرة في الجو.
وأنت كذلك هين لين سهل وهذه من صفا أهل الجنة.
فكن سحابياً أيها الداعية.
فرفع عبد الله يديه إلى السماء وقال:
اللهم اجعلني سحابياً في همتي وحركتي ودعوتي وديني
ثم تحركت السحابة وقالت: وكما أنني زينة السماء فأنت زينة الأرض.(/)
لماذا يسرق الطفل؟! .. الأسباب والعلاج
ـ[ام احمد]ــــــــ[12 Apr 2006, 09:57 ص]ـ
(وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
د. وفاء إبراهيم العساف
يقصد بالسرقة امتلاك الطفل شيئاً ليس من حقه، بعيداً عن عيون أصحابه، وبغير إذنهم، وتنتشر السرقة البريئة بشكل كبير في مرحلة الطفولة المبكرة، وتصل إلى ذروتها ما بين 5 إلى 8 سنوات، حيث يستحوذ الطفل على أشياء لا تخصه في سنوات عمره الخمس الأولى، وإذا استمر ظهور هذه الظاهرة بعد سن 5 سنوات فنحتاج أن نعتني بها ونعالجها.
ما هي الأسباب التي تدفع الطفل للسرقة؟
في مرحلة الطفولة المبكرة فإن الطفل لا يستطيع أن يميز بين ما يملكه وما لا يملكه، كما أن نموه لا يساعده على معرفة أن الاستيلاء على أشياء غيره أمر سيحاسب عليه.
بعض الأحيان تكون السرقة تعويضاً رمزياً لغياب الحب الأبوي وقلة الإحساس بالاهتمام والاحترام والمودة، ومن المحتمل أن يكون السبب أيضاً وفاة أحد الوالدين أو غيابه لفترة طويلة.
وقد تكون السرقة بسبب الحاجة والفقر والعوز والحرمان، فالطفل يسرق كي يسد الرمق أو يدفع غائلة الجوع.
وقد تكون السرقة علامة على التوتر الداخلي، مثل الشعور بالاكتئاب أو الغيرة من ولادة طفل جديد داخل الأسرة.
وقد يسرق الطفل الذي يعيش في جو أسري متقلب ومضطرب، تنعدم فيه الرقابة الأسرية، ويفتقر إلى دعائم الأمن والعطف والحنان، أو في أسرة متصدعة اجتماعياً، مهتزة القيم، ومستواها الاقتصادي منخفض.
أحياناً يكون الدافع للسرقة المبالغة من قبل الوالدين في الاحتياطات الآمنة في حفظ الأشياء الغالية والرخيصة، فيود الطفل كشف السر مدفوعاً بحب الاستطلاع والرغبة في الاستكشاف، فإذا عوقب على ذلك عاد إلى السرقة بدافع الانتقام والتشفي.
وقد يسرق الطفل تقليداً لنموذج سيئ اقتدى به، كأحد الأبوين أو الأصدقاء أو الإخوة.
من الأسباب التي تعمق مشكلة السرقة لدى الأطفال، الإسراف في العقوبة دون النظر إلى الحالة النفسية والظروف التي دفعت الطفل للسرقة.
كذلك فضيحة الطفل أمام الآخرين بأنه لص وسارق تجعله أحياناً عنيداً، فيستمر في السرقة رغبة في التحدي.
ما هو العلاج؟
أولاً: تربية الطفل وتعليمه القيم الأخلاقية والدينية وغرسها في نفسه، ليفرق بين الحلال وبين الحرام، ويشرح الآباء والمعلمون أمام الطفل في عبارات سهلة ميسرة خطورة جريمة السرقة، فيشيروا إلى حدّ السرقة، وهو قطع اليد الخائنة التي تتعدى على حقوق الآخرين بشروط معلومة.
(وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
ونحدثه عن فضيلة الأمانة وآداب الاستئذان .. ونقدم له من الحياة قصصاً نرويها للطفل لأولئك الأشخاص الفقراء الذين يجدون مبالغ طائلة ولا تحدثهم أنفسهم بسرقتها.
ونشرح لهم أن هؤلاء الذين يتمتعون بضمير حي ويعلمون أن الله سبحانه وتعالى رقيب عليهم في كل حين، هم الذين يجازيهم الله تعالى أحسن جزاء.
أيضاً من الوسائل المهمة إشباع حاجات الطفل المتعددة عن طريق مصروف منتظم يُعطى له، مع الإشراف المباشر عليه؛ من يصادق، فيم أنفق ما معه، وكيف، ولا يكون ذلك بأسلوب تسلطي شرطي، بل من خلال علاقة حميمة مع الطفل لا بد من إقامتها معه ومعاملته بها.
الأب القدوة الأمين والأم كذلك التي تحترم ممتلكات الغير وتحافظ عليها تعليم أولادها الأمانة.
نعلم الطفل كيف يحفظ للآخرين حرمة ممتلكاتهم، وذلك بأن تخصص له أشياؤه وممتلكاته ونساعده في المحافظة عليها.
ـبث الثقة في نفس الطفل عن طريق الحديث إليه وإزالة الحواجز بينه وبين والديه، فيبوح بأسراره لهما وينصتان إليه باهتمام.
ينبغي مواجهة الطفل وتبصيره بمشكلته ومخاطر هذا السلوك، وأن يفسر الوالدان للطفل لماذا يعتبر هذا السلوك غير مناسب، وأنهما لن يقبلا منه هذا العمل.
ينبغي في المدارس ورياض الأطفال دراسة كل حالة على حدة للتعرف على الأسباب وطرق العلاج الناجحة.
ينبغي غرس قيمة الأمانة في نفوس الأطفال ومكافأة الأطفال الذين يصدر عنهم سلوك يدل على الأمانة.
في المجتمع بصفة عامة
يجب ان لا تركز وسائل الإعلام على وصف السرقات وحوادث النصب والاحتيال، والتركيز على نشر قصص الفضيلة والأمانة والخلق القويم.(/)
الحرية والمبادئ
ـ[د. محمد مشرح]ــــــــ[12 Apr 2006, 06:15 م]ـ
الحرية والمبادئ
الحرية التي تمارس بعيدا عن المبادئ ضررها يكمن في التقلب حسب المصالح وهذا جلي في الحرية الغربية؛ فحيث تميل عن الرغبات، وتحيد عن الأهداف ترفض، ويسلك في إفشالها شتى الأساليب.
وعنصر الدين مهم في تأسيس مبادئ لها تحرسها، وتوجهها الوجهة الصائبة غني عن تقريره لدى العقلاء ذوي النظرة الثاقبة ...
ولهذا فإن تفسير التناقض فيها عند الممارسة الميدانية كما يرى البعض بأنه ردة فعل للاستبداد الكنسي غير دقيق ... 1
"و شبيه بذلك مقولة تعميمية أخرى مؤدّاها أن انطلاقة مسيرة الحريات في عصر التنوير الأوربي قد تجاوزت الحقبة الكنسية، فأخذت جذور "الديمقراطية" من عصر الإغريق والرومان، وهي مقولة تنطوي ضمنًا على تبرئة ذلك العصر مقابل إدانة الكنيسة وعصر استبدادها، ومن العسير القبول بذلك وما يراد أن ينبني عليه. " فأرسطوا أوّل من استخدم كلمة "الديمقراطية" في الغرب استخدمها من منظور الازدراء ببعض معاصريه ممّن دعا إلى تمكين "الدهماء" من العامّة من قول ما يريدون، فأولئك لا يفقهون -وفق نظرته- في السياسة ولا سواها، ولا ينبغي الاستماع إليهم في نطاق ما سمّاه الغربيّون المحدَثون "ديمقراطية أثينا".2
"وديمقراطية أثينا تلك لم تتجاوز احتكارَ صناعة القرار في نطاق "علية القوم، أي زهاء 2 إلى 3% من "الشعب"، ولم تعرف انتخاباتٍ ولا فصلَ سلطات ولا أي علامة أخرى واضحة أو حتى في حدود بذور أولية من علامات الديمقراطية الغربية الحديثة. إنما قال بعض معاصريها بجواز السماح للعامّة أن "يقولوا" ما يريدون، فكان ذلك على غرار ما تعرفه الأنظمة الاستبدادية حديثا؛ إذ تسمح بالتعبير عن الرأي بأسلوب "قل ما تشاء .. ونقرّر نحن ما نشاء"، ويسري شبيه ذلك بدرجات متفاوتة على غالبية الدول الديمقراطية الغربية المعاصرة، حيث حرية التعبير مكفولة دستوريا، لكنّ غالبية الأفراد من عامّة المواطنين لا يمتلكون قوّة فاعلة تسمح بتأثير "حرية تعبيرهم" على صناعة القرار، فلا مبالغة في القول إنّها تبقى في الحصيلة حبرا على ورق. 3
أليس في هذا التركيز استهداف المسيحية عبر استهداف الكنيسة، باعتبارها من أديان الوحي الإلهي، لتشمل مقولة التناقض المزعوم بين الحرية -لا سيّما حرية الرأي والتعبير- وبين الدين، سائر أديانِ الوحي دون تمييز .. بل لتشمل الإسلام تخصيصا، فهو الذي يتناول سائر ميادين الحياة، ولا يفصل بين مجال شخصي ما وبين السياسة التي لا تترك مجالا من المجالات دون توجيهه، بما في ذلك المجالات الشخصية للإنسان.4
فيعد تحري الانطلاق من المبادئ الإيمانية والأخلاقية في الإفادة من الحرية حصنا منيعا يقي من الأضرار الناتجة عن تنحيتها، وتحكم أهواء ومصالح ضيقة الأفق فيها؛ تفسد أكثر مما تصلح، وتوصل إلى انسداد خطير أمام التواصل الخير بين الشعوب؛ وهو جهل –لا شك – بالأهداف النافعة بين الأمم على اختلافها؛ والتي أكد عليها الإسلام بشموليته مكانا وزمانا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها؛ فلا ينبغي –أبدا- التعويل فيها على جهلة يفسدون بجهلهم تحقيق الهدف الإنساني بدعوى حرية التعبير ...
وتبقى الجهود التي تبذل بعيدة عن مبادئ تحفظها غير مأمونة العواقب؛ ولو على المدى البعيد؛ فمع أن الحرية في الغرب أعطت فوئد لا بأس بها إلا أن انفلاتها من المبادئ المحصنة لها قد أثبت تخلفها عن وظيفتها في خضم الاحتكاكات المتعددة وهي تقترب الآن من الاحتضار لأنها أُخضعت لأهواء ومصالح قاصرة تحكمت فيها، وخلعت عنها الحيادية التي هي بمثابة العنصر المهم فيها لتعميمها ... وأضحى فرضها بالقوة غير مجدٍ فقد فقد صاحب القوة المصداقية عند توظيفه إياها ضد الآخر ... إن امتهان الدين وحملته وعلى رأسهم الأنبياء عليهم السلام باسم الحرية عرّى القيمة الحقيقية للحرية لفقدها عنصر المبادئ، والتحاكم إلى المنهجية السليمة المنبثقة من دين الله الذي لا يخضع لأي من انحرافات الإنسان؛ إن المنهج الرباني يصبغ الحياة كل الحياة هدفا ووسيلة وأسلوبا بما يحقق للإنسان سعادة لا تبيد؛ وهذا الشمول والاستغراق حددته النصوص الربانية منها على سبيل المثال قوله تعالى {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْعَالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) 5
ولهذا فإن الآيات التي قبل هذه الآية:
تنعى على من سعى للإضرار بالوحدة المبنية على الدين الحق. و تثني على تحيق الحسنة ومقاطعة السيئة، وتدعو إلى الالتزام بمنهج الله كونه الصراط المستقيم والدين القيم؛ فذلك ملة الأنبياء وعلى رأسهم إبراهيم عليه السلام ... قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159) مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (160) قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161)} 6
وتقرر الآيات بعدها انفراد الله بالربوبية؛ بالإنكار على المنحرف عن ذلك، وتقرير الجزاء المبني على كلي الاتجاهين، وتحمل تبعة ذلك ثوابا وعقابا على المخالف دون سواه؛ وهذا كله يعين على اختيار الوجهة التي يئول إليها عاجلا وآجلا بنفسه ... وكل ذلك يعين على تماسك الناس حول الوحدة على دين الله ... قال تعالى: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (165)}.7
_______________________________________________
1 - أنظر: نبيل شبيب، الحرية الغربية الجذور والمنطلقات (إسلام أون لين .. 2006/ 02/22)
2 - المرجع السابق
3 - المرجع السابق
4 - المرجع نفسه
5 - سورة الأنعام.
6 - سورة الأنعام
7 - سورة الأنعام(/)
العبادة في زمن الفتن محاضرة يلقيها فضيلة الشيخ د/ عبد الكريم بن عبد الله الخضير
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[13 Apr 2006, 02:40 م]ـ
(العبادة في زمن الفتن)
محاضرة يلقيها فضيلة الشيخ الدكتور
عبد الكريم بن عبد الله الخضير
وذلك مساء هذا اليوم الموافق 15/ 3 / 1427 هـ
في جامع الأمير فيصل بن فهد
بحي الملقا
علما أن هذه المحاضرة ستنقل وعلى الهواء مباشرة
عبر الأقمار الصناعية
والشبكة اللاسلكية لعدد من المساجد
وفي موقع البث الإسلامي على الرابط التالي:
http://www.liveislam.net/browsesubje...ion=listen&sid
ـ[رشا عصر]ــــــــ[14 Apr 2006, 01:17 ص]ـ
الموافق 15/ 3 / 1427 هـ
هذا التاريخ لاهو ميلادى على جنب ولا هو هجرى على جنب
بارك الله فيكم(/)
بيان من العلماء (البراك-الجبرين-الراجحي) في وجوب استمرار المقاطعة
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[13 Apr 2006, 05:53 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فقد تعالت في الآونة الأخيرة أصوات مطالبة برفع المقاطعة عن بعض الشركات الدنمركية القوية بناء على استنكارها أخيراً لما نشر في الرسوم الساخرة بالنبي صلى الله عليه وسلم وموقف حكومتها من ذلك؛ وتأثرا بهذه المطالبة فقد تراجع بعض التجار الكبار ـ هداهم الله تعالى ـ عن مقاطعة هذه الشركة، الأمر الذي ساء المنتصرين للرسول صلى الله عليه وسلم بسلاح المقاطعة، وسر الشركات الدانمركية والمتضامنين معها، هذا مع أن حكومة الدانمرك لا تزال مصرة على عدم اكتراثها بما حدث.
وعليه فإننا نوصي عموم المسلمين ونخص التجار والشركات بالاستمرار على المقاطعة؛ لأنها السلاح المستطاع الذي ظهر أثره في ردع المعتدين، وجعلت من الدانمرك عبرة لدول عديدة وأسهمت في توحيد الصف الإسلامي.
كما ننصح إخواننا الذين دعوا إلى رفع المقاطعة عن هذه الشركة إعادة النظر في بيانهم.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الموقعون
ـ فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك
ـ فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين.
ـ فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي.
ـ[رشا عصر]ــــــــ[14 Apr 2006, 01:14 ص]ـ
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
لابد من المقاطعه فهى حل عملى يؤتى ثماره لارهابهم(/)
من يعرف الشيخ فتحي الموصلي؟
ـ[التجيبي]ــــــــ[14 Apr 2006, 02:36 م]ـ
جزاكم الله خيرا من يعرف الشيخ فتحي الموصلي(/)
:::::::: عاجل للأهمية:::::::::::
ـ[خادمة العقيدة]ــــــــ[14 Apr 2006, 10:38 م]ـ
السلام عليكم رحمة الله وبركاته
أخواني في الملتقي لقد استفدت كثيرا من ردودكم بشأن إختيار موضوع الماجستير
الذي انا بصدده الآن وبعد التأكد من المركز الملك فيصل للدراسات و البحوث
تبين انه لم يكتب بهذا العنوان
(منهج اللالكائي وجهوده في تقرير عقيدة السلف والدفاع عنها من خلال كتابه شرح أصول إعتقاد أهل السنة والجماعة)
الذي قام أحمد بن سعد بن حمدان الغامدي بعمل تحقيق بهذا الكتاب لنيل درجة الدكتوارة.
وأنا أريد أن أعمل رسالة ماجستير أتناول فيها منهجه وجهوده
فأرجو المساعدة بأفكار ومقترحات لوضع الخطة
وبارك الله فيكم
ـ[خادمة العقيدة]ــــــــ[15 Apr 2006, 08:13 م]ـ
السلام عليكم
أخواني
أين مساعدتكم
ـ[الجكني]ــــــــ[16 Apr 2006, 11:30 م]ـ
السلام عليك يا أختى أقترح عليك الاتصال بمحقق الكتاب أولاً وعرض الفكرة عليه لأنه فى تقديرى أقرب الناس للموضوع بحكم معيشته مع الموضوع فترة زمنية طويلة،وتمنياتى لك بالتوفيق
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[16 Apr 2006, 11:45 م]ـ
أختي الكريمة:
ما تطلبينه سهل ويسير, كل ما عليك عمله هو:
تحديد الرسائل المشابهة لبحثك , وما أكثرها , ومن ثم الحصول على الخطط البحثية لها , وبعد تصورك للطريقة المناسبة تبدئين بالقراءة في كتابك الذي اخترتيه , واستخراج ما تريدين.
وفقك الله.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[17 Apr 2006, 11:47 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
أولاً: أظن أنَّ دراسة جهود عالم من خلال كتاب واحد قد يكون فيها بعض القصور؛ سيَّما إن كان له أكثر من كتاب في الفنِّ الواحد.
وعليه: فلو كان (جهود اللالكائي رحمه الله في تقرير عقيد السلف من خلال كتبه) لكان أجود، وليست كتبه بالكثيرة.
ولقد خرجت قبل بضعة أشهر رسالة دكتوراه للدكتور وليد العلي بعنوان (منهج الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله في تقرير توحيد الأسماء والصفات) (ثلاثة مجلدات) فاستوفى جميع كتب الإمام رحمه الله وهي كثيرة.
ونالت بتقدير (ممتاز مرتفع مع مرتبة الشرف الأولى)
وغيرها.
فأظن أنَّ الأمر مع الإمام اللالكائي أيسر بكثير.
وثانياً: ما ذكره الشيخ الدكتور أحمد البريدي وفقه الله جميل؛ بيد أن هذا سينحى بك إلى التقليد والمحاكاة لتلك الرسائل! ثم الخطط من كتاب لاخر قد تختلف.
وما أظن هذا بالجيِّد في الدراسات العليا؛ إذ المتوقع من الطالب ان يأتي بالجديد في الخطة، والطرح، والتقسيم، والأراء.
والذي يظهر لي _ وقد أكون مخطئاً _ أن الابداع والتفنُّن يكمن في:
1_ قراءة الكتاب أكثر من مرة قراءة متأنية؛ حتى يهضم ما في الكتاب ويصبح الكاتبُ مستوعباً مادة الكتاب، ثم عدم الاستهانة البتة في أيَّة فكرة وضرورة تقييدها في بطاقات أو ملزمات والثاني أحسن.
2_ محاولة التعمَّق والنظر واستخراج المُلَحِ والدقائق، وربطها بين كتبه ذات الموضوع الواحد إن وجدت. ثم التنسيق والتألف بينها، بالمنهج العلي للبحث المتميز.
3_ من خلال قراءة الكتاب ستعرض أفكار وخطط، وستخرج إبداعات وأشيئا لم يُسبق لها، وقد تكون معلومات (بِكْرية = جديدة) مما فَتح الله به على الباحث المُجِد؛ فيحسن به استغلالها وتوظيفها في المكان المناسب.
بعد ذلك كله، بإمكان الباحث أن يرسم خطة هيكلية للكتاب ممتميزة (مناسبة متخصصة للكتاب) بعد أن سبر الكتاب وعرف مداخله ومخارجه وما فيه من مسائل بحاجة لإبرازها عن غيرها، مع ما سيلحقه من تعديل أو حذف مع المشرف على الرسالة.
مع ضرورة الأخذ بالمشورة من أهل الاختصاص، وعلى رأسهم محقق الكتاب جزاه الله خيراً، وكذا ما ذكره الشيخ أحمد وفقه الله.
والبحث أيضاً عمَّن تناول منهج الإمام اللالكائي رحمه الله في الجوانب الاخرى إن وجدت.
وفقكم الله ونفع بكم الإسلام والمسلمين.
والله أعلم
ـ[عماد الدين]ــــــــ[17 Apr 2006, 12:09 م]ـ
وأين الجديد والإبداع في التعليق على كتاب أو تحقيق كتاب ...
في ظني مثل هذه الأمور تناقش كبحث أو ورقة عمل أو مقال
أما كرسالة ماجستير أو دكتوراة ... بصراحة فيها مبالغة
ـ[خادمة العقيدة]ــــــــ[17 Apr 2006, 01:47 م]ـ
أخواني في الملتقي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم جميعا
وأشكركم علي حسن مساعدتكم لي
فأنار الله دروبكم وأضاءها بنور الإيمان
ولكن لي رجاء منكم أ،
من أستطاع أن يساعدني في معرفة رقم جوال أو هاتف المحقق وأسمه هو:
د. أحمد بن سعد بن حمدان الغامدي
ولكن الإمام اللالكائي له فقط كتابين تم تحقيق كل منهما
وهما: (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة - والتابعين ومن بعدهم)
و الثاني: (كاشف الغمة في اعتقاد أهل السنة لأبي القاسم اللالكائي) وهو إختصار للكتاب الأول.
ولا يوجد غيرهما.
وبارك الله فيكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[17 Apr 2006, 01:59 م]ـ
وأين الجديد والإبداع في التعليق على كتاب أو تحقيق كتاب ...
في ظني مثل هذه الأمور تناقش كبحث أو ورقة عمل أو مقال
أما كرسالة ماجستير أو دكتوراة ... بصراحة فيها مبالغة
أخي الكريم التحقيق هو من أبدع ما يفعله طالب العلم لأسباب:
أولاً: إخراج نص من عالم كتبه في الماضي ثم اندثرت كتابته إلا من أرفف دور المخطوطات.
ثانياً: أن التحقيق كما يتفق عليه كثير من الأكاديميين الذين لهم خبرة في هذا المجال أصعب كثيراً من الكتابة ابتداءً لأنك معلق بنص غيرك فتريد أن تخرجه كما يريد هو لا كما تريد أنت.
ثالثاً: أن نفاسة وثراء معلومة الطالب من نفاسة وثراء معلومة النص المحقق.
رابعاً: أن الطالب الذي يشتغل بالتحقيق يقرأ ويقارن ويدقق ويكرر المسئال وبهذا تتكرر عليه فوائد كثيرة.
رابعاً: أن مخرج نص الكتاب - إن كان نفيساً - قد أسدى للأمة جميلاً يشكر عليه ومن طالع جمع ابن قاسم رحمه الله وابنه لفتاوى الشيوخ ابتداءً بشيخ الإسلام فقد عرف قيمة التحقيق.
خامساً: أن الإبداع في الرسائل العلمية في الموضوعات النظرية غير معلق بالاختراع بل منه جمع المفترق وضمه، وتحليل المجتمع، وغير ذلك ...
فقط ,,, ولذكر الله أكبر ..
ـ[عماد الدين]ــــــــ[18 Apr 2006, 01:52 م]ـ
أخي الفاضل (عبدالله الميمان)
أشكر لك تعليقك
والنقاط (الست) التي ذكرتها ... وغيرها من المبررات معروفة
ولا أقلل هنا من أهمية التحقيق والإخراج والختصار والشرح
ولكن كل ما في الأمر أنني أرى أن مثل هذه الجهود ينبغي أن تنشر كبحوث للترقية بعد الدكتوراة أو كمطبوعات يستفيد منها الجميع ... لا لنيل الشهادات العليا
خذ كمثال: تفسير ابن كثير عليه رحمات الله ... كم من المسلمين طبعه وباعه وجنى منه الثروات وكم من طالب علم حصل على المؤهلات بسبب تحقيقه أو اختصاره ... كل هذا والمؤلف هو الإمام ابن كثير ... رحمه الله
وما زلت أقترح أن يبذل طلاب العلم الجهود وأن ينظروا كيف يمكنهم إضافة الجديد لهذا الدين العظيم .. فقد كثرت الشهادات هذه الأيام ... من تحقيقات (كتب) السلف رضوان الله عليهم
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[18 Apr 2006, 02:53 م]ـ
أنا شخصياً رسالتي الماجسير ليست تحقيقاً لكتاب ومع ذلك فلا زلت أخي الفاضل أتساءل وماذا يكون إذا كثرت الرسائل من التحقيق؟ التحقيق اتجاه علمي صحيح في العلوم النظرية وأما قضية جني الثروة فلا علاقة لها بالمحقق أو المؤلف وإنما هي راجعة لقوة الكتاب وشعبيته لدى المجتمع،
كذلك في نظري بالنسبة للبحث الجامعي لايفرق بحث الترقية عن الرسالة الجامعية من إلا من حيث الضخامة لا من حيث نوعية العمل، فكلاهما يطلب فيه الجدة والابتكار.
هذا في نظري والله تعالى أعلم ..
وفقك الله.
ـ[عماد الدين]ــــــــ[18 Apr 2006, 03:37 م]ـ
أخي العزيز
جني الثروة على حساب مؤلفات السلف ... هي التي فيها النقاش
وعندي بنفس المنطق ... الحصول على الشهادات ... من تحقيق أو تنميق مؤلفات السلف
أشكرك مرة أخرى
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[18 Apr 2006, 07:45 م]ـ
لم أفهم أخي الكريم ما ذا في (وعندي بنفس المنطق ... الحصول على الشهادات ... من تحقيق أو تنميق مؤلفات السلف)؟؟
هل هو معيب؟!
ـ[عماد الدين]ــــــــ[19 Apr 2006, 04:37 م]ـ
أخي عبدالله
أشكر تواصلك ... أولا
وثانيا ... المقصود من كلامي .. أن الناس قل لديهم الإبداع (الحقيقي) في يقومون به للحصول على الشهادات العليا في الدراسات (الشرعية) ... دعك مما يحصل في الدراسات النظرية الأخرى ..
فقل بالله عليك ... هل يجوز أن أشتري تفسير ابن كثير بخمسين ريال ... وتذهب لشخص لم يؤلف هذا الكتاب .. سواء كان ناشرا أم محققا أم مختصرا؟(/)
حوار مع دينار
ـ[ام احمد]ــــــــ[14 Apr 2006, 11:43 م]ـ
http://www.fotosearch.com/comp/sby/sby062/2937mny1.jpg
رأيت فقيراً مقطعّ الثياب، كبيراً بالسن، يبدو عليه آثار الجوع والعطش.
رأيته مستلقياً على عتبة البنك، وقد استغرق في نوم عميق، وكانت أشعة الشمس تدنوا منه قليلاً قليلا حتى وصلت إلى صدره، وهو لا يشعر بحرارتها.
وقفت عنده أنظر إليه وأتأمله، وأقول في نفسي: «سبحان الله! إن بين هذا الفقير وخزينة المال بضعة أمتار، إننا والله نعيش في عالم المتناقضات».
أدخلت يدي في جيبي، فأحسست بحركة غريبة فيه، أمسكت الذي يتحرك في جيبي وأخرجته، وفوجئت عندما رأيته «ديناراً».
فقلت له: لماذا تتحرك في جيبي؟
الدينار: أنا في جيبك منذ زمن بعيد، وأنت لم تتعامل معي وفق هدف وجودي.
قلت: وما هدف وجودك يا دينار؟!
الدينار: هو الإنفاق على أهلك ووالديك، وقضاء حاجتك الشخصية وحوائج المسلمين، من تفريج كربة، وإعانة مدين، وتوسعة على يتيم، وغيرها من وجوه البر والخير.
قلت: وكيف جئت إليّ يا دينار؟!
الدينار: إن لي قصة طويلة، فقد انتقلت بين أيدٍ كثيرة، فالأول اشترى بي خمراً، والثاني اشترى بي فلماً مخلاً للأدب، والثالث دفعني رشوة لآخر، والرابع اشترى منك بضاعة فوصلت إليك، وكل هؤلاء كانوا عبّاداً للمال، ولا أعرف عنك أي شيء بعد.
قلت: وكيف علمت أن هؤلاء هم عبّاد المال؟
الدينار: من طريقة تعاملهم معي، وأنهم كانوا لا ينفقونني في سبيل الله ولهذا قال الحسن البصري - رحمه الله -: «لكل أمة وثن يعبدونه، وصنم هذه الأمة الدينار والدرهم» (1).
وأنت يا صاحب إن لم تصرفني في وجوه الخير فسأحرقك باسمي.
قلت مستغرباً: ماذا تفعل؟
ستحرقني بإسمك؟!! وكيف ذلك؟!!
الدينار: إن أول اسمي «دين» ليذكرك بحقوق دينك عليّ وآخر اسمي «نار» ليحرقك إن كنزتنى أو أنفقتني بالحرام.
قال تعالى {والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم، يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوي بها جباههم وجنوبهم وظهورهم، هذا ما كنزتم لأنفسكم، فذوقوا ما كنتم تكنزون} (2).
قلت: إن شأنك لخطير يا دينار!
الدينار: نعم إن لي شأناً كبيراً، فأحسن معاملتي، حتى لا يعذبك الله بسببي، وانظر إلى اللذين
كنت عندهم كانوا يزرعون السيئات ويرجعون الحسنات، هل يجتبني من الشوك العنب؟
فاحذر أن تسير على دربهم، وهذا فقير أمامك إدفعني إليه وسأكون شاهداً لك يوم القيامة إن شاء الله.
واحرص على أن يكون عندك بعد ذلك شعور «ابن عينيه».
قلت: وما هو شعور «ابن عينيه»؟ ومن هو «ابن عينيه»؟
الدينار: إنه أحد التابعين، وكان اسمه «سفيان ابن عينيه» وكان مشهوراً بالإنفاق وحب الخير، حيث يروي لنا أحد أصحاب فيقول: «كنت أمشي مع سفيان بن عينيه إذ أتاه سائل فلم يكن معه ما يعطيه، فبكى.
فقلت: يا أبا محمد ما الذي أبكاك؟
قال: أي مصيبة أعظم من أن يؤمّل فيك رجل خيراً فلا يصيبه» (3)
قلت: سبحان الله، إنه لشعور رقيق جداً.
الدينار: هكذا فكن، واستغل مواسم عمرك، ولا تفرط في شبابك حتى يضاعف الله أجرك.
قلت: وهل هناك فرق بين من يتصدق في شبابه أو في هرمه؟
الدينار: نعم فقد «جاء رجل إلى النبي [فقال: يا رسول الله: أي الصدقة أعظم أجراً»؟.
قال: أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر» (2).
ومعنى صحيح شحيح: «أي أن من يكون صحيح البدن فإنه غالباً يكون شحيحاً أي بخيلاً بالمال لأنه يجد للمال وقعاً في قلبه لما يأمله من البقاء فيحذر مع الفقر.
وقال ابن بطال ولما كان الشحّ غالباً في الصحة فالسماح فيه بالصدقة أصدق في النية وأعظم للأجر بخلاف من يئس من الحياة ورأى مصدر المال لغيره» (4).
قلت: والله لقد فتحت عليّ أبواباً كانت مغلقة، فجزاك الله خيراً.
ثم عاد وقال: ولكن ألا تعتقد أنك فتنة في هذه الحياة الدنيا؟
الدينار: بالتأكيد أنا فتنة فكم من عالم قد فتن بي؟
وكم من زاهدٍ قد فتن بي؟
وكم؟ وكم؟ كلهم كانوا صرعى الدنانير والدراهم، وإنك لترى أحياناً بعض الدعاة ملتزمين بالسنة في الملبس والمشرب ولكنهم لا يتحملون بريق الدينار، ولا صوت الدراهم.
قلت: وكيف ذلك؟!. وأنت تقول أنهم ملتزمين!!
الدينار: إنها الفتنة يا صاحبي. فإنك لم تبصرها بعد.
وأسمع إلى قول الشاعر يصف ذلك:
لا يغرنْكَ من المرء قميص رقعه
أو إزارٍ فوق عظم الساقِّ منه رفَعَهْ
أو جبني لاج فيه أثر قد خلعه
أرِه الدرهم تعرف حبه أو ورعه
قلت: صدقت يا دينار، أسأل الله أن يغنيني ولا يفتنّي.
الدينار: والآن إدفعني إلى هذا الفقير حتى يحبك الله، وأكون سبباً في إطفاء غضب الله عليك، ويجازيك على ما فعلت.
قلت: حسناً.
ثم جلس بقرب الفقير، ووضعت يدي على صدره، وقلت له: يا هذا .. يا هذا .. فقام فزعاً وفتح عينيه.
فقلت له: لا تخف إني رجلٌ محسن، وهذا دينار فخذه ليعينك على نوائب الدهر.
فجلس ورفض أن يأخذ الدينار وقال: أنا لست متسوّل ..
قلت: أعرف ذلك، ولكنه في حاجة إلى المال.
فأخذ مني الدينار وقال: جزاك الله خيراً .. ثم أخذ يردد:
إجعل المال إلى الله زاداً
واجعل الدنيا طريقاً وحسراً
إنما التاجر حقاً يقيناً
تاجرٌ يربح حمداً وأجراً
للاستاذ جاسم المطوع
اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا الى النار مصيرنا ولا تسلط علينا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا
اللهـ امين ــــم(/)
مساعدة لطالب علم ....
ـ[محمد الشامي]ــــــــ[15 Apr 2006, 09:53 م]ـ
السلام عليكم
هل لكم أن تدلوني على موقع أو رابط فيه ختمة كاملة (حصراً) وليس أجزاء (لأي قارئ)
1 - برواية شعبة عن عاصم
2 - برواية هشام عن ابن عامر
3 - برواية ابن ذكوان عن ابن عامر
و الدال على خير له مثل اجر فاعه .... وجزاكم الله خيراً
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Apr 2006, 10:17 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أولاً: رواية شعبة عن عاصم. يمكنك الاستماع إليها بصوت الشيخ أحمد الحاج قاسم، والشيخ عادل الكلباني، والشيخ أحمد المعصراوي، والشيخ عبدالرشيد بن الشيخ علي صوفي، والشيخ مشاري العفاسي.
ثانياً: رواية هشام عن ابن عامر، يمكن الاستماع إليها بصوت الشيخ أحمد المعصراوي.
ثالثاً: رواية ابن ذكوان عن ابن عامر، يمكنك الاستماع إليها بصوت الشيخ أحمد المعصراوي.
كل ذلك تجده على هذا الرابط من موقع الشبكة الإسلامية ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=rewayat) .
كما تجد في موقع إذاعة طريق الإسلام ( http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&sorting=rewaya) ما قد يفيدك إن شاء الله.
ـ[محمد الشامي]ــــــــ[18 Apr 2006, 08:00 م]ـ
جزاك الله خيراً .... ولكنني أريد ختمة كاملة .... رجاءً ... لطالب علم
وجزاكم الله الجنة ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Apr 2006, 10:06 م]ـ
وإياك.
كنت أظنها ختمة كاملة، وتبين لي الآن بعد المراجعة أنها ليست كذلك فمعذرةً.(/)
مضار السكر والمشروبات الغازية
ـ[ام احمد]ــــــــ[16 Apr 2006, 12:21 ص]ـ
بسـ الله الرحمن الرحيم ـــم
السـ عليكم ورحمة الله وبركاته ـــلام
اخواني واخواتي الاكارم كما وعدتكم اني ساقوم بطرح محتويات ومضار بعض الممنوعات
ابداءها بالحلو الخطير (السكر والمشروبات الغازية)
يمرالسكر بعمليات تكرير تفقده كل المواد المغذية بما فيها الفيتامينات و المعادن و الانزيمات ليصبح السكر ابيضا
فتجعله غير متوازن فيستهلك الجسم مخزونة من هذة المواد المهة (التي معظمها مخزنة بالكبد) حتى يصبح قادرا على تخليص الجسم من السكر الذي يرهقة
هل يفيد تناول السكر عند الارهاق؟
ان تناول السكر سوف يعطيك كمية كبيرة جدا من الطاقة بوقت قصير جدا
تستهلك بزمن قياسي و ترجع الى ارهاق اكبر من ارهاقك القديم حيث ان الجسم بذل مجهود كبير في عملية التصرف بهذة المادة التي تسبب ارباك بنظام الجسم
هل السكر الاسمر اقل ضررا؟
السكر هو السكر
يحتوي على نفس مضار السكر الابيض لانه اكتسب اللون الاسمر عند اضافة نوع من الدبس عليه
المحليات الطبيعية و انواع المحليات المركزة المصنوعة من الفاكهة او القصب تبخير عصير الفاكه يترك محلي طبيعي شديد الحلاوة هو عبارة عن 99.99% جلوكوز
اما تفكيك انواع الخضار او الحبوب لكي نحصل على ابسط عناصرها (مثلا دبس الرز) فيضل الناتج حلو المذاق و لا يختلف عما سبق ذكره.
جدر بالذكر هنا ان جميع انواع المحليات حتى الطبيعي 100% منها تمر بعمليات تصنيع كثيرة و طويلة و نظام العودة الى الطبيعة بعيد عن التعقيد الذي صنعه الانسان
ينصح بحسن الاختيار و تقليل الاستعمال و الاكتفاء بصنع الحلويات بالمناسبات المميزة المهة و الاستغناء قدر المستطاع عن استخدام السكر
هل تناول الشوكولاته مضر؟
ان الككاو كفاكهه اي بودره خالصه مفيده للجسم اما الشوكولاته المحلاة على شكل قطع شوكولاته فتعتبر ضاره لما اضيف اليها من سكريات ودهون ومواد اصطناعية ونكهات واصباغ
العقل يتغذى على الجلوكوز
يحتاج العقل الى الجلوكوز و لكن جسم الانسان يصنع ما يحتاجه من هذة المادة بالنسبة التي يحتاجها عن طريق عملية هضم الاغذية الطبيعية و الحبوب الكاملة و غيرها من الغذاء الكامل.
فالحبوب الكاملة مثل الارز يتفكك بعد هضمه و يصبح قطع صغيرة من الجلوكوز تدخل مجرى الدم بكل سهولة
فتستخدم من قبل الجسم بكل سهولة و يسر بالكمية المناسبة
المشروبات الغازية
تحتوي علىنسبة عالية من السكر بالاضافة الى الكاراميل و الملونات و النكهات و الفسفور الحمضي الذي يسبب العديد من المشاكل الصحية
اهمها منع الجسم من امتصاص الكالسيوم فتتسوس الاسنان و تضعف العظام فتؤدي الى الهشاشه
الفشل الكلوي
نقص الحديد في الدم
نقص الاكسجين في الدماغ
سكر اللاكتوز بالحليب
يحتوي الحليب على مادة اللاكتوز و هي السكر الموجود طبيعيا بالحليب
تمنع منه الحامل اذا كانت تعاني من غثيان وبلغم وتطريش لانه يزيد الحالة او من يعانون من غازات بعد شرب الحليب لضعف المعده لدى البعض من هضم هذا السكر وينصح تناول اللبن الزبادي لتعويض الكالسيوم لانه لا يحتوي على سكر اللاكتوز
ماهي مضار السكر؟
يضعف نظام المناعة في الجسم
تقلب المزاج و العصبية و الاكتئاب و الخوف و العدوانية و القلق الدائم
النشاط المفرط وعدم التركيز يرفع مستوى الادرينالين لدى الاطفال
الصرع و العديد من الامراض العصبية
يضعف البصر ومن اهم اسباب الصداع النصفي
السكر يغذي السرطان بالذات سرطان الثدي و البروستات
يجعل الجسم اكثر حمضية (نظام العودة الى الطبيعة يعمل على اعادة القلوية للجسم)
يسبب الامساك المزمن للبعض وعليه يساهم في تكون البواسير
شيخوخة مبكرة وسرعة النسيان وضهور تجاعيد مبكرة ومن اهم اسباب الامراض الجلدية كالاكزيما
يمنع امتصا ص الجسم للكالسيوم و الماغنسيوم مما يؤدي الى الهشاشة و تسوس الاسنان و اضعافها (لا دخل لهذا بتفريش الاسنان و تنظيفها)
من اهم اسباب امراض الرئة و الربو و سرطان الرئة ويزيد من كمية تراكم البلغم
امراض القلب و الكبد والبنكرياس التي تتأثر بارهاق الجسم بالسكر
يضعف افراز الانسولين بالجسم على المدى البعيد
حموضة اللعاب والروائح الكريهه والتهاب اللثة
اّلام الدورة الشهرية
يخفض نسبة فيتامين E بالجسم
انخفاض وزن المولود الجديد عند ولادته
يسبب الجفاف عند الاطفال الرضع
ارتفاع ضغط الدم
نقص الاكسجين في الدماغ
ترسب الدهون الثلاثيه (الترايجلسرايدز) بالجسم
الارهاق المزمن و الدوخة
يضعف قدرة الانزيمات على اداء وظائفها
يمنع امتصاص البروتين فيؤثر على نمو العضلات خصوصا للاطفال فترة النمو
القروح بانواعها ويسبب التهاب المفاصل
ولا ننسى انه عند تناولة بعد الوجبة فانه يزيد من افراز كمية الانسلين التي تحول الطعام الى مخزون من الشحوم فيكون من الصعب انقاص الوزن
وبالله التوفيق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضياء الإسلام]ــــــــ[19 Apr 2006, 12:00 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء أم أحمد على المعلومات الرائعة
نفع الله بعلمك
وأتمنى أن ترفقي الإيميل حتى يتسنى لنا أن نسألك
................................
فداك نفسي يا حبيبي يا رسول الله
ـ[ام احمد]ــــــــ[02 May 2006, 10:10 ص]ـ
بسـ الله الرحمن الرحيم ــــم
السـ عليكم ورحمة الله وبركاته ــــلام
الاخ الكريم ضياء الاسلام
ويجزيك الله بالخير الوفير اللهم امين
يمكنك اخي الكريم مراسلتي على بريد الملتقى بارك الله فيك(/)
طائر يسجد لله في المسجد الحرام أمام الناس (سبحان الله)
ـ[السيد محمد على]ــــــــ[16 Apr 2006, 06:11 ص]ـ
طائر يسجد لله في المسجد الحرام أمام الناس (سبحان الله)
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه القصة العجيبة جرت على لسان صاحبها وأنقلها كما هي:
يا إخوان حدثت لي هذه القصة العجيبة في الحرم المكي قبل رمضان الفائت
فقد كنت جالسا بعد صلاة العصر في صحن الحرم في الجهة المقابله لمرزام الكعبة
وكنت أقرأ القرأن، فوضعته بين يدي، وقلبت نظري الى الكعبه وما حولها
فسبحان الله ركزت ناظري على طائر من الطيور التي تطير في الحرم
من نوع يقال له على ما أعتقد السنونو يحوم في الحرم فإذا به يحط بجنبي مسافة مترين.
فوالله ياأخوان حدث شيء عجيب
قام هذا الطائر بلصق بطنة على الأرض، وفرش جناحيه على الأرض
وتوجه الى الناحية اليسرى من الكعبة الى جهة الصفا والمروة
فإذا به يعدل جسمه ويستقبل القبله تماما
فاستمر لهذا الحال لمدة 5 دقائق تقريبا
وأنا أشاهده باندهاش وهو يحني ويخفض طرف جناحيه مقابل الكعبة
فالتفت حولي لأرى: هل من أحد من الناس قد لاحظ هذا الطائر ويرى هذه الأعجوبة!!!
فسبحان الله لم أشاهد أحدا من الناس قد لاحظه، فكل مشغول بالقراءة والصلاة أو الحديث ..
وهو على هذا الحال
حدث شيء عجيب آخر
فقد رأيت صبيا في العاشرة يجري مسرعا وباتجاه الطائر، لم يكن يراه
ولكن عندما أراد وضع رجله على الطائر فإذا سبحان الله يقفز الصبي من فوق الطائر
دون أن يعلم أو يرى الطائر .. فقلت لنفسي لعلها صدفة!!!!
ثم يأتي شخص أخر يسير في اتجاه الطائر
وعندما وصل إليه فسبحان الله يتعثر الرجل عند وضع رجله على الطائر وينحني
إلى الجهة الأخرى ثم يكمل مسيره ..
فقلت لنفسي لعلها صدفة أخرى!!!!
وللمرة الثالثة يأتي رجل ثالث
عندما أراد وضع رجله عليه فسبحان الله تلقى هذا الرجل دفعه وانحنى إلى الجهة الأخرى
حتى أن الرجل تعجب ما الذي دفع به فسبحان الله
أيقنت أن هذا الطائر في حالة عبادة لله، وأن الله حفظه فسبحان الله ولا اله الا الله.
فعند عودتي للرياض سألت أحد رجال العلم
فقال لي: ربما كان الذي شاهدتة ملك من الملائكة قد تشبه بصورة طير
أو يكون من الطيور التي تصلي لله ولكن لانفقه نحن تسبيحهم ولاصلاتهم.,
### سبحان الله ###
منقول
ـ[ام احمد]ــــــــ[17 Apr 2006, 01:13 ص]ـ
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم عدد خلقك وزنة عرشك ورضى نفسك ومداد كلماتك وعدد ما في السموات وما في الارض وما بينهما وما تحت الثرى وكما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك سبحانك لا شريك لك
لك الملك ولك الحمد ولك الشكر عز جارك و جل ثنائك وتقدست اسمائك ولا اله غيرك
بارك الله فيك اخي الكريم(/)
وقفة تذكير
ـ[ام احمد]ــــــــ[16 Apr 2006, 05:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين ,,, وبعد:
فهذه وقفات قصيرة ومقتطفات سريعة نسأل الله ان تكون من القلب الى القلب وان ينفع بها,
كيف نتعلم هذا الدين ونفقه مقاصده؟
لابد من صفتين يتحلى بها الشخص الذي يريد ان يفقه مقاصد الدين وعلومه مع ملاحظة عدم الاستعجال في معرفة الحكمة من كل عمل والصفتين هما:
التواضع والمجاهده وكل ذلك موجود في قصة موسى عليه السلام مع الخضر عندما امره الله عز وجل ان بيحث عن الخضر الذي سيجده عند مجمع البحرين فقام موسى بالمجاهده والحركه باحثا عن مجمع البحرين الذي من علاماته انه سترجع الروح في الحوت الذي كان معه وتجاوز موسى مجمع البحرين وهو لا يدرى ان الحوت قد رجع الى الماء ولما علم بذلك رجع مباشرة يقص الأثر فوجد الخضر وهذا من اعظم المجاهده ثم قال للخضر [هل اتبعك على ان تعلمني مما علَمت رشدا] ولم يقل اني كليم الله وهذا من التواضع وعدم التكبر وبهذا استطاع موسى عليه السلام ان يحصل على العلم بهذه الصفتين وعلمه الخضر علم التقدير والحكمه فقد خرق السفينه وقتل الغلام وبنى الجدار وكل ذلك من النظرة الاولى كان خطأ في نظر موسى عليه السلام ولكن بين له الخضر الحكم المقصوده من ذلك واستفاد موسى عدم الاستعجال في الحكم على الامور وهذا ما نحتاجه في زمننا هذا.
ماذا نحتاج لتؤثر فينا عباداتنا؟
لابد ان نعرف ان الله عزوجل لايريد منا كثرة الاعمال بقدر ما يريد حسُن العبادة ولذلك تجد انك بعد الصلاه تقول (اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسُن عبادتك) ولم نقل وكثرة عبادتك, وكذلك يقول الله عزوجل في محكم التنزيل [الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا] ولم يقل اكثر عملا , ولذلك قال الحسن البصري ان ابا بكر ما سبقكم بكثير عمل ولكن بشئ وقر في القلب فنحتاج ان ننظر الى عباداتنا , هل نحن نؤديها بفكر الاداء ام بفكر الاحسان , وذلك يشمل الشعُب الخمس وهي (الايمانيات , العبادات, الاخلاق, المعاشرات, والمعاملات) فلابد ان تكون كلها بفكر الاحسان وهو ان تعبد ان الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
كيف نؤدي العباده بالإحسان؟
لو تأملنا سورة الفاتحه لوجدنا ان الله عز وجل لم يقل [إياك نعبد] الا بعد ان ذكر عظمته وربوبيته ففي بداية السورة قال تعال [الحمد لله] , من هو الله؟؟ فعرف بنفسه [رب العالمين, الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين] فمعرفتنا بالله اولا وتعظيمنا له ودخول خشيته في قلوبنا هذا هو الذي سيوصلنا الى حُسن العباده.
ولذلك لابد اولا ان نتعلم الايمان وتعظيم الله عن طريق التفكر في اسمائه وصفاته ومخلوقاته حتى تمتلئ قلوبنا بخشيته كما قال تبارك وتعالى [انما يخشى اللهَ من عباده العلماء].
ولو تفكرنا في كلام ابن عمر وكذلك ابن عباس الذي محتواه (تعلمنا الايمان ثم تعلمنا القران فازددنا بالقران ايماناً) لوجدنا ان هذا هو المراد الذي اشرنا اليه , وتأملوا يا أحبتي في الله في حالنا في الخلوات وكيف علاقتنا مع الله وهل نحن اذا خلونا مع انفسنا او في بيوتنا او في غرف النوم او في غفلة الناس نتأمل في عظمه الله ونتسأل هل ربنا راضي عنا؟ وهل نذرف الدمعات اذا تأملنا ان الله يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور وان الله يعلم ما تخفي صدورنا وما تبدي وان الله عزوجل محيط بنا خبير بما نعمل محصي لما فعلنا وان نسيناه فإن الله لا ينسى.
أخواني في الله علينا ان نرجع الى المنهج الذي ربى نبيننا محمد صلى الله عليه وسلم امته عليه ونتأمل في الحياة المكيه وما كان فيها خلال ثلاثة عشر سنه من نزول السور المكيه التي فيها تعظيم الله وتأصيل التوحيد واخراج المخلوق من القلب وتعظيم الخالق ولذلك نبذ الصحابه الاصنام والتوجه الى غير الله فتعلقت قلوبهم بالخالق ثم لما جاءت الحياة المدنيه كان عندهم استعداد لإقامة شرائع الدين دون تردد وبذل النفس والمال والوقت لإقامة الدين كاملا في العالم كله وهكذا لا بد ان نكون.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على اشرف الانبياء والمرسلين ,,,,
منقول(/)
نظرة يعقبها تسبيح فى ذل وإنكسار
ـ[عبدالله زايد]ــــــــ[17 Apr 2006, 07:17 ص]ـ
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبى بعده وآله وصحبه ومن أتبعه وبعد
نظرة إيمانية نتجول بها لحظات داخل المنظور من الكون والمقروء من كتاب الله (القرآن الكريم)
قال الله عز وجل (إن فى خلق السموات والأرض وأختلاف الليل والنهار لآيات لقوم لأولى الألباب)
وهذه النظرة تولدت فكرتها من الحوار مع اللادينية فى حوارها حول العرش. (فى منتدى التوحيد)
فقلت فى نفسى نستعرض المنظور من الكون حولنا إبتداءً
فإذا استوعبنا وأحاطنا بالمنظور فلنتجه بعد ذلك إلى ما وراء المنظور
وإذا عجزنا عن الإحاطة بالمنظور فنحن عما سواه أعجز
وإقصد بالمنظور هو مانراه بالعين من الكون سواء كانت الرؤية بالعين المجردة
أو من خلال المعدات التى سخرها الله لنا
ولست أقصد بالنظرة الرؤية وحسب لا ولكن مايترتب على هذه النظرة
وسأعتمد على بعض المعلومات العلمية فى الإعجاز العلمى
وسيكون مصدر النقل هو إما من مقالات ومحاضرات الدكتورزغلول النجار
أو الدكتور أحمدشوقى ابراهيم وهومن علماء الإعجاز العلمى فى مصر
الكون متسع أمامنا والجزء المنظور من السماء الدنيا قدره العلماء بحوالى
24000 مليون سنة ضوئية وهو الجزء الذى أستطاع العلماء الإحاطة به
أقف عند الرقم24000000000 هل تعرف ماذا يعنى هذا الرقم عند كتابته مفصلاً
يعنى التالى 24000000000 مضروبا فى 365وهى عدد أيام السنة
فى 24 وهى عدد ساعات اليوم
فى 60 عدد الدقائق فى الساعة
فى 60 وهى عدد الثوانى فى الدقيقة
فى تقريباً300000 كيلو متر وهو سرعة الضوء فى الثانية الواحدة
هل تستطيع قراءة الناتج مفصلاً؟!!!! فما بالك بالخلق نفسه
وهذا الجزء المنظور من السماء الدنيافقط وليس كل السماء الدنيا
وتستشعرمدى القوة والقدرة المطلقة والأتقان المحكم
حين ذاك تقف أمام قول الله سبحانه (والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون)
فى محاضرة مسموعة د/أحمد شوقى قال فى تعليق على أن أقرب نجم إلينا على بعد أربع سنوات ضوئية وطرح سؤالا على الحضور فهل تعرف ماذا يعنى هذا؟
وأجاب قائلاً: معنى ذلك انك ترى حال ذلك النجم منذ أربع سنوات وليس الآن
وقد يكون هذا النجم قد انفجر الآن وذهب منذ 3 سنوات
ولكنك لم ترى ذلك بعد لأن ضوء الإنفجار لن يصل إلى عينيك إلا بعد 4 سنوات من الإنفجار
يعنى الأمر ببساطة شديدة أن ما تراه وأنت متأكد من رؤيته قد يكون قذ ذهب من زمن
فما بالك بما هو أبعد عنا .... 24000 مليون سنة ضوئية قد يكون انفجر وذهب منذ 21000 مليون سنة ولكنا ما زلنا نراه الآن أمام أعيننا وهو غيرموجود ومنذ 21000مليون سنة!!!!!
ويبقى الزمن امر نسبى لما يقاس به
ويبقى العلم المطلق لله رب العالمين وحده لاشريك له
ونحن مازلنا نتكلم عن عالم الشهادة
وفى مقالة للدكتور زغلول فى الأهرام تكلم فيها عن الآية (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً .... )
تكلم عن أزمنة مجموعتنا الشمسية فقال:
سنة الشمس225 مليون سنة من سنين الأرض
سنة عطارد24, من السنة الأرضية
سار على هذا المنوال لكل كواكب المجموعة حتى وصل
لكوكب بلوتو فقال سنته تساوى247.70 سنة أرضية
ومعنى ذلك لو أن هناك حياة يكون الطفل الذى عنده 10 سنوات عندهم
يساوى عندنا من عنده2470 سنة ...... !!!!!
و الأرض تدور حول نفسها بما يعادل 1960 ك. م فى السنة
وتدور حول الشمس بما يعادل106000 ك. م /ساعةونحن لانشعر
والخلاصة من عالم الشهادة الذى نراه ونعيشه
أن ما نراه من أجرام قد يكون ذهب ونحن نراه وهو غير موجود
وهذا حقيقة لايستطيع أن يجادل فيها أشد اللادنين تطرفاً
وتنطلق الأرض بنا حول الشمس بسرعة رهيبة 106000 ك. م/ساعة
ونحن لانشعر!!!!!
