رابط مفيد للمكتبات ودور النشر
ـ[أبو حازم الكناني]ــــــــ[21 Jul 2005, 06:47 م]ـ
الإخوة الكرام هذا رابط مفيد يحوي عدة روابط لعدد من دور النشر والمكتبات:
http://www.heartsactions.com/lab.htm
ـ[طالب المعالي]ــــــــ[21 Jul 2005, 07:01 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو حازم الكناني]ــــــــ[21 Jul 2005, 07:56 م]ـ
وبورك فيك يا طالب المعالي
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[21 Jul 2005, 08:04 م]ـ
شكرا لك.(/)
أقوال أهل العلم في حكم إسبال الثياب
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[23 Jul 2005, 08:20 م]ـ
لأخ فاضل أحتفظ باسمه
الحمد لله حق حمده و الصلاة و السلام على نبيه و عبده محمد و آله و صحبه،
أما بعد فهذه نتف من أقوال الأئمة على مر القرون، في مسألة إسبال الثياب، جمعتها في هذه الأوراق عسى أن تصحح المفاهيم. ذلك لأن الشائع من المؤلفات التي ترد علينا في هذا الباب يعطي انطباعًا خاطئًا. حتى إنه ليخيل لقارئها أنه ليس في المسألة غير قول واحد و هو التحريم. و هذا خلاف ما كان عليه علماء الأمة من السلف ...
أسأل الله تعالى أن يبين لنا سبيل الرشاد و يوفقنا إلى سلوكه، و أن يشرح صدورنا للحق و قبوله و العمل به، آمين
من العلماء المعاصرين الذين اشتهر عنهم القول بتحريم الإسبال مطلقًا، و تأثر الناس بفتواهم؛ الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، حيث قال ما نصه:
إسبال الإزار إذا قصد به الخيلاء فعقوبته أن لاينظر الله تعالى إليه يوم القيامة ولايكلمه ولايزكيه وله عذاب أليم، وأما إذا لم يقصد به الخيلاء فعقوبته أن يعذب مانزل من الكعبين بالنار لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" ثلاثة لايكلمهم الله يوم القيامة ولاينظر إليهم ولايزكيهم ولهم عذاب أليم؛ المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب "، وقال:" من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة "، فهذا فيمن جر ثوبه خيلاء.
وأما من لم يقصد الخيلاء ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" ما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار"، ولم يقيد ذلك بالخيلاء. ولا يتضح أن يقيد بها بناء على الحديث الذي قبله، لأن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إزرة المؤمن إلى نصف الساق ولا حرج - أو قال لا جناح - عليه فيما بينه وبين الكعبين، وماكان أسفل من ذلك فهو في النار، ومن جر إزاره بطراً لم ينظر الله إليه يوم القيامة " رواه مالك وأبوداود والنسائي وابن ماجة وابن حبان في صحيحه، ولأن العملين مختلفان والعقوبتين مختلفتان ومتى اختلف الحكم والسبب امتنع حمل المطلق على المقيد لما يلزم على ذلك من التناقض.
وأما من احتج بحديث أبي بكر رضي الله عنه فنقول له ليس لك حجة فيه من وجهين: الأول أن أبا بكر رضي الله عنه قال إن أحد شقي ثوبي يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه فهو رضي الله عنه لم يرخ ثوبه اختيالاً منه بل كان ذلك يسترخي ومع ذلك فهو يتعاهده. والذين يسبلون ويزعمون أنهم لم يقصدوا الخيلاء يرخون ثيابهم عن قصد، فنقول لهم: إن قصدتم إنزال ثيابكم إلى أسفل من الكعبين بدون قصد الخيلاء عذبتم على مانزل فقط بالنار، وإن جررتم ثيابكم خيلاء عذبتم بما هو أعظم من ذلك لايكلمكم الله يوم القيامة ولاينظر إليكم ولايزكيكم ولكم عذاب أليم.
الوجه الثاني أن أبا بكر رضي الله عنه زكاه النبي صلى الله عليه وسلم وشهد له أنه ليس ممن يصنع ذلك خيلاء فهل نال أحد من هؤلاء تلك التزكية والشهادة؟ ولكن الشيطان يفتح لبعض الناس المتشابه من نصوص الكتاب والسنة ليبرر لهم ماكانوا يعملون والله يهدي من يشاء إلى الصراط المستقيم. اهـ
قلت: كلام الشيخ رحمه الله مبني على أساس تعذر حمل المطلق على المقيد لاختلاف الحكمين، فقد قال في إحدى فتاواه:
" ثم إن بعض الناس إذا أنكر عليه الإسبال، قال: إنني لم أفعله خيلاء. فنقول له: الإسبال نوعان؛ نوع عقوبته أن يعذب الإنسان عليه في موضع المخالفة فقط، و هو ما أسفل من الكعبين بدون خيلاء، فهذا يعاقب عليه في موضع المخالفة؛ و هو ما نزل عن الكعبين، و لا يعاقب فاعله بأن الله لا ينظر إليه و لا يزكيه. و نوع عقوبته أن الله لا يكلمه و لا ينظر إليه يوم القيامة و لا يزكيه و له عذاب أليم، و هذا فيمن جره خيلاء، هكذا نقول له.اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
و قد سبقه إلى ذلك الأمير الصنعاني في جزء له سماه (استيفاء الأقوال في تحريم الإسبال على الرجال). قال ما ملخصه (ص26):" وقد دلَّت الأحاديث على أن ما تحت الكعبين في النار، وهو يفيد التحريم. ودل على أن من جَرّ إزاره خيلاء لا يَنْظر الله إليه، وهو دال على التحريم، وعلى أن عقوبة الخيلاء عقوبة خاصة هي عدم نظر الله إليه، وهو مما يُبْطل القول بأنه لا يحرم إلا إذا كان للخيلاء ".اهـ
و هذا يخالف ما ذكره في (سبل السلام) كما سيأتي قريبًا إن شاء الله، حيث وافق الجمهور بتقييد التحريم بالخيلاء، و هو الصواب لما سنبيّنه إن شاء الله. ولعل رسالة الصنعاني هذه هي التي عناها الشوكاني رحمه الله في (نيل الأوطار (1/ 641حيث قال: وقد جمع بعض المتأخرين رسالة طويلة جزم فيها بتحريم الإسبال مطلقاً.اهـ
و مهما يكن، فإن المتأمل في أحكام الإسبال يجد أنّ موردها واحد، إذ أنه لا اختلاف بين التعذيب بالنار و عدم نظر الله، بل هما متلازمان. و قد فسروا عدم النظر بعدم الرحمة، قال في (المستخرج): معنى قوله "لا ينظر إليهم" أي لايرحمهم، والنظر من الله لعباده إنما هو رحمته لهم ورأفته بهم، ومنه قول القائل: انظر إلي ينظر الله إليك أي ارحمني رحمك الله. اهـ
و قال الحافظ العراقي في شرح الترمذي – فيما نقله ابنه أبو زرعة في (طرح التثريب) -: عبر عن المعنى الكائن عند النظر بالنظر؛ لأن من نظر إلى متواضع رحمه ومن نظر إلى متكبر مقته، فالرحمة والمقت متسببان عن النظر. اهـ
و قد جمع هذه المعاني حديث أبي ذر رضي الله عنه:" ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، قال: فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار. قال أبو ذر: خابوا وخسروا من هم يا رسول الله؟ قال:"المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب". رواه مسلم برقم (106).
و قد اشتمل على أربعة أحكام كلها متلازمة، و على طريقة الشيخ رحمه الله بالتفريق، فإنه يلزمه أن يكون هذا الحديث بيانًا لحكم ثالث، غير (الجرّ) و غير (ما أسفل الكعبين)، لاختلاف العقوبة فيه ... و هذا بيّن البطلان، لأن من مقته الله لم يرحمه، و من لم يرحمه عذّبه. فالعقوبة بالنار نتيجة للإعراض و عدم التزكية.
هذا، و قد روى حديثَ أبي ذر، الإمامُ النسائي في (الصغرى 4458) بلفظ:" المسبل إزاره "، و هي رواية لمسلم (106)، و في (الكبرى 6050) بلفظ: " المسبل إزاره خيلاء ... " فرجع التقييد بـ (الخيلاء).
و مما يدل على أن العقوبة واحدة؛ حديث هبيب الغفاري رضي الله عنه أنه رأى محمد القرشي قام يجر إزاره فنظر إليه هبيب فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"من وطئه خيلاء – أي إزاره كما في رواية - وطئه في النار" رواه أحمد (3/ 437) و أبو يعلى (1542) و الطبراني في (الكبير 544) قال في (مجمع الزوائد 5/ 125): رجال أحمد رجال الصحيح خلا أسلم أبا عمران وهو ثقة.اهـ و صححه الألباني رحمه الله في (صحيح الترغيب و الترهيب) برقم (2040).
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في (التخويف من النار 1/ 118): وفي مسند الإمام أحمد عن هبيب بن المغفل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:" من وطئ إزاره خيلاء وطئه في النار" وهو يبين معنى ما في صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: " ما تحت الكعبين من الإزار ففي النار "، أن المراد ما تحت الكعب من البدن والثوب معا وأنه يسحب ثوبه في النار كما يسحبه في الدنيا خيلاء.اهـ
قلت: فعلى هذا، فإنّ قوله " ما أسفل الكعبين ففي النار" بيانٌ لمحل الحكم الذي سببه مُبَيّنٌ في قوله " لا ينظر الله ... " و المعنى؛ أنه من أسبل ثوبه خيلاء أصابت النارُ ما تحت كعبيه. و إنما لم تصب ما فوقهما لأن ما فوقهما من الثياب مأذون به على كل حال، و إلى هذا يرشد قوله " و لا جناح عليه فيما بينه و بين الكعبين ".
و يظهر هذا المعنى أكثر في حديث ابن عمر رضي الله عنهما من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل، و فيه: " ارفع الإزار فإن ما مست الأرض من الإزار إلى ما أسفل من الكعبين في النار "، رواه أحمد في المسند (5724).
(يُتْبَعُ)
(/)
فظهر بالدليل الصريح أن العقوبتين عقوبة واحدة و أنّ موردهما واحد. و إذا كان الأمر كذلك، وجب حمل مطلق الإسبال على قيد المخيلة، كما تقتضي قواعد علم الأصول. قال الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله البسام رحمه الله: " (إن القاعدة الأصولية هي حمل المطلق على المقيد وهي قاعدة مطردة في عموم نصوص الشريعة. والشارع الحكيم لم يقيد تحريم الإسبال – بالخيلاء – إلا لحكمة أرادها ولولا هذا لم يقيده. والأصل في اللباس الإباحة، فلا يحرم منها إلا ما حرمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. والشارع قصد من تحريم هذه اللبسة الخاصة قصد الخيلاء من الإسبال وإلا لبقيت اللبسة المذكورة على أصل الإباحة. وإذا نظرنا إلى عموم اللباس وهيئاته وأشكاله لم نجد منه شيئاً محرماً إلا وتحريمه له سبب وإلا فما معنى التحريم وما الغرض منه، لذا فإن مفهوم الأحاديث أن من أسبل ولم يقصد بذلك الكبر والخيلاء، فإنه غير داخل في الوعيد ".اهـ من (توضيح الأحكام من بلوغ المرام 6/ 246)
قلت: هذا هو الصواب الذي لا يسع أحدًا الحيد عنه، و هو الذي تلتئم به كل الأدلة و يتوافق و شرائع الإسلام. و هو مذهب أئمة الإسلام قديمًا و حديثًا؛
فقد جاء في (كشاف القناع للبهوتي 1/ 277):
قال أحمد في رواية حنبل:" جر الإزار وإسبال الرداء في الصلاة إذا لم يرد الخيلاء فلا بأس"
و في (المجموع) شرح (المهذب) للنووي رحمه الله:
" يحرم اطالة الثوب والإزار والسراويل على الكعبين للخيلاء، ويكره لغير الخيلاء، نص عليه الشافعي في (البويطي) وصرح به الأصحاب."
و جاء في (الآداب الشرعية) لابن مفلح الحنبلي، في فصل (في مقدار طول الثوب للرجل والمرأة وجر الذيول)؛ قال صاحب ’المحيط ‘ من الحنفية:" وروي أن أبا حنيفة رحمه الله ارتدى برداء ثمين قيمته أربعمائة دينار، وكان يجره على الأرض فقيل له: أولسنا نهينا عن هذا؟ فقال: إنما ذلك لذوي الخيلاء ولسنا منهم ".
واختار الشيخ تقي الدين رحمه الله عدم تحريمه ولم يتعرض لكراهة ولا عدمها. وقال أبو بكر عبد العزيز: يستحب أن يكون طول قميص الرجل إلى الكعبين وإلى شراك النعل وهو الذي في المستوعب , قال أبو بكر: وطول الإزار إلى مد الساقين , قال وقيل إلى الكعبين. اهـ
و قال ابن عبد البر رحمه الله في (التمهيد3/ 244):
الخيلاء: التكبر، وهي الخيلاء، والمخيلة. يقال منه: رجل خال ومختال شديد الخيلاء، وكل ذلك من البطر والكبر والله لا يحب المتكبرين، ولا يحب كل مختال فخور.
وهذا الحديث يدل على أن من جرّ إزاره من غير خيلاء ولا بطر، أنه لا يلحقه الوعيد المذكور. غير أن جرّ الإزار والقميص وسائر الثياب مذموم على كل حال. وأما المستكبر الذي يجر ثوبه فهو الذي ورد فيه ذلك الوعيد الشديد.
وجاء في (شرح صحيح مسلم للنووي رحمه الله 2/ 116):
"وأما قوله صلى الله عليه وسلم:" المسبل إزاره " فمعناه المرخى له الجار طرفه خيلاء كما جاء مفسرا فى الحديث الآخر" لا ينظر الله الى من يجر ثوبه خيلاء "، والخيلاء الكبر وهذا التقييد بالجر خيلاء يخصص عموم المسبل ازاره ويدل على أن المراد بالوعيد من جره خيلاء. وقد رخص النبىّ صلى الله عليه وسلم فى ذلك لأبي بكر الصديق رضى الله عنه وقال:" لست منهم "، إذ كان جره لغير الخيلاء "
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[23 Jul 2005, 08:21 م]ـ
و قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (22\ 138):
والفعل الواحد فى الظاهر يثاب الإنسان على فعله مع النية الصالحة ويعاقب على فعله مع النية الفاسدة. وضرب عدة أمثلة ثم قال: وكذلك اللباس فمن ترك جميل الثياب بخلا بالمال لم يكن له أجر، ومن تركه متعبدا بتحريم المباحات كان آثما، ومن لبس جميل الثياب إظهارا لنعمة الله وإستعانة على طاعة الله كان مأجورا، ومن لبسه فخرا وخيلاء كان آثما، فإن الله لا يحب كل مختال فخور. ولهذا حرم إطالة الثوب بهذه النية كما فى الصحيحين عن النبى صلى الله عليه وسلم قال:" من جر إزاره خيلاء لم ينظر الله يوم القيامة إليه " فقال أبوبكر: يا رسول الله إن طرف إزارى يسترخى إلا أن أتعاهد ذلك منه؟ فقال:" يا أبا بكر إنك لست ممن يفعله خيلاء ". وفى الصحيحين عن النبى أنه قال:" بينما رجل يجر إزاره خيلاء إذ خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى
(يُتْبَعُ)
(/)
يوم القيامة ". فهذه المسائل ونحوها تتنوع بتنوع علمهم وإعتقادهم.اهـ (أي بحسب نياتهم و مقاصدهم).
وقال رحمه الله في (شرح العمدة 4/ 363):
وهذه نصوص صريحة في تحريم الإسبال على وجه المخيلة، والمطلق منها محمول على المقيد، وإنما أطلق ذلك؛ لأن الغالب أن ذلك إنما يكون مخيلة. ثم قال: ولأن الأحاديث أكثرها مقيدة بالخيلاء فيحمل المطلق عليه، وما سوى ذلك فهو باقٍ على الإباحة، وأحاديث النهي مبنية على الغالب والمظنة. اهـ
و قال الذهبي رحمه الله في (الكبائر ص215): الكبيرة الخامسة والخمسون: إسبال الإزار والثوب واللباس والسراويل تعززا وعجبا وفخرا وخيلاء. قال الله تعالى (ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور).اهـ
و قال الشوكاني رحمه الله في (نيل الأوطار):
الحديث يدل على تحريم جر الثوب خيلاء. والمراد بجره هو جره على وجه الأرض وهو الموافق لقوله صلى الله عليه وسلم:"ما أسفل من الكعبين من الإزار في النار". وظاهر التقييد بقوله: خيلاء , يدل بمفهومه أن جر الثوب لغير الخيلاء لا يكون داخلا في هذا الوعيد.
و قال الصنعاني رحمه الله في (سبل السلام4/ 158):
والمراد: جر الثوب على الأرض، وهو الذي يدل له حديث البخاري " ما أسفل من الكعبين من الإزار في النار". وتقييد الحديث بالخيلاء دال بمفهومه أنه لا يكون من جره غير خيلاء داخلا في الوعيد. وقد صرح به ما أخرج البخاري وأبو داود والنسائي أنه قال أبو بكر رضي الله عنه لما سمع هذا الحديث: إن إزاري يسترخي إلا أن أتعاهده، فقال له صلى الله عليه وآله وسلم:"إنك لست ممن يفعله خيلاء"، وهو دليل على اعتبار المفاهيم من هذا النوع. اهـ
وجاء في (فتح الباري 10/ 263) لابن حجر:
وفي هذه الأحاديث أن إسبال الإزار للخيلاء كبيرة، وأما الإسبال لغير الخيلاء فظاهر الأحاديث تحريمه أيضا، لكن استدل بالتقييد في هذه الأحاديث بالخيلاء على أن الإطلاق في الزجر الوارد في ذم الإسبال محمول على المقيد هنا، فلا يحرم الجر والإسبال إذا سلم من الخيلاء.
و جاء في (طرح التثريب) للحافظ أبي زرعة العراقي رحمه الله:
التقييد بالخيلاء يخرج ما إذا جره بغير هذا القصد , ويقتضي أنه لا تحريم فيه وقد تقدم من صحيح البخاري وغيره قول أبي بكر رضي الله عنه:" إن أحد شقي ثوبي يسترخى إلا أن أتعاهد ذلك منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك لست تصنع ذلك خيلاء " وبوب البخاري في صحيحه باب: من جر إزاره من غير خيلاء , وأورد فيه هذا الحديث وحديث أبي بكرة:" خسفت الشمس ونحن عند النبي صلى الله عليه وسلم فقام يجر ثوبه مستعجلا حتى أتى المسجد ... الحديث".اهـ
و قال الباجي رحمه الله في (المنتقى7/ 226):
قوله صلى الله عليه وسلم " الذي يجر ثوبه خيلاء " يريد كبرا. وقال عيسى بن دينار عن ابن القاسم: الخيلاء الذي يتبختر في مشيه , ويختال فيه ويطيل ثيابه بطرا من غير حاجة إلى أن يطيلها ولو اقتصد في ثيابه ومشيه لكان أفضل له , قال الله عز وجل (والله لا يحب كل مختال فخور). وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أرخص في الخيلاء في الحرب , وقال:" إنها لمشية يبغضها الله إلا في هذا الموضع ". ومعنى ذلك والله أعلم لما فيه من التعاظم على أهل الكفر والاستحقار لهم والتصغير لشأنهم.
و قال: وقوله صلى الله عليه وسلم " الذي يجر ثوبه خيلاء " يقتضي تعلق هذا الحكم بمن جره خيلاء أما من جره لطول ثوب لا يجد غيره أو عذر من الأعذار فإنه لا يتناوله الوعيد. وقد روي " أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه لما سمع هذا الحديث قال: يا رسول الله إن أحد شقي إزاري يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لست ممن يصنعه خيلاء ". وروى الحسن بن أبي الحسن البصري عن أبي بكرة: " خسفت الشمس ونحن عند النبي صلى الله عليه وسلم فقام يجر ثوبه مستعجلا حتى أتى المسجد ".اهـ
وجاء في (فيض القدير للمناوي رحمه الله 5/ 420):
أي محل الإزار " ففي النار " حيث أسبله تكبرا كما أفهمه خبر " لا ينظر الله إلى من يجر ثوبه خيلاء " فكنى بالثوب عن بدن لابسه ومعناه: أن الذي دون الكعبين من القدم يعذب عقوبة له فهو من تسمية الشيء باسم ما جاوره أو حل فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
و فيه أيضا: (المسبل إزاره) الذي يطوّل ثوبه ويرسله إذا مشى تيهاً وفخراً (خيلاء) أي يقصد الخيلاء بخلافه لا بقصدها ولذلك رخص المصطفى صلى اللّه عليه وسلم في ذلك لأبي بكر حيث كان جره لغير الخيلاء. اهـ
و قال السيوطي رحمه الله في (تنوير الحوالك 1/ 217):
" ما أسفل من ذلك "، (ما) موصولة و (أسفل) بالنصب خبر كان محذوفة والجملة صلة. ويجوزكون (ما) شرطية و (أسفل) فعل ماض. (ففي النار) أي محله من الرجل وذلك خاص بمن قصد به الخيلاء.
و في (الديباج 1/ 121):
" المسبل إزاره المرخي له الجار طرفيه خيلاء فهو مخصص بالحديث الآخر "لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء "، وقد رخص صلى الله عليه وسلم في ذلك لأبي بكر حيث كان جره لغير الخيلاء."
وقال السندي في حاشيته على (سنن النسائي) في شرح حديث" ثلاثة لا يكلمهم الله ... ومنهم المسبل": "المسبل" من الإسبال بمعنى الإرخاء عن الحد الذي ينبغي الوقوف عنده والمراد إذا كان عن مخيلة والله تعالى أعلم.
و في حاشيته على (البخاري4/ 24) قال معلقًا على حديث " ما أسفل من الكعبين فهو في النار": أي إذا كان ذلك خيلاء.
و هو اختيار البخاري رحمه الله في جامعه الصحيح حيث عقد بابًا و ترجم له: من جر إزاره من غير خيلاء. و ذكر تحته حديثين؛
أحدهما عن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال:" من جر ثوبه خيلاء لم ينظر اللَّه إليه يوم القيامة، فقال أبو بكر: يا رسول اللَّهِ إن إزاري يسترخي إلا أن أتعاهده. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: إنك لست ممن يفعله خيلاء ".
و الآخر عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:" خَسَفَتْ الشَّمْسُ وَنَحْنُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ يَجُرُّ ثَوْبَهُ مُسْتَعْجِلاً حَتَّى أَتَى الْمَسْجِدَ وَثَابَ النَّاسُ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ فَجُلِّيَ عَنْهَا ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا وَقَالَ:" إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئاً فَصَلُّوا وَادْعُوا اللَّهَ حَتَّى يَكْشِفَهَا ".
و أورد أبو عوانة في مسنده الصحيح حديث ابن عمر رضي الله عنهما و خرجه من وجوه و أردفه بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:" إزرة المؤمن ... " و ترجم عليها: (الأخبار الناهية عن جر الرجل إزاره بطرا وخيلاء والتشديد فيه والدليل على أن من لم يرد به خيلاء لم تكن عليه تلك الشدة).
و ذكر ابن حبان في صحيحه: باب: ذكر الزجر عن إسبال المرء إزاره إذ الله جل وعلا لا ينظر إلى فاعله، وذكرحديث المغيرة بن شعبة قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بحجزة سفيان بن أبي سهيل فقال:" يا سفيان لا تسبل إزارك، فإن الله لا ينظر إلى المسبلين". (رقم5442)
ثم ذكر بعده (باب): ذكر العلة التي من أجلها زجر عن هذا الفعل، و ذكر حديث ابن عمر رضي الله عنهما:" من جر ثيابه من مخيلة فإن الله لا ينظر إليه يوم القيامة ". رقم (5443)
وكان قد ذكر في موطن آخر من صحيحه (2/ 281) حديث أبي جري الهجيمي قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إنا قوم من أهل البادية، فعلمنا شيئا ينفعنا الله به، فقال: " لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تكلم أخاك، ووجهك إليه منبسط. وإياك وإسبال الإزار، فإنه من المخيلة، ولا يحبها الله. وإن امرؤ شتمك بما يعلم فيك، فلا تشتمه بما تعلم فيه، فإن أجره لك، ووباله على من قاله".
قال أبو حاتم (ابن حبان): الأمر بترك استحقار المعروف أمر قصد به الإرشاد. والزجر عن إسبال الإزار زجر حتم لعلة معلومة، وهي الخيلاء، فمتى عدمت الخيلاء، لم يكن بإسبال الإزار بأس. والزجر عن الشتيمة، إذا شوتم المرء، زجر عنه في ذلك الوقت، وقبله، وبعده، وإن لم يشتم. اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
و مما يدل على أن قوله "ما أسفل الكعبين .. " داخلة في معنى "من جرّ ثوبه ... "؛ أن الصحابة الذين رووا اللفظ الأول كانوا يحتجّون على المسبلين باللفظ الثاني. فعن محمد بن زياد قال: سمعت أبا هريرة ورأى رجلا يجر إزاره، فجعل يضرب الأرض برجله وهو أمير على البحرين، وهو يقول: جاء الأمير، جاء الأمير، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن الله لا ينظر إلى من يجر إزاره بطرًا " رواه الشيخان و اللفظ لمسلم.
و عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه رأى رجلا يجر إزاره فقال: ممن أنت؟ فانتسب له فإذا رجل من بني ليث فعرفه ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذني هاتين يقول:" من جر إزاره لا يريد بذلك إلا المخيلة فإن الله لا ينظر إليه يوم القيامة " رواه مسلم (2086).
و قد أُشكل على بعض الأفاضل كون الأمرين وردا جميعًا في حديث واحد؛ و هو حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: " إزرة المؤمن إلى إنصاف ساقيه لا جناح عليه فيما بينه و بين الكعبين، ما أسفل من ذلك ففي النار، ما أسفل من ذلك ففي النار. لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا ". و قد مر تخريجه، و هذا لفظ الإمام مالك رحمه الله في الموطأ، و هو أصحها. و زعم بعضهم أن الجمع بين العقوبتين في لفظ واحد دليل على اختلافهما.
و الجواب: أن قوله " لا ينظر الله يوم القيامة ... " في الحديث هو تذييل لتقرير حكم و تعليله. و لذلك لم تعطف على ما قبلها، كما في الرواية السابقة، و إن كان قد أثبت بعضهم حرف العطف و لكن هذه أرجح. و المعنى: أن من أسبل ثوبه خيلاء وكبرًا، حق له أن يطأ في النار إلى كعبيه، لأن الله لا يرحمه يوم القيامة بل يمقته. و هذا ما فهمه الإمام مالك من الحديث، حيث أورده في (باب) ما جاء في إسبال الرجل ثوبه.
و الدليل على أن قوله " ما أسفل الكعبين " يراد به الإسبال، حديث جابر بن سليم رضي الله عنه الطويل وفيه:" وارفع إزارك إلى نصف الساق، فإن أبيتَ فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة، وإن الله لا يحب المخيلة " رواه أحمد (4/ 64) و أبو داود (4084) و ابن حبان في صحيحه (521) و غيرهم.
فتأمل كيف اعتبر مجاوزة الكعبين إسبالاً فنهاه عن ذلك. فصار قوله " إياك و الإسبال " في هذا الحديث، مقابل قوله " ما أسفل من ذلك ففي النار" في حديث أبي سعيد الخدري، و كذلك هي السنة يصدق بعضها بعضًا.
و نظيره حديث ابن عمر رضي الله عنهما:" الإسبال في الإزار والقميص والعمامة، من جر شيئا خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة ". رواه ابن أبي شيبة في المصنف، و أبو داود (4094) والنسائي (8/ 208) وابن ماجة (3576) وغيرهم من طريق عبد العزيز بن أبي رواد.
فقد أجمل الإسبال المنهي عنه ثم بيّن المقصود بالنهي. فهل يصلح أن يقال: أنّ فيه حكمين؛ الإسبال مطلقًا، و الجر خيلاء؟؟؟ لا يمكن ذلك و لا يستقيم، لأنك أنّى توجهت وجدت الإسبال مرادفًا للجرّ و مقيّدًا بالمخيلة.
و أمّا ما ذكره الشيخ – أعني ابن عثيمين رحمه الله - في حديث أبي بكر رضي الله عنه، فجوابه عن الوجه الأول؛ أن العبرة ليست في الحيثية التي اعتذر بها أبو بكر رضي الله عنه، و لكنّ العبرة في جواب رسول الله صلى الله عليه و سلم. و جواب رسول الله صلى الله عليه و سلم صريح في إناطة الحكم بالخيلاء. حيث عدل عما يوهم أنه خاص بأبي بكر أو بمن له عذر إلى لفظ عام يناط به الحكم وجودًا و عدمًا.
و لو كان الأمر كما قال الشيخ رحمه الله و من ذهب مذهبه، لكان جواب رسول الله صلى الله عليه و سلم متعلقًا بتلك الحيثيات، كأن يقول له مثلاً:" ما دمت تتعاهده فلا بأس "، أو " إنك لم تسبل ابتداءً " فلا حرج عليك، أو ما شابه ذلك ...
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[23 Jul 2005, 08:22 م]ـ
و أما الوجه الثاني فجوابه: أن النبي صلى الله عليه و سلم كان في مقام الإفتاء و بيان الأحكام و ليس في مقام المدح و الثناء.
(يُتْبَعُ)
(/)
و أمّا قول الشيخ رحمه الله:" ولكن الشيطان يفتح لبعض الناس المتشابه من نصوص الكتاب والسنة ليبرر لهم ماكانوا يعملون "، فوددت أني لم أقرأه، لأن هؤلاء البعض في الحقيقة هم عامة علماء المسلمين و أئمّتهم من السلف و الخلف. كلهم يستدل بحديث أبي بكر على أن التحريم مقيد بما ذُكر فيه.
وهناك من العلماء من قال:- إن إطالة الثوب في حد ذاتها خيلاء، فتكون محرمة، وأنه لا يتصور من أحد أن يطيل ثوبه لغير الخيلاء، وأن من ادعى أنه يطيله للعادة، وليس للخيلاء فهو كاذب في دعواه، قال ذلك ابن العربي في (عارضة الأحوذي)، قال: لا يجوز للرجل أن يجاوز بثوبه كعبه، ويقول: لا أجرُّه خيلاء! لأن النهي قد تناوله لفظاً، ولا يجوز لمن تناوله اللفظ حكماً أن يقول: لا أمتثله لأن تلك العلة ليست فيّ، فإنها دعوى غير مسلمة، بل إطالته ذيله دالة على تكبره. اهـ
وقد نقل ابن حجر رحمه الله هذا الكلام، وعلق عليه - كالمؤيد له – بقوله: وحاصله أن الإسبال يستلزم جر الثوب، وجر الثوب يستلزم الخيلاء، ولو لم يقصد اللابس الخيلاء، ويؤيده ما أخرجه أحمد بن منيع من وجه آخر عن ابن عمر في أثناء حديث رفعه: "وإياك وجر الإزار فإن جر الإزار من المخيلة "، وأخرج الطبراني من حديث أبي أمامة: " بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ لحقنا عمرو بن زرارة الأنصاري في حلة إزار ورداء قد أسبل، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ بناحية ثوبه ويتواضع لله، ويقول: " عبدك وابن عبدك وأمتك " حتى سمعها عمرو فقال: يا رسول الله إني حمش الساقين فقال: " يا عمرو إن الله قد أحسن كل شيء خلقه، يا عمرو إن الله لا يحب المسبل ... الحديث " وأخرجه أحمد من حديث عمرو نفسه، لكن قال في روايته: "عن عمرو بن فلان"، وأخرجه الطبراني أيضاً فقال: عن عمرو بن زرارة وفيه:" ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربعة أصابع تحت الأربع، فقال: يا عمرو هذا موضع الإزار ... الحديث". ورجاله ثقات، وظاهره أن عمراً المذكورلم يقصد بإسباله الخيلاء، وقد منعه من ذلك لكونه مظنته. وأخرج الطبراني من حديث الشريد الثقفي قال: أبصر النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً قد أسبل إزاره فقال: "ارفع إزارك" فقال إني أحنف تصطك ركبتاي، قال: "ارفع إزارك فكل خلق الله حسن". وأخرجه مسدد وأبو بكر بن أبي شيبة من طرق عن رجل من ثقيف لم يسم وفي آخره:"وذاك أقبح مما بساقيك" انتهى كلام الحافظ رحمه الله.
و قد تعقبه الشوكاني رحمه الله فقال في (نيل الأوطار 2/ 113): وقد عرفت ما في حديث الباب من قوله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: إنك لست ممن يفعل ذلك خيلاء وهو تصريح بأن مناط التحريم الخيلاء، وأن الإسبال قد يكون للخيلاء، وقد يكون لغيره، فلابد من حمل قوله:" فإنها من المخيلة " في حديث جابر بن سليم، على أنه خرج مخرج الغالب، فيكون الوعيد المذكور في حديث الباب متوجهاً إلى من فعل ذلك اختيالاً، والقول: بأن كل إسبال من المخيلة أخذاً بظاهر حديث جابر ترده الضرورة، فإن كل أحد يعلم أن من الناس من يسبل إزاره مع عدم خطور الخيلاء بباله. ثم قال: وبهذا يحصل الجمع بين الأحاديث وعدم إهدار قيد الخيلاء المصرح به في الصحيحين. ثم قال: وحمل المطلق على المقيد واجب، وأما كون الظاهر من عمرو أنه لم يقصد الخيلاء فما بمثل هذا الظاهر تعارض الأحاديث الصحيحة.اهـ
قلت: و ممن تبنىّ هذا القول من العلماء المعاصرين، الشيخ ابن باز رحمه الله حيث قال معلقًا على حديث جابر بن سليم الذي فيه:" و إياك و الإسبال فإنه من المخيلة ". قال:" فجعل الإسبال كله من المخيلة؛ لأنه في الغالب لا يكون إلا كذلك، ومن لم يُسبل للخيلاء فعمله وسيلة لذلك، والوسائل لها حكم الغايات "
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: ليس هذا على إطلاقه، فما يكون للخيلاء في مجتمع قد لا يكون كذلك في مجتمع آخر، و هذا أمر مشاهد، لأن العادات و الأعراف غير ثابتة. و قد ورد الحديث بلفظ: " وإياك والمخيلة فإن الله عز وجل لا يحب المخيلة ... " رواه أحمد في المسند (20738) و ابن المبارك في الزهد (1047) و الشيباني في الأحاد و المثاني (1183)، و هذه الرواية تبيّن أن النهي إنما هو لأجل المخيلة.كما أنه لو كان الإسبال كله مخيلة لصار قوله صلى الله عليه و سلم " من جر ثوبه خيلاء .. " لا معنى له. و كذلك فإن الواقع يبطله ضرورة كما ذكر الإمام الشوكاني رحمه الله. بل إنّ هذه الوسيلة ربما انقلبت عكسيًّا، كما هي الحال في المجتمع الذي أنا فيه، حيث ينظر إلى سحب الذيول و جرها على أنه رعونة و إهمال، و ليس عظمة و اختيالاً.
و عليه، فإن قوله في الحديث " فإنها من المخيلة " خبرٌ عن واقع و ليس حكمًا. أخبر فيه النبي صلى الله عليه و سلم عن حال الناس في عصره و ما كانوا عليه من التعاظم بجر الذيول و التخايل بسحبها. حتى أضحى الإسبال شعارًا للمترفين من أهل العجب و الزهو، و لا شك أن المؤمن الذي يعيش في مجتمع كهذا، فإنه يحسن به أن يبتعد عن الهيئات التي تثير الشبهات، و في هذا الإتجاه يَرِدُ قول رسول الله صلى الله عليه و سلم: " إزرة المؤمن إلى نصف الساق "، و هذا إرشادٌ و ليس إلزامًا.
و مهما يكن، فإن القول: بأن كل إسبال يؤدي إلى المخيلة قول يكذبه الواقع و ترده الضرورة. ذلك لأن القيم و المفاهيم الإجتماعية غير ثابتة. و قد تنبّه لذلك بعض السلف – لله درهم – فهذا أيوب السختياني و هو من أئمة المسلمين المقتدى بهم، يقول: " كانت الشهرة فيما مضى في تذييلها، و الشهرة اليوم في تقصيرها ".
أخرجه معمر في (جامعه 11/ 84) – و من طريقه عبدالرزاق في (المصنف 11/ 84)، و من طريقه أيضا: أخرجه ابن سعد في (الطبقات 7/ 248) و الدينوري في (المجالسة 191) و أبو نعيم في (الحلية 3/ 7) و البيهقي في (الشعب رقم:6243).
و بالفعل، هذا ما نراه بأعيننا حيث صارت هذه اللِّبسة شعارًا لأقوام يظنون أنفسهم الأقرب لتطبيق السنة و يزدرون من يسبل ثوبه حتى و لو كان الإسبال إلى الحد المسنون؛ أعني الكعبين. و هي الهيئة التي كان عليها سلف الأمة كما سنبينه بعد قليل. و يمعن بعض الأغمار في التشمير إلى حد الشُّهرة المذموم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (شرح العمدة 4/ 368): و يكره تقصير الثوب الساتر عن نصف الساق قال إسحاق بن إبراهيم: دخلت على أبي عبد الله – يعني الإمام أحمد - و عليَّ قميصٌ قصيرٌ أسفل من الرُّكبة و فَوقَ نصفِ السَّاق، فقال: أَيشٍ هذا؛ و أنكره، و في رواية: أيش هذا، لِمَ تُشَهِّرُ نَفسَك.اهـ
فلا بد إذًا و نحن ندرس السنة أن لا نغفل دراسة المجتمع الذي كان يعيش فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم، و نتعرف على عاداته، و الظرف الذي قيلت فيه تلك الأحاديث. فانظر مثلا إلى غسل الرِّجل و هي في النعل، و قد ذكره الأئمة في أبواب الطهارة، هل يصلح هذا لأحذيتنا؟ و انظر إلى دخول القوم إلى المساجد بالنعال، هل حال المساجد آنذاك كحال مساجدنا اليوم؟ و انظر في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما بين المشرق و المغرب قبلة " هل يصلح هذا لنا معاشر المغاربة في شمال إفريقية؟
و هذا المعنى لم يزل ببال العلماء؛ قال الحافظ أبوزرعة العراقي في (التثريب) و هو يتكلم عن الأكمام: قال والدي رحمه الله في شرح الترمذي: لا شك في تناول التحريم لما مس الأرض منها للخيلاء , ولو قيل بتحريم ما زاد عن المعتاد لم يكن بعيدا فقد " كان كمُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرسغ "، وأراد عمر قص كمَّ عتبة بن فرقد فيما خرج عن الأصابع، وكذلك فعل عليّ في قميص اشتراه لنفسه. ولكن قد حدث للناس اصطلاح بتطويلها فإن كان ذلك على سبيل الخيلاء فهو داخل في النهي , وإن كان على طريق العوائد المتجددة من غير خيلاء فالظاهر عدم التحريم , وذكر القاضي عياض عن العلماء أنه يكره كل ما زاد على الحاجة والمعتاد في اللباس من الطول والسعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
و من العلماء من قال: أن الوصف بالخيلاء خرج مخرج الغالب، والقيد إذا خرج مخرج الغالب فلا مفهوم له عند عامة الأصوليين - كما قال الشيخ بكر أبو زيد - كما في قوله: (و ربائبكم اللاتي في حجوركم)، فبنت المرأة محرمة على زوجها، ربيبة كانت عنده أم لا، ونحو قوله: (ولا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة)، فالربا قليلُه وكثيرُه حرام.
و الجواب: أن إلحاق هذه المسألة بما ذكر لا يستقيم لوجود الفارق؛ ذلك لأن دليل القيد بالخيلاء ليس بالمفهوم و إنما هو بالمنطوق و هو قوله صلى الله عليه و سلم لأبي بكر رضي الله عنه: " إنك لست ممن يفعله خيلاء ".
و يقطع كلَّ تأويل حديثُ ابن عمر رضي الله عنهما الذي فيه:" من جر إزاره لا يريد بذلك إلا المخيلة فإن الله لا ينظر إليه يوم القيامة " رواه مسلم (2085) و أبو عوانة (8585) و غيرهما.
و هو نص صريح في أن الإسبال لا يحرم إلا إذا قُصد به الإختيال، و فيه أيضًا رد على من يزعم أن الإختيال يحصل بمجرد الإسبال و لو لم يخطر ببال المسبل.
و من الأدلة التي تعلق بها القائلون بحرمة الإسبال مطلقًا، حديث ابن عمر رضي الله عنهما من رواية نافع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة فقالت أم سلمة: فكيف يصنعن النساء بذيولهن؟ قال: يرخين شبرًا. فقالت: إذا تنكشف أقدامهن؟ قال: فيرخينه ذراعا لا يزدن عليه." رواه النسائي (5336) و الترمذي (1731) و قال: حسن صحيح.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في (الفتح 10/ 259): ويستفاد من هذا الفهم التعقب على من قال أن الأحاديث المطلقة في الزجر عن الإسبال مقيدة بالأحاديث الأخرى المصرحة بمن فعله خيلاء ... ووجه التعقب أنه لو كان كذلك لما كان في استفسار أم سلمة عن حكم النساء في جر ذيولهن معنى، بل فهمت الزجر عن الإسبال مطلقا سواء كان عن مخيلة أم لا، فسألت عن حكم النساء في ذلك لاحتياجهن إلى الإسبال، من أجل ستر العورة، لأن جميع قدمها عورة. فبين لها أن حكمهن في ذلك خارج عن حكم الرجال في هذا المعنى فقط. وقد نقل عياض الإجماع على أن المنع في حق الرجال دون النساء ومراده منع الإسبال لتقريره صلى الله عليه وسلم أم سلمة على فهمها زاهـ
و قد اغتر بهذا الكلام صاحب (القول المبين في أخطاء المصلين) فقال (ص31): و يستفاد من كلمة "رخص" و من سؤال أم سلمة السابق " فكيف يصنع النساء بذيولهن " بعد سماعها وعيد جر الثوب، التعقب على من قال:-إن الأحاديث المطلقة في الزجر عن الإسبال مقيدة بالأحاديث الأخرى المصرحة بمن فعله خيلاء. و وجه التعقب: أنه لو كان كذلك لما كان في استفسار أم سلمة عن حكم النساء في جر ذيولهن معنى، بل فهمت الزجر عن الإسبال مطلقا، سواء كان عن مخيلة أم لا ... اهـ
و هذا لعمري أمر عجيب، و أعجب منه صدوره عن الحافظ رحمه الله، فهل يعقل أن يعترض بمثل هذا و صدرُ الحديث نصّ في تقييد الإسبال بالخيلاء؟ كيف استُسيغ مثل هذا التعقب، و مناسبة سؤال أم سلمة إنما هو قوله صلى الله عليه و سلم: " من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة "، يقول "خيلاء"، و الحديث واحد فكيف يعارض أوله بآخره؟؟؟ و من أين لهذا المتعقب أنّ أم سلمة رضي الله عنها فهمت الإطلاق في الزجر عن الإسبال؟ و سياق الحديث يأبى ذلك. و كل ما فيه: أنها سألت عمن وقعت من النساء بين الأمرين؛ أعني بين الإسبال المحرم بقيده و بين وجوب ستر القدمين، فأذن لهن بالإسبال على أيّة حال لتأكد التستر في حقهن. و يبيّن ذلك رواية " رخّص"، أي حتى مع وجود هاجس الخيلاء.
فائدة: قال الباجي رحمه الله في (المنتقى 7/ 226):- و هذا يقتضي أن نساء العرب لم يكن من زيهن خفّ و لا جورب. كنّ يلبسن النعال أو يمشين بغير شيء، و يقتصرن من ستر أرجلهن على إرخاء الذيل.اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: و معنى هذا أن المرأة إذا كان لها ما تستر به قدميها و تأمن معه عدم الإنكشاف عند الحركة، فلا يلزمها إرخاء ذيلها شبرًا و لا ذراعًا. قال العدوي في حاشيته على (كفاية الطالب 2/ 873): وهذا كله حيث لا خف لها ولا جورب وإلا فلا تزيد.اهـ و استظهر الحافظ العراقي في (طرح التثريب) للمرأة التي عليها أكثر من ثوب ساتر، أن تكتفي بثوب واحد، و ترفع غيره. قال: لأنّ الرُّخْصَةَ وَرَدَتْ فِي حَقِّهِنَّ لِلسِّتْرِ وَهُوَ حَاصِلٌ بِثَوْبٍ وَاحِدٍ.
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[23 Jul 2005, 08:23 م]ـ
و من الأدلة التي تعلق بها القائلون بالتحريم على الإطلاق، بعض الأحاديث التي يأمر فيها النبي صلى الله عليه و سلم بعض أصحابه بالتشمير، قال بعضهم: ويكفيك أن تأتي بأي حديث مما صح فيه احتساب النبي - صلى الله عليه وسلم - على صحابي قد أطال ثوبه فأمره - صلى الله عليه وسلم - بتشميره ليسقط هذا التفريق الذي يذهب إليه جماهير العلماء من فقهاء وشراح للأحاديث، وذلك لأن النبي – صلى الله عليه وسلم - لم يستفصل منه، وتركُ الاستفصال في مقام الاحتمال ينزل منزلة العموم في المقال كما تعلمون، وبه يتبين أن النبي – صلى الله عليه وسلم - لم يكن يفرق بين من يفعله خيلاء أو بغيره في وجوب تشمير الثوب فوق الكعبين.اهـ
و الجواب: أن تلك الأحاديث هي من قبيل وقائع الأعيان و الأحوال التي لا تفيد العموم، وترك الإستفصال فيها لظهور الحال. فأنت إذا رأيت شخصًا يمشي المطيطاء و يلتفت إلى عطفيه شامخًا بأنفه، فلا تحتاج إلى أن تسأله إن كان يتخايل أم لا؟؟؟
و من أقوى الدلائل على أن تلك الوقائع لا تفيد العموم؛ حديث ابن عمر رضي الله عنهما عند الإمام أحمد (6340) بسند رجاله رجال الصحيح، يحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم رآه وعليه إزار يتقعقع، يعني جديدًا، فقال: من هذا؟ فقلت: أنا عبد الله. فقال: إن كنت عبد الله فارفع إزارك. قال: فرفعته، قال: زد؟ قال: فرفعته حتى بلغ نصف الساق. قال: ثم التفت إلى أبي بكر فقال: من جرّ ثوبه من الخيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة. فقال أبو بكر: إنه يسترخي إزاري أحيانًا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لست منهم."
فهذا الحديث نص صريح في إناطة الحكم بعلة المخيلة، فإن قيل: لِم أمر ابن عمر بالتشمير و لم يستفصل؟ فالجواب: أن حال ابن عمر كانت تغني عن الإستفصال؛ شاب حدث، عليه لباس جديد، يتقعقع أي يحدث صوتًا عند تحريكه، قد أسبله، فما ظنك به و هو في مجتمع قد تواطأ على اعتبار مثل تلك المظاهر؟ .. و لذلك بالغ النبي صلى الله عليه و سلم في أمره بالتشمير، و كان يكفيه أن يأمره برفعه إلى الكعبين. و الظاهر أن ابن عمر رضي الله عنهما قد كان في نفسه بعض تلك المعاني، لأنه لم يعتذر بشيء بعد سماعه رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: " من جر ثوبه من الخيلاء " كما اعتذر الصديق رضي الله عنه.
و على هذا الوجه يُنزَل حديث عمر رضي الله عنه مع الشاب الذي قال له: " (يا غلام ارفع إزارك فإنه أتقى لربك و أنقى لثوبك "
و منه كذلك، ما وقع لسالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما؛ قال جرير بن يزيد: كنت جالسًا إلى سالم بن عبد الله على باب داره، فمر به شاب من قريش يسحب إزاره، فصاح به سالم وقال: ارفع إزارك؟ وجعل الشاب يعتذر من استرخاء إزاره، ثم أقبل عليّ سالم فقال: حدثنا أبو هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:" بينما رجل يمشي في حلة له معجب به نفسه فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة". رواه أحمد (9053) و أبو عوانة (8559) و النسائي (9679).
و كذلك كان فهم السلف؛ إنما ينكرون على من ظنوا به العجب و المخيلة بسبب مظهره، ولم يكن إنكارهم على إطلاقه كما يفهم البعض.
(يُتْبَعُ)
(/)
و من ذلك حديث أبي أمامة رضي الله عنه قال: " بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ لحقنا عمرو بن زرارة الأنصاري في حلة إزار ورداء قد أسبل، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ بناحية ثوبه ويتواضع لله، ويقول: " عبدك وابن عبدك وأمتك " حتى سمعها عمرو فقال: يا رسول الله إني حمش الساقين فقال: " يا عمرو إن الله قد أحسن كل شيء خلقه، يا عمرو إن الله لا يحب المسبل ... الحديث " و قد سبق ذكره.
و الظاهر أن عمرو فعل ذلك اختيالاً، كما يشير إليه قول أبي أمامة:" فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ بناحية ثوبه ويتواضع لله ". و لذلك فإن النبي صلى الله عليه و سلم لم يقبل اعتذاره. مع أنه قد ثبت عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فعل ذلك للسبب ذاته.
فقد أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه (24816) بسند جيد عن ابن مسعود رضي الله عنه " أنه كان يسبل إزاره فقيل له في ذلك فقال: إني رجل حمش الساقين ". لكن قال الحافظ في الفتح (10/ 264): (هو محمول على أنه أسبله زيادة على المستحب، وهو أن يكون إلى نصف الساق، ولا يظن به أنه جاوز به الكعبين! والتعليل يرشد إليه، ومع ذلك فلعله لم تبلغه قصة عمرو بن زرارة.) اهـ
قلت: قد مر من كلام العلماء أن الإسبال عند الإطلاق يراد به الإرخاء إلى ما دون الكعبين، و الأصل إبقاء الخبر على ظاهره، هذا من جهة. و من جهة أخرى، فإنه حتى لو لم تبلغه قصة عمرو بن زرارة، فهل يعقل أن يأمر النبي صلى الله عليه و سلم واحدًا من عامة الناس و لا يأمر صاحب وسادته و نعله، و من هو معه صباح مساء، يلازمه و يخدمه حتى أن الغريب ليحسب أنه من أهل البيت؟
و لعل الحافظ ابن عبد البر رحمه الله قد تنبّه لذلك فقال في (التمهيد 20/ 229): " لعله أذن له كما أذن لعرفجة أن يتخذ أنفا من ذهب فيتجمل به."
قلت: و هذا كذلك مجرد تأويل لا دليل عليه، و الصواب أن يحمل فعل عبد الله بن مسعود على أنه لم يقصد الخيلاء. فالفارق بين العملين هو القصد و النية، حيث أُذن للأول و منع الآخر على ذلك الإعتبار. و قد قال البهوتي في (كشاف القناع): " (فإن أسبل ثوبه لحاجة كسِتْرِ ساقٍ قبيحٍ من غير خيلاء، أبيح) قال أحمد في رواية حنبل: جر الإزار وإسبال الرداء في الصلاة، إذا لم يرد الخيلاء فلا بأس (ما لم يرد التدليس على النساء) فإنه من الفحش. وفي الخبر: " من غشنا فليس منا ".اهـ قلت: و قوله " ما لم يرد التدليس ... " إنما يعرف ذلك بقرائن الأحوال.
و مما يستفاد مما سبق: اعتبار أحوال الأشخاص في الأحكام باختلافها وهو أصل مطرد غالبًا، كما صرح بذلك العلماء، و قد سبق كلام شيخ الإسلام في ذلك فتذكره.
فائدة: قال الحافظ أبو زرعة العراقي في (طرح التثريب): - يستثنى من جره خيلاء ما إذا كان ذلك حالة القتال فيجوز لما في الحديث الصحيح أنه عليه الصلاة والسلام قال:" إن من الخيلاء ما يحب الله ومن الخيلاء ما يبغض الله فأما الخيلاء التي يحب الله فأن يتبختر الرجل بنفسه عند القتال" الحديث صححه ابن حبان. فالجر خيلاء هنا فيه إعزاز الإسلام وظهوره واحتقار عدوه وغيظه بخلاف ما فيه احتقار المسلمين وغيظهم والاستعلاء عليهم.
قال والدي رحمه الله في (شرح الترمذي): والأظهر أيضا جوازه بلا كراهة دفعا لضرر يحصل له،كأن يكون تحت كعبيه جراح، أو حكة أو نحو ذلك، إن لم يغطها تؤذه الهوام كالذباب ونحوه بالجلوس عليها ولا يجد ما يسترها به إلا رداءه أو إزاره أو قميصه، فقد أذن النبي صلى الله عليه وسلم للزبير و ابن عوف في لبس قميص الحرير من حكة كانت بهما وأذن صلى الله عليه وسلم لكعب في حلق رأسه , وهو محرم لما أذاه القمل مع تحريم لبس الحرير لغير عارض وتحريم حلق الرأس للمحرم , وهذا كما يجوز كشف العورة للتداوي وغير ذلك من الأسباب المبيحة للترخص.اهـ
و مما تعلق به المانعون من الإسبال مطلقًا، قول الشيخ ابن باز رحمه الله: " و لما في ذلك من التشبه بالنساء، و تعريض الثياب للوسخ و النجاسة، و لما في ذلك أيضًا من الإسراف ".اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: أما التشبه بالنساء فبيّنه حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لِبسة المرأة، والمرأة تلبس لِبسة الرجل ".رواه أبو داود (4098) و النسائي (9253) و ابن حبان في صحيحه (5751) و الحاكم في المستدرك (7415) و قال: صحيح على شرط مسلم
قال الطبري: المعنى؛ لا يجوز للرجال التشبه بالنساء في اللباس والزينة التي تختص بالنساء ولا العكس. و قال الحافظ: وكذا في الكلام والمشي، فأما هيئة اللباس فتختلف باختلاف عادة كل بلد. اهـ من (عون المعبود11/ 105).
و أما تعريض الثوب للوسخ و للنجاسة فجوابه: أن ما يصيب طرف الثوب من أذى معفو عنه من الشرع بسبب الحرج، و الأرض يطهر بعضها بعضًا. و الإحتراز من النجاسة لا يوجب بالضرورة تحريم الإسبال.
و أما الإسراف فلا أعرف وجهه، و نحن نتحدث عن ألبسة هذا العصر حيث المقاييس موحدة، و الأثواب جاهزة. نعم قد يكون الإسراف في حق من يذهب إلى خياط فيفصل له ثوبًا يزيد على قدره كنحو ذراع ... و أما مجرد بعض الإسبال فلا يكون إسرافًا، لا عرفًا و لا شرعًا.
و اعلم أن إرخاء اللباس إلى الكعبين بل إلى ما دونهما سنة متبعة خلافًا لتوهم البعض. فقد ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فعلاً و تقريرًا.
أما الفعل فقد روى أبو داود (4096) و ابن أبي شيبة (24831) و البيهقي في الشعب (6147) عن عكرمة قال: رأيت ابن عباس إذا اتزر أرخى مقدم إزاره حتى يقع حاشيته على ظهر قدميه، ويرفع الإزار مما وراءه، فقلت:لم تأتزر هكذا؟ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتزر هذه الإزرة " وصححه الألباني رحمه الله في الصحيحة (1238).
و أما التقرير فقد روى البخاري في جامعه الصحيح في باب نوم الرجال في المسجد (442)، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:" رأيت سبعين من أصحاب الصفة ما منهم رجل عليه رداء، إما إزار وإما كساء، قد ربطوا في أعناقهم فمنها ما يبلغ نصف الساقين ومنها ما يبلغ الكعبين، فيجمعه بيده كراهية أن ترى عورته "
قلت: و قوله " فمنها ما يبلغ نصف الساقين " ليس المقصود سنة اللباس و لكن لعدم وجود الثياب الكامل السابغ، كما يدل عليه سياق الحديث.
و كذلك كانت الحال بالنسبة للصحابة بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم؛ فقد روى ابن أبي شيبة في المصنف (24829) عن خرشة " أن عمر دعا بشفرة فرفع إزار رجل عن كعبيه ثم قطع ما كان أسفل من ذلك. فكأني أنظر إلى ذباذبه تسيل على عقبيه "
و عن أبي إسحاق قال: رأيت ابن عباس أيام منى طويل الشعر، عليه إزار فيه بعض الإسبال، وعليه رداء أصفر. قال الهيثمي (9/ 285):رواه الطبراني وإسناده حسن. قلت: رواه الطبراني في الكبير (10572) و أبو بكر الشيباني في الأحاد و المثاني (390).
و أخرج ابن أبي شيبة وعنه أبو نعيم في الحلية: (5/ 322) وابن سعد في الطبقات: (5/ 403) عن عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن عمرو بن مهاجر قال: " كان قميص عمر بن عبد العزيز ما بين الكعب والشراك "
قال ابن عبد البر رحمه الله: وهذا يحتمل أن يكون عمر ذهب إلى أن يستغرق الكعبين كما إذ قيل في الوضوء إلى الكعبين استغرقهما، وكان الاحتياط أن يقصر عنهما إلا أن معنى هذا مخالف لمعنى الوضوء ولكن عمر ليس منهم كما قال رسول الله لأبي بكر: لست منهم، أي لست ممن يجر ثوبه خيلاء وبطرا. اهـ
و أخرج ابن أبي شيبة في (المصَنَّفِ) (رقم 24845) قال: حدثنا ابن مهدي، عن أبي عوانة، عن مغيرة قال: " كان إبراهيم قميصُه على ظهر القدم ". إسناده صحيحٌ، و ابراهيم هو ابن يزيد النخعي إمام الكوفة.
و أخرج الإمام أحمد في (العلل) – رواية ابنه عبد الله – (رقم 841) قال:حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدَّثنا حماد بن زيد، قال: " أمرَنِي أيّوب (السختياني) أن أقطعَ له قميصاً قال: اجعلْه يضرِبُ ظَهْرَ القدم، و اجعَلْ فَمَ كُمِّهِ شبراً ". وإِسنادٌه صحيحٌ
و اعلم أن حد نصف الساق إنما هو في حق الإزار دون غيره من الثياب، قال بعض الفضلاء: الثوب ليس كالإزار معنى ولا وصفاً ولا حكماً، فالثوب هو القميص وهو ما يلبس على الجلد من قطن وكتان، وله جيب وكمان، لذا لا يجوز للمحرم أن يحرم بقميص أو ثوب، بينما يشرع له أن يحرم بإزار، والإزار هو ما يتزر به، ويكون ثابتا على النصف الأسفل من البدن من السرة فما دون، فالروايات التي جاءت بالسنة المطهرة التي تحكي بأن يكون اللباس في حق الرجال إلى عضلة الساقين أو إلى أنصافهما، وفي بعض الروايات إلى الكعبين، إنما جاءت كلها بلفظ " الإزار "، قال العلامة بكر أبو زيد حفظه الله:" إن ألفاظ الروايات بجعل الإزار إلى عضلة الساقين أو إلى أنصاف الساقين كلها جاءت بلفظ " الإزار " ولم أقف على شيء منها بلفظ " الثوب ". فلنقف بالنص على لفظه ومورده ... وقال أيضاً: الإزار ثابت على النصف الأسفل من البدن من السرة فما دون، فلا يرتفع عند الركوع والسجود، أما الثوب فإذا كان طوله وطرفه إلى عضلة الساقين، أو إلى أنصاف الساقين، فإنه مع الركوع والسجود تحمله الكتفان والظهر، فينجر إلى أعلى، ويكون كشف مؤخرة الفخذ مئنة، أو مظنة قوية لانكشاف العورة، ولو انكشفت عورته وهو يصلي لبطلت صلاته.اهـ من رسالة (حد الثوب و الأزرة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[23 Jul 2005, 08:25 م]ـ
و قبل الختام ...
تذكَّرْ أنَّ الأحاديث الواردة في الإسبال على ثلاثة أقسام؛
قسم مطلق، مثل قوله " ما أسفل الكعبين في النار "، و قوله في حديث المغيرة رضي الله عنه: " رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم أخذ بحجزة سفيان بن أبى سهل فقال: يا سفيان لا تسبل إزارك فان الله لا يحب المسبلين" رواه أحمد و النسائي في الكبرى (9704) و ابن ماجة (3574) و ابن حبان فى صحيحه و هو حديث حسن و له شواهد.
قلت: الألف و اللام في (المسبلين) للعهد الذهني، و يعني بهم المختالين. و يؤيده رواية ابن حبان الماضية أول البحث بلفظ:" يا سفيان لا تسبل إزارك، فإن الله لا ينظر إلى المسبلين " و قد مرّ آنفًا بيان مَنْ لا ينظر الله إليهم. و في هذا تأييد قوي لتفسير الحافظ العراقي الذي سبق ذكره، من أنّ عدم النظر تعبير عن عدم المحبة و المقت.
و منه حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "بينما رجل يصلي مسبل إزاره، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اذهب فتوضأ ". فذهب فتوضأ ثم جاء فقال: " اذهب فتوضأ "، فقال له رجل: يا رسول الله، مالك أمرته أن يتوضأ ثم سكت عنه؟ قال:" إنه كان يصلي وهو مسبل إزاره، وإن الله لا يقبل صلاة رجل مسبل".
رواه أحمد (4/ 67) و أبو داود (6380 و 4086)
قلت: أعله المنذري فقال: فيه أبو جعفر رجل من المدينة لا يعرف. و قال الحافظ في (التقريب 1/ 628):" أبو جعفر المؤذن الأنصاري المدني مقبول من الثالثة ومن زعم أنه محمد بن علي ابن الحسين فقد وهم ".
قلت: و قوله " مقبول " يعني عند المتابعة، و لا متابع له في قوله " وإن الله لا يقبل صلاة رجل مسبل ". بل الحديث كله على مداره. فالعجب كيف يحكم على صلاة امرئ مسلم و وضوءه بالبطلان بمثل هذه الرواية؟؟؟
و قد روى ابن خزيمة في صحيحه (781) عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" لا ينظر الله إلى صلاة رجل يجر إزاره بطرًا ". قال ابن خزيمة: قد اختلفوا في هذا الإسناد قال بعضهم عن عبد الله بن عمر. اهـ
و يستفاد من هذا الحديث تقييد الجر بالبطر و هو الكبر و الخيلاء. ومنه حديث ابن مسعود رضي الله عنه: " من أسبل إزاره في صلاته خيلاء فليس من الله في حلّ و لا حرام " رواه أبو داود (637)
و قسم مقيِّد بالجر و الخيلاء، و قد ذكرنا طرفًا منه. و بيّنّا بالدليل اتحاد محل العقوبة و مورد الحكم و مقتضى ذلك شرعًا.
و قسم فيه وقائع خاصة بأفراد، خاضعة لاعتبار أحوالهم، لا تفيد العموم. و لا تصلح أن تعارض الأحاديث الصحيحة الصريحة في تقييد الحكم بالمخيلة.
و تذكّرْ أنّ الأصل في اللباس الإباحة و الجواز، لا يحرم منه شيء إلا بنص صحيح صريح لا معارض له. و قد ورد في الحديث:" كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير إسراف ولا مخيلة " رواه البخاري تعليقًا و وصله أحمد (6708) و ابن أبي شيبة (24877) و النسائي (2559) و ابن ماجه (3605) و الحاكم (7188) و صححه.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما:" كُلْ ما شئت والبس ما شئت ما أخطأتك اثنتان؛ سرف أو مخيلة " رواه البخاري تعليقًا و وصله ابن أبي شيبة في مصنفه (24878).
فينبغي أن تراعي في لباسك ذينك المعنيين؛ الإسراف وهو مجاوزة الحد المعتاد: سواء كان في الثمن، أو في الطول، أو في السعة، أو في الفصالة ... و أفضل الأمور الإعتدال في كل ذلك. قال الإمام مالك رحمه الله: " أكره للرجل سعة الثوب في نفسه، و أكره طوله عليه ".
و المخيلة؛ و هو اللباس الذي يبعث على ازدراء الغير و احتقارهم، و يثير في النفس مكامن العجب و الزهو.
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[24 Jul 2005, 07:46 م]ـ
اسم البحث السابق: طرح العتاب في جواز إسبال الثياب.
وأرجوا أن يُقرأ بإنصاف؛ ففيه تحقيق دقيق للمسألة.
ـ[الجعفري]ــــــــ[10 Aug 2005, 08:53 ص]ـ
شكراً على هذا البحث الذي أخالفك في الرأي , فأنا أحسب أن من التواضع للرجل أن يرفع ثوبه ومن علامات الخيلاء إسبال الثوب أو الإزار والواقع يشهد بذلك , وفي الحديث الذي ذكرت " وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة"
وأريد أن أعلق على نقطة في بحثك نقلتها بعيدة عن الموضوع لكنها مهمة جداً, وهي:و قد فسروا عدم النظر بعدم الرحمة، قال في (المستخرج): معنى قوله "لا ينظر إليهم" أي لايرحمهم، والنظر من الله لعباده إنما هو رحمته لهم ورأفته بهم، ومنه قول القائل: انظر إلي ينظر الله إليك أي ارحمني رحمك الله. اهـ) فهذا من التأويل لصفة النظر من الله وصرفه للرحمة وهو مخالف لمنهج أهل السنة من إثبات الصفات لله.
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[12 Aug 2005, 12:17 ص]ـ
البحث ليس لي أخي الكريم, حيث أشرتُ إلى ذلك في أول المقال.
ولكنه بحث تأصيلي رائع للمسألة.
وإن كان هناك شيء عليه اعتراض, فهذا لا يقدح في البحث.
.. فكل يؤخذ من قوله ويترك إلا هو (ص).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجعفري]ــــــــ[17 Aug 2005, 07:04 ص]ـ
الخطأ يبين وليس في ذلك قدح
ثم كلمة (ص) كرهها أهل العلم, والأولى التصريح بالصلاة والسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم.
شكراً لك أخي وأرجو أن يتسع صدرك , فالمراد هو التدارس والفائدة.
ـ[ابو عبد الله]ــــــــ[20 Aug 2005, 12:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد أطلعت على البحث المنشور فيما يخص الإسبال، وجدت كلاماً ينقض بعضه بعضا أقول يحتاج الى تأمل كثير من كاتبه، وسأضرب مثالاً بسيطاً فأقول ما ذكر كاتبه أن الإسبال أو إطالة الثوب أو إرخاء الثوب تحت الكعبين سنه متبعه جاءت عن الرسول صلى الله عليه وسلم تقريرا وفعلاً
ذكرت الفعل فأين التقرير الذي يدل على أنه أقر إرخاء الثوب تحت الكعبين.
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[20 Aug 2005, 12:30 م]ـ
شكرا لاهتمامك.
وهل فيما ذكرتَ تناقض .. ؟؟!!
إليك هذا:
قال الشوكاني رحمه الله في (نيل الأوطار 2/ 113): " والقول: بأن كل إسبال من المخيلة أخذاً بظاهر حديث جابر ترده الضرورة، فإن كل أحد يعلم أن من الناس من يسبل إزاره مع عدم خطور الخيلاء بباله.اهـ
قلت: كما أنه لو كان الإسبال كله مخيلة لصار قوله صلى الله عليه و سلم " من جر ثوبه خيلاء .. " لا معنى له .. !! فتأمل منصفا.
إرخاء اللباس إلى الكعبين بل إلى ما دونهما سنة متبعة خلافًا لتوهم البعض ... فقد ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فعلاً و تقريرًا:
أما الفعل فقد روى أبو داود (4096) و ابن أبي شيبة (24831) و البيهقي في الشعب (6147) عن عكرمة قال: رأيت ابن عباس إذا اتزر أرخى مقدم إزاره حتى يقع حاشيته على ظهر قدميه، ويرفع الإزار مما وراءه، فقلت:لم تأتزر هكذا؟ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتزر هذه الإزرة " وصححه الألباني رحمه الله في الصحيحة (1238).
و أما التقرير: فقد روى البخاري في جامعه الصحيح في باب نوم الرجال في المسجد (442)، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:" رأيت سبعين من أصحاب الصفة ما منهم رجل عليه رداء، إما إزار وإما كساء، قد ربطوا في أعناقهم فمنها ما يبلغ نصف الساقين ومنها ما يبلغ الكعبين، فيجمعه بيده كراهية أن ترى عورته "
قلت: و قوله " فمنها ما يبلغ نصف الساقين " ليس المقصود سنة اللباس و لكن لعدم وجود الثياب الكامل السابغ، كما يدل عليه سياق الحديث.
و كذلك كانت الحال بالنسبة للصحابة بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم؛ فقد روى ابن أبي شيبة في المصنف (24829) عن خرشة " أن عمر دعا بشفرة فرفع إزار رجل عن كعبيه ثم قطع ما كان أسفل من ذلك. فكأني أنظر إلى ذباذبه تسيل على عقبيه "
و عن أبي إسحاق قال: رأيت ابن عباس أيام منى طويل الشعر، عليه إزار فيه بعض الإسبال، وعليه رداء أصفر. قال الهيثمي (9/ 285):رواه الطبراني وإسناده حسن. قلت: رواه الطبراني في الكبير (10572) و أبو بكر الشيباني في الأحاد و المثاني (390).
و أخرج ابن أبي شيبة وعنه أبو نعيم في الحلية: (5/ 322) وابن سعد في الطبقات: (5/ 403) عن عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن عمرو بن مهاجر قال: " كان قميص عمر بن عبد العزيز ما بين الكعب والشراك ".
وأخرج ابن أبي شيبة في (المصَنَّفِ) (رقم 24845) قال: حدثنا ابن مهدي، عن أبي عوانة، عن مغيرة قال: " كان إبراهيم قميصُه على ظهر القدم ". إسناده صحيحٌ، و ابراهيم هو ابن يزيد النخعي إمام الكوفة.
و تذكّرْ أنّ الأصل في اللباس الإباحة و الجواز، لا يحرم منه شيء إلا بنص صحيح صريح لا معارض له. و قد ورد في الحديث:" كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير إسراف ولا مخيلة " رواه البخاري تعليقًا و وصله أحمد (6708) و ابن أبي شيبة (24877) و النسائي (2559) و ابن ماجه (3605) و الحاكم (7188) و صححه.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما:" كُلْ ما شئت والبس ما شئت ما أخطأتك اثنتان؛ سرف أو مخيلة " رواه البخاري تعليقًا و وصله ابن أبي شيبة في مصنفه (24878).
فينبغي أن تراعي في لباسك ذينك المعنيين؛ الإسراف وهو مجاوزة الحد المعتاد. والمخيلة؛ و هو اللباس الذي يبعث على ازدراء الغير و احتقارهم، و يثير في النفس مكامن العجب و الزهو.
وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية في شرحه للعمدة، كتاب الصلاة.
ذكر ذلك أيضا عن شيخ الإسلام ابن تيمية, ابن مفلح في الاداب الشرعية.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 Sep 2005, 10:43 ص]ـ
موضوع ممتاز
من الشيخ الذي كتبه؟
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[11 Sep 2005, 12:41 م]ـ
وأريد أن أعلق على نقطة في بحثك نقلتها بعيدة عن الموضوع لكنها مهمة جداً, وهي:و قد فسروا عدم النظر بعدم الرحمة، قال في (المستخرج): معنى قوله "لا ينظر إليهم" أي لايرحمهم، والنظر من الله لعباده إنما هو رحمته لهم ورأفته بهم، ومنه قول القائل: انظر إلي ينظر الله إليك أي ارحمني رحمك الله. اهـ) فهذا من التأويل لصفة النظر من الله وصرفه للرحمة وهو مخالف لمنهج أهل السنة من إثبات الصفات لله.
قد يفسر أهل السنة الصفات بلازمها وهذا ليس من التأويل المذموم ...
فلازم عدم النظر هو عدم الرحمة. وهذا ليس نفيا لصفة البصر أو صفة العين بل ذكر للزوم الصفة ...
والبحث في مجمله جيد ... شكر الله لكتابه ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[30 Sep 2005, 02:17 م]ـ
((فلازم عدم النظر هو عدم الرحمة. وهذا ليس نفيا لصفة البصر أو صفة العين بل ذكر للزوم الصفة))
هذا كلام صحيح ونفيس لمن يتأمله.(/)
""أقصانا ولا هيكل لهم .. مسجدنا ولا معبد لهم .. ""
ـ[ hedaya] ــــــــ[25 Jul 2005, 06:10 ص]ـ
أقصانا ولا هيكل لهم… مسجدنا ولا معبد لهم .. أرضنا لن تكون مرتعاً لهم
لماذا تكذب؟! لماذا تخدع؟! لماذا تنافق؟! فالأمر محسوم .. بالطبع هذا الاتهام غير موجه إليك أخي القارئ .. إنه موجّه لهذا اليهودي الذي يريد أن يدمر أقصانا الحبيب .. بسبب ماذا؟! أوهام .. أكاذيب .. تسمي "هيكل" هل تصدق هذا؟! نعم .. السؤال موجه إليك أخي القارئ هذه المرة .. إن كنت تصدق؛ فاقرأ معي ما يلي:
إنّ قصة الهيكل كما ترويها الكتب المقدسة عند اليهود قصة خرافية، والهيكل ليس له وجود حقيقي في التاريخ .. كل دراسات وحفريات علماء الآثار اليهود أثبتت أن لا وجود للهيكل ولا أثر لأي معلم آخر تحت المسجد الأقصى وهذا ما ألجأ اليهود إلى فرض سياسة القوة للعبث بأركان المسجد.
المسجد الأقصى الحبيب من بناه هو آدم -عليه السلام- ليكون مكاناً لعبادة الله وحده لا شريك له .. فكيف يكون الهيكل موجوداً تحته! ولم يكن سيدنا سليمان -عليه السلام- قد ولد بعد؟! ويدل على ذلك الحديث الشريف الذي رواه البخاري ومسلم والإمام أحمد أنّ أبا ذر -رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: "المسجد الحرام"، قال: قلت: ثم أي قال: "المسجد الأقصى"، قلت: كم كان بينهما؟ قال: "أربعون سنة" .. صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
فهل تصدق معي رسول الله عليه الصلاة والسلام؟
ـ[الازهري المصري]ــــــــ[30 Jul 2005, 03:36 م]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب
ـ[ hedaya] ــــــــ[15 Aug 2005, 10:01 ص]ـ
و فيكم بارك الله اخي الفاضل(/)
لاتفكر ولاتحتار تعال وادخل المختار
ـ[القناص الإسلامي]ــــــــ[25 Jul 2005, 08:45 ص]ـ
http://islamselect.com/bans/sunahfealsafar.jpg (http://www.islamselect.com/index.php?
ref=11811&pg=mat&ln=1&PHPSESSID=8039d9e87402da938da20450625e9128)
لفت انتباهي وانا اتجول بين اروقة الشبكة العنكبوتية ... موقعا فريدا من نوعه ... غريبا بين أقرانه ...
يكاد يكون وحيد زمانة ...
وشامة يمنه وشامه ....
لفت انتباهي دعوته للإلفة والتسابق لفعل الخير ...
فحييت فيه دعوته .. وأجمل من ذلك أنه قد خص بذلك نخبة الأمة في أن يضعوا أيديهم في يد بعض ليسمعوا العالم صوتهم وليشارك الجميع في ايصال كلمة الى السواد الأعظم من ابناء الأمة المحمدية
لا أحب أن أقول الا
أدخل واذا أعجبك رأيي فساهم في نشر هذه الدعوة عسى أن يكون لك مثل اجر من علم وتعلم
ـ[الجعفري]ــــــــ[04 Aug 2005, 05:28 ص]ـ
جزاك الله خيراً , والرابط الذي وضعته غير صحيح. وهاك الرابط:
http://islamselect.com/
أكرر شكري وتقديري(/)
احذروا هذه الفتنة!!
ـ[عبد الله بن حميد الفلاسي]ــــــــ[25 Jul 2005, 10:21 ص]ـ
احذروا هذه الفتنة!!
إعداد
عبد الله بن حميد الفلاسي
اضغط هنا لقراءة الموضوع ( http://www.a-falasi.com/maqalat.php?do=show_subject&ID=112&pic_top=7)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد:
فإن من أعظم مكايد الشيطان التي كاد بها أكثر الناس، وما نجا منها إلا من لم يرد الله تعالى فتنته: ما أوحاه قديماً وحديثاً إلى حزبه وأوليائه من الافتتان بالقبور.
حتى آل الأمر فيها إلى أن عُبد أربابها من دون الله، وعُبدت قُبورهم، واتُّخذت أوثاناً، وبُنيت عليها الهياكل والقُبب، وصُورت صور أربابها فيها، ثم جعلت تلك الصور أجساداً لها ظلٌّ، ثم ُجعلت أصناماً، وعبدت مع الله تعالى.
ولهذا أضع بين يديك أيها القارئ العزيز،- سائلاً الله لك الهداية والتوفيق والسعادة والسداد - هذا الجمع من المسائل، وستكون على النحو التالي:
1 - الزيارة الشرعية للقبور.
2 - حكم البناء على القبور.
3 - حكم الصلاة عند القبور.
4 - حكم النذر والتبرك بالقبور.
5 - حكم الطواف بالقبور والحلف بأصحابها.
6 - حكم دعاء أصحاب القبور.
7 - حكم إيقاد السرج على القبور
1 - الزيارة الشرعية للقبور [1]:
زيارة القبور سنة أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم، بعد أن نهى عنها كما ثبت ذلك عنه صلى الله عليه وسلم، في قوله: (كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكركم الآخرة) رواه مسلم. فزيارة القبور للتذكر والاتعاظ سنة، فإن الإنسان إذا زار هؤلاء الموتى في قبورهم، وكان هؤلاء بالأمس معه على ظهر الأرض يأكلون كما يأكل، ويشربون كما يشرب، ويتمتعون بدنياهم وأصبحوا الآن رهناً لأعمالهم إن خيراً فخير، وإن شراً فشر فإنه لا بد أن يتعظ ويلين قلبه ويتوجه إلى الله - عز وجل - بالإقلاع عن معصيته إلى طاعته.
وينبغي لمن زار المقبرة أن يدعو بما كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به وعلمه أمته: " السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية، اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم واغفر لنا ولهم " يقول: هذا الدعاء.
ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان يقرأ الفاتحة عند زيارة القبور، فالخير كل الخير في متابعة النبي صلى الله عليه وسلم واتباع ما فعل واجتناب ما ترك مثلاً.
وأما زيارة القبور للنساء فإن ذلك محرم لأن النبي صلى الله عليه وسلم، لعن زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج، فلا يحل للمرأة أن تزور المقبرة هذا إذا خرجت من بيتها لقصد الزيارة، أما إذا مرت بالمقبرة بدون قصد الزيارة فلا حرج عليها أن تقف وأن تسلم على أهل المقبرة بما علمه النبي، صلى الله عليه وسلم أمته، فيفرق بالنسبة للنساء بين من خرجت من بيتها لقصد الزيارة،ومن مرت بالمقبرة بدون قصد فوقفت وسلمت، فالأولى التي خرجت من بيتها للزيارة قد فعلت محرماً وعرضت نفسها للعنة الله -عز وجل- وأما الثانية فلا حرج عليها.
2 - حكم البناء على القبور [2]:
البناء على القبور محرم، سواء كان مسجداً أو قبة أو أي بناء، فإنه لا يجوز ذلك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) فعلل اللعنة باتخاذهم المساجد على القبور، فدل ذلك على تحريم البناء على القبور وأنه لا يجوز اتخذوها مساجد؛ لأن اتخاذها مساجد من أسباب الفتنة بها لأنها إذا وضعت عليها المساجد افتتن بها الناس، وربما دعوها دون الله واستغاثوا بها فوقع الشرك، وفي حديث جندب بن عبد الله البجلي عند مسلم في صحيحه يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك).
(يُتْبَعُ)
(/)
هكذا يقول صلى الله عليه وسلم يحذرنا من اتخاذ المساجد على القبور، فينبغي لأهل الإسلام أن يحذروا ذلك، بل الواجب عليهم أن يحذروا ذلك، وفي حديث جابر عند مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم (أنه نهى عن تجصيص القبور وعن القعود عليها، وعن البناء عليها)، فالبناء عليها منهي عنه مطلقا، واتخاذ المساجد والقباب عليها كذلك؛ لأن ذلك من وسائل الشرك، إذا بني على القبر مسجد أو قبة ونحو ذلك عظمه الناس، وفتن به الناس، وصار من أسباب الشرك به، والدعاء لأصحاب القبور من دون الله عز وجل شرك بالله، كما هو الواقع في بلدان كثيرة عظمت القبور، وبنيت عليها المساجد، وصار الجهلة يطوفون بها، ويدعونها، ويستغيثون بأهلها، وينذرون لهم، ويتبركون بقبورهم، ويتمسحون بها.
كل هذا وقع بسبب البناء على القبور، واتخاذ المساجد عليها، وهذا من الغلو الذي حرمه الله، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين) وقال: (هلك المتنطعون هلك المتنطعون هلك المتنطعون يعني المتشددون الغالون).
والخلاصة أنه لا يجوز البناء على القبور، لا مسجد ولا غير مسجد، ولا قبة، وأن هذا من المحرمات العظيمة، ومن وسائل الشرك، فلا يجوز فعل ذلك، وإذا وقع فالواجب على ولاة الأمور إزالته وهدمه، وألا يبقى على القبور مساجد ولا قباب، بل تبقى ضاحية مكشوفة كما كان هذا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وفي عهد أصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم والسلف الصالح، ولأن بناء المساجد على القبور من وسائل الشرك، وكذلك القباب والأبنية الأخرى كلها من وسائل الشرك كما تقدم، فلا تجوز فعلها.
بل الواجب إزالتها وهدمها لأن ذلك هو مقتضى أمر النبي صلى الله عليه وسلم، فقد أمر عليه الصلاة والسلام بأن تزار القبور للذكرى والعظة، ونهى عن البناء عليها، واتخاذ المساجد عليها؛ لأن هذا يجعلها مساجد تعبد من دون الله، أي يجعلها آلهة، ويجعلها أوثانا تعبد من دون الله؛ فلهذا شرع امتثال أمره بالزيارة فهي مستحبة، فشرع لنا أن نزورها للذكرى، والدعاء لأهلها بالمغفرة والرحمة، لكن لا نبني عليها لا مساجد ولا قبابا ولا أبنية أخرى، لأن البناء عليها من وسائل الشرك والفتنة بها.
وكذلك وضع القبور في المسجد لا يجوز، فبعض الناس إذا مات يدفن في المسجد، فهذا لا يجوز، وليس لأحد أن يدفن في المسجد بل يجب أن ينبش القبر، وينقل إلى المقبرة، فإذا دفن الميت بالمسجد فإنه ينبش وينقل إلى المقبرة، ولا يجوز بقاؤه في المساجد أبدا والواجب على أهل الإسلام أن لا يدفنوا في المساجد.
3 - حكم الصلاة عند القبر [3]:
إذا صلى المسلم على الميت صلاة الجنازة مع الناس، فلا حاجة إلى إعادة الصلاة، بل تكون الزيارة للعظة والدعاء فقط، بمعنى أن يأتي المقبرة، ويسلم على أهل القبور، ويدعو لهم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة) وكان النبي يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين نسأل الله لنا ولكم العافية) هذه هي السنة.
أما إذا لم يصلي مع الناس على الميت، فإنه يذهب إلى قبر الميت، ويصلي عليه في مدة شهر فأقل إذا كان مضى له شهر أو أقل، أما إذا طالت المدة فلا صلاة عند جمع من أهل العلم، والدعاء يكفي والاستغفار، والترحم، والتصدق عنه بالمال، كل هذا ينفع الميت من أب وغيره.
4 - حكم النذر والتبرك بالقبور [4]:
النذر عبادة لا تجوز إلا لله - عز وجل - وكل من صرف شيئاً من أنواع العبادة لغير الله فهو مشرك كافر، قد حرم الله عليه الجنة، ومأواه النار، قال الله - تعالى -: {إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة، ومأواه النار وما للظالمين من أنصار}.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما التبرك بها: فإن كان يعتقد أنها تنفع من دون الله - عز وجل - فهذا شرك في الربوبية مخرج عن الملة , وإن كان يعتقد أنها سبب وليست تنفع من دون الله فهو ضال غير مصيب، وما اعتقده فإنه من الشرك الأصغر، ومن الأدلة على ما ذكرنا من تحريم التبرك بأرض القبور وأهلها وأن ذلك من الشرك الأكبر ما رواه الترمذي وغيره بإسناد صحيح عن أبي واقد الليثي قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها: ذات أنواط، فمررنا بسدرة، فقلنا: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الله أكبر، إنها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى: {اجعل لنا إلها كما لهم آلهة}).
فعلى من ابتلي بمثل هذه المسائل أن يتوب إلى الله - سبحانه وتعالى - وأن يقلع عن ذلك قبل أن يفاجئه الموت، فينتقل من الدنيا على أسوأ حال، وليعلم أن الذي يملك الضر والنفع هو الله - سبحانه وتعالى - وأنه هو ملجأ كل أحد، كما قال الله - تعالى -: {أمَّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلاً ما تذكرون}، وبدلاً من أن يتعب نفسه في الالتجاء إلى قبر فلان وفلان، ممن يعتقدونهم أولياء، ليلتفت إلى ربه- عز وجل- وليسأله جلب النفع ودفع الضر، فإن الله - سبحانه وتعالى - هو الذي يملك هذا.
5 - حكم الطواف بالقبور والحلف بأصحابها [5]:
لا يجوز الطواف بالقبور، لا بقبر أبي الحسن الشاذلي، ولا بقبر البدوي، ولا بقبر الحسين، ولا بالسيدة زينب، ولا بالسيدة نفيسة ولا بقبر من هو أفضل منهم، لأن الطواف عبادة لله وإنما يكون بالكعبة خاصة، ولا يجوز الطواف بغير الكعبة أبدا، وإذا طاف بقبر أبي الحسن الشاذلي أو بمقامه يتقرب إليه بالطواف، صار شركا أكبر، وليس هو يقوم مقام حجة، ولا مقام عمرة، بل هو كفر وضلال، ومنكر عظيم، وفيه إثم عظيم.
فإن كان طاف يحسب أنه مشروع، ويطوف لله لا لأجل أبي الحسن فهذا يكون بدعة ومنكرا، وإذا كان طوافه من أجل أبي الحسن ومن أجل التقرب إليه فهو شرك أكبر- والعياذ بالله- وهكذا دعاؤه والاستغاثة بأبي الحسن الشاذلي، أو النذر له، أو الذبح له، كله كفر أكبر -نعوذ بالله- وكذلك الحلف بأبي الحسن، وكذلك الحلف بالنبي، أو بالحسن، أو بالحسين، أو بفاطمة، أو بالكعبة، أو بالأمانة، أو الحلف بحياة فلان أو شرفه كله لا يجوز لأن الحلف بغير الله ممنوع وهو شرك أصغر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت) ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من حلف بغير الله فقد كفر) وفي لفظ: (فقد أشرك) وفي لفظ آخر: (فقد كفر أو أشرك) ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من حلف بالأمانة فليس منا) ولقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون).
6 - حكم دعاء أصحاب القبور [6]:
إن أصحاب القبور ينقسمون إلى قسمين:
القسم الأول: قسم توفي على الإسلام ويثني الناس عليه خيراً، فهذا يرجى له الخير، ولكنه مفتقر إلى إخوانه المسلمين يدعون الله له بالمغفرة والرحمة، وهو داخل في عموم قوله تعالى: {والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذي سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم} (سورة الحشر: 10).
وهو بنفسه لا ينفع أحداً إذ أنه ميت جثة لا يستطيع أن يدفع عن نفسه الضر ولا عن غيره، ولا أن يجلب لنفسه النفع ولا لغيره فهو محتاج إلى نفع إخوانه غير نافع لهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
القسم الثاني من أصحاب القبور: من أفعاله تؤدي إلى فسقه الفسق المخرج من الملة كأولئك الذين يدّعون أنهم أولياء، ويعلمون الغيب، ويشفون من المرض، ويجلبون الخير والنفع بأسباب غير معلومة حسّاً ولا شرعاً، فهؤلاء الذين ماتوا على الكفر، لا يجوز الدعاء لهم، ولا الترحم عليهم لقوله تعالى: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم، وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو الله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم} (سورة التوبة: 113،114) وهم لا ينفعون أحداً ولا يضرونه، ولا يجوز لأحد أن يتعلق بهم، وإن قدر أن أحداً رأى كرامات لهم مثل أن يتراءى له أن في قبورهم نوراً، أو أنه يخرج منها رائحة طيبة أو ما أشبه بذلك، وهم معروفون بأنهم ماتوا على الكفر، فإن هذا من خداع إبليس وغروره ليفتن هؤلاء بأصحاب هذه القبور.
وإنني أحذر إخواني المسلمين من أن يتعلقوا بأحد سوى الله عز وجل، فإنه سبحانه وتعالى هو الذي بيده ملكوت السموات والأرض وإليه يرجع الأمر كله، ولا يجيب دعوة المضطر إلا الله، ولا يكشف السوء إلا الله قال تعالى: {وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون} (سورة النحل: 53) ونصيحتي لهم أيضاً أن لا يقلدوا في دينهم ولا يتبعوا أحداً إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً} (سورة الأحزاب: 21) ولقوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} (سورة آل عمران: 31)
ويجب على جميع المسلمين أن يزنوا أعمال من يدعي الولاية بما جاء في الكتاب والسنة، فإن وافق الكتاب والسنة فإنه يرجى أن يكون من أولياء الله، وإن خالف الكتاب والسنة فليس من أولياء الله وقد ذكر الله في كتابه ميزاناً قسطاً عدلاً في معرفة أولياء الله حيث قال: {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين آمنوا وكانوا يتقون} (سورة يونس: 62،63) فمن كان مؤمناً تقياً كان لله ولياً، ومن لم يكن كذلك فليس بولي لله ومن كان معه بعض الإيمان والتقوى كان فيه شيء من الولاية ومع ذلك فإننا لا نجزم لشخص بعينه بشيء، ولكننا نقول على سبيل العموم، كل ما كان مؤمنا تقياً كان لله ولياً.
وليعلم أن الله عز وجل قد يفتن الإنسان بشيء من مثل هذه الأمور، فقد يتعلق الإنسان بالقبر فيدعو صاحبه أو يأخذ من ترابه يتبرك به فيحصل مطلوبه، ويكون ذلك فتنة من الله عز وجل لهذا الرجل لأننا نعلم أن هذا القبر لا يجيب الدعاء، وأن هذا التراب لا يكون سبباً لزوال ضرر أو جلب نفع نعلم ذلك لقول الله تعالى: {ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون. وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين} (سورة الأحقاف: 5،6).
وقال تعالى: {والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون، أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون} (سورة النحل: 20،21). والآيات في هذا المعنى كثيرة تدل على أن كل من دعي من دون الله فلن يستجيب الدعاء ولن ينفع الداعي، ولكن قد يحصل المطلوب المدعو به عند دعاء غير الله فتنة وامتحاناً.
ونقول: إن حصل هذا الشيء عند الدعاء - أي عند هذا الذي دعي من دون الله - لا بدعائه، وفرق بين حصول الشيء بالشيء، وبين حصول الشيء عند الشيء، فإننا نعلم علم اليقين أن دعاء غير الله ليس سبباً لجلب النفع أو دفع الضرر بالآيات الكثيرة التي ذكرها الله عز وجل في كتابه، ولكن قد يحصل الشيء عند هذا الدعاء فتنة وامتحاناً، والله تعالى قد يبتلي الإنسان بأسباب المعصية ليعلم سبحانه وتعالى من كان عبداً لله ومن كان عبداً لهواه، ألا ترى إلى أصحاب السبت من اليهود حيث حرم الله عليهم أن يصطادوا الحيتان في يوم السبت فابتلاهم الله عز وجل فكانت الحيتان تأتي يوم السبت بكثرة عظيمة وفي غير يوم السبت تختفي فطال عليهم الأمد، وقالوا: كيف نحرم أنفسنا هذه الحيتان؟ ثم فكروا وقدروا ونظروا فقالوا: نجعل شبكة ونضعها يوم الجمعة ونأخذ الحيتان منها يوم الأحد، فأقدموا على هذا
(يُتْبَعُ)
(/)
الفعل الذي هو حيلة على محارم الله، فقلبهم الله قردة خاسئين، قال الله تعالى: {واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعاً ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون} (سورة الأعراف: 163) وقال عز وجل: {ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين، فجعلناها نكالاً لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين} (سورة البقرة: 65،66) فانظر كيف يسر الله لهم هذه الحيتان في اليوم الذي منعوا من صيدها فيه، ولكنهم - والعياذ بالله - لم يصبروا، فقاموا بهذه الحيلة على محارم الله.
انظر إلى ما حصل لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حيث ابتلاهم الله تعالى وهم محرمون بالصيود المحرمة على المحرم فكانت في متناول أيديهم ولكنهم - رضي الله عنهم - لم يجرؤوا على شيء منها قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله أيديكم ورماحكم ليعلم الله من يخافه بالغيب فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم} (سورة المائدة: 94) كانت الصيود في متناول أيديهم يمسكون الصيد العادي باليد وينالون الصيد الطائر بالرماح فيسهل عليهم جداً، ولكنهم - رضي الله عنهم خافوا الله عز وجل فلم يقدموا على أخذ شيء من الصيود.
وهكذا يجب على المرء إذا هيئت له أسباب الفعل المحرم أن يتقي الله عز وجل وأن لا يقدم على فعل هذا المحرم، وأن يعلم أن تيسير أسبابه من باب الابتلاء والامتحان، فليحجم وليصبر، فإن العاقبة للمتقي.
7 - حكم إيقاد السرج على القبور [7]:
المقبرة التي لا يحتاج الناس إليها كما لو كانت المقبرة واسعة، وفيها موضع قد انتهى الناس من الدفن فيه فلا حاجة إلى إسراجه، أما الموضع الذي يقبر فيه فيسرج ما حوله فقد يقال: بجوازه لأنها لا تسرج إلا بالليل فليس في ذلك ما يدل على تعظيم القبر بل اتخذت للحاجة. ولكن الذي نرى المنع مطلقاً للأسباب الآتية:
السبب الأول: أنه ليس هناك ضرورة.
السبب الثاني: أن الناس إذا وجدوا ضرورة لذلك فيمكنهم أن يحملوا سراجاً معهم.
السبب الثالث: أنه إذا فتح هذا الباب فإن الشر سيتسع في قلوب الناس ولا يمكن ضبطه فيما بعد.
أما إذا كان في المقبرة حجرة يوضع فيها اللبن ونحوه، فلا بأس بإضاءتها لأنها بعيدة عن القبور، والإضاءة داخلة لا تشاهد.
وأي مصيبة يصاب بها المسلمون تعدل هذه المصيبة؟
وأي منكر يجب إنكاره إن لم يكن إنكار هذا الشرك البين واجباً؟
لقد أسمعت لو ناديت حياً == ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو ناراً نفخت بها أضاءت == ولكن أنت تنفخ في رماد
--------------------------------------------------------------------------------
الهوامش
(1) مجموع فتاوى ومقالات الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله – المجلد الثاني / السؤال رقم 308
(2) فتاوى نور على الدرب للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله – السؤال رقم 116.
(3) أنظر: فتاوى نور على الدرب للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله – السؤال رقم 117 (بتصرف).
(4) مجموع فتاوى ومقالات الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله – المجلد الثاني / السؤال رقم 242
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء – المجلد الأول / فتوى رقم 5339
(5) فتاوى نور على الدرب لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله – السؤل رقم 128
(6) من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله – منقول من موقع الشبكة الإسلامية:
http://www.islamweb.net/aqeda/fatawe_alaqeda/7.htm
(7) مجموع فتاوى ومقالات الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله – المجلد الثاني / السؤال رقم 298
ـ[عبد الله بن حميد الفلاسي]ــــــــ[26 Jul 2005, 06:37 ص]ـ
أحببت التنبيه على أني قمت بتعديل الموضوع الأصلي في موقعي وأضافة هذه الخاتمة:
وفي الختام: أنقل كلمة للعلامة الشوكاني رحمه الله تعالى في كتابه القيم "نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار" {4\ 102} معلقاً على حديث أبي الهياج الأسدي عن عليٍّ رضي الله عنه قال: ألا أبعثُك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تدعْ تِمثالاً إلا طَمَستَه ولا قبراً مشرفاً إلا سوَّيته. (أخرجه مسلم).
قال رحمه الله: (( ... ومن رفع القبور الداخل تحت الحديث دخولاً أوّليّاً القُبب والمشاهد المعمورة على القبور وأيضاً هو من اتخاذ القبور مساجد, وقد لعن النبيّ صلى الله عليه وسلم; فاعل ذلك كما سيأتي.
وكم قد سرّي عن تشييد أبنية القبور وتحسينها من مفاسد يبكي لها الإسلام ,
منها: اعتقاد الجهلة لها كاعتقاد الكفار للأصنام , وعَظُم ذلك فظنوا أنها قادرة على جلب النفع ودفع الضرر فجعلوها مقصداً لطلب قضاء الحوائج وملجأ لنجاح المطالب وسألوا منها ما يسأله العباد من ربهم , وشدّوا إليها الرحال وتمسحوا بها واستغاثوا.
وبالجملة فإنهم لم يدعوا شيئاً مما كانت الجاهلية تفعله بالأصنام إلا فعلوه؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ومع هذا المنكر الشنيع والكفر الفظيع لا نجد من يغضب لله ويغار حمية للدين الحنيف لا عالماً ولا متعلماً ولا أميراً ولا وزيراً ولا ملكاً.
وقد توارد إلينا من الأخبار ما لا يشك معه أن كثيراً من هؤلاء المقبورين أو أكثرهم إذا توجهت عليه يمين من جهة خصمه حلف بالله فاجراً , فإذا قيل له بعد ذلك: احلف بشيخك ومعتقدك الوليّ الفلاني تلعثم وتلكأ وأبى واعترف بالحق.
وهذا من أبين الأدلة الدالة على أن شركهم قد بلغ فوق شرك من قال: إن الله ثاني اثنين أو ثالث ثلاثة.
فيا علماء الدين ويا ملوك المسلمين أيّ رزء للإسلام أشد من الكفر وأيّ بلاء لهذا الدين أضرّ عليه من عبادة غير الله؟
وأي مصيبة يصاب بها المسلمون تعدل هذه المصيبة؟
وأي منكر يجب إنكاره إن لم يكن إنكار هذا الشرك البين واجباً
لقد أسمعت لو ناديت حياً == ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو ناراً نفخت بها أضاءت == ولكن أنت تنفخ في رماد)) أ. هـ
فيا لها من كلمات عجيبة خرجت ممن عرف خطورة الشرك بالله تعالى، والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحميد حسن بالفاس]ــــــــ[26 Aug 2005, 05:31 م]ـ
بارك الله فيك اخي عبدالله
ـ[الزاد]ــــــــ[27 Aug 2005, 01:12 ص]ـ
جزاك الله خيرا(/)
هل تريد ان تدعوا الناس لدين الله
ـ[إمداد]ــــــــ[29 Jul 2005, 05:49 ص]ـ
هل تريد ان تدعوا الناس لدين الله
--------------------------------------------------------------------------------
إخواني وأخواتي في الله
يقول الله عز وجل
"ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال أنني من المسلمين"
أهديكم
درس للشيخ محمد صالح المنجد
بعنوان
سوق الدعوة
http://www.islamicaudiovideo.com/zpages/mplink.php?pg=mp&subjref=1566&id=77&PHPSESSID=39adda42bd6ae86e6eb59d9c9b743d65
درس رائع أتمنى الاستفادة منه.
لماذا لا تساءل نفسك لماذا لا ادعوا الناس إلى دين الله الواحد الديان
لماذا لا تحمل هم هذا الدين
الكفار يبذلون الغالي والنفيس من اجل نشر دينهم
ونحن الله والمستعان
يتثاقل الواحد منا نشر شي ينفع الناس
يتثاقل الواحد منا في فتح كتاب ونقل ما فيه ولو معلومة تفيد كثير من الناس
اعلم أن لو اجتمع كل الناس من اجل نصح شخص لكي يدعوا إلى الله وهو لا يريد أو يتثاقل هذا الأمر لن يبذل شي
فقط احتسب الآجر عن الله
احتسب انك تدعوا الناس لمعرفة دين الله
لا تحتقر من المعروف شيئاً
ماذا تحتاج حتى تدعوا إلى الله!
الانترنت جعل الصعب سهلا المواقع الإسلامية لا يمكن حصرها.
فقط حاول أن تجعل لك همة عالية
أدعو وابذل وقتك بل إذا لم تستطيع ابذل فضلة الوقت ولو القليل من اجل جنة عرضها كعرض السموات والأرض
انتشر في كل مكان انشر دين الله فوالله ثم والله أن ما تقوم به لن يضيع عند رب ليس بظلامً للعبيد
ستجد كل ما تقوم به أي كان في صحيفة أعمالك ..
من للعاصين من آمة محمد صلى الله علية وسلم
من لهم من يضعهم نصب عينة ويدعوا لهم بالهداية بين الحين والأخرى
يامن عرفت السعادة
يامن عرفت لذة الفجر
يامن عرفت لذة البكاء من خشية الله
دونك أخوانك فأنهم في حاجة ماسة لكلمة تذكرهم بالله
لكلمة تدلهم على طريق الحق
لكلمة تذكرة انه سيلقى يوم عصيب فقط ذكره ما حاله ذاك اليوم
إذا لم تستطيع
فقط ادعوا من الله أن يهديه بظهر الغيب
اسأل الله يهدي على أيدينا أناس كثير يخدمون هذا الدين العظيم أفضل منا
اسأل الله يشرح صدورنا بالإيمان ونور القران
اسأل الله أن يهدي كل عاصي من أمه محمد صلى الله علية وسلم
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
منقول(/)
قواعد في تغيير النفس
ـ[عبد الله بن حميد الفلاسي]ــــــــ[30 Jul 2005, 07:56 ص]ـ
قواعد في تغيير النفس
إعداد
عبد الله بن حميد الفلاسي
اضغط هنا لقراءة الموضوع ( http://www.a-falasi.com/maqalat.php?do=show_subject&ID=113&pic_top=)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد:
إن الحديث عن موضوع تغيير النفس، يحتاج إلى دراسة من ناحيتين: من ناحية العلم، ومن ناحية العمل، أي: التطبيق العملي لمفهوم تغيير النفس، وقد قال تعالى: ((إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ))، ويقول سبحانه وتعالى: ((ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)).
وقد يحاول الكثير منا تغيير بعض طبائعه إلى الأفضل، أو تغيير بعض عاداته إلى الأحسن، ولكن تواجهه العديد من العقبات والمشكلات التي تجعله يقف مكتوف الأيدي عن تحقيق أهدافه وآماله وأحلامه، مما يؤدي إلى أن يبدأ مشوار الحط من قدرته، وتحطيم ثقته بنفسه، والنتيجة تكون في النهاية، عدم المواصلة في تغيير النفس، أي: الفشل.
وفي هذا المقال أضع بعض القواعد المهمة حتى يستطيع المسلم تغيير نفسه إلى الأفضل كي يسعد في الدنيا والآخرة، وهي بمثابة خطوات مهمة تعيننا على تطبيق هذه القواعد.
القاعدة الأولى: حدد بوضوح ما تريده:
من المهم أن نحدد الهدف الذي نحتاجه، خذ ورقة وقلم، واكتب الآن ما تريد تغييره في نفسك، فمثلاً: أريد أن أترك الدخان، أو أن أترك سماع الأغاني، أو حفظ القرآن أو المحافظة على الصلاة.
بعد أن حددت هذا الهدف، اكتب بجانب هذا الهدف النتائج السيئة أو السلبية على عدم تحقيقك لهذا الهدف، فمثلاً:
النتائج السلبية للتدخين: أولها: معصية لله سبحانه وتعالى، ثانيها: إضرار بصحتك، ثالثها: ضياع مالك فيما لا ينفعك بل يضرك.
1. النتائج السلبية لسماع الأغاني: أولها: معصية لله ورسوله عليه الصلاة والسلام، ثانيها: قسوة القلب، ثالثها: عدم تدبر القرآن وفهمه؛ لأنه لا يجتمع في القلب سماع الأغاني، وسماع القرآن.
2. النتائج السلبية لعدم حفظ القرآن: ضياع أجر حفظ القرآن، وماذا أعظم من هذه النتيجة.
القاعدة الثانية: الأهداف والنتائج الايجابية:
وهي في الغالب نقيض النتائج السلبية السابقة، مثلاً: الهدف ترك التدخين، فما هي نتائجه الإيجابية، رضى الله سبحانه وتعالى بأن توقفت عن معصيته، وقال صلى الله عليه وسلم: ((من ترك لله شيئاً عوضه خير منه))، والله سيعضوني خيراً من التدخين، النتيجة الثانية، صحتي ستتحسن إلى الأفضل، سأقوم بتوفير المال الذي كان يضيع في التدخين.
مثال أخر: الهدف ترك سماع الأغاني، فما هي نتائجه الإيجابية؟
التوقف عن معصية الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف)) فما أعظمَ مخالفة أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بطاعة الرسول عليه الصلاة والسلام، بل جعل الله عز وجل طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم من طاعة الله، قال تعالى: ((?من يطع الرسول فقد أطاع الله) ?.
حاول أن تحفز نفسك، فكر في كل الفوائد والمميزات التي ستحصل عليها من تحقيقك لهذا الهدف، وكلما تفكرت بهذه الفوائد، كلما ازدادت رغبتك في تحقيق هذا الهدف.
القاعدة الثالثة: ضع خطة عمل:
هذا هو الوقت الذي يبدأ فيه العمل والتنفيذ، فإنه يجب عليك أن تتخذ إجراء ما، ولتبدأ بهدف واحد تريد تحقيقه، ومن خلاله تغير نفسك، وضع خطوات العمل، فمثلاً: المحافظة على صلاة الجماعة، فما هي خطواتها:
1. قراءة الأحاديث الواردة في فضل المحافظة على صلاة الجماعة، والتبكير إلى الصلاة، وأجر الصف الأول، وأجر من حافظ على التكبيرة الأولى.
2. استغلال الساعة لتنبيهك على دخول وقت الصلاة.
3. طلب من تثق به أن يعينك على ذلك ويذكرك بدخول وقت الصلاة.
قم بالتركيز على خطوات العمل التي قمت باختيارها، ثم ضعها في حيز التنفيذ.
وتذكر أن العادة لن تتغير حتى تتغير أنت، وتتقبل فكرة التغيير باعتبارها محفزاً إيجابياً، فإن هذا سيعطيك المزيد من الشجاعة وقوة اتخاذ القرار.
القاعدة الرابعة: التدريب ثم التدريب ثم التدريب:
لابد من معرفة أن التغيير ليس بالسهل، فإننا نواجه تغيير عادة تعودنا عليها سنين طويلة، ولذا لابد من التدريب، والاستمرار على ترويض النفس، فبعد مرور مدة من تدريب ستتغير هذه العادة.
يظن البعض عند محاولة تغيير نفسه أو عاداته أنه يستطيع أن يغيرها بكل سهولة، وما أن يوجه أول صعوبة أو يفشل في التغيير، يقوم بترك هذا البرنامج، وبالتالي لن يحقق ما وضعه من هدف.
ولذا نقول: علينا بالتدريب، ثم التدريب، ثم التدريب، فإنك مع التدريب ستصل إلى ما تريد إن شاء الله، قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفلِحُونَ)).
القاعدة الخامسة: الابتعاد عن السلبيين:
حاول أن لا تجالس من لم يستطيع تحقيق هذا التغيير، فإن هؤلاء سيقومون بتحطيمك ويضعون أمامك العراقيل التي تؤدي إلى توقفك عن مشروعك والهدف الذي وضعته لنفسك، فهؤلاء هم رفقاء السوء، الذين يثنونك عن النهوض بنفسك والارتقاء بها إلى الأفضل، والابتعاد عن معصية الله سبحانه وتعالى.
وفي الختام:
إن مدار تغيير النفس بعد بذل السبب على تعلق القلب بالله والاستعانة به فنحن نقول في كل ركعة ?إياك نعبد وإياك نستعين ? والنبي صلى الله عليه وسلم علّم عبدالله بن عباس: إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله فلابد أن تكون إرادتك في تغيير نفسك قوية، ولابد من العمل والبدء في تغيير نفسك، ثم عليك بالصبر، فإن أفضل الأمور هي الصبر.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.(/)
توفيق رب البرية ......... في شرح الأربعين النووية
ـ[الازهري المصري]ــــــــ[30 Jul 2005, 10:49 ص]ـ
شرح الأربعين النووية
لا ينكر احد أهمية الأحاديث الأ {بعين النووية للإمام النووي
وقمت أحبتي بشرح ميسر لها لعل الله ينفعنا وإياكم بها
الحديث الأول المتن "عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرء ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها وامرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه"
مما لا شك فيه اننا بين يدي حديث عظيم استهل به أغلب العلماء كتبهم نظرا لما فيه من توجيه وتصحيح لنية فعلى من أراد الله أن يصلح نيته لله ومن أراد طلب العلم فعليه أن يصحح نيته لله
قوله صلى الله عليه وسلم "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرء ما نوى"
اي ان العبرة في العمل بالنية ولنا وقفة حيث يظن البعض ان النية تغني عن العمل
ولكن الحديث واضح الدلالة وكما يقال النية الصالحة لا تصلح العمل الفاسد والنية الفاسدة تفسد العمل الصالح
فمن وجب التنويه ان النية هي سر الأعمال
وربما تعدى معنى النية هنا ليشمل معنى الإخلاص فالإخلاص لا يطلع عليه ملك فيكتبه ولا شيطان فيفسده
واخلاص العمل والنية لله هو سر القبول
اذا فالامر سهل ممتنع
علينا اذا عملنا ان نقف ونفكر قليلا
لماذا نقوم بهذا العمل فان كان الله أمضيناه والا فلا
وكما يقال:ما لا يكون بالله لا يكون وما لا يكون لله لا ينفع ولا يدوم
قوله صلى الله عليه وسلم "فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها وامرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه"وينتقل الرسول صلى الله عليه وسلم الى امر اخر وهو الهجرة واهميتها
وسبب الحديث أن أحد المهاجرين أشيع عنه أنه هاجر حبا في امرأة من المهاجرات
فبين الرسول هنا أهمية النية
فبرغم ان عمل الهجرة عمل عظيم ومشقة واسعة يترك الانسان فيها الاهل والولد والبلد الا ربما ابطل هذا العمل النية الفاسدة.
وكالعادة يضع الرسول كلماته في نسق رائع كيف لا وقد أوتي مجامع الكلم
فعندما قال (فهجرته الى ما هاجر اليه) اي ان اي شيء بجوار الله ورسوله لا يستحق أن يذكر
ويؤخذ من هذا الحديث ما يلي:
*النية سر الاخلاص وكلاهما سر القبول
*أهمية أمر الهجرة والاعتناء بها
*تصحيح النية مقدم على كل عمل
*حرصه صلى الله عليه وسلم على توضيح طريق الهداية لأمته
بارك الله فيكم
الازهري
ـ[الازهري المصري]ــــــــ[18 Nov 2006, 02:22 م]ـ
عن عمر أيضاً، قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه، وقال: (يا محمد أخبرني عن الإسلام).
فقال رسول الله: {الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً}.
قال: (صدقت)، فعجبنا له، يسأله ويصدقه؟ قال: (فأخبرني عن الإيمان).
قال: {أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره}.
قال: (صدقت). قال: (فأخبرني عن الإحسان).
قال: {أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك}.
قال: (فأخبرني عن الساعة).
قال: {ما المسؤول عنها بأعلم من السائل}.
قال: (فأخبرني عن أماراتها).
قال: {أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان}.
ثم انطلق، فلبثت ملياً، ثم قال: {يا عمر أتدري من السائل؟}.
قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: {فإنه جبريل، أتاكم يعلمكم دينكم}.
[رواه مسلم:8].
الشرح:
لاريب أن هذا الحديث حديث عظيم وقد أسماه العلماء أم السنة فكما أن الفاتحة أم الكتاب فهذا الحديث أم السنة لما يشتمل على أمور عظيمة من شئون المسلم بل يشتمل على ما يحيه في دنيانا وآخرانا
(يُتْبَعُ)
(/)
وقبل أن ندخل في شرح الحديث لنا أن نتوقف قليلا مع أسلوب الحديث وهو الأسلوب المعهود من رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أسلوب التعليم بالسؤال والجواب وهو أسلوب رائع من أساليب التعاليم فيه تصل المعلومة إلى ذهن السامع بأسلوب دقيق ومسبط بل ولافت للانتباه فعندما تسمع سؤال من شخص ويكون المجيب هو رسول الله فيكون هناك شوق لا ستماع الإجابة
ولكن وقفة اخرى هنا
وهي أن السائل لا يعرفه من الحضور أحد
فهذا أمر آخر للفت الانتباه
أو بمعنى آخر هو تجهيز الآذان لتسمع والعقول لتستوعب
وعند النظر إلى الحديث ومفرادته نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم وبما آوتي من جوامع الكلم قد جمع لنا أمور الإسلام في كلماته التي لا تخط إلا من ذهب
فعند دخول جبريل عليه السلام إلى المكان الذي به الرسول وأصحابه بثيابه البيضاء وشعره الشديد السواد وجلوسه إلي النبي بصورة لا يجلسها إلا من يعرفه معرفة جيدة
وهي كما وصفها لنا ابن الخطاب رضي الله عنه: فجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع يديه على فخذيه ثم قال يا محمد أخبرني عن الاسلام
فبدأ رسول الله بشرح مبسط وشامل ورائع لتفاصيل الإسلام فقال له أن الإسلام بنبني على أعمدة خمس
ألا وهي
شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله
وهي كلمة عظيمة بل هي أساس الحياة
فلهذه الكلمة خلق الله الدنيا
وهي كلمة لو دققنا في معانيها لوهبنا عمرنا كاملا لها
ولكن قسوة قلوبنا تحول بين ذلك
كلمة أدركها مشركي قريس وأدركوا مفهومها فاستثقلوها
لقد تركوا الاسلام كبرا وتعنتا
ولكنهم أدركوا معنى لا إله إلا الله
معنى أنه لا معبود بحق إلا الله
ولو أردكنها لارتاحت قلوبنا
لو ادركنها لما عصينا ربنا
لو ادركنها لفهمنا معنى كلمة الاخلاص: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)
لو علمنا انه لا إله ألا الله لما عبدنا أهوائنا ولما اتخذنا آلهه من دون الله
أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ [الجاثية: 23]
لو علمنا انه لا اله بحق الا الله لتفكرنا في كل عمل نعمله هل هو لله أم لا
ولكننا قابلنا الاحسان بالإساءة والحلم بالظلم والنعم بالكفر والامهال بالاهمال
إنها الغفلة والرين الذي علا قلوبنا
نسأل الله لنا ولكم العافية
ولو استطلنا الحديث مع كلمة التوحيد لما انتهينا ولكن لعلنا نفرد لها حديثا منفصلا
وأما عن الشهادة بان محمد هو رسول الله
فكيف لمن يشهد بانه لنا رسول كيف به يترك سيرته ونهجه
كيف به وقد بدّل وغيّر
الا يخاف من قوله صلى الله عليه وسلم
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إني فرطكم على الحوض، من مر علي شرب، ومن شرب لم يظمأ أبدا، ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفوني، ثم يحال بيني وبينهم " قال أبو حازم: فسمعني النعمان بن أبي عياش، فقال: هكذا سمعت من سهل؟ فقلت: نعم، فقال: أشهد على أبي سعيد الخدري، لسمعته وهو يزيد فيها: " فأقول إنهم مني، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سحقا سحقا لمن غير بعدي " وقال ابن عباس: سحقا: بعدا يقال: سحيق: بعيد، سحقه وأسحقه أبعده وقال أحمد بن شبيب بن سعيد الحبطي، حدثنا أبي، عن يونس، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة: أنه كان يحدث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي، فيحلئون عن الحوض، فأقول: يا رب أصحابي، فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى
فلماذا لا نتبع الرسول كما امرنا الله
بل لقد جعل الله علامة حبه اتباع النبي صلى الله عليه وسلم
يقول الله تعالى: قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [آل عمران: 31]
فدلالة حبنا لله هي اتباع اوامر رسولنا والاقتداء به في سيرته وسيررته وفي اعماله كلها
ومن ذلك ايضا علمنا الأكيد بان كل أمر يأمره به نبينا فهو لمصلحتنا وعلينا إتباعه
(يُتْبَعُ)
(/)
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً [الأحزاب: 36]
ومن ذلك أيضا تتبع سيرته في الدعوة إلى الله وأنه صلى الله عليه وسلم قضى ثلاث عشرة سنة في مكة ليرسي مفهوم لا إله إلا الله
وقد لاقى خلالها أشد أنواع العذاب والمعانة ولم يثنه ذلك عن دين الله شيئاً
بل كان دائما على الحق صابراً مثابراً
كانت له رسالة يعلم مضمونها ويعلم أهميتها وكانت رسالته أهم من حياته
أهم من نفسه أهم من أهله أهم من المال والسلطة والصيت والملك
وعندما انتقل إلى المدينة لم يتوقف
بل داوم على نشاطه وقام بإرساء قواعد الدولة الإسلامية وقام بنشر دين الله في الأرض
فهل لنا من ذلك عبرة
وهل لنا مع ذلك وقفة
وهل لنا في ذلك قدوة
قدوة نتبعها حق اتباعها ونتعلم منها ونستقي منها الصبر والإيمان
وننتقل إلى الركن الثاني من أركان الإسلام
الصلاة
ولم يرد نصا في القرآن يأمرننا بالصلاة إلا وسبقه قوله: أقيموا
فهلّا تعلمنا معنى كلمة أقيموا
الإقامة لا تكون إلا لبنيان
اذا فالصلاة بنيان يجب أن نحسن بناءه
فأساس الصلاة الطهارة: إن الله لا يقبل صلاة بغير طهور
ولكن قبل أن تطهر أبداننا ينبغي أن تطهر قلوبنا
وعند للقيام للصلاة ينبغي أن نتذكر بين يدي من سنقف
بين يدي الملك الذي خلقنا وسوانا وهدانا وأكرمنا
لقد كان بعض السلف يعرف له رجفة عند الوضوء
فسُئل عن هذا فأجاب بأنكم لا تدرون بين يدي من سأقف
فمن إقامة الصلاة أداءها في أول وقتها والمحافظة على أركانها والعمل على الخشوع فيها
وسأذكر بعض الأمور التي ذكرتها سابقا عن الخشوع والصلاة في اول الوقت:
فللخشوع كتبت كلمات بسيطة أعيدها هنا
نتذكر دائما أننا بين يدي الله
وأن الله مقبل علينا بوجهه فكيف بقلوبنا ووجههنا لو أعرضت
ان العبد اذا ألتفت في الصلاة التفت عنه الله
وهذا ما ورد في سنن ابو داوود
حدثنا أحمد بن صالح، حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال: سمعت أبا الأحوص، يحدثنا في مجلس سعيد بن المسيب، قال: قال أبو ذر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يزال الله عز وجل مقبلا على العبد، وهو في صلاته، ما لم يلتفت، فإذا التفت انصرف عنه "
وكذلك من حديث كبير في الصحيح الجامع: وإن الله أمركم بالصلاة، فإذا صليتم فلا تلتفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت ويتأتي الخشوع أيضا بالتدبر
فالتدبر عبادة عظيمة للغاية خاصة في الصلاة
فعندما يدرك المسلم ما يقول يكون قد قطع شوطا كبيرا من الخشوع
فمن العجيب أن يدخل أحدنا في الصلاة ولا يدرك بما بدأ ولا إلى ما انتهى
فبداية يقول الانسان: الله أكبر
فلو أدرك الانسان معناها لعلم أن الله أكبر من كل شيء
أن الله أكبر من الأهل و من المال ومن الجاه ومن العمل
وعندما يستهل الانسان الصلاة بدعاء الاستفتاح
وهو:
: حدثنا أبو هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسكت بين التكبير وبين القراءة إسكاتة - قال أحسبه قال: هنية - فقلت: بأبي وأمي يا رسول الله، إسكاتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ قال: " أقول: اللهم باعد بيني وبين خطاياي، كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد.
فالبداية بالاستغفار والابتعاد عن المعاصي
ألا وإن من أشد المعاصي الابتعاد عن الملك وأنت بين يديه والتلهي عنه بالفواني
فاذا غسلنا قلوبنا من المعاصي وعزمنا عدم العودة اليها قد اصبحنا مهيئين للدخول في الصلاة
ثم ننتقل الى الحوار الإلهي
الفاتحة
وما أروع الحديث بين العبد وربه
(يُتْبَعُ)
(/)
فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " " قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل. يقوم العبد فيقول: الحمد لله رب العالمين فيقول الله: حمدني عبدي. فيقول الرحمن الرحيم فيقول الله: أثنى علي عبدي. فيقول مالك يوم الدين فيقول: مجدني عبدي وهذا لي، وبيني وبين عبدي إياك نعبد وإياك نستعين وآخر السورة لعبدي، ولعبدي ما سأل، يقول: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين " ": " " هذا حديث حسن "
عندما يستشعر الانسان هذا الحوار الالهي
فهل سيفكر ولو لمرة خارج الصلاة
لا اظن
وكيف به وقد أمره الملك بالخشوع والتدبر والانصات
يقول الله:وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأعراف: 204]
فهذا عن الانصات واما التدبر فالله يقول:أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً [النساء: 82]
ويقول: أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد: 24
هذا عن قيامنا
ثم الركوع والسجود وفيهما الذكر العظيم وهو التسبيح
سبحان ربي الأعلى وسبحان ربي العظيم
فالعظمة والعلو لله سبحانه تعالى وما أجملها وأنت خاضع خاشع بين يدي ربك
قد وضعت أعظم ما عندك وهو وجهك على الأرض لتعلنها صريحة أنه لا إله إلا الله
أنه هو المستحق بالعظمة والجبروت
أنه هو الخالق الواحد المنان
فمن كان هذا حاله في الصلاة فأنى له أن يلتفت أو يفكر في غير الصلاة
أما عن الصلاة لوقتها فهي من أعظم الأعمال عند الله
وقد ورد قي صحيح البخاري مايلي
حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك، قال: حدثنا شعبة، قال الوليد بن العيزار: أخبرني قال: سمعت أبا عمرو الشيباني، يقول: حدثنا صاحب - هذه الدار وأشار إلى دار - عبد الله، قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: " الصلاة على وقتها "، قال: ثم أي؟ قال: " ثم بر الوالدين " قال: ثم أي؟ قال: " الجهاد في سبيل الله " قال: حدثني بهن، ولو استزدته لزادني
فهل لنا أن نقارن بين الجهاد وبر الوالدين والصلاة على وقتها
لقد قدم الرسول الصلاة على البر والجهاد
وهذا لما في الصلاة من أهمية وما في أول الوقت من أفضلية
وليفكر الواحد منا طالما أنه سيصلي الصلاة لما لا يصلها في أول وقتها
لما لا يعطها حقها
وبالله عليكم أي عمل خير من الصلاة
بالله عليكم هل هناك خير من أن يدخل العبد على ملكه
والملك يرحب به ويغفر له بدخوله اليه بل ويحادثه ويكلمه
فهل هذا الامر يحتاج الى تأخير
وهل هناك أشد على النفس من الجهاد
إن الله أمر المجاهدين بالصلاة على وقتها:
وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ اللّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً [النساء: 102]
لم يقل لهم الله عندما تنتهوا من جهادكم وتعودون الى بيوتكم فصلوا ما عليكم
بل في المعركة وأثناء الحهاد لا نترك الصلاة
ثم قال الله بعدها في الآية التالية
فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً [النساء: 103]
أي ان كون الصلاة كتابا موقوتا وردت في آي الجهادحقها
ثم قال: وتؤتي الزكاة
وإيتاء الزكاة أمرا عظيما وعبادة تخرجنا من الشح والبخل
بل وتطهر أموالنا وأنفسنا
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الله: خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [التوبة: 103]
فالصدقة طهارة ونماء وزيادة
وقد عرف اللغويون الزكاة لانماء
وهي بمثابة تجديد للمال وصيانة له من أبعاد مختلفة
والزكاة خير مثال للتكافل الاجتماعي
فالله جعل له اصولا ومصارف
ولنفكر قليلا مع الزكاة
ان الله أمر كل من يملك قوت يومه أن يخرج زكاة الفطر وهي مرة في العام وبالاحرى قبيل عيد الفطر
وقد طلب الله منا ان نجعلها عونا للفقراء في يوم عيدهم
فكيف لنا نفرح وأخواننا وجيرانا يتضورون جوعا ويلبسون البوالي
فما اجمل العيد وفرحته عندما تجد الفقير قد ألبس أولاده الجديد وجاءهم بالطعام الطيب الذي ربما لا يجدونه طيلة العام
وهناك زكاة المال وقد فرضها الله فيمن بلغ ماله النصاب الحول وجب عليه الزاكة بأن يخرج ربع العشر
أي يخرج من كل ألف جنيه خمس وعشرون جنيها
فهل تؤثرون هذه الجنيهات عليه؟؟
بالطبع تؤثر
هذه الحنيهات القلائل توقف جوع الفقير وتكسيه وتملأ عينه
بل وتطيب نفسه ويعلم أن أخاه الغني لم ينساه
وأيضا هي إدارة لسوق المال ومنع الأموال من الكساد كما أنه أحد حلول لمشكلة السيولة التي بدأت تطارد بلادنا في الأيام الأخيرة
ثم قال: وتصوم رمضان
والصيام عبادة غايتها التقوى
فالله يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة: 183]
وهي عبادة سامية عبادة بين الله عباده وهو الذي يجازينا عنها
فكما قال الله في الحديث القدسي الذي رواه عنه الرسول صلى الله عليه وسلم حدثنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا هشام بن يوسف، عن ابن جريج، قال: أخبرني عطاء، عن أبي صالح الزيات، أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قال الله: كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل إني امرؤ صائم "
والصيام عبادة عجيبة ترفع الإنسان من الحياة البهيمية إلى الحياة الملائكية
فالرابط بين الإنسان وبين البهائم الشهوات بينما الرابط بينه وبين الملائكة العبادة
فإذا ترك الإنسان شهواته وتعبد لله بإرادته مع قدرته على إتيانها يفوق بذلك الملائكة
ولكن لنا وقفة
فالصوم ليس مجرد امتناع عن شهوات
بل هو طاعة ويجب ألا تخالط الطاعة معصية
والعحب كل العجب من هذا الذي يصوم عن ما أحل الله ولا يمتنع عن ما حرّم الله
والذي ينطبق عليه قول الرسول الذرد في سنن ابن ماجه: حدثنا عمرو بن رافع قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، عن أسامة بن زيد، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر
وقد قسم العلماء الصيام والصائمون إلى أقسام ثلاث صيام العوام وصيام الخصوص وصيام خصوص الخصوص
فصيام العموم هو صيام البطن والفرج فحسب
وأما صيام الخصوص فهوأن يصوم البطن والفرج واللسان والجوارح ويكون صياه طاهرا سالما لا تتخلله معصية
وأما صيام خصوص الخصوص فهو ألا يفكر العقل للحظة في غير الله ولا ينشغل القلب برهة بغير عبادة الله والتفكر في عظمته وملكوته
وما أروع فرحة الصائم فالرسول يقول: للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه "
وما أجمل الفرحة الثانية وما أطيب رائحة المسك التي تزين أفواههم وأروعه من باب يدخلونه يلقب بالريان
فالرسول يقول: والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك "صحيح البخاري
ويقول أيضا في صحيح البخاري: حدثنا خالد بن مخلد، حدثنا سليمان بن بلال، قال: حدثني أبو حازم، عن سهل رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " إن في الجنة بابا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد " *
وإلى الحج ننتقل هذه العبادة التي تغفر الذنب والتي يعود معها الإنسان كما ولدته أمه
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه العبادة التي فيها من العبر ما فيها
فمن بدايتها إلى نهايتها تحتاج إلى وقفات
فمنذ أن يترك الإنسان أهله ذاهبا ومقتصدا بيت الله الخرام ثم الإحرام ومعانيه وكيف بالمسلم يحلق شعره الذي ربما قد أطاله من زمان كدليل للإنصياع والإستسلام لرب العالمين
ثم ترك المخيط والطيب وما فيه من التواضع الذي لا يكون إلا لله
ثم ذاك المشهد الرائع الذي لا يشبههه إلا مشهد الحشر الجميع في ملبس واحد وقصد واحد وحول بيت واحد ولهم آله واحد وكتابهم واحد ورسولهم واحد وكتابهم واحد وهدفهم واحد
هدفهم الفوز برضا الملك
جاءوا يقولون لبيك ربنا لبيك
وكيف لا وقد منحنا من النعم والفضل ما لا نعده ولا نحصيه
وهنا نرى مع الحجر الأمر العجاب
نطوف بحجر ونقبل حجر ونرجم الحجر بالحجر
فما فضل هذا الحجر على ذاك!!
إنه الأمر الرباني
أنه من قال عنه: لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ [الأنبياء: 23]
ومادام الأمر من الله فعلينا النقياد والتسليم
بل أن اسم العبادة ذاته لنا معه وقفة
اسمها حج
والحج في اللغة القصد
ما الذي تقصده بالطواف حول الحجر او تقبيل الحجر او رجم الحجر بالحجر
الذي نقصده جميعا هو رضا رب الحجر والناس رب الشجر والورق والمطر رب كل شيء ومليكه
ولنا في النحر العجب العجاب
وفيه استعادة لمشهد إبراهيم وإسماعيل
جاءه إبراهيم ليقول له يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال ياأبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين
وهنا قمة الانقياد والاستسلام لرب العالمين
ولكن هذا الخليل قد حُرم الولد طيلة ثمانين عاما
ولما جاءه الولد أمره الله بذبحه
فهل له أن يتراجع مع أن الجميع يعلم غلاوة الابن وأضف إلى ذلك مجيئه بعد الثمانين
ولكن الأمر صدر من رب العالمين
لذا وجب التنفيذ
ثم السعي بين الصفا والمروة
وهو موقف أمنا هاجر وهي تبحث عن الماء لإنقاذ ولدها من الجوع القاتل
فاستنفذت الأسباب وتوكلت على ربها وخالقها فكان الجزاء من رب العالمين
إنه ماء زمزم الذي ما زلنا نشرب منه حتى الآن
ثم الوقوف على جبل عرفة الوقوف والإفاضة من عليها والذنوب قد ذهبت مع غروب يوم عرفة
وما أجملها إفاضة وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نترك عرفات ويعتقد أحدنا أن عليه ذنب
اللهم وقفنا لحج بيتك الحرام اللهم آمين
وبعد هذا الشرح الأصيل لقواعد الإسلام نجد أن السائل يقول للرسول صلى الله عليه وسل صدقت وكأنه يلّوح للصحابة بأنه يعلم هذا ويصدقه ويعتقده وإنما جاءهم فقط ليعلمهم
وهذا ما جعل الصحابة يتعجبون
فهو يسئل ويصدق
ثم ينتقل سيدنا جبريل للسؤال عن مرتبة أعلى من مراتب الدين وهي الإيمان
فيقول له: فأخبرني عن الإيمان فقال الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه واليوم الآخر والقدر خيره وشره
فوضح له مفهوم الإيمان وهو الإيمان بالله والملائكة والكتاب والرسل
وهو تصديقا لقوله تعالى في سورة البقرة: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ [البقرة: 285]
والإيمان هو التصديق الذي يوافقه العمل
ومرتبته أعلى من الأسلام مع التنويه أن هنا خلاف بين العلماء
فمنهم من قال أن الإسلام هو الإيمان واستدل بقوله: فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ *فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ [الذاريات: 36,35]
ومنهم من قال بأنهم متغايران واستدل بقوله: قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [الحجرات: 14]
والثاني أرجح وهو ما عليه الجمهور من العلماء
والإيمان كما يصفه لنا الرسول صلى الله عليه وسلم: ما وقر في القلب وصدقه العمل
فمن علم أن الله ربه وأن محمد نبيه وأن الاسلام دينه وأن القرءان كتابه
وجب عليه أن يعمل ويتحرك وينفذ ما عليه من واجبات ويتقي ما أُمر باجتنابه
والإيمان بوابة الإستقامة
(يُتْبَعُ)
(/)
فجاء رجل يسئل الرسول صلى الله عليه وسلم فقال له: دلني على عمل لا أسئل بعده أحد غيرك
فقال له: قل ءامنت بالله ثم استقم
فطلب منه أن يكون مؤمنا ويطبق هذا بعمله
ونرى هنا التدرج العملي
فبعد أن ينفذ الإنسان تعاليم الإسلام فيصلي ويصوم ويحج يجد نفسه صالحه لتلقي هذا النور الرباني
وهو نور الإيماني
ونعود للحديث: قال صدقت
قال فأخبرني عن الإحسان فقال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك
وهنا ننتقل إلى أعلى المراتب الإيمانية وهي نرتبة الإحسان
أن تعبد الله كأنك تراه
أن تراقب الله في كل ما تفعل
أن ترى الله في كل أعمالك
فإن لم تكن تراه أي إذا لنم تستطع الوصول إلى هذه المرتبة
فاعلم أنه يراك ومطلع عليك
وليتصور أحدنا أن هناك سيد طلب من عبده عمل أو والد طلب من ولده عمل
وهذا السيد أو هذا الأب يقف يراقب عبده أو ولده
فهل ترى الولد يفرط أو يتهاون في ما طلب منه
فهكذا
ولله المثل الأعلى
عندما تعلم أن الله مطلع عليك ستجد لعملك حلاوة وتجد لجهدك لذة
والإحسان مرتبة عظيمة يحب الله أصحابها كما ذكر في كتابه في غير موضع: إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
وكذلك: وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
وكان دائما لهم حُسن الجزاء فالله يقول: إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنينَ
ويقول: َذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ [الصافات: 110]
ويقول: لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ [الزمر: 34]
ويقول: فَأَثَابَهُمُ اللّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ [المائدة: 85]
والله مع المحسنين ومن كان الله فمن يكون عليه
فالله يقول: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [العنكبوت: 69]
ولهم البشرى في كتابه
يقول الله: وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ [الحج: 37]
وأجرهم غير ضائع
ويقول: وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ
بل أكثر ما وصف به يوسف عليه السلام في كتاب الله الإحسان: وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ [يوسف: 22]
وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ [يوسف: 36]
وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ [يوسف: 56]
قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ [يوسف: 78]
قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ [يوسف: 90]
والإحسان هو تاج العبادات
وهو يوضح معنى الأعمال بالنيات
أي أن العمل يقوي بالنية وأن النية دليل العمل
فهذا يصلي وذاك يصلي
ولكن ما الفرق
الفرق هنا
في النية
في الإحسان
في المراقبة
جعلنا الله وإياكم من المحسنين
ثم قال فأخبرني عن الساعة فقال له ما المسئول عنها بأعلم من السائل
والساعة علمها عتد الله لا يعلمها وقتها الا هو
وقد أخفى وقتها ليجازي العبيد على ما فعلوا في حياتهم
يقول الله: إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى [طه: 15]
ويقول الله: إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [لقمان: 34]
فقد اختص الله بعلم الساعة وعلم ميعادها واكتفى بارسال العلامات التي نبؤنا بقرب ميعادها
ومن هذه العلامات إرسال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ [الأعراف: 187]
ولمّا أوضح الرسول أن علم الساعة عند رب العالمين
فقال له جبريل عليه السلام فأخبرني عن أماراتها
فقال أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة رعاة الشاة يتطاولون في البنيان
وقد رأينا بأعيننا هذه العلامات
فأما عن أن تلد الأمة ربتها فهو كما حدث عند الفتوحات الإسلامية من أن تلد الجارية بنت فتصير لها سيدة
ولنا أيضا أنه من باب ضياع الفطرة وغيابها
وأم عن العراى الذي يتطاولون في البنيان فقد شهدنا في العصر الحديث أكثر من دولة لم يكن لهم طعام ولا شراب ففتح لهم الله بابا من أبواب الرزق
ولكن
طغوا وأفسدوا
فالله الهادي وإليه الملتجأ
وبعد هذا التوضيح البين لتعاليم الدين ينظلق جبريل
ويأمر النبي أصحابه بتتبعه كما في بعض الروايات فلا يجدون له أثر
فيسألهم هل تعلمون من هذا
فقالوا الله ورسوله أعلم
فقال لهم هذا أخاكم جبريل جاءكم يعلمكم دينكم
وكما أوضحنا في بداية الشرح أن أسلوب السؤال والجواب أسلوب رائع يحث المتلقي على الاستفادة بعد جذب حواسه وانتباهه
ويؤخذ من هذا الحديث
حرص النبي على تعليم أصحابه وأمته الدين السمح واستخدانه للأسلوب الشيق الذي يجذب انتباه المستمعين
أعلى مراتب الدين هي الاحسان
اقتراب الساعة وظهور أماراتها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[20 Nov 2006, 10:49 ص]ـ
من الكتب الجديدة والموسعة في شرحها كتاب: الجامع في شرح الأربعين النووية ل د. محمد يسري في مجلدين , طباعة دار اليسر.
ـ[عبد العلي]ــــــــ[20 Nov 2006, 08:59 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أزهري
وما ذكرته في الحديث الأول عند قوله (فمن كانت هجرته ....... )
هو سبب هذا الحديث أن رجلا هاجر حبا لإمرأة ويعرف بمهاجر ام قيس
فقد أنكره الحافظ في الفتح(/)
"" أرسم طريقا لحياتك في هذه الغابة .. ""
ـ[ hedaya] ــــــــ[05 Aug 2005, 06:32 ص]ـ
أخي الحبيب ... أختي الغالية:
تأملوا معي في هذه المواقف:
الأول:
- روى الأصمعي أنه وجد رجلاً من الأعراب يدعو ربه قائلاً: اللهم أمتني ميتة أبي خارجة!
فقال له: يرحمك الله وكيف مات أبو خارجة؟!
قال: أكل حتى امتلأ, و شرب حتى ارتوى, ونام في الشمس, فمات: شَبعان ريَّان.
(ما رأيكم في هذه الأمنية الجميلة؟!)
الثاني:
روى البيهقي و النسائي أن رجلاً من الأعراب جاءه أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم عقب غزوة خيبر بنصيبه من الغنائم وأخبروه أن هذا هو حقه الذي قسمه له رسول الله ... فقال هذا الإعرابي:
ما على هذا اتبعتك, و لكني اتبعتك على أن أرمى ها هنا -و أشار إلى حلقه- بسهمٍ فأموت فأدخل الجنة.
وصدق الله فصدقه الله واستشهد بعدها كما أراد ...
إذاً أخي / أختي:
هذان صنفان من الناس أضعهما أمامك … أحدهما كان كل هدفه من الدنيا العيش الرغيد والنوم المريح ... فعاش لذلك ومات على ذلك. أما الصنف الآخر فكان على بصيرة وهذى وقال: اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة لذلك سمى بغايته وارتقى بهمته ابتغاء هدف وضعه نصب عينيه وهو الجنة. عاش لهذا الهدف و مات في سبيله فكان له ما أراد.
والآن تفكّر معي للحظات بهدوء ... و اسأل نفسك:
من أيهما أنا؟!
لماذا أعيش في هذه الدنيا؟!
ما هو هدفي من الدنيا؟!
ماذا عليَّ أن أفعل؟!
إخواني و أخواتي:
هل خُلقنا لنحيا كما تعيش الدواب والأنعام: أكل وشرب ونوم وشهوات أم خلقنا لشيءٍ آخر؟!
هل يُعقل بعد ذلك أن يكون أقصى هم الفتاة أن يقول عنها الناس جميلة فائقة الجمال؟!
هل يعقل أن يكون منتهى تفكير الشاب أن يعجب هذه ويصاحب هذه ويمشي مع هذه ويعاكس هذه؟!
هل هذا طريق أبناء خير أمةٍ أخرجت للناس؟!
الحمد لله الذي علَّمنا: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ" وصلى الله وسلم على من قال: "لا تزول قدما عبد حتى يُسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه".
سوف يُسأل كل منا عن عمره لحظة بلحظة: ساعة كذا في يوم كذا وساعة كذا من يوم كذا!
وما أصعب السؤال على من عاش عمره كله بلا هدف أو هوية ...
وأخيراً: أخي الحبيب, أختي الفاضلة:
ارسم طريق حياتك، خطط لمستقبل ولا تنسَ هدفك الأسمى:
رضا الله ودخول الجنة(/)
كيفية الصلاة على جنازتين: حاضرة وغائبة؟
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[05 Aug 2005, 05:49 م]ـ
الحمد لله البر الرحيم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ومن تبعه إلى يوم الدين أما بعد:
فمسألة الصلاة على الميت الغائب من المسائل التي اختلف فيها أهل العلم؛
فذهب الحنفية، و المالكية، ورواية عند الحنابلة من منعها.
وأجازها الشافعية، و الحنابلة في المشهور عندهم.
واشترط جمهور الحنابلة والشافعية: أن لا تكون في نفس البلد.
وهنا فرع وهو:
أنه قد تحضر جنازة بيدي يديهم، ويريدون الصلاة على أخرى غائبة، فهل يصلون صلاتين: إحداهما للغائبة، والأخرى للحاضرة، أو تكفي صلاة واحدة؟
وقد حدثت قبل أيام فصلى أحد الأئمة بالناس صلاتين فسألني بعض الإخوة، فقلت: إنه لا يظهر لي داع للتكرار، وتكفي صلاة واحدة لمن يرى جواز الصلاة على الغائب.
ثم وقفت اليوم على فتيا للجنة الدائمة فرأيت أنه من المفيد كتابتها، و هذا نصها:
س2: حكم الصلاة على جنازتين إحداهما حاضرة والأخرى غائبة، هل يصلى عليهما صلاة واحدة؟ أم يصلى على كل جنازة صلاة مستقلة بها؟
ج2: نظراً إلى أن الصلاة على الجنازة الحاضرة لا تختلف من حيث الأقوال والأفعال عن الصلاة على الجنازة الغائبة فلا يظهر لنا بأس في الصلاة على الجنازتين؛ الحاضرة والغائبة، صلاة واحدة كالصلاة على جنازتين حاضرتين أو غائبتين.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو/عبدالله بن منيع
عضو/ عبدالله بن غديان،
نائب رئيس اللجنة/عبدالرزاق عفيفي
فتاوى اللجنة الدائمة 8/ 393، الفتوى رقم (572)(/)
سؤال ..
ـ[صائدة العلوم]ــــــــ[06 Aug 2005, 07:44 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
أيها الفضلاء قد يبدو سؤالي بعيدا بعض الشيء عن تخصص الموقع .. بيد أنني آمل أن أجد إجابة معللة شافية
وهي المرتجى ..
(مدخل): لاشك أن للعرف اعتباره في الشرع .. كما تعلمون
(السؤال): هل يمكن أن ينشأ صدام بين العرف وما أحله الشارع في بعض الأحيان .. ؟
من صور ذلك مثلا: زواج الأخ بطليقة أخيه .. حلال في الشرع / مستهجن في العرف بل قد تترتب عليه مفاسد كقطيعة الرحم ..
ومثله زواج العم بطليقة ابن أخيه .. وصور أخرى خارج نطاق النكاح .. تعد في العرف من خوارم المروءة بينما هي مباحة شرعا .. !
لا أريد بذلك أيهما يُعتبر ويقُدم ولكن أبحث عن تعليل ..
أفيدونا جزاكم الله خيرا ..
استفسار جانبي: أختكم طالبة منتسبة في كلية الشريعة خارج مدينتي وأجد صعوبة كبيرة في الإجابة عن أسئلتي فهل
يمكنني طرحها هنا في الملتقى العام .. وإن لم يكن فهل بإمكانكم إرشادي إلى منتدى يهتم بهذا الشأن ويوثق فيه بعلم من سيقدم العون؟
ـ[محمد حامد سليم]ــــــــ[06 Aug 2005, 03:36 م]ـ
أختنا الفاضلة
العرف: هو ما اعتاده الناس وساروا عليه من كل فعل شاع بينهم،
والعرف العام: هو ما يتعارفه غالبية أهل البلدان في وقت من الأوقات،
والعرف الخاص: هو ما يتعارفه أهل بلدة أو إقليم أو طائفة معينة من الناس،
والعرف في اعتبار الشرع إما صحيح أو فاسد
العرف الصحيح: هو ما تعارفه الناس دون أن يحرم حلالاً، أو يحل حراماً
وأما العرف الفاسد: فهو ما تعارفه الناس ولكنه يحلّ حراماً أو يحرم حلالاً،
أما في الإسلام فهو عند التحقيق ليس دليلاً شرعياً مستقلاً، لأنه مبني في الغالب على مراعاة الضرورة أو الحاجة والمصلحة، أو دفع الحرج والمشقة، والتيسير في مطالب الشرع.
ولا أظن أو من الأجدى في الجواب أن هناك صراع بين الإثنين الشرع والعرف لأن الشرع هو الأصل
أما عن المثلين المضروبين من قبلك
قد يستهجن العرف ذلك مع كونهما مشرعين للمصلحة وأواصر القربى وصلة الرحم ودفع الحرج
ـ[صائدة العلوم]ــــــــ[06 Aug 2005, 05:44 م]ـ
شكر الله لكم هذا التفصيل ..
لكن لعلي لم أوضح ما أردت بحديثي عن أمور تعد في العرف من خوارم المروءة وهي مباحة و في ذات الوقت (معتبرة شرعا) ..
قد يتجلى ذلك في عدالة الراوي مثلا .. فمنها أن يكون سالما من أسباب الفسق وخوارم المروءة ..
ومن خوارمها كما هو معلوم مخالفة العرف ..
والإشكال أيها الفاضل ليس في اجتماع: مباح شرعا ومستنكر عرفا .. إنما في اعتبار الشرع المبيح لما يستنكره العرف!
فهلا أوضحتم مأجورين.
ـ[محمد حامد سليم]ــــــــ[06 Aug 2005, 10:32 م]ـ
هذا ما لا أستطيع الإجابة عليه أو قد تكون إجابتي ناقصة
وإن كان أساتذتنا في المنتدى يوضحون لنا ما قد خفي
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[07 Aug 2005, 01:35 م]ـ
العرف المخالف للشرع لا اعتبار له إذ هو عرف فاسد , ولقد جاء الاسلام فأبطل كثيراً مما تعارف الناس عليه في حينه , وعدوه سائغاً , وما ذكرت من الأمثلة كزواج الأخ بطليقة أخيه , لا يوجد ما يمنع منه عرفاً بل ربما حصل فيه جمع كلمة لعائلة تفرقت واعرف صوراً من هذا القبيل , وما يحصل من القطيعة إن حصلت ليست بإباحته شرعاً وإنما ما يحصل بعوامل أخرى لا تخفى.
وأما قولك:استفسار جانبي: أختكم طالبة منتسبة في كلية الشريعة خارج مدينتي وأجد صعوبة كبيرة في الإجابة عن أسئلتي فهل
يمكنني طرحها هنا في الملتقى العام
نعم يمكن طرحها في الملتقى المفتوح ولن تعدمي جواباً إن شاء الله.
ـ[صائدة العلوم]ــــــــ[07 Aug 2005, 02:27 م]ـ
الكريم محمد سليم
الكريم د أحمد البريدي
جزاكما الله خيرا
ـ[الجعفري]ــــــــ[10 Aug 2005, 08:28 ص]ـ
الأعراف تختلف من بلد لآخر فما ذكرته الأخت وفقها الله ربما يكون عرفاً في منطقتها , ومن القواعد القررة شرعاً:" العادة محكمة " فالعرف له حكمه وأثره لكن بما لا يخالف شرع الله.
لكن هنا مسألة: وهي أنه قد تأتي الشريعة بإباحة شيء ويكون ما تعارف عليه الناس في مكان ما تركه والممانعة فيه ليس من باب التحريم له - كما في كثير من مسائل الزواج - وأظن الأخ البريدي يدرك ذلك في مجتمعنا , فلا أظن أن هذا العرف فيه شيء من ناحية الشرع إذا لم يكن فيه اعتراض على الشرع.
هذا ما أردت المشاركة فيه من باب المدارسة ليس من باب الفتوى فأنا أقل من ذلك. والله أعلم ...(/)
ولائم النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[06 Aug 2005, 08:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. الوليمة سنة في حق كل من تزوَّج، ولا خلاف في ذلك بين أهل العلمِ. قال الإمام ابن قدامة رضي الله عنه في (المغني 7/ 212): (ويستحب لمن تزوَّج أن يولم ولو بشاةٍ، لا خلاف بين أهل العلم في أن الوليمة سنة في العرس مشروعة لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بها وفعلها فقال لعبد الرحمن بن عوف حين قال تزوجْتُ: "أولِمْ ولو بشاةٍ" (1). ولم يُقَدِّر الشرع مقدار الوليمة، فيجوز إكثار طعام الوليمة وتقليله حسب حال الزوج، قال القاضي عياضٌ: وأجمعوا على أنه لا حدَّ لأكثر ما يولمُ به وأما أقلُّه فكذلك، ومهما تيسَّر أجزأَ، والمستحب أنها على قدر حالِ الزَّوج) (2).
فأردتُّ أن أبحث عن الولائم التي صنعها النبيُّ صلى الله عليه وسلم حينما تزوَّج أمهات المؤمنين رضي الله عنهنَّ. وفيما يلي تفصيل لكل وليمة أعدَّها النبي صلى الله عليه وسلم لكل زوج من أزواجه رضي الله عنهنَّ:
1 - خديجة بنت خويلد رضي الله عنها: تزوَّجها النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن هشام في (السيرة النبوية 6/ 57): (خديجة بنت خويلدٍ وهي أولُ من تزوج، زوَّجه إياها أبوها خويلدُ بن أسدٍ، ويقال أخوها عمرو بن خويلد. وأصدقها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عشرين بكرةً (3)).
2 - عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما: تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وهي بنت سبع سنين بمكة، وبنى بها بالمدينة وهي بنت تسع سنين. قال ابن هشام في (السيرة النبوية 6/ 57): ولم يتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بكراً غيرَها. زوَّجه إياها أبوها أبو بكر. وأصدقها رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعَمائةِ درهمٍ). وقال الزبير بن بكار في (المنتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم 1/ 35): (تزوج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بعد سودةَ عائشةَ بنتَ أبي بكر في شوال سنةِ عشرٍ من النبوة قبل الهجرةِ بثلاث سنين. وأولم عليها بهدايا الأنصار، وطلبوا في ذلك إذنه فأذنَ لهم فاتعدوا (4) المسجد وغدَوا عليه متلاحمة فيها التمر والجفنة فيها الودك لحم أو غيره، وكان يومَها كثيرُ الأطباق والجِفان).
3 - سودة بنت زمعة رضي الله عنها: أول امرأة تزوَّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد خديجة، ودخل بها بمكة في رمضان سنة عشر من البعثة، وهاجر بها إلى المدينة. قال ابن هشامٍ في (السيرة النبوية 6/ 58): (وأصدقَهَا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهمٍ).
4 - زينب بنت جحش رضي الله عنها: قال ابن هشام في (السيرة النبوية 6/ 58) (وأصدقها رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهمٍ). قال ابن جرير في (تفسيره 22/ 37): حدثني أبو معاوية بشر بن دِحْية قال ثَنَا سفيانُ عن الزُّهريِّ عن أنس بن مالك قال: سألنِي أبيُّ بنُ كعبٍ عن الحجابِ فقلتُ: أنا أعلمُ الناسِ بهِ. نزلتْ في شأن زينبَ: أوْلَمَ النَّبِيُّ عليها بتَمْرٍ وسويقٍ (5) فَنزلتْ (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتَ النبيِّ إلا أن يؤذنَ لكم .. ) إلى قوله (ذَلِكُم أطهر لقلوبكم وقلوبهنَّ) وفي صحيح البخاري من حديث أنسٍ أنس: قال "ما أولم النبيُّ صلى الله عليه وسلم على شيء من نسائه ما أولَمَ على زينبَ، أولَمَ بشاةٍ" (6). وروى ابن أبي شيبة عن أنس بن مالك قال: "أولم النبيُّ صلى الله عليه وسلم بزينبَ فأشبعَ المسلمين خبزاً" (7).
5 - أم سلمة هند بنت أبي أميَّة رضي الله عنها: قال ابن هشام في (السيرة النبوية 6/ 58): (وأصدقها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فراشاً حشوُه ليفٌ، وقدَحاً وصحيفة ومجشة) وعنْ صفية بنت شيبة - كما في البخاري – قالت: "أولم النبيُّ صلى الله عليه وسلم على بعض نسائه بِمُدَّينِ (8) من شعيرٍ" (9)، قال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري9/ 239): وأقربُ ما يفسَّر به أمُّ سلمةَ.
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما: قال ابن هشام في (السيرة النبوية 6/ 59): (وأصدقها رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهمٍ). ولكن روى الزبير بن بكار عن عثمان بن عبدالرحمن في (المنتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم 1/ 39) تزوَّج حفصةَ بنت عمر وكانت قبله عند خنيسِ بن حذافة وقد شهد بدراً، وأمهرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بِساطاً ووسادتين وكساءً رحباً؛ يفترشانه في القيظ والشتاء نِصفَه ويلتحفان نصفَه، وإناءين أخضرين. وأولمَ عليها المهاجرون دون الأنصار وَطْبَةً (10) مأقوطة بسمْنٍ وتمْرِ عجوة، وسويقاً ملْتُوتاً. وكانت تفْخَر على عائشةَ تقول: قومي وحزبي خيرٌ من قومِكِ وحزبِكِ). وروى أيضاً من طريق عبد الرحمن بن أبي سعيدٍ عن أبيهِ عن جده قال: تزوَّج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حفصةَ بنت عمر في شعبانَ على رأسِ ثلاثين شهراً من الهجرةِ قبلَ أُحدٍ بشهرين).
7 - أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنهما: قال ابن هشام في (السيرة النبوية 6/ 59): (وأصدقها النجاشيُّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعمائة دينارٍ). وعمل لهم النجاشي طعاماً فأكلوا، ولما بلغ أبا سفيان زواجُها من النبي صلى الله عليه وسلم قال: ذاك الفحلُ لا يُقرع أنفُه (11).
8 - جويرية بنت الحارث رضي الله عنها: قال ابن هشام في (السيرة النبوية 6/ 60): (وخطبها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى أبيها، فزوَّجه إياها وأصدقها أربعمائة درهمٍ). ولم أرَ أحداً من العلماء رووا قدرَ الوليمة التي كانت في زواج النبي صلى الله عليه وسلم بها لكن جاء في كتب السِّير:أنها كانت من سبايا غزوة بني المصطلق، وأتت الرسول فقالت: يا رسول الله، أنا جويرية بنتُ الحارث بن أبي ضرار سيدُ قومه وقد أصابني من البلاء ما لم يخفَ عليك، فوقعتُ في السهم لثابت بن قيسٍ بن الشمَّاس، فكاتبته على نفسي فجئتك أستعينك على كتابتي. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " فهل لكِ في خيرٍ من ذلك؟ " قالت: وما هو يا رسول الله؟ قال:" أقضي عنكِ كِتابتَك وأتزوجكِ". قالت: نعم يا رسول الله. قال: "لقد فعلت". قالت عائشة رضي الله عنها: فأعتق مائة أهل بيت بتزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها، فلا أعلم امرأةً أعظمَ بركةً على قومها منها (12).
9 - صفية بنت حيي رضي الله عنها: قال ابن هشام في (السيرة النبوية 6/ 60): (وتزوج رسول الله صفيةَ بنت حيي بن أخطب سباها من خيبر فاصطفاها لنفسه، وأولم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وليمةً ما فيها شحمٌ ولا لحم كان سويقاً وتمراً) وفي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم صنعَ حَيساً (13) في نِطَعٍ صغير (14)، وروى البخاري أيضاً من حديث أنسٍ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتق صفيةَ وتزوَّجَها وجعلَ عِتْقهَا صدَاقَها وأولَمَ عليها بحَيْسٍ (15).
10 - ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها: قال ابن هشام في (السيرة النبوية 6/ 60): (وأصدقها العباسُ عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أربعَمائةِ درهمٍ). تزوَّجها صلى الله عليه وسلم في عمرة القضاء عام 7هـ، وأراد أن يبني بها في مكة بعد انتهاء الأيام الثلاثة التي نصّ َ عليها عهدُ الحديبيةِ وقال لكفار مكة: (ما عليكم لو تركتموني فأعْرَسْتُ بين أظهركم وصنعنا لكم طعاماً فحضرتموهُ؟ فقالوا: لا حاجةَ لنا في طعامك فاخرج عنَّا) فأمر صلى الله عليه وسلم المسلمينَ بالرحيلِ وفاءً بعهده (16).
11 - زينب بنت خزيمة رضي الله عنها: قال ابن هشام في (السيرة النبوية 6/ 61): (وأصدقها العباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهم). وقال الزبير بن بكار في (المنتخب 1/ 41): (وأصدقها رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة أواقٍ وأولمَ عليها جُزُوراً) (17).
* قال ابنُ هشام في (السيرة النبوية 6/ 61): (هؤلاء اللاَّتي بنَى بِهنَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: إحدى عشرة، فمات قبلَه منهُنَّ ثِنْتان: خديجةُ بنت خويلدٍ وزينبُ بنت خزيمةَ، وتوفي عن تسعٍ).
وعُلم مما سبق أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت وليمته وسطاً، لا فيها إسراف ولا تبذير ولا فيها بُخلٌ ولا تقصير. وفُهمَ من حديث أنسٍ أن أكبر وليمة أعدَّها رسول الله صلى الله عليه وسلم هي ما أولم على زينب بنت جحش وهي: شاة. وهذا آخر ما توصلت إليه وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
--------------------------------------------------
1 - رواه البخاري برقم (5167).
2 - (نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار للإمام الشوكاني 6/ 323).
3 - قال في (مختار الصحاح 25): البَكْرُ بالفتح الفتى من الإبل والأنثى: بكرة.
4 - اتعد: على افتعل من العِدة، أي جعلوا المسجد ميعاداً للاجتماع.
5 - السويق هو: القمح أو الشعير المقلو ثم يطحن (هدي الساري 206).
6 - رقم الحديث (5168).
7 - (مصنف ابن أبي شيبة 3/ 561).
8 - المُدُّ هو: مكيال وهو رطل وثُلث عند أهل الحجاز ورطلان عند أهل العِراق (مختار الصحاح 104) قيل سُمِّي بذلك: لأنه يسع ملء كفَّي الإنسان.
9 - رقم الحديث (5172).
10 - قال في (النهاية في غريب الحديث 5/ 202): الوَطْبَة: الحَيْس يَجمع بَين التَّمْر والأقِط والسَّمْن.
11 - انظر (الطبقات الكبرى لابن سعدٍ 8/ 98 - 99) وقال في (النهاية في غريب الحديث 1/ 133): يريد هذا الكُفء الذي لا يُرَدّ نكاحُه.
12 - انظر (الاستيعاب لابن عبدالبر 4/ 1804 - 1805).
13 - الحيس هو: تمرٌ يُخلط بسمنٍ وأقِطٍ (مختار الصحاح 69) والأقط هو: لبنٌ مجفَّف يطبخ به (المختار 8).
14 - رقم الحديث (2235)، والنِّطع هو: ما يفترش من الجلود (هدي الساري 311).
15 - رقم الحديث (5169).
16 - انظر تاريخ الطبري (2/ 143).
17 - الجزور هي الإبل يقعُ على الذكر والأنثى (مختار الصحاح 43).
تحريراً في 1/ 7/1426هـ
أبو عمار المليباري(/)
مصادر دخل النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[07 Aug 2005, 02:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قبل النبوة تاجراً، وأما ما بعد النبوة فنجد أنه صلى الله عليه وسلم لم يزل يزاول التجارة ولكن لم يتفرغ لها كالسابق لأن على عاتقه أعباء الرسالة والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى. فهو عليه أن يعتني بأمور المسلمين الدينية والاقتصادية والاجتماعية .. الخ.
وحينما تصفَّحت مصادر السنة وكتب السيرة رأيت العجب العُجاب، فهو صلى الله عليه وسلم كان يزاول البيعَ والشراء ويتكسَّب مع شغله الشاغل بشؤون الدعوة. وما ذاك إلا لأنه هو الأسوة الحسنة للناس؛ فهو صلى الله عليه وسلم أرشد أصحابه إلى أن يأكلوا من عمل أيديهم، وكذا كان دأب الأنبياء والمرسلين. ففي صحيح البخاري من حديث المِقدام رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما أكل أحدٌ طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده، وإن نبيَّ الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده" (1) وقال صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلمٍ من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كان زكريا نجاراً" (2)، فاسترشد الصحابة بخطا الأنبياء، واقتدوا بنبيهم صلى الله عليه وسلم. ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "إن إخوتي من المهاجرين كان يَشغلهم الصَّفْقُ بالأسواق ... وكان يَشغَل إخوتي من الأنصار عملُ أموالهم ... " (3).
فإذا كان الصحابة هذه طريقتهم في المعاش كيف لا يكون النبي صلى الله عليه وسلم يعمل ويأكل من عمل يده؟ وهو قدوتهم وأتقاهم وأخشاهم لله سبحانه وتعالى. ومن هذا المنطلق أردتُّ أن أبحث عن مصادر دخل النبي صلى الله عليه وسلم، وكيف كان يعُول أزواجه رضي الله عنهن. وحينما تتبَّعت مصادر دخْلِه في كتب السنن والسِّير وجدت أنها كالتالي:
1 - ما يتكسَّب من مزاولة التجارة. والتجارة هي البيع والشراء. قال ابن منظور في (لسان العرب 4/ 89): (تَجَرَ يَتْجُرُ تَجْرَاً و تِجَارَةً: باعَ وشرَى).
2 - نصيبه صلى الله عليه وسلم وحصَّته من الغنائم والفَيْءِ.
3 - ما تأتيه من الهبات والهدايا.
وفيما يلي شرح لكل نقطة من الثلاث المذكورة أعلاه:
أولاً: تجارته صلى الله عليه وسلم: قرَّرنا سابقاً أن النبي صلى الله عليه وسلم زاول التجارة قبل النبوة وبعدها كذلك. ففي صحيح البخاري أن النبيَّ صلى الله عليه وسلَّم قال لجابرٍ: "أتبيعني جَمَلَك؟ " قلت: نعم، فاشتراه مني بأوقِيَّة (4). وقال أبو بكر رضي الله عنه في أثناء الهجرة: يا رسول الله، إن عندي ناقتين أعددتُّهما للخروج فخذ إحداهما، قال: "قد أخذتها بالثمن" (5). وعن جابر بن عبدالله: أن رجلاً أعتق غلاماً له عن دُبُرٍ (6)، فاحتاج فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "مَن يشتريه منِّي" فاشتراه نُعيم بن عبدالله بكذا وكذا، فدفعه إليه (7)، وقال جابرٌ رضي الله عنه: باعَ النبي صلى الله عليه وسلم المُدَبَّر (8). وعن عبدالرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم جاء رجل مشركٌ مُشْعَانٌّ طويل بغنمٍ يسوقها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أبَيْعاً أم عَطِيَّةً؟ " أو قال: "أو هِبةً؟ " قال: لا، بل بيعٌ، فاشترى منه شاةً (9).
بل أذن صلى الله عليه وسلم لبعض أزواجه بالشراء ففي صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة: "اشتري وأعتِقي، فإنما الولاء لمن أعتق" (10).
ثانياً: سهْمُه صلى الله عليه وسلم من الغنائم والفيءِ: إن النبي صلى الله عليه وسلم له سَهمٌ من الغنيمة، وذلك أن الغنيمة هي المال المأخوذ من الكفار بإيجاف الخيل
والرِّكاب ويقسَّم إلى خمسةِ أسهمٍ: أربعة أسهمٍ منها للمجاهدين والسهم الخامس يقسَّم أيضاً إلى خمسة أسهم وهي: 1 - لله ولرسوله (11) 2 - لذوي القربي 3 - لليتامى 4 - للمساكين 5 - لابن السبيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الفيء فهو كل مالٍ أُخذ من الكفارِ من غير قتالٍ ولا إيجاف خيلٍ ولا رِكاب كأموال بني النضير (12). وتقسيم الفيء هو كما قال الإمام الشافعي رحمه الله: (ما حصل من أموال الكفار بغير قتالٍ قُسِّم على خمسة أسهم: أربعةٌ منها للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلم وكان الخمسُ الباقي على خمسة أسهمٍ: سهمٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم أيضاً وسهمٌ لذوي القربى وهم بنو هاشم وبنو المطلب لأنهم مُنعوا الصدقة فجُعل لهم حق في الفيء، وسهمٌ لليتامى، وسهم للمساكين، وسهم لابن السبيل) (13). فعُلم أن الأسهم التي يحصلُ عليها النبي صلى الله عليه وسلم من الغنيمة والفيء دخلٌ وفير يكفيه وأهله، وفي صحيح البخاري من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: كانت أموالُ بني النضير مما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم مما لم يوجِفِ المسلمون عليه بِخَيْلٍ ولا رِكاب، فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصَّة. وكان ينفقُ على أهله نفقة سنتِهِ ثم يَجعلُ ما بقي في السلاح والكُراعِ (14) عدَّةً في سبيل الله. وبوَّب الإمام ابن هشام رحمه الله في (السيرة النبوية 4/ 325) باباً: ذِكر ما أَعطى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءَه من قَمح خيبر: قسَّم لهن مائةً وثمانين وَسَقًا (15)، ولفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسةً وثمانين وسقًا.
ثالثاً: الهباتُ والهدايَا التي أعطيت للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يرشدُ أصحابه إلى التهادي (16)، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يا نساءَ المسلماتِ لا تَحقِرَنَّ جارةٌ لجارتها
ولو فِرْسِنَ (17) شاةٍ" (18). وقال صلى الله عليه وسلم كما في البخاري: "لو دُعيتُ إلى ذراعٍ أو كُراعٍ لأجبتُ، ولو أهديَ إليَّ ذراعٌ أو كراعٌ (19) لقبِلْتُ" (20).
وعن أنسٍ رضي الله عنه قال: "أنْفَجْنا (21) أرنباً بمَرِّ الظهرانِ فسَعى القومُ فلَغِبُوا (22) فأدركتُها فأخذتُها فأتيتُ بها أبا طلحةَ فذبَحَها وبعثَ بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بورِكِها أو فَخِذَيْها فقَبِلَه. قلت: وأكل منه .. ) (23). وعن الصَّعبِ بن جَثَّامَةَ الليثِي: أنه أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلمَ حماراً وحشياً وهو بالأبواء أو بِوَدَّان، فردَّه عليه، فلما رأى ما في وجهه قال: "إنَّا لم نردَّه عليك إلا أنا حُرُمٌ" (24). وروى البخاري في صحيحه عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: أهْدَتْ أم حفيدٍ خالةُ ابن عباسٍ إلى النبي صلى الله عليه وسلم أقِطاً وسمْناً وأَضُبًّا فأكل النبي صلى الله عليه وسلم من الأقط والسمن وترك الضبَّ تقذُّراً. قال ابنُ عباسٍ فأُكِل على مائدة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان حراماً ما أُكل على مائدة رسول الله صلى الله عليه وسلم (25).
فهذه الأحاديث دلَّت على أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يعطَى كثيراً من الهدايا والهبات بحيث اعتبرْناها أحد مصادر الدخلِ لدى النبي صلى الله عليه وسلم.
تحريراً في يوم الأحد 2/ 7/1426هـ
1 - رقم الحديث (2072).
2 - رقم الحديث (2379).
3 - رقم الحديث (2047).
4 - رقم الحديث (2097). والْأُوقِيَّةُ بضم الهمزة وتشديد الياء وهي: أربعون درهماً.
5 - رواه البخاري برقم (2138).
6 - أي العبد المُدَبَّر وهو: العبد الذي علَّق مالكه عِتقه بموت مالكه سمي بذلك أن الموت دُبُر الحياة. انظر (فتح الباري (4/ 531).
7 - رواه البخاري برقم (2141).
8 - رقم الحديث (2230).
9 - رواه البخاري برقم (2216). ومعنى (مُشعانٌّ) طويل شعثُ الشعر، انظر (الفتح 4/ 518).
10 - والولاءُ هو: حق ميراث المُعتِق من العبد المُعتَق، انظر (فتح الباري 5/ 207).
11 - اختلف في السهم الذي هو لله: فقال بعضهم هو الذي يجعل في الكعبة، وقال كثير من المفسرين السهم الذي لله ولرسوله واحد وهو الصحيح إن شاء الله، انظر تفسير ابن كثير (2/ 410).
12 - انظر تفسير ابن كثير (4/ 428).
13 - انظر تفسير القرطبي (18/ 14).
14 - الكراع: اسمٌ لجميعِ الخيلِ، انظر (هدي الساري للحافظ ابن حجرْ).
15 - والوسق: ستون صاعاً، انظر (النهاية في غريب الحديث لابن الأثير 5/ 184).
16 - التهادي هو أن يُهديَ بعضهم بعضاً، انظر (مختار الصحاح للرازي 1/ 288).
17 - الفِرْسن: عَظْمٌ قَليل اللَّحْم , وهو خُفُّ البَعير , كالحاَفر للدّابة. (انظر النهاية في غريب الحديث 3/ 429).
18 - رقم الحديث (2566).
19 - ومعنَى الكراعِ هنا: هو مُسْتَدَقُّ الساقِ العاري من اللحم، والجمعُ: أَكْرُعُ ثم أَكارِعُ. وفي المَثلِ: أُعْطِيَ العَبْدُ كُراعاً فطَلَب ذِراعاً، لأَنَّ الذراعَ في اليدِ وهو أَفضل من الكُراعِ في الرِّجْل (لسان العرب 8/ 307).
20 - رقم الحديث (2568).
21 - أي أثرنا الأرنب فوثَبتْ (هدي الساري للحافظ ابن حجرْ 313).
22 - أي تعبوا (هدي الساري للحافظ ابن حجرْ 289).
23 - رقم الحديث (2572).
24 - رواه البخاري برقم (2573).
25 - رقم الحديث 2575).(/)
المهور في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[08 Aug 2005, 06:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين: وبعد فهذا بحث صغير في عُجالة يتعلق بمقدار المهر الذي كان شائعاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. وطريقتي فيه أنني أسوق بعض الأحاديث والآثار التي دلَّت على جواز تكثير المهور وربَّما أذكر بعض الأحاديث الدالة على تقليل المهر للإشارة إلى الجواز. ومنهجي في البحث المتواضع أنني أدرس الموضوع من جهتين:
أ) من جهة الرِّواية، والمقصود سرد الأحاديث والآثار مع تخريج كل رواية تخريجاً علمياً.
ب) من جهة الدِّراية، وأعني بها موقف الإسلام من قليل المهور وكثيرها مدعِّما ذلك بأقوال الأئمة المعتبرين والعلماء المعروفين.
----------------------
أ) دراسة الموضوع روايةً:
1 - عن أبي سلمةَ بْنِ عبد الرحمن أنه قال: سألتُ عائشةَ زوجِ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلم: كم كان صداقُ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: كان صداقُه لأزواجه ثنتي عشرة أوقيَّة ونَشاًّ (1). قالت أتدري ما النَّشُّ؟ قال: قلت لا. قالت: نصف أوقيَّة فتلك خمسمائة درهمٍ، فهذا صداقُ رسول الله صلى الله عليه وسلم لأزواجه. رواه مسلم (2).
2 - عن أم حبيبة: "أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوَّجها وهي بأرض الحبشة، زوَّجها النجاشيُّ وأمهرها أربعةَ آلاف وجَهَّزها من عنده وبعث بها مع شرحبيلَ بنِ حسنة، ولم يبعث إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيءٍ وكان مهرُ نسائه أربعمائةِ درهمٍ" رواه أبو داود والنسائي وأحمد ورواه الحاكم في مستدركه 2/ 198: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه) قلت: وصححه الشيخ الألباني كما في صحيح النسائي.
3 - عن أبي حدرد الأسلميِّ رضي الله عنه أنه أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم يستعينهُ في مهرِ امرأةٍ. فقال: "كم أمهرتَها؟ فقال: مائتي درهمٍ. قال صلى الله عليه وسلم: "لو كنتم تغرِفونَ من بطحانَ ما زِدتم" رواه أحمد والطبراني قال الهيثمي في (مجمع الزوائد 4/ 282): (ورجال أحمد رجال الصحيح).
4 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "كان الصداقُ إذ كان فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرةَ أواقٍ" رواه النسائي وعبدالرزاق في مصنفه. قلت: وصححه الشيخ الألباني كما في صحيح النسائي.
5 - قال ابن سعد في (الطبقات الكبرى 8/ 137): أخبرنا محمد بن عمر حدثني موسى بن محمد بن عبد الرحمن عن أبيه عن عَمرة قال: قيل لها إن ميمونة وهبت نفسها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: "تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم على مهرٍ خمسمائة درهم، وولِي نكاحَه إياها العباسُ". قلت: وهذا إسناد ضعيف لأن محمد بن عمر وهو الواقدي متروك الحديث كما في (تقريب التهذيب 2/ 203) للحافظ ابن حجر العسقلاني.
6 - نقل الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب 4/ 1955): ذكر ابنُ وهبٍ عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده: أن عمر بن الخطاب تزوَّج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب على مهر أربعين ألفاً. قلت: وهذا إسناد ضعيف لأن عبدالرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف كما في (تقريب التهذيب1/ 448).
7 - عن عبد الرحمن بن عوف أنه تزوَّج على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على وزن نواةٍ من ذهبٍ فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أولِمْ ولو بشاةٍ" رواه مسلم في صحيحه.
ب) دراسة الموضوع درايةً:
يُستدل من هذه الأحاديث والآثار أنه يجوز الصداق بمال كثيرٍ كما هو فعل النبي صلى الله عليه وسلم وبعض أصحابه وقد قال الله تعالى في محكم كتابه: (وإن أردتم استبدال زوج مكان وآتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً .. ) [سورة النساء] قال الإمام ابن كثير في تفسيره 1/ 467: (وفي هذه الآية دلالةٌ على جواز الإصداق بالمال الجزيل، وقد كان عمرُ بن الخطاب نهى عن كثرة الإصداق ثم رجع عن ذلك .. ) ويجوز كذلك أن يصدُق باليسير أيضاً لحديث سهل بن سعد رضي الله عنه الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما قال: أتت النبيَّ صلى الله عليه وسلم امرأةٌ فقالت: إنها قد وهبت نفسها لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم. فقال: "ما لي في النساء من حاجة" فقال
(يُتْبَعُ)
(/)
رجل: زوجنيها. قال: "أعطها ثوباً". قال: لا أجد. قال: "أعطها ولو خاتماً من حديد" فاعتلَّ له فقال: "ما معك من القرآن؟ " قال: كذا وكذا. قال: "فقد زوجتكها بما معك من القرآن". وهذا لفظ البخاري.
قال الإمام النووي رحمه الله في (شرح صحيح مسلم 9/ 213): (وفي هذا الحديث أنه يجوزُ أن يكونَ الصداقُ قليلاً وكثيراً مما يتموَّلُ إذا ترَاضى به الزوجانِ لأنَّ خاتمَ الحديدِ في نهايةِ من القِلَّةِ، وهذا مذهبُ الشافعيِّ وهو مذهبُ جماهِيرِ الْعُلَمَاءِ منَ السَّلفِ والخَلف).
قال الإمام الصنعاني في (سبل السلام 3/ 115): (لا بد من الصداق في النكاح وأنه يصحُّ أن يكون شيئاً يسيراً، فإن قوله: "ولو خاتماً من حديد" مبالغةٌ في تقليله فيصح بكل ما تراضى عليه الزوجان أو مَن إليه وِلاية العَقدِ مما فيه منفعة. وضابطه أن كل ما يصلح أن يكون قيمةً وثمناً لشيء يصحُّ أن يكون مهراً. ونقل القاضي عياض الإجماعَ على أنه لا يصح أن يكون مما لا قيمةَ له ولا يحل به النكاح ... وكذلك قوله تعالى: (ومن لم يستطع منكم طولاً .. ) وقوله تعالى: (أن تبتغوا بأموالكم .. ) دالٌّ على اعتبار المالية في الصَّداق حتى قال بعضهم: أقله خمسون وقيل أربعون وقيل خمسة دراهم، وإن كانت هذه التقادير لا دليل على اعتبارها بخصوصها).
قلت: ولكن أفاد بعض الأحاديث والآثار أن التقليل في المهرِ هو الأفضل من التكثير ومن هذه الأحاديث: الحديث الذي رواه أحمد والحاكم وغيرهما من حديث عائشةَ رضي الله عنها أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "أعظم النساءِ بركةً أيسرُهُنَّ صَدَاقًا" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. ولكن هذا الحديث ضعيف فقد قال الهيثمي في (مجمع الزوائد 4/ 255): (رواه أحمد والبزار وفيه ابن سخبرة يقال اسمه عيسى بن ميمون وهو متروك). وقد ضعَّف الشيخ الألباني هذا الحديث كما في إرواء الغليل. وقد دلَّ على معنى هذا الحديث حديثان آخران أولهما حديث ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُهنَّ أيسرُهنَّ صَدَاقاً" رواه ابن حِبَّان والطبراني وقال الهَيْثَمِيُّ في (مجمع الزوائد 4/ 281): رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما جابر الجعفي وهو ضعيف وقد وثقه شعبة والثوري، وفي الآخر رجاءُ بن الحارث ضعَّفه ابن مَعين وغيره وبقية رجالهما ثقات. والآخر حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن من يُمن المرأةِ تيسير خطبتها، وتيسير صداقها، وتيسير رحمها" قال الهيثمي في (مجمع الزوائد 4/ 225): رواه أحمد وفيه أسامة بن زيد بن أسلم وهو ضعيف وقد وثق وبقية رجاله ثقات.
فتبيَّن لنا بعد ذكر هذه الأحاديث والآثار أن المهر ليس محدَّدَ المقدارِ، بل يجوز الصداق بالقليل والكثير. ولكن استحبَّ العلماء رحمهم الله أن يكون المهر خمسمائة درهم لكون ذلك هو فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع أزواجه. قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم (9/ 215): "واستدلَّ أصحابُنا بهذا الحديثِ على أنه يُستحبُّ كونُ الصَّداقِ خمسمائةِ درهمٍ، والمراد في حق من يَحتملُ ذلك، فإن قيل: فصداق أم حبيبةَ زوجِ النبي صلى الله عليه وسلم كان أربعةَ آلافِ درهمٍ وأربعمائة دينارٍ فالجواب: أنَّ هذا القدر تبرَّع به النجاشيُّ من ماله إكراماً".
تحريراً في 3/ 7/1426هـ-------------------------------------------------
1 - قال النووي في شرح صحيح مسلم (9/ 215): (أما الأوقية فبضم الهمزة وتشديد الياء. والمراد: أوقية الحجاز وهي أربعون درهماً وأما النَّشُّ فبِنونٍ مفتوحة ثم شين معجمة مشددة).
2 - قال الحافظ ابن حجر في (تلخيص الحبير 3/ 191): (إطلاقه أن جميع الزوجات كان صداقهن كذلك محمول على الأكثر وإلا فخديجة وجويرية بخلاف ذلك، وصفية كان عتقها صداقها، وأم حبيبة أصدقها عنه النجاشي أربعة آلاف كما رواه أبو داود والنسائي).
ـ[الجعفري]ــــــــ[10 Aug 2005, 08:33 ص]ـ
جزاك الله خيراً أبا عمار على هذا البحث القيم وليت أولياء أمور البنات يأخذون بالأفضل حتى يسهل الزواج على الشباب.(/)
توفي اليوم الداعية الكبير
ـ[المجدد الوسطي]ــــــــ[08 Aug 2005, 03:45 م]ـ
توفي اليوم الداعية الكبير الشيخ احمد ديدات بعد ان قضى سنوات طويله على فراش المرض بعد ان قدم خدمات جليلة للاسلام في مجال الدعوة الى الله ومناظرة النصارى فرحمة الله عليه رحمة واسعه
.................................................. .....
http://www.binbayyah.net
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Aug 2005, 04:21 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة،وجزاه خيراً.
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[08 Aug 2005, 04:43 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة, ذلك الإمام الجليل: أحمد ديدات, الذي تربيت على كل كتبه, والتي عشت في كنفها السنوات والليالي الطوال.
اللهم أسكنه الفردوس الأعلى في الجنة .... امين امين.
اللهم اجعله مع النبيين والصديقين والشهداء والأبرار والصالحين وحسن أؤلئك رفيقا ... امين امين.
ـ[الجندى]ــــــــ[08 Aug 2005, 05:55 م]ـ
رحمه الله وغفر له ورفع درجته في المهديين، وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[08 Aug 2005, 10:53 م]ـ
رحمه الله، وجزاه عن المسلمين خيرا.
ـ[سلسبيل]ــــــــ[09 Aug 2005, 06:16 ص]ـ
رحمه الله رحمة واسعه وأسكنه الفردوس الأعلى وجزاه الله عما قدم للإسلام والمسلمين وما نافح لنشر الملة والدين في ميزان حسناته
--------------------
نقلا العربية نت
رحل صباح الاثنين 3/ 7/1426هـ الموافق 8 - 8 - 2005م الداعية الاسلامي الجنوب أفريقي المرموق الشيخ أحمد ديدات بعد معاناة طويلة مع المرض اقعده الفراش طوال 9 سنوات متواصلة، ظل خلالها قادرا على التواصل مع الآخرين والحديث معهم بواسطة حركات جفونه، رغم عدم قدرته على تحريك جسمه كاملا فيما عدا رأسه.
حين يذكر العالم جنوب أفريقيا فانه يذكر ثنائيا جعل لهذه الدولة اسما وبريقا، رجل سياسي مناضل حرر هذا البلد من العنصرية وهو نيلسون مانديلا، وداعية اسلامي تألق في جدال المنصرين وبلغت شهرته الآفاق هو الشيخ أحمد ديدات الذي حرر عقول المتطرفين والعنصريين من المفاهيم الخاطئة عن الاسلام.
اشتهر ديدات في العالم كله بمناظراته مع المنصرين والقساوسة الذين كانوا يتهجمون على الاسلام والقرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم، ومن أبرز مناظراته التي عرفه بها العالم العربي، تلك التي واجه فيه أكبر منصر أمريكي عالمي وهو القس جيمي سواجارات الذي كان قد أساء للرسول صلى الله عليه وسلم، ولكنه في نهاية المناظرة والمجادلة بالتي هي أحسن من الشيخ ديدات أعلن سواجارات اعتذاره عن تلك الاساءات وتراجعه عنها.
