ـ[الراية]ــــــــ[19 Nov 2005, 08:57 م]ـ
الغزالي وكتابه (إحياء علوم الدين)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=10461
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[21 Nov 2005, 02:55 م]ـ
ما جاء في هذا الرابط في شأن الإمام الغزالي لا يصح، لعداوة قائله له، و الجرح الذي مرجعه الخلاف و التعصب المذهبي - كما هو هنا - غير معتبر عند الأئمة المعتبرين المنصفين، و انظر إلى ذلك الكلام المنقول لتعلم عدم صحته، قال صاحبه:
[ومع تقدم الغزالي في العلوم إلا أنه كان مُزْجَى البضاعة في الحديث وعلومه، لا يميز بين صحيح الحديث وسقيمه قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله –: " فإن فرض أن أحداً نقل مذهب السلف كما يذكره (الخارج عن مذهب السلف)؛ فإما أن يكون قليل المعرفة بآثار السلف كأبي المعالي وأبي حامد الغزالي وابن الخطيب وأمثالهم ممن لم يكن لهم من المعرفة بالحديث ما يُعَدَّونَ به من عوام أهل الصناعة فضلا عن خواصها ولم يكن الواحد من هؤلاء يعرف البخاري ومسلماً وأحاديثهما إلا بالسماع كما يذكر ذلك العامة، ولا يميزون بين الحديث الصحيح المتواتر عند أهل العلم بالحديث، وبين الحديث المفترى المكذوب، وكتبهم أصدق شاهد بذلك، ففيها عجائب. وتجد عامة هؤلاء الخارجين عن منهاج السلف من المتكلمة والمتصوفة يعترف بذلك، إما عند الموت، وإما قبل الموت، والحكايات في هذا كثيرة معروفة ... هذا أبو حامد الغزالي مع فرط ذكائه وتألهه ومعرفته بالكلام والفلسفة وسلوكه طريق الزهد والرياضة والتصوف ينتهي في هذه المسائل إلى الوقف والحيرة ويحيل في آخر أمره على طريقة أهل الكشف ... " مجموع الفتاوى ج4 ص71].
انتهى الاقتباس
- و هو قول عجيب،
فما علينا إلا الرجوع إلى كتاب " تلخيص الحبير " للحافظ ابن حجر - و هو من هو في علوم الحديث - لنرى كم ذكر و استشهد بأقوال الإمام الغزالي في الأحاديث؟
و كذا الحال في تفسير القرآن الكريم، حيث احتج ابن كثير بقول الغزالي، و أكثر ابن حجر من النقل عن الغزالي في كتابه " فتح الباري "، و كذا فعل الكثير من الأئمة،
* فهل كان كل هؤلاء خاطئين أم كانوا كلهم غافلون؟؟
_ إن العدل و الإنصاف يدعونا لأن لا نغمط الناس حقهم،
... و أقول للإخوة: أليس من الواجب على المسلم أن يستريح لبراءة أخيه المسلم مما نسب إليه بغير حق، أم يجعل كل همّه تلمس كل ما فيه شبهة لحقت بحقه؟
- فما بالك إذا كان ذلك المرء المسلم إماما كبيرا من أئمتهم، و شهد له بذلك كبراؤهم؟
- و ما بالك إذا ثبت بطلان الافتراءات التي ألصقت بذلك الإمام الذي عدَه السيوطي و كذا الذهبي من
" مجددّي المائة الخامسة "؟
*قال عزَ من قائل:
{يا أيها الذين أمنوا كونوا قوامين للَه شهداء بالقسط و لا يجرمنكم شنأن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى و اتقوا الله إن الله خبير بما تعملون}. [المائدة: 8]
هذا أمر الله،
فأيّكم على يقين مما سيقوله يوم الحساب عندما يختصمه الغزالي للًَه عزَ و جلَ؟
ـ[الراية]ــــــــ[21 Nov 2005, 09:34 م]ـ
ومن العدل والانصاف عدم القاء الكلام جزاف دون ذكر الشواهد؟؟
فأين الامثلة من كتاب ابن حجر" تلخيص الحبير "
مع ان الصواب في اسمه هو "التلخيص الحبير"
أو حتى كتاب فتح الباري؟
فأين الامثلة من هذين الكتابين لابن حجر الذي أكثر فيهما من النقل في الجانب الحديثي عن الغزالي
لندع المجال العاطفي قليلاً ..
أخشى أن ينطبق وصفك لما جاء في الرابط على تعليقك الاخير!
ثم ان مما جاء في الرابط موثق من كتب الغزالي،فلايكون التهرب منه بايراد كلام من اثنى على الغزالي!
فليتنبه
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[26 Nov 2005, 11:14 م]ـ
من خطل القول رمي إمام كبير من أئمة المسلمين بالبدعة بله الكفر - و العياذ بالله - و يظهر فحش ذلك القول الباطل إذا قيل في حق من عدَ من مجددي هذه الأمة،
و لا خلاف في هذا إلا عند جاهل شديد الجهل و الحمق أو عند حاقد شديد الحقد و الغلِ،
و هؤلاء لا يلتفت إلى أباطيلهم و أضاليلهم.
هل في ذلك شك؟
*******************************************
(يُتْبَعُ)
(/)
- و في شأن الإمام الغزالي - رحمه الله - شهد له اثنان من الأئمة - و هو عدد كاف في التعديل - بالإمامة بل بكونه ممن " جدد لهذه الأمة دينها "، على ما أخبر به رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحديث الشريف،
* و قد عدَه الإمام الذهبي و كذا السيوطي ممن جددَ للأمة دينها في المائة الخامسة، و حكى
المباركفوري في كتابه " عون المعبود بشرح سنن أبي داود " قول السيوطي هذا و أقره،
ففي شرح الحديث - (سنن أبي داود ج 4 ص 109
حدثنا سليمان بن داود المهري أخبرنا بن وهب أخبرني سعيد بن أبي أيوب عن شراحيل بن يزيد المعافري عن أبي علقمة عن أبي هريرة فيما أعلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ".) - قال:
[تنبيه آخر
اعلم أنهم قد بينوا أسماء المجددين الماضين،
وقد صنف السيوطي في ذلك أرجوزة سماها " تحفة المهتدين بأخبار المجددين "، فنحن نذكرها ها هنا، وهذه هي:
الحمد لله العظيم المنة المانح الفضل لأهل السنة
ثم الصلاة والسلام نلتمس على نبي دينه لا يندرس
لقد أتى في خبر مشتهر رواه كل حافظ معتبر
بأنه في رأس كل مائة يبعث ربنا لهذى الأمة
منا عليها عالما يجدد دين الهدى لأنه مجتهد
فكان عند المائة الأولى عمر خليفة العدل بإجماع وقر
والشافعي كان عند الثانية لما له من العلوم السامية
وبن سريج ثالث الأئمة والأشعري عدة من أمه
والباقلاني رابع أو سهل أو الاسفراني خلف قد حكوا
والخامس الحبر هو الغزالي وعده ما فيه من جدال
والسادس الفخر الإمام الرازي والرافعي مثله يوازي
والثامن الحبر هو البلقيني أو حافظ الأنام زين الدين
والشرط في ذلك أن تمضي المائة وهو على حياته بين الفئة
يشار بالعلم إلى مقامه وينصر السنة في كلامه
وأن يكون جامعا لكل فن وأن يعم علمه أهل الزمن
وأن يكون في حديث قد روى من أهل بيت المصطفى وقد قوى
وكونه فردا هو المشهور قد نطق الحديث والجمهور
وهذه تاسعة المئين قد أتت ولا يخلف ما الهادي وعد
وقد رجوت أنني المجدد فيها ففضل الله ليس يجحد
وآخر المئين فيما يأتي عيسى نبي الله ذو الآيات
يجدد الدين لهذي الأمة وفي الصلاة بعضنا قد أمه
مقررا لشرعنا ويحكم بحكمنا إذ في السماء يعلم
وبعده لم يبق من مجدد ويرفع القرآن مثل ما بدى
وتكثر الأشرار والإضاعة من رفعه إلى قيام الساعة
وأحمد الله على ما علما وما جلا من الخفا وأنعما
مصليا على نبي الرحمة والآل مع أصحابه المكرمة
انتهت الأرجوزة].
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Nov 2005, 12:02 ص]ـ
أخي العزيز الدكتور أبا بكر وفقه الله. ليتنا نكتفي بهذا في هذا الموضوع.
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[30 Nov 2005, 01:08 ص]ـ
تنبيهاً على ما كُتِبَ أعلاهُ حولَ كتابِ " إحياء علوم الدين " للإمام الحجة أبي حامد الغزَّالي _ رحمه الله _ أنشرُ هذا المكتوب و أصلُه ردٌ على أحد الإخوة انتقدَ فيه كتابَ الإمام الغزَّالي _ رضي الله عنه _ " إحياءُعلوم الدين " من الجهةِ العلمية، فكان هذا المكتوب.
_____________________________
أسعدني طرحك الكلامَ عن كتاب أبي حامدٍ الغزَّالي _ رحمه الله _ (إحياء علوم الدين)، و لي وقفاتٌ مع الكلامِ عنه عموماً، فلعل قلبك يسعُ لها:
الأولى: أن الإمامَ أبا حامد _ رحمه الله _ مشهودٌ له بالعلم الرصين، و معلومٌ فضلُه عند العام و الخاص، فهو مقدَّمٌ عند الشافعية في فقههم، و هو رأسٌ عند السلوكيين في التزكية، و هذا المقام لا يُجهل لمثله، و لا يعني أن عدم شمولِه لفنٍّ نُسيانُ تقدُّمه في فنون أُخر.
الثانية: في النظر في كتاب (الإحياء) نرى أنه صنفه لغايةٍ مقصودة سعى إليها و بلغ فيها المرتبة التي لم ينلْها أحدٌ بعده فيها، و هي تصفية النفس و تهذيبها و تزكيتها.
ذلك أن الغزَّالي ألفَ كتباً في ذلك كـ: الإحياء، و المنهاج، و رسائلَ صغارٍ و كبار، و عوَّل الناسُ عليها معتمدين لها.
الوقفة الثالثة: أن الوعظَ يُراعى فيه أموراً في مُراعاتها تتحصَّل للشخص الفائدة المَرْجوَّة من تأليف كتب المواعظ، و هي:
1_ أن تكون القراءةُ فيها قراءةً وعظية، لا قراءةً علمية، لأن المقصود التهذيب و التربية و التزكية، لا التعليم و التفقيه.
2_ أن إيرادَ الكلامِ فيها متعلِّقٌ بالباطن لا الظاهر، و لذا فإن أبا حامد _ رحمه الله _ يُرى منه تبيانٌ لهذه الحقيقة، فهو يُعرِّجُ على الأحكام الظاهرة و يأتي بمقابلها من الأحكام الباطنة، و ليس هو بِدعاً في ذلك فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية _ رحمه الله _: أصل الدين في الحقيقة: هي الأمور الباطنة من العلوم و الأعمال، و أن الأعمال الظاهرة لا تنفع بدونها. [التحفة العراقية 308].
و حتى تعرفَ هذه الحقيقة اقرأ أي كتابٍ لأبي حامد من هذه الجهة فإنك سترى تغيراُ كثيراً تجاه كتابه.
و أبو حامد اعتنى بهذا الجانب _ كما أسلفتُ _ و حرِصَ عليه في كتابه هذا، و من هذه الأصل كان قولُهم: من لم يقرأ الإحياء فليس من الأحياء، و بيانها: أن كتابَ اللإحياء فيه وعظٌ للنفس و تهذيبٌ لها، فإذا قرأه الإنسانُ من جهة الوعظية _ لا العلمية _ أحيتْ فيه ميتاً في الجوف، و أدتْ له شيئاً من التغير السلوكي الرصين.
و لا يخفى عليك _ بارك الله فيك _ أن المواعظَ؛ و منها: الترغيب و الترهيب، يُتساهيل فيها بسرْد الأخبار و الأحاديث.
و من خلال التجربة فإن قراءاتي لكتب أبي حامد بالنظرة الوعظية أفادت أكثر من القراءة لها بالنظرة العلمية.
و لا شك أنه _ رحمه الله _ له زلاتٌ لا يُوافق عليها، و كذلك له حسنات لابد من الأخذ بها.
و أنصحُ الإخوة بقراءة كتبه التالية و الحرصِ عليها:
1_ الإحياء.
2_ منهاج العابدين إلى جنة رب العالمين (و هو نفيسٌ للغاية).
3_ مكاشفة القلوب المقرب إلى علام الغيوب.
و أنبه إلى القراءة فيها من جهة الوعظ لا العلم.
وفقك الله، و بارك فيك، و نفعني و إياك بخيره و فضله.(/)
هدية كتاب (حكم بناء الكنائس والمعابد الشركية في بلاد المسلمين)
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[27 Aug 2004, 09:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن:
فهذا كتاب جديد نود اتحاف الأخوة به , وهو من تأليف الشيخ العلامة: حماد الأنصاري - رحمه الله - , وتقديم الشيخ العلامة - عبدالعزيز بن باز - رحمه الله -.
أسأل الله العظيم أن ينتفع به الأخوة , وتنسوا الدعاء للشخص الذي طبع هذا الكتاب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم في الله: أبو خطاب العوضي
ahalalquran@hotmail.com
اضغط هنا للتحميل ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=5877)
ـ[الراية]ــــــــ[10 Sep 2004, 02:29 م]ـ
أبوخطاب العوضي
جزيت خيرا، على نشر هذا الكتاب المفيد.
لكن المؤلف هو /الشيخ إسماعيل بن محمد الأنصاري - رحمه الله -
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[12 Sep 2004, 05:46 ص]ـ
وإياك أخي الفاضل , نعم هو للشيخ إسماعيل الأنصاري فقد أخطأت , والله الموفق(/)
طلب معرفة افضل طريقة لترتيب الفهارس
ـ[موسى علي]ــــــــ[28 Aug 2004, 12:56 م]ـ
الأخوة الأفاضل بارك الله فيهم وجعلهم ممن يخدم هذا الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فإنني أرغب ممن لديه العلم إفادتنا بأفضل طريقة لترتيب الفهارس وهل توجد برامج لهذا الغرض
حيث من المعلوم لدي وقد قمت باستخدامها أن هناك برامج لترتيب الفهارس باللغة الإنجليزية يقوم الباحث بإدخال المراجع على حسب استطاعته كلما أخذ معلومة ثم يطلب الباحث من البرنامج ترتيبها فيقوم البرنامج بترتيبها على حسب طلبك إما ابجديا أو حسب تواريخها أوبحسب ما يطلبه الباحث ومن ثم يقوم بوضع قوائم الفهارس في ملف الورد الذي تريد وهذا مفيد جدا حيث يوفر على الباحث الجهد في الترتيب الأبجدي وكذلك معرفة هل سبق لك الاخذ من هذا المرجع أم لا
لكن البرنامج للأسف باللغة الإنجليزية ولا أعلم هل يوجد له مقابل عربي
فمن لديه خبر عن ذلك أرجو منه إفادتنا والأخوة القراء
والله يحفظكم ويرعاكم
ـ[*أبو عبد الله*]ــــــــ[13 Sep 2004, 01:05 ص]ـ
أخي علي موسى حفظك الله
يمكنك ذلك عن طريق برنامج الوورد والطريقة كالتالي:
تكتب المراجع جميعها في جدول بعد إنشائه ولك أن تجعل عمود واحد وتجعل كل مرجع في صف وبعد أن تنتهي من كتابة جميع مراجعك تذهب إلى قائمة جدول بعد أن تتحدد الجدول وتختار من القائمة (فرز) ويقوم بترتيبها لك على الحروف الهجائية. وبعد ذلك إذا رغبت في حذف الجدول فلك ذلك عن طريق تحويله إلى نص من قائمة جدول حيث يوجد (تحويل) ثم تختار (من جدول إلى نص)
أتمنى أن تنفعك هذه الطريقة.
aboanass1@hotmail.com
ـ[موسى علي]ــــــــ[13 Sep 2004, 09:47 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبو عبدالله على هذا الرد وهذا ما سأقوم به وإن كنت أبحث عن برنامج مختص بأمر الفهرسة عموما بارك الله فيك وآمل ممن لديه خبر عن برامج الفهرسة أن يخبرنا بها لتعم الفائدة وإلا فإن الطريقة التي اقترحها أخي أبو عبدالله تؤدي الغرض
موسى علي(/)
مواقع اسلامية رائعة
ـ[الازهري المصري]ــــــــ[29 Aug 2004, 01:00 ص]ـ
موقع تفهم الإسلام
اجوبة لاسئلة القراء وزوار الموقع عن مواضيع اسلامية
http://www.understanding-islam.com/
موقع يحتوي على كتاباتنا في مجالات الدين والأدب و السياسة والطب وغيرها، وجميعها باللغة العربية
http://www.ketabat.8m.com/
موقع مميز يحتوي على الكثير من الأناشيد والمحاضرات والخطب والدروص الصوتية ويحتوي على ركن خاص بالمرأة
www.islamway.com
الفلكي المؤمن .. يتحدث عن الفلك وإعجاز القرآن فيه ... موقع أكثر من رائع
http://www.geocities.com/alfalaky/
موقع منوع للإسلام يحتوي على الكثير من الميزات من بحث وغيرها
www.islamwab.net
موقع ينبض بأخبار الجهاد والمجاهدين في كل مكان
www.jehad.net
يتحدث عن الإعجاز العلمي في القرآن وكذلك الإعجاز العددي ... إلخ
http://www.multimania.com/corannoun106/
الكثير من المعلومات عن المسجد الأقصى .. ويعتبر كرحلة فيه
http://www.aqsaway.net/
موقع خاص بها يحتوي على آخر إصداراتها ... وكذلك بعض الأمور الدينية
http://www.altaqwa.com/
سيرة الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه
http://farog.webjump.com/
لجنة توزيع المطبوعات الدينية على الحجاج والمعتمرين
ترسلها لك إلى بريدك الإلكتروني مجانا
http://www.lajna.org/
موقع الإسلام اليوم
http://www.islamtoday.net/
موقع يهتم بالأبحاث الإسلامية
http://al-ommah.org/
أكبر موسوعة للخطب في الإنترنت والكثير من الميزات
www.alminbar.com
واحات الإيمان
معلومات عن القرآن والإسلام
http://www.geocities.com/wahataleman
موقع يرشد إلى فضائل الأذكار وغير ذلك
http://members.xoom.com/hasanat/
شبكة الدعوة الإسلامية
http://www.aldawah.net/
معلومات وأخبار حول الإسلام
http://www.geocities.com/islam_shadow
الجامعة الإسلامية الأمريكية
http://www.islamicau.org/
دراسة النصوص الواردة في التوارة والإنجيل التي تبشر بنبوة النبي محمد ودراستها في ضوء اللغة الإصليه
http://www.albadri.com/besharat
قرآن , خطب , دروس , حديث
http://kateeb.arank.com/
مهتم بالمقالات المطروحة حول الإسلام
http://zaw.virtualave.net/home/islam/
القرآن الكريم .. منوعات
http://www.geocities.com/was955
معلومات وأخبارعن القرآن والإيمان
http://aleman-yaman.net/
موسوعة الخطب المنبرية
http://www.o8o.f2s.com/index.htm
مركز الدراسات الإسلامية
http://www.alsunnah.org/
المجلس الإسلامي الروسي
أخبار بمختلف اللغات ومنها العربية
http://www.chat.ru/~islamic_congress/index.htm
الاستقامة
فتاوى و كتب و بحث
http://www.alisteqama.net/
موقع عربي متخصص في الأناشيد والقصائد بصفة عامة
http://nsheed.20m.com/
بإمكانك الإستفسار عن أي فتوى تريدها فقط ادخل هنا
http://www.gn4fatawa.com/
رسائل ونشرات وغيرها
http://www.islammessage.com/
تعلم مبادئ الفقه الإسلامي
http://feqh.ajeeb.com/
الإسلام, أطفال, أطباق رمضانية
http://amwaj.org.il/ramadan/
للأذكار وغير ذلك
http://www.athkar.net/
موقع للمناسبات الإسلامية
http://almunasabat.com/
موقع مميز للمسجد الأقصى
http://www.waaqsah.cjb.net/
الطريق إلى الحقيقة
http://www.toreality.com/
شبكة الجواهر الإسلامية
http://aljwaher.com/
طريق الجنه
http://ganna.20m.com/
معلومات عن الوحدة الإسلامية
http://www.alwahdaalislamyia.org/
الشيخ محمد الدويش
محاضراته , خطبه , مقالاته
http://www.dweesh.com/
صور إسلامية
http://www.khayma.com/sun2000
معلومات مبسطة عن الأنبياء
http://www.geocities.com/yaqoup
يتحدث عن سيرة أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم
http://mypage.ayna.com/alsahaba_page
موسوعة القصص الواقعي الإسلامية
http://www.alghazali.homestead.com/
المنتدى الإسلامي
http://www.muntada.org.ae/
جسور المحبة في الله
http://www.multimania.com/mohaj
جامع الفقه الإسلامي
http://feqh.al-islam.com/
يقوم بحساب جميع أنواع الزكوات وكم الواجب فيها
http://zakat.al-islam.com/
موسوعة الحديث الشريف
http://hadith.al-islam.com/
الزكاة في الإسلام
(يُتْبَعُ)
(/)
http://mypage.ayna.com/khsoiyah/zkat.htm
تحتوي أدعية صوتا ونصا
http://www.aljinanonline.com/duaa/index.html
أحاديث مترجمة
http://www.trnhadeeth.8m.com/
إسلام أون لاين
http://www.islam-online.net/
الملتقى الإسلامي
http://www.members.tripod.com/fahad15
شمس الإسلام
http://www.islamsun.com/
المنتدى الإسلامي العالمي للحوار
http://dialogueonline.org/
الصحوة الإسلامية
http://www.sahwah.net/
مفكرة الإسلام
www.islammemo.com
موقع سلطان
http://sultan.org/a/
المواقع الاسلامية
http://www.fda3.net/link2.htm
دليل نت:
http://www.daleel.net/browse.php?cat=47
مواقع اسلامية متنوعة
http://www.almuzn.net/islamic3.htm
مكتبات كبيرة فيها كتب قيمة:
جامع الفقه الاسلامي: وتجد هنا المواضيع وبجانب كل موضوع اشارة http://feqh.al-islam.com/books.asp
المكتبة الاسلامية موقع الايمان
http://www.al-eman.com/Islamlib/
الوراق:
http://www.alwaraq.com/
الشبكة الاسلامية:
http://islamweb.net/library/
الشبكة الاسلامية: مشروع المكتبة الالكترونية
http://www.ulamah.com/
ركن الكتب الاسلامية:
http://kotob.hypermart.net/
مكتبة قيمة تحوي كتبا قيمة لأهل السنة وكتبا للشيعة ومعاجم كلسان العرب وغيره
http://64.119.168.231/uofislam/maktaba/
مكتبة المنشاوي:
http://www.minshawi.com/Books.htm
مكتبة الشيخ تقي الدين النبهاني والشيخ عبد القديم زلوم رحمهما الله:
http://www.hizb-ut-tahrir.org/arabi...bmtb/kotobm.htm
مكتبة الاخوان المسلمين وفيها كتب الإمام الشيخ حسن البنا رحمه الله
http://www.ikhwan.net/
المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم
http://www.qurancomplex.org/idindex/
اعجاز القرآن للباقلاني
http://64.119.168.231/uofislam/makt...ran/ijaz/a1.htm
http://kotob.hypermart.net/i3jaaz.htm
أحكام القرآن للشافعي
http://feqh.al-islam.com/bookhier.a...ID=3&Mode=0
أحكام القرآن لابن العربي
http://feqh.al-islam.com/BookHier.asp?DocID=17
أحكام القرآن للجصاص
http://feqh.al-islam.com/BookHier.asp?DocID=7
دقائق التفسير الجامع لتفسير ابن تيمية
http://arabic.islamicweb.com/Books/...ya.asp?book=378
القرآن مكتوبا مع محرك بحث عن الآيات
http://grab.org/
http://www.jannah.com/quran/
مخطوطات القرآن
http://www.cyberegypt.com/quraan/
تنزيل ملفات المحدث كتب القرآن
http://www.muhaddith.org/a_quran.html#quran
تفسير في ظلال القرآن لسيد قطب
http://www.khayma.com/islamissoluti...l/fhrszelal.htm
http://www.ikhwan-info.net/thelal.a...=step1&ne=0
تخريج أحاديث وآثار كتاب "في ظلال القرآن"
http://www.dorar.net/htmli/contents.asp?book_id=17
تفسير الطبري والجلالين والقرطبي وابن كثير كاملا
http://quran.al-islam.com/Tafseer/D...ra=1&nAya=1
القرطبي والطبري وابن كثير والبغوي والسعدي
http://www.qurancomplex.org/arb/DEF...ame=tafseer.htm
الجامع لأحكام القرآن القرطبي:
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewtoc.asp?BID=136
الجلالين
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewtoc.asp?BID=135
الدر المنثور في التفسير بالمأثور السيوطي:
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewtoc.asp?BID=248
الكشاف الزمخشري:
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewtoc.asp?BID=244
أسباب النزول الواحدي:
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewtoc.asp?BID=153
الإتقان في علوم القرآن السيوطي:
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewtoc.asp?BID=156
مفردات ألفاظ القرآن الكريم" للراغب الأصفهاني،
http://www.dorar.net/htmli/mbooks.asp
مختصر التبيان في آداب حملة القرآن النووي:
http://209.217.19.207/books/book.php?id=195
مقدمة في أصول التفسير ابن تيمية
http://209.217.19.207/books/book.php?id=56
كتب القرآن وعلومه المكتبة الفاطمية
http://www.alfathimiyyah.com/pustaka01.htm
مقالات الدكتور زغلول النجار عند وصولك هذا الموقع اضغط على وصلة مقالات ثم على صورة الدكتور
http://geocities.com/superpharm_2000/yamedia.htm
إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء ات في جميع القرآن العكبري
http://kotob.hypermart.net/imlaa.htm
مركز نون للدراسات القرآنية
http://www.noon-cqs.org/
كتب الحديث التسعة مع شروحها مع محرك بحث عن الكلمة:
http://hadith.ajeeb.com/Display/Hie...mp;Section_Id=0
http://hadith.al-islam.com/Display/...p?Doc=0&n=0
ـ[عادل التركي]ــــــــ[05 Sep 2004, 04:28 ص]ـ
جزاك الله خيرا
للرفع
ـ[الازهري المصري]ــــــــ[05 Sep 2004, 06:16 م]ـ
جزاك الله خيرا على المرور والرفع(/)
مرض يصيب المرأة المتبرجة
ـ[الازهري المصري]ــــــــ[29 Aug 2004, 01:08 ص]ـ
صلى الله عليه وسلم: (نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها) رواه أبو داود. وقال أيضا - (لا تقبل صلاة حائض إلا بخمار) رواه الإمام أحمد وأبوداود والترمذي وابن ماجه
لقد أثبتت البحوث العلمية الحديثة أن تبرج المرأة وعريها يعد وبالا عليها حيث أشارت الإحصائيات الحالية إلى انتشار مرض السرطان الخبيث في الأجزاء العارية من أجساد النساء ولا سيما الفتيات اللآتى يلبسن الملابس القصيرة فلقد نشر في المجلة الطبية البريطانية: أن السرطان الخبيث الميلانوما الخبيثة والذي كان من أندر أنواع السرطان أصبح الآن في تزايد وأن عدد الإصابات في الفتيات في مقتبل العمر يتضاعف حاليا حيث يصبن به في أرجلهن وأن السبب الرئيسى لشيوع هذا السرطان الخبيث هو انتشار الأزياء القصيرة التي تعرض جسد النساء لأشعة الشمس فترات طويلة على مر السنة ولا تفيد الجوارب الشفافة أو النايلون في الوقاية منه .. وقد ناشدت المجلة أطباء الأوبئة أن يشاركوا في جمع المعلومات عن هذا المرض وكأنه يقترب من كونه وباء إن ذلك يذكرنا بقوله تعالى: (وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) سورة الأنفال: 32 ولقد حل العذاب الأليم أو جزء منه في صورة السرطان الخبيث الذي هو أخبث أنواع السرطان وهذا المرض ينتج عن تعرض الجسم لأشعة الشمس والأشعة فوق البنفسجية فترات طويلة وهوما توفره الملابس القصيرة او ملابس البحر على الشوطئ ويلاحظ أنه يصيب كافة الأجساد وبنسب متفاوتة ويظهر أولا كبقعة صغيرة سوداء وقد تكون متناهية الصغر وغالبا في القدم او الساق وأحيانا بالعين ثم يبدأ بالانتشار في كل مكان واتجاه مع أنه يزيد وينمو في مكان ظهوره الأول فيهاجم العقد الليمفاوية بأعلى الفخذ ويغزو الدم ويستقر في الكبد ويدمرها .. وقد يستقر في كافة الأعضاء ومنها العظام والأحشاء بما فيها الكليتان ولربما يعقب غزو الكليتين البول الأسود نتيجة لتهتك الكلى بالسرطان الخبيث الغازى .. وقد ينتقل للجنين في بطن أمة ولا يمهل هذا المرض صاحبة طويلا كما لا يمثل العلاج بالجراحة فرصة للنجاة كباقى أنواع السرطان حيث لايستجيب هذا النوع من السرطان للعلاج بجلسات الأشعة من هنا تظهر حكمة التشريع الإسلامى في ارتداء المرأة للزى المحتشم الذي يستر جسدها جميعة بملابس واسعة غير ضيقة ولا شفافة مع السماح لها بكشف الوجه واليدين فلقد صار واضحا أن ثياب العفة والاحتشام هي خير وقاية من عذاب الدنيا المتمثل في هذا المرض فضلا عن عذاب الآخرة ثم هل بعد تأييد نظريات العلم الحديث لما سبق أن قرره الشرع الحكيم من حجج يحتج بها لسفور المرأة وتبرجها؟؟
المصدر " الإعجاز العلمى في الإسلام والسنة النبوية " محمد كامل عبد الصمد(/)
إلى أسرانا .... لا بل إلينا!
ـ[سلسبيل]ــــــــ[29 Aug 2004, 02:28 م]ـ
إلى أسرانا في فلسطين الذين يعانون الأمرين هذه الأيام في سجون الاحتلال وإلى كل أسرى المسلمين في كل مكان أهدي هذه الأبيات التي سمعتها من تسجيلات لأحد المشايخ جزاه الله كل خير
عفوا ..... أسرانا لا يحتاجون هذه الأبيات لأن الله أغناهم عنها باليقين والإطمئنان والأنس به سبحانه والتوكل عليه .... إنما نحن بحاجة إلى هذه الأبيات لنرضى وتطمئن قلوبنا ونعلم أن هذا الدين يستحق منا أن نقدم له أرواحنا وكل ما نملك
كل شئ في انتهاء ...... هكذا كان من الله القضاء
فاصبروا مهما يطل ليل البلاء
ربما يثقلك القيد ويضنيك العذاب
ويثور الشوق في جنبيك للشمس وأحلام عِذاب
ربما تنهش من جسمك أنياب الذئاب
ربما يبرز في أفك يأس
ربما يخدعك الشيطان في لمع السراب
ربما تطمع أن تعبر كالناس جسور المجد
أو تركب هامات السحاب
ربما يغريك كرسي وثير ... وخيالاتُ شباب
ربما تنظر للقيد وقضبان الحديد
دامع العينين ... تشتاق للأفق المديد
ربما تنظر للنور الذي يأتيك من خلف السدود
قف قليلا .... لا تهم خلف الخيالات وحدق!
هذه بوابة التاريخ ملأى بالرجال!
عبروها ... عبر أحبال المشانق!
عبروها فوق درب الشوك والنار ....
ودقات المطارق!!
عبروها وأنين الألم النازل ......
برق وصواعق!
عبروها والمناشير علت .....
. فوق المفارق!
لا تقل ضيعت عمري في ظلام السجن!
أو ظلم القيود!
لاتقل ضاع شبابي في متاهات العذاب!
لك يا حامل نور الله في الخلد البقاء
والذي كان ستنساه إذا حان اللقاء
فنعيم الخلد يُفني ... كل ما يبني الشقاء
كل شئ في انتهاء ... كل شئ في انتهاء
هكذا كان من الله القضاء
فاصبروا ... مهما يطل ليل البلاء
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Aug 2004, 05:09 م]ـ
بار ك الله فيك. أبيات جميلة ومؤثرة.
أسأل الله أن يفرج عن إخواننا الأسرى المسلمين في سجون الظلم في كل مكان.(/)
وقفات مع عفة النبي يوسف عليه السلام ... !!!
ـ[المزمل]ــــــــ[30 Aug 2004, 05:38 م]ـ
الحمد لله على كل حال, الحمد لله الذي كفانا وآوانا وهدانا , الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى, القائل: {قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين} [سورة المؤمنون: 1 - 5].
اللهم إنا نسألك العافية في ديننا ودنيانا وأهلينا وأموالنا, اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا, اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض رب كل شيء ومليكه لا إله إلا أنت نعوذ بك من شر أنفسنا ونعوذ بك من شر الشيطان وشركه.
والصلاة والسلام على خير خلق الله إمام المتقين, وقائد الغر المحجلين الذي كان يقول في دعائه: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى وفي رواية ثانية: وَالْعِفَّةَ)) [أخرجه الإمام مسلم برقم: 2721].
ثمَّ أما بعد:
فهذا هو اللقاء السادس مع سلسلة إصلاح الأسرة، تحت عنوان ((وقفات مع عفة النبي يوسف عليه السلام ... !!!))، فبعد أن تكلمنا في اللقاء السابق عن (الإسلام والعفة في الأسرة والمجتمع؟؟؟) نتكلم اليوم عن مثال صارخ عن العفة والعفاف والذي يضربه لنا النبي الكريم يوسف عليه السلام ولنا معه وقفات لتكون مثالاً للشاب المسلم اليوم؟؟؟؟
تمهيد:
الإسلام لا يحارب دوافع الفطرة، ولا يلغي الوظائف التي ركبها الله في الإنسان، ولا يكبت الغرائز ولا يستقذرها، ولكنه يهذبها وينظمها ويسيرها في مسالك الطهر، ويرفعها من مستوى الحيوانية المحضة لتصبح محورًا تدور عليه الآداب النفسية والاجتماعية.
إنه يحارب الحياة البهيمية الساقطة التي لا تقيم بيتًا، ولا تبني أسرة، ولا تنشئ حياةً كريمةً ومجتمعًا طاهرًا.
إن الإسلام يقصد إلى حياة أسرية كريمة محترمة تشترك فيها الآمال والآلام، ويؤخذ بها حساب الحاضر والمستقبل. محضنٌ لذرية صالحةٍ ومنشأٌ لجيلٍ طاهرٍ، فيه الأبوان حارسان أمينان لا يفترقان.
هذا المجتمع الكريم النابت في تعاليم الإسلام يتميز بآدابه، ويلتزم بأحكامه، هذا المجتمع يجعل جريمة الزنا قصيةً في ركن لا يطالها إلا فئات شاذة لا يؤبه لها.
إن الذي يكبح هذه الجريمة، ويضيق دائرتها هو الإسلام بأحكامه وآدابه وعقائده بدءًا من الإيمان بالله وخشيته وتقواه وحسن مراقبته سبحانه، ثم تنقية المجتمع من بواعث الفتن، ومواطن الريب.
ففي المجتمع المسلم التزامٌ للملابس السابغة المحتشمة التي تكرم ابن آدم وتحميه، مع أدب غض البصر، وكف العيون الخائنة من البحث عن العورات، وتحريم الخلوة بين الرجل والمرأة غير ذات المحرم طهارة لقلوبهم وقلوبهن. وقال صلى الله عليه وسلم: ((ما خلا رجل بامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما)) [صحيح أخرجه الإمام الترمذي، حديث (2165)، وقال: حديث حسن صحيح غريب. وصححه ابن حبان (4576)، والحاكم (1/ 114 - 115)]،والمباعدة بين مجالس الرجال ومجالس النساء، حتى في المساجد ـ دور العبادة ـ فللرجال صفوفهم وللنساء صفوفهن، ومنع الاختلاط المحرم في التعليم والعمل وكل مجال يقود إلى الفتنة، مع تيسير سبل الزواج، والتزام الاستئذان والاستئناس حتى لا تقع العين على عورات النساء احتراماً لها ولكرامتها،أو تلتقي العين بمفاتن المرأة حفاظاً عليها وعلى أعراض المسلمين.
وقد ضرب لنا الله تبارك وتعالى مثالاً عن العفة والعفاف في القرآن الكريم وهو عفة يوسف عليه الصلاة والسلام وهو الذي أردت الحديث عنه في هذا اللقاء ........... !!!
ملخص قصة يوسف عليه السلام كاملة:
ولد سيدنا يوسف وكان له 11 أخا وكان أبوه يحبه كثيرا وفي ذات ليلة رأى أحد عشر كوكبا والشمس والقمر له ساجدين، فقص على والده ما رأى فقال له ألا يقصها على إخوته، ولكن الشيطان وسوس لإخوته فاتفقوا على أن يلقوه في غيابات الجب وادعوا أن الذئب أكله، ثم مر به ناس من البدو فأخذوه وباعوه بثمن بخس واشتراه عزيز مصر وطلب من زوجته أن ترعاه، ولكنها أخذت تراوده عن نفسه فأبى فكادت له ودخل السجن، ثم أظهر الله براءته وخرج من السجن، واستعمله الملك على شئون الغذاء التي أحسن إدارتها في سنوات القحط، ثم اجتمع شمله مع
(يُتْبَعُ)
(/)
إخوته ووالديه وخروا له سجدا وتحققت رؤياه.
وقبل البدأ؟؟؟
قبل أن نتحدث عن بعض الوقفات المستخلصة من قصة يوسف عليه السلام، أود الإشارة لعدة أمور.
تختلف طريقة رواية قصة يوسف عليه السلام في القرآن الكريم عن بقية قصص الأنبياء، فجاء قصص الأنبياء في عدة سور، بينما جاءت قصة يوسف كاملة في سورة واحدة.
قال تعالى في سورة يوسف: ((نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ)).
واختلف العلماء لم سميت هذه القصة أحسن القصص؟
1 ـ قيل إنها تنفرد من بين قصص القرآن باحتوائها على عالم كامل من العبر والحكم.
2 ــ وقيل لأن يوسف تجاوز عن إخوته وصبر عليهم وعفا عنهم.
3 ــ وقيل لأن فيها ذكر الأنبياء والصالحين، والعفة والغواية، وسير الملوك والممالك، والرجال والنساء، وحيل النساء ومكرهن، وفيها ذكر التوحيد والفقه، وتعبير الرؤيا وتفسيرها، فهي سورة غنية بالمشاهد والانفعالات.
4 ــ وقيل: إنها سميت أحسن القصص لأن مآل من كانوا فيها جميعا كان إلى السعادة.
ومع تقديرنا لهذه الأسباب كلها .. نعتقد أن ثمة سببا مهما يميز هذه القصة .. إنها تمضي في خط واحد منذ البداية إلى النهاية .. يلتحم مضمونها وشكلها، ويفضي بك لإحساس عميق بقهر الله وغلبته ونفاذ أحكامه رغم وقوف البشر ضدها. ((وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ)) هذا ما تثبته قصة يوسف بشكل حاسم، لا ينفي حسمه أنه تم بنعومة وإعجاز.
القصة القرآنية للمراودة في سورة يوسف عليه السلام:
((وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتْ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)) (23)، ودعت امرأة العزيز -برفق ولين- يوسف الذي هو في بيتها إلى نفسها; لحبها الشديد له وحسن بهائه, وغلَّقت الأبواب عليها وعلى يوسف, وقالت: هلمَّ إليَّ, فقال: معاذ الله أعتصم به, وأستجير مِن الذي تدعينني إليه, من خيانة سيدي الذي أحسن منزلتي وأكرمني فلا أخونه في أهله, إنه لا يفلح مَن ظَلَم فَفَعل ما ليس له فعله: ((وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ)) (24) ولقد مالت نفسها لفعل الفاحشة, وحدَّثت يوسفَ نفسُه حديث خطرات للاستجابة, لولا أن رأى آية من آيات ربه تزجره عمَّا حدثته به نفسه, وإنما أريناه ذلك; لندفع عنه السوء والفاحشة في جميع أموره, إنه من عبادنا المطهرين المصطفَين للرسالة الذين أخلصوا في عبادتهم لله وتوحيده: ((وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلاَّ أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) (25)، وأسرع يوسف إلى الباب يريد الخروج, وأسرعت تحاول الإمساك به, وجذبت قميصه من خلفه; لتحول بينه وبين الخروج فشقَّته, ووجدا زوجها عند الباب فقالت: ما جزاء مَن أراد بامرأتك فاحشة إلا أن يسجن أو يعذب العذاب الموجع، ((قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنْ الْكَاذِبِينَ)) (26)، قال يوسف: هي التي طلبت مني ذلك, فشهد صبي في المهد مِن أهلها فقال: إن كان قميصه شُقَّ من الأمام فصدقت في اتِّهامها له, وهو من الكاذبين، ((وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنْ الصَّادِقِينَ)) (27)، وإن كان قميصه شُقَّ من الخلف فكذبت في قولها, وهو من الصادقين، ((فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ)) (28)، فلما رأى الزوج قميص يوسف شُقَّ من خلفه علم براءة يوسف, وقال لزوجته: إن هذا الكذب الذي اتهمتِ به هذا الشاب هو مِن جملة مكركن -أيتها النساء-, إنَّ مكركن عظيم، ((يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنْ الْخَاطِئِينَ)) (29)،قال عزيز "مصر": يا يوسف اترك ذِكْر ما كان
(يُتْبَعُ)
(/)
منها فلا تذكره لأحد, واطلبي -أيتها المرأة- المغفرة لذنبك؛ إنك كنتِ من الآثمين في مراودة يوسف عن نفسه, وفي افترائك عليه، ((وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)) (30)،ووصل الخبر إلى نسوة في المدينة فتحدثن به, وقلن منكرات على امرأة العزيز: امرأة العزيز تحاول غلامها عن نفسه, وتدعوه إلى نفسها, وقد بلغ حبها له شَغَاف قلبها (وهو غلافه) , إنا لَنراها في هذا الفعل لفي ضلال واضح، ((فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتْ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ)) (31)، فلما سمعت امرأة العزيز بغِيْبتهن إياها واحتيالهن في ذمِّها, أرسلت إليهن تدعوهن لزيارتها, وهيَّأت لهن ما يتكئن عليه من الوسائد, وما يأكلنه من الطعام, وأعطت كل واحدة منهن سكينًا ليُقَطِّعن الطعام, ثم قالت ليوسف: اخرج عليهن, فلما رأينه أعظمنه وأجللنه, وأخَذَهن حسنه وجماله, فجرحن أيديهن وهن يُقَطِّعن الطعام من فرط الدهشة والذهول, وقلن متعجبات: معاذ الله, ما هذا من جنس البشر; لأن جماله غير معهود في البشر, ما هو إلا مَلَك كريم من الملائكة، ((قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَ مِنَ الصَّاغِرِينَ)) (32)، قالت امرأة العزيز للنسوة اللاتي قطَّعن أيديهن: فهذا الذي أصابكن في رؤيتكن إياه ما أصابكن هو الفتى الذي لُمتُنَّني في الافتتان به, ولقد طلبته وحاولت إغراءه; ليستجيب لي فامتنع وأبى, ولئن لم يفعل ما آمره به مستقبلا لَيعاقَبَنَّ بدخول السجن, ولَيكونن من الأذلاء، ((قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنْ الْجَاهِلِينَ)) (33)، قال يوسف مستعيذًا مِن شرهن ومكرهن: يا ربِّ السجنُ أحب إليَّ مما يدعونني إليه من عمل الفاحشة, وإن لم تدفع عني مكرهن أَمِلْ إليهن, وأكن من السفهاء الذين يرتكبون الإثم لجهلهم، ((فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)) (34)، فاستجاب الله ليوسف دعاءه فصرف عنه ما أرادت منه امرأة العزيز وصواحباتها من معصية الله. إن الله هو السميع لدعاء يوسف, ودعاء كل داع مِن خلقه, العليم بمطلبه وحاجته وما يصلحه, وبحاجة جميع خلقه وما يصلحهم، ((ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوْا الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ)) (35) ثم ظهر للعزيز وأصحابه -من بعد ما رأوا الأدلة على براءة يوسف وعفته- أن يسجنوه إلى زمن يطول أو يقصر; منعًا للفضيحة.
وقفات مع عفة النبي يوسف عليه السلام
هذا النموذج الرائع يضربه الله تعالى لنا حتى نتعظ ونعتبر وحتى يعلم الناس أجمعين أن العفة لا تكون هكذا بمجرد الخاطرة وإنما لابد لها من همة وإرادة. هذه القصة التي يضربها الله عز وجل في سورة يوسف نقف فيها وقفات:
الأولى: الاستعانة بالله تعالى:
إن الاستعانة بالله واللجوء إليه والاستعاذة به والفرار إليه هو من أقوى الأسباب التي تنال بها العفة؛ يقول الله سبحانه وتعالى: ((ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدًا ولكن الله يزكي من يشاء)) من الذي يحفظك من الفتنة؟ من الذي يحفظك من الزنا؟ من الذي يغض بصرك حقٌا؟ من الذي يجعلك تغض بصرك؟ هو الله عز وجل رب العالمين, ولذلك فلا يغتر إنسان بنفسه, لا يغتر إنسان بثقته بل ينبغي عليه أن يتهم نفسه دومًا بقلة الهمة وبضعف الإرادة وأن يستعين بالله عز وجل لكي يصرفه عن السوء والفحشاء.
فهذا النبي الكريم يوسف عليه السلام لما طلبت منه امرأة العزيز وهمت به وهم بها إلتجأ إلى من؟ ما قال: ((قال معاذ الله)) أي استعيذ بالله منكِ ومن شرك, ((قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون)).
(يُتْبَعُ)
(/)
الثانية: عدم الاغترار بالنفس والركون إليها:
إذ ينبغي على الإنسان ألا يعتمد على الثقة الزائدة بالنفس والاغترار بها , لما جاءت النسوة إلى امرأة العزيز ولُمنها على فعلتها قالت: ((ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونن من الصاغرين)) اذا فعل يوسف عليه السلام؟ التجأ إلى الله رب العالمين ((قال رب السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه)) أن أسجن وأن أحبس أن تقيد حريتي هذا أحب إلي من أن أقع في الفاحشة ((رب السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين)) إذا لم تصرف ربي أنت عني كيدهن سأصغي إليهن وستذهب قوتي وستخور عزيمتي وسأستمع إلى ما تقول فأسألك ربي أن تصرف عني كيدهن, فماذا كان الجواب؟ ((فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم)) وهكذا فإن الإنسان إذا ألمّت به فتنة ينبغي أن يلجأ إلى الله عز وجل, ولا ينبغي أن يخوض هذه الفتنة بغير استعانة بالله.
انظر ماذا يقول ربنا في الذين اتقوا إذا جاءهم الشيطان وسول لهم سوء الأعمال, قال سبحانه وتعالى: ((وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم، إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون)) الذين اتقوا إذا مرّ عليهم طيف أو خاطرة من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون, وكيف يكون التذكر؟ يكون بالاستعاذة من الشيطان وبالإستعانة بالله عز وجل.
الثالثة: الدخول على النساء:
إن التساهل من المسلمين في دخول الرجال والخدم في البيوت من أكثر أسباب وقوع الكثير من الحوادث التي تسببت في انتهاك الأعراض, قال الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله تعالى ـ وهو يذكر لنا هذا العزيز الذي كان بالفعل ديوثًا, يقول الحافظ ابن كثير: كان زوجها ـ أي العزيز ـ لين العريكة وكان سهلاً أو أنه عذرها لأنها رأت أنها لا صبر له عنها, ولذلك تجرأت المرأة على أن تطلب هذا الطلب علانية بين النساء , تطلب من يوسف عليه السلام أن يفعل فيها الفاحشة, ولذلك فإن الإنسان ينبغي عليه ألا يدخل الخدم على النساء, ليتقي الله عز وجل هذا الذي يركب ابنته مع السائق فيوصل السائق ابنته إلى الجامعة أو إلى المدرسة, ما هذا؟ أين الغيرة؟ أما تغار على عرضك أيها المسلم, لا ينبغي للمسلم أن يفعل هذا, لا ينبغي للرجل أن يترك خادمه يباشر النساء أو أن يدخل عليهن, يقول صلى الله عليه وسلم: ((إياكم والدخول على النساء)) قال رجل: يا رسول الله, أرأيت الحمو؟ ـ أي قريب الزوج أيدخل على المرأة ـ قال: ((الحمو الموت)) , أي: إذا أدخلت الحمو إلى بيتك كأنك أدخلت الموت على أهلك.
الرابعة: الصحبة السيئة:
في هذه القصة أن الصحبة السيئة من أسباب الوقوع في الفواحش, ألا ترى أن امرأة العزيز لما انتشرت هذه الفضيحة بين النساء ماذا فعلت النساء اللاتي كن حولها؟ شجعنها على ذلك وذهبن إلى يوسف يطلبن منه أن يرضخ لكلامها فقال يوسف عليه السلام: ((إلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين)) وقال يوسف: ((ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن)) أي في اشتراكهن في هذه الجريمة.
الخامسة: الإشاعات:
فلولا الإشاعات لما علمت النسوة بأمر امرأة العزيز ((وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)) (30)،ووصل الخبر إلى نسوة في المدينة فتحدثن به, وقلن منكرات على امرأة العزيز: امرأة العزيز تحاول غلامها عن نفسه, وتدعوه إلى نفسها, وقد بلغ حبها له شَغَاف قلبها (وهو غلافه) , إنا لَنراها في هذا الفعل لفي ضلال واضح.
بدأ الموضوع ينتشر .. خرج من القصر إلى قصور الطبقة الحاكمة أو الراقية يومها .. ووجدت فيه نساء هذه الطبقة مادة شهية للحديث. إن خلو حياة هذه الطبقات من المعنى، وانصرافها إلى اللهو، يخلعان أهمية قصوى على الفضائح التي ترتبط بشخصيات شهيرة .. وزاد حديث المدينة: ((وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ)) وانتقل الخبر من فم إلى فم .. ومن بيت إلى بيت .. حتى وصل لامرأة العزيز ..... وما حدث من النسوة ((رب السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني
(يُتْبَعُ)
(/)
كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين))
ومن أعظم الآداب في هذا الباب الكف عن إشاعة الفاحشة في المؤمنين ومحبة ذلك والرغبة فيه عياذًا بالله. إذا انتشر بين الأمة الحديث عن الفواحش ووقوعها فإن الخواطر تتذكرها ويخف على الأسماع وقعها، ومن ثم يدبُّ إلى النفوس التهاون بوقوعها ولا تلبث النفوس الضعيفة والخبيثة أن تُقدم على اقترافها ولا تزال تتكرر حتى تصير متداولة. وانظر إلى ما تفعله كثيرٌ من وسائل الإعلام في الناس والنفوس. ((إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيع الفاحِشَةُ فِى الَّذِينَ ءامَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ)) [النور:19].
السادسة: كتم صوت الحق بالسجن:
ربما كان دخوله للسجن بسبب انتشار قصته مع امرأة العزيز ونساء طبقتها، فلم يجد أصحاب هذه البيوت طريقة لإسكات هذه الألسنة سوى سجن هذا الفتى الذي دلت كل الآيات على برائته، لتنسى القصة. قال تعالى في سورة (يوسف): ((ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ)) وهكذا ترسم الآية الموجزة جو هذا العصر بأكمله .. جو الفساد الداخلي في القصور، جو الأوساط الأرستقراطية .. وجو الحكم المطلق.
إن حلول المشكلات في الحكم المطلق هي السجن .. وليس هذا بغريب على من يعبد آلهة متعددة. كانوا على عبادة غير الله .. ولقد رأينا من قبل كيف تضيع حريات الناس حين ينصرفون عن عبادة الله إلى عبادة غيره. وها نحن أولاء نرى في قصة يوسف شاهدا حيا يصيب حتى الأنبياء. صدر قرارا باعتقاله وأدخل السجن. بلا قضية ولا محاكمة، ببساطة ويسر .. لا يصعب في مجتمع تحكمه آلهة متعددة أن يسجن بريء. بل لعل الصعوبة تكمن في محاولة شيء غير ذلك.
دخل يوسف السجن ثابت القلب هادئ الأعصاب أقرب إلى الفرح لأنه نجا من إلحاح زوجة العزيز ورفيقاتها، وثرثرة وتطفلات الخدم. كان السجن بالنسبة إليه مكانا هادئا يخلو فيه ويفكر في ربه.
خاتمة:
ألا فاتقوا الله رحمكم الله واستمسكوا بدينكم، والزموا آدابه وحدوده، عبوديةً خالصةً، وسلوكًا لمسالك الطهر والعفة يصلح الفرد كما يصلح المجتمع، فتسعدوا في الدنيا، وتسلموا وتفوزوا في الآخرة وتفلحوا، ثم صلوا وسلموا على نبيكم نبي الرحمة والهدى فقد أمركم ربكم جل وعلا قائلاً عليمًا: ((إِنَّ اللَّهَ ملائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىّ يأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً)) [الأحزاب:56].
أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما سمعنا وأن يغفر لنا ذنوبنا إنه هو الغفور الرحيم.
كما أسأل الله تعالى أن يقينا الزلات وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأزواجه وذريته. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
حسام الدين سليم الكيلاني
منقول من موقع صيد الفوائد http://www.saaid.net(/)
دعوة الى التوحيد ياأهل التفسير
ـ[خالد العمري]ــــــــ[01 Sep 2004, 05:53 م]ـ
نداءات لإخلاص الدعوات لرب الأرض والسماوات
شريط نزل حديثاً للشيخ/ حسن قارى الحسيني
يدعو الى التوحيد ويقيم الحجه على مشركي هذا الزمان ,عباد الأضرحه و القبور.
من بداية الشريط الى نهايته لا تسمع إلا الأدله القرانيه الدامغه, لم يستدل ولو بحديث واحد لكي
لا يأتي من يقول هذا الحديث ضعيف ,ولم يعرج على أقوال الأئمه السابقين فضلاً عن اللاحقين.
الشريط فريد في بابه, ينصح بتوزيعه على العوام الجهله الذين تمتلئ بهم بلاد المسلمين وعلى
الرافضه والصوفيه.
الرجاء من الأخوة المساهمه في نشر الرابط في جميع المنتديات
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=22445(/)
قبل أن تغرق في أمواج الانترنت ...
ـ[سلسبيل]ــــــــ[02 Sep 2004, 01:12 م]ـ
قبل أن تغرق في أمواج الانترنت ... !!!
أخي ... أختي ... وقفة صادقة مع النفس من قبل أن تغرقك الأمواج المتلاطمة ... وقفة أنت أحوج ما تكون إليها، فالأمواج عاتية ... والوقت قصير ... والعمر يمضي!
وقفة إما تعود بعدها بحارا ماهرا .... يغلب الأمواج ويعرف كيف يسيرها لصالحة ويتقي ثورتها العارمة ... وإما تنجو بنفسك ... فتبتعد غير آسف ولا ملتفت.
وإياك أن تنظر إلى الغرقى وتعجب أن لا يزال بك رمق ... ! فتجنح إلى الركون والاطمئنان فالأمواج متقلبة ... وكم زلت قدم كانت على صواب.
أخي .... فكن بحارا ماهرا ... يعرف كيف يجعل تسير بسلام إلى الشاطئ بعد أن خاضت غمار هذا البحر المتلاطم الأمواج.
وحتى تنجو فهذه أطواق نجاة لم قرر ألا يغرق في بحر الانترنت
· ليكن دخولك بالله ونيتك خالصة لوجهة .... فإما أن تكون متعلما يطلب العلم والمعرفة وإما عالما وناشرا لها وإياك أن تكون الثالث فتغرق
· احرص على تجديد النية دائما ... والوقوف مع النفس كلما علت الأمواج وتمايلت السفينة ... أو كلما أوغلت في عرض البحر
· لا تستغني بصيد سمك البحر وترمي ما معك من طعام ... فلا تحاول أن تزدد علما أو فقها من الانترنت على حساب ما معك من علم وفقه أو ما يمكن أن تحصله في أوقاتك المقبلة، فالأصل ما معك وهو رأس المال والأصل الدراسة والبحث في بطون الكتب لا بين صفحات الويب
· إن شاركت في المنتديات فإياك أن تشارك لمجرد الجدال أو لإظهار مهاراتك في الحوار أو لتلفت الأنظار إليك واقبل الحق وإن ظهر ممن هو أدنى منك
· ابدع وارتقي بمستواك ولا تنتظر فتات أفكار الآخرين
· علاقتك مع الله هي صمام الأمان لك .. فتعاهدها ولاتلهيك عنها زرقة السماء واتساع البحر ... حتى إذا غرقت ناديت ... يا الله .... يا الله! الآن!! الآن تذكرته وقد كنت عنه في غفلة!!
· إياك أن تلج البحر إلا ومعك عدتك وإياك أن تتصفح الانترنت إلا وقد انهيت وردك وارضيت ربك وأديت حقوق أهلك ونفسك وأعطيت كل ذي حق حقه
فعندها .... ابحرعلى بركة الله فقد تحصنت بحصن حصين ... وغدت الأمواج العاتية بيديك كالزيت اللين .... فسر بثبات واطمئنان إلى شاطئ الأمان.(/)
مليار مع الرسول صلى الله عليه وسلم
ـ[فريق الاعلام الدعوي]ــــــــ[03 Sep 2004, 01:39 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
http://workforislam.com/media_team/025task/ban01.jpg
مليار مع الرسول صلى الله عليه وسلم
رد شيئاً من جميل الرسول صلى الله عليه وسلم عليك
فلولاه بعد الله لما نعمت بدينك العظيم، ولا كنت من عباده الموحدين
- اضغط هنا - ( http://www.islamtoday.net/Milliar_with/index.cfm)
ـ[سلسبيل]ــــــــ[08 Sep 2004, 05:57 م]ـ
مليارنا ..... هل سمعتم أنهم يريدون أن ينالوا من نبيكم ..... ؟ أوعيتم ... إنهم يريدون أن يقوضوا أركان دينكم ..... ؟ أعقلتم مكرهم وكيدهم؟!!
مليارنا ....... ما كفاهم أرضنا ولا دماؤنا ولا مقدساتنا ... بل تمادوا إلى حبيبنا ونبينا وقرة أعيننا ... فتبت أيديهم وخاب سعيهم وردهم المولى على أعقابهم خاسرين وأذلة صاغرين
مليارنا .... أيهان الرسول الكريم وينتقص من قدره ونحن أحياء!!! أيطمع فيه الطامعون ونحن نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله!!!
مليارنا .... هيا تحرك! لماذا أنت صامت؟! .... ولم آثرت أن تكون متفرجا وهازلا في زمن لا يعرف الهزل ولا يرحم المتفرج!!
مليارنا ..... إنه الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم إنه قرة أعيننا وشفيعنا إنه خير من وطئ الثرى وخير من عرفت البشريه.
مليارنا ...... كلكم يحب نبيه ولكن ما فائدة الحب إن لم ندافع عمن نحب؟!، أوليس المحب لا يرضى كلمة سوء واحدة بحق حبيبة؟ أوليس المحب يحب ما يحب حبيبه ويكره ما يكره؟
مليارنا ..... أتتركهم لينالوا من نبيك معتمدا على نصرة الله له ... فكيف بالله ستواجه ربك غدا؟ وكيف تطمع أن ترد حوض نبيك الطاهر وتشرب من يده الشريفة شربة لا تظمأ بعدها أبدا؟
مليارنا .... قد كان نبيكم بأبي هو وأمي يحبكم ويشتاق إليكم وينصح لكم وأنتم في أصلاب آبائكم ... أفلا تحبونه حقا وتدافعون عنه وأنتم على تملأون الأرض شرقا وغربا؟!!
مليارنا .... لا تقولوا إن فينا العاصي والمقصر والغافل فهذا أوان قومتكم واجتماع كلمتكم وعودتكم إلى ربكم، فقلوب المليار وإن اختلفت فإنها تبقى مجتمعة على حب هذاالنبي المعصوم والذب عنه فبحب طه تجتمع القلوب وتدخرالمشاعر
مليارنا .... كونوا مليار بحق مليار بقلب رجل واحد ولا تكونوا مجرد أصفار كما قال الشاعر
مليارنا ما باله يتوارى .......... حتى غدت أعداده أصفارا
عهدي به صرحا قويا شامخا ........ أسفي عليه وقد بدا منهارا
لما سألت زماننا فيما مضى ......... كان الجواب بطولة وفخارا
وسألت واقعنا فكان جوابه ........... يدمي القلوب ويعلن الإنذارا
إني أرى أسوار باطل عصرنا ....... رفعت فمن سيحطم الأسوارا
وأرى ظلام الليل يكتنف الربى ........... يلقي عليّ من الهموم دثارا
وأرى عجول السامري قد امتطوا .......... ظهر العداء واعلنوا استكبارا
شتموا الرسول وشوهوا قرآننا ............. داسوه بالقدم الردي جهارا
مليارنا ...... انصروا نبيكم وانشروا سنته وأحيوها لعل الله يحيي بها قلوبكم ويحيي أمركم بين الأمم
مليارنا ...... تذكروا يوم أن رجا نبينا أن يخرج من أصلاب المشركين من يوحد الله ولم يأذن لملك الجبال أن يطبق عليهم الأخشبين .... وتذكروا يوم أن سالت دماؤه الشريفه في الطائف وفي أحد .... وتذكرواالحجر وقد وضعه على بطنه الشريفة يوم الخندق وتذكروا غار ثور وهو مطارد من المشركين وتذكروا ما لاقى من همز المنافقين وتذكروا ما كابد من أجل الدعوة ومن أجلكم ... وتذكروا ... وتذكروا .... وتذكروا يوم قال لعمر (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)
اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل ابراهيم وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد
مليارنا ...... ثقوا أن الله ناصر نبيه وغالب على أمره (فما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) ولكن أنتم محتاجون لشرف المناصرة وتذكروا قوله تعالى
(وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكون أمثالكم)
الأبيات للشاعر عبد الرحمن العشماوي(/)
شاركوا بأبيات عن رسولكم محمد صلى الله عليه وسلم
ـ[سلسبيل]ــــــــ[04 Sep 2004, 03:28 م]ـ
بأبي أنت وأمي يا رسول الله .... ماذا عساه القلم أن يخط وبأي مداد يكتب حينما يتشرف بالكتابة عن خير من وطئ الثرى .... وخير من عرفت البشرية وصاحب لواء الحمد يوم الدين والمقام المحمود .... فاعذرني يا رسول الله هذا جهد المقل ... فإن الحروف تقف خجلى والكلمات تتعثر والحبر يجف .... ويكفيك فخرا ثناء رب العزة حينما قال: (وإنك لعلى خلق عظيم) فهذا الثناء الذي ما بعده ثناء والعز الذي ما بعده عز
أخواني وأخواتي ... أدعوكم للمشاركه تفضلا وتكرما منكم بأبيات أو حتى بيت أو بيتين عن الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم كل ما سمعتموه أو عرفتموه من قصائد وأبيات قيلت في مدح حبيبنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم في أي عصر وعلى لسان أي شاعر على ألا تكون فيها مغالاة لا تجوز شرعا ويفضل ذكر الشاعر إن عرف لنكون كنزا نتشرف به في هذا الملتقى المبارك وجزاكم الله خير ا
وهذه أبيات مختاره من قصيدة كعب بن زهيربن أبي سلمى التي أتى بها مسلما تائبا والتي سميت بالبردة لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلع عليه بردته وهي من روائع الأدب الإسلامي
بانَتْ سُعادُ فَقَلْبي اليَوْمَ مَتْبول * مُتَيَّمٌ إثْرَها لم يُفَدْ مَكْبولُ
وَمَا سُعَاد غَداةَ البَيْن إِذْ رَحَلوا ُ* إلا أغن غضيض الطرف مكحول
هَيْفاءُ مُقْبِلَةً عَجْزاءُ مُدْبِرَةً * لا يُشْتَكى قِصَرٌ مِنها ولا طُولُ
تَجْلُو عَوارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابْتَسَمَتْ* كأنَّهُ مُنْهَلٌ بالرَّاحِ مَعْلُولُ ُ
إلى أن قال:
تَسْعَى الوُشاةُ جَنابَيْها وقَوْلُهُمُ * إنَّك يا ابْن أبي سُلْمَى لَمَقْتولُ َ
وقالَ كُلُّ خَليلٍ كُنْتُ آمُلُهُ * لا أُلْهِيَنَّكَ إنِّي عَنْكَ مَشْغولُ
فَقُلْتُ خَلُّوا سَبيلِي لا أبالَكُمُ * فَكُلُّ ما قَدَّرَ الرَّحْمنُ مَفْعولُ َ
مَحْمولُ أُنْثَى وإنْ طالَتْ سَلامَتُهُ * يَوْماً على آلَةٍ حَدْباءَ كُلُّ ابْنِ
أُنْبِئْتُ أنَّ رَسُولَ اللهِ أَوْعَدَني * والعَفْو عَنْدَ رَسُولِ اللهِ مَأْمُولُ ُ
وقَدْ أَتَيْتُ رَسُولَ الله مُعْتَذِراً * والعُذْرُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ مَقْبولُ ِ
وتَفُصيلُ َ مهلا هداك الذي أَعْطاكَ نافِلَةَ * الْقُرْآنِ فيها مَواعيظٌ ً
لا تَأْخُذَنِّي بِأَقْوالِ الوُشاةِ ولَمْ * أُذْنِب وقَدْ كَثُرَتْ فِيَّ الأقاويلُ ْ
لَقَدْ أقْومُ مَقاماً لو يَقوم بِه * أرَى وأَسْمَعُ ما لم يَسْمَعِ الفيلُ ُ
لَظَلَّ يِرْعُدُ إلا أنْ يكونَ لَهُ مِنَ * الَّرسُولِ بِإِذْنِ اللهِ تَنْويلُ
حَتَّى وَضَعْتُ يَميني لا أُنازِعُهُ * في كَفِّ ذِي نَغَماتٍ قِيلُه القِيلُ ُ
لَذاكَ أَهْيَبُ عِنْدي إذْ أُكَلِّمُهُ * وقيلَ إنَّك مَنْسوبٌ ومَسْئُولُ َ
مِنْ خادِرٍ مِنْ لُيوثِ الأُسْدِ مَسْكَنُهُ * مِنْ بَطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دونَهُ غيلُ
يَغْدو فَيُلْحِم ضِرْغامَيْنِ عَيْشُهُما * لَحْمٌ مَنَ القَوْمِ مَعْفورخَراديل
إِذا يُساوِرُ قِرْناً لا يَحِلُّ لَهُ * أنْ يَتْرُك القِرْنَ إلاَّ وهَوَ مَغْلُولُ َ
مِنْهُ تَظَلُّ سَباعُ الجَو ضامِزَةً * ولا تَمَشَّى بَوادِيهِ الأراجِيلُ
ولا يَزالُ بِواديه أخُو ثِقَةٍ * مُطَرَّحَ البَزِّ والدَّرْسانِ مَأْكولُ ِ
إنَّ الرَّسُولَ لَسَيْفٌ يُسْتَضاءُ بِه * مُهَنَّدٌ مِنْ سُيوفِ الله مَسْلُول ِ
في فِتْيَةٍ مِنْ قُريْشٍ قالَ قائِلُهُمْ * بِبَطْن مَكَّةَ لَمَّا أسْلَمُوا زُولُوا ِ
زالُوا فمَا زالَ أَنْكاسٌ ولا كُشُفٌ * عِنْدَ الِّلقاءِ ولا مِيلٌ مَعازيلُ
شُمُّ العَرانِين أبْطالٌ لُبوسُهُمْ * مِنْ نَسْجِ دَاوُدَ في الهَيْجَا سَرابيلُ ِ
بِيض سَوَابِغُ قد شُكَّتْ لَهَا حَلَقٌ * كأنَّها حَلَقُ القَفْعاءمَجْدولِ ٌ
يَمْشونَ مَشْيَ الجِمالِ الزُّهْرِ يَعْصِمُهُمْ * ضَرْبٌ إذا عَرَّدَ السُّودُ التَّنابِيلُ
لا يَفْرَحونَ إذا نَالتْ رِماحُهُمُ * قَوْماً ولَيْسوا مَجازِيعاً إذا نِيلُوا
لا يَقَعُ الطَّعْنُ إلا في نُحورِهِمُ * وما لَهُمْ عَنْ حِياضِ الموتِ تَهْليلُ
وهذه أبيات للشيخ عائض القرني حفظه الله
محمد في فؤاد الغار يرتجفُ --- في كفّه الدهر والتاريخ والصحف
مُزَمّل في رداء الطهر قد صَعَدت --- أنفاسه في ربوع الكون تأتلفُ
من الصفا من سماء البيت جلَّله --- نوراً من الله لا صوفُ ولاخصفُ
فأشرقت بسمات الوحي وانقشعت --- تيجان من قتلوا الأحرار واعتسفوا
وَحُرّرت من بلال الحقّ مهجتَه --- وضلّ ما نسج الباغون واقترفوا
أنا الجزيرة في عيني عباقرة --- الفجرُ والفتح والرضوان والشرف
أنا الجزيرة بيت الله قبلتها --- وفي حمى عرفاتٍ دهرنا يقف
جبريل يروي لنا الآيات في حلل --- من القداسات والأملاك قد دلفوا
وقاتلت معنا الأملاك في أحد --- تحت العجاجة ما حادوا وما انكشفوا
ذابت عيون وأسماعُ وأفئدةُ --- حبا لمن نوره في الغار مكتنفُ
أقرأ فأنت أبو التعليم رائده --- من بحر علمك كل الجيل يغترف
إن لم تصغ منك أقلام معارفها --- فالظلم ديدنها والظلم والصلف
تأريخنا أنت أمهرناك أنفسنا --- نمضي على قبسات منك أو نقف
على جماجمنا خُض كل ملحمةٍ --- أغلى الرؤس التي في الله تقتطف
في كفك الشهم من حبل الهدى --- على الصراط وفي أرواحنا طرفُ
* أبيات للشاعرة الهام من عمان
يا طالباً للحُبّ هِم بمحمد ...................... ذاك هو النبع الزُلال الصافي
حُباً يورّثك الجنان فسيحة ...................... يُنجيك من كرب بلا مجداف
إعرف فضائل مصطفاك فريضة ................. وأسكنها بالقلب الكليم الجافي
إن كنت ترضى في الحبيب تواضعاً .............. فمحمدٌ نهر التواضع صافي
أو كنت ترضى في الحبيب تعطّفاً ................ فبعطفه أمسى الصقيع دافي
إن كان يُعجبك التسامح شيمة .................. سل أهل مكة ساعة الإنصافِ
ولئن يروقك أن تهيم بماجدٍ ....................... فالمجد صنعته بلا إسفاف
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الازهري المصري]ــــــــ[06 Sep 2004, 11:06 ص]ـ
بارك الله فيك اخي على الفكرة الرائعة
اليك ابيت من قول السيدة عائشة
وخير منك لم تر قط عيني*****وخير منك لم تلد النساء
ـ[سلسبيل]ــــــــ[06 Sep 2004, 02:24 م]ـ
ولد الهدى فالكائنات ضياء ........... وفم الزمان تبسم وثناء
الروح والملأ الملائك حوله .......... للدين والدنيا به بُشراء
والعرش يزهو والحظيرة تزدهي ......... والمنتهى والسدرة العصماء
والوحي يقطر سلسلا من سلسل ......... والوحي والقلم البديع رواء
ياخير من جاء الوجود تحية ........... من مرسلين إلى الهدى بك جاءوا
بك بشر الله السماء فزينت ................ وتضوعت مسكا بك الغبراء
**********************************
فإذا سخوت بلغت بالجود المدى ....... وفعلت ما لا تفعل الأنواء
وإذا عفوت فقادرا ومقدَّرا ........... لا يستهين بعفوك الجهلاء
وإذا خطبت فللمنابر هزة .......... تعرو النجيَّ وللقلوب بكاء
وإذا أخذت العهد أو أعطيته ........ فجميع عهدك ذمة ووفاء
وإذا رحمت فأنت أم أو أب ......... هذان في الدنيا هما الرحماء
********************************
لي في مديحك يا رسول عرائس ....... تُيِّمن فيك وشاقهن جلاء
هنَّ الحسان فإن قبلت تكرما ........ فمهورهن شفاعة وجْبَاء
ما جئت بابك مادحا بل داعيا ....... ومن المديح تضرع ودعاء
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[10 Sep 2004, 05:01 م]ـ
من باب الفائدة:
هناك كتاب لابن سيد الناس بعنوان (مِنَح المِدَح) أو (شعراء الصحابة ممن مدح الرسول صلى الله عليه وسلم وآثاره)
تقديم وتحقيق: عفت وصال حمزة.
دار الفكر / دمشق.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[15 Sep 2004, 10:28 م]ـ
قال شاعر اليمن عبد الله البردوني
حي ميلاد الهدى عاماً فعاما ....... واملأ الدنيا نشيداً مستهاما
وامض يا شعر إلى الماضي إلى ....... ملتقى الوحي وذب فيه احتراما
واحمل الذكرى من الماضي كما ....... يحمل القلب أمانيه الجساما
هات ردد ذكريات النور في ....... فنك الأسمى ولقنها الدواما
ذكريات تبعث المجد كما ....... يبعث الحسن إلى القلب الغراما
فارتعش يا وتر الشعر وذب ....... في كؤوس العبقريات مداما
وتنقل حول مهد المصطفى ....... وانشد المجد أغانيك الرِّخاما
زفت البشرى معانيه كما ....... زفت الأنسام أنفاس الخزاما
وتجلى يوم ميلاد الهدى ....... يملأ التاريخ آيات عظاما
واستفاضت يقظة الصحرا على ....... هجعة الأكوان بعثاً وقياما
وجلا للأرض أسرار السما ....... وتراءى في فم الكون ابتساما
جل يوم بعث الله به ....... أحمداً يمحو عن الأرض الظلاما
ورأى الدنيا خصاماً فاصطفى ....... أحمداً يفني من الدنيا الخصاما
«مرسل» قد صاغه خالقه ....... من معاني الرسل بدءاً وختاما
قد سعى - والطرق نار ودم - ....... يعبر السهل ويجتاز الأكاما
وتحدى بالهدى جهد العدا ....... وانتضى للصارم الباغي حساما
نزل الأرض فأضحت جنة ....... وسماءً تحمل البدر التماما
وأتى الدنيا فقيراً فأتت ....... نحوه الدنيا وأعطته الزماما
ويتيماً فتبنته السما ....... وتبنى عطفه كل اليتامى
ورعى الأغنام بالعدل إلى ....... أن رعى في مرتع الحق الأناما
بدوي مدّن الصحرا كما ....... علم الناس إلى الحشر النظاما
وقضى عدلاً وأعلى ملة ....... ترشد الأعمى وتعمي من تعامى
نشرت عدل التساوي في الورى ....... فعلا الإنسان فيها وتسامى
يا رسول الحق خلدت الهدى ....... وتركت الظلم والبغي حطاما
قم تجد في الكون ظلماً محدثاً ....... قتل العدل وباسم العدل قاما
وقوى تختطف العزل كما ....... يخطف الصقر من الجو الحماما
أمطر الغربُ على الشرق الشقا ....... وبدعوى السلم أسقاه الحماما
فمعاني السلم في ألفاظه ....... حيل تبتكر الموت الزؤاما
يا رسول الوحدة الكبرى ويا ....... ثورة وسدت الظلم الرغاما
خذ من الأعماق ذكرى شاعر ....... وتقبلها صلاة وسلاما
ـ[سلسبيل]ــــــــ[18 Sep 2004, 01:48 م]ـ
أفادنا الله من علم استاذنا الفاضل الدكتور مساعد الطيار حفظه الله
هذه قصيدة في رثاء المصطفى – صلى الله عليه وسلم – لحسان بن ثابت رضي الله عنه -
بطيبة رسم للرسول ومعهد ............. منير وقد تعفو الرسوم وتمهد
ولا تمتحي الآيات من دار حرمة ............. بها منبر الهادي الذي كان يصعد
(يُتْبَعُ)
(/)
وواضح آثار وباقي معالم ............. وربع له فيه مصلى ومسجد
بها حجرات كان ينزل وسطها ............. من الله نور يستضاء ويوقد
معارف لم تطمس على العهد آيها ............. أتاها البلى فالآي منها تجدد
عرفت بها رسم الرسول وعهده ............. وقبرا واره في الترب ملحد
ظللت بها أبكى الرسول فأسعدت ............. عيون ومثلاها من الجفن تسعد
يذكرن آلاء الرسول وما أرى ............. لها محصيا نفسي فنفسي تبلد
مفجعة قد شفها فقد أحمد ............. فظلت لآلاء الرسول تعدد
وما بلغت من كل أمر عشيره ............. ولكن نفسي بعدما قد توجد
أطالت وقوفا تذرف العين جهدها ............. على طلل القبر الذي فيه أحمد
فبوركت يا قبر الرسول وبوركت ............. بلاد ثوى فيها الرشيد المسدد
وبورك لحد منك ضمن طيبا ............. عليه بناء من صفيح منضد
تهيل عليه الترب أيد وأعين ............. عليه وقد غارت بذلك أسعد
لقد غيبوا حلما وعلما ورحمة ............. عشية علوه الثرى لا يوسد
وراحوا بحزن ليس فيهم نبيهم ............. وقد وهنت منهم ظهور وأعضد
يبكون من تبكي السماوات يومه ............. ومن قد بكته الأرض فالناس أكمد
وهل عدلت يوما رزية هالك ............. رزية يوم مات فيه محمد؟
تقطع فيه منزل الوحي عنهم ............. وقد كان ذا نور يغور وينجد
يدل على الرحمن من يقتدي به ............. وينقذ من هول الخزايا ويرشد
إمام لهم يهديهم الحق جاهدا ............. معلم صدق إن يطيعوه يسعدوا
عفو عن الزلات يقبل عذرهم ............. وإن يحسنوا فالله بالخير أجود
وإن ناب أمر لم يقوموا بحمله ............. فمن عنده تيسير ما يتشدد
فبينا هم من نعمة الله بينهم ............. دليل به نهج الطريقة يقصد
عزيز عليه أن يجوروا عن الهدى ............. حريص على أن يستقيموا ويهتدوا
عطوف عليهم لا يثني جناحه ............. الى كنف يحنو عليهم ويمهد
فبينا هم في ذلك النور إذ غدا ............. إلى نورهم سهم من الموت مقصد
فأصبح محمودا إلى الله راجعا ............. يبكيه حق المرسلات ويحمد
وأمست بلاد الحرم وحشا بقاعها ............. لغيبة ما كانت من الوحي تعهد
قفارا سوى معمورة اللحد ضافها ............. فقيد يبكيه بلاط وغرقد
ومسجده فالموحشات لفقده ............. خلاء له فيه مقام وغرقد
وبالجمرة الكبرى له ثم أوحشت ............. ديار وعرصات وربع ومولد
فبكّي رسول الله يا عين عبرة ............. ولا أعرفنك الدهر دمعك يجمد
ومالك لا تبكين ذا النعمة التي ............. على الناس منها سابغ يتغمد
فجودي عليه بالدموع وأعولي ............. لفقد الذي لا مثله الدهر يوجد
وما فقد الماضون مثل محمد ............. ولا مثله حتى القيامة يفقد
أعف وأوفى ذمة بعد ذمة ............. وأقرب منه نائلا لا ينكد
وأبذل منه للطريف وتالد ............. إذا ضن معطاء بما كان يتلد
وأكرم صيتا في البيوت إذا انتمى ............. وأكرم جدا أبطحيا يسوّد
وأمنع ذروات وأثبت في العلا ............. دعائم عز شاهقات تشيد
وأثبت فرعا في الفروع ومنبتا ............. وعودا غذاه المزن فالعود أغيد
رباه وليدا فاستتم تمامه ............. على أكرم الخيرات رب مجدد
تناهت وصاة المسلمين بكفه ............. فلا العلم محبوس ولا الرأي يفند
أقول ولا يلقى لقولي عائب ............. من الناس إلا عازب العقل مبعد
وليس هواي نازعا عن ثنائه ............. لعلي به في جنة الخلد أخلد
مع المصطفى أرجو بذاك جواره ............. وفي نيل ذاك اليوم أسعى وأجهد
ـ[سلسبيل]ــــــــ[07 Feb 2006, 01:46 م]ـ
ردّا عن عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وقياما ببعض حقّه ...
صالح بن علي العمري - الظهران
إمامَ المُرسلينَ فداكَ رُوحي = وأرواحُ الأئمةِ والدُّعاةِ
رسولَ العالمينَ فداكَ عرضي = وأعراضُ الأحبّةِ والتُّقاةِ
ويا علم الهدى يفديك عمري = ومالي .. يا نبي المكرماتِ!!
ويا تاج التُّقى تفديك نفسي = ونفسُ أولي الرئاسةِ والولاةِ
فداكَ الكون يا عَطِرَ السجايا = فما للناس دونك من زكاةِ ..
فأنتَ قداسة ٌ إمَّا استُحلّتْ = فذاكَ الموتُ من قبل الممات!!
ولو جحد البريّةُ منك قولاً = لكُبّوا في الجحيم مع العُصاةِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وعرضُك عرضُنا ورؤاكَ فينا = بمنزلة الشهادةِ والصلاةِ
رُفِعْتَ منازلاً .. وشُرحت صدرا = ودينُكَ ظاهرٌ رغمَ العُداةِ
وذكرُكَ يا رسولَ اللهِ زادٌ = تُضاءُ بهِ أسَاريرُ الحَيَاةِ
وغرسُك مُثمرٌ في كلِّ صِقع ٍ = وهديُكَ مُشرقٌ في كلِّ ذاتِ
ومَا لِجنان ِ عَدنٍ من طريقٍ = بغيرِ هُداكَ يا علمَ الهُداةِ
وأعلى اللهُ شأنكَ في البَرَايا = وتلكَ اليومَ أجلى المُعجزاتِ
وفي الإسراءِ والمعراج ِ معنى = لقدركَ في عناقِ المكرماتِ
ولمْ تنطقْ عنْ الأهواءِ يوما = وروحُ القدسِِ مِنكَ على صِلاتِ
بُعثتَ إلى المَلا بِرّاً ونُعمى = ورُحمى .. يا نبيَ المَرْحَمَاتِ
رَفَعْتَ عن البريّةِ كلُّ إصرٍ = وأنتَ لدائها آسي الأُساةِ
تمنّى الدهرُ قبلك طيفَ نورٍ = فكان ضياكَ أغلى الأمنياتِ
يتيمٌ أنقذ َ الدّنيا .. فقير ٌ = أفاضَ على البريّةِ بالهِبَاتِ
طريدٌ أمّنَ الدنيا .. فشادت = على بُنيانِهِ أيدي البُنَاةِ ..
رحيمٌ باليتيمة والأُسارى = رفيقٌ بالجهولِ وبالجُنَاة ِ
كريمٌ كالسحابِ إذا أهلّت = شجاعٌ هدَّ أركانَ البُغَاةِ
بليغٌ علّم الدنيا بوحي ٍ = ولم يقرأ بلوح ٍ أو دواةِ
حكيمٌ .. جاءَ باليُسْرى .. شَفيقٌ = فلانتْ منهُ أفئدة ُ القُساةِ
فمنكَ شريعتي .. وسكونُ نفسي = ومنكَ هويتي .. وسمو ذاتي
ولي فيكَ اهتداءٌ .. واقتفاءٌ = لأخلاقِِ العُلا والمَكْرماتِ
وفيك هدايتي .. وشفاءُ صدري = بعلمكَ أو بحلمكَ والأناةِ
ومنك شفاعتي في يومِِ عَرْض ٍ = ومن كفيّكَ إرواءُ الظُّماةِ
ومنك دعاءُ إمسائي وصحوي = وإقبالي وغمضي والتفاتي
رسولَ اللهِ قد أسبلتُ دَمْعي = ونزَّ القلبُ من لَجَجِ ِ البُغَاةِ
فهذي أمّةُ الإسلام ضجّتْ = وقد تُجبى المُنى بالنائباتِ!!
هوانُ السيفِ من هُونِ المُباري = ولِينُ الرمحِ من لِينِ القناةِ
وقد تَشفى الجسومُ على الرزايا = ويعلو الدينُ من كيدِ الوشاةِ!!
وفي هزِّ اللواءِ رؤى اتحادٍ = ولمُّ الشمل ِ من بعد الشتاتِ!!
وقد تصحو القلوبُ إذا اسْتُفزّتْ = ولَفحُ التَّارِ يوقظ ُ من سُبَاتِ!!
ألا بُترتْ روافدُ كلِّ فضٍّ = تمرّغَّ في وحول ِ السيئاتِ
ألا أبْلِغْ بَنِي عِلمان عنّي = وقد عُدَّ العميلُ من الجُنَاةِ!!
أراكمْ ترقصونَ على أَسانا = وتَسْتَحْلون مَيْلَ الغانياتِ!!
وإن مسَّ العدوَ مَسيسُ قَرح ٍ = رفعتمْ بيننا صوتَ النُّعاةِ!!
وإنْ عَبستْ لكم "ليزا"* خَنَعْتمْ = خُنوع َ المُوفضينَ إلى مَناةِ!!
وإن ما هَاجتْ الشُبُهاتُ خُضْتم ْ = بألسنةٍ شِحاح ٍ فاجراتِ!!
"حوارُ الآخرِ " استشرى فذبّوا = عن المعصومِ ألسنةَ الجُفاةِ!!
وصوت "الآخرِ " استعلى فردّوا = عن الهادي سهامَ الإفتئاتِ ..
رميتمْ بالغلو دُعاة ديني ... = فهل من حُجّةٍ نحو الغُلاة؟!!
أكُرّارٌ على قومي كُماةٌ ... = وفي عينِ المصيبةِ كالبنات ِ؟!!
ومن يرجو بني علمان عوناً =كراجي الروح ِفي الجسدِ الرُّفات!!
رسولَ الحُبِّ في ذكراك قُربى = وتحتَ لواكَ أطواقُ النجاةِ
عليك صلاةُ ربِّكَ ما تجلّى = ضياءٌ .. واعتلى صوتُ الهُداةِ
يحارُ اللفظُ في نجواكَ عجزا = وفي القلب اتقادُ المورياتِ
ولو سُفكتْ دمانا ما قضينا = وفاءك والحقوقَ الواجباتِ.
* ليزا: كوندليزا رايز
ـ[قالون]ــــــــ[08 Feb 2006, 10:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
دفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أيطيبُ مُمْسى ً أو يَروقُ صَباحُ وجَنابُ أحمدَ للطَّغامِ مُتاحُ؟
كُتبَ الصيام ُ عن المُزاح فما لنا بعد السباب تفكّهٌ ومُزاح
إنا إذا سِيمَ الرسولُ أذيةً تلفى لدينا أُهْبةٌ وكفاحُ
وإلى المنيةِ مُسلمين نُفوسَنا نُلْفى وللجُرْدِ العِتَاقِ ضُبَاحُ
هذى جحا فلُ خالد قد أقبَلتْ فيها لجُند الكا فرين ذُباحُ
تَفدِى الرسولَ طِرافُنا وتِلادُنا وحَريمنا دون الرسول مُباحُ
ودمائنا دون الرسول رخيصة ٌ ففداؤه المُهَجاتُ والأرواحُ
قل للذي شتمَ الرسولَ محمداً ستَنالُ منكَ أسنةٌ ورماحُ
وتُداسُ بالأَقدامِ دونَ هَوادةٍ وتُزالُ منكَ قَوَادمٌ وجَناحُ
أفَبَعْدَ شَتْمِ الكافرينَ محمَّداً يُرجى السَّلامُ ويُبْتَغى الإصلاحُ؟
هيهاتَ ليس سِوى الأَسِنَّةِ مَركَبٌ سَيْفٌ يُسَلُّ وغَارَةٌ مِلْحَاحُ
وطِرادُ يومِ كريهةٍ يُخزَى بهِ حِزْبُ الصَّليبِ فَمَقْتلٌ وجِراحُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ياأيها البلدُ الحقيرُ تُراثُهُ ورجالُه الأقْزَامُ والأشباحُ
ونِساؤُهُ الرجْسُ الخبائثُ طينةً أعما رُهنَّ قَذارةٌ وسِفاحُ
أتَطاولَ الأوْغادُ فيكَ على الذي ملأ الوجودَ عَبِيرُه الفَوّاحُ؟
وأنا رَ ضوءُ كتابِه وصراطِه كلَّ البرَى فيه الظَّلامُ مُزاحُ
مَنْ جاءَ بالدينِ الحَنيفِ مُخَلِّصاً فَلَنَا بِقَفْوِ سَبِيِلهِ إِنْجاحُ
هذا الكتابُ المُسْتبِينُ ومِثلُهُ سُنَنٌ حِسانٌ تُحْتَذَى وصِحَاحُ
خيرُ البريَّةِ كُلِّها وإِمَامُها وسراجُها الوَهَّاجُ والمِصْباحُ
والرحمةُ المُهْداةُ والعَلَمُ الذي بمَقا مه يوْمَ النُّشُورِ نُراحُ
يا بُؤْرَةً للخِزْيِ ساءَ قرارُها للكَوْنِ منها أَنَّةٌ وصِيَاحُ
أتُقِرُّشَتْمَ الهاشِمِيِّ دِيَانَةٌ؟ لاسِفْرَ يَرْضا هُ ولا إِصْحاحُ
لاعقْلَ يقبله ُ ولامَدَنِيّةٌ إلا لديكِ فَلَيْسَ فيهِ جُناحُ
والدانمرك بليدة ملعونة فيها لمجتمع الكلاب نُباحُ
خُبْثٌ تأصلَ في النفوسِ جِبِلّةً قِدْ ماً وكُفْرٌ فوقَ ذاك بَواحُ
وخلائقٌ وصفَتْ حقارةَ معدِنٍ ما إنْ لهمْ عنها الزما نَ بَراحُ
ليس الجزاءُ فحسْبُ حَظْرَ بضائعٍ مِنهنَّ تُجْنَى فيكمُ الأَرْباحُ
بل سوف تَلْقَون النَّكالَ مُعَجّلاً وتسيلُ منكمْ بالدماء بِطاحُ
وتَغَصُّ بالأشْلاءِ مِنْكمْ بُقْعةٌ لَخِنَتْ وساءَ غُدوُّها ورَواحُ
وتُبَدَّلُ الأفْراحُ فيكم مأْ تَما يَغْشاهُ مِنْ ليْلِ المُصابِ جَناحُ
خطب ٌٌ يُجلِّلُ جَمعكمْ ويُذيقكمْ خِزْياً يَظَلُّ على المَدى يَنْداحُ
أيَطيِبُ نَومٌ أو يَلَذُّ لمسلمٍ عَيشٌ وعِرْضُ الهاشميِّ مُباحُ؟
لعبتْ به بينَ الأنامِ أصابعٌ فلهنّ فيهِ مَسْرحٌ ومُراح
يامسلمون كفاكمُ نوماً فقدْ صاح النذير وصَرَّحَ الإصباحُ
أوَما كَفاكُمْ أنَّهمْ قد دَنَّسُوا عَلنًا مَصاحفَ حَشْوهنَّ فَلاحُ
واليوم صالوا صَوْلةً هَمجيَّةً هُزْءًا بمَنْ هُوَ للهُدى مِفتاحُ
تاللهِ لن يَصِلوا إليهِ بِكيدهمْ ما للكلابِ سوى النِّباحِ سلاحُ
ياخيرَمَنْ وَطِئَ الحصى وأجَلَّ مَنْ بَرأَ الإلهُ ومنْ هداه ُ صلاحُ
يامنْ تَكِلُّ عن الوفاءِ بحقِّهِ دُرَرُ البديعِ وتَعْجِزُالأمْداحُ
ياقُرةَ العينينِ يابَرْدَ الحَشا يامنْ تُزاحُ بوجههِ الأتْراح
إنا كذلك لانزالُ على الذي تَرضى وإنْ مكَرَالعُداةُ وصاحواُ
نحنُ الفداءُ وقلَّ ذلك عندنا المالُ والمُهَجَاتُ والأرواحُ
ستُحطِّمُ الطاغوتَ خيلُك عاجلا وتَهُبُّ للنَّصر ِ المبين رياح
أبومحمد الأثري –في 27/ 13/1426
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[09 Feb 2006, 12:15 ص]ـ
هذان البيتان كانا مقدمة لخطبة الجمعة وأحببت المشاركة بهما ..
(كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر) فما لامرئ لم ينتفض قلبه عذرُ
أتهزأ بالمختار نابتة الخنا ونصمت؟؟؛ إنَّ الصمتَ مِنَّا إذاً غدرُ(/)
الرجاء الحذر من المواقع التاليه
ـ[سلسبيل]ــــــــ[04 Sep 2004, 11:09 م]ـ
لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه مشاركة وجدتها في احد المنتديات وحبيت نقلها لكم عسى ان لا يريكم مكروه
المشاركة كما قرأتها: (الرجاء اتخاد الحذر من المواقع التالية
: plz make sure u dun use this islamic sites
www.answering-islam.org
www.aboutislam.com
www.thequran.com
www.Allahassurance.com
هذه المواقع على الأنترنت أصدرها اليهود الإسرائليون في محاولة لهم نشر معلومات زائفة
عن الإسلام و القرآن و الحديث على الصعيد العالمي. الرجاء المساهمة في نشر هذا البيان
التوضيحي على أوسع نطاق ممكن.
those sites were published by israelians,jews n kristians to spread nonesense about
islam n information that gives bad idea about islam... plz help in to stop all
that... n send this email to all ppl u know...
هنالك أشخاص يقومون بإرسال
شاشة توقف أو حافظة شاشة
SCREEN SAVER
بها ضفادع بإسم
Budweiser Frogs
إذا قمت بتحميل هذه الشاشة في جهازك فسيقوم بتدمير القرص الصلب ..
لا تقم بتحميلها تحت أي ظرف أو ضغط ..
هذا يعتبر فيروس جديد .. والكثيرون لايعرفون عنه شيء.
قم بإبلاغ أصدقائك بأسرع وقت ممكن
وهو فيروس خطير جد ولا يوجد له مكافحة حالياً
=============================
كن حذرا فهناك فايرس ظهر حديثا يقوم بمسح الدرايف سي
فإذا وصلتك رسالة تحمل هذا العنوان
" Economic Slow Down in US "
فعليك حذف الرسالة فورا .. أما إذا فتحتها فسيقول لك
" Your system will restart now. do you want to continue"
وحتى إذا اخترت " لا" فسيقوم باغلاق جهازك ولن تستطيع تشغيله مره اخرى
حاول ارسال هذا التحذير لأكبر عدد ممكن
ونشره على اكبر نطاق ممكن
حتى يتجنبوا أخطار هذا الفايرس
============================
يوجد فيروس جديد أكتشف حديثا و عمله هو حذف جميع محتويات القرص الصلب. اذا وصلك ايميل
بعنوان
" Osama Vs Bush",
أحذفه فورا، عند فتحه سوف يسألك السؤال التالي
will this war affect the world economy?".
هل سوف تؤثر هذه الحرب على إقتصاد العالم؟
و يوجد عدة أزره اذا ضغطت على أحدها سوف يتم ايقاف النظام عندك و لن تستطيع تشغيله مره
أخرى ..... و قد سبب هذا الفيروس عدة مشاكل في أمريكا و الهند و بعض مناطق العالم
الرجاء إعادة ارسال هذه الرسالة الى أقصى عدد من الناس لأخذ الحذر و الحيطة
ــــ
ـ[الازهري المصري]ــــــــ[05 Sep 2004, 06:24 م]ـ
جزاكم الله خيرا
واستاذنك في النقل
ـ[سلسبيل]ــــــــ[05 Sep 2004, 11:13 م]ـ
لم نضعه في هذا الملتقى إلا ليتم نشره وتوزيعه ليحذر منه المسلمو ن
وجزاكم الله خيرا على نشر ما فيه فائده للمسلمين(/)
سأظل ثابتا .. فالجبال أنا
ـ[سلسبيل]ــــــــ[14 Sep 2004, 10:52 ص]ـ
لست ممن يكتبون الشعر ولا أزعم أن هذا شعرا بمعنى الكلمة ولكنها مشاعر أبت إلا أن تظهر بهذه الصوره .... أفأحبسها؟؟ أم أترك لها العنان؟؟؟ بالله قولوا .... هل نترك آهاتنا تحرقنا؟ أم نطلقها صرخة مدوية تسيل بمداد من الحبر فيسيل على جروحنا اللون لون الحبر والريح ريح الدم دم نازف منذ سنين لا أحد يهتم به ولا أحد يوقف نزفه ليس إلا لأنه دم مسلم عربي دم للأسف أصبح في زماننا أرخص الدماء وصرنا ثكالى أفلا يحق لنا بعدها العويل والبكاء؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سأظل ثابتا فالجبال أنا ..................... سأريهم العزم وفعل الندى
سأظل شامخا رغم العدى ........... فاستبشري يا أمتي جاءَ الفتى
سأرد الباطل مهما كوى .................... فأنا الحق وللحق صدى
سأفك القيود وحر الجوى ................... وأودع أيام ذل مضى
لن أخور إن حان اللقاء ..................... ولن أولي يوم الوغى
بل سأثبت ولن تزل الخطى .................. فإن مت فيا فوز الفتى
لن أذل ولن أحيد أبدا ......................... لن أكون كغثاء عَلا
وسأبني للعلا مجدا غفا ..................... فروحي لأمتي فدى
وبروحي سأعلو فوق الورى ............... فهمتي تأبى علىّ الدُنا
هنا يا أمتي فصعدي ..................... هذا جسمي يا أمتي مُرتقى
هذا دربا لا يضل الخطى ................ هذا جسر من زمان الأولى
فأنا لن أعيش إلا مسلما ................ مستمسكا بهدي خير الورى
قد سئمت الحياة بذل أنا ............ وسئمت فىّ مطامع كل القوى
لن أعيب الزمان وإن قسى .......... لن أتجترع الهم ... كثكلى
لن أفكر بالأمس فالأمس ولى ........ لن أعيب الزمان فالأيام حبلى
لن أندب حظا وإن جفا ............... ولن أجزع وإن زاد الأسى
لن أنتظر أياما عسى ................. تعود إلىّ بفجر وعز مضى
فاسرديها يا ليالي قصة في الدجى ............ كيف أعود بمجد زوى
وكيف أسقيهم كأس الردى .............. وكيف ألجم ذئبا عوي
فإن لي قلبا يقينا وعى ............. أنّ هذا الدين للظلم أبى
وأن فيه كل خير للورى ............ وأنه خير هدي هدي المصطفى(/)
ياربُّ قلبي بحبِّ المصطفلى كلفٌ
ـ[ zahya] ــــــــ[14 Sep 2004, 04:06 م]ـ
يارَبّ قَلْبي بحُبِّ المُصْطَفَىكَلِفٌ=
لأجْل ِ وَجْهِكَ ذَاكَ الحُبُّ دَفْقُ دَمِي
اغْفِرْ إلَهِي فَمَا شُرْكَا مَحَبَّتُهُ =
سُبْحَانَ منْ أوجَدَ الإنسانَ من عدَم ِ
وَصَاحِبُ الحَوْض ِلُقيَاهُ النَّعيْمُ بهِ=
وأنْتَ تَعْلمُ كَمْ أرْجُوْكَ مِنْ نِعَمِ
ياربّ أحْسِنْ لقلبي إن يَكُنْ كَلِفَا=
بحُبِّ خَيْر ِ الوََرَى يَا وَاسِعَ الكَرَم ِ
شعر
بنت البحر
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[15 Sep 2004, 08:04 م]ـ
نورت ملتقى أهل التفسير يا أختي جزاك الله خيراً.
ـ[ zahya] ــــــــ[15 Sep 2004, 10:00 م]ـ
أهلاً بك أخي الفاضل د0هشام عزمي
الحمد لله الذي دلني إلى هذا الموقع الكريم
كنت قد كنبت رداً لك ولم أجده
أختك
بنت البحر(/)
أرجوا أن تساعدوني في هذه القصة وهل هي صحيحة أم لا
ـ[عبدالله الفضلي]ــــــــ[15 Sep 2004, 12:29 ص]ـ
السلام عليكم
أولا: أنا مشترك جديد معاكم في المنتدى
ثانيا: هنالك قصة التي ابكت الرسول التي فيها نزل جبريل على الرسول وقام يكلمه على النار وبكى الرسول ..............
وعلى العموم انا لااعرفها كلها
وفي إحدى المنتديات رأيت الموضوع وكنا أريد أن أكتب ردا وأقول أن هذه القصة لم تثبت ولكن ليس لدي دليل
على ذالك فأرجوا أن تعطوني دليل
وجزاكم الله خير
اخوكم عبدالله(/)
بوابة العلم ... طريقك إلى العلم
ـ[موقع بوابة العلم]ــــــــ[15 Sep 2004, 08:43 ص]ـ
http://arrabbiato.jeeran.com/adm_logo.JPG
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أدعو الأخوة والأخوات لزيارة هذا الموقع العلمي الجديد والذي بعنوان بوابة العلم
رسالتنا: علمية تربوية منهجية تأصليلية
شعارنا: العلم ثم العمل ثم الدعوة ثم الصبر
تفضلوا بزيارة الموقع
http://www.al3lm.ae
http://www.sahab.net/up/7096/pic/al3lmae.jpg(/)
الى من يهمه الامر
ـ[الصياد]ــــــــ[15 Sep 2004, 09:53 م]ـ
نريد اخوة فى اى من المجالات الاتية:
1 - علم بالناحية الشرعية.
2 - علم بكتب الملاحدة الرئيسية ومسائلهم العظمى.
3 - من عنده الخبرة بالفلسفة.
4 - وكذلك من عنده الخبرة بالتاريخ.
5 - وكذلك اللغة والادب.
6 - ومجال العلوم التطبيقية عامة.
لمزيد من التفاصيل:
http://www.altwhed.com/vb/showthread.php?t=65
فلتبعثوا هذه الرسالة لطلبة العلم والدال على الخير كفاعله
ـ[الجندى]ــــــــ[18 Sep 2004, 05:25 ص]ـ
جزاك الله خيراً اخى الصياد وقد أتى الينا احد الملحدين وأصبحنا فى حاجة الى اخوة للبقية القادمة باذن الله.
الإخوة الكرام أعضاء هذا المنتدى المبارك تعلمون ما تعانى منه أمتنا من تكالب الأعداء بكل مللهم ونحلهم عليها مصداقا لقول النبى صلى الله عليه وسلم يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها وقد صار الجهاد بالكلمة فرض عين فى هذه الأيام بعدما تجرأ أعداء الدين والمنافقين على الكيد للإسلام ولرسوله وليت الأمر يقتصر على اًهل البدع بل لقد دخل فى المعركة ضد الإسلام النصارى والملاحدة وإن كان النصارى قد وجدوا من يتصدى لهم فإن المد الإلحادى لايزال فى تصاعد مستمر وهم رغم قلتهم لهم نشاطات ملحوظة يتمسحون بالعلم والنطريات العلمية للطعن والتشكيك فى الدين مع جهل الموحدين بمذاهب هؤلاء ووقوفهم موقف المدافع وربما موقف المتفرج وإذاء هذا الوضع المؤلم قام إخوانكم بإنشاء منتدىالتوحيد كقلعة لمواجهة المد الإلحادى والدعوة الإلحادية ويمدون أيديهم إليكم طالبين منكم العون نصرة لهذا الدين فعلى كل من يملك القدرة ألا يبخل علينا ولا يتردد فىتقديم ما يستطيع من مساعدة خاصة من له دراية بالنواحى العلمية والنواحى الفلسفية والنواحى الشرعية ومن تتوافر له القدرة على المناظرة والجدال جعله الله فى ميزان حسناتكم.
منتدى التوحيد
http://www.altwhed.com/vb
ـ[الجندى]ــــــــ[24 Mar 2005, 09:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
انضم إلى منتدى التوحيد مشرفاً على قسم التوحيد والعقيدة الشيخ محمود عبد الرازق الرضوانى الأستاذ المساعد بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة كلية الشريعة وأصول الدين – جامعة الملك خالد.
ترجمة الشيخ
http://www.altwhed.com/vb/showthread.php?t=1191
وقد بدأ الشيخ فى طرح بحثه: دراسة متكاملة عن كل اسم من الأسماء الحسنى
ـ[الجندى]ــــــــ[31 Mar 2005, 07:07 م]ـ
عودة منتدى التوحيد مرة اخرى ولله الحمد(/)
نظم مقدِّمة الرِّسالة
ـ[ shade torky] ــــــــ[17 Sep 2004, 02:43 م]ـ
نظم مقدِّمة الرِّسالة
للشيخ أحمد بن مشرَّف الأحسائي المالكي المتوفى سنة 1285 هـ
نقلاً من ديوانه ص17
الحمدُ لله حمداً ليس مُنحصرا ... على أياديه ما يخفى وما ظهرَا
ثم الصلاةُ وتسليمُ المهمينِ ما ... هبَّ الصبَّا فأدرَّ العارضَ المَطرَا
على الذي شاد بنيانَ الهُدى فسَما ... وساد كلَّ الَورَى فخراً وما افتخرَا
نبيِّنا أحمد الهادي وعَتْرته ... وصحبِه كلِّ مَن آوى ومن نصرَا
بعدُ فالعلمُ لم يظفر به أحدٌ ... إلاَّ سَمَا وبأسباب العُلى ظفرَا
لا سيما أصل علم الدِّين إنّ َ به ... سعادةَ العبد والمنْجَى إذا حُشرَا
باب ما تعتقدُه القلوب وتنطق به الألسن من واجب أمور الديانات
وأولُ الفرض إيمانُ الفؤاد كذا ... نُطقُ اللِّسانِ بما في الذِّكر قد سُطرَا
أنَّ الإلهَ إلهٌ واحدٌ صَمد ... فلا إله سوى مَن للأنام برَا
ربُّ السموات والأرضين ليس لنا ... ربٌّ سواه تعالى مَن لنا فطرَا
وأنهُ موجدُ الأشياء أجمعها ... بلا شريك ولا عَونْ ولا وُزرَا
وهو المُنزه عن ولد وصاحبة ... ووالد وعن الأشباه والنُّظرَا
لا يبلغن كُنْه وصفة الله واصفُه ... ولا يحيط به علماً مَن افتكرَا
وأنَّه أوَّل باق فليس له ... بدءٌ ولا منتهى سبحان من قدرَا
حيٌّ عليم ٌ قديرٌ والكلام له ... فرد ٌ سميعٌ بصيرٌ ما أراد جرَى
وأنَّ كرسيَّه قد وسعَا ... كلَّ السموات والأرضين إذ كبرَا
ولم يزل فوق ذاك العرش خالقُنا ... بذاته فاسأل الوحيين والفطرَا
إنَّ العلوَّ به الأخبارُ قد وردتْ ... عن الرَّسول فتابِع مَن رَوى وقرَا
فالله حق على المُلك احتوى وعلى الـ ... ـعرش استوى وعن التكييف كُن حَذِرَا
والله بالعلمِ في كلِّ الأماكن لا ... يخفاه شيءٌ سميعٌ شاهدٌ ويرَى
وأنَّ أوصافَه ليست بمُحدَثة ... كذاك أسماؤه الحُسنى لِمَن ذكرَا
وأن تنْزيلَه القرآنَ أجمعَه ... كلامُه غيرُ خلق أعجز البشرَا
وحْيٌ تكلَّم مولانا القديمُ به ... ولم يزل من صفات الله مُعْتبرَا
يُتلَى ويُحمل حفظاً في الصدور كما ... بالحظِّ يُثبِتُه في الصُّحف مَن زَبَرَا
وأن موسى كليمُ الله كلَّمه ... إلههُ فوق ذاك الطور إذ حضرَا
فالله أسمعه مِن غير واسطة ... من وصفه كلمات تحتوي عِبرَا
حتى إذا هام سُكراً في محبَّته ... قال الكليم: إلَهي أسأل النَّظرَا
إليك. قال له الرحمن موعظة ... أنَّي ترانِي ونوري يُدهشُ البصرَا
فانظر إلى الطور إن يثبت مكانته ... إذا رأى بعضَ أنواري فسوف ترَى
حتى إذا تَجلى ذو الجلال له ... تصدَّع الطورُ من خَوف وما اصطبرَا
فصل في الإيمان بالقدر خيره وشرِّه
وبالقضاء و بالأقدار أجمعها ... إيمانُنا واجبٌ شرعاً كما ذكرَا
فكلُّ شيء قضاه الله من أزَل ... طرًّا وفي لوحه المحفوظ قد سطرَا
وكلُّ ما كان من همٍّ و من فَرح ... ومن ضلال و من شكران مَن شكرَا
فإنَّه من قضاء الله قدَّره ... فلا تكن أنت مِمَّن ينكر القدرَا
والله خالقُ أفعال العباد و ما ... يجري عليهم فعن أمر الإلَه جرَا
ففي يديه مقادير الأمور و عن ... قضائه كلُّ شيء في الورى صدرَا
فمَن هَدى فبمحض الفضل وفَّقه ... و من أضلَّ بعدل منه قد كفرَا
فليس في مُلكه شيءٌ يكون سوى ... ما شاءه الله نفعاً كان أو ضررَا
فضلٌ في عذاب القبر وفتنته
و ل م تَمُت قطُّ من نفس وما قُتلت ... من قبل إكمالها الرِّزق الذي قُدرَا
وكلُّ روح رسولُ الموت يقبضُها ... بإذن مولاه إذ تستكمل العُمُرَا
وكلُّ من مات مسئولٌ ومفتتنٌ ... من حين يوضعُ مقبرواً ليُختبرَا
و أنَّ أرواحَ أصحاب السعادة في ... جنَّات عدن كطير يعلق الشَّجَرَا
لكنَّما الشُّهَدا أحيا و أنفسهم ... في جوف طير حسان تُعجب النَّظَرَا
وأنَّها في جنان الخلد سارحةٌ ... من كلِّ ما تشتهي تجني بها الثَّمرَا
وأنَّ أرواح من يشقى معذَّبةٌ ... حتَّى تكون مع الجُثمان في سَقَرَا
وأنَّ نفخةَ إسرافيلَ ثانية ... في الصُّور حقٌّ فيحيى كلُّ مَن قُبرَا
كما بدا خلقهم ربِّي يُعيدُهم ... سبحان من أنشأ الأرواحُ و الصُّوَرَا
حتى إذا ما دعا للجمع صارخُه ... و كلُّ ميْت من الأموات قد نُشرَا
قال الإلَه: قِفوهم للسؤال لكي ... يقتصَّ مظلُومُهم مِمَّن له قَهَرَا
(يُتْبَعُ)
(/)
فيوقَفون ألوفاً من سنينهمُ ... والشمسُ دانيةٌ والرَّشْحُ قد كثُرَا
وجاء ربُّك و الأملاكُ قاطبة ... لهم صفوفٌ أحاطت بالورى زُمرَا
وجيء يومئذ بالنار تسحبُها ... خزانها فأهالت كلَّ مَن نظرَا
لها زفيرٌ شديدٌ من تغيظها ... على العُصاة وترمي نحوهم شرَرَا
ويرسل الله صُحف الخلق حاويةً ... أعمالَهم كلَّ شيء جلَّ أو صغُرَا
فمَن تلقَّته باليمنى صحيفتُه ... فهْو السَّعيد الذي بالفوز قد ظفرَا
ومن يكن باليد اليسرى تناوُلها ... دعا ثُبوراً وللنيران قد حُشرَا
ووزنُ أعمالهم حقٌّ فإن ثقلت ... بالخير فاز وإن خفَّت فقد خسرَا
وأنَّ بالمثل تُجزى السيَّئات كما ... يكون في الحسنات الضِّعف قد وفرَا
وكلُّ ذنب سوى الإشراكِ يغفرُه ... ربِّي لِمَن شا وليس الشركُ مُغتفرَا
وجنَّة الخُلد لا تفنى وساكنُها ... مخَّلدٌ ليس يخشى الموتَ والكبرَا
أعدهَّا اللهُ داراً للخلود لِمَن ... يخشى الإلَهَ وللنَّعماء شمسَ الظهر والقمرَا
كذلك النارُ لا تفنى وساكنُها ... أعدهَّا الله مولانا لمَن كفرَا
ولا يخلد مَن يوَحِّدُه ... ولو بسفك دم المعصوم قد فَجَرَا
وكم يُنجي إلَهي بالشفاعة مِنْ ... خير البريِّة من عاص بِها سجرًا
[ SIZE=3] فصل في الإيمان بالحوض
وأنَّ للمصطفى حوضاً مسافتُه ... ما بين صَنْعَا وبُصرَى هكذا ذكرَا
أحلَى من العصل الصافي مذاقتُه ... وأنَّ كِيزَانَه مثلُ النجوم تُرَى
ولم يَرِدْه سوى أتباع سُنَّته ... سيماهم: أن يُرى التَّحجيل والغُرَرَا
وكم يُنحَّى ويُنفَى كلُّ مبتدع ... عن وِرْدِه ورجالٌ أحدثوا الغيرَا
وأن جسراً على النِّيران يَعبُرُه ... بسرعة مَن لمنهاجِ الهُدى عبَرَا
وأنَّ إيْمَانَنا شرعاً حقيقتُه ... قصدٌ وقولٌ وفعلٌ للذي أمرَا
وأنَّ معصيةَ الرحْمن تُنقصُه ... كما يزيد بطاعات الذي شَكَرَا
وأنَّ طاعةَ أولي الأمر واجبةٌ ... من الهُداة نجوم العلم والأُمرَا
إلاَّ إذا أمروا يوماً بمعصية ... من المعاصي فيُلغى أمرهم هَدَرَا
وأنَّ أفضلَ قرن للَّذين رأوا ... نبيَّنا وبهم دينُ الهُدى نُصرَا
أعِني الصحابةَ رُهبانٌ بليلهمُ ... وفي النهار لدى الهّيْجَا لُيوث شَرَى
وخيرُهم مَن ولِي منهم خلافته ... والسَّبق في الفضل للصِّدِّيق معْ عُمَرَا
والتابعون بإحسان لهم وكذا ... أتباع أتباعهم مِمَّن قفى الأثَرَا
وواجبٌ ذِكرُ كلّ من صحابته ... بالخير والكفُّ عمَّا بينهم شَجَرَا
فلا تخُض في حروب بينهم وقعت ... عن اجتهاد وكنْ إن خُضتَ معتذِرَا
والاقتداءُ بهم في الدِّين مفتَرَضٌ ** فاقَتد بهم واتَّبع الآثار والسُّوَرَا
وتركُ ما أحدثه المُحدِثون فكم ... ضلالة تبعت والدِّين قد هُجِرَا
إنْ الهُدى ما هدى الهادي إليه وما ... به الكتاب كتاب الله قد أمَرَا
فلا مراء وما في الدِّين من جدلِ ... وهل يُجادل إلاَّ كلُّ مَن كفرَِا
فهاك في مذهب الأسلاف قافيةً ... نظماً بديعاً وجيزَ اللَّفظ مختصرًا
يحوي مهمّات باب في العقيدة من ... رسالة ابن أبي زيد الذي اشتهرَا
والحمد لله مولانا ونسأله ... غفران ما قلَّ من ذنب وما كثرَا
ثمَّ الصلاةُ على مَن عمَّ بعثته ... فأنذر الثَّقلين الجنّ والبَشَرَا
ودينُه نَسَخ الأديانَ أجمَعَها ... وليس يُنْسَخُ ما دام الصَّفَا وحرَا
محمد خير كلِّ العالَمين ... ختم النبيِّين والرُّسل الكرام جَرَا
وليس من بعده يوحَى إلى أحد ... ومن أجاز فحَلَّ قتلُه هَدَرَا
والآلُ والصَّحبُ ما ناحت على فنَن ... وَرْقَا ومَا غرَّدت قُمْريّة سَحَرَا(/)
عجيبة من العجب من الحافظ ابن رجب
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[17 Sep 2004, 10:48 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على الهادي النذير والسراج المنير محمد وعلى آله، وصحبه أما بعد:
فهذه حكاية فيها عبرة، وعظة، ودرس لمن أراد لنفسه الخير والنجاة ذكرها الشيخ يوسف بن عبد الهادي في ذيله على ذيل ابن رجب على طبقات الحنابلة قال في ص 39:
أخبرت عن القاضي علاء الدين ابن اللحام [البعلي المشهور صاحب الاختيارات والقواعد] أنه قال: ذكرَ لنا مرة الشيخُ [ابن رجب] مسألة فأطنب فيها، فعجبت من ذلك، ومن إتقانه لها، فوقعت بعد ذلك في محضر من أرباب المذاهب، وغيرهم فلم يتكلم فيها الكلمة الواحدة!
فلما قام قلتُ له: أليس قد تكلمت فيها بذلك الكلام؟!
قال: إنما أتكلم بما أرجو ثوابه، وقد خفتُ من الكلام في هذا المجلس، أو ما هذا معناه.اهـ.