ولو افترضنا أن هناك حياة على الشمس
لكان عمر الطفل الذى يبلغ عاماً هناك
يعادل عمر من يعيش على الأرض وعمره 225 مليون سنة!!!!!!!؟؟؟
ونحن نطالع كتاب ربنا نجد (الذى خلق سبع سموات طباقا ما ترى فى خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصرهل ترى من فطور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير)
(قل انظروا ماذا فى السموات والأرض وما تغنى الآيات والنذر عن قوم لايؤمنون)
وحين ينظر بالعين المجردة وهويسير فى الأرض مدى صغر حجمه بالنسبة لما حوله
وحين ذاك يستشعر قول الله عز وجل
(ولاتمش فى الأرض مرحاً إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا)
فلا يملك إلا تسبيح المولى عزوجل تسبيح من يشعر بالعجز فى كل صغيرة وكبيرة
مقتدياً برسوله الكريم الذى حين دخل مكة منتصراً دخلها وتكاد لحيته تمس رحل البعير
تواضعاً لربه تبارك وتعالى الخالق العظيم سبحانه
حينذاك تسبح الجوارح لربها تبارك وتعالى وهو تشعر بالتقصير فى حق مولاها سبحانه
وهى تردد فى ذل وإنكسار ورغبة ورهبة لله رب العالمين
ربنا ما خلقت هذا سبحانك فقنا عذاب النار ..... فقنا عذاب النار
والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل .... اللهم أنصر الإسلام وأعز المسلمين
صلى الله على سيدنا محمد وآله ومن اتبعه والحمد لله رب العالمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يسرى خلف]ــــــــ[17 Apr 2006, 10:52 ص]ـ
حقا (وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ)
جزاك الله خيرا أخي الكريم ولكن لو تكرمت وذكرت لنا المصادر العلمية
حتى تتم الفائدة ولك جزيل الشكر
ـ[عبدالله زايد]ــــــــ[17 Apr 2006, 11:52 م]ـ
الحمدلله وحده والصلاة و السلام على من لانبى بعده وبعد
الأستاذ الفاضل/يسرى
جزاك الله خيرأعلى الثناء الطيب
أسأل الله تبارك وتعالى أن ينفعنا جميعا بالقرآن العظيم
وبالنسبة للمصادر اقول لك أولا انا لست متخصصا فى الأعجاز العلمى
ولكن تخصصى فى الأصول (التوحيد واصول الدين)
وما نقلته أغلبه من مصادره التى ذكرت
ما نقلته عن الدكتور زغلول النجارهو
فى مقالة لجريده الأهرام المصريةعدد 30/ 12/2002
ومانقلته عن الدكتورأحمدشوقى فهو من محاضرة مسموعة
ماقصدته من المقالة هو رقائق تشعرنا بالعجز لعلنا نفيق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والحمد لله رب العالمين(/)
سؤال ... يرحمكم الله
ـ[الهيتي]ــــــــ[17 Apr 2006, 11:51 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... أحمد الله تعالى أن وفقني ودلني الى هذا المنتدى المبارك ان شاء الله .. أخوتي الكرام ..
أنا صيدلي وعمري 27 سنة ,وقد وفقني الله الى التوبة ,وقد أديت فريضة الحج قبل سنتين.وألقا الله في قلبي حب العلم الشرعي (وخاصة القرآن الكريم).الاّ أنّي لا زلت أتخبط في سلوك الطريق الصحيح وما زلت لا أعرف من أين أبدأ في سلوك المنهج القويم في تعلم القرآن الكريم وعلومه, ولكني بدأت ولله الحمد منذ مدة في الحفظ وقد أتممت سور البقرة وآل عمران والنساء والمائدة وما زلت مستمرا في الحفظ أسأل الله تعالى أن يمن علي بحفظ كتابه وأن يجلعني وأياكم من أهله وخاصته أهل القرآن الكريم.
أخوتي الكرام أرجو مساعدتي فأنتم أهل خبرة وفرسان الميدان .. وجزاكم الله خيرا ...
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[17 Apr 2006, 04:39 م]ـ
أخي الفاضل. وفقك الله وأعانك
ونصيحتي لك أن تجتهد في إتمام حفظك لكتاب الله فهذه أهم خطوة في طريق الطلب
ثم راجع هذا الرابط ففيه بيان لما تريد
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=26&highlight=%DF%CA%C8+%E3%DE%CA%D1%CD%C9
أسأل الله أن يرعاك برعايته ويمن عليك بفضله
ـ[الهيتي]ــــــــ[18 Apr 2006, 05:48 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا صفوت ... ولكني عندما قرأت مموضوع الرابط أعلاه أزددت حيرة الى حيرتي.
فهلا دللتني على شئ أكثر تحديدا ,فأنا لا أجيد اللأختيار من بين المناهج المذكورة في رابط هذا الموضوع.
وجزاك الله ألف خير .....
ـ[ابو الروب]ــــــــ[23 Apr 2006, 11:06 ص]ـ
اخي في الله احفظ كتاب الله بتفسير هعلى يد عالم او عن طريق الاشرطة والاولى هي الاصل والبركة ان شا الله ثم خذ متنا مختصا في كل فن وادرسه على الطريقه السابقه ففي العقيدة كتاب التوحيد والواسطيه والطحاوية وفي الفقه اما الزاد اوغيم من المختصرات المشهورة عندكم حسب المذهب المنتشر ثم في النحو الاجرومية وفي مصطلح الحديث نخبة الفكر وفي الاصول الورقات وهكذا وحاول ان تدرس كل فن او فنين مع بعض فذلك ادعى للضبط واعلم ان طلب العلم يحتاج الى طول زمن وصبر شديد مع الحفظ على الوقت وسال الله لك التوفيق وانا معك ان كان عندك اشكال اخر والاخوة في النتدى نفع الله بهم والسلام عليكم
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[23 Apr 2006, 06:20 م]ـ
http://www.sharee3a.net/vb/showthread.php?t=1965(/)
والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه
ـ[حمدي باه]ــــــــ[17 Apr 2006, 12:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه
أعزائي أهل التفسير أهل الله وخاصته: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد طلب مني مشرفي أن أعرف كلا من علم التجويد وعلم الأصوات وأذكر الفرق بينهما وذلك من خلا ل بحثي الذي هو بعنوان: (الوصف الصوتي بين علمي التجويد والأصوات)
وقد استطعت أن أقدم التعريفا لكل من المصطلحين إلا أني لم أجد كتابا من الكتب التي اطلعت عليها خلال البحث يتطرق إلي التفريق بين المصطلحين مما جعلني ألجأ إليكم أنتم أهل الخير حتى تساعدوني بآرائكم واقتراحاتكم
في الفرق بين هذين العلمين (علم التجويد وعلم الأصوات) وجزاكم الله خيرا على مساعدتي وكان عونا لكم
أخوكم حمدي باه
http://www.az-customs.net/news/photo/Quran.jpg(/)
طائر يسجد لله في المسجد الحرام أمام الناس (سبحان الله)
ـ[رشا عصر]ــــــــ[17 Apr 2006, 03:22 م]ـ
طائر يسجد لله في المسجد الحرام أمام الناس (سبحان الله)
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه القصة العجيبة جرت على لسان صاحبها وأنقلها كما هي:
يا إخوان حدثت لي هذه القصة العجيبة في الحرم المكي قبل رمضان الفائت
فقد كنت جالسا بعد صلاة العصر في صحن الحرم في الجهة المقابله لمرزام الكعبة
وكنت أقرأ القرأن، فوضعته بين يدي، وقلبت نظري الى الكعبه وما حولها
فسبحان الله ركزت ناظري على طائر من الطيور التي تطير في الحرم
من نوع يقال له على ما أعتقد السنونو يحوم في الحرم فإذا به يحط بجنبي مسافة مترين.
فوالله ياأخوان حدث شيء عجيب
قام هذا الطائر بلصق بطنة على الأرض، وفرش جناحيه على الأرض
وتوجه الى الناحية اليسرى من الكعبة الى جهة الصفا والمروة
فإذا به يعدل جسمه ويستقبل القبله تماما
فاستمر لهذا الحال لمدة 5 دقائق تقريبا
وأنا أشاهده باندهاش وهو يحني ويخفض طرف جناحيه مقابل الكعبة
فالتفت حولي لأرى: هل من أحد من الناس قد لاحظ هذا الطائر ويرى هذه الأعجوبة!!!
فسبحان الله لم أشاهد أحدا من الناس قد لاحظه، فكل مشغول بالقراءة والصلاة أو الحديث ..
وهو على هذا الحال
حدث شيء عجيب آخر
فقد رأيت صبيا في العاشرة يجري مسرعا وباتجاه الطائر، لم يكن يراه
ولكن عندما أراد وضع رجله على الطائر فإذا سبحان الله يقفز الصبي من فوق الطائر
دون أن يعلم أو يرى الطائر .. فقلت لنفسي لعلها صدفة!!!!
ثم يأتي شخص أخر يسير في اتجاه الطائر
وعندما وصل إليه فسبحان الله يتعثر الرجل عند وضع رجله على الطائر وينحني
إلى الجهة الأخرى ثم يكمل مسيره ..
فقلت لنفسي لعلها صدفة أخرى!!!!
وللمرة الثالثة يأتي رجل ثالث
عندما أراد وضع رجله عليه فسبحان الله تلقى هذا الرجل دفعه وانحنى إلى الجهة الأخرى
حتى أن الرجل تعجب ما الذي دفع به فسبحان الله
أيقنت أن هذا الطائر في حالة عبادة لله، وأن الله حفظه فسبحان الله ولا اله الا الله.
فعند عودتي للرياض سألت أحد رجال العلم
فقال لي: ربما كان الذي شاهدتة ملك من الملائكة قد تشبه بصورة طير
أو يكون من الطيور التي تصلي لله ولكن لانفقه نحن تسبيحهم ولاصلاتهم.,
### [سبحان الله ###
منقول
ـ[ابوادم]ــــــــ[22 May 2006, 08:43 م]ـ
سبحان الله .. اخي العزيز ... لايوجد في مشاهدتك شئ من الصدفه انما هي ايه أراك الله فيها تبارك وتعالى ليزيد في ايمانك ... سبوح قدوس رب الملائكة والروح ......... نسألكم الدعاء.
ـ[البلاغية]ــــــــ[24 May 2006, 07:29 م]ـ
سبحااااااانك يا إلهي
شكرا لك أخي على هذا النقل الرائع
تحياتي ودعواتي لك
ـ[أبو ياسر]ــــــــ[27 May 2006, 05:04 ص]ـ
سبحان الله
جزاك الله خير على هذه القصة المؤثرة.(/)
من ربى الشيخ السعدي رحمه الله؟
ـ[علي الوشاحي]ــــــــ[17 Apr 2006, 09:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الكرام
في الفصل الماضي كانت لدينا مادة مناهج المفسرين
وتعرفنا على كثير من المناهج
ولكن عندما جئنا إلى الحديث عن منهج الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله
بدأنا الحديث في حياته وسيرته
فأفادنا شيخنا الفاضل الأستاذ الكتور عيادة الكبيسي
بأن الشيخ السعدي قد توفيت أمه وعمره أربع سنين وتوفي أبوه وعمره سبع سنين
وكان من قام على تربيته زوجة أبيه
حيث اعتنت به عناية فائقة ووجهته إلى طلب العلم
وعندما سألنا الشيخ عن مصدر هذه المعلومة قال بأنه قرأها في مقالات للشيخ السباعي بعنوان (حضارتنا وحضارتهم) في إحدى المجلات العلمية.
السؤال / هل هناك من إخواننا من يفيدنا عن هذا الموضوع، ومصادره في ذلك.
وفقكم رب البرية لما يحب ويرضى.
ـ[يسرى خلف]ــــــــ[18 Apr 2006, 02:03 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي
وما دام الإختيار قائم على أساس الدين فلا عجب
والله أسأل أن يسكنها فسيح جناته من أخرجت لنا هذا العالم الجليل
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Apr 2006, 02:27 م]ـ
ترجمة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله موجودة في كثير من كتب التراجم المعاصرة، مثل كتاب البسام (علماء نجد)، وغيره. كما يوجد ترجمة للشيخ في كثير من المواقع. ومنها:
- ترجمة الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي ( http://saaid.net/Warathah/1/sadi.htm) .(/)
فن التصفح والقراءة على الحاسب
ـ[إمداد]ــــــــ[18 Apr 2006, 02:46 م]ـ
فن التصفح والقراءة على الحاسب
إن القراءة على الانترنت تختلف عن القراءة على الورق .. والاختلاف يقع بشكل أساسي في الاتجاه النفسي والبصري للحصول على المعلومات من الصفحة.
فإن معنى كلمة "صفحة" تختلف بصورة كبيرة جداً على الانترنت .. فالصفحة - على الانترنت - ليست مقيدة بنفس الحجم أو الشكل الذي تجده في المطبوعات وبنفس العرض.
والقراءة على الحاسوب سيتغير أساليبها وطرقها تبعاً لتغير الحياة وتغير الحصول على المعلومات .. وستتوفر لنا أدوات أكثر تقدماً في البحث والتقصي .. وستحمل لنا سلبياتها وإيجابياتها.
- لا بد لك من معرفة التعامل مع المتصفحات .. أغلب المتصفحات الموجودة على الحاسوب:المتصفح Internet Explorer الموجود ضمن بيئة ويندوز ..
أو المتصفح Firefox الذي لقي استحساناً كبيراً في هذه الأيام لسهولته وأمانه الكبير.
تعرف على شريط الأدوات في المتصفح والأوامر الموجودة فيه ..
وهذه أهم الأوامر التي تساعدك على القراءة الصحيحة من الحاسب:
* من قائمة " ملف " - > " حفظ باسم ... ":
وهذا الخيار يساعدنا على حفظ الصفحة كاملة على الجهاز (لتصفحها بدون اتصال أو حفظها على قرص).
وسيظهر لنا خيارات أخرى لنوعية الحفظ أمام كلمة " حفظ كنوع ":الخيار الأول: حفظ الصفحة كاملة مع الصور.
الخيار الثاني: حفظ الملف كأرشيف مع الصور.
الخيار الثالث: حفظ النص فقط دون الصور.
الخيار الرابع: حفظ الملف على شكل ملف نصي.
- طبعاً إذا أردت أن تعدل على الصفحة أو تصحح خطأ لتحفظها لك ولغيرك وتحفظها للزمن .. يمكن أن تحرر الصفحة ببرنامج الفرونت بيج الموجود ضمن الأوفيس:
* من قائمة " ملف " - > " تحرير بواسطة Microsoft Office FrontPage "
* من قائمة " ملف " - > " طباعة ":
هذا الخياريطبع الصفحة كاملة ..
ومع تطور المتصفحات ومواقع الويب فإن الصفحة المطبوعة ستظهر بشكل آخر أكثر تنسيقاً عما هو عليه في الشاشة ..
ويمكنك معاينة الصفحة قبل الطباعة حتى ترى الصفحة على شكلها الأصلي بعد الطباعة.
* من قائمة " تحرير " - > " بحث (في هذه الصفحة) ":
وهذا الخيار يساعدك على البحث عن كلمة معينة وهي مفيدة في سرعة القراءة أو الوصول لهدف او قسم معين من الصفحة.
* من قائمة " عرض " - > " حجم النص ":هذا الخيار يمكنك من تكبير الخط أو تصغيره ..
* من قائمة " عرض " - > " ترميز "
إذا واجهتك مشكلة في الخطوط العربية ولم ترى إلا رموزاً غير مفهومة فما عليك إلا الضفغط على هذا الخيار ثم اختيار اللغة العربية ..
وهذه المشكلة تظهر غالياً في المواقع المصممة بلغة الـ html ..
- استخدم خاصية المفضلة في المتصفح الذي تستخدمه لتتمكن من الرجوع إلى المواقع المفضلة بسرعة وسهولة.
- اعرف جيداً أن المواقع تختلف بيئتها أو صفحاته فيما بينها بسبب طريقة البرمجة أو التصميم المستخدمة في الموقع .. وفي الغالب الروابط الرئيسية متفق عليها بين المواقع.
- حاول أن تتقن شريط التمرير الرأسي لتتنقل بكل سهولة ويسر + استخدام عجلات الفأرة
استخدام عجلة التنقل فوق - أسفل (وهي بين الزر الأيمن والأوسط لأغلب الفأرات).
- حاول أن تركز على هدفك من القراءة على الانترنت ولا يجرفك الانغمار في المعلومات وتتبع الوصلات (الروابط).
ركز ودقق وحدد هدفك واستخدم الموارد والتقنيات المتاحة للوصول لمرادك.
- مع تطور التقنية نرى وسنرى أمور أكثر تفاعلاً لمساعدتنا على القراءة والتصفح بكل سهولة ويسر.
- الطباعة:
استخدمها في الصفحات المناسبة لك ... قد تكون من الذين لا يحبون القراءة المتعمقة من الشاشة لعدة صفحات .. فالطباعة خير حل لك.
أو تستخدم الطباعة للاحتفاظ بالمذكرات والبحوث التي تخشى ضياعها ..
ولا تهدر الحبر فيما لا فائدة منه.
- استفد من خدمة الـ rss بقدر المستطاع لأنه توفر عليك الوقت في تتبع أخبار المواقع .. وهي تنتشر يوماً بعد يوم في المواقع العربية.
هناك قارئ لهذه الخدمة وتجلب لك الأخبار بسرعة وسهولة فماعليك إلا الضغط على العنوان ليظهر لك نصه كاملاً.
_____
القراءة على الحاسوب والتصفح فن بذاته .. له أدواته وأساليبه فحاول أن تعمل عقلك لتكتشف الأكثر والأفضل .. مع تمنياتي لكم بقراءة صحيحة سريعة مفيدة.
منقول من موقع العلم
ـ[ربيع أبوعليتن]ــــــــ[22 Apr 2006, 12:30 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معلومات قيمة ومفيدة ونتمنى أن تتواجد مثل هذه المواضيع في هذا المنتدى
بارك الله فيكم وسدد خطاكم(/)
إعلان عن مؤتمر (السنة النبوية في الدراسات المعاصرة) بجامعة اليرموك
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[18 Apr 2006, 04:06 م]ـ
الأخوة الكرام
نود إعلامكم بالخبر الآتي
اعلنت كلية الشريعة في جامعة اليرموك عن عقد مؤتمر بعنوان
السنة النبوية في الدراسات المعاصرة
وذلك في
16 - 17 شوال 1427هـ
الموافق: 8 - 9/ 11/ 2006م
وإتماما للفائدة فإني سأذكر لكم محاور المؤتمر:
الاول: أثر السنة النبوية في العلوم الأخرى: حيث تناقش تحت هذا المحور المسائل التالية:
1 - أثر السنة النبوية في التقعيد الفقهي
2 - أثر السنة في نشأة المدارس الأصولية.
3 - أثر السنة في توجيه العلوم التربوية والاجتماعية.
4 - أثر السنة في المكتشفات الطبية الحديثة.
المحور الثاني: السنة النبوية في مناهج المؤسسات التعليمية: ويحوي
1 - السنة النبوية في مناهج كليات الشريعة (مرحلة البكالوريوس)
2 - السنة النبوية في مناهج كليات الشريعة (مرحلة الدراسات العليا)
3 - السنة النبوية في مناهج التعليم الجامعي العام
المحور الثالث: السنة النبوية (الواقع والتطلعات)
1 - واقع السنة النبوية في المناهج المدرسية وكيفية تطويرها.
2 - توظيف السنة النبوية في: أ - بناء الشخصية.
ب- التنمية السياسية.
ج العلاقات العامة بين المسلمين وغيرهم
المحور الرابع: نحو موسوعة حديثية شاملة:
1 - واقع المؤسسات الحديثية
المشكلات التي تواجهها
3 - سبل تطويرها.
اخر موعد لقبول كامل البحث 31 - 8 2006
هذا ما تمكنت من الحصول عليه من كليتي، ونحن على استعداد للاجابة عن اي استسار بهذا الشان(/)
غدا تنعقد دروس فضيلة الشيخ الدكتور عبد الكريم الخضير حفظه الله في مدينة الدمام
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[18 Apr 2006, 06:02 م]ـ
في مغرب الغد يعقد فضيلة الشيخ الدكتور/ عبد الكريم بن عبد الله الخضير حفظه الله
في مدينة الدمام
درس بلوغ المرام
والذي سيتناول من خلاله شرح باب إحياء الموات
وذلك في الأيام التالية:
الأربعاء 20/ 3/1427هـ - الخميس 21/ 3/1427هـ - الجمعة 22/ 3/1427هـ
علما أن جميع هذه الدروس ستنقل عبر الأثير وعلى الهواء مباشرة
عن طريق موقع البث الإسلامي
http://www.liveislam.net/
__________________
المكتب العلمي لفضيلة الشيخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير
الرياض ص. ب 124938 الرمز البريدي 11771
ت / 096612355522 ... ف /096612355533
البريد الالكتروني khodir@gawab.com(/)
فتوى جديدة وهامة للعلامة البراك حول مطالبة الرافضة ببناء الأضرحة والقبور في البقيع
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[18 Apr 2006, 09:51 م]ـ
سماحة الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك حفظه الله ورعاه
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أمابعد
فتعلمون-حفظكم الله- ما يتنادى به علماء الرافضة في هذه الأيام من السعي والمطالبة ببناء الأضرحة والقباب في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم في مقبرة البقيع وغيرها وكتبوا في ذلك كتبا وفتاوى.
فما حكم فعلهم هذا؟
وما هو الواجب نحوهم؟
بينوا لنا ذلك بيانا شافيا.
وعليكم السلام ورحمة وبركاته
الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم من لانبي بعده أمابعد:
فقد استفاضت السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحاح والسنن والمسانيد في النهي عن رفع القبور والبناء عليها وتجصيصها وتسوية مارفع منها.
فمن ذلك ما رواه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن أم سلمة رضي الله عنها ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتها بأرض الحبشة وما فيها من الصور فقال: (أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح- أو العبد الصالح- بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله) ولهما عن عائشة رضي الله عنهما: (لما نُزِل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها فقال- وهو كذلك- (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) يحذر ما صنعوا ولولا لأُبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا). وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) ولفظه عند الإمام أحمد قال: (قاتل الله اليهود والنصارى) وروى مسلم عن جندب بن عبدالله رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول: (إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، فإن الله قد اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبابكر خليلا، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك) وروى الإمام مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء والذين يتخذون القبور مساجد) وروى مسلم عن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله وسلم؟ ألا تدع صورة إلا طمستها ولا قبرا مشرفا إلا سويته).
فتضمنت هذه الأحاديث تحريم هذه الأفعال ولعن فاعليها وأنهم شرار الخلق عند الله، وفي هذه الأحاديث دلالة على شدة خوف النبي صلى الله عليه وسلم على أمته من أن ترتكب ما ارتكبته الأمم قبلها من اتخاذ قبور الأنبياء والصالحين مساجد، فقد نهى عن ذلك أولا، ثم نهى عنه قبل أن يموت بقبل خمس ليال، ثم لعن وهو في السياق من فعل ذلك.
فبناء المساجد والقباب على قبور الأنبياء والصالحين من الصحابة والتابعين وأهل البيت المكرمين لقرابتهم من سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم بناؤها من المحدثات في الدين، وقد حدثت في هذه الأمة بعد القرون المفضلة في القرن الرابع في دولة بني بويه الرافضية، وورث ذلك عنهم فرق الرافضة، فبنيت المشاهد على قبور الأئمة الحقيقية والوهمية، فمن ذلك ما يظنونه قبرا لعلي رضي الله عنه في النجف، وقبر الحسين في كربلاء، وقبر موسى الكاظم في الكاظمية في العراق، وما يعرف بقبر السيدة زينب في سوريا إلى غير ذلك.
وانتقلت هذه البدعة من الرافضة إلى فرق الصوفية في العالم الإسلامي، فلم يسلم من هذا المنكر العظيم والشر المستطير إلا القليل من بلاد المسلمين، حتى مكة والمدينة أفضل بلاد الله قد كانت فيها القباب على بعض القبور في البقيع والمعلاة، ولكن الله طهرهما من معالم البدعة والوثنية على يد الدولة السعودية السنية السلفية في النصف الأول من القرنين الثالث عشر والرابع عشر، كما تطهر كثير من نواحي الجزيرة العربية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ساء ذلك طوائف الرافضة والصوفية وغاظهم، لذلك فهم يبغضون هذه الدولة، وما قامت عليه من دعوة الإصلاح والتجديد لمعالم التوحيد وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكيدون لها ويسبونها، ولم يكونوا يتفوهون بالتدخل في شؤون المملكة وشؤون الحرمين إلا في السنوات الأخيرة، ومن ذلك: دعوتهم إلى بناء القباب على أضرحة آل البيت رضي الله عنهم في مكة والمدينة، والرافضة يظهرون ذلك باسم محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل بيته، وهم يعلمون أو لا يعلمون أن ذلك مخالف لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم واستفاضت به سنته من تحريم البناء على القبور واتخاذها مساجد، وما قام به أمير المؤمنين علي رضي الله عنه طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم من طمس الصور، وتسوية القبور المشرفة، كما تقدم ذكر أدلة ذلك.
فهؤلاء المفتون من الرافضة بوجوب السعي في إعادة بناء قبور أهل البيت في البقيع وصرف الأموال عليها، هؤلاء محادون لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ومخالفون لشريعته، ومعاندون لأمير المؤمنين علي رضي الله عنه الذي أطاع الرسول صلى الله عليه وسلم، وأمر أبا الهياج الأسدي بما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فنقول لهؤلاء المفتون ومن وراءهم: هيهات!! فلن يكون – بإذن الله- ما راموه، فقد تبين الحق وظهر أمر الله وهم كارهون، ولن تتخلى الدولة السعودية إن شاء الله عن نصرتها لدعوت التوحيد، ومحاربة الشرك والبدع، وحماية الحرمين عما يدنسها، ولكن يجب على ذوي الغيرة والحمية السنية ألا يتهاونوا بالأمر وألا يسكتوا، بل عليهم أن يحذروا ويحذرِّوا من مكايد العدو المتربص، وأن يكشفوا خططهم ويرصدوا تحركاتهم للحيلولة بينهم وبين ما يريدون، وعلى علماء هذه البلاد أن يبينوا حكم البناء على القبور، واتخاذها مساجد، وأن يحذروا ولاة الأمر من أهداف الرافضة، وعلى الحكومة السعودية وفقها الله أن تحذر من خداع الرافضة، وأن تقطع أطماعهم فيما يسعون إليه، وتعمل على كل ما فيه تعظيم الحرمين، وهي قادرة على ذلك بعون الله وتوفيقه.
نسأل الله أن يحفظ هذه البلاد وسائر بلاد المسلمين ممن يريدها بسوء، إنه تعالى على كل شيء قدير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
وكتبه
عبدالرحمن بن ناصر البراك
عضو هيئة التدريس
بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
غرة صفر 1427هـ
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[20 Apr 2006, 05:09 ص]ـ
هل زيارة مقتدى الصدر لملك السعودية جاءت في هذا الإطار؟
ـ[سيف الدين]ــــــــ[20 Apr 2006, 11:47 م]ـ
ولا ننسى في هذا المقام ايضا ان نذكر شيئا عن حكم الامريكيين الذين يدنسون ويقصفون ويفجرون بيوت الله ويقتلون الناس داخل حرمتها(/)
أخلاق القوة الفلسفة والتطبيق
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[19 Apr 2006, 02:01 ص]ـ
أخلاق القوة
الفلسفة والتطبيقد. أحمد إدريس الطعان
كلية الشريعة – جامعة دمشق
بريد إلكتروني: ahmad_altan@maktoob.com
بسم الله الرحمن الرحيم
المحور التمهيدي
من الأنسان نبدأ، فالإنسان هو محور هذه الحياة ومنطلقها، وهو المخلوق المكرم، ? ولقد كرمنا بني آدم ? [سورة الإسراء آية: 70] والمفضل، ? وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً ? [سورة الإسراء آية 70] والمسوَّد، والمميز بالعقل، وهو يمكن أن يرتفع بنفسه ليقارَن بالملأ الأعلى، في مقعد صدق، ويباهَى به الملائكة. كما يمكن أن ينحط بنفسه فيصبح أدنى من البهائم ? أولئك كالأنعام بل هم أضل ? [سورة الأعراف آية 179].
هذا الإنسان الخليفة ? إني جاعل في الأرض خليفة ? [سورة البقرة آية 30] وهذا الإنسان المكرم متعه الباري عز وجل بحقوق لا يحق لأحد أن يعتدي عليها أو يهضمها، وعليه واجبات لا بد أن يزاولها، وفي العصر الحديث يُرفع شعار حقوق الإنسان، ويُغض النظر عن واجبات الإنسان، ويصفق كثير من المسلمين لهذا الشعار - حقوق الإنسان-، دون أن يسألوا أنفسهم من هو الإنسان صاحب هذه الحقوق، وما هو مفهوم الإنسان عند من شرع لهذه الحقوق؟ وما هو مفهوم الحق في منظور المشرعين لهذا المبدأ، وما هي الخلفية الفكرية والفلسفية التي أنضجت هذه المبادئ، وأثمرت هذا الشعار؟
إن الإنسان المقصود في المبدأ العالمي المطروح في الهيئة الكبرى لهذا العالم ليس هو نفسه الإنسان المقصود في منظور إسلامنا وديننا، الإنسان المقصود في الميثاق العالمي هو الإنسان المادي الذي لا يؤمن بألوهية ولا وحي ولا غيب ولا يوم أخروي يقف فيه الناس للجزاء.
إنه الإنسان الآلة الميكانيكية الخالية من أي بعد ميتافيزيقي أو روحاني، إنه الإنسان الذي تقف حدود عقله في داخل هذا الكون المنظور المحسوس، وهو الإنسان الذي تقف حدود أمانيه ورغباته في داخل هذه المادة المتلاشية، وهو الإنسان الذي لا يطمع في مستقبل آخر وآمال أخرى خارج هذه الأرض وخارج حدود هذا الكون.
بينما في إسلامنا فإن الإنسان هو المؤمن بالغيب وبالله الواحد الأحد، وبالعالم الآخر، ويعتبر حياته في هذه الدنيا هي الفصل الأول من المسرحية التي لن تتم إلا بإسدال الستار على عالم التكليف، والانتقال إلى عالم الجزاء.
وفي الميثاق العالمي لحقوق الإنسان يٌعتبر الإنسان سيداً الكون، ويده هي اليد الطولى فيه، له أن يتصرف فيه كيف يشاء، وبالحدود التي يوحي بها إليه عقله وضميره، ولذلك فهو يلوث البيئة، ويستنسخ البشر، ويجن البقر، ويدفن النفايات النووية في البلدان الفقيرة، ويلوث البحار، ويعبث في الكون كيفما يشاء. بينما في الإسلام فإن الإنسان ليس سيداً للكون، وإنما هو سيد في الكون، والفارق بين الأمرين عظيم، فكونه سيداً للكون يعني أنه هو المتصرف فيه، والمالك له، بينما حين يكون مسوداً في الكون فهو بمثابة الوالي المكلف بتصريف شؤون ولايته طبقاً لتعاليم مولاه، ولا يحق له أن يصدر قراراته بنفسه وإنما ينفذ قرارات مولاه. [راجع لأستاذنا العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي محاضرته القيمة التي ألقاها في لندن بعنوان: أيهما أقدر على حماية حقوق الإنسان الله أم الإنسان؟. دار الفكر – دمشق].
أما المجتمعات الغربية ودعاة الحداثة فيقررون أن الإنسان ذاته هو الأولى برعاية هذه الحقوق، وأما الإسلام فيؤكد أن رعاية هذه الحقوق هي لمن بيده الملك والأمر وهو الذي استخلف الإنسان على هذه الأرض ومتعه بالسيادة فيها. [راجع للدكتور سعيد رمضان البوطي " الله أم الإنسان " ص 9].
إن سيادة الإنسان وحقوقه في الإسلام هي خلعة إلاهية وتكريم رباني، وأما في النظم الوضعية فهو حق ذاتي له، استوجبه بذاته ولذاته، ودون فضلٍ لأحدٍ عليه. وقد اقتضى ذلك في هذه النظم الحديثة أن الإنسان هو الذي يشرع لنفسه ولبني جنسه، وأما في الإسلام فإن الإنسان مُستخلَف ومُكرَّم بخلعة التسويد، وعليه أن يقابل ذلك بالخضوع والعبودية لمن بيده الملك والخلق والأمر. [المرجع السابق ص 13 – 14].
المحور الأساسي
أولاً - الفلسفة اليونانية:
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الإنسان إذا لم يتشبع بالعبودية الخالصة لله عز وجل فإنه يمكن أن يجازف بأي تصرف، ويبرر كل رغباته وأهوائه بالفلسفة أو بالعلم أو بالعقل أو حتى بالدين ..
وما يحصل اليوم في العالم المعاصر من ظلم وقهر وعدوان واستعمار لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يمارسه الإنسان المتعبد المؤمن، فما هو إلا نزوات، وأطماع، وغرائز وأهواء انساق إليها الإنسان بسائق من الأنانية والطمع والجشع، أو هو استكبار وتفرعن تملك الأنفس المتمردة، وطغيان وجبروت استحوذ على الذوات المتجردة عن كينوناتها الإنسانية.
إن العالم الذي يوصف بأنه عالم متحضر اليوم هو الذي يمسك بزمام العالم على المستوى المادي المشاهد والملموس، وهو الذي يتحكم بمصير الحياة البشرية كما يبدو، وكما نلاحظ فإن العولمة التي تُطرح أو تُفرض ما هي إلا نتاج فلسفة نمت وترعرعت في ذلك الوسط من العالم وإذا تأملنا في تاريخ هذه الفلسفة فإننا سنجد أنها تقوم - في أغلبها -على مبدأ الأخلاق النفعية، فليس هناك أي قيمة ذاتية للأخلاق وإنما تنبع قيمتها من مدى ما تحققه من أغراض على مستوى المادة أي الحياة المنظورة.
وسنحاول نحن هنا أن نُطل بشكلٍ موجزٍ على تاريخ الأسس الفلسفية للأخلاق في الغرب منذ أقدم عصورها إلى اليوم، ثم ننظر في الانعكاسات الواقعية التي نتجت عن هذه الفلسفة، ونبدأ بالسوفسطائيين الذين أقاموا الأخلاق على ثلاثة أسس هي:
1 – القوة: فالحق هو القوة، والقانون من اختراع الضعفاء ليخدعوا به الأقوياء.
2 – اللذة: فالغاية الأساسية للأخلاق هي تحقيق أكبر قدر ممكن من اللذة.
3 – النسبية: فكل ما تراه أنت حقاً فهو كذلك بالنسبة لك، وكذلك كل ما أراه أنا فهو كما أراه.
ثم جاء بعدهم أفلاطون فأقام الأخلاق على أربعة أسس:
1 – الحاجة: الحاجة هي أساس الدولة عند افلاطون وعند فلاسفة اليونان عموماً إذ أن الأخلاق ضرورية من أجل استقامة الدولة، ولحاجة الناس بعضهم إلى بعض.
2 – القوة: ولذلك لا مكان في جمهورية أفلاطون للضعفاء والمعوقين والمشوهين وعلى الدولة أن تتخلص من هؤلاء لأنهم يشكلون عبئاً عليها.
4 – العنصرية: وهي مسألة لم يستطع فلاسفة اليونان التخلص منها، ولذلك أجازوا لليوناني أن يسترق الأجناس الأخرى ومنعوه من استرقاق اليوناني، وأجازوا للدولة اليونانية أن تبيد الدول الأجنبية، بينما عليها أن تترفق بالمقاطعات اليونانية المتحاربة معها، واليوناني ممزوج بالذهب بينما بقية الأجناس ممزوجة إما بالنحاس أو بالفضة.
وعند أرسطو بعض الشعوب أذكياء وتنقصها الشجاعة وبعضها شجعان وينقصها الذكاء بينما اليونان فقط هم الذين يجمعون بين الذكاء والشجاعة.
جاء بعد ذلك أبيقور فلم يكتف بأن اعتبر اللذة هي غاية الأخلاق وإنما اعتبر اللذة هي الخير المطلق. [راجع د. عبد المقصود عبد الغني الأخلاق بين فلاسفة اليونان وحكماء الإسلام ص 119 وراجع أيضا أحمد أمين وزكي نجيب محمود " قصة الفلسفة اليونانية "].
ثم تنتهي رحلة الفلسفة اليونانية بالشكاك الذين أعلنوا عجز العقل عن الوصول إلى اليقين، ولم تكن فلسفتهم هذه سفسطة كما كانت لدى أسلافهم السوفسطائيين، وإنما أعلنوا أن الشك هو المعتقد النهائي، بمعنى أن الشك لم يعد وسيلة، أو طريقاً للوصول بعد ذلك إلى اليقين، ولم يعد مرحلة مؤقتة ينتقل الإنسان بعدها إلى المبدأ الراجح، وإنما أصبح الشك هو نهاية العقل ونهاية البحث والمعرفة. [راجع: يوسف كرم " تاريخ الفلسفة اليونانية " ص 234 - 241 و " قصة الفلسفة اليونانية " لأحمد أمين وزكي نجيب محمود ص 307].
ثانياً - الفلسفة الغربية الحديثة:
سوف نقفز قفزة مديدة نتجاوز فترة ألف سنة هي فترة العصر الوسيط والتي تعتبرها أوربا فترة ظلام في تاريخها لنطل الآن على عصر النهضة وعصر التنوير، ثم عصر الحداثة، وسنحاول أن نبحث عن مبتغانا في الأساس الذي تقوم عليه الأخلاق في هذه الفلسفة التي وسمت بأنها فلسفة النهضة، وفلسفة الأنوار وهي التي أنتجت بعد ذلك الحضارة الحديثة.
ونبدأ بأقدم وأعظم فلاسفة التنوير وهو مكيافللي 1469 – 1527 م:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - لقد وجه مكيافللي ضربة قوية للأخلاق المسيحية لأنها بنظره أوهنت من عزيمة الإنسان وأسلمت الدنيا لأهل الجرأة والعنف. ولذلك فهو يفضل الوثنية على المسيحية لأن الوثنية بنظره تمجد الصحة والجاه والقوة وتضفي هيبة على القادة والأبطال، بينما المسيحية تحض على التواضع والضعف. وهكذا بعد ألف سنة من سيادة المسيحية التي رفعت شعاري المحبة والتواضع حين قال المسيح عليه السلام " من لطمك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر " يعود مكيافللي ليستعيد مبدأ السوفسطائيين والإغريق عموماً في تكريس أخلاق القوة.
2 - والأساس الثاني للأخلاق عند مكيافللي هو أن الغاية تبرر الوسيلة، ولذلك يجب على الحاكم بنظره أن يكون ماكراً مكر الذئب، ضارياُ ضراوة الأسد، غادراً غدر الثعلب، وأن يتعلم كيف يبتعد عن الطيبة والخير، وأن يحسن استخدام مبدأ فرق تسد، من أجل المحافظة على سلطانه ولكن عليه في نفس الوقت أن يكون ماهراً في إخفاء صفاته المرذولة، بارعاً في الرياء وإظهار الصفات الحميدة، بل وحتى التدين الشديد. [راجع: كافين رايلي " الغرب والعالم " ص 13 وبرتراند رسل " تاريخ الفلسفة الغربية " ص 28].
وأعتقد أن نظرة تأمل في السياسة العالمية اليوم سيجد أنها محكومة بهذه الأخلاق المكيافللية التي تزيد القوي قوة والضعيف ضعفاً ".
هذه الأخلاق الثعلبية المكيافللية اكتملت بعده بقرن من الزمان حين آزرتها ذئبية توماس هوبز 1588 – 1679 فإذا كان مكيافللي قد اجتر من الفلسفة اليونانية أخلاق القوة السوفسطائية وأضاف إليها أن القوة تبرر الوسيلة فإن توماس هوبز قرر أن يجتر من الفلسفة اليونانية الأخلاق الأبيقورية القائمة على مبدأ اللذة، وأضاف إليها الأنانية، وتناول ذلك تحت عنوان الذئبية الإنسانية، فاعتبر الإنسان ذئباً لأخيه الإنسان، فإن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب، فالأخلاق يجب أن تقوم على المادة والمنفعة وأخلاق السوق.
[انظر: كافين رايلي " الغرب والعالم " ص 40 وروبرت أغروس " العلم في منظوره " ص 79، 80].
إلا أن أبرز ممثل لأخلاق القوة في الفلسفة الغربية الحديثة هو فريدريك نيتشه 1844 – 1900م والذي اجتمع لديه كل ما كان من تراث فلسفي سابق يحض على القوة ويدعو إليها، بالإضافة إلى تأثره الشديد بنظرية داروين في الانتخاب الطبيعي، والبقاء للأقوى، فطرح نيتشه مبدأ الإنسان الأرقى أو الأقوى واستوحى ذلك من فلسفة زرادشت، واستعان بعلم الأحياء الدارويني، وأُعجب جداً ببسمارك ونابليون.
ويعتبر نيتشة صاحب الإعلان الشهير عن موت الله سبحانه وتعالى، لأن وجود الله سبحانه وتعالى بنظره يحول دون تأكيد الإنسان لذاته، ولذلك كان يقول، لو كان هناك إله فكيف أطيق أن لا أكون إلهاً.
وسخر من الضعفاء والفقراء الذين يحسبون أنهم صالحين، لأنهم لا يملكون مخالب لينشبوها في أعناق الآخرين، وحارب كسلفه مكيافللي المسيحية لأنها تحض على أخلاق الرقيق، وأخلاق العبيد كالحب والتسامح والغفران والتواضع، وقال عن العهد الجديد بأنه إنجيل إنسان من نوع وضيع، وكان مثله الأعلى في الحياة الإنسان المتحجر القلب، المتجرد من العواطف، الذي لا يعرف الشفقة أو الرحمة. وكان يرغب بالقضاء على الملايين من الضعفاء والفقراء والمعوقين، لأنه لا يؤمن إلا بالبطل وبأخلاق القوة كما كان أفلاطون يحلم في جمهوريته المثالية
[راجع: فؤاد زكريا " نيتشه " ص 130 – 40 – 99 – 101 – 102 وول ديورانت – قصة الفلسفة 24 – 526 و برتراندرسل – تاريخ الفلسفة الغربية – ص 401، 403، 398].
وهكذا ففي نظر نيتشه حفنة من القوة خير من كيس من الحق. وإن الضعفاء الذين يُسمون عدم الأمانة خيانة وعار، والقوة ظلم، يعبرون بذلك عن عجزهم وضعفهم وهوانهم. وإن من يريد الحياة يجب أن يسمح لرغباته بالانطلاق إلى أبعد مدى أما الأمانة والعدالة والوفاء فليست من أخلاق الرجال الأبطال، وإنما من أخلاق العبيد. [انظر: ول ديورانت " قصة الفلسفة ": ص 25].
(يُتْبَعُ)
(/)
إن القوة هي الفضيلة الأساسية بنظر نيتشه، والضعف هو النقيصة الوحيدة، وإن الحكم الفصل في جميع الخلافات ومصائر الأمور هو القوة لا العدالة، وهكذا كان بسمارك يقول: " إنه لا محبة للغير بين الأمم، وإن قضايا الدول الحديثة لا ينبغي أن تقررها أصوات الناخبين ولا بلاغة الخطب، وإنما الدم والحديد. [انظر: ديورانت " السابق " ص 506].
لقد كان بسمارك إذاً رمزاً لهذه الأخلاق النيتشوية، وإذا كان نيتشة هو فيلسوف القوة فإن بسمارك كان سياسيُّ القوة.
ومن هنا تم رفض المسيحية لدى هؤلاء، لأنها كما هو معلن عنه ديانة الحب والسلام، وهي بنظر فلاسفة وسياسييِّ القوة لا تصلح لتبرير القوة العسكرية، والفصل الحديدي، ولذا فإن بسمارك الذي فرض سيادته على النمسا، وأخضع فرنسا في شهور قليلة، ودمج الدويلات الألمانية في امبراطورية عظمى، لم يكن يؤمن بأخلاق الحب والتسامح والتواضع، ومن هنا تم استبدال إله المسيحية بالسوبرمان " أو الإنسان الأعلى " إله نيتشة الجديد. "" إن أقوى وأسمى إرادة للحياة لا تجد تعبيراً لها في الصراع البائس من أجل البقاء ولكن في إرادة الحرب، وإرادة القوة وإرادة السيادة [انظر: ديورانت " السابق " ص 511]. وهذا ما تحاول أمريكا اليوم أن تفرضه على العالم.
لقد ماتت جميع الآلهة بنظر نيتشه وأتاحت الفرصة للإله الجديد السوبرمان أي الإنسان الأعلى. ولقد كتب نيتشة كتابين أحدهما " ما فوق الخير والشر " والثاني " تاريخ تسلسل الأخلاق " وكان يرجو في هذين الكتابين تدمير الأخلاق القديمة القائمة على المحبة والصدق والتواضع لتحل محلها أخلاق الإنسان الأعلى، الإنسان المتأله المتفرعن المتغطرس الذي لا يؤمن إلا بالقوة والبطش. ولذلك كان نيتشة شديد الإعجاب بنابليون الذي تسبب في قتل الملايين من الرجال " يا له من منظر رائع عندما قدم الملايين من الأوربيين أنفسهم لنابليون من أجل تحقيق أهدافه، لقد ضحوا بحياتهم عن طيب خاطر له، وراحوا يتغنون باسمه وهم يسقطون في ميدان المعركة " [انظر: " ديورانت السابق " ص 535].
ويرد على المهاجمين لسياسة نابليون فيقول: " لم يكن نابليون جزاراً، بل كان محسناً نافعاً، لأنه قدم للناس موتاً عسكرياً شريفأ، لأن الحرب أفضل علاج للشعوب التي دب فيها الضعف والترف والراحة والهوان والخسة ". [السابق ص 545].
لم يكن نيتشة فيلسوف القوة فقط بل كان فيلسوف العنصرية أيضاً، فقد كان يؤسس للعنصرية الألمانية التي سيتبناها فيما بعد هتلر ويكوي العالم بنارها كما تكويه اليوم أمريكا. فرأى نيتشة أن أخلاق السادة هي أخلاق رومانية وأما أخلاق الضمير والشفقة فهي أخلاق سامية، وأن الشعب الألماني يمتاز بطبيعة رزينة وعمق يبعث على الأمل في أن تنهض ألمانياً يوماً لتخليص العالم. إن ما يوجد في الشعب الألماني من فضائل الرجولة يفوق ما هو موجود في بقية الشعوب [انظر: السابق ص 526 – 538].
والآن ما الذي حصل لنيتشة الذي أسكرته العظمة وافترى حين صرخ بملء صوته في العالم مات الله "سبحانه وتعالى " لقد قال نيتشة ثملاً بأن المستقبل سوف يقسم الماضي إلى ما قبل نيتشة وما بعد نيتشة ولكن ما الذي حصل؟
لقد كان جزاءاً عادلاً لمن يتمرد على كينونته وهويته، ويرفض خلعة الباري عز وجل، فها هو نيتشة يقضي الأحد عشر سنة الأخيرة من حياته مجنوناً، وألعوبة بأيدي الصبيان ولقد كان يرفض الضعف فأصبح الآن ضعيفاً، وكان يرفض الشفقة فأصبح مثاراً للشفقة. وكان يحلم بإبادة الضعفاء والمعوقين والمجانين وها هو اليوم ضعيفاً مجنوناً يعيش في المارستان، فما أعظم حكمة الله عز وجل، وما أعدل رحمته.
لقد رأينا فيما سبق أن أسس الأخلاق الرئيسة أربعة هي: القوة، اللذة، العنصرية، والحاجة. ورأينا كيف سارت هذه الأسس مترافقة مع أصناف الفلسفة عند اليونان، وفي أوربا. وها هو فرويد يسير شوطاً أبعد بفلسفة اللذة فيعتبر اللذة المقصودة هي اللذة الجنسية، في حين كانت تشمل كل أنواع اللذة، مثل لذة العظمة، ولذة الواجب، أما فرويد فقرر أن الموجه للسلوك الإنساني هو اللذة الجنسية، وإذا علمنا أنه يعتبر الناس أشراراً بطباعهم فإننا ندرك السر في الإباحية العابثة التي تشيع اليوم في المجتمعات الغربية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما فلسفة القوة والحاجة فإن الفلاسفة النفعيين أمثال وليم جيمس وجون استيوارت مل، وجون ديوى قد تقدموا بها شوطاً آخر حين أضافوا إليهما فلسفة المنفعة" البراجماتزم "،وقالوا بأن المقياس الأول والأخير للأخلاق هو المصلحة والمنفعة الشخصية.
وأما فلسفة العنصرية فقد خصصها رينان أكثر، وصبغها بصبغة علمية، وألبسها مسوحاً أكاديمياً حين قرر أن الجنس السامي دون الجنس الآري في التفكير، وخصص أكثر حتى يستثني اليهود أبناء عمومتنا حين قرر أنه من العبث أن نتلمس لدى العرب آراء علمية أو دروساً فلسفية خصوصاً وأن الإسلام قد ضيق آفاقهم وانتزع من بينهم كل بحث نظري وأضحى الطفل المسلم يحتقر العلم والفلسفة. [انظر: د. إبراهيم مدكور " في الفلسفة الإسلامية منهج وتطبيق " 1/ 16].
أما في العصر الحديث عصر الديمقراطية وحقوق الإنسان والعولمة فإن صموئيل هنتغتون وفرنسيس فوكوياما قد تقدما بفلسفة العنصرية والقوة إلى أبعد مدى. [انظر: صموئيل هنتغتون: صدام الحضارات، وفرنسيس فوكوياما: نهاية التاريخ].
هذه إذن هي أسس الأخلاق في الفلسفة الغربية على مر التاريخ وهي الأسس التي انتصرت وسادت: القوة – اللذة – المنفعة – العنصرية، فهل كان لهذه الأسس صدى في الواقع العالمي بالأمس واليوم؟
إن الأخلاق الأبيقورية والمكيافللية والنيتشوية هي التي جعلت بسمارك ونابليون لا يباليان بملايين الجنود الذين يموتون في سبيل تحقيق العظمة، وفي سبيل نشوة القوة، والشعور بالمجد. وإن أخلاق المنفعة والقوة والعنصرية هي التي دفعت الاستعمار في القرون الماضية إلى بلادنا لنهب خيراتها وثرواتها، وجعلته يبنى أمجاده وثراءه ورفاهيته وحضارته على حساب فقرنا وامتصاص دمائنا.
وإن فلسفة القوة والمنفعة والعنصرية هي التي دفعت هتلر إلى إبادة ملايين البشر من اليهود والغجر والمعوقين والمسنين لأنهم عُدُّوا أفواهاً مستهلِكة غير منتِجة، وعُدَّ ذلك إنجازاً عقلانياً لأنه حرر النازية من أية أعباء أخلاقية مثالية، وتعاملت مع البشر بكفاءة بالغة وبمادية صارمة كما لو أنهم مادة استعمالية نسبية تخضع لقوانين الطبيعة والمادة. وكذلك فعل ستالين حين أباد ملايين من الفلاحين الكولاك في إطار دراسة علاقات الإنتاج ومعدلات النمو " لأن هؤلاء كانوا يعوقون عملية الإنتاج الحتمية ". [انظر: د. عبد الوهاب المسيري " موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية " الجزء الأول].
لقد كان المسؤولون في إدارات هتلر وستاليني يتحدثون عن الإبادات الجماعية ببرود شديد كما يتكلم رجل الأعمال عن ميزانيته ولم يكن في حديثهم أي أثر للعاطفة أو الشفقة يقول شبيير مهندس هتلر الأول: " إن تركيزي المرضي على الإنتاج وإحصاءات الناتج طمس عندي جميع المشاعر والاعتبارات الإنسانية " [انظر: كافين رايلي " الغرب والعالم " 2/ 294 و د. عبد الوهاب المسيري " موسوعة اليهود واليهودية " 1/ 77].
وفلسفة القوة هي التي دفعت أمريكا إلى إلقاء قنابلها النووية على هيروشيما وناغازاكي دون حساب لأي اعتبارات إنسانية، لأن الرغبة في السيادة والسيطرة جعلت الاعتبارات الإنسانية مرجأة. وهي التي جعلتها تقتل في فيتنام ثلاثة ملايين فيتنامي. وهي التي جعلتها قبل ذاك تبيد شعباً بأكمله هم الهنود الحمر، لتحل محله في أرضه ووطنه. وهي التي دفعت بريطانيا لإبادة ثلاثة أرباع الشعب الأسترالي. ودفعت فرنسا لإبادات جماعية وإحراق مدن بأكملها، وإبادة مليون ونصف إنسان في الجزائر.
هذه الفلسفة هي التي تسود اليوم في العالم، ومن هنا فإن منظر الفلسطينيين حين نشاهدهم مكبلين مصفوفين على الجدران، أو جاثين على الركب، أو منبطحين على الأرض، أو يُركلون بالأقدام، وإن منظر الأشلاء المتناثرة، والجثث المتفحمة، وبقع الدم الحمراء، هذا المنظر هو مصدر ألم لنا بل مصدر شقاء متواصل كل يوم، ولكنه بالنسبة لشارون وبوش وكل سياسيي القوة مصدر لذة وشعور بالنشوة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك فإن منظر السجناء في سجن أبي غريب وهم عراة لا حول لهم ولا قوة، يحولهم العدو إلى أدوات بناء، أدوات للتسلية واللعب والعبث، فيصنعون منهم هرماً بشرياً عارياً للتسلية كما يتسلى أحدنا بأعواد الكبريت، وإن منظر تلك المرأة التي تجردت من أنوثتها وهي تجر بحبل ذلك العراقي كما يجرون كلابهم، ومنظرها كذلك وهي تعبث بأعضائه وهو عار،كل ذلك مصدر ألم لكل إنسان فيه ذرة إنسانية، ولكنه مصدر لذة وشعور بالمتعة والنشوة للإسرائيلي أو الأمريكي الذي تشبع بأخلاق القوة، وأخلاق اللذة، وأخلاق المنفعة، وأخلاق العنصرية.
المحور الختامي
نطرح هنا عدة أسئلة:
السؤال الأول:
هل الإسلام ضد القوة؟ وهو القائل سبحانه وتعالى ? وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ? [سورة الأنفال آية 60] وهو القائل صلى الله عليه وسلم [المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف]؟
إن الإسلام هو دين القوة ? إن خير من استأجرت القوي الأمين ? [سورة القصص آية 26]، ولكن هناك فرق بين المنظور الإسلامي للقوة والمنظور الفلسفي الغربي ففي الإسلام القوة للردع، لردع الشر والأشرار، ولردع الباطل، والقوة في الإسلام مكبوحة بالرحمة والإنصاف والعدل مكبوحة بالأمانة " القوي الأمين ".
أما في الفلسفة الغربية فكما رأينا القوة هي الفرعنة والغطرسة والتأله، وهي ليست لخدمة الإنسانية، وإنما لخدمة لون من ألوان الإنسان هو الإنسان الأبيض. إن القوة في الإسلام نوعان: قوة مادية عسكرية وقوة معنوية هي الأمانة، والثانية هي الحاكمة على الأولى والموجهة لها، القوة في الإسلام محصنة بداعية الخوف والخشية من الله عز وجل، بينما القوة الغربية مدفوعة بدافع الغرور والأنانية والتمرد والتفرعن.
و السؤال الثاني هل الإسلام ضد اللذة؟
أيضاً فالإسلام أباح للإنسان الاستمتاع بالطيبات من الحياة الدنيا ? قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ? [سورة الأعراف آية: 32] وأباح الاستمتاع المشروع بين الزوجين ولكنه ضبط اللذة بمعيار التوسط لا بمعيار البهيمية، ولفت نظر الإنسان إلى أصناف سامية جداً من اللذة ? فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين ? [سورة السجدة آية: 17] [أعدت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر] إن الإسلام لا يحارب اللذة وإنما يهذبها ويخلصها من الانحراف والشذوذ.
والسؤال الثالث: هل الإسلام ضد المنفعة؟
إن الإسلام يلبي حاجات الإنسان ومنافعه بواقعية [ابدأ بنفسك ثم بمن تعول] وحيثما كانت المنفعة والمصلحة فثم شرع الله، ولكنه يمزج هذه الدعوة بالإيثار والتفاني، ويحذر من الأثرة والأنانية ? ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ? [سورة الحشر آية: 9] كما أن المصالح في الإسلام متراتبة بحسب الأهمية: الدين فالنفس فالعقل فالعرض فالمال، كذلك فإن مصلحة المجموع مقدمة على المصلحة الفردية، والمصلحة ليست قاصرة فقط على المنظور الدنيوي البحت بل إذا كان ? المال والبنون زينة الحياة الدنيا ? فإن ? والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخيرٌ أملاً ? [سورة الكهف آية: 46]. الأصل في الدعوة الإسلامية أنها دعوة إلى الآخرة ? وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ? ولكن في الطريق يحتاج الإنسان إلى البلاغ الذي يعينه في الوصول إلى الغاية ?ولا تنس نصيبك من الدنيا ? [سورة القصص آية: 77].