وفي حوار مع "العربية. نت" تحدث صهره عصام مدير عن أسرار سنوات المرض، وكيف تغلب عليه ديدات، واستطاع كرجل اتصال من الطراز الأول أن يستمر في تواصله مع العالم وأن يتابع بدقة ما يجري فيه.
وقد نعاه الشيخ صالح الوهيبي الأمين العام للندوة العالمية للشباب الاسلامي، قائلا في تصريح لـ"العربية. نت" إنه كان صاحب منهج ومدرسة خاصة، ويمثل مرحلة في الحوار الاسلامي المسيحي.
ديدات كان قد أسس المركز العالمي للدعوة الاسلامية Islamic propagation center في مدينة ديربان بجنوب أفريقيا، وكان يقيم في منزله في منطقة "فرولام" القريبة من المدينة. وقد اشتهر هذا المنزل حيث يقع وسط المساحات الخضراء، بأنه مفتوح طوال الوقت للزائرين المسلمين وغير المسلمين، لا تحيط به الأسلاك ووسائل التأمين، التي كانت تتبعها بقية المنازل في جنوب أفريقيا بسبب انتشار معدلات الجريمة.
طوال سنوات المرض التسع كان ديدات في غرفته راقدا على سريره بلا حراك، مستندا برأسه على وسادة تهيئ له استقبال زائريه، يتكلم بعينيه ويتواصل بهما مع هؤلاء الزائرين بل ويتحاور من خلالهما مع وسائل الاعلام، وهي طريقة التوصل اليها الاطباء السعوديون خلال علاجه في المملكة العربية السعودية في الشهور الأولى من مرضه، ساعدهم عليها براعته الفائقة في فنون الاتصال.
عن بداية اصابة الشيخ ديدات بالمرض قال صهره "عصام مدير" إنه كان قد أصيب بجلطة في الشريان القاعدي في شهر ابريل عام 1996 بسبب عدة عوامل على رأسها أنه مريض بالسكر منذ فترة طويلة، أجهد خلالها نفسه في الدعوة كعادته>
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن في ذلك الشهر تحديدا أخذ رحلة مكوكية للدعوة، واجتهد فيها خصوصا في رحلته الأولى والقوية جدا لاستراليا التي تحدث عنها الاعلام الاسترالي لأنه ذهب لعرض الاسلام عليهم وتحدى عددا من المنصرين الاستراليين الذين اساءوا للاسلام، وكان ديدنه أن لا يناظر ولا يبادر المنصرين الا الذين يتعدون على الاسلام فيستدعيهم الشيخ للمناظرات ويرد عليهم بالحجة والبرهان.
أصيب بمرض نادر بعد جولة دعوية في استراليا
ولذلك ذهب إلى استراليا وطاف بها محاضرا ومناظرا، وعندما عاد حدث له ما جرى واصيب بجلطة في الدماغ، ودخل في حالة نادرة تعرف عند الاطباء بحالة الحجز الداخلي، بمعنى أن من يصاب بها يعي كل ما يدور حوله، ولا يفقد أية حاسة من حواسه، لكنه لا يستطيع التفاعل مع محيطه بالكلام أو الحركة، فكأنه يحجز ذلك داخل جسمه.
ومن جراء ذلك اصبح لا يستطيع تحريك كامل جسمه بداية من الرقبة، وأكرمه الله بأنه كان يستطيع أن يحرك رأسه، ولم يقفد ذاكرته أو وعيه بل ازدادا حدة.
وأضاف مدير أنه في أول اسبوع من مرضه قام ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز بارسال طائرة خاصة أتت به ليعالج على نفقة الدولة في المستشفى التخصصي في الرياض، ولأنه لم يكن يستطيع أن يبلع الطعام، أجرى له الأطباء السعوديون عملية جراحية، لتوصيل انبوب تغذية بالسائل للمعدة.
كان يحاور الآخرين ويمازحهم بعينيه
كما وفروا له نظام للتخاطب جميل جدا بحيث يرى ويسمع الأحرف الانجليزية مصفوفة في خمسة صفوف، ومرقمة بطريقة سهلة جدا، يكون من خلالها الشيخ ديدات بمساعدة شخص آخر الكلمة فالجملة، وبهذه الطريقة كان يمازح زواره ويجيب على استفسارات الاطباء والممرضين من غير المسلمين.
وارتفعت معنوياته جدا لأنه أصبح يستطيع أن يعبر عن نفسه، وبعد 10 شهور استقرت حالته، ولكن الأطباء رأوا أنه لا يمكن أن يطرأ بعد ذلك أي تحسن نظرا لأن الشيخ كان قد اقترب من عمره الثمانين، فقرر العودة الى منزله في جنوب افريقيا، لادارة شئون الدعوة ومكتبه الذي أنشأه هناك.
أحس بدنو أجله قبل شهر وأخبرنا بذلك
يستطرد مدير: ظل 9 سنوات طريح الفراش على هذه الحالة، التي كانت عجيبة ومستقرة، ولم تتعرض لانتكاسة إلا في الشهر الماضي. وفي اواخر شهر يونيه وبداية يوليه حصل له شبه فشل كلوي، وكانت تعاوده بين الحين والآخر الحمى الشديدة، واحس الشيخ بقرب اجله وأخبرنا بهذا.
وقال ان الشيخ ديدات كان يطلب من أهل بيته وولده أن يقرأوا له الصحف بشكل يومي، ولم يطرأ تغيير على منهجه بشأن الهجمات التي راحت توجه للاسلام أثناء فترة مرضه، وكان دائما يوظف هذه الهجمات لصالح الدعوة، فشعاره هو اقلب الطاولة على الخصم، فلما حصلت ضجة سلمان رشدي المفتعلة لتشويه صورة الاسلام والمسلمين، قام الشيخ ديدات بشراء كتاب سلمان رشدي وقرائته كاملا، وبحسه الاعلامي الرفيع، كان يوجه الدعاة الذين تتلمذوا على يديه لمتابعة الاعلام والانخراط فيه.
واستفاد من اخطاء تعاطي المسلمين مع الأزمة، ووجد أن سلمان رشدي تطاول على الغربيين وعلى ملكة بريطانيا والبريطانيين وعلى الشعب الامريكي، فألف كتيبا صغيرا بعنوان " كيف خدع سلمان رشدي الغرب" وزع منه 7 آلاف نسخة على البريطانيين، والقى في امريكا سلسلة من المحاضرات لأن سلمان رشدي وجد دعما هناك.
وبعد هجمات 11 سبتمبر عندما تطاول قس امريكي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجهنا الشيخ ديدات بأن ننشر ردودا على ذلك في الصحافة الامريكية، وأن نخاطب الجهات المعنية بالدعوة لتقوم بتفنيد هذا التطاول.
وكان الشيخ ديدات قد حصل على جائزة الملك فيصل لخدمة الاسلام عام 1986، ومن أفضل ما كتب، تلك التي يخاطب فيها اهل الكتاب ويسألهم كيف يشتمون الرسول صلى الله عليه وسلم وهو مبشر به في كتبهم، وكان يقول ان كتبه متاحة وليس عليها حقوق طبع وأقسم انه لو لديه الامكانيات لنشرها ووزعها كتبه مجانا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويحكي عصام مدير بأنه عندما وقعت أزمة تدنيس القرآن في جوانتانامو، عرضنا على الشيخ ان نرد بتوزيع كتابه "القرآن معجزة المعجزات" للأمريكان واعجبته الفكرة. ومنذ اسبوعين قبل وفاته نشر اعلانا في جنوب افريقيا لغير المسلمين ردا على امتهان القرآن الكريم وتدنيسه في جوانتانامو، بأن محاضرته عن القرآن الكريم المدمجة على اسطوانات DVD هدية لكل غير مسلم، يستلمها من بيته الذي زاره فيه عدد من القساوسة.
وقد ترك الشيخ وراءه حوالي 24 كتابا، وبلغ عدد محاضراته ومناظراته المسجلة 125 محاضرة ومناظرة. ورغم أن الشيخ ديدات ينتمي أساسا للجالية الهندية، أنشأ أول مدرسة ومركز اسلامي ومسجد متكامل المرافق في جنوب افريقيا للجالية الافريقية، والمعروف أن نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا كان يخصص مناطق للهنود ومثلها للسود، وأخرى للبيض.
وقد كسر ديدات هذه القاعدة لان الاسلام لا يعترف بالتفرقة العنصرية فذهب الى مناطق الافارقة وهم اهل البلاد الاصليين واسس فيها مسجدا ومركزا ومدرسة باسم السلام، وبعد ذلك رجع الى مدينة "ديربان" و واسس فيه المركز الاسلامي العالمي للدعوة الاسلامية بجوار المسجد الجامع الذي هو اكبر مساجد جنوب القارة الافريقية.
وبدأ ديدات يجذب غير المسلمين الذين يزورون ديربان الى المسجد، ويشرح لهم الصلاة والعقيدة الاسلامية، ويلقي محاضرات في ديربان وغيرها، وعندما تصله من بعض مجتمعات المسلمين ان هناك منصرين يزورون مناطقهم ويحاولون ردتهم عن الدين، يأخذ اسماءهم ويتحداهم بأن يناظروه، وكان هذا شيئا عجيبا جدا لأن الجالية المسلمة في جنوب أفريقيا في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، كانت محبطة بشدة تحت نظام الفصل العنصري، ولم يكن احد يستطيع ان يظهر هويته الاسلامية، فوجدت في الشيخ ديدات العزاء ورفعت رأسها وارتدت الى هويتها.
وأشار عصام مدير إلى أننا عرفناه في المنطقة العربية بمناظرته الشهيرة مع جيمي سواجارات التي ترجمت الى اللغة العربية وبثها تليفزيون ابو ظبي بعد أن اشرف على دبلجتها.
وكان القس الأمريكي جيمي سواجارات في ذلك الوقت أكبر منصر في العالم كله، وله صيته وامبراطوريته المالية، وعندما اساء للقرأن الكريم، انقسم الطلبة المسلمون لفريقين، احدهما شجب وندد، والثاني رأي التصرف بحكمة وسمعوا عن الشيخ ديدات الذي يناظر هؤلاء فخاطبوه ليناظر سواجارات فوافق، وفي نهاية المناظرة نذكر كلنا كيف ان سواجارات اعتذر عن اسائته للقرأن الكريم.
للشيخ ديدات من الأولاد، ابراهيم وهو كبير في السن ومريض، ويوسف الذي كان يلازمه، ويترجم لغة عينيه الى زواره. ويوضح عصام مدير أن ديدات طلبه قبل اسبوعين من وفاته فذهب إليه حيث أخبره بدنو أجله وأبلغه بوصاياه الأخيرة وأهمها أن يتقي المسلمون ربهم ويدافعون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كان يبكي على سريره بسبب هجوم المنصرين
سر الشيخ ديدات الذي تألق به وصنع هذه المكانة الدعوية المرموقة أنه كان شابا فقيرا معدما من جالية مطحونة ومقهورة من التميير العنصري، عمل في شبابه في بقالة كانت مجاورة لمعهد تنصيري، حيث يخرج المنصرين ويمرون عليه ويشتمون أمامه الرسول صلى الله عليه وسلم ويقولون ان الاسلام انتشر بحد السيف، فكان ديدات يعود الى بيته ويذهب الى سريره ويظل يبكي بالدموع داعيا الله ان يلهمه العلم الذي يمكنه من الرد على هؤلاء وقد كان.
أما الشيخ صالح الوهيبي الامين العام للندوة العالمية للشباب الاسلامي فقال: الشيخ ديدات يمثل مرحلة في الحوار الاسلامي المسيحي وهي مرحلة تتميز بالشدة مع المقابل، والهجوم عليه، وسبب ذلك انه نشأ في بيئة كانت الاقلية المسلمة في جنوب افريقيا تتعرض لضغوط عنصرية، وضغوط كبيرة من المنصرين.
وفي ظل هذه الاجواء نشأ الشيخ ديدات ورسم منهجا في هذا الشأن واعتقد انه كان مدرسة في ذاته عليه رحمة الله، لكن لا يعني بالضرورة ان المنهج الذي اختطه لهذه المدرسة انها صالحة لكل وقت .. اعتقد ان البدائل الموجودة في الساحة قد تكون انسب حيث يكون المجال حر وتوجد اجواء من الديمقراطية، لكن بعض الفئات التبشيرية تحتاج الى هذا الاسلوب، المواجهة والفضح، الذي اتبعه ديدات عليه رحمة الله.
ديدات قدم الشئ الكثير للتعريف بالعمل الاسلامي في جنوب افريقيا وأذكر أنه حينما بدأ يأتي في السعودية، لم يكن الناس يعرفون الا القليل القليل عن الوضع في جنوب افريقيا، لكنه استطاع أن يقيم علاقات وأن يصبح شخصية مرموقة جدا في العالم الاسلامي ومن ثم عرف بوضع الاقلية المسلمة في تلك البلاد.
العربية نت.
ـ[محمود الحسن]ــــــــ[09 Aug 2005, 09:30 ص]ـ
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ... آمين
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[09 Aug 2005, 02:07 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وخلف على الأمة خيرًا.
آمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[10 Aug 2005, 10:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
فإن مما أحزن القلب، وأدمع العين هو وفاة الداعية الكبير الشيخ / أحمد ديدات رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
وألفت القارئ إلى رجل هندي من مواليد بومباي عام 1960م، وهو الدكتور الطبيب / محمد ذاكر أحد كبار الدعاة في الهند، وهو يسير على نفس منهج الشيخ ديدات في الحوار مع أصحاب الديانات الأخرى. وقال الشيخ ديدات ذات مرة عنه: علمه أكثر من ديدات مرتين. بمعنى أنه واسع الاطلاع أكثر مني، وهذه شهادة صادقة يؤمن بها من عرف الشيخ محمد ذاكر. فهو يستحضر القرآن والإنجيل وكتب الهندوس وكتب اليهود وبعض كتب السنة بالأرقام. لم أر مثله في استحضار الآيات بأرقامها بدون تلعثم. له آلاف الأشرطة من المحاضرات في الديانات والمناظرات، والعلوم الطبيعية بربطها بالقرآن. من أشرطته الرائعة: ( Quran and mordern science) .
أسس مؤسسة إسلامية كبيرة في بومباي اسمها ( IRF) بمعنى: Islamic Research Foundation ، وهو فعلاً مركز علمي شامخ، له جهود كثيرة في الدعوة. وللمؤسسة موقع على الشبكة العنكبوتية. ولقد أسلم كثير من الهنادكة والنصارى على يد الشيخ بسبب ما أعطاه الله من بديع البيان وقوة الحجة وأسلوب رهيب في الإقناع. جزاه الله خيراً ...
ـ[يسري خضر]ــــــــ[27 Feb 2007, 02:08 م]ـ
جزاكم الله خيرا علي هذه الفوائد
ـ[أبو المهند]ــــــــ[27 Feb 2007, 03:22 م]ـ
رحم الله شيخنا فقد أبلى بلاء حسنا. ومن الكنود والنكران إيراد أحد المواقع لهذا السؤال:
هل الشيخ ديدات كان قديانياً؟ ساء ما يطرحون!!!!
قلت: بل كان أمة قانتا لله حنيفا ومثله الأعلى رسول الله ـ صلى الله عليه وزسلم ـ لا غلمان القديانية ومن يمزقون
حرمات الموتي، بله العلماء.(/)
"الأصولية" بين نظرة الإسلام والغرب
ـ[عبد الله بن حميد الفلاسي]ــــــــ[09 Aug 2005, 07:33 ص]ـ
"الأصولية" بين نظرة الإسلام والغرب
إعداد
عبد الله بن حميد الفلاسي
اضغط هنا لقراءة المقال ( http://www.a-falasi.com/maqalat.php?do=show_subject&ID=119&pic_top=)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، كما يحب ربنا ويرضى، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
إن من المصطلحات التي تتردد على ألسنة الكثير من الناس، مصطلح "الأصولية الإسلامية"، ولا شك أنه كمفهوم قد حقق ذيوعاً واسعاً، وقد جاء هذا المصطلح من أعداء الدين للتنفير من الإسلام، وكل متمسك بدين الله عز وجل.
وللأسف أن هذا المصطلح "الأصولية الإسلامية" صار له من الشيوع بذكره الأمر العجيب، حتى من بني جلدتنا، ولذا كان من الواجب بيان حقيقته، والفرق بين مفهوم المسلمين لهذا المصطلح ومفهومه لدى الغرب.
1. أصل هذا المصطلح:
ولد هذا المصطلح في الأصل في أمريكا، ويقصد به: ديانة نصرانية كهنوتية، ترفض كل مظهر من مظاهر الحياة، وتراه خروجاً على الدين، فمصطلح "الأصولية" في بيئته الأصلية: فرقة من البروتستنت، تؤمن بالعصمة الحرفية لكل كلمة في "الكتاب المقدس" ويدعي أفرادها التلقي المباشر عن الله، ويعادون العقل، والتفكير العلمي، ويميلون إلى استخدام القوة، والعنف لفرض هذه المعتقدات الفاسدة.
ومصطلح "الأصولية" من المصطلحات التي ولدت في بيئة الغرب وحُملت بمعانٍ، ومفاهيم متأثره بتجارب الغرب، وقيمه، ونظرته للدين، ومن مثل هذه المصطلحات: "الخلاص" و "العهد السعيد" و "اليمين واليسار" و "الرجعية" و "التقديمة" و "الحداثة" و "الرادكالية" و "النضالية" و "التحررية" و "الإحياء" و "والإصلاح" و "الإنبعاث" وغيرها.
وقد سحب أعداء الإسلام مصطلح "الأصولية" على كل مسلم مرتبط بدينه الإسلام: قولاً وعملاً واعتقاداً، واتهموه بـ "الأصولي" وما يتمسك به هي "الأصولية".
وللأسف قد وقع بعض الإعلاميين المسلمين في مصيدة الأعداء، وأخذوا ينقلون هذا المصطلح من الإعلاميين الغربيين الذين يهدفون لإثارة العالم على من يسمونه بـ "الأصوليين" ويقصدون بذلك الذم، والقدح في المسلمين المتمسكين بالإسلام على أصوله الصحيحه.
2. التاريخ يعيد نفسه:
لقد كان أهل الأهواء يطلقون مجموعة ألقاب نكراء على أهل السنة والجماعة للتنقص منهم، والوقيعة فيهم، والتنفير منهم، والسخرية بهم، مثل: حشوية، ومشبهه، ومجسمة.
وها هو يعيد التاريخ نفسه، فاليوم الحداثيون في هذا العصر أوجدوا ألقاباً أخرى في هذا المعنى لمن تمسك بالإسلام منها "الماضوية" نسبة إلى الماضي، و "التاريخانية" نسبة إلى التاريخ القديم في الزمان الغابر، و "الأممية" نسبة إلى الرجوع إلى أمة واحدة.
3. الأصولية في مفهوم الإسلام:
إن من مصطلحات العلوم الشرعية مصطلح "أصول الدين"، ويقال: الأصل، ويقصد به علم التوحيد، ومنها أصول التفسير، وأصول الحديث، وأصول الفقه، وقد اشتهرت بالنسبة للمبرز فيه بلفظ "الأصولي".
فالذي يتمسك بالأصول، وبما قال الله، وقال رسوله صلى الله عليه وسلم، فهذا مدحاً، وليس ذماً، وإنما الذم للتطرف أو الجفاء، فالتطرف إما بالغلو، وإما بالجفاء أو التقصير، وهذا هو المذموم.
والواجب على المسلمين أن يلتزموا بالأصول من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويتمسكوا بالوسط الذي جعلهم الله فيه، فالله جعلنا أمة وسطا، قال تعالى: ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً)) [البقرة: 143].
تنبيه: قد ترد هذه الكلمة الأصولية أو الأصولي في وسائل الإعلام خاصة وتطلق على بعض من يحمل بعض الأفكار المنحرفة من تكفير أو تفجير أو غيره فلا بد من الانتباه إلى هذه النقطة
والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المراجع:
1. مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله.
2. معجم المناهي اللفظية، للشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد.
3. "الأصولية الإسلامية": دعوة إلى التدقيف في مفهوم ملتبس، بقلم هاني فحص، موقع إسلام أون لاين.(/)
دفع الإيهام عن تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[09 Aug 2005, 08:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: فلا يزال المناوئون لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله يطلقون قذائفهم لإطفاء نور التوحيد، ولكن أبى الله إلا أن يتم نوره ويعزَّ كلمته وينصر دينه. ومن هذه الدعاوى الخاوية الذين ينعقون بها قولهم: إن الشيخ هو أول من قسم التوحيد إلى ثلاثة توحيد ولم يسبقه أحد بهذا التقسيم. فكان لزاماً على أهل هذه الدعوة المباركة أن يبينوا الحق في هذه المسألة، وأن شيخ الإسلام لم يأت ببدعٍ من القول بل هو مجدِّد للتوحيد وحامل رايته في القرن الثاني عشر. غفر الله له وجزاه الله خيراً عن الإسلام والمسلمين.
ومن هذا المنطلق أردتُّ أن أكتب هذا البُحيث الصغير ليكون المسلمون على بينة من الأمر، وعلى بصيرة بدعوتهم. فأقول مستعيناً بالله تعالى:
أولاً: قبل أن أكتب عن تقسيم التوحيد، أودُّ أن أتعرض عن ماهية التوحيد. فأفضل تعريف للتوحيد كمصطلح على حدِّ علمي هو تعريف العلامة الشيخ محمد الصالح العثيمين وذلك في شرحه القيم على كتاب التوحيد: (إفراد الله سبحانه بما يختص به من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات) (1). والتوحيد هو مصدر وحَّد على وزن فعَّل، وكل ما كان على وزن (فعَّل) فمصدره على وزن (تفعيل).
ثانياً: إن التوحيد هو أساس دعوة الرسل جميعاً، وما بعثوا إلا ليقرروا هذا الأمر العظيم الذي ضلَّت عنه الأمم الكثيرة من لدن نبينا نوحٍ عليه السلام إلى نبينا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. قال تعالى: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ... ) الآية (2).
تقسيم التوحيد:
إن العلماء رحمهم الله قد سهَّلوا العلوم الشرعية على الناس بتبويبات وتقسيمات وتفريعات مختلفة وذلك حتى يكمل الفهم ويتم الاستيعاب، وتعبد الأمة ربَّها على علمٍ وبصيرة. فعلى سبيل المثال: قسَّم علماء الأصول الأحكام الشرعية إلى خمسة أحكام: الواجب والمندوب والمباح والمكروه والمحظور. وذلك بالنظر إلى الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة، فوجدوا أن الأحكام تنحصر في هذه الخمسة. فهل نحكم عليه بالبدعة لأن الصحابة لم يعرفوا هذا التقسيم الخماسي؟ أم نقدِّر جهودهم في تسهيل وتيسير العلوم للأمة الإسلامية؟. فإذا كان الجواب: أننا نحكم ببدعيَّة هذا العمل فإنه يلزمنا أن نبدِّع جميع علماء المسلمين. وإذا كان الجواب: أننا نقدِّر جهودهم، فنقول: كذلك يدخل ضمن جهودِهم هذا التقسيم الثلاثي للتوحيد والذي نحن بصدده.
إذا نظرنا في كتب العلماء السابقين للشيخ محمد عبدالوهاب نجد فيها ما يدل على أن التوحيد مقسَّم إلى أقسام والذي يؤكِّد أن فعلة الشيخ حق وصواب. وسوف نذكر فيما يلي بعض عبارات الأئمة وأهل العلم الدالة على هذا التقسيم:
أولاً: التوحيد ينقسم إلى ثلاثةِ أقسام: قال الإمام الفقيه ابن أبي العزِّ الحنفي رحمه الله في شرحه على العقيدة الطحاوية: (التوحيد يتضمن ثلاث أنواع: أحدهما: الكلام في الصفات والثاني: توحيد الربوبية وبيان أن الله وحده خالق كل شيء والثالث: توحيد الألوهية، وهو استحقاقه سبحانه وتعالى أن يُعبد وحده لا شريك له) (3).
ثانياً: التفريق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية: لتقرير هذه النقطة أرى من الأفضل الاستشهاد بكلام الإمام المفسر ابن جرير الطبري، حيث نجد في تفسيره في مواضع كثيرة الكلام على توحيد الربوبية والألوهية. وفيما يلي نستشهد ببعض عبارات الإمام الطبري للتدليل على هذه النقطة:
1 - قال عند تفسير 3/ 336 قوله تعالى: (وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً .. ) الآية (4): (يقول: وله خَشَع من في السموات والأرض، فخضع له بالعبودية وأقرَّ له بإفراد الربوبية، وانقاد له بإخلاص التوحيد والألوهية طوعاً وكرهاً). لعل القارئ كيف فرق الإمام الطبري بين العبودية والربوبية حيث بيَّن أن العبودية وهي الألوهية هي الخضوع لله بالعبادة والربوبية هي الإقرار بوحدانية الله وإفراده.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - وقال رحمه الله 5/ 77 في معرض تفسيره لقول الله تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به .. ) (5): (يعني بذلك جلَّ ثناؤه: وذلُّوا لله بالطاعة واخضعُوا له بها وأفرِدُوه بالربوبية وأخلصوا له الخضوع والذِّلة بالانتهاء إلى أمره والانزجار عن نهيه ولا تجعلوا له في الربوبية والعبادة شريكاً تعظِّمونه تعظيمَكم إياه). وفي هذه العبارة أيضاً تفريق بين الربوبية والعبادة أي الألوهية.
3 - وقال رحمه الله 16/ 39 في تفسير قوله تعالى: (فليعمل عملاً صالحاً ولا يشركْ بعبادة ربِّه أحداً) (6) يقول: فليخلصْ له العبادةَ وليفردْ له الربوبية) والعبارة واضحة.
4 - وقال رحمه الله 23/ 182 عند تفسير قوله تعالى: (وما من إله إلا الله الواحد القهار) (7): (يقول: وما من معبودٍ تصلحُ له العبادة وتنبغي له الربوبية إلا الله الذي يدين له كلُّ شيء ويعبده كلُّ خلقٍ ... ).
5 - وقال الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله 4/ 309 في تفسير قوله تعالى: (أم خُلقوا من غير شيء أم هم الخالقون) (9): (هذا المقام في إثبات الربوبية وتوحيد الألوهية (أم خثلقوا من غير شيءٍ أم هم الخالقون) أي أوجدوا من غير موجدٍ أم هم أوجدوا أنفسهم؟! ... ).
وقبل أن أنتقل إلى النقطة الثالثة أرى أنه من المناسب أن أنقل كلاماً نفيساً لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في تقرير النقطة الثانية في كتابه القيم (التدمرية 3 - 4): (فالكلام فى باب التوحيد والصفات هو من باب الخبر الدائر بين النفى والإثبات، والكلام فى الشرع والقدر هو من باب الطلب والإرادة الدائر بين الإرادة والمحبة وبين الكراهة والبغض نفياً وإثباتاً، والإنسان يجد فى نفسه الفرق بين النفى والإثبات والتصديق والتكذيب وبين الحب والبغض والحض والمنع حتى إن الفرق بين هذا النوع وبين النوع الآخر معروف عند العامة والخاصة ومعروف عند أصناف المتكلمين فى العلم، كما ذكر ذلك الفقهاء فى كتاب الأيمان وكما ذكره المقسِّمون للكلام من أهل النظر والنحو والبيان، فذكروا أن الكلام نوعان: خبر وإنشاء. والخبر دائر بين النفى والاثبات والإنشاء أمر أو نهى أو إباحة .. ).
ثالثاً: إن توحيد الألوهية يتضمَّن توحيد الربوبية: وهذه قاعدةٌ معروفة عند علماء السنة، وقد قررها غير واحد من أهل العلم في كتبهم، ونأتي هنا بعبارتين لعالميْن من علماء السنة:
1 - قال الإمام الحافظ المفسر ابن كثير رحمه الله 3/ 553 في تفسير قوله تعالى: (ولئن سألتهم من خلق السمواتِ والأرضَ وسخَّر الشمس والقمر ليقولُنَّ الله ... ) (8) الآية: (وكثيراً ما يقرِّر تعالى مقامَ الإلهية بالإعتراف بتوحيد الربوبية وقد كان المشركون يعترفون بذلك كما كانوا يقولون في تلبيتهم: لبيك لا شريكَ لك إلا شريكاً هو لكَ، تملكُه وما ملك).
2 - وقال الإمام ابن أبي العز (10) في شرحه على الطحاوية في حين كلامه على توحيد الألوهية: (فعُلم أن التوحيد المطلوب هو توحيد الألوهية الذي يتضمن توحيد الربوبية).
وبعض العلماء يجعلون التقسيم ثنائياً: الأول: توحيد المعرفة والإثبات، الثاني: توحيد الطلب والقصد. فالأول اشتمل على توحيد الربوبية والأسماء والصفات والثاني هو توحيد الألوهية. وهذا هو صنيع شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما هو واضح من عبارته في (التدمرية)، وبذلك عرفنا أنه لا تناقض بين الأسلوبين وإنما الاختلاف الحاصل هو اختلاف تنوعٍ فتأمَّل.
تحريراً في 4/ 7/1426هـ
---------------------------------------------------
1 - القول المفيد على كتاب التوحيد ص (5).
2 - سورة النحل (36).
3 - شرح ابن أبي العز (78).
4 - سورة آل عمران (83).
5 - سورة النساء (36).
6 - سورة الكهف (110).
7 - سورة ص (65).
8 - سورة العنكبوت (61).
9 - سورة الطور (35).
10 - شرح ابن أبي العز على الطحاوية بتخريج الشيخ الألباني (83).(/)
سعيدة بالانضمام
ـ[شهد الإيمان]ــــــــ[10 Aug 2005, 03:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل من ترحيب؟؟؟
انا سعيدة جدا بالانضمام الى هذا الملتقى عسى ان يكون فاتحة خير لي ...
وانا اتامل الكثير الجيد والحسن من جميع الاعضاء ...
وبالمقابل ارجو ان اكون عند حسن ظنكم بي ...
فهل من مرحب
اختكم في الله
شهد الايمان
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Aug 2005, 09:14 ص]ـ
ونحن سعداء كذلك بما يسعدك، ونسأل الله لك التوفيق والفائدة في هذا الملتقى العلمي. فمرحباً بك.(/)
ماعلاقة البلاغة العربية بالنغم والموسيقى؟
ـ[د/ سعيد جمعة]ــــــــ[12 Aug 2005, 06:15 ص]ـ
هل هناك علاقة بين البلاغة العربية والموسيقى؟
وهل من الممكن القول بأن فن البلاغة فن موسيقي يعتمد على التآلف والانسجام بين المقال والمقام على جميع المستويات في اللفظ والجملة والتركيب والنص؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Aug 2005, 01:24 ص]ـ
الأستاذ الكريم الدكتور سعيد جمعة وفقه الله ومتعنا بعلومه
لقد طرحت سؤالاً تملك من أمر جوابه أكثر مما أملك، لتخصصك في علوم البلاغة ومشاركتك الظاهرة في بقية العلوم والفنون ذات الصلة بهذا العلم العريض المتين، وأظنك من تلاميذ شيخ البلاغيين الأستاذ الدكتور محمد أبو موسى نفع الله به وأطال بقائه على خير. وننتظر منكم في هذا الملتقى خيراً كثير فوق ما حصلنا عليه من البحوث والمشاركات.
وأما ما طرحته للنقاش من (العلاقة بين البلاغة العربية والموسيقى) وسؤالك (هل من الممكن القول بأن فن البلاغة فن موسيقي يعتمد على التآلف والانسجام بين المقال والمقام على جميع المستويات في اللفظ والجملة والتركيب والنص؟) فالذي يظهر لي أن الباحث في البلاغة العربية من جابنها الصوتي يجد علاقات متعددة موحية بعظمة اللغة العربية وحيويتها، ومراعاة العرب لكثير من الجوانب الصوتية (الموسيقية) في المفردات والتراكيب على حد سواء. ولا أظنه يخفى عليكم ما كتبه علماء البلاغة من الدراسات حول موسيقى اللغة، وجرسها، وصوتياتها، وإن لم يبحث موضوع البلاغة والجانب الموسيقي الذي أشرتم إليه بحثاً مستوفياً بحسب علمي.
وقد رأيت كتاباً للدكتور عبدالحميد هنداوي وفقه الله عن (الإعجاز الصوتي في القرآن الكريم) تحدث فيه عن الأثر الجمالي للأصوات القرآنية وربطها بعلم البلاغة أو علم الأسلوب، وأشار إلى التقصير الحاصل من قبل الباحثين في بحث هذا الجانب، وإعطائه حقه من الدراسة.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[14 Aug 2005, 04:28 م]ـ
تساءل الدكتور الفاضل-وفقه الله-
هل هناك علاقة بين البلاغة العربية والموسيقى؟
وهل من الممكن القول بأن فن البلاغة فن موسيقي يعتمد على التآلف والانسجام بين المقال والمقام على جميع المستويات في اللفظ والجملة والتركيب والنص؟
في تراثنا ما يشعر بتقارب العلمين من ذلك ذكر كلمة "فصاحة" مجاورة لكلمة "بلاغة" على المعنى الصحيح للفصاحة وهو استمراء السمع لجرس الكلمة وخلوها من النشوز الصوتي. ومن ذلك أيضا الجمع التربوي في تدريس البلاغة مع العروض.
لكن النظر الى المسالة من منظور "فقه العلم" يكشف عن فروق واسعة جدا بين العلمين بحيث يصعب القول بتجاورهما, فضلا عن اتحادهما الذي يشعر به تعبير فن البلاغة فن موسيقي. " التآلف والانسجام" –الذي علل به التقارب بين العلمين-هو من التوسع في التعبير وحملا للمفهومين على أوسع حمل ذلك لأن الانسجام شديد العمومية يمكن أن يوصف به أي شيئين ولا يصلح لافتراض متاخمة علمين.
وهذه بعض الفروق الاجمالية بين العلمين:
1 - الموسيقى من مقولة" الصوت", والبلاغة من مقولة" الفكر والمعنى" فكيف يلتقيان؟.قد يقال الموسيقى والبلاغة يساهمان معا فى اضفاء المتعة الجمالية على النص وهذا يكفي لتجاورهما كرافدين من روافد الفن. لكنا نقول إن الالتقاء فى الغاية لا عبرة به هنا وإنما التعويل على المكونات البنيوية والطبيعية لكل منهما ... ولو كان المقصد الجمالي هو المعتبر فلماذا تخصيص الموسيقى دون غيرها من الفنون.
وينبني على هذا الفرق أن الموسيقى يمكن أن تكون مادة لعلم طبيعي حقيقي مثل فزياء الأصوات مثلا ... فيجوز أن يحلل البيت الشعري في مختبر للصوتيات اعتمادا على آليات وأجهزة وقد يكون الباحث لا يعرف العربية وذلك لا يمنعه من الوصول الى نتائج صحيحة ... وهذا ليس جديدا فالعروضيون من علمائنا كانوا يختزلون البيت الشعري إلى متتاليات صوتية فقط –تسمى التفاعيل-.وإدراك إيقاع تتالي الحركات والسكونات في متناول كل سامع بل حتى غير العاقل من الأجهزة.
أما البلاغة فقد نشأت فنا حدسيا وستبقى كذلك ... والفرق بين الموسيقى والبلاغة من هذه الجهة كالفرق بين المادة والروح ....
2 - نافذة التلقي للموسيقى هو "الأذن" والأصل فيها موجات وذبذبات .... أما تلقي البلاغة فمناط ب"جهاز"غيبي لا نملك للإشارة إليه إلا بمصطلحات: العقل ,الروح, العاطفة, الحدس , الذوق الخ ....
3 - فن الموسيقى فن في الزمان بالمعنى الفلكي .... أما البلاغة فلا علاقة لها بذلك وإن كان لابد من ربطها بالزمن فليكن الزمن النفسي الداخلي لا الخارجي وهو ما يسميه برجسون" الديمومة ".
توضيح ذلك من فن العروض الموسيقي:
البيت الشعري مدة زمنية فلكية (أي مجموعة من الثواني التي يستغرقها الشاعر في الإنشاد من الصوت الأول إلى حرف الروي الذي يختم الوحدة الزمنية) ولكي يضفي الشاعر العربي على بيته إيقاعا عمد إلى تقسيم المادة الزمنية تقسيمات متعادلة وهذا التعادل لا بد منه في كل فن موسيقي ... وهكذا قسم الشاعر البيت إلى وحدتين متساويتين زمنيا: الصدر والعجز. ثم ضمنهما معا عددا متساويا من التفاعيل (أي متتاليات زمنية صغرى).وبعد ذلك ينهي البيت بضربة قوية هي حرف الروي. ويأتي البيت الثاني على منوال الأول وتتابع الضربات القوية (حرف الروي) وبينهما مدة زمنية واحدة بحيث قد يصاحب السامع الشاعر بالهمهمة ويلتقيان معا على "مي" مثلا أو "ري" أو غيرهما من حروف الروي ......
فتصرف الموسيقى والعروضي إذن هو في الكلمة باعتبار مدتهاالزمنية وفي ميزان العروضي:فرح=قرح/ملك=حجر/ إيران=نيران/ ..... أما البلاغي فمقصوده الشحنة الدلالية للكلمة بحيث تصبح معادلة العروضي (فرح=قرح) تجديفا عاطفيا وعقليا عنده. واهتمامه بانسجام القول مع المقام .... لا يؤاخى مع انسجام الأصوات عند الموسيقى ..... لأن البلاغي يعني بالانسجام تطابق الكلام مع ما يستلزمه المقام ..... فيفصل القول على قياس المناسبة ... وهو كما نرى انسجام معنوي يدركه عقل أو حدس السامع .. بخلاف انسجام الموسيقى الذي يدرك بعلم الفزياء.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د/ سعيد جمعة]ــــــــ[15 Aug 2005, 07:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أشكر للأخوين الكريمين / عبد الرحمن الشهري وأبي عبد المعز اهتمامهما بهذه الفكرة والإدلاء فيها بدلوهما , نفع الله بهما وأجزل مثوبتهما.
وأبدا بأخي الفاضل عبد الرحمن
نعم صدقت فأنا أعتز بكوني تلميذا للعلامة أبي موسى (حفظه الله تعالى) بل وأشكر الله على ذلك وأزيد أنني تتلمذت أيضا على تلميذ أبي موسى وهو العالم الجليل (محمود توفيق سعد) أعزه الله وأطال في عمره , وكلاهما في نظري يمثلان (ابن تيمية وابن القيم) في عالم البلاغة.
ولنعد سويا إلى موضوع الحوار
أنا ياسيدي لا أنظر إلى البلاغة من الجانب الصوتى فقط لأن ذلك قد يجرنا إلى طريق ضيق في علم البديع , لكنني أحاول النظر إلى موسيقى البلاغة العربية في جميع أبوابها بداية من فصاحة اللفظة ومرورا بأبواب علم المعاني فالبيان فالبديع.
إنني هنا أحاول أن أتسمع بأذني وبقلبي إلى هذا النغم الكامن خلف كل باب ومازات في بداية الطريق , فهي فكرة قد تثمر عن شيء وقد يكفي فيها الأجر الواحد. والله المستعان
أما حديث الشيخ أبي عبد المعز فهو في مجمله حديث غني مفيد فتح جوانب عدة لكن فلنبدأ ياسيدي بالاتفاق.
إذا كان في التراث مايشعر بوجود اتفاق بين الموسيقى والبلاغة فلم لا نبحث عنه؟
ثم إنني لاأفتش عن اتحاد كامل بين الموسيقى والبلاغة بل أنقب عن علاقات النسب ووشائج القربى وصلات الرحم بينهما.
ثم دعني أتفق معكم مرة أخري في أن الموسيقى من مقولة الصوت والبلاغة من مقولة الفكرة لكن ألا تتفق معي في أن مقولة الصوت في الموسيقى لابد أن تكون من ورائها فكرة؟
وأن مقولة الفكرة في البلاغة لاتتأتى إلا من خلال الصوت.؟
وفي الختام تقبلا شكري واحترامي وتقديري
أبو أنس
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[15 Aug 2005, 01:00 م]ـ
سيدي الدكتور الفاضل-وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أشكرك على الطرح الهاديء والرغبة فى تلمس وجوه الاتفاق ..... وفي هذا المقام نفسه أقول:
تجنبا لأي شكل من أشكال سوء الفهم لا بد من تحديد الزاوية التي نرصد من خلالها هذه الثنائية التي تفضلت بإثارتها: الموسيقى /الفكر أو الصوت/المعنى أو العروض/البلاغة ....
وكما لا يخفى عليكم فزوايا النظر كثيرة والنتائج قد تتعارض أشد التعارض متى انتقلنا من زاوية إلى أخرى مثلا:
-من وجهة نظر "فقه العلم"-وهي الزاوية التي نظرت منها في كلامي السابق- الصلات مقطوعة بين الطرفين.
فأحدهما مادة والثاني روح.
أولهما يمكن أن يكون مادة لعلم طبيعي حقيقي وثانيهما لا يمكن أن يكون إلا "علما"انسانيا حدسيا.
أولهما له وجود موضوعي وثانيهما ذاتي
الى غير ذلك من التقابلات التي لا تؤذن بتوحد العلمين ... أو جعل أحدهما جزءا من الآخر ... فالجمع هنا بين العروض والبلاغة كالجمع بين علم الفزياء وعلم النفس ... لا يجتمعان .......
نعم لا يجتمعان من وجهة نظر فقه العلم فقط .... (للإشارة فاصطلاح"فقه العلم"هو المقابل العربي الفصيح للاصطلاح الاجنبي الشائع مع الأسف:الإبستمولوجيا)
-لكن إذا غيرنا الزاوية ونظرنا الى الطرفين - لا من حيث المنهج وإنما من حيث الوجود- كما لو نظرنا اليهما باعتبارهما رافدين من روافد علم الجمال في هذه الحال توجد صلات قوية ... وأقواها –كما أشرت سيدي-هي الغاية الواحدة التي يعملان معا على بلورتها ... وهي انتاج نص ممتع.
لكننا هنا نكون على صعيد تلقي النص .... أو تذوقه وانفصلنا عن صعيد استكناه الطبيعة والبنية ... ومثاله بناء بيت سكني فاشتراك الفزيائي (صاحب مبدأ الرافعة) المهندس (صاحب مبدأ الزاوية) والمقاول (صاحب المال) والبناء (صاحب الساعد) اشتراك كل هؤلاء لانجاز عمل واحد لا يبرر أن نطمع في توحيد علم الفزياء وعلم الهندسة وعلم الاقتصاد في علم واحد ....
والبيت الشعري كالبيت السكني ... فالموسيقى فيه ضربة لازب والمعنى ضربة لازب .. وهنا لا أختلف معك أبدا ... وأسلافنا كانوا على وعي من هذا وكانوا فى حكمهم على النص الأدبي مثلا يزاوجون بين المصطلحات الموسيقية والبلاغية فيتحدثون عن: الجرس واللفظ الرشيق والمعنى الصائب والغريب الخ ... لكنهم من جهة فقه العلم كانوا يميزون بصرامة بين علم العروض وعلم البلاغة فلا تتداخل مصطلحاتهما لأحدهما الوتد والفاصلة والزحاف .. وللثاني التشبيه والخبر والمجاز ..... كما لا تتداخل الاساليب المنهجية ... ويرون مثلا ان علم البلاغة اقرب الى النحو أما العروض فأدخل فى علم الموسيقى النظري الذى كان فى ذلك الزمان جزءا من الفلسفة (الفارابي مثلا).
خلاصة:
ابستملوجيا ........ لا علاقة.
استيطيقيا .......... علاقة غائية ... غاية الموسيقى والبلاغة خلق المتعة.
أدبيا ............. علاقة تجاور لازمة .... لاستحالة فصل الصوت عن "الصورة".
وتقبل اخي أبا أنس تحياتي وسلامي .....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د/ سعيد جمعة]ــــــــ[18 Aug 2005, 01:09 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الشيخ الكريم / أبا عبد المعز حقيقة كنت قد عزمت على بيان وجهة نظري وأعددت لذلك مسودة ولكن قبل كتابتها قلت: مالمانع لدى الأساتذة الكرام في الانتظار حتى يتم البحث وعندها يكون لكل حادث حديث , وتقبلوا جزيل الشكر وأكمل العرفان.(/)
رِفَقًا أهْلَ السُّنَّة بأهلِ السُّنَّة
ـ[إمداد]ــــــــ[15 Aug 2005, 01:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله بيته الطاهرين الكرام وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فإني أقدم لكم كتاب الشيخ:/ عبدالمحسن بن حمد العابد البدر
اسم الكتاب (رِفَقًا أهْلَ السُّنَّة بأهلِ السُّنَّة)
كتاب كتب بماء الذهب قرأته وأحببت أن يشاركني به إخوة لي في الله هنا وأتمنى أن ينشر لتعم الفائدة أرجاء المعمورة
ـــــــــــــــــــــــــــ
المقدمة
الحمد لله الذي ألَّف بين قلوب المؤمنين, ورغَّبهم في الاجتماع والائتلاف، وحذَّرهم من التفرُّق والاختلاف، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، خلق فقدَّر, وشرع فيسَّر, وكان بالمؤمنين رحيماً، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله، الذي أمر بالتيسير والتبشير، فقال: ((يسِّروا ولا تعسِّروا, وبشِّروا ولا تنفِّروا))، اللِّهمَّ صلَّ وسلِّم وبارك عليه، وعلى آله المطهَّرين, وأصحابه الذين وصفهم الله بأنَّهم أشداء على الكفار رُحماء بينهم، وعلى مَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدِّين، اللَّهم اهدني واهد لي واهد بي، اللَّهم طهِّر من الغلِّ جناني، وسدِّد لإصابة الحق لساني، اللَّهمَّ إنِّي أعوذ بك أن أضِلِّ وأُضِلَّ، أو أزِلَّ أو أزَلَّ، أو أظلم أو أُظلَم، أو أجهلَ أو يُجهل عليَّ.
أما بعد:
فأهل السنَّة والجماعة هم المتَّبعون لِما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ونسبتهم إلى سنِّة الرسول صلى الله عليه وسلم التي حثَّ على التمسُّك بها بقوله: ((فعليكم بسنَّتي وسنَّة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تَمسكوا بها وعضُّوا عليه بالنواجذ))، وحذَّر من مخالفتها بقوله: ((وإيَّاكم ومحدثات الأمور فإنَّ كلَّ محدثة بدعة وكلَّ بدعة ضلالة))، وقوله: ((فمَن رغب عن سنَّتي فليس منِّي)) وهذا بخلاف غيرهم من أهل الأهواء والبدع, الذين سلكوا مسالكَ لم يكن عليها الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فأهل السنَّة ظهرت عقيدتهم بظهور بعثته صلى الله عليه وسلم، وأهلُ الأهواء وُلدت عقائدهم بعد زمنه صلى الله عليه وسلم، منها ما كان في آخر عهد الصحابة، ومنها ما كان بعد ذلك، والرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أنَّ مَن عاش من أصحابه سيُدرك هذا التفرُّق والاختلاف، فقال: ((إنَّه مَن يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً))، ثم أرشد إلى سلوك الصراط المستقيم، وهو اتِّباعُ سنَّته، وسنَّة خلفائه الراشدين، وحذَّر من محدثات الأمور، وأخبر أنَّها ضلال، وليس من المعقول ولا المقبول أن يحجب حقٌ وهدى عن الصحابة رضي الله عنهم ويُدَّخر لأناس يجيئون بعدهم، فإنَّ تلك البدع المحدَثة كلّلها شر، ولو كان في شيء منها خير لسبق إليه الصحابة، لكنَّها شرٌ اُبتلي به كثير مِمِّن جاء بعدهم مِمَّن انحرفوا عمَّا كان عليه الصحابةُ رضي الله عنهم، وقد قال الإمام مالك رحمه الله: ((لن يصلح آخر هذه الأمَّة إلاَّ بما صلح به أوَّلها))، ولذا فإنَّ أهل السنَّة ينتسبون إلى السنَّة, وغيرهم ينتسبون إلى نحلهم الباطلة كالجبرية والقدرية والمرجئة والإمامية الاثنى عشرية، أو إلى أسماء أشخاص معيَّنين، كالجهمية والزيدية والأشعرية والإباضية, ولا يُقال إنَّ من هذا القبيل (الوهابية)، نسبة إلى الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، فإنَّ أهلَ السنَّة في زمن الشيخ محمد – رحمه الله – وبعده لا ينتسبون هذه النسبة، لأنَّه – رحمه الله – لم يأت بشيء جديد فُينتسب إليه، بل هو متَّعٌ لِما كان عليه السلف الصالح، ومظهرٌ للسنَّة وناشرٌ لها وداع إليها، وإنَّما يُطِلق هذه النِّسبة الحاقدون على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – الإصلاحية للتشويش على الناس، وصرفهم عن اتِّباع الحقِّ والهدى، وأن يبقوا على ما هم عليه من البدع المحدثة والمخالفة لِما كان عليه أهل السنِّة والجماعة.
قال الإمام الشاطبي في الاعتصام (1/ 79): ((وقال عبدالرحمن بن مهدي: قد سئل مالك بن أنس عن السنة؟ قال: هي ما لا اسم له غير السنَّة، وتلا ((وِ أَن هَذَا صِرَاطِى مُسْتَقِيمًا فَاتَّبعوه وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّق بِكُمْ عَن سَبِيِلِهِ)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن القيم في مدارج السالكين (3/ 179): ((وقد سئل بعض الأئمة عن السنَّة؟ قال: ما لا اسم له سوى السنَّة. يعني أنَّ أهل السنَّة ليس لهم اسم يُنسبون إليه سواها))
وفي كتاب الانتقاء لابن عبد البر (ص:35) أنَّ رجلاً سأل مالكاً فقال: مَن أهل السنَّة؟ قال: ((أهل السنَّة الذين ليس لهم لقبٌ يُعرفون به، لا جهمي ولا قدَري ولا رافضي))
ولا شكَّ أنَّ الواجبِ على أهل السنَّة في كل ِّ زمان ومكان التآلف والتراحم فيما بينهم، والتعاون على البرِّ والتقوى.
وإنَّ مِمَّا يؤسف له في هذا الزمان ما حصل من بعض أهل السنّة من وحشة واختلاف مِمَّا ترتَّب عليه انشغال بعضهم ببعض تجريحاً وتحذيراً وهجراً، وكان الواجب أن تكون جهودُهم جميعاً موجَّةٌ إلى غيرهم من الكفَّار وأهل البدع المناوئين لأهل السنَّة، وأن يكونوا فيما بينهم متآلفين متراحمين، يذكِّرُ بعضهم بعضاً برفق ولين.
وقد رأيت كتابة كلمات، نصيحةً لهؤلاء جميعاً, سائلاً الله عزَّ وجلَّ أن ينفع بهذه الكلمات، إن أريد إلاَّ الإصلاحَ ما استطعت، وما توفيقي إلاَّ بالله عليه توكلت وإليه أنيب، وقد سمَّيت هذه النصيحة ((رفقاً أهل السنَّة بأهل السنَّة)).
وأسأل الله للجميع التوفيق والسداد، وان يصلح ذات بينهم وأن يؤلَّف بين قلوبهم وان يهديهم سُبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور، إنَّه سميع مجيب.
نعمة النطق والبيان
نعمُ الله على عباده لا تُعدُّ ولا تُحصى، ومن أعظم هذه النِّعم نعمة النطق التي يُبين بها الإنسانُ عن مراده، ويقول القول السديد، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ومَن فَقَدها لم تحصل له هذه الأمور، ولا يُمكنه التفاهم مع غيره إلاَّ بالإشارة أو الكتابة إن كان كاتباً، قال عزَّ وجلَّ: {وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَآ أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَىٍْء وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أيْنَمَا يُوَجِّههُّ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِى هُوَ وَمَنَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ هُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم} وقد قبل في تفسيره: إنَّه مثل ضربه الله لنفسه وللوثن، وقيل: إنَّه مثل مثل للكافر والمؤمن، وقال القرطبي (9/ 149): ((روي عن ابن عباس وهو حسن، لأنَّه يعمُّ))، وهو واضحٌ في نقصان الرقيق والأبكم الذي لا يُفيد غيرَه ولا يستفيد منه مولاه أينما وجَّهه.
وقال الله عزَّ وجلَّ: {فَوَرَبِّ السَّمآءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مِآ أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ} , فقد أقسم الله بنفسه على تحقق البعث والجزاء على الأعمال، كما أنَّ النطقَ حاصلٌ واقعٌ من المخاطَبين، وفي ذلك تنويه بنعمة النطق.
وقال سبحانه: {خَلَقَ الإِنَسانَ، عَلَّمَهُ الْبَيَانَ}، وفسر الحسن البيانَ بالنطق، وفي ذلك تنويهٌ بنعمة النطق التي يحصل بها إبانة الإنسان عمَّا يريده.
وقال تعالى: {أَلَم نَجْعَل لَّه عَيْنَينِ، وَلِساناً وَشَفَتَيْنِ} قال ابن كثير في تفسيره: ((قوله تعلى: {أَلَم نَجْعَل لَّه عَيْنَينِ} أي يُبصر بهما, {وَلِسَانًا} أي ينط به فيعبَّر عمَّما في ضميره, {وَشَفَتَيْنِ} يستعين بهما على الكلام وأكل الطعام، وجمالًا لوجهه وفهم)).
ومن المعلوم أنَّ هذه النعمة إنَّما تكون إذا استُعمل بشرِّ فهم وبالٌ على صاحبه، ويكون مَن فقد هذه النعمة أحسن حالًا منه.
حفظ اللسان من الكلام إلاَّ في خير
قال الله عزَّ وجلَّ: {يَأَيُهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَقُولُواْ قَوْلًا سَدِيدًا , يُصِلحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وِمِن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}
وقال عزَّ وجلَّ: {يَأَيُّهَا الُّذِينَ ءِامَنُواْ اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُواْ وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ}
وقال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنَسانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إَلْيهِ مِنْ حِبْلِ الْوَرِيدِ, إِذْ يَتَلَّى الْمُتَلَقِيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِمَالِ قَعِيدٌ، مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال تعالى: {وَالَّذينَ يُؤذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وِالمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَد احْتَمَلُواْ بُهْتَانًا وإِثْمًا مُّبِينًا}
وفي صحيح مسلم (2589) عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أتدرون ما الغيبةُ؟ قالوا: اللهُ ورسولهُ أعلم، قال: ذِكرُكَ أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لَم يكن فيه فقد بهتَّه))
وقال اللهُ عزَّ وجلَّ: {وِلاَ تَقْفُ مِا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئولًا}
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله يرضى لكم ثلاثًا ويكره لكم ثلاثًا، يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تتفرقوا، ويكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال)) أخرجه مسلم (1715)، وجاءت هذه الثلاثة المكروهة في حديث المغيرة عند البخاري (2408) ومسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبيِّ قال: ((كُتب على ابن آدم نصيبه من الزنا، مدرك ذلك لا محالة, فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام، والرِّجل زناها الخُطا، والقلب يهوى ويتمنَّى’ ويصدق ذلك الفرج ويكذبه)) رواه البخاري (6612) , ومسلم (2657)، واللفظ لمسلم.
وروى البخاري في صحيحه (10) عن عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((المسلمُ مَن سلم المسلمون من لسانه ويده))
ورواه مسلم في صحيحه (64) ولفظه: أنَّ رجلاً سأل رسولَ الله صلى الله عليه وسلم: أيُّ المسلمين خير؟ قال: ((من سلم المسلمون من لسانه ويده))
وروى مسلمٌ أيضًا من حديث جابر (65) بلفظ حديث عبدالله بن عمرو عند البخاري.
قال الحافظ في شرح الحديث: ((والحديث عامٌّ بالنسبة إلى اللسان دون اليد، لأنَّ اللسانَ يمكنه القول في الماضين والموجودين والحادثين بعد، بخلاف اليد، نعم! يمكن أن تشارك اللسان في ذلك بالكتابة، وإن أَثرها في ذلك لعظيم)).
وفي هذا المعنى يقول الشاعر:
كتبتُ وقد أيقنتُ يوم كتابِتي ......................... بأنَّ يدي تفنى ويبقى كتابُها
فإن عملَت خيرًا ستُجزى بمثله ....................... وإن عملت شرًّا علي حسابُها
وروى بخاري في صحيحه (6474) عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن يضمن لي ما بين لْحَييْه وما بين رجليه أضمن له الجنَّة)) المراد بما بين اللّحْيَيْن والرِّجْلَين اللسانُ والفرْجُ.
وروى البخاري في صحيحه (6475) ومسلم في صحيحه (74) عن أبي هريرة رضي اله عنه قال: قال رسول اله صلى اله عليه وسلم ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)) الحديث.
قال النووي في شرح الأربعين في شرح هذا الحديث: ((قال الشافعي: معنى الحديث إذا أراد أن يتكلَّم فليُفكّر، فإن ظهر أنَّه لا ضرر عليه تكلَّم، وإن ظهر أنَّ فيه ضرراً وشكَّ فيه أمسك))، ونقل عن بعضهم أنَّه قال: ((لو كنتم تشترون الكاغَد للحفظة لسكتُّم عن كثير من الكلام)).
قال الإمام أبو حاتم بن حبان البستي في كتابه روضةُ العقلاء ونزهة الفضلاء (ص:45): ((الواجبُ على العاقل أن يلزم الصمتَ إلى أنت يلزمه التكلُّمُ فما أكثرَ مَن ندم إذا نطق، وأقلَّ من يندم إذا سكت، وأطول الناس شقاءً وأعظمهم بلاءً من ابتُلي بلسان مطلقٍ، وفؤادٍ مطبقٍ)).
وقال أيضاً (ص:47): ((الواجبُ على العاقل أن ينصف أذنيه من فيه، ويعلم أنَّه إنَّما جُعلت له أذنان وفم واحدٌ ليسمع كثير أكثر ممَّا يقول، لأنَّه إذا قال ربَّما ندم، وإن لم يقل لم يندم، وهو على ردَّ ما لَم يقل أقدر منه على ردَّ ما قال، والكلمةُ إذا تكلَّم بها ملكَتْه، وإن لَم يتكلَّم بها ملكها)).
وقال أيضاً في (ص:49): ((لسانُ العاقل يكون وراء قلبه، فإذا أراد القولَ رجع إلى القلب، فإن كان له قال، وإلاَّ فلا، والجاهلُ قلبُه في طرف لسانه، ما أتى على لسانه تكلَّم به، وعقل دينَه من لَم يحفظ لسانه)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وروى البخاري في صحيحه (6477) ومسلم في صحيحه (2988)، واللفظُ لمسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنّّ العبد ليتكلَّم بالكلمة ما يتبيَّن ما فيها، يهوي بها في النار أبعدَ ما بين المشرق والمغرب)).
وفي آخر حديث وصيّة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم لمعاذ أخرجه الترمذي (2616) وقال: صلى الله عليه وسلم: ((وهل يَكُبُّ الناسَ في النار على وجههم أو على مناخِرهم إلاَّ حصائدُ ألسنتهم))، قاله جواباً لقول معاذ رضي الله عنه: ((يانبيَّ الله! وإنَّا لمؤاخذون بما نتكلَّلم به؟)).
قال الحافظ ابن رجب في شرحه من كتابه جامع العلوم والحكم (2/ 147): ((والمرادُ بحصائد الألسنة: جزاءُ الكلام المحرَّم وعقوباته، فإنَّ الإنسانَّ يزرع بقوله وعمله الحسنات والسيَّئات، ثم يحصد يوم القيامة ما زرع، فمن زرع خيراً مِن قول أو عملٍ حَصَد الكرامة، ومن زرع شراً من قولٍ أو عملٍ حصد غداً الندامة)).
وقال (2/ 146): ((هذا يدلُّ على أنَّ كفُّ اللسان وضبطَه وحبسَه هو أصل الخير كلَّه، وأنَّ مَن ملك لسانه فقد ملك أمره وأحكمه وضبطه)).
ونقل (2/ 149) عن يونس بن عُبيد أنَّه قال: ((ما رأيت أحداً لسانه منه على بال إلاَّ رأيت ذلك صلاحاً في سائر عمله))، وعن يحي بن أبي كثير أنَّه قال: ((ما صلح منطقُ رجل إلاَّ عرفت ذلك في سائر عمله، ولا فسد منطقُ رجل قطُّ إلاَّ عرفت ذلك في سائر عمله)).
وروى مسلم في صحيحه (2581) عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أتدرون مَن المُفِلس؟ قالوا: المُفِلس فينا مَن لا دِرهم له ولا متاع، فقال: إنَّ المُفلسَ من امتي يأتي يوم القيامة بصلاةٍ وزكاةٍ، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مالَ هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا فيعُطى هذا من حسناته، فإن فنَيتْ حسناتُه قَبْل أن يُقضى ما عليه أُخذ من خطاياهم فطُرحت عليه، ثمَّ طُرح في النار))
وروى مسلم في صحيحه (2564) عن أبي هريرة رضي الله عنه حديثاً طويلاً جاء آخره: ((بحسب امرئٍ من الشرِّ أن يحقر أخاه المسلم، كلُّ المسلم على المسلم حرامٌ، دمُه ومالُه وعرضُه)).
وروى البخاري في صحيحه (1739) ومسلم في صحيحه – لفظ البخاري- عن ابن عباس رضي الله عنهما ((أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناسَ يوم النحر، فقال: يا أيُّها الناس! أيُّ يوم هذا؟ قالوا: يومٌ حراٌ، وقال: أيُّ بلدٍ هذا؟ قالوا: بلدٌ حرامٌ، قال: فأيُّ شهرٍ هذا؟ قالوا: شهرٌ حرامٌ، قال: فإنَّ دماءكم وأموالكم وأعراضَكم عليكم حرامٌ، كحرمة يومِكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا, فأعادها مراراً، ثم رفع رأسَه فقال: اللهمَّ هل بلَّغتُ؟ قال ابنُ عباس رضي الله عنهما: فوالذَّي نفسي بيده! غنها لوصيَّتُه إلى أمَّته، فليبلِّغ الشاهدُ الغائبَ، لا تراجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضُكم رقابَ بعض)).
وروى مسلم في صحيحه (2674) عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن دعا إلى هُدى كان له مِن الأجر مثل أجور مَن تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً, ومَن دعا إلى ضلالةٍ كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً)).
قال الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب (1/ 65) تعليقاً على حديث ((إذا مات ابنُ آدم انقطع عمله إلاَّ من إحدى ثلاث ..... )) الحديث، قال: ((وناسخ العلم النافع أجره أجر من قرأه أو نَسَخَه أو عمل به من بعد ما بقي خطُّه والعملُ به، لهذا الحديث وأمثاله، وناسخ غير النافع مِمَّا يوجب الإثمَ، عليه وزره ووزر مَن قَرَأَه أو نَسَخَه أو عمل به من بعد ما بقي خطُّه والعملُ به، لِما تقدم من الأحاديث (مَن سنَّ سُنَّةً حسنة أو سيِّئة)، والله أعلم.
وروى البخاري في صحيحه (6502) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله قال: مَن عادَى لِي وَلياًّ فقد آذنتُه بالحرب)) الحديث.
الظنُّ والتجسُّس
قال تعلى: {يَأَيُّها الَّذِينَ ءَامَنُواْ اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُواْ}. ففي هذه الآية الكريمة الأمر باجتناب كثير من الظنَّ, وأنَّ منه إثماً، والنهي عن التجسُّسُ هو التنقيب عن عيوب الناس, وهو إنَّما يحصل تَبَعاً لإساءة الظنَّ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال صلى الله عليه وسلم: ((إيَّاكم والظنَّ، فإنَّ الظنَّ أكذبُ الحديث، ولا تحسَّسوا، ولا تجسَّسوا, ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عبادَ الله إخواناً)).رواه البخاري (6064)، ومسلم (2563).
وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ((ولا تظنَّنَّ بكلمة خرجت من أخيك المؤمن إلاَّ خيراً، وأنت تجد لها في الخير مَحملاً)). ذكره ابن كثير في تفسير آية سورة الحجرات.
وقال بكر بن عبدالله المزني كما في ترجمته من تهذيب التهذيب: ((إيَّاك من الكلام ما إن أصيتَ فيه لَم تُؤجَر، وإن أخطأت فيه أثمت، وهو سوء الظنَّ بأخيك)).
وقال أبو قلابة عبدالله بن زيد الجرمي كما في الحلية لأبي نعيم (2/ 285): إذا بلغك عن أخيك شيء تكره فالتمس له العذر جهدك، فإن لم تجد له عذراً فقل في نفسك: لعلَّ لأخي عذراً لا أعلمه)).
وقال سفيان بن حسين: ((ذكرت رجلاً بسوء عند إياس بن معاوية، فنظر في وجعي، وقال أغزوتَ الرومَ؟ قلت: لا, قال: فالسنِّد والهند والترك؟ قلت: لا, قال: أفَتسلَم منك الروم والسنِّد والهند والترك، ولم يسلَمْ منك أخوك المسلم؟!! قال: فلَم أعُد بعدها)). البداية والنهاية لابن كثير (13/ 121).
أقول: ما أحسن هذا الجواب من إياس بن معاوية الذي كان مشهوراً بالذكاء، وهذا الجواب نموذجٌ من ذكائه.
وقال أبو حاتم بن حبان البستي في روضة العقلاء (ص:131): ((الواجبُ على العاقل لزوم السلامة بترك التجسس عن عيوب الناس، مع الاشتغال بإصلاح عيوب نفسه، فإنَّ من اشتغل بعيوبه عن عيوب غيره أراح بدنَه ولم يُتعب قلبَه، فكلَّما اطلَّع على عيب نفسه هان عليه ما يرى مثله من أخيه، وإنَّ من اشتغل بعيوب الناس عن عيوب نفسه عمي قلبه وتعب بدنه وتعذَّر عليه ترك عيوب نفسه)).
وقال (ص:133): ((التجسُّس من شعب النفاق، كما أنَّ حسنَ الظنِّ من شعب الإيمان، والعاقل يحسن الظنَّ بإخوانه، وينفرد بغمومه وأحزانه كما أنَّ الجاهلَ يسيء الظنَّ بإخوانه, ولا يُفكر في جناياته وأشجانه)) ,
الرِّفق واللِّين
وصف الله نبَّيه محمداً صلى الله عليه وسلم بأنَّه على خُلق عظيم، فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}، ووصفه بالرِّفق واللِّين، فقال: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ الله لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلبِ لاَ نفَضُّواْ مِّن حَوْلِكَ}، ووصفه بالرحمة والرأفة بالمؤمنين، فقال: {لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُلٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَريصٌّ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحيِمٌ}.
وأمر الرسولُ صلى الله عليه وسلم بالرِّفق ورغَّب فيه، فقال: ((يسِّروا ولا تعسِّروا، وبشِّروا ولا تنفِّروا)). أخرجه البخاري (69) ومسلم (1734) من حديث أنس وأخرجه مسلم (1732) عن أبي موسى، ولفظه. بشِّروا ولا تنفِّروا، ويسِّروا ولا تُعسِّروا)) , وروى البخاري في صحيحه (220) عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه في قصة الإعرابي الذي بال في المسجد: ((دَعوه، وهريقوا على بوله سَجْلًا من ماء أو ذنوباً من ماء، فإنَّما بُعثتم ميسِّرين ولم تُبعثوا معسِّرين)).
وروى البخاري (6972) عن عائشة رضي الله عنها: أنَّ رسول الله صلى قال: ((يا عائشة! إنَّ الله رفيقٌ يحبُّ الرِّفقَ في الأمر كلِّه))، ورواه مسلم (2593) بلفظ: ((ياعائشة! إنَّ الله رفيقٌ يحبُّ الرِّفق، ويُعطي على الرِّفق ما لا يُعطى على العنف، وما لا مالا يُعطى على ما سواه))، وروى مسلم في صحيحه (2594) عن عائشة عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ الرِّفق لا يكون في شيء إلاَّ زانه، ولا يُنزع عن شيء إلاَّ شانه)) , وروى مسلم أيضاً (2592) عن جرير بن عبدالله رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن يُحرم الرِّفق يُحرم الخير)).
وقد أمر الله النَّبيَّيْن الكريمين موسى وهارون – عليهما الصلاة والسلام – أن يدعوا فرعون بالرِّفق واللِّين، فقال: {اذْهَبَآ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى، فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}.
ووصف الله الصحابةَ الكرام بالتراحم فيما بينهم, فقال: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ والَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ}.
(يُتْبَعُ)
(/)
موقف أهل السنَّة من العالم إذا أخطأ أنَّه يُعذر فلا يُبدَّع ولا يُهجَر
ليست العصمةُ لأحد بعد رسول الله، فلا يسلم عالِمٌ من خطأ ومن أخطأ لا يُتابَع على خطئه، ولا يُتخذ ذلك الخطأ ذريعة إلى عيبه والتحذير منه، بل يُغتفر خطؤه القليل في صوابه الكثير، ومن كان من هؤلاء العلماء قد مضى فُيستفادُ من علمه مع الحذر من متابعته على الخطأ، ويُدعى له ويُترحَّم عليه، ومَن كان حيًّا سواء كان عالماً أو طالب علم يُنَّبه على خطئه برفق ولين ومحبَّة لسلامته من الخطأ ورجوعه إلى الصواب.
ومن العلماء الذين مَضوا وعندهم خلل في مسائل من العقيدة، ولا يستغنى العلماء وطلبة العلم عن علمهم، بل إنَّ مؤلَّفاتهم من المراجع المهمَّة للمشتغلين في العلم، الأئمة: البيهقي والنووي وابن حجر العسقلاني.
فأمَّا الإمام أحمد بن حسين أبو بكر البيهقي، فقد قال فيه الذهبي في السير (18/ 163) وما بعدها: ((هو الحافظ العلامة الثبت الفقيه شيخ الإسلام))، وقال: ((وبورك له في عمله، وصنَّف التصانيف النافعة))، وقال: ((وانقطع بقرابته مُقبلاً على الجمع والتأليف، فعمل السنن الكبير في عشر مجلدات، ليس لأحد مثله))، وذكر كتباً أخرى كثيرة، وكتابه (السنن الكبرى) مطبوع في عشر مجلدات كبار, ونقل عن الحافظ عبدالغافر بن إسماعيل كلاماً قال فيه: ((وتواليفه تقارب ألف جزء مِمَّا لم يسبقه إليه أحد، جمع بين علم الحديث والفقه وبيان علل الحديث، ووجه الجمع بين الأحاديث))، وقال الذهبي أيضاً ((فتصانيف البيهقي عظيمة القدر، غزيرة الفوائد، قلَّ مَن وجوَّد تواليفه مثل الإمام أبي يكر، فينبغي للعالم أن يعتني بهؤلاء، سيما سننه الكبرى)).
وامَّا الإمام يحي بن شرف النووي، فقد قال فيه الذهبي في تذكرة الحافظ (4/ 259): ((الإمام الحافظ الأوحد القدوة شيخ الإسلم علم الأولياء ...... صاحب التصانيف النافعة))، وقال: ((مع ما هو عليه من المجاهدة بنفسه والعمل بدقائق الورع والمراقبة وتصفية النفس من الشوائب ومحقها من أغراضها، كان حافظاً للحديث وفنونه ورجاله وصحيحه وعليله، رأساً في معرفة المذهب)).
وقال ابن كثير في البداية والنهاية (17/ 540) ((ثم اعتنى بالتصنيف، فجمع شيئاً كثيراً، منها ما أكمله، فمِمَّا كمَّل شرح مسلم والروضة والمناهج والرياض والأذكار والتبيان وتحرير التنبيه وتصحيحه وتهذيب الأسماء واللغات وطبقات الفقهاء وغير ذلك، ومِمَّا لم يتممه – ولو كمل لم يكن له نظير في بابه- شرح المهذب الذي سمَّماه المجموع، وصل فيه إلى كتاب الرِّبا، فأبدع فيه وأجاد وأفاد وأحسن الانتقاد، وحرر الفقه فيه في المذهب وغيره، وحرَّر فيه الحديث على ما ينبغي، والغريب واللغة وأشياء مهمَّة لا توجد إلاَّ فيه .... ولا أعرف في كتب الفقه أحسن منه، على أنَّه محتاجٌ إلى أشياء كثيرة تُزاد فيه وتضاف إليه)).
ومع هذه السعة في المؤلفات والإجادة فيها لم يكن من المعمَّرين فمدَّة عمره خمس وأربعون سنة ولد سنة (631هـ)، وتوفي سنة (676هـ).
وأمَّا الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، فهو الإمام المشهور بتآليفه الكثيرة، وأهمُّها فتح الباري شرح صحيح البخاري، الذي هو مرجع عظيم للعلماء، ومنها الإصابة وتهذيب التهذيب وتقريبه ولسان الميزان وتعجيل المنفعة وبلوغ المرام وغيرها.
ومن المعاصرين الشيخ العلاَّمة المحدَّث محمد ناصر الدين الألباني، لا اعلم له نظيراً في هذا العصر في العناية في الحديث وسعة الاطِّلاع فيه، لَم يسلم من الوقوع في أموره يعتبرها الكثيرون أخطأء منه، مثل اهتمامه بمسألة الحجاب وتقرير أنَّ ستر وجه المرأة ليس واجب، بل مستحب، ولو كان ما قاله حقَّا فإنَّه يُعتبر من الحقِّ الذي ينبغي إخفاؤه، لِماَ ترتَّب عليه من اعتماد بعض النساء اللَّاتي يوهين السفور عليه، وكذا قوله في كتاب صفة صلاة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ وضع اليدين عل الصدر بعد الركوع بدعةٌ ضلالة)) وهي مسألة خلافية, ويُحدِّث من حفظه أن يهم، وليس من الإنصاف ترك حديث شيخ ثْبتٍ صحَّت عدالتُه بأوهام يهم في روايته, ولو سلكنا هذا المسلك للزمنا ترك حديث الزهري وابن جريج والثوري وشعبة، لأنَّهم أهل حفظ وإتقان، وكانوا يحدِّثون من حفظهم، ولم يكونوا معصومين حتى لا يهموا في الروايات، بل الاحتياط والأولى في مثل هذا قبول ما يروي
(يُتْبَعُ)
(/)
الثبت من الروايات، وترك ما صح أنَّه وهم فيها ما لم يفحش ذلك منه حتى يغلب على صوابه، فإنه كان كذلك استحق الترك حينئذ)). الثقات (7/ 97_98).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية (728هـ) " ومِمَّا ينبغي أن يُعرف أن الطوائفَ المنتسبة إلى متبوعين في أصول الدَّين والكلام على درجات، منهم مَن يكون قد خالف السنَّة في أصول عظيمة، ومنهم مَن يكون إنَّما خالف السنَّة في أمور دقيقة.
وَمن يكون قد رد على غيره من الطوائف الذين هم ابعدُ عن السنَّة منه، فيكون محموداً فيما ردَّه من الباطل وقاله من الحقِّ، لكن يكون قد جاوز العدل في ردِّه بحيث جحد بعضَ الحقَّ وقال بعضَ الباطل، فيكون قد ردَّ بدعةً كبيرة ببدعة أخفَّ منها، ورد باطلاً بباطل أخفَّ منه، وهذه حالُ أكثر أهل الكلام المنتسبين إلى السنَّة والجماعة.
مثل هؤلاء إذا لَم يَجعلوا ما ابتدعوه قولاً يفارقون به جماعةَ المسلمين يوالون عليه ويعادون كان من نوع الخطأ، والله سبحانه وتعالى يغفر للمؤمنين خطأَهم في مثل ذلك.
ولهذا وقع في مثل هذا كثيرٌ من سلف الأمة وأئمتها لهم مقالات قالوها باجتهاد وهي تخالف ما ثبت في الكتاب والسنَّة، بخلاف مَن والى موافقَه وعادى مخالفَه, وفرَّق بين جماعة المسلمين، وكفَّر وفسَّق مخالفَه دون موافقه في مسائل الآراء والاجتهادات، واستحلَّ قتال مخالفه دون موافقه، فهؤلاء من اهل التفرق والاختلافات". مجموع الفتاوى (3/ 348_349).
وقال (19/ 191_192): ((وكثيرٌ من مجتهدي السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنَّه بدعة، إما لأحاديث ضعيفة ظنُّوها صحيحة، وإما لآيات فهموا منها ما لَم يُرد منها، وإمَّا لرأي رأوه وفي المسألة نصوص لم تبلغهم، وإذا اتَّقى الرَّجل ربَّه ما استطاع دخل في قوله: {رَبَّنَا لَا تُؤَخِذْنَآ إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا}، وفي الصحيح أنَّ الله قال: (قد فعلتُ) ..
وقال الإمام الذهبي (748هـ): ((ثم إن الكبير من أئمَّة العلم إذا كثر صوابُه، و عُلم تحرِّيه للحقِّ، واتَّسع علمه, وظهر ذكاؤه، وعُرف صلاحُه وورعه واتَّباعه، يُغفر له زَلله، ولا نضلِّله ونطرحه، وننسى محاسنه، نعم! ولا نقتدي به في بدعته وخطئه، ونرجو له التوبة من ذلك)). سير أعلام النبلاء (51/ 271).
وقال أيضًا: ((ولو أنَّا كلَّما أخطأ إمامٌ في اجتهاده في آحاد المسائل خطأً مغفوراً له قُمنا عليه وبدَّعناه وهجَرناه، لَمَا سلم معنا لا ابن نصر ولا ابن منده ولا مَن هو أكبر منهما، والله هو هادي الخلق إلى الحقِّ وهو أرحم الراحمين، فنعوذ بالله من الهوى والفظاظة)). السير (14/ 39_40).
وقال أيضاً: ((ولو أنَّ كلَّ من أخطأ في اجتهاده _ مع صحَّة إيمانه وتوخَّه لاتباع الحقِّ – أهدرناه وبدَّعناه، لقلَّ مَن يسلم من الأئمَّة معنا، رحم الله الجميعَ بمنِّه وكرمه)). السير (14/ 376).
وقال أيضاً: ((ونحبُّ السنَّة وأهلها، ونحبُّ العالم على ما فيه من الاتِّباع والصفات الحميدة، ولا نحبُّ ما ابتدع فيه بتأويل سائغ, وإنَّما العبرة بكثرة المحاسن)). السير (20/ 46).
وقال ابن القيم (751هـ): ((معرفة فضل أئمة الإسلام ومقاديرهم وحقوقهم ومراتبهم وأنَّ فضلَهم وعلمَهم ونصحهم لله ورسوله لا يوجب قبول كلِّ ما قلوه, وما وقع في فتاويهم من المسائل التي خفي عليهم فيها ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فقالوا بمبلغ علمهم والحقُّ في خلافها، لا يوجب اطَّراح أقوالهم جملة، وتنقصهم والوقيعة فيهم، فهذان طرفان جائران عن القصد، وقصد السبيل بينهما، فلا نؤثم ولا نعصم)) إلى أنَّ قال: ((ومن له علم بالشرع والواقع يعلم قطعاً أنَّ الرَّجل الجليل الذي له في الإسلام قدَم صالح وآثار حسنة، وهو من الإسلام وأهله بمكان قد تكون منه الهفوة والزَّلة هو فيها معذور، بل ومأجور لاجتهاده، فلا يجوز أن يُتبع فيها، ولا يجوز أن تُهدر مكانته وإمامته ومنزلته من قلوب المسلمين)). إعلام الموقعين (3/ 295).
وقال ابن رجب الحنبلي (795هـ): ((ويأبى الله العصمة لكتاب غير كتابه، والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه)). القواعد (ص:3).
فتنة التجريح والهجر من بعض أهل السنَّة
في هذا العصر, وطريق السلامة منها
(يُتْبَعُ)
(/)
حصل في هذا الزمن انشغال بعض أهل السنَّة ببعض تجريحاً وتحذيرًا، وترتَّب على ذلك التفرُّق والاختلاف والتهاجر، وكان اللائقُ بل المتعَّين التواد والتراحم بينهم، ووقوفهم صفًّا واحداً في وجه أهل البدع والأهواء المخالفين لأهل السنَّة والجماعة، ويرجع ذلك إلى سببين:
أحدهما: أنَّ من أهل السنَّة في هذا العصر من يكون دَيْدَنُه وشغلُه الشاغل تتبُّع الأخطاء والبحث عنها، سواء كانت في المؤلفات أو الأشرطة, ثم التحذير مِمَّن حصل من شيٌ من هذه الخطاء، ومن هذه الأخطاء التي يُجرَّح بها الشخص ويُحذَّر منه بسببها تعاونه مع إحدى الجمعيات بإلقاء المحاضرات أو المشاركة في الندوات، وهذه الجمعية قد كان الشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ محمد بن عثيمين رحمهما الله يُلقيان عليها المحاضرات عن طريق الهاتف, ويُعاب عليها دخولها في أمر قد أفتاها به هذان العالمان الجليلان، واتِّهام المرء رأيه أولى من اتِّهامه رأي غيره، ولا سيما إذا كان رأيًا أفتى به كبار العلماء، وكان بعضُ أصحاب النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بعد ما جرى في صلح الحديبية يقول: يا أيُها الناس اتِّهموا الرأي في الدِّين.
ومن المجروحين مَن يكون نفعه عظيماً, سواء عن طريق الدروس أو التأليف أو الخطب، ويُحذَّر منه لكونه لا يُعرف عنه الكلام في فلان أو الجماعة الفلانية مثلاً، بل لقد وصل التجريح والتحذير إلى البقيَّة في بعض الدول العربية، مِمَّن نفعهم عميم وجهودهم عظيمة في إظهار السنَّة ونشرها والدعوة إليها، ولا شكَّ أنَّ التحذير من مثل هؤلاء فيه قطع الطريق بين طلبة العلم ومَن يُمكنهم الاستفادة منهم علماً وخلقاً.
والثاني: أنَّ من أهل السنَّة مَن إذا رأى أخطاء لأحد من أهل السنَّة كتب في الردِّ عليه، ثم إنَّ المردودَ عليه يُقابل الردَّ بردَّ عليه، ثم يشتغل كلٌّ منهما بقراءة ما للآخر من كتابات قديمة أو حديثة والسماع لِمَا كان له من أِشرطة كذلك، لالتقاط الأخطاء وتصيُّد المثالب، وقد يكون بعضُها من قبيل سبق اللسان، يتولَّى ذلك بنفسه، أو يقوم له غيرُه به، ثم يسعى كلُّ منهما إلى الاستكثار من المؤيِّدين له الُمدينين للآخر, ثم يجتهد المؤيِّدون لكلِّ واحد منهما بالإشادة بقول من يؤيِّده وذم غيره، وإلزام من يلقاه بأن يكون له موقف مِمَّن لا يؤيِّده، فإن لم يفعل بدَّعه تَبعاً لتبديع الطرف الآخر, وأتبع ذلك بهجره، وعَمَلُ هؤلاء المؤيِّدين لأحد الطرفين الذامِّين للطرف الآخر من أعظم الأسباب في إظهار الفتنة ونشرها على نطاق واسع، ويزداد الأمر سوءاً إذا قام كلٌّ من الطرفين والمؤيِّدين لهما بنشر ما يُذمُّ به الآخر في شبكة المعلومات (الانترنت)، ثم ينشغل الشباب من أهل السنَّة في مختلف البلاد بل القارات بمتابعة الاطلاع على ما يُنشر بالموقع التي تنشر لهؤلاء وهؤلاء من القيل والقال الذي لا يأتي بخير، وإنَّما يأتي بالضرر والتفرُّق، مِمَّا جعل هؤلاء وهؤلاء المؤيِّدين لكلِّ من الطرفين يشبهون المتردِّدين على لوحات الإعلانات للوقوف على ما يجدُّ نشره فيها، ويُشبهون أيضًا المفتونين بالأندية الرياضية الذين يشجِّع كلٌّ منهم فريقًا، فيحصل بينهم الخصام والوحشة والتنازع نتيجة لذلك.
وطريق السلامة من هذه الفتن تكون بما يأتي:
أولاَ:/ فيما يتعلَّق بالتجريح والتحذير ينبغي مراعاة ما يلي:
1 - أن يتقي الله مَن أشغل نفسَه بتجريح العلماء وطلبة العلم والتحذير منهم، فينشغل بالبحث عن عيوبه للتخلُّص منها بدلاً من الاشتغال بعيوب الآخرين، ويحافظ على الإبقاء على حسناته فلا يضيق بها ذرعاً، فيوزعها على من ابتلي بتجريحهم والنَّيل منهم، وهو أحوجُ من غيره إلى تلك الحسنات في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلاَّ مَن أتى الله بقلب سليم.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - أن يشغل نفسه بدلاً من التجريح والتحذير بتحصيل العلم النافع، والجدِّ والاجتهاد فيه ليستفيد ويُفيد، وينتفع وينفع، فمن الخير للإنسان أن يشتغلَ بالعلم تعلُّماً وتعليماً وعودة وتأليفاً، وإذا تَمكن من ذلك ليكون من اهل البناء, والاَّ يشغل نفسه بتجريح العلماء وطلبة العلم من أهل السنَّة، وقطع الطريق الموصلة إلى الاستفادة منهم، فيكون من اهل الهدم، ومثل هذا المشتغل بالتجريح لا يخلِّف بعده إذا مات علماً يُنتفع به، ولا يفقدُ الناس بموته عالماً ينفعهم، بل بموته يسلمون من شره.
3 - أن ينصرف الطلبة من أهل السنَّة في كلِّ مكان إلى الاشتغال بالعلم، بقراءة الكتب المفيدة وسماع الأشرطة لعلماء أهل السنّة مثل الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين، بداً من انشغاهم بالاتصال بفلان أو فلان، سائلين: (ما رأيك في فلان أو فلان؟)، (وماذا تقول في قول فلان في فلان، وقول فلان في فلان؟).
4 - عند سؤال طلبة العلم عن حال أشخاص من المشتغلين بالعلم، ينبغي رجوعهم إلى رئاسة الإفتاء بالرياض للسؤال عنهم، وهل يُرجع إليهم في الفتوى وأخذ العلم عنهم أولا لا؟ ومَن كان عنده علم بأحوال أشخاص معيَّنين يُمكنه أن يكتب إلى رئاسة الإفتاء ببيان ما يعلمه عنهم للنظر في ذلك، وليكون صدور التجريح و التحذير إذا صدر يكون من جهة يُعتمد عليها في الفتوى وفي بيان مَن يؤخذ عنه العلم ويُرجع إليها في الفتوى، ولا شكَّ أنَّ الجهة التي يُرجع إليها للإفتاء في المسائل هي التي ينبغي الرجوع إليها في معرفة مَن يُستفتى ويُؤخذ عنه العلم، وألا يجعل أحدٌ نفسه مرجعاً في مثل هذه المهمَّات, فإنَّ من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.
ثانيا: فيما يتعلَّق بالردِّ على مَن أخطأ، ينبغي مراعاة ما يلي:
1 - أن يكون الردُّ برفق ولين ورغبة شديدة في سلامة المخطئ من الخطأ، حيث يكون الخطأ واضحاً جليًّا، وينبغي الرجوع إلى ردود الشيخ عبد العزيز ابن باز – رحمه الله – للاستفادة منها في الطريقة التي ينبغي أن يكون الردُّ عليها.
2 - إذا كان الخطأ الذي رد عليه فيه غير واضح، بل هو من الأمور التي يحتمل أن يكون الرادُّ فيها مصيباً أو مخطئاً، فينبغي الرجوع إلى رئاسة الإفتاء للفصل في ذلك، وأمَّا إذا كان الخطأ واضحاً، فعلى المردود عليه أن يرجع عنه، فإنَّ الرجوع إلى الحقِّ خيرٌ من التمادي في الباطل.
3 - إذا حصل الردُّ من إنسان على آخر يكون قد أدَّى ما عليه، فلا يشغل نفسه بمتابعة المردود عليه بل يشتغل بالعلم الذي يعود عليه وعلى غيره بالنفع العظيم، وهذه هي طريقة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله.
4 - لا يجوز أن يَمتحن أيُّ طالب علم غيرَه بأن يكون له موقف من فلان المردود عليه أو الرَّاد، فإن وافق سلم، وإن لم يُوافق بُدِّع وهُجر, وليس لأحد أن ينسب إلى أهل السنَّة مثل هذه الفوضى في التبديع والهجر، وليس لأحد أيضًا أن يصف من لا يسلك هذا المسلمك الفوضوي بأنَّه مُميِّع لمنهج السلفن والهجرُ المفيد بين أهل السنَّة ما كان نافعاً للمهجور، كهجر الوالد ولده، والشيخ تلميذه، وكذا صدور الهجر مِمَّن يكون له منزلة رفيعة ومكانة عالية، فإنَّ هجرَ مثل هؤلاء يكون مفيداً للمهجور، وأمَّا إذا صدر الهجر من بعض الطلبة لغيرهم، لا سيما إذا كان في أمور لا يسوغ الهجر بسببها، فذلك لا يُفيد المهجور شيئاً، بل يترتَّب عليه وجود الوحشة والتدابر والتقاطع، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (3/ 413_414) في كلام له عن يزيد بن معاوية: ((والصواب هو ما عليه الأئمة، من أنَّه لا يُخَصُّ بمحبة ولا يلعن، ومع هذا فإن كان فاسقًا أو ظالماً فالله يغفر للفاسق والظالم، لا سيما إذا أتى بحسنات عظيمة، وقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما: أنَّ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((أوَّل جيش يغزو القسطنطينَّية مغفورٌ له) واول جيش غزاها كان أميرهم يزيد بن معاوية، وكان معه أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه ...
فالواجب الاقتصاد في ذلك، والإعراض عن ذكر يزيد بن معاوية وامتحان المسلمين به، فإنَّه هذا من البدع المخالفة لأهل السنَّة والجماعة).
وقال (3/ 415): ((وكذلك التفريق بين الأمَّة وامتحانها بما لم يأمر الله به ولا رسوله صلى الله عليه وسلم).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال (20/ 164): ((وليس لأحد أن ينصب للأمَّة شخصًا يدعو إلى طريقته، ويُوالي ويُعادي عليها غير النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، ولا ينصب لهم كلامًا يوالي عليه ويُعادي غير كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وما اجتمعت عليه الأمَّة, بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون بهم شخصًا أو كلامًا يفرِّقون به بين الأمَّة، ويوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويُعادون)).
وقال (28/ 15_16): ((فإذا كان المعلم أو الأستاذ قد أمر بهجر شخص أو بإهداره وإسقاطه وإبعاده ونحو ذلك نظر فيه: فإن كان قد فعل ذنباً شرعيًّا عوقب بقدر ذنبه بلا زيادة، وإن لم يكن أذنب ذنبًا شرعيًا لم يجز أن يُعاقب بشيء لأجل غرض المعلم او غيره.
وليس للمعلمين أن يحزبوا الناس ويفعلوا ما يلقي بينهم العدواة والبغضاء, بل يكونون مثل الإخوة المتعاونين على البِّر والتقوى، وكما قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِّرِ ة وَ التَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَنِ}، قال الحافظ ابن رجب في شرح حديث: ((من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه)) من كتابه جامع العلوم والحكم (1/ 288): ((وهذا الحديث أصلٌ عظيم من أصول الأدب، والأدب، وقد حكى الإمام أبو عَمرو بن الصلاح عن أبي محمد بن أبي زيد – إمام المالكية في زمانه- أنَّه قال: جماعُ آداب الخير وأزمته تتفرَّع من أربعة أحاديث: قول النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت))، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) , وقوله للذي اختصر له في الوصية: ((لا تغضب))، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن يُحبُّ لأخيه ما يُحبُّ لنفسه)).
أقوله: ما أحوج طلبة العلم إلى التأدُّب بهذه الآداب التي تعود عليهم وعلى غيرهم بالخير والفائدة، مع البُعد عن الجفاء والفظاظة التي لا تُثمر إلَّا الوحشة والفُرقة وتنافر القلوب وتمزيق الشمل.
5_ على كلِّّ طالب علم ناصح لنفسه أن يُعرضَ عن متابعة ما يُنشر في شبكة المعلومات الانترنت، عمَّا يقوله هؤلاء في هؤلاء, وهؤلاء في هؤلاء، والإقبال عند استعمال شبكة الانترنت على النظر في مثل مواقع الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله – ومطالعة بحوثه وفتاواه التي بلغت حتى الآن واحدًا وعشرين مجلداً، وفتاوى اللجنة الدائمة التي بلغت حتى الآن عشرين مجلداً، وكذا موقع الشيخ محمد بن عثيمين – رحمه الله – ومطالعة كتبه وفتاواه الكثيرة الواسعة.
وفي الختام أوصي طلبة العلم أن يشكروا الله عزَّ وجلَّ على توفيقه لهم، إذ جعلهم من طلاَّبه، وأن يُعنوا بالإخلاص في طلبه، ويبذلوا النَّفس والنفيس لتحصيله، وأن يحفظوا الأوقات في الاشتغال به، فإن العلم لا يُنال بالأماني والإخلاد إلى الكسل والخمول، وقد قال يحي بن أبي كثير اليمامي: ((لا يُستطاع العلم براحة الجسم) رواه مسلم في صحيحه بإسناده إليه في أثناء إيراده أحاديث أوقات الصلاة، وقد جاء في كتاب الله آيات، وفي سنَّة نبيِّه صلى الله عليه وسلم أحاديث تدلّ على شرف العلم وفضل أهله، كقوله تعالى: {شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لَآ إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَآئِكةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ}.، وقوله: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِى الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}، وقوله: انقطع عنه عملُه إلاَّ من ثلاثة: إلاَّ من صدقةِ جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولدٍ صالح يدعو له)) رواه مسلم (1631)، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((مَن دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجرهم شيئاً، ومن دعاء إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً)) أخرجه مسلم (2674).
وأيضاً أوصي الجميع بحفظ الوقت وعمارته فيما يعود على الإنسان بالخير، لقوله صلى الله عليه وسلم: ((نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحَّةُ والفراغ)) رواه البخاري في صحيحه (6412)، في هذا الكتاب (11/ 235 مع الفتح) أثراً عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال: ((ارتحلت الدنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكلَّ واحدةٍ منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عملٌ ولا حسابٌ، وغداً حسابٌ ولا عمل).
وأوصي بالاشتغال بما يغني عمَّا لا يعني، لقوله صلى الله عليه وسلم: ((من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)) حديث حسن، رواه الترمذي (2317) وغيره، وهو الحديث الثاني عشر من الأربعين للنووي.
وأوصي بالاعتدال والتوسُّط بين الغلو والجفاء والإفراط والتفريط، لقوله صلى الله عليه وسلم: ((إيّاكم والغلوّ في الدِّين، فإنّما هلك من كان قبلكم بالغلوِّ في الدِّين))
وهو حديث صحيح، أخرجه النّسائي وغيره، وهو من أحاديث حجّة الوداع، انظر تخريجة في السلسة الصحيحة للألباني (1283).
وأوصي بالحذر من الظلم، للحديث القدسي: ((يا عبادي! إنِّي حرّمت الظلم على نفسي, وجعلتُه بينكن محرَّماً فلا تظالَموا)) رواه مسلم (2577)، ولقوله صلى الله عليه وسلم: ((اتقوا الظلمَ، فإنَّ الظلم ظلماتٌ يوم القيامة)) رواه مسلم (2578).
وأسأل الله عزَّ وجلَّ أن يوفَّق الجميع لِمَا فيه تحصيل العلم النافع والعمل به والدعوة غليه على بصيرة، وأن يجمعهم على الحقِ والهدى, ويسلمهم من الفتن ما ظهر منها وما بطن، إنَّه وليُّ ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدِّين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[21 Aug 2005, 05:30 م]ـ
والحقيقة إن الكتاب هو إيضاح للصورة المشرقة للمنهج السلفي في الرد على المخالفين. والشيخ يرد على من شوه صورة السلفية بالسب والشتم واللمز والغمز في غضون الرد على المخالفين. أيضاً يقرأ للاستزادة كتاب (الردود) للشيخ العلامة بكر أبو زيد.
ـ[إمداد]ــــــــ[27 Aug 2005, 03:38 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبو عمار
ونسأل الله أن يهدي المسلمين ويوحد كلمتهم
ويذهب غيظ قلوبهم
وشكرا لدلالتك على كتاب الشيخ بكرأبو زيد (الردود)
وأنصح كذلك بكتابه الاخر (تصنيف الناس بين الظن واليقين)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=8756
وكتاب (لحوم العلماء مسمومة) للدكتور ناصر العمر
http://www.almoslim.net/admin_prod/chapters_list_main.cfm?id=23(/)
من بدع رجب للشيخ بن عثيمين رحمه الله
ـ[إمداد]ــــــــ[15 Aug 2005, 06:01 ص]ـ
من بدع رجب للشيخ بن عثيمين رحمه الله
--------------------------------------------------------------------------------
الحمد لله أحمده وأشكره وأتوب إليه وأستغفره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله فبيّن الحق وأوضحه وجاهد في الله حق جهاده فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ..
أما بعد
فإننا أيها المسلمون في شهر رجب أحد الأشهر الأربعة الحرم التي قال الله فيها) مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ) (التوبة: من الآية36) فلا تظلموا فيهن أنفسكم والتي حرّم الله تعالى فيها القتال إلا مدافعةً عن النفس هذه الأشهر التي أحدها رجب
ليست مخصوصةً بشيءٍ معينٍ من العبادات إلا شهر المحرم فإن فيه فضلًا صيامه وشهر ذي الحجة فإن فيه أداءً النسك
أما رجب فإنه فلم يرد في تخصيصه بصيامٍ ولا قيام لم يرد حديثٌ صحيحٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم كل الأحاديث الواردة في فضل الصلاة في رجب أو في فضل الصيام في رجب كلها أحاديث ضعيفة جداً بل قد قال بعض العلماء إنها موضوعةٌ ومكذوبةٌ على النبي صلى الله عليه وسلم
فلا يحل لأحد أن يعتمد على هذه الأحاديث الضعيفة بل التي قيل إنها موضوعة لا يحل لأحد أن يعتمد عليها فيخص رجب بصيامٍ أو صلاة؟ لأن ذلك بدعة وقد النبي صلى الله عليه وسلم (كل بدعةٍ ضلالة وكل ضلالةٍ في النار)
ولقد سمعت أن بعض الأخوة الوافدين إلى بلادنا صاموا يوم أمس لأنه أول يومٍ من رجب وهؤلاء قد يكونون معذورين لكون هذا معروفاً عندهم في بلادهم ولكنني أقول لهم إن هذا بدعة وإنه لا يجوز لأحدٍ أن يخصّص زماناً أو مكاناً بعبادة لم يخصّصها الله ورسوله بها لأن نحن متعبدون بشريعة الله لا بأهوائنا ولا بميولنا وعواطفنا إن الواجب علينا أن نقول سمعنا وأطعنا نفعل ما أمر الله به ونترك ما نهى الله عنه ولا نشرّع لأنفسنا عباداتٍ لم يشرعها الله ورسوله إنني أقول لكم مبيناً الحق إن شهر رجب ليس له صلاةٌ تخصه لا في أول ليلة جمعة منه وليس له صيامٌ يخصه في أول يومٍ منه ولا في بقية الأيام وإنما هو كباقي الشهور فيما يتعلق بالعبادات وإن كان هو أحد الأشهر الأربعة الحرم
وأنسوا ما قيل فيه من الأحاديث الضعيفة ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا دخل شهر رجب: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان ولكن هذا أيها الأخوة وأسمعوا ما أقول هذا حديثٌ ضعيفٌ منكر لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا لا ينبغي للإنسان أن يدعو بهذا الدعاء لأنه لم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما قلته لكم لأنه يوجد في بعض أحاديث الوعظ يوجد هذا الحديث فيها ولكنه حديثٌ لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم
أيها المسلمون إن في ما جاء في كتاب الله وفي ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأعمال الصالحة كفايةً عما جاء في أحاديث ضعيفة أو موضوعةٍ مكذوبةٍ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن الإنسان إذا تعبّد لله بما ثبت أنه من شرع الله فقد عبد الله على بصيرة يرجو ثواب الله ويخشى عقابه
اللهم إنا نسألك أن ترزقنا علماً نافعاً وعملاً صالحاً ورزقاً طيباً واسعاً وذريةً طيبةً يا رب العالمين اللهم علّمنا ما ينفعنا وأنفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا رب العالمين ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً إن الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون ..
http://www.ibnothaimeen.com/all/khotab/article_468.shtml(/)
عِبَر في رجب الخير::: غزوة تبوك
ـ[ hedaya] ــــــــ[15 Aug 2005, 09:08 ص]ـ
تدور الأفلاك دورتها، وتمر السنون مر السحاب، ويظلنا شهر رجب الخير، وللمسلمين مع رجب ذكريات وبطولات، ففيه كانت رحلة الإسراء والمعراج، وفيه كان خروج رسول الله في غزوة تبوك، وفيه كانت معركة اليرموك، وفيه كان دخول المسلمين إلى دمياط بعد جلاء الصليبيين عنها، وفيه كان فتح بيروت وتحريرها من قبضة الصليبيين، وفيه كان دخول السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي إلى القدس الشريف، حيث صلى الجمعة في المسجد الأقصى المبارك بعد 88 عامًا من الاحتلال الصليبي لها، وكان ذلك في ذكرى الإسراء والمعراج.
واليوم نقلب وإياكم عباد الله صفحات التاريخ الإسلامي المجيد إلى رجبَ من السنة التاسعة للهجرة لنعيش وإياكم أحداث غزوة العسرة التي تساقط فيها المنافقون وثبت فيها المؤمنون وذل فيها الكافرون وعز فيها المجاهدون ولنا فيها عبرة.
فبعد فتح مكة ودخول الناس في دين الله أفواجًا، بقي أمام المسلمين تهديد أكبر قوة عسكرية في ذلك الزمان لهم، وهي قوة الروم، فقد قتل الروم مبعوث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الحارث بن عمير الأزدي رضي الله عنه.
ثم بلغ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أن قيصر الروم يجهز جيشًا للقضاء على دولة المسلمين، وكان المسلمون في زمن عُسرة وفقر شديد وحر أشد وأقسى، لكنه صلى الله عليه وسلم لم يتوانى في هذه الظروف عن الخروج لقتال الروم قبل أن يجوسوا خلال ديار الإسلام.
ولهذا قرّر -صلى الله عليه وسلم- أن لا يمهل الروم حتى يزحفوا إلى دار الإسلام، فأعلن التأهب والتجهز للقتال، وبعث إلى القبائل من العرب، وإلى أهل مكة يستنفرهم، وكان من عادته إذا أراد غزوة يواري بغيرها، لكنه نظرًا لخطورة الموقف أعلن أن اللقاء سيكون مع الرومان في تبوك، حتى يميز الخبيث من الطيب، فالأمر عصيب، رحلة تحت أشعة الشمس الحارقة ورمال الصحراء الملتهبة.
وتسابق المسلمون في إنفاق الأموال لتجهيز الجيش، حتى بلغ ما أنفقه عثمان بن عفان -رضي الله عنه - وحده عشرة آلاف دينار وثلاثمائة بعير وخمسين فرسًا، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم ارض عن عثمان، فإني راضٍ عنه"، وجاء أبو بكر الصديق-رضي الله عنه- بكل ما لديه، وجاء عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- بنصف ماله، وهكذا كان الصحابة: عبد الرحمن بن عوف، والعباس وطلحة وعاصم بن عدي-رضي الله عنهم-، كما أرسلت النساء بالذهب والحلي لتجهيز الجيش الإسلامي
هذا حال المؤمنين ... أما المنافقون:
فكانوا يحاولون تثبيط الهمم فيقول بعضهم لبعض: لا تنفروا في الحر وغاب عنهم أن نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ
وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتال بـ 30 ألف مقاتل، فلما سمع الروم بذلك فزعوا وولوا الأدبار واندحروا إلى حصونهم وقلاعهم فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ.
ولئن انقضت غزوة تبوك، فما انتهت دروسها وعبرها ومواعظها، ففي كل حدث منها عظة وعبرة، وأول هذه الدروس: أن الله كتب العزة والقوة لهذه الأمة، متى ما صدقت وأخلصت، فها هو جيش الإسلام يقف في وجه الكفر بكل قوته فيهزمه بإذن الله: وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ...
ومن هذه الدروس: أن العدو ما تسلل سابقاً ولاحقاً إلا من خلال زمرة المنافقين والعملاء ...
ومن هذه الدروس: أن مواجهة الأعداء، لا يشترط فيها تكافؤ القوى: يكفي المؤمنين أن يعدُّوا أنفسهم بما استطاعوا من قوة وثقة بالله، ويتعلقوا به، ويثبتوا، ويصبروا، وعندها يُنصروا.(/)
سؤال إلى موراني ...
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[15 Aug 2005, 12:29 م]ـ
سمعت أن أقدم دراسة استشراقية كانت بعنوان: " ماذا اقتبس محمد عن اليهودية " وكان ذلك عام 1134م على يد المستشرق اليهودي الألماني أبراهام جايجر، وقد نال عن دراسته تلك جائزة الدولة البروسية.
1. هل فعلاً تلك أقدم دراسة؟ وهل طبعت؟
2. لماذا برأيك استحقت تلك الدراسة جائزة الدولة البروسية؟
ـ[موراني]ــــــــ[15 Aug 2005, 01:07 م]ـ
في هذا السؤال بعض الأخطاء:
نشرت هذه الدراسة عام 1833 م ولا 1134 م ولذلك ليست * أقدم* دراسة استشراقية.
أنا شخصيا لم أقرأ هذه الدراسة ولم أسمع بنالها جائزة ما في وقتها. كما أنها لم تكن مادة الدراسة عندنا.
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[16 Aug 2005, 02:45 م]ـ
أشكرك د. موراني على ردك.
ما هي أقدم الدراسات الاستشراقية للقرآن الكريم تحديداً؟
وما سبب اهتمام بروسيا قديماً وألمانيا حديثاً بالدراسات الشرقية؟
ـ[موراني]ــــــــ[16 Aug 2005, 06:07 م]ـ
الاهتمام بالقرآن يرجع الى القرون الوسطى لعدة أسباب , منها سيطرة الدولة العثمانية على جزء كبير من وسط أوروبا وجنولها.
أما الدراسات الشرقية عامة فقد جرى الحديث حولها في لقائي مع هذا الملتقى قبل مدة.
أشكر لك على اهتمامك(/)
"بهذا اخرجناهم من غزة هاشم .. ""
ـ[ hedaya] ــــــــ[16 Aug 2005, 08:37 ص]ـ
http://usera.imagecave.com/Hozeifa/al-multaqa/gazaa.JPG
( أتمنى أن أصحوَ يوماً لأجد "غزة" في قاع البحر!)
كلماتٌ انطلقت من عمقِ المعاناةِ التي يعيشها رئيس وزراء الاحتلال الهالك "إسحاق رابين", وتمخضت من مأساته وهو يرى الموت يحصد جنودَه ومستوطنيه في "غزة هاشم"، ويرى سواعدَ المجاهدين تكيلُ له الضربات؛ فيبقى أمامها كالمشلول لا يقدر حراكاً, وأنّى له الحراك في مواجهةِ عزائمَ من نور!
واليوم وبعد هلاكه بسنوات ها هو مشهد القائد "طارق بن زياد" على ضفاف "الأندلس" يتكرر في "غزة" الأبية؛ فالعدو من أمامكم والبحر من خلفكم، وكانت هذه المرة كسابقتها الأندلسية .. أمواج صهيونية متكسرة على شطآن غزة، عدوٌ يتلاشى ونشوة انتصارٍ فلسطينية.
مسامير نعش الاحتلال: كانت وطأة نيران المقاومة هي المِحَك, وطابور الاستشهاديين والاستشهاديات كان الضربة التي دقت مسامير نعش الاحتلال .. أنفاق ملغومة جعلتهم كمن يستلقي على فوهة بركان, وصورايخ كالغيث المنهمر بل كحجارةٍ من سجيل تكسر شوكتهم.
أمامَ عظمة أسطورة المقاومة وثنائية الجهاد والاستشهاد، تلاشت وتبخرت كل طاولات المفاوضات .. بل التنازلات! تهاوت أبراج التنسيق الأمني وقبلات المغازلة الدنيئة؛ فالأسطورة أثبتت بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة, وأن الأرض العطشى للحرية لا ترويها إلا سيول دم الشهداء.
يغطون الشمس بمنخال! ووسط هذا كله تراءت في لحظات المساء الأخيرة أكوام من فتات يتهافت ليقف أمام طلعة الشمس! حربٌ إعلامية -يشنها غافلين- لتسحب البساط من تحت أقدام المجاهدين ذوي السواعد المسلمة وأبناء التيارات الإسلامية بشقيها السياسي والعسكري وعلى رأسها "حماس".
إنها حملة ظالمة تستهدف سرقة نضال المجاهدين ورباط المخلصين وتجييره للمفاوضين المستسلمين! رغم أن "حماس" الجهاد والاستشهاد أعلنت أنها لا تسعى لتشكيل قيادة بديلة ولا لنزع السلطة من أحد، بل دعت للوحدة الوطنية وطلبت احترام هذا الإنجاز الذي لم يكن ليتحقق بالأقلام، وما صنع النصر إلا الدماء التي أريقت والشهداء الذين تسابقوا للجنان.
ما تطلبه "حماس" -ويطلبه الشارع العربي والمسلم العريض معها- هو احترام سلاح المقاومة .. احترام فوهة البركان الغاضب التي لم توجه إلى صدور الفلسطينيين كما فعلت أسلحة الآخرين! ففوهة هذا البركان كانت الحل الأمثل والوحيد -بعد توفيق الله تعالى وتأييده- لدحر الاحتلال عن أرض إسلامية محتلة.
الانسحاب من غزة بداية مرحلة: بداية مشوارٍ طويل في طريق النصر، وكل من يدعي بأن كسر شوكة العدو صعبٌ فهو واهم، ومهما طال الزمان وتكالبت الأيام سيأتي يوم تسمع فيه صيحات التكبير وهتافات "حي على الجهاد" من كل بقاع فلسطين.
اليوم وبعد 38 عاماً تزدان "غزة" برايات النصر والحرية، على أنغام الحرية تزغرد وترسم دربًا للمجاهدين نحو "القدس" و"يافا" و"حيفا" و ... دربًا لكل فلسطين .. "غزة" بصيحاتها وتكبيرات مجاهديها ترسم دربًا في الأفق لبوابات "المسجد الأٌقصى" السليب, لساحاته الطاهرة وأجوائه الساحرة وعيونه الساهرة بانتظار الفجر الوليد.
هذا النصر ليس من حق أحد وحسب؛ إنما هو من حق كل مسلم وكل قطرة دمٍ سالت في سبيل تحرير هذه الأرض .. للأسرى وأمهاتهم ولكل أم علَّمت ابنها عشق الوطن، وقدمته فداءً في سبيله، وهو حق الثكالى واليتامى والأرامل .. حق حفنة رمل وشاهد قبرٍ لم تجف تربته بعد.
وأخيرًا فلنعلنها جميعًا: الفرح بالنصر من حق من ضحوا وقدموا، لا من تنازلوا واستسلموا، اللهم تقبّل الشهداء وفكَّ الأسرى وأسعد المحزونين وانصر المجاهدين ... آمين.
"هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (2) وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ (3) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (4) "
http://www.palestine-info.net/arabic/spfiles/insehab/n.jpg(/)
خلاصة تفسير سورة الكهف للشيخ بن عثيمين رحمه الله
ـ[إمداد]ــــــــ[17 Aug 2005, 06:39 ص]ـ
خلاصة تفسير سورة الكهف للشيخ بن عثيمين رحمه الله
--------------------------------------------------------------------------------
الحلقة الأولى
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد:
قوله تعالى (الْحَمْدُ) هو وصفُ المحمود بالكمال محبة وتعظيماً،
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ
هذا خبرٌ من الله عن نفسه، وهو إرشادٌ لنا أن نَحمدَ الله على ذلك.
(عَبْدِهِ) يعني مُحَمَّداً صلى الله عليه وسلم، وَصَفَهُ تعالى بالعبودية؛ لأنه أعبَدُ البَشَر لله. وقد وصَفَه تعالى بالعبودية في حالات ثلاث:
1 - حالِ إنزال القرآن عليه كما في هذه الآية.
2 - في حالِ الدفاعِ عنهُ صلى الله عليه وسلم، قال تعالى:) وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة:23)
3 - وفي حالِ الإسراءِ به، قال تعالى:) سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الاسراء:1)
{يعني في أشرف مقاماتِ النبي صلى الله عليه وسلم
{الكتاب} أي: القرآن، سُمِّي كتاباً؛ لأنه يُكتب، أو لأنهُ جامع، لأن الكَتْب بمعنى الجَمْع، ولهذا يقالُ: الكتيبةُ يعني المجموعةُ من الخيل، والقرآن صالح لهذا وهذا فهو مكتوبٌ وهو أيضاً جامع
(لم يجعل له عوجا) لم يجعل لهذا القرآن عوجاً بل هو مستقيم؛ ولهذا قال:
(قَيِّما) وقيماً حال من قوله: {الكتاب)، يعني: حالَ كونه قَيِّماً.
ثم بيَّن تعالى الحكمة من إنْزال القرآن في قوله (لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حسنا)
فالكتاب نَزل على الرسول صلى الله عليه وسلم لأجل أن يُنذِر به، والكتاب نفسُه مُنذِر، ينذر الناس
بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ) أي من قِبَلِ الله عز وجل، والبأس هو العذاب، كما قال تعالى: (فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً) (الأعراف: الآية4)، يعني عذابنا، والإنذار: هو الإخبار بما يُخَوِّف.
وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ) التبشير: الإخبار بما يسر،
ويخوف الكافرين من عذاب أليم
وقوله تعالى: {الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ} يفيد أنه لا بدَّ مع الإيمان من العمل الصالح، فلا يكفي الإيمان وحده بل لا بد من عمل صالح.؛ ولهذا قيل لبعض السلف: "أليس مِفتاحُ الجنَّة لا إله إلاَّ الله؟ " يعني فمن أتى به فُتح له! قال: بلى، ولكن هل يفتحُ المفتاحُ بلا أسنان؟
(الْمُؤْمِنِين) الذين آمنوا بما يجب الإيمان به، وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم ما يجب الإيمان به لجبريل حين سأله عن الإيمان فقال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشرِّه" [1]
(الذين يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ) يعني يعملون الأعمال الصالحات، ومتى يكون العمل صالحاً؟
الجواب: لا يمكن أن يكون صالحاً إلاَّ إذا تضمن شيئين:
1 - الإخلاص لله تعالى: بإلاَّ يقصد الإنسان في عمله سوى وجه الله والدار الآخرة.
2 - المتابعة لشريعة الله: ألاّ يخرج عن شريعة الله سواء شريعة محمد صلى الله عليه وسلم أو غيره.
ومن المعلوم أن الشرائع بعد بِعثة الرسول صلى الله عليه وسلم كلها منسوخة بشريعته صلى الله عليه وسلم.
وضد الإخلاص: الشرك، والاتباع ضد الابتداع، إذاً البدعة لا تقبل مهما ازدانت في قلب صاحبها ومهما كان فيها من الخشوع ومهما كان فيها من ترقيق القلب لأنها ليست موافقة للشرع؛
(أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حسنا (2) مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً (الكهف:3) (أجرا) أي ثواباً، وسمى الله عز وجل ثواب الأعمال أجراً لأنها في مقابلة العمل، وهذا من عدله جلَّ وعلا أن يسمي الثواب الذي يثيب به الطائعَ أجراً حتى يطمئن الإنسان لضمان هذا الثواب؛ لأنه معروف أن الأجير إذا قام بعمله فإنه يستحق الأجر
وقوله: (مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً) أي باقين فيه أبداً، إلى ما لا نهاية، فلا مرض ولا موت ولا جوع ولا عطش ولا حر ولا برد، كل شيء كامل من جميع الوجوه
فائدة مهمة
واعلم أن من عقيدة أهل السنة والجماعة أن الجنَّة موجودة الآن وأنها مؤبدة، وأن النار موجودة الآن وأنها مؤبدة، وقد جاء هذا في القرآن، فآيات التأبيد بالنسبة لأصحاب اليمين كثيرة، أما بالنسبة لأصحاب الشمال فقد ذُكر التأبيد في آيات ثلاث:
1 - في سورة النساء، قال تعالى:) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً) (النساء:168) إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً) (النساء:169)
2 - في سورة الأحزاب، قال تعالى:) إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً) (الأحزاب:64) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً) (الأحزاب:65)
3 - في سورة الجن في قوله تعالى:) ِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً) (الجن: الآية23)
وإذا كانت ثلاثُ آيات من كتاب الله صريحة في التأبيد فلا ينبغي أن يكون هناك خلاف، كما قيل:
{وليس كل خلاف جاء معتبراً إلاَّ خلافاً له حظٌّ من النَّظرِ} وما ذكر من الخلاف في أبدية النار لا حظَّ له، كيف يقول الخالق العليم: {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً} ثم يقال: لا أبدية؟ هذا غريب، من أغرب ما يكون، فانتبهوا للقاعدة في مذهب أهل السنّة والجماعة: أن الجنَّة والنار مخلوقتان الآن لأن الله ذكر في الجنة {أعدت} وفي النار (أعدت). وثانياً: أنهما مؤبدتان لا تفنَيان لا هما ولا من فيهما كما سمعتم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمداد]ــــــــ[18 Aug 2005, 02:48 ص]ـ
وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً (4)
مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِباً) (الكهف:5)
قوله تعالى: {وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً} كالإيضاح لما أبهم في الآية السابقة، فيه إنذار لمثل النصارى الذين قالوا: إن المسيح ابن الله، ولليهود الذين قالوا: العُزير ابن الله، وللمشركين الذين قالوا: إن الملائكة بنات الله.
والعزير ليس بنبي ولكنه رجل صالح.
(مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ) أي بالولد أو بالقول، {مَا لَهُمْ بِهِ} أي بهذا القول، أو {مَا لَهُمْ بِهِ} أي بالولد (مِنْ عِلْمٍ) فإذا انتفى العلم ما بقي إلاَّ الجهل.
(ٍ وَلا لِآبَائِهِمْ) الذين قالوا مثل قولهم، ليس لهم في ذلك علم، ليسَ هناك ألاّ أوهام ظنوها حقائق وهي ليست علوماً.
"كبرت مقالتهم كلمةً" تخرج من أفواههم: أي عَظُمت لأنها عظيمة والعياذ بالله، كما قال تعالى:) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً) (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ ولداً (92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً) (مريم:93). يعني: مستحيل غاية الاستحالة أن يكون له ولد.
قوله: (تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ)
نستفيد من قوله: (ُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ) أن هؤلاء يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم وأنهم لا يستيقنون أن لله ولداً؛ لأن أي عاقل لا يمكن أن يقول إن لله ولداً، فكيف يمكن أن يكون لله ولدٌ، وهذا الولد من البشر نراه مثلنا يأكل ويشرب ويلبس، ويلحقه الجوع والعطش والحر والبرد، كيف يكون ولدٌ لله تعالى؟ هذا غير ممكن
(إِنْ يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِباً) أي ما يقول هؤلاء إلاَّ كذباً
فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً) (الكهف:6)
قوله تعالى: {) فَلَعَلَّكَ} الخِطاب للرسول صلى الله عليه وسلم {بَاخِعٌ نَفْسَكَ} مهلكٌ نفسَك، لأنه كان صلى الله عليه وسلم إذا لم يجيبوه حَزِنَ حَزناً شديداً، وضاق صدره حتى يكادَ يَهلك، فسلَّاه الله وبيّن له أنه ليس عليه من عدم استجابتهم من شيء، وإنما عليه البلاغ وقد بلَّغ.
(عَلَى آثَارِهِمْ) أي باتباع آثارهم، لعلَّهم يرجعون بعد عدم إجابتهم وإعراضهم.
(إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيث) ِ أي إن لم يؤمنوا بهذا القرآن.
المعنى أنه لعلك باخع نفسك من الأسف اي الحزن إذا لم يؤمنوا بهذا مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس عليه من عدم استجابتهم من شيء، ومهمة الرسول صلى الله عليه وسلم البلاغ،. قال تعالى: {فإنما عليك البلاغ} [الرعد: 40]، وهكذا ورثته من بعده: العلماء، وظيفتهم البلاغ وأما الهداية فبيد الله، ومن المعلوم أن الإنسان المؤمن يحزن إذا لم يستجبِ الناس للحق، لكنَّ الحازنَ إذا لم يقبل الناس الحق على نوعين:
1 - نوع يحزن لأنه لم يُقبل قوله.
2 - ونوع يحزن لأن الحق لم يُقبل.
والثاني هو الممدوح لأن الأول إذا دعا فإنما يدعو لنفسه،
والثاني إذا دعا فإنما يدعو إلى الله عز وجل، ولهذا قال تعالى: {أدع الى سبيل ربك} [النحل: 125
ـ[إمداد]ــــــــ[23 Aug 2005, 10:27 ص]ـ
قوله تعالى: {إنا جعلنا} أي صَيَّرنا،
"ما على الأرض زينة لها " أي أنَّ ما على الأرض جعله الله زينة للأرض وذلك لاختبار الناس. هل يتعلقون بهذه الزينة أم يتعلقون بالخالق؟ الناس ينقسمون إلى قسمين، منهم من يتعلق بالزينة ومنهم من يتعلق بالخالق،
إذاً جعل الله الزينة لاختبار العباد، سَواءٌ أكانت هذه الزينة فيما خلقه الله عز وجل وأوجده، أم مما صنعه الآدمي،
فالقصور الفخمة المزخرفة زينة ولا شك، ولكنها من صنع الآدمي، والأرض بجبالها وأنهارها ونباتها وإذا أنزل الله الماء عليها اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج، هذه زينة من عند الله تعالى.
قوله تعالى: {لِنَبْلُوَهُمْ} أي نختبرهم.
وقوله تعالى: {أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً}
ولم يقل: "أكثر عملاً"؛ لأن العبرة بالأحسن لا بالأكثر،
) وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً جُرُزاً) (الكهف:8)
وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا
أي هذه الأرض بزينتها، بقصورها وأشجارها ونباتها، سوف يجعلها الله تعالى {صَعِيداً جُرُزاً} أي خالياً، كما قال تعالى:) وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً) (طه:105)
، أي نسفاً عظيماً ولهذا جاء مُنَكَّراً: أي نسفاً عظيماً،
إذا قامت القيامة لا قصور، لا جبال، لا أشجار، الأرض كأنها حجر واحد أملس، ما فيها نبات ولا بناء ولا أشجار ولا غير ذلك، سيحولها الله تعالى {جُرُزاً} خالية من زينتها التي كانت عليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمداد]ــــــــ[31 Aug 2005, 08:09 م]ـ
قوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتَ} "أم" هنا ْ بمعنى "بل"
{ْ حَسِبْتَ} بمعنى ظننتَ
هنا أتى بـ"أم" المنقطعة التي تتضمن الاستفهام من أجل شد النَّفس إلى الاستماع إلى القصة لأنها حقيقة عَجب، هذه القصة عجب.
(الْكَهْفِ) الغار في الجبل.
(وَالرَّقِيم) بمعنى المرقوم: أي المكتوب لأنه كتب في حجر على هذا الكهف قصتُهم من أولها إلى آخرها.
(كَانُوا) أي أصحاب الكهف والرقيم.
(مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً) من آيات الله الكونية.
(عَجَبا) أي محل تعجُّب واستغراب
إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً) (الكهف:10)
كان كفار قريش قد سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن قصتهم وهو عليه الصلاة والسلام لم يقرأ الكتب، قال تعالى عنه:) وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ) (العنكبوت:48). فوعدهم فأنجز الله له الوعد.
و {الْفِتْيَة} جمع فتى، وهو الشاب الكامل القوة والعزيمة.
(إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ) أي لجأوا إليه من قومهم فارين منهم خوفاً أن يصيبهم ما أصاب قومهم من الشرك والكفر بالبعث، فقالوا: (رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَة) ً لجأوا إلى الله.
(آتِنَا) أعطنا.
(من لَدُنْكَ) أي من عندك.
(رحمة) أي رحمة ترحمنا بها
(وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً) (وَهَيِّئْ) اجعل لنا، وتهيئة الشيء أن يُعد ليكون صالحاً للعمل به.
(مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً) الرشد: ضد الغَيّ، أي اجعل شأننا موافقاً للصواب.
فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً) (الكهف:11)
قوله تعالى: {) فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ} أي أنمناهم نومة عميقة بحيث لا يسمعون (فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً) أي معدودة، وسيأتي بيانها في قوله تعالى:) وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً) (الكهف:25)
قوله تعالى: {) ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ} وذلك بإيقاظهم من النوم
. وقوله: {بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ}
هذه العبارة يراد بها شيئان:
1 - علم رؤية وظهور ومشاهدة، أي لنرى، ومعلوم أن علم ما سيكون ليس كعلم ما كان؛ لأن علم الله عز وجل بالشيء قبل وقوعه علمٌ بأنه سيقع، ولكن بعد وقوعه علمٌ بأنه وقع.
2 - أن العلم الذي يترتب عليه الجزاء هو المراد، أي لنعلم علماً يترتب عليه الجزاء وذلك كقوله تعالى:) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ) (محمد: الآية31). قبل أن يبتلينا قد علم من هو المطيع ومن هو العاصي، ولكن هذا لا يترتب عليه لا الجزاء ولا الثواب، فصار المعنى لنعلم علم ظهور ومشاهدة وليس علم الظهور والمشاهدة كعلم ما سيكون، والثاني علماً يترتب عليه الجزاء
أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً) قوله: {الْحِزْبَيْنِ} يعني الطائفتين.
وقوله: {أَحْصَى} يعني أبلغ إحصاءً،
المعنى: أي الحزبين أضبط لما لبثوا أمداً، أي: المدة التي لبثوها؛ لأنهم تنازعوا أمرهم فقالوا: (لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ) (الكهف: الآية19) وقال آخرون) رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُم) (الكهف: الآية19). ثم الناس من بعدهم اختلفوا كم لبثوا
(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ) قصُّ الله عز وجل أكمل القصص وأحسن القصص؛ لأنه صادر عن:
1 - علم.
2 - عن صدق.
3 - صادر بأفصح عبارة وأبينها وأوضحها ولا كلامَ أوضح من كلام الله، إلاَّ من أضل الله قلبه وقال: هذا أساطير الأولين.
4 - وبأحسن إرادة لم يرد الله تعالى بما يقص علينا أن نضل ولا بما حكم علينا أن نجور، بل أراد أن نهتدي ونقوم بالعدل
() نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ) أي نقرأه عليك ونحدثك به {نَبَأَهُم} أي خبرهم {بِالْحَقِّ} أي بالصدق المطابق للواقع.
(إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ) فتية شباب ولكن عندهم قوة العزيمة وقوة البدن وقوة الإيمان.
(وَزِدْنَاهُمْ هُدىً) زادهم الله عز وجل هدى لأن الله تعالى يزيد الذين يهتدون هدى، وكلما ازددت عملاً بعلمك زادك الله هدى أي زادك الله علماً.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ) أي ثبتناها وقويناها وجعلنا لها رِباطاً، لأن جميع قومهم على ضدهم، ومخالفة القوم تحتاج إلى تثبيت
إِذْ قَامُوا) يعني في قومهم معلنين بالتوحيد متبرئين مما كان عليه هؤلاء الأقوام. {فقالوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ والأرض}
فهو سبحانه وتعالى مالك وخالق ومدبِّر السموات والأرض. لأن الرَّب الذي هو اسم من أسماء الله معناه الخالق المالك المدبر
(لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِه إِلَها) ِ لن ندعو دعاء مسألة ولا دعاء عبادة إلهاً سواه، فأقروا بالربوبيَّة وأقرُّوا بالألوهية، الربوبية قالوا: {رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} والألوهية قالوا: {لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهاً} أي سواه.
(لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً) الجملة هذه مؤكدة بثلاثة مؤكدات وهي: "اللام" و"قد" و"القسم الذي دلَّت عليه اللام".
وقوله: {إِذاً} أي لو دعونا إلهاً سواه {(لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً} أي: قولاً مائلاً وموغلاً بالكفر، وصدقوا، لو أنهم دعوا غير الله إلهاً لقالوا هذا القول المائل الموغل بالكفر والعياذ بالله.
{هَؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً} أي صيَّروا آلهة من دون الله، عبدوها من دون الله.
(لَوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ) يعني هلاَّ {يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ} أي على هذه الآلهة، أي: على كونها آلهة وكونهم يعبدونها {بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ} أي بحجة ظاهرة. فالمطلوب منهم شيئان:
1 - أن يثبتوا أن هذه آلهة.
2 - أن يثبتوا أن عبادتَهم لها حق، وكلا الأمرين مستحيل
فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً) أي لا أحد أظلم ممن افترى على الله كذباً، أي من أشد ظلماً ممن افترى على الله كذباً في نسبة الشريك إليه وغير ذلك، كل من افترى على الله كذباً فلا أحد أظلم منه، أنت لو كذبت على شخص لكان هذا ظلماً، وعلى شخص أعلى منه لكان هذا ظلماً أعلى من الأول، فإذا افتريت كذباً على اللهِ صار لا ظلم فوق هذا،
قوله تعالى: {) وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ} هذا من قول الفتية، يعني: قال بعضهم لبعض: ما دمتم اعتزلتم قومكم وما يعبدون إلاَّ الله.
{إِلاَّ اللَّهَ} أي لكنِ الله لم تعتزلوه ولكنكم آمنتم به،
(فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ)
اطلبوا كهفاً يمنعهم ويحميهم فتكون "ال" لبيان الكمال، أي إلى كهف يمنعكم ويحميكم من عدوكم
(يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً) يعني أنكم إذا فعلتم ذلك فإن الله سييسر لكم الأمر؛ لأن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه،
(وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً) أي يهيّئ لكم من شأنكم {مِرْفَقا} أي مكاناً ترتفقون به.
* * *
وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً) (الكهف:17)
هؤلاء سبعةٌ معهم كلب كرهوا ما عليه أهل بلدهم من الشرك فخرجوا متَّجهين إلى الله يريدون أن ينجوا بأنفسهم مما كان عليه أهل بلدهم، فلجأوا إلى هذا الغار، وكان من حسن حظهم أن هذا الغار له باب لا يتَّجه للمشرق ولا للمغرب، سبحان الله! توفيق؛ لأنه لو اتجه إلى المشرق لأكلتهم الشمس عند الشروق، ولو اتجه إلى المغرب لأكلتهم عند الغروب. كما قال تعالى: {) وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ) (الكهف: الآية17)} وسيأتينا إن شاء الله تعالى
تَزَاوَرُ أي تميل
{عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ} تصور كيف يكون الكهف الآن إذا كانت تزاور عنه ذات اليمين؟
يكون وجه الكهف إلى الشمال
(وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ) تكون على شمال الغار.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله: {تَقْرِضُهُم} قيل: المعنى تتركهم وقيل: تصيب منهم، وهو الأقرب أنها تصيب منهم، وفائدة هذه الإصابة أن تمنع أجسامَهم من التغيُّر لأن الشمس كما يقول الناس: إنها صحة وفائدة للأجسام
(وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ) الضمير يعود على هؤلاء الفتية، هذه الفجوة يعني الشيء الداخل، يعني ليسوا على باب الكهف مباشرة، بل في مكان داخل، لأن ذلك أحفظ لهم
قال تعالى: {ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ} الضمير يعود على حال هؤلاء الفتية:
1 - خروجهم من قومهم.
2 - إيواؤهم لهذا الغار.
3 - تيسير الله لهم غاراً مناسباً.
لا شك أن هذا من آيات الله الدالة على حكمته ورحمته، هل نعتبر أن هذا كرامة؟
الجواب: نعم نعتبره كرامة ولا شك.
(مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً)
(وَمَنْ يُضْلِلْ) أي يُقدِّر أن يكون ضالاً.
(فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً) أي من يتولاه ويرشده إلى الصواب،
وفي هذا الخبر من الله تنبيه إلى أننا لا نسألُ الهداية إلاَّ من الله، وأننا لا نجزع إذا رأينا من هو ضال لأن الإضلال بيد الله، فنحن نؤمن بالقدر ولا نَسخطُ الإضلال الواقع من الله لكن يجب علينا أن نُرشد هؤلاء الضالين، فهنا شرع وقدَر، القدر يجب عليك أن ترضى به على كل حال،
قوله تعالى: {) وَتَحْسَبُهُمْ} أيها الرائي: إذا رأيتهم {أَيْقَاظاً} لأنه ليس عليهم علامة النوم، فالنائم يكون مسترخياً، وهؤلاء كأنهم أيقاظ، ولذلك يُفرِّق الإنسان بين رجل نائم ورجل مضطجع لمَّا يراه، حتى لو أن المضطجع أراد أن يتناوم ويخدع صاحبه لعرف أنه ليس بنائم.
(وَهُمْ رُقُودٌ) جمع راقد.
(وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ) يعني مرة يكونوا على اليمين ومرة على الشمال، ولم يذكر الله الظهر ولا البطن، لأن النوم على اليمين وعلى الشمال هو الأكمل
والحكمة من تقليبهم ذات اليمين وذات الشمال: بعض العلماء قال لئلاَّ تأكل الأرض الجانب الذي يكون ملاصقاً لها، ولكن الصحيح أن الحكمة ليست هذه، الحكمة من أجل توازن الدم في الجسد لأن الدم يسير في الجسد، فإذا كان في جانب واحد أوشك أن ينحَرِم منه الجانب الأعلى، ولكن الله بحكمته جعلهم يتقلبون.
قوله تعالى: {وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ} يعني كأنه، والله أعلم، لم ينم.
(بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ) أي جالس على بطنه وقد مدَّ ذراعيه.
بِالْوَصِيدِ) وهو فتحة الكهف أو فِناء الكهف
لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً} أي لو اطَّلعت أيها الرائي عليهم لولَّيت منهم فراراً، رهبة ينْزِلها الله في قلب من يراهم، حتى لا يحاول أحد أن يدنو منهم، ولهذا قال: {لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً} مع أنهم لم يلحقوه، لكنه خائف منهم.
وملئت: لم يُملأ قلبُه فقط، بل كلُّه، وهذا يدل على شدة الخوف الذي يحصل لمن رآهم
...
قوله تعالى: {) وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُم} أي كما فعلنا بهم من هذه العناية من تيسير الكهف لهم، وإنامَتهم هذه المدة الطويلة، بعثهم الله، أي مثل هذا الفعل بعثناهم، فعلنا بهم فعلاً آخر، {لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُم} كما جرت به العادة أن الناس إذا ناموا يتساءلون إذا قاموا، من الناس من يقول: ماذا رأيت في منامك ومن الناس من يقول: لعلَّ نومك لذيذ أو ما أشبه ذلك {بعثناهم لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُم} ليس المعنى أنهم بعثوا للتساؤل ولكن بعثوا فتساءلوا. فاللام جاءت للعاقبة لا للتعليل،
كما في قوله تعالى:) فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً) (القصص: الآية8)، اللام ليست للتعليل أبداً، ولا يمكن أن تكون للتعليل لأن آل فرعون لم يلتقطوه ليكون لهم عدواً وحزناً، ولكنهم التقطوه فكان لهم عدواً وحزناً.
__________________
ـ[إمداد]ــــــــ[20 Oct 2005, 05:44 م]ـ
(قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ) أي كم مدة لبثتم؟
قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} {لَبِثْنَا يَوْماً} أي كاملاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
(أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ) أي بعض اليوم، ذلك لأنهم دخلوا في أول النهار وبُعثوا من النوم في آخر النهار، فقالوا: {لَبِثْنَا يَوْماً} إن كان هذا هو اليوم الثاني أو {بَعْضَ يَوْمٍ} إن كان هذا هو اليوم الأول، وهذا مما يدل على عمق نومهم
(قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ)
(فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ) الوَرِق: هو الفضة كما جاء في الحديث: "وفي الرِّقةِ رُبْع العُشْرِ" كان معهم دراهم من الفضة.
فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً) أي يطلب أطيب الطعام
(فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ) يعني يشتري ويأتي به، فجمعوا بالتوكيل بين الشراء والإحضار.
(وَلْيَتَلَطَّفْ وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً) أي يتعامل بخفية لئلاَّ يُشْعَر بهم فيؤذَون، وهذا يعني أنهم ظنوا أنهم لم يلبثوا إلاَّ قليلاً. ثم علَّلوا هذا؛ أي الأمر بالتطلف والنهي عن الإشعار بقولهم:
(إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً) (الكهف:20)
أي أنهم لا بد أنهم يقتلونكم أو يردونكم على أعقابكم بعد إيمانكم {وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً} أي إذا عدتم في ملَّتهم أبداً، وفي هذا دليل على أخذ الحذر من الأعداء بكل وسيلة إلاَّ الوسائل المحرمة؛ فإنها محرمة لا يجوز أن يقع الإنسان فيها.
قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ} يعني مثل بعثهم من نومهم، فإن الله أعثر عليهم يعني أطلع عليهم قومهم
(لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ) أطلع الله عليهم قومهم {لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} إما أن المعنى بقيام الساعة الذي كان ينكره هؤلاء أو لأن الله تعالى يُنجي المؤمنين من الكفار، لأن هؤلاء السبعة نجوا من أمة عظيمة تقاتلهم وتنهاهم عن التوحيد.
(وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيهَا) الساعة: أي قيام الساعة. {لا ريب فيها} أي لا شك، واقعة لا محالة.
(إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ) أعثرنا عليهم حتى تنازعوا أمرهم بينهم، تنازعوا فيما بينهم ماذا نفعل بهم؟ أنتركهم أم ماذا نصنع بهم؟
(فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً) يعني ابنوا عليهم بنياناً حتى يكون أثراً من الآثار وحماية لهم.
(رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ) يعني توقفوا في أمرهم كيف يَبقَونَ ثلاث مائة سنة وتسع سنين لا يأكلون ولا يشربون ولا يتغيرون أيضاً.
(قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ) وهم أمراؤهم {لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً} بدل من أن نبني بنياناً نحوطهم به ونسترهم به ولا يكون لهم أثر أي لنجعلن عليهم مسجداً نتخذه مصلى، والظاهر أنهم فعلوا لأن القائل هم الأمراء الذين لهم الغلبة.
هذا الفعل، اتخاذ المساجد على القبور، من وسائل الشرك وقد جاءت شريعتنا بمحاربته حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو في سياق الموت: "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يُحذِّر ما صنعوا
ثم قال مبيناً اختلاف الناس في عددهم:
...
) سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَاءً ظَاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً) (الكهف:22)
هذا يخرج على وجهين:
الوجه الأول: أن المعنى سيقول بعضهم ثلاثة رابعهم كلبهم، ويقول البعض الآخر: خمسة سادسهم كلبهم، ويقول البعض الثالث: سبعة وثامنهم كلبهم.
والوجه الثاني: أن المعنى أنهم سيترددون؛ مرة يقولون: ثلاثة، ومرة يقولون: خمسة، ومرة يقولون: سبعة. وكلاهما محتمل ولا يتنافيان، فتَجدُهم أحياناً يقولون كذا، وأحياناً يقولون كذا؛ حسب ما يكون في أذهانهم.
قال الله تعالى: {رَجْماً بِالْغَيْبِ} قاله في الذين قالوا: {ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ} و {خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ}، كلا القولين قال الله تعالى إنهم قالوه: {رَجْماً بِالْغَيْبِ} أي راجمين بالغيب، وليس عندهم يقين.
(يُتْبَعُ)
(/)
(سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ) ولم يقل: رجماً بالغيب، بل سكت، وهذا يدل على أن عددهم سبعة وثامنهم كلبهم، لأن الله عندما أبطل القولين الأولين، وسكت عن الثالث صار الثالث صواباً،
(قُلْ رَبِّي أَعْلَم بِعِدَّتِهِمْ) يعني إذا حصل نزاع فقل للناس: {ْ رَبِّي أَعْلَم بِعِدَّتِهِمْ} وهل أعلمنا الله بعدتهم؟
الجواب: نعم؛ أعلمنا بأنهم سبعة وثامنهم كلبهم، يعني فإذا كان الله أعلم بعدتهم فالواجب أن نرجع إلى ما أعلمنا الله به، ونقول جازمين بأن عدتهم سبعة وثامنهم كلبهم.
(مَا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ) أي ما يعلمهم قبل إعلام الله أنهم سبعة وثامنهم كلبهم إلاَّ قليل.
(فَلا تُمَارِ فِيهِمْ) أي في شأنهم، في زمانهم، في مكانهم، في مآلهم.
(فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَاءً ظَاهِراً) أي لا يصل إلى القلب لأنه إذا وصل الجدال إلى القلب اشتد المجادل، وغضب وانتفخت أوداجه وتأثر، لكن لما لم يكن للجدال فيهم كبير فائدة قال الله تعالى: {فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَاءً ظَاهِراً} يعني إلاَّ مراءً على اللسان لا يصل إلى القلب، ويؤخذ من هذا أن ما لا فائدة للجدال فيه لا ينبغي للإنسان أن يتعب قلبه في الجدال به،
(وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً) أي ولا تستفت في أهل الكهف {مِنْهُمْ} أي من الناس سواءٌ من أهل الكتاب أم من غيرهم أحداً عن حالهم وزمانهم ومكانهم، وفيه إشارة إلى أن الإنسان لا ينبغي أن يستفتي من ليس أهلاً للإفتاء، حتى وإن زعم أن عنده علماً فلا تَسْتَفْتِهِ إذا لم يكن أهلاً
وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً (23) إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً) (الكهف:24)
قوله تعالى: {) وَلا تَقُولَنَّ} الخطاب هنا للرسول صلى الله عليه وسلم كالخطاب الذي قبله {لِشَيْءٍ} أي في شيء {إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً} ذكروا أن قريشاً أرسلت إلى اليهود في المدينة وقالوا: إن رجلاً بعث فينا يقول: إنه نبي، فقالوا: اسألوه عن ثلاثة أشياء:
1 - عن فتية خرجوا من مدينتهم ولجأوا إلى غار، ما شأنهم.
2 - وعن رجل مَلَكَ مشارق الأرض ومغاربها.
3 - وعن الروح، ثلاثة أشياء؛ فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الكهف، فقال: "أخبركم غداً"، فتوقف الوحي نحو خمسة عشر يوماً، لم ينْزل عليه الوحي،
مكث الوحي خمسة عشر يوماً، ومن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم سيلحقه الغم والهم لئلَّا يتخذ هؤلاء القوم مِن تأخرِ إخباره بذلك وسيلةً إلى تكذيبه، والحقيقة أن هذا ليس وسيلة للتكذيب، يعني قد يقولون وعدَنا محمد بأن يخبرنا غداً ولم يفعل فأين الوحي الذي يدّعي أنه ينْزِل عليه؟ ولكن نقول: إنَّ تأخر الوحي وتأخر إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بذلك يدل على صدقه، لأنه لو كان كاذباً لصنع قصة فيما بين ليلة وضحاها، وقال: هذه قصتهم، فتأخر الوحي والنبي صلى الله عليه وسلم لم يخبرهم يدل على كمال صدقه عليه الصلاة والسلام.
وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً) إلاَّ قولاً مقروناً بمشيئة الله، فقرْنُ ذلك بمشيئة الله يستفيد منه الإنسان فائدتين عظيمتين:
إحداهما: أن الله ييسر الأمر له حيث فوضه إليه جلَّ وعلا.
والثانية: إن لم يفعل لم يحنث
(وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ) يعني اذكر أمر ربِّك بأن تقول: "إن شاء الله" إذا نسيت أن تقولها، لأن الإنسان قد ينسى وإذا نسي فقد قال الله تعالى:) رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) (البقرة: الآية286) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها
. فالمشيئة إذا نسيها الإنسان فإنه يقولها إذا ذكرها إذا لم يطل الفاصل لم يحنث ولم يأثم
وأما إذا طال الفصل فإنه يسقط عنه الأثم ولكن يحنث في يمينه فيجب عليه ان يكفر عن يمينه
{وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي} هذه للرجاء.
(أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي) أي يدلني إلى الطريق، ولهذا قال: {لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً} أي هداية وتوفيقاً، وقد فعل الله، فهداه في شأن أصحاب الكهف للرشد
وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً) (الكهف:25)
قوله تعالى: {َلَبِثُوا} يعني أصحاب الكهف {فِي كَهْفِهِمْ} الذي اختاروه لأنفسهم وناموا فيه.
(ثَلاثَ مِائَةٍ) تكتب اصطلاحاً ثلاثمائة مربوطة: ثلاث مربوطة بمائة، وتكتب مائة بالألف، لكن هذه الألف لا يُنطَق بها، وبعضهم يكتب ثلاث وحدها ومئة وحدها، وهذه قاعدة صحيحة.
وقوله: {ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ} {مِائَة} بالتنوين و {سِنِينَ} تمييز مبين لثلاث مائة لأنه لولا كلمة سنين لكنا لا ندري هل ثلاث مائة يوم أو ثلاث مائة أسبوع أو ثلاث مائة سنة؟، فلما قال: {سِنِينَ} بيَّن ذلك.
(وَازْدَادُوا تِسْعاً) ازدادوا على الثلاث مائة تسع سنين فكان مكثُهم ثلاث مائة وتسع سنين، قد يقول قائل: "لماذا لم يقل ثلاثمائة وتسع سنين؟ ".
فالجواب: هذا بمعنى هذا، لكن القرآن العظيم أبلغ كتاب، فمن أجل تناسب رؤوس الآيات قال: {ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً}، وليس كما قال بعضهم بأن السنين الثلاثمائة بالشمسية وازدادوا تسعاً بالقمرية، فإنه لا يمكن أن نشهد على الله بأنه أراد هذا، من الذي يشهد على الله أنه أراد هذا المعنى؟ حتى لو وافق أن ثلاث مائة سنين شمسية هي ثلاث مائة وتسع سنين بالقمرية فلا يمكن أن نشهد على الله بهذا، لأن الحساب عند الله تعالى واحد، وما هي العلامات التي يكون بها الحساب عند الله؟
الجواب: هي الأهلَّة، ولهذا نقول: إن القول بأن "ثلاث مائة سنين" شمسية، "وازدادوا تسعاً" قمرية قول ضعيف.
أولاً: لا يمكن أن نشهد على الله أنه أراد هذا.
ثانياً: أن عدة الشهور والسنوات عند الله بالأهلة، قال تعالى: {هو الذى جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب} [يونس: 5] وقال تعالى (يسئلونك عن الأهلة قل هى مواقيت للناس والحج) [البقرة: 189].(/)
موقع أتمنى أن يدخله الجميع
ـ[أبو حسن]ــــــــ[19 Aug 2005, 10:50 م]ـ
موقع شفاء للرقية الشرعية للشيخ: عبد الله السدحان
موقع شفاء ( http://www.shefaa.org)(/)
من سُمِّي بابن باز والألباني من العلماء المتقدمين
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[21 Aug 2005, 05:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين. أشرك أخواني القراء في هذه النكتة: وجدت في سير أعلام النبلاء عالماً من علماء المسلمين وإماماً من أئمتهم المتقدمين من يُعرف بابن بازٍ. وهو الحافظ الإمام أبو عبد الله الحسينُ بنُ عمرَ بنِ نصرِ بنِ حسنِ بنِ سعدٍ ابنُ بازٍ الموصلي. قال عنه الحافظ الذهبي في (السِّير 22/ 258): (التاجرُ السَّفار، محدثٌ متقنٌ مفيدٌ). كما أفاد أنه وُلد سنة 552هـ وتوفي سنة 622هـ.
كما وجدت مرةً في (مجمع الزوائد 3/ 220) " راوياً اسمه علي بن يزيد الألباني. فاستغربتُ هذا اللقب لأن الممارس يعرفُ بمجرد ما يراه أنه: الألهاني وليس الألباني. وهذا الألهاني ضعيف عند أهل الحديث كما في التقريب وضعَّفه أيضاً الهيثميُّ في مجمع الزوائد.
16/ 7/1426هـ(/)
دراسة لجامعة هارفارد الأمريكية تدعو الأمريكيات للإقتداء بالمرأة المسلمة: الاحتشام
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[23 Aug 2005, 06:18 م]ـ
دراسة لجامعة هارفارد الأمريكية تدعو الأمريكيات للإقتداء بالمرأة المسلمة: الاحتشام وراء ندرة الإيدز بالمجتمعات الإسلامية
المصريون/ دعت دراسة أجرتها جامعة هارفارد الأمريكية النساء الأمريكيات إلى الإقتداء بالمرأة المسلمة في احتشامها وأخلاقها كسبيل للقضاء على الانحلال الخلقي والأمراض الخطيرة السائدة في المجتمعات الغربية عموما والأمريكية على وجه الخصوص.الدراسة التي أجرتها جامعة هارفارد الأمريكية جاءت بطلب من إحدى الجمعيات المتخصصة في الأمراض المرتبطة بالأخلاق من أجل إعداد دراسة مقارنة عن مدى انتشار الأمراض الجنسية بين النساء المسلمات والنساء الغربيات، حيث جاء استغراب الجمعية من أن مرض الإيدز لا يشكل هاجسا يطارد المجتمعات الإسلامية عند سفر أحد أبناء الأسرة المتمسكة بتعاليم الدين الإسلامي للخارج والذي دائما يحول دون الإصابة بالإيدز.وأوضحت الدراسة أنه داخل المجتمع الإسلامي نفسه فإن الجميع يعيش في اطمئنان تام من عدم تسرب هذه الأمراض الخطيرة لأن المجتمع من الداخل يتمتع باستقرار اجتماعي وبعد تام عن الانحلال الأخلاقي كما تلتزم كل امرأة مسلمة بتعاليم دينها وأخلاقياته ومن ثم لا مجال للممارسة الجنسية خارج إطار الزواج. وأضافت الدراسة أن نسبة تفشي مرض مثل الإيدز في المجتمعات الإسلامية لا يتعدى النصف في الألف وليست هناك أية خطورة على تلك المجتمعات من تسرب تلك الأمراض إليها بسبب التزام نساء المسلمين أخلاقيا ودينيا، وهذا ينطبق على جميع الأمراض الجنسية الأخرى والتي أثبتت كل الأبحاث العلمية أنها لا تغزو إلا المجتمعات التي لا تعرف حدودا للأخلاق.وأظهرت الدراسة الأمريكية أيضا أن الأبحاث التي أجريت على انتشار الأمراض الجنسية على الجاليات المسلمة في الغرب كشفت عن أن الأسر المسلمة التي تعيش وفق تعاليم الدين الحنيف لا تعاني من أية أمراض كما تتمتع بحالة من الاستقرار الاجتماعي الذي يساعدها على التقدم ماديا واجتماعيا في حين كشفت الدراسة النقاب عن أن الأسرة المسلمة التي لا تلتزم بهذه الأخلاقيات قد تعاني من العديد من المشاكل التي يعاني منها المجتمع الغربي سواء بسواء.
المصدر: موقع المختصر للأخبار http://www.almokhtsar.com
ـ[هبة الرحمن]ــــــــ[23 Aug 2005, 09:07 م]ـ
جزاك الله خير على الموضوع الذي يثلج الصدر اللهم اجعل امتنا الاسلاميه تشع بنورها كل الشعوب وأبعد عنها الامراض والكروب واجعلها يارب امه يقتدي بها الطوائف والاديان وحببهم الي الاسلام وأجعلهم اخوتنا واجمعنا على كلمه واحده انه لا اله الا الله محمد رسول الله
برحمتك يا ارحم الرحمين
وقال تعالى: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} النور31(/)
إجماع العلماء على تحريم المعازف والغناء
ـ[محمد الحريص]ــــــــ[24 Aug 2005, 06:06 م]ـ
أقوال أئمة الإسلام في الغناء و المعازف:
اتفقت مذاهب الأئمّة الأربعة على أن آلات اللهو حرام:
- فمذهب الإمام أبي حنيفة في ذلك من أشد المذاهب، وقوله فيه من أغلظ الأقوال، وقد صرح أصحابه بتحريم سماع الملاهي كلها كالمزمار والدف، حتى الضرب بالقضيب، وصرحوا بأنه معصية يوجب الفسق وترد بها الشهادة، وأبلغ من ذلك أنهم قالوا: أن السماع فسق والتلذذ به كفر، هذا لفظهم، ورووا في ذلك حديثا لا يصح رفعه، قالوا: ويجب عليه أن يجتهد في أن لا يسمعه إذا مر به أو كان في جواره، وقال أبو يوسف في دار يسمع منها صوت المعازف والملاهي: ادخل عليهم بغير إذنهم لأن النهي عن المنكر فرض، فلو لم يجز الدخول بغير إذن لامتنع الناس من إقامة الفرض.
- وسئل الإمام مالك رحمه، أََنتم تُرخصون في الغناء؟ فقال: معاذ الله! ما يفعل هذا عندنا إلا الفساق".
قال ابن عبد البر رحمه الله: من المكاسب المجمع على تحريمها الربا ومهور البغايا والسحت والرشا وأخذا الأجرة على النياحة والغناء وعلى الكهانة وادعاء الغيب وأخبار السماء وعلى الزمر واللعب الباطل كله.
- و في مذهب الإمام الشافعي رحمه الله: (وصرح أصحابه العارفون بمذهبه بتحريمه وأنكروا على من نسب إليه حله) (20)، وقد عد صاحب كفاية الأخبار، من الشافعية، الملاهي من زمر وغيره منكرا، ويجب على من حضر إنكاره، وقال: (ولا يسقط عنه الإنكار بحضور فقهاء السوء، فإنهم مفسدون للشريعة، ولا بفقراء الرجس - يقصد الصوفية لأنهم يسمون أنفسهم بالفقراء - فإنهم جهلة أتباع كل ناعق، لا يهتدون بنور العلم ويميلون مع كل ريح)
- و في مذهب الإمام أحمد فقال عبد الله ابنه: سألت أبي عن الغناء فقال: الغناء ينبت النفاق بالقلب، لا يعجبني، ثم ذكر قول مالك: إنما يفعله عندنا الفساق)، وقال ابن قدامة - محقق المذهب الحنبلي - رحمه الله: (الملاهي ثلاثة أضرب؛ محرم، وهو ضرب الأوتار والنايات والمزامير كلها، والعود والطنبور والمعزفة والرباب ونحوها، فمن أدام استماعها ردت شهادته)، وقال رحمه الله: (وإذا دعي إلى وليمة فيها منكر، كالخمر والزمر، فأمكنه الإنكار، حضر وأنكر، لأنه يجمع بين واجبين، وإن لم يمكنه لا يحضر)
* قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (مذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام، ثبت في صحيح البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه سيكون من أمته من يستحل الحر والحرير والخمر والمعازف، وذكر أنهم يمسخون قردة وخنازير، .. ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعا) - وقال: (والمعازف خمر النفوس، تفعل بالنفوس أعظم مما تفعل حميا الكؤوس)
* قال الإمام ابن باز: والمعازف هي الأغاني وآلات الملاهي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يأتي آخر الزمان قوم يستحلونها كما يستحلون الخمر والزنا والحرير وهذا من علامات نبوته صلى الله عليه وسلم فإن ذلك وقع كله والحديث يدل على تحريمها وذم من استحلها كما يذم من استحل الخمر والزنا والآيات والأحاديث في التحذير من الأغاني وآلات اللهو كثيرة جداً ومن زعم أن الله أباح الأغاني وآلات الملاهي فقد كذب وأتى منكراً عظيماً نسأل الله العافية من طاعة الهوى والشيطان وأعظم من ذلك وأقبح وأشد جريمة من قال إنها مستحبة ولا شك أن هذا من الجهل بالله والجهل بدينه بل من الجرأة على الله والكذب على شريعته.
* قال الألباني رحمه الله: اتفقت المذاهب الأربعة على تحريم آلات الطرب كلها.
قال الطبري رحمه الله: فقد أجمع علماء الأمصار على كراهة الغناء والمنع منه. وهو القائل بعد هذا: (قال ابو الفرج وقال القفال من أصحابنا: لا تقبل شهادة المغني والرقاص، قلت: وإذا ثبت أن هذا الأمر لا يجوز فأخذ الأجرة عليه لا تجوز)
وقال ابن رجب في نزهة الأسماع «فإذا كان الشافعي –رحمه الله تعالى– قد أنكر الضرب بالقضيب وجعله من فعل الزنادقة، فكيف يكون قوله في آلات اللهو المطربة؟!». وقال «وأما في سماع آلات اللهو فلم يحك فيه خلافا». وقال «وقد حكى أبو بكر الآجري إجماع العلماء على ذلك».
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد نقل ابن مفلح في "الفروع" (6\ 494) عن القاضي عياض أنه ذكر الإجماع على كفر مستحل الغناء. وقال ابن يوسف الكافي التونسي في (المسائل الكافية): «المسألة الثامنة والخمسون: حرمة الغناء وأخذ الأجرة عليه معلومة من دين الإسلام، فمن استباح ذلك يكفر لاستباحته ما حرم شرعا».
وقال ابن المنذر: «أجمع كل من أحفظ عنه من أهل العلم على إبطال أجرة النائحة والمغنية».
وقال النووي في شرح مسلم «قال البغوي من أصحابنا والقاضي عياض. وكذلك أجمعوا على تحريم أجرة المغنية للغناء والنائحة للنوح».
وقال ابن عبد البر في "الكافي": «من المكاسب المجتمع على تحريمها الربا، ومهور البغايا .. والغناء .. وعلى الزمر واللعب والباطل كله».
وحكى ابن قدامة في "المغني"، وابن أخيه في "الشرح الكبير" الإجماع على أن الطنبور والمزمار والشبابة من آلة المعصية.
وقال ابن الصلاح في "فتاويه": «وأما إباحة هذا السماع وتحليله فليعلم أن الدف والشبابة والغناء إذا اجتمعت فاستماع ذلك حرام عند أئمة المذاهب وغيرهم من علماء المسلمين. ولم يثبت عن أحد ممن يعتد بقوله في الإجماع والاختلاف أنه أباح هذا السماع».
وقال القرطبي «وأما ما ابتدعته الصوفية في ذلك فمن قبيل ما لا يختلف في تحريمه. لكن النفوس الشهوانية غلبت على كثير ممن ينسب إلى الخير». وقال «وأما المزامير والأوتار والكوبة فلا يختلف في تحريم سماعها، ولم أسمع عن أحد ممن يعتبر قوله من السلف وأئمة الخلف من يبيح ذلك، وكيف لا يحرم وهو شعار أهل الخمور والفسوق ومهيج الشهوات والفساد والمجون؟ وما كان كذلك لم يشك في تحريمه، ولا في تفسيق فاعله وتأثيمه».
و قال شيخ الإسلام في المنهاج: «إن الآت اللهو محرمة عند الأئمة الأربعة، و لم يُحك نزاع في ذلك».
وقال ابن الجوزي في تلبيس إبليس «عن أبي الطيب الطبري قال: أجمع علماء الأمصار على كراهية الغناء والمنع منه».
وقال ابن بطة العكبري: «سألني سائل عن استماع الغناء فنهيته عن ذلك وأعلمته أنه مما أنكره العلماء واستحسنه السفهاء. وإنما تفعله طائفة سموا بالصوفية وسماهم المحققون جبرية، أهل همم دنية، وشرائع بدعية، يظهرون الزهد، وكل أسبابهم ظلمة». وروى ابن الجوزي عن الروذباري أن سئل عمن يسمع الملاهي ويقول «هي لي حلال لأني وصلت إلى درجة لا يؤثر فِيَّ اختلاف الأحوال». فقال: «نعم قد وصل لعمري إلى سقر».
ـ[أبو معاذ البلقاوي]ــــــــ[31 Aug 2005, 12:36 م]ـ
أحسن الله إليك
ـ[المجدد الوسطي]ــــــــ[07 Sep 2005, 11:54 ص]ـ
أظن حكاية الإجماع على التحريم صعب بل مستحيل في هذه المسالة ولعلك لوقلت الجمهور لكان اسلم والله اعلم
ـ[محمد الحريص]ــــــــ[09 Sep 2005, 06:48 م]ـ
أظن حكاية الإجماع على التحريم صعب بل مستحيل في هذه المسالة ولعلك لوقلت الجمهور لكان اسلم والله اعلم
في الموضوع الأصلي ذكر، عدة نقولات في إجماع عن عدد من أهل العلم المعتبرين الذين يعرفون معنى الإجماع ويحكونه عن أهل العلم، فأنت ذكرت أن دعوى الإجماع مستحيلة، فأنت مطالب بنقض هذا الإجماع أو عدم الاعتراض إذا لم يكن عندك علم بهذه المسألة.
وبارك الله في أخينا أبا معاذ
والسلام عيكم ورحمة الله وبركاته
ـ[المجدد الوسطي]ــــــــ[13 Sep 2005, 11:30 ص]ـ
في البدء ..
السلام على الجميع
وبعد
اخي محمد لاداعي للنرفزة وانما مقالة قلتها وهي بين راد ومردود
وحتى يبنى الحوار على اسس
اخبرني مافهمك لماهية الاجماع؟ وانا معك في حوار طويل فلا تعجل
اخوك المجدد
ـ[الجندى]ــــــــ[13 Sep 2005, 09:36 م]ـ
جزاك الله خيراً يا أخ محمد
ـ[محمد عزت]ــــــــ[14 Sep 2005, 07:33 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
إن الذي يجب أن لا يخرق هو إجماع الفقهاء , لأن الأمة لا تجتمع على ضلالة , أما المذاهب الأربعة أو الثمانية فلم تضمن لها العصمة , و قد رأينا شيخ الأسلام بن تيمية يخالف المذاهب الأربعة في مسألة الطلاق و غيرها و يتعرض للسجن و المحنة و قد ثبت أن هذه القضية خلافية و راجع في ذلك إبطال دعوى الأجماع للشوكاني.
ـ[المجدد الوسطي]ــــــــ[14 Sep 2005, 08:08 ص]ـ
اشكر من داخل وان كنت اطلب من الاخوة ان يساعدونا في ان لا يتحول الموضوع الى مدرج للجماهير والتشجيع
احسنت ايها المجدد ... لا بل قواك الله يا محمد ... الخ
واما من عنده ماينور به الحوار ويفتق مسائله فحياه الله خصوصا ان هذا المنتدى مشهور بهذا السلوك الحسن والله من وراء القصد
اخوكم
المجدد
ـ[محمد الحريص]ــــــــ[14 Sep 2005, 11:34 م]ـ
جزاكم الله خيراً ..
أما الإجماع فهو اتفاق علماء العصر على حكم الحادثة، والإجماع حجة على العصر الثاني وفي أي عصر كان، فإذا أجمع الصحابة على حكم شرعي فليس لتابعين أن يخالفوا هذا الإجماع، وهو حجة عليهم وعلى من بعدهم في أي عصر ..
وجزا الله أخينا المجدد خيراً ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محبكم/ محمد الحريّص
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الحريص]ــــــــ[14 Sep 2005, 11:43 م]ـ
أظن حكاية الإجماع على التحريم صعب بل مستحيل في هذه المسالة ولعلك لوقلت الجمهور لكان اسلم والله اعلم
أقوال أئمة الإسلام في الغناء و المعازف:
وقد نقل ابن مفلح في "الفروع" (6\ 494) عن القاضي عياض أنه ذكر الإجماع على كفر مستحل الغناء. وقال ابن يوسف الكافي التونسي في (المسائل الكافية): «المسألة الثامنة والخمسون: حرمة الغناء وأخذ الأجرة عليه معلومة من دين الإسلام، فمن استباح ذلك يكفر لاستباحته ما حرم شرعا».
وقال ابن المنذر: «أجمع كل من أحفظ عنه من أهل العلم على إبطال أجرة النائحة والمغنية».
وقال النووي في شرح مسلم «قال البغوي من أصحابنا والقاضي عياض. وكذلك أجمعوا على تحريم أجرة المغنية للغناء والنائحة للنوح».
وقال ابن عبد البر في "الكافي": «من المكاسب المجتمع على تحريمها الربا، ومهور البغايا .. والغناء .. وعلى الزمر واللعب والباطل كله».
وحكى ابن قدامة في "المغني"، وابن أخيه في "الشرح الكبير" الإجماع على أن الطنبور والمزمار والشبابة من آلة المعصية.
وقال ابن الصلاح في "فتاويه": «وأما إباحة هذا السماع وتحليله فليعلم أن الدف والشبابة والغناء إذا اجتمعت فاستماع ذلك حرام عند أئمة المذاهب وغيرهم من علماء المسلمين. ولم يثبت عن أحد ممن يعتد بقوله في الإجماع والاختلاف أنه أباح هذا السماع».
وقال القرطبي «وأما ما ابتدعته الصوفية في ذلك فمن قبيل ما لا يختلف في تحريمه. لكن النفوس الشهوانية غلبت على كثير ممن ينسب إلى الخير». وقال «وأما المزامير والأوتار والكوبة فلا يختلف في تحريم سماعها، ولم أسمع عن أحد ممن يعتبر قوله من السلف وأئمة الخلف من يبيح ذلك، وكيف لا يحرم وهو شعار أهل الخمور والفسوق ومهيج الشهوات والفساد والمجون؟ وما كان كذلك لم يشك في تحريمه، ولا في تفسيق فاعله وتأثيمه».
و قال شيخ الإسلام في المنهاج: «إن الآت اللهو محرمة عند الأئمة الأربعة، و لم يُحك نزاع في ذلك».
وقال ابن الجوزي في تلبيس إبليس «عن أبي الطيب الطبري قال: أجمع علماء الأمصار على كراهية الغناء والمنع منه».
».
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 Sep 2005, 05:17 ص]ـ
أخي الحريص
راجع لو سمحت في سير الأعلام ترجمة أبو يوسف يعقوب بن عبد الله بن أبي سلمة (دينار) الماجشون. توفي بعد 120 هـ.
وكذلك ترجمة عبد العزيز بين أبي سلمة الماجشون.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 Sep 2005, 05:54 ص]ـ
قال ابن حزم في "طوق الحمامة" (ص97): «حُرِّمَ على المسلم الالتذاذ بسماع نغمة امرأة أجنبية». تأمل هذا القول من هذه الإمام الذي يجيز سماع الغناء والمعازف، لكنه لا يجيز أبداً -ولا أحد من أئمة المسلمين من طبقته ومن قبله- التلذذ بسماع نغمة امرأة أجنبية. فنعوذ بالله من ضلالات القرضاوي والغزالي.
ـ[المجدد الوسطي]ــــــــ[15 Sep 2005, 08:45 ص]ـ
شكرا لك اخي محمد الحريص ولي عودة بحول الله
وطلب الى
الاستاذ محمد الامين ان يمسك عن الاعلام امثال يوسف القرضاوي ومحمد الغزالي رحمه الله
ـ[المجدد الوسطي]ــــــــ[16 Sep 2005, 04:57 ص]ـ
السؤال اخي محمد الحريص
هل هذا التعريف منضبط ولايوجد اعم واحكم منه؟
ـ[محمد الحريص]ــــــــ[19 Sep 2005, 04:23 م]ـ
السؤال اخي محمد الحريص
هل هذا التعريف منضبط ولايوجد اعم واحكم منه؟
لا أدري
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[08 Oct 2005, 08:51 م]ـ
أولاً: أطرح الاتي:
السؤال: ما العلة في إباحة الدف والغناء في الأعراس؟
ماذا عن الالات الاخرى التي تظهر نغما وطربا كما الدف؟
وماذا عن الاوقات الاخرى التي يظهر فيها الفرح والحبور والسرور؟
طبعاً: ما اعلمه من جواب بعض المشايخ انه يجب علينا أن نقف حيث وقف النص .. !!
وهنا لنا أن نتساءل: أليست هذه ظاهرية شديدة بالوقوف على ظاهر النص دون بحث في العلة والمقصد العام؟؟؟ ألم يسوغوا لأنفسهم نقل التحريم وعدم الوقوف على ظاهر النص في باب سد الذرائع؟؟؟؟ أم أن تجاوز النص يمكن الأخذ به في التحريم دون الإباحة؟؟!!
ثانياً: تحرير محل النزاع
الغناء بآلة -أي مع الموسيقي- وبغير آلة: مسألة ثار فيها الجدل والكلام بين علماء الإسلام منذ العصور الأولي، فاتفقوا في مواضع واختلفوا في أخري.
(يُتْبَعُ)
(/)
اتفقوا علي تحريم كل غناء يشتمل علي فحش أو فسق أو تحريض علي معصية، إذ الغناء ليس إلا كلامًا، فحسنه حسن، وقبيحه قبيح، وكل قول يشتمل علي حرام فهو حرام، فما بالك إذا اجتمع له الوزن والنغم والتأثير؟
واتفقوا علي إباحة ما خلا من ذلك من الغناء الفطري الخالي من الآلات والإثارة، وذلك في مواطن السرور المشروعة، كالعرس وقدوم الغائب، وأيام الأعياد، ونحوها بشرط ألا يكون المغني امرأة في حضرة أجانب منها.
وقد وردت في ذلك نصوص صريحة – سنذكرها فيما بعد.
واختلفوا فيما عدا ذلك اختلافًا بينا: فمنهم من أجاز كل غناء بآلة وبغير آلة، بل اعتبره مستحبًا، ومنهم من منعه بآلة وأجازه بغير آلة، ومنهم من منعه منعًا باتًا بآلة وبغير آلة وعده حرامًا، بل ربما ارتقي به إلي درجة الكبيرة.
قال وقلت: في الغناء والموسيقى:
عندما يذكر في كلامي ((قال)) فالمقصود كلام العلامة الألباني في تحريم الات الطرب. وعندما أقول ((قلت)) فهو أنا. وتعليقي لا يقصد به التجريح في الإمام الألباني, حاشا لله, فهو من أساتذتي الأوائل الذين تربيت ونشأت في ظلال ((كل)) كتبه كاملة مكملة.
قال: وإنما فيه إنكاره صلى الله عليه وسلم إنكار أبي بكر على الجاريتين، وعلل ذلك بقوله:
" فإن لكل قوم عيدا، وهذا عيدنا ".اهـ.
قلت: لأن هذا وقت بهجة وسرور وترويح عن النفس وتجديد للنشاط. وهذا التعليل يتفق عليه كل من شم رائحة الفقه.
قال: "كأنه صلى الله عليه وسلم يقول لأبي بكر: أصبت في تمسكك بالأصل، وأخطأت في إنكارك على الجاريتين، فإنه يوم عيد".
قلت: فكأنه-لأنه يوم عيد- تباح فيه المحرمات والنكرات ومزامير الشيطان .. !!؛ إشاعة للبهجة والسرور. غذا, وقياسا على ما يقول المحرمون, فلنبح شرب الخمر في العيد, وكذا الميسر والقمار؛ إشاعة للبهجة والسرور. وهذا باطل لا يقول به مسلم ألغناء والمعازف مزمور شيطان في غير العيد, ومزمور ملاك في العيد .. !!!
قال: لما أمر صلى الله عليه وسلم أبا بكر بأن لا ينكر عليهما بقوله: " دعهما "، أتبع ذلك بقوله: " فإن لكل قوم عيدا. . . " فهذه جملة تعليلية تدل على أن علة الإباحة هي العيدية.
قلت ثانية: فكأن المحرمات ومزامير الشيطان تباح في العيد إظهارا للفرح, وتحرم بعد ذلك إشاعة -عملا بمفهوم المخالفة- للحزن والكابة والملل. فيا للعجب العجاب من هذا القول غير القويم.
قال: فقالت: إني كنت نذرت إِن ردك الله صالحا (وفي رواية: سالما) أن أضرب عندك بالدف [وأتغنى]؟
قلت: أي إظهارا لفرحها وسرورها.
قال: " إن كنت فعلت (وفي الرواية الأخرى: نذرت)، فافعلي، وإن كنت لم تفعلي فلا تفعلي".
قلت: في هذا رد على من يدعي أن النبي (ص) أباح لها ذلك مساءة للكفار, وإرغاما للمنافقين. إذ لو كان الأمر كما يقولون لحثها النبي (ص) على الفعل ولو لم تكن قد نذرت. وبهذا تتهاوى تأويلات المحرمين كالفراش المحترق ولله الحمد.
قال: اغتفر لها السبب الذي نذرته لإظهار فرحها، خصوصية له صلى الله عليه وسلم دون الناس جميعا.
قلت: إن كان هذا القول حقا, فلماذا لم يخبرها النبي (ص) بأن هذا الذي فعلته لا يجوز مع غيره (ص) , فتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز؟! وكأن النبي (ص) -وحاشاه ذلك- يبيح المحرمات والمنكرات ومزامير الشيطان حتى تظهر المرأة فرحها وسرورها بعودته -صلى الله عليه وسلم- سالما مظفرا منتصرا خصوصية له (ص)!! وكأن الفرح به (ص) لا يتم ولا يستقيم إلا بمزمور الشيطان والمحرمات. كيف ذلك أيها القوم .. ؟!! هذا (ص) سراج الأمة المنير ومخرجها من الظلمات إلى النور, الذي بعث ليقضي على المحرمات والمنكرات (ومزامير الشيطان كما تدعون). فبدلا من ان يعلمها النبي (ص) أن ما تفعله هذه المرأة لا يجوز-كما يدعي المحرمون- ثم يرشدها إلى ما يجوز.
قال: ضرب الدف ليس مما يُعد في باب الطاعات التي يعلق بها النذور.
قلت: بل يعلق بها النذور. فيجب الوفاء في النذر مهما كان, ما لم يكن بدعة أو معصية.
قال: وكانت فيه-أي الضرب بالدف- مساءة الكفار، وإرغام المنافقين.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: لا يظهر ذلك من الحديث, بل فيه ما ينفيه, فلقدت نذرت أن تضرب بالدف عنده (ص) , أي في مسكنه والمكان الذي سينزل ويعيش فيه. ويؤكد ذلك ما جاء في الحديث: "فدخل أبو بكر .. , ودخل غيره .. , ثم دخل عمر .. ". فالدخول هنا يقتضي الدخول في المسكن كما هو ظاهر. وبذلك ينتفي الادعاء المذكور؛ لأن الكفارلم يطلعوا على ما حدث, بله أن يستمعوا له.
قال: ومعنى كلامه أن القهوة المسكرة [هي] الحاصلة بالتركيب، وكذلك ما نحن فيه؛ الذي يسكر النفوس ويلهيها، ويصدها عن ذكر الله وعن الصلاة.
قلت: إذا انتفى اسكار النفوس وإلهاؤها وصدها عن ذكر الله والصلا, فلا حرج من السماع .. فتأمل.
قال: لقد وردت آثار كثيرة عن السلف من الصحابة وغيرهم تدل على حكمة التحريم، وهي أنها تلهي عن ذكر الله تعالى وطاعته، والقيام بالواجبات الشرعية.
قلت: بل هذه هي العلة لا الحكمة. فإذا انتفى ما ذكره العلامة الألباني فلا حرج من السماع كما قلنا مرارا. اهـ الحوار.
يقول المحرمون: إن هذا حرام؛ لأنه تشبه بالكفار.
أقول: هذا صحيح إذا كان الموسيقى استعمالها الغالب يدور في الفساق والفجار. فإن انتشر الأمر بين النساء والرجال - كما الان, كما كان في الماضي أيضا, وليس هذا محل إثباته- وصار هذه الأمر لا يتميز به، فإنها لا تعد تشبهاً. فهناك أمور قد صارت عادة بين النساء والرجال المسلمين، فخرجت بذلك عن حد الخصوصية بالكفار وعن التشبه بهم.
... إليكم هذا مما يكتمه المحرمون, ولا يذكرونه:
روى الطبري في تفيسره فقال: ثنا محمد بن سهل بن عسكر ثنا يحيى بن صالح ثنا سليمان بن بلال عن جعفر بن محمد عن أبيه (محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه, قال: كان الجواري إذا نكحوا كانوا يمرون بالكبر والمزامير, ويتركون النبي (ص) قائما على المنبر وينفضون, فأنزل الله: (وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها). حديث صحيح, وسنده صحيح لا مطعن فيه.
فما رأيكم أيها القراء في هذا .. , وهو مما يكتمه المحرمون, ولا يذكرونه في شيء من كتبهم على الإطلاق.
والحمد لله على توفيقه.
ما هي علة التحريم-إن صح أصلاً-:
بالنسبة لحديث المعازف, أقول-على فرض صحته-: لما حرم الله الخمر حرم معها كل ما يذكر بها, وكل ما له بها وثيق صلة, وكل ما هو شعار أهل الشرب والفحش. ولو كان المقصود هو تحريم المعازف لذاتها لقيس عليها كل ما يلتذ به الإنسان من أصوات الطيور وغيرها. وهذا من أشنع ما يلزم المحرمين.
والمنع-إن صح به الحديث أصلا- فهو من كون ذلك شعارا مختصا بأهل الفسق؛ لأن غيرهم من أهل العفة و النزاهة قديما و حديثا قد وقع منهم الاجتماع على السماع كما ثبت عن النبي (ص) و جماعة من الصحابة والتابعين في الأعياد والأفراح -كما أوضحت سابقا-.
فمن نوى به ترويح نفسه ليقوى بها على الطاعات و ينشط نفسه على البر فهو محسن، و فعله هذا من الحق.
يقول البعض: مناط التحريم هو الآلة الموسيقية نفسها؛ لكونها شعار الفساق.
أقول: لم تعد ((حكرا)) على أهل الفسق, علامة ((تجارية)) لهم. بل لقد انتشر استخدامها عند الفضلاء والنبلاء كما هو مشاهد وواقع, لا يجادل في ذلك إلا مكابر.
وبالنسبة لحديث المعازف .. هل ثبت أم لا .. , أقول مستعينا بالله:
* عن عبدالرحمن بن غنم الأشعري قال: حدثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري ـ والله ما كذبني ـ سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " ليكوننَّ من أمتي أقوامٌ يستحلون الحِرَ، والحريرَ، والخمرَ، والمعازف، .... " الحديث, رواه البخاري تعليقا, وغيره موصولاً. فلا يضره تعليق البخاري, ولا وجود عمار بن هشام في سنده؛ لوروده من طريق أخرى.
ولكن كلا الطريقين يلتقي عند راو اسمه عطية بن قيس.
** وعطية بن قيس ليس في عدالته خلاف؛ لأنه من القراء الأئمة المشاهير.
ولكن الكلام في ضبطه للأحاديث.
فقد ذكره ابن حبان في "الثقات" كعادته في توثيق المجاهيل - حيث لا يعرف حال عطية في الحديث؛ كما سيأتي -.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد قال الإمام أبو حاتم الرازي (وهو أعلم من ابن حبان والبزار) عن عطية بن قيس: «صالح الحديث»، أي يعتبر به. أما عن المقصود بمقولة أبي حاتم الرازي، فقد أفصح ابنه عنه، وبيَّنَ مُراده من قوله "صالح الحديث". ولا أدَلّ ولا أفصحَ من تفسير صاحب المصطلَح لما اصطَلح عليه. قال في كتابه النافع "الجرح والتعديل" (2|37): «إذا قيل للواحد إنه: "ثقة" أو "متقن ثبت": فهو ممن يحتج بحديثه. وإذا قيل له انه: "صدوق" أو "محله الصدق" أو "لا بأس به": فهو ممن يكتب حديثه وينظر فيه، وهي المنزلة الثانية. وإذا قيل: "شيخ" فهو بالمنزلة الثالثة: يكتب حديثه وينظر فيه إلا أنه دون الثانية. وإذا قيل: "صالح الحديث": فإنه يكتب حديثه للاعتبار>>.
فهو بهذا مجهول الحال في الحديث. وعليه, فلا يصح حديث المعازف.
وعلى فرض صحته - وهو غير صحيح يقينا عندي- فقد أجبنا عنه فيما سبق من تعليق.
قيود وشروط لابد من مراعاتها
ليس كل غناء مباحًا، فلابد أن يكون موضوعه متفقًا مع أدب الإسلام وتعاليمه.
فالأغنية التي تقول: "الدنيا سيجارة وكاس" مخالفة لتعاليم الإسلام الذي يجعل الخمر رجسًا من عمل الشيطان ويلعن شارب "الكأس" عاصرها وبائعها وحاملها وكل من أعان فيها بعمل. والتدخين أيضًا آفة ليس وراءها إلا ضرر الجسم والنفس والمال.
والأغاني التي تمدح الظلمة والطغاة والفسقة من الحكام الذين ابتليت بهم أمتنا، مخالفة لتعاليم الإسلام، الذي يلعن الظالمين، وكل من يعينهم، بل من يسكت عليهم، فكيف بمن يمجدهم؟!
والأغنية التي تمجد صاحب العيون الجريئة أو صاحب العيون جريئة أغنية تخالف أدب الإسلام الذي ينادي كتابه: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم … وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن) (النور: 30، 31). ويقول –صلي الله عليه وسلم- يا علي: "لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولي وليست لك الآخرة".
ثم إن طريقة الأداء لها أهميتها، فقد يكون الموضوع لا بأس به ولا غبار عليه، ولكن طريقة المغني أو المغنية في أدائه بالتكسر في القول، وتعمد الإثارة، والقصد إلي إيقاظ الغرائز الهاجعة، وإغراء القلوب المريضة- ينقل الأغنية من دائرة الإباحة إلي دائرة الحرمة أو الشبهة أو الكراهة من مثل ما يذاع علي الناس ويطلبه المستمعون والمستمعات من الأغاني التي تلح علي جانب واحد، هو جانب الغريزة الجنسية وما يتصل بها من الحب والغرام، وإشعالها بكل أساليب الإثارة والتهيج، وخصوصًا لدي الشباب والشابات.
إن القرآن يخاطب نساء النبي فيقول: (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض). فكيف إذا كان مع الخضوع في القول الوزن والنغم والتطريب والتأثير؟!
ومن ناحية ثالثة يجب ألا يقترن الغناء بشيء محرم، كشرب الخمر أو التبرج أو الاختلاط الماجن بين الرجال والنساء، بلا قيود ولا حدود، وهذا هو المألوف في مجالس الغناء والطرب من قديم. وهي الصورة المائلة في الأذهان عند ما يذكر الغناء، وبخاصة غناء الجواري والنساء.
[[[وأود أن أنبه هنا علي قضية مهمة، وهي أن الاستماع إلي الغناء في الأزمنة الماضية كان يقتضي حضور مجلس الغناء، ومخالطة المغنين والمغنيات وحواشيهم، وقلما كانت تسلم هذه المجالس من أشياء ينكرها الشرع، ويكرهها الدين.