قلت: رحم الله ابن رجب فقد كان مدرسة في الإخلاص، وفي التيقظ للنفس، وحظوظها، وهذا نتيجة لتعظيم الله عز وجل في قلبه، وعدم الالتفات لغيره، وهو كما لا يخفى من أكثر المتأخرين عناية بعلم السلف، ونقل كلامهم فلعل هذا من نتاجه.
وأين فعله من فعلٍ آخر عكسه تماما! فترى بعض المتعالمين ـ خصوصا في المنتديات ـ يرى سؤالا، أو كلاما في مسألة ما، هو خالي الذهن منها، فينطلق إلى أحد المراجع فيها، فينظر فيها من كل جانب، بل قد ينقل نصه، وربما توسع، وذكر الخلاف أيضا، ولا يشير إلى مرجع، ولا كتاب، وهو بهذا يشعر القاري أنها من معلومه، ومحفوظه! وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:" المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور".
فلينظر العاقل لنفسه خلاصها، فلن ينفعك مدح كاذب لست أهلا له، ولو كنتَ تعقل لعلمت أن من مدحك بما ليس فيك فقد نبه على نقصك، كما ذكر ذلك العلامة ابن حزم في مداوة النفوس ص14، هذا من جهة، ومن أخرى تكون قد وقعت في حبائل إبليس، ويوم البعث ستسأل عن هذا التدليس، ولا يقال تَعلمت ليقال عالم وقد قيل، بل يقال تعالمت ليقال عالم!
فإذا بطل سعي من تكبد مشقة التعلم لذاك الغرض، فكيف بمن تعالم؟!
اللهم جنبنا الخزي والخسارة.
ولو تبع المسلم ما أرشده نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله:" من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ".، وقوله صلى الله عليه وسلم:" احرص على ما ينفعك ".
لأراح، واستراح.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Sep 2004, 09:47 ص]ـ
رحم الله ابن رجب رحمة واسعة، وجزاك الله خيراً على هذا التنبيه والتعليم لنا. ونسأل الله الستر والعافية.
ـ[عبدالله فهد السبيعي]ــــــــ[18 Sep 2004, 11:28 ص]ـ
بارك الله فيكم
ونفعنا الله بكم وبما نقلتم
ورزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[18 Sep 2004, 08:41 م]ـ
جزاكم الله الله خيرا
وذكرتني هذا الحكاية بقصة للفضيل بن عياض تبين مدى عناية السلف ـ رحمهم الله ـ بأنفسهم، وتعاهدها، والتفكر في الغرض من الكلام، والدافع له، ذكر الذهبي في السير في ترجمة الفضيل 8/ 433:
روى أحمد بن إبراهيم الدورقي عن علي بن الحسن قال: بلغ الفضيل أن حريزا يريد أن يأتيه، فأقفل الباب من خارج، فجاء فرأى الباب مقفلا، فرجع، فأتيته فقلت له: حريز! قال: مايصنع بي يظهر لي محاسن كلامه، وأظهر له محاسن كلامي، فلا يتزين لي، ولا أتزين له خير له.
وقال فيض سمعت الفضيل يقول: إن استطعت أن لا تكون محدثا ولا قارئا ولا متكلما.
إن كنتَ بليغا قالوا ما أبلغه، وأحسن حديثه، وأحسن صوته!
فيعجبك ذلك فتنتفخ، وإن لم تكن بليغا، ولا حسن الصوت، قالوا: ليس يحسن يحدث، وليس صوته بحسن أحزنك ذلك، وشق عليك فتكون مرائيا، وإذا جلست فتكلمت فلم تبال من ذمك، ومن مدحك فتكلم.
قلت [الذهبي]: هكذا هو فقد ترى الرجل ورِعا في مأكله وملبسه، ومعاملته، وإذا تحدث يدخل عليه الداخل من حديثه، فإما أن يتحرى الصدق، فلا يكمل الصدق، وإما أن يصدق، فينمق حديثه ليمدح على الفصاحة، وإما أن يظهر أحسن ما عنده ليعظم، وإما أن يسكت في موضع الكلام ليثني عليه، ودواء ذلك كله الانقطاع عن الناس إلا من الجماعة. اهـ مختصرا.
وفي 8/ 439: قال أحمد بن أبي الحواري حدثنا أبو عبدالله الأنطاكي قال اجتمع الفضيل والثوري فتذاكروا فَرَقّ سفيانُ، وبكى، ثم قال: أرجو أن يكون هذا المجلس علينا رحمة، وبركة،
فقال له الفضيل: لكني يا أبا عبد الله أخاف أن لا يكون أضر علينا منه! ألست تخلصت إلى أحسن حديثك، وتخلصت أنا إليك أحسن حديثي، فتزينت لي، وتزينت لك؟
فبكى سفيان، وقال: أحييتني أحياك الله.
وفي الآداب الشرعية 2/ 29: قال المروذي: ذكرتُ لأبي عبد الله عبدَ الوهاب على أن يلتقيا، فقال أليس قد كره بعضهم اللقاء؟ وقال: يتزين لي، وأتزين له، وكفى بالعزلة علما، والفقيه الذي يخاف الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[18 Sep 2004, 10:44 م]ـ
أخي الكريم عبد الرحمن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي الكريم، كم جميل منك هذه التحف الرَّطبة التي تحيي بها قلوبنا الغافلة، أسأل الله أن يزيدني وإياك وأصحابنا في هذا الملتقى علمًا وعملاً، فلا تتركنا من مثل هذه التُّحف.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[20 Sep 2004, 07:21 م]ـ
آمين
وجزاك الله خيرا
ونفعنا بما نقول ونسمع.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[20 Mar 2005, 11:37 م]ـ
قال أبو بكر بن مجاهد: بلغنا أنه [ابن جرير الطبري] التقى مع المزني فلا تسأل كيف استظهاره عليه، والشافعيون حضور يسمعونه، ولم يذكر مما جرى بينهما شيئا.
قال أبو بكر بن كامل: سألت أبا جعفر عن المسألة التي تناظر فيها هو والمزني، فلم يذكرها؛ لأنه كان أفضل من أن يرفع نفسه، وأن يذكر ظفره على خصم في مسألة.
معجم الأدباء 5/ 250 - 251.
ـ[عبد الله بن حميد الفلاسي]ــــــــ[21 Mar 2005, 04:04 ص]ـ
لا أقول إلا كما قال سفيان: أحييتني أحياك الله.
جزاك الله خيراً وبارك الله فيك
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[20 Jan 2006, 09:11 م]ـ
جزاك الله خيرا
ومما له تعلق بالموضوع:
في أدب الدنيا والدين ص117:
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مِنْ الْعِلْمِ أَنْ لاَ تَتَكَلَّمَ فِيمَا لاَ تَعْلَمُ بِكَلاَمِ مَنْ يَعْلَمُ فَحَسْبُك جَهْلاً مِنْ عَقْلِك أَنْ تَنْطِقَ بِمَا لاَ تَفْهَمُ.
وقال أبو نعيم حلية الأولياء 4/ 229: حدثنا حبيب ثنا أبو مسلم الكشي ثنا محمد بن عبدالله الأنصاري ثنا ابن عون عن إبراهيم قال: كانوا يكرهون إذا اجتمعوا أن يخرج الرجل أحسن حديثه، أو من أحسن ما عنده من حديثه.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[21 Jan 2006, 12:23 ص]ـ
ولكن بشرى لمن أراد قبول البشرى:
من أعظم الأدوية لهذا الداء: طاعات السر ... طاعات السر ... والإنابة في الخلوات، فإن في ذلك من الإعانة على استواء السر والعلن، والباطن والظاهر ما لا يعلمه إلا الله.
وأخوكم، فقير مالم يغنه الله
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[23 Jan 2006, 05:07 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[24 Jan 2006, 09:30 م]ـ
جزاك الله خيرا على تنبيهك سلمك الله.
ولأن الخير في هذه الأمة مهما تأخرت أزمانها فقد اُثر عن العلامة ابن باز أنه قال:
(مذ عقلت لا أذكر اني عملت عملا لغير الله)
فرحمه الله رحمة واسعة وجزاه عنا الفردوس الأعلى من الجنة ...
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[25 Jan 2006, 11:54 م]ـ
جزاك الله خيرا، وشكر لك هذه الفائدة.(/)
إنما الصبر عند الصدمة الأولى
ـ[ shade torky] ــــــــ[18 Sep 2004, 02:49 م]ـ
الحمد لله ... مات ابني!!
الحمد لله ... مات ابني!
من يستطيع ذلك؟
من يصبر عند الصدمة الأولى؟
من يتصبّر فيقول عند نزول المصيبة وحلول الكارثة (إنا لله وإنا إليه راجعون).
قليل ما هم.
لما مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر، فقال: اتقي الله واصبري. قالت: إليك عني! فإنك لم تصب بمصيبتي، ولم تعرفه فقيل لها: إنه النبي صلى الله عليه وسلم، فأتت باب النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد عنده بوابين، فقالت: لم أعرفك، فقال: إنما الصبر عند الصدمة الأولى. رواه البخاري ومسلم.
هل تأملت العنوان؟
الحمد لله ... مات ابني!
أهذا موطن من مواطن الحمد؟
أيكون الحمد على المصيبة؟
قال أبو سنان: دفنت ابني سنانا، وأبو طلحة الخولاني جالس على شفير القبر، فلما أردت الخروج أخذ بيدي، فقال: ألا أبشرك يا أبا سنان؟ قلت: بلى. قال: حدثني الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟
فيقولون: نعم.
فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟
فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد. رواه الإمام أحمد والترمذي وهو حديث حسن.
وروى البخاري من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يقول الله تعالى ما لعبدي المؤمن عندي جزاءٌ إذا قبضت صفيَّهُ من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة.
فقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي أحدٌ عطاء خيرا وأوسع من الصبر.
والتعزية مما يهوّن المصيبة.
مات ابنٌ لعبد الرحمن بن مهدي، فجزع عليه جزعاً شديداً حتى امتنع عن الطعام والشراب، فبلغ ذلك الإمام الشافعي فكتب إليه أما بعد:
فَعَزِّ نفسك بما تُعَزِّ به غيرك، ولتستقبح من فعلك ما تستقبحه من فعل غيرك، واعلم أن أمضى المصائبِ فقْدُ سرورٍ مع حرمان أجر، فكيف إذا اجتمعا على اكتساب وزر؛ وأقول:
إني مُعَزِّيكَ لا إني على طمع ***** من الخلود ولكن سُنّةُ الدينِ
فما المُعزِّي بباقٍ بعد صاحبه ***** ولا المُعزَّى ولو عاشا إلى حين
فكانوا يتهادونه بينهم بالبصرة.
حضر ابنُ السماك جنازةً فعزَّى أهلها، وقال: عليكم بتقوى الله والصبر، فإن المصيبةَ واحدةٌ إن صبر لها أهلُها، وهي اثنتان إن جزعوا؛ ولعمري للمصيبة بالأجر أعظم من المصيبة بالميت، ثم قال: لو كان مَنْ جَزِعَ على مَيِّتِهِ رُدَّ إليه لكان الصابرُ أعظمَ أجراً وأجزل ثواباً.
تَعَزَّ فإن الصبر بالحرِّ أجمل .... وليس على ريب الزمان مُعَوّل
فلو كان يُغني أن يُرى المرء .... جازعا لحادثة أو كان يُغني التذلل
لكان التّعزي عند كل مصيبة .... ونائبة بالحُرِّ أولى وأجملُ
ومما يُخفف من وقع المصيبة أن يتأمل العبد في ذلك الميت:
فإن كان صغيرا فربما كان في موته خير له ولوالديه إذا احتسبا الأجر
وربما كان في موته خير لوالديه.
كيف ذلك؟
تأمل قصة موسى مع الخضر – عليهما السلام – كيف قتل الخضر غلاما صغيرا حتى قال موسى: (أقتلت نفسا زكية)؟
لكن ما خفي على موسى عليه الصلاة والسلام وأظهره الله للخضر هو حقيقة ذلك الطفل لو عاش.
قال عليه الصلاة والسلام: إن الغلام الذي قتله الخضر طُبِعَ كافرا، ولو عاش لأرهق أبويه طغيانا وكفرا. متفق عليه.
وهذا ما خشيه الخضر: (فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا * فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما (
وهذا من لطف الله بعباده، أن خلّص أبويه منه حتى لا يُرهقهما طغيانا وكفراً بالله، بل أبدلهما خيرا منه وأزكى، وقد ورد أنه سبحانه أبدلهما به وخلف عليهما جارية ولدت نبياً أو أنبياء.
فسبحان من بيده ملكوت كل شيء ...
كم في طيّات الأمور من ألطاف اللطيف الخبير؟
وكم هي العِبَر التي سُتِرت عن العباد ...
ولو كُشِفت لهم حجب الغيب لعلموا علم يقين أن الله أرحم بالعباد من أمهاتهم.
ولأدركوا أن المصائب مِحَنٌ في طيّها منح ٌ.
وصدق الله:
(لا تحسبوه شراً لكم)
قواعد في تخفيف المصائب
(يُتْبَعُ)
(/)
1. أن تعلم أنه لا يحدث في الكون من تحرك ذرة أو هبوب نسمة إلا بعلم الله وقدره.
2. أن توقن بأن الله - تعالى - أرحم بك من نفسك.
3. أن تستيقن أن الله لا يريد لعبده إلا الخير والصلاح.
4. أن تعلم أن المحن في طياتها منح قال - تعالى - {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ} (الشورى: من الآية19) وقال: {فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً} (النساء: من الآية19) وقد فسروا اللطف في قوله - تعالى -: {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ} بأنه إخفاء الأمور في صور أضدادها:
اللطف إخفاء الأمور جاء في صور الأضداد كما ليوسفِ
صيره رِقاً لكي ينالا ملكاً وعزاً ربه - تعالى -
وقيل:
لا تكره المكروه عند حلوله ... إن العواقب لم تزل متباينة
كم نعمةٍ لا تستقل بشكرها ... لله في طي المكاره كامنة.
5. أن لا يغيب عن بالك أن مصائبنا بسبب ذنوبنا وتقصيرنا في طاعة الله: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} (الشورى:30)، فأصلح ما بينك وبين الله يصلح الله ما بينك وبين الناس.
6. واعلم أن المسلم رابح في كل حال: فما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا غمّ حتى وخزة الشوكة إلا كفر الله عنه به من خطاياه.
7. عليك أن تتذكر نعم الله عليك في نفسك خاصة، ومن ذلك أن تستحضر هذه النعم في جميع جوارحك واجل نظرك فيمن أصيب ممن حولك، كم يصرفون من الأموال ويذهبون من الأوقات وكم يسهرون ويتعبون في علاج أمراض، أنت في عافية منها.
8. تذكر من حولك من أهل المصائب الكبيرة والمشاكل المتعددة.
9. لا تنس أن الدنيا طبعت على كدر وأن من سره زمن ساءته أزمان.
طبعت على كدر وأنت تريدها ... صفواً من الأقذاء والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها ... مستطلب في الماء جذوة نار
وقيل:
هي الأمور كما شاهدتها دول ... من سره زمن ساءته أزمان
وهذه الدار لا تبقي على أحد ... ولا يدوم على حال لها شان
10. الزم الاستغفار فإن «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا ورزقه من حيث لا يحتسب»
والتوبة التوبة فهي بوابة الراحة والسعادة، يقول حبيبك - صلى الله عليه وسلم -: «إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة» وقال الله - تعالى -: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ} (هود: من الآية3) وقال: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً}.
11. الزم دعاء المضطر في هزيع الليل عند نزول الرب إلى السماء الدنيا {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} (النمل: من الآية62) واعلم أن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل.
12. واعلم أن الأصل في أهل الإيمان أن يبتلوا، قال الله - تعالى -: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} (الأنبياء: من الآية35)، {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ} (العنكبوت:2)، {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ} (التغابن: من الآية15) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (التغابن:14). وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم - «أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى المرء على قدر دينه».
13. واعلم أنه قد تكون للعبد منزلة لا يبلغها بعمله فيبتليه الله - تعالى - بالمصائب وغيرها كي يبلغه إيّاها، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «إن الرجل لتكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل، فلا يزال الله يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها».
جعلني وإياكم ممن يرضون بقضاء الله عز وجل وممن تتنزل عليهم الرحمة من ربهم.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت أستغفرك وأتوب إليك.
جمع وإعداد أم جويرية
موقع سحاب
brother(/)
لوسمحتم00
ـ[صالح الغامدي]ــــــــ[19 Sep 2004, 11:37 ص]ـ
أين يقع مسجد ياسر الدوسري؟ وجزاكم الله خير(/)
الحملة الاولى ... لمواجهة التبرج
ـ[الازهري المصري]ــــــــ[19 Sep 2004, 10:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احبتي في الله
من باب: الدال على الخير كفاعله
و"مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كقوم استهموا على سفينة فاصابهم بعضهم اعلها واصاب بعضهم اسفلها ....... الحديث"
وكذلك:"ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون"
و"ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين"
وايضا لما آل إليه حال امتنا من الهوان والذل واصبح دم المسلم ارخص دم
وجب علينا ان نعرف سبب هذا الهوان ونعالجه
وحتى لا اطيل اكثر من ذلك في المقدمة ...
اولا اهداف الحملة:1) حمل الفتيات على ارتداء الحجاب الشرعي
2) توضيح الصورة الصحيحة للحجاب"ليس مجرد ايشارب مع ملابس ضيقة او شفافة"
2) فتح الباب لحملات اخرى
3)
4)
5)
ثانيا:الاجراءت:1) محاولة تجميع اطيب كلام عن الحجاب سواء صوتي او كتابة
2) ارسال هذه الملفات إلى جميع الاصدقاء مع التنويه ان من ينشر له نصيب من الاجر
3)
4)
في انتظار المزيد من الاقترحات حتى نصل إلى افضل صورة فهذه مجرد بداية
وجزاكم الله خيرا
اخوكم المحب:الازهري
يتبع ...
ـ[الازهري المصري]ــــــــ[19 Sep 2004, 10:47 م]ـ
اخواني في الله ابدا بعرض بعض الايات الدالة على فرضية الحجاب "والذي يكفر منكره"
"قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ "
"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا "
يتبع ......
"يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا"
ـ[الازهري المصري]ــــــــ[19 Sep 2004, 10:49 م]ـ
ماهو تبرج الجاهلية الاولى؟؟
ندع الامام ابن كثير يتكلم عن هذه النقطة
قال تعالى: "ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى "قال مجاهد كانت المرأة تخرج تمشي بين يدي الرجال فذلك تبرج الجاهلية.
وقال قتادة "ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى "يقول إذا خرجتن بن بيوتكن وكانت لهن مشية وتكسر وتغنج فنهى الله تعالى عن ذلك
وقال مقاتل بن حيان "ولا تبرجن تبرح الجاهلية الأولى "والتبرج أنها تلقي الخمار على رأسها ولا تشده فيواري قلائدها وقرطها وعنقها ويبدو ذلك كله منها وذلك التبرج ثم عمت نساء المؤمنين في التبرج.
وقال ابن جرير حدثني ابن زهير حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا داود يعني ابن أبي الفرات حدثنا علي بن أحمر عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال تلا هذه الآية "ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى "قال كانت فيما بين نوح وإدريس وكانت ألف سنة وإن بطنين من ولد آدم كان أحد يسكن السهل والآخر يسكن الجبل وكان رجال الجبل صباحا وفي النساء دمامة وكان نساء السهل صباحا وفي الرجال دمامة وإن إبليس لعنه الله أتى رجلا من أهل السهل في صورة غلام فآجر نفسه منه فكان يخدم فاتخذ إبليس شيئا من مثل الذي يزمر فيه الرعاء فجاء فيه بصوت لم يسمع الناس مثله فبلغ ذلك من حوله فانتابوهم يسمعون إليه واتخذوا عيدا يجتمعون إليه في السنة فيتبرج النساء للرجال قال ويتزبن الرجال لهن وإن رجلا من أهل الجبل هجم عليهم في عيدهم ذلك فرأى النساء وصباحتهن فأتى أصحابه فأخبرهم بذلك فتحولوا إليهن فنزلوا معهن وظهرت الفاحشة فيهن فهو قول الله تعالى "ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى"
ولي عودة .. باذن المولى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الازهري المصري]ــــــــ[19 Sep 2004, 10:51 م]ـ
سورة
الاحزاب
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا
ورد في تفسير ابن كثير:
يقول تعالى آمرا رسوله صلى الله عليه وسلم تسليما أن يأمر النساء المؤمنات المسلمات - خاصة أزواجه وبناته لشرفهن - بأن يدنين عليهم من جلابيبهن ليتميزن عن سمات نساء الجاهلية وسمات الإماء
والجلباب هو الرداء فوق الخمار قاله ابن مسعود وعبيدة وقتادة والحسن البصري وسعيد بن جبير وإبراهيم النخعي وعطاء الخراساني وغير واحد وهو بمنزلة الإزار اليوم قال الجوهري الجلباب الملحفة قالت امرأة من هذيل ترثي قتيلا لها: تمشي النسور إليه وهي لاهية مشي العذارى عليهن الجلابيب قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أمر الله نساء المومنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عينا واحدة وقال محمد بن سيرين سألت عبيدة السلماني عن قول الله عز وجل "يدنين عليهن من جلابيبهن "فغطى وجهه ورأسه وأبرز عينه اليسرى
وقال عكرمة تغطي ثغرة نحرها بجلبابها تدنيه عليها وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو عبد الله الطبراني فيما كتب إلي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ابن خيثم عن صفية بنت شيبه عن أم سلمة قالت لما نزلت هذه الآية "يدنين عليهن من جلابيبهن "خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة وعليهن أكسية سود يلبسنها
وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا أبو صالح حدثني الليث حدثنا يونس بن يزيد قال وسألناه يعني الزهري هل على الوليدة خمار متزوجة أو غير متزوجة؟ قال عليها الخمار إن كانت متزوجة وتنهى عن الجلباب لأنه يكره لهن أن يتشبهن بالحرائر المحصنات وقد قال الله تعالى "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن "
وروي عن سفيان الثوري أنه قال: لا بأس بالنظر إلى زينة نساء أهل الذمة وإنما نهي عن ذلك لخوف الفتنة لا لحرمتهن واستدل بقوله تعالى "ونساء المؤمنين "
وقوله "ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين "أي إذا فعلن ذلك عرفهن أنهن حرائر لسن بإماء ولا عواهر
قال السدي في قوله تعالى "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين "قال كان ناس من فساق أهل المدينة يخرجون بالليل حين يختلط الظلام إلى طرق المدينة فيعرضون للنساء وكانت مساكن أهل المدينة ضيقة فإذا كان الليل خرج النساء إلى الطرق يقضين حاجتهن فكان أولئك الفساق يبتغون ذلك منهن فإذا رأوا المرأة عليها جلباب قالوا هذه حرة فكفوا عنها فإذا رأوا المرأة ليس عليها جلباب قالوا هذه أمة فوثبوا عليها
وقال مجاهد يتجلين فيعلم أنهن حرائر فلا يتعرض لهن فاسق بأذى ولا ريبة وقوله تعالى "وكان الله غفورا رحيما "أي لما سلف في أيام الجاهلية حيث لم يكن عندهن علم بذلك
وورد في تفسير الجلالين:
(يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن) جمع جلباب وهي الملاءة التي تشتمل بها المرأة أي يرخين بعضها على الوجوه إذا خرجن لحاجتهن إلا عينا واحدة (ذلك أدنى) أقرب إلى (أن يعرفن) بأنهن حرائر (فلا يؤذين) بالتعرض لهن بخلاف الاماء فلا يغطين وجوههن فكان المنافقون يتعرضون لهن (وكان الله غفورا) لما سلف منهن لترك الستر (رحيما) بهن إذ سترهن
اختي الحجاب لباس الحرة .............. ألست حرة؟؟؟؟؟؟
اختاه الحجاب لباس الاشراف ......... ألست شريفة؟؟؟؟؟
ولي عودة .. باذن المولى
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[23 Sep 2004, 12:42 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الازهري المصري ونفع بكم
وسوف أنقل هنا رساله للشيخ محمد بن صالح العثيمين في الحجاب ومن اراد الرسالة فهي موجودة في موقع الشيخ على الشبكة
وهي كما يلي:
رسالة الحجاب
فمن أدلة القرآن:
(يُتْبَعُ)
(/)
* الدليل الأول: قوله تعالى: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَرِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ ءَابَآئِهِنَّ أَوْ ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى أَخَوَتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَنُهُنَّ أَوِ التَّبِعِينَ غَيْرِ أُوْلِى الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَى عَوْرَتِ النِّسَآءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. (النور: 31).
وبيان دلالة هذه الاية على وجوب الحجاب على المرأة عن الرجال الأجانب وجوه:
1 ـ أن الله تعالى أمر المؤمنات بحفظ فروجهن والأمر بحفظ الفرج أمر به وبما يكون وسيلة إليه، ولا يرتاب عاقل أن من وسائله تغطية الوجه؛ لأن كشفه سبب للنظر إليها وتأمل محاسنها والتلذذ بذلك، وبالتالي إلى الوصول والاتصال. وفي الحديث: «العينان تزنيان وزناهما النظر». إلى أن قال: «والفرج يصدق ذلك أو يكذبه». فإذا كان تغطية الوجه من وسائل حفظ الفرج كان مأموراً به؛ لأن الوسائل لها أحكام المقاصد.
2 ـ قوله تعالى: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ ءَابَآئِهِنَّ أَوْ ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى أَخَوَتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَنُهُنَّ أَوِ التَّبِعِينَ غَيْرِ أُوْلِى الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَى عَوْرَتِ النِّسَآءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. فإن الخمار ما تخمر به المرأة رأسها وتغطيه به كالغدفة فإذا كانت مأمورة بأن تضرب بالخمار على جيبها كانت مأمورة بستر وجهها، إما لأنه من لازم ذلك، أو بالقياس فإنه إذا وجب ستر النحر والصدر كان وجوب ستر الوجه من باب أولى؛ لأنه موضع الجمال والفتنة. فإن الناس الذين يتطلبون جمال الصورة لا يسألون إلا عن الوجه، فإذا كان جميلاً لم ينظروا إلى ما سواه نظراً ذا أهمية. ولذلك إذا قالوا فلانة جميلة لم يفهم من هذا الكلام إلا جمال الوجه فتبين أن الوجه هو موضع الجمال طلباً وخبراً، فإذا كان كذلك فكيف يفهم أن هذه الشريعة الحكيمة تأمر بستر الصدر والنحر ثم ترخص في كشف الوجه.
3 ـ إن الله تعالى نهى عن إبداء الزينة مطلقاً إلا ما ظهر منها، وهي التي لابد أن تظهر كظاهر الثياب ولذلك قال: {إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ ءَابَآئِهِنَّ أَوْ ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى أَخَوَتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَنُهُنَّ أَوِ التَّبِعِينَ غَيْرِ أُوْلِى الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَى عَوْرَتِ النِّسَآءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} لم يقل إلا ما أظهرن منها، ثم نهى مرة أخرى عن إبداء الزينة إلا لمن استثناهم، فدل هذا على أن الزينة الثانية غير الزينة الأولى. فالزينة الأولى هي الزينة الظاهرة التي تظهر لكل أحد ولا يمكن إخفاؤها، والزينة الثانية هي الزينة الباطنة التي يتزين بها، ولو كانت هذه الزينة جائزة لكل أحد لم يكن للتعميم في الأولى والاستثناء في الثانية فائدة
(يُتْبَعُ)
(/)
معلومة.
4 ـ أن الله تعالى يرخص بإبداء الزينة الباطنة للتابعين غير أولي الإربة من الرجال وهم الخدم الذين لا شهوة لهم، وللطفل الصغير الذين لم يبلغ الشهوة ولم يطلع على عورات النساء فدل هذا على أمرين:
أحدهما: أن إبداء الزينة الباطنة لا يحل لأحد من الأجانب إلا لهذين الصنفين.
الثاني: أن علة الحكم ومداره على خوف الفتنة بالمرأة والتعلق بها، ولا ريب أن الوجه مجمع الحسن وموضع الفتنة فيكون ستره واجباً لئلا يفتتن به أولو الإربة من الرجال.
5 ـ قوله تعالى: {وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
يعني لا تضرب المرأة برجلها فيعلم ما تخفيه من الخلاخيل ونحوها مما تتحلى به للرجل، فإذا كانت المرأة منهية عن الضرب بالأرجل خوفاً من افتتان الرجل بما يسمع من صوت خلخالها ونحوه فكيف بكشف الوجه.
فأيما أعظم فتنة أن يسمع الرجل خلخالاً بقدم امرأة لا يدري ما هي وما جمالها؟! لا يدري أشابة هي أم عجوز؟! ولا يدري أشوهاء هي أم حسناء؟! أيما أعظم فتنة هذا أو أن ينظر إلى وجه سافر جميل ممتلىء شباباً ونضارة وحسناً وجمالاً وتجميلاً بما يجلب الفتنة ويدعو إلى النظر إليها؟! إن كل إنسان له إربة في النساء ليعلم أي الفتنتين أعظم وأحق بالستر والإخفاء.
* الدليل الثاني: قوله تعالى: {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَآءِ الَّلَتِى لاَ يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَتِ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عِلِيمٌ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَتِ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عِلِيمٌ}. (النور: 60).
وجه الدلالة من هذه الاية الكريمة أن الله تعالى نفى الجناح وهو الإثم عن القواعد وهن العواجز اللاتي لا يرجون نكاحاً لعدم رغبة الرجال بهن لكبر سنهن. نفى الله الجناح عن هذه العجائز في وضع ثيابهن بشرط أن لا يكون الغرض من ذلك التبرج بالزينة. ومن المعلوم بالبداهة أنه ليس المراد بوضع لثياب أن يبقين عاريات، وإنما المراد وضع الثياب التي تكون فوق الدرع ونحوه مما لا يستر ما يظهر غالباً كالوجه والكفين فالثياب المذكورة المرخص لهذه العجائز في وضعها هي الثياب السابقة التي تستر جميع البدن وتخصيص الحكم بهؤلاء العجائز دليل على أن الشواب اللاتي يرجون النكاح يخالفنهن في الحكم، ولو كان الحكم شاملاً للجميع في جواز وضع الثياب ولبس درع ونحوه لم يكن لتخصيص القواعد فائدة.
وفي قوله تعالى: {غَيْرَ مُتَبَرِّجَتِ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عِلِيمٌ}. دليل آخر على وجوب الحجاب على الشابة التي ترجو النكاح؛ لأن الغالب عليها إذا كشفت وجهها أن تريد التبرج بالزينة وإظهار جمالها وتطلع الرجال لها ومدحهم إياها ونحو ذلك، ومن سوى هذه نادرة والنادر لا حكم له.
* الدليل الثالث: قوله تعالى: {يأَيُّهَا النَّبِىُّ قُل لاَِزْوَجِكَ وَبَنَتِكَ وَنِسَآءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَبِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً}. (الأحزاب: 59).
قال ابن عباس رضي الله عنهما: «أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عيناً واحدة». وتفسير الصحابي حجة، بل قال بعض العلماء أنه في حكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلّم، وقوله رضي الله عنه «ويبدين عيناً واحدة» إنما رخص في ذلك لأجل الضرورة والحاجة إلى نظر الطريق فأما إذا لم يكن حاجة فلا موجب لكشف العين.
والجلباب هو الرداء فوق الخمار بمنزلة العباءة. قالت أم سلمة رضي الله عنها لما نزلت هذه الاية: «خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة وعليهن أكسية سود يلبسنها». وقد ذكر عبيدة السلماني وغيره أن نساء المؤمنين كن يدنين عليهن الجلابيب من فوق رؤوسهن حتى لا يظهر إلا عيونهن من أجل رؤية الطريق.
(يُتْبَعُ)
(/)
* الدليل الرابع: قوله تعالى: {لاَّ جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِى ءَابَآئِهِنَّ وَلاَ أَبْنَآئِهِنَّ وَلاَ إِخْوَنِهِنَّ وَلاَ أَبْنَآءِ إِخْوَنِهِنَّ وَلاَ أَبْنَآءِ أَخَوَتِهِنَّ وَلاَ نِسَآئِهِنَّ وَلاَ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ شَهِيداً}. (الأحزاب: 55).
قال ابن كثير رحمه الله: لما أمر الله النساء بالحجاب عن الأجانب بيّن أن هؤلاء الأقارب لا يجب الاحتجاب عنهم كما استثناهم في سورة النور عند قوله تعالى: {وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ ءَابَآئِهِنَّ أَوْ ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى أَخَوَتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَنُهُنَّ أَوِ التَّبِعِينَ غَيْرِ أُوْلِى الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَى عَوْرَتِ النِّسَآءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. الاية.
فهذه أربعة أدلة من القرآن الكريم تفيد وجوب احتجاب المرأة عن الرجال الأجانب، والاية الأولى تضمنت الدلالة عن ذلك من خمسة أوجه.
وأما أدلة السنة فمنها:
الدليل الأول: قوله صلى الله عليه وسلّم: «إذا خطب أحدكم امرأة فلا جناح عليه أن ينظر منها إذا كان إنما ينظر إليها لخطبة وإن كانت لا تعلم». رواه أحمد.
قال في مجمع الزوائد: رجاله رجال الصحيح. وجه الدلالة منه أن النبي صلى الله عليه وسلّم، نفى الجناح وهو الإثم عن الخاطب خاصة إذا نظر من مخطوبته بشرط أن يكون نظره للخطبة، فدل هذا على أن غير الخاطب آثم بالنظر إلى الأجنبية بكل حال، وكذلك الخاطب إذا نظر لغير الخطبة مثل أن يكون غرضه بالنظر التلذذ والتمتع به نحو ذلك.
فإن قيل: ليس في الحديث بيان ما ينظر إليه. فقد يكون المراد بذلك نظر الصدر والنحر فالجواب أن كل أحد يعلم أن مقصود الخاطب المريد للجمال إنما هو جمال الوجه وما سواه تبع لا يقصد غالباً. فالخاطب إنما ينظر إلى الوجه لأنه المقصود بالذات لمريد الجمال بلا ريب.
© الدليل الثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلّم لما أمر بإخراج النساء إلى مصلى العيد قلن: يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب فقال النبي صلى الله عليه وسلّم: «لتلبسها أختها من جلبابها». رواه البخاري ومسلم وغيرهما. فهذا الحديث يدل على أن المعتاد عند نساء الصحابة أن لا تخرج المرأة إلا بجلباب، وأنها عند عدمه لا يمكن أن تخرج. ولذلك ذكرن رضي الله عنهن هذا المانع لرسول الله صلى الله عليه وسلّم، حينما أمرهن بالخروج إلى مصلى العيد فبين النبي صلى الله عليه وسلّم، لهن حل هذا الإشكال بأن تلبسها أختها من جلبابها ولم يأذن لهن بالخروج بغير جلباب، مع أن الخروج إلى مصلى العيد مشروع مأمور به للرجال والنساء، فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم، لم يأذن لهن بالخروج بغير جلباب فيما هو مأمور به فكيف يرخص لهن في ترك الجلباب لخروج غير مأمور به ولا محتاج إليه؟! بل هو التجول في الأسواق والاختلاط بالرجال والتفرج الذي لا فائدة منه. وفي الأمر بلبس الجلباب دليل على أنه لابد من التستر. والله أعلم.
© الدليل الثالث: ما ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم، يصلي الفجر فيشهد معه نساء من المؤمنات متلفعات بمروطهن ثم يرجعن إلى بيوتهن ما يعرفهن أحد من الغلس. وقالت: لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلّم، من النساء ما رأينا لمنعهن من المساجد كما منعت بنو إسرائيل نساءها. وقد روى نحو هذا عبدالله بن مسعود رضي الله عنه. والدلالة في هذا الحديث من وجهين:
(يُتْبَعُ)
(/)
أحدهما: أن الحجاب والتستر كان من عادة نساء الصحابة الذين هم خير القرون، وأكرمها على الله عز وجل، وأعلاها أخلاقاً وآداباً، وأكملها إيماناً، وأصلحها عملاً فهم القدوة الذين رضي الله عنهم وعمن اتبعوهم بإحسان، كما قال تعالى: {وَالسَّبِقُونَ الاَْوَّلُونَ مِنَ الْمُهَجِرِينَ وَالأَنْصَرِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِىَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَرُ خَلِدِينَ فِيهَآ أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ الاَْوَّلُونَ مِنَ الْمُهَجِرِينَ وَالأَنْصَرِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِىَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَرُ خَلِدِينَ فِيهَآ أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَرُ خَلِدِينَ فِيهَآ أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}. (التوبة: 100). فإذا كانت تلك طريقة نساء الصحابة فكيف يليق بنا أن نحيد عن تلك الطريقة التي في اتباعها بإحسان رضى الله تعالى عمن سلكها واتبعها، وقد قال الله تعالى: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً}. (النساء: 115).
الثاني: أن عائشة أم المؤمنين وعبدالله بن مسعود رضي الله عنهما وناهيك بهما علماً وفقهاً وبصيرة في دين الله ونصحاً لعباد الله أخبرا بأن رسول الله صلى الله عليه وسلّم، لو رأى من النساء ما رأياه لمنعهن من المساجد، وهذا في زمان القرون المفضلة تغيرت الحال عما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلّم، إلى حد يقتضي منعهن من المساجد. فكيف بزماننا هذا بعد نحو ثلاثة عشر قرناً وقد اتسع الأمر وقل الحياء وضعف الدين في قلوب كثير من الناس؟!
وعائشة وابن مسعود رضي الله عنهما فهما ما شهدت به نصوص الشريعة الكاملة من أن كل أمر يترتب عليه محذور فهو محظور.
© الدليل الرابع: أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة». فقالت أم سلمة فكيف يصنع النساء بذيولهن؟ قال: «يرخينه شبراً». قالت إذن تنكشف أقدامهن. قال: «يرخينه ذراعاً ولا يزدن عليه». ففي هذا الحديث دليل على وجوب ستر قدم المرأة وأنه أمر معلوم عند نساء الصحابة رضي الله عنهم، والقدم أقل فتنة من الوجه والكفين بلا ريب. فالتنبيه بالأدنى تنبيه على ما فوقه وما هو أولى منه بالحكم، وحكمة الشرع تأبى أن يجب ستر ما هو أقل فتنة ويرخص في كشف ما هو أعظم منه فتنة، فإن هذا من التناقض المستحيل على حكمة الله وشرعه.
© الدليل الخامس: قوله صلى الله عليه وسلّم: «إذا كان لإحداكن مكاتب وكان عنده ما يؤدي فلتحتجب منه». رواه الخمسة إلا النسائي وصححه الترمذي. وجه الدلالة من هذا الحديث أنه يقتضي أن كشف السيدة وجهها لعبدها جائز مادام في ملكها فإذا خرج منه وجب عليها الاحتجاب لأنه صار أجنبياً فدل على وجوب احتجاب المرأة عن الرجل الأجنبي.
© الدليل السادس: عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان الركبان يمرون بنا ونحن محرمات مع الرسول صلى الله عليه وسلّم، فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابها على وجهها من رأسها. فإذا جاوزونا كشفناه»، رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه. ففي قولها: «فإذا جاوزونا» تعني الركبان «سدلت إحدانا جلبابها على وجهها» دليل على وجوب ستر الوجه لأن المشروع في الإحرام كشفه، فلولا وجود مانع قوي من كشفه حينئذ لوجب بقاؤه مكشوفاً. وبيان ذلك أن كشف الوجه في الإحرام واجب على النساء عند الأكثر من أهل العلم والواجب لا يعارضه إلا ما هو واجب، فلولا وجوب الاحتجاب وتغطية الوجه عن الأجانب ما ساغ ترك الواجب من كشفه حال الإحرام، وقد ثبت في الصحيحين وغيرها أن المرأة المحرمة تنهى عن النقاب والقفازين. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وهذا مما يدل على أن النقاب والقفازين كانا معروفين في النساء اللاتي لم يحرمن وذلك يقتضي ستر وجوههن وأيديهن. فهذه ستة أدلة من السنة على وجوب احتجاب المرأة وتغطية وجهها عن الرجال الأجانب أضف إليها أدلة القرآن الأربعة تكن عشرة
(يُتْبَعُ)
(/)
أدلة من الكتاب والسنة.
الدليل الحادي عشر: الاعتبار الصحيح والقياس المطرد الذي جاءت به هذه الشريعة الكاملة وهو إقرار المصالح ووسائلها والحث عليها، وإنكار المفاسد ووسائلها والزجر عنها. فكل ما كانت مصلحته خالصة أو راجحة على مفسدته فهو مأمور به أمر إيجاب أو أمر استحباب. وكل ما كانت مفسدته خالصة أو راجحة على مصلحة فهو نهي تحريم أو نهي تنزيه. وإذا تأملنا السفور وكشف المرأة وجهها للرجال الأجانب وجدناه يشتمل على مفاسد كثيرة وإن قدر فيه مصلحة فهي يسيرة منغمرة في جانب المفاسد. فمن مفاسده:
1 ـ الفتنة، فإن المرأة تفتن نفسها بفعل ما يجمل وجهها ويبهيه ويظهره بالمظهر الفاتن. وهذا من أكبر دواعي الشر والفساد.
2 ـ زوال الحياء عن المرأة الذي هو من الإيمان ومن مقتضيات فطرتها. فقد كانت المرأة مضرب المثل في الحياء. «أحي من العذراء في خدرها»، وزوال الحياء عن المرأة نقص في إيمانها، وخروج عن الفطرة التي خلقت عليها.
3 ـ افتتان الرجال بها لاسيما إذا كانت جميلة وحصل منها تملق وضحك ومداعبة في كثير من السافرات وقد قيل «نظرة فسلام، فكلام، فموعد فلقاء».
والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم. فكم من كلام وضحك وفرح أوجب تعلق قلب الرجل بالمرأة، وقلب المرأة بالرجل فحصل بذلك من الشر ما لا يمكن دفعه نسأل الله السلامة.
4 ـ اختلاط النساء بالرجال، فإن المرأة إذا رأت نفسها مساوية للرجل في كشف الوجه والتجول سافرة لم يحصل منها حياء ولا خجل من مزاحمة، وفي ذلك فتنة كبيرة وفساد عريض. وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلّم، ذات يوم من المسجد وقد اختلط النساء مع الرجال في الطريق فقال النبي صلى الله عليه وسلّم: «استأخرن فإنه ليس لكن أن تحتضن الطريق. عليكن بحافات الطريق». فكانت المرأة تلصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق به من لصوقها. ذكره ابن كثير عند تفسير قوله تعالى: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَرِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ ءَابَآئِهِنَّ أَوْ ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى أَخَوَتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَنُهُنَّ أَوِ التَّبِعِينَ غَيْرِ أُوْلِى الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَى عَوْرَتِ النِّسَآءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
وقد نص شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على وجوب احتجاب المرأة عن الرجال الأجانب، فقال في الفتاوى المطبوعة أخيراً ص 110 ج 2 من الفقه و22 من المجموع: (وحقيقة الأمر أن الله جعل الزينة زينتين: زينة ظاهرة، وزينة غير ظاهرة، ويجوز لها إبداء زينتها الظاهرة لغير الزوج وذوات المحارم، وكانوا قبل أن تنزل آية الحجاب كان النساء يخرجن بلا جلباب يرى الرجل وجهها ويديها وكان إذ ذاك يجوز لها أن تظهر الوجه والكفين، وكان حينئذ يجوز النظر إليها لأنه يجوز لها إظهاره. ثم لما أنزل الله آية الحجاب بقوله: {يأَيُّهَا النَّبِىُّ قُل لاَِزْوَجِكَ وَبَنَتِكَ وَنِسَآءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَبِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} (حجب النساء عن الرجال). ثم قال: (والجلباب هو الملاءة وهو الذي يسميه ابن مسعود وغيره الرداء وتسميه العامة الإزار وهو الإزار الكبير الذي يغطي رأسها وسائر بدنها، ثم يقال: فإذا كن مأمورات بالجلباب لئلا يعرفن وهو ستر الوجه أو ستر الوجه بالنقاب كان الوجه واليدان من الزينة التي أمرت أن لا تظهرها للأجانب، فما بقي يحل للأجانب النظر إلى الثياب الظاهرة فابن مسعود ذكر آخر الأمرين، وابن عباس ذكر أول الأمرين) إلى أن قال: (وعكس ذلك الوجه واليدان والقدمان ليس لها أن تبدي ذلك للأجانب على أصح القولين بخلاف ما كان قبل النسخ بل لا تبدي إلا الثياب).
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي ص 117، 118 من الجزء المذكور (وأما وجهها ويداها وقدماها فهي إنما نهيت عن إبداء ذلك للأجانب لم تنه عن إبدائه للنساء ولا لذوي المحارم) وفي ص 152 من هذا الجزء قال: (وأصل هذا أن تعلم أن الشارع له مقصودان: أحدهما الفرق بين الرجال والنساء. الثاني: احتجاب النساء). هذا كلام شيخ الإسلام، وأما كلام غيره من فقهاء أصحاب الإمام أحمد فأذكر المذهب عند المتأخرين قال في المنتهى (ويحرم نظر خصي ومجبوب إلى أجنبية) وفي موضع آخر من الإقناع (ولا يجوز النظر إلى الحرة الأجنبية قصداً ويحرم نظر شعرها) وقال في متن الدليل: (والنظر ثمانية أقسام ... ).
الأول: نظر الرجل البالغ ولو مجبوباً للحرة البالغة الأجنبية لغير حاجة فلا يجوز له نظر شيء منها حتى شعرها المتصل أ. هـ
وأما كلام الشافعية فقالوا إن كان النظر لشهوة أو خيفت الفتنة به فحرام قطعاً بلا خلاف، وإن كان النظر بلا شهوة ولا خوف فتنة ففيه قولان حكاهما في شرح الإقناع لهم وقال: (الصحيح يحرم كما في المنهاج كأصله ووجه الإمام باتفاق المسلمين على منع النساء من الخروج سافرات الوجوه وبأن النظر مظنة للفتنة ومحرك للشهوة).
وقد قال الله تعالى: {قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَرِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}. واللائق بمحاسن الشريعة سد الباب والإعراض عن تفاصيل الأحوال ا. هـ. كلامه. وفي نيل الأوطار وشرح المنتقى (ذكر اتفاق المسلمين على منع النساء أن يخرجن سافرات الوجوه لاسيما عند كثرة الفساق).
ولا أعلم لمن أجاز نظر الوجه والكفين من الأجنبية دليلاً من الكتاب والسنة سوى ما يأتي:
الأول: قوله تعالى: {وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ ءَابَآئِهِنَّ أَوْ ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى أَخَوَتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَنُهُنَّ أَوِ التَّبِعِينَ غَيْرِ أُوْلِى الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَى عَوْرَتِ النِّسَآءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} حيث قال ابن عباس رضي الله عنهما: «هي وجهها وكفاها والخاتم». قال الأعمش عن سعيد بن جبير عنه. وتفسير الصحابي حجة كما تقدم.
الثاني: ما رواه أبو داود في «سننه» عن عائشة رضي الله عنها أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها وقال: «يا أسماء إن المرأة إذا بلغت سن المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا». وأشار إلى وجهه وكفيه.
الثالث: ما رواه البخاري وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما أن أخاه الفضل كان رديفاً للنبي صلى الله عليه وسلّم، في حجة الوداع فجاءت امرأة من خثعم فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه فجعل النبي صلى الله عليه وسلّم، يصرف وجه الفضل إلى الشق الاخر، ففي هذا دليل على أن هذه المرأة كاشفة وجهها.
الرابع: ما أخرجه البخاري وغيره من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه في صلاة النبي صلى الله عليه وسلّم، بالناس صلاة العيد ثم وعظ الناس وذكرهم ثم مضى حتى أتى النساء فوعظهن وذكرهن وقال: «يا معشر النساء تصدقن فإنكن أكثر حطب جهنم». فقامت امرأة من سطة النساء سعفاء الخدين. الحديث، ولولا أن وجهها مكشوفاً ما عرف أنها سعفاء الخدين.
هذا ما أعرفه من الأدلة التي يمكن أن يستدل بها على جواز كشف الوجه للأجانب من المرأة.
ولكن هذه الأدلة لا تعارض ما سبق من أدلة وجوب ستره وذلك لوجهين:
(يُتْبَعُ)
(/)
أحدهما: أن أدلة وجوب ستره ناقلة عن الأصل، وأدلة جواز كشفه مبقية على الأصل، والناقل عن الأصل مقدم كما هو معروف عند الأصوليين. وذلك لأن الأصل بقاء الشيء على ما كان عليه. فإذا وجد الدليل الناقل عن الأصل دل ذلك على طروء الحكم على الأصل وتغييره له. ولذلك نقول إن مع الناقل زيادة علم. وهو إثبات تغيير الحكم الأصلي والمثبت مقدم على النافي. وهذا الوجه إجمالي ثابت حتى على تقدير تكافؤ الأدلة ثبوتاً ودلالة.
الثاني: إننا إذا تأملنا أدلة جواز كشفه وجدناها لا تكافىء أدلة المنع ويتضح ذلك بالجواب عن كل واحد منها بما يلي:
1 ـ عن تفسير ابن عباس ثلاثة أوجه:
أحدهما: محتمل أن مراده أول الأمرين قبل نزول آية الحجاب كما ذكره شيخ الإسلام ونقلنا كلامه آنفاً.
الثاني: يحتمل أن مراده الزينة التي نهى عن إبدائها كما ذكره ابن كثير في تفسيره ويؤيد هذين الاحتمالين تفسيره رضي الله عنه لقوله تعالى: {يأَيُّهَا النَّبِىُّ قُل لاَِزْوَجِكَ وَبَنَتِكَ وَنِسَآءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَبِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً}. كما سبق في الدليل الثالث من أدلة القرآن.
الثالث: إذا لم نسلم أن مراده أحد هذين الاحتمالين فإن تفسيره لا يكون حجة يجب قبولها إلا إذا لم يعارضه صحابي آخر. فإن عارضه صحابي آخر أخذ بما ترجحه الأدلة الأخرى، وابن عباس رضي الله عنهما قد عارض تفسيره ابن مسعود رضي الله عنه حيث فسر قوله: {إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ ءَابَآئِهِنَّ أَوْ ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى أَخَوَتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَنُهُنَّ أَوِ التَّبِعِينَ غَيْرِ أُوْلِى الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَى عَوْرَتِ النِّسَآءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. بالرداء والثياب وما لابد من ظهوره فوجب طلب الترجيح والعمل بما كان راجحاً في تفسيريهما.
2 ـ وعن حديث عائشة بأنه ضعيف من وجهين:
أحدهما: الانقطاع بين عائشة وخالد بن دريك الذي رواه عنها كما أعله بذلك أبو داود نفسه حيث قال: خالد بن دريك لم يسمع من عائشة وكذلك أعله أبو حاتم الرازي.
الثاني: أن في إسناده سعيد بن بشير النصري نزيل دمشق تركه ابن مهدي، وضعفه أحمد وابن معين وابن المديني والنسائي وعلى هذا فالحديث ضعيف لا يقاوم ما تقدم من الأحاديث الصحيحة الدالة على وجوب الحجاب. وأيضاً فإن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها كان لها حين هجرة النبي صلى الله عليه وسلّم، سبع وعشرون سنة. فهي كبيرة السن فيبعد أن تدخل على النبي صلى الله عليه وسلّم، وعليها ثياب رقاق تصف منها ما سوى الوجه والكفين والله أعلم، ثم على تقدير الصحة يحمل على ما قبل الحجاب لأن نصوص الحجاب ناقلة عن الأصل فتقدم عليه.
3 ـ وعن حديث ابن عباس بأنه لا دليل فيه على جواز النظر إلى الأجنبية لأن النبي صلى الله عليه وسلّم، لم يقر الفضل على ذلك بل حرف وجهه إلى الشق الاخر ولذلك ذكر النووي في شرح صحيح مسلم بأن من فوائد هذا الحديث تحريم نظر الأجنبية، وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري في فوائد هذا الحديث: وفيه منع النظر إلى الأجنبيات وغض البصر، قال عياض وزعم بعضهم أنه غير واجب إلا عند خشية الفتنة قال: وعندي أن فعله صلى الله عليه وسلّم، إذا غطى وجه الفضل كما في الرواية. فإن قيل: فلماذا لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلّم، المرأة بتغطية وجهها فالجواب أن الظاهر أنها كانت محرمة والمشروع في حقها أن لا تغطي وجهها إذا لم يكن أحد ينظر إليها من الأجانب، أو يقال لعل النبي صلى الله عليه وسلّم، أمرها بعد ذلك. فإن عدم نقل أمره بذلك لا يدل على عدم الأمر. إذ عدم النقل ليس نقلاً للعدم. وروى مسلم وأبو داود عن جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه قال: سألت رسول الله
(يُتْبَعُ)
(/)
صلى الله عليه وسلّم، عن نظرة الفجاءة فقال: «اصرف بصرك» أو قال: فأمرني أن أصرف بصري.
4 ـ وعن حديث جابر بأن لم يذكر متى كان ذلك فإما أن تكون هذه المرأة من القواعد اللاتي لا يرجون نكاحاً فكشف وجهها مباح، ولا يمنع وجوب الحجاب على غيرها، أو يكون قبل نزول آية الحجاب فإنها كانت في سورة الأحزاب سنة خمس أو ست من الهجرة، وصلاة العيد شرعت في السنة الثانية من الهجرة.
واعلم أننا إنما بسطنا الكلام في ذلك لحاجة الناس إلى معرفة الحكم في هذه المسألة الاجتماعية الكبيرة التي تناولها كثير ممن يريدون السفور. فلم يعطوها حقها من البحث والنظر، مع أن الواجب على كل باحث يتحرى العدل والإنصاف وأن لا يتكلم قبل أن يتعلم. وأن يقف بين أدلة الخلاف موقف الحاكم من الخصمين فينظر بعين العدل، ويحكم بطريق العلم، فلا يرجح أحد الطرفين بلا مرجح، بل ينظر في الأدلة من جميع النواحي، ولا يحمله اعتقاد أحد القولين على المبالغة والغلو في إثبات حججه والتقصير والإهمال لأدلة خصمه. ولذلك قال العلماء: «ينبغي أن يستدل قبل أن يعتقد» ليكون اعتقاده تابعاً للدليل لا متبوعاً له؛ لأن من اعتقد قبل أن يستدل قد يحمله اعتقاده على رد النصوص المخالفة لاعتقاده أو تحريفها إذا لم يمكنه ردها. ولقد رأينا ورأى غيرنا ضرر استتباع الاستدلال للاعتقاد حيث حمل صاحبه على تصحيح أحاديث ضعيفة. أو تحميل نصوص صحيحة ما لا تتحمله من الدلالة تثبيتاً لقوله واحتجاجاً له. فلقد قرأت مقالاً لكاتب حول عدم وجود الحجاب احتج بحديث عائشة الذي رواه أبو داود في قصة دخول أسماء بنت أبي بكر على النبي صلى الله عليه وسلّم، وقوله لها: «إن المرأة إذا بلغت سن المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا». وأشار إلى وجهه وكفيه وذكر هذا الكاتب أنه حديث صحيح متفق عليه، وأن العلماء متفقون على صحته، والأمر ليس كذلك أيضاً وكيف يتفقون على صحته وأبو داود راويه أعله بالإرسال، وأحد رواته ضعفه الإمام أحمد وغيره من أئمة الحديث، ولكن التعصب والجهل يحمل صاحبه على البلاء والهلاك. قال ابن القيم:
وتعر من ثوبين من يلبسهما يلقى الردى بمذلة وهوانثوب من الجهل المركب فوقه ثوب التعصب بئست الثوبانوتحل بالانصاف أفخر حلة زينت بها الأعطاف والكتفان وليحذر الكاتب والمؤلف من التقصير في طلب الأدلة وتمحيصها والتسرع إلى القول بلا علم فيكون ممن قال الله فيهم: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّلِمِينَ لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّلِمِينَ}. (الأنعام: 144).
أو يجمع بين التقصير في طلب الدليل والتكذيب بما قام عليه الدليل فيكون منه شر على شر ويدخل في قوله تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ علَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَآءَهُ أَلَيْسَ فِى جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَفِرِينَ}. (الزمر: 32).
نسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقّاً ويوفقنا لاتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويوفقنا لاجتنابه ويهدينا صراطه المستقيم إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم وبارك على نبيه وعلى آله وأصحابه، وأتباعه أجمعين.
ـ[الازهري المصري]ــــــــ[23 Sep 2004, 05:02 م]ـ
الاخ الكريم ابو عبد الرحمن
بارك الله فيك وجزاك خيرا
ـ[الازهري المصري]ــــــــ[23 Sep 2004, 05:07 م]ـ
996600سورة النور"قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا
(يُتْبَعُ)
(/)
عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ "
تفسير ابن كثير:
هذا أمر من الله تعالى للنساء المؤمنات وغيرة منه لأزواجهن عباده المؤمنين وتمييز لهن عن صفة نساء الجاهلية وفعال المشركات.
وكان سبب نزول هذه الآية ما ذكره مقاتل بن حيان قال: بلغنا والله أعلم أن جابر بن عبدالله الأنصاري حدث أن أسماء بنت مرثد كان في محل لها في بنى حارثه فجعل النساء يدخلن عليها غير متزرات فيبدو ما في أرجلهن من الخلاخل وتبدو صدورهن وذوائبهن فقالت أسماء: ما أقبح هذا فأنزل الله تعالى "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن" الآية فقوله تعالى "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن" أي عما حرم الله عليهن من النظر إلى غير أزواجهن
ولهذا ذهب كثير من العلماء إلى أنه لا يجوز للمرأة النظر إلى الرجال الأجانب بشهوة ولا بغير شهوة أصلا واحتج كثير منهم بما رواه أبو داود والترمذي من حديث الزهري عن نبهان مولى أم سلمة أنه حدثه أن أم سلمة حدثته أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وميمونه قالت: فبينما نحن عنده أقبل ابن أم مكتوم فدخل عليه وذلك بعدما أمرنا بالحجاب فقال رسول الله "احتجبا منه" فقلت يا رسول الله أليس هو أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أوعمياوان أنتما؟ أو ألستما تبصرانه؟ "
ثم قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح
وذهب آخرون من العلماء إلي جواز نظرهن إلى الأجانب بغير شهوة كما ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل ينظر إلى الحبشة وهم يلعبون بحرابهم يوم العيد في المسجد وعائشة أم المؤمنين تنظر إليهم من ورائه وهو يسترها منهم حتى ملت ورجعت وقوله "ويحفظن فروجهن" قال سعيد بن جبير: عن الفواحش وقال قتادة وسفيان: عما لا يحل لهن وقال مقاتل: عن الزنا وقال أبو العالية: كل آية نزلت في القرآن يذكر فيها حفظ الفروج فهو من الزنا إلا هذه الآية "ويحفظن فروجهن" أن لا يراها أحد وقوله تعالى "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها" أي لا يظهرن شيئا من الزينة للأجانب إلا ما لا يمكن إخفاؤه قال ابن مسعود: كالرداء والثياب يعني على ما كان يتعاطاه نساء العرب من المقنعة التي تجلل ثيابها وما يبدو من أسافل الثياب فلا حرج عليها فيه لأن هذا لا يمكنها إخفاؤه ونظيره في زي النساء ما يظهر من إزارها وما لا يمكن إخفاؤه وقال بقول ابن مسعود الحسن وابن سيرين وأبو الجوزاء وإبراهيم النخعي وغيرهم وقال الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها" قال: وجهها وكفيها والخاتم.
وروى عن ابن عمر وعطاء وعكرمة وسعيد بن جبير وأبي الشعثاء والضحاك وإبراهيم النخعي وغيره نحو ذلك وهذا يحتمل أن يكون تفسيرا للزينة التي نهين عن إبدائها كما قال أبو إسحاق السبيعي عن أبي الأحوص عن عبدالله قال في قوله "ولا يبدين زينتهن" الزينة القرط والدملوج والخلخال والقلادة
وفي رواية عنه بهذا الإسناد قال: الزينة زينتان فزينة لا يراها إلا الزوج: الخاتم والسوار وزينة يراها الأجانب وهي الظاهر من الثياب
وقال الزهري: لا يبدين لهؤلاء الذين سمى الله ممن لا يحل له إلا الأسورة والأخمرة والأقرطة من غير حسر وأما عامة الناس فلا يبدو منها إلا الخواتم
وقال مالك عن الزهري "إلا ما ظهر منها": الخاتم والخلخال
ويحتمل أن ابن عباس ومن تابعه أرادوا تفسير ما ظهر منها بالوجه والكفين وهذا هو المشهور عند الجمهور ويستأنس له بالحديث الذي رواه أبو داود في سننه حدثنا يعقوب بن كعب الأنطاكي ومؤمل بن الفضل الحراني قالا: حدثنا الوليد عن سعيد بن بشير عن قتادة عن خالد بن دريك عن عائشة رضي الله عنها أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها وقال: "يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا" وأشار إلى وجهه وكفيه لكن قال أبو داود وأبو حاتم الرازي هو مرسل. خالد بن دريك لم يسمع من عائشة رضي الله عنها والله أعلم. وقوله تعالى "وليضربن بخمرهن على جيوبهن" يعني المقانع يعمل لها صفات ضاربات على صدورهن لتواري ما تحتها من صدرها وترائبها ليخالفن شعار نساء أهل
(يُتْبَعُ)
(/)
الجاهلية فإنهن لم يكن يفعلن ذلك بل كانت المرأة منهن تمر بين الرجال مسفحة بصدرها لا يواريه شيء وربما أظهرت عنقها وذوائب شعرها وأقرطة آذانها فأمر الله المؤمنات أن يستترن في هيئاتهن وأحوالهن كما قال تعالى "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين" وقال في هذه الآية الكريمة "وليضربن بخمرهن على جيوبهن" والخمر جمع خمار وهو ما يخمر به أي يغطي به الرأس وهي التي تسميها الناس المقانع. قال سعيد بن جبير "وليضربن" وليشددن "بخمرهن على جيوبهن" يعني على النحر والصدر فلا يرى منه شيء
وقال البخاري حدثنا أحمد بن شبيب حدثنا أبى عن يونس عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله "وليضربن بخمرهن علي جيوبهن" شققن مروطهن فاختمرن بها.
وقال أيضا حدثنا أبو نعيم حدثنا إبراهيم بن نافع عن الحسن بن مسلم عن صفية بنت شيبة أن عائشة رضي الله عنها كانت تقول: لما نزلت هذه الآية "وليضربن بخمرهن على جيوبهن" أخذن أزرهن فشققنها من قبل الحواشي فاختمرن بها
وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا أحمد بن عبدالله بن يونس حدثني الزنجي بن خالد حدثنا عبدالله بن عثمان بن خثيم عن صفية بنت شيبة قالت: بينا نحن عند عائشة قالت فذكرن نساء قريش وفضلهن فقالت عائشة رضي الله عنها إن لنساء قريش لفضلا وإني والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار أشد تصديقا لكتاب الله ولا إيمانا بالتنزيل لقد أنزلت سورة النور "وليضربن بخمرهن على جيوبهن" انقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل الله إليهم فيها ويتلو الرجل على امرأته وابنته وأخته وعلى كل ذي قرابته فما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها المرحل فاعتجرت به تصديقا وإيمانا بما أنزل الله من كتابه فأصبحن وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم معتجرات كأن على رءوسهن الغربان.
ورواه أبو داود من غير وجه عن صفية بن شيبة به قال ابن جرير حدثنا يونس أخبرنا ابن وهب أن قرة بن عبدالرحمن أخبره عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة قالت: يرحم الله النساء المهاجرات الأول لما أنزل الله "وليضربن بخمرهن على جيوبهن "شققن أكتف مروطهن فاختمرن بها.
ورواه أبو داود من حديث ابن وهب به وقوله تعالى "ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن" أي أزواجهن "أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن" كل هؤلاء محارم للمرأة يجوز لها أن تظهر عليهم بزينتها ولكن من غير تبرج وقد روى ابن المنذر حدثنا موسي يعني ابن هارون حدثنا أبو بكر يعني ابن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا داود عن الشعبي وعكرمة في هذه الآية "ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن" حتى فرغ منها وقال لم يذكر العم ولا الخال لأنهما ينعتان لأبنائهما ولا تضع خمارها عند العم والخال فأما الزوج فإنما ذلك كله من أجله فتتصنع له بما لا يكون بحضرة غيره.
وقوله "أو نسائهن" يعني تظهر بزينتها أيضا للنساء المسلمات دون نساء أهل الذمة لئلا تصفهن لرجالهن وذلك وإن كان محذورا في جميع النساء إلا أنه في نساء أهل الذمة أشد فإنهن لا يمنعهن من ذلك مانع فأما المسلمة فإنها تعلم أن ذلك حرام فتنزجر عنه وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تباشر المرأة المرأة تنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها" أخرجاه فى الصحيحين عن ابن مسعود وروي سعيد بن منصور في سننه حدثنا إسماعيل بن عياش عن هشام بن الغازي عن عبادة بن نسي عن أبيه عن الحارث بن قيس أن عمر بن الخطاب كتب إلى أبي عبيدة: أما بعد فإنه بلغني أن نساء من نساء المسلمين يدخلن الحمامات مع نساء أهل الشرك فإنه من قبلك فلا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن ينظر إلي عورتها إلا أهل ملتها. وقال مجاهد في قوله "أو نسائهن" قال: نساؤهن المسلمات ليس المشركات من نسائهن وليس للمرأة المسلمة أن تنكشف بين يدي مشركة
وروى عبدالله في تفسيره عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس "أو نسائهن" قال: هن المسلمات لا تبديه ليهودية ولا نصرانية وهو النحر والقرط والوشاح وما لا يحل أن يراه إلا محرم
(يُتْبَعُ)
(/)
وروى سعيد حدثنا جرير عن ليث عن مجاهد قال: لا تضع المسلمة خمارها عند مشركة لأن الله تعالى يقول "أو نسائهن" فليست من نسائهن
وعن مكحول وعبادة بن نسي أنهما كرها أن تقبل النصرانية واليهودية والمجوسية المسلمة فأما ما رواه ابن أبي حاتم حدثنا علي بن الحسين حدثنا أبو عمير حدثنا ضمرة قال: قال ابن عطاء عن أبيه قال: لما قدم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت المقدس كان قوابل نسائهن اليهوديات والنصرانيات فهذا إن صح فمحمول على حال الضرورة أو أن ذلك من باب الامتهان ثم إنه ليس فيه كشف عورة ولا بد والله أعلم.
وقوله تعالى: "أو ما ملكت أيمانهن" قال ابن جرير: يعني من نساء المشركين فيجوز لها أن تظهر زينتها لها وإن كانت مشركة لأنها أمتها وإليه ذهب سعيد بن المسيب
وقال الأكثرون: بل يجوز لها أن تظهر على رقيقها من الرجال والنساء واستدلوا بالحديث الذي رواه أبو داود ثنا محمد بن عيسي حدثنا أبو جميع سالم بن دينار عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي فاطمة بعبد قد وهبه لها قال وعلى فاطمة ثوب إذا قنعت به رأسها لم يبلغ رجليها وإذا غطت به رجليها لم يبلغ رأسها فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما تلقى قال: "إنه ليس عليك بأس إنما هو أبوك وغلامك".
وقد ذكر الحافظ ابن عساكر في تاريخه في ترجمة خديج الحمصي مولى معاوية أن عبدالله بن مسعدة الفزاري كان أسود شديد الأدمة وأنه قد كان النبي صلى الله عليه وسلم وهبه لابنته فاطمة فربته ثم أعتقته ثم قد كان بعد ذلك كله برز مع معاوية أيام صفين وكان من أشد الناس على علي بن أبي طالب رضي الله عنه وروى الإمام أحمد حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن نبهان عن أم سلمة ذكرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان لإحداكن مكاتب وكان له ما يؤدي فلتحتجب منه" ورواه أبو داود عن مسدد عن سفيان به وقوله تعالى "أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال" يعني كالأجراء والأتباع الذين ليسوا بأكفاء وهم مع ذلك فى عقولهم وله وحَوْب ولا همة لهم إلى النساء ولا يشتهونهن.
قال ابن عباس: هو المغفل الذي لا شهوة له.
وقال مجاهد: هو الأبله
وقال عكرمة: هو المخنث الذي لا يقوم ذكره وكذلك قال غير واحد من السلف
وفي الصحيح من حديث الزهري عن عروة عن عائشة أن مخنثا كان يدخل على أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا يعدونه من غير أولي الإربة فدخل النبي صلى الله عليه وسلم وهو ينعت امرأة يقول إنها إذا أقبلت أقبلت بأربع وإذا أدبرت أدبرت بثمان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا أرى هذا يعلم ما ههنا لا يدخلن عليكم" فأخرجه فكان بالبيداء يدخل يوم كل جمعة ليستطعم.
وروى الإمام أحمد حدثنا أبو معاوية حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن زينب بنت أبي سلمه عن أم سلمة أنها قالت: دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندها مخنث وعندها عبدالله بن أبي أمية يعني أخاها والمخنث يقول: يا عبدالله إن فتح الله عليكم الطائف غدا فعليك بابنة غيلان فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان قال فسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لأم سلمة: "لا يدخلن هذا عليك" أخرجاه في الصحيحين من حديث هشام ابن عروة.
وقال الإمام أحمد حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رجل يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مخنث وكانوا يعدونه من غير أولي الإربة فدخل النبي صلى الله عليه وسلم وهو عند بعض نسائه وهو ينعت امرأة فقال إنها إذا أقبلت أقبلت بأربع وإذا أدبرت أدبرت بثمان فقال النبي صلى الله عليه وسلم "ألا أرى هذا يعلم ما ههنا لا يدخلن عليكم هذا" فحجبوه ورواه مسلم وأبو داود والنسائي من طريق عبد الرزاق به عن أم سلمة
وقوله تعالى " أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء " يعني لصغرهم لا يفهمون أحوال النساء وعوراتهن من كلامهم الرحيم وتعطفهن في المشية وحركاتهن وسكناتهن فإذا كان الطفل صغيرا لا يفهم ذلك فلا بأس بدخوله على النساء فأما إن كان مراهقا أو قريبا منه بحيث يعرف ذلك ويدريه ويفرق بين الشوهاء والحسناء فلا يمكن من الدخول على النساء
وقد ثبت في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إياكم والدخول على النساء" قيل يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: "الحمو الموت"
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله تعالى "ولا يضربن بأرجلهن" الآية كانت المرأة في الجاهلية إذا كانت تمشي في الطريق وفي رجلها خلخال صامت لا يعلم صوته ضربت برجلها الأرض فيسمع الرجال طنينه فنهى الله المؤمنات عن مثل ذلك وكذلك إذا كان شيء من زينتها مستورا فتحركت بحركة لتظهر ما هو خفي دخل في هذا النهى لقوله تعالى "ولا يضربن بأرجلهن" إلى آخره.
ومن ذلك أنها تنتهي عن التعطر والتطيب عند خروجها من بيتها فيشم الرجال طيبها فقد قال أبو عيسي الترمذي حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيي بن سعيد القطان عن ثابت بن عمارة الحنفي عن غنيم بن قيس عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "كل عين زانية والمرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذا وكذا" يعني زانية
وفي الباب عن أبي هريرة وهذا حسن صحيح ورواه أبو داود والنسائي من حديث ثابت بن عمارة به. وقال أبو داود حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن عاصم بن عبيد الله عن عبيد مولى أبي رهم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لقيته امرأة شم منها ريح الطيب ولذيلها إعصار فقال يا أمية الجبار جئت من المسجد؟ قالت نعم قال لها: تطيبت؟ قالت نعم قال: إني سمعت حبي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول "لا يقبل الله صلاة امرأة طيبت لهذا المسجد حتى ترجع فتغسل غسلها من الجنابة" ورواه ابن ماجه عن أبى بكر بن أبي شيبة عن سفيان هو ابن عيينة به.
وروى الترمذي أيضا من حديث موسى بن عبيدة عن أيوب بن خالد عن ميمونه بنت سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الرافلة في الزينة في غير أهلها كمثل ظلمة يوم القيامة لا نور لها" ومن ذلك أيضا أنهن ينهين عن المشي في وسط الطريق لما فيه من التبرج. قال أبو داود حدثنا التغلبي حدثنا عبد العزيز يعني ابن محمد عن ابن أبي اليمان عن شداد بن أبي عمرو بن حماس عن أبيه عن حمزة بن أبي أسيد الأنصاري عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو خارج من المسجد وقد اختلط الرجل مع النساء في الطريق فقال رسول الله للنساء "استأخرن فإنه ليس لكن أن تحتضن الطريق عليكن بحافات الطريق" فكانت المرأة تلصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به. وقوله تعالى "وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون" أي افعلوا ما آمركم به من هذه الصفات الجميلة والأخلاق الجليلة واتركوا ما كان عليه أهل الجاهلية من الأخلاق والصفات الرذيلة فإن الفلاح كل الفلاح في فعل ما أمر الله به ورسوله وترك ما نهيا عنه والله تعالى هو المستعان.
تفسير الجلالين
(وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن) عما لايحل لهن نظره
(ويحفظن فروجهن) عما لا يحل لهن فعله بها
(ولا يبدين) يظهرن
(زينتهن إلا ما ظهر منها) وهو الوجه والكفان فيجوز نظره لأجنبي إن لم يخف فتنة في أحد وجهين والثاني يحرم لأنه مظنة الفتنة ورجح حسما للباب
(وليضربن بخمرهن على جيوبهن) أي يسترن الرؤوس والأعناق والصدور بالمقانع
(ولا يبدين زينتهن) الخفية وهي ما عدا الوجه والكفين
(إلا لبعولتهن) جمع بعل أي زوج (أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن) فيجوز لهم نظره إلا ما بين السرة والركبة فيحرم نظره لغير الأزواج وخرج بنسائهن الكافرات فلا يجوز للمسلمات الكشف لهن وشمل ما ملكت أيمانهن العبيد
(أو التابعين) في فضول الطعام
(غير) بالجر صفة والنصب استثناء
(أولي الإربة) أصحاب الحاجة إلى النساء
(من الرجال) بأن لم ينتشرذكر كل
(أو الطفل) بمعنى الأطفال
(الذين لم يظهروا) يطلعوا
(على عورات النساء) للجماع فيجوز أن يبدين لهم ما عدا بين السرة والركبة
(ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن) من خلخال يتقعقع
(وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون) مما وقع لكم من النظر الممنوع منه ومن غيره
(لعلكم تفلحون) تنجون من ذلك لقبول التوبة منه وفي الآية تغليب الذكور على الإناث
اختي الحجاب لباس الحرة .............. ألست حرة؟؟؟؟؟؟
اختاه الحجاب لباس الاشراف ......... ألست شريفة؟؟؟؟؟
اختاه حجابك بابك الى الجنة
اختاه الحجاب فريضة مثل الصلاة
ـ[الازهري المصري]ــــــــ[23 Sep 2004, 05:09 م]ـ
اليكم بعض احاديث المصطفى _صلى الله عليه وسلم
1) (، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "" صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهم كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا، وكذا "". رواه مسلم فى صحيحه
2) (" سيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات، على رؤوسهن كأسنمة البخت، العنوهن فإنهن ملعونات ". رواه مسلم فى صحيحه
3) (خير نسائكم الولود الودود المواسية المواتية إذا اتقين الله و شر نسائكم المتبرجات المتخيلات و هن المنافقات لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم) صحيح الجامع برقم 3330 للعلامة الألبانى
4) (، وعن أبي المليح، قال: قدم على عائشة نسوة من أهل حمص، فقالت: من أين أنتن؟ قلن: من الشام، فلعلكن من الكورة التي تدخل نساؤها الحمامات؟ قلن: بلى، قالت: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "" لا تخلع امرأة ثيابها في غير بيت زوجها؛ إلا هتكت الستر بينها وبين ربها "". وفي رواية: "" في غير بيتها؛ إلا هتكت سترها بينها وبين الله عز وجل "". رواه الترمذي، وأبو داود.وصححه الألبانى فى مشكاة المصابيح برقم 4475
5) التبرج صناعة وطريقة يهودية , فلهم باع فى هذا المجال , وهم من يصدرون الفجور إلى العالم
(، وعن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "" إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء "". رواه مسلم فى صحيحه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الازهري المصري]ــــــــ[23 Sep 2004, 05:11 م]ـ
نبدأ بعرض بعض اراء العلماء:
الحجاب في اللّغة: السّتر، وهو مصدر يقال حجب الشّيء يحجبه حجبا وحجابا: أي ستره، وقد احتجب وتحجّب إذا اكتنّ من وراء حجاب. والحجاب اسم ما احتجب به، وكلّ ما حال بين شيئين فهو حجاب. والحجاب كلّ ما يستر المطلوب ويمنع من الوصول إليه كالسّتر والبوّاب والجسم والعجز والمعصية.: وقوله تعالى {ومن بيننا وبينك حجاب}، معناه: ومن بيننا وبينك
حاجز في النّحلة والدّين. والأصل في الحجاب أنّه جسم حائل بين جسدين. وقد استعمل في المعاني، فقيل: العجز حجاب بين الإنسان ومراده، والمعصية حجاب بين العبد وربّه. ولا يخرج استعمال الفقهاء لهذا اللّفظ عن معناه اللّغويّ الّذي هو السّتر والحيلولة. والحاجب يأتي بمعنى المانع، ويأتي بمعنى العظم الّذي فوق العين بلحمه وشعره(/)
بشرى عودة دروس فضيلة الشيخ محمد بن سعيد القحطاني
ـ[الـ؟]ــــــــ[20 Sep 2004, 04:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام
ندعوكم إلى درس قيم للشيخ محمد بن سعيد القحطاني
أستاذ العقيدة بجامعة أم القرى سابقاً
وهو بعنوان
شرح الرسالة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية
علماً بأن الدرس يبث على موقع فضيلة الشيخ ناصر العمر
كل يوم ثلاثاء - الساعة التاسعة مساءً بتوقيت مكة المكرمة
http://www.almoslim.net
وفقنا الله وإياكم لما فيه مرضاته(/)
ضيف جديد
ـ[اسد الله]ــــــــ[21 Sep 2004, 05:40 ص]ـ
السلام عليكم يا اهل القران الذين هم اهل الله تعالى وخاصته
اسال الله تعالى لي ولكم ان نكون منهم وان نعيش في ظلال القران
في زمن تكتوي الامة فيه بحر الفتنة والبدعة حيث لا بلسم لهم ولا ترياق الا بالعودة الى تلك الظلال
اخوكم: أسد الله
ضيف جديد فهل من مضياف
ـ[الازهري المصري]ــــــــ[21 Sep 2004, 09:41 ص]ـ
اهلا وسهلا
حياك الله وبياك وجمعنا واياك في فسيح جناته
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[23 Sep 2004, 12:43 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
مرحبًا بك أخي اسد الله في ملتقى أهل التفسير، حللت أهلاً، ووطئت سهلاً.
لك تحياتي.(/)
فنون
ـ[د. محمد مشرح]ــــــــ[21 Sep 2004, 08:29 ص]ـ
فن الدعاء182
دعت إحدى الصالحات فقالت:
اللهم هب لي سكون قلبي بعقد الثقة بك، واجعل جميع خواطري واثقة برضاك [ولطفك]، ولا تجعل حظي الحرمان منك،،، يا أمل الآملين.
وصل على حبيبك وآله ما تعاقب الليل والنهار والشمس والظلال.
(أحضر قلبك عند قراءة الدعاء فلعلك ممن يستجاب له (
فن توجه الحدث132
الحكومة التركية تعدل عن عرض قانون حظر الزنا
بايكال (يسار) ناب عن أردوغان وغل في التنصل من قرار حظر الزنا (أرشيف- رويترز)
أفاد زعيم حزب الشعب التركي المعارض دنيز بايكال أن الحكومة التي يتزعمها حزب العدالة والتنمية الإسلامي لن تعرض على البرلمان مشروع قانون متوقعا يجرم الزنا، فيما أعلن المستشار النمساوي فولفغانغ شوسل أن بلاده لا تعترض على تحديد موعد لمفاوضات انضمام تركيا للاتحاد.
وقال بايكال إن الحكومة لن تعرض على البرلمان البند المثير للجدل المتعلق باعتبار الزنا جريمة يعاقب عليها القانون، في إطار النقاشات التي بدأت اليوم الثلاثاء حول إصلاح قانون العقوبات التركي.
وأوضح للصحفيين بعد لقاء قادة حزب العدالة والتنمية أن الكتلتين قررتا فقط عرض التعديلات المشتركة لإصلاح قانون العقوبات.
ويعني ذلك أنه تم العدول عمليا عن البند الذي يعتبر الزنا جريمة يعاقب عليها القانون والذي أثار انتقادات من قبل مسؤولين أوروبيين، قبيل صدور قرار للمفوضية بشأن تحديد موعد للمفاوضات مع أنقرة بشأن عضويتها في الاتحاد الأوروبي.
فولفغانغ شوسل
النماسا مع تقرير المفوضية
وفي فيينا صرح مستشار النمسا اليوم بأن وزير المالية لم يكن يعبر عن سياسة حكومته حين تحدث الأسبوع الماضي ضد إمكانية أن يبدأ الاتحاد الأوروبي محادثات بشأن منح العضوية لتركيا.
وقال شوسل خلال مؤتمر صحفي إن تصريحات الوزير "كارل هاينز غراسر ضد بدء مفاوضات عضوية الاتحاد الأوروبي مع تركيا لا تعبر عن الموقف الرسمي لحكومة النمسا".
وكرر المستشار النمساوي موقف حكومته المطالب بالانتظار حتى صدور تقرير من المفوضية الأوروبية في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول قبل البت في أمر بدء مفاوضات العضوية مع تركيا.
المصدر:وكالات
تعليق وتوجيه
هذه هي أوربا المتحضرة تحارب الفضيلة وتشجع على الرذيلة.
فن الترويح133
قالت ريحانة وكانت من عقلاء المجانين:
أنت أنسي ومنيتي وسروري قد أبى أن يحب سواكا
يا عزيزي وهمتي ومرادي طال شوقي متى يكون لقاك
ليس سؤلي من الجنان نعيما غير أني أريدها لأراك
المرجع: عقلاء المجانين لأبي القاسم الحسن بن نحمد بن حبيب(/)
أنا والصخرة الساجدة للهِ
ـ[ zahya] ــــــــ[21 Sep 2004, 08:18 م]ـ
ياغربتي وأنا أشاهدُ صخرة= سجدتْ لخالقِها سجود َتهجُّدِ
وكأنَّما الأمواجُ تحتَ جبينِها =سجَّادةُ العُبَّادِ عندَ المسجدِ
خشعَتْ بصمتٍ للعظيمِ فأيقظت=في مقلتيَّ النورَ أنْ هيَّا اسْجدِي
وتعلَّمي منها الحياةَ فإنَّها=رغمَ اشتدادِ الموجِ ظلَّتْ تهتدي
أحْسستُ خوفاً بلْ شعرتُ برعشةٍ=في الجسمِ والبرودةُ في يدِي
قدْ كدتْ أفقد ُ نعمة َ العقلِ التي=قد ْنلتُها منْ ربِّ مجدٍ سَرْمَدِي
لولا التجائِي للبديعِ بدعوةٍ=أنْ ثبِّتِ الإيمانَ في قلبي النَّدي
واجعل خشوعِي ياإلهي مثلما=خشعَ الوجودُ بسرِّهِ المتعبِّدِ
شعر
بنت البحر
يكفيكم فخراً فأحمد منكم000وكفى به نسباً لعزِّ المؤمن(/)
قال أحد الطلاب لزميله: لم يزد الشيخ على ما في الشرح!
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[21 Sep 2004, 10:43 م]ـ
الحمد لله يهدي من يشاء ويضل من يشاء، وهو على كل شيء قدير، والصلاة والسلام على محمد خير بشير ونذير أما بعد:
فهذه حكاية قرأتها في ترجمة العالم الحنبلي محمد بن عبد الرحمن بن عفالق الأحسائي (1) في كتاب السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة في 3/ 928: هذا نصها:
وكان شخص من أقاربه يقرأ عليه [مع] (2) رفقة له في " قواعد الإعراب " فلما خرج قال لبعض الطلبة: لم يزدنا الشيخ على ما في الشرح، فنُقِلتْ (3) هذه الكلمة إلى الشيخ، فلما كان من الغد، وحضر الطلبة، قال الشيخ لذلك الشخص: اقرأ الدرس الماضي، فقرأه، وشرع الشيخ في التقرير في أبلغ عبارة، وأوسع نقل إلى الضحوة، ثم قال لذلك التلميذ: ما فَهِمْتَ من هذا؟
فقال: لم أفهم شيئا منه، فقال: لهذا لم أزدك على ما في الشرح. (4) اهـ.
هذه المسألة "التدرج في التعليم"، وإعطاء الطلاب ما يدركون، وترك التعمق فيما لا يفهمونه، وتقسيمهم طبقات، منهج معروف في ذاك الزمان، وقبله، وبعده، أما الآن فقل، أو انعدم من يفعله، وهذا يُحدث خللا كبيرا في التلقي، فالطالب المبتدئ الذي يحضر درسا، ثم يجد الشيخ يتوسع بكل ما آتاه الله من قدرة سيخرج كما خرج هذا: لم يفهم شيئا.
كما أن الطالب الفطن المتقدم في الطلب إذا حضر درسا للشيخ لم يزد فيه الشيخ شيئا على معلومه، سيفتر، أو يقف عن الحضور، لأنه لم يجد أهم ما جاء من أجله.
والتعليم فن يحتاج إلى إتقان، وبعد نظر
فكم رأيتم مَن بدأ بكتاب مختصر في أحد الفنون كالعمدة في الفقه، مثلا للمبتدئين فطول العبارة، وتوسع في ذكر الفروع، والخلاف، والكلام على علل الأدلة .. الخ، فصار الكتاب أوسع من المغني، والمجموع، وهو درس للمبتدئين!
وكمن شرح النخبة فزاد في بعض مباحثه على فتح المغيث .. والضحية مَن خرج، ولم يفهم، بل ربما ترك طلب العلم مطلقا.
فهلا طبق ذلك المشايخ، وطلبة العلم؟
والعجيب أنك دائما تسمع الوصية للطلبة بالتدرج، ثم يقل أن تجد من يطبق.
ومن صور الفوضى في ذلك أن يَترك الشيخ للطالب اختيار الكتاب الذي يريده، فيجهز الطالب على كتاب كبير ليس منه بسبيل، أو علم هو فيه دخيل.
وعكسها أن ينظر الشيخ لمصلحته هو، فيأمر الطالب أن يقرأ عليه في كتاب يريده هو، فينظر مصلحته، وينسى ما ينفع التلميذ المسكين، وهذا فيه نوع غش لهذا الطالب المسكين فليس من النصح للمسلمين ـ وقد وقفت على شيء من ذلك ـ.
هذه خواطر كانت تجول في الذهن من زمن مررت بهذه القصة، فكانت مناسبة لها.
والله أعلم، والسلام عليكم ورحمة الله، وبركاته.
-------------------
(1) هذا الرجل من المتعصبين ضد دعوة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ـ نعوذ بالله ـ كما في ترجمته هناك.
(2) في المطبوع: من، وأظن الصواب ما أثبت.
(3) هذه نميمة قبيحة، وكان الأولى بهذا الناقل أن لا يسمي من نقل بل يذكر الكلام على الإبهام.
(4) يبدو أن هذا الشيخ حريص على هذا الذي ذكرت ففي ترجمته أنه قال عند موته لتلميذه: في صدري أربعة عشر علما لم أسأل عن مسألة منها قبلك. 3/ 928.
ـ[محب البغوي]ــــــــ[23 Sep 2004, 02:22 ص]ـ
حرصاً على الاختصار لا أزيد إلا بالثناء على أصل الخاطرة وينبغى على طالب العلم اذا تصدر للتدريس أن يعلم بأن ماسيعلمه اقل مما تعلمه فلا يمكن للمرء أن يدرس كتابا إلا وقد اطلع على ماهو اوسع من هذا الكتاب .. ورحم الله من عرف قدر نفسه وجلس دونه .. قال تعالى ((كونوا ربانيين .. )) قال ابن عباس رضي الله عنه أي: علماء حكماء. وفي رواية: الرباني هو الذي يعلم الناس صغار العلم قبل كباره .. ولهذا أهل العلم في جميع العلوم جعلوا كتبا مختلفة في العلم الواحد فمثلاً ابن قدامه ـ حامل لواء فقه السادة الحنابلة ـ ألف العمدة للمبتدئين وفوقه المقنع وفوقه الكافي وفوقه الكافي وفوقه المغني .. ومثله ابن هشام الانصاري النحوي الف في النحو: قطر الندى للمبتدئين وفوقه شذور الذهب وفوقه اعراب الجمل وما يلحق بها وفوقه اوضح المسالك وفوقه مغني اللبيب عن كتب الأعاريب .. وغيرهم كثير والواجب على من تصدى للتدريس أن يعلم أن الطالب _ المتلقي_ هو محور العملية التعليمية
(يُتْبَعُ)
(/)
فلا يثقل عليه فلا يحاول أن تكون نهايته هو هي بداية الطالب بل يتذكر بدايته هو ويجعل الطالب يسير كما سار .. وللخواطر بقيه ان كتب الله لنا الفسحة في الوقت كتبت واكرر شكري لصاحب الطرح الأول
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Mar 2005, 02:57 م]ـ
جزاك الله خيرا
قال العلامة عبد القادر بن بدران في المدخل ص485 وبعدها:
لطائف قواعد
اعلم أن كثيرا من الناس يقضون السنين الطوال في تعلم العلم بل في علم واحد، ولا يحصلون منه على طائل، وربما قضوا أعمارهم فيه، ولم يرتقوا عن درجة المبتدئين، وإنما يكون ذلك لأحد أمرين:
أحدهما: عدم الذكاء الفطري، وانتفاء الإدراك التصوري، وهذا لا كلام لنا فيه، ولا في علاجه.
والثاني: الجهل بطرق التعليم، وهذا قد وقع فيه غالب المعلمين، فتراهم يأتي إليهم الطالب المبتدىء ليتعلم النحو مثلا، فيشغلونه بالكلام على البسملة، ثم على الحمدلة أياما، بل شهورا! ليوهموه سعة مداركهم، وغزارة علمهم، ثم إذا قدر له الخلاص من ذلك، أخذوا يلقنونه متنا، أو شرحا بحواشيه، وحواشي حواشيه، ويحشرون له خلاف العلماء، ويشغلونه بكلام من رد على القائل، وما أجيب به عن الرد، ولا يزالون يضربون له على ذلك الوتر حتى يرتكز في ذهنه أن نوال هذا الفن من قبيل الصعب الذي لا يصل إليه إلا من أوتي الولاية! وحضر مجلس القرب! والاختصاص.
هذا إذا كان الملقن يفهم ظاهرا من عبارات المصنفين، وأما إذا كان من أهل الشغف بالرسوم أشير إليه بأنه عالم فموه على الناس، وأنزل نفسه منزلة العلماء المحققين، وجلس للتعليم، فيأتيه الطالب بكتاب مطول، أو مختصر فيتلقاه منه سردا لا يفتح له منه مغلقا، ولا يحل له طلسما، فإذا سأله ذلك الطالب المسكين عن حل مشكل انتفخ أنفه، وورم، وقابله بالسب، والشتم ونسبه إلى البهائم، ورماه بالزندقة، وأشاع عنه أنه يطلب الاجتهاد!.
ومن أولئك من لا يروم الحماقة لكنه يقول إننا نقرأ الكتب للتبرك بمصنفيها، وأكثر هؤلاء هم الذين يتصدرون لإقراء كتب المتصوفة فإنهم يصرحون بأن كتبهم لا يفهمها إلا أهلها، وأنهم إنما يشغلون أوقاتهم بها تبركا!
ولعمري لو تبرك هؤلاء بكتاب الله المنزل لكان خيرا لهم من ذلك الفضول، وهؤلاء كالمنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى.
ومنهم من يكون داريا بالمسائل وحل العبارات، ولكنه متعاظم في نفسه فإذا جاءه طالب علم الفقه أحاله على شرح منتهى الإرادات إن كان حنبليا، وعلى الهداية إن كان حنفيا، وعلى التحفة إن كان شافعيا، وعلى شرح مختصر خليل للحطاب إن كان مالكيا، ثم إن كان مبتدئا صاح قائلا إلى الملتقى يوم الدين وإن كان ممن زاول العربية، وأخذ طرفا من فن أصول الفقه انتفع انتفاعا نسبيا لا حقيقيا.
ـ إلى أن قال ـ: فالواجب الديني على المعلم إذا أراد إقراء المبتدئين أن يقرئهم أولا كتاب أخصر المختصرات أو العمدة للشيخ منصور متنا إن كان حنبليا، أو الغاية لأبي شجاع إن كان شافعيا، أو العشماوية إن كان مالكيا أو منية المصلي أو نور الإيضاح إن كان حنفيا، ويجب عليه أن يشرح له المتن بلا زيادة ولا نقصان بحيث يفهم ما اشتمل عليه ويأمره أن يصور مسائله في ذهنه، ولا يشغله بما زاد على ذلك.
وقد كانت هذه طريقة شيخنا العلامة الشيخ محمد بن عثمان الحنبلي المشهور بـ"خطيب دوما" المتوفى بالمدينة المنورة سنة ثمان وثلاثمائة بعد الألف ـ وكان ـ رحمه الله ـ يقول لنا: لا ينبغي لمن يقرأ كتابا أن يتصور أنه يريد قراءته مرة ثانية؛ لأن هذا التصور يمنعه عن فهم جميع الكتاب، بل يتصور أنه لا يعود إليه مرة ثانية أبدا، وكان يقول كل كتاب يشتمل على مسائل ما دونه وزيادة، فحقق مسائل ما دونه لتوفر جدك على فهم الزيادة، انتهى.
ـ إلى أن قال ـ: وطرق التعليم أمر ذوقي، وأمانة مودعة عند الأساتذة، فمن أداها أثيب على أدائها، ومن جحدها كان مطالبا بها، وقد أودع ابن خلدون في مقدمة تاريخه نفائس من هذه المباحث كالمقدمات، ومطالعتها تهدي النتيجة لصادق الهمة مطلق من قيد التقليد، ولله در ابن عرفة المالكي حيث قال:
إذا لم يكن في مجلس الدرس نكتة * وتقرير إيضاح لمشكل صورة
وعزو غريب النقل أو حل مقفل * أو إشكال أبدته نتيجة فكرة
فدع سعيه وانظر لنفسك واجتهد * ولا تتركن فالترك أقبح خلة.(/)
مذهب أهل التعطيل فيه تكذيب بالقرآن وتجهيل الرسول ...
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[21 Sep 2004, 10:50 م]ـ
هذا منقول من شرح العقيدة الواسطية للشيخ العلامة محمد بن عثيمين نقلته هنا للفائدة
التعطيل
(1) التعطيل بمعنى التخلية والترك، كقوله تعالى:] وبئر معطلة [[الحج: 45]، أي: مخلاة متروكة.
والمراد بالتعطيل: إنكار ما أثبت الله لنفسه من الأسماء والصفات، سواء كان كلياً أو جزئياً، وسواء كان ذلك بتحريف أو بجحود، هذا كله يسمى تعطيلاً.
فأهل السنة والجماعة لا يعطلون أي اسم من أسماء الله، أو أي صفة من صفات الله ولا يجحدونها، بل يقرون بها إقراراً كاملاً.
فإن قلت: ما الفرق بين التعطيل والتحريف؟
قلنا: التحريف في الدليل والتعطيل في المدلول، فمثلاً:
إذا قال قائل: معنى قوله تعالى] بل يداه مبسوطتان [[المائدة: 64]، أي بل قوتاه هذا محرف للدليل، ومعطل للمراد الصحيح، لأن المراد اليد الحقيقية، فقد عطل المعنى المراد، وأثبت معنى غير المراد. وإذا قال: بل يداه مبسوطتان، لا أدري! أفوض الأمر إلى الله، لا أثبت اليد الحقيقية، ولا اليد المحرف إليها اللفظ. نقول: هذا معطل، وليس بمحرف، لأنه لم يغير معنى اللفظ، ولم يفسره بغير مراده، لكن عطل معناه الذي يراد به، وهو إثبات اليد لله عز وجل.
أهل السنة والجماعة يتبرءون من الطريقتين: الطريقة الأولى: التي هي تحريف اللفظ بتعطيل معناه الحقيقي المراد إلى معنى غير مراد.
والطريقة الثانية: وهي طريقة أهل التفويض، فهم لا يفوضون المعنى كما يقول المفوضة بل يقولون: نحن نقول:] بل يداه [، أي: يداه الحقيقيتان] مبسوطتان [، وهما غير القوة والنعمة.
فعقيدة أهل السنة والجماعة بريئة من التحريف ومن التعطيل.
وبهذا تعرف ضلال أو كذب من قالوا: إن طريقة السلف هي التفويض، هؤلاء ضلوا إن قالوا ذلك عن جهل بطريقة السلف، وكذبوا إن قالوا ذلك عن عمد، أو نقول: كذبوا على الوجهين على لغة الحجاز، لأن الكذب عند الحجازيين بمعنى الخطأ.
وعلى كل حال، لا شك أن الذين يقولون: إن مذهب أهل السنة هو التفويض، أنهم أخطأوا، لأن مذهب أهل السنة هو إثبات المعنى وتفويض الكيفية.
وليعلم أن القول بالتفويض ـ كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ من شر أقوال أهل البدع والإلحاد!
عندما يسمع الإنسان التفويض، يقول: هذا جيد، أسلم من هؤلاء وهؤلاء، لا أقول بمذهب السلف، ولا أقول بمذهب أهل التأويل، أسلك سبيلاً وسطاً وأسلم من هذا كله، وأقول: الله أعلم ولا ندري ما معناها. لكن يقول شيخ الإسلام: هذا من شر أقوال أهل البدع والإلحاد
وصدق رحمه الله. وإذا تأملته وجدته تكذيباً للقرآن وتجهيلاً للرسول r واستطالة للفلاسفة.
تكذيب للقرآن، لأن الله يقول:] ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء [[النحل: 89]، وأي بيان في كلمات لا يدرى ما معناها؟ وهي من أكثر ما يرد في القرآن، وأكثر ما ورد في القرآن أسماء الله وصفاته، إذا كنا لا ندري ما معناها، هل يكون القرآن تبياناً لكل شيء؟ أين البيان؟
إن هؤلاء يقولون: إن الرسول r لا يدري عن معاني القرآن فيما يتعلق بالأسماء والصفات وإذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام لا يدري، فغيره من باب أولى.
وأعجب من ذلك يقولون: الرسول r يتكلم في صفات الله، ولا يدري ما معناه يقول: "ربنا الله الذي في السماء" (1)، وإذا سئل عن هذا؟ قال: لا أدري وكذلك في قوله: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا" (2) وإذا سئل ما معنى "ينزل ربنا"؟ قال: لا أدري .... وعلى هذا، فقس.
وهل هناك قدح أعظم من هذا القدح بالرسول r بل هذا من أكبر القدح رسول من عند الله ليبين للناس وهو لا يدري ما معنى آيات الصفات وأحاديثها وهو يتكلم بالكلام ولا يدري معنى ذلك كله.
فهذان وجهان: تكذيب بالقرآن وتجهيل الرسول.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفيه فتح الباب للزنادقة الذين تطاولوا على أهل التفويض، وقال: أنتم لا تعرفون شيئاً، بل نحن الذين نعرف، وأخذوا يفسرون القرآن بغير ما أراد الله، وقالوا: كوننا نثبت معاني للنصوص خير من كوننا أميين لا نعرف شيئاً وذهبوا يتكلمون بما يريدون من معنى كلام الله وصفاته!! ولا يستطيع أهل التفويض أن يردوا عليهم، لأنهم يقولون: نحن لا نعلم ماذا أراد الله، فجائز أن يكون الذي يريد الله هو ما قلتم! ففتحوا باب شرور عظيمة، ولهذا جاءت العبارة الكاذبة: "طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم"!.
يقول شيخ الإسلام رحمه الله: "هذه قالها بعض الأغبياء" وهو صحيح، أن القائل غبي.
هذه الكلمة من أكذب ما يكون نطقاً ومدلولاً، "طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم"، كيف تكون أعلم وأحكم وتلك أسلم؟! لا يوجد سلامة بدون علم وحكمة أبداً! فالذي لا يدري عن الطريق، لا يسلم، لأنه ليس معه علم، لو كان معه علم وحكمة، لسلم، فلا سلامة إلا بعلم وحكمة.
إذا قلت: إن طريقة السلف أسلم، لزم أن تقول: هي أعلم وأحكم وإلا لكنت متناقصاً.
إذاً، فالعبارة الصحيحة: "طريقة السلف أسلم وأعلم وأحكم"، وهذا معلوم.
وطريقة الخلف ما قاله القائل:
لعمري لقد طفت المعاهد كلها وسيرت طرفي بين تلك المعالم
فلم أرد إلا واضعا كف حائر على ذقن أو قارعاً سن نادم
هذه الطريقة التي يقول عنها: إنه ما وجد إلا واضعاً كف حائر ذقن. وهذا ليس عنده علم، أو آخر: قارعاً سن نادم لأنه لم يسلك طريق السلامة أبداً.
والرازي وهو من كبرائهم يقول:
نهاية إقدام العقول عقال وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا وغاية دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
ثم يقول: "لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً، ووجدت أقرب الطرق طريقة القرآن، أقرأ في الإثبات:] الرحمن على العرش استوى [[طه: 5]] إليه يصعد الكلم الطيب [[الشورى: 11]،] ولا يحيطون به علما [[طه: 110]، ومن جرب مثل تجربتي، عرف مثل معرفتي" أهؤلاء نقول: إن طريقتهم أعلم وأحكم؟!
الذي يقول: "إني أتمنى أن أموت على عقيدة عجائز نيسابور" والعجائز من عوام الناس، يتمنى أن يعود إلى الأميات! هل يقال: إنه أعلم وأحكم؟!
أين العلم الذي عندهم؟!
فتبين أن طريقة التفويض طريق خاطئ، لأنه يتضمن ثلاث مفاسد: تكذيب القرآن، وتجهيل الرسول، واستطالة الفلاسفة! وأن الذين قالوا: إن طريقة السلف هي التفويض كذبوا على السلف! أو الذين قالوا: إن طريقة السلف هي التفويض كذبوا على السلف، بل هم يثبتون اللفظ والمعني ويقررونه، ويشرحونه بأوفى شرح.
أهل السنة والجماعة لا يحرفون ولا يعطلون، ويقولون بمعنى النصوص كما أراد الله:] ثم استوى على العرش [[الأعراف: 54]، بمعنى: علا عليه وليس معناه: استولى.] بيده [: يد حقيقية وليست القوة ولا نعمة، فلا تحريف عندهم ولا تعطيل(/)
فنون (فن توجيه الحدث ( ... )
ـ[د. محمد مشرح]ــــــــ[23 Sep 2004, 06:02 م]ـ
طرد يوسف إسلام يغضب مسلمي أمريكا وبريطانيا
وحدة الاستماع والمتابعة- إسلام أون لاين. نت/ 23 - 9 - 2004
يوسف إسلام
استنكر مسلمو أمريكا وبريطانيا قيام السلطات الأمريكية بمنع ناشط السلام البريطاني المسلم يوسف إسلام من دخول الولايات المتحدة وترحيلة إلي بريطانيا.
وأعلن مسئول في وزارة الأمن الداخلي الأمريكية عودة ناشط السلام البريطاني إلى بلاده الأربعاء 22 - 9 - 2004 بعد تحويل مسار الطائرة التي كان فيها إلى شمال الولايات المتحدة "لأسباب تتعلق بالأمن القومي".
واعتبر مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير" في بيان رسمي أن "معاملة قادة المسلمين المعروفين بالوسطية والاعتدال مثل يوسف إسلام كأنهم مجرمون أو إرهابيون بدون إعلان أسباب إدانتهم أو إعطائهم حقهم في دحض التهم الموجهة إليهم وفقا لما يقتضيه السير الطبيعي للعدالة والقانون، يرسل رسالة إلى العالم الإسلامي مفادها أن أمريكا لا ترحب حتى بمن يدينون الإرهاب وينادون بالسلام".
وأضاف البيان الذي قرأه نهاد عوض المدير العام لكير خلال مؤتمر صحفي عقد بالعاصمة الأمريكية واشنطن الأربعاء 22 - 8 - 2004: "نطالب إدارة الرئيس بوش بأن يشرحوا لنا لماذا منع يوسف إسلام من دخول الولايات المتحدة، وأن يشرحوا لنا ما إذا كان مسافرون وعلماء مسلمون آخرون سوف يواجهون مصيرا مشابها في المستقبل".
وأوضح كير في بيانه أن "يوسف إسلام هو أحد أكثر الشخصيات شهرة واحتراما في العالم الإسلامي، وهو صاحب تاريخ طويل في مجال نشر السلام والتسامح وإدانة الإرهاب"، مذكرا بأنه (يوسف إسلام) أدان في تصريحات صدرت عنه مؤخرا المذبحة التي راح ضحيتها أكثر من 300 شخص في إحدى مدارس روسيا.
نهاد عوض
وأشار كير إلى أنه سبق أن طالب إدارة الأمن الداخلي بتوضيح الأسباب التي دفعتها لإلغاء تأشيرة عمل البروفيسور المسلم السويسري طارق رمضان بإحدى الجامعات الأمريكية مؤخرا.
وألغت السلطات الأمريكية يوم 28 - 7 - 2004 تأشيرة دخول منحتها للبروفيسور رمضان الذي عُين أستاذا في جامعة "نوتردام" الكاثوليكية بالقرب من مدينة ساوث باند بولاية أنديانا (شمال الولايات المتحدة)، حيث كان ينوي التوجه للعمل مدة عام، ولم يقدم المسئولون الأمريكيون حتى الآن أي تفسير لأسباب إبطال تأشيرة دخول البروفيسور المسلم المعروف للولايات المتحدة.
تصرفات عنصرية
من جهته اعتبر مهدي براي المدير التنفيذي لمعهد الحرية التابع للجمعية الإسلامية الأمريكية أن تصرفات الإدارة الأمريكية تجاه يوسف إسلام وطارق رمضان تتشابه مع بعض التصرفات العنصرية التي ارتبكت في الماضي ضد قادة الأفارقة الأمريكيين، راصدا عدة أمثلة تاريخية لقادة أفارقة أمريكيين منعوا من الحديث ومن المشاركة في المنابر العامة لأسباب عنصرية.
ومنعت السلطات الأمريكية الشيخ يوسف القرضاوي من دخول الولايات المتحدة منذ عام 1997.
صدمة لمسلمي بريطانيا
وفي لندن، أعرب مجلس مسلمي بريطانيا عن صدمته لرفض السلطات الأمريكية السماح لـ"يوسف إسلام" بدخول أراضي الولايات المتحدة، معتبرا أن ذلك يمنع "الحوار البناء مع المسلمين".
وقال محمد عبد الباري الأمين العام المساعد لمجلس مسلمي بريطانيا الذي يضم 350 جمعية إسلامية: إن يوسف إسلام "رجل معتدل جدا وليست لدينا أي فكرة عن سبب حدوث ذلك. إنه رجل محترم جدا في الجالية الإسلامية".
وأضاف عبد الباري: "صدمنا فعلا بما حدث. إنه أمر مخالف للحس السليم. إذا عوملت شخصيات معروفة ومن الدرجة الأولى بهذه الطريقة فكيف يمكن بناء جسور؟! " بين الطوائف.
كما أعربت جمعية مسلمي بريطانيا عن أسفها لرفض السلطات الأمريكية السماح لـ"يوسف إسلام" بدخول أراضي الولايات المتحدة، معتبرة أن "إجراءات من هذا النوع تمنع إجراء حوار مفتوح وبناء وإيجابي بين الولايات المتحدة والمسلمين في العالم".
سترو يستهجن
من جانبه استهجن وزير الخارجية البريطاني جاك سترو قيام ترحيل الولايات المتحدة لـ"يوسف إسلام"، وقال المتحدث باسم سترو: إن سترو الموجود في نيويورك حاليا حيث يشارك في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة أكد لنظيره الأمريكي كولن باول أن "هذا الإجراء ما كان يجب أن يتخذ".
"كات ستيفنز" سابقا
وعرف إسلام في السابق باسم "كات ستيفنز" حيث كان مطربا عالميا شهيرا في حقبتي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.
وتعرض كات ستيفنز في صيف عام 1975 لحادثة كاد أن يغرق فيها، وحين أوشك على الغرق صرخ بأعلى صوته: "يا رب ... "، وأخذ على نفسه العهد: "لئن أنقذتني فلسوف أعمل من أجلك شيئا"!. وأعقب تلك الحادثة إصابته بمرض السل. وتزامنت الحادثتان مع عودة أخيه من رحلة زار فيها القدس وأحضر فيها هدية له عبارة عن نسخة مترجمة من القرآن.
ويحكي كات هذه اللحظة في مذكراته قائلا: "أمسكت بالمصحف فوجدته يبدأ باسم الله، فنظرت للغلاف فلم أجد اسم مؤلف، حاولت أن أبحث فيه عن ثغرة أو خطأ فلم أجد، إنما وجدته منسجما مع الوحدانية الخالصة؛ فعرفت الإسلام"، فأشهر إسلامه وسمى نفسه يوسف إسلام.
وعمل إسلام بالتدريس بعد أن ترك الغناء أواخر السبعينيات، وأصبح مدافعا قويا عن الإسلام، وأنشأ مدرسة إسلامية في لندن عام 1983.
وفي 6 مارس 2003 قبيل الحرب الأمريكية على العراق أصدر يوسف إسلام توزيعا جديدا لأغنيته "قطار السلام " Peace Train الذي حقق نجاحا كبيرا في السبعينيات. وجاءت الأغنية التي استخدم في توزيعها الجديد الدفوف والإيقاعات النحاسية لتعلن موقف يوسف إسلام الرافض للحرب على العراق.
تعليق وتوجيه
هكذا تحمى الحريات والحقوق وإلا بلاش وهكذا يترعرع السلام والأمن العالميان، وهكذا تربط العلاقات الحميمة بين الشعوب والأديان والاتجاهات ... فليهنأ العالم بهذه التصرفات الحكيمة والاستفزازات العجيبة ...
إذا لم يكن عون من الله للفتي فأول ما يجني عليه اجتهاده ...(/)
قولي لهم (في حملة الحجاب)
ـ[ zahya] ــــــــ[24 Sep 2004, 01:26 ص]ـ
أختي الفاضلة في كلِّ مكان ارفعي رأسك عالياً وقولي لهم
أنا مسلمة
قولي لهم بتفاخُرٍ
وتمرُّدٍ
و تكبُّرٍ
لاتَرسموا وتُخَطِّطُوْا
لن تَنْجَحُوْا
لاتفرحواوتُعَرْبدُوْا
لنْ تُفْلِحُوا
سَأظلُّ رُغْمَ حُشُودِكُمْ
وجُيُوْشِكُمْ
وولاتِكُمْ
حُضْنَ الحِجَابِ عفيفة ً
ونقيَّة ً
وكأنني قَدْ قُمْتُ أنوِيْ للصَّلاة ْ
قولي لهم
وبصوتِكِ المَسْلُوْلِ بالإيمَانْ
أنا لنْ أُخَالِفَ آية َ التَّشريْع ِفي القُرْآنْ
أنا لَنْ أطَأطِئَ هَامَتِي
لحُثَالَة ٍخَرَجَتْ مِنِِْ الإنْصَات ِ
للرَّحْمَن ِ
فاشْتَدَّت ْ بها هِمَمُ الرُّماة ْ
قولِيْ حِجَابيْ آية ٌ قدسيَّة ٌ
و شرائع ٌ دينيَّة ٌ
فوقَ الكَلام ِ
وفوقَ أسْلحَةِ الدَّمَارْ
فوق الرُّموزِ
وفوقَ ما يبغي الصِّغارْ
ستظلُّ في دين ِ العزيز ِ وجَاهِهِ
رُغمَ العِدَى
طوْقَ النَّجاة ْ
قُوْليْ حِجَابيْ عِزَّة ٌ
وكَرَامة ٌ
لمْ يحْظَهَاإلا القليلُ من الأنامْ
إلا الأحبَّة ُ والكرامْ
إلا الأوائلُ بالشَّممْ
إلا الرُّعَاة ُمن الأمَمْ
إلا الأبَاة ْ
قُولِيْ أنا بالسَّترِ أحْمِلُ رَاية َ الإيمَان ِ
والإخْلاص ِ
أحضنُها
وأحرسُها
وأوْصِلُها أماناتٍ
إلى الأجيالِ ِ
ما عِشْتُ الحَيَاة ْ
قوليْ لهمْ
أنا بالحِجَابِ عَزِيْزَة ٌ
أنا بالشُّمُوْخِ جَدِيْرَة ٌ
أنا بالوقارِ أبيَّة ٌ
أنا فِيْ الطَّريقِ عفيفة ٌ
وحَييَّة ٌ
وكأنَّني مازلتُ في قلبِ الصَّلاة ْ
هَذِيْ أنَا خيرُالنِّساء ِ
وخيرُ من عاشتْ بأكنافِ الحياءْ
هذي أنا رمزُ الطّهارة والنَّقاءْ
أنا لنْ أفارقَ نخْوَتِيْ
أنا لن أصَعِّرَ وجنَتِيْ
منْ أجلِّ عشَّاق الفناءْ
أنا للشَّآمةِ راية ٌ
أنابالصُمودِ عريقة ٌ
ماكنتُ مثْلَ نِعَاجِهمْ
عبداًلأهْوَاءِ الأنَا
أنا لنْ أُذ ِلَّ عشيرَتِيْ
فليَعْلَم ِْالجبناءُ مَنْ تلْكَ الفتَاة ْ
شعر
بنت البحر
يكفيكم فخراً فأحمد منكم 0000وكفى به نسباً لعزِّ المؤمن
ـ[الازهري المصري]ــــــــ[24 Sep 2004, 06:25 ص]ـ
بارك الله فيكِ اختاه وايتاذنك في نقله الى موضوع:الحملة الاولى لمواجهة التبرج
ـ[ zahya] ــــــــ[24 Sep 2004, 01:37 م]ـ
وبارك الله فيك أخي الفاضل
لك ذلك فهي في سبيل الله
أختك
بنت البحر(/)
هل طبع كتاب تفسير ابن المنذر؟ وكم ثمنه وأين يباع
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[24 Sep 2004, 06:14 م]ـ
هل طبع كتاب تفسير ابن المنذر؟ وكم ثمنه وأين يباع
ـ[هشيم الواسطي]ــــــــ[24 Sep 2004, 10:06 م]ـ
الأخ أبو صفوت حفظه الله
نعم طبع كتاب تفسير القرآن لابن المنذر في مجلدين بتحقيق الكتور سعد بن محمد السعد وتقديم الكتور عبد الله التركي ويبدا التفسير من قول رب العزة (ليس عليك هداهم) في سورة البقرة حتى قول (وما كان لمؤمن ان يقتل مؤمنا الا خطأ) فس سورة النساء
شملت هذه القطعة 2109 أثر وحديث
طبعت في دار الآثر(/)
فنون
ـ[د. محمد مشرح]ــــــــ[25 Sep 2004, 07:13 ص]ـ
فن الدعاء185
وتضرعت ريحانة وكانت من عقلاء المجانين فقالت:
بوجهك لا تعذبني فإني أُؤمل أن أفوز بخير دار
منجدة مزخرفة العلالي بها المأوى ونعم هي القرار
وأنت مجاور الأبرار فيها ولولا أنت ما طاب المزار
وصل على حبيبك وآله ما تعاقب الليل والنهار والشمس والظلال.
(أحضر قلبك عند قراءة الدعاء فلعلك ممن يستجاب له (
186
يارب،،،
(يا سروري ومنيتي وعمادي وأنيسي في غايتي ومرادي
أنت روح الفؤاد أنت رجائي أنت لي مؤنس و شوقك زادي) [1]
فن توجيه الحدث 134
للمرة الثالثة على التوالي: محكمة بروكلن الأمريكية تؤجل النظر في قضية المؤيد ومرافقه إلى الثامن من أكتوبر القادم .. مصادر سياسية أمريكية ترجع التأجيل إلى ضعف الموقف الأمريكي وقرب إنتخابات الرئاسة *
قال مصدر قانوني في نيويورك بأمريكا لـ (الصحوة نت) أن محكمة بروكلن الأمريكية أجلت اليوم النظر في قضية الشيخ محمد علي المؤيد ومرافقه محمد زايد اللذين يقاضيان أمامها إلى الثامن من أكتوبر القادم بطلب من الإدعاء الأمريكي.
ويعد هذا التأجيل الثالث من نوعه بعد أن أجلت الجلسة الأخيرة التي لم يحضرها المؤيد إلى العاشر من سبتمبر, ومن ثم إلى الـ23 من نفس الشهر ,ومن ثم إلى الثامن من أكتوبر القادم.