والسؤال الرابع: هل الإسلام ضد العنصرية؟
نعم الإسلام ضد العنصرية مصطلحاً ومفهوماً، لأن المصطلح نشأ في ظروف القتل والإبادة للآخرين، فالعنصرية جاءت من الزعم بأفضلية عنصر ما من البشر على عنصر آخر، والمقصود بالعنصر هنا الدم والتكوين البشري، فالألماني بنظر الفلسفة النازية أرقى من سائر الشعوب لأن دماءه من أنقى الدماء، وهكذا انتشرت فكرة العنصرية.
(يُتْبَعُ)
(/)
واليوم فإن المفاهيم المطروحة في العالم المعاصر مثل حقوق الإنسان، والديمقراطية والحرية هي مفاهيم عنصرية على مستوى التطبيق الواقعي، ولذلك فالعراق يُفتش عشرات المرات بحثاً عن أسلحة الدمار الشامل بينما إسرائيل تفخر أمام العالم بترسانتها النووية، وسلمان رشدي يدافع عنه الغرب بكل وسائله الإعلامية لأنه يهاجم الإسلام، وروجيه غارودي يُحاكم وتُصادر كتبه لأنه قال كلمة لم يرض عنها اليهود، والمرأة لها أن تلبس ما تشاء ولكن إذا كان ذلك باسم الإسلام وتحت مبدئه وشعاره فليُخلع الحجاب في أول دولة ترفع شعار الحرية والديمقراطية، ولتداس هذه المفاهيم ما دامت تستند إلى مرجعية إسلامية، ولذلك يسخر مراد هوفمان من حقوق الإنسان حين يقول: إن حقوق الإنسان والديمقراطية لها عيون زرقاء وشعر أشقر، ويعني بذلك أنها تطبق فقط حين تكون لصالح الأوربيين.
نعم إن الإسلام يحارب هذا المفهوم العنصري ويطرح بدلاً منه مبدأ المساواة ويخاطب الناس جميعاً دون تمييز ? ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ? [سورة الحجرات آية: 13] والتكريم والتفضيل للبشر جميعاً دون تحيز لجنسٍ أو لون ? ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثيرٍ ممن خلقنا تفضيلاً ? [سورة الإسراء آية: 70].
والإسلام إذ يطرح مبدأ المساواة يطرح إلى جواره مبدأً آخر لإثارة التنافس على الفضائل بين الناس والأمم والشعوب، وهذا المبدأ هو مبدأ الخيرية ? كنتم خير أمة أخرجت للناس ? [سورة آل عمران آية: 110] ومبدأ الخيرية يختلف عن مبدأ العنصرية في أن هذا الثاني يقوم على أساس أفضلية العنصر والدم والتركيب الجبلي، بينما في مبدأ الخيرية يكون المعيار هو العمل والعمران الحضاري، والأداء الإنساني فاليهود كانوا أفضل العالمين حين عمروا الأرض بمنهج الخالق سبحانه وتعالى ? يابني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين ? [سورة البقرة آية: 47] ولكنهم حين أقبلوا على أهوائهم أصبحوا من أراذل الناس وشرار الخلق ومسخوا قردة وخنازيراً ? فلما عتوا عما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين ? [سورة الأعراف آية: 166]، والأمة الإسلامية هي خير الأمم حين تعمر الأرض بمنهج الله عز وجل، وتكون شر الأمم حين تتقاعس عن المهمة التي وكلها الله عز وجل إليها. ? وإن تتولو يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ? [سورة محمد آية: 38] كذلكم على مستوى الأفراد [لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح] فكل عمل يسهم في بناء الحضارة ورقي الإنسانية فهو من العمل الصالح الذي يكون معياراً للتفاضل والخيرية.
الخلاصة:لقد عرفنا ورأينا أن معيار الأخلاق منذ أفلاطون إلى فرنسيس فوكومايا، وصموئيل هنتغتون على مستوى التنظير الفلسفي، ومنذ بركليز وهيرون 459 ق. م إلى نابليون وهتلر وستالين إلى بوش اليوم على مستوى الممارسة السياسية العملية كان دائماً هو: القوة أو المنفعة أو اللذة أو العنصرية، فما هو أساس الأخلاق في الإسلام؟ إنه باختصار وبكلمة واحدة طلب مرضاة الله عز وجل، والثمار الأخلاقية التي ينتجها هذا الأساس ثماراً طيبة يمكن أن تحقق السعادة للبشر أفراداً ومجتمعات.
أخيراً لا بد من القول: إن الإنسان بطبيعته ميال إلى العاجلة، تتغلب عليه الأنانية، فلما ظهر العلم الحديث والمكتشفات الحديثة، والاختراعات العصرية، سكِر الإنسان بالعلم، وظن أنه إله هذا العالم، ووصل به الطغيان إلى درجة أنه تجرأ وأعلن موت الله سبحانه وتعالى – كما افترى نيتشة - واعتقد الإنسان أنه سيطر على الكون، وامتلك ناصية الطبيعة. وبالأمس لما أرسل الباري عز وجل رسالة للإنسان المتغطرس المتجبر في إعصار آسيا الذي أودى بحياة ربع مليون إنسان في بضع لحظات، هز هذا الإعصار ذلك الإنسان الثمل السكران بالعلم والمادة، والمغرور بقوته، ولا يزال هذا الإعصار يهزه، ولعله يوقظه فيتذكر هويته تذكراً صحيحاً، ويقرأ حقيقته قراءة صادقة.
إن الإنسان عبد شاء أم أبى، وإنه بمقدار ما يحقق عبوديته لله عز وجل يكون سيداً مُسوَّداً، وكائناً متفرداً، وبمقدار ما يتشبع هذا الإنسان بعبوديته لخالقه عز وجل فإنه يرتفع بإنسانيته، ويسمو بهويته. هو عبد مكرمُ مسوَّدٌ مُعزَّزٌ مُستخلَفٌ إن رضي بعبوديته اختياراً، وهو عبدٌ ذليلٌ ضعيفٌ مُهانٌ خائبٌ خاسرٌ إن أبى إلا أن تُفرض عليه العبودية اضطراراً … وما أجمل قول الإمام الشافعي هنا:
ومما زادني شرفاً وتِيها وكدت بأخمصي أطأ الثريّا
دخولي تحت قولك ياعبادي وأن صيّرت أحمد لي نبيّا
وصلى الله على سيدنا محمدٍ النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[20 Apr 2006, 12:16 ص]ـ
... فلما ظهر العلم الحديث والمكتشفات الحديثة، والاختراعات العصرية، سكِر الإنسان بالعلم، وظن أنه إله هذا العالم، ووصل به الطغيان إلى درجة أنه تجرأ وأعلن موت الله سبحانه وتعالى – كما افترى نيتشة - واعتقد الإنسان أنه سيطر على الكون، وامتلك ناصية الطبيعة. [/ align]
جزاك الله خيرا. وأتمنى لو تترجمه للإنجليزية ففيه دعوة مباشرة للمفكرين والمتعلمين الغربيين.
قال تعالى:
(حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[21 Apr 2006, 08:34 م]ـ
بارك الله فيك أخي عبد الله
وهذه دعوة لك لكي تفعل ذلك فأنا فقير جداً في اللغات ... وقد قرأت توقيعكم أسأل الله عز وجل لكم السداد والتوفيق دائماً ... وأشكرك على اهتمامك
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[د. حسن خطاف]ــــــــ[30 Apr 2006, 12:48 ص]ـ
بارك الله بك يادكتور أحمد على المعلومات القيمة
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[01 May 2006, 11:16 م]ـ
شكراً أبا ضياء على مرورك ..(/)
(إنّ في ذلك لآيات لأولي الألباب)
ـ[أبو عبد الرحمن العتيبي]ــــــــ[19 Apr 2006, 12:45 م]ـ
صورة جوية للحرمين الشريفين تأخذ بالألباب ( show.php?id=144)
ـ[يسرى خلف]ــــــــ[19 Apr 2006, 04:32 م]ـ
للأشف الشديد لم تظهر الصورة عندي تماما
ولا أدري هل الخلل من عندي أو من الرابط
على العموم جزاك الله خيرا(/)
وتظن أنها محجبة
ـ[أبو عبد الرحمان سعيد زهير]ــــــــ[19 Apr 2006, 06:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني الكرام وأخواتي الفضليات
نتقدم اليكم ونتقدم الى الامة الاسلامية كلها بمشروعنا الدعوي الكبير
حملة تصحيح الحجاب (اسم مؤقت للحملة)
ونسال الله العلى القدير ان يرزقنا فيها الاخلاص في القول والعمل كما نساله ان يسدد خطانا وان يتقبل هذا العمل المتواضع منا
تفاصيل مشروعنا الكبير
اولا: مقدمة
بفضل الله تعالى اولا ثم بجهود مشايخنا واساتذتنا الدعاة الى الله - بارك الله فيهم - انتشر الحجاب بين اخواتنا واصبحنا نرى فتيات محجبات في كل مكان
ولكن هناك امر ما
ظهر خلل في تفسير كلمة الحجاب لدى البعض وللاسف فهم كثير
ظنوا ان كلمة الحجاب تعني فقط غطاء الراس فكل من تغطي شعرها فقط تسمى محجبة
وبرما تلبس بنطلونا ضيقا وربما تلبس ملا بس ضيقة تفصل جسدها وربما تضع العطور والمكياجات وهي تعتقد انها قد تحجبت وان هذه الاشياء لا تنتقص من حجابها
واصبحنا نرى اخوات محجبات يكثرن من الطاعات والنوافل ارضاء لله ورغم ذلك يلبسن البنطلون الضيق وغيره من الملابس الكاشفة لكل ما امر الله ان يستر من عوراتهن ومنهن من تضع المساحيق ومنهن من تضع العطور النفاذة التي نهى عنها رسول الله
ولما كان واجبا على كل مسلم ان راى منكرا ان يتصدى لتغييره ولا يحق لمسلم ان يرى تلك المخالفات ويسكت عنها لانه مسئول غدا بين يدي ربه تبارك وتعالى عن ما راي (ماذا فعلت؟) هل تمعر وجهك؟ هل غضبت؟ ماذا فعلت؟
لا يسعنا السكوت فنحن غدا بين يدي ربنا واقفون ومسئولون
لذالك قررنا ان نقوم بهذه الحملة
حملة توعية وتصحيح للحجاب
ثانيا: من الجمهور المعني بهذه الحملة؟
المعنيون بهذه الحملة هن اخواتنا المحجبات اللائي يحببن الله ورسوله اللاتي اطعن الله ويردن الله ويرجون رحمته ويخافون عذابه من اخترن طريق الهداية والرشاد المحجبات اللائي يجهلن ان حجابهن منقوص وغير مكتمل
ثالثا: من سيقوم بهذه الحملة؟
كل مسلم ومسلمة يعلم ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من اخص خصوصيات دينه وهو اعلى المراتب وارفع الدرجات وهو طريق الانبياء وداب الصالحين
كل مسلم يريد ان يبرئ ساحته امام ربه من هذا المنكر يشترك في هذه الحملة حتى يقول لربه غدا فعلت ووقفت وقلت وتصديت وانكرت واحمر وجهى غضبا وتمعر وجهى فيك يارب
كل مسلم محب لاخوانه شفيق عليهم يحب لهم الخير يريد ان يصلح نفسه ويشارك في اصلاح مجتمعه
ثالثا: اهداف هذه الحملة؟
الهدف منها اولا الاعتذار الى الله عما يصنع هؤلاء
الهدف توعية لاخواتنا المحجبات بشروط الحجاب الشرعي الصحيح ولن نختلف في التفاصيل ولن نتطرق الى مسائل كشف الوجه والكفين هل هما عورة ام لا ولكن سنجتمع حول ثلاثة امور
1 - البنطلون وحكمه في الشرع وما يتبعه من كل زي ضيق يصف تفاصيل الجسم
2 - العطور
3 - وضع المساحيق
وليس هناك خلاف حولها باذن الله انها غير جائزة للمراة اذا خرجت من بيتها ورآها غير محارمها
وينبغي ان يعلم الجميع ان الله عز وجل لن يحاسبنا على النتائج ولكن سيحاسبنا على العمل ولعل الله يطلع على قلب واحد منا فيرى فيه اخلاصا له فيفتح به القلوب
اسم الحملة؟
الاسم خاضع لاختيارتكم وكل اخ واخت يدخل في هذا المنتدى ويضع عنوانا للحملة وسيتم عليه تصويت الى ان يتم اختيار اكثر اسم معبر عن توجهات الحمله وموضح لها ويشترط فيه
أ- ان يكون قصيرا قدر الامكان
ب- ان يكون معبرا عن الهدف بشكل واضح فلا يفهم منه الدعوة للحجاب مثلا حتى لا تقتنع كل من تقرا الشعار انها غير معنية به لانها محجبة اصلا
توقيت هذه الحملة؟
نحن ما زلنا في مرحلة الاعداد لها وسننطلق ان شاء الله بعد اكتمال الاعداد في موعد قريب
وسائل هذة الحملة
1 - نشر الفكرة في المنتديات والغرف وتجميع اكبر عدد من المشاركين فيها
2 - استقبال كافة الاقتراحات من المشاركين فيها
3 - اختيار اسم الحملة
4 - الاتصال بالشيوخ والدعاة لمشاركتنا في هذه الحملة ودعمها سواء بالحديث في قنوات تليفزيونية او بالقاء دروس او خطب ويتم تسجيلها ونشرها على الناس
5 - عمل مسابقة لقصة قصيرة تصلح لمطوية تطبع وتوزع بين الاخوات
6 - عمل مسابقة لتصميم يصلح للحملة يكون ملصقا لحملة التوعية بتصحيح الحجاب
7 - عقد اللقاءات والندوات في الغرف الدعوية حول هذا المعني
8 - ارسال الاميلات في المجموعات البريدية
9 - اضافة أي افكار جديدة من الاخوة المشاركين في الحملة
المشرفون على هذه الحملة؟
هذه الحملة ملك لكل مسلم وهي واجب كل مسلم ومسلمة وسيقوم بالتنسيق واستقبال الافكار الجديدة اخوانكم المشرفون على غرفة لا اله الا الله بالقسم العربي على البال توك
ولمن اراد رابط التسجيل للحملة واضافة المقترحات وتصويب الافكار
http://streetna.com/vb/showthread.php?t=1186
وفي النهاية اسال الله العلى القدير ان يغفر لنا ذنوبنا ويكفر عنا سيئاتنا ويتوفنا مع الابرار
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ريحانة]ــــــــ[19 Apr 2006, 08:53 م]ـ
السلام عليكم
بورك فيكم،فما زال هذا هما ينازعنا كلما رأينا أخواتنا في سن العطاء لهذا الدين (قبل حلول الهرم و انقطاع الرجاء) يحتجن أن نبذل معهن جهدا في إصلاح حالهن بعد أن وردن معين الطاعة،و عرفن الحق، فإن بريق العصرنة بهرجة التبرج و اتباع صرعات الموضة بدعوى عدم الرجعية و مواكبة العصر، و أن الدين يسر هي ردود منوعة ممن وجدت أصلا من يفتح أبواب النصح -التي صارت شحيحة إلاالنزر القليل- فالخلل أعمق من أن يكون في المساحيق، لأنه في حقيقة الإمتثال لأوامر الله من غير تحايل، و العزة بالإنتماء لهذا الدين فالإصلاح يبدأمن الداخل إن صح التعبير، و العنوان الذي أقترحه هو"أختاه لا تستحى من حيائك الرباني "أو " الحجاب لا يكون تبرجا"
ـ[البتول]ــــــــ[19 Apr 2006, 09:14 م]ـ
بورك فيكم،فالخ الفاضل قد حقق لنا مايسمى أصوليا بأقل ما قيل في الحجاب وهو ستر المراة لجسدها سوى الكفين والوجه انطلاقا من أن القدر المجمع عليه بين العلماء هوداك.
فأضم صوتي الي صوت ريحانة فأقول الحجاب لايكون تبرجا
ـ[يسرى خلف]ــــــــ[20 Apr 2006, 04:05 ص]ـ
بوركت جهودك أخي وما أحوجنا فعلا إلى مثل هذه الحملات خاصة في هذا الزمن الذي اختلطت فيه الموازين ...
ـ[ريحانة]ــــــــ[20 Apr 2006, 09:55 م]ـ
بورك فيكم، فالخ الفاضل قد حقق لنا مايسمى أصوليا بأقل ما قيل في الحجاب وهو ستر المراة لجسدها سوى الكفين والوجه انطلاقا من أن القدر المجمع عليه بين العلماء
أختي البتول: هدا ليس أقل ما قيل، فإن الحنقية قالوا بإظهار الرجلين أيضا، ولا أريد أن أدخل في مسألة حجية الأخد بأقل ما قيل لأنها محل نزاع بين الأصوليين، و لا أريد بدلك إخراج الموضوع عن مجاله الإصلاحى
ـ[أبو عبد الرحمان سعيد زهير]ــــــــ[21 Apr 2006, 09:11 ص]ـ
بارك الله فيكن اجمعين نعم ان الخلاف في الحجاب خلاف واسع جدا ولكن كلامنا مع من خرجن فعلا بلباسهن عن نطاق الخلاف مثل:
البنطال
والثوب المحزق والمحجم للعورة
والعطور
والمساحيق
وغيرها من الخروقات التي يعتبر فيها اجماع اهل العلم على حرمتها وتخرج من الخلاف بين اهل العلم
ونود من الاخوات ان ينعشن هذا الموضوع ببحوثهن المباركة
وجزاكن الله خيرا(/)
سبحان الله: آخر آية وقف عليها الشيخ / الشنقيطي رحمه الله في تفسيره.
ـ[المسيطير]ــــــــ[19 Apr 2006, 11:04 م]ـ
قال أكرم كساب (المترجِم لفضيلة العلامة الشيخ محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي رحمه الله):
في وسط قارة إفريقيا وفي قرية تسمى شنقيط كانت نشأته، وبين مكة والمدينة كانت شهرته، وبرع في العلوم كلها حتى فاق أقرانه، أراد مكة حاجًا وزائرًا، وأراده الله معلمًا ومفسرًا، إن تحدث في التفسير خِلته الطبري، وإن أنشأ في الشعر حسبته المتنبي،وإن جال في الحديث وعلومه ظننته ابن حجر العسقلاني،
مفسرًا،
ومحدثًا،
وشاعرًا،
وأديبًا،
إنه صاحب " أضواء البيان " العالم الولي الزاهد الورع العلامة الشنقيطي، فمن يا ترى هذا الرجل؟ وأين نشأ؟ وكيف تلقى علمه؟ وكيف كانت أخلاقه؟ وما هو أضواء البيان هذا؟.
ثم قال:
على الرغم من أن الشيخ كان جوهرة ثمينة، وقد ملئ علمًا من مفرق رأسه إلى أخمص قدميه، أو كما يقول عنه الاستاذ محمد المجذوب ـ رحمه الله ـ: " ثقافة موسوعية، حتى ليخيل إليك وهو يحضر تقريراته منها أنها تخصصه الذي لا يكاد يعدوه، شأنه في ذلك شأن الأسلاف الكبار ".
ثم قال:
كتاب: أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن:
يقع هذا الكتاب في سبعة أجزاء، وصل فيها الشيخ إلى قوله تعالى في سورة المجادلة: (أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون) (المجادلة/22) ووافقه المنية، فأكمل التفسير من بعده تلميذه الشيخ عطية محمد سالم ـ رحمه الله ـ) أ. هـ
تتمة أضواء البيان للشيخ عطية محمد سالم رحمه الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...ght=1325%E5%DC
رحم الله الشيخ الشنقيطي وغفر له وجمعنا وإياه في الفردوس الأعلى.
وللفائدة:
حمّل أضواء البيان كاملا من 1 - 7
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...threadid=10265
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Apr 2006, 12:31 ص]ـ
أرحب بأخي الكريم الشيخ سامي المسيطير حفظه الله ورعاه في ملتقى أهل التفسير، وأسأل الله أن يوفقه وأن يسدد آرائه. وأشكره على هذه الفائدة التي أتحفنا بها بخصوص تفسير الشيخ الشنقيطي رحمه الله وغفر له.
تعليق خارج الموضوع:
لي تحفظ على قول الأستاذ أكرم كساب - جزاه الله خيراً- عن الشيخ العلامة الشنقيطي: (إذا تحدث في التفسير خِلته الطبري، وإن أنشأ في الشعر حسبته المتنبي، وإن جال في الحديث وعلومه ظننته ابن حجر العسقلاني). فالشيخ رحمه الله لا يوازن بواحد من هؤلاء في فنونهم، ومهما بلغ حبنا له إلا أنه ينبغي أن نضع الكلام مواضعه دون مبالغة.
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 Apr 2006, 11:46 ص]ـ
الشيخ المبارك الدكتور / عبدالرحمن الشهري وفقه الله تعالى
أشكر لكم ترحيبكم، ودعوتكم، ودعواتكم.
وما ذلك على أهل الفضل بغريب.
أسأل الله تعالى أن يبارك لكم في علمكم وعملكم وعمركم وأهلكم وذريتكم ومالكم، وأن يرزقكم من خيري الدنيا والآخرة من حيث لا تحتسبون.
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 Apr 2006, 11:56 ص]ـ
وآخر ما قرأ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى - قوله تعالى:
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ. فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ} 54، 55.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في البداية والنهاية (14/ 135 فما بعدها):
وقت الوفاة ومكانها واعلانها وارتباك الدولة:
قال الشيخ علم الدين البرزالي في تاريخ وفي ليلة الاثنين العشرين من ذي العقدة توفي:
الشيخ
الامام
العالم
العلم
العلامة
الفقيه
الحافظ
الزاهد
العابد
المجاهد
القدوة
شيخ الاسلام
تقي الدين أبو العباس أحمد بن شيخنا الامام العلامة المفتي شهاب الدين ابي المحاسن عبدالحليم ابن الشيخ الامام شيخ الاسلام ابي البركات عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم محمد بن الخضر بن محمد ابن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية الحراني ثم الدمشقي بقلعة دمشق بالقاعة التي كان محبوسا بها.
وقد اتفق موته في سحر ليلة الاثنين المذكور فذكر ذلك مؤذن القلعة على المنارة بها وتكلم به الحراس على الابرجة فما أصبح الناس إلا وقد تسامعوا بهذا الخطب العظيم والامر الجسيم فبادر الناس على الفور إلى الاجتماع حول القلعة من كل مكان أمكنهم المجيء منه حتى من الغوطة والمرج.
وكان نائب السلطنة تنكز قد ذهب يتصيد في بعض الامكنة فحارت الدولة ماذا يصنعون وجاء الصاحب شمس الدين غبريال نائب القلعة فعزاه فيه، وجلس عنده، وفتح باب القلعة لمن يدخل من الخواص والاصحاب والاحباب فاجتمع عند الشيخ في قاعته خلق من أخصاء أصحابه من الدولة وغيرهم من أهل البلد والصالحية فجلسوا عنده يبكون ويثنون على مثل ليلى يقتل المرء نفسه.
وكنت فيمن حضر هناك مع شيخنا الحافظ ابي الحجاج المزي رحمه الله وكشفت عن وجه الشيخ ونظرت إليه وقبلته وعلى رأسه عمامه بعذب مغروزة وقد علاه الشيب أكثر مما فارقناه وأخبر الحاضرين أخوه زين الدين عبد الرحمن:
أنه قرأ هو والشيخ منذ دخل القلعة ثمانين ختمة وشرعا في الحادية والثمانين فانتهينا فيها إلى آخر اقتربت الساعة:
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ. فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ}
فشرع عند ذلك الشيخان الصالحان الخيران عبد الله بن المحب وعبد الله الزرعي الضرير وكان الشيخ رحمه الله يحب قراءتهما فابتدآ من أول سورة الرحمن حتى ختموا القرآن وأنا حاضر أسمع وأرى.
وحضر جمع كثير إلى القلعة وأذن لهم في الدخول عليه وجلس جماعة عنده قبل الغسل وقرؤا القرآن وتبركوا برؤيته وتقبيله ثم انصرفوا ثم حضر جماعة من النساء ففعلن مثل ذلك ثم انصرفن واقتصروا على من يغسله) أ. هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجكني]ــــــــ[20 Apr 2006, 01:09 م]ـ
السلام عليكم: لاشك أن د/عبد الرحمن الشهرى حفظه الله قد وفق فى استدراكه، ولى استدراك آخر وهو أن الشيخ رحمه الله لم تكن شهرته بين مكة والمدينة بل وليس فى المشرق كله، بل رحمه الله كان مشهوراً فى بلده والأقطار التى محيطة به قبل أن يأتي للمشرق بزمن كثير 0والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Apr 2006, 02:07 م]ـ
جزاكم الله خيراً على دعواتكم يا أبا محمد، وأسأل الله أن يتقبل منا ومنكم، وشكر الله للدكتور السالم استدراكه اللطيف.
وفكرة أخي الكريم أبي محمد المسيطير حفظه الله في تتبع المواضع التي نقل أن العلماء قبضوا عندها أثناء تلاوتهم للقرآن الكريم أو وقفوا عندها في تفاسيرهم فكرة طريفة، ذكر لنا منها قصتين، ولعله ينشط لتتبع البقية إن شاء الله، ففيها عبر، وفيها تذكرة بفضل الله سبحانه وتعالى على هؤلاء العلماء الأجلاء رحمهم الله ورضي عنهم، وأحلقنا بهم غير مفرطين ولا مفتونين.
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 Apr 2006, 04:11 م]ـ
الشيخ الكريم الدكتور / عبدالرحمن الشهري
جزاك الله خيرا على تنبيهك، وسرني توجيهك، وسأعمل بإذن الله على جمع ما تفضلتم بطلبه بإذن الله تعالى.
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 Apr 2006, 04:16 م]ـ
عمر بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى
قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى (ج4/ 72):
(روى عفان بن مسلم، عن عثمان بن عبدالحميد، قال: حدثنا أبي، قال: بلغنا أن فاطمة امرأة عمر بن عبدالعزيز قالت: اشتد علَزُه ليلة، فسهرْ وسهرنا معه، فلما أصبحنا أمرت وصيفا له يقال له مرثد، فقلت له: يا مرثد، كن عند أمير المؤمنين، فإن كانت له حاجة كنت قريبا منه.
ثم انطلقنا فضربنا برؤوسنا لطول سهرنا، فلما انفتح النهار استيقظت فتوجهت إليه، فوجدت مرثدا خارجا من البيت نائما، فأيقظته، فقلت: يا مرثد، ما أخرجك؟، قال: هو أخرجني، قال: يامرثد؛ اخرج عني!، فوالله إني لأرى شيئا ما هو بالإنس ولا جان، فخرجت فسمعته يتلو هذه الآية:
(تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)
قال فدخلت عليه فوجدته قد وجه نفسه، وأغمض عينيه، وإنه لميت، رحمه الله) أ. هـ.
ـ[المسيطير]ــــــــ[22 Aug 2006, 09:36 م]ـ
نُقل أن آخر آية فسرها الشيخ محمد رشيد رضا في تفسير المنار هي قوله تعالى في سورة يوسف:
(توفني مسلما وألحقني بالصالحين)
ومات عقبها
رحمه الله.
وأكمل تفسير سورة يوسف الشيخ بهجة البيطار رحمه الله
ـ[المسيطير]ــــــــ[29 Jul 2010, 11:40 م]ـ
قال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى في السير (13/ 18):
إبراهيم بن هانئ النيسابوري: الامام، الحافظ، القدوة، العابد.
قال أبو بكر بن زياد: حضرتُ إبراهيم بن هانئ عند وفاته، فقال: أنا عطشان، فجاءه ابنه بماء.
فقال: أغابت الشمس؟.
قال: لا. فرده، وقال: (لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ العَاملُوْنَ)، ثم مات *.
--
(*) نسخة الكترونية.
ـ[المسيطير]ــــــــ[29 Jul 2010, 11:44 م]ـ
عبرة *:
(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ).
قال ابن عباس رضي الله عنهما: " هو موت العلماء وأهل الخير منها ".
الشيخ / عبدالعزيز الوهيبي الذي وافته المنية يوم الثلاثاء الماضي 2/ 6/1430هـ في حادث مروري، كان قبل سفره قد أتم قراءة (صفة نعيم أهل الجنة من صحيح البخاري) في الدرس الذي يقيمه في بيته.
نسأل الله أن يرزقه وأهله الجنة ووالدينا ومن نحب.
---
(*) جوال زاد.(/)
أنصف يا أخي وكفى تكفيراً لأخيك
ـ[محمدفاضل]ــــــــ[21 Apr 2006, 12:03 ص]ـ
مناقشات أخوية مع من يقبل الحق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا واصلي وأسلم على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه ................... أما بعد:
فهذه مسائل ترددت مدة في كتابتها لأسباب كثيرة ومثبطات جسيمة ومن أبرزها:
1ـ إقتناعي بعض الشيء بقلة من يطلب الحق للحق لا للتعصب.
2ـ كثرة من كتب في هذه المسائل قديماً وحديثاً.
ولكن طلباً للثواب من الكريم التواب وطلب لنصرة الحق وإعلاء كلمته وتفاؤل بأناس من طلبة العلم همهم طلب الحق وسعيهم في الانقياد إليه كتبت هذه السلسة عسى أن يكون فيها فائدة لمستفيد وإيقاظ لمن كان للحق مريد ولاحول ولا قوة لي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب:
المسألة الأولى:الخطأ في تقرير توحيد الربوبية.
لأن التوحيد هو أعظم مطلوب فأبدأ به
وأول أقسامه على الاصطلاح الدراسي في المناهج التعليمية توحيد الربوبية:
توحيد الربوبية: هو إفراد الله تعالى بأفعاله ومنها الخلق والرزق والتدبير.
طبعاً ليس المراد التوسع في ذلك ولكن المقصود بيان المسألة بحدها (تعريفها) وتطبيقها ومايرد عليها ووجه الانتقاد هنا:
فالمتأمل في الحد المذكور بعاليه يجد أن توحيد الربوبية منصب على اعتقاد العبد انفراد الله بأفعاله سبحانه وتعالى ثم ضٌرب أمثلة على أفعال الرب سبحانه وتعالى بذكر الخلق والرزق والتدبير وليست أفعال الرب سبحانه وتعالى محصورة في ذلك بل إنما هي أمثلة لبعض أفعاله.
إذا كان الأمر كذلك فهل كفار قريش وحدوا الله في الربوبية (أي إفراده بأفعاله) أم أنهم كفار في هذه المسألة؟!
تتابع أهل التدريس على مختلف المستويات على قولهم إن كفار قريش موحدون في الربوبية! بدليل قوله تعالى ((ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله))
{قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنْ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ}
، وَقَوْلَهُ تَعَالَى {قُلْ لِمَنِ الأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ، سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ، قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ، قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ، سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ}
فأفادت الآيات الكريمة أن كفار قريش قد وحدوا الله في الربوبية. هكذا يقال.!!
وهذا الكلام غير صحيح لأسباب:
ـ[محمدفاضل]ــــــــ[21 Apr 2006, 12:09 ص]ـ
وهنا كامل تمام الرسالة من اولها إلى نهايتها واسأل الله لنا ولجميع طلبة العلم الهداية
قال ابن قتيبة: وسيوافق قولي هذا من الناس ثلاثة:
رجلا منقاداً سمع قوما يقولون، فقال كما قالوا، لا يرعوي ولا يرجع، لأنه لم يعتقد الأمر بنظر فيرجع عنه بنظر.
ورجلاً تطمحُ به عزةُ الرياسة وطاعةُ الإخوان وحبُ الشهرةِ فليس يردُّ عزتَه ولا يثني عنَانه إلا الذي خلق، إن شاء، لأن في رجوعه إقرارُه بالغلط واعترافُه بالجهل، وتأبى عليه الأنفة، وفي ذلك أيضاً تشتتُ جمعٍ وانقطاعُ نظامٍ واختلافُ إخوانٍ عقدتهم له النحلة والنفوس لا تطيب بذلك إلا من عصمه الله ونجاه.
ورجلاً مسترشداً يريد الله بعمله لا تأخذه فيه لومة لائم ولا تدخُلُهُ مِنْ مُفارقٍ وحشة ولا تلفِتُه عن الحق أنفةٌ، فإلى هذا بالقول قصدنا وإياه أردنا
واسألكم بالله يا أخوتي أن ننصف من أنفسنا ونتقي الله فإن الدنيا لا تساوي جناح بعوضة
ـ[وائل حجلاوي]ــــــــ[21 Apr 2006, 06:34 م]ـ
الحمد لله الحق المبين, مرسل رسوله بالنور والصراط المستقيم لمن شاء له النجاة يوم الدين, وصلي اللهم وسلم على من جعلته حجة للعالمين أجمعين أما بعد
فهذه نصيحةٌ ومحاورةٌ لصاحب الملف المرفق بمقال الأخ محمد فاضل _أنصف يا أخي وكفى تكفيراً لأخيك _
الموسوم بـ "مسائل في التوحيد والشرك":
ـــــــــــــــ
(يُتْبَعُ)
(/)
الأخ محمد فاضل تكلم بصيغة النصح للمُبَدِّع والمُكَفِّر, وأرفق ملفاً للمدعو: أبو عبدالله: غيث بن عبدالله الغالبي الذي تكلم بصيغة المدافع عن نفسه ضد تهمة التبديع والتكفير
وكلاهما خاطب القارئ بأسلوب الوعظ والنصح والتوجيه السديد
سأتكلم معكما بدون اتهام أو إصدار حكم, سأرد على المكتوب لا على من كتبه, لا بملف مرفق على استحياء أو خوف, بل بصراحة وصدق ورحابة صدر:
وما سكتُّ عنهُ لا أقره ولا أرده وإنما خشيتَ الإطالة اختصرتُ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال
{وأما كون دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ينفع كسبب فقد ثبت ذلك بالتجربة كما ثبت نفع الدواء في إزالة المرض بالتجربة}.
أقول
وهل الدين والشرائع من العلوم التجريبية المخبرية كعلم الطب والصيدلة
أم من العلوم الغيبية التي نقتفي فيها الأثر الصحيح.
قال:
{ثم لو سلَّموا لنا بأن الميت ليس بسبب ينفع أو يضر فغاية ما نقول: إنه كمن يأخذ الدواء في غير ما صنع له كما في المثال السابق. فهل نقول أنه مشرك شركاً أصغر أو أكبر لأنه أخذ بسبب لا نفع فيه. فلم يقل أحد من سلف العلماء ومن اتبعهم أن من تعاطى سبب لا ينفع فهو مشرك شركاً اصغر ولم نسمع به إلا في غربة العلم.}
أقول:
يا علماء الأصول _ بالله عليكم _ هل هذا قياس صحيح؟
الأصل: [الدواء إن لم ينفع لا يضر]
القياس على الأصل: [العبادة إن لم تنفع لا تضر]
العلة الجامعة بينهما: عدم الضرر, أو الخطأ في تناول الوسيلة
قولك
{أخي لا أريد أن أطيل عليك ولكن تأمل في الأسباب التي يجوز التوسل بها:ولنضرب مثال على ذلك: بالعمل الصالح فهو سبب متفق على جواز التوسل به}.
أقول:
التوسل بالعمل الصالح يندرج تحت أصول عامة صحيحة منها:
- احفظ الله يحفظك
- تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة
ويجمعها: ((الجزاء من جنس العمل))
وقولك بجواز التوسل بالغير الميت يندرج تحت أصول باطلة هي:
- من يعرف اللهَ في الرخاء ينفعُكَ في شِدَّتِك
- مَنْ حَفِظَ اللهَ تعالى يحفظكَ اللهُ به
وتجمعها القاعدة الباطلة: ((جزائي من جنس عمل غيري))
والله تعال يقول: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى}
وأنتَ تقول: أريد أن أجني ثمار حسنات غيري؛ لأن غيري صالح وذو حسنات!
قولك
{4ـ أن الأخذ بالسبب على أنه سبب وليس مستقل بالتأثير عن الله ولا شريك لله جائز}.
أقول:
بل ليس بجائز حتى يدل عليه دليل صحيح
قلتَ:
{لأن كل الصور المذكورة وإن اختلفت ألفاظها فقد اتحدت في كونها من باب السبب لا من باب الاستقلال ولا بنية عبادتهم}
أقولُ:
هل هذا الدليل صحيح:
[ما دام السبب ليس شركاً بالله ولا مستقلاً عن الله فهو جائز]
بمعنى آخر: ما دون الشرك والكفر جائز مباح
قال:
[لأن الرسول والدواء والطبيب والوظيفة وكل ذلك مخلوق وكلها اسباب.]
أقولُ:
سبق الرد على أن هذا القياس فيه نظر
الرسول في الدين الإسلامي ليس كالرسول من منظور النصارى اليوم, ليس الرسولُ مُخَلِّصَنَا من الذنوب والنار بشخصه وعمله وعظمته بل هو مخلِّصُنَا بعملنا نحنُ, على نور من الله واتباع صحيح مِنَّا له صلى الله عليه وسلم.
ـ[محمدفاضل]ــــــــ[21 Apr 2006, 08:37 م]ـ
أخي الحبيب بالنسبة للشيخ الغالبي وفقه الله فلا يهمه أن يشتهر اسمه ويلمع في سماء المواجهات وأما الضرر المحسب فهو محتمل بل هو ظاهر
وهو كلمة بسيطة ترمى بلا ورع ممن لا يهمه عواقبها احذروا من فلان فيه كيت وكيت لا لشيء إلا لأنه أنصف من نفسه وإخوانه ولذا فأرجو من أخي الغيور وائل أن نناقش القضية بصرف النظر عن القائل
والشكر لك على نقاشك الطيب
بسم الله الرحمن الرحيم
قال:
{ثم لو سلَّموا لنا بأن الميت ليس بسبب ينفع أو يضر فغاية ما نقول: إنه كمن يأخذ الدواء في غير ما صنع له كما في المثال السابق. فهل نقول أنه مشرك شركاً أصغر أو أكبر لأنه أخذ بسبب لا نفع فيه. فلم يقل أحد من سلف العلماء ومن اتبعهم أن من تعاطى سبب لا ينفع فهو مشرك شركاً اصغر ولم نسمع به إلا في غربة العلم.}
أقول:
يا علماء الأصول _ بالله عليكم _ هل هذا قياس صحيح؟
الأصل: [الدواء إن لم ينفع لا يضر]
القياس على الأصل: [العبادة إن لم تنفع لا تضر]
العلة الجامعة بينهما: عدم الضرر, أو الخطأ في تناول الوسيلة
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب: يا أخي أن الأمر ليس كما فهمت سددكم الله بل الأمر أن دعاء الميت ليس بعبادة أصلاً بل هو سبب فقط وراجع الموضوع مرة أخرى
فالجامع بينهما السببية فإذا لم يكن تعاطي الدواء الذي لا ضرر فيه شرك
فكذا التوسل بميت لا نفع فيه ليس بشرك
قولك
{أخي لا أريد أن أطيل عليك ولكن تأمل في الأسباب التي يجوز التوسل بها:ولنضرب مثال على ذلك: بالعمل الصالح فهو سبب متفق على جواز التوسل به}.
أقول:
التوسل بالعمل الصالح يندرج تحت أصول عامة صحيحة منها:
- احفظ الله يحفظك
- تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة
ويجمعها: ((الجزاء من جنس العمل))
وقولك بجواز التوسل بالغير الميت يندرج تحت أصول باطلة هي:
- من يعرف اللهَ في الرخاء ينفعُكَ في شِدَّتِك
- مَنْ حَفِظَ اللهَ تعالى يحفظكَ اللهُ به
وتجمعها القاعدة الباطلة: ((جزائي من جنس عمل غيري))
والله تعال يقول: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى}
وأنتَ تقول: أريد أن أجني ثمار حسنات غيري؛ لأن غيري صالح وذو حسنات!
الجواب: أخي الحبيب: لا ادري ما أقول لك هنا ولكن غفر الله لك فهذا هو نص ماورد في الملف:
أخي لا أريد أن أطيل عليك ولكن تأمل في الأسباب التي يجوز التوسل بها:ولنضرب مثال على ذلك:بالعمل الصالح فهو سبب متفق على جواز التوسل به.
العمل الصالح مخلوق من مخلوقات الله ثبت كونه نافع كسبب من الأسباب النافعة فلو توسلت بهذا العمل المخلوق على أنه مستقل بالنفع أو شريك لله فهو شرك أكبر.
والعمل مخلوق و الرسول صلى الله عليه وسلم مخلوق فهل الرسول أفضل وأعظم أم عملك أخي الحبيب أجب ولا تستحي؟
إن قلت أن الرسول بل و علماءالأمة أفضل مني ومن عملي فقلي بربك ما الفرق بين التوسل بعملنا الأقل شأناً وبين جواز التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم [ color=#FA0309]؟ مع أن كلاهما سبب ولكن سبب أقوى من سبب ولو كان عبادة أو شبه عبادة لم يجز بالحي ولا بالميت.ص10 من الملف
قولك
{4ـ أن الأخذ بالسبب على أنه سبب وليس مستقل بالتأثير عن الله ولا شريك لله جائز}.
أقول:
بل ليس بجائز حتى يدل عليه دليل صحيح
الجواب: الدليل هو أخذك بالأسباب ومنها الآلة التي كتبت بها هذا في شأن الأسباب بوجه عام.
وأما التوسل تحديداً فهو كسائر الأسباب النافعة المباحة فكيف وقد ورد فيه احاديث كثيرة.
مع أنه ليس بعبادة في ذاته حتى يلزم قيام الدليل عليه وقد اوضح المؤلف من بداية الكلام كونها اسباب لا عبادات في ذاتها.
قلتَ:
{لأن كل الصور المذكورة وإن اختلفت ألفاظها فقد اتحدت في كونها من باب السبب لا من باب الاستقلال ولا بنية عبادتهم}
أقولُ:
هل هذا الدليل صحيح:
[ما دام السبب ليس شركاً بالله ولا مستقلاً عن الله فهو جائز]
بمعنى آخر: ما دون الشرك والكفر جائز مباح
الجواب: أن المؤلف يشير إلى مذكور ذكره وموضوع يتكلم فيه وهو الفرق بين السبب والعبادة ألا ترى يا أخي الكريم إلى قوله:
{لأن كل الصور المذكورة وإن اختلفت ألفاظها فقد اتحدت في كونها من باب السبب لا من باب الاستقلال ولا بنية عبادتهم}
قال:
[لأن الرسول والدواء والطبيب والوظيفة وكل ذلك مخلوق وكلها اسباب.]
أقولُ:
سبق الرد على أن هذا القياس فيه نظر
الرسول في الدين الإسلامي ليس كالرسول من منظور النصارى اليوم, ليس الرسولُ مُخَلِّصَنَا من الذنوب والنار بشخصه وعمله وعظمته بل هو مخلِّصُنَا بعملنا نحنُ, على نور من الله واتباع صحيح مِنَّا له صلى الله عليه وسلم.
الجواب: أخي الحبيب: النصارى يعتقدون أنه إله مع الله لا كونه سبب فقط وأما سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فهو عبد لله مخلوق أعطاه الله الشفاعة يوم القيامة كسبب وليس أنه إله مع الله فتخليصه للناس هو شفاعته لهم كسبب فقط.
ففرق بين من يقول محمد عبد لله ورسوله ويقول: [لأن الرسول والدواء والطبيب والوظيفة وكل ذلك مخلوق وكلها اسباب.] وأخر يقول إن عيسى ثالث ثلاثة أو انه الله
قال تعالى ((لقد كفر اللذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة))
وقال ((لقد كفر اللذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم))
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعلك يا أخي الكريم تلاحظ أن النقاش منصب على ادعاء كون هؤلاء القوم كفار أو وقعوا في الشرك الأكبر أو حتى في الشرك الأصغر فإذا أنتفى كل ذلك فلا وجه للفرقة والتناحرأتمنى فقط من الأحبة الفضلاء قراءة الملف بقصد العدل والإنصاف والسلام عليكم.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[21 Apr 2006, 11:10 م]ـ
{أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} (3) سورة الزمر
ـ[محمدفاضل]ــــــــ[22 Apr 2006, 12:41 ص]ـ
{أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} (3) سورة الزمر
إذن فقد عبدوهم فنووا التقرب لهم على أنهم الهة أخرى شركاء لله وفي الملف إيضاح أكثر
والآيات يفسر بعضها بعضاً وإلا لقلنا بخلود صاحب الكبيرة في النار وغيرها مما لا يخفاكم كما فعلت الخوارج لما أخذوا بالآيات الداة على الخلود في النار وتركوا ما يبينها ((إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء)) بارك الله بسعيكم وكتبه لكم ووفاكم إياه عند لقاه.
فكانوا يعبدونهم من دون الله أو شركاء لله مصداق ذلك
(تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين)
(وما نرى معكم من شفعائكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء)،
فذكر أنهم يعتقدون أنهم شركاء فيهم، ومن ذلك قول أبي سفيان يوم أحد: (أعل هبل)،
يارسول الله أي الذنب أعظم؟ قال: ((أن تجعل لله نداً وهو خلقك))
ولذا قال تعالى ((ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله))
قال تعالى ((أجعل الألهة إلهاً واحدا)).
? ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قل أتنبئون الله بما لايعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون? يونس 18 ففي الآية عدة أشياء متلازمة:
[أنهم يعبدونهم من دون الله]، [ويكذبون على الله فيدعون أنهم شفعاء لهم عنده،] [ثم بين أنهم مشركون بالله] فقال ((سبحانه وتعالى عما يشركون)) فهذه ثلاثة أشياء.
قال أهل التفسير ومنهم الإمام القرطبي ((قل أتنبئون الله بما لايعلم في السماوات ولا في الأرض)) أي أتخبرون الله أن له شريك في ملكه أو شفيع بغير إذنه والله لا يعلم لنفسه شريكا في السماوات ولا في الأرض لأنه لا شريك له فلذلك لا يعلمه. أ ـ هـ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عزوجل: (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا) بارك الله بسعيكم وعلمكم ورفع قدركم
ـ[وائل حجلاوي]ــــــــ[22 Apr 2006, 07:54 ص]ـ
السلام عليكم:
أما كاتب الملف المرفق فلا أعرفه ولم يكن لي أي قصد سيئ من ذكره, و اسمه مكتوب آخر الملف المرفق, فلستُ من شهرتُهُ. وغفر الله لي ولك وله.
{ولعلك يا أخي الكريم تلاحظ أن النقاش منصب على ادعاء كون هؤلاء القوم كفار أو وقعوا في الشرك الأكبر أو حتى في الشرك الأصغر}
لا أختلف معك, ولكن من حق القارئ أن يقف على ما كُتِب ليستوضح من الكاتب أو يناقش أو يبدي رأيه ...
أولاً:
جواباً عن سؤالك:
{فهل الرسول أفضل وأعظم أم عملك أخي الحبيب أجب ولا تستحي؟}
الجواب:
الرسول بلا شك
وما أزال لا أفهم (أو لم أقتنع) بقولك , ولم أقتنع بما جعلته من لازم جوابي. وأعتذر عن مخالفتك.
ــــــــــ
وهذه إن شاء الله آخر ملاحظاتي على الملف المرفق:
ومن شاء التطويل فأنا مستعد أن أرسل له رسالة خاصة _على بريده الالكتروني_ تتضمن الأدلة النقلية الصحيحة على كل كلمة كتبتها إن شاء الله تعالى
ثانياً:
ثم هذه مسائل تتعلق ببحث النية طرحها الكاتب:
هل العمل الصالح بدون نية يكون مباحاً لا يؤجر عليه صاحبه ولا يأثم؟
قال الكاتب: نعم, وضرب مثلاً, هو أنَّ مَن يكرم ضيفه بدون استحضار نية العبادة فلا أجر له
(يُتْبَعُ)
(/)
نص كلامه: {1ـ أتاك ضيوف من العلماء الصالحين فذبحت لهم مجاملة وجري على عادات وعرف الناس لا بنية التعبد بإكرام هؤلاء الضيوف من علماء الأمة.= فلا أجر لك ولا أثم عليك لأن ذلك مباح.}
وأقول:
- العمل الصالح يؤجر عليه صاحبه وإن كان قلبُه حين أدائه لذلك العمل الصالح غافلاً عن استحضار النية _نية العبادة والقربى_ ما دام مؤمناً بالله تعالى وبالجزاء والحساب يوم القيامة بالجملة
- أما الذي لا ينفعه عمله الصالح ولا يؤجر عليه في الآخرة هو مَن قال عنه النبيُ صلى الله عليه وسلم: ((إنه لم يقل يوماً من الدهر: ربِّ اغفر لي خطيئتي يوم الدين)) وإن كانت له حسنات أمثال الجبال, فإنها تكون يوم القيامة هباءاً منثوراً نسأل الله تعالى العافية.
أما من آمن بالحساب والجزاء فإن عمله الصالح ينفعه ويؤجر عليه ولو لم يستحضر النية لكل عمل صالح يعمله.
بل من أهل العلم من قال: حتى الأطفال الذين لم يكلفوا تُكتب لهم حسناتهم ولا تكتب عليهم سيئاتهم.
فإكرام الضيف مأجور عليه صاحبه وإن لم يستحضر النية أو لم تخطر على باله مادام في الأصل مؤمناً
وتأمل حديث البغي من بني إسرائيل التي غفر اللهُ لها بسبب سقيها الكلب, وكذلك حديث الذي أماط شجرةً عن الطريق كانت تؤذي الناس فشكر اللهُ له فغفر له فأدخله الجنة, والرجل يتكلم بالكلمة من رضا الله تعالى لا يلقي لها بالاً يُدخله اللهُ تعالى بها الجنة,
وبالمقابل: فِعْلُ المعصية _عمداً لا خطئاً_ بدون نية ارتكاب المعصية, هل ينفي الإثم عن صاحبه؟
الجواب: لا ينفي الإثم عن صاحبه,
كمن زنا والعياذ بالله ولم يعلم بأن الزنا من الكبائر والفواحش ولم يدر ما عقوبة الزنا في الآخرة
فهل يقول قائل أنَّ هذا فَعَلَ مباحاً لأنَّ نيته لم تكن "مجاهرة الله بالمعصية" بل كانت نيتُه: إمتاع نفسه والترويح عنها؟!
ــــــــــــــ
والله تعالى أعلم
هذا وشكر الله للأخ محمد فاضل الفاضل وجزاه كل خير على صراحته في طرح مسائل جالت في خاطره قصد من ورائها الحق والنصح, وأستغفر الله العظيم لي وله ولجميع المسلمين والحمد لله رب العالمين.
ـ[محمدفاضل]ــــــــ[22 Apr 2006, 11:28 ص]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الكريم بالنسبة لموضوع هل الرسول أفضل أم عملك فلم أقصد توجيه السؤال لكم بارك الله بكم وأعتذر عن الإيهام وإنما اردت نقل كلام المؤلف كاملاً فكان من ضمنه تلك العبارة فعذراً مرة أخرى أما وجه علاقتها بالموضوع فهو أن الرسول سبب
والعمل سبب وكلاهما مخلوق فقول القائل لا يجوز التوسل بالرسول لأنه مخلوق منقوض من جهتين:
الجهة الأولى: الأحاديث الواردة في التوسل به.
الجهة الثانية: أن العمل مخلوق وجاز التوسل به فلا وجه لمنع التوسل بالرسول بقياس الأولى فكلاهما مخلوق والرسول أعظم.
وفي الملف المرفق تفصيل أفضل.
بالنسبة لمسألة النية: فقولكم ـ سددكم الله وبارك بعلمكم ـ: [كمن زنا والعياذ بالله ولم يعلم بأن الزنا من الكبائر والفواحش ولم يدر ما عقوبة الزنا في الآخرة
فهل يقول قائل أنَّ هذا فَعَلَ مباحاً لأنَّ نيته لم تكن "مجاهرة الله بالمعصية" بل كانت نيتُه: إمتاع نفسه والترويح عنها؟!]
جواب ذلك: أنه من باب التروك وهي لا تفتقر إلى نية وهذا معلوم عند الأصوليين والفقهاء وجزاكم الله الفردوس الأعلى ودمتم طيبين سيدي الكريم.(/)
من تفسير الشيخ محمد الأمين الشنقيطي الصوتي
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[21 Apr 2006, 08:19 ص]ـ
دروس الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في التفسير
منقول عن أهل الحديث
تفضلوا في هذا الرابط بعض الدروس
http://islammessage.com/vb//index.php?showtopic=15335&hl=%C7%E1%D4%E4%DE%ED%D8 %ED
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[19 Apr 2010, 02:23 ص]ـ
الرابط لا يعمل أثابكم الله(/)
سيرة عجيبة لأحد المحدثين المعاصرين تذكرك بسير السلف الصالحين
ـ[نصرمنصور]ــــــــ[21 Apr 2006, 06:21 م]ـ
هذه الترجمة ذكرها الشيخ د. علي الصياح سلمه الله في ثنايا أجوبته على أسئلة ملتقى أهل الحديث
السؤال:
هل لك أن تحدثنا عن بعض الجوانب التي عرفتها عن الشيخ عبدالله السعد حفظه الله؟
الجواب:
أما ما يتعلق بشيخنا المحدث أبي عبد الرحمن عبد الله بن عبد الرحمن السعد فقد كتبتُ مع بعض الزملاء المقربين من الشيخ ترجمة موسعة عن الشيخ تحدثنا فيها عن سيرته الذاتية والعلمية والعملية، وسوف تطبع هذه الترجمة في مقدمة سلسلة آثار الشيخ عبد الله السعد-إن شاء الله تعالى-
ولعلي أذكر هنا ما لم يذكر في الترجمة الآنفة الذكر، وقبل ذلك أنبه على أمور:
الأوَّل: أنَّ شيخنا-حفظه الله وبارك في عمره- كاره للترجمة له ولكن مع إلحاح بعض المحبين وبيان أن الترجمة لن تحمل غلوا ولا إطراء، بل يذكر فيها ما يفيد طالب العلم علما وعملاً على غرار منهج المحدثين في التراجم والسير استجاب الشيخ جزاه الله خيرا فكُتبت الترجمة السابقة بالشرط المذكور.
الثاني: أنّ ما أذكره هنا عن شيخنا هو نتاج معرفتي بالشيخ وصحبتي له منذ صغري، لازمته فيها أوقاتا طويلة سفرا وحضرا، وربما نقلت بعض أخبار الشيخ عن زملائي المقربين من الشيخ مثل الشيخ: سامي بن محمد بن جاد الله-المشرف على دار المحدث- وغيره.
الثالث: أني لن أذكر التفصيلات العلمية واختيارات الشيخ فليس هذا موضع ذكرها، ثمَّ هي مبثوثة في هذا الملتقى الطيب المبارك «ملتقى أهل الحديث»، والمقصود هنا ذكر منهج الشيخ العام وأصول هذا المنهج حسب ما تبين لي.
وقد رأيتُ أن يكون الكلام عن شيخنا من خلال محورين:
الأوَّل: لمحات من منهج الشيخ العلمي.
الثاني: لمحات من منهج الشيخ العملي.
{سأبدأ بمنهج الشيخ العملي لأهميته وغفلة الكثير من طلبة العلم عنه]
المحور الثاني: لمحات من منهج الشيخ العملي وقد عرفتُ عن الشيخ في هذا المحور أمورا منها:
- «قيام الليل»:
من خلال ملازمتي للشيخ سفرا وحضرا لم أره ترك قيام الليل، ولذا كان شيخنا يحب الانفراد في مكان خاص في السفر فإذا كنا في منزل فالشيخ يحب أن يكون في غرفة خاصة لا يراه أحدٌ، وإذا كنا في مخيم فهو يحب أن يكون في خيمة منعزلة، يَعرفُ هذا من سيرة الشيخ من سافر معه.