أما اليوم فيستطيع المرء أن يستمع إلي الأغاني وهو بعيد عن أهلها ومجالسها، وهذا لا ريب عنصر مخفف في القضية، ويميل بها إلي جانب الإذن والتيسير]]].
والحمد لله أولا واخرا.
تنبيهات: لقد قلت: ولا وجود عمار بن هشام في سنده
والصواب: هشام بن عمار
وقلت في عطية بن قيس: فهو بهذا مجهول الحال في الحديث.
والصواب: هو ضعيف في الحديث.
((وجل من لا يسهو ولا ينام))
انتهى ما أردت قوله
أخوكم: أبو صلاح الدين
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[09 Oct 2005, 02:11 م]ـ
للرفع أيها الإخوة.
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[09 Oct 2005, 08:52 م]ـ
لقد ناقشني الأخ الفاضل عبد الرحمن الفقيه في كلامي أنف الذكر, زكلامه بين (()) , وتعقيبي هو ما بعد هذين القوسين
* ((فالنصوص التي تنهى عن المعازف ناقلة له عن أصل الإباحة إلى المنع))
طيب: لماذا حرمها الله؟؟!! ما هي علة التحريم؟
* ((وإنما فيه استثناء لبعض المعازف في وقت مخصص لإظهار الفرح والسرور في يوم لعيد))
(يُتْبَعُ)
(/)
العيد لا يباح فيه ما كان محرما, لأن ما حرم لذاته, بقي على هذه الصفة أبد الدهر. بخلاف ما حرم لعارض, فإنه يكون حلالا في مقامات كثيرة .. فتأمل.
* ((فهذا ما رواه الشيخان وابن خزيمة وابن حبان وابن الجارود والنسائي من حديث جابر رضي الله عنه، وهو أصح سندا مما سبق))
لا, بل ما ذكره الطبري هو الأصح, حيث أن الباقر أوثق ألف مرة من سالم بن أبي الجعد -على جلالة سالم وصلاحيته للاحتجاج به- .. راجع تراجمهما في كتب الرجال تعرف الفرق.
* ((ووقع عند الشافعي من طريق جعفر بن محمد عن أبيه مرسلا كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة وكانت لهم سوق كانت بنو سليم يجلبون إليها الخيل والإبل والسمن فقدموا فخرج إليهم الناس وتركوه وكان لهم لهو يضربونه فنزلت))
هذا يشهد لي ولأثر الطبري.
ولكنك أخي الكريم العزيز المفضال لم تذكر السند لنتثبت من صحته!!
* ((هذ الكلام في تحديد علة تحريم المعازف غير صحيح، بل النهي عن الكوبة والمعازف ومحقها لأنها مزامير الشيطان))
مزامير شيطان باعترافكم "وإقرار النبي لأبي بكر على ذلك" -كما قلتم-, ثم يبيحها النبي (ص) لأنه يوم عيد إشاعة للسرور!!
ألم يبعث النبي (ص) للقضاء على مكائد الشيطان وحبائله واثاره ووسائله .. فكيف يبيحها إشاعة للسرور؟؟؟!!!
هذا يدل قطعا وحتما على أن العلة في تحريمها -إن صح الحديث- هي ما ذكرته في أول كلامي في الموضوع.
((العيد لا تباح فيه المحرمات)) , وإن ما إحل لذاته يحرم لألف عارض, وما حرم لذاته لا يحل أبد الدهر.
* ((وما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في وضع يديه عى أذنيه عند سماعه لزمارة الراعي يبين نفرة النبي صلى الله عليه وسلم من سماع المعازف))
أعطني دليلا أو شبه دليل على أنه (ص) قد نفر من ذلك .. !! هناكم عوارض كثيرة قد تجدث, وتجعل النبي (ص) يفعل ما فعل.
ولو كانت المعازف حراما لبين ذلك (ص) للراعي, ولو بالصياح حتى يسمع, فإن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز.
* ((وتعليله بعطية بن قيس غريب جدا، فلم أر أحدا من العلماء أعل الحديث به)) , ((وقال عنه البزار (لابأس به)))
ليس شرطا أو فرضا علي حين أعل حديثا بشخص أن يكون سبقني غيري في ذلك .. قد تكون هناك موانع منعت غيري من الاستقصاء والبحث.
والبزار متساهل كما قال السخاوي في فتح المغيث.
ـ[محمد الحريص]ــــــــ[11 Oct 2005, 03:35 ص]ـ
الشيخ الفاضل أبو صلاح _ وفقه الله _
راجع هذا الرابط. (وفيه رد الشيخ عبد الرحمن الفقيه)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39179&highlight=%C7%E1%DB%E4%C7%C1
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[11 Oct 2005, 04:31 م]ـ
أخي, وما>ا فعلت نا .. , لقد رددت عليه في مشاركتي السابقة.
وسوف أنشرها قريبا في منتدى أهل الحديث.(/)
ما هو تخريج و تحقيق حديث: " من أسلم فليختتن "، و ما درجته؟
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[25 Aug 2005, 11:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على خاتم النبيين و المرسلين، سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم، وعلى آله و صحبه الكرام إلى يوم الدين.
أما بعد
الإخوة الأحبة
أحببت أن أطرح عليكم ما طرحته على إخوتكم في " ملتقى أهل الحديث "، علني أجد مزيد غناء.
ومطلبي ما يلي:
الإخوة الأحبة
سلام الله عليكم و رحمته و بركاته
أخرج البيهقي عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من أسلم فليختتن ".
ذكره الإمام السيوطي في كتابه " الدر المنثور "،
وذكره الإمام ابن حجر في كتابه " تلخيص الحبير "،
ونقله عنه الإمام الشوكاني في كتابه " نيل الأوطار "، و ذكر أن ابن حجر لم يضعفه، و إن ضعفه هو بما لا حجة له فيه.
و لم أجد تخريجا لهذا الحديث أكثر مما ذكره السيوطي، و قد تقدم.
- فهل أجد تخريجا أوفى؟
وما درجة هذا الحديث من الصحة (ما الحكم عليه)؟
أفيدونا أفادكم الله يا أهل التخريج.
أخوكم
د. أبو بكر عبد الستار خليل
---------------------------------------------------------------------
و قد تلقيت هذا الرد من أخي الشيخ / عبدالرحمن بن عمر الفقيه الغامدي:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لعلك حفظك الله ترجع إلى تحفة المودود بأحكام المولود للإمام ابن القيم رحمه الله تعالى
-----------------------------------------------------------------
ورد صاحبكم، فقال:
ياأخي هذا ما ذكره ابن القيم:
(الوجه الثالث قال حرب في مسائله عن الزهري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أسلم فليختتن وإن كان كبيرا. وهذا وإن كان مرسلا فهو يصلح للاعتضاد). (في الفصل الرابع).انتهى.
وهو كما ترى عن حرب (في مسائله) مرسلا، فهل هو غير ما عند البيهقي كما ذكر السيوطي؟
وتعقب الشوكاني المذكور آنفا يخالف تعضيد ابن القيم، و تعقبه مستند لما لايصح نقله عن ابن المندر.
فهل من مزيد أوفى في التخريج، من غير إحالة على كتاب هنا أو هناك، للإيضاح و تمام الإلمام.
وجزاكم الله خيرا.
-----------------------------------------------------------------
وأفاد الأخ / أبو ابراهيم الكويتي بما يلي:
[ألق عنك شعر الكفر، واختتن. قاله لرجل أسلم]. (حسن المتن) وله شاهد مختصر جدا في الختان من رواية الزهري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أسلم فليختتن ولو كان كبيرا. وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن ابن شهاب قال: كان الرجل إذا أسلم أمر بالاختتان وإن كان كبيرا. وإسناده صحيح مقطوع أو موقوف. وفي الحديث: اختتن إبراهيم وهو ابن ثمانين سنة. ثم روى الخلال عن الإمام أحمد أنه سئل عن حج القلف؟ فقال: ابن عباس كان يشدد في أمره، روي عنه أنه لا حج ولا صلاة له. قيل له: فما تقول:؟ قال: يختتن ثم يحج. ثم ذكر عنه رواية أخرى فيها التسهيل في أمر الأقلف. والظاهر أن ذلك إذا خاف على نفسه. والله أعلم.
سلسلة الأحاديث الصحيحة المجلدالسادس بقسميه
المؤلف محمد ناصر الدين الألباني
وقال عنه صحيح
---------------------------------------------------------------------
فقال صاحبكم:
جزاكم الله خيرا، ولكن ماذا عن تحقيق حديث " من أسلم فليختتن "؟
وفي أي مصنف للبيهقي؟
و ما درجته من الصحة؟
--------------------------------------------------------------------
و كان هذا آخر ما تلقيته من الشيخ / عبدالرحمن بن عمر الفقيه الغامدي:
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
لعل هذا الأثر في الخلافيات للبيهقي، ولم يطبع من أصله إلا ثلاثة مجلدات فقط،وأما المختصر فهو مطبوع
وإسناد البيهقي هو نفس إسناد حرب، وهو أنه مرسل من مراسيل الزهري، وهذا ما يشير له كلام السيوطي في الدر المنثور.) ز انتهى.
---------------------------------------------------------------------==============================================
فهل أجد مزيد تحقيق لهذا الحديث الشريف؟
و ما القول في درجة صحته؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[29 Aug 2005, 06:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. حديث الزهري هذا أخرجه الإمام البخاري كما نقله الأخ الكويتي في (الأدب المفرد 1/ 428) من طريق ابن شهاب الزهري قال: (كان الرجلُ إذا أسلَمَ أُمِر بالاختتانِ وإنْ كان كبيرًا)، ورواه أيضاً الإمام ابن عدي في (الكامل 5/ 10) في ترجمة عمر بن موسى الوجيهي وهو متروك الحديث. وأورده الإمام ابن عبد البر في (التمهيد 21/ 62) فهذا النص قريب جداً من المتن الذي ذكرتَه في سؤالك. وهو أيضاً من طريق الزهري فلماذا لا تكتفي به؟ (1) أم أنك تريد معرفة الكتاب الذي روى فيه البيهقي هذا الحديث؟.
-------------------------------------------------
1 - وأنا في ظني أن الحديث الذي ذكرتَه هو نفسه الذي أخرجه البخاري وابن عدي إلا أن حرباً الكرماني رواه بالمعنى.(/)
لا أستطيع .. مستحيل!
ـ[إمداد]ــــــــ[27 Aug 2005, 03:32 ص]ـ
لا أستطيع .. مستحيل!
أ. د.ناصر بن سليمان العمر- المشرف العام على موقع المسلم
*كلمتان تتكرران على الألسنة كثيراً، وهما سبب رئيس لحالة الفشل العامة والخاصة؛ التي تعيشها الأمة, وأفرادها.
إن منبع هاتين الكلمتين؛ هو العجز العقلي, قبل أن يكون عجزاً حقيقياً واقعياً. والعقول العاجزة لا تصنع إلا الفشل. لا مراء ولا جدال أن هناك أموراً في الحياة لا يستطيعها الفرد؛ ولذلك كان النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يبايع الصحابة يقول لهم: (فيما استطعت)؛ كما في حديث ابن عمر – رضى الله عنهما - وغيره. بل يقول سبحانه تأكيداً لهذا الأمر: (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا) (البقرة: من الآية 286)؛ مما يدل على: أن هناك ما هو فوق الوسع والطاقة. ومن هنا فإن هذه الحقيقة ليست مندرجة في هذا الموضوع الذي نحن بصدده, حتى لا ندخل في جدال لا ينتهي؛ بل ينتهي بنا إلى الوهم الكبير: (لا أستطيع – مستحيل) ويزيد على ذلك: بأن نلبسه لباساً شرعياً. إن هاتين الكلمتين - مع ما بينهما من فرق في اللغة والدلالة والمعنى - فقد أصبحتا قانوناً لكل عجز, وتأخر, وتفريط. تساقان للتبرير, والتخدير, وتحطيم العزائم ووأد النجاح. كثير من الناس، وأجيال تتلوها أجيال، جعلت من هاتين الكلمتين: نبراساً لحياتهم ومنهجاً لتفكيرهم، ومنطلقاً للشعور بعدم التقصير، وأساساً للرضى بالواقع المرير. إنني أقف مدهوشاً أمام هذا التخلف الرهيب, في واقع الأمة وحياتها؛ مع ما تملكه من مقومات النجاح, والتفوق, والريادة, والسيادة. ومن ثم, أعملت تفكيري في هذا الأمر الجلل؛ فتوصلت - بعد مراحل من البحث والتحليل، والسبر والتقسيم - إلى أن من أهم الأسباب في ذلك – والأسباب كثيرة–: تحول هذا الوهم الكبير: (لا أستطيع – مستحيل) إلى قاعدة صلبة في حياة كثير من أفراد الأمة أولاً، وشعوبها ثانياً. منها ينطلقون، وفي ظلامها يسيرون. وكم جر علينا هذا الوهم - ولا يزال-: من مآس , وتأخر, وتقهقر في أمور الدين والدنيا؛ ولذلك فإن من أخطر ما يتعلق بهذا الأمر هو: عدم الإدراك بأنه وهم، لا يثبت عند التحقيق , والتمحيص. فترى من يفني جزءاً من حياته للدفاع عن هذا الصنم؛ ليثبت أنه ركن صلب, وحقيقة قائمة، ومسلمة لا مراء فيها.
إن هذا الوهم لم ينشأ بين عشيه وضحاها؛ وإنما هو ثمرة لمجموعة من التراكمات والعوامل؛ نشأت على مر السنين والأعوام. وهو إفراز لظروف مرت بها الأمة في تاريخها الطويل. فبدل أن تنتج من رحم المعاناة رجالاً؛ يقودون الأمة إلى الرقي, والتقدم دون استسلام للصعوبات، والعقبات وبنيات الطريق؛ وإذا بتلك العوامل تكون سببا لمزيد من الإحباط, واليأس, والفشل, والتردي في هوة الوادي السحيق.
كم يتعجب المرأ عندما يرى أمة وثنية؛ اتخذت من الشدائد منطلقاً لرقيها ومزاحمتها لأشد أعدائها, دون أن تستسلم للهزيمة النفسية، والإحباط المعنوي. فهذه اليابان جعلت من حطام قنبلتي (هيروشيما, وناجازاكي) وقوداً سريع الإنضاج, لما وصلت إليه من رقى, وتحضر في أمور الدنيا؛ حتى أصبحت رقماً مهماً في المعادلة الاقتصادية الدولية، ولم تجعل من تلك الهزائم, والفواجع وسيلة للبكاء , واستدرار عطف الآخرين. أما ألمانيا؛ فقد خرجت من تحت أنقاض الخراب والدمار دولة كبرى. يحسب لها المجتمع الدولي ألف حساب. وأصبح اقتصادها من أقوى ركائز الاقتصاد في العالم مع أنه لم يمر على تدمير ألمانيا سوى سنوات معدودة؛ حيث إن النقلة بين التاريخيين لا تزيد عن (30) عاماً. إنني أسرح في تفكيري بعيداً!! فأقول: يا تُرى , لو أن المجددين والمصلحين -من قادة الأمة - استسلموا لهذا الوهم الكبير: (لا أستطيع – مستحيل)، كيف سيكون حال الأمة ومصيرها؟!!
لو أن أبا بكر – رضي الله عنه – قال: لا أستطيع مقاتلة العرب بعد ارتدادهم واستسلم لهذا الواقع المرير – وحاشاه من ذلك – كيف ستكون النتيجة؟! إن مجرد التفكير في ذلك؛ يحدث هزة ورعباً.
(يُتْبَعُ)
(/)
لو أن أحمد بن حنبل – رحمه الله – لم يقف ذلك الموقف الصعب الصلب , في وجه قادة الفتنة , من أساطين المبتدعة , المدعومين من حكام لم يدركوا خطورة ما فعلوا واستسلم لـ (لا أستطيع – مستحيل) , فهل يا ترى يكون قد تحقق ذلك النصر المذهل , لأهل السنة على يد رجل واحد، تخلى عنه أقرب الناس إليه، وبقى في الميدان وحيداً، يواجه عتاة الفتنة العمياء، وتأول المحبين؟!. لو أن صلاح الدين الأيوبي –رحمه الله - استسلم لذلك الذل الرهيب , الذي كانت تعيشه الأمة تحت استعمار الصليبيين، وهم يدنسون بقعة من أقدس البقاع في الأرض، معللاً نفسه بأنه: لا يستطيع أن يواجه تلك القوى الغاشمة , التي تملك أقوى الأسلحة المادية، مع الدعم اللا محدود من كثير من بلدان العالم، ورضى لنفسه ما رضيه كثير من حكام زمانه؛ بالخضوع والخنوع, مع ضمان الملك والسلطان. لو أنه فعل ذلك، وقال: إن إخراج النصارى ومواجهتهم مستحيلة، أكانت القدس تطهر من براثن الصليبيين وحقدهم؟!! قد تمر سنوات طويلة؛ حتى يتحقق ما تحقق على يد صلاح الدين في حطين، وما أشبه الليلة بالبارحة!
إن هاتين الكلمتين - مع ما بينهما من فرق في اللغة والدلالة والمعنى - فقد أصبحتا قانوناً لكل عجز, وتأخر, وتفريط. تساقان للتبرير, والتخدير, وتحطيم العزائم ووأد النجاح
لو أن شيخ الإسلام، ابن تيمية – رحمه الله – لم يشمر عن ساعد الجد علماً وعملاً وجهاداً، في زمن سيطر عليه الجمود، وارتفعت فيه أصوات أهل الباطل، من المبتدعة، وأرباب الكلام، مع هزائم سياسية وعسكرية؛ عانت منها الأمة في وقته لو أنه استسلم لعقيدة (لا أستطيع – مستحيل)، أيكون قد حفظ لنا التاريخ ذلك التراث الضخم من البطولات، والصولات، والجولات، والعلم الغزير، والمنهج السديد الرصين، والتحدي للباطل - حتى آخر نفس من حياته، وهو فرد واحد، ولكنه كان يأوي إلى ركن شديد؟!!
ولو أن محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – وقد وجد الجزيرة تعيش في ظلمة الجهل، والبدع، والتقليد، والتعصب، لو أنه رضي لنفسه ما رضيه غيره من الطيبين والأخيار، وتناغم مع ذلك الوهم الذي أصبح واقعاً: (لا أستطيع – مستحيل)، فهل يا ترى تكون الجزيرة قد تخلصت من بدعها، وشركياتها واستيقظت من نومها , وسباتها؟!! علم ذلك عند ربي جل وعلا.
وتاريخنا الطويل مليء بمثل أولئك الرواد من القادة، والمصلحين، والمجددين، الذين سطروا بمداد من نور أروع الأمثلة، والنماذج على قدرة المسلم على تحطيم اعتي العقبات الحسية، والمعنوية دون أن يستسلموا للهزيمة النفسية والتخدير المركب.
سيقول كثيرون: إن أولئك الرجال عظماء، وقليل ما هم!!
فأقول: إننا لم نعرف أنهم عظماء؛ إلا بعد أن سجلوا تلك الصفحات المشرقة وقاموا بتلك البطولات الرائعة في شتى الميادين؛ وإلا فإنهم قبل ذلك رجال عاديون؛ ولكنهم - لأسباب كثيرة - تدرجوا في قصة النجاح الطويلة، التي جعلت منهم أبطالاً وقادة. وكان على قمة تلك الأسباب: تحطيم ذلك الوهم الكبير (لا أستطيع – مستحيل).
* * *(/)
إلى خبراء التحقيق، والتدقيق،والطباعة.
ـ[أبو معاذ البلقاوي]ــــــــ[30 Aug 2005, 09:12 ص]ـ
إلى خبراء التحقيق، والتدقيق،والطباعة.
السلام عليكم ورحمة الله
إخوتي الفضلاء وفقكم الله
أسأل الله أن يجمعني بكم في دار كرامته وفسيح جنته
لقد سجلت رسالة علمية في تحقيق مخطوط تبصرة المتذكر وتذكرة المتبصر للكواشي
وأرغب ممن لديهم الخبرة والباع في مجال التحقيق أن يتحفوني بوصاياهم وتوجيهاتهم
لاسيما فيما يتعلق بأفضل أساليب إدخال النصوص وتنسيقها وقوالب الطباعة والخطوط ونحو ذلك.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[30 Aug 2005, 09:53 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
قد حقق هذا الكتاب او قسم كبير منه في رسالة او رسائل ماجستير في كلية الشريعة بالجامعة الاردنية منذ اكثر من خمسة عشر عاما ان لم تخني ذاكرتي
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[30 Aug 2005, 09:55 ص]ـ
او لعلي اطلعت على تحقيقه في تركيا فقد اختلطت الان علي الامور بسبب ما انا فيه من الارهاق فان آخذ قسطا من الراحة لعله يكون عندي كلام آخر وهذا الكلام انما هو حتى لا تتعجل التحقيق ويكون قد سبقك اليه غيرك فتجهد في عمل مكرور
ـ[أبو معاذ البلقاوي]ــــــــ[30 Aug 2005, 02:41 م]ـ
هناك كتاب تبصرة المتذكر وتذكرة المتبصر لأحمد بن يوسف الكواشي
وهناك اختصار له للمؤلف نفسه
وأظن أن الاختصار هو الذي حقق بخلاف الأصل الذي يعمل على تحقيقه جملة من طلبة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
ويبقى سؤالي مطروحا حول التجارب والطرق الصحيحة المتعلقة بأسليب الكتابة والتنسيق وتنظيم طباعة البحث ونحو ذلك من خبراتكم حفظكم الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Aug 2005, 02:43 م]ـ
هذا الكتاب حقق أوله في كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية (سورة الفاتحة وسورة البقرة) والذي حققه عبدالله بن نافع بن حذيفة العمري. وأظن الأخ أبو معاذ البلقاوي يواصل هذا المشروع العلمي.
أما مختصره (تلخيص تبصرة المتذكر) للكواشي نفسه، فقد حقق كاملاً بكلية أصول الدين بجامعة الإمام بالرياض وحققه كل من:
- عبد العزيز بن محمد اليحيى.
- فاضل بن صالح بن عبدالله المحوي الشهري.
-سعد محمد الدوسري.
- محمد بن براهيم الشيبان.
- إبراهيم بن سليمان الهويمل.
-محمد عبد الله العيدي.
ـ[أبو معاذ البلقاوي]ــــــــ[31 Aug 2005, 12:12 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ولكن سؤالي لازال معلقا
أرغب ممن لديهم الخبرة والباع في مجال التحقيق أن يتحفوني بوصاياهم وتوجيهاتهم
لاسيما فيما يتعلق بأفضل أساليب إدخال النصوص وتنسيقها وقوالب الطباعة والخطوط ونحو ذلك.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[31 Aug 2005, 12:17 م]ـ
اولا الذي حقق في الاردن هو تفسير ابن كمال باشا وما ذكرته بالامس لم يكن دقيقا واما ثانيا فهناك كتاب لا باس به للدكتور احمد شلبي وهو بعنوان كيف تكتب بحثا او رسالة فاذا انضم اليه ما كتبه النحرير عبد السلام هارون في كتابه تحقيق النصوص ونشرها كان شيئا بارعا
وفقكم الله وسدد خطاكم(/)
البروفيسور عبد الله الطيب فقيد العلم واللغة
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[30 Aug 2005, 10:12 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرة هي الفواجع والمصائب في هذه الحياة الدنيا، وأكثر هذه الفواجع وآلمها موت العلماء، تلك المصيبة التي تتعدى آثارها بيت الفقيد وأهله وصحبه، لتصل إلى آماد بعيدة في الأمة عامة.
وفي أحيان كثيرة يقف المرء مشدوهاً أمام هذه المصائب ولربما حاول استبعادها من شدة وقعها لأول وهلة، إذ يفزع الإنسان في لحظة ما إلى آمال حبيسة في نفسه سرعان ما تجيش لتتحكم في سلوكياته، وهذا ما عبّر عنه أبو الطيب المتنبي حينما بلغه خبر موت من كان مولعاً بحبها فما أن وصله الخبر حتى قال:
طوى الجزيرة حتى جاءني خبر* فزعت فيه بآمالي إلى الكذب
وهذا الذي كان عندما سمعت بموت العالم الكبير الحبر البحر البروفيسور عبد الله الطيب علامة السودان في العربية وعلومها بل وإمام العربية الكبير في وقت تعاجز الناس فيه عن مجرد النطق السليم بالعربية الفصيحة.
لقيت أنا البروفيسور في السودان وتعرفت إليه عن قرب، ولقد كان وديعاً متواضعاً لا تحس وأنت تجالسه بأي غربة تجوب حولك، كان يوم لقيته أستاذاً للعربية في جامعة الخرطوم ومديراً لمجمع اللغة العربية هناك، تلمحه فتلمح من ثناياه تراثاً عربياً إسلامياً فواراً، وغيرةً على العربية والدين قلما تجدها عند أدباء اليوم. كان هذا هو أول لقاء به، ثم كان اللقاء الثاني الكبير يوم شرفت به مناقشاً لرسالتي في الدكتوراه، فرأيت منه بحراً زاخراً وعلماً كبيراً متواضعاً لم تزده مناصبه إلا رقة وحنانا.
مسيرة حياته:
ولد الفقيد رحمة الله تعالى بغرب الدامر – قرية في السودان – في رمضان عام 1339 هـ الموافق 1921م.
تعلم بمدرسة كسلا والدامر وبربر وكلية غوردون بالخرطوم والمدارس العليا ومعهد التربية ببخت الرضا وجامعة لندن بكلية التربية ومعهد الدراسات الشرقية والأفريقية.
نال درجة البكالوريوس في الآداب عام 1948 م من جامعة لندن، ونال الدكتوراه من جامعة لندن SOAS عام 1950م.
امتد تاريخه الأكاديمي أكثر من نصف قرن، انتقل فيها إلى بلدان عدة وتبوأ فيها بعض المناصب الأكاديمية.
فقد عمل محاضراً في معهد دراسات الشرق الأوسط وأفريقيا في لندن، ومدرساً بكلية أم درمان الأهلية، وكلية غوردون وبخت الرضا، وكلية الخرطوم الجامعية وجامعة الخرطوم وغيرها.
- تولى عمادة كلية الآداب بجامعة الخرطوم (1961 – 1974).
- كان مديراً لجامعة الخرطوم (1974 – 1975).
- أول مدير لجامعة جوبا (1975 – 1976).
- أشرف على إنشاء كلية عبد الله باييرو في جامعة أحمد بيلو في (كانو) بنيجيريا وكان أول عميد لها. وأصبحت الكلية فيما بعد جامعة مستقلة.
- عمل أستاذاً للدراسات العليا في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة سيدي محمد بن عبد الله في مدينة فاس بالمغرب.
- عيّن أستاذاً ممتازاً مدى الحياة ( Professor Emeritus ) بجامعة الخرطوم في سنة 1979م.
- كان عضواً في هيئة تحرير الموسوعة الأفريقية في غانا.
- عضو عامل بمجمع اللغة العربية بالقاهرة منذ عام 1961م.
- أول رئيس لمجمع اللغة العربية بالخرطوم.
- رئيس اتحاد الأدباء السودانيين.
- أستاذ زائراً لعدد من الجامعات العربية والأفريقية والبريطانية.
- منح الدكتوراه الفخرية من جامعة الخرطوم سنة 1981م ومن جامعة باييرو ب (كانوا) بنيجيريا سنة 1988م ومن جامعة الجزيرة بالسودان سنة 1989م.
- شارك في عدة مؤتمرات في السودان وخارجه.
- له مساهمات في الصحافة والإذاعة والتلفزيون.
- فسّر القرآن الكريم كله من إذاعة أم درمان بين عامي 1958 – 1969 مع تلاوة الشيخ صديق حمدون رحمه الله.
- نال جائزة الملك فيصل العالمية عام 2000م.
هذه المناصب المختلفة والأعمال المميزة تدل على أن الرجل رحمه الله كان يحتل مكانة مرموقة في الأوساط الثقافية والأكاديمية في الوطن العربي.
والفقيد رحمه الله تنوعت اهتماماته وتعددت لتشمل مختلف مجالات الفكر والأدب واللغة العربية، فهو شاعر وكاتب وروائي ودارس متعمق في الأدب العالمي وله إسهامات أدبية متميزة في مجال النقد الدبي القديم عند العرب، وفي حقول الفكر والأدب عموماً. فهو محيط بالشعر العربي وتاريخه وقضاياه إحاطة قلّ أن تتوافر في كثير من الدارسين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أخبرني الدكتور إحسان عباس أن الدكتور عبد الله الطيب يكاد يحفظ الشعر الجاهلي الذي وصلنا بعجره وبجره، وهذه شهادةٌ أخرى من معاصرٍ خبير.
اهتم الدكتور عبد الله الطيب بالكتابة والتأليف إن بالعربية أو الإنجليزية، تناولت قضايا الشعر والنثر والنصوص، وله عدة دواوين شعرية ومسرحيات وقصص للأطفال فمن دواوينه أصداء النيل، وبانات رامة، وأغاني الأصيل وزواج السمر ... وغيرها.
وأشهر كتاب له في هذا الميدان كتابه المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها، ويقع في خمسة أجزاء، استغرق تأليفه أكثر من خمسة وثلاثين عاماً حيث صدر الجزء الأول عام 1955م في مصر والخامس عام 1990م في الخرطوم، وللحديث عن هذا الكتاب بقية ستأتي إن شاء الله تعالى.
بين الدكتور طه حسين وعبد الله الطيب:
كان الدكتور طه حسين ألوكة الألسنة في ذلك الزمان الذي عاش فيه ويندر، أن يوجد أديب أو كاتب لا يذكر طه حسين، بغض النظر عن نوعية هذا الذكر. وقد كان حديث الناس في مجالسهم ومنازلهم وكان الاتصال به يمثل نوعاً من الكبرياء المعرفية – إن صحت هذه النسبة – لدى كثير من الأدباء أو المتأدبين في ذلك الوقت، ومطمحاً عزيزاً لنفوس كثيرين أيضاً.
وقد كان الدكتور عبد الله الطيب أحد الطامحين إلى هذه الصلة، وقد يسّر الله تعالى هذه الصلة عن طريق المستشرق ألفريد جيوم، وقد قدّم له الدكتور الطيب في طالعة كتابه المرشد ثناءً يقول فيه: ولأستاذي الكريم العلاّمة ألفريد جيوم، عميد الدراسات الإسلامية بمعهد اللغات الشرقية بلندن، لدي يد لا تنكر فقد كان لا يني يشجعني برسائله، على بعد ما بيننا من المسافة، ثم تجمل فحملني رسالة تقديم لطيفة إلى الدكتور طه حسين كانت هي فاتحة اللقاء بيني وبينه.
ثم توالت الرسائل بين الدكتور الطيب والدكتور طه حسين، وقد نشرت مجلة القاهرة في عدد إبريل من عام 1995 اثنتي عشر رسالة كان أرسلها الدكتور عبد الله الطيب إلى الدكتور طه حسين. ونلمح من هذه الرسائل مدى الإعجاب الذي كان يكنه الطيب للدكتور طه، ففي هذه الرسائل كان يخاطبه بسيدي الجليل وأحياناً سيدي ومولاي العظيم، وأحيانا سيدي ومولاي الأستاذ الكبير، وأحياناً سيدي وأستاذي الجليل، وأحياناً سيدي أستاذنا الجليل أستاذ الجيل.
ويبدو لي من خلال هذه الرسائل أن هذا الإعجاب لم يكن فطرياً فحسب وإنما لغايةٍ أخرى، ففي جميع الرسائل تقريباً كان الحديث من الدكتور الطيب عن كتابه المرشد ورغبته في أن يقدم الدكتور طه لهذا الكتاب حتى يتسنى لهذا الكتاب أن يكتب له الذيوع والانتشار بمقدمة الدكتور طه له وإلا فسيبقى خاملاً غير سائر.
ولم تنتشر مجلة القاهرة ردود الدكتور طه على رسائل الدكتور عبد الله الطيب، ولكنا نلمح بطئاً شديداً في الرد إذ لم يشر الطيب إلا مرة أو مرتين بوصول الرد إليه ولربما كان هذا من حوافز الإلحاح الشديد لدى الطيب على الدكتور طه ليكتب تقديماً لكتابه.
وفعلاً وبعد لأي شديد كتب الدكتور طه هذا التقديم الذي صدر به الجزء الأول من كتاب المرشد وسنقف عند هذا التقديم بعد قليل، ولكن لنمضي الآن مع هذه الرسائل.
وفي هذه الرسائل أيضاً ندرك التقدير الذي حظي به الدكتور طه من الدكتور الطيب، إذ كان يلقبه بمعلم الجيل وذخره، كما في الرسالة المؤرخة في 18/ 3/1954م، وفي رسالة أخرى لقبه بقوله: بحر الأدب الزاخر ومنبعه الأصيل وفيها أيضاً العالم الحبر الجليل الأديب عميد العربية الذي طبق ذكره الآفاق.
هذا بالإضافة إلى ما في هذه الرسائل من الثناء للدكتور طه حسين، فإنا نأخذ منها تصريح الدكتور الطيب بمنهجه العلمي والنقدي وحرصه على الإنصاف، فهو مثلاً مع حرصه الشديد على أن يقدم الدكتور طه كتابه فقد كان حريصاً على إبراز معايبه إن وجدت، يقول في رسالة إلى الدكتور طه: ولا أحتاج هنا أن أذكر أن حرصي على أن ينبه سيدي معايب كتابي ليس بأقل من حرصي على أن يلمح بجانب من طرفه بعض محاسنه وهذه موضوعية واضحة جداً. ونلمح إضافةً إلى هذا شيئاً من الإنصاف في العلاقة مع من لا يتلاءم معه في الأفكار على نحوٍ ما، فهو يقول مخاطباً الدكتور طه بشأن الدكتور محمد النويهي: هذا وربما يسرك يا سيدي أن تعلم أني سأعمل التدريس بكلية الخرطوم الجامعية ابتداءً من الصيف القادم مع الدكتور محمد النويهي وهو رجل أحترم ذكاءه وفطنته، وإن كان لا
(يُتْبَعُ)
(/)
يعجبني منهجه في دراسة الأدب.
ولعل هذا الاحترام المتبادل بيننا، أن يمكنني ويمكنه، كل من ناحيته، أن نتعاون على خدمة العربية في هذه البلاد، وميدان الدراسة الجامعية بعد فيه سعة لاختلاف في المناهج والآراء مادام روح العلم هو المهيمن على هذا الاختلاف.
لعمرك إن هذا يمثل الروح العلمية النزيهة المطلوبة وليت كثيراً ممن يدرسون في الجامعات والمعاهد يتنبهوا إلى مثل هذا الخلق النبيل ليجنوا من ثماره فوائد كبيرة على التعليم الجامعي خاصةً والتعليم العام عامةً، لما فيه من كبح جماح المنازعات بين الناس وخصوصاً المتعلمين منهم والله تعالى المستعان.
ونجد في هذه الرسائل كذلك حديثاً عن كتاب مجهول للدكتور طه حسين وهو كتاب مرآة الإسلام، ففي رسالة مؤرخة بتاريخ 3/ 10/1960م يقول الدكتور عبد الله الطيب: سيدي الكريم، الدكتور طه حسين، أطال الله بقاءه، السلام عليك يا سيدي، وإليك مني التحيات والطيبات. وتالله يفتأ قلبي يذكرك ويتمنى لقاءك، وقد قرأت (مرآة الإسلام) مراراً. ولا أملك إلا أن أقول كما قال أبن مسعود رضي الله عنه: (إذا ذكر الصالحون فحيهلاً بعمر) فأبقاك الله للإسلام وللعربية ذخراً.
وقد سمعت في أثناء مناقشتي للدكتوراه في السودان من أحد المناقشين أن طه حسين قد رجع عن آرائه في هذا الكتاب، وهي معلومة حرية بالدرس. ومن عجب أن هذا الكتاب لا يكاد يذكره أحد، وإنه لجدير بالباحثين أن يفتشوا عن هذا الكتاب، ويعيدوا قراءته، فإن صحّ ما نقلته عن المناقش فينبغي أن تعاد قراءة طه حسين من جديد إنصافا للتاريخ، وحسماً لآراء لا تزال تتردد بين الفينة والأخرى، وحسماً لنزاع لا يزال يطل برأسه بين الباحثين، إذ لا يزال طه حسين يثير لغطاً بين الباحثين إلى هذا اليوم.
وإني لأرجو أن يتوافر على هذا الكتاب باحث جاد ليحسم هذه المسألة التي ذكرتها ولا أدري هل سبق أحد بمثل هذا القول أم لا؟
طه حسين وكتاب المرشد:
كتب الدكتور عبد الله الطيب في طالعة كتابه هذا يقول: يرجع الفضل الأكبر في إبراز هذا الكتاب من حجاب الخمول إلى جماهير القراء الكرام، إلى الأستاذ العلاّمة عميد الأدب العربي، الدكتور طه حسين، فقد اختلس من زمنه القيّم ساعات لقراءة أصوله، ثم وعد بالتقديم له، ثم سعى سعياً حثيثاً في نشره، كل ذلك فعله ابتغاء وجه الله، واعترافاً بحق الأدب والأدباء وقد وردت مصر غريباً. وصدرت منها بعد لقائه وأنا أشعر بالعزة والكرامة، وقد قدّم الدكتور طه هذا الكتاب بمقدمة لطيفة أرى من المناسب ذكرها هنا لندرة الكتاب فيما بيننا ولأنها تفصح عن قيمة الكتاب ثانياً، ولأن فيها آراء خاصة بالدكتور طه ثالثاً: وتالياً هذا التقديم.
يقول الدكتور طه حسين:
" هذا كتاب ممتع إلى أبعد غايات الإمتاع، لا أعرف أن مثله أتيح لنا في هذا العصر الحديث.
ولست أقول هذا متكثّراً أو غالياً، أو مؤثراً إرضاء صاحبه، وإنما أقوله عن ثقة وعن بيّنة، ويكفي أني لم أكن أعرف الأستاذ المؤلف قبل أن يزورني ذات يوم، ويتحدث إليّ عن كتابه هذا، ويترك لي أياماً لأظهر على بعض ما فيه، ثم لم أكد أقرأ منه فصولاً، حتى رأيت الرضى عنه، والإعجاب به، يفرضان عليّ فرضاً، وحتى رأيتني ألح على الأستاذ المؤلف أن ينشر كتابه، وأن يكون نشره في مصر، وآخذ نفسي بتيسير العسير من أمر هذا النشر. وأشهد لقد كان الأستاذ المؤلف متحفظاً متحرجاً، يتردد في نشر كتابه، حتى أقنعته بذلك بعد إلحاح مني شديد. وقد يسّر الله هذا النشر، بفضل ما لقيت من حسن الاستعداد، وكريم الاستجابة، من شركة الطبع والنشر لأسرة الحلبي، فشكر الله لهذه الشركة حسن استعدادها، وكريم استجابتها، وما بذلت من جهدٍ قيم، لتطرف قراء العربية بهذا الكتاب الفذّ، الذي كان الشعر العربي في أشد الحاجة إليه.
وإني لأسعد الناس حين أقدم إلى القراء صاحب هذا الكتاب، الأستاذ عبد الله الطيب وهو شاب من أهل السودان، يعلّم الآن في جامعة الخرطوم، بعد أن أتم دراسته في الجامعات الإنجليزية، وأتقن الأدب العربي، علماً به، وتصرفاً فيه، كأحسن ما يكون الإتقان، وألّف هذا الكتاب باكورة رائعة لآثار كثيرة قيّمة ممتعة إن شاء الله.
أنا سعيد حين أقدم إلى قراء العربية هذا الأديب البارع، لمكانه من التجديد الخصب في الدراسات الأدبية أولاً، ولأنه من إخواننا أهل الجنوب ثانياً.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنا سعيد بتقديم كتابه هذا إلى القراء، لأني أقدم إليهم طرفة أدبية نادرة حقاً، لن ينقضي الإعجاب بها، والرضى عنها، لمجرد الفراغ من قراءتها، ولكنها ستترك في نفوس الذين سيقرؤونها آثاراً باقية، وستدفع كثيراً منهم إلى الدرس والاستقصاء، والمراجعة والمخاصمة، وخير الآثار الأدبية عندي، وعند كثير من الناس، ما أثار القلق، وأغرى بالاستزادة من العلم، ودفع إلى المناقشة وحسن الاختبار.
وأخصّ ما يعجبني في هذا الكتاب، انه لاءم بين المنهج الدقيق للدراسة العلمية الأدبية، وبين الحرية الحرة التي يصطنعها الشعراء والكتّاب، حين ينشئون شعراً أو نثراً، فهذا الكتاب مزاج من العلم والأدب جميعاً، وهو دقيق مستقص حين يأخذ في العلم، كأحسن ما تكون الدقة والاستقصاء، وحر مسترسل حين يأخذ في الأدب، كأحسن ما تكون الحرية والاسترسال. وهو من أجل ذلك يرضي الباحث الذي يلتزم في البحث مناهج العلماء، ويرضي الأديب الذي يرسل نفسه على سجيتها، ويخلي بينها وبين ما تحب من المتاع الفني، لا تتقيد في ذلك لا بحسن الذوق، وصفاء الطبع، وجودة الاختيار.
وقد عرض الكاتب للشعر، فأتقن درس قوافيه وأوزانه، لا إتقان المقلّد، الذي يلتزم ما ورث عن القدماء، بل إتقان المجدد، الذي يحسن التصرف في هذا التراث، الذي لا يضيّع منه شيئاً، ولكنه لا يفنى فيه فناء، ثم أرسل نفسه على طبيعتها بعد ذلك، فحاول أن يستقصي ما يكون من صلة بين أنواع القوافي وألوان الوزن، وبين فنون الشعر التي تخضع للقوافي والأوزان، فأصاب الإصابة كلها في كثيرٍ من المواضع، وأثار ما يدعو إلى الخصام والمجادلة في مواضع أخرى، فهو لا يدع بحراً من بحور الشعر العربي، إلا حاول أن يبين لك الفنون التي تليق بهذا البحر، أو التي يلائمها هذا البحر، وضرب لذلك الأمثال في استقصاء بارع لهذا البحر، منذ كان العصر الجاهلي، إلى أن كان العصر الذي نعيش فيه، وهو يعرض عليه من أجل ذلك ألواناً مختلفة مؤتلفة من الشعر، في العصور الأدبية المتباينة، ألواناً في البحر إلى أقيمت عليه، وفي الموضوعات التي قيلت فيها، ولكنها تختلف بعد ذلك باختلاف قائليها وتباين أمزجتهم، وتفاوت طبائعهم، وتقلبهم آخر الأمر بين التفوق والقصور، وما يكون بينهما من المنازل المتوسطة، والمؤلف يصنع هذا بالقياس إلى بحور العروض كلها، فكتابه مزدوج الإمتاع، فيه هذا الإمتاع العلمي، الذي يأتي من اطراد البحث على منهجٍ واحدٍ دقيق، وفيه هذا الإمتاع الأدبي، الذي يأتي من تنّوع البحور والفنون الشعرية التي قيلت فيها، وتفاوت ما يعرض عليك من الشعر في مكانها من الجودة والرداءة.
والمؤلف لا يكتفي بهذا، ولكنه يدخل بينك وبين ما تقرأ من الشعر، دخول الأديب الناقد، الذي يحكّم ذوقه الخاص، فيرضيك غالباً، ويغيظك أحياناً، ويثير في نفسك الشك أحياناً أخرى. وهو كذلك يملك عليك أمرك كله، منذ تأخذ في قراءة الكتاب، إلى أن تفرغ من هذه القراءة، فأنت متنبه لما تقرأ تنبهاً لا يعرض له الفتور، في أي لحظة من لحظات القراءة، وحسبك بهذا تفوقاً وإتقاناً.
وليس الكتاب قصيراً يقرأ في ساعات ولكنه طويل يحتاج إلى أيام كثيرة، وحسبك أن صفحاته تقارب تمام المائة الخامسة، وليس الكتاب هيناً يقرأ في أيسر الجهد، ويستعان به على قطع الوقت، ولكنه شديد الأسر، متين اللفظ، رصين الأسلوب، خصب الموضوع، قيّم المعاني، يحتاج إلى أن تنفق فيه خير ما تملك من جهدٍ ووقت وعناية، لتبلغ الغاية من الاستمتاع به. هو طرفةٌ بأدق معاني هذه الكلمة، وأوسعها وأعمقها، ولكنها طرفةٌ لا تقدّم إلى الفارغين، ولا إلى الذين يؤثرون الراحة واليسر، ولا إلى الذين يأخذون الأدب على أنه من لهو الحديث، وإنما تقدم إلى الذين يقدرون الحياة قدرها، ولا يحبون أن يضيعوا الوقت والجهد، ولا يحاولون أن يتخففوا من الحياة، ويأخذون الأدب على أنه جد، حلوٌ مر، يمتع العقل، ويرضي القلب، ويصفي الذوق.
هؤلاء هم الذين سيقرؤون هذا الكتاب، فيشاركونني في الرضى عنه، والإعجاب به، والثقة بأن له ما بعده، ويشاركونني كذلك في ترشيح هذا الكتاب لجائزة الدولة، التي تقدمها الحكومة المصرية لخير ما يصدره الأدباء من كتب، إن جاز لك ولي أن ندل لجنة هذه الجائزة على ما ينبغي أن تدرس من الكتب، لمنح هذه الجائزة.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما بعد فإني أهنئ نفسي وأهنئ قرّاء العربية بهذا الكتاب الرائع، وأهنئ أهل مصر والسودان بهذا الأديب الفذّ، الذي ننتظر منه الكثير. "
هذا هو بأيسر طريق رأي الدكتور طه حسين في الجزء الأول من كتاب المرشد للدكتور عبد الله الطيب، وهو رأي كما هو واضح لا تنقصه الجرأة ولا الصراحة، غير أني سمعت أن من وراء السطور شيئاً آخر، فقد حدثني صديقي الأستاذ التجاني سعيد القاطن بالسودان أن طه حسين كان يبتغي من وراء هذه المقدمة أن يصنع في السودان رجلاً مثله تماماً على طريقته ومذهبه، وأنه بمعاونة المستشرقين وجد بغيته عند الدكتور عبد الله الطيب، ولكنه فيما بعد لم يفلح لأن الدكتور الطيب منحدر من أسرة عريقة في التدين، كما ذكر ذلك هو في رسائله إلى الدكتور طه حسين في الرسالة المؤرخة في 21/ 9/1954م.
وكانت النتيجة الحتمية لهذا التدين عند الطيب أن ينحاز إلى الأمة وإلى قرآنها وتراثها، بشكل يتناقض تماماً مع توجهات طه حسين، والله أعلم.
بين عبد الله الطيب وإحسان عباس:
التقيت الدكتور إحساناً في منزله، وجرى الحديث بيني وبينه عن السودان وعن عبد الله الطيب، فأبدى ثناءً عاطراً عليه وعلى علمه واهتمامه بالتراث وأن الدكتور الطيب صديقه، ومضت بي الأيام وإذ بالدكتور إحسان عباس يصدر كتاباً بعنوان غربة الراعي، قرأته فقرأت فيه الأسى واليأس، في كل سطرٍ من سطوره، ولفت نظري ما كتبه عن الدكتور عبد الله الطيب، إذ يقول: إنه في عام 1960م حدثت عنده مشكلة في تجديد عقده في العمل في جامعة الخرطوم وفي كلية الآداب التي كان رئيس القسم فيها الدكتور عبد الله الطيب، بعد أن استقال أو أُقيل الدكتور محمد النويهي، فلما حان موعد تجديد العقد كما يقول: استشار رئيس الجامعة رئيس القسم فأبدى رئيس القسم عدم رغبتنه في ذلك إلا بشرط واحدٍ غريب جداً، وهو فصل الأستاذين السودانيين عوض الكريم والمجذوب، كما حدثه بذلك رئيس الجامعة نفسه! وإنه كان يدرك أن هذا الشرط تعجيزي وأن الرئيس حاول إقناع رئيس القسم دون جدوى. لكن لماذا هذا الأمر؟ يقول الدكتور إحسان: كان رئيس القسم قد استاء مني لأنه كان يراني أكثر الجلوس في مكتب أحد الأستاذين اللذين اشترط طردهما، ظناً منه أننا لا نجتمع معاً إلا لاستغابته وإذا كان هو عند نفسه مهما فلم يكن عندنا كذلك، وكان وقتنا أثمن من أن نبدده في أمور هامشية، وكان هناك أديب لبناني اسمه أحمد أبو سعد قد بدأ مشروع إصدار مختارات من الشعر العربي المعاصر لكل بلد على حدة، وأصدر في تلك السلسلة جزءًا يحتوي مختارات من الشعر السوداني، وذكر عبد الله الطيب وذكر أنه يكثر الهجاء لوطنه وأهل وطنه وأضاف: وذلك لا يليق بعباد الله الطيبين، وسألني (البروفيسور) عبد الله إن كنت رأيت هذا الكتاب، فأنبأته أنه عندي وأعرته النسخة التي أهدانيها المصنف، فوقر في نفسه أن لي يداً في ما كتبه أبو سعد عنه، والله يعلم أنني لم أكن أعرف المؤلف ولم تكن لي به أدنى علاقة ...
وهذه من الهنات، وإنما أذكرها هنا لأنها قد توضح لمن يتساءلون أسباب مغادرتي للسودان والملابسات التي أحاطت بها.
هذا ما كتبه الدكتور إحسان عن عبد الله الطيب، وإني لأتساءل كيف استطاع الدكتور إحسان أن يكتشف ما في نفس الدكتور الطيب عنه بهذه الكيفية. لكن كيف ذكر الطيب إحسان عباس؟ لم أجد له فيما قرأت ذكراً إلا في إحدى رسائله إلى الدكتور طه حسين يقول فيها:
هذا وقد أخبرني زميلُ لي يدعى الدكتور إحسان أن الأستاذ السقا يحسب أنني انسب إليه تأخير طبع الكتاب وهذا ليس بصحيح، وأنا لا أنسب تأخير طبع الكتاب إلا للناشر السيد عبد القوي الحلبي، ولعله أن يكون قد تخرص عليّ هذا التخرّص لدى الأستاذ السقا. والله حسيبه وحسبي إن كان ذلك قد وقع منه.
هذا كل ما ذكره الدكتور عبد الله الطيب عن الدكتور إحسان والله تعالى أعلم بحقيقة الحال. على أني أتشكك في رواية الدكتور إحسان لأن الدكتور عبد الله الطيب قد نال عدة جوائز وتبوّأ عدة مناصب وأقيمت له لجنة تكريمية على مستوى السودان، أفغفل هؤلاء عن عبد الله الطيب وأنه ممن يهجو بلده وأهله، وكيف لمن يفعل ذلك أن يكرمه أهله, أتساءل وأدع الجواب عليه لعقول السادة القرّاء.
وعلى كل حال غاب الرجلان وهما بين يدي الرحيم الرحمن والله تعالى نسأل لهما الرحمة والصفح عما بدر منهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد فهذه نبذة لسيرة سمح بها الوقت في الحديث عن عالم العربية الكبير الذي لم ينل حقه من التكريم إلا بعد حين، والذي تجاهلت معظم البلدان الإسلامية والعربية الحديث عنه عند وفاته متناسيةً فضله على العربية وأهلها في السودان وخارجه. رحم الله الدكتور عبد الله الطيب، العالِم المتواضع، وأسكنه فسيح جناته.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Oct 2005, 08:28 م]ـ
أحسن الله إليكم يا دكتور جمال على هذا المقال الماتع، وفي الحق أن الدكتور عبدالله الطيب من أفاضل العلماء والأدباء والشعراء المتأخرين، والأدب السوداني وأهله قد لحق بهم الحيف والظلم فلم يعطوا حقهم من التكريم والثناء الذي هم له أهل، وذلك لقلة ذات أيديهم، وما غلب عليهم من الزهد في الظهور. ولو كان الدكتور عبدالله الطيب من أهل مصر لطار به أهل مصر فرحاً، ولأخذ شيئاً مما يستحقه رحمه الله. وقد أحسنت يا أبا محمد عندما نقلت مقدمة الدكتور طه حسين لهذا الكتاب لندرته، وقد اعترف الدكتور عبدالله الطيب بفضل الدكتور طه حسين عليه في طباعة الجزء الأول من كتابه (المرشد) في بداية الجزء الثاني فقال نثراً وشعراً:
(لما قرأت تلك المقدمة البارعة الرائعة، الصادقة النبيلة، التي حلى بها علامة العرب، وعميد الأدب، الدكتور طه حسين، صدرَ كتابي الأول، لم أملك نفسي أن نظمت هذه الأبيات، وبعثت بها إليه، حفظه الله وتولاه:
عصتني الطيعات من القوافي = فما أدري وحقك ما أقولُ
وأعياني البيانُ، وكيف يجزى= جميلك أيها الشيخ الجليلُ
عرفتك في الصبا، وغربت دهراً= وحبك في الجوانح ما يحولُ
عرفتك في صحائف مشرقاتٍ=كأن سوادها الطرف الكحيلُ
بلوتك أريحيَّ القلب شهماً=له الغايات والسبق الأصيلُ
يخلد في كتاب العرب فرداً=كما خلدَ المبردُ والخليلُ
ولست أدري مدى صدق ما ذكرته يا أبا محمد في الغرض الذي كان يرمي إليه طه حسين من احتفائه بالدكتور عبدالله الطيب، وقد أفضيا إلى ما قدما تولاهما الله بعفوه.
وأما كتاب الدكتور عبدالله الطيب الخالد (المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها) فهو كتاب لم يحظ بما يستحقه من الذيوع بين الأدباء وطلاب العلم، وهو من أجود وأفضل وأمتن ما اطلعت عليه في كتب الأدب العربي في القرون المتأخرة، حتى إنه يكاد يتفوق على كتب المتقدمين لجودته ومتانته، وسعة علم صاحبه في اللغة والشرع، ورهافة ذوقه وحسه بما لا يوجد إلا عند كبارالأدباء المتقدمين كالآمدي وعلي بن عبدالعزيز الجرجاني وعبدالقاهر الجرجاني وأضرابهم رحمهم الله. ولعل الله ييسر لنا الوقوف مع هذا الكتاب وقفات أدبية ندل على جوانب الإبداع والتميز فيه لعل طالباً للعلم والأدب ينتفع بها إن شاء الله.
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[08 Oct 2005, 08:43 م]ـ
بارك اله فيك يا أستاذنا الفاضل د. جمال أبو حسان.
ورحم الله الدكتور الطيب.
يقول الأخ الشهري: ((ولعل الله ييسر لنا الوقوف مع هذا الكتاب وقفات أدبية ندل على جوانب الإبداع والتميز فيه لعل طالباً للعلم والأدب ينتفع بها إن شاء الله))
أقول: همتكم .. أعانكم الله, ونحن في الانتظار.
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[09 Oct 2005, 12:42 ص]ـ
أحسنتما بارك الله فيكما، وهذا ولم يكن عبدالله الطيب بارعاً في علوم العربية فحسب، وناقداً حتى للكبار المتقدمين فقط -ويعرف قوة نقده كل من قرأ الجزء الأول من المرشد كما أشرتما- بل كان بارعاً في علوم الأدب العربي والأدب الغربي جميعاً، ومما اشتهر قوله عن نفسه: هو يعلم الإنجليزية ويعلم الفرنسية ويعلم القليل عن اللغة العربية! وتعجب حقاً إذا سمعته ينتقد شكسبير، أويعلق على فولتير، أوينتقد الأندرومافيل لكمكتون في بحثه الذي أهداه للعلامة محمد شاكر. وقد تعرض في أجزاء من المرشد إلى نقد الأدب الغربي بما لم أجد مثله.
ويزداد عجبك عندما تقرأ بحوثه التاريخية وإذا سمعته يتحدث في هذا المضمار تقول لايحسن غيره، وليقرأ من شاء بحثه بعنوان: هجرة الحبشة وما وراءها من أنباء، والذي يقرر فيه أن أرض الحبشة القديمة تشمل عامة أرجاء السودان، وليست هي تلك الرقعة المعروفة الآن، والبحث من جملة الأبحاث المقدمة للندوة العلمية الثالثة لدراسات تاريخ الجزيرة العربية فى 15 - 21 محرم 1404، بقسم التاريخ وقسم الآثار والمتاحف من كلية الآداب بجامعة الملك سعود وهو ضمن الكتاب الثالث: "الجزيرة العربية فى عصر الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين، الجزء الأول.
وإلى علمه بتاريخ العرب كان عالماً بأنسابهم، ولعله لا أحد يبلغ شأوه في معرفة أنساب عرب السودان إلاّ أن يكون تلميذه البرفسور عون الشريف قاسم.
ولما كان هذا الملتقى ملتقى أهل التفسير كان من المناسب أن أختم بالإشارة إلى تفسيره، فإن للأستاذ تفسيراً جرى فيه على طريقة اللغويين شمل القرآن الكريم، ولا أظنه قد طبع إلاّ ما حرره وهي الأجزاء الثلاثة الأول، وفيه فوائد جمة، وقد فسر القرآن في عقد الستين وخلال نحو عشر سنين بالإذاعة السودانية بلهجة تغلب عليها العامية ومع ذلكفإن في تفسيره فوائد حسنة.
هذا والذي يظهر لي من شأن الأستاذ عدم رسوخه في علم الشريعة مع أنه جبل في بعض علوم الآلات المتعلقة بها، ولعل تدينه كان كتدين عامة الناس يعتريه ما يعتريه ولهذا لم يكن رابط وراء اتصاله بطه حسين أكثر من وشيجة اللغة والأدب، وكما اتصل بهذا اتصل بأهل فضل معروفين كأبي فهر محمد شاكر، والعلامة محمود محمد شاكر وله فيه مرثية. ويبدو لي أن دراسته في الغرب واتصاله برجاله أثر فيه غير أن أصل أسرته -على تصوفها- ونشأته الدينية عصمته من الإنجراف نحو ما أراده المستشرقون والشانؤون الحاقدون على القرآن والإسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[09 Oct 2005, 02:12 م]ـ
غيب الموت الشهر قبل الماضي الأديب واللغوي السوداني الكبير الدكتور عبد الله الطيب الذي أسهم خلال سنوات الستينات والسبعينات الميلادية في إثراء المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات الثمينة والتي تعد مراجع للباحثين والمنقبيين في التراث الشعري العربي.
وبموت عبد الله الطيب فقدت الساحة الأدبية والعالم العربي أديباً من جيل المخضرمين والموسوعيين في الثقافة الإسلامية والعربية، وستظل آثاره وتحقيقاته العلمية محط اهتمام الدارسين لزمن طويل؛ لأصالة هذه البحوث وجديتها، فالدكتور عبدالله الطيب عندما أكمل مؤلفه الأول (المرشد إلى فهم أشعار العرب) يقول أحد مجاليه: إن الدكتور طه حسين تلقاه بإعجاب وتقدير شديدين. وقال: إنه من أهم المؤلفات في القرن العشرين.
كما أن كتابه (مع أبي الطيب) مثّل أحد إسهامات البروفيسور المرموقة، فقد كان في حينه رؤية نقدية جديدة في شعر وشخصية الشاعر الذي (ملأ الدنيا وشغل الناس) أبي الطيب المتنبيء، ويشتمل الكتاب على مقدمة وخمسة فصول، ويقوم على أسلوب مبتكر في النقد يميزه ما بين أسلوب القدامى المحدثين، ويستخدم إلى حد كبير الطريقة السيكولوجية.
و جاء البروفيسور الطيب في سِفره القيم بقاعدة تصلح للتعامل النقدي العام مع الشعر حيث قال: (والصفاء الموسيقي والتجويد والأحكام كل ذلك لا يرتفع بالشعر كما ترتفع به الحيوية)، ويشرح ما يقصده بالحيوية قائلا: (ومرادنا بالحيوية عنصر الشعر المنبيء فيه عن صدق التجربة وعمق الانفعال معا).
وقد أشتمل السِفر المذكور على مقارنات شعرية، مثل مقارنته بين أشعار أبي الطيب وأبي تمام، وقد شفع الكاتب سفره بالحواشي حتى لا يترك مجالا للإبهام.
كما عرف عبدالله الطيب بقراءاته المتعمقة في الثقافة الغربية وبنقده الرصين والأصيل وترجماته للقصائد الجياد من الشعر الإنجليزي، وله عدة بحوث في النقد أشهرها بحثه في سرقات " ت. س. اليوت " ذلكم الشاعر الذي مثل علامة فارقة بين الشعر القديم والحديث، فضلا عن أنه ترك أثرا لا تخطئه العين في اتجاهات وصور وأخيلة وبنية القصيدة العربية الحديثة.
ولد الدكتور عبدالله الطيب في يونيو (1921) في مدينة نائية في شمال السودان تسمى (الدامر) وبها أسرة عبد الله الطيب (المجاذيب) وهي أسرة أشتهر عنها اعتمادها اللغة العربية الفصحى في أحاديثها اليومية، حتى من أبنائها الذين لم يدخلوا المدارس، كما أن حفظ القرآن ومدارسته من تقاليد الأسرة التي تشبثت بها ولم تتخلى عنها حتى اليوم , وكثير من أبناء هذه القرية - وعبد الله الطيب منهم - قد حفظوا القرآن في سن مبكرة جداً قد تسبق عن البعض دخولهم للمدرسة , ولما أكمل عبد الله الطيب دراسته الأولية في كتّاب المدينة والمرحلة الابتدائية ارتحل إلى مدارس الخرطوم العليا، ومنها إلى معهد " بخت الرضا" لإعداد المعلمين قبل أن ينتدب من حكومة السودان للحصول على درجة البكالوريوس من كلية التربية من جامعة لندن.
وفي بريطانيا انكّب عبد الله الطيب على كتب الأدب باحثاً ومنقباً، وتفتحت مداركه وذاعت أخبار نبوغه بين أساتذته حتى إن إدارة الجامعة اختارته لإعداد درجة الماجستير والدكتوراه في الأدب العربي على نفقتها. وحين أعد عبد الله الطيب أطروحة الماجستير رأى مشرف البحث أن مستواها أكبر من الماجستير فتم تسجيل البحث لدرجة الدكتوراه مباشرة، وفي هذه الفترة تعرف الدكتور عبد الله الطيب بزوجته الإنجليزية (جريز ليدا) والتي أسلمت على يديه فيما بعد.
عمل الطيب بعد تخرجه لسنتين في جامعة لندن، ووجد فرصاً أخرى للتدريس في الجامعات البريطانية والأمريكية، لكنه آثر أن يعود إلى موطنه ليبدأ هناك مرحلة جديدة في مشروعه الفكري والأدبي في جامعة الخرطوم. التي كان يدرس فيها انذاك الأديب الكبير إحسان عباس , وتدرج الطيب في الجامعة حتى صار عميداً لكلية الآداب ثم مديرا لجامعة الخرطوم، ولم يقتصر نشاط عبد الله الطيب في الجامعات السودانية فقط إنما تعدى ذلك , إذ استطاع أن يؤسس في عام 1964م كلية " عبد الله باييرو " (كلية الأدب العربي والدراسات الإسلامية) بجامعة أحمد بيلو، وهي من أولى الجامعات النيجيرية، كما أنه عمل كأستاذ كرسي في جامعة محمد بن عبدالله في فاس بالمغرب. وقد نال عبدالله الطيب جائزة الملك فيصل العالمية في فرع الأدب العربي قبيل وفاته بعامين.
ولم تكن تلك المناصب الرفيعة هي سبب شهرته، بل كان هو بشخصه سبباً في زيادة الألق الذي يحيط بتلك المناصب، فعظمة الرجل تكمن في انقطاعه الكامل للعلم طيلة حياته المديدة - يونيو 1921 يونيو 2003 - وإيمانه غير المحدود برسالة المعلم وفصاحته البليغة في التعبير عن أدق الأفكار وأكثرها تعقيدا، تابعه عامة أهل السودان عن طريق برنامجه الإذاعي المتفرد «دراسات في القرآن الكريم» الذي فسر فيه القرآن كاملا بلغة عربية سودانية هي النموذج الراقي للأسلوب السهل الممتنع التي يدركها راعي الغنم في الخلاء.
وخلال سني حياته أمد " عبد الله الطيب " المكتبة العربية بعدة مؤلفات في اللغة والأدب منها:
1 - المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها، أربعة أجزاء، 1955م.
2 - من حقيبة الذكريات، 1989م.
3 - القصيدة المادحة، 1964م.
4 - أغاني الأصيل «شعر»، 1976م.
5 - مع أبي الطيب، 1968م، تسع كلمات من فاس، 1986م.
6 - أصداء النيل «شعر» 19571993م
7 - تفسير جزء عم 19701986م
8 - شرح بائية علقمة 1970م
9 - الحماسة الصغرى «جزءين» الجزء الأول، 1960م، مطبعة أكسفورد،
الجزء الثاني،1970م، الخرطوم.
10 - تاريخ النثر الحديث في السودان: مصر، 1959م.
11 - الطبيعة عند المتنبي، بغداد 1977م.
12 - زواج السحر «مسرحية شعرية».
13 - قيام الساعة «مسرحية شعرية»
14 - أندروكليس والأسد «مترجمة» 1954م
15 - اللواء الظافر «شعر»، 1968م.
16 - Stories From The Sands of Arabia.
17- Horses of Arabia.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[09 Oct 2005, 09:28 م]ـ
شكر الله لك ..
وللشيخ الأستاذ الدكتور جعفر شيخ إدريس مقالة في موقعه بعنوان: طالب يذكر طرائف من مناقب شيخه العلامة عبد الله الطيب، ويعني بالطالب نفسه.
وهذا رابطها:
http://www.jaafaridris.com/Arabic/aarticles/eltayeb.htm
أما ما ذكر هنا في 12 فلعله السمر لا السحر.
كما أن من كتب عن بلد الأستاذ عبدالله وقبيلته يبدو أنه لايمت إلى ما كتب بكبير صلة!
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[30 Jun 2010, 09:12 م]ـ
أيها الأفاضل ... بارك الله فيكم وجزاكم الفردوس ..
ولعل الله ييسر لنا الوقوف مع هذا الكتاب وقفات أدبية ندل على جوانب الإبداع والتميز فيه لعل طالباً للعلم والأدب ينتفع بها إن شاء الله.
نحن في الإنتظااار
ـ[محمد بن مزهر]ــــــــ[01 Jul 2010, 12:29 ص]ـ
أحسنت يادكتور جمال في عرضك سيرة هذا العلَم المظلوم ,وهو بحق شامة في جبين هذا العصر بما سطره في كتابه "المرشد إلى فهم أشعار العرب" ولعلي استنجز من أحد أساتذتي في قسم الأدب وعداً قديماً كان قد وعدني به وهو أن يكتب تقريراً كاملاً عن هذا الكتاب والتعريف به وبيان ميزاته وكيفية الاستفادة منه , فعسى الله أن ييسر ذلك قريباً ,وإن تم فسأعرضه في هذا الموقع المبارك.
شكراً لكم شيخنا الجليل.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[01 Jul 2010, 06:40 ص]ـ
كما قال الافاضل من قبلي لاصحاب العود في هذه المشاركات نحن بالانتظااااااااااااااااااااااااااااار
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[05 Sep 2010, 07:04 ص]ـ
لا زلنا ننتظر الكتابة عن كتاب المرشد
واين انت يا دكتور سليمان خاطر جبر الله تعالى خاطرك
ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[13 Sep 2010, 11:58 م]ـ
شكر الله لك هذا الإسهام، أخانا المفضال الدكتور جمال.
وفي تضاعيف هذه المشاركات كثير من الفوائد وبعض الأوهام عن عبد الله الطيب، يرحمه الله تعالى برحمته الواسعة.
وقد منَّ الله عليّ بنشر كتابه المرشد كاملا في نسخة الكترونية بهذا الملتقى.
ولعل البقية تأتي إن شاء الله، وعسى أن يكون بعض ذلك قريبا.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[15 Sep 2010, 10:08 ص]ـ
افكر في تشكيل لجنة لكتابة كتاب وثائقي عن الدكتور عبد الله الطيب رحمه الله اسوة بما صنع تلاميذ العالم العلم محمود محمد شاكر وكذا تلاميذ الدكتور البوطي وما صنعه جمال ابو حسان مع شيخه فما ترون
ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[15 Sep 2010, 02:34 م]ـ
فكرة رائعة.
وأعرف العشرات ممن يمكنهم المشاركة في ذلك وقد عرفوه عن كثب.
تبقى المشكلة في جهة تنسق وتنظم، وأخرى - وآه من أخرى هذه - تمول.
والتصور النظري لذلك عندي شبه جاهز، ولعلكم -يا د. جمال - تسهمون بما لكم من خبرة عملية في ذلك. والله الموفق.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 Sep 2010, 03:42 م]ـ
ومن الفوائد:
1 - على جميل الصلة بينهما = نقد أبو فهر عبد الله الطيب في بعض كتبه نقداً ناعماً من وجه لاذعاً من وجه، وفي هذا درس لمن يظن أن العلاقة الطيبة بين أهل العلم ينبغي أن تغلب على الحيادية العلمية فتتحول العلاقة إلى تطييب للخواطر بلا أي نقاش أو حوار علمي يعمق الخلافُ فيه الودَ.
2 - كان الدكتور حسين نصار من أعضاء لجنة جائزة الملك فيصل،ولم يكن من الموافقين على إعطائها للطيب (لولا أن هذا سيصك أسماعكم بعد أيام = لما أذعته).
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[16 Sep 2010, 12:01 ص]ـ
اين نقد ابو فهر عبد الله الطيب
لماذا تظن ان مثل هذه الاخبار تصك الاسماع؟ هل عقمت العربية عندك عن استخدام لفظ خفيف الدم؟ للمداعبة
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 Sep 2010, 05:04 ص]ـ
أما أبو فهر = فنقده في تحفته العتيقة الخالدة: ((نمط صعب ونمط مخيف)).
هو عندي مما يصك الأسماع خاصة مع تعليل حسين نصار لرفضه ورأيه أن الرجل لا يستحقها وأنهم جاملوه و .. و .. إلى آخر ذلك مما يصك وستين يصك كمان:)
ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[16 Sep 2010, 05:27 م]ـ
ما أظن أن شيئا من ذلك يصك أذن أحد هنا، فإنا على علم بما هو أكبر من ذلك مما قيل عنه، والعبرة بالدليل لا بمجرد القول، ولعل الأمر يهون عليك كثيرا إذا عرفت رأي عبد الله في حسين نصار، وأن عبد الله الطيب نفسه كان من أعضاء اللجنة، وكثير ممن يعرفه حق المعرفة لم يرض جعل الجائزة مناصفة بينه وبين الدكتور عز الدين إسماعيل. والله أعلم بما وراء كثير مما قيل ويقال.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 Sep 2010, 05:39 م]ـ
ما أظن أن شيئا من ذلك يصك أذن أحد هنا
بل هذه مبالغة ظاهرة يا سيدنا ..
نسيت رد مداعبة أخي جمال: فيه حد يتكلم عن عقم العربية وقد أعوزته حتى كتب ((بروفيسور))؟!
يا راجل ده كلام؟!(/)
"" صفحة من تاريخ العزة والانتصار ""
ـ[ hedaya] ــــــــ[01 Sep 2005, 05:17 ص]ـ
http://www.w6w.net/users/24-08-2005/w6w_200508241500312134974145de4.gif
صفحة من تاريخ العزة والانتصارمن مذكرات جندي من جنود صلاح الدين
27 رجب سنة 583 هجرياً
شاءت الأقدار .. أن انضم لهذا الجيش العظيم المغوار جيش القائد المسلم الفذ "صلاح الدين الأيوبي" .. جيش مسلم ربانيّ .. يحارب من أجل الحق ولتكون كلمة الله هي العليا .. جيش يبذل الغالي والنفيس لاسترداد الأراضي المقدسة التي دنسها الصليبيون ومن ثمَّ إقامة العدالة والسلام في أرض الإسراء.
كانت البلاد تموج بالفتن وقد تهاوت الدولة الفاطمية .. وأمست الدولة العباسية في أضعف أحوالها وقاتل المسلمون بعضهم البعض هنا وهناك .. إلى أن أرسل الله لنا روحاً من العزيمة والإصرار .. همة عالية لا تخمد، وعين لا تنام .. إنه قائدنا .. وأميرنا: صلاح الدين.
جمع الألوف، ووحّد الصفوف، وانصرف بكل قوته وطاقته إلى قتال الصليبيين .. استغرق بناء هذا الجيش وتوحيد الجبهة الإسلامية المترهلة أكثر من عشر سنوات .. خضنا فيها مع قائدنا العديد والعديد من المعارك والمصاعب فما اعترانا ضعف أو وهن .. خضنا مع الصليبين معارك طاحنة .. كانوا متفوقين علينا في العدة والعتاد لكننا -كما نحن دائماً بفضل الله- تميزنا عليهم بقوة الإيمان .. نصرنا الله فألقى في قلوب أعدائنا الرعب من صيحات الله أكبر تجلجلها جنود جيشنا .. ولله الحمد انتصرنا في معارك مرحلية عديدة .. حتى جاءت المعركة الكبرى ..
معركة فاصلة في التاريخ الإسلامي .. معركة حسمت لصالحنا سنوات من الجهاد المضني إنها معركة حطين وكانت معركة هائلة منَّ الله -رب العزة- علينا فيها بفتح ونصر مبين .. أُسر فيها مَلِك بيت المقدس وأرناط حاكم حصن الكرك، وغيرهما من كبار قادة الصليبيين.
وترتب على هذا النصر العظيم، أن تهاوت القلاع الصليبية، وتساقطت في أيدينا؛ فاستقبلتنا قلعة طبرية، وفتحت أمامنا أبواب عكا، وقيسارية، ونابلس، وأرسوف، ويافا، وبيروت، وغيرها ... وأصبح الطريق ممهداً إلى الهدف الأسمى .. إلى الأقصى الأسير.
نحو فتح بيت المقدس .. نحو تحرير الأقصى من براثن المحتل الغاصب .. فحاصرنا أعداء المدينة المقدسة، حتى استسلموا وطلبوا الصلح .. ودخلنا بيت المقدس الحبيب يوم 27 رجب سنة 583 هجرياً في ذكرى الإسراء والمعراج .. كأني أنظر إليك ياحبيبي يا رسول الله إماماً للأنبياء والمرسلين.
والحمد لله الذي منّ علينا بالصلاة خلف قائدنا صلاح الدين .. صلاة النصر والتمكين .. فها هي دماء الشهداء وجهود المقاتلين الأبطال ترخص في سبيل رضا الله في معركة استرجاع مصلاك والأقصى الأسير .. ربنا تقبل منا وتقبل شهداءنا.
ياله من إحساس ذلك الذي أشعر به! إحساس نشوة وسعادة وحبور .. لم أذقه قط في حياتي! إلا في هذه الساعة عندما عفرت وجهي في ترابك .. يا قدس.
والآن أترككم للاحتفال بالنصر مع إخواني الجنود ..
جنود الناصر لدين الله: البطل صلاح الدين.(/)
الهوى وأثره في الخلاف
ـ[إمداد]ــــــــ[01 Sep 2005, 01:36 م]ـ
الهوى وأثره في الخلاف
لفضيلة الشيخ: عبدالله الغنيمان
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم، يقول – تعالى – في محكم تنزيله: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} [سورة آل عمران، الآية:102].
ويقول – جل ثناؤه:- {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيرًا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً}. [سورة النساء الآية: 1]
وقال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديداً. يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيمًا} [سورة الأحزاب، الآية 70].
وبعد
نتقدم للقراء الكرام بهذه النصيحة القيمة المباركة، من فضيلة شيخنا وأستاذنا الشيخ عبدالله بن محمد الغنيمان .. أستاذ الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة على ساكنها صلوات ربي وتسليمه، في موضوع يشغل بال كل مسلم، وكل طالب علم على الخصوص، ألا وهو موضوع الأهواء والمنازعات والخلافات التي تحدث بين آونة وأخرى بين فئات من المسلمين، وما ينتج عن هذه الخلافات من العدوان والظلم والتجني من بعض من ينتسبون للعلم.
وكان هذا الموضوع في أصله عبارة عن محاضرة ألقاها فضيلة الشيخ عبدالله الغنيمان، بعنوان: "الهوي وأثره في الخلاف ".
وقد عالج فضيلته هذه المسائل وجزئياتها بأسلوب علمي منهجي رصين، جمع بين الأصالة في حشد النصوص والآثار، وبين الرصانة والموضوعية في عرض المسائل، بأسلوب واضح، وسياق سلس، وبروح العالم الناصح المشفق، مقتفيا نهج السلف الصالح في العرض والاستدلال والمناقشة، بعيدا عن التكلف والعمق والتميع الذي وقع فيه كثير من الكتاب الإسلاميين المحدثين، وأنصح كل طالب علم ومن تصدى للدعوة بصفة خاصة أن يقرأ هذا الكتاب بتمتعن وروية فسيجد فيه بغيته - إن شاء الله -.
وفق الله الجميع للسداد والرشاد وجزى الله شيخنا خير الجزاء، وأحسن له في الدنيا والاخرة.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا محمد، وآله وصحبه وسلم.
وكتبه: ناصر بن عبدالكريم العقل
لأكمال الموضوع من صيد الفوائد
http://saaid.net/mktarat/m/7.htm(/)
ملف عاجل: شعب مسلم يموت جوعا ويأكل أوراق الشجر! شاهد بالصور مآسيهم!!
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[01 Sep 2005, 05:07 م]ـ
هذا رابط موضوع الأخ أبولجين علينا جميعاً واجب الإطلاع على أحوالهم , والدعاء لهم وهذا أقل الواجب. اللهم اكشف الكربة عنهم:
http://alsaha2.fares.net/sahat?128@114.xWQfscj5Dyv.0@.1dd8224d(/)
ماتوا بين يدي
ـ[إمداد]ــــــــ[02 Sep 2005, 02:00 ص]ـ
ماتوا بين يدي
إسم المحاضر: الدكتور عبدالرحمن السميط
محتويات الشريط:
شريط يتحدث فيه الدكتور عن المجاعة الأخيرة في أفريقيا ويذكر قصص مؤلمه من مشاهداته وعن نشاطات جمعية العون المباشر هناك
الشريط على هذا الرابط
http://www.labaik-africa.org/download.php?action=download&fileid=5(/)
هل يخالف جمهورُ العلماء جمهورَ الصحابة؟
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[03 Sep 2005, 09:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. هذا مقال في الفصلِ بين قوليْ إمامين من أئمة الإسلام: الإمام النووي رحمه الله والإمام ابن القيم رحمه الله، وهما معروفان بالعلم الراسخ والفقه في الدين، وأقوالهما معتبرةٌ ولها وزنها لدى عامة العلماء. وابن القيم حينما تطرَّق لمسألة رؤية النبيِّ صلى الله عليه وسلم في كتابه (زاد المعاد 1/ 52) قال: (وهي مسألةُ خلافٍ بين السَّلفِ والخلفِ، وإن كان جمهورُ الصحابة بل كلُّهم مع عائشة كما حكاهُ عثمان بن سعيدٍ الدارمي إجماعاً للصحابة).
وبهذا تبين لنا أن جمهورَ الصحابة ذهبوا إلى أن النبيَّ صلى الله عليه وسلَّم لم يرَ ربَّه ليلة الإسراء. وقد وردَ النصُّ عن عائشة رضي الله عنها كما في الصحيحين أنها قالتْ: (من حدَّثك أن محمداً رأى ربَّه فقد كذبَ ثم قرأتْ: (لا تُدْرِكُه الأبصارُ وهو يدركُ الأبصارَ .. ) – (وما كان لبشرٍ أن يكلِّمه الله إلا وحياً أو من وراءِ حجابٍ .. ) الآية.
بينما نجد الإمام النوويَّ رحمه الله يقرِّر خلاف ذلك فيقول في (بستان العارفين 92): (وقد اختلف الصحابة في رؤية النبيِّ صلى الله عليه ربهُ سبحانه وتعالى في الإسراء، والمختار عند الأكثرين أو الكثيرين أنه رأى، وهو قول ابن عباسٍ)، وقد أوضح هذا التقرير أكثرَ في (شرح صحيح مسلمٍ 1/ 384) بعدما نقل عن صاحب التَّحريرِ [وهو الإمام محمد بن إسماعيل الأصبهاني]: (فالحاصلُ أنَّ الرَّاجحُ عند أكثرِ العلماء أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رأَى ربَّه بعينيْ رأسِه ليلةَ الإسراءِ لحديثِ ابنِ عباسٍ وغيرِه مما تقدَّم، وإثباتُ هذا لا يأخذُونهُ إلاَّ بالسماعِ من رسول اللهِ؛ هذا لا ينبغى أن يتشكَّك فيه، ثُم إنَّ عائشةَ رضى الله عنها لم تنفِ الرُّؤيةَ بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولو كان معها فيه حديثٌ لذكرَتْهُ، وإنَّما اعتمدَتْ الاستنباطَ من الآيات وسنوضِّحُ الجوابَ عنها: فأما احتجاجُ عائشةَ بقول الله تعالى لا تدركُه الأبصارُ فجوابُه ظاهرٌ فإنَّ الادراكَ هُوَ الإحاطةُ والله تعالى لا يُحاطُ به، وإذَا ورد النصُّ بنفْيِ الإحاطةِ لا يلزمُ منه نفيُ الرؤيةِ بغير إحاطةٍ ... وأما احتجاجها رضيَ الله عنها بقول الله تعالى: (وما كان لبشرٍ أن يُكلمه الله إلاَّ وحياً .. ) الآية فالجواب عنه من أوجه: أحدها: أنه لا يَلزم من الرؤيةِ وجودُ الكلامِ حالَ الرؤية فيجوزُ وجودُ الرؤية من غيرِ كلامٍ، الثاني: أنه عامٌّ مخصوص بما تقدَّم من الأدلة. الثالث: ما قاله بعض العلماء: إن المراد بالوحيِ الكلام من غير واسطةٍ. وهذا الذى قاله هذا القائل وإن كان محتمِلاً ولكنَّ الجمهورَ على أن المراد بالوحيِ هنا الإلهامُ والرؤيةُ في المنام وكلاهما يسمَّى وحياً. وأما قوله تعالى (أو من وراءِ حجابٍ .. ) فقال الواحديُّ وغيرُه: معناه غير مجاهرٍ لهم بالكلام بل يسمعونَ كلامَه سبحانه وتعالى من حيث لا يرونه، وليس المرادُ أن هناك حجاباً يفصِلُ موضعاً من موضعٍ، ويدلُّ على تحديدِ المحجوبِ فهوَ بمنزلةِ ما يُسمعُ من وراءِ الحجابِ حيثُ لم يرَ المتكلِّمُ والله أعلم).
فاتضح من كلامه أن جمهور العلماء ذهبوا إلى أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم رأى ربَّه ليلة الإسراء، وقد خالفوا بذلك جمهور الصحابة. والمراد بجمهور العلماء: العلماء المتأخرين، ويدلُّ على ذلك كلام النووي 1/ 384 معلِّقاً على قول ابن مسعودٍ رضي الله عنه في قوله تعالى (ما كذب الفؤاد ما رأى): (رأى جبريلَ لهُ ستُّمِائةِ جناحٍ) هذا الذى قالَه عبد الله رضى الله عنه هو مذهبُه في هذه الآية، وذهب الجمهورُ من المفسرين إلى أنَّ المرادَ أنَّه رأى ربَّه سبحانه وتعالى) فالمراد بجمهور المفسرين المخالفين لقول ابن مسعودٍ وغيره من الصحابة: المتأخرون. ويفهم هذا أكثر من كلام الحافظ ابن كثيرٍ في تفسيره 4/ 319: (وقد تقدَّم أن ابن عباسٍ رضي الله عنهُ كان يُثبتُ الرؤيةَ ليلةَ الإسراءِ ويستشهدُ بهذه الآيةِ وتابعه جماعةٌ من السلفِ والخلفِ، وقد خالفه جماعاتٌ من الصحابةِ رضي الله عنه والتابعين وغيرِهم).
(يُتْبَعُ)
(/)
إلاَّ أن الحافظ ابن كثير رحمه الله نبَّه على أمورٍ تتعلَّق بالمسألة كافيةٍ لردِّ كلام النووي السابق وهي كما يلي:
1 - أنه لم يَرِدْ نقلٌ صحيحٌ عن النبيِّ صلى الله عليه في إثبات الرؤية. قال ابن كثيرٍ 4/ 321: (وقوله تعالى: (لقد رأى من آياتِ ربِّه الكبرى) كقوله (لنريهُ من آياتنا ... ) أي الدالةُ على قدرتنا وعظمتنا. وبهاتين الآيتين استدلَّ من ذهبَ من أهل السنَّة أن الرُّؤيةَ تلك الليلة لم تقعْ لأنَّه قال: (لقد رأى من آيات ربِّه الكبرى) ولو كان رأى ربَّه لأَخبرَ بذلكَ ولقال ذلك للنَّاسِ). وهذا جواب سديدٌ من الإمام ابن كثير رحمه الله. فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى ربَّه لكان ذلك أعظم أمرٍ حصل له في تلك الليلةِ ولكان قد أخبر بذلك أصحابَه رضي الله عنه.
2 - إن جمهورَ السلفِ من الصحابة والتابعين قد خالفوا ابن عباسٍ في إثبات الرؤية. ويفهم هذا من عبارته الأولى.
3 - إن من أثبت الرؤية البصريةَ ليس له مستندٌ، ولا يصح في ذلك شيءٌ عن الصحابةِ ولا عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما. قال في 4/ 317: (وقوله تعالى: (ما كَذبَ الفؤادُ ما رأى - أفتمارونَهُ على ما يرى) قال مسلمٌ حدثنا سعيدٌ وعثمانُ حدثنا وكيعٌ حدثنا الأعمشُ عن زيادِ بنِ حصينٍ عن أبي العاليةِ عن ابن عباسٍ (ما كذب الفؤاد ما رأى - ولقد رآه نزلةً أخرى) قال: رآه بفؤادِهِ مرَّتين. وكذا رواه سماكٌ عن عِكرمةَ عن ابن عباسٍ مثلَه، وكذا قال أبو صالحٍ والسُّدي وغيرُهما أنه رآه بفؤاده مرتين. وقد خالَفَهُ ابن مسعودٍ وغيرُه. وفي روايةٍ عنه أنه أطلَق الرؤيةَ وهي محمولةٌ على المقيَّدة بالفؤادِ. ومن روى عنه بالبصرِ فقد أغربَ فإنه لا يصحُّ في ذلك شيءٌ عن الصَّحابة رضي الله عنه. وقولُ البغويِّ في تفسيره: وذهب جماعةٌ إلى أنه رآه بعينهِ؛ وهو قول أنسٍ والحسن وعكرمة فيه نظرٌ والله أعلم).
وبعد هذا التفصيل السريع أقول: إنه إذا خالف العلماء المتأخرون جماهيرَ السلف فالمعول على قول السلف، وخاصة إذا كانت المخالفة في العقيدة أو في الغيبيات. ودعْ عنكَ قولَ من يقول: "إن مذهبَ السلفِ أسْلَم ومذهب الخلفِ أحْكَم"، وقد تأثر بهذه المقولة كثيرٌ من العلماء المتأخرين. ولعلي أوضِّحُ هذا التأثُّرَ بشيء من التفصيل فيما بعد إن شاء الله تعالى. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.(/)
هل يخالف جمهورُ العلماء جمهورَ السلف (2)
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[03 Sep 2005, 06:46 م]ـ
هذا إكمالٌ للمقال السابق بعنوان "هل يخالف جمهورُ العلماء جمهورَ الصحابة"، فوعدت القراءَ هناك بتوضيح ما يتعلق بتلك المقولة وكيف تأثر العلماء بها.
إن كثيراً من العلماء المتأخرين الذين درسوا المذهب الأشعري ونشؤوا عليه قد تأثروا بهذه المقولة المتداولة في عصرهم "مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أحكم". ونتيجة هذا التأثر أصبحوا يردُّون كثيراً من أقوال السلف إذا وجدوها متعارضةً مع أقوالهم. ويتضح هذا الأمر بضرب بعض الأمثلة على ذلك، وفيما يلي مثالان لعالِمين من مشاهير العلماء المتأخرين:
1 - الإمام النووي: تعرَّض الإمام النووي لمسألة شدِّ الرحال لزيارة قبور الصالحين في (شرح صحيح مسلم 9/ 468) فقال: (واختلفَ العلماءُ في شدِّ الرحال وإعمالِ المطىِّ إلى غير المساجد الثلاثة كالذهاب إلى قبورِ الصالحينَ وإلى المواضع الفاضلةِ ونحوِ ذلك فقال الشيخ أبو محمد الجُويني من أصحابنا: هو حرامٌ وهو الذي أشار القاضي عِياض إلى اختياره، والصحيحُ عندَ أصحابنا؛ وهو الذي اختاره إمام الحرمين والمحققون أنه لا يحرم ولا يكره، قالوا: والمراد أن الفضلية التامةَ إنما هي في شدِّ الرحال إلى هذه الثلاثة خاصةً والله أعلم). فانظر كيف رُدَّ قول أبي محمد الجويني مع أن قوله موافق لظاهر النص ولِما عليه السلف. والمراد بالمحققين في كلام النووي: متأخروا الشافعية ممن تأثروا بالأشعرية والصوفية. أما المتقدمون من أصحاب الشافعي وغيرهم لا تكاد تجدُ لهم أقوالاً مخالفة لفهم السلف مثل هذا. وقد يقع بعض من يقرأ هذا الكلام في شرح صحيح مسلم في حيرةٍ: كيف يخالف شيخ الإسلام ابن تيمية أقوال الجماهير (1) والمحققين من أهل العلم، ثمَّ هل جمهور العلماء على جواز شدِّ الرحال إلى قبور الأنبياء والصالحين. نقول له: على رِسلك يا أخي فابن تيمية (2) أخذ بقول السلف والمذكور في شرح مسلمٍ رأيُ المتأخرين من الخلف.
2 - العلامة تقيُّ الدين السبكي: للسبكيِّ رسالة لطيفة في شرح حديث الفطرة (3): "ما من مولودٍ إلا ويولد على الفطرة ... " فنقل السبكي في الرسالة أقوال العلماء في معنى الفطرة فذكر منها في صفحة 18: أن المراد بالفطرة الطبع السليم المتهيِّء لقبول الدين، قال: وهو الذي نختاره وعليه أكثر العلماء. ثم ذكر القول الثاني والثالث (4) حتى أتى إلى الرابع فقال: أن الفطرة: الإسلامُ، ونُسب هذا القول إلى أبي هريرة والزهريِّ وكافة السلف.
فيُصدم القارئ بهذا التصرف من السبكي! كيف يجرؤ على مخالفة قول كافة السلف، وكيف يخالف جمهورُ العلماء أي المتأخرون جمهورَ السلف؟! ومن هنا يتبين للقارئ مدى تأثر هؤلاء المتأخرين بهذه المقولة ولماذا أكثر علماء السنة كابن تيمية في الرد على مقالاتهم وآرائهم الفاسدة وأثْبتوا أن قول السلف أسلم وأحكم وأعلم. وأختِمُ هذا المقال بقول الحافظ ابن رجب الحنبلي في (فضل علم السلف على الخلف 40): (ولقد ابتلينا بجهلةٍ من الناس يعتقدون في بعض من توسَّع في القولِ من المتأخرين أنه أعلمُ ممن تقدَّم، فمنهم من يظنُّ في شخصٍ أنه أعلم من كل من تقدَّم من الصحابة ومن بعدهم لكثرة بيانه ومقاله، ومنهم من يقول هو أعلم من الفقهاء والمشهورين المتبوعين ... فإن هؤلاء كلهم أقلُّ كلاماً ممن جاء بعدهم، وهذا انتقاصٌ عظيمٌ بالسلف الصالح وإساءة ظنٍّ بهم ونسبةٌ لهم إلى الجهل وقصور العلم ولا حول ولا قوةَ إلا بالله) ونقل عن عمرَ بن عبدالعزيز في موضعٍ آخر (5): (خذوا من الرَّأيِ ما يوافقُ من كان قبلكم فإنهم كانوا أعلم منكم).
--------------------------------------------------
1 - ذكر النووي في موضع آخر أن هذا هو قول الجمهور (شرح صحيح مسلم 9/ 517).
2 - ولا أعلم أحداً في عصره أعلم منه بأقوال السلف من الصحابة والتابعين وأصحاب القرون المفضلة يقول الحافظ في (الدرر الكامنة 1/ 145): (وصارَ عجباً في سرعة الاستحضار وقوة الجنان والتوسع في المنقول والمعقول والاطلاع على مذاهب السلف والخلف).
3 - طبعة دار الصحابة للتراث بطنطا بتحقيق محمد السيِّد أبو عمه.
4 - والقول الثاني هو: الفطرة هي معرفة الله والثالث: الفطرة هي ما قضى الله عليهم من السعادة والشقاوة.
5 - في صفحة 32.(/)
الفارق بين الرسول والنبي
ـ[سلسبيل]ــــــــ[06 Sep 2005, 01:00 م]ـ
الفارق بين الرسول والنبي: هذه المسألة كثر كلام الناس فيها وكان التفريق تفريقًا هشًا كأن يقال: بأن الرسول أوحى الله - تعالى- إليه بشرع أُمر بإبلاغه, أما النبي فلم يؤمر بإبلاغ هذا الشرع -سبحان الله- نبي لم يؤمر بإبلاغ شرع الله -عز وجل- إذن: هذا شرع لهذا النبي، طيب إذا وجد أحدًا يخالف هذا الشرع الذي يعلمه هل يتركه؟ أم يأمره وينهاه؟ لو أمره ونهاه لكان بذلك مبلغًا هذا الشرع، هذه أو هذا تفريق ليس بالسديد.
بداية ما معنى النبي؟ النبي والنبيء هو المخبر عن الله -عز وجل- ولذلك عندما نبحث في المعاجم كي نعرف معنى كلمة "نبي" نبحث عن هذه الكلمة في مادة ماذا؟ من الذي يعلم؟
في مادة نبأ، النون والباء والهمزة، إذن: النبي مُخبِر؛ لأنه من الفعل أنبأ، فهو مخبِر عن الله -عز وجل- فكل من أوحى إليه الله -عز وجل- فهو نبي، والنبي هو المُخبِر عن الله، لكن ما الفارق بين النبي والرسول؟ باختصار شديد جدًا:
- أن الرسول من بعثه الله -عز وجل- إلى المخالفين ليبين لهم ما يتقون، إذن: التفريق بين النبي والرسول سيكون باعتبار المرسَل أو المُبعَث إليهم، ليس باعتبار المُبعَث ولكن باعتبار المُبعَث إليهم, فلو كان المُبعَث إليهم من المخالفين المكذبين إذن: المبعث يسمى رسولاً، وإذا كان المبعث إليهم من الموافقين أهلَ الدين فالمُبعث إليهم نبي، أهل الدين لو حرفوا الدين وغيروا الدين وتركوا الدين فإنهم يحتاجون إلى من؟
إلى رسول، انتبه، إذن: طالما أهل الدين هم مقيمون على الدين مطيعون فيحتاجون إلى نبي، فيكون النبي بينهم كالعالم بين المسلمين، يأمرهم وينهاهم ويعظهم ويذكرهم، ولذلك قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (العلماء ورثة الأنبياء) لم يقل: العلماء ورثة الرسل، لماذا؟ لأن الرسل إنما تبعث إلى المخالفين، قال الله -عز وجل-: ?حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُو ? انتبه وظنوا أنهم ماذا؟ قد كذبوا ?جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ? [يوسف: 110]، إذن: ?حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُو ? فالرسول إنما يبعث إلى المخالف ليبين له الدين, ليقيم عليه الحجة ليبين له طريق الهداية، ليزيل عنه الغِشاوة والضلالة فهذا كله أمر واضح.
أما القول: بأن الرسول من كان معه شرع جديد والنبي من ليس معه شرع جديد، هذا كلام غير دقيق أرأيتم قول مؤمن آل فرعون عندما قال لقومه: ?وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُول ?؟ [غافر: 34]،
إذن: يوسف رسول وقال الله -عز وجل- عنه: ?وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي ? [يوسف: 38]، إذن: هو على ملة آبائه إبراهيم وإسحق ويعقوب، فهو على ملة آبائه وعلى شرعة آبائه ومع ذلك سماه الله - تعالى- رسولاً، سماه الله - تعالى- رسولاً لماذا؟ لأنه كان مع المخالفين في الدين، فلما كان مع المخالفين في الدين كان بينهم ماذا؟ كان بينهم رسولاً، إذن: هذا فارق دقيق بين الرسول وبين النبي.
وهذا الفارق بينه ربنا -سبحانه وتعالى- في قوله- سبحانه-: ?وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ? [الحج: 52]، ?وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ ? العطف- كما يقول الأصوليون- يقتضي المغايرة، عندما يقول: أكلت خبزا
ولحما، فالخبز غير اللحم ضرورة، أقول: كتبت بالقلم الأسود والأزرق، إذن: الأسود غير الأزرق، قولاً واحداً، فكذلك في قول الله -عز وجل-: ?وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ ? فهذا يقتضي أن الرسول غير النبي لو قلنا: من جهة التكليف بالوحي فإن النبوة أوسع، فالرسول نبي لأنه يُوحى إليه وأن الله - تعالى- ينبئه وأن الله - تعالى- يخبره فهو نبي من هذه الحيثية ولكن من حيثية أنه أرسل إلى المخالفين المكذبين المعاندين فهو رسول.
أيضًا عندما ننظر إلى داود وسليمان ذكر الله - تعالى- أنهم أنبياء، وأنهم أيضًا رسل وكانوا على شريعة موسى -عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام-، إذن: هذا تفريق باعتبار المبعث إليهم، وهذا الكلام أفاده- بعناية- شيخ الإسلام ابن تيمية وله في ذلك كتاب رائق يسمى النبوات فليراجعه من شاء.
---------------
من شرح العقيدة القيروانية للشيخ د. أحمد النقيب حفظه الله
إلا القرآن
http://www.hddaj.com/files/fealsadr_boabdulmalik.rm
ـ[مرهف]ــــــــ[30 Nov 2005, 12:32 م]ـ
في كتاب اسمه إتحاف السائل بما ورد من المسائل للأستاذ الشيخ محمد أديب كلكل في القسم الثالث منه بحث قيم عن الفرق بين النبي والرسول ومفاد البحث من خلال دراسة قرآنية في الآيات التي ذكرت النبي والرسول وكذلك في بعض الأحاديث خلص بنتيجة أن لا فرق بينهما وإنما الاختلاف الحاصل غالبه جدل كلامي وبعضه يستند لأدلة شرعية كحديث البخاري (آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت) فقلت:ورسولك الذي أرسلت فقال صلى الله عليه وسلم: لا، ونبيك الذي أرسلت)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[30 Nov 2005, 12:57 م]ـ
أخي الكريم مرهف
النتيجة التي خلص إليها الشيخ محمد أديب فيها إشكال ظاهر، ولا يظهر لي أن الاختلاف غالبه جدل كلامي، وأظهر آية تدل على الفرق هي قوله تعالى: ?وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ? [الحج: 52]، فتأمل هذا العطف الذي يقتضي تمام المغايرة (من رسول) (ولا نبي)، وعدم الوصول إلى الفرق لا يعني عدم الفرق، وكونه كثر الكلام في الفرق بينهما بما لا يأتي أكثره بما فيه مقنع = صحيح، لكن لا يعني هذا أن الكلام فيه جدلي، وكل واحد من العلماء يتلمس الفرق، فمنهم من ظفر به، ومنهم من لم يظفر به.
والتداخل بين النبي والرسول ظاهر جدًّا، ولشد التداخل زعم من زعم أنه لا فرق بينهما، وليس ذلك بصواب بدلالة آية الحج الواضحة في التفريق، والعلم عند الله.
وهناك اكثر من اعتبار في الدلالة على معنى الرسول، منها:
1 ـ أن يكون أرسل إلى قوم كافرين.
2 ـ أن يكون نزل عليه كتاب.
3 ـ أن يكون نزل مصححًا لفساد حصل في شريعة قومه، كما هو الحال في كثير من أنبياء بني إسرائيل.
فمن كانت فيه أحد هذا الصفات فهو رسول، أما إذا كان نبيًّا برسالة من كان قبله، ولم يجدد فيها، ولا صحح انحرافات في قومه، فهو النبي.
وعلى هذا فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولاً، والعلم عند الله تعالى.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[30 Nov 2005, 06:31 م]ـ
للأستاذ الدكتور/ أحمد بن ناصر آل حمد, كتاب قيمٌ اسمه: (النبي والرسول) , استوعب فيه هذه المسألة, وخلص فيها إلى ما ذكره الشيخ مساعد إجمالاً, مع شيء من التفصيل والتركيز.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[02 Dec 2005, 09:20 م]ـ
إضافة إلى ما ذكره المشايخ الكرام أقول:
أقرب الأقوالِ في الفرْقِ بينَ النبيّ والرسول هو ما قرَّرهُ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيثُ قال:" فالنبيُّ هو الذي يُنبِّئُه الله، وهو يُنَبِّئُ بما نَبَّأَهُ الله فإنْ أُرسل مع ذلك إلى مَن خالف أمْرَ الله ليبلِّغه رسالةً مِن الله إليه فهو رسول وأمّا إذا كان إنّما يعمل بالشريعة قبله، ولَمْ يُرْسل هو إلى أحدٍ يبلِّغه عن الله رسالة، فهو نبيٌّ وليس بِرَسُول " ... إلى أنْ قالَ:" فقوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ} دليلٌ على أنّ النبيَّ مُرْسَل، ولا يُسمّى رسولاً عند الإطْلاق لأنّه لَمْ يُرْسَل إلى قَوْمٍ بما لا يعرفونه بلْ كان يأمر المؤمنين بما يعرفونه أنّه حقٌّ كَالْعَالِم.
وقال الشنقيطيُّ رحمه الله:" وآيةُ الحجّ هذه _ يعني قوله تعالى " وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ " _تُبيِّنُ أنّ ما اشْتهر على ألْسِنة أهل العلم مِن أنّ النبيَّ هو مَن أُوحِيَ إليه وَحْيٌ، ولَمْ يُؤمر بتبليغه، وأنّ الرسولَ هو النبيُّ الذي أُوحِيَ إليه، وأُمِرَ بتبليغِ ما أُوحِيَ إليه غيرُ صحيحٍ لأنّ قوله تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ} يدلُّ على أنّ كلاً منهما مُرْسَل، وأنّهما مع ذلك بينهما تغايُر، واستظهر بعضهم أنّ النبيَّ الذي هو رسول أُنزل إليه كتاب وشرْعٌ مستقلّ مع المعجزة التي ثبتت بها نبوّته، وأنّ النبيَّ المرْسَل الذي هو غير الرسول، هو مَن لَمْ يُنزَّل عليه كتاب وإنّما أُوحِيَ إليه أنْ يدعو الناسَ إلى شريعة رسولٍ قبله كأنبياء بني إسرائيل الذين كانوا يُرْسَلون ويُؤمَرون بالعمل بما في التوراة ".
وخُلاصة ما تقدّم أنّ شيخَ الإسلام ابن تيمية رحمه الله والشنقيطيّ يَرَيَانِ الفرْقَ بينهما ليْسَ في البلاغِ وعَدَمِه؛ لأنّه ما مِن إنسان إلاّ وهو مأمورٌ بإبلاغ الناس أمرَ دينهم كلٌّ بِحَسَبِه وإنّما الفرْقُ هو بالرسالة فمنْ كان تابعًا لِمَنْ قبله فهو نبيٌّ ومن أتى بشريعة مستقلّة فهو رسول، وهذا هو رأيُ البيضاويِّ أيضًا في تفسيره حيث قال:" الرسول مَن بعثه الله بشريعة مجدّدة يدعو الناس إليها والنبيُّ يَعُمُّه، ومَن بعثه لتقرير شرْعٍ سابق، كأنبياء بني إسرائيل الذين كانوا بين موسى وعيسى عليهم السلام(/)
برنامج المنسق العجيب
ـ[إمداد]ــــــــ[09 Sep 2005, 05:52 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
إخواني الكرام يسرنا أن نقدم لكم البرنامج العجيب لتنسيق المواضيع والردود والذي قام بتصميمه وبرمجته اخوانكم في منتديات طريق الهداية ونأمل الاستفادة منه وبه تستطيع تنسيق الموضوع وإعداده للنشر بدون اتصال ثم تقصه وتلصقه أو تحفظه على جهازك لنشره وقت ماتريد
وهو هدية من اخوانكم في منتديات طريق الهداية
http://www.hedayaway.net/vb/attachment.php?attachmentid=37(/)
كتب شيخ الإسلام. الطريقة المثلى للإفادة منها واستخراج الفوائد وتقييدها شارك برأيك
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[09 Sep 2005, 06:16 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=37071
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[09 Sep 2005, 04:12 م]ـ
الأخ الفاضل أبي مهند
أرى أن مثل ذلك العمل يمكن أن يوكل إلى بعض الإخوة الأساتذة (أو الشيوخ) المشرفين على الدراسات العليا - مثل " الماجستير، و الدكتوراه " كما تسمى عندنا في مصر - من أقسام الكليات المختلفة، كا لحديث، و الفقه، و العقيدة، يضعون له خطة عمل، يكلفون بها طلاب تلك الدراسات العليا - تحت إشرافهم - و تكون تلك المهام هي مواضيع أطروحاتهم لنيل الشهادات المذكورة، و يكلف كل طالب منهم بالتخصص في موضوع معين، و بذلك يكتمل النظر في تلك الأقسام (حديث، فقه، عقيدة) مع مرور السنين، بعد أن تكون نالت حظها من البحث العلمي المنهجي، و تم إجازتها وفقا للضوابط العلمية،
وهو عمل ليس سهلا إلا على من رغب فيه رغبة صادقة، و قدم الوقت و الجهد، بعد إخلاص النية.
هذا ما أحسبه أجدر بتحقيق النفع، و الله هو الموفق و الهادي إلى سواء السبيل.(/)
أوصيكم يامعشر الشبان
ـ[المجدد الوسطي]ــــــــ[13 Sep 2005, 11:34 ص]ـ
وصية العلامة الأخضري المالكي للشباب
أوصيكم يامعشر الشبان ........... عليكمُ بطاعة الرحمن
إياكمُ أن تهملوا أوقاتكم ........... فتندموا يوماً على ما فاتكم
وإنما غنيمة الإنسان ............... شبابه والخسر في التواني
ما أحسن الطاعةَ للشبان .......... فاسعوا لتقوى الله يا إخواني
وعمروا أوقاتكم بالطاعة .......... والذكر كل لحظة وساعة
ومن تفته لحظة في عمره .......... تكن عليه حسرة في قبره
وإن يكن فرَّط في شبابه .......... حتى مضى عجبت من تبابه
ومن يقل إني صغير اصبروا ........ ثم أخاف الله حين أكبروا
فإن ذاك غرَّه إبليس ............. وقلبه مغفلٌ مطموس
لاخير فيمن لم يتب صغيرا ....... ولم يكن بعيبه بصيرا
أحب رب توبة الشبان ......... بفوزهم بجنة الرضوان
وتب إلى مولاك يا إنسان ....... من قبل أن يفوتك الزمان
واصحب من الإخوان كل مهتدي ...... إن القرين يالقرين يقتدي
وصحبة الأخيار للقلب دواء ....... تزيد في القلب نشاطا وقوى
وصحبة الأرذال داء وعمى ....... تزيد في القلب السقيم سقما
فإن تبعت سنة النِبيء .............. فاجتنبنَّ قرناء السوء
ياأيها المغرور في هذا العمل ........ إلى متى هذا التراخي والمهل
مالي أراك لم تفد فيك العبر .......... ويحك هذا القلب أقسى من حجر
لو يعلم الإنسان وقت موته .......... ما ذاق طول الدهر طعم قوته
وأفلس الناس طويل الأملِ ........... مضيع العمر قليل العمل
نهاره أمضاه في البطاله .............. وليله في النوم بئس الحالة
ثم الصلاة والسلام سرمدا ........... على النبي العربي أحمدا(/)
كيف تجد ما تبحث عنه في الأنترنت (البحث فن)؟
ـ[سامي عبدالعزيز]ــــــــ[13 Sep 2005, 11:45 ص]ـ
أقرء الموضوع كامل، وليس أول مشاركة فقط، فهو كله فوائد
أولاً: كيف تبحث في قوقل google
www.google.com
خصائص Google العجيبه (كما سميته)
1) العلامة +
الفائدة منها هي البحث عن جميع المواقع التي تحوي جميع الكلمات ...
مثال:
لكي تبحث عن المواقع التي تحوي الكلمتين school و tetcher ضع البحث بهذه الصورة: -
school +tetcher
2 ) العلامة -
الفائدة منها هي البحث عن جميع المواقع التي تحوي كلمة و لاتحوي كلمة أخرى
مثال:
لكي تبحث عن المواقع التي تحوي الكلمة school و لا تحوي الكلمة tetcher ضع البحث بهذه الصورة: -
school -tetcher
3 ) علامات التنصيص ""
الفائدة منها هي البحث عن جميع المواقع التي تحوي ما بداخلها بالكامل و بنفس الترتيب
مثال: -
لكي تبحث عن المواقع التي تحوي الجملة please learn me و بالكامل و بنفس الترتيب ضع البحث بهذه الصورة: -
" please learn me"
4 ) الرابط OR
الفائدة منه هي البحث عن جميع المواقع التي تحوي إحدى الكلمات أو جميعها
مثال: -
لكي تبحث عن المواقع التي تحوي الكلمة school أو الكلمة tetcher أو كليهما معاً ضع البحث بهذه الصورة: -
school OR tetcher
5 ) intitle
الفائدة منه هي البحث عن جميع المواقع التي تحوي كلمة في العنوان المخصص للمواقع على google
مثال: -
لكي تبحث عن المواقع التي تحوي الكلمة school في العنوان الظاهر على google ضع البحث بهذه الصورة: -
intitle:school
6 ) allintitle
نفس الفائدة من رقم 5 و لكن الفرق أنه هنا بإمكانك أن تبحث عن أكثر من كلمة
مثال: -
لكي تبحث عن المواقع التي تحوي الكلمات school و tetcher و book و ذلك في العنوان الظاهر على google ضع البحث بهذه الصورة: -
allintitle:school tetcher book
7 ) inurl
الفائدة منه هي البحث عن جميع المواقع التي تحوي كلمة في عنوان الموقع على الانترنت
مثال: -
لكي تبحث عن المواقع التي تحوي الكلمة school و ذلك في عنوانها على الانترنت ضع البحث بهذه الصورة: -
inurl:school
8 ) allinurl
نفس الفائدة من رقم 7 و لكن الفرق أنه هنا بإمكانك أن تبحث عن أكثر من كلمة
مثال: -
لكي تبحث عن المواقع التي تحوي الكلمات school و tetcher و book و ذلك في عنوانها على الانترنت ضع البحث بهذه الصورة: -
allinurl:school tetcher book
9 ) cache
الفائدة منه هي الاستفادة من موقع google لسحب الموقع المراد بالكامل مع الاشارة إلى الكلمات المراد البحث عنها
مثال: -
نريد أن نبحث عن كلمة boy في الموقع www.school.com ضع البحث بهذه الصورة:
cache::www.school.comboy
10 ) related
الفائدة منه هي إيجاد الروابط التي يكون فيها الموقع المذكور الصفحة الرئيسية
مثال: -
نريد أن نبحث عن الروابط الموجودة في الموقع www.yahoo.com
ضع البحث بهذه الصورة: -
related:www.yahoo.com
11) info
يعطيك معلومات عن الموقع الذي تريده
مثال: -
نريد معلومات عن الموقع [/ url] www.yahoo.com[/url] ضع البحث بهذه الصورة: -
info:www.yahoo.com
12) stocks
يستخدم كثيراً مع الرموز لاعطائك معلومات مفصلة مثلاً عليك وضع رمز شركة لا أن تضع اسمها
مثال: -
لكي تحصل على معلومات عن Intel و Yahoo ضع البحث بهذه الصورة: -
stock: intc yhoo
13) site
يتم البحث داخل الموقع المطلوب لاعطائك النتائج التي تحددها
مثال: -
لكي تحصل على صفحات المساعدة في موقع www.google.com
ضع البحث بهذه الصورة: -
help site:www.google.com
ـ[سامي عبدالعزيز]ــــــــ[13 Sep 2005, 11:45 ص]ـ
واذا وجدت الموقع الذي بحثت عنه ساقط وغير موجود على شبكة الانترنت فختار خاصية نسخة مخبئة من موقع جوجل تكون مكتوبة تحت كل موقع مبحوث عنه وهى خاصية مفيدة غالبا في انقاذ ما يمكن انقاذه، شاهد الصورة
http://www.shazly.net/hst1/sgvu4vxt...nskhh_mkhbi2h.rar
ـ[سامي عبدالعزيز]ــــــــ[13 Sep 2005, 11:45 ص]ـ
كيف تبحث في جوجل في المواقع العربية فقط انظر الصورة بالمرفقات
http://www.shazly.net/hst1/pm84f7q5...mwaqe_erbih.rar
كل ما تحب معرفته عن Google
http://www.google.com/intl/ar/about.html
http://www.google.com/intl/ar/faq.html
ـ[سامي عبدالعزيز]ــــــــ[13 Sep 2005, 11:46 ص]ـ
خدمة صفحات شبيهة في جوجل يعني لو تريد صفحات شبيهة لموقع معين:
بالمرفقات:
http://www.shazly.net/hst1/z6rpardq...sfhat_shbihh.rar
أحيانا جوجل لا تجده عربي
هنا تجده عربي:
http://www.google.com/intl/ar/
أحيانا تبحث في جوجل فيعطيك موقع وبأسفله معلومات عنه كهذة مثلاً:
... 2 - ةجردهملا تويزلا عيمجو ىرخألا ةدبزلا لئادبو
نيرجرملا عاونأ عيمج بنجت نوهدلل ةبسنلابو. ...
لغة غير مفهومة لكن لو دخلت الموقع هتلاقيها عربي مفهوم باستثناء بعض المواقع التي تكون باللغة الفارسية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سامي عبدالعزيز]ــــــــ[13 Sep 2005, 11:47 ص]ـ
جوجل هو أقوى محرك بحث لكنه لا يستطيع البحث في الأنترنت كله توجد محركات بحث أخرى تستعين بها لو تريد تبحث أكثر في مواقع الأنترنت لكن جوجل عموما هو الأفضل ولا غنى عنه
من هذة المحركات:
http://www.alltheweb.com/
http://www.altavista.com/
وهذا محرك - غير السابق - قرأت عنه بمجلة اونلاين أنه ينافس جوجل: http://www.altavista.com/web/text?raging=1
http://www.yahoo.com/
http://search.msn.com/
http://search.aol.com/aolcom/webhome
وفي برامج ومواقع بتبحث لك في عدة مواقع (البحث المتعدد) يعني طريقة أسهل للبحث في مواقع كثيرة
ـ[سامي عبدالعزيز]ــــــــ[13 Sep 2005, 11:47 ص]ـ
وتوجد أدلة وفهارس للمواقع، نافعة جداً: منها: http://www.raddadi.com
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Sep 2005, 11:34 ص]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الكريم سامي على هذه المعلومات الثمينة، وقد طبقت معظمها ودعوت لك بخير، وقد درا حديث مع بعض الإخوة فأثنى على جهدكم وتفانيكم في تعليم من يسألكم، ومبادرتكم الكريمة في نفع الآخرين،في هذا الملتقى وفي غيره، فجزاكم الله خيراً ونفع بعلمكم وبارك لكم فيه.(/)
تهنئة المشرف العام [مختارات صوتية من المناقشة]
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[13 Sep 2005, 04:35 م]ـ
بإذن الله تعالى ستتم مناقشة رسالة الدكتوراه بعنوان (الشاهد الشعري في تفسير القرآن الكريم) والمقدمة من زميلنا فضيلة الشيخ عبد الرحمن الشهري يوم الإثنين القادم 15/ 8، الساعة السادسة مساءً، وذلك في القاعة الكبرى في كلية أصول الدين في جامعة الإمام، نسأل الله له التوفيق والسداد.
ـ[د. عبدالمجيد إحدادن]ــــــــ[13 Sep 2005, 07:35 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله ... أخي عبد الرحمن الشهري ...
لا أستطيع حضور مناقشتكم لبعد المسافة ولكن أدعو الله لكم بالتوفيق والتيسير. ومن يقرأ ما تكتبونه في هذا الملتقى يعلم أن رسالتكم ستنفع بإذن الله المهتمين بالتفسير والدراسات القرآنية ..
أخوكم عبد المجيد ...
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[13 Sep 2005, 09:54 م]ـ
شكر الله لك مبادرتك بالإعلان يا دكتور إبراهيم، ولقد كنت أزوِّر هذا، وأنتظر مجيء يوم السبت ليتمَّ ذلك، لكنَّ مِنَى مناخُ من سبق، ولقد سبقتم.
وإنها لفرحة تتم لنا إن شاء الله بتتويج أبي عبد الله بالدكتوراه، وأسأل الله أن تكون عونًا له على الطاعة، وأن يزيده الله علمًا وبركة في الوقت، فلكم بذل لهذا الملتقى وتابع أعماله، وترك هذه الرسالة من أجله، وهاهو ينتظر قطف ثمرة جهده، فأسأل الله له التيسير والتسديد في القول والعمل.
ولقد تم ـ ولله الحمد ـ تحديد موعد المناقشة، وصدرت بصورتها الآتية:
يسر عميد كلية أصول الدين بالرياض دعوتكم لحضور مناقشة رسالة الدكتوراه المقدمة من الطالب عبدالرحمن بن معاضة البكري الشهري. وعنوانها:
الشاهد الشعري في تفسير القرآن الكريم
والتي ستناقش بمشيئة الله تعالى يوم الإثنين الموافق 15/ 8/1426هـ في قاعة المحاضرات الكبرى بالكلية بالمدينة الجامعية، وذلك في تمام الساعة السادسة مساءً.
لجنة المناقشة والحكم على الرسالة:
1 - أ. د.محمد بن عبدالرحمن بن صالح الشايع - رئيساً
الأستاذ بالكلية والمشرف على الرسالة.
2 - أ. د.تركي بن سهو العتيبي - عضواً
عميد البحث العلمي، والأستاذ بكلية اللغة العربية - قسم النحو والصرف المشرف المساعد على الرسالة.
3 - أ. د.زاهر بن عواض الألمعي - عضواً
الأستاذ بقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين
4 - أ. د.فهد بن عبدالرحمن الرومي - عضواً
الأستاذ بكلية المعلمين بالرياض - قسم الدراسات القرآنية
5 - أ. د.محمد عبدو فلفل - عضواً
الأستاذ بكلية اللغة العربية - قسم النحو والصرف
ـ[أبو الجود]ــــــــ[13 Sep 2005, 10:22 م]ـ
أسأل الله العظيم أن يوفقك وييسر لك أمرك أخي عبد الرحمن الشهري ونهنئك بالدرجة يوم الإثنين إن شاء الله وأسأل الله أن يرفع قدرك في الدنيا والآخرة وأسأل الله أن يجعلها طريقا إلى تقواه في السر و العلن
ـ[سلسبيل]ــــــــ[14 Sep 2005, 09:46 ص]ـ
نسأل الله له التوفيق والسداد
ـ[عيسى الدريبي]ــــــــ[14 Sep 2005, 01:53 م]ـ
نبارك لاخينا أبي عبد الله مقدما الدكتوراة ونشكر لزميلينا د/ابراهيم الحميضي ود/مساعد الطيارإعلان الخبرالذي اسعدنا لامورمنها:
حبنا لاخينا أبي عبد الله وسعادتنا بانهائه لهذه المرحلة
ولان ذلك سيعطيه مزيدا من الوقت لمتابعة هذا الموقع وتطويره وسنكون باذن الله من أول الحاضرين
وفقك الله وأعانك على حسن الجواب عند السؤال
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[14 Sep 2005, 02:39 م]ـ
أرجو، من الله تعالى، لأخينا الشيخ أبي عبد الله التوفيق والسداد، وأن يلهمه الحجة والرُّشد والبيان.
ـ[الميموني]ــــــــ[14 Sep 2005, 04:37 م]ـ
نبارك للشيخ عبد الرحمن الشهري مقدما راجين له حسن العاقبة و مزيد التوفيق
وفقكم الله يا شيخ عبد الرحمن
و جزى الله إخواننا على كتابتهم التذكيرية و التأييدية لك خيرا
ـ[المنصور]ــــــــ[14 Sep 2005, 05:04 م]ـ
أسأل الله تعالى التوفيق والسداد لشيخنا الفاضل، وأن يرزقنا وإياه والجميع الإخلاص في القول والعمل، وأن يجعلها عوناً على الطاعة، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[14 Sep 2005, 07:41 م]ـ
أسأل الله أن يبارك في شيخنا عبد الرحمن وأن يجعل عمله خالصاً لوجهه الكريم
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[14 Sep 2005, 09:10 م]ـ
أسأل الله للشيخ عبد الرحمن التوفيق والسداد، وأن تكون هذه الدرجة رفعة له في الدنيا والآخرة، وحافزا له لمزيد من العمل لدينه.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Sep 2005, 09:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أبارك مقدماً لأخي العزيز أبي عبدالله حصوله على هذه الشهادة التي أعتبرها هي التي تشرف بصاحبها.
ولا أريد أن أستطرد في الثناء على أخي؛ لأني لا أريد أن أكتب ما فيه إساءة إليه، فهو ممن يكره المدح، ويسوؤه أن تذكر بعض حسناته.
ولكني أسأل الله العظيم أن يرفع درجته، وأن يبارك له في علمه ووقته وأهله وماله.
ولا زلنا ننتظر المزيد منه ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[14 Sep 2005, 10:23 م]ـ
مبارك شيخنا الفاضل عبد الرحمن وأسأل الله أن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتك و أن يتقبله قبولا حسنا وأن يجعله لك ذخرا يوم تلقاه
جعلنا الله وإياكم ممن أفنى عمره في تعلم القرآن وتعليمه
مطلب بسيط: أرجو نقل فعاليات هذه المناقشة مباشرة على الشبكة أو على الأقل تسجيلها وبثها بع ذلك حتى تعم الفائدة.
ـ[محمد الحريص]ــــــــ[15 Sep 2005, 12:32 ص]ـ
أرجو، من الله تعالى، لأخينا الشيخ أبي عبد الله التوفيق والسداد، وأن يلهمه الحجة والرُّشد والبيان.
و أن يجعله للمتقين إماما.
ـ[أبو زينب]ــــــــ[15 Sep 2005, 08:26 ص]ـ
أخي الحبيب أبي عبد الله
فتح الله عليك فتح العارفين و جعلك من الفائزين الأولين و ثبتك عند سؤال الممتحنين و سدد جوابك بالقول المبين و أنالك الدكتوراه بدرجة المرموقين و ذلك في القادم من يوم الإثنين.
ـ[أبو علي]ــــــــ[15 Sep 2005, 09:20 ص]ـ
وفقك الله يا شيخنا عبد الرحمن.
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[15 Sep 2005, 10:21 ص]ـ
مبارك عليكم شيخنا عبدالرحمن وأسأل الله أن يوفقكم ويسددكم لكل خير ...
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[15 Sep 2005, 11:31 ص]ـ
اسأل الله لأبي عبد الله مزيداً من التوفيق والتسديد , وهذا موعد كنا ننتظره منذ أمد لكن اسأل الله أن يعوضك خيراً على ما بذلت في هذا الملتقى وترقبوا ابا عبد الله بعد أن أزاح عن كاهله هذا الهم.
ـ[أمين نورشريف]ــــــــ[15 Sep 2005, 12:35 م]ـ
شرح الله صدرك ويسر أمرك يا أبا عبدالله فلكم وددت أن أحضر هذه المناسبة رغم أني لا أجيد هذا الفن. وأنا أشاطر الأخ الكريم أبوصفوت بنقل فعاليات هذه المناقشة مباشرة عبر البالتوك أو تسجيلها ووضعها في الملتقى حتى تعم الفائدة
بالتوفيق يا فضيلة الشيخ!
ـ[الجعفري]ــــــــ[17 Sep 2005, 07:11 م]ـ
أسأل الله العظيم أن يوفقك وييسر لك أمرك أخي عبد الرحمن الشهري ونهنئك بالدرجة يوم الإثنين إن شاء الله وأسأل الله أن يرفع قدرك في الدنيا والآخرة وأسأل الله أن يجعلها طريقا إلى تقواه في السر و العلن
ولعل الله ييسر حضوري.
ـ[عبدالله بن عمر]ــــــــ[18 Sep 2005, 01:51 م]ـ
أخي ..
النية .. النية.
ولا تنس مقولة مالك عن موطأه وموطأ ابن ابي ذئب (ماكان لله فسيبقى).
ونتمنى لك التوفيق والسداد.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[19 Sep 2005, 02:43 ص]ـ
الحقيقة إنها لفرحة لنا بتتويج أخينا الفاضل بهذه الدرجة العلمية وإن كنت أقول له كما قيل:
وتزيدين أطيب الطيب طيباً = أن تمسيه أين مثلك أينا
وإذا الدر زان حُسْنَ وجوهٍ = كان للدر حسنُ وجهك زينا
فلقد زنتها يا أبا عبد الله ..
ـ[سوسن]ــــــــ[19 Sep 2005, 09:36 ص]ـ
ابارك لفضيلة الشيخ ابي عبدالله
واسأل الله العظيم أن يفتح عليه فتوح العارفين بحكمته
وأن ينشر عليه رحمته
وأن يذكره ما قد نسى
وأن يستخدمه لنصرة كتابه الكريم
وأن يرزقه الإخلاص في العلم والعمل
اللهم آمين
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[19 Sep 2005, 12:16 م]ـ
والله يا شيخ عبد الرحمن لو اني اعلم انه يمكنني ان احصل اليوم على تصريح لدخول السعودية لحضور هذه المناقشة ما فوت الفرصه ولكنه يحال بيننا وبين كثير مما نشتهي فلله وحده الشكوى ولكني اسال الله تعالى لك التوفيق كله وان ياخذ بيدك الى الخير والمعروف فوالله انك لمن اهل الخير والمعروف واسال الله لك ان تكون النتيجة نجاح بامتياز واني لاراها كذلك ان شاء الله
وفقك الله وما اسعد اللقاء بكم
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[19 Sep 2005, 09:22 م]ـ
يا دال هذا يوم عرسك فافرحي = فالآن كوني قبله يادال
الآن حق لكِ الفخار وتوجت = منكِ الجبين وطابت الأحوال
أوما رأيتِ جمال حرفك باسما = قبل الفتى رسما به ويقال
ـ[إبراهيم الدوسري]ــــــــ[19 Sep 2005, 10:51 م]ـ
أجمل التهاني وأغلى التحايا نزفها إلى محبوب الملايين فضيلة الشيخ والأخ الدكتور/عبدالرحمن بن معاضة البكري الشهري بمناسبة حصوله على درجة الدكتوراة مع مرتبة الشرف الأولى في القرآن وعلومه.
سائلا الله الكريم أن يجعلها عونا له على البر وسبيلا إلى جناته ورضوانه.
أخوكم /إبراهيم الدوسري
ـ[د. عبدالمجيد إحدادن]ــــــــ[19 Sep 2005, 11:18 م]ـ
أهنئك من خالص قلبي على نيلك الدكتوراه بهذه المرتبة وأسأل الله العليم القدير أن يجعلها درجة مباركة ...
ـ[أبو العالية]ــــــــ[19 Sep 2005, 11:28 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
نبارك للشيخ الكريم والحبيب المفضال عبد الرحمن الشهري مقدماً
وأسأ ل المولى جلَّ في علاه أن يوفقه ويسدده وأن يفتح عليه فتوح العارفين، وأن يكتب له القبول في السماء والأرض ولما كتب، وأن ينفع به الإسلام والمسلمين، فطوبي لمن استعمله الله في طاعته.
هنيئاً يا شيخ عبد الرحمن على ذلك مقدماً وزادك ربي من فضله الكبير، وأجزل لك العطاء والفتح والعلم والعمل والفقه في الدين.
وكذا لمن يقرأ
محبكم
أبو العالية
عفا الله عنه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[19 Sep 2005, 11:53 م]ـ
ببالغ السرور نهنئ أخانا الكريم الدكتور عبد الرحمن بن معاضة البكري الشهري بمناسبة حصوله على درجة الدكتوراه في القرآن وعلومه بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى، ولقد كان بها حقيقاً.
والدكتور عبد الرحمن حاصل على الشهادة الجامعية من كلية الشريعة بفرع جامعة الإمام بأبها عام 1414.
كما حصل على شهادة جامعية أخرى من كلية اللغة العربية من جامعة الملك خالد بأبها عام 1421، وذلك عن طريق الانتساب.
وحصل على درجة الماجستير من قسم القرآن وعلومه في كلية أصول الدين بجامعة الإمام عام 1420.
وحصل على دبلوم اللغة الإنجليزية من كندا عام 1421.
كما حصل على عدد من الدورات التدريبية في فنون مختلفة.
وهو مع ذلك شاعر وأديب.
نسأل الله تعالى أن تكون هذه الدرجة عوناً له على طاعته، وأن ينفع به المسلمين، ويجعله مباركاً أينما كان، كما نسأله - سبحانه – أن يمنِّ علينا جميعاً بالعلم النافع والعمل الصالح إنه قريب مجيب.
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[20 Sep 2005, 12:05 ص]ـ
نوقشت مساء هذا اليوم رسالة الدكتوراه لأخينا ومشرفنا في هذا الملتقى أبي عبدالله، ولقد كانت أمسية علمية، وعرسا مشهودا حضره لفيف من المختصين والمحبين، ومنح على إثرها شهادة الدكتوراه بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى.
والشيخ عبدالرحمن قد تخرج من رحم الشريعة, وارتضع من لبان العربية، (ويحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب)، فلا عجب أن يتصدر لموضوع مهيب لرسالته: (الشاهد الشعري في تفسير القرآن)، ومن طريف الموافقات – التي تذكر فتشكر - أنه اجتمع لديه العمل في الرسالة مع ولادة الموقع، فكانا لديه كضرتين متشاكستين لكنه عدل بينهما, وأعطى كل ذي حق حقه، وبذل في ذلك جهدا ووقتا كبيرين، أقول هذا لقربي ومعرفتي به فهو جاري ويجمعنا مسجد واحد.
أسأل الله لأخينا وحبيبنا المزيد من التوفيق والسداد في حياته العلمية والعملية.
ـ[عبد الله]ــــــــ[20 Sep 2005, 12:21 ص]ـ
مبارك لك وعليك أخي الحبيب أبا عبد الله
ونفعك ونفع بك
أخوك المحب
عبد الله إبراهيم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[20 Sep 2005, 01:20 ص]ـ
هنيئاً لشيخنا الكريم المعطاء ..
ومبارك لك وعليك ما حصّلته يا شيخ عبد الرحمن ..
ونسأل المولى تبارك وتعالى أن يصل فعلك بالتوفيق، وقولك بالصواب، وأن يجعل أحوالك كلها منظومة بالصلاح، راجعة إلى حميد العاقبة، متألفة بشوارد السرور، وأن يمدّ في عمرك لكسب الخير، ويوفّر حظّك من المدح والثناء ..
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[20 Sep 2005, 05:04 ص]ـ
السلام عليكم بسم الله ما شاء الله ونفع بك مشرفنا المفضال الحق أن التهنئة لأنفسنا بهذا المنصب الرفيع ...
استدل الزرقاني شارح الموطأ - رحمه الله - في رسالة من تأليفه بجواز التهنئة بالمناصب الدينية الرفيعة من حديث أبي بن كعب وقول النبي صلى الله عليه وسلم (ليهنك العلم أبا المنذر) رواه مسلم في الصحيح .. والحق إني أغبن أخانا خالد الباتلي على المجاورة ...
وتقبل مني وافر الاحترام والتقدير مشرفنا العزيز
ـ[أبو زينب]ــــــــ[20 Sep 2005, 08:19 ص]ـ
إن اللسان يعجز و القلب يفرح و إنا لنجاحك الباهر -يا دكتور - لمبتهجون.
أخي الفاضل الدكتور عبد الرحمن هنيئا لك و لنا بالدكتوراه.
نفع الله بك و زادك فقها و علما.
و نسأل الله لنا و لك المزيد من العلم النافع و العمل الخالص.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[20 Sep 2005, 09:58 ص]ـ
هجم علي السرور يوم ان ابلغني العلامة النابه الدكتور الحبيب مساعد الطيار نبا مناقشة الاخ الحبيب الدكتور عبد الرحمن رسالته المعدة لنيل الدكتوراة وانها لفرحة غامرة وسعادة لا توصف فعسى ربي ان يرفع الاخ في الآخرة كما رفعه في الدنيا باعلى منازل التكريم فهنيئا مريئا عليك الدكتوراه ايها الاخ الحبيب واسال الله تعالى ان يجعلك من العلماء العاملين وان لا يفتنك بما اعطاك وان يجعل حظ المسلمين فيك كبيرا
واقبل خالص التحيات من المحب
ـ[أبو المهند]ــــــــ[20 Sep 2005, 10:17 ص]ـ
سعادة الدكتور: عبد الرحمن البكري الشهري وفقه الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فقد علمنا أن الله ـ عز وجل ـ وفقكم، ونلتم درجة الدكتوراه، وكم كنت أتمنى أن أكون في مقدمة الحاضرين والمهنئين، ولكن حسبنا أن أحبابنا من أهل العلم والمعرفة الذين حضروا قد أنابوا عن كل أهل العلم الذين يعرفنونكم، وخاصة أحبابك في كلية الشريعة بأبها، خالص تهانينا، وإلى الأمام دوما، في خدمة الإسلام والمسلمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أمين نورشريف]ــــــــ[20 Sep 2005, 10:24 ص]ـ
بارك الله لك وعليك وجمع الله بينكما على خير. هنيئا لدرجة الدكتوراه بشيخنا المفضال أبي عبدالله.
أسأل الله تعالى أن يوفقك لما يحبه ويرضاه وأن يجعلك من العاملين المخلصين لهذا الدين.
دمتم لمحبكم في الله أمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[20 Sep 2005, 10:28 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد
فلقد غمرتنا الفرحة بما حصل عليه أخونا أبو عبدالله عبدالرحمن البكري الشهري، وأسعدنا التقدير العالي الذي ناله بجدارة واستحقاق.
وبهذه المناسبة يسرني أن أكون من المهنئين له هنا، وأسأل الله الكريم أن يوفقه لما يحب ويرضى، وأن يستعمله في طاعته، وأن ينفع به، وأن يجعله مباركاً أينما كان.
ـ[أم عاصم]ــــــــ[20 Sep 2005, 11:56 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هنيئا للأخ الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري على حصوله على درجة الدكتوراه بهذه المرتبة.
نسال الله سبحانه العلم النافع والعمل الخالص.
ـ[الباجي]ــــــــ[20 Sep 2005, 12:47 م]ـ
الحمد لله.
نهنئ أنفسنا ... ونهنئ مشرفنا الفاضل أبي عبد الله لحصوله على شهادة الدكتوراه ... وأقول له: ألف ألف مبروك ... ونتمنى له المزيد من العطاء والخير في خدمة العلم والمعرفة ...
وفق الله الجميع لكل خير ... ونفع بهم أينما حلوا وارتحلوا ...
ـ[سلسبيل]ــــــــ[20 Sep 2005, 01:05 م]ـ
نهنئ جميع أعضاء ملتقى أهل التفسير وهذا ليس بغريب على المشرف العام على صرح علمي كهذا الملتقى المبارك
ثم نهنئ الدكتوراه أن اقترنت باسم فضيلته
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
ـ[أبو الجود]ــــــــ[20 Sep 2005, 02:58 م]ـ
أسأل الله أن يجعلها مباركة وأن يجعل الشيخ من العلماء العاملين وأن يبارك له في علمه وكم كنا سعداء بنبأ المناقشة وها نحن نهنئ بالإمتياز جعله الله بداية حياة مليئة بالتقوى و العلم والعمل الصالح
ـ[أبو حسن]ــــــــ[20 Sep 2005, 05:35 م]ـ
نسأل الله لنا ولك التوفيق يا أباعبد الله
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[20 Sep 2005, 05:49 م]ـ
أبارك لأخينا الحبيب الشيخ الدكتور الأديب الفاضل عبد الرحمن الشهري على نيله درجة العالِمية العالية، وأسأل الله أن يجعلها رفعة له في الدنيا والآخرة، وأن ينفع به أمة الإسلام.
مبارك يا أبا عبد الله، تستحق كل خير.
http://taqnia.com/up/ar/main_i.jpg
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[20 Sep 2005, 06:55 م]ـ
الحمد لله رب العالمين على ما أتم من نعمته على أخيناو حبيبنا أبي عبد الله، وأسأل الله لي وله ولكم الرفعة في الدرجات، والفوز بالجنات.
لقد كانت مناقشة علمية هادفة، أفاد منها الحضور، وسعدوا بما فيها من الأدب الجمِّ من المشايخ الفضلاء، فلقد ـ والله ـ أمتعونا بأدبهم واحترامهم وعلمهم، وكم نتمى أن تكون المناقشات العلمية للرسائل على هذا الطراز.
ولقد فاتني ـ مع كل أسف ـ أن أدون بعض الفوائد العلمية التي أشار إليها الأساتذة الفضلاء المناقشون، ولعل الله ييسر طرحها في وقت لاحق بإذنه.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[20 Sep 2005, 07:11 م]ـ
أبا عبد الله اعذرني فلم تسعفني القريحة إلا ببيت يتيم:
-"هل شهدتم لعلمه"قلت: حقا********لي من الشعر شاهد لا يزول.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[20 Sep 2005, 08:24 م]ـ
نفعك الله بها وجعلها مباركة عليك ونافعة لأمة الإسلام وأسأل الله لك أن يوفقك لأعمال أخرى نافعة
ـ[بدر]ــــــــ[20 Sep 2005, 08:51 م]ـ
السلام عليكم ..
أبارك للدكتور عبدالرحمن هذه الدرجة العلمية .. و أتمنى له التوفيق و السداد في الدنيا و الأخرة .. و جميع الأخوة في هذا الملتقى ..
و أبث لكم هذه الصورة من خلف الكواليس:) مع تحديد للشخصيات ..
http://www.mojama.net/files//images/lqta-munaqasha.jpg
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[20 Sep 2005, 08:53 م]ـ
بارك الله لك أبا المها, وكم كنت مشتاقاً للحضور والاستفادة, ولكن أمر الله واختياره فوق كل أمر وخير من كل اختيار, (وعذري في بريدك الخاص).
جعلها الله لك خير معين على طاعته, وخير سبب إلى العلم ونشره.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[20 Sep 2005, 09:08 م]ـ
أبارك لأخي الدكتور عبد الرحمن حصوله على درجة العالمية العالية ولقد فرحنا بها يا أبا عبد الله، أسأل الله الكريم أن يجعلها عونا لك على طاعته وتقبل تحياتي.
ـ[محمد البكري]ــــــــ[20 Sep 2005, 09:58 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد النبي الكريم وبعد: ـ
بقلب تغمره الفرحة وتملؤه السعادة أتقدم باسم والدي وباسمي بأحر التبريكات وأطيب التهنئات لصاحب الفضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن معاضة البكري الشهري لقاء حصوله على درجة الدكتوراه بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى عن جدارة
أسأل الله تعالى أن تكون عوناً له على طاعته وأن يبارك له في وقته وأن يصلح ذريته وأن ينفع الجميع به.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[21 Sep 2005, 03:14 ص]ـ
مبارك لشيخنا أبي عبدالله على درجة الدكتوراه , ونسأل الله أن تكون عوناً على الطاعة , وكم أبهجني ماذكره الشيخ مساعد من تميز المناقشة بالأدب الرفيع من المشايخ الفضلاء فقد كنت أخشى أن يكون فيها مايكون في بعض المناقشات لأن مايخدش مشرفنا يخدشنا. والسلام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[21 Sep 2005, 04:26 م]ـ
مباركة الدرجة:
لم يؤثروك بها إذ قدموك لها * لكن لأنفسهم كانت بك الأثر
فهنيئاً لتلك الدرجة مثلكم، وأعلم أن همتكم لاتقنع بالدون فلا حاجة إلى أن تحض فيقال لها إلى الأمام.
وفقك الله لتحصيل أعلى الدرجات في الدنيا والآخرة.
ونفع بكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[21 Sep 2005, 04:43 م]ـ
بارك الله لكم في علمكم ونفع بكم
وزادكم من نعيمه وفضله
وعقبال الاستاذية
ـ[محمد بن زايد المطيري]ــــــــ[21 Sep 2005, 07:46 م]ـ
شيخنا الحبيب عبد الرحمن الشهري ...... سلمك ربي ورعاك
خبر سعيد طار له قلبي فرحاً , فسطر كلمات حُبٍ ودعاء: حُبٍ لجميل الخلق , ورفيع الأدب.
ودعاءٌ بعلمٍ نافعٍ , وعملٍ صالحٍ , ومستقبل باهرٍ بإذن الله.
وأسأل الله جل ثناؤه أن يجعلك مباركاً أينما كنت , وأن يجعلني وإياك وجميع الأخوة رواد الملتقى: ممن لايزيده تقادم الأيام إلا قوة ً في علمه وعمله.
أخوك: العتيق
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[22 Sep 2005, 12:43 م]ـ
نفعك الله بعلمك أخي الفاضل ...
وأسأل العلي القدير أن يثيبك ويرفعك في عليين
ويزوجك بالحور العين
ويحشرك مع الأنبياء والصالحين
مبارك علينا
ـ[ناصر الماجد]ــــــــ[22 Sep 2005, 01:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
وأبارك لأخي د/ عبد الرحمن، حصوله على هذه الدرجة العلمية وأسأل الله أن يجعلها عونا على طاعته ومقربتة مرضاته
وأتمنى على أخي عبد الرحمن أن يبادر في طباعة الرسالة فهي فعلا رسالة قيمة تستحق النشر
ـ[لطفي الزغير]ــــــــ[22 Sep 2005, 02:22 م]ـ
أبارك للأخ الدكتور عبد الرحمن الشهري حصوله على هذه الدرجة، والله أسأل أن ينفع بعلمه ويبارك فيه، ولقد كان مستحقاً لهذه الدرجة بل وأكبر منها من خلال مشاركاته القيمة في هذا الملتقى المبارك.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Sep 2005, 12:58 م]ـ
قرأت كل كلمة ... وكل حرف مما سطرته أناملكم المحبة الصادقة. وهممت بالرد على كل دعوة من أخ كريم وأخت كريمة .. ثم ترددت لعجز الكلمات التي أعرفها عن حمل التعابير التي أعنيها، فرجعت لمعاجم الألفاظ أبحث فيها عن الألفاظ التي تستوعب أكبر قدر من المشاعر فعدت بخفي حنين، وأدركت أن اللغة عاجزة عن التعبير عن المشاعر. ولساني خلال ذلك كله لم يتوقف عن أمرين:
الأول: الحمد لله سبحانه وتعالى، الذي هيأ لنا أمثالكم من الأساتذة والأحباب والأصحاب، الذين يفخر المرء بهم، ويزهو بمعرفتهم ومحبتهم. كما وفق سبحانه وتعالى لإنجاز هذه الدراسة العلمية، التي أرجو أن تقدم شيئاً ذا نفع للمتخصصين في الدراسات القرآنية واللغة العربية، مع اعترافي قبل نشرها بالعجز والتقصير.
الثاني: الشكر لكم جميعاً على هذه المشاعر الصادقة، والدعوات المسددة التي شعرت ببركتها تسري في مراحل هذا البحث ومناقشته ونتيجته التي وفق الله إليها فله الحمد والشكر. وإن مرتبة الشرف الحقيقة التي أعتز بها هي هذه المشاعر الأخوية الصادقة التي شرفت بها منكم أيها الإخوة الفضلاء، سواء من حضر منكم ولبى الدعوة، أو من شاركنا بمشاعره ودعائه، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يعلي أقداركم عنده، وأن يضاعف لكم الأجر والمثوبة جزاء هذا الموقف النبيل المشرف الذي وقفتموه معي في هذه المناسبة العزيزة.
وإنني أعتذر أشد الاعتذار لكل من لم أتمكن من جواب رسالته البريدية أو الهاتفية بما تستحقه من الشكر وحسن الرد، فو الله ما تركت الرد إلا عجزاً، ولقد أبان لي هذا الموقف عن صدقكم ومحبتكم في الله لأخيكم وخادمكم الذي يكن لكم أصدق مشاعر الحب والتقدير والوفاء، ورزقني الله وإياكم الإخلاص والسداد في القول والعمل، ونسأل الله أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وألا يجعل حظنا من العلم هذه الشهادة. وأسأل الله أن يوفقنا لبذل المزيد من الجهد والوقت لتطوير هذا الموقع بما يستحقه رواده وزواره من العناية والإكرام، فقد كان له فضل في تعريفنا على عدد كبير جداً من الفضلاء وطلاب العلم في مختلف بقاع الأرض فلله الحمد والمنة.
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[24 Sep 2005, 07:07 ص]ـ
أسف على التأخر
أسأل الله أن يجعل درجه الدكتوراه مباركة وأن يجعل الشيخ عبدالرحمن الشهري من العلماء العاملين وأن يبارك له في علمه
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Dec 2005, 01:55 م]ـ
أذيعت المناقشة في برنامج أطروحة على الهواء في إذاعة القرآن الكريم السعودية يومي الخميس 7/ 11/1426هـ و 14/ 11/1426هـ. وفات بعض الأصدقاء الاستماع للمناقشة، فأحببت إتاحتها لمن شاء الاستماع ولعله يسدد ما قد يسمعه من الخلل. والله يوفق الجميع لما يحب ويرضى. ولعل هذه المناقشة تكون باكورة لمناقشات لرسائل علمية متخصصة تتاح للجميع عبر هذا الموقع مستقبلاً إن شاء الله. ونظراً لاختصار ما أذيع في برنامج أطروحة على الهواء من المناقشة رفعت ما اخترته من المناقشة، مما رأيته مفيداً للمستمع، دون إشغاله بتفاصيل في المناقشة قد لا يدركها إلا المناقش والطالب فقط.
مناقشة رسالة
الشاهد الشعري في تفسير القرآن الكريم ( http://tafsir.net/audio/open.php?cat=1&book=16&PHPSESSID=d9e10964723056d5bf029b6b1dbe5c73)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[18 Dec 2005, 03:00 م]ـ
أحسنتَ، بارك الله فيك.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[08 Jul 2010, 09:16 ص]ـ
مناقشة رسالة
الشاهد الشعري في تفسير القرآن الكريم ( http://tafsir.org/audio/open.php?cat=1&book=16&PHPSESSID=d9e10964723056d5bf029b6b1dbe5c73)
جزاكم الله خيرا وبارك في علمكم
الرابط لم يعمل عندي , فهل بالإمكان وضع رابط آخر للإستفادة؟
ـ[عمر جاكيتي]ــــــــ[08 Jul 2010, 11:05 ص]ـ
موضوع شيق أيقظتها الأخت أفنان ... بعد خمس سنوات من الرقاد ... !!!
فأين الرابط يا دكتور ... ؟؟!!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Jul 2010, 03:42 م]ـ
نسأل الله الستر في الدنيا والآخرة.
ما كنتُ أحب إثارة هذه الموضوع مجدداً، طلباً للعافية والسلامة.
أما وقد سألتم فهذا رابطها ..
http://www.tafsir.net/audio/sound/dr1.rm
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Jul 2010, 04:50 م]ـ
طالب "مشاغب"
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
زادك الله رفعة وحبا في قلوب عباده
ودفع عنك كل سوء ومكروه
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[09 Jul 2010, 01:44 ص]ـ
هل طبعت الرسالة؟(/)
الشيخ العلامة الفقيه النادر, عبد الله بن بيه بقلم د. سلمان العودة
ـ[المجدد الوسطي]ــــــــ[16 Sep 2005, 05:03 ص]ـ
الشيخ العلامة الفقيه النادر, عبد الله بن الشيخ المحفوظ بن بيه الشنقيطي
د. سلمان بن فهد العودة 11/ 8/1426
15/ 09/2005
الشيخ العلامة الفقيه النادر, عبد الله بن الشيخ المحفوظ بن بيه الشنقيطي.
من فحول الفقهاء، وأكابر العلماء، وزعماء النهضة في العالم الإسلامي؛ تشهد بذلك مسيرته العلمية والعملية، وجهوده الكبيرة، ومناصبه التي تقلدها، وكتبه ومقالاته، ومشاركاته الفاعلة.
والذي يُكتب له أن يجالس الشيخ أو يحظى بقربه لا تخطئ عينه العديد من الخصائص والصفات التي حباه الله إياها، والتي قل أن تجتمع لرجل في هذا الزمان, فمن ذلك:
1 - التكامل في شخصيته بين العلم والعمل، والتمكن في فنون كثيرة، والروح الاجتماعية، وحسن التربية، سوى أنه يبخس حق نفسه بتواضعه الجمّ، وبإنهاك البدن بالعمل والترحال، والتصدي لجلائل الأعمال.
2 - المعرفة التامة بالتراث الفقهي مخطوطة ومطبوعة، وجودة الاطلاع، وقوة الاستحضار، والغوص على دقيق المسائل والفروق والعلل.
وأنت قد تجد الحافظ الذي يسرد المتون نثراً ونظماً، لكن قلما تجد الفقيه المتمكن الحلّال للمعضلات، وأحسب أن معالي الشيخ من هذا الطراز.
3 - الوعي بالعصر وقضاياه ومشكلاته ومستجداته، ومعرفة تاريخ الفكر وتياراته, ومتغيرات المجتمعات ونوازلها، ساعده على ذلك جودة قريحته، وحدة ذهنه، وانغماسه في العمل البناء في أيامه الأولى، وإتقانه للغة الفرنسية، وله برنامج إفتائي في قناة (اقرأ) باللغة الفرنسية يتابعه المسلمون في فرنسا والدول الناطقة بالفرنسية.
ولذلك كتب وأبدع؛ كما تجد في (حوار عن بعد) وهو أحد مؤلفاته القيمة، وغيره من كتبه.
4 - الدأب والمواصلة والإصرار، فالشيخ في سابقته وسنه يحفز الشباب للعمل والإيجابية بحيويته وإنجازه، وأنت لا تراه إلا قارئاً أو كاتباً أو متحدثاً أو منغمساً في حل مشكلة، أو مهموماً بمشروع إسلامي يخدم الأمة ويحقق شيئاً من تطلعاتها.
5 - وهو رجل عالمي، تجد آثار عمله الجاد المنظم في فرنسا وأوربا كلها, كما تجده في أمريكا وكندا، كما تجده في موريتانيا، حيث ولد وعمل، كما تجده في دول المغرب، كما تجده في دول الشرق، والسعودية والخليج وغيرها ...
ولذلك كتب الله له القبول والمحبة والذكر الحسن، ولعل هذا عاجل بشراه.
6 - والشيخ رجل خلق وكرم، فهو بشوش، سمح المحيّا، كريم المعشر، يعطف على الضعيف والمسكين، ومنزله في جدة مأوى للمحتاجين والمنقطعين من الشناقطة وغيرهم.
ولاجتماع هذه الخصال في الشيخ صار بهذه المنزلة الكريمة عند الخاص والعام، وكتب الله له هذا التأثير والحضور في المحافل الإسلامية والمجتمعات الدعوية، وأصبح يعد أحد المراجع العلمية في العالم الإسلامي.
أسأل الله له الثبات والسداد وطول العمر وحسن العمل إنه جواد كريم.
والحمد لله رب العالمين.
د. سلمان بن فهد العودة
ـ[الراية]ــــــــ[24 Sep 2005, 10:56 م]ـ
xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx
ـ[إمداد]ــــــــ[30 Sep 2005, 03:08 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وحفظ علماء المسلمين من كل سوء ومكروه
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[30 Sep 2005, 02:14 م]ـ
جزاكم الله خيرا, وهو عالم فاضل جليل يتمتع برفيع الشيم.(/)
صفحات من التاريخ الصهيوني الاسود::: مذبحة صبرا و شاتيلا
ـ[ hedaya] ــــــــ[16 Sep 2005, 06:14 ص]ـ
صفحات من التاريخ الصهيوني الأسود
(((مذبحة صبرا وشاتيلا)))
سبتمبر 1982 مـ
إذا فتشنا فى تاريخ إسرئيل فسنجده تاريخاً أسود, ملطخاً بالدماء، حافلا بالمجازر والمذابح الدموية البشعة التي ارتُكِبَت بحق أبناء الشعب الفلسطينى في نابلس وجنين وطولكرم والخليل ورام الله ورفح وخان يونس وبيت حانون وجباليا والشجاعية والزيتون وخزاعة والبريج والنصيرات وفي العديد من المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة .. ولعل من أبشع هذه المجازر الصهيونية وحشية ودموية وتوجيهاً لمجريات الصراع بين المحتل الغاشم وأصحاب الأرض السليبة المذبحة التي نخط كلماتنا عنها اليوم،
مذبحة سالت فيها دماء الأبرياء وصعدت فيها قوافل الشهداء،
إنها مذبحة صبرا وشاتيلا
في صباح السابع عشر من سبتمبر عام 1982م أي قبل 23 عاماً , استيقظ لاجئو مخيمي صابرا وشاتيلا على واحدة من أكثر الفصول الدموية فى تاريخ الشعب الفلسطيني الصامد، بل من أبشع ما كتب تاريخ العالم بأسره في حق حركات المقاومة والتحرير. في تلك المذبحة تحالف أعداء الإسلام من صهاينة وخونة فانضم الجيش الإسرائيلى إلى حزب الكتائب اللبناني ليسطروا بالدم صفحة من صفحات الظلم والبطش في مجزرة إلى تصفية الفلسطينيين وإرغامهم على الهجرة من جديد.
صدر قرار تلك المذبحة برئاسة رافايل إيتان رئيس أركان الحرب الأسرائيلى وآرييل شارون وزير الدفاع آنذاك فى حكومة مناحم بيجن.
بدأت المذبحة فى الخامسة من مساء السادس عشر من سبتمبر حيث دخلت ثلاث فرق إلى المخيم كل منها يتكون من خمسين من المجرمين والسفاحين، وأطبقت تلك الفرق على سكان المخيم وأخذوا يقتلون المدنيين قتلاً بلا هوادة، أطفالٌ فى سن الثالثة والرابعة وُجدوا غرقى فى دمائهم , حواملُ بُقِرَت بُطونهنّ ونساءٌ تمَّ اغتصابهنَّ قبل قتلِهِنّ, رجالٌ وشيوخٌ ذُبحوا وقُتلوا , وكل من حاول الهرب كان القتل مصيره! نشروا الرعب فى ربوع المخيم وتركوا ذكرى سوداء مأساوية وألماً لا يمحوه مرور الأيام في نفوس من نجا من أبناء المخيمين.
48 ساعة من القتل المستمر وسماء المخيم مغطاة بنيران القنابل المضيئة .. أحكمت الآليات الإسرائيلة إغلاقَ كل مداخل النجاة إلى المخيم فلم يُسمح للصحفيين ولا وكالات الأنباء بالدخول إلا بعد انتهاء المجزرة فى الثامن عشر من سبتمبر حين استفاق العالم على مذبحة من أبشع المذابح فى تاريخ البشرية ليجد جثثاً مذبوحة بلا رؤوس و رؤوساً بلا أعين و رؤوساً أخرى محطمة! ليجد قرابة 3000 جثة ما بين طفل وامرأة وشيخ ورجل من أبناء الشعب الفلسطينى والمئات من أبناء الشعب اللبنانى!
مجزرة صبرا وشاتيلا لم تكن الجريمة الصهيونية الأخيرة بحق الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني، فمسلسل المجازر اليومية لم ينته، والإرهابي شارون لم ولن يتوانى عن ارتكاب مزيد من المجازر في حق الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع العالم من العالم بأسره. وكأن يديه القذرتين اعتادتا أن تكونا ملطختين بالدم الفلسطيني أينما كان.
لكننا نحن المسلمون نسعى لنحيى قضيتنا ونذكر بها وندعم إخواننا المجاهدين الواثقين أن سبيل النصر الوحيد هو طريق الجهاد والاستشهاد، ندعمهم يداً بالدعاء ويداً بالعطاء لأرض الإسراء، نبذل ما بوسعنا لإضعاف اليهود بمقاطعتهم مقاطعة اقتصادية شاملة تحيط بهم وتبث الوهن في معداتهم ... لعل هذا هو أقل ما يمكن أن نعتذر به لربنا ونقدمه وفاء للشهداء والاستشهاديين والمظلومين والمجاهدين. فلنأخذ بأسباب استحقاق النصر ولنعمل جاهدين لهذا الدين ولنَصْدُق ما عاهدنا الله عليه وهو جلَّ وعلا بقهر أعدائنا كفيل ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم.(/)
" متأخر! خير من أن لا يأتي .. "
ـ[ hedaya] ــــــــ[18 Sep 2005, 12:41 م]ـ
http://www.w6w.net/users/14-09-2005/w6w_20050914200745213495edbb88e.gif
متأخر! خير من أن لا يأتي ..
صرخة مدوية لم تصل الآذان إلا متأخرًا، ونداء استغاثة بلغنا بعد فوات الأوان؛ فإعلامنا وصحافتنا كانت مشغولة بزواج المطرب (س) وخطوبة المغنية (ص)! وأخبار مدرسة الإنحراف! ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم ... إنها صرخة واستغاثة الرئيس النيجيري المسلم (حما أحمدو) الذي ناشد المجتمع الدولي إنقاذ بلده من مجاعةٍ كبيرةٍ وشيكة الحدوث .. تهدد 12 مليون شخص يقطنون تلك الديار المسلمة.
هاهي المجاعة أصبحت واقعًا نشهده الآن في بلد 98% من سكانه مسلمون، وضربت المجاعة فيه فعليًا3.000.000 شخص منهم 800.00 طفل بريء! والعشرات يموتون يوميًا وهم يتساءلون: أين إخواننا في الدين؟ ولماذا لا يغيثوننا من الهلاك؟! وكيف تمتلىء موائدهم بالطعام، وبطوننا فارغةٌ حتى من كسرةٍ خبزٍ ناشفة!
لقد أصبحت أوراق الشجر ومخزون قرى النمل هي الزاد الذي لا يسد جوع أحدهم، والسبب موجة حادة من الجفاف أضعفت الإنتاج الزراعي، ثم أتت أسراب الجراد على ما قد تبقى من محاصيل! وزاد الطين بلة ما نجم بعد المأساة:
- تفكك الأسر وازدياد حالات الطلاق.
- معدلات التسول والسرقات ترتفع.
- زنا وبيوت دعارةٍ تنتشر.
عدا سوء التغذية وتضاعف عدد الوفيات، وما سبق بيانه من مآسي وويلات! بعد هذا كله فلنتأمل أخي وأختي حالنا نحن: منذ أول قرصة جوعٍ في البطن، تمتد أيدينا لسماعة الهاتف كي نطلب وجبةً من مطعم، أو تتجه أرجلنا نحو المطبخ فتجد في الأدراج والثلاجة كل ما لذ وطاب!
وأخيرًا فـ "بالشكر تدوم النعم" و"صنائع المعروف تقي مصارع السوء" وفوق هذا كله .. إن لم نكن نحن لهم، فمن لهم؟ تبرعك بدراهم معدودة ينقذ نفسًا من الموت، وأختًا مسلمةً من شر الزنا، ويعيد لإسرةٍ مؤمنة تماسكها.
من موقع جمعية العون المباشر - لجنة مسلمي أفريقيا - نقلت لكم البيانات التالية: ص. ب: 1414 الصفاة 13015 الكويت، ت: 866888 965+ وف: 2528399 965+ للوصول إلى موقع الحملة .. اضغط هنا فضلاً. ( http://www.labaik-africa.org/index.php?action=pages&************************10) أو توجهوا لأقرب لجنة إغاثة موثوقة حولكم.
قال الله عز وجل: {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة، والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم} فأبشروا إخواني بمضاعفة الأجور وتيسير الأمور، ولنكن لإخواننا في النيجر خير معين.
روابط ذات صله ..
شريط "ماتوا بين يدي" .. ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_************************26649)
انهم يأكلون أوراق الشجر ( http://www.al-multaqa.net/vb/showthread.php?t=8028)
لبيك افريقيا ( http://www.al-multaqa.net/vb/showthread.php?p=74996#post74996)
حملة مناصرة النيجر ( http://www.islamway.com/Basateen/niger/)
http://www.islamway.com/team/uploads//post-11-1125255261.jpg(/)
"" ليلة النصف من شعبان .. ""
ـ[ hedaya] ــــــــ[19 Sep 2005, 05:49 ص]ـ
http://www.w6w.net/upload/17-09-2005/w6w_20050917143955795fa27b.JPG
الناس في ليلة النصف من شعبان قسمان:
- قسم يتحمس لهذه التقاليد الموروثة تحمسًا عظيمًا، ويدافع عنها دفاعًا قويًّا، ويلتمس لأصحابها الحجج والمعاذير، ومنهم فريق من أئمة المساجد ومن أهل العلم، وهؤلاء أقول لهم: "عليكم أن تلاحظوا الأقوال الشرعية قبل ذلك، فإنكم بلا شك ستتركون هذا الحماس".
- وقسم يتحمس ضدها تحمسًا عظيمًا كذلك؛ فيحقر من شأنها، وينحي باللائمة على فاعليها، وقد يؤديه ذلك إلى السب والشتم، بل إلى الاشتباك أحيانًا، وهؤلاء أقول لهم: "عليكم أن تلاحظوا الذين يفعلون ذلك؛ إنما يفعلونه لأنهم يعتقدون أنه من الدين، فهم حَسَنُو النية، وحَسَنُ النية لابد من الرفق معه، وإن هذا المظهر من المظاهر الدينية يوقظ في المسلمين روح الشعور بالإسلام والحماس له، ومقاومته بهذه الوسائل من التحقير والعنف يهدم في نفوس العامة ما بقي فيها من تقديس الدين واحترمه، ويقوي دعاية الخروج على الدين والاستهتار به، وإذن فيكون ضرر هذه المقاومة أشد من نفعها".
والذي يوجبه الدين على كل مسلم استخدام الحكمة في الأمر والنهي، ولا سيما في المظاهر التي تتعلق بأعمال الجماهير مجتمعة، فإنها أحوج ما تكون إلى حسن السياسة ودقة المسلك، فعلى الرعاة والمرشدين واجب قدسي؛ هو أن ينشروا هذه الأحكام بين الناس في ظل التعليم الصحيح، والحب الخالص، وتبادل شعور العطف، والتعاون في البحث عن الحقيقة .. وبمرور الزمن والدأب على الإرشاد يتعرف الجمهور الحق، فيعود إليه، والله الهادي إلى سواء السبيل
الامام حسن البنا ..(/)
"" وللحرية الحمراء بابٌ * بكل يدٍ مضرجة يُدقّ ""
ـ[ hedaya] ــــــــ[19 Sep 2005, 10:50 ص]ـ
http://www.w6w.net/upload/23-08-2005/w6w_200508230334181435a7c0.jpg
وللحرية الحمراء بابٌ * بكل يدٍ مضرجة يُدقّ
قائد مجاهد ورمز من رموز المقاومة والحرية والكرامة .. أذل أعناق المحتل الإيطالي البغيض بنضاله الدؤوب وكفاحه المستمر .. دفع دماءه الطاهرة لتحرير أرضه المحتلة من براثن المعتدي الغاصب .. إنه الشهيد -بإذن الله- "عمر المختار".
عمر المختار .. الذي تسابق الشعراء في وصف بطولته وصبره في مقاومة الاستعمار، والذي سميت باسمه الكثير من الميادين والشوارع والمدارس والجامعات في ليبيا وخارجها ليورث للأجيال ويغرس في نفوسهم حب الوطن، وليحكي لهم عن إباء الشعوب ومقاومتها لاضطهاد الاستعمار وبشاعته وقسوته.
عندما يتم الحديث عن جهاد الليبيين ضد الغزو الإيطالي البغيض فإن أول ما يتبادر للأذهان هو ذلك الزعيم المجاهد؛ فهو القائد للمجاهدين والمنظم لصفوفهم، وقد كان وما زال رمزاً للحرية والوطنية والإباء ورفض الاستعمار والمقاومة المستميتة لدحر الغاصب المحتل.
ولد "عمر المختار" وتربى تربية البدو في مضارب قبيلة "المنفة" وقبيلته هذه من قبائل المرابطين، الذين عرفوا تاريخياً برباطهم على ثغور دار الإسلام وحمايته .. تلقى تعليمه الأول على يد كبار علماء ومشايخ السنوسية؛ فدرس اللغة العربية والعلوم الشرعية وحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، ولكنه لم يكمل تعليمه كما تمنى.
ظهرت عليه علامات النجابة ورزانة العقل؛ فاستحوذ على اهتمام ورعاية أستاذه "السيد المهدي السنوسي" مما زاده رفعة وسمواً؛ فتناولته الألسن بالثناء بين العلماء ومشايخ القبائل وأعيان المدن حتى قال فيه السيد المهدي واصفاً إياه "لو كان عندنا عشرة مثل عمر المختار لاكتفينا بهم".
ببدء القصف الإيطالي للمدن الليبية والنزول على السواحل، أعلن التعبئة والنفير في رسالة حثتهم على الجهاد والتصدي للصليبية الأوربية وأنذرت كل متقاعس أو متعاون مما أثر في نفس "عمر المختار" وكان في الخمسين من العمر؛ فانطلق في استنفار القبائل؛ فنادى بالجهاد بين القبائل .. مثل قبيلة "العبيد أثمر وأينع" فلبت هذه القبيلة نداء الجهاد؛ فزحفت بقضها وقضيضها إلى الخطوط الأمامية مع سائر القبائل وقاتلوا قتال الأبطال .. واستمر "عمر المختار" في سجال مع الطليان تارة في برقة البيضاء وتارة في الجبل الأخضر.
في 11/ 9/1931م، وبينما كان الشيخ "عمر المختار" يستطلع منطقة "سلطنة" في كوكبة من فرسانه عرفت الحاميات الإيطالية بمكانه؛ فأرسلت قوات لحصاره ولحقها تعزيزات، واشتبك الفريقين في وادي "بوطاقة" ورجحت الكفة للعدو؛ فأمر عمر المختار بفك الطوق والتفرق، ولكن .. قُتلت فرسه تحته وسقطت على يده مما شل حركته نهائياً؛ فلم يتمكن من تخليص نفسه ولم يستطع تناول بندقيته ليدافع عن نفسه؛ فسرعان ما حاصره العدو من كل الجهات وتعرفوا على شخصيته؛ فنقل على الفور إلى "بنغازي" حيث أودع السجن الكبير، ولم يستطع الطليان نقل الشيخ براً لخوفهم من تعرض المجاهدين لهم في محاولة لتخليص قائدهم.
عُقِدَت له محكمة هزلية صورية في 15/ 9/1931م، وبعد ساعة تحديداً صدر منطوق الحكم "بالإعدام شنقاً حتى الموت "وعندما ترجم له الحكم؛ قال الشيخ: "إن الحكم إلا لله" لا حكمكم المزيف .. إنا لله وإنا إليه راجعون ..
وفي صباح يوم: الأربعاء 16/ 9/ 1931م وفي تمام الساعة التاسعة صباحاً سلم الشيخ إلي الجلاد، وكان وجهه يتهلل استبشاراً بالشهادة وكله ثبات وهدوء، وقيل عن بعض الناس الذين كان على مقربة منه أنه كان يأذن في صوت خافت آذان الصلاة، والبعض قال أنه تمتم بالآية الكريمة "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية" ليجعلها مسك ختام حياته البطولية؛ فوضع حبل المشنقة في عنقه, وبعد دقائق صعدت روحه الطاهرة النقية إلى ربها تشكو إليه عنت الظالمين وجور المستعمرين.
من أقوال الشهيد -رحمه الله-:
- نحن لن نستسلم .. ننتصر أو نموت .. سوف تأتي أجيال من بعدي تقاتلكم .. أما أنا فحياتي سوف تكون أطول من حياة شانقي.
- نحن الثوار سبق أن أقسمنا أن نموت كلنا الواحد بعد الآخر، ولا نسلم أو نلقي السلاح.(/)
دحض مفتريات على الإمام أبي حامد الغزالي، مجدد المائة الخامسة
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[20 Sep 2005, 09:04 م]ـ
اختلف الناس في حكمهم على الإمام أبي حامد الغزالي، و ذلك الاختلاف عائد إلى ما رمي به ذلك الإمام الجليل من مفتريات باطلة، كان دافعها الحقد و الحسد، أو الجهل و عدم التثبت، أو الخلاف المذهبي و التعصب المذموم، و يكفينا في تعديل الغزالي و توثيقه ما قاله الإمام الذهبي في ترجمته له في كتابه " سير أعلام النبلاء "، قال:
" الشيخ الإمام البحر، حجة الإسلام، أعجوبة الزمان، زين الدين، أبو حامد محمد بن محمد بن أحمد الطوسي الشافعي الغزالي، صاحب التصانيف و الذكاء المفرط، تفقه ببلده أولا، ثم تحول إلى نيسابور في مرافقة جماعة من الطلبة، فلازم إمام الحرمين، فبرع في الفقه في مدة قريبة، و مهر في الكلام و الجدل حتى صار عين المناظرين، و أعاد للطلبة، و شرع في التصنيف ". (ج 19 / ص 322 و 323).
*******************
ومما دعاني للكتابة في شأنه - رضي الله عنه - ما قرأته في هذا الملتقى من سؤال عنه، و ما رماه به بعض المبطلين من ضلال و كفر، و العياذ بالله، و قد رددت و دفعت عنه تلك الأباطيل و الأضاليل، امتثالا لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: " من رد عن عرض أخيه كان له حجابا من النار " رواه أبو داود، و أخرجه الترمذي و حسنه.
و إذا كان هذا في حق عامة المسلمين، فهو في حق خاصتهم و أئمتهم أولى، و إذا كان ذلك في أعراضهم فهو في دينهم و معتقدهم أولى و أعلى.
- و قد آثرت أن تكون هذه المقالة منفردة عن ردي و كلامي المتقدم، لأذكر مثلا واحدا لبطلان ما رمي به الغزالي - رحمه الله - ثم نقله النقلة من غير تحقق و لا تثبت، فظلموه و أساءوا إليه، و توارث الناس ذلك الحط من قدره - بل و النيل من دينه و عقيدته - و ها كم ما نقله أبو المظفر يوسف في كتاب له، و حكاه عنه الذهبي، قال:
((ولأبي المظفر يوسف سبط ابن الجوزي في كتاب رياض الأفهام في مناقب أهل البيت " قال:
ذكر أبو حامد في كتابه " سر العالمين وكشف ما في الدارين " فقال في حديث {من كنت مولاه فعلي مولاه}: أن عمر قال لعلي بخ بخ أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة، قال أبو حامد: وهذا تسليم ورضى، ثم بعد هذا غلب عليه الهوى حبا للرياسة وعقد البنود وأمر الخلافة ونهبها فحملهم على الخلاف فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون،
وسرد كثيرا من هذا الكلام الفسل الذي تزعمه الإمامية،
وما أدري ما عذره في هذا؟
والظاهر أنه رجع عنه وتبع الحق فإن الرجل من بحور العلم والله أعلم.
هذا إن لم يكن هذا وضع هذا و ما ذاك ببعيد، ففي هذا التأليف بلايا لا تطيب)). (سيرأعلام النبلاء، 19/ 328)
********************
و هذا الرأي صحيح، و لا يعقل صدوره عن إمام وصف بمجدد الإسلام في المائة الخامسة، و ها كم دليل بطلان نسبته إليه، و كذب عزوه له، فقد صرح بنقيض ذلك في كتابه " إحياء علوم الدين " - و الكتاب بين يدي الآن، و أنا أنقل منه، و ليس من أسطوانة ( c.d ) ، قال:
" و أن يعتقد فضل الصحابة - ي الله عنهم - و ترتيبهم، و أن أفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه و سلم: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي، رضي الله عنهم، و أن يحسن الظن بجميع الصحابة، و يثني عليهم كما أثنى الله عز و جل و رسوله صلى الله عليه و سلم و عليهم أجمعين.
فكل ذلك مما وردت به الأخبار، و شهدت به الآثار، فمن اعتقد جميع ذلك، موقنا به، كان من أهل الحق و عصابة السنة، و فارق رهط الضلال و حزب البدعة، فنسأل الله كمال اليقين، و حسن الثبات في الدين لنا و لكافة المسلمين برحمته، إنه أرحم الراحمين، و صلى الله على سيدنا محمد و على كل عبد مصطفى ". انتهى كلام الإمام الغزالي هنا. (إحياء علوم الدين، الجزء الأول، صفحة 161، طبعة دار الشعب، القاهرة).
* فهل يستقيم كلامه الوضيء هذا مع ما نسب إليه من باطل مما نقله أبو المظفر آنفا؟ اللهم لا، ثم لا، ثم لا.
و قد أورد الإمام الغزالي كلامه المذكور في (كتاب قواعد العقائد) - في إحياء علوم الدين - قال: و فيه أربعة فصول، و جعل الفصل الأول (و الذي نقلنا منه ما تقدم): " في ترجمة عقيدة أهل السنة في كلمتي الشهادة، التي هي أحد مباني الإسلام ". (1/ 154).
فهل يعقل عاقل لديه ذرة عقل أن من جعل عمر رضي الله عنه مقدما في الفضل و المرتبة علي علي كرم الله وجهه - و رضي الله عنهما و عن الصحابة أجمعين - أن يكون قد قال فيه أنه نهب الخلافة من سيدنا علي؟
فهذا و الله كلام مدسوس عليه، و منحول و متقول عليه، و دليل ذلك ما أوردناه من كلامه، بل من معتقده الذي هو معتقد كل مسلم صحيح الإيمان.
بل انظر ما قاله في (الركن الرابع في السمعيات و تصديقه صلى الله عليه و سلم فيما أخبر عنه) - قال: و مداره على عشرة أصول - قال في الأصل السابع:
" أن الإمام الحق - بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم - أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، رضي الله عنهم ". (الإحياء، 1/ 201).
و قال في الأصل الثامن:
" أن فضل الصحابة رضي اتلله عنهم على حسب ترتيبهم في الخلافة " (1/ 202)
**********************
فهذا مثل لما افتروه من قول باطل تقولوه على الإمام الغزالي، و زيفه واضح، كما بيناه مما صرح هو بخلافه، و الحال كذلك في بقية ما أنكر عليه من أقوال ظاهرة البطلان مما سنبين حقيقتها بعد إن شاء الله تعالي 0
و لاندعي لأحد عصمة من اتلخطأ، و الأمر كما قال الإمام الذهبي:
" الغزالي إمام كبير، و ما من شرط العالم أنه لا يخطئ ". (شير أعلام النبلاء، 19/ 339)
فمام الغزالي هنا،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو المكارم العربي]ــــــــ[24 Sep 2005, 09:46 م]ـ
احسنت اخي الفاضل واود التنبيه بأن عدد غير قليل من المؤلفات مطبوعة ومنتشرة باسم الامام الغزالي ودخل فيها الدس قبل وفاته
ويراجع في هذا كتاب مؤلفات الغزالي د. عبدالرحمن بدوي والملحق الخاص به ويمكن الاطلاع عليه وتنزيله من موقع الامام الغزالي.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[25 Sep 2005, 12:47 م]ـ
اختلف الناس في حكمهم على الإمام أبي حامد الغزالي، و ذلك الاختلاف عائد إلى ما رمي به ذلك الإمام الجليل من مفتريات باطلة، كان دافعها الحقد و الحسد، أو الجهل و عدم التثبت، أو الخلاف المذهبي و التعصب المذموم، و يكفينا في تعديل الغزالي و توثيقه ما قاله الإمام الذهبي في ترجمته له في كتابه " سير أعلام النبلاء "،
أخي الفاضل الدفاع عن أهل العلم بالحق عمل نبيل يؤجر عليه المسلم بلا شك.
لكن احذر أن تدافع عن عالم وتقع في عشرات ممن تكلموا فيه بحق، وعدل.
ولا يكفي ما قال العلامة الذهبي في السير؛ لأنه معارض بجرح من جرحه .. و لا بد للمدافع بحق أن يذكر ما قيل فيه ويجب عنه جوابا مقنعا.
وفق الله الجميع.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[26 Sep 2005, 11:48 م]ـ
أخي الكريم
لقد دافع العبد الضعيف عن الإمام الغزالي - فيما رمي به من أباطيل - بما قاله هو و صرح به في كتابه " إحياء علوم الدين "، المقطوع بنسبته إليه بشهادة الأئمة ابن حجر و النووي و غيرهما، و ذكرت مثالا لذلك بما ادعي عليه من قول منكر في حق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، و أوردت كلامه هو فيه من كتابه المذكور - على ما بينته أعلاه - بما يقطع ببطلان ذلك الادعاء، و لو راجعت - أخي الفاضل - المقالة بتأن لوجدتني قد التزمت بما أوردتموه من شرط محق، و هو قولكم (و لا بد للمدافع بحق أن يذكر ما قيل فيه ويجب عنه جوابا مقنعا).
فما قاله الغزالي في فضل و أفضلية عمر رضي الله عنه ينفي صحة ما نسب إليه من الإساءة إليه، فتأمله بعين العدل و الإنصاف، و زن كلامه بميزان الحق و الاعتدال، فسيتبين لك صدق ما قلت.
و لم أنقل من " السير " إلا ما اخترته مثالا لما ادعي عليه،و أتبعته بما ينقضه من أقواله هو، التي ذكر أنها من قواعد العقائد.
فما ظنك ياأخي برجل احتج بأقواله و آرائه الفقهية و الحديثية إمام ثقة ثبت عدل مثل الإمام الحافظ ابن حجر في كتابيه " فتح الباري " و " تلخيص الحبير "؟
فهل كان يفعل ذلك لو كان صاحبها مجروحا في دينه و عقيدته؟ اللهم لا، و ألف لا
و إلا كان ابن حجر و النووي و السيوطي - و كثير غيرهم من الثقات المشاهير و الأئمة الأعلام من علماء الإسلام -متهمين في عدالتهم و ديانتهم، حاشا لله ذلك
* و هل هناك فيصلا في الحكم على الإمام الغزالي أصدق و أحق من أقواله هو في موضوع النزاع؟
و أليس الإقرار سيد الأدلة، كما هو معلوم شرعا و عقلا،
فأي بينة أبين من أقواله في معتقده و معتقد كل مسلم من أهل السنة و الجماعة؟
أليس كلامه أدل دليل و أوضح سبيل على دينه و عدالته؟
** إن المرء ليتملكه الحزن و الأسى عندما يتهم من وصف ب " مجدد المائة الخامسة " بمثل تلك الافتراءات.
أيها الناس اتهموا أنفسكم قبل أن تتهموا أئمتكم. أليس ذلك أولى؟
و حسبهم و حسبنا الله الوكيل.
0
**********************
و ما نقله بعض النقلة مما أنكرنا نسبنه للإمام الغزالي رحمه الله فهو راجع إلى عدم التثبت من العدول، و إلى المناوأة و غيرها من غيرهم، كما ذكر الإمام الذهبي في ترجمته له.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[10 Oct 2005, 07:21 ص]ـ
و هذا بيان آخر لبطلان ما رمي به الإمام أبو حامد الغزالي - مجدد المائة الخامسة - وجدته منشورا في هذا القسم من مدة للأخ الفاضل / علي الجاسم، و ذلك ردا على من رمى الإمام بالسحر - حيث سأل أحدهم: مثلث الغزالي من رموز السحر عند المتصوفة هل اجد معلومة عنه عندكم؟ - و قد وجدت أن إضافته هنا مكملة للسياق و مفيدة في الإيضاح.
قال:
--------------------------------------------------------------------------------
مثلث الغزالي و الخاتم و المرموز و حساب ابجد بعد الطرق التى يستخدمها كهنة المتصوفة و سحرتهم اريد معلومات تفصلية عنها فهل اجد عندكم المساعدة.
=================
و كان الرد الموفق و المشكور لأخي علي جاسم، كما يلي:
(أخي المستعلم .. كان ابن القيم من أمر الغيب الذي ما جرى عليه أو فيه القلم بينما كان هنالك شيخ علم عالم عابد يذود عن الإسلام بعلمه ورد الفلاسسفة على أدبارهم ودحض حججهم وبين بهتان عقولهم بتحفته المسماة تهافت الفلاسفة كان اسم هذا الشيخ (أبو حامد الغزالي) .. ولا أحسبك قرأت هذا الكتاب .. على أنك لو قرأته لا أحسبك تفقه منه الكثير .. على أنك لوفقهت منه اليسير لما حدثتك نفسك بالخوض بسيرة هذا العلم فضلا عن جعله في زمرة السحرة .. أما بالنسبة للمقولة التي ذكرتها عن ابن القيم فلو أنك أكملتها لأدركت أن لديك خلطا كما كان لابن القيم خلطا في الأمور فابن القيم ينسب أفكار الغزالي للباطنية ولا أعرف والله من ألف كتاب فضائح الباطنية .. أليس هو الغزالي .. بل كيف يفضحهم هنا ليأخذ من فكرهم هناك .. ويقول ابن القيم أيضا في نفس الكتاب الموسوم " وأن الغزالي قد قصد التصوف لما ثبت في النفوس مدح الزهد " ويكأن الغزالي قد شغفته الدنيا حبا فراح يتنسك ويتصوف ليمدح بين الناس .. وهل هذا الوصف مما ينطبق على الغزالي .. على أن ابن القيم كان يسمي كتاب الإحياء للغزالي من أجل كتبه .. وارجع إن شئت لكتاب درء التعارض لابن تيمية وابت تيمية كما تعلم شيخ ابن القيم .. وانضر كيف كان ابن تيمية يرجع بل يستصوب فكر الغزالي في كثير من المسائل الفلسفية على وجه التخصيص .. وأخيرا أخي الفاضل إن أردت بسسؤالك هذا أن نجعل الغزالي في زمرة السحرة فلا أزيد على {عفا الله عنك} .. ) انتهى النقل
**************************
و انظره هنا بالضغط على هذا الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2200
* و جزى الله الخير لكل من دافع عن عرض أخيه، بل معتقد أئمته الكبار بالغيب(/)
دعوة لحضور محاضرة للشيخ المغامسي بعنوان: بلاغة القرآن
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[21 Sep 2005, 05:38 م]ـ
يلقي فضيلة الشيخ الدكتور صالح المغامسي ـ حفظه الله ـ محاضرة مغرب هذا اليوم الأربعاء 17/ 8/1426هـ بعنوان: بلاغة القرآن , وذلك في جامع الراجحي بمدينة بريدة , فحريٌّ بمن يتمكن من الحضور أن يبادر.(/)
ويعلم ما في الارحام
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[22 Sep 2005, 07:06 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ
وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا
وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
السلام عليكم ورحمة الله زملائي الاعزاء شاهدت حوار شيق جدا حول تلك الايه الكريمه وتمنيت ان تكونوا معي وانا اتابع الحوار .. هاحاول بقدر استطاعتي نقل الحوار اليكم كما شاهدته ويارب يكون فيه افاده لكم ......