وكانت مصادر مصادر سياسية أمريكية أشارت إلى أن الإدعاء الأمريكي يختلق أشياء تأجل من إصدار المحكمة للحكم, حتى حين انتهاء الإنتخابات الأمريكية التي تجرى في اكتوبر القادم خصوصا بعد ظهور الضعف في الموقف القانوني الأمريكي.
وعلمت (الصحوة نت) أن المسئولين اليمنيين في نيويورك التقوا اليوم بعد إعلان تأجيل الجلسة بالمحامي خالد الآنسي المكلف من قبل رئيس الجمهورية بمتابعة قضية المؤيد ومرافقه زايدهناك.
وكان الآنسي هاجم أمس المسئولين اليمنيين في أمريكا, وقال أنهم لايبدون أي اهتمام برعاياهم أو الدفاع عنهم في الخارج.
يذكر أن محامو الشيخ محمد المؤيد ومرافقه المعتقلين في نيويورك بأمريكا قدموا لمحكمة بروكلن التي يقاضى أمامها طلبا بالإستماع لشهود يمنيين حول نشاطات المؤيد ومرافقه, ومواقفهما اتجاه قضايا الإرهاب.
وقال المحامي خالد الآنسي المكلف من رئيس الجمهورية في متابعة قضية المؤيد مع المحامين في أمريكا أن الطلب تضمن إحضار شهود يمنيين لسماعهم حول القضية سواء في أمريكا أو دولة أخرى , أو سفر الإدعاء والمحامين لسماع الشهود في اليمن.
يذكر أن المؤيد وزايد سلمتهما السلطات الألمانية للسلطات الأمريكية في 16 نوفمبر من العام الماضي بعد فترة اعتقال دامت عاما كاملا في فرانكفورت قد تم خلاله محاكمتهما أمام المحكمة العليا الألمانية.
تعليق
يعيش العدل ... ومزيدا من الحفاظ على حقوق الإنسان ...
وكل هذا إلى ظهر مصطلح الإرهاب المطاط ... وليهنأ العالم بأكمله وبالأخص العالم الإسلامي لأنه محبوب كتير كتير.
غوثاه يارب للإسلام غوثاه فكم من الكيد يا ألله يلقاه
فن الترويح 135
كم قيه؟!
وأصله أن رجلا أراد إقاظ ابنه للصلاة الفجر فجرى بينهما الحوار الاتي بلهجتهم:
الأب: قم وقت (أي قم للصلاة قد حان وقتها)
الابن يستفسر من أبيه: كم قيه؟! (أي كم الساعة الآن؟)
الأب: قربع (أي قد أضحت الساعة الرابعة)
فتكون المحادثة باختصار على لهجة الأب والابن:
- قم قوقت
- كم قيه
- قربع
تعليق: لو أن شخصا سمع هذه المحاورة وهو ليس من المنطقة التي تلهج بهذا هل سيفهم شيئا؟ ولهذا فإنه ينبغي لمن يريد السكنى بمنطقة ما ولو كانت عربية أن يتعلم لهجتهم لأن بعض الألفظ تتباين معانيها بين قبيلة وأخرى ومنطقة وسواها قد توصل أحيانا إلى إشكالات كثيرة
أمر آخر: المتتبع للهجات العرب في مناطقهم يلمس أن أصلها علبية فصحى لكن دخل عليه التحريف والحذف للتخفيف ...
*الصحوة نت - نيويورك - صنعاء: خاص
--------------------------------------------------------------------------------
[1]- هذا الابتهال لثوبان وهو يعد من عقلاء المجانين. المرجع: عقلاء المجانين (مرجع سابق)(/)
ذكر الله بعد الصبح إلى طلوع الشمس
ـ[النووي]ــــــــ[26 Sep 2004, 10:04 م]ـ
في صحيح مسلم (670) من طريق سماك بن حرب قال قلت لجابر بن سمرة أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم كثيرا كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح أو الغداة حتى تطلع الشمس فإذا طلعت الشمس قام وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويتبسم.
وكان ابن أبي ليلى إذا صلى الصبح نشر المصحف وقرأ حتى تطلع الشمس (سير أعلام النبلاء ج ـ 4 صـ 265.).
وقال الوليد بن مسلم رأيت الأوزاعي يقبع في مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس ويخيرنا عن السلف أن ذلك كان هديهم فإذا طلعت الشمس قام بعضهم إلى بعض فأفضوا في ذكر الله والتفقه في دينه (سير أعلم النبلاء جـ 7 صـ 117.).
فائدة:
قال الترمذي (2/ 481) حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي البصري حدثنا عبد العزيز بن مسلم حدثنا أبو ظلال عن أنس بن مالك قال قال رسول الله من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة قال قال رسول الله تامة تامة تامة
قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب قال وسألت محمد بن إسماعيل عن أبي ظلال فقال هو مقارب الحديث قال محمد واسمه هلال.
قال المباركفوري في التحفة (3/ 158):
((حسنه الترمذي في إسناده أبو ظلال وهو متكلم فيه لكن له شواهد فمنها حديث أبي أمامة قال قال رسول الله من صلى صلاة الغداة في جماعة ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم قام فصلى ركعتين انقلب بأجر حجة وعمرة أخرجه الطبراني قال المنذري في الترغيب إسناده جيد))
أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 178) حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا المغيرة بن عبد الرحمن الحراني ثنا عثمان بن عبد الرحمن عن موسى بن علي عن يحيى بن الحارث عن القاسم عن أبي أمامة به.
قال الهيثمي في المجمع (10/ 104): إسناده جيد(/)
فن الدعاء
ـ[د. محمد مشرح]ــــــــ[27 Sep 2004, 01:40 م]ـ
فن الدعاء187
يا رجائي ولا مُرَجّى سواك يا غنيُّ ولا غنى ليَ عنك
يا رحيم سبحانك ما دعاك مخلص ساجد أراد رضاك *
وصل على حبيبك وآله ما تعاقب الليل والنهار والشمس والظلال.
(أحضر قلبك عند قراءة الدعاء فلعلك ممن يستجاب له)
* ابتهالات أبي يوسف
فن الترويح على النفس136
يا مي يا ما
وأصله أن رجلا كان يمشي في وهدة الليل فرأى أو تخيل شبحا فأراد أن يقرأ سورة يس لتكون حرزا له ولكنه ارتبك ولم يستطع أن يتجاوز حرف الياء والألف فضل يرددها (يا يا يا يا يا ... ) فلما لم يستطع أن يتجاوزهما قال: يامي يامى ...
فن توجيه الحدث 135
ليلة النصف من شعبان بقلم الشهيد حسن البنا
إخوان أون لاين - 01/ 10/2003
الإمام الشهيد حسن البنا
إعداد وتقديم: عبد الحليم الكناني
هذا أثرٌ جليل من تراث الداعية الفقيه حسن البنا، يتناول فيه مسألة الاحتفال بليلة النصف من شعبان والأدعية والصلوات التي تُؤدى فيها، ويبين الأحكام الشرعية في ذلك كله بأسلوب علمي موضوعي رصين، يشهد بعلو كعبه في علوم التفسير والحديث والفقه وأصوله.
ثم يبين الواقع من عوام المسلمين من أخطاء وتجاوزات تتعلق بهذا الأمر ويردها إلى الصواب البيِّن من أحكام الشريعة الغراء، ثم ينتقل بفقهٍ عميق إلى الطريقة المثلى لمواجهة المنكرات والأخطاء التي تقع من عوام الناس في هذه الليلة، وهنا يبدو الفقه العميق لآداب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويركز- رحمه الله- على القاعدة الشرعية العظيمة في هذا الباب وهي ألا يؤدي إنكار المنكر إلى منكرٍ أكبر منه، وأن الأمر بالمعروف لا بد أن يكون بالمعروف، وهي قواعد وآداب عظيمة غفل عنها- ولا يزال- كثيرٌ من المتصدين للدعوة والإصلاح بين جماهير المسلمين.
بسم الله الرحمن الرحيم
نُشر هذا المقال بجريدة (الإخوان المسلمون)، العدد (20) من السنة الأولى (1352م)، وأُعيد نشره بنفس الجريدة في شعبان سنة 1353هـ.
بعث إلينا أحد الإخوان بمحلة دمنة دقهلية يسأل عما ورد في ليلة النصف من شعبان، وما يفعله الناس فيها من الدعاء ونحوه، وسنجيبه- إن شاء الله تعالى- ونُذكِّر القراء َالكرام بالمنهج الذي أشرنا إليه في العدد الأول في الفُتيا من أننا نتحرى الحق جهد استطاعتنا مما بين أيدينا من المراجع والنصوص، ثم نقدمه للقراء على أنه مبلغ جهدنا واستطاعتنا؛ فمن وجد دليلاً غير ما أوردنا أو حجة غير ما وجدنا فليتقدم بذلك مشكورًا، فإن الحق يجب أن يكون طلبة الباحث وغايته، وفوق كل ذي علم عليم، والله المستعان.
الكلام في ليلة النصف من شعبان يتصل بنواحٍ ثلاث؛ أُولاها: ما ورد في هذه الليلة. وثانيها: الحق والباطل مما يعتقده العامة فيها ويتلونه. وثالثها: حكم هذا الدعاء المعروف.
أولاً: ما ورد فى فضل هذه الليلة
1 - قول الله تبارك وتعالى في أول سورة الدخان: ?إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ* فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ? (الدخان: 3، 4). اختلف العلماء في الليلة المقصودة في هذه الآية الكريمة، فمنهم من ذهب إلى أنها ليلة القدر التي تكون في رمضان، ومنهم من ذهب إلى أنها ليلة النصف من شعبان، ومنهم من ذهب إلى أن ليلة القدر قد تكون في النصف من شعبان، فكأنه يريد أن يجمع بين القولين؛ وهو قول ضعيف جدًّا، لا يثبت أمام التحقيق فلندعه، ولنحصر البحث في القولين اختصارًا.
فأما القول بأنها ليلة القدر فهو الراجح الوارد عن جمهرة المفسرين والعلماء المحققين، وقد تعقبوا أدلة القائلين بأنها ليلة النصف من شعبان بما يبدو أمامنا صالحًا لرده، وإليك نماذج من ذلك:
- قال الألوسي في تفسيره عند قوله تعالى: ?فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِين?: "هي ليلة القدر على ما روى ابن عباس وقتادة وابن جبير ومجاهد وابن زيد والحسن، وعليه أكثر المفسرين والظواهر معهم، وقال عكرمة وجماعة: هي ليلة النصف من شعبان".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الطبري في تفسيره عن هذه الآية الكريمة: واختلف أهل التأويل في تلك الليلة، أي ليلة من ليالي السنة هي؟ فقال بعضهم: هي ليلة القدر، ثم ذكرهم، وقال بعد سردهم: "وقال آخرون: بل هي ليلة النصف من شعبان، ولم يذكرهم"، ثم قال: "والصواب في ذلك قول من قال هي ليلة القدر؛ لأن الله- جل ثناؤه- أخبر أن ذلك كذلك"، وقد أُكد هذا المعنى في ذلك البحث نفسه.
وقال النيسابوري في تفسير الآية الكريمة أيضًا: وأكثر المفسرين على أنها ليلة القدر لقوله تعالى: ?إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ? (القدر:1)، وليلة القدر عند الأكثر في رمضان .. ثم نقل كلام الطبري وقال بعده: وزعم بعضهم كعكرمة وغيره أنها ليلة النصف من شعبان، وما رأيت لهم دليلاً يعول عليه، فها أنت ترى من أقوال هؤلاء الأعلام أن الآية الكريمة لا تصلح أن تكون دليلاً في فضل ليلة النصف من شعبان.
2 - ما ورد من أحاديث في فضل هذه الليلة، ومن ذلك:
أ- ما أخرجه بن ماجه والبيهقي في شعب الإيمان عن علي- كرم الله وجهه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: "إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها، وصوموا نهارها، فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، فيقول: ألاَ من مستغفر لي، فأغفر له! ألا مسترزق فأرزقه! ألا مبتلىً فأعافيه! ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر".
ب- ومنها: ما أخرجه الترمذي وابن أبي شيبة والبيهقي وابن ماجه عن عائشة قالت: فقدت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة فخرجت أطلبه، فإذا هو بالبقيع رافعًا رأسه إلى السماء، فقال: "يا عائشة، أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله؟ "، فقلت: ما بي من ذلك، ولكني ظننت أنك أتيت بعض نسائك، فقال: "إن الله- عز وجل- ينزل في ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم بني كلب".
ج- ومنها ما أخرجه أحمد بن حنبل في المسند عن عبدالله بن عمرو بن العاص أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: "يطلع الله- عز وجل- إلى خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لعباده إلا اثنين: مشاحن، وقاتل نفس".
ولو صحت هذه الأحاديث وسلمت من العلل لكانت أدلة قوية في فضل الليلة، ولكنها جميعها تكلم فيها المحدثون وأعلُوها، فمنها ما ذكروا ضعف إسناده كما قال العراقي في الحديث الأول، ومنها ما ذكروا أن في إسناده لينًا كما ذكر الحافظ المنذري في الحديث الثالث، حتى قال الحافظ أبوبكر العربي: "لا يصح فيها شيء".
وإذ تطمئن إليه النفس أن هذه الأحاديث- مع التسليم بضعفها وتعليلها- تكفي لأن تجعل لهذه الليلة فضلاً على غيرها من ليالي هذه الشهر، وتجعل القيام بما ورد من العبادات- كقيام ليلها- قيامًا شرعيًّا، وصيام يومها صيامًا شرعيًّا، كذلك من المستحبات بناءً على قاعدة العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، بشرط ألا يُتخذ ذلك ذريعة إلى التعبد فيها بما لم يرد به دليل.
ثانيًا: عقائد عامة في هذه الليلة وعبادتهم فيها
أولاً: يعتقدون أن هذه الليلة هي الليلة التي يُفرَق فيها كل أمر حكيم، فيقضى فيها أمر السنة كلها فيما يتعلق بشئون الخلق، وقد علمت - مما تقدم- الخلاف في الليلة المقصودة بترجيح أنها ليلة القدر.
ثانيًا: يعتقدون أن من حضر الدعاء الذي يدعون به في المسجد بعد المغرب وصلى الصلاة التي ذكروها، وحضر هذا الاجتماع الذي يجتمعونه لم يمت هذه السنة، وثبَّت الله ورقة أجله، ويتشاءمون إذا فاتهم هذا الجمع، وهي عقيدة باطلة لا أساس لها من الدين ألبتة.
ثالثًا: يقرأون سورة (يس) في هذه الليلة، ويجمعون بينها وبين الدعاء بكيفية خاصة، ولم أرَ في ذلك دليلاً .. نعم، إن قراءة القرآن مستحَبة في كل وقت، ولكن تخصيص هذه الليلة سورة خاصة وبكيفية خاصة أمر لا يثبت إلا بدليل خاص، وليس عندنا هذا الدليل، ومن وجده فليأت به.
رابعًا: يذكرون أن لهذه الليلة صلاةً خاصة؛ هي مائة ركعة، يُقرأ في كل ركعة بعد الفاتحة ?قُلْ هُوَ اللهُ أَحَد? إحدى عشرة مرة، وإن شاء صلى عشر ركعات، يقرأ في كل ركعة بعد الفاتحة مائة مرة ?قُلْ هُوَ اللهُ أَحَد?، ذكر ذلك الإمام الغزالي في الإحياء، وقال: كان السلف يصلون هذه الصلاة ويسمونها صلاة الخير، ويجتمعون فيها، وربما صلوها جماعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
روي عن الحسن أنه قال: حدثني ثلاثون من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه من صلى هذه الصلاة في هذه الليلة نظر الله إليه سبعين نظرة، وقضى له بكل نظرة سبعين حاجة، أدناها المغفرة .. هكذا قال الإمام الغزالي في كتاب (الإحياء).
وقد تعقبه الحافظ العراقي بأن حديث صلاة نصف شعبان حديث باطل، وهو رأي جمهور العلماء فيه، بدليل أنه لم يرد في كتاب من كتب الحافظ الإثبات، ولم يسنده راويه إلى صحابي معروف، ولم يُرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقد علمت أن تخصيص وقت بعبادة خاصة يحتاج إلى دليل شرعي، ولا دليل على هذه الصلاة كما رأيت.
خامسًا: الدعاء بالصيغة المعروفة، وقد أفردناه ببحث خاص لأهميته وكثرة اختلاف الناس فيه.
ثالثًا: دعاء نصف شعبان، وينقسم الكلام فيه إلى ثلاثة أقسام
(أ) صيغته:
يلاحظ بعض العلماء في صيغة هذا الدعاء أمورًا تخالف ظواهر الأدلة الشرعية، منها.
(1) نسبة التجلي الأعظم وإبرام الأمور والفصل فيها ... إلى ليلة النصف من شعبان، وقد علمت رجحان أن ذلك في ليلة القدر لا في ليلة النصف.
(2) نسبة المحو والإثبات إلى أم الكتاب، وإن كانت اللوح المحفوظ فلا محو فيها ولا إثبات، وإن كانت علم الله تبارك وتعالى فكذلك؛ فكيف يقال في هذا الدعاء: اللهم إن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقيًّا أو محرومًا ... إلخ، فامح اللهم شقاوتي ... إلخ!
وقد اختلف المفسرون في تفسير الآية الكريمة: ?يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ? (الرعد: 39)، وعندي أنهم- جزاهم الله خيرًا- لو أمعنوا النظر فيما قبل الآية وما بعدها لَمَا كان ثمة داعٍ لهذا الخلاف، فقد نزلت الآيات حين سألت قريش النبي- صلى الله عليه وسلم- أن يستعجل لها العقوبة، فأنزل الله قوله تعالى: ?وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً? (الرعد من الآية 38)، إشارة إلى أحكام البشرية عليهم- عليهم الصلاة والسلام- ?وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَ بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَاب? (الرعد من الآية 38)، إشارة إلى أن النبي- صلى الله عليه وسلم- لا يأتي بالآيات من نفسه، ولا يستطيع ذلك إلا بإذن الله، فلا معنى لسؤاله إياه. ?لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٍ?، إشارة إلى أن الحوادث تقع في آجالها ومواعيدها الغائبة في تقدير الله تبارك وتعالى، لا تستقدم لحظة ولا تستأخر، فلا لزوم لإرهاقهم نبيهم - صلى الله عليه وسلم- باستعجال ما لم يحن وقته بعد. ?يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ? (الرعد: من الآية 39)، يفعل الله ما يشاء ويترك ما يشاء، يوجد ما يشاء ويعدم ما يشاء، إشارة إلى مطلق تصرفه سبحانه وتعالى في شئون الخلق إيجادًا وعدمًا، وتنبيهًا لهم إلى أن سؤال الآيات واستعجال العقوبات إنما يكون لله وحده ?وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ? (الرعد: من الآية 39) علمه أو لوحه قد أثبت فيه ذلك المحو وذلك الإثبات على النحو الذي يقع فيه ?وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ? (الرعد:40).
وسواء وقع هذا الذي ثبت في أم الكتاب وجودًا أو عدمًا في حياتك، أو توفيتك قبل وقوعه فذلك لا يقدح في مهمتك؛ وهي تبليغ الشريعة، فعليك أن تبلغهم ما أمرت به، وعلينا أن نحاسبهم بعد ذلك على مواقفهم منك.
هذا التفسير للآيات مطابق لظاهرها، مُخرج لكل خلاف فيها متفق مع السياق، منسجم مع أسباب النزول بعيد عن الكلفة والتعسف فيما أعتقد، والله أعلم بمراده. وإنما عرضت له هنا أن هذه الآية الكريمة لا تصلح حجة للذين يصححون صيغة الدعاء، وعليهم البحث عن دليل آخر.
(3) سؤاله- تبارك وتعالى- محو الشقاوة والحرمان والطرد والتقتير في الرزق وإثبات أضدادها من السعادة والقبول والسعة في الرزق، وإثبات هذا الاعتراض على صيغة الدعاء ... يزج بنا في مأزق القضاء والقدر؛ وهو ما يحتاج إلى بحوث مستقلة، والإمساك عنه خير، والخلاف فيه شديد، ومن ذلك نعلم أن اعتراض العلماء على صيغة هذا الدعاء مبني على خلاف شديد يتسع له مجال الرأي، وتكثر فيه مواطن الشبهات، ولا شك أن دعاءً مُجمَعًا على صيغته خير وأجدى من دعاء تُثار حوله كل هذه المشكلات.
(ب) أصله:
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا الدعاء لم يرد في القرآن طبعًا، ولا في الأحاديث الصحيحة، وكل ما علمنا عن أصله أنه ذكر، أو بعضه قد ورد على لسان بعض الصحابة والتابعين الصالحين، قال الألوسي في تفسيره: أخرج بن أبي شيبة في المصنف وغيره عن ابن مسعود - رضي الله عنه- قال: ما دعا عبد قط بهذه الدعوات إلا وسع الله عليه في معيشته: "يا ذا المن ولا يمن عليه، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطول، لا إله إلا أنت، ظهر اللاجئين وجار المستجيرين، ومأمن الخائفين، إن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقيًّا فامح عني اسم الشقاوة، وأثبتني عندك سعيدًا، وإن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب محرومًا مقترًا عليَّ رزقي، فامح حرماني، ويسر رزقي، وأثبتني عندك سعيدًا موفقًا للخير، فإنك تقول في كتابك الذي أنزلت: ?يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ?، وأخرج عبد بن حميد وغيره عن عمرو- رضي الله عنه- أنه قال- وهو يطوف بالبيت-: "اللهم إن كنت كتبت عليَّ شقوة أو ذنبًا فامحه واجعله سعادة ومغفرة، فإنك تمحو ما شئت، وتثبت وعندك أم الكتاب"، وذكر مثله عن شقيق أبي وائل هذا ما ورد في آثار كثيرة عن الصحابة والتابعين في النهي عن سؤال محو الشقاوة وإثبات السعادة، نقل ذلك بن جرير الطبري عن ابن عباس من طريق سعيد بن جبير، وعن مجاهد كذلك من طرق عدة، وذكر صاحب الإبداع أنه نقل عن اليافعي أن أول ما يدعى في ليلة النصف من شعبان: "اللهم يا ذا المن ولا يمن عليه".
هذا ما ورد في أصل الدعاء، ويلاحظ عليه ما يأتي:
(1) أنه ليس مأثورًا كله جملة واحدة عن أحد من الصحابة أو التابعين.
(2) أن فيه ما يصدم بآراء بعضهم- رضوان الله عليهم.
(3) أنه لم يؤثر عن النبي- صلى الله عليه وسلم- والدعاء بالمأثور أولى قطعًا.
(4) أننا لا نعرف درجة ثبوت نسبته إلى مَنْ نُسب إليه من الأئمة.
(ج) كيفيته:
يتلى هذا لدعاء بتلقن الإمام أو غيره عدة مرات، وهم يقولونه خلفه بأصوات عالية، مع أن كثيرًا منهم لا يفهمون معناه، ويخطئون في ألفاظه من حيث الإعراب، ويرددونه بحالة لا تدل على الخشوع أبدًا، ولا يقولونه إلا في هذه الليلة، حتى صار شعارًا لها، منسوبًا إليها، وكل ذلك مخالف للأحكام من عدة نواحٍ:
منها: (1) التخصيص الذي يحتاج إلى دليل شرعي وهو غير موجود.
ومنها: (2) فقدان الخشوع وحضور القلب والله تعالى يقول: ?ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً? (الأعراف: 55).
ومنها: (3) رفع الأصوات بهذه الحال، وقد رأى النبي - صلى الله عليه وسلم- أصحابه يرفعون أصواتهم في الدعاء، فنهاهم عن ذلك بالحديث الصحيح: "أربعوا عن أنفسكم، إنكم لا تدعون أصمًا؛ إنما تدعون سميعًا بصيرًا".
منها: (4) أن الداعين لا يتذوقون معناه، ولا تتأثر به قلوبهم؛ ولأن يناجي أحدهم ربه بحاجته التي يشعر بها، ويجد في نفسه أثرها، أنفع وأجدى من ترديد ألفاظ ملقنة، لا يدرك معناها.
خلاصة البحث
إذا تقرر هذا علمت أن خلاصة البحث تنحصر في هذه الأمور:
أولاً: ليلة النصف من شعبان ليلة فاضلة، وإحياؤها بأي طاعة من طاعات الله وصوم يومها مستحب.
ثانيًا: تخصيصها بعبادات خاصة من قراءة (يس)، وصلاة الخير، والدعاء الخاص أمر لا دليل عليه من الشرع، فالواجب عدم التقيد به، وعدم اتخاذه شعارًا لها.
ثالثًا: هذا الدعاء الذي تعوده الناس لم يثبت أصله من الكتاب والسنة، وصيغته محل خلاف عظيم، والكيفية التي يلقيه الناس بها مخالفة للأحكام الشرعية.
خاتمة
الناس في ليلة النصف من شعبان قسمان:
- قسم يتحمس لهذه التقاليد الموروثة تحمسًا عظيمًا، ويدافع عنها دفاعًا قويًّا، ويلتمس لأصحابها الحجج والمعاذير، ومنهم فريق من أئمة المساجد ومن أهل العلم، وهؤلاء أقول لهم: "عليكم أن تلاحظوا الأقوال الشرعية قبل ذلك، فإنكم بلا شك ستتركون هذا الحماس".
- وقسم يتحمس ضدها تحمسًا عظيمًا كذلك؛ فيحقر من شأنها، وينحي باللائمة على فاعليها، وقد يؤديه ذلك إلى السب والشتم، بل إلى الاشتباك أحيانًا، وهؤلاء أقول لهم: "عليكم أن تلاحظوا الذين يفعلون ذلك؛ إنما يفعلونه لأنهم يعتقدون أنه من الدين، فهم حَسَنُو النية، وحَسَنُ النية لابد من الرفق معه، وإن هذا المظهر من المظاهر الدينية يوقظ في المسلمين روح الشعور بالإسلام والحماس له، ومقاومته بهذه الوسائل من التحقير والعنف يهدم في نفوس العامة ما بقي فيها من تقديس الدين واحترمه، ويقوي دعاية الخروج على الدين والاستهتار به، وإذن فيكون ضرر هذه المقاومة أشد من نفعها".
والذي يوجبه الدين على كل مسلم استخدام الحكمة في الأمر والنهي، ولا سيما في المظاهر التي تتعلق بأعمال الجماهير مجتمعة، فإنها أحوج ما تكون إلى حسن السياسة ودقة المسلك، فعلى الرعاة والمرشدين واجب قدسي؛ هو أن ينشروا هذه الأحكام بين الناس في ظل التعليم الصحيح، والحب الخالص، وتبادل شعور العطف، والتعاون في البحث عن الحقيقة .. وبمرور الزمن والدأب على الإرشاد يتعرف الجمهور الحق، فيعود إليه، والله الهادي إلى سواء السبيل.(/)
عودًا حميدًا
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[12 Oct 2004, 09:44 م]ـ
ما أحلى العود و ما احمده!
حمدًا لله على عودة الملتقى للعمل بالسلامة:)
ـ[الجندى]ــــــــ[12 Oct 2004, 10:12 م]ـ
بارك الله لكم فى علمكم ووقتكم ومجهودكم
وحمداً لله على عودة المنتدى
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Oct 2004, 01:00 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على حرصكم وعنايتكم بملتقاكم وفقكم الله، وهذه هي الانترنت:
بينا يرى الإنسان فيها مخبراً = حتى يرى خبراً من الأخبار!
لكن الحمد لله على العودة معكم في ملتقى أهل التفسير، وأرجو من الإخوة الذين أضافوا موضوعات متأخرة - لعلها لا تتجاوز أربع مشاركات - أن يعيدوا طرحها لعدم ظهورها في المرة الأولى إن رأوا ذلك.
ـ[سلسبيل]ــــــــ[13 Oct 2004, 11:42 ص]ـ
حمدا لله على عودة المنتدى فمثل هذ المنتدى يفتقد إن غاب فعودا حميدا(/)
اعتذار عن توقف الملتقى، ومرحباً بكم مرة أخرى!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Oct 2004, 12:29 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الإخوة الفضلاء والأخوات الفاضلات!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحباً بكم مرة أخرى في ملتقى أهل التفسير، ونعتذر عن هذا الخلل الفني، وإن كان قد زاد للأسف عن دقيقتين.
دون أي مقدمات ظهر خلل في إضافة بعض المشاركات في الملتقى، ثم تطور الأمر فتوقفت قاعدة بيانات الملتقى دون ظهور السبب، فلما بحثنا عن السبب ظهر لنا أن المستضيف لديه مشكلة، وتوقعنا انتهاء المشكلة خلال يوم أو يومين، فزادت ولا زالت، فحزمنا أمتعتنا وانتقلنا إلى مستضيف آخر، والحمد لله أننا فعلنا ذلك ولم نتريث، وقد انتقلنا بدون أي خسائر في البيانات ولا الأرواح.
وبقدر الحرج الذي أصاب القائمين على ملتقى أهل التفسير، والهم الذي ركبنا جراء التوقف، إلا أنه أسعدنا كثرة الاتصالات والأسئلة التي وردت إلينا من المحبين والمشاركين، مما دفعنا للبحث عن حلول عاجلة ترضيهم فجزاهم الله خيراً على حرصهم وعنايتهم التي شملوا بها هذا الملتقى العلمي والقائمين عليه، ونسأل الله لنا ولكم جميعاً التوفيق والإخلاص في القول والعمل. وقد نال هذا التوقف عدداً من المواقع الصديقة كموقع المشكاة وصيد الفوائد، ولعلهم قد تجاوزوا المشكلة بإذن الله وفقهم الله جميعاً فلنا فيهم أسوة ومعتبر، فظني أنهم قد فقدوا شيئاً من بياناتاهم ردها الله إليهم.
وقد كنت قديماً قرأت أبياتاً للبحتري في الفراق والشوق، تذكرتها لما عاد الملتقى اليوم بسلام بعد لأيٍ، وهي قوله ولله ما أحسن ما قال:
بودي لو يهوى العذول ويعشقُ = ليعلم أسبابَ الهوى كيف تعلقُ
وزَورٌ أتاني طَارقاً فحسبتهُ = خيالاً أتى من آخر الليلِ يطرقُ
أُقَسِّمُ فيه الظنَّ طوراً مكذباً= به أنه حقٌ، وطوراً أصدقُ
أخافُ وأرجو بطلَ ظني وصدقَهُ = فللهِ شَكِّي حين أَرجو وأَفْرَقُ
ولو علمَ الناسُ التلاقي وحُسنَهُ = لحُبِّبَ من أجلِ التلاقي التفرقُ
والشاهد في البيت الأخير!
ها هو هلال شعبان يوشك أن يتلاشى كما يتلاشى كل شيء جميل في هذه الحياة، وصدق من وصفه بالقصير فما أسرع ما تقضت أيامه ولياليه. ولا يعزينا في سرعة تقضيه إلا أننا نرقب بعده هلالاً عزيزاً على قلوبنا هو هلال شهر رمضان المبارك 1425، نسأل الله أن يبلغناه، وأن يوفقنا فيه لما يحبه ويرضاه. ومعذرة مرة أخرى للانقطاع، وفقكم الله لكل خير، ولا حرمنا من فوائدكم.
ـ[مسك]ــــــــ[13 Oct 2004, 12:55 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
شيخنا الفاضل عبدالرحمن الشهري ...
مبارك علينا جميعاً عودة المتلقى .. والحمد لله على سلامة الأرواح وقواعد البينات ..
ـ[أبو الجود]ــــــــ[13 Oct 2004, 10:17 م]ـ
الحمد لله عاد ملتقانا أسأل الله أن لا يحرمنا منه ثانية و بارك الله في القائمين عليه و يسر لهم
ـ[أخوكم]ــــــــ[14 Oct 2004, 01:46 ص]ـ
اللهم اجمعنا في جنات الفردوس
ـ[الراية]ــــــــ[14 Oct 2004, 02:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ولاشك في حرصكم ومثابرتكم على الخير ونفع اخوانكم
لازلتم مسددين وثبتكم الله وزادكم خيرا ... اللهم آمين
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[14 Oct 2004, 10:09 م]ـ
هل لملتقى أهل التفسير ارشيف مثل موقع ملتقى اهل الحديث؟
حمل ارشيف موقع ملتقى اهل الحديث على جهازك - على الرابط التالى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?t=23109
ـ[أبو سارة]ــــــــ[16 Oct 2004, 11:31 ص]ـ
الف مبروك رجوع المنتدى يأبو عبدالله
والحمدلله إنه بدون خسائر
وفقك الله لكل خير
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[17 Oct 2004, 10:56 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله على السلامة، وما دام أنه لا خسائر في الأرواح ولا البيانات فالأمر هيّن:)
مشكلات المستضيف همٌّ لأصحاب المواقع.
أما صيد الفوائد فقد قالوا:
"كما نعتذر للإخوة عن توقف الموقع في الفترة السابقة بسبب تعطل السيرفر
وقد انتقلنا إلى سيرفر جديد ونسأل الله التوفيق والسداد ".
الله يعينكم - أخي أبا عبد الله - على عملكم.
لك تحياتي.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Oct 2004, 01:19 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعاً وشكر لكم تعاونكم ودعاءكم. وانطلاق الموقع الحقيقي لا يكون إلا بمشاركاتكم وتفاعلكم.(/)
أبيات عن شهر الصيام
ـ[سلسبيل]ــــــــ[13 Oct 2004, 11:47 ص]ـ
شهر رمضان ... شهر القرآن والطاعات ... والمغفرة والبركات .... يحل علينا ضيفا عزيزا كل عام .... ثم سرعان ما يرتحل عنا .... وقد ربح فيه من ربح وخسر من خسر
، وبإذن الله سوف نجمع الأبيات التي تتعلق بشهر رمضان الكريم ... (الترحيب به، فضله، الحث على الطاعات به واستغلاله، ووصف أجوائه وأكلاته وأخيرا وداعه)
ويسعدنا مشاركتكم ومتابعتكم
مضى رجب وما أحسنت فيه .... وهذا شهر شعبان المبارك
فيا من ضيع الأوقات جهلاً ..... بحرمتها، أفق، واحذر بوارك
فسوف تفارق اللذات قهراً ..... ويخلي الموت كرهاً منك دارك
تدارك ما استطعت من الخطايا ..... بتوبة مخلص، واجعل مدارك
على طلب السلام من الجحيم .... فخير ذوي الجرائم من تدارك
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[سلسبيل]ــــــــ[13 Oct 2004, 12:52 م]ـ
يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب ..... حتى عصى ربه في شهر شعبان
لقد أظلك شهر الصوم بعدهما ...... فلا تصيره أيضا شهر عصيان
واتل القرءان وسبح فيه مجتهدا ...... فإنه شهر تسبيح وقرءان
فاحمل على جسد ترجو النجاة له ......... فسوف تضرَم أجساد بنيران
كم كنت تعرف ممن صام في سلف ...... من بين أهل وجيران وإخوان
أفناهم الموت واستبقاك بعدهم ...... حيا فما أقرب القاصي من الداني
ومعجب بثياب العيد يقطعها .... فأصبحت في غد أثواب أكفان
*******************
أتى رمضان مزرعة العباد=لتطهير القلوب من الفساد
فأدي حقوقه قولا وفعلا =وزادك فاتخذه للمعاد
فمن زرع الحبوب وما سقاها=تأوه نادما يوم الحصاد
ـ[سلسبيل]ــــــــ[13 Oct 2004, 12:58 م]ـ
مرحبا أهلا وسهلا بالصيام=يا حبيبا زارنا في كل عام
قد لقيناك بحب مفعم =كل حب في سوى المولى حرام
فاغفر اللهم منا ذنبنا=ثم زدنا من عطاياك الجسام
لا تعاقبنا فقد عاقبنا=قلق أسهرنا جنح الظلام
*************
وصل بشهر الصوم عشرين ركعة .......... تراويح جمع وبالوتر شيد
وقم بعدها واشفع هديت بركعة ............... لتوتر إما شئت بعد التهجد
وأفضل نفل المرء ليلا ببيته ................. فقم تلو نصف مثل داود فاسجد
وإن شئت فاجهر به ما لم تخف أذى .............. لإبعاد شيطان وإيقاظ رقد
وخذ قدر طوق النفس لا تسأمنه .................. وقل تستعن بالنوم عند التهجد
فإن لم تصل فاذكر الله جاهدا .................... وتب واستقل مما جنيت وسدد
فلا خير في عبد نؤوم إلى الضحى ............... أما يستحي مولا رقيبا بمرصد
يناديه هل من سائل يعط سؤله ................. ومستغفر يغفر له ويؤيد(/)
هَمسَةٌ فِي أُذنِك ...
ـ[ hedaya] ــــــــ[16 Oct 2004, 02:32 م]ـ
هَمسَةٌ فِي أُذنِك ...
أخي الغالي ... أختي الغالية:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أعلم أن مشاغل الدراسة وهموم العمل قد لا تبقي لك وقتاً ولا تذر، لكني أرجو أن تسمح لي من وقتك دقائق فقط لقراءة هذه الأسطر التي ما صدرت إلا من قلب محبٍ لا يرجو لك إلا الخير ... ولأهمية الموضوع أسمح لنفسي أن أختلس منك 3 دقائق تستغرقها قراءة هذه الأسطر علَّها تصل إلى قلبك المضيء بأنوار الإيمان ...
حديثي إليك عن هذا الضيف الغالي والزائر الكريم الذي يحمل معه كماً هائلاً من الهدايا والجوائز، أرجو الله أن يكون لك منها أوفر الحظ والنصيب، ثم يرحل عنّا بعد أن يفرغ ما في جعبته، ولن يعود إلا بعد سنة!!!
إنَّه والله أفضل الشهور وأعظمها عند الله، هو شهر رمضان المبارك ...
جوائزه: رحمة ومغفرة من الله، وعتق من النار ... وحسنات لا تعد ولا تحصى ...
أخي الحبيب ... أختي الغالية:
عن أبي ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال:
"الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر" – رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
إذاً هذه فرصتنا جميعاً ليغفر لنا الله ما تقدم من ذنوبنا وما تأخر ...
هي فرصة قد لا ندركها مرة أخرى – بارك الله في أعمار الجميع ...
واسمع إلى ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صُفِّدَت الشياطين ومَرَدَة الجِن، وغُلِّقَت أبواب النار فلم يُفتح منها باب، وفُتِّحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة" - رواه الترمذي وابن ماجه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال: "آمين، آمين، آمين" فقيل: يا رسول الله، إنك صعدت المنبر فقلت: آمين، آمين، آمين؟ فقال: "إن جبرائيل عليه السلام أتاني فقال: من أدركه شهر رمضان فلم يغفر له فدخل النار فأبعده الله قل: آمين، فقلت: آمين ... " - رواه أحمد.
أخي!! أختي!!
إذاً، فإمَّا أن نقبل على الله فنُكتب عنده من أهل الجنة، وإمَّا أن نأبى فنُكتب من أهل النار والعياذ بالله ...
فأين أنت؟!! وأي الفريقين تختار؟!! فريق الجنة والنعيم أم فريق السعير والجحيم؟!!
لا تقل كما يقول البعض: عصيتُ الله كثيراً وأسرفتُ على نفسي بالذنوب، فكيف يغفر الله لي الذنوب والخطايا؟!!
أخي!! أختي!!
لمَ الخوف وعندنا القول الفصل من الرَّحمن الرَّحيم: "قُلْ يَاعِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" ...
ثم تأمل هذه البشرى من ربك الغفور الرحيم: "إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً".
فما رأيك أن يبدل الله سيئاتك حسنات؟!! الله أكبر!
فرصةٌ والله لا تُقدر بثمن!
أخي الغالي ... أختي الغالية:
الطريق أمامك سهل، لكنه بحاجة إلى عزم منك على التوبة ... وتأكد بأن الله لا شك يفرح لتوبتك فتقرّب إليه شبراً يتقرب منك ذراعاً ... كيف لا وهو القائل في القرآن الكريم: "وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ" ...
وللحديث بقية بإذن الله ...
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[16 Oct 2004, 04:16 م]ـ
شكر الله لك على هذه النصيحة الغالية
وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى، وللعمل المبارك في هذا الشهر الكريم(/)
مع أعظم إنسان (رمضانيات 2)
ـ[د. محمد مشرح]ــــــــ[17 Oct 2004, 02:41 ص]ـ
مع النبي في رمضان
1 - سرية سيف البحر
بعد أن أذن للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالقتال بعد صبر دام أكثر من عشرين سنة كان أول بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية سيف البحر لاعتراض قافلة لقريش.
الهدف منها: الهدف المباشر اعتراض قافلة لقريش
المكان: سيف البحر
الزمان: رمضان سنة1هـ
القيادة:
قائد سرية المسلمين: حمزة ابن عبد المطلب رضي الله عنه.
قائد قافلة المشركين: أبو جهل.
قوة الطرفين:
المسلمون: ثلاثون رجلا.
المشركون: ثلاثمائة رجل.
نتيجة المعركة:
التقى الفريقان في سيف البحر بمكان يسمى العيص بين ينبع والمروة
وقد اصطف الفريقان للقتال لكن مجدي ابن عمرو الجهني مشى بين الفريقين – وكان حليفا للفريقين- وحال بينهما فلم يحدث قتال.
دروس من السرية:
1 - لقد أضحى الموقف بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين مشركي قريش موقفا عسكريا بعد أن كان دعويا يتخذ من العرض السلمي أسلوبا له.
2 - وقد جر إلى الموقف العسكري هذا المشركون؛ وبالتالي فإن إضعاف قوتهم عملا عسكريا مشروعا ... لإفساح المجال أمام دعوة الله في أرض الله تعالى لتعيد عباد الله إلى الله تعالى، وإسعادهم بمنهج الله تعالى في دنياهم وآخرتهم. وقد أضحى المشركون بمكة بمثابة قطاع طرق يصدون الناس عن الأوبة إلى الله تعالى فوجب إزالة هذه العقبة أمام منهج الله تعالى إلى النفوس فإنه ظلم لا داعي له غير الكبر والغطرسة والتعدي على ملك الله تعالى ومنهجه سبحانه في حين أنه تعالى ينعم عليهم بجميع النعم التي يتمتعون بها ... إضافة إلى أنهم أخرجوا المسلمين واستولوا على أموالهم.
3 - مقابلة فئة قليلة على عدد كثير يفوق عددا بعشر مرات ينبئ عن شجاعة نابعة من إيمان قوي بحقارة الدنيا إذا ما قيست بالجنة وهو يدل على أهمية التربية الإيمانية التي تجعل من المؤمن جنديا قويا أمام المعتدي يدفع عن دينه وعرضه وماله ومقدساته.
4 - قيادة النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه وطاعتهم له كانت مبنية على توجيه من الله تعالى فقد مضى وقت ليس بالقليل وهم صابرون على الخصوم طاعة لله تعالى ولما أذن لهم بالقتال نشطوا فيه حتى إنه عد للنبي صلى الله عليه وسلم ستون غزوة وسرية فيما لو قسم على زمن بقائه حيا بعد الإذن كان المعدل ست غزوات في السنة وهذا في الدراسات العسكرية شيء كبير فإن المعركة الواحدة تستدعي عددا من الإجراءات: إعدادا ويندرج تحته تخطيط ودراسة الإيجابيات والسلبيات وتنفيذا ويندرج تحته أسفار وأموال وجهد. وتقويما ثم ما تخلفه المعارك العسكرية من مخلفات لا تخفى ...
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[17 Oct 2004, 04:14 م]ـ
بارك الله فيك يادكتور محمد مشرح على هذه المشاركة اللطيفة الماتعة.(/)
مع أعظم إنسان (رمضانيات 3)
ـ[د. محمد مشرح]ــــــــ[18 Oct 2004, 01:59 م]ـ
قبل غزوة بدر الكبرى
في الحلقة السابقة استخلصنا بعض الدروس من سرية سيف البحر ومن تلك الدروس تتابع العمل العسكري للنبي صلى الله عليه وسلم بعد الإذن بالقتال وسنعيش معه عليه الصلاة والسلام سنة من أجل التدليل على ذلك إلى موقعة بدر الكبرى في رمضان التالي ومن الأعمال العسكرية له عليه الصلاة والسلام:
سرية رابغ * [1]
المكان: قرية من أعمال جدة
الزمان: شوال سنة 1هـ623م
الهدف: المباشر اعتراض قافلة أبي سفيان ومن معه والهدف غير المباشر: إضعاف القوة العسكرية للمشركين لإفساح الطريق أمام دعوة الله تعالى.
القيادة:
قايد المسلمين: عبيدة بن الحارث بن المطلب رضي الله عنه
قائد المشركين: أبو سفيان بن حرب
قوة الطرفين:
المسلمون: ستون راكبا من المهاجرين
المشركون: مئتا رجل.
اللواء: كان لواء المسلمين أبيض، وقد حمله مسطع بن أثاثة بن المطلب بن عبد مناف.
المواجهة:ترامى الفريقان بالنبل ولم يقع قتال أكثر من ذلك ولا خسائر بشرية بين الفريقين.
دروس من السرية
1 - لقد كان زمن هذه السرية قريبا جدا من سرية سيف البحر حيث كانت الأولى في رمضان وهذه في شهر شوال الشهر الذي يليه مباشرة مما يدل على سرعة تتابع الأعمال العسكرية تتابعا ملحوظا ما يبرهن على أهمية الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله تعالى وأن من مهام ولاة أمور المسلمين إقامة هذه الوظيفة حفظا لبيضة الإسلام ودرءا لهجمة الأعداء، ولأن ولي أمر المسلمين إذا لم يحيي هذه الفريضة فسينتج عن ذلك تحمس بعض
الشباب كردة فعل لممارسة الخصوم ويحدث ما يحدث من الإشكالات التي لا تخفى.
2 - قيمة الغزو للعدو يضعفه ويجعله يراجع مواقفه تجاه المسلمين وربما غير منها وهذا هدف مهم للجهاد في سبيل الله تعالى.
--------------------------------------------------------------------------------
للاستزادة أنظر: الرحيق المختوم للمباركفوري 178 والسيرة النبوية لابن هشام -[1](/)
بشرى للرد على إستفساراتكم الشرعية
ـ[ sherief] ــــــــ[20 Oct 2004, 09:20 ص]ـ
الإخوة الكرام
بشرى سارة قام موقع نداء الإيمان بمعاودة استقبال الأسئلة والاستفسارات الدينية، التي تجيب عليها لجنة متخصصة في العلوم الشرعية، يمكنكم إرسال أسئلتكم على العنوان التالي:
http://www.al-eman.com/Ask/add_question.asp
كما أن بالموقع العديد من الخدمات الرائعة الأخرى، ومنها: مكتبة علمية متميزة، مكتبة صوتية عامرة، تعليم صوتي ومكتوب لأحكام التلاوة، أرشيف ضخم لفتاوى أشهر العلماء.(/)
مع أعظم إنسان (رمضانيات 6)
ـ[د. محمد مشرح]ــــــــ[21 Oct 2004, 11:29 ص]ـ
4غزوة الأبواء أو ودان [1]
عدد أفرادها سبعون كلهم من المهاجرين
يقودهم النبي الكريم، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم،
وقعت سنة اثنتين من الهجرة، حيث خرج النبي صلى الله عليه وسلم في صفر من السنة المذكورة، ودفع لواءه إلى حمزة الموصوف بالمناقب المبرورة.
واستخلف على المدينة سعد بن عبادة وسار معه المهاجرون الرافلون في حلل السعادة، حتى بلغ الأبواء يريد عيرا لقريش فلم يلق كيدا، فرجع بمن معه من الجيش وفي هذه الغزوة وادع بني ضمرة وكتب بينه وبينهم كتابا أجرى الثقات من الرواة ذكره،وهي أول غزوة غزاها بنفسه وأخلى بسببها المدينة، من بركته وأنسه. [2]
دروس من الغزوة:
من أهم الدروس التي يمكن استقاؤها من هذه الغزوة المعاهدة التي أبرمت بين المسلمين بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين بني ضمرة بقيادة عمرو الضمري وهي بادرة مهمة؛ إنها بداية التحالفات مع القبائل حول المدينة وتمتين الجانب الأمني وهذا له نتائجه العسكرية المعلومة فإن المعاهدين سيصبحون في صف النبي صلى عليه وسلم أو على الأقل تحييدهم من أن يستفيد منهم العدو ضد المدينة في المستقبل وبالتالي فتح الباب على مصراعية في التفكير بالإسلام بسبب توطيد العلاقات وبخاصة أن تعامل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه سيؤثر على المعاهدين وهذا هو الهدف الأساسي من حركة النبي صلى عليه وسلم العسكرية وليس ثمة غرض دنيوي. وسيكوّن هؤلاء –المعاهدين – شبكة علاقات عامة مع جيرانهم مما يمهد أرضية للإسلام جديدة.
--------------------------------------------------------------------------------
مكانان بين مكة والمدينة بينهما وبين رابغ مما يلي المدينة تسعة وعشرون ميلا. -[1]
[2]-مراجع الغزوة: السيرة النبوية والرحيق المختوم و المكتفى و الاكتفاء والتحفة اللطيفة و التراتيب الإدارية. بتصرف وتنسيق وانتقاء.(/)
الشيخ عبدالله الجهني إمام التراويح بمسجد الشيخ بن باز بمكة
ـ[إمداد]ــــــــ[23 Oct 2004, 07:17 ص]ـ
فضيلة الشيخ عبد الله بن عواد الجهني إمام المسجد النبوي سابقا يؤم المصلين في صلاة التراويح بجامع الشيخ بن باز بالششة بمكة المكرمة(/)
رمضانيات (7، 8، 9)
ـ[د. محمد مشرح]ــــــــ[24 Oct 2004, 02:26 ص]ـ
رمضان وتأسيس التنوير الإسلامي - د. محمد عمارة *
7
في القرآن الكريم، يأتي تعريف شهر رمضان بأنه (الذي أنزل فيه القرآن) .. وليس بأنه "شهر الصيام" .. بل إن السبب في اختيار هذا الشهر ـ وهو ليس من الأشهر الحرم ـ ليكون ميقاتا لهذا الركن من أركان الإسلام ـ فريضة الصيام ـ هو نزول القرآن الكريم فيه .. فكأنه الاحتفال الديني ـ الجماعي ـ باللحظة التي نزل فيها الروح الأمين ـ جبريل عليه السلام ـ على قلب نبي الإسلام ورسوله، صلى الله عليه وسلم، ببواكير الوحي والتنزيل (اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم. الذي علم بالقلم. علم الإنسان مالم يعلم.)
وإذا كان الوحي إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قد تمثل في "النور .. والصوت" .. "لقد رأيت نورا، وسمعت صوتا .. " فلقد كان هذا "النور" هو حامل القرآن الكريم، رسالة السماء إلى الأرض، وجماع الدين والدنيا، وديوان العقيدة والشريعة والقيم والأخلاق والأمة والدولة والحضارة، الذي أتم الله به دينه الواحد، واكتملت فيه مكارم الأخلاق .. (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولايريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ماهداكم ولعلكم تشكرون). ولقد كان انبثاق "النور ـ الملائكي" بهذا "النور ـ القرآني" في الليلة المباركة من هذا الشهر العظيم .. ليلة القدر والشرف والعظمة .. وفي لحظة مطلع الفجر منها على وجه التحديد (حم. والكتاب المبين. إنا أنزلناه في ليلة مباركة، إنا كنا منذرين. فيها يفرق كل أمر حكيم. أمراً من عندنا إنا كنا مرسلين. رحمة من ربك، إنه هو السميع العليم) بل لقد أفرد القرآن الكريم لميقات هذا الميلاد .. ميلاد النور القرآني، في هذه الليلة من شهر رمضان، سورة تحدثت عن قدرها وشرفها وعظمتها ـ بل وحملت اسم هذا القدر وهذه العظمة ـ (إنا أنزلناه في ليلة القدر. وما أدراك ماليلة القدر. ليلة القدر خير من ألف شهر. تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر. سلام هي حتى مطلع الفجر).
* نور من الله:
وإذا كان الله، سبحانه وتعالى، بنص القرآن الكريم، هو (نور السموات والأرض). وإذا كان هذا التنزيل ـ الذي بدأ نزوله في رمضان ـ هو أيضا نور من الله (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم، فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون) (فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا، والله بما تعملون خبير) (يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا).
إذا كان الرسول، الذي أوحي إليه هذا النور، قد غدا ـ بتلقي هذا النور ـ نورا (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا. وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا) (يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير، قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين) ..
إذا كان "النور" الملائكي، قد حمل "النور" القرآني، إلى الرسول، الذي غدا ـ لذلك ـ "نورا وسراجا منيرا" .. فإن هذه الثمرة التي تمثلت في الوحي والنبوة والرسالة قد تجسدت في هذا الدين ـ الإسلام ـ الذي أصبح ـ كذلك .. ولذلك ـ "نورا وتنويرا" .. نورا يهدي به الله من اتبع رضوانه، وتنويرا إلهيا لكل من يستنير بنوره، فيخرج من الظلمات إلى النور: (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي، فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لاانفصام لها، والله سميع عليم. الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات، أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون. ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر، والله لايهدي القوم الظالمين. أو كالذي مر على قرية وهي
(يُتْبَعُ)
(/)
خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت، قال لبثت يوما أو بعض يوم، قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما، فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير. وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا، واعلم أن الله عزيز حكيم) (أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله، أولئك في ضلال مبين)
فالله سبحانه وتعالى، الذي هو نور السموات والأرض، قد أوحى بالنور القرآني، فحمله النور الملائكي، إلى النور النبوي والرسالي، فكانت الثمرة هي النور الإسلامي، الذي يخرج المستنيرين به من الظلمات إلى النور.
والناظرون المتدبرون لهذه الآيات القرانية ـ التي أوردناها ـ شاهدا على هذا "التنوير الإسلامي" والتي تحدثت عن "نورالإسلام" سيجدون فيها مبادىء وقواعد وسمات وقسمات لهذا التنوير الإسلامي المبثوثة ملامحه في آيات القرآن الكريم .. سيجدون في هذه الآيات:
1 - تحرير الإرادة والضمير من العبودية لكل الطواغيت، بإفراد الله، سبحانه وتعالى، بالعبودية ـ وفي ذلك قمة التحرير للإنسان.
2 - واعتبار القرآن ـ أي "النقل" ـ والدين والشرع نورا للبصر والبصيرة ـ أي "للعقل " الإنساني ـ الأمر الذي ينفي التناقض بينهما .. حتى لا يصبح غناء ولا استغناء لأحدهما عن الآخر.
3 - والاستدلال والبرهنة والاعتبار على الحقائق الإيمانية والعقائد الدينية بالآيات الكونية المبثوثة في الآفاق ـ الشروق والغروب ـ وبآيات الأنفس ـ الخلق والإحياء والإماتة والبعث ـ وليس بآيات النقل والغيبيات.
4 - والحوار ـ حتى مع الله ـ وذلك طلبا لليقين الديني الذي يطمئن به وإليه القلب، وذلك بواسطة التجربة الحسية ـ كما في حوار الخليل إبراهيم الخليل، عليه السلام، مع الله.
نعم، من هذه الآيات ـ وهي مجرد شاهد ـ يمكن للمتدبر أن يستخلص هذه القواعد للتنوير الإسلامي .. المحرر للضمير والإرادة .. والمؤاخى بين العقل والنقل .. والجاعل من الآيات الكونية والتجربة الحسية الطريق إلى اليقين الديني.
ولهذه الحقيقة من حقائق امتياز وتميز "التنوير الإسلامي" بالتوازن الجامع بين أنوار الشرع وأنوار العقل ـ كانت الوسطية الإسلامية، التي رفضت ـ منذ قرون ـ غلو الإفراط، الذي وقف أهله عند ظواهر النصوص والمأثورات، متنكرين للعقل والعقلانية ـ والذين مثلوا في ثقافتنا تيار الجمود والتقليد ـ كما رفضت هذه الوسطية، كذلك، غلو التفريط، الذي توهم أصحابه تناقض المعقول مع المنقول، فانحازوا للعقل وحده دون النصوص والمأثورات.
ووجدنا حجة الإسلام الغزالي "450 ـ 505 هـ 1058 ـ 1111م" يعبر عن هذه الوسطية الإسلامية الجامعة، وهذا "التنوير الإسلامي" ـ الرافض لغلوى الإفراط والتفريط ـ والذي يجمع بين نوري الشرع والعقل، اللذين هما نور على نور: وجدنا الغزالي يعبر عن هذا "التنوير الإسلامي"، فيقول: "إن أهل السنة قد تحققوا أن لامعاندة بين الشرع المنقول والحق المعقول، وعرفوا أن من ظن وجود الجمود على التقليد، واتباع الظواهر، ما أتوا به إلا من ضعف العقول وقلة البصائر. وأن من تغلغل في تصرف العقل حتى صادموا به قواطع الشرع، ما أتوا به إلا من خبث الضمائر. فميل أولئك إلى التفريط، وميل هؤلاء إلى الإفراط، وكلاهما بعيد عن الحزم والاحتياط، فمثال العقل البصر السليم من الآفات والآذاء، ومثال القرآن: الشمس المنتشرة الضياء، فأخلق بأن يكون طالب الاهتداء المستغنى إذا استغنى بأحدهما عن الآخر في غمار الأغبياء. فالمعرض عن العقل، مكتفيا بنور القرآن، مثاله: المتعرض لنور الشمس مغمضاً للأجفان، فلا فرق بينه وبين العميان. فالعقل مع الشرع نور على نور".
فبهذا "التنوير ـ الإسلامي" ـ المؤمن بالعقل والنقل ـ والجامع بين نورهما جميعا ـ صنعت الأمة الإسلامية حضارتها، المتميزة بين الحضارات، التي ـ لذلك التميز ـ تدينت فيها الفلسفة، كما تفلسف الدين! .. وغدا "العقل" ـ فيها: الأفق الذي يشرق فيه "الإيمان".
8
* خيارات النهضة:
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن أمتنا قد أتى عليها حين من الدهر، غابت عن حياتها الفكرية هذه الموازنة بين العقل والنقل، بين البرهان والشرع، بين آيات الله في كتاب الكون المنظور وآياته في كتاب الوحي المسطور، فركنت الأمة إلى ظواهر النصوص، وجمدت عند حرفية المأثورات، واسترابت في أنوار العقل العقلانية.
فلما كان وتحسست أمتنا ـ في عصرنا الحديث ـ طريقها إلى اليقظة والنهضة والإحياء والتجديد ـ وكانت قد حدثت صلات بينها وبين الحضارة الغربية الناهضة ـ وجدت نفسها أمام خيارين في النهضة، ونموذجين للتنوير:
أ ـ التنوير الغربي ـ الوضعى، وأحيانا المادي ـ الذي أقام قطيعة معرفية مع الموروث الديني، وذلك عندما أحل فلاسفته العقل والعلم والفلسفة محل الله والكنيسة واللاهوت، وأعلنوا أنه لاسلطان على العقل إلا للعقل وحده، وجاهروا بأن استخدام المصطلحات الدينية لايعني التخلي عن هذه القطيعة المعرفية مع الدين. "فبعد أن كان المسيحي حريصا على طاعة الله وكتابه، لم يعد الإنسان يخضع إلا لعقله، فأيديولوجية التنوير قد أقامت القطيعة الابستمولوجية "المعرفية" الكبرى التي تفصل بين عصرين من الروح البشرية: عصر الخلاصة اللاهوتية للقديس توما الأكويني، وعصر الموسوعة لفلاسفة التنوير، فمنذ الآن فصاعدا راح الأمل بمملكة الله ينزاح لكي يخلي المكان لتقدم عصر العقل وهيمنته. وهكذا راح نظام النعمة الإلهية ينمحي ويتلاشى أمام نظام الطبيعة، لقد أصبح الإنسان وحده مقياسا للإنسان، وأصبح حكم الله خاضعا لحكم الوعي البشري، الذي يطلق الحكم الأخير باسم الحرية، ويمكن للمعجم اللاهوتي القديم أن يستمر، ولكنه لم يعد يوهم أحدا، فنفس الكلمات لم يعد لها نفس المعاني" (أميل بولا "نقلا عن هاشم صالح")
وجدت أمتنا ـ وهي تتحسس طريقها لليقظة والنهوض ـ نفسها أمام هذا الخيال للتنوير الغربي ـ الوضعي، العلماني ـ الذي يقيم قطيعة معرفية مع الدين، ويفرغ مصطلحات المعجم الديني ـ إذا هو استخدمها ـ مما لها من مضامين!
ب ـ وبين "التنوير الإسلامي" ـ الجامع بين الشرع والعقل، بين الحكمة والشريعة، بين آيات الله المنزلة وآياته المبثوثة في الأنفس والآفاق.
لقد اختارت مدرسة الإحياء والتجديد التي تبلورت من حول موقظ الشرق وفيلسوف الإسلام جمال الدين الأفغاني "1254 ـ 1314 هـ 1838 ـ 1897م" اختارت لأمتنا هذا الطريق، طريق الاستنارة والتنوير بالإسلام، وليس بالقطيعة المعرفية مع الإسلام. فهي قد رفضت غلو الجمود والتقليد، حتى ولو كان أصحابه قد امتازوا بتنقية العقيدة من البدع والإضافات والخرافات، لأنهم بمعاداة العقلانية الإسلامية لم يتجاوزوا مواقع التقليد، الذي جنى على حضارتنا العربية الإسلامية "فهذا الدين يطالب المتدينين أن يأخذوا بالبرهان في أصول دينهم، وكلما خاطب خاطب العقل، وكلما حاكم حاكم إلى العقل، تنطق نصوصه بأن السعادة من نتائج العقل والبصيرة، وأن الشقاء والضلالة من لواحق الغفلة وإهمال العقل وانطفاء نور البصيرة، فالعقل مشرق الإيمان، ومن تحول عنه فقد دابر الإيمان".
وفي نفس الوقت، رفضت هذه المدرسة الإحيائية التجديدية عقلانية التنوير الغربي، تلك التي تأسست على النزعة الوضعية والمادية، فوجهت شديد النقد لفلاسفة التنوير الغربي ـ من مثل فولتير "1964 ـ 1778م" ورسو "1712 ـ 1778م" ـ وقالت عن هذا التنوير: إنه قد بعث مذهب اللذة، والدهرية وبعبارة الأفغاني: فلقد ظهر وولتير وروسو، يزعمان حماية العدل ومغالبة الظلم، والقيام بإنارة الأفكار وهداية العقول، فنبشا قبر "أبيقور" الكلبي "341 ـ 270 ق. م" وأحييا مايلي من عظام الدهريين، ونبذا كل تكليف ديني، وغرسا بذور الإباحية والاشتراك، وزعما أن الآداب الإلهية جعليات خرافية، كما زعما أن الأديان مخترعات أحدثها نقص العقل الإنساني، وجهر كلاهما بإنكار الألوهية، ورفع كل عقيرته بالتشنيع على الأنبياء، فأخذت هذه الأباطيل من نفوس الفرنساويين، فنبذوا الديانة العيسوية، وفتحوا على أنفسهم أبواب الشريعة المقدسة ـ في زعمهم ـ شريعة الطبيعة، ولقد بذل نابليون الأول جهده في إعادة الديانة المسيحية إلى ذلك الشعب، استدراكا لشأنه، لكنه لم يستطع محو آثار تلك الأضاليل".
(يُتْبَعُ)
(/)
ذلك هو رأي مدرسة التجديد الإسلامي في فلاسفة الأنوار الغربيين وفي تنويرهم المادي العلماني. ثم هي قد وجهت شديد النقد للمقلدين ـ من مثقفينا ـ لهذا التنوير الغربي، فالمقلدون لتمدن الأمم الأخرى ـ كما يقول الأفغاني: "ليسوا أرباب تلك العلوم التي ينقلونها، وإنما هم حملة، نقلة! لايراعون فيها النسبة بينها وبين مشارب الأمة وطباعها، وهم ربما لايقصدون إلا خيراً، إن كانوا من المخلصين! لكنهم يوسعون بذلك الخروق حتى تعود أبوابا، لتداخل الأجانب فيهم، فيذهبون بأمتهم إلى الفناء والاضمحلال، وبئس المصير"!
بل إن الاستعارة والتقليد للنموذج الأجنبي ـ إذا كان الأجنبي غازيا مستعمرا ـ قد تتحول إلى ثغرات اختراق للأمن الوطني والقومي والحضاري "فمتى طرق الأجانب أرضا لأية أمة، ترى هؤلاء المتعلمين المقلدين فيها أول من يقبلون عليهم ويعرضون أنفسهم لخدمتهم، كأنما هم منهم، ويعدون الغلبة الأجنبية في بلادهم أعظم بركة عليهم، ولقد علمتنا التجارب أن المقلدين من كل أمة، المنتحلين أطوار غيرها، يكونون فيها منافذ لتطرق الأعداء إليها، وطلائع لجيوش الغالبين وأرباب الغارات، يمهدون لهم السبيل، ويفتحون الأبواب، ثم يثبتون أقدامهم".
وبعد النقد والنقض والرفض لفلسفة الأنوار الغربية، والإدانة لتقليدها واستعارتها سبيلا لنهضتنا قدمت مدرسة الإحياء والتجديد المذهب الإسلامي في النهضة، المستنير بالتنوير الإسلامي، بديلا عن غلوى الإفراط والتفريط ـ جمود المتنكرين للعقل والمنكرين للعقلانية، وأنصار التأليه للعقل، الذين استبدلوه بالدين.
9
* الإسلام وحافز النهوض:
فالإسلام هو الحافز على النهوض وليس عقبة في سبيله، ذلك "أن الدين قد أكسب عقول البشر ثلاث عقائد، وأودع نفوسهم ثلاث خصال، كل منها ركن لوجود الأمم وعماد لبناء هيئتها الاجتماعية وأساس محكم لمدنيتها، وفي كل منها سائق يحث الشعوب والقبائل على التقدم لغايات الكمال والرقي إلى ذرى السعادة:
العقيدة الأولى: التصديق بأن الإنسان ملك أرضي، وهو أشرف المخلوقات.
والثانية: يقين كل ذي دين بأن أمته أشرف الأمم.
والثالثة: جزمه بأن الإنسان إنما ورد هذه الحياة الدنيا لاستحصال كمال يهيئه للعروج إلى عالم أرفع وأوسع من هذا العالم الدنيوي".
فعقائد الدين هي الحافز على التقدم والنهوض والتدافع والتسابق والارتقاء.
وهذا التقدم، الذي يحث عليه الدين ـ بسبب من توازنه وموازنته بين غرائز وملكات ومكونات الإنسان ـ هو وحده الكافل تحقيق السعادة لهذا الإنسان "فلم تبق ريبة أن الدين هو السبب المفرد لسعادة الإنسان السعادة التامة، يذهب بمعتقديه في جواد الكمال الصوري والمعنوي، ويصعد بهم إلى ذروة الفضل الظاهري والباطني، ويرفع أعلام المدنية لطلابها، بل يفيض على التمدن من ديم الكمال العقلي والنفسي مايظفرهم بسعادة الدارين".
وإذا كانت الأمة العربية قد نهضت وعزت وسادت ـ قديما ـ بالتنوير الإسلامي، فإنه وحده، دون سواه، السبيل إلى إصلاح الخلل الحضاري الذي طرأ على مسيرتها. "أرسل فكرك إلى نشأة الأمة التي خملت بعد نباهة، واطلب أسباب نهوضها الأولى، إنه دين قويم الأصول، محكم القواعد، شامل لأنواع الحكم، باعث على الألفة، داع إلى المحبة، مزك للنفوس، مطهر للقلوب من أدران الخسائس، منور للعقول بإشراق الحق من مطالع قضاياه، كافل لكل مايحتاج إليه الإنسان من مباني الاجتماعات البشرية، وحافظ وجودها، ويتأدى بمعتقديه إلى جميع فروع المدنية، فإن كانت هذه شرعة تلك الأمة، ولها وردت وعنها صدرت، فما تراه من عارض خللها، وهبوط عن مكانتها، إنما يكون من طرح تلك الأصول ونبذها ظهريا، فعلاجها الناجع إنما يكون برجوعها إلى قواعد دينها، والأخذ بأحكامه على ماكان في بدايته".
وحتى بمنطق "المنفعة، والمصلحة، والجدوى، وفعالية النهضة، وسرعة الإقلاع الحضاري"، فإن طريق التنوير الإسلامي أقرب وأفعل ـ لأنه الموروث، والمألوف، والحاضر، من ذلك "التنوير الغربي" الغريب والذي يستريب منه الجمهور.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا كانت أمتنا قد جربت ـ عبر القرنين الماضيين ـ كل تجليات التنوير الغربي ـ من الليبرالية الرأسمالية، إلى الشمولية الشيوعية، إلى القومية الشيفونية، إلى الأخلاط التي اصطنعت المزج بين هذه التجليات ـ فإننا مدعوون إلى تأمل هذا الذي بشرت به مدرسة الإحياء الإسلامي ـ قبل هذه التجارب الفاشلة ـ من "أن جراثيم الدين متأصلة في النفوس، والقلوب مطمئنة إليه، وفي زواياها نور خفي من محبته، فلا يحتاج القائم بإحياء الأمة إلا إلى نفخة واحدة يسري نفسها في جميع الأرواح لأقرب وقت، فإذا قاموا، وجعلو أصول دينهم الحقة نصب أعينهم، فلا يعجزهم أن يبلغوا في سيرهم منتهى الكمال الإنساني".
بل لقد بلغ الاعتقاد ـ عند مدرسة الإحياء والتجديد ـ بأن التنوير الإسلامي هو السبيل المفرد والطريق الأوحد لنهوض هذه الأمة، بلغ هذا الاعتقاد حد اليقين، فقال الأفغاني "ومن طلب إصلاح أمة شأنها ماذكرنا بوسيلة سوى هذه، فقد ركب بها شططا، وجعل النهاية بداية، وانعكست التربية، وانعكس فيها نظام الوجود، فينعكس عليه القصد، ولايزيد الأمة إلا نحسا، ولايكسبها إلا تعسا"!
فهل كان الرجل يقرأ الحال الذي وصلنا إليه، بعد التجارب الفاشلة التي انزلقنا إليها?
إنه يواصل حديثه ـ متعجبا من هؤلاء الذين سلكوا كل الطرق، سوى طريق التنوير الإسلامي، والنهوض بالإسلام ـ فيقول: "ومن يعجب من قولي: إن الأصول الدينية الحقة تنشىء للأمم قوة الاتحاد، وائتلاف الشمل، وتفضيل الشرف على لذة الحياة، وتبعثها على اقتناء الفضائل، وتوسيع دائرة المعارف، وتنتهي بها إلى أقصى غاية في المدنية ـ فإن عجبي من عجبه أشد! ودونك تاريخ الأمة العربية، وما كانت عليه قبل الإسلام من الهمجية، حتى جاءها الدين فوحدها، وقواها، ونور عقلها، وقوم أخلاقها وسدد أحكامها، فسادت على العالم"!
فهو طريق التنويرالإسلامي، السبيل الطبيعي ـ والوحيد ـ لنهوض هذه الأمة، ولاطريق سواه.
إن اختلاف المناهج، ومن ثم الحضارات، سنة من سنن الله التي لاتبديل لها ولاتحويل، ولقد اختار الله سبحانه وتعالى لهذه الأمة هذا المنهاج في النهضة والإحياء والتجديد، وذلك منذ اللحظة التاريخية والقدسية التي انفرجت فيها السماء عن "النور الملائكي" الحامل لوحي "النور القرآني" إلى "النورالنبوي"، والذي اكتمل في "نورالإسلام"، فمنذ هذه اللحظة القدسية، في مطلع فجر الليلة المباركة ـ ليلة القدر ـ من رمضان سنة 13 ق. هـ سنة 610م كان ميلاد "التنوير الإسلامي" الذي يستنير به كل المستنيرين بنور الإسلام.
___________________
* الكاتب مفكر إسلامي مصري، والموضوع نقلا عن موقع الوحدة الإسلامية.(/)
جديد مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع والكتاب المستعمل ...
ـ[مكتبة دار المنهاج]ــــــــ[24 Oct 2004, 06:51 ص]ـ
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله أما بعد.
فيسر مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع والكتاب المستعمل
أن تزف لطلاب العلم البشرى وهي نزول باكورة إصدارتها العلمية القيمة وبأ قيام مخفضة.
منها:
1. الحديث الضعيف وحكم الاحتجاج به تأليف فضيلة الشيخ د. عبد الكريم بن عبد الله الخضير طبعة جديدة ومنقحة.
2. كتاب التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة للقرطبي تحقيق د. الصادق بن محمد بن إبراهيم. 3 مجلد.
3. وكل بدعة ضلالة تأليف محمد المنتصر الريسوني رحمه الله. قدم له فضيلة الشيخ د. عبد الرحمن بن صالح المحمود. خرج أحاديثه وعلق عليه عبد الرحمن الجميزي.
4. أحكام الأدوية في الشريعة الإسلامية تأليف د. حسن بن أحمد حسن المكي. تقديم. فضيلة الشيخ د. محمد بن ناصر السحيباني.
5. الأحكام المترتبة على الفسق في الفقه الإسلامي تأليف. فوفانا آدم. 2 مجلد.
6. الاقتباس أنواعه وأحكامه دراسة شرعية بلاغية في الاقتباس من القرآن والحديث. صنعة د. عبد المحسن بن عبد العزيز العسكر.
وهذه الإصدارت جميعها نزلت بتجليد فاخر جدا وآخر بتجليد جيد وكل له قيمته.
المركز الرئيسي الرياض طريق الملك فهد شمال الجوازات هاتف: 096614065553 فاكس: 096614083698 ص. ب 51929 – الرياض 11553
الفروع
1. طريق خالد بن الوليد (أنكاس) مجمع السدحان هاتف 0096612322095 2. فرع طريق الأمير عبد الله مجمع العثيم هاتف 0096612631622 3. مكة – الشامية – نزلة الحرم هاتف 0096625730980
البريد الإلكتروني m_dar_almnhag@islamway.net(/)
مع أعظم إنسان (رمضانيات 10)
ـ[د. محمد مشرح]ــــــــ[25 Oct 2004, 11:02 ص]ـ
10 غزوة بواط [1]
مقدمة: كانت ضمن التحركات العسكرية التي وقعت بين رمضان سنة 1هـ ورمضان 2هـ
الهدف من الغزوة: اعتراض قافلة لقريش
زمانها تحديدا: ربيع الأول سنة2هـ
المكان: جبلان لجهينة بين المدينة والشام.
قوة الطرفين:
المسلمون: 200
المشركون:100
القيادة العامة:
المسلمون: النبي صلى الله عليه وسلم
المشركون: أمية بن خلف
حاملوا اللواء:
المسلمون: سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
المشركون: ـــــــ
وقائع المعركة:لم يحدث قتال حيث فاتت القافلة.
دروس من الغزوة:
1 - يقظة المسلمين بتتبع أنفاس المشركين وتحركاتهم.
2 - لقد فاتت القافلة، لكن الأهم من هذا إنزال الرعب في عدو متربص أذاق المسلمين الأمرين ... فقد أضحى غير آمن على مصدر قوته وقوت من يعول بل على نفسه جزاء وفاقا.
--------------------------------------------------------------------------------
[1]-مراجع الغزوة:جامع السير، يسري السيد محمد ص 60 وغيرها من مراجع السيرة.(/)
" يوم القدس العالمى على الانترنت "
ـ[ hedaya] ــــــــ[27 Oct 2004, 12:12 ص]ـ
http://www.al-multaqa.net/u/Qudsday_yehya.jpg
لأنه الأقصى، ولأنها القدس الشريف، الأرض التي بارك الله فيها وفيما حولها، وجعل الحياة فيها رباطا إلى يوم الدين. لأنه أولى القبلتين، وثاني المسجدين، ومسرى سيد الثقلين صلى الله عليه وسلم. الذي يئن تحت نير الاحتلال، .. لكل من افتخر بنسبه للفاروق و صلاح الدين، يرسل صرخات دامية آن لي ان أعود طاهرا كما أراد لي الله أن أكون ...
ولأجل ذلك كان حتما علينا أن ندافع عن القدس بكل الوسائل و الإمكانيات، لنعيد لها الطهر الذي دنس. الأقصى يا أمتي مهدد بالهدم والضياع و نحن نائمون غائبون أوعز في الأمة الرجال؟؟؟، أم ماتت النخوة؟؟ .. أغلبت علينا شهواتنا أم باتت الدنيا أحب الينا من دماء شهدائنا؟؟؟.
وحفاظا منا على جهاد الشعب الفلسطيني، كان لزاما علينا أن ندعمه بكل ما أوتينا من عزم، كل منا في المجال الذي يقدر عليه، وفي المكان الذي يستطيع التحرك فيه. ومن هنا جاءت فكرة يوم القدس العالمي على الانترنت لتكون انتفاضة لرواد الشبكة من كل قطر في العالم، لنقول بصوت واحد لا لكل المؤامرات التي تستهدف المسجد الأقصى والشعب الفلسطيني .. أمتنا حية تستعيد عافيتها و ستنهض مسرعه لتلتف حول فلسطين.
لذا يسرنا عبر موقعى
الملتقى< a href="http://www.al-multaqa.net" target="_blank">www.al-multaqa.net</a>
وحماسنا < a href="http://www.hamasna.com" target="_blank">www.hamasna.com</a>
أن ندعوكم لحضور يوم القدس العالمى على الانترنت يوم 17 رمضان (يوم ذكرى بدر)
بغرفة
Saraya Al-Da3wah q__I_II
نطاق: الشرق الاوسط على البالتوك ..
بحضور لفيف من العلماء والشخصيات المعروفة فى تمام الساعة التاسعة والنصف مساءا بتوقيت مكة المكرمة ..
من أجل الأقصى .. و من أجل فلسطين ..
من أجل دموع الثكالى و الأرامل و اليتامى ..
من أجل حقول و زروع أحرقت، و بيوت دمرت ..
سنلتقي لنكون معا مع فلسطين و مجاهدي فلسطين لنمد لهم يد العون، علنا نعذر من الله تعالى،
نمضي في ذكرى بدر الأولى نعلنها أننا للأقصى حتى يتحرر في بدر الثانية، و لسان حالنا رسالة أقصانا متأوها ..
يا أيها الملك الذي ...... لمعالم الصلبان نكس
جاءت إليك ملامة ..... تشكو من البيت المقدس
كل المساجد طهرت ... وأنا على شرفي أدنس
فكونوا معنا في لقائنا بيوم القدس .. مع طائفه من علمائنا الأفاضل و بكم و بتواجدكم ننعم بهدف اللقاء ..
وليكن شعارنا اليوم
(سنبعث في كل جيل صلاحا، سنربي أبناءنا ليكونوا الفاروق)(/)
اسئله عن الصحابه
ـ[الهام]ــــــــ[28 Oct 2004, 01:58 م]ـ
بسم الحق
1: من اول من لقب بخليفه
2:من هو الصحابي المعتدي عليه مع عايشه في حادثه افک
3:من هو الصحابي لو اقسم علي الله لابره
4: من الذي اطلق عليه ترجمان القران وکان ابن عم الرسول وقال عنه النبي اللهم علمه بالتاويل
5: من هو الصحابي الذي اذا کان النبي يراه يقول له مرحبا بالطيب المطيب
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[28 Oct 2004, 04:53 م]ـ
اول من لقب بخليفه عمربن الخطاب.
الصحابي المعتدى عليه مع عائشة في حادثه الإفك هو صفوان بن المعطل السلمي.
الذي أطلق عليه ترجمان القران هو عبد الله بن عباس.
الصحابي الذي لوأقسم على الله لأبره هو البراء بن مالك.
ويبدو أن هذه الأسئلة من إحدى المسابقات الرمضانية والتي انتشرت بحمد الله تعالى وفق الله القائمين عليها لكل خير.(/)
افتتاح موقع جديد لخدمة السنة
ـ[العدوي]ــــــــ[29 Oct 2004, 02:15 م]ـ
إخواني الكرام وفقهم الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تم افتتاح موقع شركة أفق للبرمجيات لخدمة السنة النبوية المطهرة، ويهدف الموقع إلى عرض برنامج جوامع الكلم وهو الإنجاز الأول للشركة، والذي يعد أضخم برنامج يجمع السنة من 1082 مصدرًا
منها 341 مخطوطًا حديثيًا يحقق لأول مرة، مع خدمات حديثية متكاملة، وغير مسبوقة في تصميم بديع وسهل.
وبالموقع خدمات أخرى كثيرة لطلاب العلم، فنسأل الله تعالى أن يكون هذا الموقع من دروع الدفاع عن السنة
ويسر شركة أفق دعوتكم لزيارة موقعها، والمشاركة، وتقديم ما ترونه من ملاحظات نافعة بإذن الله تعالى، يسر الله تعالى الأمور، وأعاننا على البر والتقوى.
رابط الموقع
http://www.offok.com(/)
ندعوكم لحضور محاضرة يوم الأحد ((مفاتيح النصر - أصول وآداب))
ـ[موقع بوابة العلم]ــــــــ[30 Oct 2004, 06:38 ص]ـ
http://www.al3lm.ae/mb/kb_article.php?s_keyword=&s_using=2&s_type[]=16&kb_articlesPageSize=100&article_id=390
ـ[تركي عايض]ــــــــ[06 Nov 2004, 05:22 م]ـ
جزاك الله خيرا(/)
مع أعظم إنسان (رمضانيات17)
ـ[د. محمد مشرح]ــــــــ[01 Nov 2004, 07:29 م]ـ
سببها المباشر:
(قال ابن اسحاق ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع بأبي سفيان بن حرب مقبلا من الشام في عير لقريش عظيمة فيها أموال لقريش وتجارة من تجاراتهم وفيها ثلاثون رجلا من قريش أو أربعون منهم مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة وعمرو بن العاص بن وائل بن هشام قال ابن هشام ويقال عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم سماعة صلى الله عليه وسلم بأبي سفيان وندب المسلمين للتجارة التي معه قال ابن اسحاق فحدثني محمد بن مسلم الزهري وعاصم ابن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر ويزيد بن رومان عن عروة ابن الزبير وغيرهم من علمائنا عن ابن عباس كل قد حدثني بعض هذا الحديث فاجتمع حديثهم فيما سقته من حديث بدر قالوا لما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي سفيان مقبلا من الشام ندب المسلمين إليهم وقال هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا إليها لعل الله ينفلكموها فانتدب الناس فخف بعضهم وثقل بعضهم وذلك أنهم لم يظنوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقى حربا وكان أبو سفيان حين دنا من الحجار يتحسس الأخبار ويسأل من لقي من الركبان تخوفا على امر الناس حتى أصاب خبرا من بعض الركبان أن محمدا قد استنفر أصحابه لك ولعيرك فحذر عند ذلك فاستأجر ضمضم بن عمرو الغفاري فبعثه الى مكة وأمره أن يأتي قريشا فيستنفرهم الى أموالهم ويخبرهم أن محمدا قد عرض لها في اصحابه فخرج ضمضم بن عمرو سريعا الى مكة
رؤيا عاتكة بنت عبد المطلب
قال ابن اسحاق فأخبرني من لا أتهم عن عكرمة عن ابن عباس ويزيد بن رومان عن عروة ابن الزبير قالا وقد رأت عاتكة بنت عبد المطلب قبل قدوم ضمضم مكة بثلاث ليال رؤيا أفزعتها فبعث الى أخيها العباس بن عبد المطلب فقالت له يا أخي والله لقد رأيت الليلة رؤيا أفظعتني وتخوفت أن يدخل على قومك منها شر ومصيبة فاكتم عني ما أحدثك به فقال لها وما رأيت قالت رأيت راكبا أقبل على بعير له حتى وقف بالأبطح ثم صرخ بأعلى صوته ألا انفروا يا لغدر لمصارعكم في ثلاث فأرى الناس اجتمعوا إليه ثم دخل المسجد والناس يتبعونه فبينما هم حوله مثل به بعيره على ظهر الكعبة صرخ بمثلها ألا أنفروا يالغدر لمصارعكم في ثلاث ثم مثل به بعيره على رأس أبي قبيس فصرخ بمثلها ثم اخذ صخرة فأرسلها فأقبلت تهوي حتى إذا كانت بأسفل الجبل أرفضت فما بقي بيت من بيوت مكة ولا دار إلا دخلتها منها فلقة قال العباس والله إن هذه لرؤيا وأنت فاكتميها ولا تذكريها لأحد.
انتشار حديث الرؤيا في قريش
ثم خرج العباس فلقي الوليد ابن عتبة بن ربيعة وكان له صديقا فذكرها له واستكتمه إياها فذكرها الوليد لأبيه عتبة ففشا الحديث بمكة حتى تحدثت به قريش في أنديتها قال العباس فغدوت لأطوف بالبيت وابو جهل بن هشام في رهط من قريش قعود يتحدثون برؤيا عاتكة فلما رآني أبو جهل قال يا ابا الفضل إذا فرغت من طوافك فأقبل إلينا فلما فرغت أقبلت حتى جلست معهم فقال لي ابو جهل يا بني عبد المطلب متى حدثت فيكم هذه النبية قال قلت وما ذاك قال تلك الرؤيا التي رأت عاتكة قال فقلت وما رأت قال يا بني عبد المطلب أما رضيتم ان يتنبأ رجالكم حتى تتنبأ نساؤكم قد زعمت عاتكة في رؤيا أنه قال انفروا في ثلاث فسنتربص بكم هذه الثلاث فإن يك حقا ما تقول فسيكون إن تمض الثلاث ولم يكن من ذلك شيء نكتب عليكم كتابا أنكم أكذب أهل بيت في العرب قال العباس فوالله ما كان مني إليه كبير إلا أني جحدت ذلك وأنكرت أن تكون رأت شيئا قال ثم تفرقا فلما أمسيت لم تبق امرأة من بن عبد المطلب إلا أتتني فقالت أقررتم لهذا الفاسق الخبيث أن يقع في رجالكم ثم قد تناول النساء وأنت تسمع ثم لم يكن عندك غيرة لشيء مما سمعت! قال قلت قد والله فعلت ما كان مني إليه من كبير وأيم الله لأتعرضن له لأكفينكنه ...(/)
مع أعظم إنسان (رمضانيات 18)
ـ[د. محمد مشرح]ــــــــ[02 Nov 2004, 02:44 ص]ـ
4 - ضمضم الغفاري يستنجد قريشا لأبي سفيان
قال [العباس] فغدوت في اليوم الثلاث من رؤيا عاتكة وأنا حديد مغضب أرى أني قد فاتني منه أمر أحب أن أدركه منه قال فدخلت المسجد فرأيته فوالله إني لأمشي نحوه أتعرضه ليعود لبعض ما قال فأقع به وكان رجلا خفيفا جديد الوجه حديد اللسان حديد النظر قال إذ خرج نحو باب المسجد يشتد قال فقلت في نفسي ما له لعنه الله أكل هذا فرق مني أن أشاتمه قال وإذا هو قد سمع ما لم أسمع صوت ضمضم بن عمرو الغفاري وهو يصرخ ببطن الوادي واقفا على بعيره قد جدع بعيره وحول رحله وشق قيمصه وهو يقول يا معشر قريش اللطيمة اللطيمة أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد في أصحابه لا أرى أن تدركوها الغوث الغوث قال فشغلني عنه وشغله عني ما جاء من الأمر.
5 - قريش تتجهز للخروج
فتجهز [وا] سراعا وقالوا أيظن محمد وأصحابه أن تكون كعير ابن الحضرمي كلا والله ليعلمن غير ذلك فكانوا بين رجلين إما خارج وإما باعث مكانه رجلا وأوعبت قريش فلما يتخلف من اشرافها أحد ... إلا أن ابا لهب بن عبد المطلب تخلف وبعث مكانه العاصي بن هشام بن المغيرة بأربعة آلاف درهم كانت له عليه أفلس بها فاستأجره بها على ان يجزىء عنه بعثه فخرج عنه وتخلف أبو لهب.
6 - أمية بن خلف يحاول التخلف
قال ابن اسحاق وحدثني عبد الله بن أبي نجيح أن أمية بن خلف كان أجمع القعود وكان شيخا جليلا جسيما ثقيلا فأتاه عقبة بن ابي معيط وهو جالس في المسجد بين ظهراني قومه بمجمرة يحملها فيها نار ومجمر حتى وضعها بين يديه ثم قال يا أبا علي استجمر فإنما أنت من النساء قال قبحك الله وقبح ما جئت به قال ثم تجهز فخرج مع الناس.
7 - ما وقع بين قريش وكنانة من الحرب قبل بدر
قال ابن اسحاق ولما فرغوا من جهازهم واجمعوا المسير ذكروا ما كان بينهم وبين بني بكر بن عبد مناة بن كنانة من الحرب فقالوا إنا نخشى أنا يأتونا من خلفنا وكانت الحرب التي كانت بين قريش وبين بني بكر كما حدثني بعض بني عامر بن لؤي عن محمد بن سعيد بن المسيب في ابن لحفص بن الأخيف أحد بني معيص بن عامر بن لؤي خرج يبتغي ضالة له بضجنان وهو غلام حدث في رأسه ذؤابة وعليه حلة له وكان غلاما وضيئا نظيفا فمر بعامر بن يزيد بن عامر بن الملوح أحد بني يعمر بن عوف ابن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة وهو بضجنان وهو سيد بني بكر يؤمئذ فرآه فأعجبه فقال من أنت يا غلام قال انا ابن لحفص بن الأخيف القرشي فلما ولى الغلام قال عامر بن زيد يا بني بكر ولكم في قريش من دم قالوا بلى والله إن لنا فيهم لدماء قال ما كان رجل ليقتل هذا الغلام برجله إلا كان قد استوفى دمه قال فتبعه رجل من بني بكر فقتله بدم كان له في قريش فتكلمت فيه قريش فقال عامر عمر بن يزيد يا معشر قريش قد كانت لنا قبلكم دماء فما شئتم إن شئتم فأدوا علينا ما لنا قبلكم ونؤدي ما لكم قبلنا وإن شئتم فإنما هي الدماء رجل برجل فتجافوا عما لكم قبلنا ونتجافى عما لنا قبلكم فهان ذلك الغلام على هذا الحي من قريش وقالوا صدق رجل برجل فلهوا عنه فلم يطلبوا به قتل مكرز عامر بن الملوح قال فبينما اخوه مكرز بن حفص بن الأخيف يسير بمر الظهران إذ نظر الى عامر بن يزيد ابن الملوح على جمل له فلما رآه أقبل إليه حتى أناخ به وعامر متوشح سيفه فعلاه مكرز بسيفه حتى قتله ثم خاض بطنه بسيفه ثم أتى به مكة قعلقه من الليل بأستار الكعبة فلما اصبحت قريش رأوا سيف عامر بن يزيد بن عامر معلقا بأستار الكعبة فعرفوه فقالوا إن هذا لسيف عامر بن يزيد عدا عليه مكرز بن حفص فقتله فكان ذلك من أمرهم فبينما هم في ذلك من حربهم حجز الإسلام بين الناس فتشاغلوا به حتى أجمعت قريش المسير الى بدر فذكروا الذي بينهم وبين بني بكر فخافوهم.
8 - ما قاله مكرز شعرا في قتله عامرا
وقال مكرز بن حفص في قتله عامرا:
لما رأيت انه هو عامر تذكرت أشلاء الحبيب الملحب وقلت لنفسي إنه هو عامر فلا ترهبيه وانظري أي مركب وأيقنت أني إن أجلله ضربة متى ماأصبه بالفرافر يعطب خفضت له جأشي وألقيت كلكلي
على بطل شاكي السلاح مجرب
ولم أك لما التف روعي وروعه
عصارة هجن من نساء ولا أب
حللت به وتري ولم أنس ذحله
إذا ما تناسى ذحله كل عيهب
قال ابن هشام الفرار في غير هذا الموضع الرجل الأضبط وفي هذا الموضع السيف والعيهب الذي لا عقل له ويقال لتيس الظباء وفحل النعام العيهب قال الخليل العيهب الرجل الضعيف عن إدراك وتره قال ابن اسحاق وحدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قال لما أجمعت قريش المسير ذكرت الذي كان بينها وبين بني بكر فكاد ذلك يثنيهم فتبدى لهم إبليس في صورة سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي وكان من أشراف بني كنانة فقال لهم أنا ا لكم جار من أن تأتيكم كنانة من خلفكم بشئ تكرهونه فخرجوا سراعا.
[دروس من المقاطع السابقة]
[1 - في رؤيا عاتقة عبر، منها خطورة تبادل السر، فإنه سرعان ما يفشو وينتشر.
2 - الجزاء من جنس العمل، لقد قتل عامر قصاصا من المولى الأجلّ، لتحريضه على غلام حفص بن يزيد، فالله يفعل ما يريد. فسبحان الحكم العدل القدير، القوي العزيز اللطيف الخبير.
3 - عقبة بن أبي معيط؛هذا الرجل العبيط، يتقد حماسا وتفانيا من أجل الباطل، ويستخدم الوسائل والأساليب المؤثرة ليكثر سواد الكفر العاطل، فباليت شعري هل يعي هذا أهل الحق، فيتفانوا من أجل الحق! وتعجب من أميه، كيف أخذته الحميه، وتأثر بأسلوب عقبه، وسابق ألمنيه.](/)
الرؤية والحساب وما بينهما من كلام أهل العلم
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[03 Nov 2004, 03:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الرؤية بين الحاسبين والرائين.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فقد استوقفني كلام جميلٌ جداً لشيخ الإسلام ابن تيمية في قضية رؤية الهلال، توقفت عنده كثيراً، وقدمت وأخرت، وأسررت وأعلنت، ثم خلصت إلى نقله إلى القارئ لأجل أن يتبين رأي العلماء في الرؤية.
يقول شيخ الإسلام: (فإنا نعلم بالاضطرار من دين الإسلام أن العمل في رؤية هلال الصوم أوالحج أوالعدة أو الإيلاء أو غير ذلك من الأحكام المعلقة بالهلال بخبر الحاسب أنه يرى أولا يرى لا يجوز، والنصوص المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك كثيرة وقد أجمع المسلمون عليه ولا يعرف فيه خلاف قديم أصلاً، ولا خلاف حديث؛ إلا أن بعض المتأخرين من المتفقهة الحادثين بعد المائة الثالثة زعم أنه إذا غم الهلال جاز للحاسب أن يعمل فيحق نفسه بالحساب، فإن كان الحساب دل على الرؤية صام وإلا فلا، وهذا القول وإن كان مقيداً بالإغمام ومختصاً بالحاسب فهو شاذ مسبوق بالإجماع على خلافه، فأما اتباع ذلك في الصحو أو تعليق عموم الحكم العام به فما قاله مسلم، وقد يقارب هذا قول من يقول من الإسماعيلية بالعدد دون الهلال) مجموع الفتاوى (25\ 132 – 133)، كما تقرأ كلام مهيب جداً.
و إجماعٌ نادرٌ من أنواع الإجماع انعقد على إهمال الحساب في قضية دخول شهر رمضان كما ترى.
إذاً القضية ليست رأياً لشيخ الإسلام فقط، بل إجماع العلماء في القرون المفضلة.
أعود هنيهةً إلى قضية الحساب، وأعيد التفصيل فيها، لأجد أن من يرى العمل بالحساب، قد افتتن بدقة العلم الفلكي الحاضر فقال: يجب الأخذ به وجعله محكماً على الرؤية، ونسي أن كون الشهر دخل أو لم يدخل هي مناط التشريع، فالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم علق التعبد بالرؤية لا بالدخول في الحديث المشهور: ((صوموا لرؤيته)) مع كونه صلى الله عليه وسلم يستطيع أن يعبر – وهو أفصح العرب – بصوموا لدخول شهر رمضان، فعلة الصيام ومناط تكليفه الرؤية لا الدخول، ولهذا لو وقع خطأٌ عامٌ في صوم الناس أو حجهم فإن الحكم العفو عن الجميع، لقوله صلى الله عليه وسلم: (صومكم يوم تصومون، ........ )، ولي مع أهل النظر في الحساب وقفات بعيد هذه المقدمة اللطيفة:
1 - أن الأخذ بالحساب ابتدع بعد القرن الثالث صنيعةً من بعض المتفقهة، ومع ذلك فرأيهم قيدوه بشرطين، الأول ألا يؤخذ به عموماً بل يكون خاصاً لمن حسب، والثاني أن يكون سبب الأخذ به الغم على الناس. (مجموع الفتاوى 25\ 133).
2 - أن تحريم تحكيم الحساب على الرؤية ليست رأياً لابن تيمية أو ابن القيم أو الإمام الشافعي أو الظاهرية بل هي إجماعٌ انعقد عليه رأي أهل العلم خلال ثلاثة قرون.
3 - أن من احتج بالحساب فإنه نظر إلى أن الحساب دقيق ولا يمكن أن يخطيء فقد نسي أن الشرع علق الأمر بالرؤية، وعللها تعليلاً صريحاً؛ فلا يسوغ تغيير العلة إلى عدم توفر الحساب أو دقته في ذلك الوقت أو غيرها من التعاليل الباردة.
4 - أن العلماء يقرون أن الحساب كان موجوداً في عهد النبي صلى الله عليه، بل وقبل زمنه، فاليونان كانتً أمةً علمية تطبيقية، ولا يُعْلم قومٌ كانوا أعلم بالتنجيم منهم، بل جل ما أخذه المسلمون من الفلك والتنجيم كان عن اليونانيين والصابئة، ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الأخذ بالحساب، ولو لم يكن موجوداً في وقته لاكتفى بالأمر بالرؤية ولما كان للنهي عن الحساب حاجة، وفي سنن أبي داود أن ابن عمر كان لا يأخذ بالحساب.
5 - قوله صلى الله عليه وسلم: ((إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، ... إلخ) نهي صريح ورد بلفظ الخبر، كما هو متقرر في كتب الأصول، ونظير ذلك قوله تعالى: ((والوالدات يرضعن أولادهن)) فهو أمر خبري، وأمثلة الأمر والنهي الوارد بالصيغ الخبرية كثيرة ولولا الإطالة لنقلت الأمثلة الكثيرة من كتب الأصوليين.
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - أن الأخذ بالحساب (نفياً دون إثبات) أي تحكيمه على عدم دخول الشهر دون تحكيمه على دخوله رأيٌ متناقض، إذ يحتج عليه من يرى الأخذ بالحساب بالكلية أننا إذا قطعنا بعدم إمكانية الرؤية فإننا نقطع كذلك – كما يقرره علماء الفلك – أحياناً بإمكان الرؤية كما لو قرروا ولادة الهلال قبل الغروب ب 10 ساعات مثلاً، فهنا يقطع الفلكيون بإمكان رؤيته، وعليه فيجب الأخذ به كما يجب الأخذ بقولهم بالقطع بعدم إمكانية رؤية الهلال، وعليه فيجب صيام الثلاثين إذا قطع الفلكيون بإمكان الرؤية وغم غيمٌ أو قتر، وعليه فنضرب بقول المصطفى عرض الحائط ونعتمد الحساب، أو نعود إلى القول المؤتلف السليم الذي لا تناقض فيه وهو الأخذ بالرؤية وعدم الالتفات إلى رأي الفلكيين جملةً وتفصيلاً.
7 - قد يقول القائل: إذاً خذوا بالرؤية في صلاة المغرب عند رؤية مغيب الشمس، وصلاة العشاء في مغيب الشفق، وغيرها من مواقيت، وهذا اعتراض واهٍ جداً، لأمرين، أولهما أن الشرع علق شهر رمضان بالرؤية، وعلق الصلوات بدخول الوقت لا برؤية سبب دخوله، ففي الحديث: (صوموا لرؤيته) لاحظ أنه علقه بالرؤية ولم يعلقه بالدخول، وفي الحديث الآخر: (وقت الظهر إذا زالت الشمس) لاحظ أنه لم يقل إذا تراءى الناس زوالها فعلقه بالزوال لا رؤية الزوال، فعلَّة وجوب الصلاة الزوال وليست رؤية الزوال، والثاني على فرض التسليم بتعليق الأمر بالرؤية في العبادتين فنقول: إن الحرج مرفوع في الصلاة دون الصوم في هذه المسألة، إذ إن الأخذ برؤية الغروب وطلوع الفجر أمر متكررٌ يومياً ومحرج لو عمل به ويمكنك أن تقدر الحرج فعلاً بتوقيت الفجر في داخل المدن الكبيرة كالرياض، بخلاف الأخذ بالرؤية في رمضان إذ لا تتكرر إلا على رؤوس الأشهر، وهذا بالطبع كلُّه لو سلمنا تساويَ العلة في العبادتين.
8 - على فرض أن الحساب أخذ به فعلى أي حساب نعتمد؟! خاصةً أن التقاويم الحسابية مع دقة العلم الفلكي متناقضة في قضية إثبات الشهور فبعضها يرى 29، والآخر يرى 30 وهذا ينقض الدعوى التي تحيل على دقتها وتدعو إلى جعلها محكمةً على الرؤية، ويظهر هذا التعارض بصورةٍ أجلى إذا قارب مولد الهلال مغيب الشمس فترى العجب العجاب مما بينهم من التناقض ومع ذلك وللأسف نجد من يطلب الأخذ بتلك الآراء المضطربة ويترك الأخذ بأمر محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.
9 - أن على من يرى الأخذ بالحساب أن يأتي بأمرين: الأول: أن يأتي بدليل صريح يجيز الأخذ بالحساب مقابل الأدلة الصريحة في النهي عن الأخذ به، وكذلك – وهذا الثاني - عليه أن يأتي برأي لعالم واحد من الصحابة على الأقل لأجل أن يخرق الإجماع الذي حكاه شيخ الإسلام ابن تيمية، ولا يكفي أن يرد عليه بالإجماع غير صحيح أو مسبوق بخلاف؛ فالدعاوى ما لم يكن عليها بينات أصحابها أدعياء ُ، علماً بأن الاستدلال بتطور علم الفلك ودقته وما توصلت إليه المخترعات الحديثة هو استدلال بغير دليل شرعي، فضلاً عن كونه وَهِيّاً.
10 - أنه ومع الإجماع السابق الذكر، إلا أننا لو افترضنا الخلاف في هذه المسألة فإن حكم الحاكم رافع له، ولا ينبغي البلبلة على العامة في قضية دخول الشهر وخروجه بآراءٍ تخالف ما رفعه الحاكم من خلاف، هذا لو افترضنا الخلاف، فما بالك بمسألة أجمع عليها العلماء خلال ثلاثة قرون ورفع فيها حكم الحاكم ما شابها من خلاف مصطنع.
11 - أن القول بالأخذ بالحساب هو قول لبعض الفرق الباطنية ولم يقل به مسلم حتى أتى من يخرق الإجماع في القرن الرابع الهجري، وأصله مأخوذ من أهل الكتاب والصابئة.انظر مجموع الفتاوى (25\ 177).
أختم هذا الجمع الذي أحسبني بلَّغت فيه ما علمته بقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في شرحه لحديث صوموا لرؤيته: ((وهذا دليل على ما أجمع عليه المسلمون إلا من شذ من بعض المتأخرين المخالفين المسبوقين بالإجماع من أن مواقيت الصوم والفطر والنسك إنما تقام بالرؤية عند إمكانها لا بالكتاب والحساب الذي تسلكه الأعاجم من الروم والفرس والقبط والهند وأهل الكتاب من اليهود والنصارى، وقد روى غير واحد من أهل العلم أن أهل الكتابين قبلنا إنما أمروا بالرؤية أيضا في صومهم وعبادتهم وتأولوا على ذلك قوله تعالى: (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم) ولكن أهل الكتابين بدلوا ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تقدم رمضان باليوم واليومين وعلل الفقهاء ذلك بما يخاف من أن يزاد في الصوم المفروض ما ليس منه كما زاده أهل الكتاب من النصارى فإنهم زادوا في صومهم وجعلوه فيما بين الشتاء والصيف وجعلوا له طريقة من الحساب يتعرفونه بها)) اقتضاء الصراط المستقيم (87، 88).
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Nov 2004, 06:04 ص]ـ
بارك الله فيك أيها الأخ الكريم على هذا التحرير
ويبدو لي - ولعلك تصوبني أخي عبدالله - أن محل النزاع فيما إذا رؤي الهلال قبل ولادته كما يقول أهل الحساب، فهم أو أكثرهم يرون عدم دخول الشهر إلا بولادة الهلال. وأهل الرؤية يثبتون دخول الشهر بمجرد رؤية الهلال بغض النظر عن ولادة الهلال من عدمها، لتعلق الأمر بالرؤية فحسب.
أما إذا رؤي الهلال بعد ولادته فالأمر بين الفريقين لا خلاف فيه، والرؤية لا شك أضبط للأمر، وأيسر للناس كما أشرتم في حديثكم وفقكم الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[19 Nov 2004, 01:50 ص]ـ
وجزاك خيراً .... حقيقةً لم أجد ما يشير إلى نقاط اتفاق كبثيرة بين رأي أهل السنة ورأي الفلكيين، فلهذا لا أظن أنني أستطيع التعبير عنها بـ (محل النزاع)، خاصةً وأن النزاع مع الفلكي غير معتبر.
وتعليقاً على رأيك أخي الكريم ومديرنا الفاضل (أما إذا رؤي الهلال بعد ولادته فالأمر بين الفريقين لا خلاف فيه) أقول: إن الفلكيين لا يعتدون برؤية الهلال بالعين المجردة مطلقاً، بدليل أنه إذا رؤي الهلال بعد ولادته مباشرة لا يعتد برؤية العين المجردة لأن الشمس تحول بين الرائي بالعين المجردة وبين إمكان الرؤية، وبدليل أنهم يقطعون بدخول الشهر حتى لو غم أو قُتر على البلد.
رابط المقال في الجزيرة:
http://www.al-jazirah.com.sa/139373/rv1d.htm
شكراً لك أخي الكريم وبارك الله في جهدك في هذا المنتدى.
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[12 Oct 2006, 03:30 ص]ـ
يرفع للتذكير بمناسبة تشويش الفلكيين على الناس في صيامهم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Oct 2006, 09:01 ص]ـ
د. عبدالله البريدي 4/ 10/1427
26/ 10/2006
تثور موجات من النقاش حول مسألة رؤية الهلال كل عام، غير أننا شهدنا هذا العام احتداماً في التطارح وتعاطياً أوسع شمل بعض العلماء الشرعيين والفلكيين والمثقفين، ولما كان لدي بعض التأملات المعرفية (الإبستمولوجية)، رأيت أن طرحها قد يكون مفيداً في منهجة الحوار - أي جعله منهجياً - وعقلنة النقاش، لاسيما أن البعد المعرفي مغيب إلى حد كبير في مشاهد لا يسوغ فيها أن يتغيب أو يحيد، ومما ساءني كثيراً الاتهام المباشر والمبطن من قبل بعض المثقفين والكتاب لكل من يغلب جانب الرؤية بالعين المجردة بأنه معادٍ للعلم الحديث ومجاف للمنهجية، لاسيما أن بعض تلك الاتهامات تتدعي الصدور باسم العلم والجلد بسوطه، والمشكلة أن أغلب تلك الاتهامات صادرة ممن درس أو تعرض لفلسفة العلوم وأطرها المعرفية التي تؤسس الطرائق المنهجية للعلوم الحديثة وفق المنظور الغربي، والحقيقة أن ما قرروه مخالف للسائد من أدبيات تلك الفلسفة، وعلى هذا فنقول لهم على رسلكم! ففلسفة العلم الحديث لا تمنحكم حق التهجم على الآخرين ورميهم بعدم العلمية!
كما ساءني في الوقت نفسه ما انتهجه بعض الشرعيين في الحوار حين عمدوا إلى اتهام من يطالب بالمدخل الفلكي في اثبات الرؤية بأنهم مخالفون للسنة ونحو ذلك (سوط الدين)، مع استخدام بعضهم لـ (سوط السلطة) بالإشارة إلى ما قد يحدثه ذلك – حسب تقديرهم - من بلبلة أو فتنة أو تشويش، والحقيقة أنه لا حق لهم البتة باستخدام ذلكما السوطين في وجه من يناقش رأياً يسع فيه التطارح والأخذ والعطاء، وكارثة فكرية أن نلوّح بالخروج عن جادة الحق أو بإثارة الفتنة عند كل نقاش مستساغ، والسوط الأول - سوط العلم - هو ما يهمني التركيز عليه ولن أطيل في تبيان هذا الموضوع وخلفياته الفلسفية، بل سأكون مباشراً ومختصراً.
وحيال مسألة رؤية الهلال، خلصت إلى نتيجة أحسب أنها سهلة ومباشرة، وهي تتسم بالمنطقية التلقائية، وهي أن رؤية الهلال بالعين المجردة – بالشروط المنصوص عليها حول الرائي والرؤية – نتيجة يقينية، فالعين ترصد ما تراه بكل حياد، أما العلم البشري – ومنه الفلك - فنتائجه ظنية وليست بقينية، وهذا ما تقرره فلسفة العلوم التي منحت علم الفلك جواز التنقل بين حدود النظريات والفرضيات وتقليب النظر في المسائل والإشكاليات الفلكية، بل إنني أعتقد بصوابية من يخطئ الحسابات الفكلية الظنية حال تعارضها مع اليقين وهو الإبصار اليقيني، وليس العكس، فالظن لا يغني من الحق شيئاً، والحقيقة إن إقامة الدليل المقنع على تلك النتيجة أمر ليس هيناً، غير أنني سأسعى لتحقيقه ما استطعت مستخدماً المدخل المعرفي بخطوط عريضة.
(يُتْبَعُ)
(/)
جعل النبي صلى الله عليه وسلم الرؤية بالعين المجردة (سبيلاً منهجياً) إلى الوصول إلى نتيجة خطيرة، يتعلق بها إقامة شعيرة الصيام، وهذا يفيد في رأيي أن تلك النتيجة – بضوابطها الفقهية – يقينية وليست بظنية، أي أن المعايير الشرعية علمية المنهج يقينية النتائج سهلة التطبيق، كمعايير أو علامات دخول أوقات الصلاة، وثمة أمور كثيرة تدعم هذا الرأي، ومنها أن الشرع الحنيف رتّب النتيجة (صوم رمضان) على طريقة منهجية موحدة – الرؤية بالعين - أو الاتمام حال تعذر رؤيته، وتلك الطريقة يفترض أنها لا تتغير من زمن (يجهل) فيه الناس الحسابات الفكية إلى آخر (يتقنون) فيه تلك الحسابات! هذا أمر منطقي للغاية، ولو لم يكن الأمر كذلك، فلماذا أغفل النبي المعصوم مسألة دعوة أمته إلى تعلم الحسابات الفلكية للظفر بنتائج أصح أو أدق، بل إن الأحاديث لا تشي بأي تطلع أو تشوف للاعتماد على الحسابات، وهذه قضية تدعم القول بيقنية النتيجة التي تحدث من جراء حاسة العين.
قد لا يقتنع البعض بهذا التحليل، وهذا أمر ممكن، مما يجعلنا نتحول إلى المدخل المعرفي الذي قام عليه العلم الحديث ومنه الفلك، ولنجعل ذلك في عدة مسائل محورية. المسألة الأولى أنه لا اتفاق حول ماهية العلم وحده، فلسنا نتوفر على تعريف يفرق بين ما هو علم وما هو ليس بعلم، وهب أننا تجاوزنا هذه الإشكالية، فليس صحيحاً أن نسلّم بأن كل ما يتصل بعلم محدد من الموضوعات الجزئية أو المسائل التفصيلية هو علم، حيث يداخل العلم مسائل تبقى في منطقة الظنيات أو الفرضيات، وهذا ينطبق على المسائل التفصيلية في علم الفلك ومن أهمها في نظري الحسابات الفلكية، ويعني هذا أننا نجابه بإشكالية حدود ذلك العلم على المستوى الكلي والجزئي، ولكنه التعصب أو التحيز المعرفي الذي ينشأ عادة لدى المتخصص - وهم الفلكيين هنا -، ومما يحسن ذكره في هذا المعنى أن أحد كبار العلماء المعاصرين (ريتشارد فريدمان) وهو ممن حصلوا على جائزة نوبل في الفيزياء سنة 1966م يصرح بغموض مفهوم العلم ومعناه فيقول: اشتغلت بالعلم طوال حياتي عارفاً تمامًا ما هو, ولكن الإجابة عن السؤال: ما هو العلم? هو الأمر الذي أشعر أني عاجز عنه!
أما المسألة الثانية: فهي أن العلم الحديث يستهدف تحقيق أربعة من الأهداف: أن يصف الظاهرة (الحادثة)، ويفسرها بإرجاعها إلى عللها وأسبابها، ويتنبأبالظواهر (المستقبلية)، وأن يجعلنا قادرين على التحكم بالظواهر.
والمسألة الثالثة: أن العلم الحديث – كما تقرره فلسفة العلوم الغربية ذاتها - لم يعد قادراً على الوصول إلى حقائق مطلقة أو حتى منتظمة، فظهرت النسبية المطلقة وفشت بين فلاسفة العلم وصنّاعه، كما تم وضع (نظرية الفوضى) والتي تقرر – ضمن نتائجها الهامة – بأن مسألة التوقع أو التنبؤ عملية يشوبها قدر كبير من التعقيد والصعوبة مما يوجب على العلم البشري أن يتواضع فلا يجزم بنتائجه وتوقعاته ومن ذلك ما يتعلق بالمسارات الزمنية، فكيف نجد مسوغاً فلسفياً أو تبريراً منهجياً لمن يتهم بعدم العلمية كل من يشكك بالحسابات الفلكية التي لم تزل مجرد أرقام واجتهادات مبدئية يشوبها الاختلاف والتعارض بين الفلكيين، فكيف نغلّب الظني على اليقني. وأذكر في هذا السياق مقولة مشهورة لأحد المفكرين الغربيين، يقول فيها بأن أسوأ أنواع الكذب ثلاثة هي: الكذب، ثم الكذب الرخيص، ثم الإحصاء (وفي الإحصاء شبه بحسابات الفلكيين)!
المسألة الرابعة: وتتعلق بماذا نقصد باليقين في رؤية الهلال وكيف يتحقق. مَن الذي صنع منهجية العلم الحديث؟، ليس ثمة غير الإنسان، أليس كذلك؟، وقد صنع المنهجية له بغية أن يقوده إلى اليقين أو ما يشبهه، فكيف يمكن لنا أن نتقبل فلسفياً أن يصل العلم الذي شكلناه بأيدينا إلى ما يعارض ما نلمسه ونحسه بها، هذا محال، فكيف يراد لنا أن نزهق حقيقة تراها العيون لمجرد حسابات قد نكون مخطئين في صياغة معادلاتها الرياضية الأساسية أو مخطئين في تغذيتها بالبيانات أو في طريقة الحساب أو في تغييب بعض العوامل الهامة التي لو أُدخلت في المعادلة لربما غيّرت النتائج وقلبت الأمور رأساً على عقب.
(يُتْبَعُ)
(/)
المسألة الخامسة: وتتعلق بالإشارة إلى انتفاء العوامل التي قد تؤدي إلى خداع الحواس أثناء عملية الرؤية نظراً لإيجاد الفقه الإسلامي لحزمة من الضوابط المنهجية للرؤية المعتبرة، تتضمن ضوابط حول عملية الرؤية وأخرى حول الرائي، وهذه تحوطات منهجية عجيبة، وهي تناظر إلى حد كبير ما نطلق عليه – في مصطلحات المنهجية الحديثة - الصحة الداخلية والصحة الخارجية ( Internal and External Validity) ، فالأولى تضمن الصحة المنهجية في العملية البحثية والإجرائية نفسها والأخرى تتعلق بمدى إمكانية تعميم النتائج.
وثمة مسألة سادسة تتمحور حول إشكالية لم أجد لها تفسيراً شاملاً مقنعاًً فيما قرأته وهي: أسباب عدم التطابق في رؤية الهلال بين المتراءين للهلال بالعين المجردة والمراصد الفلكية، فهل يعود هذا إلى المترائي أم إلى المرصد؛ سواء من حيث زمن الرصد أو مكانه أم أن ذلك يعود إلى مشكلة فنية أو إجرائية أم إلى مشكلة لم نعرف كنهها بعد، هذا ما يجب التفكير فيه بكل منهجية وتأن وتجرد من قبل جميع الأطراف، وأجزم بأننا سنصل حينذاك إلى تفسير علمي مقنع. هذه المسائل الست يمكن لنا – حال الاقتناع بها – أن نشتق منها إطاراً منهجياً وإجرائياً حول تلك القضية، بحيث نتحقق من آرائنا واجتهاداتنا.