ولا يخفى أهمية قيام الليل وفضله، ونصوص الكتاب والسنة في هذا الباب كثيرة، فينبغي لطالب العالم العمل بالعلم وقيام ما تيسر من الليل.
قَالَ ابنُ مفلح: «باتَ عند الإمام أحمد رجلٌ فَوَضع عنده ماء، قالَ الرجلُ: فلم أقمْ بالليل، ولم أستعمل الماء، فلمَّا أصبحتُ قال لي: لِمَ لا تستعمل الماء؟ فاستحييتُ وسكتُ، فقالَ: سبحان الله! سبحان الله! ما سمعتَ بصاحب حديثٍ لا يقوم بالليل. وجرت هذه القصة معه لرجلٍ آخر فقال: أنا مسافر، قالَ: وإن كنت مسافراً حَجَّ مسروقٌ فما نام إلاّ ساجداً، قال الشيخ تقيّ الدين: فيه أنه يكره لأهل العلم ترك قيام الليل، وإن كانوا مسافرين» الآداب الشرعية (2/ 169)
ومن لطائف ما مرّ علىّ في هذا قول إبراهيم بن محمد بن رزق: لما ولي حفص بن غياث القضاء بالكوفة قال لهم أبو يوسف: اكسروا دفترا لتكتبوا فيه نوادر قضاياه فمرت قضاياه وأحكامه كالقدح، فقالوا لأبي يوسف: أما ترى؟! قال: ما أصنع بقيام الليل!! - يريد أن الله وفقه بصلاة الليل في الحكم. تاريخ بغداد) 8/ 194)
- «كثرة الحج»:
الشيخ ملازمٌ للحج منذ أن عرفته، ولم أره ترك الحج إلاّ نادرا ولظرف شديد، ومن سيرته في ذلك:
أنه الشيخ لا يحج إلاّ من نفقته الخاصة، ويحرص على التمتع، فهو يميل إلى وجوب التمتع لمن لم يسق الهدي.
-ومن سيرة الشيخ أنه يذهب قبل يوم التروية بعشرة أيام وذلك من أجل الدعوة إلى الله وبيان عقيدة التوحيد والتحذير من الشرك مستغلا وجود الحجيج وفراغهم كل ذلك محتسبا الأجر والمثوبة من الله.
- «طول الصلاة وحسنها»:
(يُتْبَعُ)
(/)
الشيخ - وفقه الله - طويل الصلاة، نادر الحركة، يحرص على تطبيق جميع السنن الواردة في الصلاة، ومنها جلسة الاستراحة وغيرها، والحق أني إذا رأيتُ صلاة الشيخ تذكرت الإمام شعبة بن الحجاج، الذي قال عنه أبو قَطَن: ما رأيتُ شعبةَ ركع قط إلا ظننت أنه قد نسي، ولا سَجَدَ إلا ظننت أنه قد نسى. حلية الأولياء (7/ 145)، تذكرة الحفاظ (1/ 193).
- «لزوم المسجد عصر الجمعة تحريا لساعة الاستجابة»:
من سنين والشيخ لا يفارق المسجد عصر الجمعة تحريا لساعة الاستجابة، وهو في ذلك بين دعاء، وقراءة قرآن أو مدارسة علم و تصفح كتاب.
- «الاعتكاف في المسجد في العشر الأواخر من رمضان»:
لا أعلم الشيخ من سنين ترك هذه السنة، ويعتكف معه بعض تلاميذه المقربين، وللشيخ اجتهاد عظيم في هذه العشر فهو بين قراءة قرآن وذكر ودعاء وبكاء.
- «البكاء من خشية الله»:
كثيرا ما رأيتُ الشيخ يبكي في أحوال مختلفة ومناسبات متعددة، في يوم عرفته رأيتُه، وعند ذكر أحوال المسلمين وذلهم وهوانهم وتسلط الأعداء عليهم، وفي المواعظ، وقد حدثني أخي الشيخ خالد السويح أنّ الشيخ رتبت له محاضرة فلما بدأ أحد الأخوة بالتقديم للمحاضرة –وكان هذا الأخ واعظا من الدرجة الأولى-بكلمات فيها تذكير ووعظ بكى الشيخ بكاء شديدا، ولم يلق تلك المحاضرة!
- «رفع اليدين يوم عرفة من زوال الشمس إلى غروبها»:
وقد حججتُ مع شيخنا مرات عديدة فرأيته يرفع يديه من زوال الشمس إلى غروبها لا ينزل يديه إلاّ إلى ما لا بدَّ منه من شرب ماء أو قضاء حاجة، ولا أعلم أحدا يفعل هذا في هذه الأزمنة، والله أعلم.
وفي حديث أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قال: كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَاتٍ فَرَفَعَ يَدَيْهِ يَدْعُو فَمَالَتْ بِهِ نَاقَتُهُ فَسَقَطَ خِطَامُهَا فَتَنَاوَلَ الْخِطَامَ بِإِحْدَى يَدَيْهِ وَهُوَ رَافِعٌ يَدَهُ الْأُخْرَى. أخرجه النسائي وأحمد وصححه ابن خزيمة وبوَّب عليه بقوله: «باب رفع اليدين في الدعاء عند الوقوف بعرفة وإباحة رفع إحدى اليدين إذا احتاج الراكب إلى حفظ العنان أو الخطام بإحدى اليدين». صحيح ابن خزيمة (4/ 258).
وأذكرُ أنَّ سائلا –سائل مال-جاء إلى الشيخ يسأله في يوم عرفة فغضب عليه الشيخ وكاد أن يبكي وهو يقول له: في مثل هذا اليوم، وهذا المكان تسأل غير الله؟! وأخذ ينصحه ويوجهه، وقد ذكرني هذا الموقف موقفا مشابها لهذا وقع للفضيل بن عياض قال بشر بن الحارث: رأى فضيل بن عياض رجلا يسأل في الموقف فقال له: أفي هذا الموضع تسأل غير الله عز وجل؟!. تاريخ مدينة دمشق (48/ 401 (
- «العناية بتطبيق السنن في كل شيء»:
وعناية الشيخ بتطبيق السنن عظيمة وفي كل شيء: في لباسه، وفي أكله وشربه، وفي مشيه .. وغير ذلك.
- «العناية بأخبار المسلمين وتتبعها ومساعدتهم قدر المستطاع»:
للشيخ عناية كبيرة بأخبار المسلمين في أنحاء العالم، ويحرص على لقي العلماء منهم والسؤال عن أحوالهم وأحوال المسلمين، ويزور الشيخ في منزله كثير من العلماء وطلبة العلم من بلدان شتى.
- «العناية بمجالسة العلماء والاستفادة منهم»:
وقد كان الشيخ يكثر من زيارة العلماء وأذكر أنّ الشيخ كان يكثر من زيارة الشيخ: عبدالرزاق عفيفي رحمه الله، والشيخ: إسماعيل الأنصاري رحمه الله، والشيخ: عبد الله بن قعود-شفاه الله- وغيرهم.
ولا يزال الشيخ يقرأ على الشيخ: عبدالله بن عقيل في الفقه، والشيخ د. حسن حفظي في اللغة وعلومها. - «عفة اللسان وعدم الخوض في تصنيف الناس وأعراضهم والنصح في ذلك»:
تقدم أنَّ مجالس الشيخ مجالس علم وذكر لا يتطرق فيها للدنيا إلاّ نادرا، وكذلك لا يسمح الشيخ لأحد أن يتكلم في شخص في غيبته أبدا، وترى الكراهية والغضب في وجه الشيخ إذا فعل أحد ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأذكرُ أنَّ شخصا ذكر عند الشيخ مسألةً قالها أحد طلبة العلم، فقال أحد الحاضرين: هذه سمعنا منك يا شيخ قبل أن يُعرف فلان، فربما استفادها منك، فكره الشيخُ كلامه وقال –ما محصله- إنّ العلم رحم بين أهله، ولا ينبغي لطالب العلم أن يعود نفسه هذه الأخلاق، فينسب لنفسه المسائل والاختيارات، ويتهم الناس بأنهم سرقوا أفكاره وأقواله، وذكر أنَّ السلف رضوان الله عليهم يأتون بالمسائل العظيمة والفوائد النفيسة ولا يريدون أن تنسب إليهم خوفا على أنفسهم من الرياء والسمعة فكانوا من ذلك برآء لشدة إخلاصهم ومراقبتهم لربهم في أعمالهم وذكر قول الشافعي المشهور: «وددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا ينسب إلى شيء منه أبدا فأوجر عليه ولا يحمدوني»، ثم بين أن القبول من الله وأنّ الله إذا أحب عبدا أوقع حبه في قلوب الناس كما في الحديث المشهور ... إلى آخر ما قال الشيخ، وبين ونصح جزاه الله خيرا.
وكلام الشيخ هذا ذكرني بمقولة جميلة قالها أحد الفضلاء وهي: «إننا نحن (نحتكر) أفكارنا وعقائدنا، ونغضب حين ينتحلها الآخرون لأنفسهم، ونجتهد في توكيد نسبتها إلينا، وعدوان الآخرين عليها! إننا إنما نصنع ذلك كله، حين لا يكون إيماننا بهذه الأفكار والعقائد كبيراً، حين لا تكون منبثقة من أعماقنا كما لو كانت بغير إرادة منا حين لا تكون هي ذاتها أحب إلينا من ذواتنا! إن الفرح الصافي هو الثمرة الطبيعية لأن نرى أفكارنا وعقائدنا ملكاً للآخرين، ونحن بعد أحياء. إن مجرد تصورنا لها أنها ستصبح ـ ولو بعد مفارقتنا لوجه الأرض ـ زاداً للآخرين ورياً، ليكفي لأن تفيض قلوبنا بالرضى والسعادة والاطمئنان! (التجار) وحدهم هم الذين يحرصون على (العلامات التجارية) لبضائعهم كي لا يستغلها الآخرون ويسلبوهم حقهم من الربح، أما المفكرون وأصحاب العقائد فكل سعادتهم في أن يتقاسم الناس أفكارهم وعقائدهم ويؤمنوا بها إلى حد أن ينسبوها لأنفسهم لا إلى أصحابها الأولين!».
- «التجول في المدن والقرى للدعوة ونشر الخير ونفع المسلمين»:
وقد خصص الشيخ سيارة خاصة للدعوة ونشر لخير وإلقاء الدروس في المدن والقرى وقد مرّ الشيخ على غالب مدن المملكة للدعوة، وله في كل مدينة تلاميذ ومحبون يتشوقون إلى لقائه والاستفادة منه، والشيخ لم يسافر قط خارج السعودية؛ لأنه لا يملك جوازا بسبب الصورة.
- «الكرم والبذل على قدر الاستطاعة». - «الحرص على المداومة على الأعمال الصالحة». - «تواضع الشيخ الجم، وحسن أخلاقه، وسلامة صدره».
هذه بعض اللمحات العامة والسريعة عن منهج الشيخ العلمي والعلمي مما سنح لي في هذا المقام، ونشطتُ لذكره وبيانه، وهذا «ما عرفته عن شيخي المحدث عبد الله السعد» ولعل الله أن ييسر مقاما أتوسع فيه أكثر ليستفيد طالب العلم من سير العلماء وطلبة العلم المعاصرين ويعرف لهم منزلتهم وقدرهم. نسأل الله عز وجل بمنه وكرمه أن يحفظ شيخنا وأن يمد في عمره على عمل صالح، وأن يثبته على دينه، وأن يحفظه من فتنة القول والعمل، وأن يجنبه الحساد والوشاة وأهل الشر والفساد، وأن يصبره على ما أصابه من بلاء لا يكاد يسلم منه داع للحق!، وأن يعظم أجره، وأن يغفر له ولوالديه ولأهله ولجميع المسلمين.
الأوَّل: لمحات من منهج الشيخ العلمي
من منهج الشيخ:
- «ربط طالب العلم بالمصادر الأصلية في كل فن»:
من ذلك أن شيخنا يعتني كثيرا بالمصادر الأصلية في كل فن، ومنه علم الحديث وفروعه، فقد ربى طلابه على ذلك من البداية مما جعل عندهم معرفة كبيرة بكتب المتقدمين وكيفية التعامل معها، والحرص على تحصيلها، وفهم ألفاظ مؤلفيها ومصطلحاتهم، ومن هذه الكتب: كتاب «العلل» لعلي بن المديني، وكتب ابن معين، وأحمد، والبخاري، ومسلم وغيرهم كثير.
وهذه العناية جعلت بعض الناس يظن أنّ الشيخ لا يعبأ بكتب الأئمة المتأخرين، وهذا خطأ كبير على الشيخ، فالشيخ يحث على الاستفادة من هذه وتلك، ولكنه ينزل كلاً منزلته.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد صرّح الشيخ بهذا المعنى فقال في كلامٍ له: «ولا يظن أنني عندما أدعوا إلى السير على طريقة الأئمة المتقدمين في علم أصول الحديث أنني أدعوا إلى عدم الأخذ بكلام من تأخر من أهل العلم والاستفادة منهم، هذا لم أقل به ولا يقول به عاقل، ومع الأسف ظن بعض الإخوان هذا، ثم عندما ظن هذا الظن السئ وتخيل بعقله هذا الرأي الفاسد أخذ يرد بسذاجة واضحة على هذا القول حتى إنه عندما أراد أن يؤيد رأيه ضرب مثلاً بأبي الفداء ابن كثير وأتى بمثال يبين فيه أن ابن كثير يستطيع أن ينقد الأخبار ويبين العلل التي تقدح في صحه الحديث. فيا سبحان الله! هل هذا الإمام الجليل، والحافظ الكبير يحتاج إلأى أن تأتي بمثال حتى يشهد له بالعلم بالحديث ومؤلفاته كلها تشهد بعلو كعبه في هذا العلم وتمكنه من صناعة الحديث حتى كأن السنة بين عينيه، حتى أن طالب العلم ليعجب من هذا العالم الجليل عندما يسوق الأخبار من كتب الحديث بأسانيدها ثم يؤلف بينها ويتشبه في هذا بمسلم ابن الحجاج وأبي عبد الرحمن النسائي هذا مع الكلام على أسانيدها ونقد متونها وهو رحمه الله تعالى من البارعين في نقد المتون، حتى أنه عندما يتكلم في باب من أبواب العلم يغنيك عن الرجوع إلى كتب كثير كما فعل عندما ساق حجة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم منذ خروجه من المدينة إلأى مكة إلى رجوعه، ويأخذك العجب من استحضاره وقوة علمه وجلالة فضله، وهذا جزء يسير من كتابه النفيس (البداية والنهاية) الذي ذكر فيه بدء الخليفة إلى قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إلى الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى زمنه يسزق النصوص من كتاب الله ومن السنة النبوية ومما جاء من الصحابة والتابعين وهلم جرا. وتفسيره النفيس الذي أتى فيه بالعجب وفسر فيه القرآن بالقرآن، وبالسنة والآثار التي جاءت عن الصحابة والتابعين. فمن أنكر علم هذا الفاضل إما أن يكون إنساناً غاية في البلادة أو ممن أعمى الله بصره وبصيرته، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم» انتهى كلام الشيخ
والشيخ كذلك إنما ينتقد من يغرق في المباحث النظرية ويغرق معه طلابه في أمور لا ثمرة لها إنما هي مباحث انتقلت إلى علم الحديث من كتب الأصوليين الذين يولعون بالحدود والتعريفات الجامعة المانعة، وقد شرح الشيخُ عددا من كتب علوم الحديث المتأخرة مثل كتاب «الاقتراح» لابن دقيق العيد، وكتاب «الموقظة» للذهبي، وكتاب «شرح علل الترمذي» لابن رجب، وكتاب «نخبة الفكر» لابن حجر.
- «العناية بالتطبيق العملي مع النظري»:
من ذلك أن الشيخ يوصي دائما بدراسة علم الحديث من خلال دراسة موطأ الإمام مالك بن أنس، فيعرف بحال الإسناد والمتن والمصطلحات التي تدور عليهما، وسبب اختيار الشيخ للموطأ قلة رجاله من جهة وثقتهم من جهة أخرى، وكذلك غالب رجال الموطأ ممن يدور عليهم الاسناد مما ينمي في طالب العلم مهارة معرفة مخارج الأسانيد وعلل الأخبار .. وغير ذلك من الفوائد.
ومن تطبيقات هذا الجانب أني مع بعض الزملاء نقرأ على الشيخ كتاب «تهذيب التهذيب» ترجمة ترجمة قراءة مدارسة وتحقيق وبحث فنقرأ الترجمة أولا ثم نتوسع في النظر في كتب الرجال المتقدمة والمتأخرة، وربما تتبعنا أحاديث الراوي التي استنكرت عليه مما ذكره العقيلي أو ابن عدي و غيرهما، ثم بعد بحث واسع يملي الشيخ خلاصة الكلام على ذلك الراوي.
- «العناية بالتقسيمات والتقعيد من غير تكلف»:
من تأمل منهج الشيخ رأى عنايته بالتقسيمات والتقعيد سواء في علم العقيدة أو الحديث أو الفقه، وللشيخ دروس عديدة في تقعيد علم علل الحديث، وعلم الرجال، وغير ذلك مما هو مبثوث في دروس الشيخ ومحاضراته.
- «تنمية ملكة الاستقراء والتتبع»:
الشيخ كثيرا ما ينصح بتتبع أحاديث الرواة والتأكد من سلامتها، ويطبق ذلك عمليا كما هو بين في كتابات الشيخ ودروسه، وكذلك يطلب أحيانا من بعض طلابه تتبع ألفاظ بعض الأئمة ومصطلحاتهم، وكان لهذا أكبر الأثر في تعليم هؤلاء الطلاب وتمرينهم.
- «استفادة الشيخ من تحريرات الحافظ ابن رجب والعلامة المعلمي»:
كثيرا ما يحث الشيخ على الاستفادة من كتب الحافظ ابن رجب خاصة كتابه «شرح علل الترمذي» والعلامة المعلمي خاصة كتابه «التنكيل».
(يُتْبَعُ)
(/)
- «العناية بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، وكتب أئمة الدعوة»:
كثيرا ما يوصي الشيخ طلاب العلم بقراءة كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، وكتب أئمة الدعوة، خاصة لمن أراد معرفة العقيدة الصحيحة وما يناقضها.
- «البدء بالأهم فالمهم، وترتيب الأولويات، وعدم الاشتغال بالوسيلة عن الغاية»:
ينبه الشيخ على هذه المسألة في كثير من دروسه، ويبين أنّ الاسناد وسيلة فلا ينبغي أن يشتغل به عن الغاية وهي معرفة الصحيح من الضعيف، والتفقه في النصوص والاستنباط منها.
وكثيرا ما نبه الشيخ طلاب العلم على الاهتمام بالعقيدة وتعلمها والعناية بذلك، وإنزال المسائل العلمية منزلتها بدون إفراط ولا تفريط.
- «قوة حفظ الشيخ وسرعة استحضاره للنصوص والشواهد»:
وأذكر أني عدة مرات أراجع بعض الأحاديث وأطيل البحث فيها وعللها ثم أخرج بخلاصة معينة عن هذا الحديث وربما تكون هذه الخلاصة عندي دقيقة و ما إنْ ألقى شيخنا وأذكر له الحديث إلاّ ويقول –بعفوية ودون تكلف- الراجح في هذا الحديث كذا وكذا؟؟! نفس الخلاصة التي خرجت بها بعد بحث طويل!.
وهذا الموقف لم يقع مرة ولا مرتين ولا ثلاثا ... بل أكثر من ذلك!، وأكاد أجزم أنّ كثيرا من الأخوان ممن يعرف الشيخ وقع لهم مثل ذلك .. ربما مرات .. ودروس الشيخ المسجلة تدل على ذلك.
- «محبة الشيخ للتعليم وإلقاء الدروس وانصرافه عن التأليف»:
شيخنا عنده جلد كبير في تعليم الناس وإلقاء الدروس والكلمات والمحاضرات بل لا يكاد يمر عليه يوم إلاّ وله درس أو كلمة أو محاضرة أو لقاء علمي، وقد بلغت دروس الشيخ المسجلة قرابة (600) ساعة-علما أن كثيرا من الدروس لم تسجل-، والكتب التي شرحها كثيرة جدا ومتنوعة في جميع الفنون، وقد ذكرنا الكتب التي شرحها الشيخ بتوسع في الترجمة المفردة للشيخ-يسر الله نشرها-.
وهذا من أسباب عدم تأليف الشيخ علما أنَّ للشيخ بعض الكتابات القليلة مثل: «رسالة في حديث جابر في الجمع بين أدعية الاستفتاح»، «رسالة في تضعيف حديث أبي هريرة: إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير» -وكلاهما لم يطبع بعد-، وقد قدم الشيخ لأكثر من عشرين كتابا وقد جمعت هذه المقدمات وسوف تطبع قريبا-إن شاء الله تعالى-.
- «تنوع معارف الشيخ العلمية»:
فالشيخ له مشاركات جيدة في جميع الفنون وخاصة الأنساب القديمة والمعاصرة، ومن جالس الشيخ بان له ذلك.
- «العناية بالدليل من الكتاب والسنة، ودقة الاستنباط منهما»:
قلما يورد الشيخ مسألة إلاّ ويعتني بذكر دليلها من الكتاب والسنة ويبين وجه الدلالة.
- «مجالس الشيخ مجالس علم وذكر لا يتطرق فيها للدنيا إلاّ نادرا»:
قلما تخلو مجالس الشيخ من قراءة وذكر وفائدة، فالشيخ في سفره وحضره لا بدّ من مصاحبة كتب تقرأ عليه، وقد سافرتُ مع الشيخ مرات عديدة وفي جميع هذه الأسفار كنا نقرأ ونبحث ونراجع وربما أخذنا معنا حاسوبا ليسهل لنا عملية البحث والمراجعة وتحرير المسائل.
منقول من هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=68141&highlight=%DA%E1%ED+%C7%E1%D5%ED%C7%CD)
ـ[ابو الروب]ــــــــ[23 Apr 2006, 12:11 م]ـ
ما شا الله لابد ان نستفيد من هذه السير بالاقتداء بافعالهم والله الموفق
ـ[أبو عبد الرحمن العتيبي]ــــــــ[24 Apr 2006, 01:31 ص]ـ
جزاك الله خيرا، ونسأله تعالى أن ينفعنا و إخواننا المسلمين بما قرأنا.(/)
لقاء شبكة الشريعة التخصصية بالأستاذ الدكتور عبد الله الطيار
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[22 Apr 2006, 01:49 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد،،
فقد تم التنسيق مع الدكتور عبد الله الطيار ـ حفظه الله تعالى ـ لتلقي أسئلة الأعضاء بشبكة الشريعة التخصصية
www.sharee3a.net
نسأل لنا و لكم العلم النافع و العمل الصالح
محمد رشيد(/)
كيف يمكنني الحصول على شرح الشيخ عبد الكريم الخضير لمختصر صحيح البخارى؟
ـ[المتدبر]ــــــــ[22 Apr 2006, 03:36 م]ـ
أرجو إفادتي والدال على الخير كفاعله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Apr 2006, 05:50 م]ـ
هنا كثير من حلقاته مسجلة:
http://www.liveislam.net/archive.php?sid=&tid=273
ويمكنك شراء الأشرطة من تسجيلات الراية الإسلامية بالرياض.
ـ[المتدبر]ــــــــ[22 Apr 2006, 09:59 م]ـ
ما أقول إلا بيض الله وجهك ... ياشيخنا الفاضل ....
ووالله لقد فرحت بهذا الشرح كثيرا ... حينما ضغطت الرابط فوجدته .. أسأل الله ياشيخنا أن يربط على قلبى وقلبك حين تنزل الملائكة الكرام وان يلهمنا وإياك النطق بالشهادة .. آمين: {وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالو ربنا رب السموات والأرض لن ندعوا من دونه إلها} ,وصدق الله إذ يقول: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون} ....
أكرر شكري لشيخنا الفاضل ... كلل الله جهودكم بالنجاح،،،(/)
مامعنى قول الفقهاء أنه نص في المسألة؟
ـ[محمدفاضل]ــــــــ[22 Apr 2006, 10:14 م]ـ
أخي الحبيب نقرأ ونسمع بكثرة قول بعض المشايخ وطلبة العلم أن معي دليل على ذلك وهو نص في المسألة فلا مجال للتباحث فماذا يريد الفقهاء بقولهم أن هذا الدليل نص في المسألة.
النص يراد به أحد شيئين:
الشيء الأول:الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.
الشيء الثاني: الدلالة والثبوت
والمراد من طرح هذا الموضوع هو الشق الثاني
فإن الدليل ينقسم من حيث ثبوته ودلالته إلى ثلاثة أقسام:
قطعي الثبوت ليخرج الأحاديث الظنية وهي كل ما سوى المتواتر.
وقطعي الدلالة.
1ـ فقطعي الثبوت والدلالة هو أقوى الأدلة.
2ـ ظني الثبوت والدلالة.
3ـ قطعي الثبوت ظني الدلالة.
4ـ ظني الثبوت قطعي الدلالة.
والدلالة تنقسم إلى ثلاثة أقسام دلالة نص ودلالة ظاهر ودلالة احتمال.
فدلالة النص هي ما يقصده العلماء حين يقول قائلهم: الحديث نص في المسألة أو الآية نص في المسألة.بمعنى أن الآية أو الحديث قطعي لا يتطرق إليه الاحتمال في دلالته أبداً ولذا فاستعماله في مناقشات طلبة العلم يجب أن يكون على هذا المورد حتى تفهم الاصطلاحات وتثمر الحوارات.ولكم جزيل الشكر والامتنان
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.(/)
لماذا لا يوجد اهتمام بدروس التفسير إلا نادرا؟
ـ[حماد]ــــــــ[23 Apr 2006, 10:42 ص]ـ
الأخوة المشرفين على هذا المنتدى المبارك
السلام عليكم ...
بما أنكم من أصحاب التخصص فأنتم أولا من يجيب عن تساؤلي فلطالما تسائلت في نفسي كثيرا: لماذا الأهتمام جل الاهتمام من علمائنا الأجلاء بالفقه والحديث - ولا أقلل من شأنهما - في حين أنك لا تكاد ترى اهتماما بالقرآن والتفسير إلا ما ندر وإذا بدأ درس فلا يستمر
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[18 Feb 2008, 07:01 م]ـ
لحظتُ ذلك سابقا، لكن ولله الحمد في السنوات الأخيرة أصبح الاهتمام بالدراسات القرآنية ظاهرا جليا عبر الإعلام المرئي والمسموع، فهناك عدة برامج تبث على قناة المجد متخصصة في الدراسات القرآنية ومن أبرزها:
1. برنامج يتدارسونه بينهم.
2. برنامج محاسن التأويل.
3. برنامج أفانين القرآن.
4. برنامج أهل التفسير.
5. برنامج شرح الشاطبية.
6. برنامج بينات - في شهر رمضان المبارك -.
أضف إلى ذلك البرامج المسموعة التي تبث عبر إذاعة القرآن الكريم، والدورات العلمية المقامة في المساجد لطلبة العلم، وغير ذلك، فلله الحمد أولا وآخرا.
أسأل الله أن يوفق العاملين عليها، وأن يرزقنا وإياهم الإخلاص في القول والعمل.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[18 Feb 2008, 08:52 م]ـ
لحظتُ ذلك سابقا، لكن ولله الحمد في السنوات الأخيرة أصبح الاهتمام بالدراسات القرآنية ظاهرا جليا عبر الإعلام المرئي والمسموع، فهناك عدة برامج تبث على قناة المجد متخصصة في الدراسات القرآنية ومن أبرزها:
1. برنامج يتدارسونه بينهم.
2. برنامج محاسن التأويل.
3. برنامج أفانين القرآن.
4. برنامج أهل التفسير.
5. برنامج شرح الشاطبية.
6. برنامج بينات - في شهر رمضان المبارك -.
أضف إلى ذلك البرامج المسموعة التي تبث عبر إذاعة القرآن الكريم، والدورات العلمية المقامة في المساجد لطلبة العلم، وغير ذلك، فلله الحمد أولا وآخرا.
أسأل الله أن يوفق العاملين عليها، وأن يرزقنا وإياهم الإخلاص في القول والعمل.
بالنسبة لبرنامج (أهل التفسير) هل انتهى، أم ما يزال يبث؟ لأن محتوى موقعه على الإننرنت لم يتغير تقريبا منذ مدة.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[20 Feb 2008, 07:22 م]ـ
بالنسبة لبرنامج (أهل التفسير) هل انتهى، أم ما يزال يبث؟ لأن محتوى موقعه على الإننرنت لم يتغير تقريبا منذ مدة.
ما أعرفه أنه لايبث حاليا، ولعل أستاذنا د. عبد الرحمن الشهري يتحفنا بأخبار البرنامج وجديده.(/)
ترجمة مريبة للقران يا مسلمين اخبر المفسر ارجوك
ـ[محمد محمد احمد]ــــــــ[23 Apr 2006, 12:06 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أود اطلاعكم على ترجمة الاية السابعة من سورة الاسراء و التي قال الله تغالى فيها:
إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا (7)
انظر كيف وجدت ترجمتها الانجليزية:
[17:7]
( Saying): If ye do good, ye do good for your own souls, and if ye do evil, it is for them (in like manner). So, when the time for the second (of the judgments) came (We roused against you others of Our slaves) to ravage you, and to enter the Temple even as they entered it the first time, and to lay waste all that they conquered with an utter wasting.
لا بل انظر لهذه الترجمة التي استخدمت الضمير your العائد على اليهود
17:7]
If ye did well, ye did well for yourselves; if ye did evil, (ye did it) against yourselves. So when the second of the warnings came to pass, (We permitted your enemies) to disfigure your faces, and to enter your Temple as they had entered it before, and to visit with destruction all that fell into their power.
هذه هي اغلب التراجم الموجودة حتى في مواقعنا العربية الاسلامية!
لاحظ ان كلمة مسجد ترجمت الى كلمة temple و بما ان الاية تتحدث عن اليهود فالمقصود هو الهيكل المزعوم!
وكما اني بحثت في المورد عن معنى كلمة temple فوجدت اول معنى لها "هيكل" واتعجب لماذا لم تترجم كلمة مسجد في الية الكريمة الى mosque كما هو الأصل في القران الكريم
كما اني اعترض على ترجمة الاية الاولى من سورة السراء حيث ترجمت كلمة الاقصى الى further اي الابعد ولكن كلمة الاقصى في هذه الاية هي اسم و ليس صفة و ليعلم جميع العالم ان المسجد الاقصى مذكور في القران وهو جزء من الدين الاسلامي وليس مجرد مسجد عادي
ارجو نصرة القران الكريم و ارجو التحقق من كل التراجم الموجودة بكل اللغات الاخرى كالفرنسية والالمانية والصينية و التركية ..........
و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
--------------------------------------------------------------------------------(/)
اخ لكم جديد
ـ[ابو الروب]ــــــــ[23 Apr 2006, 12:08 م]ـ
اخ لكم جديد ارجو من الله ان نتعاون على البر والتقوى والله الموفق
ولاسف الشديد فان بضاغتي في التفسير ضعيفه بخلاف الفقه فعندي المام بسيط جدا والله المستعان
ـ[د. حسن خطاف]ــــــــ[30 Apr 2006, 12:45 ص]ـ
أهلا بك اخي أبا الروب وما ذكرته ينم عن تواضع ينبغي لطالب العلم أن يتسم به فحياك الله
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[01 May 2006, 02:23 ص]ـ
حياك الله وأهلاُ بك في الملتقى العامر ونسأل الله أن يجعلنا من أهل القران , وشكراً لك على تواضعك.(/)
الترابي في محاضرة له على الجزيرة مباشر يستهزئ بعلامات الساعة
ـ[يوسف حميتو]ــــــــ[24 Apr 2006, 01:38 ص]ـ
خبر أشهد به أمام الله، كنت أتتبع مهاترة للمدعو حسن الترابي - الذي ليس له من الحسن إلا اسمه - على قناة الجزيرة مباشر بعنوان "تجديد الفكر الديني "، فإذا به في لحظة بدأ يستهزئ بعلامات الساعة، وأحاديث المسيح الدجال، ونزول المسيح عليه السلام، وظهور من أخبر عنه النبي عليه السلام أنه يملأ الأرض عدلا بعدما ملئت ظلما وجورا، بأسلوب حقير وتهريجي لا يمت إلى المحاضرة العلمية بشيء، فمن الله عليه ما يستحق، أنا لست ممن يتبنى منهج التكفير، لكن والله لقد بلغت من الحنق والغيظ من ابن سلول هذا الزمان، والله ما وجدت له من عذر أعذره به، وما لي من حجة أحتج له بها، ولا أخفي أني في زمن مضى أعجبت بكثير من أفكاره، أما وقد ظهر لي منه ما ظهرفلا أحسبه إلا حادى الخط، وكاد يتجاوزه، هذا الدعي الأفاق أصبح اليوم حجة عند الدعاة على أبواب جهنم، إن لم يكن قد أصبح كبيرهم الذي علمهم، فعليه من الله ما يستحق، عليه من الله ما يستحق، عليه من الله ما يستحق، اللهم أبرأ إليك مما جاء به من إفك، وأعتذر إليك من عجزنا وقلة حيلتنا في صده، اللهم كف أذاه وضلاله عن المسلمين، واجعل لنا منه ومن أمثاله حصنا وملاذا وترسا نتترس به من سهام الضلال، وإفك البطلان، آمين.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[27 Apr 2006, 04:54 م]ـ
أختلف معك يا أخي الكريم
فلقد تأثرت من تلك المحاضرة كثيراً
فهو يستهزئ بأمارات الساعات وعلاماتها وينسى أو يتناسلى أن اتجاه الناس إليه وجلوسهم بين يديه من علامات الساعة ورفع العلم واتخاذ الناس للرؤوس الجهال الضالين المضلين والغاوين المغوين واقرأ إن شئت قوله صلى الله عليه وسلم (إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة) رواه البخاري
قال ابن حجر: (قال ابن بطال معنى أسند الأمر إلى غير أهله أن الأئمة قد ائتمنهم الله على عباده وفرض عليهم النصيحة لهم فينبغي لهم تولية أهل الدين فإذا قلدوا غير أهل الدين فقد ضيعوا الأمانة التي ائتمنهم الله عليها) 11/ 334
وقوله صلى الله عليه وسلم في رفع العلم بموت أهله وحال الناس آنذاك (اتخذ الناس رؤوسا جهالا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا)
قال الواحدي في آخر مقدمة تفسيره (صدق رسول الله فقد هقبضت الفحول وهلكت الوعول وانقرض زمان العلم وخمدت جمرته وهزمته كرَّة الجهل وعلت دولته ولم يبق إلا صبابة نتجرعها وأطمار نجتابها ونتدرعها)
فماذا عسانا أن نقول وما بال زمان يحاضر فيه الترابي معترضا على حكم الله وشريعته التي جاءت بمضاعفة نصيب الرجل على المرأة في الميراث.
قال الألباني:
والواقع في أكثر البلاد الإسلامية مصداق هذا الحديث الصحيح ومنه ما نحن فيه والله المستعان.
ـ[سيف الكلمة]ــــــــ[29 Apr 2006, 08:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه أول مشاركة لى بمنتداكم جعله الله للخير ونفع بكم
حول
قوله صلى الله عليه وسلم في رفع العلم بموت أهله
يكون هذا والله أعلم عند قبض المؤمنين وليس الآن
الموجود الآن علماء لا يسمع صوتهم إلا قليلا إما لتقصير فى إبلاغ الرسالة أو للتغطية على أصواتهم بأصوات الرويبضة التى رفعها الإعلام الموجه من قبل أعداء الله
وما زال العلم متاحا ومن أراد أن يعرف الحق يمكنه بالسعى أن يصل إليه
وحول قضية التكفير قرأت هذا الموضوع للشيخ محمد رشيد أجلبه بنصه للفائدة:
http://www.sharee3a.net/vb/showthread.php?t=1697
التكفير بمخالفة الإجماع
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد .. فقد وجدت تخبطا لدى طلبة العلم في تمييزهم (المعلوم من الدين بالضرورة) و (المجمع عليه) .. و تفرع على هذا الخبط في التمييز خبطا في الأحكام المبتنية على صحة التمييز، فكتبت الضابط لحل هذا الإشكال، و اسأل الله تعالى أن ينفع به و أن يجعله في ميزان حسناتي .. آمين
خذ مني هذا الضابط اخي الطالب و عض عليه
((كل معلوم من الدين بالضرورة مجمع عليه، و ليس كل مجمع عليه معلوم من الدين بالضرورة))
فالإجماعات نوعين، نوع علم من الدين بالضرورة، و هذا هو الذي يكفر جاحده أيا ما كان، و أيا ما ادعى، و نوع لم يعلم من الدين بالضرورة، و هو معظم الإجماعات المعلومة لدى الدارسين للفروع.
وخذ هذا الضابط النفيس للإمام ابن عابدين رحمه الله تعالى الذي ذكره في حاشيته القيمة ((رد المحتار على الدر المختار))، يقول 4/ 242 حلبي:
((مطلب في منكر الإجماع
وهذا موافق لما قدمناه عنه من أنه يكفر بإنكار ما أجمع عليه بعد العلم به، و مثله ما في نور العين عن شرح اللعدة أطلق بعضهم أن مخالف الإجماع يكفر، و الحق أن المسائل الإجماعية تارة يصحبها التواتر عن صاحب الشرع كوجوب الخمس و قد لا يصحبها، فالأول يكفر جاحده لمخالفته التواتر لا لمخالفته الإجماع))
ثم قال:
((أو لم يكن الإجماع إجماع الجميع أو كان، و لم يكن إجماع الصحابة أو كان، و لم يكن إجماع جميع الصحابة، أو كان إجماع جميع الصحابة، و لم يكن قطعيا بأن لم يثبت بطريق التواتر، أو كان قطعيا لكن كان إجماعا سكوتيا، ففي كل من هذه الصور لا يكون الجحود كفرا، يظهر ذلك لمن نظر في كتب الاصول، فاحفظ هذا الأصل فإنه ينفعك في استخراج فروعه حتى تعرف منه صحة ما قيل؛ إنه يلزم الكفر في موضع كذا، و لا يلزم في موضع آخر))
فاحفظ و دقق في إناطة الحكم بالكفر بالتواتر وإناطته بمجرد الإجماع، فإني رأيت ذلك مما يخلط فيه كثير من الطلبة، حتى كان الطالب يكفر بمجرد الإجماع الذي قد يكون هو علمه لتوه بعد ن كان يجهله منذ ساعات
و الله تعالى الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[29 Apr 2006, 11:15 ص]ـ
أخي كاتِب النّقْد: أنصحك بِإعادة قِراءة "تأويل مُخْتَلِف الحديث" لابن قُتيبة الدِّينَوَري، مرَّتين أو ثلاثاً ولا سيما "مقدمته". لعلك ستجد عُذْراً أعْوزَك للشَّيخ التُّرابيّ. فقد يّسَعُك ما وسِع عُلَماء الإسلام إزاء مثل إبراهيم بن سيّار النَّظام وغيره من "أهل النَّظر". ولكن خُذ في حُسبانك أنّ ابن قتيبة قد ألّف كتابه هذا وقد دالت دولَةُ المتكلّمين من المُعتزلة.
التُّرابيُّ ليس غريباً في آرائه التي تبدو أنت غريبا عليها. وهذا ليس عيباً ولكني لا أتَّفِق معك أنْ تتكلّم بعواطِفك، وَمِن دائِرة المحَدِّثين وّحدهم. فأُمةُ مُحمدٍ صلى الله عليه وسلم أوسع من حصرِها في مدرسةٍ أو مَذهب أو تيّار. وقَد أحْسَن أحدُ الإخوة حين أحالك على ابن عابدين.
لكن لا أخفي استِغرابي من كلامك بعد أن رأيت في عنوانك أنك تُعِدُّ للدكتوراه في أصول الفِقْه، وهو عِلْمٌ عقْليّ. وهُنا أغتَنِم فُرصة التشرّف بِمَحاورتك أنْ أدُلّ طلبة أصول الفقه في المراحل المتقدمة أن يقرأوا فصل "البيان" كاملاً من كتاب الأستاذ الدكتور مُحمد عابِد الجابري الموسوم"بنية العقلِ العربيّ". فهو مما لا يسوغُ تجاوُزُه.
وأنْ ألتَمِس من مُرتادي الملتقى أنْ إذا كان لديهم شيء عن كتاب ابن رُشد في أصول الفقه الذي ذكره في بداية المجتهد، أيّ شيء عنه.
أخي الكريم:أنا أختلف معك في رأيِك في الشيخ حسن الترابي. ولكني أحبك كما أحبُّه.
وأقول لك شيئاً واحداً إن ردّ أخبار الآحاد هو موقف من التاريخ والتدوين وقدرة البشر على حفظ الخبر، ولا علاقة له بالدين أبداً.
ولا يعني هذا أن تجوز إساءة الأدب أو التطفُّل على العلم وردّ الأخبار جُزافاً،ولكن حسبك بما قاله لك الأخ من قبل. وشكر اللهُ لك غيرتك على ما تظنه الحقّ.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله.
ـ[يوسف حميتو]ــــــــ[01 May 2006, 04:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر الله لجميع الإخوة المتدخلين، وما فاتني الكثيرمما ذكروه، ولكنها حمية حملتني على ذلك، وغيرة وجهتني إلى ما كتبت، فأن يقول الترابي ما قاله ليس بضرر إن كان من باب البحث العلمي والنقد الممنهج، ولكن أن يكون كلامه مجرد تشكيك واستهزاء بأوصاف الدجال المذكورة في الأحاديث، وببعض الأحاديث الأخرى المرتبطة بعلامات الساعة، فهذا ما لا يمكن قبوله، ولا شك أن الإخوة عالمون بأن مسألة خبر الواحد في العقائد معمول به، وقد ثبتت به أكثر من عشرين فرعا من فروع العقائد، أفبعد هذا نتحدث عن المعلوم من الدين بالضرورة، هذا أمر مسلم به عقلا ونقلا لكن ليس هذا مجاله، والرجل ليس من أهل العلم بمفهومه الإصطلاحي، وحتى من يعظمه يسميه بالمفكر الإسلامي، وهل العقائد محل نظر وتفكير ن أم محل التزام وتصديق؟.
لو كان الأمر مجرد كلام للنقاش والتفكير فليس فيه أدنى ضرر، وقد قال الله تعالى:" وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض " وهذا يعني أنه لا يصح إلا الصحيح أخيرا، نعم هذا هو الحق الذي لا مرية فيه.
ثم إن الأمور التي تحدث عنها الترابي والشكل الذي تناولها به لا يمكن الحديث فيها أمام العامة، والإسلام أحوج اليوم إلى غير هذا منه ومنا، ولكن هي فتنة تثار وتشغل عن الأولويات والمهمات، فكيف إذن نسير وفينا من يعقر مطينا وبين الفينة والأخرى يثير علينا ما نحن في غنى عنه.
هذا مع الإشارة إلى ما ورد في كلامي: وهو أني لم أكفر، بل قلت: حادى الحد وكاد يجوزه، وما تحتمل عبارتي هذه إلا حملها على الخوف من أن يقع الرجل بمنهجه في المحظور، وأظن أن هذا من حق المسلم على المسلم.
وللأخ الصالح - وأدعو الله أن يجعل له من اسمه نصيبا - ما دخل المدارس الحديثية والفقهية والأصولية فيما نحن بصدده؟ ووالله أخي الكريم لو سمعت كما سمعت ورأيت كما رأيت لفار الدم في راسك، ولست أخفي سعادتي بنصحك، كما لا أخفي استغرابي من استغرابك مني، فإذا كان من العقل والشرع أن أتقبل الرأي من المخالف دون قبوله، فهل من العقل أن أقبل منه منهجه وأسلوبه؟ إن مسألتنا هاته ليست مسألة تجريح ولا تعديل، المسألة مسألة خنجر تطعن به الأمة كل يوم من بعض من ينتسبون إليها، وأنا حين كتبت ما كتبت لم يكن من باب العاطفة أو التحامل، ولكن الدكتور الترابي ليس من عامة الناس، بل هو ينسب إلى خاصتهم والمعاملة تختلف من هؤلاء إلى هؤلاء، فإذا كان هذا الترابي في كل مرة يثير زوبعة لا رجاء من أن تكون أمر صلاح، فما وجه النفع منه إذن؟ أين غاب عنه فقه المآلات وفقه الموازنات وفقه الأولويات؟ أما ينظر إلى ما تثيره فتاواه إن صحت تسميتها كذلك؟ هذا ما أريد أن أناقشه، وليس مسألة كفره من عدمها، فإن كان قد أفتى أو فعل أو قال ليقال: جرئ ومتحرر، فقد قيل، ولكن فلينظر إلى عواقب ذلك، هذا الضلال والإفك يتلقفه نوعان من الناس: نوع متربص بالأمة الدوائر من الملاحدة والعلمانيين، ونوع مسكين حسن النية يعتقد الصواب فيما يقال له، وهؤلاء وهؤلاء سواء في خطورتهما.
وفي الزمن الأول تعامل المحققون من العلماء مع كل من خرج بغير المألوف على الناس من العقائد والأحكام بما وجب التعامل به معه، فلا عجب إذن من وجوب التعامل مع الترابي وأمثاله بما ينبغي التعامل معه به حسب مستلزمات الوقت والظرف، - لكن دون أن يفهم القارئ أني أضع نفسي في مراتب العلماء -.
أخي الكريم: مرة أخرى اكررها، الوضع يستلزم لم الأمة لا شتاتها، ورص الصف لا تفتيته، وشحذ العزم لا تثبيطه، وما أظن الترابي بخرجاته المتلاحقة هاته يسدي للأمة خدمة أو يجلب لها نفعا، وهو أمر سيحاسب عليه أمام الله تعالى، فلينظر إلى الكم الهائل من الناس الذين سيفتنون بما يقول، وما سيكون الحال ساعتئذ.
وعلى أي حال أرحب أخي بجميع ما وجهته إليه ترحيب الجذل الفرحان، سائلا الله عزوجل لي ولك المغفرة والرحمة والثبات على رشد الأمر، وأن يهيئ لهذه الأمة من أمرها رشدا، والسلام عليكم ورحمة الله ويركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[01 May 2006, 06:41 م]ـ
أخي الكريم: يسوؤني كثيراً إنكار المسيح الدّجال مع أنّ مِن مصلَحتنا أنْ لا يظهر (ومَن ذا يُحِبّ أنْ يُفتَتن)، وكيف لا يسوؤني إنكار شيء أنا أستعيذ بالله منه في كلّ صلاة مِن قبل أنْ أتعلّم القراءة؟!!
وبشأن الشيخ حسن فلا أخفيك أني أحياناً أُحِسّ أنّ به مسًّا من جنون، أو أنَّه في طريقه إليه.
ولكنَّه مع ذلك لا يَخلو مِن خير وفائدة، فهو شخصيَّةٌ مؤثَّرة داعية إلى التفكير مؤمن بِوجوب تحكيم الشَّريعة لم يَصْدُرْ عنه غير ذاك. ناهيك عن شجاعةٍ وجُرأةٍ ورجولةٍ وعمل دائب رغم كِبَر سِنِّه في سبيل ما يظنّ أنه الإصلاح.
ولا أُخْفيك سِرّاً أنّ بعض آرائه تُسبِّب لي ولك سوء هضم وتُغِصُّ كلّا منّا بِريقه.
ولكنِّي ما أزال أرى أنْ لا نُعاديه أو نسيء إليه في شيخوخته. وأمَّا أنّه مِنْ أهْل العِلْم أم لا فلا أخوضُ في أمْرٍ أنت أدْرى أنّه نِسْبيّ، ولا أُحيلُك إلى قول الشَّاعِر:
وما العُلَماءُ والجُهَّالُ إلا * * قَريبٌ حينَ تنظُرُ مِن قريبِ
وفقنا الله تعالى لِمَراضيه وجعل مستقبَل حالِنا -أنا وأنت والقراء والترابي- خيراً منْ ماضيه، وهدانا لما اخْتُلِف فيه من الحقِّ بإذنه. والله يهدي مَنْ يشاء إلى صراط مستقيم
ـ[يوسف حميتو]ــــــــ[02 May 2006, 01:01 ص]ـ
أخي الكريم عبد الرحمن: أضحك الله سنك، وقد أعجبني ردك فعلا، فإن كان الرجل يكاد يجن، فلله ما أعطى وله ما أخذ، واقبل مني أزكى السلام، وصادق الحب في الله، وعسى أن تقبل صداقتي وأخوتي بارك الله فيك، ولا جعله الله آخر العهد. بوركت.(/)
قصيدة: .. "شهادات أمام مقام النبوّة " ...
ـ[صالح العمري]ــــــــ[24 Apr 2006, 11:03 م]ـ
شهادات أمام مقام النبوّة
صالح بن علي العمري-الظهران
عليك الصلاة .. عليك السلام .. = أيا مشرقَ النورِ عبرَ المدى
عليك السلامُ رسولا نبيّا .. = وأنتَ لأخبارِنا المبتدأْ
أيا خيرَ من شقَّ لًجَّ الفضاءِ .. = ويا خيرَ من سار فوقَ الثرى
فلم تخبُ همّا .. ولم تكبُ عزما .. = ولا الدرب من عقبيك اشتكى
مقامُكَ دون مقام ِ الإلهِ .. = ونُزْلُكَ في سدرة المنتهى
ودونَ سناكَ سنا الأنبياءِ .. = ونورِ الملائكِ .. ياللسنا
وأشهدُ أنّكَ خيرُ العبادِ .. =وغيثُ البلادِ .. ونبعُ الهدى
وأشهدُ أنّكَ حادي الدُّعاةِ .. = وزادُ السُّراةِ .. ونجمُ السُّرَى
وأشهدُ أنّك راعي السلامِ .. =وداعي الوئامِ .. وبَرْدَ الرّوى
وأشهدًُ أنّكَ لوذ َ الكُماة ِ .. =إذا جعجعتَ واستشاطَ الردى
وأشهدُ أنْ قد فتحتَ القلوبَ .. = وتستفتحُ الخُلدَ قبلَ الورى
وتحتَ لوائكَ ظلُّ الأمانِ .. =ومن وِرْدِ حوضكَ يذوي الظمأْ
وأشهدُ أنك حبلَ الثباتِ .. =ومعنى الحياةِ .. ومغنى الحيا
وأشهدُ أنّكَ يسرُ ولينٌ .. =ويُمْنُ يمين ٍ .. وفجرُ مُنى
وأشهدُ أنّكَ نورُ الطريقِ .. =إذا أرهقَ المبصرين العمى
وأشهدُ أنّك طوقُ الغريقِ .. =إذا ألجمَ الموجُ من ألجما
وفي ذكرياتِكَ سلوى اليتيمِ .. = ونجوى الكريمِ .. ومنجا الورى
وفي دعواتك جلوى الهموم .. =وبثُ الشجونِ .. وبوح الشجى
وأشهدُ أنّك زاكي الفؤاد .. =فما ضلَّ صاحبُكم أو غوى
وزُيّنتَ خَلقا .. وزُكّيتَ سمتا .. =ونطقكَ بالوحي .. لا عن هوى
تهاوى بهديكَ صفُّ يغوثَ .. =وأينعَ من راحتيك التّقى
وكُسرَّ كسرى .. وقُصّرَ قيصرُ .. = والحكمُ للهِ قطبُ الرَّحى
وغرّدَ في الأرضِ صوتُ بلالٍ .. =فأذهب عنها شحوبَ الكرى
وقامت على نبراتِ الجلالِ .. =فيمّمتها شطرَ أم القُرى
وأشهد أنّك بابُ الجِنَان .. =وذخرُ الجَنانِ .. وأنسُ الحشا
وأنتَ الحليمُ .. وأنت النصوحُ .. = وأنبلُ منتصرٍ قد عفا
وفيك جمالٌ .. وفيك خصالٌ .. =جثى عندها الشعرُ ... ماذا عسى!!
وأشهدُ أنّك تقوى التقيِّ .. =وصبرُ الوليِّ .. وسُحْبُ السَّخا
وأشهدُ أن لآلكَ فضلا .. إذا= مسّكوا شرعة ً واقْتِداءْ
وآثارُكَ اليومَ إنْ فنيت .. = فإنَّ مآثرك المُبْتغى
فقبرُك لاينفعُ المستجيرَ .. =على أنَّ في سنتيك الشفا
وأنك لا تَسْمعُ السائلينَ .. =مع أن منك وفيك الهُدى
ولا تعلمُ الغيبَ إلاّ بما .. =أسرَّ إليكَ شديدُ القُوى
وروحُكَ تحيا لردّ السلامِ .. = على مسلمٍ إن بدا أو نأى
وأشهدُ أن الموالدَ غيٌّ .. وباسمك كم تُستباحُ الحِمى
وأن من الشرك قصدُ الوليِّ .. = وهل يُهلكُ القومَ مثلُ الهوى
وأنتَ الشفيقُ .. وأنت الشفيعُ .. = إذا طال في الموقفِ المُصْطلى
عليكَ صلاةُ الورى ما اعتلى .. =نداءُ المنائرِ عذبَ الصدى
عليك الصلواتُ ما شعَّ نورٌ .. =وما التام في الزهرِ قطرُ النَّدى
عليك الصلواتُ ما هلَّ وبلٌ .. =وما انفلقتْ حبّةٌ أو نوى ....
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Apr 2006, 02:24 م]ـ
أحسن الله إليك أخي الحبيب على هذه القصيدة الرائعة المعاني. وإن كنت قد ضيقت على نفسك بهذه القافية والروي المتعب، فقلقت لذلك القصيدة. وأظنك لو ركبت بحراً وقافية غيرهما لأبدعت كعادتك، وفقك الله وزادك علماً وفضلاً، وذلَّلَ لك قوافي الشعر في خدمة الحق.(/)
عاجل: ما صحة هذا الدعاء؟ (جزى الله خيرا من أعان)
ـ[سلسبيل]ــــــــ[24 Apr 2006, 11:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعضاء وعضوات ملتقى أهل التفسير الكرام
أحتاج للثبت من هذا الدعاء وتخريجه -عاجلا
((وفي النفس من هذا الدعائ الشئ الكثير غيرأني أريد تخريجه وعزوه إلى مصادره))
هل ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام وهل له أصل؟
وجزاكم الله خيرا
وهذا نص الدعاء كما نقلته من أحد المنتديات للتثبت منه::::
بعنوان ((دعاء أوصى به الرسول عليه الصلاة والسلام)
((هذا دعاء مبارك عظيم الشأن جليل المقدرا, قيل إن جبريل عليه السلام والإكرام أتي النبي – صلي الله عليه وسلم – فقال:" يا محمد, السلام يقرنك السلام, ويخصك بالتحية والإكرام, قد أوهبك هذا الدعاء الشريف
يا محمد, ما من عبد يدعو بهذا الدعاء وتكون خطاياه وذنوبه مثل أمواج البحار, وعدد أوراق الأشجار, وقطر الأمطار, بوزن السماوات والأرض, إلا غفر الله تعالي ذلك كله له.
يا محمد هذا الدعاء مكتوب حول العرش, ومكتوب علي حيطان الجنة وأبوابها, وجميع ما فيها.
أنا يا محمد أنزل بالوحي ببركة هذا الدعاء وأصعد به, وبهذا الدعاء تفتح أبواب الجنة يوم القيامة وما من ملك مقرب إلا تقرب إلي ربه ببركته. ومن قرأ هذا الدعاء أمن عذاب القبر, ومن الطعن والطاعون وينصر ببراكته من أعدائه.