الحوار بدأ بان ربنا سبحانه وتعالي اختص بذاته عدة اشياء لا يعلمها غيره ومنها الاشاء المذكوره في الايه الكريمه .. ((علم الساعه ونزول الامطار ويعلم ما في الارحام والرزق والموت)) ...
في الفتره الاخيره تعالت بعض الاصوات السافره في محاوله لعمل بعض الاضطراب الفكري وقالت ازاي ربنا اختص بذاته فقط بانه يعلم مافي الارحام والانسان دلوقتي استطاع بالاشعه يعرف الجنين وهو داخل الرحم ولد والا بنت من بداية تكوينه ... :? small: ..
كان رد العلماء علي هذا السؤال فعلا مقنعا جدا ومقحما لتلك الاصوات التي ليس لها شاغل الا تشكيك الناس في عقيدتها .... وجاء الرد كالتالي ...
في اللغه العربيه عامة نستخدم حرف ((من)) مع العاقل و ((ما)) مع الغير العاقل ..
علي سبيل المثال .. من هذا؟؟ هذا فلان & ما هذا؟ هذا باب او غيره من الجماد الغير العاقل.
هذا هو الاستخدام الشائع لكل من الحرفين (من) و (ما).
لكن في اللغه العربيه يوجد استخدام اخر لهما والدليل ايضا من القران الكريم ..
بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ {1} لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ {2}
وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ {3}
في هذه الايه الكريمه استخدم ربنا سبحانه وتعالي مع ذاته حرف (ما) في خطاب سيدنا محمد مع الكفار
((ولا انتم عابدون ما اعبد)) وبالطبع الله اعقل العاقلين اذا فما معني (ما) اعبد هنا. ليتضح المعني اكتر هانستعين باية اخري ..
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ {38} الزمر ..
يتضح من الايتين السابقتين التعريف الاخر في اللغه لكل من الحرفين (من) و (ما)
الا وهو ان (من) للذات و (ما) للصفات والاسماء ... بمعني
عندما قال سيدنا محمد ولا انتم عابدون (ما) اعبد كان المقصود هنا ليس الله بذاته وانما صفات الله واسماءه اللي الكفار بيشركوا بيها بدليل الايه الاخري ولئن سالتهم (من) خلق السموات والارض ليقولن الله اذا فالكفار عارفين ان فيه ذات عليا ولكن بماذا يكفرون انهم يكفرون بصفات الله.
من هنا يتضح الفرق بين (من) و (ما) الا وهو
(من) للذات كما وردت في الايه السابقه ((من خلق السموات والارض)) كانت الاجابه الله ....
و (ما) للصفات جميعها كما وردت في الايه الاخري ((ولا انتم عابدون ما اعبد))
واستخدم سبحانه وتعالي (ما) اعبد لانه المقصود بها صفات الله واسماءه كلها وهو ده اللي بيشرك بيه الكفار ..
***** نرجع بقي للايه الكريمه بتاعتنا اساس النقاش ...
ويعلم ما في الارحام ... قال الله سبحانه وتعالي ويعلم (ما) في الارحام ولم يقل ويعلم (من) في الارحام.لانه لو قال (من) فالمقصود بها ذات المولود ولد ام انثي ولكن الله سبحانه وتعالي قال ويعلم (ما) في الارحام يعني المقصود بها صفات المولود كلها بما تحويه من شكله ورزقه ومولده وموته وصفاته وووو الي اخره.وبالطبع دي اشياء لايمكن يعلمها غير الله سبحانه وتعالي ....
انتهي الموضوع الي هنا وارجو اني اكون قدرت اوصلكم اللي انا فهمته ... وياريت لو اي حد عنده اضافه او معلومه قيمه مثلها يضيفها
نقلا عن
http://www.haridy.com/ib/archive/index.php/t-2027.html
ـ[أبو زينب]ــــــــ[27 Sep 2005, 12:05 ص]ـ
أخي الفاضل أبو أحمد
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك على هذا النقل الطيب. و أريد أن أضيف توضيحا حول كلمة الأرحام.
الأرحام تعريفها بالألف و اللام للاستغراق فهي إذا تشمل كل الأرحام: أي أرحام كل الكائنات (بشر -حيوانات ..... ) وفي كل الأزمان (ماض و حاضرا ومستقبلا).
فهل هناك من يدعي أنه قادر على معرفة ما في رحم كل أنثى (من بشر و بقر و فيلة و نعاج ... ) على كوكب الأرض في هذا اليوم بل في هذه اللحظة بالذات؟؟؟
والله أعلم.(/)
استقبال شهر رمضان
ـ[إمداد]ــــــــ[22 Sep 2005, 11:58 ص]ـ
استقبال شهر رمضان
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
ملخص هذه المادّة
--------------------------------------------------------------------------------
رمضان محطة هامة لزيادة الإيمان، واكتساب الحسنات، وبلوغ أعلى الدرجات.
وقد أدرك قيمته السلف، وجهلها أكثر الخلف.
وفي هذا اللقاء حديث عن أهمية الاستعداد لرمضان، وبيان لحكمة الصوم، وتحذير من بعض المنكرات.
عناصر استقبال شهر رمضان
--------------------------------------------------------------------------------
1 - المفاضلة بين المخلوقات وبين الأزمنة والأمكنة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
إن الله تبارك وتعالى خالق كل شيء، خلق الإنسان، وخلق الملائكة، وخلق الليل والنهار، وهو كما قال عز وجل: وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ [القصص:68].
فاختار الله تبارك وتعالى من فضَّله على غيره من مخلوقاته.
فاختار محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفضَّله على سائر البشر، وفضَّل بعض النبيين على بعض.
واختار هذا البلد الحرام مكة وفضلها على جميع الأرض.
واختار جبريل عليه السلام وفضَّله على الملائكة.
واختار أصحاب محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفضلهم على جميع الأمة.
واختار من الأزمان كما اختار من الأمكنة، فاختار هذا الشهر العظيم -شهر رمضان- وفضله على سائر الأيام والشهور.
واختار -أيضاً- من هذا الشهر العشر الأواخر.
واختار من العشر ليلة القدر، فليس في ليالي السنة ليلةٌ هي أفضل من ليلة القدر، وليس هناك من ليالٍ هي أفضل من الليالي العشر.
وأما الأيام؛ فإن أفضل أيام العام أيام العشر الأول من شهر ذي الحجة، فتلك أفضل الليالي وهذه أفضل الأيام، كما رجح ذلك بعض العلماء، ومنهم شَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية -رحمه الله- جمعاً بين الأقوال في التفضيل.
وذلك أن لهذه الليالي من ليالي رمضان فضل عظيم اختصت به من حيث العبادات، كما أن أيام الحج امتازت عن سائر الأيام بكثير من العبادات وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ [القصص:68].
والله تبارك وتعالى جعل الليل والنهار يتعاقبان كما قال: خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً [الفرقان:62] فالإنسان يتبلد إحساسه ويغفل، إذا كان على حالة واحدة، فإذا تغيرت الحالة بحالة أخرى، كان ذلك أدعى إلى أن يفكر ويستيقظ وينتبه!!
وجعل الله تبارك وتعالى فصلاً للحر، وفصلاً للبرد، وبين ذلك فصلان؛ لكي يتذكر الإنسان. قال تعالى: لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ [الفرقان:62] فهذه ذكرى حاضرة، ثم قال: أَوْ أَرَادَ شُكُوراً [الفرقان:62] أي: أن يشكر الله تبارك وتعالى، والشكر يشمل جميع العبادات والطاعات.
والإنسان لو تأمل في أمر واحد من هذه الأمور لكفى، فلو أن الخلق تأملوا في طلوع الشمس وفي غروبها، وفي إدبار الليل وإقبال النهار، لكفاهم ذلك، ولكانت ذكرى وأيما ذكرى.
لكن القلوب إذا تعودت شيئاً غفلت عنه ونسيته، فقليل من الناس من يُفكر ويعتبر بمرور الليل والنهار؛ لماذا؟! لأنه أمر متكرر، ولكن أولياء الله وعباد الرحمن، ومن كان قلبه معلقاً بالدار الآخرة لا تزيدهم إلا عبرة وعظة، فتتجدد لهم العبر والعظات بتجدد الليالي والأيام.
فما هذه الأيام والليالي إلا رواحل، تنقلنا من دار إلى دار، وتقربنا من دار هي الدار الآخرة، وتباعدنا عن هذه الدار الدنيا، لكن من الذي يستشعر ذلك؟! وكما قال بعض السلف: الأيام والليالي خزائن، فضع في خزينتك ما شئت، فسوف تلقاه.
فإن وضعت ذهباً وفضة، وجدت النهاية هناك ذهباً وفضة، وإن وضعت تراباً أو فحماً أو حصىً، وكذلك فإن الخزائن هناك إذا فتحت تجد فيها ما وضعت، فهذه الليالي والأيام هي بهذه المثابة.
2 - مكانة شهر رمضان
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن الله تبارك وتعالى قد فضَّل هذا الشهر على سائر الشهور، وكان أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -وهم أكثر الأمة اجتهاداً وعبادةً واعتباراً واتعاظاً- يقدرون لهذا الشهر قدره؛ تأسياً واقتداءً بالرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فهذا الشهر هو شهر الصبر وشهر التقوى وشهر الكرم والجود، وإن ديننا هذا يقوم على أمرين: على الصبر وعلى الشكر، وأساس ذلك اليقين، لهذا قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: [[الصبر شطر الإيمان، واليقين الإيمان كله]].
رمضان شهر الصبر والجهاد
نعم! إنه شهر الصبر؛ لأنه يصبر الإنسان على الطاعة، ويصبر عن المعاصي، فإنه قد يفتن في نفسه وفي شهوته وفي جوارحه؛ فيكف ما كان يستمتع به، كما أمر الله تبارك وتعالى وكما شرع، إلى أن يأذن الله بأن يستمتع ويأكل.
وهو -أيضاً- شهر الجهاد: والجهاد من الصبر، ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزا في هذا الشهر غزوتين، هما أعظم الغزوات جميعاً: الأولى غزوة بدر؛ فإن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد خرج من المدينة في الثاني عشر من شهر رمضان من السنة الثانية للهجرة، وهو أول رمضان صامه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفي اليوم (17) منه كان يوم الفرقان، وكانت معركة بدر الكبرى التي خلدها الله تبارك وتعالى في القرآن، ورفع أصحابها على سائر الأمة.
وأما الغزوة الأخرى: فهي فتح مكة المشرفة، هذا البلد الحرام الأمين .. فتحها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه وكانوا في شدة الحر، لهذا أمرهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالإفطار شفقة عليهم.
رمضان شهر التقوى
وهو كذلك شهر التقوى؛ فالله تبارك وتعالى يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:183].
فالتقوى هي غاية كل عبادة، كما في الحديث الصحيح عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: {إن الله تبارك وتعالى لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم}.
فالعبرة في العبادات كلها بالتقوى، وليس مجرد الإمساك عن الطعام والشراب، أو بمجرد الانحناء في الركوع والسجود، أو بمجرد أن يذبح الإنسان أو يحجَّ أو يتصدق كما في قوله تعالى: لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ [الحج:37]، فالأساس هو التقوى لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:21].
ومن هنا كان اهتمام السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم باستقبال هذا الشهر، وبمعرفة ما يصلح قلوبهم فيه أعظم الاهتمام.
ولو أننا قارنا بين حالنا وحالهم لرأينا العجب العجاب والبون الكبير!!
اعلموا أن كل إنسان منا هو في الحقيقة تاجر، وبضاعتك هي عملك الذي تقدمه كل يوم، وسوف تعرف الربح والخسارة إذا نُصبت الموازين يوم القيامة، فهنالك يظهر الرابحون الفائزون، ويظهر الخائبون الخاسرون.
وبما أن كل إنسان منا تاجر؛ إذاً فكيف نتاجر مع الله؟!
أقول: إن الله تبارك وتعالى قد جعل لنا -نحن التجار- مواسم للتجارة، وكل أيام العام فيها تجارة؛ لكن هناك مواسم زمانية -كشهر رمضان- تضاعف فيها الأرباح، وتكون التجارة فيها أعظم منها فيما سواها.
وكذلك جعل مواسم مكانية لهذه التجارة، فهناك أمكنة للتجارة أرباحها مضاعفة أضعافاً كثيرة عن غيرها من الأمكنة؛ فالبلد الحرام الطاعة فيه مضاعفة.
فمثلاً: الصلاة في المسجد الحرام ليست كالصلاة فيما سواه لشرف المكان.
وأيضاً: فإن شرف الزمان -كما هو الحال- في شهر رمضان له أثره في أن تكون الطاعة أكثر أجراً وأكثر قبولاً، فجعل الله تعالى هذا الشهر موسماً لذلك؛ ولهذا لما علم الجيل الأول بذلك، ظهر هذا في أعمالهم وفي حياتهم، فقد ورد أن الصحابة الكرام كانوا يدعون الله تبارك وتعالى ستة أشهر أن يبلغهم رمضان؛ فإذا صاموه دعوا الله تبارك وتعالى ستة أشهر أن يتقبل منهم رمضان.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالحول كله تفكير في رمضان واهتمام بشأنه، إما استقبالاً له، وإما رجاءً أن يُتَقَبَّلْ؛ لأنه أشرف ما في العام، فكان الصحابة الكرام يتاجرون طوال العام بالذكر، وبالجهاد، وبقراءة القرآن، وبالصدقة، وبالتفكر في ملكوت السموات والأرض؛ لكن! إذا جاء هذا الشهر؛ ضاعفوا ذلك وغيَّروا طريقة حياتهم، واستقبلوه استقبال البصير العالم بقيمته وأهميته.
3 - من أحوال السلف في رمضان
كان العلماء من السلف وهم الذين أناروا للأمة طريقها بسنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وببيان الأحكام، وهم الذين قاموا مقام الأنبياء، وورثوا ميراث النبوة، {وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم}.
فهؤلاء العلماء كانوا إذا جاء شهر رمضان، يتركون العلم، ويتفرغون لقراءة القرآن، حتى قال بعضهم: [[إنما هما شيئان: القرآن والصدقة]].
وكان الإمام الزهري رحمه الله تعالى كذلك.
وكذلك كان الإمام مالك، وهو ممن تعلمون منزلته وقيمته واهتمامه بحديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتعظيمه له، حتى إنه كان لا يحدثهم إلا وهو على وضوء ويبكي ويتخشع، وكان يقدِّر ويُجل حديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ ومع ذلك كان إذا دخل رمضان، لم يشتغل بالحديث بل يترك الحديث ويقبل على القرآن.
وكذلك كان سفيان الثوري رضي الله عنه، وغيرهم من السلف كثير، ممن كانوا ينظرون إلى أن هذا هو موسم الخير تترك فيه الأعمال الفاضلة إلى ما هو أفضل منها، فهذا حالهم وهذا شأنهم.
4 - أحوالنا في رمضان
لكن كيف يستقبل المسلمون اليوم شهر رمضان؟!
لنكن صرحاء ولنبدأ بأنفسنا، وكيف نستقبل شهر رمضان؟!
إن الأمة الإسلامية بأفرادها من: (تجار - موظفين - عمال - أصحاب شهوات - أخيار) يستقبلون هذا الشهر ..
فكيف يستقبل التجار هذا الشهر؟!
التجار في رمضان
ونقصد بذلك: التجار الذين يتاجرون بالدرهم والدينار، لا بالأعمال؛ كيف يستقبلون شهر رمضان؟!
هل يقولون: قد جاء شهر الخير والبركة، فلنتصدق ولنؤد الزكاة، ولنحذر من الحرام، ومن الغش، ومن الربا؛ لأننا في شهر عظيم، وإذا صمنا دعونا الله تبارك وتعالى، ونحن نأكل الحرام من أي مصدر كان! فيكون حالنا كحال ذلك الرجل الذي ذكره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب! يا رب! ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وغذي بالحرام؛ فأنى يستجاب له؟!}.
وأعجب من ذلك أن بعض التجار ينتهزها فرصة؛ لزحمة الناس ولكثرتهم ولإقبالهم على المطعوم والمشروب وسائر الكماليات؛ فينتهزها فرصة للغش في شهر رمضان، وقد يأتي الغش بألوان متعددة.
فمن الغش: التخفيضات الكاذبة.
ومن الغش أيضاً: إخراج البضاعة التي تقادم عهدها وانقضى أوانها، فيقول: هذا رمضان والناس تشتري ولا ترى!! اخرجوا كل ما في المستودعات وبيعوا منها!!
فيكون موسماً للغش، وموسماً للتجارة الخاسرة في الدنيا والآخرة.
أصحاب الشهوات والعصاة في رمضان
وأما الشهوات فماذا نقول عنها؟
فما من شهر تتوالى النذر فيه عن قلة الطعام والشراب أو احتمالها كشهر رمضان؛ ولهذا يسعى الناس بطمع وشره ليكون المخزون كافياً في شهر الصوم! وكل منا يشفق ألا يجد في رمضان ما يكفيه من بعض المؤن.
ولهذا نستعد من أول شعبان أو في آخره، لنجمع أكبر ما نستطيع أن نتزود به لرمضان، حتى إن البيت الواحد قد يشتري ما يكفي لثلاثة بيوت؛ لماذا؟!
لأنه شهر تعارفنا أنه ربما نقصت فيه المؤن، مع أن المخزون كافٍ والأمر متيسر، وكل البضائع من ضروريات وكماليات متوافرة في شهر رمضان، وكأننا مقبلون على شهر مأمورون فيه أن نعبَّ من الشهوات عباً، وأن نملأ البطون كل ساعة وكل حين.
وليس هو شهر الصيام الذي كان يستقبله الصحابة الكرام بالفرح، حتى إن الفقراء وأصحاب الحاجة كانوا يُسَرُّون في رمضان؛ لأنهم يجدون أنهم هم والأغنياء سواء.
أما الآن فالفقير يزداد حسرة على حسرة؛ لأنه ينفق في غير شهر رمضان (1000) ريال، فيضطر أن يستدين في رمضان، ويقول للتجار: (أقرضوني! جاء رمضان وليس عندي شيء) لأنه سينفق بدلاً من الألف ألفين أو ثلاثة، وإلا ذهب هو والعيال في حسرة مما يرى الناس يتفننون فيه بأنواع الأطعمة، وهو على التمر والخبز كأنه في الفطر! فهذا واقعنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأشنع من ذلك وأشد أصحاب الشهوات المحرمة!!
فرمضان عند أصحاب الشهوات المحرمة فرصة وموسم كبير، يستعدون له قبل رمضان بأشهر؛ فأصحاب السهرات يفكرون أين تكون الجلسات والسهرات في رمضان؟!
وأصحاب الإجازات يقولون: نأخذ الإجازة في رمضان ونغادر إلى خارج البلاد؛ لنلعب بالشهوات كما نشاء.
وأما وسائل الإعلام -ولأننا نريد الشهوات، ولأن فيها من يريد أن نتبع الشهوات- فيُستقبل هذا الشهر عندهم بأخبث المسلسلات والتمثيليات وأطول السهرات، وكذلك في الصحافة .. فأينما ذهبت تجد الكل -إلا ما رحم ربك- لا يشتد إلا إلى الشهوة الحرام وإن لم يكن إلى ذلك؛ فهو إلى الشبع وإلى النوم والكسل!!
فيتعاون علينا شياطين الجن وشياطين الإنس ليضيعوا منا هذا الموسم العظيم، إلا ما رحم ربك وقليل ما هم.
5 - الاستعداد لرمضان
متى نستقبل هذا الشهر العظيم كما استقبله أولئك الجيل الذين اصطفاهم الله تبارك وتعالى على جميع الأمم؟!
لا بد أن نسأل أنفسنا هذا السؤال وأن نعد الإجابة؛ فإن كنا حقاً نريد أن نغتنم أوقات الخير وفرصه ومواسمه، وأن نتاجر مع الله تجارة رابحة فلنعمل كما عملوا والطريق أمامنا ميسر، ولله الحمد.
الاستعداد بالإيمان
فلنستعد لشهر رمضان بإيمان صادق بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وقد تقولون: نستعد بالإيمان! أولسنا مؤمنين؟!
نحن مؤمنون -إن شاء الله- ولكن الله يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا [النساء:136] فنؤمن بالله، أي: نجدد هذا الإيمان في قلوبنا، ونجدد توحيدنا، وننقي قلوبنا من الشوائب كالرياء والنفاق.
فأول ما نفتش عنه ليس البطن وماذا نعد له؛ وإنما القلب وماذا نعد له؛ وكيف يكون هذا القلب في هذا الشهر العظيم.
الاستعداد للصوم الحقيقي بترك المحرمات والمنكرات
فالصيام الذي هو الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، كل المسلمين يشتركون فيه، لكن الصيام الحقيقي الذي يجب أن نعد أنفسنا له، ونوطن قلوبنا عليه: هو أن نطهر قلوبنا وأن نزكيها وأن تكون هذه القلوب بعيدة عما حرم الله تبارك وتعالى؛ فإذا كان الشرك والرياء والنفاق وما أشبهها كبائر ومصائب في الفطر، في شعبان أو رجب؛ فهي في رمضان أعظم، وأعظم!
فلنستقبل هذا الموسم بقلوب خالية من ذلك، وإذا كان الغش والغل والحقد والحسد للمسلمين والشحناء والبغضاء والعداوات بين الإخوان والأرحام والزملاء والجيران حراماً في سائر العام وهي كذلك؛ فهي في رمضان أشد حرمة.
فيجب أن ننتهز هذه الفرصة لنترك هذه المحرمات التي تشغل قلوبنا وتأكل حسناتنا؛ فإذا كان النظر إلى المرأة الأجنبية محرماً في سائر العام، فكيف يستحله الصائم في الليل أو في النهار؟
وإذا كان قبيحاً أن تجعل موسم الطاعة كغيره في الطاعة، فكيف إذا جعلنا موسم الطاعة موسماً للمعصية؟! إن ذلك لأقبح القبح!!
فإذا لم يصم القلب عن الشهوات المحرمة، ولم تصم الأذن عن سماع الحرام، وأكثر المسلمين لا تصوم آذانهم لا في رمضان ولا في غيره، وكيف تصوم الأذن ومزمار الشيطان: (المعازف والموسيقى) لا يكاد يخلو منها بيت، ولا سيارة؟! وهل صامت عيوننا؟! وكيف تصوم، والإنسان لا يكاد يفطر إلا ويمتد بصره إلى تلك المناظر المحرمة؟! بل ولربما امتدت السهرات إلى وقت السحر أو طلوع الفجر!! ثم بعد ذلك يكون الموت ويكون الخذلان!!
كيف يكون حال أسواقنا في هذا الشهر العظيم؟
إنما تعمر بما لا تعمر به في سائر الأيام، ويا ليت أنها تعمر -فقط- بالبيع والشراء! ولكن بالمعاصي والتبرج والسفور والاختلاط المحرم، وبالغش والنجش وبما لا يرضاه الله تبارك وتعالى، حتى إن الإنسان إذا رأى هذه المناظر، لا يصدق أنه في رمضان وأنه في أمة الإسلام!!
ولو كنا نستقبل هذا الشهر استقبال المؤمنين الأوابين، لكان أول ما يخف ويقل حتى يكاد يتلاشى هو الأسواق، فاللائق أن يقل إقبال الناس حتى على شراء المباحات، لماذا؟
لانصرافهم إلى اغتنام هذه الأوقات للعبادة، ولكن ليالي رمضان تشهد من الحركة ما لا يشهده سائر العام!!
6 - من آثار الاستخفاف برمضان
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً: لا نجد الصبر ولا نجد التقوى كما ينبغي لنا وكما أمرنا الله تبارك وتعالى، وإن شئتم أن تروا دليلاً واضحاً أن هذه الأمة لا تقدر رمضان حق قدره، وأنه يجب علينا أن نأخذ بأنفسنا وبإخواننا المسلمين إلى طريق الخير ونذكرهم بذلك، فانظروا إلى حالنا قبل رمضان وإلى حالنا بعد رمضان، وإن شئتم أن أحدد، فانظروا إلى حال هذه الأمة أيام العيد؛ فإن علامة قبول الطاعة الاستمرار فيها، وعلامة ردها أن تعقب بمعصية.
ثانياً: لو كنا نستعد لرمضان ونستقبله استقبال المؤمنين الأوابين، لظهر أثر ذلك فينا في رمضان؛ ولو كنا نصوم رمضان كما يجب أن يكون؛ لظهر أثر ذلك فينا فيما بعد رمضان، ولكن لا هذا ولا ذاك، فيأتي العيد فكأنما كان رمضان عقالاً ففك، فلننطلق ولنفعل ما نشاء!!
والذين كانوا في ليالي رمضان يفرحون ويمرحون في الأسواق، ويتركون زوجاتهم وبناتهم يتبرجن فيها ويغفلون، يزدادون أيام العيد، وأعجب من ذلك أن الذين كانوا يقرءُون القرآن ويصلون التراويح، تجدهم في أيام العيد مشاركين لأولئك، وكأنهم منهم، وحالهم كحالهم.
والغريب من الناس: من تراه في أيام العيد محافظاً على ما أمر الله، ومتمسكاً بالمقدار نفسه من التقوى، أو بقريب منه كما كان حاله في رمضان، فأين أثر القرآن؟! وأين أثر التراويح والقيام؟! وأين أثر الصيام؟! إنه أثر قليل، وربما كان معدوماً.
إذاً يجب أن نعلم أننا ما دمنا كذلك؛ فإن واقعنا هذا لن يتغير أبداًَ، كما قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الرعد:11]، فالمسلمون اليوم أذل أمم الدنيا جميعاً؛ وفي الفقر هم أفقر شعوب العالم، ولهم حظ وافر من المرض والجهل ومن كل مصيبة؛ مع أن القرآن والسنة بين أيديهم، ومواسم الخير تمر عليهم وتأتيهم، لماذا؟!
لأنهم لم يغيروا ما بأنفسهم؛ فلو صاموا حق الصيام لتغيرت حياتهم .. لو حجوا حق الحج لتغيرت حياتهم، ولتبدل هذا الذل عزاً ونصراً؛ ولأَعقَبَ هذا الخذلان توفيقاً وسداداً؛ ولانتقلنا من هذا الهوان والجوع والفقر والمرض، إلى العزة والعافية والقوة والتمكين؛ كما كان الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، فالصوم الذي هو الإمساك عن الطعام والشراب هو هو، لم يتغير في الجيل الأول ولا في هذا الجيل، لكن أين القلوب من القلوب؟! وأين الأعمال من الأعمال؟! وأين الصيام من الصيام؟!!
7 - الصوم الحقيقي وآثاره
لم لا نفتش هذه القلوب؟!
فنحن ما نزال في فسحة، ولم يدخل الشهر بعد، وأمامنا الفرصة.
ولم لا نفتش أموالنا: أهي من حلالٍ أم من حرام؟! ونفتش أسماعنا: أتسمع الحلال أم الحرام؟! ونفتش أبصارنا: أترى الحلال أم الحرام؟! ونفتش أيدينا وأرجلنا .. ؛ نفتش علاقاتنا: كيف علاقتنا مع أهلينا وزوجاتنا؟! كيف علاقتنا مع آبائنا وأمهاتنا؟! كيف علاقتنا مع جيراننا، ومع أرحامنا، ومع من ولانا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عليهم من موظف أو عامل أو طالب منهم تحت أيدينا؟
هل هي كما يرضي الله عز وجل؟!
أين التقوى والصبر إن كنا - كما هو حال كثير من المسلمين- إذا جاء نهار رمضان امتنع عن التدخين، فإذا أذن المؤذن ربما بدأ بعضهم بالتدخين قبل التمر أو الماء!
الصبر وحلاوة الإيمان
أين الصبر وأنت تضيع موسم الصبر؟
فلو صبرت عن هذه المعصية الحقيرة؛ لكان لك في هذا الموسم عبرة وعظة، ولانتصرت على أمور أكبر!!
أين الذي يقول: كنت أرى هذه التمثيليات أو المسلسلات وأرى فيها النساء في غير رمضان؛ أما الآن وقد أطل رمضان فلن أرى في رمضان وفيما بعده شيئاً من ذلك أبداً؟
نعم! هذه عزيمة تحتاج إلى صبر، وليست مما يفوت على الإنسان شيئاً، وما الذي يفوتك إن فعلت ذلك؟! فماذا علينا لو آمنا بالله؟! وماذا علينا لو كففنا أعيننا وجوارحنا عما حرم الله؟!
بل إن هذا من الفوز بالدنيا والآخرة {النظرة سهم من سهام إبليس من تركها خوفاً من الله آتاه الله إيماناً يجد حلاوته في قلبه} كما جاء في الحديث.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا غض الإنسان بصره عن الحرام إيماناً ويقيناً بأن هذا حرام، وامتثالاً لأمر الله القائل: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ [النور:30] {آتاه الله إيماناً يجد حلاوته في قلبه} وليس في هذه الدنيا قط حلاوة أعظم من حلاوة الإيمان؛ فهي التي إذا ذاقها الإنسان وطعمها ينسى حلاوة كل شيء، فقد ذاق الصحابة الكرام حلاوة الإيمان؛ فرأينا منهم العجب العجاب!
أراد صهيب أن يهاجر وجاء أهل مكة ليمنعوه، فتحرك قلبه بالإيمان وتعلق بالمدينة، وتعلق برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فشرى نفسه منهم بماله كله في مكة، ولسان حاله يقول: خذوا كل ما أملك ودعوني بهذا الجسد الذي لا شيء عليه؛ لأذهب إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وكذلك سلمان رضي الله عنه الذي أخذ يسأل الأحبار والرهبان، يريد أن يعرف من هو نبي آخر الزمان، حتى رأى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فآمن به وصدقه، فكل لذات الدنيا ونعيمها لا يساوي أن تذوق طعم ولذة الإيمان!
والصحابي الذي كان يقرأ القرآن فذاق من طعم القرآن ومن حلاوة الإيمان ما شغله عن السهام وهي تخترق جسمه سهماً بعد سهم، وهو واقف منتصب لم يكفَّ عن قراءة القرآن؛ وكل إنسان يمكنه أن يجد من مطعومات الدنيا ومشروباتها ما يشاء، لكن طعم الإيمان فضل يختص الله به من يشاء.
التغيير ومحاربة الفساد
لا بد أن نكف أعيننا عن مشاهدة هذه المناظر الخبيثة السافلة الهابطة، التي لو أن هناك أمة من الأمم الجادة العاقلة حتى من لا دين لها؛ فلن ترضى أن ينغمس شبابها فيها؛ فكيف بأمة القرآن وأمة الإيمان وأتباع محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟!
الأمة التي قال الله عنها: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [آل عمران:110].
فواجب هذه الأمة أن تحارب الفساد والانحلال في أمريكا، وفي روسيا، في الشرق وفي الغرب؛ فكيف تعرضها وترضى بها وتراها وتسمعها؟!
حتى إن الشاب الغريب الْمُسْتَنْكِر الذي لا يراها!! يُلمز ويقال عنه: (عجيب! ماذا لديه؟) (هذا عجيب! لقد تاب) ويستنكر منه -أيضاً- حتى في أوقات الخير وفي مواطنها!!
فنحن إذاً لسنا أهلاً لأن نتاجر مع الله -في مواسم الخير هذه- ونحن على هذه الحال!
8 - رمضان فرصة المؤمن لإعداد نفسه
هذه أيام تمضي شاهدة لنا أو علينا، والحجة قائمة، وإن كانت في أي مكان قائمة؛ فهي في هذه البلاد أكثر قياماً، ونحن إن شئنا الحق فهو موجود.
والمسلمون في بعض البلاد يريدون أن يقوموا بما يفرض عليهم، فيفرض عليهم ألَّا يفعلوا، فيريدون -مثلاً- أن يقرءوا القرآن، أو فعل أي عمل آخر ويفرض عليهم ألَّا يعملوا.
وأيضاً: كيف يقومون بذلك وهم لا يجدون العلم الصحيح .. ولا يجدون الدعوة الصحيحة؟
وأما نحن فمن فضل الله علينا أن العلم -عندنا- والوقت والمال والأمن كله موجود، وكل ما يوفر لنا العبادة متيسر وموجود، وحلقات الذكر موجودة، وتعليم القرآن متيسر، وإن كان في بعضها شيئاً من المشقة.
وكما أننا في مواسم الدنيا قد نسهر ولا ننام فلنكن كذلك في مواسم الخير؛ فالحجة قائمة، والعلم بين أيدينا ظاهر، فما من حرام حرمه الله ورسوله ونرتكبه إلا ونحن نعلم أنه حرام، لهذا نخشى العقوبة؛ لأنه لا حجة لنا عند الله ولا عذر لنا بين يدي الله، فإننا نسمع العلماء في الإذاعة وفي الأشرطة المسجلة، وإن شئنا اتصلنا بهم بالهاتف ليفتونا ويعطونا الأدلة.
فأين نحن من العمل؟!
إذاً فهذا محك واختبار، فلنختبر أنفسنا -قبل أن يأتي هذا الشهر- ولنعدها، فالفرق بين المؤمنين والمنافقين: أن المؤمنين يعدون العدة وقد لا يبلغون ما يريدون، أما المنافقون فإنهم لا يعدون العدة؛ ولهذا قال الله تعالى عنهم: وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً [التوبة:46] فالمنافقون لو كانوا -حقاً- يريدون الخروج، لأعدوا له العدة؛ ولذلك فإن نفاقهم يظهر في عدم إعدادهم للعدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونحن إذا أعددنا العدة بأن نطيع الله في هذا الشهر، وأن نتقي الله فيه، وأن نبعد أنفسنا عن كل ما حرم الله، ونجعله فرصة لنطيع الله طوال العام وإلى أن نلقى الله .. ؛ فإذا عزمنا على ذلك؛ وفقنا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؛ وكان هذا من صدق الإيمان ومن صدق الاستقبال لهذا الشهر الكريم؛ وإذا أخلفنا ولم نُعِدَّ العدة؛ فمهما منَّينا أنفسنا؛ فإننا لن نحقق إلا الخسارة، ولا خسارة أكبر من أن يخسر الإنسان نفسه ووقته ويجوع ويعطش، وغاية ما فيه أنه أجزأه هذا الصوم.
مع أن بعض الناس قد لا يجزئه صومه إذا ارتكب ما يفسد إيمانه، كالشرك بالله، وكالنفاق الكلي؛ فهذا يفسد الإيمان كله ويحبطه كله، لكنَّ ما يُنغص الصيام من المعاصي والشهوات، وتعلق القلب بالمحرمات، إن لم يحبط الأجر كله؛ فإن أعلى ما يحصل عليه صاحبها؛ أن يسقط عنه فريضة الصوم، فإذا نظرت بعد ذلك إلى الذي عمل واجتهد، فادَّخر عند الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أعظم الذخر، فأعتق من النار، ورُفِعَتْ درجته عند الله؛ علمت أنك في خسارة وغبن وتفريط! وهي أيامٌ وليالٍ مرت بك وبه، ولكن شتان بين حالك وحاله!!
وأكرر النصح والوصية لي ولكم؛ بأن نتقي الله تعالى في رمضان وفي غير رمضان، وأن نعد العدة في استقبال هذا الشهر العظيم بإيمان صادق، وإخلاص لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وعمل صالح، وتجارة رابحة مع الله تبارك وتعالى، وأن نكف أنفسنا عمَّا حرم الله، وأن نأمر بالمعروف، وأن ننهى عن المنكر، وأن نكون رسل خير وهداية .. مذكرين واعظين لإخواننا المسلمين بما قد لا يعرفونه عن حرمة هذا الشهر وعن فضله وخيره.
نسأل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أن يتقبل منا ومنكم وأن يتوب علينا وعليكم.
9 - الأسئلة
تكفير الصغائر بالصوم والجمع بين حديثين
السؤال: فضيلة الشيخ: يستدل بعض الناس بحديث أبي هريرة الصحيح {الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر} على أن صغائر الذنوب تمحى بدون توبة منها؟
فما مدى صحة هذا الرأي؟
وما قولكم لمن يرتكب الصغائر ولا يتوب منها ويحتج بهذا القول؟
وما التوفيق بينه وبين حديث {إياكم ومحقرات الذنوب} نرجو التوضيح والله يحفظكم؟
الجواب: الحديث صحيح وهو من البشائر للمؤمنين، لكن كيف نفهمه حق الفهم؟!
فكل بني آدم خطَّاء، والصغائر لا يكاد يسلم منها أحد، لهذا جعل الله تبارك وتعالى الصلاة إلى الصلاة، ورمضان إلى رمضان، والجمعة إلى الجمعة مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر، أي: إذا لم تؤت الكبائر.
فالصالحون المؤمنون لا يزنون، ولا يسرقون، ولا يكذبون، ولا يرابون، ولا يسمعون الغناء؛ لأنها محرمات ظاهرة وكبائر واضحة، لكن قليلاً منهم من يسلم من نظرة ومن سيئة من الصغائر التي قد لا يلقي لها بالاً من غمزة أو همزة، أو كلمة أو حركة، لا يلقي لها بالاً.
فإذا اجتهد الإنسان، وأدَّى الصلاة بقنوت وخشوع، وحضر إلى الجمعة، وصلاها كما ينبغي، وصام على الوجه الصحيح وكما ينبغي له أن يصوم؛ صيام المتقين والصابرين، فإن ذلك يكفر عنه هذه الذنوب، وهذا من فضل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
أما أن يفعل معصية ويقول: صغيرة وقد تكون كبيرة ثم يصر عليها، مع أن الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة ثم يقول: {الصلاة إلى الصلاة، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن} فهذا خارج عن الحديث وعن مقصوده.
والإنسان إذا اتقى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فإنه يضع الأمور في مواضعها؛ فالإصرار على أية معصية صغيرة يجعلها كبيرة، ومحقرات الذنوب يجب أن تجتنب كما أمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وما مثلها إلا كما أشار صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {كمثل رجل أتى بعود من هنا وعود من هنا وعود من هنا ثم أشعلها وإذا بها نار تضطرم}.
ولا تعارض في الحقيقة بين هذه الأحاديث؛ وإنما الخلل في فهم الناس وفي تصورهم لحقيقة المعصية وحقيقة الصغيرة والكبيرة، وعلينا دائماً أن نتذكر مواعظ السلف حينما قالوا: [[لا تنظر إلى صغر المعصية وانظر إلى عظمة من عصيت]]. ونضع نصب أعيينا قوله تعالى: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ [الزلزلة:7 - 8].
السنن المؤكدة في رمضان
(يُتْبَعُ)
(/)
السؤال: ما الأعمال التي ورد أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يفعلها ويحرص عليها في رمضان مما ورد في السنة الصحيحة؟
الجواب: أعظم شيء هو قراءة القرآن فقد {كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأتيه جبريل في شهر رمضان فيدارسه القرآن} كما قال الله تعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ [البقرة:185].
ثم الصدقة فقد {كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان}.
وكذلك الاعتكاف، إذ كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعتكف العشر الأواخر من رمضان.
وكذلك القيام وصلاة التراويح، فقد كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصليها وأصحابه من بعده.
فهذه أهم وأبرز ما كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعمله ويواظب عليه؛ إضافة إلى ما ذكرنا من الصبر، فإن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه كانوا يعرفون أن رمضان شهر الصبر، وكان صبرهم عظيماً على أعباء الدعوة إلى الله، وعلى أعباء الجهاد، وعلى طاعة الله، وعن معصية الله، وعلى أقدار الله، فكان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه يبلغون من الصبر غايته في شهر رمضان الذي هو شهر الصبر.
حكم عمل بعض المنكرات في رمضان وفي غير وقت الإمساك
السؤال: أفتنا يا سماحة الشيخ في حكم مشاهدة الأفلام والتلفاز في نهار رمضان، ولعب الميسر، وسماع الأغاني، وليس هو بوقت الإمساك عن الطعام والشراب؟
الجواب: أشرنا إلى ذلك، والقضية هي قضية الإيمان والقلوب، هذا القلب إن شُغِلَ بالحق؛ أثمر ذلك طاعات وعبادات وخيراً وبركةً في جميع الأعمال، وإن شُغِلَ بالباطل واللهو واللعب؛ أثمر ذلك ذنوباً وإجراماً وقبائح وشنائع.
وهل رأيت أحداً ممن يديم مشاهدة هذه المحرمات وسماع الأغاني، هل رأيته خاشعاً أواباً لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟! أم أنك لو رأيت مجرماً محترفاً وسألت عن حاله؛ لوجدته مدمناً لهذه المحرمات.
فثمرة كل شيء بحسبه، وهذه القلوب جعلها الله تبارك وتعالى مقراً ومستودعاً للإيمان به ولذكره؛ فأشرف ما في الإنسان قلبه، وأعظم وأشرف ما يُشْغَلُ به هو معرفة الله، وتقوى الله، والتعلق بالله، والتفكر في خلق الله، وفي أمر الله؛ فجاء شياطين الإنس والجن فأشغلوه بالملهيات وبالمغريات في رمضان وفي غير رمضان، فتعلقت قلوب الناس بالشهوات.
حتى قرأنا قبل أيام من يطالبون ونحن في استقبال شهر رمضان أن توجد مسارح، وأن يكون فيها نساء، وقالوا: ما دمنا نرى المرأة في التلفاز والفيديو فلماذا لا نراها على المسرح؟!
يريدون أن يكون في المدن الرئيسية وفي النواحي من هذه البلاد الطاهرة مسارح تتبرج بها النساء؛ والحجة (أننا نراها في التلفزيون والفيديو!) فمن الذي أحل هذه المنكرات في التلفزيون حتى تستدلوا بذلك على حلها في المسرح؟!
أقول: استمراؤها واستمرارها وقلة إنكارها في التلفزيون والفيديو جعلها حجة لمن يريدها في أي مكان آخر!!
فهذه المنكرات الظاهرة من أعظم ما يجب على الإنسان أن يُخلِّص منها بيته، ويُطهر منها قلبه وعينه، وإن كنا صادقين مع الله، وإن كنا نخاف الله ونتقيه؛ فيجب أن نطهر أنفسنا وبيوتنا وأزواجنا وبناتنا وأولادنا من هذه الآثار والملاهي الخطيرة؛ لأنها تدمر الأمة وتدمر المجتمع.
ولا تقولوا: المسئولية في هذا على المسئول عن التلفاز أو عن الإذاعة أو عن الأغاني؛ فالمسئولية على الجميع، وكل ما يقدم فإنه يقدم باسم المشاهدين؛ لأن أكثر الناس يريدونها وإن كانت أفلاماً محرمة، وإن كانت من النكت التي قد يكون فيها تعريض بالدين أو استهزاء واستخفاف.
فلماذا يُعمَّر هذا الشهر العظيم بهذه الأمور التي أقل ما فيها أنها لهو تُصْرِف عن القرآن؟!
قالوا: لقد صام الناس وتعبوا، ويريدون .. ؛ فمن من الناس اتصل وأنكر هذه الأمور؟
فتأكدوا أن أي شيءٍ ينكره -في يومٍ واحد- ثلاثون أو عشرون (فهذا يتصل بالتلفون، وهذا يكتب خطاباً) تأكدوا أنه يُغير، وقد غُيِّرت بعض الأفلام لما استنكرها هذا وهذا وذاك؛ لكن لما استمرأناها جميعاً وسكتنا، وأصبحنا نقول: اللوم على من يعرضها، ولئن سألت من يعرضها، لقال: أنا أعرض ما يريد الناس، والناس ساكتون.
إذاً فالمسئولية على الجميع، وأنت الذي تأخذ بنفسك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولو بقي الأمر في حدود ما يعرض عامة لقلنا ربما؛ ولكن! أليس الناس يشترون اللهو كما يشاءون، ويشترون الأفلام والأشرطة كما يشاءون؟! وفيها من الفساد غير ما يعرض عرضاً عاماً على الناس! فالاستعداد لدينا للشهوات موجود.
لكن إذا سُئلنا، قلنا: يا أخي! ماذا نعمل؟
قال: الحق على الذي يعرضها، وكأننا مجبورون، وكأننا شددنا بالسلاسل، وربطت أعيننا وقيل: انظروا ولا بد أن تنظروا، من الذي قال ذلك؟! فإن أي أمر من المنكرات أو من الشر إذا عزفنا عنه وتركناه؛ فإنه يموت بذاته، ويحترق بذاته؟! ولذلك فإنه لو عُرضت شرور أكبر وشبهات أعظم على هذه الأمة؛ لأقدموا عليها.
لكن نحمد الله أن هناك موانع كثيرة تحول دون كثير من الشهوات، وإلا لرأينا الإقدام عليها يفوق التصور؛ لأن الاستعداد في القلوب موجود، ولا أحد يخفى عليه حرمة الأفلام هذه أو الميسر أو الأغاني في كل شهر وحين، وهي في رمضان أشد وأغلظ كما ذكرنا.
طريق مثلى للاستفادة من شهر رمضان
السؤال: نريد من فضيلتكم أن تجعل لنا طريقة مثالية نقضي بها وقت رمضان من أول اليوم إلى آخره؟
الجواب: ليس هناك من طريقة أفضل من طريقة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصحبه والسلف الصالح، فنُعمر النهار بالصيام -صيام الجوارح وصيام القلب- وبقراءة القرآن ومدارسته، ونُعمِّر الليل بالقيام، ونترك لهذه النفوس أوقاتاً للراحة، وكلٌ بحسبه.
لا أستطيع أن أقول: ضعها أربع ساعات أو ثلاث، فكل إنسانٍ بحسبه وبقدر طاقته واجتهاده؛ فهو موسم خير، ومن أراد أن ينافس فلينافس كما يشاء، فليس هناك من صورة محددة بذلك، وإنما أكرر على أمر هو أعظم ما في هذا الشهر -كما رأينا من سيرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومن سيرة السلف - (وهو القرآن) حتى قال بعض العلماء: 'إن ختم القرآن في رمضان لا يكره في أقل من ثلاث كما في بقية الشهور'.
ففي رمضان من استطاع أن يختمه في أقل؛ فليفعل.
وقال بعض العلماء: 'إنه شهر القرآن وشهر التفرغ للعبادة'.
فالمقصود أن أهم عمل يشغل به الإنسان نفسه آناء النهار هو قراءة القرآن، ففي الصلاة سيصلي جماعةً، ويسمع القرآن، وفي الحقيقة كأن الشهرَ كله شهرُ قرآن، ولابد أن نتفكر فيما نقرأ وفيما نسمع؛ لأنها فرصة عظيمة أن نسمع كتاب الله كاملاً مرة أو مرات في شهر واحد، فنعرف ما نهى الله عنه في كتابه، وما حذَّر منه، وما أمر وأوصى به؛ لأن هذا القرآن خطاب لنا فأُنزل لنا ليخاطبنا الله به، وليس مجرد آيات تسمع بالآذان، ونقول: صلينا أو سمعنا.
فاعتبر كل ما تقرأ أو تسمع خلف الإمام خطاباً من رب العالمين إليك، ثم انظر كيف مقامك من هذا القرآن، وكيف منزلتك في التعامل مع ربك من خلال كلامه الذي أنزله، والذي أمرك أن تتبعه وتؤمن به.
هذا ما أوصي به نفسي وإخواني: وأسأل الله لي ولهم القبول.
حكم صيام من لا يصلي وحكم أخذ المصروف منه
السؤال: أخي لا يصلي ولكنه يصوم، فهل يصح صومه؟ وفي بعض الأحيان يساعدني ببعض النقود فهل يجوز أخذ النقود منه؟
الجواب: أما بالنسبة لصيام من لا يصلي فلا يُقبل منه؛ لأن ترك الصلاة كفر مخرج من الملة، وتارك الصلاة بإطلاق مرتد كافر، والكافر لا عمل له، قال تعالى: وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً [الفرقان:23].
وصيامه ليس عن إيمان، وإنما هو عن عادة وعن مسايرة للناس؛ ولو صام عن إيمان لما ترك الصلاة قط؛ والأدلة على كفر تارك الصلاة مشهورة معلومة؛ وقد روى اثنان من الصحابة وواحد من التابعين أن الصحابة الكرام أجمعوا على أن تارك الصلاة كافر.
أما بالنسبة للمال والنقود: فإن كان هذا الأخ لا يجد نفقة إلا عن طريق أخيه الأكبر، أو والده الذي لا يصلي؛ فإنه يأخذ منه ولا حرج عليه إن شاء الله تعالى، فذلك له ذمته وعليه وزر ترك صلاته، وعليه -أيضاً- وزر هذا المال الذي يتنعم به ولا يطيع ربه.
وأما هذا فلا حرج عليه إن شاء الله، ولكن إن استغنى فهو خير له حتى يكون إنفاقه على نفسه من كسب يده، فإن أخذه للمال منه قد يجعله يقصر في دعوته، أو أمره بمعروف، أو نهيه عن منكر؛ ولا شك أن من ينفق عليك، فإنك ترى أن له عليك حقاً وفضلاً فتغض عن كثير مما ترى وتعلم.
رمضان ونوم الصائم
(يُتْبَعُ)
(/)
السؤال: كثير من الناس ينام كثيراً في رمضان، ويقول: النوم في رمضان عبادة هل هذا صحيح؟
الجواب: بعض الناس يقول: النوم في رمضان عبادة؛ وبناءً عليه؛ فإنهم ينامون أكثر النهار.
فينبغي لنا أن نعرف كيف يكون النوم عبادة؛ وما معنى أن النوم عبادة؛ لأن هذا مما يُبتلى به عامة الناس، أو أكثرهم في واقعنا الحاضر.
فالنوم يكون عبادة في رمضان وفي غير رمضان، إذا احتسب الإنسان نومته كما يحتسب قومته؛ وذلك بأن ينام ليستعين بهذا النوم على طاعة الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
ومن قال من السلف: 'نوم الصائم عبادة ما لم يغتب' فإن مراده به أن الصائم إذا لم يغتب؛ أي: إذا كف لسانه عما حرم الله، فنام .. ؛ فهو مستمر في الطاعة.
يعني: إذا صلى الإنسان الظهر وهو صائم، ثم نام بعد صلاة الظهر -مثلاً- إلى العصر، فإنه مستمر في العبادة التي هي الصيام، ثم استيقظ إلى المغرب -مثلاً- فهو صائم، فالصائم النائم صائم، فهو إذن مستمر في العبادة؛ هذا بالنسبة للنهار.
وأما الليل: يحتسب النوم؛ ليستطيع أن يقوم وأن يصوم أيضاً؛ فيكون في هذه الحالة في عبادة؛ فليس المقصود أن الإنسان في رمضان ينام ويضيع أكثر الوقت في النوم، ويقول: النوم عبادة، وهو مفرط ومضيع لقدر هذا الشهر ومفرط في قراءة القرآن، وفي الذكر، وربما أدى التفريط إلى أن يتخلف الإنسان عن الصلوات!!
وإنما المقصود أن الصائم إذا نام فإنه لا تنقطع عبادته بالنوم؛ وهذا فضل من الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فهو مستمر في العبادة ومتلبس بها في حال اليقظة وكذلك في حالة النوم، ومتى يكون النوم؟!
أقول: للحاجة وللاستعداد بالاستعانة به على الطاعة.
حكم الإفطار في السفر
السؤال: ما حكم الإفطار في رمضان في السفر؛ مع أن ذلك ليس فيه مشقة عليَّ في نظري؟
الجواب: العلماء -رحمهم الله تعالى- اختلفوا في هذه المسألة: هل الإفطار أفضل أم الصوم أفضل؟
والذي يترجح إن شاء الله، أنه بحسب حال الإنسان، فقد يكون الصوم أفضل، وقد يكون الفطر أفضل؛ فمن وجد شيئاً من المشقة أو الحرج؛ فليعلم أن الله يحب أن تؤتى عزائمه ورخصه كما يكره أن تؤتى معاصيه.
ومما يحبه الله: (أن تؤتى رخصه) فليأخذ برخصة الله تعالى، وأما إذا اشتد عليه الجهد والمشقة فإنه يحرم عليه أن يصوم؛ ولهذا أمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من صاموا واشتد عليهم ذلك بالفطر أمراً، كحال الرجل الذي كانوا يُظللونه من شدة الحر؛ لأنه كان صائماً.
ففي هذه الحال لا يجوز الصيام، وأما من لم يكن عليه في ذلك أدنى حرج ولا مشقة، والأمر بسيط في حسه وفي نظره، فإننا لا نستطيع أن نلزمه بأن يفطر، فليصم إذا أراد ولا شيء عليه إن شاء الله، بل له الأجر كاملاً كما لو كان مقيماً.
حكم الأكل بعد أذان الفجر
السؤال: ما حكم الأكل عند الأذان لإعلان الفجر، مع علمي بأنه الأذان فأكلت وشربت، فهل في ذلك بأس؟
الجواب: الصائم أُمِرَ بالإمساك عن الطعام والشراب إذا طلع الفجر، فلهذا إن كان المؤذن لا يؤذن إلا وقد طلع الفجر، فمن أكل أو شرب بعد ذلك فإنه أكل في وقت الصيام، ومعنى هذا أنه لم يصم وعليه القضاء.
وأما إن كان المؤذن كعادة بعض المؤذنين (يؤذنون قبيل الوقت)، وذلك بغرض تذكير الناس أو تنبيههم إلى أن الوقت قد قرب، ويعلم أن هذا المؤذن يفعل ذلك؛ فهذا لا حرج عليه؛ لأن الأساس هو: (طلوع الفجر، وليس الأذان)، وقد يُؤذن بعض الناس مبكرين، وقد يؤذن بعض الناس متأخرين.
إذاً فالعبرة والمدار على طلوع الفجر وليس على الأذان، ولا ينبغي أن يؤذن قبل الوقت؛ لأنه في هذه الحالة قد يُحرِّج على الناس.
وأيضاً: دخول العبادة في غير وقتها لا يجوز؛ ولكن نحن نتحدث عن واقع مشاهد، وهو: أن بعض المؤذنين -في بعض المناطق- من عادته أنه يحتاط، ويقول: أنا -إن شاء الله- لست آثماً، فالمسألة دقيقتان أو أكثر فقط، لكي يحتاط الناس ويكفوا عن الطعام والشراب!
فإذا كان الأخ مؤذنه يفعل هذه الحالة، فيكون قد أكل في وقت لم يجب عليه الإمساك عليه، فلا يقضي ولا شيء عليه إن شاء الله.
10 - الفوائد المستخلصة
إن علامة قبول الطاعة الاستمرار في الطاعة، وعلامة ردها أن تعقب بمعصية
الفرق بين المؤمنين والمنافقين أن المؤمنين يعدون العدة للعمل الصالح وأن المنافقين لا يعدون
خص الله بالتفضيل من الأشهر شهر رمضان ومن الأيام أيام العشر الأول من ذي الحجة ومن الليالي ليالي العشر الأواخر من رمضان
يجب أن يظهر أثر صيام شهر رمضان على الصائم في جميع أحواله وأوقاته، سواءً في رمضان أو فيما بعد رمضان
كل إنسان منا هو في الحقيقة تاجر، وبضاعته عمله، فإذا نصبت الموازين يوم القيامة، فهنالك يظهر الرابحون الفائزون ويظهر الخاسرون الخائبون
المسلمون اليوم هم أذل الأمم وأفقر الشعوب لأنهم لم يغيروا ما بأنفسهم من انحراف عن منهج الله
كل لذات الدنيا لا تساوي لحظة من لحظات تذوق الإيمان، وكل إنسان يمكنه أن يجد من مطعومات الدنيا ومشروباتها ما يشاء، لكن طعم الإيمان فضل من الله يختص به من يشاء
مفهوم الصيام لا يشمل الإمساك عن الطعام والشراب فقط، بل يشمل كذلك صيام الجوارح بإمساك الجوارح عن جميع المحرمات
التقوى هي غاية كل عبادة
كان العلماء من السلف الصالح إذا جاء رمضان يتركون التعليم ويتفرغون لقراءة القرآن
كان الإمام مالك لا يحدِّث إلا وهو على وضوء ويجلس في وقار وخشوع إجلالاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.download&contentid=225&type=word(/)
"" اللهم بلغنا رمضان .. ""
ـ[ hedaya] ــــــــ[23 Sep 2005, 04:54 ص]ـ
http://www.w6w.net/upload/07-09-2005/w6w_2005090704292709958826.jpg
اللهم بلغنا رمضان
وتمضي بنا الأيام وتتعاقب الأسابيع وتتوالى الشهور .. ويقترب منا قدوم شهر الخير والبركة والرحمات، ويعلو حداء المؤمنين ودعاؤهم الخالد:
"اللهم بلغنا رمضان".
إنه الحداء الخالد الذي ردَّده الحبيب- صلى الله عليه وسلم- عندما كان يقترب موعد قدوم الشهر الكريم، فقد ورد أن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان إذا دخل رجب قال
"اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان".
"اللهم بلغنا رمضان"
تربى الصحابة الكرام على هذا الشعار، وعاشوا بهذا الدعاء الخالد، فكانوا يسعون إلى رمضان شوقًا، ويطلبون الشهر قبله بستة أشهر، ثم يبكونه بعد فراقه ستة أشهر أخرى.
"اللهم بلغنا رمضان"
نداء وحداء .. يدرك المسلم دلالاته، فيثير في نفسه الأشجان والحنين إلى خير الشهور وأفضل الأزمنة، فيعد المسلم نفسه للشهر الكريم ويخطط له خير تخطيط.
فكيف يكون الاستقبال الأمثل للشهر؟ وكيف تكون التهيئة المناسبة لقدوم الشهر؟ وهل لنا أن نحافظ على شهرنا من عبث العابثين وحقد الحاقدين وغفلة الغافلين؟! لنبدأ معا .. خطوات صغيرة بسيطة .. نصل بها الى رمضان ..
- الإكثار من الدعاء
"اللهم بلغنا رمضان"
فهو من أقوى صور الإعانة على التهيئة الإيمانية والروحية. والاكثار من الذكر، وارتع في "رياض الجنة" على الأرض، ولا تنسَ المأثورات صباحًا ومساءً، وأذكار اليوم والليلة، وذكر الله على كل حال.
- الإكثار من الصوم في شعبان؛
تربيةً للنفس واستعدادًا للقدوم المبارك، ويفضل أن يكون الصوم على إحدى صورتين (إما صوم النصف الأول من شعبان كاملاً، وإما صوم الإثنين والخميس من كل أسبوع مع صوم الأيام البيض).
- العيش في رحاب القرآن الكريم،
والتهيئة لتحقيق المعايشة الكاملة في رمضان، وذلك من خلال تجاوز حد التلاوة في شعبان لأكثر من جزء في اليوم والليلة، مع وجود جلسات تدبر ومعايشة للقرآن.
- تذوَّق حلاوة قيام الليل من الآن بقيام ركعتين كل ليلة بعد صلاة العشاء،
وتذوَّق حلاوة التهجد والمناجاة في وقت السحَر بصلاة ركعتين قبل الفجر مرةً واحدةً في الأسبوع على الأقل.
- قراءة أحكام وفقه الصيام كاملاً
(الحد الأدني من كتاب فقه السنة للشيخ سيد سابق)، ومعرفة تفاصيل كل ما يتعلق بالصوم، ومعرفة وظائف شهر رمضان، وأسرار الصيام (من كتاب إحياء علوم الدين)، وقراءة تفسير آيات الصيام (من الظلال وابن كثير).
- إعداد هدية رمضان من الآن لتقديمها للناس دعوةً وتأليفًا للقلوب
وتحبيبًا لطاعة الله والإقبال عليه؛ بحيث تشمل بعضًا مما يلي (شريط كاسيت- مطوية- كتيب- ملصق- .. إلخ).
- إعداد مجلة رمضان بالعمارة السكنية
التي تسكن بها؛ بحيث تتناول كيفية استقبال رمضان.
- تربية النفس بمنعها من بعض ما ترغب فيه من ترف العيش،
والزهد في الدنيا وما عند الناس، وعدم التورط في الكماليات من مأكل ومشرب وملبس كما يفعل العامة عند قدوم رمضان.
- التدريب على جهاد اللسان
فلا يرفث، وجهاد البطن فلا يستذل، وجهاد الشهوة فلا تتحكم، وجهاد النفس فلا تطغى، وجهاد الشيطان فلا يمرح.
- إعداد ورد محاسبة يومي
على بنود التهيئة الرمضانية المذكورة هنا.(/)
55 سؤالا وجوابا من فتاوى العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ في الصيام
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[23 Sep 2005, 06:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الكبير المتعال، وصلى الله على محمد والصحب، والآل، وبعد:
فهذه خمسة وخمسون سؤالا، وإجاباتها اخترتها من المجلد التاسع عشر من فتاوى العلامة محمد العثيمين رحمه الله، وحرصت على جمع ما يشكل على بعض العامة، ويكثر سؤالهم عنه، فيحسن أن توضع في لوحة المسجد، أو تقرأ على الجماعة بعد، أو قبل الصلاة .. أو غير ذلك من الوسائل ..
تنبيه: قد كتبت بجوار كل سؤال رقمه، ولم أراع الترتيب.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Sep 2005, 11:28 ص]ـ
جزاك الله خيراً، وأعظم لك الأجر أيها الشيخ الكريم. وليست هذه بأول بركاتكم وفقكم الله، ونفع بكم.
ـ[إمداد]ــــــــ[25 Sep 2005, 10:19 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[26 Sep 2005, 04:09 م]ـ
شكر الله لكم، وجزاكم عني خيرا
ـ[الجعفري]ــــــــ[26 Sep 2005, 07:21 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[13 Sep 2006, 06:05 م]ـ
جزاكم الله خيرا
أقبل الشهر الكريم فلعل الله أن ينفع بها.
ـ[الطبيب]ــــــــ[14 Sep 2006, 12:37 م]ـ
جزاك الله خيراً ...
ودمتم،،،
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[15 Sep 2006, 09:01 ص]ـ
جزاك الله خيراً.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[15 Sep 2006, 10:06 ص]ـ
نسأل الله أن لا يحرمنا من فوائدك وعوائدك يا شيخ عبد الرحمن
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[15 Sep 2006, 07:26 م]ـ
جزاك الله خير ياشيخ عبدالرحمن ونفع الله بعلمك ....
ـ[ماجد الخير]ــــــــ[18 Sep 2006, 11:46 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[19 Sep 2006, 12:28 ص]ـ
المشايخ و الإخوة الكرام: جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[19 Sep 2006, 02:12 ص]ـ
جزاكم الله خيرا استاذنا عبد الرحمن السديس
ـ[الطبيب]ــــــــ[19 Sep 2006, 01:01 م]ـ
فضيلة الشيخ وفقك الله ..
لا يستطيع رؤية الملف وتنزيله إلا الأعضاء المشاركون في الملتقى الذين يقومون بالرد على الموضوع فقط.
وأظن أنك جعلت المرفق بهذا الشكل للصعوبة النسبية في طريقة إرفاق الملفات في الشكل الجديد. فإن كان الأمر كذلك فائذن لي بأن اجعله في المرفقات التي يستطيع تنزيلها كل أحد، كما فعلتُ في المشاركة التى أضفتُها اليوم: مختارات من فتاوى الإمام ابن باز في الصيام ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=6448)
بانتظار الرد ..
ودمتم،،،
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[19 Sep 2006, 04:14 م]ـ
جزاك الله خيرا أبا الحسن.
بارك الله فيك أخي الفاضل الطبيب
الحقيقة الملف أنزلته العام الماضي هنا ولا أعرف طريفة أفضل، فافعل ما تراه مناسبا نفع الله بك وبارك في جهودك.
ـ[العيدان]ــــــــ[19 Sep 2006, 05:35 م]ـ
جزاك الله خيراً ..
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[20 Sep 2006, 01:18 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[الطبيب]ــــــــ[20 Sep 2006, 10:54 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ...
الملف:
443
ـ[ماجد الخير]ــــــــ[25 Sep 2006, 04:59 م]ـ
مختارات من فتاوى العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ في الصيام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الكبير المتعال، وصلى الله على محمد والصحب، والآل، وبعد:
فهذه خمسة وخمسون سؤالا، وإجاباتها اخترتها من المجلد التاسع عشر من فتاوى العلامة محمد العثيمين رحمه الله، وحرصت على جمع ما يشكل على بعض العامة، ويكثر سؤالهم عنه، فيحسن أن يوضع في لوحة المسجد، أو يقرأ على الجماعة بعد، أو قبل الصلاة .. أو غير ذلك من الوسائل ..
تنبيه: قد كتبت بجوار كل سؤال رقمه، ولم أراع الترتيب.
(37) س: هل يؤمر الصبيان بالصيام دون الخامسة عشرة كما في الصلاة؟
فأجاب فضيلته بقوله: نعم يؤمر الصبيان الذين لم يبلغوا بالصيام إذا أطاقوه، كما كان الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ يفعلون ذلك بصبيانهم، وقد نص أهل العلم على أن الولي يأمر من له ولاية عليه من الصغار بالصوم، من أجل أن يتمرنوا عليه ويألفوه، وتتطبع أصول الإسلام في نفوسهم حتى تكون كالغريزة لهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن إذا كان يشق عليهم أو يضرهم فإنهم لا يلزمون بذلك، وإنني أنبه هنا على مسألة يفعلها بعض الا?باء أو الأمهات وهي منع صبيانهم من الصيام على خلاف ما كان الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ يفعلون. يدعون أنهم يمنعون هؤلاء الصبيان رحمة بهم وإشفاقاً عليهم، والحقيقة أن رحمة الصبيان أمرهم بشرائع الإسلام، وتعويدهم عليها، وتأليفهم لها فإن هذا بلا شك من حسن التربية وتمام الرعاية. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «إن الرجل راع في أهل بيته ومسؤول عن رعيته». والذي ينبغي على أولياء الأمور بالنسبة لمن ولاهم الله عليهم من الأهل والصغار أن يتقوا الله تعالى فيهم، وأن يأمروهم بما أمروا أن يأمروهم به من شرائع الإسلام.
(45) س: عن حكم الفطر في نهار رمضان بدون عذر؟
فأجاب فضيلته بقوله: الفطر في نهار رمضان بدون عذر من أكبر الكبائر، ويكون به الإنسان فاسقاً، ويجب عليه أن يتوب إلى الله، وأن يقضي ذلك اليوم الذي أفطره، يعني لو أنه صام وفي أثناء اليوم أفطر بدون عذر فعليه الإثم، وأن يقضي ذلك اليوم الذي أفطره؛ لأنه لما شرع فيه التزم به ودخل فيه على أنه فرض فيلزمه قضاؤه كالنذر، أما لو ترك الصوم من الأصل متعمداً بلا عذر فالراجح أنه لا يلزمه القضاء، لأنه لا يستفيد به شيئاً، إذ أنه لن يقبل منه، فإن القاعدة أن كل عبادة مؤقتة بوقت معين فإنها إذا أخرت عن ذلك الوقت المعين بلا عذر لم تقبل من صاحبها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد». ولأنه من تعدي حدود الله عز وجل، وتعدي حدود الله تعالى ظلم، والظالم لا يقبل منه، قال الله تعالى: {وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ?للَّهِ فَأُوْلَـ?ئِكَ هُمُ ?لظَّـ?لِمُونَ}. ولأنه لو قدم هذه العبادة على وقتها أي فعلها قبل دخول الوقت لم تقبل منه، فكذلك إذا فعلها بعده لم تقبل منه إلا أن يكون معذوراً.
(57) س: إذا أفطر الإنسان لعذر وزال العذر في نفس النهار فهل يواصل الفطر أم يمسك؟
فأجاب فضيلته بقوله: الجواب أنه لا يلزمه الإمساك؛ لأن هذا الرجل استباح هذا اليوم بدليل من الشرع، فحرمة هذا اليوم غير ثابتة في حق هذا الرجل، ولكن عليه أن يقضيه، وإلزامنا إياه أن يمسك بدون فائدة له شرعاً ليس بصحيح. ومثال ذلك: رجل رأى غريقاً في الماء، وقال: إن شربت أمكنني إنقاذه، وإن لم أشرب لم أتمكن من إنقاذه. فنقول: اشرب وانقذه. فإذا شرب وأنقذه فهل يأكل بقية يومه؟ نعم يأكل بقية يومه؛ لأن هذا الرجل استباح هذا اليوم بمقتضى الشرع، فلا يلزمه الإمساك، ولهذا لو كان عندنا إنسان مريض، هل نقول لهذا المريض: لا تأكل إلا إذا جعت ولا تشرب إلا إذا عطشت؟ لا، لأن هذا المريض أبيح له الفطر. فكل من أفطر في رمضان بمقتضى دليل شرعي فإنه لا يلزمه الإمساك، والعكس بالعكس، لو أن رجلاً أفطر بدون عذر، وجاء يستفتينا: أنا أفطرت وفسد صومي هل يلزمني الإمساك أو لا يلزمني؟ قلنا: يلزمك الإمساك؛ لأنه لا يحل لك أن تفطر، فقد انتهكت حرمة اليوم بدون إذن من الشرع، فنلزمك بالبقاء على الإمساك، وعليك القضاء؛ لأنك أفسدت صوماً واجباً شرعت فيه.
(58) س: إذا قدم المسافر لبلد غير بلده فهل ينقطع سفره؟
فأجاب فضيلته بقوله: إذا قدم المسافر لبلد غير بلده لم ينقطع سفره، فيجوز له الفطر في رمضان وإن بقي جميع الشهر، أما إذا قدم إلى بلده وهو مفطر فإنه لا يجب عليه الإمساك، فله أن يأكل ويشرب بقية يومه؛ لأن إمساكه لا يفيده شيئاً لوجوب قضاء هذا اليوم عليه، هذا هو القول الصحيح، وهو مذهب مالك والشافعي، وإحدى الروايتين عن الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ لكن لا ينبغي له أن يأكل ويشرب علناً.
(95) س: عن رجل نوى السفر فأفطر في بيته، لجهله، ثم انطلق هل عليه الكفارة قياساً على الجماع في التعمد كقول المالكية؟
فأجاب فضيلته بقوله: حرام عليه أن يفطر وهو في بيته، ولكن لو أفطر قبل مغادرته بيته فعليه القضاء فقط، وليس عليه الكفارة قياساً على الجماع، لأن الجماع يفارق غيره من المحظورات، ولهذا يفسد النسك في الحج والعمرة، ولا يفسده غيره من المحظورات، فالجماع له شأن أعظم، ولا يقاس الأدنى على الأعلى، ومن قال من العلماء: إن من أفطر بأكل أو شرب أو جماع فعليه الكفارة. فقوله ليس بصواب، لأن الكفارة ليست إلا في الجماع.
(يُتْبَعُ)
(/)
(66) س: عن الأعذار المبيحة للفطر؟
فأجاب فضيلته بقوله: الأعذار المبيحة للفطر: المرض والسفر كما جاء في القرآن الكريم، ومن الأعذار أن تكون المرأة حاملاً تخاف على نفسها، أو على جنينها، ومن الأعذار أيضاً أن تكون المرأة مرضعاً تخاف إذا صامت على نفسها، أو على رضيعها، ومن الأعذار أيضاً أن يحتاج الإنسان إلى الفطر لإنقاذ معصوم من هلكة، مثل أن يجد غريقاً في البحر، أو شخصاً بين أماكن محيطة به فيها نار، فيحتاج في إنقاذه إلى الفطر، فله حينئذ أن يفطر وينقذه، ومن ذلك أيضاً إذا احتاج الإنسان إلى الفطر للتقوي على الجهاد في سبيل الله، فإن ذلك من أسباب إباحة الفطر له، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه في غزوة الفتح: «إنكم ملاقو العدو غداً والفطر أقوى لكم فأفطروا» فإذا وجد السبب المبيح للفطر وأفطر الإنسان به فإنه لا يلزمه الإمساك بقية ذلك اليوم، فإذا قدر أن شخصاً قد أفطر لإنقاذ معصوم من هلكة فإنه يستمر مفطراً ولو بعد إنقاذه، لأنه أفطر بسبب يبيح له الفطر، فلا يلزمه الإمساك حينئذ، لكون حرمة ذلك اليوم قد زالت بالسبب المبيح للفطر، ولهذا نقول بالقول الراجح في هذه المسألة: إن المريض لو برىء في أثناء النهار وكان مفطراً، فإنه لا يلزمه الإمساك، ولو قدم المسافر أثناء النهار إلى بلده وكان مفطراً فإنه لا يلزمه الإمساك، ولو طهرت الحائض في أثناء النهار فإنه لا يلزمها الإمساك، لأن هؤلاء كلهم أفطروا بسبب مبيح للفطر، فكان ذلك اليوم في حقهم ليس له حرمة صيام؛ لإباحة الشرع الإفطار فيه، فلا يلزمهم الإمساك.
(94) س: ما حكم السفر في رمضان من أجل الفطر؟
فأجاب فضيلته بقوله: الصيام في الأصل واجب على الإنسان، بل هو فرض وركن من أركان الإسلام كما هو معلوم، والشيء الواجب في الشرع لا يجوز للإنسان أن يفعل حيلة ليسقطه عن نفسه، فمن سافر من أجل أن يفطر كان السفر حراماً عليه، وكان الفطر كذلك حراماً عليه، فيجب عليه أن يتوب إلى الله عز وجل، وأن يرجع عن سفره ويصوم، فإن لم يرجع وجب عليه أن يصوم ولو كان مسافراً، وخلاصة الجواب: أنه لا يجوز للإنسان أن يتحيل على الإفطار في رمضان بالسفر؛ لأن التحيل على إسقاط الواجب لا يسقطه كما أن التحيل على المحرم لا يجعله مباحاً.
(135) س: إذا أصبح الإنسان وعليه جنابة ونوى الصوم وهو بتلك الحال فهل يصح صومه؟
فأجاب فضيلته بقوله: إذا أصبح الإنسان وعليه الجنابة وأراد الصوم فإنه لا بأس أن يصوم ولا حرج عليه، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصبح جنباً من جماع أهله فيصوم، ولقد كان لنا في رسول الله أسوة حسنة، ولكن يجب على الإنسان أن يغتسل، لأجل أن يصلي الفجر، لأنه لا يجوز تأخير صلاة الفجر عن وقتها.
(67) س: رجل مريض مرضاً لا يرجى برؤه، ولا يستطيع الصوم، فما الحكم؟ أفتونا جزاكم الله عنا وعن المسلمين كل خير؟
فأجاب فضيلته بقوله: المريض مرضاً لا يرجى زواله لا يلزمه الصوم؛ لأنه عاجز، ولكن يلزمه بدلاً عن الصوم أن يطعم عن كل يوم مسكيناً هذا إذا كان عاقلاً بالغاً، وللإطعام كيفيتان:
الكيفية الأولى: أن يصنع طعاماً غداءً أو عشاءً ثم يدعو إليه المساكين بقدر الأيام التي عليه كما كان أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ يفعل ذلك حين كبر.
والكيفية الثانية: أن يوزع حبًّا من بر، أو أرز، ومقدار هذا الإطعام مد من البر أو من الأرز، والمدّ يعتبر بمد صاع النبي صلى الله عليه وسلم وهو ربع الصاع، وصاع النبي صلى الله عليه وسلم يبلغ كيلوين وأربعين غراماً، فيكون المدّ نصف كيلو وعشرة غرامات، فيطعم الإنسان هذا القدر من الأرز أو من البر، ويجعل معه لحماً يؤدمه.
(98) س: عن حكم صوم المسافر مع أن الصوم لا يشق على الصائم في الوقت الحاضر لتوفر وسائل المواصلات الحديثة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فأجاب فضيلته بقوله: المسافر له أن يصوم وله أن يفطر، لقوله تعالى: {وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى? سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ ?للَّهُ بِكُمُ ?لْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ?لْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ ?لْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ?للَّهَ عَلَى? مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} وكان الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ يسافرون مع النبي صلى الله عليه وسلم، فمنهم الصائم ومنهم المفطر، فلا يعيب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم في السفر، قال أبو الدرداء ـ رضي الله عنه ـ: «سافرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في حر شديد وما منا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبدالله بن رواحة»، والقاعدة في المسافر أنه يخيز بين الصيام والإفطار، ولكن إن كان الصوم لا يشق عليه فهو أفضل؛ لأن فيه ثلاث فوائد:
الأولى: الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم.
الثانية: سهولة الصوم على الإنسان؛ لأن الإنسان إذا صام مع الناس كان أسهل عليه.
الثالثة: سرعة إبراء ذمته، هذا إذا كان الصوم لا يشق عليه.
فإن كان يشق عليه فإنه لا يصوم، وليس من البر الصيام في السفر في مثل هذه الحال، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام رأى رجلاً قد ظلل عليه وحوله زحام فقال: «ما هذا؟» قالوا: صائم، فقال: «ليس من البر الصيام في السفر» فينزل هذا العموم على من كان في مثل حال هذا الرجل يشق عليه الصوم، وعلى هذا نقول: السفر في الوقت الحاضر سهل كما قال السائل: لا يشق الصوم فيه غالباً فإذا كان لا يشق الصوم فيه فإن الأفضل أن يصوم.
(174) س: ما حكم استعمال الصائم الروائح العطرية في نهار رمضان؟
فأجاب فضيلته بقوله: لا بأس أن يستعملها في نهار رمضان، وأن يستنشقها، إلا البخور لا يستنشقه، لأن له جرماً يصل إلى المعدة وهو الدخان.
(127) س: كثير من الناس في رمضان أصبح همهم الوحيد هو جلب الطعام والنوم، فأصبح رمضان شهر كسل وخمول، كما أن بعضهم يلعب في الليل وينام في النهار، فما توجيهكم لهؤلاء؟
فأجاب فضيلته بقوله: أرى أن هذا في الحقيقة يتضمن إضاعة الوقت، وإضاعة المال إذا كان الناس ليس لهم هم إلا تنويع الطعام والنوم في النهار والسهر على أمور لا تنفعهم في الليل، فإن هذا لا شك إضاعة فرصة ثمينة ربما لا تعود إلى الإنسان في حياته، فالرجل الحازم هو الذي يتمشى في رمضان على ما ينبغي من النوم في أول الليل، والقيام في التراويح، والقيام آخر الليل إذا تيسر، وكذلك لا يسرف في المآكل والمشارب، وينبغي لمن عندهم القدرة أن يحرص على تفطير الصوام: إما في المساجد، أو في أماكن أخرى، لأن من فطر صائماً له مثل أجره، فإذا فطر الإنسان إخوانه الصائمين فإن له مثل أجورهم، فينبغي أن ينتهز الفرصة من أغناه الله تعالى حتى ينال أجراً كثيراً.
(102) س: المسافر إذا وصل مكة صائماً فهل يفطر ليتقوى على أداء العمرة؟
فأجاب فضيلته بقوله: النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة عام الفتح في اليوم العشرين من رمضان، وكان صلى الله عليه وسلم مفطراً، وكان يصلي ركعتين في أهل مكة، ويقول لهم: «يا أهل مكة أتموا فإنا قوم سفر»، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية وابن كثير ـ رحمهما الله ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مفطراً في ذلك العام، أي أنه أفطر عشرة أيام في مكة في غزوة الفتح، وفي صحيح البخاري عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: «لم يزل مفطراً حتى انسلخ الشهر» كما أنه بلا شك كان يصلي ركعتين في هذه المدة؛ لأنه كان مسافراً، فلا ينقطع سفر المعتمر بوصوله إلى مكة، فلا يلزمه الإمساك إذا قدم مفطراً، بل قد نقول له: الأفضل إذا كان ذلك أقوى على أداء العمرة أن لا تصوم، مادمت إذا أديت العمرة تعبت، وقد يكون بعض الناس مستمرًّا على صيامه حتى في السفر، نظراً لأن الصيام في السفر في الوقت الحاضر ليس به مشقة، فيستمر في سفره صائماً، ثم يقدم مكة ويكون متعباً، فيقول في نفسه: هل أستمر على صيام، أو أؤجل أداء العمرة إلى ما بعد الفطر؟ أي إلى الليل، أو الأفضل أن أفطر لأجل أن أؤدي العمرة فور وصولي إلى مكة؟ نقول له في هذه الحال: الأفضل أن تفطر حتى لو كنت صائماً فأفطر لأجل أن تؤدي العمرة فور وصولك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل مكة وهو في النسك
(يُتْبَعُ)
(/)
بادر إلى المسجد، حتى كان ينيخ راحلته صلى الله عليه وسلم عند المسجد، ويدخله حتى يؤدي النسك الذي كان متلبساً به صلى الله عليه وسلم، فكونك تفطر لتؤدي العمرة بنشاط في النهار أفضل من كونك تبقى صائماً، ثم إذا أفطرت في الليل قضيت عمرتك، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان صائماً في سفره لغزوة الفتح، فجاء إليه أناس فقالوا: يا رسول الله إن الناس قد شق عليهم الصيام، وإنهم ينتظرون ماذا تفعل؟ وكان هذا بعد العصر، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بماء فشرب، والناس ينظرون، فأفطر صلى الله عليه وسلم في أثناء السفر، بل أفطر في آخر اليوم، كل هذا من أجل أن لا يشق الإنسان على نفسه بالصيام، وتكلف بعض الناس في الصوم في السفر مع المشقة لا شك أنه خلاف السنة، وإنه ينطبق عليهم قول النبي صلى الله عليه وسلم «ليس من البر الصيام في السفر».
(105) س: كيف يصوم من سفره مستمر مثل أصحاب الشاحنات؟
فأجاب فضيلته بقوله: إن الله تعالى قد بين حكم هذه المسألة في قوله: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى? سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى ?لَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} فسائق الشاحنة مادام مسافراً فله أن يترخص بجميع رخص السفر من القصر والجمع، والفطر في رمضان، والمسح على الخفين ثلاثة أيام وغيرها مما هو معروف في أحكام السفر.
وعلى هذا فنقول: يجوز له أن يفطر في هذه الحال ولو كان دائماً يسافر في هذه السيارة؛ لأنه مادام له مكان يأوي إليه وأهل يأوي إليهم، فهو إذا فارق هذا المكان وأولئك الأهل فهو مسافر، وعلى هذا فيجوز له أن يفعل ما يفعله المسافرون، فإن الله تعالى قد أطلق في الا?ية فقال: {أَوْ عَلَى? سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى ?لَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} ولم يقيده بشيء، فما أطلقه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فإنه يجب العمل بمطلقه.
فإذا قال: كيف أصنع وأنا دائماً في هذه المهنة أسافر دائماً صيفاً وشتاءً؟
فنقول له: إذا كنت في أهلك في رمضان يجب عليك أن تصوم، وإذا كنت في غير أهلك فأنت مسافر، ولا يجب عليك أن تصوم، ثم إنه من الممكن أن نقول بأن لك فائدة عظيمة، وهي أنك بدلاً من أن تصوم في هذا الحر الشديد تصوم في أيام الشتاء القصيرة المدة الباردة الجو، وذلك أسهل لك من الصيام في السفر في مثل هذه الأيام الطويلة الشديدة الحر، والله أعلم.
(124) س: ما القول في قوم ينامون طوال نهار رمضان، وبعضهم يصلي مع الجماعة، وبعضهم لا يصلي، فهل صيام هؤلاء صحيح؟
فأجاب فضيلته بقوله: صيام هؤلاء مجزىء تبرأ به الذمة، ولكنه ناقص جداً، ومخالف لمقصود الشارع في الصيام، لأن الله سبحانه وتعالى قال: {ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ?لصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ?لَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه».
ومن المعلوم أن إضاعة الصلاة وعدم المبالاة بها ليس من تقوى الله عز وجل، ولا من ترك العمل بالزور، وهو مخالف لمراد الله ورسوله في فرضية الصوم، ومن العجب أن هؤلاء ينامون طول النهار، ويسهرون طول الليل، وربما يسهرون الليل على لغو لا فائدة لهم منه، أو على أمر محرم، يكسبون به إثماً، ونصيحتي لهؤلاء وأمثالهم أن يتقوا الله عز وجل، وأن يستعينوه على أداء الصوم على الوجه الذي يرضاه، وأن يستغلوه بالذكر وقراءة القرآن، والصلاة والإحسان إلى الخلق وغير ذلك مما تقتضيه الشريعة الإسلامية.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة.
(136) س: هل كل يوم يصام في رمضان يحتاج إلى نية أم تكفي نية صيام الشهر كله؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فأجاب فضيلته بقوله: يكفي في رمضان نية واحدة من أوله، لأن الصائم وإن لم ينو كل يوم بيومه في ليلته فقد كان ذلك في نيته من أول الشهر، ولكن لو قطع الصوم في أثناء الشهر لسفر أو مرض أو نحوه وجب عليه استئناف النية، لأنه قطعها بترك الصيام للسفر والمرض ونحوهما.
(130) س: رجل نام وبعد نومه أعلن عن ثبوت رؤية هلال رمضان، ولم يكن قد بيّت نية الصوم وأصبح مفطراً لعدم علمه بثبوت الرؤية، فما هو الواجب عليه؟
فأجاب فضيلته بقوله: هذا الرجل نام أول ليلة من رمضان قبل أن يثبت الشهر، ولم يبيت نية الصوم، ثم استيقظ وعلم بعد أن طلع الفجر أن اليوم من رمضان فإنه إذا علم يجب عليه الإمساك، ويجب عليه القضاء عند جمهور أهل العلم، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: إن النية تتبع العلم، وهذا لم يعلم فهو معذور في ترك تبييت النية، وعلى هذا فإذا أمسك من حين علمه فصومه صحيح ولا قضاء عليه، وأما جمهور العلماء فقالوا: إنه يجب عليه الإمساك، ويجب عليه القضاء، وعللوا ذلك بأنه فاته جزء من اليوم بلا نية، ولا شك أن الاحتياط في حقه أن يقضي هذا اليوم.
(132) س: إذا دخل شهر رمضان هل تكون النية في أول الشهر أم في كل ليلة؟
فأجاب فضيلته بقوله: الحقيقة أنه عندما يتكلم بعض الناس عن النية وما أدراك ما النية، أنا لا أدري ما هو معنى النية عنده؟ النية إذا قام الإنسان في آخر الليل وأكل وشرب أليس هذا نية؟ النية ليست شيئاً يعمل ويحتسب له، بمجرد ما يفعل الإنسان الفعل فقد نواه، اللهم إلا رجلاً مجنوناً لا يدري ما يفعل، أو إنساناً مغمى عليه أو نائماً، أما إنسان عاقل باختياره يفعل الفعل، فإن مجرد فعله لذلك نية فلا حاجة إلى شيء يعمل، حتى إن بعض العلماء يقول: لو كلفنا الله عملاً بلا نية لكان تكليفاً بما لا يطاق، وصدق لو قيل لك: توضأ ولا تنوي، وصل ولا تنوي، وصم ولا تنوي، وكل ولا تنوي ما تستطيع، فالنية ما هي شيء شديد، بمجرد ما يقوم الإنسان ويأكل ويشرب فقد نوى.
(138) س: رجل مسافر وصائم في رمضان نوى الفطر، ثم لم يجد ما يفطر به ثم عدل عن نيته، وأكمل الصوم إلى المغرب، فما صحة صومه؟
فأجاب فضيلته بقوله: صومه غير صحيح، يجب عليه القضاء، لأنه لما نوى الفطر أفطر. أما لو قال: إن وجدت ماءً شربت وإلا فأنا على صومي. ولم يجد الماء، فهذا صومه صحيح، لأنه لم يقطع النية، ولكنه علق الفطر على وجود الشيء، ولم يوجد الشيء فيبقى على نيته الأولى.
(143) س: رجل نوى قطع صيامه في شهر رمضان بالفطر، ثم تراجع عن نيته فما الحكم؟
فأجاب فضيلته بقوله: يعتبر صومه الذي نوى قطعه قد انقطع، ولا يصح منه، وعليه أن يقضي بدل ذلك اليوم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرىء ما نوى» فهذا الرجل لما نوى قطعه انقطع، ولا يصح أن يعيد النية من أثناء النهار، لأن الصوم الواجب لا يكون صحيحاً إلا إذا نواه من أول اليوم من قبل طلوع الفجر، لقول الله تعالى: {فَ?لنَ بَـ?شِرُوهُنَّ وَ?بْتَغُواْ مَا كَتَبَ ?للَّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَ?شْرَبُواْ حَتَّى? يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ?لْخَيْطُ ?لأَبْيَضُ مِنَ ?لْخَيْطِ ?لأَسْوَدِ مِنَ ?لْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ ?لصِّيَامَ إِلَى ?لَّيْلِ وَلاَ تُبَـ?شِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَـ?كِفُونَ فِي ?لْمَسَـ?جِدِ تِلْكَ حُدُودُ ?للَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذ?لِكَ يُبَيِّنُ ?للَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}. وهذا الرجل الذي لم ينو النية الجديدة إلا في أثناء النهار لا يقال: إنه صام يوماً، بل يقال: إنه نوى الصوم في أثناء النهار، والصوم الواجب لابد أن يكون من قبل طلوع الفجر.
(145) س سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: عن مفسدات الصوم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فأجاب فضيلته بقوله: مفسدات الصوم هي المفطرات، وهي الجماع، والأكل، والشرب، وإنزال المني بشهوة، وما بمعنى الأكل والشرب، والقيء عمداً، وخروج الدم بالحجامة، وخروج دم الحيض والنفاس، هذه ثمانية مفطرات، أما الأكل والشرب والجماع فدليلها قوله تعالى: {فالنَ بَـ?شِرُوهُنَّ وَ?بْتَغُواْ مَا كَتَبَ ?للَّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَ?شْرَبُواْ حَتَّى? يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ?لْخَيْطُ ?لأَبْيَضُ مِنَ ?لْخَيْطِ ?لأَسْوَدِ مِنَ ?لْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ ?لصِّيَامَ إِلَى ?لَّيْلِ وَلاَ تُبَـ?شِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَـ?كِفُونَ فِي ?لْمَسَـ?جِدِ تِلْكَ حُدُودُ ?للَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذ?لِكَ يُبَيِّنُ ?للَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} وأما إنزال المني بشهوة فدليله قوله تعالى في الحديث القدسي في الصائم: «يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي» وإنزال المني شهوة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «وفي بضع أحدكم صدقة» قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: «أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر، فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر» والذي يوضع إنما هو المني الدافق، ولهذا كان القول الراجح أن المذي لا يفسد الصوم حتى وإن كان بشهوة ومباشرة بغير جماع.
الخامس: ما كان بمعنى الأكل والشرب، وهو الإبر المغذية التي يستغنى بها عن الأكل والشرب، لأن هذه وإن كانت ليست أكلاً ولا شرباً لكنها بمعنى الأكل والشرب حيث يستغنى بها عنهما، وما كان بمعنى الشيء فله حكمه، ولذلك يتوقف بقاء الجسم على تناول هذه الإبر، بمعنى أن الجسم يبقى متغذياً على هذه الإبر، وإن كان لا يتغذى بغيرها.
أما الإبر التي لا تغذي ولا تقوم مقام الأكل والشرب فهذه لا تفطر، سواء تناولها الإنسان في الوريد، أو في العضلات، أو في أي مكان من بدنه.
السادس: القيء عمداً، أي أن يتقيأ الإنسان ما في بطنه حتى يخرج من فمه، لحديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من استقاء عمداً فليقض، ومن ذرعه القيء فلا قضاء عليه» والحكمة في ذلك أنه إذا تقيأ فرغ بطنه من الطعام، واحتاج البدن إلى ما يرد عليه هذا الفراغ، ولهذا نقول: إذا كان الصوم فرضاً فإنه لا يجوز للإنسان أن يتقيأ لأنه إذا تقيأ أفسد صومه الواجب.
السابع: وهو خروج الدم بالحجامة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أفطر الحاجم والمحجوم».
وأما الثامن: وهو خروج دم الحيض والنفاس، فلقول النبي صلى الله عليه وسلم في المرأة: «أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم». وقد أجمع أهل العلم على أن الصوم لا يصح من الحائض، ومثلها النفساء.
وهذه المفطرات وهي مفسدات الصوم لا تفسده إلا بشروط ثلاثة، وهي: العلم، والذكر، والقصد، أي أن الصائم لا يفسد صومه بهذه المفسدات إلا بشروط ثلاثة: أن يكون عالماً بالحكم الشرعي، وعالماً بالحال أي بالوقت، فإن كان جاهلاً بالحكم الشرعي أو بالوقت فصيامه صحيح، لقول الله تعالى: {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَآ إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَآ إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى ?لَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَ?عْفُ عَنَّا وَ?غْفِرْ لَنَا وَ?رْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلَـ?نَا فَ?نْصُرْنَا عَلَى ?لْقَوْمِ ?لْكَـ?فِرِينَ}، فقال الله تعالى: «قد فعلت»، ولقوله تعالى: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَآ أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَـ?كِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ ?للَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} ولثبوت السنة في ذلك. ففي الصحيحين عن عدي بن حاتم ـ رضي الله عنه ـ أنه لما نزل قوله تعالى: {وَكُلُواْ وَ?شْرَبُواْ حَتَّى? يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ?لْخَيْطُ ?لأَبْيَضُ مِنَ ?لْخَيْطِ ?لأَسْوَدِ مِنَ ?لْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ ?لصِّيَامَ إِلَى ?لَّيْلِ وَلاَ تُبَـ?شِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَـ?كِفُونَ فِي ?لْمَسَـ?جِدِ تِلْكَ حُدُودُ ?للَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذ?لِكَ يُبَيِّنُ ?للَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} جعل تحت وسادته عقالين أبيض وأسود، وجعل ينظر إليهما، فلما تبين له الأبيض من الأسود أمسك، فلما أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره بما صنع فقال النبي صلى الله عليه
(يُتْبَعُ)
(/)
وسلم: «إنما ذلك بياض النهار وسواد الليل» ولم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالقضاء، لأنه كان جاهلاً بالحكم، حيث فهم الا?ية على غير المراد بها.
وفي صحيح البخاري عن أسماء بنت أبي بكر ـ رضي الله عنهما ـ قالت: «أفطرنا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في يوم غيم، ثم طلعت الشمس» ولم ينقل أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بالقضاء؛ لأنهم كانوا جاهلين بالوقت حيث ظنوا أنهم في وقت يحل فيه الفطر. لكن متى علم أن الشمس لم تغرب وجب عليه الإمساك حتى تغرب، ومثل ذلك لو أكل بعد طلوع الفجر يظن أن الفجر لم يطلع، ثم تبين أنه طلع فإنه لا قضاء عليه، لكن متى علم أن الفجر لم يطلع وجب عليه الإمساك.
وأما الذكر فضده النسيان، فمن تناول شيئاً من المفطرات ناسياً فصيامه صحيح تام، لقوله تعالى: {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَآ إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَآ إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى ?لَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَ?عْفُ عَنَّا وَ?غْفِرْ لَنَا وَ?رْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلَـ?نَا فَ?نْصُرْنَا عَلَى ?لْقَوْمِ ?لْكَـ?فِرِينَ} وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه» لكن متى تذكر، أو ذكره أحد وجب عليه الإمساك.
وأما القصد فهو الاختيار، وضده الإكراه وعدم القصد، فمن أكره على شيء من المفطرات ففعل فلا إثم عليه، وصيامه صحيح، لقوله تعالى: {وَلَـ?كِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ ?للَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} ولأن الله رفع حكم الكفر عمن أكره عليه فما دونه من باب أولى. ولقوله صلى الله عليه وسلم: «رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه» وهو حديث حسن تشهد له النصوص، ولقوله صلى الله عليه وسلم: «من ذرعه القيء ـ أي غلبه ـ فليس عليه قضاء، ومن استقاء عمداً فليقض» أخرجه الخمسة إلا النسائي وصححه الحاكم. ومن حصل له شيء من المفطرات بلا قصد فصومه صحيح ولا إثم عليه، مثل أن يتمضمض فيبلع شيئاً من الماء بلا قصد.
(151) س: يعتقد بعض الصائمين الذين ابتلاهم الله بشرب الدخان أن تعاطي الدخان في نهار رمضان ليس من المفطرات، لأنه ليس أكلاً ولا شرباً فما رأي فضيلتكم في هذا القول؟
فأجاب فضيلته بقوله: أرى أنه قول لا أصل له، بل هو شرب، وهم يقولون: إنه يشرب الدخان، ويسمونه شرباً، ثم إنه لا شك يصل إلى المعدة وإلى الجوف، وكل ما وصل إلى المعدة والجوف فإنه مفطر، سواء كان نافعاً أم ضارًّا، حتى لو ابتلع الإنسان خرزة سبحة مثلاً، أو شيئاً من الحديد، أو غيره فإنه يفطر، فلا يشترط في المفطر، أو في الأكل والشرب أن يكون مغذياً، أو أن يكون نافعاً، فكل ما وصل إلى الجوف فإنه يعتبر أكلاً وشرباً، وهم يعتقدون بل هم يعرفون أن هذا شرب ولكن يقولون هذا ـ إن كان أحد قد قاله مع إني أستبعد أن يقوله أحد ـ لكن إن كان أحد قد قاله فإنما هو مكابر، ثم إنه بهذه المناسبة أرى أن شهر رمضان فرصة لمن صدق العزيمة، وأراد أن يتخلص من هذا الدخان الخبيث الضار، أرى أنها فرصة لأنه سوف يكون ممسكاً عنه طول نهار رمضان، وفي الليل بإمكانه أن يتسلى عنه بما أباح الله له من الأكل والشرب والذهاب يميناً وشمالاً إلى المساجد، وإلى الجلساء الصالحين، وأن يبتعد عمّن ابتلوا بشربه، فهو إذا امتنع عنه خلال الشهر فإن ذلك عون كبير على أن يدعه في بقية العمر، وهذه فرصة يجب أن لا تفوت المدخنين.
(153) س: ما حكم استعمال التحاميل في نهار رمضان إذا كان الصائم مريضاً؟
فأجاب فضيلته بقوله: لا بأس أن يستعمل الصائم التحاميل التي تجعل في الدبر إذا كان مريضاً، لأن هذا ليس أكلاً ولا شرباً، ولا بمعنى الأكل والشرب، والشارع إنما حرم علينا الأكل أو الشرب، فما كان قائماً مقام الأكل والشرب أعطي حكم الأكل والشرب، وما ليس كذلك فإنه لا يدخل في الأكل والشرب لفظاً ولا معنى، فلا يثبت له حكم الأكل والشرب، والله أعلم.
(155) س سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: قطرة العين والأنف والاكتحال والقطرة في الأذن هل تفطر الصائم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فأجاب فضيلته بقوله: جوابنا على هذا أن نقول: قطرة الأنف إذا وصلت إلى المعدة فإنها تفطر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث لقيط بن صبرة: «بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً» فلا يجوز للصائم أن يقطر في أنفه ما يصل إلى معدته، وأما ما لا يصل إلى ذلك من قطرة الأنف فإنها لا تفطر.
وأما قطرة العين ومثلها أيضاً الاكتحال وكذلك القطرة في الأذن فإنها لا تفطر الصائم، لأنها ليست منصوصاً عليها، ولا بمعنى المنصوص عليه، والعين ليست منفذاً للأكل والشرب، وكذلك الأذن فهي كغيرها من مسام الجسد، وقال أهل العلم: لو لطخ الإنسان قدميه ووجد طعمه في حلقه لم يفطره ذلك، لأن ذلك ليس منفذاً، وعليه فإذا اكتحل، أو قطر في عينه، أو قطر في أذنه لا يفطر بذلك ولو وجد طعمه في حلقه، ومثل هذا لو تدهن بدهن للعلاج، أو لغير العلاج فإنه لا يضره، وكذلك لو كان عنده ضيق تنفس فاستعمل هذا الغاز الذي يبخ في الفم لأجل تسهيل التنفس عليه فإنه لا يفطر، لأن ذلك لا يصل إلى المعدة، فليس أكلاً ولا شرباً، والله أعلم.
(158) س سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: استعمال بخاخ ضيق النفس للصائم هل يفطر؟
فأجاب فضيلته بقوله: الجواب على السؤال أن هذا البخاخ الذي تستعمله يتبخر ولا يصل إلى المعدة فحينئذ نقول: لا بأس أن تستعمل هذا البخاخ وأنت صائم ولا تفطر بذلك، لأنه كما قلنا: لا يدخل منه إلى المعدة أجزاء، لأنه شيء يتطاير ويتبخر ويزول، ولا يصل منه جرم إلى المعدة حتى نقول: إن هذا مما يوجب الفطر، فيجوز لك أن تستعمله وأنت صائم، ولا يبطل الصوم بذلك.
(161) س: يوجد عند بعض الناس المصابين بالحساسية ـ ضيق النفس ـ بخاخ يستعمله حينما يحس بالنوبة فهل إذا استعمل في نهار رمضان يفطر به؟
فأجاب فضيلته بقوله: هذا البخاخ إن كان مجرد بخار لا يصل إلى المعدة فلا يضر، وأما إذا كان يصل إلى المعدة فإنه يفطر ولا يجوز استعماله إلا للضرورة والمشقة بتركه، وإذا استعمله عند الضرورة والمشقة بتركه فإنه يكون بذلك مفطراً يأكل ويشرب، فإن كان يرجو زوال هذا المرض أو خفته انتظر حتى يتمكن من الصيام فيصوم، وإن كان هذا المرض مستمرًّا معه كان بمنزلة الكبير فيطعم عن كل يوم مسكيناً بدلاً عن الصيام.
(165) س: هل الإبر والحقن العلاجية في نهار رمضان تؤثر على الصيام؟
فأجاب فضيلته بقوله: الإبر العلاجية قسمان:
أحدهما: ما يقصد به التغذية ويستغنى به عن الأكل والشرب، لأنها بمعناه، فتكون مفطرة، لأن نصوص الشرع إذا وجد المعنى الذي تشتمل عليه صورة من الصور، حكم على هذه الصورة بحكم ذلك النص.
القسم الثاني: الإبر التي لا تغذي أي لا يستغنى بها عن الأكل والشرب فهذه لا تفطر، لأنه لا ينالها النص لفظاً ولا معنى، فهي ليست أكلاً ولا شراباً، ولا بمعنى الأكل ولا الشرب، والأصل صحة الصيام حتى يثبت ما يفسده بمقتضى الدليل الشرعي.
(173) س: هل استنشاق الطيب كالبخور والعود يؤثر على الصائم يفسد صومه أم لا؟
فأجاب فضيلته بقوله: أما الأطياب التي ليس لها جرم يدخل إلى الأنف فهذه لا تفطر، وأما البخور الذي له دخان يتصاعد فإنه إذا استنشقه الإنسان حتى وصل إلى جوفه يفطر بذلك لأنه له جرماً يدخل إلى الجوف بخلاف الأطياب السائلة التي يشمها الإنسان فقط، فهذه ليس لها جرم يصل إلى الجوف، وأما مجرد التبخر بالعود فهذا لا بأس به.
(193) سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: عن رجل صائم داعب امرأته فخرج المذي فماذا عليه؟ هل يعيد الصيام أم يكمله أم ماذا؟
فأجاب فضيلته بقوله: إذا داعب الصائم امرأته في فريضة أو نافلة فنزل منه المذي فإن صومه لا يفسد، لا الفرض ولا النفل. فالصوم صحيح ولا حرج عليه، أما إذا نزل منه المني فإنه يفسد صومه، سواء كان ذلك في فريضة أم نافلة، ولا يحل لإنسان أن يداعب زوجته إذا عرف من نفسه أنه ينزل بهذه المداعبة، لأن بعض الناس يكون سريع الإنزال فبمجرد ما يداعب المرأة، أو يقبلها مثلاً أو ما أشبه ذلك ينزل. فنقول لهذا الرجل: لا يحل لك أن تداعب امرأتك مادمت تخشى أن تنزل.
(166) س: هناك أمور استجدت في رمضان كالقطرة والإبرة فما هو حكمها في رمضان؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فأجاب فضيلته بقوله: هذه الأمور التي جدت قد جعل الله تعالى في الشريعة الإسلامية حلها من كتاب الله تعالى أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وذلك أن الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة تنقسم إلى قسمين:
1 ـ قسم ينص على حكم الشيء بعينه.
2 ـ قسم يكون قواعد وأصولاً عامة، يدخل فيها كل ما جد وما حدث من الجزئيات.
فمثلاً مفطرات الصائم التي نص الله عليها في كتابه هي الأكل والشرب والجماع كما قال الله تعالى: {فَ?لنَ بَـ?شِرُوهُنَّ وَ?بْتَغُواْ مَا كَتَبَ ?للَّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَ?شْرَبُواْ حَتَّى? يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ?لْخَيْطُ ?لأَبْيَضُ مِنَ ?لْخَيْطِ ?لأَسْوَدِ مِنَ ?لْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ ?لصِّيَامَ إِلَى ?لَّيْلِ وَلاَ تُبَـ?شِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَـ?كِفُونَ فِي ?لْمَسَـ?جِدِ تِلْكَ حُدُودُ ?للَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذ?لِكَ يُبَيِّنُ ?للَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}.
وجاءت السنة بمفطرات أخرى كالقيء عمداً والحجامة.
وإذا نظرنا إلى هذه الإبرة التي حدثت الا?ن وجدنا أنها لا تدخل في الأكل ولا الشرب، وأنها ليست بمعنى الأكل ولا بمعنى الشرب، وإذا لم تكن أكلاً ولا شرباً، ولا بمعنى الأكل والشرب فإنها لا تؤثر على الصائم، لأن الأصل أن صومه الذي ابتدأه بمقتضى الشريعة صوم صحيح، حتى يوجد ما يفسده بمقتضى الشريعة، ومن ادعى أن هذا الشيء يفطر الصائم مثلاً قلنا له: ائت بالدليل، فإن أتى بالدليل، وإلا فالأصل صحة الصوم وبقاؤه، وبناء على ذلك نقول:
الإبر نوعان: نوع يقوم مقام الأكل والشرب بحيث يعوض المريض عن الطعام والشراب فهذا يفطر الصائم لأنه بمعنى الأكل والشرب، والشريعة لا تفرق بين متماثلين، بل تجعل للشيء حكم نظيره.
والنوع الثاني: إبر لا يستعاض بها عن الأكل والشرب، ولكنها للمعالجة وتنشيط الجسم وتقويته، فهذه لا تضر، ولا تؤثر شيئاً على الصيام، سواء تناولها الإنسان عن طريق العضلات، أو عن طريق الوريد، وسواء وجد أثرها في حلقه أم لم يجده، لأن الأصل كما ذكرنا آنفاً صحة الصوم حتى يقوم دليل على فساده.
أما الكحل والقطرة في العين فلا يؤثر ذلك على الصائم مطلقاً، لأنه كما مر علينا في القاعدة أن ما ليس أكلاً ولا شرباً، ولا بمعنى الأكل والشرب فإنه لا يؤثر على الصائم استعماله.
(198) س: ما هو ضابط الدم الخارج من الجسد المفسد للصوم؟ وكيف يفسد الصوم؟
فأجاب فضيلته بقوله: الدم المفسد للصوم هو الدم الذي يخرج بالحجامة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أفطر الحاجم والمحجوم» ويقاس على الحجامة ما كان بمعناها مما يفعله الإنسان باختياره، فيخرج منه دم كثير يؤثر على البدن ضعفاً، فإنه يفسد الصوم كالحجامة، لأن الشريعة الإسلامية لا تفرق بين الشيئين المتماثلين، كما أنها لا تجمع بين الشيئين المفترقين.
أما ما خرج من الإنسان بغير قصد كالرعاف، وكالجرح للبدن من السكين عند تقطيع اللحم، أو وطئه على زجاجة أو ما أشبه ذلك، فإن ذلك لا يفسد الصوم ولو خرج منه دم كثير، كذلك لو خرج دم يسير لا يؤثر كتأثير الحجامة: كالدم الذي يؤخذ للتحليل فلا يفسد الصوم أيضاً.
(205) سهل يبطل الصوم بالرعاف؟ وكذلك خروج الدم بخلع الضرس؟
فأجاب فضيلته بقوله: لا يبطل الصوم خروج ذلك لأنه بغير قصد منه، فلو أرعف أنفه وخرج منه دم كثير فإن صومه صحيح، ولا حرج عليه أيضاً في خلع الضرس، لأنه لم يخلع ضرسه ليخرج الدم، وإنما خلع ضرسه للتأذي منه، فهو إنما يريد إزالة هذا الضرس، ثم إن الغالب أن الدم الذي يخرج من الضرس أنه دم يسير فلا يكون له معنى الحجامة.
(206) س: التبرع بالدم هل يفطر الصائم، وإذا أخذ شيء من الدم لغرض التشخيص؟
فأجاب فضيلته بقوله: إذا أخذ الإنسان شيئاً من الدم قليلاً لا يؤثر في بدنه ضعفاً فإنه لا يفطر بذلك، سواء أخذه للتحليل، أو لتشخيص المرض، أو أخذه للتبرع به لشخص يحتاج إليه.
أما إذا أخذ من الدم كمية كبيرة يلحق البدن بها ضعف فإنه يفطر بذلك، قياساً على الحجامة التي ثبتت السنة بأنها مفطرة للصائم.
وبناء على ذلك فإنه لا يجوز للإنسان أن يتبرع بهذه الكمية من الدم وهو صائم صوماً واجباً، إلا أن يكون هناك ضرورة فإنه في هذا الحال يتبرع به لدفع الضرورة، ويكون مفطراً يأكل ويشرب بقية يومه، ويقضي بدل هذا اليوم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وذكرت هذا التفصيل وإن كان السؤال يختص بنهار رمضان، وبناء على ذلك فإنه إذا كان صائماً في نهار رمضان فإنه لا يجوز أن يتبرع بدم كميته كثيرة، بحيث يلحق بدنه منها ضعف إلا عند الضرورة فإنه يتبرع بذلك.
(210) س: ما حكم من سحب منه دم وهو صائم في رمضان وذلك بغرض التحليل من يده اليمنى ومقداره (برواز) متوسط؟
فأجاب فضيلته بقوله: مثل هذا التحليل لا يفسد الصوم بل يعفى عنه، لأنه مما تدعو الحاجة إليه، وليس من جنس المفطرات المعلومة من الشرع المطهر.
(267) س: إذا تسحر الصائم معتقداً أنه ليل فتبين بعد ذلك أن الفجر قد طلع فما حكم صيامه ذلك اليوم؟
فأجاب فضيلته بقوله: إذا تسحر الصائم معتقداً أنه ليل فتبين بعد ذلك أن الفجر قد طلع فصيامه صحيح، لأن الله تعالى يقول: {وَكُلُواْ وَ?شْرَبُواْ حَتَّى? يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ?لْخَيْطُ ?لأَبْيَضُ مِنَ ?لْخَيْطِ ?لأَسْوَدِ مِنَ ?لْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ ?لصِّيَامَ إِلَى ?لَّيْلِ وَلاَ تُبَـ?شِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَـ?كِفُونَ فِي ?لْمَسَـ?جِدِ تِلْكَ حُدُودُ ?للَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذ?لِكَ يُبَيِّنُ ?للَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} في صحيح البخاري عن أسماء بنت أبي بكر ـ رضي الله عنهما ـ قالت: «أفطرنا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في يوم غيم ثم طلعت الشمس». ولم تذكر أنهم أمروا بالقضاء، وفي هذا دليل على أن الجاهل لا يفسد صومه.
(262) س: هل يبطل الصوم باستعمال دواء الغرغرة؟
فأجاب فضيلته بقوله: لا يبطل الصوم إذا لم يبتلعه، ولكن لا تفعله إلا إذا دعت الحاجة ولا تفطر به إذا لم يدخل جوفك شيء منه.
(291) س: في شهر رمضان يكون إقلاع بعض الرحلات وقت أذان المغرب فنفطر ونحن على الأرض وبعد الإقلاع والارتفاع عن مستوى الأرض نشاهد قرص الشمس ظاهراً فهل نمسك أم نكمل إفطارنا؟
فأجاب فضيلته بقوله: لا تمسك، لأنك أفطرت بمقتضى الدليل الشرعي، لقوله تعالى: {ثُمَّ أَتِمُّواْ ?لصِّيَامَ إِلَى ?لَّيْلِ وَلاَ تُبَـ?شِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَـ?كِفُونَ فِي ?لْمَسَـ?جِدِ تِلْكَ حُدُودُ ?للَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذ?لِكَ يُبَيِّنُ ?للَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} وقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا أقبل الليل من هاهنا ـ وأشار إلى المشرق ـ وأدبر النهار من هاهنا ـ وأشار إلى المغرب ـ وغربت الشمس فقد أفطر الصائم».
(306) س: ما حكم من جامع امرأته في نهار رمضان؟
فأجاب فضيلته بقوله: إن كان ممن يباح له الفطر ولها، كما لو كانا مسافرين فلا بأس في ذلك حتى وإن كانا صائمين، أما إذا كانا مما لا يحل له الفطر فإنه حرام عليه وهو آثم، وعليه مع القضاء عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً، وزوجته مثله إن كانت مطاوعة، أما إن كانت مكرهة فلا شيء عليها.
(237) س: إذا رؤي صائم يأكل أو يشرب في نهار رمضان ناسياً فهل يذكر أم لا؟
فأجاب فضيلته بقوله: من رأى صائماً يأكل أو يشرب في نهار رمضان فإنه يجب عليه أن يذكره، لقول النبي صلى الله عليه وسلم حين سها في صلاته: «فإذا نسيت فذكروني» والإنسان الناسي معذور لنسيانه. لكن الإنسان الذاكر الذي يعلم أن هذا الفعل مبطل لصومه ولم ينكر عليه يكون مقصراً، لأن هذا هو أخوه فيجب أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
والحاصل أن من رأى صائماً يأكل أو يشرب في نهار رمضان ناسياً فإنه يذكره، وعلى الصائم أن يمتنع من الأكل فوراً، ولا يجوز له أن يتمادى في أكله أو شربه. بل لو كان في فمه ماء، أو شيء من طعام فإنه يجب عليه أن يلفظه، ولا يجوز له ابتلاعه بعد أن ذكر، أو ذكر أنه صائم.
وإنني بهذه المناسبة أود أن أبين أن المفطرات التي تفطر الصائم، لا تفطره في ثلاث حالات:
الأولى: إذا كان ناسياً. الثانية: إذا كان جاهلاً. الثالثة: إذا كان غير قاصد.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا نسي فأكل أو شرب فصومه تام، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه» وإذا أكل أو شرب يظن أن الفجر لم يطلع، أو يظن أن الشمس قد غربت، ثم تبين أن الأمر خلاف ظنه، فإن صومه صحيح لحديث أسماء بنت أبي بكر ـ رضي الله عنهما ـ قالت: «أفطرنا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في يوم غيم ثم طلعت الشمس»، ولم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالقضاء» ولو كان القضاء واجباً لأمرهم به، ولو أمرهم به لنقل إلينا، لأنه إذا أمرهم به صار من شريعة الله، وشريعة الله لابد أن تكون محفوظة بالغة إلى يوم القيامة.
وكذلك إذا لم يقصد فعل ما يفطر فإنه لا يفطر، كما لو تمضمض فنزل الماء إلى جوفه، فإنه لا يفطر بذلك لأنه غير قاصد.
وكما لو احتلم وهو صائم فأنزل فإنه لا يفسد صومه؛ لأنه نائم غير قاصد، وقد قال الله عز وجل: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَآ أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَـ?كِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ ?للَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً}.
(269) س: ما حكم الأكل والشرب والمؤذن يؤذن، أو بعد الأذان بوقت يسير ولاسيما إذا لم يعلم طلوع الفجر تحديداً؟
فأجاب فضيلته بقوله: الحد الفاصل الذي يمنع الصائم من الأكل والشرب هو طلوع الفجر، لقول الله تعالى: {فَ?لنَ بَـ?شِرُوهُنَّ وَ?بْتَغُواْ مَا كَتَبَ ?للَّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَ?شْرَبُواْ حَتَّى? يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ?لْخَيْطُ ?لأَبْيَضُ مِنَ ?لْخَيْطِ ?لأَسْوَدِ مِنَ ?لْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ ?لصِّيَامَ إِلَى ?لَّيْلِ وَلاَ تُبَـ?شِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَـ?كِفُونَ فِي ?لْمَسَـ?جِدِ تِلْكَ حُدُودُ ?للَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذ?لِكَ يُبَيِّنُ ?للَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: «كلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم، فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر».
فالعبرة بطلوع الفجر، فإذا كان المؤذن ثقة ويقول: إنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر، فإنه إذا أذن وجب الإمساك بمجرد سماع أذانه، وأما إذا كان المؤذن يؤذن على التحري فإن الأحوط للإنسان أن يمسك عند سماع أذان المؤذن، إلا أن يكون في برية ويشاهد الفجر، فإنه لا يلزمه الإمساك ولو سمع الأذان حتى يرى الفجر طالعاً، إذا لم يكن هناك مانع من رؤيته، لأن الله تعالى علق الحكم على تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، والنبي صلى الله عليه وسلم قال في أذان ابن أم مكتوم ـ رضي الله عنه ـ: «فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر».
وإنني أنبه هنا على مسألة يفعلها بعض المؤذنين، وهي أنهم يؤذنون قبل الفجر بخمس دقائق، أو أربع دقائق زعماً منهم أن هذا من باب الاحتياط للصوم:
وهذا احتياط نصفه بأنه تنطع، وليس احتياطاً شرعيًّا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «هلك المتنطعون» وهو احتياط غير صحيح، لأنهم إن احتاطوا للصوم أساؤوا في الصلاة، فإن كثيراً من الناس إذا سمع المؤذن قام فصلى الفجر، وحينئذ يكون هذا الذي قام على سماع أذان المؤذن الذي أذن قبل صلاة الفجر يكون قد صلى الصلاة قبل وقتها، والصلاة قبل وقتها لا تصح، وفي هذا إساءة للمصلين، ثم إن فيه أيضاً إساءة إلى الصائمين، لأنه يمنع من أراد الصيام من تناول الأكل والشرب مع إباحة الله له ذلك، فيكون جانياً على الصائمين حيث منعهم ما أحل الله لهم، وعلى المصلين حيث صلوا قبل دخول الوقت، وذلك مبطل لصلاتهم.
فعلى المؤذن أن يتقي الله عز وجل، وأن يمشي في تحريه للصواب على ما دل عليه الكتاب والسنة. والله الموفق.
(327) س: ما حكم بلع الصائم البلغم أو النخامة؟
فأجاب فضيلته بقوله: البلغم أو النخامة إذا لم تصل إلى الفم فإنها لا تفطر، قولاً واحداً في المذهب، فإن وصلت إلى الفم ثم ابتلعها ففيه قولان لأهل العلم:
منهم من قال: إنها تفطر، إلحاقاً لها بالأكل والشرب.
ومنهم من قال: لا تفطر، إلحاقاً لها بالريق، فإن الريق لا يبطل به الصوم، حتى لو جمع ريقه وبلعه، فإن صومه لا يفسد.
وإذا اختلف العلماء فالمرجع الكتاب والسنة، وإذا شككنا في هذا الأمر هل يفسد العبادة أو لا يفسدها؟ فالأصل عدم الإفساد وبناء على ذلك يكون بلع النخامة لا يفطر.
(يُتْبَعُ)
(/)
والمهم أن يدع الإنسان النخامة ولا يحاول أن يجذبها إلى فمه من أسفل حلقه، ولكن إذا خرجت إلى الفم فليخرجها، سواء كان صائماً أم غير صائم. أما التفطير فيحتاج إلى دليل يكون حجة للإنسان أمام الله عز وجل في إفساد الصوم.
(318) س: هل الريق يفطر الصائم إذا بلعه؟
فأجاب فضيلته بقوله: الريق لا يفطر الصائم إذا بلعه.
(316) س: الذي يجامع زوجته في القضاء وهي تقضي بإذنه هل هو آثم؟ وهل عليها الكفارة؟ وهل هو من الكبائر؟
فأجاب فضيلته بقوله: نعم هو آثم؛ لأنه أفسد عليها صومها الذي أذن فيه، لكن ليس فيه كفارة عليها، لأن الصوم قضاء، ولا عليه لأنه مفطر. ولا أعلم فيه وعيداً خاصًّا، والذنب إذا لم يكن فيه وعيد خاص فلا يكون من الكبائر.
(320) س: ما حكم استعمال السواك للصائم؟ وكذلك استعمال الفرشاة والمعجون؟
فأجاب فضيلته بقوله: السواك للصائم سنة في أول النهار وآخره، ولا أعلم حجة مستقيمة لمن قال إنه يكره أن يتسوك الصائم بعد الزوال، لأن الأدلة في مشروعية السواك عامة، ليس فيها ما يدل على التخصيص، وقد أورد البخاري تعليقاً عن عامر بن ربيعة ـ رضي الله عنه ـ قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا أحصي يستاك وهو صائم»، وعلى هذا فالتسوك للصائم مشروع، كما أنه مشروع لغيره أيضاً.
وأما استعمال الفرشاة والمعجون للصائم فلا يخلو من حالين:
أحدهما: أن يكون قويًّا ينفذ إلى المعدة، ولا يتمكن الإنسان من ضبطه، فهذا محظور عليه، ولا يجوز له استعماله، لأنه يؤدي إلى فساد الصوم، وما كان يؤدي إلى محرم فهو محرم، وفي حديث لقيط بن صبرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: «بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً» فاستثنى الرسول صلى الله عليه وسلم من المبالغة في الاستنشاق حال الصوم، لأنه إذا بالغ في الاستنشاق وهو صائم فإن الماء قد يتسرب إلى جوفه فيفسد بذلك صومه، فنقول: إنه إذا كانت المعجونات قوية بحيث تنفذ إلى معدته فإنه لا يجوز له استعمالها في هذه الحال، أو على الأقل نقول له: إنه يكره.
الحال الثانية: إذا كانت ليست بتلك القوة ويمكنه أن يتحرز منها، فإنه لا حرج عليه في استعمالها، لأن باطن الفم في حكم الظاهر، ولهذا يتمضمض الإنسان بالماء ولا يضره، فلو كان داخل الفم في حكم الباطن لكان الصائم يمنع من أن يتمضمض.
(330) س: ما حكم من يستعمل المرطبات إذا كان في أنفه وشفتيه نشوفة وجفافاً؟
فأجاب فضيلته بقوله: يجد بعض الصوام نشوفة في أنفه ونشوفة في شفتيه فلا بأس أن يستعمل الإنسان ما يندي الشفتين والأنف من مرهم، أو يبله بالماء بخرقة أو شبه ذلك، ولكن يحترز من أن يصل شيء إلى جوفه من هذا الذي أزال به النشوفة، وإذا وصل شيء من غير قصد فلا شيء عليه، كما لو تمضمض فوصل إلى جوفه فإنه لا يفطر بهذا.
(359) س: إذا أخر قضاء الصوم ثم أتى رمضان الثاني دون عذر فهل يلزمه شيء مع الأداء؟
فأجاب فضيلته بقوله: القول الراجح أنه لا يلزمه إلا القضاء فقط، وأنه لا يلزمه الإطعام لعموم قوله: {وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى? سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ ?للَّهُ بِكُمُ ?لْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ?لْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ ?لْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ?للَّهَ عَلَى? مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} فذكر الله تعالى عدة من أيام أخر ولم يذكر إطعاماً، والأصل براءة الذمة حتى يقوم دليل يدل على الوجوب، لكن يحرم عليه تأخير القضاء إلى رمضان الثاني إلا من عذر.
(181) س: إذا استعملت المرأة الدهون وهي صائمة فهل عليها شيء؟
فأجاب فضيلته بقوله: ليس على المرأة شيء إذا استعملت الدهون في وجهها، أو غيره بما يجمله أو لا يجمله، المهم أن الدهون هذه بجميع أنواعها سواء في الوجه، أو في الظهر، أو في أي مكان لا تؤثر على الصائم ولا تفطره، والله أعلم.
(182) س: ما حكم استخدام أدوات المكياج والكحل والطيب والسواك واستعمال الفرشاة والمعجون أثناء الصيام؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فأجاب فضيلته بقوله: استخدام الكحل أثناء الصيام لا يفطر، وذلك لأنه لا دليل على أن الصائم إذا اكتحل يفطر، وكذلك استعمال المكياج وغيره مما تتجمل به المرأة، ولكن المكياج حسب ما أعلم يضر بالمرأة على المدى الطويل، وعلى هذا لا ينبغي أن تستعمله إلا بعد مراجعة الطبيب واستشارته، وكذلك لا حرج على المرأة أن تتطيب وهي صائمة، سواء كان ذلك بالبخور، أو بالدهون، إلا أن البخور لا يستنشقه الصائم، لأنه إذا استنشقه ربما يدخل الدخان إلى جوفه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً». وأما التسوك فهو سنة للصائم كغيره في أول النهار وآخره، وكذلك استعمال الفرشاة، ولكن الفرشاة لا ينبغي استخدامها في حال الصوم، لأن لها نفوذاً قويًّا، فأخشى إذا استعملها الإنسان مع المعجون أن يتسرب شيء من هذا المعجون إلى جوفه، فيكون في ذلك خلل على صيامه.
(114) س: إذا شق الصيام على المرأة المرضع فهل يجوز لها الفطر؟
فأجاب فضيلته بقوله: نعم يجوز لها أن تفطر إذا شق الصيام عليها، أو إذا خافت على ولدها من نقص إرضاعه، فإنه في هذه الحال يجوز لها أن تفطر، وتقضي عدد الأيام التي أفطرتها.
(222) س هل يجوز استعمال حبوب منع الحيض للمرأة في رمضان أم لا؟
فأجاب فضيلته بقوله: الذي أرى أن المرأة لا تستعمل هذه الحبوب لا في رمضان ولا في غيره، لأنه ثبت عندي من تقرير الأطباء أنها مضرة جداً على المرأة على الرحم والأعصاب والدم، وكل شيء مضر فإنه منهي عنه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا ضرر ولا ضرار».
(329) س: هل يبطل الصوم بتذوق الطعام؟
فأجاب فضيلته بقوله: لا يبطل الصوم ذوق الطعام إذا لم يبتلعه، ولكن لا تفعله إلا إذا دعت الحاجة إليه، وفي هذه الحال لو دخل منه شيء إلى بطنك بغير قصد فصومك لا يبطل.
(48) س: فتاة أتاها الحيض وهي في الرابعة عشرة من عمرها وتركت الصيام جهلاً منها بأن البلوغ يحصل بذلك فما الحكم؟
فأجاب فضيلته بقوله: هذه الفتاة التي أتاها الحيض وهي في الرابعة عشرة من عمرها، ولم تعلم أن البلوغ يحصل بذلك ليس عليها إثم حين تركت الصيام في تلك السنة؛ لأنها جاهلة، والجاهل لا إثم عليه، لكن حين علمت أن الصيام واجب عليها فإنه يجب عليها أن تبادر بقضاء ذلك الشهر، الذي أتاها بعد أن حاضت، فإن المرأة إذا بلغت وجب عليها الصوم، وبلوغ المرأة يحصل بواحد من أمور أربعة، إما أن يتم لها خمس عشرة سنة، وإما أن تنبت عانتها، وإما أن تنزل، وإما أن تحيض. فإذا حصل واحد من هذه الأربعة فقد بلغت وكلفت ووجبت عليها العبادات كما تجب على الكبير.
(113) س: امرأة حامل وفي شهرها الثامن وصامت وفي يوم من شهر رمضان كان شديد الحرارة ولم تفطر، وكان الجنين في بطنها يتحرك بشدة وبعد أسبوع خرج ميتاً، فهل على الأم شيء؟ نرجو من سماحتكم الجواب. وتوجيه المرأة الحامل وبيان حكم صيامها؟
فأجاب فضيلته بقوله: الحمد لله رب العالمين، لا شك أن هذه المرأة الحامل التي صامت والصوم يشق عليها أنها أخطأت، وأنها خالفت الرخصة التي رخص الله لها فيها، وإذا تبين أن موت الجنين من هذا الفعل فإنها تكون ضامنة له، ويجب عليها الكفارة أيضاً وهي عتق رقبة، فإن لم تجد فصيام شهرين متتابعين، وليس فيها إطعام، والمراد بالقتل خطأ، لأن القاتل عمداً والعياذ بالله لا كفارة له، فإن الله يقول: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ ?للَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً عَذَاباً عَظِيماً} هذا جزاؤه ولا تفيده الكفارة شيئاً، لكن الذي يقتل مؤمناً خطأ هذا هو الذي عليه الكفارة، فإذا تيقنا أن هذا الجنين إنما مات بسبب فعلها فإنها تكون حينئذ متعدية فيلزمها ضمانه بالدية لوارثيه، ويلزمها الكفارة، والدية هنا ليست دية الإنسان كاملة، ولكنها غرة كما ذكره أهل العلم، وهي عشر دية أمه. ومن المعروف أن دية المرأة نصف دية الرجل فإذا كانت دية الرجل قررت الا?ن مئة ألف، فإن دية المرأة خمسون ألفاً، ويكون دية الجنين عشر خمسين ألفاً أي خمسة آلاف.
وأما إذا لم تتيقن أن موت الجنين من هذا الفعل فإنه لا شيء عليها، والأصل براءة ذمتها، فحينئذ يجب أن يبحث هل موت هذا الجنين ناتج من فعلها أو لا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
(35) س: إذا طهرت الحائض قبل الفجر واغتسلت بعد فما الحكم؟
فأجاب فضيلته بقوله: إن صومها صحيح إذا تيقنت الطهر قبل طلوع الفجر، المهم أن المرأة تتيقن أنها طهرت؛ لأن بعض النساء تظن أنها طهرت وهي لم تطهر، ولهذا كانت النساء يأتين بالقطن لعائشة ـ رضي الله عنها ـ فيرينها إياه علامة على الطهر، فتقول لهن: لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء. فالمرأة عليها أن تتأنى حتى تتيقن أنها طهرت، فإذا طهرت فإنها تنوي الصوم وإن لم تغتسل إلا بعد طلوع الفجر، ولكن عليها أيضاً أن تراعي الصلاة فتبادر بالاغتسال لتصلي صلاة الفجر في وقتها، وقد بلغنا أن بعض النساء تطهر بعد طلوع الفجر، وقبل طلوع الفجر ولكنها تؤخر الاغتسال إلى ما بعد طلوع الشمس بحجة أنها تريد أن تغتسل غسلاً أكمل وأنظف وأطهر، وهذا خطأ لا في رمضان ولا في غيره؛ لأن الواجب عليها أن تبادر وتغتسل لتصلي الصلاة في وقتها، ثم لها أن تقتصر على الغسل الواجب لأداء الصلاة، وإذا أحبت أن تزداد طهارة ونظافة بعد طلوع الشمس فلا حرج عليها، ومثل المرأة الحائض من كان عليها جنابة فلم تغتسل إلا بعد طلوع الفجر، فإنه لا حرج عليها وصومها صحيح، كما أن الرجل لو كان عليه جنابة ولم يغتسل منها إلا بعد طلوع الفجر وهو صائم فإنه لا حرج عليه في ذلك، لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يدركه الفجر وهو جنب من أهله فيقوم ويغتسل بعد طلوع الفجر صلى الله عليه وسلم. والله أعلم.
(59) س: إذا طهرت الحائض أو النفساء أثناء النهار هل يجب عليها الإمساك؟
فأجاب فضيلته بقوله: إذا طهرت الحائض أو النفساء أثناء النهار لم يجب عليها الإمساك، ولها أن تأكل وتشرب، لأن إمساكها لا يفيدها شيئاً لوجوب قضاء هذا اليوم عليها، وهذا مذهب مالك والشافعي وإحدى الروايتين عن الإمام أحمد، وروي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: «من أكل أول النهار فليأكل آخره»، يعني من جاز له الفطر أول النهار جاز له الفطر في آخره.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[25 Sep 2006, 11:47 م]ـ
أخي ماجد: هذه المشاركة في الأصل للشيخ عبد الرحمن السديس , ولم تشر إلى ذلك جزاك الله خيراً , فقمت بدمجها مع أصلها , بدلاً من إفرادها في موضوع مستقل.
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[09 Oct 2006, 05:46 ص]ـ
بارك الله فيك هل يوجد رابط لجميع الكتاب(/)
لو آمنت كاترينا
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[25 Sep 2005, 04:52 م]ـ
لكنها أم العذاب
(هذا يوم لاينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سؤ الدار)
في خضم هذه الحياة الصعبة المليئة بالهموم والأحزان، من تسلط الظلمة والكفرة على كثير من بلاد الإسلام، تأتينا الأخبار سراعا عن نازلة نزلت بساحة الأمريكان، وكنت أحسب الأمر هينا لكنه كان فوق الحسبان، فهو أمر مقدر من الواحد الديان.
قالوا لنا ريح عقيم تدمر كل شئ بأمر ربها، فاستعذنا بالله من أم العذاب، وقلنا اللهم جنبها ديار المسلمين واجعلها دائرة مديرة مؤذنة لمهلك المشركين الظالمين، تهلك بها نسلهم وزرعهم حتى يمش ضرعهم، وتكسربها شوكتهم حتى تخرج بها من أرض المسلمين عدتهم.
وكان عجبي من هذا الذل والهوان الذي أصاب بعض الوجوه الساجدة، التي طالما دعت وابتهلت بأن يهلك الله عدوها ويستأصل شافته، حتى استجاب الله لها، فكان أن استغفرت ونكلت من دعائها، وأخذت ترجوه أن يخفف عذابه على القوم الظالمين كأنها مادعت وتضرعت أن يأخذهم أخذ قوي متين، فليت شعري ماعدا مما بدا ومن أين أتيت؟
إنما أتيت من شدة ما أصابها من ذل وهوان، واستعباد عرابدة الكفر والطغيان، من عساكر وجيوش الأمريكان، حتى استيأست وظنت أن النصر بعيد، وأنها كذبت وأسلمت لشوكة الكافر العنيد، فسري إليها أن الدماء هي الدماء والديار الديار، لافرق بين بلد تقام عليه شعائر الدين المتين، وبلد عليه اللعنة إلى يوم الدين، وأخذت تحدث نفسها عن رحمة تفطر كبدها، على صليبي دنس مصحفها واحتل أرضها، وخرب مسجدها وسرق خيرها، رقت قلوبهم حتى لم تعد تفرق بين الرحمة والذل والهوان، واختلطت عيلهم أذهانهم فلم تعد تفرق بين من تبكي له أومنه أوعليه.
ولو كانت علمت بأن النصر قريب، وأن الأيام دول والعهد ببعض الظلمة ليس بالبعيد، لخرت ساجدة لله الواحد الصمد، شاكرة خراب ماحل بذاك البلد، لكنه الهوان:
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام
وهو كذلك الامتحان:
(مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ)
إن المرء لمعذور أيما عذر في عمى بصره، لكنه معاتب كل عتاب في عمى بصيرته:
فيا من أعمى الله بصيرته أنسيت: تلك الدماء الطاهرة المسلمة في بلاد الأفغان والسودان وفلسطين و الرافدين، أنسيت محمد الدرة وهو يقتل بين يدي والده برصاصه من صنع الأمريكان، أنسيت من هدد بتقسيم بلدك الطاهر وأربد وأزبد بوعيده، أنسيت من عرا أبدانا مؤمنة طاهرة زكية وأظهرها للعيان، أنسيت من انتهك عرض مؤمنة عفيفة وماخشي سطوة الديان.
إن كنت قد نسيت فتلك مصيبة وإن لم تنس فالمصيبة أعظم ... ، إن كنت قد نسيت فو جلال الله ما نسيت ثكلى في العراق لم يجف الدمع من مآقيها، إن كنت قد نسيت فما نسيت أرملة فقدت زوجها بقذيفة مزقت كل أمانيها، إن كنت قد نسيت فما نسي طفل صغير يتمته يد صليبية ملعونة من عطف راعيها.
أنسيت من يحمل راية الفيتوـ فتت الله قلوبهم وديارهم ـ في كل محفل ترفع فيه راية للمسلمين. أنسيت إخوة لنا في السلاسل والأغلال وكيف هم مقيدين.
الم تحدثك نفسك بأنها قد تكون دعوة أحدهم، سرت بليل نامت عنها أعين الطغاة وعين الله عنها لم تنم.
لاتظلمن إذا ما كنت مقتدرا فالظلم يأ تيك آخره بالندم
نامت عيونك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم
أما تستحي أن تبكي بعد ذلك صليبي لازالت يداه مضرجتان بدماء آبائنا وأمهاتنا وإخواننا وأخواتنا وأبنائنا وبناتنا في العراق.
مه يارجل، أما تستحي أما ترعوي عن مثل هذا السؤال؟، حين تحدث نفسك سائلا هل هذا يوم ترح أم يوم فرح؟ فانزع عنك أخي جلباب الخور الذي أصابك، وانظر إلى المدية التي بيد جزارك وجزار إخوانك، وأيم الله لوكانت نعاجا لما وسعتها الأرض من فرحها بما حل بجزارها، فماذا أصابك، وماذا دهاك؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأفق من نومتك قبل أن يطمس الله على قلبك حتى يوم سكرتك، واستعذ بالله من رحمة في غير محلها، فإنماهي سكرة خور تعود بالحسرة على خلها، واعلم بأنهم والله لاتأخذهم في مثلي ومثلك رأفة ولا رحمة، ولايغرنك صونهم للقطط والكلاب، وتحدثني حديث رفقهم بالقردة والخنازير، فإنما هي دماء تبكي شجو بعضها.
(إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (
وتذكر معي خبر المصطفي صلى الله عليه وسلم عند استعاذته بوجه الله تعالى، من أن يسلط على أمته عذابا من فوقها أو من تحت أرجلها، واعلم بأن تلك البلاد بلاد كافرة محادة لله ورسوله لم تأل جهدا بقضها وقضيضها في محاربته ومحاربة دينه وأوليائه، فسلط الله عليها أم العذاب، وجعلهم أثرا بعد عين، ففقئت حدقة من قطرت له عليهم عين، وصلبت نياط قلب رق لهم طرفة عين.
فنحن والله بما حل بديار الكفرة لفرحين، ونسأل الله أن يزيدهم من مثله حتى حين، ونحن ننتزع ذلك من منزع عظيم عن كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد (وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ)
ألم تكن هذه دعوة نبوية من نبي كريم استجابها الله رب العالمين فأهلك عدوه، وجعل من يوم مهلكه شكر لنا حتى يوم يبعثون، أم أنك نسيت أنا نصوم يوم عاشورا شكرا لله بأن نجى الله فيه موسى ومن معه من المؤمنين، وأهلك فيه فرعون وأتباعه من الطغاة الملحدين.
ولو تصفحت كتاب ربك لرأيت هذه دعوة أكثر الأنبياء بعد أن يشتد جرم قومهم معهم، بأن يسلط الله عليهم عذابا من عنده يسومهم به سوم العذاب، وهذا نوح عليه السلام قد دعا بأن يستأصل الله شافة الكفار حتى لايدع على الأرض منهم ديار، فهل تظن بأن الحزن يعقب هذه الدعوات، أم أنه استشعار النصر من رب الأرض والسماوات.
فإن كنت يا أخي ستحجر علي أمر وسعه الله، وأردت مني مخالفة هدي رسول الله، فإني أحمل سمعك على سماع هذه الآيات الكريمات، لعل فيها مايشفي منك نجي البلابل
(إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاء لَضَالُّونَ * وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ * فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ * هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)
فلن تمنعني عندها رعاك الله من هذه الضحكات، وهم يتقلبون في تلك الصرخات في عذاب الله ولعنته.
وأنا لا أقول لك بان الفرح في مثل هذا الحالة ركن من أركان الإسلام، لكنه أقرب مايكون إلى أمر فطري منبعه الدين والولاء والبراء، فإن فرح قلبك بما أصاب عدو الله فليكن، وإن كان مشغولا بالأسهم أو العقار وليس فيه متسع للفرح أو الحزن إلا بالدرهم والدينار فالأمر قريب، أما أن تأتي وتثرب علي في سرور قلبي وانشراح صدري فلا وألف لا، بل أخشى والله عليك البلاء.
وكي يطمئن قلبك بما أخبرتك به، وتعلم أن هذه الحال هي سبيل المؤمنين في كل وقت وحين، فإني أزيد سمعك من كلام الحق جل في علاه، حتى تعلم أني لك من الناصحين.
(ألم، غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين، لله الأمر من قبل ومن بعد، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله)
لقد كان فرحا ببشارة صادقة بنصرة الروم وهم أهل كتاب على عدوهم من الفرس المجوس، فهذه جادة مطروقة من زمن بعيد بنص الكتاب العزيز، وهي الفرح بمصائب الظلمة من الكافرين، أو النصرة عليهم من طرف عباده المؤمنين.
فليفرح قلبك بهذا البلاء الذي أصابهم، فلعل فيه مايشغلهم عنا ولو لحين، أنسيت كم قمنا في بيوت الله داعين قانتين بأن يشغلهم الله في أنفسهم عن ديار المسلمين، وأن يخرب عليهم ديارهم كما خربوا ديار المؤمنين؟، هاهو رب العالمين قد أرسل عليهم أم العذاب، فلله الحمد والمنة بما استجاب، ونسأله المزيد من نصرة عباده المؤمنين فهو رب الأرباب.
ولتعلم بأنهم في صدمة شديدة من هول ما أصابهم، ولا يغرنك ما ترى من نعرة أخذت برؤوسهم على المسلمين في تلعفر، فإن في هذا فأل حسن ـ إن شاء الله ـ فما هو إلا أذان بأن تعفر وجوههم ويخرجوا أذلة صاغرين، فأنت ترى أكثر حركة شاتك المذبوحة عند ذبحها وطول ذمائها، فما هم إلا كتلك الشاة التي لم يبق لها من أمرها شيئا، فتراها عند خروج الروح تشتد وتتوالى منها حركة يديها ورجليها، وما ذاك إلا من ألم الموت ومفارقة الحياة الدنيا، فما حالهم إلا كهذه الشاة التي طال ذماؤها ... ، وكان حتفها من ظلفها ... , رفع الله قدر شاتنا عن مقارنتها بأعداء الله ورسوله وعباده المؤمنين، ونزع الله ما في صدورهم وأحشائهم وجعلهم وأموالهم غنيمة للمسلمين.
وليكن من هذا كله لك عبرة أيه المؤمن، وليس ثم كلام أبلغ وأعظم وأجل من كلام الله رب العالمين، أختم به كما بدأت وثنيت، حتى تستيقن الأمر وتستشعر النصر.
فلو آمنت كاترينا لهان الأمر وعظم العزاء وجل الخطب وانتفت البغضاء، لكنها جحدت وتجبرت واستكبرت فكانت كمن استه في الطين وأنفه في السماء، فلا وألف لاء ولا كرامة للسفهاء، ولا نامت أعين الجبناء، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون.
(ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون * فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون * فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون * فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين).
.(/)
"" كيف تستعد لشهر رمضان؟؟!! ""
ـ[ hedaya] ــــــــ[26 Sep 2005, 06:32 ص]ـ
http://www.w6w.net/upload2/23-09-2005/w6w_20050923132833caf07692.JPG(/)
تحرير غزة بدأ من الأقصى وينتهي فيه: الذكرى الخامسة للانتفاضة!
ـ[ hedaya] ــــــــ[27 Sep 2005, 11:07 ص]ـ
http://essam4409818.jeeran.com/jhadnew.jpg
تحرير غزة: بدأ من الأقصى وينتهي فيه: الذكرى الخامسة للانتفاضة!
أوهام صهيونية:
في العام 2000 وبعد 7 سنواتٍ عجاف من التوقيع على اتفاقات السلام المزعوم، كان الإرهابي شارون يعد العدة لدخول المسجد المبارك، في غفلةٍ من العالم العربي والإسلامي، متوهمًا أن الشعب الفلسطيني لن يعود إلى المقاومة من جديد.
ففي 28/ 9 وتحت حراسةٍ مشددةٍ من الجيش الصهيوني، وطأ المجرم شارون ساحات المسجد الأقصى، لتنطلق المسيرات في جميع مدن فلسطين وقراها، رافضةً هذه الزيارة ومعلنةً انتفاضة الغضب للأقصى.
وفي صبيحة الجمعة 29/ 9، ارتكب جنود الاحتلال مجزرةً في ساحة المسجد الأقصى، راح ضحيتها سبعة شهداء كانوا يؤدون الصلاة في ساحاته الطاهرة، لتبدأ الانتفاضة المباركة بالاتساع والتنوع. ولينتفض الشارع الفلسطيني بأكمله معبراً عن غضبه بعد هاتين الجريمتين المتتاليتين ...
انتفاضةٌ كبرى تندلع:
اتسعت دائرة الحقد أكثر، ليبدأ الاحتلال الذي كان يرأس حكومته حينها باراك، باستخدام الطائرات في قصف البيوت وتفريق المسيرات، وتنفيذ عمليات الاغتيال للمجاهدين لتقدم فلسطين خلال هذه الانتفاضة خيرة فرسانها هدية للأقصى أمثال الشهداء: محمود أبو هنود وعوض سلمي وصلاح شحادة وعدنان الغول وغيرهم.
ووصل بعدها المجرم شارون لرأس الحكومة، واستمر في التصعيد والإجرام، ليجتاح المدن وينفذ سلسلة من عمليات الاغتيال لقادة المقاومة وقادة الأجنحة السياسية للفصائل، والتي بدأت باغتيال القيادي في حماس صلاح الدين دروزة، ثم جمال منصور وجمال سليم، وغيرهم من القادة والرموز، في سعيه للوصول إلى تحقيق الوعد المنكوث الذي قطعه على نفسه بوقف الانتفاضة في 100 يوم.
صاع احتلال بصاعين مقاومة:
كان الإجرام يتصاعد، والمقاومة وعلى رأسها حماس تتطور نوعيا في مواجهته، فبعد الحجارة جاءت العمليات الاستشهادية المكثفة، ثم العبوات الناسفة التي تُفجر عن بعد، لتصل قمة التطور في تصنيع القذائف الصاروخية، بدءًا بقذائف الهاون، وتصاعدها وصولاً إلى (القسام) و (الأقصى) و (البتار) و (الياسين) وغيرها، وعمليات اقتحام المستوطنات التي دبت الرعب في قلوب الصهاينة.
مئات الشهداء ارتقوا، ومنازل مسحت عن وجه الأرض، وآلاف المعتقلين في السجون، وعائلات شردت بلا مأوى، والاحتلال والمثبطين من خلفه يعجزون عن إيقاف وتيرة الانتفاضة المتصاعدة التي استنزفتهم بشريًا وماديًا ومعنويًا.
عشرات القادة كانوا في مقدمة الشهداء، لتصل يد الحقد إلى شيخ الانتفاضتين أحمد الياسين، وأسد فلسطين الدكتور عبد العزيز الرنتيسي أبرز قيادات حركة حماس، والمقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وغيرهم ممن سبقهم من القادة والرموز.
بواكير فجر الحرية:
لم يهدأ الشعب لحظة، بل كان يزيد من غضبه وثورته، ويطور من أدائه في صد الهجمة الشرسة الصهيونية، حتى حانت لحظة قطف ثمار المقاومة، الانسحاب من غزة؛ بداية النصر بإذن الله.
لم يقو الاحتلال على البقاء في غزة، فتحت وطأة النيران والصواريخ بدأ الصهاينة يعدون عدتهم للرحيل، ثم ما لبثوا أن جرجروا أذيال الانكسار وهربوا، تاركين خلفهم الخراب والدمار لبيوتهم التي استعمروها على مر أربعة عقود ماضية، ليمضي فيهم قول الله عز وجل: {يُخرِبونَ بيوتَهُم بأيديهم وأيدي المؤمنين} صدق الله العظيم.
وها هي الانتفاضة تستمر وبدأنا نجني ثمارها الطيبة، والاحتلال يفكر في كيفية الخروج من هذا المأزق وهذا الوحل، فلا جيشه يحميه ولا جدرانه تمنع الصواريخ والاستشهاديين من دك حصونه.
ختامًا: تمضي قافلة الشهداء لتنير الطريق نحو القدس الشريف وكامل فلسطين المسلمة من نهرها إلى بحرها بإذن الله،
وإن كان تحرير غزَّة قد بدأ من الأقصى المبارك فإنه سينتهي به إن شاء العلي القدير ... والله أكبر ولله الحمد.(/)
سجَّل هنا شكراً وتقديراً وعرفاناً للشيخ الدكتور صلاح الخالدي في رده على (فرقان الحق)
ـ[أبو العالية]ــــــــ[28 Sep 2005, 04:08 م]ـ
الشذا الفياح للشيخ صلاح
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ الله الذي جعل في كلِّ زمانٍ فَتْرَةٍ من الرُّسل بقايا من أهل العلم، يَدْعُون من ضَلَّ إلى الهُدى، ويُبَصِّرُونَ بنور الله أَهْلَ العَمى، فكَمْ من قَتِيلٍ لإبْليسَ قد أَحْيَوهُ، وكمْ من ضَالٍ تائهٍ قد هَدَوْه، فلله ما أَحْسَنَ أثَرهُم على النَّاس؛ وما أَقْبَح أثر النَّاسِ عليهم، يَنْفُون عن كتابِ الله تَحْرِيف الغَالِين، وانْتِحَال المبطِلين، وتَأوِيل الجاهلين. وبعد ..
_ فالعلماءُ ورثة الأنبياءِ، وسادةُ الأولياءِ.
_ بهم تصلح الدّيار، وتُعْمَرُ الأمصار، ويُكْبَتُ الأشرار.
_ هُمْ أَنصارُ المِلَّةِ، وأَطِبَّاءُ العِلَّة.
_ يَذُودُونَ عن حِياضِ الشريعة، ويَزْجُرونَ عن الأُمورِ الفظيعة.
_ هُمْ خلفاءُ الرَّسول ? ثِقاتٌ عُدُول، يَنفون عن الدِّين تأويل المبطلين، وتحريف الجاهلين، وأقوال الكاذبين.
_ العَالِمُ يُدْرك الحِيَل، ولا تَختلِطُ عليه السُّبُل، يَكشف الله به تلبيسَ إبليس، ويَدفع الله بهم كلَّ دجَّالٍ خَسيس، علمهم معهم في البيوتِ والأسواق، ويزيدُ بكثرةِ الإنفاق، فلهم كل الخَلَاق.
ماذا أريدُ بهذهِ المقدِّمَة؟
أَقِصة هادفة؟ لا.
أحكاية لطيفة؟ لا.
أفوائد جمعتُها لأَبثُها بين إخواني؟ أيضاً: لا.
ولكنْ، أريد أن أُعَرِّف بِجُهْدٍ كبير، وعَمَلٍ جَليل، وفَضلٍ جَزيل، قام به علمٌ من أعلام المسلمين.
هذا العمل: جاء صفعةً قويةً لخطرٍ خارجي كافر، ونزل عليه كالشهب الصارمة الكاوية، وكالصواعق المحرقة الهاوية، فلم تُبْقِ منهم عَادِية! فمزقتهم شَذَر مَذَرْ، وشَتَّتهُم شَغَرَ بَغَرْ!
جاءت الصفعةُ .. لتحطِّم الأهواءَ ولو كره الكافرون.
ولتدكَّ معاقل الفجور ولو كره الفاسقون.
ولتنْسِف (فرقانهم) ولو كره الظالمون.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (الفتاوي 28/ 187)
:" فالمُرْصَدُوْن للعلم، عليهم حفظ الدين، وتبليغه، فإذا لم يُبلِّغوه، أو ضيَّعوا حفظه، كان ذلك من أعظم الظلم للمسلمين ? إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ? سورة البقرة (159)، فإن ضرر كتمانهم تعدى إلى البهائم وغيرهم، فلعنهم اللاعنون حتى البهائم ".
تلكم الفرية الفجة الفاجرة الآثمة: (الفرقان الحق) كافرة المنبت، تبث براثين سمومها وأفكارها العفنة في تسليط المطاعن على كتاب ربنا، ودستور أمتنا المسلمة، فأقبلت عليه الأقلام الآثمة الفاجرة، والدَّعواتِ النصرانية الغاشمة، بخيلها ورَجِلَها، لترمي حملته بالبهتان والزور، والاستهزاء والسخرية منهم، واضطراب كتابهم وما فيه من الباطل المزعوم! وهذا _ لعمر الحق _ من أوسع أودية الباطل، التي يخوضها المبطلون جهاراً نهاراً!
لقد توافدوا علينا، وتكالبوا على إسلامنا _ الصرح الشامخ _ لقلب الأمور، وزنتها بغير الميزان الصحيح، في الدين، والأخلاق، واللسان، واللباس، والأزياء، والمرأة، والسياسة، والتعليم ... وهلمَّ جراً. جراً.
واليوم يأتي أحد سُذَّاجهم، وأغبى أغبيائهم، وأضحوكتهم السمجة، ليوجِّه سهامه المعطلة المنكسرة نحو كتاب ربنا جلَّ في علاه، ليطعن به وبحقائقه الصادقة، وآياته الكريمة، بهرائه السَّمِج الوقح الكاذب، ويزعم سوراً من عندياته، وينادي تحت غطاءٍ: بالنظرة الوحدوية للأديان:" الإسلام، المسيحيَّة، اليهودية " فيكيل الطعن للنبي الأكرم صلواتُ ربي وسلامه عليه، وتحريفه لمعجزته، ثم أتى بخرافته (الصَّفي) وأنه رسول رب العالمين!! فيالله ما أقبح فعله، وما أسوء فكره، وما أسخف منطقه ومشربه، وما هذا إلا لجهله، وسوء منبته، وضلال عيشه، وخِسَّة شأنه، فنعوذ بالله من الكفر وأهله، ومن الزيغ وذيله.
(يُتْبَعُ)
(/)
فتصدَّا لهذه الفرية الخائنة الفاجرة، هذا العَلَمُ المجاهد بقلمه، وكان لا بُدَّ للنفير من أن ينفر خفافاً وثقالا، وأنْ يَنْثُلَ كنانة الحق الدامغ، ليصفع هذه الأقلام الفاجرة، والأصوات النعراء النشاز، فتُنْقَض شبههم، وتكشف فتنتهم، وتَعْرى حِيَلَهم وأباطيلهم، فقرة فقرة، وآية آية، ليعود الحق إلى نصابه، ويرجع التهافت على أهله وأصحابه، حتى لا تتداعى الأهواء الفاجرة الكافرة والمضلة، على أبناء الإسلام فتعثوا فساداً في فِطَرهم، وتقصم وحدتهم، وتؤول بدينهم إلى دين مبدَّل، وشرعٍ محرف، وركامٍ من الأهواء والنِّحَل.
لذا، كان لازاماً على العلماء أن يكبروا التكبيرة الأولى في الميدان هاتفةً بإحياء هذا الواجب الديني الجهادي الدفاعي عن الدين الإسلامي، فإلى اقتحام العقبة بالمواجهة اللسانية، والمكاشفة العلمية، على يد أهل السنة مضبوطة بمعاقد الإيمان: لسان صدقٍ ينطق بكلمة حق جهيرة، وأقلام بِرِّ جادة، ترقم صحائف الأبرار لتحطَّم صحائف الأشرار.
ألا إن السكوت عن كل مبطل وباطله، هو هنا أبطل الباطل، وخوض في باطن الإثم وظاهره،والله سبحانه يقول: ? فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ? سورة الأنفال (57)
نعم، إنهم حرَّاسُ الدِّين، وجهابذةُ الشريعة، يحمون بيضتها، ويذودون عن حياضها، بالوظيفة الربانية، ولازم هذه الوظيفة: الرَّصدُ لتحرك أي شبهة، وإثارة أي شهوة، حتى تُنْتقضَ على أهل الأهواء المضلة أهواؤهم في حملاتهم الشرسة، وهزَّاتهم العنيفة؛ ليبقى الإسلام صحيح البِنْية، على ميراث النبوة نقيَّاً صافياً، وعلى المسلمين هدياً قاصداً.
فحيَّ هلا بهذا العَلَم المجاهد لأعرفكم مَنْ هو؟
ومن يكون لتتشبهوا به، فإنَّ التشبه بالكرام فلاح.!
هو الشيخ العلاّمة، سيد المفسرين، سلوة الأنام، وحسنة بلاد الشام، ذو التصانيف النافعة، والدروس اليافعة، والخيرات الجامعة:
شيخنا الدكتور / صلاح بن عبد الفتاح الخالديحفظه الله وأطال في عمره ونفع به الإسلام والمسلمين. فاللهم آمين.
فـ (صلاحٌ): أصلح الله سريرته، فظهرت محاسنها على الجوارح، وغدت لكل رائح وسائح. صلاحه من صلاح الأولين، والتحفة الطيبين، والصلاح فلاح.
و (عبد الفتاح): شذاً فيَّاح، وغرة نجاح، ولكل خير مفتاح، ولا غرو فهو ابن عبد الفتاح.
و (الخالدي): أخلد الله ذكره، ووضع عنه وزره، وجعل له لسان صدق في الآخرين. فاللهم آمين.
الشيخ الوالد صلاح: إذا ذكر العلماء العاملون، والمربون الناصحون، ودعاة الهداية المخلصون .. فحيّ هلا بالشيخ صلاح.
وإذا ذكر العباد الراكعون، والخاشعون الساجدون، والذاكرون السائحون .. فحيّ هلا بالشيخ صلاح.
ليت الكواكبَ كانت لي فأَنْظِمُها عُقُودَ مَدْحٍ فما أَرْضَى لكُمْ كَلِمِ
إنني أقول الآن، وأنا الابن الصغير إذ أَحْمَدُ فعل الشيخ الجليل، والمنقبة الرفيعة له، على هذا العمل المبارك الطيب، والجهد المتميز، فأقول: لئن ذكر صاحب السير (2/ 14) عن عمر، أنه قال في حق عبدالله بن حذافة السهمي رضي الله عنهما حينما أطلق سراح أسارى المسلمين في قيسارية أن من حقه على كل مسلم أن يُقبل رأسه، فإنه آن لأبي العالية أن يقول: آن لكل مسلم أن يقبل يد الشيخ صلاح ورأسه، لمَّا ذَبَّ عن كتابهم ودستورهم، كتاب ربنا جلَّ في علاه، وها أنا أبدأُ بذلك من المسلمين.
فدونكم كتابه الفذ، وصولته وجولته على أهل الكفر والضلال:
(تهافت فرقان متنبئ الأمريكان أمام حقائق القرآن) فانعموا به، وتلذذوا بدُرَرِهِ، فما هو إلا حسنة من حسنات شيخنا الهمام، حسنة بلاد الشام. وكيف لي أن أصف هذا الجهد المبارك؟
فحتماً ولا بُدَّ أنَّ الكلمات لتقصر عن التعبير والثناء الجميل الجدير، بحق هذا الكتاب الرائع، والنفَس المجاهد المسلم الغائر على محارم الله تبارك وتعالى.
وأخيراً: وإني لأظنُّ أنَّ من حق شيخنا علينا _ معاشر المسلمين _ أن نخصه بالدعاء صباح مساء، فاللهم احفظ الشيخ صلاح، واجعل له لسان صدق في الآخرين، وأطل في عمره وأحسن عمله واختم لنا وله بخير يا رب العالمين. فهنيئاً لشيخنا العلامة _ أعلى الله ذكره _ هذا السبق والفتح المبين، ونفعنا بعلمه وفضله ولا حرمنا خيراته ونفحاته العلمية المباركة، وجعل ذلك كله في ميزان حسناته، إنه سبحانه خير مسؤول، وهو بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
محبكم والمقصر في حقكم
ابنكم
أبو العالية الجوراني
عفا الله عنه
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Sep 2005, 06:32 ص]ـ
جزى الله الشيخ الجليل صلاح الخالدي خيراً على كتبه النافعة خيراً، وقد كنت قرأت في لقاءه مع مجلة الفرقان خبر تصنيفه للكتاب، فجزاك الله خيراً أخي أبا العالية على هذا الخبر والإشارة. وسؤالي: أين نجد الكتاب الآن؟ وأي دور النشر تولت نشره؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مرهف]ــــــــ[29 Sep 2005, 11:17 ص]ـ
ألا يمكن نشر هذا الكتاب على الموقع وجعله عاماً لكل المسلمين وأن تقام له الدعاية الإعلامية الكافية لنشره وحبذا من أخينا أبي العالية لو استأذن الشيخ صلاح حفظه الله في هذا الأمر لنستفيد أو أن يذكر دار النشر أو على أقل الأمور يكتب لنا مقدمة الكتاب لنتعرف منهجه ومدى خطورته فيه مع أمثلة لأني قرأت خبراً في إحدى الصحف منذ أكثر من ثمان أشهر وأظنها جريدة المحرر والله أعلم أن الكتاب يوزع جائزة على الطلاب المتفوقين في الكويت في المعاهد مالمدارس خاصة منها الأمريكية والله أعلم بالصواب
ـ[أبو العالية]ــــــــ[01 Oct 2005, 05:05 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
أشكر الشيخ الدكتور عبد الرحمن على التعقيب الطيب ونفع الله به.
وكذا أشكر أخي (مرهف) على الدخول والعرفان في حق الشيخ صلاح _ حفظه الله _.
وأما الناشر فهي مكتبة (الفرسان) في عمان.
ولعلي أخبر شيخنا بذلك وأوافيكم بذلك بحول الله تعالى وقدرته.
وقريباً سأنزل ترجمة يسيرة عن الشيخ صلاح، وبثبَت كتبه ومصنفاته، وبعض جهوده في التفسير وعلوم القرآن.
فنفع الله به واعلى درجته، وجعل له لسان صدقٍ في الآخرين.
وجزاكم الله خيراً.
محبكم
أبو العالية
عفا الله عنه
ـ[مرهف]ــــــــ[01 Oct 2005, 06:14 م]ـ
أخي الكريم أبا العالية حفظك الله بل نحن من ينبغي أن نشكرك لأنك أخبرتنا بهذا المؤلف لرجل نحسبه ولا نزكي على الله أحدا من أهل العلم والعمل، ولعلي أسبقك في شيء وتسامحني فيه،وهو هذا اللقاء مع فضيلة الشيخ صلاح نفع الله به وفيه فوائد مهمة فيما يتعلق بالتفسير العلمي والإعجاز العلمي أيضاً وتوضيح لبعض آراء الشيخ، ومن ثم فأنت تضيف لقاءك وترجمتك للشيخ حفظه الله منه وتكتمل لدينا الصورة لأننا لم نره، وهذا اللقاء قامت به مجلة الفرقان
لقاء مع الدكتور صلاح عبدالفتاح الخالدي وفقه الله ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3737)
ـ[أبو العالية]ــــــــ[02 Oct 2005, 01:20 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
جزاك الله خيراً أخي الكريم (مرهف) على هذه المبادرة ولعل ما كتب فيه كفاية وإشارة، لمن رام أوجز العبارة.
ولعل الدراسة الكبيرة عن شيخنا _ حفظه الله _ تكون في مقام غير هذا، فنسأل الله التمام والإعانة.
محبكم
ـ[محمد السيلاوي]ــــــــ[11 Oct 2005, 11:28 ص]ـ
شكر الله لفضيلة الشيخ العلامة الدكتور صلاح الخالدي على جهوده المشكورة التي يقوم بها في خدمة القران الكريم والدفاع عنه والوقوف امام الاعداء الذين يحاولون تحريف القران الكريم والطعن فيه، ونسال الله ان يكون ذلك في ميزان حسناته
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[15 Oct 2005, 07:53 م]ـ
كتاب الدكتور صلاح الخالدي يباع بمكتبة الرشد، فلقد اشتريت نسخة - وكانت أخيرة - من الرشد بجدة، فعله متوفر بفروع الرشد الأخرى.
-------------------
كتب الله أجر الشيخ صلاح الخالدي ونفع بعلمه الإسلام والمسلمين.
--------------------
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[18 Oct 2005, 11:46 م]ـ
مصر: مجمع البحوث الإسلامية يطالب بمنع الفرقان
القاهرة- طالب أعضاء مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة في اجتماعهم الشهري بوقف ومنع تداول (كتاب الفرقان) القرآن البديل المزيف، لما به من تحريف وتزوير للقرآن الكريم.
ونقلت وكالة الأنباء الإسلامية عن مفتي مصر السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، د. نصر فريد واصل، قوله إنه تم إعداد تقرير حول هذا الكتاب بعد أن اكتشف أنه يتم توزيعه بين الشباب المسلمين وغير المسلمين أيضا.
وقال واصل "إن الفرقان الذي يتم تداوله الآن هو خطر يجب الوقوف ضده، خاصة أنه يتم تداوله بين العامة من المسلمين والأميين؛ الأمر الذي من شأنه أن يزعزع عقيدة هؤلاء، لذلك يجب التنبية إلى أكاذيب هذا الفرقان".
الرابط http://www.alghad.jo/index.php?news=11013
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Oct 2005, 04:51 م]ـ
اطلعت على معظم الكتاب، وهو كتاب جيد، وفيه طول كان يمكن الاستغناء عنه. جزى الله مؤلفه خيراً على غيرته.
ـ[مراد طباخي]ــــــــ[05 Nov 2005, 02:35 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أنار الله بك أيها الشيخ الجليل عيونا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا ومد في عمرك وأكثر من خدم القرآن أمثالك الذين يلجمون أفواه المتخرصين الذين يجدون كل الدم من اخوانهم المنافقين والكافرين والله معكم ولن يتركم اعمالكم. ابنك مراد طباخي(/)
أتاكم شهر المرابح
ـ[إمداد]ــــــــ[29 Sep 2005, 02:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة في المسجد النبوي بالمدينة النبوية
لفضيلة الشيخ: صلاح البدير
بتاريخ: 28 - 8 - 1424هـ
وهي بعنوان: أتاكم شهر المرابح
الحمد لله الذي شرفنا على سائر الأمم بالقرآن المجيد، وقوَّم به نفوسنا بين الوعد والوعيد، أحمده على ما تفضل به من مواسم الخير والمزيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الغني الحميد، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، الداعي إلى التوحيد، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه صلاة وسلاماً لا يزالان على كر الجديدين في تجديد.
أمّا بعد:
فيا أيّها المسلمون، اتّقوا الله فإنّ تقواه أفضلُ زاد، وأحسنُ عاقبةٍ في معاد، يأَيُّهَا ?لَّذِينَ ءامَنُواْ اتَّقُواْ ?للَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ [آل عمران:102].
واعلموا أنّ الدّنيا حُلوة خضِرة جَميلة نضرة، نعيمٌ لولا أنّه عديم، ومحمودٌ لولا أنّه مفقود، وغِناء لولا أنّ مصيره الفنَاء، المستقِرُّ فيها يزول، والمقيمُ عنها منقول، والأحوال تحول، وكلُّ عبدٍ مسؤول، من تعلّق بها التاط بشغلٍ لا يفرغ عناه، وأملٍ لا يبلغ منتهَاه، وحِرصٍ لا يدرِك مداه، أيّامُها تسير في خبَب، وشهورُها تتتابع في عجَب، وزمانها انحدَر مِن صبَب، الدّنيا كلُّها قليل، وما بقي منها إلا القليل، كالسَّغب شُرِب صفوُه وبقِي كدره، مخاطرُ ومعاذِر، وفتنٌ فوائِر، صغائر وكبائِر، والنّاس يتقلبون فيها مؤمن وكافر، وتقيّ وفاجِر، وناجٍ وخاسِر، وسالمٌ وعاثر، فطوبى لمن حفِظ نفسَه وأولاده ونساءه وقِعاده، من موجبات السخط والذمّ، ووسائل الشر والهدم، وَمَن يَعْتَصِم بِ?للَّهِ فَقَدْ هُدِىَ إِلَى? صِر?طٍ مّسْتَقِيمٍ [آل عمران:101].
أيّها المسلمون، أتاكم شهرُ المرابح بظلالِه ونوالِه وجمالِه وجلالِه، زائرٌ زاهر، وشهر عاطِر، فضلُه ظاهر، بالخيراتِ زاخر، أرفعُ من أن يُعَدَّ حسنُ ذاتِه، وأبدع من أن تُعدَّ نفحاتُه وتحصى خيراتُه وتستقصَى ثمراتُه، فحُثّوا حزمَ جزمِكم، وشدّوا لبَد عزمكم، وأروا الله خيرًا مِن أنفسكم، فبالجدّ فاز من فاز، وبالعزم جازَ مَن جاز، واعلَموا أنّ من دام كسله خاب أمله، وتحقَّق فشله، تقول عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله يجتهِد في رمضانَ ما لا يجتهِد في غيره. أخرجه مسلم
أيّها المسلمون، أتاكم شهرُ القبول والسّعود والعتقِ والجود والترقّي والصّعود، فيا خسارة أهلِ الرّقود والصّدود، فعن أنس رضي الله عنه قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: ((قال الله عزّ وجلّ: إذا تقرب العبد إلي شبرًا تقرّبت إليه ذِراعًا، وإذا تقرّب مني ذراعًا تقرّبت منه باعًا، وإذا أتاني مشيًا أتيته هرولة)) أخرجه البخاري.
أيّها المسلمون، هذا نسيم القَبول هبّ، هذا سيلُ الخير صَبّ، هذا باب الخير مفتوح لمن أحبّ، هذا الشّيطان تبّ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا جاء رمضانُ فتِّحت أبوابُ الجنة، وغلقت أبواب النّار، وصفِّدت الشياطين)) متّفق عليه، وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله:صلى الله عليه وسلم ((إذا كانت أوّلُ ليلة مِن رمضان صُفّدت الشياطين ومردة الجن، وغلِّقت أبوابُ النار فلم يفتَح منها باب، وفتِّحت أبواب الجنة فلم يُغلَق منها باب، ونادى منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغيَ الشرّ أقصِر، ولله عتقاء من النّار، وذلك كلَّ ليلة)) أخرجه ابن ماجه.
أيّها المسلمون، هذا زمانُ الإياب، هذا مغتسلٌ بارِد وشراب، رحمةً من الكريم الوهّاب، فأسرعوا بالمتَاب، فقد قرب الاغتراب في دار الأجداث والتّراب.
قرُب منا رمضان فكم قريب لنا فقدناه، وكم عزيز علينا دفنّاه، وكم حبيب لنا في اللحد أضجعناه. فيا من ألِف الذنوبَ وأجرمَا، يا مَن غدا على زلاّته متندِّمَا، تُب فدونك المنى والمغنمَا، والله يحبّ أن يجود ويرحمَا، وينيلَ التّائبين فضلَه تكرُّمًا، فطوبَى لمَن غسل في رمضان درنَ الذّنوب بتوبة، ورجع عن خطاياه قبلَ فوْت الأوبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
يا من أوردَ نفسَه مشارعَ البوَار، وأسامَها في مسارح الخَسار، وأقامَها في مهواة المعَاصي والأوزار، وجعلها على شَفا جُرفٍ هار، كم في كتابك من زَلل، كم في عملِك من خلَل، كم ضيّعتَ واجبًا وفرضًا، كم نقضتَ عهدًا محكمًا نقضًا، كم أتيتَ حرامًا صريحًا محضًا، فبادِر التّوبة ما دمتَ في زمن الإنظار، واستدرِك فائتًا قبل أن لا تُقال العِثار، وأقلِع عن الذنوب والأوزار، وأظهِر النّدم والاستغفار، فإنّ الله يبسُط يده بالنّهار ليتوبَ مسيء الليل، ويبسط يدَه باللّيل ليتوبَ مسيء النّهار.
يا أسيرَ المعاصي، يا سجينَ المخازي، هذا شهرٌ يُفَكّ فيه العاني، ويعتَق فيه الجاني، يتجَاوَز عن العاصي، فبادِر الفرصَة، وحاذِر الفوتَة، ولا تكن ممّن أبى، وخرج رمضان ولم ينَل فيه الغفرانَ والمُنى، صعِد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبَر فقال: ((آمينَ آمينَ آمين))، فقيل: يا رسول الله، إنّك صعدت المنبر فقلت: آمين آمين آمين!! فقال: ((إنّ جبريلَ عليه السلام أتاني فقال: مَن أدرك شهرَ رمضانَ فلم يُغفَر له فدخَل النار فأبعَده الله قل: آمين، قلت: آمين)) أخرجه ابن خزيمة وابن حبان.
أيّها المسلمون، احذَروا ما أعدّه لكم أهلُ الانحلال ودعاةُ الفساد والضّلال، من برامج مضِلّة ومشاهدَ مخِلّة، قومٌ مستولِغون لا يبَالون ذمًّا، وضمِنون لا يخافون لَومًا، وآمِنون لا يعاقََبون يومًا، ومجرِمون لا يراعون فطرًا ولا صومًا عدوانًا وظلمًا، جرَّعوا الشباب مسمومَ الشّراب، وما زادوهم غيرَ تتبيب، وتهييجٍ وتشبيب، وتدميرٍ وتخريب، مآربُ كانت عِذابا فصارت عَذابًا. فيا من رضِي لنفسه سوءَ المصير، وارتكب أسبابَ التفسيق والتّحقير، أخسِر بها من صفقة، وأقبِح بها مِن رفقة.
يا مطلقي النّواظر في محرّمات المنظور، قد أقبل خيرُ الشّهور، فحذارِ حذار من انتهاكِ حرمتِه، وتدنيس شرفِه، وانتقاصِ مكانتِه، يقول رسول الهدى: ((من لم يَدَع قولَ الزّور والعملَ به فليس لله حاجةٌ في أن يدعَ طعامَه وشرابه)) أخرجه البخاري.
يا طليقًا برَأي العَين وهو أسير، يا مُسامًا حياضَ الرّدى وهو ضرير، يا مَن رضي عن الصّفا بالأكدار، وقضى الأسحار في العارِ والشّنار، وكلَّ يومٍ يقوم عن مثل جيفةِ حِمار، عجَبًا كيف تجتنب الطريقَ الواضح، وتسلك مسالكَ الرّدى والقبائِح؟! ما بالُ سمعك عليه سُتور؟! ما بال بصرِك لا يَرى النّور؟! وأنت في دبور، وغفلة وغرور، وما أنت في ذلك بمعذور. فبادِر لحظاتِ الأعمار، واحذَر رقدات الأغمار، ولا تكن ممّن يقذفون بالغيب من مكانٍ بعيد، إذا قيل لهم: توبوا سوَّفوا ولا مجيب.
فطوبى لمَن تركوا شهوةً حاضِرة لموعدِ غيبٍ في الآخرة، لم يرَوه ولكنهم صدَّقوا به، وَالَّذِى جَاء بِالصّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ لَهُم مَّا يَشَاءونَ عِندَ رَبّهِمْ ذَلِكَ جَزَاء ?لْمُحْسِنِينَ لِيُكَفّرَ ?للَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ ?لَّذِى عَمِلُواْ وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ?لَّذِى كَانُواْ يَعْمَلُونَ [الزمر:33 - 35].
أيّها المسلمون، إنّ أولى ما قُضِيت فيه الأوقات وصُرفت فيه الساعات مدارسةُ الآيات وتدبّر البيّنات والعِظات، وقد كان جبريل عليه السلام يلقى رسولَ الله في كلِّ ليلة من رمضانَ فيدارسه القرآن. متّفق عليه.
شفاءٌ لما في الصّدور، وحَكَم عدلٌ عند مشتبِهات الأمور، قصصٌ باهرة، ومواعظ زاجِرة، وحكَم زاهرة، وأدلّة على التوحيد ظاهرة. أندى على الأكباد من قطر النّدى، وألذّ في الأجفان من سِنة الكرى، هو الرّوح إلى حياة الأبد، ولولا الروح لمات الجسد، فأقبِلوا عليه، واستخرجوا دُرَره، واستحلِبوا دِررَه، وتعلّموا أسبابَ التنزيل، وراجِعوا كتبَ التفسير والتأويل، ولا تقنعوا من تلاوته بالقليل، وحكِّموه في كلّ صغيرٍ وجليل، فالسّعيد من صرف همّتَه إليه، ووقف فكرَه وعزمَه عليه، يرتَع منه في رِياض، ويكرَع منه في حِياض، لا يجفّ ينبوعها، ولا تنضَب فيوضها، شَهْرُ رَمَضَانَ ?لَّذِى أُنزِلَ فِيهِ ?لْقُرْآنُ هُدًى لّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ [البقرة:185].
(يُتْبَعُ)
(/)
فكن ـ يا عبد الله ـ كالحالِّ المرتحِل، كلّما ختمه عادَ على أوّله يقرأ ويرتِّل، يقول رسول الهدىصلى الله عليه وسلم: ((الصّيام والقرآنُ يشفعان للعبد يومَ القيامة، يقول الصّيام: أي ربّ، منعتُه الطعامَ والشهوة فشفِّعني فيه، ويقول القرآن: منعتُه النومَ باللّيل فشفِّعني فيه، فيشفعان)) أخرجه أحمد.
أيّها المسلمون، أتاكم شهرُ الإنفاق والبذل والإشفاق، فيا من يتبجَّس بالرِّئم ويتبذّخ بالجِدة ويكاد ينشقّ بالغنى، تذكّروا الأكبادَ الجائعة، أهلَ الخصاصة والخماصة، الذين أصابتم البوائق الفالقة، والقوارعُ الباقعة، ممّن يعانون عُدمًا، ويعالجون سُقمًا، أعينوهم وأغنوهم، وَأَطْعِمُواْ ?لْقَـ?نِعَ وَ?لْمُعْتَرَّ [الحج:36]، وأغيثوا الجائعَ والمضطرّ، وأنفقوا وانفَحوا وانضِحوا، ولا توكوا فيوكي الله عليكم، ولا تحصوا فيحصي الله عليكم، ولا تُوعوا فيوعي الله عليكم. وأصيخوا السمع ـ أيها الجمع ـ لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: ((يا ابنَ آدم، إنّك أن تبذلَ الفضلَ خير لك، وأن تمسكَه شرٌّ لك، ولا تُلام على كفاف، وابدأ بمَن تعول، واليد العليا خير من اليد السفلى)) أخرجه مسلم، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((أفضل الصّدقة صدقة في رمضان)) أخرجه الترمذي، وكان رسول الله أجودَ النّاس، وكان أجودَ ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل عليه السلام.
أيّها المسلمون، مواسمُ الخيرات أيّامٌ معدودات، مصيرها الزوال والفوَات، فاقصُروا عن التّقصير في هذا الشّهر القصير، وقوموا بشعائره التعبّدية وواجباتِه الشرعيّة وسننِه المرويّة وآدابه المرعيّة، و ((لا يزال الناس بخير ما عجَّلوا الفِطر))، و ((فصلُ ما بين صيامِنا وصيام أهلِ الكتاب أكلةُ السحر))، فتسحَّروا ولو بجرعة ماء، وكان رسول الله يُفطِر قبل أن يصلّي على رُطبات، فإن لم تكن رطبات فتمَيرات، فإن لم تكن تميرات حسا حسواتٍ من ماء، وكان إذا أفطَر قال: ((ذهب الظمأ، وابتلّت العروق، وثبتَ الأجر إن شاء الله)). و ((من أكلَ أو شرب ناسيًا فليتمّ صومه، فإنّما أطعمه ربُّه وسقاه))، ولا كفّارة عليه ولا قضاء، و ((من ذرَعه القيء وهو صائم فليس عليه قضاءٌ، ومن استقاء فليقض))، ويفطِر من استمنى لا منِ احتلم، و ((من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه))، و ((من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفِر له ما تقدّم من ذنبه))، و ((من قام مع الإمام حتى ينصرف كُتب له قيام ليلة))، و ((مَن فطَّر صائِمًا كان له مثلُ أجره، غيرَ أنّه لا ينقُص من أجرِ الصائم شيء))، ((وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل، فإن امرؤ شاتمه أو قاتله فليقل: إني صائم، إني صائم))، و ((عمرةٌ في رمضان تعدِل حجّة مع النبيّ)).
أيّها المسلمون، احذَروا الفطرَ قبلَ تحلّة صومكم ووقتِ فطركم، واحذَروا انتهاكَ حرمة نهار شهركم بالفطرِ بلا عذرٍ شرعيّ، فعن أبي أمامة الباهليّ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: ((بينا أنا نائمٌ أتاني رجلان، فأخذا بضبعَيّ، فأتيا بي جبلاً وعرًا، فقالا: اصعد، فقلتُ: إني لا أطيقه، فقالا: إنّا سنسهِّله لك، فصعدتُ حتى إذا كنت في سواء الجبل إذا بأصواتٍ شديدة، قلت: ما هذه الأصوات؟ ما هذه الأصوات؟ قالا: هذا عُواءُ أهلِ النار، ثمّ انطُلِق بي، فإذا أنا بقومٍ معلَّقين بعراقيبهم، مشقّقة أشداقهم، تسيل أشداقهم دمًا، قلت: من هؤلاء؟ قال: الذين يفطِرون قبلَ تحلّة صومهم)) أخرجه ابن خزيمة وابن حبان.
وعلى المرأة المسلمة إذا شهدت العشاء والتراويحَ أن تجتنبَ العطورَ والبخور، وما يثير الفتنة من ملابسِ الزّينة المزخرفة أو غيرها، والتي تستميل نفوسَ ضعافِ الإيمان، وتغري بها أهلَ الشرّ والفساد، وتبلبِل من في قلبه مرضٌ. وعليها أن تجتنبَ الخَلوة بالسّائق الأجنبي لما في ذلك من النّتائج التي لا تُحمَد عقباها، ولا يُعرَف منتهاها، فعن زينب الثقفيّة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا شهِدت إحداكنّ العشاءَ فلا تتطيّب تلك الليلة))، وفي رواية: ((إذا شهدت إحداكنّ المسجدَ فلا تمسَّ طيبًا)) رواهما مسلم، وعن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها قالت: لو أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ما أحدَث النساء لمنعهنّ المسجدَ كما مُنعت نساء بني إسرائيل، فقيل لعمرة: نساء بني إسرائيل مُنعن من
(يُتْبَعُ)
(/)
المسجد؟ قالت: نعم. أخرجه مسلم.
وصلاتهنّ في قعر بيوتهنّ خيرٌ لهنّ، فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبيّ صلى الله عليه وسلمقال: ((لا تمنَعوا نساءَكم المساجدَ، وبيوتهنّ خير لهنّ)) أخرجه أبو داود، وعن أم سلمة رضي الله عنها عن رسول الله أنّه قال: ((خيرُ مساجدِ النّساء قعر بيوتهنّ)) أخرجه أحمد، وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله: ((صلاةُ المرأة في بيتها أفضل مِن صلاتِها في حجرتها، وصلاتها في مخدَعِها أفضل من صلاتها في بيتها)) أخرجه أبو داود.