وأخيراًً نعاود التأكيد على أن العلم البشري يتقازم ويتضاءل امام حقائق الكون وأسراره، فهو لا يطيق وصف كافة ظواهره وخوارقه ولا تفسيرها، كما لا يسعه فك كامل شفراته ولا التنبؤ بجميع ظواهره ولا التحكم بها، فالعلم أشبه ما يكون بطفل صغير يتعلم كل يوم شيئاً جديداً، ويظن حين الصبيحة أنه قد حاز المعرفة والفهم بكل ما تقع عليه عينه ويشمه انفه وتلمسه يده ويخطر على باله! أنا لست من أنصار الاستهانة بالعلم الحديث أو التقليل من شأن فتوحاته المعرفية المذهلة ونتائجه التجريبية المدهشة، ولكنني في الوقت نفسه لست ممن يذهب إلى تقديس العلم البشري ويتغاضي عن هناته وعيوبه وأخطائه و غبائه ونفاقه، كما أنني لا أطيق السكوت على غروره وتكبره، إذن التوسط هو ما أقصده وأطالب به، فالضمانة الوحيدة لتقدم العلم باقتحامه مجالات جديدة وتصحيح أخطائه هو الاعتراف بقصوره. وأعيد التأكيد بأن اليقين مقدّم على الظن، مهما بدا اليقين بسيطاً ومتواضعاً، بل عظمة الحقيقة تكمن في بساطتها وعمقها، وهو ما أسميه بـ عمق البساطة!
ونخلص إلى تشديد القول بوجوب نبذ كل الأسواط: (سوط العلم) و (وسوط الدين) و (سوط السلطة) في جميع ما يُستساغ فيه الحوار والمناظرة ومنها مسألة رؤية الهلال، إذ أن استخدامها افتئات على العلم والدين والسلطة، مع وجوب التوجه بصدق نحو الحوار بمنهجية نقدية وعقلية منفتحة من أجل الوصول إلى الحق والحقيقة.
ومن زواية أخرى همس في أذني أحد أصدقائي قائلاً: أعتقد بأن النوايا الحسنة كفيلة بتوحيد دخول رمضان وخروجه بين الدول العربية ومن ثم الإسلامية .. كي نشعر بأننا أمة واحدة، حينها تيبست الكلمات في لساني لترتسم على وجهي ابتسامة الأمل ... وما أضيق الحوار لولا فسحة المنهج!
المصدر ( http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?id=37&catid=187&artid=8095)
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[29 Oct 2006, 06:16 ص]ـ
جزاك الله خيراً، جميل، مع تحفظي على قوله: (كما ساءني في الوقت نفسه ما انتهجه بعض الشرعيين في الحوار حين عمدوا إلى اتهام من يطالب بالمدخل الفلكي في اثبات الرؤية بأنهم مخالفون للسنة ونحو ذلك (سوط الدين)، مع استخدام بعضهم لـ (سوط السلطة) بالإشارة إلى ما قد يحدثه ذلك – حسب تقديرهم - من بلبلة أو فتنة أو تشويش، والحقيقة أنه لا حق لهم البتة باستخدام ذلكما السوطين في وجه من يناقش رأياً يسع فيه التطارح والأخذ والعطاء، وكارثة فكرية أن نلوّح بالخروج عن جادة الحق أو بإثارة الفتنة عند كل نقاش مستساغ، والسوط الأول - سوط العلم - هو ما يهمني التركيز عليه ولن أطيل في تبيان هذا الموضوع وخلفياته الفلسفية، بل سأكون مباشراً ومختصراً)
وأخص منها: (اتهام من يطالب بالمدخل الفلكي في اثبات الرؤية بأنهم مخالفون للسنة ونحو ذلك (سوط الدين)، مع استخدام بعضهم لـ (سوط السلطة) بالإشارة إلى ما قد يحدثه ذلك – حسب تقديرهم - من بلبلة أو فتنة أو تشويش، والحقيقة أنه لا حق لهم البتة باستخدام ذلكما السوطين في وجه من يناقش رأياً يسع فيه التطارح والأخذ والعطاء)
لأن هذا النص في ذاته اتهام للدين باستخذام السوط في إقحام الناس على الأخذ به، لأن من تكلم عن الأخذ بالرؤية وطرح الحساب - كأمثالي - إنما نقل الإجماع في القرون المفضلة على وجوب الأخذ به، ومن هؤلاء الذين استخدموا سوط الدين حسبهذا المقال شيخنا ابن باز رحمه الله حين قال: (الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في الجزء الخامس عشر من فتاواه: (متى ثبتت رؤية الهلال ثبوتا شرعيا وجب العمل بها ولم تجز أن تعارض ولم يجز أن تعارض بكسوف ولا غيره)
وذكر رحمه الله في نفس الجزء الخامس عشر (من اعتبر الحساب الفلكي شرطا لصحة الرؤية فقد استدرك على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم)
وإن كان المقال من حيث هو مقال تحليلي لتقرير الرؤية والأخذ بها إلا أنه في نظري لا يقر على تلك الجمل التي لمز بها من كتب عن الرؤية من الختصين بالعلم الشرعي الذين يرون أن إثبات دخول الشهر من عدمه، ليست هي مجرد ولادة الهلال، وإنما هي الرؤية وثبوتها الشرعي.(/)
Sourate An Nissâ verset 34
ـ[ aqvayli] ــــــــ[03 Nov 2004, 04:01 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد
Sourate An Nissâ verset 34
السلام عليكم و رحمة الله
الاية 34 من سورة النساء كثيرا ما فيها جدال ساعدوني في تفسيرها لاقنع اخوان و اخوات يهتمون بالاسلام و يريجون الدخول فيه.
جازاكم الله خيرا.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[06 Nov 2004, 05:05 م]ـ
هل المراد تفسير كل الآية أم جزءٍ منها؟
ولول حددت المشكلة التي تريد حلَّها لكان أيسر من نقاش كل الآية، خصوصًا أن تفسيرها الجملي لا يشكل، والذي يظهر أنَّ شيئًا ما يدور حوله نقاشك معهم.
فالله سبحانه وتعالى يُخبر في هذه الآية بأمور:
1 ـ أن القوامة للرجل على المرأة، والقوامة تشمل النفقة والرعاية وحفظها مما يسوؤها؛ إذ القوة بيد الرجل لا المرأة الضعيفة التي لا يمكنها ان تستقلَّ عن الرجل في أي مجتمع كانت.
وهذه القوامة حق شرعي للرجل لم يفرضه لنفسه، بل فرضه الله له؛ لما للرجل من خصائص تناسب القوامة لم يخص بها المرأة.
2 ـ ثم ذكر الصالحات المطيعات لربهن والحافظات لحقه ولحق أزواجهن، فهن لا يترفعن عن طاعة أزواجهن، ولا يتضايقن منها.
3 ـ أما صنف آخر من النساء، فإنهن يترفعن عن طاعة أزواجهن ويرفضن اتباع أزواجهن بالمعروف، فهؤلاء اللاتي وصفهن هذا فإنه يلزمكم ان تتبعوا معهن خطوات في التأديب لكي يرجعن إلى طاعتكم.
أ ـ الوعظ، وهو تذكريهن بأن حق الزوج من شرع الله، وأن طاعة الزوجة لزوجها فيها أجر عظيم.
ب ـ الهجر في الفراش، وترك مجامعتها ـ إذا لم ينفع الوعظ ـ وذلك لبيان غضبه عليها، ولأجل أن ترجع إليه وتطيعه إن كانت تخاف ربها، فلا تعصيه في زوجها.
ج ـ الضرب، وهذا الضرب ليس من باب الإهانة والتقليل من شأن المرأة، وهو ضرب غير مبرح، فهو لا يؤلم إيلامًا بقدر ما يبيِّن غضب الزوج، وأنه وصل إلى هذا الحدِّ من العقاب.
ومن يضرب زوجته ضربًا مبرحا مستندًا لهذه الآية، فهو مخطئ مخالف لشرع الله سبحانه، وهذا له محل آخر.
4 ـ ولما ذكر هذه المراتب الثلاث المتدرجة في عقاب من ترفعت عن زوجها، نبَّه على أنها إذا رجعت إلى طاعته، فليس له أن يظلمها بأن يعاقبها فوق ما تستحق، أو أن يسيء لها بأي نوع من الإساءة، فالبيوت إنما تقوم علة المودة والرحمة والمسامحة، وليست على الأسلوب العسكري التسلطي.
5 ـ وختم سبحانه الآية بذكر وصفين من أوصافه، وهما مناسبان للتنبيه للأزواج الذين يتعدون حدَّهم، فيطلمون زوجاتهم بأن الله فوقهم مطلع عليهم، وأن الكبير الذي يأخذ بحقهن إن أساء لهن الأزواج، فيستطيع أن ينتقم منهم.
وأخيرًا، أنصحك أن تنتبه إلى أن نقاش الجزئيات لا يمكن أن يوصل إلى الإقناع، ففهم العلاقة الزوجية في الإسلام أولاً، قبل نقاش مثل هذه الجزئيات، والموضوع يحتاج إلى بسط آخر أسأل الله أن يوفقنا في بقية هذا الشهر الكريم لما يحب ويرضى.
ـ[ aqvayli] ــــــــ[06 Nov 2004, 06:59 م]ـ
salamou alaykoum wa rahmatou allah wa barakatouh
baraka allaho fika akhi , jazaka allahou khayrane, just i have no arabic system, so i try to whrite or explain,the subject is about : الموضوع حول ضرب الزوجة المدكور في هده الاية.
baraka allahou fikoum(/)
مع أعظم إنسان (رمضانيات20)
ـ[د. محمد مشرح]ــــــــ[05 Nov 2004, 04:40 ص]ـ
14 - التعرف على أخبار قريش
ثم ارتحل رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذفران فسلك على ثنايا يقال لها الأصافر ثم انحط منها إلى بلد يقال له الدبة وترك الحنان بيمين وهو كثيب عظيم كالجبل العظيم ثم نزل قريبا من بدر فركب هو ورجل من أصحابه قال ابن هشام الرجل هو أبو بكر الصديق قال ابن إسحاق كما حدثني محمد بن يحيى بن حبان حتى وقف على شيخ من العرب فسأله عن قريش وعن محمد وأصحابه وما بلغه عنهم فقال الشيخ لا أخبركما حتى تخبراني ممن أنتما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخبرتنا أخبرناك قال أذاك بذاك قال نعم قال الشيخ فإنه بلغني أن محمدا وأصحابه خرجوا يوم كذا وكذا فإن كان صدق الذي أخبرني فهم اليوم بمكان كذا وكذا للمكان الذي به رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلغني ان قريشا خرجوا يوم كذا وكذا فإن كان الذي أخبرني صدقني فهم اليوم بمكان كذا وكذا للمكان الذي فيه قريش فلما فرغ من خبره قال ممن أنتما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن من ماء ثم انصرف عنه قال يقول ما من ماء أمن ماء العراق قال ابن هشام يقال ذلك الشيخ سفيان الضمري قال ابن اسحاق ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى أصحابه فلما أمسى بعث علي بن اي طالب والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص في نفر من أصحابه الى ماء بدر يلتمسون الخبر له عليه كما حدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير فأصابوا رواية لقريش فيها أسلم غلام بني الحجاج وعريض أبو يسار غلام بني العاص بن سعيد فأتوا بهما فسألوهما ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي فقالا نحن سقاة قريش بعثونا نسقيهم من الماء فكره القوم خبرهما ورجوا أن يكونا لأبي سفيان فضربوهما فلما أذلقوهما قالا نحن لأبي سفيان فتركوهما وركع رسول الله صلى الله عليه وسلم وسجد سجدتيه ثم سلم وقال إذا صدقاكم ضربتموهما وإذا كبذبا كم تركتموهما صدقا والله إنما لقريش أخبراني عن قريش قالا هم والله وراء هذا الكثيب الذي ترى بالعدوة القصوى والكثيب العقنقل فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم كم القوم قالا كثيرا قال ما عدتهم قالا لا ندري قال كم ينحرون كل يوم قال يوما تسعا ويوما عشرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم القوم فيما بين التسع مئة والألف ثم قال لهما فمن فيهم من أشراف قريش قالا عتبة ابن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو البختري بن هشام وحكيم بن حزام ونوفل بن خويلد والحارث بن عامر بن نوفل وطعيمة بن عدي ابن نوفل والنضر بن الحارث وزمعة بن الأسود وأبو جهل بن هشام وأمية بن خلف ونبيه ومنبه ابنا الحجاج وسهيل بن عمرو وعمرو ابن عبد ود فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس فقال هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها قال ابن إسحاق وكان بسبس بن عمرو وعدي بن أبي الزغباء قد مضيا حتى نزلا بدرا فأناخا إلى تل قريب من الماء ثم أخذا شنا لهما يسقيان فيه ومجدي بن عمرو الجهني على الماء فسمع عدي وبسبس جاريتن من جواري الحاضر وهما يتلازمان على الماء والملزومة تقول لصاحبتها إنما تأتي العير غدا أو بعد غد فأعمل لهم ثم أقضيك الذي لك قال مجدي صدقت ثم خلص بينهما وسمع ذلك عدي وبسبس فجلسا على بعيرهما ثم انطلقا حتى أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه بما سمعا.
الحلقة 21
15 - نجاة أبي سفيان بالعير
وأقبل أبو سفيان بن حرب حتى تقدم العير حذرا حتى ورد الماء فقال لمجدي بن عمرو هل أحسست أحدا فقال ما رأيت أحدا أنكره إلا أني قد رأيت راكبين قد أناخا إلى هذا التل ثم استقيا في شن لهما ثم انطلقا فأتى أبو سفيان مناخهما فأخذ من أبعار بعيرهما ففته فإذا فيه النوى فقال هذه والله علائف يثرب فرجع الى اصحابه سريعا فضرب وجه عيره عن الطريق فساحل بها فترك بدرا بيسار وانطلق حتى اسرع
[دروس من المقطع السابق]
[1 - القائد يختلف عن غيره، وهذا يظهر في المواقف الصعبه والأيام الشديده، استطاع صلى الله عليه وسلم أن يصل إلى أخبار العدو الدقيفة، بنفسه، وباستطلاعاته العسكرية،بدقة وواقعية. وبتوجيهاته السديدة للجيش، بدون عجلة ولا طيش.
2 - الاتصال بالله تعالى أولى عوامل النصر، في كل عصر ومصر.ويليه خلق الصبر؛ لقد كانت هذه واضحة في تصرفات الرسول القائد صلى الله عليه وسلم.
3 - الحرص على السريّة التامة، في تحركات الجيش العامة والخاصة،مقوم وأسلوب من الأساليب العسكريةالناجحة.](/)
مع أعظم إنسان (رمضانيات22)
ـ[د. محمد مشرح]ــــــــ[05 Nov 2004, 01:56 م]ـ
16 - رؤيا جهيم عن مصارع قريش
وأقبلت قريش فلما نزلوا الجحفة رأى جهيم بن الصلت بن مخرمة بن عبد المطلب ابن عبد مناف رؤيا فقال إني رأيت فيما يرى النائم وإني لبين النائم واليقظان إذ نظرت الى رجل قد أقبل على فرس حتى وقف ومعه بعير له ثم قال قتل عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وابو الحكم بن هشام وأمية بن خلف وفلان وفلان فعدد رجالا ممن قتل يوم بدر من اشراف قريش ثم رأيته ضرب في لبة بعيره ثم أرسله في العسكر فما بقي خباء من اخبية العسكر إلا أصابه نضج من دمه قال فبلغت أبا جهل فقال وهذا أيضا نبي آخر من بني المطلب سيعلم غدا من المقتول إن نحن التقينا.
17 أبو سفيان يرسل الى قريش يطلب منهم الرجوع
قال ابن اسحاق ولما رأى أبو سفيان أنه قد أحرز عيره ارسل الى قريش إنكم إنما خرجتم لتمنعوا عيركم ورجالكم وأموالكم فقد نجاها الله فارجعوا فقال ابو جهل بن هشام والله لا نرجع حتى نرد بدرا- وكان بدر موسما من مواسم العرب يجتمع لهم به سوق كل عام- فنقيم عليه ثلاثا فننحر الجزر ونطعم الطعام ونسقي الخمر وتعزف علينا القيان وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا فلا يزالون يهابوننا أبادا بعدها فامضوا.
18 الأخنس يرجع ببني زهرة
وقال الأخنس بن شريق بن عمرو ابن وهب الثقفي وكان حليفا لبني زهرة بالجحفة يا بني زهرة قد نحى الله لكم أموالكم وخلص لكم صاحبكم مخرمة بن نوفل وإنما نفرتم لتمنعوه وماله فاجعلوا لي جبنها وارجعوا فإنه لا حاجة لكم بأن تخرجوا في ضيعة لا ما يقول هذا يعني ابا جهل فرجعوا فلم يشهدها زهري واحد أطاعوه وكان فيهم مطاعا ولم يكن بقي من قريش بطن إلا وقد نفر منهم ناس إلا بني عدي بن كعب لم يخرج منهم رجل واحد فرجعت بنو زهرة مع الأخنس بن شريق فلم يشهد بدرا من هاتين القبيلتين أحد ومشى القوم وكان بين طالب بن ابي طالب وكان في القوم وبين بعض قريش محاورة فقالوا والله لقد عرفنا يا بني هاشم وإن خرجتم معنا أن هواكم لمع محمد فرجع طالب الى مكة مع من رجع وقال طالب بن أبي طالب
لاهم إما يغزون طالب
في عصبة محالف محارب
في مقنب من هذه المقانب
فليكن المسلوب غير السالب
وليكن المغلوب غير الغالب
قال ابن هشام قوله فليكن المسلوب وقوله ولكن المغلوب عن غير واحد من الرواة للشعر.
(دروس من الغزوة)
[الكبر والعنجهية، تورد المرء الموارد المهلكة، لم يكن مأرب أبي جهل من اللقاء يوم بدر إلا الشهرة، والكبر والعنجهية، فخسر دنياه وآخرته، نسأل الله تعالى أن يقينا والمسلمين الخذلان، وأن يكتب لنا الرحمة والغفران](/)
مع أعظم إنسان (رمضانيات23)
ـ[د. محمد مشرح]ــــــــ[06 Nov 2004, 12:02 م]ـ
الحلقة23
19 - قريش تنزل بالعدوة والمسلمون ببدر *
قال ابن اسحاق ومضت قريش حتى نزلوا بالعدوة القصوى من الوادي خلف العقنقل وبطن الوادي وهو يليل بني بدر بين العقنقل الكثيب الذي خلفه قريش والقليب ببدر في العدوة الدنيا من بطن يليل إلى المدينة وبعث الله السماء وكان الوادي دهسا فأصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه منها ما لبد لهم الأرض ولم يمنعهم عن السير وأصاب قريشا منها ما لم يقدروا على أن يرتحلوا معه فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يبادرهم إلى الماء حتى إذا جاء أدنى ماء من بدر نزل به
20 - الحباب يشير عليه صلى الله عليه وسلم بمكان النزول
قال ابن اسحاق فحدثت عن رجال من بن سلمة أنهم ذكروا أن الحباب بن المنذر ابن الجموح قال يا رسول الله أرأيت هذا المنزل أمنزلا أنزلكه الله ليس لنا أن نقدمه ولا نتأخر عنه أم هو الرأي والحرب والمكيدة قال بل هو الرأي والحرب والمكيدة فقال يا رسول الله فأن هذا ليس بمنزل فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم فننزله ثم تغور ما وراءه من القلب ثم نبنبي عليه حوضا فنملؤه ماء ثم نقاتل القوم فشرب ولا يشربون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد أشرت بالرأي فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من الناس فسار حتى إذا أتى أدنى ماء من القوم نزل عليه ثم امر بالقلب فغورت وبني حوضا على القليب الذي نزل فملىء ماء ثم قذفوا فيه الآنية
21 بناء العريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ابن اسحاق فحدثني عبد الله بن أبي بكر أنه حدث أن سعد بن معاذ قال يا نبي الله ألا نبني لك عريشا تكون فيه ونعد عندك ركائبك ثم نلقى عدونا فإن أعزنا الله وأظهرنا على عدونا كان ذلك ما أحببنا وإن كانت الأخرى جلست على ركائبك فلحقت بمن وراءنا فقد تخلف عنك أقوام يا نبي الله ما نحن بأشد لك حبا منهم ولو ظنوا أنك تلقى حربا ما تخلفوا عنك يمنعك الله بهم يناصحونك ويجاهدون معك فأثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا ودعا له بخير ثم بني لرسول الله صلى الله عليه وسلم عريش فكان فيه.
22 ارتحال قريش ودعاء الرسول عليهم.
قال ابن اسحاق وقد ارتحلت قريش حين فأقبلت فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم تصوب من العقنقل وهوالكثيب الذي جاءوا منه الى الوادي قال اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها تحادك وتكذب رسولك اللهم فنصرك الذي وعدتني اللهم أحنهم الغداة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رأى عتبة بن ربيعة في القوم على جمل له أحمر إن يكن في أحد القوم خير فعند صاحب الجمل الأحمر إن يطيعوه يرشدوا وقد كان خفاف بن أيماء بن رحضة الغفاري أو أبوه أيماء بن رحضة الغفاري بعث الى قريش حين مروا به ابنا له بجزائره أهداها لهم وقال إن أحببتم أن نمدكم بسلاح ورجال فعلنا قال فأرسلوا إليه مع ابنه أن وصلتك رحم قد قضيت الذي عليك فلعمري لئن كنا إنما نقاتل الناس فما بنا من ضعف عنهم ولئن كنا إنما نقاتل الله كما يزعم محمد فما لأحد بالله من طاقة فلما نزل الناس أقبل نفر من قريش حتى وردوا حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم حكيم بن حزام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوهم فما شرب منه رجل يومئذ إلا قتل إلا ما كان من حكيم بن حزام فإنه لم يقتل ثم أسلم بعد ذلك فحسن إسلامه فكان إذا جهد في يمينه قال لا والذي نجاني من يوم بدر.
دروس من المقاطع السابقة
[وأوشكت المواجهة الساخنة أن تقترب، وليس الحديث عن الحرب كممارسة الحرب، تخيل ساعة الصفر، وأنت مع الجيش تشاهد العدو أمامك، إنها معركة فاصلة، ولقاء له ما بعده بين الحق والباطل.ومن يدري لمن تكون الدائرة لكن الرسول القائد صلى الله عليه وسلم كان قد وعد من ربه أن الإحد الطائفتين ستكون، والقافلة قد نجت فما بقي إلا الأخرى؛ النصر في المعركة، ولكن الا بتهال المتواصل منه عليه الصلاة والسلام وتحميس الجيش ظل مستمرا فمن يدري قد يحدث مخالفة من الجيش فتكون النتيجة مختلفة هذا أمر والأمر الآخر فإنه ينبغي استمرار الاتصال بالله تعالى، واستخدام الأسباب.]
* السيرة النبوية، ابن هشام.(/)
مع أعظم إنسان (رمضانيات24)
ـ[د. محمد مشرح]ــــــــ[07 Nov 2004, 01:55 م]ـ
الحلقة 24
23 محاولة قريش الرجوع عن القتال
قال ابن اسحاق وحدثني أبي إسحاق بن يسار وغيره من أهل العلم عن أشياخ من الأنصار قالوا لما اطمأن القوم بعثوا عمير بن وهب الجمحي فقالوا احرزوا لنا اصحاب محمد قال فاستجال بفرسه حول العسكر ثم رجع إليهم فقال ثلاث مئة رجل يزيدون قليلا أو ينقصون ولكن أمهلوني حتى أنظر اللقوم كمين أو مدد قال فضرب في الوادي حتى أبعد فلم ير شيئا فرجع إليهم فقال ما وجدت شيئا ولكن قد رايت يا معشر قريش البلايا تحمل المنايا نواضح يثرب تحمل الموت الناقع قوم ليس معهم منعة ولا ملجأ إلا سيوفهم والله ما أرى أن يقتل رجل منهم حتى يقتل رجلا منكم فإذا أصابوا منكم اعدادهم فما خير العيش بعد ذلك فرو رأيكم فلما سمع حكيم بن حزام ذلك مشى في الناس فأتى عتبة بن ربيعة فقال يا الوليد إنك كبير قريش وسيدها والمطاع فيها هل لك إلى أن لا تزال تذكر فيها بخير إلى آخر الدهر قال وما ذاك يا حكيم قال ترجع بالناس وتحمل أمر حليفك عمرو ابن الحضرمي قال قد فعلت أنت علي بذلك إنما هو حليفي فعلي عقله وما أصيب من ماله فأت ابن الحنطلية والحنظلية نسبها؛ قال ابن هشام والحنظلية أم أبي جهل وهي أسماء بنت مخرمة أحد بني نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة ابن مالك بن زيد مناة بن تميم فإني لا أخشى أن يشجر أمر الناس غيره يعني أبا جهل بن هشام ثم قام عبتة بن ربيعة خطيبا فقال يا معشر قريش إنكم والله ما تصنعون بأن تلقوا محمدا وأصحابه شيئا والله لئن أصبتموه لا يزال الرجل ينظر في وجه رجل يكره النظر إليه قتل ابن عمه وابن خاله أو رجالا من عشيرته فارجعوا وخلوا بين محمد وبين سائر العرب فإن أصابوا فذاك الذي أردتم وإن كان غير ذلك ألفاكم ولم تعرضوا منه ما تريدون قال حكيم فانطلقت حتى جئت أبا جهل فوجدته قد نثل درعا له من جرابها فهو يهنئها قال ابن هشام يهيئها فقلت له يا أبا الحكم إن عتبة أرسلني إليك بكذا وكذا للذي قال فقال انتفخ والله سحره حين رأى محمدا وأصحابه كلا والله لا نرجع حتى يحكم الله بيننا وبين محمد وما بعتبة ما قال ولكنه قد رأى أن محمد وأصحابه أكله جزور وفيهم ابنه فقد تخوفكم عليه ثم بعث إلى عامر بن الحضرمي فقال هذا يريد أن يرجع بالناس وقد رأيت ثأرك بعينك فقم فأنشد خفرتك ومقتل أخيك. فقام عامر بن الحضرمي فاكتشف ثم صرخ واعمراه واعمراه فحميت الحرب وحقب الناس واستوسقوا على ما هم عليه من الشر وأفسد على الناس الرأي الذي دعاهم إليه عتبة فلما بلغ عبتة قول ابي جهل انتفخ والله سحره قال سيعلم مصفر استه من انتفخ سحره أنا أم هو قال ابن هشام السحر الرئة وما حولها مما يعلق بالحلقوم من فوق السرة وما كان تحت السرة فهو القصب ومن قوله رأيت عمرو بن لحي يجر قصبة في النار قال ابن هشام حدثني بذلك أبو عبيدة ثم التمس عتبة بيضة ليدخلها في رأسه فما وجد في الجيش بيضة تسعه من عظم هامته فلما رأى ذلك اعتجر على رأسه ببرد له.
[دروس من المقطع السابق]
[إنه أمر أراده الله لتحصد رءوس، طالما وقفت أمام منهج الحق أن يصل إلى النفوس، ولله فيما يقدر حكم قد لا تظهر للإنسان إلا بعد حين](/)
اللهم نجنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن ... !
ـ[ .. فارس .. ]ــــــــ[07 Nov 2004, 04:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ...
في البدء أبارك الله لكم على هذا الموقع الذي أسأل الله أن يكون في صالح الإسلام والمسلمين ...
في هذا الموضوع أتطرق إلى آيات من سورة البقرة مرفقة بأحاديث صحيحة عن رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام وأريد من الأخوة لو تكرمتم إعطائي الرأي فيما أظن أنه عذاب من الله عز وجل إلى كل من عصى الله ورسوله إلا من رحم ربي ...
قال تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65) فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66)}
فما رأي أهل التفسير بأن ما حدث لهذه القرية قد يحدث لقرى غيرها؟ إذا علمنا أن هنالك أحاديث صحيحة للرسول عليه الصلاة والسلام تتحدث في هذا الخصوص وأذكر من هذه الأحاديث
الحديث الأول
قَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ حَدَّثَنَا عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ الْكِلاَبِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ الأَشْعَرِىُّ قَالَ حَدَّثَنِى أَبُو عَامِرٍ - أَوْ أَبُو مَالِكٍ - الأَشْعَرِىُّ وَاللَّهِ مَا كَذَبَنِى سَمِعَ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ «لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِى أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ وَلَيَنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ إِلَى جَنْبِ عَلَمٍ يَرُوحُ عَلَيْهِمْ بِسَارِحَةٍ لَهُمْ يَأْتِيهِمْ - يَعْنِى الْفَقِيرَ - لِحَاجَةٍ فَيَقُولُوا ارْجِعْ إِلَيْنَا غَدًا. فَيُبَيِّتُهُمُ اللَّهُ وَيَضَعُ الْعَلَمَ وَيَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ». ((صحيح البخاري))
الحديث الثاني
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّبَّاحِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا مُوسَى الْحَنَّاطُ - لاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ ذَكَرَهُ - عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ لَهُ «يَا أَنَسُ إِنَّ النَّاسَ يُمَصِّرُونَ أَمْصَارًا وَإِنَّ مِصْرًا مِنْهَا يُقَالُ لَهُ الْبَصْرَةُ أَوِ الْبُصَيْرَةُ فَإِنْ أَنْتَ مَرَرْتَ بِهَا أَوْ دَخَلْتَهَا فَإِيَّاكَ وَسِبَاخَهَا وَكِلاَءَهَا وَسُوقَهَا وَبَابَ أُمَرَائِهَا وَعَلَيْكَ بِضَوَاحِيهَا فَإِنَّهُ يَكُونُ بِهَا خَسْفٌ وَقَذْفٌ وَرَجْفٌ وَقَوْمٌ يَبِيتُونَ يُصْبِحُونَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ». ((حديث صحيح صححه الألباني))(/)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[2004 hussain] ــــــــ[07 Nov 2004, 04:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الأخوة الكرام بارك الله جهودكم وسدد خطاكم و شكر لكم حسن صنيعكم
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[07 Nov 2004, 05:08 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
حياك الله بين إخوانك مفيداً ومستفيداً.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[08 Nov 2004, 10:02 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً بك أخي الكريم في دوحة القرآن، وما أجملها من دوحة، وما أطيب أريجَها.
إن تقبّلت رأيي، أخي الموفق: اختيار الاسم بالحرف العربي مما يأنَسُ به الطَرْفُ.
لك ودّي القلبي.(/)
تهنئة بمناسبة العيد
ـ[أبو الزبير]ــــــــ[08 Nov 2004, 01:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقبل الله منا الصيم والقيام
تقبل الله مني ومنكم وغفرلي ولكم
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[08 Nov 2004, 10:31 م]ـ
تهنئة مقبولة , ولا أراك إلا مستعجلاً قدومه إذ بقي ما لايقل عن أربع ليالٍ , جعله الله من أعياد المسرات والنصر والتمكين.
ـ[أبو الزبير]ــــــــ[09 Nov 2004, 12:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد أن أقول أنا ما استعجلت العيد ولكن يوم العيد يكون الإنسان المسلم مشغول بزيارة الأقارب والأحباب فأردت أن أستعجل التهنئة فقط
وجزاكم الله خيرا(/)
دع البكاء على الأطلال والدار
ـ[سلسبيل]ــــــــ[09 Nov 2004, 12:46 م]ـ
دع البكاء على الأطلال والدار ........... واذكر لمن بان من خل ومن جار
واذرف الدموع نحيبا وابك من أسف .......... عل فراق ليال ذات أنوار
على ليال لشهر الصوم ما جعلت ............. إلا لتمحيص آثام وأوزار
يالائمي في البكا زدني به كلفا ................ واسمع غريب أحاديثي وأخباري
ما كان أحسننا والشمل مجتمع ............... منا المصلي ومنا القانت القاري
وفي التراويح للراحات جامعة ............... فيها المصابيح تزهو مثل أزهاري
في ليلة القدر الذي شرفت ................... حقا على كل شهر ذات أسرار
تنزل الروح والأملاك قاطبة .............. باذن رب غفور خالق باري
شهر به يعتق الله العصاة وقد ............... اشفوا على جرف من خطة النار
نرجو الإله محب العفو يعتقنا ................ ويحفظ الكل من شر وأكدار
ويشمل العفو والرضوان أجمعنا ............. بفضلك الجم لا تهتك لاستار
فابكوا على ما مضى في الشهر واغتنموا ........... ما قد بقي فهو حق عنكم جاري
ـ[سلسبيل]ــــــــ[31 Oct 2005, 06:46 ص]ـ
للرفع(/)
مع أعظم إنسان (رمضانيات26)
ـ[د. محمد مشرح]ــــــــ[09 Nov 2004, 01:05 م]ـ
الحلقة 26
26 - التقاء الفريقين
قال ابن إسحاق ثم تزاحف الناس ودنا بعضهم من بعض وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه أن لا يحملوا حتى يأمرهم وقال إن اكتنفكم القوم فانضحوهم عنكم بالنبل ورسول الله صلى الله عليه وسلم قي العريش معه أبو بكر الصديق.
27 - تاريخ وقعة بدر
فكانت وقعة بدر يوم الجمعة صبيحة سبع عشرة من شهر رمضان قال ابن إسحاق كما حدثني أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين
28 - ضرب الرسول ابن غزية
قال ابن اسحاق وحدثني حبان ابن واسع بن حبان عن أشياخ من قومه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدل صفوف أصحابه يوم بدر وفي يده قدح يعدل به القوم فمر بسواد بن غزية حليف بن عدي بن النجار قال ابن هشام يقال سواد مثقلة وسواد في الأنصار غير هذا مخفف وهو مستنل من الصف قال ابن هشام ويقال مستنصل من الصف فطعن في بطنه بالقدح وقال استو يا سواد فقال يا رسول الله أوجعتني وقد بعثك الله بالحق والعدل قال فأقدني فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه وقال استقد قال فاعتنقه فقبل بطنه فقال ما حملك على هذا يا سواد قال يا رسول الله حضر ما ترى فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير ...
29 - الرسول يناشد ربه النصر
قال ابن إسحاق ثم عدل رسول الله الصفوف ورجع الى العريش فدخله ومعه فيه أبو بكر الصديق ليس معه فيه غيره ورسول الله صلى الله عليه وسلم يناشد ربه ما وعده من النصر ويقول فيما يقول اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد وأبو بكر يقول يا نبي الله بعض مناشدتك ربك فإن الله منجز لك ما وعدك وقد خفق رسول الله صلى الله عليه وسلم خفقة وهو في العريش ثم انتبه فقال ابشر يا أبا بكر أتاك نصر الله هذا جبريل آخذ بعنان فرس يقوده على ثناياه النقع.
30 - أول شهيد من المسلمين
قال ابن اسحاق وقد رمى مهجع مولى عمر بن الخطاب بسهم فقتل فكان أول قتيل من المسلمين ثم رمى حارثة بن سراقة أحد بني عدي بن النجار وهو يشرب من الحوض بسهم فأصاب نحره فقتل.
31 - الرسول يحرض على القتال
قال ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس فحرصهم وقال والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر إلا أدخله الله الجنة فقال عمير بن الحمام اخو بن سلمة وفي يده تمرات يأكلهن بخ بخ أفما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء ثم قذف التمرات من يده وأخذ سيفه فقاتل القوم حتى قتل قال ابن اسحاق وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة أن عوف ابن الحارث وهو ابن عفراء قال يا رسول الله ما يضحك الرب من عبده قال غمسه يده في العدو حاسرا فنزع درعا كانت عليه فقذفها ثم أخذ سيفه فقاتل القوم حتى قتل.
[دروس من القاطع السابقة
1 - المبالغة في القود من النفس حيث كشف النبي صلى الله عليه وسلم بطنه ليقاد منه وله معان ودلالات عظيمة.
2 حب الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم وهذا دليل على حسن تعامله عليه الصلاة والسلام لهم، وهو و واجب على القائد في أي مجال من المجالات، أما القيادة بالشدة والعنف فليست قيادة – في نظري-
3 - تسابق الصحابة إلى الجنة وهو دليل على عمق إيمانهم ومعرفتهم لقيمة الحياتين من خلال التربية القرآنية والنبوية ما يحتم على المربين في جميع المؤسسات التربوية مراعاة ذلك.](/)
رسالة الى الفلوجة
ـ[القناص الإسلامي]ــــــــ[10 Nov 2004, 07:11 ص]ـ
رسالة إلى مدينة (الفلوجة) الباسلة
نادر بن سعد العمري
(فلوجة) عزمك إصرار أبناؤك أسدٌ أبرارُ
حُيِّيت وحيَّاهم ربي كم فيهم شَهْمٌ مغوار
علَّمت الدنيا ملحمة كبرى ترويها الأدهار
ما وهن العزم ولاخمدت نيران الثأر ولو جاروا
حاشا أن يخضع جبَّار لجبان أو يُنسى الثار
*******
(فلوجة) يا أرضاً أضحت يطويها قتل ودمار
ما احتضنت يوماً محتلاً فالموت الموت ولا العار
أهديك دموعي وشجوني ترويها عني الأشعار
إن حالت دوني أسلاك وحدود يحرسها الجار
ففؤادي بينكمو ... إني حرٌ وهواي الأحرار
*******
(فلوجة) لا تُبقي علجاً فالحل الفصل هو النار
وستندم حتماً (أمريكا) يعلوها ذل وصغار
زعموا الحرية وانطلقوا وإذا الحرية أسوار
لو عرفوا عزاً ما باتوا يحكمهم (فيل) و (حمار)
دعوى الإرهاب ذريعتهم وهمو في الأرض الأشرار
*******
(فلوجة) عزٌ وإباءٌ ... عزم عربي بتار
إسلام حيٌ قد نبعت منه الأبطال الثوار
رفعوا الرايات وما التفتوا لدعاوى الغرب ولا احتاروا
ما هابوا يوماً محتلاً بل هان الجيش الجرار
سحقوا المحتل بعزمتهم وعلى درب الشهدا ساروا
*******
(فلوجة) فجرك وضاح تنسجه منك الأسحار
تصنعه الشدَّةُ ذا ألقٍ لتعم الكونَ الأنوار
وستبقى الدنيا شاهدة أنَّكِ في الشدةِ إعصار
وجيوش الغزو ستطويها سنن القهار وتنهار
وعراق الخير سيعمرها ويعيدُ عُلاها الأخيار
المصدر
عن موقع المختار الإسلامي ( http://www.islamselect.com/index.php?pg=mat&ref=12743&ln=1)
ـ[سلسبيل]ــــــــ[11 Nov 2004, 10:08 ص]ـ
اللهم انصر أهلنا في الفلوجة المنافحين عن دينك وسنة نبيك اللهم صن أعراضهم وثبت أقدامهم وانصرهم على عدوهم اللهم أرنا في أعداء الإسلام بأسك وقوتك يا قوي يا عزيز اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا(/)
وولد صالح يدعو لك ..... لا تحرم نفسك القراءة
ـ[ bintalislam] ــــــــ[10 Nov 2004, 09:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شدوا وثاقها .. وحرموها حواسها ... وشعرت بأنها موضوعة على ما يشبه الهودج ..
في ارتفاعه وحركته ...
سمعت صوت حبيبها وسطهم .. ماله لا يعنفهم ... ماله لا يمنعهم من أخذها ... ؟؟؟؟
صوت الخطوات الرتيبة تمشي على تراب خشن ... ونسائم فجرية باردة تلامس ثيابها
البيضاء .. ورغم أنها لا ترى الا أنها تخيلت الجو من حولها ضبابيا ... وتخيلت
الأرض التي هي فيها الآن أرضا خواء مقفرة ..
أخيرا توقفت الخطوات دفعة واحدة وأحست بأنها توضع على الأرض .. وسمعت الى
جوارها حجارة ترفع وأخرى توضع .. ثم حملت ثانية .. وشاع السكون من حولها ...
وأحست بالظلام ينخر عظامها ..
ومن أعلى تناهى لسمعها صوت نشيج ... انه ابنها .. نعم هو ... لعله آت لانقاذها؟؟
لكن ... ماذا تسمع؟؟ انه يناديها بصوت خفيض: أمي ..
ومن بين الدموع يتحدث زوجها اليه قائلا:
تماسك ... انما الصبر عند الصدمة الأولى ... ادع لها يا بني ... هيا بنا ..
غلبته غصة ... وألقى نظرة أخيرة على الجسد المسجى ... فلم يتمالك نفسه أن قال
صوت يقطر ألما: لا اله الا الله ... لا اله الا لله ... انا لله وانا اليه راجعون ..
كان هذا آخر ما سمعته منه .. ثم دوى صوت حجر رخامي يسقط من أعلى ليسد الفتحة
الوحيدة التي كانت مصدر الصوت والنور ....... والحياة ..
صوت الخطوات تبتعد ... الى أين؟؟؟ أين تتركوني؟؟ كيف تتخلوا عني في هذه
الوحدة وهذه الظلمة؟؟
نظرت حولها فاذا هي ترى ....... ترى؟؟؟
أي شيء تستطيع أن تراه في هذا السرداب الأسود؟؟
ان ظلمته ليست كظلمة الليل الذي اعتادته ... فذاك يرافقه ضوء القمر .. وشعاع
النجوم ..
فينعكس على الأشياء والأشخاص ..
أما هنا فانها لا تكاد ترى يدها ... بل انها تشعر بأنها مغمضة العينين تماما.
تذكرت أحبتها وسمعت الخطوات قد ابتعدت تماما فسرت رعدة في أوصالها ونهضت تبغي
اللحاق بهم ... كيف يتركونها وهم يعلمون أنها تهاب الظلام والوحدة؟؟
لكن يدا ثقيلة أجلستها بعنف ..
حدقت فيما خلفها برعب هائل ... فرأت ما لم تره من قبل ... رأت الهول قد تجسد
في صورة كائن ... لكن كيف تراه رغم الحلكة؟؟
قالت بصوت مرتعش: من أنت؟؟
فسمعت صوتا عن يمينها يدوي مجلجلا: جئنا نسألك ...
التفت .. فاذا بكائن آخر يماثل الأول ..
صمتت في عجز ... تمنت أن تبتلعها الأرض ولا ترى هؤلاء القوم ... لكنها تذكرت
أن الأرض قد ابتلعتها فعلا ..
تمنت الموت لتهرب من هذا الواقع الذي لامفر منه ... فحارت لأمانيها التي لم
تعد صالحة ... فهي ميتة أصلا ..
من ربك؟؟
هاه ..
من ربك؟؟
ربي .. ما عبدت سوى الله طول حياتي ..
ما دينك؟؟
ديني الاسلام ..
من نبيك؟؟
نبيي .......
اعتصرت ذاكرتها ... ما بالها نسيت اسمه؟؟ ألم تكن تردده على لسانها دائما؟؟
ألم تكن تصلي عليه في التشهد خمس مرات يوميا؟؟
بصوت غاضب عاد الصوت يسأل:
من نبيك؟؟
لحظة أرجوك ... لا أستطيع التذكر ..
ارتفعت عصا غليظة في يد الكائن ... وراحت تهوي بسرعة نحو رأسها .. فصرخت ...
وتشنجت أعضاؤها ... وفجأة أضاء اسمه في عقلها فصرخت بأعلى صوتها:
نبيي محمد ... محمد ...
ثم أغمضت عينيها بقوة ... لكن ..
لم يحدث شيء .. سكون قاتل ..
فتحت عينيها مستغربة فقال لها الكائن الذي اسمه نكير: أنقذتك دعوة كنت
ترددينها دائما
(اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)
سرت قشعريرة في بدنها .. أرادت أن تبتسم فرحة ... لكنها لم تستطع ... ليس هذا
موضع ابتسام .... ياربي متى تنتهي هذه اللحظات القاسية ..
بعد قليل قال لها منكر: أنت كنت تؤخرين صلاة الفجر .....
اتسعت عيناها ... عرفت أنه لا منجى لها هذه المرة ... لأنه لم يجانب الصواب ..
دفعها أمامه ... أرادت أن تبكي فلم تجد للدموع طريقا ... سارت أمام منكر ونكير
في سرداب طويل حتى وصلت الى مكان أشبه بالمعتقلات ...
شعرت بغثيان ... وتمنت لو يغشى عليها ... لكن لم يحدث ..
فاستمرت في التفرج على المكان الرهيب ...
في كل بقعة كان هناك صراخ ودماء .. عويل وثبور ... وعظام تتكسر .. وأجساد تحرق
(يُتْبَعُ)
(/)
ووجوه قاسية نزعت من قلوبها الرحمة فلا تستجيب لكل هذا الرجاء ..
دفعها الملكان من خلفها فسارت وهي تحس بأن قدميها تعجزان عن حملها ... واذا
بها تقترب من رجل مستلق على ظهره .. وفوق رأسه تماما يقف ملك من أصحاب الوجوه
الباردة الصلبه .. يحمل حجرا ثقيلا ... وأمام عينيها ألقى الملك بالحجر على رأس
الرجل ... فتحطم وانخلع عن جسده متدحرجا ... صرخت .. بكت .. ثم ذهلت ذهولا ألجم
لسانها ..
وسرعان ما عاد الرأس الى صاحبه .. فعاد الملك الى اسقاط الصخرة عليه ...
هنا .. قيل لها:
هيا .. استلقي الى جوار هذا الرجل ..
ماذا؟؟
هيا ..
دفعت في عنف .. فراحت تقاوم .. وتقاوم .. وتقاوم .. لا فائدة .. ان مصيرها
لمظلم .. مظلم حقا ..
استلقت والرعب يكاد يقطع أمعاءها .. استغاثت بربها فرأت أبواب الدعاء كلها
مغلقة .. لقد ولى عهد الاستغاثة عند الشدة ... ألا ياليتها دعت في رخائها ..
ياليتها دعت في دنياها .. ليتها تعود لتصلي ركعتين .. ركعتين فقط .. تشفع لها.
نظرت الى الأعلى فرأت ملكا منتصبا فوقها .. رافعا يده بصخرة عاتية يقول لها:
هذا عذابك الى يوم القيامة ... لأنك كنت تنامين عن فرضك ...
ولما استبد اليأس بها ... رأت شابا كفلقة القمر يحث الخطى الى موضعها ..
ساورها شعور بالأمل ... فوجهه يطفح بالبشر وبسمته تضيء كل شيء من حوله ..
وصل الشاب ومد يديه يمنع الملك ...
فقال له:
ما جاء بك؟؟
أرسلت لها ... لأحميها وأمنعك؟؟
أهذا أمر من الله عز وجل؟؟
نعم ..
لم تصدق عيناها ... لقد ولى الملك ... اختفى .. وبقي الشاب حسن الوجه .. هل هي
في حلم؟؟
مد الشاب لها يده فنهضت .. وسألته بامتنان:
من أنت؟؟
أنا دعاء ابنك الصالح لك ... وصدقته عنك .. منذ أن مت وهو لا ينفك يدعو لك
حتى صور الله دعاءه في أحسن صورة وأذن له بالاستجابة والمجيء الى هنا ..
أحست بمنكر ونكير ثانية ... فالتفتت اليهما فاذا بهما يقولان:
انظري .. هذا مقعدك من النار ... قد أبدله الله بمقعدك من الجنة ..
((وولد صالح يدعو له))
منقول(/)
ليس هذا عيدي
ـ[سلسبيل]ــــــــ[11 Nov 2004, 10:09 ص]ـ
للشاعر عبد الرحمن العشماوي
قابلتني في فرحة بالتحية
............ ولها بسمة على الثغر حية
خطوها راقص تقول سرورا
........... هاهو العيد جئت أبغي الهدية
فتمطت في القلب آهة جرح
........... وتساءلت والدموع سخية
أي عيد رقصت شوقا إليه؟
........... أي عيد ذكرته يا أخية؟
أهو عيد للقدس عاد إلينا؟
.......... بعد أن دمرته أيد غبية
عجبت أختي الصغيرة من حا
.......... لي وقالت في دهشة وردية
إنه عيدنا وعيد رفاقي
........... عيد حلوى وذكريات غنية
قم يا أخي نؤرجح بعضا
........... في أراجيحنا ونلعب (فيّه)
قلت يا أختُ (مرجحي) وتغني
............ لم تزل نفسك الطهور نقية
كنت طفلا مثلك يا أخت خلوا
........... من همومي وليس في القلب كيّه
كم غدونا إلى البيوت صباحا
........... يوم عيدي نحن الرفاق سوية
وطلبنا من ربة البيت حلوى
........... وسرقنا إذا استطعنا البقية
كم هنئنا بمثل عيدك هذا
............ فاصدحي بالرضا وعيشي هنيّه
هو عيد الأطفال مثلك يا أختي
............ وعيد الأبطال عيد البرية
ليس هذا عيدي، فإن جراحي
............ لم تزل يا حبيبة القلب حية
ليس هذا عيدي ولكن عيدي
........... أن أرى أمتي تعود أبية(/)
أول وأكبر مكتبة عربية الكترونية (مجانية) + مواقع مفيدة.
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[11 Nov 2004, 11:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
تحية طيبة لاخواني في ملتقى اهل التفسير، و أسأل الله لي ولكم التوفيق والفلاح في الدنيا والاخرة ....
هذه هدايا لرواد الملتقى عبارة عن ثلاثة مواقع مفيدة:
1/ أول وأكبر مكتبة عربية الكترونية (مجانية)
http://www.fiseb.com/fiseb
2/ موقع روح الاسلام (منوع للصوتيات،والمقالات، وتحميل برامج كتب الحديث والتفسير والفتاوى
http://www.islamspirit.com
3/ موقع صحاري الاسلام (للصوتيات والمرئيات النادرة)
http://www.sohari.com
* أرجوا منكم الدعاء *
ـ[الجندى]ــــــــ[12 Nov 2004, 01:43 ص]ـ
بارك الله فيك على هذه المشاركة القيمة.(/)
«ثلاثة لا يسلم منها احد ??»
ـ[ tafza] ــــــــ[11 Nov 2004, 11:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم:
قال رسول الله صلى عليه وسلم:
ثلاثة لا يسلم منها احد: الطيرة. والضن. والحسد. يقول النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث في اصلاح المجتمع اياكم والضن فان الضن اكذب الحديث اياكم كلمة تحذير وما هو الضن الذي حضرنا منه الحبيب صلى الله عليه وسلم هو ان نضن بأهل الخير سوء اذا ضننت بأهل الخير سوء فقد ارتكبت كبيرة نهى الله عنها ونها الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم عنها:
قال تعالى ((ياأيها الذين ءامنوا اجتنبوا كثيرا من الضن ان بعض الضن اثم)) ??!!
ثلاثة لا يسلم منها احد الضن والطيرة والحسد فاذا ضن احدكم فلا يحقق واذا تطايرة فلا يرجع واذا حسد فلا يبغي:
تعالو لنصلط الاضواء على هذا النص النبوي الشريف:
الحبيب صلى الله عليه وسلم:
يخبرنا بما يدور في نفوسنا وفي طيات قلوبنا فيقول: صلى الله عليه وسلم
ثلاثة لا يسلم منها احد اولها الضن فالناس دائما يضن بعضهم في بعض الناس ينضرون الى بعضهم نضرة الضن والمعارف
تنقسم الى اربعة اقسام علم وضن وشك ووهن اما العلم فهو ادراك اليقين جازم واما الضن فهو ادراك الطرف الراجح وأما الشك فهو تساو الطرفين واما الوهن فهو ادراك الطرف المرجوح:
فماذا يريد ان يقول لنا حبيبنا صلى الله عليه وسلم اذا تصرب الضن الى قلب احدكم فلا يحقق:
يعني اذا رأيت انسانا يصادق انسانا فاذا ما دخل الضن قلبك وقال لك انهما يتعاونان على معصية الله فعليك ان تستعيذ بالله من شر هذا الضن ولا تحقق هذا الضن فانك اذا حققته فقد وقعت في ما حظر منه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:
ثم ما بعد الطيرة وما هي الطيرة الطيرة هي التشاؤم
والتشاؤم ??
كما قال الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم:
الطيرة شرك بالله اذا رأيت انسانان وانت متوجه الى عملك وانت اذا رأيته تشائمت ما صباحه اذا تصرب التشاؤم الى نفسك فعلم انك اشركت بالله وعليك ان تجدد ايمانك:
لماذا لان الله يقول سبحانه وتعالى ((قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون))
اذا جاءك ضيف وقدمت شيئا من الواجب فنكسرت الاناء وانت تقدم له هذا الواجب فلا تقل ان دخوله علينا دخول سوء لا تقول ان وجوده بيننا شر اذا تشائمت من احد فعلم ان قلبك قد غزاه الشرك اذا دخل عليك انسان وعندما وطئت قدمه الارض بيتك انطفأ المصباح فجأ فلا تقول انه انطفأ لاجل وجه فلان:
لان الله يقول سبحانه وتعالى:
((وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم)) وبعد ذلك قال والله يعلم وانتم لا تعلمون))
ان اطفاء المصباح ليس شر بل قد يكون فيه خير كثير قد يكون هناك انسان دب النزاع بينه وبين زوجته وحاولى ان يضربها او يطلقها فلما اطفأ المصباح جلس وهجع:
لقد اطفأ المصباح والرسول محمد صلى الله عليه وسلم جالس بين اصحابه فقال الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم لهم انا لله وانا اليه راجعون قالوا او مصيبة تلك يارسول الله فقال الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ما اطفأ المصباح بين قوم الا غفر الله لهم:
المؤمن لا يعرف التشاؤم ابدا لان المؤمن شديد اليقين بأن كل شيء خلقه الله بقدر وكم من أناس ملأ الشئم عليهم حياتهم كم أناس بنوا الاقدار والقضاء على ما يبنونه على رؤي الناس:
كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يحب التفاؤل ويكره التشاؤم??!!
إنس إحسانك الى الناس وانس إساءة الناس اليك إنس الحسادى دنياك ساعة سراع الزوال وانما العقبى خلود المئال فهل تبيع الخلدة ياغفلا وتشتري دنيا المنى والظلال عش راضيا واترك دواع الألم واعدل مع الظالم مهما ظلم نهاية الدنيا فناء فعش فيها كريما واعتبرها عدم ويافؤادي تلك دنيا الخيال فلا تنوا تحت الهمومى الثقال سلم له امر فمحو الذي خصت يد الأقدار امر محال؟؟(/)
هدية القران الكريم كاملا بالرسم العثماني (ملف وورد)
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[13 Nov 2004, 01:42 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أقدم هذه الهدية لرواد المنتدى من طلاب العلم والزائرين
وهي عبارة عن القران الكريم كاملا بالرسم العثماني على ملف (وورد) ليستفيد الاخوة من خاصية البحث عن الكلمات والايات ومعرفة أرقامها ونسخ الايات في كتابة البحوث والمواضيع.
أسأل الله لي ولكم التوفيق والفلاح انه على كل شئ قدير
·لاتنسونا من دعائكم*
ـ[محمد يوسف يوسف]ــــــــ[01 Mar 2009, 09:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجو إرسال ملف يفتح المصحف لأنه مضغوط
وجزاكم الله كل خير وجعل ذلك في ميزان حسناتكم(/)
تهنئة الدكتور إبراهيم الدوسري وفقه الله على ترقيته إلى درجة أستاذ ونسأل له السداد
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Nov 2004, 01:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يسرنا في شبكة التفسير والدراسات القرآنية تهنئة فضيلة الشيخ الفاضل الدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري الأستاذ المشارك بقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين ونائب رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية للقرآن الكريم وعلومه وذلك بمناسبة ترقيته إلى درجة أستاذ في تخصص القراءات.
ونسأل الله أن يوفقه لكل خير، وأن ينفع به وبعلمه المسلمين، وأن يعينه على تأدية أمانة علم كتاب الله الذي حصله وتعب في طلبه، ولملتقى أهل التفسير أمل في تواصله الدائم معه لنستفيد من علمه.
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[13 Nov 2004, 02:21 ص]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
فَضِيْلَةُ العَلَمِ المَاجِدِ الكَرِيْمِ
الشَّيْخِ الدُّكْتُور / إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّوْسَرِيُّ وَفَّقَهُ اللهُ لِطَاعَتِهِ
السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وبرَكَاتُهُ .. تَحِيَّةً طَيِّبَةً ... وَ بَعْدُ
يَعُوْدُ عَلَيْكَ العِيْدُ و أَنْتَ تَكْتَسِي ثَوبَ السَّعادةِ، وَ تَتَوَشَّحُ بِمَحبَّةِ اللهِ تَعالَى والأُنْسِ بِهِ، آمِلاً أَنْ تَصِلَكَ هَذِهِ الرِّسَالَةُ وَ أَنتَ - مَعَ سَابِقِه - تَرْفُلُ و تَتَمَتَّعُ بصِحَّةٍ وَ عَافِيَةٍ، فَلْيُبَارِكِ اللهُ أَعْمَالَكْ، وَ لْيَفَتَح علَى يَدَيْكَ البَرَكَةَ، فَالعِيْدُ السَّعِيْدُ مِن اسمِك، وَ تَقَبَّلَ اللهُ طَاعَاتِكَ، وَ كُلُّ عَامٍ وَ أَنْتَ بِأَلْفٍ خَيْرٍ.
وَإنَّنِيْ إذْ أُرْسِلُ لَك التَّهْنِئةَ - تَهْنِئة العِيْدِ ومُبَارك التَّرْقِيَةِ - فإِنَّهُ لا يَغِيْبُ عَنْ ذِهْنِي خُلُقَكَ الكَرِيْمَ و عِلْمَكَ الغَزِيرَ، وَ تَوَاضُعَك الذِيْ يَعرِفُه الكثيرون زَادكَ اللهُ تَواضُعاً لِعِبَادِهِ، وَرِفْعَةً بَيْنَ أَنَامِهِ، فَلا أَفَلَتْ شَمْسُكْ، و لا غَابَ ضوءُكَ، و لا طَفِأَتْ نَارُكَ.
أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَزِيْدَ فِيْ عِلْمِكُمْ، وَيَهَبَكُمْ رَحْمَتَهُ، إِنَّهُ سَمِيْعٌ مجِيْبٌ.
و اللهُ يَحْفَظُكَ وَ يَرْعَاكَ
مُحِبُّكَ
عَبْدُاللهِ بنُ صَالِحِ الخُضَيْرِي
ـ[د. أنمار]ــــــــ[13 Nov 2004, 03:22 م]ـ
بارك الله لك فيما أعطاك وأكرمك به وجعله سبحانه وتعالى خالصا لوجهه الكريم وصرف عنك ما سواه
ونسأل صاحب العطاء والجود أن يتقبل منكم ما تقدم من الطاعات في شهر المغفرة والرضوان وأن يجعل عيدكم مباركا وطيبا ويسددكم لكل ما يحبه ويرضاه
ولا أنسى فضيلة الأستاذ عبد الرحمن الشهري حفظه الله تعالى ومتعه وذويه ببركة هذه الأيام الربانية، والنفحات الرحمانية.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[13 Nov 2004, 05:00 م]ـ
ما شاء الله، تبارك الله.
يسرني أن أرفع لفضيلة الأستاذ الدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري أسمى التبريكات والتهنيء بترقيته، والله يجعلها رفعةً في درجات الدنيا، ومعينة على الرفعة في الآخرة. ولا يفوتني أن أبارك له بعيد الفطر. تقبل الله من الجميع.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[13 Nov 2004, 10:19 م]ـ
بارك الله للشيخ المقرئ إبراهيم الدوسري الأستاذية بعد الدكتوراه، وأسأله أن ينفعه بها، وأن ينفع بها.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[14 Nov 2004, 02:48 ص]ـ
مبارك لكم أخي إبراهيم
ـ[أبو الجود]ــــــــ[14 Nov 2004, 09:29 م]ـ
سماحة شيخنا مبارك لك أسأل الله لك التوفيق و السداد دائما
ـ[المنهوم]ــــــــ[14 Nov 2004, 10:43 م]ـ
نرفع لكم اسما عبارات التهاني والتبريكات لكم يا فضيلة الشيخ على ما وصلتم اليه من الدرجة العلمية العالية
في الدنيا ونسأل الله ان يرفعكم بها في الآخيرة درجات لخدمتكم كتابه العزيز.
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[15 Nov 2004, 04:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أهنئ المسلمين جميعا بالعيد السعيد،وبالأخص مرتادي ومشرفي ملتقى أهل التفسير.
وأثني بالتهنئة الخالصة للأستاذ الأديب المقرئ (إبراهيم الدوسري)،على الترقية،
وأسأل الله أن ينفع به ومن على دربه،وأن يتقبل الله منا ومنه إنه سميع مجيب.
ـ[صالح الدرويش]ــــــــ[16 Nov 2004, 02:05 ص]ـ
فضيلة الشيخ الدكتور: إبراهيم الدوسري وقنا الله وإياه من كل سوء ومكروه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
نبارك لكم هذه الترقية ونسأل الله تعالى أن تكون عونا لكم على الطاعة، وأن يوفقكم إينما كنتم لخدمة كتابه، وأن يجعلكم مباركين أينما كنتم.
ـ[الراية]ــــــــ[17 Nov 2004, 09:16 م]ـ
بارك الله للشيخ المقرئ إبراهيم الدوسري الأستاذية بعد الدكتوراه، وأسأله أن ينفعه بها، وأن ينفع بها.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[21 Nov 2004, 11:58 ص]ـ
مبارك للدكتور المحبوب درجة الأستاذية ونفعنا الله بعلمه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[22 Nov 2004, 12:35 ص]ـ
بارك الله للشيخ إبراهيم
وتقبل منه,
وأعانه على حقها.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[25 Nov 2004, 05:02 م]ـ
مبارك أيها الشيخ الفاضل.
لقد استقبلني هذا الخبر السار بعد طول غياب عن الملتقى , اسأل الله تعالى أن يبارك لك فيما أعطاك.
ـ[المحرر]ــــــــ[25 Nov 2004, 08:45 م]ـ
نبارك للشيخ - حفظه الله - ترقيته للأستاذية؛ جعلها الله عوناً لك على طاعته.
ـ[إبراهيم الدوسري]ــــــــ[17 May 2005, 04:25 م]ـ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فقد تلقيت ـ بغبطة وسرور ـ تلكم التهاني الأخوية بمناسبة ترقيتي إلى رتبة " أستاذ " في قسم القرآن وعلومه.
وإذ أحمد الله على ما منّ به ووفق من الحصول على هذه الرتبة فإني أرفع لجميع الأخوة المشرفين على هذا الموقع والمشاركين فيه جزيل الشكرعلى ما عبروا عنه من مشاعر صادقة ودعوات طيبة.
والله أسأل أن يوفقني وإياكم لخدمة الدين والقرآن الكريم.وتقبلوا فائق تحياتي، وجزيل شكري وتقديري.
والله يحفظكم ويرعاكم.
وفي الختام أعتذر عما كان من انقطاع عن المشاركة في هذا الملتقى لظروف خاصة، سائلا الله جل وعلا أن يصلنا وإياكم برحمته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم
إبراهيم بن سعيد الدوسري(/)
عندما يحزن العيد.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[13 Nov 2004, 08:17 م]ـ
ولدي رآني مطرقاً في العيدِ=مستغرقاً في الصمت والتنهيدِ
فرنا إليّ بمقلتيه محدِّقاً=وجرى إليّ بفطرة المولود
وقف الصغير مسائلاً ببراءة:= (ما لي أراك مُكدراً في العيد)؟!
قل لي بربك يا أبي ما تشتكي=صعب عليّ أراك غير سعيد
فالعيد يوم للسرور وللرضا=والأنس والإسعاد والتجديد
والعيد وصل والتقاء أحبة=والعيد مأدبةٌ ولبس جديد
والعيد طرحٌ للكآبة جانباً=لتعيش منطلقاً بلا تقييد
والعيد يومٌ في ظلال خميلة=أو روضة محفوفة بورود
والعيد في سمع الورى ترنيمةٌ=هو فرحة كبرى بلا تنكيد
الناس حولي للحياة تبسموا=واستقبلوا الدنيا بخير نشيد
فعلامَ تبدو يا أبي متجهماً=ومخالفاً للعرف والتقليد؟!
أم يا ترى هي حكمةٌ أُلهِمتَها=وسواك ذو سفه وغير رشيد؟!
صوّبت لابني نظرة أودعتها=ردّي وفيضَ مشاعري لوليدي
لا زالتَ غضاً يا صغيري ناشئاً=فاسعد بيومك والغد المنشود
فأجابني: ما عدتُ غراً يا أبي=فارْوِ الغليل وقل بلا تمهيد
قلت استمع فلقد أثرتَ مشاعري=ونكأتَ جرحاً نازفاً بوريدي
كيف السرور ومسجدي الأقصى اشتكى=من حال أمتنا وكيد يهود؟!
كيف السرور وصفوةٌ من أمتي=في الأرض بين مشرد وطريد؟
هم إخوة في الله يجمعنا بهم=دين يسوِّي سيداً بمسود
كيف السرور ولم تزل أخواتنا=يصرخْنَ من وَغْدٍ ومن عربيد
يحملن في أحشائهن معرّة=من صلب كلب كافر رعديد
بُحّتْ حناجرهن علّ مروءة=تأتي بمعتصم أو ابن وليد
لو أنّ قتلَ النفس مشروعٌ لنا=لقتلن أنفسهن بالتأكيد
كيف السرور وقد رأينا مسلماً=مدّ اليمينَ مُصافحاً ليهودي (*)
فإذا بهذا الوغد يصفعُ خده=صفعاً أُحسّ لهيبه بخدودي
فرأيت يا ولدي الهوان مجسداً=هل بعد صفع الخد من تجسيد؟؟
العيد يوم نعود قلباً واحداً=والحبّ يغمره مع التوحيد
حبّ لغير مصالح ترجى به=حب لوجه إلهنا المعبود
العيد يوم تحرر الأفهام من=رِقِّ التصوّر، من عمى التقليد
العيد إن عاد الجهاد وكلّنا=مستبشرون بعَوْدِهِ المحمود
سيعود حتماً لا محالة يا فتى=بمشيئة المولى ورغم حسود
وسنُطلق الأقصى الأسير وعندها=سيكون حقاً ذاك يوم العيد
شعر: أحمد حسبو
المصدر: مجلة البيان: العدد 122(/)
نفائسُ ودررٌ، وطُرَفٌ ومُلَحٌ وفوائد
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[17 Nov 2004, 02:20 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على صفوة عباد الله محمد بن عبد الله، أما بعد:
فهذه بعض الطرائف قد مرت علي، وأعجبتني أسوقها لإخواني أهل الملتقى لعلها ترفع الملل عن من به شيء منه، ومع ذا هي لا تخلوا من فائدة .. وبعد:
ففي وفيات الأعيان 4/ 269 في ترجمة الباقلاني:
وكان كثير التطويل في المناظرة مشهورا بذلك عند الجماعة، وجرى يوما بينه، وبين أبي سعيد الهاروني مناظرة، فأكثر القاضي أبو بكر المذكور فيها الكلام، ووسع العبارة، وزاد في الإسهاب، ثم التفت إلى الحاضرين، وقال: اشهدوا علي أنه إن أعاد ما قلت لا غير لم أطالبه بالجواب!
فقال الهاروني: اشهدوا علي أنه إن أعاد كلام نفسه سلمت له ما قال!.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[17 Nov 2004, 02:21 م]ـ
مروج الذهب للمسعودي 4/ 239 [ط: عبد الحميد]
وكان أبو خليفة ـ الفضل بن الحباب الجمحي ـ لا يتكلف الإعراب بل قد صار له كالطبع لدوام استعماله إياه من عنفوان حداثته، وكان ذا محل من الإسناد، وله أخبار ونوادر حسان قد دونت منها أن بعض عمال الخراج بالبصرة كان مصروفا عن عمله، وأبو خليفة مصروفا عن قضائه فبعث العامل إلى أبي خليفة أنا مبرمان النحوي صاحب أبي العباس المبرد قد زارني في هذا اليوم إلى بعض النهار، والبساتين، فأتوه مبكرين مع من حضرنا من أصحابنا، وسألوه الحضور معهم، فجلسوا في سمارية متفكهين قد غير ظواهر زيهم حتى أتوا نهرا من أنهار البصرة، واستحسنوا بعض البساتين فقدموا إليه، وخرجوا إلى الشط، وجلسوا تحت النخل على شط النهر، وقدم إليهم ما حمل معهم من الطعام، وكان أيام المبادي، وهي الأيام التي يثمر فيها الرطب فيكبسونه في القواصر تمرا، وتكون حينئذ البساتين مشحونة بالرجال ممن يعمل في التمر من الأَكَرَة، وهم الزراع وغيرهم، فلما أكلوا، قال بعضهم لأبي خليفة ـ غير مكن له خوفا أن يعرفه من حضر ممن ذكرنا من الأَكَرَة، والعمال في النخل ـ: أخبرني أطال الله بقاءك عن قول الله عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} هذه الواو ما موقعها من الإعراب؟
قال أبو خليفة: موقعها رفع، وقوله: قوا هو أمر للجماعة من الرجال.
قال له: كيف تقول للواحد من الرجال، وللاثنين؟
قال يقول للواحد من الرجال: قِ، وللاثنين: قيا، وللجماعة قوا.
قال كيف تقول للواحدة من النساء، وللاثنتين منهن وللجماعة منهن؟
قال أبو خليفة: يقال للواحدة: قي، وللاثنتين: قيا، وللجماعة: قين.
قال: فأسألك أن تعجل بالعجلة، كيف يقال للواحد من الرجال، والاثنين والجماعة، والواحد من النساء، والاثنتين منهن، والجماعة منهن؟
قال أبو خليفة عجلان [بسرعة]: قِ قيا قوا قي قيا قين، وكان بالقرب منهم جماعة من الأكرة فلما سمعوا ذلك استعظموه، وقالوا: يا زنادقة! أنتم تقرءون القرآن بحروف [بقراءة] الدجاج!، وعدوا عليهم، فصفعوهم فما تخلص أبو خليفة، والقوم الذين كانوا معه من أيديهم إلا بعد كدٍ طويل. اهـ.
* من فوائد هذه الحكاية تجنب الكلام فيما لا يُفهم عند من لا يَفهم.، ومعروف ما قال علي وابن مسعود رضي الله عنها في هذا.
* القاعدة في فعل الأمر أنه يبنى على ما يجزم به مضارعه.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[17 Nov 2004, 02:21 م]ـ
قال ابن محرز في معرفة الرجال 1/ 163:
سمعت يحيى بن معين يقول: ـ وذكر أبا سليمان الجرجاني ـ فقال: أبو جرجان ينبغي أن نهدم حول داره أربعين دارا هكذا، وأربعين دارا هكذا، وأربعين دارا هكذا، وأربعين دارا هكذا، فقال أبو خيثمة: يا أبا زكريا فيدخل دارك في هذا الهدم؟!
قال: لا أبالي يبدأ بداري أولا حتى تطهر تلك البلاد منه.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[17 Nov 2004, 02:22 م]ـ
في الوافي للصفدي 7/ 13: [عن شيخ الإسلام ابن تيمية]
وسمعته يقول عن نجم الدين الكاتبي المعروف بدَبيران بفتح الدال المهملة وكسر الباء الموحدة وهو الكاتبي صاحب التواليف البديعة في المنطق، فإذا ذكره لا يقول إلا: دُبيران بضم الدال وفتح الباء،
وسمعته يقول: ابن المنجس يريد ابن المطهر الحلي.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[17 Nov 2004, 02:23 م]ـ
في اختصار المقريزي لكتاب الوتر لمحمد بن نصر ص 326:
وقال معاذ القارئ في قنوته: اللهم قحط المطر، فقالوا: آمين!
، فلما فرغ من صلاته قال قلت: اللهم قحط المطر،
فقلتم: آمين! ألا تسمعون ما أقول، ثم تقولون: آمين.
-------
*معاذ القارئ صحابي صغير رضي الله عنه
قيل: إنه ممن أقامه عمر يصلي بالناس التراويح.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[18 Nov 2004, 01:31 ص]ـ
الأخ الكريم الشيخ عبد الرحمن السديس
جزاك الله خيرًا على هذه اللطائف والأفاكيه.
بالنسبة لقوقاة الدجاجة - وهي كلمة فصيحة نستعملها في لهجتنا - ثَم مَن جَمع الأفعال من اللفيف المفروق. ذكرها في حاشية الخضري على ابن عقيل في شرحه الألفيةَ. واسمحوا لي بالإحالة ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?s=&threadid=829).
واصل أخي عبد الرحمن فرائدك، وفقك الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[18 Nov 2004, 06:51 ص]ـ
شكر الله لك أخي الكريم عبد الرحمن السديس هذه الملح واللطائف التي تذكرها من بطون الكتب، وكم جميل تعليقك على فائدة هذه الملح، وإنني أرى أننا ـ معشر القراء ـ
بحاجة إلى وضع الفوائد على مثل هذه الطرائف، فيكون مع الاستملاح والتفكُّه العلم بفائدة مثل هذه النوادر، وهذا ـ مع الأسف ـ ما خلت منه كتب الأدب التي تروي نوادر وطرائف من أخبار الناس، ولا تكاد تجد عليها تعليقًا أو تنبيهًا، سوى ما يكون ـ من بعض من ألَّف ـ من عنونة لباب من أبواب كتابه.
وفقني الله وإياك وإخواننا لما يحب ويرضى.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[18 Nov 2004, 12:59 م]ـ
المشايخ الكرام جزاكم الله خيرا، ونفع بكم .. وشكر لكم تعليقكم
في الأذكياء لابن الجوزي ص 216:
حكى لنا بعض إخواننا أن شاعرا كان في بلد فقدم عليهم شاعر آخر، فأراد أن يكسر عليه شوكته، فقال لأهل البلد:
وتشابهت سور القرآن عليكم ** فقرنتم الأنعام بالشعراء!
فيه ص 218:
وصف لشاعر طِيْب خراسان، فلما سافر إليها لم تعجبه، فقال:
تمنينا خراسانا زمانا ... فلم نعط المنى، والصبر عنها
فلما أن أتيناها سراعا ... وجدناها بحذف النصف منها!
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[19 Nov 2004, 04:06 م]ـ
أخي المشرف الكريم: أرجو تغيير العنوان إلى: طرف، وملح، وفوائد
في الأذكياء لابن الجوزي ص106:
كان الأعمش إذا صلى الفجر جاءه القراء فقرأوا، وكان أبو حصين إمامهم، فقال الأعمش يوما: إن أبا حصين يتعلم القراءة منا لا يقوم من مجلسه كل يوم حتى يفرغ ويتعلم بغير شكر، ثم قال لرجل ممن يقرأ عليه: إن أبا حصين يكثر أن يقرأ بالصافات في صلاة الفجر، فإذا كان غدا فاقرأ عليّ الصافات، واهمز الحوت؛ فلما كان من الغد قرأ عليه الرجل الصافات، وهمز الحوت، ولم يأخذ عليه الأعمش، فلما كان بعد يومين، أو ثلاثة قرأ أبو حصين بالصافات في الفجر، فلما بلغ الحوت همز، فلما فرغوا من صلاتهم، ورجع الأعمش إلى مجلسه دخل عليه بعض إخوانه، فقال الأعمش: يا أبا فلان لو صليت معنا الفجر لعلمت ما لقي الحوت من هذا المحراب؛ فعلم أبو حصين ما لذي فعل به، فأمر بالأعمش، فسحب حتى أخرج من المسجد. قال: وكان أبو حصين عظيم القدر في قومه بني أسد. اهـ.
ورويت الحكاية بسياق مختلف في سير أعلام النبلاء 5/ 414.
من فوائد هذه الحكاية:
* إن ينتبه الطالب لفضل شيخه عليه، وأن يكثر من الدعاء له، وشكره، والثناء عليه، وألا يتنكر له بعد أن ينتهي من الاستفادة منه كما هو حال كثير من الطلبة اليوم.
* لما قرأت هذه الحكاية تعجبت فقلت: وقد كانوا يعانون مما نعاني منه! فبعض الأئمة يمكث في الإمامة سنين طويلة، ولا يعدوا بعض السور، والمقاطع يكررها حتى كأنه لم ينزل من القرآن غيرها!، ولا يشعر بمعاناة من خلفه
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[23 Nov 2004, 11:12 ص]ـ
في تاريخ الدوري3/ 77 ترجمة رقم (309)
سمعت يحيى [بن معين] يقول: وذكرتُ له شيخنا كان يلزم سفيان بن عيينة يقال له: ابن مناذر (1)؟
فقال: أعرفه كان صاحب شعر، ولم يكن من أصحاب الحديث، وكان يرسل العقارب في مسجد الحرام حتى تلسع الناس!!، وكان يصب المداد في المواضع التي يتوضى منها حتى تسود وجوه الناس!! ليس يروى عنه رجل فيه خير.
-------
(1) محمد بن مناذر مولى بني صبير بن يربوع شاعر معروف.
مترجم في: الأنساب [مخطوط ص:أ326]، ومعجم الأدباء 5/ 447، والوافي 5/ 43.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[23 Nov 2004, 04:59 م]ـ
قال ابن القيم في بدائع الفوائد 2/ 822 ط: عالم الفوائد [في عرض كلامه عن فضول المخالطة]
ومنهم من مخالطته حمى الروح، وهو الثقيل البغيض العثل الذي لا يحسن أن يتكلم فيفيدك، ولا يحسن أن ينصت فيستفيد منك، ولا يعرف نفسه؛ فيضعها في منزلتها، بل إن تكلم؛ فكلامه كالعصي تنزل على قلوب السامعين، مع إعجابه بكلامه، وفرحه به، فهو يحدث من فيه كلما تحدث، ويظن أنه مسك يطيب به المجلس!، وإن سكت، فأثقل من نصف الرحى العظيمة التي لا يطاق حملها، ولا جرها على الأرض.
ويذكر عن الشافعي ـ رحمه الله ـ أنه قال: ما جلس إلى جانبي ثقيل إلا وجدت الجانب الذي هو فيه أنزل من الجانب الآخر.
ورأيت يوما عند شيخنا ـ قدس الله روحه ـ رجلا من هذا الضرب، والشيخ يحتمله، وقد ضعفت القوى عن حمله، فالتفت إليّ، وقال: مجالسة الثقيل حمى الرِّبْع، ثم قال: لكن قد أدمنت أرواحنا على الحمى، فصارت لها عادة، أو كما قال.
وبالجملة، فمخالطة كل مخالف حمى للروح فعرضية، ولازمة، ومن نكد الدنيا على العبد أن يبتلى بواحد من هذا الضرب، وليس له بد من معاشرته، ومخالطته، فليعاشره بالمعروف حتى يجعل الله له فرجا ومخرجا.اهـ
وينظر ما قبله وبعده فهو نفيس.
قلت: رحمهم الله، وفي هذا الزمان زاد عند الناس نوع جديد، وهو مخالطة هذا الصنف عبر هذه الشبكة التي تجمع صنوف الناس!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[26 Nov 2004, 12:32 ص]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ الفتاوي 4/ 73ـ وابن الفارض ـ من متأخري الاتحادية ـ صاحب القصيدة التائية المعروفة:بـ "نظم السلوك"، وقد نظم فيها الاتحاد نظما رائق اللفظ؛ فهو أخبث من لحم خنزير في صينية من ذهب، وما أحسن تسميتها بنظم: الشكوك الله،
أعلم بها وبما اشتملت عليه، وقد نفقت كثيرا، وبالغ أهل العصر في تحسينها، والاعتداد بما فيها من الاتحاد، لما حضرته الوفاة أنشد:
إن كان منزلتي في الحب عندكم * ما قد لقيت فقد ضيعت أيامي
أمنية ظفرت نفسي بها زمنا * واليوم أحسبها أضغاث أحلام.
من فوائد هذا النقل:
* إنصاف المخالف، فقد وصف النظم بأنه: رائق اللفظ.
* هذا التشبيه اللطيف المليح من شيخ الإسلام يبين، ويقرب حال النظم من حيث اللفظ، والمحتوى.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Feb 2005, 01:35 م]ـ
قال العلامة ابن حزم في الفصل 4/ 156:
وقالوا: إن إبليس لم يكفر بمعصيته الله في ترك السجود لآدم، ولا بقوله ـ عن آدم ـ: أنا خير منه، وإنما كفر؛ بجحد لله تعالى كان في قلبه.
قال أبو محمد: هذا خلاف للقرآن، وتكهن لا يعرف صحته إلا من حدثه به إبليس عن نفسه على أن الشيخ غير ثقة فيما يحدث به.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Feb 2005, 01:36 م]ـ
قال العلامة الخليلي في الإرشاد 3/ 974
سمعت محمد بن عبد الله لحافظ يقول: سمعت أحمد بن سهل الفقيه البخاري ببخارى يقول: سمعت قيس بن أنيف يقول: سمعت أبا رجاء قتيبة بن سعيد يقول: ورد ها هنا شاب من أهل الري فقال: والله لا أخرج من بغلان حتى أكبر على أبي رجاء أربع تكبيرات!
قال: والمسكين توفي ها هنا، فكبرتُ عليه أربعا وزدت الخامس.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Feb 2005, 01:37 م]ـ
قال العلامة الخليلي في الإرشاد 1/ 241:
سمعت عبد الله بن محمد الحافظ، وعبيد الله بن محمد بن بدر يقولان: سمعنا أحمد بن كامل القاضي يقول: سمعت أبا العيناء الضرير يقول: أتيت عبد الله بن داود الخريبي ـ وكان قد أمسك عن الرواية ـ فقلت: حدثني، فقال: يا غلام مُرّ، وأقرأ القرآن. فقلت: قد قرأت.
فقال: هات {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ} (71) سورة يونس.
فقرأت، وجودت.
فقال: أحسنت مُرّ، وتعلم بعد القرآن الفرائض.
فقلت: قد تعلمت.
فقال: أيهما اقرب إليك ابن أخيك أم ابن عمك؟
فقلت ابن أخي.
فقال: ولم قلت؟
فقلت: لأنه ولدته أمي.
فقال: يا غلام تعلم بعد هذين العربية.
فقلت: تعلمت العربية قبل القرآن، والفرائض.
فقال: قول عمر: (يا لله يالمسلمين) لِمَ فتح الأولى، وكسر الثانية؟
فقلت: فتح الأولى للاستغاثة، وكسر الثانية للاستنصار.
فقال: يا غلام لو كنت محدثا أحدا لحدثتك.!
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Feb 2005, 01:41 م]ـ
قال العلامة الخليلي في الإرشاد 2/ 594:
سمعت عبد الله بن محمد القاضي الحافظ يقول: سمعت محمد بن عبد الله الشافعي يقول: سمعت حمدون بن أحمد السمسار يقول: كنا عند علي بن الجعد، فقام رجل فسأله عن حديث لشعبة عن فرات القزاز، فلم يحسن أن يسأل، وصحف، فقال: شعبة عن قراءة القرآن، فضحك علي بن الجعد ثم انشأ يقول:
لم يركبوا الخيل الا بعدما كبروا ** وهم ثقال على أكتافها عُنفُ
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Feb 2005, 01:43 م]ـ
في الآداب الشرعية لابن مفلح 1/ 475:
قال سندي: سأل رجل أبا عبد الله فقال: إن أبي يأمرني أن أطلق امرأتي؟
فقال: لا تطلقها.
قال: أليس عمر أمر ابنه عبد الله أن يطلق امرأته.
قال: حتى يكون أبوك مثل عمر رضي الله عنه.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Feb 2005, 01:44 م]ـ
سؤالات البرذعي لأبي زرعة الرازي 2/ 334:
قلت: بشر بن يحيى بن حسان؟
قال: خراساني من أصحاب الرأي كان لا يقبل العلم، وكان أعلى أصحاب الرأي بخراسان، فقدم علينا، فكتبنا عنه، وكان يناظر، فاحتجوا عليه بطاووس، فقال بالفارسية:يحتجون علينا بالطيور!
قال أبو زرعة: كان جاهلا، بلغني أنه ناظر إسحاق بن راهويه في القرعة، فاحتج عليه إسحاق بتلك الأخبار الصحاح، فأفحمه، فانصرف ففتش كتبه فوجد في كتبه حديث النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " نهى عن القزع"
فقال لأصحابه: قد وجدت حديثا أكسر به ظهره، فأتى إسحاق، فأخبره.
فقال إسحاق: إنما هذا القزع! أنه يحلق بعض رأس الصبي ويترك بعض.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Feb 2005, 01:44 م]ـ
قال ابن عبد البر في بهجة المجالس 1/ 295:
قال رسول الله:" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته يوما وليلة والضيافة ثلاثة أيام وما زاد فهو صدقة ولا يحل أن يثوي غيره حتى يحرجه.
قيل للأوزاعي: رجل قدم إلى ضيفه الكامخ، والزيتون، وعندهم اللحم، والعسل، والسمن؟
فقال: لا يؤمن هذا بالله، ولا باليوم الآخر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Feb 2005, 01:45 م]ـ
قال ابن محرز في معرفة الرجال 1/ 127:
وسمعت يحيى وذكر حسين الخياط؟
قال: أخذ حجة من آل المطلب بن عبد الله بن مالك، فذهب إلى الأهواز فقعد بها!
فقال أبو خيثمة: يا أبا زكريا إنه يحدث!
فقال: ما يكتب عنه إلا من لعنه الله وغضب عليه!
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Feb 2005, 01:46 م]ـ
قال ابن محرز في معرفة الرجال 1/ 127:
سمعت يحيى وسئل عن سويد بن سعيد الأنباري؟
فقال: مولى الجواسنة! ليس بشيء إلا أن يحدث من حفظه.
فقيل له: يا أبا زكريا: ما مولى الجواسنة؟
فقال: حدث بحديث الأعمش عن إبراهيم عن همام عن حذيفة: " لا يليكم بعد عمر إلا أصعر أبتر مولى الجواسنة.
فقيل له: إنما هو مولي الحق استه.
فقال: اسكت حذيفة كان يسفه.
-------------
هذا الأثر المشار إليه لم أعثر على من خرجه خلال البحث السريع.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Feb 2005, 01:46 م]ـ
في معجم المناهي اللفظية ص 17: ـ وهو يعدد جملة التراجم الجامعة لكتابة ـ
11 - مصطلحات إفرانجية، وعبارات وافدة أعجمية، وأساليب مولدة لغة، مرفوضة شرعاً،
وحمَّالة الحطب في هذا: صاحبة الجلالة: ((الصحافة)) فَلِجُلِّ الكاتبين من الصحفيين ولعٌ شديد بها، وعن طريقهم استشرت بين المسلمين.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Feb 2005, 01:49 م]ـ
قال ابن القيم في أعلام الموقعين 4/ 208
:وكثير منهم [صنف من المفتين] نصيبهم مثل ما حكاه أبو محمد بن حزم قال:
كان عندنا مفت قليل البضاعة، فكان لا يفتي حتى يتقدمه من يكتب الجواب، فيكتب تحته: جوابي مثل جواب الشيخ.
فقدر أن اختلف مفتيان في جواب، فكتب تحتهما جوابي مثل جواب الشيخين، فقيل له: إنهما قد تناقضا!
فقال: وأنا أيضا تناقضت كما تناقضا!.
وقد أقام الله سبحانه لكل عالم، ورئيس، وفاضل من يظهر مماثلته، ويرى الجهال، وهم الأكثرون مساجلته، ومشاكلته، وأنه يجري معه في الميدان، وأنهما عند المسابقة كفرسي رهان، ولا سيما إذا طول الأردان، وأرخي الذوائب الطويلة وراءه كذنب الأتان، وهدر باللسان، وخلا له الميدان الطويل من الفرسان،
فلو لبس الحمار ثياب خز * لقال الناس يا لك من حمار!
وهذا الضرب إنما يستفتون بالشكل لا بالفضل، وبالمناصب لا بالأهلية قد غرهم عكوف من لا علم عنده عليهم، ومسارعة أجهل منهم إليهم تعج منهم الحقوق إلى الله تعالى عجيجا، وتضج منهم الأحكام إلى من أنزلها ضجيجا، فمن أقدم بالجرأة على ما ليس له من: فتيا، أو قضاء، أو تدريس استحق اسم الذم، ولم يحل قبول فتياه، ولا قضائه هذا حكم دين الإسلام
وإن رغمت أنوف من أناس * فقل يا رب لا ترغم سواها.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Feb 2005, 01:50 م]ـ
قال العلامة الطاهر بن عاشور في التحرير 1/ 92:
وقد ذكر النحويون في الوقف على تاء التأنيث هاء،
أن رجلا نادى يا أهل سورة البقرة بإثبات التاء في الوقف ـ وهي لغة ـ، فأجابه مجيب "ما أحفظ منها ولا آيتْ " محاكاة للغته.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Feb 2005, 01:52 م]ـ
في طبقات الحنابلة 2/ 392:
[الخلال] أخبرني محمد بن أحمد الطرسوسي قال: سمعت محمد بن يزيد المستملي يقول: سأل رجل أحمد بن حنبل فقال: أكتب كتب الرأي؟
قال: لا تفعل، عليك بالآثار، والحديث.
فقال له السائل: إن عبدالله بن المبارك قد كتبها.
فقال له أحمد: ابن المبارك لم ينزل من السماء! إنما أمرنا أن نأخذ العلم من فوق.
نحوه
قال المروذي في الورع ص118:
وسمعت أبا عبد الله يقول: نهى النبي *صلى الله* عن " التبتل "، فمن رغب عن فعل النبي *صلى الله* = فهو على غير الحق، ومن رغب عن فعل أصحاب النبي *صلى الله*، والمهاجرين والأنصار = فليس هو من الدين في شيء، قال النبي *صلى الله*:" إني مكاثر بكم الأمم". ويعقوب في حزنه قد تزوج، وولد له والنبي *صلى الله* قال:" حبب إلي النساء "، وأصحاب الرسول *صلى الله* تزوجوا.
قلت: إنهم يقولون: قد ضاق عليهم الكسب من وجهه.
فقال: إن النبي *صلى الله* قد زوج على خاتم لمن ليس عنده شيء.
قلت: وعلى سورة.
قال: دع هذا.
قلت: أو ليس هو صحيحا.
قال: دعه، إذا نهيتك عن شيء فانته، ينبغي أن يتزوج الرجل، فإن كان عنده انفق عليها، وإن لم يكن عنده صبر.
قلت: أنتم تقولون لي: إن لم أجد ما أنفق أطلق، وقع لي عمل وكان مهرها ألف درهم، وليس عندي شيء.
فضحك ثم قال: تزوج على خمسة دراهم ابن المسيب زوج ابنته على درهمين.
قلت: لا يرضى أهلي مني أن أتزوج على خمسة دراهم.
قال: ها جئتني بأمر الدنيا فهذا شيء آخر.
قلت: إن إبراهيم ابن أدهم يحكي عنه أنه قال: لروعة صاحب عيال .. فما قدرت أن أتم الحديث حتى صاح بي، وقال: وقعنا في بنيات الطريق انظر عافاك الله ما كان عليه محمد وأصحابه.
قلت: لأبي عبد الله: أن الفضيل يروي عنه أنه قال: لا يزال الرجل في قلوبنا حتى إذا اجتمع على مائدته جماعة زل عن قلوبنا.
قال: دعني من بنيات الطريق العلم هكذا يؤخذ انظر ـ عافاك الله ـ ما كان عليه محمد وأصحابه، ثم قال: هو ذا أهل زمانك الصالحون، هل تجد فيهم إلا من هو متزوج، ثم قال: ليتق الله العبد، ولا يطعمهم إلا طيبا، لبكاء الصبي بين يدي أبيه متسخطا يطلب منه خبزا أفضل من كذا وكذا يراه الله بين يديه، ثم قال: هو ذا عبد الوهاب كن مثل هؤلاء، لو ترك الناس التزويج من كان يدفع العدو.
وقال لي أبو عبد الله: صاحب العيال إذا تسخط ولده بين يديه يطلب منه الشيء أين يلحق به المتعبد الأعزب.
نحوه
طبقات الحنابلة 1/ 299:
وقال المروذي: سمعت إسحاق بن حنبل ـ ونحن بالعسكر ـ يناشد أبا عبد الله، ويسأله الدخول على الخليفة ليأمره، وينهاه، وقال له: إنه يقبل منك،
هذا إسحاق بن راهويه يدخل على ابن طاهر، فيأمره، وينهاه.
فقال له أبو عبد الله: تحتج علي بإسحاق؟! فأنا غير راض بفعاله ... اهـ
قلت: وقع في الآداب الشرعية 3/ 464: مكان إسحاق بن حنبل إسحاق بن إبراهيم!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Feb 2005, 01:54 م]ـ
كتبها الشيخ / عبدالرحمن الشهري
أخي عبدالرحمن السديس: متعكم الله بالصحة والعلم، ووفقنا وإياكم لرضاه. واسمح لي بهذه المُلْحة.
ذكر المَقَّري (1) في كتابه العجيب (نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب) الباب الرابع - ذكرقرطبة الزهراء والزاهرة.
حيث ذكراشتهار قرطبة بالعناية بالكتب، وكثرة عناية أهلها بالعلم، وأدواته، حتى أصبح التجمل بالمكتبات شعاراً لرؤساء قرطبة مع خلوهم من أسباب العلم. فقال نقلاً عن ابن سعيد المغربي:
(قال والدي: ومن محاسنها - أي قرطبة - ظرف اللباس، والتظاهر بالدين، والمواظبة على الصلاة، وتعظيم أهلها لجامعها الأعظم، وكسر أواني الخمر حيثما وقع عين أحد من أهلها عليها، والتستر بأنواع المنكرات، والتفاخر بأصالة البيت وبالجندية وبالعلم، وهي أكثر بلاد الأندلس كتباً، وأشدّ الناس اعتناء بخزائن الكتب، صار ذلك عندهم من آلات التعين والرياسة، حتى إن
الرئيس منهم الذي لا تكون عنده معرفة يحتفل في أن تكون في بيته خزانة كتب، وينتخب فيها ليس إلاّ لأن يقال: فلان عنده خزانة كتب، والكتاب الفلاني ليس هو عند أحد غيره، والكتاب الذي هو بخط فلان قد حصله وظفر به.
قال الحضرمي: أقمت مرّة بقرطبة، ولازمت سوق كتبها مدة أترقب فيها وقوع كتاب كان لي بطلبه اعتناء، إلى أن وقع وهو بخط جيد وتسفير مليح، ففرحت به أشد الفرح، فجعلت أزيد في ثمنه، فيرجع إليّ المنادي بالزيادة عليّ، إلى أن بلغ فوق حدّه.
فقلت له: يا هذا أرني من يزيد في هذا الكتاب حتى بلّغه إلى ما لا يساوي.
قال: فأراني شخصاً عليه لباس رياسة، فدنوت منه، وقلت له: أعز الله سيّدنا الفقيه، إن كان لك غرض في هذا الكتاب تركته لك فقد بلغت به الزيادة بيننا فوق حده.
قال: فقال لي: لست بفقيه، ولا أدري ما فيه، ولكنّي أقمت خزانة كتب، واحتفلت فيها لأتجمل بها بين أعيان البلد، وبقي فها موضع يسع هذاالكتاب، فلمّا رأيته حسن الخط جيّد التجليد استحسنته، ولم أبال بما أزيد فيه، والحمد لله على ما أنعم به من الرزق فهو كثير.
قال الحضرمي: فأحرجني، وحملني على أن قلت له: نعم لا يكون الرزق كثيراً إلاّ عند مثلك، يعطى الجوز من لا عنده أسنان، وأنا الذي أعلم ما في هذا الكتاب، وأطلب الانتفاع به، يكون الرزق عندي قليلاً، وتحول قلّة ما بيدي بيني وبينه.
قال ابن سعيد: وجرت مناظرة بين يدي منصور بني عبد المؤمن بين الفقيه العالم أبي الوليد بن رشد والرئيس أبي بكر بن زهر، فقال ابن رشد لابن زهر في كلامه: ما أدري ما تقول، غير أنّه إذا مات عالم بإشبيلية فأريد بيع كتبه حملت إلى قرطبة حتى تباع فيها، وإذا مات مطرب بقرطبة فأريد بيع تركته حملت إلى إشبيلية).
التعليق:
1 - أهمية العناية بمخطوطات العلوم التي وصلتنا عن مدينة قرطبة لنفاستها، وعناية أهلها بالعلم قديماً، وقد نبغ كثير من العلماء من قرطبة منهم ابن عبدالبر، والقرطبي صاحب التفسير، وقبله القرطبي شيخه أبو العباس، وغيرهم كثير. ولا تزال خزائن المخطوطات حتى اليوم مليئة بمخطوطات قرطبة، على كثرة ما أتلف النصارى منها أيام حملات التطهير الديني والعرقي ومحاكم التفتيش.
2 - أن التباهي بالمكتبات قديم، مع خلو جامعها من معرفة ما فيها. وكم رأينا من المفارقات في ذلك. فرب مسؤول لديه في مكتبته من نفائس الكتب ما لا يعرف قيمته ولا قدره، وقد رأيت في بيت أحد أقاربي - وهو برتبة عسكرية عالية - نسخةً مجلدة نفيسة من كتاب (التمهيد) لابن عبدالبر، فسألته عن هذا الكتاب، فلم يحسن قراءة عنوانه، ونسي من أين جاء هذا الكتاب إلى هذا الرف في مجلسه، وقال وهو منشغل بشرب القهوة: يمكن يكون كتاب مفيد!
فقلت له: إنني أشعر بالغربة التي يعاني منها هذا الكتاب في بيتك، فلو علم مؤلفه بوقوعه في يد مثلك لما تكلف تصنيفه. ثم سألته: وماذا تصنع به وأنت لا تدري ما فيه؟
فقال ضاحكاً: يملأ مكانه في الرف، سيكون منظره غيرمقبول بدون الكتاب!
قلت: فهذا كصاحب الحضرمي وإن لم يعلم بقصته.
3 - أن البيئة العلمية تعين طالب العلم على طلبه، فخروج علماء كثر من قرطبة، بسبب ازدهار حركة العلم والتصنيف، ورواج الكتب أعان على ذلك، بخلاف مدن لم تشتهر بذلك، وتأمل كلام ابن رشد في أشبيلية ولعله من باب الدعابة لابن زهر.
4 - لا يُقَرُّ الحضرمي - عفا الله عنه - في اعتراضه على القَدَرِ بقوله: (نعم لا يكون الرزق كثيراً إلاّ عند مثلك، يعطى الجَوزُ من لا عنده أسنان، وأنا الذي أعلم ما في هذا الكتاب، وأطلب الانتفاع به، يكون الرزق عندي قليلاً، وتحول قلّة ما بيدي بيني وبينه). وما أظنه قالها إلا زلة، ونفثة مصدور أفلتت بغتة من صدر طالب علم حريص قعد به قل المال في يده عن نيل مراده، وما أكثر أمثال هذه النفثة عند أمثاله قديماً وحديثاً.
---------
(1) المقري بفتح الميم، وتشديد القاف المفتوحة على ورن الأزهري. نسبة إلى مَقَّرة، وهي قرية من قرى تلمسان.
__________________
عبدالرحمن بن معاضة البكري الشهري
المحاضر بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة الملك خالد
am33s@hotmail.com
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Feb 2005, 01:55 م]ـ
جزاكم الله خيرا
سؤالات البرذعي 2/ 575
قلت: لأبي زرعة قرة بن حبيب تغير؟
فقال: نعم كنا أنكرناه بآخره، غير أنه كان لا يحدث إلا من كتابه، ولا يحدث حتى يحضر ابنه، ثم تبسم، فقلت: لم تبسمت؟
قال: أتيته ذات يوم، وأبو حاتم، فقرعنا عليه الباب، واستأذنا عليه، فدنا من الباب ليفتح لنا، فإذا ابنته قد خـ[ـا] فت، وقالت له: يا أبة إن هؤلاء أصحاب الحديث، ولا آمن أن يلغطوك، أو يدخلوا عليك ما ليس من حديثك، فلا تخرج إليهم حتى يجيء أخي ـ تعني علي بن قرة ـ فقال لها: أنا أحفظ فلا أمكنهم ذاك.
فقالت: لست أدعك تخرج فإني لا آمنهم عليك، فما زال قرة يجتهد، ويحتج عليها في الخروج، وهي تمنعه، وتحتج عليه في ترك الخروج إلى أن يجيء علي بن قرة، حتى غلبت عليه، ولم تدعه.
قال أبو زرعة: فانصرفنا، وقعدنا حتى وافى ابنه علي، قال أبو زرعة: فجعلت أعجب من صرامتها، وصيانتها أباها.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Feb 2005, 01:57 م]ـ
سؤالات البرذعي 2/ 420:
قلت ابن مناذر (1) رجل كان يلزم ابن عيينة؟
قال: نعم، له قصة كان افتتن بابن لعبد الوهاب الثقفي، وكان يقول فيه الأشعار نسال الله الستر والعافية.
قلت: فتراه مع هذا البلاء كان يكذب في الحديث؟
قال: أما هذا فلا أعلمه.
وحضرت أبا زرعة بعد ما قال لي هذه بأيام عند أبي حاتم، وهو يقول: تكلمت بكلمة منذ أيام مع هذا [البرذعي] أتعبتني، وأنا عليها من النادمين: ذكرت ابن مناذر، فقلت: كان افتتن بابن لعبد الوهاب الثقفي = فندمت، لم أطلق هذه اللفظة في أحد.
رحمهم الله: إنصاف وتقوى، ومحاسبة، أين نحن؟!
------
(1) هو المقصود بالمشاركة رقم10
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Feb 2005, 01:59 م]ـ
تنبيه الرجل العاقل 2/ 580:
وقال جندب بن عبد الله: " دخل عليّ فتية حزاورة أيام النهر، فقالوا: ندعوك إلى كتاب الله، قال: قلت: أنتم؟! قالوا: نحن، قلت: أنتم؟! قالوا: نحن، قلت: يا أخباث خليقة الله! في اتباعنا تخافون الضلالة، أم في غير سنتنا تلتمسون الهدى؟! اخرجوا عني ". اهـ
حزاورة: جمع، وهو: الغلام إذا اشتدّ وقوي وخَدَمَ؛ وقال يعقوب: هو الذي كاد يُدْرِكُ ولم يفعل.اهـ من لسان العرب.
وهذا الصنف من الصبية، وأشباههم كثير!، ولعله يدعوك لكتاب الله، وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهو لا يعرف منها شيئا إنما يحسن قيل وقال!
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Feb 2005, 02:01 م]ـ
الورع لابن أبي الدنيا ـ رحمه الله ـ ص 100
قال ابن أبي الدنيا: قرأت في كتاب أبي جعفر الأدمي بخطه قال: كنت باليمن في بعض أسفاري فإذا رجل معه ابن له شاب، فقال إن هذا أبي، وهو من خير الأباء، وقد يصنع شيئا أخاف عليه منه!
قلت: وأي شيء يصنع؟
قال: لي بقر تأتيني مساء فأحلبها، ثم أتي أبي وهو في الصلاة، فأحب أن يكون عيالي يشربون فضله، ولا أزال قائما عليه، والإناء في يدي، وهو مقبل على صلاته، فعسى أن لا ينفتل، ويقبل علي حتى يطلع الفجر! قلت للشيخ: ما تقول؟
قال: صدق، وأثنى على ابنه،
وقال لي: أخبرك بعذري، إذا دخلت في الصلاة، فاستفتحت القرآن ذهب بي مذاهب، وشغلني حتى ما أذكره حتى أصبح!
قال سلامة: فذكرت أمرهما لعبد الله بن مرزوق، فقال: هذان يدفع بهما عن أهل اليمن.
قال: وذكرت أمرهما لابن عيينة، فقال: هذان يدفع بهما عن أهل الدنيا.
قلت: نسأل الله العفو، والستر! أين نحن من ذا؟!
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Feb 2005, 02:02 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية 2/ 344
وأما الحجة التي ذكرها (1) عن ابن الهيصم (2) فلم يذكر ألفاظها، لكن ذكر أنه نظمها أحسن من نظمه.
ونحن في جميع ما نورده نحكي ألفاظ المحتجين بعينها، فإن التصرف في ذلك قد يدخله خروج عن الصدق، والعدل: إما عمدا، وإما خطأ،
فإن الإنسان إن لم يتعمد أن يلوي لسانه بالكذب، أو يكتم بعض ما يقوله غيره،
لكن المذهب الذي يقصد الإنسان إفساده = لا يكون في قلبه من المحبة له ما يدعوه إلى صوغ أدلته على الوجه الأحسن حتى ينظمها نظما ينتصر به، فكيف إذا كان مبغضا لذلك؟! والله أعلم بحقيقة ما قاله ابن الهيصم، وما نقله هذا عنه لكن نحن نتكلم على ما وجدناه مع العلم بأن الكرامية فيهم نوع بدعة في مسألة الإيمان، وغيرها، كما في الأشعرية أيضا بدعة، لكن المقصود في هذا المقام ذكر كلامهم، وكلام النفاة. اهـ (3)
قلت: صدق وهذا ظاهر حتى في كتب الفقه التي تذكر الخلاف، تجد المؤلف ينتصر لمذهبه، ويسوق له حججا، لا يتكلف لخصمه مثلها، وهذا في الغالب.
فلينتبه طالب العلم لذلك.
------
(1) يعني: الرازي في التأسيس.
(2) محمد بن الهيصم من الكرامية له كتاب جمل الكلام.
(3) بداية المسألة، وتفاصيلها 2/ 319.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Feb 2005, 02:03 م]ـ
قال أبو نعيم في الحلية 9/ 106:
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن عبدالرحمن بن عبدالحكم قال: سمعت الشافعي يقول: من حدث عن أبي جابر البياضي بيض الله عينيه. اهـ
قلت: يعني أعماها، وأبو جابر هو: محمد بن عبدالرحمن: متهم بالكذب.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Feb 2005, 02:03 م]ـ
قال أبو نعيم في الحلية 9/ 117:
حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا محمد بن أحمد بن موسى الخياط ـ بالرملة ـ وعلي، عن الربيع: قال سمعت الشافعي يقول: ما نظر الناس إلى شيء هم دونه إلا بسطوا ألسنتهم فيه.
قلت: صدق ـ رحمه الله ـ وهذا اليوم في الناس كثير.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Feb 2005, 02:05 م]ـ
الكاتب / الأخ الفاضل الجندى .................
رفع رجلٌ من العامة ببغداد إلى بعض ولاتها على جار له أنّه يتزندق،فسأله الوالي عن قوله الذي نسبه به إلى الزندقة،فقال:هو مرجى قدرىّ ناصبيّ رافضى،من الخوارج،يبغض معاوية بن الخطاّب الذي قتل علىّ بن العاص. فقال له ذلك الوالي:ما أدرى على أي شيء أحسدك ?أعلى علمك بالمقالات،أم على بصرك بالأنساب.
__________________
http://altwhed.com/big.gif
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Feb 2005, 02:06 م]ـ
قال أبو نعيم في الحلية 9/ 117:
حدثنا الحسن بن سعيد ثنا زكريا الساجي ثنا الحارث بن محمد الأموي عن أبي ثور قال: كنت من أصحاب محمد بن الحسن، فلما قدم الشافعي علينا جئت إلى مجلسه شبه المستهزئ، فسألته عن مسألة من الدور، فلم يجبني، وقال: كيف ترفع يديك في الصلاة؟ فقلت: هكذا.
فقال: أخطأت.
فقلت: هكذا.
فقال: أخطأت.
فقلت: وكيف أصنع؟
قال: حدثني سفيان [عن الزهري] (1) عن سالم عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم " كان يرفع يديه حذو منكبيه إذا ركع وإذا رفع ".
قال أبو ثور: فوقع في قلبي من ذلك، فجعلت أزيد في المجيء إلى الشافعي، وأقصر من الاختلاف إلى محمد بن الحسن، فقال: أجل الحق معه؟
قال: وكيف ذلك؟
قال قلت: كيف ترفع يديك في الصلاة، فأجابني نحو ما أخبرت الشافعي، فقلت: أخطأت.
فقال: كيف أصنع؟
فقلت: حدثني الشافعي عن سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه حذو منكبيه، إذا ركع، وإذا رفع ". قال أبو ثور: فلما كان بعد شهر، وعلم الشافعي أني قد لزمته للتعلم منه،
قال: يا أبا ثور مسألتك في الدور، وإنما منعني أن أجيبك يومئذ، لأنك كنت متعنتا. اهـ.
قلت: من فوائده الإعراض عن إجابة المتعنت، وتبيين جهله لنفسه، وإرشاده لما هو أولى،
في الآداب الشرعية 2/ 72:
قال المروذي قال أبو عبد الله: سألني رجل مرة عن يأجوج ومأجوج أمسلمون هم؟
فقلت له: أحكمت العلم حتى تسأل عن ذا؟!
وقال أيضا:قال أبو عبد الله: سأل بشر عن السري سفيان الثوري: عن أطفال المشركين؟ فصاح به، وقال: يا صبي أنت تسأل عن ذا؟!
و2/ 73: وقال أحمد بن حيان القطيع: دخلت على أبي عبد الله، فقلت: أتوضأ بماء النورة؟
فقال: ما أحب ذلك.
فقلت: أتوضأ بماء الباقلاء؟
قال: ما أحب ذلك.
قال: ثم قمت، فتعلق بثوبي، وقال: أيش تقول إذا دخلت المسجد؟
فسكت.
فقال: أيش تقول: إذا خرجت من المسجد؟
فسكت.
فقال: اذهب فتعلم هذا.اهـ
قلت: يعني الإمام ـ رحمه الله ـ أنك تركت مافيه سنة ثابتة، وتحتاجه كل يوم مرارا، وجئت تسأل عما قد لا تحتاجه أبدا، وليس فيه أثر!
----------
(1) سقط من المطبوع.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Feb 2005, 02:08 م]ـ
ملخص مسند يعقوب بن شيبة [ص36/أ]:
وقال بشر بن عاصم: قلت لسعيد بن المسيب يا أبا محمد: ما يمنعك أن تخرج كما يخرج أهل المدينة إلى تلك الشعاب والأودية ـ قال: ولهم زمان يخرجون فيه إلى تلك الشعاب يصيبون من الثوم ـ؟
قال: لا والله، لا أبيع خمسا وعشرين ومائة صلاة كل يوم بأكلة من ثوم!.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Feb 2005, 02:09 م]ـ
قال أبو نعيم في الحلية 9/ 118:
حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا عبدالعزيز بن أي رجاء ثنا الربيع قال: سمعت الشافعي يقول: وددت أن الخلق يتعلمون هذا العلم ولا ينسب إلي منه شيء.
حدثنا إبراهيم بن أحمد المقري ثنا أحمد بن محمد بن عبيد الشعراني قال: سمعت الربيع بن سليمان يقول: دخلت على الشافعي ـ وهو عليل ـ فسأل عن أصحابنا، وقال: يا بني لوددت أن الخلق كلهم تعلموا ـ يريد كتبه ـ ولا ينسب إلي منه شيء.
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبدالله بن محمد بن يعقوب ثنا أبو حاتم حدثني حرملة قال: سمعت الشافعي يقول: وددت أن كل علم أعلمه يعلمه الناس أوجر عليه، ولا يحمدوني. اهـ.
قلت: هذا دليل على كمال الصدق والنصح، فما بال طلبة اليوم يخافون من إظهار ما عندهم مخالفة أن يسبقوا إلى نشره، أو نشر بعضه؟!
وقد يكون فيه لفتة لمن يكتب باسم مستعار!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Feb 2005, 02:10 م]ـ
قال أبو نعيم في الحلية 9/ 120
حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا عبدالعزيز بن أبي رجاء قال سمعت الربيع يقول مرض الشافعي فدخلت عليه فقلت: يا أبا عبدالله قوى الله ضعفك،
فقال: يا أبا محمد لو قوى الله ضعفي على قوتي أهلكني!
قلت: يا أبا عبدالله ما أردت إلا الخير.
فقال: لو دعوت الله علي لعلمت أنك لم ترد إلا الخير. اهـ.
قلت: علم صدق مودته = فتجاوز التدقيق في الألفاظ، وأرشده للقول الصواب
، وهكذا ينبغي علينا أن نتجاوز مثل هذا، فلربما تظن في كلام صاحبك ظنا ما خطر، ولن يخطر على قلبه أبدا.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Feb 2005, 02:12 م]ـ
وذكر أحمد بن أبي طاهر عن عبد الله بن أبي سعد الكراني، أن عبد الله بن سعيد بن زرارة، حدثه عن محمد بن إبراهيم السياري، قال: لما قدم العتابي مدينة السلام على المأمون، أذن له، فدخل عليه وعنده إسحاق بن إبراهيم الموصلي، وكان العتابي شيخاً جليلاً نبيلاً، فسلم فرد عليه وأدناه، وقربه حتى قرب منه، فقبل يده: ثم أمره بالجلوس فجلس، وأقبل عليه يسائله عن حاله، وهو يجيبه بلسان ذلق طلق، فاستظرف المأمون ذلك، وأقبل عليه بالمداعبة والمزاح، فظن الشيخ أنه استخف به، فقال: يا أمير المؤمنين: الإيناس قبل الإبساس!
فاشتبه على المأمون قوله، فنظر إلى إسحاق مستفهماً، فأومأ إليه، وغمزه على معناه حتى فهم،
فقال: يا غلام، ألف دينار! فأتي بذاك، فوضعه بين يدي العتابي، وأخذوا في الحديث، وغمز المأمون إسحاق بن إبراهيم عليه، فجعل العتابي لا يأخذ في شيء إلا عارضه فيه إسحاق، فبقي العتابي متعجباً، ثم قال: يا أمير المؤمنين، أتأذن لي في سؤال هذا الشيخ عن اسمه؟ قال: نعم، سل.
فقال لإسحاق: يا شيخ من أنت؟ وما اسمك؟ قال: أنا من الناس، واسمي كل بصل.
فتبسم العتابي وقال: أما النسب فمعروف، وأما الاسم فمنكر!.
فقال إسحاق: ما أقل إنصافك، أتنكر أن يكون اسمي كل بصل؟ واسمك كل ثوم،
وكل ثوم من الأسماء، أو ليس البصل أطيب من الثوم؟!
فقال له العتابي: لله درك، ما أحجك، أتأذن لي يا أمير المؤمنين في أن أصله بما وصلتني به؟ فقال له المأمون: بل ذلك موفر عليك ونأمر له بمثله.
فقال له إسحاق: أما إذا أقررت بهذا، فتوهمني تجدني، فقال: ما أظنك إلا إسحاق الموصلي، الذي تناهى إلينا خبره، قال: أنا حيث ظننت. وأقبل عليه بالتحية والسلام، فقال المأمون، وقد طال الحديث بينهما: أما إذ قد اتفقتما على المودة، فانصرفا متنادمين.
فانصرف العتابي إلى منزل إسحاق فأقام عنده. اهـ من الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني [ص 8469 من النسخة الإلكترونية]، وأخرجه الخطيب في تأريخ بغداد 12/ 489 عن الحسن بن الحسين النعالي عن أبي الفرج به.
والحكاية في تأريخ الطبري 5/ 204.
---------
في لسان العرب: الكُلْثُوم: الكثير لحم الخدّين والوجه. و الكَلْثمة: اجتماع لحم الوجه. وجارية مُكَلْثَمة: حَسَنة دوائر الوجه ذات وجنتين فاتَتْهما سُهولة الخدَّين، ولم تلزمهما جُهومة القُبْح. ووجه مُكَلْثَمٌ: مُستدير كثير اللحم، وفيه كالجَوْز من اللحم، وقيل: هو المتقارب الجَعْدُ المُدَوَّر، ...
و كُلْثُوم: رجل. و أُمُّ كُلْثُوم: امرأَة.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Feb 2005, 02:13 م]ـ
قال أبو نعيم في الحلية 9/ 124
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبدالله بن محمد بن يعقوب ثنا أبو حاتم ثنا حرملة قال: سمعت الشافعي يقول: كل ما قلت لكم، فلم تشهد عليه عقولكم، وتقبله، وتراه حقا = فلا تقبلوه فإن العقول مضطرة إلى قبول الحق.
نحوه
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في تنبيه الرجل العاقل 1/ 389:
.. وأعلم أن هذا الكلام لكونه باطلا يستثقله القلب العاقل.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Feb 2005, 02:14 م]ـ
قال أبو نعيم في الحلية 9/ 138:
حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا محمد بن عبدالله النسائي ثنا الربيع قال: سمعت الشافعي: .. ـ في ذكر هؤلاء القوم الذين يبكون عند القراءة ـ فقال: قرأ رجل، وإنسان حاضر (فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب)، فجعل الرجل يبكي!
فقيل له: يا بغيض هذا موضع البكاء؟!.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Feb 2005, 02:14 م]ـ
قال أبو نعيم في الحلية 9/ 143:
حدثنا عبدالرحمن بن محمد بن حمدان، ثنا أبو محمد بن أبي حاتم، ثنا أحمد ابن سلمة بن عبدالله النيسابوري قال: قال أبو بكر وراق الحميدي: سمعت الحميدي يقول: قال: محمد بن إدريس الشافعي خرجت إلى اليمن في طلب كتب الفراسة، حتى كتبتها، وجمعتها، ثم لما حان انصرافي مررت على رجل في الطريق، وهو محتب بفناء داره أزرق العين ناتىء الجبهة سناط، فقلت له: هل من منزل؟
فقال: نعم.
قال الشافعي: وهذا النعت أخبث ما يكون في الفراسة، فأنزلني، فرأيته أكرم ما يكون من رجل، بعث إلي بعشاء، وطيب، وعلف لدابتي، وفراش، ولحاف، فجعلت أتقلب الليل أجمع ما أصنع بهذه الكتب إذا رأيت النعت في هذا الرجل، فرأيت أكرم رجل، فقلت: أرمي بهذه الكتب، فلما أصبحت، قلت للغلام: أسرج، فأسرج، فركبت، ومررت عليه، وقلت له: إذا قدمت مكة، ومررت بذي طوى، فاسأل عن محمد بن إدريس الشافعي، فقال لي الرجل: أمولى لأبيك أنا؟
قال: قلت: لا.