يا محمد, من قرأ هذا الدعاء تكون يدك في يده يوم القيامة. ومن قرأ هذا الدعاء يكون وجهه كالقمر ليلة البدر عند تمامها والخلق يوم عرضات القيامة ينظرون إليه نبي من الأنبياء.
يا محمد من صام يوماً واحدا وقرأ هذا الدعاء ليلة الجمعة أو يوم الجمعة أو في أى وقت كان, أقوم علي قبره ومعي براق من نور – عليه سرج من ياقوت أحمر , فتقول الملائكة: يا اله السماوات والأرض , من هذا العبد؟ فيجيبهم النداء: يا ملائكتي هذا عبد من عبادى قرأ الدعاء في عمره مرة واحدة. ثم ينادى المنادى من قبل الله تعالي أن اصرفوه إلي جوار إبراهيم الخليل عليه السلام وجوار محمد صلي الله عليه وسلم.
يا محمد ما من عبد قرأ هذا الدعاء إلا غفرت ذنوبه ولو كانت عدد نجوم السماء ومثل الرمل والحصي وقطر الأمطار وورق الأشجار ووزن الجبال وعدد ريش الطيور وعدد الخلائق الأحياء والأموات وعدد الوحوش والدواب يغفر الله تعالي ذلك كله له ولو صارت البحار مداداً والأشجار أقلاما والإنس والجن والملائكة وخلق الأولين والآخرين يكتبون إلي يوم القيامة لفني المداد وتكسرت الأقلام ولايقدرون علي حصر ثواب هذا الدعاء. "
وقال عمر بن الخطاب رضي الله تعالي عنه: بهذا الحديث ظهر الاسلام.
وقال عثمان بن عفان رضي الله تعالي عنه: نسيت القرآن مراراً كثيرة فرزقني الله حفظ القرآن ببركة هذا الدعاء.
وقال سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله تعالي عنه: كلما أردت أن أنظر إلي وجه النبي صلي الله عليه وسلم في المنام أقرأ هذا الدعاء.
وقال سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجه ورضي عنه: كلما أشرع في الجهاد أقرأ هذا الدعاء وكان الله تعالي ينصرني علي الكفار ببركة هذا الدعاء.
ومن قرأ هذا الدعاء وكان مريضاً شفاه الله تعالي – أو كان فقيراً أغناه الله تعالي.
ومن قرأ هذا الدعاء وكان به هم أو غم زال عنه وإن كان في سجن وأكثر قراءته خلصه الله تعالي ويكون امنا شر الشيطان وجور السلطان.
قال سيدنا رسول الله (صلي الله عليه وسلم): قال لي جبريل: " يا محمد من قرأ هذا الدعاء بإخلاص قلب ونية علي جبل لزال الجبل من موضعه أو علي قبر لا يعذب الله تعالي ذلك الميت في قبره ولو كانت ذنوبه بالغة ما بلغت لأن فيه اسم الله الأعظم. "
وكان من تعلم هذا الدعاء وعلمه للمؤمنين يكون له أجر عظيم عند الله وتكون روحه من أرواح الشهداء ولا يموت حتي يرى ما أعد الله له من النعيم المقيم.
فلازم قراءة هذا الدعاء في سائر الأوقات تجد خيراً كثيراً إن شاء الله تعالي.
فنسأل الله تعالي الإعانة علي قراءته وأن يوفقنا والمسلمين لطاعته, إنه علي ما شاء قدير – وبعباده خبير – والصلاة والسلام علي أشرف الخلق اجمعين سيدنا محمد وعلي آله وصحبه والتابعين إلي يوم القيامة
الدعاء الشريف
لا إله إلا الله الملك الحق المبين لا إله إلا الله العدل اليقين.
(يُتْبَعُ)
(/)
لا إله إلا الله ربنا ورب آبائنا الأولين سبحانك إني كنت من الظالمين.
لا إله إلا الله وحده لا شريك له. له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير – وإليه المصير – وهو علي كل شئ قدير.
لا إله إلا الله إقراراً بربو بيته سبحان الله خضوعاً لعظمته ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
اللهم يا نور السماوات والأرض يا عماد السماوات والأرض يا جبار السماوات والأرض يا ديان السماوات والأرض يا وارث السماوات والأرض يا مالك السماوات والأرض يا عظيم السماوات والأرض يا عالم السماوات والأرض يا قيوم السماوات والأرض يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة.
اللهم إني أسألك أن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان المنان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام برحمتك يا أرحم الراحمين.
بسم الله أصبحنا وأمسينا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأن الجنة حق والنار حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور.
الحمد لله الذى لا يرجي إلا فضله ولا رازق غيره الله أكبر ليس كمثله شئ في الأرض ولا في السماء وهو السميع البصير.
اللهم إني أسألك في صلاتي ودعائي بركة تطهر بها قلبي وتكشف فيها كربي وتغفر بها ذنبي وتصلح بها أمرى وتغني بها فقرى وتذهب بها شرى وتكشف بها همي وغمي وتشفي بها سقمي وتقضي بها ديني وتجلوا بها حزني وتجمع بها شملي وتبيض بها وجهي يا أرحم الراحمين.
اللهم إليك مددت يدى وفيها عندك عظمت رغبتي فاقبل توبتي وارحم ضعف قوتي واغفر خطيئتي واقبل معذرتي واجعل لي من كل خير نصيبا وإلي كل خير سبيلا برحمتك يا ارحم الراحمين.
اللهم لا هادى لمن اضللت ولا معطي لمن منعت ولا مانع لما اعطيت ولا باسط لما قبضت ولا مقدم لما أخرت ولا مؤخر لما قدمت.
اللهم أنت الحليم لا تعجل وأنت الجواد فلا تبخل وأنت العزيز فلا تذل وأنت المنيع فلا ترام وأنت المجير فلا تضام وأنت علي كل شئ قدير.
اللهم لا تحرمني سعة رحمتك وسبوغ نعمتك وشمول عافيتك وجزيل عطاءك ولا تمنع عني مواهبك لسوء ما عندى ولا تجازني بقبيح عملي وتصرف وجهك الكريم علي برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم لا تحرمني وأنا أدعوك وتخيبني وأنا أرجوك. اللهم أني أسألك يا فارج الهم ويا كاشف الغم يا مجيب دعوة المضطرين يا رحمن الدنيا يا رحيم الأخرة ارحمني برحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك يا أرحم الراحمين.
اللهم لك أسلمت وبك امنت وعليك توكلت وبك خاصمت إليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت الأول و الأخر والظاهر والباطن عليك توكلت أنت رب العرش العظيم.
اللهم آت نفسي تقواها وزكها يا خير من زكاها أنت وليها ومولاها يا رب العالمين.
اللهم أني اسألك مسألة البائس الفقير وأدعوك دعاء المفتقر الذليل لا تجعلني بدعائك رب شقياً وكن بي رءوفاً رحيما يا خير المسئولين يا أكرم المعطين يا رب العالمين.
اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل اعصمني من فتن الدنيا ووفقني لما تحب وترضي وثبتني بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولا تضلني بعد أن هديتني وكن لي عوناً ومعيناً وحافظاً ونصيراً.
آمين يا رب العالمين
اللهم استر عورتي وأقل عثرتي واحفظني من بين يدى ومن خلفي ومن يميني وعن شمالي ومن فوقي ومن تحتي ولا تجعلني من الغافلين.
اللهم أني اسألك الصبر عند القضاء ومنازل الشهداء وعيش السعداء والنصر علي الاعداء ومرافقة الانبياء والفوز بالجنة والنجاة من النار يا رب العالمين.
اللهم أني اسألك يا رفيع الدرجات يا منزل البركات يا فاطر الأرضيين والسماوات اسألك يا الله يا من ضجت اليك الأصوات بأصناف اللغات يسألونك الحاجات حاجتي عليك لا تبخل علي في دار البلاء إذا نسيتني أهل الدنيا والأهل والغرباء واعف عني ولا تؤاخذني بذنوبي برحمتك يا ارحم الراحمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
اللهم إني اسألك بمحمد نبيك وابراهيم خليلك وموسي كليمك وعيسي نجيك وروحك وبتوراة موسي وانجيل عيسي وزابور داود وفرقان محمد (صلي الله عليه وسلم) وبكل وحي أوحيته أو قضاء قضيته أو سائل أعطيته أو غني أغنيته أو ضال هديته اسألك بأسمك الطهر الطاهر الأحد الصمد الوتر القادر المقتدر أن ترزقني بحفظ القرآن والعلم النافع وتخلطه بدمي ولحمي وسمعي وبصرى وتستعمل به جسدى وجوارحي وبدني ما أبقيتني بحولك وقوتك يا رب العالمين.
سبحان الذى تقدس عن الأشياء ذاته ونزه عن مشابهة الأمثال صفاته واحد لا من قله وموجود لا من عله بالبر معروف وبالإحسان موصوف, معروف بلا غاية وموصوف بلا نهاية أول بلا ابتداء وآخر بلا انقضاء و لانسب إليه البنون ولا يفنيه تداول الأوقات ولا توهنه السنون كل المخلوقات قهر عظمته وأمره بين الكاف والنون بذكر أنس المخلصون وبرؤيته تقر العيون وتوحيده ابتهج الموحدون هدى اهل طاعته إلي صراطه المستقيم وأباح أهل محبته جنات النعيم وعلم عدد أنفاس مخلوقاته بعلمه القديم ويرى حركات أرجل النمل في جنح الليل البهيم ويسبحه الطير في وكره ويمجده الوحش في قفره محيط بعمل العبد سره وجهره وكفيل للمؤمنين بتأييده ونصره وتطمئن القلوب المجله بذكره وكشف ضره و من آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره وأحاط بكل شئ علما وغفر ذنوب المسلمين كرما وحلما ليس كمثله شئ وهو السميع البصير.
اللهم اكفنا السوء بما شئت وكيف شئت إنك علي ما تشاء قدير يا نعم المولي يا نعم النصير غفرانك ربنا وإليك المصير ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم سبحانك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت علي نفسك. جل وجهك وعز جاهك يفعل الله ما يشاء بقدرته ويحكم ما يريد بعزته يا حي يا قيوم يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام.
لا إله إلا الله برحمتك نستعين يا غياث المستغيثين اغثنا بجاه محمد (صلي الله عليه وسلم) يا خير الراحمين يا رحمن يا رحيم.
لا إله إلا أنت بجاه محمد (صلي الله عليه وسلم) ارزقنا فإنك خير الرازقين.
لا إله إلا أنت بجاه محمد (صلي الله عليه وسلم) استرنا يا خير الساترين.
لا إله إلا أنت بجاه محمد (صلي الله عليه وسلم) أيقظنا يا خير من أيقظ الغافلين.
لا إله إلا أنت بجاه محمد (صلي الله عليه وسلم) أصلحنا يا من أصلح الصالحين يا قرة أعين العابدين.
لا إله إلا أنت عدد ما رددت وسبحان الله عدد ما سبح به جميع خلقه.
سبحان من هو محتجب عن كل عين.
سبحان من هو عالم بما في جوف البحار.
سبحان من هو مدبر الأمور.
سبحان من هو باعث من في القبور.
سبحان من ليس له شريك ولا نظير ولا وزير وهو علي كل شئ قدير.
اللهم صلي علي محمد وعلي آل محمد واجعلنا عن الإسلام ثابتين لفرائضك مؤديين وبسنة نبيك محمد (صلي الله عليه وسلم) متمسكين وعلي الصلاة محافظين للزكاة فاعلين ولرضاك مبتغين وبقضائك راضيين وإليك راغبين يا حي يا قيوم إنك جواد كريم برحمتك يا أرحم الراحمين.
لا إله إلا أنت راحم المساكين ومعين الضعفاء ومثيب الشاكرين.
الحمد لله جبار السماوات, عالم الخفيات, منزل البركات, قابل البركات, مفرج البركات, كريم مجيد.
اللهم اجعل النور النافع في قلبي وبصرى والشياطين منهزمين عني, والصالحين قرنائي والعلماء اصفيائي والجنة مأواى الفوز نجاتي. برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم إني اصبحت وأمسيت في ذمتك وجوارك وكنفك وعياذ وأمنك وعافيتك ومعافاتك وعلي فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص وملة إبراهيم عليه السلام ودين محمد (صلي الله عليه وسلم).
الحمد لله حمداً يكون عليه تمام الشكر بما أنعمت علينا.
الحمد لله الواحد القهار, العزيز الجبار, الرحيم الغفار, لا تخفي عليه الأسرار, ولا تدركه الأبصار وكل شئ عنده بمقدار.
اللهم اجعل صباحنا خير صباح ومساءنا خير مساء وأعذنا من كل ذنب لا إله إلا أنت. بجاه محمد (صلي الله عليه وسلم) تب علينا.
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين.
اللهم يا كبير فوق كل كبير, يا سميع يا بصير, يا من لا شريك له ولا وزير, يا خالق السماوات والأرضيين, والشمس والقمر المنير يا عصمة البائس الخائف المستجير, ويا رازق الطفل الصغير.
يا جابر العظم الكسير ويا قاصم كل جبار عنيد أسألك وأدعوك دعاء المضطر الضرير وأسألك بمقاعد العز من عرشك ومفاتح الرحمة من كتابك الكريم وبأسمائك الحسني وأسرارها المتصلة أن تغفر لي برحمتك وترحمني وتسترني وتكشف همي وغمي وتغفر لي ذنوبي وترزقني توبة خالصة وعلما نافعا ويقينا صادقا وأن ترزقني حسن الخاتمة وأن تكفيني شر الدنيا والأخرة وأن تفرج عني كل ضيق وشدة وأن تختم بالصالحات أعمالنا وتقضي حوائجنا يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام – برحمتك يا أرحم الراحمين, وصلي الله علي سيدنا محمد نبي الرحمة وكاشف الغمة وعلي أله وأصحابه وسلم تسليما كثيراً والحمد لله رب العالمين](/)
مجموعة من القواعد الفقهية والاصولية للشيخ محمد الشنقيطي
ـ[ابو الروب]ــــــــ[25 Apr 2006, 10:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه المجموعة مستخرجه من دروس فضيلة الشيخ العلامة محمد بن محمد المختار الشنقيطي
1 - ان النص اذا خرج مخرج الغالب لم يعتبر مفهومه مثل (وربائبكم التي في حجوركم)
فان كانت الربيبة في غير حجره تعتبر محرمة علية ايضا والتخصيص بوجودها في حجره خرج مخرج الغالب
2 - التكليف شرطه الامكان
3 - ان الامر اذا علل بعلة الشك لم يدل على الوجوب
4 - ان الشي اذا تردد بين الحرام والحلال حمل على الكراهه مثل الازار على الكعبين فهو بين حرام وحلال فحملوه على الكراهه
4 - ان الاصل في المطلق انه يبقى على اطلاقه حتى يرد ما يخصصه
5 - اذا تعارض منطوق النص مع مفهومه قدم المنطوق على المفهوم
6 - ان الامر يدل على الوجوب حتى يدل الدليل على خلافه
7 - قاعدة عند الاحناف ان الراوى اذا خالف رايه ما رواه قدم رايه على الحديث الذي رواه قالوا لانه هو الاعلم بما روى والجمهور على خلاف ذلك فقالوا يقدم ما روى على ما راى
نكتفى بهذا القدر ويتبع غدا باذن الله
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[27 Apr 2006, 04:22 م]ـ
أحسن الله إليك يا أخي ونفعنا بعلم وحكمة الشيخ محمد المختار وأمد في عمره على ما يرضي الله
ولكن لو عدلت عنوان الموضوع إلى (مجموعة من القواعد الفقهية والأصولية التي استفدتها من الشيخ محمد المختار الشنقيطي)
وذلك حتى لا يتوهم من لا يعلم بأن تلك القواعد التي سطرتها هي من استنباط ووضع الشيخ محمد حفظه الله وهي في حقيقة الأمر ليست كذلك.
والله تعالى أعلم
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[25 May 2006, 02:00 م]ـ
السلام عليكم
اينك اخي المبارك ابو الروب طال انتظاري بكم
قلت في مشاركتك: ويتبع غدا باذن الله
فاينك يا طالب العلم؟؟؟؟
ـ[أبو ياسر]ــــــــ[27 May 2006, 04:58 ص]ـ
ونعم بالشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي أسأل الله أن يمد عمره على طاعته ونشر العلم.
ـ[ابو الروب]ــــــــ[29 May 2006, 01:52 م]ـ
اخي في الله الذي حصل انه تم قطع حرارة الهاتف عن بيتي لمدة اكثر من اسبوع وايضا رشحت في دورة عن طريق العمل لمدة ثلاثة اسابيع ولما عدت واردت الاتمام كان الموقع معطل وهذه الاسباب وبصراحة اضعفت الهمة ولكنك اعدتها الي من جديد وسوف اواصل اليوم او غدا ان شا الله واحاول ان اكتب مجموعة كبيرة فارجوا ان تقبلوا عذري والله المستعان على التقصير
ـ[ابو الروب]ــــــــ[29 May 2006, 08:08 م]ـ
تتمة للقواعد:
8 - لا اجتهاد مع النص
9 - لا يجوز تاخير البيان عن وقت الحاجه
10 - اذا تعارضت الحقيقة مع المجاز وجب المصير الى الحقيقة مالم تاتي القرينه على خلاف ذلك ومثاله (امسحوا برؤسكم)
11 - حمل المجمل على المبين
12 - ان مثل اذا وردت في النص تقتضى المشابهه من اغلب الوجوه او كلها
13 - ان الجمع بين النصين اولى من العمل باحدهما وترك الاخر
14 - الاصل في التشريع العموم مالم يدل الدليل على التخصيص ولا موجب للتخصيص دون مخصص
15 - ان النص اذا تسلط على الحقيقة وعارض نصوصا اخرى صرف عن ظاهره مثاله (لا ايمان لمن لا امانة له)
16 - اذا تعارض فعل النبي صلى الله علية وسلم مع قوله فانه يجمع بينهما بصرف القول عن ظاهره الى الرتبة الدنيا فيصرف التحريم عن ظاهره الى الكراهة
17 - اذا تعارض المحرم والمبيح قدم الحاضر على المبيح
18 - قال ابن دقيق العيد ان حمل المطلق على المقيد الصق بباب الاوامر من باب النواهي اى انه في باب النهي اضعف
19 - الضرورات تبيح المحظورات
20 - الحاجة تنزل منزلة الضرورة عامة كانت او خاصة
21 - ان قضايا الاعيان لا تصلح على العموم اذا خالفت الاصل وبهذا الضابط لا تشكل مع قاعدة العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
22 - ان الحكم للغالب والنادر لا حكم له مثاله مس الذكر فالغالب الشهوة ومع هذا يحكم ببطلان الوضوء مطلقا بشهوة او بغيرها
23 - ما لا يتم الواجب الا به فهو واجب
24 - المشقة تجلب التيسير وفي معناها الامر اذا ضاق اتسع
يتبع في وقت قريب ان شا الله واعتذر عن التاخر والله الموفق
ـ[ابو الروب]ــــــــ[30 May 2006, 06:07 ص]ـ
اخي في الله محمود الشنقيطي تعقيبكم في محله ولكن من قرا السطر الاول سوف يتبين انني استفدتها من دروس الشيخ
25 - الاشارة تنزل منزلة العبارة
26 - المثبت مقدم على الناف ومثلها قاعدة من حفظحجة على من لا يحفظ
27 - القدرة على اليقين تمنع من الشك
28 - من اهم القواعد اليقين لا يزال بالشك ومنها الاصل بقاء ما كان على ما كان
29 - للمجتهد ان يعمل بالنص العام حتى يطلع على مايخصصه والدليل منع الصحابه للاعرابي من البول في المسجد لعموم الحكم بحظور النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينتظروا منه تخصيص فمنعهم النبي صلى الله عليه وسلم
30 يرتكب اخف الضررين ومنها اذا تعارضت مفسدتان روعى اعظمهما ضررا بارتكاب اخفهما ضررا ومنها يرتكب اخف الشرين مثاله تقدم مفسدة العضو على مفسدة النفس
31 - يقدم الضرر الاعلى على الضرر الادنى فتقدم مفسدة الجماعة على مفسدة الفرد الا اذا امكن تدارك مفسدة الجماعة فتقدم مفسدة الجمع مثاله ترك الاعرابي يبول حافظا عليه ولان المفسدة الحاصلة على الجماعة يمكن تداركها
32 - الضرر يزال
33 - ان الافعال اذا كانت بيانا للواجب فهي واجبة لان بيان الواجب واجب
يتبع قريبا ان شا الله اخشى ان اقول غدا فلا يتيسر لي ذلك فيغضب على الاخوان والله الموفق(/)
ما رأي شيخ الاسلام في هذه المسألة ............. ؟؟
ـ[شموخ قلم]ــــــــ[26 Apr 2006, 01:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الأخوة الأفاضل أرجو النظر في هذه المسألة التي تخص جزيرة العرب ومايتصل بأحكام أهل الذمة بين أظهر المسلمين ....
فعن ابن عباس_رضي الله عنه_ أن النبي عليه السلام أوصى قبل موته بثلاث وذكر .. (أخرجوا المشركين من جزيرة العرب) متفق عليه ..
وعن عمر رضي الله عنه .. (سمع رسول الله عليه السلام يقول: لأُخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لاادع فيها إلا مسلماً)
رواه أحمد ومسلم والترمذي وصححه ..
حرر الشيخ تقي الدين بن تيمية في اقتضاء السراط ..
أن جزيرة العرب ..
(هي من بحر القلزم إلى بحر البصرة ومن أقصى حجر اليمامة إلى أوائل الشام بحيث كانت تدخل اليمن في دارهم ولاتدخل فيها الشام وفي هذه الارض كانت العرب حين البعثة وقبله .. )
السؤال مالمقصود بالإخراج من جزيرة العرب .. !!
فقد ذكر كلاً من:
* الشيخ بكر ابو زيد في خصائص جزيرة العرب ص31 (على منع أي كافر مهما كان دينه أو صفته من الاستيطان والقرار في جزيرة العرب وأن هذا الحكم آخر ماعهد من النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمته)
*الشيخ الجبرين في موقع صيد الفوائد عندما سئل عن حديث .. (اخرجوا المشركين من جزيرة العرب) ..
الحديث صحيح ولكن حُمل على التملك أي لا تمكنوا المشركين من أن يتملكوا شيئاً من الأرض يملكونها ملكاً كاملاً بحيث يكونون أحق بها من المسلمين ويملكون تأجيرها والسكن فيها وبيعها واستغلالها، فأما دخولهم كمعاهدين أو دخولهم كمستأمنين أو عاملين فلا يدخل في هذا الحديث ........ فالنبي صلى الله عليه وسلم قد أمر اليهود في خيبر بعد أن دخلت في ملك المسلمين وخيبر من جزيرة العرب ولكنه أقرهم فيها كعمال فإذا جاؤوا إلينا كعمال ومستأجرين فهذا لا يلزم أننا مكناهم، وكذلك كان الصحابة يدخلون أيضاً كثيراً من المشركين كعمال أو نحو ذلك، كما حصل من ادخال العباس كثيراً من المجوس ونحوهم، فالحاصل أنه يفهم من الحديث النهي عن تمليكهم وهذا لم يحصل والحمد لله.
هذه أقوال الأئمة المعاصرين ..
أما في نيل الاوطار شرح منتقى الاخبار للشوكاني ج8 ..
ذكر قول الامام مالك .. (يجوز دخولهم الحرم للتجارة)
والشافعي. (لايدخلون اصلاً الابإذن الامام لمصلحة المسلمين)
وابوحنيفة (يجوز الدخول مطلقاً الا المسجد)
**فهل الاخراج يحمل على ..
الإقرار والاستطان فيحرم هذان ويباح الإقامة المؤقتة وتلزم بالحاجة .. ؟!
او يحمل على التملك .. ؟!
وهل تعقد ذمة في جزيرة العرب .. ؟ ّكما كان لاهل خيبر من الرسول صلى الله وسلم الى ان أجلاهم عمر_رضي الله عنه_ .. ؟
وهل عقد أحد من الصحابة ذمة في جزيرة العرب .. !!
وأين أجد قول شيخ الاسلام ابن تيمية والشيخ ابن باز في هذه المسألة .. ؟
ولكم الشكر ...
ـ[ابو الروب]ــــــــ[26 Apr 2006, 02:02 م]ـ
يا اخي يظهر لي انك خلطت بين مسالة جزيرة العرب ومسالة منع غير المسلمين من دخول الحرم فجزيرة العرب في حدها خلاف وفي منع من يدخلها قال بعضهم بمثل ما قال به الشيخ ابن جبرين حفظه الله واما مسالة دخول الحرم فهي مسالة اخرى فحرر المسالة جيدا ثم اسال عما اشكل تجد من يجيبك ان شا الله واما انا فلا اعلم قول ابن تيمة رحمة الله والله اعلم
ـ[شموخ قلم]ــــــــ[26 Apr 2006, 04:51 م]ـ
أخي الفاضل ..
أُريد مايتعلق بجزيرة العرب ومنع من يدخلها .. ؟!
وايضاً هل تعقد لهم ذمة فيها ام لا .. ؟!
وجزاك الله خيراً ..
ـ[ابو الروب]ــــــــ[27 Apr 2006, 02:07 م]ـ
انت ذكرت الاحاديث بتخريجها فلماذا لا ترجع الى شروحات الصحيحين ومن اهمها فتح الباري وتستخلص اقوال العلماء ثم عد الى فتاوى اللجنة الدائمة وفتاوي الشيخ ابن باز قسم العقيدة تجد قولهم هذا للبحث واما اذا اردت فتوى فسوف انقلها لك من فتاوى الشيخ ابن باز واعذرني على التاخر في الرد
ـ[شموخ قلم]ــــــــ[29 Apr 2006, 08:04 م]ـ
الأخ الفاضل .. أبو الروب
جزاك الله خير رجعت الى الشروحات والفتاوى واتضحت لي المسألة شكر الله لك ..(/)
طلب مساعدة في بحث
ـ[نوراليقين]ــــــــ[27 Apr 2006, 09:34 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
أخواتي وأخوتي اريد ان اطلب مساعدة انا طالبة في قسم اللغة العربية في جامعة بير زيت
وموضوع بحثي هو
تعدد المعاني في القرآن الكريم في جميع المستويات للغة
فهل لكم أن تساعدوني
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[28 Apr 2006, 12:46 ص]ـ
ما الذي تريدينه بالضبط؟ هل عندك كلمات وتريدي معرفة معانيها المتعدده؟ أم غير ذلك؟ إن كان المطلوب الأول فاذكري الكلمات وسوف أساعدك قد المستطاع، وإن كان الثاني فبينيه، حفظك الله ورعاك ونفع بك الإسلام وأهله.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[28 Apr 2006, 01:45 ص]ـ
أخي المستفسر وجدتك مرة تسأل عن الكتب التي تُعنى بتعدد أسباب النزول التي تؤدي إلى تعدد المعاني في القرآن الكريم، والآن تسأل عن تعدد المعاني في القرآن الكريم في جميع المستويات للغة. قلت: أرى أن المطلبين يدوران في فلك واحد غير أن كتب أسباب النزول قد لا تسعفك في ذلك كثيرا ولكن تأمل (الدر المنثور) للسيوطي فالمتأخر زمانا يجمع أعمال من سبقوه فتجتمع الأقوال في كتاب واحد، وخذ كتب الوجوه والنظائر مثل: بصائر ذوي التمييز للفيروزابادي، ونزهة الأعين النواظر لابن الجوزي، والوجوه والنظائر للدامغاني، والتصاريف ليحيى بن سلام، و وجوه القرآن الكريم لابن الضرير النيسابوري، والمفردات للراغب الأصفهاني. ثم خذ كتب غريب القرآن وتأمل كل هذا وستجد - إن شاء الله - زادا ضخما من المعاني المتعددة على ما تحب وزيادة، وإن شئت التوسع فانظر في كتب التفسير ولاسيما تفسير الطبري، وبالله التوفيق.(/)
جوامع الكلم على صاحبه أفضل الصلاة والتسليم ...
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[27 Apr 2006, 01:25 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على ولينا ونبينا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
وبعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت قد زرت قبل يومين معرض جي تكس المقام في الرياض وفوجئت بموسوعة حديثية لم تقع عيني على مثلها - مع قلة خبرتي واطلاعي على برامج الموسوعات - ولكن ما أدهشني وأشدهني هو تعدد خدمات هذا البرنامج الفريد وقد سطر عليه أربابه كلمة لا أظن في إطلاقها على تلك الموسوعة أي مبالغة وهي عبارة
((أول جمع حقيقي للسنة المطهرة منذ 14 قرنا)) ..
ففي تلك الموسوعة ما يربو على المليون حديث وأثر موزعة على مصادر تزيد على 1060 بين مطبوعات ومخطوطات كما يمكن للبرنامج في حال وجود رسالة علمية لديك على جهازك أن يقوم بتخريج جميع الآيات والأحاديث والآثار الموجودة فيها كع عزوها لمصادرها وقيامه بوضع الهوامش.
ويمتاز بقدرته على إبراز مرويات أي صحابي من الصحابة سواء ما انفرد به أو اشترك فيه معه غيره ويقوم بتقسيم تلك المرويات وعزوها إلى مصادرها.
وفي حال مطالعتك لأي سند تظهر لك ترجمة الصحابي من كتب تراجم الصحابة كما يمكنه أن يبرز لك ترجمة لكل رجل من رجال السند حين ضغطك بالفأرة على اسم الراوي لتخرج لك لوحة بها تاريخ ميلاده ووفاته وشيوخه وتلاميذه وأقوال علماء الجرح والتعديل فيه.
ويقوم بشرح جميع ألفاظ المتون من المعاجم العربية كلسان العرب
وغير ذلك الكثير والكثير من الفوائد والمميزات وللأسف فمساء اليوم هو آخر موعد للمعرض والبرنامج من إنتاج شركة أفق في مصر العربية أرجو من إخوتي الإفادة عن هذا البرنامج وغيره من البرامج المفيدة لطلاب العلم والباحثين
والدال على الخير كفاعله والله أعلم(/)
نظرة ثانية ولعلنا ننتبه
ـ[عبدالله زايد]ــــــــ[28 Apr 2006, 02:33 ص]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبى بعده وآله وصحبه ومن أتبعه وبعد
وقفة مع النفس لعلنا نفيق مما نحن فيه
ونقدر الله عز وجل حق قدره
زاد الكلام فى هذه الأيام عن الذات الإلهية وعرش الله
ولن أتكلم عن خلافات هذا الأمر وماهو حق وباطل فى هذه المسألة
ولكن سأتجه بالحديث وجهة أخرى لعلنا نفيق مما نحن فيه نلزم قدرنا الحقيقى
ولانتعالى على ذلك لأنه من المعلوم كلما زاد إيمان وعلمه العبد زاد تواضعه
والعكس صحيح كلما زاد جهل العبد كلما زاد كبره وتعاليه
ولاأقصد بالكبر هنا أن يسير الإنسان مزهواً بنفسه فرحاً بها
لا ليس هذا ما أقصده وإن كان هذا كبر منهى عنه
ولكن الذى أقصده هنا أن ينسى الأنسان قدره
وأن يعلو بنفسه فوق ما يستطيع من قدرات العقل والعلم
وأن يدخل نفسه فى مجادلات لا طاقة له بها
وإزاء هذا الأمر ارانى مضطرا أن اضع هنا بعض مشاركاتى فى موضوع آخر
وذلك لحتمية المقال هنا وهذه هى
نظرة إيمانية نتجول بها لحظات داخل المنظور من الكون والمقروء من كتاب الله (القرآن الكريم))
قال الله عز وجل (إن فى خلق السموات والأرض وأختلاف الليل والنهار لآيات لقوم لأولى الألباب)
فقلت فى نفسى نستعرض المنظور من الكون حولنا إبتداءً
فإذا استوعبنا وأحاطنا بالمنظور فلنتجه بعد ذلك إلى ما وراء المنظور
وإذا عجزنا عن الإحاطة بالمنظور فنحن عما سواه أعجز
وإقصد بالمنظور هو مانراه بالعين من الكون سواء كانت الرؤية بالعين المجردة
أو من خلال المعدات التى سخرها الله لنا
ولست أقصد بالنظرة الرؤية وحسب لا ولكن مايترتب على هذه النظرة
وسأعتمد على بعض المعلومات العلمية فى الإعجاز العلمى
وسيكون مصدر النقل هو إما من مقالات ومحاضرات الدكتورزغلول النجار
أو الدكتور أحمدشوقى ابراهيم وهومن علماء الإعجاز العلمى فى مصر
الكون متسع أمامنا والجزء المنظور من السماء الدنيا قدره العلماء بحوالى
24000 مليون سنة ضوئية وهو الجزء الذى أستطاع العلماء الإحاطة به
أقف عند الرقم24000000000 هل تعرف ماذا يعنى هذا الرقم عند كتابته مفصلاً
يعنى التالى 24000000000 مضروبا فى 365وهى عدد أيام السنة
فى 24 وهى عدد ساعات اليوم
فى 60 عدد الدقائق فى الساعة
فى 60 وهى عدد الثوانى فى الدقيقة
فى تقريباً300000 كيلو متر وهو سرعة الضوء فى الثانية الواحدة
هل تستطيع قراءة الناتج مفصلاً؟!!!! فما بالك بالخلق نفسه
وهذا الجزء المنظور من السماء الدنيافقط وليس كل السماء الدنيا
وتستشعرمدى القوة والقدرة المطلقة والأتقان المحكم
حين ذاك تقف أمام قول الله سبحانه (والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون)
فى محاضرة مسموعة د/أحمد شوقى قال فى تعليق على أن أقرب نجم إلينا على بعد أربع سنوات ضوئية وطرح سؤالا على الحضور فهل تعرف ماذا يعنى هذا؟
وأجاب قائلاً: معنى ذلك انك ترى حال ذلك النجم منذ أربع سنوات وليس الآن
وقد يكون هذا النجم قد انفجر الآن وذهب منذ 3 سنوات
ولكنك لم ترى ذلك بعد لأن ضوء الإنفجار لن يصل إلى عينيك إلا بعد 4 سنوات من الإنفجار
يعنى الأمر ببساطة شديدة أن ما تراه وأنت متأكد من رؤيته قد يكون قذ ذهب من زمن
فما بالك بما هو أبعد عنا .... 24000 مليون سنة ضوئية قد يكون انفجر وذهب منذ 21000 مليون سنة ولكنا ما زلنا نراه الآن أمام أعيننا وهو غيرموجود ومنذ 21000مليون سنة!!!!!
ويبقى الزمن امر نسبى لما يقاس به
ويبقى العلم المطلق لله رب العالمين وحده لاشريك له
ونحن مازلنا نتكلم عن عالم الشهادة
وفى مقالة للدكتور زغلول فى الأهرام تكلم فيها عن الآية (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً .... )
تكلم عن أزمنة مجموعتنا الشمسية فقال:
سنة الشمس225 مليون سنة من سنين الأرض
سنة عطارد24, من السنة الأرضية
سار على هذا المنوال لكل كواكب المجموعة حتى وصل
لكوكب بلوتو فقال سنته تساوى247.70 سنة أرضية
ومعنى ذلك لو أن هناك حياة يكون الطفل الذى عنده 10 سنوات عندهم
يساوى عندنا من عنده2470 سنة ...... !!!!!
و الأرض تدور حول نفسها بما يعادل 1960 ك. م فى السنة
وتدور حول الشمس بما يعادل106000 ك. م /ساعةونحن لانشعر
والخلاصة من عالم الشهادة الذى نراه ونعيشه
أن ما نراه من أجرام قد يكون ذهب ونحن نراه وهو غير موجود
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا حقيقة لايستطيع أن يجادل فيها أشد اللادنين تطرفاً
وتنطلق الأرض بنا حول الشمس بسرعة رهيبة 106000 ك. م/ساعة
ونحن لانشعر!!!!!
ولو افترضنا أن هناك حياة على الشمس
لكان عمر الطفل الذى يبلغ عاماً هناك
يعادل عمر من يعيش على الأرض وعمره 225 مليون سنة!!!!!!!؟؟؟
ونحن نطالع كتاب ربنا نجد
(الذى خلق سبع سموات طباقا ما ترى فى خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصرهل ترى من فطور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير)
(قل انظروا ماذا فى السموات والأرض وما تغنى الآيات والنذر عن قوم لايؤمنون
وحين ينظر بالعين المجردة وهويسير فى الأرض مدى صغر حجمه بالنسبة لما حوله
وهذاهو الجزء من عالم الشهادة
فما بالك لو انتقلنا نقلة صغيرة إلى عالم الغيب مما أخبرنا به الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم
من المعلوم أن السموات سبع
والكرسى يسع السموات والأرض وهى فيه كحلقة فى فلاة
والكرسى مقدمة العرش وهو بالنسبة للعرش كحلقة فى فلاة
ومن المعلوم ان الجنة بخلاف هذه المخلوقات فأين هى الآن؟!!
وعرضها كعرض السموات والأرض
فكيف بها هى؟؟؟!!!
النار لايعلم عظمها إلا الله
وفى الحديث الصحيح يؤتى بالنار يوم القيامة ولها سبعون ألف زمام وعلى كل زمام سبعون ألف ملك
وكم حجم ذلك الملك من هؤلاء ومن أين يؤتى بالنار وإلى أين؟؟؟!!!!
وهذه المخلوقات موجودة الآن مخلوقة فأين وكيف؟؟؟!!!
وبعد ذلك الله أكبر الله أكبر الله أكبر (وهم يجادلون فى الله وهو شديد المحال)
تفكروا فى الخلق ولاتفكروا فى الخالق فلن تبلغوا قدره
وحين ذاك يستشعر قول الله عز وجل
(ولاتمش فى الأرض مرحاً إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا)
فلا يملك إلا تسبيح المولى عزوجل تسبيح من يشعر بالعجز فى كل صغيرة وكبيرة
مقتدياً برسوله الكريم الذى حين دخل مكة منتصراً دخلها وتكاد لحيته تمس رحل البعير
تواضعاً لربه تبارك وتعالى الخالق العظيم سبحانه
حينذاك تسبح الجوارح لربها تبارك وتعالى وهو تشعر بالتقصير فى حق مولاها سبحانه
وهى تردد فى ذل وإنكسار ورغبة ورهبة لله رب العالمين
ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ..... فقنا عذاب النار
ولذلك لم يرد لنا عن الصحابة الكرام أنهم تكلموا عن الله وفى ذات الله أبدا
وهذا هو الفرق بينا وبينهم وعلمنا وعلمهم
رحم الله رجلاً سار على خطاهم وأهتدى بهديهم
والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل .... اللهم أنصر الإسلام وأعز المسلمين
صلى الله على سيدنا محمد وآله ومن اتبعه والحمد لله رب العالمين(/)
(وفر وقتك) هنا تجد مشاركاتي في الحاسوب
ـ[سامي عبدالعزيز]ــــــــ[28 Apr 2006, 10:16 م]ـ
http://www.tafsir.org/vb/forumdisplay.php?f=7
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Apr 2006, 11:48 م]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك أخي الكريم سامي عبدالعزيز.(/)
هل غفل شيوخ السلفية عن شيئ من جانب مقاصد الشريعة?
ـ[ناصر]ــــــــ[29 Apr 2006, 11:22 ص]ـ
سؤال دار في خلجي وأنا أقرأ هذا ( http://www.qaradawi.net/site/topics/printArticle.asp?cu_no=2&item_no=3960&version=1&template_id=105&parent_id=16#) الحوار الشيق مع فضيلة الشيخ القرضاوي حفظه الله.
خاصة عند حديث فضيلته عن موضوع اللحية و الإسبال و غيرهما.
و الشيخ مقنع جدا و كلامه جاء لمعنى.
فهل من يسلط لي بعض الضوء على تساؤلي و جزاه الله خيرا.
ملاحظة:
جزى الله خيرا من أجابني عن علم ولم يتطرق لسيرة الشيخ الفاضل بشيئ نكرهه.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[30 Apr 2006, 07:31 ص]ـ
كلا لم يغفل أئمة الدعوة السلفية عن شيء من جانب مقاصد الشريعة. وكتب شيخ الإسلام وكتب تلامذته طافحة بهذا. ولولا ذلك ما أفتى شيخ الإسلام الذي يقيم في أرض الكفر بحلق لحيته، ولما أفتى أن الحكمة من الإسبال هي الكبر. ومثل ذلك كثير.
ـ[البتول]ــــــــ[30 Apr 2006, 10:22 م]ـ
ان السؤال الذي يطرح مامكانة علماء السلفية من علم المقاصد تأصيلا وتقعيدا.
ولعلي اجيب عن شطر من السؤال بأن أحد الباحثين قد أمتعنا ببحث حول مقاصد الشريعة عند ابن تيمية لعلي مستقبلا أقدم تلخيصا لتك الرسالة وحول منهج ابن تيمية في بيان المقاصد ومكانتها في كتبه.
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[30 Apr 2006, 11:12 م]ـ
القرضاوي لو يسلم من التخبط والتناقض والتردد لكان جيداً
اسمع له هذا العام فتوى, العام القادم اسمع نقيضها
لكل شيئ سبب, فأتمنى معرفة سبب هذا, عموماً هو بشر كأي أحد من الناس يأتي منه المقبول والمردود.
نأتي لمقصاد الشريعة, فالأخ الكريم سأل عن السلف متوهما انهم يجهلونها, الاخ الكريم رأى القمر بازغاً فقال هذا ربي, رأى القرضاوي, فليته رأى الآخرين قبل الفهم الضمني أن السلف ضد مقاصد الشريعة. هم اهل الشريعة ومقاصدها, وأسوتهم نبي الهدى وليس ضغط الظروف وقلة البضاعة العلمية كما في حالة فضيلته هنا. اقرأ كتب أحمد بن حنبل, وتيسيره على الناس في أمور كثيرة. إبدأ بقراءة الورع لصغر حجمه, لكي تستقبل النصيحة الأخرى حوله.
إقرأ التعليقات المصاحبة لموطأ مالك بروية وفهم وتمعن.
إقرأ في سيرة علماء السلف اصلالح وليس الخلف الصالح.
إقرأ ثم أقرأ ثم إقرأ, فهي أول أمر أنزله رب السماوات والأرض من السماء الى الأرض.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[30 Apr 2006, 11:18 م]ـ
السلفية هي الدين
وهو مبني على التيسير وعليه فالحرام لا يدخل ضمن التسامح الذي يدعو له البعض
وأرجوا أن ننتهي من هذه الحزبية الضيقة أخي الكريم وإذا كان القرضاوي عندك معظما فليكن الله ورسوله أعظم عندك
أسأل الله جل وعلا أن يهدينا وإياك لأقرب من هذا رشدا
أما موضوعك فالذي يظهر أنك في أبجديات طلب العلم
فأت البيت من بابه لا من شباكه
ـ[ناصر]ــــــــ[01 May 2006, 08:28 ص]ـ
أعتذر للأستاذة البتول و للأخوين محمد العتيبي ومحمدالأمين لأن سؤالي لم يكن بالدقة اللازمة فما عنيت هو "هل غفل شيوخ السلفية المعاصرين عن شيئ من جانب مقاصد الشريعة?".
و لو تمهل الإخوة والأخت و قرؤوا حوار فضيلة الشيخ القرضاوي كاملا لما احتجت إلي التوضيح السابق ولكن يبدوا أن غيرتهم على سلفنا الصالح كانت وراء تسرعهم و هم معذورون وجزاهم الله خيرا.
و نعم يا أخي أبا الحسن فأنا في أبجديات طلب العلم كما قلت, أسأل الباري عز وجل أن يفتح لي ولك بابه وشباكه.
و السلام عليكم.
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[01 May 2006, 06:52 م]ـ
لاداعي للاعتذار ولايلزمك أخي ناصر
ولكن حتى بالنسبة لشيوخ الإسلام الموقرين في العصر الحاضر, فهل رأيتهم او سمعت عنهم انهم يخنقون الناس ويطاردونهم في الشوارع, أم أنهم صابرون على أذى الناس؟؟
قبل أن أوضح, لأن الأمر يحتاج إلى توضيح, هل سمعت القصة الساحرة التي تأخذ بمجامع اللب, وتعصف بالفكر, قصة ((العصافير والصياد)) أم لم تسمعها, رواها ابن حبان في روضة العقلاء عن الفضل بن موسى السيناني رحمه الله, من رجال الكتب الستة؟؟
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[01 May 2006, 11:02 م]ـ
إخواني في الله أذكركم بكلمتين طيبتين لفظا بهما ابن تيمية وتلميذه النجيب ابن القيم
قال ابن تيمية:" قول الله ورسوله يحتج بهما، وقول العالم يحتج له "
وقال ابن القيم:" واللبيب الصادق هو الذي يضرب في كل غنيمة بسهم ويعاشر كل طائفة على ما معها من الحق "
والمذاكرة إخوتي الكرام تحتاج إلى صبروأناة، ونية صادقة في طلب الحق، وقد علمنا منهج القرآن أن نسأل عما فيه فائدة أنظرهذا الرابط عادات القرآن
ولذلك سأتجاوز هذا بسؤال في المقاصد عند ابن تيمية.
قرأت مرة في كتاب " تفعيل المقاصد " للدكتورجمال عطية:أن ابن تيمية يعتبر أن الكليات الخمس قسما من دفع المضار، وفي رأيه أن المصالح:جلب منافع ودفع مضار" فاستغربت هذا ورجعت إلى مجموع الفتاوى، فلم أجد هذه العبارة، فهل صاحب رسالة "المقاصد عند ابن تيمية " ذكر شيئا من هذا؟
أيها الإخوة ليكن شعارنا- والشعارسنة الأولين ولي فيه بحث في وريقات إن تيسرلي الوقت نشرتها في هذا الملتقى الطيب المبارك-
" أبد ع في مواضيعك، وأحسن في ردودك، وقدم كل ما لديك، ولا يغرك فهمك، ولا يهينك جهلك، ولا تنتظر شكر أحد، بل اشكر الله على هذه النعمة، ولله الف حمد والف شكر". ودمتم في رعاية الله. محبكم في الله علال
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[02 May 2006, 11:56 ص]ـ
هذا هو رابط عادات القرآن
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5313
ـ[ابوادم]ــــــــ[22 May 2006, 07:44 م]ـ
وقال ابن القيم:" واللبيب الصادق هو الذي يضرب في كل غنيمة بسهم ويعاشر كل طائفة على ما معها من الحق " ........ أتمنى من الاخوه السلفيه ان ياخذوا بكلام ابن القيم
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[26 May 2006, 10:35 ص]ـ
انت انقل كلام ابن القيم كاملا جزاك الله خيرا لا تتصرف فيه والمراد ان اهل السنة يدورون مع الحق حيث دار.
ـ[أبو ياسر]ــــــــ[27 May 2006, 02:53 ص]ـ
أخي الحبيب ... الكلام في العلماء يحسن فيه التوقف ...
خذ العلم ممن تثق في دينه وعلمه، وإن وجدت كلامه موافق كتاب الله وسنة رسوله فافتح لها الآفاق، وإن كان غير ذلك فاضرب بهذه الجملة عرض الحائط.
وإن وجدت خطأ فانصح وتأكد وشاور طلبة العلم وأخبر عالم ينصحه بارك الله فيك.
اليوم العلماء كثير ... والقليل منهم على الصحيح ...
زادني الله وإياك غيرة وفقها وعلما في الدين.(/)
إليكم موقع هذا العلامة الجهبذ
ـ[بدر الجبر]ــــــــ[29 Apr 2006, 01:44 م]ـ
بشرى لطلاب العلم
إليكم موقع هذا العلامة الجهبذ فقيه العصر، فانهلوا من فتاويه ودروسه وكتيه:
http://www.m-islam.net/index.php
رزقنا الله جميعا العلم النافع والعمل الصالح.(/)
شبهات حول الإسلام وكيفية الرد عليها .. فى كتاب من جزئين
ـ[سامي عبدالعزيز]ــــــــ[29 Apr 2006, 11:06 م]ـ
http://img237.echo.cx/img237/1007/shobhat7qk.jpg
فى زمن المحن والاختبارات , تكثر الابتلاءات وتتوالى على الأمة الإسلامية , وها نحن الآن نعيش هجمة شرسة وان لم تكن الاؤلى ولا الأخيرة , ولكنها الفريدة من نوعها , حيث يتعرض الإسلام والمسلمين لحرب دينيه مسخر لها أقوى واعتى الجهات الغربية في العالم , ومع خطورة هذه الحرب الشرسة , وسفالة الخصم واستخدامه لأبشع الألفاظ من السب والشتم , والكذب الواضح على النبي صلى الله عليه وسلم وديننا العظيم , لم يتحرك للاسف الشديد من أهل الاختصاص من يوفر ويقوم بالرد على الجميع والمستشرقين بنفس الحجم والقوه , مع أننا لا نفتقر الى إمكانيه الرد عليهم.
ولذلك فقد قام مسلمين برنامج الانترنت للمحادثة بحق الدفاع عن دينهم ونبيهم , بهذا العمل الجليل في البحث في بطون الكتب , وسؤال أهل العلم , وتجميع ما قد كتب من قبل فى الرد على أعداء الإسلام , ووضعها في هذا الكتاب وهو الجزء الاؤل وسيليه بعون الله أجزاء أخرى متتالية , لبيان كذب وافتراء خصوم الإسلام
والحمد لله الذي جعل حق الدفاع عن هذا الدين ليس حكرا على احد لذلك:
نضع بين يدي القارئ المسلم الكريم, والباحث عن الحق من الصادقين هذا الإصدار الاؤل من كتاب كشف كذب اللئيم حول الإسلام العظيم، والله نسأله القبول والإخلاص وهو الموفق إلى كل خير.
إخوتكم على الانترنت وغرفه البالتوك يسألون عن الإسلام.
http://hyperupload.com/download/0292bf5326/kashf_kathb_alaEem.zip.html
أو
http://www.fasterupload.com/d1982c9f
ـ[أبو الحسن السلفي]ــــــــ[05 Jun 2006, 06:02 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[05 Jun 2006, 05:40 م]ـ
بارك المولى فيك اخي الحبيب(/)
مَذهَبُ الأُمة - هل يوجَدُ مذهب بهذا الاسم؟
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[30 Apr 2006, 10:57 ص]ـ
السلام عليكم
وجدت في شبكة (القلم) الفكرية حوارا بين دكتور من العراق وطالب شريعة من الجزائر، كلاهما قد أسمى نفسه (عبدالرحمن)، وقد طرح الدكتور موضوعاً جبذ اهتمامي.
وهو موضوع مذهب الأمة الذي يراه يشمل (أهل السنة-الزيدية-المعتزلة) ويقول إنّ الخلافات بين أعضاء مذهب الأمة معرفية جائية من نقص معرفي في فهم وجهات النظر، وليست عقدية بحيث أن التصنيف الشائع كان سببه انحرافاً في الفكر يمكن تلافيه بالتبحر في القراءة والتأني في إطلاق الأحكام.
ويرى أنّ أهل السنة لم يكونوا موضوعيين كليّاً في التعامُل مع المعتزلة فقد قابلوا الظلم بظلم. والبدعة ببدعة.
ولأنّ الموضوع في غاية الأهمية أحببت أن أنسخه بين يدي الإخوة أعضاء المنتدى راجيا منهم أن يناقشوه بجدية، وأن يترُك مَن لا اطلاع له على مقاصد النصّ، الكلام لمن له رأي فيه. وجزاكم الله خيراً
صدق أبو الطيب:
إنما تُنجِحُ المقالةُ في المرء إذا وافقتُ هوىً في الفؤادِ
وأنا لا أخفي الإخوة الأعضاء أني قد اقتنعت بطرح الدكتور عبدالرحمن (إن كان هذا فعلا اسمه الحقيقي) ووجود ما يمكن أن نسميه: مذهب الأمة.
فإذا اقتنعنا بوجوده فسيكون علينا حصر الثوابت واستقراءها من تراث الأمة.
وإليكم المقال:
أخي د. عبد الرحمن الزبيدي أحبك في الله.
أحبَّكـ الله الذي أحببتني فيه | د. عبدالرحمن الزبيدي-العراق-الموصل يقول ...
أسأل الله تعالى أن يغفر لنا زلاتنا وأن يهدينا لما اختُلِف فيه من الحقّ بإذنه.
لاجرم أن قد اتسع الخرق على الراقع، وكاد الباطل يلتبس بالحقّ
لكن يحمل هذا العلم من كلّ خلفٍ عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين.
أتدري أن التفكير الأسطوري هو أن تمجد الكليات التجريدية، وترفع مسميات إلى مستوى المطلق ثمّ تشرع تخضع جميع النصوص لمسمياتك.
هذا بالضبط ما حصل للعلم الشرعي مع الأسف منذ مات ابن حزم، فقد كان رحمه الله يمتاز على سواه بأمرين أساسيين: أولهما إدراكه لمبادئ العقل وثوابته وفهمه للمنطق الذي كان يسميه قواعد البرهان، على الرغم من أن المنطق كان قاصراً جداًّ ولم يكن عصر ما قبل غاليلو يسمح للإنسان بالاكتشاف العلمي لقصور المنطق. ذلكم أنه تأسس على طبيعيات ما قبل غاليلو وكانت أداة الإنسان للرصد والملاحظة حواسه الطبيعية. وثاني سمات ابن حزم وهبه لنفسه للمعرفة وتحطم ذاته أمامها فقد كان شجاعا جريئاً مخلصا مناضلا في سبيل الحقيقة. ومن ابن حزم يجب أن ننطلق لا من سواه.
وإذا شئنا أن نتكلم عن المجموع فنقول إن الخطأ الذي بثه علماء الشريعة في الأمة هو خطأ منهجي يقوم على اعتبار الدين مُشّكِّلًا للعقل، فهم يظنون أن العقل تشكله النصوص الدينية من قرآن وآثار.
والصواب الذي لا مجمجة فيه أن العقل تشكله الحواس (والآلة المكبرة للحواس)، فالذي شكّل عقل أبي بكر وعمر وعلي ليس القرآن ولا السنة بل هو العصر الجاهلي وواقع حياتهم الذي رصدوه بحواسهم. أما الدين فهو موجّه للعقل نحو الخير وليس مشكلا له.
ينبني على ذلك أن لا فرق بين عقل المسلم والكافر،وأن العلوم العقلية مشتركة بين البشرية، وأن مبادئ العقل البشري واحدة.
وينبني على ذلك أنّ ابن حزم حين قرب قواعد البرهان والمنطق بعامية أهل الأندلس كان عالماً فذّا لا يدرك قدره كثير من الناس.
ولولا مشيئة الله تعالى بأن جعل الغرب يصنع العدسة والآلات التي كبّرت الحواس (منافذ العقل) ثم اكتشاف علاقات جديدة كثيرة بين الأشياء ليس بمقدور الحواس المجردة اكتشافها، وقيام العلم الذي نتخاطب اليوم بثمرة من ثماره، لما أدركنا نحن قدر ابن حزم البتة ولصرنا ننشغل بمخاصمته كما فعل من بعده.
ما أردت أن أوصله إليك هو أن ابن حزم قد استفاد من مبادئ العقل التي اكتشفها الإنسان قبل عصره وكانت مجموعة في منطق ارسطوطاليس وهندسة اقليدس وطب جالينوس أما عصرنا اليوم فقد اضاف الى مبادئ العقل مبادئ كثيرة يدرسها علم (الأبيستيمولوجيا)، وهي مبادئ لا تني تزداد. ولو اهتدينا برؤية ابن حزم الخالد لفعلنا نفس الشيء ولكن أين نحن من شجاعته وإخلاصه؟؟.
الحزميون المعاصرون لم يفهموه حق الفهم فظنوا أنه مجرد فقيه ظاهريّ، ولكن ابن حزم متميز حتى في ظاهريته.
(يُتْبَعُ)
(/)
نعم أخي الكريم العلم هو سعة اطلاع وقوة حجة وأخذ للحكمة من مظانها مهما كان مصدرُها. وتأسيس للمعرفة على مبادئ العقل الذي وهبنا إياه الله تعالى،، ومصدره الحواس وحدها. والدين مرشد وموجه له لفعل الخير أما العقل فحياديّ.