أيّها المسلمون، شفاءُ العِيِّ السؤال، فاسألوا عما أشكل، واستفتوا عما أقفَل، فمن غدا بغير علمٍ يعملُ، أعماله مردودة لا تقبلُ.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنب وخطيئة، فاستغفروه إنّه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانِه، والشّكر له على توفيقه وامتنانِه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله الدّاعي إلى رضوانه، صلّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانِه، وسلّم تسليمًا كثيرًا.
أمّا بعد: فيا أيّها المسلمون، اتّقوا الله وراقِبوه، وأطيعوه ولا تعصُوه، يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ [التوبة:119].
أيّها المسلمون، إنّ ممّا يؤسِف الناظرَ ويُحزن الخاطِر ظاهرةً مقيتة وعادة قبيحَة سرت في صفوف بعض المسلمين، ألا وهي ظاهرة الإسراف في المآكل والمشارب في شهر رمضان المبارك، زيادة على قدر الحاجة، وإكثار على مِقدار الكفاية، نهمٌ مُعِرّ، وشرهٌ مضرٌّ، بطنةٌ مورثة للأسقام، مفسدَة للأفهام، وبطَر وأشَر، حمل الكثيرَ إلى رمي ما زاد من الأكلِ والزاد في النّفايات والزّبالات مع المهملات والقاذورات، في حين أنّ هناك أكبادًا جائعة وأُسرًا ضائعة تبحث عمّا يسدّ جوعَها ويسكِّن ظمأها.
فاتّقوا الله عبادَ الله، فما هكذا تُشكَر النعم وتستدفَع النقم، وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ?لْمُسْرِفِينَ [الأنعام:141]، وَلاَ تُبَذّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ ?لْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ ?لشَّيْطَـ?نُ لِرَبّهِ كَفُورًا [الإسراء:26، 27]. فتوسّطوا فالتوسُّط محمود، وأنفقوا باعتدال، ولا خيرَ في السّرف، ولا سرفَ في الخير، وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى? عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ ?لْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا [الإسراء:29].
أيّها المسلمون، لكلِّ صائمٍ في كلِّ يوم وليلة دعوةٌ مستجابة، تفتَح لها أبواب الإجابة، فعن أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله: ((إنّ لكلّ مسلمٍ في كلّ يوم وليلة دعوةً مستجابة)) أخرجه البزار، وعن [عبد الله بن] عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله: ((إنّ للصّائم عند فطرِه لدعوةً ما تردّ)) أخرجه ابن ماجه.
فاستكثِروا مِن الدّعوات الطيّبات في شهر النّفحات، لأنفسكم وذويكم، وتوسَّلوا إلى الله بألوانِ الطّاعة، وارفَعوا أكفَّ الضّراعة، أن ينصرَ إخوانَكم المستضعفين والمشرَّدين، والمنكوبين والمأسورين، والمضطَهدين في كلّ مكان، فالأمّة تمرّ بأعتى ظروفها وأقسى أزمانها.
اللهم أنت المستعان، وعليك التّكلان، ولا حولَ ولا قوة إلا بك.
اللهم أعزَّ الإسلامَ والمسلمين، ودمِّر أعداء الدين من اليهود والنصارى والملحدين ...
استمع الخطبة
http://www.khotab.net/sound/mad1424-08-28.ram
لتحميلها
http://www.khotab.net/sound/mad1424-08-28.rm(/)
برامج عملية رمضانية
ـ[إمداد]ــــــــ[01 Oct 2005, 11:43 م]ـ
برامج عملية رمضانية
--------------------------------------------------------------------------------
برامج عملية رمضانية
علي بن محمد بن إبراهيم الزِّباني*
* جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية – كلية أصول الدين
وقفه - قبل البدء -
ما أحلى أن يجد الإنسان في صحيفته حسنات لم يتعب فيها، وأن يملأ ميزانه بطاعات عملها غيره، وأن يرتقي درجات الجنة بعد أن يواريه التراب؛ وذلك بأن يعمل أجيراً عند الله بدل إخوانه المسلمين ليتسلم أجرته في الآخرة: سكنى الفردوس في جوار نبي أو صديق أو شهيد لِمَ لا: والدال على الخير كفاعله.
--------------------------------------------------------------------------------
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد،،،
إن من رحمة الله وفضله علينا أن جعل لنا في هذه الحياة الدنيا محطات نتزود فيها بالإيمان والتقوى ونمحوا ما علق بقلوبنا من آثار الذنوب والغفلات نلتقط فيها أنفاسنا، ونعيد ترتيب أوراقنا، فنخرج منها بروح جديدة، وهمة عالية.
ومن أهم المحطات التي تمر على المسلمين مرة واحدة كل عام: شهر رمضان، فهاهي الأيام تمضى ويهل علينا الشهر الكريم بخيره وبركته شعاره: يا باغي الخير اقبل، الشياطين فيه مصفدة، وأبواب النيران مغلقة، والأجواء مهيئة لنيل المغفرة والرحمة والعتق من النار تزينت فيه الجنة, ونادت خطابها أن هلموا وأسرعوا فالسوق مفتوح والبضاعة حاضرة, والمالك جواد كريم.
والموفق جد موفق من أحسن الاستعداد لهذا الشهر واستغلَّ كل لحظة وثانية, والناس في الحياة صنفان: موفق ومخذول.
وكثيرة هي الأعمال التي توصل الإنسان إلى مرضاة ربه، ويفوز بها في جناته وقربه، ولذا كانت هذه المادة بين يديك والمسماة برامج عملية رمضانية، وهي عبارة عن فصول في مدرسة الدعوة والتنافس في الخير، تلك المدرسة التي تعد من أنجح المدارس في تقويم النفس ودرء عيوبها وحثِّها على بذل الطاقة واستفراغ الوسع في طلب الجنة وحرث الآخرة.
فإليك أخي الكريم هذه البرامج العملية في شهر الصوم فبسماعها وتطبيقها يفتح للخير أبواب وتغلق للشر أمثالها، وبتمثلها في الحياة ينقشع ظلام ويبزغ فجر جديد ويرتفع صوت المؤذن معلناً عهداً جديداً أهم ملامحه:-
إمساك عن الحرام، وصيام عن الآثام، واستغفار في الأسحار، وانتظار للأذان بالأشواق وتهافت على تكبيرة الإحرام ووله بالصف الأول وملازمة للكتاب، ومعانقة للسنة، وتلمس لمجالس الصالحين وتنافس في الخيرات.
هذه الكلمات صيحة تنادي فيك الصلاة خير من النوم والتجلد خير من التبلد، والعالي يرجو المعالي ومن جد وجد ومن زرع حصد، جنة الفردوس تبغي ثمناً، ومهور الحور العين ما كانت يوماً رخيصة.
هذه البرامج العملية نوع جديد قديم.
جديد في زمن تنافس فيه الناس في جمع الدينار والدرهم، وتكالبوا على دنيا زائلة ومتع فانية فثقل على هؤلاء أن يفهموا لغتنا؛ لأن نافخ الكير تزكمه رائحة المسك.
وقديم: لأنه الأمر الذي أرق مضاجع الصالحين، وجعل مصعباً يفارق فراشه الوثير وعطره المثير حتى ما وجد له كفن في آخر المطاف، ويهجر الشخص من أجله الأحباب والخلان؛ لأنهم علموا أن العاقبةاليوم أحل عليكم رضاي فلا اسخط عليكم أبداً).
وقبل أن تعيش مع هذه البرامج دعنا نستجلب سوياً رحمات الله ونستمطر بركاته ونلهج سوياً بهذا الدعاء:
اللهم استعمل أبداننا في طاعتك، وأقدامنا في خدمتك وألسنتنا في ذكرك، اللهم داوِ بكتابك قلوباً أعيتها كثرة الذنوب، ونفوساً أفسدها طول الركود، وانتشلنا به من آبار غفلاتنا، ومهاوي شهواتنا، ومصارع أهوائنا, وقوِّي به بواعث الإيمان في أعماقنا، واجعله حجة لنا بين يديك، يشهد بصدق العبودية لك وإخلاص التوجه إليك، وبذل الأوقات فيك.
وأضع أخي الكريم جملة من البرامج بين يديك سائلاً المولى الكريم أن ينفعنا جميعاً بها، وأن يبارك لنا فيها:
1. إقامة دورة مكثفة قبل دخول الشهر عن أحكام هذا الشهر وآدابه، وما ينبغي للمسلم قضائه فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
2. تصميم لوحات بمقاسات كبيرة تتضمن آداب الأكل والشرب وبعض الآداب المتعلقة بالصوم، إضافة إلى لوحة أخرى تتضمن أحاديث في فضائل هذا الشهر توضع في أماكن الإفطار العامة والمنازل وغيرها.
3. ترتيب إفطارات عائلية للجميع، ثم ترتيب إفطارات لشرائح محددة، كإفطار للشباب مثلاً، وآخر للأطفال، وهكذا مع حسن استغلال هذا اللقاء قبل الإفطار وبعده بما لايثقل على الحضور.
4. تصميم وإعداد هدايا خاصة للعوائل التي تلتقي في أيام الإفطار العائلي، ويحرص أن تكون هدايا تربوية مناسبة لجميع الشرائح.
5. حث الشباب على العمل التطوعي من خلال المشاركة في تفطير الصائمين وتوزيع وجبات الإفطار عند الإشارات وفي أماكن تجمع العمالة وغيرها.
6. برنامج (يوم التصفية) وهو عبارة عن جمع ما زاد عن احتياج الناس، سواء الأقارب أو أهل الحي أو غيرهم ومن ثم توزيعه على الأسرة الفقيرة أو إيصاله لمؤسسات النفع العام، ويمكن إعلان ذلك بمدة مناسبة حتى يتيسر جمع أكبر قدر ممكن منها.
7. برنامج (الخيمة الرمضانية)، وهي خيمة دعوية تقام من أجل شغل أوقات الفراغ للشباب وملئها بالنافع، مع إضفاء شيء من اللهو البريء والترفيه الرائع والنكتة النظيفة، ويمكن الاستفادة منها أيضاً في دعوة غير المسلمين إلى الإسلام، خاصة خارج بلاد المسلمين، مع الاهتمام بتجهيزها بوسائل العرض المختلفة والهدايا المنتقاه بعناية.
8. حملة (الإقلاع من التدخين)، وهي حملة تهدف إلى تذكير الناس بأن هذه عادة سيئة وضارة بالدين والخلق، وأنه بالإمكان التخلص منه والصبر على تركه كما حصل في أكثر من نصف اليوم، ويمكن جمع هواتف جمعيات مكافحة التدخين وتصويرها بشكل مكبر، مع التحدث عن هذا الموضوع بأسلوب علمي راقي وحجج عقلية قوية، ومن المناسب جلب صور مخيفة لآثر التدخين على الإنسان مع البعد عن ذوات الأرواح.
9. رمضان شهر القرآن، فينبغي العناية بالقرآن فيه من خلال برامج كثيرة، منها:
- التنوع في الحلقات القرآنية للكبار والصغار والذكور والإناث، والموظفين وغيرهم.
- عمل مسابقات في القرآن الكريم، إما بحفظ سورة معينة أو آيات لها فضائل أو وضع أسئلة على أجزاء القرآن.
- إلقاء كلمات منطلقة من آيات قرآنية وربط الكلمة بتلك الآيات.
- الاهتمام بإعجاز القرآن، سواء العلمي أو اللغوي أو البلاغي وتنبيه الناس على عظمة القرآن في هذا المجال.
10. عمل دورية لبضعة أيام عن كيفية إخراج الزكاة وأحكام ذلك،خاصة في الأمور المالية المعاصرة، ويمكن استضافة العلماء والاقتصاديين للقيام بهذا الدورة مع دعوة التجار والمحسنين للاستفادة من هذا اللقاء.
11. العناية بمصلى النساء وتخصيصهن بحديث خاص بهن، واستضافة داعيات وطالبات علم لتذكير النساء بما يهمهن من أمور دينهن، مع الاعتناء بقضايا تربية الأبناء وحقوق الزوج والمسائل الاجتماعية الأخرى.
12. إعداد مفكرة رمضانية تحتوي على مواعيد الأذان في هذا الشهر وأرقام الجمعيات الخيرية وجدول متابعة قراءة القرآن خلال الشهر، وجدول آخر لتنظيم الوقت كل يوم؛ وآخر لمواعيد الزيارات العائلية مع إلحاق برنامج الإذاعة في شهر رمضان.
13. إحياء مشروع استبدال الشريط الغنائي بشريط نافع، وذلك بالإعلان عليه وتوفير البديل المتميز، ويمكن أيضاً جمع الأشرطة النافعة المستغنى عنها وتوزيعها على من يحتاج إليها.
14. الاعتناء بأماكن إفطار الصائمين وتهيئتها بما تحتاجه كمصاحف بلغات مختلفة مع مراعاة الجالية ذي العدد الكبير، وتوفير كتيبات منوعة وأشرطة كذلك, خاصة ما يتعلق بالعقيدة وبقية أركان الإسلام والأخلاق، وطباعة آداب الأكل والشرب، وآداب الأخوة في بنرات كبيرة وتعليقها في مكان بارز، وكذلك استضافة دعاة بلغات مختلفة لوعظهم وحثهم على أمور الخير.
15. طباعة ورقة متابعة قراءة القرآن الكريم، وجبذا لو كانت باسم المسجد أو المركز وتخرج بإخراج جيد.
16. تفعيل الطلاب المتميزين، واقتراح برامج جادة عليهم كحفظ أحاديث الصيام من العمدة أو البلوغ مع شرح مختصر لها.
17. الترتيب المسبق ليوم العيد، حيث يلتقى أهل الحي جميعاً في لقاء رائع تشع منه المحبة والألفة، ولكي ينجح لابد من الحرص على الأمور التالية:-
(يُتْبَعُ)
(/)
- تجهيز المكان الخاص باللقاء - تحديد الموعد بدقة، بحيث يكون مثلاً بعد صلاة العيد بساعة مع التنبيه على أن وجبة الإفطار تجهز في المنازل بدون إسراف.
- ترتيب برنامج للعيد تكون منه الطرفة والقصة والسؤال واللقاء مع أحد أهل الحي، مما يضفي على اللقاء رونقاً خاصاً به.
- إعداد هدايا لجميع أبناء الحي ذكوراً وإناثاً وخاصة الصغار منهم.
- طباعة بطاقة دعوة لأهل الحي لدعوتهم للقاء.
- توزيع هدية لكل منزل كإطار جميل فيه عبارة معايدة أو تقبل الله منا ومنكم مشفوعة باسم المسجد، والعام الذي وزعت فيه.
وثمة قضايا تذكر بها الأسر المسلمة في هذا الشهر الكريم يحسن الاستفادة منها والعناية بهاء ومن ذلك:
1. حث الصغار على الصيام وتربيتهم عليه.
فقد ثبت في صحيح البخاري ومسلم عن الربيع بنت معوذ أنها قالت: كنا نصوم صبياننا الصغار ونذهب إلى المسجد ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه إياها حتى يكون الإفطار.
2. استغلال هذا الموسم في تعليمهم الآداب المتكررة فيه كآداب الأكل والشرب وآداب الضيافة والسلام والزيارة نظراً لكثرة الزيارات ودعوات الإفطار في شهر رمضان فيحسن تعليم الأبناء تلك الآداب، فلم يعد مجدياً ولا نافعاً قول الوالدين للولد كن مؤدباً ما لم يجعله في قالب تعليمي تطبيقي.
3. حث الأبناء على التنافس في النوافل وتطبيق السنة كالسواك، السنن الرواتب، وقيام الليل، وتفطير الصائمين.
4. اصطحاب الأبناء لشراء أغراض رمضان، وتعليمهم أصول الاقتصاد الشرائي من اصطحاب ورقة عند التسوق، وعدم تناول ما كان مقابلاً للوجه من البضائع لغلائه في الغالب.
5. دع أولادك يكتبوا ملصقات رمضانية والتي تعلن مجيء الشهر، واتركهم يختارون كلماتها ويكتبونها بخطهم كـ (تسحروا فإن في السحور بركة)، (ومن صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) وغيرها.
6. ما أجمل أن يصطحب الوالد أولاده إلى أماكن مرتفعة _إن تيسر ذلك_ أو إلى الصحراء أو من خلال مراكز علمي للفلك لرؤية هلال رمضان.
7. تهيئة أماكن للعبادة وقراءة القرآن.
لقد أثبتت الدراسات أن تخصيص مكان محدد لفعل شيء محدد يأتي بنتائج مذهلة، وقد ثبت أيضاً عن سلفنا الصالح اتخاذ مصليات داخل بيوتهم للعبادة، فما رأيك بتحضير مكان للأسرة تلتقي فيه لقراءة القرآن تكون الجلسات فيه مريحة ومجهزة بعدد من حوامل المصحف بعدد أفراد الأسرة، ويمكن أن تجمل الغرفة ببعض المزروعات لتضفي جواً أكثر روعة وجمالاً.
وقفة: أيها الوالدان الكريمان لا تجعلا اليوم الأول من الشهر يوماً عادياً فقوما بتهنئة أقاربكم، ودعوا الأولاد يشاركوكم الاتصال وأشيعوا التعاون بينكم جميعاً.
8. تكريم الصائم الجديد
هل في أسرتكم صائم جديد؟ كرموه وادفعوه إلى الخير، وجهزوا له هدية جميلة تشعره بأهمية العمل الذي يقوم به.
9. دع أبناءك يفكرون في مشروع خيري وينفذوه بأنفسهم كمساعدة أسرة فقيرة أو إعداد إفطار للصائمين أو المساهمة في إفطار المسجد وغيرها من المشاريع.
10. وضع جدول للتعاون الأسري، توزع فيه المهام على الأبناء على مدار الشهر، بشرط أن تتغير المهام كل أسبوع فأحدهم عليه وضع سفرة الطعام والآخر إيقاظ إخوانه وهكذا، ويعلق هذا الجدول في مكن بارز ليعرف كل شخص مهامه، وليتربى على المسؤولية.
11. هل تعلم مدى اعتناء أبنائك بقضايا المسلمين وهمومهم؟ إذن دعهم يعدون معرضاً في إحدى غرف المنزل بعنوان (الأقصى في قلوبنا) ليذكروا المسجد ومعاناة إخوانهم هناك.
12. عمل مفكرة خاصة بالأولاد تضبط لهم أوقاتهم وتعينهم على ختم القرآن من خلال ورقة المتابعة مع كتابة بعض الوصايا لهم في أول المفكرة.
13. طبق الخير.
وهي فكرة منتشرة تقوم عليها الجمعيات الخيرية، والاقتراح أن تقوم بها الأسرة متعاونة مع جيرانها في الحي فتعد كل أسرة عدداً من الأطباق، ويخصص مكان لتناول الصائمين هذا الطعام.
14. إجراء مسابقات على مستوى العائلة والأصدقاء، تهتم بالقضايا التربوية والأسئلة المتنوعة التي تستهدف جميع شرائح الأسرة.
15. تفعيل فكرة: لوحة الإعلانات المنزلية لوضع الإعلانات المهمة للأسرة كموعد الأذان، وبرنامج زيارة الأقارب، والتذكير بمحاضرة أو لقاء عائلي أو حكمة وغيرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
16. العمرة في رمضان لها أجر عظيم، فلتحرص الأسرة عليها، والاستفادة من مدة السفر البري في الحوار مع الأبناء وشرح ما يهمهم كالعمرة مثلاً.
17. المكتبة الرمضانية.
كم هو جميل ورائع أن توفر جملة من الكتب والأشرطة المتعلقة برمضان، تستفيد فيها الأسرة في أوقات فراغها, أو في اللقاء العائلي الخاص بها، ويمكن أن يضاف للمكتبة مجموعة من المجلات الإسلامية النافعة المشِّوقة للأبناء.
18. شهر السنة.
إنها محاولة جادة من الأسرة ليكون الشخص الأول في حياتها هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فتحرص على كل سنة نقلت عنه في هذا الشهر لتطبيقها من قبل الجميع كالإفطار على التمر وتعجيل الإفطار، وتأخير السحور ونحوها من السنن.
19. رمضان فرصة للصلح بين الناس، وغسيل قلوبهم من الأحقاد والضغائن، فكن مبادراً للإصلاح بين متخاصمين أو لتصالح أخاً بينك وبينه خصومة، فالدنيا أهون من أن يتحاسد فيها ويتهاجر (ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث)، بل الهجر سبب في دخول النار ومنع مغفرة الله تعالى للعبد فلا تتأخر يا مسلم يا من تخاف الله!!
20. ستمر بكم تجارب رائعة في تربيتكم لأسركم، فلنكتب هذه التجارب ولننشرها في المجلات الإسلامية ومواقع الإنترنت، وحبذا لو فتحت المواقع صفحات متعلقة بتجارب الناس في حياتهم.
أخي الكريم .. أختي الفاضلة:
هذه جملة من المقترحات العملية التي تصلح لهذا الشهر أردت بذكرها التنبيه على غيرها من البرامج التي لا تخفى عليكم وليس المهم كثرة الأعمال بقدر القيام بها مع الإخلاص لله _عز وجل_ في عملها.
ولا يفوتني في آخر هذه الأسطر أن أذكر أخي المسلم في كل بقاع الأرض ممن شرفت بقراءته لهذه البرامج والمقترحات بأمور هي غير خافية عليه، ولكن من باب التناصح والقيام بحقوق الأخوة بيننا، فإليك هذه الوصايا أهديكها من قلب محب لك يتمنى أن يراك أفضل مسلم في هذا الكون.
1. النية الصادقة والعزيمة القوية في اغتنام لحظات هذا الشهر، وعد هذا الشهر آخر شهر في حياتك لكي تنشط في العبادة، وقد كان رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ يصلي بأصحابه، فيقول: صلوا صلاة مودع.
2. التقليل من الخلطة إلا لخير راجح وتعليم الناس والحرص على الجلوس إلى النفس كثيراً ومحاسبة النفس على ما مضى من العمر.
3. إذا بلغك شيء عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فاعمل به ولو مرة تكن من أهله فشمر عن ساعد الجد في الاقتداء به - عليه الصلاة والسلام - بالحرص على سنته وتطبيقها وتعويد النفس عليها فصلاة الضحى والجلوس في المسجد إلى الشروق والسواك وكثرة الذكر والصدقة والإحسان أمور لا بد من أن تصطبغ حياة المسلم بها.
4. لازم إخوانك الصالحين واستفد منهم واملأ قلبك بحبهم والدعاء لهم وإصلاح ما بينك وبينهم لتشعر بلذة الطاعة وأنس القرب، وإلا كان للشيطان في قلبك نصيب فتحرم رقة القلب ودمع العين وسلامة الصدر وروح الأخوة.
5. للإحسان للناس طعم خاص في هذا الشهر فتحسس الفقراء وابحث عن الأرامل والمساكين واليتامى وسد حاجتهم وأعنهم في هذا الشهر من مالك أولاً ثم بمساعدة من أراد من إخوانك.
6. رسائل الجوال والبريد الإلكتروني لا تكلف إلا بضع هللات، فكن أول المبادرين بتهنئة إخوانك وأقاربك يكن لك شرف السبق.
7. وأخيراً: العناية بالدعاء وصدق اللجأ إلى الله تعالى، والتذلل بين يديه سبحانه ((فليس شيء أكرم على الله من الدعاء)) وفي آخر آيات الصيام جاء قوله تعالى: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعان" فكان هذا درساً للصوام بأن يعتنوا بهذه العبادة العظيمة، فقد صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "أفضل العبادة الدعاء". وسئل علي بن أبي طالب - رضي الله عنه-: كم بين الأرض والسماء؟ فقال: دعوة مستجابة.
ولكي تكون دعواتنا مستجابة:
أظهر عجزك بين يدي ربك, وأحضر قلبك معك ((فمن جمع الله عليه قلبه في الدعاء لم يرده))، وقدم عملاً صالحاً، فالدعاء بلا عمل كالقوس بلا وتر.
فجِّرب أن تدعو عقيب دمعة من خشية الله ذرفتها, أو صدقة في ظلمة الليل بذلتها، أو جرعة غيظ تحملتها وما أنفذتها, أو حاجة مسلم سعيت فيها فقضيتها.
وكن أخي على يقين بالإجابة، فقد صح عنه - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة".
وتخير أوقات الطلب كوقت السحر، وبين الأذان والإقامة، ودبر الصلوات المكتوبات، وأثناء السجود، وآخر ساعة من الجمعة.
ثم الهج معي بهذا الدعاء لعل الله يقبلنا:-
اللهم ارحم ذلنا بين يديك، واجعل رغبتنا فيما لديك، ولا تحرمنا بذنوبنا، ولا تطردنا بعيوبنا، اللهم اجعلنا في هذا الشهر الكريم من عتقائك من النار.
اللهم آمين
ولا تنسني أخي – في كل مكان – من صالح دعائك
-------------------
المصدر: موقع المسلم(/)
لاتنسوا فضيلة العلامة من دعائكم فقد أُصيب بالشلل .. !!
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[02 Oct 2005, 07:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أصيب الشيخ العلامة/يوسف المطلق مفسر الرؤيا المعروف .. بجلطه دماغية أصابته بالشلل وعدم النطق ..
وقد نقل للعلاج خارج المملكة ..
أخواني وأخواتي لاتنسوه من دعائكم ..
اللهم ياحي ياقيوم إشفه وعافاه وألبسه الصحة والعافية ورده ألينا سالما
الرابط http://alsaha2.fares.net/sahat?14@82.7VT9tINweF6.0@.1dd82345
ـ[أبو العالية]ــــــــ[02 Oct 2005, 01:15 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
أولاً: جزاك الله خيراً على هذا الحرص والوفاء للشيخ حفظه الله وأسبغ عليه العافية.
وثانياً: أسأل الله العلي القدير أن يلبسه لباس الصحة والعافية، وأن يجعل ذلك كفارةً وطهرةً له، وأَنْ يتولاَّه بلطفه وعنايته، ويكلؤه بعينه التي لا تنام.
فأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه.
(وحبذا لو جعل المسلم له دعوة في القيام، فالدعوة في القيام، وفي ظهر الغيب قَمِنَةٌ للاستجابة، والله اعلم)
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[07 Oct 2005, 07:52 م]ـ
أسأل الله العلي العظيم رب العرش العظيم أن يمن عليه بالشفاء، وأن يلبسه بلبوس العافية
لقد عُرف هذا الشيخ الجليل ببذل الجهد المضني في الدعوة إلى الله حتى أنه ومع كبر سنه يطوف على مساجد كثيرة ويلقي فيها كلمات بعد الصلوات ومنها صلاة الفجر.
كتب الله له الأجر ورفع درجته في أعلى عليين(/)
حتى لا نصاب بالفتور في رمضان للشيخ المنجد
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[02 Oct 2005, 05:31 م]ـ
حتى لا نصاب بالفتور في رمضان
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. {يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون} {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءا واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا} {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدا} {يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما} أما بعد:-
فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد-صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
الحمد لله الذي أنعم علينا ببلوغ هذا الشهر الكريم نحمده سبحانه وتعالى على آلائه العظيمة ومننه الكبرى وكرمه البيّن سبحانه وتعالى ما أكرمه وما أعظمه لا إله إلا هو ولا رب سواه. أيها المسلمون هذه نعم الله تتجدد بمرور أيام رمضان وهذه آلائه تتوالى علينا بتوالي ليالي هذا الشهر الفضيل وما عشنا من يوم في هذا في رمضان فهو، كيفة من الله، وما بلغنا زيادة في هذا الشهر فهو منّة من الله فإن من عباد الله من أوقفه انتهاء أجله عن إكمال هذا الشهر الكريم، إن من الناس من أوقفته المنيّة عن الاستمرار في هذا الشهر المبارك فلله الحمد على هذه النعمة، أيها المسلمون إن معرفة نعمة الله علينا في هذا الشهر هو الذي يجدد النشاط في النفس ويبعث العزيمة على الاستمرارية في العبادة والوفاء بعهد الله الذي عاهدنا عليه عهد الله علينا أن نعبده لا شريك به شيئا، وعهد الله علينا أن نعبده دائماً وأبدا لا نتوقف عن عبادته في زمن ونعبده في زمن وإنما مشاور هذه الحياة كلها عبادة لله رب العالمين {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين}.، ذهب المسلمون فيما يلي تنبيهات على أمور تتعلق بهذا الشهر الكريم نحن الآن على مقربة من نهاية الثلث الأول وقد أنهينا ثلث رمضان فلا بد من حسا، كيفف مضت أيام الشهر الماضية؟ وكيف انقضت لياليه، ذهبب الثلث والثلث كثير فماذا فعلنا وقدمنا فيما مضى وهل من عملية تحسين ومضاعفة وازدياد في العبادة فيما سيأتي. أيها الناس إننا نشعر بنوع من نقص العبادة ونوع من التكاسل والفتور في وسط رمضان هذا شيء ملاحظ فإن الناس في العادة ينشطون في أيام رمضان الأولى لما يحسّون من التغيير ويجدون شيئاً من لذة العبادة نتيجة الشعور بالتجديد في أول الشهر ثم ما ليبث هذا الشعور أن يبدأ في الاضمحلال ويصبح الأمر ن، ونلاحظ الرتابة في العشر الأواسط ونلحظ هدأ الرجل على بعض الصلوات في المساجد خلافاً لما كان عليه في أول الشهر، ونلاحظ نوعاً من القلة في قراءة القران في وسط الشهر عما كان عليه في أوله، ثم تأتي العشر الأواخر بعد ذلك وما فيها من القيام وليلة القدر لتنبعث بعض الهمم والعزائم مرة أخرى، لكن فكروا معي هل من الصحيح أن يحدث لدينا نوع من التكاسل ونوع من الفتور في وسط هذا الشهر أمن أنه ينبغي علينا استدراك ذلك ويجب علينا أن لا نخسر شيئاً من أيام رمضان ولا نركن إلى شيء من البرود في أواسط هذا الشهر ولعل من أسباب هذا أن بعض الناس يحسون بالعبادة في أول الشهر فإذا مر عليهم فترة فإن عبادتهم تتحول إلى عادة وشيء رتيب، فما هي السبل لمنع هذا التحول كيف نمنع تحو ل عبادتنا عبادة الصيام إلى عادة كيف نعيد اللذة والحيوية إلى هذه العبادة ونحن في أواسط رمضان؟
أولاً: ينبغي أن نحقق التعبد في الصيام باستحضار النية أثناء القيام به وأن العبد يصوم لرب العالمين، النية لا بد أن تكون موجودة دائماً الصيام لله رب العالمين، والهدف من هذا الامتناع "أي: الملذات" إرضاء رب العالمين (إنما الأعمال بالنيات).
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: مما يمنع تحول صيامنا إلى عادة .. أن نستمر في تذكر الأجر في هذا الصيام وفضيلة العبادة في هذا الشهر الكريم، تذكر دائماً ونعيد إلى الأذهان حديثه-صلى الله عليه وسلم- (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له متقدم من ذنبه، فما هو الشرط في هذه المغفرة؟ إنه الاحتساب في كل الشهر، ليس في أوّله فقط وإنما الاحتساب شرط في حصول المغفرة الاحتساب في جميع أيام الشهر، في أوله وفي وسطه وفي آخره فالمحتسب على الله في الأجر يشعر بكل يوم وبكل صوم ويرجع دائماً إلى الله سبحانه وتعالى يطلب المغفرة.
ثالثاً: أن نتمعن في هذا الأجر العظيم الذي يكون بغير اعتبار عدد معين، (كل عمل ابن آدم له كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبع مئة ضعف، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) الصيام سبب لتكفير جميع الذنوب، إلا الكبائر، الصلوات الكبائر والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهنّ إذا اجتنبت الكبائر؛ لا بد أن لا تغيب هذه الأحاديث عن أذهاننا ونحن الآن أشرفنا على الثلث الثاني من شهر رمضان، الصيام يشفع لك يوم القيامة، يقول الصيام: أيا ربي منعته الطعام والشهوة، منعته الشهوات في النهار فشفّعني فيه. هكذا يقول الصيام يوم القيامة.
رابعاً: فضائل الصيام وأهله كثيرة متعددة يفرح الصائم بفطره، وعند لقاء ربه، والباب المخصص الذي يدخله الصائمون إلى الجنة "باب الريان" والخلوف الذي هو أطيب عند الله من ريح المسك وفتح أبواب الجنة وتغليق أبواب الجحيم وسلسلة الشياطين مما يمنع تحوّل الصيام إلى عادة مما يعيد الحيوية إلينا في وسط الشهر هذا أن نعرف حديثه-صلى الله عليه وسلم- (إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردت الجن وغلّقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي منادي كل ليلة- أول الشهر وأوسط الشهر وآخر الشهر كل ليلة- في جميع رمضان يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر) ثم انتبهوا أيها المسلمون لهذه العبارة العظيمة في هذا الحديث عبارة حساسة جداً تجعل الصوم عبادة لنا في جميع الشهر، عبارة تمنع من تحول صيامنا إلى عادة، عبارة تمنعنا من التكاسل والفتور، قال-صلى الله عليه وسلم- (ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة) فقد تكون أنت عتيق الله من النار في أواسط هذا الشهر، فلماذا الكسل والتواني؟ لابد من الانبعاث وإعادة الهمة.
خامساً: ونتذكر كذلك أن بعض كتب الله العظيمة نزلت في أواسط رمضان، قال- صلى الله عليه وسلم- (أنزل الإنجيل بثلاث عشرة مضت من رمضان وأنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان) فنزول الإنجيل والزبور كانا في الوسط وسط هذا الشهر الكريم، كما كان نزول صحف إبراهيم-عليه السلام-والتوراة في أول الشهر، ونزول القرآن العظيم في أواخر الشهر.
سادساً: من الأسباب التي تمنع تحول هذه العبادة إلى عادة التأمل فيها والوقوف على شيء من حكم الله؛ توحيد المسلمين، المواساة الإحسان، أثر الجوع والعطش والأمر بضبط النفس .. أمور كثيرة.
سابعاً: التفكر حديثه-صلى الله عليه وسلم- (رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يفغر له من أدرك شهر رمضان ولم يغفر له فأدخله الله النار فأُدخل النار فأبعده الله قال جبريل لمحمد: قل آمين، قال محمد-صلى الله عليه وسلم-:آمين.
ثامناً: تنويع العبادة في أيام الشهر صيام، قيام، قرآن، إطعام، إنفاق، زكاة وصدقة، وصدقات .. وهكذا تتنوع العبادة، فيتجدد النشاط وتعود الحيوية، يا عباد الله لا تفقدوا لذة مناجاتكم وعبادتكم لله في أي جزء من هذا الشهر، وكذلك التعبير عن الابتهاج والتذكير في مجامع الناس بعظمة هذا الشهر وحلاوة أيامه ولذة عبادته.
تاسعاً: ومن الوسائل، عد كم ذهب من الشهر يرجعك إلى الحقيقة ويبين لك ما بقي، فتشعر بالرغبة في مزيد من الاجتهاد كم مضى من شهرنا .. كم ذهب من شهرنا .. كم ذهب؟ ذهب الثلث والثلث كثير.
عاشراً: مقارنة الحالب ما قبله وما بعده، قارن حالك بما قبل الشهر وبما بعده لتعرف عظمة هذا الشهر .. لتعرف قيمة هذا الشهر قبل أن يفوت الأوان فلا تفدك المعرفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
الحادي عشر: تذكر طول الوقت الذي سيمر حتى يأتي شهرنا مرة أخرى تذكر طول الوقت الذي سيمر حتى يأتي هذا الشهر مرة أخرى، أشهر طويلة عديدة مديدة ستبقى حتى يأتي الشهر مرة أخرى هذا التذكر يبعث إلى ازدياد النشاط ومضاعفة العبادة وترك الكسل ونفض الغبار والقيام لله رب العالمين.
الثاني عشر: ابتغاء وجه الله في هذا الصيام قال-صلى الله عليه وسلم- (من صام يوماً في سبيل الله-يعني: صابراً ومحتسباً، وقيل في الجهاد-باعد الله بذلك اليوم حر جهنم عن وجهه سبعين خريفاً) وقال (من صام يوماً في سبيل الله باعد الله من جهنم مسيرة مئة عام) وقال (من صام يوماً في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقاً كما بين السماء والأرض) وقال (من صام يوماً في سبيل الله زحزح الله وجهه عن النار بذلك اليوم سبعين خريفاً).
وثانياً أيها المسلمون: إن الاجتماع لقيام الليل لم يشرع إلا في رمضان وصلاة التراويح هذه عبادة جليلة ينبغي أن تعطى حقها، هذا القيام لابد أن يقام بحقه، التبكير إلى المساجد وعدم تضييع صلاة العشاء في الجماعة الأولى والفرض أهم من النفل.
ثانياً: أن لا يكون تقصد مساجد معينة للصلاة فيها من أجل جمال الصوت فقط وحسن النبرة وإنما ينبغي أن يكون الالتذاذ بسماع كلام الله وفهمه أعظم من الاستلذاذ بسماع صوت القارئ ولحنه، ينبغي أن يكون الالتذاذ بسماع كلام الله وفهمه أكبر وأعظم من الاستلذاذ بسماع صوت القارئ ولحنه، وهذه نقطة مفقودة عند كثير ممن يسعون ويجرون ويتنقلون في المساجد، ونريد من المسلمين أن يعقلوا كلام الله، ولا بأس بأن يقبلوا على صاحب الصوت الحسن فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنه، والتفاعل مع الألحان أكثر مما يتفطنون للمعاني ومعرفة فقه هذا القرآن وهو يتلى على مسامعهم.
ثالثاً: استحضار القلب عند الآيات الرحمة .. العذاب .. الثواب .. العقاب .. القصص .. الأمثال .. أه وال القيامة .. ذكر أسماء الرب وصفاته-جل وعلا- فينبغي أن تكون الأذان حاضرة للإيصال هذا إلى القلوب الحاضرة الحية لينبعث تذكر ويحدث التفاعل مع سماع هذه الآيات، ونظرة إلى بعض الناس الذين يخشعون في الذكر و لا يخشعون في الدعاء ما لا يخشعون في التلاوة و لا في سماع كلام الله ... أمرٌ عجيب! يتعجب المسلم من حالهم! فينبغي أن يُعرَفَ قدر الكلام ... وقدر الكلام بقدر المتكلم كلام الله لا شيء أعلى منه، كلام الله لا شيء أحلى منه، و كلام الله لا شيء أجل منه و لا أدعى على التقبل و لا التذكر و لا التأثر و لا الخشوع لا شيء أدعى من كلام الله إلى كل ذلك.
رابعاً: عدم رفع الصوت بالبكاء و النحيب و الصياح
كان صلى الله عليه و سلم يصلي و في صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء كما تغلي القدر بهذا الصوت المكتوم كان صلى الله عليه و سلم يبكي في صلاته. فالإخلاص في كتم البكاء والصياح وعدم الزعيق ورفع الصوت. بكاء القلب أهم! كان بكاء السلف في الصلاة نشيجاً ودموعاً تسيل، وربما يبكي أحدهم تسيل دموعه ولا يشعر من بجانبه. هذا هو الإخلاص لا صياحاً و لا صراخاً ... لا صياحاً و لا صراخاً ... عليك بالتأثر الذي لا يشعر به الناس.
ثالثاً: السحور
عبادة جليلة يغفل عنها الكثيرون و ينامون عنها وعن صلاة الفجر!، ومع الأسف نجد قلة عن المتوقع في صلاة الفجر في رمضان والسبب من الأسباب عدم الاستيقاظ للسحور، السحور بركة كما قال صلى الله عليه وسلم عليكم بهذا السحور فإنه هو الغداء المبارك هلم إلى الغداء المبارك - يعني السحور - نعم السحور التمر ... السحور هذه الأكلة بركة فلا تدعوه قال صلى الله عليه و سلم (فلا تدعوه و لو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء فإن الله و ملائكته يصلون على المتسحرين فصل ما بين صيامنا و صيام أهل الكتاب أكلة السَحَر). فاعتني بالسحور
أولاً: لأن الله و ملائكته يصلون على المتسحرين.
ثانياً: لأن فيه بركة.
ثالثاً: لأن فيه مخالفة لأهل الكتاب و يجب أن نخالف اليهود و النصارى
رابعاً: أنه أعون على الصيام
خامساً: أنه أضمن لأداء صلاة الفجر
فعليك به يا عبد الله و لا تُفَوِّته ... كيف و هو بركة! فيه بركة ما لا يوجد في غيره من الوجبات.
(يُتْبَعُ)
(/)
و عليكم كذلك بالحرص على تفطير الصائمين في الداخل و الخارج (من فطر صائماً فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء) ... من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء ... احرص على إطعامه ... وإشباعه ... و إيصال الطعام إليه بغير منة ولا أذى، وإنما تحمد ربك أن هيأ لك الفرصة لأن يطعم الصائم من طعامك ويشرب من شرابك. فليست الولائم التي تقام لتفطير الصائمين مجالاً للترح ولا للبذخ ولا للأشر والبطر ولا للفخر والخيلاء ... و إنما هي مجال لأن تتواضع لله و تشكره أن هيأ لك هذا العدد من الناس ليفطروا عندك و يأكلوا من طعامك. وتذكر خوانك المسلمين في أقاصي الأرض ممن لا يجدون طبقاً واحداً من الأطباق التي تزخر بها مائدتك ... فاتق الله يا عبد الله!
و كذلك من الوصايا ... تلاوة القرآن العظيم في هذا الشهر، و سيأتي له تفصيل إن شاء الله.
و من الوصايا: قوموا إلى نسائكم ... قوموا إلى نسائكم يا أيها المسلمون ... يا أيها الرجال ... قوموا إلى نسائكم فعلموهن كيفية الصيام و آداب الصيام. قوموا إلى نسائكم اللاتي يأتين إلى المساجد فعلموهن أموراً ومنها:
صلاة المرأة في بيتها خير لها ... قال صلى الله عليه و سلم (و بيوتهن خير لهن) ... قال لأم حميد زوجة أبا حميد الساعدي (قد علمت أنك تحبين الصلاة معي) ثم قال لها (وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي) بين لها أن الصلاة في قعر بيتها خير لها من الصلاة في المسجد، وكلما كانت أعمق في البيت كلما كان أفضل وصلاتها في مسجد قومها خير لها من الصلاة في المسجد النبوي! النبوي! المسجد النبوي. ولكن إن أرادت المرأة أن تذهب إلى المسجد، فلا تمنعوا إماء الله مساجد الله و قد جاء الجمع بين الفقرتين في حديث واحد (لا تمنعوا نساءكم المساجد، و بيوتهن خير لهن).علموهن هذه المسألة.
ثانياً: قوموا إلى نسائكم فأمروهن بالحجاب. الحجاب يا أيها الرجال المسلمون ... يا أرباب الأسر ... يا أيها الرعاة الذين يرعون شؤون العائلة أنتم المسؤولون أمام الله كل واحد توجد امرأته في الشارع حاسرة مقصرة في الحجاب سواء كان قصيراً أولا يستر الوجه والبدن أو شفافاً أو ضيقاً فهو المسؤول عنها. وهو الذي يشاركها في الإثم قطعاً وهو الساكت عن الحق، و هو الشيطان الأخرس، وهو الذي أقر الخبث في أهله. هو الذي أقر فيهم السوء و هو الذي يراها تمشي ولا ينكر، وهو الذي يراها تسفِر و لا يغيّر. فتباً لمعاني الرجولة كيف اضمحلت في نفسه وكيف نقص الإيمان وكيف زال التأثر بقول الله {قوا أنفسكم و أهليكم ناراً وقودها الناس و الحجارة} وقودها الناس – أنفسهم – والحجارة. هؤلاء هم وقودها. كيف ترضى أن تخرج امرأتك و لو إلى المسجد في حالة من قلة الحياء والحجاب والتقصير في اللباس الشرعي ... لو ظهرت أظافرها مقصرة وأنت ساكت فأنت آثم و مشارك في العدوان وفتنة المسلمين. لو ظهرت أظافرها وأنت ساكت وأنت تعلم فأنت مشارك في الإثم والعدوان. كان النساء في عهد الرسول صلى الله عليه و سلم إذا خرجن من بيوتهن إلى الصلاة يخرجن متبذلات بعيدات كل البعد عن الزينة – متلفعات بالأكسية، لا يعرفن من الغَلَس ... لا يعرفن ... كأنهن غِربان ... أسود في أسود لا يرى منها شيء.
والآن زوجاتنا، بناتنا، أخواتنا، وحتى أمهاتنا ... كثير من المسلمين يعيشون حالة عجيبة من التقصير ونندهش من هذا الشهر الذي هو فرصة للتوبة و التغيير ... كيف لم يحدث فيه تغير في الحجاب؟ زينة وماكياج وبهرجة وتجمل ولبس أحسن الثياب وتبخر وتطيب وخلوة بالسائق وهذا الزوج الذي يقر الخبث في أهله ... هؤلاء الناس رجالاً و نساءً ما موقفهم أمام الله والسيئة تضاعف في رمضان ما لا تضاعف في غيره؟ تضع حجابها في السيارة فإذا نزلت إلى المسجد لبسته، كحال الرجل الذي يحمل معه المشلح، فإذا وصل إلى مكان الوليمة الرسمية نزل فترجّل فلبس المشلح ودخل! و هكذا يفعل هؤلاء أو بعض هؤلاء ورجالهم في غيهم ساجرون ... ورجالهم في سبل الشيطان ماشون منهمكون. (أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية)! تقول: ما علاقتنا؟ ما علاقتك؟ {قوا أنفسكم و أهليكم ناراً وقودها الناس و الحجارة}
(يُتْبَعُ)
(/)
لا لإهمال الأطفال في البيت ولا لإحضار المزعجين إلى المساجد لإشغال المصلين والتلبيس على الإمام والتشويش على عباد الله. أوصوهن بعدم الانشغال بالقيل والقال وارتفاع الأصوات بعد الصلاة لدرجة يسمعها الإمام و الناس. أوصوهن بتراص الصفوف وسد الخلل وملئ الفُرَج فصفوف النساء في المساجد مليئة بالمآسي. انصحوا نساءكم أن لا يقضوا رمضان في المطبخ، وليبقين من الأوقات للعبادة فهي الأساس وهي الهدف وهي أعظم شيء في هذا الشهر. لا تكلفوهن بكثرة الطبخ، بل أنتم تنهوهن عن التمادي والتفنن وتضييع الأوقات فيه ... هذا من وضيفتكم.
يا عباد الله، تجنبوا تحويل ليالي هذا الشهر الكريم إلى ليالي أنس مع الخلائق و مجالس معاصي، ولعب ورقص، ومسلسلات وأغاني، وطبل و زمر، وولائم يتفنن فيها في المأكولات، و ترمى فيها الأطعمة في براميل القمامة. الأمر أعظم من ذلك!
قد رشحوك لأمر لو فطنت له ... فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
إذا كنا نخفف من صلاة التراويح حتى لا يشرد المتذمرون و لا يهرب المقصرون الكسالى و حتى يدرك أصحاب الأعمال و الوظائف أعمالهم فهذا لا يعني أن تنقطع العبادة بعد صلاة التراويح، بل بقي لك من قراءة القرآن والصلاة – مثنى مثنى – إذا أردت دون أن تعيد الوتر ... بقي لك متسع، والنوم مبكر و إدراك الفجر وأكلة السَحَر ... مناقشة جمع الزكوات وتوزيع الصدقات ووصل الرحم وبر الفقراء ... قال الله تعالى {و بالأسحار هم يستغفرون} ولم يقل يطبلون ويزمرون! وهؤلاء الناس في الأسحار يطبلون و يزمرون وقت النزول الإلهي في الثلث الأخير من الليل في شهر رمضان في الليالي المباركة يعصون الله سبحانه و تعالى. يقول الله (هل من سائل فأعطيه؟) و أصحابنا في وادٍ آخر ... (هل من تائب فأتوب عليه؟) و هؤلاء القوم في لهوهم وشغلهم عن ربهم و عن العبادة. تجنبوا قرناء السوء في هذا الشهر الفضيل. أيها الشباب: دعوا الأرصفة وأقبلوا على الله ... أيها الشباب: دعوا الأرصفة وأقبلوا على الله واتركوا العود وهلم إلى التوبة وإلى هذا الموسم الفضيل. اللهم اجعلنا ممن عمّر هذا الشهر بالعبادة ... اللهم أعنا فيه على ذكرك و شكرك وحسن عبادتك ... وارزقنا توبة نصوحا ... وعملاً متقبلا ... وصياماً مبرورا ... وقياماً مشكورا. اللهم إنا نبرأ إليك من تقصيرنا ... اللهم إنا نسألك أن تتجاوز عما أسرفنا فيه من حق أنفسنا. أقول قولي هذا و استغفر الله لي ولكم.
الحمد لله ... وسبحان الله ... ولا إله إلا الله ... والله أكبر ... ولا حول ولا قوة إلا بالله ... أحمده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام، رب العرش العظيم، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، فالق الحب والنوى، منزل التوراة والإنجيل والقرآن. سبحانه والله الذي لا إله إلا هو ... إنه ينبغي علينا أن نحبه أكثر من أي شيء. اللهم اجعلنا ممن يحبونك واجعل حبك أحب إلينا من الماء البارد على الظمأ. صلى الله وسلم على نبينا محمد السراج المنير ... الداعي إلى الله بإذنه ... البشير النذير ... الذي أدى رسالة ربه وبلغ الدعوة ووفى الأمانة – صلى الله عليه و على آله و صحبه أجمعين – الذي حبه مقدم على حب البشر أجمعين.
(لا يؤمن أحدكم حتى يكون رسول الله أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين) اللهم أجعل حب رسولك مما تعمر به قلوبنا.
أيها المسلمون عمرة في رمضان تعدل حجة، أجر عظيم وموسم فضيل وثواب جزيل ورب كريم، أبواب الخير مشرعة والبقية عليك يا عبد الله لإكمال المشوار، (عمرة في رمضان تعدل حجة).وفضيلة هذه العمرة في جميع أيام الشهر، هذه الحجة ليست قاصرة على العمرة في العشر الأواخر فإذا رأى المسلم أن من مصلحة عبادته استباق الازدحام الشديد جداً الذي لا يطيقه ويعطله عن أعماله وعن شغله حتى في نفسه وطعامه وشرابه فعليه أن يبادر وإذا رأى أن تشتيت ليالي العشر بالأسفار وفوات القيام سيتحقق فلا بأس عليه أن يعتمر في العشر الأول أو الأواسط، أو كان ممن للمصلحة في بقائه في بلده في العشر الأواخر، أو يخشى عدم التمكن من حجز مكان للسفر فليبادر الآن بالذهاب فالبيت قريب والسبيل آمن والأجر عظيم؛ كم من الناس يتمنون أن يعتمروا وأن يأمّوا البيت العتيق فلا يتمكنون ... ولا يستطيعون من ظلم ظالم ... أو فقر فقير لا يستطيعون أن يأتوا البيت العتيق، فأنت قريب والسبيل
(يُتْبَعُ)
(/)
آمن ولله الحمد فلماذا لا تبادر بالذهاب.
ونوصي إخواننا الذين سيذهبون في رمضان إلى مكة والآن العطلة دراسية قريبة وبعدها سيعقبه سفر وأسفار نوصي الذين يذهبون لقضاء العشر وغيرها بجوار بيت الله الحرام بما يلي:-
أولاً: اغتنام الوقت في تحصيل أكبر قدر من الأجر، واجتناب الانشغال بسفاسف الأمور كتضيع الوقت في الطبخ والبحث عن الأطعمة فكل مما تيسر، وكذلك الانشغال في الصف في الأسواق، أسواق مكة وتضيع الواجبات الأساسية والأهداف الأساسية من رحلة العمرة.
ثانياً: الطالة المكث في بيت الله الحرام ما أمكن، والاعتكاف فإن فيه أجر عظيماً حتى لا يذهب الوقت في المساكن والشقق المستأجرة فتعظم الخسارة فصل الصلاة بالصلاة، وطف،وانتظر الصلاة بعد الصلاة في المسجد الحرام فمن جلس ينتظر الصلاة فهو في صلاة.
ثالثا: ًعدم إضاعة الوقت بالكلام في الحرم مع الأصحاب والأصدقاء أو استقبال الغادين والرائحين واستيقاف الأصحاب والفرجة على الناس والطائفين، وإنما دع الوقت الأكبر لعبادة ربك والخلوة به.
رابعاً: ربط الحزام في مسألة النوم، وعدم الإكثار منه لأنك ستكون في حالة استنفار لأجل العبادة.
خامساً: عدم الاشتغال بالمفضول عن الفاضل بأمور وأنشطة تعطل عن المقصود الأساسي لرحلة العمرة، فخذ من هذا وهذا واجعل السهم الوافر للهدف الأساسي والأعظم أجرا.
سادساً: الاستعداد الدائم والتبكير لصلوات، لآن بعض الناس يضيعون تكبيرة الإحرام تقصيراً ولا يعلم قدر ثواب إدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام في الحرم إلا الله عز وجل؛ فهنيئاً لمن طابت سفرته وعظمت عبادته وأصاب بعمرته السنّة.
اللهم اجعلنا من أهل السنة والقائمين بالسنة والمحافظين على السنة أحينا على السنة وأمتنا على السنة اللهم اجعل شهرك هذا شهر نصر للإسلام والمسلمين وشهر عزة وتمكين للمجاهدين، اللهم اقمع أعداء الدين اللهم شرّدهم وشرّد من خلفهم، اللهم اجعلهم عبرة للمعتبرين، اللهم أهلك اليهود وأعوانهم وطهّر بلاد المسلمين من رجزهم وانجاسهم، اللهم إن في العباد والبلاد من اللئواء والشدة والضنك مالا نشكوه إلا إليك، اللهم ارفع الظلم عن المظلومين، اللهم فرج هم المهمومين ونفس كرب المكروبين وفك أسرى المأسورين واجعل بلاد المسلمين على التوحيد خالصةً لك قائمة لك، اللهم أقم علم الجهاد، واقمع أهل الزيغ والفساد والعناد، اللهم ارزقنا توبة نصوحة ومغفرة في هذا الشهر العظيم، نسألك بأسمائك الحسنى أنت الكريم أنت المنان أنت الحي القيوم أن تغفر لنا ي ساعتنا هذه أجمعين وأن تجعلنا من عتقائك من النار في هذه الساعة من يوم الجمعة من شهر رمضان أنت أكرم الأكرمين وأنت أرحم الراحمين أنت إلهنا لا رب لنا غيرك ولا إله لنا سواك سبحانك وتعالى، تعاليت وتقدست أسمائك؛ إن الله يأمر بالإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يغظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.(/)
باحث فلكي يؤكد ولادة شهر رمضان المبارك غداً
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[03 Oct 2005, 05:22 م]ـ
بريدة: عبدالرحمن المطلق
أكد الباحث الفلكي خالد بن صالح الزعاق المشرف على مرصد بريدة الفلكي أن يوم الاثنين سيكون آخر يوم في شهر شعبان، وبين الزعاق أن كسوف الشمس في يوم الاثنين سيكون بمثابة ولادة الشهر الجديد، حيث سيحتل الهلال بطن الشمس وسيشاهد الجميع عملية ظهوره من الجهة العلوية للشمس كناية عن ولادته، مؤكداً أن هذه العملية تتم كل شهر، إلا أننا لا نراها، وتكون غير واضحة للعيان، فيما سيعتبر دخول شهر رمضان هذا العام مغايراً للسنوات الماضية، حيث ستتم ولادة الهلال أمام الجميع، مبيناً أن كسوف الشمس سيحدث في ظهر يوم الاثنين 29 شعبان 1426هـ الموافق 3/ 10/2005م، وسيشاهد في المملكة جزئياً، كما يشاهد أيضاً في أوروبا وأفريقيا وغرب آسيا ويشاهد بشكل كامل في تونس وليبيا وشمال الجزائر والسودان، وسيبقى الكسوف حلقياً لمدة (31) ثانية وسيكون الجزء المنكسف من قرص الشمس 0.9.
الرابط http://www.alwifaq.net/news/akhbar.php?do=show&id=2895
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[05 Oct 2005, 04:21 م]ـ
شكرا على الفائدة.
وأود أن أؤكد أن الحساب الفلكي حساب قطعي.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[05 Oct 2005, 09:48 م]ـ
لو كان قطعيا لما قال جمع من الفلكيين الآخرين إن بداية شهر رمضان يوم الأربعاء.
والله تعالى أغنانا بالرؤية البصرية عن هذا التكلف.
ـ[الباجي]ــــــــ[06 Oct 2005, 08:04 ص]ـ
أخي الفاضل الشيخ عصام اختلافهم ليس بسبب عدم قطعية الحسابات الفلكية في جل مباحثها؛ وإنما هو راجع إلى اختلاف اصطلاحهم في مفهوم الشهر ومتى يبدأ. بل الحسابات الفلكية للاقتران - مثلا - يقينية من عهد اليونان والفراعنة وغيرهم. وقد صرح بإفادتها القطع جمع من فقهاء المسلمين في مختلف العصور.
وليس في معرفة الحسابات الفلكية اليوم تكلف، بل ساعد التقدم العلمي الهائل في هذا المجال، وفي مجال الإتصالات على أن تصبح نتائجه في متناول الجميع، وبأيسر السبل. كما ساعدت الأدوات العلمية في سرعة استخراج النتائج بالنسبة للباحثين في هذا المجال، إضافة إلى صناعة أحدث وسائل الرصد، والأقمار الصناعية ... وهلم جرا.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[06 Oct 2005, 07:37 م]ـ
أخي الباجي
وفقك الله للخير.
ألا ترى أن النتيجة واحدة؟
قوم من الفلكيين يقولون بداية الشهر الثلاثاء، وآخرون يقولون الأربعاء.
فمن أحال على الفلك لتوحيد الناس في الصيام والإفطار، فقد أحال على غير مليء.
أما الرؤية - مع القول بتوحيد المطالع - فأمر في غاية اليسر:
أول من يرى الشهر بالضوابط الشرعية المعروفة يتبعه كافة المسلمين.
وإن أخطأ ذاك الشاهد فلا ضير، فإن مبنى الأحكام الشرعية على غلبة الظن.
ألا ترى أن الراوي الثقة قد يهم، وحديثه يبنى عليه ما لا يحصى من الأحكام؟
والله أعلم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 Oct 2005, 09:01 م]ـ
هذا جهل بالغ من الفلكي، لأن ولادة الهلال (وهو أمر قطعي ليس فيه خلاف) لا يعني إمكانية رؤية الهلال. وبعض العوام يعتقدون أن مجرد ولادة الهلال هي بداية للشهر، وهو غلط. فالشهر يولد عندما نتمكن من رؤية الهلال، وهذا لا يكون إلا بعد مضي ساعات من ولادة الهلال، ولذلك فرمضان يبدئ يوم الأربعاء قطعاً وليس الثلاثاء. والدول التي تعتمد على الرؤيا الجماعية مثل المغرب، تجدها متوافقة مع الحسابات القطعية.
====
http://www.ibnamin.com/hilal_dialog.htm
هزاع: ما معنى ولادة القمر فلكياً؟
أحمد: أشكرك يا أخي على سؤالك. فإن أكثر الخلاف يأتي ممن يتكلم في المسألة وهو لا يفهمها ويستكبر أن يسأل عما يشكل عليه. وصدق من قال: لو سكت من لا يعلم، لذهب الخِلاف. هناك الولادة الحسابية وتعريفها خروج الهلال ولو بلحظة عن خط تتابع الأرض-القمر-الشمس. والكل مجمعون بأنه من المستحيل العملي والعلمي رؤية الهلال في هذه اللحظة. هذا لا خلاف فيه البتة. وهناك الولادة بمعنى (الوجود والمشاهدة) فيمكن باستخدام المعدات المتطورة رؤية الهلال قبل ظهوره بساعات حسب تطور العلم والآلات. ويجب أن تمضي فترة تقدر بالساعات حتى يمكن للهلال أن يُرى. طبعاً ليست إمكانية الرؤية متعلقة بعمر الهلال فحسب، بل بعوامل كثيرة أخرى مثل زاوية الهلال عن
(يُتْبَعُ)
(/)
الأفق وعوامل الجو.
هزاع: ما هي تلك العوامل؟
أحمد: بعض هذه العوامل قد يختلف العلماء في تفاصيلها. وأهمها:
1 - عمر الهلال (لا يمكن رؤيته بالعين المجردة لأقل من 15.5 ساعات، وغالباً 18 ساعة).
2 - البعد الزاوي بين القمر و الشمس عند غروبها (على الأقل 8 درجات).
3 - ارتفاع القمر عن الأفق الغربي وقت غروب الشمس (لا يمكن رؤيته لأقل من 5 درجات). وإذا كان قد غرب قبل غروب الشمس، فحتماً لن تتمكن من رؤيته.
انظر هذا الموقع: http://aa.usno.navy.mil/faq/docs/islamic.html
هزاع: ومتى يبدأ اليوم الشرعي؟
أحمد: اليوم الشرعي يبدأ من غروب الشمس ولكن الفيصل هو إدراك جزء من الليل قبل حلول الفجر. أما الشهر القمري فيبدأ عندما يبدأ القمر بتخلفه عن الشمس. فإذا بدأ القمر تأخره عن الشمس في ساعات النهار لا يلاحظ ولا يشاهد، وفي هذه الحالة سيظهر القمر بعد الغروب أكثر وضوحاً. والشرع لا يعتبر أجزاء اليوم.
هزاع: ما الفرق بين ولادة الهلال وإمكانية الرؤية؟
أحمد: الفلكيون الخلص قد اتفقوا على أن الاقتران: هو اجتماع وتراصف الأرض والشمس والقمر في خط واحد، بحيث يكون القمر بين الشمس والأرض. مما يحجب ضوء الشمس عن القمر كلية، مسبباً اختفاءه. والبعض يسمي هذه بالولادة. ويدقق البعض منهم فيقول: إن ميلاد الهلال هو خروج القمر من الاقتران، أو خروجه من المحاق. أي بحيث تكون الشمس أمامه من جهة الغرب، والقمر خلفها من جهة الشرق، فيظهر بالولادة نور الشمس على جزء من القمر. ولا يخفى عليك أن زمن الاقتران لا يتجاوز الدقيقتين.
وأما إمكان الرؤية: هو حصولها بالقدرة البصرية على رؤية الهلال بعد ولادته. وهذا يتحقق بعد ساعات عديدة من ولادة الهلال.
هزاع: هل العلماء متفقون على حساب هذه الأمور بدقة؟
أحمد: أجمع علماء الفلك على أن ولادة الهلال تتم في وقت محدد بالدقيقة إن لم يكن بالثانية. وعلماء الفلك قاطبة لا يختلفون في ذلك التحديد إلا إذا اختلف علماء الرياضيات في نتيجة جمع عشرين مع خمسة عشر أو نحو ذلك من النتائج القطعية. وإنما الاختلاف بين الفلكيين في مسألة إمكان رؤية الهلال بعد اتفاقهم على وقت ولادته.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[08 Oct 2005, 04:52 م]ـ
والدول التي تعتمد على الرؤيا الجماعية مثل المغرب، تجدها متوافقة مع الحسابات القطعية.
هذا غير صحيح.
الرؤية عندنا يقوم بها نظار الأوقاف والقوات المسلحة.
ولا تسل عن العدالة!
وأهل مكة أدرى بشعابها.
ويتم الإعلان دون أن يذكر مَن رأى الهلال، ومَن شهد عند الوزارة.
بل هو إعلان عن ثبوت الهلال فقط، دون أدنى شفافية.
وإنما الاختلاف بين الفلكيين في مسألة إمكان رؤية الهلال بعد اتفاقهم على وقت ولادته.
عن هذا نتحدث، ومن هذا الاختلاف هربنا.
وقد كُلفنا شرعا بالرؤية، أصابت أو أخطأت. لأن مبنى الأحكام على غلبة الظن، وهي حاصلة برؤية الشاهد العدل.
والله أعلم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[10 Oct 2005, 03:06 ص]ـ
عن هذا نتحدث، ومن هذا الاختلاف هربنا.
وقد كُلفنا شرعا بالرؤية، أصابت أو أخطأت. لأن مبنى الأحكام على غلبة الظن، وهي حاصلة برؤية الشاهد العدل.
والله أعلم.
الاختلاف المذكور هو عن حالة مختلفة. أي عندما يقول أحد الفلكيين بأن الرؤية غير ممكنة، ويقول غيره ممكنة بصعوبة. وفي هذه الحالة تكون الرؤية البصرية هي المعيار الفاصل. أما عن حالتنا فالفلكي يتحدث عن ولادة الهلال فقط، ويظن أن هذا يكفي لإثبات دخول الشهر، وهو غلط بلا شك، بل دخول الشهر يكون برؤية الهلال.
وأما قولك بأن الرؤية تؤدي لغلبة الظن فصحيح، إلا إذا تعارضت مع الحسابات القطعية، فالقطعي مقدم عن الظني، كما أفاد السبكي في فتواه.(/)
مقامات رمضانية 5
ـ[د. محمد مشرح]ــــــــ[05 Oct 2005, 05:04 م]ـ
مقامات رمضانية 5
المقامة الخامسة
تسلسل الشياطين المردة، و فتح أبواب الجنة، وإغلاق أبواب الحطمة، غايات تربويو عظيمة، معينات على سلوك السبل المستقيمة، التي توصل إلى السعادة، في الدنيا والآخرة، فالنفوس من أجل تربيتها، محتاجة إلى مرغبات تثار بها، ومطمئنات تشجعها، وهذه الأمور متوفرة لها، في أيام الصوم كلها.
فأبواب الجنة التي تشتاق النفوس إليها وتشرئب نحوها مفتوحة، وأبواب جهنم مغلقة، والشياطين التي تتفرغ لإغواء النفس مسلسلة. فإذا جاء رمضان –كما جاء في السنة الصحيحة، فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النيران، وسلسلت الشياطين. فالمؤمن والمؤمنة الحصيفان يستغلان شهر رمضان. وعن ساعد الجد يشمران، وعلى الله يتكلان.والحمد لله رب العالمين،
على ما يسر لنا من طرق الفلاح فضلا منه ورحمة بعباده المؤمنين.وسلام على المرسلين، وآلهم ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين.(/)
"" رمضان القر آآآآآآآآن .. ""
ـ[ hedaya] ــــــــ[06 Oct 2005, 08:12 ص]ـ
http://img182.imageshack.us/img182/6992/1r6jw.jpg(/)
"" رمضان العقيدة والصيام .. ""
ـ[ hedaya] ــــــــ[06 Oct 2005, 09:42 ص]ـ
http://img182.imageshack.us/img182/576/2r0jj.jpg
http://img182.imageshack.us/img182/4765/3r9jo.jpg(/)
رمضان في فلسطين
ـ[ hedaya] ــــــــ[07 Oct 2005, 09:35 ص]ـ
http://www.w6w.net/upload2/05-10-2005/w6w_20051005192436391d7aff.gif(/)
ذمّ الخطأ في الشعر
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Oct 2005, 03:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
د. غازي طليمات (*)
ذم الخطأ في الشعر" رسالة من أصغر الرسائل التي كتبها أحمد بن فارس اللغوي [ت: 395هـ]. ورد ذكرها في أكثر من كتاب (2)، وطبعت مرتين: أولاهما سنة 1349 هـ مع كتاب "الكشف عن مساوئ المتنبي". والثانية سنة 1979 م في مجلة معهد المخطوطات العربية. والثانية فيهما طبعة محققة، حققها الدكتور رمضان عبد التواب واعتمد في تحقيقها على الطبعة الأولى غير المحققة، وعلى مخطوطتين: الأولى محفوظة في دار الكتب المصرية، ورقمها 181 صرف. والثانية محفوظة في مكتبة برلين، ورقمها 7181، وكلتا المخطوطتين تقع في ثلاث صفحات.
تتميز الطبعة الثانية إلى جانب الدقة في التحقيق بميزة قيّمة، وهي المقدمة التي درس فيها المحقق الصواب والخطأ في اللغة لتكون الدراسة جسراً، يجوزه القارئ إلى فكرة الرسالة. في هذه المقدمة يعّرف الدكتور رمضان عبد التواب الخطأ بأنه "مخالفة المألوف الشائع من الكلام في عصر من العصور لمن يتكلم بلغة ذلك العصر (3) ". ويرى أن لكل لغة قوانينها ونظمها. "ومن خالف هذه القوانين وتلك النظم فهو مخطئ (4) ".
من هذا المبدأ ينطلق الدارس إلى البحث في ضرائر الشعر، فيرى "أن علماء اللغة والنحو هربوا من تسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية، فتكلموا على الضرورة والشاذ والقليل والنادر (5) ".ولم يتكلموا على الصحة والخطأ. وهذا الهرب أسبغ على هذه المخالفات صفة الجواز. ولذلك حمل المحقق على ابن السكيت أبي يوسف يعقوب بن إسحق [ت: 244هـ] (6)، لأنَّه أجاز التكلم بالنادر إلى جانب الفصيح الكثير. ودعا إلى إعادة النظر في قواعد النحو لتنقية العربية من الأوشاب التي علقت بها. وأعجب بعلي بن عبد العزيز الجرجاني (7) [ت:366 هـ] لجرأته على الشعر القديم، ولإقراره بما فيه من خلل وخطل، ولزرايته بالمسوّغات التي تغمّد بها الأقدمون من النحاة خروج الشعراء على أصول اللغة قال الجرجاني: "ثمَّ تصفحت مع ذلك ما تكلّفه النحويون لهم من الاحتجاج إذا أمكن تارةً بطلب التخفيف عند توالي الحركات، ومرةً بالإتباع والمجاورة، وما شاكل ذلك من المعاذير المتحَّملة، وتغيير الروايات إذا ضاقت الحجة. وتبينَّت ما راموه في ذلك من المرامي البعيدة، وارتكبوا لأجله من المراكب الصعبة التي يشهد القلب أن المحرّك لها والباعث عليها شدةُ إعظام المتقدم (8) ".
ثمَّ يستظهر بقول أبي هلال الحسن بن عبد الله العسكري (9) [ت: بعد 395 هـ] التالي في الضرورة. يقول العسكري: "وإنما استعملها القدماء في أشعارهم لعدم علمهم بقباحتها، ولأن بعضهم كان صاحب بداية، والبداية مَزَلَّة. وما كان أيضاً تنقد عليهم أشعارهم، ولو قد نُقدت، وبهرج منها المعيب كما تنقد على شعراء هذه الأزمنة، ويبهرج من كلامهم ما فيه أدنى عيب لتجنبوها (10) ". فالضرورة عند العسكري مخالفة، والمخالفة قبيحة، ولو وضّح الناقد القبح، ووقف عليه الشاعر لَجَانَبه.
من هذا العرض نستنبط أن فريقاً من النقاد جانبوا المجاملة والمصانعة، فكانوا أقرب إلى النزاهة، وسّموا الأشياء بأسمائها، وكرهوا الخطأ في كل شيء، وهجّنوه، ودعوا إلى التوقّي منه. لكن دراسة اللغة والشعر ليست وقفاً على نقاد النصوص، فلعلماء النحو في الموضوع آراء، وتعرّف آرائهم يلقي على الموضوع ضياء من جانب آخر، ومن لون آخر. فما آراء النحاة في الضرورة؟ ثمَّ ما موقف أحمد بن فارس في رسالته: ذم الخطأ في الشعر؟
ذهب سيبويه شيخ النحاة في البصرة (11) [ت: 180 هـ] إلى أن لكل ضرورة يرتكبها الشاعر تأويلاً يفسرها، وحجة تخرجها، ولم يرم الضرائر الشعرية بالخطأ، ولم يحملها على اللحن. قال سيبويه في الكتاب: "وليس شيء يضطرون إليه إلاّ وهم يحاولون به وجهاً (12) ". غير أنه أقرّ بقبح طائفة من الضرائر، فقال: "ويحتلمون قبح الكلام حتّى يضعوه في غير موضعه". (13)
(يُتْبَعُ)
(/)
أمَّا أبو العبّاس محمد بن يزيد المبرّد (14) [ت: 286 هـ] فقد ميّز بين نوعين من الضرائر: نوع يرتكبه الشاعر، فيردّ الأشياء إلى أصولها كصرف الممنوع من الصرف، قال المبرّد: "واعلم أن الشاعر إذا اضطر إلى صرف مالا ينصرف جاز له ذلك لأنَّه إنّما يردّ الأسماء إلى أصولها (15) ".ونوع يرتكبه الشاعر، فيخرج الأشياء عن أصولها، وهو قبيح، ومتجه بقربه من اللحن ـ قال المبرّد: "وإذا اضطر إلى ترك صرف ما ينصرف لم يجز له ذلك. وذلك لأنَّ الضرورة لا تجوّز اللحن (16) ".
فإذا انتقلنا من المبردر إلى أبي الفتح عثمان بن جني (17) [ت: 392هـ] وجدنا الضرورة سائغة عنده، ووجدنا المحاورة بين ابن جني وشيخه أبي علي الفارسي الحسن بن أحمد (18) [ت: 377هـ] تدور حول أمر آخر منشعب من الأول، وهو: هل يجوز للشعراء المحدثين ما جاز للأقدمين من ارتكاب الضرائر؟
قال ابن جني: "سألت أبا علي ـ رحمه الله ـ عن هذا، فقال: كما جاز لنا أن نقيس منثورنا على منثورهم، فكذلك يجوز لنا أن نقيس شعرنا على شعرهم. فما أجازته الضرورة لهم أجازته لنا، وما حظرته عليهم حظرته علينا (19) ". من هذه المحاور يظهر أن أبا علي وتلميذه ابن جني يؤثران مسامحة الشعراء المحدثين، ويسوغان لهم من الضرائر ما ساغ من ضرائر الأقدمين عند سيبويه. وحجّتهما ـ وكلاهما مغرم بالقياس ـ حمل الحديث على القديم.
ثمَّ يتابع ابن جني مناقشة الضرائر، فينقد آراء المتشددين المتزمتين الذي زعموا أن الأقدمين معذورون فيما ارتكبوا من ضرائر، وأن المحدثين لا عذر لهم، وحجّبة هؤلاء أن الأوائل كانوا يرتجلون الشعر ارتجالاً، فلا يحككون ولا يثقفون، وأن المحدثين يملكون من الأناة والصنعة ما يقمعون به جموح الارتجال، فيساوي ابن جني بين الفريقين، ويدحض ادّعاء المنادين بتحريم الضرائر على الشعراء المحدثين، فيقول: "يسقط هذا من أوجه: أحدُها أنه ليس جميع الشعر القديم مرتجلاً، بل قد كان يعرض لهم فيه من الصبر عليه والملاطفة له، والتلوّم على رياضته، وإحكام صنعته نحوٌ ممّا يعرض لكثير من المولدين. ألا ترى إلى ما يُروى عن زهير، من أنه عمل سبع قصائد في سبع سنين، فكانت تسمى "حوليات زهير" لأنَّه كان يحوك القصيدة في سنة ... وثانٍ أن من المحدثين أيضاً من يسرع العمل، ولا يعتاقه قطّ ... وثالثٌ كثرة ما ورد في أشعار المحدثين من الضرورات (20) ".
وابن جني لا يقف عند المساواة بين الشعراء الأقدمين والمولدين في إباحة الضرائر للفريقين، بل يجاوز هذا الموقف المتسامح إلى ما هو أوسع تسامحاً، فيرى أن ضرائر المتأخرين أولى بالاغتفار، وأن ضرائر المتقدمين أحقّ باللوم. فالأوائل أصحاب ملكات سليمة، واللغة في زمانهم كانت نقية صافية. والمتأخرون عاشوا في زمان الاختلاط وفشوّ العجمة، وفي الحواضر التي فسدت فيها السلائق، فكيف تبرأ ألسنتهم من الضرائر؟ قال ابن جني: "إذا جاز عيب أرباب اللغة وفصحاء شعرائنا كان مثل ذلك في أشعار المولّدين أحرى بالجواز (21) ".
على هذا النحو من النظر المنطقي الواقعي نظر ابن جني إلى الضرائر، فكان من أشدّ النحاة تسامحاً، وعذر الأقدمين والمحدثين على السواء، وكان في قبول الضرائر المحدثة أرحب صدراً وأوسع عذراً. فكيف كان موقف أحمد بن فارس من هذه الظاهرة النحوية، وهو علم من أعلام اللغة والنحو عاش في زمان ابن جني، وعايش الشعراء الذين عايشهم ابن جني؟
يبدأ ابن فارس رسالته (ذم الخطأ في الشعر) بمقدمة، تعدُّ طويلة إذا قيست بمقدماته في رسائله الأخرى، يتكلم فيها على تفرّد البشر من بين المخلوقات بالنطق، وقدرتهم على الإبانة، ويخصّ الأنبياء بالتفوّق في البيان، لأنهم كُلّفوا بإبلاغ البشر شرائع الله. ولهذا، فإن الله "عصمهم من كل شائنة، ونزههم عن كل دنيّة (22) ".أمَّا البشر فهم متفاوتون في القدرة على التعبير، فيهم العالم والجاهل، والمخطئ والمصيب. والتناقض سمة من سمات الحياة والأحياء، "فلو لم يكن جهل لم يعُرف علم، ولو لم يكن خطأ لم يعرف صواب، لأنَّ الأشياء تعرف بأضدادها" (23).
(يُتْبَعُ)
(/)
بعد هذه المقدمة يتحدث ابن فارس عن فريق من الشعراء القدماء، أصابوا في أكثر شعرهم، وجانبوا الصواب في أقلّه، "وجاء النحاة فجبنوا عن اتهام الأقدمين بالخطأ، ونظروا إلى الشعر القديم بعين الإجلال، وجعلوا يوجهون لخطأ الشعراء وجوهاً، ويتمحّلون لذلك تأويلات، حتّى صنعوا فيما ذكرناه أبواباً، وصنفوا في ضرورات الشعر كتباً" (24). ثمَّ يُتبع الشيخ كلامه هذا بنموذجات من ضرائر الحذف وفكّ الإدغام، ويذكر أقوال سيبويه في تخريجها ذكر الساخر المستنكر، لا ذكر المظاهر المعترف.
فإذا فرغ من العرض انتقل إلى المناقشة. فسخر من الحجة التي يلجأ إليها النحاة، واستنكر أشد الاستنكار تسويغ الخطأ، وتسميته ضرورة. وهذه الحجة هي: أنه يجوز للشاعر ما لا يجوز للخطيب والكاتب، ويجرّد الشعراء من هذا الحق، ويهزأ منهم وممن بايعهم بإمارة الكلام، ويرى أن النحاة أمروا على دولة الفصاحة والبلاغة قوماً غير أكفّاء، فيقول: "وهَبْنا جعلنا الشعراء أمراء الكلام، فلِمَ أجزنا لهؤلاء الأمراء أن يخطئوا، ويقولوا ما لم يقله غيرهم؟ " (25).
من تساؤل أحمد بن فارس يتبيّن لك أن الخطأ نزع منهم الجدارة بالإمارة، ونقلهم من صفوف الملوك إلى صفوف السوقة. أمَّا احتجاجهم بإقامة الوزن فحجّة داحضة، وعذر مضعوف، لأنهم غير مكرهين على قول سليم الوزن عليل الصحة. يقول أحمد بن فارس: "ونحن لم نَرَ، ولم نسمع بشاعر اضطره سلطان أو ذو سطوة بسوط أو سيف إلى أن يقول في شعره ما لا يجوز، ومالا تجيزونه أنتم في كلام غيره" (26).
ولسائل أن يسأل ابن فارس بعد أن استنكر فعل الشعراء والنحاة عن المخرج من هذا المأزق. فما المخرج؟ وكيف نعامل الشعراء؟ عالج الشيخ المشكلة بأسلوب صارم حازم، يريح الشعراء والنحاة من أعباء التأويل والتعليل، وهو أن يحذف الشاعر من قصيدته كل بيت فيه تعبير متعثّر، أو خروج على الأصول. يقول ابن فارس عن الفرزدق بعد أن يزري بهفواته: "ولو أنه أعرض عن هذا الملحون المعيب لكان أحرى به" (27).
يبدو ابن فارس في هذه الرسالة علماً فرداً، يكره التقليد والمصانعة، ويؤثر الصراحة والحفاظ على اللغة. ويبدو كذلك حَكَماً عادلاً، يشوب العدل بالقسوة، يجبه من سبقه ومن عايشه برأي واضح، ويقارع المتسامحين مقارعة لا تعرف المجاملة واللين. وهو في مقارعته يبارز أعتى الخصوم من الشعراء والنحاة. يختار أقوال سيبويه، ويفندها، وضرائر الفرزدق ويزري بها. ولكنه لا يفعل ما يفعل إلا بعد أن يخرج الشعر والنحو من الدرع التي يحتميان بها، وهي الحفاظ على الوزن. إن الوزن في رأي ابن فارس ليس إلا ذريعة، يتذرع بها الضعفاء، ويقبع وراءها الخطأ خزيان ذميماً. فمن أحب أن يطاول قمة الشعر فعليه أن يرقى إليها من مسالكها لا من الشعاب الملتوية.
ولعل أقسى ما في هذه الرسالة أن ابن فارس ينزع من الشعراء سلاحهم، وهو أنهم فوق النحو وقبل النحو، وأنه يسمي الضرائر لحناً صُراحاً، فيقول عن الشعراء: "إنهم يخطئون كما يخطئ الناس" (28). ولم يسبقه إلى هذه الصراحة إلا المبرّد في حديثه عن الضرائر القبيحة. غير أن ابن فارس كان أوضح من المبرد وأصرح، وأقسى على الشعراء وأعتى. فالضرائر كلها قبيحة، والقبح كله خطأ، والخطأ في اللغة والنحو لحن. والشعراء والكتاب سواء أمام القضاء.
ولا يمكن أن نردّ موقف ابن فارس هذا إلى تحامله على الشعر. فقد كان الشيخ يقرض الشعر إلى جانب غيرته على اللغة والنحو، وله في الشعر مقطعات لطيفات. وإنما يمكن أن نرده إلى طبيعة ابن فارس، وإلى ثقافته العربية الخالصة، وإلى تعلقه بلغة القرآن الكريم وانصرافه إلى دراسة اللغة وتصنيف المعجمات.
وهذا الموقف لا يعني أن ابن جني وأبا علي الفارسي كانا أضعف منه غيرة، وأوهى حميّة، إلا أنهما غرقا في المنطق، وبرعا في القياس، وكلفا بتشقيق الحجج وتفريع القواعد. وبقي ابن فارس سادن اللغة الحريص على نقائها وصفائها. ولما كان النحو قياساً يتّبع، وكانت اللغة سماعاً ورواية، فقد مال ابن جني وشيخة أبو علي إلى إخضاع الضرائر للقياس، وإلى تخريجها بما يرضي العقل، ومال ابن فارس إلى صيانة اللغة، وغسلها من الأوضار.
(يُتْبَعُ)
(/)
والفرق بين الموقفين لا يقتصر على الشعر القديم وضرائره، بل يمتد إلى الشعر المحدث وعواره. فابن جني يتيح للمحدثين ما أتيح للأقدمين من رُخص، ولا يرى أدنى غضاضة في إتيانها. وابن فارس يريد أن يقمع هذه الظاهرة قمعاً، وأن يجتثها اجتثاثاً. ولو أنه كتب لرأيه البقاء والغلبة لأراح النحو من نصف مشكلاته، وأقاله من أسوأ عثراته، لأنَّ أكثر مسالكه التواء تتعرج في دواوين الشعر، ولأن أوعر طرقه مسالك تطؤها أقدام الشعراء.
والدراسات الحديثة شهدت نقاداً دفعتهم الغيرة على اللغة إلى استنكار الضرورة، فهي عندهم غلط محض، شقّ على الفصحى عصا الطاعة، وخالف قواعدها المطردة. ومن هؤلاء النقاد الأستاذ أحمد عبد الغفور عطا، محقق صحاح الجوهري. ذهب العطار إلى أن الضرورة صورة فجّة من صور التعبير القديمة، انبثقت من غور سحيق، وخالطت الصور الناضجة الراقية. قال: "وغير بعيد عندي أن يكون هذا الخطأ أثراً من آثار رواسب اللغة العربية قبل كمالها وبلوغها مرتبة الصقل والتهذيب، تظهر على الألسنة، ولا يستطيع الناطق لها ردّاً" (29). ولا يشفع لهذه الصور عنده صدورها عن فصاح أقحاح، يُحتجُّ بكلامهم، إذ يقول: "وعلى سبيل المثال أذكر بعض هذه الرواسب التي أعتدها من الخطأ الذي وقع من العرب ممَّن يُحتجُّ بلغتهم هو خطأ عند من يبتغي السهولة واليسر والقاعدة الصحيحة التي لا تلف ولا تدور" (30).
وبعد هذا الحكم الحاسم الجازم يذكر العطار خمسة وعشرين شاهداً من الضرائر الشعرية التي يعدّها تعبيراً عن المخالفة والشذوذ. وسواء أكانت هذه الشواهد من رواسب اللغة العربية قبل كمالها وبلوغها مرتبة الصقل أم مخالفة قاد إليها وزن الشعر فهي غلط عند العطار، كما كانت غلطاً عند ابن فارس.
المصادر والمراجع
1 ـ البلغة في تاريخ أئمة اللغة: الفيروزبادي ـ تح. محمد المصري، دمشق 1392هـ/ 1972.
2 ـ الخصائص: ابن جني ـ الطبعة المصورة، (بلا تاريخ).
3 ـ الصحاح: الجوهري ـ تح. أحمد عبد الغفور عطار ـ دار الكتاب العربي ـ القاهرة.
4 ـ الصناعتين: أبو هلال العسكري ـ تح. علي البجاوي، ومحمد أبو الفضل إبراهيم ـ القاهرة.
5 ـ كتاب سيبويه: سيبويه ـ مصورة عن طبعة بولاق، (بلا تاريخ).
6 ـ كتاب سيبويه: سيبويه ـ تح. عبد السلام هارون (طبعة مصورة).
7 ـ مجلّة المخطوطات العربية ـ المجلد 25، الجزآن 1، 2.
8 ـ معجم الأدباء: ياقوت الحموي ـ بيروت ـ دار المستشرق (بلا تاريخ).
* باحث من سورية.
(2) سمى ابن فارس كتابه هذا في (الصاحبي ص 471) باسم خضارة وباسم (نعت الشعر). وذكر هذا الكتاب في مفتاح السعادة 1/ 109 وكشف الظنون 1/ 827 باسم ذم الشعر، وكذلك ذكر في آداب زيدان 1/ 619 والأعلام 1/ 184
(3) مجلة المخطوطات العربية مج 25 الجزآن 1ـ 2 ص 31
(4) مجلة المخطوطات العربية مج 25 الجزآن 1ـ 2 ص 31
(5) مجلة المخطوطات العربية مج 25 الجزآن 1ـ 2 ص 31
(6) ترجمة في معجم الأدباء 20/ 50 ـ 52
(7) ترجمة في معجم الأدباء 14/ 14 ـ 35
(8) مجلة المخطوطات العربية، الجزآن 1، 2 ص 33 والنص مقتبس من الوساطة للجرجاني ص 5
(9) ترجمة العسكري في اللغة ص 62
(10) النص في كتاب الصناعتين 150
(11) هو عمرو بن بحر، ترجمته المفصلة في معجم الأدباء 16/ 114 ـ 127
(12) كتاب سيبويه 1/ 26 (هارون) ص 8 (بولاق)
(13) كتاب سيبويه 1/ 13 (هارون) 1/ 13 (بولاق)
(14) ترجمة المبرد في معجم الأدباء 19/ 111 ـ 123
(15) المقتضب للمبرّد 3/ 354
(16) المصدر السابق 3/ 354
(17) ترجمة ابن جني في معجم الأدباء 12/ 81 ـ 115
(18) ترجمة أبي علي الفارسي في معجم الأدباء 7/ 232 ـ 261
(19) الخصائص لابن جنّي 1/ 323
(20) المصدر السابق 1/ 328
(21) المصدر السابق 1 328
(22) مجلة معهد المخطوطات العربية، مج 25 الجزآن 221 ص 45
(23) المصدر السابق.
(24) المصدر السابق.
(25) المصدر السابق.
(26) المصدر السابق.
(27) المصدر السابق، ص50 ..
(28) المصدر السابق، ص51.
(29) الصحاح للجوهري، طبعة دار الكتاب العربي، مقدمة المحقق، ص17.
(30) المصدر السابق، ص17.
منقول من مجلة التراث العربي - العدد 98
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 Jul 2007, 08:27 م]ـ
جزاكم الله خيرا
يمكن تحميل الكتاب من هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=106483(/)
"حقق امنياتك .. مع شهر التوبة "
ـ[ hedaya] ــــــــ[09 Oct 2005, 11:43 ص]ـ
http://www.w6w.net/upload2/05-10-2005/w6w_200510051924579cb4d40f.gif(/)
مختارات 99 علماء ومربون.
ـ[د. محمد مشرح]ــــــــ[09 Oct 2005, 05:45 م]ـ
مختارات 99 علماء ومربون.
الشيخ العمراني علامة العصر
تشعر في حضرته بهيبة العالم الجليل، الغزير في علمه، المتزن في طرحه وتناوله، المتواضع في تعاطيه، البسيط في تعامله مع كل من حوله، والاهم روح الفكاهة والنكتة تلك التي تسكنه إلى جانب رحابة صدره.
العلامة المعروف الشيخ محمد اسماعيل العمراني، له اجتهاداته وأبحاثه وتحقيقاته ومؤلفاته العلمية القيمة، التي ما يزال معظمها مخطوطا لم ينشر بعد، ومع ذلك تجده لا يحب الظهور والأضواء، بل يعتبر نفسه "نصف عالم".
وسط زحمة انشغالاته، وكثرة اهتماماته، والمساحات البيضاء التي تغطي ملامحه، يبدو وكأن تفكيره قد انهكه، لكنه لم يهزمه، فهو بقدر ما نسأل الله أن يمده بالصحة والعمر المديد، يحتفظ بذاكرة قوية مثل شابا في مقتبل العمر، وارهاصات التقدم في السن لم تثنه عن مواصلة ما بدأه قبل سنوات تعود لعشرينيات القرن الماضي، إذ يواصل تحقيقاته وابحاثه العلمية، ويواظب على تقديم حلقات الدرس في مسجد الزبيري بالعاصمة، ولا يبخل بفتواه في المسائل الشرعية والدينية لطالبيها ممن يقصدونه ليل نهار ومن كل حدب وصوب.
صادفناه بعد صلاة العصر بصحبة مجموعة من طلابه في الطريق لزيارة أحد جيرانه على فراش المرض فرافقناه، ورغم طلبه منا انتظاره في المسجد حتى يعود، إلا ان ابتسامته وبشاشته المعهودة، جعلته يهضم تطفلنا بمجرد معرفته بوجودنا.
في لقائنا هذا تحدث العلامة العمراني باستفاضة عن مشايخه وطفولته وعن طموحاته وأماله، وكشف عن سر العلاقة الحميمة التي تربطه بمسجد الزبيري، وأحرج الأسئلة التي أفتى فيها، ولم يفته توضيح اللغط الحاصل حول الزكاة وعلى من تقع ولايتها .. قضايا كثيرة شخصية وعلمية ناقشناها معه، وكان كلما تعمقنا أكثر تزايد تلهفنا للمتابعة.
سألنا في طريقنا معا للمسجد لإجراء هذا الحوار أسئلة كثيرة منها على سبيل المثال: انتم عد صوروا؟ وما عتسألوا؟ رددت عليه:نعم وأشرت للكاميرا.
وقال زميلي: نريد أن نعرف من هو العمراني.
فأجاب العمراني بروح الفكاهة: " ما فائدة من الصور، (الصور تنشر في الجرايد وتداس بالاقدام ولااريد ان تداس صورتي)، وبعدين أنا (نص) عالم بفضل دعوة الوالدين ".
*أنا نصف عالم
سبأ: من هو العمراني؟
العمراني: أنا محمد بن إسماعيل بن محمد العمراني نشأت في صنعاء اليمن ولدت في شهر ربيع سنه 1340 ه الموافق سنه 1922 م وقرأت في مدرسة الفليحي ثم في مدرسة الإصلاح ثم في الجامع الكبير، ثم في مسجد الفليحي والروضة وفي قبة المهدي وقبة طلحة وفي مسجد الوشلي وغيرها من المساجد التي كانت محل لدراسة العلوم الشرعية والدينية.
وقد أخذت نصيب لا باس به من علوم النحو والصرف والمعاني والبيان والبديع، وفي أصول الفقه وأصول الدين والحديث والتفسير .. ولكن لم أصل للعلم الذي كنت اطمح إليه وأحب أن اصل إليه، أنا عبارة عن نصف عالم فقط لا عالم، ومن يقول بأنني علامة فلعلة من باب حسن الظن بي وإلا فلا كما تقول العرب " سماعك من بعيدي خيرا من أن تره" .. وهذا مثلا يضرب لمن يسمعون به فإذا وجوده، وجدوه اقل مما كان يسمعوا به، وأنا يسمعون أن هناك محمد إسماعيل العمراني، والواقع انه ليس بالعالم الذي كانوا يعتقدون به، وغاية الأمر أنني شغلت نفسي بالتدريس نحو ستين سنة، ادرس في مسجد الفليجي، وادرس في المدرسة العلمية قبل الثورة (مدرسة الوحدة حاليا) وكانت جامعة كبيرة مدة الدراسة فيها عشر سنة.
كما درًست في جامعة صنعاء، ولازلت أدرس في المعهد العالي للقضاء وفي جامعة الأيمان أيضا وادرس في مسجد الزبيري صباح ومساء.
سبأ: يا ترى إلى ما كنتم تطمحون؟
العمراني: أن أكون علامة مثل العلماء الآخرين مثل تلاميذ الشوكاني مثل تلاميذ ابن حجر العسقلاني مثل تلاميذ ابن تيمية، ولا اطمح ان أكون مثل الشوكاني وابن حجر وابن تيمية ولكن مثل تلاميذهم.
سبأ: لماذا ليس مثلهم؟
العمراني: لأنهم أصحاب منازل علمية رفيعة، لا يستطيع أحد أن يصل إلي مستواهم.
سبأ: ما هي المؤلفات التي ألفتموها للوصول إلى ما وصلتم اليه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
العمراني: ألفت كتاب عن تاريخ القضاء في الإسلام، تم تجميعه من عدة محاضرات ألقيتها قبل 24 سنة في المعهد العالي للقضاء بعنوان (نظام القضاء في الإسلام)، ويضم محاضرات عن القضاء عند العرب قبل الإسلام، والقضاء في فترة حياة النبي صلى الله عليه وسلم، يليها القضاء في عصر الخلفاء الراشدين، ومن ثم أيام بني أمية، وفي أيام بني العباس، ثم الدولة الأيوبية، والقضاء في اليمن قبل الثورة ... الخ.
سبأ: هل معنى هذا انه لا يوجد لديكم كتب أخرى؟
العمراني: معي، لكن ما تزال مخطوطة ولا تستحق النشر.
سبأ: كم عددها يا ترى؟
العمراني: ضاحكا "قد نسيت".
*الشوكاني شيخ شيخ شيخ شيخي
سبأ: ما هي فحوى المخطوطات التي تحدثتم عنها؟
العمراني: "ما بش مخطوطات" هي مجرد مسودات (خربشات).
سبأ: عمًا تتحدث؟
العمراني: في علوم الشريعة وتاريخ الإسلام لكنها مختصرة ولا تصح بعد لان تخرج إلى حيز الوجود.
سبأ: هل ستخرجونها يوما ما؟
العمراني: إن شاء الله.
سبأ: ماذا يمثل لكم الإمام الشوكاني؟
العمراني: هو شيخ شيخ شيخ شيخي، بيني وبينه ثلاثة، انا مثلا اروي مؤلفات الشوكاني ومسانده ومجموعاته بطرق من جملتها عن السيد العلامة قاسم ابن إبراهيم عن القاضي إسحاق ابن عبد الله المجاهد عن القاضي محمد بن محمد العمراني جدي ابو والدي عن شيخ الإسلام الشوكاني. كما ارويه بطريقة أخرى عن شيخي القاضي عبد الله حويذ عن السيد على السدمي عن القاضي محمد بن محمد العمراني عن شيخ الإسلام الشوكاني، وأرويه عن القاضي عبد الله الجرافي عن المولى العلامة حسين العمري عن السيد إسماعيل ابن محسن ابن عبد الكريم ابن إسحاق عن شيخ الإسلام الشوكاني .. هكذا معي عدة طرق، ولا يوجد بيني وبينه إلا ثلاثة علماء.
سبأ: إلى أي مدى انتم متأثرون بالإمام الشوكاني؟
العمراني: بعضهم يقول لي بمن تأثرت من مشايخك مثلما تأثر العلامة السخاوي بابن حجر وابن القيم تأثر بشيخه ابن تيميه وأنا أقول لم أتأثر بشيخي تأثرت بالقاضي محمد بن علي الشوكاني وبالسيد العلامة محمد رشيد رضا محرر جريدة المنار التي كانت تصدر خلال الفترة من سنه 1315هـ إلى سنه 1354هـ أي خمسة وثلاثين سنه و (35) مجلد، وكنت معجب بها وكنت اذهب لاستعارتها من خزانه الجامع الكبير أو من أي شخصا واطالعها، ولهذا أقول: تأثرت برشيد رضا والشوكاني.
* أقسم رمضان ثلاثة أثلاث
سبأ: بمناسبة حلول شهر رمضان ترى ما هي منزلته بالنسبة لكم؟ وكيف تمضون أوقاته؟
العمراني: اقسمه ثلاثة أقسام، ثلث لقراءة القرآن، وثلث لتدريس العلم، وثلث للإجابة على الفتاوى ثم الفتاوى والفتاوى إلى ما لانهاية وحتى أذان المغرب.
سبأ: وأين حصة أسرتكم وأبنائكم؟
العمراني: ضاحكا "أسرتي!! " .. "معاهم" من بعد صلاة العشاء إلى قبل الفجر".
سبأ: كيف تصفون علاقتكم بالإعلاميين والصحفيين؟
العمراني: اهرب من اللقاءات الصحفية لان علمي مقصور على المسجد والجامعة فقط، ولا امتلك علم يستحق النشر للخارج .. علمي في حدود.
سبأ: يا ترى ماذا تحدثنا عن البدايات وأيام الطفولة؟
العمراني: البدايات الأولى كان الناس يقولون لي: "أقع" عالم، أجدادك كلهم علماء كبار .. ولكن لم يكن هناك من يعطيني كتب، إلا واحد من العلماء السيد العلامة عبد الرحمن بن حسين الشامي الذي كان دائما يقول لي: (كن) مثل جدك، أقرأ إذا احتجت كتاب أنا أعيرك .. إذا احتجت مخطوط أنا أدي لك .. حتى انه كان إذا عثر على كتاب مخطوط (قيم) يقول ما له إلا فلان ويرسل به لي. على عكس الآخرين الذين لم يعينونني.
المهم بعدها درست عند السيد العلامة عبد الخالق إبراهيم ابن عبد الكريم ابن إبراهيم الأمير، الذي كان محرر جريدة الأيمان في صنعاء، وكانت هي الوحيدة، كما درست عند عمه السيد عبد الخالق ابن حسين الأمير، وعند القاضي عبد الله السرحي، وعند القاضي عبد الله الجرافي، وعند السيد محمد السراجي، وعند السيد العلامة احمد الكحلاني،وعند القاضي العلامة على الانسي، وعند العلامة على الدبب، والعزي البهلولي، وعند العلامة عبد الله حميد،وعند اكبر علامة قبل ستين سنه القاضي العلامة عبد الوهاب الشماحي،الذي توفي قبل أكثر من 67سنه
1357هـ وهذا كان اكبر علامة في اليمن.
سبأ: في رحلة الفتاوي الطويلة التي تقدمونها لطالبيها .. ما هي أحرج مسألة واجهتكم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
العمراني: سئلت مرة عن القتال الذي وقع ما بين الدولة العثمانية وبين الإمام يحيى وغيره من الأئمة، لمن الحق مع السلاطين العثمانيين أم مع الدولة القاسمية أئمة اليمن .. فأجبت بقولي: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فالحق معه والله اعلم بالسرائر".
سبأ: ثمة لغط قائم ألان حول من يتولى الزكاة مارايكم؟
العمراني: قال العلماء ولاية الزكاة للدولة، وهذا هو مذهب الشوكاني في جميع مؤلفاته، ولكن على الدولة أن تأذن للتجار بان يخرجوا بعضا منها للفقراء، أما المنصوص فهو أن ولايتها للدولة، لكن الدولة كانت تأذن في السابق لتجار صنعاء بان يخرجوا بعضها للفقراء والمساكين والمؤلفين والعزيزين الذين في البيوت.
سبأ: لكن هناك من يشكك بتوليتها للدولة؟
العمراني: النبي صلى الله عليه وسلم قال: أعطوهم الذي لهم واسألوا الذي لكم، فقد أجزئت الغني إذا سلمها للدولة سواء كانت الدولة عادلة أو غير عادلة .. سواء صرفتها في مصارفها أو لا .. المسئول أمام الله هو أن يصرفها ولا يسأل عن شيئا أبدا .. ولايتها للدولة، ومن سلمها للدولة برئت ذمته وليس عليه أن يسأل. الأحاديث تدل على هذا حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أعطوهم الذي لهم واسألوا الله الذي لكم" .. فولايتها إلى الدولة، ولا يشترط أن تكون الدولة على مواصفات حسب ما يريد الذين يريدون أن يعرقلوا الزكاة، هؤلاء يتملصون من الزكاة بحجة أنها ليست وظيفتها .. وظيفتك أن تسلم الزكاة للدولة، وتدخل الجنة لأنك قد عملت بالركن الواجب والثواب عند الله قد قدر، " لا يتعذرش" أحد بأن الدولة عملت "أو سوت"، وظيفته يسلمها للدولة، وله الأجر، وقد اسقط الواجب، وبعدها الدولة تعمل ما تشاء.
سبأ: ما سر العلاقة التي تربطكم بهذا المسجد؟
العمراني: ضاحكا لان بيتنا بجانب المسجد.
سبأ: ماذا عن مسجد الفليحي لماذا تركتموه؟
العمراني: لا ننا انتقلنا،وعموما الطلبة هنا هم أكثر من ثلاثمائة على عكس الفليحي الذي لا يتعدون عدد الأصابع.
المرجع: الإصلاح نت
صنعاء –سبأنت: حاوره: محمد السياغي و إبراهيم الذماري(/)
بيان خطأ المجلس الأوربي للإفتاء في إباحته شرب المياه الغازية قليلة الكحول
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[10 Oct 2005, 05:00 ص]ـ
* بيان حرمة تناول " المشروبات الغازية " لاحتوائها على بعض المحرمات
================================================== ========
بسم الله الرحمن الرحيم
{يا أيها الذين ءامنوا إنما الخمر و الميسر و الأنصاب و الأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون} [المائدة: 90]
صدق الله العظيم
الخمر هو اسم عام جامع لكل ما هو مسكر، و الإسكار هو كل ما يذهب بالعقل أو بعضه، و الخمر هي كل ما يخمر العقل أي يستره و يغطيه عن الإدراك، و لذا فالخمر و المسكر مترادفان و بمعنى واحد، و كل مسكر خمر، و بهذا وردت الأحاديث الشر يفة، و منها ما رواه الإمام أبو داود في " سننه "، قال:
(ح3679: حدثنا سليمان بن داود ومحمد بن عيسى في آخرين قالوا ثنا حماد يعني بن زيد عن أيوب عن نافع عن بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام، ومن مات وهو يشرب الخمر - يدمنها - لم يشربها في الآخرة ".
ح 3680: حدثنا محمد بن رافع النيسابوري ثنا إبراهيم بن عمر الصنعاني قال سمعت النعمان بن بشير يقول عن طاوس عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كل مخمر خمر، وكل مسكر حرام، ومن شرب مسكرا بخست صلاته أربعين صباحا، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد الرابعة كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال. قيل: وما طينة الخبال يا رسول الله؟ قال: صديد أهل النار، ومن سقاه صغيرا لا يعرف حلاله من حرامه كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال 3680.). (سنن أبي داود ج3/ص327)
وحرمة الخمر من المعلوم من الدين بالضرورة، و لا يجهل حكمها مسلم، حتى الفساق من شاربيها يعلمون حرمتها، و لكنه الشيطان و الهوى، و لم يجادل في تلك الحرمة مسلم صحيح الإيمان.
***********************
و لذا فقد فوجئت، بل فزعت عندما علمت أن هناك من أباح تناول الشراب المحتوي على قليل منها، و هو الكحول، الاسم المستحدث للخمر، و عبرة بتغير أسماء المسميات، و قد أخبر الرسول عليه الصلاة و السلام أنه سيكون من أمته من يشرب الخمر و يستحلها و يسميها بغير اسمها، و قد وقع ما أخبر به رسول الله صلى الله عليه و سلم، ليس من عامي بل من عالم، بل مجموعة من العلماء، بل من " المجلس الأوربي للإفتاء و البحوث "؟
* ومن المعلوم شرعا أن الخمر محرم شربها على سبيل الإطلاق - فيما سوى حال الضرورة - و يستوي في تلك الحرمة القليل منها و الكثير، لما رواه الإمام أبو داود و غيره:
(ح 3681: حدثنا قتيبة ثنا إسماعيل يعني بن جعفر عن داود بن بكر بن أبي الفرات عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما أسكر كثيره فقليله حرام ".)
و هذا معلوم لعامة المسلمين، بل فطرة فيهم إلا من جعل الله على قلبه غشاوة / و لكن المصيبة الكبيرة كانت في تلك " الفتوى " العجيبة بحل القليل منها في المشروبات؟
و إليكم ما نشر عنها في موقع " إسلام أون لاين.نت "
1 - ((تفاصيل الفتوى:
عنوان الفتوى: احتواء الكوكاكولا على نسبة من الكحول [/ U]
تاريخ الإجابة: 06/ 2005
نص السؤال:
السؤال تبيّن لنا أن كافة المشروبات الغازية مثل (كوكا كولا) تحوي على نسبة من الكحول، وذلك وفقًا لما نُشِرَ في دوريات علمية بالولايات المتحدة. وقوانين سلطات الطعام والعقاقير في أمريكا تنص على أن كل مشروب يحتوي على نسبة تقل عن نصف بالمائة من الكحول فلا يعد في حكم المشروبات الكحولية. كما أن الشركات المصنعة لهذه المشروبات غير ملزمة بإدراج مكونات المشروب ذات النسبة القليلة على العلبة أو القارورة. فهل يجوز للمسلم تناول هذه المشروبات إذا ثبت وجود هذه النسبة القليلة من الكحول في مكوناتها؟
نص الإجابة
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:-
لقد ناقش المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث في دورته الخامسة هذا الموضوع، وقرر التالي:-
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه النسبة المشار إليها لو صحَّ وجودها، فإنها لا تؤثر ولا تُصيِّر الشراب أو الطعام إلى الحرمة، بل هو باق على الحِلّ، وذلك لمفهوم قوله صلى الله عليه وسلم: "ما أسكر كثيره فقليله حرام"، حديث صحيح أخرجه أبو داود والترمذي عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما- والنسائي وابن ماجة عن عبد الله بن عمرو.
ومفهومه: ما لم يسكر كثيره فهو حلال، وهذه المشروبات لا تسكر مهما شرب منها الإنسان، لذا فلا يجب أن تبين في ضمن مكونات الشراب أو الطعام، إذ لا تأثير لعدم بيانها.
والله أعلم.)). انتهت الفتوى.
و انظرها هنا بالضغط على هذا الرابط:
http://islamonline.net/servlet/Satellite?pagename=IslamOnline-Arabic-Ask_Scholar/FatwaA/FatwaA&cid=1122528623768
...
- و قد تشككت في صحة العزو، أو في صحة النقل، فبحثت عن موقع " المجلس الأوربي للإفتاء و البحوث " حتى وجدته، و بالبحث فيه تأكدت من صحة العزو إليه، و كذا من صحة النقل، و كان رقم الفتوى (28) في الدورة الخامسة لانعقاده، و إليكم نصها بالحرف (بطريق النسخ و اللصق بواسطة جهاز الكمبيوتر: COPY AND PASTE ) :
2 - (( حكم المياه الغازية قليلة الكحول
فتوى (28) بعدماتبين أن كافة المشروبات الغازية مثل (كوكا كولا) تحوي على نسبة من الكحول، وذلك وفقاً ِلمَا نُشِرَ في دوريات علمية بالولايات المتحدة. وقوانين سلطات الطعام والعقاقير في أمريكاوالتى تنص على أن كل مشروب يحتوي على نسبة تقل عن نصف بالمائة من الكحول فلا يعد في حكم المشروبات الكحولية. كما أن الشركات المصنعة لهذه المشروبات غير ملزمة بإدراج مكونات المشروب ذات النسبة القليلة على العلبة أو القارورة. فهل يجوز للمسلم تناول هذه المشروبات إذا ثبت وجود هذه النسبة القليلة من الكحول في مكوناتها؟
هذه النسبة المشار إليها لو صحَّ وجودها، فإنها لا تؤثر ولا تُصيِّر الشراب أو الطعام إلى الحرمة، بل هو باق على الحِلّ، وذلك لمفهوم قوله صلى الله عليه وسلم: "ما أسكر كثيره فقليله حرام"، حديث صحيح أخرجه أبو داود والترمذي عن جابر بن عبدالله، والنسائي وابن ماجة عن عبدالله بن عمرو ()، ومفهومه: ما لم يسكر كثيره فهو حلال، وهذه المشروبات لا تسكر مهما شرب منها الإنسان؛ لذا فلا يجب أن تبين في ضمن مكونات الشراب أو الطعام، إذ لا تأثير لعدم بيانها.
[الدورة الخامسة])). انتهت الفتوى
- و انظرها بالضغط على هذا الرابط
http://www.e-cfr.org/article.php?sid=75
...
و هذا القول عظيم في الشرع، و يعجب المرء كيف خرج من ألسنتهم، فقوله صلى الله عليه وسلم: "ما أسكر كثيره فقليله حرام" - و هو كما قالوا حديث صحيح أخرجه أبو داود والترمذي عن جابر بن عبدالله، والنسائي وابن ماجة عن عبدالله بن عمرو - حجة عليهم، و ليس حجة لهم فيما قالوا به،
- فليس مفهومه أن ما لم يسكر كثيره فهو حلال - أي قليله حلال، بل معناه أن القدر القليل من الشراب - و غيره - يكون محرما إذا كان القدر الكثير منه يسكر، و هو ما صرح به ابن عباس رضي الله عنهما، فيما رواه الدارقطني في " سننه " - (4/ 552) - قال: حدثنا علي بن عبد الله بن مبشر نا أحمد بن سنان نا عبد الرحمن بن مهدي عن أبي عوانة عن ليث عن عطاء وطاوس ومجاهد عن ابن عباس قال: (قليل ما أسكر كثيره حرام).
- أي أن الشئ المسكر يستوي قليله و كثيره في التحريم، فيحرم القدر القليل منه ولو كان قطرة واحدة،
و قد يبدو أن هذا هو عين ما قالوه، و لكن الخطأ لحقهم من جهة أنهم نظروا إلى جانب الشراب الذي ظاهره الحل - و هو القدر الكثير - و لم ينظروا إلى جانب المسكر (الخمر أو الكحول) - و هو القدر القليل - و الذي حكم بحرمته رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحديث الذي ظنوه حجة لهم في قولهم بحل ذلك المشروب، مع ما يوجد به من قدر من المحرمات، و لذا قالوا: ( .... هذه النسبة المشار إليها لو صحَّ وجودها، فإنها لا تؤثر ولا تُصيِّر الشراب أو الطعام إلى الحرمة، بل هو باق على الحِلّ، ....... وهذه المشروبات لا تسكر مهما شرب منها الإنسان؛ لذا فلا يجب أن تبين في ضمن مكونات الشراب أو الطعام، إذ لا تأثير لعدم بيانها.)
(يُتْبَعُ)
(/)
- فماذا يقولون في هذا القدر المحرم من الخمر (الكحول) - ذكروا أنه نصف في المائة - الذي يتساوى في حرمته مع قدر براميل منه، كما هو مفهوم بل منطوق الحديث، و هذا كناية عن الكثرة الواردة في الحديث، و ليس نصه في قدر المسكر؟
*******************
3 - و ما اعتلوا به لا صلة له بما احتج به الحنفية في التفرقة بين الخمر من العنب و بين غيرها من المسكر من غيره، إذ اعتلوا و استدلوا بغير محل و موضع الاستدلال، فأغفلوا جانب المحرم، و راعوا جانب الظاهر حله، فكان هذا استدلالا في غير محله، و احتجاجا بما لاحجة لهم فيه، هذا من ناحية،
و من ناحية ثانية، فقد قالوا بخلاف النص، و القول في مقابلة النص مرفوض و مردود، على ما هو مقرر في علم الأصول. و الحديث نص في المسألة، فلا يجوز الاجتهاد بخلافي في وجوده،
** و من ناحية ثالثة، فقد أفتى الشيخ القرضاوي بما ينقض هنذه الفتوى، في شأن " البيرة " - التي ذكر له أنها تحتوي على نسبة 3,5 % من الكحول، فأفتى بحرمتها، و ذلك في كتابه " فتاوى معاصرة-الجزء الأول "، حيث قال فيه:
((: فتاوى معاصرة-الجزء الأول
شرب البيرة
س: ما حكم شرب " البيرة " في الإسلام؟ وإذا كانت البيرة حرامًا فلماذا تباع علنًا في المقاهي والبرادات؟ علمًا بأن البيرة التي تباع الآن والمكتوب عليها " بدون كحول " أثبت تحليل أحد الخبراء لها أن بها نسبة من الكحول تقدر بـ3,5%.
ج: أما الشراب الذي يطلق عليه اسم " البيرة " فليس من مهمتي ولا مهمة أهل الفتوى أن يحللوا كل مشروب إلى عناصره الأولية، ويعرفون ماذا يشتمل عليه.
وكل ما استطيع أن اقوله هنا: إن الجمعية الدولية لمنع المسكرات قد أدخلت البيرة ضمن الأشربة الممنوعة التي تحاربها.
وعل كل حال فإن القاعدة الشرعية: أن كل مسكر خمر، وكل خمر حرام، وأن ما أسكر كثيره فقليله حرام.
وفي الحديث المتفق عليه عن أبي موسى قال: (يا رسول الله، أفتنا في شرابين كنا نصنعهما باليمن: البتع هو من العسل ينبذ حتى يشتد، والمزر وهو من الذرة والشعير ينبذ حتى يشتد) قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أوتي جوامع الكلم بخواتمه، فقال: كل مسكر حرام) رواه أحمد والشيخان.
وعن جابر بن عبدالله أن رجلاً من جيشان - وجيشان من اليمن - سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن شراب يشربونه بأرضهم من الذرة يقال له: المزر، فقال: أمسكر هو؟ قال: نعم فقال: كل مسكر حرام.
إن على الله عهدًا لمن يشرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال. قالوا: يا رسول الله، وما طينة الخبال؟ قال: " عرق أهل النار، وعصارة أهل النار " رواه أحمد ومسلم والنسائي.
وإذا كان التحريم مبنيًا على الإسكار، فإن المادة الفعالة في الإسكار هي "الكحول" كما قرر أهل الخبرة والتحليل.
فإذا ثبت أن نوعًا من البيرة خال من الكحول، واطمأن إلى ذلك قلب المسلم فلا بأس بشربه وإذا ثبت له أن بها قدرًا من الكحول - ولو ضئيلاً- بحيث يسكر الكثير منها فهي حرام.
وإن شك في ذلك فليدع ما يريبه إلى ما لا يريبه، ومن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في المشبهات وقع في الحرام، كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه.
ولا يخدعن المسلم عن دينه أن هذه المشروبات لا تسمى خمرًا، فإنه لا عبرة بالأسماء متى وضحت المسميات.
روى أحمد وأبو داود عن أبي مالك الأشعري: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ليشربن ناس من أمتي الخمر، ويسمونها بغير اسمها).وروي عن النسائي بسنده عن رجل من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يشرب ناس من أمتي الخمر، ويسمونها بغير اسمها)
وأود أن اقول للأخ السائل: إن في عصير الفواكه المتنوعة وألوان المياه الغازية المختلفة التي تعمر الأسواق ما يغني عن هذه البيرة المشبوهة، ومن فضل الله على عباده أن يسر لهم من ألوان الحلال الطيب ما يغني عن المحرمات والمشتبهات.)).انتهى النقل.
و انظره هنا بالضغط على هذا الرابط:
http://www.qaradawi.net/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=388&version=1&template_id=8&parent_id=12
* هذا وقد بات أقرب لليقين احتواء هذه " المشروبات الغازية، على مكونات محرمة أخرى " إنزيمات " معدة الخنازير، المسمى ب " البيبسين "، و هو إنزيم مهضم للبروتينات الغذائية، و هو الذي من أجل احتمال وجوده القوي في مشروب " البيبسي كولا " - المحتوي على مقطع من اسم ذلك الإنزيم - رفضت الشركة المصنعة له في مصر تقديم جزء من عجينة ذلك المشروب الخام لتحليلها في معامل تحاليل متخصصة، لبيان وجود ذلك الإنزيم ممن الخنزير من عدمه؟
* فينبغي علينا تجنب تلك المشروبات الغازية المستورد مكوناتها من الخارج، و التي لا يعلم أحد شيئا عن خلطتها، بدعوى السرية، و حفظ سر الصنعة،
و ينبغي على المسئولين عن الإفتاء في " المجلس الأوربي للإفتاء و البحوث " إعادة النظر في فتواه تلك،
و كذا إزالة التناقض بين فتواه تلك و بين فتوى رئيسه نفسه الشيخ القرضاوي المذكورة آنفا، إذ لا يصح اجتماع الحل و الحرمة في حال،
لأن اجتماع النقيضشين في حال محال
هذا، و الله تعالى أعتلم و أحكم
كتبه
>. أبو بكر عبد الستار خليل
3 -
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مرهف]ــــــــ[10 Oct 2005, 01:40 م]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل فما أسكر كثيره فقليله حرام جزاكم الله خيراً على هذا البيان ولكن هل الكوكا كولا في بعض البلاد العربية تحوي هذه النسب من الكحول أيضاَ؟ 1
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[13 Oct 2005, 02:42 م]ـ
انظر هذا الرابط ففيه فوائد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14363&highlight=%C7%E1%DB%C7%D2%ED%C9
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[17 Oct 2005, 10:30 ص]ـ
و قد وهم المحللون للأشربة قليلة المحتوى من الخمر (الكحول) في فهم حديث " ما أسكر كثيره فقليله حرام "، فزعموا أن " مفهومه ": أن ما لم يسكر كثيره فهو حلال، و هذا غير صحيح،
1 - فهو استدلال ب " مفهوم المخالفة "، و ليس ب " مفهوم الموافقة "،
2 - كما أنه ليس استدلالا ب " المفهوم " من الحديث - أي معناه - الذي يقابل " المنطوق " أي: نصه و لقظه، فقد قالوا: إن مفهومه أن ما لم يسكر كثيره فهو حلال. أي: الضمير يرجع إلى المشروب. و هذا لا معنى له و لا يحتاج إلى استدلال، فما لا يسكر القدر الكبير من أي شراب: فهوحلال من غير جدال،
3 - و على فهمهم هذا للحديث، فمقتضاه: أن ذلك الشراب حلال، و إن احتوى على قدر قليل من المحرم بالإجماع، و هو الخمر (الكحول)؟
* 4 - و هذا الزعم يعارضه،بل يبطله قوله صلى الله عليه و سلم: {كل مسكر حرام، ما أسكر الفرق منه، فملء الكف منه حرام} رواه الترمذي في جامعه، في (باب ما جاء ما أسكر كثيره فقليله حرام)، حديث رقم (1866)
قال أبو عيسى: قال أحدهما [يعني راوييه] في حديثه: {الحسوة منه حرام}.
قال: هذا حديث حسن. انتهى
5 - و إنما مفهومه: أن المسكر - الذي يسكر كثيره - يستوي القدر الكبير و القدر القليل منه في الحرمة، أي أن العبرة في التحريم فيه: الجنس (النوع)، و ليس القدر (الكمية). و هذا واضح من الحديث المذكور آنفا، و ممفهومه هو ما ذكرناه هنا.
************************
6 - و عليه، لم يصح ما زعموه مفهوما للحديث الذي احتجوا به، بل هو - و كذا ما ذكرناه هنا - حجة عليهم،:
- فإذا كانت " الحسوة " من المسكر (و هي الجرعة القليلة) " حرام " بنص الحديث و منطوقه، فكذلك ذلك القدر الضئيل من (الكحول) في تلك " المشروبات الغازية " سواء بسواء، و يؤيده حديث {أنهاكم عن قليل ما أسكر كثيره} و قد تقدم.
7 - و عليه أيضا، هم محجوجون بحديث {الحسوة منه حرام}، و هو نص في موضع النزاع، و لا اجتهاد مع النص، و هي قاعدة أصولية أصيلة يعلمها كل مبتدئ و كل مجتهد في العلوم الشرعية.
و الحجة قائمة، و لا مدفع لها، و المماري عليه الدليل.
***********
8 - و غالب الظن أنه وقع لبس لديهم بين أحكام الماء و الماء المطلق في الطهارة و الوضوء و بين السوائل المشروبة، فالذي قالوا به هو حكم الماء المستعمل في الطهارة بأنواعها، بينما خلافه السوائل المشروبة، بدليل ما قدمناه من أحاديث، و بذلك تعمل الأحاديث النبوية و كذا القواعد الفقهية كل في مجاله و كل في موضعه و محله، و بذلك تستقيم الأمور، تصح الأحكام و لا تتعارض،
9 - فليس الخلاف في حجية تلك القواعد، و لكنه في محلها و موضعها.
** 10 - فإذا تقرر ذلك، فتلك " المشروبات الغازية " المحتوية على قدر قليل من الكحول هي مشروبات يحرم شربها شرعا، لأجل ما بها من القدر من المحرم،
- و قد نقل الإمام ابن رشد (الحفيد) الإجماع على أصل ذلك في كتابه " بداية المجتهد "، قال: [و قد ثبت من حال الشرع بالإجماع أنه اعتبر في الخمر الجنس دون القدر الواجب].
هذا، و إلا فما يقولون في ذلك القدر من الكحول (الخمر) المحرم نوعه بالإجماع في حال الشرب، مع قوله صلى الله عليه و سلم: {الحسوة منه حرام}. يعني من المسكر أيا كان؟
11 - فهل يحرم شرب تلك الحسوة من الكحول المسكر إن كانت منفردة و و حدها، بينما تباح إذا خلطت بقدر من الماء أو غيره من السوائل؟
لا يقول بهذا عاقل
- و إلا فليفرح السكارى بهذا المخرج المتفيهق، و يخلطوا ما يشاءون من خمور في كثير مما يشربون من مياه يتناولونها طوال الليل و النهار، و تكون - على ذلك الزعم - زلالا حلالا،
و لا أحسب أحدا يقول بذلك
و الله تعالى أعلم و أحكم
كتبه
د. أبو بكر عبد الستار خليل
مصر
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 Nov 2005, 09:11 ص]ـ
غالب أنواع العصير تحتوي على كميات ضئيلة من الكحول بل حتى دم الإنسان فيه شيء قليل للغاية من الكحول. ونبيذ التمر الذي لم يشتد فيه كمية قليلة من الكحول، واشتداده هو نتيجة لارتفاع هذه النسبة.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[08 Nov 2005, 10:52 ص]ـ
" لا اجتهاد مع النص "
تلك قاعدة أصولية أولية، لا منازع فيها بين من يعتد بقولهم و خلافهم من أئمة العلم المعتبرين،
فإذا سلمناها، و إذا سلمنا سلامة الحديث - المتقدم و المتفق عليه - من التفسير و التأويل المعارض لما احتج به - إذا سلمنا ذلك، فيمكن حينئذ - و حينئذ فقط - أن تقول او يقول قائل بمثل ما تقول: هناك شبهة أن كذا و كذا ...
فحينئذ يمكن النظر في دفعها و كشفها،
و لكن هذا إنما يكون بعد الوقوف عند حكم النص، و كذا ما انعقد عليه الإجماع،
و أما غير ذلك: فإنكار لحجية أدلة الأحكام الشرعية، و إهدار لها و لأصول التشريع،
فلا يلتفت إليه و لا يعرج عليه،
و إذا أنكرت الأصول: فلا جدوى من المناظرة في الفروع،
* فإن سلمت أن ذلك " الكحول " هو " خمر " - و أنت لم تنازع في ذلك - فهل تطيب نفسك شرب ما فيه منه كثير أو قليل؟
إن " واعظ الله في قلب كل مسلم " يأباه و لا يسيغه.
هذا و بالله التوفيق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[08 Nov 2005, 04:11 م]ـ
استدراك
ذلك الحديث المتقدم أخرجه الترمذي و أبو داود و غيرهما،
و هذا لم ينازع المبيحون في صحته، كما جاء في إفتائهم بالإباحة، قالوا:
(لقد ناقش المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث في دورته الخامسة هذا الموضوع، وقرر التالي:-
هذه النسبة المشار إليها لو صحَّ وجودها، فإنها لا تؤثر ولا تُصيِّر الشراب أو الطعام إلى الحرمة، بل هو باق على الحِلّ، وذلك لمفهوم قوله صلى الله عليه وسلم: "ما أسكر كثيره فقليله حرام"، حديث صحيح أخرجه أبو داود والترمذي عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما- والنسائي وابن ماجة عن عبد الله بن عمرو.). انتهى الاقتباس، و كذا الاستدراك
* و هذا الذي ادعوه يرده الحديث الذي أوردته، و هو نص في المسألة،
و قد وقع الوهم منهم بإباحته نتيجة للبس بين أحكام الماء المستعمل في الطهارة و بين حكمه في الشرب، و هو ما تقدم بيانه.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 Nov 2005, 10:38 م]ـ
" لا اجتهاد مع النص "
تلك قاعدة أصولية أولية، لا منازع فيها بين من يعتد بقولهم و خلافهم من أئمة العلم المعتبرين،
أحسنت. والنص يشهد لقولنا. فقد جاء في صحيح مسلم: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتبذ له أول الليل فيشربه إذا أصبح يومه ذلك والليلة التي تجيء والغد والليلة الأخرى والغد إلى العصر فإن بقي شيء سقاه الخادم أو أمر به فصب.
قال النووي في شرح الحديث: في هذه الأحاديث دلالة على جواز الانتباذ , وجواز شرب النبيذ ما دام حلوا لم يتغير ولم يغل , وهذا جائز بإجماع الأمة.
أما قولك: ((فإن سلمت أن ذلك " الكحول " هو " خمر " - و أنت لم تنازع في ذلك - فهل تطيب نفسك شرب ما فيه منه كثير أو قليل؟)) فخارج عن الموضوع فإن الغول (الكحول عند الإفرنج) هو أصل الخمر، وتناوله محرم. لكن إن كانت نسبته قليلة للغاية كما في النبيذ، فيعفى عنها. فإن شرب الكثير من النبيذ لا يُسكر. والله الموفق بمنه وفضله.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[08 Nov 2005, 11:57 م]ـ
النبيذ في ذلك الحديث معناه ما ينبذ أي ما ينقع من التمر و غيره، و هو الذي كان يعمل لرسول الله صلى الله عليه و سلم، و لا شك في أن الرسول عليه الصلاة و السلام لم يكن ليشربه إذا اشتد، بل كان يهرقه أو يسقيه خادمه إن ساغه لمجرد أدنى تغير في طعمه،
* و ما سألتك عنه ليس بخارج عن الموضوع، و إنما سقته لك بعدإعراضك عن مقتضى الحديث الصحيح المذكور آنفا،
* و أنت تخرج من موضوع إلى آخر، و من شبهة إلى أخرى، من غير انتهاء من أيهما،
و ما هكذا يتوصل إلى الحق، فليس الجدال بغرض الجدال و كفى، و لكنه وسيلة لإظهار الصواب من الأقوال و الآراء،
* و من أباحوه - و تعقبته عليهم - إنما استدلوا بفهم للحديث أوضحت مجانبته للصواب بأدلة ذكرتها،
و لم يتعللوا بشبهات واهيات لاستحلاله،
و قديما قال أجدادنا العرب في أمثالهم البليغة في شأن شبيه بمسلكك إن نزعنا منه المراء -: " ما هكذا ياسعد تورد الإبل ".
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 Nov 2005, 09:13 م]ـ
لكن هذا النبيذ فيه نسبة ضئيلة من الكحول. فإن قلت يعفى عنها لقلتها، فهذا هو قولنا ولله الحمد.
وهذا ما نناقشك به منذ البداية، فلم نخرج عن الموضوع، والله الموفق.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[10 Nov 2005, 01:00 ص]ـ
هذان اقتباسان سابقان أذكرهما هنا ثانية للتذكرة و التبصرة:
الأول: ((* 4 - و هذا الزعم يعارضه،بل يبطله قوله صلى الله عليه و سلم: {كل مسكر حرام، ما أسكر الفرق منه، فملء الكف منه حرام} رواه الترمذي في جامعه، في (باب ما جاء ما أسكر كثيره فقليله حرام)، حديث رقم (1866)
قال أبو عيسى: قال أحدهما [يعني راوييه] في حديثه: {الحسوة منه حرام}.
قال: هذا حديث حسن. انتهى)).
الثاني: ((- و قد نقل الإمام ابن رشد (الحفيد) الإجماع على أصل ذلك -:أي أن تلك " المشروبات الغازية " المحتوية على قدر قليل من الكحول هي مشروبات يحرم شربها شرعا، لأجل ما بها من القدر من المحرم - في كتابه " بداية المجتهد "، قال:
[و قد ثبت من حال الشرع بالإجماع أنه اعتبر في الخمر الجنس دون القدر الواجب].)).
*************
قال عز من قائل:
{اقتربت الساعة و انشق القمر * و إن يروا أية يعرضوا و يقولوا سحر مستمر * و كذبوا و اتبعوا أهواءهم و كل أمر مستقر * و لقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر * حكمة بالغة فما تغن النذر * فتول عنهم يوم يدع الداع إلى شيء نكر *}. [القمر:1 - 6].
فاللهم قد بلغت، اللهم فاشهد.
و أقف هنا عند هذا الحد من البيان - كما أوضح الله في هذه الآية - بعد أن طال الجدال و المراء لمجرد الجدال و المراء،
فلا خير يرجى بعد الإعراض عن نصوص الأحكام، و الخروج على الإجماع، تعللا بالشبهات الواهيات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[13 Nov 2005, 07:49 ص]ـ
يا دكتور
ما زلت تزعم أنك مع النص مع أن النص ليس معك. وتتهرب من السؤال الذي سألناك إياه، فإن عصير الفواكه وكذلك نبيذ التمر فيه نسبة ضئيلة من الغول، وقد شربه النبي صلى الله عليه وسلم. فهذا النص معنا وليس معك.
هداك الله.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[17 Nov 2005, 11:43 م]ـ
تقدم ذكر الحديث الخاص بحكم شرب قليل الخمر، و هو نص في المسألة،
و كذا نقلت القول بالإجماع على تحريمه، و الإجماع يرفع السند من مرتبة الظنية إلى مرتبة القطعية،
لأنه تبيَن من الإجماع أن لا خبر عن النبي صلى الله عليه و سلم يخالف ما أجمعوا عليه،
فذلك الحديث - " ما أسكر كثيره فقليله حرام " - صار الإجماع المذكورعلى معناه الذي أوردناه و الاستدلال به منتجا قطعا و يقينا، كما هو مقرر في أصول الفقه.
- و لا خير في المراء بعد إيراد النصوص، و نقل الإجماع في موضوع النزاع.
هدانا الله و إياكم،
عسى الله أن يتقبل منا دعاءنا،و أن نبرأ من داء الجدال لمجرد الجدال
* و للتذكرة
(نقلا عن موقع " ملتقى أهل الحديث "):
(الله يهديك يا محمد الأمين ماهو الغرض من هذا الكلام العجيب؟ أما قرأت قول ابن القيم إن شهرتها تغني عن إسنادها وأن الأمة تلقتها بالقبول, أما قرأت في كتب الفقه على المذاهب الأربعة قط؟؟؟!!!!)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23015&highlight=%C7%E1%DA%E3%D1%ED%C9
ـ[عبدالله حسن]ــــــــ[19 Nov 2005, 03:36 م]ـ
د. أبوبكر اترك شيئا من العصير في ثلاجتك لمدة يوم او يومين و ستتكون به نسبة من المركبات الكحولية فهل تقول بحرمته؟
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[19 Nov 2005, 08:09 م]ـ
(وعن جابر بن عبدالله أن رجلاً من جيشان - وجيشان من اليمن - سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن شراب يشربونه بأرضهم من الذرة يقال له: المزر، فقال: أمسكر هو؟ قال: نعم فقال: كل مسكر حرام.
إن على الله عهدًا لمن يشرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال. قالوا: يا رسول الله، وما طينة الخبال؟ قال: " عرق أهل النار، وعصارة أهل النار " رواه أحمد ومسلم والنسائي].
***********************************************
هذا تهديد شديد، فتأمله رحمك الله،
و تذكَر قوله عليه الصلاة و السلام في الخمر - " الكحول " إن سلَمته -: " أم الخبائث "، و " أم الكبائر "، ففي تلك الأحاديث و غيرها مرتدع و مزدجر.
- و أما ما اعتللت أنت به: فتلك شبهة عرضت لك، و ليست حجة في الحكم،
إذ من المعروف - لدى أهل العلم و كذا طالبيه المبتدئين - أن أدلة الأحكام في الإسلام هي:
الكتاب و السنة و الإجماع المبني عليهما، و الجمهور على اعتبار " القياس " دليلا رابعا.
فهذه هي مصادر الحجية و الاحتجاج في الشرع الحكيم،
و ما اعتللت انت به ليس واحدا منها قطعا، فلا يلتفت إليه من حيث هو حجة، و إنما ينظر إليه من حيث كونه شبهة عرضت للمرء أو أثيرت للمراء.
هذه واحدة.
- و هي شبهة باطلة أصلا بالمفهوم الاصطلاحي من جهة " أصول الفقه ":
إذ لا اجتهاد مع النص، على ما هو مقرر في علم الأصول،
فكل قول في مقابلة النص مردود، و كل كلام مخالف للنص مرفوض " شرعا "،
فما بالك إن كانت عدة " نصوص " و ليس نصا واحدا؟
و هذه ثانية.
- فإن سلمنا بأصل الأدلة في تلك المسألة و بحجيتها، و كذا بمقتضاها من أحكام: فيمكن النظر في أي شبهة تعرض للمسلم، و هذا حال خلاف حال غير المقرّ و غيره 0
************
* و أما دفع تلك الشبهة
- فهي من القياس الفاسد - فضلا عن كونها قياسا باطلا أصلا كما ذكرنا آنفا -:
فما اعتلوا به من وجود قدر قليل من " الكحول " في الفاكهة و العصائر - لا حجة لهم فيه، فهذا - إن سلَمناه - متولّد منها، و ليس مضافا إليها، فافترقا، مثله في التشبيه مثل الدود المتولد في الجبن و غيره - مما لا يمكن أو يتعذر الاحتراز منه، فيحلّ أكل ذلك الجبن بما فيه، و هذا بخلاف ما لو تعمدت أنت وضع ذلك " الدود " فيه، فتأملَه يظهر لك الفرق هداك الله،
2 - و هي منتقضة كذلك بدم الحيوان المذكَى في الأكل: فدم الحيوان يحرم شربه - و هذا لا خلاف فيه - و لكن ما طفا منه مع ماء القدر عند طهوه لا بأس به، كما في حديث عائشة رضي الله عنها، قالت: " كنا نأكل اللحم و الدم خطوط على القدر ".
فهذا منه، و هو بخلاف ما لو تعمدت أنت وضع قدر من دم الحيوان في الأكل أو الشرب،
هذا ما بدا لي في كشف تلك الشبهة، و الله أعلم
__________________________________________
* و لعل الله أن يفتح على غيري بأقوى من ذلك في شأنها،
و في ذلك متسع للجميع لمن أراد أو استطاع
وفقنا الله و إياكم إلى ما اختلف فيه من الحق بإذنه تعالى
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 Nov 2005, 11:26 ص]ـ
بل هي حجة لأنها نص صريح.
جاء في صحيح مسلم: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتبذ له أول الليل فيشربه إذا أصبح يومه ذلك والليلة التي تجيء والغد والليلة الأخرى والغد إلى العصر فإن بقي شيء سقاه الخادم أو أمر به فصب.
قال النووي في شرح الحديث: في هذه الأحاديث دلالة على جواز الانتباذ , وجواز شرب النبيذ ما دام حلوا لم يتغير ولم يغل , وهذا جائز بإجماع الأمة.
فهل أنت أعلم يا دكتور خليل بشرع الله أم رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم منك؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[24 Nov 2005, 05:24 م]ـ
ارجع لأي شرح لهذا الحديث، فإن وجدت في أي من تلك الشروح - المعتبرة و المعتد بها - أي قول يؤيد ما ادعيته أنت من إباحة شرب الأشربة التي بها قدر قليل من الخمر " الكحول " فأتني به؟
قال الله عز و جل مخاطبا أقواما زعموا أقوالا ليس لها حجة صحيحة:
{قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين}.صدق الله العظيم
- و ذكر في تفسير كلمة " برهان ": [الدليل الذي يوقع اليقين]. قاله القرطبي في تفسيره " الجامع لأحكام القرآن ".
فهات برهانك على ما ادعيت،
و إنا منتظرون، و قد قدمت - أنا - دليل ما ما ذكرت، و هو نص في المسألة
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[25 Nov 2005, 03:19 ص]ـ
أليس شرح النووي معتداً به يا دكتور؟!
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[25 Nov 2005, 04:51 م]ـ
هات منه ما له حجة لما ادعيته أنت، و لا تنقل كلاما عاما في غير مسألة النزاع، و التزم بتحقيق ما اتفق عليه في تحرير موضعه: أي
[هل الشراب الذي أضيف إليه - عمدا - قليل من الخمريحلّ شربه في غير حال الضرورة؟]
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[08 Mar 2006, 09:12 م]ـ
من توصيات الندوة الفقهية الطبية الثامنة
المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية
رؤية اسلامية لبعض المشاكل الصحية
المواد المحرمة والنجسة فى الغذاء والدواء
[3 - لما كان الكحولي مادة مسكرة فيحرم تناولها، وريثما يتحقق ما يتطلع إليه المسلمون من تصنيع أدوية لا يدخل الكحول في تركيبها ولا سيما أدوية الأطفال والحوامل، فإنه لا مانع شرعا من تناول الأدوية التي تصنع حاليا ويدخل في تركيبها نسبة ضئيلة من الكحول، لغرض الحفظ، أو إذابة بعض المواد الدوائية التي لا تذوب في الماء مع عدم استعمال الكحول فيها مهدئا، وهذا حيث لا يتوافر بديل عن تلك الأدوية.
4 - لا يجوز تناول المواد الغذائية التي تحتوي على نسبة من الخمور مهما تكن ضئيلة، ولا سيما الشائعة في البلاد الغربية، كبعض الشوكولاتة وبعض أنواع المثلجات (الآيس كريم، الجيلاتي، البوظة)، وبعض المشروبات الغازية، اعتبارا للأصل الشرعي في أن ما أسكر كثيره فقليله حرام، ولعدم قيام موجب شرعي استثنائي للترخيص به].
* و الشاهد منه: صحة الاحتجاج في تحريم القدر الضئيل من الخمر - المختلط بالكثير من الماء - بالحديث: " ما أسكر كثيره فقليله حرام "،
و إن كانوا ناقضوا بعد - بدعوى عموم البلوى - فقالوا:
(5 - المواد الغذائية التي يستعمل في تصنيعها نسبة ضئيلة من الكحول لإذابة بعض المواد التي لا تذوب بالماء من ملونات وحافظات وما إلى ذلك، يجوز تناولها لعموم البلوى ولتبخر معظم الكحول المضاف في أثناء تصنيع الغذاء).
- و هو ما لا يتوفر في المشروبات الغازية.
و للاطلاع على تلك التوصيات:
http://www.islamset.com/arabic/abioethics/index.html
ـ[أبو الهيثم]ــــــــ[09 Mar 2006, 03:33 ص]ـ
يا دكتور أبوبكر أنما هم يسئلونك عن تحقيق المناط،، فهم لا يرون انسحاب الأدلة عليها
وليس معنى ذلك أنهم يقولون باستحلال الخمر،فأجب عليهم مبينا هل تنسحب أدلة الخمر على كل أنواع الكحول
علما بأن الكحول أنواع،فليس كل كحول يعتبر خمر بل من انواع الكحول ما هو سام مثل methanol على حد ما أذكر
فنرجو منك تحقيق هذه المسألة تحقيق فقهي
كما أن التحقيق ليس مجرد بسط الأدلة و لكن انزال الأدلة على الواقعة (او العلة) و هو ما يسمى بتحقيق المناط (تحقيق العلة في الفرع)
يعني بكل يسر: هل العلة ستكون متعدية إلى جميع أنواع الكحول أم لا؟؟؟
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[09 Mar 2006, 08:50 ص]ـ
فتوى المجلس لم تنازع في كون الكحول خمرا،
بل في أثر ذلك القدر من الكحول في الحرمة،
فارجع لأول الموضوع، و تأمله بروية،
و لا تستخفنك العجلة.
ـ[عبدالقادر]ــــــــ[10 Mar 2006, 03:20 ص]ـ
سمعت ابن عثيمين في أحد أشرطتو قد أباح شرب العقاقير المحتوية على نسب قليلة من الكحول قائلا بأنها لا تدخل ضمن أحاديث تحريم الخمر
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[10 Mar 2006, 09:45 ص]ـ
إن صح ذلك النقل عنه و العزو إليه فهو محمول على ما دعت إليه الحاجة أو الضرورة، و إلا فهو محجوج بالإجماع على تحريم الخمر بعينها،
(يُتْبَعُ)
(/)
و قد نقل الإمام ابن رشد (الحفيد) الإجماع على أصل ذلك في كتابه " بداية المجتهد "، قال: [و قد ثبت من حال الشرع بالإجماع أنه اعتبر في الخمر الجنس دون القدر الواجب].
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[02 Aug 2008, 05:17 م]ـ
جزاكم الله خيراً
قال الشيخ لعثيمين - رحمه الله -:
الكحول مادة مسكرة كما هو معروف فتكون خمراً؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم " كل مسكر حرام "، وفي رواية " كل مسكر خمر "، وعلى هذا فإذا خالطت هذه الكحول شيئاً ولم تضمحل بما خالطته: صار هذا الشيء حراماً؛ لأن هذا الخليط أثَّر فيه، أما إذا انغمرت هذه الكحول بما خالطته ولم يظهر لها أثر: فإنه لا يحرم بذلك؛ لأن أهل العلم رحمهم الله أجمعوا على أن الماء إذا خالطته نجاسة لم تغيره فإنه يكون طهوراً، والنسبة بين الكحول وبين ما خالطه قد تكون كبيرة وقد تكون صغيرة، بمعنى أن هذه الكحول قد تكون قوية فيكون اليسير منها مؤثراً في المخالط، وقد تكون ضعيفة فيكون الكثير منها غير مؤثر، والمدار كله على التأثير.
ثم هاهنا مسألتان:
الأولى: هل الخمر نجس نجاسة حسيَّة؟ أي: أنه يجب التنزه منه وغسل الثياب إذا أصابها وغسل البدن إذا أصابه وغسل الآواني إذا أصابها أو لا؟ جمهور العلماء على أن الخمر نجس نجاسة حسيَّة وأنه يجب غسله ما أصابه من بدن أو ثياب أو أواني أو فرش أو غيرها كما يجب غسل البول والعذرة، واستدلوا لذلك بقوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ}، والرجس هو النجس بدليل قوله تعالى {قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ} أي: نجس، واستدلوا أيضاً بحديث أبي ثعلبة الخشني حيث سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الأكل بآنية الكفار فقال النبي صلى الله عليه وسلم " لا تأكلوا فيها إلا أن لا تجدوا غيرها فاغسلوها وكلوا فيها "، وقد ورد في تعليل النهي عن الأكل فيها أنهم كانوا يضعون فيها الخمر ولحم الخنزير وما أشبه ذلك.
ولكن القول الثاني في المسألة أن الخمر ليس نجساً نجاسة حسيَّة، واستدل لهذا القول بأن الأصل في الأشياء الطهارة، وأنه لا يلزم من تحريم الشيء أن يكون نجساً، فالسم حرام بلا شك ومع ذلك ليس بنجس، وقالوا: إن القاعدة الشرعية أن كل نجس حرام وليس كل حرام نجساً، وعلى هذا: فيبقى الخمر حراماً وليس بنجس حتى تقوم الأدلة على نجاسته، واستدلوا أيضاً بأن الخمر حين حرمت أراقها المسلمون في الأسواق ولم يغسلوا الأواني منها، وإراقتها في الأسواق دليل على عدم نجاستها؛ لأنه لا يحل لإنسان أن يريق النجس في أسواق المسلمين؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم " اتقوا اللاعنين، قالوا: يا رسول الله وما اللاعنان؟ قال: الذي يتخلى في طريق الناس أو ظلهم "؛ ولأنهم لم يغسلوا الأواني منها ولو كانت نجسة لوجب غسل الأواني منها، واستدل لهذا القول أيضاً بما ثبت في صحيح مسلم " أن رجل أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم راوية خمر فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم أنها حرمت فتكلم أحد الصحابة مع صاحب الراوية سرّاً - أي: أسرَّ إليه حديثاً - فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: بما ساررته، قال: قلت: بعها، فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيعها، وقال: إن الله إذا حرَّم شيئاً حرَّم ثمنه " - هذا الحديث أو معناه - ثم فتح الرجل فم الراوية وأراق الخمر بحضرة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بغسل الراوية ولو كان الخمر نجساً لأخبره صلى الله عليه وسلم بنجاسة الراوية وأمره بغسلها.
وأما ما استدل به القائلون بالنجاسة الحسية في قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ} فإن الله تعالى قيد هذا الرجس بأنه رجس عملي قال {رجس مِنْ عمل الشيطان} وليس رجساً عينيّاً بدليل أن الميسر والأنصاب والأزلام ليست نجاستها نجاسة حسيَّة، والخبر عن نجاستها ونجاسة الخمر خبر واحد لعامل واحد {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان} ومثل هذا لا يجوز أن تفرق الدلالة فيه على وجهين مختلفين إلا بدليل يعين ذلك.
وأما حديث أبي ثعلبة الخشني فليس الأمر بغسلها من أجل نجاستها لاحتمال أن يكون الأمر بغسلها من أجل الابتعاد التام والانفصال التام عن استعمال أواني الكفار الذي يجر إلى مماستهم والقرب منهم وليس للنجاسة؛ لأن المعروف أن النجاسة لا تثبت بالاحتمال.
على كل حال: هذا هو الأمر الأول مما يتعين البحث فيه في جواب هذا السؤال عن الكحول وإذا تبين أن الخمر ليست نجسة نجاسة حسيَّة صارت هذه الكحول ليست نجسة نجاسة حسية فتبقى على طهارتها.
أما الأمر الثاني: فإذا تعيَّن أن فيها أي: في هذه الأطياب كحولاً ومؤثراً لكونه كثيراً، فهل يجوز استعماله في غير الشرب؟ جواب ذلك أن يقال: إن قول الله تعالى {فاجتنبوه} عام في جميع وجوه الاستعمال أي: أننا نجتنبه أكلاً وشرباً ودهناً وغير ذلك، هذا هو الأحوط بلا شك، لكنه لا يتعين في غير الشرب؛ لأن الله تعالى علل الأمر بالاجتناب بقوله {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}، وهذا لا يتأتى في غير الشرب، وعلى هذا: فالورع اجتناب التطيب بهذه الأطياب والجزم بالتحريم لا يمكن ... .
" فتاوى نور على الدرب " (النساء) بواسطة موقعه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[02 Aug 2008, 06:03 م]ـ
نقل آخر مهم:
قال الشيخ رحمه الله:
وقد توهم بعض الناس أن المخلوط بالخمر حرام مطلقا ولو قلت نسبة الخمر فيه، بحيث لا يظهر له أثر في المخلوط، وظنوا أن هذا هو معنى حديث: (ما أسكر كثيره فقليله حرام). فقالوا: هذا فيه قليل من الخمر الذي يسكر كثيره فيكون حراما، فيقال هذا القليل من الخمر استهلك في غيره فلم يكن له أثر وصفي ولا حكمي، فبقي الحكم لما غلبه في الوصف، وأما حديث: (ما أسكر كثيره فقليله حرام) فمعناه أنه إذا كان الشراب إن أكثر منه الشارب سكر، وإن قلل لم يسكر فإن القليل منه يكون حراما؛ لأن تناول القليل وإن لم يسكر ذريعة إلى تناول الكثير، ويوضح ذلك حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل مسكر حرام وما أسكر الفرق منه فملء الكف منه حرام).
الفرق: مكيال يسع ستة عشر رطلا، ومعنى الحيث أنه إذا وجد شراب لا يسكر منه إلا الفرق، فإن ملء الكف منه حرام فهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (ما أسكر كثيره فقليله حرام).
" مجموع فتاوى الشيخ العثيمين " (11 / السؤال 211)(/)
- سيدة فلسطين -
ـ[ hedaya] ــــــــ[10 Oct 2005, 11:09 ص]ـ
سيدة فلسطين *
http://i17.photobucket.com/albums/b94/said_25/23.jpg حارت عيناي وهي تراقب وجهكِ ... تتأمل تلك الابتسامة الساحرة التي رسمت على شفتيكِ ... وتلك العينان ترسلان بريقًا من الأمل ... يرنو إلى المستقبل الذي بدأت ترتسم خيوطه ... تنتظر الفجر المشرق بالحب والأمن والنصر.
تطرب أذني بسماع كلماتكِ ... صوتكِ الذي يصدح ويملأ المكان ... أي صوت هذا؟ من أين تأتي امرأةٌ بمثل هذه القوة! أمن عصرنا أنتِ أم من عصر الصحابيات؟ وأي إيمانٍ هذا الذي يملأ قلبكِ!
أطرقت بصري وبكيت ... فاض دمعي حين رأيت دمعكِ لأول مرة ... حين كنت تودعين فلذة كبدكِ ... قطعةً أخرى من قلبكِ تفقدينها ... يتقطع قلبي وقلبكِ ما زال صابرا ... وصوتكِ ما زال أقوى من أزيز رصاصهم ... أقوى من هدير طائراتهم ... ترفضين الانحناء أمام كل الشدائد ... تقفين في وسط الموت الذي يخطف فلذات أكبادكِ ... لكنك كاللبؤة التي كلما اشتدت جراحها زادت قوةً وعنفوانا.
أم النضال ... أيا "خنساء العصر" ... يا معلمة الرجال قبل النساء ... علمينا كيف يكون الصبر ... علمينا كيف يكون الفداء ... علمينا كيف نبيع أنفسنا لله ... ونفدي ديننا ووطننا بأغلى ما نملك ... قولي لأمهاتنا بأن الحياة رخيصة لله ... قولي لهن بأن الأرض أغلى من النفس ... قولي لنا كيف نشمخ في زمن الانكسار.
علمينا الآن كيف نحيا وكيف نموت ... أعطينا درسًا في معاني الوفاء ... سقطت من قاموسنا كل الكلمات إلا الخوف ... أسقطيها الآن وامنحينا بعضًا من صبرك ... أدركينا علَّ ما بقي من كرامتنا يكبر فينا.
لله دركِ! ثالث الفرسان يترجل الآن ... ولا زلت على عهدك مع الله ... تبيعين لله ... تتاجرين في صفقةٍ لا تخسر أبدا ... هي الجنة لا تليق إلا بمثلك ... يا أم الرجال ... آن أن ننحني ونقبل قدميكِ ... ونرحل في طريق العز الذي رسمته دماء الشهداء ... دماء أبنائك!
هل شابَ ليلُكَ أيها الصبرُ الطويلُ = بغزةٍ، أم هل أصابك داءُ
ما للفؤاد على فراقهمُ ينوحُ = وما طوتْه، من الأسى، أنواءُ
هل كان قاصمَ ظهرنا استشهادُه = أم أن الاستشهادَ ذاك دواءُ
أرضيت ربي؟ أم أزيد شفاعة؟ = روحي فدىً، والأهلُ والأبناء
أتبسّمَ الشهداء في جنّاتهم؟ = أم رحّبت بحبيبِنا الأنحاءُ؟
قدمتَ مهراً يا رواد مُطيّباً = مهرُ الجنان من الشهيد دماءُ
* * *
ها يا نضالُ، ويا محمدُ، جاءكم = هذا المساء رواد والأشلاءُ
فتفسحوا يا آل مريم، أجلِسوا = هذا الفتى بالخير يا جلساءُ
ابنُ الكريمة قد أتاكم راغباً = إذ حمّلته سلامَها الخنساءُ
إني أراكم قومَ خيرٍ في الظِلالِ = وشيخُكُم، وتحيطُكم خضراء
يحكي لكم عن وعدِ حقٍ قد أتى = ويصدّقُ الدكتورُ والشهداءُ
الشعر للشاعر ياسر عزام
* خنساءٌ فلسطينية من عصرنا هذا، هي مريم محمد فرحات (ام نضال) من سكان حي الشجاعية شرق غزة، قدمت أبناءها محمد و نضال ورواد شهداء في الأعوام 2002 و 2003 و2005، وابنها وسام معتقل منذ 11 عاما، وما زالت شامخةً في بندقية المقاومة وتطمح بأن تقدم المزيد ... للأرض السليبة؛ حماها المولى وتقبّل قربانها النفيس.(/)
دعوة للاستفادة من مشايخنا: حوار مع فضيلة الشيخ محمد بن رزق الطرهوني
ـ[أم اليمان]ــــــــ[10 Oct 2005, 08:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يوجد حوار مع فضيلة الشيخ محمد بن رزق الطرهوني حفظه الله تعالى
لمن يريد طرح أسئلة على فضيلته
وفقكم الله
في هذا
الرابط ( http://www.alfeqh.com/montda/index.php?showtopic=8791&st=0entry61094)(/)
لمن يحب رمضان
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[10 Oct 2005, 11:25 م]ـ
لمن يحب رمضان أهدي اليه هذا الموقع وارجو منه الدعاء
http://saaid.net/book/list.php?cat=97&PHPSESSID=0d672e36f2c5e39919ebe5a7f9698757(/)
جريدة اليولاندس بوستن الدانمركية تهاجم الرسول وبيان في الرد عليها ...
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[11 Oct 2005, 09:05 ص]ـ
نشرت جريدة اليولاندس بوستن الدانمركية مقالة وصورا تسيء فيها لشخص النبي صلى الله عليه وسلم. وقد قام الشيخ أبي محمد السلفي بإصدار بيان يرد فيه على ما جاء في هذه الجريدة. إليكم نص البيان:
لن نصمت خوفاً من قمع (ديموقراطي)
عطفاً على ما تبنته جريدة (اليولاندبوستن الدانمركية) في عددها الصادر يوم الجمعة 30/ 9/2005 من صور تخيلية مزعومة لشخص نبينا محمد صلى الله عليه و سلم فيها إساءة ظاهرة غير مقبولة تحت أي حجة، و إزاء ذلك فإننا كمسلمين ارتضينا العيش في هذه البلاد، بعد أن قيل لنا أن حريتنا الكاملة، لا سيما حرية التدين و احترامه ستكون مصانة، نود أن نلفت انتباه الرأي العام الدانماركي الى أمور مهمة:
1 - أن لرسولنا صلى الله عليه وسلم مكانة في قلوبنا لا تدانيها منزلة، فهو و إخوانه الانبياء (كموسى و عيسى) هم رسل الله، ولا يجوز التطاول عليهم، و إن على كل ذي دين، بل على كل عاقل أن لا يسمح بتطاول على متبوع له هذا الوزن عند أتباعه، بل حتى عند عقلاء خصومه.
2 - سؤال يطرح نفسه بقوة، هل يجرؤ أحد على النيل من السامية في أوروبا بحجة حرية الرأي و التعبير تحت غطاء الديموقراطية؟؟؟
3 - لسنا بحاجة لدروس في الديمقراطية، بل نحن من يدرسها للعالم بأفعالنا و أقوالنا، و ما بقاء منارات الكنائس مصانة محترمة في بلادنا أيام قوتنا و حتى يومنا إلا خير شاهد على ذلك.
4 - إن هذا الأسلوب (الديكتاتوري) في طرح الديمقراطية مرفوض جملة و تفصيلاً.
5 - أيصح أن تهدر القيم و لا يعرف لذي فضل فضله و يجترأ على مقامات ولا تراعى لا قيم و لا مبادئ، ولا تصان أي حرمة و كل هذا تحت ستار الحرية. إن هذه الديموقراطية بالية يستغل فيها القوي الضعيف.
6 - يجب أن يكون هناك توازن بين حرية الرأي و التعبير، وحرية التدين، و إذا طغى أحد على الآخر فلا بد أن يحصل خلل لا تعرف بل لا تحمد عقباه.
7 - إن المسلمين اليوم يقفون حائرين، فأي الأمرين نصدق، أصحيح أن الغرب يعادي شريحة معينة من المسلمين فقط لسلوكها، ولكنه يقر بأن الاسلام دين سماوي محترم ومهاب. أما الثاني و لعل ما ورد في الجريدة يدل عليه و هو أن الاسلام نفسه بكل رموزه و مقدساته لا قيمة له و أن الارهابي الأول هو نبينا صلى الله عليه وسلم.
8 - هل تعني الديموقراطية أن يستهزأ و يتهكم بأقدس ما لدى المسلمين وكأن شئ لم يكن بل يراد لنا أن نتقبل ذلك و أن لا ننزعج ولا نغضب حتى يطمئن أصحاب الرأي الحر أن المسلمين أخيراً ... تطوروا و أصبحوا يقبلون النقد و الرأي الآخر حتى ولو على حساب مسلماتنا ومقدساتنا.
9 - لو نظرنا قليلاً الى الموضوع الحاضر الغائب (الاندماج)، أيعقل أن هذا الاسلوب المتهور هو الوسيلة المثلى للاندماج، أم أنه سيزيد الشرخ أكثر فأكثر. إن ما ورد في هذه الجريدة هو بمثابة صب الزيت على النار و أن الأحمق الذي تبنى هذا الموقف الارعن عليه هو لا غيره أن يتحمل عواقب فعلته و التي أقلها إنقسام حاد في المجتمع الذي يراد له أن يكون موحداً و منصهراً في بوتقة واحدة بعيداً عن أي خلافات.
10 - إن على الجريدة (اليولاندبوستن) بل أقل ما تفعله هو التراجع عن هذه السفسطة الفارغة، و الاعتذار الى المسلمين الذين جرحت مشاعرهم بل أحسوا بإهانة عظمى لأقدس ما عندهم (نبيهم) هذا إذا كنتم تهتمون بمشاعر الناس الذين يشاركونكم العيش في هذا البلد.
11 - أخيراً أخاطب العقلاء من هذا المجتمع ان يكون لهم دور في وقف هذه المهزلة و عدم استغلال موضة (الحرب على الارهاب) للجرأة على الدين و الاسلام نفسه بكل رموزه و مقدساته.
الشيخ أبو محمد السلفي
خريج الجامعة الإسلامية
في المدينة المنورة
الثلاثاء الأول من رمضان المبارك 1426هـ
الموافق 04/ 10/2005
موقع الشيخ: http://www.angelfire.com/folk/wes0
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[15 Oct 2005, 12:26 م]ـ
خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ رائد حليحل إمام مسجد أورهوس في الدانمارك بعنوان "الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم"
للإستماع: http://home1.stofanet.dk/wesam/SP0000.ram
للحفظ: http://home1.stofanet.dk/wesam/SP0000.rm
(يُتْبَعُ)
(/)
ملاحظة: حجم الملف 4.7 ميغا بايت
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[30 Jan 2006, 11:52 ص]ـ
يرفع للتذكير
وأود الإشارة إلى أن الشيخ أبو محمد السلفي هو نفسه الشيخ رائد حليحل رئيس اللجنة الأوروبية لنصرة خير البرية وهو من أوائل من ردوا على مقال الجريدة وخطبته الموجودة أعلاه كانت في الجمعة التالية لنشر الجريدة للصور ...
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[30 Jan 2006, 11:57 ص]ـ
للإحتجاج على الصحيفة الدنمركية التي هاجمت النبي صلى الله عليه وسلم، ونصرة للنبي المصطفى، تجدون في الأسفل عناوين بريد وزارة الثقافة الدنمركية والصحيفة التي هاجمت النبي وعناوين سفارات الدنمرك حول العالم، ورسالة للإحتجاج على الرسومات ما عليكم سوى نسخها في بريدكم وإرسالها
to:
kum@kum.dk, min@kum.dk, jp@jp.dk, internetavisen@jp.dk
cc:
kulamb@um.dk, wasamb@um.dk, dubamb@um.dk, haaamb@um.dk, tyoamb@um.dk, helamb@um.dk, accamb@um.dk, ottamb@um.dk, sinamb@um.dk, lonamb@um.dk, delamb@um.dk, bkkamb@um.dk, bjsamb@um.dk, konsulat@denmark.ch, botschaft@denmark.ch, pryamb@um.dk, nboamb@um.dk, vieamb@um.dk, rixamb@um.dk, danske@online.no, stoamb@um.dk, ankamb@um.dk, caiamb@um.dk, athamb@um.dk, daramb@um.dk, paramb@um.dk, thramb@um.dk, ruhamb@um.dk, budamb@um.dk, mowamb@um.dk, mgaamb@um.dk, kmtamb@um.dk, selamb@um.dk, mexamb@um.dk, damamb@um.dk, lunamb@um.dk
Subject:
We were considering Denmark one of the most peaceful countries in the world that respects religions and believes. But what was published in Jyllands-Posten in 30-9-2005 is not acceptable by any muslim all over the world, and does not reflect the freedom of opinion.
Jyllands-Posten magazine should apologizing to muslims for that article in order to keep Denmark a country of liberty in our sights.(/)
وفاة الشيخ عبد الله بن قعود، رحمه الله.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[11 Oct 2005, 12:10 م]ـ
توفي صباح هذا اليوم الثلاثاء الشيخ عبد الله بن حسن القعود، وسيُصلى على الشيخ عصرًا في جامع الإمام تركي بن عبد الله بالرياض.
رحمه الله، وغفر له.
المصدر ( http://alsaha2.fares.net/sahat?128@124.Tlvbtqlwqbb.1@.1dd843f6)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[11 Oct 2005, 01:24 م]ـ
نسأل الله للشيخ المغفرة والرضوان، وأن يلهم أهله الصبر والسلوان، وأن يخلف الأمة خيرًا منه، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
ـ[مرهف]ــــــــ[11 Oct 2005, 02:46 م]ـ
اللهم اخلف على المسلمين خيراً، اللهم اجبر هذه الثلمة في الإسلام، وهيئ لنا من عبادك من يقول الحق ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وينصر شرعك واجعلنا منهم آمين.
أعظم الله أجرنا وأجركم وأحسن عزاءكم وغفر الله لميتنا وألهم الله أهله وذويه الصبر
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[11 Oct 2005, 07:39 م]ـ
رحمه الله من عالم جليل، وأسكنه الله فسيح جناته
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[11 Oct 2005, 09:40 م]ـ
اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعفنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس يا أرحم الراحمين.
ـ[محمد الحريص]ــــــــ[12 Oct 2005, 10:25 ص]ـ
اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعفنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس يا أرحم الراحمين.
ـ[إمداد]ــــــــ[13 Oct 2005, 01:53 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة
الشيخ عبدالله بن قعود: لمحات من سيرته ومآثره / بقلم تلميذه خالدالشايع
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ عبدالله بن قعود رحمه الله الخطيب المفوه والعالم الناصح والمفتي المحقق
بقلم: خالد بن عبدالرحمن بن حمد الشايع
المستشار الشرعي والمشرف التربوي وأحد الدارسين على فضيلته
الحمد لله الحي القيوم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه والتابعين بإحسانٍ إلى يوم الدين، أما بعد:
ففي صباح هذا اليوم الثلاثاء الثامن من رمضان عام 1426هـ ودَّعت الدنيا بمدينة الرياض أحد أئمة العلماء وأعلامها النبلاء، وهو الشيخ عبدالله بن حسن بن قعود، عن عمر يناهز الثالثة والثمانين، بعد أن لازمه المرض بضع سنين.
وتناقل الناس الخبر آسفين حزينين، يعزي بعضهم بعضاً، ويسألون الله له المغفرة، وأن يخلف على الأمة فيه خيراً.
وتوافد الناس للصلاة عليه في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض عقيب صلاة العصر، حيث امتلأ هذا الجامع الكبير بالتمام وزيادة، وتقدم المسلمين أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وسمو نائبه الأمير سطام بن عبدالعزيز، وعدد كبير من الأمراء والعلماء وطلبة العلم، وأمَّ الناس سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المفتي العام للمملكة.
ثم وُوري الشيخ ابن قعود الثرى في مقبرة العود وسط مدينة الرياض التي اكتظت الطرقات المؤدية إليها بالسيارات والمشاة، فقد شيعه عدد كبير من الناس، فيهم الأمراء والعلماء والمسئولون وغيرهم من محبي الشيخ رحمه الله.
والشيخ ابن قعود ـ رحمه الله ـ صاحب علم وعمل ودعوة، فقد كان أحد أعضاء لجنة الإفتاء بالمملكة، إلى قبيل مرضه، وكانت له جهود علمية ودعوية في الخطابة والتعليم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وفيما يلي ترجمةٌ مختصرةٌ للشيخ، استفدتها من مقدمة مجلدات فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء، إضافة لما أعرفه عن الشيخ لدى دراستي عنده وحضوري مجالسه:
فهو الشيخ العلامة عبد الله بن حسن بن محمد بن حسن بن عبد الله القعود.
ولد في ليلة 17 رمضان عام 1343 هـ ببلدة الحريق الواقعة بوادي نعام أحد أودية اليمامة.
(يُتْبَعُ)
(/)
نشأ الشيخ في بلدة الحريق بين أبوين كريمين ببيت ثراء وفضل , فوالده أثناء نشأته أحد أثرياء البلد, وتعلم مبادىء الكتابة والقراءة من المصحف لدى محمد بن سعد آل سليمان, وذلك في آخر العقد الأول من عمره وأول الثاني, وقرأ القرآن بعد ذلك عن ظهر قلب، وبعض مختصرات شيخ الإسلام ابن تيمية, والإمام محمد بن عبدالوهاب رحمهما الله، على قاضي بلدته آنذاك الشيخ عبدالعزيز بن إبراهيم آل عبداللطيف رحمه الله.
بعد هذا قويت رغبته في تحصيل العلم فرحل في 27 صفر 1367 هـ مفارقاً ذلك البيت الغني بأنواع الأموال، وتوجه إلى حيث يقيم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ـ رحمه الله ـ في الدلم بمنطقة الخرج, ولازمه أربع سنوات، ما عدا فترات الإجازات ونحوها, فكان يعود فيها إلى والديه اللذين يتعاهدانه أثناء تلك الفترة بما يحتاجه من مال ـ جزاهما الله عنه وعن العلم خيراً ـ.
وقد سمع على الشيخ ابن باز أشياء كثيرة من أمهات الكتب وغيرها من كتب الحديث والفقه , ومن المعروف لدى طلاب الشيخ ابن باز أن الشيخ ابن قعود حرر على إحدى نسخ بلوغ المرام فوائد نفيسة لدى دراسته عليه في الدلم، وقد صورها البعض واستفادوا منها، وحفظ الشيخ ابن قعود أثناء وجوده لدى الشيخ ابن باز مختصرات كثيرة منها بلوغ المرام, وكان ميالاً كثيراً للأخذ بالدليل ـ أي: لمسلك أهل الحديث ـ.
ولما فتح المعهد العلمي في الرياض في مطلع عام 1371 هـ الذي هو نواة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، التحق به وتخرج في كلية الشريعة في عام 1377 هـ.
وكان من مشايخه في الدراسة النظامية المذكورة: الشيخ عبد العزيز بن باز, والشيخ عبدالرزاق عفيفي, والشيخ محمد الأمين الشنقيطي, والشيخ عبد الرحمن الإفريقي، رحمهم الله.
أما وظائفه الرسمية: ففي عام 1375 هـ عين مدرساً بالمعاهد, وفي 1379 هـ انتقل إلى وزارة المعارف وعمل بها مفتشا للمواد الدينية بالمرحلة الثانوية, وفي 1385 هـ انتقل إلى ديوان المظالم ,وعمل به عضواً قضائياً شرعياً, وفي 1/ 4 / 1397 هـ انتقل إلى رئاسة البحوث العلمية والإفتاء وعمل بها عضواً في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء المنبثقة من هيئة كبار العلماء, بجانب عضويته في هيئة كبار العلماء, وفي 1/ 1 / 1406 هـ خرج للتقاعد.
واستمر في المشاركات في اللقاءات والنشاطات العلمية والثقافية، إضافة لإفتاء الناس فيما يعرضونه عليه، وتعاون مع جامعة الملك سعود بإلقاء محاضرات لطلاب الدراسات العليا بقسم الثقافة الإسلامية، وهكذا دروسه العلمية الأسبوعية المستمرة في المسجد والتي يؤمها كثيرٌ من طلبة العلم.
وأما في مجال الإمامة والخطابة: فقد عُين إماماً وخطيباً بجامع المشيقيق بالرياض منذ شعبان 1378هـ , وفي المحرم 1391 هـ عين خطيباً لجامع الملك فيصل (المربع) واستمر فيه على مدى ثمانية وعشرين عاماً، حتى وقت إعادة بناء منطقة مركز الملك عبدالعزيز التاريخي وترميم الجامع عام 1418هـ.
للشيخ ابن قعود رحمه الله عدد من المؤلفات منها: مجموعة خطب صدرت في أربعة أجزاء في أزمان متفاوتة باسم (أحاديث الجمعة) , وله تعليق على بعض مقررات الحديث والفقه في المرحلة الثانوية والمتوسطة إبان عمله مفتشاً بوزارة المعارف. إضافة لبعض الرسائل المختصرة، ومئات الفتاوى التي اشترك في الإجابة عنها مع أعضاء اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
ولدى دراستنا على الشيخ ـ رحمه الله ـ لاحظنا تجرده للحق واتباعه للدليل، وتميز أسلوبه ـ رحمه الله ـ بالبسط والتفصيل، بحيث يعرض المسائل عرضاً جلياً يزول معه اللبس والتردد، ولاحظنا التأثر الكبير منه رحمه الله بشخصية شيخنا العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله، في تعليمه وترجيحاته وورعه عن التفرد بالرأي أو الهجوم على المسائل بلا علم.
إضافة لتأثره بالشيخ ابن باز في ورعه وزهده، وانصرافه عن الدنيا وعدم مزاحمة الناس على ما في أيديهم، وفي تطلبه للحق والوقوف عنده، وفي بذله نفسه للناس.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما خطب الشيخ رحمه الله، والتي يسَّر الله لي حضورها إبان دراستي في المرحلة المتوسطة، فقد تميزت بالمعالجات العميقة لقضايا العقيدة وللمسائل الحياتية الحادثة مع ملاحظة الاختصار والإيجاز، وكان له رحمه الله أسلوبه المتميز في الخطابة، الذي يلحظ معه سامعه إخلاص الشيخ لله تعالى، وشدة نصحه للناس، وتميزت خطبه بأنه كان يرتجلها ولا يقرأها من ورقة. فكان جامعه متجهاً لطلاب العلم ولعدد من وجهاء الناس، حيث يؤمونه من أنحاء شتى من مدينة الرياض، إضافة لعامة الناس، فكان المسجد يغص بالمصلين.
وقد كان الشيخ ابن قعود رحمه الله يُولي خُطبه اهتماماً بالغاً بالتحضير لها، وبكيفية أدائها وإلقائها، كما يظهر ذلك في مقدمته لكتاب الخطب، ولذلك فكان الشيخ كثيراً ما يبكي على المنبر لشدة تأثره وعظيم نصحه.
وحدثنا من هو أكبر منا أن الملك فيصل ـ رحمه الله ـ إبان حياته كان يصلي الجمعة في ذلك الجامع، فيسمع خطب الشيخ ويصلي وراءه.
وقد عرفنا عن الشيخ رحمه الله تواضعه ولطفه ورفقه وحرصه على مخالطة الناس، وكانت الابتسامة لا تغادر محياه، وكان لطيف المعشر قريب النفس، تكسوه مهابة العالم في حديثه وشخصيته وسمته، غير أن سماحته وتواضعه تقربه منهم، فكان رحمه الله رقيق القلب سريع البكاء، يبكي في الصلاة ولدى خطابته في النفس.
ومن لطفه وتواضعه ورفقه ما كنا نلاحظه من وقوفه للناس عند باب الجامع بعد خطبة وصلاة الجمعة، يجيب عن أسئلتهم ويحل إشكالاتهم، ولا يستطيل وقوفه في حر الصيف أو برد الشتاء. كان الشيخ في لبسه وهندامه نضراً مرتباً، غالب لباسه البياض، ومع حسن لبسه وجمال منظره إلا أنه ما كان يتكلف ولا يبالغ في هندامه.
ومنذ بضع سنين حلَّ بالشيخ مرضٌ تمادى به، حتى ألزمه بيته، فانعزل عن الناس وخاصةً بعد توالى الفتن والأحداث الجسام، فإنه إبان صحته ونشاطه كان لا يتفرد بالرأي، فكان كثيراً ما يحيل على العلماء الآخرين، أو يطلب عرض المسألة على اللجنة الدائمة للإفتاء، وكان ازدياد مرض الشيخ بعد أن بلغه خبر وفاة شيخه العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله، حيث كان صدمةً بالغة له أثرت فيه وفي صحته تأثيراً بالغاً.
وبعد: فإن وفاة عالم جليل كمثل الشيخ عبدالله بن قعود لمما يحزن النفوس ويكدر الخواطر، فقد كان رحمه الله من أئمة العلماء الناشرين لسنة سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، بالعلم والعمل، وما أجل ما قاله الإمام أيوب السِّختيانيّ: إنّه ليَبلُغني موت الرّجل من أهلِ السنّة؛ فكأنّما أفقد بعضاً من أعضائي.
ومما يبين أثر موت العلماء على الأمة ما نقله المفسرون في تفسير قول الله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا) [الرعد: 41].
قال عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ خرابها بموت فقهائها وعلمائها وأهل الخير منها، وروي مثله عن غيره أيضاً.
قال الحافظ ابن عبد البر ـ رحمه الله ـ إن هذا التفسير للآية حسنٌ جداً وتلقاه أهل العلم بالقبول. ومما جاء في بيان الرزية بفقد العلماء ما رواه الشيخان البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ".
قال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ في فتح الباري: فدلَّ هذا على أن ذهاب العلم يكون بذهاب العلماء.
وقيل لسعيد بن جبير: ما علامة هلاك الناس؟ قال: إذا هلك علماؤهم.
ونقل عن علي وابن مسعود وغيرِهما قولهم: موت العالم ثلمةٌ في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار.
وقال سفيان بن عيينة: وأي عقوبة أشد على أهل الجهل أن يذهب أهل العلم.
ا
لأرض تحيا إذا ما عاش عالمُها
متى يَمُتْ عالمٌ منها يَمُت طرفُ
كالأرض تحيا إذا ما الغيث حلَّ بها
وإن أبى، عاد في أكنافها التَّلف
إلى غير ذلك من النقول والآثار التي تبين الأثر الكبير الناشئ عن موت العلماء.
وينبغي أن يشار في هذا المقام إلى أن من حق علمائنا أن تبرز مآثرهم وأن تبسط سيرهم حتى يستفيد منها الناس، ولكي يقتدي بهم من بعدهم، ولأجل أن يُعرف ويحفظ فضلهم، وإن الله لحافظٌ دينه ومعلٍ لكلمته، والموفق من استعمله الله في بلاغ دينه والعمل بعلمه وتعليمه ودعوة الناس إليه.
فنسأل الله تعالى أن يغفر لشيخنا عبدالله بن قعود ويرفع درجته في المهديين، وأن يخلفه في عقبة في الغابرين، وأن يغفر لنا وله، وأن يفسح له في قبره وينور له فيه، وأن يخلف على الأمة فيه خيراً.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد. حرر في 8/ 9/1426هـ
__________________
منقول
http://alsaha2.fares.net/sahat?128@61.CeAutdBothc.1@.1dd84489(/)
نقل مباشر بالصوت والصورة لصلاة التراويح من الحرمين
ـ[إمداد]ــــــــ[13 Oct 2005, 05:46 م]ـ
من المسجد الحرام
http://www.liveislam.net/browsesubject.php?id=1697&action=listen&sid=
من المسجد النبوي الشريف
http://www.liveislam.net/browsesubject.php?id=1682&action=listen&sid=
ـ[إمداد]ــــــــ[14 Oct 2005, 02:06 م]ـ
ويمكنكم الأستماع الى مزيد من التلاوات من ارشيف الموقع او اكتب في البحث في ارشيف الموقع كلمة التراويح(/)
يوم القدس العالمي .. على الانترنت ..
ـ[ hedaya] ــــــــ[14 Oct 2005, 08:51 ص]ـ
http://www.al-multaqa.net/pu/al-quds.jpg
يا قدس .. جمالك يجذبني .. وتفضيلك يغريني .. خطوات مباركة علتك، وتسابيح صادقة ملؤ سماك .. وصلاة خاشعة تزين رحابك.
أجواء روحانية نستمد من ثناياها الصمود والصبر والإرادة .. تجلو من أرواحنا كل دماء استنزفت عبر الآهة والألم والتعذيب .. تدنو رويداً رويداً إلى الصميم .. وتعزف أخيراً لها لحن الحرية والنصر والتمكين.
لم تزل أرض القدس يحتويها الأنين!
تنزف باستمرار وتصرخ وتنادي كثيراً:
هبوا يا مسلمين .. هبوا يا أحباب الله .. تطلب النجاة من أياد لا ترحم .. تصرخ فزعاً على شبر من أرضها يتألم .. وتنزف دماً من خنجر صوّب إلى صدرها فمزقه.
لنحيي يوم القدس العالمى على الانترنت في 17 رمضان (يوم ذكرى بدر)
الموافق له الخميس 20 - 10 - 2005
بغرفة سرايا الدعوة - نطاق: الشرق الاوسط على البالتوك ..
Saraya Al-Da3wah q__I_II
بحضور لفيف من العلماء والشخصيات المعروفة ..
حضوركم .. دعم وعبادة ..(/)
استمع لصوت هذه اليتيمة لعل قلبكَِ يرق لها
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[14 Oct 2005, 10:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
باب من أبواب الخير يسير لمن وفقه الله، و طريقة ميسرة مبتكرة؛ لنفع من هو بأمس الحاجة لقليل ينفعه، ولا يضرك
اتصل على رقم (700000000) وباتصالك تكون تبرعت بمبلغ عشرة ريالات لأيتام الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام، وستستمع لصوت يتيم أو يتيمة يحدثك .. وإن شئت الزيادة، فاتبع الخطوات التي تسمعها، فلا تبخل على نفسك
{وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ} (110) سورة البقرة
{وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ} (272) سورة البقرة
وعن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وقال: بإصبعيه السبابة والوسطى وفرج بينهما شيئا ". رواه البخاري (4998) وروى مسلم (2983) نحوه عن أبي هريرة.
وهذا رقم هاتف الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمدينة الرياض (4966666)
ساهم في رفع المعاناة عمّن فقد عائله، وتذكر نعمة الله عليك برعاية والدك لك،
وفضل الله عليك برعايتك لأولادك.(/)
دعاء الختمة في صلاة التراويح
ـ[إمداد]ــــــــ[16 Oct 2005, 05:45 م]ـ
دعاء الختمة في صلاة التراويح *
عبدالرحمن بن فؤاد الجارالله
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير خلق أجمعين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ...
أما بعد:
فقد كثُرَ في الآونة الأخيرة طرح هذه المسألة بين طلاب العلم, وفي مجالس العلم, ومن باب مدارسة العلم وبيان الراجحِ في المسألة من الأقوال من مرجوحها بتوفيق الله, رأيت الإسهام في جمع الأقوال في حكم هذه المسألة وبيان أدلتها, جمعتها من خلال المناقشات في المجالس والمنتديات واللقاءات, والرجوع إلى بعض المؤلفات التي تطرقت إلى الموضوع, أو أشارت إليه, وليس لي فيه من نصيبٍٍ إلا الجمعَ والترتيب. ومن الله وحده العون والطول.
http://saaid.net/Doat/aljarallh/14.htm
لتحميل الموضوع على ملف وورد
http://saaid.net/Doat/aljarallh/14.doc
__________________(/)
إقرأ هذا الخبر بسرعة
ـ[مرهف]ــــــــ[17 Oct 2005, 05:15 م]ـ
لقد فوجئت في الحقيقة عندما فتحت بريدي بعد انقطاع عنه لمدة أيام بهذه الرسالة:
(عاجل جدا نرجو نشره فور القراءة
التصويت برفض عرض الصور التشبيهية للرسول صلى الله عليه وسلم
لقد نشر التلفزيون الدنماركي تصويت لمن يقبل او لا يقبل أن ترسم صورة الرسول عليه الصلاة والسلام بالجريدة وذلك بأساليب كاركتيرية قذرة، فكانت هنالك مسابقة بين الرسامين الكاركتاريين رسم رسولنا عليه الصلاة والسلام
وأيضا عرض على شاشات السينما الدينماركية فيلم تظهر به فتاه عارية تتعذب ونقش على ظهرها القرءان الكريم
وايضا تم رسم صورة المسيح على حذاء
اخواني واخواتي قد اقام المسلمون معارضة شديدة على ذلك وقد فوضت الحكومة الدينماركية التلفزيون الدينماركي القناه الثانية كي يقوم بعمل تصويت على ذلك، وان كان تصويت المعارضة اكبر فإنة لن يعرضوا الرسومات سيدنا محمد عليه الصلاه والسلام بعد الأن ويتم ايقاف عرض الفيلم من شاشات السينما التي تظهر به الفتاه العارية وعلى ظهرها القرءان الكريم ويتم سحب جميع الاحذية التي عليها صوره المسيح من السوق وعدم بيعها
الرجاء من الجميع وبأسرع وقت اعلن رفضك على ذلك الاستهزاء برسولنا الكريم والقرءان الكريم
وان اخر موعد لإدلاء الاصوات اليوم (الخميس) الساعة 1 ليلا بتوقيت الكويت التاريخ 13/ 10/2005
ان الموقع مكتوب باللغة الدنماركة
طريقة التصويت
تضغط على هذا الرابط
http://nyhederne.tv2.dk/baggrund/article.php?id=1694061
ثم شاهد الصورة لمعرفة كيفية التصويت
وللاعتراض اضغط على I h ّ j grad ومعناها غير موافق باللغة الدنماركية
ارجوا من الجميع اخذ الموضوع بجدية
ليتم نصرة المسلمين والأخذ بحقوقهم في الدنمارك وكل دول العالم
الرجاء نشرها بالقروبات والمنتديات العربية فور قراءتك لهذه الرسالة
فهذه المهزلة لا يسكت عليها) انتهت الرسالة وفيها الصور التي تم الإشارة إليها وقد أرفقتها فانظر إليها ماعدا صورة المرأة العارية الزانية ـ وهي من فيلم قصد به إهانة الإسلام ـ التي كتب على ظهرها برسم المصحف وبخط عريض أوائل سورة النور
ولا أدري كيف تفسر هذه الإهانات المتواترة للمسلمين وتقصُّد شخص النبي الرحيم صلى الله عليه وسلم بشكل مباشر، إن ازديادها بهذه الوتيرة تحت رعاية حكومية دون أن تخشى ردة فعل المسلمين ـ ولا أقول حكامهم ـ يعطي مؤشرا على مدى الاستهتار بمشاعر المسلمين وعقيدتهم، وكذلك يؤكد على النفاق الدولي والاستخفاف بعقول المسلمين إذ كيف تدعوا الدول الغربية إلى ما يسمونه التسامح الديني وهي تمارس الإرهاب الديني، وكيف تدعوا إلى حوار الحضارات وهي تمارس صراع الحضارات، وكيف تتهم المسلمين بأنهم يلغون الغير وهم يمارسون إلغاء الغير سياسة وقانوناً وكيف تتهم بعض البلاد الإسلامية كذبا أنها لا تسمح بالحرية الدينية وهي تقصي وتمنع وتسجن وترحل و .. و ... في قوانين تسنها باسم ما أسموه (الديمقراطية)، وما هذه الديمقراطية النزيهة التي تدعوا للتصويت على الاستهانة بعقيدة ومبادئ المسلمين الذين يناهزون المليار وربع في بلد أكثره يهود ونصارى؟؟؟!!