قال: فهل كانت لك عندي نعمة؟
فقلت: لا.
فقال: أين ما تكلفته لك البارحة؟
قلت: وما هو؟
قال: اشتريت لك طعاما بدرهمين، وإداما بكذا، وكذا، وعطرا بثلاثة دراهم، وعلفا لدابتك بدرهمين، وكراء الفرش، واللحاف درهمان!
قال: قلت يا غلام اعطه، فهل بقي من شيء؟
قال: كراء البيت فإني قد وسعت عليك، وضيقت على نفسي.
قال الشافعي: فغبطت بتلك الكتب، فقلت له بعد ذلك: هل بقي لك من شيء؟
قال: امض أخزاك الله، فما رأيت قط شرا منك!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Feb 2005, 02:15 م]ـ
قال أبو نعيم في الحلية 9/ 146:
حدثنا الحسن بن سعيد بن جعفر قال: سمعت أبا القاسم الزيات يقول: سمعت الربيع يقول: سمعت الشافعي يقول: .. ما رفعت أحدا فوق منزلته إلا وضع مني بمقدار ما رفعت منه.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Feb 2005, 02:16 م]ـ
قال القاضي الأديب الحسن الرامهرمزي في المحدث الفاصل ص251:
أخبرني أبي، أن القاسم بن نصر المخرمي حدثهم، قال: سمعت علي بن المديني يقول: قدمت الكوفة، فعنيت بحديث الأعمش، فجمعتها، فلما قدمت البصرة لقيت عبد الرحمن، فسلمت عليه، فقال: هات يا علي ما عندك، فقلت: ما أحد يفيدني عن الأعمش شيئا!
قال: فغضب، فقال: هذا كلام أهل العلم، ومن يضبط العلم، ومن يحيط به؟!
مثلك يتكلم بهذا؟!
أمعك شيء تكتب فيه؟
قلت: نعم.
قال: اكتب.
قلت: ذاكرني فلعله عندي!
قال: اكتب لست أملي عليك إلا ما ليس عندك.
قال: فأملى علي ثلاثين حديثا لم أسمع منها حديثا!
، ثم قال: لا تَعُدْ.
قلت: لا أعود، قال علي: فلما كان بعد سنة جاء سليمان إلى الباب، فقال: امض بنا إلى عبد الرحمن، حتى أفضحه اليوم في المناسك!
قال علي: ـ وكان سليمان من أعلم أصحابنا بالحج ـ قال: فذهبنا، فدخلنا عليه، فسلمنا، وجلسنا بين يديه، فقال: هاتا ما عندكما، وأظنك يا سليمان صاحب الخطبة.
قال: نعم، ما أحد يفيدنا في الحج شيئا!، فأقبل عليه بمثل ما أقبل عليَّ،
ثم قال: يا سليمان، ما تقول في رجل قضى المناسك كلها إلا الطواف بالبيت، فوقع على أهله؟
فاندفع سليمان فروى" يتفرقان حيث اجتمعا ويجتمعان حيث تفرقا"
قال اروِ، ومتى يجتمعان؟ ومتى يفترقان؟
قال: فسكت سليمان.
فقال: اكتب، وأقبل يلقي عليه المسائل، ويملي عليه، حتى كتبنا ثلاثين مسألة، في كل مسألة يروي الحديث، والحديثين، ويقول: سألت مالكا، وسألت سفيان، وعبيدالله بن الحسن.
قال: فلما قمت، قال: لا تعد ثانيا تقول [مثل] (1) ما قلت.
فقمنا، وخرجنا، قال فأقبل عليَّ سليمان، فقال: أيش خرج علينا من صلب مهدي هذا؟!
كأنه كان قاعدا معهم سمعت مالكا، وسفيان، وعبيد الله.اهـ.
قلت: وأخرجه من طريقة الخطيب في الجامع 2/ 417، والتاريخ 10/ 245.
والإمام عبدالرحمن بن مهدي من أكابر علماء هذه الأمة في الفقه، والحديث، ومن العباد الورعين، والأئمة الصادقين، والعلماء العاملين، تخرج عليه الأئمة الكبار كيحيى بن معين، وعلي بن المديني، وأحمد بن حنبل، وأبي حفص الفلاس، وإسحاق بن راهويه، وأبي خيثمة، وطبقتهم.
وسليمان ـ أظنه ـ ابن حرب الإمام الثقة الأزدي البصري قاضي مكة.
-----------------------
(1) زيادة من الجامع للخطيب.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Feb 2005, 02:17 م]ـ
قال الخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/ 415:
أنا الحسن بن أبي بكر، أنا أحمد بن إسحاق بن بنخاب الطيبي، والحسن بن علي بن زياد، نا أبو نعيم ضرار بن صرد، نا عبد العزيز بن أبي حازم قال: قال أبي:" كان الناس فيما مضى من الزمان الأول إذا لقي الرجل من هو أعلم منه قال: اليومَ يومُ غُنمي، فيتعلم منه،
وإذا لقي من هو مثله قال: اليوم يوم مذاكرتي، فيذاكره،
وإذا لقي من هو دونه علمه، ولم يَزهُ عليه.
قال: حتى صار هذا الزمان، فصار الرجل يعيب من فوقه ابتغاء أن ينقطع منه، حتى لا يرى الناس أن له إليه حاجة!
وإذا لقي من هو مثله لم يذاكره، فهلك الناس عند ذلك. اهـ
- تجد نحو هذا الكلام عن الخليل بن أحمد في جامع بيان العلم لابن عبد البر 1/ 133.
وذكره الإمام عبد الرحمن بن مهدي كما في ترجمته من الحلية.
وأبو حازم هو: سلمة بن دينار الأعرج من صغار التابعين ثقة من الزهاد تولى قضاء المدينة، قال ابن خزيمة ثقة لم يكن في زمانه مثله.
- رحم الله أبا حازم قال هذا في زمانه! فكيف لو رآى ما نحن فيه؟!.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Feb 2005, 02:19 م]ـ
قال أبو نعيم في حلية الأولياء 9/ 12:
حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا عبدالرحمن بن محمد، ثنا عبدالرحمن بن عمر، حدثني يحيى بن عبدالرحمن بن مهدي: أن أباه قام ليلة ـ وكان يُحيي الليل كله ـ، فلما طلع الفجر رمى بنفسه على الفراش، فنام عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس، فقال: هذا مما جنى علي هذا الفراش، فجعل على نفسه أن لا يجعل بينه وبين الأرض وجلده شيئا شهرين، فقرح فخذاه جميعا. اهـ. (1)
رحمه الله من إمام عظيم، هكذا كان سلفنا الصالح في الاجتهاد في العبادة، ومحاسبة النفس عند أدنى خلل، فزكت نفوسهم، وطاب، وبقي ذكرهم ...
فياليت شعري: كم من الأخيار، وطلبة العلم اليوم من يتخلف عن صلاة الفجر مرارا، وتكرارا، مع أنه لم يحيي الليل، ولا عشره، بل ولا عشر عشره!
ثم أتراه بعد ذلك يتألم؟ أتراه يحزن؟ أتراه يحاسب نفسه لئلا تعود!!
لا أظن ... إلا من رحم ربي.
--------------
(1) وممن روي عنه أنه حاسب نفسه وعاقبها حتى تنزجر الإمام عبد الله بن وهب،
قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا حرملة سمعت ابن وهب يقول: نذرت أني كلما اغتبت إنسانا أن أصوم يوما، فأجهدني فكنت اغتاب، وأصوم، فنويت أني كلما اغتبت إنسانا أن أتصدق بدرهم، فمنْ حُبِ الدراهم تركتُ الغيبة.قلت [الذهبي]: هكذا والله كان العلماء، وهذا هو ثمرة العلم النافع.
سير أعلام النبلاء 9/ 228.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Feb 2005, 02:21 م]ـ
قال الخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/ 412:
حدثني أبو النجيب عبد الغفار بن عبد الواحد الأرموي مُذاكرةً، قال: سمعت الحسن بن علي المقرئ، يقول: سمعت أبا الحسين بن فارس اللغوي، يقول: سمعت الأستاذ ابن العميد، يقول: ما كنت أظن أن في الدنيا حلاوة ألذ من الرئاسة، والوزارة التي أنا فيها حتى شاهدتُ مذاكرةَ سليمان بن أحمد الطبراني، وأبي بكر الجعابي بحضرتي، فكان الطبراني يغلب الجعابي بكثرة حفظه، وكان الجعابي يغلب الطبراني بفطنته، وذكاء أهل بغداد حتى ارتفعت أصواتها ولا يكاد أحدهما يغلب صاحبه، فقال الجعابي: عندي حديث ليس في الدنيا إلا عندي، فقال: هاته، فقال: نا أبو خليفة نا سليمان بن أيوب .. ، ـ وحدث بالحديث ـ فقال الطبراني: أنا سليمان بن أيوب!، ومني سمع أبو خليفة، فاسمع مني حتى يعلو إسنادك فإنك تروي عن أبي خليفة عني!
فخجل الجعابي، وغلبه الطبراني، قال ابن العميد: فوددت في مكاني أن الوزارة، والرئاسة ليتها لم تكن لي، وكنت الطبراني، وفرحت مثل الفرح الذي فرح به الطبراني لأجل الحديث، أو كما قال .. اهـ
صدق، والله هذه اللذة، لا لذة الشهوات والمناصب الزائلة،
قال الإمام إبراهيم بن أدهم: لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف. حلية الأولياء 7/ 370.
وقال ابن القيم: حدثني شيخنا [ابن تيمية] قال: ابتدأني مرض فقال لي الطبيب: إن مطالعتك، وكلامك في العلم يزيد المرض!، فقلت له: لا أصبر على ذلك، وأنا أحاكمك إلى علمك! أليست النفس إذا فرحت، وسرت قويت الطبيعة = فدفعت المرض؟
فقال: بلى.
فقلت له: فإن نفسي تسر بالعلم؛ فتقوى به الطبيعة، فأجد راحة.
فقال: هذا خارج عن علاجنا، أو كما قال.
روضة المحبين ص70، ومفتاح دار السعادة 1/ 250.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Feb 2005, 02:23 م]ـ
زاد المعاد 1/ 313:
.. وقال المروذي: من صلى ركعتين بعد المغرب في المسجد يكون عاصيا؟
قال: ما أعرف هذا.
قلت له: يحكى عن أبي ثور أنه قال: هو عاص.
قال: لعله ذهب إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم:"اجعلوها في بيوتكم". اهـ
رحم الله هذا الإمام انظر كيف يبحث له عن مخرج، وتأويل، ولو كان بعض ( ... ) لبادر بالتخطئة، والتجهيل.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[19 Feb 2005, 04:57 م]ـ
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية 21/ 38:
هل البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وأبو داود الطيالسي والدرامي والبزار والدار قطني والبيهقي وابن خزيمة وأبو يعلى الموصلي،
هل كان هؤلاء مجتهدين لم يقلدوا أحدا من الأئمة أم كانوا مقلدين، وهل كان من هؤلاء أحد ينتسب إلى مذهب أبي حنيفة .. ؟
فأجاب، الحمد لله رب العالمين:
أما البخاري، وأبو داود فإمامان في الفقه من أهل الاجتهاد،
وأما مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة وأبو يعلى والبزار ونحوهم؛ فهم على مذهب أهل الحديث ليسوا مقلدين لواحد بعينه من العلماء، ولا هم من الأئمة المجتهدين على الإطلاق، بل هم لا يميلون إلى قول أئمة الحديث كالشافعي وأحمد، وإسحاق، وأبي عبيد، وأمثالهم.
ومنهم من له اختصاص ببعض الأئمة كاختصاص أبي داود، ونحوه بأحمد بن حنبل، وهم إلى مذاهب أهل الحجاز: كمالك، وأمثاله أميل منهم إلى مذاهب أهل العراق كأبي حنيفة، والثوري، وأما أبو داود الطيالسي فأقدم من هؤلاء كلهم من طبقة يحيى ابن سعيد القطان، ويزيد بن هارون الواسطي، وعبد الله بن داود، ووكيع بن الجراح، وعبد الله بن أدريس، ومعاذ بن معاذ، وحفص بن غياث، وعبد الرحمن بن مهدي، وأمثال هؤلاء من طبقة شيوخ الإمام أحمد، وهؤلاء كلمهم يعظمون السنة والحديث، ومنهم من يميل إلى مذهب العراقيين:كأبي حنيفة، والثوري، ونحوهما كوكيع، ويحيى بن سعيد، ومنهم من يميل إلى مذهب المدنيين مالك، ونحوه: كعبد الرحمن بن مهدي.
وأما البيهقي فكان على مذهب الشافعي منتصرا له في عامة أقواله، والدار قطني هو أيضا يميل إلى مذهب الشافعي، وأئمة السند (1)، والحديث لكن ليس هو في تقليد الشافعي كالبيهقي مع أن البيهقي له اجتهاد في كثير من المسائل، واجتهاد الدارقطني أقوى منه فإنه كان أعلم، وأفقه منه.
----------
هكذا في المطبوع، ولعلها: السنة.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[19 Feb 2005, 04:59 م]ـ
من أسباب تعدد الرويات عن الإمام أحمد
قال أبو سفيان المستملي سألتُ أحمد عن مسألة فأجابني فيها، فلما كان بعد مدة سألته عن تلك المسألة بعينها، فأجابني بجواب خلاف الجواب الأول، فقلت له: أنت مثل أبى حنيفة الذي كان يقول في المسألة الأقاويل!
فتغير وجهه، وقال: يا موسى ليس لنا مثل أبي حنيفة، أبو حنيفة كان يقول بالرأي، وأنا أنظر في الحديث، فإذا رأيت ما أحسن، أو أقوى أخذت به، وتركت القول الأول.
المسودة ص470.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[18 Mar 2005, 03:37 م]ـ
في معرفة الثقات للعجلي ص201:
[الإمام عبد الرحمن بن مهدي] قال له رجل: يا أبا سعيد لو قيل لك: أدخل الجنة بلا حساب، ولا يكون لك رياسة؟ أو قيل لك: يكون لك رياسة الدنيا وأمرك إلى الله أيهما أحب إليك؟ فقال له: بالله اسكت.
ما أجمل الجواب!، وما أكثر الأسئلة التي تحتاج لمثله.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[18 Mar 2005, 03:38 م]ـ
في وفيات الأعيان 1/ 52:
في ترجمة: إبراهيم بن هلال الحراني الصابئ صاحب الرسائل المشهورة
قال ابن خلكان: .. وكان متشددا في دينه، وجهد عليه عز الدولة أن يسلم، فلم يفعل، وكان يصوم شهر رمضان مع المسلمين، ويحفظ القرآن الكريم أحسن حفظ. اهـ.
قلت: عجيب هذا! صابئ كافر لا يرجو ثوابا، ولا يخاف عقابا يحفظ القرآن!!
و يفرط كثير ـ لا أقول من عامة المسلمين ـ بل من طلبة العلم في حفظه .. مع أنهم أعرف الناس بفضله، وأهميته ..
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[18 Mar 2005, 03:39 م]ـ
قال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ في تحفة المولود ص 242 - 243:
وكم ممن أشقى ولده وفلذة كبده في الدنيا والآخرة بإهماله، وترك تأديبه، وإعانته له على شهواته، ويزعم أنه يكرمه، وقد أهانه، وأنه يرحمه، وقد ظلمه، وحرمه، ففاته انتفاعه بولده، وفوت عليه حظه في الدنيا والآخرة.
وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قبل الآباء.
... فما أفسد الأبناء مثل تغفل الآباء، وإهمالهم، واستسهالهم شرر النار بين الثياب، فأكثر الآباء يعتمدون مع أولادهم أعظم ما يعتمد العدو الشديد العداوة مع عدوه وهم لا يشعرون! فكم من والد حرم والده خير الدنيا والآخرة، وعرضه لهلاك الدنيا والآخرة، وكل هذا عواقب تفريط الآباء في حقوق الله، وإضاعتهم لها، وإعراضهم عما أوجب الله عليهم من العلم النافع والعمل الصالح حرمهم الانتفاع بأولادهم، وحرم الأولاد خيرهم، ونفعهم لهم هو من عقوبة الآباء.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[19 Mar 2005, 11:27 م]ـ
قال أبو سليمان الخطابي في كتاب العزلة ص90:
أخبرني محمد بن الحسين الآبري قال: أخبرنا الزبير بن عبد الواحد قال: قال علي بن يحيى الوراق: كان الشافعي ـ رحمة الله عليه ـ رجلا عطرا، وكان يجيء غلامه كل غداة بغالية، فيمسح بها الأسطوانة التي يجلس إليها، وكان إلى جنبه إنسان من الصوفية، وكان يسمى الشافعي البطال! يقول: هذا البطال، وهذا البطال.
قال: فلما كان ذات يوم عمد إلى شاربه، فوضع فيه قذرا!، ثم جاء إلى حلقة الشافعي، فلما شم الشافعي الرائحة أنكرها، وقال: فتشوا نعالكم، فقالوا: ما نرى شيئا يا أبا عبد الله، قال: فليفتش بعضكم بعضا، فوجدوا ذلك الرجل، فقالوا: يا أبا عبد الله هذا، فقال له: ما حملك على هذا؟
قال: رأيت تجبرك، فأردت أن أتواضع لله عز وجل!
قال: خذوه فاذهبوا به إلى عبد الواحد ـ وكان على الشرطة ـ، فقولوا له: قال لك أبو عبد الله: اعتقل هذا إلى وقت ننصرف، قال: فلما خرج الشافعي دخل إليه فدعا به فضربه ثلاثين دِرة، أو أربعين دِرة قال: هذا إنما تخطيت المسجد بالقذرة، وصليت على غير الطهارة.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[20 Mar 2005, 10:34 م]ـ
قال أبو سليمان الخطابي في كتاب العزلة ص91:
أخبرني الحسن بن محمد بن عبدويه قال: أخبرني بعض أهل العلم قال: كان يختلف معنا رجل إلى أبي ثور، وكان ذا سمت، وخشوع، فكان أبو ثور إذا رآه جمع نفسه، وضم أطرافه، وقيد كلامه، فغاب عن مجلسه مدة، فتعرف خبره، فلم يوقف له على أثر، ثم عاد إلى المجلس بعد مدة طويلة، وقد نحل جسمه، وشحب لونه، وعلى إحدى عينيه قطعة شمع قد ألصقها بها فما كاد يتبينه أبو ثور، ثم تأمله، فقال له: ألست صاحبنا الذي كنت تأتينا؟
قال: بلى.
قال: فما الذي قطعك عنا؟
فقال: قد رزقني الله سبحانه الإنابة إليه، وحبب إلى الخلوة، وأنست بالوحدة، واشتغلت بالعبادة.
قال له: فما بال عينك هذه؟
قال: نظرت إلى الدنيا فإذا هي دار فتنة، وبلاء قد ذمها الله تعالى إلينا، وعابها، وذم ما فيها، فلم يمكني تغميض عيني كلتيهما عنها، ورأيتني، وأنا أبصر بإحداهما نحوا مما أبصر بهما جميعا، فغمضت واحدة، وتركت الأخرى.
فقال له أبو ثور: ومنذ كم هذه الشمعة على عينك؟
قال: منذ شهرين، أو نحوهما!
قال أبو ثور: يا هذا أما علمت أن لله عليك صلاة شهرين، وطهارة شهرين!
انظروا إلى هذا البائس قد خدعه الشيطان، فاختلسه من بين أهل العلم، ثم وكل به من يحفظه، ويتعهده ويلقنه العلم.
قال أبو سليمان: فالعزلة إنما تنفع العلماء العقلاء، وهي من أضر شيء على الجهال، وقد روينا عن عن إبراهيم أنه قال لمغيرة: تفقه ثم اعتزل.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[20 Mar 2005, 11:26 م]ـ
قال ابن علان في دليل الفالحين 1/ 229: وقد تتبعت الذين أردفهم النبي صلى الله عليه وسلم معه على دابته فبلغت بهم فوق الأربعين، وجمعتهم في جزء سميه " تحفة الأشراف بمعرفة الإرداف" وقد نظمت اسم جماعة منهم، وأوردته آخر ذلك الجزء وها هو:
لقد أردف المختار طه (1) جماعة * فسن لنا الإرداف إن طاق مركب
أبو بكر عثمان علي أسامة * سهيل سويد جبرئيل المقرب
صفية والسبطان ثم ابن جعفر * معاذ وقيس والشريد المهذب
وآمنة مع خولة وابن أكوع * وزيد أبو ذر سما ذاك جندب
معاوية زيد وخوات ثابت * كذاك أبو الدرداء في العد يكتب
وأبناء عباس وابن أسامة * صدي بن عجلان حذيفة صاحب
كذلك جا فيهم أبو هر من روى * ألوفا من الأخبار تروى وتكتب
وعد من الإرداف يا ذا أسامة * هو ابن عمير ثم عقبه يحسب
وأردف غلمانا ثلاثا كذا أبو * إياس وأنثى من غفار تقرب
وأردف شخصا ثم أردف ثانيا * وما سميا فيما روى يا مهذب
أولئك أقوام بقرب نبيهم * لقد شرفوا طوبى لهم يا مقرب
-------------
(1) نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لم يصح أن من أسمائه طه أو يس؛ بل هي من الحروف المقطعة في أوائل السور كـ "حم"، و" ق" ألر ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[23 Mar 2005, 08:46 م]ـ
كان الوجيه [هو: المبارك بن المبارك الضرير النحوي] قد التزم سماحة الأخلاق، وسعة الصدر، فكان لا يغضب من شيء، ولم يره أحد قط حردان، وشاع ذلك عنه، وبلغ ذلك بعض الحرفاء، فقال: ليس له من يغضبه، ولو أغضب لما غضب، وخاطروه على أن يغضبه، فجاءه، فسلم عليه، ثم سأله عن مسألة نحوية، فأجابه الشيخ بأحسن جواب، ودله على محجة الصواب.
فقال له: أخطأت، فأعاد الشيخ الجواب بألطف من ذلك الخطاب، وسهل طريقته، وبين له حقيقته.
فقال له: أخطأت أيها الشيخ، والعجب ممن يزعم أنك تعرف النحو، ويهتدي بك في العلوم، وهذا مبلغ معرفتك، فلاطفه، وقال: له يا بني لعلك لم تفهم الجواب، وإن أحببت أن أعيد القول عليك بأبين من الأول فعلت.
قال له: كذبت! لقد فهمت ما قلت، ولكن لجهلك تحسب أنني لم أفهم.
فقال له الشيخ: وهو يضحك قد عرفت مرادك، ووقفت على مقصودك، وما أراك إلا وقد غُلبت، فأد ما بايعت عليه، فلست بالذي تغضبني أبدا،
وبعد يا بني: فقد قيل إن بقة جلست على ظهر فيل، فلما أرادت أن تطير قالت له: استمسك فإني أريد الطيران! فقال لها الفيل: والله يا هذه ما أحسست بك لما جلست، فكيف أستمسك إذا أنت طرت!
والله يا ولدي ما تحسن أن تسأل، ولا تفهم الجواب، فكيف أستاء منك.
معجم الأدباء 5/ 44.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[24 Mar 2005, 11:12 ص]ـ
قال الحافظ ابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة 1/ 443 (ط: العثيمين):
أنبئت عن يوسف بن خليل الحافظ قال: أخبرنا الشيخ الصالح أبو القاسم عبد اللّه بن أبي الفوارس محمد بن علي بن حسن الخزاز الصوفي البغدادي ببغداد قال: سمعتُ القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البزاز الأنصاري يقول: كنتُ مجاورًا بمكة- حرسها الله تعالى- فأصابني يومًا من الأيام جوع شديد لم أجد شيئًا أدفع به عني الجوع، فوجدتُ كيسًا من إبريسم مشدودًا بشرابة من إبريسم أيضًا، فأَخذته وجئت به إلى بيتي، فحللته فوجدتُ فيه عقدًا من لؤلؤ لم أرَ مثله، فخرجتُ فإذا الشيخ ينادي عليه، ومعَه خرقة فيها خمسمائة دينار وهو يقول: هذا لمن يَرد علينا الكيس الذي فيه اللؤلؤ، فقلت: أنا محتاج، وأنا جائع، فآخذ هذا الذهب فأنتفع به، وأرد عليه الكيس، فقُلت له: تعالى إليّ، فأخذته، وجئت به إلى بيتي، فأعطاني علامة الكيس، وعلامة الشرابة، وعلامة اللؤلؤ وعَدَدَه، والخيط الذي هو مَشدُود به، فأخرجته، ودَفعته إليه. فسلم إليّ خمسمائة دينار، فما أخذتها، وقلت: يجب عليّ أن أعيده إليك، ولا آخذ له جزاء، فقال لي: لا بد أن تأخذ، وألح عليَّ كثيرًا، فلم أقبل ذلك منه، فتركني ومضى.
وأما ما كان مني: فإني خرجتُ من مكة وركبتُ البحر، فانكسر المركب وغرق الناس، وهلكت أموالهم، وسلمتُ أنا على قطعة من المركب، فبقيت مُدّةً في البحر لا أدري أين أذهب، فوصَلت إلى جزيرة فيها قوم، فقعَدتُ في بعض المساجد، فسمعوني أقرأ، فلم يبق في تلك الجزيرة أحد إلا جاء إليّ، وقال: علمني القرآن. فحصل لي من أولئك القوم شيء كثير من المال.
قال. ثم إني رأيتُ في ذلك المسجد أوراقًا من مصحف، فأخذتها أقرأ فيها فقالوا لي: تحسن تكتب?. فقلت: نعم، فقالوا: علمنا الخط، فجاءوا بأولادهم من الصبيان، والشباب، فكنتُ أعلمهم، فحصل لي أيضًا من ذلك شيء كثير، فقالوا لي بعد ذلك: عندنا صبيَّةً يتيمة، ولها شيء من الدُنيا نريد أن تتزوج بها، فامتنعتُ، فقالوا: لا بد، وألزموني، فأجبتهم إلى ذلك.
فلما زفوها إليَّ مددتُ عيني أنظر إليها، فوجدت ذلك العقد بعينه معلقًا في عنقها، فما كان لي حينئذ شغل إلا النظر إليه. فقالوا: يا شيخ، كسرتَ قلب هذه اليتيمة من نظرك إلى هذا العقد، ولم تنظر إليها، فقصصتُ عليهم قصة العقد، فصاحوا، وصرخوا بالتهليل، والتكبير، حتى بلغ إلى جميع أهل الجزيرة، فقلتُ: ما بكم. فقالوا: ذلك الشيخ الذي أخذ منك العقد أبو هذه الصبية، وكان يقول: ما وجدتُ في الدنيا مسلمًا إلا هذا الذي رد عليَّ هذا العقد، وكان يدعو ويقول: اللهم اجمع بيني وبينه حتى أزوجه بابنتي، والآن قد حصلت، فبقيتُ معها مدة ورزقتُ منها بولدين.
ثم إنها ماتت فورثت العقد أنا وولداي، ثم مات الولدان، فحصل العقد لي فبعته بمائة ألف دينار. وهذا المال الذي ترون معي من بقايا ذلك المال. هكذا ساق هذه الحكاية يوسف بن خليل الحافظ في معجمه (1).
وساقها ابن النجار في تاريخه، وقال: هي حكاية عجيبة، وأظن القاضي حكاها عن غيره. وقد ذكرها أبو المظفر سبط بن الجوزي في تاريخه في ترجمة أبي الوفاء بن عقيل.
وذكر عن ابن عقيل: أنه حكى عن نفسه: أنه حج، فالتقط العقد ورده بالموسم، ولم يأخذ ما بذل له من الدنانير، ثم قدم الشام، وزار بيت المقدس، ثم رجع إلى دمشق، واجتاز بحلب في رجوعه إلى بغداد، وأنَ تزوجه بالبنت كان بحلب.
ولكن أبا المظفر ليس بحجة فيما ينقله، ولم يذكر للحكاية إسنادًا متصلاً إلى ابن عقيل، ولا عزاها إلى كتاب معروف، ولا يعلم قدوم ابن عقيل إلى الشام، فنِسبتُها إلى القاضي أبي بكر الأنصاري أنسب. والله أعلم.
--------------
(1) في معجمه الورقتان (164و175)، ذكره الدكتور عبدالرحمن العثيمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[26 Mar 2005, 10:44 م]ـ
في المزهر في علوم اللغة للحافظ السيوطي 1/ 87:
فائدة: قال أبو الحسن الشاري في فهرسته: كان شيخنا أبو ذر يقول: المختصرات التي فضلت على الأمهات أربعة: مختصر العين للزبيدي، ومختصر الزاهر للزجاجي، ومختصر سيرة ابن إسحاق لابن هشام، ومختصر الواضحة للفضل بن سلمة. اهـ
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[27 Mar 2005, 10:17 م]ـ
في آخر كتاب الأشباه والنظائر للحافظ السيوطي ص541:
هَذِهِ مَسَائِلُ فِيمَا لَا يُعْذَرُ فِيهَا بِالْجَهْلِ وَقَدْ نَظَمَهَا بَعْضُهُمْ فَقَالَ:
ثَلَاثُونَ لَا عُذْرَ بِجَهْلٍ يُرَى بِهَا * وَزِدْهَا مِنْ الْأَعْدَادِ عَشْرًا لِتَكْمُلَا
فَأَوَّلُهَا بِكْرٌ تَقُولُ لِعَاقِدٍ: * جَهِلْت بِأَنَّ الصَّمْتَ كَالنُّطْقِ مِقْوَلَا
كَمَنْ سَكَتَتْ حِينَ الزَّوَاجِ فَجُومِعَتْ * فَقَالَتْ: أَنَا لَمْ أَرْض بِالْعَقْدِ أَوَّلَا
كَذَا شَاهِدٌ فِي الْمَالِ وَالْحَدِّ مُخْطِئًا * شَهَادَةَ صِدْقٍ ضَامِنٌ حِينَ بَدَّلَا
وَآكِلُ مَالٍ لِلْيَتِيمِ وَوَاطِئٌ * رَهِينَ اعْتِكَافٍ بِالشَّرِيعَةِ جَاهِلَا
كَذَا قَاذِفٌ شَخْصًا يَظُنُّ بِأَنَّهُ * رَقِيقٌ فَبَانَ الشَّخْصُ حُرًّا مُكَمَّلَا
وَمَنْ قَامَ بَعْدَ الْعَامِ يَشْفَعُ خَاطِرًا * مَعَ الْعِلْمِ بِالْمُبْتَاعِ وَالْبَيْعِ أَوَّلَا
وَمَنْ مُلِّكَتْ أَوْ خُيِّرَتْ ثُمَّ لَمْ تَكُنْ * لِتَقْضِيَ حَتَّى فَارَقَتْ وَتَفَاصَلَا
كَذَاك طَبِيبٌ قَائِلٌ بِعِلَاجِهِ * بِلَا عِلْمٍ أَوْ مُفْتٍ تَعَدَّى تَجَاهُلَا
وَبَائِعُ عَبْدٍ بِالْخِيَارِ يَرُومُ أَنْ * يَرُدَّ وَقَدْ وَلَّى الزَّمَانُ مُهَرْوِلَا
وَمَنْ أَثْبَتَتْ إضْرَارَ زَوْجٍ فَأُمْهِلَتْ * فَجَامَعَهَا قَبْلَ الْقَضَاءِ مُعَاجِلَا
وَعَبْدٌ زَنَى أَوْ يَشْرَبُ الْخَمْرَ جَاهِلًا * بِعِتْقٍ فَحَدُّ الْحُرِّ يَجْرِي مُفَصَّلَا
وَيُفْسَخُ بَيْعٌ فَاسِدٌ مُطْلَقًا وَلَا * يُسَامَحُ فِيهِ مَنْ عَنْ الْحَقِّ حُوِّلَا
وَكُلُّ زَكَاةٍ مِنْ دَفْعِهَا لِكَافِرٍ * وَغَيْرِ فَقِيرٍ ضَامِنٌ تِلْكَ مُسَجَّلَا
وَمَنْ يُعْتِقُ الشَّخْصَ الْكَفُورَ لِجَهْلِهِ * فَلَا يُجْزِي فِي كَفَّارَةٍ وَتَبَتُّلَا
كَذَا مُشْتَرِي مَنْ أَوْجَبَ الشَّرْعُ عِتْقَهُ * عَلَيْهِ وَلَا رَدَّ لَهُ وَلَهُ الْوِلَا
وَآخِذُ حَدٍّ مِنْ أَبِيهِ مُسْتَوٍ * كَتَحْلِيفِهِ إذْ بِالْعُقُوقِ تَزَيَّلَا
وَمَنْ يَقْطَعُ الْمَسْلُوكُ جَهْلًا فَلَا نَرَى * شَهَادَتَهُ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ تُقْبَلَا
كَمَنْ يُرِيَا عَدْلَيْنِ فَرْجًا وَمَحْرَمًا * يُبَاحُ وَحُرًّا يُسْتَرَقُّ فَأَهْمِلَا
وَسَارِقُ مَا فِيهِ النِّصَابُ مُؤَاخَذٌ * وَإِنْ لَمْ يَكُنْ ظَرْفُ النِّصَابِ مُعَادِلَا
وَوَاطِئُ مَنْ قَدْ أُرْهِنَتْ عِنْدَهُ فَمَا * يَكُونُ لَهُ عَنْ حَدِّ ذَلِكَ مَعْزِلَا
كَذَلِكَ مَنْ يَزْنِي وَيَشْرَبُ جَاهِلًا * مِنْ أَهْلِ الْبَوَادِي حَدُّهُ لَيْسَ مُهْمَلَا
وَمَنْ رَدَّ رَهْنًا بَعْدَ حَوْزٍ لِرَبِّهِ * فَلَا شَكَّ أَنَّ الْحَوْزَ صَارَ مُعَطَّلَا
وَتَخْيِيرُ مَنْ قَدْ أُعْتِقَتْ ثُمَّ جُومِعَتْ * تَفُوتُ بِجَهْلِ الْحُكْمِ وَالْعِتْقَ أَهْمِلَا
وَلَا يَنْفِ حَمْلَ الْعُرْسِ زَوْجٌ لَهَا * إذَا رَآهُ وَلَمْ يَنْهَضْ بِذَلِكَ مَعْدِلَا
وَمَنْ أَنْفَقَتْ مِنْ مَالِ زَوْجٍ لِغَيْبَةٍ * فَجَا نَعْيُهُ رَدَّتْ مِنْ الْوِدِّ فَاضِلَا
وَمَنْ سَكَنَتْ حِينَ ارْتِجَاعٍ وَجُومِعَتْ * فَقَالَتْ: لَقَدْ كَانَ اعْتِقَادِي كَامِلَا
وَلَيْسَ لِمَنْ قَدْ حِيزَ عَنْهُ مَتَاعُهُ * مَقَالٌ إذَا مَا الْحَوْزُ كَانَ مُطَوَّلَا
وَقَدْ قَامَ بَعْدَ الْحَوْزِ يَطْلُبُ مِلْكَهُ * وَقِيلَ لَهُ: قَدْ بِعْت ذَلِكَ أَوَّلَا
وَمَنْ هُوَ فِي صَوْمِ الظِّهَارِ مُجَامِعٌ * لِزَوْجَتِهِ يَسْتَأْنِفُ الصَّوْمَ مُكْمِلَا
وَلَيْسَ لِذِي مَالٍ يُبَاعُ بِعِلْمِهِ * وَيَشْهَدُ قَبْضًا بَعْدَهُ أَنْ يُبَدَّلَا
وَمَنْ زَوْجُهَا قَدْ مَلَّكَ الْغَيْرَ أَمْرَهَا * فَلَمْ يَقْضِ حَتَّى جُومِعَتْ صَارَ مَعْزِلَا
وَإِنْ مَلَكَهَا الزَّوْجُ ثُمَّ تَصَالَحَا * عَقِيبَ قَبُولٍ كَانَ لَيْسَ مُفَصَّلَا
وَمَا سُئِلَتْ عَنْهُ فَلَيْسَ لَهَا إذَنْ * تَقُولُ ثَلَاثًا كَانَ قَصْدِي أَوَّلَا
وَإِنْ بَعْدَ تَمْلِيكٍ قَضَتْ بِبَيَانِهَا * فَقَالَتْ جَهِلْت الْحُكْمَ فِيهِ مُعَاجِلَا
فَلَيْسَ لَهُ عُذْرٌ إذَا قَالَ: لَمْ أُرِدْ * سِوَى طَلْقَةٍ وَالْحُكْمُ فِيهِ كَمَا خَلَا
وَإِنْ أَمَةٌ قَالَتْ وَبَائِعُهَا: لَقَدْ * تَزَوَّجَهَا شَخْصٌ فَفَارَقَ وَانْجَلَا
فَلَيْسَ لِمَنْ يَبْتَاعُهَا بَعْدَ عِلْمِهِ * بِذَلِكَ عُذْرٌ إنْ يَرِدْ إذْنٌ بِلَا
وَلَا يَطَأَنَّهَا أَوْ يُزَوِّجَهَا إلَى * ثُبُوتِ خُلُوٍّ مِنْ زَوَاجٍ تَحَوَّلَا
وَمَنْ قَبْلَ تَكْفِيرِ الظِّهَارِ مُجَامِعٌ * يَذُوقُ عِقَابًا بِاَلَّذِي قَدْ تَحَمَّلَا
وَحَقُّ الَّذِي قَدْ خُيِّرَتْ سَاقِطٌ إذَا * بِوَاحِدَةٍ قَالَتْ: قَضَيْت تَجَاهُلَا
وَلَيْسَ لَهَا عُذْرٌ بِدَعْوَى جَهَالَةٍ * وَذَاكَ الَّذِي قَدْ أَوْقَعَتْ عَادَ بَاطِلَا
وَمَنْ قَالَ: إنْ شَهْرَيْنِ غِبْتُ وَلَمْ أَعُدْ * فَأَمْرُك قَدْ صَيَّرْتُ عِنْدَكِ جَاعِلَا
فَمَرَّ وَلَمْ تُوقِعْ وَمَا أَشْهَدْت عَلَى * بَقَاهَا وَطَالَتْ صَارَ عَنْهَا مُحَوَّلَا
وَذَاكَ كَثِيرٌ فِي الْوُضُوءِ وَمِثْلُهَا * بِفَرْضِ صَلَاةٍ ثُمَّ حَجٍّ تَحَصَّلَا. اهـ
قلت: قد يظن أن هذه المنظومة في فروع الشافعية، وليس كذلك، بل هي للشيخ بهرام بن عبد الله المالكي المتوفى عام 805هـ، وقد طبعت مع شرح الشيخ الأمير محمد بن محمد الأزهري المالكي في دار الغرب الإسلامي.
وينظر في الأشباه والنظائر ص199: صورا لم يعذر فيها بالجهل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[27 Mar 2005, 10:23 م]ـ
قال الحافظ السيوطي في الأشباه والنظائر ص386:
في معرض كلامه عن ضابط الْكَبَائِرِ، وعدها: .. وأما حصر الكبائر بالعد فلا يمكن استيفاؤه .. ، وأكثر من رأيته عدها عدها .. السبكي في "جمع الجوامع" فأورد منها خمسة وثلاثين كبيرة، أكثر ها في الروضة، و أصلها، وَقَدْ أَوْرَدْتُهَا نَظْمًا فِي ثَمَانِيَةِ أَبْيَاتٍ لَا حَشْوَ فِيهَا فَقُلْت:
كَالْقَتْلِ وَالزِّنَا وَشُرْبِ الْخَمْرِ * وَمُطْلَقِ الْمُسْكِرِ ثُمَّ السِّحْرِ
وَالْقَذْفِ وَاللِّوَاطِ ثُمَّ الْفِطْرِ * وَيَأْسِ رَحْمَةٍ وَأَمْنِ الْمَكْرِ
وَالْغَصْبِ وَالسَّرِقَةِ وَالشَّهَادَهْ * بِالزُّورِ وَالرِّشْوَةِ وَالْقِيَادَهْ
مَنْعُ زَكَاةٍ وَدِيَاثَةٌ فِرَارْ * خِيَانَةٌ فِي الْكَيْلِ وَالْوَزْنِ ظِهَارْ
نَمِيمَةٌ كَتْمُ شَهَادَةِ يَمِيَنْ * فَاجِرَةٍ عَلَى نَبِيِّنَا يَمِيَنْ
وَسَبُّ صَحْبِهِ وَضَرْبُ الْمُسْلِمِ * سِعَايَةٌ عَقٌّ وَقَطْعُ الرَّحِمِ
حِرَابَةٌ تَقْدِيمُهُ الصَّلَاةَ أَوْ * تَأْخِيرُهَا وَمَالُ أَيْتَامٍ رَأَوْا
وَأَكْلُ خِنْزِيرٍ وَمَيْتٍ وَالرِّبَا * وَالْغُلِّ أَوْ صَغِيرَةٌ قَدْ وَاظَبَا. اهـ
قلت: انظر في عد الكبائر (نظما) بأكثر مما ذكر السيوطي، وأعذب لفظا، وأجمل نظما؛ المنظومة الألفية في الآداب الشرعية ص68 - 71، للعلامة الأديب الفقيه ابن عبد القوي المرداوي الحنبلي.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[28 Mar 2005, 06:08 ص]ـ
في دليل الفالحين 1/ 254: نظم بعض المتأخرين آخر من مات من الصحابة في البلدان المتفرقة فقال:
آخر من مات من الصحابة * أبو الطفيل موته بمكة
سهل بن عبد الله بالمدينة * وأنس بن مالك بالبصرة
ومات بالشام أبو قرصافه * وابن أبي أوفى الحمام وافه
بالكوفة، واليمن اذكر أبيضا * وبخرسان بريدة قضى
ولم تتم مائة إلا وقد * ماتو ولم يبق على الرض أحد
رأى بعينيه النبي المصطفى * فاحفظ لنظمي ذا تنال الشرفا
قلت: ويزاد عليه:
آخر الصحب بحمص ماتا * أبو أمامة وذا قد فاتا اهـ.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[28 Mar 2005, 06:10 ص]ـ
في المزهر في علوم اللغة للحافظ السيوطي 2/ 319:
فصل: ومن بركة العلم وشكره عزوه إلى قائله.
قال الحافظ أبو الطاهر السلفي سمعت أبو الحسن الصيرفي يقول: سمعت أبا العباس الصوري يقول: قال لي عبد الغني بن سعيد: لما وصل كتابي إلى أبي عبد الله الحاكم أجابني بالشكر عليه، وذكر أنه أملاه على الناس، وضمّن كتابه إلي الاعتراف بالفائدة، وأنه لا يذكرها إلا عني، وأن أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم حدثهم قال: حدثنا العباس بن محمد الدروي قال: سمعت أبا عبيد يقول: من شكر العلم أن تستفيد الشيء، فإذا ذكر لك قلت: خفي علي كذا وكذا، ولم يكن لي به علم حتى أفادني فلان فيه كذا وكذا؛ فهذا شكر العلم. انتهى.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[28 Mar 2005, 06:11 ص]ـ
قال عبد العزيز بن محمد: وكان أبو جعفر [الطبري] .. وكان إذا أهدى إليه مهد هدية مما يمكنه المكافأة عليه قبلها، وكافأه، وإن كانت مما لا يمكنه المكافأة عليه ردها، واعتذر إلى مهديها، ووجه إليه أبو الهيجاء بن حمدان ثلاثة آلاف دينار، فلما نظر إليها عجب منها، ثم قال: لا أقبل ما لا أقدر على المكافأة عنه، ومن أين لي ما أكافىء عن هذا؟!
فقيل: ما لهذا مكافأة إنما أراد التقرب إلى الله ـ عز وجل ـ فأبى أن يقبله ورده إليه.
معجم الأدباء 5/ 270.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[28 Mar 2005, 06:12 ص]ـ
ذكرني فوكِ حماري أهلي!
زعموا أن رجلاً شاباً غزلاً خرج يطلب حمارين لأهله، فمر على امرأة منتقبة جميلة في النقاب، فقعد بحذائها وترك طلب الحمارين، وشغله ما سمع من حسن حديثها، وما رأى من جمالها في النقاب، فلما سفرت عن وجهها إذا لها أسنان مكفهرة منكرة مختلفة، فلما رآها ذكر حماريه فقال: " ذكرني فوكِ حماري أهلي" = فذهب
قوله مثلاً. الأمثال للضبي ص126.
قال أبو هلال العسكري: يضرب مثلاً للرجل يبصر الشيء، فيذكر به حاجةً كان قد نسيها، وأصله أن رجلاً خرج .. [ذكر نحوه]. جمهرة الأمثال لأبي هلال العسكري 1/ 390.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[28 Mar 2005, 06:13 ص]ـ
قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 5/ 205: أخبرنا القاضيان أبو عبد الله الصيمري، وأبو القاسم التنوخي قالا: أخبرنا أبو الحسن منصور بن محمد بن منصور الحربي، أخبرنا أبو محمد الزهري، وفي حديث التنوخي قال: سمعت أبا محمد الزهري يقول: كان لثعلب عزاء ببعض أهله، فتأخرت عنه؛ لأنه خفي عني، ثم قصدته معتذرا، فقال لي: يا أبا محمد ما بك حاجة إلى أن تتكلف عذرا، فإن الصديق لا يحاسب، والعدو لا يحتسب له. واللفظ للتنوخي.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[28 Mar 2005, 06:14 ص]ـ
قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 5/ 211: حدثني محمد بن علي الصوري ـ حفظا ـ قال: سمعت أبا القاسم عبد الله بن أحمد بن سختويه، والحسين بن سليمان بن بدر الصوريين يقولان: سمعنا أبا عبد الله أحمد بن عطاء الروذباري يقول: سمعت أبا بكر بن مجاهد يقول: كنت عند أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب فقال لي: يا أبا بكر اشتغل أصحاب القرآن بالقرآن = ففازوا، واشتغل أهل الفقه بالفقه = ففازوا، واشتغل أصحاب الحديث بالحديث = ففازوا، واشتغلت أنا بزيد وعمرو، فليت شعري ماذا يكون حالي في الآخرة؟
فانصرفت من عنده فرأيت تلك الليلة النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي: "أقريء أبا العباس مني السلام وقل له: إنك صاحب العلم المستطيل".
قال ابن سختويه قال لنا أبو عبد الله الروذباري: أراد الكلام به يكمل، والخطاب به يجمل، وقال ابن بدر قال لنا الروذباري: أراد أن جميع العلوم مفتقرة إليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[28 Mar 2005, 06:14 ص]ـ
في ترجمة الشيخ نجم الدين القحفازي النحوي الحنفي علي بن داود في الوافي للصفدي 21/ 58:
وحكى لي نور الدين علي بن إسماعيل الصفدي قال: أنشد الشيخ نجم الدين يوما لغزا للجماعة وهم بين يديه في الحلقة يشتغلون وهو في مجزوء الكامل:
يا أيها الحبر الذي * علم العروض به امتزج
ابن لنا دائرة * فيها بسيط وهزج
ففكر الجماعة فيها زمانا، فقال واحد منهم: هذه الساقية، فقال له: دورت فيها زمانا حتى ظهرت لك.
يريد أنه ثور يدور في الساقية. اهـ.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[28 Mar 2005, 06:16 ص]ـ
وفي ترجمته قال الصفدي:
وكتبتُ .. سؤالا يتعلق بالمعاني في قوله تعالى (حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها) وهو من الطويل:
ألا إنما القرآن أكبر معجز * لأفضل من يهدى به الثقلان
ومن جملة الإعجاز كون اختصاره * بإيجاز ألفاظ وبسط معان
ولكنني في الكهف أبصرت آية * بها الفكر في طول الزمان عناني
وما ذاك إلا استطعما أهلها فقد * نرى استطعما هم مثله ببيان
فما الحكمة الغراء في وضع ظاهر * مكان ضمير إن ذلك لشان؟
وأما الجواب عن إعادة لفظه الأهل في قوله تعالى حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها ولم يقل استطعماهم والمحل محل الإضمار وفيه الإيجاز فقد علم أن البلاغة لا تختص بالإيجاز وإنما هو نوع من أنواعها وأن مدار حسن الكلام وارتفاع شأنه في القبول بإيراده مطابقا لمقتضى الحال فإن كان مقتضى الحال خليقا ببسط الكلام تعلقت البلاغة ببسطه وإن كان حقيقا بالإيجاز كانت البلاغة في إيراده كذلك ثم قد يعرض للبليغ أمور يحسن معها إيراد الكلام على خلاف مقتضى الظاهر فينزل غير السائل منزلة من يسأل إذا كان قد لوح له بما يقتضي السؤال وينزل غير المنكر منزلة المنكر إذا ظهرت عليه مخايل الإنكار، ويوقع المضمر في موضع الظاهر والظاهر في موضع المضمر إلى غير ذلك من الأمور المذكورة في علم البلاغة والذي حسن إيقاع الظاهر موقع المضمر في الآية الكريمة أن الظاهر أدل على المعنى الذي وضع اللفظ له من المضمر لأنه يدل عليه بنفسه والمضمر يدل عليه بواسطة ما يفسره وقصد المتكلم هنا الإخبار عن الذين طلب منهم الإطعام أنهم أهل القرية لأن من غشية الضيف في منزله ولم يعتذر بعذر عن إكرامه بل قابله بالمنع مع ظهور حاجته التي أوجبت له أن يسأل منه ذلك لأن المسألة آخر أسباب الكسب يعلم بذلك أن الحامل له على الامتناع من إضافته لؤم الطبع واتباع مذموم البخل والشح المطاع كما قال الشاعر من الطويل:
حريص على الدنيا مضيع لدينه * وليس لما في بيته بمضيع
حتى روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "كانوا أهل قرية لئاما ".
ومن كانت هذه سجيته وهذا حاله كان حريا بالإعراض عنه وعدم مقابلته بالإحسان إليه، فلما رأى موسى صلوات الله عليه إصلاح الخضر عليه السلام لجدار مشرف على السقوط في القرية التي هؤلاء أهلها من غير طلب أجر على ذلك منهم مع الحاجة إلى ذلك عجب من ذلك وأنكره حتى كأنه نسي ما قدمه من وعده إياه بالصبر وبعدم المصاحبة إن سأله عن شيء بعد ذلك مع حرصه على صحبته والتعلم منه، وكان في إعادة لفظه الأهل في الآية الكريمة إقامة لعذر موسى عليه السلام في الاعتراض في هذه الحالة؛ لأنها حالة لا يصبر عن الاعتراض فيها؛ لأن حالهم يقتضي بذل الأجرة في إصلاح أمر دنياوي لحرصهم وشحهم، فترك طلب الأجرة على إصلاح ذلك مع الضرورة والحاجة وقع إحسانا إلى أهلها الذين قابلوهما بالمنع عن الضيافة، وكانت البلاغة متعلقة بلفظه الأهل التي هي الحاملة على الإعراض ظاهرا، فأطلعه الخضر عليه السلام بأن الجدار إنما كان ليتيمين من أهلها واليتيم محل الرحمة، وليس محلا لأن يطلب منه أجرة إما لعجزه لفقره، وهو الظاهر، أو لأنه لا يجوز تصرفه في ماله، ولهذا قال: رحمة من ربك، ولم يكن لأهلها الذين أبوا أن يضيفونا.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
قلت [الصفدي] جواب الشيخ نجم الدين ـ رحمه الله تعالى ـ في غاية الحسن، وهو كلام عارف بهذا الفن جار على القواعد.اهـ.
قلت: وأعقبه بجواب لابن الجاجب، وأشار لجواب للسبكي.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[28 Mar 2005, 06:17 ص]ـ
في ترجمة أحمد بن محمد بن عثمان: أنه دخل إلى المدرسة فرأى الشيخ نجم الدين القحفازي خارجا من الطهارة، فقال: يا مولانا آنستم محلكم!
فقال له الشيخ نجم الدين: قبحك الله. الدرر الكامنة 1/ 332.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[28 Mar 2005, 06:18 ص]ـ
قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 5/ 209: أخبرني أحمد بن علي بن الحسين المحتسب، أخبرنا أبو عمر أحمد بن محمد بن موسى ـ المعروف بابن العلاف ـ، حدثنا أبو عمر الزاهد قال: كنت في مجلس أبي العباس ثعلب، فسأله سائل عن شيء؟
فقال: لا أدري.
فقال له: أتقول لا أدري، وإليك تضرب أكباد الإبل، وإليك الرحلة من كل بلد؟!
فقال له ثعلب: لو كان لأمك بعدد ما لا أدري بعر لاستغنت.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[28 Mar 2005, 06:19 ص]ـ
قال الحافظ أبو زرعة الدمشقي: حدثنا عبيد بن حبان عن مالك قال: بلغني عن القاسم بن محمد كلمة أعجبتني، وذاك أنه قال: من الرجال رجال لا تذكر عيوبهم. تاريخه ص193.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[28 Mar 2005, 06:20 ص]ـ
وفي سير أعلام النبلاء 8/ 398: روى عبدان بن عثمان عن عبدالله [بن المبارك الإمام] قال: إذا غلبت محاسن الرجل على مساوئه = لم تذكر المساوئ، وإذا غلبت المساوئ عن المحاسن = لم تذكر المحاسن.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[28 Apr 2005, 04:38 م]ـ
قال ابن الرصّاع (1) في كتاب تذكرة المحبين في شرح أسماء سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم: قال بعض العارفين عند هذا الحديث [أتدرون من المفلس]: إنه فيه تشديد، وفيه للعقلاء غاية الوعيد فإن الإنسان قل أن تسلم أفعاله، وأقواله من الرياء، ومكايد الشيطان، وإن سلمت له خصلة فقل أن يسلم من أذية الخلق، فإذا كان يوم القيامة، وقد سلمت له خصلة مع قلة سلامتها طلب خصمك تلك الحسنة، وأخذها منك بحكم مولاك عليك، فإنه لا مال يوم القيامة تؤدي منه ما عليك، بل من حسناتك يا مغبون إن كنت صائما بالنهار قائما بالليل جادا في طاعة الرحمن، وقل أن تسلم من غيبة المسلمين، وأذيتهم، وأخذ ما لهم، هذا حال من كان جادا في الطاعات، فكيف من كان مثلنا جادا في جمع السيئات من أكل الحرام، والشبهات، والتقصير في الطاعات، والإسراع إلى المخالفات.
اهـ من دليل الفالحين 1/ 541.
------------
(1) محمد بن قاسم الأنصاري المالكي مترجم في الضوء اللامع 8/ 287
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[28 Apr 2005, 04:42 م]ـ
في الوافي للصفدي 7/ 13: [عن شيخ الإسلام ابن تيمية]
وسمعته يقول عن نجم الدين الكاتبي المعروف بدَبيران بفتح الدال المهملة وكسر الباء الموحدة وهو الكاتبي صاحب التواليف البديعة في المنطق، فإذا ذكره لا يقول إلا: دُبيران بضم الدال وفتح الباء،
وسمعته يقول: ابن المنجس يريد ابن المطهر الحلي.
ونحوه
وكذلك وزيرهم السفيه الملقب بالرشيد يحكم على هذه الأصناف، ويقدم شرار المسلمين كالرافضة، والملاحدة على خيار المسلمين أهل العلم والإيمان .. مجموع الفتاوي 28/ 525.
وقال رحمه الله 2/ 471:
.. ولهذا كان الفاجر التلمساني الملقب بالعفيف ..
ونحوها في 2/ 201و259و268و273.
ومن كلام تلميذه الإمام ابن القيم في الخبيث الملقب بنصير الدين الطوسي:
.. كما قاله أفضل متأخريهم عندهم وأجهلهم بالله وأكفرهم نصير الكفر والشرك الطوسي .. الصواعق المرسلة 3/ 991
وفي 3/ 1077:
وكان مشار هذه الفرقة وعالمها الذي يرجعون إليه زعيمها الذي يعولون عليه شيخ شيوخ المعارضين بين الوحي والعقل وإمامهم في وقته نصير الكفر والشرك الطوسي فلم يعلم في عصره أحد عارض بين العقل والنقل معارضته فرام إبطال السمع بالكلية وإقامة الدعوة الفلسفية وجعل الإشارات بدلا عن السور والآيات وقال هذه عقليات قطعية برهانية قد عارضت تلك النقليات الخطابية واستعرض علماء الإسلام وأهل القرآن والسنة على السيف فلم يبق منهم إلا من أعجزه قصدا لإبطال الدعوة الإسلامية وجعل مدارس المسلمين وأوقافهم للنجسة السحرة والمنجمين والفلاسفة ..
وفي 3/ 1122:
.. ثم إمامهم في زمانه نصير الكفر والشرك الطوسي وما جرى على المسلمين منه من قتل خليفتهم وعلمائهم وعبادهم، وإذا اعتبرت أحوال القوم رأيت عوام اليهود والنصارى أقل فسادا في الدين والدنيا من أئمة هؤلاء المعارضين لنصوص الأنبياء بعقولهم ..
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[29 Apr 2005, 10:07 م]ـ
قال ابن الجوزي في المدهش 1/ 104: فصل تصرف العرب في اللفظ بالحركات والإعجام والقلب
واعلم أن لغة العرب واسعة، ولهم التصرف الكثير، فتراهم يتصرفون في اللفظة الواحدة ...
وتارة يقلبون حرفا من كلمة ولا يتغير عندهم معناه كقولهم: صاعقة وصاقعة، وجبذ، وجذب، .. وأسير مكلب ومكبل، وقفا الأثر وقاف الأثر ..
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[29 Apr 2005, 10:07 م]ـ
قال ابن الجوزي في المدهش 1/ 273:
ما حظي الدينار بنقش اسم الملك حتى صبرت سبيكته على التردد إلى النار فنفت عنه كل كدر، ثم صبرت على تقطيعها دنانير، ثم صبرت على ضربها على السكة، فحينئذ ظهر عليها رقم النقش {كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ}.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[29 Apr 2005, 10:08 م]ـ
قال ابن الجوزي في المدهش 1/ 278:
الدنيا والشيطان خارجيان خارجان عليك، خارجان عنك، والنفس عدو مباطن، ومن آداب الجهاد {قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم} ليس من بارز بالمحاربة كمَن كمِن، ما دامت النفس حيةً تسعى = فهي حيةٌ تسعى، أقل فعل لها تمزيق العمر بكف التبذير كالخرقاء وجدت صوفا.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[29 Apr 2005, 10:09 م]ـ
قال ابن الجوزي في المدهش 1/ 279:
يا هذا دبر دينك كما تدبر دنياك لو علق بثوبك مسمار رجعت إلى وراء لتخلصه، هذا مسمار الإصرار قد نشب بقلبك، فلو عدت إلى الندم خطوتين تخلصت.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[02 May 2005, 10:25 م]ـ
في المغني لأبي محمد الموفق 9/ 114: [تحت مسألة ميراث الخنثى المشكل]
فصل: وقد وجدنا في عصرنا شيئا شبيها بهذا، لم يذكره الفرضيون ولم يسمعوا به، فإنا وجدنا شخصين ليس لهما في قبلهما مخرج لا ذكر، ولا فرج، أما أحدهما:
فذكروا أنه ليس له في قبله إلا لحمة ناتئة كالربوة يرشح البول منها رشحا على الدوام، وأرسل إلينا يسألنا عن حكمه في الصلاة والتحرز من النجاسة في هذه السنة وهي سنة عشر وستمائة.
والثاني: شخص ليس له إلا مخرج واحد فيما بين المخرجين منه يتغوط، ومنه يبول، وسألت من أخبرني عنه عن زِيِّه؟ فأخبرني أنه إنما يلبس لباس النساء، ويخالطهن، ويغزل معهن، ويعد نفسه امرأة.
وحدثت أن في بعض بلاد العجم شخصا ليس له مخرج أصلا لا قبل ولا دبر! وإنما يتقايأ ما يأكله، وما يشربه. فهذا، وما أشبهه في معنى الخنثى إلا أنه لا يمكن اعتباره بمباله، فإن لم يكن له علامة أخرى، فهو مشكل ينبغي أن يثبت له حكم الخنثى المشكل في ميراثه، وأحكامه كلها، والله تعالى أعلم.
نظم العلامة أبو عبد الله بن أبي الفتح البعلي أسماء عمات النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:
أميمة أروى برة وصفية * وأم حكيم واختمن بعاتكة.
المطلع للعلامة ص512، وتجد هناك نظما لأسماء أعمامه صلى الله عليه وسلم.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[02 May 2005, 10:28 م]ـ
أين العمل بالعلم؟!
قال أبو علي بن شهاب: سمعت أبا عبدالله بن بطة يقول: أستعمل عند منامي أربعين حديثا رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. طبقات الحنابلة 3/ 261.
قال الخطيب البغدادي في كتابه اقتضاء العلم العمل: وهل أدرك من أدرك من السلف الماضين الدرجات العلى إلا بإخلاص المعتقد، والعمل الصالح، والزهد الغالب في كل ما راق من الدنيا، وهل وصل الحكماء إلى السعادة العظمى إلا بالتشمير في السعي، والرضى الميسور، وبذل ما فضل عن الحاجة للسائل، والمحروم، وهل جامع كتب العلم إلا كجامع الفضة والذهب؟!
وهل المنهوم بها إلا كالحريص الجشع عليهما؟!
وهل المغرم بحبها إلا ككانزها
وكما لا تنفع الأموال إلا بإنفاقها =كذلك لا تنفع العلوم إلا لمن عمل بها، وراعى واجباتها، فلينظر امرؤ لنفسه، وليغتنم وقته فإن الثواء قليل، والرحيل قريب، والطريق مخوف، والاغترار غالب، والخطر عظيم، والناقد بصير، والله تعالى بالمرصاد، وإليه المرجع والمعاد (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره).
ص15 - 16.
قال سهل بن عبد الله: العلم كله دنيا والآخرة منه العمل به.
وقال: الدنيا جهل وموات إلا العلم، والعلم كله حجة إلا العمل به، والعمل كله هباء إلا الإخلاص، والإخلاص على خطر عظيم حتى يختم به. ص28 - 29.
قال مالك بن دينار: إن العبد إذا طلب العلم للعمل كسره علمه، وإذا طلبه لغير ذلك ازداد به فجورا، أو فخرا. ص32
قال حفص بن حميد: دخلت على داود الطائي أسأله عن مسألة ـ وكان كريما ـ فقال: أرأيت المحارب إذا أراد أن يلقى الحرب أليس يجمع آلته؟ فإذا أفنى عمره في الآلة فمتى يحارب؟
إن العلم آلة العمل، فإذا أفنى عمره في جمعه فمتى يعمل؟!
ص44 - 45.
فائدة: صدر حديثا شريط (مجدد) للدكتور عبد الرحمن العايد عنوانه "الإلتزام الأجوف" ينبغي سماعه.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[05 May 2005, 04:50 م]ـ
قال الإمام الشوكاني رحمه الله في نيل الأوطار 4/ 123:
والمتحري لدينه في اشتغاله بعيوب نفسه ما يشغله عن نشر مثالب الأموات، وسب من لا يدري كيف حاله عند بارىء البريات، ولا ريب أن تمزيق عرض من قدم على من قدم، وجثا بين يدي من هو بما تكنه الضمائر أعلم ـ مع عدم ما يحمل على ذلك: من جرح، أو نحوه ـ أحموقة لا تقع لمتيقظ، ولا يصاب بمثلها متدين بمذهب، ونسأل الله السلامة بالحسنات، ويتضاعف عند وبيل عقابها الحسرات، اللهم اغفر لنا تفلتات اللسان، والقلم في هذه الشعاب، والهضاب وجنبنا عن سلوك هذه المسالك التي هي في الحقيقة مهالك ذوي الألباب.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[05 May 2005, 04:51 م]ـ
في شرح مختصر التحرير للعلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ عند قول المؤلف:
في الفصل اللغوي: (ولا ترادف في حد غير لفظي و محدود، ولا شذر مذر .. )
قال الشيخ للطلاب: شذر مذر! وشي [ما معناها]؟
[ثم وجه الكلام لأحدهم مداعبا]: يمكن محمد يعرف!
فقال محمد: مذر يعني أم! أم بالإنكليزي
الشيخ: أم!!
قال الطلاب وهو يضحكون: أم بالإنكليزي! أم!!
قال الشيخ وهو يضحك: وشذر بالإنكليزي؟!
ثم قال الشيخ: شذر مذر يعني شتاتا، ومذر جاءت للتوكيد التفرق، ولو تسال العربي ما معنى مذر؟
لقال ما قلتها إلا من باب التوكيد، وإلا ما لها معنى، لكن معنى الكلمتين مجتمعتين التفرق والشتات ..
ثم بعدها قال: وهذا كما تشاهدون الآن بحث لغوي محظ قليل الفائدة حتى إن بعض الإخوان يريد نقل اللغة العربية إلى اللغة الإنكليزية (الشيخ والطلاب يضحكون) هذا يدل على أن الفائدة ما هي إلى ذاك.
نقلته بالمعنى، وبتصرف يسير شريط رقم (4)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[14 May 2005, 01:15 ص]ـ
قال العلامة الشاطبي في الإفادات والإنشادات ص98:
لما توفي شيخنا الأستاذ الكبير العلم الخطير أبو عبد الله محمد بن الفخار، سألت الله عزوجل أن يرينيه في النوم؛ فيوصيني بوصية أنتفع بها في الحالة التي أنا عليها من طلب العلم، فلما نمت تلك الليلة رأيت كأني داخل عليه في داره التي كان يسكن بها، فقلت له يا سيدي
أوصني، فقال لي: لا تعترض على أحد ..
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[14 May 2005, 09:00 ص]ـ
قال العلامة الشاطبي في الإفادات والإنشادات ص100:
حدثني الأستاذ أبو علي الزواوي عن شيخه الأستاذ الشهير أبي عبد الله المسفر أنه قال:
إن تفسير ابن الخطيب [الفخر الرازي "مفاتيح الغيب"] احتوى على أربعة علوم نقلها من أربعة كتب، مؤلفوها كلهم معتزلة؛ فأصول الدين نقلها من كتاب الدلائل لأبي الحسين.
وأصول الفقه نقلها من كتاب المعتمد لأبي الحسين أيضاً، وهو أحد نظار المعتزلة ...
قال: والتفسير من كتاب القاضي عبد الجبار.
والعربية والبيان من الكشاف للزمخشري.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[14 May 2005, 05:23 م]ـ
قال العلامة الشاطبي في الإفادات والإنشادات ص153:
كنت يوماً سائراً مع بعض الأصحاب إذ لقينا شيخنا الأستاذ المشاور أبا سعيد بن لب أكرمه الله بقرب المدرسة، فسرنا معه إلى بابها، ثم أردنا الانصراف، فدعانا إلى الدخول معه إلى المدرسة، وقال: أردت أن أطلعكم على بعض مستنداتي في الفتوى الفلانية، وما شاكلها وأبين لكم وجه قصدي إلى التخفيف فيها ـ وكان قد أطلعنا على مكتوب بخطه جواباً عن سؤال في يمين أفتى فيها بمراعاة اللفظ والميل إلى جانبه، فنازعناه فيه في ذلك اليوم، وانفصل المجلس على منازعته ـ، فأرانا مسائل في "النهاية" و"أحكام ابن الفرس" وغيرهما، وبسط لنا فيها بما يقتضي: الاعتماد على لفظ الحالف، وإن كان فيه خلاف مالِنيته بناء على قول من قال بذلك من أهل المذهب، وغيرهم.
وقال: أردت أن أنبهكم على قاعدة في الفتوى وهي نافعة جداً، ومعلومة من سنن العملاء، وهي أنهم ما كانوا يشددون على السائل في الواقع إذا جاء مستفتياً. وكنت قبل هذا المجلس تترادف علي وجوه الإشكالات في أقوال مالك، وأصحابه، فلما كان بعد ذلك المجلس شرح الله بنور ذلك الكلام صدري فارتفعت ظلمات تلك الإشكالات دفعة واحدة، فلله الحمد على ذلك ونسأله تعالى أن يجزيه عنا خيراً، وجميع معلمينا بفضله.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[15 May 2005, 11:18 م]ـ
قال الزجاجي في مجالس العلماء ص187:
حدثني بعض إخواني قال حدثني أحمد بن محمد بن رستم الطبري قال:
جاء رجل معتوه إلى مجلس أبي حاتم فوقف يسمع كلام أبي حاتم فقال له رجل: يا أبا حاتم لم نصبوا ما لا ينصرف من الأسماء في موضع الجر؟
فقال: شبهوه بالفعل، والفعل لا يدخله الجر.
فقال المعتوه: يا أبا حاتم القياس على ما يرى أسهل ام على ما يسمع؟
فقال أبو حاتم: على ما يرى أسهل.
قال المعتوه: ما يشبه هذا؟ وأخرج يده وقد ضم أنامله.
فقال أبو حاتم: لا أدري.
قال: فأنت لا تحسن أن تشبه هذا الذي تراه بشيء فكيف تشبه ما لا ترى بما لا ترى؟!
وأخرج يده الأخرى مضمومة الأنامل كما فعله بالأخرى فقال: يا غليظ الفطنة بعيد الذهن، هذا يشبه هذا.
فخجل أبو حاتم، وبقي أصحابه متعجبين.
فقال أبو حاتم: لا تعجبون من هذا، أخبرني الأصمعي أن معتوها جاء إلى أبي عمرو بن العلا، فقال: يا أبا عمرو لم سميت الخيل خيلا؟
فبقي أبو عمرو ليس عنده جواب، فقال: لا أدري.
فقال: لكني أدري.
فقال: علمنا نعلم.
قال: لاختيالها في المشي.
فقال أبو عمرو لأصحابه بعدما ولّى المجنون: اكتبوا الحكمة، وارووها، ولو عن معتوه.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[16 May 2005, 05:36 م]ـ
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في المنتقى من فرائد الفوائد ص 82:
فائدة
الأنبياء المذكورون في القرآن الكريم هم المذكورون في الأبيات، وهم خمسة وعشرون نبيا:
حتما على كل ذي التكليف معرفة ** بأنبياء على التفصيل قد علموا
في تلك حجتنا (1) منهم ثمانية ** من بعد عشر ويبقى سبعو وهم
إدريس هود شعيب صالح وكذا ** ذو الكفل آدم بالمختار قد ختموا
وعدُّ ذا الكفل منهم فيه خلاف مشهور بين العلماء فقيل: رجل صالح، وقيل: نبي، وتوقف ابن جرير في ذلك، والله أعلم.
--------------
(1) يقصد هذه الآيات:
{وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ} (86) سورة الأنعام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[04 Jun 2005, 05:31 م]ـ
في طبقات الحنابلة في ترجمة عبد الله بن الإمام 2/ 14:
قال عبدالله: قال أبي: حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:" إذا دخل رمضان فتحت أبواب الرحمة وسلسلت فيه الشياطين، وغلقت أبواب جهنم ".
قلت لأبي: قد نرى المجنون يصرع في رمضان؟
فقال: هكذا الحديث، ولا تكلم في هذا. اهـ
رحمه الله مثال على تعظيم السنة، وأين هذا مما يفعله كثير من المتأخرين من تكلف الاعتراضات على الحديث، ثم تكلف الإجابة؟!
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[04 Jun 2005, 08:55 م]ـ
قال الْمَقَّرِيُّ في نفح الطيب 5/ 216:
وكان [شيخُ الإسلامِ ابنُ تيمية] شديدَ الإنكارِ على الإمامِ فخرِ الدينِ حدثني شيخي العلامة أبو عبد الله الآبلي أن عبد الله بن إبراهيم الزموري أخبره أنه سمع ابن تيمية ينشد لنفسه:
محصل في أصول الدين حاصله * من بعد تحصيله علم بلا دين
أصل الضلالة والإفك المبين فما * فيه فأكثره وحي الشياطين
قال: وكان في يده قضيب، فقال: والله لو رأيته لضربته بهذا القضيب هكذا، ثم رفعه ووضعه.اهـ
قلت: لن تعدو قدرك!، ولو رأيته لسقط قضيبك من يدك!
وسياق صاحب نفح الطيب للخبر غريب! ففي "منهاج السنة" لشيخ الإسلام 5/ 433:
.. ولهذا لا تجد في كلام من لم يتبع الكتاب والسنة بيان الحق علما، وعملا أبدا؛ لكثرة ما في كلامه من وساوس الشياطين.
وحدثني غير مرة رجل ـ وكان من أهل الفضل والذكاء والمعرفة والدين ـ: أنه كان قد قرأ على شخص سماه لي ـ وهو من أكابر أهل الكلام والنظر ـ دروسا من "المحصل" لابن الخطيب، وأشياء من " إشارات" ابن سينا، قال: فرأيت حالي قد تغير ـ وكان له نور وهدى ـ ورؤيت له منامات سيئة، فرآه صاحب النسخة بحال سيئة، فقص عليه الرؤيا، فقال: هي من كتابك.
و" إشاراتُ" ابن سينا يعرف جمهور المسلمين الذين يعرفون دين الإسلام أن فيها إلحادا كثيرا بخلاف "المحصل" يظن كثير من الناس أن فيه بحوثا تحصل المقصود.
قال: فكتبت عليه:
محصل في أصول الدين حاصله * من بعد تحصيله أصل بلا دين
أصل الضلالات والشك المبين فما * فيه فأكثره وحي الشياطين.
وينظر للفائدة "موقف خليل بن أيبك الصفدي من شيخ الإسلام ابن تيمية" للشيخ أبي الفضل القونوي ص77
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[11 Jul 2005, 10:03 م]ـ
في كتاب المصفى في أصول الفقه للشيخ أحمد بن محمد الوزير ص 37 و67:
فائدة
(ليس من دأب التحصيل المناقشة في التمثيل)
ومقصوده من هذا عدم الاعتراض على الأمثلة المذكورة المراد منها تفهيم الطالبِ القاعدةَ الأصوليةَ، فالاعتراض يشتت ذهن الطالب عن فهم المقصود، وتحقيق الفروع له مكان آخر.
وما أجمل هذا الكلام، و أحسنه.
وقد سمعت بعض الفضلاء يشرح بعض الكتب، ويكثر من الاعتراض على الأمثلة التي ذكرها المؤلف فشتت الطلاب .. ، وكان يمكنه الخروج من ذلك بقوله: في هذه الأمثلة ما لا يوافق المؤلف عليه، لكن الغرض هو فهم القاعدة، والمسألة.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[11 Jul 2005, 10:12 م]ـ
في فتاوى مفتي الديار السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله 2/ 119:
.. العلماء ـ رحمهم الله ـ صرحوا أَنه إِذا نزِّل إِنسان تنزيلا شرعيًا في وظيفة من الوظائف لم يجز عزله منها إِلا بمسوغ شرعي.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[11 Jul 2005, 11:05 م]ـ
جواب عجيب
قال الإمام أحمد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي التياح قال: سمعت مُطَرِّفاً (1) يحدث أنه كانت له امرأتان، قال: فجاء إلى إحداهما، قال: فجعلت تنزع عمامته، وقالت: جئت من عند امرأتك؟!
قال: جئت من عند عمران بن حصين، فحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" أن أقل ساكني الجنة النساء". المسند: 33/ 72 رقم (19837) والحاكم، من طريق روح بن عبادة عن شعبة بمثله. وقال: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة.
قلت: رواه مسلم في صحيحه (2738) من طريق معاذ بن معاذ عن شعبة بسياق قريب جدا.
ورواه البخاري في مواضع لكن من طريق أبي رجاء عن عمران بن حصين.
---------------------------
(1) مطرف بن عبد الله بن الشخير من كبار التابعين العلماء العاملين.
ـ[الراية]ــــــــ[11 Jul 2005, 11:36 م]ـ
جزاك الله خيرا
وبارك في علمكم ونفع بكم
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[12 Jul 2005, 11:23 م]ـ
أخي الكريم الفاضل الراية شكر الله لك هذه الكلمات الطيبة، وجزاك عني خيرا.
قال شيخ الإسلام الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى في درء تعارض العقل والنقل 6/ 243:
.. ولهذا كان جميع العقلاء السالمي الفطرة يحكمون بموجب هده القضية الضرورية [العلو] قبل أن يعلموا أن في الوجود من ينكرها، ويخالفها وأكثر الفطر السليمة إذا ذكر لهم قول النفاة بادروا إلى تجهيلهم، وتكفيرهم، ومنهم من لا يصدق أن عاقلا يقول ذلك = لظهور هذه القضية عندهم، واستقرارها في أنفسهم، فينسبون من خالفها إلى الجنون، حتى يروا ذلك في كتبهم أو يسمعوه من أحدهم، ولهذا تجد المنكر لهذه القضية يقر بها عند الضرورة، ولا يلتفت إلى ما اعتقده من المعارض لها، فالنفاة لعلو الله إذا حزب أحدهم شدة وجه قلبه إلى العلو يدعو الله، ولقد كان عندي من هؤلاء النافين لهذا من هو من مشايخهم، وهو يطلب مني حاجة، وأنا أخاطبه في هذا المذهب، كأني غير منكر له، وأخرت قضاء حاجته حتى ضاق صدره، فرفع طرفه ورأسه إلى السماء، وقال: يا الله، فقلت له: أنت محقق لمن ترفع طرفك ورأسك؟ وهل فوق عندك أحد؟!
فقال: استغفر الله، ورجع عن ذلك لما تبين له أن اعتقاده يخالف فطرته، ثم بينت له فساد هذا القول، فتاب من ذلك، ورجع إلى قول المسلمين المستقر في فطرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[24 Jul 2005, 10:29 م]ـ
قال العلامة ابن المنير: كل من أخذ مالا من بيت المال على عمل إذا أهمل العمل = يرد ما أخذ، وكذا الأخذ على عمل لا يتأهل له.اهـ من فتح الباري6/ 124.
قلت: ما أكثر الآخذين ـ اليوم ـ على ما لم يتأهلوا له.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[24 Jul 2005, 10:33 م]ـ
قاعدة مهمة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والفقيه قد يفعل شيئا على العادة، و إذا قيل له: هذا من الدين؟ لم يمكنه أن يقول ذلك، ولهذا قال بعض السلف: لا تنظر إلى عمل الفقيه، ولكن سله يصدقك.
الاستغاثة في الرد على البكري ص335
.. ولا يجوز أن يقال: (فزيد بن أرقم) قد فعل هذا؛ لأنه لم يقل: إن هذا حلال، بل يجوز أن يكون فعله جريا على العادة من غير تأمل فيه، ولا نظر، ولا اعتقاد، ولهذا قال بعض السلف: (أضعف العلم الرؤية) يعني: أن يقول: رأيت فلانا يفعل كذا. ولعله قد فعله ساهيا، وقال إياس بن معاوية: (لا تنظر إلى عمل الفقيه، ولكن سله يصدقك).
ولهذا لم يذكر عنه أنه أصر على ذلك بعد إنكار عائشة، وكثيرا ما قد يفعل الرجل النبيل الشيء مع ذهوله عما في ضمنه من مفسدة، فإذا نبه انتبه، وإذا كان الفعل محتملا لهذا، ولما هو أكثر منه = لم يجز أن ينسب لأجله اعتقاد حل هذا إلى زيد بن أرقم رضي الله عنه ..
بيان الدليل على بطلان التحليل ص79.
قال العلامة الشاطبي: وأن الإنسان لا ينبغي له أن يعتمد على عمل أحد البتة حتى يتثبت فيه، ويسأل عن حكمه إذ لعل المُعْتَمَد على عمله يعمل على خلاف السنة، ولذلك قيل:لا تنظر إلى عمل العالم، ولكن سله يصدقك.
وقال أيضا: العالم قد يعمل، وينص على قبح عمله!، ولذلك قالوا: لا تنظر إلى عمل العالم ولكن سله يصدقك. .
وقال الخليل بن أحمد .. :
اعمل بعلمي ولا تنظر إلى عملي * ينفعك علمي ولا يضررك تقصيري
الاعتصام 3/ 109و4/ 181.
وذكر رحمه الله أيضا: فيما يتعلق بأعمال قول المجتهد المقتدى به، وحكم الاقتداء به، ـ في المسألة الخامسة ـ:الاقتداء بالأفعال الصادرة من أهل الاقتداء يقع على وجهين: .. ثم ذكر القسم الثاني:
إن كان مما تعين فيه قصد العالم إلى التعبد بالفعل، أو الترك بالقرائن الدالة على ذلك = فهو موضع احتمال، فللمانع أن يقول: إنه إذا لم يكن معصوما = تطرق إلى أفعاله الخطأ والنسيان، والمعصية قصدا، وإذا لم يتعين وجه فعله؛ فكيف يصح الاقتداء به فيه قصدا في العبادات أو في العادات؟!
ولذلك حكي عن بعض السلف أنه قال: (أضعف العلم الرؤية) يعنى أن يقول: رأيت فلانا يعمل كذا، ولعله فعله ساهيا.
وعن إياس ابن معاوية: (لا تنظر إلى عمل الفقيه، ولكن سله يصدقك).اهـ الموافقات 4/ 281
فكيف إذا لم يكن قرائن؟!
وقال العلامة المعلمي:
وقد يتسمح العالم فيما يحكيه على غير جهة الحكم فيستند إلى ما لو أراد الحكم لم يستند إليه كحكاية منقطعة وخبر من لا يعد خبره حجة، وقرينة لا تكفي لبناء الحكم ونحو ذلك. وقد جاء عن إياس بن معاوية ـ التابعي المشهور بالعقل، والذكاء، والفضل ـ أنه قال: (لا تنظر إلى عمل العالم ولكن سله يصدقك).
وكلام العالم إذا لم يكن بقصد الرواية، أو الفتوى، أو الحكم داخل في جملة عمله الذي ينبغي أن لا ينظر إليه، وليس معنى ذلك أنه قد يعمل ما ينافي العدالة، ولكن قد يكون له عذر خفي، وقد يترخص فيما لا ينافي العدالة، وقد لا يتحفظ، ويتثبت كما يتحفظ، ويثبت في الرواية، والفتوى، والحكم.
هذا والعارف المتثبت المتحري للحق = لا يخفى عليه ـ إن شاء الله تعالى ـ ما حقه أن يعد من هذا الضرب .. ، وأن ما كان من هذا الضرب؛ فحقه أن لا يعتد به على المتكلم فيه، ولا على المتكلم. والله الموفق.
التنكيل ص56 في: (قاعدة قدح الساخط ومدح المحب).
قلت: هذه قاعدة مهمة، وقد حدث قبل مدة أن احتج (بعض الناس) على تجويز فعلة منكرة أنها فعلت بحضور عالم فحل، ونسبوه إلى تجويزها!، مع أنه قد علم رأيه فيها بالمنع، ثم بين تلاميذه خطأ هذا الفهم، وأن للعالم عذرا، وسببا أبقاه مع أنه يرى حرمة ذلك.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 Jul 2005, 12:01 ص]ـ
شيخ عبدالرحمن
زادك الله علماً وتوفيقاً
دررك هذه من النفائس، وجعلُها من ملح العلم وطرائفه هضم لها.
فهل تأن لي بإضافة كلمة نفائس ودرر إلى عنوان هذه المشاركات ليكون:
(نفائس ودرر، وطرف وملح وفوائد)
وإن شئت اخترت أنت عنواناً يدل على ما ذكرت، والأمر إليك.
وأعجبني الخط الذي اخترته للفائدة الأخيرة؛ فجمعت فيها بين حسن المظهر والمخبر
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[25 Jul 2005, 01:32 ص]ـ
أخي الشيخ أبا مجاهد وفقه المولى سبحانه
أشكرك لك هذا الاقتراح الذي لا أشك أنه من تواضعك، ورد طلبك ثقيل علي،
مع أني أظنها لا تحتمل هذا الوصف .. ، وافعل ما تراه مناسبا.
وأرجو منك فضلا تصحيح ضبط هذه الكلمة في السطر (15) بفتح الميم.
(إذ لعل المُعْتَمَد)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[25 Jul 2005, 04:26 م]ـ
قال العلامة الذهبي: .. وإنما شأن المحدث اليوم الاعتناء بالدواوين الستة، ومسند أحمد بن حنبل، وسنن البيهقي، وضبط متونها، وأسانيدها، ثم لا ينتفع بذلك؛ حتى يتقي ربه ويدين بالحديث، فعلى علم الحديث، وعلمائه ليبك من كان باكيا، فقد عاد الإسلام المحض غريبا كما بدأ، فليسع امرؤ في فكاك رقبته من النار، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
ثم العلم ليس هو بكثرة الرواية، ولكنه نور يقذفه الله في القلب، وشرطه الإتباع، والفرار من الهوى، والابتداع، وفقنا الله وإياكم لطاعته. اهـ. سير أعلام النبلاء 13/ 323.
قلت: اليوم أكثر ما يقال المحدِث، والمسندِ لمن همه جمع الإجازات من فلان، وعلان من العوام، والعجائز، والمبتدعة من غير ضبط، ولا فقه! والله المستعان
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[25 Jul 2005, 04:38 م]ـ
قال العلامة حَمْد الخطابي في العزلة ص15:
أخبرنا ابن الاعرابي قال: حدثنا أبو سعيد الحارثي كريزان قال: حدثني يحيى بن سعيد القطان قال: حدثنا محمد بن مهران بن مسلم بن المثنى قال حدثني مسلم قال: كنا مع عبد الله بن الزبير، والحجاج محاصره، وكان ابن عمر يصلي مع ابن الزبير فإذا فاتته الصلاة معه، وسمع مؤذن الحجاج انطلق، فصلى معه.
فقيل: لم تصلي مع ابن الزبير، ومع الحجاج؟
فقال إذا دعونا إلى الله أجبناهم، وإذا دعونا إلى الشيطان تركناهم. اهـ
قلت: ما أجمل رده رضي الله عنه، وليتأمله من تركت صلاة الاستسقاء مع جماعة المسلمين؛ لأن الداعي لها .. !
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[26 Jul 2005, 05:10 م]ـ
قال الإمام أبو سليمان الخطابي في كتابه العزلة ص55:
حدثنا ابن الزيبقي قال حدثنا موسى بن زكريا التستري قال حدثنا أبو حاتم قال حدثنا العتبي قال: كنا عند سفيان بن عيينة فتلا هذه الآية {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} [(38) سورة الأنعام] وقال: ما في الأرض آدمي إلا وفيه شبه من شبه البهائم: فمنهم من يهتصر اهتصار الأسد، ومنهم من يعدو عدو الذئب، ومنهم من ينبح نباح الكلب، ومنهم من يتطوس كفعل الطاوس، ومنهم من يشبه الخنازير التي لو ألقى لها الطعام الطيب عافته، فإذا قام الرجل عن رجيعه ولغت فيه؛ فكذلك تجد من الآدميين من لو سمع خمسين حكمة لم يحفظ واحدة منها!
وإن أخطا رجل عن نفسه أو حكى خطأ غيره ترواه وحفظه!
قال أبو سليمان [الخطابي] ما أحسن ما تأول أبو محمد [ابن عيينة] رحمة الله عليه هذه الآية، واستنبط منها هذه الحكمة، وذلك أن الكلام إذا لم يكن حكمه مطاوعا لظاهره، وجب المصير إلى باطنه، وقد أخبر الله تعالى عن وجود المماثلة بيننا وبين كل دابة وطائر، وكان ذلك ممتنعا من جهة الخلقة، والصورة، وعدما من جهة النطق، والمعرفة = فوجب أن يكون مصروفا إلى المماثلة في الطباع، والأخلاق، وإذا كان الأمر كذلك؛ فاعلم يا أخي أنك إنما تعاشر البهائم والسباع! فليكن حذرك منهم، ومباعدتك إياهم على حسب ذلك، ومصداق قول سفيان رحمه الله في كتاب الله سبحانه حين يقول في تمثيل من كذب بآيات الله بالكلب فقال عز وعلا {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث} [(176) سورة الأعراف] وقال سبحانه وتعالى {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} [(5) سورة الجمعة]، وقال عز وجل {أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ} [(179) سورة الأعراف] فجعلهم أسوأ حالا منها، وأبعد مذهبا في الضلال [حين] (1) قامت عليهم الحجة، فلم يذعنوا لها، ولأجل ذلك رأى الحكماء أن السلامة من آفات السباع الضارية أمكن، والخلاص منها أسهل من السلامة من شر الناس! .. اهـ
قلت: كلام الخطابي رحمه الله في المعاشرة ليس على إطلاقه فالخير كثير، والحمد لله.
-----------
(1) في المطبوع: حتى.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[31 Jul 2005, 04:20 م]ـ
قال بعض الحكماء ينبغي للعاقل أن ينظر كل يوم إلى وجهه في المرآة؛ فإن كان حسنا لم يشنه بفعل قبيح، وإن كان قبيحا لم يجمع بين قبيحين.
الجامع لأخلاق الراوي والسامع 1/ 613.
ونظم معناه:
يا حسن الوجه توق الخنا = لا تبدلن الزين بالشين
ويا قبيح الوجه كن محسناً = لا تجمعن بين قبيحين. اللطف واللطائف للثعالبي ص11
وقال آخر:
يا جميل الوجه كن محسناً = لا تخلطنّ الزّين بالشّين
ويا قبيح الوجه كن محسناً = لا تجمعنّ الشّين بالشّينالتمثيل والمحاضرة للثعالبي ص230.
وقال آخر
إنّ حُسْنَ الوجهِ يحتا = جُ إلى حُسْنِ فِعَال
حاجةَ الصَّادِي من الما = ءِ إلى العَذْبِ الزَّلاَلْ.
بهجة المجالس3/ 29.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[05 Aug 2005, 07:29 م]ـ
قال العلامة العز بن عبد السلام:
ثمرة معرفة خساسة الدنيا وفنائها: احتقارها، وعدم الالتفات إليها.
وثمرة معرفة نفاسة الآخرة وبقائها: الإقبال عليها، والابتدار إليها.
والجهل بخساسة هذه الدار مثمر للإخلاد إليها، والجهل بنفاسة دار القرار مثمر لإيثار هذه الدنيا عليها.
شجرة المعارف والأحوال ص58و59.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[07 Aug 2005, 02:39 م]ـ
قال العلامة الخطابي في العزلة ص17:
قال بعض الحكماء: إنما يستوحش الإنسان بالوحدة لخلاء ذاته، وعدم الفضلية من نفسه فيتكثر حينئذ بملاقاة الناس، ويطرد الوحشة عن نفسه بالكون معهم، فإذا كانت ذاته فاضلة طلب الوحدة ليستعين بها على الفكرة، ويتفرغ لاستخراج الحكمة.
وقال بعضهم: الاستئناس بالناس من علامات الإفلاس.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[08 Aug 2005, 02:57 م]ـ
قال الإمام الشافعي رحمه الله:
من تعلم علما فليدقق فيه؛ لئلا يضيع دقيق العلم.
رواه البيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى 1/ 377، وابن طاهر في الأنساب المتفقة ص3.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[08 Aug 2005, 11:02 م]ـ
جاء في رسالةٍ بعثها العلامة المعلمي إلى العلامة أحمد شاكر يبين فيها سبب تاليفه "طليعة التنكيل"، ومنبها على الأخطاء الواقعة فيها، ومسائلا له .. جاء فيها بعد السلام .. قبل ثلاث سنوات تقريبا جاء صديق لي من أهل الفضل بكتاب، وناولني إياه، فقرأت عنوانه فإذا هو كتاب "تأنيب الخطيب" للأستاذ محمد زاهد الكوثري، وكنت قد وقفت على تعاليق للكوثري على ذيول الحفاظ، وكتب أخرى، فعرفت طريقته = فلم تطب نفسي بمطالعة تأنيبه، فرردت الكتاب على صاحبي فألح أن أنظر فيه فرأيت أن أطيب نفسه بقراءة ورقة أو ورقتين، فلما شرعت في ذلك رأيت الأمر أشد جدا مما كنت أتوقع فبدا لي أن أكمل مطالعته، وأقيد ..... ملاحظات على مطاعنه في أئمة السنة، وثقات رواتها، فاجتمع عندي كثير .. وطبع نموذج بمصر في رسالة بعنوان "طليعة التنكيل" لا أراكم إلا قد تفضلتم بالإطلاع عليها، وآلمني أن الفاضل الذي علق عليها تصرف في مواضع من المتن بباعث النكاية في صاحب التأنيب، وذلك عندي خارج عن المقصود، بل ربما يكون منافيا له، وفي النكاية العلمية كفاية لو كانت النكاية مقصودة لذاتها، ثم وقعت في الطبع أغلاط كثيرة، ولا سيما في إهمال العلامات، على ذلك فليس ذلك بناقص من شكري للناشر والمعلق.
من ترجمة المعلمي للشيخ ماجد الزيادي في مقدمة كتاب "عمارة القبور"ص 53.
قلت: رحمه الله فقد كان مدرسة للأخلاق، ومثالا للسمو في الرد على المخالف، وصدق والله في قوله: إن في النكاية العلمية كفاية .. فإذا أظهر الراد مقدار المردود عليه، ومحله في العلم = نطق القارئ بالحكم، وكفي الراد مؤنته.
وإذا صب جام غضبه عليه باستعمال الشديد من اللألفاظ = خرج عن حد الأدب، وهدي أهل العلم، واستمال القارئ للمردود عليه، وشككه في قدرته على الرد.
اللهم إنا نسألك من فضلك.
.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[27 Aug 2005, 11:46 م]ـ
قال الإمام الموفق ابن قدامة المقدسي: .. كنت أتخيل في الناصح [ابن الحنبلي]: أن يكون إماماً بارعاً، وأفرح به للمذهب؛ لما فضّله اللّه به من شرف بيته، وإعراق نسبه في الإِمامة، وما آتاه الله تعالى من بسط اللسان، وجراءة الجنان، وحدة الخاطر، وسرعة الجواب، وكثر الصواب، وظننت أنه يكون في الفتوى مبرزاً على أبيه وغيره، إلى أن رأيت له فتاوى غيرُه فيها أَسَّدُ جواباً، وأكثر صواباً، وظننت أنه ابتلي بذلك لمحبته تخطئة الناس، واتباعه عيوبهم، ولا يبعد أن يعاقِبَ الله العبد بجنس ذنبه ـ إلى أن قال: ـ والناصح قد شغل كثيراً من زمانه بالرد على الناس في تصانيفهم، وكشف ما استتر من خطاياهم، ومحبة بيان سقطاتهم، ولا يبلغ العبد حقيقة الإِيمان حتى يحبَ للناس ما يحبُ لنفسه، أفتراه يحب لنفسه بعد موته من ينتصب لكشف سقطاته، وعَيبِ تصانيفه، وإظهار أخطائه، وكما لا يحب ذلك لنفسه ينبغي أن لا يحبه لغيره، سيما للأئمة المتقدمين، والعلماء المبرزين، وقد أرانا الله تعالى آية في ذهابه عن الصواب في أشياء تظهر لمن هو دونه .. ذيل طبقات الحنابلة 3/ 430.
.
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[28 Aug 2005, 12:42 ص]ـ
فضيلة الشيخ عبدالرحمن السديس وفقه الله
أعتذر عن الكتابة في هذا الموضوع ...
اقترح عليكم أن تخرجوا هذه الدرر النفيسة في كتاب و تزيدوا عليها ما شاء الله
زادكم الله علما و عملا و توفيقا
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[07 Sep 2005, 07:37 م]ـ
الموفق أبو سليمان البدراني أحل الله عليه رضاه
جزاك الله خيرا على الاقتراح، و الدعوات المباركات، وأسأل الله أن ييسر لي ولك وللمسلمين الخير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[07 Sep 2005, 07:38 م]ـ
قال العلامة عبد الرحمن السعدي في كتاب مجموع الفوائد واقتناص الأوابد ص37:
يعجبني ما وقع لبعض أهل العلم وهو: أنه كتب له آخر من أهل العلم والدين ينتقده انتقادا شديدا في بعض المسائل، ويزعم أنه مخطئ فيها، حتى إنه قدح في قصده ونيته، وقال مع ذلك: إنه يدين الله ببغضه بناء على ما توهم من خطئه .. ، فأجاب المكتوب له:
اعلم يا أخي أنك إذا تركت ما يجب عليك من المودة الدينية والأخوة الإسلامية، وسلكت ما يحرم عليك من اتهام أخيك بالقصد السيئ على فرض أنه أخطأ، وتجنبت الدعوة بالحكمة في مثل هذه الأمور؛ فإني أخبرك قبل الشروع في جوابي لك عمّا انتقدته علي:
أني لا أترك ما يجب عليّ من الإقامة على مودتك والاستمرار على محبتك المبنية على ما أعرفه من دينك انتصارا لنفسي؛ بل أزيد على ذلك بإقامة العذر لك بقدحك في أخيك أني أعرف أن الدافع لك على ذلك حسن قصد، لكن لم يصحبه علم يصححه، ولا معرفة تبين مرتبته، ولا ورع، ورأي صحيح يوقف العبد عند حده الذي أوجبه الشرع عليه؛ فلحسن قصدك المتمحض أو الممتزج بشيء آخر؛ قد عفوت لك عمّا كان منك إلي من الاتهام بالقصد السيئ؛ فهب أن الصواب معك يقينا، فهل خطا الإنسان دليل على سوء قصده؟!
فلو كان الأمر كذلك لتوجه رمي جميع علماء الأمة بالقصود السيئة، فهل سلم أحد من الخطأ، وهل هذا القول الذي تجرأت عليه إلا مخالف لما أجمع عليه المسلمون من أنه لا يحل رمي المسلم بالقصد السيئ إذا جاء في مسألة علمية دينية، والله تعالى قد عفا عن خطأ المؤمنين {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} قال: الله قد فعلت.
ثم نقول: هب أنه جاز للإنسان القدح في إرادة ما دلت القرائن والعلامات على قصده السيئ، فيحل القدح فيمن عندك من الأدلة والقرائن الكثيرة على بعده عن القصود السيئة ما لا يبرر لك أن تتوهم فيه شيئا مما رميته به، وأن الله أمر المؤمنين أن يظنوا بإخوانهم خيرا إذا قيل فيهم خلاف ما يقتضيه الإيمان فقال تعالى {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا}
واعلم يا أخي أن هذه المقدمة ليس الغرض منها مقابلتك بما قلت فإني قد ذكرت لك أني قد عفوت لك عن حقي إذا كان لي حق، ولكن الغرض النصيحة، وأن أعرِّفك موقع هذا الاتهام ومرتبته من الدين والعقل والمروءة الإنسانية.
ثم إنه بعد هذا أخذ يتكلم عن الجواب الذي انتقده بما لا محل لذكره هنا،وإنما الفائدة في هذه المقدمة.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[14 Sep 2005, 09:54 م]ـ
قال الإمام ابن سعدي ـ رحمه الله ـ في كتاب مجموع الفوائد واقتناص الأوابد ص39:
وقع رجل في رجل من أهل الدين، وجعل يعيبه ويُعَيِّن بعض ما يعيبه به، فقال بعض الحاضرين له:
هل أنت متيقن ما عبته فيه؟
ومن أي طريق أخبرت به؟
ثم إذا كان الأمر الذي ذكرته يقينيا؛ فهل يحل لك أن تعيبه أم لا؟
أما الأول: فإني أعر ف أنك لم تجالس الرجل،وربما أنك لم تجتمع به، وإنما بنيت كلامك على ما يقوله بعض الناس عنه، وهذا معلوم أنه لا يحل لك أن تبني على كلام الناس، وقد علم منهم الصادق والكاذب، والمخبر عمّا رأى، والمخبر عمّا سمع، والكاذب الذي يخلق ما يقول؛ فاتضح أنه على كل هذه التقادير لا يحل لك القدح فيه.
ثم ننتقل معك إلى المقام الثاني، وهو: أنك متيقن أن فيه العيب الذي ذكرته، وقد وصل إليك بطريق يقيني؛ فهل تكلمت معه، ونصحته، ونظرت هل له عذر أم لا؟
فقال: لم أتكلم معه في هذا بالكلية.
فقال له: هذا لا يحل لك، إنما يجب عليك إذا علمت من أخيك أمرا معيبا أن تنصحه بكل ما تقدر عليه قبل كل شيء، ثم إذا نصحته، وأصر على العناد؛ فانظر هل لك في عيبك له عند الناس مصلحة، وردع أم في ذلك خلاف ذلك؟
وعلى الأحوال كلها، فأنت أظهرت في عيبك هذا له الغيرة على الدين وإنكار المنكر، وأنت في الحقيقة الذي فعل المنكر.
وما أكثر من يجري منه مثل هذه الأمور الضارة التي يحمل عليها ضعف البصيرة، وقلة الورع. الله أعلم.
.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[25 Sep 2005, 04:28 م]ـ
في كتاب الورع لأبي بكر المَرُّوذِي ص184:
ذكرتُ لأبي عبد الله [أحمد بن حنبل] رجلا.
فقال: في نفسي شغل عن ذكر الناس.
وذُكِر له رجل.
فقال: ما أعلم إلا خيرا.
قيل له: قولك فيه خلاف قوله فيك!
فتبسم، وقال: ما أعلم إلا خيرا هو أعلم، وما يقول، تريد أن أقول ما لا أعلم؟!
وقال: رحم الله سالما [بن عبد الله بن عمر] زحمت راحلته راحلة رجل، فقال الرجل: لسالم أراك شيخ سوء!
قال: ما أبعدت.
عن سفيان عن سليمان عن أبي رزين قال: جاء رجل إلى فضيل بن بزوان، فقال: إن فلانا يقع فيك.
فقال: لأغيظن من أَمَرَه: يغفر الله لي وله.
قيل له: من أَمَرَه؟ قال: الشيطان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[04 Nov 2005, 10:04 م]ـ
في كتاب نسب قريش (1) لمصعب الزبيري ص637:
وكان مسلم بن عقبة، بعد ما أوقع بأهل المدينة يوم الحرة في إمرة يزيد بن معاوية، وأنهبها
ثلاثاً، أتي بقوم من أهل المدينة؛ فكان أول من قدم إليه محمد بن أبي جهم؛ فقال له: تبايع أمير المؤمنين يزيد على أنك عبد قن! فإن شاء أعتقك، وإن شاء، استرقك!
قال محمد: بل، أبايع على أني ابن عم كريم حر، فقال: اضربوا عنقه؛ فقتل، ثم قدم إليه يزيد بن عبد الله بن زمعة؛ فقال له مثل ذلك؛ فأجابه مثل جواب محمد فقدمه، فقتله؛
ثم قدم إليه سعيد بن المسيب؛ فقال له: بايع أمير المؤمنين على أنك عبد قن! فإن شاء أعتقك، وإن شاء استرقك!
قال سعيد: لا أبايع عبداً ولا حراً
فقال مسلم: مجنون اخنقاه ـ للذين أتيا به ـ فخنقاه حتى ثقل [في المخطوط: تفل] في أيديهما؛ فظنا أنه قد مات؛ فأرسلاه، فسقط، ثم أفاق، فقال: لا والله لا والله، فتقدم إليه مروان بن الحكم، وعمرو بن عثمان، فشهدا أنه مجنون.
فقال: قد ظننت ذلك، أرسلاه فانصرف راجعاً إلى المدينة؛ فلحقه مروان وعمرو بن
عثمان، فقالا: الحمد لله الذي سلمك يا أبا محمد، فقال: اذهبا إليكما عني، أتشهدان بالزور وأنا أسمع، وتنفسان على الشهادة؟! والله لا أكلمكما أبداً!.
----------------
(1) النسخة الألكترونية، وصححت بعض العبارات المضطربة من مخطوط "ملخص مسند يعقوب بن شيبة " [39 /أ/ب] فقد ذكرها عنه.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[08 Nov 2005, 01:25 م]ـ
في كتاب أخبار القضاة لوكيع 3/ 241:
قال أخبرني عبد الله بن شبيب أبو سعيد قال حدثني يحيى بن محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبدالرحمن بن أبي الصديق قال حدثني سليمان بن بلال قال كان يحيى بن سعيد قد ضاق واشتدت حاله حتى جلس في البيت فبينا هو على ذلك إذ جاءه كتاب أبي العباس يأمره بالخروج إليه، فكنت أنا الذي جهزته، ووكلني بالقيام على أهله، والنفقة عليهم، فلما خرجنا من داره ـ وهو يريد العراق ـ كان أول ما لقينا جنازة قد طلعت فتغير وجهي لذلك؛ فقال: كأنك تطيرتَ؟
فقلتُ: نعم.
فقال: فلا تفعل، فوالله لئن صدقنا الفأل لينعشن الله أمري، فكان كما قال، فأصاب خيرا، وبعث إلى بقضاء دينه، وقال لي، وأنا معه: ما من شيء إلا وقد علمتُه.
قال سليمان بن بلال: ثم جاءني كتابه بعد ما استقضي قد كتب:
قلت لك: ما من شيء إلا وقد علمتُه، فأقسم لك بالله لأول خصمين جلسا بين يدي في أمر لا والله ما سمعت فيه بشيء!!
فإذا جاءك كتابي هذا فاسأل ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن كذا وعن كذا، ولا تخبره أني كتبت إليك تسأله، فجئت ربيعة فسألته، فقال: صاحبك كتب إليك تسألني عن هذا؟
قال: فكأني أمسكتُ.
قال: فإني أسألك؟ وقال: لا أجيبك حتى تخبرني.
فأخبرته؛ فأجابني، وكتبت إلى يحيى بن سعيد بذلك. اهـ
- يحيى بن سعيد الأنصاري سمع من أنس رضي الله، وكان من كبار علماء المدينة.
- و لعله هذا من تأديب الله تعالى له على تلك الكلمة، وتشبه هذا القصة ما وقع لنبي الله موسى عليه السلام، وما جرى بعدها من حكايته مع الخضر.
- في بيان الإمام يحيى بن سعيد لسليمان بلال هذه الحادثة يدل على صدقه، وندمه على كلامه، وحرصه على بيان ذلك لصاحبه ليكون درسا له أيضا، وإلا فقد كان يمكنه أن يرسل بالسؤال من غير بيان لما حدث له.
والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[10 Nov 2005, 01:22 ص]ـ
قال العلامة ابن عثيمين في الشرح الممتع 3/ 252:
وقد حدثني بعضُ النَّاسِ أنَّهم في هذا البلد هنا في «عُنَيزة» كانوا يَحْفِرُون لسور البلد الخارجي، فمرُّوا على قَبْرٍ فانفتح اللَّحْدُ فوجدوا فيه ميتاً قد أكلت كَفَنَه الأرضُ، وبقي جسمُه يابساً؛ لكن لم تأكل منه شيئاً، حتى إنهم قالوا: إنهم رأوا لحيته وفيها الحناء، وفاح عليهم رائحة كأطيب ما يكون من المسك، فتوقَّفوا وذهبوا إلى الشيخ، وكان في ذلك الوقت «عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين» وسألوه فقال: دعوه على ما هو عليه وجنِّبوا عنه، فاحفِروا عن يمين أو يسار.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[26 Nov 2005, 05:06 م]ـ
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص195:
سمعت إسحاق بن عمر بن سليط يقول: سمعت حماد بن زيد يقول:
سمعت أيوب يقول: من أراد أن يعرف خطا معلمه فليجلس إلى غيره.
ونحوه في المعرفة والتاريخ 2/ 138، وحلية الأولياء 3/ 9.
وقال ابن حزم في مراتب العلوم ص77 [ضمن مجموع رسائله ج4]: [في وصايا لطالب العلم]
.. وسكنى حاضرة فيها العلم، ولقاء المتنازعين، وحضور المتناظرين = فبهذا تلوح الحقائق، فليس من تكلم عن نفسه وما يعتقده، كمن تكلم عن غيره، ليست الثكلى كالنائحة المستأجرة، ومن لم يسمع إلا من عالم واحد = أوشك أن لا يحصل على طائل، وكان كمن يشرب من بئر واحدة، ولعله اختار الملح المكدر، وقد ترك العذب، ومع اعتراك الأقران ومعارضتهم يلوح الباطل من الحق، ولا بد، فمن طلبه كما ذكرنا أوشك أن ينجح مطلبه، وأن لا ينفق سعيه، وأن يحصل في المدة اليسيرة على الفائدة العظيمة، ومن تعدى هذه الطريقة كثر تعبه، وقلت منفعته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[04 Dec 2005, 08:45 م]ـ
- قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص167:
سمعت أبا العدبَّس المروزي يقول: سمعت أبي وعمي يقولان: كنا عند ابن المبارك فاتاه رجل فسأله عن الشعر؟
فقال: لا تقله.
قال: هو ذا أنت تقولُ!
فقال ابن المبارك: أمرت أن تقتدي بمساوئي؟!
وسمعت محمد بن سرور بن عبد الواحد القرشي يقول سمعت أبي يقول: سمعت رجلا سال ابن المبارك عن الشعر فقال له: أقول الشعر؟
فقال له ابن المبارك: لا.
قال: فكيف تقوله أنت؟!
فقال له: أمرت أن تقتدي بمساوئي أو بمحاسني؟! اهـ
وهذه تصلح مثالا للمشاركة رقم (97)
ـ[عماد الدين]ــــــــ[10 Dec 2005, 12:39 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[11 Dec 2005, 09:03 م]ـ
شكرا أخي الكريم على مرورك ودعائك
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص167:
وسمعت محمد بن مقاتل يذكر عن مؤمل قال: قال ابن المبارك:
إني لأسمع الحديث ما أريد أن أحدث به، ولا أعمل به، ولكن أعده لأخ من أخواني يقع في الشيء فأجد له مخرجا.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[23 Dec 2005, 10:27 م]ـ
قال الحافظ ابن أبي الدنيا في كتابه مدارة الناس ص114 - 115:
حدثنا أحمد بن جميل المروزي حدثنا عبد الله بن المبارك أخبرنا إسرائيل عن أبي يحيى عن مجاهد عن ابن عباس قال: " إذا أردت أن تذكر عيوب صاحبك فاذكر عيوب نفسك ".
حدثنا الحسن بن منصور حدثنا حجاج بن محمد عن المسعودي عن عون بن عبد الله قال: " ما أحسب أحدا تفرغ لعيوب الناس إلا من غفلة غفلها عن نفسه ".
حدثنا محمد بن بشير حدثنا جميع بن عبد الله الهجيمي عن عبد الله بن بكر بن عبد الله المزني عن أبيه قال: " إذا رأيتم الرجل موكلا بذنوب الناس ناس لذنوبه = فاعلموا أنه قد مكر به ".
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[11 Jan 2006, 10:34 م]ـ
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص69:
قلت لأبي عبد الله [أحمد بن حنبل] يقول رجل لمثل سوار القاضي: أصلحك الله؟!
قال: فأي شيء عليه أن يصلحه الله؟!
قلت: هذه العبارة (أصلحك الله) ما زالت تزعج بعض من تقال له! مع أنها دعوة فاضلة!
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[21 Jan 2006, 12:47 ص]ـ
قال أبو بكرالمروذي: لما سجن أحمد بن حنبل جاء السجان فقال له: يا أبا عبد الله الحديث الذي روي في الظلمة، وأعوانهم صحيح؟
قال: نعم.
قال السجان: فأنا من أعون الظلمة؟
قال أحمد: فأعوان الظلمة من يأخذ شعرك، ويغسل ثوبك، ويصلح طعامك، ويبيع ويشتري منك، فأما أنت فمن أنفسهم.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[21 Jan 2006, 12:48 ص]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان الدليل على بطلان التحليل ص242:
قال بشر بن السري: ـ وهو من العلماء الثقات المتقدمين أدرك العصر الذي اشتهر فيه الرأي، وهو ممن أخذ عنه الإمام أحمد وطبقته ـ قال نظرت في العلم، فإذا هو: الحديث، والرأي.
فوجدت في الحديث: ذكر النبيين، والمرسلين، وذكر الموت، وذكر ربوبية الرب، وجلاله، وعظمته، وذكر الجنة، والنار، والحلال، والحرام، والحث على صلة الأرحام، وجماع الخير.
ونظرت في الرأي فإذا فيه: المكر، والخديعة، والتشاح، واستقصاء الحق، والمماكسة في الدين، واستعمال الحيل، والبعث على قطع الأرحام، والتجرؤ على الحرام.
وروي مثل هذا الكلام عن يونس بن أسلم.
وقال أبو داود: سمعت أحمد، وذكر الحيل (1) من أصحاب الرأي فقال: يحتالون لنقض سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومثل هذا كثير في كلام أهل ذلك العصر. اهـ
-----------
(1) وقال أحمد: من كان عنده كتاب الحيل في بيته يفتي به، فهو كافر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. طبقات الحنابلة 2/ 106.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[21 Jan 2006, 12:49 ص]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان الدليل على بطلان التحليل ص138:
ولما وضع بعض الناس كتابا في الحيل اشتد نكير السلف لذلك، قال أحمد بن زهير بن مروان: كانت امرأة ها هنا تمر، وأرادت أن تختلع من زوجها، فأبى زوجها عليها، فقيل لها لو ارتددت عن الإسلام لبِنتِ من زوجك! ففعلت ذلك! فذكر ذلك لعبد الله ـ يعني ابن المبارك ـ وقيل له: إن هذا في كتاب الحيل، فقال عبدالله: من وضع هذا الكتاب = فهو كافر، ومن سمع به فرضي به = فهو كافر، ومن حمله من كورة (1) إلى كورة = فهو كافر، ومن كان عنده، فرضي به = فهو كافر.
وقال إسحاق بن راهويه: عن شقيق بن عبد الملك: أن ابن المبارك قال: في قصة بنت أبي روح حيث أمرت بالارتداد، وذلك في أيام أبي غسان، فذكر شيئا، ثم قال ابن المبارك: وهو مغضب أحدثوا في الإسلام، ومن كان أمر بهذا = فهو كافر، ومن كان هذا الكتاب عنده، أو في بيته ليأمر به، أو هويه، ولم يأمر به، = فهو كافر، ثم قال ابن المبارك: ما أرى الشيطان كان يحسن مثل هذا حتى جاء هؤلاء فأفادها منهم! فأشاعها حينئذ، أو كان يحسنها، ولم يجد من يمضيها حتى جاء هؤلاء.
--------
(1) الكورة: المدينة، والصقع. لسان العرب5/ 156.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[21 Jan 2006, 10:28 م]ـ
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص87:
سمعت هارون بن عبد الله يقول حدثنا كثير بن هشام حدثنا جعفر قال دخل ـ يعني ـ ميمون مع عبد الله بن عمر ونفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على عبد الله بن عامر في مرضه الذي مات فيه فشكى إلى القوم ما كان فيه، فقالوا: لقد وصلت الرحم، وبنيت المنارات، واتخذت المصانع، وحفرت الآبار، وحملت ابن السبيل، وذيت وذيت، وعين عبد الله بن عامر إلى ابن عمر أي شيء يقول؟
فقال ابن عمر: إذا طابت المكسبة زكت النفقة، وسترد فترى.
قال جعفر: وحدثني ميمون قال: لما صرنا بالباب، أو خرجنا قال ابن عمر: لئن كان ليس عليكم تبعة فيما أخذتم، وأجرتم فيما أنفقتم = لقد سبقتم الناس سبقا بعيدا. اهـ
وروى مسلم في صحيحه (224) " .. دخل عبد الله بن عمر على ابن عامر يعوده وهو مريض فقال: ألا تدعو الله لي يا ابن عمر؟
قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تقبل صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول، وكنت على البصرة ".
قال الذهبي فيه: ولي البصرة لعثمان رضي الله عنه .. كان من كبار ملوك العرب وشجعانهم، وأجوادهم، وكان فيه رفق وحلم.
قلت: إذا كان هذا الكلام قيل في ابن عامر! فماذا عسى أن يقال اليوم؟! اللهم لطفك بنا.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[22 Jan 2006, 07:55 م]ـ
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص116:
قرئ على أبي عبد الله: هاشم قال حدثنا مبارك قال حدثني عبد الله بن العيزار، قال: كان مطرف يقول:
وأعوذ بك أن أقول من الحق شيئا أريد به غير وجهك.
قال الإمام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله: .. وإذا كان مبتدعا يدعوا إلى عقائد تخالف الكتاب والسنة، أو يسلك طريقا يخالف الكتاب والسنة، ويخاف أن يضل الرجل الناس بذلك = بين أمره للناس؛ ليتقوا ضلاله، ويعلموا حاله، وهذا كله يجب أن يكون على وجه النصح، وابتغاء وجه الله تعالى، لا لهوى الشخص مع الإنسان مثل أن يكون بينهما عداوة دنيوية، أو تحاسد، أو تباغض، أو تنازع على الرئاسة؛ فيتكلم بِمَسَاوِيْهِ مظهرا للنصح، وقصده في الباطن الغض من الشخص، واستيفاؤه منه! = فهذا من عمل الشيطان، و" إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى"، بل يكون الناصح قصده أن الله يصلح ذلك الشخص، وأن يكفى المسلمين ضرره في دينهم، ودنياهم ويسلك في هذا المقصود أيسر الطرق التي تمكنه. مجموع الفتاوى 28/ 221.
.. ثم القائل في ذلك بعلم لابد له من حسن النية، فلو تكلم بحق لقصد العلو في الأرض أو الفساد كان بمنزلة الذي يقاتل حمية، ورياء، وإن تكلم لأجل الله تعالى مخلصا له الدين كان من المجاهدين في سبيل الله من ورثة الأنبياء خلفاء الرسل. مجموع الفتاوي 28/ 235.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[23 Jan 2006, 05:04 م]ـ
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص134:
قال لي أبو عبد الله [أحمد بن حنبل] قد جاء يحيى بن خاقان [والي الخليفة على ديوان الخراج] ومعه شوي فجعل يقلله أبو عبد الله ويقلله، قلت له: قالوا: إنها ألف دينار، قال: هكذا قال، وقال: فرددتها عليه، فبلغ الباب ثم رجع فقال: إن جاءك أحد من أصحابك بشيء تقبله؟
قلت: لا.