وإلى الإخوة القراء ممن يؤمنون بما ذكرت:الإصلاح يكون متدرجا وبطيئا ولكن شعلة التفاؤل والحب لله والمسلمين يجب أن لا تنطفئ في أعماقكم وقلوبكم أبدا.
يجب قراءة كتب القدماء بغزارة مستمرة، ويجب على المتعلم على بصيرة أن يحاول أن يستخدم عبارات القدماء العقلية والتعبيرية ليس لقيمتها المعرفية بل لقيمتها الاعتبارية، فالأمة قد بُرْمِجت على إجلال عبارات ومفردات وتعابير بعينها لكي لا تصنعوا حواجز نفسية بينكم وبين "طلبة العلم"الشرعي. فقد لمستهم يتحسسون كثيرا من كلمات لا يفهمونها ويصمون مستخدميها بالتفرنج والتغرب والعقلانية (لأنها لديهم كلمة ملغومة)، والاعتزال، وغير ذلك.
الزمان تجاوزهم وإن كان أخي عبدالرحمن من الجزائر ما يزال يدافع عنهم وينافح ويناضل ظنّا منه أنهم في طبقة أبي حنيفة النعمان وعلماء السلف.
لا أتفق معك على الفصل بين العلوم الشرعية وبين العلوم العقلية، ولا يمكنني أن أتفق.
لا أستطيع أن أقتنع بغير صنيع ابن حزم وابن رشد الحفيد والشاطبي في الموافقات.
علماء الإسلام في القرن الثاني ليسوا هم أهل السنة بعد القرن الرابع. أهل السنة الذين ورثنا نحن علومهم ومذهبهم قد أضافوا إلى الدين ما ليس منه لأنهم قد اقتيدوا بردات فعل عنيفة ضد الروافض والمبتدعة. وقد بينت في غير هذا الموضع ما فعلوا.
وددت أن أتكلم في العلم دون أن أذكر مسميات كبيرة مثل (أهل سنة، أهل علم،سلفية، .. ) ولكن وجدت صعوبة أن لا أستخدم مثل هذه الكلمات وأنا أجزم بحصول انحراف عن جدد علماء القرن الثاني وعلماء الإسلام الذين أراهم على الحق مثل ابن حزم.
أخي الكريم قارن بين هذا النص الذي أورده حافظ المغرب أبو عمر ابن عبدالبر النمري في كتابه (التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد) الذي قال عنه ابن حزم"كتاب التمهيد لصاحبنا ابن عبدالبر ما أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله فكيف أحسن منه": قال:" [وقارن أنت بين النص وبين الكتب التي سوّدها أهل السنة والمعتزلة كلاهما في خلق القرآن لتعرف أن الجميع ليس على مذهب السلف] "قال سليم بن منصور بن عمار، قال كتب بشر المريسي إلى أبي -رحمه الله- أخبِرني عن القرآن، أخالقٌ هو أم مخلوق؟ فكتب إليه أبي: بسم الله الرحمن الرحيم عافانا الله وإياك من كلّ فتنة، وجعلنا وإياك من أهل السنة، وممن لا يرغب بدينه عن الجماعة، فإنه إن يفعلْ فأولى بها نعمة، وإلا يفعلْ فهي الهلكة، وليس لأحدٍ على الله بعد المرسلين حجة، ونحن نرى أنّ الكلام في القرآن بدعةٌ تشارك فيها السائل والمجيب، تعاطى السائل ما ليس له، وتكلَّف المجيب ما ليس عليه، ولا أعلم خالقاً إلا الله، والقرآن كلام الله، فانته أنت والمختلفون فيه إلى ما سماه الله تعالى به، تكن من المهتدين، ولا تُسَمِّ القرآن باسمٍ من عندك فتكون من الهالكين، جعلنا الله وإياك من الذين يخشون ربهم بالغيب، وهم من الساعةِ مُشْفِقون" (التمهيد19:232). أما أهل السنة بعد انقلابهم على المعتزلة فقد قوّلوا أحمد بن حنبل ما لم يقل. [من وجد نصًّا ثابتاً لأحمد بن حنبل يقول فيه القرآن غير مخلوق فله مكافأة مجزية]،وقد رأيتهم يُقَوِّلون التاريخ مالم يقل، فوجدت الأشعري في الإبانة عن أصول الديانة يروي بسند عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى:"قرآنا عربيا غير ذي عوج" قال:"غير مخلوق"!!؟ [أرأيت، من يصدق هذا؟].
أخي الكريم: أسألك بالله ألم تسمع القحطاني في نونيته يقول:
والوقف في القرآن خبثٌ باطلٌ وخداع كلِّ مضبضبٍ حيرانِ
ويقول:
من قال مخلوقٌ كلام إلهنا فقد اسْتحلَّ عبادة الأوثان
... فالعنه ثم اهجره كل زمانِ
إلى غير ذلك من مبالغاتهم وتهويلاتهم مما أضافوه الى دين محمد وإلى مذهب السلف الذي يمثله النص الذي أوردته لك خير تمثيل.
فهم لا يريدونك حتى أن تتوقف، وفي هدي الساري لابن حجر في رجال البخاري فلان: اتهم بالوقف في القرآن؟!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
أخي الكريم: كثير من أهل العلم (أنت تسميهم أهل العلم) رأيتهم يُفّسِّقُون الناس والعلماء بناء على مثل هذه الأمور التي أضافها من احتكروا مسمّى أهل السنة إلى الإسلام الحنيف.
أخي الكريم: نقل ابن حجر في الجزء الثالث عشر (الأخير) من فتح الباري (طبعة الـ13) عن الشافعي قوله: إذا سلَّم القدريُّ العلم خصِم. وفسر ابن حجر قوله أي أنه إذا أقرَّ بعلم الله فقد وافق مذهب أهل السنة. انتبه أخي! وهذا تفسير الزمخسشري الكشاف أمامنا، وهو يُقِرّ بالعلم من أوله الى آخره، راجعه عند أي آية تذكر العلم وره. ومع ذلك تجدهم يهجونه (اقرأ ماذا قال فيه أبو حيان مثلا، قصيدة قافية يفسق فيها علما لا يستغنى عن علمه).
أليس من حقي أن أغضب وقد أراهم يتصدرون المجالس ويريدون حمل المسلمين على فهمهم القاصر لدين الله؟!!؟
لا لا أتفق معك على أن يترك العلم الشرعي لطلبة كليات الشريعة وموظفي الأوقاف و"أهل العِلم". ولا أتفق معهم على مفهوم العلم.
العلم حقائق محققة ومنظمة تقولها وتلقيها أمام الناس ولا تخشى ردّا من أحد. العلم ليس إيماناً أعمى بوجهة نظر لعالم ولا حتى لفرقة.
أخي الكريم: أنا أومن بمذهب هو (مذهب الأمة) يشمل من احتكروا مسمى أهل السنة (من حنابلة وأشاعرة وماتريدية .. ) ويشمل الشيعة الزيدية ويشمل الأباضية ويشمل المعتزلة. ولا يشمل الفرق الأخرى كالشيعة الإمامية والإسماعيلية والباطنية.فكلُّ مؤلف ينتمي إلى مذهب الأمة من الزيدية والأباضية [وقد رأيت بعض أغبياء علمائهم من يكفر سواهم وهذا لا ينطبق على عظمهم فبالإمكان عدهم من مذهب الأمة واحتواؤهم فيه] والمعتزلة وأهل السنة فأنا أناقشه وأعلمه وأتعلم منه. أما إن كان من المذاهب الأخرى التي ذكرت فليس بيني وبينه نقاش حتى يعلن توبته وعودته الى مذهب الأمة. وكل من يجرح مذاهب الأمة ويعد نفسه الحق الصراح كما تفعل السلفية المعاصرة في السعودية وأتباعها المتعصبين لها، فأنا -العبد لله- أعتقد جازما بضلال المتعصبين وخطئهم وزيادتهم في الدين ما ليس منه.
فالخلافات بين أعضاء مذهب الأمة يجب أن تكون معرفية يحلها علم اللغة والبلاغة والأسانيد وقواعد التفسير والتأويل، وليست عقدية تقال بتعصب لما لم ينزل الله به من سلطان. فقضية خلق القرآن قد بينت لك الصواب فيها، وقضية نوحيد الأسماء والصفات هي قضية لغوية علمية القول فيها اجتهاد في تفسير المتشابه وليس اعتقادًا يفسَّقُ ويُبدع ويضلَّل مخالفُه. وتعريف الصحابي بأنه من رأى النبي وأسلم ومات على الإسلام يُقْبّل من أجل الرواية فقط،ولا تُفْهم في ضوئه أحاديثُ النبي.
وعدالةُ الصحابةِ اذا شئنا أن نحتفظ بالمفهوم من تراث علماء الحديث علينا أن نَقْصُرَه على من عدَّهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم من أصحابه حين قال لخالد ابن الوليد: لا تسبوا أصحابي، [وهم المهاجرون والأنصار الذين أسلموا وهاجروا ونصروا قبل خالد بن الوليد]. وغيرهم قابل للنقد التاريخي واللوم والثناء شأن بقية الأمة.
.فلا تعجب أن أغضب أحيانًا على من يسعون لتفريق الأمة بناء على فهوم قاصرة ظنوها من الدين وما هي لعمري من الدين.
اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك
والسلام عليكم ورحمة الله.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[30 Apr 2006, 11:30 م]ـ
لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم
أخي د / عبد الرحمن الصالح
الذي أفهم من هذه الكتابة أنك لست بمتخصص في الدراسات الإسلامية
لما لأنه الذي يدعو لمثل هذا هو في الواقع جاهل جهل مركب فالرجل الذي أعجبت بكلامه وبمذهبه مسكين في الحقيقة لما لأن الخلاف قد قال النبي صلى الله عليه وسلم أنها ستفترق والإفتراق هذا لا يكون إلا عن خلاف والخلاف ليس في المسائل التي يسوغ فيها الخلاف فأرجوا أولا أن تستدل من الكتاب والسنة ثم تعتقد لا أن تعتقد ثم تستدل بارك الله فيك
فإن قوما يقولون بأن الله جل وعلى لا يعلم ما سيكون في الغد هذا الخلاف ممعهم لا يسوغ
فإن قوم يقولون أن الله جل وعلا لا يوصف بأي صفة إلا الوجود يلحقون بمن مر ذكرهم قوم يكفرون الصحابة كذلك
فوالله إني عليك مشفق عليك أولا أخي الكريم أن تتلقى أصول أهل السنة أتباع آثار النبي صلى الله عليه وسلم ثم بعد ذلك سترى بعينك الفرق وكيف أن هذا المذهب لا يكون أبد لأنه من حكمة الله جل وعلا أنه سيكون هناك أهل حق وهناك أهل باطل وقد قال عز وجل (ولا يزالون مختلفين)
وكان يقول هو بأبي وأمي عليه الصلاة والسلام اللهم اهدني لما أختلف فيه من الحق أسأل الله جل وعلا أن يهديني وإياك لأقرب من هذا رشدا
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[30 Apr 2006, 11:37 م]ـ
الرسول صلى الله عليه وسلم قال: 73 فرقة
وبعض المتأخرين لسان حالهم يقول: لقد أخطأ الرسول فما ثم الا مذهب واحد, اسمه مذهب الأمة, والاختلاف ((جائي))
أخي الكريم: بل الاختلاف عقائدي صرف, لماذا جلدوا أحمد بن حنبل؟؟ هل تعتقد لأنه سرق بستان احدهم كاختلاف ((جائي))؟؟ لماذا قتلوا الخزاعي؟؟
هم يريدون أن عيدوها سيرتها الأولى ((يتمسكنون حتى يتمكنون كدأب نشوء كل الفرق-لعل تفحص تاريخ نشوء كل فرقة, حيث غالباً يدخلون من حال الغيرة والامر بالمعروف ومحاربة العدو المشترك --شماعتهم امريكا في هذا الزمان-- وتوحيد الامة, ومحاربة الجور, وجميع تلك الفرق التي تبطن غير ماتعلن ترفع المصاحف كثيراً عند مايمكن ان يزيد مكاسبهم رويداً رويداً بين الناس, ولكن تلك المصاحف--ياسبحان الله -- تختفي عند الحديث حول العقيدة النقية))
د. عبد الرحمن الصالح, وجدت اثنين يختصمان في الحرث, فاخلع نعليك من الاثنين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[23 May 2006, 05:12 م]ـ
لا تعليق سوى:
لقد هزلت حتى بدا من هزالها ............... كُلاها وحتى سامها كل مفلسِ
ـ[يوسف الأمريكي]ــــــــ[02 Jun 2006, 05:55 م]ـ
السلام عليكم إلى الجميع،
إخواني الأعزاء ... لقد رأيْتُ ألفاظا استُخْدِمَتْ ضد أخي في الله الشيخ عبد الرحمن الزبيدي. أريد أن أوضّح أن بعد أن تعرّفْتُ شخصيا على الدكتور أني متأكد أن لا يوجد مَن يقدر أن يناقش الدكتور وعندما أستخدم كلمة يناقش أقصد تبادل الأفكار بدون شتائم. النبي صلوات الله وسلامه عليه لم يسب أحدا ولم يكن يستخدم الشتائم. وإذا كانت لدى شخص ما فكرة غير فكرتك هل ستستقبلونه بشتائم؟ هذا ليس تصرّفا صحيحا ...
فيما بعد سأرد على هذا المقال وشكرا ...
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[02 Jun 2006, 06:22 م]ـ
قبل أن نناقش ما في المقال المذكور أود من الدكتور عبدالرحمن الصالح أن يبين لنا موقفه من هذه القضية باختصار، وماذا يريد بالتحديد من الحوارالذي نقله هنا.
ـ[يوسف الأمريكي]ــــــــ[02 Jun 2006, 06:38 م]ـ
قبل أن نناقش ما في المقال المذكور أود من الدكتور عبدالرحمن الصالح أن يبين لنا موقفه من هذه القضية باختصار، وماذا يريد بالتحديد من الحوارالذي نقله هنا.
... إن سؤال الدكتور معقول جدا وأتمنى رد الدكتور عبد الرحمن الصالح بل أريد مشاركة الدكتور الزبيدي حتى نتمكن من المناقشة الطيبة. ولك يا دكتور القحطاني جزيل الشكر ...
يوسف علي عبد الله الأمريكي(/)
ظاهرة تطويل الشباب شعورهم
ـ[سيف بن علي العصري]ــــــــ[30 Apr 2006, 01:58 م]ـ
قال الإمام ابن عبد البر رحمه الله تعالى في التمهيد (6/ 80): قال أبو عمر - ابن عبد البر - قد حلق الناس رؤوسهم وتقصصوا وعرفوا كيف ذلك قرنا بعد قرن من غير نكير والحمد لله.
قال أبو عمر -بن عبد البر - صار أهل عصرنا لا يحبس الشعر منهم إلا الجند عندنا لهم الجمم والوفرات وأضرب عنها أهل الصلاح والستر والعلم حتى صار ذلك علامة من علاماتهم وصارت الجمم اليوم عندنا تكاد تكون علامة السفهاء وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من تشبه بقوم فهو منهم أو حشر معهم فقيل من تشبه بهم في أفعالهم وقيل من تشبه بهم في هيئاتهم وحسبك بهذا فهو مجمل في الإقتداء بهدى من الصالحين على أي حال كانوا والشعر والحلق لا يغنيان يوم القيامة شيئا وإنما المجازاة على النيات والأعمال فرب محلوق خير من ذي شعر ورب ذي شعر رجلا صالحا وقد كان التختم في اليمين مباحا حسنا لأنه قد تختم به جماعة من السلف في اليمين كما تختم منهم جماعة في الشمال وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم الوجهان جميعا فلما غلبت الروافض على التختم في اليمين ولم يخلطوا به غيره كرهه العلماء منابذة لهم وكراهية للتشبه بهم لا أنه حرام ولا أنه مكروه وبالله التوفيق.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[30 Apr 2006, 05:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزيت خيرا على هذا الحرص لكن ابن عبد البر قال في كلامه (وصارت الجمم اليوم عندنا تكاد تكون علامة السفهاء)
والفاصل الزمني بننا وبين ما ذكته عنه أكثر من 13 قرنا ...
فهل ترى انطباق كلامه عل شباب هذا العصر؟
وهل ثمَّ حرج في إطالته اليوم؟
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[30 Apr 2006, 08:25 م]ـ
الاخوة الكرام: مسألة ((تطويل الشعر)) قد ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم في صفةالنبي صلى الله عليه وسلم الخلقيه، كما هو معلوم لديكم،و تلك الروايات موجودة في الصحيحين وغيرها من كتب السنة الأخرى ((أن شعره صلى الله عليه وسلم كان إلى كتفيه أو إلى شحمة أذنيه أوما بين ذلك ... الخ)) لكن هل فعله صلى الله عليه وسلم هذا يعد سُنة أم أن ذلك كانت عادة من عادات ذلك الزمان؟ الذي يبدوـ والله أعلم ـ أن ذلك كان عادة من عاداتهم في ذلك الزمان من تطويل شعورهم،فأطال صلى الله عليه وسلم شعره. أما اليوم فالذي يظهر أن الناس من عادتهم عدم تطويل شعورهم،وعلى هذا فتطويل الشعور هذه الأيام ليس سنة. ولكل مجتهد نصيب. وجزاكم الله خيراً.
ـ[د. حسن خطاف]ــــــــ[01 May 2006, 03:48 م]ـ
إخوتي الكرام الذين تناولوا موضوع تطويل الشعرعند الشباب اليوم، بارك الله بكم على هذا الموضوع، ولعلكم تجدون فائدة فيما كتبته بعنوان " معالم شخصية المسلم"
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[01 May 2006, 04:17 م]ـ
ليُحافظوا على صلواتهم، ولْيغتنموا أوقاتهم، ولْيتعلَّموا العِلم النّافِع، وليُعظموا شعائِر الله ... ثمّ لِيُطيلوا شُعورهم إذا شاءوا(/)
المنهج الكلامى والمنهج المتجمد وأثرهما السيىء على واقع الأمة
ـ[عبدالله زايد]ــــــــ[30 Apr 2006, 07:30 م]ـ
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبى بعده وآله وصحبه ومن أتبعه وبعد
مما لاشك فيه أن الواقع الذى تحياه الأمة الآن هو أسوأ حال وصلت إليه الأمة على مدار تاريخها العريق الممتد من البعثة النبوية الشريفة وحتى الآن
وقد يكون هناك فترات شبيه بالواقع الحالى فى بعض الأزمان السابقة
ولكنها تختلف عنها فى شىء أساسى وهام وهو أن ما تملكه الأمة من أسباب مادية وقوى بشرية وعلماء يجعل الواقع الحالى هو أسوأ الأحوال
لأنه لا يلام المرء على ما لايستطيع إنما يلام على ما يملك ويقدر
ولايستخدم ذلك فيما لاينفع بل على العكس قد يسخدمه فيما يضر
وحتى لايتشعب بنا الحوارفى عدة إتجاهات
رأيت فى هذه المشاركة أن أتناول جانباً مهما
وعسى ان يتم الحوار والنقاش فيما بعد فى نواحى أخرى
وأقول مما لاشك فيه أن أول أسباب الخروج هو صدق العودة الحقيقية إلى الله سبحانه
وهذه الجزئية سوف أتناول منها شيئاً واحداً ومحدداً فى هذه المشاركة
وحتى يكون الكلام نافعاً ومؤثراً وتظهر ثمرته فيما بعد
وهذه الجزئية هى الفهم عن الله وعن رسول الله
وهذه سينقسم الناس فيها ثلاثة أقسام
قسمان مذمومان وقسم محمود
والقسم الأول هم علماء الكلام وهم المتقدمون على النصوص بأرائهم ولاشك أن هذا القسم مذموم
والقسم الثانى هم الفقهاء الذين ينظرون فى الأدلة الشرعية ويستخرجون الأحكام من الأدلة الشرعية
ويؤصلون القواعد فى كل الأبواب فى العقيدة وفى العبادات وفى المعاملات على وفق هذا النظر
ولايتقدمون على النصوص ولايأخذون بدلالات بعض النصوص ويتركون البعض ويتجلى فضل هذا القسم
وتقدمه على غيره بالدعاء الوارد عن النبى الكريم لحبر الأمة عبدالله بن عباس رضى الله عنهما
(اللهم فقهه فى الدين وعلمه التأويل) ويزداد الفضل لهذا القسم إذا ما رأينا حديث النبى الكريم صلى الله عليه وآله وسلم
إن مثل ما بعثنى الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكان منها طائفة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها طائفة أمسكت الماء فشرب الناس واستقوا وزرعوا وكانت منها طائفة إنما هى قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ وذلك مثل من فقه فى دين الله فنفعه ما بعثنى الله به من الهدى والعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذى أرسلت به
فيه أيضاً بيان لما ذهبت إليه من تقسيم
والقسم الثالث وهو مذموم كالأول تماما وهو الجمود بالتمسك ببعض النصوص والعمل بها وترك البعض الآخر
بل والأشد من ذلك حين يقوم هذا القسم بالهجوم على غيره من القسم الثانى وهم الفقهاء وإتهامهم بأنهم أهل الكلام وأهل التقدم على النصوص وعدم العمل بها
وعلى هذا التقسيم أفتح الحوار بسؤال ويدور النقاش حوله
ما هو الفرق بين أهل الكلام والفقهاء وموقفنا من أصحاب المنهج المتجمد الواقف على العمل ببعض النصوص دون بعض
وما هو السبيل للفهم الصحيح عن الله وعن رسوله
وأرى عندما نصل للإجابة الصحيحة على ذلك سنصل من خلالها إلى النورانية الحقيقية فى الفهم عن الله وعن رسوله وستبدأ الأمة بعدها نهضة حقيقية مستمدة و مستنيرة بنور الفهم عن الله وعن رسوله وهى الوسطية المحمودة
والحمد لله رب العالمين
ـ[د. حسن خطاف]ــــــــ[30 Apr 2006, 11:22 م]ـ
أخي العزيز عبد الله أشكر لك اهتمامك بما طرحته وشعورك بالواقع وكيفية النهوض به ولكن هناك بعض الملاحظات:
الملاحظة الأولى: انت انطلقت مسبقا في الحكم على المنهج الكلامي بأن له أثرا سيئا على واقع الأمة، فهل تقصد كل في هذا كل مناهج المتكلمين؟ أم بعضهم؟ فإن كنت تقصد كلهم أو بعضهم كان من الأجدى أن تحدد ما هو مقصودكم بالمنهج الكلامي الذي قرنته بالمنهج المتجمد، وفي تصوري إن قصدت بالمنهج الكلامي ما قصده ابن خلدون في تعريفه لعلم الكلام وهو الدفاع عن العقائد الإيمانية بالأدلة المنطقية فلا أتصور أن هذا المنهج محل اتفاق على انه مذموم؟ لأن بعض المسائل العقدية تضطرنا للجوء إلى مناهج المتكلمين في الدفاع عن العقيدة الإسلامية.
الملاحظة الثانية: جعْلك الحديث عن العقيدة داخلا فيما يختص به الفقهاء.
هذا الأمر يصعب تطبيقه في واقع الأمر، أي أن تطلب من الفقيه أن يكون متكلما في جانب العقيدة بما يتصل من الوقوف ضد الديانات الأخرى أمر يعسر تطبيقه في ظل فتور الهمم عند طلاب العلم وفي ظل التشعب في الاختصاصات، فالناس اليوم يسرعون إلى التخصص أكثر فأكثر، ففي المجال الفقهي هناك تخصصات كثيرة ومثل ذلك في المجال العقدي، ولا أرى ضرورة إلى دمج كل هذه الاختصاصات في يد الفقيه إلا إذا قصدت بالفقيه المعنى اللغوي وهو الفهم وعندها يدخل التخصص في الحديث وعلومه والقرآن وعلومه ...
الملاحظة الثالثة: ينبغي أن لانقع في أمر نحذر منه، فالوسطية المحمودة التي ننشدها تقتضي منا أن لا نعمم الكلام على الجميع كالحكم على المنهج الكلامي بان له أثرا سيئا على واقع الأمة، فإن كنت تقصد البعض فلا بد من التحديد، وإن كنت تقصد بالمنهج الكلامي مصطلحا خاصا فلا بد من تحديده، كما أن الوسطية تلزمنا أن لا نستشهد بالحديث عن هذه المناهج ما لم يقع التحديد الكامل عن المقصود بالمنهج الكلامي والمنهج المتجمد لأن هذه المسائل نسبية وليست محل اتفاق فما تراه جمودا في الوقوف على النص هناك من يراه محافظة على النص، لأن الحديث يبين أن هناك من لم يقبل هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم، فهل الدخول في سلك هذه المناهج يصل إلى هذا الوصف الموجود في الحديث
وفي الختام أشكر لك اهتمامك
د. حسن الخطاف جامعة دمشق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[30 Apr 2006, 11:27 م]ـ
يوجد نوع من التعسف في المقال, كوضع الخيار الحسن في وسط الخيارات الثلاثة ثم القول أن خير الامور أوسطها, أي ماوضعه صاحب الموضوع حسب رؤيته الشخصية في وسط الخيارات الثلاثة. حكم قبل المداولة كما يرد في لغة مهنة القضاء والمحاماة.
والحمد لله, المحمود على كل حال, في السراء و ((الضراء))
ألاحظ اننا نتحدث كثيراً حول فهم السلف الصالح, الفهم عن الله عز وجل ونبيه, ((رحم الله من عقل عن الله: احمد بن حنبل في كتاب الرد على الجهمية)) -- ولكن على شكل نصائح عصرية للخلف, ويبدو أن مجلدات النصائح والنصيحة بلغت الف مجلد, ولكن إثارة مفاهيم السلف غائبة عن المشهد, مدفونة تحت أرجل النصائح الكثيرة.
من يعمل؟؟
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[01 May 2006, 12:52 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه المشاركة كتبتها لموضوع الاستواء في القرآن ولكن يبدو أن الإخوة المشرفين أغلقوه وقد أحسنوا جزاهم الله خيراً ولذلك أحببت أن أضع مشاركتي هنا فلعل فيها ما ينفع ...
الإخوة الأكارم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
الأخ الفاضل أبا إسحاق
أظن أن إثارة مثل هذه الموضوعات لا يجدي لأنها أُشبعت بحثاً وسيظل الخلاف فيها قائماً إلى يوم القيامة وهذا لا يضيرنا شيئاً .. لأن كل إنسان سوف يرجح ما يميل إليه عقله وحسه وضميره فيصبح الخلاف هنا ليس في الدليل وإنما في قوة الدليل ومدى توريثه لليقين وهذا سختلف فيه الناس دائماً وقد اختلفوا وسارت قافلة التاريخ وظل الأشعري أشعرياً والمعتزلي معتزلياً والتيمي تيمياً والحنبلي حنبلياً ووووووو ....
فلماذا نعود لنشغل أنفسنا بمثل هذه المباحث التي تضيع وقتنا في الوقت الذي نجد أمامنا مساحات واسعة للعمل هي أهم وأولى من هذا الذي دعوتنا للخوض فيه دعنا يا أخي الكريم من هذه التفاصيل التي لسنا في حاجة للخوض فيها إلا في حالة الضرورة التي يلجئنا إليها المخالفون في الملة وهي مباحث نشأت لهذا السبب أصلاً ...
فنحن كلنا مؤمنون بالله عزو وجل وأن له الصفات العليا التي تليق بجلاله وأنه منزه عن صفات النقص وأنه ليس كمثله شيء سبحانه وتعالى .. ولا حاجة لأكثر من ذلك فيما أرى ...
أما الأخ العتيبي فلك الحق أن تتبنى ما تشاء من الأفكار وتنحاز إلى الاتجاه الذي تجده أقرب إلى الحق وأنه يمثل أهل السنة والجماعة ولكن أن تصف الرازي بأنه: كذاب جويهل ومهرج وكذلك المتكلمين والأشاعرة والمعتزلة فقد ارتقيت مرتقاً صعباً لا أظنك تحسنه ... كان يمكنك أن تكون أكثر أدباً مع علماء الأمة وجهابذتها وأن تعبر عن رأيك بالطريقة العلمية الخالية من السباب والشتائم والتشنج لأن هناك عدد كبير من الإخوة المشاركين هنا في الملتقى أشاعرة وهم يرون أن الأشاعرة لم يحيدوا عن منهج أهل السنة والجماعة على العموم ولعلنا نتفق أنهم قد وقعوا في بعض الأخطاء ولكن لا يعني ذلك أنهم مهرجون ولا أنهم أذناب الفلاسفة ولا أذناب أذنابهم.
أدعو الإخوة الأكارم القائمين على المنتدى أن يوجهوا المحاورين إلى ما هو الأولى أولاً ..
وتجنب الموضوعات التي لا جدوى منها ...
واحترام أعلام الأمة ورموزها ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 May 2006, 12:57 ص]ـ
شكر الله للدكتور أحمد الطعان هذا التعقيب، وليتنا نستطيع إقناع الجميع بالتزام تخصص الملتقى العلمي، دون الدخول في هذه المسائل التي لا تعود علينا بجديد. ولكن الأخ عبدالله زايد أتانا وليس في جعبته إلا مثل هذه الموضوعات. فأرجو أن يتوقف عن طرح مثل هذه الموضوعات التي ليست من تخصص الملتقى العلمي وفقه الله، وكذلك الأخ محمد بن سفر جزاه الله خيراً.
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[01 May 2006, 01:59 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزى الله المشرفين خيرا لاغلاق موضوع الاستواء في القرآن اثابهم الله
وجزى الله الدكتور احمد الطعان خيرا وُفقت وسددت
ووفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
ـ[عبدالله زايد]ــــــــ[01 May 2006, 02:01 ص]ـ
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبى بعده وبعد
د /حسن الخطاف جزاك الله خيرأعلى إهتمامك وأذن لى فى كلمة للأستاذ العتيبى ليتك تكون اكثر هدوء
(يُتْبَعُ)
(/)
بدلا من إلقاء التهم دون التناول للموضوع من كل جهاته والقول بأنى وضعت طرفين ووسط لأدلل على صحة ما أقول وأراك غير متخصص وكنت أتمنى أن أراك مناقشاً مستفسرأ
كما تفضل واستوضح د/حسن وأنا أعلم جيداً أنى أثير القضية فى وسط علماء أفاضل لهم مكانتهم
وأعود بالحديث د/حسن .... رداً على الملاحظة الأولى أقول: أنالم أقصد نقض المنهج الكلامى كاملاً ولكن قصدت من المنهج الكلامى
المنهج الذى يتقدم على النصوص ولا يلتفت لها مطلقاً ولكن المنهج الكلامى القائم على إستصحاب أدلة الشرع ومعرفة مقاصد الشرع فيها وإستخلاص الحكم منها فلايعد منهجاً كلامياً بل هو منهج مستصحب لمقاصد الشريعة وأهدافها ويصغوها بعد ذلك بطريقة يدفع بها شبهة المخالف وإن كانت الطريقة التى سار عليها المتكلم جديدة ولكنها فى إطارها العام لم تخرج عن الشريعة قيد أنملة وهذه الطريقة لا يمكن بأى حال من الأحوال أن تكون خروج عن الشريعة بل هى دائرة فى حدود الشريعة مالم لم تصطدم بنص من النصوص الشرعية هذا ما قصدته فى الكلام على المتكلمين ولذلك خصصته بقولى التقدم على النص وعدم إعتباره
الملاحظة الثانية: قصدت بالفقه المعنى المعنوى بمعنى الفهم لم أقصده بالمعنى الإصطلاحى المعروف
به الآن
أما الملاحظة الثالثة: فأنا قصدت من الكلام بإيجاز شديد وهو ألا يقف المتجمد على النص ويستمسك به
وهو معارض بوضوح لأدلة أخرى من أدلة الشرع أو معارض لأصل غير مختلف عليه من أصول الشريعة وهذا لا بد أن يسمى متجمداً لأنه تبنى رأياً مخالف لأدلة أخرى وضح من خلال النظر إليها
أن المتجمد لم يضعها فى إعتباره مطلقاً فلا بد حين ذاك من إعتباره مذموم الرأى لامحالة
والأمر الأخير وهو ليتنا نضع الحوار بأبسط أسلوب حتى يمكن لغير المتخصص أن يستفيد منه
ولى ملحوظة أنا لم أضع مشاركتى إتهاماً لأحد أو حكماً مبسقاً على أحد ولكن وضعتها لفتح حوار بفكرة
أراها من وجهة نظرى جيدة مع علماء لهم باع كبير فى العلم فلاشك أنى فى كلا الحالتين سأخرج مستفيداً أو مفيداً وكلاهما خيرأ
الحمد لله رب العالمين
ـ[د. حسن خطاف]ــــــــ[01 May 2006, 11:14 ص]ـ
أشكرك أخي عبد الله على أخلاقك العالية في المناقشة، وكم نحن بحاجة إلى أدبيات الحوار
ـ[د. حسن خطاف]ــــــــ[01 May 2006, 11:24 ص]ـ
بارك الله بك يادكتور أحمد وبارك بمن أغلق موضوع الاستواء، لأن هذه المسائل لن يتم الاتفاق حولها، وبودي ان لا يتم الحديث عن الأمور العقدية التي يصعب الاتفاق عليها، وإن كان ولابد فينبغي احترام وجهات النظر وعدم التهجم والتهكم بأعلام الأمة من قبيل الرمي بالابتداع ... ولقد هممت أن أشارك في موضوع ولكن تذكرت أنني خرجت من المشاركة كليا من أحد الملتقيات الموضوعة على الانترنيت لكثرة ما فيها من احتكار للمعرفة وللحق
فبارك الله بكم على أغلاق موضوع الاستواء، وعلى الدعوة إلى ضرورة الالتزام بأدبيات الحوار وأخلاق المناظرة بعيدا عن التسفيه.
د. حسن الخطاف
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[27 May 2006, 10:31 م]ـ
بارك الله بك يادكتور أحمد وبارك بمن أغلق موضوع الاستواء، لأن هذه المسائل لن يتم الاتفاق حولها، وبودي ان لا يتم الحديث عن الأمور العقدية التي يصعب الاتفاق عليها،
د. حسن الخطاف
نعم العقيدة آخر اهتمامت من لايود ان يعرف أقوال عبد الله بن المبارك والبخاري وأحمد بن حنبل والثوري ومالك والليث بن سعد, والأوزاعي وابن عيينة وابن مهدي, .... الخ ائمة الهدى ومن كانوا يتبعونهم. ليس صحيحاً أخي الكريم, أنه لن يتم الاتفاق حولها, لأن السلف لم يختلفوا فيها, أما كتابات الجهلة كالمعتزلة, او الأشعرية اسماً المعتزلة تصرفاً وفكراً دون علمهم, كالفخر الرازي او الجويني والغزالي والأمدي قبله الخ فهي لايعتد بها.
لم يختلف المسملون في الاستواء, في العصور الأولى, سوى من شذ من المعتزلة. لا أطرح هذا, متبعاً لياسة فرعون: لا أريكم إلا ما أرى, بل لأنه الحقيقة التي حدثت بغض النظر عمن أكون!!
فلماذا نكذب وندلس على العوام: ونزعم ان هذه المسألة العقدية مختلف فيها!!!! بل اتفاق مطبق, والكتب بين أيدينا, فهل نقرأها معاً أم أننا نجيد بسهولة كتابة: مختلف فيها!!!
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[27 May 2006, 11:18 م]ـ
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله:
أود أن أقدم جملة ملاحظات:
1 - لماذا نعالج مسائل العقيدة بأفهام غيرنا، إن السلف الصالح عاشوا زمانهم ونصرواالقرآن والسنة بالوسائل التي أتيحت لهم وتصدوا لكل الأزمات والانحرافات العقدية التي ظهرت في زمانهم فلما لا نواجه نحن اليوم الأفكار الهدامة، ونحطم مظاهرالشرك الجديدة، قديما كان شرك القبور أما اليوم فالشرك شرك قبور وشرك قصور وكلاهما يحتاج صولات وجولات.
2 - لماذا يغيب الأدب الرائع الذي عاشه سلفنا الصالح مع أن الخلاف بينهم كان قائما. لو قلت لأحدهم: إن الدارقطني المحدث كان يقبل رأس الباقلاني المتكلم ويقول:" بمثل هؤلاء ينصردين محمد صلى الله عليه وسلم " ظنه ضرب من الخيال فهو لا يستحضر إلا صورة الإمام الطبري رحمه وهو يرمى بالحجارة من طرف عوام الحنابلة.(/)
(خطبه تفضح معتقد النصارى) من تحميل أخ، قد لا تجدها في مكان آخر
ـ[سامي عبدالعزيز]ــــــــ[01 May 2006, 12:45 ص]ـ
http://www.megaupload.com/?d=16WPYZRQ
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[29 Sep 2006, 11:51 ص]ـ
الأستاذ الكبير /سامي عبد العزيز
عفوًا هذا الرابط به صورة لم أمهل الجهاز حتى أستطيع تنزيل الخطبة
فهل لنا أن نرفع موادنا العلمية الشرعية على مواقع محترمة
مثل طقطق أو غيره
وأنت أستاذنا في هذا الأمر
فإن رسول الله لو كان حيًا سيرفض التعليم للمسلم الذي يعرضه للصور التي تغضب الحمن ونحن للرسول صلى الله عليه وسلم متبعون.
فنرجو عدم التنزيل في مواقع ذات صور
وجزاكم الله خيرًا على الاستجابة مقدمًا
ـ[سامي عبدالعزيز]ــــــــ[29 Sep 2006, 12:45 م]ـ
نعم عندما يبدأ العداد في العد تظهر نافذة منفصلة بها صور نساء، ولكن يمكنك أغلاقها ولن تضر بالتحميل
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[29 Sep 2006, 02:02 م]ـ
أخي سامي بارك الله فيك
هل يمكن أن توضح طريقة التحميل من هذا الموقع؟
ـ[سامي عبدالعزيز]ــــــــ[29 Sep 2006, 06:24 م]ـ
تفضل هذة الوصلة المفيدة: http://www.psnewsonline.com/showthread.php?t=4418
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[29 Sep 2006, 06:28 م]ـ
هل لنا بمقاطعة مواقع التحميل المتسيبة والاعتماد على المحترمة
فما دام هناك مواقع محترمة فلماذا الاعتماد على المشبوهة
ألسنا نبرأ إلى الله منهم
ويوجد البديل فلما الضرورة إليهم
ـ[سامي عبدالعزيز]ــــــــ[29 Sep 2006, 11:06 م]ـ
معك حق، ومعذرة فالموضوع منقول
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[30 Sep 2006, 06:02 م]ـ
جزاك الله خيرا(/)
أربع خطوات للقراءة السريعة
ـ[سامي عبدالعزيز]ــــــــ[01 May 2006, 03:08 ص]ـ
1: القراءة بالعين من دون التلفظ بالكلمات
2: حرك إصبعك تحت السطور بدء من اليمين إلى اليسار كالآلة الكاتبة، وهذا يساعد عينيك على الانتقال بسرعة ويمنعهما من التوقف عند موضع معين في النص الذي تقرأه.
3: لا تتوقف لإلقاء نظرة ثانية على ما سبق أن قرأته، بل عليك أن تتابع، ولا تظن أن السرعة تمنعك من فهم واستيعاب ما تقرأه بل على العكس من ذلك فلقد أثبتت عدة دراسات أن هناك ترابطاً بين قوة الحركة الذهنية والسرعة في القراءة.
4: حاول النظر إلى عدة كلمات بعينك في الوقت نفسه بدلاً من النظر إلى كل كلمة بشكل منفرد، واعلم أنك تستطيع فعل ذلك من خلال الإكثار من التمرين لأنك تقوم بهذا الإبصار المحيطي بشكل تلقائي في حياتك، وذلك عندما تذهب إلى السوق أو التعاونية أو .. فإنك تشاهد عدة أشياء دفعة واحدة.
بقي أن نشير إلى الوضعية التي عليك أن تتعامل بها مع الكتاب لتقليب الصفحات بسرعة، فهذه المسألة الميكانيكية لها اعتبار مهم في زيادة سرعة القراءة، والآلية الأفضل لمن أجل تحقيق ذلك هي بتليين أطراف الصفحات ثم بوضع اليد اليسرى على الجانب الأيسر العلوي للكتاب بحيث تكون سبابة اليد تحت الصفحة، وتعكس الجهة في الكتب الأجنبية.
http://www.balagh.com/najah/najah.htm(/)
معالم شخصية المسلم
ـ[د. حسن خطاف]ــــــــ[01 May 2006, 03:50 م]ـ
معالم شخصية المسلم
المقصود بالشخصية هنا كل ما يتميز به الشخص عن الآخر فكرا وسلوكا، فللمسلم شخصية متميزة، في الجانب الداخلي الفكري، والجانب الظاهري السلوكي.
اما الجانب الداخلي الفكري فأهم ما يتميز به المسلم هو إيمانه بوحدانية الله تعالى، فليس هناك تثنية ولا تثليث ولا تربيع ... والإيمان بالله الواحد يتنافى أيضا مع فكرية الدهرية المادية.
اما الجانب السلوكي فهو أمر يتميز به المسلم عن غيره، لأن للمسلم سلوكا يميزه عن الآخرين، وهذا التميز والتفرد نابع من طبيعة الإيمان بالله تعالى، فعندما يوقن المسلم بالله ينعكس هذا الإيمان على سلوكه، فهناك علاقة وثيقة جدا بين الباطن والظاهر، وهذه العلاقة هي التي دفعت المتكلمين لبحث علاقة الإيمان بالسلوك الإنساني. ونحن عندما ننظر إلى القرآن بتجرد تام عن كل الخلفيات الفكرية نجد أن الله تعالى ربط الإيمان بالسلوك في كثير من آيات القرآن الكريم،" كقوله " تعالى إن الذين آمنوا وعملوا الصلاة كانت لهم جنات الفردوس نزلا ... [سورة الكهف]
فالجانب الظاهري السلوكي نابع في واقع الأمر من طبيعة الإيمان بالله تعالى وبناء على ذلك عندما نرى خللا في السلوك فلنعلم أن هناك خللا ما في الباطن.
من هنا ينبغي أن يكون الإيمان بالله تعالى من أقوى مقومات الانحراف في السلوك فالمسلم عندما يعلم بأن الله عليم، فعلمه بهذه الصفة الإلهية ينبغي أن تدفعه إلى مراقبة الله في كل لحظة وفي كل تصرف في بيعه وشرائه في كلامه في جلوسه في علاقته مع الآخرين ...
وكذا عندما يعلم أن الله قوي قادر قاهر يدفعه هذا العلم الالتزام بسلوك التواضع وعند التكبر على الآخرين ...
فينبغي على المسلم أن يحافظ على شخصيته في الظاهر وفي الباطن وبذلك يكون متميزا متفردا، وإلا فإنه سيذوب في أحضان الآخرين فالذي نلحظه اليوم ان هناك تصرفات كثيرة من قبل الشباب تدل على ضعف في الشخصية، ونحن نعلم أن شخصية المسلم ينبغي أن تكون شخصية مستقلة متفردة متميزة، وهو تميز وتفرد لا يعني البتة التكبر والعلو، ولكنه يعني الاستقلال في الشخصية وعدم الذوبان في أحضان الآخرين، من هنا حرص الإسلام على أن تكون للمسلم شخصية مستقلة، ولذا عندما راى النبي عليه الصلاة والسلام ثوبين معصفرين على عبد الله بن عمرو بن العاص نهاه عن ذلك وقال إنها من ثياب الكفار، ومقصد النبي هنا أن تكون للمسلم شخصية يعتد بها، لا أن يهرول وراء ما ينتجه الآخر بحيث يؤدي ذلك إلى انسلاخ المسلم من شخصيته.
وانسلاخ المسلم من شخصيته نراها اليوم وراء الكثير من المظاهر، فمسألة لبس الذهب والفضة وغير ذلك في الأعناق وفي الأيدي من قبل الشباب، ولبس الثياب المبرقعة التي قد تجد عليها كتابات أجنبية أو رسوم تدل على آلهة الآخرين أو على اسم مشتهر قد يكون راقصة أو مغنية ... وكذا تطويل الشباب شعرهم أو حلقه حسب العادة، كل ذلك في واقع الأمر دليل على عدم الاستقلال في الشخصية.
فينبغي على شبابنا التمسك بالشخصية الإسلامية لأنها شخصية ربانية متميزة متفردة.
وفي واقع الأمر إن البحث في هذا الجانب أمر يطول، فما على المسلم إلا أن يكون متميزا عن الآخرين، فتقليد الآخرين في المأكل والملبس والمشرب انهزام داخلي.
ومن الملاحظ أن الشريعة كما دعت إلى تميز المسلم عن غيره في الباطن والظاهر، فكذا دعت إلى أن يكون هناك تميز ضمن المجتمع الإسلامي، لذا حرص الشرع على عدم التشبه بين الرجال والنساء، فالرجل رجل والمرأة امرأة، فأن يكون الرجل رجلا في الاسم وامرأة من حيث الحركة واللبس فهو أمر مذموم وكذا أن تكون المرأة مترجلة في نطقها وحركتها أمر مذموم، لهذا السبب نجد الأحاديث الكثيرة التي تنهى عن التشبه بين الجنسين.
فليحافظ المسلم على شخصيته في الباطن والظاهر وأن لا يذوب في أحضا ن الآخرين
د. حسن الخطاف، جامعة دمشق(/)
عفوًا ... للمسلمين فقط!
ـ[ hedaya] ــــــــ[02 May 2006, 06:44 ص]ـ
http://www.q8boy.com/uploads/64f0d67102.jpg
عفوًا ... للمسلمين فقط!
أخي المسلم وأختي المسلمة:
لقد أمرنا الله عز وجل في قوله الكريم: {وإذا استنصروكم في الدين فعليكم النصر} وقال سبحانه وتعالى: {إنما المؤمنون إخوة}، وقال الرسول عليه الصلاة والسلام: (المسلم أخو المسلم) ووجهنا صلى الله عليه وسلم في قوله: (المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشدُّ بعضه بعضًا).
أبناؤها وإخواننا وآباؤنا في فلسطين المحتلة المسلمة يستنصروننا ويحتاجوننا، لنسد حاجتهم ويواجهوا فاقتهم والحصار الاقتصادي والسياسي المفروض عليهم، لا لشيء سوى أنهم اختاروا - بديمقراطية حرة - خيار المقاومة والصمود! إنهم يواجهون التجويع ومحاولات التركيع من أجل رباطهم في أرض الإسراء نيابةً عن الأمة المسلمة كلها.
ليس بمؤمن من عاش لنفسه!
أطلقت منظمة "ائتلاف الخير الإغاثية حملة "المؤاخاة لإغاثة الشعب الفلسطيني" دعت فيها جميع المسلمين في كل أنحاء العالم إلى التبرع لصالح الموظفين الفلسطينيين تحت شعار "ليس بمؤمن من عاش لنفسه"، وذكر الائتلاف في بيان أصدره الثلاثاء 18/ 4/2006 أن فكرة الحملة تقوم على عمل صندوق في كل شركة ومؤسسة ومستشفى وفي المصانع والأسواق التجارية لجمع التبرعات العاجلة للشعب الفلسطيني بشكل عام وموظفيه بشكل خاص.
ودعا الائتلاف المسلمين في جميع أنحاء العالم إلى أن يمدوا أيديهم لإغاثة مئات الآلاف من إخوانهم الذين أصبحوا بلا دخل، مؤكدًا أن "عائلات بأكملها محرومة بسبب الحصار وانقطاع المساعدات، حيث لا يجدون المال أو الخبز، إضافة إلى افتقاد الأمن والاستقرار"، وأشار الائتلاف إلى أن "القليل يمكن أن يعود بالكثير على الفلسطينيين، كأن يتم التبرع براتب يوم للموظف الفلسطيني".
وتأتي هذه الحملة ضمن حملة أشمل وأكبر للائتلاف هي حملة "مائة يوم ويوم" الثانية لدعم الشعب الفلسطيني والتي تحتوي على برامج متنوعة تسعى لتمكين الشعب الفلسطيني وتخفيف حدة المعاناة التي يعيشها بسبب الاحتلال، ورابط الحملة والائتلاف الذي يرأسه الشيخ د. يوسف القرضاوي ويشاركه شيوخ ودعاة أفاضل عديدين هو: www.101days.org .
http://www.palestine-info.info/arabic/temp_photo/aaasee.JPG
مؤسسات مشاركة في ائتلاف الخير:
المملكة العربية السعودية: اللجنة السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني/ الندوة العالمية للشباب الإسلامي/ هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، الكويت: الرحمة العالمية/ لجنة فلسطين الخيرية/ الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، الإمارات العربية المتحدة: هيئة الهلال الأحمر الإماراتي/ لجنة الإمارات الدائمة لدعم الشعب الفلسطيني/ مؤسسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية/ الجمعية الخيرية في الفجيرة/ بيت الشارقة الخيري/ هيئة الأعمال الخيرية في عجمان، المملكة الأردنية الهاشمية: لجنة زكاة المناصرة الإسلامية للشعب الفلسطيني، جمهورية مصر العربية: المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة/ لجنة الإغاثة الإنسانية في نقابة الأطباء/ لجنة الإغاثة والطوارىء باتحاد الأطباء العرب، مملكة البحرين: لجنة الأعمال الخيرية في جمعية الإصلاح/ الجمعية الإسلامية/ غرفة تجارة وصناعة البحرين، قطر: مؤسسة الشيخ عيد آل ثاني الخيرية/ جمعية قطر الخيرية/ اللجنة القطرية المشتركة للإغاثة، اليمن: الجمعية الخيرية الإسلامية لنصرة الأقصى الشريف/ جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية/ جمعية الحكمة اليمنية/ جمعية الإحسان الخيرية، سوريا: مركز الدراسات الإسلامية، لبنان: ائتلاف الخير في لبنان بإشراف صندوق الزكاة/ دار الفتوى، السودان: منظمة الدعوة الإسلامية/ جمعية أنصار الخيرية/ مؤسسة الزبير الخيرية، الجزائر: جمعية الإرشاد الخيرية، المغرب: حركة التوحيد والإصلاح.
بريطانيا: الصندوق الفلسطيني للإغاثة والتنمية (انتربال) / هيئة الأعمال الخيرية/ مؤسسة الإغاثة الإنسانية/ مؤسسة إغاثة الأسرة/ مسلم هاندس/ العون الإسلامي/ العون التعليمي للفلسطينيين، هولندا: مؤسسة القدس الخيرية/ مؤسسة إسراء الخيرية، بلجيكا: مؤسسة الأقصى الخيرية، السويد: مؤسسة سنابل الأقصى الخيرية، فرنسا: اللجنة الخيرية لمناصرة فلسطين، النمسا: رابطة فلسطين في النمسا، إيطاليا: الجمعية الخيرية لمناصرة الشعب الفلسطيني، الدانمارك: مؤسسة الأقصى الخيرية، سويسرا: جمعية الإغاثة لفلسطين، أستراليا: هيئة الأعمال الخيرية، جنوب أفريقيا: مؤسسة الأقصى الدولية، نيجيريا: جمعية تعاون المسلمين، الهند: معهد الدراسات الإسلامية والعربية/ جمعية شباب الإسلام.
حسابات جامعة الدول العربية:
كما أن جامعة الدول العربية قد أعلنت عن حسابين مصرفيين لدعم خزينة السلطة الفلسطينية، التي غدت خاوية بسبب الحصار الخانق من جهة والفساد السابق من جهة أخرى! ولا حول ولا قوة إلا بالله، فلنساعدهم حتى تعود الحياة لفسطين وتعود فلسطين للمسلمين:
رقم الحساب الأول 124448 - 5002 البنك العربي - فرع المهندسين - مصر
رقم الحساب الثاني 7 - 777 - 777 بنك مصر الدولي - فرع القاهرة - مصر
رجاء ودعاء:
لننطلق لدعم رباطهم، ولنتشارك أجر جهدهم وجهادهم ... تصدَّق/ تطوَّع/ تكلََّم/ اكتب/ اعتصم/ أنشر/ وأدعو المولى القادر على كل شيء قائلاً:
اللهم لك الحمد والكبرياء، ومنك الفضل والنعماء، اللهم نصرك لإخواننا في فلسطين، اللهم أيِّد جندك وعبادك الصالحين, اللهم أنزل بركات السماء على المرابطين والمجاهدين في كل أرضٍ وحين, اللهم أعلِ راية الإسلام, وحكِّم شريعة السماء, وولِّ على المسلمين من تحب، وأرِنا انتصار دينك بأعيننا قبل أن نموت, نعوذ بعزّتك أن نموت بحسرتنا على حال المسلمين وديارهم.
اللهم لا تمتنا إلا وقد متعت أعيننا بنصرك وإنجاز وعدك وصلاة في المسجد الأقصى، يا رب العالمين ويا قوي ويا متين، اتْخِذنا من جندك وأكرمنا وإخواننا وأخواتنا برعايتك وحمايتك ونصرك يا أرحم الراحمين، وصلِّ اللهم على النبي الأمين.
Hedaya
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[02 May 2006, 11:33 ص]ـ
جزاك الله خيراً.
ـ[عبدالله زايد]ــــــــ[02 May 2006, 03:16 م]ـ
جزاك الله خيرأ
أسأل الله تبارك وتعالى ان يستجب
آمين
آمين
آمين
والحمدلله رب العالمين
ـ[ربيع أبوعليتن]ــــــــ[02 May 2006, 04:29 م]ـ
بارك الله فيك وسدد خطاك ونسأل الله العلي القدير أن ينصر الإسلام والمسلمين(/)
فوائد من المجلد العاشر من فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية «السلوك»
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[18 May 2006, 09:17 م]ـ
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وسلم.
أما بعد: فهذه بعض الفوائد من المجلد العاشر من فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية المسمى بعلم السلوك، وهذا المجلد يتضمن عددا من الرسائل منها: «التحفة العراقية في الأعمال القلبية»، و «أمراض القلوب وشفاؤها» و «العبودية» و «وجواب عن دعوة ذي النون» و «الوصية الصغرى» و غيرها.
ص8: مَنْ كَانَ مَعَهُ إيمَانٌ حَقِيقِيٌّ فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ مَعَهُ مِنْ هَذِهِ الْأَعْمَالِ بِقَدْرِ إيمَانِهِ وَإِنْ كَانَ لَهُ ذُنُوبٌ.
ص 45: وَالْمُؤْمِنُ إذَا فَعَلَ سَيِّئَةً فَإِنَّ عُقُوبَتَهَا تَنْدَفِعُ عَنْهُ بِعَشَرَةِ أَسْبَابٍ:
أَنْ يَتُوبَ فَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَإِنَّ التَّائِبَ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ.
أَوْ يَسْتَغْفِرُ فَيُغْفَرُ لَهُ.
أَوْ يَعْمَلُ حَسَنَاتٍ تَمْحُوهَا فَإِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ.
أَوْ يَدْعُو لَهُ إخْوَانُهُ الْمُؤْمِنُونَ وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ حَيًّا وَمَيِّتًا.
أَوْ يَهْدُونَ لَهُ مِنْ ثَوَابِ أَعْمَالِهِمْ مَا يَنْفَعُهُ اللَّهُ بِهِ.
أَوْ يَشْفَعُ فِيهِ نَبِيُّهُ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَوْ يَبْتَلِيهِ اللَّهُ تَعَالَى فِي الدُّنْيَا بِمَصَائِبَ تُكَفِّرُ عَنْهُ.
أَوْ يَبْتَلِيهِ فِي الْبَرْزَخِ بِالصَّعْقَةِ فَيُكَفِّرُ بِهَا عَنْهُ.
أَوْ يَبْتَلِيهِ فِي عَرَصَاتِ الْقِيَامَةِ مِنْ أَهْوَالِهَا بِمَا يُكَفِّرُ عَنْهُ.