أليست فرقتنا هي التي جعلتنا نهون على أعدائنا، أليس تشتت جهودنا هي التي نخرت عظامنا
ـ[ابن رشد]ــــــــ[21 Jan 2006, 07:13 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي العزيز مرهف على ما نبهت إليه منذ مدة، و قد اطلعت على تلك السفالات و السفاهات في الصحف آنئذ، و لكني لم أطلع عليها في الموقع، ربما بسبب أن العنوان غير دال بما فيه الكفاية على مضمونه الخطير و الحقير منهم،
و الذي أحسبه مجديا مع هؤلاء الفجرة هو الدعوة إلى مقاطعة بضائعهم على اختلاف أنواعها، و ذلك على أوسع نطاق، كل منا في مجاله و اختصاصه، و نشر الدعوة إلى تلك المقاطعة في كافة الصحف و المنتديات،
و أشير إلى دواء " الإنسولين " الخاص بمرصى السكر، حيث يمثل قدرا كبيرا من صادرات الأدوية الدانماركية إلى بلادنا العربية و الإسلامية، و نستورد منه بملايين الدولارات كل عام،
و يمكن الاستغناء عن الأنواع الدانماركية منه بغيرها من بلاد أخرى يختار أقلها عداوة لنا، على سبيل احتمال أخف الضررين،
و على المرضى الذين يستعملون تلك الأنواع منها تغييرها بغيرها إن ناسبتهم و وافقت أحوالهم الصحية، و من تلك الأنواع من " الإنسولين " الدانماركية ما يلي:
إنسولين أكترابيد، و إنسولين ميكستارد، و أشباههما، و كذا أقلام الحقن مثل: نوفو بن، و رابيد ميكس،
و بالجملة كل منتجات شركة نوفو نورديسك Novo - nordisk
- و القائمة كبيرة و كثيرة،
فليدل كل بما يعرفه و يرشحه لمقاطعة بضائع هؤلاء الفجرة
و ذلك أضعف الإيمان
ـ[مرهف]ــــــــ[23 Jan 2006, 11:28 م]ـ
أشكرك أخي ابن رشد على مرورك على الموضوع، وأضم صوتي إلى صوتك في مقاطعة البضائع والمنتجات الدنماركية ومنتجات الشركات التي لها امتيازات دنماركية ولكن إن كانت هناك أدوية تنتجها هذه البلادوليس في بلاد المسلمين العوض ولا في بلاد الدول المسالمة لنا عوضا عنها أو بديلاً عنها فلا تدخل في هذه الحالة بالمقاطعة للضرورة،ولكن لا ينبغي الاقتصار على المقاطعة دون قيام دعوة إعلامية تفضح هذه الوسائل الحقيرة التي تتبعها تلك الدول ووسائلها تحت اسم حرية إبداء الرأي، وغير ذلك من المصطلحات التي يتلاعبون بها في عقول العامة.
وأوقن لو أن بعض المسلمين تكلم عن فضائح رجال الدين النصارى وبابواتهم وأكابرهم ورموزهم ـ الفضائح الجنسية والمالية ونحو ذلك ـ لوصف هذا البعض بالإرهابيين أو بناشري ثقافة الكراهية والطائفية والعداوة .. وغير ذلك من التهم الجاهزة ولذلك فإني أهيب بكتابنا وعلمائنا والصحفيين من الغيورين بأن ينهضوا للكتابة دفاعاً عن رسولنا صلى الله عليه وسلم ولهم بحسان بن ثابت رضي الله عنه قدوة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خادم الكتاب والسنة]ــــــــ[24 Jan 2006, 01:19 ص]ـ
أخي مرهف زادك الله حرصا
والله يا أخي لو اجتمع الغرب كله لمحاولة تشويه صورة الإسلام ونبي الإسلام لما وسعهم أن يفعلوا شيئا
هي دعوة الإسلام التي ستستمر وتبقى ولن تتأثر بمثل هذه الترهات التي نراها تصعد وتتخامد بين الفينة والأخرى
فهؤلاء ظنوا أنهم يستهزءون بنا أو بديننا ولكن فليخسئوا جميعا: "إنا كفيناك المستهزئين"
وحسبنا الله ونعم الوكيل
وأكرر شكري لك لحرصك على دينك
والحمد لله(/)
مزايا حافظ القرآن في الدنيا والآخرة
ـ[إمداد]ــــــــ[21 Oct 2005, 05:05 م]ـ
مزايا حافظ القرآن في الدنيا والآخرة
--------------------------------------------------------------------------------
سؤال رقم 14035: مزايا حافظ القرآن في الدنيا والآخرة
السؤال:
ما هي المنافع التي يحصل عليه حافظ (القرآن) في هذه الحياة وفي الآخرة؟
وما الذي سيحصل عليه أقرباؤه وذريته؟
وماذا عن الأجيال قبله وبعده؟.
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
إن حفظ القرآن عبادة يبتغي به صاحبه وجه الله والثواب في الآخرة، وبغير هذه النية لن يكون له أجر بل وسيعذَّب على صرفه هذه العبادة لغير الله عز وجل.
يجب على حافظ القرآن أن لا يقصد بحفظه تحصيل منافع دنيوية لأن حفظه ليس سلعة يتاجر بها في الدنيا، بل هي عبادة يقدمها بين يدي ربِّه تبارك وتعالى.
وقد اختصَّ الله تعالى حافظ القرآن بخصائص في الدنيا وفي الآخرة، ومنها:
1. أنه يُقدَّم على غيره في الصلاة إماماً.
عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سلما ولا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه ". رواه مسلم (673).
وعن عبد الله بن عمر قال: لما قدم المهاجرون الأولون العصبة موضع بقباء قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة وكان أكثرهم قرآنا. رواه البخاري (660).
2. أنه يقدَّم على غيره في القبر في جهة القبلة إذا اضطررنا لدفنه مع غيره.
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان النَّبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى " أحد " في ثوب واحد ثم يقول: أيهم أكثر أخذاً للقرآن؟ فإذا أشير له إلى أحدهما قدَّمه في اللحد وقال: أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة وأمر بدفنهم في دمائهم ولم يغسلوا ولم يصل عليهم. رواه البخاري (1278).
3. يقدّم في الإمارة والرئاسة إذا أطاق حملها.
عن عامر بن واثلة أن نافع بن عبد الحارث لقي عمر بعسفان وكان عمر يستعمله على مكة فقال: من استعملتَ على أهل الوادي؟ فقال: ابن أبزى! قال: ومن ابن أبزى؟ قال: مولى من موالينا! قال: فاستخلفتَ عليهم مولى؟ قال: إنه قارئ لكتاب الله عز وجل، وإنه عالم بالفرائض، قال عمر: أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قد قال: إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين. رواه مسلم (817).
وأما في الآخرة:
4. فإن منزلة الحافظ للقرآن عند آخر آية كان يحفظها.
عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها ". رواه الترمذي (2914) وقال: هذا حديث حسن صحيح، وقال الألباني في " صحيح الترمذي " برقم (2329): حسن صحيح، وأبو داود (1464).
ومعنى القراءة هنا: الحفظ.
5. أنه يكون مع الملائكة رفيقاً لهم في منازلهم.
عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران ". رواه البخاري (4653) ومسلم (798).
6. أنه يُلبس تاج الكرامة وحلة الكرامة.
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يجيء القرآن يوم القيامة فيقول: يا رب حلِّه، فيلبس تاج الكرامة ثم يقول: يا رب زِدْه، فيلبس حلة الكرامة، ثم يقول: يا رب ارض عنه فيرضى عنه، فيقال له: اقرأ وارق وتزاد بكل آية حسنة ". رواه الترمذي (2915) وقال: هذا حديث حسن صحيح، وقال الألباني في " صحيح الترمذي " برقم (2328): حسن.
7. أنه يَشفع فيه القرآن عند ربِّه.
عن أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرءوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة قال معاوية بلغني أن البطلة السحرة. رواه مسلم (804)، والبخاري معلَّقاً.
ثانياً:
وأما أقرباؤه وذريته فقد ورد الدليل في والديه أنهما يكسيان حلَّتين لا تقوم لهما الدنيا وما فيها، وما ذلك إلا لرعايتهما وتعليمهما ولدهما، وحتى لو كانا جاهليْن فإن الله يكرمهما بولدهما، وأما من كان يصدُّ ولده عن القرآن ويمنعه منه فهذا من المحرومين.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم: " يجيء القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب يقول لصاحبه: هل تعرفني؟ أنا الذي كنتُ أُسهر ليلك وأظمئ هواجرك، وإن كل تاجر من وراء تجارته وأنا لك اليوم من وراء كل تاجر فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويُكسى والداه حلَّتين لا تقوم لهما الدنيا وما فيها، فيقولان: يا رب أنى لنا هذا؟ فيقال لهما: بتعليم ولدكما القرآن ". رواه الطبراني في " الأوسط " (6/ 51).
وعن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قرأ القرآن وتعلَّم وعمل به أُلبس والداه يوم القيامة تاجاً من نور ضوؤه مثل ضوء الشمس، ويكسى والداه حلتين لا تقوم لهما الدنيا فيقولان: بم كسينا هذا؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن ". رواه الحاكم (1/ 756).
والحديثان يحسن أحدهما الآخر، انظر " السلسلة الصحيحة " (2829).
والله أعلم.
الشيخ محمد صالح المنجد ( www.islam-qa.com)(/)
اللذة مع الحكمة .. للعلامة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور
ـ[محمد بن إبراهيم الحمد]ــــــــ[23 Oct 2005, 06:24 ص]ـ
اللذة مع الحكمة (1) العلامة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور
سبرنا أغراض الإنسان، فوجدناه ظمئاً إلى ملائمات نفسه كيفما اتفق، ومتى اتفق، وأين اتفق، غير باحث عن ما يتبع ذلك من المضار، فأردنا أن نبين هنا حقيقة اللذة، ثم نبحث عن مواقعها، وننظر فيما إذا كانت لذة دائمة في هذا الكون الجثماني.
اضطربت آراء الناس -حتى الفلاسفة- في تشخيص معنى اللذة، وكلَّت أقلام الكتاب والشعراء دون ذلك، والذي نختار من بين كثرتها رأيان:
أولهما: يرى أن اللذة هي إدراك النفس ما يلائمها وتراه حسناً.
وثانيهما: أنها التخلص من آلام طبيعية أو عارضة.
ونحن إن نقدنا الأقوال، ولم نذهب مع تَشَبُّعها، لا يعترضنا شك في الحق أن اللذة إدراك النفس ما يلائمها على ما رأى أهل الرأي الأول، وأن من حصر اللذة في التخلص من الألم لم يستقرئ في حدها استقراء تاماً، كما يجب أن يكون التحديد للموجودات، إنما نظر إلى نحو النوم والأكل والشراب من كل لذة دعى إليها احتياج فطري، وضيق في دائرتها حتى كاد أن يخرج المعارف كلها عن اللذة.
نحن لا ننكر أن أكثر اللذات لا يفارقه الشعور بمبدأ ألم، ولو بالأقل ألم الشوق إلى نيل ما يلائم النفس، حتى ننكر على هذا القائل قوله كله، ولكنَّا نعلم أن من اللذات ما ينساق إلى المرء بدون فكر سابق، وربما وقع منه موقعاً لا يقعه لو كان مترقباً من قبل؛ فماذا ترون في هذا الإحساس؟!
انقسمت اللذات بحكم الطبيعة إلى ثلاثة أقسام: حسية وعقلية ومركبة منهما.
والنظر في التقسيم إلى الداعي والحاصل جميعاً، فإن كان الداعي الحس - وهو الذي تحصل به فهي الحسية، وإن كان العقل فهي العقلية، وإن كان الداعي العقل - وتحصل بالحس - فهي المركبة.
أما الحسية فأمرها خطير ومطالبها محدودة يسهل استيفاء ما تقتضيه في الإمكان، ومتى قضى الحس منها شيئاً كان الزائد عليه عنده ألماً.
وأما العقلية فهي حركة الفكر في المعقولات التي تطمح إليها النفس، وشعوره بالحقائق التي يجد عند الشعور بها مسرة لا يعدلها عنده شيء، وهذه يجدها العقل طوع (2) متى بالغ في البحث وجدها منطاعة لا تقف به عند حد.
أما إن أردتم التعب الشديد، والمشقة في السرور فاطلبوا قسمنا الثالث من أقسام اللذة، أعني ما تطلبه النفس، ويقتضيه البدن، تجدون خرط القتاد دونه سهلاً، وتفرضه في المحبة الحب العشقي؛ فإن الروح إن تعلقت به لقيت في سيرها من المكدرات ما يمرر حلاوة منالها منه، إذا كانت مطالب الروح غير واقفة عند مدى، فإن سلطان وهم المحبة يتسلط عليها فيناجيها أن تطمع باتحاد الروحين، وأن تروم المقارنة الدائمة، والرِّضا الأبدي، وهكذا يغادرها تستهتر بأماني لا يتناهى غرامها، ولا يبرد أوامها، ولكنها تجد طريق الاقتضاء هذا البدن القادر في مبدئه، العاجز في غايته، الذي تسمه المداومة، وتعوقه الموانع، فماذا عساه حقق من مطالب هاته الروح، وكم ذا يمكنها أن تقضي من استخدامه، لا شك أنها سيكون لهما مثلاً في هذه الحال قول أبي الطيب:
وإذا كانت النفوس كباراً * تعبت في مرادها الأجسامفإذا نظرنا يعد هذا إلى المقدار الذي يمكن الإنسان تناوله من غير القسم الثاني، نجد أن لا شيء من الملاذ الحسية بلذَّة حقيقية، وإن تموه على عقول جمهور الناس؛ فإن هاته الملاذَّ - على ما فيها من توقف على تسويغات الدين والصحة والعادة والاحتياج إلى مكنة الفرض - هي واقفة عند غاية.
ثم ماذا ترى عند البلوغ إلى غايتها؟ ترى الهيضة إن أَكَلتْ، والامتلاء إن شَرِبتْ، والندامة إن داعبتْ، والعجز إن استزادتْ، غير أن الذي يريد أن يغض عن هذا كله، ولا يعتبر من حال اللذات إلا أوقات اقتضائها، ويقول ما الإنسان إلاَّ ابن ساعته، وما هو بمفكر في التي تليها - نقول له انظر إليك وأنت تزعم أنك في لذاتك الحالية، وجرد عقلك مما تسلط عليه من الوهم - تجد نفسك في لذاتك كلها محتاجاً إلى معونة غيرك، وإن كنت عاجزاً عن تحضير أسباب لذاتك؛ فليتك تشعر أنك تفقد واحداً أو ينقبض لك آخراً، وفي الأقل تفكر في انتهاء اللذَّة ومفارقتها، وكيف تجدك في حالك هاته ألا تجدك كما قال الشاعر:
(يُتْبَعُ)
(/)
فأبكي إن نأَوا شوقاً إليهم * وأبكي إن دنوا خوف الفراقحكي أن الناصر لدين الله ملك قرطبة، كتب بخطه أنه لم يَصْفُ له من زمان حكمه على ذلك البلد الطيب في ذلك السلطان القاهر الذي دام خمسين سنة إلا ساعات، تلفق من جميعها مقدار أربعة عشر يوماً، لذلك قال الأسطوانيون (3) من الفلاسفة: إن الدنيا دار شقاء وبلاء.
دعْ عنك هذا، وولِّ وجهك شطر اللذات الروحية والكمالات العقلية تجد المرء متى التذَّ بشيء منها لا يقف عند منتهى؛ فهو كل الزمان مبتهج بما يعلمه من العلوم ويستفيده من الآداب.
وهذا حال الحكيم؛ فهو دائماً ينظر نفسه، فيستفيد علوماً، ويلمح العالم، فيزداد تذكرة، وتزوى له الدنيا فلا تهزه وهو مسرور بإقبالها، وتدبر عنه وهو مسرور بما يعلم من إخلافها، ربما نام ليلة وهو يرصد طلوع الصباح للرجوع إلى لذة التفكير التي قطها عنه النوم، فإن حاول أمراً، أو أتم له فلا تسل عن لذته منه، وإن لم يتم فقد حَصَّل - في الأقل - معرفة طريق لا يهدي إليه، ومتى أَلَمَّ به ضرر من مصاب استهون به في فائدة التجربة، كما يرى العالم النحرير؛ فيسره مرآه؛ لما ينال من علمه، كذلك يرى الأحمق الجاهل؛ فيعلمه وبالأقل يأخذ الحكمة من حاله بطريق الحضارة، فرب خطأ جر إلى صواب.
إذن فالحكيم لا يتنكد أبداً وهو مسرور في كل وقت، سبب ذلك علمه بحقيقة كل شيء؛ لأنَّ هاته الدنيا وإن كانت خضرة حلوه، فإنها تعقب تفاهة أو مرارة في فم مجتنيها، ومن ثمَّ لا يوجد فيها سرور متساوي الأطراف، وقد كادت مصالحها أن لا تسلم من ضرر تخلفه.
وينبغي أن يكون هذا سبيل طائفة الابيكوريين من الفلاسفة الذين يرون الدنيا كلها لذَّات فإن رئيسهم لا يذهب عنه أن متاعبها كثيرة لغير الحكيم، ولكنه أراد اقتضاء لذاتها بقدار الاستطاعة.
جاءت شريعة الإسلام في آدابها على الحكمة الفطرية، فلذلك يكون حال المؤمن أشبه بحال الحكيم، ذلك أن الدين يأمره أن يأخذ من الدنيا ما يريد من الحلال، وأن لا يكون جازعاً عند فقدها، وبهاته التربية التي أصلها التسليم للقدر فيها لا حيلة فيه، فقدت المفاسد التي تنشأ عن آلالام في الأمم الأخرى من انتحار وجنون ونحوهما، قال تعالى (وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَ) القصص:77.
إذا كانت النفس ميَّالة إلى لذاتها في كل حال، فالعاقل لا يسمح لنفسه باقتضاء لذتها الحسية، وربما وصل العقل إلى التفكر في حال اللذة ومآلها، فرأى أن لابدَّ من انقطاعها، فقطعها قبل أن تقطعه، وهو مبدأ عظيم من الحكمة، قال فيه فيلسوف الشعراء أبو العلاء المعري:
ضحكنا وكان الضحك منَّا سفاهة * وحقّ لِسُكَّان البسيطة أن يبكواوكما ترى من نفسك استنكافاً عن بعض اللذات، وترى غيرك يرغب فيها، بل ترى من نفسك الفرق في لذاتك بين حالتي الصبا والفتوة مثلاً، كذلك لا تشك أنَّ الحكمة إنْ أشرقت على قوم، ربما نزعت كل هوس من قلوبهم، فرأوا الدنيا كلها سفاسف وغروراً، كما ترى أنت اليوم الرقص مع الصبيان وتلقف الكرة جنوناً بعد أنْ كانا شغلك الوحيد، أُولئك هم السعداء الذين استوى عندهم الكدر والطرب، فعاشوا وقلوبهم ممتعة بإدراك الحقائق الذي وراءه للعاقل مطلب، وهذا قسم شريف فات أبي الطيب إذ يقول:
تصفو الحياة لجاهل أو غافل * عما مضى فيها وما يتوقع
ولمن يغالط في الحقائق نفسَه * ويسومها طلب المحال فتطمعذكرني تشكي الناس من سوء معاملة الزمان عادة من عوائده، وهي انزواؤه لمن لا يقدر قدره أو من لا ينتفع به، وتزلُّفه لمن عَدِم العقل والفضيلة، وأنه لا وصل إلى مقاصده وأمانيه من الحكيم بما سهلت الدنيا بين يديه لولا أن يخونه الطريق، فيضله عن كنه مقاصده، وكما ترى الجمادات تنال بدون ارتقاب ما تشيب دون نيله رؤوس الشباب، وترى الزجاج ينال من الثغور ما تتلظي دونه أرباب الأساورة والقصور، فلا تتعجب ممن قرب إلى الجمادية أن تكون الدنيا أسوق إليه، وأنها لا تدين لمن يسخر منها، وإنما تقرب من تضحك عليه.
-------------
(1) السعادة العظمى، العدد (19و20)، (16) شوال 1322هـ المجلد الأول (304 - 309).
(2) كأن فيه كلمة ساقطة، ولعلها: يديه.
(3) هم أصحاب ابيكور الفيلسوف اليوناني المولود سنة 341 قبل المسيح ومات سنة 270 وهو الذي كان مبدؤه أن الدنيا خلقت للسرور وكان قد اتخذ لتلاميذه مدرسة في بستان كبير وكان يسلك بهم مسلك الرياضة والنزهة والأكل الطيب البسيط الذي لا يخلف أكداراً ويرى أن الرجل يجب عليه اغتنام اللذات بقدر استطاعته ويجب أن يتكدر في الدنيا.
ولا شك أن هذا لا يتم بغير ما بيننا من التوطين النفسي، فإن كل غرض أبيكور تحصيل مع إهمال هذا، فهو يطلب ما لا يسمح به الزمان.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[23 Oct 2005, 10:55 م]ـ
شكر الله للشيخ الدكتور محمد أن اتحفنا بهذه المقالة الماتعة النافعة وننتظر بقية المقالات.
واستئذنه في نقلها إلى الملتقى المفتوح بدلاً من ملتقى الكتب بارك الله في علمكم ووقتكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[25 Oct 2005, 08:55 ص]ـ
شكر الله للشيخ الدكتور محمد أن اتحفنا بهذه المقالة الماتعة النافعة وننتظر بقية المقالات.(/)
مشروعية التوسل برسول الله في المذاهب (عن الموسوعة الفقهية الكويتية)
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[24 Oct 2005, 04:16 م]ـ
في مشاركة سابقة أوضحت جواز - بل ندب - التوسل برسول الله صلى الله عليه و سلم حال حياته و بعد وفاته عليه الصلاة و السلام، و قد استندت في الحال الأول إلى الحديث الشريف الذي صححه الترمذي و الحاكم و ابن خزيمة و كذا ما جاء في سنن ابن ماجه،
أما في الحال الآخر: فلأنه لم يرد أي دليل صحيح على تقييده بحياته صلى الله عليه و سلم، فيبقى جوازه على إطلاقه، وسواء فيه كونه في حياته أو بعد و فاته عليه الصلاة و السلام، كما لم ينقل أي خلاف في مشروعيته قبل ابن تيمية، و لا يصح رفع حكمه في حال إلا بيقين، و هو ما لم يثبت بحال.
* و المسألة - إخواني الكرام - متعلقة بخصوصية لرسولنا صلى الله عليه و سلم، فينبغي ألا ننساق وراء قول لم يدل عليه دليل قوي صحيح، و سيقف كل منا متلهفا و منتظرا شفاعته يوم الهول الأكبر، يوم الحساب، فليحضر كل منا حجته، و ليكن على تثبت منها فيما أخذ أو ترك أو أنكر و نهى.
- و قد وجدت اتفاق المذاهب الفقهية المعتبرة و المشهورة بين المسلمين - من أهل السنة و الجماعة - في مشروعية ذلك التوسل، و سأنقله لكم فيما يلي إن شاء الله تعالى.
*****************
- و قد سررت واطمأن قلبي بما وجدته مذكورا في " الموسوعة الفقهية الكويتية " في تلك القضية، فأحببت أن أنقلها هنا، ليطلع عليها غيري، و لتعم الفائدة، و هي منشورة في موقع " ملتقى أهل الحديث " - جزى الله كاتبها خيرا - و إليكم نصها:
ملتقى أهل الحديث > المنتدى الشرعي العام
ما مدى صحة القول بجواز التوسل بذات الرسول قبل وفاته وبعدها؟
[[ما مدى صحة القول بجواز التوسل بذات الرسول قبل وفاته وبعدها؟
--------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
فقد جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية الجزء الرابع عشر
مانصّه:
د - التّوسّل بالنّبيّ بعد وفاته:
اختلف العلماء في مشروعيّة التّوسّل بالنّبيّ صلى الله عليه وسلم بعد وفاته كقول القائل: اللّهمّ إنّي أسألك بنبيّك أو بجاه نبيّك أو بحقّ نبيّك، على أقوال:
القول الأوّل:
11 - ذهب جمهور الفقهاء - المالكيّة والشّافعيّة ومتأخّرو الحنفيّة وهو المذهب عند الحنابلة - إلى جواز هذا النّوع من التّوسّل سواء في حياة النّبيّ صلى الله عليه وسلم أو بعد وفاته. قال القسطلانيّ: وقد روي أنّ مالكا لمّا سأله أبو جعفر المنصور العبّاسيّ - ثاني خلفاء بني العبّاس - يا أبا عبد اللّه أأستقبل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وأدعو أم أستقبل القبلة وأدعو؟ فقال له مالك: ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى اللّه عزّ وجلّ يوم القيامة؟ بل استقبله واستشفع به فيشفّعه اللّه.
وقد روى هذه القصّة أبو الحسن عليّ بن فهر في كتابه " فضائل مالك " بإسناد لا بأس به وأخرجها القاضي عياض في الشّفاء من طريقه عن شيوخ عدّة من ثقات مشايخه.
وقال النّوويّ في بيان آداب زيارة قبر النّبيّ صلى الله عليه وسلم: ثمّ يرجع الزّائر إلى موقف قبالة وجه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فيتوسّل به ويستشفع به إلى ربّه، ومن أحسن ما يقول (الزّائر) ما حكاه الماورديّ والقاضي أبو الطّيّب وسائر أصحابنا عن العتبيّ مستحسنين له قال: كنت جالسا عند قبر النّبيّ صلى الله عليه وسلم فجاءه أعرابيّ فقال: السّلام عليك يا رسول اللّه. سمعت اللّه تعالى يقول: {وَلو أَنَّهُم إذْ ظَلَمُوا أنْفسَهم جَاءوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لهم الرَّسُولُ لَوَجدُوا اللَّهَ تَوَّابَاً رَحِيمَاً} وقد جئتك مستغفراً من ذنبي مستشفعا بك إلى ربّي. ثمّ أنشأ يقول:
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه وطاب من طيبهنّ القاع والأكم نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه فيه العفاف وفيه الجود والكرم وقال العزّ بن عبد السّلام: ينبغي كون هذا مقصوراً على النّبيّ صلى الله عليه وسلم لأنّه سيّد ولد آدم، وأن لا يقسم على اللّه بغيره من الأنبياء والملائكة الأولياء، لأنّهم ليسوا في درجته، وأن يكون ممّا خصّ به تنبيهاً على علوّ رتبته.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال السّبكيّ: ويحسن التّوسّل والاستغاثة والتّشفّع بالنّبيّ إلى ربّه.
وفي إعانة الطّالبين:. . . وقد جئتك مستغفرا من ذنبي مستشفعا بك إلى ربّي. ما تقدّم أقوال المالكيّة والشّافعيّة.
وأمّا الحنابلة فقد قال ابن قدامة في المغني بعد أن نقل قصّة العتبيّ مع الأعرابيّ: ويستحبّ لمن دخل المسجد أن يقدّم رجله اليمنى. . . إلى أن قال: ثمّ تأتي القبر فتقول. . . وقد أتيتك مستغفراً من ذنوبي مستشفعا بك إلى ربّي. . . ". ومثله في الشّرح الكبير.
وأمّا الحنفيّة فقد صرّح متأخّروهم أيضاً بجواز التّوسّل بالنّبيّ صلى الله عليه وسلم.
قال الكمال بن الهمام في فتح القدير: ثمّ يقول في موقفه: السّلام عليك يا رسول اللّه. . . ويسأل اللّه تعالى حاجته متوسّلا إلى اللّه بحضرة نبيّه عليه الصلاة والسلام.
وقال صاحب الاختيار فيما يقال عند زيارة النّبيّ صلى الله عليه وسلم. . . جئناك من بلاد شاسعة. . . والاستشفاع بك إلى ربّنا. . . ثمّ يقول: مستشفعين بنبيّك إليك.
ومثله في مراقي الفلاح والطّحاويّ على الدّرّ المختار والفتاوى الهنديّة.
ونصّ هؤلاء: عند زيارة قبر النّبيّ صلى الله عليه وسلم اللّهمّ. . . وقد جئناك سامعين قولك طائعين أمرك مستشفعين بنبيّك إليك.
وقال الشّوكانيّ: ويتوسّل إلى اللّه بأنبيائه والصّالحين. وقد استدلّوا لما ذهبوا إليه بما يأتي:
أ - قوله تعالى: {وَابْتَغُوا إليه الوَسِيلةَ}.
ب - حديث الأعمى المتقدّم وفيه: «اللّهمّ إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيّك محمّد نبيّ الرّحمة». فقد توجّه الأعمى في دعائه بالنّبيّ عليه الصلاة والسلام أي بذاته.
ج - «قوله صلى الله عليه وسلم في الدّعاء لفاطمة بنت أسد: اغفر لأمّي فاطمة بنت أسد ووسّع عليها مدخلها بحقّ نبيّك والأنبياء الّذين من قبلي فإنّك أرحم الرّاحمين».
د - توسّل آدم بنبيّنا محمّد عليهما الصلاة والسلام: روى البيهقيّ في " دلائل النّبوّة " والحاكم وصحّحه عن عمر بن الخطّاب قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم «لمّا اقترف آدم الخطيئة قال: يا ربّ أسألك بحقّ محمّد لما غفرت لي فقال اللّه تعالى: يا آدم كيف عرفت محمّدا ولم أخلقه؟ قال: يا ربّ إنّك لمّا خلقتني رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا لا إله إلّا اللّه محمّد رسول اللّه فعلمت أنّك لم تضف إلى اسمك إلا أحبّ الخلق إليك، فقال اللّه تعالى: صدقت يا آدم، إنّه لأحبّ الخلق إليّ، وإذ سألتني بحقّه فقد غفرت لك، ولولا محمّد ما خلقتك».
هـ – حديث الرّجل الّذي كانت له حاجة عند عثمان بن عفّان رضي الله عنه: روى الطّبرانيّ والبيهقيّ «أنّ رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفّان رضي الله عنه في زمن خلافته، فكان لا يلتفت ولا ينظر إليه في حاجته، فشكا ذلك لعثمان بن حنيف، فقال له: ائت الميضأة فتوضّأ، ثمّ ائت المسجد فصلّ، ثمّ قل: اللّهمّ إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيّك محمّد نبيّ الرّحمة يا محمّد إنّي أتوجّه بك إلى ربّك فيقضي لي حاجتي، وتذكر حاجتك، فانطلق الرّجل فصنع ذلك ثمّ أتى باب عثمان بن عفّان رضي الله عنه، فجاء البوّاب فأخذ بيده، فأدخله على عثمان رضي الله عنه فأجلسه معه وقال له: اذكر حاجتك، فذكر حاجته فقضاها له، ثمّ قال: ما لك من حاجة فاذكرها ثمّ خرج من عنده فلقي ابن حنيف فقال له: جزاك اللّه خيرا ما كان ينظر لحاجتي حتّى كلّمته لي، فقال ابن حنيف، واللّه ما كلّمته ولكن «شهدت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وأتاه ضرير فشكا إليه ذهاب بصره».
إلى آخر حديث الأعمى المتقدّم.
قال المباركفوري: قال الشّيخ عبد الغنيّ في إنجاح الحاجة: ذكر شيخنا عابد السّنديّ في رسالته والحديث - حديث الأعمى - يدلّ على جواز التّوسّل والاستشفاع بذاته المكرّم في حياته، وأمّا بعد مماته فقد روى الطّبرانيّ في الكبير عن عثمان بن حنيف أنّ رجلا كان يختلف إلى عثمان. . إلى آخر الحديث.
وقال الشّوكانيّ في تحفة الذّاكرين: وفي الحديث دليل على جواز التّوسّل برسول اللّه صلى الله عليه وسلم إلى اللّه عزّ وجلّ مع اعتقاد أنّ الفاعل هو اللّه سبحانه وتعالى وأنّه المعطي المانع ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.]]
انتهى الاقتباس.
(يُتْبَعُ)
(/)
*** و للاطلاع على أصل الكلام، و كذا بقيته: اضغط على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25357
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[24 Oct 2005, 05:10 م]ـ
هذه مسألة قديمة متداولة بين العلماء, ولا أرى حاجة أو فائدة في بعث الخلاف فيها جذعاً, ومن كان له رأيً فله عرضه, ولكن كما ينبغي أن يعرض, وعلى منهج العلم والعدل.
وفي عرض الأخ خليل هنا خطأ في المنهج والفهم:
- أما الخطأ في المنهج فهو: الاختيار قبل الاستدلال, وعرض وجه واحد من المسألة دون استيعابها, خاصة أن عنوان الموضوع (مشروعية التوسل برسول الله -أقول: صلى الله عليه وسلم- في المذاهب) , فأين المذاهب؟.
ويؤكد هذا الخلل سروره بما في الموسوعة الكويتية, وهو قولٌ واحد لم يعرض غيره, لأنه فيما يبدو لم يطلع على غيره وإنما نقله من موقع أهل الحديث, ويا ليته ذكر الموضوع كاملاً لنستفيد, ولتتم الفائدة التي قصدها وفقه الله.
فمنهج أهل العلم في عرض المسائل عرض كافة الأقوال واستيعابها, حتى وإن كان فيها ما لا يرضي الكاتب, فإن الحجة تكشف ضعفه وتبين خلله.
- وأما الخطأ في الفهم: فهو قوله: (و قد وجدت اتفاق المذاهب الفقهية المعتبرة و المشهورة بين المسلمين - من أهل السنة و الجماعة - في مشروعية ذلك التوسل، و سأنقله لكم فيما يلي إن شاء الله تعالى).
أين اتفاق المذاهب الفقهية المعتبرة والمشهورة بين المسلمين؟
فإن الذي في الموسوعة ما نقلته وهو: (ذهب جمهور الفقهاء - المالكيّة والشّافعيّة ومتأخّرو الحنفيّة وهو المذهب عند الحنابلة). فهل قول جهمور الفقهاء عندك هو اتفاق المذاهب الفقهية المعتبرة والمشهورة .. ؟
وهذا ينبئ عن التسرع في النقل وتعميم الرأي, وعدم الدقة في النقل وحسن التفهم, كما يبين عدم الاستيعاب والذي سببه كما أسلفت اختيار القول قبل الاستدلال ومن ثم الاكتفاء به دون البحث عن غيره وتأمله.
وثمَّتَ مسائل كثيرة في هذا النقل تحتاج إلى تحرير, وقد اطلعت على الموضوع في ملتقى أهل الحديث وفيه بحث حول ذلك.
وأرجوا من الأخ أبو بكر وفقه الله وغيره من الإخوة الحريصين على الاستفادة أن يُراعوا التخصص في الطرح, وعرض العلم على أهله, وسؤال أهل الذكر, وأن يكتفوا بوجود هذه الموضوعات المتخصصة مبحوثة في تلك المنتديات, وعدم الاغراق فيها, وتشتيت الجهود بين المنتديات في إعادتها, والتوفر على التحرير والابتكار هنا في علم التفسير وعلومه, وهناك فيما تخصص فيه الملتقى, وتصدى له. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[24 Oct 2005, 06:26 م]ـ
وفقنا الله - أخي الفاضل - إلى السداد و الرشاد في المنهج و في الفهم، و في كل أمر. اللهم آمين.
يعلم الله أني لم أكن راغبا في الابتداء بإثارة هذه المسألة - و هي بلا ريب تستحق و تستحق - لعلمي بمذهبكم فيه، و لكنني وجدته معروضا للمذاكرة و المراجعة في الملتقى (في قسم التفسير العلمي و علوم القرآن)، و ذلك في المشاركة المعنونة ب " هذه لنا و ليست لكم: {و لو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك} "، و انظرها هنا في هذا الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4031
هذه واحدة،
و أما الثانية: فلم أسبق الاستدلال، و إنما استدللت بما ذكرته في المشاركات في الرابط أعلاه،
و أما الثالثة: فقد نقلت الرأي المبيح - و هو المذكور فيما نقلت عنه - و هو الذي اعتضدت به لما أوضحته فيما تقدم من مشاركات،
و أما الرابعة: فقد أحلت على تكملة الكلام، و فيه (41) مشاركة،
و الخامسة، و هي الأهم: ألا يكفي المرء الأخذ برأي " جمهور الفقهاء " في مسألة ما، على ما هم مذكور في " الموسوعة الفقهية الكويتية " في مسألتنا تلك؟
فأينا المتسرع، و أينا الطارح لمذهب الجمهور؟
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[24 Oct 2005, 10:03 م]ـ
و ما أتى به الأخ الكريم خليل ليس له محل من النظروالاعتبار لمخالفته الصحيح من الآثار.
وإني أهيب بأخي الكريم أن يراجع كلام أهل العلم الكبار، ويستقيه من مصادره الأصيلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد كنت سأنقل له كلام شيخ الإسلام في المسألة، إلا أني خشيت أن يكون من غير محبيه فيمقت القول لصاحبه. وإلا فهو خير من بسط القول حولها، وقد حاول صاحب كتاب حقوق النبي صلى الله عليه وسلم تهذيب ماذكره شيخ الإسلام، فليراجعه من شاء، والمسألة مذكورة في أكثر كتب العقائد والتفاسير.
*ولحسن الظن بأخينا ومحبته لرسول الهدى صلى الله عليه وسلم، فإني أنشده أن نتجرد جميعا من معرفة أي دليل له تعلق بالمسألة، ثم النظر إلى حال الصحابة الكرام رضي الله عنهم، الذين ابتاعوا أنفسهم وأموالهم برضى الله ورسوله، حتى كان قول قائلهم: نحري دون نحرك يارسول الله، صدقا في محبته ومحبة ماجاء به، ثم النظر بعد ذلك إلى كتب الأسانيد من الصحاح والسنن والطبقات والمسانيد، هل فيها نقل صحيح صريح عن أبي بكر أو عمر أو عثمان أو علي أو ابن مسعود أو ابن عباس أو جابر أو أبو هريرة وغيرهذه الأسماء المهيبة الكريم أصحابها من الصحب الكرام ـ رضي الله عنهم ـ ما يدل لما ذهبت إليه، وأن أحدهم أتى إلى قبره متوسلا سائلا , أو توسل بذاته بعد موته، أو استشفع به في دعائه، لا والذي أخرج الجذع من الجريمة والنار من الجذيمة ماكان هذا منهم قط، ولا أظنه سيكون يوما من محب لاتباع نهجهم عوض، فلا أظن باحثا سيظفر بشئ من هذا ولو بقي في بحثه دهرا كريتا.
ومثلك أخي الكريم لا يجهل بالغ محبتهم واحتفائهم بنبيهم حيا وميتا، وكامل علمهم بكتاب ربهم الذي رروه على أعينهم تبرا، فكانوا أعلم به ممن أتى بعدهم ممن هو مثلي ومثلك. فهلا وسعني ووسعك ما وسعهم، فما نحن أعلم بالهدى منهم، أم أن محبتنا لمحمد صلى الله عليه وسلم تفوق محبتهم والجواب عندك.
ثم انظر إلى عمر رضي الله عنه وكيف أقام العباس يدعوا لهم، قائلا اللهم إنا كنا نتوسل بنبيك وإنا نتوسل بعم نبيك، فكان التوسل بالحي لا بالميت وبالدعاء لا بالداعي، وأظن الملهم الحبر عمر ـ رضي الله عنه ـ لن يغيب عنه لو كان يرى أن ما قلته هو تفسير الآية بأن يأتي إلى قبر النبي مستشفعا سائلا، أو يتوسل بذاته في دعائه، فهلا وسعنا ماوسع عمر.
*فالقائل بمثل هذا القول: يجب أن يحدث نفسه قائلا: ما أناعليه من اعتقاد لمقتضى هذا القول إما أن أكون فيه مخطيئا أو مصيبا، والميزان في فهم مثل هذه المسألة ومعرفة الصواب فيها إنما هو بالنظر إلى فهم الصحابة وتوظيفهم لمفهوم الآية، فهل نقل عنهم مثل هذا العمل، والجواب لن يكون إلا بالنفي أو الإثبات، فإن كان بالإثبات وأسعفك الدليل الصحيح الصريح على أن الصحابة رضي الله عنهم كان هذا فهمهم للآية وتوظيفهم لها في حياتهم فاشدد يدك على ما أنت عليه ولو خالفك الناس أجمعين، واعلم بأنك الجماعة ولوكنت وحدك في الطريق، وإن كان الجواب بالنفي وأن هذا الاعتقاد والعمل بمقتضاه لم يكن من صنيعهم، ولم يكن هذا هو فهم للآية ولا توظيفهم لها في حياتهم، فاستعذ بالله من الهوى، وأن تكون ممن تبعه فغوى، وقل لنفسك ولو زينت لك الأمر، والله لست بخير من صحب محمد، ولا محبتي تعدل محبة أحدهم بله أن تفوقها. فليسعني ما وسعهم فما أنا إلا متتبع غرزهم.
*وظني والله أعلم أن يأتي بمثل هذا القول المنكر ماهو إلا مناد بلسان حاله على جهل الصحابة الكرام رضي الله عنهم، وأن عنده من العلم مالم يبلغهم ولم يعملوا به، فقلي بربك أي خير يبقى في علم لم يكن من هديهم وعلمهم، فماهو والله إلا الضلال والهوى.
*وعادة المؤمن أن يعلم الدليل ثم يعتقد، لا أن يكون هناك أمر نشأ عليه قد يكون غيره الصواب، حتى إذا تشربه قلبه طلب له الدليل، وأصبح هذا الرأي هو معتقده ينافح عنه بالحق وبالباطل.
ولا يغرنك ـ شرح الله صدري وصدرك للحق ـ كثرة المتبنين لقول من الأقوال فالكثرة ليست المعيار في مثل هذا، وإن نفعت ونفقت في باب المكيال والميزان، فما هذا إلا علم شرعي معياره الدليل الصحيح الصريح.
*ثم اعلم أن المسألة ليست من المسائل التي يؤجر فيها المخطئ على اجتهاده، والمصيب على إصابته واجتهاده، كلا فليست المسألة من هذا الباب.
إنما هي مسألة المصيب فيها واحد والمخطئ مبتدع مأزور غير مأجور لأنها من مسائل الاعتقاد، والأولى من مسائل الاجتهاد والرأي والفقه، ومسألتنا ليس ثم غير الدليل.
(يُتْبَعُ)
(/)
*وليتنا جميعا نراقب الله عند قولنا فمثل هذا المسألة ليست من مسائل المنتديات وفضول العلم، بل لقد كان يعقد لمثلها بين السلف والخلف المناظرات والمحاورات التي ترتفع لها رايات أهل السنة.
*ثم أين العلم بالكلام في أصول مثل هذه المسائل من معرفة الناسخ والمنسوخ، والمطلق والمقيد، والعام والخاص، وغيرها من مباحث الأصول التي آخذ بعضها برقاب بعض في الدعوة لتعلمها قبل الخوض في مسائل التفسير والفقه والعقيدة.
*إن للعلم أصولا يبنى عليها ويكون أساسا في انتزاع الفهم السديد والرأي الصواب، وللأسف أن لكل علم حمى وحام يحميه من الدخلاء فيه، إلا علم الشريعة فحماه مستباحة وعرضه منتهك ولا حول ولا قوة إلا بالله، وهذه ثلمة ليس لها إلا سلطان متين يزع الله به غواية الغاوين، وعلماء ملة ناصحين يذب الله بهم صولة المنتهكين، لهذا أصبح العلم الشرعي رخيصا يتكلم في فنونه البيطري والطباخ والمهندس والملاح، وهذه من مثالب وسائل الإعلام المرئي، وإنها والله لحسرة أيما حسرة أن تلاقي طلاب الشريعة داخل أسوار الجامعة فيحدثك أحهم أنه لم ينتسب لهذا الفن إلا بعد أن تقاذفته سائر الكليات والمعاهد.
رحماك يا رب
لقد كان هذا العلم عزيزا يوم أن كان يحمل في صدور رجال طاف بعضهم الأرض مرة أومرتين في تحصيله، وشرب البول مرات ومرات في السير في الفيافي والقفار في البحث عن مضامينه، فرحمهم الله ماجهل قدرهم الجاهلون، وترحم عليهم المترحمون.
وختاما: فلقد كان فيما تعقب به الإخوة الكرام لقول الأخ الكريم الدكتور خليل، خيرا وكفاية، لكن أحببت أن أشير لما لعل فيه ما ينفعني وينفع أخي صاحب المسألة، دون مناقشة المسألة نقاشا علميا، فظني أن دون ذلك خرط القتاد لمثل هذه المسألة العقدية في صفحات الملتقيات والمنتديات الحاسوبية.
وإني أستغفر الله لي ولأخي الكريم الدكتور خليل، وأسأله سبحانه أن يشرح صدري وصدره للحق والصواب من القول والعمل.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[24 Oct 2005, 10:48 م]ـ
قلتم - و اللبيب بالإشارة يفهم -:
((*إن للعلم أصول يبنى عليها ويكون أساسا في انتزاع الفهم السديد والرأي الصواب، وللأسف أن لكل علم حمى وحام يحميه من الدخلاء فيه، إلا علم الشريعة فحماه مستباحة وعرضه منتهك ولا حول ولا قوة إلا بالله، وهذه ثلمة ليس لها إلا سلطان متين يزع الله به غواية الغاوين، وعلماء ملة ناصحين يذب الله بهم صولة المنتهكين، لهذا أصبح العلم الشرعي رخيصا يتكلم في فنونه البيطري والطباخ والمهندس والملاح، وهذه من مثالب وسائل الإعلام المرئي)).
* و ما ذكرته - أنا - في تلك المشاركة: نقلته عن " الموسوعة الفقهية الكويتية " نقلا عن أئمة كبار من "جمهور الفقهاء "في المذاهب الفقهية المعتبرة،
و لم يكن نقلا عن " البيطري والطباخ والمهندس والملاح " - كما عرضتم أنتم بالكاتب للمشاركة - و الذين حرروا الموسوعة علماء و فقهاء - و إن لم تستريحوا لقولهم - و لم يكن تخصص واحد منهم " البيطري والطباخ والمهندس والملاح "
* 1 - و سؤالي لكم: هل حديث توسل الضرير برسول الله صلى الله عليه و سلم صحيح أم لا؟
(و المقصود: هل لم تصح أي رواية لذلك الحديث)،
2 - هل هناك نقل ثبت عن إمام معتبر أنكر ذلك التوسل به في حياته صلى الله عليه و سلم؟
- فذلك أصل ينبني عليه ما بعده، فليتحقق منه، و ليتثبت أولا، لكي يكون البناء عليه صحيحا و سليما.
- و عجبا لمن ينكر على غيره رده على ما قيل في أمر من الأمور
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[24 Oct 2005, 11:11 م]ـ
الإخوة الكرام
ألا ترون أن العودة إلى حال الصحابة، وتأمل ما كانوا يفعلونه مع النبي صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد مماته يحل مثل هذا الإشكال، فهل ورد عنهم أنهم استشفعوا بالرسول صلى الله عليه وسلم، وهم في أحلك ظروفهم الحياتية من قتال المرتدين، ومن غيرها من البلايا التي كانت تصيبهم، فإن كانوا لم يفعلوه، أفتُرانا فُتِح لنا من العبادة ما لم يُفتح لهم؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم لماذا يستشفع عمر بالعباس، ولا يختصر الطريق فيستشفع بالرسول صلى الله عليه وسلم، والرسول صلى الله عليه وسلم أكرم عند عمر من العباس، أفلا يدلنا هذا على أن الاستشفاع به بعد موته لم يكن من معهود الصحابة، ولا هو من دينهم، وما كان كذلك فحري بنا أن نتنبه له، لكي لا نُلحق بالرسول صلى الله عليه وسلم ما لا يحب، فمن ذا الذي ينازع في حب المسلمين لرسولهم صلى الله عليه وسلم، لكن احبهم له أكثرهم اتباعًا له، فإن كان لم يأمر، ولا صحابته فعلوا ذلك، فلم نلزم انفسنا بشبهة وقعت لأفاضل ممن جاء بعد الصحابة؟!
ولنعلم أن الذب عن نبينا صلى الله عليه وسلم يكون برفع كل نقيصة تنسب إليه، ورفع كل إفراط في حقه مما لم يثبت بسنة صحيحة لا ريب فيها.
فلو قال قائل: إن نبينا صلى الله عليه وسلم لا ينام قلبه، وإنه صلى الله عليه وسلم يبلغه سلامنا وهو في قبره، وإنه صلى الله عليه وسلم يخرج عرقه كريح المسك، وغير ذلك من الكمالات التي ثبتت له، فإننا نقول بها لثبوته بالحديث الصحيح الذي لا ريب فيه.
وإني لأدعو إلى الرجوع إلى ما كان عليه الصحابة في هذا الأمر، ولا يكفي في مثل هذا الأمر العقدي أن يقع ذلك من فاضل من فضلاء المتاخرين، ويكون مذهبًا لقوم من الأقوام، فنأخذ به، لأن مثل ذلك إنما وقع بسبب شبهة، ثم قويت هذه الشبهة وتكاثرت عليها أدلة يرى صاحبها حجيتها، فصارت عندهم بمنزلة من العلم اليقيني، وتفصيل ذلك بأمثلته يطول، لكن القصد من ذلك أن النظر إلى حال الصحابة في مثل هذه المسألة يدلُّك عن كونها لها أصل أو ليس لها أصل.
وأرجو ان يوقف النقاش في هذه المسألة؛ لخروجها عن هدف الملتقى، ومن أراد أن يناقشها، فليستعمل المناقشة الخاصة عبر الماسنجر، فترك النقاش في مثل هذا الموضوع سرعان ما يتعدى إلى الانتصار للذات، وقد يدخل فيه أيضًا من لا يحسن التعبير في النقاش، فندخل في مهاترات نحن بغنى عنها، ولا يخفاكم ما يقع في بعض المنتديات من مثل هذا الذي لا نحب أن يأتينا في هذا الملتقى.
وإني لأشكركم في مشاركاتكم هذه، التي ظهر لنا فيها مذاهبكم في هذا المسألة، والذي يبدو ان نقاشها في هذا الملتقى لن تزحزح الواحد منا عما هو مقتنع به، فلنترك ذلك للمناقشة الخاصة عبر الرسائل الخاصة او الماسنجر، ولكم من الله الجزاء الأوفى، وإني لأدعو الله لي ولكم ان يلهمنا الرشد، وأن يوفقنا للصواب، وان يجمعنا على محبته ومحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، وان لا يحرمنا من شفاعة نبيه وخليله صلى الله عليه وسلم إنه سميع مجيب.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[24 Oct 2005, 11:53 م]ـ
و هو كذلك، و جزاكم الله خيرا على توجيهكم، و أود أن تأخذ إدارة الملتقى - وفقهم الله و أكرمهم - برأي شيخنا، و عدم طرح مثله بعد، لأن الخلاف فيه سيطول بلا فائدة، و هذا رأي أحسبه حسنا،
و ما ذكر كاف
و نشكر لكم لطف ردكم و رفقه
* و لعل هذا يكون آخر الجدال أو النقاش
و الحمد لله اولا و آخرا
و صلى الله و سلم على رسوله رسول الهدى
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Oct 2005, 12:05 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين.
ـ[مرهف]ــــــــ[26 Oct 2005, 04:51 م]ـ
كذلك أضم صوتي لعدم إثارة موضوع محل خلاف لا طائل منه وإثارته فيه ضرر أكثر من نفعه بكثيركي لا يتعكر صفو الملتقى جزاكم الله خيرا
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[01 Nov 2005, 05:35 م]ـ
انظر هذا الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4162
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 Nov 2005, 08:34 ص]ـ
للتنبيه فقط وليس للنقاش: جماهير السلف يقولون بتحريم التوسل وإنما الغلط وقع عند المتأخرين الذين استهانوا بتلك البدعة بسبب عدم تدبرهم لسيرة السلف الصالح.
ـ[الأزهري الأصلي]ــــــــ[14 Nov 2005, 05:41 م]ـ
http://www.al-multaqa.net/archive/showthread.php?t=47440
والله تعالى أعلم.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[14 Nov 2005, 10:32 م]ـ
اقتباس
(مما جمعه و نقله الأخ الفاضل الأزهري الأصلي أكرمه الله):
[[24 - وقال الخطيب الشربيني (ت:977 هـ) في مغني المحتاج: 1 | 184:
(يُتْبَعُ)
(/)
خاتمة: سئل الشيخ عز الدين هل يكره أن يسأل الله بعظيم من خلقه كالنبي والملك والولي؟ فأجاب بأنه جاء عن النبي (ص) أنه علم بعض الناس: اللهم إني أقسم عليك بنبيك محمد نبي الرحمة .. الخ. فإن صح فينبغي أن يكون مقصوراً عليه عليه الصلاة والسلام، لأنه سيد ولد آدم، ولا يقسم على الله بغيره من الأنبياء والملائكة، لأنهم ليسوا في درجته، ويكون هذا من خواصه. اهـ. والمشهور أنه لا يكره شيء من ذلك.
,ويقول في آخره:
وهذا آخر ما يسره الله تعالى من مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج فدونك مولفا كأنه سبيكة عسجد أو در منضد محررا لدلائل هذا الفن مظهرا لدقائق استعملنا الفكر فيها إذا الليل جن فإن ظفرت بفائدة فادع بالتجاوز والمغفرة أو بزلة قلم أو لسان فافتح لها باب التجاوز والمعذرة فلا بد من عيب فإن تجدنه فسامح وكن بالستر أعظم مفضل فمن ذا الذي ما ساء قط ومن له ال محاسن قد تمت سوى خير مرسل فأسأل الله الكريم الذي به الضر والنفع ومنه الإعطاء والمنع أن يجعله لوجهه خالصا وأن يتداركني بألطافه إذا الظل أضحى في القيامة خالصا وأن يخفف عني كل تعب ومؤنة وأن يمدني بحسن المعونة وأن يرحم ضعفي كما علمه وأن يحشرني في زمرة من رحمه أنا ووالدي وأولادي وأقاربي ومشايخي وأحبابي وأحباني وجميع المسلمين بمحمد وآله وصحابته أجمعين.
25 - وأضاف الشرواني (ت:1310) في حواشيه: 2 |108:
وفي ع ش بعد ذكر كلام الشيخ عز الدين ما نصه: فإن قلت: هذا قد يعارض ما في البهجة وشرحها لشيخ الإسلام، والأفضل استسقاؤهم بالأتقياء لأن دعاءهم أرجى للإجابة. الخ.
قلت: لا تعارض لجواز أن ما ذكره العز مفروض فيما لو سأل بذلك على صورة الأزلام، كما يؤخذ من قوله: اللهم إني أقسم عليك .. الخ.
وما في البهجة وشرحها محصور بما إذا ورد على صورة الإستشفاع والسؤال، مثل أسألك ببركة فلان، أو بحرمته أو نحو ذلك. انتهى.
,ويقول أيضا: "بجاه محمد سيد الأنام" حواشي الشرواني (6/ 381)]] ,
انتهى الاقتباس.
*********************
* أقول - كاتب هذا -:
إن كان كل ذلك العدد من الأئمة المبيحين للتوسل به صلى الله عليه و سلم مخطئين بل ضالين - بزعمهم، حاشاهم - فلمن نرجع في معرفة أمور ديننا، في كل علوم الشرع؟
إذ لن يصح لنا أي علم،و لن يسلم لنا أي نص شرعي،
ما دام معناه المراد به غير مسلَم بل و مردود أصلا،
و ما فائدة النصوص الشرعية المجردة عن معناها و مقتضاها؟
أليس هؤلاء أهل الذكر في تلك العلوم الشرعية من تفسير قرآن كريم، و شرح حديث شريف، و معرفة أحكام فقه و تقعيد أصوله و غير ذلك؟
- نعم: قد يخطئ البعض منهم في مسألة ما، و لكن أن يجتمع كل هؤلاء على الخطأ فبعيد بل مستحيل.
فيا أيها الناس اتهموا رأيكم،
و لا يدفعنكم الانتصار لرأي معين أن تهدموا الدين بالإنكار على مثل ذلك العدد من أئمة علومه في كل مجال، و إهدار أقوالهم في بقية مسائلها بالتبعية حتما.
* و أبشر أخي الفاضل الأزهري الأصلي بشفاعة حبيبنا و شفيعنا صلى الله عليه و سلم يوم لا شفيع للمسلمين عند ربه سواه،
و المحروم من حرم منها،
جعلنا الله و أهلنا من أهلها.
اللهم آمين يارب العالمين
و صلى الله و سلم على سيدنا محمد خاتم الأنبياء و المرسلين
و آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[21 Nov 2005, 10:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. إن إثارة مثل هذه الموضوعات التي تضر بالعقيدة الإسلامية والتي اختلف العلماء فيها ما بين محرم ومجيز لتؤدي إلى مفاسد أعظم وأكبر. وقد أصبحت والحمد لله مسألة التوسل والاستغاثة من المسائل البدعية المسلم بها في هذه البلاد، فلا داعي من إثارتها مرة أخرى للتشكيك في صحة ما أوضحه مشائيخنا وعلماؤنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
لا أريد أن أطيل، فقد تكلم حول ما أثاره الدكتور أبوبكر خليل المشايخ، إلا أنني أريد أن أعلق على كلام للدكتور، يقول ما مفاده: إن أول من قال بتحريم التوسل هو ابن تيمية. قلت: هذا جهل أو تجاهل، لأن الأحناف مثلاً حرموا السؤال بحق فلان أو بجاهه. وأما ما ادعاه أنه مذهب جمهور العلماء، فأقول: عليه أن يقرأ مقالي: هل يخالف جمهور العلماء جمهور السلف؟. فإنه يتبين للقارئ أن هذا التجويز الحاصل إنما هو من المتأخرين من أصحاب المذاهب الأربعة والمتأثرين بالتصوف والأشعرية. انظر الرابط:
http://tafsir.org/vb/forumdisplay.php?f=13&page=3&sort=lastpost&order=&pp=40&daysprune=-1
ـ[الأزهري الأصلي]ــــــــ[22 Nov 2005, 06:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
نرجو العناية بهذه الروابط فهي حصاد نقاشات طويلة:
1 - الفرق بين التوسل (الفقهي) والاستغاثة (الشركية):
http://www.al-multaqa.net/archive/showthread.php?t=58325
2- أقوال جماهير العلماء في مسألة الاستغاثة ونقاش حوله:
http://www.al-multaqa.net/archive/showthread.php?t=58132
http://www.antihabashis.com/bbs/forum_posts.asp?TID=194&PN=1
3- أقوال جماهير العلماء سلفا وخلفا في مسألة التوسل:
http://www.al-multaqa.net/archive/showthread.php?t=47440
4- أحاديث واهيات في مسألة التوسل ونقاش حولها:
http://www.al-multaqa.net/archive/showthread.php?s=&threadid=46071
http://www.sd-sunnah.com/vb/showthread.php?t=443
5- الرد على موضوع علماء منعوا التوسل قبل ابن تيمية:
http://www.sd-sunnah.com/vb/showthread.php?t=2218
6- حوار مع الأستاذ الدمشقية حول التوسل:
http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=37058
7- حول أثر مالك الدار وتضعيفه:
أ- كشف العثار في تضعيف حديث مالك الدار:
http://www.al-multaqa.net/archive/showthread.php?t=60989&goto=nextoldest
ب- مناقشة حول توثيق مالك الدار:
http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=40131
وقد نشرنا معظم هذه الأبحاث والمناقشات في الكثير من المنتديات العلمية:
ملتقى الإخوان -ملتقى أهل الحديث- منتدى مكافحة الأحباش- ملتقى أهل السنة والجماعة في السودان -منتدى الدفاع عن السنة وغيرها.
والخلاصة:
1 - أن موضوع التوسل مسألة فقهية وليست مسألة عقدية.
2 - لم يؤثر عن السلف المنع -عند التحقيق لأن الترك ليس بحكم-.
3 - ما جاء عن أبي حنيفة وأصحابه الكراهة وليس التحريم.
4 - جاء عن أحمد بن حنبل الجواز وتبعته معظم المدرسة الحنبلية.
5 - جماهير علماء الأمة قبل وبعد ابن تيمية على جوازه ولا يستسيغ عاقل وصمهم بالتأثر بالصوفية والأشعرية وغيرها.
6 - لا إنكار في المسألة بتاتا وهذا نص ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب وغيرهم من أئمة المسلمين.
7 - الإنكار الوحيد في المسالة ينصب على:
أ-من يقول أن جمهور العلماء على المنع وهذا غير صحيح.
ب-من يقول بأنه لم يمنع التوسل قبل ابن تيمية أحد وهذا غير صحيح.
ج- من يصم المتوسلين بالشرك ويعتبر الموضوع ضارا بالعقيدة!!.
د- من يصم المانعين للتوسل بعدم حب النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[22 Nov 2005, 07:58 م]ـ
وقد نشرنا معظم هذه الأبحاث والمناقشات في الكثير من المنتديات العلمية:
ملتقى الإخوان -ملتقى أهل الحديث-
ليس في الروابط التي ذكرت ذكر لملتقى أهل الحديث!
ـ[الأزهري الأصلي]ــــــــ[22 Nov 2005, 10:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
الأخ الفاضل عبد الرحمن السديس:
إن شاء الله أضع لك روابط بعض الموضوعات التي وضعتها في ملتقى أهل الحديث ريثما يعود الملتقى بسلامة الله ومنها:
أحاديث واهيات في مسألة التوسل بالجاه والذات.
مناقشات حول بعض أحاديث التوسل.
حول حديث توسل سيدنا آدم بسيدنا محمد صلوات الله عليهما.
وهي مواضيع لا زالت موجودة حتى الآن.
وقد نشرت موضوع رأي جمهور العلماء في مسألة التوسل في الملتقى المذكور وحذف مرتين وألغيت عضويتي لأني أظهرت حقيقة تغيب عن البعض!!
والله تعالى أعلم.
ـ[الأزهري الأصلي]ــــــــ[23 Nov 2005, 12:21 ص]ـ
ثم وجدت الموقع فتح ولكن لم استطع تعديل المشاركة السابقة.
أحاديث واهيات في مسالة التوسل بالجاه والذات:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=12258
حديث توسل سيدنا آدم بسيدنا محمد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17351
حديث التوسل بحق السائلين:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16824
وغيرها وكما قلت وضعت موضوعين فقهيين ولكنهما حذفا وتبعهما حذف اشتراكي في الملتقى.
ولعلك تنظر في الرابط الآتي:
http://www.al-multaqa.net/archive/showthread.php?t=47440
وخاصة المشاركة رقمي 23 و 24 وقد حذف الموضوع والرد من ملتقى اهل الحديث.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 Nov 2005, 11:34 ص]ـ
أ-من يقول أن جمهور العلماء على المنع وهذا غير صحيح ..
بل صحيح. والمقصود هم الصحابة والتابعون ومن في طبقتهم. ولا نعرف أحداً منهم أجاز تلك البدعة الخبيثة التي فشت بين المتأخرين.
ـ[الأزهري الأصلي]ــــــــ[24 Nov 2005, 04:46 م]ـ
السلام عليكم:
المشكلة الأساسية في كل موضوع يناقش التعميم بلا دليل.
بالنسبة للأدلة الصحيحة الصريحة في التوسل:
**حديث الأعمى فهم منه جمهور العلماء أنه عام في حياة وبعد ممات النبي -صلى الله عليه وسلم- وشرح هذا يطول جدا ومعظم إيرادات من خصصها بحياة النبي مردود عليها وليس هذا مجال نقاشها.
بالنسبة لفهم السلف الصالح للمسألة:
1 - لم يثبت عن أي صحابي ولا تابعي ولا أحدا من تابعي التابعين المنع هذا أولا وتركهم للفعل ليس بدليل على عدم المشروعية وهذه قاعدة أصولية يتم تجاهلها عمدا!! فتنبه.
2 - ثبت عن الإمام أبا حنيفة وتلاميذه (وهم معدودون من السلف) الكراهة وهي حكم فقهي.
3 - ثبت (رغما عن من يدعي عدم الثبوت بمحاولات غير علمية) عن الإمام أحمد (وهو من السلف إن صحت زيادة "ثم الذين يلونهم" الثالثة في الحديث الشهير) الجواز كما في منسك المروزي.
هذا ما ثبت عن السلف الصالح.
بالنسبة لمن بعد السلف من العلماء "السلفيون":
فقد قدمنا كلامهم وعندما يطلق أي أحد فضلا عن طالب علم فضلا عن عالم كبير لفظ العلماء فهو يقصد السلف والخلف ممن اشتهر باتباع السلف.
وتجد ممن يستدل على أن جمهور العلماء على المنع يأتي بكلام القدوري وغيره ممن ليس من السلف أصلا فتأمل!!
وتأمل قول شيخ الإسلام ابن تيمية في مسألة التوسل بالصالحين:
(ومازلت أبحث، وأكشف ما أمكنني من كلام السلف والأئمة والعلماء، هل جوز أحد منهم التوسل بالصالحين في الدعاء، أو فعل ذلك أحد منهم، فما وجدته، ثم وقفت على فتيا للفقيه أبي محمد بن عبد السلام أفتى بأنه لا يجوز التوسل بغير النبي صلى الله عليه وسلم، وأما النبي صلى الله عليه وسلم فجوز التوسل به إن صح الحديث في ذلك) أ. هـ.
هل تجده في كلامه خصص السلف؟ الإجابة لك.
ولا يليق أبدا أخي بعد ما تبين لك من أقوال العلماء أن تصمهم بأنهم أجازوا بدعة خبيثة فاشية بين المتأخرين!! ونظرة بسيطة فضلا عن متفحصة عن هؤلاء العلماء ومكانتهم لا تجعلنا نسقط قولهم من الاعتبار ونجعلهم أتوا من القول زورا وغشوا فجورا!!
بل أقول:
إن نظرة متفحصة على أقوال بعض المانعين تجدهم لا يشنعون كما فعلت -وأنت في هذا تابع معذور-.
1 - يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "بل غايته أن يكون ذلك مما يسوغ فيه الاجتهاد، وممَّا تنازعت فيه الأمة، فيجب ردُّه إلى الله والرسول".
ويقول: "وإن كان في العلماء من سوَّغه فقد ثبت عن غير واحد من العلماء أنه نهى عنه، فتكون مسألةً نزاعية، وليس هذا من مسائل العقوبات بإجماع المسلمين؛ بل المعاقب على ذلك معتدٍ جاهل ظالم، فإن القائل بهذا قد قال ما قال العلماء، والمنكر عليه وليس به نقل يجب اتباعه؛ لا عن النبي- صلى الله عليه وسلم- ولا عن الصحابة"
2 - ويقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الموضوع (انظر مجموع فتاوى الشيخ محمد بن عبد الوهاب ص68، ص69):
في المسألة العاشرة: (قولهم في الاستسقاء لا بأس بالتوسل بالصالحين وقول أحمد يتوسل النبي صلى الله عليه وسلم خاصة مع قولهم إنه لا يستغاث بمخلوق - فالفرق ظاهر جدا - وليس الكلام مما نحن فيه فكون البعض يرخص التوسل بالصالحين وبعضهم يخصه النبي صلى الله عليه.
وأكثر العلماء ينهي عنه ويكرهه. . فهذه المسألة من مسائل الفقه الصواب عندنا قول الجمهور أنه مكروه فلا ننكر على من فعله).
3 - قال الشيخ حسين بن غنام الإحسائي في ((روضة الأفكار والإفهام لمرتاد حال الإمام)):
(((العاشرة) قولهم في الاستسقاء لا بأس بالتوسل بالصالحين، وقول أحمد يتوسل بالنبي (صلى الله عليه وسلم) خاصة مع قولهم إنَّه لا يستغاث بمخلوق، فالفرق ظاهر جداً وليس الكلام مما نحن فيه فكون بعضهم يرخص بالتوسل بالصالحين وبعضهم يخصه بالنبي (صلى الله عليه وسلم)، وأكثر العلماء ينهى عن ذلك ويكرهه، هذه المسألة من مسائل الفقه، ولو كان الصواب عندنا قول الجمهور أنه مكروه فلا ننكر على من فعله ولا إنكار في مسائل الاجتهاد)). انتهى من كتاب ((السهسواني)) (ص 183).
4 - قال الشيخ سعد بن حمد بن عتيق النجدي في كتابه (عقيدة الطائفة النجدية في توحيد الإلهية) ص57:
: ((ونحن إن قلنا بالمنع من التوسل به (صلى الله عليه وسلم) بهذا اللفظ أو نحوه لم نعتقده من أصحية المنع، فنحن مع ذلك لا نشدد في ذلك على من فعله مستدلاً بالحديث فضلاً عن أن نكفره)). اهـ.
5 - وقال القِنّوجي في باب آداب الدعاء من كتب ((نزل الأبرار)) (ص37) ما نصه:
((ومسألة التوسل بالأنبياء والصالحين مما اختلف فيه أهل العلم اختلافاً شديداً بلغت النوبة إلى أن كفر بعضهم بعضاً أو بدع وضلل. والأمر أيسر من ذلك وأهون مما هنا للك، وقد قضى الوطر منها صاحب كتاب (الدين الخالص)، والعلامة الشوكاني في (الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد).
وحاصلها: جواز التوسل بهم على ما ورد من الهيئات و على القصر على ما في الروايات، ولا يقاس عليه ولا يزاد عليه شئ، ولا نشك أنَّ من لا يرى التوسل إخلاصاً لله ليس عليه إثم ولا وزر ومن توسل فما أساء، بل جاء بما هو جائز في الجملة، وكذلك ثبت التوسل بالأعمال الصالحة كما سبقت الإشارة إليه فيما تقدم وبالجملة ليست المسألة مستحقة لمثل تلك اللازل والقلاقل، ولكن مفاسد الجهل والتعصب ومساوئ التقليد والتعسف لا تحصى)).اهـ.
أما من قال بأنه وسيلة من وسائل الشرك ومن قال بأن شرك صريح فلا تعليق على كلامهم.
ونقاش الموضوع يطول جدا سواء حديثيا أو فقهيا وليس هنا المكان المناسب له "إلا إذا سمح المشرفون طبعا".
أقول ما تقرأون واستغفر الله لي ولكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[25 Nov 2005, 12:27 ص]ـ
1 - لم يثبت عن أي صحابي ولا تابعي ولا أحدا من تابعي التابعين المنع هذا أولا وتركهم للفعل ليس بدليل على عدم المشروعية وهذه قاعدة أصولية يتم تجاهلها عمدا!! فتنبه.
.
بل القاعدة الأصولية تقول:
إن الأصل في العبادات المنع والحظر حتى يرد الدليل الصحيح على الفعل.
وليتك تتجاوز الدخول في أعمال القلوب.
وهذا المسالة ألف فيها مؤلفات كثيرة نوقشت فيها المسألة نقاشا علميا، وذكرت فيها جميع الأدلة للطرفين؛ لا كما يحدث في كثير من الأحيان حين يتكلم من لا يحسن الكلام بعلم ولا السكوت بحلم.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[25 Nov 2005, 09:51 م]ـ
اقتباس:
[عبدالرحمن السديس]: بل القاعدة الأصولية تقول:
إن الأصل في العبادات المنع والحظر حتى يرد الدليل الصحيح على الفعل.
----------------------------------------------------
نعم، هذا صحيح، و لا مخالف فيه و الحمد لله،
و لكن أليس حديث توسل الضرير برسول الله صلى الله عليه و سلم " دليلا صحيحا " على
جواز ذلك " الفعل "؟
فهو حديث قال " بصحته " الأئمة: الترمذي و ابن خزيمة و غيرهما،
و قد قرأت أو اطلعت على أن ابن تيمية و كذا الألباني قالا بصحته.
- فهذا الحديث الصحيح: " صريح " في التوسل أو الاستشفاع به عليه الصلاة و السلام -
بنص الحديث و منطوقه: " فشفعه في ".
- و عليه، فالاستشفاع برسول الله صلى الله عليه و سلم ثابت بنص الحديث، و أحسب أن
ذات ذلك الفعل - و هو التوسل به - لا خلاف فيه بين العلماء، و إلا كان اعتراضا على قوله الشريف. و هذا على تقدير تقرير صحة الحديث عند المانعين،
_ و إنما الخلاف - فيما أحسبه - في معنى ذلك التوسل و مفهومه؟
* فإذا تقرر هذا: فقد تم تحرير محل الخلاف، و بقي تحقيقه،
أليس الأمر كذلك؟(/)
لطائف من سيرة العلامة الشيخ الطاهر بن عاشور – رحمه الله -
ـ[محمد بن إبراهيم الحمد]ــــــــ[24 Oct 2005, 10:41 م]ـ
لطائف من سيرة العلامة الشيخ الطاهر بن عاشور – رحمه الله -
هو العلامة الشيخ محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور، ولد في ضاحية المرسى في تونس سنة 1296هـ وقيل 1297هـ بقصر جده للأم الصدر الوزير محمد العزيز بو عتور.
وقد شب في أحضان أسرة علمية، ونشأ بين أحضان والد يأمل أن يكون على مثال جده في العلم والنبوغ والعبقرية، وفي رعاية جده لأمه الوزير الذي يحرص على أن يكون خليفة في العلم والسلطان والجاه.
تلقى العلم كأبناء جيله، حيث حفظ القرآن، واتجه إلى حفظ المتون السائدة في وقته، ولما بلغ الرابعة عشرة التحق بجامع الزيتونة سنة 1310، وشرع ينهل من معينه في تعطش وحب للمعرفة، ثم برز ونبغ في شتى العلوم سواء في علوم الشريعة، أو اللغة، أو الآداب أو غيرها، بل والطب، وإتقان الفرنسية؛ فكان آية في ذلك كله.
له مؤلفات عديدة في شتى الفنون، منها تفسيره المسمى بالتحرير والتنوير، ومقاصد الشريعة، وأصول النظام الاجتماعي في الإسلام، وكشف المغطى من المعاني والألفاظ الواقعة في الموطأ، وردٌّ على كتاب الإسلام وأصول الحكم لعلي عبد الرازق، وأصول التقدم في الإسلام، وأصول الإنشاء والخطابة، وأليس الصبح بقريب، وغيرها كثير كثير سواء كان مطبوعاً أو محفوظاً.
وكان ذا عقل جبار وذا تدفُّق وتدفُّع في العلم؛ فكأنه إذا كتب في أي فنٍّ أو موضوع - يغرف من بحر، وينحت من صخر؛ فإذا رأيت عنوان الموضوع الذي يريد الكتابة فيه قلت: ماذا سيقول؟ فإذا قرأت ما تحته رأيت العجب العجاب، لهذا فإنك تحتاج وأنت تقرأ له أن تُحضر ذهنك، ولا تتشاغل عنه.
وكان ذا أسلوب محكم النسج، شديد الأسر، يذكر بأرباب البيان الأوائل.
وكان إذا كتب استجمع مواهبه العلمية، واللغوية، والأدبية، والاجتماعية، والتاريخية، والتربوية وغيرها لخدمة غرضه الذي يرمي إليه.
ولهذا فلا غرو أن تجد في كتاباته عن أي موضوع: القصة، والحادثة التاريخية، والنكتة البلاغية، والمسألة النحوية، والأبيات الشعرية، والمقاصد الشعرية، والمناقشة الحرة، والترجيح والموازنة.
كل ذلك بأدب عالٍ، وأسلوب راق، ونفس مستريض؛ فتشعر إذا قرأت له أن هذا البحث كتبه مجموعة من المتخصيصين في فنون شتى.
توفي - رحمه الله - يوم الأحد 13 رجب 1393هـ.
وقد تولى مناصب علمية وإدارية بارزة كالتدريس، والقضاء، والإفتاء، وعضويات المجامع العلمية، وغيرها.
أولياته: اعتنى الأوَّلون بالتصنيف بالأوائل, مثل أبي هلال العسكري, والجراعي, والسيوطي, وللشيخ محمد الطاهر ابن عاشور أوّليات تستحقّ الوقوف عندها, والإشارة إليها, وهي مظهر من مظاهر تميّز المترجم - رحمه الله - وهذا ما تيسَّر لديّ جمعه؛ من ذلك أنّه:
1 - أوّل مَن فسَّر القرآن كاملاً في إفريقيّة, وذلك في كتابه العظيم (التحرير والتنوير)؛ وإفريقيّة اسم يشمل البلاد التونسية وما حولها, وتحديداً ما بين برقة وطنجة, وقد يطلقها البعض على القيروان كونها كانت مقرّ الإمارة, وقد سبقه إلى ذلك يحيى بن سلاّم القيرواني (ت200هـ -815م) , الذي صنَّف كتاب (التصاريف) وهو تفسير القرآن مما اشتبهت أسماؤه وتصرَّفت معانيه, أي: في الوجوه والنظائر, غير أنَّ التفسير الكامل للقرآن الكريم كان على يد الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور, فقد ادّخر الله هذا الفضل له؛ ليتوِّجهُ به, وقد أخبر بذلك السيد الحبيب الجلولي, ابن أخت الشيخ محمد الطاهر, أحد وجهاء الحاضرة التونسية, الحافظين لتراثها وتاريخها.
2 - وهو أوّل مَنْ جمع بين منصب شيخ الإسلام المالكي, وشيخ الجامع الأعظم (الزيتونة).
3 - وهو أوَّل مَنْ سُمِّي شيخاً للجامع الأعظم سنة (1351هـ - 1932م) ليتولَّى الإصلاحات العلمية والتعليمية, فكان أوّل شيخ لإدارة التعليم بجامع الزيتونة عوضاً عن النظارة [1] التي كانت هي المسيّرة للتعليم به.
4 - وأوَّل مَنْ لُقِّبَ بشيخ الإسلام, وهو لقب تفخيمي تداولته الرئاسة الشرعية الحنفية بتونس منذ القرن العاشر الهجري, ولم يكن لدى المالكية بتونس هذا اللقب.
وقد أُطلق على رئيس المجلس الشرعي الأعلى للمالكية بصفة رسمية عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - وهو أوَّل مَنَََْ تقلَّد جائزة الدولة التقديرية للدولة التونسية ونال وسام الاستحقاق الثقافي سنة (1968م) , وهو أعلى وسام ثقافي قررت الدولة التونسية إسناده إلى كلّ مفكر امتاز بإنتاجه الوافر ومؤلفاته العميقة الأبحاث, ودعوته الإصلاحية ذات الأثر البعيد المدى في مختلف الأوساط الفكرية.
وحصل على جائزة رئيس الجمهورية في الإسلاميات عامي (1972م - 1973م).
6 - وهو أوَّل مَنْ أحيا التصنيف في مقاصد الشريعة في عصرنا الحالي بعد العزّ بن عبدالسلام (ت 660هـ) والشاطبي (790هـ).
7 - وهو أوَّل مَن أدخل إصلاحات تعليميّة وتنظيميّة في الجامع الزيتوني في إطار منظومة تربوية فكرية, صاغها في كتابه: (أليس الصبح بقريب) الذي ألفه في بواكير حياته، والذي يدل على عقلية تربوية فذة، والذي كان شاهداً على الإصلاح التربوي والتعليمي الشرعي المنشود.
فأضاف إلى الدراسة موادّ جديدة كالكيمياء والفيزياء والجبر وغيرها, وأكثر من دروس الصرف, ومن دروس أدب اللغة, وشَرَع بنفسه في تدريس ديوان الحماسة, ولعلّه أول من درّس ذلك في الزيتونة.
أخلاقه وشمائله: كان الشيخ – رحمه الله – تزينه أخلاق رضية، وتواضع جم، فلم يكن على سعة اطلاعه وغزارة معارفه مغروراً كشأن بعض الأدعياء ممن لم يبلغ مستواه.
كان مترفعاً عن صغائر الأمور، إن نظرت إليه – كما يقول مترجموه - لم تقل إلا إنه رجل من النبلاء جمع بين النبل في الحسب والنسب، والنبل في العلم والأخلاق حتى قال فيه الشيخ محمد الخضر حسين: (ليس إعجابي بوضاءة أخلاقه وسماحة آدابه بأقل من إعجابي بعبقريته في العلم).
اشتهر –رحمه الله – بالصبر، وقوة الاحتمال، وعلو الهمة، والاعتزاز بالنفس، والصمود أمام الكوارث، والترفع عن الدنايا، تراه في كتاباته عفيف القلم، ً حلو المحاضرة، طيب المعاشرة مع تلاميذه حتى إنك لا تجد بين كتاباته رداً على أحد ممن وقف ضده موقف الخصم، بل أسبغ على كتاباته طابع العلم الذي يجب أن يُبَلِّغه، لا مظهر الردود التي تضيع أوقات طالب العلم، وتقود إلى الأحقاد والتعصب.
يقول فيه صديقه في الطلب الشيخ محمد الخضر حسين: (شب الأستاذ على ذكاء فائق، وألمعية وقادة، فلم يلبث أن ظهر نبوغه بين أهل العلم).
ويقول فيه: (وللأستاذ فصاحة منطق، وبراعة بيان، ويضيف إلى غزارة العلم، وقوة النظر صفاء الذوق، وسعة الاطلاع في آداب اللغة، وأذكر أنه كان يوماً في ناحية من جامع الزيتونة ومعه أديبان من خيرة أدبائنا، وكنتُ أقرأ درساً في ناحية أخرى من الجامع، فبعث إلي بورقة بها هذان البيتان:
تألقتِ الآدابُ كالبدر في السَّحَرْ = وقد لفظ البحران موجُهما الدرر
فما لي أرى منطيقها الآن غائباً = وفي مجمع البحرين لا يُفقد (الخضر) وقد وصف ابن عاشور نفسه بقوله: (ولا آنَسُ برفقة ولا حديثٍ أُنْسي بمسامرة الأساتيذ والإخوان في دقائق العلم ورقائق الأدب, ولا حُبِّبَ إليِّ شيء ما حُبّبت إلىّ الخلوة إلى الكتاب والقرطاس متنكّباً كلَّ ما يجري من مشاغل تكاليف الحياة الخاصة, ولا أعباء الأمانات العامة التي حُمِّلتُها فاحتملتُها في القضاء وإدارة التعليم حالت بيني وبين أنسي في دروس تضيء منها بروق البحث الذكي, والفهم الصائب بيني وبين أبنائي الذين ما كانوا إلاَّ قرَّة عين وعدّة فخر, ومنهم اليوم علماء بارزون, أو في مطالعة تحارير أخلص فيها نجيّاً إلى الماضي من العلماء والأدباء الذين خلَّفوا لنا آثارهم الجليلة ميادين فسيحة ركضنا فيها الأفهام والأقلام مرامي بعيدة سدَّدنا إليها صائب المهام).
ووصفه أحدهم فقال: رأيتُ فيه شيخاً مهيباً يمثّل امتداداً للسلف الصالح في سمته, ودخل في عقده العاشر ولم تنل منه السنون شيئاً ..
قامة سمهرية خفيفة اللحم, وعقلية شابة ثرية بحصيلتها, وقلب حافظ أصاب من علوم القدماء والمحدثين, ولسان لافظ يقدر على الخوض في كلّ شيء من المعارف, وذهن متفتّح يشقّق الحديث روافد مع وقار يزيّنه, وفضل يبيّنه, وأخلاق وشمائل حسنة تهش للأضياف وترحّب بالوارد, وتعطي في عمق لمن يريد الاغتراف من بحر كثرت مياهه, وقد ازدحمت العلوم فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ووصفه الدكتور محمد الحبيب ابن الخوجة فقال: (كان فريداً مع تقدّم السنّ في حضور واستحضار ما يسأل عنه من مسائل؛ أذكر أنّني طلبتُ منه ذات يوم من شهر أوت (أغسطس - آب) (1963م) بعد أن جلستُ إليه في زيارتي له بعد العصر عن وجه إعراب خفي عليّ, فإذا الإمام - رحمة الله عليه - يفيض في بيان ذلك، ويشرح الوجوه المختلفة، فيستشهد بما أوردهُ ابن هشام في (المغني) وفي (التصريح) , وكأنه يقرأ في كتاب, وكذلك كان شأنه في كلِّ ما يُسأل عنه من قضايا العلم اللغوي أو الشرعي, كان خزانة علم تتنقل يجد لديه كل طالب بغيته, أعانه على حصول ذلك وبلوغ المرتبة العالية العجيبة في اشتغاله المتواصل بالمراجعة والتدريس والتحقيق والتأليف, مع صحة ذهن, وجودة طبع, وقوة عارضة, وطلاقة لسان.
والشيخ صبور على المحن, فلم يشكُ من أحد؛ رغم الحملات التي أُثير ضدّه؛ ولم أعثر في نقده العلمي على ما يمسُّ الذوق أو يخدش الكرامة, عفّ اللسان, كريم, مُحِبٌ لأهل العلم ولطلبته ولمن كان أهلاً للمحبة.
وكان في مناقشاته العلمية لا يجرح أحداً ولا يحطّ من قدره, فإذا لاحظ تهافتاً في الفكر لمَّح إلى ذلك تلميحاً؛ ولم أجد في خصوماته الفكرية ما يمسّ شخصية أحد قطّ, ورغم الحملات التي شُنَّت ضده في فتوى التجنّس وغيرها لم ينزل عن المستوى الخلقي الذي يتصف به العلماء, بل لم يُشِرْ إلى خصومه, ولم يشكُ منهم قط.
وأما عاداته ومعاملاته؛ فكان الشيخ كثير الإحسان إلى مساعديه من المستكتبين والعملة, ومن عاداته عدم تناول وجبة العشاء, فإذا حضر مأدبة تظاهر بالأكل مجاملةً).
قال داغر: (امتاز إلى جانب علمه ودأبه ومعرفته الواسعة وتحرره الفكري, بالتواضع والنفس الخيرّة والعقل الراجح والتدبير القويم).
يقول فيه الدكتور محمد الحبيب بلخوجة: (هو نمطٌ فريد من الأشياخ لم نعرف مثله بين معاصريه أو طلابه أو من كان في درجتهم من أهل العلم, إذ كان انكبابه على الدرس متميّزاً, واشتغاله بالمطالعة غير منقطع, مع عناية دائمة مستمرة بالتدوين والكتابة, وتقديم ما يحتاج إليه الناس من معارف وعلوم, وأذواق وآداب, وملاحظات وتأملات؛ فلا بدع إذا اطّرَدتْ جهودُه واستمرّ عطاؤه في مختلف مجالات الدرس والثقافة, في حقول المعرفة الشرعية الدينية, وفي الدراسات اللغوية, وفي معالجة أوضاع التعليم في الزيتونة, والعمل على إصلاحها, مع ذبّه عن الإسلام أصوله وآدابه, وتطلعه كل يوم إلى مزيدٍ من المعرفة بكلّ ما يمكن أن يقع تحت يده من كتب فريدة, ومخطوطات ومصنفات في شتّى العلوم والفنون.
وقد وهبه الله متانة علمٍ, وسعة ثقافة, وعمق نظر, وقدرة لا تفتر على التدوين والنشر, وملكات نقدية يتضح أثرها في طريقة الجمع بين الأصول والتعريفات, وما يلحق بها من ابتداعات وتصرفات, وهكذا صدرت مقالاته تحقيقاته وبحوثه وتآليفه متدفقة متوالية من غير انقطاع أو ضعف, فَنُشِر ما نُشِرَ, وبقي الكثير منها محفوظاً بخزانة آل عاشور ينتظر من يتولى نشره وطبعه وتحقيقه).
ومن لطائف ذكائه ما ذكره تلميذه أبو الحسن بن شعبان الأديب الشاعر حيث حكى عن نفسه أنه كان يحضر دروس العلامة الإمام الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور في (الموطأ) وهو إذ ذاك شيخ الزيتونة, وشيخ الإسلام المالكي حوالي عام (1933م) , وفي ذات مرة ناقش الشيخ ابن عاشور في مدلول لفظة لغوية, والشيخ ابن عاشور متمكِّن في مادة اللغة, متثبت في نقله, مع سمو ذوق وقدرة على الترجيح بين الأقوال, في أسلوب علمي وحُسن عرض, ولما طالت المناقشة أراد المترجم أن يفحم الشيخ ابن عاشور؛ فاخترع لوقته شاهداً شعرياً على صحّة زعمه, فأجابه الشيخ ابن عاشور بديهةً ومن الوزن والرويّ نفسه:
يروون من الشعر ما لا يوجد
ففغر فاه مبهوتاً من شدة ذكاء الشيخ وسرعة بديهته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولئن كانت كتب الشيخ ابن عاشور – رحمه الله – وأبحاثه كثيرة متنوعة فإن أعظمها وأشهرها وأحبها إلى قلبه تفسيره التحرير والتنوير الذي مكث في تأليفه تسعاً وثلاثين سنة؛ حيث بدأ فيه سنة 1341 وانتهى منه عام 1380هـ وختمه بكلمة عظيمة مؤثرة قال فيها: (وإن كلام رب الناس حقيق بأن يُخدم سعياً على الرأس, وما أدّى هذا الحق إلا قلم مفسر يسعى على القرطاس, وإنَّ قلمي استنَّ بشوط فسيح, وكم زُجِرَ عند الكَلالِ والإعياء زجر المنيح, وإذ قد أتى على التمام فقد حقَّ له أنْ يستريح.
وكان تمام هذا التفسير عصر يوم الجمعة الثاني عشر من شهر رجب عام ثمانين وثلاثمائة وألف, فكانت مدة تأليفه تسعاً وثلاثين سنة وستة أشهر, وهي حقبة لم تَخْلُ من أشغال صارفة, ومؤلفات أخرى أفنانها وارفة, ومنازع بقريحةٍ شاربةٍ طوراً, وطوراً غارفة, وما خلال ذلك من تشتت بال, وتطور أحوال, مما لم تَخْلُ عن الشكاية منه الأجيال, ولا كُفران لله فإن نعمه أوفى, ومكاييل فضله عَلَيَّ لا تُطَفَّفُ ولا تُكْفا.
وأرجو منه تعالى لهذا التفسير أن يُنجد ويغور, وأن ينفع به الخاصة والجمهور, ويجعلني به من الذين يرجون تجارةً لن تبور.
وكان تمامه بمنزلي ببلد المرسى شرقيّ مدينة تونس, وكَتَبَ محمد الطاهر ابن عاشور) [2].
صداقة ابن عاشور للشيخ محمد الخضر حسين:
لقد انعقدت بين الشيخ العلامة محمد الطاهر بن عاشور، والشيخ العلامة محمد الخضر حسين -1293 - 1377هـ - صداقة عظيمة تعد مثالاً رائعاً في صدق المودة، ورعاية الحقوق، ورقة الشعور، وحسن التذمم والوفاء، وحرارة الأشواق ونحو ذلك من المعاني الجميلة؛ فلقد كانا قرينين في طلب العلم بجامع الزيتونة، وبينهما من العمر أربع سنوات حيث ولد الخضر عام 1293 هـ، وولد الطاهر عام 1297هـ.
ولقد تعرفا على بعض في مطلع القرن الرابع عشر الهجري، واستمرت صداقتهما إلى أن فارق الخضر الدنيا عام 1377 هـ ..
وأما الطاهر فعاش إلى عام 1393 هـ حيث عُمِّر سبعاً وتسعين سنة.
ولقد فَرَّق الاستعمار بينهما، حيث حكم على الشيخ الخضر بالإعدام والجلاء، فخرج من تونس عام 1331 هـ وتقلَّب في عدد من البلاد ومات في مصر.
وكان كثيراً ما يكاتب الطاهر، ويرد على كتاباته، ويبعث إليه أشواقه، وتحاياه، وتهانيه إذا ما تقلد منصباً.
وهذه نماذج مختارة مما كان بينهما من مودة ومكاتبات.
1 - قصيدة بعنوان (عواطف الصداقة).
بعد هجرة الشيخ الخضر من تونس عام 1331 بعث إليه صديقه محمد الطاهر بن عاشور وهو كبير القضاة بتونس رسالة مصدرة بالأبيات التالية:
بَعُدْتَ ونفسي في لقاك تصيدُ = فلم يُغِنِ عنها في الحنان قصيد
وخلَّفت ما بين الجوانح غصة = لها بين أحشاء الضلوع وقود
وأضحتْ أمانيْ القرب منك ضئيلةً = ومرُّ الليالي ضعفها سيزيد
أتذكر إذ ودَّعْتنا صبحَ ليلةٍ = يموج بها أنسٌ لنا وبرودُ
وهل كان ذا رمزاً لتوديع أنسنا = وهل بعد هذا البين سوف يعود
ألم ترَ هذا الدهر كيف تلاعبت = أصابعه بالدر وهو نضيد
إذا ذكروا للود شخصاً محافظاً = تجلى لنا مرآك وهو بعيدُ
إذا قيل: مَنْ للعلم والفكر والتقى = ذكرتُك إيقاناً بأَنْكَ فريد
فقل لليالي: جَدِّدي من نظامنا = فحسبك ما قد كان فهو شديدثم كتب تحت هذه الأبيات: (هذه كلمات جاشت بها النفس الآن عند إرادة الكتابة إليكم، فأبثها على عِلاتها، وهي وإن لم يكن لها رونق البلاغة والفصاحة فإن الود والإخاء والوجدان النفسي يترقرق في أعماقها).
ولما وصلت تلك الرسالة إلى الشيخ محمد الخضر حسين أجاب بالأبيات التالية:
أينعم لي بالٌ وأنت بعيد = وأسلو بطيف والمنام شريد
إذا أجَّجتْ ذكراك شوقيَ أُخْضِلَتْ = لعمري بدمع المقلتين خدود
بَعُدْتُ وآمادُ الحياة كثيرةٌ = وللأمد الأسمى عليَّ عهود [3]
بعدت بجثماني وروحي رهينةٌ = لديك وللودِّ الصميم قيود
عرفتُك إذ زرتُ الوزير وقد حنا = عليَّ بإقبال وأنت شهيد [4]
فكان غروبُ الشمس فجْرَ صداقةٍ = لها بين أحناء الضلوع خلود
لقيت الودادَ الحرَّ من قلب ماجدٍ = وأصدق من يُصْفي الوداد مجيد
ألم تَرْمِ للإصلاح عن قوس نافذٍ = درى كيف يُرعى طارفٌ وتليدُ
وقمتَ على الآداب تحمي قديمها = مخافةَ أن يطغى عليه جديد
أتذكر إذ كنا نباكر معهداً = حُميَّاه عِلْمٌ والسقاة أسود [5]
أتذكر إذ كنا قرينين عندما = يحين صدورٌ أو يحين ورود
(يُتْبَعُ)
(/)
فأين ليالينا وأسمارها التي = تُبلُّ بها عند الظماء كبودُ
ليالٍ قضيناها بتونسَ ليتها = تعود وجيش الغاصبين طريد2 - وهذه مقطوعة عنوانها (الوفاء بعهد الصداقة)، وقد قالها الشيخ الخضر عندما سأله بعض الأدباء: كيف كانت صلتكم بالشيخ محمد الطاهر بن عاشور في تونس؛ فأجابه بهذه الأبيات:
أحببتُه ملءَ الفؤاد وإنما = أحببت من ملأ الودادُ فؤادَهُ
فظفرتُ منه بصاحبٍ إن يدرِ ما = أشكوه جافى ما شكوتُ رقادَه
ودريت منه كما درى مني فتىً = عرف الوفاء نجاده ووهادَه [6] 3 - وهذه مقطوعة عنوانها (برقية الشوق)، قالها الشيخ محمد الخضر أثناء رجوعه من الآستانة إلى تونس سنة 1330 هـ، وقد مرت به الباخرة بالقرب من شاطئ (المرسى) حيث كان يقيم صديقه العلامة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور:
قلبي يحيِّيك إذ مرت سفينتنا = تُجاه واديك والأمواج تلتطم
تحيةً أبرق الشوق الشديد بها = في سلكِ ودٍّ بأقصى الروح ينتظم 4 - وهذه قصيدة عنوانها (تهنئة بالقضاء) قالها وهو في دمشق؛ لتهنئة صديقه الشيخ محمد الطاهر بن عاشور عند ولايته القضاء بتونس:
بَسَط الهناءُ على القلوب جناحا = فأعاد مسودَّ الحياة صباحا
إيهِ محيا الدهر إنك مؤنسٌ = ما افتر ثغرك باسماً وضَّاحا
وتعُدُّ ما أوحشْتَنا في غابر = خالاً بوجنتِك المضيئة لاحا
لولا سواد الليل ما ابتهج الفتى = إن آنس المصباح والإصباحا
يا طاهر الهمم احتمتْ بك خُطَّةٌ = تبغي هدىً ومروءةً وسماحا
سحبت رداء الفخر واثقة بما = لك من فؤاد يعشق الإصلاحا
ستشد بالحزم الحكيمِ إزارها = والحزم أنفس ما يكون وشاحا
وتذود بالعدل القذى عن حوضها = والعدل أقوى ما يكون سلاحا
في الناس مَنْ ألقى قِلادتها إلى = خَلفٍ فحرَّم ما ابتغى وأباحا
فأدِرْ قضاياها بفكرك إنه = فكرٌ يرد من العويص جماحا
أنسى ولا أنسى إخاءك إذ رمى = صَرْفُ الليالي بالنوى أشباحا
أسلو ولا أسلو علاك ولو أتت = لبنان تهدي نرجساً فياحا
أو لم نكن كالفرقدين تَقَارَنا = والصفو يملأ بيننا أقداحا5 - وهذه مقطوعة قالها الشيخ محمد الخضر حسين في صديقيه العلامة أحمد تيمور باشا، والشيخ محمد الطاهر بن عاشور، مبيناً عظيم محبته لهما، حيث قالها بعد موت أحمد تيمور، وفي وقت بُعْده عن ابن عاشور:
تقاسم قلبي صاحبان ودِدْتُ لو = تَمَلَّتْهما عيناي طول حياتي
وعلَّلت نفسي بالمنى فإذا النوى = تُعِلُّ الحشا طعناً بغير قناةِ
فأحمد في مصر قضى ومحمد = بتونس لا تحظى به لحظاتي
أعيش وملءُ الصدرِ وحْشَةُ مُتْرَفٍ = رَمَتْهُ يَدُ الأقدارِ في فَلَواتِ [7] 6 - وهذه قصيدة عنوانها (مساعي الورى شتى)، قالها مهنئاً صديقه العلامة ابن عاشور عند ولايته التدريس في جامع الزيتونة بتونس سنة 1323هـ
مساعي الورى شتى وكلٌّ له مرمى = ومسعى ابن عاشورٍ له الأمد الأسمى
فتى آنس الآداب أول نشئه = ِفكانت له رُوحاً وكان لها جسما
وما أدبُ الإنسانِ إلا عوائد = تخط له في لوح إحساسه رسما
فتى شب في مهد النعيم ولم تنل = زخارفه من عزمه المنتضى ثلما [8]
وفي بهجة الدنيا وخضرة عيشها = غرور لباغي المجد إن لم يفق حزما
وشاد على التحقيق صرح علومه = فما اسطاع أعداء النبوغ له هضما
ومن شد بالتفويض لله أزره = ومد شباك الجد صاد بها النجما
وذي خطة التدريس توطئة لأن = نراه وقسطاس الحقوق به يحمى [9]
رجاءٌ كرأي العين عند أولي الحجا = يوافيه كالمعطوف بالفاء لا ثُمَّا [10]
بلونا حُلى الألفاظ في سلك نطقه = فلم يَلْفِ صافي الذوق في عقدها جشما
وفي الناس مهذار تراه يلوكها = بلهجته لوك المسومة اللجما
بِطانةُ صدري صورت من إخائكم = وجاء بنان الخلدِ يرقمها رقما
وإني أرى باب المداجاة ضيقاً = فلا يسعُ النفس التي كَبُرت همَّا
وإن شِمْت في نسج القريض تخاذلاً = وآنست في مغزى فواصله وصْمَا
فزهرة فكري لا تَطيب عُصارةً = إذا نفث الإيحاش فى أضلعي سمَّا
ألم تر أزهار الربى حينَما نأت = أفانينها كان الذبول لها وسما [11]
هذه نبذة يسيرة عن سيرة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور – رحمه الله – ومن أراد المزيد فليرجع إلى الكتب التي ترجمت له، ومنها: كتاب شيخ الجامع الأعظم محمد الطاهر بن عاشور –حياته وآثاره، تأليف د. بلقاسم الغالي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكتاب محمد الطاهر بن عاشور: علامة الفقه وأصوله والتفسير وعلومه، تأليف إياد خالد الطباع، وكتاب الصداقة بين العلماء لكاتب هذه السطور.
وقد كتبت هذه النبذة استجابة لطلب رواد منتدى ملتقى أهل التفسير الكرام؛ فآمل أن تحوز على رضاهم وقبولهم.
ومن الطريف أنني لما هممت بكتابة هذه اللطائف رأيت الشيخ العلامة ابن عاشور في المنام، وذلك يوم السبت 19 رمضان 1426هـ حيث رأيته وهو يقرأ في مجمع في كتابة حررها، وهي مكتوبة في صحف كبيرة أمامه.
ولما انتهى سلمت عليه، وأخبرته بمحبتي له، ودعائي له، وذكرت له أننا نترَّوى كلامه، ونحفظ بعض أشعاره، وقلت له بعضها ومن ذلك أبياته التي بعثها إلى الخضر والتي مضى ذكرها والتي يقول في مطلعها:
بعدت ونفسي في لقاك تصيد = فلم يغن عنها في الحنان قصيدففرح، وكان بجانبه سائل يسأل مالاً، فأقبل علي وقال لمن معه أعطوه – يعنيني – موعاً بعد العصر.
ثم ركب في سيارته، ولم أعرف ممن معه إلا رجلاً اسمه سليمان الغنيم.
فقلت: لعل ذلك سلامة وغنم لنا جميعاً وللشيخ.
رحم الله ابن عاشور، ورفع منزلته، وجزاه خير الجزاء على ما قدم، وتجاوز عنه بلطفه وكرمه.
وجزى القائمين على هذا الملتقى ورواده خير الجزاء على حسن طرحهم، وسمو أدبهم.
الزلفي
21/ 9/1426هـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]- النظارة: هي الهيئة المشرفة على التعليم.
[2]- تفسير التحرير والتنوير 30/ 636 - 637.
[3]- يعني بالأمد الأسمى: خدمة الدين، والقيام بالدعوة، ومحاربة الاستعمار.
[4]- الوزير: هو محمد العزيز بو عتَّور (1240 - 1325) جد ابن عاشور، من كبار رجال السياسة والعلم في تونس، والبيت إشارة إلى أول لقاء بين الخضر وابن عاشور.
[5]- نباكر: نأتي مبكرين، والمعهد: جامع الزيتونة، والحميا: شدة الغضب وأوله، ويعني به هنا: النشاط، ويريد بالسقاة: أساتذة المعهد وما كان لهم من مهابة وإجلال في قلوب المتعلمين.
[6]- النجاد: ما ارتفع من الأرض، والوهاد: ما انخفض منها.
[7]- معنى البيت يقول: إن حالي في بعدي عن هذين الصاحبين كحال رجل عاش في نعيم، ثم تحول عنه إلى صحراء جرداء لا نعيم فيها ولا خِصَب؛ فماذا ستكون حاله؟ إنها حال بؤس وشقاء، ولو أنه عاش في أول أمره في شظف عيش لهان عليه الأمر؛ فحال هذا المترف الذي تقلب في النعيم ثم تحول عنه إلى الشقاء كحالي مع صاحبيَّ؛ فبينما أنا أعيش في أنس وسرور ونعيم بسبب قربي منهما، وأُنْسي بهما إذا بي بعيد عنهما، حزين لفراقهما.
وهذا تشبيه بديع رائع.
[8]- يعني أن ابن عاشور عاش في بيت غنى وعزٍّ، ولم يثلم ذلك من عزيمته، ولم ينل من همته، وهذا دليل كمال ومروءة.
[9]- يعني أن توليه للتدريس مؤذنة لأن يتولى القضاء.
[10]- يعني أن هذا الرجاء قريب كالمعطوف بأداة العطف (الفاء) التي تفيد التعقيب لا بـ (ثم) التي تفيد الترتيب والتراخي.
[11]- معنى الأبيات الثلاثة الأخيرة يقول: إذا لحظت في أبياتي هذه ضعفاً فلا تلمني؛ فالفرقة لها أثرها على القريحة.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[24 Oct 2005, 11:48 م]ـ
نفع الله بك وبعلمك شيخنا الكريم، وجزاك الله خيراً على هذه الدرر التي تتحفنا بها بين الفينة والأخرى.
وتفسير ابن عاشور يعد بحق من أفضل التفاسير. وفيه من النفائس والدرر ما لا يوجد في غيره.
وصدق من قال: كم ترك الأول للآخر؟
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[25 Oct 2005, 08:53 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الترجمة وما فيها من لطائف
عن هذا العلم العالم وبارك الله فيكم
ـ[مرهف]ــــــــ[25 Oct 2005, 02:35 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الترجمة الماتعة المفيدة وعوض المسلمين خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Oct 2005, 03:05 م]ـ
أحسن الله إليك يا دكتور محمد على هذه الترجمة الماتعة، ونحن نحب الشيخ محمد الطاهر رحمه الله في الله، لما انتفعنا به من كتبه دون استثناء، وأسأل الله أن يوفقك لكل خير، وقد قام صديقي الأخ علي با وزير بجمع مقالات الطاهر بن عاشور في كتاب كبير سماه (الجمهرة - مقالات العلامة محمد الطاهر بن عاشور) ولعله يصدر قريباً بإذن الله، وقد سبق نشر بعض المقالات منه في الملتقى والشبكة. وقد سعدت كثيراً عندما رأيت عنايتكم بمقالاته أيضاً سددكم الله وأحسن إليكم.
ـ[النجدية]ــــــــ[01 Jul 2010, 08:08 ص]ـ
أحسن الله إليكم
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[01 Jul 2010, 08:55 ص]ـ
بحث ماتع حقا ولكن الذي اعرفه ان اول من كتب تفسيرا كاملا في هذا العصر من بلاد المغرب هو الشيخ محمد بن يوسف اطفيش الجزائري والله اعلم(/)
كيف اعرف موعد معرض الكتاب بداية السنة القادمة في معارض الرياض
ـ[زيد العنزي]ــــــــ[24 Oct 2005, 11:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي الاحبة
كيف اعرف موعد معرض الكتاب بداية السنة القادمة في معارض الرياض بالتحديد؟
ـ[الزهري للبرمجيات]ــــــــ[25 Oct 2005, 02:05 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موعد معرض الكتاب هو 23 محرم حتى 2 صفر 1427 ه الموافق 22 فبراير حنى 3 مارس 2006 بمركز معارض الرياض
شركة الزهري للبرمجيات
www.elzohry.net(/)
مواعظ لابن الجوزي
ـ[مرهف]ــــــــ[26 Oct 2005, 11:54 م]ـ
إخواني: الذنوب تغطي على القلوب، فإذا أظلمت مرآة القلب لم يبن فيها وجه الهدى، و من علم ضرر الذنب استشعر الندم.
• يا صاحب الخطايا: أين الدموع الجارية؟ يا أسير المعاصي ابك على الذنوب، وا حسرة لك إذا دُعيت إلى التوبة فما أجبت، كيف تصنع إذا نودي بالرحيل و ما تأهبت، ألست الذي بارزت بالكبائر و ما راقبت؟!
• أسفاً لعبد كلما كثرت أوزاره قلّ استغفاره، و كلما قرب من القبور قوي عنده الفتور.
• اذكر اسم من إذا أطعته أفادك، و إذا أتيته شاكراً زادك، و إذا خدمته أصلح قلبك و فؤادك.
• أيها الغافل: ما عندك خبر منك! فما تعرف من نفسك إلا أن تجوع فتأكل، و تشبع فتنام، و تغضب فتخاصم، فبم تميزت عن البهائم!
• واعجباً لك! لو رأيت خطاً مستحسن الرقم لأدركك الدهش من حكمة الكاتب، و أنت ترى رقوم القدرة و لا تعرف الصانع، فإن لم تعرفه بتلك الصنعة فتعجّب، كيف أعمى بصيرتك مع رؤية بصرك!
• يا من قد وهى شبابه، و امتلأ بالزلل كتابه، أما بلغك ان الجلود إذا استشهدت نطقت! أما علمت أن النار للعصاة خلقت! إنها لتحرق كل ما يُلقى فيها، فتذكر أن التوبة تحجب عنها، و الدمعة تطفيها.
• سلوا القبور عن سكانها، و استخبروا اللحود عن قطانها، تخبركم بخشونة المضاجع، و تُعلمكم أن الحسرة قد ملأت المواضع، و المسافر يود لو انه راجع، فليتعظ الغافل و ليراجع.
• يا مُطالباً بأعماله، يا مسئولاً عن أفعاله، يا مكتوباً عليه جميع أقواله، يا مناقشاً على كل أحواله، نسيانك لهذا أمر عجيب!
• إن مواعظ القرآن تُذيب الحديد، و للفهوم كل لحظة زجر جديد، و للقلوب النيرة كل يوم به وعيد، غير أن الغافل يتلوه و لا يستفيد ..
• كان بشر الحافي طويل السهر يقول: أخاف أن يأتي أمر الله و أنا نائم.
• من تصور زوال المحن و بقاء الثناء هان الابتلاء عليه، و من تفكر في زوال اللذات وبقاء العار هان تركها عنده، و ما يُلاحظ العواقب إلا ذو بصر ثاقب.
• عجباً لمؤثر الفانية على الباقية، و لبائع البحر الخضم بساقية، و لمختار دار الكدر على الصافية، و لمقدم حب الأمراض على العافية.
• قدم على محمد بن واسع ابن عم له فقال له من أين أقبلت؟ قال: من طلب الدنيا، فقال: هل أدركتها؟ قال لا، فقال: واعجباً! أنت تطلب شيئاً لم تدركه، فكيف تدرك شيئاً لم تطلبه.
• يُجمع الناس كلهم في صعيد، و ينقسمون إلى شقي و سعيد، فقوم قد حلّ بهم الوعيد، و قوم قيامتهم نزهة و عيد، و كل عامل يغترف من مشربه.
• كم نظرة تحلو في العاجلة، مرارتها لا تُطاق في الآخرة، يا ابن أدم قلبك قلب ضعيف، و رأيك في إطلاق الطرف رأي سخيف، فكم نظرة محتقرة زلت بها الأقدام.
• يا طفل الهوى! متى يؤنس منك رشد، عينك مطلقة في الحرام، و لسانك مهمل في الآثام، و جسدك يتعب في كسب الحطام.
• أين ندمك على ذنوبك؟ أين حسرتك على عيوبك؟ إلى متى تؤذي بالذنب نفسك، و تضيع يومك تضييعك أمسك، لا مع الصادقين لك قدم، و لا مع التائبين لك ندم، هلاّ بسطت في الدجى يداً سائلة، و أجريت في السحر دموعاً سائلة.
• تحب أولادك طبعاً فأحبب والديك شرعاً، و ارع أصلاً أثمر فرعاً، و اذكر لطفهما بك و طيب المرعى أولاً و أخيرا، فتصدق عنهما إن كانا ميتين، و استغفر لهما و اقض عنهما الدين
• من لك إذا الم الألم، و سكن الصوت و تمكن الندم، ووقع الفوت، و أقبل لأخذ الروح ملك الموت، و نزلت منزلاً
فيا أسفاً لك كيف تكون، و أهوال القبر لا تطاق.(/)
أخي ... لأني أحبك " عليك بخاصة نفسك "
ـ[الجندى]ــــــــ[27 Oct 2005, 02:20 م]ـ
استميحكم عذراً إخوتي ... فلم أستطع النوم قبل أن أبث همي وحزني ...
" طه جابر العلواني ليس من أهل السنة "
هذا ما قرأته لأحد مشرفي إحدى المنتديات العلمية (الرصينة!!!).
لا إله إلا الله ... من هذا المتألي على الله وعباده؟!
من الذي يجرؤ على تصنيف المسلمين وكأننا في عصر (صكوك الغفران).
بل وزاد على ذلك بأن حذف رابط مجلته (إسلامية المعرفة) كأنه يحذف رابط موقع ......
لن أخوض في تاريخ العلواني الذي أعلم مسيرته الدعوية والجهادية قبل وبعد خروجه من العراق مضطراً منذ عشرات السنين، حين كان ـ وما زال ـ غيره آمنون مطمئنون ... ولن أتحدث عن جهود معهده في نشر الإسلام بأمريكا، وكونه يحمل قصب السبق الأول في ذلك ... فما عند الله خير وأبقى .. وأسأله جل جلاله أن يكثر ممن يزيدون من رصيد حسناته، ويأخذون من سيئاته .. كما يردد باستمرار ...
لن أزيد على قوله: إن له ربه سينتصف له.
يوم لا ينفع مال ولا بنون ... يوم لا ينفع " الظالمين " معذرتهم.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولكن ...
متى سنتعلم مناقشة الآخر؟ متى سنحترم الآخر؟ متى سنكون دعاة لا قضاة؟ متى سنتزل عن حظ النفس وحب الانتصار لها ...
إن الله سبحانه وتعالى أخفى أولياءه في عباده ... فلعل منهم طه ويوسف والغزالي وسيداً والبوطي والكاندهلوي .... كما لعل منهم شقرة والحلبي والسديس والعثيمين ومشهور والمدخلي والقرني والحوالي ....
فاحذر:
إن من عادى ولياً لله فقد آذنه الله بالمحاربة .... ويا خسران من حاربه الله!
احذروا ... أتدرون من المفلس ....
أقول لك: لن تستفيد من غيبتهم ووصمهم بما ترفض أن يصِموك (ومشايخك) به، لا في الدنيا ولا في الآخرة. ولكنها شهوة الانتصار للنفس .. شهوة الغيبة والنميمة ...
شهوة الهروب من النقص ... النقص والضعف من مواجهة العدو الرئيس العدو الحقيقي .. الذي أمرت شرعاً أن تكون شديداً عليه رحيماً بأخيك ... فقلبت الأمر فكنت شديداً على أخيك .. متهاوناً متماوتاً أمام عدوك.
لعلك تقول: ولكن عقيدتهم فاسدة!!
أقول لك: عقيدة الملحد أفسد، عقيدة النصراني أفسد، عقيدة المجاهر بالنقص بالدين أفسد.
أعدك أخي الكريم، إن ناقشت كل أولئك بالهمة ذاتها التي تناقش بها أخاك المسلم أن تجد نتائج عجيبة.
وأهمس في أذنك: هل حاورت أخيك في عقيدته لتعلم أدلته قبل أن (((تحكم))) عليه!
أتعرف حكم تكفير .... تفسيق ... تجهيل ... (المُعَيَّن)
هل أنت المفتي والقاضي الذي يستعرض الأدلة والتهم والدفاع ثم يصدر الأحكام في أخيه، لو كنت قاضياً حقاً لسمعت أدلته ... فلعل ما بينكما سوء فهم في المصطلحات أو خلافاً من الممكن الاتفاق عليه .. بل لعله يرجع إن خاطبته باللين الذي أمر الله عبده موسى أن يخاطب به فرعون زاعم الألوهية.
تقول: لا مهادنة في العقيدة.
أقول لك، فما قولك في بائع السلاطين العز بن عبد السلام (إمام الأشاعرة في وقته) .. مع أخيه شيخ الإسلام ابن تيمية اللذين عاشا معاً وحاربا التتار معاً فعدوهما واحد.
هل ترك كل واحد منهما التتار وجلس يحكم على انتساب الآخر وتلاميذه إلى أهل السنة أم إلى السبعين فرقة.
أنتمثل بهما؟ ألم يكونا من الكرام؟ أو على الأقل أحدهما من الكرام (الأقرب إلى فكرك وعقيدتك ... ) فتشبه بالكرام فإن التشبه بالكرام فلاح.
نزعم الانتساب إلى السلف ... فإليك أدب السلف وعلمهم وورعهم
جاء في سير أعلام النبلاء ج4/ص165عن الزبرقان قال كنت عند أبي وائل فجعلت أسب الحجاج وأذكر مساوئه فقال: " لا تسبه وما يدريك لعله قال اللهم اغفر لي فغفر له ".
وأبو وائل ليس صوفيا ولا جاويا ولا نقشبنديا ..... بل هو أحد كبار التابعين واسمه شقيق بن سلمة، كان إمام الكوفة [لا تجزع ليس " رافضياً "]، وكان رأساً في (العلم والعمل) كما قال الذهبي.
انتبه أخي الحبيب: العلم والعمل.
علِم أن الله تعالى لن يسأله إلا عن عمله " فسيرى الله عملكم .. " ولم يقل سيرى تصنيفكم لإخوانكم، تنظيركم .. لن يسألك الله عن عقيدة الطنطاوي ولا سعيد بن مسفر ... ولكن سيسألك عن " عملك " و نصرتك للدين، فليس للإنسان إلا ما سعى.
(يُتْبَعُ)
(/)
لم يجلس (أبو وائل) على أريكته ويصنف الناس هذا من أهل السنة، وهذا عقلاني، وهذا يخرج في سبيل الله أربعين يوماً للدعوة فهو مبتدع (!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!) وهذا من تلاميذ الشيخ فلان فهو مرجئ (!!!!) فيرد عليه الآخر يا سروري يا قطبي يا حركي ...
كما لم يطعن الصحابة الكرام فيمن أوّل قوله تعالى: " يوم يكشف عن ساق " ولم ينقسموا فسطاطين: فسطاط من قال: رأى سيدنا محمد ربه يوم الإسراء، وفسطاط من قال: من زعم أنه رآه فقد أعظم على الله الفرية.
أم ذلك ليس من العقيدة؟!
احذر أخي الحبيب ... إنه عِرض أخيك
إنه أخوك، من أهل قبلتك، من أهل قرآنك، ....
أخوك الذي أمرت بأن تكون رحيماً به " رحماء بينهم "
فتركتَ الواجب وفعلتَ المحرَّم بزعم نصرة الدين!!!
قليلاً من الورع أخي الحبيب ... ما يدريك: لعل العلواني أو القرضاوي أو الحوالي .... قال في ليلة: اللهم اغفر لي. فغفر له ... فماذا استفدت حينها!!
قليلاً من الحياء يا ((دعاة)) قليلاً من الحياء يا ورثة الأنبياء، ونِعمَ الورثة.
لماذا أقول: قليلاً من الحياء؟
أتعرف لماذا؟
لقد نقل لي الثقة عن أحد صغار الزاعمين الانتساب إلى مذهب السلف، أنه تناقش مع الشخص الذي نقل لي العبارة عنه (وهو من نفس المذهب العقدي) في مسألة ما في العقيدة فقيل له: ابن حجر العسقلاني قال في فتح الباري كذا.
فرد ذلك الصغير (سناً) بكل صلافة
ابن حجر يُعذَر بجهله
والله دمعت عيني حين سمعت بهذا، وتمنيت أن لو سمعت ذلك منه لأجيبه بما يستحق ... وكما قال أحد إخواني (في توقيعه) ليتني مت قبل أن أسمع هذا.
سألت زميله: لو لم تتعلموا من مشايخكم قلة الأدب مع العلماء، أكان تجرأ على ذلك؟! فسكت طبعاً.
غيبة، نميمة، سخرية، ضياع للوقت فيما لا يفيد ... هذا على الأقل ما جناه من يجلس ويصنف الناس، المصلين، الدعاة، المجاهدين ..
هنا المشكلة، فلماذا لا نقول رأينا الذي نرى أنه حق، من غير مصادرة لآراء إخواننا التي لديهم أدلتهم على كونها حق.
لماذا لا يخلو أي نقاش علمي (يهدف الوصول إلى الحق) بين سلفي وأشعري من الصوت العالي والسباب و و و لماذا لا نرى حواراً علمياً واحداً ... فقط حوار واحد بهدوء وعقل ... كلٌّ يأتي بدليله .. من غير تسفيه وشخصنة.
لكن مرة أخرى ... إنه حظ النفس ... حب الانتصار للنفس .. مبني على عمودَي: قلة العلم، وقلة الورع .. الورع .. الورع.
انزع ما في قلبك من غل لكل إخوانك ... كلهم ... وكِلْ أمرهم إلى أعدل العادلين، وأحكم الحاكمين .. سترى الراحة في صدرك، والنور في وجهك .. وفُسحةً في وقتك للدعوة ... وفوق كل ذاك: تيسير ومرضاة ربك، ومن ثم يضع لك القبول على الأرض.
إخوتي ... اعذروني بجهلي
ومرة أخيرة: عليك بخاصة نفسك.
اخوكم رحيم
منقول(/)
قادم قادم يا إسلام: {و الله متم نوره و لو كره الكافرون}
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[31 Oct 2005, 12:03 ص]ـ
* {كتب عليكم القتال و هو كره لكم و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم}. [البقرة: 216]
صدق الله العظيم
مازال الإسلام - الدين الحق، و خاتم رسالات السماء إلى أهل الأرض - يدخل فيه الألوف من الناس في أنحاء الأرض من أفارقة و أسيويين و أوربيين و أمريكيين و غيرهم، و مازال يكتسب أنصارا و محبين - و إن كانوا مازالوا على دياناتهم إلى أن يشاء الله الهداية لهم - يقع ذلك مع الحرب الضروس التي يشنها أعداء الحق و أعداء الدين في كل مكان من أرض الإسلام، بل في كل مكان،
و مع كل الكيد و القهر و الحرب مازال الإسلام عزيزا و سيظل كذلك إلى أن يرث الله الأرض و من عليها، لأنه الدين الذي أرتضاه الله لعباده و اختاره لهم ليفوزوا بسعادة الدارين: الدنيا و الآخرة.
************************
و من الذين أبدوا، و مازالوا يبدون إعجابا بالإسلام: الأمير تشارلز ولي العهد البريطاني، و هو يعلن ذلك و لا يخفيه - مع دقة موقعه و عظمه - و من ذلك ما نشره موقع " إسلام أون لاين نت " - في 27 من رمضان 1426 هج / الموافق 30 من أكتوبر 2005 م - نقلا عن صحيفة " الصنداي تلجراف " البريطانية، و هو مع يحكى عن مثالبه الخلقية التي لا ينفرد بها عن سائر مواطنيه بحكم النشأة إلا أنه يحسب له جهره بكلمة الحق، و عسى الله أن يمن عليه بالدخول في الإسلام، كما دخله كثير من العلماء و العظماء الأجانب،
* و إليكم ما نشره موقع " إسلام أون لا ين نت ":
**************
[الأمير تشارلز يحدث بوش عن الإسلام
نسيبة داود- إسلام أون لاين. نت/ 30 - 10 - 2005
يعتزم الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا -المعروف بتعاطفه مع المسلمين- التحدث مع الرئيس الأمريكي جورج بوش عن الإيجابيات العديدة التي تتضمنها عقيدة الإسلام، لا سيما أنه يرى أن سياسات الإدارة الأمريكية الحالية منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 غير متسامحة تجاه المسلمين، كما ذكرت صحيفة "صنداي تليجراف" البريطانية.
وأوضحت الصحيفة في عددها الصادر الأحد 30 - 10 - 2005 أن الأمير تشارلز سيسعى خلال زيارته إلى الولايات المتحدة التي تبدأ الثلاثاء 1 - 11 - 2005 وتستمر ثمانية أيام، إلى إقناع الرئيس بوش بأن الإسلام دين يحمل مزايا ونقاطا إيجابية عديدة.
وأضافت أن تشارلز عبر عن قلقه الشخصي من طبيعة المواجهة بين الإدارة الأمريكية والدول الإسلامية بالإضافة إلى "فشل واشنطن في تقدير قوة الإسلام ومزاياه".
وبعد شهرين من أحداث سبتمبر 2001، عبر الأمير تشارلز عن اعتقاده بأن اللغة التي تستخدمها الولايات المتحدة تجاه المسلمين تتسم "بحدة المواجهة". ويؤكد ولي العهد البريطاني بشكل دائم على أن اعتداءات 11 سبتمبر 2001 التي قام بها مسلمون ضد أهداف داخل الولايات المتحدة لا تعني مطلقًا توجيه أصابع الاتهام وتشويه سمعة مئات الملايين من المسلمين في جميع أنحاء العالم.
وتقول "صنداي تليجراف": إن انتقادات تشارلز للولايات المتحدة "كانت بشكل عام موجهة للأمريكيين الذين لا يقدرون الإسلام والثقافة الإسلامية بالشكل الذي نقدره به نحن" البريطانيون.
إعجاب بالإسلام
ووفقا للصحفية، فإن الأمير يريد من الأمريكيين بما فيهم بوش أن يشاركوه إعجابه بالدين الإسلامي.
وتعد زيارة تشارلز للولايات المتحدة هي الأولى من نوعها منذ زواجه بدوقة كورنويل الأميرة كاميلا باركرز بولز، ويحضر الأمير خلال هذه الزيارة مؤتمرًا بجامعة "جورج تاون" الأمريكية بواشنطن يوم الخميس 3 - 11 - 2005.
وقال مساعد للأمير: إن "المؤتمر سوف يبحث كيف يمكن للمجموعات الدينية تخفيف المشكلات الاجتماعية في مجتمعاتهم".
وقالت الصحيفة: إن الأمير تشارلز هو أكثر أعضاء العائلة المالكة محاولة لفهم الإسلام في تاريخ العائلة. فقد سبق أن قال في عام 1994 إنه عندما يتقلد منصب الملك، ويصبح الحاكم الأعلى لكنيسة إنجلترا، فإنه سيفضل أن يكون لقبه "حامي العقائد" بدلا من أن يكون "حامي العقيدة المسيحية" فقط.
وفي 2004 ألقى تشارلز خطابا حول الإسلام والغرب، ولاقى الخطاب قبولا واسعا في العالم العربي؛ إذ طالب فيه الغرب "بتجاوز التعصب الذي لا يقبله عقل حول الإسلام وعاداته وقوانينه". كما تطرق فيه إلى ما يدين به الغرب للثقافة الإسلامية، وفرق بين المسلمين العاديين والمسلحين الذين أساءوا فهم دينهم السمح. وقال: "التطرف ليس حكرًا على الإسلام أكثر من كونه لأي ديانة أخرى بما فيها المسيحية".
ونقلت الصحيفة عن مساعد رفيع المستوى للأمير قوله: إن "الأمير يريد مزيدًا من التسامح والتفاهم بين الأديان، وهو ما يؤدي إلى علاقات أفضل بين الأديان".]
انتهى الاقتباس(/)
هل أسلم" فيكتور هيغو" شاعر فرنسا العظيم؟
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[01 Nov 2005, 06:44 ص]ـ
تصفحت صدفة بعض منتديات الحوار باللغة الفرنسية ووجدتها تتناقل أنباء عن احتمال أن يكون فيكتور هيغو -شيخ الشعراء الرومانطيقيين الفرنسيين-قد اعتنق الإسلام قبل وفاته بثلاث سنوات ... والأهم في المسألة أن C.N.R.S - أي المركز الوطني للأبحاث العلمية الفرنسي-قد تستر عن سبق إصرار على العقيدة التي مات عليها الشاعر الفرنسي ... كما أبدى بعض المتتبعين للمسالة استغرابه لإقدام المركز المذكور على حذف كل قصائد "هيغو" -الإسلامية وغيرها- من موقعه على الشبكة www.atilf.fr .....
وقد تأكدت من ذلك بنفسي فالموقع عند البحث فيه عن "هيغو" يظهر عنوان: الاحتفال بسنة فيكتور هيغو ..... لكن الرابط عاطل يشير إلى أن الصفحة مفقودة ....
والمحير حقا هو أن هذا الموقع قد أطلق بمناسبة المائة الثانية لميلاد الشاعر الفرنسي ..... وقد أبدى الموقع قصائد "إسلامية " لهيغو غير موجودة في الطبعات المتكررة لديوان: أسطورة القرون
la Légende des siècles. وقد أهداها هيغو إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم .... ثم فجأة حذفت هذه القصائد بل حذف معها كل القصائد الأخرى .... ويرى المتتبعون أن هذا الحذف تزامن مع إعلان الصحافة السنغالية عن إسلام أبي بكر هيغو (فيكتور هيغو سابقا).فجاء الحذف للتعتيم على عقيدة الشاعر التي مات عليها.
ولا بد من الإشارة إلى أن تلك القصائد المنشورة -قبل أن تلغى-قد لعبت فيها الأيدي الأثيمة فأضافت أبيات شيطانية وأدمجتها في نسيج القصيدة لكن العارفين بأسلوب هيغو يدركون التزوير بسهولة .... وحتى غير العارف يدرك نشاز تلك الأبيات وعدم انسجامها مع الروح التمجيدية العالية المنبعثة من القصيدة المهداة إلى خير البشر.
والمتأمل لقصيدة هيغو المعنونة "السنة التاسعة للهجرة"سيجد فيها حقائق دقيقة من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم مثل هذا المشهد الختامي -وكأن هيغو ينقله من صحيح البخاري-
Le lendemain matin, voyant l’aube arriver ;
" Aboubékre, dit-il, je ne puis me lever,
Tu vas prendre le livre et faire la prière. "
Et sa femme Aïscha se tenait en arrière ;
Il écoutait pendant qu’Aboubékre lisait,
Et souvent à voix basse achevait le verset ;
Et l’on pleurait pendant qu’il priait de la sorte.
Et l’Ange de la mort vers le soir à la porte
Apparut, demandant qu’on lui permît d’entrer.
" Qu’il entre. " On vit alors son regard s’éclairer
De la même clarté qu’au jour de sa naissance ;
Et l’Ange lui dit : " Dieu désire ta présence.
- Bien ", dit-il. Un frisson sur les tempes courut,
Un souffle ouvrit sa lèvre, et Mahomet mourut.
Victor Hugo, le 15 janvier 1858.
يتعرف القاريء في هذا المشهد على أمور منها:
-صلاة أبي بكر بالناس.
-حضور عائشة في اللحظات الأخيرة من حياة النبي.
-الصوت الأسيف لأبي بكر.
-اختيار الرفيق الأعلى ....
باختصار نجد عند هيغو ما لا نجده عند الروافض .... مثل هذا التمجيد الصادق للفاروق عمر رضي الله عنه:
(أترجم لكم مطلعه: عمر ذلك الحبر العظيم شبيه الأنبياء ...... -كأني بالشاعر يشير إلى صفة "المحدث" التي أضفاها النبي صلى الله عليه وسلم على صاحبه-)
Omer, le puissant prêtre, aux prophètes pareil,
Aperçut, tout auprès de la mer Rouge, à l'ombre
D'un santon, un vieux cèdre au grand feuillage sombre
Croissant dans un rocher qui bordait le chemin ;
Scheik Omer étendit à l'horizon sa main
Vers le nord habité par les aigles rapaces,
Et, montrant au vieux cèdre, au delà des espaces,
La mer Égée, et Jean endormi dans Pathmos,
Il poussa du doigt l'arbre et prononça ces mots :
« Va, cèdre ! va couvrir de ton ombre cet homme. »
Le blanc spectre de sel qui regarde Sodome
N'est pas plus immobile au bord du lac amer
Que ne le fut le cèdre à qui parlait Omer ;
Plus rétif que l'onagre à la voix de son maître,
L'arbre n'agita pas une branche .Le prêtre dit :
« Va donc ! » et frappa l'arbre de son bâton.
Le cèdre, enraciné sous le mur du santon,
N'eut pas même un frisson et demeura paisible.
Le scheik alors tourna ses yeux vers l'invisible,
Fit trois pas, puis, ouvrant sa droite et la levant :
« Va ! Cria-t-il, va, cèdre, au nom du Dieu vivant ! »
« Que n'as-tu prononcé ce nom plus tôt ? » dit l'arbre.
Et, frissonnant, brisant le dur rocher de marbre,
Dressant ses bras ainsi qu'un vaisseau ses agrès,
Fendant la vieille terre aïeule des forêts,
Le grand cèdre, arrachant aux profondes crevasses
Son tronc et sa racine et ses ongles vivaces,
S'envola comme un sombre et formidable oiseau.
Il passa le mont Gour posé comme un boisseau
Sur la rouge lueur des forgerons d'Érèbe ;
Laissa derrière lui Gophna, Jéricho, Thèbe,
L'Égypte aux dieux sans nombre, informe panthéon,
Le Nil, fleuve d'Éden, qu'Adam nommait Gehon,
Le champ de Galgala plein de couteaux de pierre,
Ur, d'où vint Abraham, Bethsad, où naquit Pierre,
Et, quittant le désert d'où sortent les fléaux,
Traversa Chanaan d'Arphac à Borcéos ;
Là, retrouvant la mer, vaste, obscure, sublime,
Il plongea dans la nue énorme de l'abîme,
Et, franchissant les flots, sombre gouffre ennemi,
Vint s'abattre à Pathmos près de Jean endormi.
Jean, s'étant réveillé, vit l'arbre, et le prophète
Songea, surpris d'avoir de l'ombre sur sa tête ;
ولي عودة إلى الموضوع إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[31 Jan 2006, 02:23 م]ـ
تصفحت صدفة بعض منتديات الحوار باللغة الفرنسية ووجدتها تتناقل أنباء عن احتمال أن يكون فيكتور هيغو -شيخ الشعراء الرومانطيقيين الفرنسيين- قد اعتنق الإسلام قبل وفاته بثلاث سنوات ...
أولا أود أن أشكر الأخ الفاضل أبو عبدالمعز على فتحه هذا الموضوع وأتمنى منه لو يواصل الكتابة فيه.
القصيدة التي ذكرتها أخي الفاضل (كما نجدها في هذا الموقع: http://www.onelittleangel.com/sagesse/citations/saint.asp?mc=143) هي مؤرخة في الـ 15 من يناير (كانون الثاني) لعام 1858 بينما وفاة فكتور هيغو كانت في الـ22 (أو الـ23 كما تذكر بعض المواقع) من مايو (أيار) 1885
أي أنها كتبت قبل 27 عاما من وفاته تقريبا ...
على كل، نحتاج أن نعرف في أي واحد من كتب هيجو أو دواوينه توجد هذه القصيدة حتى نستوثق من نسبتها إليه. كما أننا بحاجة للتدقيق في تاريخ كتابتها. فإن كانت كتبت قبل 27 عاما من وفاته، فلا بد أن نجد في التراث الفكري لهيجو الكثير من الآثار والدلائل على إسلامه.
بانتظار مواصلة الأخ أبو عبدالمعز لنرى ما وصل إليه بعد أكثر من 3 أشهر لنشره هذا الموضوع ولا أعرف إن كنت أستطيع وعدكم بمفاجأة على وزن مفاجأة فكتور هيجو أو أثقل منها ...
ـ[رمزي أزاد]ــــــــ[05 Feb 2006, 07:22 م]ـ
لا لم يسلم
والمرجو من الإخوة الذين يتقنون الفرنسية الإطلاع على هذا
Une rumeur persistante circule parmi les musulmans et affirme que Victor Hugo se serait converti à l'islam.
Cette rumeur est apparue sur internet après les attentats du 11 septembre 2001. Il s'agit d'une variante de la « rumeur cousteau » qui consiste à affirmer que tel ou tel personnage célèbre (Rimbaud, Lamartine, Goethe, Napoléon etc... et même Jésus !) était musulman mais qu'un complot (habituellemnt juif ou franc-maçon, ou judéo-maçonnique, ou chrétien, ou judéo-chrétien, en tous les cas islamophobe) cache cela dans le but de nuire à l'islam.
Ces rumeurs sont répétées dans les milieux musulmans, sans vérifications, et sans preuves, et accusent l'ensemble des historiens, des biographes et des exégètes de Victor Hugo d'avoir menti et falsifié des documents depuis plus d'un siècle, à partir de la mort de Victor Hugo, à la fin du 19ème siècle. (on se demande dans quel but... Nuire aux musulmans du 21ème siècle ?!)
Comme toujours avec les rumeurs, un fait véridique sert de base à une conclusion fausse. En l'occurrence, le fait véridique est que Victor Hugo a écrit "La légende des Siècles", une suite de poèmes dont le thème est l'histoire de l'Humanité. Parmi ces poèmes sur la bible, les diverses mythologies, les évangiles, le christ, la Renaissance etc... il y a, effectivement, quelques poèmes sur l'islam, et Mahomet est cité dans L'An Neuf de l'Hégire.
De ce simple fait, des musulmans sont arrivés à la conclusion que non seulement Victor Hugo était musulman mais qu'il chassait les djinns, récitait chez lui la sourate Fatiha, avait un tapis de prière avec un motif de la Kaaba et autres fadaises coranico-islamiques.
Rappelons que, contrairement à ce qu'affirment les tenants de la « rumeur Hugo », Victor Hugo n'a jamais demandé le transfert de ses restes à la Mosquée de Paris pour la bonne et simple raison que Victor Hugo n'a PAS PU demander le transfert de ses restes à la Mosquée de Paris parce que Victor Hugo est mort en 1885... donc plus de trente ans avant même le projet de construction de la mosquée de Paris, projet qui fut lancé en 1920 ! (la Mosquée de Paris fut inaugurée en 1926).
Ce seul argument suffit à démolir l'ensemble des autres allégations mais, par pur divertissement, nous allons aussi les démentir :
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - Victor Hugo ne chassait pas les djinns ni les sorcières : il faisait du spiritisme comme tous les intellectuels de son époque car c'était la mode.
2 - Victor Hugo ne récitait pas la sourate Fatiha : il lui arrivait de réfléchir à haute voix, comme n'importe qui.
3 - Victor Hugo a eu des tapis chez lui, comme tous le monde, il y en avait peut-être un comportant des arabesques (ce qui reste encore à prouver...), c'était peut-être un tapis « de prière » (ce qui reste aussi à prouver...) mais Victor Hugo s'en servait pour se protéger les pieds quand il marchait en chaussettes (ou sans chaussettes) et non pas pour faire la prière musulmane vu qu'il n'était pas musulman.
4 - Il est hors de question de mentionner sur le caveau de Victor Hugo, au Panthéon, qu'il était musulman puisque Victor Hugo n'a jamais été musulman.
5 - Les manuscrits islamiques de Victor Hugo ne peuvent pas être remis à l'ISESCO (l'UNESCO musulman) puisqu'il n'existe pas de manuscrits islamiques de Victor Hugo !
6 - Victor Hugo n'a jamais eu pour objectif de bâtir la genèse et l’histoire des quatre premiers califes de l’ISLAM car victor Hugo était un génie inventif, pas un servile compilateur musulman.
7 - Victor Hugo a eu des rêves, comme tous le monde, mais il n'a jamais eu des visions du prophète Mahomet.
8 - Ni le Président Jacques CHIRAC, ni qui que ce soit d'autre, ne cache les manuscrits islamiques de Victor Hugo car (5).
9 - Victor Hugo ne s'est jamais appelé « Abou Bekr HUGO alias Victor HUGO ».
10 - Victor Hugo est effectivement né un vendredi, il est effectivement tombé malade un vendredi et il est effectivement mort un vendredi, mais cela ne fait pas de lui un musulman et il n'y a pas besoin d'Allah Legrand pour que cela arrive : la probabilité de naitre un vendredi est de 1/7, celle de tomber malade un vendredi est de 1/7 et celle de mourir un vendredi est de 1/7 aussi (puisqu'il y a 7 jours dans la semaine). La probabilité de naitre, tomber malade et mourir un vendredi (ou n'importe quel autre jour de la semaine) est donc de 1/7 x 1/7 x 1/7 c'est à dire 1/343. En clair, sur 343 personnes, il y en aura une née un vendredi qui tombera malade et mourra aussi un vendredi. Sur 60 millions de Français, cela fait 174 mille 927 personnes dont le cas sera similaire à celui de Victor Hugo. Comme on le voit, rien d'exceptionnel à cela.
Les pages alimentant la « rumeur Hugo » sont, dans leur toute grande majorité, des pages dont les auteurs sont musulmans et se contentent de répéter la rumeur, répéter encore, répéter toujours, répéter encore et toujours, servilement, c'est à dire islamiquement, comme on apprend à tout bon musulman à le faire dans les soi-disant « écoles » coraniques.
Ces musulmans évitent soigneusement de citer les vers qui montrent que Victor Hugo n'avait pas grande estime pour Mahomet et censurent systématiquement, entre autre, le passage où Mahomet déclare :
Moi, comme être vivant, retenez bien ceci,
Je ne suis qu'un limon par les vices noirci ;
J'ai de tous les péchés subi l'approche étrange ;
Ma chair a plus d'affront qu'un chemin n'a de fange,
Et mon corps par le mal est tout déshonoré ;
Ô vous tous, je serai bien vite dévoré
Si dans l'obscurité du cercueil solitaire
Chaque faute de l'homme engendre un ver de terre
Source : Coranix.com
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[05 Feb 2006, 08:08 م]ـ
الأستاذ رمزي .....
الجزم بعدم اسلام الشاعر الفرنسي بالطريقة التي اعتمدتها فيه نظر ....
ثم إحالتك الى ذلك الموقع فيه نظر مرتين ......
فلو نظرت في أعلى الصفحة لوجدت ما ترجمته:
من أجل ألا تكون فرنسا أبدا أرضا للإسلام.
هذا شعار ذلك الموقع المعادي للإسلام ....
ولو ضغطت على ركن من نحن أي هوية أصحاب الموقع ...... لوجدت ما يلي:
هو موقع يرمي إلى تجميع ناس "عاديين " متيقظين لما تؤول إليه أحوال فرنسا ... ويهدف إلى الدفاع عن القيم الغربية .... اليونانية واليهودية والنصرانية ...
كما يهدف إلى تحطيم الممنوع الاسلامي ...
الاستاذ رمزي ...... لعلك تتقن الفرنسية ...... ولعلك -حملا على حسن الظن بك -لم تقرأ شعار الموقع.
ولا أظن ذلك الرابط يلائم هذا الموقع خاصة في هذه الأيام ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم عاصم]ــــــــ[06 Feb 2006, 12:46 ص]ـ
كيف يحيلنا السيد رمزي إلى موقع فيه سب لله عز وجل ولرسوله عليه أفضل الصلاة والسلام وفيه استهزاء بالإسلام والمسلمين؟
ـ[خسرو النورسي]ــــــــ[11 Oct 2010, 12:07 م]ـ
شيء جميل جداً .. و لو بمجرد القصائد الممجدة!؟
للرفع و التحقيق.
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[11 Oct 2010, 12:38 م]ـ
الرابط ( http://www.albayan.ae/servlet/Satellite?c=Article&cid=1277245578770&pagename=Albayan/Article/FullDetail)
مناوشات على جبهة هوغو - 1
فيكتور هوغو مات مسلما. فيكتور هوغو لم يكن مسلما. يتجدد هذا الاشتباك بين معارضي حكاية اسلام أمير شعراء فرنسا ومناصريها كلما اشتعلت نزعة معاداة العرب والمسلمين في فرنسا.
يبحث الكتاب، المتحدرون غالبا من أصول افريقية عربية، عن حجج وبراهين يملأون بها الفضاء الإلكتروني الباريسي من أجل اثبات اسلام صاحب» أحدب نوتردام «، ليواجهوا مد الدعوة الى نفي الوجه المسلم عن اوروبا (وجهت انتقادات حادة للرئيس الألماني في كلمته الأسبوع الماضي بمناسبة عيد توحيد المانيا التي قال فيها إنه لا يمكن اغفال الوجه المسلم لبلاده).
أما المتحيزون ل» مسيحية ويهودية «أوروبا، فقط لا غير، ومن ضمنهم القيمون الى موقع» islamovigilance« الفرنسي الذي يرفع شعار» لكي لا تتحول فرنسا أبدا الى دولة مسلمة «، فيرفضون هذا» الادعاء «معتبرين انه» جزء من حملة مسلمة تهدف الى لصق هذه الديانة بعظماء التاريخ الأوروبي لتصحيح صورة الاسلام بعد احداث 11 سبتمبر «.
الفريق الأول يقول إن هوغو اسلم يوم موته في السادس من سبتمبر 1818، وطلب نقل رفاته الى جامع باريس، وكتب في حياته مخطوطات اسلامية، يخفيها رؤساء فرنسا في أقبية القصر الرئاسي، وأنه اهتدى بسيرة الخلفاء الراشدين الأربعة، واسمى نفسه أبو بكر.
كذلك يتحدث عن دور لشيخ جزائري اسمه ابراهيم التلمساني في هداية الشاعر الى الاسلام، وعن دور للماسونيين في طمس هذه الحقيقة وتشييعه في جنازة ماسونية، وحذف أبيات من اشعاره واستبدال أخرى بصور تشوه الاسلام، وعن دور لرجال دين كنسيين في ترويج» جنون هوغو طيلة ثلاثين سنة «، كما جاء في جريدة» لا كروا «يوم 23 مايو 1858.
وتستند حجج بعض أعضاء هذا الفريق على تقرير لكاتب سنغالي اسمه ابراهيم هان يؤكد فيه أن» المخطوطات حول الإسلام التي كتبها الشاعر يجب أن يماط اللثام عنها، وتعتبر جزءا من التراث العالمي للانسانية «، كذلك يذكر كتاب» هوغو «لهنري غويمان كمرجع يؤكد هذا الافتراض.
الفريق الثاني يقول إنه كان يحتفظ بسجادة صلاة لكنه لم يكن يصلي، وإنه كان يتمتم بأشعار وافكار كما كل المبدعين العباقرة وليس بسورة الكرسي، وأنه لم يوصي بنقل رفاته الى جامع باريس لأنه مات قبل ثلاثين سنة من التفكير ببناء الجامع، وإنه لم يتحدث عن الجن من مقاربة اسلامية بل تأثرا بعصر كانت فيه الروحانيات سائدة ولم يكن أبدا باسم أبو بكر، وانه لا دلالة على ولادته وموته ومرضه في نفس اليوم دوما وهو يوم الجمعة.
تعكس هذه المناوشات حول حكاية اسلام فيكتور هوغو أو أبو بكر هوغو، معركة حقيقية على صورة المسلم والاسلام في الغرب، تخلط السياسة بالانتماء والوقائع بالأسطورة، وتجسد مأزق التعايش الانساني المتجه الى التأزم ونظرية عالم واحد المتجهة الى الانهيار.
كتاب آخر للمؤرخ البريطاني جيريك هوبود، ترجمه مشروع» كلمة «بأبوظبي تحت عنوان» التصورات الجنسية عن الشرق الأوسط «، يورد معطيات عن موقف الشاعر الفرنسي من سلطة الاسلام التي كانت متجسدة في ذلك العصر بالحكم العثماني، ويورد الكثير من الأشعار التي تظهر وجها منحازا وعنصريا تجاه الاسلام وتقاليده، وغدا أكمل.
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[11 Oct 2010, 12:40 م]ـ
الرابط ( http://www.albayan.ae/servlet/Satellite?c=Article&cid=1277245609713&pagename=Albayan/Article/FullDetail)
مناوشات على جبهة هوغو - 2
يورد المؤرخ البريطاني ديريك هوبود في كتابه» التصورات الجنسية عن الشرق الأوسط «، الذي ترجمه ناصر أبو الهيجاء، ونشره مشروع» كلمة «بأبوظبي، أن هوغو صنع شرقاً وهمياً ونمطياً مليئاً بصور وصحف الحمامات والحجاب والمكائد الجنسية والقتلة العتاة والطغاة في ديوانه المعنون ب» شرقيات.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنه كان أحد المبدعين الغربيين الذين أسهموا في تنميط صورة الشرقي والمسلم في الذهنية الأوروبية، في جملة انتاجات تقاطعت مع موجات الاستشراق، أسست فيما بعد للهيمنة الاستعمارية العسكرية التي اتخذت من تطوير الشرق» مسرح الهوامات الساحرة والمتخلفة «ذريعة» نبيلة «لحملاتها.
ولا يخفى على القارئ أن ويلات كثيرة نعيشها اليوم، على مستوى حياتنا الاجتماعية والاقتصادية والانسانية عامة، هي نتائج تلك الحقبات والظواهر، وهنا تنبع أهمية معرفتنا بالمؤسسين الأوائل لها والمساهمين بتشكيل نواتها.
في قصيدة بعنوان» حجاب «(ما أشبه اليوم بالغد؛ ففرنسا لا تزال مشغولة به من عهد هوغو)، يصف الشاعر هلع فتاة محجبة من رفع حجابها قليلا وتوسلها إخوانها عدم قتلها لهذه الخطيئة:
» أواه يا حجابي، أواه يا حجابي الابيض، لا تنفلت من كفيّ المضرجتين، ويا أشقائي آزروا خطاي «. في قصيدة أخرى هي» وداع للمضيفة العربية «ينجرف هوغو الى التنميط الغرائبي الذي يصور» اشتهاء «المرأة العربية لكل ما هو أوروبي (إحدى الأفكار الاسشتراقية التي راجت بقوة من أجل ترويج توق المرأة العربية إلى الحرية التي يجسدها العالم الغربي). يصف وداع امرأة في الصحراء لعابر سبيل أوروبي:
» اذا لم تعد استذكر. بناة الفلاة. اللاتي يرقصن على كثيب الرمال بأقدامهن العارية. أيها الشاب ذو الملامح الجميلة، اذا رغبت منا بواحدة. لسوف تجثو تهدهد منامك بأغانيها وتهش عنك البراغيث المزعجة. «.
طبعاً قصيدة البراغيث هذه وجدت شهرة واسعة في الخيال الأوروبي الشعبي، الى الحد الذي دفع بالمؤلف الموسيقي الشهير جورج بيزيه Georges Bizet ( صاحب أوبرا كارمن) إلى تحويلها الى أغنية.
في قصيدة أخرى بعنوان» السلطان أحمد «يكمل هوغو رسم صورة الشخصية التركية» الذميمة «، وهو توجه شارك فيه كثير من شعراء تلك المرحلة؛ مثل لا مارتين وبايرون وشاتوبريان ودينو. يقول هوبود إن هوغو في هذه القصيدة تحديداً» يحوّر زاوية النظر ويؤكد ان ثمة اضطرابا دائما يتأتى من الاختلاف بين ديني العاشقين.
في هذه الحالة فإن المرأة المسيحية تنسل بين ذراعي التركي: لأنه عمل مناف للشريعة، أن تسعى المرأة الى المتعة، بي ذراعي تركي من أهل الرذيلة «!
ويبلغ وصف» التركي الكريه «(هذه العبارة انتعشت في بورصة الكتابات العنصرية ضد الشخصية التركية بعد تصلب الموقف الحكومي التركي ضد مجزرة سفينة الحرية التي ارتكبتها اسرائيل بحق مواطنين اتراك سعوا لفك الحصار عن غزة) ®.
ذورته في قصيدة» قادة السراي «، حيث نجد التركي المتفلت التي تسيره شهواته فيصبح كالحيوان المسعور ينتهك جسد الأسيرة المتمنعة، وهي الصورة الأثيرة التي ستتبناها هوليود تجاه العربي بعد قرن ونيف:» انها الساعة حين تنهض رغباته الشائنة لتزعم ملكية أخواتنا وبناتنا وزوجاتنا. تلك الورود التي ستذوي تحت أنفاسه الهمجية «.
هل كان هوغو فعلاً مسلماً؟، هل غير آراءه في نهاية حياته؟، هل حورت أشعاره؟ أسئلة تبدو عصية على الإجابة في الوقت الحاضر.(/)
سجل تهنئتك
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[01 Nov 2005, 04:00 م]ـ
لا يمكن للمسلم أن يسطر بعبارته ـ مهما بلغ من البلاغة ـ وتمكن من الفصاحة ـ ما يستجيش في نفسه من ألم فراق هذا الشهر، لكن من نعمة الله علينا أن خفَّف المصاب باستقبال عيد يفرح فيه المسلمون بانتهائهم من هذه العبادة العظيمة، ويسألون الله قبول أعمالهم فيها.
وإني لأسأل الله لي ولكم القبول في هذا الشهر الكريم، وأن نكون فيه ممن فاز وحاز ليلة القدر ومغفرة الذنوب.
ومن هذا المنطلق فإني أتقدم بموضوعين:
الأول: أهنئ نفسي وإخواني بحلول العيد.
الثاني: في كيفية المحافظة على الطاعات بعد ذلك الاجتهاد في شهر البركات؟
فأقول:
إن رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم قد أرشدنا إلى طريقة مثلى للمحافظة على الأعمال، فقال ـ لما سئل عن أحب الأعمال إلى الله ـ: ((أحب الأعمال إلى الله ادومها وإن قلَّ)).
ولو جعلنا هذا الحديث أصلاً لنا في جميع عباداتنا، لكثرة وتنوعت طاعاتنا، ولصرنا على خير عظيم في ذات أنفسنا.
فانظر ـ مثلاًـ لعباد قراءة القرآن كيف كنت فيها في رمضان، وكيف حالك بعد رمضان؟
إن كثيرًا من الناس يمر عليهم الشهر والشهران ولم يختموا القرآن، فلو اعتمد المصحف الموجه ذي العشرين صفحة للجزء الواحد (مثل مصحف المدينة النبوية)، وخصص لكل صلاة أربع صفحات، لأتم القرآن في شهر.
ولو جعل ذلك لصلاته بالليل، وقرأ في كل ركعة صفحتين لأتم في عشر ركعات جزءًا، ثم يقوم بعدها بالشفع والوتر.
واعلم أن الأمر يحتاج إلى مجاهدة، ثم سرعان ما تجد اللذة التي تكره أن تتركها، وإياك والتكاسل، فابدأ بالعمل من أول شهر شوال، واحرص واجتهد، وستجد خيرًا كثيرا.
وقس على هذا العمل غيره من الطاعات، أسأل الله أن يجعلني وإياكم ممن اختارهم على علم على العالمين، وأن يغفر لنا زللنا وخطانا، وأن يجعلنا إخوة متحابين فيه، وان يبعد عنا نزغ الشيطان.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[01 Nov 2005, 04:27 م]ـ
تقبل الله منكم - أخي الكريم - و منا و من المسلمين الصيام و القيام و قراءة القرآن، و جعلهم شفعاء لنا يوم الحساب، اللهم آمين.
و تهنئة طيبة بعيد الفطر المبارك، أعاده الله عليكم و على إخوانكم الفضلاء مشرفي " ملتقى أهل التفسير " - و كذا مرتاديه و محبيه - و على المسلمين في مشارق الأرض و مغاربها بالخير و النصر بفضله و كرمه عز و جل،
و العيد القادم يكون ملتقانا هذا في أحسن حال، و مزيد انتشار و انتصار للحق و للدين الحق - دين الإسلام - إن شاء الله تعالى.
و موعظة طيبة نجتهد في الأخذ بها و المداومة عليها، و الله المستعان.
و اللهم أعد هذا العيد على إخواننا في فلسطين و الشيشان و كشمير و العراق و أفغانستان، و في كل مكان و هم في أمن و أمان و خير و نصر، و تحية و تهنئة و إكبار و تقدير إلى أسود الإسلام و حماته المجاهدين، فاللهم انصرهم نصرا مؤزرا
... و كل عام و أنتم بكل خير
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Nov 2005, 05:17 م]ـ
أسأل الله أن يتقبل منكما ومن جميع الإخوة الأعضاء والمتصفحين لهذا الملتقى العلمي، الصيامَ والقيامَ وسائرَ أعمال البر والطاعة، وأن يتجاوز عن تقصيرنا وتفريطنا في جنب الله في شهر رمضان. وعسى الله أن يعيننا على مواصلة العبادة والتلاوة والتدبر لكتابه الكريم، والله ذو فضل عظيم.
ـ[مرهف]ــــــــ[02 Nov 2005, 12:47 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله بطاعتكم وكل عام وأنتم بخير إن شاء الله وأعاد الله العيد على المسلمين بالفرج القريب والنصر السديد ونسأل الله القريب المجيب أن يستجيب دعاءكم ودعاء المظلومين في مشارق الأرض ومغاربها ولا بد من الوصية لنفسي ولإخواني بتقوى الله والجهاد للثبات على طاعته فالثبات بعد رمضان على الحال في رمضان قدر المستطاع من علامات القبول إن شاء الله اللهم أهل هذا العيد علينا باليمن والبركة ووحدة صف المسلمين وجمع كلمتهم والسلام عليكم
بأي حال جئت ياعيد
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[02 Nov 2005, 01:42 ص]ـ
تقبل الله منا ومنكم وفتح لكم أبواب الخير والرحمة وجعل عيدكم خير عيد
ـ[طارق الفريدي]ــــــــ[02 Nov 2005, 03:31 ص]ـ
تقبل الله منا و منكم الصيام و القيام
و أسأله سبحانه أن يعيد علينا شهر رمضان أعواماً و أزمنة مديدة و نحن في خير و صلاح و هداية.
ـ[أبو الجود]ــــــــ[02 Nov 2005, 11:16 ص]ـ
تقبل الله منا ومنكم الطاعات شيوخنا الأفاضل أسأل الله أن يديم علينا نعمة الحب فيه وجعله الله للجميع عيدا سعيدا مباركا وتقبل طاعاتكم في رمضان
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[02 Nov 2005, 04:48 م]ـ
اللهم اجعلنا ممن صام الشهر واستكمل الأجر ووفق لقيام ليلة القدر , وكل عام وأنتم بخير.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[02 Nov 2005, 11:09 م]ـ
اللهم تقبّل منا ومنكم صالح العمل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[03 Nov 2005, 10:20 ص]ـ
نسال الله تعالى أن يتقبل طاعاتكم وأن يثيبكم عليها وأن يجعلكم وإيانا من الذين اعتقهم الله تعالى من النيران، وان يعيد علينا رمضان ونحن نرفل بثوب العزة والنصر والتمكين
ـ[الباجي]ــــــــ[03 Nov 2005, 12:35 م]ـ
تقبل الله طاعة الجميع، وكل العام وأنتم بخير.
أسأل الله العلي القدير أن يعيده على الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركة في غير ضراء مضرة و لا فتنة مضلة.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[04 Nov 2005, 12:06 ص]ـ
جعلكم الله من المقبولين,
وأعادكم فيه من السالمين,
وغفر لنا ولكم ولجميع المسلمين.
ـ[لطفي الزغير]ــــــــ[04 Nov 2005, 07:17 ص]ـ
أسأل الله تعالى أن يتقبل أعمالنا، وأن يوفقنا لإتباع الحسنة بالحسنة، وأن لايجعل لمخلوق في عباداتنا نصيب.
والتهنئة والمباركة لكل أعضاء هذا الملتقى المبارك، ولكل مسلم على وجه الأرض، فلله الحمد من قبل ومن بعد.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[04 Nov 2005, 08:31 ص]ـ
تقبل الله منا ومنكم وجعلنا الله وأياكم ممن صام الشهر واستكمل الأجر وفاز بليلة القدر , وكل عام وأنتم بخير.
ـ[عبدالله العوفي]ــــــــ[04 Nov 2005, 07:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وأنتم بالف خير
تقبل الله منا منكم صيامنا وقيامنا وكتب لنا العتق من النار
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[04 Nov 2005, 08:01 م]ـ
http://www.moeforum.net/imagehost/uploads/4751b0a146.gif (http://www.moeforum.net/imagehost/)
يهنئكم بالعيد وكل عام وأنتم بخير وأسأل الله أن يتقبل منا ومنكم
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[04 Nov 2005, 10:10 م]ـ
أسأل الله أن يجعلنا ممن قبل عمله، ووفق للمزيد من الخير، وكل عام وأنتم بخير.
ـ[الجعفري]ــــــــ[06 Nov 2005, 02:46 م]ـ
أهنئ جميع إخواني المسلمين ومن في هذا المنتدى المبارك بالعيد السعيد وكل عام وأنتم بخير وتقبل الله مني ومنكم صالح الأعمال وأسأل الله الكريم أن يستعملنا في طاعته ومرضاته آمين.
ـ[عبدالله بن عمر]ــــــــ[07 Nov 2005, 07:49 م]ـ
أسأل الله العظيم ..
أن يجعلنا من المقبولين ..
وفي الآخرة من الفائزين.
ـ[مراد طباخي]ــــــــ[08 Nov 2005, 02:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونشكره ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا إله الا الله وأن محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله صلى الله عليه وسلم, لا يسعني في هذا المقام المحمود والموقف العظيم الا أن أرفع أسمى آيات التهنئة والتبريك بحلول موسم عيد الفطر السعيد لكل مسلم ومسلمة ومؤمن ومؤمنة بهذه الجائزة التي حلت عليهم كما واطمئن أخوتي في العالم الاسلامي أننا في فلسطين على الحق صابرين لا نكل ولا نلين زنقسم بالله الا نفرط بذرة من تراب المسجد الاقصى وهو مشتاق لرؤية أحبته الذين يشتاقون لرؤيته والصلاة فيه, لذلك نوصيكم بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي دوام صلته والاطمئنان عليه. أخوكم مراد طباخي تقبل الله طاعتكم.
ـ[ناصر المنيع]ــــــــ[09 Nov 2005, 08:09 م]ـ
كل عام وأنتم بخير
وتقبل الله مني ومنكم صالح الأعمال
وأعاده الله علينا وعليكم والأمة الإسلامية ترفل في ثياب العزة والتمكين
ـ[ابو مريم عبد الرحمان عشاش]ــــــــ[10 Nov 2005, 12:09 م]ـ
السلام عليكم أعتذر عن تأخري في كتابة هذه التهنئة لجميع إخواني أعضاء ملتقى أهل التفسيرفتقبل الله من ومنكم وكل عام وأنتم طيبون وهذا الملتقى يرتقي من الأحسن إلى الأحسن وجعله الله والأعضاء القائمين عليه ذخرا للإسلام والمسلمين والسلام عليكم
ـ[عماد الدين]ــــــــ[12 Nov 2005, 12:13 م]ـ
أبارك لكم إخواني جميعا حلول عيد الفطر المبارك
وأثني على دعوة إخواني بمواصلة العمل الصالح بعد رمضان
وأدعو الله العلي القدير أن يعيد علينا جميعا شهر رمضان وعيد الفطر والأمة الإسلامية أحسن حالا وأكثر قربا من الله عز وجل.(/)
فتاوى زكاة الفطر لابن عثيمين رحمه الله
ـ[إمداد]ــــــــ[02 Nov 2005, 07:06 م]ـ
زكاة الفطر لابن عثيمين
الحمدُ لله العليم الحكيم، العليِّ العظيم، خلقَ كلَّ شَيْءٍ فقَدَّره تقديراً، وأحْكَمَ شرائعَه ببالغِ حكمتِهِ بياناً للْخَلق وتَبْصيراً، أحمدُه على صفاتِه الكامِلة، وأشكرُه على آلائِه السابغة، وأشهدُ أنْ لا إِلهَ إِلاّ الله وحده لا شريكَ له لَهُ الملكُ وله الحمدُ وهوَ على كلِّ شَيْء قدير، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه البشيرُ النذير، صلَّى الله عليهِ وعلى آلِهِ وأصحابِه والتابعينَ لهم بإحسانٍ إلى يومِ المآبِ والمصِير، وسلَّم تسليماً.
إخواني: إن شهرَكُمُ الكريمَ قد عزَم على الرحيل ولم يبقَ منه إلاَّ الزمنُ القليلُ، فمَنْ كان منكم محسِناً فليحمدِ اللهَ على ذلك ولْيَسْألْه القَبولَ، ومَنْ كان منكم مهملاً فلْيتبْ إلى اللهِ ولْيَعْتَذِرْ من تقصيرِه فالعذرُ قبْلَ الموتِ مَقْبولٌ، وإن الله شرعَ لكم في ختامِ شهرِكم هذا أنْ تؤَدُّوا زكاةَ الفطر قبْلَ صلاةِ العيدِ.
باب زكاة الفطر
سئل فضيلة الشيخ عن زكاة الفطر؟
فأجاب فضيلته بقوله: زكاة الفطر صاع من طعام يخرجه الإنسان عند انتهاء رمضان، وسببها إظهار شكر نعمة الله تعالى على العبد بالفطر من رمضان وإكماله، ولهذا سميت زكاة الفطر، أو صدقة الفطر، وإذا غابت الشمس من ليلة العيد وجبت، فلو ولد للإنسان ولد بعد مغيب الشمس ليلة العيد لم تلزمه فطرته وإنما تستحب، وإذا مات الإنسان قبل غروب الشمس ليلة العيد لم تجب فطرته أيضاً؛ لأنه مات قبل وجود سبب الوجوب.
س2: ما المقصود بزكاة الفطر وهل لها سبب؟
فأجاب فضيلته بقوله: المقصود بزكاة الفطر صاع من طعام يخرجه الإنسان عند انتهاء رمضان، وسببها إظهار شكر نعمة الله تعالى على العبد للفطر من رمضان وإكماله، ولهذا سُميت صدقة الفطر، أو زكاة الفطر، لأنها تنسب إليه هذا سببها الشرعي.
أما سببها الوضعي فهو أنه إذا غابت الشمس من ليلة العيد وجبت، فلو ولد للإنسان ولد بعد مغيب الشمس ليلة العيد لم تلزمه فطرته وإنما تستحب، ولو مات الإنسان قبل غروب الشمس ليلة العيد لم تجب فطرته أيضاً؛ لأنه مات قبل وجوب سبب الوجوب، ولو عُقد للإنسان على امرأة قبل غروب الشمس من آخر يوم رمضان لزمته فطرتها على قول كثير من أهل العلم، لأنها كانت زوجته حين وجد السبب، فإن عُقد له بعد غروب الشمس ليلة العيد لم تلزمه فطرتها، وهذا على القول بأن الزوج تلزمه فطرة زوجته وعياله، وأما إذا قلنا بأن كل إنسان تلزمه الفطرة عن نفسه كما هو ظاهر السنة فلا يصح التمثيل في هذه المسألة.
س3: ما حكم زكاة الفطر؟
فأجاب فضيلته بقوله: زكاة الفطر فريضة فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال عبدالله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ: " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير "، وقال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين ".
س4: عمن تجب عليه زكاة الفطر؟
فأجاب فضيلته بقوله: تجب على كل إنسان من المسلمين ذكراً كان أو أنثى، صغيراً كان أم كبيراً، سواء كان صائماً أم لم يصم، كما لو كان مسافراً ولم يصم فإن صدقة الفطر تلزمه، وأما من تستحب عنه فقد ذكر فقهاؤنا ـ رحمهم الله ـ أنه يستحب إخراجها عن الجنين ـ عن الحمل في البطن ـ ولا يجب.
ومنعها محرم لأنه خروج عما فرضه النبي صلى الله عليه وسلم كما سبق آنفاً في حديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ: " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر. . " ومعلوم أن ترك المفروض حرام وفيه الإثم والمعصية.
س5: لو أسلم رجل آخر يوم من رمضان هل تلزمه صدقة الفطر؟
فأجاب فضيلته بقوله: نعم يلزمه أن يقوم بصدقة الفطر؛ لأنه كان من المسلمين، وفي حديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر صاعاً من تمر، أو شعير على الذكر والأنثى، والحر والعبد، والصغير والكبير من المسلمين.
س6: عمن تصرف له زكاة الفطر؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فأجاب فضيلته بقوله: ليس لها إلا مصرف واحد وهم الفقراء كما في حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين ".
س7: هل الزكاة مسؤولية الزوج وهو الذي يخرجها عن الزوجة وعن أولاده؟ أم إنني أنا الأخرى مسؤولة عنها إذا لم يخرجها الزوج؟
فأجاب فضيلته بقوله: الذي يظهر لي من هذا السؤال أنها تقصد زكاة الفطر، وزكاة الفطر ذكر أهل العلم أنه يجب على الزوج أن يخرجها عن زوجته، ويخرجها عمّن يمونهم من الأولاد والأقارب.
وقال بعض أهل العلم: إن زكاة الفطر كغيرها من العبادات تلزم الإنسان نفسه، إلا أن يتبرع قيم البيت بإخراجها عمن في بيته فإنه لا حرج في ذلك، ويكون مأجوراً على مثل هذا العمل، وإلا فالأصل أن المخاطب بها المكلف نفسه.
قال ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ: " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، على الذكر والأنثى، والحر والعبد، والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة " يعني صلاة العيد، فبين عبدالله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أنها مفروضة على هؤلاء.
فأنتِ إن كان لديك قدرة على إخراجها بنفسك فأخرجيها، وإذا تبرع زوجك بإخراجها عنك فإنه يكون محسناً إليك.
أما إن كان المقصود زكاة الحلي فإنه لا يلزم زوجك إخراجها عنك، فعليك إخراجها، ولكن إن تبرع زوجك بإخراجها عنك فلا بأس بذلك، فهذا من الإحسان، والمرأة لا تملك الحلي إلا من أجل التجمل للزوج، وجزاءً على عملها هذا إذا أخرج الزكاة عنها فإن ذلك من الإحسان، والله يحب المحسنين.
س8: أنا شاب أسكن مع والدي ووالدتي وغير متزوج، فهل زكاة رمضان ينفقها والدي عني أو من مالي الخاص؟ أفيدونا وجزاكم الله خيراً؟
فأجاب فضيلته بقوله: زكاة الفطر واجبة وفريضة، لقول ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ: " فرض النبي صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، على الصغير والكبير، والحر والعبد، والذكر والأنثى من المسلمين "، وهي كغيرها من الواجبات يخاطب بها كل إنسان بنفسه، فأنت أيها الإنسان مخاطب تخرج الزكاة عن نفسك ولو كان لك أب أو أخ، وكذلك الزوجة مخاطبة بأن تخرج الزكاة عن نفسها ولو كان لها زوج.
ولكن إذا أراد قيم العائلة أن يخرج الزكاة عن عائلته فلا حرج في ذلك. فإذا كان هذا الرجل له أب ينفق عليه، يرغب في الزكاة عنه ـ أي عن ابنه ـ فلا حرج في ذلك ولا بأس به.
س9: تسأل أخت في الله تقول: أعمل موظفة في التعليم ووالدي يخرج عني زكاة الفطر كل عام، وعلمت أخيراً أن من يتقاضى راتباً معيناً يمكنه إخراجها عن نفسه، علماً بأنني عملت لمدة سنوات، فهل علي ذنب لعدم إخراجها بنفسي ومن مالي؟ وإن كان كذلك فماذا أفعل؟ أفيدونا جزاكم الله عنا كل خير؟
فأجاب فضيلته بقوله: الأصل فيما فرضه الله على عباده أن يكون فريضة على العبد نفسه لا على غيره، ومن ذلك زكاة الفطر، فإنها واجبة على الإنسان نفسه، لا على غيره، لأننا لو أوجبناها على غيره لحملناه وزرها إذا تركها، فنكون محملين لوزر غيره وقد قال الله تعالى: {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} فالإنسان مخاطب بنفسه أن يؤدي صدقة الفطر عنها، ولكن إذا كان له والد، أو أخ كبير، أو زوج وأخرجها عنه وهو راض بذلك فلا حرج عليه، وعلى هذا يحمل ما ورد عن السلف في ذلك، فمادمت قد رضيت بأن يخرج والدك زكاة الفطر عنك فلا حرج عليك حتى وإن كان لك دخل من راتب أو غيره.
س10: إنسان صاحب عمل يعمل في غير بلد أبنائه بعيداً عنهم وفي آخر رمضان أراد أن يذهب إلى عمله فوكل أبناءه ليدفعوا زكاة الفطر عنه وعن أنفسهم فما حكم هذا العمل؟
فأجاب فضيلته بقوله: لا بأس، ويجوز للإنسان أن يوكل أولاده أن يدفعوا عنه زكاة الفطر في وقتها، ولو كان في وقتها ببلد آخر للشغل.
س11: إذا كان في سفر وأخرج زكاة الفطر في وقتها في البلد الذي هو فيه قبل أن يصل إلى أولاده فما حكم ذلك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فأجاب فضيلته بقوله: لا بأس بذلك ولو كان بعيداً عن أولاده، لأن زكاة الفطر تدفع في المكان الذي يأتيك الفطر وأنت فيه، ولو كان بعيداً عن بلدك.
س12: هل على الخادمة في المنزل زكاة الفطر؟
فأجاب فضيلته بقوله: هذه الخادمة في المنزل عليها زكاة الفطر لأنها من المسلمين.
ولكن هل زكاتها عليها، أو على أهل البيت؟ الأصل أن زكاتها عليها، ولكن إذا أخرج أهل البيت الزكاة عنها فلا بأس بذلك.
س13: هل تدفع زكاة الفطر عن الجنين؟
فأجاب فضيلته بقوله: زكاة الفطر لا تدفع عن الحمل في البطن على سبيل الوجوب، وإنما تدفع على سبيل الاستحباب.
س14: هل يزكي المغترب عن أهله زكاة الفطر، علماً بأنهم يزكون عن أنفسهم؟
فأجاب فضيلته بقوله: زكاة الفطر وهي صاع من طعام، من الرز، أو البر، أو التمر، أو غيرها مما يطعمه الناس يخاطب بها كل إنسان بنفسه، كغيرها من الواجبات، لقول ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ: " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر على الحر والعبد، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة "، فإذا كان أهل البيت يخرجونها عن أنفسهم فإنه لا يلزم الرجل الذي تغرب عن أهله أن يخرجها عنهم، لكن يخرج عن نفسه فقط في مكان غربته إن كان فيه مستحق للصدقة من المسلمين، وإن لم يكن فيه مستحق للصدقة وكّل أهله في إخراجها عنه ببلده، والله الموفق.
س15: ما حكم إخراج زكاة الفطر في أول يوم من رمضان؟ وما حكم إخراجها نقداً؟
فأجاب فضيلته بقوله: لا يجوز إخراج زكاة الفطر في أول شهر رمضان، وإنما يكون إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين؛ لأنها زكاة الفطر، والفطر لا يكون إلا في آخر الشهر، ورسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة، ومع ذلك كان الصحابة يعطونها قبل العيد بيوم أو يومين.
أما إخراجها نقداً فلا يجزىء؛ لأنها فرضت من الطعام، قال ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ: " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير "، وقال أبو سعيد الخدري: " كنا نخرجها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام، وكان طعامنا التمر، والشعير، والزبيب، والأقط ". فتبين من هذين الحديثين أنها لا تجزىء إلا من الطعام، وإخراجها طعاماً يظهرها ويبينها ويعرفها أهل البيت جميعاً، وفي ذلك إظهار لهذه الشعيرة، أما إخراجها نقداً فيجعلها خفية، وقد يحابي الإنسان نفسه إذا أخرجها نقداً فيقلل قيمتها، فاتباع الشرع هو الخير والبركة.
وقد يقول قائل: إن إخراج الطعام لا ينتفع به الفقير.
وجوابه: أن الفقير إذا كان فقيراً حقًّا لابد أن ينتفع بالطعام.
س16: ما حكم إخراج زكاة الفطر في العشر الأوائل من رمضان؟
فأجاب فضيلته بقوله: زكاة الفطر أضيفت إلى الفطر لأن الفطر هو سببها، فإذا كان الفطر من رمضان هو سبب هذه الكفارة فإنها تتقيد به ولا تقدم عليه، ولهذا كان أفضل وقت تخرج فيه يوم العيد قبل الصلاة، ولكن يجوز أن تقدم قبل العيد بيوم أو يومين، لما في ذلك من التوسعة على المعطي والآخذ، أما قبل ذلك فإن الراجح من أقوال أهل العلم أنه لا يجوز، وعلى هذا فلها وقتان:
وقت جواز وهو: قبل العيد بيوم أو يومين، ووقت فضيلة وهو: يوم العيد قبل الصلاة.
أما تأخيرها إلى ما بعد الصلاة فإنه حرام، ولا تجزىء عن الفطرة لحديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: " ومن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات "، إلا إذا كان الرجل جاهلاً بيوم العيد، مثل أن يكون في برية ولا يعلم إلا متأخراً وما أشبه ذلك، فإنه لا حرج أن يؤديها بعد صلاة العيد وتجزئه عن الفطرة.
س17: أديت زكاة الفطر في أول رمضان في مصر قبل قدومي إلى مكة وأنا الآن مقيم في مكة المكرمة فهل علي زكاة فطر؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فأجاب فضيلته بقوله: نعم عليك زكاة الفطر؛ لأنك أديتها قبل وقتها فزكاة الفطر من باب إضافة الشيء إلى سببه، وإن شئت فقل: من باب إضافة الشيء إلى وقته، وكلاهما له وجه في اللغة العربية، قال الله تعالى: {بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَآ أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً وَأَسَرُّواْ النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ الَعَذَابَ وَجَعَلْنَا الأَْغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُواْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} هنا من باب إضافة الشيء إلى وقته، وقال أهل العلم: باب سجود السهو، من باب إضافة الشيء إلى سببه، فهنا زكاة الفطر أضيفت إلى الفطر لأن الفطر سببها؛ ولأن الفطر وقتها، ومن المعلوم أن الفطر من رمضان لا يكون إلا في آخر يوم من رمضان، فلا يجوز دفع زكاة الفطر إلا إذا غابت الشمس من آخر يوم من رمضان، إلا أنه رخص أن تدفع قبل الفطر بيوم أو يومين رخصة فقط، وإلا فالوقت حقيقة إنما يكون بعد غروب الشمس من آخر يوم من رمضان؛ لأنه الوقت الذي يتحقق به الفطر من رمضان، ولهذا نقول: الأفضل أن تؤدى صباح العيد إذا أمكن.
س18: إننا نجمع الزكاة ونعطيها للفقيه (فقيه البلدة) ومن صام يجب أن يعطي زكاة الفطر للفقيه، هل نحن على حق؟
فأجاب فضيلته بقوله: إذا كان هذا الفقيه آميناً يعطيها الفقراء فلا بأس بأن يدفع الناس زكاتهم إليه، ولكن يكون الدفع قبل العيد بيوم أو بيومين ويقوم الفقيه بتسليمها في يوم العيد.
س19: هل يجوز دفع زكاة الفطر قبل العيد؟
فأجاب فضيلته بقوله: يجوز دفعها قبل عيد الفطر بيوم أو يومين، والأفضل أن يكون في يوم العيد قبل الصلاة، ولا يجوز تأخير دفعها عن صلاة العيد، لقول ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ: " أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بزكاة الفطر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة ". وفي حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات"
س20: هل يشرع لهيئة. . . الإسلامية العالمية استلام أموال زكاة الفطر مع بداية شهر رمضان وذلك بهدف الاستفادة منه بقدر المستطاع، وجزاكم الله خيراً.
فأجاب فضيلته بقوله: لا أرى هذا، ولا أرى أن يخرج بزكاة الفطر عن البلد الذي هي فيه؛ لأن أهل البلد أحق، قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ ـ رضي الله عنه ـ حين بعثه إلى اليمن: " أعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تُؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم ".
س21: هل يجوز للفقير الذي يريد المزكي أن يعطيه زكاة الفطر أن يوكل شخصاً آخر في قبضها من المزكي وقت دفعها؟
فأجاب فضيلته بقوله: يجوز ذلك، أي يجوز أن يقول من عنده زكاة فطر للفقير: وكل من يقبض الزكاة عنك وقت دفعها، وإذا جاء وقت الدفع بيوم أو يومين سلمت الزكاة للوكيل الذي وكله الفقير في قبضها.
س22: متى تخرج زكاة الفطر؟ وما مقدارها؟ وهل تجوز الزيادة عليها؟ وهل تجوز بالمال؟
فأجاب فضيلته بقوله: زكاة الفطر هي الطعام الذي يخرجه الإنسان في آخر رمضان، ومقداره صاع، قال ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ: " فرض النبي صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير ". وقال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: " فرض النبي عليه الصلاة والسلام صدقة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين ". فهي من الطعام السائد بين الناس، وهو الآن التمر والبر والأرز، وإذا كنا في مكان يطعم الناس فيه الذرة تخرجها ذرة، أو زبيباً، أو أقط. قال أبو سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ: " كنا نخرجها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام، وكان طعامنا التمر، والشعير، والزبيب والأقط ".
وزمن إخراجها صباح العيد قبل الصلاة: لقول ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ: " وأمر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة "، وهذا حديث مرفوع. وفي حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعدها فهي صدقة من الصدقات ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ويجوز أن تقدم قبل العيد بيوم أو يومين، ولا يجوز أكثر من ذلك لأنها تسمى زكاة الفطر، فتضاف إلى الفطر، ولو قلنا بجواز إخراجها بدخول الشهر كان اسمها زكاة الصيام، فهي محددة بيوم العيد قبل الصلاة، ورخص في إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين.
وأما الزيادة على الصاع فإن كان على وجه التعبد واستقلالاً للصاع فهذا بدعة، وإن كان على وجه الصدقة لا الزكاة فهذا جائز ولا بأس به ولا حرج، والاقتصار على ما قدره الشرع أفضل، ومن أراد أن يتصدق فليكن على وجه مستقل.