قال: إنما أريد أن أخبر الخليفة بهذا.
قلت لأبي عبد الله: أي شيء كان عليك لو أخذتها فقسمتها؟
فكلح وجهه، وقال: إذا أنا قسمتها، أي شيء أريد؟
أن أكون له قُهْرمَانا؟! اهـ
القهرمان: أمين الملك ووكيله الخاص بتدبير دخله وخرجه.
وانظر حكاية مشابهة للإمام طاووس قبل هذه.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[24 Jan 2006, 07:01 م]ـ
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص135:
سمعت هارون بن عبد الله البزاز يذكر عن جعفر بن عون قال مسعر أخبرناه عن موسى بن أبي كثير عن سعيد بن المسيب قال: قسم عليه السلام يوما مالا فجعلوا يثنون عليه، فقال: ما أحمقكم، لو كان هذا لي ما عطيتكم منه درهما واحدا.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[24 Jan 2006, 11:39 م]ـ
حدث سقط، والصواب:
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص135:
سمعت هارون بن عبد الله البزاز يذكر عن جعفر بن عون قال مسعر أخبرناه عن موسى بن أبي كثير عن سعيد بن المسيب قال: قسم عمر عليه السلام يوما مالا فجعلوا يثنون عليه، فقال: ما أحمقكم، لو كان هذا لي ما أعطيتكم منه درهما واحدا.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[24 Jan 2006, 11:41 م]ـ
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص172:
سمعت بندار بن بشار يقول حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا شعبة عن يحيى بن حصين قال: سمعت طارق بن شهاب قال: كان بين خالد بن الوليد وسعد [بن أبي وقاص] كلام، فقال رجل: مَن خالد عند سعد؟
فقال [سعد]: إن الذي بيننا لم يبلغ ديننا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[25 Jan 2006, 11:52 م]ـ
155 - قال الإمام البخاري في كتابه الأدب المفرد ص120:
(باب من سمع بفاحشة فأفشاها)
حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا أبي قال سمعت يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبى حبيب عن مرثد بن عبد الله عن حسان بن كريب عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: " القائل الفاحشة، والذي يشيع بها في الإثم سواء ".
حدثنا بشر بن محمد قال حدثنا عبد الله قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن شبيل بن عوف قال كان يقال: " من سمع بفاحشة فأفشاها فهو فيها كالذي أبداها ".
حدثنا قبيصة أخبرنا حجاج عن ابن جريج عن عطاء: " أنه كان يرى النكال على من أشاع الزنى ". ـ يقول: أشاع الفاحشة ـ.
* شبيل بن عوف: مخضرم أدرك الجاهلية وشهد فتح القادسية، وسمع عمر بن الخطاب وغيره رضي الله عنهم.
قلت: هذا توجيه جميل، فليت الإخوة في الهيئات، وفي التحقيق يكفوا عن الإخبار بما يمر عليهم من فظائع.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[27 Jan 2006, 04:30 م]ـ
قال الرافعي في تاريخ آداب العرب ص16:
ولم تسقط دولة العقول في هذه الأمة إلا منذ ابتدأ العلماء يعتبرون العلم فهم العلم كما هو؛ فتهافتوا على ذلك باختصار الكتب،وشرحها وتفتيقها بالحواشي والتعاليق " الهوامش"، وتلخيص المتون؛ ونحو ذلك مما يورث الاضمحلال، ويفقد العقل معنى الاستقلال، ويجعل القرائح كالظل المتنقل: كل آونة يقرب إلى الزوال.
وفي هامش تلك الصفحة: مما نورده تفكها أن بعض العلماء كان لا يقرأ دروسه إلا في كتب مخطوطة ـ تحققا بالعلم ـ ومن عادتهم في المخطوطات أن يكتبوا أوائل الكلمات في الشروح والحواشي بالحمرة؛ فكان صاحبنا يدفع نسخته لأنبغ طلبته، يقرأ فيها ثم يشرح هو بعده، وكان إذا فرغ القارئ من جملة في المتن، أعادها الشيخ ومطل بها صوته وفخم كلماتها حتى يفرغ منها على هذا الوجه، ثم يبتدئ الشرح بقوله للقارئ: قال أيه، قال:" شوف عندك الحمرا ياسيدي شوف " ..
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[28 Jan 2006, 08:11 م]ـ
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص142:
سمعت أبا عبد الله يقول حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق قال قال لي: يا سليمان إن أمراءنا هؤلاء ليس عندهم واحدة من ثنتين، ليس عندهم تقوى أهل الإسلام، ولا أحلام أهل الجاهلية!
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[29 Jan 2006, 08:56 م]ـ
في ترجمة الإمام أبي مظفر السمعاني في طبقات الشافعية الكبرى 5/ 336.:
خرج إلى الحجاز على غير الطريق المعتاد ـ فإن الطريق كان قد انقطع بسبب استيلاء العرب ـ فقطع عليه وعلى رفقته الطريق، وأسروا واستمر أبو المظفر مأسورا في أيدي عرب البادية صابرا إلى أن خلصه الله تعالى فحكي أنه لما دخل البادية وأخذته العرب كان يخرج مع جمالها إلى الرعي، قال: ولم أقل لهم إني أعرف شيئا من العلم، فاتفق أن مقدم العرب أراد أن يتزوج، فقالوا: نخرج إلى بعض البلاد ليعقد هذا العقد بعض الفقهاء، فقال أحد الأسراء: هذا الرجل الذي يخرج مع جمالكم إلى الصحراء فقيه خراسان!
فاستدعوني وسألوني عن أشياء فأجبتهم، وكلمتهم بالعربية، فخجلوا واعتذروا، وعقدت لهم العقد ففرحوا وسألوني أن أقبل منهم شيئا، فامتنعت وسألتهم فحملوني إلى مكة في وسط السنة، وبقيت بها مجاورا، وصحبت في تلك المدة سعدا الزنجاني.
قلت: في هذه القصة بيان عملي لمكانة العلماء عند العامة بل حتى عند اللصوص و الفساق.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[01 Feb 2006, 08:25 م]ـ
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص197:
سمعت أبا عبد الله يقول: وسئل عن الحب في الله؟ فقال: هو أن لا تحبه لطمع دنيا.
قلت: لا بد أن تستحضر أن من طمع الدنيا أن تحبه وتصحبه لتفخر بصحبته.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[01 Feb 2006, 08:28 م]ـ
قال أبو نعيم في حلية الأولياء 5/ 53:
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن القاسم ثنا مساور ثنا الوليد بن الفضل العتري ثنا مندل بن علي قال: خرج الأعمش ذات يوم من منزله بسحر، فمر بمسجد بني أسد، وقد أقام المؤذن الصلاة، فدخل يصلي، فافتتح إمامهم البقرة في الركعة الأولى، ثم قرأ في الثانية آل عمران، فلما انصرف، قال له الأعمش: أما تتقي الله أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" من أم الناس فليخفف فإن خلفه الكبير والضعيف وذا الحاجة "؟
فقال: الإمام قال الله تعالى {وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين}!
فقال الأعمش: فأنا رسول الخاشعين إليك أنك ثقيل!
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[02 Feb 2006, 06:55 م]ـ
في كتاب الأغاني لأبي الفرج 3/ 135:
وكان بشار [بن برد] يقول: هجوت جريرا، فأعرض عني واستصغرني *، ولو أجابني = لكنت أشعر الناس.
قلت: قد أحسن جرير في الإعراض عنه، و هكذا ينبغي للكبار الإعراض عن الصغار، والسفلة، وعدم الالتفات لتهويشهم = فهو أنفع دواء لهم.
------------------
* توفي جرير عام 110هـ و ولد بشار عام 95هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[02 Feb 2006, 06:59 م]ـ
المائة الأولى من هذه الفوائد على ملف وورد.
http://saaid.net/book/open.php?cat=8&book=2286
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[05 Feb 2006, 02:34 م]ـ
والصواب في تسمة الكتاب المطبوع (المنتخب من الإرشاد) وهو انتخاب السِّلفي من كتاب الإرشاد للخليلي كما بين ذلك الشريف حاتم العوني في كتابه (الاسم الصحيح).
ـ[جابر ابن عتيق]ــــــــ[05 Feb 2006, 05:40 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم عبدالرحمن السديس
حقيقة قرأت بعض هذه الطرائف والتي لاتخلو من الفوائد كما ذكرت
ولدي طرفة لا أعلم أن كنت قد أوردتها أم لا
وأسوقها من حفظي.وبتصرف مني:
وهي:
أن رجلا فقيرا قد أعياه الجوع والتعب دخل قرية من القرى فتوجه إلى أقرب بيت لعله يجد من يضيفه ..
فطرق الباب ,وقال رجل فقير وابن سبيل جائع ..
فسمعه صاحب البيت -كان بخيلا- فسكت عل هذا الفقير ينصرف إلى بيت غيره.
فطرق أخرى وأخرى
فلما أيس من أن يرد عليه أحد ..
خاطب نفسه بصوت مسموع (أين الذين يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)؟؟؟ (1)
فسمعه البخيل ورد قائلا: (ذهبوا مع الذين لا يسألون الناس إلحافا) (2)
(1): يشير إلى قوله تعالى (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ) الحشر (9).
(2): يشير إلى قوله تعالى (لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) البقرة (273).
ومعنى قوله تعالى (لا يسألون الناس إلحافاً)
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: (لا يلِّحون في المسألة، ويكلفون الناس مال لا يحتاجون إليه، فإن من سأل وله ما يغنيه عن المسألة فقد ألحف في المسألة).
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[07 Feb 2006, 08:16 م]ـ
جزاكم الله خيرا
-------------------
قال العلامة أبو منصور الأزهري في تهذيب اللغة 1/ 30:
كنت أمتحنت بالأسار سنة عارضت القرامطة الحاج بالهبير، وكان القوم الذين وقعت في سهمهم عربًا عامتهم من هوازن، وأختلط بهم أصرام من تميم، وأسد بالهبير نشئوا في البادية يتتبعون مساقط الغيث أيام النجع، ويرجعون إلى أعداد المياه، ويرعون النعم، ويعيشون بألبانها، ويتكلمون بطبائعهم البدوية، وقرائحهم التي اعتادوها، ولا يكاد يقع في منطقهم لحن أو خطأ فاحش فبقيت في أسارهم دهرا طويلا وكنا نتشتى الدهناء، ونتربع الصمان، ونتقيظ الستارين، واستفدت من مخاطبتهم ومحاورة بعضهم بعضا ألفاظا جمة، ونوادر كثيرة أوقعت أكثرها في مواقعها من الكتاب اهـ.
قلت: رب ضارة نافعة، فقد كان علماء اللغة يطلبونها عند الأعراب، وربما مكثوا سنين طويلة.
وهذا من توفيق له الله أن جعل في محنته منحة.
وقد وقع نحو هذا لكثير الفضلاء الذي ابتلوا بالسجن؛ فوفقوا للحفظ، وقراءة كثير من الكتب المطولة التي ما كان يخطر لهم التمكن من قراءتها.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[09 Feb 2006, 09:11 م]ـ
قال أبو نعيم في الحلية 9/ 138:
حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا محمد بن عبدالله النسائي ثنا الربيع قال: سمعت الشافعي يقول: وقف أعرابي على ربيعة، وهو يسجع في كلامه، فأعجب ربيعة كلام نفسه، فقال يا أعرابي: ما تعدون البلاغة فيكم؟
فقال: خلاف ما كنت فيه منذ اليوم.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[14 Feb 2006, 09:20 م]ـ
وقال الإمام المروذي في أخبار الشيوخ ص53: سمعت عبد الوهاب بن عبد الحكم يذكر عن جامع ختن إبراهيم بن أبي نعيم عن الوليد قال: وسمعت الأوزاعي يقول: من حضر سلطانا، فأمر بأمر ليس بحق، ولا يتخوف فيه الفوت، فلا يكلمه فيه عند تلك الحال، ليخل به، وإذا رأيته يأمر بأمر يخاف فيه الفوت فلا بد لك من كلامه أصابك منه ما أصابك.
قلت: ما أعظم هذا الفقه.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[15 Feb 2006, 10:31 م]ـ
قال الإمام المروذي في أخبار الشيوخ ص112: سمعت نوح بن حبيب القُومسي يقول: سمعت وكيعا يقول: لما مات أبو يوسف القاضي بعث إلينا هارون، قال: فجئت أنا وابن إدريس وحفص، فقعدنا في سفينة إلى بغداد، فلما دخلنا على هارون كان بابن إدريس ارْتِعاش، قال: فازداد ابن إدريس على بابه، فجعل ينفض يديه، قال: وإذا هارون قعد على سرير ومعه تركي عريض الوجه، عظيم البطن، أو قال: كبير البطن.
قال: قلت: لم يجد أحد يقعد معه إلا هذا التركي؟!
قال: فتكلم هارون، فلما رأى ما بابن إدريس، قال: ليس في ابن إدريس حيلة، أو ليس ينتفع به.
قال: ثم أقبل على حفص فأراد أن يصيره قاضي القضاة، فأبى عليه حفص،وجعل يراده ويكلمه، وحفص يأبى، قال: فأرادونا فأبينا عليه، وجهدوا فأبينا، فتكلم التركي وإذا هو من أفصح قريش لسانا، ثم قال: لو ولّى أمير المؤمنين عليكم مثل أبي السرايا،وأبي الرعد وحمادا البربري، وذكر غير واحد = لقلتم إن أمير المؤمنين ظالم، ولى علينا من لا ينبغي، وإذا دعاكم إلى أن يصيركم أبيتم عليه، قال: فلم يزل بحفص حتى قال له: إن كان ولا بد فكن على الكوفة، واقعد في بيتك.
قال وكيع: سألت عن التركي، فقالوا: ذاك عيسى بن جعفر [بن أبي حعفر المنصور].
قلت: كلام عيسى صحيح، فقد كان امتناع بعض الصالحين من تولي بعض المناصب سببا لدخول من لا يحمد في دين، ولا عقل، ولا مروءة = فنتج عنه ضررٌ عامٌ بسببِ ظنِ مصلحةٍ خاصةٍ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[18 Feb 2006, 04:49 م]ـ
قال أبو نعيم في حلية الأولياء 4/ 229:
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا عبدالرحمن بن محمد ثنا هناد ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم قال: إن الرجل ليتكلم بالكلام على كلامه المقت ينوي به الخير = فيُلقي الله له العذر في قلوب الناس حتى يقولوا: ما أراد بكلامه إلا الخير.
وإن الرجل ليتكم الكلام الحسن لا يريد به الخير = فيُلقي الله في قلوب الناس حتى يقولوا: ما أراد بكلامه الخير.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[20 Feb 2006, 10:42 م]ـ
158 - قال الحافظ أبو نعيم في الحلية 5/ 19:
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا احمد بن العباس ثنا إسماعيل بن سعيد ثنا حسين بن علي عن موسى الجهني قال: كان طلحة [بن مصرف] إذا ذكر عنده الاختلاف، قال: لا تقولوا: الاختلاف، ولكن قولوا: السعة.
وفي ترجمة إسحاق بن بهلول الأنباري في طبقات الحنابلة 1/ 297:
وكان إسحاق بن بهلول قد سمى كتابه "كتاب الاختلاف" فقال له أحمد: سمه كتاب "السعة".
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[24 Feb 2006, 02:49 م]ـ
قال الحافظ أبو نعيم في الحلية 9/ 170:
حدثنا سليمان قال: سمعت عبدالله بن أحمد يقول: سمعت أبي يقول: قال لي محمد بن إدريس الشافعي: يا أبا عبدالله أنت أعلم بالأخبار الصحاح منا، فإذا كان خبر صحيح فأعلمني حتى أذهب إليه كوفيا كان أو بصريا أو شاميا.
قال عبدالله: جميع ما حدث به الشافعي في كتابه فقال: حدثني الثقة، أو أخبرني الثقة = فهو أبي ـ رحمه الله ـ.
قال عبدالله: وكتابه الذي صنفه ببغداد هو أعدل من كتابه الذي صنفه بمصر، وذلك أنه حيث كان هاهنا يسأل.
ورأي الإمام عبد الله بن الإمام أحمد في كتب الشافعي مخالف لرأي أبيه!
قال ابن أبي حاتم في كتاب "آداب الشافعي مناقبه " ص59 - 60:
ثنا محمد بن مسلم بن واره الرازي .. قلت لأحمد: فما ترى في كتب الشافعي التي عند العراقيين أحب إليك أو التي بمصر؟
قال: عليك بالكتب التي وضعها بمصر، فإنه وضع هذه الكتب بالعراق ولم يحكمها، ثم رجع إلى مصر فأحكم تلك.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[25 Feb 2006, 04:22 م]ـ
قال الحافظ أبو نعيم في الحلية 9/ 170:
حدثنا سليمان قال: سمعت عبدالله بن أحمد يقول: سمعت أبي يقول: قال لي محمد بن إدريس الشافعي: يا أبا عبدالله أنت أعلم بالأخبار الصحاح منا، .......... .
---------------------------------------------------------------------------------------
أخي العزيز
- بمناسبة ما ذكرت و نقلت عن إمامة الإمام أحمد بن حنبل في الحكم على الأحاديث بالتصحيح:
عرض حديث: " يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله " - في ملتقى أهل الحديث - و قال كاتب المشاركة إنه حديث ضعيف، وفق تخريجاته هو،
فذكرت تصحيح الإمام أحمد له،
و لكنه أصر على قوله، معتلا بمنهج المتأخرين.
... فهل ترى صواب ذلك أو جوازه؟
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[26 Feb 2006, 02:31 م]ـ
إمامة الإمام احمد في علم الحديث محل إجماع في القديم والحديث.
ولا أدري عن ملاباسات موضوعكم مع الأخ فعله لم يثبت عنده النقل عنه أو قول الإمام أحمد معارض بقول غيره من أئمة النقد أو غير ذلك .. الخ
ولا شك أن احكام الأئمة الكبار لا بد أن يعتنى بها ولا تخالف إلا في أضيق الحدود عند المخالفة، وظهور الخطأ فليس أحد منهم معصوما رحم الله الجميع.
-------------------
قال الحافظ أبو نعيم في الحلية 9/ 261:
حدثنا أحمد وعبدالله قالا: ثنا إبراهيم ثنا أحمد قال: سمعت أبا سليمان [الداراني] يقول: إذا قال الرجل لأخيه: بيني وبينك الصراط؛ فإنه ليس يعرف الصراط لو عرف الصراط لأحب أن لا يتعلق بأحد، ولا يتعلق به أحد.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[26 Feb 2006, 05:37 م]ـ
هذا نصه - منقولا - أخي الفاضل:
- عقَب أخوكم:
((بل الحديث - " يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله " - صحيح، صححه الإمام أحمد بن حنبل:
--------------------------------------------------------------------------------
الحديث ياأخي الكريم - صححه الإمام أحمد بن حنبل، و لعلك وقفت على ذلك فيما أخرجه البغدادي في كتابه " شرف أصحاب الحديث "، و إليك ما قاله:
[حدثت عن عبد العزيز بن جعفرالفقيه، قال:حدثنا أبو بكر الخلال، قال: قرأت على زهير بن صالح بن أحمد، قال: حدثنا مهني - وهو أبن يحيى - قال:
سألت أحمد - يعني أبن حنبل - عن حديث معان بن رفاعة عن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري،قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله،ينفون عنه تحريف الجاهلين، وانتحال المبطلين، وتأويل الغالين "؟
فقلت لأحمد: كأنه كلام موضوع. قال: لا هو صحيح.
فقلت: ممن سمعته أنت؟ قال: من غير واحد. قلت:من هم؟ قال:حدثني به مسكين [يعني: ابن بكير] إلا أنه يقول: معان عن القاسم بن عبد الرحمن.
قال أحمد: معان بن رفاعة لا بأس به.].
(شرف أصحاب الحديث، ج1 / ص29).
__________________
د. أبو بكر خليل)).
* و رابطه:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=37077&highlight=%ED%CD%E3%E1+%E5%D0%C7+%C7%E1%DA%E1%E3+% CE%E1%DD+%DA%CF%E6%E1%E5
* * * *
... و الذي دفعني لكتابه هذا: شيوع تضعيف بعض المعاصرين أحاديث كثيرة، حكم بصحتها ثلاثة أئمة أو أكثر من نقاد الحديث و نظاره المتقدمين؟
- و ما أوردته هنا - منقولا - مثال لذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[02 Mar 2006, 01:21 م]ـ
جزاكم الله خيرا
----------------
قال أبو نعيم في الحلية 3/ 6:
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال ثنا زكريا بن يحيى المنقري قال ثنا الأصمعي قال ثنا حماد بن زيد قال: كان أيوب صديقا ليزيد بن الوليد، فلما ولي الخلافة، قال: اللهم أنه أنسه ذكري.اهـ
قلت: الآن لا تسل عن فرحة من تولى بعض معارفه شيئا من الولايات!
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[02 Mar 2006, 07:30 م]ـ
مرحباً بالشيخ عبد الرحمن السديس ....
لا حرمنا الله من دررك وفوائدك
أنت ابن عم العلامة السديس الذى تكتب فى ملتقى الحديث أليس كذلك؟
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[06 Mar 2006, 09:03 م]ـ
حياك الله أبا محمد، ونفعنا الله بما يقال
قال أبو نعيم في الحلية 7/ 41:
حدثنا محمد بن علي ثنا عبدالله بن أحمد بن عيسى ثنا الحسين بن معاذ الحجبي ثنا أبو هشام ثنا داود عن أبيه قال: كنت مع سفيان الثوري فمررنا بشرطي نائم، وقد حان وقت الصلاة، فذهبت أحركه، فصاح سفيان: مه!
فقلت: يا أبا عبدالله يصلي، فقال: دعه لا صلى الله عليه، فما استراح الناس حتى نام هذا.
نحوه:
قال ابن القيم في إعلام الموقعين 3/ 16:
وسمعت شيخ الإسلام ـ قدّس الله روحه، ونوَّر ضريحه ـ يقول: مررت أنا وبعض أصحابي في زمن التتار بقوم منهم يشربون الخمر، فأنكر عليهم من كان معي؛ فأنكرتُ عليه، وقلت له: إنما حرم الله الخمر؛ لأنها تصد عن ذكر الله وعن الصلاة، وهؤلاء يصدهم الخمر عن قتل النفوس، وسبي الذرية، وأخذ الأموال، فدعهم.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[07 Mar 2006, 09:43 م]ـ
قال أبو نعيم في الحلية 6/ 367:
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ح وحدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي عاصم قالا: ثنا الحسن بن علي ثنا أبو أسامة قال: سمعت سفيان الثوري يقول: إنما العلم عندنا الرخصة عن الثقة، فأما التشديد فكل إنسان يحسنه.وقال ابن عبد البر في التمهيد 8/ 147: روينا عن محمد بن يحيى بن سلام عن أبيه قال: ينبغي للعالم أن يحمل الناس على الرخصة والسعة ما لم يخف المأثم.
وأخبرنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا سعيد بن أحمد بن عبد ربه وأحمد بن مطرف قالا: حدثنا سعيد بن عثمان قال حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال حدثنا سفيان بن عيينة عن معمر قال: إنما العلم أن تسمع بالرخصة من ثقة فأما التشديد فيحسنه كل واحد.وانظر: الاستذكار 8/ 275.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[09 Mar 2006, 09:25 م]ـ
164 - في توالي التأسيس للحافظ ابن حجر ص136:
قال الإمام الشافعي: " الوقارُ في النزهة سُخفٌ ".
قلت: ما أجمل ما قال، وقد خرجنا مرة في رحلة، وكان بصحبتنا رجل لبس الوقار طول الرحلة! حتى شق علينا، وظننا أن به بأسا!
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[11 Mar 2006, 11:03 م]ـ
في ثمرات الأوراق لابن حجة ص33:
ومن لطائف المنقول ما حكي عن الشيخ مجد الدين ابن دقيق والعيد والد قاضي القضاة
تقي الدين تغمدهما الله برحمته ورضوانه وهو: أن الشيخ مجد الدين المشار إليه كان كثير
الإحسان إلى أصحابه يسعى لهم على قدر استحقاقهم فيمن يصلح للحكم، وفيمن يصلح
للعدالة، فجاءه بعض طلبته وشكا إليه رقة الحال، وكثرة الضرورة، فقال له: أكتب قصتك وأنا أتحدث مع الولد، فكتب ذلك الطالب: المملوك فلان يقبل الأرض وينهي أنه فقير ومظرور (بالظاء القائمة) وقليل الحض (بالضاد) وناولها للشيخ، فلما قرأها تبسم وقال: يا فقير سبحان الله ضرك قائم، وحظك ساقط.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[14 Mar 2006, 01:13 م]ـ
في ثمرات الأوراق لابن حجة ص38:
ومن اللطائف ما حكاه الأصمعي قال: مررت بكناس يكنس كنيفا، وهو يغني ويقول:
أضاعوني وأي فتىً أضاعوا * ليوم كريهةٍ وسداد ثغر
فقلت له: أما سداد الثغر فلا علم لنا كيف أنت فيه، وأما سداد الكُنُف فمعلوم.
قال الأصمعي: وكنت حديث السن فأردت العبث به فأعرض عني مليا، ثم أقبل عليّ وأنشد:
وأكرمُ نفسي إنني إن أهنتها * وحقك لم تُكرمْ على أحدٍ بعدي
فقلت: وأي كرامة حصلت لها منك، وما يكون من الهوان أكثر مما أهنتها به؟!
فقال: لا والله بل من الهوان ما هو أكثر وأعظم مما أنا فيه، فقلت له: وما هو؟
فقال: الحاجة إليك وإلى أمثالك. قال: فانصرفت وأنا أخزى الناس.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[17 Mar 2006, 07:24 م]ـ
في ثمرات الأوراق لابن حجة ص56:
نظر طفيلي إلى قوم ذاهبين فلم يشك أنهم في دعوة ذاهبون إلى وليمة، فقام وتبعهم فإذا هم شعراء قد قصدوا السلطان بمدائح لهم، فلما أنشد كل واحد شعره وأخذ جائزته لم يبق إلى الطفيلي، وهو جالس ساكت.
فقال له: أنشد شعرك.
فقال: لست بشاعر!
قيل: فمن أنت؟
قال: من الغاوين الذين قال الله تعالى في حقهم "والشعراء يتبعهم الغاوون" فضحك
السلطان وأمر له بجائزة الشعراء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[23 Mar 2006, 01:00 م]ـ
في الأغاني لأبي الفرج 8/ 37:
أخبرني محمد بن خلف وكيع قال حدثنا محمد بن إسحاق بن عبد الرحمن قال حدثني إسحاق بن إبراهيم الموصلي قال حدثني أبو عبيدة قال:
التقى جرير والفرزدق بمنى ـ وهما حاجان ـ فقال: الفرزدق لجرير:
فإنك لاقٍ بالمنازل من مِنىً * فَخَارا فخبِّرْنِي بمن أنت فاخرُ
فقال له جرير: لبيك اللهم لبيك.
قال إسحاق: فكان أصحابنا يستحسنون هذا الجواب من جرير ويعجبون منه.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[23 Mar 2006, 10:05 م]ـ
في ثمرات الأوراق لابن حجة ص75:
ومن لطائف المنقول:
أن بثينة وعزة دخلتا على عبد الملك بن مروان، فانحرف إلى عزة وقال:
أنت عزة كُثيّر؟
قالت: لست لكثير بعزة، لكنني أم بكر.
قال: أتروين قول كُثير:
وقد زعمت أني تغيرت بعدها * ومن ذا الذي يا عزّ لا يتغيرُ؟
قالت: لست أروي هذا، ولكنني أروي قوله:
كأني أنادي أو أكلم صخرةً * من الصم لو تمشي بها العصم زلت
ثم انحرف إلى بثينة، فقال: أنت بثية جميل؟
قالت: نعم يا أمير المؤمنين.
قال: ما الذي رأى فيك جميل حتى لهج بذكرك من بين نساء العالمين؟!
قالت: الذي رأى الناس فيك فجعلوك خليفتهم!
قال: فضحك حتى بدا له ضرس أسود، ولم ير قبل ذلك! وفضل بثينة على عزة في الجائزة، ثم أمرهما أن يدخلا على عاتكة بنت يزيد، فدخلتا عليها فقالت لعزة: أخبريني عن قول كثير:
قضي كل ذي دينٍ فوفىّ غريمه * وعزة ممطولٌ معنى غريمها
ما كان دينه؟ وما كنت وعدته؟
قالت: كنت وعدته قبلة، ثم تأثمت منها.
قالت: عاتكة وددت أنك فعلت وأنا كنت تحملت أثمها عنك!!
ثم ندمت عاتكة، واستغفرت الله تعالى، وأعتقت عن هذه الكلمة أربعين رقبة.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[24 Mar 2006, 11:26 م]ـ
في سير أعلام النبلاء 10/ 248:
محمد بن الحسن بن علي بن بحر حدثنا الفلاس قال: رأيت يحيى [القطان] يوما حدث بحديث، فقال له عفان [بن مسلم]: ليس هو هكذا، فلما كان من الغد أتيت يحيى، فقال: هو كما قال عفان، ولقد سألت الله أن لا يكون عندي على خلاف ما قال عفان.
قلت [الذهبي]: هكذا كان العلماء فانظر يا مسكين كيف أنت عنهم بمعزل! اهـ
وفي 11/ 487:
ويروى عنه [حاتم الأصم] قال: أفرح إذا أصاب من ناظرني، وأحزن إذا أخطأ.
وفي الحلية لأبي نعيم 9/ 118: حدثنا الحسن بن سعيد ثنا زكريا الساجي حدثني أحمد بن العباس الساجي قال سمعت أحمد بن خالد الخلال يقول: سمعت محمد بن إدريس الشافعي يقول: ما ناظرت أحدا قط إلا على النصيحة.
وسمعت أبا الوليد موسى بن أبي الجارود يقول: سمعت الشافعي يقول: ما ناظرت أحدا قط إلا أحببت أن يوفق، ويسدد، ويعان، ويكون عليه رعاية من الله وحفظ، وما ناظرت أحدا إلا ولم أبال بيّن الله الحق على لساني أو لسانه.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[25 Mar 2006, 04:17 م]ـ
قال الإمام محمد بن الحسين الآجري في كتابه العظيم أخلاق العلماء ص54:
ذكر صفة مناظرة هذا العالم إذا احتاج إلى مناظرة
اعلموا رحمكم الله، ووفقنا وإياكم للرشاد، أن من صفة هذا العالم العاقل الذي فقهه الله في الدين، ونفعه بالعلم، أن لا يجادل، ولا يماري، ولا يغالب بالعلم إلا من يستحق أن يغلبه بالعلم الشافي، وذلك يحتاج في وقت من الأوقات إلى مناظرة أحد من أهل الزيغ، ليدفع بحقه باطل من خالف الحق، وخرج عن جماعة المسلمين، فتكون غلبته لأهل الزيغ تعود بركة على المسلمين، على الاضطرار إلى المناظرة، لا على الاختيار لأن من صفة العالم العاقل أن لا يجالس أهل الأهواء، ولا يجادلهم، فأما في العلم والفقه وسائر الأحكام فلا.
فإن قال قائل: فإن احتاج إلى علم مسألة قد أشكل عليه معرفتها، لاختلاف العلماء فيها، لابد له أن يجالس العلماء ويناظرهم حتى يعرف القول فيها على صحته، وإن لم يناظر لم تقو معرفته؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قيل له: بهذه الحجة يدخل العدو على النفس المتبعة للهوى، فيقول: إن لم تناظر وتجادل لم تفقه، فيجعل هذا سببا للجدال والمراء المنهي عنه، الذي يخاف منه سوء عاقبته، الذي حذرناه النبي صلى الله عليه وسلم، وحذرناه العلماء من أئمة المسلمين، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من ترك المراء وهو صادق، بنى الله له بيتا في وسط الجنة " وعن مسلم بن يسار، أنه كان يقول: " إياكم والمراء، فإنها ساعة جهل العالم، وبها يبتغي الشيطان زلته " وعن الحسن قال: " ما رأينا فقيها يماري " وعن الحسن، أيضا قال: " المؤمن يداري، ولا يماري، ينشر حكمة الله، فإن قبلت حمد الله، وإن ردت حمد الله " وروي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه قال: " إذا أحببت أخا فلا تماره، ولا تشاره، ولا تمازحه ".
وعند الحكماء: أن المراء أكثره يغير قلوب الإخوان، ويورث التفرقة بعد الألفة، والوحشة بعد الأنس، وعن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل».
فالمؤمن العالم العاقل يخاف على دينه من الجدل والمرا ء.
فإن قال قائل: فما يصنع في علم قد أشكل عليه؟
قيل له: إذا كان كذلك، وأراد أن يستنبط علم ما أشكل عليه، قصد إلى عالم ممن يعلم أنه يريد بعلمه الله، ممن يرتضى علمه وفهمه وعقله، فذاكره مذاكرة من يطلب الفائدة وأعلمه أن مناظرتي إياك مناظرة من يطلب الحق، وليست مناظرة مغالب، ثم ألزم نفسه الإنصاف له في مناظرته، وذلك أنه واجب عليه أن يحب صواب مناظره، ويكره خطأه، كما يحب ذلك لنفسه، ويكره له ما يكره لنفسه.
ويعلمه أيضا: إن كان مرادك في مناظرتي أن أخطئ الحق، وتكون أنت المصيب، ويكون أنا مرادي أن تخطئ الحق وأكون أنا المصيب = فإن هذا حرام علينا فعله؛ لأن هذا خلق لا يرضاه الله منا، وواجب علينا أن نتوب من هذا.
فإن قال: فكيف نتناظر؟
قيل له: مناصحة.
فإن قال: كيف المناصحة؟
أقول له: لما كانت مسألة فيما بيننا أقول أنا: إنها حلال، وتقول أنت: إنها حرام، فحكمنا جميعا أن نتكلم فيها كلام من يطلب السلامة، مرادي أن ينكشف لي على لسانك الحق = فأصير إلى قولك، أو ينكشف لك على لساني الحق = فتصير إلى قولي مما يوافق الكتاب والسنة والإجماع، فإن كان هذا مرادنا = رجوت أن تحمد عواقب هذه المناظرة، ونوفق للصواب، ولا يكون للشيطان فيما نحن فيه نصيب.
ومن صفة هذا العالم العاقل إذا عارضه في مجلس العلم والمناظرة بعض من يعلم أنه يريد مناظرته للجدل، والمراء والمغالبة، لم يسعه مناظرته؛ لأنه قد علم أنه إنما يريد أن يدفع قوله، وينصر مذهبه، ولو أتاه بكل حجة مثلها يجب أن يقبلها، لم يقبل ذلك، ونصر قوله.
ومن كان هذا مراده لم تؤمن فتنته، ولم تحمد عواقبه.
ويقال لمن مراده في المناظرة المغالبة والجدل: أخبرني، إذا كنت أنا حجازيا، وأنت عراقيا، وبيننا مسألة على مذهبي، أقول: إنها حلال، وعلى مذهبك إنها حرام، فسألتني المناظرة لك عليها، وليس في مناظرتك الرجوع عن قولك، والحق عندك أن أقول فيها قولك، وكان عندي أنا أن أقول، وليس مرادي في مناظرتي الرجوع عما هو عندي، وإنما مرادي أن أرد قولك، ومرادك أن ترد قولي، فلا وجه لمناظرتنا، فالأحسن بنا السكوت على ما تعرف من قولك، وعلى ما أعرف من قولي، وهو أسلم لنا، وأقرب إلى الحق الذي ينبغي أن نستعمله. فإن قال: وكيف ذلك؟
قيل: لأنك تريد أن أخطئ الحق، وأنت على الباطل، ولا أوفق للصواب، ثم تسر بذلك، وتبتهج به، ويكون مرادي فيك كذلك، فإذا كنا كذلك، فنحن قوم سوء، لم نوفق للرشاد، وكان العلم علينا حجة، وكان الجاهل أعذر منا.
وأعظم من هذا كله أنه ربما احتج أحدهما بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على خصمه، فيردها عليه بغير تمييز، كل ذلك يخشى أن تنكسر حجته، حتى إنه لعله أن يقول بسنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثابتة، فيقول: هذا باطل، وهذا لا أقول به، فيرد سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم برأيه بغير تمييز.
ومنهم من يحتج في مسألة بقول صحابي، فيرد عليه خصمه ذلك، ولا يلتفت إلى ما يحتج عليه، كل ذلك نصرة منه لقوله، لا يبالي أن يرد السنن والآثار.
من صفة الجاهل: الجدل، والمراء، والمغالبة، نعوذ بالله ممن هذا مراده ومن صفة العالم العقل والمناصحة في مناظرته، وطلب الفائدة لنفسه ولغيره، كثر الله في العلماء مثل هذا، ونفعه بالعلم، وزينه بالحلم.اهـ
وانظر نحو في الإبانة لابن بطة ـ الإيمان ـ 2/ 545 وما قبلها.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[27 Mar 2006, 05:59 م]ـ
أخي المشرف فضلا احذف هذا.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[27 Mar 2006, 06:00 م]ـ
في الكليات لأبي البقاء الكفوي ص1051:
الإضافة في لغة الأعاجم مقلوبة، كما قالوا: سيبويه.
و (السيب): التفاح، و (ويه) رائحة.
أي رائحة التفاح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[27 Mar 2006, 06:03 م]ـ
في جمع الجواهر في الملح والنوادر للحصري ص10:
قال رجل للحسن البصري ـ رحمه الله ـ ما تقول في رجل مات، وترك أبيه وأخيه؟
فقال: أغيلمة إن فهمناهم لم يفهموا، وإن علمناهم لم يعلموا، قل: ترك أباه وأخاه، فقال له: فما لأباه وأخاه؟
فقال الحسن: قل لأبيه وأخيه، قال: أرى كلما تابعتك خالفتني!
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[30 Mar 2006, 01:22 م]ـ
في الأدب الصغير لابن المقفع [ضمن آثاره] ص284
من أخذ كلاما حسنا من غيره فتكلم به في موضعه على وجهه = فلا يرين عليه في ذلك ضؤولة؛ فإنه من أعين على حفظ قول المصيبين، وهدي للاقتداء بالصالحين، ووفق للأخذ عن الحكماء = فلا عليه ألا يزداد، فقد بلغ الغاية، وليس بناقصه في رأيه، ولا بغائضه من حقه ألا يكون هو استحدث ذلك، وسَبق إليه.
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[30 Mar 2006, 02:15 م]ـ
رائع أخي
منك نستفيد
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[31 Mar 2006, 04:53 م]ـ
حياك الله أخي عدنان، ومرحبا بك.
-----------------------
في الأدب الصغير لابن المقفع [ضمن آثاره] ص287:
على العاقل أن يحصي على نفسه مساويها في الدين وفي الرأي وفي الأخلاق وفي الآداب فيجمع ذلك كله في صدره أو في كتاب ثم يكثر من عرضه على نفسه ويكلفها إصلاحه ويوظف ذلك عليها توظيفا من إصلاح الخلة أو الخلتين في اليوم أو الجمعة أو الشهر، فكلما أصلح شيئا محاه، وكلما نظر إلى ثابت اكتأب.
وعلى العاقل أن يتفقد محاسن الناس ويحفظها ويحصيها، ويصنع في توظيفها لنفسه، وتعهدها بذلك مثل الذي وصفنا في إصلاح المساوي.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[01 Apr 2006, 09:27 م]ـ
في الأدب الصغير لابن المقفع [ضمن آثاره] ص289:
على العاقل أن يجبن عن الرأي الذي لا يجد عليه موافقا، وإن ظن أنه على اليقين.
وعلى العاقل أن يعرف أن الرأي والهوى متعاديان، وأن من شأن الناس تسويف الرأي وإسعاف الهوى فيخالف ذلك، ويلتمس ألا يزال هواه مسوفا، ورأيه مسعفا.
وعلى العاقل إذا اشتبه عليه أمران فلم يدر أيهما الصواب أن ينظر أهواهما عنده = فيحذره.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[02 Apr 2006, 05:38 م]ـ
في الأدب الصغير لابن المقفع [ضمن آثاره] ص301:
من أشد عيوب الإنسان خفاء عيوبه عليه، فإنه إن خفي عليه عيبه = خفيت عليه محاسن غيره، ومن خفي عليه عيب نفسه، ومحاسن غيره = لم يقلع عن عيبه الذي لا يعرف، ولن ينال محاسن غيره التي لا يبصرها أبدا.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[05 Apr 2006, 07:25 م]ـ
في الدرة اليتيمة لابن المقفع [ضمن آثاره] ص329:
المرء ناظر بإحدى عيون ثلاث، وهم الغاشتان والصادقة، وهي التي لا تكاد توجد.
عين مودة تريه القبيح حسنا.
وعين شنآن تريه الحسن قبيحا.
وعين العدل تريه حسنها حسنا، وقبيحها قبيحا.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[05 Apr 2006, 07:26 م]ـ
في معجم الأدباء لياقوت 5/ 634:
أبو محمد الأرزني إمام في العربية مليح الخط سريع الكتابة، كان يخرج في وقت العصر إلى سوق الكتب ببغداد، فلا يقوم من مجلسه حتى يكتب "الفصيح" لثعلب، ويبيعه بنصف دينار، ويشتري نبيذا ولحما، وفاكهة، ولا يبيت حتى ينفق ما معه منه.
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[06 Apr 2006, 12:32 م]ـ
في الدرة اليتيمة لابن المقفع [ضمن آثاره] ص329:
المرء ناظر بإحدى عيون ثلاث، وهم الغاشتان والصادقة، وهي التي لا تكاد توجد.
عين مودة تريه القبيح حسنا.
وعين شنآن تريه الحسن قبيحا.
وعين العدل تريه حسنها حسنا، وقبيحها قبيحا.
رائعة هذه أخي
صدق والله
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[06 Apr 2006, 05:50 م]ـ
جزاك الله خيرا
تصويب:
وهما الغاشتان والصادقة، وهي التي لا تكاد توجد.
في سير أعلام النبلاء 11/ 177:
قال علي بن جعفر أخبرنا إسماعيل بن بنت السدي قال: كنت في مجلس مالك فسئل عن فريضة، فأجاب بقول زيد.
فقلت: ما قال فيها علي وابن مسعود رضي الله عنهما؟
فأومأ إلى الحجبة فلما هموا بي عدوت، وأعجزتهم!
فقالوا: ما نصنع بكتبه ومحبرته؟
فقال: اطلبوه برفق، فجاؤوا إلي فجئت معهم، فقال مالك: من أين أنت؟
قلت: من الكوفة.
قال: فأين خلفت الأدب؟
فقلت: إنما ذاكرتك لأستفيد.
فقال: إن عليا وعبد الله لا ينكر فضلهما، وأهل بلدنا على قول زيد بن ثابت، وإذا كنت بين قوم فلا تبدأهم بما لا يعرفون = فيبدأك منهم ما تكره.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[07 Apr 2006, 03:12 م]ـ
معجم الأدباء لياقوت 3/ 302:
وروي أنه [الخليل بن أحمد] كان يقطع بيتا من الشعر، فدخل عليه ولده في تلك الحالة، فخرج إلى الناس، وقال: إن أبي قد جن، فدخل الناس عليه، وهو يقطع البيت، فأخبروه بما قال ابنه، فقال له:
لو كنتَ تعلم ما أقولُ عذرتني ** أو كنتَ تعلم ما تقولُ عذلتكا
لكن جهلتَ مقالتي فعذلتني ** وعلمتُ أنك جاهل فعذرتكا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[07 Apr 2006, 03:15 م]ـ
في بدائع الفوائد لابن القيم 4/ 1406
ومن مسائل الفضل بن زياد:
قال: سمعت أبا عبد الله قيل له: ما تقول في التزويج في هذا الزمان؟
فقال: مثل هذا الزمان ينبغي للرجل أن يتزوج، ليت أن الرجل إذا تزوج اليوم ثنتين يُفْلِت، ما يأمن أحدكم أن ينظر النظرة = فيحبط عمله!
قلت له: كيف يصنع؟ من أين يطعمهم؟
فقال: أرزاقهم عليك؟! أرزاقهم على الله عز وجل اهـ.
قلت: كيف لو رأى فتن هذا الزمان؟!
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[08 Apr 2006, 04:22 م]ـ
في بدائع الفوائد لابن القيم 4/ 1429 [في معرض سرد بعض أسئلة الفضل بن زياد للإمام أحمد]
قلت: رجل يقرئ رجلا مائتي آية، ويقرئ آخر مائة آية؟
قال: ينبغي له أن ينصف بين الناس.
قلت: إنه يأخذ على هذا مائتي آية؛ لأنه يرجو أن يكون عاملا به، ويأخذ على هذا أقل؛ لأنه لم يبلغ مبلغ هذا في العمل.
قال: ما أحسن الإنصاف في كل شيء.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[11 Apr 2006, 05:17 م]ـ
قال ابن القيم: زاد المعاد ج: 1/ 51 [معنى تضعيف السيئات في الحرم]
ومن هذا تضاعف مقادير السيئات فيه لا كمياتها فإن السيئة جزاؤها سيئة لكن سيئة كبيرة وجزاؤها مثلها، وصغيرة جزاؤها مثلها، فالسيئة في حرم الله وبلده، وعلى بساطه آكد وأعظم منها في طرف من أطراف الأرض، ولهذا ليس من عصى الملك على بساط ملكه كمن عصاه في الموضع البعيد من داره وبساطه، فهذا فصل النزاع في تضعيف السيئات، والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[11 Apr 2006, 05:18 م]ـ
قال ابن القيم في زاد المعاد 1/ 182:
وكان جل ضحكه التبسم بل كله التبسم فكان نهاية ضحكه أن تبدو نواجذه، وكان يضحك مما يضحك منه وهو مما يتعجب من مثله ويستغرب وقوعه ويستندر، وللضحك أسباب عديدة هذا أحدها.
والثاني: ضحك الفرح، وهو: أن يرى ما يسره أو يباشره.
والثالث: ضحك الغضب، وهو كثيرا ما يعتري الغضبان إذا اشتد غضبه، وسببه تعجب الغضبان مما أورد عليه الغضب، وشعور نفسه بالقدرة على خصمه، وأنه في قبضته وقد يكون ضحكه لملكه نفسه عند الغضب، وإعراضه عمن أغضبه، وعدم اكتراثه به.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[11 Apr 2006, 05:18 م]ـ
قال ابن القيم في زاد المعاد 1/ 183:
وأما بكاؤه، فكان من جنس ضحكه لم يكن بشهيق، ورفع صوت كما لم يكن ضحكه بقهقهة، ولكن كانت تدمع عيناه حتى تهملا، ويسمع لصدره أزيز، وكان بكاؤه تارة رحمة للميت، وتارة خوفا على أمته وشفقه عليها، وتارة من خشية الله، وتارة عند سماع القرآن، وهو: بكاء اشتياق ومحبة وإجلال مصاحب للخوف والخشية، ولما مات ابنه إبراهيم دمعت عيناه وبكى رحمة له وقال: "تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون "، وبكى لما شاهد إحدى بناته ونفسها تفيض، وبكى لما قرأ عليه ابن مسعود سورة النساء، وانتهى فيها إلى قوله تعالى (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا)، وبكى لما مات عثمان بن مظعون، وبكى لما كسفت الشمس وصلى صلاة الكسوف، وجعل يبكي في صلاته وجعل ينفخ ويقول: "رب ألم تعدني ألا تعذبهم وأنا فيهم وهم يستغفرون ونحن نستغفرك "، وبكى لما جلس على قبر إحدى بناته، وكان يبكي أحيانا في صلاة الليل.
والبكاء أنواع: أحدها: بكاء الرحمة والرقة.
والثاني: بكاء الخوف والخشية،.
والثالث: بكاء المحبة والشوق.
والرابع: بكاء الفرح والسرور.
والخامس: بكاء الجزع من ورود المؤلم وعدم احتماله.
والسادس: بكاء الحزن.
والفرق بينه وبين بكاء الخوف: أن بكاء الحزن يكون على ما مضى من حصول مكروه أو فوات محبوب، وبكاء الخوف يكون لما يتوقع في المستقبل من ذلك.
والفرق بين بكاء السرور والفرح، وبكاء الحزن أن دمعة السرور باردة والقلب فرحان، ودمعة الحزن حارة والقلب حزين، ولهذا يقال لما يفرح به: هو قرة عين، وأقر الله به عينه، ولما يحزن: سخينة العين، وأسخن الله عينه به.
والسابع: بكاء الخور والضعف.
والثامن: بكاء النفاق، وهو: أن تدمع العين، والقلب قاس، فيظهر صاحبه الخشوع، وهو من أقسى الناس قلبا.
والتاسع: البكاء المستعار والمستأجر عليه كبكاء النائحة بالأجرة فإنها كما قال عمر بن الخطاب: تبيع عبرتها وتبكي شجو غيرها.
والعاشر: بكاء الموافقة، وهو: أن يرى الرجل الناس يبكون لأمر ورد عليهم فيبكي معهم، ولا يدري لأي شيء يبكون، ولكن يراهم يبكون فيبكي.
وما كان من ذلك دمعا بلا صوت فهو بكى مقصور، وما كان معه صوت فهو بكاء ممدود على بناء الأصوات، وقال الشاعر:
بكت عيني وحق لها بكاها * * وما يغني البكاء ولا العويل
وما كان منه مستدعى متكلفا فهو التباكي، وهو نوعان:
محمود ومذموم، فالمحمود: أن يستجلب لرقة القلب، ولخشية الله لا للرياء والسمعة.
والمذموم: أن يجتلب لأجل الخلق، وقد قال عمر بن الخطاب: للنبي صلى الله عليه وسلم ـ وقد رآه يبكي هو وأبو بكر في شأن أسارى بدر ـ أخبرني ما يبكيك يا رسول الله؟ فإن وجدتُ بكاء بكيت، وإن لم أجد تباكيت لبكائكما. ولم ينكر عليه، وقد قال بعض السلف: ابكوا من خشية الله فإن لم تبكوا فتباكوا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[11 Apr 2006, 05:21 م]ـ
قال ابن القيم في زاد المعاد 1/ 257:
وأما الدعاء بعد السلام من الصلاة مستقبل القبلة أو المأمومين فلم يكن ذلك من هديه أصلا، ولا روي عنه بإسناد صحيح ولا حسن، وأما تخصيص ذلك بصلاتي الفجر والعصر فلم يفعل ذلك هو ولا أحد من خلفائه، ولا أرشد إليه أمته، وإنما هو استحسان رآه من رآه عوضا من السنة بعدهما والله أعلم.
وعامة الأدعية المتعلقة بالصلاة إنما فعلها فيها، وأمر بها فيها، وهذا هو اللائق بحال المصلي فإنه مقبل على ربه يناجيه ما دام في الصلاة، فإذا سلم منها انقطعت تلك المناجاة، وزال ذلك الموقف بين يديه والقرب منه، فكيف يترك سؤاله في حال مناجاته والقرب منه والإقبال عليه ثم يسأله إذا انصرف عنه؟!
ولا ريب أن عكس هذا الحال هو الأولى بالمصلي إلا أن ها هنا نكتة لطيفة وهو: أن المصلي إذا فرغ من صلاته وذكر الله وهلله وسبحه وحمده وكبره بالأذكار المشروعة عقيب الصلاة = استحب له أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك ويدعو بما شاء، ويكون دعاؤه عقيب هذه العبادة الثانية لا لكونه دبر الصلاة.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[11 Apr 2006, 05:25 م]ـ
قال ابن القيم في زاد المعاد 1/ 294:
فهذه الأحاديث، وغيرها يستفاد من مجموعها العلم بأنه لم يكن يغمض عينيه في الصلاة، وقد اختلف الفقهاء في كراهته، فكرهه الإمام أحمد وغيره، وقالوا: هو فعل اليهود. وأباحه جماعة ولم يكرهوه، وقالوا: قد يكون أقرب إلى تحصيل الخشوع الذي هو روح الصلاة وسرها ومقصودها.
والصواب أن يقال: إن كان تفتيح العين لا يخل بالخشوع = فهو أفضل، وإن كان يحول بينه وبين الخشوع لما في قبلته من الزخرفة والتزويق أو غيره مما يشوش عليه قلبه، فهنالك لا يكره التغميض قطعا، والقول باستحبابه في هذا الحال = أقرب إلى أصول الشرع ومقاصده من القول بالكراهة، والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[14 Apr 2006, 02:49 م]ـ
"الأقربون أولى بالمعروف" يظنُ بعضُ الناس أنّ هذا حديثا، وليس بحديث خلافا لمن ظنه، لكن معناه صحيح، والدليل قوله تعالى {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ} الآية [215 البقرة]، وقصة صدقة أبي طلحة، وقول النبي صلى الله عليه وسلم له " أرى أن تجعلها في الأقربين ". رواه البخاري (1392)، ومسلم (998).
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[14 Apr 2006, 02:50 م]ـ
قال العلامة ابن القيم في إعلام الموقعين 2/ 47:
وما عرفت حديثا صحيحا إلا ويمكن تخريجه على الأصول الثابتة، وقد تدبرت ما أمكنني من أدلة الشرع فما رأيت قياسا صحيحا يخالف حديثا صحيحا، كما أن المعقول الصحيح لا يخالف المنقول الصحيح، بل متى رأيت قياسا يخالف أثرا فلا بد من ضعف أحدهما، لكن التمييز بين صحيح القياس وفاسده مما يخفي كثير منه على أفاضل العلماء، فضلا عمن هو دونهم فإن إدراك الصفة المؤثرة في الأحكام على وجهها، ومعرفة المعاني التي علقت بها الأحكام من أشرف العلوم، فمنه الجلي الذي يعرفه أكثر الناس، ومنه الدقيق الذي لا يعرفه إلا خواصهم، فلهذا صارت أقيسة كثير من العلماء تجيء مخالفة للنصوص لخفاء القياس الصحيح كما يخفى على كثير من الناس ما في النصوص من الدلائل الدقيقة التي تدل على الأحكام.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[14 Apr 2006, 02:51 م]ـ
قال الحافظ ابن حجر في الفتح 9/ 246:
وقد تقرر أن الحديث الواحد إذا تعددت ألفاظه وأمكن حمل بعضها على بعض = تعين ذلك.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[15 Apr 2006, 07:48 م]ـ
قال أبو نعيم في حلية الأولياء 8/ 238:
حدثنا أبو يعلى الحسين بن محمد ثنا محمد بن المسيب ثنا عبدالله بن خبيق قال: قال يوسف بن أسباط: والله لقد أدركت أقواما فساقا كانوا أشد إبقاء على مروءاتهم من قراء أهل هذا الزمان على أديانهم!
وقال لي يوسف: إياك أن تكون من قراء السوء.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[15 Apr 2006, 07:49 م]ـ
في طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 2/ 103:
قرأت في كتاب عمر العُكبري ـ بخطه ـ حدثنا دعلج بن أحمد حدثنا محمد بن نعيم حدثنا عبدالصمد بن سليمان بن أبي مطر قال: بت عند أحمد بن حنبل فوضع لي صاخِرَة ماء، قال: فلما أصبحت وجدني لم أستعمله، فقال: صاحب حديث لا يكون له ورد بالليل؟ قال: قلت مسافر، قال: وإن كنت مسافرا، حج مسروق فما نام إلا ساجدا.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[17 Apr 2006, 09:04 م]ـ
في الآداب الشرعية 2/ 47:
ونقل المروذي عن أحمد: أنه قيل له من نسأل بعدك؟
فقال: عبد الوهاب ـ يعني الوراق ـ فقيل: إنه ضيق العلم، فقال: رجل صالح مثله يوفق لإصابة الحق.
ونحوه في تاريخ بغداد 11/ 27.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[17 Apr 2006, 09:04 م]ـ
قال الإمام الدارمي في سننه 1/ 152:
أخبرنا عفان ثنا حماد بن سلمة أنا عاصم الأحول عن عامر الشعبي قال: زين العلم حلم أهله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[23 Apr 2006, 04:38 م]ـ
في الآداب الشرعية 2/ 47:
قال ابن عقيل في الفنون: لا ينبغي الخروج من عادات الناس إلا في الحرام؛ فإن الرسول الله ترك الكعبة، وقال: لولا حدثان قومك بالجاهلية" أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وابن حبان.
وقال عمر: لولا أن يقال: عمر زاد في القرآن لكتبت آية الرجم.
وترك أحمد الركعتين قبل المغرب لإنكار الناس لهما.
وذكر في الفصول عن الركعتين قبل المغرب وفعل ذلك إمامنا أحمد ثم تركه واعتذر بتركه بأن قال: رأيت الناس لا يعرفونه.
وفي الشرح الممتع للعلامة ابن عثيمين 5/ 74:
ومراعاة الناس في أمر ليس بحرام مما جاءت به الشريعة، فقد راعى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في الصوم والفطر في رمضان، وراعاهم عليه الصلاة والسلام في بناء الكعبة فترك بناءها على قواعد إبراهيم، وهذه القاعدة معروفة في الشرع.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[23 Apr 2006, 07:21 م]ـ
- في الشرح الممتع للعلامة ابن عثيمين 5/ 54:
وهذه المسألة التي ذكرها العلماء - رحمهم الله - تدلنا على أن الإنسان ينبغي أن يكون واسع الأفق، فالعلماء أسقطوا الجمعة من أجل الخلاف، وأوجبوها من أجل الخلاف، فالمسائل الخلافية التي يسوغ فيها الاجتهاد لا ينبغي للإنسان أن يكون فيها عنيفاً بحيث يضلل غيره، فمن رحمة الله عزّ وجلّ أنه لا يؤاخذ بالخلاف إذا كان صادراً عن اجتهاد، فمن أصاب فله أجران، ومن أخطأ فله أجر واحد، وأهل السنة والجماعة من هديهم وطريقتهم ألا يضللوا غيرهم ما دامت المسألة يسوغ فيها الاجتهاد ..
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[23 Apr 2006, 07:21 م]ـ
في الشرح الممتع للعلامة ابن عثيمين 5/ 213:
وما يفعله بعض المسلمين من عيد لميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم، وما يفعله بعض المسلمين من عيد للمعراج ليلة سبع وعشرين من رجب = كل هذا لا أصل له، بل بعضه ليس له أصل حتى من الناحية التاريخية، فإن المعراج ليس في ليلة سبع وعشرين من رجب، بل إنه في ربيع الأول قبل الهجرة بنحو سنة أو سنتين أو ثلاث حسب الاختلاف بين العلماء، والميلاد أيضا ليس في يوم الثاني عشر من ربيع الأول، بل حقّق الفلكيون المتأخرون بأنه يوم التاسع من ربيع الأول.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[23 Apr 2006, 07:27 م]ـ
المائة الثانية على ملف وورد للتحميل
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[01 May 2006, 05:34 م]ـ
201 - في تحفة المودود للإمام ابن القيم ص239:
قال الحاكم أبو عبد الله في تاريخ نيسابور: أخبرني أبو محمد بن زياد قال: سمعت أبا العباس الأزهري قالك: سمعت علي بن سلمة يقول: كان إسحاق عند عبد الله بن طاهر، وعنده إبراهيم بن صالح، فسأل عبدُ الله بن طاهر إسحاقَ عن مسألة، فقال إسحاق: السنة فيها كذا وكذا، وأما النعمان وأصحابه فيقولون بخلاف هذا. فقال إبراهيم: لم يقل النعمان بخلاف هذا. فقال إسحاق: حفظته من كتاب جدك وأنا وهو في كتاب واحد. فقال إبراهيم للأمير: أصلحك الله كذب إسحاق على جدي. فقال إسحاق: ليبعث الأمير إلى جزء كذا وكذا من الجامع فليحضره، فأتى بالكتاب فجعل الأمير يقلب الكتاب فقال إسحاق: عدّ من أول الكتاب إحدى وعشرين ورقة ثم عدّ تسعة أسطر ففعل فإذا المسألة على ما قال إسحاق! فقال عبد الله بن طاهر: ليس العجب من حفظك إنما العجب بمثل هذه المشاهدة. فقال إسحاق: ليوم مثل هذا لكي يخزي الله على يدي عدوا للسنة مثل هذا. وقال له عبد الله بن طاهر: قيل لي إنك تحفظ مائة ألف حديث؟ فقال له: مائة ألف لا أدري ما هو، ولكني ما سمعت شيئا قط إلا حفظته، ولا حفظت شيئا قط فنسيته.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[18 May 2006, 09:11 م]ـ
قال الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق 32/ 444:
أخبرنا أبو سعيد محمد بن إبراهيم بن أحمد أنا محمد بن إسماعيل أنا أبو عبد الرحمن قال: سمعت أحمد بن سعيد المعداني يقول: سمعت أحمد بن علي يحكي عن ابن المبارك قال:
من استخف بالعلماء ذهبت آخرته، ومن استخف بالأمراء ذهبت دنياه، ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[18 May 2006, 09:12 م]ـ
في الكليات لأبي البقاء الكفوي ص675:
نظم بعض الأدباء في تعيين الفرسخ والميل والبريد:
إن البريد من الفراسخ أربعٌ * ولفرسخ فثلاث أميال ضَعوا
(يُتْبَعُ)
(/)
والميلُ ألفٌ أي من الباعات قلْ * والباع أربع أذرع فتتبعوا
ثم الذراع من الأصابع أربع * من بعدها العشرون ثم الإصبع
ستُّ شعيراتٍ فبطن شعيرة * منها إلى ظهرٍ لأخرى يوضع
ثم الشعيرةُ ستُ شعراتٍ غدت * من شعرِ بَغْلٍ ليس هذا يدفع.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[27 May 2006, 07:51 م]ـ
في إعلام الموقعين 3/ 296.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ: كُنْتُ بِالْكُوفَةِ فَنَاظَرُونِي فِي النَّبِيذِ الْمُخْتَلِفِ فِيهِ، فَقُلْتُ لَهُمْ: تَعَالَوْا فَلْيَحْتَجَّ الْمُحْتَجُّ مِنْكُمْ عَمَّنْ شَاءَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالرُّخْصَةِ، فَإِنْ لَمْ يُبَيِّنْ الرَّدَّ عَلَيْهِ عَنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ بِسَنَدٍ صَحَّتْ عَنْهُ، فَاحْتَجُّوا فَمَا جَاءُوا عَنْ أَحَدٍ بِرُخْصَةٍ إلَّا جِئْنَاهُمْ بِسَنَدٍ، فَلَمَّا لَمْ يَبْقَ فِي يَدِ أَحَدٍ مِنْهُمْ إلَّا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، وَلَيْسَ احْتِجَاجُهُمْ عَنْهُ فِي شِدَّةِ النَّبِيذِ بِشَيْءٍ يَصِحُّ عَنْهُ، إنَّمَا يَصِحُّ عَنْهُ أَنَّهُ لَمْ يَنْتَبِذْ لَهُ فِي الْجَرِّ الْأَخْضَرِ.
قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: فَقُلْتُ لِلْمُحْتَجِّ عَنْهُ فِي الرُّخْصَةِ: يَا أَحْمَقُ، عُدْ إنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ لَوْ كَانَ هَاهُنَا جَالِسًا فَقَالَ: هُوَ لَكَ حَلَالٌ، وَمَا وَصَفْنَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ فِي الشِّدَّةِ كَانَ يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَحْذَرَ وَتَخْشَى.
فَقَالَ قَائِلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَالنَّخَعِيُّ وَالشَّعْبِيُّ - وَسَمَّى عِدَّةً مَعَهُمَا - كَانُوا يَشْرَبُونَ الْحَرَامَ؟
فَقُلْتُ لَهُمْ: دَعُوا عِنْدَ الْمُنَاظَرَةِ تَسْمِيَةَ الرِّجَالِ، فَرُبَّ رَجُلٍ فِي الْإِسْلَامِ مَنَاقِبُهُ كَذَا وَكَذَا، وَعَسَى أَنْ تَكُونَ مِنْهُ زَلَّةٌ، أَفَيَجُوزُ لِأَحَدٍ أَنْ يَحْتَجَّ بِهَا؟ فَإِنْ أَبَيْتُمْ فَمَا قَوْلُكُمْ فِي عَطَاءٍ وَطَاوُسٍ وَجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعِكْرِمَةَ؟ قَالُوا: كَانُوا خِيَارًا، قُلْتُ: فَمَا قَوْلُكُمْ فِي الدِّرْهَمِ بِالدِّرْهَمَيْنِ يَدًا بِيَدٍ؟ قَالُوا: حَرَامٌ، فَقُلْتُ: إنَّ هَؤُلَاءِ رَأَوْهُ حَلَالًا، أَفَمَاتُوا وَهُمْ يَأْكُلُونَ الْحَرَامَ؟ فَبُهِتُوا وَانْقَطَعَتْ حُجَّتُهُمْ.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[28 May 2006, 05:42 م]ـ
- قال البيهقي في السنن الكبرى 8/ 298:
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ الإمام أبو بكر أحمد بن إسحاق أنبأ الحسن بن علي بن زياد ثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال: قال زكريا بن عدي: لما قدم ابن المبارك الكوفة كانت به علة، فأتاه وكيع وأصحابنا، والكوفيون فتذاكروا عنده حتى بلغوا الشراب فجعل ابن المبارك يحتج بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والمهاجرين والأنصار من أهل المدينة.
قالوا: لا ولكن من حديثنا.
فقال: ابن المبارك أنبأ الحسن بن عمرو الفقيمي عن فضيل بن عمرو عن إبراهيم قال: كانوا يقولون: إذا سكر من شراب لم يحل له أن يعود فيه أبدا.
فنكسوا رؤوسهم!
فقال ابن المبارك للذي يليه: رأيت أعجب من هؤلاء أحدثهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن أصحابه والتابعين؛ فلم يعبأوا به، وأذكر عن إبراهيم فنكسوا رؤوسهم!
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[30 May 2006, 11:56 ص]ـ
قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 9/ 11:
أخبرني الحسن بن علي الجوهري أخبرنا علي بن محمد بن أحمد الوراق حدثنا محمد بن سويد الزيات حدثني أبو يحيى الناقد حدثني محمد بن خلف التيمي قال سمعت أبا بكر بن عياش يقول كنا نسمي الأعمش سيد المحدثين، وكنا نجيء إليه إذا فرغنا من الدوران ... وكان يخرج إلينا شيئا فنأكله، قال: فقلنا يوما لا يخرج إليكم الأعمش شيئا إلا أكلتموه قال: فأخرج إلينا فأكلنا، وأخرج فأكلنا، فدخل فأخرج فتيتا فشربنا، فدخل فأخرج إجانة صغيرة وقتا! فقال: فعل الله بكم وفعل! أكلتم قوتي وقوت امرأتي، وشربتم فتيتها، كلوا هذا علف الشاة!
قال فمكثنا ثلاثين يوما لا نكتب فزعا منه حتى كلمنا إنسانا عطارا كان يجلس إليه حتى كلمه لنا.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[30 May 2006, 11:57 ص]ـ
في وفيات الأعيان 1/ 285:
قال أبو القاسم الكوكني: حدثني العنزي قال: أنشد رجل أبا عثمان المازني شعراً له وقال: كيف تراه؟ قال: أراك قد عملت عملاً بإخراج هذا من صدرك لأنك لو تركته لأورثك السل.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[30 May 2006, 11:57 ص]ـ
قال الإمام ابن رجب الحنبلي في [شرح حديث "ما ذئبان جائعان" ص88 مجموع رسائله]:
وها هنا نكتة دقيقة وهي: أن الإنسان قد يذم نفسه بين الناس يريد بذلك أن يري أنه متواضع عند نفسه، فيرتفع بذلك عندهم، ويمدحونه به، وهذا من دقائق أبواب الرياء، وقد نبه عليه السلف الصالح.
قال مطرف بن عبد الله بن الشخير: كفى بالنفس إطراء أن تذمها على الملأ، كأنك تريد بذمها زينتها، وذلك عند الله [شينها].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[30 May 2006, 11:58 ص]ـ
في ترتيب المدارك للقاضي عياض 1/ 77:
وسأله [الإمام مالك] رجل عمّن قال لآخر: يا حمار؟
قال: يجلد.
قال: فإن قال له يا فرس؟!
قال: تجلد أنت!
ثم قال: يا ضعيف، وهل سمعت أحداً يقول لآخر يا فرس؟!
ـ[أبو ياسر]ــــــــ[02 Jun 2006, 03:11 ص]ـ
جزاك الله خير يا شيخ عبد الرحمن.
وأرجو إفادتي هل هناك كتاب مخصص لهذا الأمر ويكون فيه أبواب كل باب موضوع، مثل: كلمة (فرس) يأتي كل ما في هذه الكلمة من طرف وملح وفوائد.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[04 Jun 2006, 01:22 م]ـ
وإيك أخي الكريم، ولا أعرف كتابا بهذه المثابة.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[04 Jun 2006, 01:22 م]ـ
قال الإمام الدارمي في سننه1/ 77:
أخبرنا الحسن بن بشر ثنا أبي عن إسماعيل عن عامر [الشعبي] أنه كان يقول: ما أبغض إلي أرأيت أرأيت، يسأل الرجل صاحبه، فيقول: أرأيت. وكان لا يقايس.
... أخبرنا صدقة بن الفضل أنا بن عيينة عن إسماعيل عن الشعبي قال: لو أن هؤلاء كانوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم = لنزل عامة القرآن يسألونك يسألونك!
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[10 Jun 2006, 10:14 م]ـ
قال العلامة ابن القيم في كتب الروح ص53:
قال عبد الحق الأشبيلي حدثني الفقيه أبو الحكم برخان ـ وكان من أهل العلم والعمل ـ: أنهم دفنوا ميتا بقريتهم في شرف أشبيلية، فلما فرغوا من دفنه قعدوا ناحية يتحدثون، ودابة ترعى قريبا منهم، فإذا بالدابة قد أقبلت مسرعة إلى القبر، فجعلت أذنها عليه كأنها تسمع، ثم ولت فارة، ثم عادت إلى القبر، فجعلت أذنها عليه كأنها تسمع، ثم ولت فارة، فعلت ذلك مرة بعد أخرى.
قال أبو الحكم: فذكرت عذاب القبر، وقول النبي صلى الله عليه وسلم " أنهم ليعذبون عذابا تسمعه البهائم ".
ذكر لنا هذه الحكاية ونحن نسمع عليه كتاب مسلم لما انتهى القارئ إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنهم يعذبون عذابا تسمعه البهائم ".
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[13 Jun 2006, 09:21 م]ـ
قال الإمام الدارمي في سننه 1/ 100: أخبرنا سعيد بن سليمان عن أبي أسامة عن مسعر قال: سمعت عبد الأعلى التيمي يقول: من أوتي من العلم مالا يبكيه = لخليق أن لا يكون أوتي علما ينفعه؛ لأن الله تعالى نعت العلماء ثم قرأ القرآن {إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ ـ إلى قوله ـ يَبْكُونَ}.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[13 Jun 2006, 09:33 م]ـ
قال الصفدي في الوافي 2/ 82:
أخبرني من لفظه الشيخ فتح الدين محمد ابن سيد الناس اليعمري قال: ترافق القرطبي المفسر، والشيخ شهاب الدين القرافي في السفر إلى الفيوم ـ وكل منهما شيخ فنه في عصره القرطبي في التفسير والحديث، والقرافي في المعقولات ـ فلما دخلاها أرتادا مكانا ينزلان فيه فدلا على مكان، فلما أتياه قال لهما أنسان: يا مولانا بالله لا تدخلاه فإنه معمور بالجان!
فقال الشيخ شهاب الدين للغلمان: أدخلوا ودعونا من هذا الهذيان، ثم أنهما توجها إلى جامع البلد إلى أن يفرش الغلمان المكان، ثم عادا، فلما استقرا بالمكان سمعا صوت تَيْسٍ من المعز يصيح من داخل الخرستان! وكرر ذلك الصياح!!
فأمتقع لون القرافي وخارت قواه وبهت!
ثم أن الباب فتح!
وخرج منه رأس تيس!
وجعل يصيح!
فذاب القرافي خوفا، وأما القرطبي فإنه قام إلى الرأس وأمسك بقرنيه، وجعل يتعوذ ويبسمل ويقرأ {آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ}، ولم يزل كذلك حتى دخل الغلام ومعه حبل وسكين، وقال: يا سيدي تنح عنه، وجاء إليه فأخرجه وانكاه وذبحه!
فقالا له: ما هذا؟!
فقال: لما توجهتما رأيته مع واحد، فاسترخصته، واشتريته لنذبحه، ونأكله وأودعته في هذا الخرستان!
فأفاق القرافي من حاله، وقال: يا أخي لا جزاك الله خيرا ما كنتَ قلتَ لنا، وإلا طارت عقولنا. أو كما قال.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[09 Jul 2006, 01:28 م]ـ
قال الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ في صحيحه رقم (3849): باب القسامة في الجاهلية
حدثنا نعيم بن حماد حدثنا هشيم عن حصين عن عمرو بن ميمون قال: رأيت في الجاهلية قردة اجتمع عليها قردة قد زنت فرجموها فرجمتها معهم.
قال ابن حجر 7/ 156: .. ثبت عند أكثر الرواة عن الفربري هنا ترجمة "القسامة في الجاهلية" ولم يقع عند النسفي، وهو أوجه؛ لأن الجميع من ترجمة أيام الجاهلية، ويظهر ذلك من الأحاديث التي أوردها تلو هذا الحديث.
و قال ابن حجر 7/ 160:
وقد ساق الإسماعيلي هذه القصة من وجه آخر مطولة من طريق عيسى بن حطان عن عمرو بن ميمون قال: " كنت في اليمن في غنم لأهلي، وأنا على شرف فجاء قرد مع قردة فتوسد يدها فجاء قرد أصغر منه فغمزها فسلت يدها من تحت رأس القرد الأول سلا رقيقا، وتبعته فوقع عليها وأنا أنظر، ثم رجعت فجعلت تدخل يدها تحت خد الأول برفق، فاستيقظ فزعا فشمها فصاح فاجتمعت القرود، فجعل يصيح ويومئ إليها بيده، فذهب القرود يمنة ويسرة فجاءوا بذلك القرد أعرفه، فحفروا لهما حفرة فرجموهما، فلقد رأيت الرجم في غير بني آدم.
وانظر القصة في: تاريخ دمشق 46/ 415 - 416 وتهذيب الكمال 22/ 256 وسير أعلام النبلاء 4/ 159.
ويشبه هذه القصة ما حكاه الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى 15/ 147:
وَقَدْ حَدَّثَنِي بَعْضُ الشُّيُوخِ الصَّادِقِينَ أَنَّهُ رَأَى فِي جَامِعٍ نَوْعًا مِنْ الطَّيْرِ قَدْ بَاضَ فَأَخَذَ النَّاسُ بَيْضَةً وَجَاءَ بِبَيْضِ جِنْسٍ آخَرَ مِنْ الطَّيْرِ فَلَمَّا انْفَقَسَ الْبَيْضُ خَرَجَتْ الْفِرَاخُ مِنْ غَيْرِ الْجِنْسِ فَجَعَلَ الذَّكَرُ يَطْلُبُ جِنْسَهُ حَتَّى اجْتَمَعَ مِنْهُنَّ عَدَدٌ فَمَا زَالُوا بِالْأُنْثَى حَتَّى قَتَلُوهَا وَمِثْلُ هَذَا مَعْرُوفٌ فِي عَادَةِ الْبَهَائِمِ.
وأشار إليها في 11/ 545.
ويصحح من الموضع الأول إسناده القصة لأبي رجاء العطاردي، ومن الثاني لأبي عمران، والصواب في الموضعين: عمرو بن ميمون.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[18 Jul 2006, 12:16 ص]ـ
قال ابن القيم في إعلام الموقعين 1/ 89:
وَقَدْ رَأَيْت فِي بَعْضِ التَّوَارِيخِ الْقَدِيمَةِ:
أَنَّ أَحَدَ قُضَاةِ الْعَدْلِ فِي بَنْيِ إسْرَائِيلَ أَوْصَاهُمْ إذَا دَفَنُوهُ أَنْ يَنْبُشُوا قَبْرَهُ بَعْدَ مُدَّةٍ فَيَنْظُرُوا هَلْ تَغَيَّرَ مِنْهُ شَيْءٌ أَمْ لا!
وَقَالَ: «إنِّي لَمْ أجر قَطُّ فِي حُكْمٍ، وَلَمْ أُحَابِ فِيهِ، غَيْرَ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيَّ خَصْمَانِ كَانَ أَحَدُهُمَا صِدِّيقًا لِي فَجَعَلْت أُصْغِي إلَيْهِ بِأُذُنِي أَكْثَرَ مِنْ إصْغَائِي إلَى الْآخَرِ، فَفَعَلُوا مَا أَوْصَاهُمْ بِهِ، فَرَأَوْا أُذُنَهُ قَدْ أَكَلَهَا التُّرَابُ، وَلَمْ يَتَغَيَّرْ جَسَدُهُ».
وَفِي تَخْصِيصِ أَحَدِ الْخَصْمَيْنِ بِمَجْلِسٍ أَوْ إقْبَالٍ أَوْ إكْرَامٍ مَفْسَدَتَانِ:
إحْدَاهُمَا: طَمَعُهُ فِي أَنْ تَكُونَ الْحُكُومَةُ لَهُ = فَيَقْوَى قَلْبُهُ وَجِنَانُهُ.
وَالثَّانِيَةُ: أَنَّ الآخَرَ يَيْأَسُ مِنْ عَدْلِهِ، وَيَضْعُفُ قَلْبُهُ، وَتَنْكَسِرُ حُجَّتُهُ.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[22 Aug 2006, 02:53 م]ـ
- قال ابن القيم في إعلام الموقعين 1/ 99:
وَقَدْ احْتَجَّ الْأَئِمَّةُ الْأَرْبَعَةُ وَالْفُقَهَاءُ قَاطِبَةً بصْحِيفَةِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، وَلَا يُعْرَفُ فِي أَئِمَّةِ الْفَتْوَى إلَّا مَنْ احْتَاجَ إلَيْهَا وَاحْتَجَّ بِهَا، وَإِنَّمَا طَعَنَ فِيهَا مَنْ لَمْ يَتَحَمَّلْ أَعْبَاءَ الْفِقْهِ وَالْفَتْوَى كَأَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ وَابْنِ حَزْمٍ وَغَيْرِهِمَا.
- في رحلة الحج إلى بيت الله الحرام للإمام محمد الأمين الشنقيطي ص69:
[عند ذكر مجلس لهم في قرية «النعمة» مع بعض الأدباء قال:]
وربما حضر مذاكرتنا بعض العوام الذين لا يفهمون، ومن جهلهم أن واحدا منهم قال لنا بكلامه الدارجي ما مضمونه: إنه يغبطنا ويغار منا بسبب أننا نمر بأرض السودان التي فيها موضع شريف؟
قلنا له: وما ذاك الموضع الشريف؟
قال: الخرطوم.
قلنا: وأي شرف للخرطوم؟
قال: لأنه مذكور في القرآن (سنسمه على الخرطوم) فقلنا له: ذاك خرطوم آخر غير الخرطوم الذي تعني. فضحك من فهم من الحاضرين.
واستدل بعضهم بدليل هو عليه لا له، فقال له الأديب العلوي [محمد المختار بن محمد فال بن بابه]: هذا مغني اللصوص، فضحك من له خبرة بقصة مغني اللصوص، وهي قصة مشهورة حاصلها:
أن بعض الأمراء أسر لصوصا كانوا يقطعون الطريق، فقدهم للقتل واحدا بعد واحد حتى لم يبق منهم إلا واحدا، فقال: لا تقتلوني، فإني لست من اللصوص، وإنما كنت مغنيا لهم أطربهم بالأناشيد والأغاريد.
فقالوا له: بم كنت تغنيهم؟
فقال: بقول الشاعر:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه * فكل قرينٍ بالمقارن يقتدي
فإن كان ذا شر فجانب بسرعة * وإن كان ذا خير فقارنه تهتدي.
[فقيل له: صدقت! وأمر بقتله.]
ما بين القوسين تتمتها من محاضرات الأدباء 1/ 131 للراغب.
ـ[الجكني]ــــــــ[23 Aug 2006, 12:23 ص]ـ
وبمناسبة ذكر الشيخ الشنقيطي رحمه الله فقد ذكر في أضواء البيان (6/ 339:الطبعة القديمة) أثناء حديثه عن قول الله تعالى " وهذا ملح أجاج " قال:"ولكن أخبرني بعض المرافقين الثقاة أنه جاء إلى محل اختلاطهما،وأنه جلس يغرف بإحدى يديه عذباً فراتاً وبالأخرى ملحاً أجاجاً والجميع في مجرى واحد لا يختلط أحدهما بالآخر " 0
وقد مكثت زمناً أحاول أن أعرف من هو هذا الثقة،وبعد زمن عرفت أنه الشيخ: أحمد بن محمد الأمين بن أحمد المختار،وسألته شخصياً على الإبهام وكأني ما عرفته فأكد لي ذلك وأنه لا زال يذكر المكان الذي أخبر الشيخ فيه 0والشيخ أحمد حفظه الله معروف مشهور 0
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[28 Aug 2006, 09:30 م]ـ
وأنه لا زال يذكر المكان الذي أخبر الشيخ فيه.
بارك الله فيكم، هلا سلألته عن المكان في أي بحر؟
وسمعت قديما من أحد الإخوة من مدينة الجبيل ـ أظن ـ أن هناك عيونا حلوة تنبع في وسط البحر لا تختلط بالمالح وأمكانها معروفة عندهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوي 14/ 481:
(يُتْبَعُ)
(/)
[في ذكر معرض ذكره لفوائد من قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}]
الرَّابِعُ: أَلَّا يعْتَدِى عَلَى أَهْلِ الْمَعَاصِي بِزِيَادَةِ عَلَى الْمَشْرُوعِ فِي بُغْضِهِمْ أَوْ ذَمِّهِمْ أَوْ نَهْيِهِمْ أَوْ هَجْرِهِمْ أَوْ عُقُوبَتِهِمْ؛ بَلْ يُقَالُ لِمَنْ اعْتَدَى عَلَيْهِمْ: عَلَيْك نَفْسَك لَا يَضُرُّك مَنْ ضَلَّ إذَا اهْتَدَيْت كَمَا قَالَ: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ} الْآيَةَ. وَقَالَ: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} وَقَالَ: {فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ} فَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ الْآمِرِينَ النَّاهِينَ قَدْ يَعْتَدِي حُدُودَ اللَّهِ إمَّا بِجَهْلِ، وَإِمَّا بِظُلْمِ، وَهَذَا بَابٌ يَجِبُ التَّثَبُّتُ فِيهِ وَسَوَاءٌ فِي ذَلِكَ الْإِنْكَارُ عَلَى الْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ وَالْفَاسِقِينَ وَالْعَاصِينَ.
الْخَامِسُ: أَنْ يَقُومَ بِالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ عَلَى الْوَجْهِ الْمَشْرُوعِ مِنْ الْعِلْمِ وَالرِّفْقِ وَالصَّبْرِ وَحُسْنِ الْقَصْدِ وَسُلُوكِ السَّبِيلِ الْقَصْدِ فَإِنَّ ذَلِكَ دَاخِلٌ فِي قَوْلِهِ: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} وَفِي قَوْلِهِ: {إذَا اهْتَدَيْتُمْ}.
فَهَذِهِ خَمْسَةُ أَوْجُهٍ تُسْتَفَادُ مِنْ الْآيَةِ لِمَنْ هُوَ مَأْمُورٌ بِالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ وَفِيهَا الْمَعْنَى الْآخَرُ. وَهُوَ إقْبَالُ الْمَرْءِ عَلَى مَصْلَحَةِ نَفْسِهِ عِلْمًا وَعَمَلًا وَإِعْرَاضُهُ عَمَّا لَا يَعْنِيهِ كَمَا قَالَ صَاحِبُ الشَّرِيعَةِ: {مِنْ حُسْنِ إسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ} وَلَا سِيَّمَا كَثْرَةُ الْفُضُولِ فِيمَا لَيْسَ بِالْمَرْءِ إلَيْهِ حَاجَةٌ مِنْ أَمْرِ دِينِ غَيْرِهِ وَدُنْيَاهُ لَا سِيَّمَا إنْ كَانَ التَّكَلُّمُ لِحَسَدِ أَوْ رِئَاسَةٍ.
وَكَذَلِكَ الْعَمَلُ فَصَاحِبُهُ إمَّا مُعْتَدٍ ظَالِمٌ، وَإِمَّا سَفِيهٌ عَابِثٌ، وَمَا أَكْثَرُ مَا يُصَوِّرُ الشَّيْطَانُ ذَلِكَ بِصُورَةِ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ، وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَيَكُونُ مِنْ بَابِ الظُّلْمِ وَالْعُدْوَانِ.
فَتَأَمَّلْ الْآيَةَ فِي هَذِهِ الْأُمُورِ مِنْ أَنْفَعِ الْأَشْيَاءِ لِلْمَرْءِ، وَأَنْتَ إذَا تَأَمَّلْت مَا يَقَعُ مِنْ الِاخْتِلَافِ بَيْنَ هَذِهِ الْأُمَّةِ عُلَمَائِهَا وَعُبَّادِهَا وَأُمَرَائِهَا وَرُؤَسَائِهَا = وَجَدْت أَكْثَرَهُ مِنْ هَذَا الضَّرْبِ الَّذِي هُوَ الْبَغْيُ بِتَأْوِيلِ أَوْ بِغَيْرِ تَأْوِيلٍ، كَمَا بَغَتْ الجهمية عَلَى الْمُسْتَنَّةِ فِي مِحْنَةِ الصِّفَاتِ وَالْقُرْآنِ؛ مِحْنَةِ أَحْمَد وَغَيْرِهِ، وَكَمَا بَغَتْ الرَّافِضَةُ عَلَى الْمُسْتَنَّةِ مَرَّاتٍ مُتَعَدِّدَةً، وَكَمَا بَغَتْ النَّاصِبَةُ عَلَى عَلِيٍّ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وَكَمَا قَدْ تَبْغِي الْمُشَبِّهَةُ عَلَى الْمُنَزِّهَةِ، وَكَمَا قَدْ يَبْغِي بَعْضُ الْمُسْتَنَّةِ إمَّا عَلَى بَعْضِهِمْ، وَإِمَّا عَلَى نَوْعٍ مِنْ الْمُبْتَدِعَةِ بِزِيَادَةِ عَلَى مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَهُوَ الْإِسْرَافُ الْمَذْكُورُ فِي قَوْلِهِمْ: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا}.
وَبِإِزَاءِ هَذَا الْعُدْوَانِ تَقْصِيرُ آخَرِينَ فِيمَا أُمِرُوا بِهِ مِنْ الْحَقِّ، أَوْ فِيمَا أُمِرُوا بِهِ مِنْ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ فِي هَذِهِ الْأُمُورِ كُلِّهَا فَمَا أَحْسَنَ مَا قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: مَا أَمَرَ اللَّهُ بِأَمْرِ إلَّا اعْتَرَضَ الشَّيْطَانُ فِيهِ بِأَمْرَيْنِ - لَا يُبَالِي بِأَيِّهِمَا ظَفَرَ - غُلُوٍّ أَوْ تَقْصِيرٍ.
فَالْمُعِينُ عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ بِإِزَائِهِ تَارِكُ الْإِعَانَةِ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى، وَفَاعِلُ الْمَأْمُورِ بِهِ وَزِيَادَةٍ مَنْهِيٍّ عَنْهَا بِإِزَائِهِ تَارِكُ الْمَنْهِيِّ عَنْهُ وَبَعْضِ الْمَأْمُورِ بِهِ، وَاَللَّهُ يَهْدِينَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاَللَّهِ.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[01 Sep 2006, 01:30 ص]ـ
قال الخطيب البغدادي تاريخ بغداد 10/ 120:
أنبأنا أبو سعد الماليني أخبرنا يوسف بن عمر بن مسرور قال: سمعت أبا بكر النيسابوري يقول: تعرف من أقام أربعين سنة لم ينم الليل، ويتقوت كل يوم بخمس حبات، ويصلي صلاة الغداة على طهارة العشاء الآخرة؟
ثم قال: أنا هو، وهذا كله قبل أن أعرف أم عبد الرحمن! أيش أقول لمن زوجني؟!
ثم قال في أثر هذا: ما أريد إلا الخير.
* مستفاد من كتاب «الترف وأثره في الدعاة والمصلحين» للدكتور محمد موسى الشريف.
وهو كتاب لطيف صغير الحجم كبير النفع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[08 Sep 2006, 03:24 م]ـ
قال في السخاوي «الضوء اللامع» 4/ 18: [في ترجمة عبادة بن علي الزرزاري المالكي]
... ويقول ـ مشيراً لشدة أعباء التزويج على سبيل المماجنة ـ: لو كانت الشركة تصح في الزوجات لشاركت في جزء من أربعة وعشرين جزءاً!
وهو مسبوق بنحوه من الأوزاعي فإنه قال لصديق له: «إن استطعت أن تكتفي في هذا الزمان بنصف امرأة فافعل». رويناه في «معاشرة الأهلين» لأبي عمر النوقاتي.اهـ
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[14 Sep 2006, 01:53 م]ـ
في بدائع الفوائد للعلامة ابن القيم 3/ 1060:
فائدة نافعة
كثير من الناس يطلب من صاحبه بعد نيله درجة الرياسة الأخلاق التي كان يعامله بها قبل الرياسة فلا يصادفها، فينتقض ما بينهما من المودة، وهذا من جهل الصاحب الطالب للعادة، وهو بمنزلة من يطلب من صاحبه إذا سكر أخلاق الصاحي، وذلك غلط فإن للرياسة سكرة كسكرة الخمر أو أشد، ولو لم يكن للرياسة سكرة لما اختارها صاحبها على الآخرة الدائمة الباقية، فسكرتها فوق سكرة القهوة [الخمر] بكثير ومحال أن يرى من السكران أخلاق الصاحي وطبعه، ولهذا أمر الله تعالى أكرم خلقه عليه بمخاطبة رئيس القبط [فرعون] بالخطاب اللين فمخاطبة الرؤساء بالقول اللين أمر مطلوب شرعا وعقلا وعرفا، ولذلك تجد الناس كالمفطورين عليه، وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب رؤساء العشائر والقبائل. وتأمل امتثال موسى لما أمر به كيف قال لفرعون (هل لك إلى أن تزكى وأهديك إلى ربك فتخشى) فأخرج الكلام معه مخرج السؤال والعرض لا مخرج الأمر، وقال (إلى أن تزكى) ولم يقل إلى أن أزكيك فنسب الفعل إليه هو، وذكر لفظ التزكي دون غيره لما فيه من البركة والخير والنماء، ثم قال (وأهديك إلى ربك) أكون كالدليل بين يديك الذي يسير أمامك، وقال (إلى ربك) استدعاء لإيمانه بربه الذي خلقه ورزقه ورباه بنعمه صغيرا ويافعا وكبيرا.
وكذلك قول إبراهيم الخليل لأبيه (يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغنى عنك شيئا) فابتدأ خطابه بذكر أبوته الدالة على توقيره ولم يسمه باسمه، ثم اخرج الكلام معه مخرج السؤال فقال (لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغنى عنك شيئا) ولم يقل: لا تعبد، ثم قال (يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك) فلم يقل له: جاهل لا علم عندك، بل عدل عن هذه العبارة إلى ألطف عبارة تدل على هذا المعنى فقال: (جاءني من العلم ما لم يأتك) ثم قال: (فاتبعني أهدك صراطا سويا).
هذا مثل قول موسى لفرعون (وأهديك إلى ربك)، ثم قال (يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا) فنسب الخوف إلى نفسه دون أبيه كما يفعل الشفيق الخائف على من يشفق عليه. وقال: (يمسك) فذكر لفظ المس الذي هو ألطف من غيره، ثم نَكَّر العذاب، ثم ذكَر الرحمن ولم يقل الجبار ولا القهار، فأي خطاب ألطف وألين من هذا؟
ونظير هذا خطاب صاحب يس لقومه حيث قال: (يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون).
ونظير ذلك قول نوح لقومه: (يا قوم إني لكم نذير مبين أن أعبدوا الله واتقوه وأطيعون يغفر لكم ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى).
وكذلك سائر خطاب الأنبياء لأممهم في القرآن إذا تأملته وجدته ألين خطاب وألطفه بل خطاب الله لعباده هوألطف خطاب وألينه كقوله تعالى (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم) الآيات، وقوله تعالى (يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له) وقوله (يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور) وتأمل ما في قوله تعالى (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا) من اللطف الذي سلب العقول
وقوله تعالى (أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين) على أحد التأويلين أي: نترككم فلا ننصحكم ولا ندعوكم ونعرض عنكم إذ أعرضتم أنتم وأسرفتم.
وتأمل لطف خطاب نذر الجن لقومهم وقولهم (يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم).اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي كتب الصديق والصداقة لأبي حيان التوحيدي ص47:
وقال المدائني: إذا ولي الصديق، فأصبته على العشر من صداقته فليس بأخ سوء.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[19 Sep 2006, 12:27 ص]ـ
وفي كتب الصديق والصداقة
. [/ color]
الصواب:
كتاب الصداقة والصديق ....
في بدائع الفوائد للعلامة ابن القيم 3/ 876:
... وينبغي أن يتفطن ههنا لأمر لا بد منه، وهو أنه لا يجوز أن يحمل كلام الله عز وجل ويفسر بمجرد الاحتمال النحوي الإعرابي الذي يحتمله تركيب الكلام ويكون الكلام به له معنى ما، فإن هذا مقام غلط فيه أكثر المعربين للقرآن، فإنهم يفسرون الآية ويعربونها بما يحتمله تركيب تلك الجملة، ويفهم من ذلك التركيب أي معنى اتفق، وهذا غلط عظيم يقطع السامع بأن مراد القرآن غيره، وإن احتمل ذلك التركيب هذا المعنى في سياق آخر وكلام آخر فإنه لا يلزم أن يحتمله القرآن مثل قول بعضهم في قراءة من قرأ (والأرحامِ إن الله كان عليكم رقيبا) بالجر أنه قسم.
ومثل قول بعضهم في قوله تعالى (وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام) إن المسجد مجرور بالعطف على الضمير المجرور في به.
ومثل قول بعضهم في قوله تعالى (لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة) إن (المقيمين) مجرور بواو القسم.
ونظائر ذلك أضعاف أضعاف ما ذكرنا وأوهى بكثير، بل للقرآن عرف خاص ومعان معهودة لا يناسبه تفسيره بغيرها، ولا يجوز تفسيره بغير عرفة والمعهود من معانية، فإن نسبة معانية إلى المعاني كنسبة ألفاظه إلى الألفاظ، بل أعظم، فكما أن ألفاظه ملوك الألفاظ وأجلها وأفصحها ولها من الفصاحة أعلى مراتبها التي يعجز عنها قدر العالمين = فكذلك معانية أجل المعاني وأعظمها وأفخمها، فلا يجوز تفسيره بغيرها من المعاني التي لا تليق به بل غيرها أعظم منها وأجل وأفخم، فلا يجوز حمله على المعاني القاصرة بمجرد الاحتمال النحوي الإعرابي، فتدبر هذه القاعدة ولتكن منك على بال فإنك تنتفع بها في معرفة ضعف كثير من أقوال المفسرين وزيفها، وتقطع أنها ليست مراد المتكلم تعالى بكلامه، وسنزيد هذا إن شاء الله تعالى بيانا وبسطا في الكلام على أصول التفسير، فهذا أصل من أصوله بل هو أهم أصوله.
ـ[ناصر الغامدي]ــــــــ[10 Oct 2006, 09:18 م]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخ عبدالرحمن
في موضوع " أرأيت " ثمة مجموعة آثار في ذلك لعل منها ماروي عن عمر رضي الله عنه أنه قال: " أيها الناس اتهموا الرأي على الدين فلقد رأيتني أرد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أبي جندل والكتاب فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أكتبوا من محمد رسول الله، قالوا: وهل ترانا صدقناك بما تقول، فقال صلى الله عليه وسلم: (أكتبوا من محمد بن عبدالله فأبا عمر رضي الله عنه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أتراني أرضى ياعمر وتأبى ...... " أو نحوه
الحديث ذكرته بالمعنى وأظنه عند الطبراني في الأوسط، إلم أكن واهم
وكذا ما روي عن بن مسعود بلفظ: " دع أرأيت عند أمك في اليمن "
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[11 Oct 2006, 11:47 م]ـ
بارك الله فيك
الخبر الذي ذكرته عند البخاري عن سهل بن حنيف:
قال أبو وائل
لما قدم سهل بن حنيف من صفين أتيناه نستخبره فقال اتهموا الرأي فلقد رأيتني يوم أبي جندل ولو أستطيع أن أرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره لرددت والله ورسوله أعلم ...
والثاني عن ابن عمر في البخاري أيضا عندما سأله رجل عن تقبيل الحجر وقوله أرايت إن زحمت أرأيت ...
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[11 Oct 2006, 11:50 م]ـ
في بدائع الفوائد للعلامة ابن القيم 3/ 877:
... فإن قلتَ: هذا خلاف مذهب سيبويه!
قلتُ: فهل يرتضي محصل برد موجب الدليل الصحيح لكونه خلاف قول عالم معين؟!
هذه طريقة الخفافيش، فأما أهل البصائر فإنهم لا يردون الدليل وموجبه بقول معين أبدا، وقليل ما هم
(يُتْبَعُ)
(/)
، ولا ريب أن أبا بشر [سيبويه] رحمه الله ضرب في هذا العلم بالقدح المعلى وأحرز من قصبات سبقه واستولى من أمده على ما لم يستول عليه غيره، فهو المصلي في هذا المضمار، ولكن لا يوجب ذلك أن يعتقد أنه أحاط بجميع كلام العرب، وإن لا حق إلا ما قاله وكم لسيبويه من نص قد خالفه جمهور أصحابه فيه والمبرزون منهم، ولو ذهبنا نذكر ذلك لطال الكلام به.
ـ[ناصر الغامدي]ــــــــ[12 Oct 2006, 09:24 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخ عبدالرحمن على التوضيح
بالنسبة للماء العذب في البحر
أخبرني أحد سكان السفانية " تقع في شرق المملكة بين الخفجي والجبيل على طريق بو حدرية "
أن هناك موقع ف البحر كان البحارة يأخذون منه ماء ويشربون وسط البحر
قال والأمر مشهور في السفانية ومعروف للجميع
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Nov 2006, 08:53 م]ـ
في بدائع الفوائد للعلامة ابن القيم 3/ 1119:
فائدة
تأمل سر (الم) كيف اشتملت على هذه الحروف الثلاثة فالألف إذا بدىء بها أولا كانت همزة، وهي أول المخارج من أقصى الصدر، واللام من وسط مخارج الرحوف، وهي أشد الحروف اعتمادا على اللسان، والميم آخر الحروف ومخرجها من الفم، وهذه الثلاثة هي أصول مخارج الحروف أعني: الحلق واللسان والشفتين، وترتبت في التنزيل من البداية إلى الوسط إلى النهاية.
فهذه الحروف تعتمد المخارج الثلاثة التي تتفرع منها ستة عشر مخرجا، فيصير منها تسعة وعشرون حرفا عليها مدار كلام الأمم الأولين والآخرين مع تضمنها سرا عجيبا
وهو:
أن الألف البداية، واللام التوسط، والميم النهاية، فاشتملت الأحرف الثلاثة على البداية والنهاية والواسطة بينهما، وكل سورة استفتحت بهذه الأحرف الثلاثة، فهي مشتملة على بدء الخلق ونهايته وتوسطه، فمشتملة على تخليق العالم وغايته، وعلى التوسط بين البداية والنهاية من التشريع والأوامر، فتأمل ذلك في البقرة وآل عمران وتنزيل السجدة وسورة الروم.
وتأمل اقتران الطاء بالسين والهاء في القرآن، فإن الطاء جمعت من صفات الحروف خمس صفات لم يجمعها غيرها وهي: الجهر والشدة والاستعلاء والإطباق، والسين مهموس رخو مستفل صفيري منفتح فلا يمكن أن يجمع إلى الطاء حرف يقابلها كالسين والهاء فذكر الحرفين اللذين جمعا صفات الحروف، وتأمل السور التي اشتملت على الحروف المفردة كيف تجد السورة مبنية على كلمة ذلك الحرف،
فمن ذلك ق والسورة مبنية على الكلمات القافية من ذكر القرآن، وذكر الخلق، وتكرير القول، ومراجعته مرارا، والقرب من ابن آدم، وتلقي الملكين، وقول العبد، وذكر الرقيب، وذكر السائق، والقرين، والإلقاء في جهنم، والتقدم بالوعيد، وذكر المتقين، وذكر القلب، والقرون، والتنقيب في البلاد، وذكر القبل مرتين، وتشقق الأرض، وإلقاء الرواسي فيها، وبسوق النخل، والرزق، وذكر القوم، وحقوق الوعيد، ولو لم يكن إلا تكرار القول والمحاورة،
وسر آخر وهو: أن كل معاني هذه السورة مناسبة لما في حرف القاف من الشدة والجهر والعلو والانفتاح.
وإذا أردت زيادة إيضاح هذا فتأمل ما اشتملت عليه سورة ص من الخصومات المتعددة، فأولها خصومة الكفار مع النبي صلى الله عليه وسلم وقولهم: أجعل الآلهة لها واحد إلى أخر كلامهم، ثم اختصام الخصمين عند داود، ثم تخاصم أهل النار، ثم اختصم الملأ الأعلى في العلم، وهو: الدرجات والكفارات، ثم مخاصمة إبليس واعتراضه على ربه في أمره بالسجود لآدم، ثم خصامه ثانيا في شأن بنيه وحلفه ليغوينهم أجمعين إلا أهل الإخلاص منهم، فليتأمل اللبيب الفطن: هل يليق بهذه السورة غير ص؟ وسورة ق غير حرفها؟
وهذه قطرة من بحر من بعض أسرار هذه الحروف، والله أعلم.
.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[10 Nov 2006, 01:02 م]ـ
قال الصفدي في الغيث المسجم 1/ 36:
ويقال: إن الحسين بن السمّاك كان يتكلم على رؤوس الناس بجامع المدينة، وكان لا يحسن شيئا من العلوم إلا ما شاء الله، وكان مطبوعا بالتكلم على مذاهب الصوفية، فرفعت إليه رقعة فيها:
ما تقول السادة الفقهاء في رجل مات وخلف كذا وكذا؟
فلما فتحتها ورأى ما فيها من الفرائض رماها من يده، وقال: أنا أتكلم على مذاهب أقوام إذا ماتوا لم يخلفوا شيئا!
فعجب الحاضرون من سرعة جوابه.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[18 Nov 2006, 11:17 م]ـ
في معجم الأدباء لياقوت 2/ 335:
وحدث أبو أحمد الحسين بن عبد الله العسكري في كتاب التصحيف له عن أبيه عن عسل بن ذكوان عن الرياشي قال: توفي ابن لبعض المهالبة، فأتاه شبيب بن شيبة المنقري يعزيه، وعنده بكر بن حبيب السهمي، فقال شبيب: بلغنا أن الطفل لا يزال محبنطئا على باب الجنة يشفع لأبويه.
فقال بكر بن حبيب: إنما هو محبنطيا غير مهموز.
فقال له شبيب: أتقول لي هذا وما بين لابتيها أفصح مني!
فقال بكر: وهذا خطأ ثان ما للبصرة وللوب؟! لعلك غرك قولهم: ما بين لابتي المدينة، يريدون الحرة.
قال أبو أحمد: والحرة أرض تركبها حجارة سود، وهي اللابة، وجمعها لابات، فإذا كسرت فهي اللوب واللاب، وللمدينة لابتان من جانبيها، وليس للبصرة لابة ولا حرة.
قال أبو عبيدة: المحبنطي بغير همزة هو: المنتصب المستبطىء للشيء، والمحبنطيء بالهمز: العظيم البطن المنتفخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[19 Nov 2006, 10:05 م]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ عبدالرحمن على هذه الفوائد والفرائد ...
البحر الذي سألت عنه أخانا الجكني،هو نهر السنغال،وقد صرّح به الشيخ ـ رحمه الله ـ في نفس الموضع الذي تفضل بذكره أخونا الجكني،وهذا نص كلام الشيخ هناك:
(
وقوله: {وهذا مِلْحٌ أُجَاجٌ} أي البحر الملح، كالبحر المحيط، وغيره من البحار التي هي ملح أجاج، وعلى هذا التفسير فلا إشكال.
وأما على القول الثاني بأن مرج بمعنى خلط، فالمعنى: أنه يوجد في بعض المواضع اختلاط الماء الملح والماء العذب في مجرى واحد، ولا يختلط أحدهما بالآخر، بل يكون بينهما حاجز من قدرة الله تعالى، وهذا محقق الوجود في بعض البلاد، ومن المواضع التي هو واقع فيها المحل الذي يختلط فيه نهر السنغال بالمحيط الأطلسي بجنب مدينة سانلويس، وقد زرت مدينة سانلويس عام ست وستين وثلاثمائة وألف هجرية، واغتسلت مرة في نهر السنغال، ومرة في المحيط، ولم آت محل اختلاطهما، ولكن أخبرني بعض المرافقين الثقاة أنه جاء إلى محل اختلاطهما، وأنه جالس يغرف بإحدى يديه عذباً فراتاً، وبالأخرى ملحاً أجاجاً، والجمع في مجرى واحد، لا يختلط أحدهما بالآخر. فسبحانه جل وعلا ما أعظمه، وما أكمل قدرته).
ـ[القعقاع محمد]ــــــــ[21 Nov 2006, 12:16 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[26 Nov 2006, 08:37 م]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ عمر وجزاك خيرا.
الأخ القعقاع وجزاك الله خيرا.
قال الشيخ علي الطنطاوي:
ومما حدث لي أنني:
لما كنت أعمل في العراق سنة 1936 نقلت مرة من بغداد إلى البصرة أثر خصومة بيني وبين مفتش دخل الصف فسمع الدرس.
فلما خرج (نافق) لي فقال: إنه معجب بكتاباتي وفضلي، و (نافقت) له فقلت: إني مكبر فضله وأدبه، وأنا لم أسمع اسمه من قبل، ثم شرع ينتقد درسي فقلت: ومن أنت يا هذا؟ وقال لي وقلت له ...
وكان مشهدا طريفا أمام التلاميذ ... رأوا فيه مثلا أعلى من (تفاهم) أخوين، وصورة من تهذيب الأخلاق.
ثم كتبت عنه مقالة كسرت بها ظهره، فاستقال و (طار) إلى بلده، ونقلت أنا عقوبة إلى البصرة.
وصلت البصرة فدخلت المدرسة، فسألت عن صف (البكالوريا) بعد أن نظرت إلى لوحة البرنامج، ورأيت أن الساعة لدرس الأدب، وتوجهت إلى الصف من غير أن أكلم أحدا أو أعرفه بنفسي.
فلما دنوت من بابا الصف وجدت المدرس، وهو كهل بغدادي على أبواب التقاعد، يخطب التلاميذ يودعهم وسمعته يوصيهم (كرما منه) بخلفه الأستاذ الطنطاوي، ويقول هذا وهذا ويمدحني ...
فقلت: إنها مناسبة طيبة لأمدحه أنا أيضا وأثني عليه، ونسيت أني حاسر الرأس، وأني من الحر أحمل معطفي على ساعدي، وأمشي بالقميص وبالأكمام القصار، فقرعت الباب قرعا خفيفا، وجئت ادخل؛ فالتفت إلي وصاح: إيه زمال وين فايت؟ (والزمال الحمار في لغة البغداديين) فنظرت لنفسي هل أذني طويلتان؟ هل لي ذيل؟ ... فقال: شنو ما تفتهم (تفهم) أما زمال صحيح.
وانطلق بـ (منولوج) طويل فيه من ألوان الشتائم ما لا أعرفه، وأنا أسمع مبتسما.
ثم قال: تعال نشوف تلاميذ آخر زمان، وقف احك شو تعرف عن البحتري، حتى تعرف أنك زمال ولاّ لأ؟
فوقفت وتكلمت كلاما هادئا متسلسلا، بلهجة حلوة، ولغة فصيحة. وبحثت وحللت وسردت الشواهد وشرحتها، وقابلت بينه وبين أبي تمام، وبالاختصار ألقيت درسا يلقيه مثلي ...
والطلاب ينظرون مشدودين، ممتدة أعناقهم، محبوسة أنفاسهم، والمدرس المسكين قد نزل عن كرسيه، وانتصب أمامي، وعيناه تكادان تخرجان من محجريهما من الدهشة، ولا يملك أن ينطق، ولا أنظر إليه كأني لا أراه حتى قرع الجرس ... قال: من أنت؟ ما اسمك؟ قلت: علي الطنطاوي!
وأدع للسامعين الكرام أن يتصوروا موقفه!
روائع الطنطاوي ص167 نقله من كتابه «من حديث النفس» ص118.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[01 Jan 2007, 01:08 م]ـ
في سير أعلام النبلاء 8/ 289:
قال إبراهيم الحربي: كان والد هشيم (1) صاحب صحناء (2) وكامخ، فكان يمنع هشيما من الطلب، فكتب العلم حتى ناظر أبا شيبة القاضي، وجالسه، في الفقه.
قال: فمرض هشيم، فجاء أبو شيبة يعوده، فمضى رجل إلى بشير، فقال: الحق ابنك، فقد جاء القاضي يعوده!
فجاء، فوجد القاضي في داره، فقال: متى أملت أنا هذا؟!
قد كنت يا بني أمنعك، أما اليوم فلا بقيت أمنعك. اهـ
كم في أبناء المسلمين اليوم من حاله نحو حال هشيم، وهم بحاجة إلى من يكلفهم وينشئوهم على العلم.
--------------
(1) هشيم بن بشير الواسطي، قال عنه الذهبي في السير 8/ 287: الإمام شيخ الإسلام محدث بغداد وحافظها.
(2) الصحناء: بكسر الصاد: إدام يتخذ من السمك يمد ويقصر، والكامخ، ما يؤتدم به، أو المخللات المشهية، والكلمتان معربتان.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[31 Jan 2007, 02:16 م]ـ
قال الحافظ ابن رجب في فتح الباري 6/ 156:
وهذه قاعدة مطردة وهي: أنا إذا وجدنا حديثاً صحيحاً صريحاً فِي حكم من الأحكام، فإنه لا يرد باستنباط من نَصَّ آخر لَمْ يسق لذلك المعنى بالكلية، فلا ترد أحاديث تحريم صيد المدينة بما يستنبط من حَدِيْث النغير، ولا أحاديث توقيت صلاة العصر الصريحة بحديث: «مثلكم فيما خلا قبلكم من الأمم كمثل رَجُل استأجر أجراء» - الحَدِيْث، ولا أحاديث: «ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة» بقوله: «فيما سقت السماء العشر».
وقد ذكر الشَّافِعِيّ أن هَذَا لَمْ يسق لبيان قدر مَا يجب مِنْهُ الزَّكَاةِ، بل لبيان قدر الزَّكَاةِ، وما أشبه هَذَا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[29 Mar 2007, 07:02 م]ـ
في معجم الأدباء 2/ 32
في ترجمة أحمد بن محمد بن جعفر بن مختار الواسطي أبو علي النحوي ...
قال ياقوت: حدثني أبو عبد الله محمد بن سعد بن الحجاج الدبيثي قال حدثني عبد الوهاب بن غالب عن الشريف أبي العلاء ابن التقي قال قدم إلى واسط في بعض الأعوام عسكر الأعاجم فنهبوا قطعة من البلد، و نهبوا دكان الشيخ أبي علي بن مختار و نزلوا بداره.
قال الشريف: فدخلت معه إليهم نستعطفهم أن يردوا عليه بعض ما أخذوه منه، فلم نر لذلك وجها، و خرجنا و هو يقول:
تذكرت ما بين العذيب و بارق * مجرَّ عوالينا و مجرى السوابق
ثم التفت إلي فقال: ما العامل في الظرف في هذا البيت؟
فقلت له: يا سيدي ما أشغلك ما أنت فيه عن النحو والنظر فيه؟!
فقال: يا بني و ما يفيدني إذا حزنت؟!
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Jun 2007, 09:12 م]ـ
قال ابن الجوزي في المنتظم 10/ 215:
وكان يُقرأ عنده [الوزير ابن هبيرة] الحديث في كل يوم بعد العصر، فحضر فقيه مالكي، فذكرت مسألة، فخالف فيها ذلك الفقيه فاتفق الوزير وجميع العلماء على شيء، وذلك الفقيه يخالف، فبدر من الوزير أن قال له: أحمار أنت! أما ترى الكل يخالفونك وأنت مصر.
فلما كان في اليوم الثاني قال الوزير للجماعة: جرى مني بالأمس ما لا يليق بالأدب حتى قلت له تلك الكلمة، فليقل لي كما قلت له، فما أنا إلا كأحدكم، فضج المجلس بالبكاء، وأخذ ذلك الفقيه يعتذر، ويقول: أنا أولى بالاعتذار، والوزير يقول: القصاص القصاص.
فقال يوسف الدمشقي: يا مولانا إذا أبى القصاص فالفداء.
فقال الوزير: له حكمه.
فقال الرجل: نعمك علي كثيرة فأي حكم بقي لي؟!
قال: لا بد.
قال: علي بقية دين مائة دينار.
فقال: يعطى مائة دينار لإبراء ذمته، ومائة لإبراء ذمتي، فأحضرت في الحال، فلما أخذها قال الوزير: عفا الله عنك وعني وغفر لك ولي.
ـ[شعلة2]ــــــــ[04 Jun 2007, 05:55 م]ـ
قال السخاوي في الغاية ص:142
ويموت هو: ابن المزرع بن يموت البغدادي، كان يقول فيما رويناه عنه: بليت بالاسم الذي سماني به أهلي، فإني إذا عدت فاستأذنت عليه، فقيل: من ذا؟ أسقط اسمي، فأقول: ابن المزرع.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[04 Jul 2007, 02:23 ص]ـ
بارك الله فيك
في تَارِيخِ بَغْدَادَ لِابْنِ النَّجَّارِ: أَنَّ الشَّيْخَ أَبَا إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيِّ أَرَادَ الْخُرُوجَ مَرَّةً مِنْ بَغْدَادَ، فَاجْتَازَ بَعْضَ الطَّرِيقِ، وَإِذَا بِرَجُلٍ عَلَى رَأْسِهِ سَلَّةٌ فِيهَا بَقْلٌ، وَهُوَ يَقُولُ لِآخَرَ: مَذْهَبُ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي تَرَاخِي الِاسْتِثْنَاءِ غَيْرُ صَحِيحٍ.
وَلَوْ صَحَّ لَمَا قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِأَيُّوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ {وَخُذْ بِيَدِك ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ} بَلْ كَانَ يَقُولُ لَهُ: اسْتَثْنِ، وَلَا حَاجَةَ إلَى التَّوَسُّلِ إلَى الْبِرِّ بِذَلِكَ، فَقَالَ الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ: بَلْدَةٌ فِيهَا رَجُلٌ يَحْمِلُ الْبَقْلَ يَرُدُّ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ: لَا تَسْتَحِقُّ أَنْ يُخْرَجُ مِنْهَا.