أَوْ يَرْحَمُهُ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.
فَمَنْ أَخْطَأَتْهُ هَذِهِ الْعَشَرَةُ فَلَا يَلُومَنَّ إلَّا نَفْسَهُ.
ص58: « ... وَمَا تَرَدَّدْت عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ قَبْضِ نَفْسِ عَبْدِي الْمُؤْمِنِ: يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مُسَاءَتَهُ وَلَا بُدَّ لَهُ مِنْهُ».
فَبَيَّنَ سُبْحَانَهُ أَنَّهُ يَتَرَدَّدُ لِأَنَّ التَّرَدُّدَ تَعَارُضُ إرَادَتَيْنِ وَهُوَ سُبْحَانَهُ يُحِبُّ مَا يُحِبُّ عَبْدُهُ وَيَكْرَهُ مَا يَكْرَهُهُ، وَهُوَ يَكْرَهُ الْمَوْتَ فَهُوَ يَكْرَهُهُ كَمَا قَالَ: وَأَنَا أَكْرَهُ مُسَاءَتَهُ؛ وَهُوَ سُبْحَانَهُ قَدْ قَضَى بِالْمَوْتِ، فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَمُوتَ فَسَمَّى ذَلِكَ تَرَدُّدًا ثُمَّ بَيَّنَ أَنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ وُقُوعِ ذَلِكَ.
ص71: فَمِنْ عَلامَاتِ الْمَجَازِ صِحَّةُ إطْلاقِ نَفْيِهِ.
ص96: فَالْقَلْبُ يَحْتَاجُ أَنْ يَتَرَبَّى فَيَنْمُو وَيَزِيدُ حَتَّى يَكْمُلَ وَيَصْلُحَ كَمَا يَحْتَاجُ الْبَدَنُ أَنْ يُرَبَّى بِالْأَغْذِيَةِ الْمُصْلِحَةِ لَهُ وَلَا بُدَّ مَعَ ذَلِكَ مِنْ مَنْعِ مَا يَضُرُّهُ فَلَا يَنْمُو الْبَدَنُ إلَّا بِإِعْطَاءِ مَا يَنْفَعُهُ وَمَنْعِ مَا يَضُرُّهُ كَذَلِكَ الْقَلْبُ لَا يَزْكُو فَيَنْمُو وَيَتِمُّ صَلَاحُهُ إلَّا بِحُصُولِ مَا يَنْفَعُهُ وَدَفْعِ مَا يَضُرُّهُ وَكَذَلِكَ الزَّرْعُ لَا يَزْكُو إلَّا بِهَذَا. وَ " الصَّدَقَةُ " لَمَّا كَانَتْ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ صَارَ الْقَلْبُ يَزْكُو بِهَا وَزَكَاتُهُ مَعْنًى زَائِدٌ عَلَى طَهَارَتِهِ مِنْ الذَّنْبِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} وَكَذَلِكَ تَرْكُ الْفَوَاحِشِ يَزْكُو بِهَا الْقَلْبُ. وَكَذَلِكَ تَرْكُ الْمَعَاصِي فَإِنَّهَا بِمَنْزِلَةِ الْأَخْلَاطِ الرَّدِيئَةِ فِي الْبَدَنِ وَمِثْلُ الدَّغَلِ فِي الزَّرْعِ فَإِذَا اسْتَفْرَغَ الْبَدَنُ مِنْ الْأَخْلَاطِ الرَّدِيئَةِ كَاسْتِخْرَاجِ الدَّمِ الزَّائِدِ تَخَلَّصَتْ الْقُوَّةُ الطَّبِيعِيَّةُ وَاسْتَرَاحَتْ فَيَنْمُو الْبَدَنُ وَكَذَلِكَ الْقَلْبُ إذَا تَابَ مِنْ الذُّنُوبِ كَانَ اسْتِفْرَاغًا مِنْ تَخْلِيطَاتِهِ حَيْثُ خَلَطَ عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا فَإِذَا تَابَ مِنْ الذُّنُوبِ تَخَلَّصَتْ قُوَّةُ الْقَلْبِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَإِرَادَاتُهُ لِلْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ وَاسْتَرَاحَ الْقَلْبُ مِنْ تِلْكَ الْحَوَادِثِ الْفَاسِدَةِ الَّتِي كَانَتْ فِيهِ. فَزَكَاةُ الْقَلْبِ بِحَيْثُ يَنْمُو وَيَكْمُلُ.
ص99: وَالْعَدْلُ الْمَحْضُ فِي كُلِّ شَيْءٍ مُتَعَذِّرٌ عِلْمًا وَعَمَلا وَلَكِنْ الأمْثَلُ فَالأمْثَلُ.
ص123: ... مَا حَصَلَ لِلْمُؤْمِنِينَ مِنْ الْأَذَى وَالْمَصَائِبِ هُوَ بِاخْتِيَارِهِمْ طَاعَةً لِلَّهِ وَرَسُولِهِ لَمْ يَكُنْ مِنْ الْمَصَائِبِ السَّمَاوِيَّةِ الَّتِي تَجْرِي بِدُونِ اخْتِيَارِ الْعَبْدِ مِنْ جِنْسِ حَبْسِ يُوسُفَ لَا مِنْ جِنْسِ التَّفْرِيقِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِيهِ وَهَذَا أَشْرَفُ النَّوْعَيْنِ وَأَهْلُهَا أَعْظَمُ دَرَجَةً - وَإِنْ كَانَ صَاحِبُ الْمَصَائِبِ يُثَابُ عَلَى صَبْرِهِ وَرِضَاهُ وَتُكَفَّرُ عَنْهُ الذُّنُوبُ بِمَصَائِبِهِ - فَإِنَّ هَذَا أُصِيبَ وَأُوذِيَ بِاخْتِيَارِهِ طَاعَةً لِلَّهِ يُثَابُ عَلَى نَفْسِ الْمَصَائِبِ وَيُكْتَبُ لَهُ بِهَا عَمَلٌ صَالِحٌ. قَالَ تَعَالَى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}. بِخِلَافِ الْمَصَائِبِ الَّتِي تَجْرِي بِلَا اخْتِيَارِ الْعَبْدِ كَالْمَرَضِ وَمَوْتِ الْعَزِيزِ عَلَيْهِ وَأَخْذِ اللُّصُوصِ مَالَهُ فَإِنَّ تِلْكَ إنَّمَا يُثَابُ عَلَى الصَّبْرِ عَلَيْهَا لَا عَلَى نَفْسِ مَا يَحْدُثُ مِنْ الْمُصِيبَةِ؛ لَكِنَّ الْمُصِيبَةَ يُكَفَّرُ بِهَا خَطَايَاهُ فَإِنَّ الثَّوَابَ إنَّمَا يَكُونُ عَلَى الْأَعْمَالِ الِاخْتِيَارِيَّةِ وَمَا يَتَوَلَّدُ عَنْهَا.
ص124 - 125: الْحَسَد مَرَضٌ مِنْ أَمْرَاضِ النَّفْسِ وَهُوَ مَرَضٌ غَالِبٌ فَلَا يَخْلُصُ مِنْهُ إلَّا قَلِيلٌ مِنْ النَّاسِ وَلِهَذَا يُقَالُ: مَا خَلَا جَسَدٌ مِنْ حَسَدٍ لَكِنَّ اللَّئِيمَ يُبْدِيهِ وَالْكَرِيمَ يُخْفِيهِ.
وَقَدْ قِيلَ لِلْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ: أَيَحْسُدُ الْمُؤْمِنُ؟
فَقَالَ: مَا أَنْسَاك إخْوَةَ يُوسُفَ لَا أَبَا لَك وَلَكِنْ عَمَهٌ فِي صَدْرِك فَإِنَّهُ لَا يَضُرُّك مَا لَمْ تَعْدُ بِهِ يَدًا وَلِسَانًا.
فَمَنْ وَجَدَ فِي نَفْسِهِ حَسَدًا لِغَيْرِهِ فَعَلَيْهِ أَنْ يَسْتَعْمِلَ مَعَهُ التَّقْوَى وَالصَّبْرَ. فَيَكْرَهُ ذَلِكَ مِنْ نَفْسِهِ وَكَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الَّذِينَ عِنْدَهُمْ دِينٌ لَا يَعْتَدُونَ عَلَى الْمَحْسُودِ فَلَا يُعِينُونَ مَنْ ظَلَمَهُ، وَلَكِنَّهُمْ أَيْضًا لَا يَقُومُونَ بِمَا يَجِبُ مِنْ حَقِّهِ، بَلْ إذَا ذَمَّهُ أَحَدٌ لَمْ يُوَافِقُوهُ عَلَى ذَمِّهِ، وَلَا يَذْكُرُونَ مَحَامِدَهُ، وَكَذَلِكَ لَوْ مَدَحَهُ أَحَدٌ لَسَكَتُوا.
وَهَؤُلَاءِ مَدِينُونَ فِي تَرْكِ الْمَأْمُورِ فِي حَقِّهِ مُفَرِّطُونَ فِي ذَلِكَ؛ لَا مُعْتَدُونَ عَلَيْهِ، وَجَزَاؤُهُمْ أَنَّهُمْ يَبْخَسُونَ حُقُوقَهُمْ فَلَا يُنْصَفُونَ أَيْضًا فِي مَوَاضِعَ، وَلَا يُنْصَرُونَ عَلَى مَنْ ظَلَمَهُمْ، كَمَا لَمْ يَنْصُرُوا هَذَا الْمَحْسُودَ.
وَأَمَّا مَنْ اعْتَدَى بِقَوْلِ أَوْ فِعْلٍ فَذَلِكَ يُعَاقَبُ.
وَمَنْ اتَّقَى اللَّهَ وَصَبَرَ فَلَمْ يَدْخُلْ فِي الظَّالِمِينَ نَفَعَهُ اللَّهُ بِتَقْوَاهُ ...
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[19 May 2006, 07:40 م]ـ
رحم الله الشيخ وجزاك خيراً
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[19 May 2006, 11:05 م]ـ
آمين، وجزاك الله خيرا
ص130: وَالنَّاسُ فِي الْعِشْقِ عَلَى قَوْلَيْنِ:
قِيلَ: إنَّهُ مِنْ بَابِ الْإِرَادَاتِ وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ.
وَقِيلَ: مِنْ بَابِ التَّصَوُّرَاتِ وَأَنَّهُ فَسَادٌ فِي التَّخْيِيلِ حَيْثُ يَتَصَوَّرُ الْمَعْشُوقُ عَلَى مَا هُوَ بِهِ.
قَالَ هَؤُلَاءِ: وَلِهَذَا لَا يُوصَفُ اللَّهُ بِالْعِشْقِ وَلَا أَنَّهُ يَعْشَقُ؛ لِأَنَّهُ مُنَزَّهٌ عَنْ ذَلِكَ وَلَا يُحْمَدُ مَنْ يَتَخَيَّلُ فِيهِ خَيَالًا فَاسِدًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَأَمَّا الْأَوَّلُونَ فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: يُوصَفُ بِالْعِشْقِ فَإِنَّهُ الْمَحَبَّةُ التَّامَّةُ؛ وَاَللَّهُ يُحَبُّ وَيُحِبُّ، وَرُوِيَ فِي أَثَرٍ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ قَالَ: {لَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ يَعْشَقُنِي وَأَعْشَقُهُ} وَهَذَا قَوْلُ بَعْضِ الصُّوفِيَّةِ.
وَالْجُمْهُورُ لَا يُطْلِقُونَ هَذَا اللَّفْظَ فِي حَقِّ اللَّهِ؛ لِأَنَّ الْعِشْقَ هُوَ الْمَحَبَّةُ الْمُفْرِطَةُ الزَّائِدَةُ عَلَى الْحَدِّ الَّذِي يَنْبَغِي، وَاَللَّهُ تَعَالَى مَحَبَّتُهُ لَا نِهَايَةَ لَهَا فَلَيْسَتْ تَنْتَهِي إلَى حَدٍّ لَا تَنْبَغِي مُجَاوَزَتُهُ.
قَالَ هَؤُلَاءِ: وَالْعِشْقُ مَذْمُومٌ مُطْلَقًا لَا يُمْدَحُ لَا فِي مَحَبَّةِ الْخَالِقِ وَلَا الْمَخْلُوقِ لِأَنَّهُ الْمَحَبَّةُ الْمُفْرِطَةُ الزَّائِدَةُ عَلَى الْحَدِّ الْمَحْمُودِ وَ أَيْضًا فَإِنَّ لَفْظَ " الْعِشْقِ " إنَّمَا يُسْتَعْمَلُ فِي الْعُرْفِ فِي مَحَبَّةِ الْإِنْسَانِ لِامْرَأَةٍ أَوْ صَبِيٍّ لَا يُسْتَعْمَلُ فِي مَحَبَّةٍ كَمَحَبَّةِ الْأَهْلِ وَالْمَالِ وَالْوَطَنِ وَالْجَاهِ وَمَحَبَّةِ الْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَهُوَ مَقْرُونٌ كَثِيرًا بِالْفِعْلِ الْمُحَرَّمِ: إمَّا بِمَحَبَّةِ امْرَأَةٍ أَجْنَبِيَّةٍ أَوْ صَبِيٍّ يَقْتَرِنُ بِهِ النَّظَرُ الْمُحَرَّمُ وَاللَّمْسُ الْمُحَرَّمُ وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنْ الْأَفْعَالِ الْمُحَرَّمَةِ.
ص133: إذَا اُبْتُلِيَ بِالْعِشْقِ وَعَفَّ وَصَبَرَ فَإِنَّهُ يُثَابُ عَلَى تَقْوَاهُ اللَّهَ، وَقَدْ رُوِيَ فِي الْحَدِيثِ: {أَنَّ مَنْ عَشِقَ فَعَفَّ وَكَتَمَ وَصَبَرَ ثُمَّ مَاتَ كَانَ شَهِيدًا} وَهُوَ مَعْرُوفٌ مِنْ رِوَايَةِ يَحْيَى الْقَتَّاتِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا، وَفِيهِ نَظَرٌ، وَلَا يُحْتَجُّ بِهَذَا.
لَكِنْ مِنْ الْمَعْلُومِ بِأَدِلَّةِ الشَّرْعِ أَنَّهُ إذَا عَفَّ عَنْ الْمُحَرَّمَاتِ نَظَرًا وَقَوْلًا وَعَمَلًا، وَكَتَمَ ذَلِكَ فَلَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ حَتَّى لَا يَكُونَ فِي ذَلِكَ كَلَامٌ مُحَرَّمٌ: إمَّا شَكْوَى إلَى الْمَخْلُوقِ، وَإِمَّا إظْهَارُ فَاحِشَةٍ، وَإِمَّا نَوْعُ طَلَبٍ لِلْمَعْشُوقِ، وَصَبْرٍ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ، وَعَنْ مَعْصِيَتِهِ، وَعَلَى مَا فِي قَلْبِهِ مِنْ أَلَمِ الْعِشْقِ كَمَا يَصْبِرُ الْمُصَابُ عَنْ أَلَمِ الْمُصِيبَةِ؛ فَإِنَّ هَذَا يَكُونُ مِمَّنْ اتَّقَى اللَّهَ وَصَبَرَ {إنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}. ونحوه في 28/ 215.
ص134: وَالْإِنْسَانُ قَدْ يُبْغِضُ شَيْئًا فَيُبْغِضُ لِأَجْلِهِ أُمُورًا كَثِيرَةً بِمُجَرَّدِ الْوَهْمِ وَالْخَيَالِ. وَكَذَلِكَ يُحِبُّ شَيْئًا فَيُحِبُّ لِأَجْلِهِ أُمُورًا كَثِيرَةً؛ لِأَجْلِ الْوَهْمِ وَالْخَيَالِ كَمَا قَالَ شَاعِرُهُمْ: أُحِبُّ لِحُبِّهَا السُّودَانَ حَتَّى * أُحِبُّ لِحُبِّهَا سُودَ الْكِلَابِ!
فَقَدْ أَحَبَّ سَوْدَاءَ؛ فَأَحَبَّ جِنْسَ السَّوَادِ حَتَّى فِي الْكِلَابِ وَهَذَا كُلُّهُ مَرَضٌ فِي الْقَلْبِ فِي تَصَوُّرِهِ وَإِرَادَتِهِ.
ص135: وَأَمَّا امْرَأَةُ الْعَزِيزِ فَكَانَتْ مُشْرِكَةً هِيَ وَقَوْمُهَا فَلِهَذَا اُبْتُلِيَتْ بِالْعِشْقِ وَمَا يُبْتَلَى بِالْعِشْقِ أَحَدٌ إلَّا لِنَقْصِ تَوْحِيدِهِ وَإِيمَانِهِ وَإِلَّا فَالْقَلْبُ الْمُنِيبُ إلَى اللَّهِ الْخَائِفُ مِنْهُ فِيهِ صَارِفَانِ يَصْرِفَانِ عَنْ الْعِشْقِ:
أَحَدُهُمَا: إنَابَتُهُ إلَى اللَّهِ وَمَحَبَّتُهُ لَهُ فَإِنَّ ذَلِكَ أَلَذُّ وَأَطْيَبُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ فَلَا تَبْقَى مَعَ مَحَبَّةِ اللَّهِ مَحَبَّةُ مَخْلُوقٍ تُزَاحِمُهُ.
وَالثَّانِي: خَوْفُهُ مِنْ اللَّهِ فَإِنَّ الْخَوْفَ الْمُضَادَّ لِلْعِشْقِ يَصْرِفُهُ.
وَكُلُّ مَنْ أَحَبَّ شَيْئًا بِعِشْقِ أَوْ غَيْرِ عِشْقٍ فَإِنَّهُ يُصْرَفُ عَنْ مَحَبَّتِهِ بِمَحَبَّةِ مَا هُوَ أَحَبُّ إلَيْهِ مِنْهُ إذَا كَانَ يُزَاحِمُهُ وَيَنْصَرِفُ عَنْ مَحَبَّتِهِ بِخَوْفِ حُصُولِ ضَرَرٍ يَكُونُ أَبْغَضَ إلَيْهِ مِنْ تَرْكِ ذَاكَ الْحُبِّ فَإِذَا كَانَ اللَّهُ أَحَبَّ إلَى الْعَبْدِ مَنْ كُلِّ شَيْءٍ وَأَخْوَفَ عِنْدَهُ مَنْ كُلِّ شَيْءٍ لَمْ يَحْصُلْ مَعَهُ عِشْقٌ، وَلَا مُزَاحَمَةٌ إلَّا عِنْدَ غَفْلَةٍ، أَوْ عِنْدَ ضَعْفِ هَذَا الْحُبِّ وَالْخَوْفِ بِتَرْكِ بَعْضِ الْوَاجِبَاتِ وَفِعْلِ بَعْضِ الْمُحَرَّمَاتِ، فَإِنَّ الْإِيمَانَ يَزِيدُ بِالطَّاعَةِ وَيَنْقُصُ بِالْمَعْصِيَةِ، فَكُلَّمَا فَعَلَ الْعَبْدُ الطَّاعَةَ مَحَبَّةً لِلَّهِ وَخَوْفًا مِنْهُ وَتَرَكَ الْمَعْصِيَةَ حُبًّا لَهُ وَخَوْفًا مِنْهُ قَوِيَ حُبُّهُ لَهُ وَخَوْفُهُ مِنْهُ فَيُزِيلُ مَا فِي الْقَلْبِ مِنْ مَحَبَّةِ غَيْرِهِ وَمَخَافَةِ غَيْرِهِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[29 May 2006, 10:17 م]ـ
ص147: جَاءَ فِي الْأَثَرِ " إذَا قَالُوا لِلْمَرِيضِ: اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ يَقُولُ اللَّهُ: كَيْفَ أَرْحَمُهُ مِنْ شَيْءٍ بِهِ أَرْحَمُهُ " وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {الْمَرَضُ حِطَّةٌ يَحُطُّ الْخَطَايَا عَنْ صَاحِبِهِ كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ الْيَابِسَةُ وَرَقَهَا}.
ص 183: وَاَللَّهُ تَعَالَى ذَكَرَ فِي الْقُرْآنِ " الْهَجْرَ الْجَمِيلَ " و " الصَّفْحَ الْجَمِيلَ " و " الصَّبْرَ الْجَمِيلَ ". وَقَدْ قِيلَ: إنَّ " الْهَجْرَ الْجَمِيلَ " هُوَ هَجْرٌ بِلَا أَذًى. وَالصَّفْحَ الْجَمِيلَ صَفْحٌ بِلَا مُعَاتَبَةٍ. وَالصَّبْرَ الْجَمِيلَ صَبْرٌ بِغَيْرِ شَكْوَى إلَى الْمَخْلُوقِ؛ وَلِهَذَا قُرِئَ عَلَى أَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ فِي مَرَضِهِ أَنَّ طاوسا كَانَ يَكْرَهُ أَنِينَ الْمَرِيضِ وَيَقُولُ: إنَّهُ شَكْوَى فَمَا أَنَّ أَحْمَد حَتَّى مَاتَ. وانظر ص666.
ص 189: ... وَهَكَذَا أَيْضًا طَالِبُ الْمَالِ فَإِنَّ ذَلِكَ يَسْتَعْبِدُهُ وَيَسْتَرِقُّهُ وَهَذِهِ الْأُمُورُ نَوْعَانِ:
(مِنْهَا) مَا يَحْتَاجُ الْعَبْدُ إلَيْهِ كَمَا يَحْتَاجُ إلَيْهِ مِنْ طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ وَمَسْكَنِهِ ومنكحه وَنَحْوِ ذَلِكَ. فَهَذَا يَطْلُبُهُ مِنْ اللَّهِ وَيَرْغَبُ إلَيْهِ فِيهِ فَيَكُونُ الْمَالُ عِنْدَهُ يَسْتَعْمِلُهُ فِي حَاجَتِهِ بِمَنْزِلَةِ حِمَارِهِ الَّذِي يَرْكَبُهُ وَبِسَاطِهِ الَّذِي يَجْلِسُ عَلَيْهِ؛ بَلْ بِمَنْزِلَةِ الْكَنِيفِ الَّذِي يَقْضِي فِيهِ حَاجَتَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْتَعْبِدَهُ فَيَكُونُ هَلُوعًا إذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا؛ وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا. [نحوه ص663]
و (مِنْهَا) مَا لَا يَحْتَاجُ الْعَبْدُ إلَيْهِ فَهَذِهِ لَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُعَلِّقَ قَلْبَهُ بِهَا؛ فَإِذَا تَعَلَّقَ قَلْبُهُ بِهَا صَارَ مُسْتَعْبَدًا لَهَا؛ وَرُبَّمَا صَارَ مُعْتَمِدًا عَلَى غَيْرِ اللَّهِ فَلَا يَبْقَى مَعَهُ حَقِيقَةُ الْعِبَادَةِ لِلَّهِ وَلَا حَقِيقَةُ التَّوَكُّلِ عَلَيْهِ؛ بَلْ فِيهِ شُعْبَةٌ مِنْ الْعِبَادَةِ لِغَيْرِ اللَّهِ وَشُعْبَةٌ مِنْ التَّوَكُّلِ عَلَى غَيْرِ اللَّهِ وَهَذَا مِنْ أَحَقِّ النَّاسِ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {تَعِسَ عَبْدُ الدِّرْهَمِ تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ؛ تَعِسَ عَبْدُ الْقَطِيفَةِ؛ تَعِسَ عَبْدُ الْخَمِيصَةِ} وَهَذَا هُوَ عَبْدُ هَذِهِ الْأُمُورِ فَلَوْ طَلَبَهَا مِنْ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ إذَا أَعْطَاهُ إيَّاهَا رَضِيَ؛ وَإِذَا مَنَعَهُ إيَّاهَا سَخِطَ وَإِنَّمَا عَبْدُ اللَّهِ مَنْ يُرْضِيهِ مَا يُرْضِي اللَّهَ؛ وَيُسْخِطُهُ مَا يُسْخِطُ اللَّهَ؛ وَيُحِبُّ مَا أَحَبَّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَيُبْغِضُ مَا أَبْغَضَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ؛ وَيُوَالِي أَوْلِيَاءَ اللَّهِ وَيُعَادِي أَعْدَاءَ اللَّهِ تَعَالَى وَهَذَا هُوَ الَّذِي اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ.
ص 193: و " الْجِهَادُ " هُوَ بَذْلُ الْوُسْعِ وَهُوَ الْقُدْرَةُ فِي حُصُولِ مَحْبُوبِ الْحَقِّ وَدَفْعُ مَا يَكْرَهُهُ الْحَقُّ فَإِذَا تَرَكَ الْعَبْدُ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ مِنْ الْجِهَادِ كَانَ دَلِيلًا عَلَى ضَعْفِ مَحَبَّةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ فِي قَلْبِهِ، وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْمَحْبُوبَاتِ لَا تُنَالُ غَالِبًا إلَّا بِاحْتِمَالِ الْمَكْرُوهَاتِ سَوَاءٌ كَانَتْ مَحَبَّةً صَالِحَةً أَوْ فَاسِدَةً فَالْمُحِبُّونَ لِلْمَالِ وَالرِّئَاسَةِ وَالصُّوَرِ لَا يَنَالُونَ مَطَالِبَهُمْ إلَّا بِضَرَرِ يَلْحَقُهُمْ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يُصِيبُهُمْ مِنْ الضَّرَرِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَالْمُحِبُّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ إذَا لَمْ يَحْتَمِلْ مَا يَرَى ذُو الرَّأْيِ مِنْ الْمُحِبِّينَ لِغَيْرِ اللَّهِ مِمَّا يَحْتَمِلُونَ فِي حُصُولِ مَحْبُوبِهِمْ دَلَّ ذَلِكَ عَلَى ضَعْفِ مَحَبَّتِهِمْ لِلَّهِ إذَا كَانَ مَا يَسْلُكُهُ أُولَئِكَ هُوَ الطَّرِيقُ الَّذِي يُشِيرُ بِهِ الْعَقْلُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ص218: الْفَنَاءَ ثَلَاثَةُ أَنْوَاعٍ: نَوْعٌ لِلْكَامِلِينَ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ وَالْأَوْلِيَاءِ؛ وَنَوْعٌ لِلْقَاصِدِينَ مِنْ الْأَوْلِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ؛ وَنَوْعٌ لِلْمُنَافِقِينَ الْمُلْحِدِينَ الْمُشَبِّهِينَ.
(فَأَمَّا الْأَوَّلُ) فَهُوَ " الْفَنَاءُ عَنْ إرَادَةِ مَا سِوَى اللَّهِ " بِحَيْثُ لَا يُحِبُّ إلَّا اللَّهَ. وَلَا يَعْبُدُ إلَّا إيَّاهُ وَلَا يَتَوَكَّلُ إلَّا عَلَيْهِ وَلَا يَطْلُبُ غَيْرَهُ ....
(وَأَمَّا النَّوْعُ الثَّانِي) فَهُوَ " الْفَنَاءُ عَنْ شُهُودِ السِّوَى ". وَهَذَا يَحْصُلُ لِكَثِيرِ مِنْ السَّالِكِينَ؛ فَإِنَّهُمْ لِفَرْطِ انْجِذَابِ قُلُوبِهِمْ إلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَعِبَادَتِهِ وَمَحَبَّتِهِ وَضَعْفِ قُلُوبِهِمْ عَنْ أَنْ تَشْهَدَ غَيْرَ مَا تَعْبُدُ وَتَرَى غَيْرَ مَا تَقْصِدُ؛ لَا يَخْطُرُ بِقُلُوبِهِمْ غَيْرُ اللَّهِ؛ بَلْ وَلَا يَشْعُرُونَ ... وَهَذَا كَثِيرٌ يَعْرِضُ لِمَنْ فَقَمَهُ أَمْرٌ مِنْ الْأُمُورِ إمَّا حُبٌّ وَإِمَّا خَوْفٌ. وَإِمَّا رَجَاءٌ يُبْقِي قَلْبَهُ مُنْصَرِفًا عَنْ كُلِّ شَيْءٍ إلَّا عَمَّا قَدْ أَحَبَّهُ أَوْ خَافَهُ أَوْ طَلَبَهُ؛ بِحَيْثُ يَكُونُ عِنْدَ اسْتِغْرَاقِهِ فِي ذَلِكَ لَا يَشْعُرُ بِغَيْرِهِ .... وَهَذَا الْفَنَاءُ كُلُّهُ فِيهِ نَقْصٌ. وَأَكَابِرُ الْأَوْلِيَاءِ كَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَالسَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ: لَمْ يَقَعُوا فِي هَذَا الْفَنَاءِ فَضْلًا عَمَّنْ هُوَ فَوْقَهُمْ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ وَإِنَّمَا وَقَعَ شَيْءٌ مِنْ هَذَا بَعْدَ الصَّحَابَةِ. وَكَذَلِكَ كُلُّ مَا كَانَ مِنْ هَذَا النَّمَطِ مِمَّا فِيهِ غَيْبَةُ الْعَقْلِ وَالتَّمْيِيزِ لِمَا يَرِدُ عَلَى الْقَلْبِ مِنْ أَحْوَالِ الْإِيمَان؛ فَإِنَّ الصَّحَابَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ كَانُوا أَكْمَلَ وَأَقْوَى وَأَثْبَتَ فِي الْأَحْوَالِ الْإِيمَانِيَّةِ مِنْ أَنْ تَغِيبَ عُقُولُهُمْ. أَوْ يَحْصُلَ لَهُمْ غَشْيٌ أَوْ صَعْقٌ أَوْ سُكْرٌ أَوْ فَنَاءٌ أَوْ وَلَهٌ أَوْ جُنُونٌ. وَإِنَّمَا كَانَ مَبَادِئُ هَذِهِ الْأُمُورِ فِي التَّابِعِينَ مِنْ عُبَّادِ الْبَصْرَةِ فَإِنَّهُ كَانَ فِيهِمْ مَنْ يُغْشَى عَلَيْهِ إذَا سَمِعَ الْقُرْآنَ ... [و] الكمل تَكُونُ قُلُوبُهُمْ لَيْسَ فِيهَا سِوَى مَحَبَّةِ اللَّهِ وَإِرَادَتِهِ وَعِبَادَتِهِ وَعِنْدَهُمْ مِنْ سَعَةِ الْعِلْمِ وَالتَّمْيِيزِ مَا يَشْهَدُونَ الْأُمُورَ عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ بَلْ يَشْهَدُونَ الْمَخْلُوقَاتِ قَائِمَةً بِأَمْرِ اللَّهِ مُدَبَّرَةً بِمَشِيئَتِهِ بَلْ مُسْتَجِيبَةً لَهُ قَانِتَةً لَهُ فَيَكُونُ لَهُمْ فِيهَا تَبْصِرَةٌ وَذِكْرَى وَيَكُونُ مَا يَشْهَدُونَهُ مِنْ ذَلِكَ مُؤَيَّدًا وَمُمَدًّا لِمَا فِي قُلُوبِهِمْ مِنْ إخْلَاصِ الدِّينِ وَتَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ لَهُ وَالْعِبَادَةِ لَهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ. وَهَذِهِ " الْحَقِيقَةُ " الَّتِي دَعَا إلَيْهَا الْقُرْآنُ وَقَامَ بِهَا أَهْلُ تَحْقِيقِ الْإِيمَانِ والكمل مِنْ أَهْلِ الْعِرْفَانِ ...
(وَأَمَّا النَّوْعُ الثَّالِثُ) مِمَّا قَدْ يُسَمَّى فَنَاءً: فَهُوَ أَنْ يَشْهَدَ أَنْ لَا مَوْجُودَ إلَّا اللَّهُ وَأَنَّ وُجُودَ الْخَالِقِ هُوَ وُجُودُ الْمَخْلُوقِ فَلَا فَرْقَ بَيْنَ الرَّبِّ وَالْعَبْدِ فَهَذَا فَنَاءُ أَهْلِ الضَّلَالِ وَالْإِلْحَادِ الْوَاقِعِينَ فِي الْحُلُولِ وَالِاتِّحَادِ. [وانظر في الفناء وأنواعه ص337.]
ص 272: إذَا تَحَقَّقَ الْقَلْبُ بِالتَّصْدِيقِ وَالْمَحَبَّةِ التَّامَّةِ الْمُتَضَمِّنَةِ لِلْإِرَادَةِ لَزِمَ وُجُودُ الْأَفْعَالِ الظَّاهِرَةِ، فَإِنَّ الْإِرَادَةَ الْجَازِمَةَ إذَا اقْتَرَنَتْ بِهَا الْقُدْرَةُ التَّامَّةُ لَزِمَ وُجُودُ الْمُرَادِ قَطْعًا وَإِنَّمَا يَنْتَفِي وُجُودُ الْفِعْلِ لِعَدَمِ كَمَالِ الْقُدْرَةِ أَوْ لِعَدَمِ كَمَالِ الْإِرَادَةِ وَإِلَّا فَمَعَ كَمَالِهَا يَجِبُ وُجُودُ الْفِعْلِ الِاخْتِيَارِيِّ فَإِذَا أَقَرَّ الْقَلْبُ إقْرَارًا تَامًّا بِأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ
(يُتْبَعُ)
(/)
اللَّهِ وَأَحَبَّهُ مَحَبَّةً تَامَّةً امْتَنَعَ مَعَ ذَلِكَ أَنْ لَا يَتَكَلَّمَ بِالشَّهَادَتَيْنِ مَعَ قُدْرَتِهِ عَلَى ذَلِكَ لَكِنْ إنْ كَانَ عَاجِزًا لِخَرَسِ وَنَحْوِهِ أَوْ لِخَوْفِ وَنَحْوِهِ لَمْ يَكُنْ قَادِرًا عَلَى النُّطْقِ بِهِمَا. [وانظر 747 وما قبلها.]
ص 289: الْعِصْمَةُ الثَّابِتَةُ لِلْأَنْبِيَاءِ هِيَ الَّتِي يَحْصُلُ بِهَا مَقْصُودُ النُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ؛ فَإِنَّ " النَّبِيَّ " هُوَ المنبأ عَنْ اللَّهِ و " الرَّسُولُ " هُوَ الَّذِي أَرْسَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَكُلُّ رَسُولٍ نَبِيٌّ وَلَيْسَ كُلُّ نَبِيٍّ رَسُولًا وَالْعِصْمَةُ فِيمَا يُبَلِّغُونَهُ عَنْ اللَّهِ ثَابِتَةٌ فَلَا يَسْتَقِرُّ فِي ذَلِكَ خَطَأٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ. وَلَكِنْ هَلْ يَصْدُرُ مَا يَسْتَدْرِكُهُ اللَّهُ فَيَنْسَخُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ وَيُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ؟ هَذَا فِيهِ قَوْلَانِ. ...
وَأَمَّا الْعِصْمَةُ فِي غَيْرِ مَا يَتَعَلَّقُ بِتَبْلِيغِ الرِّسَالَةِ فَلِلنَّاسِ فِيهِ نِزَاعٌ هَلْ هُوَ ثَابِتٌ بِالْعَقْلِ أَوْ بِالسَّمْعِ؟ وَمُتَنَازِعُونَ فِي الْعِصْمَةِ مِنْ الْكَبَائِرِ وَالصَّغَائِرِ، أَوْ مِنْ بَعْضِهَا، أَمْ هَلْ الْعِصْمَةُ إنَّمَا هِيَ فِي الْإِقْرَارِ عَلَيْهَا لَا فِي فِعْلِهَا؟ أَمْ لَا يَجِبُ الْقَوْلُ بِالْعِصْمَةِ إلَّا فِي التَّبْلِيغِ فَقَطْ؟ وَهَلْ تَجِبُ الْعِصْمَةُ مِنْ الْكُفْرِ وَالذُّنُوبِ قَبْلَ الْمَبْعَثِ أَمْ لَا؟ ... وَالْقَوْلُ الَّذِي عَلَيْهِ جُمْهُورُ النَّاسِ وَهُوَ الْمُوَافِقُ لِلْآثَارِ الْمَنْقُولَةِ عَنْ السَّلَفِ إثْبَاتُ الْعِصْمَةِ مِنْ الْإِقْرَارِ عَلَى الذُّنُوبِ مُطْلَقًا ...
[يراجع هناك فهو بحث طويل.]
ص295: ... وَالرَّادُّونَ لِذَلِكَ تَأَوَّلُوا ذَلِكَ بِمِثْلِ تَأْوِيلَاتِ الجهمية وَالْقَدَرِيَّةِ وَالدَّهْرِيَّةِ لِنُصُوصِ " الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ " وَنُصُوصِ " الْقَدَرِ " وَنُصُوصِ " الْمَعَادِ " وَهِيَ مِنْ جِنْسِ تَأْوِيلَاتِ الْقَرَامِطَةِ الْبَاطِنِيَّةِ الَّتِي يُعْلَمُ بِالِاضْطِرَارِ أَنَّهَا بَاطِلَةٌ وَأَنَّهَا مِنْ بَابِ تَحْرِيفِ الْكَلِمِ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَهَؤُلَاءِ يَقْصِدُ أَحَدُهُمْ تَعْظِيمَ الْأَنْبِيَاءِ فَيَقَعُ فِي تَكْذِيبِهِمْ وَيُرِيدُ الْإِيمَانَ بِهِمْ فَيَقَعُ فِي الْكُفْرِ بِهِمْ.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[10 Jun 2006, 03:15 م]ـ
ص297: وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {أَنَّ الْعَبْدَ إذَا هَمَّ بِسَيِّئَةٍ لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ وَإِذَا تَرَكَهَا لِلَّهِ كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ وَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً} وَإِنْ تَرَكَهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَتْرُكَهَا لِلَّهِ لَمْ تُكْتَبْ لَهُ حَسَنَةً وَلَا تُكْتَبُ عَلَيْهِ سَيِّئَةً ...
وفي ص720 - آخر المجلد: بحث كبير في المسألة، ومما جاء فيه:
ص738: وَهَذَا الْهَامُّ بِالسَّيِّئَةِ: فَإِمَّا أَنْ يَتْرُكَهَا لِخَشْيَةِ اللَّهِ وَخَوْفِهِ أَوْ يَتْرُكَهَا لِغَيْرِ ذَلِكَ؛ فَإِنْ تَرَكَهَا لِخَشْيَةِ اللَّهِ كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً كَمَا قَدْ صَرَّحَ بِهِ فِي الْحَدِيثِ وَكَمَا قَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ {اُكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً فَإِنَّمَا تَرَكَهَا مِنْ أَجْلِي أَوْ قَالَ: مِنْ جَرَّائِي} وَأَمَّا إنْ تَرَكَهَا لِغَيْرِ ذَلِكَ لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ سَيِّئَةً كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ {فَإِنْ لَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ}. وَبِهَذَا تَتَّفِقُ مَعَانِي الْأَحَادِيثِ. وَإِنْ عَمِلَهَا لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ إلَّا سَيِّئَةً وَاحِدَةً فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يُضَعِّفُ السَّيِّئَاتِ بِغَيْرِ عَمَلِ صَاحِبِهَا وَلَا يَجْزِي الْإِنْسَانَ فِي الْآخِرَةِ إلَّا بِمَا عَمِلَتْ نَفْسُهُ ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال في ص470: وَكَذَلِكَ الْحَرِيصُ عَلَى السَّيِّئَاتِ الْجَازِمُ بِإِرَادَةِ فِعْلِهَا إذَا لَمْ يَمْنَعْهُ إلَّا مُجَرَّدُ الْعَجْزِ فَهَذَا يُعَاقَبُ عَلَى ذَلِكَ عُقُوبَةَ الْفَاعِلِ لِحَدِيثِ أَبِي كَبْشَةَ، وَلِمَا فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ {إذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ قِيلَ: هَذَا الْقَاتِلُ فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ: إنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ} وَفِي لَفْظٍ: {إنَّهُ أَرَادَ قَتْلَ صَاحِبِهِ}. فَهَذِهِ " الْإِرَادَةُ " هِيَ الْحِرْصُ وَهِيَ الْإِرَادَةُ الْجَازِمَةُ وَقَدْ وُجِدَ مَعَهَا الْمَقْدُورُ وَهُوَ الْقِتَالُ لَكِنْ عَجَزَ عَنْ الْقَتْلِ ...
ص297: وَيُوسُفُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَمَّ هَمًّا تَرَكَهُ لِلَّهِ، وَلِذَلِكَ صَرَفَ اللَّهُ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ لِإِخْلَاصِهِ، وَذَلِكَ إنَّمَا يَكُونُ إذَا قَامَ الْمُقْتَضِي لِلذَّنْبِ وَهُوَ الْهَمُّ وَعَارَضَهُ الْإِخْلَاصُ الْمُوجِبُ لِانْصِرَافِ الْقَلْبِ عَنْ الذَّنْبِ لِلَّهِ. فَيُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمْ يَصْدُرْ مِنْهُ إلَّا حَسَنَةٌ يُثَابُ عَلَيْهَا. وَقَالَ تَعَالَى: {إنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} وَأَمَّا مَا يُنْقَلُ: مِنْ أَنَّهُ حَلَّ سَرَاوِيلَهُ وَجَلَسَ مَجْلِسَ الرَّجُلِ مِنْ الْمَرْأَةِ وَأَنَّهُ رَأَى صُورَةَ يَعْقُوبَ عَاضًّا عَلَى يَدِهِ وَأَمْثَالَ ذَلِكَ فَكُلُّهُ مِمَّا لَمْ يُخْبِرْ اللَّهُ بِهِ وَلَا رَسُولُهُ، وَمَا لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ فَإِنَّمَا هُوَ مَأْخُوذٌ عَنْ الْيَهُودِ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ كَذِبًا عَلَى الْأَنْبِيَاءِ وَقَدْحًا فِيهِمْ، وَكُلُّ مَنْ نَقَلَهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَعَنْهُمْ نَقَلَهُ؛ لَمْ يَنْقُلْ مِنْ ذَلِكَ أَحَدٌ عَنْ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَرْفًا وَاحِدًا.
وَقَوْلُهُ: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي} فَمِنْ كَلَامِ امْرَأَةِ الْعَزِيزِ كَمَا يَدُلُّ الْقُرْآنُ عَلَى ذَلِكَ دِلَالَةً بَيِّنَةً لَا يَرْتَابُ فِيهَا مَنْ تَدَبَّرَ الْقُرْآنَ حَيْثُ قَالَ تَعَالَى: {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ} {قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ} {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ} فَهَذَا كُلُّهُ كَلَامُ امْرَأَةِ الْعَزِيزِ وَيُوسُفُ إذْ ذَاكَ فِي السِّجْنِ لَمْ يَحْضُرْ بَعْدُ إلَى الْمَلِكِ وَلَا سَمِعَ كَلَامَهُ وَلَا رَآهُ؛ وَلَكِنْ لَمَّا ظَهَرَتْ بَرَاءَتُهُ فِي غَيْبَتِهِ - كَمَا قَالَتْ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ: {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ} أَيْ لَمْ أَخُنْهُ فِي حَالِ مَغِيبِهِ عَنِّي وَإِنْ كُنْتُ فِي حَالِ شُهُودِهِ رَاوَدْتُهُ - فَحِينَئِذٍ: {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ} وَقَدْ قَالَ كَثِيرٌ مِنْ الْمُفَسِّرِينَ إنَّ هَذَا مِنْ كَلَامِ يُوسُفَ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ يَذْكُرْ إلَّا هَذَا الْقَوْلَ، وَهُوَ قَوْلٌ فِي غَايَةِ الْفَسَاد، ِ وَلَا دَلِيلَ عَلَيْهِ؛ بَلْ الْأَدِلَّةُ تَدُلُّ عَلَى نَقْضِهِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ص300: وَمَا يَظُنُّهُ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّهُ مَنْ وُلِدَ عَلَى الْإِسْلَامِ فَلَمْ يَكْفُرْ قَطُّ أَفْضَلُ مِمَّنْ كَانَ كَافِرًا فَأَسْلَمَ لَيْسَ بِصَوَابِ؛ بَلْ الِاعْتِبَارُ بِالْعَاقِبَةِ وَأَيُّهُمَا كَانَ أَتْقَى لِلَّهِ فِي عَاقِبَتِهِ كَانَ أَفْضَلَ. فَإِنَّهُ مِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ آمَنُوا بِاَللَّهِ وَرَسُولِهِ بَعْدَ كُفْرِهِمْ هُمْ أَفْضَلُ مِمَّنْ وُلِدَ عَلَى الْإِسْلَامِ مِنْ أَوْلَادِهِمْ وَغَيْرِ أَوْلَادِهِمْ؛ بَلْ مَنْ عَرَفَ الشَّرَّ وَذَاقَهُ ثُمَّ عَرَفَ الْخَيْرَ وَذَاقَهُ فَقَدْ تَكُونُ مَعْرِفَتُهُ بِالْخَيْرِ وَمَحَبَّتُهُ لَهُ وَمَعْرِفَتُهُ بِالشَّرِّ وَبُغْضُهُ لَهُ أَكْمَلَ مِمَّنْ لَمْ يَعْرِفْ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ وَيَذُقْهُمَا كَمَا ذَاقَهُمَا؛ بَلْ مَنْ لَمْ يَعْرِفْ إلَّا الْخَيْرَ فَقَدْ يَأْتِيهِ الشَّرُّ فَلَا يَعْرِفُ أَنَّهُ شَرٌّ فَإِمَّا أَنْ يَقَعَ فِيهِ وَإِمَّا أَنْ لَا يُنْكِرَهُ كَمَا أَنْكَرَهُ الَّذِي عَرَفَهُ. وَلِهَذَا قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إنَّمَا تُنْقَضُ عُرَى الْإِسْلَامِ عُرْوَةً عُرْوَةً إذَا نَشَأَ فِي الْإِسْلَامِ مَنْ لَمْ يَعْرِفْ الْجَاهِلِيَّةَ. وَهُوَ كَمَا قَالَ عُمَرُ؛ فَإِنَّ كَمَالَ الْإِسْلَامِ هُوَ بِالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ وَتَمَامُ ذَلِكَ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَنْ نَشَأَ فِي الْمَعْرُوفِ لَمْ يَعْرِفْ غَيْرَهُ فَقَدْ لَا يَكُونُ عِنْدَهُ مِنْ الْعِلْمِ بِالْمُنْكَرِ وَضَرَرِهِ مَا عِنْدَ مَنْ عَلِمَهُ وَلَا يَكُونُ عِنْدَهُ مِنْ الْجِهَادِ لِأَهْلِهِ مَا عِنْدَ الْخَبِيرِ بِهِمْ؛ وَلِهَذَا يُوجَدُ الْخَبِيرُ بِالشَّرِّ وَأَسْبَابِهِ إذَا كَانَ حَسَنَ الْقَصْدِ عِنْدَهُ مِنْ الِاحْتِرَازِ عَنْهُ وَمَنْعِ أَهْلِهِ وَالْجِهَادِ لَهُمْ مَا لَيْسَ عِنْدَ غَيْرِهِ. وَلِهَذَا كَانَ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَعْظَمَ إيمَانًا وَجِهَادًا مِمَّنْ بَعْدَهُمْ لِكَمَالِ مَعْرِفَتِهِمْ بِالْخَيْرِ وَالشَّرِّ وَكَمَالِ مَحَبَّتِهِمْ لِلْخَيْرِ وَبُغْضِهِمْ لِلشَّرِّ لِمَا عَلِمُوهُ مِنْ حُسْنِ حَالِ الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ وَقُبْحِ حَالِ الْكُفْرِ وَالْمَعَاصِي وَلِهَذَا يُوجَدُ مَنْ ذَاقَ الْفَقْرَ وَالْمَرَضَ وَالْخَوْفَ أَحْرَصَ عَلَى الْغِنَى وَالصِّحَّةِ وَالْأَمْنِ مِمَّنْ لَمْ يَذُقْ ذَلِكَ.
وَلِهَذَا يُقَالُ: وَالضِّدُّ يُظْهِرُ حُسْنَهُ الضِّدُّ. وَيُقَالُ: وَبِضِدِّهَا تَتَبَيَّنُ الْأَشْيَاءُ.
وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: لَسْتُ بِخِبِّ وَلَا يَخْدَعُنِي الْخِبُّ. فَالْقَلْبُ السَّلِيمُ الْمَحْمُودُ هُوَ الَّذِي يُرِيدُ الْخَيْرَ لَا الشَّرَّ وَكَمَالُ ذَلِكَ بِأَنْ يَعْرِفَ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ فَأَمَّا مَنْ لَا يَعْرِفُ الشَّرَّ فَذَاكَ نَقْصٌ فِيهِ لَا يُمْدَحُ بِهِ. وَلَيْسَ الْمُرَادُ أَنَّ كُلَّ مَنْ ذَاقَ طَعْمَ الْكُفْرِ وَالْمَعَاصِي يَكُونُ أَعْلَمَ بِذَلِكَ وَأَكْرَهُ لَهُ مِمَّنْ لَمْ يَذُقْهُ مُطْلَقًا؛ فَإِنَّ هَذَا لَيْسَ بِمُطَّرِدِ بَلْ قَدْ يَكُونُ الطَّبِيبُ أَعْلَمَ بِالْأَمْرَاضِ مِنْ الْمَرْضَى وَالْأَنْبِيَاءُ عَلَيْهِمْ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَطِبَّاءُ الْأَدْيَانِ فَهُمْ أَعْلَمُ النَّاسِ بِمَا يُصْلِحُ الْقُلُوبَ وَيُفْسِدُهَا وَإِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَمْ يَذُقْ مِنْ الشَّرِّ مَا ذَاقَهُ النَّاسُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَلَكِنَّ الْمُرَادَ أَنَّ مِنْ النَّاسِ مَنْ يَحْصُلُ لَهُ بِذَوْقِهِ الشَّرَّ مِنْ الْمَعْرِفَةِ بِهِ وَالنُّفُورِ عَنْهُ وَالْمَحَبَّةِ لِلْخَيْرِ إذَا ذَاقَهُ مَا لَا يَحْصُلُ لِبَعْضِ النَّاسِ مِثْلُ مَنْ كَانَ مُشْرِكًا أَوْ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا وَقَدْ عَرَفَ مَا فِي الْكُفْرِ مِنْ الشُّبُهَاتِ وَالْأَقْوَالِ الْفَاسِدَةِ وَالظُّلْمَةِ وَالشَّرِّ ثُمَّ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَعَرَّفَهُ مَحَاسِنَ الْإِسْلَامِ؛ فَإِنَّهُ قَدْ يَكُونُ أَرْغَبَ فِيهِ وَأَكْرَهَ لِلْكُفْرِ مِنْ بَعْضِ مَنْ لَمْ يَعْرِفْ حَقِيقَةَ الْكُفْرِ وَالْإِسْلَامِ؛ بَلْ هُوَ مُعْرِضٌ عَنْ بَعْضِ حَقِيقَةِ هَذَا وَحَقِيقَةِ هَذَا أَوْ مُقَلِّدٌ فِي مَدْحِ هَذَا وَذَمِّ هَذَا ...
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[11 Jun 2006, 10:27 م]ـ
ص323: مَنْ لَهُ ذُنُوبٌ فَتَابَ مِنْ بَعْضِهَا دُونَ بَعْضٍ فَإِنَّ التَّوْبَةَ إنَّمَا تَقْتَضِي مَغْفِرَةَ مَا تَابَ مِنْهُ أَمَّا مَا لَمْ يَتُبْ مِنْهُ فَهُوَ بَاقٍ فِيهِ عَلَى حُكْمِ مَنْ لَمْ يَتُبْ لَا عَلَى حُكْمِ مَنْ تَابَ وَمَا عَلِمْت فِي هَذَا نِزَاعًا إلَّا فِي الْكَافِرِ إذَا أَسْلَمَ فَإِنَّ إسْلَامَهُ يَتَضَمَّنُ التَّوْبَةَ مِنْ الْكُفْرِ فَيُغْفَرُ لَهُ بِالْإِسْلَامِ الْكُفْرُ الَّذِي تَابَ مِنْهُ، وَهَلْ تُغْفَرُ لَهُ الذُّنُوبُ الَّتِي فَعَلَهَا فِي حَالِ الْكُفْرِ وَلَمْ يَتُبْ مِنْهَا فِي الْإِسْلَامِ؟ هَذَا فِيهِ قَوْلَانِ مَعْرُوفَانِ:
(أَحَدُهُمَا) يُغْفَرُ لَهُ الْجَمِيعُ لِإِطْلَاقِ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {الْإِسْلَامُ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ} رَوَاهُ مُسْلِمٌ. مَعَ قَوْله تَعَالَى {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ}.
(وَالْقَوْلُ الثَّانِي) أَنَّهُ لَا يَسْتَحِقُّ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ بِالْإِسْلَامِ إلَّا مَا تَابَ مِنْهُ؛ فَإِذَا أَسْلَمَ وَهُوَ مُصِرٌّ عَلَى كَبَائِرَ دُونَ الْكُفْرِ فَحُكْمُهُ فِي ذَلِكَ حُكْمُ أَمْثَالِهِ مِنْ أَهْلِ الْكَبَائِرِ، وَهَذَا الْقَوْلُ هُوَ الَّذِي تَدُلُّ عَلَيْهِ الْأُصُولُ وَالنُّصُوصُ ...
ص362:
وَقَدْ قِيلَ إنَّ مَالِكًا إنَّمَا احْتَذَى مُوَطَّأَهُ. عَلَى كِتَابِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ.
ص366:
وَهَذَا (أَصْلٌ عَظِيمٌ) وَهُوَ: أَنْ تَعْرِفَ الْحَسَنَةَ فِي نَفْسِهَا عِلْمًا وَعَمَلًا سَوَاءٌ كَانَتْ وَاجِبَةً أَوْ مُسْتَحَبَّةً. وَتَعْرِفَ السَّيِّئَةَ فِي نَفْسِهَا عِلْمًا وَقَوْلًا وَعَمَلًا مَحْظُورَةً كَانَتْ أَوْ غَيْرَ مَحْظُورَةٍ - إنْ سُمِّيَتْ غَيْرُ الْمَحْظُورَةِ سَيِّئَةً - وَإِنَّ الدِّينَ تَحْصِيلُ الْحَسَنَاتِ وَالْمَصَالِحِ وَتَعْطِيلُ السَّيِّئَاتِ وَالْمَفَاسِدِ. وَإِنَّهُ كَثِيرًا مَا يَجْتَمِعُ فِي الْفِعْلِ الْوَاحِدِ أَوْ فِي الشَّخْصِ الْوَاحِدِ الْأَمْرَانِ فَالذَّمُّ وَالنَّهْيُ وَالْعِقَابُ قَدْ يَتَوَجَّهُ إلَى مَا تَضَمَّنَهُ أَحَدُهُمَا فَلا يَغْفُلُ عَمَّا فِيهِ مِنْ النَّوْعِ الآخَرِ كَمَا يَتَوَجَّهُ الْمَدْحُ وَالأَمْرُ وَالثَّوَابُ إلَى مَا تَضَمَّنَهُ أَحَدُهُمَا فَلا يَغْفُلُ عَمَّا فِيهِ مِنْ النَّوْعِ الآخَرِ، وَقَدْ يُمْدَحُ الرَّجُلُ بِتَرْكِ بَعْضِ السَّيِّئَاتِ الْبِدْعِيَّةِ والفجورية لَكِنْ قَدْ يُسْلَبُ مَعَ ذَلِكَ مَا حُمِدَ بِهِ غَيْرُهُ عَلَى فِعْلِ بَعْضِ الْحَسَنَاتِ السُّنِّيَّةِ الْبَرِّيَّةِ. فَهَذَا طَرِيقُ الْمُوَازَنَةِ وَالْمُعَادَلَةِ وَمَنْ سَلَكَهُ كَانَ قَائِمًا بِالْقِسْطِ الَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ لَهُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ.