ويقول كثير من الناس: يشق علي أن أكيل ولا مكيال عندي فأخرج مقداراً أتيقن أنه قدر الواجب أو أكثر وأحتاط بذلك فهو جائز ولا بأس به
س23: ما حكم من أخر دفع زكاة الفطر عن صلاة العيد؟
فأجاب فضيلته بقوله: إذا أخر دفع زكاة الفطر عن صلاة العيد فإنها لا تقبل منه، لأنها عبادة مؤقتة بزمن معين، فإذا أخرها عنه لغير عذر لم تقبل منه، لحديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ " وأمر ـ يعني النبي صلى الله عليه وسلم ـ أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة "، وفي حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: " من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات ".
أما إذا أخرها لعذر كنسيان، أو لعدم وجود فقراء في ليلة العيد فإنه تقبل منه، سواء أعادها إلى ماله، أو أبقاها حتى يأتي الفقير
س24: لم أؤد زكاة الفطر لأن العيد جاء فجأة، وبعد عيد الفطر المبارك لم أفرغ لأسأل عن العمل الواجب علي من هذه الناحية، فهل تسقط عني أم لابد من إخراجها؟ وما الحكمة منها؟
فأجاب فضيلته بقوله: زكاة الفطر مفروضة، قال ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ: " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر "، فهي مفروضة على كل واحد من المسلمين، على الذكر والأنثى، والصغير، والكبير، والحر والعبد، وإذا قدر أنه جاء العيد فجأة قبل أن تخرجها فإنك تخرجها يوم العيد ولو بعد الصلاة، لأن العبادة المفروضة إذا فات وقتها لعذر فإنها تقضى متى زال ذلك العذر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة: " من نسي صلاة أو نام عنها فليصلها متى ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك "، وتلا قوله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَوةَ لِذِكْرِي}. وعلى هذا يا أخي السائل فإن عليك إخراجها الآن.
وأما الحكمة من زكاة الفطر فإنها كما قال ذلك ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: " طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين "، ففي ذلك فائدة للصائم إذ هي تطهره من اللغو والرفث، كما أنها طعمة للمساكين حيث تجعلهم يشاركون الأغنياء فرحة العيد، لأن الإسلام مبني على الإخاء والمحبة، فهو دين العدالة، يقول الله تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُم أَعْدَآءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُمْ مِّنْهَا كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ ءَايَتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}، ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً ". والله الموفق
س25: من لم يتمكن من دفع زكاة الفطر قبل الصلاة هل يجوز له دفعها بعد الصلاة؟
فأجاب فضيلته بقوله: إذا لم يتمكن من دفع زكاة الفطر قبل الصلاة ودفعها بعد ذلك فلا حرج عليه؛ لأن هذا مدى استطاعته، وقد قال الله تعالى: {فَاتَّقُواْ اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُواْ وَأَطِيعُواْ وَأَنْفِقُواْ خَيْراً لأَِنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} ومن أمثلة هذا ما إذا ثبت دخول شهر شوال والإنسان في البر وليس حوله أحد فإنه في هذه الحال إذا وصل إلى البلد التي فيها الفقراء دفعها إليهم. أما مع السعة فإنه لا يجوز للإنسان أن يؤخرها عن صلاة العيد، فإن أخرها عن صلاة العيد فهو آثم ولا تقبل منه، لحديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين، فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات ".
س26: ما مقدار صدقة الفطر.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأجاب فضيلته بقوله: مقدار صدقة الفطر صاع من الطعام بالصاع النبوي، الذي زنته كيلوان وأربعون جراماً بالبر (القمح) الجيد، أو ما يوازنه كالعدس.
س 27: هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقوداً؟
فأجاب فضيلته بقوله: زكاة الفطر لا تصح من النقود، لأن النبي صلى الله عليه وسلم فرضها صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، وقال أبو سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ: " كنا نخرجها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام، وكان طعامنا يومئذ التمر والشعير، والزبيب والأقط "، فلا يجوز إخراجها إلا مما فرضه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم فرض صدقة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين.
والعبادات لا يجوز تعدي الشرع فيها بمجرد الاستحسان، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم فرضها طعمة للمساكين، فإن الدراهم لا تطعم، فالنقود أي الدراهم تُقضى بها الحاجات؛ من مأكول ومشروب وملبوس وغيرها.
ثم إن إخراجها من القيمة يؤدي إلى إخفائها وعدم ظهورها، لأن الإنسان تكون الدراهم في جيبه، فإذا وجد فقيراً أعطاها له فلم تتبين هذه الشعيرة ولم تتضح لأهل البيت، ولأن إخراجها من الدراهم قد يخطىء الإنسان في تقدير قيمتها فيخرجها أقل فلا تبرأ ذمته بذلك، ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم فرضها من أصناف متعددة مختلفة القيمة، ولو كانت القيمة معتبرة لفرضها من جنس واحد، أو ما يعادله قيمة من الأجناس الأخرى. والله أعلم.
س28: يقول كثير من الفقراء الآن إنهم يفضلون زكاة الفطر نقوداً بدلاً من الطعام؛ لأنه أنفع لهم، فهل يجوز دفع زكاة الفطر نقوداً؟
فأجاب فضيلته بقوله: الذي نرى أنه لا يجوز أن تدفع زكاة الفطر نقوداً بأي حال من الأحوال، بل تدفع طعاماً، والفقير إذا شاء باع هذا الطعام وانتفع بثمنه، أما المزكي فلابد أن يدفعها من الطعام، ولا فرق بين أن يكون من الأصناف التي كانت على عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، أو من طعام وجد حديثاً، فالأرز في وقتنا الحاضر قد يكون أنفع من البر؛ لأن الأرز لا يحتاج إلى تعب وعناء في طحنه وعجنه وما أشبه ذلك، والمقصود نفع الفقراء، وقد ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي سعيد ـ رضي الله عنه ـ قال: " كنا نخرجها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام، وكان طعامنا يومئذ التمر، والشعير، والزبيب، والأقط " فإذا أخرجها الإنسان من الطعام فينبغي أن يختار الطعام الذي يكون أنفع للفقراء، وهذا يختلف في كل وقت بحسبه.
وأما إخراجها من النقود أو الثياب، أو الفرش، أو الآليات فإن ذلك لا يجزىء، ولا تبرأ به الذمة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ".
س 29: بعض أهل البادية يخرجون زكاة الفطر من اللحم فهل يجوز هذا؟
فأجاب فضيلته بقوله: هذا لا يصح، لأن النبي صلى الله عليه وسلم فرضها صاعاً من طعام، واللحم يوزن ولا يكال، والرسول صلى الله عليه وسلم فرض صاعاً من طعام، قال ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ: " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير "، وقال أبو سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ: " كنا نخرجها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام، وكان طعامنا التمر، والشعير، والزبيب، والأقط ". ولهذا كان القول الراجح من أقوال أهل العلم أن زكاة الفطر لا تجزىء من الدراهم، ولا من الثياب، ولا من الفرش، ولا عبرة بقول من قال من أهل العلم: إن زكاة الفطر تجزىء من الدراهم؛ لأنه ما دام النص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم موجوداً، فلا قول لأحد بعده، ولا استحسان للعقول في إبطال الشرع، والصواب بلا شك أن زكاة الفطر لا تجزىء إلا من الطعام، وأن أي طعام يكون قوتاً للبلد فإنه مجزىء.
س 30: في بعض البلاد يلزم الناس بإخراج زكاة الفطر دراهم، فما الحكم؟ جزاكم الله عن المسلمين خير الجزاء؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فأجاب فضيلته بقوله: الظاهر لي أنه إذا أجبر الإنسان على إخراج زكاة الفطر دراهم فليعطها إياهم ولا يبارز بمعصية ولاة الأمور، لكن فيما بينه وبين الله يخرج ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم فيخرج صاعاً من طعام؛ لأن إلزامهم للناس بأن يخرجوا من الدراهم إلزام بما لم يشرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وحينئذ يجب عليك أن تقضي ما تعتقد أنه هو الواجب عليك، فتخرجها من الطعام، واعط ما ألزمت به من الدراهم ولا تبارز ولاة الأمور بالمعصية.
س 32: ما حكم إخراج الرز في زكاة الفطر؟
فأجاب فضيلته بقوله: لا شك في جواز إخراج الرز في زكاة الفطر، بل ربما نقول: إنه أفضل من غيره في عصرنا؛ لأنه غالب قوت الناس اليوم، ويدل لذلك حديث أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ الثابت في صحيح البخاري قال: " كنا نخرج يوم الفطر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام، وكان طعامنا الشعير، والزبيب، والأقط، والتمر "، فتخصيص هذه الأنواع ليس مقصوداً بعينها، ولكن لأنها كانت طعامهم ذلك الوقت.
س 33: هل يجوز إعطاء زكاة الفطر للعمال من غير المسلمين؟
فأجاب فضيلته بقوله: لا يجوز إعطاؤها إلا للفقير من المسلمين فقط.
س34: ما حكم نقل زكاة الفطر إلى البلدان البعيدة بحجة وجود الفقراء الكثيرين؟
فأجاب فضيلته بقوله: نقل صدقة الفطر إلى بلاد غير بلاد الرجل الذي أخرجها إن كان لحاجة بأن لم يكن عنده أحد من الفقراء فلا بأس به، وإن كان لغير حاجة بأن وجد في البلد من يتقبلها فإنه لا يجوز.
س 35: ما حكم وضع زكاة الفطر عند الجار حتى يأتي الفقير؟
فأجاب فضيلته بقوله: يجوز للإنسان أن يضعها عند جاره ويقول هذا لفلان إذا جاء فأعطها إياه، لكن لابد أن تصل يد الفقير قبل صلاة العيد لأنه وكيل عن صاحبها، أما لو كان الجار قد وكله الفقير، وقال: اقبض زكاة الفطر من جارك فإنه يجوز أن تبقى مع الوكيل ولو خرج الناس من صلاة العيد.
س 36: لو وضع الإنسان زكاة الفطر عند جاره ولم يأت من يستحقها قبل العيد، وفات وقتها فما الحكم؟
فأجاب فضيلته بقوله: ذكرنا أنه إذا وضعها عند جاره فإما أن يكون جاره وكيلاً للفقير، فإذا وصلت إلى يد جاره فقد وصلت للفقير ولا فرق، وإذا كان الفقير لم يوكله فإنه يلزم الذي عليه الفطرة أن يدفعها بنفسه ويبلغها إلى أهله.
س 37: هل تجوز الزيادة في زكاة الفطر بنية الصدقة؟
فأجاب فضيلته بقوله: نعم يجوز أن يزيد الإنسان في الفطرة وينوي مازاد على الواجب صدقة، ومن هذا ما يفعله بعض الناس اليوم يكون عنده عشر فطر مثلاً ويشتري كيساً من الرز يبلغ أكثر من عشر فطر ويخرجه جميعاً عنه وعن أهل بيته، وهذا جائز إذا كان يتيقن أن هذا الكيس بقدر ما يجب عليه فأكثر؛ لأن كيل الفطرة ليس بواجب إلا ليعلم به القدر، فإذا علمنا أن القدر محقق في هذا الكيس ودفعناه إلى الفقير فلا حرج.
س 38: هل يجوز للفقير الذي يريد المزكي أن يعطيه زكاة الفطر أن يوكل شخصاً آخر في قبضها من المزكي وقت دفعها؟
فأجاب فضيلته بقوله: يجوز ذلك، أي يجوز أن يقول من عنده زكاة فطر للفقير وكل من يقبض الزكاة عنك وقت دفعها، وإذا جاء وقت الدفع بيوم أو يومين سُلمت الزكاة للوكيل الذي وكله الفقير في قبضها.
بتصرف من مجموع الفتاوى للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله - المجلد الثامن عشر(/)
فضل التكبير وصفته
ـ[الميموني]ــــــــ[02 Nov 2005, 07:30 م]ـ
التكبير ذكر لله و تعظيم له سبحانه و فضله عظيم و من الكلمات الجامعة للعلماء في التنبيه على فضل التّكبير:
قول شيخ لإسلام ابن تيمية: (وجاء التكبير مكرَّرا في الأذان في أوله وفي آخره والأذان هو الذِّكر الرفيع وفي أثناء الصلاة وهو حال الرفع والخفض والقيام إليها كما قال: تحريمها التكبير، وروى أن التكبير يطفيء الحريق، فالتكبير شُرِع أيضا لدفع العدو من شياطين الإنس والجن، والنار التي هي عدوّ لنا وهذا كله يبين أن التكبير مشروع في المواضع الكبار لكثرة الجَمْع أو لعظمة الفعل أو لقوة الحال أو نحو ذلك من الأمور الكبيرة ليبين أن الله أكبر وتستولى كبرياؤه في القلوب على كبرياء تلك الأمور الكبار فيكون الدين كله لله ويكون العباد له مكبّرون فيحصل لهم مقصودان مقصود العبادة بتكبير قلوبهم لله ومقصود الإستعانة بانقياد سائر المطالب لكبريائه، ولهذا شرع التكبير على الهداية والرزق والنصر) اهـ.
و للتكبير في صبيحة يوم العيد مزيد فضيلة.
فيستحب التكبير في الطريق إلى المصلى ويستحب رفع الصوت بالتكبير للرجال و يكبر النساء ويسمعن أنفسهن بلا رفع صوت.
صفة التكبير:
وصفة التكبير المختارة: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد، وهذا قول عمر وعلي وابن مسعود و به قال الثوري وأبو حنيفة وأحمد وإسحاق وابن المبارك إلا أنه زاد على ذلك: (على ما هدانا) لقوله: (لتكبروا الله على ما هداكم) (الحج 37).وقال سعيد بن جبير () ومالك والشافعي يقول: الله أكبر الله أكبر الله أكبر نسقا ثلاثا. ()
و الأمر واسع. قال ابن عبد البر: (وأما كيفية التكبير فالذي صح عن عمر وابن عمر وعلي وبن مسعود أنه ثلاث ثلاث الله أكبر الله أكبر الله أكبر وقد ذكرنا اختلاف الفقهاء في ذلك أيضا وكل ذلك واسع) اهـ.
الاستذكار ج:4 ص:338
ـ[الميموني]ــــــــ[13 Dec 2007, 01:08 م]ـ
وفي البخاري معلقا:كان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبِّران ويكبِّر الناس بتكبيرهما. و هي من طريق: سلام أبي المنذر عن حميد الأعرج عن مجاهد به، بين ذلك ابن رجب في شرحه: 8/ 8. و ذكرها من رواية أبي بكر عبد العزيز بن جعفر في كتاب الشافي و أبي بكر المروزي القاضي في كتاب العيدين ولم يقف الحافظ ابن حجر ولا البغوي و البيهقي قبله على طريقها فذكروها معلقة فقط، ولا نقيصة في ذلك بحال على شرح الحافظ ابن حجر وهو شرح عظيم فالإحاطة ممتنعة.
قال الحافظ ابن حجر: (أما صيغة التكبير فأصحّ ما ورد فيه ما أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن سلمان قال كبّروا الله: الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرا) اهـ. فتح الباري:2/ 462
وقال: جماعة ليس فيه شيء مؤقت.
والسبب في هذا الاختلاف في صفة التكبير ووقته عدم التحديد في ذلك في الشرع فالأمر واسع.
وَفي وَقْته أَقْوَال لِلْعُلَمَاءِ: فأَشْهَرُهَا و أرجحها أَنَّهُ مِنْ صَلَاة الصُّبْح يَوْم عَرَفَة إِلَى صَلَاة الْعَصْر مِنْ آخِر أَيَّام التَّشْرِيق وَهُوَ آخِر النَّفْر الْآخِر و هو مروي عن عُمَر بْن الْخَطَّاب وَعَلِيّ بْن أَبِي طَالِب وَابْن عبّاس قالوا: (يكبِّر مِنْ صَلَاة الصُّبْح يَوْم عَرَفَة إِلَى الْعَصْر مِنْ آخِر أَيَّام التَّشْرِيق) و به قال جمهور السلف. وإليه ذهب الثوري وابن عيينة وأبو يوسف ومحمد وأبو ثور والشافعي في بعض أقواله و أحمد و إسحاق. قال ابن كثير و غيره هو الَّذِي عَلَيْهِ الْعَمَل، و اختاره ابن المنذر و البيهقي وغيرهم قالوا: وعليه عمل الناس بالبلدان. الأوسط لابن المنذر: 4/ 300 والمغني:2/ 126
فائدة:
قال ابن قدامة: (وأما المحرمون فإنهم يكبِّرون من صلاة الظهر يوم النحر لما ذكروه لأنهم كانوا مشغولين قبل ذلك بالتلبية وغيرهم يبتدىء من يوم عرفة لعدم المانع في حقهم مع وجود المقتضى). قلت: هذا فيه اختلاف والراجح أنه يلبي الملبي و يكبِّر المكبر و لا ينكر عليه ففي صحيح البخاري وغيره:
(يُتْبَعُ)
(/)
عن محمد بن أبي بكر الثفي: قال سألت أنسا ونحن غاديان من مِنَى إلى عرفات- عن التلبية: كيف كنتم تصنعون مع النبي صلّى اللهُ عَليه وسلَّم؟ قال: (كان يلبِّي الملبِّي فلا يُنكر عليه و يكبِّر المكبِّر فلا ينكر عليه). فتح الباري: 2/ 461.
وبوب عليه البخاري باب: التكبير أيان مِنَى و إذا غدا إلى عرفة.
و قول ابن قدامة السابق قد سبقه إليه الإمام أحمد و أخذه أحمد عن شيخه الإمام سفيان بن عيينة فإن أحمد حكى عنه أنه قال: (إن هذا في حق أهل الأمصار – يعني ابتداء التكبير من صبح عرفة – فأما أهل الموسم فإنهم يكبِّرون من صلاة الظهر يوم النحر لأنهم قبل ذلك مشغولون بالتلبية، وقال أحمد هذا قول حسن) اهـ. فتح الباري لابن رجب: 8 /ص 10.
قلت ولا مانع من جَمْعهم بين التكبير و التلبية وإن أباه من أباه كما تقدم في حديث أنس و كما بوب عليه البخاري، لكن التلبية من الحاج قبل وقت قطعها آكد وأثبت من التكبير في حقه، لكن لا بأس بالجمع بينهما ومع هذا فقد قال الثوري: إذا اجتمع التكبير والتلبية بدأ بالتكبير.
والمقصود أن يكبِّر المسلم في هذه الأيام سواء ابتدأ التكبير من ظهر يوم النحر وقطعه في صلاة الصبح في اليوم الرابع من أيام العيد أو ابتدأه من صلاة الصبح يوم عرفة إلى صلاة العصر في اليوم الرابع من أيام العيد يوم النفر الأخير. كما هوقول أحمد وإسحاق وغيرهم
لكن القول بابتدائه من يوم عرفة من صلاة الصبح أرجح و أحوط، والقائلين به أكثر وهو أعم الأقوال وهو ثابت عن من يقتدى به من السلف من الصحابة و غيرهم وفيه أيضا تكثير للتكبير، والزيادة في ذكر الله أفضل. وقد رجحه شيخ الإسلام وجعله هو الصحيح المروي عن أكابر الصحابة (مجموع الفتاوى 24/ 222).و رجحته هيئة كبار العلماء عندنا.
فالتكبير المقيَّد بما بعد الصلوات الراجح أنه يبدأ من فجر يوم عرفة وهو في حق أهل الأمصار و الحجاج لكنه في حق أهل الأمصار لا اختلاف فيه عند الجماهير وفي حق الحجاج فيها من الاختلاف ما تقدَّم عن سفيان و أحمد من التفريق بين الحجاج وغيرهم في وقت ابتداء التكبير وبه قال أبو ثور و الراجح عدم التفريق.
ـ[الميموني]ــــــــ[13 Dec 2007, 01:56 م]ـ
وصفة التكبير المختارة: الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد، وهذا قول عمر وعلي وابن مسعود و به قال الثوري وأبو حنيفة وأحمد وإسحاق وابن المبارك، إلا أنه زاد على ذلك: (على ما هدانا) لقوله: (لتكبروا الله على ما هداكم) (الحج 37)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[13 Dec 2007, 04:26 م]ـ
جزاك الله خيراً يا دكتور عبد الله على هذه الفوائد ..
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[13 Dec 2007, 10:45 م]ـ
التكبير في أيام العشر فرع على فهم المراد بالأيام المعلومات التي ذكرها الله تعالى في سورة الحج (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28)).
والأقوال في الآية سبعة،كما بسط ذلك الشيخ فريح البهلال في رسالة له عن هذه الآية.
ومن أحسن من وقفت له على كلام محرر في هذه الآية،هو العلامة الشنقيطي رحمه الله حيث قال:
(تفسير الأيام المعلومات في آية الحج هذه): بأنها العشر الأول من ذي الحجة إلى آخر يوم النحر، لا شك في عدم صحته، وإن قال به من أجلاء العلماء، وبعض أجلاء الصحابة من ذكرنا.والدليل الواضح على بطلانه أن الله بين أنها أيام النحر بقوله: {وَيَذْكُرُواْ اسم الله في أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ على مَا رَزَقَهُمْ مِّن بَهِيمَةِ الأنعام} وهو ذكره بالتسمية عليها عند ذبحها تقرباً إليه كما لا يخفى، والقول: بأنها العشرة المذكورة، يقتضي أن تكون العشرة كلها أيام نحر، وأنه لا نحر بعدها، وكلا الأمرين باطل كما ترى، لأن النحر في التسعة التي قبل يوم النحر لا يجوز والنحر في اليومين، بعده جائز. وكذلك الثالث عند من ذكرنا، فبطلان هذا القول واضح كما ترى) انتهى كلامه رحمه الله.
وعلى هذا،فيبقى النظر في مشروعية التكبير في هذه العشر من أول يوم منها إلى فجر يوم عرفة؛ لأن التكبير من فجر عرفة تواردت فيه الآثار عن الصحابة إلى نهاية أيام التشريق.
وقد صح عن الحكم بن عتيبة وحماد بن أبي سليمان ـ وهما من أئمة الكوفة ـ أنهما قالا عن التكبير أيام العشر: محدثٌ، وصح عن مجاهد خلاف ذلك ـ ومحاهد من أئمة المكيين ـ.
قال ابن رجب رحمه الله في شرح البخاري 7/ 51 ـ بعد أن ذكر تخريج الأثرين اللذين ساقهما أخونا الميموني ـ:
(وروى جعفر الفريابي، من رواية يزيد بن أبي زياد، قال: رأيت سعيد بن جبير وعبد الرحمن بن أبي ليلى ومجاهدا - أو اثنين من هؤلاء الثلاثة - ومن رأينا من فقهاء الناس يقولون في أيام العشر: ((الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر. الله أكبر ولله الحمد)).
وروى المروزي، عن ميمون بن مهران، قال: أدركت الناس وإنهم ليكبرون في العشر، حتى كنت أشبهه بالأمواج من كثرتها، ويقول: إن الناس قد نقصوا في تركهم التكبير.
وهو مذهب أحمد، ونص على أنه يجهر به.
وقال الشافعي: يكبر عند رؤية الأضاحي،وكأنه أدخله في التكبير على بهيمة الأنعام المذكور في القران، وهو وإن كان داخلا فيه، إلا أنه لا يختص به، بل هو أعم من ذلك كما تقدم.
وهذا على اصل الشافعي وأحمد: في أن الأيام المعلومات هي أيام العشر، كما سبق ..
فأما من قال: هي أيام الذبح، فمنهم من لم يستحب التكبير في أيام العشر، وحكي عن مالك وأبي حنيفة.ومن الناس من بالغ، وعده من البدع، ولم يبلغه ما في ذلك من السنة.) انتهى.
والمسألة محل تأمل واجتهاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الميموني]ــــــــ[14 Dec 2007, 01:13 ص]ـ
للفائدة:
ذكر الطحاوي عن شيخه أحمد بن أبي عمران عن بشر بن الوليد الكندي القاضي قال: (كتب أبو العباس الطوسي إلى أبي يوسف يسأله عن الأيام المعلومات فأملى علي أبو يوسف جواب كتابه اختلف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها فرُوي عن علي وابن عمر أنها أيام النحر وإلى ذلك أذهب لأنه قال على ما رزقهم من بهيمة الأنعام) اهـ. أحكام القرآن للطحاوي: 2/ 103
وفي المعلومات أقوال أشهرها قولان لهم:
أن الأيام المعلومات يوم النحر ويومان بعده. وهو قول ابن عمر
وبه قال مالك وأصحابه وأبو يوسف القاضي وروي - أيضاً - عن علي وسيأتي وابن عبّاس، وعن عطاء الخراساني والنخعي وأحمد - في رواية عنه.
القول الثاني:
هي أيام العشر آخرها يوم النحر. وهو قول ابن عبّاس كما حكاه عنه البخاري وغيره عنه،.
وروي -أيضاً- عن ابن عمر، وعن عطاء والحسن ومجاهد وعكرمة وإبراهيم وقتادة.
وهو قول أبي حنيفة ومحمد بن الحسن والشافعي وأحمد - في المشهور، عنه.
وفي الأيام المعلومات أربعة أقوال أخرى غير قوية:
أنها: تسعة أيام من العشر قاله أبو موسى الأشعري.
والثالث: يوم الأضحى وثلاثة أيام بعده رواه نافع عن ابن عمر ومقسم عن ابن عباس.
والرابع: أنها أيام التشريق رواه العوفي عن ابن عباس وبه قال عطاء الخراساني والنخعي والضحاك.
وقيل: إنها خمسة أيام أولها يوم التروية رواه ابو صالح عن ابن عباس
وقيل: إنها ثلاثة أيام أولها يوم عرفة جاء عن مالك بن أنس. ()
و الراجح في الأيام المعلومات أنها يوم النحر و يومان بعده كما هو مروي عن علي و ابن عمر واختاره مع من تقدم الطَّحاوي واحتج له. فعن ابن عمر أنه كان يقول: (الأيام المعلومات والمعدودات هن جميعهن أربعة أيام فالأيام المعلومات يوم النحر ويومان بعده والأيام المعدودات ثلاثة أيام بعد يوم النحر) اهـ. () قال ابن كثير: هذا إسناد صحيح إليه.
قال ابن العربي: (وقال أبو حنيفة والشافعي الأيام المعلومات أيام العشر ورووا ذلك عن ابن عباس وظاهر الآية يدفعه فلا معنى للاشتغال به) اهـ. ينظر: الاستذكار: 4/ 337 و فتح الباري لابن رجب: 8 /ص 5.
ـ[إمداد]ــــــــ[14 Dec 2007, 02:14 ص]ـ
جزاك الله خيرا نرجوا بيان الفرق بين التكبير المطلق والمقيدلأن بعض الناس لايفرق بينهما ويدخل بعضها على بعض يعني بعض الناس يبدأ بالتكبير المقيد من أول الشهر
ـ[الميموني]ــــــــ[23 Dec 2007, 10:10 ص]ـ
المعذرة لم أطلع على السؤال لبعدي عن الانترنت.
كلمة المطلق تدل على الإطلاق و المقيد تدل على تقييده بشيء معين والفرق بين المطلق والمقيد أن المطلق يكون التكبير في كل وقت ولا يتقيد بما بعد الصلوات، والمقيد يكون خلف الصلوات الخمس في عيد الأضحى فقط. فاتلكبير المطلق هو الَّذِي لَمْ يُقَيَّدْ بِكَوْنِهِ أَدْبَارَ الْمَكْتُوبَاتِ
ويبدأ المطلق في عيد الأضحى من أول شهر ذي الحجة إلى آخر أيام التشريق وهي الأيام الثلاثة بعد العيد. وفي عيد الفطر من أول شهر شوال إلى صلاة العيد فقط فيكون في ليلة العيد وصبيحته فقط.
ويبدأ المقيد على من صلاة الفجر يوم عرفة إلى عصر آخر يوم من أيام التشريق وقيل.
وفي تحديد ابتداءه وانتهاءه خلاف ذكرته قبل ذلك.
والمقصود أن يكبِّر المسلم في هذه الأيام سواء ابتدأ التكبير من ظهر يوم النحر وقطعه في صلاة الصبح في اليوم الرابع من أيام العيد أو ابتدأه من صلاة الصبح يوم عرفة إلى صلاة العصر في اليوم الرابع من أيام العيد يوم النفر الأخير. كما هوقول أحمد وإسحاق وغيرهم
لكن القول بابتدائه من يوم عرفة من صلاة الصبح أرجح و أحوط، والقائلين به أكثر وهو أعم الأقوال.
قال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله: (ومعنى (مطلق) أنه لا يشرع أدبار الصلوات بل تقدم أذكار الصلاة عليه).
فائدة:
قال النووي في المجموع: (ويسن التكبير المطلق في عيد الفطر وهل يسن التكبير المقيد في ادبار الصلوات فيه وجهان (أحدهما) لا يسن لانه لم ينقل ذلك عن رسول الله صلى؟ الله عليه وسلم (والثاني) انه يسن لانه عيد يسن له التكبير المطلق فيسن له التكبير المقيد كالاضحى) اهـ.
المجموع:5/ 30(/)
من معاني العيد
ـ[محمد بن إبراهيم الحمد]ــــــــ[03 Nov 2005, 02:48 ص]ـ
العيد مظهرٌ من مظاهر الدين، وشعيرة من شعائره المعظمة التي تنطوي على حِكَمٍ عظيمة، ومعانٍ جليلة، وأسرار بديعة لا تعرفها الأممُ في شتى أعيادها.
* فالعيد في معناه الديني: شكرٌ لله على تمام العبادة، لا يقولها المؤمن بلسانه فحسب؛ ولكنها تعتلجُ في سرائره رضاً واطمئناناً، وتنبلج في علانيته فرحاً وابتهاجاً، وتُسفر بين نفوس المؤمنين بالبشر والأنس والطلاقة، وتمسح ما بين الفقراء والأغنياء من جفوة.
* والعيد في معناه الإنساني: يومٌ تلتقي فيه قوةُ الغنيِّ، وضعفُ الفقير على محبةٍ ورحمةٍ وعدالةٍ من وحي السماء، عُنْوانُها الزكاةُ، والإحسانُ، والتَّوسعةُ.
يتجلى العيدُ على الغني المُتْرَف: فينسى تُعَلُّقَه بالمال، وينزل من عليائهِ متواضعاً للحقِّ وللخلق، ويذكرُ أن كلَّ مَنْ حوله إخوانُه وأعوانهُ؛ فيمحو إساءَة عامٍ، بإحسان يومٍ.
* ويتجلى العيد على الفقير المُتْرَب: فيطرح همومَه، ويسمو من أفق كانت تصوره له أحلامهُ، وينسى مكارهَ العام ومتاعِبَه، وتمحو بشاشةُ العيد آثارَ الحقد والتبرّم من نفسه، وتنهزمُ لديه دواعي اليأسِ على حين تنتصر بواعثُ الرجاء.
والعيد في معناه النفسي: حدٌ فاصلٌ بين تقييدٍ تخضع له النفسُ، وتَسكُنُ إليه الجوارحُ، وبين انطلاقٍ تنفتح له اللهواتُ، وتتنبَّه له الشهوات.
والعيد في معناه الزمني: قطعةٌ من الزمن؛ خُصِّصَت لنسيان الهموم، واطِّراح الكُلَف، واستجمام القوى الجاهدة في الحياة.
والعيد في معناه الاجتماعي يومُ الأطفالِ يفيض عليهم بالفرح والمرح، ويوم الفقراءِ يلقاهم باليسر والسعة، ويومُ الأرحامِ يجمعها على البر والصلة، ويومُ المسلمينَ يجمعهم على التسامح والتزاور، ويومُ الأصدقاءِ يجدد فيهم أواصرَ الحب، ودواعي القرب، ويومُ النفوس الكريمة تتناسى أضغانها؛ فتجتمع بعد افتراق، وتتصافى بعد كدر، وتتاصفح بعد انقباض.
وفي هذا كله: تجديدٌ للرابطة الاجتماعية على أقوى ما تكون من الحب، والوفاء، والإخاء.
وفيه أروعُ ما يُضْفي على القلوب من الأنس، وعلى النفوس من البهجة، وعلى الأجسام من الراحة.
وفيه من المغزى الاجتماعي - أيضاً - تذكيرٌ لأبناء المجتمع بحق الضعفاء والعاجزين؛ حتى تشمل الفرحةُ بالعيد كلَّ بيتٍ، وتعمَّ النعمةُ كلَّ أسرة.
وإلى هذا ا لمعنى الاجتماعي: يرمُزُ تشريعُ صدقةِ الفِطْر في عيد الفطر، ونحر الأضاحي في عيد الأضحى؛ فإن في تقديم ذلك قبل العيد، أو في أيّامه إطلاقاً للأيدي الخيّرة في مجال الخير؛ فلا تشرق شمسُ العيدِ إلا والبسمةُ تعلو كلَّ شفاهٍ، والبهجةُ تغمرُ كلَّ قلبٍ.
* في العيد: يَسْتَروِحُ الأشقياءُ ريحَ السعادةِ، ويتنفّسُ المختنقون في جوٍّ من السَعة، وفيه يذوق المُعْدَمون طيبات الرزق، ويتَنَعَّم الواجدون بأطايبه.
* في العيد: تُسلسُ النفوسُ الجامحةُ قيادَها إلى الخير، وتَهُشُّ النفوسُ الكزَّةُ إلى الإحسان.
* في العيد: أحكامٌ تَقْمَعُ الهوى، من ورائها حِكَمٌ تُغَذِّي العقل، ومن تحتها أسرارٌ تُصَفِّي النفس، ومن بين يديها ذكرياتٌ تُثمر التأسِّي في الحق والخير، وفي طيِّها عِبَرٌ تُجلِّي الحقائق، وموازينُ تقيم العدل بين الأصناف المتفاوتة بين البشر، ومقاصدُ سديدةٌ في حفظ الوَحْدة، وإصلاح الشأن، ودروسٌ تطبيقيةٌ عالية في التضحية، والإيثار، والمحبة.
* في العيد: تظهر فضيلةُ الإخلاص مُستَعْلِنَةً للجميع، ويُهْدي الناسُ بعضُهم إلى بعض هدايا القلوبِ المٌخلصَةِ المُحبِّة، وكأنما العيد روح الأسرة الواحدة في الأمة كلها.
* في العيد: تَتَّسِعُ روحُ الجوارِ وتمتد، حتى يرجعَ البلدُ العظيم وكأنه لأهله دارٌ واحدة يتحقق فيها الإخاءُ بمعناه العملي.
* في العيد: تنطلق السجايا على فطرتها، وتبرز العواطف والميول على حقيقتها.
* العيد في الإسلام: سكينةٌ ووقارٌ، وتعظيمٌ للواحد القهار، وبعدٌ عن أسباب الهلكة ودخول النار.
والعيد مع ذلك كله: ميدان استباق إلى الخيرات، ومجال منافسة في المَكْرُمَات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما يدل على عظم شأن العيد أن الإسلام قرن كلَّ واحدٍ من عيدية العظيمين؛ بشعيرة من شعائره العامة التي لها جلالهُا الخطير في الروحانيات، ولها خَطَرُها الجليل في الاجتماعيات، ولها ريحُها الهابَّةُ بالخير، والإحسان، والبر، والرحمة، ولها أثرها العميق في التربية الفردية والجماعية، التي لا تكون الأمةُ صالحةً للوجود، نافعةً في الوجود - إلا بها.
هاتان الشعيرتان هما شهر رمضان؛ الذي جاء عيدُ الفطر مِسْكَ ختامِه، وكلمةَ الشكر على تمامه، والحجُّ؛ الذي كان عيدُ الأضحى بعضَ أيامه، والظَّرْفَ المُوعِي لمعظم أحكامه.
فهذا الربط الإلهي بين العيدين، وبين هاتين الشعيرتين كافٍ في الحكم عليهما، وكاشفٌ عن وجه الحقيقة فيهما، وأنهما عيدان دِينيَّان بكل ما شُرع فيهما من سنن، بل حتى ما نَدب إليه الدينُ فيهما من أمورٍ ظاهرُها أنها دنيوية كالتجمّل، والتحلِّي، والتطيُّب، والتوسعة على العيال، وإِلطاف الضيوف، والمرح، واختيار المناعم والأطايب، واللهو مما لا يخرج إلى حدِّ السرف، والتَّغالي، والتفاخر المذموم؛ فهذه الأمور المباحة داخلة في الطاعات إذا حسُنت النية؛ فمن محاسن الإسلام أن المباحات إذا حسُنت فيها النيةُ، وأُريدَ بها تَحَقُّقُ حِكمةِ الله، أو شُكر نعمته - انقلبت قربات؛ كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -"حتى اللقمة تضعها في في امرأتك"
كلا طرفي العيد: في معناه الإسلامي جمالٌ، وجلالٌ، وتمامٌ وكمالٌ، وربطٌ واتصالٌ، وبشاشةٌ تخالط القلوب، واطمئنانٌ يلازم الجنوب، وبسط وانشراح، وهجر للهموم واطَّراح، وكأنه شبابٌ وخَطَتْهُ النُّضْرةُ، أو غُصْنٌ عاوده الربيع؛ فوخَزَتْهُ الخُضْرَةُ.
وليس السرُّ في العيد: يومَهُ الذي يبتدئُ بطلوع الشمس وينتهي بغروبها، وإنما السرُّ فيما يَعْمُرُ ذلك اليومَ من أعمال، وما يَغْمُرُه من إحسان وأفضال، وما يغشى النفوسَ المستعدَّةَ للخير فيه من سموَّ وكمال؛ فالعيد إنما هو المعنى الذي يكون في العيد, لا اليومُ نفسُهُ.
هذه بعض معاني العيد: كما نفهمها من الإسلام، وكما يحقِّقُها المسلمون الصادقون؛ فأين نحن اليوم من هذه الأعياد؟ وأين هذه الأعياد منا؟ وما نصيبنا من هذه المعاني؟ وأين آثار العبادةِ من آثار العادة في أعيادنا؟
إن مما يُؤسَف عليه أن بعض المسلمين جَرَّدوا هذه الأعياد من حِليتها الدينية، وعَطلّوها عن معانيها الروحية الفوارة التي كانت تفيض على النفوس بالبهجة، مع تَجَهُّم الأحداث، وبالبشر مع شدة الأحوال؛ فأصبح بعض المسلمين - وإن شئت فقل: كثير منهم - يَلْقَون أعيادهم بهمم فاترة، وحسٍّ بليد، وشعور بارد، وأسَرِّةٍ عابسة، حتى لكأنَّ العيد عملية تجارية تَتْبَعُ الخِصبَ والجَدَّ، وتتأثر بالعسر واليسر، والنَّفاق والكساد، لا صبغة روحيَّة تؤثِّر ولا تتأثَّر.
ولئن كان من حق العيد أن نَبْهَج به ونفرح، وكان من حقِّنا أن نتبادل به التهاني، ونطّرح الهموم، ونتهادى البشائر - فإن حقوقَ إخواننا المشردين المعذبين شرقاً وغرباً تتقاضى أن نحزن لمحنتهم ونغتم، ونُعْنَى بقضاياهم ونهتم؛ فالمجتمع السعيد الواعي هو ذلك الذي تسمو أخلاقه في العيد، إلى أرفع ذروة، ويمتد شعوره الإنساني إلى أبعد مدى، وذلك حين يبدو في العيد متماسكاً متعاوناً متراحماً، حتى لَيَخْفِقُ فيه كل قلب بالحب، والبر، والرحمة، ويذكر فيه أبناؤه مصائب إخوانهم في الأقطار حين تنزل بهم الكوارث والنكبات.
ولا يراد من ذلك تَذْراف الدموع، ولبس ثياب الحداد في العيد، ولا يراد منه - أيضاً - أن يعتكف الإنسان المرزوء بفقد حبيب أو قريب، ولا أن يمتنع عن الطعام، كما يفعل الصائم.
وإنما يراد من ذلك أن تظهر أعيادُنا بمظهر الأمة الواعية، التي تلزم الاعتدال في سرَّائها وضرَّائها؛ فلا يَحُوْلُ احتفاؤها بالعيد دون الشعور بمصائبها التي يرزح تحتها فريقٌ من أبنائها.
ويراد من ذلك أن نقتصد في مرحنا وإنفاقنا؛ لنوفِّر من ذلك ما تحتاج إليه أمتنا في صراعها المرير الدامي.
ويراد من ذلك - أيضاً - أن نشعر بالإخاء قوياً في أيام العيد؛ فيبدو علينا في أحاديثنا عن نكبات إخواننا وجهادهم ما يقوي العزائم، ويشحذ الهمم، ويبسط الأيدي بالبذل، ويطلق الألسنة بالدعاء - فهذا هو الحزن المجدي، الذي يُترجَم إلى عمل واقعي.
(يُتْبَعُ)
(/)
* أيها المسلم المستبشر بالعيد، لا شك أنك تستعد أو قد استعددت للعيد أباً كنت، أو أمّاً، أو شاباً، أو فتاةًَ، ولا ريب أنك قد أخذت أُهْبَتَك لكل ما يستلزمه العيد من لباس، وطعام ونحوه؛ فأضف إلى ذلك استعداداً تنالُ به شُكوراً، وتزداد به صحيفتُك نوراً، استعداداً هو أكرم عند الله، وأجدر في نظر الأُخوَّة والمروءة.
ألا وهو استعدادك للتفريج عن كربة من حولك من البؤساء والمعدَمِين، من جيران، أو أقربين أو نحوهم؛ فتِّشْ عن هؤلاء، وسَلْ عن حاجاتهم، وبادر في إدخال السرور إلى قلوبهم.
وإن لم يُسْعِدْكَ المال؛ فلا أقل من أن يسعدَك المقالُ بالكلمة الطيبة، والابتسامة الحانية، والخفقة الطاهرة.
* وتذكَّر صبيحةَ العيد، وأنت تقبل على والديك، وتأنس بزوجك، وإخوانك وأولادك، وأحبابك، وأقربائك؛ فيجتمع الشمل على الطعام اللذيذ، والشراب الطيب، تذكَّر يتامى لا يجدون في تلك الصبيحة حنانَ الأب، وأيامى قد فقدن ابتسامةَ الزوج، وآباءً وأمهاتٍ حُرموا أولادهم، وجموعاً كاثرة من إخوانك شردهم الطغيان، ومزقهم كلَّ ممزق؛ فإذا هم بالعيد يشرقون بالدمع، ويكتوون بالنار، ويفقدون طعم الراحة والاستقرار.
*وتذكر في العيد وأنت تأوي إلى ظلك الظليل، ومنزلك الواسع، وفراشك الوثير تذكَّر إخواناً لك يفترشون الغبراء، ويلتحفون الخضراء، ويتضورون في العراء.
* واستحضر أنك حين تأسو جراحهم، وتسعى لسدِّ حاجتهم أنك إنما تسدّ حاجتك، وتأسو جراحك "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ"، " وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلأَنفُسِكُمْ"، و" مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ"، و" من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه"، "ومن لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم" و" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر".
وإليك أيها القارئ الكريم! هذه الكلمات حول العيد، وقد رَقَمَتْها يراعةُ الإمام الأديب الشيخ محمد البشير الإبراهيمي - يرحمه الله -.
وهذه الكلمات مبثوثة في صفحات متفرقة, وأجزاء مختلفة من كتاب (آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي). وقد أحببت أن يقف القارئُ على تلك الكلمات؛ لما فيها من الحديث عن العيد، ومعانيه، وعن حال الأمة الإسلامية في العيد، ومع العيد حتى لكأنه يتحدث عن حال المسلمين اليوم، مع أنه قد كتب تلك المقالات منذ ما يزيد على خمسين عاماً.
وسيلاحظ القارئ في هذه الكلمات روعةَ البيان، والغيرةَ الصادقة، والسَبْر، والتحليل، والمتابعة الدقيقة، والنظرة الفاحصة لأحوال المسلمين، والأسى العميق الذي كان يعتلج في قلب الكاتب، بسبب ما آلت إليه أحوال المسلمين، فمما قاله - رحمه الله - في عيد الأضحى: (إن تفاخرت الأيام ذوات الشِّيات والمياسم، والمواكب والمواسم؛ فيومُك الأغرُّ المُشَهَّرُ، وإن أتت الأيام بمن لهم فيها ذكر الرجال، وبمن شرفها بنسبة من الأبطال جئت بإبراهيم، وإبراهيمُ آدم النُّبُوَّة بعد آدم البُنُوَّة، وبإسماعيل سامِكُ البَنِيَّةِ (1) القوراء، وعامر الحَنِيَّةِ (2) القفراء، رمز التضحية والفداء، وناسل العديد الطيب من النجيبات والنجباء.
وبمحمدٍ لَبِنَةِ التمام، ومسك الختام، ورسول السلام وكفى، وإن جاءت الأيام بما أُثِر فيها من رموز، ونُثِر فيها من كنوز جئت بالشعائر المأثورة، والنذر المنذورة، وجئت بالهدي يتهادى، والبُدْنِ تَتَعَادى، وجئت بالفدية والكفارة، والتجرد والطهارة، وجئت بالأضحية والقربان، رموز طواها الإسلام في الشعائر المضافة إليك، ووكل لتصاريف الأيام شَرْحَهَا، وقد شَرَحَتْ، وَأَوْضَحَتْ، وأين من يعقل؟ أو أين من يعي؟ يا عيد! بأية حال عدت؟ وهذه فلسطين التي عَظَّمَتْ حُرُمَاتِك ثلاثة عشر قرناً ونصف قرن، وتأرَّج ثراها بالأثر العاطر من إسراء محمد، وتَضَمَّخَ بدماء الشهداء من أصحابه، واطمأنت من أول يوم قلوبُ أبنائها بهدي القرآن، وجنوبُهم بعدل عمر - تُسامُ الدون، وتقاسي عذاب الهون، قد اجتمع على اهتضامها عُتُو الأقوياء، وكيد الضعفاء، يريدون أن يمحوا معالمك منها، ويحسروا ظِلال الإسلام عنها، طرقت حماها غارةٌ شعواءُ من الشهوات والأهواء، يحميها
(يُتْبَعُ)
(/)
الحديد, وينافح عنها الذهب, وغَمَرَتْها قطعان من ذؤبان البشر، وشراذم من عباد المال، يريدون أن يحققوا فيها حُلْماً غلطوا في تفسيره، وأن ينصبوا فيها مسيحاً دجالاً، بعد أن كذَّبوا المسيح الصادق، وأن ينتقموا من المسلمين، بعد أن عجزوا من الانتقام من بابل ويونان، وفارس، والرومان، وروسيا والألمان، وإيطاليا والأسبان، وأن يرثوها بدون استحقاق، ويجعلوا من بني إسماعيل خَوَلاً (3) لبني إسحاق).
ثم انتقل - رحمه الله - إلى الحديث عن مواقع أخرى من العالم الإسلامي، فقال: (وهذا الشمال (4) قد أصبح أهله كأصحاب الشِّمال في سموم من الاستعمار وحميم، وظلٍّ من يحموم, لا بارد ولا كريم، أفسد الاستعمار أخلاقَهم، ووهَّن عزائمهم، وفرَّق بين أجزائهم؛ لئلا يجتمعوا، وقطع الصلة بينهم وبين ماضيهم؛ لئلا يذَّكروا، وضرب بينهم وبين العلم بسور له باب، ومكَّن فيهم الضعف والانحلال؛ بما زيَّن لهم من سوء الأعمال، وبما غزا به نفوسهم وعواطفهم من أفكار ومغريات. وهذه تركيا ذات السلف الصالح في رَفْع منارِك (5)، وإقامة شعارك - واقفَةٌ على صراطٍ أدق من السيف، واقعه بين دبٍّ عارمٍ يترقب الفرصة لازدرادها، وبين محتالٍ بارع يمد الشباك لاصطيادها، ويطوي في العمل لتحريرها نية استعبادها، ويداويها من المرض الأحمر بالداء الأصفر.
وهذا الهند الإسلامي، لا يكاد يظفر بالأمنية التي سلخ في انتظارها القرون، وبذل في تحصيلها الجهود؛ ليستعيد تراث الإسلام الذي أثَّله المهلب، والثقفي (6) حتى تعاجله الدسائس، والفتن، حتى ليوشك أن يرجع إلى العبودية طائعاً مختاراً، فيسجل على نفسه عار الدهر وخزي الأبد).
إلى أن قال - رحمه الله - متحدثاً عن تلاعب مجلس الأمن، وهيئة الأمم، والمصير الذي ينتظر العالم في ظل الهيمنة الغربية: (وهذا العالم كلُّه مُسَيَّرٌ إلى غاية مشؤومة، متوقع لضربه قاضية تنسي الماضية، وهو يستنزل الغيث من غير مَصَبِّه، ويستروح ريح الرحمة من غير مَهَبِّة، ويتعلل بالعلالات الواهية من جمعية لم تجمع مُتَفَرِّقاً من هوىً، ولم تزجر عادياً من عدوان إلى مجلس أمن لم يُؤَمِّن خائفاً، ولم ينصر مظلوماً، وإنما هو كُرة بين لاعبينِ: أحدهما يستهوي بالفكرة، والآخرة يستغوي بالمال، وويل للعالم إذا نفد النفاق، واصطدمت قوة الفِكْر بقوة الذهب).
ثم يختم - رحمه الله - كلمته متحدثاً على لسان العيد فيقول: (أما والله لو ملكتَ النطقَ يا عيدُ لأقسمتَ بالله، ولقلتَ لهذه الجموع المهيضة الهضيمة من أتباع محمد يا قوم: ما أخلف العيد، وما أخلفتم من ربكم المواعيد، ولكنكم أخلفتم، وأسلفتم الشر؛ فجزيتم بما أسلفتم "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً" [النور: 55].
فلو أنكم آمنتم حق الإيمان، وعملتم الصالحات التي جاء بها القرآن، ومنها جمع الكلمة، وإعداد القوة، ومحو التنازع من بينكم، لأنجز الله لكم وعده، وجعلكم خلائف الأرض، ولكنكم تنازعتم ففشلتم، وذهبت ريحكم، وما ظلمكم الله، ولكن ظلمتم أنفسكم.
أيها المسلمون: عيدكم مبارك إذا أردتم، سعيد إذا استعددتم، لا تظنوا أن الدعاء وحده يرد الاعتداء؛ إن مادة: دعا يدعو لا تنسخ مادة: عدا يعدو، وإنما ينسخها أعَدَّ يُعِدُّ، واستعدَّ يستعدُّ، فأعدوا، واستعدوا تزدهر أعيادكم، وتظهر أمجادكم)
وقال - رحمه الله - في موضع آخر في مقالة بعنوان: (من وحي العيد عيد).
(يا عيد كنا نلتقي فيك على مُلك اتَّطدت أركانه، وعلى عِزَّة تمكنت أسبابها، وعلى حياة تجمع الشرف والترف، وتأخذ من كل طريفة بطرف، وعلى جِدًّ لا ينزل الهزل بساحته، واطمئنان لا يُلِمٌّ النصب براحته؛ فأصبحنا نلتقي فيك على الآلام والشجون، فإن أنسانا هما التعود فعلى اللهو والمجون).
إلى أن قال: (يا عيد إن لقيناك اليوم بالاكتئاب؛ فتلك نتيجة الاكتساب، ولا والله ما كانت الأزمنة، ولا الأمكنة يوماً ما جمالاً لأهلها، ولكن أهلها هم الذين يُجَمِّلونها ويُكَمِّلونها، وأنت يا عيد ما كنت في يوم جمالاً لحياتنا، ولا نضرة في عيشنا، ولا خضرة في حواشينا حتى نتَّهمك اليوم بالاستحالة، والدمامة، والتَّصوُّح.
وإنما نحن كنا جمالاً فيك، وحِلْيَةً لِبُكرِك وأصائلك؛ فحال الصبغ، وحلم الدبغ، واقعشر الجناب، وأقفرت الجنبات، وانقطعت الصلة بين النفوس وبين وحيك؛ فانظر أيُّنا زايل وصفَه، وعكس طباعه؟ بلى إنك لم تزل كما كنت، وما تَخَوَّنتَ ولا خنت - وتوحي بالجمال، ولكنك لا تصنعه، وتلهم الجلال ولكنك لا تفرضه.
ولكننا نُكَبْنَا عن صراط الفطرة، وهدي الدين؛ فأصبحنا فيك كالضمير المعذب في النفس النافرة).
بارك الله للمسلمين في عيدهم، ومكَّن لهم دينهم الذي ارتضى لهم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
-----------------
(1) البنية القوراء: الكعبة.
(2) الحنية القفراء: مكة.
(3) خولاً: يعني خدماً وعبيداً.
(4) يعني شمال أفريقيا.
(5) الضمير في منارك يعود على العيد؛ لأن الحديث في سياقه.
(6) يعني: المهلب بن أبي صفرة، ومحمد بن القاسم الثقفي.(/)
المنهج الخاص لشيخ الإسلام عرض لأبرز المعالم وعددها يربو على السبعين
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[03 Nov 2005, 05:16 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=223170#post223170
رابط للموضوع
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[04 Nov 2005, 05:58 م]ـ
المنهج الخاص لشيخ الإسلام عرض لأبرز المعالم وعددها يربو على السبعين
بيانه لما يحتاجه الناس في العقيدة وهو معرفة ما أراده الله ورسوله بألفاظ الكتاب والسنة
بيانه لمعرفة ما قاله الناس في هذا الباب " أي معرفة ما أراد الله ورسوله " للنظر في المعاني الموافقة للرسول والمعاني المخالفة
مسائل العقيدة عنده " تحتاج إلى قبل الكلام في حكمها إلى حسن التصور لها "
بيانه لوجوب إعطاء الأدلة الشرعية حقها (أي معرفة الواقعة وحسن التصور لها ثم معرفة الأدلة الشرعية , ثم الحكم على المسألة)
وجوب النظر فيما جاء به الرسول والاستدلال بأدلته والعمل بموجبها
بيانه أن الرسول بين بالبراهين العقلية ما يتوقف السمع عليه (كما أنه بين أن الرسل بينوا للناس العقليات التي يحتاجون إليها)
بين فيما يتعلق بحكاية الخلاف: وجوب استيعاب الأقوال في ذلك المقام وينبه على الصحيح ويبطل الباطل
تقعيده في الرد على الخصوم (إذ هو ينطلق من الأصول والقواعد لبيان التناقض لجميع المخالفين)
حكمه على أهل الكلام والنفاة أن أكثرهم قليل المعرفة بما جاء به الرسول وما جاء عن السلف
من منهجه نقض أصول الفلسفة وأهدافها العليا ونقض الأصول الكلامية ونقض أصول المنطق والنظريات الأخرى
سلوكه المنهج الصحيح للمعرفة والاستدلال ومراتب الأدلة وهي ثلاثة
بيانه لطرق العلم والمعرفة ومصادرها (يطلق عليها أحياناً العلوم الإنسانية) وهي ثلاثة: الحس والإعتبار والخبر أخذاً من قوله تعالى: إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤلاً فليس هناك طريق رابع.
بيانه للطريق والدليل الشرعي ويعني بالدليل الشرعي:
1 ـ ما أثبته الشرع ودل عليه
2 ـ ما أباحه وأذن فيه
فالذي أثبته الشره هو دلالة الكتاب والسنة والذي أباحه و أذن فيه هو دلالة العقل وفي علمنا أنه لم يُسبقه إلى ذلك أحد والله أعلم
بيانه تفصيل الأدلة الشرعية وهي دلالة الكتاب والسنة والاعتصام بهما
الاستدل بدليل الفطرة التي فطر الله الناس عليها وبيانه أن دليل الفطرة فيها من الإستعداد والقبول ما يكفي الحصول المقتضى من معرفة الله وعبادته
الاستدلاله بالأدلة العلمية النظرية والتي تفيد العلم واليقين وهو دلالة الآيات أي دلالة المخلوقات التي تدل على الخالق وتوجب العلم به وتفريقه بين الآيات وبين القياس
استدلاله بالقياس الأولى أو القياس الجلي وقد ركز عليه شيخ الإسلام وبين دلالته على إثبا التوحيد ونفي الصاحبة والولد عنه سبحانه وعلى إثبات صفات الكمال لله تعالى ونفيه لدلالة قياس الشمول أو التمثيل لهذا الأمر.
بيانه للميزان القرآني وهو من المناهج المهمة التي دعا غليها القرآن الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان والمراد بالميزان القرآني هنا سواء فسر بالعدل أو فسر بما يوزن به وهما متلازمان لكن حقيقته معرفة تماثل المتماثلات ومعرفة اختلاف المختلفات وهو يعتبر من القياس الصحيح ومن العدل الذي أمر الله به كما يقوله شيخ الإسلام في الرد على المنطقيين
سلك في بيان العقيدة أسلوباً متميزاً يتماثل في: أنه أسلوب سهل ميسر يفهمه الجميع المتعلم وغير المتعلم كما في كتابه العقيدة الواسطية بعيداً عن إثارة المشكلات والشبهات
من منهجه المتميز التركيز على أكبر المسائل وأهمها كتحقيقه لتوحيد الألوهية وبيان أركان الإسلام وأركان الإيمان وغيرها من قضايا أصول الدين والمطالب الإلهبة.
من منهجه المتميز أيضاً اهتمامه بقضايا يحتاج الناس إليها ولا حصر لهذا المنهج ومن أمثلة ذلك: بيانه لشروط قبول العمل والإخلاص لله والمتابعة لرسول الله فهو يركز مثلاً على هذه القضية لأنه يعتبرها من منطلقات العقيدة الأساسية كما صنع ذلك في كتابه العبودية وغيره.
انتسابه إلى مذهب السلف لا غلى مذهب معين وهذا ما صرح به في مواقف متعددة فلم يدعو أحداً إلى مذهب بعينه ولا ذكره في كلامه اللهم إلا ما اتفق عليه سلف الأمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
تميز منهجه بالتركيز على بيان وسطية مذهب السلف وغالباً ما يبني هذه الوسطية على وسطية أمة محمد بين الأمم.
إذا كان القول يستدعي ذكر القول الصحيح وأقول المخالفين فالمنهج عنده: ذكر القول أولاً ثم ذكر أقوال المخالفين في ضمن ذلك والهدف من هذا المنهج ليترسخ القول الصحيح عند القارئ
(وهذا من المناهج المتميزة)
له منهج متميز أيضاً في مسألة الأسماء والصفات حيث يذكر قواعد معينة في وجوب الإلتزام بها فمن خالفها أو خالف واحدة منها نقص تحقيق هذه المسألة العظيمة كما صنع في التدمرية وفي بيان تلبيس الجهمية وغيرها من كتبه.
في مجال صراعه مع المخالفين فإنه قد سلك منهجاً منفرداً في ذلك ومن أبرزه كشف أسباب نشأة الفرق والأسباب الداعية لضلالهم أو مخالفتهم.
وممن يكمل هذا المنهج المعرفة التاريخة لنشأة الفرق وتاريخها والتسلسل التاريخي لظهورها والمدن , ومعرفة أول البدع ظهوراً وأكثرها أثراً فيربط البدع اللاحقة بالسابقة وهذا منهج من المؤكد أنه انفرد به وحقق النصر في النهاية على المخالفين.
من منهجه: معرفته بأحوال الخصوم مذاهبهم وعقائدهم وأدلتهم وكتبهم وحتى خطبهم أو خطوطهم حتى أنه قال: كل من خالفني في شء مما كتبته فأنا أعلم بمذهبه منه
(انظر مجموع الفتاوى 3/ 163)
كشف بهرجة أهل الباطل (حيث إنهم يلبسون على أتباعهم ويتدرجون بهم في ذلك حيث يبدؤنهم بالألفاظ المتشابهة ثم يألفون بينها ثم يعظمونها ويهولونها حتى تتشبع بها قلوب العامة والأتباع والرعاع فقد كشف هذا المنهج ووصل إلى انطلاقة المخالفين وضلالهم)
قد يكون من منهجه المتميز ثقته المطلقة بما عنده من الحق سواء كان ذلك في كتاباته أو مناظرته حتى أنه قال: (قد أمهلت كل من خالفني في شيء ثلاث سنين , فإن جاء بحرف واحد عن أحد من القرون الثلاثة ... يخالف ما ذكرته فأنا أرجع عن ذلك)
(مجموع الفتاوى 3/ 169)
اعتماده في العقيدة على الكتاب والسنة وتقديمها على غيرها وهذه سمة بارزة في منهجه يشاهده القارئ في جميع ما كتبه.
تقريره: أن السلف أعلم وأسلم وأحكم من غيرهم لذلك بحسب الرجوع إلى فهمهم في العقيدة لأنهم أعلم الناس بالكتاب والسنة.
من منهجه جواز استعمال المصطلحات الحديثة والألفاظ المبتدعة لمخاطبة أهل الإصطلاح باصطلاحهم وأهل المخالفة بكلاماتهم إذا احُتيج غلى ذلك وهو: ينحصر في مجال الرد والكشف والبيان وليس في مجال التأصيل والتصنيف.
من منهجه إدراك تناقض أقول الخصوم والعجيب من أمره: إدراكه لأدلة كل فريق أنها ترد على أدلة الفريق المقابل ليبقى مذهب السلف هو الحق والعدل
ومن عجيب منهجه أن جميع ما يحتاج به المبطل من الأدلة الشرعية والعقيلية إنما تدل على الحق لا تدل على قول المبطل كمن يأخذ سيفاً يريد أن يعتدي على غيره فيأخذه غير القوي فيقتله به.
من منهجه في مجال الناظرة والمحاورة أن المناظرة تارة بين الحق والباطل وتارة تكون بين القولين الباطلين لتبيين بطلانهما أو بطلان أحدهما أو كون أحدهما أشد بطلاناً من الآخر فإن هذا المنهج ينتفع به كثيراً في أقوال أهل الكلام والفلسفة ليتوصل بعد ذلك إلى نتيجة معينة ملخصها هو انقطاع حجة المخالف وتعزيز قول المحق وذلك يتمثل في:
أن من منهجه إنصافه للخصوم والإعتراف بما عندهم من الحق وهذا في جميع ما كتبه وفي جميع ما قرره وعلى جميع من تعامل معه من المخالفين على اختلاف مستوياتهم ومعتقداتهم وعلى اختلاف نوع مخالفتهم.
من الملاحظ من منهجه أن ردوده قوية صارمة حين معارضة الكتاب والسنة أو معارضة كلام سلف الأمة أو حين تأويل النصوص الصريحة بالتأويلات الفاسدة فإذا ما وجه مثل ذلك اشتدت غيرته وقوي رده.
من منهجه وجوب العدل والإنصاف مع الآخريين (ومع النفس أيضاً) فلا تحمله قربى ولا يحمله قرب ولا تحمله مودة في كتمان شيء من الحق.
قد ينبه إلى شي من الحق في كلام المبتدعة وأهل الكلام ليتوصل بعد ذلك إلى بداية الضلال من أين جاء , حيث أن الأغلب أن يكون الضلال جاء من جهة أنهم نفوا ما زاد عليها من الحق مما يثبته أهل السنة أو أنها قصرت هممهم عن الوصول إلى الحق بعدما قاربوه.
حين يبين تناقض الخصوم يبين أن ما أوقعهم في التناقض والمخالفة أوقعتهم في عقائد فاسدة هي: قواعدهم الفاسدة المنطقية.
(يُتْبَعُ)
(/)
من منهجه في تكوين المنتسبين إلى أصول الدين يبين أنهم على درجات , فليسوا في المخالفة سواء فلربما بعضهم مخالفتهم لاتؤثر , وربما أن بعضهم تكون مخالفته في أصول عظيمه ربما تستوجب كفره أو تبديعه.
من منهجه الواضح أيضاً أنه لا يبرأ أحداً من الخطأ سواء كان من أهل السنة أو من غيرهم وسواء كان منتسباً للمذاهب أم لا.
من منهجه البارز أيضاً تفريقه بين الأشخاص والأقوال , فإذا كان في مقم الرد على مقالة فاسدة فإنه يتجه إلى تلك المقالة وينقضها بقوة و بلا هوادة ويبين زيفها وبطلانها , أما إذا اتجه إلى الشخص فيختلف حاله في الحكم بناءً على أحوال الشخص وحسناته وفضائله وربما أن هناك اعتبارات أخرى تشفع لهذا الإنسان كأن يكون قد تاب ورجع أو تكون له حسنات كثيرة غيرها.
من منهجه في الردود أيضاً فيما يتعلق بحكمه على الأشخاص: أنه ينظر إلى أحوال الشخص نظرة متكاملة يظهر فيها الموازنة بين حسناته وسيئاته وهو يشنع على الذين يلغون الموازنه بين ما للإنسان وما عليه , فلو سلك هذا المنهج في زماننا لكان خيراً كثيراً.
من منهجه الثابت: أنه يقرن بين الأمور العلمية بالأمور العملية حيناً على الطوائف وعموم المخالفين , فهو إلى جانب بيانه فيما يتعلق بالأمور العلمية والإعتقادية يهتم بالناحية الأخلاقية والسلوكية للطوائف فيجمع في الحكم بين الأمرين.
من منهجه: أنه لايرى مفاتحه العّوام وامتحانهم بكثير من المسائل الفرعية والأمور الإعتقادية التي لاتحتملها عقولهم ويرى أن ذلك لايخدم الحق لا من قريب ولا من بعيد.
من منهجه الواضح التدريج في المسائل العلمية والعملية بحسب ما يقتضيه المقام وبقدر ما يستوعبه العقل حتى يحصل المقصود فإن الحال والشأن إذا أُلغي التدرج أوقع نتيجة عكسية تُذهب المقصود.
من منهجه أن من الأقوال الفاسدة والباطلة ما يكون بطلانه واضح فلا حاجة إلى نقضه أو الرد عليه فقد يكون السكوت هو الرد وقد يكون التغافل عن الرد هو الرد فإن من الردود بما يكون في تصور المسألة وإدراكها ما يكون كافياًً للرد عليها.
ومن المنهج المهم الذي يحتاج غليه كل مسلم أنه لابد من هدم الباطل الذي عند الشخص أولاً ثم إعطائه الحق ثانياً.
من المنهج المهم: أن يكون جواب الشبهة قوياً حتى تنقض الشبهة , فإنه إذا كان الرد ضعيفاً فأي فائدة من ذلك بل يبقى مدخلاً لأهل الباطل في التزامهم بالباطل وبعدهم عن الحق , ومن المهم في هذا المنهج أن يسعى الإنسان إلى رد محكم قوي يضمن فيه نقض الشبهة وإسكات الخصم وهو يعيب على الذين يتولون الردود بإسلوب ضعيف.
من منهجه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيما إذا وجد الأمر بالمعروف ترك معروفاً أكبر أو وجد النهي عن المكنر نكر أكبر (مسألة المصالح والمفاسد إذا تعارضت) فإن هذا منهج عام في حياته العلمية والدعوية , فينظر في المعارض فإن كان الذي يفوت من المصالح أو يحصل من المفاسد أكثر .. لم يكن مأموراً به بل يكون محرماً.
إذا كان الشخص أو الطائفة جامعين بين معروف ومنكر بحيث لايفرقون بينهما بل إما أن يفعلوها جميعاً أو يتركوها جميعاً , لم يجز أن يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر , بل ينظر: فإن كان المعروف أكثر أمر به وإن استلزم ما دونه من المنكر , ولم ينهى عن منكر يستلزم تقوية معروف أعظم منه , فيكون النهي من الصد عن سبيل الله والإفساد في الأرض.
لا يطلب رضا الناس ويعلل بأن رضا المخلوقين غير ممكن لأننا مأمورون أن نتحرى رضا الله ولا نخاف إلا من الله.
أمر بالإجتماع وعدم الفرقة وبيانه أن ما يقع من خلاف بين السلف إنما هو تنوع لا خلاف تضاد.
من منهجه المتبع بيانه أن البدعة مقرونة بالفرقة , وأن السنة مقرونة بالجماعة.
دائماً كان يضرب الأمثال لتوضيح المراد.
الأمانة العلمية (منهجيته في العدل والإنصاف) شهد له بذلك أعداؤه الذين لايرضون سلفيته.
من منهجه الذي طبقه أن أهل السنة هم أهل العدل والرحمة فيعدلون على من خرج عن أهل السنة , وهم يحبون الخلق ويرحمونهم ويحبون الخير والتسهيل له دون الشطط عليهم أو الإزراء بهم.
من منهجه أنه كان يعطي كل ذي حق حقه ويرجع في كل فن إلى أهله فيعرف فضل الجميع.
(يُتْبَعُ)
(/)
من منهجه أنه تنبه إلى أن عامة ما يؤتى الناس: إما تفريط في الحق وأدلته أو دخول الباطل وولع فيه , وينبه أيضاً على أن الحجج القوية لا تقابل بالجحد والمعاندة , بل يجب قول الصدق والتزام العدل (وهذا في عامة العقلاء وأهل الإسلام أحق بذلك من غيرهم).
في مجال الرد يجب نقل الأقوال بألفاظها , وذكر جميع ما يقوله الخصم من ألفاظ بأعيانها
(دون التشهي واتباع الهوى)
من منهجه اعتماد النقل الصحيح للأقوال فقط (أي الدقة في نسبة الأقوال إلى أصحابها)
لمعرفة حقيقة أقوال الناس: إنما تتم بنقل ألفاظهم والهدف منه من أجل تمييزهم وتقييمهم ومعرفة مدى صدقهم من كذبهم.
من منهجه إدراكه وإحاطته بأقوال الناس فهو غالباً ما يصحح الأقوال التي تنسب إما خطاً أو تجاوزاً أو غير ذلك.
من منهجه أيضاً الحكم على النص المنقول فيبين أنه إما محرف أو خطأ أو تقّول.
مع طول نفسه في تقصي الأقوال إلا أنه كان دائم الإعتذار وبأعذار تحمل التواضع.
كان رحمه الله من المحققين فهو يرجع إلى أكثر من نسخة ويقارن بين النُسخ ويعرف الخطوط.
مقارنته بين النقل والأصل وإدراكه الفرق بينهما.
يتميز منهج شيخ الإسلام بأن جميع مؤلفاته كلها سائة على منهج واحد , وهذا قلما يوجد في غيره فالإنسان يحتار أي كتبه ألف أولاً (ليس هناك مراحل متعددة في منهجه كما حدث لغيره) وإنما هو منهج وطريق واحد
من الملامح البارزة في منهجه أنه أطال النفس في مناقشة الخصوم من أهل الكلام والفلسفة حتى يوجد صعوبة بالغة في ملاحقة الأفكار التي يناقشها ,وهو دائماً يبرر لهذا العمل أنه لايمكن قطع دابر الشبهة إلا بملاحقة أصولها واجتثاثها من أساسها.
كان يقول عن أهل الضلال أنهم كثروا وانتشروا , وفي نفس الوقت عظموا ورفعت مكانتهم حتى وصلوا إلى مخاصمة أهل السنة , فامتطى صهوة جواده وهب للدفاع عن دين الله وكشف هؤلاء الأدعياء.
كان يبرر لجهوده ووجوب جهاده لأنه يجب على كل من يقدر على دفه الشبهة والأباطيل وعلى قطع الحجج والأباطيل أن يذب عن الملة الحنيفية والسنة الصحيحة الجليلة.
من لفتاته العظيمة أنه يقول (كل من كان بفساد الباطل أعرف كان بصحة الحق أعرف وإلى القبول أقرب بخلاف من لم يكن كذلك)
قلت: ومن لفتاتة العظيمة قوله:
(وكل من كان بالباطل أعلم كان للحق أشد تعظيمًا، وبقدره أعرف إذا هدى إليه)
وبقي مسألة مهمة أحب أن أضيفها أن شيخ الإسلام كان دائماً يؤلف من حفظه وقد أشار إلى ذلك الشيخ الألباني رحمه الله
ومن لديه إضافات فلا يحرم الإخوة منها بشرط أن لا تكون قد ذُكرت
وهذا رابط بعنوان كتب شيخ الإسلام .. الطريقة المثلى للإفادة منها واستخراج الفوائد وتقييدها (شارك برأيك)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=37071
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم(/)
(ماعز يوسف الا بترك ماذل به ماعز)
ـ[عبدالله العوفي]ــــــــ[04 Nov 2005, 07:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني طلاب العلم اخوكم محتاج لمساعدتكم في نقد العبارة التالية:
(ماعز يوسف الا بترك ماذل به ماعز)
المطلوب:
- من القائل.
- وما مدى صحتها.
- المصدر (ياليت تساعدوني في الحصول عليه)
{فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}
اخواني لا استغني عن ابدأ مرئياتكم ولو بذكر المراجع التى يمكن ان استند اليها
تفيدنى في هذا الموضوع جزاكم الله خيرا شاكرا ومقدرا لكم تعاونكم اخوكم ابو عمر
ـ[عبدالله العوفي]ــــــــ[05 Nov 2005, 02:00 م]ـ
يرفع
رفع الله قدر المشايخ الكرام
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Nov 2005, 01:27 ص]ـ
أخي العزيز عبدالله العوفي وفقه الله
حياك الله وبياك في ملتقى أهل التفسير وأسأل الله لك التوفيق والعلم النافع ولجميع الإخوة الفضلاء.
هذه العبارة من عبارات العالم الجليل المتفنن عبدالرحمن بن الجوزي رحمه الله.
وهي في كتابه الثمين (المدهش) من ضمن كلام أدبي له في استحثاث العزائم لطلب المعالي في العبادة، والتشمير للجنة. يقول منه:
(إن هممت فبادر وإن عزمت فثابر واعلم أنه لا يدرك المفاخر من رضي بالصف الآخر ... )
إلى أن قال العبارة التي سألت عنها: (يا فلانُ ألك في مجاهدة النفس نية؟ أم النية نية أتعبتني؟
وأنت أنتَ يا خنشليلاً في كل دَردبيسٍ، إلى متى تجول في طلب هجول؟!
ما نفشت غنم العيون النواظر في زروع الوجوه النواضر إلا وأغير على السرح؟
من تعرض للعنقفير لقي الأمرين!
المتعرض للنبلة أبله!
ما عَزَّ يوسفُ إلا بترك ما ذَلَّ به ماعز ... )
وهي في كتاب المدهش 1/ 230 وليتك تراجع طبعة المدهش الجديدة التي طبعتها دار القلم في مجلدين فاخرين، وقد شرح المحققان غوامض هذا النص وليس بين يدي الآن.
ومعناها واضح، حيث يشير إشارة أدبية، إلى أن صبر يوسف عن الوقوع فيما دعته إليه امرأة العزيز أورثه العز والمكانة العالية عند الله وعند الناس. وأما ماعز رضي الله عنه فقد وقع فأقيم عليه الحد، وفي النفس شيء من وصفه بالذل رضي الله عنه.، فقد تاب وطهره الحد.
وفقك الله أخي عبدالله، وليتك تراجع المرجع وتزيدنا بياناً وفقك الله حول شرح غوامض النص السابق. ودمت موفقاً لكل خير.
ـ[د. عبدالرحمن اليوسف]ــــــــ[06 Nov 2005, 11:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكر الله للشيخ الدكتور عبدالرحمن الشهري جهوده المباركة في الملتقى، ودائما ما يتحفنا بشحنة من كنوزه، ولا أعجب من ذلك! فهو شعلة الملتقى، ودرة الغواص، ويتيمة الدهر ...
وقد أشرتم -حفظكم الله-إلى طبعة دارالقلم بعناية: عبدالكريم تتان، وخلدون مخلوطة، وليس من جديد سوى الترجمة لماعز-رضي الله عنه - بأنه: (ابن مالك، أقربالزنى وتاب، وطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطهره، فأقام عليه الحد).
وماذكرته أخي الكريم بأن: في النفس شيء من وصفه بالذل رضي الله عنه.
لعله يحمل على وصفه بذلك وقت تلبسه، ثم تاب رضي الله عنه وأرضاه. والله أعلم
ـ[الجعفري]ــــــــ[06 Nov 2005, 03:05 م]ـ
هذه العبارة فيها غمط من الصحابي ماعز رضي الله عنه الذي تاب وطهر نفسه وهو والله قد عز بتوبته وأوبته فوصفه بالذل وصف خاطئ ولو صدر من عالم جليل فكل يؤخذ من قوله ويرد ولا ينبغي أن نتبع هفوات العلماء بل يجب دفنها ومواراتها , بارك الله في الجميع
وهذه وجهة نظري والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Nov 2005, 01:44 ص]ـ
شكر الله لأخي العزيز الدكتور عبدالرحمن اليوسف تعقيبه، وإفادته. وكنت أتوقع أن النشرة الجديدة للمدهش مدهشة بتحقيق غوامض عباراتها اللغوية، كما هي مدهشة بطعتها الرائقة. والتوجيه الذي تفضلتم به لمعنى الذل فهو جدير بالتقدير، وفيه حمل لكلام ابن الجوزي على المحمل الحسن، رحمه الله وجزاه خيراً.
ـ[عبدالله العوفي]ــــــــ[07 Nov 2005, 05:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكر وتقدير للشيخ الفاضل الدكتور عبدالرحمن بن معاضه الشهري حفظه الله وبارك الله في علمه
على جهوده المباركة في خدمة المسلمين واشكره على تزويدي بالمرجع جزاه الله خيراً.
وأشكر المشايخ الكرام الدكتور عبدالرحمن اليوسف والجعفري على الردود.
أخواني المشايخ الكرام
جزاكم الله خيرا ان العبارة في وجهة نظري والله أعلم: من شقين
الاؤل: يتعلق بعزة يوسف بقوله ماعز يوسف .......
فـ يوسف علية السلام اعزه الله بالنبوة وبالإيمان فهو نبي ابن نبي ابن نبي وهو معصوم
الثاني: ........ ماذل به ماعز
ماعز ما ذل
بل أذنب و تاب و قبل الله توبته النصوح و شهد له الرسول صلى الله عليه و سلم بأنه تاب توبة لو قسمت على اهل المدينة لوسعتهم.
انه أذنب نعم و لكنه تاب و قبل الله توبته و شهد له بذلك الرسول صلى الله عليه و سلم و ذنبه لا يحط من قدره كصحابى اصطفاه الله لصحبة حبيبه صلى الله عليه
=======
جزاكم الله خيراً أخوكم طالب علم، حيث كلفت بنقد هذه العبارة، والله أنى استفدت من علمكم بارك الله فيكم ونفع بعلمكم. أخوكم أبو عمر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مرهف]ــــــــ[08 Nov 2005, 06:59 م]ـ
أقول وبالله المستعان: كلام ابن الجوزي له محمل حسن يحمل عليه بما مر من كلام الأخوة جزاهم الله خيرا، وعلى كل حال هو كلام بشر يقبل ويرد، فإن أشكل فرده لا يضر بالعبارة والمعنى ولا ينقص من قدر ابن الجوزي رحمه الله، ولكن ألا يمكن القول بأن إقامة الحد ـ وهو توبة من الله ـ سماه الله عذاباً في كتابه ولعل ابن الجوزي قصد أن إقامة الحد أمام الناس ذل،أو يأخذ الذل معنى الخضوع على التوسع أي خضع للحد والله أعلم ولكن حديث ماعز دل على منقبة هذا الصحابي الجليل كما ذكر ابن حجر(/)
. يا نجوم السماء لو مد ساقي وضحي لي ..
ـ[ولد الديرة]ــــــــ[07 Nov 2005, 05:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يمكن لنا اعتبار صفحة السماء مجرد محطٍّ لتأملات العشاق والشعراء. فهي المظلَّة التي تطل وتحيط بعالم الارض .. والتي لا تتوانى من التاثير على الحياة العامة والخاصة ..... والجميع أمام تدخلها الدائم والكلِّي القدرة .... لا حول لهم ولا قوة
وقد انكب الإنسان منذ أقدم العصور على دراسة السماء ومحتوياتها، تحرِّكه تلك القناعة الميتافيزيائية بأن للسماء سيطرة مطلقة على الأرض. إذ كان يؤمن أن الطبيعة واحدة وأن الطاقة التي تحرك كل ما فيها واحدة .. وبالتالي فكل حركة في هذا الكون لها تأثيرها وتبعاتها عليه وعلى محيطه.
لقد اشتملت دراسة الإنسان للفضاء الخارجي على وصف حركة النجوم وأبعادها من جهة ووصف تأثير هذه الحركة ونتائجها من جهة أخرى. واكتسبت دراسة علم الفلك أهمية بالغة كونها إرتبطت بمختلف علوم الطبيعة، وذلك بسبب تأثير الأفلاك على جميع ما يحدث في (عالم ما دون القمر) ... ولم يكن يُنظَر إلى هذا العلم على أنه شكل إنساني صرف من أشكال المعرفة، بل هو علم إلهي بحت ..
إن كان اكتشاف العجلة قديما يعد ثورة في الحضارة الإنسانية .. فهو اليوم (بالمفهوم العام) أساس في تشكيل مفردات حياتنا المعاصرة ... ومن هنا ندرك خاصية (ّدائرية) المخلوقات ممّا يصنف جمادا أو إنسانا أو أي شيء مخلوق ... وما حالة (الّدائرية) تلك إلا تأكيداً لمخلوقيتها وخضوعها للخالق ...
والدائرة تعبير عن العبادة، وهي العلة من خلق المخلوقات والمفعلة للغاية .. لأن معنى الحمد والتسبيح .. هو إرتباط قوة صغرى بقوة أكبر منها ... وهنا نلمح ... (العلاقة بين المركز والمحيط)
قال تعالى (وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون)
الدائرة (أصل) النشأة الكونية .. بدءً من الكون الكبير ... وإنتهاءً بجزئيَّات الذرّة الصغيرة .. فكل المخلوقات تحركها خاصية الـ (الدوران). حول محور خارجي أو حول مادَّتها ... ومن خواص (الدائرة) أنها عندما تدور حول أي محور يمر بالمركز .. تُعطي الناتج أو الشكل نفسه ... مما يميزها عن كافة الأشكال الهندسية الأخرى .. ولا بد من الإشارة إلى أن أي مقطع في (الدائرة) يُعطي دائرة، والمقطع الذي يمر بالمركز يُعطي دائرة عظيمة - أي أوسع دائرة هندسية - ......
قال تعالى (خلق السماوات والارض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لاجل مسمى الا هو العزيز الغفار)
ومن المعروف رياضيا أن مساحة الدائرة غير مبرهنة بشكل نهائي، مثل الأشكال الهندسية الأخرى، وأنّ قانون المساحة المُتعامل به هو للتقريب النسبي، وهو ما يؤكد لنا أن الدائرة لا تخضع لتحديد (قطعي)، ولهذا أصبح تعريفها علميا ورياضيا: بأنها منحنى مغلق يبتدء بنقطة معينة ويعود للنقطة نفسها .. (حنيفا)
قال تعالى (فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون)
ولأن الدائرة فيها معنى العبادة .. والدوران حول (محور) يعد أساسي ومركزي (مقدّس) وهو الضابط لموقعها العام وموضعها الخاص ضمن كامل الموقع، كما يضبط حركيَّتها بمسافات متساوية (الوحدانية) مما يساعد على الحركة المنتظمة (العدل الشامل) ضمن حركة الأجرام السماوية الأخرى ...... والسنة الزمنية كما هو العام، هما نتاج للدائرية في حركة الأرض والشمس والقمر ... ومن هنا .. فإن الدائرة (أساس الزمن) .. وصراع الإنسان مع مفردات الحياة صراع مع مفردات الزمن، وسعي نحو الظّفر والخلود ...
قال تعالى (الم تر ان الله يسجد له من في السماوات ومن في الارض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم ان الله يفعل ما يشاء)
قال تعالى (لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون)
قال صلى الله عليه وسلم .. (إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا) ..
...
القرآن!!
(يُتْبَعُ)
(/)
إستقراء آيات القرآن مرتبطاً بإستقراء آخر في موقع آخر في صفحة السماء .. ويعكس مضموناً ورسماً متطابقاً في الموقعين .. ويتفعل بينهما التأثير ... وهذا هو القرآن ..
ولأن القرآن (أصل) في صفحة السماء، مثلما هو أصل في الأرض، وجب أن يكون قائما على أساس التناسق العام الموجود في الكون والحياة، وهو التناسق الدائري المتحرك. وبذلك يكون قانون ومنطق القرآن متطابقا مع قانون ومنطق الكون والحياة (الجبلة) أيضا .. وقد روعي في تنزيل وحي القرآن- وليس الإنزال - مسايرة حالة الضبط المشاهدة في صفحة السماء من موقع التنزيل ولفترة إمتدت لـ 23 سنة .. فكان التنزيل ((منجماً)) حيث كانت مواقع التنجيم بين الآيات تتطابق و مواقع النجوم في صفحة السماء ..
قال تعالى .. (فلا أقسم بمواقع النجوم * وانه لقسم لو تعلمون عظيم * انه قرآن كريم).
التفسير ... وانه لقسم لو تعلمون عظيم .. (قسم) من القسمة أو التقسيم .. فمواقع النجوم موزعة بما يتوافق مع وصف الآية وبأنه تقسيم عظيم .. ثم يأتي السياق في الآية التي تليها .. انه قرآن كريم .. انه .. الضمير يعود للتقسيم المتمثل في مواقع النجوم .. ورغم أن مواقع النجوم في حالة تغاير نتيجة دوران الأرض .. فإنها وبذلك التغاير تتطابق مع آيات القرآن الكريم. وحالة تحقيق التطابق بين رسم القرآن ومواقع النجوم .. فهذا هو (القرآن).
القرآن .. تفعيل التأثير من خلال إستقراء ثنائي اليقين .. (النجوم + الآيات) .. والمعلومات الفلكية – على سبيل المثال - تفيد أن الكوكب يؤثر ويتأثر إذا إجتمع مع كوكب آخر في درجة واحدة أو ضمن نطاق عدة درجات .. وتقدم التعريف الفلكي لتلك الحالة بـ (قران أو اقتران).
الإنسان الفرد أكان (ذكراً أم أنثى) هو بحاجة إلى التزاوج (الإقتران) مع الطرف الآخر ليتفعل بينهما التأثير .. ويتناسل الأبناء .. لذلك نقول .. تم عقد قران فلان على فلانه .. حالة محصورة بين (2) ..
قال تعالى .. (والسماء ذات البروج * واليوم الموعود * وشاهد ومشهود) ..
مواقع التنجيم بين الآيات (الشاهد) .. ومواقع النجوم في صفحة السماء المتطابقة مع مواقع التنجيم بين الآيات .. هو .. (المشهود) .. وكلاهما (قرآن).
قال تعالى .. (اقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل وقران الفجر ان قران الفجر كان مشهودا)
لو أردنا محاكاة تطابق مواقع النجوم مع آيات القرآن فمن البديهي أن نتحرى الوقت المثالي والذي يعطينا أفضل صورة مشاهدة للنجوم في مواقعها .. ومن المعلوم أن أفضل الأوقات هو وقت الفجر .. كما هو المقصود من قوله تعالى .... (إن قران الفجر كان مشهودا) وقرآن الفجر .. هو لمواقع النجوم في السماء.
لم نكن ندرك أهمية التنجيم بين الآيات .. والتنجيم بين الآيات خضع لحالة التوافق مع مواقع النجوم .. ووضوح الرسالة حجة علينا حين لم تغفل الآيات أهمية التحديد ووضع العلامات بين الآيات ..
قال تعالى .. (علمه شديد القوى) ... (علمه) .. أي حدد العلامات بين الآيات .. والضمير الملحق بالفعل (علمه) يعود للإسم السابق للفعل وهو (الوحي) .. لا لشيء آخر
قال تعالى .. (الرحمن * علم القرآن)
(علم القرآن) .. أي حدد العلامات (التنجيم) بين آياته.
قال تعالى (وننزل من القران ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا)
ملامسة تطابق التنجيم بين الآيات مع مواقع النجوم في صفحة السماء يفًعل التأثير .. وأثر تفعيل (القرآن) يتحقق بين قطبي القران في (السماء والأرض) .. لذلك تقول الآية ... وننزل من القران .. فتأثير النجوم عند إقترانها بالمتطابق مع آيات القرآن .. يحقق - كما ورد في الآية - .. (الشفاء والرحمة).
قال تعالى (لو انزلنا هذا القران على جبل لرايته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون)
وهنا مثال توضيحي لحالة (التأثير) على الجبل (لو أنه كان عين الإنزال للقرآن .. ويحوي قطبه الآخر أو الصورة الأخرى لمواقع النجوم .. والمحققة للقرآن – (او سورة من مثله) ..
قال تعالى (قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان ياتوا بمثل هذا القران لا ياتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا)
(يُتْبَعُ)
(/)
متى ما تطابقت الصورة والمعلومات بين آيات معينة مع مواقع النجوم في صفحة السماء ... يكون (القرآن) .. وبالقرآن يتفعل التأثير .. ومن هذا المنطلق نعي مكمن التحدي فمن بمقدوره تقديم حقيقة واحدة ومتطابقة من موقعين إحداهما في السماء (مواقع النجوم) والآخر في الأرض (آيات القرآن الكريم) .. إضافة إلى تفعيل التأثير جراء إقتران تلك الحقيقة الواحدة في الموقعين المختلفين .. فهذا خارج عن قدرات الجن والإنس ..
الإيمان بالحقيقة القائلة .. (أن هذا القرآن هو رسالة الله للعالمين و للناس كافة) .. يقودنا إلى إدراك حقيقة أخرى .. ألا وهي عالمية الرسالة .. والتي تفرض أن يكون تلقي وإدراك رسالة الله وفق قاعدة عادلة ... والصياغة العربية للتنزيل لا تعيق غير الناطقين بالعربية من إدراك رسالة الله وبكل وضوح .. فلغة القرآن العربية تعكس تفاصيل معلوماتية لكتب علمية محفوظة بين دفتيه بخاصية مدركة للألسن المختلفة .. ووفق هذا السياق تتوزع الأسرار العلمية في هامش لا يحكمه الإدراك إلا من منظور الشكل والرسم والتموقع والعدد والقيمة العددية .... وأشياء أخرى .. وتصل الرسالة للمتلقي كركائز علمية وفق سياق معلوماتي .. وفي ذات الوقت لا نجد أن اللغة العربية كانت من بين تلك الركائز .. وما كانت صياغة لغة القرآن بـ (العربية) إلا مراعاة لحالة مستوى الإدراك عند (الأعراب) ولعلهم يعقلون .. وإن كنا نقر بأن الصياغة العربية للقرآن تعين الناطقين بها من معانقة الكثير من أسرارهذا الكتاب العظيم .. أو هكذا مفترض.
قال تعالى (ولو جعلناه قرانا اعجميا لقالوا لولا فصلت اياته ااعجمي وعربي قل هو للذين امنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في اذانهم وقر وهو عليهم عمى اولئك ينادون من مكان بعيد)
بقي شيء ... يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في صحيح كتاب الله ((وقال الرسول يرب ان قومي اتخذوا هذا القران مهجورا) ..
ماذا عن مصداقية قول الرسول في القرآن الكريم .. ونحن نعيش واقع معلوم .. لم نرى فيه أن هناك قصوراً تجاه القرآن الكريم وتدبره في سائر البلاد الإسلامية ... وما يعلمه الكل عن هذه البلاد تحديداً .. هو خدمة هذا القرآن ومن كل جوانبه ... ونعلم أننا قوم محمد (ص) المعنيين في الآية ... فكيف هي مصداقية قول النبي في الآية وواقع الحال ..
.. مصداقية الرسول صلى الله عليه وسلم ... تجدها من خلال الجهود الموثقة لحالات تدبر لآيات هذا القرآن الكريم ... ولا أعتقد أن هناك أي حالات تدبر .. في كامل إرشيفنا العظيم ....
شكراً للجميع ..
.
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[12 Nov 2005, 12:24 ص]ـ
ولد الديرة / مع غير احترامي الشديد لمثل هذه الطلاسم التي تزيد الذهن شططا وتجعل القلب قزعا حتى تدعه فزعا من كل كلمة قد يكون كاتبها أول الناس جهلا بمعناها قبل مبناها.
لما قرأت عنوان مكتوبكم فاستوقفني كما استوقفني سابقه (الاتصال بالسماء)!!، ولا أكذبك الحديث كما لا أكذب القارئ الكريم، أني اتهمت نفسي في نفوري من هذه العنوانات، ذات النزعة الفلسفية الطلسمية الباطنية، خشية من كونها تحمل عمقا أدبيا وترشيحا فكريا عميقا أو مسليا على أحسن الأحوال، كما ترشح العين جآذرها، حتى بدأت بالقراءة، فكدت أسقط من أول الطريق وأتعثر من كلام ماهو إلا كالحجارة المتراصة التي يكبر بعضها البعض الآخر، فكم من الكلام مالو تجسد في صورة ملموسة لكان حريا به أن يكون معولا تكسر به الحجارة، أو وعاء لجمع مادة الزئبق والناتروجين وتلككم المواد في أقسام المختبرات العلمية التجريبية.
لقد وجدت عبارات فلسفية رمزية غارقة في بحر المنطق المتبطن بما الله به عليم، ليس باستطاعة الذهن العربي تمنطقها ونقف باطنها مالم يكن قد تلوث بشيئ من غثاء القوم، ولعله لا يخرج بعد الانتهاء من القراءة بأكثر من الإعجاب الكبير بتعمية المقصود عن فهم القارئ مهما تكن سحبانيته، نوعا من الفن زعموا!.
(يُتْبَعُ)
(/)
صدقني وقد يكون معي من يصدقني أن هذا لايزيد صاحبه أوالقارئ له إلا بعدا عن الحق الذي قد يكون أقرب إليه من مارن أنفه، والذي يستطيع أن يصل إليه بعبارة أسهل وأشفى وأنقى وأتقى من هذه المصطلحات التي هي أليق بأن تصب في قالب مختبرات الكيماء أوالفيزياء أوالجولوجيا ليصاغ منها مواد لرقاقات الحاسوب، أومضادات تتسلط على صعاليكه التي آذت الكثير من تلكم الأجهزة، وفي أحسن الأحوال مجسمات هندسية وآلات جيولوجية لأهل العلم بتقويم البلدان.
فمالك ـ هدانا الله وإياك للحق ـ مالك ولهذا الشطط في العبارة الذي لا أستطيع أن أحكم على كل عبارة منها لنفرتها عن القلب والفكر والسمع، وغربتها على الفهم القرآني والصفاء الإيماني الذي هو أشد صفاء من الكوكب الدري في كبد السماء.
لقد كان الأصمعي رحمه الله يسمع القصيدة فيعجبه سبكها ورصفها ولكن لفقهدها ماء الحياة يجري بين حروفها يشبهها بالطيلسان الطبري ـ لجودة حياكته وقلة بهائه ـ فكيف بمثل هذه التراكيب التي ليست من لغة الكتاب، وإن كانت من نفس قوم شقوا في حياتهم كما هي شقاوتهم في أخراهم من باطنية ونحوهم.
فليس كلام الله محل رمزية العناوين وتعمية وتفخيم المضامين، واللعب بالكلام والأحاجي واللغيزات، حتى يكون الكلام كنافقاء الجربوع له ظهر وباطن، تعالى الله وتعالت صفاته.
لقد آثرت المرور والرد بالإجمال، مع أن هناك أحرفا مرصوصة أراها قد أينعت وشبت عن الطوق وحان قطافها وإتلافها قبل أن تفسد أخواتها، لكن لحسن الظن بالكاتب وسؤ الظن بفهمي، فلعلي قد فقدت شيئا من عربيتي بسبب كثرة هذه الكتابات التغريبية العلمية التجريبية التي ليست من قبيل الكلام الذي يجب أن يتعامل مع كتاب الله به، أقول لعل لكثرتها دورا في تشتيت الذهن وفقد الحس اللغوي والغيرة القرآنية.
مع احترامي الشديد مرة أخرى للحق الذي بين أسطرها على رأسه كلام الله العظيم، فلي رجاء شديد أن تعلم أني لست إلا مناصحا عن مثل هذه المشارب التي قد أثرت على فكر كثير من حملة الأقلام وأرباب اللسان، حتى غدا يؤلف بعضهم الكتاب ربما لايعلم مامراده منه سوى التغريب والتعمية على الفهم بالترميز الذي قد لايفقهه هو فضلا عن القارئ.
وإنك لتطالع لأحدهم ديوان شعر فتود أن تظفر منه ولو ببيت واحد تفهمه وتسر به وتتمثل فلا تستطيع، حتى لربما سوف لك شيطان شعرك! بأن تكتب ككتابه هذا، فلعله يدر الدراهم قبل در الهم.
فما أسهله! حتى لم يفقه سهولة إلا تفاهته وجمجمته وإن استطال تقعر شقشقته، ويعلم الله أني لوشئت أن أوألف كل يوم ديونا كهذائهم لفعلت، لكن بحمد الله مازال لدي شئ من عربيتي وذائقتي فالله يحفظها لي ويزيدني بها ثباتا وحبا وكل محب لها، فإنما هي دين.
واسمع مني، وأنا أدعوك وأدعو القارئ الكريم أن يتكئ على أريكته ويمد لهذا الكلام (ساقيه)!.
جرح غار من الزمان على تفاحة الأيام
هذا هو الربيع يقطف رمان الحياة
على جدران من الماء في قاع النار
زمن بح صوته ينادي (يا نجوم السماء)!
تولى ثم ولى بنوه وما سكن الشام
هل لك بقبلة على خد كتاب من ورق النعام
لاتقولي قبس من النار بل هو الماء الزلال
عصفور صغير يتدلى من نافذة الأحلام
ويأخذ بيد الزمان ويكسر الأغلال
تنهد (بلومد ساقي وضحي لي)!
هاهي خبزتي ورغيفي
لقد اكتفيت من الزمان بلبس النعال
ها أنا أكتب ويكتب كل قاطف أزهار
قم فخذ بيد جمال صام في الرمضاء
صيف خريف شتاء لاتكتب على الجدران
واكتب العنوان فوق السماء
فهذا زمن
(الاتصال بالسماء)!
إنا لله وإنا إليه راجعون.
هل وجدت مايغريك في مثل هذه الكلمات العربية المبنى؟ لا أظن، مع أنها كتبت بأحرف عربيه وعلى مثلها يتهالك مبغض أهل العربية، أدري لماذا يمجها السمع ويغض عنها الطرف، لأنها افتقدت رو ح العربية وتراكيبها ولبها ومعناها، فهكذا يكون الجسد بلاروح، فكيف لو تطالع زبد القوم، لرأيت غثاء له رائحة أنكى من رائحة الثوم، وأنا أقول هذا لحسن الظن بكم وبمعاهدكم التي ثقفتكم وخرجتكم ـ فالديرة ـ في كل مكان وغالبا بمعناها المصطلحي الدارج شمالا أو جنوبا شرقا وغربا لازالت من أبعد الأماكن عن هذه الخزعبلات والترهات، فماذا أصابك رحمك الله، وهلا استرقيت من هذا الداء الذي أراه يسري لقلمك شعرت به أم لم تشعر.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن ما تكتبه في جملته ـ أعني كهذا المقال والاتصال بالسماء فهما ما أمكنني تتبعه ـ لا يعدو أن يكون كهذه الفقاعات النتنة التي تقذف بها تلكم المطابع من دواوين تفسد الطبع قبل الأخلاق والقيم، ولعلك من المبغضين لها إن شاء الله، إذا أخي صدقني ما هاهنا إلا كما هناك على أحسن الأحول وأقربها منزعا لحسن الظن بشخصكم.
ولست بهذا أقارن بين كلامك وكلامهم هيهات، لكن قلبي من كلامك أشد ارتجافا ونفورا، ذاك أن كلامهم قد علمنا بطلانه فاسترحنا من تكلف الرد عليه إذ هو ساقط مرذول، وفي سياقه مايدعو العاقل إلى تخطيه ونسيانه، بل في ذكر أسماء أربابه التي أصبحت علوانات على فساد القيم ومحاربة الدين مايردع من مطالعتها فضلا عن اقتنائها والنظر فيها والتى لا ثمن لها ولاقيمة في سوق العربية والفكر والعلم بوجه.
إنما مثل كتابكم هذا فيه حق وباطل وفيه صعود وهبوط وفيه مايفهمه القارئ ومالاتفهمه أنت، حتى انقلبت القوس ركوه، وأصبح الفكر منه في بلوة، ولقرآة مثله للقلب قسوة، وكنت أقرأ فيه غدوة، حتى تمنيت أني أخذت غفوة.
وفي الختام فقد آثرت أن يكون ردي إجمالا لاتفصيل فيه، حتى لايغتر بباطله مغتر، أو تسوف نفس غرير على العلم لتسور مثل هذا السبيل في الكتابة التي ليست إلا من طرق الباطنية والرمزية بحيث لاتخفى على عاقل إن شاء الله، وقد أحسنا الظن بصاحبنا، وإن كنا أقذعنا له في القول، فما أصدق النعما ن حيث يقول:
ومن دعى الناس إلى ذمه = ذموه بالحق وبالباطل
فإن كان هذا خطأ مني لفهم أسلوبه الكتابي، مع صحة معتقده الذي لا يعلمه إلا الله، والذي بعض رموز كتابته تدل على ضده، فليعذرنا وليتحمل جفوتنا وليتذكر ما أثر عن العرب: (يداك أوكتا وفوك نفخ)، ونحن نعتذر إليه عن جرح شخصه، مع عدم احترامي لما كتبت يده، وليكن في هذا مدعاة له أن يجتهد في تتبع أسلوب العلماء في الكتابة ويأخذ بغرزهم، ولو كان هناك فتحا أدبيا لشددنا على يده وباركنا طريقه وكنا أول السائرين على أثره، لكن هيهات، فإنما هو بخر الفلسفة والباطنية أعز الله القارئ الكريم.
وإن كان غير هذا فنكله إلى الله الذي يعلم جليات الأمور وخفيها، وننصحه بأن يتقي الله وأن لا يدس السم في العسل، ويعلم بأن مشتاره لايجهل أين كيلانه، ويفرق بين أنواعه ويعلم ناصحه من فاسده.
كتبت ما كتبت أحسب أني أصبت، فإن كان هذا فالحمد لله وحده، وإن كنت قد أخطأت فليبين لي حر كريم مواطن زللي أكن له أول الشاكرين، وأسارع في تعديل ما أخطأت به في حق مقال صاحبنا، فما كتبت إلا غيرة لكتاب الله ثم للعلم والعربية، وإن للحفيظة لسورة تذهب الحلم عن العلم، فنعوذ بالله من عجلة في غير محلها كما نعوذبه من تريث في أمر كان العجلة منه في حلها.
*ولي وقفة قبل الختام ـ كلمة راس ـ بيني وبين ولد الديرة لايشركنا في ذلك ثالث:
أقول لك ياصاحبي ودع هذا الكلام بيني وبينك، كم يطربني اسمك ـ الديرة ـ ويهز خافقي ويذكرني الحنين للماضي وأيامها بربيعها وشتائها وضريبها القاسي، ألاتذكر تلك الوجوه الصبوحة التي خط الشيب والدهر فيها خطط، والتي ماعرفت مشربا لدينها غيرهدي نبيها صلى الله عليه وسلم، ألا تذكرتلك المآذن التي ترتفع فيها الأصوات الرخيمة من أباء قد شارفت أعمارهم على القرن من الزمان، وأحدهم يمد صوته (الله أكبر) يهتز لها القلب وتبقى حديثا في شفاه الموحدين، ويعلم الله مازال جرسها في أذني ماحييت، ألأ تذكر نسيم الصباح وشجر العسال وعناكيد الربيع، وإن نسيت فلن أنسى حبيبات النيم وطعمه المز، ألاتذكر رائحة الغنم وهي تساق في اليوم الشاتي الذي تلتصق ذرات هتانه بخد الأرض، وكل راع يسارع أن يستفرد ببهمه وهم يرددون في صوت كأني أسمعه الآن فرق فرق فرق فرق.
فياليتنا لم نكبر ولم تكبر البهم.
فبسم تلك الأيام أدعوك وأناشدك أن تتجرد للحق وأن تجرد من نفسك خصما لها، وأن تعلم بأن الكتابة في علوم الشرع دين لا تحل إلا لمن عب من مصادره الصافية وارتوى، ولا يغرنك كثرة الخبث (فما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين) (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله) ولا يستهوينك فكر جديد وإن نعق به الناعقون، فما الدين إلا ماغرزه ورسمه الأولون.
أراني الله منك ما يسر قلبي ويبهج خاطري وخاطر كل محب للحق، وإني لمنتظر منك انتظار من عظم أمله في الله بأن تعيد قراءة أفكارك وكلامك، وتنظر في كلام السلف، وتعلم بأن كلام الله لا يمكن فهمه أو السير في علمه إلا على نهج الأمة الأمية العربية، ولا يقبل بحال من الأحوال الاجتهادات الفلسفية أو التجريبية.
ويعلم الله لوددت أن الحق معك ثم أتبعك ولا أجد في ذلك غضاضة، لكن وعزة العزيز في علاه إنك على خطأ في القول وإن أحسنا بك الظن فليس أحد بالمعصوم.
محب الديرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[12 Nov 2005, 02:02 ص]ـ
إنك لا تهدي من أحببت و لكن الله يهدي من يشاء،
فادع الله له بالهداية من تلك الغواية، و لا تتعب نفسك في مناظرته، ف" ولد الديرة " على بينة من أمره و بصيرة بمراده،
و معتقده المبطن يظهره كلامه المذكورآنفا
و قارن كلامه هذا و اقرنه بما جاء في مشاركة العضو " شموخ قلم " في " الملتقى المفتوح " - و عنوانها:" مسألة مهمة و مشكلة .. نرجو المساعدة .. " - و يسأل فيها عن حكم القول بتأثير النجوم و الأبراج في صفات الإنسان و شخصيته؟،
و انظرها بالضغط على هذا الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4218
ثم اقرنها بمشاركة ولد الديرة نفسه التي عنونها هو ب (شوفوا لنا حل .. )،
و انظرها بالضغط على هذا الرابط كذلك:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=844
* فستسبين لك بعض جوانب المسألة، و سيتبين لك معتقده الذي يبطنه، و الذي أظهره كلامه و " تأويله الباطني " للقرآن الكريم،
و قد قيل بحق: " ما فيك يظهر على فيك "، و كذا قيل بصدق: " قلب المرء مخبوء تحت لسانه ".
* و الذي أراه أن علاج مثله و ما يثيره من أباطيل: الإعراض عن مجادلته، و إهمال مناظرته في تلك الدعاوى الباطلة،
فذلك أجدى في إخمادها و عدم نشرها،
هذا ما أراه صوابا،
و الله أعلم
* فسيتبين لك أن " وراء الأكمة ما وراءها "، و أنه " أمر مبيَت بليل "
ـ[ولد الديرة]ــــــــ[12 Nov 2005, 12:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الفاضل / إبن الشجري و د. ابو بكر خليل
يقول تعالى .. (وسخر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعا منه ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون) ...
الله سبحانه وتعالى هو الذي سخر لنا ما في السماوات والأرض .. وجعلها وكل ما فيها آيات لقوم يتفكرون ... وأسأل الله ان أكون بمشاركتي هذه ممن عنتهم الآية ..
ويقول تعالى .. (وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره ان في ذلك لايات لقوم يعقلون) ..
الله سبحانه وتعالى هو الذي سخر لنا الليل والنهار والشمس والقمر .. والنجوم أيضاً مسخرات بأمر الله لنا .. وكل ذلك آيات - فقط - لقوم يعقلون .. وأسأل الله ان أكون بمشاركتي هذه ممن عنتهم الآية ...
وإذا كنت أحاول التقيد بإتباع ما يريده الله طبقاً لما جاء في الآيات البينات .. فلماذا تضيق صدوركم ..
شكرا لكما ..
.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[12 Nov 2005, 03:09 م]ـ
تضيق صدورنا من معتقدك الباطني و تأويلك الباطني لآيات القرآن الكريم، مما لا سند له من الدلالات
لألفاظ العربية، التي نزل بها،
و إليك بعض شطحاتك تدل على " تأويلك الباطني "، و هذا واحد منها، تقول و تدعي:
((قال تعالى .. (الرحمن * علم القرآن)
(علم القرآن) .. أي حدد العلامات (التنجيم) بين آياته.
قال تعالى (وننزل من القران ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا)
ملامسة تطابق التنجيم بين الآيات مع مواقع النجوم في صفحة السماء يفًعل التأثير .. وأثر تفعيل (القرآن) يتحقق بين قطبي القران في (السماء والأرض) .. لذلك تقول الآية ... وننزل من القران .. فتأثير النجوم عند إقترانها بالمتطابق مع آيات القرآن .. يحقق - كما ورد في الآية - .. (الشفاء والرحمة).)).
_ فقارنه و اقرنه بما أوردته من تساؤل للمشارك " شموخ؟ قلم " عن حكم الاعتقاد في تأثير النجوم و الأبراج في الإنسان، ليتبين لك انكشاف غرضك و ظهور فساده،
* فإن كنت صادقا في طلب الحق فاسأل من شئت من العلماء المعتبرين بل العاديين، أو ارجع لأي من التفاسير المعتبرة للقرآن الكريم، ليصح فهمك و معتقدك،
... و تأمل قول الإمام القرطبي المفسر في كتابه " الجامع لأحكام القرآن "، قال:
[و لا يقبل الاحتجاج و لا الاستدلال إلا بالرجوع إلى التفاسير التي كتبها الأئمة الأعلام و الثقات المشاهير من علماء الإسلام].(/)
حوِّل خسائرك إلى أرباح .. !
ـ[إمداد]ــــــــ[07 Nov 2005, 10:08 م]ـ
حوِّل خسائرك إلى أرباح .. !
د. عائض القرني
إن جعت في هذه الدار أو افتقرت أو حزنت أو مرضت أو بخست حقاً أو ذقت ظلماً فذكر نفسك بالنعيم والراحة والسرور والحبور والأمن والخلد في جنات النعيم، إنك إن اعتقدت هذه العقيدة وعملت لهذا المصير تحولت خسائرك إلى أرباح، وبلاياك إلى عطايا.
إن أعقل الناس هم الذين يعملون للآخرة لأنها خير وأبقى. وإن أحمق وأبله هذه الخليقة هم الذين يرون أن هذه الدنيا هي قرارهم ودارهم ومنتهى أمانيهم، فتجدهم أجزع الناس عند المصائب، وأندمهم عند الحوادث؛ لأنهم لا يرون إلا حياتهم الزهيدة الحقيرة، لا ينظرون إلا إلى هذه الفانية، لا يتفكرون في غيرها ولا يعملون لسواها، فلا يريدون أن يُعَكَّر لهم سرورهم ولا يكدَّر عليهم فرحهم، ولو أنهم خلعوا حجاب الرَّان عن قلوبهم، وغطاء الجهل عن عيونهم لحدَّثوا أنفسهم بدار الخلد ونعيمها ودورها وقصورها، ولسمعوا وأنصتوا لخطاب الوحي في وصفها، إنها والله الدار التي تستحق الاهتمام والكد والجهد.
هل تأملنا طويلاً وصف أهل الجنة بأنهم لا يمرضون ولا يحزنون ولا يموتون، ولا يفنى شبابهم، ولا تبلى ثيابهم، في غُرفٍ يُرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها،
فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، يسير الراكب في ظل شجرة من أشجارها مائة عام لا يقطعها، طول الخيمة فيها ستون ميلاً، أنهارها مُطَّردة، قصورها منيفة، قطوفها دانية، عيونها جارية، سررها مرفوعة، أكوابها موضوعة، نمارقها مصفوفة، زرابيّها مبثوثة، تَمَّ سرورها، عظم حبورها، فاح عَرْفها، عظم وصفها، منتهى الأماني فيها،
فأين عقولنا لا تفكر؟ ما لنا لا نتدبَّر؟! إذا كان المصير إلى هذه الدار فلْتخفَّ المصائب على المصابين، ولْتقرَّ عيون المنكوبين، ولتفرح قلوب المعدمين.
فيا أيها المسحوقون بالفقر، المنهكون بالفاقة، المبتلون بالمصائب، اعملوا صالحاً لتسكنوا جنة الله وتجاوروه –تقدست أسماؤه-. (سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار).
من موقع الشيخ عائض القرني وفقه الله
ـ[إمداد]ــــــــ[16 Nov 2005, 09:35 م]ـ
اصنع من الليمون شرابا حلواً
الذكي الأريب يحول الخسائر إلى أرباح، والجاهل الرعديد يجعل المصيبة مصيبتين.
طرد الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة فأقام في المدينة دولة ملأت سمع التاريخ وبصره.
سجن أحمد بن حنبل وجلد، فصار إمام السنة
وحبس ابن تيمية فأخرج من حبسه علما جما،
ووضع السرخسي في قعر بئر معطلة فأخرج عشرين مجلدا في الفقه
، وأقعد ابن الأثير فصنف جامع الأصول والنهاية من أشهر وأنفع كتب الحديث،
ونفي ابن الجوزي من بغداد، فجود القراءات السبع،
وأصابت حمى الموت مالك بن الريب فأرسل للعالمين قصيدته الرائعة الذائعة التي تعدل دواوين شعراء الدولة العباسية،
ومات أبناء أبي ذؤيب الهذلي فرثاهم بإلياذة أنصت لها الدهر، وذهل منها الجمهور، وصفق لها التاريخ.
إذا داهمتك داهية فانظر في الجانب المشرق منها ...
وإذا ناولك أحدهم كوب ليمون فأضف إليه حفنة من سكر ....
وإذا أهدى لك ثعبانا فخذ جلده الثمين واترك باقيه ....
وإذا لدغتك عقرب فاعلم أنه مصل واقي ومناعة حصينة ضد سم الحيات ....
تكيف في ظرفك القاسي لتخرج لنا منه زهرا ووردا وياسمينا ...
{وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم}
سجنت فرنسا قبل ثورتها العارمة شاعرين مجيدين متفائلا ومتشائما فأخرجا رأسيهما من نافذة السجن.
فأما المتفائل فنظر نظرة في النجوم فضحك.
وأما المتشائم فنظر إلى الطين في الشارع المجاور فبكى.
انظر إلى الوجه الاخر للمأساة ....
لأن الشر المحض ليس موجودا بل هناك خير ومكسب وفتح واجر.
{من يجيب المضطراذا دعاه}
من الذي يفزع اليه المكروب؟؟؟
ويستغيث به المنكوب؟؟؟
وتصمدإليه الكائنات؟؟؟؟
وتسأله المخلوقات؟؟
وتلهج بذكره الالسن وتالهه القلوب
انه الله لا إله الا هو.
وحق علي وعليك ان ندعوه في الشدة والرخاء .... والسراء والضراء ....
ونفزع اليه في الملمات .... ونتوسل اليه في الكربات ..... وننطرح على عتبات بابه سائلين باكين ضارعين منيبين
حينها ياتي مدده ويصل عونه ويسرع فرجه ويحل فتحه ....
{امن يجيب المضطر اذا دعاه}
(يُتْبَعُ)
(/)
فينجي الغريق ... ويرد الغائب .. ويعافي المبتلي .... وينصر المظلوم ....
ويهدي الضال ... ويشفي المريض .... ويفرج عن المكروب ....
{فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين} ....
يجيب المضطر اذا دعاه يامرك وانت الفقير الضعيف المحتاج، وهو الغني القوي الواحد الماجد- بأن تدعوه
{ادعوني استجب لكم}
إذا نزلت بك النوازل، وألمت بك الخطوب فالهج بذكره، واهتف باسمه،
واطلب مدده ... واسأله فتحه ونصره ...
مرغ الجبين لتقديس اسمه ... لتحصل على تاج الحرية،
وارغم الأنف في طين عبوديته لتحوز وسام النجاة ...
مد يديك، ارفع كفيك، أطلق لسانك، أكثر من طلبه ...
بالغ في سؤاله .. ألح عليه .... إلزم بابه ..... انتظر لطفه ... ترقب فتحه ...
أحسن ظنك فيه .... انقطع إليه .... تبتل إليه تبتيلأ حتى تسعد وتفلح .....
{إن مع العسر يسرا}
يا إنسان بعد الجوع شبع ...
وبعد الظمأ ري ....
وبعد السهر نوم ...
وبعد المرض عافية ....
سوف يصل الغائب ....
ويهتدي الضال ...
ويفك العاني ...
وينقشع الظلام ....
{فعسى الله ان ياتي بالفتح او امر من عنده}
بشر الليل بصبح صادق يطارده على رؤوس الجبال ... ومسارب الأودية ....
بشر المهموم بفرج مفاجىء يصل في سرعة الضوء ... ولمح البصر ...
بشر المنكوب بلطف خفي وكف حانية وادعة.
إذا رأيت الصحراء تمتد وتمتد ..
فاعلم أن وراءها رياضا خضراء وارفة الظلال.
إذا رأيت الحبل يشتد ويشتد، فاعلم أنه سوف ينقطع.
مع الدمعة بسمة
ومع الخوف أمن
ومع الفزع سكينة
النار لا تحرق إبراهيم التوحيد ..
لأن الرعاية الربانية فتحت نافذة {بردا وسلما}
البحر لا يغرق كليم الرحمن ..
لأن الصوت القوي الصادق نطق بـ {كلا ان معي ربي سيهدين}
المعصوم في الغار بشر صاحبه بأنه وحده معنا فنزل الأمن والفتح والسكينة.
إن عبيد ساعاتهم الراهنة وأرقاء ظروفهم القاتمة لا يرون إلأ النكد والضيق والتعاسة ..
لأنهم لا ينظرون إلا إلى جدار الغرفة وباب الدار فحسب .....
ألا فليمدوا أبصارهم وراء الحجب وليطلقوا أعنة أفكارهم إلى ما وراء الأسوار.
اذا فلا تضق ذرعأ فمن المحال دوام الحال ..
وأفضل العبادة انتظار الفرج ....
الأيام دول، والدهر قلب، والليالي حبالى، والغيب مستور ...
والحكيم كل يوم هو في شأن، ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرأ،
وان مع العسر يسرأ.
وقفة .....
لاتحزن:
لأنك جربت الحزن بالأمس فما نفعك شيئا!!!!!
رسب ابنك فحزنت، فهل نجح؟!
مات والدك فحزنت فهل عاد حيا؟!
خسرت تجارتك فحزنت، فهل عادت الخسائر أرباحا؟!
لاتحزن:
لأنك حزنت من المصيبة فصارت مصائب ..
وحزنت من الفقر فازددت نكدا ...
وحزنت من كلام أعدائك فأعنتهم عليك ..
وحزنت من توقع مكروه فما وقع.
لاتحزن:
فإنه لن ينفعك مع الحزن دار واسعة، ولا زوجة حسناء، ولا مال وفير، ولا منصب سام، ولا أولاد نجباء.
لا تحزن:
لأن الحزن يريك الماء الزلال علقمة، والوردة حنظلة، والحديقة صحراء قاحلة، والحياة سجنا لا يطاق.
لا تحزن:
وأنت عندك عينان ... وأذنان ... وشفتان ... ويدان ... ورجلان ... ولسان ....
وجنان وأمن وأمان وعافية في الأبدان ...
{فبأى ءالآء ربكما تكذبان}
الشيخ عائض القرني جزاه الله خيرا
__________________(/)
من ملحد عنيد إلى موحد سديد!
ـ[الجندى]ــــــــ[08 Nov 2005, 10:38 م]ـ
قبل عام مضى قمنا بنشر موضوعنا (بعد صراع فكري اخترت الإسلام دينا ( http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=783) ) بشرنا أمتنا فيه بمسلم جديد يعلن إسلامه بعد أن جرب النصرانية ثم الإلحاد ... ثم وجد ضالته واستراح بالإسلام العظيم.
وسبقنا خبرنا هذا بخبر آخر رجع فيه مرتد إلى الإسلام العظيم بعد مناظرة حول نبوة النبى صلى الله عليه وسلم انتهت بإعلانه لإسلامه وعودته لدينه الحق.
وبين هذا وذاك صولات وجولات لإخوة لكم دفاعاً عن الدين ضد الملاحدة واللادينين والمستشرقين.
وعرفاناً مناً بفضل الله عز وجل ... وامتدادًا لتواصلنا معكم؛ يسرنا الآن أن نتقدم إليكم بهدية مماثلة لهديتنا لكم فى العيد الماضى.
يسرنا أن نبشركم بإسلام ملحد جديد.
كتب معنا كثيراً، معانداً مكابراً باسم (دارون)، ناظرناه وناظرنا كثيراً كثيراً .... ولكن!
شاء الله عز وجل له الهداية والنجاة فأعلن إسلامه فى شهر رمضان الفضيل وصار يكتب معنا أيضاً باسم (الجاحظ)، معاهداً ربه وإيانا أن يصلح ما أفسدته يداه قديماً بالدفاع عن الإسلام العظيم.
وإليكم موضوعه الذى اعلن فيه إسلامه:
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3189
ـ[الجندى]ــــــــ[23 Sep 2007, 01:39 م]ـ
الله أكبر ولله الحمد
اليكم هدية رمضان، اثنان عادا إلى الإسلام فى يوم واحد.
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=10367
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=10365
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[28 Sep 2007, 12:44 ص]ـ
قال الله تعالى: إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ...
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
فيا مرحبا يا مرحبا ونمد الذراعين لمن أقبل
والإسلام ساحة رحبة لمن يعلن إسلامه فله ما لنا وعليه ما علينا
وهو أخ في الله حبيب ومن قلوبنا قريب نسأل الله عز وجل لنا وله ولأمثاله
الثبات على الإيمان وأن يجعلنا الله وإياهم من الدعاة المخلصين لدينه المطبقين
لشرع نبيه صلى الله عليه وسلم وأن يحشرنا جميعا تحت لواءه يوم الموقف العظيم
ـ[الجندى]ــــــــ[28 Oct 2008, 12:05 ص]ـ
من البرت اينشتاين إلى المتوكل بالله
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=14719
العائد إلى الله - قصتي مع الإلحاد
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=14813
ـ[الجندى]ــــــــ[03 Dec 2008, 09:23 ص]ـ
من لادينى حيران إلى مسلم مطمئن
الحمد لله اللذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله
( http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=15166)
وهنا قصته مع اللادينية حتى الإسلام
العودة الى الحق
( http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=15211)(/)
مسألة مهمة ومشكلة .. نرجو المساعدة ..
ـ[شموخ قلم]ــــــــ[10 Nov 2005, 12:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
لدي مسألة أشكلت علي وأسأل الله عز وجل أن أجد الإجابة لديكم ..
نص المسألة ..
لاشك لدينا في أن التعلق بالأبراج محرم .. ويدخل في علم التنجيم .. ولكن السؤال .. كيف يرد عن المحّاج الذي يرى أن هذا العلم ينقسم إلى قسمين ..
1/قسم محرم وهو قسم النبوءات ..
2/قسم جائز وهو ما يتعلق بالاستدلال بالأبراج على الشخصية ..
أي أن الاستعانة بالأبراج في تحليل الشخصية لا حرمة فيه .. لأن ذلك يتم بالعلم والدراسة .. !!
ويرى المحّاج أن هذا القسم يقاس على:
1/ صوم المسلم للأيام البيض فقد أثبت العلم أن للقمر تأثير على سوائل جسم الإنسان فإذا كان للقمر تأثير على جسم الإنسان بتسخير من الله .. وحثنا الرسول على صيامه لعلة قد ظهرت ...
فيقاس على نجم القمر بقية النجوم الأخرى .. من حيث التأثير في شخص الإنسان ..
2/ قولنا بتأثير النجوم في صفات الإنسان وشخصياته .. كفعل الأولين وقولهم أن مواليد الشتاء صفاتهم كذا وكذا ومواليد الصيف صفاتهم كذا وكذا .. وماقمنا به لا يعد بدعاً من القول فقد أخذنا قولهم وقمنا بدراسته ..
وما الرد على من يحتج بقول ابن حزم .. (ولدت بقرطبة في الجانب الشرقي في ربض منية المغيرة، قبل طلوع الشمس آخر ليلة الأربعاء، آخر يوم من رمضان سنة أربع وثمانين وثلاث مائة، بطالع العقرب، وهو اليوم السابع من نوفمبر.)
فذكره لبرج العقرب دليل على اهتمامه به .. وبدراسة شخصيته نجد فيه العديد من صفات مواليد هذا البرج ..
كيف يمكن الرد عليهم برد مؤصل من القرآن والسنة .. يبين عدم جواز هذا الفعل؟؟
علماً بأنني بحثت في القول المفيد على كتاب التوحيد ..
ولم أستطع أن أقول أن هذه المسألة تندرج تحت علم التأثير .. فهم لا يعتقدون بأنها مؤثرة فاعلة بمعنى أنها تخلق الحوادث والشرور ..
ولا يستدلون بحركاتها وتنقلاتها على علم الغيب .. من حيث السعادة والشقاء ..
ولكم منا جزيل الشكر ..
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[11 Nov 2005, 02:29 ص]ـ
الأخ الفاضل جزاك الله خيرا على اهتمامك بكشف تلك الشبهة التي عرضت، و إزالة ذلك الإشكال،
و ليس هناك إشكال في تلك المسألة إن شاء الله و يسًًًًًًر و أعان:
فأولا: ما دام ذلك المحاجَ (يرى أن هذا العلم [يعني: علم الأبراج، كما ذكر] ينقسم إلى قسمين ..
1 / قسم محرم: وهو قسم النبوءات
....
فهم لا يعتقدون بأنها مؤثرة تخلق الحوادث والشرور ....
ولا يستدلون بحركاتها وتنقلاتها على علم الغيب .. من حيث السعادة والشقاء).
فهذا لا إشكال فيه،
************************************************** *****
أما ثانيا: فقوله: (2 / قسم جائز: وهو ما يتعلق بالاستدلال بالأبراج على الشخصية ..
أي أن الاستعانة بالأبراج في تحليل الشخصية لا حرمة فيه .. لأن ذلك يتم بالعلم والدراسة .. !!).
- 1 - و قبل النظر في حكم ذلك الاستدلال و تلك الاستعانة بالأبراج على تحليل الشخصية ينبغي النظر أولا في مسألة تأثير تلك الأبراج في تلك الشخصية،
أي: * هل للأبراج تأثير – بتسخير من الله - في شخصية الإنسان؟
- هذا محل بحث و موضع نظر، و يحتاج إلى دليل على إثباته.
- و عليه، فاحتجاجهم و قولهم:: (قولنا بتأثير النجوم في صفات الإنسان وشخصياته .. كفعل الأولين وقولهم أن مواليد الشتاء صفاتهم كذا وكذا ومواليد الصيف صفاتهم كذا وكذا .. وماقمنا به لا يعد بدعاً من القول فقد أخذنا قولهم وقمنا بدراسته .. ) لا حجة لهم فيه إذ لم يثبت بدليل، و لا نسلمه، هذا من ناحية،
- 2 – و من ناحية أخرى حجتهم تلك حجة داحضة حسا و مشاهدة، و يبطلها الواقع المشهود،
- فاختلاف الأفراد في الطباع و الصفات الشخصية و الخلقية – بضم الخاء – من ذوي " البرج " الواحد أمر محسوس و معلوم، لا ينكره أحد،
- و اختلاف الطباع و الصفات الشخصية مع وحدة " البرج " ينفي أي تأثير " للبرج " في تلك الصفات و الطباع،
- فلو صح القول بذلك التأثير لتوحدت صفات و طباع كل الأفراد المولودين في " البرج " الواحد، و هو ما لم يقع أبدا و قطعا، فبطل ذلك القول بالتأثير.
- 3 – و أما قياسهم على صيام الأيام البيض: فلا وجه للقياس بأي حال، لعدم وجود العلة الجامعة بينهما، و المماري عليه الدليل،
(يُتْبَعُ)
(/)
- 4 – كما اعتلوا بعلة لم يثبت بها نص، و لم يقم عليها دليل،
- فما قولهم و تعليلهم للصيام الوارد في الأحاديث التالية:
- ما رواه أصحاب السنن و صححه ابن خزيمة من حديث ابن مسعود " أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يصوم ثلاثة أيام من غرة كل شهر "،
- و ما روى أبو داود و النسائي من حديث حفصة " كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام: الإثنين و الخميس و الإثنين من الجمعة الأخرى "،
- و ما أخرجه مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت " كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام ما يبالي من أي الشهر صام "
- ذكرهم ابن حجر في " الفتح " -؟
- 5 – و أما تعللهم و تعلقهم بما نسب لابن حزم: فلا حجة لهم فيه لما احتجوا له، فقوله: (ولدت ..... بطالع العقرب ... ) لا يستفاد منه اهتمامه به، و إنما هو ذكر لزمن مولده.
- و " العقرب " – على ما ذكر المفسرون – أحد بروج السماء الإثنى عشر، و هي منازل الكواكب و الشمس و القمر. يسير القمر في كل برج منها يومين و ثلث يوم، فذلك ثمانية و عشرون يوما، ثم يستسر ليلتين، و تسير الشمس في كل برج منها شهرا. هذا ما ذكره القرطبي في تفسيره سورة " البروج " حكاية عن أبي عبيدة و يحيى بن سلام - على ما كان معروفا فى زمنهم.
- - فذكره (طالع العقرب) هو ذكر لزمن مولده مثل بقية ما ذكر. هذا على تقدير صحة النقل و العزو، و إن كنت أشك فيه لذكر " نوفمبر " فهذا لم يكن معهودا لديهم، و لعله لم يكن معروفا حينئذ أيضا، و هذا لا يعنينا.
و أما قولهم: (وبدراسة شخصيته [يعني ابن حزم] نجد فيه العديد من صفات مواليد هذا البرج) فقول متهافت، و مقتضاه أن كل مواليد هذا البرج لهم صفات شخصية واحدة أو متماثلة، و هذا لغو باطل،
و لعل هذا هو مقصدهم من اختياره و ضربه مثلا لما يزعمون مما لا نعلم مرادهم منه.
*******************************
و على أي حال فقد بينّا بطلان القول بتأثير " الأبراج " في صفات و شخصية الإنسان، وعليه فالقول بجوازه باطل، و ما بني على باطل فهو باطل بلا ريب.
*و زعمهم هذا هو للتحايل لإشاعة الدجل و الخرافة، فلا أحد من المخدوعين المهووسين بقراءة " الطالع " ومعرفة ما تشير إليه " الأبراج " يطالعها ليعرف منها صفاته الشخصية و طباعه – فهو أدرى بنفسه – و إنما يقصدونها كهانة و رجما بالغيب.
فلنحذر من تلبيس إبليس اللعين
ـ[شموخ قلم]ــــــــ[16 Nov 2005, 12:45 ص]ـ
الأستاذ الدكتور:أبو بكر خليل ..
أسأل الله أن يكتب أجركم ويُعظم ثوابكم فقد حللتم لي هذا الإشكال وأزلتموه ..
فتقبلوا شكري وامتناني ..
ـ[عبد اللطيف سالم]ــــــــ[23 Nov 2005, 02:33 ص]ـ
من الناحية العلمية قد يكون للأبراج تأثير على الحياة العامة وعلى النفس البشرية بأمر من الله وقدره.
ولكن كل من يتكلم في هذا الموضوع لا يحمل أي علم مفيد وغنما هو أقوال متوارثة من قبل أن تنشأ العلوم الحقيقية في الفلك.
وأما صيام البيض والاثنين والخميس فلا تتعلق بالأبراج وإنما هي مواقيت وقتها الشارع لتوزيع العبادات.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[23 Nov 2005, 02:55 م]ـ
من الناحية العلمية قد يكوعلى الحياة العامة وعلى النفس البشرية بأمن للأبراج تأثير ر من الله وقدره.
ولكن كل من يتكلم في هذا الموضوع لا يحمل أي علم مفيد وغنما هو أقوال متوارثة من قبل أن تنشأ العلوم الحقيقية في الفلك.
.
*و ما ذكرتموه آخرا ينقض ما ذكرتموه أولا،
فضلا عن نقض الواقع المشهود له، على ما بيَناه آنفا،
ثم هو قول لا دليل عليه، بل الدليل المحسوس ينقضه
ـ[شموخ قلم]ــــــــ[28 Nov 2005, 11:31 م]ـ
د/أبو بكر ..
هل لك أن تنظر هنا قليلاً ..
موقع الأبراج .. ( http://www.alabraj.net/index.shtml)
هذا موقع للأبراج انظر ماكتب فيه ..
http://www.w6w.net/upload2/28-11-2005/w6w_20051128142215374d3714.gif
أرجو أن أرى رأيك مشكوراً لاماأموراً ..
والتمس عفوك عن ثِقل سؤالي ..(/)
الفهرس الشامل لأبحاثي في ملتقى أهل الحديث
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[10 Nov 2005, 07:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - شروح الفية العراقي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3377
2- الكتب التي تحتوي على أحاديث مسندة سواء كانت مطبوعة أم مخطوطة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=30490
3- ضبط النص وتحقيق التراث من واجبات الأمة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29505
4- دراسة يلاغ من بلاغات الموطأ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2998
5- انشروا عقيدة الولاء والبراء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19080
6- مراد الحافظ المزي بالتهذيب في اسم كتابه " تهذيب الكمال في أسماء الرجال"
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29371
7- طبعات تهذيب الكمال
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29196
8- نصيحة الإمام الذهبي لأهل الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28926
9- القيمة العلمية لكتاب " الشافي في شرح مسند الشافعي " لابن الأثير الجزري
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28307
10- نشأة علم مصطلح الحديث وتطوره حتى القرن التاسع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28261
11- دروسي في دورة هيئة علماء المسلمين
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21816
12- زكريا الأنصاري، وحياته العلمية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11214
13- أحاديث مختصر المختصر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23539
14- وفيات المؤلفين من المحدثين، هام جداً لمن يعمل بالتخريج
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3241
15- الصحيح في اسم كتاب ابن خزيمة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22116
16- تقديم بعض المصنفين المتن على السند
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21970
17- دعوة لتصوير مخطوطات الحديث النفيسة لملتقى أهل الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21928
18- ميزات مسند الإمام الشافعي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11576
19- المعلقات في كتب من اشترط الصحة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21832
20- مطويات دار الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=20834
21- نداء إلى الجامعة الإسلامية بشأن إتحاف المهرة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19237
22- كتاب " إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة "
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19167
23- فوائد حول صحيح ابن حبان
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19460
24- ترجمة ابن حبان
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19459
25- هل أن ابن الصلاح أغلق باب التصحيح؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3015
26- قَوُل البُخَارِيّ: ((أحفظ مئة ألف حَدِيث صَحِيح، ومئتي ألف حَدِيث غَيْر صَحِيح)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17676
27- الموقف من توثيق ابن حبان
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19354
28- سوء طبعة شرح العلامة ابن عثيمين لرياض الصالحين
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19288
29- علة خفية هل وقفت على من ذكرها؟.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19110
30- تعليل حَدِيْث همام بن يَحْيَى، عن ابن جريج، عن الزهري، عن أنس، قَالَ: ((كَانَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء وضع خاتمه)).
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=18428
31- الفرق بين المبهم والمهمل
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17901
32- هل تعرف حفظ أبي زرعة؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17796
33- ترجمة ابن الأخرم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17629
34- هل تعرف معنى قول الإمام مسلم: ((لَيْسَ كلُ شيءٍ عندي صَحِيحٌ وضعتُهُ ههنا، إنَّمَا وضعتُ مَا أجمعوا عَلَيْهِ))؟
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17580
35- كيف تضبط راهويه
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17502
36- أثر اختلاف الأسانيد والمتون في اختلاف الفقهاء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5507
37- ما هو ضبط كلمة روينا أو رويناه00؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17014
38- بعض أجوبة دار الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14606
39- جوال الدكتور هاشم جميل وترجمته
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14215
40- اطلع على جديد دار الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13778
41- واجبات المحقق
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=12915
42- موقع دار الحديث متخصص بالإجابة عن الأسئلة الحديثية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=12138
43- ترجمة الأمير سنجر الجاولي مرتب مسند الشافعي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=12069
44- الشك في مسند الإمام الشافعي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11819
45- القصور في تحقيق اتحاف المهرة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11779
46- الابهام في مسند الإمام الشافعي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11778
47- مرويات الإمام الشافعي عن شيخه الإمام مالك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11730
48- طبعة الدكتور الفاضل رفعت فوزي للأم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11731
49- أفراد الشافعي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11667
50- صنعة الأمير سنجر في ترتيبه لمسند الإمام الشافعي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11630
51- ميزات مسند الإمام الشافعي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11576
52- الأحاديث الصحيحة والضعيفة في مسند الإمام الشافعي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11386
53- مسند الإمام الشافعي بترتيب سنجر (الحلقة الثانية))
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11319
54- ترتيب مسند الشافعي للأمير سنجر (الحلقة الأولى)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11296
55- أشرطة العلامة الشيخ عبد الله السعد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11281
56- تباين منهج المتقدمين والمتأخرين في التصحيح والتعليل
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6922
57- بحث مهم في أحد أنواع الاضطراب في السند
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5184
58- أسباب القلب
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5183
59- الاختلاف في اسم الراوي ونسبه إذا كان متردداً بين ثقة وضعيف
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5182
60- مثال حديثي مهم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5181
61- التصحيف والتحريف
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5180
62- وقوع الادراج في السند
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5179
63- تعارض الاتصال والانقطاع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5153
64- تعارض الوقف والرفع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5142
65- نموذج لمضطرب المتن
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5089
66- مثال لاختلاف الضعيف مع الثقات
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5088
67- المقلوب
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5087
68- المضطرب
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5086
69- زيادة رجل في أحد الأسانيد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5054
70- اضطراب في المتن
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5056
71- طرق الكشف عن الإدراج
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5052
72- أسباب الادراج
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5024
73- الادراج
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5023
74- اختلاف الثقة مع الثقات
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4876
75- فرائد الفوائد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4717
76- اختلاف الضعيف مع الثقات
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4832
ا
77 - اختلاف الحديث بسبب خطأ الراوي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4813
78- المصلي عِنْدَ نزوله من الركوع إلى السجود، هل يَكُوْن عَلَى يديه أم ركبتيه؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4783
79- دراسة حول تقريب التهذيب
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4438
80- توثيق ابن حبان من خلال نقد مقدمة التحرير
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4437
81- أخطاء الدكتور بشار والشيخ شعيب في نص التقريب
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4436
82- حديث سترة المصلي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4278
83- الكشف عن الاختلافات في المتون والأسانيد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4276
84- الاختلاف القادح وغير القادح
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4277
85- الكشف عن الاختلافات في المتون والأسانيد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4276
86- حديث ((لا وضوء إلا من صوت أو ريح)) وأثر اختصار الحديث فيه
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4275
87- أهمية معرفة الإختلافات في المتون والأسانيد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4274
إذا روي الحديث موصولاً ومرسلاً
88 -
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4272
88- حديث النضح من فرج الصبي والغسل من بول الجارية: دراسة حديثية نقدية تفصيلية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4261
89- حديث .... فأتموا .... فاقضوا: دراسة نقدية تفصيلية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4089
90- حديث الافطار في رمضان: دراسة نقدية تفصيلية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4227
91- نقد كتاب تحرير التقريب
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3286
92- إذا انتصف شعبان فلا تصوموا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4105
93- حديث المسبوق في الصلاة: دراسة حديثية فقهية نقدية تفصيلية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4088
حديث العلاء (النهي عن الصيام بعد منتصف شعبان)
94 -
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4012
94- زيادة: (وضع اليدين على الصدر) في حديث وائل
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=249
95- إذا قال الشافعي: أخبرني الثقة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3539
96- حديث وضع الخاتم دراسة نقدية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3490
97- حديث النظر إلى الفرج: دراسة نقدية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3493
98- حديث إدراك الجمعة: دراسة حديثية فقهية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3492
99- حكم التدليس وحكم من عرف به
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3489
100- دراسات تجديدية في أصول الحديث: الاضطراب والاختلاف
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3471
101- إطلاق العلة على الأمر الخفي القادح: قيد أغلبي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3375
102- دراسة تحليلية لسيرة الحافظ العراقي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3373
103- دراسة عروضية لمنظومة العراقي " التبصرة والتذكرة "
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3345
104- دراسات تجديدية في أصول الحديث: التفرد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3242
وفيات المؤلفين من المحدثين، هام جداً لمن يعمل بالتخريج
105 -
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3241
105- حديث قتيبة بن سعيد في جمع التقديم دراسة نقدية تفصيلية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3169
106- حديث المسح على الجوربين دراسة نقدية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3128
107- على صدره: دراسة حديثية فقهية
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3116
108- الصحيح في اسم كتاب ابن الصلاح
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3072
109- تسع فوائد نفيسة في زيادات الثقات
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3061
110- المقبول في مصطلح الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2973
111- منهج الحكم على الأسانيد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3047
112- البيهقي والبغوي يكثران من العزو إلى البخاري ومسلم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2996
113- هل يستفاد من سكوت أبي داود؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3016
114- هل أن ابن الصلاح أغلق باب التصحيح؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3015
115- مصطلحات الترمذي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3014
116- مسألة صححه الحاكم ووافقه الذهبي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3013
117- ماهية الحديث الحسن
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3012
118- مانسب لأبي داود
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3011
119- على شرط الشيخين
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3010
120- ما حكم المجزوم بصحته من تعاليق الصحيحين؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3009
121- هل أن المجتبى من اختيار النسائي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3008
122- طبعات المستدرك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3007
123- ضعف حديث [إذا انتصف شعبان]
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3006
124- متى دخل ابن ماجه مع الأصول؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3004
125- زوائد المستخرجات
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3003
126- رأى ابن القطان بالمستور
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3002
127- رأي ابن القطان بالحديث الحسن
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3001
128- حماد بن سلمة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3000
129- تساهل ابن حبان
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2999
130- بلاغ للامام مالك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2998
131- انتقاء الشيخين
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2997
132- البيهقي والبغوي يكثران من العزو إلى البخاري ومسلم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2996
133- إطلاق كلمة الإرسال
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2995
134- اصطلاح المنكر على التفرد اصطلاح قديم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2994
135- شيوخ بقي بن مخلد الأندلسي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2974
136- شيوخ أبي داود
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2971
137- المقبول في مصطلح الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2973
138- فرائد الفوائد والقواعد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2969
139- فهرس مسانيد الصحابة في مسند البزار – البحر الزخار –
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt...6339#post166339
140- فهرست مسانيد الصحابة في المطبوع من علل الدارقطني
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=31488
141- قاعدة في الأحاديث الضعيفة، ما هو تعليقكم عليها؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt...ht=%E3%C7%E5%D1
142- حديث معلول، وهو مهم لمن يمارس الصنعة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt...ht=%E3%C7%E5%D1
143- تقييم كتاب
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt...ht=%E3%C7%E5%D1
144- فهرست مختصر مستدرك الذهبي على مستدرك الحاكم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt...9968#post179968
145- مخطوطات العراق، وأحداث الاحتلال: دراسة استكشافية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt...ht=%E3%C7%E5%D1
146- فوائد رياض الصالحين، وهو مجاناً لمن يرغب بطبعه طبعة خيرية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38264
(يُتْبَعُ)
(/)
الدكتور ماهر ياسين الفحل
عضو هيئة التدريس في كلية العلوم الإسلامية
جامعة الأنبار- العراق
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[10 Nov 2005, 09:55 م]ـ
جهد طيب و مبارك إن شاء الله تعالى، نسأل الله أن يتقبله منكم و يجعله في ميزان حسناتكم يوم الحساب،
و قد اطلعت على بعض تلك البحوث القيمة فأكبرت صاحبها، و دعوت له بكل خير.
أخي الكريم
مرحبا بكم في هذا الملتقى بين إخوة لكم يحبون العلم و العلماء، أعجبني فيهم العلم مع الحلم، و هو ما غاب عن كثير غيرهم،
و كنت قد عرضت سؤالا في " ملتقى أهل الحديث " أجاب عنه أحدهم، و ذكر آخر جوابا نقلا عنكم في مبحثكم في " صحيح ابن خزيمة "، عقبت - كاتب هذا - عليه بسؤال لعلكم لم تقفوا عليه هناك نظرا لانشغالكم و لظروف بلادكم أعزها الله و طهرها من دنس الفجرة الكفرة قريبا بفضله و عونه عز و جل، و كان سؤالي كما يلي هذا الاقتباس من قولكم:
(ينماز هذا الكتاب عن كثير من كتب الحديث أنه واحد من كتب الصحاح، وقد حكم فيه مؤلفه على أحاديثه بالصحة بمجرد ذكر هذه الأحاديث في هذا الكتاب، خلا الأحاديث التي توقف في صحتها ابن خزيمة نفسه، أو التي ضعفها، أو التي قدم المتن على السند، ومجموع تلك الأحاديث التي تخرج عن شرط الكتاب (143) حديثاً، وما دونها فهو محكوم بصحته عند مؤلفه، وقد التزم المؤلف بشرطه إلا في مواضع، وعلى ذلك فإن الأحاديث الصحيحة في هذا الكتاب بلغت (2650) حديثاً، أما الأحاديث الضعيفة فقد بلغت (429) حديثاً.
وعلى هذا يكون ما ينتقد على المصنف (286) فتكون نسبة ما تساهل فيه قرابة 9 %
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماهر بن ياسين بن فحل الدكتور
دار الحديث العراق الأنبار الرمادي
مع رجائي بالدعاء للوالدة عند فطركم وقيامكم وسحوركم فقد آذاها سرطان الدم aml والحمد لله على كل حال).
انتهى قولكم أكرمكم الله.
********************************
و كان سؤالي، كما هو منقول هنا عن " ملتقى أهل الحديث " قبل أن يقوموا بحذفه:
د. أبو بكر:
--------------------------------------------------------------------------------
ألا يتعارض هذا القول لأخينا الشيخ ماهر - حفظه الله و آله و بلاده من كل سوء - و هو: " أما الأحاديث الضعيفة فقد بلغت (429) حديثاً. [يعني: في صحيح ابن خزيمة]
وعلى هذا يكون ما ينتقد على المصنف (286) فتكون نسبة ما تساهل فيه قرابة 9 % " مع قوله المتقدم عليه: " وإن أي حديث يوجد في صحيح ابن خزيمة فهو صحيح عنده شريطة أن يكون ابن خزيمة لم يتوقف فيه ولم يعله ولم يقدم المتن على السند، وقد وجدتُ إطلاق أهل العلم على أحاديث ابن خزيمة بقولهم: صححه ابن خزيمة بمجرد روايته في الكتاب مع الاحتراز عما ذكرته سابقاً "؟
و ألا يتعارض قوله: " وقد التزم المؤلف بشرطه إلا في مواضع " مع ما نقله المناوي عن الحازمي: ": ((صحيح ابن خزيمة أعلى رتبة من صحيح ابن حبان لشدة تحريه؛ فأصح من صنف في الصحيح بعد الشيخين ابن خزيمة فابن حبان فالحاكم)) (فيض القدير 1/ 35)؟
بل ألا يناقض ذلك ما أطلقه الإمام ابن الصلاح - في " مقدمته " - من القول: " ثم إن الزيادة في الصحيح على ما في الكتابين [يعني: صحيحي البخاري و مسلم]، يتلقاها طالبها مما اشتمل عليه أحد المصنفات المعتمدة المشهورة لأئمة الحديث .......... - قال: - و يكفي مجرد كونه موجودا في كتب من اشترط منهم الصحيح فيما جمعه، ككتاب ابن خزيمة "؟؟ (مقدمة ابن الصلاح، ص 163 و 164، دار المعارف، القاهرة، 1412/ 1992 م)
فابن الصلاح لم يذكر تعقبا لصحة أحاديثه تلك - و ما نبه عليه ابن خزيمة فأمره ظاهر -
و السؤال هل نقل عن أحد من الأئمة تضعيفا لحديث بعينه في غير ما شك فيه ابن خزيمة و نبه عليه؟).
انتهى السؤال و كان نصه: هل وجود الحديث في " صحيح ابن خزيمة كاف في تصحيحه؟،
وانتهى كذا الاقتباس
و في انتظار ردكم لكم مني خالص الدعاء و كثير الثناء
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[11 Nov 2005, 04:55 م]ـ
حيّاك الله يا دكتور خليل، وأسأل الله أن ينفع بك وبعلمك، وأشكرك على تواضعك وحسن أسلوبك الرصين.
شيخي العزيز، لا يتعارض ذلك مع وجود 429 حديثاً ضعيفاً، فجهد الحافظ ابن خزيمة جهد بشري، ومهما بلغ تدقيق العالم فقد تفوته هنّات لاسيما مع الأعمال الكبيرة.
ثم ليس هذا العدد كله ينتقد على ابن خزيمة رحمه الله؛ لأن ما خرج عن شرطه في الصحة من الكتاب 143 حديثاً، وهو ما ضعفه بنفسه أو توقف فيه، أو قدم المتن على السند. وقد بينت بالأقول والأدلة في مقدمتي للكتاب أن هذه الأقسام الثلاثة ليست على شرط ابن خزيمة، وقد حشدت النقول والأدلة على ذلك في مقدمة ضافية زادت على مئة وخمسين صفحة؛ فإذا كان ذلك كذلك فينقص هذا العدد من المجموع الكلي 429 فيبقى 286 وهي التي تؤخذ على ابن خزيمة رحمه الله.
إذن فابن خزيمة اشترط الصحة فيما لم يكن من الأقسام الثلاثة، وقد ذكرت أدلة ذلك في المقدمة.
وعلى هذا فلا يتعارض هذا مع قول المناوي؛ لأن المناوي ذكر ماهو الأصل؛ فأطلق ولم يفصل، ولم يتكلم عن الأنواع الثلاثة المستثناة، بل ندر من تكلم عن الأنواع المستثناة.
وبنفس هذا الجواب يجاب عن عدم التناقض مع قول ابن الصلاح.
والجواب عن سؤالكم الكريم: هل نقل عن أحد من الأئمة تضعيفاً لحديث بعينه في غير ما شك به ابن خزيمة أو نبه على ضعف؟
والجواب: نعم، منهم ابن حجر في مواضع من الإتحاف، وقد جردت جميع هذه النصوص في مقدمتي.
تنبيه:
الأحاديث الضعيفة التي في الكتاب قد توسعت في بيان عللها، وابن خزيمة وإن كان من المتقدمين؛ لكن منهجه أشبه بمنج المتأخرين، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[11 Nov 2005, 08:06 م]ـ
أكرمكم الله أخي الفاضل الشيخ الدكتور ماهر، و زادكم بسطة في العلم و في غير العلم من كل خير
و أشكر لكم إيضاحكم أن منها ما هو خارج عن شرطه من الأقسام الثلاثة التي ذكرتموها، و نبَه عليها المصنف، و لكن الإشكال " عندي " في قولكم: {فيبقى 286 وهي التي تؤخذ على ابن خزيمة رحمه الله.)، و هي - على ما فهمته أنا – من غير هذه الأقسام الثلاثة،
• فأحسبه يتعارض مع قولكم – المنقول عنكم -: (وقد وجدتُ إطلاق أهل العلم على أحاديث ابن خزيمة بقولهم: صححه ابن خزيمة بمجرد روايته في الكتاب مع الاحتراز عما ذكرته سابقاً)،
• و هو عين معنى قول الإمام ابن الصلاح: " " ثم إن الزيادة في الصحيح على ما في الكتابين [يعني: صحيحي البخاري و مسلم]، يتلقاها طالبها مما اشتمل عليه أحد المصنفات المعتمدة المشهورة لأئمة الحديث
• .......... - قال: - و يكفي مجرد كونه موجودا في كتب من اشترط منهم الصحيح فيما جمعه، ككتاب ابن خزيمة " (مقدمة ابن الصلاح، ص 163 و 164، دار المعارف، القاهرة، 1412/ 1992 م).
************************
فالإشكال منصب على تلك الأحاديث ال (286) و التي هي من غير تلك الأقسام المذكورة آنفا – في تعارض القول بتضعيفها مع القولين المتقدمين للإمام ابن الصلاح و لكم؟
و إنما دفعني إلى ذلك: الحرص على حفظ حجية الأحاديث النبوية الشريفة التي حكم بصحتها الأئمة المتقدمون المعتبرون، و المقدمون في معرفة علوم الحديث و دقائقه و غوامضه.
و لكم تقديري و شكري على حسن و سرعة ردكم و اهتمامكم
أخوكم
د. أبو بكر بن عبد الستار آل خليل
الصيدلاني
مصر
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[11 Nov 2005, 11:43 م]ـ
السلام عليكم
الحقيقة لا إشكال في هذه الأحاديث الـ 286، فهي صحيحة عند ابن خزيمة نفسه، لكن الصواب فيما ظهر لي أنها غير صحيحة، وقد دللت على تلك الأحاديث المعلولة، بل من تلك الأحاديث أحاديث صححها الترمذي، وابن حبان، وخالفهم غيرهم من الجهابذة المتقدمين، وكل هذا يؤكد أن قضية التصحيح والتضعيف قضية اجتهادية. وقد كان اجتهاد ابن خزيمة في تصحيحها وغيره على تضعيفها، ولعلي غداً إن شاء الله تعالى أسوق بعض الإمثلة، إن كان في العمر بقية؛ فقد استحر بنا القتل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ـ[أبو حسن]ــــــــ[12 Nov 2005, 12:17 ص]ـ
ما رأي الدكتور ماهر في كتاب تيسير مصطلح الحديث للدكتور محمود الطحان
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[12 Nov 2005, 09:47 م]ـ
أخي الكريم أبا حسن
كتاب تيسير علوم الحديث من الكتب التي راجت بين الناس؛ ولعل ذلك لحسن نية صاحبها.
والكتاب ينماز بجودة الترتيب والتسهيل، لكن فيه أخطاء علمية.
ـ[أبو حسن]ــــــــ[12 Nov 2005, 10:27 م]ـ
وفقكم الله إلى كل خير
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[13 Nov 2005, 06:22 م]ـ
ولك بالمثل
ـ[أبو حسن]ــــــــ[16 Nov 2005, 11:03 م]ـ
هل بالإمكان يافضيلة الشيخ أن تبينوا لنا هذه الملاحظات لكي نستفيد من هذا الكتاب(/)
مخطوطات العراق و أحداث الاحتلال: دراسة استكشافية.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[14 Nov 2005, 09:21 م]ـ
مخطوطات العراق و أحداث الاحتلال: دراسة استكشافية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد فإن من المسلمات أن بلاد الرافدين هي مهد الحضارات ومهبط الرسالات فعلى ترابها وبين نهريها نشأت أقدم السلالات البشرية وأولى التجمعات المدنية التي قادت الإنسانية إلى ما هي عليه الآن من حضارة ورقي وتقدم ورخاء وتمدن، فقبل آلاف السنين عاش إنسان بلاد ما بين النهرين، فوضع الحجر الأساس لأولى الحضارات وعلَّم البشرية كلها الكتابة منذ أن وضع على الطين أول شكل للكتابة وصاغ من الخط المسماري القديم أول الحروف.
وعندما أشرقت الجزيرة العربية بنور الإسلام ببعثة خير الأنام محمد عليه أفضل الصلاة وأتم السلام ونقل الناس من رق العبودية للأصنام إلى عبادة الواحد الذي لا ينام وكانت النقلة النوعية والفكرية والعلمية.
وشاء الله عز وجل أن تمتد الفتوحات الإسلامية وتبسط الدولة الإسلامية أطرافها لتصل إلى الصين شرقاً وإلى الأندلس غرباً وأن تبلغ أوج عظمتها و ازدهارها أيام الدولة العباسية وعاصمتها بغداد لتصبح حاضرة الدنيا ومنارها ومنهلها العذب، فكان العلماء يتوافدون إلى هذه الأرض الطيبة لينهلوا من علوم أبنائها ويستمدوا من القرآن الكريم و السنة النبوية المطهرة تعاليم الدين الحنيف الذي فيه هدى و شفاء للنفوسٍ الظمأى.
حتى أكمل الله عز وجل بهما علوم الأوائل والأواخر وتفتحت بهما كمائم المنقول
والمعقول وتحلت بعقود علومهما أجياد الفحول واشتفت نفوس العلماء من داء الأعداء
وزال خطر الكفر ومرض الإشراك بما أريق من دمائهم تحت أديم السماء فهم مخازن الفضائل والعوائد ومعادن الفوائد ومجامع المكارم والمحامد ومناحي المعروف والمقاصد.
وكان أن لم يزل العلم يعلو بقدرها ويسمو بذكرها العاصمة بغداد بعد أن صارت دار الخلافة العباسية وقرار المملكة الإسلامية وحظيت بما لم تحظ به مملكة من الممالك ولا مصر من الأمصار وحوت من أهل الفضل والدين والأدب ما لم يحوه قطر من الأقطار وكلما أفل فيها كوكب بدا كوكب.
فطائفة حفظت كتاب الله وعنيت بتفسيره وضبط معانيه وتوضيح مجمله وتبيين مفصله، وطائفة اعتنت بصنعة الحديث فحفظت كلام النبي صلى الله عليه وسلم، ونقلت فهم الصحابة والتابعين وأئمة العلم والحق المبين، وطائفة اعتنت باللغة العربية بلاغتها ونحوها وأدبها فشذبتها ونقتها مما هو دخيل عليها، وهكذا في جميع حقول العلم والمعارف؛ ونشط الكتاب والمصنفون وكثرت فنون الجمع وتنوعت موارد التأليف والتدوين والتصنيف.
قال تعالى: (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ).
فكانت الرسائل وكانت الشروح وكانت الفوائد والحكم وكان التراث الهائل من الآثار والمخطوطات شاهداً على ريادة أمة الإسلام، وكانت المكتبات هي مستودع الأمانة ومذخر الأصالة ومتحف المعرفة.
وقد تعرضت هذه المكتبات إلى هجمات وفترات أراد فيها الجهلاء محو الحضارة وشطب الرسالة فكانت الحركات الهدامة وكان الزنادقة وكان المغول والتتار والحملات الصليبية والحركات التبشيرية وغيرهم .. فأحرقوا ونهبوا وسلبوا ودمروا حتى أذن الله بزوال شرورهم.
واليوم ونحن في العقد الأول من الألفية الثالثة وبعد تلك القرون والأحقاب يعود الشر إلى سابق عهده وينتفض شيطان الكفر مرة أخرى، ويشمر عن ساعديه، ويكشر عن أنيابه ليبدو على حقيقته بجسد أمريكي وبرأس يهودي وبدعم ومباركة إخوان الصليب، انتفض بعد طول تستر وراء حجاب حقوق الإنسان ومبادئ العدل والمساواة وغيرها من الشعارات الجوفاء ..
عادوا مرة أخرى ليبعثوا روح المغول والتتار في تدمير المكتبات وحرق المخطوطات النادرة ومحو الآثار النفيسة والنهب والسلب فكان حقاً علي أن أبين تلك الوقائع وأن أبرز جهاد العراقيين الأوفياء في حماية تلك المكتبات وتلك الآثار الخالدة من أيدي الجهل والدمار.
(يُتْبَعُ)
(/)
وآثرت أن أعرض لتلك المكتبات الواحدة تلو الأخرى وأبين في سرد يسير تأريخ تلك المكتبات وما حوته من مخطوطات ومن ساهم في تطورها وما جرى لها من أحداث معززاً بالأدلة ذلك، وآثرت أن أختارها لا على التعيين ودعَّمت القول بشهادات المعنيين والعلماء والمهتمين، سائلا المولى عز وجل أن يكتب لي به الأجر، وأن يحفظ تراث هذه الأمة.
مكتبة الأوقاف العامة في بغداد
تأسست مكتبة الأوقاف العامة في بغداد سنة 1928م، بعد أن كانت كتبها و مخطوطاتها موزعة في مكتبات الجوامع و المساجد والمدارس الدينية حيث تم جمع شتاتها لتكون في مكان واحد يتيح لطلبة العلم والعلماء والراغبين في الانتفاع من مصادرها ومحتوياتها بالمطالعة والبحث والتحقيق، وقد جرى حفل افتتاحها في الساعة الخامسة من مساء يوم الجمعة الموافق 11 صفر 1347ه والموافق 27 تموز 1928م، وقد حوت في أول الأمر تسع خزانات تضمنت بعض موقوفات أهل الخير وسراة بغداد ونفر من الولاة في الدولة العثمانية العلية.
(مبنى مكتبة الأوقاف العامة في باب المعظم فتح سنة 1931م)
وكانت تضم آلافاً من المخطوطات في اللغات: العربية، والتركية، والفارسية، وقليلاً من الكردية، وبلغ عددها ثلاثة آلاف وستمائة وأربعة عشر مخطوطاً حتى عام 1953م.
وجلها تحف رائعة، فيها النفيس وفيها النادر، وفيها نسخ جمهرة من المؤلفين على مر العصور، وحوت على المخطوطات الأصلية وبعضها بخط مؤلفيها أنفسهم.
وقد بقيت هذه التحف والمخطوطات والنوادر مخبوءة عن الملأ مجهولة عن الباحثين والعلماء وذوي الاختصاص حتى قيض الله عز وجل لها عالماً جليلاً هو الدكتور محمد أسعد أطلس المتوفى سنة 1959م، إذ قام بنظم فهرست عام لمخطوطات هذه المكتبة، وقد استمر في عمله وحبس نفسه عن الناس طوال الفترة الممتدة من سنة 1950م إلى 1953م، حيث أثمر عمله عن فهرست عام ثمين أسماه "الكشاف عن مخطوطات خزائن كتب الأوقاف "، وطبع على نفقة مديرية الأوقاف العامة في بغداد عام 1953م، وقد وصف في هذا الكتاب (3614) مخطوطاً، استغرقت (428) صحيفة من القطع الكبير وبعمودين.
وبعد عام 1952 دخلت إلى المكتبة مخطوطات جديدة وعددها (407)، فتكفل بوصفها كتاب آخر هو " المستدرك على الكشاف عن مخطوطات خزائن كتب الأوقاف "، وقد طبع في بغداد سنة 1965م، في (411) صحيفة متوسطة.
ليصبح عدد الآثار والكتب الخطية في مكتبة الأوقاف العامة ببغداد (4025) مخطوطاً نادراً ونفيساً.
وبعد هذا أهدت أسرة السيد حسن الأنكرلي المتوفى سنة 1344ه، خزانة مخطوطاته إلى المكتبة، وكان عدها (154) مخطوطاً.
وطبع لها فهرس خاص عرف فيما بعد باسم " فهرس مخطوطات حسن الأنكرلي المهداة إلى مكتبة الأوقاف العامة في بغداد، وذلك سنة 1967م، وطبعت في مطبعة الآداب في النجف، وأصبح عدد المخطوطات فيها (4179) مخطوطاً أصلياً.
وفي عام 1969م ضمت إليها مخطوطات جديدة عثر عليها في إحدى المدارس الدينية في محافظة كركوك، كما نقلت إليها مخطوطات خزانة جامع الإمام الأعظم في الأعظمية.
وأهدى إليها أيضاً أمين المكتبة السابق السيد عبد الله الجبوري عدداً من مخطوطاته في جملة الخزانة التي أهداها إليها، فتجمع من ذلك كله عدد كبير من المخطوطات الجديدة التي لم تفهرس إذ أصبح عددها (304) مخطوطات، لذلك بات أمر توحيد هذه الفهارس الثلاثة ضرورياً وجعلها في كتاب واحد مستقل حيث بلغ عددها (4284) مخطوطاً.
وكانت الأسباب الآتية دافعاً لذلك:
إن المجاميع التي وصفت في الكشاف تحتاج إلى العناية والدقة في الوصف، حيث وقع اضطراب في فهرست رسائلها، فأُهملَ عدد كبير جداً من هذه الرسائل ولم يذكر فيها، ومقارنة يسيرة بين الكشاف – باب المجاميع - وبين الرسائل تثبت هذا القول.
الأوهام التي حصلت في الكشاف كثيرة إضافة إلى أخطاء المستدرك.
دخول مخطوطات جديدة إلى المكتبة في فترات متفاوتة.
نفاد هذا الفهرست من المكتبات والأسواق.
وبعد هذا طبع فهرس شامل جديد في عام 1973م، وطبع في نفس السنة في مطبعة الإرشاد ببغداد، وفيما يأتي أسماء الخزائن التي جمعت منها مخطوطات مكتبة الأوقاف العامة في بغداد
خزانة الإمام الأعظم في جامع الإمام الأعظم.
خزانة جامع الباجه جي.
خزانة جامع الحيدر خانة.
خزانة التكية الخالدية.
(يُتْبَعُ)
(/)
خزانة مسجد الشيخ جنيد البغدادي.
خزانة جامع الآصفية.
خزانة جامع الكهيا.
خزانة المدرسة السليمانية.
خزانة المدرسة المرجانية (الخزانة النعمانية).
خزانة مدرسة نائلة خاتون.
خزانة جامع المصرف.
خزانة جامع القبلانية.
خزانة السيد علي حيدر الباجه جي.
خزانة السيد محمد سعيد الطبقجلي.
خزانة السيد عبد الحليم العافاتي.
خزانة السيد عبد الله الجبوري.
خزانة السيد حسن الأنكرلي.
خزانة إحدى المدارس الدينية في كركوك.
وقد توزعت المخطوطات في المكتبة قبل سنة 1969م على وفق التصنيف
الآتي:-
المصاحف (43) مخطوطاً.
القراءات (50) مخطوطاً.
ترتيب القرآن ووقوفه (7) مخطوطات.
تفسير القرآن وعلومه (404) مخطوطات.
الحديث وعلومه (501).
السيرة النبوية المطهرة (168) مخطوطاً.
الفقه الحنفي (800) مخطوطات.
الفقه الشافعي (236) مخطوطاً.
الفقه المالكي (17) مخطوطاً.
الفقه الحنبلي (42) مخطوطاً.
فقه المذاهب الأخرى (133) مخطوطاً.
علم الخلاف بين المذاهب (12) مخطوطاً.
علم المواريث (106) مخطوطات.
علم أصول الفقه (178) مخطوطاً.
علم الكلام (594) مخطوطاً.
كتب الحكمة (111) مخطوطاً.
علم التصوف والأخلاق الدينية (786) مخطوطاً.
علم الفرق والردود (182) مخطوطاً.
علم الأدب (207) مخطوطات.
كتب الشعر والعروض (436) مخطوطاً.
علم الوضع (96) مخطوطاً.
علم اللغة والمعاجم والنحو والصرف والبلاغة (911) مخطوطاً.
كتب المنطق (271) مخطوطاً.
أدب البحث والمناضرة (118) مخطوطاً.
علم الرياضيات والحساب والجبر (79) مخطوطاً.
علم الهيئة والفلك (134) مخطوطاً.
علم الطب (62) مخطوطاً.
علم الطبيعة والحيوان (9) مخطوطات.
كتب البلدان والأقوام (35) مخطوطات.
علم التأريخ والتراجم والطبقات (209) مخطوطاً.
علم التربية والتعليم والمعارف (22) مخطوطاً.
كتب في موضوعات شتى (95) مخطوطاً.
المجاميع (21) مجموعة.
وبعد عام 1969م أضيفت المخطوطات في العلوم أدناه:-
المصاحف (1) مخطوطاً.
القراءآت (12) مخطوطاً.
الحديث الشريف وعلومه (22) مخطوطاً.
السيرة النبوية المطهرة (7) مخطوطاً.
الفقه الحنفي (11) مخطوطاً.
وبعد عام 1970 حصلت المكتبة على مخطوطات جديدة تمثلت في خزائن
'لذوات
الذوات:
خزانة العلامة السيد منير القاضي ت (1969) م.
خزانة السيد عبد الله السندي المحامي.
خزانة السيد إبراهيم بن محمد ثابت الألوسي ت (1951) م قاضي بغداد السابق.
فكان تصنيفها على الشكل الآتي:
مجموعة من المخطوطات في علوم شتى (115) مخطوطاً.
مجموعة ثانية في شتى العلوم كانت على الشكل الآتي:-
التفسير وعلوم القرآن (17) مخطوطاً.
الحديث وعلومه (20) مخطوطاً.
الفقه وعلومه (30) مخطوطاً.
العقائد (7) مخطوطاً.
التصوف (11) مخطوطاً.
الفرق والردود (15) مخطوطاً.
كتب الأدب واللغة (105) مخطوطاً.
كتب المنطق (27) مخطوطاً.
كتب الفلك (4) مخطوطاً.
كتب التأريخ (14) مخطوطاً.
كتب الفقه (7) مخطوطات.
وبهذا أصبح عدد المخطوطات في مكتبة الأوقاف العامة أكثر من (7500) مخطوط نفيس ونادر، وقد كلف السيد عبد الله الجبوري بتأليف فهرست شامل لها في عام 1973م، فقام بصنع هذا الفهرست، وطبع بنفس السنة في مطبعة الإرشاد،ببغداد.
ويعد هذا الفهرست هو آخر فهرست علمي دقيق ينشأ لمكتبة الأوقاف العامة في بغداد، ولأهميته فهذه بعض الملاحظات الهامة حول هذا الفهرست ومنهج السيد عبد الله الجبوري في صنع هذا الفهرست القيم:
قام المؤلف بذكر عنوان المخطوطات كما ورد في صدر المخطوط أو في مقدمته، أو الذي لم يذكر فيها فوضعه في سياق الديباجة.
قام بذكر اسم المؤلف وكنيته أو لقبه وشهرته وتأريخ وفاته، وإذا لم يتحقق من معرفة سنة الوفاة جعل علامة استفهام (؟) بين القوسين (ت-؟ -).
عمل المفهرس على وصف المخطوط وذلك بذكر طول المخطوط وعرضه بالسنتيمتر، وبالشكل التالي: 21 × 15س، حيث عنى بالرقم الأول طول المخطوط، وبالرقم الثاني عرض المخطوط.
ذكر المفهرس عدد ورقات كل مخطوط ورمز له بالرمز (ق).
(يُتْبَعُ)
(/)
توسع في وصف المخطوطات المهمة وذلك بوصف أوله و فصوله و أبوابه و مادة موضوعاته ولم يتوسع في وصف المشهور والمتداول منها بين الناس.
ذكر السمات العامة لكل مخطوط من سنة كتابته واسم ناسخه وجنس خطه وجلده ونوعه.
أشار إلى الملكيات الموجودة في أوائل المخطوط أو على طرتها وكذلك قام بذكر السماعات و الإجازات إن وجدت.
ذكر طبعة المخطوط إن كان مطبوعاً وأشار بإيجاز إلى مكان الطبع وسنته وأشار في غالبها إلى معجم المطبوعات العربية و المصرية ليوسف إليان سركيس (1856م – 1932م) وإلى المعاجم التي اهتمت بالمطبوعات.
أشار إلى كشف الظنون أو إلى ذيوله عند ذكر اسم المخطوط أو المؤلف، إضافة إلى تأريخ الأدب العربي لبروكلمان؛ توثيقاً للذكر وتأكيداً للمناسبة.
وصف الرسائل (المجاميع) وجعل كل رسالة في مادة الموضوع الذي تحتوي عليه وجعل لها أرقاماً متسلسلة في آخر وصف المخطوط هكذا:
] 1/ 4781 مجاميع]
فالرقم الأول هو رقم التسلسل لرسائل المجموعة والرقم الثاني هو رقم المخطوط والذي يستخرج به من خزائن المكتبة.
وضعَ للمخطوطات رقماً متسلسلاً.
أقتصر المفهرس على المخطوطات العربية ولم يضمن عمله المخطوطات الأجنبية.
ملاحظة
صدر فهرس وجيز خاص بالمخطوطات التركية وطبع على الرونيو في عام 1972م من (59) صفحة، أما المخطوطات الفارسية فهي قليلة جداً وعددها (130) مخطوطاً حتى عام 1973م، ويوجد في المكتبة مكان خاص للمخطوطات المصورة التي تحتل حيزاً مهماً فيها.
مكتبة الأوقاف العامة في بغداد وأحداث 9/ 4/2003
تعرضت بغداد على مر الأحقاب والسنين إلى هجمات شرسة ومدمرة استهدفت إطفاء شعلة العلم والحضارة واستهدفت الإسلام بشكل خاص وذلك لما لبغداد من دور حضاري كبير، كونها عاصمة الدولة الإسلامية ودار الخلافة وقلعة العرب الحصينة وجمجمته، فكانت نكبة العرب والمسلمين عظيمة يوم اجتاح المغول التتار بغداد فدمروا كل معالم الحضارة من جوامع ومدارس ومكتبات وعمران، لا بل استهدفوا الإنسان العراقي العربي المسلم بشكل خاص، وقد وثق المؤرخون تلك الأحداث حتى روي فيما أن المسلمين لم يروا مثل فتنتهم، فاستبيحت بغداد وأحرقت الجوامع والمكتبات كما دمرت المباني وقتل الناس شيباً وأطفالاً و رجالاً ونساء.
وآخر تلك النكبات ما حصل في 9/ 4/ 2003م، فتكرر الخراب والدمار وأحرقت الوزارات ومباني الدولة وكان للمكتبات والآثار النصيب الوافر من تلك الأحداث فكانت الدبابات الأمريكية تقوم بكسر الأبواب و إدخال اللصوص والمخربين الذين أتت بهم من وراء الحدود.
وأحرقت الكتب ودمرت البنايات فكان الخراب في مكتبة الأوقاف شاملاً وأحرقت حتى ذاب من الحرق الحديد والزجاج فضلاً عن الأثاث وكشفت تلك الحملة الصليبية عن أبشع حقد حمله إنسان على أخيه الإنسان، وقد أتخذ العاملون في المكتبة تدابير وقائية فقاموا بتخزين المخطوطات في صناديق حديدية بلغ عددها 80 صندوقاً، فوضعت المخطوطات الأصلية في 50 صندوقاً والباقي وعددها 30 صندوقاً وضعت فيها المخطوطات المصورة، ومن ثم نقلت إلى مكان سري أمين (هكذا أكد لي أحد المسؤولين عن المكتبة)، وبعدها أرجعت المخطوطات المصورة إلى المكتبة؛ لأن التأكيد على المخطوطات الأصلية كان أكثر من التأكيد على المخطوطات المصورة.
فكان أن سلمت المخطوطات الأصلية من الإتلاف والحرق الذي أصاب المكتبة ولم يعلم مكانها إلا لأشخاص يعدون على أصابع اليد لخطورة المسألة وسريتها، وشدة تكتم المسؤولين عن إفشاء أي معلومات عن مكان تلك المخطوطات، لغياب الأمن وعدم وثوق الأمناء على المكتبة بالأمريكان، الذين عرضوا عليهم حمايتها.
أما مصير المخطوطات المصورة المخزونة في (30) صندوقاً حديدياً فكان مصيرها الحرق والإتلاف.
والمخطوطات الأصلية رغم أنها وضعت عند مستأمنين على حد ما زعم إلا أن كثيراً منها تسرب وبيع بثمن بخس ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
المكتبة القادرية العامة
(يُتْبَعُ)
(/)
مكتبة المدرسة القادرية العامة خزانة من خزائن العهد العباسي في بغداد، يرتقي تأريخها إلى أوائل القرن السادس الهجري وأوائل القرن الثاني عشر الميلادي حيث أنشئت لأول مرة ضمن مدرسة علمية على المذهب الحنبلي، وكان قد وضع نواتها الأولى مؤسس المدرسة أبو سعيد المخرمي وعرفت منذ ذلك التأريخ باسم مدرسة المخرمي، ثم زاد عليها أهل العلم والتقوى والصلاح من بعده، منهم أبو الحسين علي بن عساكر بن المرحب بن العوام البطائحي الذي عاش ما بين سنة (489) ه و سنة (572) ه، وما بين سنة (1095) م، وسنة (1176) م، وفعل مثله الشيخ أبو الحسن أيوب الحارثي المتوفى سنة (572) ه الموافق (1176) م.
وهذه المدرسة هي أقدم مدارس الحنابلة ببغداد وأعظمها شأناً، وأكثرها أوقافاً وأطولها عمراً، وقد بناها مؤسسها قاضي باب الأزج، بأقصى المحلة المعروفة بباب الأزج ببغداد قريباً من محلة الحلبة الواقعة في الغرب منها وأوقفها لأهل طائفة الحنابلة.
وبعد هذا يمكننا القول: بأن أول من وضع نواة هذه المكتبة هو المبارك بن علي المخرمي المولود سنة 446ه - 1054م والمتوفى في 12محرم 513ه -1119م ينظر للاستفادة من ترجمته طبقات الحنابلة لأبي يعلى حيث ذكر الآتي:-
((ختم القرآن لخلق كثير، كان مداوماً للصيام والتهجد بالليل)). ومن بعده فوضت المدرسة إلى الشيخ عبد القادر الكيلاني، وكان أول من تولى التدريس فيها وبالرغم من أن واضع الحجر الأساس للمكتبة القادرية هو المبارك بن علي المخرمي إلا أن الشيخ
عبد القادر الكيلاني يعتبر المؤسس الحقيقي لها لما كان له من أثر بالغ في النفوس وإقبال الناس على رفد هذه المكتبة بما لديهم من الكتب والمؤلفات والوقفيات في حياته وبعد وفاته سنة (561 ه - 1165 م)، وذكره الذهبي في تأريخه فقال: قدم الشيخ
عبد القادر الجيلي بغداد سنة 488ه وعمره ثماني عشرة سنة وكان الخليفة ببغداد إذ ذاك المستظهر بالله أبو العباس أحمد بن المقتدي بأمر الله أبو القاسم عبد الله العباسي.
وذكره ابن الجوزي، فقال: ودرس بمدرسة المخرمي القاضي أبي سعيد بن المبارك وكانت مدرسته لطيفة ففوضت إلى الشيخ عبد القادر فتكلم على الناس بلسان الوعظ وظهر له صيت بالزهد وكان له سمت وصمت وضاقت المدرسة بالناس وكان يجلس عند سور بغداد مستنداً إلى الرباط ويتوب عنده في المجلس خلق كثير فعمرت المدرسة ووسعت وأقام في مدرسته إلى أن توفي ودفن بها.
وهناك علماء أعلام وأفاضل كرام أسدوا خدمات جليلة إلى هذه المكتبة العامرة عبر تأريخها الطويل منذ تأسيسها حتى يومنا هذا، فكانوا بذلك قدوة صالحة ومثلاً يحتذي به السابق واللاحق ومن هؤلاء:-
الشيخ عبد الوهاب سيف الدين المعروف بابن قدوة الزاهد بن الشيخ محيي الدين
عبد القادر الجيلي المتوفى سنة 593ه، حيث قرأ الفقه على والده حتى برع فيه، ودرس نيابة عنه بمدرسته وهو حي، وقد نيف على العشرين من عمره، ثم استقل بالتدريس بها بعد أبيه.
الشيخ عبد السلام بن عبد الوهاب الملقب بالركن المتوفى سنة 611ه، كان عالماً فقيهاً أديباً عارفاً بالمنطق والفلسفة جرت عليه محنة مع الوزير ابن يونس.
أبو صالح السيد الشيخ نصر بن عبد الرزاق بن عبد القادر الجيلي ت (663) ه.
محيي الدين أبو نصر السيد الشيخ محمد بن نصر بن الشيخ عبد الرزاق بن الشيخ
عبد القادر الجيلي، حيث تولى أمور المدرسة القادرية ومكتبتها من بعد أبيه، قام بخدمة المكتبة وعمل على توسيعها إلى أن توفي سنة 656ه على يد التتار زمن النكبة التي تعرضت لها بغداد، وكان نصيب المكتبة كنصيب باقي أخواتها من المكتبات والمدارس ودور العلم التي خربت ودمرت ورميت كتبها في نهر دجلة، وهناك العديد من الكتب المخطوطة التي انتشلت من النهر وأعيدت إلى المكتبة بعد تعميرها حين انقضاء النكبة، وقد كتب على طرة بعض تلك المخطوطات: انتشل من نهر دجلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ه - الشيخ ظهير أحمد بن محمد بن الشيخ عبد القادر الجيلي، ذكره ابن الفوطي في كتابه الحوادث الجامعة، وبقيت أسرة الشيخ عبد القادر الجيلي تتولى العناية بالمكتبة طيلة فترة حكم المغول والجلائريين و الترك إلى أن استولى الشاه إسماعيل الصفوي على بغداد سنة 914ه فخرب المشهد والرباط وشتت شمل الأسرة القادرية في البلاد وأضحت المكتبة والجامع وملحقاتها أنقاضاً مهدمة إلى أن عاد العثمانيون واستولوا على بغداد سنة 941ه على يد السلطان سليمان القانوني، طارداً الفرس منها، فأعاد بناء المدرسة القادرية والجامع وملحقاته وأسند منصب نقابة الأشراف إلى الشيخ زين الدين الكبير بن السيد شريف الدين ت (981) ه، ثم حلت نكبة ثالثة من قبل شاه الدولة الصفوية عباس الصفوي فدخل بغداد سنة 1084ه ونهبت المكتبة وأتلفت آثارها وخرب جزء كبير من المكتبة حتى قام السلطان مراد الرابع باستعادة بغداد فأعاد نقابة الأشراف في ذرية الشيخ عبد القادر الجيلي.
وفي سنة 1246ه عم الغرق مدينة بغداد وذهبت تلك المكتبة ضحية ذلك الغرق، وفي أوائل القرن الثالث عشر الهجري بعثت خزانة الكتب القادرية من جديد كما بعثت مدرستها العلمية، إذ نهض نقباء بغداد بإغناء المكتبة بكل ما يقتنونه من الكتب والرسائل وكان للسيد علي القادري بن السيد مصطفى نقيب الأشراف ومتولي الأوقاف العامة دور كبير في رفد المكتبة بكل ما فيه إعلاء من شأنها وتعزيز من مكانتها العلمية ودورها الريادي.
ثم توالى على المكتبة شيوخ فضلاء منهم السيد سلمان بن السيد علي النقيب
ت (1315) ه والسيد عبد الرحمان النقيب بن السيد علي النقيب ت (1345) ه، والسيد يوسف الكيلاني والسيد برهان الدين الكيلاني والسيد سالم الكيلاني وهم آخر من تولى الأوقاف العامة إلى وقتنا الحاضر.
فكانت المكتبة عامرة بالكتب النفيسة النادرة منذ ذلك التأريخ و استمرت عناية الناس بها حتى يومنا الحاضر فانشأت لها بناية جديدة تلائم مكانتها العلمية ودورها الحضاري الرائد في خدمة مسيرة العلم والعلماء في هذا البلد الأصيل، إلا أن الهجمة العدوانية الشرسة على قطرنا الحبيب والتي تقودها أميركا والصهيونية العالمية استهدفت مع كل ما استهدفت جميع مراكز الإشعاع العربي الإسلامي وكان للمكتبة القادرية العامة نصيب من ذلك كما سنبين لاحقاً، وكان أول هذه المأساة أن توقف العمل الذي كان قد شرع به في أواخر أيام عهد حزب البعث البائد والذي كان عملاً يهدف إلى بناء مدرسة الشيخ عبد القادر وتوسيع الحضرة القادرية على مساحة أرض تزيد عن المساحة السابقة بأضعاف ما كانت عليه، وتوسيع المكتبة القادرية العامة كان جزءاً من ذلك وأدى توقف العمل إلى بقاء البناء تحت نسبة إنجاز تقدر بـ (75%).