بواسطة شرح الكوكب المنير 3/ 302
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[02 Aug 2007, 01:14 م]ـ
قال ابن القيم في زاد المعاد 3/ 235:
أَكْثَرُ الْخَلْقِ بَلْ كُلّهُمْ إلّا مَنْ شَاءَ اللّهُ يَظُنّونَ بِاَللّهِ غَيْرَ الْحَقّ ظَنّ السّوْءِ؛ فَإِنّ غَالِبَ بَنِي آدَمَ يَعْتَقِدُ أَنّهُ مَبْخُوسُ الْحَقّ نَاقِصُ الْحَظّ، وَأَنّهُ يَسْتَحِقّ فَوْقَ مَا أَعْطَاهُ اللّهُ، وَلِسَانُ حَالِهِ يَقُولُ: ظَلَمَنِي رَبّي وَمَنَعَنِي مَا أَسْتَحِقّهُ، وَنَفْسُهُ تَشْهَدُ عَلَيْهِ بِذَلِكَ، وَهُوَ بِلِسَانِهِ يُنْكِرُهُ وَلَا يَتَجَاسَرُ عَلَى التّصْرِيحِ بِهِ، وَمَنْ فَتّشَ نَفْسَهُ وَتَغَلْغَلَ فِي مَعْرِفَةِ دَفَائِنِهَا وَطَوَايَاهَا = رَأَى ذَلِكَ فِيهَا كَامِنًا كُمُونَ النّارِ فِي الزّنَادِ؛ فَاقْدَحْ زِنَادَ مَنْ شِئْت يُنْبِئْك شَرَارُهُ عَمّا فِي زِنَادِهِ، وَلَوْ فَتّشْت مَنْ فَتّشْته = لَرَأَيْت عِنْدَهُ تَعَتّبًا عَلَى الْقَدَرِ، وَمَلَامَةً لَهُ، وَاقْتِرَاحًا عَلَيْهِ خِلَافَ مَا جَرَى بِهِ، وَأَنّهُ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ كَذَا وَكَذَا، فَمُسْتَقِلّ وَمُسْتَكْثِرٌ، وَفَتّشْ نَفْسَك هَلْ أَنْتَ سَالِمٌ مِنْ ذَلِكَ؟
فَإِنْ تَنْجُ مِنْهَا تَنْجُ مِنْ ذِي عَظِيمَةٍ ** وَإِلّا فَإِنّي لَا إِخَالُك نَاجِيًا
فَلْيَعْتَنِ اللّبِيبُ النّاصِحُ لِنَفْسِهِ بِهَذَا الْمَوْضِعِ، وَلْيَتُبْ إلَى اللّهِ تَعَالَى، وَلِيَسْتَغْفِرْهُ كُلّ وَقْتٍ مِنْ ظَنّهِ بِرَبّهِ ظَنّ السّوْءِ، وَلْيَظُنّ السّوءَ بِنَفْسِهِ الّتِي هِيَ مَأْوَى كُلّ سُوءٍ وَمَنْبَعُ كُلّ شَرّ، الْمُرَكّبَةُ عَلَى الْجَهْلِ وَالظّلْمِ، فَهِيَ أَوْلَى بِظَنّ السّوءِ مِنْ أَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ، وَأَعْدَلِ الْعَادِلِينَ، وَأَرْحَمِ الرّاحِمِينَ، الْغَنِيّ الْحَمِيدِ، الّذِي لَهُ الْغِنَى التّامّ، وَالْحَمْدُ التّامّ، وَالْحِكْمَةُ التّامّةُ، الْمُنَزّهُ عَنْ كُلّ سُوءٍ فِي ذَاتِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ وَأَسْمَائِهِ، فَذَاتُهُ لَهَا الْكَمَالُ الْمُطْلَقُ مِنْ كُلّ وَجْهٍ، وَصِفَاتُهُ كَذَلِكَ، وَأَفْعَالُهُ كَذَلِكَ كُلّهَا حِكْمَةٌ وَمَصْلَحَةٌ وَرَحْمَةٌ وَعَدْلٌ وَأَسْمَاؤُهُ كُلّهَا حُسْنَى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سعود الغيهب]ــــــــ[09 Aug 2007, 06:11 م]ـ
السلام عليكم
جهد جبار تشكر عليه ,وسلمت أناملك أخي الكريم ,وجعل الله في كل حرف أضعاف مضاعفة من الأجر
في نفسي سؤال وتقبله بصدر رحب ,هل أنت من قام بجمع هذا من بطون الكتب ,أما نقلته من بعض المنتديات, للأمانة العلمية
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[10 Aug 2007, 12:58 م]ـ
جزاك الله خيرا وتقبل دعاءك
كل ما ذكرته هنا إنما نقلته واستفدته من كتب العلماء، وكل معلومة ذكرت مصدرها بجوارها.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[10 Aug 2007, 02:47 م]ـ
قال الحافظ أبو زرعة الدمشقي: حدثنا عبيد بن حبان عن مالك قال: بلغني عن القاسم بن محمد كلمة أعجبتني، وذاك أنه قال: من الرجال رجال لا تذكر عيوبهم. تاريخه ص193.
وفي سير أعلام النبلاء 8/ 398: روى عبدان بن عثمان عن عبدالله [بن المبارك الإمام] قال: إذا غلبت محاسن الرجل على مساوئه = لم تذكر المساوئ، وإذا غلبت المساوئ عن المحاسن = لم تذكر المحاسن.
وروى الخطيب البغدادي في الكفاية ص138: من طريق مالك بن أنس قال: سمعت الزهري يقول: سمعت سعيد بن المسيب يقول: «ليس من شريف ولا عالم ولا ذي سلطان إلا وفيه عيب، لا بد، ولكن من الناس من لا تذكر عيوبه، من كان فضله أكثر من نقصه وهب نقصه لفضله».
وقال العلامة ابن القيم في مفتاح دار السعادة ص176:
«من قواعد الشرع والحكمة أيضا: أن من كثرت حسناته وعظمت، وكان له في الإسلام تأثير ظاهر؛ فإنه يحتمل له مالا يحتمل لغيره، ويعفي عنه مالا يعفي عن غيره؛ فإن المعصية خبث، والماء إذا بلغ قلتين = لم يحمل الخبث، بخلاف الماء القليل؛ فإنه يحمل أدنى خبث».
ـ[سعود الغيهب]ــــــــ[10 Aug 2007, 10:00 م]ـ
أقول: ماشاء الله عليك , لا تلومني اذا أتاني شك من هذا التدوين العظيم أهو من جهدك أو جهد أناس غيرك
فنحن في زمن قلت فيه الهمم وكثرت المغريات ,وقل من سلك الطريق الذي سلكته ,وإن شاء الله الطريق منتهاه جنات النعيم ,وجعلنا الله وإياكم منها.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[17 Aug 2007, 05:43 م]ـ
بارك الله فيك ووفقك في كلامك مبالغة كبيرة، وليس هذا تدوينا عظيما؛ بل هذه فوائد مبعثرة أكثر طلبة العلم قد سجلوا أكثر وأنفع منها.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[17 Aug 2007, 05:43 م]ـ
قال الحافظ ابن أبي الدنيا في كتابه مدارة الناس ص114 - 115:
حدثنا أحمد بن جميل المروزي حدثنا عبد الله بن المبارك أخبرنا إسرائيل عن أبي يحيى عن مجاهد عن ابن عباس قال: " إذا أردت أن تذكر عيوب صاحبك فاذكر عيوب نفسك ".
حدثنا الحسن بن منصور حدثنا حجاج بن محمد عن المسعودي عن عون بن عبد الله قال: " ما أحسب أحدا تفرغ لعيوب الناس إلا من غفلة غفلها عن نفسه ".
حدثنا محمد بن بشير حدثنا جميع بن عبد الله الهجيمي عن عبد الله بن بكر بن عبد الله المزني عن أبيه قال: " إذا رأيتم الرجل موكلا بذنوب الناسِ ناسٍ لذنوبه = فاعلموا أنه قد مكر به ".
وروى البيهقي في الزهد الكبير: عن ذي النون المصري أنه قال: «من نظر في عيوب الناس، عمي عن عيوب نفسه ... »
روى أبو الشيخ بن حيان في كتاب «النكت والنوادر» عن عبد الله بن وهب قال: قال مالك بن أنس رضي الله عنه: «كان عندنا بالمدينة قوم لا عيوب لهم تكلموا في عيوب الناس = فصارت لهم عيوب، وكان عندنا قوم لهم عيوب سكتوا عن عيوب الناس = فنسيت عيوبهم».
قلت:
عائب الناس وإن كا * ن سليما يستعاب
والذي يمسك عن عيـ * ـب الورى سوف يهاب
ما دخول المرء فيما * ليس يعنيه صواب.
انتهى من خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر، للمحبي.
وقال السري السقطي: «ما رأيت شيئا أحبط للأعمال، ولا أفسد للقلوب، ولا أسرع في هلاك العبد، ولا أدوم للأحزان، ولا أقرب للمقت، ولا ألزم لمحبة الرياء والعجب والرياسة؛ من قلة معرفة العبد نفسه، ونظره في عيوب الناس؛ لاسيما إن كان مشهورا معروفا بالعبادة، وامتد له الصيت حتى بلغ من الثناء ما لم يكن يؤمله، وتربص في الأماكن الخفية بنفسه، وسراديب الهوى، وفي تجريحه في الناس ومدحه فيهم». الطبقات الكبرى للشعراني! ص73.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[02 May 2008, 09:54 م]ـ
قال أبو نعيم في الحلية 7/ 41:
(يُتْبَعُ)
(/)
حدثنا محمد بن علي ثنا عبدالله بن أحمد بن عيسى ثنا الحسين بن معاذ الحجبي ثنا أبو هشام ثنا داود عن أبيه قال: كنت مع سفيان الثوري فمررنا بشرطي نائم، وقد حان وقت الصلاة، فذهبت أحركه، فصاح سفيان: مه!
فقلت: يا أبا عبدالله يصلي، فقال: دعه لا صلى الله عليه، فما استراح الناس حتى نام هذا.
نحوه:
قال ابن القيم في إعلام الموقعين 3/ 16:
وسمعت شيخ الإسلام ـ قدّس الله روحه، ونوَّر ضريحه ـ يقول: مررت أنا وبعض أصحابي في زمن التتار بقوم منهم يشربون الخمر، فأنكر عليهم من كان معي؛ فأنكرتُ عليه، وقلت له: إنما حرم الله الخمر؛ لأنها تصد عن ذكر الله وعن الصلاة، وهؤلاء يصدهم الخمر عن قتل النفوس، وسبي الذرية، وأخذ الأموال، فدعهم.
وذكر شيخ الإسلام معناه في الاستقامة ص426:
وأما الكفار فزوال عقل الكافر خير له وللمسلمين. أما له؛ فلأنه لا يصده عن ذكر الله وعن الصلاة بل يصده عن الكفر والفسق، وأما للمسلمين؛ فلأن السكر يوقع بينهم العداوة والبغضاء فيكون ذلك خيرا للمؤمنين، وليس هذا إباحة للخمر والسكر، ولكنه دفع لشر الشرين بأدناهما. ولهذا كنت آمر أصحابنا أن لا يمنعوا الخمر عن أعداء المسلمين من التتار والكرج ونحوهم، وأقول إذا شربوا لم يصدهم ذلك عن ذكر الله وعن الصلاة بل عن الكفر والفساد في الأرض، ثم إنه يوقع بينهم العداوة والبغضاء، وذلك مصلحة للمسلمين، فصحوهم شر من سكرهم، فلا خير في إعانتهم على الصحو، بل قد يستحب أو يجب دفع شر هؤلاء بما يمكن من سكر وغيره، فهذا في حق الكفار.
ومن الفساق الظلمة من إذا صحا كان في صحوه من ترك الواجبات وإعطاء الناس حقوقهم ومن فعل المحرمات والاعتداء في النفوس والأموال ما هو أعظم من سكره؛ فإنه إذا كان يترك ذكر الله والصلاة في حال سكره، ويفعل ما ذكرته في حال صحوه، وإذا كان في حال صحوه يفعل حروبا وفتنا لم يكن في شربه ما هو أكثر من ذلك، ثم إذا كان في سكره يمتنع عن ظلم الخلق في النفوس والأموال والحريم ويسمح ببذل أموال تؤخذ على وجه فيه نوع من التحريم ينتفع بها الناس = كان ذلك أقل عذابا ممن يصحو فيعتدى على الناس في النفوس والأموال والحريم، ويمنع الناس الحقوق التي يجب أداؤها.
فالحاصل أنه تجب الموازنة بين الحسنات والسيئات التي تجتمع في هذا الباب وأمثاله وجودا وعدما كما قررت مثل ذلك في قاعدة تعارض السيئات والحسنات.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[16 May 2008, 09:34 م]ـ
قال العلامة ابن الجوزي في صيد الخاطر ص724:
وقد روينا أن رجلاً استأذن على قاضي القضاة ابن أبي داؤد و قال: قولوا: أبو جعفر بالباب! فلما سمع؛ هش لذلك وقال: ائذنوا له!
فدخل، فقام، و تلقاه و أكرمه وأعطاه خمسة آلاف، و ودعه.
فقيل له: رجل من العوام فعلت به هذا؟!
قال: إني كنت فقيراً، و كان هذا صديقاً، فجئته يوماً فقلت له: أنا جائع.
فقال: اجلس، و خرج، فجاء بشواء و حلوى و خبز فقال: كل.
فقلت: كل معي.
قال: لا.
قلت: و الله لا آكل حتى تأكل معي، فأكل فجعل الدم يجري من فمه.
فقلت: ما هذا؟!
فقال: مرض.
فقلت: و الله؛ لا بد أن تخبرني.
فقال: إنك لما جئتني لم أكن أملك شيئاً، و كانت أسناني مضببة بشريط من ذهب، فنزعنه و اشتريت به!
فهلا أكافئ مثل هذا؟!
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[19 Jun 2008, 04:41 م]ـ
قال العلامة المعلمي ـ رحمه الله ـ في كتابه التنكيل 1/ 57: كان في اليمن في قضاء الحجرية قاض كان يجتمع إليه أهل العلم ويتذاكرون وكنت أحضر مع أخي فلاحظت أن ذلك القاضي مع أنه أعلم الجماعة فيما أرى لا يكاد يجزم في مسألة، وإنما يقول: " في حفظي كذا، في ذهني كذا " ونحو ذلك فعلمت أنه ألزم نفسه تلك العادة حتى فيما يجزم به، حتى إذا اتفق أن أخطأ كان عذره بغاية الوضوح.
وفي ثقات المحدثين من هو أبلغ تحرياً من هذا، ولكنهم يعلمون أن الحجة إنما تقوم بالجزم، فكانوا يجزمون فيما لا يرون للشك فيه مدخلاً، ويقفون عن الجزم لأدنى احتمال، روي أن شعبة سأل أيوب السختياني عن حديث فقال: أشك فيه، فقال شعبة: شكك أحب إلي من يقين غيرك. وقال النضر بن شميل عن شعبة لأن أسمع من ابن عون حديثاً يقول فيه "أظن أني سمعته" أحب إليَّ من أن أسمع من ثقة غيره يقول: قد سمعت. وعن شعبة قال: " شك ابن عون وسليمان التيمي يقين ".
وذكر يعقوبُ بن سفيان حمادَ بن زيد فقال: معروف بأنه يقصر في الأسانيد ويوقف المرفوع كثير الشك بتوقيه، وكان جليلاً، لم يكن له كتاب يرجع إليه فكان أحياناً يذكر فيرفع الحديث وأحياناً يهاب الحديث ولا يرفعه.
وبالغ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب فكان إذا سئل عن شيء لا يجيب حتى يرجع إلى الكتاب.
قال أبو طاهر السلفي: سألت أبا الغنائم النرسي عن الخطيب فقال: " جبل لا يسأل عن مثله ما رأينا مثله، وما سألته عن شيء فأجاب في الحال إلا يرجع إلى كتابه ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[26 Jun 2008, 07:36 م]ـ
قال الشيخ أحمد بن محمد الأمين بن أحمد الجكني حدثني شيخي ـ أي: الإمام المفسر محمد الأمين ـ قال: بينا أنا في أحد الفصول أثناء درس إذ ناولني ساعي البريد برقية من أحد إخوتي عزيز عليَّ، يقول فيها: لقد تقرر تسفيري أنا ومن أعول، ولقد خرجت في كفالة أحد الإخوان على أن يحضرني للسفر يوم الأربعاء المقبل، أي: بعد أسبوع واحد.
ولما أنتهت الحصة وجدت سماحة المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم في غرفة استراحة المدرسين، فأخبرته بالبرقية، وما تفيده، فما الذي ترى يا سماحة الشيخ؟
فقال: هذه أمور لا نتدخل فيها بتاتا، فقلت له: ابعثوا إذاً من يقطع لي تذكرتَ سفرٍ إلى جدة ليحجز لي مقعدا في أول طائرة إليها.
فقال سماحته: أثناء السنة الدراسية! ومَن لجدولك؟
فقلت: أمر عجيب منك هذا يا سماحة الشيخ محمد! أخبرك أن ولدي في السجن يراد تسفيره، وتفيدني بعدم اهتمامك بذلك، وتريد مني أن أجلس أعلم أولادك!
فقال سماحته: وماذا تريد بجدة؟
قال قلت: لا أكتمك، بأني أريد أن آتي ذاك الكافر "قنصل فرنسا" أدفع له رشوة، وأريد منه أن يتوسط لدى هذه الحكومة المسلمة لتترك هؤلاء المسلمين يصلون ركعتين بأحد الحرمين من غير إزعاج.
قال شيخنا: وعند ذلك قال سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم: يعلم الله أنه ما سبق أن تدخلنا في موضوع كهذا، ولكن فضيلتكم ليس عندنا مثل الناس، وعندي اقتراح على فضيلتكم: أن تكتب إلى الإمام كتابا توضح فيه وضع هؤلاء الإخوان، وترجو منه بموجبه أن ينظر إليهم بعين الرحمة، قال: وأنا رسولك إليه أضعه بيده بإذن الله، وعسى أن يكون الخير.
قال شيخنا ـ عليه رحمة الله ـ: فكتبت إلى جلالة الملك عبد العزيز كتابا مضمونه: أن هؤلاء إنما أتوا من استعمار غاشم همه القضاء على تقاليد الشعوب الدينية، وعلى لغاتهم وحيث إ نه لم يسبق لأحد من هؤلاء التدخل في سياسة ولم يسبق لأحدهم إصابة حد من حدود الله؛ فإني أسترحم لهم عطف جلالتكم الكريم بأمركم بعدم تسفير أحد منهم، قال: فذهب سماحته بالخطاب وسلمه لجلالة الملك وكلمه مشافهة في الموضوع، فأستدعى جلالته أحد أفراد مكتبه، قال: اذهب إلى القائمة بهذا المعروض، ثم ائتني حالا بالجواب، وقد كتب عليه: هل يوجد شنقيطي متدخل في سياسة؟ أو أصاب أحد منهم حدا من حدود الله؟
فجاء الرد: لا يوجد. فأرسل جلالته ـ عليه رحمة الله وأسكنه فسيح جناته ـ برقية تعميمية إلى مدير الأمن العام مفادها: الشناقطة إخوان الشيخ محمد الأمين لا تتعرضوا لهم ومن رغب منهم في الرعوية السعودية أعطوه بدون قيد ولا شرط.
مجالس مع فضيلة الشيخ محمد الأمين الجكني الشنقيطي ص75.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[29 Jun 2008, 12:13 ص]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في «جواب الاعتراضات المصرية على الفتيا الحموية» ص44: ـ في كلامه على خبر الواحد الذي تلقته الأمة بالقبول وكونه يفيد العلم اليقيني عند جماهير العلماء ـ وقد ذكره أبو عمرو بن الصلاح وصححه ولكنه لم يعرف مذاهب الناس فيه فيتقوى بها، وإنما قاله بموجب الحجة. وظن من اعترضه من المشايخ الذين فيهم علم ودين وليس لهم بهذا الباب خبرة تامة، لكنهم يرجعون إلى ما يجدونه في مختصر أبي عمرو بن الحاجب ونحوه من مختصر أبي الحسن الآمدي والمحصل ونحوه من كلام أبي عبد الله الرازي وأمثاله، وظنوا أن الذي قاله أبو عمرو في جمهور أحاديث الصحيحين قول انفرد به عن الجمهور، وليس كذلك، وبل عامة أئمة الفقهاء وكثير م المتكلمين أو أكثرهم وجميع علماء الحديث على ما ذكره الشيخ أبو عمرو.
وليس كل من وجد العلم قدر على التعبير عنه والاحتجاج له، فالعلم شيء، وبيانه شيء آخر، والمناظرة عنه وإقامة دليله شيء ثالث، والجواب عن حجة مخالفه شيء رابع. اهـ
كنت أقرأ الكتاب على الشيخ البراك ـ حفظه الله ـ فلما بلغت هذا أعجبه واستحسنه وأمرني بإعادته، وقال: «ضعه بين قوسين» ثم قال بعد سكتة وتأمل: لا يكاد يوجد من يجمع هذا على العموم!
ـ[جمال القرش]ــــــــ[29 Jun 2008, 05:08 ص]ـ
فضيلة الشيخ / عبد الرحمن السديس - حفظه الله - جزاك الله خيرا على هذا الجهد المبارك، والفوائد القيمة
اقتراح يسير /
لا شك أن كل مقالة تعنى وقفة ومغزى، وفائدة ترغبون في غرسها، وإفادة الناس بها فهلا ذكرتم في بداية المقالة متكرمًا (عنوانا لها)، أو عبارة لطيفة يستفيد القارئ، وهي تفيد كذلك الباحث في موضوع معين بسرعة الوصول للفائدة.
أسأل الله عز وجل أن يسد قلمك ولسانك لما يحبه ويرضاه
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[08 Jul 2008, 12:15 ص]ـ
الأخ الشيخ الفاضل جمال وفقه الله لكل خير
بارك الله فيكم على كلماتكم ودعواتكم الطيبة، وأشكركم على هذا الاقتراح الذي لا شك في حسنه وفائدته، وقد سبق إلى نحوه الشيخ مساعد في بداية الموضوع، ولا شك أن انتقاء عنوان يدل على مضمون المشاركة التي قد تحمل عدة معان وصياغته = يحتاج إلى إعمال فكر وتأمل، وهذا قد يسبب لي فتورا في نقل ما عندي مما أتثاقل أحيانا عن نقله مجردا، وأسأل الله أن ييسر ذلك إن نشطت لجمعها وطباعتها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[08 Jul 2008, 12:19 ص]ـ
قيل لأبي الرقيش الكلابي الأعرابي: لم تسمون أبناءكم بشر الأسماء، نحو: كلب وذئب، وعبيدكم بأحسن الأسماء، نحو: مرزوق ورباح؟
فقال: إنما نسمي أبناءنا لأعدائنا، وعبيدنا لأنفسنا.
يريد أن الأبناء عدة الأعداء وسهام في نحورهم فاختاروا لهم هذه الأسماء.اهـ
من الروض الأنف للسهيلي 1/ 49
ـ[جمال القرش]ــــــــ[10 Jul 2008, 11:10 م]ـ
إن أذنتم لي - فضيلة الشيخ - أن أضع مسمى أو عنوانًا لعله يفي بالمقصود من المقالات التي ذكرتموها وفقكم الباري.
عنوان المقالة: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)، أو (من جاء بالحسنة فله خير منها)
قال العلامة ابن الجوزي في صيد الخاطر ص724:
وقد روينا أن رجلاً استأذن على قاضي القضاة ابن أبي داؤد و قال: قولوا: أبو جعفر بالباب! فلما سمع؛ هش لذلك وقال: ائذنوا له!
فدخل، فقام، و تلقاه و أكرمه وأعطاه خمسة آلاف، و ودعه.
فقيل له: رجل من العوام فعلت به هذا؟!
قال: إني كنت فقيراً، و كان هذا صديقاً، فجئته يوماً فقلت له: أنا جائع.
فقال: اجلس، و خرج، فجاء بشواء و حلوى و خبز فقال: كل.
فقلت: كل معي.
قال: لا.
قلت: و الله لا آكل حتى تأكل معي، فأكل فجعل الدم يجري من فمه.
فقلت: ما هذا؟!
فقال: مرض.
فقلت: و الله؛ لا بد أن تخبرني.
فقال: إنك لما جئتني لم أكن أملك شيئاً، و كانت أسناني مضببة بشريط من ذهب، فنزعنه و اشتريت به!
فهلا أكافئ مثل هذا؟!
لكم خالص تقديري(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[20 Jul 2008, 05:55 م]ـ
أحسن الله إليك ونفع بك.
قال العلامة ابن القيم في إعلام الموقعين 4/ 200: ـ في شرحه لكلمة الإمام أحمد في الخصال التي ينبغي توفرها في المفتي ـ:
وأما قوله: "أن يكون له حلم ووقار وسكينة" فليس صاحب العلم والفتيا إلى شيء أحوج منه إلى الحلم والسكينة والوقار؛ فإنها كسوة علمه وجماله، وإذا فقدها كان علمه كالبدن العاري من اللباس.
وقال بعض السلف: ما قرن شيء إلى شيء أحسن من علم إلى حلم.
والناس ههنا أربعة أقسام:
فخيارهم: من أوتي الحلم والعلم، وشرارهم: من عدمهما، الثالث: من أوتي علما بلا حلم، الرابع: عكسه.
فالحلم زينة العلم وبهاؤه وجماله، وضده الطيش والعجلة والحدة والتسرع وعدم الثبات، فالحليم لا يستفزه البدوات، ولا يستخفه الذين لا يعلمون، ولا يقلقه أهل الطيش والخفة والجهل؛ بل هو وقور ثابت ذو أناة يملك نفسه عند ورود أوائل الأمور عليه، ولا تملكه أوائلها، وملاحظته للعواقب تمنعه من أن تستخفه دواعي الغضب والشهوة، فبالعلم تنكشف له مواقع الخير والشر والصلاح والفساد، وبالحلم يتمكن من تثبيت نفسه عند الخير فيؤثره ويصبر عليه، وعند الشر فيصبر عنه، فالعلم يعرفه رشده، والحلم يثبته عليه، وإذا شئت أن ترى بصيرا بالخير والشر لا صبر له على هذا ولا عن هذا = رأيته، وإذا شئت أن ترى صابرا على المشاق لا بصيرة له = رأيته، وإذا شئت أن ترى من لا صبر له ولابصيره = رأيته، وإذا شئت أن ترى بصيرا صابرا = لم تكد؛ فإذا رأيته فقد رأيت إمام هدى حقا = فاستمسك بغرزه.
قال لي الشيخ عبد الرحمن البراك ـ حفظه الله ـ بعد المقطع الأخير ـ وهو يضحك ـ: والله إنه وَجَدَ!
ثم أنشدني قوله من النونية:
جَرَّبتُ هَذَا كُلَّهُ وَوَقَعت فِي * تِلكَ الشِّبًَاكِ وَكُنتُ ذَا طَيَرَانِ
حَتَّى أتاحَ لِيَ الإِلهُ بِفَضلِهِ * مَن لَيسَ تَجزِيهِ يَدِي وَلِسَانِي
حَبرٌ أتَى مِن أرضِ حَرَّانٍ فَيَا * أهلاً بِمَن قَد جَاءَ مِن حَرَّانِ
فَالله يَجزِيهِ الذِي أهلُه * مِن جَنَّةِ الماوَى مَعَ الرِّضوَانِ
وقوله:
هَذَا وَلَو حَدَّثتُ نَفسِي أنَّهُ * قَبلِي يَمُوتُ لَكَانَ غيرَ الشَّانِ
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[04 Oct 2008, 02:06 ص]ـ
في الدرر الكامنة لابن حجر 3/ 239
في ترجمة عمر بن أبي الحرم بن عبد الرحمن بن يونس الدمشقي ثم المصري الشافعي:
ويقال: إن طالبا بحث معه، فطلب منه النقل، فأخذ نعله وكشف رأس الطالب وصار يضربه ويقول: هذا النقل الذي طلبت! اهـ
فانتبه لرأسك إن كان شيخك كهذا. (مبتسم)
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[27 Dec 2008, 03:09 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
مررت على المروءة و هي تبكي ... * ... فقلتُ لها لما تبكي الفتاة ُ
فقالت كيف لا أبكي و أهلي ... * ... جميعا دون أهل الناس ماتوا
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[27 Dec 2008, 03:16 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
و ميعاد الكريم عليه دَيْنٌ ... * ... فلا تزد الكريمَ على السلام
يُذكِّرُهُ سلامُكَ ما عليْهِ ... * ... و يُغنيك السلام عن الكلام
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[02 Jan 2009, 01:55 ص]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
قال عبد الملك بن عمير: رأيت رأس الحسين رضي الله عنه بين يدي إبن زياد في قصر الكوفة، ثم رأيت رأس ابن زياد بين يدي المختار، ثم رأيت رأس المختار بين يدي مصعب، ثم رأيت رأس مصعب بين يدي عبد الملك.
قال سفيان: فقلت له كم كان بين أول الرؤوس و آخرها؟
قال: إثنا عشرة سنة.
إن للدهر صرعة فاحذرنها ... * ... لا تبيتن قد أمنت الشرورا
قد يبيت الفتى معافى فيردى ... * ... و لقد كان آمنا مسرورا
ـــ
المصدر: {المستطرف في كل فن مستظرف ـ للأبشيهي [ج2/ ص59]
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[02 Jan 2009, 02:20 ص]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
قيل: كان لمحمد المهلبي قبل اتصاله بالسلطان حال ضعيف، فبينما هو في بعض أسفاره مع رفيق من أصحاب الحرث و المحراث إلا أنه من أهل الأدب، إذ أنشد يقول:
ألا موت يباع فأشتريه ... * ... فهذا العيش ما لا خير فيه
ألا رحم المهيمن نفس حر ... * ... تصدق بالوفاة على أخيه.
قال: فرثى له رفيقه و أحضر له بدرهم ما سد به رمقه، و حفظ الأبيات، و تفرقا.
ثم ترقى المهلبي إلى الوزارة. و أخنى الدهر على الرجل الذي كان رفيقه، فتوصل إلى إيصال رقعة إليه مكتوب فيها:
ألا قل للوزير فدته نفسي ... * ... مقا مذكر ما قد نسيه
أتذكر إذ تقول لضنك عيش ... * ... ألا موت يباع فأشتريه فلما قرأها تذكر فأمر له بسبعمائة درهم، و وقع تحت رقعته: {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة}.
ثم قلده عملا يرتزق منه.
ـــ
المصدر: {المستطرف للأبشيهي [ج2/ص60]}
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[02 Jan 2009, 02:32 ص]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
قال الرشيد لأعرابي:
" بم بلغ فيكم هشام بن عروة هذه المنزلة؟
قال: بحلمه عن سفيهنا، و عفوه عن مسيئنا، و حمله عن ضعيفنا.لا منان إذا وهب، و لا حقود إذا غضب. رحب الجنان، سمح البنان، ماضي اللسان.
قال: فأومأ الرشيد إلى كلب صيد كان بين يديه و قال:
" و الله لو كانت هذه في هذا الكلب لاستحق بها السؤدد"./ اهـ ...
ـــ
المصدر:المستطرف للأبشيهي [ج1/ص194].
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[02 Jan 2009, 02:45 ص]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
قيل لمعن بن زائدة: " المؤاخذة بالذنب من السؤدد".
قال: "لا، و لكن أحسن ما يكون الصفح عمن عظم جرمه و قل شفعاؤه و لم يجد ناصرا ".
و قال محمود الوراق:
سألزم نفسي الصفح عن كل مذنب ... * ... و إن عظمت منه علي الجرائم
فما الناس إلا واحد من ثلاثة: ... * ... شريف و مشروف و مثل مقاوم
فأما الذي فوقي فأعرف قدره ... * ... و أتبع فيه الحق و الحق ألزم
و أما الذي دوني فإن قال صنت عن ... * ... إجابته نفسي و إن لام لائم
و أما الذي مثلي فإن زل أو هفا ... * ... تفضلت. إن الحر بالفضل حاكم
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[12 Jan 2009, 10:43 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
و لا حول و لا قوة إلا بالله
حكى عن الربيع مولى الخليفة المنصور قال:
ما رأيت رجلا أربط جأشا و أثبت جنانا من رجل سعى به إلى الخليفة المنصور أن عنده ودائع و أموالا لبني أمية، فأمرني بإحضاره، فأحضرته إليه فقال له المنصور:
ـ " قد رفع إلينا خبر الودائع و الأموال التي عندك لبني أمية، فأخرج لنا منها و أحضرها و لا تكتم منها شيئا".
ـ فقال:" يا أمير المؤمنين: أو أنت وارث بني أمية؟ "
ـ قال: " لا ".
ـ قال:: فوصي لهم في أموالهم و رياعهم؟ "
ـ قال: " لا ".
ـ قال: " فما مسئلتك عما في يدي من ذلك؟ "
قال: فأطرق المنصور و تفكر ساعة ثم رفع رأسه و قال:
ـ " إن بني أمية ظلموا المسلمين فيها و أنا وكيل المسلمين في حقوقهم، و أريد أن آخذ ما ظلموا المسلمين فيه فأجعله في بيت أموالهم ".
قال: " يا أمير المؤمنين، فيحتاج إلى إقامة بينة عادلة أن ما في يدي لبني أمية مما خانوه و ظلموه. فإن بني أمية كانت لهم أموال غير أموال المسلمين ".
قال: فأطرق المنصور ساعة ثم رفع رأسه و قال:
ـ " ما أرى الشيخ إلا قد صدق، و ما يجب عليه شيء، و ما يسعنا إلا أن نعفو عما قيل عنه ".
ثم قال: " هل لك من حاجة؟ "
قال: " نعم: حاجتي يا أمير المؤمنين أن تجمع بيني و بين من سعى بي إليك. فو الله الذي لا إله إلا هو ما في يدي لبني أمية مال و لا وديعة، و لكنني لما مثلت بين يديك، و سألتني عما سألتني عنه، قابلت بين هذا القول الذي ذكرته الآن و بين ذلك القول الذي ذكرته أولا، فرأيت ذلك أقرب إلى الخلاص و النجاة ".
فقال المنصور: " يا ربيع، اجمع بينه و بين من سعى به ".
[قال الربيع:]
فجمعت بينهما. فلما رآه قال: "هذا غلامي اختلس لي ثلاثة آلاف دينار من مالي، و أبق مني، و خاف من طلبي له، فسعى بي عند أمير المؤمنين".
قال: فشدد المنصور على الغلام و خوفه، فأقر بأنه غلامه، و أنه أخذ المال الذي ذكره و سعى به كذبا عليه و خوفا من أن يقع في يده.
فقال له المنصور: " سألتك أيها الشيخ أن تعفو عنه ". فقال: " عفوت عنه و أعتقته و وهبته الثلاثة آلاف التي أخذها و ثلاثة آلاف أخرى أدفعها إليه ".
فقال له المنصور:" ما على ما فعلت من مزيد ". قال: " بلى يا أمير المؤمنين. إن هذا كله لقليل في مقابلة كلامك لي و عفوك عني " ... ثم انصرف.
قال الربيع: فكان المنصور يتعجب منه، و كلما ذكره يقول: " ما رأيت مثل هذا الشيخ ياربيع ".
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[20 Jan 2009, 03:09 ص]ـ
بسم الله والحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
و لا حول و لا قوة إلا بالله و حسبنا الله و نعم الوكيل.
قصيدة للشيخ محمد بن راشد ال مكتوم
ما يَصنَعُ الشّعرُ فينا أيُّها العَرَبُ
ما دامَ قدْ ماتَ في أرواحنا الغَضَبُ
وأينَ مِنَّا يدُ التَّاريخ توقظُنا
فرُبَّما القومُ ناموا بعدما تَعِبوا
(يُتْبَعُ)
(/)
وأيُّ سيفٍ نضوناهُ لِنَكبتنا
حتى ولوْ كانَ سيفاً أصلُهُ لُعَبُ
يا أمَّةَ الشَّجبِ والتنديدِ ما صنعتْ
فينا بطولاتُ منْ دانوا ومنْ شجبوا
عجِبْتُ منْ حالنا والدَّهرُ يسألني
أهؤلاء همُ الأخيارُ والنُّجُبُ؟
وأينَ ما كانَ منْ أحلامِ وحدَتنا
وما مَضَغْناهُ حتَّى مَلَّتِ الخُطَبُ
أراهُ حُلماً يناديني وأتبعهُ
لَمْعُ السَّراب ويمضي حين أقتربُ
لَيْلُ البطولاتِ ما هذي مآثرنا
ولا الذي منهُ كانتْ تعجبُ الشُّهُبُ
قدْ سيمَ خَسْفاً حِمانا بعدَ عِزَّتنا
وحَكَّمَ السيَّفَ فينا منْ لهُ أرَبُ
فغزةُ اليومَ فيها أهلنا نُكِبوا
بالصَّعْقِ والحرقِ والنيرانُ تلتهبُ
في كُلِّ يومٍ دماءُ الأبرياءِ ولا
منْ ناصرٍ ودموعُ العَيْن تنسكبُ
أدمَى فؤاديَ ما يجري بساحتنا
ونحنُ لمَّا نزلْ للسِّلمِ نرتقبُ
كأنَّ تلك الدِّماءَ الطَّاهراتِ رأتْ
زيفَ السلامِ وبانَ الوهمُ والكَذِبُ
يا واهباً لليالي الحُزنِ لوعَتَها
خُذْ منْ فؤاديَ بعضاً للذي يجبُ
ومنْ لهيبٍ بصدري فاتَّخذْ قَبَساً
فليلُ أوجاعنا في طولهِ عَجَبُ
هُمْ يقصدون بهِ استسلامَ أمَّتِنا
باسمِ السَّلامِ الذي صاغوهُ أو كتَبوا
وزادَهُمْ طَمَعاً فينا تَفَرُّقنا
وهمْ على الغَدرِ قدْ شبّوا وقد غَلَبوا
فالانقسامُ بلاءٌ زادَ فُرْقَتَنا
كأنما لمْ يَعُدْ ما بيننا نَسَبُ
وقمَّةً ما عرفنا أينَ نعقِدُها
لأمَّةٍ طالَ فيها القتلُ والسَّلبُ
ولوْ صَدَقْنا عَقَدناها بثانيةٍ
في خيْمَةٍ حيثُ لا ألقابُ أوْ رُتَبُ
يا وَجْهَ أمَّتيَ الغالي وسِحْنَتَها
حتَّى متى بدخانِ الذلِّ تحتجبُ
قالوا يغرِّدُ دونَ السِّربِ وانتقدوا
يكفي بأنِّي أنا الغِرِّيدُ يا عَرَبُ
ماذا جنينا منَ الأوهامِ نَسْمَعُها
إلاَّ المواعيدَ تترىَ كلُّها كَذِبُ
خَيلُ القصائدِ تُنبي أنَّ عاصفةً
منَ المشاعرِ فيها الويلُ والحَرَبُ
وأنَّ ثمَّةَ إعصاراً يُفَجِّرُهُ
جيلُ الشبابِ إذا لمْ يُطفأِ اللَّهَبُ
وشعبنا في فلسطينٍ تُمزقُهُ
قنابلُ الحقدِ لا ذنبٌ ولا سببُ
ستُّونَ عاماً منَ الآلامِ كابدها
شَعْبٌ حِماهُ مَدىَ الأيامِ يُنتَهَبُ
إن كانَ ولّى زمانٌ نحنُ سادتهُ
واسوَدَّ ليلٌ بهِ الحيَّاتُ تنتصبُ
فإنَّ فينا من الآمالِ بارقةً
لمثلها العَرَبُ العَرباءُ تُحتَسبُ
ولنْ نسلِّم للعادينَ مطلبهمْ
مهما تمادى بنو صهيونَ واضطربوا
والحلُّ إمَّا سلامٌ كُلُّهُ أمَلٌ
يُرجىَ وإمَّا نضالٌ كُلُّهُ غَضَبُ
ـــــــــ
منقولة عن موعق الوراق: http://www.alwaraq.net/
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[27 Jan 2009, 12:53 ص]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
و لا حول و لا قوة إلا بالله و حسبنا الله و نعم الوكيل
توفّى رسولُ اللهِ عنْ تِسْعِ نِسْوَةٍ ... * ... إليهِنَّ تُعْزى المَكْرُماتُ و تُنْسَبُ
فعائشةٌ مَيْمونَةٌ و صَفِيّةٌ ... * ... و حَفْصَةُ تتلوهُنّ هِنْد و زَيْنَبُ
جُوَيْريةٌ معْ رمْلةٍ ثمّ سودةٍ ... * ... ثلاثٌ و سِتٌّ ذِكْرُهُنّ مهَذّبُ
ــ
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[02 Feb 2009, 01:24 ص]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
الذّر بالفتح و بالإعجامِ ... * ... ما دقّ من نملٍ فخذ نظامي
فمائة منها بوزن حبة ... * ... من الشعير قاله ذو خبرة
أما بفتحها و بالإهمالِ ... * ... فالنفس و اللبَن كالأعمالِ
أما بكسرها و بالإهمال ... * ... فالسوط للتأديب و الوبال [1]
ـــ
[1]: أي الدِّرة التي يصحبها سيدنا عمر إبن الخطاب معه للتأديب و الحدود.
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[05 Feb 2009, 04:34 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
هذ القصيدة المسماة:
ــ (ــ {هذا حظ جدِّ من المبناه. و براءة محمد محمود من عاب الجهل الذي عِبناه} ــ) ــ
(إرسالا للمثل السائر. المنجد المتهم الغائر)
لحضرة الأستاذ العلامة ثقة الثقات * و صفوة المحققين
إمام العلم بالحرمين الشريفين * و خادمه بالمشرقين و المغربين
للشيخ محمد محمود بن التلاميد التركزي الشنقيطي رحمه الله.
(1)
ألا طرقت مَيّ فتى مطلع النجم ... * ... غريبا عن الأوطان في أمم العجم
فتى من مصاص العرب قد جاء شاكيا ... * ... تعدي أهل الجور و الظلم و الهضم
منافيّة زارت على شحط دارها ... * ... خِدَبّاً مِذَبّاً عن قريش و عن دُعمي
فتاة ضياء الشمس ضوء جبينها ... * ... حَصانٌ رزانٌ عَبْلةٌ بَضّةُ الجسم
إذا غاب عنها البعل حيناً تخدرت ... * ... و يرضيه نيل اللثم إن آب و الشم
تصافحه عند اللُّقى بأنامل ... * ... سباط البنان لا غلاظ و لا كُزْمِ
و تسقيه من ثغر أغر مفلج ... * ... لذيذ المذاق ذي رضاب و ذي ظَلْمِ
لطيفة طي الكشح خمصانة الحشا ... * ... روادفها ريَّا من اللحم و الشحم
عقيلة أتراب نواعمَ خرد ... * ... خدال الشوى دُرْم الكعوب بلا حَجمِ
مراكبها يوم الرحيل هوادج ... * ... مخدّرة بالوشْيِ و العقل و الرقم
ـ (ـ { .. يتبع .. } ـ) ـ
ــــــــــــــــ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[05 Feb 2009, 10:29 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
هذ القصيدة المسماة:
ــ {هذا حظ جدِّ من المبناه. و براءة محمد محمود من عاب الجهل الذي عِبناه} ــ
(إرسالا للمثل السائر. المنجد المتهم الغائر)
لحضرة الأستاذ العلامة ثقة الثقات * و صفوة المحققين
إمام العلم بالحرمين الشريفين * و خادمه بالمشرقين و المغربين
للشيخ محمد محمود بن التلاميد التركزي الشنقيطي رحمه الله.
(2)
إلى مثلها يصبو الحليم صبابة ... * ... فيصبح صبا مستخفا بلا حلمِ
فقالت و دمع العين يحدر كحلها ... * ... على حرِّ وجه لا دَميم و لا جهمِ
أأنت الذي اختارتك من أهل طيبة ... * ... ملوك السويد في مجادلها الشُّم
فرامت من السلطان بعثك وافداً ... * ... عليهم خصوصا أجل مجمعها العلمي
فكان من السلطان أمرك بعد ما ... * ... شرطت أمورا لم تصادف أولى العزم
فساعفتهم تسعى بنفس عزيزة ... * ... و تنظر أن تُقضى أمورُك بالتَّم
فسابقتهم تعدو لتسبق جمعهم ... * ... و تحطم طودَ الجهل أيّة ما حطم
فما ان قضوا أمراً و ما بلغوا مدى ... * ... و لا اعتذروا من ضر بؤس و عدم
فأعددت ما استطعت من قوة لهم ... * ... معدا رباط خيل علمك للصدم
فأكملت سؤل الملك تتلوه بينهم ... * ... و تشدو بنطق معرب رائق فخم
ـ { .. يتبع .. } ــ
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[06 Feb 2009, 02:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على خاتم النبيئين و المرسلين و على آله و صحبه و التابعين.
هذ القصيدة المسماة:
ــ (ــ {هذا حظ جدِّ من المبناه. و براءة محمد محمود من عاب الجهل الذي عِبناه} ــ) ــ
(إرسالا للمثل السائر. المنجد المتهم الغائر)
لحضرة الأستاذ العلامة ثقة الثقات * و صفوة المحققين
إمام العلم بالحرمين الشريفين * و خادمه بالمشرقين و المغربين
الشيخ محمد محمود بن التلاميد التركزي الشنقيطي رحمه الله.
ـــــ
(3)
ـ {ابتداء الرحلة} ـ
إلى ملك السويد " أسكارهم " الشهم ... * ... سأرحل وفداً لا على جمل وهم
و لا فحل خيل اعوجي مسوم ... * ... جواد معد للطراد و للغنم
سليل جياد سابقات إلى المدى ... * ... عراب أعدّت للسروج و للُّجْم
ـ {وصف الوابور} ـ
و لكن على نجب شياطين جِنة ... * ... تولدن لا عن طَرق صهب و لا دهم
نجائب لم يمكن إلى العيس عزوها ... * ... و لا هن من غر الجياد و لا البُهم
نجائب ما القيصوم و الشيح رعيها ... * ... و لم ترع مرعى الخيل و الابل و البَهم
نجائب ما التنوم و الآء أكلها ... * ... و تأكل سود الصخر باللقم و اللهم
نجائب لم ترتع لهدر فحالة ... * ... و لا راعها الراعي بضرب و لا نهم
نجائب لم ترع العروض و لا الحمى ... * ... و لا الحزن و الصَّمَّان في جامل ضخم
و لم تلف في نجد و لا في تهامة ... * ... مع الوحش في روض هواملها تهمي
أ " أسكار " ذا الثاني سآتيك وافِداً ... * ... على بابك السامي لمجمعك الضخم
(يتبع)
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[06 Feb 2009, 02:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على خاتم النبيئين و المرسلين و على آله و صحبه و التابعين.
هذ القصيدة المسماة:
ــ {هذا حظ جدِّ من المبناه. و براءة محمد محمود من عاب الجهل الذي عِبناه} ــ
(إرسالا للمثل السائر. المنجد المتهم الغائر)
لحضرة الأستاذ العلامة ثقة الثقات * و صفوة المحققين
إمام العلم بالحرمين الشريفين * و خادمه بالمشرقين و المغربين
الشيخ محمد محمود بن التلاميد التركزي الشنقيطي رحمه الله.
ـــــ
(4)
ــ {ابتداء المدح} ــ
نحلتك مدحي إذ علت بك همة ... * ... فراسلت تبغيني لتقبس من علمي
و نوهت لي باسمي و ما كان خاملا ... * ... لتجمع بين الإسم عندك و الجسم
فحبرت باسمي خطبة عربية ... * ... فسارت بها الركبان في النجد و التهم
و ما في ملوك الروم قبلك من رجا ... * ... حضوري لديه لإشتهاري بالعلم
مآدب كل الناس للطعم وحده ... * ... و مأدُبتا " أسكار" للعلم و الطُّعم
دعا دعوة للعلم عمت و خصصت ... * ... فأضحى بها "أسكار" يعلو على النجم
دعا الجفلى كل الأمام معمما ... * ... و بالنقرى كنت المخصص بالإسم
(يتبع)
ـــ
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[06 Feb 2009, 05:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على خاتم النبيئين و المرسلين و على آله و صحبه و التابعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذ القصيدة المسماة:
ــ {هذا حظ جدِّ من المبناه. و براءة محمد محمود من عاب الجهل الذي عِبناه} ــ
(إرسالا للمثل السائر. المنجد المتهم الغائر)
لحضرة الأستاذ العلامة ثقة الثقات * و صفوة المحققين
إمام العلم بالحرمين الشريفين * و خادمه بالمشرقين و المغربين
الشيخ محمد محمود بن التلاميد التركزي الشنقيطي رحمه الله.
ـــــ
تنبيه و تذكير [بنلفقيه]:
تأكد عندي بعد البحث بواسطة محرك البحث " غوغل "، أن أبيات هذه القصيدة غير مذكورة في الشبكة العنكبوتية إلى يومنا هذا .... و عليه فإن هذه القصيدة هي بحق و بكل معنى للكلمة درة من الدرر ...
و لله الحمد و له الشكر أن يسر ظهورها و نشرها في هذا الملتقى المبارك ...
و الله أسأل أن يرحم صاحبيْ النسخة:
والدي المغفور له العلامة سيدي سعيد بن محمد المنتاگي ...
ووالدتي الشريفة طامو بنت سيدي محمد بن سيدي الحسين سنينات الغزواني ...
رحمهم الله جميعا و أسكنهم فسيح جناته مع النبيئين و الصديقين و الشهداء و الصالحين. و حسن أولئك رفيقا.
... آمين آمين يا رب العالمين ...
{ ... }
{إبتداء المدح}
(5)
عن العرب العرباء آتيك نائبا ... * ... و عن أمة الإسلام في العلم و الفهم
و في اللغة الفصحى القريشية التي ... * ... بها أثبت القرآن في الصحف بالرسم
و لم أعتمد إلا على الله وحده ... * ... و أبرأ ممن خاض في الغيب بالرجم
و لم أعتمد إلا على الله وحده ... * ... و أبرأ ممن قال في العلم بالوهم
و لم أعتمد إلا على الله وحده ... * ... و أبرأ ممن يدعي العلم بالزعم
و لم أعتمد إلا على الله وحده ... * ... و أبرأ ممن دنَّس العرضَ باللؤم
و لم أعتمد إلا على الله وحده ... * ... و أبرأ من سوآت ذي الشح و الشؤم
و لم أعتمد إلا على الله وحده ... * ... و أبرأ ممن قد تلوث بالوصم
و لم أعتمد إلا على الله وحده ... * ... و أبرأ من إتيان ما غِبُّه يصمي
و لم أعتمد إلا على الله وحده ... * ... و أسأله إعلاءَ كعبي على خصمي
و أبرأ من قوم عن العلم أعرضوا ... * ... فأحبارهم كالعمي و البكم و الصم
و إن يُدْعَ في هجاءِ علمٍ مُدَجَّجٌ ... * ... فهم في عديد العُزْلِ و الكُشْفِ و الجُمِّ
ـــ
(يتبع)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[04 Jun 2009, 04:22 م]ـ
قال الحافظ ابن رجب في "فتح الباري" 3/ 424:
وقد ذكر أبو بكر الإسماعيلي في "صحيحه المخرج على صحيح البخاري" ... وقد قيل: إن من كان في صلاة ومنتظرا الصلاة في جماعة = فهم على ائتلاف، فإذا شبك لم يؤمن أن يتطير بهم عدوهم، بأنهم سيختلفون، ألا تراه في حديث عبد الله بن عمرو يقول: "مرجت عهودهم وأماناتهم واختلفوا وصاروا هكذا " - وشبك بين أصابعه.
ولم يؤمن أن يكون ذلك سببا، أو أمارة لاختلافهم، كما أمرهم بأن يستووا في صفوفهم، وقال: " لا تختلفوا فتختلف قلوبكم". انتهى ما ذكره.
وهو مناسبة بعيدة جدا؛ فإن التشبيك كما مثل به الاختلاف والافتراق فقد مثل به الائتلاف والتعاون والتناصر، كما في حديث أبي موسى الذي خرجه البخاري في أول الباب، فليس كراهته لمشابهته لمثل الافتراق بأولى من عدم كراهته لمشابهته لمثل التعاون والتعاضد والتناصر.
ومثل هذه المعاني توجد كثيرا في كتب شروح الحديث المتأخرة، وأكثرها مدخول، ولم يكن علماء سلف الأمة يقعون في شيء من ذلك، وكذلك لم أستكثر من ذكر مثله في هذا الكتاب، وإنما ذكرت هذا؛ لأن الإسماعيلي مع تقدمه ذكره في " صحيحه"، ونبهت على ما فيه. اهـ
قلت: من هذه الجهة، فقد فاق هذا الشرحُ "فتحَ الباري"لابن حجر؛ لأن ابن حجر أكثر جدا من مثل هذه المعاني والمناسبات عن الشراح المتأخرين، كما أكثر من الاعتراض عليها، وذكر أشياء ليست بعيدة عنها = فطال الكتاب بها.
أما ابن رجب فتركها جملة، وذكر مكانها أقوال أئمة السلف من الصحابة والتابعين والأئمة الكبار المشهورين، ونعم ما فعل.
رحم الله الجميع.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[06 Jun 2009, 12:26 ص]ـ
حياكم الله يا شيخ عبدالرحمن بعد هذه الغيبة التي أحسبها طويلة، ووالله لقد سررت لما رأيت مشاركتك، ونشهد الله على حبكم فيه، وإن لم يتعرف كلانا على الآخر، وأتمنى مواصلتكم لفوائدكم المباركة وفقكم الله وبارك فيكم وزادكم من فضله وبره وإحسانه.
ـ[نوف الصقعبي]ــــــــ[10 Oct 2010, 09:19 م]ـ
الناس من جهة الأصل أكفاء ~ أبوهم آدم والأم حواء
نفس كنفس وأرواح مشابهة ~ وأعظم خلقت فيهم وأعضاء
فإن يكن لهم من أصلهم حسب ~ يفاخرون به فالطين والماء
ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم ~ على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقدر كل امرئ ما كان يحسنه ~ والجاهلون لأهل العلم أعداء
ففز بعلم تعش حياً به أبداً ~ فالناس موتى وأهل العلم أحياء
ـ[نوف الصقعبي]ــــــــ[10 Oct 2010, 09:20 م]ـ
عفوا .. هل الموضوع شامل للأبيات الشعرية ذات المعنى النفيس؟
وفقتم!
ـ[نوف الصقعبي]ــــــــ[10 Oct 2010, 11:45 م]ـ
قال ابن القيم رحمه الله:
إذا حمَّلت على القلب هموم الدنيا وأثقالها وتهاونت بأوراده التي هي قوته وحياته، كنت كالمسافر الذي يحمِّل دابته فوق طاقتها ولا يوفيّها علفها فما أسرع ما تقف به!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نوف الصقعبي]ــــــــ[10 Oct 2010, 11:46 م]ـ
ليس كل من تحلّى بالمعرفة والحكمة وانتحلها كان من أهلها، بل أهل المعرفة والحكمة الذين أحيوا قلوبهم بقتل الهوى.
(ابن القيم: الفوائد)!
ـ[نوف الصقعبي]ــــــــ[10 Oct 2010, 11:46 م]ـ
قال ابن القيم -رحمه الله-:الإخلاص: هو ما لا يعلمه ملك فيكتبه، ولا عدو فيفسده ولا يعجب به صاحبه فيبطله!
ـ[نوف الصقعبي]ــــــــ[10 Oct 2010, 11:47 م]ـ
قال الامام أحمد:
الناس الى العلم أحوج منهم الى الطعام والشراب لأن الرجل يحتاج الى الطعام والشراب في اليوم مرة أو مرتين وحاجته الى العلم "بعدد أنفاسه".
ـ[نوف الصقعبي]ــــــــ[10 Oct 2010, 11:48 م]ـ
يارب!
قليل منك يكفيني ولكن ~ قليلك لا يقال له " قليل"!
ـ[نوف الصقعبي]ــــــــ[10 Oct 2010, 11:48 م]ـ
والدين رأس المال فاستمسك به ~ فضياعه من أعظم الخذلان!
ـ[نوف الصقعبي]ــــــــ[10 Oct 2010, 11:49 م]ـ
قال الشافعي رحمه الله:
" لو كلفت شراء بصلة .. لما فهمت مسألة"!
ـ[نوف الصقعبي]ــــــــ[10 Oct 2010, 11:59 م]ـ
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا يمش أحدكم في نعل واحدة، لينعلهما جميعا، او ليخلعهما جميعا) متفق عليه.
سُئل الامام ابن باز رحمه الله عن هذا الحديث فقال: ظاهر النهي التحريم، فقال السائل: قد تكون النعل في مكان والاخرى قريبة منها؟، فقال لا يلبسهما الا جميعا، فقال السائل: ولو خطوة ... واحدة؟ فقال رحمه الله: احرص على ان لا تعص الله تعالى ولو بخطوة واحدة!
لله درّ إمامنا رحمه الله!
ـ[نوف الصقعبي]ــــــــ[11 Oct 2010, 10:58 ص]ـ
من تعلم القرآن عظمت قيمته .. ومن نظر في الفقه نبل قدره .. ومن كتب الحديث قويت حجته .. ومن نظر في اللغة رق طبعه .. ومن نظر في الحساب جزل رأيه .. ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه (الشافعي)
ـ[سامح عبد الحميد حمودة]ــــــــ[16 Oct 2010, 12:44 ص]ـ
من غرائب الأسئلة:
نقلت وكالة الأنباء السعودية عن محمد بن ميرزا رئيس اللجنة الإعلامية للتوعية الإسلامية بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في الحج، بعض غرائب الأسئلة في الحج:
1 - حاج يسأل إن كان يتوجب عليه تغطية وجهه أثناء الحج لأنه يحج عن أمه؟
2 - وآخر اتصل باللجنة يسأل هل يجوز له الزواج بعدما أدى فريضة الحج أم أن الحاج لا يتزوج مطلقًا؟
3 - ومن بين الأسئلة ما ورد من حاج ظل يطوف من بعد صلاة الفجر حتى صلاة الظهر،لأنه كان يظن أن الطائفين يبدؤون الطواف معًا وينتهون معًا (ولعله لم يلحظ أن الطائفين يتغيرون باستمرار)، واستغرب أنه تعب من الطواف رغم أنه ما زال شابًا بينما لم يتعب بقية الحجاج الذين يطوفون حوله!!(/)
ضيف جديد يشرفه الإنتماء لكم.
ـ[جابر ابن عتيق]ــــــــ[18 Nov 2004, 02:44 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
أحبتي في الله أعضاء ملتقى أهل التفسير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرني ويشرفني أن أكون أحد اعضائكم.
أسأل الله ان يجعلني وإياكم من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته.
محبكم في الله
أبي عبدالله.
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[18 Nov 2004, 04:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم / أبي عبدالله
حياك الله في ملتقى أهل التفسير بين علماء و أفاضل
مرةً أخرى حياك الله و بانتظار إفادتك و استفادتك
أمنياتي لك بالتوفيق
أخوك
عبد الله
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[18 Nov 2004, 10:27 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حللت أهلاً ووطئت سهلاً أخي (أبي عبد الله)، وجزاك الله خيرًا على جميل دعائك. آمين يا ربُّ.
لك تحياتي.(/)
للعيد فرحة فلاتقتلوها! مقال يستحق القراءة للدكتور عبد الوهاب الطريري
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[18 Nov 2004, 09:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقال جدير بنا قراءته أردت إطلاعكم عليه ولا تنسونا من الدعاء
للعيد فرحة فلاتقتلوها!
د. عبد الوهاب الناصر الطريري
30/ 9/1424
24/ 11/2003
للعيد فرحة، فرحة بفضل الله ورحمته، وكريم إنعامه، ووافر عطائه، فرحة بالهداية يوم ضلت فئام من البشر عن صراط الله المستقيم، يجمع العيدُ المسلم بإخوانه المسلمين، فيحس بعمق انتمائه لهذه الأمة ولهذا الدين، فيفرح بفضل الله الذي هداه يوم ضل غيره "ولتكملوا العدّة ولتكبروا الله على ما هداكم".
أيُّ نعمةٍ أعظم، وأيّ منٍّ أمنُّ وأفضل من أن الله هدانا للإسلام فلم يجعلنا مشركين نجثو عند أصنام، ولا يهود نغدو إلى بيعة، ولا نصارى نروح إلى كنيسة، وإنما اجتبانا على ملة أبينا إبراهيم ودين نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم –"هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين".
وللعيد فرحة ببلوغ شهر رمضان يوم تصرّمت أعمارٌ عن بلوغه، وفرحٌ بتوفيق الله وعونه على ما يسر من طاعته، فقد كانت تلك الأيام الغرّ والليالي الزُّهْر متنزل الرحمات والنفحات، اصطفت فيها جموع المسلمين في سبْحٍ طويل تُقطعُ الليل تسبيحاً وقرآنا، فكم تلجلجت الدعوات في الحناجر، وترقرقت الدموع في المحاجر، وشفت النفوس ورقت حتى كأنما يعرج بها إلى السماء تعيش مع الملائكة، وتنظر إلى الجنة والنار رأي عين، في نعمة ونعيم لا يعرف مذاقها إلا من ذاقها. فحُقَّ لتلك النفوس أن تفرح بعدُ بنعمة الله بهذا الفيض الإيماني الغامر.
وللعيد فرحة بإكمال العدة واستيفاء الشهر، وبلوغ يوم الفطر بعد إتمام شهر الصوم، فلله الحمد على ما وهب وأعطى، وامتن وأكرم، ولله الحمد على فضله العميم ورحمته الواسعة "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فيلفرحوا هو خير مما يجمعون".
فهذا العيد موسم الفضل والرحمة؛ وبهما يكون الفرح ويظهر السرور، قال العلماء: "إظهار السرور في الأعياد من شعار الدين"، وشَرع النبي - صلى الله عليه وسلم- وتقريره إظهار الفرح وإعلان السرور في الأعياد، قال أنس رضي الله عنه: "قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: إن الله أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر".
ففيه دليل على أن إظهار السرور في العيدين مندوب، وأن ذلك من الشريعة التي شرعها الله لعباده؛ إذ في إبدال عيد الجاهلية بالعيدين المذكورين دلالة على أنه يفعل في العيدين المشروعين ما يفعله أهل الجاهلية في أعيادهم من اللعب مما ليس بمحظور؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم – إنما خالفهم في تعيين الوقتين".
ويبين هذا خبر عائشة - رضى الله عنها قالت: "دخل عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنّيان بدفّين بغناء بُعاث، فاضطجع على الفراش، وتسجّى بثوبه، وحول وجهه إلى الجدار، وجاء أبو بكر فانتهرهما، وقال: مزمارة الشيطان عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكشف النبي وجهه، وأقبل على أبي بكر، وقال: دعهما، يا أبا بكر إن لكل قومٍ عيداً وهذا عيدنا".
ومن مشاهد السرور بالعيد بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - ما فعله الحبشة، حيث اجتمعوا في المسجد يرقصون بالدرق والحراب، واجتمع معهم الصبيان حتى علت أصواتهم، فسمعهم النبي - صلى الله عليه وسلم - فنظر إليهم، ثم قال لعائشة: "يا حُمَيْراء أتحبين أن تنظري إليهم، قالت: نعم، فأقامها - صلى الله عليه وسلم - وراءه خدها على خده يسترها، وهي تنظر إليهم، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يغريهم، ويقول: دونكم يا بني أرفدة، لتعلم يهود أن في ديننا فسحة، إني بعثت بالحنيفية السمحة".
فهذه مشاهد الفرح بالعيد ومظاهر السرور والبهجة تقام بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - فيقرها ويحتفي بها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكنك تعجب لتجاوز هذا الهدي النبوي المنير عند من يحاولون قتل أفراح العيد، والتضييق على مشاعر الناس، وكان ذلك يصدر في السابق من بعض الزُهّاد والعُبّاد، فروي عن بعضهم أنه رأى قوماً يضحكون في يوم عيد، فقال: "إن كان هؤلاء تُقُبِّلَ منهم صيامهم فما هو فعل الشاكرين، وإن كانوا لم يُتَقَبَّلْ منهم فما هذا فعل الخائفين"، وكان بعضهم يظهر عليه الحزن يوم العيد، فيقال له: إنه يوم فرح وسرور، فيقول: إنه لا يدري هل قُبِلَ صومه أم لا؟ (لطائف المعارف 376)، ولئن صدر هذا من عُبّاد وزُهّاد عن حسن نية، فإن مثله يصدر اليوم من بعض الغيورين وعن حسن نيةٍ أيضاً، فيجعلون الأعياد مواسم لفتح الجراحات، والنُّواح على مآسي المسلمين، وتعداد مصائبهم، والتوجع لما يحل بهم، ويذكرونك بأن صلاح الدين لم يبتسم حتى فُتِحتْ بيت المقدس، وينسون قوله - عز وجل - ممتناً على عباده "وأنه هو أضحك وأبكى"، ويتناسون أن لكل مقام مقالاً، ولكل مناسبة حالاً، وأن مآسي المسلمين ثمار مُرّة لخطايانا وأخطائنا (قل هو من عند أنفسكم)، ولن يكون علاجها بالوجوم والتحازن، ولكن بالرأي السديد والعمل الرشيد، والشجاعة أمام الخطأ، ولو أنا قتلنا كل فرحة، وأطفأنا كل بسمة، ولبسنا الحزن، وتلفّعنا بالغم، وتدرعنا بالهم ما حرّرنا بذلك شبراً، ولا أشبعنا جوْعة، ولا أغثنا لهفة، وإنما وضعنا ضغثاً على إبالة.
وإن خير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وقد كان يستعيذ بالله من الهم والحزَن، يعجبه الفأل، دائم البشر، كثير التبسم.
إننا بحاجة إلى أن نجعل من هذا العيد فرصة لدفق الأمل في قلوبٍ أحبطها اليأس، وأحاط بها القنوط، وتبدّت مظاهر اليأس في صور شتى، منها: سرعة تصديق كواذب الأخبار، ورواية أضغاث الأحلام، وقتل الأوقات في رواية الإشاعات، والتي هي أمانٍ تروى على شكل أخبار من مصادر موهومة تسمى موثوقة. وهكذا في سلسلة من الإشكالات التي تدل على التخبط بحثاً عن بصيص أمل في ظلمة اليأس.
فيا أمة الإسلام، أبشروا وأمِّلوا ما يسركم، فعُمر الإسلام أطول من أعمارنا، وآفاق الإسلام أوسع من أوطاننا، وليست المصائب ضربة لازب، لا تحول ولا تزول، فقد حصر المسلمون في الخندق، وبعد سُنيّاتٍ فتحوا مكة، وسقطت بغداد، ثم بعد نحو قرنين فُتِحت القسطنطينية، والله – عز وجل - لا يعجل لعجلتنا، ولا تتحوّل سننه لأهوائنا، فسنن الله لاتحابي أحداً، ولنتذكر في هذا العيد ما أبقى الله لنا من خير، وما تطول به علينا من فضل، قطعت رجل عروة بن الزبير ومات ولده فقال: " اللهم إنك أخذت عضواً وأبقيت أعضاءً، وأخذت ابناً وأبقيت أبناءً فلك الحمد، ونحن نقول: لئن حلت بنا محن فقد أبقى الله لنا منحاً، ولئن أصابتنا نقم فقد أبقى الله لنا نعماً " وإن تعدوا نعم الله لاتحصوها"، ونحن أحوج ما نكون إلى أمل يدفع إلى عمل، وفأل ينتج إنجازاً، أما المهموم المحزون فهو غارق في آلامه، متعثر في أحزانه، مدفون في هموم يومه، لا يرجو خيراً ولا يأتي بخير، والله غالب على أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون.(/)
في العيد ملل فماذا؟
ـ[إمداد]ــــــــ[19 Nov 2004, 09:46 م]ـ
--------------------------------------------------------------------------------
في العيد ملل .. فما الخلل؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد،،،
وداعاً رمضان .. وداعاً شهر الخيرات والبركات .. حل علينا فرحة العيد، عبادة من العبادات يعيش فرحته الصغير والكبير .. الذكر والأنثى .. الغني والفقير .. لكن في خضم الأجواء والمتغيرات التي طرأت على الأمة المسلمة غابت بعض مظاهر هذه الشعيرة، وفقد بعض المسلمين لذتها وفرحتها؛ بل يمر على البعض كطيف من خيال، هم فاتر .. وحسٌّ بليد .. وشعور بارد .. لا يعرف من العيد إلا الصلاة تحية بلا حرارة .. وابتسامة بلا روح .. بل ترى البعض متذمراً يتمنى ألا يكون عيداً، وفي البعض الآخر ترى انحرافاً وضعفاً وفتوراً، ومن الناس من هو على خير وبر وإحسان وفرحة وسرور وتكبير وشكر لله على ما هدى للصيام والقيام، وآخر حزين الحال كاسف البال على التقصير والتفريط، والخير في الأمة مازال ولا يزال، فأبشروا وأملوا، والفأل الفأل، والله يحب الفأل.
وإنه من منطلق الإيمان بمبدأ الإصلاح والسعي إلى الارتقاء إلى ما هو أفضل وأكمل، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ... أهدي هذه الكلمات، فأقول:
إن العيد شعيرة إسلامية تتجلى فيه مظاهر العبودية لله، وتظهر فيه معان اجتماعية، وإنسانية، ونفسية، فالجميع يلبي نداء صلاة العيد، والجميع: أيدٍ تتصافح، وقلوب تتآلف، أرواح تتفادى، ورؤوس تتعانق .. تتألق على شفاههم الابتسامة الصادقة وتلهج ألسنتهم بالكلمة الطيبة والتهنئة العطرة , ود وصفاء، وأخوة ووفاء، لقاءات تغمرها حرارة الشوق، واللقاء والمحبة والنقاء.
إن هذا العيد جاء ناشراً فينا الإخاء
نازعاً أشجار حقد مصلحاً مهدي الصفاء
إن كثيراً من الناس يظن أن العيد قضية اجتماعية وعادة من عادات الأمم لا يتعدى اهتمام الإسلام به في غير قضية الصلاة، بل جهلوا أو تجاهلوا قول الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [لَتَعْلَمُ يَهُودُ أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً] رواه أحمد.
وأن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 'كان له جبة يلبسها للعيدين والجمعة'رواه ابن خزيمة. وغير ذلك من السنن والمباحات.
و العجب كل العجب والمصيبة العظمى أن يأتي من بني قومنا، ومن يتكلم بلغتنا، فيكون داعياً بقلمه ولسانه وفيه بحجج واهية، وأساليب ملتوية إلى مواكبة حضارة الكفر، وتقليد المجتمعات الكافرة المخالفة لشرع الله ..
وقد عرفتم الداء فها هي الأسباب .. وفي العيد ملل .. فما الخلل .. ؟
1 - اعتباره عادة من العادات الاجتماعية عند البعض.
2 - التقصير في السنن والشعائر الواردة فيه.
3 - السهر ليلة العيد، وعكوف البعض على القنوات الفضائية مما يؤدي إلى النوم في النهار، والسهر في الليل أيام العيد، فلا تكاد تعرف وقتاً مناسباً يُزار فيه الناس, فكان سبباً تذرّع به البعض في عدم التزاور، والبعض ذهب لآخرين فوجدهم نائمين فكلّ وملّ، وتضيع فرحة العيد.
4 - الترف والإفراط في الترفيه طوال العام حيث كان في السابق للعيد نعل وثوب جديدان يُدخلان على المرء فرحة العيد.
5 - التفكك الأسري المتمثل في قطيعة الأرحام، ويتبعه قطيعة الجيران.
6 - الحساسية الزائدة عند البعض في التعامل مع الآخرين مما أدى إلى عدم التزاور بين الناس خشية بعض الإحراجات ومعرفة أمورهم الخاصة والعامة.
7 - كثرة الأعياد البدعية حيث أصبح البعض كل وقت وكل شهر في عيد، فزاحمت البدع السنن، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الوزر مثل أوزار من تبعه لا ينقص من أوزارهم شيئاً.
8 - ضعف دور الأئمة و الخطباء في التذكير في هذا الجانب.
9 - ضعف الإيمان يبلّد الجنان وينتج عنه ما يلي:
أ _ تعود المعصية بلا شعور بألمها وقد يتلذذ بها.
ب _ لا فرق بين رمضان و غيره من الشهور في نظر البعض.
ج _ فقد الإحساس بكون العيد شعيرة ذات معان اختص بها المسلمون.
10 - ضعف المؤسسات الدعوية في المشاركة في هذه الشعيرة بما يناسبها كمكاتب الدعوة والمندوبيات، وغيرها، وغيابها في بعض الأماكن.
11 - الفهم الخاطئ لمعنى العيد.
12 - كثرة الأشغال والأعمال، وتغير مجرى الحياة عما كانت عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
13 - الفخر والمباهاة، والتكلف والاهتمام بالمظهر مما أدى إلى عدم التزاور بين الناس لعدم قدرة البعض مثلاً على لبس الغالي، وتزيين البيت بكل جديد، وإعداد الولائم والموائد، فأصبحت الحياة عند كثير من الأفراد والمجتمعات حياة مظهرية في كل جزء من حياتهم حتى سيطرت على حياتهم سيطرة تامة، فجرّت المظهرية المصائب والويلات على الناس .. ديون متراكمة .. وضياع للأوقات .. وإهمال للأولويات تفكير وحيرة وإشغال للذهن .. انحراف وفتور وتنازلات في دين الله .. فخر ومباهاة وتحاسد، وعجب وزحام، وصخب وحياة متعبة ومعقدة .. إسراف وبذخ وترف وتميع .. كبر وغرور وحب تعال على الآخرين .. فرقة وقطيعة للأقارب والجيران وخاصة النساء .. مشاكل أسرية وفقد للأصحاب، بل وصل الأمر بالبعض إلى الطلاق لأجل قطعة من الثياب، أو اختلاف رأي بين الزوجين في أمر مظهري، هم وغم .. تشبه بالكفار والفساق .. تشبه للرجال بالنساء، والنساء بالرجال.
وكثير من الناس غلّب جانب المظهرية والمباهاة ولفت الأنظار على حسن أداء الوسيلة وجودتها بل على كثير من الأولويات، فأين العقول .. أيعقل أن نتحرى النقوش ونهمل تربية النفوس، فتحنا الأبواب والصدور وهيئنا الولائم لأصحاب المناصب والألقاب وللأثرياء والأغنياء، وأوصدناها في وجوه الضعفة والفقراء.
إخوتي وأحبتي: ما أجمل الحياة البسيطة، والسهلة اليسيرة .. ما أجمل الحياة بدون تكلف ولا مظهرية زائدة جوفاء .. ما أجمل الحياة بدون ذلك الركام الهائل الذي تجره المظهرية على الأفراد والمجتمعات.
ومن أسباب ضعف فرحة العيد ومظاهره:
14 - ترك بعض العادات والتقاليد الطيبة في العيد غير المخالفة للشرع.
15 - عدم وجود مصارف مباحة لطاقات الشباب والأطفال أيام العيد.
16 - التقاطع والتدابر والحسد ولّد ضعفاً في الأخوة والمحبة، وتفاقم الجفاء ومن ثم انعكس ذلك على تلك الشعيرة.
17 - ضعف دور الإعلام فيما يقدمه للناس والله المستعان.
18 - أصبحت الروابط في بعض المجتمعات مادية و مصلحية بحتة، خالية من المودة والأخوة الحقة، بل أصبح شغلهم الشاغل السعي وراء المال حتى في أول يوم من أيام العيد حيث إننا نجد كثيراً من المتاجر مفتوحة على خلاف سنوات مضت لا تكاد تجدها مفتوحة، بل إن الناس كانوا قديماً يدّخرون الخبز وكثيراً من المأكولات لأيام العيد.
19 - عدم المبالاة بالآخرين، ومشاركة الناس في أفراحهم.
20 - السفر للخارج للنزهة، أو هروباً من اللقاءات الأسرية، أو نتيجة لضعف فرحة العيد في بلده.
21 - كثرة الملاهي المحرمة- وإن كان يتتخللها فرح لكن يعقبه ضيق وحسرة وكدر-.
22 - عدم التجديد في نمط العيد.
23 - عدم توجيه بعض الآباء للأسرة والأبناء.
24 - اعتقاد البعض بأنه قد امتنع عن بعض المحرمات في رمضان فيعوّض عن ما فات أو بمعنى آخر يمتع نفسه بعد أن منعها من كثير من الأشياء ويوجد التبريرات لنفسه - بأن الأيام أيام عيد وفرح فلا تشدد على الناس- وحاله: { ... كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا ... [92]} [سورة النحل].
معشر الأخوة و البنين عرفتم الداء والأسباب، وإليكم الدواء .. وقد تقدم الخلل .. فما العمل؟
1 - التربية الإيمانية الصادقة: مضمونة ثابتة أكيدة، لكنها طويلة شاقة تحتاج إلى جهود متظافرة ومن ذلك:
أ- إرجاع الناس إلى دين الله، وتعليق القلوب بالله.
ب-السعي إلى تصفية القلوب، وتزكيتها، وصدق الله: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا [9] وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [10]} [سورة الشمس]. وصدق صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حيث يَقُولُ: [أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ] رواه البخاري ومسلم.
2 - استشعار أن العيد عبادة وقربة إلى الله كغيره من العبادات.
3 - إدخال الفرح والسرور على الأطفال، وإشعارهم بعظم أيام العيد.
4 - تقوية أواصر المحبة بين الناس والألفة باستخدام كل وسيلة مشروعة ومباحة.
5 - الاجتماعات العائلية والأسرية والزيارات فيما بينهم، واصطحاب الأولاد في ذلك؛ لأجل ربطهم بأقاربهم، والتعرف عليهم.
6 - إحياء الشعائر والسنن الواردة في العيد:
أ_ إخراج زكاة الفطر وتكليف الأبناء بتوزيعها على المحتاجين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ب_ التكبير من غروب شمس آخر ليلة من رمضان حتى دخول الإمام، ويكون في البيوت، والمساجد، والطرق، والأسواق.
والتكبير من أظهر شعائر العيد: { ... وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [185]} [سورة البقرة]. لتكبروا الله على هدايته وتوفيقه للصيام والقيام، لنستشعر قيمة الهدى الذي يسره الله فكّفت القلوب والجوارح عن المعاصي والذنوب.
فمن صحت له التقوى ابتداء صح له الشكر انتهاء، لكن البعض قصر، فلم ينل التقوى ولم يبذل الشكر، لنشكر الله على نعمة العبادة والطاعة يوم أن حرمها البعض من الناس.
ج- أكل تمرات وتراً قبل الخروج إلى صلاة العيد لفعل الرسول صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري.
د - الخروج إلى المصلى مشياً ورد عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ:' مِنْ السُّنَّةِ أَنْ تَخْرُجَ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا' رواه الترمذي.
هـ- الذهاب من طريق والعودة من آخر لفعل الرسول صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري.
و - خروج الأبناء والنساء للصلاة حتى الحيّض ليشهدن الخير ودعوة المسلمين ويعتزلن المصلى.
ز- الاغتسال يوم العيد وقد حكى ابن عبد البر الإجماع على الاستحباب.
ح- السواك ورد عن عثمان رضي الله عنه أنه قال:'إن من السنة السواك يوم العيد كهيئته في يوم الجمعة' [مصنف عبدالرزاق 3/ 319] ولعموم أدلة السواك.
تنبيه: إذا وافق يوم العيد يوم الجمعة فإذا صلى العيد سقطت عنه الجمعة، ويصليها ظهراً، وهو الأصح، ورجحه الشيخان ابن باز وابن العثيمين رحمهما الله.
خطأ: تخصيص يوم العيد بعد الصلاة بزيارة الأموات واعتقاد فضيلة ذلك وكل ما ورد في تخصيص يوم أو وقت معين في زيارة الأموات فهو غير صحيح بل بدعة.
فائدة: إذا دخل الإنسان مصلى العيد، فلا يصلي تحية المسجد؛ لأنه ليس بمسجد، ورجحه الشيخ ابن باز رحمه الله.
7 - السعي في إزالة الحزبية والطبقية بين أفراد المجتمع المسلم، وإشاعة الأخوة الإيمانية: { ... وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ... [13]} [سورة الحجرات]. للتعارف لا للتفاخر، للتقارب لا للتنابذ، للتآلف لا للتنابز.
إن يختلف ماء الوصال فماؤنا عذب تحدر من غمام واحد
أو يختلف نسب يؤلف بيننا دين أقمناه مقام الوالد
8 - تفقد أحوال الفقراء والمساكين وزيارتهم وسد حاجتهم؛ لكي يشاركوا الناس بثوب العيد وحلوى العيد.
9 - التجديد، وإيجاد البديل لكل رذيل، وكل يفكر حسب استطاعته ومحيطه.
10 - التواصل والتزاور بين الأقارب والجيران.
11 - سعي وسائل الإعلام بما هو مشروع وصالح.
12 - ترتيب إجازة العيدين بين موظفي الدولة حتى يستمتع الجميع بمشاركة أهليهم وذويهم في هذه المناسبة.
13 - التفرغ النسبي أيام العيد للزيارات واللقاءات.
14 - التواضع خلق يجب الاهتمام به، فمن تواضع لله رفعه، فاحرص على أن تبدأ الناس بتهنئتهم، ولا تنتظر أن يهنئوك كما يفعل البعض، فالزيارة والاتصال الهاتفي، ورسائل الجوال وسائل لتبادل التهاني والتهنئة واردة عن كثير من السلف رحمهم الله، وعَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ قَالَ:' كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اِلْتَقَوْا يَوْمَ الْعِيدِ يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْك '.
15 - توجيه الخطباء والوعاظ والأئمة.
16 - الهدايا بين الجميع، وتقديمها للأطفال خاصة [تَهَادَوا تَحَابُّوا] رواه البيهقي والطبراني وأبو يعلى. ووضع هدايا مجهزة بكل مفيد، وتقديمها للزائرين.
17 - الجود و السخاء بدون إسراف ولا تبذير.
18 - يحسن السعي إلى إقامة وليمة متواضعة في كل حي في يوم من أيام العيد يتعاون الجميع في إقامتها، ويدعى إليها أهل الحي، والجاليات المسلمة، وتقديم النافع والمفيد من كتاب وشريط ومجلة هادفة، ويلحظ أن هذه الفكرة بدأت في ازدياد فلنتفاعل جميعاً في حضورها ونجاحها ومساعدة القائمين عليها وخاصة أصحاب الكلمة والتقدير في الأحياء.
19 - إقامة أمسيات أدبية، و لقاءات على مستوى الأحياء والأسر وغيرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
20 - إقامة لقاء للأطفال تتخلله برامج هادفة، وألعاب ترفيهية على مستوى الأسرة والعائلة والحي، بل على مستوى المدينة حيث إن بعض الآباء يتعب في البحث عن أماكن الترفيه المفيدة والنافعة، أو أقل الأحوال خالية من المحرمات.
21 - إقامة لقاءات نسائية هادفة تتخللها برامج مفيدة ونافعة على مستوى الأسرة والعائلة، وهذه اللقاءات يقوم عليها بعض الأفراد من العائلة أو الحي، بحيث يحدد الزمان والمكان، ويشترك الجميع في تحصيل المبلغ المالي لإقامتها، ويكون الإعداد لها وإبلاغ الناس مسبقاً.
22 - إقامة المخيمات الدعوية المفيدة ذات البرامج المشوقة والمنوعة.
23 - زيارة المرضى في المستشفيات والأيتام في دور الملاحظة والتربية، ورعاية الأيتام، وتقديم الهدايا لهم، وإدخال السرور عليهم.
24 - ذهاب البعض لأداء العمرة لمن لم يتسن له الذهاب في رمضان، وذلك بعد مشاركة الأهل في اليوم الأول، أو الثاني من أيام العيد، ومما لا ينبغي - استحساناً لا شرعاً- الذهاب في اليوم الأول، وعدم مشاركتهم.
25 - زيارة العلماء والدعاة والقضاة وطلبة العلم، ومعايدتهم والاستفادة منهم مع مراعاة أوقات زيارتهم حفظاً لأوقاتهم ومراعاة لأعمالهم.
26 - فرصة لذوي الجاه والمكانة والكلمة المسموعة للسعي في الإصلاح بين الناس وفرصة للمتهاجرين للتواصل قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ] رواه البخاري. وقَالَ: صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ] رواه البخاري.
إننا نريد مجتمعاً تسوده الشفقة والرحمة، نريد من المتهاجرين صفحة جديدة، ونسياناً لذلك الركام الهائل من الأخطاء والمشكلات والانتصار للنفس، نريد تجافياً عن الزلات، وإقالة للعثرات، ومن كانت حاله كذلك؛ فلن يعدم الأجر الكثير والذكر الجميل، لا يكن للشيطان نصيب منا في قطيعة الأرحام، والتناحر بين الجيران، ونقص الإيمان، فيفرح ويغضب الرب، فلا نكن لعبة للشيطان من الإنس والجان يا أهل العقل والإيمان.
فهيا معشر المسلمين إلى التلاحم والصفاء، وهجر القطيعة .. هلموا إلى سلامة الصدر، وطهارة القلب، فإنها من أفضل الأخلاق، وأدعاها إلى ثبات الود، ودوام العهد على الوفاء سلامة في العواقب وزيادة في المناقب ..
فأين المتهاجرون إذا أراد الناس الإصلاح بينهم، أو أراد واحد منهم الإصلاح كان الطرف الآخر رافضاً كل المحاولات، راداً كل الأطراف حتى أصحاب العلم والفضل وكبار السن، يظن أن الصلح هزيمة ومذلة، ونسي قول رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ ... مَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا] رواه مسلم. وقول الله: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ... [40]} [سورة الشورى]. فالأجر الأجر رحمك الله. ويقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [لَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ] رواه البخاري ومسلم. و قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا] رواه مسلم. وقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَنْ هَجَرَ أَخَاهُ سَنَةً فَهُوَ كَسَفْكِ دَمِهِ] رواه أبوداود وأحمد. فكيف بالمتهاجرين سنوات، وربما يفرقهم الموت وهم متهاجرون، فكيف الجواب عمّاحرم الله يوم العرض على الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
يا أهل الإيمان والقرآن: هل يُعقل أن نرى أباً وابنه، أو أخاً وأخاه متهاجرين السنين، لولا أن الأعين تراه والواقع يحكيه لما صدّقناه وقبلناه، يتحاكمون إلى القضاء السنين بل الطامة كل الطامة أن يكون ذلك على سبب يسير، وأمر حقير من متاع الدنيا، فتذهب أُخوة الدين، ولُحمة الرحم والنسب، فتصغي وترعى الآذان لكلام نساء وأطفال وواشون، ثم يشعلها الشيطان فتكون حطاماً وناراً .. ومن المستفيد؟
إنه الشيطان وحزب الشيطان .. فأين العقول، وطهارة القلوب، وسلامة الصدور؟ أين الإيمان والقرآن؟
فيم التقاطع والإيمان يجمعنا قم نغسل القلب مما فيه من وضر
ياأيها الناس: لماذا النصر حليف الشيطان في كثير من المشكلات، والصلح قليل؟ ماالسبب وماالأمر؟!
وعلى المصلحين أن يبذلوا مافي وسعهم، وألا يملوا وييأسوا، والصلح يحتاج إلى وقت ومال ونفَس طويل، وتحايل وذكاء بل إن الكذب جائز في الصلح، ومن أكثر قرع الباب ولج، والدعاء الدعاء، ولن يضيع الله أجر من أحسن عملاً: {إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ... [35]} [سورة النساء]. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ وَالصَّدَقَةِ] قَالُوا: بَلَى قَالَ: [إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ وَفَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ] رواه الترمذي وأبوداود وأحمد.
تعالوا بنا نطوي الحديث الذي جرى ولاسمع الواشي بذاك ولادرى
لقد طال شرح القيل والقال بيننا وحتى كأنّ العهد لم يتغيرا
تعالوا بنا حتى نعود إلى الرضا وماطال ذاك الشرح إلا ليقصرا
من اليوم تاريخ المحبة بيننا عفا الله عن ذاك العتاب الذي جرى
وكل عام وأنتم بخير .. وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال .. ولاتنسوا صيام الستة من شوال، ولنتعاون جميعاً على الصيام فقد قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ] رواه مسلم. فلا تحرموا أنفسكم الأجر، واعلموا أن ما يسميه بعض العوام بعيد الأبرار، أو يوم الأبرار وهو اليوم الثامن من شوال لمن صام الست متتابعات، فهذه تسمية ليس عليها دليل، ومن المحدثات في الدين، ولا يشترط في صيامها التتابع، والأفضل البدار مادامت النفس متعودة على الصيام.
لنرفع الأصوات بالتكبير .. ولنلبس من الثياب كل جديد .. ولنرسل التهاني لكل قريب وعزيز وجار وحبيب .. لنظهر الأفراح ولنترك الأتراح .. لنغدو في الصباح معلنين الصفاء لتتآلف الأرواح.
في الأنفس الصفح في المهجة الشرح البذل والنفح في ليلة العيد
عيد سعيد في الكون بهجته يهنئ به رفيق العلا والكمالات
أعاده الله بالإقبال مبتسماً وكل عام وأنتم بالمسرات
والصلاة والسلام على الرسول، وآله، وصحبه أُولي النهى والعقول.
من رسالة:'في العيد ملل .. فما الخلل؟ ' فهد بن يحي العماري جزاه الله خيرا
من مفكرة الاسلام
ـ[إمداد]ــــــــ[02 Nov 2005, 02:35 م]ـ
تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام
وكل عام وأنتم بخير
ـ[ناصر المنيع]ــــــــ[09 Nov 2005, 08:18 م]ـ
فعلا تكررت هذه المقولة من كثير ممن حولي ...
وقد أجدت في ذكر الأسباب في ذلك ... وقد يكون من الأسباب ما تبثه وسائل الأعمال من غث كثير وإفساد للفطر والقيم.
جزاك الله خيرا(/)
اختطاف المشرف العام.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[19 Nov 2004, 09:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
هذا العنوان على غرار عنوانات بعض الصحف التي تجلب بها أنظار القارئين، ولكني - حقيقة - أفتقد أخانا الشيخ المفضال أبا عبد الله الشهري، المشرف العام هنا، وقد عوّدنا على الحضور، فهو كالنحلة التي ترشف من كل زهرة ليرتشف غيرها طيب الضَّرَب.
قال يونس: يُستحسن الصبر في كل شيء، إلا عن الصديق الصدوق.
وفي ديوان أبي تمام 3/ 334:
ذو الوُدِّ مني وذو القربى بمنزلةٍ = وإخوتي أسوةٌ عندي وإخواني
لا تُخلِقَنْ خُلُقي فيهم وقد سطعت = ناري وجدّد من حالي الجديدانِ
عصابةٌ جاورت آدابُهم أدبي = فهم وإنْ فُرِّقوا في الأرض جيراني
أرواحُنا في مكانٍ واحدٍ وغَدتْ = أبدانُنا في شآمٍ أو خراسانِ
ورُبَّ نائى المَغاني رُوحُه أبدا = لَصِيقُ رُوحي ودانٍ ليس بالداني
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[20 Nov 2004, 01:01 ص]ـ
بسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
أَيُّهَا الشُّيُخ الكريم /
السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وبرَكَاتُهُ .. تَحِيَّةً طَيِّبَةً ... وَ بَعْدُ
فعلاً الاخْتِطاف في هذا الزمن قريب الخبر عسى أن يكون بعيد الوقوع
و لكن لا يفقد إلا الأعزاء و هم من يسأَل عنهم
عسى المانع خير
و إني كذلكَ لسَائِلٌ عن أخيْنَا / أبي مجاهد العبيدي ما فعل الله به
رَدَّهما الله بالسَّلامَةِ و العافية
أخوك
عبد الله
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[20 Nov 2004, 06:53 ص]ـ
إخوتي الكرام
فعلاً لقد اختُطفا.
اختطفتهما رسالة الدكتوراه، فهما منشغلان في إنهائها، وأسأل الله لي لهما ولجميع إخواني التوفيق، فادعو الله ـ أيها الأصحاب ـ أن يُيسِّر أمرهما، وأن يسدد طريقهما، حتى نراهما في هذا الملتقى مرة أخرى.
وإذا كان أمر الفقد واردًا، فقد افتقد الملتقى كثيرين، وكم أتمنى لو أوجدنا رابطة أعضاء الملتقى، ويكون فيها مرور الأعضاء على الأقل شهريًّا، ليطمئن المشارك في الملتقى على تواصل إخوانه، ولا يلزمه أكثر من إرسال السلام لإخوانه في الملتقى فقط، فلئن حُرمنا منهم الموضوعات، فلا نُحرم منهم السلام، والمدوامة على دخول هذا الملتقى، ولعل الله ييسر هذا إن شاء الله في العاجل القريب، وأرجو منكم المشاركة في مثل هذه الفكرة، ولكم من الله الجزاء الأوفى.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Nov 2004, 04:25 م]ـ
جزاكم الله خيراً على تفقدكم لأخيكم، وإن كان غيابي لا يؤثر شيئاً فأنتم وفقكم الله من نتكلف عناء القراءة لهم، نفعنا الله بعلمكم، وجعل ذلك في موازين حسناتكم. وإنما هي خلسة من خلسات الزمن ثم نرجع سيرتنا الأولى إن شاء الله، وأخي أبو مجاهد مشغول كذلك ببحثه ويبلغكم جميعاً سلامه وتحيته، ويخص الأخ عبدالله الخضيري بتحيته.
وأما أبوعبدالملك فقد كفانا مؤنة الملتقى بمتابعته المستمرة، وحرصه الدائم وفقه الله، مع علمي بكثرة أعماله العلمية بارك الله له في وقته وعلمه، وخير إخوانك المعين على النوائب، وقديما قال علي بن الجهم وصدق فيما قال:
خير إخوانك المشارك في الضر = وأين الشريك في الضر أينا
وأختم بمثل ختام أبي عبدالله، حتى لا نخل بالشرط! وإن كان أدق نظراً فيما اختار، وبحسبه شعر حبيب.
أنتم سروري، وأنتم مشتكى حزني = وأنتمُ في سواد الليل سُمَّاري
أنتم وإن بعدت عنا منازلكم = نوازل بين إسراري وتذكاري
فإن تكلمت لم ألفظ بغيركم = وإن سكتُّ فأنتم عقد إضماري
الله جاركم مما أحاذره= فيكم، وحبي لكم من هجركم جاري.
ـ[أمين نورشريف]ــــــــ[29 Nov 2004, 06:19 م]ـ
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعين الشيخين الكريمين على إنهاء رسالة الدكتوراه وغفر الله لي ولك يا شيخ خالد فقد فزعت والله عندما قرأت عنوان المقالة.أسأل الله سبحانه أن يحفظنا وإياكم من كل سوء
دمتم لمحبكم في الله
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[01 Dec 2004, 08:17 م]ـ
فك الله أسر مشرفنا من رسالة الدكتوراه بمرتبة الشرف الاولى
بارك الله فيكم
ـ[الراية]ــــــــ[06 Dec 2004, 09:24 م]ـ
أسأل الله أن يُيسِّر أمرهما، وأن يسدد طريقهما.
اللهم آمين(/)
البيان الجلاء لمعنى نقص دين النساء
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[20 Nov 2004, 10:53 م]ـ
الحمد لله ما أحب أن يُحمد، نحمده سبحانه وتعالى وتَمجّد، والصلاة والسلام على الهادي نبينا محمد، وعلى آله ذوي الكرامة والسؤدَد، وعلى صحبه الكرام الرُّكَّع السُّجَّد، وعلى من تبعهم وطريقتهم تقلَّد. وبعد؛
فإن الله ربَّنا سبحانه وتعالى حكيم خبير. واقتضت حكمته سبحانه تفضيل بعض خلقه على بعض، فرمضان يفضل العام، ومكة تفضل الأرض، وإنسان يفضل الحيوان، وهكذا. قال تعالى: (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم).
ثم اعلم أخي - بارك الله فيك - أن الفضل لا يعني التفضيل المطلق، إذ الفضل نعمة من الله تستوجب شكراً، فمن شكرها فذاك هو الفضل، ومن كفرها فإنما فضله وبال عليه.
قال تعالى: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) فهذا فضل عظيم فضّل الله به كل إنسان على كل حيوان، فأما من كفر هذه النعمة ولم يؤد حق الله بتوحيد قصده بها كما قد تفرد سبحانه في خلقها، ففيه يقول تعالى: (ثم رددناه أسفل سافلين) أي أسفل من الحيوان الذي قد فُضِّل عليه في التقويم.
وفي ذلك قال تعالى: (إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلاً) وقال تعالى: (أولئك كالأنعام بل هم أضل) وقال تعالى: (ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع) وقال تعالى: (إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون).
وأما من شكر نعمة التقويم فأدى حق الله بتوحيده بها كما قد تفرد سبحانه بخلقها، ففيه يقول تعالى: (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون). فاللهم نسألك شكر نعمك.
فهذا مثال على التفضيل، وما يتفاوت الناس فيه.
ثم الانتقاص الذي هو ضد التفضيل، يتفاوت الناس فيه كذلك. كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (أشد الناس ابتلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل. يبتلى المرء على قدر دينه). الشاهد أن هذا الابتلاء على الأنبياء قد يسلم منه الكفار، أما الأنبياء فيصبرون لله ويشكرون، ويزيد ما ابتلُوا به قلوبَهم تعلقاً بالله تعالى، حتى يكون ذلك رفعة لهم.
وبهذا يعلم أن التفضيل والانتقاص كل منهما ابتلاء من الله تعالى: فأما من شكر وصبر، كان ذلك فضلاً له يفوق التفضيل بالإنعام، فيرتقي بشكره وصبره درجةً. وأما من كفر وتسخط، كان ذلك انحطاطاً يفوق ما ارتفع به من الإنعام، فينحط بكفره وسخطه دركة.
ومصداق ذلك قوله تعالى مستنكراً: (فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن. وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن. كلا). أي كلا، ليس الأمر كما قالا، بل الذي أكرمه الله ففضله بالمال قد ينحط ببخله، كما قد يرتقي بكرمه. وكذا من انتقصه الله مالاً، قد يرتقي برضاه، كما قد ينحط بتسخطه. والله سبحانه أعلم بمراده.
وبذلك نخلص إلى نتيجة هامة جداً، وهي أن مطلق التفضيل لا يعني التفضيل المطلق. كما قال تعالى: (والله فضل بعضكم على بعض في الرزق). فالغني قد فضله الله تعالى في الرزق ولو كان كافراً، على الفقير ولو كان مؤمناً، ولم يلزم من هذا التفضيل تفضيل مطلق. إذ الأمر كما مر: إن شكر المفضَّل نعمة الله وأدى شكرها، فهذا فضل آخر من الله هو أعظم من الأول. وإن كفرها انحط بكفرها أكثر مما قد ارتفع بما آتاه الله من فضله، فكانت النتيجة انسفاله لا ارتفاعه، والله المستعان.
ولعل ما تراه العيون أقرب للفهم مما تقدره الأذهان. فلو أن رجلاً وقف على درجة سلم، فازداد بقيامه عليها طولاً، ووقف بجواره رجل على درجة من السلم هي أسفل منها فنقصت من طوله. فهنا الأول زاد، والثاني نقص، لكن لا يحكم أيهما أعلى هامة من الآخر، لاحتمال أن يكون الذي على الدرجة العلوية طفل صغير أو رجل قصير، كما يحتمل أن يكون الذي على الدرجة السفلى رجل طويل.
بل والأمر يزداد على ذلك، فمطلق التفضيل ولو أدى الإنسان شكر ما فضله الله به، لا يدل على التفضيل المطلق.
ثم إنا نرى من أنبياء الله تعالى من فضل بما لم يفضل به غيره، فهذا مطلق فضل، ثم نرى غيره أفضل منه فضلاً مطلقاً. مثاله أن الله تعالى قد علّم يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام تأويل الرؤى، ولم يعلم مثل ذلك لإبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، ولا شك أن إبراهيم خير منه عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم قل مثل هذا في أصحاب نبينا صلوات الله وسلامه عليه ورضي عنهم أجمعين. فإنا نقرأ من فضائل علي رضي الله عنه أن زوجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ابنته الطاهرة رضي الله عنها وأرضاها. ولم يكن ذلك لأبي بكر رضي الله عنه. فهذا مطلق فضل اختص الله به علياً على أبي بكر رضي الله عنهما، لكنه لم يلزم منه الفضل المطلق، بل قد فاق أبو بكر رضي الله عنه كل الأمة وفيهم علي وعمر وعثمان رضي الله عنهم.
بعد ذلك أذكر حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ قال: (ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن). قلن رضي الله عنهن: (وما نقصان عقلنا وديننا يا رسول الله)؟ صلى الله عليه وسلم. قال صلى الله عليه وسلم: (أليس شهادة المرأة بنصف شهادة الرجل)؟ قلن رضي الله عنهن: (بلى). قال صلى الله عليه وآله وسلم: (فذلك من نقصان عقلها. أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم)؟ قلن رضي الله عنهن: (بلى). قال صلى الله عليه وآله وسلم: (فذلك من نقصان دينها).
والحديث متفق عليه.
فماذا يعني نقصان الدين هنا؟ إذا لم تصلّ لحيض فقد أطاعت الله، فكيف يكون ذلك نقصاناً؟ أوليست طاعة الله تزيد المرء ولا تنقصه؟ نعم، هذا صحيح، فالمرأة لم تنقص، ولكن دينها نقص.
وهل ثمة فرق بين أن تنقص المرأة أو ينقص دينها؟ نعم، لأنّ أنْ تنقص المرأة من دينها أي أن تفرط وتقصر فتخل به، أما أن ينقص دينها مع إتمامها له على نقصانه ليس فيه ما تذم به، بل فيه من الرحمة بها والرأفة ما هو ظاهر، وإن كان فيه من نقصان الأجر والقربة ما هو ظاهر كذلك.
أما الرحمة والرأفة فلأن نقصان الدين يعني قلة التكاليف، وقلتها تعني يسره.
وأما الأجر والقربة فلأن المرأة لا تأخذ في أيام شهرها من أجر الصلوات ما يأخذ الرجل. وإن لم تكن قد حرمت كل الأجر كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا كان العبد يعمل عملاً صالحاً فشغله عنه مرض أو سفر، كُتِب له كصالح ما كان يعمل وهو صحيح مقيم). لكن ليس هو كأجر من اجتهد فتحقق منه العمل، كما قال صلى الله عليه وآله وسلم للفقراء الذين غبطوا الأغنياء على ما فُضّلوا به من الصدقة بفضائل أموالهم وهم يتمنون أن يفعلوا كما يفعلون، قال لهم: (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء) رواه الإمام مسلم.
ثم يحصل لها من النقص بترك الصلاة والصوم كذلك ما يترتب عليهما من الخشوع وقرب القلب، كما قال تعالى: (واستعينوا بالصبر والصلاة) وقال تعالى: (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) وقال: (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) وقال رسوله صلى الله عليه وآله وسلم: (والصوم جنة) أي من المعاصي، والله أعلم بمراد نبيه صلى الله عليه وآله وسلم.
وعلى هذا نقول أن للرجال مطلق فضل قد فضلهم الله به على النساء، وهو زيادة دينهم على دينهن.
ومثَل هذه الزيادة كزيادة دين الغني على الفقير أن وجبت عليه الزكاة واستحبت له الصدقات واستطاع الجهاد بماله وغير ذلك. وكذلك زيادة إيمان العالم على الجاهل، لما شرع له الله من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة والجهاد باللسان والتعليم وغير ذلك. وكذلك زيادة دين ولاة الأمر على الرعية، لما شرع الله لهم من السلطان وإقامة الحدود وإصلاح الشؤون وغير ذلك. فتفضيل دين الرجل على دين المرأة كتفضيل دين أولئك على دين أولئك. ولذلك فللأنبياء من الدين ما لا يكون لمثله من غيرهم، لما فضلهم الله تعالى به من الخصائص والفضائل.
وعليه فقد يزيد دين المرأة العالمة الغنية ذات الجاه على دين الرجل الفقير الجاهل الضعيف. وهذا فضل مطلق، لكن قد يكمّل هذا الرجل الجاهل دينه الناقص، فيكون في عليين، بينما تضيّع المرأة العالمة دينها الزائد فتكون في السافلين.
ولعل المثال الذي يوضح ذلك هو ما تراه العيون. فلو أتيت بإناءين، أحدهما سعته لتر، والآخر سعته لتر وربع فهو أكبر، ثم صببت في ذي اللتر تُسعَه قربَ أن يمتلئ، وصببت في الآخر ثمن لتر قرابة ثلاثةِ أرباعه. فالإناء الصغير كمثل ذي الدين الناقص، ثم قد يمتلئ أو ينتصف أو يفرغ. والإناء الكبير كمثل ذي الدين الكامل، ثم قد يمتلئ كذلك أو ينتصف أو يفرغ. والماء كالإيمان، قد يكثر في الإناء حتى يملأه وقد يفرغ الإناء منه.
(يُتْبَعُ)
(/)
والذي يؤكد هذا المعنى – أن النقص في دين المرأة لا في إيمانها - قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا أربع) وذكرهن رضي الله عنهن. ففي هذا الحديث أن أولئكم النسوة قد كمّلن دينهن، ومع ذلك فقد كنّ يحضن كما تحيض النساء، فدل على أن النقص ليس في إيمانهن وقلوبهن، وإنما هو في القدر المشروع لهن من الدين.
ثم لفظ النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوضح ذلك، وهو الفصيح البليغ، حيث قال: (ما رأيت من ناقصات عقل ودين) أي: (ولا ناقصات دين) ضرورةَ العطف. وكلمة (ناقص) اسم فاعل يعمل عمل الفعل، وكلمة (دين) مضاف إليه لفظي مجرور في محل رفع فاعل. وتقدير الكلام: (ما رأيت مِن مَن نقُص دينُها). فيكون النقص مسنداً إلى الدين، لا إلى المرأة. وهذا واضح لا مراء فيه.
وبذلك نصل إلى النتيجة، وهي أن دين الإنسان قد يختلف باختلاف أحواله، باختلاف ماله وعلمه وسلطانه وجنسه، بل ربما وباختلاف جيرانه وأهل بيته، والله أعلم. وهذا الاختلاف إنما هو في القدر المشروع لهم من الدين. أما الإيمان والقلوب ففي علم الله تعالى، وقد يقوم في قلب المفضول من الورع والتقوى حال أدائه دينه على نقصه ما يفوق به غيره، وكل امرئ واجتهاده. والله الموفق والهادي.
وبهذا انتهى ما كنت أردت كتابته بحمد الله، لكن أتممه بمسألتين.
الأولى أن قد يسأل سائل: وما الحكمة في نقص دين المرأة عن الرجل؟
والجواب أنا نوقن أن أفعال الله تعالى كلها معللة بأتقن الحكم، خلافاً للأشاعرة ومن نحا نحوهم من أهل البدع. لكن الحكمة قد تتضح حتى يعلمها كل أحد، كالحكمة من تحريم الزنا والخمر، وقد تخفى فلا يدركها إلا العلماء الراسخون، كالحكمة من تنوع العبادات وتشريع الحج وإراقة الأنفس بالجهادة، وقد تعمى علينا فلا ندرك منها شيئاً، وإنما نفوض علمها لله تعالى، وذلك كعدد الركعات واختصاص رمضان بفضل الصيام وغيرها.
وهذا القسم الأخير – الذي لا ندرك حكمته – من أهم ركائز العبودية، أن يفعل المرء الفعل لا لمصلحة يرجوها في الدنيا ولا لمناسبة يحصلها، وإنما لأن الله أمر به حباً وتعظيماً ورغبة ورهبة. وفي ذلك من اعتماد القلب والثقة بالرب وحكمته ما لا يخفى.
وقد سئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها: (ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة) فقالت: (كنا نؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة)، فرضي الله عنها ما أفقهها، ردت بذلك مع اتضاح الحكمة من مشقة قضاء الصلاة ويسر قضاء الصوم، وعظم الخسارة بفوات صوم لا يكون إلا مرة من العام، وهوان خطب صلوات تصلى كل يوم، لعلها أرادت أن تخرج من الإجابة عن فرع واحد، إلى الإجابة على أصل عظيم ينبني عليه من الفروع ما الله به عليم. فلو أنها أجابتها لاستفادت السائلة مسألة، ربما احتاجت أن تسأل عن مثلها في فرع آخر، فأجابتها برد كلي ينفعها في كل نظير لهذه المسألة. فرضي الله عنها ما أفقهها.
ثم نرجع إلى بحثنا في الحكمة من نقص دين المرأة، وقد مرّ في ثنايا الكلام لكن أعيده توضيحاً. فنقص الدين يعني قلة التكاليف، وفي هذا من الرحمة والتيسير ما يناسب طبيعة المرأة. ثم في هذا النقص شحذ الهمم وجعل المرأة تستغل ما بقي لها من دين. ثم فيه قلة أبواب الإثم حيث قلت الواجبات فأبيح لها من تركها ما لم يبح لغيرها. وهكذا يظهر لمتأمل أكثر.
ثم قد زادها الله عوضاً عما أنقصها، فشرع لها من مشاق الحمل والوضع والرضاع والتربية ما يكفر عنها ويرفع درجتها إن شاء الله تعالى. والله أعلى وأعلم.
بقي في البحث مسألة، وهي تفضيل جنس الرجال على جنس النساء. فهذا مجمل يحسن في مثله التفصيل.
فإن أريد به القوامة، أي أن الرجل أقدر على القيام بشؤون الأسرة وتولي أمرها من المرأة، فنعم ولا شك، كما قال تعالى: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة) أي زائدة، وهي القوامة والطاعة وملك الطلاق، ونحو ذلك من لوازم القيام على الأسرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن أريد به اكتمال الدين، فنعم كذلك، لأنه يشرع لجنس الرجال من القرب ما لا يشرع مثله لجنس النساء، كالجهاد والقضاء والسلطان وغيرها. وهذا باعتبار الجنس، بتجريد المسألة من العوامل الأخرى كالعلم والغنى والجاه ونحوها. وقد مر قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما رأيت من ناقصات عقل ولا دين أذهب بلب الرجل الحازم من إحداكن).
أما إن أريد به الجملة، أي أن جملة الرجال خير من جملة النساء، فهذا لا أعلم عليه دليلاً. إلا أن يستدل بقوله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث المتفق عليه: (تصدقن يا معشر النساء فإني رأيتكن أكثر أهل النار) لكن قد ينازع فيه بأنهن قد يكنّ أكثر أهل الجنة كذلك، ونفي هذا يحتاج دليلاً. ففي هذه المسألة بحث قد يطول. والله أعلم بالصواب.
أما باعتبار الأفراد، فلا شك لا يطلق بفضل الرجال ولا النساء، ففي الرجال أنبياء وليس في النساء نبي، وفي النساء من الفاضلات المحسنات ما ليس في أكثر الرجال. والله تعالى يقول: (إن أكركم عند الله أتقاكم). والله أعلم.
وبهذا تم ما شاء الله أن أسطر ساعتي هذه، فأردفه بخلاصة تجمع شتات ما تفرق:
1. ربنا سبحانه يفضّل بعض ما خلق على بعض بحكمته.
2. مطلق الفضل – وهو الفضل من وجه معين – لا يعني الفضل المطلق – أي الفضل في الحكم النهائي عند الله -.
3. الزيادة في النعمة والنقص فيها كلاهما ابتلاء، قد يرتفع به صاحبه وقد ينحط.
4. قد أخبر الصادق المصدوق صلوات الله عليه وسلامه أن النساء ناقصات دين، فهن كذلك. وعليه فدين جنس الرجال أكمل.
5. التفاوت في الدين المشروع لكل امرئ بحسبه، فيزداد بالغنى والقوة والسلطان والعلم ونحوها، وينقص بأضدادها.
6. النقص المذكور في الحديث هو في دين المرأة أي في القدر المشروع لها من الدين. وليس هو في إيمانها ولا قلبها ولا مجاهدتها.
7. هذا النقص في دينها له وجهان: رحمة من الله ورأفة أن خفّف عليهن ويسّر، وحكمة منه وعدل أن أنقص أجورهن وقُرَبهن.
8. قد يستكمل ناقص الدين من الأعمال المشروعة له ما يفوق به زائد الدين الذي قد فرط وضيع، بل والذي لم يفرط ولم يضيع.
9. نقص الدين قد يكون من وجه، ويكون فيه زيادة من وجه آخر.
10. شرع الله بالغ في الحكمة غايتها.
11. جنس الرجال يفضل جنس النساء باعتبار القوامة وزيادة الدين، أما الأفراد فكل امرئ وعمله.
هذا ما أعلم، والله أعلى وأعلم، وإليه أبرأ مما زل به القلم.
وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[مهدي المشولي]ــــــــ[28 Nov 2009, 01:32 ص]ـ
ما شاء الله بحث مفيد وتحرير بديع ....
أسأل الله التوفيق للشيخ فيصل وأن يبارك في علمه ويزيدنا ويزيده علما وعملاً وهدى ... آمين،،،،(/)
وفاة الشيخ عبدالقادر الأرناؤوط في دمشق.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[26 Nov 2004, 06:04 م]ـ
الإسلام اليوم/ خاص: ( http://www.islamtoday.net/albasheer/show_news_content.cfm?id=36004)
13/10/1425 1:48 م
26/ 11/2004
توفي فجر اليوم الجمعة في دمشق فضيلة الشيخ عبد القادر الأرناؤوط بنوبة قلبية مفاجئة عن نحو ثمانين عامًا قضاها في التعلم والتعليم والتحقيق والدعوة.
وكان الشيخ قد ولد في قرية فيرلا في إقليم كوسوفا، وأتى به والده إلى الشام وهو صغير، وطلب العلم في بداياته على الشيخ نوح نجاتي والد الشيخ ناصر الدين الألباني؛ ثم واصل تحصيله على علماء دمشق وبرع في علم الحديث، وكان يعمل ساعاتيًّا (إصلاح الساعات).
ثم عمل الشيخ محققًا في المكتب الإسلامي، وخطيبًا في مساجد متعددة في دمشق، وآخرها الجامع المحمدي في المزة.
أهم أعماله العلمية تحقيق جامع الأصول لابن الأثير، وزاد المعاد لابن القيم بالاشتراك مع الشيخ شعيب الأرناؤوط، والفرقان لابن تيمية وتحفة المودود لابن القيم، والسنن والمبتدعات للشقيري، وكتاب فتاوى النبي المستل من كتاب إعلام الموقعين لابن القيم.
وكان للشيخ مكانة عند أهل العلم الموافق والمخالف، وله جهوده في الدعوة في كوسوفا بتكليف من الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- وللشيخ من الأولاد أحد عشر؛ ثمانية ذكور وثلاث بنات، وأديت الصلاة عليه في جامع زين العابدين بحي الميدان في دمشق بعد صلاة الجمعة –رحم الله- الشيخ رحمة واسعة ورفع في أعلا الدرجات نزله.
ترجمة الشيخ، رحمه الله. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3078&highlight=%E6%DD%C7%C9+%C7%E1%D4%ED%CE)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[26 Nov 2004, 06:16 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون , رحم الله الشيخ رحمة واسعة , , ولقد زرت الشيخ مرة في بيته للسلام عليه , فوجدته ممتلئاً بالطلاب والمستفتين , وهاتفه لا يقف من الرنين فهذا سائل , وهذا مستشير وهذا عنده مشكلة يريد حلها , وكان يستمع للجميع جعل الله ذلك في موازين حسناته.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[26 Nov 2004, 08:10 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون ..
رحمه الله رحمة واسعة
اللهم ارفع درجته في عليين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين ..
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[26 Nov 2004, 10:27 م]ـ
هذه مقالة بادرت إلى كتابتها قبل أن تغلق الجرائد أبوابها عن استقبال المقالات، حاولت فيها الاختصار لحال الجرائد، و وعد أحد العاملين فيها بأن تنشر غدا أو بعد غد - إن لم يتيسر أمر إدراجها في الجريدة الليلة -
كلمة حقٍّ و برٍّ و وفاءٍ في وفاة ريحانة الشام و عالمها و محدِّثها العلامة عبد القادر الأرنؤوط -رحمه الله -
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على رسوله الأمين، أما بعد:
فإن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا.
ففي قبضهم قبض للعلم، فتكون المصيبة بموتهم مصيبتين، الأولى: بفقدهم ووفاتهم، و الأخرى بذهاب علومهم، و تزداد هذه المصيبة إذا كان المقبوض من العلماء الربانيين، و الأئمة المصلحين، الذين طنت بذكرهم الأمصار، و ضنَّت بمثلهم الأعصار، الذين نذروا أوقاتهم و جهودهم لخدمة هذا الدين ...
فما أشدَّ وقْع المصيبة وقتئذ، و ما أعظمها ألما، و ما أشقها على النفوس المؤمنة ...
فإن فقد العالم ثلمة في الإسلام، لا يسدها شيء ما اختلف الليل و النهار.
و لا يزال المصاب يعظم في هذه الأمة، كلما ازداد عِقد العلماء انفراطا، و كادت حباته أن تنتهي ..
و في فجر يوم الجمعة 26/ 11/2004 انفرطت حبة من تلك الحبات الباقية، فقد غيَّب الموت اليوم عالما من علماء الأمة الربانيين، و علما جليلا من أعلام المحدثين في هذا العصر، و مربِّيا فريدا في مَصره، إنه شيخنا و مفيدنا و معلِّمنا و مؤدبنا، ريحانةُ الشام، العلامة المحدِّث، و الفقيه المصلح، الداعية بقلمه و فعاله، بقوله و حاله، صاحب الحكمة العالية و البصيرة النافذة، الذي جمع حقيقةً بين التربية و التصفية، فكان العالمَ المحققَ المربي، إنه شيخُ الشام و عالمها و مؤنس وحشة الغرباء فيها، إنه كبيرُ محدثيها
(يُتْبَعُ)
(/)
و حفاظها، عبد القادر الأرنؤوط – رحمه الله رحمة واسعة -.
لقد كان الخبر صادقا، و لصدقه أفجعنا و ملأ قلوبنا حزنا؛ لأن الذي أخبرت بوفاته هو من عرفته عن قُرب و مجالسة طويلة:
1 - الرجل الغيور على سنة نبينا محمد صلى الله عليه و سلم، الذي عمَّر وقته كتابة و تدريسا و خطابة و هو يميز للأمة صحيح السنن و الآثار من ضعيفها و يفقههم في معانيها، و يسعى في نشر كتب السنة و غيرها ...
و لقد أخرج لطلبة العلم و العلماء و المثقفين ما يزيد عن خمسين كتابا بين صغير و كبير ...
2 - الرجل الذي يحمل هموم الأمة كلها في قلبه، فلا تحل بالأمة واقعة إلا و ترى ذلك باديا عليه، في أحاديثه و أحواله.