ص368: وَكَانَ " لِلزُّهَّادِ " عِدَّةُ أَسْمَاءٍ: يُسَمَّوْنَ بِالشَّامِ " الجوعية " وَيُسَمَّوْنَ بِالْبَصْرَةِ " الفقرية " و " الْفِكْرِيَّةَ " وَيُسَمَّوْنَ بِخُرَاسَانَ " الْمَغَارِبَةَ " وَيُسَمَّوْنَ أَيْضًا " الصُّوفِيَّةَ وَالْفُقَرَاءَ ". وَالنِّسْبَةُ فِي " الصُّوفِيَّةِ " إلَى الصُّوفِ؛ لِأَنَّهُ غَالِبُ لِبَاسِ الزُّهَّادِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ص371: الْمَقْصُودُ هُنَا " أَنَّ مَا ثَبَتَ قُبْحُهُ مِنْ الْبِدَعِ وَغَيْرِ الْبِدَعِ مِنْ الْمَنْهِيِّ عَنْهُ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ أَوْ الْمُخَالِفِ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ إذَا صَدَرَ عَنْ شَخْصٍ مِنْ الْأَشْخَاصِ فَقَدْ يَكُونُ عَلَى وَجْهٍ يُعْذَرُ فِيهِ؛ إمَّا لِاجْتِهَادِ أَوْ تَقْلِيدٍ يُعْذَرُ فِيهِ وَإِمَّا لِعَدَمِ قُدْرَتِهِ كَمَا قَدْ قَرَّرْته فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ وَقَرَّرْته أَيْضًا فِي أَصْلِ " التَّكْفِيرِ وَالتَّفْسِيقِ " الْمَبْنِيِّ عَلَى أَصْلِ الْوَعِيدِ. فَإِنَّ نُصُوصَ " الْوَعِيدِ " الَّتِي فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَنُصُوصَ الْأَئِمَّةِ بِالتَّكْفِيرِ وَالتَّفْسِيقِ وَنَحْوِ ذَلِكَ لَا يُسْتَلْزَمُ ثُبُوتُ مُوجَبِهَا فِي حَقِّ الْمُعَيَّنِ إلَّا إذَا وُجِدَتْ الشُّرُوطُ وَانْتَفَتْ الْمَوَانِعُ لَا فَرْقَ فِي ذَلِكَ بَيْنَ الْأُصُولِ وَالْفُرُوعِ. هَذَا فِي عَذَابِ الْآخِرَةِ فَإِنَّ الْمُسْتَحِقَّ لِلْوَعِيدِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ وَلَعْنَتِهِ وَغَضَبِهِ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ خَالِدٌ فِي النَّارِ أَوْ غَيْرُ خَالِدٍ وَأَسْمَاءُ هَذَا الضَّرْبِ مِنْ الْكُفْرِ وَالْفِسْقِ يَدْخُلُ فِي هَذِهِ " الْقَاعِدَةِ " سَوَاءٌ كَانَ بِسَبَبِ بِدْعَةٍ اعْتِقَادِيَّةٍ أَوْ عِبَادِيَّةٍ أَوْ بِسَبَبِ فُجُورٍ فِي الدُّنْيَا وَهُوَ الْفِسْقُ بِالْأَعْمَالِ. فَأَمَّا أَحْكَامُ الدُّنْيَا فَكَذَلِكَ أَيْضًا؛ فَإِنَّ جِهَادَ الْكُفَّارِ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مَسْبُوقًا بِدَعْوَتِهِمْ؛ إذْ لَا عَذَابَ إلَّا عَلَى مَنْ بَلَغَتْهُ الرِّسَالَةُ وَكَذَلِكَ عُقُوبَةُ الْفُسَّاقِ لَا تَثْبُتُ إلَّا بَعْدَ قِيَامِ الْحُجَّةِ.
ص372: وَهُنَا قَاعِدَةٌ شَرِيفَةٌ يَنْبَغِي التَّفَطُّنُ لَهَا: وَهُوَ أَنَّ مَا عَادَ مِنْ الذُّنُوبِ بِإِضْرَارِ الْغَيْرِ فِي دِينِهِ وَدُنْيَاهُ فَعُقُوبَتُنَا لَهُ فِي الدُّنْيَا أَكْبَرُ، وَأَمَّا مَا عَادَ مِنْ الذُّنُوبِ بِمَضَرَّةِ الْإِنْسَانِ فِي نَفْسِهِ فَقَدْ تَكُونُ عُقُوبَتُهُ فِي الْآخِرَةِ أَشَدَّ، وَإِنْ كُنَّا نَحْنُ لَا نُعَاقِبُهُ فِي الدُّنْيَا. وَإِضْرَارُ الْعَبْدِ فِي دِينِهِ وَدُنْيَاهُ هُوَ ظُلْمُ النَّاسِ؛ فَالظُّلْمُ لِلْغَيْرِ يَسْتَحِقُّ صَاحِبُهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا لَا مَحَالَةَ لِكَفِّ ظُلْمِ النَّاسِ بَعْضِهِمْ عَنْ بَعْضٍ ثُمَّ هُوَ نَوْعَانِ:
أَحَدُهُمَا: مَنْعُ مَا يَجِبُ لَهُمْ مِنْ الْحُقُوقِ وَهُوَ التَّفْرِيطُ.
والثَّانِي: فِعْلُ مَا يَضُرُّ بِهِ وَهُوَ الْعُدْوَانُ. فَالتَّفْرِيطُ فِي حُقُوقِ الْعِبَادِ ...
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[12 Jun 2006, 09:28 م]ـ
ص385: فَلَا يَسُوغُ الْخُرُوجُ عَنْ مُوجَبِ الْعُمُومِ وَالْإِطْلَاقِ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ بِالشُّبُهَاتِ وَلَا يَسُوغُ الذَّمُّ وَالْعُقُوبَةُ بِالشُّبُهَاتِ وَلَا يَسُوغُ جَعْلُ الشَّيْءِ حَقًّا أَوْ بَاطِلًا أَوْ صَوَابًا أَوْ خَطَأً بِالشُّبُهَاتِ وَاَللَّهُ يَهْدِينَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمَ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ؛ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ.
وَبَقِيَتْ هُنَا " الْمَسْأَلَةُ " الَّتِي تَشْتَبِهُ غَالِبًا وَهُوَ أَنْ يَظْهَرَ مِنْ بَعْضِ الرِّجَالِ الْمَجْهُولِ الْحَالِ أَمْرٌ مُخَالِفٌ لِلشَّرْعِ فِي الظَّاهِرِ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْذُورًا فِيهِ عُذْرًا شَرْعِيًّا.
مِثْلُ وَجْدٍ خَرَجَ فِيهِ عَنْ الشَّرْعِ لَا يُدْرَى أَهُوَ صَادِقٌ فِيهِ أَمْ مُتَصَنِّعٌ وَأَخْذُ مَالٍ بِغَيْرِ إذْنِ صَاحِبِهِ فِي الظَّاهِرِ مَعَ تَجْوِيزِ أَنْ يَكُونَ عَلِمَ طِيبَ قَلْبِ صَاحِبِهِ بِهِ فَهَذَا إنْ قِيلَ: يُنْكَرُ عَلَيْهِ جَازَ أَنْ يَكُونَ مَعْذُورًا وَإِنْ قِيلَ: لَا يُنْكَرُ عَلَيْهِ، لَزِمَ إقْرَارُ الْمَجْهُولِينَ عَلَى مُخَالَفَةِ الشَّرْعِ فِي الظَّاهِرِ فَالْوَاجِبُ فِي مِثْلِ هَذَا أَنْ يُخَاطَبَ صَاحِبُهُ أَوَّلًا بِرِفْقِ وَيُقَالَ لَهُ: هَذَا فِي
(يُتْبَعُ)
(/)
الظَّاهِرِ مُنْكَرٌ وَأَمَّا فِي الْبَاطِنِ فَأَنْتَ أَمِينُ اللَّهِ عَلَى نَفْسِك فَأَخْبِرْنَا بِحَالِك فِيهِ، أَوْ لَا تُظْهِرْهُ حَيْثُ يَكُونُ إظْهَارُهُ فِتْنَةً وَتَسْلُكُ فِي ذَلِكَ طَرِيقَةً لَا تُفْضِي إلَى إقْرَارِ الْمُنْكَرَاتِ وَلَا لَوْمِ الْبُرَآءِ.
وَالضَّابِطُ: أَنَّ مَنْ عُرِفَ مِنْ عَادَتِهِ الصِّدْقُ وَالْأَمَانَةُ = أُقِرَّ عَلَى مَا لَمْ يُعْلَمْ أَنَّهُ كَذِبٌ وَحَرَامٌ. وَمَنْ عُرِفَ مِنْهُ الْكَذِبُ أَوْ الْخِيَانَةُ = لَمْ يُقَرَّ عَلَى الْمَجْهُولِ، وَأَمَّا الْمَجْهُولُ = فَيُتَوَقَّفُ فِيهِ.
ص394: وَأَمَّا الْخَلَوَاتُ فَبَعْضُهُمْ يَحْتَجُّ فِيهَا بِتَحَنُّثِهِ بِغَارِ حِرَاءٍ قَبْلَ الْوَحْيِ وَهَذَا خَطَأٌ؛ فَإِنَّ مَا فَعَلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ النُّبُوَّةِ إنْ كَانَ قَدْ شَرَعَهُ بَعْدَ النُّبُوَّةِ فَنَحْنُ مَأْمُورُونَ بِاتِّبَاعِهِ فِيهِ وَإِلَّا فَلَا. وَهُوَ مِنْ حِينِ نَبَّأَهُ اللَّهُ تَعَالَى لَمْ يَصْعَدْ بَعْدَ ذَلِكَ إلَى غَارِ حِرَاءٍ وَلَا خُلَفَاؤُهُ الرَّاشِدُونَ. وَقَدْ أَقَامَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ بِمَكَّةَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَدَخَلَ مَكَّةَ فِي عُمْرَةِ الْقَضَاءِ وَعَامَ الْفَتْحِ أَقَامَ بِهَا قَرِيبًا مِنْ عِشْرِينَ لَيْلَةً وَأَتَاهَا فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ؛ وَأَقَامَ بِهَا أَرْبَعَ لَيَالٍ وَغَارُ حِرَاءٍ قَرِيبٌ مِنْهُ وَلَمْ يَقْصِدْهُ.
ص402: وَابْنُ سِينَا وَمَنْ تَبِعَهُ أَخَذُوا أَسْمَاءً جَاءَ بِهَا الشَّرْعُ فَوَضَعُوا لَهَا مُسَمَّيَاتٍ مُخَالِفَةً لِمُسَمَّيَاتِ صَاحِبِ الشَّرْعِ ثُمَّ صَارُوا يَتَكَلَّمُونَ بِتِلْكَ الْأَسْمَاءِ فَيَظُنُّ الْجَاهِلُ أَنَّهُمْ يَقْصِدُونَ بِهَا مَا قَصَدَهُ صَاحِبُ الشَّرْعِ فَأَخَذُوا مُخَّ الْفَلْسَفَةِ وَكَسَوْهُ لِحَاءَ الشَّرِيعَةِ.
ص 403: وَمِمَّا يَأْمُرُونَ بِهِ الْجُوعُ وَالسَّهَرُ وَالصَّمْتُ مَعَ الْخَلْوَةِ بِلَا حُدُودٍ شَرْعِيَّةٍ بَلْ سَهَرٌ مُطْلَقٌ وَجُوعٌ مُطْلَقٌ وَصَمْتٌ مُطْلَقٌ مَعَ الْخَلْوَةِ كَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ ابْنُ عَرَبِيٍّ وَغَيْرُهُ وَهِيَ تُوَلِّدُ لَهُمْ أَحْوَالًا شَيْطَانِيَّةً.
وَأَبُو طَالِبٍ قَدْ ذَكَرَ بَعْضَ ذَلِكَ؛ لَكِنْ أَبُو طَالِبٍ أَكْثَرُ اعْتِصَامًا بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ مِنْ هَؤُلَاءِ. وَلَكِنْ يَذْكُرُ أَحَادِيثَ كَثِيرَةً ضَعِيفَةً بَلْ مَوْضُوعَةً مِنْ جِنْسِ أَحَادِيثِ الْمُسَبَّعَاتِ الَّتِي رَوَاهَا عَنْ الْخَضِرِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ كَذِبٌ مَحْضٌ وَإِنْ كَانَ لَيْسَ فِيهِ إلَّا قِرَاءَةُ قُرْآنٍ وَيَذْكُرُ أَحْيَانًا عِبَادَاتٍ بِدْعِيَّةً مِنْ جِنْسِ مَا بَالَغَ فِي مَدْحِ الْجُوعِ هُوَ وَأَبُو حَامِدٍ وَغَيْرُهُمَا وَذَكَرُوا أَنَّهُ يَزِنُ الْخُبْزَ بِخَشَبِ رَطْبٍ كُلَّمَا جَفَّ نَقَصَ الْأَكْلَ. وَذَكَرُوا صَلَوَاتِ الْأَيَّامِ وَاللَّيَالِي وَكُلُّهَا كَذِبٌ مَوْضُوعَةٌ؛ وَلِهَذَا قَدْ يَذْكُرُونَ مَعَ ذَلِكَ شَيْئًا مِنْ الْخَيَالَاتِ الْفَاسِدَةِ وَلَيْسَ هَذَا مَوْضِعَ بَسْطِ ذَلِكَ.
ص405:
فَأَمَّا الْخَلْوَةُ وَالْعُزْلَةُ وَالِانْفِرَادُ الْمَشْرُوعُ فَهُوَ مَا كَانَ مَأْمُورًا بِهِ أَمْرَ إيجَابٍ أَوْ اسْتِحْبَابٍ.
فَالأَوَّلُ: كَاعْتِزَالِ الْأُمُورِ الْمُحَرَّمَةِ وَمُجَانَبَتِهَا كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ} ...
وَأَمَّا اعْتِزَالُ النَّاسِ فِي فُضُولِ الْمُبَاحَاتِ وَمَا لا يَنْفَعُ وَذَلِكَ بِالزُّهْدِ فِيهِ = فَهُوَ مُسْتَحَبٌّ، وَقَدْ قَالَ طاوس: نِعْمَ صَوْمَعَةُ الرَّجُلِ بَيْتُهُ يَكُفُّ فِيهِ بَصَرَهُ وَسَمْعَهُ.
وَإِذَا أَرَادَ الْإِنْسَانُ تَحْقِيقَ عِلْمٍ أَوْ عَمَلٍ فَتَخَلَّى فِي بَعْضِ الْأَمَاكِنِ مَعَ مُحَافَظَتِهِ عَلَى الْجُمُعَةِ وَالْجَمَاعَةِ فَهَذَا حَقٌّ كَمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: رَجُلٌ آخِذٌ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كُلَّمَا سَمِعَ هَيْعَةً طَارَ إلَيْهَا يَتَتَبَّعُ الْمَوْتَ مَظَانَّهُ، وَرَجُلٌ مُعْتَزِلٌ فِي شِعْبٍ مِنْ الشِّعَابِ يُقِيمُ الصَّلَاةَ وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ وَيَدَعُ النَّاسَ إلَّا مِنْ خَيْرٍ». وَقَوْلُهُ: {يُقِيمُ الصَّلَاةَ وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ} دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ لَهُ مَالًا يُزَكِّيهِ وَهُوَ سَاكِنٌ مَعَ نَاسٍ يُؤَذِّنُ بَيْنَهُمْ وَتُقَامُ الصَّلَاةُ فِيهِمْ فَقَدْ قَالَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ {مَا مِنْ ثَلَاثَةٍ فِي قَرْيَةٍ وَلَا بَدْوٍ لَا تُقَامُ فِيهِمْ الصَّلَاةُ جَمَاعَةً إلَّا وَقَدْ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمْ الشَّيْطَانُ} وَقَالَ: {عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ فَإِنَّمَا يَأْخُذُ الذِّئْبُ الْقَاصِيَةَ مِنْ الْغَنَمِ}.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[13 Jun 2006, 09:15 م]ـ
ص418: وَكُنْت فِي أَوَائِلِ عُمْرِي حَضَرْت مَعَ جَمَاعَةٍ مِنْ أَهْلِ " الزُّهْدِ وَالْعِبَادَةِ وَالْإِرَادَةِ " فَكَانُوا مِنْ خِيَارِ أَهْلِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ. فَبِتْنَا بِمَكَانِ وَأَرَادُوا أَنْ يُقِيمُوا سَمَاعًا وَأَنْ أَحْضُرَ مَعَهُمْ فَامْتَنَعْت مِنْ ذَلِكَ فَجَعَلُوا لِي مَكَانًا مُنْفَرِدًا قَعَدْت فِيهِ فَلَمَّا سَمِعُوا وَحَصَلَ الْوَجْدُ وَالْحَالُ صَارَ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ يَهْتِفُ بِي فِي حَالِ وَجْدِهِ وَيَقُولُ: يَا فُلَانُ قَدْ جَاءَك نَصِيبٌ عَظِيمٌ تَعَالَ خُذْ نَصِيبَك فَقُلْت فِي نَفْسِي ثُمَّ أَظْهَرْته لَهُمْ لَمَّا اجْتَمَعْنَا: أَنْتُمْ فِي حِلٍّ مِنْ هَذَا النَّصِيبِ فَكُلُّ نَصِيبٍ لَا يَأْتِي عَنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنِّي لَا آكُلُ مِنْهُ شَيْئًا. وَتَبَيَّنَ لِبَعْضِ مَنْ كَانَ فِيهِمْ مِمَّنْ لَهُ مَعْرِفَةٌ وَعِلْمٌ أَنَّهُ كَانَ مَعَهُمْ الشَّيَاطِينُ وَكَانَ فِيهِمْ مَنْ هُوَ سَكْرَانُ بِالْخَمْرِ. وَاَلَّذِي قُلْته مَعْنَاهُ أَنَّ هَذَا النَّصِيبَ وَهَذِهِ الْعَطِيَّةَ وَالْمَوْهِبَةَ وَالْحَالَ سَبَبُهَا غَيْرُ شَرْعِيٍّ لَيْسَ هُوَ طَاعَةً لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَلَا شَرَعَهَا الرَّسُولُ فَهُوَ مِثْلُ مَنْ يَقُولُ: تَعَالَ اشْرَبْ مَعَنَا الْخَمْرَ وَنَحْنُ نُعْطِيك هَذَا الْمَالَ أَوْ عَظِّمْ هَذَا الصَّنَمَ وَنَحْنُ نُوَلِّيك هَذِهِ الْوِلَايَةَ وَنَحْوَ ذَلِكَ.
ص420:
وَإِنَّمَا نَهَى عَنْهُ [النذر] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَنَّهُ لَا فَائِدَةَ فِيهِ إلا الْتِزَامُ مَا الْتَزَمَهُ وَقَدْ لَا يَرْضَى بِهِ فَيَبْقَى آثِمًا.
وَإِذَا فَعَلَ تِلْكَ الْعِبَادَاتِ بِلا نَذْرٍ كَانَ خَيْرًا لَهُ. وَالنَّاسُ يَقْصِدُونَ بِالنَّذْرِ تَحْصِيلَ مُطَالِبِهِمْ فَبَيَّنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ النَّذْرَ لا يَأْتِي بِخَيْرِ فَلَيْسَ النَّذْرُ سَبَبًا فِي حُصُولِ مَطْلُوبِهِمْ وَذَلِكَ أَنَّ النَّاذِرَ إذَا قَالَ: لِلَّهِ عَلَيَّ إنْ حَفَّظَنِي اللَّهُ الْقُرْآنَ أَنْ أَصُومَ مَثَلًا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ أَوْ إنْ عَافَانِي اللَّهُ مِنْ هَذَا الْمَرَضِ أَوْ إنْ دَفَعَ اللَّهُ هَذَا الْعَدُوَّ أَوْ إنْ قَضَى عَنِّي هَذَا الدَّيْنَ فَعَلْت كَذَا فَقَدْ جَعَلَ الْعِبَادَةَ الَّتِي الْتَزَمَهَا عِوَضًا مِنْ ذَلِكَ الْمَطْلُوبِ.
وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ لَا يَقْضِي تِلْكَ الْحَاجَةَ بِمُجَرَّدِ تِلْكَ الْعِبَادَةِ الْمَنْذُورَةِ بَلْ يُنْعِمُ عَلَى عَبْدِهِ بِذَلِكَ الْمَطْلُوبِ لِيَبْتَلِيَهُ أَيَشْكُرُ أَمْ يَكْفُرُ؟ وَشُكْرُهُ يَكُونُ بِفِعْلِ مَا أَمَرَهُ بِهِ وَتَرْكِ مَا نَهَاهُ عَنْهُ.
وَأَمَّا تِلْكَ الْعِبَادَةُ الْمَنْذُورَةُ فَلَا تَقُومُ بِشُكْرِ تِلْكَ النِّعْمَةِ وَلَا يُنْعِمُ اللَّهُ تِلْكَ النِّعْمَةَ لِيَعْبُدَهُ الْعَبْدُ تِلْكَ الْعِبَادَةَ الْمَنْذُورَةَ الَّتِي كَانَتْ مُسْتَحَبَّةً فَصَارَتْ وَاجِبَةً؛ لِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَمْ يُوجِبْ تِلْكَ الْعِبَادَةَ ابْتِدَاءً بَلْ هُوَ يَرْضَى مِنْ الْعَبْدِ بِأَنْ يُؤَدِّيَ الْفَرَائِضَ وَيَجْتَنِبَ الْمَحَارِمَ، لَكِنَّ هَذَا النَّاذِرَ يَكُونُ قَدْ ضَيَّعَ كَثِيرًا مِنْ حُقُوقِ اللَّهِ ثُمَّ بَذَلَ ذَلِكَ النَّذْرَ لِأَجْلِ تِلْكَ النِّعْمَةِ وَتِلْكَ النِّعْمَةُ أَجَلُّ مِنْ أَنْ يُنْعِمَ اللَّهُ بِهَا لِمُجَرَّدِ ذَلِكَ الْمَبْذُولِ الْمُحْتَقَرِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَإِنْ كَانَ الْمَبْذُولُ كَثِيرًا وَالْعَبْدُ مُطِيعٌ لِلَّهِ: فَهُوَ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْ أَنْ يحوجه إلَى ذَلِكَ الْمَبْذُولِ الْكَثِيرِ؛ فَلَيْسَ النَّذْرُ سَبَبًا لِحُصُولِ مَطْلُوبِهِ كَالدُّعَاءِ فَإِنَّ الدُّعَاءَ مِنْ أَعْظَمِ الْأَسْبَابِ وَكَذَلِكَ الصَّدَقَةُ وَغَيْرُهَا مِنْ الْعِبَادَاتِ جَعَلَهَا اللَّهُ تَعَالَى أَسْبَابًا لِحُصُولِ الْخَيْرِ وَدَفْعِ الشَّرِّ إذَا فَعَلَهَا الْعَبْدُ ابْتِدَاءً، وَأَمَّا مَا يَفْعَلُهُ عَلَى وَجْهِ النَّذْرِ فَإِنَّهُ لَا يَجْلِبُ مَنْفَعَةً وَلَا يَدْفَعُ عَنْهُ مَضَرَّةً لَكِنَّهُ كَانَ بَخِيلًا فَلَمَّا نَذَرَ لَزِمَهُ ذَلِكَ فَاَللَّهُ تَعَالَى يَسْتَخْرِجُ بِالنَّذْرِ مِنْ الْبَخِيلِ فَيُعْطِي عَلَى النَّذْرِ مَا لَمْ يَكُنْ يُعْطِيهِ بِدُونِهِ وَاَللَّهُ أَعْلَم.
ص427:
وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ الْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمْ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنْ التَّعَفُّفِ؛ فَهَذَا إمَّا أَنْ يَكُونَ عَاجِزًا عَنْ الْكَسْبِ أَوْ قَادِرًا عَلَيْهِ بِتَفْوِيتِ مَا هُوَ فِيهِ أَطْوَعُ لِلَّهِ مِنْ الْكَسْبِ؛ فَفِعْلُ مَا هُوَ فِيهِ أَطْوَعُ هُوَ الْمَشْرُوعُ فِي حَقِّهِ، وَهَذَا يَتَنَوَّعُ بِتَنَوُّعِ أَحْوَالِ النَّاسِ.
وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ الْأَفْضَلَ يَتَنَوَّعُ " تَارَةً " بِحَسَبِ أَجْنَاسِ الْعِبَادَاتِ؛ كَمَا أَنَّ جِنْسَ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ مِنْ جِنْسِ الْقِرَاءَةِ، وَجِنْسَ الْقِرَاءَةِ أَفْضَلُ مِنْ جِنْسِ الذِّكْرِ، وَجِنْسَ الذِّكْرِ أَفْضَلُ مِنْ جِنْسِ الدُّعَاءِ.
و " تَارَةً " يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الْأَوْقَاتِ كَمَا أَنَّ الْقِرَاءَةَ وَالذِّكْرَ وَالدُّعَاءَ بَعْدَ الْفَجْرِ وَالْعَصْرِ هُوَ الْمَشْرُوعُ دُونَ الصَّلَاةِ.
و " تَارَةً " بِاخْتِلَافِ عَمَلِ الْإِنْسَانِ الظَّاهِرِ كَمَا أَنَّ الذِّكْرَ وَالدُّعَاءَ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ هُوَ الْمَشْرُوعُ دُونَ الْقِرَاءَةِ وَكَذَلِكَ الذِّكْرُ وَالدُّعَاءُ فِي الطَّوَافِ مَشْرُوعٌ بِالِاتِّفَاقِ وَأَمَّا الْقِرَاءَةُ فِي الطَّوَافِ فَفِيهَا نِزَاعٌ مَعْرُوفٌ.
و " تَارَةً " بِاخْتِلَافِ الْأَمْكِنَةِ: كَمَا أَنَّ الْمَشْرُوعَ بِعَرَفَةَ وَمُزْدَلِفَةَ وَعِنْدَ الْجِمَارِ وَعِنْدَ الصَّفَا والمروة هُوَ الذِّكْرُ وَالدُّعَاءُ دُونَ الصَّلَاةِ وَنَحْوِهَا، وَالطَّوَافُ بِالْبَيْتِ لِلْوَارِدِ أَفْضَلُ مِنْ الصَّلَاةِ، وَالصَّلَاةُ لِلْمُقِيمِينَ بِمَكَّةَ أَفْضَلُ.
وَ " تَارَةً " بِاخْتِلَافِ مَرْتَبَةِ جِنْسِ الْعِبَادَةِ: فَالْجِهَادُ لِلرِّجَالِ أَفْضَلُ مِنْ الْحَجِّ وَأَمَّا النِّسَاءُ فَجِهَادُهُنَّ الْحَجُّ، وَالْمَرْأَةُ الْمُتَزَوِّجَةُ طَاعَتُهَا لِزَوْجِهَا أَفْضَلُ مِنْ طَاعَتِهَا لِأَبَوَيْهَا؛ بِخِلَافِ الْأَيِّمَةِ فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ بِطَاعَةِ أَبَوَيْهَا.
و " تَارَةً " يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ حَالِ قُدْرَةِ الْعَبْدِ وَعَجْزِهِ: فَمَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ مِنْ الْعِبَادَاتِ أَفْضَلُ فِي حَقِّهِ مِمَّا يَعْجِزُ عَنْهُ وَإِنْ كَانَ جِنْسُ الْمَعْجُوزِ عَنْهُ أَفْضَلَ وَهَذَا بَابٌ وَاسِعٌ يَغْلُو فِيهِ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ وَيَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ.
فَإِنَّ مِنْ النَّاسِ مَنْ يَرَى أَنَّ الْعَمَلَ إذَا كَانَ أَفْضَلَ فِي حَقِّهِ لِمُنَاسَبَةِ لَهُ وَلِكَوْنِهِ أَنْفَع لِقَلْبِهِ وَأَطْوَع لِرَبِّهِ = يُرِيدُ أَنْ يَجْعَلَهُ أَفْضَلَ لِجَمِيعِ النَّاسِ وَيَأْمُرَهُمْ بِمِثْلِ ذَلِكَ! وَاَللَّهُ بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ وَجَعَلَهُ رَحْمَةً لِلْعِبَادِ وَهَدْيًا لَهُمْ يَأْمُرُ كُلَّ إنْسَانٍ بِمَا هُوَ أَصْلَحُ لَهُ فَعَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يَكُونَ نَاصِحًا لِلْمُسْلِمِينَ يَقْصِدُ لِكُلِّ إنْسَانٍ مَا هُوَ أَصْلَحُ لَهُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَبِهَذَا تَبَيَّنَ لَك أَنَّ مِنْ النَّاسِ مَنْ يَكُونُ تَطَوُّعُهُ بِالْعِلْمِ أَفْضَلَ لَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ تَطَوُّعُهُ بِالْجِهَادِ أَفْضَلَ وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ تَطَوُّعُهُ بِالْعِبَادَاتِ الْبَدَنِيَّةِ - كَالصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ - أَفْضَلَ لَهُ وَالْأَفْضَلُ الْمُطْلَقُ مَا كَانَ أَشْبَهَ بِحَالِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَاطِنًا وَظَاهِرًا. فَإِنَّ خَيْرَ الْكَلَامِ كَلَامُ اللَّهِ وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[15 Jun 2006, 05:37 م]ـ
ص440: ... وَلِهَذَا كَانَتْ الصَّلَاةُ كَالْإِيمَانِ لَا تَدْخُلُهَا النِّيَابَةُ بِحَالِ فَلا يُصَلِّي أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ الْفَرْضَ لا لِعُذْرِ وَلا لِغَيْرِ عُذْرٍ؛ كَمَا لا يُؤْمِنُ أَحَدٌ عَنْهُ وَلا تَسْقُطُ بِحَالِ؛ كَمَا لَا يَسْقُطُ الْإِيمَانُ؛ بَلْ عَلَيْهِ الصَّلاةُ مَا دَامَ عَقْلُهُ حَاضِرًا وَهُوَ مُتَمَكِّنٌ مِنْ فِعْلِ بَعْضِ أَفْعَالِهَا، فَإِذَا عَجَزَ عَنْ جَمِيعِ الأَفْعَالِ، وَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى الأَقْوَالِ، فَهَلْ يُصَلِّي بِتَحْرِيكِ طَرْفِهِ وَيَسْتَحْضِرُ الْأَفْعَالَ بِقَلْبِهِ؟
فِيهِ قَوْلانِ لِلْعُلَمَاءِ، وَإِنْ كَانَ الأَظْهَرُ أَنَّ هَذَا غَيْرُ مَشْرُوعٍ.
ص445: وَأَمَّا " الْجُنُونُ " فَقَدْ نَزَّهَ اللَّهُ أَنْبِيَاءَهُ عَنْهُ؛ فَإِنَّهُ مِنْ أَعْظَمِ نَقَائِصِ الْإِنْسَانِ؛ إذْ كَمَالُ الْإِنْسَانِ بِالْعَقْلِ وَلِهَذَا حَرَّمَ اللَّهُ إزَالَةَ الْعَقْلِ بِكُلِّ طَرِيقٍ وَحَرَّمَ مَا يَكُونُ ذَرِيعَةً إلَى إزَالَةِ الْعَقْلِ كَشُرْبِ الْخَمْرِ؛ فَحَرَّمَ الْقَطْرَةَ مِنْهَا وَإِنْ لَمْ تُزِلْ الْعَقْلَ؛ لِأَنَّهَا ذَرِيعَةٌ إلَى شُرْبِ الْكَثِيرِ الَّذِي يُزِيلُ الْعَقْلَ فَكَيْفَ يَكُونُ مَعَ هَذَا زَوَالُ الْعَقْلِ سَبَبًا أَوْ شَرْطًا أَوْ مُقَرِّبًا إلَى وِلَايَةِ اللَّهِ كَمَا يَظُنُّهُ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الضَّلَالِ حَتَّى قَالَ قَائِلُهُمْ فِي هَؤُلَاءِ: «هُمْ مَعْشَرٌ حَلُّوا النِّظَامَ وَخَرَقُوا السِّيَاجَ فَلَا فَرْضٌ لَدَيْهِمْ وَلَا نَفْلٌ مَجَانِينُ إلَّا أَنَّ سِرَّ جُنُونِهِمْ عَزِيزٌ عَلَى أَبْوَابِهِ يَسْجُدُ الْعَقْلُ» فَهَذَا كَلَامُ ضَالٍّ؛ بَلْ كَافِرٍ يَظُنُّ أَنَّ لِلْمَجْنُونِ سِرًّا يَسْجُدُ الْعَقْلُ عَلَى بَابِهِ؛ وَذَلِكَ لِمَا رَآهُ مِنْ بَعْضِ الْمَجَانِينِ مِنْ نَوْعِ مُكَاشَفَةٍ أَوْ تَصَرُّفٍ عَجِيبٍ خَارِقٍ لِلْعَادَةِ. وَيَكُونُ ذَلِكَ بِسَبَبِ مَا اقْتَرَنَ بِهِ مِنْ الشَّيَاطِينِ كَمَا يَكُونُ لِلسَّحَرَةِ وَالْكُهَّانِ فَيَظُنُّ هَذَا الضَّالُّ أَنَّ كُلَّ مَنْ كَاشَفَ أَوْ خَرَقَ عَادَةً كَانَ وَلِيًّا لِلَّهِ. وَمَنْ اعْتَقَدَ هَذَا فَهُوَ كَافِرٌ بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ وَالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى؛ فَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ الْكُفَّارِ وَالْمُشْرِكِينَ فَضْلًا عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ يَكُونُ لَهُمْ مِنْ الْمُكَاشَفَاتِ وَخَرْقِ الْعَادَاتِ بِسَبَبِ شَيَاطِينِهِمْ أَضْعَافُ مَا لِهَؤُلَاءِ؛ لِأَنَّهُ كُلَّمَا كَانَ الرَّجُلُ أَضَلَّ وَأَكْفَرَ كَانَ الشَّيْطَانُ إلَيْهِ أَقْرَبَ؛ لَكِنْ لَا بُدَّ فِي جَمِيعِ مُكَاشَفَةِ هَؤُلَاءِ مِنْ الْكَذِبِ وَالْبُهْتَانِ ...
ص449: وَمَنْ تَكَلَّمَ فِي الدِّينِ بِلَا عِلْمٍ كَانَ كَاذِبًا وَإِنْ كَانَ لَا يَتَعَمَّدُ الْكَذِبَ كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ {عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا قَالَتْ لَهُ سبيعة الأسلمية وَقَدْ تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَكَانَتْ حَامِلًا فَوَضَعَتْ بَعْدَ مَوْتِ زَوْجِهَا بِلَيَالٍ قَلَائِلَ فَقَالَ لَهَا أَبُو السَّنَابِلِ بْنُ بعكك: مَا أَنْتَ بِنَاكِحَةٍ حَتَّى يَمْضِيَ عَلَيْكِ آخِرُ الْأَجَلَيْنِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَبَ أَبُو السَّنَابِلِ بَلْ حَلَلْتِ فَانْكِحِي} وَكَذَلِكَ
(يُتْبَعُ)
(/)
لَمَّا قَالَ سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ إنَّهُمْ يَقُولُونَ: إنَّ عَامِرًا قَتَلَ نَفْسَهُ وَحَبِطَ عَمَلُهُ فَقَالَ: " كَذَبَ مَنْ قَالَهَا؛ إنَّهُ لَجَاهِدٌ مُجَاهِدٌ " وَكَانَ قَائِلُ ذَلِكَ لَمْ يَتَعَمَّدْ الْكَذِبَ فَإِنَّهُ كَانَ رَجُلًا صَالِحًا وَقَدْ رُوِيَ أَنَّهُ كَانَ أسيد بْنَ الحضير؛ لَكِنَّهُ لَمَّا تَكَلَّمَ بِلَا عِلْمٍ كَذَّبَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَدْ قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَابْنُ مَسْعُودٍ وَغَيْرُهُمَا مِنْ الصَّحَابَةِ فِيمَا يُفْتُونَ فِيهِ بِاجْتِهَادِهِمْ: إنْ يَكُنْ صَوَابًا فَمِنْ اللَّهِ وَإِنْ يَكُنْ خَطَأً فَهُوَ مِنِّي وَمِنْ الشَّيْطَانِ وَاَللَّهُ وَرَسُولُهُ بَرِيئَانِ مِنْهُ. فَإِذَا كَانَ خَطَأُ الْمُجْتَهِدِ الْمَغْفُورِ لَهُ هُوَ مِنْ الشَّيْطَانِ فَكَيْفَ بِمَنْ تَكَلَّمَ بِلَا اجْتِهَادٍ يُبِيحُ لَهُ الْكَلَامَ فِي الدِّينِ؟ فَهَذَا خَطَؤُهُ أَيْضًا مِنْ الشَّيْطَانِ مَعَ أَنَّهُ يُعَاقَبُ عَلَيْهِ إذَا لَمْ يَتُبْ وَالْمُجْتَهِدُ خَطَؤُهُ مِنْ الشَّيْطَانِ وَهُوَ مَغْفُورٌ لَهُ؛ كَمَا أَنَّ الِاحْتِلَامَ وَالنِّسْيَانَ وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنْ الشَّيْطَانِ وَهُوَ مَغْفُورٌ، بِخِلَافِ مَنْ تَكَلَّمَ بِلَا اجْتِهَادٍ يُبِيحُ لَهُ ذَلِكَ فَهَذَا كَاذِبٌ آثِمٌ فِي ذَلِكَ، وَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَسَنَاتٌ فِي غَيْرِ ذَلِكَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزِلُ عَلَى كُلِّ إنْسَانٍ وَيُوحِي إلَيْهِ بِحَسَبِ مُوَافَقَتِهِ لَهُ وَيُطْرَدُ بِحَسَبِ إخْلَاصِهِ لِلَّهِ وَطَاعَتِهِ لَهُ قَالَ تَعَالَى: {إنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ}.
ص 480: وَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لَا تَكُنْ مِمَّنْ يَتَّبِعُ الْحَقَّ إذَا وَافَقَ هَوَاهُ وَيُخَالِفُهُ إذَا خَالَفَ هَوَاهُ فَإِذَا أَنْتَ لا تُثَابُ عَلَى مَا اتَّبَعْته مِنْ الْحَقِّ، وَتُعَاقَبُ عَلَى مَا خَالَفْته. وَهُوَ كَمَا قَالَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - لِأَنَّهُ فِي الْمَوْضِعَيْنِ إنَّمَا قَصَدَ اتِّبَاعَ هَوَاهُ لَمْ يَعْمَلْ لِلَّهِ.
ص 503: وَقَالَتْ عَائِشَةُ: «كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وَقَدْ أَخْبَرَتْ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُعَاقِبُ لِنَفْسِهِ وَلَا يَنْتَقِمُ لِنَفْسِهِ لَكِنْ يُعَاقِبُ لِلَّهِ وَيَنْتَقِمُ لِلَّهِ، وَكَذَلِكَ أَخْبَرَ أَنَسٌ أَنَّهُ كَانَ يَعْفُو عَنْ حُظُوظِهِ وَأَمَّا حُدُودُ اللَّهِ فَقَدْ قَالَ: {وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْت يَدَهَا} أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ.
وَهَذَا هُوَ كَمَالُ الْإِرَادَةِ؛ فَإِنَّهُ أَرَادَ مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَيَرْضَاهُ مِنْ الْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ، وَأَمَرَ بِذَلِكَ وَكَرِهَ مَا يُبْغِضُهُ اللَّهُ مِنْ الْكُفْرِ وَالْفُسُوقِ وَالْعِصْيَانِ، وَنَهَى عَنْ ذَلِكَ كَمَا وَصَفَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِقَوْلِهِ: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ} {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَأَمَّا لِحَظِّ نَفْسِهِ فَلَمْ يَكُنْ يُعَاقِبُ وَلا يَنْتَقِمُ بَلْ يَسْتَوْفِي حَقَّ رَبِّهِ، وَيَعْفُو عَنْ حَظِّ نَفْسِهِ وَفِي حَظِّ نَفْسِهِ يَنْظُرُ إلَى الْقَدَرِ. فَيَقُولُ: " لَوْ قُضِيَ شَيْءٌ لَكَانَ " وَفِي حَقِّ اللَّهِ يَقُومُ بِالأَمْرِ فَيَفْعَلُ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَيُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَكْمَلَ الْجِهَادِ الْمُمْكِنِ فَجَاهَدَهُمْ أَوَّلًا بِلِسَانِهِ بِالْقُرْآنِ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا} {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا}.
ثُمَّ لَمَّا هَاجَرَ إلَى الْمَدِينَةِ وَأُذِنَ لَهُ فِي الْقِتَالِ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ. وَهَذَا مُطَابِقٌ لِمَا أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ مَعْرُوفٌ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثِ احْتِجَاجِ آدَمَ وَمُوسَى لَمَّا لَامَ مُوسَى آدَمَ لِكَوْنِهِ أَخْرَجَ نَفْسَهُ وَذُرِّيَّتَهُ مِنْ الْجَنَّةِ بِالذَّنْبِ الَّذِي فَعَلَهُ فَأَجَابَهُ آدَمَ بِأَنَّ هَذَا كَانَ مَكْتُوبًا عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ بِمُدَّةِ طَوِيلَةٍ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَحَجَّ آدَمَ مُوسَى " وَذَلِكَ لأَنَّ مَلامَ مُوسَى لآدَمَ لَمْ يَكُنْ لِحَقِّ اللَّهِ وَإِنَّمَا كَانَ لِمَا لَحِقَهُ وَغَيْرَهُ مِنْ الْآدَمِيِّينَ مِنْ الْمُصِيبَةِ بِسَبَبِ ذَلِكَ الْفِعْلِ، فَذَكَرَ لَهُ آدَمَ أَنَّ هَذَا كَانَ أَمْرًا مُقَدَّرًا لا بُدَّ مِنْ كَوْنِهِ، وَالْمَصَائِبُ الَّتِي تُصِيبُ الْعِبَادَ يُؤْمَرُونَ فِيهَا بِالصَّبْرِ؛ فَإِنَّ هَذَا هُوَ الَّذِي يَنْفَعُهُمْ.
وَأَمَّا لَوْمُهُمْ لِمَنْ كَانَ سَبَبًا فِيهَا فَلا فَائِدَةَ لَهُمْ فِي ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ مَا فَاتَهُمْ مِنْ الأُمُورِ الَّتِي تَنْفَعُهُمْ يُؤْمَرُونَ فِي ذَلِكَ بِالنَّظَرِ إلَى الْقَدَرِ، وَأَمَّا التَّأَسُّفُ وَالْحُزْنُ فَلا فَائِدَةَ فِيهِ، فَمَا جَرَى بِهِ الْقَدَرُ مِنْ فَوْتِ مَنْفَعَةٍ لَهُمْ أَوْ حُصُولِ مَضَرَّةٍ لَهُمْ فَلْيَنْظُرُوا فِي ذَلِكَ إلَى الْقَدَرِ، وَأَمَّا مَا كَانَ بِسَبَبِ أَعْمَالِهِمْ فَلْيَجْتَهِدُوا فِي التَّوْبَةِ مِنْ الْمَعَاصِي، وَالْإِصْلَاحِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ. فَإِنَّ هَذَا الْأَمْرَ يَنْفَعُهُمْ وَهُوَ مَقْدُورٌ لَهُمْ بِمَعُونَةِ اللَّهِ لَهُمْ.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[19 Jun 2006, 01:45 ص]ـ
ص511: وَ " الزُّهْدُ " النَّافِعُ الْمَشْرُوعُ الَّذِي يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ هُوَ: الزُّهْدُ فِيمَا لَا يَنْفَعُ فِي الْآخِرَةِ، فَأَمَّا مَا يَنْفَعُ فِي الْآخِرَةِ وَمَا يُسْتَعَانُ بِهِ عَلَى ذَلِكَ؛ فَالزُّهْدُ فِيهِ زُهْدٌ فِي نَوْعٍ مِنْ عِبَادَةِ اللَّهِ وَطَاعَتِهِ، وَالزُّهْدُ إنَّمَا يُرَادُ لِأَنَّهُ زُهْدٌ فِيمَا يَضُرُّ أَوْ زُهْدٌ فِيمَا لا يَنْفَعُ فَأَمَّا الزُّهْدُ فِي النَّافِعِ = فَجَهْلٌ وَضَلَالٌ؛ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " {احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُك وَاسْتَعِنْ بِاَللَّهِ وَلَا تَعْجِزَنَّ} ".
وَالنَّافِعُ لِلْعَبْدِ هُوَ عِبَادَةُ اللَّهِ وَطَاعَتُهُ وَطَاعَةُ رَسُولِهِ، وَكُلَّمَا صَدَّهُ عَنْ ذَلِكَ= فَإِنَّهُ ضَارٌّ لا نَافِعَ، ثُمَّ الْأَنْفَعُ لَهُ أَنْ تَكُونَ كُلُّ أَعْمَالِهِ عِبَادَةً لِلَّهِ وَطَاعَةً لَهُ.
وَإِنْ أَدَّى الْفَرَائِضَ وَفَعَلَ مُبَاحًا لا يُعِينُهُ عَلَى الطَّاعَةِ فَقَدْ فَعَلَ مَا يَنْفَعُهُ وَمَا لا يَنْفَعُهُ وَلَا يَضُرُّهُ.
وَكَذَلِكَ " الْوَرَعُ " الْمَشْرُوعُ هُوَ الْوَرَعُ عَمَّا قَدْ تُخَافُ عَاقِبَتُهُ وَهُوَ مَا يُعْلَمُ تَحْرِيمُهُ، وَمَا يَشُكُّ فِي تَحْرِيمِهِ وَلَيْسَ فِي تَرْكِهِ مَفْسَدَةٌ أَعْظَمُ مِنْ فِعْلِهِ ...
[أما] مَنْ يَتْرُكُ أَخْذَ الشُّبْهَةِ وَرَعًا مَعَ حَاجَتِهِ إلَيْهَا، وَيَأْخُذُ بَدَلَ ذَلِكَ مُحَرَّمًا بَيِّنًا تَحْرِيمُهُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
أَوْ يَتْرُكُ وَاجِبًا تَرْكُهُ أَعْظَمُ فَسَادًا مِنْ فِعْلِهِ مَعَ الشُّبْهَةِ كَمَنْ يَكُونُ عَلَى أَبِيهِ أَوْ عَلَيْهِ دُيُونٌ هُوَ مُطَالَبٌ بِهَا وَلَيْسَ لَهُ وَفَاءٌ إلَّا مِنْ مَالٍ فِيهِ شُبْهَةٌ فَيَتَوَرَّعُ عَنْهَا وَيَدَعُ ذِمَّتَهُ أَوْ ذِمَّةَ أَبِيهِ مُرْتَهِنَةً. [فهذا ورع غير مشروع]
وَكَذَلِكَ مِنْ " الْوَرَعِ " الِاحْتِيَاطُ بِفِعْلِ مَا يَشُكُّ فِي وُجُوبِهِ لَكِنْ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ.
وَتَمَامُ " الْوَرَعِ " أَنْ يَعلم الْإِنْسَانَ خَيْرُ الْخَيْرَيْنِ وَشَرُّ الشَّرَّيْنِ، وَيَعْلَمَ أَنَّ الشَّرِيعَةَ مَبْنَاهَا عَلَى تَحْصِيلِ الْمَصَالِحِ وَتَكْمِيلِهَا، وَتَعْطِيلِ الْمَفَاسِدِ وَتَقْلِيلِهَا. وَإِلَّا فَمَنْ لَمْ يُوَازِنْ مَا فِي الْفِعْلِ وَالتَّرْكِ مِنْ الْمَصْلَحَةِ الشَّرْعِيَّةِ وَالْمَفْسَدَةِ الشَّرْعِيَّةِ فَقَدْ يَدَعُ وَاجِبَاتٍ وَيَفْعَلُ مُحَرَّمَاتٍ. وَيَرَى ذَلِكَ مِنْ الْوَرَعِ؛ كَمَنْ يَدْعُ الْجِهَادَ مَعَ الْأُمَرَاءِ الظَّلَمَةِ وَيَرَى ذَلِكَ وَرَعًا وَيَدَعُ الْجُمْعَةَ وَالْجَمَاعَةَ خَلْفَ الْأَئِمَّةِ الَّذِينَ فِيهِمْ بِدْعَةٌ أَوْ فُجُورٌ وَيَرَى ذَلِكَ مِنْ الْوَرَعِ وَيَمْتَنِعُ عَنْ قَبُولِ شَهَادَةِ الصَّادِقِ وَأَخْذِ عِلْمِ الْعَالِمِ لِمَا فِي صَاحِبِهِ مِنْ بِدْعَةٍ خَفِيَّةٍ وَيَرَى تَرْكَ قَبُولِ سَمَاعِ هَذَا الْحَقِّ الَّذِي يَجِبُ سَمَاعُهُ مِنْ الْوَرَعِ!
وجاء في 615:
" الزُّهْدُ " هُوَ عَمَّا لَا يَنْفَعُ؛ إمَّا لِانْتِفَاءِ نَفْعِهِ، أَوْ لِكَوْنِهِ مَرْجُوحًا؛ لِأَنَّهُ مُفَوِّتٌ لِمَا هُوَ أَنْفَعُ مِنْهُ، أَوْ مُحَصِّلٌ لِمَا يَرْبُو ضَرَرُهُ عَلَى نَفْعِهِ.
وَأَمَّا الْمَنَافِعُ الْخَالِصَةُ أَوْ الرَّاجِحَةُ: فَالزُّهْدُ فِيهَا حُمْقٌ.
وَأَمَّا " الْوَرَعُ " فَإِنَّهُ الْإِمْسَاكُ عَمَّا قَدْ يَضُرُّ فَتَدْخُلُ فِيهِ الْمُحَرَّمَاتُ وَالشُّبُهَاتُ لِأَنَّهَا قَدْ تَضُرُّ. فَإِنَّهُ مَنْ اتَّقَى الشُّبُهَات اسْتَبْرَأَ لِعِرْضِهِ وَدِينِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَات وَقَعَ فِي الْحَرَامِ كَالرَّاعِي حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ.
وَأَمَّا " الْوَرَعُ " عَمَّا لَا مَضَرَّةَ فِيهِ أَوْ فِيهِ مَضَرَّةٌ مَرْجُوحَةٌ - لِمَا تَقْتَرِنُ بِهِ مِنْ جَلْبِ مَنْفَعَةٍ رَاجِحَةٍ أَوْ دَفْعِ مَضَرَّةٍ أُخْرَى رَاجِحَةٍ - فَجَهْلٌ وَظُلْمٌ.
وَذَلِكَ يَتَضَمَّنُ " ثَلَاثَةَ أَقْسَامٍ " لَا يَتَوَرَّعُ عَنْهَا:
الْمَنَافِعُ الْمُكَافِئَةُ، وَالرَّاجِحَةُ، وَالْخَالِصَةُ: كَالْمُبَاحِ الْمَحْضِ، أَوْ الْمُسْتَحَبِّ، أَوْ الْوَاجِبِ فَإِنَّ الْوَرَعَ عَنْهَا ضَلَالَةٌ. ...
ص544: " حُسْنُ الْقَصْدِ " مِنْ أَعْوَنِ الْأَشْيَاءِ عَلَى نَيْلِ الْعِلْمِ وَدَرْكِهِ.
وَ " الْعِلْمُ الشَّرْعِيُّ " مِنْ أَعْوَنِ الْأَشْيَاءِ عَلَى حُسْنِ الْقَصْدِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ، فَإِنَّ الْعِلْمَ قَائِدٌ وَالْعَمَلَ سَائِقٌ، وَالنَّفْسَ حَرُونٌ، فَإِنْ وَنَى قَائِدُهَا لَمْ تَسْتَقِمْ لِسَائِقِهَا، وَإِنْ وَنَى سَائِقُهَا لَمْ تَسْتَقِمْ لِقَائِدِهَا فَإِذَا ضَعُفَ الْعِلْمُ حَارَ السَّالِكُ وَلَمْ يَدْرِ أَيْنَ يَسْلُكُ فَغَايَتُهُ أَنْ يستطرح لِلْقَدَرِ، وَإِذَا تَرَكَ الْعَمَلَ حَارَ السَّالِكُ عَنْ الطَّرِيقِ فَسَلَكَ غَيْرَهُ مَعَ عِلْمِهِ أَنَّهُ تَرَكَهُ، فَهَذَا حَائِرٌ لَا يَدْرِي أَيْنَ يَسْلُكُ مَعَ كَثْرَةِ سَيْرِهِ، وَهَذَا حَائِرٌ عَنْ الطَّرِيقِ زَائِغٌ عَنْهُ مَعَ عِلْمِهِ بِهِ. قَالَ تَعَالَى: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ}. هَذَا جَاهِلٌ وَهَذَا ظَالِمٌ. قَالَ تَعَالَى: {وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}. مَعَ أَنَّ الْجَهْلَ وَالظُّلْمَ مُتَقَارِبَانِ لَكِنَّ الْجَاهِلَ لَا يَدْرِي أَنَّهُ ظَالِمٌ، وَالظَّالِمُ جَهِلَ الْحَقِيقَةَ الْمَانِعَةَ لَهُ مِنْ الْعِلْمِ ...
ص546: فَالْكَمَالُ الْمُطْلَقُ لِلْإِنْسَانِ هُوَ تَكْمِيلُ الْعُبُودِيَّةِ لِلَّهِ عِلْمًا وَقَصْدًا ... وَ " عِبَادَتُهُ " طَاعَةُ أَمْرِهِ، وَأَمْرُهُ لَنَا مَا بَلَّغَهُ الرَّسُولُ عَنْهُ؛ فَالْكَمَالُ فِي كَمَالِ طَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ بَاطِنًا وَظَاهِرًا وَمَنْ كَانَ لَمْ يَعْرِفْ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ فَتَرَكَ هَوَاهُ وَاسْتَسْلَمَ لِلْقَدَرِ، أَوْ اجْتَهَدَ فِي الطَّاعَةِ فَأَخْطَأَ، فَعَلَ الْمَأْمُورَ بِهِ إلَى مَا اعْتَقَدَهُ مَأْمُورًا بِهِ أَوْ تَعَارَضَتْ عِنْدَهُ الْأَدِلَّةُ فَتَوَقَّفَ عَمَّا هُوَ طَاعَةٌ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ فَهَؤُلَاءِ مُطِيعُونَ لِلَّهِ مُثَابُونَ عَلَى مَا أَحْسَنُوهُ مِنْ الْقَصْدِ لِلَّهِ وَاسْتَفْرَغُوهُ مِنْ وُسْعِهِمْ فِي طَاعَةِ اللَّهِ، وَمَا عَجَزُوا عَنْ عِلْمِهِ فَأَخْطَئُوهُ إلَى غَيْرِهِ فَمَغْفُورٌ لَهُمْ.
وَهَذَا مِنْ أَسْبَابِ فِتَنٍ تَقَعُ بَيْنَ الْأُمَّةِ فَإِنَّ أَقْوَامًا يَقُولُونَ وَيَفْعَلُونَ أُمُورًا هُمْ مُجْتَهِدُونَ فِيهَا وَقَدْ أَخْطَئُوا فَتَبْلُغُ أَقْوَامًا يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ تَعَمَّدُوا فِيهَا الذَّنْبَ، أَوْ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ لَا يُعْذَرُونَ بِالْخَطَأ، ِ وَهُمْ أَيْضًا مُجْتَهِدُونَ مُخْطِئُونَ، فَيَكُونُ هَذَا مُجْتَهِدًا مُخْطِئًا فِي فِعْلِهِ، وَهَذَا مُجْتَهِدًا مُخْطِئًا فِي إنْكَارِهِ، وَالْكُلُّ مَغْفُورٌ لَهُمْ.
وَقَدْ يَكُونُ أَحَدُهُمَا مُذْنِبًا؛ كَمَا قَدْ يَكُونَانِ جَمِيعًا مُذْنِبِينَ.
تنبيه: ما بين المعكوفين من عندي؛ لأن المعنى لا يستقيم إلا بهذا أو نحوه حسب فهمي، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)