بعد انتقال السيد عبد الرحمان النقيب إلى الدار الآخرة اجتمع أولاده فأقروا رغبة والدهم وأوقفوا تلك المكتبة والتي كانت من مخلفات النقيب وكانت الكتب محفوظة في داره إلى أن تولى المتوليان السيدان يوسف الكيلاني وبرهان الدين الكيلاني إدارة الأوقاف القادرية العامة فعملا على نقلها إلى قاعة خاصة، كانت من قبل غرفة ومعتكفاً للسيد عبد الرحمان النقيب وعملا على تنظيمها وإغنائها بالكتب والمراجع بعد ذلك.
وقاعة السيد عبد الرحمان النقيب هذه تقع في الطابق العلوي من بناية الحضرة القادرية السابقة في منطقة باب الشيخ في الباب الشرقي، الغرفة الأولى عن جهة يمين المكتبة وتم افتتاحها لأول مرة كمكتبة عامة للمطالعين وبصورة رسمية في صباح يوم الجمعة الموافق لليوم الخامس والعشرين من شهر حزيران سنة 1954م، بعد هذا ضاقت المكتبة بالكتب والمخطوطات فشرع السادة متوليا المكتبة في عام 1965م ببناء قاعة جديدة واسعة للمطالعة وغرف جديدة للمخطوطات وأضيفت إليها بعض الدور الملاصقة للحضرة وافتتحت المكتبة ببنايتها الجديدة وقاعاتها في مساء يوم 11 - 5 - 1967م وسط حفل كبير، ثم وجد أن توسعة المكتبة القادرية ستستدعي الضرورة لهدم القسم الأكبر من القاعة الكبيرة مع الإبقاء على المكتبة القديمة وألحقت بالمكتبة في أواخر عام 1985م قاعة جديدة منفصلة عن البناية القديمة لأجل خزن الكتب الفائضة، ثم قامت حكومة البعث البائدة بهدم جميع البناية المحيطة بالحضرة القادرية وضمت إليها أراضي الدور المجاورة وزيد من مساحة
(يُتْبَعُ)
(/)
الحضرة بأضعاف ما كانت عليه، كما ذكرنا سابقاً، فالمكتبة تقع في الرواق المحيط بالحضرة القادرية في الطابق الأول حالياً.
محتويات مكتبة المدرسة القادرية من الكتب المخطوطة
إن من بين كتب المكتبة القادرية عدداً لا يستهان به من المخطوطات والآثار المهمة ذات القيمة الأثرية وقفها أهل الفضل والعلم على مكتبة المدرسة القادرية في شتى العصور والأزمان، منها ما أوقف على غير هذه المكتبة أصلاً، ثم انتقلت إلى المكتبة القادرية للحفاظ عليها من التلف والضياع ولأجل استمرار انتفاع الناس بها.
وقد قام الأستاذ عماد عبد السلام رؤوف بإعداد فهرست شامل للمكتبة القادرية وكان نهجه في تألفيه على النحو الآتي:
قام بضبط اسم المؤلف كاملاً، مع ذكر تأريخ وفاته، وتوثيق ذلك من المراجع الرئيسة وخاصة تلك المراجع التي أشارت إلى كتابه.
التعريف بمضمون المخطوطات المهمة، مع الاعتناء بما لم ينشر منها.
ذكر أول المخطوط وآخره، وذلك للتأكد من الكتاب بمطابقته مع ما جاء من وصفه في المعاجم الخاصة بالكتب، ككشف الظنون وغيرها.
قام بتسجيل ما على المخطوط من إجازات علمية ومطالعات.
ذكر اسم ناسخ المخطوط، وتأريخ النسخ إن وجد وإلا فيقدر عمر المخطوط على أساس نوع الورق أو الحبر والاستعانة بالمختصين في هذا الشأن.
ذكر نوع الخط وما يتعلق به من تشكيل و إعجام وغير ذلك.
قام بالإشارة إلى ما على المخطوط من وقفيات وتمليكات إتماماً للفائدة التأريخية.
أشار إلى ما لم يطبع من المخطوط.
اعتنى كثيراً بالوصف الظاهري للمخطوطات الخزائنية النفيسة وذكر ما تشتمل من المزوقات الفنية البديعة والزخارف الملونة الفاخرة.
ذكر عدد أوراق المخطوط وعدد السطور في كل صفحة فيه.
ذكر طول المخطوط وعرضه بالسنتيمتر.
قام المؤلف باستخدام جملة من الكتب في التأريخ والتراجم والأدب.
وبلغ عد الكتب المخطوطة في المكتبة القادرية حتى نهاية يوم 31 - تشرين الأول -1985م (1834) مجلداً مخطوطاً، و (222) مجلداً مصوراً عن الأصل عدا جملة من الوثائق
والإجازات العلمية، وكثير من تلك الآثار مهم في موضوعه عزيز في فنه.
ومن أهم الخزائن التي ضمت إلى المكتبة:
خزانة كتب المدرسة الخاتونية:
أنشأت هذه المدرسة السيدة عاتكة خاتون بنت السيد علي الكبير القادري الكيلاني يتصل نسبها بالشيخ عماد الدين نصر قاضي القضاة ببغداد المتوفى سنة 633ه، ومن أ عمالها أنها جعلت دارها مدرسة علمية وسجلتها وقفاً وسمتها – المدرسة الخاتونية – وحبست عليها وقوفاً كثيرة بموجب الوقفية المؤرخة المؤرخة سنة 1220ه والوقفية الثانية المؤرخة بتأريخ 1234ه وجعلت الواقفة في هذه المدرسة خزانة كتب قيمة جمعتها من مالها الخاص، جمعت فيها كل نادر ونفيس من المخطوطات، وحررت ظهر كل كتاب وقفية، وختمتها بختم –وقف عاتكة خاتون -.
خزانة مدرسة جامع القبلانية:
وجامع القبلانية من المساجد القديمة في بغداد حيث شيد على أرض أيوان ألطب التابع للمدرسة المستنصرية جدده والي بغداد السلطان سليمان باشا الكبير سنة 1197ه وأنشأ فيه مدرسة دينية وألحق بها خزانة كتب، وقد تفرقت تلك الكتب منذ زمن بعيد إلا أن بعض أهل الخير أعاد قسماً منها وقفاً على مكتبة المدرسة القادرية.
خزانة مدرسة جامع الفضل:
وهو من مساجد بغداد القديمة، يقع في محلة الفضل في شارع الكفاح، أنشأه الوزير الايلخاني غياث الدين محمد بن الفضل الخواجة رشيد الدين وجدده والي بغداد سليمان باشا الكبير ووقف عليها جملة من الكتب والمخطوطات.
4 - خزانة مدرسة جامع خضر بك:
يقع هذا المسجد في محلة قنبر علي ببغداد بالقرب من شارع الأمين الحالي، شيده خضر بك سنة 1200ه أوقف السيد عبد الكريم أفندي بن عبد الله الجلبي جملة كبيرة من الكتب والمخطوطات.
5 - خزانة السيد يوسف العطاء مفتي بغداد ومدرس الحضرة القادرية سابقاً:
وهي من خزائن الكتب الخاصة الغنية بالنفائس من المخطوطات جعلها السيد يوسف صلاح الدين (آل عطاء) وقفاً على المكتبة القادرية.
6 - مكتبة الشيخ قاسم القيسي مفتي العاصمة العراقية الأسبق وخطيب ومدرس الحضرة القادرية.
7 - مكتبة السيد إبراهيم سيف الدين الكيلاني النقيب الأسبق.
8 - مكتبة السيد محمد سعيد السيد موسى مفتي وقاضي الرمادي السابق ومدرس الجامع الكبير.
(يُتْبَعُ)
(/)
9 - مكتبة الحاج عبد المجيد عبد القادر البهزري.
10 - مكتبة الزعيم السيد حسين فوزي الحسني.
11 - مكتبة العقيد إبراهيم عبد القادر العزاوي.
12 - مكتبة السيد ناصر السيد صفاء الدين الكيلاني.
13 - مكتبة السيد عبد الحميد السيد أحمد الكيلاني.
14 - مكتبة السيد عبد الله مؤيد السيد عبد الرحمان الكيلاني.
15 - مكتبةالحاج عبد القادر عبد الرحمان إمام مسجد ملوكي في العامرية.
16 - مكتبة المرحوم اليد شمس الدين السيد إبراهيم الكيلاني.
17 - مكتبة المرحوم السيد عبد المجيد جميل.
18 - مكتبة المرحوم السيد عبد الله الزهاوي.
19 - مكتبة المرحوم السيد شهاب الدين السيد أحمد الكيلاني.
20 - مكتبة المرحوم السيد عبد القادر السيد عبد الله الكيلاني.
21 - مكتبة المرحوم السيد عبد الرحمان الحيدري.
22 - مكتبة المرحوم العقيد محمود السيد بكر.
23 - مكتبة المرحوم الأستاذ حسن رضا المحامي عضو محكمة تمييز العراق سابقاً.
24 - مكتبة المرحوم السيد مكرم السيد عبد الرحمان الكيلاني.
25 - مكتبة المرحوم الشيخ محمد عبد الله ذنون.
26 - مكتبة المرحوم الشيخ عبد الجليل آل جميل.
27 - مكتبة المرحوم السيد عبد الجبار الجدوع.
28 - مكتبة المحامي السيد صفاء الدين عبد الوهاب.
وتتوزع مخطوطات المكتبة القادرية على العلوم كافة وفق التصنيف التالي:
المصاحف الشريفة (51) مخطوط.
علوم القرآن الكريم (67) مخطوط (يتضمن مجلدات، مجاميع أي أن: المجلد يحتوي على عدة مخطوطات).
علوم الحديث الشريف (109) مخطوط (يتضمن مجلدات).
علم المنطق (59) مخطوط.
علم الوضع و النحو والصرف والاستعارة (213) مخطوط.
علم آداب البحث والمناضرة (5) مخطوط.
علم اللغة (19) مخطوط.
علم الأدب والشعر (99) مخطوط.
علم العروض (5) مخطوط.
علم التأريخ (10) مخطوط.
كتب السيرة النبوية المطهرة (22) مخطوط.
كتب السير والتراجم (35) مخطوط.
علم الأنساب (9) مخطوط.
البلدان (5) مخطوط.
علم الحساب والهيئة (26) مخطوط.
علم الميكانيك (1) مخطوط.
علم الطب والصيدلة (15) مخطوط.
علم الحيوان (4) مخطوط.
علم الكيمياء والطبيعة (2) مخطوط.
علم الجفر (10) مخطوط.
لوحات الخطاطين (13).
فنون متنوعة (14) مخطوط.
الوثائق (25) وثيقة.
السجلات (7) يتظمن فهارس الخزانات.
الإجازات والمشيخات (22) مخطوط.
المجاميع (علوم متنوعة)، (135) مجموعة كبيرة تحتوي على (709) مخطوط فريد ونادر.
الفقه الحنفي (188) مخطوط.
الفقه الشافعي (73) مخطوط.
الفقه المالكي (3) مخطوط.
الفقه الحنبلي (7) مخطوط.
الفقه الإمامي (7) مخطوط.
علم أصول الفقه (27) مخطوط.
علم العقائد (85) مخطوط.
كتب الفرق والردود (30) مخطوط.
كتب التصوف (142) مخطوط.
المكتبة القادرية وأحداث 9/ 4/2003م
تعرضت المكتبة القادرية إلى الهجوم من قبل الأميركان والإسرائيليين وعملائهم، وبعض الأُجراء من العراقيين المقيمين في الخارج (جاؤوا يركبون شاحنة كبيرة)، وحاولوا اقتحام باحة الحضرة القادرية، فتصدى لهم المصلون ورواد الحضرة القادرية، وحصلت بين الطرفين (حسب ما يروي شاهد عيان وهو السيد أمين المكتبة القادرية) مناوشات بالسلاح ونتيجة لتجمع الناس واعتصامهم داخل الحضرة القادرية، أعرض المهاجمون عن المكتبة، وقد قام الكادر العامل في المكتبة القادرية بعمل وقائي فجمعوا المخطوطات في صناديق وأودعوها في مكان أمين، إلى حين أن تتولى حكومة دائمة مقاليد السلطة في القطر العراقي.
مكتبة الأوقاف المركزية في السليمانية
السليمانية مدينة جميلة تقع على سفح جبل يسمى (كويزة)، وهي مركز محافظة السليمانية، تقع في الشمال الشرقي من الجمهورية العراقية وقد بنيت بعد نقل العاصمة من قلعة الجولان من قبل أحد الأمراء البابانيين وهم أسرة عريقة من أسر الأكراد الذين حكموا تلك المناطق، وكانوا أكثر الأسر الحاكمة في تأريخ الأكراد أتباعاً وأعوانناً وأشياعاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ذكرهم الأمير (شرف خان) في كتابه (شرفنامة) سنة 1005ه، وكانت الفترة التي حكموا فيها ردحاً من الزمن من أخصب الحقب التي مر بها التأريخ الكردي، حيث اتسم زمنهم بالأمن والعدل والرخاء والتدين و كانت المكتبة البابانية ثمرة من ثمار هذه الأسرة التي شيدت الجوامع والمدارس واعتنت بطلبة العلم الشرعي وجلبت المخطوطات طوال فترة حكمهم الممتدة من سنة 1669م وإلى أن أفل نجمها سنة 1851م.
ورغم أننا لا نجد بين أيدينا ما يرشدنا إلى البداية الحقيقية لمكتبة البابانيين، وكيفية تأسيسها وتأريخ ذلك وبواعث إنشائها وما إلى ذلك، إلا أننا نستطيع أن نتلمس الأثر من ذلك خصوصاً وأن الحصول على معلومات مفصلة ودقيقة عنها في جميع جوانبها خصوصاً فيما يتعلق بمراحل التطور يكاد يكون من المستحيلات في الوقت الحاضر، وأكثر ما يمكن الحصول عليه هو التأكيد على كون كردستان العراق منبعاً صافياً لتخريج طلبة العلم الشرعي جيلاً بعد جيل وكونها أحد معاقل العلماء الأفذاذ الذين أصبحوا شعلة منيرة في تأريخ الثقافة الإسلامية عبر الزمن و من هؤلاء العلماء الجهابذة ابن الصلاح رحمه الله.
وقد كان للأمراء البابانيين دور كبير في إغناء المكتبة بالكتب والمخطوطات النادرة و الثمينة، حيث كانوا يقدمون كل مساعدة ممكنة، ولقد وجد على المخطوطات في هذه المكتبة عدة وقفيات تثبت أنها وقفت من الأمراء البابانيين وليس من المستبعد أن تكون مكتباتهم هي المصدر الذي أسس عليه صرح مكتبة الأوقاف العامة الآن وهذه المكتبات هي:
المكتبة العامة البابانية في قلعة الجولان.
مكتبة الشيخ عبد الله الخرباني، التي بيع قسم كبير منها قبل سنوات إلى مديرية الآثار العامة في بغداد وبقي بعضها محفوظاً في قصبة حلبجة عند ورثته.
مكتبة عظيمة كان فيها أكثر من ألف مخطوطة ولم يبق منها سوى الصحائف جلبت مؤخراً إلى مكتبة الأوقاف العامة في السليمانية.
مكتبة بيارة التي كانت تضم أكثر من ألف مخطوط من أمهات الكتب في شتى صنوف العلم والمعرفة ولم يبق منها إلا زهاء أربعمائة مخطوطة ضمت إلى مكتبة الأوقاف المركزية.
مكتبة ملا غزائي في قرية كناو التابعة لقضاء بشدر التي كان فيها أكثر من ألفي مخطوطة من النوادر والكتب القيمة.
مكتبة (كلعنبر) خورمال.
مكتبة (سورداش).
مكتبة (بيوش) حيث أهدى منها عدد كبير من المخطوطات إلى مكتبة الأوقاف المركزية في السليمانية.
ومن هذا يتبين دور الأسرة البابانية في رفد المكتبات وتأصيلها حتى سقطت هذه الإمارة في عام 1851م حيث أصبحت تلك المكتبات بعد أن وسد الأمر إلى غير أهله مرتعاً للسراق والعابثين والمخربين الذين سرقوا من المكتبة المركزية ما سرقوا وأتلفوا ما أتلفوا و أهملوا ما أهملوا.
وقد حاول كاكه أحمد الشيخ تدارك الأمر والعودة بالمكتبات إلى ما كانت عليه سابقاً فلم شعثها وضم نشرها وجمع شتاتها ورد شاردها ورتبها وحافظ عليها طيلة حياته حتى دخل عام 1305ه فعاد الإهمال إليها.
وشاء القدر أن تبقى مجموعة نادرة من تلك المخطوطات في مكتبة البابان في الجامع الكبير تصارع الأحداث والنكبات و المصائب التي مر بها العراق بعد ذلك إلى أن هيأ الله سبحانه وتعالى من ينقذها من هذا المصير المؤلم ويحفظها من التلف والضياع وكان ذلك على يد فضيلة الشيخ العلامة محمد الخال (قاضي المحكمة الشرعية في السليمانية سابقاً) وعضو المجمع العلمي حيث كان حريصاً على المحافظة على هذه المخطوطات فبسعي حثيث منه قامت محافظة السليمانية في الأربعينيات بتشكيل لجنة لجرد هذه المخطوطات وتسجيلها، ثم اشترى لها قناطر خشبية ووضعها في غرفة ضريح كاكا أحمد الشيخ، وخزن فيها المخطوطات ثم أغلقها وختمها بختم المحكمة الشرعية، ثم أخذ مكتبة المرحوم أحمد النقيب من ورثته وضمها إلى هذه المخطوطات.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي أوائل عام 1978م قامت وزارة الأوقاف بفتح مكتبة مركزية وقفية في مركز محافظة السليمانية، وشكلت لجنة من ثلاثة موظفين مختصين للقيام بجمع المخطوطات الموقوفة داخل مركز المحافظة وخارجه، وضمها إلى ما تبقى من مخطوطات مكتبة بابان، فبادرت إلى التجوال في القرى والنواحي و الأقضية التابعة للمحافظة بحثاً عن المخطوطات الموقوفة من زوايا التكايا و الجوامع و المساجد وعند الأشخاص الذين يظن أن يكون عندهم مخطوطات موقوفة، حتى استطاعت جمع أكثر من ألف مخطوطة هذا من جهة، ومن جهة أخرى قام بعض رجال العلم في المحافظة وعلى رأسهم الشيخ محمد خال بتقديم مخطوطاتهم الشخصية إلى المكتبة والبالغ عددها حوالي 615 مخطوطة جلها من النوادر والنفائس ولا تقدر بثمن.
واليوم تمتلك المكتبة حوالي ثلاثة آلاف مخطوطة فيها النفيس والنادر وفيها ما لا ثاني له في مكتبات العالم، وفيها ما هو منسوخ بخط مؤلفه وتوزعت على العلوم كافة وفيما يلي تبيان ذلك:
(مكتبة البابانيين)
المصاحف (4) مخطوطات.
علم التجويد وعلوم القرآن (9) مخطوطات.
علم تفسير القرآن (47) مخطوطة.
علم الحديث وعلومه (94) مخطوطة.
علم الكلام والعقائد (24) مخطوطة.
علم التصوف والمواعظ (46) مخطوطة.
الفقه الشافعي (113) مخطوطة.
الفقه الحنفي (47) مخطوطة.
الفقه المالكي (4) مخطوطات.
أصول الفقه (8) مخطوطات.
فقه المذاهب الأخرى المقارنة (8) مخطوطات.
الأدب العربي (27) مخطوطة.
اللغة العربية (7) مخطوطات.
النحو والصرف (27) مخطوطة.
البلاغة (19) مخطوطة.
الوضع و المنطق و آداب البحث و المناظرة (23) مخطوطة.
الطب الإسلامي (6) مخطوطة.
التأريخ والتراجم والسير (17) مخطوطة.
علم الفلك (7) مخطوطات.
علم الجفر و الأوفاق (7) مخطوطات.
مكتبة (البيارة – طويلة – خورمال)
المصاحف (79) مخطوطة.
المعارف العامة (2) مخطوطة.
التفسير وعلوم القرآن و القراءات (22) مخطوطة.
الحديث وعلومه (10) مخطوطات.
علم التصوف والوعظ (73) مخطوطة.
علم الكلام العقائد (51) مخطوطة.
علم أصول الفقه (8) مخطوطات.
الفقه الشافعي (85) مخطوطة.
الفقه الحنفي (1) مخطوطة.
الأدب (34) مخطوطة.
اللغة العربية (2) مخطوطة.
النحو والصرف (92) مخطوطة.
البلاغة (24) مخطوطة.
الوضع والمنطق و آداب البحث والمناظرة (74) مخطوطة.
الطب الإسلامي (9) مخطوطات.
علم الفلك (17) مخطوطة.
خزائن (ملا عبد السلام – ملا جلال – المحوي)
المصاحف (10) مخطوطات.
التفسير و علوم القرآن (13) مخطوطة.
الحديث وعلومه (9) مخطوطات.
علم الكلام والعقائد (23) مخطوطة.
علم التصوف والمواعظ (60) مخطوطة.
علم أصول الفقه (4) مخطوطات.
الفقه الشافعي (35) مخطوطة.
الفقه الحنفي (1) مخطوطة.
الأدب (20) مخطوطة.
اللغة العربية (8) مخطوطات.
النحو والصرف (82) مخطوطة.
البلاغة (18) مخطوطة.
الوضع والمنطق وآداب البحث والمناظرة (85) مخطوطة.
الطب الإسلامي (4) مخطوطات.
علم الفلك (17) مخطوطة.
التأريخ والتراجم (15) مخطوطة.
خزائن متفرقة (العوائل الدينية والعلمية)
خزانة الشيخ عبد الرؤوف بن محمد أمين البيزوي.
خزانة الشيخ عمر الشهير بابن القرداغي.
خزانة الشيخ مصطفى الخال.
خزانة قادر شيد عبد الله.
خزانة الشيخ نوري بن الشيخ بابا علي القرداغي.
وتشمل:
المصاحف (9) مخطوطات.
المعارف العامة (1) مخطوطة.
التجويد وعلوم القرآن (20) مخطوطة.
التفسير وآيات الأحكام (11) مخطوطة.
علم الكلام والعقائد والفرق (66) مخطوطة.
علم التصوف والوعظ (56) مخطوطة.
علم أصول الفقه (9) مخطوطات.
الحديث وعلومه (17) مخطوطة.
الفقه الشافعي (104) مخطوطة.
الفقه الحنفي وفقه المذاهب الأخرى والفقه المقارن (8) مخطوطات.
الأدب (54) مخطوطة.
اللغة العربية (5) مخطوطات.
النحو والصرف (157) مخطوطة.
البلاغة (35) مخطوطة.
الوضع والمنطق وآداب البحث والمناظرة (125) مخطوطة.
الطب الإسلامي (12) مخطوطة.
التأريخ والتراجم والسير (23) مخطوطة.
علم الفلك (34) مخطوطة.
مكتبة الأوقاف العامة في السليمانية وأحداث 9/ 4/2003
(يُتْبَعُ)
(/)
أن المتأمل في تأريخ مكتبة الأوقاف العامة في السليمانية يجد أن المكتبة قد تعرضت عبر تأريخها ولأكثر من مرة لأحداث السلب والنهب والتخريب أو الإهمال والإتلاف المتعمد وغير المتعمد وذلك عائد لتعرض العراق للغزوات والحروب ولتعرضه للفتن والملاحم المتتالية مما أدى في أكثر الأحيان إلى سيادة جو من انعدام الأمن والطمأنينة، الذي تستغله أطراف متعددة للنيل من تراث وتأريخ هذا البلد وساهمت عدة أمور في تنامي وتزايد الأخطار المحدقة بالبلد منها:
الموقع الجغرافي له في قلب العالم أو في قلب منطقة مليئة بالتفاعلات الحضارية والمتغيرات الاجتماعية.
ما يمتلكه من ثروات طبيعية وموارد هائلة جعلته عرضة للأطماع الاستعمارية المتزايدة.
صراع الحضارات وأثره على الأمة عبر العصور.
ولهذا وذاك، فإن المكتبات كانت الخاسر الأكبر في جميع تلك الوقائع،وقد كان نصيب مكتبة الأوقاف في السليمانية من ذلك وفيراً، فبعد فترة من الأمن حظيت به المنطقة الشمالية طوال الفترة الممتدة من 1930م إلى عام 1991م، تعرضت المكتبة للسلب والنهب والإتلاف، ثم بعد هذا التأريخ جرت عملية إعادة ترميم وتعمير المكتبة من جديد ومن ثم تأهيلها للمستخدمين من طلبة العلم وعلماء و مختصين، وهي مفتوحة الآن بدوام كامل، من الساعة 8,30 صباحاً وحتى الساعة 2,30 مساءاً.
مكتبة الأوقاف العامة في الموصل
تعود أولى المحاولات الجادة في سبيل إنشاء مكتبة عامة للأوقاف في الموصل إلى عام 1925م حيث نادى المعنيون بشؤون الأوقاف آنذاك إلى ضرورة القيام بجمع الكتب الوقفية من بين الغرف المهملة في أركان المساجد والجوامع وأرجاء المدارس الدينية، وذلك محاولة منهم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا التراث الثر الغزير وقد مضى عليه الزمن وتقادمت عليه السنون وتراكمت فوقه الأتربة وعبثت به أيادي العابثين الجاهلين، إلا أن هذه المحاولة لم يكتب لها النجاح فقد رفضها البعض وعارضها البعض الآخر وحال دون تحقيقها أناس آخرون بحجج وأعذار مختلفة لا مجال للدخول في تفاصيلها.
وهكذا بقيت هذه الكتب والمخطوطات والآثار النادرة وتلك الأفكار النيرة التي تفجرت عن أكبر العقول عبقرية وأعظمها ذكاء سجينة متطلعة من خلال النوافذ إلى بصيص النور وحزمة الضوء والأمل.
والموصل مدينة جميلة تقع في شمال العراق وهي من أعرق المدن وأكثرها قدماً فهي كبقية المدن العراقية القديمة تعتبر مهد الحضارات في وادي الرافدين (سومر، آشور، كلدان، بابل ... ) ويكفي أن شرفها الله ببعثة الأنبياء عليهم السلام.
ثم جاء الإسلام فأنار الربوع العربية وأصبحت الموصل واحدة من مشاعل الإسلام وحصناً منيعاً من حصونه ومنبعاً لتخريج الدعاة وإلى ساعة الناس هذه، وتمتاز الموصل بطبيعة خلابة وجو لطيف وأرض خضراء قشيبة حتى أصبحت مثار إعجاب الشعراء والمفكرين والأدباء وسميت بـ (أم الربيعين) لجودة المناخ وعذوبة الماء ولهوائها العليل، وقصدها العلماء والمفكرون والأدباء والمنظرون وسكنها أفاضل الناس والمصلحين وكان من الطبيعي أن تصبح المكتبات فيها مرتعاً للعلماء ومناراً لامعاً للعلم.
ومدينة الموصل تزخر بالمدارس والجامعات والمساجد وحلقات العلم، وإن فكرة توحيد المكتبات ولمِّ شتاتها في مكتبة كبيرة ضخمة كانت فكرة حية لدى المعنيين والمثقفين والكتاب، فكان عام (1937م) الموافق (1355ه) نقطة تحول في تاريخ المكتبة حيث تم الإيعاز من قبل الديوان الملكي إلى أوقاف الموصل من أجل العناية بالمخطوطات حسب كتاب الأوقاف العامة الموجه إلى مديرية أوقاف الموصل المرقم (9856/ 1709) في 5/ذي الحجة/1355 الموافق 16/شباط/1937، وتم العمل بالجمع الحقيقي للمخطوطات ولم شتاتها في 7/ 2/1973م، واكتمل الجمع في نفس السنة في 1/ 7/1973م.
وتظم المكتبة الآن خزائن المخطوطات الموقوفة والشخصية التالية بحسب تاريخ انتمائها إلى مكتبة الأوقاف في الموصل:
خزانة السيد حسن باشا الجليلي (1172ه - 1233ه).
المدرسة الإسلامية.
خزائن مدرسة مسجد العراكدة.
خزائن جامع النبي شيت.
خزائن مدرسة جامع باب الطوب.
خزانة مدرسة الجامع الكبير.
خزانة مخطوطات الحاج محمد أفندي الرضواني 1269ه - 1357ه.
خزانة المدرسة المحمدية (الزيواني).
خزانة المدرسة الأحمدية.
(يُتْبَعُ)
(/)
خزانة مخطوطات السيد عبد المجيد الخطيب.
خزانة مدرسة الحجيات.
خزانة مدرسة جامع الباشا.
خزانة مدرسة الحاج زكريا.
خزانة مدرسة جامع بكر أفندي.
خزانة مدرسة الحاج حسين بك (السلطان أويس).
خزانة مدرسة الرباعية.
خزانة مدرسة جامع الخاتون.
خزانة المدرسة النعمانية.
خزانة مدرسة النبي يونس.
خزانة مدرسة النبي جرجيس.
خزانة مدرسة جامع المحموديين.
خزانة مدرسة جامع حمو القدو.
خزانة مدرسة جامع عبد الله بك.
خزانة جامع الأغوات.
خزانة جامع الشيخ خالد في محلة المياسة.
خزانة جامع المصفى.
خزانة مسجد الصُياغ.
خزانة الشيخ عبد الآل.
خزانة مخطوطات عبد الله مخلص (1313ه - 1390ه).
خزانة مخطوطات ميسر صالح الأمين.
خزانة مخطوطات د. ميسر الجلبي (1297ه - 1379ه).
خزانة مدرسة الخياط.
خزانة مدرسة الصائغ عبد الرحمان جلبي وقاسم جلبي الصائغ.
مخطوطات عبد الله حسو (1308ه - 1380).
مخطوطات السيد محمد صديق الجليلي.
وفيما يلي نماذج من توزيعات المخطوطات على العلوم في بعض الخزائن:
خزانة حسن باشا الجليلي:
المصاحف (3) مخطوطات.
التجويد والقراءات (5) مخطوطات.
التفسير وعلومه (34) مخطوطة.
غريب ألفاظ القرآن والحديث (3) مخطوطات.
الحديث وعلومه (9) مخطوطة.
علم الكلام والعقائد (11) مخطوطة.
التصوف والأخلاق والأدعية (20) مخطوطة.
أصول الفقه (9) مخطوطات.
الفقه الحنفي (48) مخطوطة.
الفقه الشافعي (6) مخطوطة.
فقه المذاهب الأخرى (1) مخطوطة.
خلافات المذاهب (1) مخطوطة.
الردود والفرق (2) مخطوطة.
الأدب و القوافي (20) مخطوطة.
اللغة (1) مخطوطة.
النحو (32) مخطوطة.
الصرف والبلاغة وعلم الوضع (12) مخطوطة.
المنطق وآداب البحث والمناظرة (8) مخطوطات.
الطب (9) مخطوطات.
التاريخ والتراجم (9) مخطوطات.
موضوعات مختلفة (11) مخطوطة.
المجاميع (84) مجلد تشمل (359) مخطوطة.
خزانة المدرسة الإسلامية:
المصاحف (1) مخطوطة.
التجويد والقراءات (4) مخطوطات.
التفسير وعلومه (2) مخطوطة.
الحديث وعلومه (18) مخطوطة.
علم الكلام والعقائد (7) مخطوطات.
التصوف والأخلاق والأدعية (5) مخطوطات.
أصول الفقه (2) مخطوطة.
الفقه الحنفي (7) مخطوطات.
الفقه الشافعي (7) مخطوطات.
فقه المذاهب الأخرى (14) مخطوطة.
الردود والفرق (2) مخطوطة.
الأدب والقوافي (15) مخطوطة.
النحو (22) مخطوطة.
الصرف (4) مخطوطات
البلاغة (2) مخطوطة.
المنطق وآداب البحث والمناظرة (8) مخطوطات.
التاريخ والتراجم والسير (7) مخطوطات.
موضوعات مختلفة (20) مخطوطة.
المجاميع (42) مجلد، تشمل (134) مخطوطة.
مخطوطات مدرسة مسجد العراكدة: (13) مخطوط.
مخطوطات مدرسة جامع النبي شيت عليه السلام:
المصاحف (32) مخطوطة.
التفسير وعلومه (16) مخطوطة.
الحديث وعلومه (6) مخطوطات.
علم الكلام والعقائد (5) مخطوطات.
التصوف والأخلاق والأدعية (5) مخطوطات.
أصول الفقه (5) مخطوطات.
الفقه الحنفي (27) مخطوطة.
الفقه الشافعي (9) مخطوطات.
الأدب والشعر (10) مخطوطات.
اللغة (6) مخطوطات.
النحو (21) مخطوطة.
الصرف (3) مخطوطات
البلاغة (9) مخطوطة.
المنطق وآداب البحث والمناظرة (6) مخطوطات.
الطب (3) مخطوطات.
التاريخ والتراجم والسير (8) مخطوطات.
موضوعات مختلفة (21) مخطوطة.
المجاميع (56) مجلد، وتشمل (184) مخطوطة.
مخطوطات مدرسة باب الطوب: (10) مخطوطات، بضمنها مجاميع.
مكتبة الأوقاف العامة في الموصل وأحداث 9/ 4 2003م
بالرغم من أن انعدام الأمن بعد الاحتلال الأمريكي الغاشم لدولة العراق كان هو الصفة السائدة، وسيادة السلب والنهب و التخريب للدوائر الرسمية والحكومية كافة، إلا أن تكاتف أبناء مدينة الموصل وتلاحمهم في صد المعتدين ومنعهم من تخريب وتدمير التراث الأصيل أدى إلى أن تبقى مكتبة الأوقاف العامة في الموصل سليمة من أعمال التخريب والتدمير والسلب والنهب، وقد استطعنا أن نلتقي بالشيخ محمد بشار الفيضي أستاذ الحديث في الجامعة الإسلامية، وهو أحد العلماء والدعاة المبرزين في مدينة الموصل الحدباء، حيث أعطانا انطباعاً عاماً عن مدى حرص الناس
(يُتْبَعُ)
(/)
في الموصل على صيانة مكتبة الأوقاف العامة والآثار الخطية المهمة فيها ومدى تفاني المسؤولين والعاملين فيها على إبقاء هذه المكتبة شعلة تنير طريق طلبة العلم وتخدم العلم والعلماء إدراكاً منهم لشرف الرسالة التي يؤدونها ونبل المعاني السامية التي يتجشمون عناء المحافظة عليها، حتى أن بعضهم كان يسهر الليالي الصعبة التي كانت تتعرض فيها مدينة الموصل لأشد الغارات تدميراً ويعرضون أنفسهم لخطر أشد الأسلحة فتكاً، و يناشد أبناء الموصل الغيورون جميع الأخوة المسلمين في أرجاء الأرض أن يتحملوا مسؤولياتهم في الدفاع عن العراق ومساعدته على تجاوز محنته المتمثلة بالاحتلال المقيت الذي هو أشد خطراً على التراث الإسلامي الأصيل من أي شيء أخر، وأن خطر تعرض المكتبة للمداهمة من قبل الأمريكان قائم، فهم يرتكبون الجرائم بدم بارد ولا يهمهم إذا ما كان الذي يحرقونه حطب رخيص أم أثر نفيس، نصَّبوا أنفسهم قضاة وجلادين، غير آبهين من وازع أو ضمير أو سلطة أو قانون، مخالفين لكل الأعراف والمواثيق التي تحرم تدمير الآثار أو نهبها كما نصت على ذلك اتفاقيات جنيف التي كانوا هم أحد الدول التي وقعت عليها.
مكتبة المتحف الوطني العراقي
مكتبة المتحف الوطني العراقي من المكتبات المهمة التي تعنى بجمع المخطوطات الأثرية النفيسة والأصلية فهي تضم أكثر من أربعة آلاف مخطوط نادر كتب أغلبها باللغة العربية وبعضها بلغات أخرى كالإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والتركية والفارسية والكردية والعبرية والسريانية والأودوية والصابئية وغيرها.
وتتناول هذه المخطوطات مواضيع علمية متنوعة منها: الطب والرياضيات والمنطق واللغة والتأريخ والجغرافيا والعلوم الشرعية كعلم الحديث والفقه والتفسير والعقائد .. ألخ.
ومنها مخطوطات نادرة فريدة كتب بعضها بخط مؤلفيها ويعد كتاب (المجمل في اللغة) لابن فارس الذي كتبه سنة 446ه - 1054م من أقدم المخطوطات المؤرخة التي تمتلكها المكتبة.
موقع المكتبة
تقع المكتبة حالياً في مبنى المتحف الوطني العراقي في منطقة (علاوي الحلة) من جانب الكرخ في بغداد بالقرب من بناية البريد المركزي العراقي وهي بناية حديثة وأنيقة مكونة من أقسام متعددة تبعاً لتقسيمات المتحف الوطني حيث تشغل المكتبة بناية واسعة من بنايات المتحف الوطني العراقي.
تطور المخطوطات في المكتبة
تواردت المخطوطات إلى المكتبة منذ عام 1359ه - 1940م،وكان أول كتاب اقتني وسجل في سجل المخطوطات هو كتاب (معجم البلدان) لياقوت الحموي،وأضيفت بعده مجموعة مخطوطات المرحوم رشيد عالي الكيلاني رئيس وزراء الحكومة العراقية في العهد الملكي.
وأخذت هذه المخطوطات تتزايد أعدادها عن طريق الشراء والإهداء ومن أكبر المجموعات التي دخلت المكتبة تلك التي أهديت من الأباء الكرمليين في بغداد والتي تعرف اليوم بمخطوطات الأب أنستاس ماري الكرملي والتي سجلت في المكتبة سنة 1373ه -1953م والبالغ عددها (435) مخطوطاً.
وقد أصدر الأستاذ كوركيس عواد مدير مكتبة المتحف الوطني العراقي السابق فهارس عديدة لها نشرة في مجلة سومر التي كانت تصدرها مديرية الآثار العامة ببغداد، تناول فيها المخطوطات الطبية والأدبية والتاريخية.
وقد قام الأستاذ أسامة ناصر النقشبندي بإعداد فهرست للمخطوطات اللغوية
(النحو والصرف والبلاغة والعروض والقوافي والمعاجم وفقه اللغة) وبلغ عدد تلك المخطوطات أكثر من (503) مخطوطات.
مثال/
شرح عمدة الحافظ وعدة اللافظ
كلاهما لجمال الدين محمد بن عبد الله بن مالك الطائي المتوفي سنة 672ه - 1273م،
قال المؤلف في هذا الشرح: (هذه تنبيهات مختصرة يستعان بها على فهم ما تضمنته مقدمتي الموسومة بعمدة الحافظ وعدة اللافظ).
كتبه بقلم معتاد محمد هاشم الموسوي 1250ه - 1834م،
الرقم 537،
القياس 21 × 15،
ص 188،
س23.
مكتبة المتحف الوطني العراقي وتأريخ سقوط بغداد في 9/ 4/2003م
(يُتْبَعُ)
(/)
تعرض المتحف الوطني العراقي في يوم سقوط بغداد في يد القوات الأمريكية وحلفائها إلى هجوم همجي استهدف جميع القطع الأثرية النادرة التي لا تقدر بثمن والتي يعود تأريخ بعضها إلى 5 آلاف سنة قبل الميلاد، فنهبت تلك الآثار بمساعدة من القوات الغازية وقد شوهدت جماعات مختلفة تقتحم مبنى المتحف الوطني العراقي بعضهم عراقيون مدفوعون من جهات عميلة وبعضهم يهود إسرائيليون وبعضهم أمريكان جاءوا بملابس عسكرية تارة وتارة بملابس الصحفيين والمراسلين، فنهبوا وسرقوا وأحرقوا ثم بعد ذلك وضعوا قوات أمريكية مدرعة بالدبابات بحجة حماية المتحف الوطني من السرقة بعد أن سرقوه.
وأخيراً فتحت أبواب المتحف للعاملين فيه حيث أكد لنا السيد (دوني) مدير المتحف الوطني العراقي نجاة أكثر تلك المخطوطات الموجودة في المكتبة من السرقة إلا أنه لم يطلعنا على شيء منها لدواعٍ أمنية.
دار صدام للمخطوطات
دار صدام للمخطوطات من أكبر دور المخطوطات في القطر العراقي وأكثرها كماً وأقدمها تصنيفاً وأجودها نوعية فهي مقارنة بغيرها من الدور والمكتبات الأهم على الإطلاق حيث يربوا عدد المخطوطات في المكتبة على 60,000 مخطوطة في شتى العلوم والمعارف والفنون والآداب.
وتعتبر دار صدام للمخطوطات حديثة نسبياً إذ يعود تأريخ تأسيسها إلى عام 1989م، حيث أوعزت الحكومة العراقية السابقة إلى الوزارات كافة بتبني فكرة إنشاء دار للمخطوطات يراعى فيها أن تكون أكبر دار للمخطوطات في القطر العراقي، فاختير لها مكان حرصت الحكومة فيه على أن يكون الموقع مميزاً فاختير لها دار السيد توفيق السويدي رئيس الوزراء العراقي السابق (العهد الملكي) مع دارين كبيرين أخريين مجاورة لدار توفيق السويدي في منطقة شارع حيفا الجهة القريبة من مبنى الإذاعة والتلفزيون في الصالحية (جانب الكرخ من بغداد)، ثم استقدم لخدمة الدار كادر كبير ومتخصص منهم الأستاذ الدكتور أسامة النقشبندي وغيره.
وشرع العاملون في الدار في توفير المستلزمات وتهيئة الوسائل اللازمة لحفظ المخطوطات وحمايتها من عوامل التآكل والتلف ومن بعد ذلك جرت عملية تحويل جميع تلك المخطوطات إلى مخزن مهيأة فيه جميع العوامل اللازمة لذلك.
وراعى المختصون في الدار على إنشاء غرفة خاصة بتصوير المخطوطات وتحميض الأفلام وأرشفة ذلك كله في قسم الأرشيف.
وقد اتبع القائمون على خدمة هذه الدار كل الوسائل الكفيلة لأن تطور الدار وتضمن لها الريادة على غيرها.
دار صدام للمخطوطات وأحداث العدوان الأمريكي
في 9/ 4/2003 م وما بعدها
تعرضت دار صدام للمخطوطات بعد زوال حكومة البعث و احتلال بغداد من قبل القوات الأمريكية الغاشمة إلى أعمال السلب والنهب والحرق والإتلاف من أطراف متعددة وتم إتلاف أحد الدور الثلاثة، وقام العاملون في الدار على حماية الدارين الباقيين، وقد نشرت جريدة الساعة العراقية في عددها المرقم (19) الصادرة بتأريخ 5 / جمادى الأولى / 1424ه الموافق 5 / تموز / 2003 م تقريراً بعنوان (نهب 60000 مخطوطة نادرة تحت سمع ونظر الأمريكان) وتحدثت عن سرقت ونهب جميع المخطوطات في دار صدام.
وقد آثرنا التحقق من ذلك الخبر وتمحيصه، فتبين لنا بعد التحقيق والتقصي والتقاء السادة العاملين في دار صدام للمخطوطات أن الخبر غير دقيق، وأن العاملين في الدار جزاهم الله خيراً قد قاموا بحماية مخطوطات الدار جميعها ونقلوها إلى مكان أمين لم يطلع عليه أحد لأسباب أمنية تتعلق بحماية التراث العراقي من السلب والنهب وأن الدار بالرغم من ما كابدته من عناء الحماية والمقاومة وأخطار التعرض للقتل والاعتقال على يد القوات الأمريكية التي تدعي حماية الآثار العراقية ظاهراً وتقوم بسرقتها ونقلها إلى جهات مجهولة لاحقاً.
وقد التقينا بالسيد الفاضل عبد الله حامد أقدم العاملين في دار صدام للمخطوطات وأجرينا معه حواراً استطعنا أن نخرج به بنتيجة هي أن المخطوطات سليمة وأنها جميعاً بأمان وأن المخطوطات ستعود إلى مكانها الطبيعي.
وتناول السيد عبد الله حامد دور العاملين في الدار وجهودهم ودعا كل من يهمه أمر التراث العربي الإسلامي إلى التحرك الجدي لدرء خطر تعرض الآثار والمخطوطات إلى السرقة والنهب وأن ما تقوم به القوات الأمريكية من ادعاء حماية الدار هو شيء باطل
(يُتْبَعُ)
(/)
مكتبة المجمع العلمي العراقي
مكتبة المجمع العلمي العراقي مكتبة مهمة تحتوي على العديد من النسخ الخطية في مختلف العلوم والآداب.
تقع مكتبة المجمع العلمي العراقي في منطقة الوزيرية من جانب الرصافة في بغداد بالقرب من جامعة بغداد وتستمد ما فيها من كتب ومخطوطات من التراث الثر الذي يمدها به العلماء المنتمون إلى المجمع العلمي العراقي بما يملكونه من كتب ومخطوطات أفنوا أعمارهم في محاولة جمعها وتملكها و كانوا يوصون بها ورثتهم أن يجعلوها وقفاً على مكتبة المجمع العلمي العراقي.
إن محتويات مكتبة المجمع العلمي العراقي تتألف من مخطوطات قيمة ونادرة وعدد كبير من المخطوطات المصورة التي قامت بتصويرها لجنة خاصة جعلت أولى اهتماماتها تصوير كل ما هو نادر وفريد في فنه فكان أن تجمع عدد كبير لم نستطع إجمال عدده لتعرض المكتبة للهجوم من قبل عناصر تنتمي إلى جهات متعددة استغلت الأوضاع المأساوية التي تعرض إليها الشعب العراقي أبان الغزو الأمريكي الإسرائيلي على العراق فقاموا بأعمال التدمير والسرقة والسلب والنهب.
وقد استطعنا أن نلتقي بالسيد جليل وهاب وهو أحد العاملين في المجمع فقدم لنا رواية مفصلة تطرق فيها إلى العدوان الذي لحق ببناية المجمع العلمي العراقي قائلاً:
((في يوم الأربعاء والخميس والجمعة الموافقة للأيام 9و10و11 نيسان 2003 م قام بعض الأوباش المعتدين بالدخول إلى المجمع العلمي العراقي بمساعدة دبابتين مصفحتين تحمل العلم الأمريكي وقاموا بكسر يافطة المجمع العلمي العراقي وكان من بين المهاجمين عددٌ من العرب وعندما اعترض الحراس المكلفين بحماية المبنى قال أحدهم بلهجة خليجية (أنتم ما عليكم) وقاموا بتكسير الأبواب والزجاج وقاموا بعد ذلك بفتح أبواب المجمع للسراق فقاموا بسرقة عدد كبير من الكتب والمخطوطات وقاموا بسرقة دار رئيس المجمع العلمي العراقي، إلا أن مقاومة الحراس حالت دون سرقة ما تبقى من كتب ومخطوطات وحالوا
أيضاً دون حرق بناية المجمع العلمي والتي كان المهاجمون مزمعين على حرقه كحال بقية الدوائر والبنايات الحكومية)).
بعد هذا العرض المستفيض لمخطوطات العراق، وبعد دراسة استقصائية تامة لمكتبات المخطوطات في العراق وزيارة هذه المكتبات واللقاء مع موظفيها الحاليين والقدامى، واللقاء بالشخصيات المهمة المهتمة بهذا الجانب من التراث، تبين وبأمور قاطعة أنه لم تحرق ولا مخطوطة أصلية - والحمد لله -، وجميع مخطوطات المكتبات العراقية سليمة لم يصبها ضرر الحرب، وما أحرق هو ثلاثون صندوقاً لمكتبة أوقاف بغداد وهي مصورات.
وأما ما أشيع في أول النكبة حول حرق جميع المخطوطات العراقية فهو إنما كان لمصلحة؛ لأن أعداء التراث العراقي كانوا يقصدون حرق المخطوطات فإشاعة حرقها في وقتها سبيل الحفاظ عليها، والحمد لله الذي حفظ لنا هذه الثروة العلمية التأريخية وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الدكتور ماهر ياسين الفحل
العراق الأنبار الرمادي
دار الحديث حرسها الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Nov 2005, 10:11 م]ـ
جزاك الله خيراً يا دكتور ماهر على هذا التقرير الوافي حول هذا الموضوع الهام، وكثيراً ما تساءلت عن مصير هذه النفائس، ولكنني كنت على ثقة بفطنة القائمين عليها، وحرصهم الشديد على هذه الثروة التي لا تقدر بثمن، وقد كانوا عند حسن الظن ولله الحمد.
وأما ما صنعه الغزاة والعملاء فلا غرابة في ذلك، فمقاصدهم معروفة، وحرصهم على طمس حضارتنا، وتدمير تراثنا ليس له حدود، قاتلهم الله أنى يؤفكون.
حفظكم الله يا دكتور ماهر، وحفظ عراق الإسلام وأهله المؤمنين بحفظه ورعايته.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[14 Nov 2005, 10:13 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء على هذا الجهد الضخم , وجعله في ميزان حسناتك , وكثر الله من أمثالك شيخنا الكريم.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[15 Nov 2005, 09:47 ص]ـ
اكتب بحثا احتاج فيه الى ترجمة لكاتب قصة الحضارة المدعو (ول ديورانت) فاين اجد له ترجمة في المصادر العربيةارجو من الاخوة الادلاء بدلائهم عونا لاخيهم الفقير الى الله تعالى وفق الله الجميع
ـ[الباجي]ــــــــ[15 Nov 2005, 04:14 م]ـ
جزى الله الدكتور ماهر كل خير ... وحفظ الله على الأمة ما بقى من إرث الأجداد ... والله إن فرحي بحفظ هذا التراث لأكثر مما يتصوره البعض ... ويعلم الله مقدار المرارة التي عانيتها جراء ما وصل إلى سمعي من أخبار أولية ... فبارك الله في الشيخ ماهر ... ووفق الله العاملين المخلصين على حفظ تراث الأباء والأجداد ..
ولا تنسى شيخي الفاضل ماهر - ومثلك الفهيم الفطن - أن الأزمة لم تنته بعد .... !!
ـ[الباجي]ــــــــ[15 Nov 2005, 06:16 م]ـ
اكتب بحثا احتاج فيه الى ترجمة لكاتب قصة الحضارة المدعو (ول ديورانت) فاين اجد له ترجمة في المصادر العربيةارجو من الاخوة الادلاء بدلائهم عونا لاخيهم الفقير الى الله تعالى وفق الله الجميع
في مقدمة إحدى الترجمات لكتابه ترجمة له.
ويوجد في النت ... موقع باسمه فيه أشياء كثيرة عن حياته ... ولكن باللغة الإنجليزية كما أخبرني أحد الأفاضل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[15 Nov 2005, 09:37 م]ـ
أخي الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري، أشكرك كثيراً على كلامك الطيب، وأسأل الله أن ينفع بعلمك، وأود أن أعلمك أن أخي وحبيبي الشيخ العلامة الدكتور عامر مهدي صالح العلواني يقرئك السلام، أسأل الله أن يحسن عاقبتنا جميعاً في الأمور كلها وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
أخي ابن الجزيرة، وجزاك الله خير الجزاء، و أسأل الله أن يحسن عاقبتنا جميعاً في الأمور كلها وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
أخي الدكتور جمال أسأل الله أن ييسر لك من يعينك على مرادك، وأسأله تعالى أن يحفظ بلدنا وبلدكم وسائر بلاد المسلمين من كل سوء.
أخي الكريم الباجي، أسأل الله تعالى أن يجعل جميع أوقاتك أفراحاً.
وبخصوص الأزمة، فهي حقاً لم تنتهِ، ولذا وأنا في مقامي هذا ومن خلال هذا الملتقى المبارك ادعو جميع المؤسسات العلمية ووزارات الأوقاف الإسلامية بالعمل على تصوير هذه المخطوطات عن طريق التصوير الرقمي الذي لا يأخذ جهداً ووقتاً كبيراً حفاظاً على تراث الأمة المجيدة؛ فحفظ العلم من حفظ الدين، وهذا الواجب قد يتعين على بعض من لهم القدرة على ذلك.
وفي حجتي لعام 1424 حاولت لقاء معالي الدكتور عبد الله التركي - حفظه الله - من أجل أن يعمل على هذا الموضوع، - والدكتور عبد الله له أياد بيضاء مشهودة في خدمة العلم - لكني لم أتمكن لانشغالي في خدمة الحجاج.
آمل أن يهيء الله من ينبري لهذا الشأن فيقوم بتصوير المخطوطات العراقية المهمة ثم حفظها في بلد آخر حفاظاً على هذه الثروة العظيمة.
والسلام عليكم
د. ماهر ياسين الفحل
شيخ دار الحديث، وعضو هيئة التدريس في كلية العلوم الإسلامية
جامعة الأنبار - العراق
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Nov 2005, 01:17 ص]ـ
بارك الله فيك يا دكتور ماهر ووفقك لكل خير. وأما أخي الدكتور عامر وفقه الله الذي يكتب معنا باسم (د. أبو عائشة) فأبلغه سلامي وتحياتي، وقد افتقدنا مشاركاته العلمية المتميزة فليته يعود وفقه الله.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[17 Nov 2005, 08:49 م]ـ
وبارك الله فيك أنت أيضاً، وسيصل سلامك إن شاء الله، على أنه كان خلف القضبان لشهور، والحمد لله على سلامته، ولعله يكتب من جديد لهذا الملتقى المبارك(/)
تهنئة الزميل ناصر بن محمد الدوسري بمناسبة حصوله على درجة الدكتوراه وفقه الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Nov 2005, 10:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بفضل الله وتوفيقه ستناقش صباح يوم الأربعاء القادم 14/ 10/1426هـ رسالة الدكتوراه المقدمة من الزميل الكريم الشيخ ناصر بن محمد آل عشوان الدوسري، والتي تقدم بها إلى قسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض. وهي تحقيق لكتاب:
أحكام القرآن لأبي الفضل القشيري المتوفى سنة 344هـ
من أول القرآن إلى آخر سورة الأعراف
وهو كتاب مختصر من كتاب أحكام القرآن للقاضي إسماعيل بن إسحاق الأزدي (ت282هـ)، الذي يعد من أقدم المصنفات في أحكام القرآن.
وستعقد المناقشة بالقاعة الكبرى بكلية أصول الدين بمقر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
* لجنة المناقشة والحكم على الرسالة:
1 - الأستاذ الدكتور علي بن سليمان العبيد، وكيل الرئيس العام لشؤون الحرمين لشؤون المسجد النبوي، والأستاذ بقسم القرآن بالكلية سابقاًُ، المشرف على الرسالة - رئيساً.
2 - الأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع، الأستاذ بقسم القرآن وعلومه بالكلية عضواً
3 - الدكتور محمد بكر عابد، الأستاذ المشارك بكلية القرآن بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عضواً.
ونحن في ملتقى أهل التفسير نهنئ الزميل الشيخ ناصر الدوسري مقدماً على هذا الإنجاز العلمي، ونسأل الله أن يكون عوناً له على طاعة الله، وبذل العلم لوجه الله، وأن تكون مفتاحاً لمزيد من العطاء العلمي.
وقد قام بتحقيق الجزء الثاني من الكتاب الزميل الدكتور ناصر بن محمد الماجد في رسالته للدكتوراه، ونوقشت في 17/ 4/1426هـ، كما سبقت الإشارة إلى ذلك في الملتقى العلمي على هذا الرابط:
تهنئة الشيخ ناصر الماجد لحصوله على درجة الدكتوراه وفقه الله ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3448)
كما طبع الجزء المتوفر من أصل هذا الكتاب، وهو كتاب أحكام القرآن للقاضي إسماعيل بن إسحاق الجهضمي الأزدي كما أشير إلى ذلك في الملتقى من قبل على هذا الرابط:
صدر حديثاً: أحكام القرآن للإمام القاضي إسماعيل بن إسحاق (ت282هـ) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3935)
والحمد لله على توالي نعمه.
حرر في 12/ 10/1426هـ
ـ[د. عبدالرحمن اليوسف]ــــــــ[15 Nov 2005, 01:19 م]ـ
اسأل الله عزوجل لأخينا الشيخ ناصر الدوسري التوفيق والسداد،وأن ينفع به،وييسر أمره.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Nov 2005, 11:59 ص]ـ
بفضل الله وتوفيقه، نوقشت الرسالة مناقشة علنية صباح هذا اليوم (الأربعاء 14/ 10/1426هـ) وأجازت الرسالة مع مرتبة الشرف الأولى والتوصية بطباعة الرسالة وتبادلها بين الجامعات.
ونحن نبارك لأخينا وزميلنا الدكتور ناصر بن محمد آل عشوان الدوسري هذا الإنجاز العلمي، وندعو له بالتوفيق والسداد، ونرجو أن نرى الكتاب مطبوعاً بكامله قريباً إن شاء الله فهو إضافة علمية مهمة متقدمة في كتب أحكام القرآن.
ـ[د. عبدالرحمن اليوسف]ــــــــ[16 Nov 2005, 04:37 م]ـ
أبارك لأخي الدكتور ناصرالدوسري حصوله على درجة الدكتوراه، واسأل الله له التوفيق والسداد،
وكلنا شوق لرؤية إنجازه الرائع في تحقيقه للقسم الأول من الكتاب مع القسم الثاني الذي حققه الدكتور ناصر الماجد.
ـ[الراية]ــــــــ[16 Nov 2005, 05:10 م]ـ
مبروك للدكتور ناصر الدوسري حصوله على درجة الدكتوراه
وأسأل الله عز وجل له العلم النافع والعمل الصالح.
ومن ذلك طباعة هذه الرسالة الطيبة والنافعة بمشيئة الله تعالى
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[16 Nov 2005, 06:54 م]ـ
يسعدني أن أهنئ سعادة د. ناصر الدوسري على حصوله على العالمية العالية، وأسأل الله أن يوفقه لكل خير.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[16 Nov 2005, 07:48 م]ـ
أبارك لأخي د. ناصر الدوسري هذا الإنجاز العلمي وأسأل الله له مزيداً من التوفيق والتسديد.
ـ[أمين نورشريف]ــــــــ[16 Nov 2005, 10:12 م]ـ
أبارك للشيخ ناصر على شهادة الدكتوراه وأسأل الله تعالى أن يبارك فيه وفي علمه وأن يجعله ناصرا للدين، ناصرا للمسلمين.
ـ[ناصر الدوسري]ــــــــ[18 Nov 2005, 09:34 م]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على أشرف خلقه، محمد بن عبد الله الذي بعثه رحمة للعالمين، وعلى آله وصحابته ومن سار على نهجه واقتفى أثره، أما بعد:
فأشكر الإخوة الكرام على هذه المشاعر الطيبة النبيلة، والله أسأل أن يستعملنا في طاعته، وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح.
والشكر موصول للقائمين على هذا الملتقى المبارك، وأخص بالذكر الأخ الدكتور / عبد الرحمن الشهري.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[20 Nov 2005, 10:43 ص]ـ
أولاً - أبارك لأخينا العزيز ناصر العشوان ما حصل عليه، وأسأل الله عزوجل أن يوفقه لما يحب ويرضى، وأن يزيده علماً، وأن ينفع به.
ثم أرحب به ضيفاً كريماً في ملتقى أهل التفسير.
وأخيراً نرغب إليه أن يتحفنا بجميل مشاركاته، ونفيس فوائده، وأن يكون مشاركاً فاعلاً في هذا الملتقى. وهذا ما ننتظره منه ومن أمثاله من المتخصصين الجادين.(/)
فنون
ـ[د. محمد مشرح]ــــــــ[15 Nov 2005, 11:57 م]ـ
فن الدعاء 236
يا رحمن يا رحيم،،، أنت أرحم بنا من الأم بولدها نسألك رحمة تقينا بها وجميع المسلمين البلاء كله في دنيانا وآخرتنا، مهما كانت أخطاؤنا وتقصيرنا وذنوبنا، يا كريم يا عظيم يا حليم يا ألله أنت أكرم وأعظم وأحلم من أن تعذبنا ونحن نسألك وندعوك ألا تعذبنا.
وصل على حبيبك وآله وصحبه ومن سار على نهجه ما تعاقب الليل والنهار والشمس والظلال.
(أحضر قلبك عند قراءة الدعاء وكن موقنا بالإجابة فلعلك ممن يستجاب لهم).
فن توجيه الحدث 163
قراءة مستقبلية في حدث صعدة
ما يستوجب الإيضاح هنا كتوجيه لهذا الحدث أمران:
الأمر الأول أن هذه الفئة يرجع تاريخها إلى أواخر القرن الثالث وبالتحديد عام مأتين وثمانين من الهجرة النبوية الشريفة حيث عدل فيما عدل عن منهج الإمام زيد رحمه الله تعالى شروط الإمامة فزيد فيها كون الإمام من نسل الزهراء رضي الله عنها ... وحصر الإمامة في اثني عشر إماما يعتقدون أن أخرهم في السرداب ينتظرون خروجه! وكان الهادي الذي أتى من الرس هو الذي غير من نهج الإمام زيد السني إلى التشيع مما جعل من ذلك قاعدة خطيرة لتقويض الوحدة الإسلامية وإثارة النعرات بمنطلقات منحرفة كان لها أثر غير جيد في تاريخ اليمن إلى يومنا هذا، وقد عانت منها الخلافة الإسلامية المتعاقبة عنتا، وكانت كلما خبت وانهزمت رجعت من جديد وكان آخرها التمرد الذي أحدثته على الخلافة الإسلامية ومسكت صنعا وكثيرا من أجزاء اليمن إلى عام اثنين وستين وتسعمائة وألف من الميلاد ... ولا يستريب عاقل أن الانحراف الفكري يسوق إلى تطبيقات عملية تتفق مع الفكر الذي انطلقت منه وهذه المسألة معلومة ولا يتأتى إنهاؤها بالقوة العسكرية وإلا لكان كافيا ما حصل لها من هزائم متلاحقة كان آخرها السادس والعشرين من سبتمبر ... إذا فالمسألة ليست من السهولة بحيث تعالج بالحسم العسكري وإذا حدث وحسمت المسألة فهذا الحسم يكون مؤقتا بوقت يقصر ويطول ...
والثاني معالجة الحكومات المتعاقبة لهذا الفكر وآخرها معالجة حدث صعدة؛ والحقيقة أننا أمام قضية فكرية تستدعي علاجا فكريا يجتث الانحراف إلى الأبد ويقي الجانبين تكرار الخطأ الذي يجدد المأساة بين المسلمين في البلد الواحد فالدماء المهراقة بين الجانبين خسارة مهما كان الأمر. وكونها معركة بغاة خرجوا على الدولة لابد من كسر شوكتهم لكن لا ينبغي الاستعجال قبل الحوار المتأني مع ضبط المداخل والمخارج من وإلى أماكن وجود البغاة وعدم اقحام الجيش إلى أماكن تعرضه للإبادة وكذلك الحفاظ على الجانب الآخر إلا فيما لابد منه بحيث تكون المسألة كأكل الميتة تماما ولقد عرف اليمنيون بالحكمة التي وصفهم بها النبي صلى الله عليه وسلم
والخوف من أن يؤثر ضرب القرى بمن فيها من نساء وشيوخ وصبية في الرأي العام المحلي فيحدث ذلك تعاطفا واستعداد ا للتربية المنحرفة ... وهي مسألة من الناحية الإعلامية معلومة ... وليس لها –بعد وقوعها إلا المعالجة الذكية والمستمرة حتى تنسى وهي مسألة تطول لكن الفكر الصحيح الذي انبثق من المنطلقات الإسلامية الصافية هو الكفيل باجتثاث ما قد علق بالأذهان من الفكر المنحرف الذي يتسلسل من الأول إلى الثاني وهكذا ... وليس يعالج الانحرافات الفكرية إلا قناعات
تنمو على بساط التربية الحكيمة السليمة من قبل علماء ربانيين مشهود لهم بالخير والعلم والفقه في الدين، وإدراك مقاصد الإسلام ومراميه فهل يعي هذا من يلي أمر المسلمين؟ نصحا للأمة، وأداء للأمانة التي حملوها ...
فن توجيه الحدث 174
أندب لا غيبك!
وهذا المثال بقال لمن يأتي بكلام بعيد عن الموضوع المطروح الذي يناقشه الحاضرون. وهو في ظاهره دعاء له لكن المقصود به هنا الدعاء عليه بأن يغيبه لأن كلامه لا يفيد وما كان ينبغي له أن يأتي به.(/)
المنتقى الثمين من أدب الدنيا والدين
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[17 Nov 2005, 01:30 م]ـ
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيدا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم تسليما مزيدا .. أما بعد:
فكتاب أدب الدنيا والدنيا للشيخ أبي الحسن علي بن محمد الماوردي الشافعي (ت 450) من أحسن ما كتب في الآداب.
يقول في مقدمته:
وَقَدْ تَوَخَّيْت بِهَذَا الْكِتَابِ الاشَارَةَ إلَى آدَابِهِمَا [الدنيا والدين]، وَتَفْصِيلَ مَا أُجْمِلَ مِنْ أَحْوَالِهِمَا، عَلَى أَعْدَلِ الأمرين مِنْ إيجَازٍ وَبَسْطٍ أَجْمَعُ فِيهِ بَيْنَ تَحْقِيقِ الْفُقَهَاءِ، وَتَرْقِيقِ الأدباء، فَلاَ يَنْبُو عَنْ فَهْمٍ، وَلاَ يَدِقُّ فِي وَهْمٍ، مُسْتَشْهِدًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ - جَلَّ اسْمُهُ - بِمَا يَقْتَضِيهِ، وَمِنْ سُنَنِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ - بِمَا يُضَاهِيهِ، ثُمَّ مُتْبِعًا ذَلِكَ بِأَمْثَالِ الْحُكَمَاءِ، وَآدَابِ الْبُلَغَاءِ، وَأَقْوَالِ الشُّعَرَاءِ؛ لِأَنَّ الْقُلُوبَ تَرْتَاحُ إلَى الْفُنُونِ الْمُخْتَلِفَةِ وَتَسْأَمُ مِنْ الْفَنِّ الْوَاحِدِ. اهـ
وجعل كتابه في خمسة أبواب:
الأول: في فضل العقل وذم الهوى.
والثاني: في أدب العلم.
والثالث: في أدب الدين.
والرابع: في أدب الدنيا.
والباب الخامس: في أدب النفس.
وتحت هذه الأبواب فصول، وتحتها تفريع، ونقول ..
وهذا الكتاب ينبغي أن يطلع عليه كل طالب علم، وينعم النظر فيه.
وقد انتقيت منه بعض درره، وقسمتها أقسام:
الشعر، الحكم، الفوائد العامة.
وسأبدأ بنقل الشعر ثم أثني بالحكم ثم الفوائد العامة،
ولعل ما أنقله يشوق من لم يقرأ الكتاب لقراءته.
والطبعة التي يتم العزو إليها ط: دار ابن كثير تحقيق: ياسين السواس.
ص49 وَأَنْشَدَنِي ابْنُ لَنْكَكَ لِأَبِي بَكْرِ بْنِ دُرَيْدٍ:
جَهِلْت فَعَادَيْت الْعُلُومَ وَأَهْلَهَا * كَذَاك يُعَادِي الْعِلْمَ مَنْ هُوَ جَاهِلُهْ
وَمَنْ كَانَ يَهْوَى أَنْ يُرَى مُتَصَدِّرًا * وَيَكْرَهُ لاَ أَدْرِي أُصِيبَتْ مَقَاتِلُهْ
ص50: لبَعْضِ أَهْلِ هَذَا الْعَصْرِ:
وَفِي الْجَهْلِ قَبْلَ الْمَوْتِ مَوْتٌ لِأَهْلِهِ * فَأَجْسَامُهُمْ قَبْلَ الْقُبُورِ قُبُورُ
وَإِنْ امْرَأً لَمْ يَحْيَ بِالْعِلْمِ مَيِّتٌ * فَلَيْسَ لَهُ حَتَّى النُّشُورِ نُشُورُ
ص42
يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ الْمُعَلِّمُ غَيْرَهُ * هَلاَ لِنَفْسِك كَانَ ذَا التَّعْلِيمُ
تَصِفُ الدَّوَاءَ لِذِي السِّقَامِ وَذِي الضَّنَى * كَيْمَا يَصِحَّ بِهِ وَأَنْتَ سَقِيمُ
ابْدَأْ بِنَفْسِك فَانْهَهَا عَنْ غَيِّهَا * فَإِذَا انْتَهَتْ عَنْهُ فَأَنْتَ حَكِيمُ
فَهُنَاكَ تُعْذَرُ إنْ وَعَظْتَ وَيُقْتَدَى * بِالْقَوْلِ مِنْك وَيُقْبَلُ التَّعْلِيمُ
لاَ تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ * عَارٌ عَلَيْك إذَا فَعَلْت عَظِيمُ
ص56:
وَمَنْزِلَةُ السَّفِيهِ مِنْ الْفَقِيهِ * كَمَنْزِلَةِ الْفَقِيهِ مِنْ السَّفِيهِ
فَهَذَا زَاهِدٌ فِي قُرْبِ هَذَا * وَهَذَا فِيهِ أَزْهَدُ مِنْهُ فِيهِ
إذَا غَلَبَ الشَّقَاءُ عَلَى سَفِيهٍ * تَقَطَّعَ فِي مُخَالَفَةِ الْفَقِيهِ
ص60:
قَالَ صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ:
لاَ خَيْرَ فِيمَنْ كَانَ خَيْرُ ثَنَائِهِ * فِي النَّاسِ قَوْلَهُمْ غَنِيٌّ وَاجِدُ
ص61: لِبَعْضِ أَهْلِ الادَبِ:
إذَا لَمْ يَكُنْ مَرُّ السِّنِينَ مُتَرْجِمًا * عَنْ الْفَضْلِ فِي الانْسَانِ سَمَّيْته طِفْلاَ
وَمَا تَنْفَعُ الايَّامُ حِينَ يَعُدُّهَا * وَلَمْ يَسْتَفِدْ فِيهِنَّ عِلْمًاوَلاَ فَضْلاَ؟
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[18 Nov 2005, 09:39 م]ـ
ص65: أَبُو تَمَّامٍ:
يَنَالُ الْفَتَى مِنْ عَيْشِهِ وَهُوَ جَاهِلُ * وَيُكْدِي الْفَتَى مِنْ دَهْرِهِ وَهُوَ عَالِمُ
وَلَوْ كَانَتْ الارْزَاقُ تَجْرِي عَلَى الْحِجَا * هَلَكْنَ إذَنْ مِنْ جَهْلِهِنَّ الْبَهَائِمُ
ص68:
نَرُوحُ وَنَغْدُو لِحَاجَاتِنَا * وَحَاجَةُ مَنْ عَاشَ لاَ تَنْقَضِي
تَمُوتُ مَعَ الْمَرْءِ حَاجَاتُهُ * وَتَبْقَى لَهُ حَاجَةٌ مَا بَقِيَ
ص73: زُهَيْرٌ:
(يُتْبَعُ)
(/)
وَمَهْمَا تَكُنْ عِنْدَ امْرِئٍ مِنْ خَلِيقَةٍ * وَإِنْ خَالَهَا تَخْفَى عَلَى النَّاسِ تُعْلَمْ.
ص74:
تَرَقَّ إلَى صَغِيرِ الأمر حَتَّى * يُرَقِّيَك الصَّغِيرُ إلَى الْكَبِيرِ
فَتَعْرِفَ بِالتَّفَكُّرِ فِي صَغِيرٍ * كَبِيرًا بَعْدَ مَعْرِفَةِ الصَّغِيرِ
ص78:
إذَا لَمْ يُذَاكِرْ ذُو الْعُلُومِ بِعِلْمِهِ * وَلَمْ يَسْتَفِدْ عِلْمًا نَسِي مَا تَعَلَّمَا
فَكَمْ جَامِعٍ لِلْكُتُبِ فِي كُلِّ مَذْهَبٍ * يَزِيدُ مَعَ الأيام فِي جَمْعِهِ عَمَى!
ص80:
مُنِعْتُ شَيْئًا فَأَكْثَرْت الْوَلُوعَ بِهِ * أَحَبُّ شَيْءٍ إلَى الإنْسَانِ مَا مُنِعَا
ص104:
وَمَا سُمِّيَ الإنْسَانُ إلا لِأُنْسِهِ * وَلاَ الْقَلْبُ إلا أَنَّهُ يَتَقَلَّبُ
ص115: لِابْنِ الْعَمِيدِ:
مَنْ شَاءَ عَيْشًا هَنِيئًا يَسْتَفِيدُ بِهِ * فِي دِينِهِ ثُمَّ فِي دُنْيَاهُ إقْبَالا
فَلْيَنْظُرَنَّ إلَى مَنْ فَوْقَهُ أَدَبًا * وَلْيَنْظُرَنَّ إلَى مَنْ دُونَهُ مَالا
ص121: وَأَنْشَدَ أَبُو الْقَاسِمِ الامِدِيُّ:
إذَا كُنْت لاَ تَدْرِي وَلَمْ تَكُ بِاَلَّذِي * يُسَائِلُ مَنْ يَدْرِي فَكَيْفَ إذًا تَدْرِي
جَهِلْت وَلَمْ تَعْلَمْ بِأَنَّك جَاهِلٌ * فَمَنْ لِي بِأَنْ تَدْرِي بِأَنَّك لاَ تَدْرِي
إذَا جئت في كُلِّ الأمور بغمة * فَكُنْ هَكَذَا أَرْضًا يَطَأْكَ الَّذِي يَدْرِي
وَمِنْ أَعْجَبِ الأشياء أَنَّك لاَ تَدْرِي * وَأَنَّك لاَ تَدْرِي بِأَنَّك لاَ تَدْرِي
ص125:
عَوِّدْ لِسَانَك قِلَّةَ اللَّفْظِ * وَاحْفَظْ كَلاَمَك أَيَّمَا حِفْظِ
إيَّاكَ أَنْ تَعِظَ الرِّجَالَ وَقَدْ * أَصْبَحْتَ مُحْتَاجًا إلَى الْوَعْظِ
ص132:
وَأَنْشَدَنِي بَعْضُ أَهْلِ الأدب لِعَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْقَاضِي رحمه الله تعالى:
يَقُولُونَ لِي فِيك انْقِبَاضٌ وَإِنَّمَا * رَأَوْا رَجُلاً عَنْ مَوْقِفِ الذُّلِّ أَحْجَمَا
أَرَى النَّاسَ مَنْ دَانَاهُمْ هَانَ عِنْدَهُمْ * وَمَنْ أَكْرَمَتْهُ عِزَّةُ النَّفْسِ أُكْرِمَا
وَلَمْ أَقْضِ حَقَّ الْعِلْمِ إنْ كَانَ كُلَّمَا * بَدَا طَمَعٌ صَيَّرْتُهُ لِي سُلَّمَا
وَمَا كُلُّ بَرْقٍ لاَحَ لِي يَسْتَفِزُّنِي * وَلاَ كُلُّ مَنْ لاَقَيْت أَرْضَاهُ مُنْعِمَا
إذَا قِيلَ هَذَا مَنْهَلٌ قُلْت قَدْ أَرَى * وَلَكِنَّ نَفْسَ الْحُرِّ تَحْتَمِلُ الظَّمَا
أُنَهْنِهها عَنْ بَعْضِ مَا لاَ يَشِينُهَا * مَخَافَةَ أَقْوَالِ الْعِدَا فِيمَ أَوْ لِمَا
وَلَمْ أَبْتَذِلْ فِي خِدْمَةِ الْعِلْمِ مُهْجَتِي * لِأَخْدُمَ مَنْ لاَقَيْت لَكِنْ لِأُخْدَمَا
أَأَشْقَى بِهِ غَرْسًا وَأَجْنِيهِ ذِلَّةً * إذًا فَاتِّبَاعُ الْجَهْلِ قَدْ كَانَ أَحْزَمَا
وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ صَانُوهُ صَانَهُمْ * وَلَوْ عَظَّمُوهُ فِي النُّفُوسِ لَعُظِّمَا
وَلَكِنْ أَهَانُوهُ فَهَانَ وَدَنَّسُوا * مُحَيَّاهُ بِالأطْمَاعِ حَتَّى تَجَهَّمَا
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[19 Nov 2005, 07:34 م]ـ
ص168: وَأَنْشَدَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ:
أَبُنَيَّ إنَّ مِنْ الرِّجَالِ بَهِيمَةً * فِي صُورَةِ الرَّجُلِ السَّمِيعِ الْمُبْصِرِ
فَطِنٌ بِكُلِّ مُصِيبَةٍ فِي مَالِهِ * وَإِذَا يُصَابُ بِدِينِهِ لَمْ يَشْعُرْ
ص193:
تَرْجُو النَّجَاةَ وَلَمْ تَسْلُكْ مَسَالِكَهَا * إنَّ السَّفِينَةَ لاَ تَجْرِي عَلَى الْيَبَسِ
ص196:
وَأَنْشَدَ بَعْضُ أَهْلِ الادَبِ مَا ذُكِرَ أَنَّهُ لِعَلِيٍّ رضي الله عنه:
وَلَوْ أَنَّا إذَا مُتْنَا تُرِكْنَا * لَكَانَ الْمَوْتُ رَاحَةَ كُلِّ حَيِّ
وَلَكِنَّا إذَا مُتْنَا بُعِثْنَا * وَنُسْأَلُ كلنا عَنْ كُلِّ شَيِّ
ص218: الْمُتَنَبِّي:
لاَ يَسْلَمُ الشَّرَفُ الرَّفِيعُ مِنْ الاذَى * حَتَّى يُرَاقَ عَلَى جَوَانِبِهِ الدَّمُ
وَالظُّلْمُ مِنْ شِيَمِ النُّفُوسِ فَإِنْ تَجِدْ * ذَا عِفَّةٍ فَلِعِلَّةٍ لاَ يَظْلِمُ!
ص224: أبو العتاهية:
أَمَا وَاَللَّهِ إنَّ الظُّلْمَ شُؤْمٌ * وَمَا زَالَ الْمُسِيءُ هُوَ الظَّلُومُ
إلَى دَيَّانِ يَوْمِ الدِّينِ نَمْضِي * وَعِنْدَ اللَّهِ تَجْتَمِعُ الْخُصُومُ
سَتَعْلَمُ فِي الْمَعَادِ إنْ الْتَقَيْنَا * غَدًا عِنْدَ الْمَلِيكِ مَنْ الظَّلُومُ
ص232: أَبُو تَمَّامٍ الطَّائِيُّ:
وَالْحَادِثَاتُ وَإِنْ أَصَابَك بُؤْسُهَا * فَهُوَ الَّذِي أَنْبَاكَ كَيْفَ نَعِيمُهَا
ص266:
لَمَوَدَّةٌ مِمَّنْ يُحِبُّك مُخْلِصًا * خَيْرٌ مِنْ الرَّحِمِ الْقَرِيبِ الْكَاشِحِ
ص269:
لاَ تَحْمَدَنَّ امْرَأً حَتَّى تُجَرِّبَهُ * وَلاَ تَذُمَّنَّهُ مِنْ غَيْرِ تَجْرِيبِ
فَحَمْدُك الْمَرْءَ مَا لَمْ تُبْلِهِ خَطَأٌ * وَذَمُّهُ بَعْدَ حَمْدٍ شَرُّ تَكْذِيبِ
ص271:
مُجَالَسَةُ السَّفِيهِ سَفَاهُ رَأْيٍ * وَمِنْ عَقْلٍ مُجَالَسَةُ الْحَكِيمِ
فَإِنَّك وَالْقَرِينُ مَعًا سَوَاءٌ * كَمَا قُدَّ الأدِيمُ مِنْ الأدِيمِ
ص275: ابْنُ الرُّومِيِّ:
عَدُوُّك مِنْ صِدِّيقِك مُسْتَفَادُ * فَلاَ تَسْتَكْثِرَنَّ مِنْ الصِّحَابِ
فَإِنَّ الدَّاءَ أَكْثَرَ مَا تَرَاهُ * يَكُونُ مِنْ الطَّعَامِ أَوْ الشَّرَابِ
ص278: الْمُتَنَبِّي:
إنَّا لَفِي زَمَنٍ تَرْكُ الْقَبِيحِ بِهِ * مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ إحْسَانٌ وَإِجْمَالُ
ص280: النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ:
وَلَستَ بِمُستَبقٍ أَخاً لا تَلُمَّهُ * عَلى شَعَثٍ أَيُّ الرِجالِ المُهَذَّبُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[20 Nov 2005, 08:22 م]ـ
ص281: وَقَالَ ابْنُ الرُّومِيِّ:
هُمْ النَّاسُ وَالدُّنْيَا وَلاَ بُدَّ مِنْ قَذًى * يُلِمُّ بِعَيْنٍ أَوْ يُكَدِّرُ مَشْرَبَا
وَمِنْ قِلَّةِ الإنْصَافِ أَنَّك تَبْتَغِي الْـ * مُهَذَّبَ فِي الدُّنْيَا وَلَسْت الْمُهَذَّبَا
ص286: وَقَالَ أَبُو الاسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ:
وَكُنْ مَعْدِنًا لِلْخَيْرِ وَاصْفَحْ عَنْ الأذَى * فَإِنَّك رَاءٍ مَا عَلِمْت وَسَامِعُ
وَأَحْبِبْ إذَا أَحْبَبْت حُبًّا مُقَارِبًا * فَإِنَّك لاَ تَدْرِي مَتَى أَنْتَ نَازِعُ
وَأَبْغِضْ إذَا أَبْغَضْت غَيْرَ مُبَايِنٍ * فَإِنَّك لاَ تَدْرِي مَتَى أَنْتَ رَاجِعُ
ص287:وَقَالَ لَبِيدٌ:
تَوَقَّفْ عَنْ زِيَارَةِ كُلِّ يَوْمٍ * إذَا أَكْثَرْت مَلَّكَ مَنْ تَزُورُ
ص287: مَنْصُورٌ النَّمَرِيُّ:
أَقْلِلْ عِتَابَ مَنْ اسْتَرَبْت بِوُدِّهِ * لَيْسَتْ تُنَالُ مَوَدَّةٌ بِعِتَابِ
ص288: بَشَّارُ بْنُ بُرْدٍ:
إذَا كُنْت فِي كُلِّ الامُورِ مُعَاتِبًا * صَدِيقَك لَمْ تَلْقَ الَّذِي لاَ تُعَاتِبُهْ
وَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَشْرَبْ مِرَارًا عَلَى الْقَذَى * ظَمِئْتَ وَأَيُّ النَّاسِ تَصْفُو مَشَارِبُهْ
فَعِشْ وَاحِدًا أَوْ صِلْ أَخَاك فَإِنَّهُ * مُقَارِفُ ذَنْبٍ مَرَّةً وَمُجَانِبُهْ
ص293: للأفْوَهِ وَاسْمُهُ صَلاَءَةُ بْنُ عَمْرٍو:
بَلَوْتُ النَّاسَ قَرْنًا بَعْدَ قَرْنٍ * فَلَمْ أَرَ غَيْرَ خَتَّالٍ وَقَالِي
وَذُقْتُ مَرَارَةَ الأشْيَاءِ جَمْعًا * فَمَا طَعْمٌ أَمَرُّ مِنْ السُّؤَالِ
وَلَمْ أَرَ فِي الْخُطُوبِ أَشَدَّ هَوْلا * وَأَصْعَبَ مِنْ مُعَادَاةِ الرِّجَالِ
ص293: للشَّافِعِيِّ:
لَمَّا عَفَوْتُ وَلَمْ أَحْقِدْ عَلَى أَحَدٍ * أَرَحْتُ نَفْسِي مِنْ هَمِّ الْعَدَاوَاتِ
إنِّي أُحَيِّي عَدُوِّي عِنْدَ رُؤْيَتِهِ * لِأَدْفَعَ الشَّرَّ عَنِّي بِالتَّحِيَّاتِ
وَأُظْهِرُ الْبِشْرَ لِلْإِنْسَانِ أَبْغَضُهُ * كَأَنَّمَا قَدْ حَشَى قَلْبِي مَحَبَّاتِ
النَّاسُ دَاءٌ دَوَاءُ النَّاسِ قُرْبُهُمْ * وَفِي اعْتِزَالِهِمْ قَطْعُ الْمَوَدَّاتِ
ص298:
جَمَعْت أَمْرَيْنِ ضَاعَ الْحَزْمُ بَيْنَهُمَا * تِيهَ الْمُلُوكِ وَأَخْلاَقَ الْمَمَالِيكِ
أَرَدْت شُكْرًا بِلاَ بِرٍّ وَلاَ صِلَةٍ * لَقَدْ سَلَكْت طَرِيقًا غَيْرَ مَسْلُوكِ
ظَنَنْت عِرْضَك لَمْ يُقْرَعْ بِقَارِعَةٍ * وَمَا أَرَاك عَلَى حَالٍ بِمَتْرُوكِ
لَئِنْ سَبَقْتَ إلَى مَالٍ حَظِيتَ بِهِ * فَمَا سَبَقْتَ إلَى شَيْءٍ سِوَى النُّوكِ
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[26 Nov 2005, 04:12 م]ـ
ص308: الْكُمَيْتُ:
إذَا لَمْ تَكُنْ إلا الأسِنَّةُ مَرْكَبًا * فَلاَ رَأْيَ لِلْمُضْطَرِّ إلا رُكُوبُهَا
ص 310:
لاَ تَطْلُبَنَّ مَعِيشَةً بِتَذَلُّلٍ * فَلَيَأْتِيَنَّكَ رِزْقُك الْمَقْدُورُ
وَاعْلَمْ بِأَنَّك آخِذٌ كُلَّ الَّذِي * لَك فِي الْكِتَابِ مُقَدَّرٌ مَسْطُورُ
ص312: أَبو بَكْرِ بْنَ دُرَيْدٍ
لاَ تَدْخُلَنَّك ضَجْرَةٌ مِنْ سَائِلٍ * فَلِخَيْرِ دَهْرِك أَنْ تُرَى مَسْئُولاَ
لاَ تَجْبَهَنْ بِالرَّدِّ وَجْهَ مُؤَمِّلٍ * فَبَقَاءُ عِزِّك أَنْ تُرَى مَأْمُولاَ
تَلْقَى الْكَرِيمَ فَتَسْتَدِلُّ بِبِشْرِهِ * وَتَرَى الْعُبُوسَ عَلَى اللَّئِيمِ دَلِيلاَ
وَاعْلَمْ بِأَنَّك عَنْ قَلِيلٍ صَائِرٌ * خَبَرًا فَكُنْ خَبَرًا يَرُوقُ جَمِيلاَ
ص317: أَبُو النَّصْرِ الْعُتْبِيِّ
اللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي لَسْت ذَا بُخْلٍ * وَلَسْتُ مُلْتَمِسًا فِي الْبُخْلِ لِي عِلَلاَ
لَكِنَّ طَاقَةَ مِثْلِي غَيْرُ خَافِيَةٍ * وَالنَّمْلُ يُعْذَرُ فِي الْقَدْرِ الَّذِي حَمَلاَ
ص324: وَأَنْشَدَ الرِّيَاشِيُّ:
يَدُ الْمَعْرُوفِ غُنْمٌ حَيْثُ كَانَتْ * تَحَمَّلَهَا كَفُورٌ أَمْ شَكُورُ
فَفِي شُكْرِ الشَّكُورِ لَهَا جَزَاءٌ * وَعِنْدَ اللَّهِ مَا كَفَرَ الْكَفُورُ
ص326: سَهْلُ بْنُ هَارُونَ:
خِلٌّ إذَا جِئْتَهُ يَوْمًا لِتَسْأَلَهُ * أَعْطَاك مَا مَلَكَتْ كَفَّاهُ وَاعْتَذَرَا
يُخْفِي صنائِعَهُ وَاَللَّهُ يُظْهِرُهَا * إنَّ الْجَمِيلَ إذَا أَخْفَيْتَهُ ظَهَرَا
ص327:
أَفْسَدْتَ بِالْمَنِّ مَا أَسْدَيْتَ مِنْ حُسْنٍ * لَيْسَ الْكَرِيمُ إذَا أَسْدَى بِمَنَّانِ
ص 374:ابْنُ عَوْفٍ
: عَجِبْتُ مِنْ مُعْجَبٍ بِصُورَتِهِ * وَكَانَ بِالأمْسِ نُطْفَةً مَذِرَهْ
وَفِي غَدٍ بَعْدَ حُسْنِ صُورَتِهِ * يَصِيرُ فِي اللَّحْدِ جِيفَةً قَذِرَهْ
وَهُوَ عَلَى تِيهِهِ وَنَخْوَتِهِ * مَا بَيْنَ ثَوْبَيْهِ يَحْمِلُ الْعَذِرَهْ
ص376
يَا مُظْهِرَ الْكِبْرِ إعْجَابًا بِصُورَتِهِ * اُنْظُرْ خَلاَكَ فَإِنَّ النَّتْنَ تَثْرِيبُ
لَوْ فَكَّرَ النَّاسُ فِيمَا فِي بُطُونِهِمْ * مَا اسْتَشْعَرَ الْكِبْرَ شُبَّانٌ وَلاَ شِيبُ
هَلْ فِي ابْنِ آدَمَ مِثْلُ الرَّأْسِ مَكْرُمَةً * وَهُوَ بِخَمْسٍ مِنْ الأقْذَارِ مَضْرُوبُ
أَنْفٌ يَسِيلُ وَأُذْنٌ رِيحُهَا سَهِكٌ * وَالْعَيْنُ مُرْفَضَّةٌ وَالثَّغْرُ مَلْعُوبُ
يَا ابْنَ التُّرَابِ وَمَأْكُولَ التُّرَابِ غَدًا * أَقْصِرْ فَإِنَّك مَأْكُولٌ وَمَشْرُوبُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[02 Dec 2005, 11:57 م]ـ
ص380:
إذَا الْمَرْءُ لَمْ يَمْدَحْهُ حُسْنُ فِعَالِهِ * فَمَادِحُهُ يَهْذِي وَإِنْ كَانَ مُفْصِحَا
ص388
هُمُومُك بِالْعَيْشِ مَقْرُونَةٌ * فَمَا تَقْطَعُ الْعَيْشَ إلا بِهِمْ
إذَا تَمَّ أَمْرٌ بَدَا نَقْصُهُ * تَرَقَّبْ زَوَالا إذَا قِيلَ تَمْ
إذَا كُنْتَ فِي نِعْمَةٍ فَارْعَهَا * فَإِنَّ الْمَعَاصِيَ تُزِيلُ النِّعَمْ
وَحَامِ عَلَيْهَا بِشُكْرِ الإلَهِ * فَإِنَّ الإلَهَ سَرِيعُ النِّقَمْ
حَلاَوَةُ دُنْيَاك مَسْمُومَةٌ * فَمَا تَأْكُلُ الشَّهْدَ إلا بِسُمْ
فَكَمْ قَدَرٌ دَبَّ فِي مُهْلَةٍ * فَلَمْ يَعْلَمْ النَّاسُ حَتَّى هَجَمْ
ص390: سَلَمُ بْنُ عَمْرٍو الشَّاعِرِ:
لاَ تَسْأَلْ الْمَرْءَ عَنْ خَلاَئِقِهِ * فِي وَجْهِهِ شَاهِدٌ مِنْ الْخَبَرِ
ص391:
إذَا لَمْ تَخْشَ عَاقِبَةَ اللَّيَالِي * وَلَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا تَشَاءُ
فَلاَ وَاَللَّهِ مَا فِي الْعَيْشِ خَيْرٌ * وَلاَ الدُّنْيَا إذَا ذَهَبَ الْحَيَاءُ
يَعِيشُ الْمَرْءُ مَا اسْتَحْيَا بِخَيْرٍ * وَيَبْقَى الْعُودُ مَا بَقِيَ اللِّحَاءُ
ص394:
إذَا رُزِقَ الْفَتَى وَجْهًا وَقَاحًا * تَقَلَّبَ فِي الامُورِ كَمَا يَشَاءُ
ص397:
أُحِبُّ مَكَارِمَ الاخْلاَقِ جَهْدِي * وَأَكْرَهُ أَنْ أَعِيبَ وَأَنْ أُعَابَا
وَأَصْفَحُ عَنْ سِبَابِ النَّاسِ حِلْمًا * وَشَرُّ النَّاسِ مَنْ يَهْوَى السِّبَابَا
وَمَنْ هَابَ الرِّجَالَ تَهَيَّبُوهُ * وَمَنْ حَقَرَ الرِّجَالَ فَلَنْ يُهَابَا
ص401:
أَوَكُلَّمَا طَنَّ الذُّبَابُ طَرَدْتُهُ * إنَّ الذُّبَابَ إذًا عَلَيَّ كَرِيمُ
ص401: عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ:
إذَا نَطَقَ السَّفِيهُ فَلاَ تُجِبْهُ * فَخَيْرٌ مِنْ إجَابَتِهِ السُّكُوتُ
سَكَتُّ عَنْ السَّفِيهِ فَظَنَّ أَنِّي * عَيِيتُ عَنْ الْجَوَابِ وَمَا عَيِيتُ
ص402: وَقَالَ لَقِيطُ بْنُ زُرَارَةَ:
وَقُلْ لِبَنِي سَعْدٍ فَمَا لِي وَمَا لَكُمْ * تُرِقُّونَ مِنِّي مَا اسْتَطَعْتُمْ وَأُعْتِقُ
أَغَرَّكُمْ أَنِّي بِأَحْسَنِ شِيمَةٍ * بَصِيرٌ وَأَنِّي بِالْفَوَاحِشِ أَخْرَقُ
وَإِنْ تَكُ قَدْ فَاحَشْتَنِي فَقَهَرْتَنِي * هَنِيئًا مَرِيئًا أَنْتَ بِالْفُحْشِ أَحْذَقُ.
ص403:
قُلْ مَا بَدَا لَك مِنْ زُورٍ وَمِنْ كَذِبِ * حِلْمِي أَصَمُّ وَأُذْنِي غَيْرُ صَمَّاءِ
ص404:
وَلَلْكَفُّ عَنْ شَتْمِ اللَّئِيمِ تَكَرُّمًا * أَضَرُّ لَهُ مِنْ شَتْمِهِ حِينَ يَشْتُمُ
ص405:
وَلاَ خَيْرَ فِي حِلْمٍ إذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ * بَوَادِرُ تَحْمِي صَفْوَهُ أَنْ يُكَدَّرَا
وَلاَ خَيْرَ فِي جَهْلٍ إذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ * حَلِيمٌ إذَا مَا أَوْرَدَ الأمْرَ أَصْدَرَا
ص406: وَأَنْشَدَ ابْنُ دُرَيْدٍ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ:
إذَا أَمِنَ الْجُهَّالُ جَهْلَك مَرَّةً * فَعِرْضُك لِلْجُهَّالِ غُنْمٌ مِنْ الْغُنْمِ
فَعُمَّ عَلَيْهِ الْحِلْمَ وَالْجَهْلَ وَالْقَهُ * بِمَنْزِلَةٍ بَيْنَ الْعَدَاوَةِ وَالسِّلْمِ
إذَا أَنْتَ جَاريْت السَّفِيهَ كَمَا جَرى * فَأَنْتَ سَفِيهٌ مِثْلُهُ غَيْرُ ذِي حِلْمِ
وَلاَ تُغْضِبَنْ عِرْضَ السَّفِيهِ وَدَارِهِ * بِحِلْمٍ فَإِنْ أَعْيَا عَلَيْك فَبِالصُّرْمِ
فَيَرْجُوك تَارَاتٍ وَيَخْشَاك تَارَةً * وَتأْخُذُ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ بِالْحَزْمِ
فَإِنْ لَمْ تَجِدْ بُدًّا مِنْ الْجَهْلِ فَاسْتَعِنْ * عَلَيْهِ بِجُهَّالٍ فَذَاكَ مِنْ الْعَزْمِ
ص428: أَبُو تَمَّامٍ الطَّائِيُّ:
وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ نَشْرَ فَضِيلَةٍ طُوِيَتْ * أَتَاحَ لَهَا لِسَانَ حَسُودِ
لَوْلاَ اشْتِعَالُ النَّارِ فِيمَا جَاوَرَتْ * مَا كَانَ يُعْرَفُ طِيبُ عَرْفِ الْعُودِ
لَوْلاَ التَّخَوُّفُ لِلْعَوَاقِبِ لَمْ يَزَلْ * لِلْحَاسِدِ النُّعْمَى عَلَى الْمَحْسُودِ
ص439:
وَزِنْ الْكَلاَمَ إذَا نَطَقْتَ فَإِنَّمَا * يُبْدِي عُيُوبَ ذَوِي الْعُيُوبِ الْمَنْطِقُ
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[06 Dec 2005, 05:07 م]ـ
ص 446: ابْنُ الرُّومِيِّ:
إذَا مَا وَصَفْتَ امْرَأً لِامْرِئٍ * فَلاَ تَغْلُ فِي وَصْفِهِ وَاقْصِدْ
فَإِنَّك إنْ تَغْلُ تَغْلُ الظُّنُو * نُ فِيهِ إلَى الأمَدِ الأبْعَدِ
(يُتْبَعُ)
(/)
فَيَضْأَلُ مِنْ حَيْثُ عَظَّمْتَهُ * لِفَضْلِ الْمَغِيبِ عَلَى الْمَشْهَدِ
ص455:شَبِيبُ بْنُ شَيْبَةَ:
وَلَئِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ فَاصْبِرْ لَهَا * عَظُمَتْ مُصِيبَةُ مُبْتَلٍ لاَ يَصْبِرُ
ص475: أَبُو الاسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ:
وَمَا كُلُّ ذِي لب بِمُؤْتِيك نُصْحَهُ * وَلاَ كُلُّ مُؤْتٍ نُصْحَهُ بِلَبِيبِ
وَلَكِنْ إذَا مَا اسْتَجْمَعَا عِنْدَ صَاحِبٍ * فَحُقَّ لَهُ مِنْ طَاعَةٍ بِنَصِيبِ
ص483: وَقَالَ بَيْهَسٌ الْكِلاَبِيُّ:
مِنْ النَّاسِ مَنْ إنْ يَسْتَشِرْكَ فَتَجْتَهِدْ * لَهُ الرَّأْيَ يَسْتَغْشِشْك مَا لم تُتابعُهْ
فَلاَ تَمْنَحَنَّ الرَّأْيَ مَنْ لَيْسَ أَهْلَهُ * فَلاَ أَنْتَ مَحْمُودٌ وَلاَ الرَّأْيُ نَافِعُهْ
ص484:
إذَا الْمَرْءُ أَفْشَى سِرَّهُ بِلِسَانِهِ * وَلاَمَ عَلَيْهِ غَيْرَهُ فَهُوَ أَحْمَقُ
إذَا ضَاقَ صَدْرُ الْمَرْءِ عَنْ سِرِّ نَفْسِهِ * فَصَدْرُ الَّذِي يُسْتَوْدَعُ السِّرَّ أَضْيَقُ
ص490: أَبُو نُوَاسٍ:
خَلِّ جَنْبَيْك لِرَامٍ * وَامْضِ عَنْهُ بِسَلاَمِ
مُتْ بِدَاءِ الصَّمْتِ خَيْرٌ * لَك مِنْ دَاءِ الْكَلاَمِ
إنَّمَا السَّالِمُ مَنْ أَلْ*ـجَمَ فَاهُ بِلِجَامِ
رُبَّمَا اسْتُفْتَحَ بِالْمَزْ * حِ مَغَالِيقَ الْحِمَامِ
وَالْمَنَايَا آكِلاَتٌ * شَارِبَاتٌ لِلْأَنَامِ
ص491: أَبِو الْفَتْحِ الْبُسْتِيِّ:
أَفْدِ طَبْعَك الْمَكْدُودَ بِالْجِدِّ رَاحَةً * يُجَمُّ وَعَلِّلْهُ بِشَيْءٍ مِنْ الْمَزْحِ
وَلَكِنْ إذَا أَعْطَيْتَهُ الْمَزْحَ فَلْيَكُنْ * بِمِقْدَارِ مَا تُعْطِي الطَّعَامَ مِنْ الْمِلْحِ
ص503: الْمُتَنَبِّي:
لَوْلاَ الْمَشَقَّةُ سَادَ النَّاسُ كُلُّهُمْ * الْجُودُ يُفْقِرُ وَالإقْدَامُ قَتَّالُ
ص503: الْمُتَنَبِّي:
وَإِذَا كَانَتْ النُّفُوسُ كِبَارًا * تَعِبَتْ فِي مُرَادِهَا الأجْسَامُ
ص509:
وَكُنْتَ مَتَى أَرْسَلْتَ طَرْفَك رَائِدًا * لِقَلْبِك يَوْمًا أَتْعَبَتْكَ الْمَنَاظِرُ
رَأَيْتَ الَّذِي لاَ كُلَّهُ أَنْتَ قَادِرٌ * عَلَيْهِ وَلاَ عَنْ بَعْضِهِ أَنْتَ صَابِرُ
ص522: ثَعْلَبٌ:
مَنْ عَفَّ خَفَّ عَلَى الصَّدِيقِ لِقَاؤُهُ * وَأَخُو الْحَوَائِجِ وَجْهُهُ مَمْلُولُ
وَأَخُوك مَنْ وَفَّرْتَ مَا فِي كِيسِهِ * فَإِذَا عَبَثْتَ بِهِ فَأَنْتَ ثَقِيلُ
ص532: أَبُو الْعَتَاهِيَةِ:
وَشَرُّ الأخِلاَءِ مَنْ لَمْ يَزَلْ * يُعَاتِبُ طَوْرًا وَطَوْرًا يَذُمْ
يُرِيك النَّصِيحَةَ عِنْدَ اللِّقَاءِ * وَيَبْرِيك فِي السِّرِّ بَرْيَ الْقَلَمْ
ص533: أَبُو فرَاسٍ:
لَمْ أُؤَاخِذْكَ إذْ جَنَيْتَ لِأَنِّي * وَاثِقٌ مِنْك بِالاخَاءِ الصَّحِيحِ
فَجَمِيلُ الْعَدُوِّ غَيْرُ جَمِيلٍ * وَقَبِيحُ الصَّدِيقِ غَيْرُ قَبِيحِ
ص550: أَبو الْفَتْحِ الْبُسْتِيِّ:
يَا خَادِمَ الْجِسْمِ كَمْ تَشْقَى بِخِدْمَتِهِ * لِتَطْلُبَ الرِّبْحَ مِمَّا فِيهِ خُسْرَانُ
أَقْبِلْ عَلَى النَّفْسِ وَاسْتَكْمِلْ فَضَائِلَهَا * فَأَنْتَ بِالنَّفْسِ لاَ بِالْجِسْمِ إنْسَانُ
ص556:
إنَّ الْعُيُونَ رَمَتْك إذْا فَاجَأَتْهَا * وَعَلَيْك مِنْ شَهْرِ الثِّيَابِ لِبَاسُ
أَمَّا الطَّعَامُ فَكُلْ لِنَفْسِك مَا تَشَا * وَاجْعَلْ لِبَاسَك مَا اشْتَهَاهُ النَّاسُ
ص561: طَاهِر بْن الْحُسَيْنِ:
إذَا أَعْجَبَتْك خِصَالُ امْرِئٍ * فَكُنْهُ يَكُنْ مِنْك مَا يُعْجِبُكْ
فَلَيْسَ عَلَى الْمَجْدِ وَالْمَكْرُمَاتِ * إذَا جِئْتَهَا حَاجِبٌ يَحْجُبُكْ
ص563
إذَا اجْتَمَعَ النَّاسُ فِي وَاحِدٍ * وَخَالَفَهُمْ فِي الرِّضَا وَاحِدُ
فَقَدْ دَلَّ إجْمَاعُهُمْ دُونَهُ * عَلَى عَقْلِهِ أَنَّهُ فَاسِدُ
إلى هنا انتهى المراد نقله من الشعر من هذا الكتاب، ويليه بإذن الله الأمثال والحكم.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[09 Dec 2005, 10:33 م]ـ
ص49:
عَلِيٌّ رضي الله تعالى عنه:
قِيمَةُ كُلِّ امْرِئٍ مَا يُحْسِنُ.
ص88:
وَالْعَرَبُ تَقُولُ فِي أَمْثَالِهَا:
حَرْفٌ فِي قَلْبِك، خَيْرٌ مِنْ أَلْفٍ فِي كُتُبِك.
ص203:
فِي مَنْثُورِ الْحِكَمِ:
مَا أَكْثَرُ مَنْ يَعْرِفُ الْحَقَّ وَلاَ يُطِيعُهُ.
ص225:
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ:
بِالْعَدْلِ وَالإنْصَافِ تَكُونُ مُدَّةُ الائْتِلاَفِ.
ص227:
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ:
الْمُلْكُ يَبْقَى عَلَى الْكُفْرِ وَلاَ يَبْقَى عَلَى الظُّلْمِ.
ص245:
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ:
ابْنُك رَيْحَانُك سَبْعًا، وَخَادِمُك سَبْعًا وَوَزِيرُك سَبْعًا، ثُمَّ هُوَ صِدِّيقٌ أَوْ عَدُوٌّ.
ص249:
مَنْ وَدَكَّ لِشَيْءٍ تَوَلَّى مَعَ انْقِضَائِهِ.
ص267:
قَالَتْ الْحُكَمَاءُ:
اعْرِفْ الرَّجُلَ مِنْ فِعْلِهِ لاَ مِنْ كَلاَمِهِ، وَاعْرِفْ مَحَبَّتَهُ مِنْ عَيْنِهِ لاَ مِنْ لِسَانِهِ.
ص273:
وَقَدْ قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ:
لَيْسَ بِلَبِيبٍ مَنْ لَمْ يُعَاشِرْ بِالْمَعْرُوفِ مَنْ لَمْ يَجِدْ مِنْ مُعَاشَرَتِهِ بُدًّا.
ص273:
وَقَالَ الْمَأْمُونُ:
الإخْوَانُ ثَلاَثُ طَبَقَاتٍ: طَبَقَةٌ كَالْغِذَاءِ لاَ يُسْتَغْنَى عَنْهُ، وَطَبَقَةٌ كَالدَّوَاءِ يُحْتَاجُ إلَيْهِ أَحْيَانًا، وَطَبَقَةٌ كَالدَّاءِ لاَ يُحْتَاجُ إلَيْهِ أَبَدًا.
ص280:
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ:
طَلَبُ الإنْصَافِ مِنْ قِلَّةِ الإنْصَافِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[12 Dec 2005, 04:39 م]ـ
ص281:
قِيلَ فِي مَنْثُورِ الْحِكَمِ:
لاَ يُفْسِدَنَّكَ الظَّنُّ عَلَى صَدِيقٍ قَدْ أَصْلَحَك الْيَقِينُ لَهُ.
ص287:
وَقَدْ قِيلَ: عِلَّةُ الْمُعَادَاةِ قِلَّةُ الْمُبَالاةِ.
ص289
َوَصَّى بَعْضُ الأدَبَاءِ أَخًا لَهُ فَقَالَ:
كُنْ لِلْوُدِّ حَافِظًا وَإِنْ لَمْ تَجِدْ مُحَافِظًا، وَلِلْخَلِّ وَاصِلا وَإِنْ لَمْ تَجِدْ مُوَاصِلا.
ص291:
وَقَالَ شَبِيبُ بْنُ شَيْبَةَ الادِيبُ:
الْعَاقِلُ هُوَ الْفَطِنُ الْمُتَغَافِلُ.
ص297:
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ:
الْجُودُ حَارِسُ الأعْرَاضِ.
ص299:
الْحَزْمَ سُوءُ الظَّنِّ.
قِيلَ تَأْوِيلُهُ: قِلَّةُ الاسْتِرْسَالِ إلَيْهِمْ لاَ اعْتِقَادُ السُّوءِ فِيهِمْ.
ص304:
قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ:
الإحْسَانُ رِقٌّ، وَالْمُكَافَأَةُ عِتْقٌ.
ص308:
مَنْعُ الْجَمِيعِ إرْضَاء لِلْجَمِيعِ.
ص311:
قَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ: الْمَخْذُولُ مَنْ كَانَتْ لَهُ إلَى اللِّئَامِ حَاجَةٌ.
ص318:
وَالْعَرَبُ تَقُولُ فِي أَمْثَالِهَا:
الْمَطْلُ أَحَدُ الْمَنْعَيْنِ، وَالْيَأْسُ أَحَدُ النَّجَحَيْنِ.
ص323:
وَقِيلَ فِي مَنْثُورِ الْحِكَمِ:
مَنْ قَلَّ حَيَاؤُهُ قَلَّ أَحِبَّاؤُهُ.
ص347:
وَمَنْ لَمْ يَتَنَاهَ طَلَبُهُ اسْتَدَامَ كَدُّهُ وَتَعَبُهُ.
ص354:
وَقِيلَ فِي مَنْثُورِ الْحِكَمِ:
كَثْرَةُ مَالِ الْمَيِّتِ تُعَزِّي وَرَثَتَهُ عَنْهُ.
ص379:
وَقَالَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ:
قَابِلُ الْمَدْحِ كَمَادِحِ نَفْسِهِ.
ص380:
قَلَّ مَدْحٌ كَانَ جَمِيعُهُ صِدْقًا.
ص381:
وَقِيلَ فِي مَنْثُورِ الْحِكَمِ:
مَنْ أَظْهَرَ عَيْبَ نَفْسِهِ فَقَدْ زَكَّاهَا.
ص404:
وَقَدْ قِيلَ فِي مَنْثُورِ الْحِكَمِ:
مَنْ ظَهَرَ غَضَبُهُ قَلَّ كَيْدُهُ.
ص404:
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ:
إذَا سَكَتَّ عَنْ الْجَاهِلِ فَقَدْ أَوْسَعْتَهُ جَوَابًا وَأَوْجَعْتَهُ عِقَابًا.
.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[13 Dec 2005, 07:36 م]ـ
ص405:
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ:
الْعَفْوُ يُفْسِدُ مِنْ اللَّئِيمِ بِقَدْرِ إصْلاَحِهِ مِنْ الْكَرِيمِ.
ص416:
قَالَ الْجَاحِظُ:
لَمْ يَكْذِبْ أَحَدٌ قَطُّ إلا لِصِغَرِ قَدْرِ نَفْسِهِ عِنْدَهُ.
ص420:
وَقَالَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ: الْغِيبَةُ رَعْيُ اللِّئَامِ.
ص420:
قال الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: الْغِيبَةُ فَاكِهَةُ النِّسَاءِ.
ص437:
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ:
عَقْلُ الْمَرْءِ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ.
ص441:
وَقِيلَ فِي مَنْثُورِ الْحِكَمِ:
إذَا تَمَّ الْعَقْلُ نَقَصَ الْكَلاَمُ.
ص469:
قِيلَ فِي مَنْثُورِ الْحِكَمِ:
مَنْ ضَاقَ قَلْبُهُ اتَّسَعَ لِسَانُهُ.
ص474:
وَقَالَ سَيْفُ بْنُ ذِي يَزَنَ:
مَنْ أُعْجِبَ بِرَأْيِهِ لَمْ يُشَاوِرْ، وَمَنْ اسْتَبَدَّ بِرَأْيِهِ كَانَ مِنْ الصَّوَابِ بَعِيدًا.
ص478:
وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ:
الْخَطَأُ مَعَ الاسْتِرْشَادِ أَحْمَدُ مِنْ الصَّوَابِ مَعَ الاسْتِبْدَادِ.
ص479:
قِيلَ فِي مَنْثُورِ الْحِكَمِ: مَنْ أَكْثَرَ الْمَشُورَةَ لَمْ يَعْدَمْ عِنْدَ الصَّوَابِ مَادِحًا، وَعِنْدَ الْخَطَأِ عَاذِرًا، وَإِنْ كَانَ الْخَطَأُ مِنْ الْجَمَاعَةِ بَعِيدًا.
ص489:
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ:
مَنْ كَثُرَ مِزَاحُهُ زَالَتْ هَيْبَتُهُ، وَمَنْ ذكَثرَ خِلاَفَهُ طَابَتْ غَيْبَتُهُ.
ص490:
وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ:
مَنْ قَلَّ عَقْلُهُ كَثُرَ هَزْلُهُ.
ص517:
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ:
مَنْ حَسُنَ ظَنُّهُ بِمَنْ لاَ يَخَافُ اللَّهَ تَعَالَى فَهُوَ مَخْدُوعٌ.
ص533:
قِيلَ:
التَّثَبُّتُ نِصْفُ الْعَفْوِ.
ص540:
قِيلَ:
مَنْ غَلَبَتْهُ الْحِدَةُ فَلاَ تَغْتَرَّ بِمَوَدَّتِهِ.
ص558:
وَقَدْ قِيلَ فِي مَنْثُورِ الْحِكَمِ:
الْبَسْ مِنْ الثِّيَابِ مَا يَخْدمُك وَلاَ يَسْتَخْدِمُك.
انتهى المراد نقله من الأمثال والحكم من هذا الكتاب، ويليه بإذن الله الفوائد العامة.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[07 Jan 2006, 09:17 م]ـ
ص41:
(يُتْبَعُ)
(/)
فَأَمَّا فَرْقُ مَا بَيْنَ الْهَوَى وَالشَّهْوَةِ مَعَ اجْتِمَاعِهِمَا فِي الْعِلَّةِ وَالْمَعْلُولِ، وَاتِّفَاقِهِمَا فِي الدَّلاَلَةِ وَالْمَدْلُولِ، فَهُوَ أَنَّ الْهَوَى مُخْتَصٌّ بِالآرَاءِ وَالاعْتِقَادَاتِ، وَالشَّهْوَةَ مُخْتَصَّةٌ بِنَيْلِ المستلذَّات، فَصَارَتْ الشَّهْوَةُ مِنْ نَتَائِجِ الْهَوَى وَهِيَ أَخَصُّ، وَالْهَوَى أَصْلٌ هُوَ أَعَمُّ.
ص43:
حَكَى أَبُو فَرْوَةَ أَنَّ طَارِقًا صَاحِبَ شُرْطَةِ خَالِدٍ الْقَسْرِيِّ مَرَّ بِابْنِ شُبْرُمَةَ وَطَارِقٌ فِي مَوْكِبِهِ فَقَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ:
أَرَاهَا وَإِنْ كَانَتْ تَخُبُّ كَأَنَّهَا * سَحَابَةُ صَيْفٍ عَنْ قَرِيبٍ تَقَشَّعُ
اللَّهُمَّ لِي دِينِي وَلَهُمْ دُنْيَاهُمْ.
فَاسْتُعْمِلَ ابْنُ شُبْرُمَةَ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى الْقَضَاءِ، فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ أَبُو بَكْرٍ: أَتَذْكُرُ قَوْلَك يَوْمَ كَذَا إذْ مَرَّ بِك طَارِقٌ فِي مَوْكِبِهِ؟
فَقَالَ: يَا بُنَيَّ إنَّهُمْ يَجِدُونَ مِثْلَ أَبِيك وَلاَ يَجِدُ أَبُوك مِثْلَهُمْ؛ إنَّ أَبَاك أَكَلَ مِنْ حَلوائهِمْ، فَحُطَّ فِي أَهْوَائِهِمْ.
ص56:
وَلَعَمْرِي إنَّ صِيَانَةَ النَّفْسِ أَصْلُ الْفَضَائِلِ؛ لِأَنَّ مَنْ أَهْمَلَ صِيَانَةَ نَفْسِهِ ثِقَةً بِمَا مَنَحَهُ الْعِلْمُ مِنْ فَضِيلَتِهِ، وَتَوَكُّلاً عَلَى مَا يَلْزَمُ النَّاسَ مِنْ صِيَانَتِهِ، سَلَبوْهُ فَضِيلَةَ عِلْمِهِ وَوَسَمُوهُ بِقَبِيحِ تَبَذُّلِهِ، فَلَمْ يَفِ مَا أَعْطَاهُ الْعِلْمُ بِمَا سَلَبَهُ التَّبَذُّلُ؛ لِأَنَّ الْقَبِيحَ أَتمُّ مِنْ الْجَمِيلِ وَالرَّذِيلَةُ أَشْهَرُ مِنْ الْفَضِيلَةِ؛ لِأَنَّ النَّاسَ لِمَا فِي طَبَائِعِهِمْ مِنْ الْبِغْضَةِ وَالْحَسَدِ وَنِزَاعِ الْمُنَافَسَةِ تَنْصَرِفُ عُيُونُهُمْ عَنْ الْمَحَاسِنِ إلَى الْمَسَاوِئِ، فَلاَ يُنْصِفُونَ مُحْسِنًا وَلاَ يُحَابُونَ مُسِيئًا لاَ سِيَّمَا مَنْ كَانَ بِالْعِلْمِ مَوْسُومًا وَإِلَيْهِ مَنْسُوبًا، فَإِنَّ زَلَّتَهُ لاَ تُقَالُ وَهَفْوَتَهُ لاَ تُعْذَرُ إمَّا لِقُبْحِ أَثَرِهَا وَاغْتِرَارِ كَثِيرٍ مِنْ النَّاسِ بِهَا ..
وَإِمَّا لِأَنَّ الْجُهَّالَ بِذَمِّهِ أَغْرَى، وَعَلَى تَنَقُّصِهِ أَحْرَى؛ لِيَسْلُبُوهُ فَضِيلَةَ التَّقَدُّمِ وَيَمْنَعُوهُ مُبَايِنَةَ التَّخْصِيصِ عِنَادًا لِمَا جَهِلُوهُ وَمَقْتًا لِمَا بَايَنُوهُ؛ لِأَنَّ الْجَاهِلَ يَرَى الْعِلْمَ تَكَلُّفًا وَلَوْمًا، كَمَا أَنَّ الْعَالِمَ يَرَى الْجَهْلَ تَخَلُّفًا وَذَمًّا.
ص57:
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ لِابْنِهِ: عَلَيْك بِكُلِّ نَوْعٍ مِنْ الْعِلْمِ فَخُذْ مِنْهُ، فَإِنَّ الْمَرْءَ عَدُوُّ مَا جَهِلَ، وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ تَكُونَ عَدُوَّ شَيْءٍ مِنْ الْعِلْمِ، وَأَنْشَدَ:
تَفَنَّنْ وَخُذْ مِنْ كُلِّ عِلْمٍ فَإِنَّمَا * يَفُوقُ امْرُؤٌ فِي كُلِّ فَنٍّ لَهُ عِلْمُ
فَأَنْتَ عَدُوٌّ لِلَّذِي أَنْتَ جَاهِلٌ * بِهِ وَلِعِلْمٍ أَنْتَ تُتْقِنُهُ سِلْمُ
ـ[أبو الهيثم]ــــــــ[09 Jan 2006, 03:03 ص]ـ
بارك الله فيك أخي،، دائما تمتعنا بنقولك و مقالاتك،، جزاكم الله خيرا
هل من الممكن أن ترسل لي الكتاب كاملا abulhaitham@gmail.com
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[10 Jan 2006, 06:55 م]ـ
حمله من هنا:
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=14&book=1111&PHPSESSID=e49f5254ca37b5315d55257aa2e8f125
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[11 Jan 2006, 10:02 م]ـ
ص58:
الْمَالُ ظِلٌّ زَائِلٌ وَعَارِيَّةٌ مُسْتَرْجَعَةٌ وَلَيْسَ فِي كَثْرَتِهِ فَضِيلَةٌ، وَلَوْ كَانَتْ فِيهِ فَضِيلَةٌ لَخَصَّ اللَّهُ بِهِ مَنْ اصْطَفَاهُ لِرِسَالَتِهِ، وَاجْتَبَاهُ لِنُبُوَّتِهِ.
وَقَدْ كَانَ أَكْثَرُ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ تَعَالَى مَعَ مَا خَصَّهُمْ اللَّهُ بِهِ مِنْ كَرَامَتِهِ وَفَضَّلَهُمْ عَلَى سَائِرِ خَلْقِهِ، فُقَرَاءَ لاَ يَجِدُونَ بُلْغَةً وَلاَ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ، حَتَّى صَارُوا فِي الْفَقْرِ مَثَلاً، فَقَالَ الْبُحْتُرِيُّ:
فَقْرٌ كَفَقْرِ الأنْبِيَاءِ وَغُرْبَةٌ * وَصَبَابَةٌ لَيْسَ الْبَلاَءُ بِوَاحِدِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَلِعَدَمِ الْفَضِيلَةِ فِي الْمَالِ مَنَحَهُ اللَّهُ الْكَافِرَ وَحَرَمَهُ الْمُؤْمِنَ. قَالَ الشَّاعِرُ:
كَمْ كَافِرٍ بِاَللَّهِ أَمْوَالُهُ * تَزْدَادُ أَضْعَافًا عَلَى كُفْرِهِ
وَمُؤْمِنٍ لَيْسَ لَهُ دِرْهَمٌ * يَزْدَادُ إيمَانًا عَلَى فَقْرِهِ
يَا لاَئِمَ الدَّهْرِ وَأَفْعَالِهِ * مُشْتَغِلاً يَزْرِي عَلَى دَهْرِهِ
الدَّهْرُ مَأْمُورٌ لَهُ آمِرٌ * يَنْصَرِفُ الدَّهْرُ عَلَى أَمْرِهِ
وَقَدْ بَيَّنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه فَضْلَ مَا بَيْنَ الْعِلْمِ وَالْمَالِ فَقَالَ: الْعِلْمُ خَيْرٌ مِنْ الْمَالِ. الْعِلْمُ يَحْرُسُك، وَأَنْتَ تَحْرُسُ الْمَالِ. الْعِلْمُ حَاكِمٌ وَالْمَالُ مَحْكُومٌ عَلَيْهِ. مَاتَ خَزَّانُ الامْوَالِ وَبَقِيَ خَزَّانُ الْعِلْمِ أَعْيَانُهُمْ مَفْقُودَةٌ، وَأَشْخَاصُهُمْ فِي الْقُلُوبِ مَوْجُودَةٌ.
وَسُئِلَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: أَيُّمَا أَفْضَلُ الْمَالُ أَمْ الْعِلْمُ؟ فَقَالَ: الْجَوَابُ عَنْ هَذَا: أَيُّمَا أَفْضَلُ الْمَالُ أَمْ الْعَقْلُ.
وَقَالَ صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ:
لاَ خَيْرَ فِيمَنْ كَانَ خَيْرُ ثَنَائِهِ * فِي النَّاسِ قَوْلَهُمْ غَنِيٌّ وَاجِدُ
ص60:
وَرُبَّمَا امْتَنَعَ الإنْسَانُ مِنْ طَلَبِ الْعِلْمِ لِكِبَرِ سِنِّهِ وَاسْتِحْيَائِهِ مِنْ تَقْصِيرِهِ فِي صِغَرِهِ أَنْ يَتَعَلَّمَ فِي كِبْرِهِ، فَرَضِيَ بِالْجَهْلِ أَنْ يَكُونَ مَوْسُومًا بِهِ وَآثَرَهُ عَلَى الْعِلْمِ أَنْ يَصِيرَ مُبْتَدِئًا بِهِ. وَهَذَا مِنْ خِدَعِ الْجَهْلِ وَغُرُورِ الْكَسَلِ؛ لِأَنَّ الْعِلْمَ إذَا كَانَ فَضِيلَةً = فَرَغْبَةُ ذَوِي الأسْنَانِ فِيهِ أَوْلَى. وَالابْتِدَاءُ بِالْفَضِيلَةِ فَضِيلَةٌ. وَلاأنْ يَكُونَ شَيْخًا مُتَعَلِّمًا أَوْلَى مِنْ أَنْ يَكُونَ شَيْخًا جَاهِلاً.
حُكِيَ أَنَّ بَعْضَ الْحُكَمَاءِ رَأَى شَيْخًا كَبِيرًا يُحِبُّ النَّظَرَ فِي الْعِلْمِ وَيَسْتَحِي فَقَالَ لَهُ: يَا هَذَا أَتَسْتَحِي أَنْ تَكُونَ فِي آخِرِ عُمُرِك أَفْضَلَ مِمَّا كُنْتَ فِي أَوَّلِهِ؟
وَذُكِرَ أَنَّ إبْرَاهِيمَ بْنَ الْمَهْدِيِّ دَخَلَ عَلَى الْمَأْمُونِ وَعِنْدَهُ جَمَاعَةٌ يَتَكَلَّمُونَ فِي الْفِقْهِ فَقَالَ: يَا عَمِّ مَا عِنْدَك فِيمَا يَقُولُ هَؤُلاَءِ: فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ شَغَلُونَا فِي الصِّغَرِ وَاشْتَغَلْنَا فِي الْكِبَرِ. فَقَالَ: لِمَ لاَ تتَعَلَّمُهُ الْيَوْمَ؟ قَالَ: أَوْ يَحْسُنُ بِمِثْلِي طَلَبُ الْعِلْمِ؟ قَالَ: نَعَمْ. وَاَللَّهِ لاَنْ تَمُوتَ طَالِبًا لِلْعِلْمِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَعِيشَ قَانِعًا بِالْجَهْلِ.
قَالَ: وَإِلَى مَتَى يَحْسُنُ بِي طَلَبُ الْعِلْمِ؟ قَالَ: مَا حَسُنَتْ بِك الْحَيَاةُ، وَلِأَنَّ الصَّغِيرَ أَعَذْرُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي الْجَهْلِ عُذْرٌ؛ لِأَنَّهُ لَمْ تَطُلْ بِهِ مُدَّةُ التَّفْرِيطِ وَلاَ اسْتَمَرَّتْ عَلَيْهِ أَيَّامُ الإهْمَالِ.
وَقَدْ قِيلَ فِي مَنْثُورِ الْحِكَمِ: جَهْلُ الصَّغِيرِ مَعْذُورٌ، وَعِلْمُهُ مَحْقُورٌ، فَأَمَّا الْكَبِيرُ فَالْجَهْلُ بِهِ أَقْبَحُ، وَنَقْصُهُ عَلَيْهِ أَفْضَحُ؛ لِأَنَّ عُلُوَّ السِّنِّ إذَا لَمْ يُكْسِبْهُ فَضْلاً وَلَمْ يُفِدْهُ عِلْمًا وَكَانَتْ أَيَّامُهُ فِي الْجَهْلِ مَاضِيَةً، وَمِنْ الْفَضْلِ خَالِيَةً، = كَانَ الصَّغِيرُ أَفْضَلَ مِنْهُ؛ لِأَنَّ الرَّجَاءَ لَهُ أَكْثَرُ، وَالأمَلَ فِيهِ أَظْهَرُ، وَحَسْبُك نَقْصًا فِي رَجُلٍ يَكُونُ الصَّغِيرُ الْمُسَاوِي لَهُ فِي الْجَهْلِ أَفْضَلَ مِنْهُ.
ص62:
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنْ صَاحَبَ الْعُلَمَاءِ وُقِّرَ، وَمَنْ جَالَسَ السُّفَهَاءَ حُقِّر.
وَرُبَّمَا مَنَعَهُ مِنْ طَلَبِ الْعِلْمِ مَا يَظُنُّهُ مِنْ صُعُوبَتِهِ، وَبُعْدِ غَايَتِهِ، وَيَخْشَى مِنْ قِلَّةِ ذِهْنِهِ وَبُعْدِ فِطْنَتِهِ. وَهَذَا الظَّنُّ
اعْتِذَارُ ذَوِي النَّقْصِ وَخِيفَةُ أَهْلِ الْعَجْزِ؛ لِأَنَّ الإخْبَارَ قَبْلَ الاخْتِبَارِ جَهْلٌ.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[14 Jan 2006, 09:49 م]ـ
ص64:
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ: أَخْبَثُ النَّاسِ الْمُسَاوِي بَيْنَ الْمَحَاسِنِ وَالْمَسَاوِئِ؛ وَعِلَّةُ هَذَا أَنَّهُمْ رُبَّمَا رَأَوْا عَاقِلاً غَيْرَ مَحْظُوظٍ، وَعَالِمًا غَيْرَ مَرْزُوقٍ، فَظَنُّوا أَنَّ الْعِلْمَ وَالْعَقْلَ هُمَا السَّبَبُ فِي قِلَّةِ حَظِّهِ وَرِزْقِهِ. وَقَدْ انْصَرَفَتْ عُيُونُهُمْ عَنْ حِرْمَانِ أَكْثَرِ النَّوْكَى وَإِدْبَارِ أَكْثَرِ الْجُهَّالِ؛ لِأَنَّ فِي الْعُقَلاَءِ وَالْعُلَمَاءِ قِلَّةً وَعَلَيْهِمْ مِنْ فَضْلِهِمْ سِمَةٌ.
وَلِذَلِكَ قِيلَ: الْعُلَمَاءُ غُرَبَاءُ لِكَثْرَةِ الْجُهَّالِ ...
وَالْجُهَّالُ وَالْحَمْقَى لَمَّا كَثُرُوا وَلَمْ يَتَخَصَّصُوا انْصَرَفَتْ عَنْهُمْ النُّفُوسُ فَلَمْ يُلْحَظْ الْمَحْرُومُ مِنْهُمْ بِطَرَفِ شَامِتٍ، وَلاَ قَصَدَ الْمَحدُودُ مِنْهُمْ بِإِشَارَةِ عَائِبٍ.
ص69:
وَقَالَ الأوْزَاعِيُّ: إذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ شَرًّا أَعْطَاهُمْ الْجَدَلَ، وَمَنَعَهُمْ الْعَمَلَ.
ص69:
بَعْضُ الْعُلَمَاءِ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ: لاَ يَمْنَعَنَّكَ حَذَرُ الْمِرَاءِ مِنْ حُسْنِ الْمُنَاظَرَةِ، فَإِنَّ الْمُمَارِيَ هُوَ الَّذِي لاَ يُرِيدُ أَنْ يَتَعَلَّمَ مِنْهُ أَحَدٌ وَلاَ يَرْجُو أَنْ يَتَعَلَّمَ مِنْ أَحَدٍ.
ص70:
قَالَتْ الْحُكَمَاءُ: أَصْلُ الْعِلْمِ الرَّغْبَةُ وَثَمَرَتُهُ السَّعَادَةُ، وَأَصْلُ الزُّهْدِ الرَّهْبَةُ وَثَمَرَتُهُ الْعِبَادَةُ فَإِذَا اقْتَرَنَ الزُّهْدُ وَالْعِلْمُ فَقَدْ تَمَّتْ السَّعَادَةُ وَعَمَّتْ الْفَضِيلَةُ، وَإِنْ افْتَرَقَا فَيَا وَيْحَ مُفْتَرَقَيْنِ مَا أَضَرَّ افْتِرَاقَهُمَا، وَأَقْبَحَ انْفِرَادَهُمَا.
.. قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: مَنْ لَمْ يُؤْتَ مِنْ الْعِلْمِ مَا يَقْمَعُهُ، فَمَا أُوتِيَ مِنْهُ لاَ يَنْفَعُهُ. وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: الْفَقِيهُ بِغَيْرِ وَرَعٍ كَالسِّرَاجِ يُضِيءُ الْبَيْتَ وَيُحْرِقُ نَفْسَهُ.
ص71:
وَاعْلَمْ أَنَّ لِلْعُلُومِ أَوَائِلَ تُؤَدِّي إلَى أَوَاخِرِهَا، وَمَدَاخِلَ تُفْضِي إلَى حَقَائِقِهَا. فَلْيَبْتَدِئْ طَالِبُ الْعِلْمِ بِأَوَائِلِهَا لِيَنْتَهِيَ إلَى أَوَاخِرِهَا، وَبِمَدَاخِلِهَا لِتُفْضِيَ إلَى حَقَائِقِهَا. وَلاَ يَطْلُبُ الآخر قَبْلَ الأول، وَلاَ الْحَقِيقَةَ قَبْلَ الْمَدْخَلِ. فَلاَ يُدْرِكُ الآخر وَلاَ يَعْرِفُ الْحَقِيقَةَ؛ لِأَنَّ الْبِنَاءَ عَلَى غَيْرِ أُسٍّ لاَ يُبْنَى، وَالثَّمَرُ مِنْ غَيْرِ غَرْسٍ لاَ يُجْنَى. وَلِذَلِكَ أَسْبَابٌ فَاسِدَةٌ وَدَوَاعٍ وَاهِيَةٌ.
فَمِنْهَا: أَنْ يَكُونَ فِي النَّفْسِ أَغْرَاضٌ تَخْتَصُّ بِنَوْعٍ مِنْ الْعِلْمِ فَيَدْعُو الْغَرَضُ إلَى قَصْدِ ذَلِكَ النَّوْعِ وَيَعْدِلُ عَنْ مُقَدِّمَاتِهِ ..
وَمِنْهَا: أَنْ يُحِبَّ الاشْتِهَارَ بِالْعِلْمِ إمَّا لِتَكَسُّبٍ أَوْ لِتَجَمُّلٍ فَيَقْصِدُ مِنْ الْعِلْمِ مَا اُشْتُهِرَ مِنْ مَسَائِلِ الْجَدَلِ وَطَرِيقِ النَّظَرِ. وَيَتَعَاطَى عِلْمَ مَا اُخْتُلِفَ فِيهِ دُونَ مَا اُتُّفِقَ عَلَيْهِ؛ لِيُنَاظِرَ عَلَى الْخِلاَفِ وَهُوَ لاَ يَعْرِفُ الْوِفَاقَ، وَيُجَادِلَ الْخُصُومَ وَهُوَ لاَ يَعْرِفُ مَذْهَبًا مَخْصُوصًا ..
وَمِنْها: أَنْ يَغْفُلَ عَنْ التَّعَلُّمِ فِي الصِّغَرِ، ثُمَّ يَشْتَغِلَ بِهِ فِي الْكِبَرِ فَيَسْتَحِي أَنْ يَبْتَدِئَ بِمَا يَبْتَدِئُ الصَّغِيرُ، وَيَسْتَنْكِفُ أَنْ يُسَاوِيَهُ الْحَدَثُ الْغَرِيرُ، فَيَبْدَأُ بِأَوَاخِرِ الْعُلُومِ، وَأَطْرَافِهَا، وَيَهْتَمُّ بِحَوَاشِيهَا، وَأَكْنَافِهَا؛ لِيَتَقَدَّمَ عَلَى الصَّغِيرِ الْمُبْتَدِي، وَيُسَاوِيَ الْكَبِيرَ الْمُنْتَهِي. وَهَذَا مِمَّنْ رَضِيَ بِخِدَاعِ نَفْسِهِ، وَقَنَعَ بِمُدَاهَنَةِ حِسِّهِ؛ لِأَنَّ مَعْقُولَهُ إنْ أَحَسَّ وَمَعْقُولَ كُلِّ ذِي حِسٍّ يَشْهَدُ بِفَسَادِ هَذَا التَّصَوُّرِ، وَيَنْطِقُ بِاخْتِلاَلِ هَذَا التَّخَيُّلِ؛ لِأَنَّهُ شَيْءٌ لاَ يَقُومُ فِي وَهْمٍ. وَجَهْلُ مَا يَبْتَدِئُ بِهِ الْمُتَعَلِّمُ أَقْبَحُ مِنْ جَهْلِ مَا يَنْتَهِي إلَيْهِ الْعَالِمُ ..
وَمِنْهَا: كَثْرَةُ اشْتِغَالِهِ وَتَرَادُفُ حَالاتِهِ حَتَّى أَنَّهَا تَسْتَوْعِبُ زَمَانَهُ وَتَسْتَنْفِدُ أَيَّامَهُ. فَإِذَا كَانَ ذَا رِئَاسَةٍ أَلْهَتْهُ، وَإِنْ كَانَ ذَا مَعِيشَةٍ قَطَعَتْهُ. وَلِذَلِكَ قِيلَ: تَفَقَّهُوا قَبْلَ أَنْ تَسُودُوا.
ص77:
وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: مَنْ أَكْثَرَ الْمُذَاكَرَةَ بِالْعِلْمِ لَمْ يَنْسَ مَا عَلِمَ وَاسْتَفَادَ مَا لَمْ يَعْلَمْ.
ـ[خادم الكتاب والسنة]ــــــــ[16 Jan 2006, 08:36 م]ـ
بارك الله فيك وفي اختيارك أيها الصالح عبدالرحمن بن صالح
وفي الحقيقة الكتاب بحاجة لتخريج وتحقيق، فليس هناك (حسب علمي) تحقيق منهجي الى الان على هذا الكتاب
والله تعالى اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[20 Jan 2006, 08:55 م]ـ
جزاك الله خيرا، صحيح أحاديث الكتاب لم تخدم.
ص82:
اللُّغْزُ: هُوَ تَحَرِّي أَهْلِ الْفَرَاغِ وَشُغْلُ ذَوِي الْبَطَالَةِ؛ لِيَتَنَافَسُوا فِي تَبَايُنِ قَرَائِحِهِمْ، وَيَتَفَاخَرُوا فِي سُرْعَةِ
خَوَاطِرِهِمْ، فَيَسْتَكِدُّوا خَوَاطِرَ قَدْ مُنِحُوا صِحَّتَهَا فِيمَا لاَ يُجْدِي نَفْعًا وَلاَ يُفِيدُ عِلْمًا، كَأَهْلِ الصِّرَاعِ الَّذِينَ قَدْ
صَرَفُوا مَا مُنِحُوهُ مِنْ صِحَّةِ أَجْسَامِهِمْ إلَى صِرَاعٍ كَدُودٍ يَصْرَعُ عُقُولَهُمْ وَيَهِدُّ أَجْسَامَهُمْ وَلاَ يُكْسِبُهُمْ حَمْدًا
وَلاَ يُجْدِي عَلَيْهِمْ نَفْعًا.
اُنْظُرْ إلَى قَوْلِ الشَّاعِر:
رَجُلٌ مَاتَ وَخَلَّفَ رَجُلا * ابْنَ أُمِّ ابْنَ أَبِي أُخْتِ أَبِيهِ
مَعَهُ أُمُّ بَنِي أَوْلاَدِهِ * وَأَبَا أُخْتِ بَنِي عَمِّ أَخِيهِ
أَخْبَرَنِي عَنْ هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ وَقَدْ رَوَّعَك صُعُوبَةُ مَا تَضَمَّنَهُمَا مِنْ السُّؤَالِ. إذَا اسْتَكْدَيْتَ الْفِكْرَ فِي اسْتِخْرَاجِهِ
فَعَلِمْت أَنَّهُ أَرَادَ مَيْتًا خَلَّفَ أَبًا وَزَوْجَةً وَعَمًّا، مَا الَّذِي أَفَادَك مِنْ الْعِلْمِ وَنَفَى عَنْك مِنْ الْجَهْلِ؟ أَلَسْت بَعْدَ
عِلْمِهِ تَجْهَلُ مَا كُنْت جَاهِلاً مِنْ قَبْلِهِ؟ وَلَوْ أَنَّ السَّائِلَ قَلَبَ لَك السُّؤَالَ فَأَخَّرَ مَا قُدِّمَ وَقَدَّمَ مَا أُخِّرَ لَكُنْت فِي
الْجَهْلِ بِهِ قَبْلَ اسْتِدْرَاجِهِ كَمَا كُنْت فِي الْجَهْلِ الأول وَقَدْ كَدَدْت نَفْسَك، وَأَتْعَبْت خَاطِرَك ثُمَّ لاَ تَعْدَمُ أَنْ يَرِدَ
عَلَيْك مِثْلُ هَذَا مِمَّا تَجْهَلُهُ فَتَكُونُ فِيهِ كَمَا كُنْت قَبْلَهُ. فَاصْرِفْ نَفْسَك – َوَلَّى اللَّهُ رُشْدَك - عَنْ عُلُومِ النَّوْكَى
وَتَكَلُّفِ الْبَطَّالِينَ.
ص87:
وَرُبَّمَا اسْتَثْقَلَ الْمُتَعَلِّمُ الدَّرْسَ وَالْحِفْظَ وَاتَّكَلَ بَعْدَ فَهْمِ الْمَعَانِي عَلَى الرُّجُوعِ إلَى الْكُتُبِ وَالْمُطَالَعَةِ فِيهَا عِنْدَ
الْحَاجَةِ فَلاَ يَكُونُ إلا كَمَنْ أَطْلَقَ مَا صَادَهُ ثِقَةً بِالْقُدْرَةِ عَلَيْهِ بَعْدَ الامْتِنَاعِ مِنْهُ فَلاَ تُعْقِبُهُ الثِّقَةُ إلا خَجَلاً
وَالتَّفْرِيطُ إلا نَدَمًا.
ص105:
اعْلَمْ أَنَّ لِلْمُتَعَلِّمِ تَمَلُّقًا وَتَذَلُّلاً فَإِنْ اسْتَعْمَلَهُمَا غَنِمَ، وَإِنْ تَرَكَهُمَا حُرِمَ؛ لِأَنَّ التَّمَلُّقَ لِلْعَالِمِ يُظْهِرُ مَكْنُونَ عَمَلِهِ،
وَالتَّذَلُّلَ لَهُ سَبَبٌ لِإِدَامَةِ صَبْرِهِ. وَبِإِظْهَارِ مَكْنُونِهِ تَكُونُ الْفَائِدَةُ وَبِاسْتِدَامَةِ صَبْرِهِ يَكُونُ الإكْثَارُ.
ص108:
رَجَّحَ كَثِيرُ مِنْ الْحُكَمَاءِ حَقَّ الْعَالِمِ عَلَى حَقِّ الْوَالِدِ، حَتَّى قَالَ بَعْضُهُمْ:
يَا فَاخِرًا لِلسَّفَاهِ بِالسَّلَفِ * وَتَارِكًا لِلْعَلاَءِ وَالشَّرَفِ
آبَاءُ أَجْسَادِنَا هُمْ سَبَبٌ * لأنْ جُعِلْنَا عَرَائِضَ التَّلَفِ
مَنْ عَلَّمَ النَّاسَ كَانَ خَيْرَ أَبٍ * ذَاكَ أَبُو الرُّوحِ لاَ أَبُو النُّطَفِ
ص115:
وَقَلَّمَا تَجِدُ بِالْعِلْمِ مُعْجَبًا وَبِمَا أَدْرَكَ مُفْتَخِرًا، إلا مَنْ كَانَ فِيهِ مُقِلاً وَمُقَصِّرًا؛ لِأَنَّهُ قَدْ يَجْهَلُ قَدْرَهُ، وَيَحْسَبُ أَنَّهُ
نَالَ بِالدُّخُولِ فِيهِ أَكْثَرَهُ. فَأَمَّا مَنْ كَانَ فِيهِ مُتَوَجِّهًا وَمِنْهُ مُسْتَكْثِرًا فَهُوَ يَعْلَمُ مِنْ بُعْدِ غَايَتِهِ، وَالْعَجْزِ عَنْ
إدْرَاكِ نِهَايَتِهِ، مَا يَصُدُّهُ عَنْ الْعُجْبِ بِهِ.
وَقَدْ قَالَ الشَّعْبِيُّ: الْعِلْمُ ثَلاَثَةُ أَشْبَارٍ فَمَنْ نَالَ مِنْهُ شِبْرًا شَمَخَ بِأَنْفِهِ وَظَنَّ أَنَّهُ نَالَهُ. وَمَنْ نَالَ الشِّبْرَ الثَّانِيَ
صَغَرَتْ إلَيْهِ نَفْسُهُ وَعَلِمَ أَنَّهُ لَمْ يَنَلْهُ، وَأَمَّا الشِّبْرُ الثَّالِثُ فَهَيْهَاتَ لاَ يَنَالُهُ أَحَدٌ أَبَدًا.
وَمِمَّا أُنْذِرُك بِهِ مِنْ حَالِي أَنَّنِي صَنَّفْت فِي الْبُيُوعِ كِتَابًا جَمَعْت فِيهِ مَا اسْتَطَعْت مِنْ كُتُبِ النَّاسِ، وَأَجْهَدْت فِيهِ
نَفْسِي وَكَدَدْت فِيهِ خَاطِرِي، حَتَّى إذَا تَهَذَّبَ وَاسْتَكْمَلَ وَكِدْت أَعْجَبُ بِهِ وَتَصَوَّرْت أَنَّنِي أَشَدُّ النَّاسِ
اضْطِلاَعًا بِعِلْمِهِ، حَضَرَنِي، وَأَنَا فِي مَجْلِسِي أَعْرَابِيَّانِ فَسَألانِي عَنْ بَيْعٍ عَقَدَاهُ فِي الْبَادِيَةِ عَلَى شُرُوطٍ تَضَمَّنَتْ
أَرْبَعَ مَسَائِلِ لَمْ أَعْرِفْ لِوَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ جَوَابًا، فَأَطْرَقْت مُفَكِّرًا، وَبِحَالِي وَحَالِهِمَا مُعْتَبَرًا فَقَالا: مَا عِنْدَك فِيمَا
سَأَلْنَاك جَوَابٌ، وَأَنْتَ زَعِيمُ هَذِهِ الْجَمَاعَةِ؟ فَقُلْت: لاَ.
فَقَالا: وَاهًا لَك، وَانْصَرَفَا. ثُمَّ أَتَيَا مَنْ يَتَقَدَّمُهُ فِي الْعِلْمِ كَثِيرٌ مِنْ أَصْحَابِي فَسَألاهُ فَأَجَابَهُمَا مُسْرِعًا بِمَا أَقْنَعَهُمَا
وَانْصَرَفَا عَنْهُ رَاضِيَيْنِ بِجَوَابِهِ حَامِدَيْنِ لِعِلْمِهِ، فَبَقِيت مُرْتَبِكًا، وَبِحَالِهِمَا وَحَالِي مُعْتَبِرًا وَإِنِّي لَعَلَى مَا كُنْت
عَلَيْهِ مِنْ الْمَسَائِلِ إلَى وَقْتِي، فَكَانَ ذَلِكَ زَاجِرَ نَصِيحَةٍ وَنَذِيرَ عِظَةٍ تَذَلَّلَ بِهَا قِيَادُ النَّفْسِ، وَانْخَفَضَ لَهَا جَنَاحُ
الْعُجْبِ، تَوْفِيقًا مُنِحْتَهُ وَرُشْدًا أُوتِيتَهُ.
ص117:
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مِنْ الْعِلْمِ أَنْ لاَ تَتَكَلَّمَ فِيمَا لاَ تَعْلَمُ بِكَلاَمِ مَنْ يَعْلَمُ فَحَسْبُك جَهْلاً مِنْ عَقْلِك أَنْ تَنْطِقَ
بِمَا لاَ تَفْهَمُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سالم خميس اليعقوبي]ــــــــ[22 Jan 2006, 08:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم- أما بعد:
فجزاك الله خيراً يا شيخ على هذه الفوائد فقد استفدُ منها كثيراً ولا سيما من المكتبات الإلكترونية التي أشرتَ إليها في هذا الطرح أو هذه الفائدة وهي كما سميتَها "المنتقى الثمين من أدب الدنيا والدين". نفع الله بعلمكم
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[23 Jan 2006, 04:57 م]ـ
وفقك الله، ونفعك بما علمت.
--------------------
ص125:
حُكِيَ عَنْ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: الْعِلْمُ أَفْضَلُ مِنْ الْعَمَلِ لِمَنْ جَهِلَ، وَالْعَمَلُ أَفْضَلُ مِنْ الْعِلْمِ لِمَنْ عَلِمَ.
ص126:
قَالَ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ: إنِّي لأفْرَحُ بِإِفَادَتِي الْمُتَعَلِّمَ أَكْثَرَ مِنْ فَرَحِي بِاسْتِفَادَتِي مِنْ الْمُعَلِّمِ.
ص127:
قَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ: اجْعَلْ تَعْلِيمَك دِرَاسَةً لِعِلْمِك.
ص129:
وَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ لِلْعَالِمِ فِرَاسَةٌ يَتَوَسَّمُ بِهَا الْمُتَعَلِّمَ لِيَعْرِفَ مَبْلَغَ طَاقَتِهِ، وَقَدْرَ اسْتِحْقَاقِهِ لِيُعْطِيَهُ مَا يَتَحَمَّلُهُ بِذَكَائِهِ، أَوْ يَضْعُفُ عَنْهُ بِبَلاَدَتِهِ فَإِنَّهُ أَرْوَحُ لِلْعَالِمِ، وَأَنْجَحُ لِلْمُتَعَلِّمِ .. وَإِذْ كَانَ الْعَالِمُ فِي تَوَسُّمِ الْمُتَعَلِّمِينَ بِهَذِهِ الصِّفَةِ، وَكَانَ بِقَدْرِ اسْتِحْقَاقِهِمْ خَبِيرًا، لَمْ يَضِعْ لَهُ عَنَاءٌ وَلَمْ يَخِبْ عَلَى يَدَيْهِ صَاحِبٌ. وَإِنْ لَمْ يَتَوَسَّمُهُمْ وَخَفِيَتْ عَلَيْهِ أَحْوَالُهُمْ وَمَبْلَغُ اسْتِحْقَاقِهِمْ كَانُوا وَإِيَّاهُ فِي عَنَاءٍ مُكِدٍّ وَتَعَبٍ غَيْرِ مُجِدٍّ؛ لِأَنَّهُ لاَ يَعْدَمُ أَنْ يَكُونَ فِيهِمْ ذَكِيٌّ مُحْتَاجٌ إلَى الزِّيَادَةِ، وَبَلِيدٌ يَكْتَفِي بِالْقَلِيلِ فَيَضْجَرُ الذَّكِيُّ مِنْهُ وَيَعْجِزُ الْبَلِيدُ عَنْهُ وَمَنْ يُرَدِّدُ أَصْحَابَهُ بَيْنَ عَجْزٍ وَضَجَرٍ مَلُّوهُ وَمَلَّهُمْ.
ص170:
وَحَكَى الأصْمَعِيُّ رحمه الله: أَنَّ أَعْرَابِيًّا صَلَّى فَأَطَالَ وَإِلَى جَانِبِهِ قَوْمٌ فَقَالُوا: مَا أَحْسَنَ صَلاَتَك، فَقَالَ: وَأَنَا مَعَ ذَلِكَ صَائِمٌ!
صَلَّى فَأَعْجَبَنِي وَصَامَ فَرَابَنِي * نَحِّ الْقَلُوصَ عَنْ الْمُصَلِّي الصَّائِمِ
فَانْظُرْ إلَى هَذَا الرِّيَاءِ، مَعَ قُبْحِهِ، مَا أَدَلَّهُ عَلَى سُخْفِ عَقْلِ صَاحِبِهِ.
ص171:
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ: أَفْضَلُ الزُّهْدِ إخْفَاءُ الزُّهْدِ.
ص183:
وَقَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ: مَنْ جَرَّعَتْهُ الدُّنْيَا حَلاَوَتَهَا بِمَيْلِهِ إلَيْهَا، جَرَّعَتْهُ الآخِرَةُ مَرَارَتَهَا لِتَجَافِيهِ عَنْهَا.
ص187:
عُوتِبَ سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَرْوَزِيُّ فِي كَثْرَةِ الصَّدَقَةِ فَقَالَ: لَوْ أَنَّ رَجُلاً أَرَادَ أَنْ يَنْتَقِلَ مِنْ دَارٍ إلَى دَارٍ أَكَانَ يُبْقِي فِي الأولى شَيْئًا؟!
ص189:
وَقَالَ أَبُو حَازِمٍ: إنَّمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُلُوكِ يَوْمٌ وَاحِدٌ. أَمَّا أَمْسِ فَقَدْ مَضَى فَلاَ يَجِدُونَ لَذَّتَهُ. وَإِنَّا وَهُمْ مِنْ غَدٍ عَلَى وَجَلٍ، وَإِنَّمَا هُوَ الْيَوْمُ فَمَا عَسَى أَنْ يَكُونَ.
ص196:
وَمَرَّ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ - رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ - بِقَوْمٍ فَقِيلَ: هَؤُلاَءِ زُهَّادٌ. فَقَالَ: مَا قَدْرُ الدُّنْيَا حَتَّى يُحْمَدَ مَنْ زَهِدَ فِيهَا!
ص220:
فَأَمَّا إقَامَةُ إمَامَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ فِي عَصْرٍ وَاحِدٍ، وَبَلَدٍ وَاحِدٍ فَلاَ يَجُوزُ إجْمَاعًا. فَأَمَّا فِي بُلْدَانَ شَتَّى وَأَمْصَارٍ مُتَبَاعِدَةٍ
فَقَدْ ذَهَبَتْ طَائِفَةٌ شَاذَّةٌ إلَى جَوَازِ ذَلِكَ؛ لِأَنَّ الإمام مَنْدُوبٌ لِلْمَصَالِحِ. وَإِذَا كَانَ اثْنَيْنِ فِي بَلَدَيْنِ أَوْ نَاحِيَتَيْنِ
كَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَقْوَمَ بِمَا فِي يَدَيْهِ، وَأَضْبَطَ لِمَا يَلِيهِ. وَلِأَنَّهُ لَمَّا جَازَ بَعْثَةُ نَبِيَّيْنِ فِي عَصْرٍ وَاحِدٍ وَلَمْ يُؤَدِّ ذَلِكَ
(يُتْبَعُ)
(/)
إلَى إبْطَالِ النُّبُوَّةِ، كَانَتْ الإمامة أَوْلَى وَلاَ يُؤَدِّي ذَلِكَ إلَى إبْطَالِ الإمامة. وَذَهَبَ الْجُمْهُورُ إلَى أَنَّ إقَامَةَ إمَامَيْنِ
فِي عَصْرٍ وَاحِدٍ لاَ يَجُوزُ شَرْعًا لِمَا رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "إذَا بُويِعَ أَمِيرَانِ فَاقْتُلُوا
أَحَدَهُمَا" ..
ص221:
يَلْزَمُ سُلْطَانَ الأمة مِنْ أُمُورِهَا سَبْعَةُ أَشْيَاءَ:
أَحَدُهَا: حِفْظُ الدِّينِ مِنْ تَبْدِيلٍ فِيهِ، وَالْحَثُّ عَلَى الْعَمَلِ بِهِ مِنْ غَيْرِ إهْمَالٍ لَهُ.
وَالثَّانِي: حِرَاسَةُ الْبَيْضَةِ وَالذَّبُّ عَنْ الأمة مِنْ عَدُوٍّ فِي الدِّينِ أَوْ بَاغِي نَفْسٍ أَوْ مَالٍ.
وَالثَّالِثُ: عِمَارَةُ الْبُلْدَانِ بِاعْتِمَادِ مَصَالِحِهَا، وَتَهْذِيبِ سُبُلِهَا وَمَسَالِكِهَا.
وَالرَّابِعُ: تَقْدِيرُ مَا يَتَوَلاَهُ مِنْ الأموال بِسُنَنِ الدِّينِ مِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ فِي أَخْذِهَا وَإِعْطَائِهَا.
وَالْخَامِسُ: مُعَانَاةُ الْمَظَالِمِ والأحكام بِالتَّسْوِيَةِ بَيْنَ أَهْلِهَا وَاعْتِمَادِ النَّصَفَةِ فِي فَصْلِهَا.
وَالسَّادِسُ: إقَامَةُ الْحُدُودِ عَلَى مُسْتَحِقِّهَا مِنْ غَيْرِ تَجَاوُزٍ فِيهَا، وَلاَ تَقْصِيرٍ عَنْهَا.
وَالسَّابِعُ: اخْتِيَارُ خُلَفَائِهِ فِي الأمور أَنْ يَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الْكِفَايَةِ فِيهَا، والأمانة عَلَيْهَا.
فَإِذَا فَعَلَ مَنْ أَفْضَى إلَيْهِ سُلْطَانُ الأمة مَا ذَكَرْنَا مِنْ هَذِهِ الأشياء السَّبْعَةِ كَانَ مُؤَدِّيًا لِحَقِّ اللَّهِ تَعَالَى فِيهِمْ،
مُسْتَوْجِبًا لِطَاعَتِهِمْ وَمُنَاصَحَتِهِمْ، مُسْتَحِقًّا لِصِدْقِ مَيْلِهِمْ وَمَحَبَّتِهِمْ. وَإِنْ قَصَّرَ عَنْهَا، وَلَمْ يَقُمْ بِحَقِّهَا
وَوَاجِبِهَا، كَانَ بِهَا مُؤَاخَذًا ثُمَّ هُوَ مِنْ الرَّعِيَّةِ عَلَى اسْتِبْطَانِ مَعْصِيَةٍ وَمَقْتٍ يَتَرَبَّصُونَ الْفُرَصَ لِإِظْهَارِهِمَا
وَيَتَوَقَّعُونَ الدَّوَائِرَ لِإِعْلاَنِهِمَا. وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ
مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا}.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[24 Jan 2006, 06:30 م]ـ
ص223:
وَقَدْ كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه إلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه: إنَّ اللَّهَ تَعَالَى إذَا أَحَبَّ عَبْدًا
حَبَّبَهُ إلَى خَلْقِهِ، فَاعْرِفْ مَنْزِلَتَك مِنْ اللَّهِ تَعَالَى بِمَنْزِلَتِك مِنْ النَّاسِ، وَاعْلَمْ أَنَّ مَا لَك عِنْدَ اللَّهِ مِثْلُ مَا لِلَّهِ
عِنْدَك.
ص225:
وَلَيْسَ شَيْءٌ أَسْرَعُ فِي خَرَابِ الأرض وَلاَ أَفْسَدُ لِضَمَائِرِ الْخَلْقِ مِنْ الْجَوْرِ؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ يَقِفُ عَلَى حَدٍّ وَلاَ يَنْتَهِي إلَى غَايَةٍ، وَلِكُلِّ جُزْءٍ مِنْهُ قِسْطٌ مِنْ الْفَسَادِ حَتَّى يَسْتَكْمِلَ ..
ص232:
وَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه إلَى أَبِي مُوسَى الأشعري: لاَ تَسْتَقْضِيَنَّ إلا ذَا حَسَبٍ أوَمَالٍ، فَإِنَّ ذَا الْحَسَبِ يَخَافُ الْعَوَاقِبَ، وَذَا الْمَالِ لاَ يَرْغَبُ فِي مَالِ غَيْرِهِ.
ص299:
الْحِرْصُ: شِدَّةُ الْكَدْحِ وَالإسْرَافِ فِي الطَّلَبِ. وَأَمَّا الشَّرَهُ فَهُوَ اسْتِقْلاَلُ الْكِفَايَةِ، وَالاسْتِكْثَارُ لِغَيْرِ حَاجَةٍ، وَهَذَا فَرْقُ مَا بَيْنَ الْحِرْصِ وَالشَّرَهِ.
ص300:
وَأَمَّا السَّرَفُ وَالتَّبْذِيرُ فَإِنَّ مَنْ زَادَ عَلَى حَدِّ السَّخَاءِ فَهُوَ مُسْرِفٌ وَمُبَذِّرٌ ..
وَاعْلَمْ أَنَّ السَّرَفَ وَالتَّبْذِيرَ قَدْ يَفْتَرِقُ مَعْنَاهُمَا. فَالسَّرَفُ: هُوَ الْجَهْلُ بِمَقَادِيرِ الْحُقُوقِ، وَالتَّبْذِيرُ: هُوَ الْجَهْلُ بِمَوَاقِعِ الْحُقُوقِ. وَكِلاَهُمَا مَذْمُومٌ، وَذَمُّ التَّبْذِيرِ أَعْظَمُ؛ لِأَنَّ الْمُسْرِفَ يُخْطِئُ فِي الزِّيَادَةِ، وَالْمُبَذِّرُ يُخْطِئُ فِي الْجَهْلِ.
ص319:
وَحُكِيَ أَنَّ رَجُلًا شَكَا كَثْرَةَ عِيَالِهِ إلَى بَعْضِ الزُّهَّادِ، فَقَالَ: اُنْظُرْ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ لَيْسَ رِزْقُهُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَحَوِّلْهُ إلَى مَنْزِلِي.
ص320:
(يُتْبَعُ)
(/)
حَكَى أَبُو بَكْرَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَاهُ فَقَالَ:
يَا عُمَرُ الْخَيْرِ جُزِيتَ الْجَنَّهْ * اُكْسُ بُنَيَّاتِي وَأُمَّهُنَّهْ
وَكُنْ لَنَا مِنْ الزَّمَانِ جُنَّهْ * أُقْسِمُ بِاَللَّهِ لَتَفْعَلَنَّهْ
فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ يَكُونُ مَاذَا؟
فَقَالَ:
إذًا أَبَا حَفْصٍ لاَذْهَبَنَّهْ فَقَالَ: فَإِذَا ذَهَبْتَ يَكُونُ مَاذَا؟ فَقَالَ:
يَكُونُ عَنْ حَالِي لَتُسْأَلَنَّهْ * يَوْمَ تَكُونُ الاعْطَيَاتُ هَنَّهْ
وَمَوْقِفُ الْمَسْؤولِ بَيْنَهُنَّهْ * إمَّا إلَى نَارٍ وَإِمَّا جَنَّهْ
فَبَكَى عُمَرُ رضي الله عنه حَتَّى اخْضَلَّتْ لِحْيَتَهُ ثُمَّ قَالَ: يَا غُلاَمُ أَعْطِهِ قَمِيصِي هَذَا لِذَلِكَ الْيَوْمِ لاَ لِشِعْرِهِ أَمَا وَاَللَّهِ لاَ أَمْلِكُ غَيْرَهُ.
ص384:
لِمَحَاسِنِ الأخْلاَقِ حُدُودٌ مُقَدَّرَةٌ وَمَوَاضِعُ مُسْتَحَقَّةٌ فَإِنْ تَجَاوَزَ بِهَا الْحَدَّ صَارَتْ مَلَقًا، وَإِنْ عَدْلَ بِهَا عَنْ مَوَاضِعِهَا صَارَتْ نِفَاقًا. وَالْمَلَقُ ذُلٌّ، وَالنِّفَاقُ لُؤْمٌ، وَلَيْسَ لِمَنْ وُسِمَ بِهِمَا وُدٌّ مَبْرُورٌ وَلاَ أَثَرٌ مَشْكُورٌ.
ص 394:
وَرُوِيَ أَنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ أَتَى الْجُمُعَةَ فَوَجَدَ النَّاسَ قَدْ انْصَرَفُوا فَتَنْكَبَّ الطَّرِيقَ عَنْ النَّاسِ، وَقَالَ: لاَ خَيْرَ فِيمَنْ لاَ يَسْتَحِي مِنْ النَّاسِ.
ص402:
وَقَدْ حُكِيَ عَنْ الأحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ أَنَّهُ قَالَ: مَا عَادَانِي أَحَدٌ قَطُّ إلا أَخَذْت فِي أَمْرِهِ بِإِحْدَى ثَلاَثِ خِصَالٍ:
إنْ كَانَ أَعْلَى مِنِّي عَرَفْت لَهُ قَدْرَهُ، وَإِنْ كَانَ دُونِي رَفَعْت قَدْرِي عَنْهُ، وَإِنْ كَانَ نَظِيرِي تَفَضَّلْت عَلَيْهِ. فَأَخَذَهُ الْخَلِيلُ، فَنَظَمَهُ شِعْرًا فَقَالَ:
سَأُلْزِمُ نَفْسِي الصَّفْحَ عَنْ كُلِّ مُذْنِبٍ * وَإِنْ كَثُرَتْ مِنْهُ إلَيَّ الْجَرَائِمُ
فَمَا النَّاسُ إلا وَاحِدٌ مِنْ ثَلاَثَةٍ * شَرِيفٌ وَمَشْرُوفٌ وَمِثْلٌ مُقَاوِمُ
فَأَمَّا الَّذِي فَوْقِي فَأَعْرِفُ قَدْرَهُ * وَأَتْبَعُ فِيهِ الْحَقَّ وَالْحَقُّ لاَزِمُ
وَأَمَّا الَّذِي دُونِي فَأَحْلُمُ دَائِبًا * أَصُونُ بِهِ عِرْضِي وَإِنْ لاَمَ لاَئِمُ
وَأَمَّا الَّذِي مِثْلِي فَإِنْ زَلَّ أَوْ هَفَا * تَفَضَّلْت إنَّ الْفَضْلَ بِالْفَخْرِ حَاكِمُ.
ص405:
وَأَنْشَدَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ بِحَضْرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
وَلاَ خَيْرَ فِي حِلْمٍ إذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ * بَوَادِرُ تَحْمِي صَفْوَهُ أَنْ يُكَدَّرَا
وَلاَ خَيْرَ فِي جَهْلٍ إذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ * حَلِيمٌ إذَا مَا أَوْرَدَ الأمْرَ أَصْدَرَا
فَلَمْ يُنْكِرْ صلى الله عليه وسلم قَوْلَهُ عَلَيْهِ. وَمَنْ فَقَدَ الْغَضَبَ فِي الأشْيَاءِ الْمُغْضِبَةِ حَتَّى اسْتَوَتْ حَالَتَاهُ قَبْلَ الإغْضَابِ وَبَعْدَهُ، فَقَدْ عَدِمَ مِنْ فَضَائِلِ النَّفْسِ: الشَّجَاعَةَ، وَالأنَفَةَ، وَالْحَمِيَّةَ، وَالْغَيْرَةَ، وَالدِّفَاعَ، وَالأخْذَ بِالثَّأْرِ؛ لِأَنَّهَا خِصَالٌ مُرَكَّبَةٌ مِنْ الْغَضَبِ. فَإِذَا عَدِمَهَا الإنْسَانُ هَانَ بِهَا وَلَمْ يَكُنْ لِبَاقِي فَضَائِلِهِ فِي النُّفُوسِ مَوْضِعٌ، وَلاَ لِوُفُورِ حِلْمِهِ فِي الْقُلُوبِ مَوْقِعٌ.
ص408:
وَسَبَبُ الْغَضَبِ هُجُومُ مَا تَكْرَهُهُ النَّفْسُ مِمَّنْ دُونَهَا، وَسَبَبُ الْحُزْنِ هُجُومُ مَا تَكْرَهُهُ النَّفْسُ مِمَّنْ فَوْقَهَا.
وَالْغَضَبُ يَتَحَرَّكُ مِنْ دَاخِلِ الْجَسَدِ إلَى خَارِجِهِ، وَالْحُزْنُ يَتَحَرَّك مِنْ خَارِجِ الْجَسَدِ إلَى دَاخِلِهِ.
فَلِذَلِكَ قَتَلَ الْحُزْنُ وَلَمْ يَقْتُلْ الْغَضَبُ لِبُرُوزِ الْغَضَبِ وَكُمُونِ الْحُزْنِ. وَصَارَ الْحَادِثُ عَنْ الْغَضَبِ السَّطْوَةَ
وَالانْتِقَامَ لِبُرُوزِهِ، وَالْحَادِثُ عَنْ الْحُزْنِ الْمَرَضَ وَالأسْقَامَ لِكُمُونِهِ. وَلِذَلِكَ أَفْضَى الْحُزْنُ إلَى الْمَوْتِ وَلَمْ يُفِضْ
إلَيْهِ الْغَضَبُ. فَهَذَا فَرْقٌ مَا بَيْنَ الْحُزْنِ وَالْغَضَبِ.
ص425:
(يُتْبَعُ)
(/)
لَيْسَ فِي خِصَالِ الشَّرِّ أَعْدَلُ مِنْ الْحَسَدِ، يَقْتُلُ الْحَاسِدَ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إلَى الْمَحْسُودِ.
ص426:
وَرُبَّمَا غَلِطَ قَوْمٌ فَظَنُّوا أَنَّ الْمُنَافَسَةَ فِي الْخَيْرِ هِيَ الْحَسَدُ، وَلَيْسَ الأمْرُ عَلَى مَا ظَنُّوا؛ لِأَنَّ الْمُنَافَسَةَ طَلَبُ التَّشَبُّهِ بِالأفَاضِلِ مِنْ غَيْرِ إدْخَالِ ضَرَرٍ عَلَيْهِمْ. وَالْحَسَدُ مَصْرُوفٌ إلَى الضَّرَرِ؛ لِأَنَّ غَايَتَهُ أَنْ يَعْدَمَ الأفَاضِلُ فَضْلَهُمْ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَصِيرَ الْفَضْلُ لَهُ، فَهَذَا الْفَرْقُ بَيْنَ الْمُنَافَسَةِ وَالْحَسَدِ. فَالْمُنَافَسَةُ إذًا فَضِيلَةٌ؛ لِأَنَّهَا دَاعِيَةٌ إلَى اكْتِسَابِ الْفَضَائِلِ وَالاقْتِدَاءِ بِأَخْيَارِ الأفَاضِلِ.
ص442:
وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ: عَلَى عَقْلِ الرَّجُلِ بِقَوْلِهِ، وَعَلَى أَصْلِهِ بِفِعْلِهِ.
ص445:
وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ: لاَ يَكُونُ الْبَلِيغُ بَلِيغًا حَتَّى يَكُونَ مَعْنَى كَلاَمُهُ أَسْبَقَ إلَى فَهْمِك مِنْ لَفْظِهِ إلَى سَمْعِك.
وَأَمَّا مُعَاطَاةُ الإعْرَابِ وَتَجَنُّبُ اللَّحَنِ فَإِنَّمَا هُوَ مِنْ صِفَاتِ الصَّوَابِ وَالْبَلاَغَةُ أَعْلَى مِنْهُ رُتْبَةً، وَأَشْرَفُ مَنْزِلَةً.
وَلَيْسَ لِمَنْ لَحَنَ فِي كَلاَمِهِ مُدْخَلٌ فِي الأدَبَاءِ فَضْلًا عَنْ أَنْ يَكُونَ فِي عِدَادِ الْبُلَغَاءُ.
ص445:
[من آداب الكلام] أَنْ لاَ يَتَجَاوَزَ فِي مَدْحٍ وَلاَ يُسْرِفَ فِي ذَمٍّ وَإِنْ كَانَتْ النَّزَاهَةُ عَنْ الذَّمِّ كَرَمًا وَالتَّجَاوُزُ فِي الْمَدْحِ مَلَقًا يَصْدُرُ عَنْ مَهَانَةٍ. وَالسَّرَفُ فِي الذَّمِّ انْتِقَامٌ يَصْدُرُ عَنْ شَرٍّ، وَكِلاَهُمَا شَيْنٌ وَإِنْ سَلِمَ مِنْ الْكَذِبِ.
.. السَّلاَمَةَ مِنْ الْكَذِبِ فِي الْمَدْحِ وَالذَّمِّ مُتَعَذِّرَةٌ لاَ سِيَّمَا إذَا مَدَحَ تَقَرُّبًا وَذَمَّ تَحَنُّقًا.
ص516:
وَسُئِلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ الْمُرُوءَةِ فَقَالَ: أَنْ لاَ تَعْمَلَ فِي السِّرِّ عَمَلًا تَسْتَحِي مِنْهُ فِي الْعَلاَنِيَةِ.
ص518:
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: شَرُّ الْمَالِ مَا لَزِمَك إثْمُ مَكْسَبِهِ وَحُرِمْتَ أَجْرَ إنْفَاقِهِ.
ص526:
لاَ عُذْرَ لِمَنْ مُنِحَ جَاهًا أَنْ يَبْخَلَ بِهِ فَيَكُونَ أَسْوَأَ حَالا مِنْ الْبَخِيلِ بِمَالِهِ الَّذِي قَدْ يُعِدُّهُ لِنَوَائِبِهِ، وَيَسْتَبْقِيهِ لِلَذَّتِهِ، وَيَكْنِزُهُ لِذُرِّيَّتِهِ. وَبِضِدِّ ذَلِكَ مَنْ بَخِلَ بِجَاهِهِ؛ لِأَنَّهُ قَدْ أَضَاعَهُ بِالشُّحِّ وَبَدَّدَهُ بِالْبُخْلِ وَحَرَمَ نَفْسَهُ غَنِيمَةَ مُكْنَتِهِ، وَفُرْصَةَ قُدْرَتِهِ، فَلَمْ يُعْقِبْهُ إلا نَدَمًا عَلَى فَائِتٍ وَأَسَفًا عَلَى ضَائِعٍ وَمَقْتًا يَسْتَحْكِمُ فِي النُّفُوسِ وَذَمًّا قَدْ يَنْتَشِرُ فِي النَّاسِ ... وَبَذْلُ الْجَاهِ قَدْ يَكُونُ مِنْ كَرَمِ النَّفْسِ وَشُكْرِ النِّعْمَةِ وَضِدُّهُ مِنْ ضِدِّهِ وَلَيْسَ بَذْلُ الْجَاهِ لِالْتِمَاسِ الْجَزَاءِ بَذْلًا مَشْكُورًا، وَإِنَّمَا هُوَ بَائِعُ جَاهِهِ وَمُعَاوِضُ عَلَى نِعَمِ اللَّهِ تَعَالَى وَآلائِهِ فَكَانَ بِالذَّمِّ أَحَقَّ.
ص533:
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: لاَ تَقْطَعْ أَخَاك إلا بَعْدَ عَجْزِ الْحِيلَةِ عَنْ اسْتِصْلاَحِهِ.
انتهى المراد نقله من هذا الكتاب النفيس
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وسلم تسليما كثيرا.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[27 Jan 2006, 08:49 م]ـ
الفوائد على ملف وورد من هنا:
http://saaid.net/book/open.php?cat=8&book=2299(/)
إذا صحَ هذا القول: فإلام استند الأئمة في قولهم بمشروعية ختان الإناث؟
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[17 Nov 2005, 10:02 م]ـ
من المعلوم اتفاق الأئمة أصحاب المذاهب الفقهية الأربعة على مشروعية ختان الإناث - و إن اختلفوا فيها بين الاستحباب و بين الإيجاب- إلا أن القدر المشترك بينهما هو الندب،
و السؤال: كيف يمكن الجمع بين ما ذهب إليه هؤلاء الأئمة الفقهاء الأثيات - الذين تلقت الأمة مذاهبهم الفقهية بالقبول على مدار الأعصار و في مختلف الأمصار - و بين ما قاله أو نقله العظيم آبادي - صاحب كتاب " عون المعبود شر ح سنن أبي داود " - قال: (و حديث ختان المرأة روي من أوجه كثيرة و كلها ضعيفة معلولة مخدوشة، لا يصح الاحتجاج بها كما عرفت).؟
و قد ذكر ذلك عقب شرحه الحديث الذي رواه الإمام أبو داود في [باب ما جاء في الختان]، و هو حديث: " لا تنهكي "، و في شرحه أعلً كل ما جاء في ذلك الختان من أحاديث،
- فإذا صح كلامه هذا: فإلام استند هؤلاء الأئمة الأجلة في قولهم بمشروعيته، و ما وجه الجمع بين قوله و بين ما ذهبوا إليه؟
ـ[الأزهري الأصلي]ــــــــ[19 Nov 2005, 05:36 م]ـ
السلام عليكم:
سأضع لك أخي الفاضل ما كتبته في الموضوع في تعليقي على كتاب "تمام المنة" للشيخ الألباني -رحمه الله-:
موضوع الختان:
أ-قال الشيخ سابق:" أحاديث الأمر بختان المرأة ضعيفة، لم يصح منها شئ ".
وعلق على ذلك الشيخ الألباني قائلا:" أقول: ليس هذا على إطلاقه، فقد صح قوله صلى الله عليه وسلم لبعض الختانات في المدينة: "" اخفضي ولا تنهكي، فإنه أنضر للوجه، وأحظى للزوج "".
رواه أبو داود، والبزار، والطبراني، وغيرهم، وله طرق وشواهد عن جمع من الصحابة خرجتها في " الصحيحة " (2/ 353 - 358) ببسط قد لا تراه في مكان آخر، وبينت فيه أن ختن النساء كان معروفا عند السلف خلافا لبعض من لا علم بالآثار عنده.
وإن مما يؤكد ذلك كله الحديث المشهور: " إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل "، وهو مخرج في "" الإرواء "" (رقم 80).
قال الإمام أحمد رحمه الله: " وفي هذا دليل على أن النساء كن يختن ".
انظر "" تحفة المودود في أحكام المولود "". لابن القيم (ص 64 - هندية) " انتهى تعليقه.
قلت (الأزهري الأصلي): أين في هذا التعليق وهذين الحديثين الأمر بالختان؟؟؟ وغاية ما فيهما كما قال الإمام أحمد "فيه دليل على أن النساء كن يختن" ولو أن الشيخ سابق قال:"أحاديث ختان المرأة ضعيفة لم يصح منها شئ" لكان التعليق له فائدة ولكن لما لم يكن فلا يكون.
,على أن الحديث الأول وهو قوله صلى الله عليه وسلم لبعض الختانات في المدينة: "" اخفضي ولا تنهكي، فإنه أنضر للوجه، وأحظى للزوج "" قد ضعفه أبو داود مخرجه وضعفه بعض أهل العلم يقول الشيخ مصطفى العدوي في كتابه أحكام النساء في سؤال وجواب جزء الطهارة ص 14:"وقد ضعف أبو داود-رحمه الله- هذا الحديث والأمر كما ذهب إليه أبو داود رحمه الله فالحديث ضعيف وقد روي من طرق أخرى ضعيفة أيضا وقد تساهل من صححه من أهل العلم .... ".
وللمزيد حول تضعيف الحديث انظر:
السنن الكبرى للبيهقي (8/ 324) - الكامل في الضعفاء (7/ 445) - أحكام النظر لابن القطان ص 374 - الخلاصة للنووي (1/ 92) -المهذب للذهبي (7/ 3470) -البدر المنير لابن الملقن (8/ 745) -تخريج أحاديث الإحياء للعراقي (1/ 195) وغيرها.
ب-قال الشيخ سابق في الختان: " ولم يرد تحديد وقت، ولا ما يفيد وجوبه ".
وعلق على ذلك الشيخ الألباني بقوله:
"قلت: أما التحديد فورد فيه حديثان:
الأول: عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عق عن الحسن والحسين، وختنهما لسبعة أيام.
رواه الطبراني في " المعجم الصغير " (ص 185، بسند رجاله ثقات، لكن فيه محمد بن أبي السري العسقلاني، وفيه كلام من قبل حفظه، والوليد بن مسلم يدلس تدليس التسوية وقد عنعنه.
والحديث عزاه الحافظ في " الفتح " (10/ 282) لأبي الشيخ والبيهقي، وسكت عليه الحافظ، فلعله عندهما من طريق أخرى.
الثاني: عن ابن عباس قال: سبعة من السنة في الصبي يوم السابع: يسمى، ويختن. . الحديث.
(يُتْبَعُ)
(/)
رواه الطبراني في " الأوسط " (1/ 334 / 562)، وقال الهيثمي في " المجمع " (4/ 59): " رجاله ثقات "، وأما الحافظ، فقال في " الفتح " (9/ 483): " أخرجه الطبراني في الأوسط، وفي سنده ضعف ".
قلت: وهو الصواب، لأن في سنده رواد بن الجراح، وفيه ضعف، كما في الكاشف للذهبي، لكن أحد الحديثين يقوي الآخر، إذ مخرجهما مختلف، وليس فيهما متهم، وقد أخذ به الشافعية، فاستحبوا الختان يوم السابع من الولادة كما في " المجموع " (1/ 307) وغيره.
وأما الحد الأعلى للختان، فهو قبل البلوغ، قال ابن القيم: " لا يجوز للولي أن يترك ختن الصبي حتى يجاوز البلوغ ".
انظر " تحفة المودود في أحكام المولود " له (ص 60 - 61).
وأما حكم الختان فالراجح عندنا وجوبه، وهو مذهب الجمهور، كمالك والشافعي وأحمد، واختاره ابن القيم، وساق في التدليل على ذلك خمسة عشر وجها، وهي وإن كانت مفرداتها لا تنهض على ذلك، فلا شك أن مجموعها ينهض به، ولا يتسع المجال لسوقها جميعا ههنا، فأكتفي منها بوجهين: الأول: قوله تعالى: (ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا)، والختان من ملته، كما في حديث أبي هريرة المذكور في الكتاب، وهذا الوجه أحسن الحجج، كما قال البيهقى، ونقله الحافظ (10/ 281).
الثاني: أن الختان من أظهر الشعائر التي يفرق بها بين المسلم والنصراني، حتى إن المسلمين لا يكادون يعدون الأقلف منهم.
ومن شاء الاطلاع على بقية الوجوه المشار إليها فليراجع كتاب " التحفة " (ص 53 - 60) "انتهى تعليقه.
قلت (الأزهري الأصلي): أما تحديد وقت الختان فالخلاف فيه كثير والجمهور على عدم تحدي وقت معين كما يأتي:
قال القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن":
(واختلفوا متى يختن الصبي، فثبت في الأخبار عن جماعة من العلماء أنهم قالوا: ختن إبراهيم إسماعيل لثلاث عشرة سنة. وختن ابنه إسحاق لسبعة أيام. وروي عن فاطمة أنها كانت تختن ولدها يوم السابع، وأنكر ذلك مالك وقال ذلك من عمل اليهود. ذكره عنه ابن وهب. وقال الليث بن سعد: يختن الصبي ما بين سبع سنين إلى عشر. ونحوه روى ابن وهب عن مالك. وقال أحمد: لم أسمع في ذلك شيئا. وفي البخاري عن سعيد بن جبير قال: سئل ابن عباس: مثل من أنت حين قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أنا يومئذ مختون. قال: وكانوا لا يختنون الرجل حتى يدرك أو يقارب الاحتلام).
,وقال الحافظ ابن حجر في الفتح:
(واختلف في الوقت الذي يشرع فيه الختان، قال الماوردي: له وقتان وقت وجوب ووقت استحباب، فوقت الوجوب البلوغ ووقت الاستحباب قبله، والاختيار في اليوم السابع من بعد الولادة، وقيل من يوم الولادة، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر ففي السنة السابعة، فإن بلغ وكان نضوا نحيفا يعلم من حاله أنه إذا اختتن تلف سقط الوجوب.
ويستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب إلا لعذر، وذكر القاضي حسين أنه لا يجوز أن يختتن الصبي حتى يصير ابن عشر سنين لأنه حينئذ يوم ضربه على ترك الصلاة، وألم الختان فوق ألم الضرب فيكون أولى بالتأخير، وزيفه النووي في " شرح المهذب " وقال إمام الحرمين: لا يجب قبل البلوغ لأن الصبي ليس من أهل العبادة المتعلقة بالبدن فكيف مع الألم، قال: ولا يرد وجوب العدة على الصبية لأنه لا يتعلق به تعب بل هو مضي زمان محض.
وقال أبو الفرج السرخسي: في ختان الصبي وهو صغير مصلحة من جهة أن الجلد بعد التمييز يغلظ ويخشن فمن ثم جوز الأئمة الختان قبل ذلك، ونقل ابن المنذر عن الحسن ومالك كراهة الختان يوم السابع لأنه فعل اليهود.
وقال مالك: يحسن إذا أثغر أي ألقى ثغره وهو مقدم أسنانه، وذلك يكون في السبع سنين وما حولها، وعن الليث يستحب ما بين سبع سنين إلى عشر سنين، وعن أحمد لم أسمع فيه شيئا.
وأخرج الطبراني في " الأوسط " عن ابن عباس قال " سبع من السنة في الصبي يسمى في السابع ويختن " الحديث وقد قدمت ذكره في كتاب العقيقة وأنه ضعيف.
وأخرج أبو الشيخ من طريق الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد عن ابن المنكدر أو غيره عن جابر " أن النبي صلى الله عليه وسلم ختن حسنا وحسينا لسبعة أيام " قال الوليد فسألت مالكا عنه فقال: لا أدري، ولكن الختان طهرة فكلما قدمها كان أحب إلي.
وأخرج البيهقي حديث جابر.
(يُتْبَعُ)
(/)