3 – إنه الرجل القوال بالحق، الصادع به، الذي – عرفته الشام – لا يخشى في الله لومة لائم، فلا مداهنة عنده و لا مداراة، بل يصيح بالحق و يعلن به في حكمة عالية و أدب رفيع و خلق سامٍ، و لأجل صراحته هذه مُنع في السنوات الأخيرة من التدريس و الخطابة.
4 – إنه صاحب المدرسة السلفية، التي جمعت بين صفاء العقيدة، و حسن السلوك، و لطافة العرض، و صدق الدعوة، و سلامة المنهج؛ لأن صاحبها كان كذلك، بل كان رحمه الله هو تلك المدرسة.
و مع هذا فقد كان رحمه الله إذا سئل: هل أنت سلفي؟ يجيب: أنا لا أقول عن نفسي إني سلفي، بل لا أملك ذلك، و إنما أحاول قدر ما أستطيع أن أعمل بمنهج السلف و أقوالهم، هذا و هو المتبع لآثار سلف الأمة حقيقة: عقيدة و خلقا و فقها و منهجا ..
هذا هو شيخنا و معلمنا عبد القادر الأرنؤوط، بهذا عرف و اشتهر، و اسمه في الأوراق الثبوتية: قدْري بن صوقل بن عبدول بن سنان ..
و الأرنؤوط جنس تندرج تحته شعوب كثيرة: الألبان و اليوغسلاف و غيرهم ..
ولد شيخنا العلامة الحافظ، المحدث الفقيه المتبصر، الحكيم الورع، و الداعية النبيل – نحسبه كذلك و لا نزكيه على ربنا – بقرية فريلا من إقليم كوسوفا من بلاد الأرنؤوط سنة 1347 هـ - يعني عام 1928 م.
وقد هاجر شيخنا إلى دمشق بصحبة والده و بقية عائلته و سنه ثلاث سنوات من جراء اضطهاد المحتلين الصرب – أذلهم الله - للمسلمين الألبان، و بقي عمه الشيخ نذير هناك مع بقية العائلة يجاهد الصرب.
فما إن وصل دمشق حتى أخذه والده إلى مساجدها، و أجلسه إلى علمائها، ينهلُ من علومهم و معارفهم، في جميع علوم الشريعة و العربية و، فأخذ عن العلماء الأرنؤوطيين الذين هاجروا إلى الشام في تلك الفترة، أمثال: الشيخ ملا باختياري، المشهور بحمدي الأرنؤوط، و الشيخ نوح نجاتي الألباني – والد العلامة الألباني – و الشيخ سليمان غاوجي الألباني.
كما أخذ عن غيرهم؛ كالشيخ صبحي العطار و الشيخ محمود فايز الدير عطاني حيث قرأ عليهما القرآن كله مجودا، و قد كان الشيخ محمود يقول عنه – وهو غلام-: هذا الغلام قراءته سليقية.
كما لزم الشيخ سعيد الأحمر التلي الأزهري الساعاتي مدة خمس سنوات، أخذ عنه علوم الشريعة و اللغة، كما أخذ عنه أيضا مهنة تصليح الساعات.
و لما رأى نبوغه وحرصه على العلم، و جهه للمسجد الأموي و ساعده بالمال و قال له: يا بني أنت لا تصلح إلا للعلم.
كما لزم الشيخ محمد صالح الفرفور مدة عشر سنوات، فقرأ عليه خلالها: متن الطحطاوي و نور الإيضاح و مراقي الفلاح و حاشية ابن عابدين و غيرها، كذلك قرأ عليه في فنون العربية و التفسير.
قال عنه شيخنا: أخذت عنه العلم، وتعلمت منه خوف الله تعلى.
كما أخذ أيضا على خيرة علماء الشام آنذاك، العلامة الكبير محمد بهجت البيطار، فكانت له به صلات و اجتماعات، و كان يقول له: (أنت يا بني، مشربك من مشربنا، فأرى أن تدرس مكاني).
و هذا الذي حصل، فقد استمر الشيخ يدرس كتب العلم في جامع الدقاق و جامع الشربجي بعد وفاة العلامة البيطار، و كان صورة من شيخه البيطار.
قال لي مؤذن الشيخ البيطار: (من أراد أن ينظر إلى الشيخ بهجت البيطار فلينظر إلى الشيخ عبد القادر، فإنه أشبه بسمته، فهو نسخة منه في الأخلاق و حسن المعاملة).
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا، و لقد استفاد باجتماعه بخيرة علماء تلك الفترة، من أمثال ابن باز علي الطنطاوي و محمد أمين المصري و الألباني وابن مانع و الرفاعي و عبد الرحمن الباني و محمد بن لطفي الصباغ و غيرهم ممن كان يجالسهم و يجتمع بهم - رحم الله الأموات منهم و حفظ الأحياء -.
كما تأثر بأخلاق العالم المربي الأستاذ عبد الرحمن الباني حفظه الله، و كان يقول عنه: إنه يمثل أخلاق السلف.
و لقد رزق الله تعالى شيخنا رحمه الله منذ صغره حافظة قوية، فكان يحفظ في فترة الاستراحة زمن دراسته في مدراس دمشق خمسة أحاديث، و قد قرأ أول ما قرأ " صحيح مسلم " ثم أقبل على بقية الكتب الستة.
و كان كثيرا ما كان يكرر علينا مقولة بشر بن الحارث الحافي: (يا أصحاب الحديث، أدوا زكاة الحديث، قالوا: و ما زكاته؟ قال: أن تعملوا من كل مئتي حديث بخمسة أحاديث).
قلت: و هذا الأثر أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 337)، و الرافعي في التدوين (2/ 427) – و اللفظ له – و البيهقي في الشعب (1805) و هو صحيح عنه.
و قد حفظ الله له ذلك فاستمر عليها إلى آخر أيام عمره رحمه الله.
و معروف لدى المقربين من الشيخ: أنه رحمه الله كان مبرزا في الحفظ، فهو حافظ من الحفاظ، لا يكاد يسوق الحديث إلا و يأتي به بلفظه كاملا.كما إن الدهشة تصيبك مما تراه من سرعة استخراجه للحديث من الكتب الحديثية؟.
فإني – بفضل الله - كنت أجالس الشيخ طويلا في مكتبته العامرة، فيدخل عليه صنوف الناس يسألونه عن صحة أحاديث من ضعفها، فكان الشيخ موسوعةً في استحضار الأحاديث و حسن استخراجها من مظانها ... يمدُّ يده إلى الكتاب، فيخرج منه الحديث المسؤول عنه بسرعة عجيبة – رحمه الله -.
هكذا حصَّل العلوم على طريقة السلف الماضين في ثني الركب بين يدي العلماء، و الجِدِّ في تحصيل العلوم بسهر الليالي و حفظ الأوقات.
و قد حصل منهم الأدب قبل العلم، حتى صار إماما في التواضع و حسن الخلق – شهد له بذلك الموافق و المخالف -.
فهو رحمه الله جواد كريم، يحب العطاء، لم أر مثله في هذا -و إن كان له نظائر – بحمد الله -، لا يرد أحدا من المحتاجين، كم و كم رأيناه يعطي طلبة العلم و ينفق عليهم، و بالأخص الغرباء منهم بل و ممن لا يعرفهم بعلم و لا حاجة، والقصص في هذا كثيرة جدا.
فهو كريمٌ يكرم جلساءه بما عنده من طيِّب الكلام قبل طيب الطعام، يظن الجالس عنده أنه سيد الجلسة، و أنه الأقرب إلى قلب الشيخ و نظره، هكذا يحس الجالسون بين يديه.
متواضع غاية التواضع، لا يجد الكبر إلى قلبه سبيلا، يأخذ بأيدي تلاميذه في ذهابه و إيابه، يناقش العلم معهم بلا تعال و لا رفع صوت.
محبٌّ للعلماء، لا يذكرهم إلا بخير، لا سيما من كان معظما للسنة، ساع في الخير، لا يخلو بيته في أي يوم من متنازعين، يأتون إليهم فيصلح بينهم.
كان أمارا بالمعروف، نهاءا عن المنكر، لا تأخذه في الله لومة لائم.
و كان صابرا محتسبا على ما يلاقيه من أذى، فلم يخرج من بلاد الشام و لم يهاجر منها كما هاجر غيره، بل بقي يدعو و ينصح و يعلم.
و الله ثم و الله ثم والله، لو كتبت ما كتبت عن شيخنا رحمه الله لما وفَّت كتابتي ببعض خلاله، فهو أعظم من أن يصفه قلمي - هكذا أحسبه و لا أزكيه على ربي- و هكذا حسبه غيري ممن رآه.
*********************
و بعد مرحلة التلقي و الأخذ عن العلماء = تفرَّغ الشيخ رحمه الله للدعوة و التعليم، فتقلد الخطابة و سنه عشرون سنة،ففي عام1369 هـ - 1948 خطب الشيخ بجامع الديوانية البرانية، و بقي فيه مدة 15عامًا، ثم انتقل إلى جامع عمر بن الخطاب الذي أنشأه،و هكذا من جامع إلى آخر حتى جاء الأمر بمنعه من الخطابة و التدريس عام 1994.
و شيخنا رحمه الله من أبلغ الخطباء و أقدرهم على الخطابة، يشدك بكلامه و أسلوبه في التعبير، فلا ترى الناس إلا محدقين تجاهه، مأخوذين بعباراته و إشاراته – وما أكثرها – رحمه الله –
عمل الشيخ مدرسا بين عامي 1952 و 1959 في مدرسة الإسعاف الخيري التي درس فيها، و قد أدرك فيها شيخه في التجويد: المقرئ صبحي العطار.
4 – و في سنة1381 - 1960 انتقل إلى المعهد العربي الإسلامي فدرس فيه القرآن و الفقه.
ثم انتقل إلى معهد الأمينية و منه إلى معهد المحدث الشيخ بدر الدين الحسني.
(يُتْبَعُ)
(/)
و في بداية هذه الفترة أعني الستينات عمل الشيخ مديرا لقسم التحقيق و التصحيح في المكتب الإسلامي لصاحبه الشيخ زهير الشاويش حفظه الله، و استمر على هذا إلى سنة 1389 - 1968 تقريبًا.
و شرح و درس في مساجد دمشق مجموعة كبيرة من الكتب منها: كتب التوحيد و العقيدة، شرح ثلاثيات الإمام أحمد
و الباعث الحثيث للعلامة أحمد شاكر و الإرشاد للنووي وقواعد التحديث للقاسمي و فتح المغيث للسخاوي و تدريب الراوي للسيوطي و زاد المعاد لابن القيم، و مختصر صحيح البخاري للزبيدي مع شرحه عون الباري لصديق خان و كفاية الأخيار للحصني في الفقه الشافعي و صحيح الأدب المفرد و مختصر تفسير الخازن للشيخ عبد الغني الدقر و غيرها من الكتب ..
ومنهجه في العلم و تحقيق المسائل أنه يأخذ بما دل عليه الدليل الصحيح، غير مقلِّد مذهبا من مذاهب الفقهاء التقليد الأعمى، فهو على هذا من فقهاء المحدثين.
وكان يقول رحمه الله: (العالم الحقيقي لا يتقيد بقول عالم واحد مهما كان شأنه بل يأخذ عن الجميع ما صح، و كان مؤيدا بالكتاب و السنة على نهج سلفنا الصالح).
و يضاف إلى عطائه في ميدان التدريس و التعليم =عطاؤه الكتابي الذي زخرت به المكتبة الإسلامية، فقد انكب رحمه الله على التحقيق و التأليف، فأخرج ما يزيد على الخمسين كتابا، في الفقه و الحديث و التفسير و الأدب و غيرها، و بعضها بالاشتراك مع الشيخ شعيب الأرنؤوط، منها: 1 - إتمام تحقيق كتاب غاية المنتهى في الفقه الحنبلي الذي بدأ تحقيقه شيخ الحنابلة وقتئذ جميل الشطي، حيث طُلب من الشيخ إتمام العمل على تحقيقه.
فكان العمل فيه باكورة تحقيقات الشيخ.و منها: زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي في 9 مجلدات.و المبدع في شرح المقنع لابن مفلح في 8 مجلدات.و روضة الطالبين للنووي في 12 مجلدا و الكافي لابن قدامة.و مختصر منهاج القاصدين،و رفع الملام عن الأئمة الأعلام لابن تيمية و جلاء الأفهام لابن القيم في مجلد، و زاد المعاد لابن القيم، و المسائل الماردينية لابن تيمية، و الأذكار للنووي – مجلد و مختصر شعب الإيمان للبيهقي – مجلد و الحكم الجديرة بالإذاعة لابن رجب و فتح المجيد شرح كتاب التوحيد – مجلد و لمعة الاعتقاد لابن قدامة.و التبيان في آداب حملة القرآن للنووي – مجلد و كتاب التوابين لابن قدامة – مجلد و وصايا الآباء للأبناء لأحمد شاكر – تعليق و الإذاعة لما كان و يكون بين يدي الساعة لصديق خان.و شرح ثلاثيات مسند الإمام أحمد للسفاريني
و قاعدة جليلة في التوسل و الوسيلة و الفرقان بين أولياء الرحمن و أولياء الشيطان و الكلم الطيب كلها لابن تيمية، و الوابل الصيب و الفروسية فتاوى رسول الله صلى الله عليه و سلم و عدة الصابرين، و هي جميعا لابن القيم و غير هذه كثير.
و قد أشرب شيخُنا حب شيخي الإسلام ابن تيمية و ابن القيم منذ أن وقع في يده كتاب الوابل الصيب لابن القيم، و زاده حرصا عليها ما حصل له من محاكمة بعض مشايخه له لمَّا علم بقراءته لكتاب الوابل، و تحذيره الشديد له من كتب الشيخين، فجعل الله تلك المحاكمة سببا لإقبال شيخنا على كتب الشيخين ابن تيمية و ابن القيم، فكانت كما قيل: (رب ضارة نافعة).
فهذه جوانب قليلة عن شيخنا رحمه الله، و هي فيض من فيض و قليل من كثير كثير،
و فجر الجمعة وافاه الأجل المحتوم، و صلي عليه بجامع زين العابدين بالميدان، في مسجد الشيخ كريّم راجح، و أم المصلين ابنه الأستاذ محمود الأرنؤوط، و دفن بمقبرة الحقلة.
فالله أسأل و بأسمائه الحسنى و صفاته العلى أتوسل: أن يرحم شيخنا عبد القادر و يكرم نزله مع النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا.
اللهم أجرنا في مصيبتنا و اخلف لنا خيرا منها، و ارزقنا و أهله و جميع محبيه الصبر على فقده
و إنا لله و إنا إليه راجعون.
و كتب تلميذه أبو تيمية إبراهيم بن شريف الميلي
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[26 Nov 2004, 11:41 م]ـ
ترجمة الشيخ، رحمه الله. ( http://alarnaut.com/)(/)
شرح بلوغ المرام لسماحة الشيخ بن باز باب الوضوء
ـ[إمداد]ــــــــ[27 Nov 2004, 02:35 م]ـ
باب الوضوء
كان ينبغي أن يفتتح هذا الباب بحديث ((لا تقبل صلاة بلا طهور ولا صدقة من غلول)) أخرجه مسلم
وكذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ)) متفق عليه. فكان من اللائق أن يذكرهما هنا لآن هذين الحديثين من أصح ما ورد في هذا الباب
الحديث السادس والثلاثون: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لو لا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء)) أخرجه مالك و احمد و النسائي وصححه ابن خزيمة وذكره البخاري تعليقا
ش / هؤلاء الأئمة معروفون تقدمت ترجمتهم.
الإمام مالك الإمام المعروف إمام أهل السنة في زمانه وكان في المدينة المنورة وهو أحد الأئمة الأربعة المشهورين وكانت سنة وفاته 179 هـ
وأحمد معروف الإمام أحمد بن محمد بن حنبل أحد الأئمة الأربعة وتلميذ الشافعي كان معروفا بالإمامة ونشر السنة وقمع البدعة كان مولده 164 هـ وكانت وفاته سنة 241 هـ
والنسائي معروف صاحب السنن هو أبو عبد الرحمن عمرو بن شعيب ..
وكانت مولده سنة 215 هـ وكانت وفاته سنة (303) هـ وهو من أعيان القرن الثالث وأدرك شيئا من القرن الرابع وهو آخر الأئمة الستة موتاً.
وأولهم موتا البخاري 256 وآخر هم موتا النسائي.
وابن خزيمة معروف أبو بكر محمد ابن إسحاق ويلقب بإمام الأئمة وله مؤلفات كثيرة منها الصحيح وكتاب التوحيد كان مولده سنة 223 أو 224 وكانت وفاته سنة310أو 311 هـ.
هذا الحديث حديث جيد صحيح وعلقه البخاري رحمه الله في الصحيح
((لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك)) يعني أمر إيجاب هو الذي انتفى لأجل المشقة وأما الاستحباب فهو موجود مأمور به استحبابا. لأن المستحب لا يشق لأنه إن استطاع فعله وإلا تركه فلا يشق
وإنما الذي يشق أمر الإيجاب الذي لا بد من فعله وإلا يأثم
هذا هو الذي انتفى لأجل المشقة ((لولا أن اشق على أمتي لأمرتهم بالسواك)) أمر إيجاب ولكن هذا انتفى ولكن أمر الاستحباب باقي فيستحب السواك عند كل وضوء لأنه من باب النظافة للفم وتطييب النكهة.
وثبت عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((السواك مطهرة للفم مرضاة للرب)) أخرجه أحمد والنسائي وغيرهما بسند صحيح.وهذا يدل على فضل السواك
وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يستاك عند الصلاة أيضا في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال ((لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة)) أخرجه مسلم. وفي البخاري ((عند كل صلاة)).
هذا يدل على أنه كان صلى الله عليه وسلم يستاك عند الصلاة لكنه مستحب وليس بواجب.
وكذلك يستحب السواك إذا انتبه من النوم لحديث حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من النوم يشوص فاه بالسواك.
وكذلك يستاك عند دخول المنزل لحديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل بيته يبدأ بالسواك. رواه مسلم
فالسواك مستحب في هذه المواضع لهذه الرواية عند الوضوء وعند الصلاة وعند دخول المنزل وإذا انتبه من النوم وعند دخول المنزل وهكذا في كل مكان يتغير فيه الفم فيستحب له ويتأكد استعماله لأنه يطيب النكهة وينظف الأسنان ويزيل النعاس ويعين على الخير فالسواك فيه فوائد كثيرة.
وأحسن ذلك ما كان من الأراك وهكذا ما يقوم مقامه مما له القوة على التنظيف من غير جرح.
الحديث السابع والثلاثون: عن حمران مولى عثمان أن عثمان رضي الله عنه دعا بوضوء فغسل كفيه ثلاث مرات، ثم تمضمض واستنشق واستنثر ثم غسل وجهه ثلاث مرات ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاث مرات ثم اليسرى مثل ذلك ثم مسح برأسه ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاث مرات ثم اليسرى مثل ذلك ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا. متفق عليه.
وحديث عثمان رضي الله عنه فيه الدلالة على صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم وأنه كان يبدأ بغسل كفيه ثلاث مرات وهكذا السنة بعد نية الوضوء يسمي الله للحديث الذي سيأتي في آخر الباب ((لاوضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه)
(يُتْبَعُ)
(/)
فالسنة أن يسمى الله جل وعلا وإن كان الحديث فيه ضعف ولكن بمجموع الروايات يؤخذ منه أن لهذا الحديث أصلا ولهذا قال مجموعة من الحفاظ بمجموعها يكون الحديث حسنا. كالقاعدة في مثل هذا؛ فالمقصود أنه يستحب التسمية في أول الوضوء مع النية
ثم يغسل كفيه ثلاث مرات لدلالة حديث عثمان وما جاء في معناه ثم يبدأ في الوضوء يتمضمض ويستنشق ثلاث مرات بثلاث غرفات وإن تمضمض مرة واحدة بغرفة واحدة كفى وإن فصلها في عدة غرفات جاز ذلك
ولكن أفضلها أن تكون ثلاثا بثلاث غرفات ـ وإن جعل الثلاثة بغرفة واحدة أجزأ.
ثم يغسل وجهه ثلاثا ويجزئ واحدة كما هو معروف لأن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة وتوضأ مرتين مرتين و توضأ ثلاثا ثلاثا كل هذا ثابت عنه عليه الصلاة والسلام.
فدل ذلك على أنه يجزئ واحدة. والأفضل اثنتان والكمال ثلاثا ثلاثا
ثم غسل يده اليمنى ثلاثا إلى المرفق، والمرفق داخل في الغسل فإلى بمعنى ((مع)) في الآية الكريمة والأحاديث.
لأنه ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم أنه كان إذا توضأ وغسل يديه أشرع في العضد.
وإذا غسل رجليه أشرع في الساق
فدل ذلك على أن الكعب في الرجل والمرفق في اليد داخل في الوضوء. فإلى بمعنى ((مع))
ثم مسح رأسه)) وجاء في أحاديث أخرى وستأتي0
ثم غسل رجليه ثلاثا إذا كان لابسا النعلين.
ثم قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا))
وفي رواية أخرى في الصحيحين ثم قال: من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر الله له ما تقدم من ذنبه))
فهذا يدل على فضل الوضوء وأن من فعله وصلى بعده ركعتين غفرالله له. فالوضوء من أسباب المغفرة نفسه وإذا صلى بعده ركعتين فهذا سبب ثاني. فالمتوضئ إذا توضأ كما أمر الله ثم صلى ركعتين فقد أتى بسببين للمغفرة أو لهما الوضوء فهو من أسباب المغفرة فإن الوضوء يحت الذنوب، والصلاة بعده إذا أخلصها لله وأحضر فيها قلبه من أسباب المغفرة أيضا.
ففي الحديث فوائد جمّة:
أولها: معرفة صفة وضوء الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا هو الوضوء الكامل.
وله وضوءان آخران أو ثلاثة.
توضأ مرة مرة، وتوضأ مرتين مرتين، وتوضأ مختلفا بعض الأعضاء مرتين وبعضها أكثر ثلاثا.
فالصفات: واحدة واحدة، اثنتين اثنتين، التفرقة بين الأعضاء بعضها كذا وبعضها كذا .. كلها جائزة وأكملها وأفضلها ثلاثا ثلاثا ماعدا مسح الرأس فواحدة.
# وفيه من الفوائد فضل الصحابة ومنهم عثمان رضي الله عنه فقد نقلوا للناس أحواله صلى الله عليه وسلم ووضوءه وأخلاقه وسيرته. فجزاهم الله خيرا وضاعف مثوبتهم
وفيه فضل عثمان رضي الله عنه فمع كونه خليفة المسلمين مشغول بالمهام العظيمة ومع هذا كان يتوضأ للناس ويعلمهم وضوء النبي صلى الله عليه وسلم حتى يأخذوه عنه واضحا بينا.
وفيه من الفوائد: ترتيب الوضوء هكذا يكون مرتبا،
أو لا: غسل الكفين ثم المضمضة والاستنشاق ثم غسل الوجه ثم اليدين ثم مسح الرأس ثم غسل الرجلين.
والترتيب واجب في أصح قولي العلماء فلابد من الترتيب لقوله صلى الله عليه وسلم ((ابدأوا بما بدأ الله به)) فنفعل كما فعل النبي.
وفيه أنه لابد من الموالاة إذا توضأ توضأ جميعا لا يتوضأ ثم يترك ثم يتوضأ البقية بل يتوضأ جميعا يوالي بين أعضائه فالموالاة شرط لابد منه لا بد أن يكون الوضوء متواليا
# وفيه من الفوائد شرعية تعليم الناس وضوء النبي صلى الله عليه وسلم فينبغي لأهل العلم أن يعلموا الناس الوضوء بالفعل لأن بعض الناس قد لا يفهم بالقول لكن إذا توضأت عندهم أمام المسجد أو في الصحراء إذا كنت في السفر حتى يروك كان هذا من باب التعليم الفعلي العملي كما فعله عثمان وفعل علي وغيرهم رضي الله عنهم ..
# وفيه من الفوائد بالنظر إلى الروايات الأخرى لهذا الحديث أن الوضوء يكفر الذنوب وأن الصلاة بعده إذا جمع قلبه فيها ولم يحدث فيها نفسه أن هذا من أسباب المغفرة أيضا.
...
الحديث الثامن والثلاثون: وعن علي رضي الله عنه ـ في صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم ـ قال ومسح برأسه واحدة. أخرجه أبو داوود وأخرجه الترمذي والنسائي بإسناد صحيح. بل قال الترمذي إنه أصح شيء في الباب.
...
(يُتْبَعُ)
(/)
الحديث التاسع والثلاثون: وعن عبد الله بن زيد بن عاصم رضي الله عنهما في صفة الوضوء قال: ومسح رسول الله صلى الله عليه وسلم برأسه فأقبل بيديه وأدبر)) متفق عليه.
الحديث الأربعون: وفي لفظ لهما: بدأ بمقدم رأسه حتى ذهب بهما إلى قفاه ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه.
الحديث الواحد والأربعون: وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما في صفة الوضوء قال: ثم مسح برأسه و أدخل إصبعيه السباحتين في أذنيه ومسح بإبهاميه ظاهر أذنيه)) أخرجه أبو داوود والنسائي وصححه ابن خزيمة.
ش / هذه الأحاديث الثلاثة كلها تدل على أنه عليه الصلاة والسلام كان يمسح رأسه ولم يكن يكرر مسح الرأس وإنما مرة واحدة هذا هو المحفوظ.
ولما روى أبو داوود أحاديث الوضوء وذكر بعض الروايات التي فيها تكرير مسح الرأس قال: الأحاديث الصحيحة ليس فيها تكرار مسح الرأس وهذا هو المحفوظ عند أهل العلم أن مسح الرأس مرة واحدة فقط و أما التكرير المطلق يرجع إلى بقية الأعضاء دون الرأس
وفي كيفية مسح الرأس بدأ بمقدم رأسه حتى ذهب بهما إلى قفاه ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه.
وجاء أنه مسح بأن أدار يده على رأسه كل هذا ورد فسواء فعل هذا أو فعل هذا فكله حسن ولكن أصح ما جاء في الباب حديث عبد الله بن زيد وفيه بدأ بمقدم رأسه حتى ذهب بهما إلى قفاه ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه.
وفيه حديث عبد الله بن عمرو وعن علي أيضا وفي أحاديث أخرى إدخال السباحتين في الصماخين هكذا .. عند مسح الرأس
وهكذا من تمام مسح الرأس لأن الأذنان من الرأس
وابن مسعود أدخل السباحتين وهما الشاهدان في صماخ الأذنين ومسح بإبهاميه ظاهر أذنيه ولو فعل بغير السباحتين أجزأ ولكن هذا هو الأفضل إدخال السباحتين ومسح ظاهر الأذنين بالإبهامين.
...
الحديث الثاني والأربعون: عن أبي هريرة رضي الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إذا استيقظ أحدكم من نومه فليستنثر ثلاثا، فإن الشيطان يبيت على خيشومه)) متفق عليه.
الحديث الثالث والأربعون: وعنه ((إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا فأنه لا يدري أين باتت يده)) متفق عليه وهذا لفظ مسلم.
هذا يدل على شرعية الإستنثار ثلاثا. وظاهره غير الإستنثار في الوضوء فيتأكد الإستنثار ثلاثا قبل الوضوء فأن الإستنثار في الوضوء مستقل.
((فإن الشيطان يبيت على خيشومه)) هذا من جنس الشيطان ومعلوم أن الشياطين تلتمس المواضع القذرة وهي قذرة وتؤول إلى القذر وتدعوا إلى القذر هذا من فعلها
ولما طرد الله الشيطان عن كل خير وصار داعية لكل باطل صار محل الأقذار هي مأواه ومحله في كل شيء.
فسن للمؤمن وشرع له أن يستنثر ثلاثا بالماء لإزالة الأذى الذي هو محل هذا العدو والشياطين لهم تصرفات ولهم ألوان لهم أحوال.الله الذي يعلم بها سبحانه وتعالى. فإن جنس الشياطين في خلقهم وتصرفاتهم و تلوناتهم في جميع الأحوال لا تشبه ما نحن فيه من حال من بني آدم لهم شأن ولهذا قال ((يجري من ابن آدم مجرى الدم)) مع أن الشياطين تأكل وتشرب وتنكح ولها ذرية هذه الأحوال تدل على أن لهم شأنا غير شأننا ولهم حال غير حالنا
قد يتضاءل ويكون روحا مجردة وقد يكون شيئا لطيفا جداً وقد يكون شيئا كبيرا جدا له أحوال.
ولهذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم هنا أن الشيطان يبيت على خيشومه ومعلوم أن الخيشوم شيء ضيق لا يتسع لأجرام كثيرة فعلم أن للشياطين تصرفات وألوانا وأحوالا لا يعلم كيفيتها إلا الذي خلقهم سبحانه وتعالى وإنما المؤمن عليه الامتثال والطاعة في كل شيء مع قطع النظر عن حالة الشيء الذي أمر من جهة حكمته ومن جهة تفصيله إنما عليه أن يأخذ بما علم من الشرع المطهر وعليه أن يعمل به لأنه عبد مأمور يعلم يقينا أن الذي أمره، أمره بما فيه صلاحه وسعادته وإنه حكيم عليم ((إن ربك حكيم عليم))
فإن ظهر له مع هذا حكم وأسرار لهذه المأمورات وهذه المنهيات فأنه علم إلى علم ونور على نور وهدى إلى هدى وإن لم يظهر شيء فهو مستكف بما عنده من العلم العام بحكمة الله عزوجل وأنه إنما يأمر بما فيه مصلحة عظيمة والعاقبة الحميدة للعباد
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا لم يتيسر ذلك عند اليقظة كفى استنثاره عند الوضوء فإنه حاصل به فعل المشروع والسنة أن يكرر ثلاثا وهو أبلغ ومعلوم أنه يكفي واحدة ولكن هنا أمر بالثلاث فيتأكد فعل الثلاث لأنه أبلغ في النظافة وإزالة الأذى.
والأصل في الأوامر الوجوب وذهب بعض العلماء إلى الشرعية والاستحباب والأصل في الأوامر الوجوب لا الاستحباب هذا هو الأصل حتى يجئ شيء يخص الأوامر التي ظاهرها الوجوب بأنها ليست للوجوب.
وهكذا الأصل في النواهي التحريم حتى يأتي ما يخصص ويبين أنه ليس للتحريم. وبهذا تعلم أنه يتأكد على المؤمن أن يستنثر ثلاثا إذا قام من نومه عملا بهذا الحديث الصحيح فإذا لم يتيسر ذلك فعله في الوضوء حتى يحصل هذه الفائدة العظيمة وحتى يمتثل هذا الأمر العظيم.
وهكذا الحديث الثاني ((إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يدخل يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده))
وكذلك لو يعلم أن اليد في جسمها وفي محلها ولكن هذا الشيء يتعلق بعلم الله سبحانه وتعالى وحكمته عزوجل فهو أعلم بأحوالنا وهو اللطيف بعباده وهو العالم بمصالحهم فعلينا أن نمتثل ولأن اليد- الله علم بها- في هذا النوم وإن كنت تعلم أن يدك عندك وأنها في فراشك لا تذهب بعيدا فكونه يصيبها شيء وكونها تبيت على شيء ويطرأ عليها ويمسها شيء هذا إلى الله عزوجل 0
ويمسها عوارض من المكان الذي أنت فيه لا تعلمها أنت ولا تدري أين باتت هل مسها شيء أم لا 0
حتى قال العلماء ولو كانت في جراب ولو كانت في خرقة فإن السنة الامتثال والطاعة فعليك أن تمتثل وإن كنت تعلم في ظاهر أمرك وظاهر عملك حال يدك 0
ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم أمرك بأمر لك فيه مصلحة ولك فيه خير وهو أعلم وهولا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى 0 فالذي أمر به سبحانه وتعالى فيه الخير لك وإن كنت لا تعلم شيئا يوجب ذلك لكن ربك أحكم وأعلم 0 فعليك أن تغسلها قبل أن تدخلها في الإناء0
وظاهر الأمر الوجوب أيضا فينبغي أن لا تدخلها في إناء وضوئك حتى تغسلها ثلاثا
تسمي الله وتغسلها ثلاثا قبل أن تشرع في المضمضة والاستنشاق 0
وعرفت أن الأصل في الأمر الوجوب وليس هناك صارف فينبغي لك أن تنفذ أمر الله عزوجل في هذا الأمر ولو قدر أن الإنسان أدخل يده فإن الصواب أن الماء لا يفسد، الماء طهور لا ينجسه شيء فإذا أدخل يده ولم يغسلها أساء وخالف الأمر ولكن الوضوء صحيح والماء طهور ليس به شيء0
س / هل هذا عند كل وضوء أم بعد النوم؟
ج / إذا قام من النوم وأما إذا قام من غير النوم فيستحب ويتأكد كذلك 0
س / هل هو عام في كل نوم من ليل أو نهار؟
ج/ من العلماء من خصصه بنوم الليل وألحق بعض السلف النهار بذلك لأن العلة في النوم ولكن (بات) لا تطلق إلا على نوم الليل وبعض العلماء ألحق بذلك نوم النهار لعموم العلة 0 والأولى بالمؤمن أن يفعل ذلك إذا قام من النوم في ليل أو نهار0
ونوم الليل آكد لأنه محل الحديث 0
س/ ما العلة التي تجمع بين نوم الليل والنهار؟:
ج / بجامع العلة وهو أن الإنسان في النوم يفقد شعوره بكل شيء بهذا الجامع يعم نوم الليل ونهار في المعنى 0 وغسل اليد يستحب مطلقاً عند القيام من ليل أو نهار كان يغسل يديه صلى الله عليه وسلم ثلاثاً مطلقاً عند الوضوء لكن إذا قام من النوم تأكد أكثر وإن كانت من نوم الليل تأكد أكثر وأكثر
...
الحديث الأربع والأربعون: وعن لقيط بن صبرة رضي الله عنه قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم (أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً) أخرجه الأربعة وصححه ابن خزيمة
الحديث الخامس والأربعون: ولأبي داوود في رواية (إذا توضأت فمَضمِض)
ش / لقيط بن صبرة ...... ويقال: لقيط بن عامر ......
وقد جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسأل ولينتفع فسأل عن أشياء ــ رضي الله عنه وأرضاه ــ وأمره النبي صلى الله عليه وسلم بأشياء ومن ذلك ما جاء هنا (أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً) هذا الحديث الصحيح رواه الأئمة الأربعة وغيرهم و أحمد وإسناده جيد الإسناد صحيح وهو يد على شرعية إسباغ الوضوء 0
وإسباغ الوضوء هو إمرار الماء على أعضاء وهو واجب لأنه لا يكون الوضوء وضوءاً شرعياً إلا بإسباغ الوضوء0
وإسباغ الوضوء هو إتمامه وإكماله.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلا بد من إسٍباغ الوضوء في أعضائه حتى يفعل ما أمره الله به جلا وعلا 0
(وخلل بين الأصابع) كذلك كونه يوصل الماء إلى الأعضاء أمر لازم والمبالغة في ذلك حتى يتيقن ذلك أمر مشروع للمؤمن (وخلل بين الأصابع) لأن الماء قد ينبو بين الأصابع فإذا عمه الماء صار التخليل مستحباً من باب كمال الإسباغ 0
(وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً) كذلك يستحب لأن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة ولا يبالغ فدل ذلك على أن المبالغة سنة بدليل الوضوء مرة مرة ومرتين مرتين
فلما علمنا أن المرة تكفي علمنا أن المبالغة سنة وقربة وليست بواجبة لكن من باب الكمال
(إلا أن تكون صائماً) لأن الماء قد يذهب إلى جوفه من آثار المبالغة فينبغي له التوقي وعدم المبالغة التي يخشى منها هذا الشيء 0
بل السنة له أن يتمضمض ويستنشق ولكن بدون مبالغة لئلا يدخل وينحدر الماء إلى جوفه ومن تمام العناية بالوضوء وكماله المبالغة في المضمضة والاستنشاق وتخليل الأصابع ليكون وضوءك كاملا وتكون قد أسبغت الماء في محله
وهكذا رواية ((إذا توضأت فمضمض)) إسناده جيد عند أبي داوود
وفيها دلالة على أن المضمضة مأمور بها .. وقد جاء في فعله صلى الله عليه وسلم فهو تفسير للأمر الشرعي أمر الله في سورة المائدة في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا أقمتم إلى الصلوة فاغسلوا وجوهكم ... } الآية 0 فإنها داخلة في غسل الوجه لأن المضمضة والاستنشاق من غسل الوجه ومجيء الأمر بها لتأكيد الوجوب 0
وقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين ((إذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه ماء ثم لينتثر)) هذا كله يدل على وجوب الاستنشاق 0
والاستنشاق والمضمضة كلاهما واجب لكن مرة
والثنتان أفضل والكمال ثلاث مرات
وإذا وجب في الصغرى فالكبرى من باب أولى في غسل الجنابة والحيض .. ولهذا كان صلى الله عليه وسلم يتوضأ بالكبرى وضوء الصلاة ثم يكمل غسل الجنابة وربما أبقى الرجلين إلى آخر شيء فيكملها تعد ذلك كل هذا ورد عنه صلى الله عليه وسلم.
...
الحديث السادس والأربعون: وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخلل لحيته في الوضوء)) أخرجه الترمذي وصححه ابن خزيمة.
عثمان بن عفان رضي الله عنه ثالث الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة كانت وفاته رضي الله عنه في ذي الحجة سنة 35 هـ شهيدا قتيلا على يد الظلمة رضي الله عنه وأرضاه وأكرم مثواه.
الحديث هذا أعله بعضهم بأحد رواته لأن في حفظه شيء وصححه آخرون كابن خزيمة وجماعة وله شواهد من حديث أنس رضي الله عنه وغيره.
والحق أن أحاديث التخليل يشد بعضها بعضا وتدل على شرعية التخليل وأنه سنة وإن لم يكن صلى الله عليه وسلم يفعله دائما بل يفعله بعض الأحيان لأنك إذا نظرت في أحاديث الوضوء فوجدتها دالة على ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم ربما توضأ مرة مرة وأمر الماء على لحيته ولم يخللها فدل ذلك على أن التخليل منه وليس بواجب بل يستحب فعله لأنه صلى الله عليه وسلم فعله تارة وتركه تارة. . .
وإذا فعله الإنسان تارة وتركه تارة كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم كان هذا أقرب إلى فعل السنة والتأسي الكامل حتى يعلم غيره أنه ليس بواجب.
والنفوس إذا تعودت شيئاً قد تلزمه حتى تجعله كالأمر الواجب فالشيء الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم وكان يحافظ عليه نحافظ عليه وما فعله تارة وتركه تارة نفعل مثله
وإذا كان الناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في حاجه إلى أن يتعلموا ويستفيدوا من فعله وتركه فهكذا الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم وفي كل وقت بحاجة إلى أن يستفيدوا من فعل العلماء من الفعل والترك.وفي حاجة إلى أن يستشعروا أن هذا شيء لازم , أو مستحب يجوز تركه حتى لا تجعل المستحب واجبا. . . . . . . .!
...
انتهى الشريط الثاني
الحديث السابع والأربعون: وعن عبد الله بن زيد رضي الله عنه قال: أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بثلثي مد، فجعل يدلك ذراعيه)) أخرجه أحمد وصححه ابن خزيمة.
ش / عبد الله زيد بن عاصم المازني الصحابي الجليل المشهور وهو الذي روى أحاديث الوضوء وهو غير عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري صاحب الأذان هذا شخص وهذا شخص
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ((أتي النبي صلى الله عليه وسلم بثلثي مد فجعل يَدْلُك ذراعيه)) أخرجه أحمد و صححه ابن خزيمة
هذا يدل على اختصاره واقتصاده في الماء فكان صلى الله عليه وسلم يقتصد في الماء ولا يكثر صب الماء جاء أنه توضأ بالمد وهنا بثلثي المد. فهذا يدل على أنه كان يقتصد في الماء هذا هو المشروع للمسلم في الوضوء أن يقتصد وأن لا يكثر صرف الماء ولو كان على نهر جار بل السنة الاقتصاد في ذلك وفعل النبي صلى الله عليه وسلم يدل على هذا.
وفيه شرعية العناية بالوضوء بالدلك وهو مسح الشيء والعناية به وإمرار اليد عليه وهذا مستحب وليس بلازم لأن غالب الأحاديث فيها إمرار الماء على الأعضاء بغير دلك. إمرار الماء على الأعضاء هو الإسباغ إذا مرا الماء على الأعضاء هو الإسباغ فإن دلك العضو بأن مسحه بيده ودعكه بيده فهذا مزيد عناية لإزالة ما قد يكون هناك من الأوساخ ولعل هذا يستحب عند دعاء الحاجة إليه فلعله دلك لدعاء الحاجة إليه فإنه وإن كان قليلا فإن الدلك لا ما نع منه إذا دعت الحاجة إليه وسبق لك أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد يفعل بعض الشيء تارة ويدعه أخرى لبيان الجواز والمهم إسباغ الماء وأن لا يكون مسحا وهو إمرار الماء هذا هو الواجب وإذا دلك بعض الأحيان أو دعت الحاجة إلى الدلك فلا بأس بذلك وهذا سنة وليس بواجب بدليل أنه تركه في كثير من الأحيان ـ عليه الصلاة والسلام.
دلك يدلُك من باب نصر ويحتمل على قاعدة بعض أهل اللغة أنه يجوز فيه الوجهان فإن بعض أئمة اللغة على القاعدة: إذا تجاوزت الأفعال المشهورة بالضم والكسرة مضارعها فما سوى ذلك يكون فيه الضم والكسر يفعِل ويفعُلُ.
ورواها صاحب القاموس وغيره من باب نصر دلك يدلك
...
الحديث الثامن والأربعون: أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ لأذنيه ماءا غير الماء الذي أخذه لرأسه. أخرجه البيهقي وهو عند مسلم من هذا الوجه بلفظ: ومسح برأسه بماء غير فضل يديه وهو المحفوظ.
هذا يستدل به إن صح سنده على استحباب أخذ ماء للأذنين غير ماء الرأس، والمحفوظ عنه صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة مثل حديث عبد الله بن عمرو المتقدم وغيره أنه كان يمسح رأسه بماء واحد مع الأذنين هذا هو المحفوظ في الأحاديث الصحيحة أنه كان يمسحهما بالماء الذي أخذه لرأسه
لكن إن صح حديث البيهقي ـ هذا ـ فيكون من فعله صلى الله عليه وسلم بعض الأحيان يفعله و بعض الأحيان يتركه ولم يتيسر لي مراجعة البيهقي ومن روى هذا الحديث. . . .
لكن ظاهر كلام الحافظ أنه غير محفوظ أخذ ماء للأذنين ولهذا قال بعده: وأصله في مسلم من هذا الوجه بلفظ ((ومسح برأسه بماء غير فضل يديه)) هذا هو المحفوظ
يعني أنه صلى الله عليه وسلم كان يمسح رأسه بماء جديد غير الماء الذي بقي في يديه من غسل ذراعيه
وهذا لا شك أنه ثابت في الأحاديث أنه كان يأخذ ماءا جديدا غير الماء الذي أخذه من أجل الذراعين.
هذا هو الثابت في الأحاديث الصحيحة
هذا هو الواجب أما أخذ ماء للأذنين فهو محل نظر.
وكان ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ يأخذ لأذنيه ماءا جديدا ولا شك في جواز ذلك لا بأس أن يأخذ لهما ماءا جديدا ولا سيما إذا كان الماء الذي في يديه ضعيف استغرقه الرأس ويبست اليدان يأخذ لهما ماءا جديدا أما إذا كانت اليدان رطبتين كفى مسح الأذنين بماء الرأس
أما كون ذلك من السنة في بعض الأحيان وأنه يستحب أن يأخذ ماءا جديدا في بعض الأحيان هذا يحتاج إلى العناية برواية البيهقي وما جاء في معناها فإن ثبتت فإنها الأصل وأن الأذنين تمسحان بماء الرأس هذا هو الأفضل هذا هو المحفوظ المعروف لكن لا مانع من مراجعة رواية البيهقي وما جاء معناها للتثبت في الأمر لان كونه صلى الله عليه وسلم
مسح رأسه بماء مستقل لا يمنع من مسح أذنيه بعض الأحيان بماء جديد إذا ثبت به السند
* وقد سبق لك أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد يخلل لحيته بعض الأحيان ويتركها في بعض الأحيان لبيان السنة وأن التخليل ليس بواجب
وهكذا تخليل أصابع اليدين والرجلين تقدم أنه سنة لأنه لم يكن يخلل في كل الأحاديث وفي ظاهر كثير من الأحاديث أنه يغسل القدمين والذراعين غسلة واحدة من دون ذكر التخليل لبيان الجواز وأن المرة تكفي والثنتان أفضل والثلاث أفضل من ذلك كله
...
(يُتْبَعُ)
(/)
الحديث التاسع والأربعون: وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ((إن أمتي يأتون يوم القيامة غرا محجلين من أثر الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل)) متفق عليه واللفظ لمسلم.
ش / وفي رواية (غرته وتحجيله فليفعل)
هذا يدل على فضل الوضوء وأن هذه الأمة تأتي يوم القيامة وعلامتها أنها غر محجلة يعني من آثار الوضوء
لأن الله تعالى قد خصها بهذا الأمر العظيم وجعله علامة عليها. وهذا يدل على فضل الوضوء وأن هذه الأمة لها ميزة ولها علامة يوم القيامة وهي أنها تأتى غرا محجلة بسبب وضوئها الذي شرعه الله لها جل وعلا
أما قوله (من استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل) وفي رواية (وتحجيله فليفعل)
فاختلف الناس في ذلك فقال قوم من أهل الحديث أنه محفوظ وأنه مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم واستحبوا إطالة الغرة والتحجيل 0
* وإطالة الغرة: أن يأخذ بعض الرأس في غسل الوجه
وإطالة التحجيل: أن يأخذ بعض العضدين وبعض الساقين وما زاد من ذلك فهو أفضل وجاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يمد في غسل ذراعيه إلى الإبطين وفي غسل رجليه إلى الركبة ولا سيما إذا خلا ولا يفعله إذا كان عنده أحد هذا من اجتهاده رضي الله عنه وأرضاه ويتأول هذه الرواية
* وقال آخرون: ليس هذا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم بل هذا مدرج من كلام أبي هريرة رضي الله عنه فهمه من قوله (غرا محجلين) فزاد من كلامه (فمن استطاع منكم .... ) إلى آخر الحديث وأن هذا من كلامه الموقوف المدرج وليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم لأن إطالة الغرة غير متيسرة لأن الوجه مستقل والرأس مستقل فإذا أطال وزاد أخذ من الرأس ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحفظ عنه أنه أطال التحجيل ولا الغرة بل كان يغسل الذراعين فقط والمرفقين ثم يشرع في العضد لإدخال المرفق ويشرع في الساقين لإدخال الكعب فقط كما رواه مسلم في الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه 0
كان إذا توضأ غسل ذراعيه حتى يشرع في العضد وإذا غسل الرجلين شرع في الساق
وهذا للدلالة على إدخال المرفقين والكعبين في الوضوء وأنهما مغسولان تبع الذراع وتبع القدم
أما أن يمد الذراع إلى الإبط أو ما حول ذلك فلا وهكذا في الساق لم ينقل عنه أنه كان يمد في غسل الساق فدل ذلك على أنه من كلام أبي هريرة رضي الله عنه وأنه مدرج ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وقد أطال في هذا العلامة ابن القيم رحمه الله وبسط القول وأيد هذا القول0
وفي رواية للإمام أحمد رحمه الله عن نعيم المجمر الراوي لهذا الحديث أنه يشك هل هذه الكلمة من كلام النبي صلى الله عليه وسلم أو من كلام أبي هريرة رضي الله عنه
ورواه عدد وجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكروا هذه الزيادة (من استطاع منكم) بل اقتصروا على قوله (من آثار الوضوء) وهذا يؤيد أن الزيادة من كلام أبي هريرة لا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وهذا هو الأرجح والأظهر أنه ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم بل هو من كلام أبي هريرة رضي الله عنه أدرجها في الحديث 0 وأنه لا يستحب أن يطيل في غسل الساق ولا في غسل العضدين ولكن يغسل المرفقين مع الذراع ويغسل الكعبين مع القدم كما ثبت في الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك 0
* ويكون معنى (إلى) بمعنى (مع) (إلى المرفقين) أي مع المرفقين (إلى الكعبين) أي مع الكعبين
فالسنة تفسر القرآن وتوضح معنى القرآن الكريم
وهذا مثل قوله جل وعلا (ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم) أي مع أموالكم 0
...
الحديث الخمسون: وعن عائشة رضي الله عنهما قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم ((يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله)) متفق عليه وفي رواية أخرى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب التيمن ...... الخ
ش / هذا يدل على شرعية التيامن في الأشياء وعدم البداءة باليسار وأن الأفضل هو التيمن في التنعل فيبدأ باليمنى حين ينتعل، ويبدأ بالشق الأيمن حينما يترجل يرجل رأسه، وحين يحلق كما في الصحيح أنه بدا بالشق الأيمن لما حلق في حجة الوداع 0
وهكذا في طهوره يبدأ باليمنى في يديه وفي رجليه وشقه الأيمن في الغسل
(يُتْبَعُ)
(/)
(وفي شأنه كله) وهذا يدل على أن الأفضل البداءة باليمين في كل شيء مقصود له شأن بخلاف غير المقصود المفضول بخلاف المستقذر بخلاف إزالة النجاسات والأوساخ فإنها تبدأ باليسار هذا هو المعروف من سنته علي الصلاة والسلام 0
الشيء الأفضل يكون باليمين كالنعلين والخفين والقميص والسراويل يبدأ بالأيمن عند اللبس وعند الخلع يبدأ بالأيسر حتى تكون اليمنى أول ما تنعل وآخرهما تخلع وهكذا في القميص والسراويل ونحو ذلك وهكذا في دخول المسجد يقدم اليمين بخلاف الخروج0
وعكسه في دخول محل قضاء الحاجة فإنه مستقذر مرذول فيبدأ باليسار وسيأتي هذا في أحاديث كثيرة كون اليمنى لأكله وشربه وطهوره وأخذه وعطائه إلى غير ذلك والطهور كذلك مقصود فيبدأ بالأيمن 0
أما ما يستقذر كالاستنثار يكون باليسار وكإزالة النجاسة تكون باليسار وكالاستنجاء والاستجمار يكون باليسار فإنه مستقذر هذا هو الجمع بين نصوص الباب وهو كون اليمين للأفضل والمقصود، واليسار لغير المقصود ولغير الأفضل وللمستقذر
وإذا جمعت أحاديث الباب وجدتها تدور على هذا 0
والله سبحانه وتعالى أعلم 0
...
الحديث الواحد والخمسون: وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا توضأتم فابدأوا بميامنكم) أخرجه الأربعة وصححه ابن خزيمة
ش / هذا يدل على وجوب البداءة باليمين مما له يسار، في يديه وفي قدميه وهذا هو المعلوم من فعله صلى الله عليه وسلم فإنه صلى الله عليه وسلم كان يبدأ باليمنى في يديه ورجليه قبل اليسرى وهذا هو المحفوظ عنه صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة من حديث عثمان رضي الله عنه ومن حديث عبد الله بن زيد بن عاصم ومن حديث علي رضي الله عنه وحديث عبد الله بن عمرو بن العاص وغيرهم رضي الله عنهم ـ
وفعله يفسر قوله جل وعلا ((يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين)) فكما أنه يفسر الترتيب والموالاة فهو يفسر أيضا الترتيب بين اليدين والقدمين وفعله e مفسر لما أجمل في القرآن الكريم في الوضوء والغسل وغير ذلك مما أجمل في كتاب الله عزوجل في الصلاة والزكاة والحج وغير هذا فكذلك الوضوء وهذا هو الذي عليه أهل العلم وهو ظاهر السنة وظاهر القرآن فإن السنة تفسر القرآن وتبين معناه 0
وذهب بعضهم إلى أن ذلك للسنية فقط وإن الترتيب بين اليمنى واليسار للأفضلية فقط وهو قول مرجوح والصواب الأول وأنه للوجوب وهو ظاهر السنة وهذا هو المستفيض عنه عليه الصلاة والسلام لهذا الحديث وما جاء في معناه 0
وزاد البيهقي وغيره (إذا توضأتم ولبستم)) وهذا كما تقدم في حديث عائشة رضي الله عنهما أن السنة البداءة باليمين ((كان يعجبه التيمن في تنعله وترجله وفي طهوره وفي شأنه كله)) والسنة فيما له يمين ويسار البداءة باليمين في اللبس والبداءة باليسار في الخلع كالقميص والسراويل والخفين والنعلين وغير ذلك مما له يمين ويسار يبدأ باليمين في اللبس وباليسار في الخلع هذا من سنته صلى الله عليه وسلم والآداب الشرعية التي جاء بها المصطفى صلى الله عليه وسلم كما يبدأ باليمين في الأكل والشرب والمصافحة والأخذ والعطاء ونحو ذلك 0
...
الحديث الثاني والخمسون: وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ فمسح بناصيته وعلى العمامة والخفين) أخرجه مسلم
المغيرة بن شعبة الثقفي رضي الله عنه وأرضاه (فمسح بناصيته وعلى العمامة والخفين) هذا يدل على شرعية المسح على الخفين وعلى العمامة وهذا سنة قد جاءت بها أحاديث كثيرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم روى المسح عن النبي e جماعة كثيرة من الصحابة رضي الله عنهم من قوله وفعله عليه الصلاة والسلام حتى قال بعضهم أنهم بلغوا سبعين صحابياً ما بين ناقل للفعل وبين ناقل للقول 0
لأن المسح على الخفين قد تواترت به السنة وذكره أهل السنة في العقائد خلافاً للرافضة فإن الرافضة لا يمسحون بالخفين ويمسحون على القدمين خالفوا أهل السنة في الأمرين جميعاً أما أهل السنة والجماعة فقد عملوا بالكتاب والسنة وتابعوا ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم فعلا وتركا فهم أولى الناس بكل خير خلاف أهل البدع.
(يُتْبَعُ)
(/)
والمسح مؤقت وليس مطلقا، بل هو يوم وليلة للمقيم وثلاثة بلياليها للمسافر.
* وقد احتج بعض الناس بهذا الحديث على الاكتفاء ببعض الرأس والمؤلف ذكره هنا لهذا الغرض وإلا فالمسح على الخفين وعلى العمامة له باب يأتي ولكن لا حجة فيه لمن زعم ذلك كالشافعية والحنفية يرون الاكتفاء ببعض الرأس.
وذهب الإمام مالك رحمه الله وأحمد وجماعة من أهل الحديث والفقهاء إلى وجوب تعميم الرأس بالمسح وهذا هو الصواب كما في حديث عبد الله بن زيد وحديث عثمان وغير هما فإن الرسول صلى الله عليه وسلم مسح الرأس وعمم بدأ بمقدم الرأس ثم ذهب بهما إلى قفاه ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه وهذا هو المشروع التعميم وعدم الإكتفاء بالبعض.
وأما حديث المغيرة فليس فيه الإكتفاء بالبعض فإنه صلى الله عليه وسلم مسح على الناصية وكمل على العمامة فلم يقتصر على الناصية حتى يحتج به على جواز المسح للبعض. فإذا كان عليه عمامة مسح بعض رأسه وعلى العمامة.
وإذا كان الرأس مكشوفا مسحه كله هكذا جاءت السنة عن الرسول عليه الصلاة والسلام وليس لمن اكتفى بالبعض حجة يحسن المصير إليها.
بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من التعميم لمسح الرأس.
والواجب هو الأخذ بما ثبت من التعميم عن الرسول صلى الله عليه وسلم لمسح الرأس. إلا إذا كان عليه عمامة شرعية فإنه يمسح ما ظهر من الناصية ويكتفي بمسح الباقي فوق العمامة جمعا بين السنتين.
وأما الخفان فيمسح ظاهرهما بيديه اليمنى على اليمنى واليسرى على اليسرى وكيف مسح أجزأ كما سيأتي إن شاء الله.
...
الحديث الثالث والخمسون: وعن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم (ابدأوا بما بدأ الله به) أخرجه النسائي هكذا بلفظ الأمر وهو عند مسلم بلفظ الخبر.
ش / جابر بن عبد الله بن حرام الأنصاري وهو صحابي، وأبوه صحابي وأبوه قتل يوم أحد شهيدا رضي الله عنه وأرضاه.
وجابر أحد المكثرين من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث الحج روى غالب ما جاء في الحج رضي الله عنه وأرضاه. وحديثه في الحج منسك مستقل وسيأتي في محله في كتاب الحج إن شاء الله
ومن ذلك أنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ابدأوا بما بدأ الله) هكذا رواه النسائي بلفظ الأمر ورواه مسلم بلفظ الخبر (أبدأ بما بدأ الله به) لما أتى الصفا رقيها (إن الصفا و المروة من شعائر الله) قرأ الآية وأول الآية. ـ ثم قال أبدأ بما بدأ الله به وفي لفظ آخر (نبدأ بما بدأ الله) ولفظ النسائي وأبي داوود (ابدأوا بما بدأ الله).
احتج بهذا على أن ما ذكره الله قولا وبدأ به نبدأ به فعلا فكما بدأ في الوضوء بالوجه
(فاغسلوا وجوهكم) نبدأ بالوجه بالوضوء فعلا
بدأ به ربنا سبحانه وتعالى ذكرا وخبرا وأمرا فنبدأ به فعلا. لولا أنه هو الأهم لما بدأ به في أمره جل وعلا في قوله تعالى (إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم)) الآية. فنبدأ بما بدأ الله به نغسل الوجه أولا ثم اليدين ثم مسح الرأس ثم الرجلين وهكذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم فإنه رتبها هكذا كما بدأ الله عزوجل فوجب علينا التأسي به صلى الله عليه وسلم والسير على ما سار عليه والترتيب كما رتب عليه الصلاة والسلام 0
...
الحديث الرابع والخمسون: وعنه رضي الله قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ((إذا توضأ أدار الماء على مرفقيه)) أخرجه الدارقطني بإسناد ضعيف 0
ش / أخرجه الدارقطني بإسناد ضعيف لأن في إسناده من لا يحتج به 0
والمؤلف ذكره هنا ليعلم حاله وأنه ضعيف لكنه رحمه الله لم يذكر ما يقوم مقامه في الدلالة على أن المرفقين وأن الكعبين داخلان في الغسل فذكر هذا الحديث الضعيف ولم يذكر ما يقوم مقامه في الدلالة على هذا الأمر وقد روى مسلم في الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه أنه توضأ فلما غسل يديه أشرع في العضد ولما غسل رجليه أشرع في الساق وقال هكذا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ ـ عليه الصلاة والسلام فهذا يدل على أن المرفق مغسول وأن الكعب مغسول وأن قوله (إلى الكعبين) (إلى المرافق) بمعنى (مع) أي مع المرفقين ومع الكعبين 0 كما في قوله عزوجل (ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم) أي مع
(يُتْبَعُ)
(/)
أموالكم 00
فالسنة تفسر القرآن وتبين أن (إلى) داخل ما بعدها فيما قبلها، والقاعدة أن مابعد (إلى) لا يدخل فيما قبلها بل هي للنهاية، ما بعدها غير داخل فيما قبلها إلا بدليل كما في قوله جل وعلا (ثم أتموا الصيام إلى الليل) الليل ليس محلا للصيام إذا جاء الليل أفطر الصائم أما هنا فما بعدها داخل فيما قبلها (وأيديكم إلى المرافق) أي مع المرافق , وأرجلكم إلى الكعبين أي مع الكعبين بدليل فعل النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يشرع في العضد وفي الساق فدل على أنها أن الكعبين والمرفقين مغسولان والله سبحانه وتعالى.
...
الحديث الخامس والخمسون: وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه)) أخرجه احمد وأبو داوود و ابن ماجه بإسناد ضعيف.
ش / وهذا الحديث له طرق وألفاظ منها (لا صلاة إلا بوضوء ولا وضوء لمن يذكر اسم الله) ولكنها كلها ضعيفة عند أهل العلم وكذلك حديث سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ابن عم عمر بن الخطاب رضي الله تعالى وحديث أبي هريرة رضي الله عنه لكنها كلها مدارها على ضعفاء فلهذا قال أهل العلم رحمهم الله تعالى:
لا يثبت في هذا الباب شيء أي لا يثبت في باب نفي الوضوء لمن يذكر اسم الله عليه شيء ومن أجل هذا ذهب الجمهور إلى أن التسمية لا تجب وإنما تستحب فقط لأن الأحاديث فيها ضعيفة.
وذهب قوم إلى وجوب التسمية مع الذكر وسقوطها مع النسيان أخذا بهذه الأحاديث التي جاءت وإن كان فيها ضعف لكنها كثيرة
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: مجموعها يقضى بأن لها أصلا وأن الحديث حسن من أجل تعدد الطرق.
وقد قالوا في الضعيف الذي لا تصل درجته إلى السقوط ليس ضعفه من أجل شذوذه ولا من أجل أن فيه كذابين متروكين وإنما ضعفه من أجل سوء حفظ بعض الرواة قالوا: أنه إذا تعددت طرقه يرتفع إلى درجه الحسن والقبول
كما قال الحافظ ابن حجر في النخبة:
ومتى توبع السيء الحفظ بمعتبر وكذا المستور والمرسل والمدلس صار حديثهم حسنا لا لذاته بل بالمجموع
وقال الحافظ العراقي في الألفية:.
فإن يُقل يُحتج بالضعيف فقل إذا كان من الموصوف
رواته بسوء حفظ يجبر بكونه من غير وجه يُذكر
وإن يكن لكذب أو شذا أو قوى الضعف فلم يجبر ذا
فالمقصود أنه إذا كان لسوء لحفظ انجبر بطرق وارتفع إلى درجة المقبول لأن المقبول عند أهل الحديث أربعة أقسام:
القسم الأول: الصحيح لذاته وهو الذي استقامت طرقه لأنه رواية جيدة من طريق الثقات الأثبات مع اتصال السند ومع تمام الحفظ ومع عدم الشذوذ والعلة هذا يقال له الصحيح لذاته لأنه جاء من رواية عدل عن عدل تام الضبط متصل السند غير معلل ولا شاذ
- والثاني: الحسن لذاته وهو مثل الصحيح لذاته إلا أن رواته في الحفظ دون رواة الصحيح يعني حفظهم أقل مع كونهم ضباطا حافظين.
والثالث: الصحيح لغير ذاته وهو الحسن إذا تعددت طرقه فهو الصحيح لغير ذاته بل لغيره
والرابع: الحسن لغير ذاته بل لغيره إذا تعددت الطرق فهي أربعة أقسام وهذا القسم الرابع محل نظر كثير ما تلتبس فيه الآراء لاختلاف الطرق التي تعددت فلهذا تجد بعضهم يحسنه وبعضهم يضعفه بحسب ما وصل إليه من العلم في ضبط الراوي وعدم ضبطه وفي اتصال السند وعدم اتصاله وفي جهالة الراوي وفي عدم جهالته فمن أجل ذلك تختلف آراؤهم رحمة الله عليهم في هذا القسم الرابع.
فهو مما يستشهد به ولكن لا يعتمد عليه في الأصول فهي من قبيل أحاديث الترغيب والترهيب ومن قبيل الإعتضاد والاستشهاد هذا هو أحسن ما قيل فيه.
ولهذا فالوضوء ينبغي فيه التسمية ولكنها وجوبها فيه نظر مع الذكر وذهب أحمد رحمه الله في رواية تجب مع الذكر وتسقط مع النسيان وذهب الجمهور مالك والشافعي وأبو حنيفة وغيرهم إلى أنها لا تجب لضعف هذه الأحاديث كما عرفت وأنها لا تثبت كما قال أحمد بسبب ما اعترى أسانيدها من ضعف وبهذا يكون أعدل الأقوال أن التسمية متأكدة وأما الوجوب فمحل نظر ولكنها متأكدة ولا يحسن تعمد تركها بل يشرع له أن يأتي بها في أول الوضوء هذا هو الأحوط والأولى فإن تركها فالصواب عدم بطلان الوضوء فالوضوء صحيح ولكن ترك ما ينبغي فعله إذا تعمد ذلك.
...
والحديث الثاني: حديث طلحة بن مصرف اليماني
(يُتْبَعُ)
(/)
الحديث السابع والخمسون: وعن طلحة بن مصرف عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفصل بين المضمضة والاستنشاق أخرجه أبو داوود بإسناد ضعيف.
طلحه إمام معروف ثقة عند الشيخين. لكن مصرفا أبوه مجهول عند أهل العلم لا يعرف ولهذا ضعف الأئمة رواية طلحة عن أبيه عن جده وقالوا إنها رواية منكره مجهولة لا تعرف وهذا السند ليس بشيء عند أهل العلم وإن كان نفس طلحة جيد وثقة معروف لكن روايته عن أبيه وعن جده ليست بشيء عند أهل العلم لأن أباه غير معروف بل هو مجهول فتكون الرواية ضعيفة ولهذا قال المؤلف رحمه الله بإسناد ضعيف. لأجل جهالة مصرف والد طلحة وعدم معرفة أهل العلم له وعدم توثيقهم له فهو حديث ضعيف
وفيه أنه كان يفصل بين المضمضة وبين الاستنشاق يعني النبي صلى الله عليه وسلم. والفصل بينهما أن يأخذ للمضمضة غرفة وللاستنشاق غرفة هذا هو الفصل يعني يمضمض من كف لهذا ومن كف لهذا هذا هو الفصل.
فيكون للمضمضة ثلاث غرف وللاستنشاق ثلاث غرف الجميع ست إذا كمل الغسلات ثلاثا هذا على رواية الفصل.
وإما على رواية علي فإن المتوضئ يمضمض بكف واحدة ويستنشق بكف واحدة بعض الكف للمضمضة وبعضها للاستنشاق
. وفي حديث عبد الله بن زيد صراحة في ذلك. إذا توضأ استنثر ثلاثا بثلاث غرفات هذه واضح في أن كل غرفه بعضها للمضمضة وبعضها للاستنشاق هذا هو معنى حديث عبد الله بن زيد في الصحيحين
وحديث على بمعناه ومن جنسه إلا أن رواية على رضي الله عنه قد يستشعر منها أنها كف واحدة ثلاث مرات وبهذا قال بعض أهل العلم أن تمضمض واستنشق بكف واحدة ثلاث مرات بغرفة واحدة وهذا مستبعد جدا وحمله على هذا المعنى فيه بعد جدا فإن المتوضئ من غير الممكن أن يتمضمض ويستنشق من كف واحدة ثلاث مرات لأن الماء يسقط ويذهب من اليد ولا يبقى للثانية والثالثة 0
فالأقرب والله أعلم أنه في حديث علي من جنس حديث عبد الله بن زيد والمعنى يتمضمض ويستنشق ثلاثا يعني يعيدها يتمضمض ويستنشق بكف واحدة الأولى ثم ثانيا يعيدها ثم ثالثا.
وليس المعنى أنه يستنشق ويتمضمض من كف واحدة يكررها ثلاثا من الكف فإن الماء لا يبقى ولا يستقر.
أما رواية الفصل فقد عرفت أنها ضعيفة وقال صاحب عون المعبود أن أبا يعلى روى في صحاحه الفصل كما في رواية طلحة هذا ينظر فيه فإن ثبت ما رواه أبو يعلى أو غيره من الفصل فتكون صفة ثانيه في المضمضة والاستنشاق وأنه يتمضمض ويستنشق ثلاثا بكل واحدة
يتمضمض ثلاثا بثلاث غرفات وللاستنشاق منها ثلاث غرفات هذا هو الأفضل وأن اكتفى بواحدة أو اثنتين فلا بأس كما تقدم. لأن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة ومرتين مرتين وثلاثا ثلاثا وكله سنة ولكن الكمال ثلاثا هذا هو الكمال. وإن تمضمض واستنشق مرة فقط أو مرتين فقد حصل على السنة وأدى الواجب.
وإن تمضمض تارة مرتين وتارة ثلاثا وتارة مرة فلا بأس كل هذا فعله النبي صلى الله عليه وسلم والله سبحانه أعلم.
...
الحديث الستون: وعن أنس رضي الله عنه قال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا وفي قدمه مثل الظفر لم يصبه الماء فقال: أرجع فأحسن وضوءك)) أخرجه أبو داوود النسائي.
أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجى المعروف خادم النبي صلى الله عليه وسلم كانت وفاته سنة 92 أو 93 هـ في آخر القرن الأول ومتعه الله وعمره فوق المائة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في قدم إنسان مثل الظفر لم يصبه الماء فقال: ارجع فأحسن وضوءك)) أخرجه أبو داوود والنسائي بإسناد جيد. وهكذا رواه مسلم
أيضا في صحيحه عن جابر عن عمر رضي الله عنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا في قدمه مثل الظفر لم يصبه الماء فقال ارجع فأحسن وضوءك. فرجع فتوضأ وفي لفظ أن عمر رضي الله عنه نفسه هو الذي رأى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي مسند احمد وسنن أبي داوود عن خالد بن معدان عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا في قدمه لمعة قدر الدرهم لم يصبها الماء فأمره أن يعيد الصلاة والوضوء هكذا أخرجه أبو داوود / وأخرجه احمد بلفظ أن يعيد الوضوء وسنده جيد عند احمد فإنه من رواية بقية بن الوليد وهو مدلس ولكنه صرح بالسماع عن شيخه بخيت بن سعد عن خالد بن معدان عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.
هذه الأحاديث الثلاثة وما جاء في معناها عن أنس عند أبي داود والنسائي وحديث عمر عند مسلم وحديث بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عند أحمد وأبي داود كلها تدل على وجوب الموالاة وأن الواجب في الوضوء الموالاة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر من تخلف بلمعة أن يعيد الوضوء وأن يحسن وضوءه ولم يقل له أغسل هذه اللمعة فقط ويكتفي بذلك فدل على أن الموالاة لا بد منها وأن يكون الوضوء متواليا أعضاؤه متوالية في الغسل ولهذا أمره أن يعيد الوضوء وهذا والله أعلم كان بعد طول المدة كان قد مضى وقت حتى حكم عليه بأنه فاتته الموالاة ولهذا أمر بإعادة الوضوء والصلاة أما لو تنبه في الحال على اللمعة التي في قدمه فإنه يغسلها في الحال ويكفي .. إذا كان الوضوء متواليا كفى لكن إذا طال الأمد ويبست الأعضاء وطال الوقت عرفا فإنه يأتي به من أوله لهذه الأحاديث الثلاثة وما جاء في معناها وهي حجة لقول من قال باشتراط الموالاة في الوضوء وهو القول الصواب كما يشترط الترتيب في الوضوء فهكذا الموالاة بين أعضائه حال الغسل ..
وعنه أيضا رضي الله تعالى عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ بمد ويغتسل بالصاع إلى خمسة إمداد متفق عليه.
هذا يدل على اقتصاده صلى الله عليه وسلم في الوضوء والغسل وأنه كان يقتصد والسنة الاقتصاد في الماء وعدم الإسراف والكثرة ولو كان الماء ميسرا ولو كان على ساقية أو نهر فالسنة الاقتصاد وعدم الغرف الكثير الذي لا حاجة إليه بل يقتصد في الوضوء والغسل أيضا هذا هو السنة ولهذا كان يغتسل بالمد. والمد معروف وهو ربع الصاع وهو حفنة اليدين الممتلئتين 0 والإناء الذي يسع حفنة اليدين يقال له مد والإناء الذي يسع أربع حفنات يقال له صاع هـ
وكان يتوضأ بالصاع إلى خمسة أمداد يعني قد يكتفي بالصاع وقد يزيد مدا خمسة أمداد.
جاء عن عائشة رضي الله عنه قالت كنا نغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء يقال له الفرق وهذا يسع ثلاثة آصع ولا يلزم أن يكون ممتلئا.
الحاصل أن غسل النبي صلى الله عليه وسلم كان بهذا المقدار صاع إلى خمسة أمداد أو ما يقارب ذلك و وضوؤه كان بالمد وما يقاربه 0 وتقدم الحديث في الصحيح أنه توضأ بثلثى مد أي مد إلا ثلثا 0
فدل ذلك على أنه كان يقتصد غايةً في الوضوء عليه الصلاة والسلام 0
وسبق لك أنه توضأ مرة مرة ومرتين ومرتين وثلاثا وثلاثا 0 أو مختلفا غسل بعض الأعضاء مرتين وبعضها ثلاثا 0 فدل على التوسعة في ذلك وأنه ينبغي للمؤمن أن يراعي الاقتصاد وعدم الإسراف في وضوئه اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم 0
...
الحديث الثاني والستون: وعن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له 0 وأشهد محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء)) أخرجه مسلم والترمذي 0 0
وزاد (اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين)
عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمير المؤمنين الخليفة الراشد المعروف الملقب بالفاروق لأنه فرق الله به بين الحق والباطل قال فيه صلى الله عليه وسلم يا ابن الخطاب ما سلكت فجا إلا سلك الشيطان فجا غير فجك 0 وهو أفضل الخلفاء بعد الصديق رضي الله عنه وثاني الخلفاء الراشدين وثاني العشرة المشهود لهم بالجنة رضي الله عنهم وأرضاهم 0
يقول أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ((ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء أي يبلغ الوضوء و يكمله ثم يقول (أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له الأبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء))
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا يدل على فضل هذه الشهادة وأنه يستحب للمؤمن أن يقول هذه الشهادة وهذا في حق من قالها بصدق وإخلاص وإيمان بمعناها أن الله سبحانه وتعالى هو الواحد لا شريك له جل وعلا وأن محمدا هو رسول الله حقا عليه الصلاة والسلام ومن قال هذه الشهادة بصدق وإخلاص كانت سببا في دخول الجنة ونجاته من النار إذا مات عليها.
وفي قولها صادقا مخلصا تفتح له أبواب الجنة هذا يدل على فضل هذه الشهادة العظمية وأنها من أسباب دخول الجنة لمن أتى بها صادقا مخلصا لأن الصدق فيها يستلزم أداء فرائض الله واجتناب محارم الله والوقوف عند حدود الله. ولأن ذكرها والكلام فيها من أسباب التذكير بالحق وأسباب تحريك القلب إلى طاعة الله ورسوله. فهي أصل الدين وأساس الملة ولهذا رتب الله عليها من الخير مالم يرتب على غيرها. لكونها هي الأساس العظيم الذي متى صلح صلحت الأعمال ومن فسد فسدت الأعمال.
# زاد الترمذي رحمه الله في روايته بعد الشهادتين (اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين)) وهذه الرواية عند الترمذي سند ها جيد صحيح عند الترمذي. فيستحب أن يقول المؤمن عند فراغه من الوضوء ((أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين) كما يستحب له ويشرع له التسمية عند أوله. هذا هو الثابت في الوضوء يسمي في أوله ويتشهد في آخره.
أما ما يقوله بعض الناس من الدعوات عند أعضاء الوضوء عند غسل وجهه يقول اللهم بيض وجهي وعند غسل يديه يقول اللهم اجعل كتابي بيميني وعند مسح رأسه يقول اللهم .... وعند غسل قدميه يقول ثبت قدمي عند الصراط هذا لا أصل له هذه الدعوات لا أصل لها من السنة ولم ترد ذكر بعض العلماء كابن القيم وغيره أنها كلها باطلة موضوعة ليس لهذا أصل لهذه الدعوات عند هذه الأعضاء
بل المشروع المحفوظ أن يسمى الله في أول الوضوء ويتشهد في آخره ويقول اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين هذا هو المحفوظ عن النبي صلى الله عليه وسلم
...
الحديث الثامن والستون: وعن ثوبان رضي الله عنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
سرية فأمرهم أن يمسحوا على العصائب يعني العمائم والتساخين يعني الخفاف.
رواه أحمد وأبو داود وصححه الحاكم.
ش / ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
هذا من دلائل المسح على الخفين والعمائم وأنها من السنة كما تقدم في حديث المغيرة بن شعبة ومن حديث صفوان وحديثي علي رضي الله تعالى عنهم هذه الأحاديث الأربعة المتقدمة كلها تدل على شرعية المسح على الخفاف وتقدم لك أنه قول أهل السنة والجماعة وأنه جاء فيه من السنة من الأقوال والأفعال ما يقارب سبعين أثرا وحديثا وأنه من الأمور المتواترة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي تلقاها أهل السنة بالقبول وعدوها في العقائد من أجل خلاف الشيعة الذين أنكروا المسح وفي هذا يؤيد ما تقدم من شرعية المسح على الخفين وهي التساخين. جمع تسخان مثل تماثيل جمع تمثال والأخفاف لها أسماء: الخفين والموقين والتساخين وغير ذلك ومن الأسماء الجديدة الزرابيل والجرموقين فالمقصود أنها تسمى بعدة أسماء.
وبعضهم يجعل بينها وبين بعضها اختلاف في الصفات بجمع بينها أنها من الجلد. بخلاف الجوارب فإنها من القطن أو الصوف
أما الأخفاف والتساخين والموق فكلها من الجلد ولكن بعضها يكون ظاهر كثيرا وبعضها تغطى الكعبين تختلف في كيفياتها وصفاتها مع كونها مجتمعة في حد ذاتها على أنها تستر القدمين مع الكعبين ويتقى بها برد الأرض وحرها ويتقى بها الأشواك التي في الأرض والوعورة في الأرض 0
والجوربان كذلك تقوم مقامها مع النعلين في اتقاء حر الأرض وبردها ونحو ذلك
وتقدم أنه ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه مسح على الخفين والجوربين ومسح على ذلك جماعة من الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم وهو الحق خلافا لمن أنكر ذلك
# وأما العصائب فهي العمائم سميت عصائب لأنها تدار على الرأس كلما أدرته على شيء فهي عصابة
(يُتْبَعُ)
(/)
والمشهور عند العلماء أن العصائب التي تمسح هي التي تحنك تدار على الحنك فهي محنكة بخلاف العصائب التي مثل الطاقية فإنها على الرأس فقط فيقال لها مقعطة هذه لا يمسح عليها لأنها ليست العمائم المعروفة عند العرب ولأنه لا يشق نزعها فإن نزعها أسهل شيء بخلاف التي تدار وتربط على الرأس فإنه قد يشق على صاحبها حلها وتعوقه عن بعض الشيء كما أن خلع الخفين ممكن لكن فيه بعض المشقة فرحم الله عباده وشرع المسح تخفيفا وتيسيرا
والحديث ليس فيه ذكر التوقيت لكن تقدم ذكر التوقيت في حديث علي وصفوان كما تقدم
...
الحديث التاسع والستون: وعن عمر رضي الله عنه ـ موقوفا وعن أنس مرفوعا ((إذا توضأ أحدكم ولبس خفيه فليمسح عليهما وليصل فيهما ولا يخلعهما إن شاء إلا من جنابة)) أخرجه الدارقطني والحاكم وصححه.
ش /
إذا قيل (موقوف) فالمراد أنه من كلام الصحابي ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم هذه قاعدة أهل الحديث إذا قيل جاء الخبر عن فلان موقوفا يعني من كلامه ـ عن عمر موقوفا ـ عن أنس موقوفا عن عمر موقوفا أي من كلامه
وإذا قيل مرفوعا أو رواية أو ينميه أو يبلغ به فالمراد به أنه مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم
كما قال الحافظ العراقي رحمه الله وقوله:ـ
وقولهم يرفعه يبلغ به رواية يَنْميه رفعٌ فانتبه
فأهل الحديث ذكروا هذه الألفاظ فإذا قيل موقوفا أو وقفه على فلان أو قصره على فلان فهذا من كلامه ((إذا توضأ أحدكم)) روى هذا اللفظ موقوفا ومرفوعا ((إذا توضأ أحدكم فلبس خفية فليصل فيهما ولا يخلعهما إن شاء إلا من جنابة)
هذا يدل على أن المسح إنما يكون بعد الوضوء بخلاف الذي يلبسهما على طهارة فإنه لا يمسح وقد تقدم هذا لقوله للمغيرة عند ما أراد خلعهما. دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين يشترط للمسح أن يكون لبسها على طهارة فإذا لبسهما على طهارة فإنه يمسح عليهما ويصلى فيها فضلا من الله ورحمة منه وتخفيفا وتسهيلا ولا يخلعهما إن شاء إلا من جنابة
قوله (إن شاء) لبيان أنه ليس بواجب لو خلع فلا بأس به لكن إذا أبقاهما مدة المسح فلا بأس من باب التيسير والرفق وإن خلعهما وأحب أن يغسل رجليه قبل أن تتم المدة فلا بأس فلو لبسها مثلا الضحى ومسح عليهما الظهر والعصر ثم أحب أن يخلعها العصر فهو مخير إن شاء كمل المدة وإلا خلع
ولهذا قال
(ولا يخلعهما إن شاء إلا من جنابة) أي لا يخلعهما مدة المسح (إن شاء) فالأمر بالخيار أما الجنابة فلابد من الخلع وهكذا الحيض والنفاس لا يمسح الخفين ولا في العمامة للجنابة وتقدم هذا في حديث صفوان بن عسال (ولكن من غائط وبول ونوم) يعني من الحدث الأصغر
أما لو تطهرت الحائض والنفساء قبل الحيض وقبل النفاس ولبست خفيها على طهارة ثم حاضت أو ثم نفست ثم طهرت 0
فلا تغتسل والخفان في رجليها. وإن كان هذا لا يقع لأن الحيض يتجاوز المدة في الغالب مدة ثلاث ليال في السفر
والنفاس أكثر وأكثر ولكنه قد يقع هذا في الحيض قد تلبس الخفين على طهارة ثم تحيض لمدة يومين والمدة ثلاث ليال ما تمت
لكن الذي يقع كثيرا الجنابة
ولهذا ذكر الجنابة لأنها هي التي تقع للمسافر وغير المسافر فبين عليه الصلاة والسلام أنه يخلع ولا يمسح من الجنابة
وهذه الأحاديث ليس فيها توقيت ولكنها مطلقه وحديث علي المتقدم وحديث صفوان فيها التقييد والتوقيت
هكذا حديث أبي بكرة الثقفي
...
الحديث السبعون: وعن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ((أنه رخص للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن، وللمقيم يوما وليلة إذا تطهر فلبس خفيه أن يمسح عليها)) أخرجه الدار قطني وصححه أبن خزيمة.
أبو بكره الثقفي و إسمه نفيع بن مسروح أو بن الحارث. وهو صحابي جليل أسلم عام الطائف، لما حاصر النبي صلى الله عليه وسلم الطائف نزل من بعض حصون الطائف فأتى النبي صلى الله عليه وسلم وكان رقيقا فأعتقه النبي صلى الله عليه وسلم. وأسلم وحسن إسلامه وله ذرية وله أولاد صلحاء أخيار علماء
أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص للمسافر أن يمسح خفيه ثلاثة أيام وللمقيم يوما وليله إذا أتطهر ولبس خفيه
/ هذا يبين لك أن المسح مؤقت وأنه بعد الطهارة فيقيد ما تقدم من حديث عمرو وثوبان وأنس وما جاء في معناها وأنها مقيدة بالمدة وهذا هو قول جمهور أهل العلم
(يُتْبَعُ)
(/)
وذهب مالك وجماعة إلى عدم التوقيت والصواب قول الجمهور وأنه لا بد من التوقيت لأن أحاديث التوقيت صحيحه ليس لها معارض وما جاء مطلق فيقيد بها على القاعدة المعروفة عند أهل العلم في الأصول وفي المصطلح أن المطلق يحمل على المقيد جمعا بين الأخبار
الحديث الواحد والسبعون: وعن أبي بن عمارة رضي الله عنه أنه قال: قلت: يا رسول الله أمسح على الخفين؟ قال ((نعم)) قال: يوما قال ((نعم)) قال: ويومين؟ قال ((نعم)) قال وثلاثة أيام قال ((نعم)) وما شئت)) أخرجه أبو داوود وقال ليس بالقوي.
أبي ابن عمارة المدني ثم المصري وهو بكسر العين والمعروف عند أهل العلم في أسماء الرجال عُمارة، بالضم هذا هو الأكثر في الروايات في الصحابة وغير هم
لكن عمارة بالكسر في هذا الرجل وفي الحسن أبن عمارة القاضي المعروف هذا هو المشهور وماسواهما فهو بالضم
وقيل في هذا بالضم أيضا في أبي هذا وفي الحسن فالحاصل أن المعروف في الروايات بالضم في أسماء الرجال ماعدا هذا فإن الأكثر فيه على كسر العين
أنه قال أمسح يوما. . . . الخ.
الحديث هذا ظاهرة عدم التوقيت وأنه يمسح متى شاء وكيف شاء ولكن حكم عليه بعض أهل العلم بأنه غير صحيح بل هو مضطرب الإسناد مضطرب المتن.
قال أحمد رجاله لا يعرفون، وقال البخاري رحمه الله وأبن عبد البر والشافعي وجماعة رحمهم الله: بأنه مضطرب الإسناد وهكذا قال الحافظ في التلخيص وغيره حتى بالغ الحافظ أبن الجوزي رحمه الله فعده في الموضوعات وبهذا تعرف أن الحديث مضطرب الإسناد والمتن لا يعول عليه عند أهل العلم في معارضة الأحاديث الصحيحة المثبته للتوقيت في المسح على الخفين
والصواب أن التوقيت ثابت ومحكم وأما أحاديث أبي هذا وما جاء في معناها فهي أحاديث ضعيفة لا يلتفت إليها وما كان مطلقا فهو مقيد بأحاديث التوقيت والله سبحانه وتعالى أعلم. . .
س / من منع المسح على النعلين و الجور بين فما حجته؟
ج / حجته أن الأحاديث ورد فيها الخف في أحاديث كثيرة والجورب أضعف منها فلا يقاس عليها والجواب عن ذلك من وجهين:
أحدهما: أنه لا اعتراض ولا رأى لأحد مع السنة ما دام ثبت في السنن الأربع ومسند أحمد عن المغيرة بسند جيد أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح على الجوربين والنعلين فلا كلام ولا معارضة 0 روى هذا وهذا فما المانع رأى النبي صلى الله عليه وسلم مسح على الخفين وعلى الجوربين 0
الوجه الثاني: أن الحكم معلل ومعروف الحكمة وأن المقصود من ذلك رحمة الإنسان والرفق بالإنسان إذا سار في أرض حارة أو باردة أو وعرة فالخف ينفعه والجورب كذلك إذا لبس الجورب ينفعه بعض النفع وإذا كان مع النعل فنفعه تام 0
فالحكمة التي من أجلها شرع الله المسح على الخفين موجودة في الجوارب 0
ثم هناك وجه ثالث أن الصحابة أعلم الناس بالسنة وأعلمهم بمقاصد الرسول صلى الله عليه وسلم وقد مسحوا على الجوارب كما نقل ذلك أبو داود عن جماعة منهم ابن عمر وجماعة 0
فلما فهموا أن الجورب في حكم الخف وجب الأخذ بفهمهم و تأييدهم في فهمهم مع ما جاءت به السنة ومع ما عرف من المعنى فلم يبق قول لأحد بعد ذلك لهذه الأمور الثلاثة لأن المعارض مخالف للسنة مخالف للقياس الصحيح ومخالف لأكثر الصحابة فلا يلتفت إلى قوله 0
س / لو غسلت رجلا واحدة وأدخلتها في الخف قبل أن أكمل الطهارة ثم غسلت الثانية وأدخلتها 0
ج / فيه خلاف بين أهل العلم:
بعض أهل العلم يرى أنه لا يمسح حتى يخلع اليمنى ثم يعيد لبسها بعد غسل اليسرى حتى يكون لبسها على طهارة كاملة 0 والنبي صلى الله عليه وسلم لبسها على طهارة كاملة هذا حسن احتياط 0
والصواب أنه لو لم يفعله فطهارته صحيحة لأنه لبس اليمنى على طهارة تامة لأن طهارته معلقة على اليسرى وقد طهرت اليسرى وتمت الطهارة وهذا اختيار شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله أنه لا بأس ولا حرج 0
لكن الأولى أنه لا يعجل 0 لا يلبس اليمنى حتى يغسل اليسرى 0 أو أن لبسها لأجل الحاجة إلى لأن المكان لا يتيسر له عدم اللبس فيه فيخلعها ثم يعيدها 0 حتى يكون لبسها على طهارة 0
س / هل ما يقوم مقام الخفين يجوز المسح عليه؟
ج / نعم ما لم يكن لفائف فاللفائف فيها خلاف كبير فالأحوط عدم مسح اللفائف لكن يمسح شيئا محيطا لأنه أشبه بالخف 0
س / هل يجوز خلع الخف قبل تمام المدة وغسلها؟
ج / لا بأس لكن لا لاعتقاد أن المسح أفضل فإذا خلعتها لحاجة كما لو مللت من الخفين أو لأسباب أخرى أما إن يخلعها لأجل أن يغسل لاعتقاد أن الغسل أولى فلا 0
س / ....... في أثناء مدة المسح يقول يجوز فسخ هذه الخفاف؟
ج / هذا قول ضعيف 0 لكن جمهور أهل العلم يرى أنه إذا خلعها بطلت الطهارة إذا خلعها بعد الحدث وأما قياس ذلك على حلق الشعر من الرأس فهذا ليس بشيء فالصواب قول كثير من أهل العلم بل هو كالإجماع من أهل العلم أنه متى خلع الخف بطلت الطهارة 0
وأما قياس على الشعر وأنه يحلق الشعر متى شاء ومع ذلك يمسح فنقول أن مسح الرأس ليس مؤقتا بل يمسح دائما سواء كان عليه شعر أو كان أصلع 0
س / هل المسح في الحضر 0
ج / ظاهر النصوص أنه مسح صلى الله عليه وسلم في الحضر وفي السفر لأنها مطلقة والإتفاق قائم على أنه يجوز المسح في الحضر وفي السفر جميعا 0
س / هل تشترط الطهارة للمسح على الجبيرة؟ وهل يجمع بين التيمم والغسل؟
ج / الجواب يمسح على الجبيرة ولا تشترط وضعها على طهارة لأن جرحه ليس بهواه قد يكون بحال ليس بطاهر فيها 0
والصحيح أنه يكفي المسح ولا حاجة إلى التيمم 0 وليس لها أصل الجمع بين الغسل و التيمم وأن ذكره بعض فقهاء الحنابلة وغيرهم ولكن لا أصل لها أما أن يغسل وأما أن يمسح 0 فإن لم يتيسر هذا ولا هذا فالتيمم 0
بإمكانكم قراءة الشرح لماسبق من الدروس في هذا الملتتقى وكذلك من الرابط التالي
http://www.hedayaway.net/vb/showthread.php?t=467
اخوكم أبو يوسف إمداد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمداد]ــــــــ[04 Feb 2005, 11:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهنؤكم بعودة الملتقى بثوبه القشيب
وأهديكم هذا الملف المرفق تحقيقا لرغبة كثير من الأخوة
وهو شرح كتاب الطهارة من بلوغ المرام
لسماحة الشيخ بن باز رحمه الله
ـ[إمداد]ــــــــ[08 Feb 2006, 12:42 ص]ـ
النواقض: جمع ناقض والمراد المفسدات للوضوء ويحتاج معها المؤمن إلى تجديد الوضوء لأداء الصلاة ونحوها 0
الحديث الثاني والسبعون: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظرون العشاء حتى تخفق رؤوسهم ثم يصلون ولا يتوضؤن 0 أخرجه أبو داود وصححه الدارقطني وأصله في مسلم
شرح /
ولفظ مسلم ((كانوا ينامون ثم يصلون ولا يتوضؤن)) 0
ولما كان لفظ أبي داود أوضح ذكر رحمه الله لفظ أبي داود
(حتى تخفق رؤوسهم) لأنه يوضح معنى النوم الذي ورد في رواية مسلم وهو أن نومهم كان تخفيقا وليس استغراقا والمعنى أنهم يصيبهم النعاس وحركة الرأس من النوم وليس المراد به النوم الثقيل الذي يزول معه الشعور ويحصل معه الغفلة وعدم الشعور بما قد يخرج
وهذا وارد في أحاديث كثيرة في النعاس وهو شيء يصيب الإنسان مبادئ في النوم ولكن لا يكون معه الاستغراق بل يكون معه الشعور وانطباق الوكاء 0
هذا يدلنا على أنه لا ينقض الوضوء وأنه كون الرأس يخفق والإنسان يحس بالنوم كل هذا لا ينقض الوضوء وإنما ينقضه النوم المستغرق الذي يزول معه الشعور وهذا على الصحيح لا فرق فيه بين المضطجع وبين الجالس وبين الساجد والراكع وبين القائم هذا هو الصواب 0
وفرق قوم بين المضطجع وغيره والمتكئ وغيره ولكن الأحاديث لو نظرت إليها وجمعت بينها تدل على أن الحكم واحد وأن من استغرق في النوم وزال شعوره هذا هو الذي ينتقض وضوءه قائما أو قاعدا مضطجعا أو جالسا على أي حال كان 0
أما النعاس وما يكون معه الشعور بمن حوله من القراء أو الماشين أو المتكلمين ولكن يشعر بشيء من النعاس وشيء من الميل إلى النوم هذا لا ينتقض وضوؤه بذلك وهذا هو الجمع بين هذه الروايات وبين رواية صفوان بن عسّال السابقة ولكن (من غائط ونوم وبول) وحديث معاوية الآتي ((العين وكاء السه)) فالنوم الذي ينطلق معه الوكاء هذا النوم المستغرق الذي يزول معه الشعور هذا هو النوم الناقض وأما النوم الذي وقع من الصحابة فهو ما يحس به من النعاس ويكون الإنسان في الصف ينتظر الصلاة ويصيبه النعاس ويقال نام وليس المراد به النوم الذي يحصل به زوال الشعور وقد جاء في بعض الروايات (يوقظون) وفي بعضها
(ينبهون) وكل هذا لا يمنع من كون النوم ليس بمستغرق والإنسان قد يحصل له النعاس وخفقان الرأس ثم ينبه ولايلزم من تنبيهه أنه زال شعوره وفي بعضها أنه أقيمت الصلاة عند مسلم فجاء رجل فقال لي حاجة فجعل يناجيه حتى طال النجا ونام الناس ثم صلى وصلى الناس ولم يتوضؤا هذا كله يدل على أن المراد بذلك ما يحصل للناس من النعاس وحركة الرأس وخفقانه من النوم وما يتعلق بذلك من الفتور وظهور أمارات الميل إلى النوم 0
الحديث الثالث والسبعون: وعن عائشة رضي الله عنها قالت: جاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إني امرأة استحاض فلا أطهر أفأدع الصلاة قال: لا إنما ذلك عرق وليس بحيض، فإذا أقبلت حيضتك فدعي الصلاة، وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم ثم صلي 0
الحديث الرابع والسبعون: وللبخاري ((ثم توضئي لكل صلاة)) وأشار مسلم أنه حذفها عمدا 0
شرح / كانت فاطمة هذه إحدى المستحاضات في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقالت له ذات يوم يا رسول الله إني استحاض ــ أي يستمر معي الدم ــ أ فأدع الصلاة .... الخ 0
فإنما ذلك مرض في بعض العروق وليس بالحيض المعتاد الذي يأتي المرأة في أوقات معينة ثم يذهب 0
((فإذا أقبلت حيضتك فدعي الصلاة وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم وصلي))
فأمرها أن تصلي مع دم العرق وقال إنه ليس بحيض وأمرها أن تدع الصلاة وقت مجيء حيضتها وإذا أدبرت تغسل الدم وتصلي 0 ((فاغسلي عنك الدم وصلي))
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا يدلنا على أن الإستحاضة وهي الدماء العارضة من عرق يقال له العاذل يعني من مخرج غير مخرج دم الحيض وإنما هي دماء تعرض للمرأة من أمراض تعتري رحمها فيصيبها اصفرار الدم فهذا يقال له استحاضة وهو خروج الدم في غير الوقت المعتاد بل يستمر معها ويشغلها ولكن ليس بالدم المعتاد المؤقت فهذا حكمه حكم البول وحكم ما يحصل للإنسان من سائر الخوارج التي تستمر معه فلا تمنعه من صلاة ولا طواف ولا غير ذلك وإنما هو مرض يعالج بخلاف الحيض الذي هو الدم المعتاد الذي كتبه الله على بنات آدم فإن هذا دم معتاد وكتبه الله على بنات آدم وهو جبلة وطبيعة من طبائعهن يخرج في أوقات معلومة في الشهر ثم ينتهي والغالب أنه يمكث ستة أو سبعة وقد تزيد وقد تنقص ويقال له الحيض وهو شيء كتبه الله على بنات والغالب أنه ينقطع مع الحمل ويوجد عند عدمه ولهذا جعلت الحيضات الثلاث دليلا على براءة الرحم وعلى خلوه من الحمل 0
قال لها ((فاغسلي عنك الدم)) هذا يدل على أن ما يصيبها من دماء في بدنها وثيابها يغسل وفي اللفظ الآخر (واغتسلي) أي تغسل الدماء وتغتسل من الحيض الغسل الشرعي كما تغتسل الجنب 0
ثم قال ((وتوضئي لكل صلاة)) هذا في حال استمرار الدم في حال استحاضتها الوضوء عند استحاضتها. والغسل وغسل الدم عند انتهاء مدة الحيض 0 هذه انفرد بها البخاري رحمه الله وأشار مسلم إلى أنه حذفها عمدا فإنه رحمه الله استنكرها فحذفها أما الإمام البخاري فعرف معناها وأثبتها واحتج بها العلماء على أن من دام حدثه بالبول أو الريح أو الدم يتوضأ لكل صلاة ويكفيه ذلك ولا يكلف ما لا يطيق لقوله تعالى (فاتقوا الله ما استطعتم) (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) فتصلي المستحاضة ولو خرج الدم ويصلي صاحب سلس البول ولو خرج البول ويصلي من استمر معه الريح وإن طلعت الريح لأنه لا يستطيع خلاف ذلك ولكن يكون وضوءه لكل صلاة يعني عند دخول الوقت فإذا دخل الوقت توضأ لأنه مضطر إلى أداء الصلاة فيتوضأ فإن وقف الدم والبول والريح فالحمد لله وإن لم يقف صلى على حسب حاله (فاتقوا الله ما استطعتم) ولا يضره ذلك ولا قضاء عليه لأنه اتقى الله ما استطاع 0
والشاهد من هذا أن الدم ناقض للوضوء 0 أما من الفرج فلا خلاف في ذلك لحديث المستحاضة فإنه أمرها بالوضوء لكل صلاة فدل ذلك على أن الدم الخارج من فرجها ينقض وضوءها لأنه دم عرق وليس بحيض والحيض له شأن آخر وأحكام أخرى واحتج به أيضا على أن الدم ينقض الوضوء مطلقا لأنه صلى الله عليه وسلم قال (إنه دم عرق) دل على دماء العروق كلها تنقض الوضوء بخلاف الشيء القليل العارض مثل بثرة العين أو من الرعاف هذا يعفى عنه 0
ولهذا روى عن بعض الصحابة أنه كان يغسل البثرة ولا يتوضأ وبعضهم يبصق الدم ولا يتوضأ فالمقصود أن الشيء القليل يعفى عنه ولا يكلف الإنسان فيه الوضوء بخلاف الدم الكثير فإنه يتوضأ منه لقوله إنما ذلك دم عرق وليس بحيض 0
وجاء أحاديث أخرى يأتي بعضها إن شاء الله 0
ومثله الريح الذي يصيب بعض الناس مرض لا تزال الريح تخرج معه من دبره فإذا أصابه هذا فحكمه حكم صاحب سلس البول والمستحاضة فيتوضأ إذا دخل الوقت ويجزئه ذلك ولا حرج عليه وبهذا يعلم أن الخارج الذي ليس بالاختيار لا ينقض الوضوء بل ينقض الخارج الاختياري قد اعتاده الإنسان هذا الذي ينقض الوضوء أما الشيء غير العادي الذي يصاب به الإنسان بسبب مرض ويستمر معه ولا يتمكن من السلامة منه فهذا يعفى عنه ولا يعد ناقضا في الوقت نفسه بل يكفيه الوضوء وإن خرج ذلك الشيء لأنه شيء مضطر إليه الإنسان ليس باختياره ولا يتمكن من دفعه فسامحه الله جل وعلا 0
***(/)
سؤال للشيخ السديس
ـ[جميل شوقي أمين]ــــــــ[27 Nov 2004, 05:13 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحمد الله العظيم الذي أتاح لي الا تصال بك أخي الدكتور عبد الرحمن السديس
فوالله إني أحبك في الله وأسأل الله العظيم أن يجمعنا على حبه آمين------- آمين
والسؤال هو: أني سمعت من بعض العلماء أنه يجوز المسح على الجورب دون أن يكون قد لبسه على طهارة الوضوء
والحجة في ذلك أنه أدخل قدميه طاهرتين والطهارة عنده هي عكس النجاسة
فيكون بذلك الحكم على القدمين بالطهر طالما لم تمسهما نجاسة
أفيدوني وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[27 Nov 2004, 11:22 م]ـ
أخي الكريم جميل وفقه الله
أنا لست الدكتور عبد الرحمن إمام المسجد الحرام
ولعل في هذا جوابا لسؤالك:
قال ابن قدامة ـ رحمه الله ـ في المغني 1/ 361:
لا نعلم في اشتراط تقدم الطهارة لجواز المسح خلافا.
وكذا قد حكى الإجماع غيره من العلماء.
واعتذر على الاختصار لضيق الوقت.(/)
أخي جمال
ـ[جميل شوقي أمين]ــــــــ[27 Nov 2004, 05:20 م]ـ
السلام عليكم أخي وزميلي جمال
جزاك الله خيرا على هذا الموقع المبارك الذي أرشدتني إليه
وأسأل الله أن ينفعنا بكل موقع يدعو إلى الخير
والسلام عليكم(/)
التخطيط في خدمة الدعوة إلى الله
ـ[إمداد]ــــــــ[27 Nov 2004, 09:35 م]ـ
التخطيط في خدمة الدعوة إلى الله
لا يخفى على كل داعية نذر نفسه لتحمل هذه الأمانة العظيمة مدى الحاجة إلى دعوة راشدة تنهض بهذه الأمة، وتستند إلى قواعد صلبة من كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهدي السلف الصالح.
ولا ريب أن من أهم السمات المطلوبة في الداعية إلى الله هي البصيرة بمفهومها الواسع، والتي تشمل غير العلم بموضوع الدعوة معاني أخرى كثيرة من أهمها: وجود الفهم الشامل لدى الداعية بأهداف دعوته ومقاصدها، وإدراكه للوسائل الشرعية التي ينبغي أن يسلكها لتحقيق هذه الأهداف، والتنبؤ بما قد يعترضه من عوائق ومشكلات، وهذا الوعي والإدراك لمثل هذه الأمور هو ما نسميه بلغة الإدارة: (التخطيط).
ماهية التخطيط:
لا شك أن كل داعية إنما يهدف من وراء دعوته إلى تحقيق جملة من الأهداف؛ إذن: فما هي أهدافه؟
ولديه العديد من الوسائل التي ينوي القيام بها: فما هي أفضل هذه الوسائل لتحقيق أهدافه؟
ويطمح لأن تتحقق أهدافه ومقاصده: فكيف تتحقق هذه الأهداف بالشكل المطلوب؟
ويرد في ذهنه العديد من العوائق والصعوبات عند رسم برامجه: فما السبيل لتلافي هذه المعوقات وتوقعها مسبقًا؟
إن هذه الخواطر والتساؤلات تبرز مسيس الحاجة إلى التخطيط في برامجنا الدعوية؛ لأن ضعف جانب التخطيط أحيانًا وانعدامه في أحيان أخرى أسهم في إضاعة الكثير من جهود الدعاة وأضعف ثمار أعمالهم الدعوية وأضحى الكثير من البرامج تنفذ لمجرد التنفيذ فقط أو لتكون أرقامًا تضاف إلى أعداد البرامج المنفذة.
وإذا تأملت في آثارها فلا تكاد تجد لها أثرًا في الواقع أو أنها قد حققت الحد الأدنى من أهدافها، وبتتبع معظم السلبيات في الجهود الدعوية نجد أن الكثير منها يمكن إرجاعه إلى ضعف أو انعدام التخطيط.
وهذا لا يعني إغفال العوامل الأخرى كسلامة المنهج وإخلاص النوايا لدى العاملين، وغيرها، ولكن هذه الجوانب قد تكون معلومة لدى معظم الدعاة وليست بخافية كما هو حال التخطيط الذي لا زال قليلاً أو شبه معدوم في واقع كثير من الدعاة أو الجهات العاملة في حقل الدعوة؛ ولا زالت الارتجالية والعشوائية والفوضى المالية والإدارية أحيانًا هي السمة البارزة في كثير من الأعمال الدعوية.
إيجابيات التخطيط:
ويمكن أن نبرز أهم ما يمكن أن يسهم به التخطيط للنهوض بالأعمال الدعوية والارتقاء بها حتى تحقق أهدافها بإذن الله ــ تعالى ــ ثم بجهود الدعاة الصادقين المخلصين، وأبرز هذه الإيجابيات هي:
1 ــ أن التخطيط يحدد أهداف الدعاة وغايات البرامج والمشروعات الدعوية، كما يفيد في حسن الأداء أثناء التنفيذ والتقويم الدقيق بعد ذلك، ولا زال هذا الأمر ــ وهو وضوح الهدف ــ غائبًا عن كثير من العاملين في الدعوة؛ فهو لا شك يدرك الهدف العام ــ وهو تبليغ دين الله ــ ولكنه قد يجهل الأهداف الخاصة لكل برنامج مما يُوجِد في كثير من الأحيان سلبيات كثيرة على هذه البرامج.
2 ــ يساعد التخطيط في اختيار طرق الدعوة المناسبة والملائمة لكل داعية بحسب قدراته وإمكاناته والمتوافقة مع طبيعة البرنامج والأهداف المرسومة له؛ وفي تحديد الرأي الأقرب للتقوى لكل برنامج؛ فأحيانًا قد يختار الداعية أساليب للدعوة لا تؤدي إلى نجاح البرنامج: إما لعدم مناسبتها لأهداف البرنامج، أو لطبيعة البرنامج وأهدافه، أو لعدم مناسبتها لإمكانات من يتولى تنفيذ البرنامج وقدراته الدعوية، أو أنها غير ملائمة لبيئة الدعوة أو نوع المدعوين وطبيعتهم، وقد (يجتهد) الداعية أحيانًا في اختيار وسيلة غير منضبطة بضوابطها الشرعية.
3 ــ يجعل من السهل التوقع لمعوقات البرنامج الدعوي التي قد يفاجأ بها الداعية أثناء أو قبل تنفيذ البرنامج، ويتم هذا بالاستفادة من المعلومات والبيانات التي يجمعها واضع الخطة الدعوية مما يجعله ــ بإذن الله ــ أكثر أمانًا وأقل عرضة للمفاجآت التي قد تُذهب جهوده أو تضعف ثمارها إضافة إلى أنه يعالج الخطأ في الوقت المناسب وقبل أن يتراكم فيمنع الرؤية وتصعب معالجته.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 ــ يسهم التخطيط في ترتيب الأوليات لدى العاملين والقائمين على البرنامج الدعوي مما يساعد في اختيار الأهم منها عند حدوث تضارب أو تداخل، أو عند الحاجة لتقديم برنامج على الآخر، أو إلغاء أحدهما، أو غير ذلك.
5 ــ يُحدث التخطيط كثيرًا من الانسجام والتناسق بين أعمال الداعية، مما يمنع الازدواجية والتضارب في أعماله وبرامجه؛ فلا تضيع بفعل ذلك كثير من الجهود والأوقات التي يمكن استغلالها لتنفيذ برامج أخرى.
6 ــ يعمل التخطيط على توفير كثير من النفقات المالية والجهود البشرية التي توضع في غير موضعها بسبب ضعف التخطيط أو انعدامه مما يساعد على استثمار هذه الجهود والنفقات لإقامة برامج دعوية أخرى.
ولا شك أن عدم وجود تصور واضح للميزانيات المتوقعة لتنفيذ البرنامج هو من آثار ضعف التخطيط.
7 ــ يفيد التخطيط في تحديد مواعيد زمنية تضبط بدء الأنشطة وانتهاءها؛ وهذا يجعل الداعية قادرًا على تقويم أعماله ومدى التزامه بالمدة الزمنية المحددة لتنفيذها، وكذلك في حسن التوقيت لإقامة البرامج ومنع التضارب مع أنشطة أخرى.
8 ــ يفيد التخطيط في التجديد في الأساليب والوسائل الدعوية وفي البعد عن الرتابة والتمسك بالأساليب التقليدية؛ مع التمسك بثوابت المنهج الصحيح في الدعوة.
9 ــ يفيد التخطيط في التنسيق بين العاملين أو الجهات الدعوية في الساحة الدعوية بأشكال مختلفة سواء في التنسيق في توزيع المواقع الجغرافية، أو التخصص في البرامج الدعوية، أو غير ذلك. كما يفيد في منع التكرار في البرامج ويحول دون إضاعة الجهود أو إغفال برامج أخرى قد تكون الحاجة إليها أكثر.
10 ــ يفيد التخطيط في تقويم الواقع الدعوي في المواقع المختلفة التي تنفذ فيها الخطط الدعوية، وفي تحديد مواطن الضعف في الخطة أو في أسلوب التنفيذ ليتم تلافيها في الخطط القادمة؛ وهذا مما يؤكد أهمية التخطيط في أنه يساعد في عدم تكرار الأخطاء التي ترتكب، وفي عمل مراجعات شاملة في نهاية كل خطة دعوية ليتم تقويم النتائج والنسب المتحققة من أهدافها وأبرز سلبياتها وإيجابياتها.
11 ــ يجعل من السهل على الداعية أن يحصر حاجاته من البرامج والأنشطة والخطط اللازمة لتوجيه مسار الدعوة بالشكل الصحيح.
12 ــ يسهم في معرفة مواضع الضعف في القوى البشرية ومن ثَمَّ في تحديد البرامج التدريبية اللازمة للارتقاء بالكفايات الدعوية من كافة الجوانب العلمية والإدارية والقيادية.
13 ــ يساعد التخطيط القائمين على الأعمال الدعوية في وضع معايير وأسس لمتابعة أداء الدعاة والعاملين في البرامج، ومدى تحقيقهم لأهداف البرنامج.
14 ــ يفيد التخطيط في تحديد مهام العاملين في البرنامج الدعوي أو الخطة الدعوية عمومًا، وطريقة أدائهم؛ مما يساعد على إدارتهم وتوجيههم بالطريقة المناسبة لتحقيق الأهداف المطلوبة.
15 ــ يزيد التخطيط من فاعلية وإنتاجية المديرين للبرامج أو الخطط الدعوية؛ فما دام أن التخطيط يساعد في وضع الأهداف بشكل واضح ومحدد فإنه كذلك يساعد القائمين عليه في اتخاذ القرارات المناسبة التي تحكمها الأهداف الموضوعة للخطة الدعوية.
16 ــ يساعد التخطيط في استغلال الفرص الدعوية حيث يفيد في الإعداد المبكر وحسن التوقيت للبرامج وجمع المعلومات الخاصة بالبرامج وخصوصًا مواعيد إقامتها، وتحديد ذلك مسبقًا والإعداد الجيد له.
17 ــ يفيد التخطيط في جعل البرامج والخطط أكثر شمولية وتكاملاً؛ ويلاحظ أثر ذلك في جهود بعض الدعاة أو الجهات الدعوية حيث تركز على شرائح معينة من المجتمع أو على موضوعات وجوانب معينة في برامجها، وتهمل غيرها؛ بينما التخطيط يجعل للعمل الدعوي والجهود الدعوية سمة الشمولية في طروحاتها وبرامجها.
18 ــ يساعد التخطيط على استمرار الجهود الدعوية ــ بإذن الله ــ فكثيرًا ما تتوقف الأنشطة وتتعطل البرامج بسبب حدوث المفاجآت كانقطاع الدعم، أو سوء التنفيذ، أو سوء التوقيت، ولعدم وضع بدائل لهذه الحالات الطارئة.(/)
هل اشتقت الى هذا المكان؟
ـ[إمداد]ــــــــ[27 Nov 2004, 10:02 م]ـ
هل اشتقت الى هذا المكان؟
الجنه
* بناؤها:
لبنة من فضة ولبنة من ذهب، وملاطها المسك، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزعفران، ومن صلى في اليوم اثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنة.
* أبوابها:
فيها ثمانية أبواب وفيها باب اسمه الريان لا يدخله إلا الصائمون، وعرض الباب مسيرة الراكب السريع ثلاثة أيام، ويأتي عليه يوم يزدحم الناس فيه.
* درجاتها:
فيها مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، والفردوس أعلاها، ومنها تفجر أنهار الجنة، ومن فوقها عرش الرحمن.
* أنهارها:
فيها نهر من عسل مصفى، ونهر من لبن، ونهر من خمر لذة للشاربين، ونهر من ماء، وفيها نهر الكوثر للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل، فيه طير أعناقها كأعناق الجزر (أي الجمال).
* أشجارها:
فيها شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها، وإن أشجارها دائمة العطاء قريبة دانية مذللة.
* خيامها:
فيها خيمة مجوفة من اللؤلؤ عرضها ستون ميلا في كل زاوية فيها أهل يطوف عليهم المؤمن.
* أهل الجنة:
أهل الجنة جرد مرد مكحلين؛ لا يفنى شبابهم ولا تبلى ثيابهم، وأول زمرة يدخلون على صورة القمر ليلة البدر، لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتمخطون ولا يتفلون، أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك،.
* نساء أهل الجنة:
لو أن امرأة من نساء الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأت ما بينهما ريحا، ويرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها.
* أول من يدخل الجنة:
نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر الصديق؛ وأول ثلاثة يدخلون: الشهيد، وعفيف متعفف، وعبد أحسن عبادة الله ونصح مواليه.
* نعيم آخر لأهل الجنة:
يقال له تمنى فعندما يتمنى يقال له لك الذي تمنيت وعشرة أضعاف الدنيا.
* سادة أهل الجنة:
سيدا الكهول أبو بكر وعمر؛ وسيدا الشباب الحسن والحسين؛ وسيدات نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم ابنة عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون.
* خدم أهل الجنة:
ولدان مخلدون، لا تزيد أعمارهم عن تلك السن، إذا رأيتهم كأنهم لؤلؤ منثور ينتشرون في قضاء حوائج السادة.
_________
جعلنا الله جميعا من اهلها
منقول
هل تريد الجنة فلنتب قبل الممات
ـ[إمداد]ــــــــ[27 Nov 2004, 10:12 م]ـ
إليكم هذا الملف المرفق وأرجوا أن تستفيدوا منه وتنشروه(/)
فنون
ـ[د. محمد مشرح]ــــــــ[29 Nov 2004, 06:50 ص]ـ
فن الدعاء192
سبحانك
ما أحلمك على عبادك،،، ولو أخذتهم بما كسبوا ما تركت على ظهرها من دابة،،، اللهم حلمك علينا والمؤمنين والمؤمنات في كل شأن ومكان وزمان،،، يا حليم يا غفور، فإن حلمك أوسع لنا من كل شيء.
وصل على حبيبك وآله ما تعاقب الليل والنهار والشمس والظلال.
(أحضر قلبك عند قراءة الدعاء فلعلك ممن يستجاب له (
فن الترويح على النفس 141
عود العتم ولو دق
العُتُم بضم العين والتاء شجر قوي ينبت في الغالب على الصخور والجبال ولهذا يكون عوده دقيقا ولكنه قوي.
ومعنى المثال عود العتم ولو كان دقيقا نحيفا فإنه أفضل من غيره ولو كان ذا أضعاف مضاعفة في حجمه مما سواه من الأشجار.
ويشبه هذا العمل الصالح الذي يتسم بالحسن والإخلاص لله تعالى مؤصلا ولوكان قليلا. وأيضا يشبهه الرجل الخبير الأمين المخلص في عمله وكذلك المرأة فرب رجل خير من ألف رجل ورب امرأة خير من ألف امرأة في أداء ما يوكل إليهم من عمل. ويشبه هذا الإتقان في العمل فإن العمل المتقن ولو كان قليلا خير من العمل غير المتقن ولو كثر.
وهو مثل يضرب في كل ما هو حسن ومتقن من الأعمال وفي كل رجل وامرأة موصوفين بالصفات الحميدة في أي أمر من الأمور إذا ما قيسوا بسواهم ممن لا يتمتعون بالصفات المطلوبة.(/)
الأوفى.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[29 Nov 2004, 11:51 م]ـ
O°^°O الأوفى O°^°O
( http://www.alawfa.com/index.php)
الرياض نت - هند الخليفة:
الأول في عالم محركات البحث المتخصصة بالقرآن والسنة القرآن الكريم والحديث الشريف هما أهم ما لدى المسلمين بالاتفاق ومن ثَمَّ كان (الأوفى) في المقدمة لما ينبغي أن يهتم به كل مسلم ومسلمة، وفي عصر محركات البحث التي تمنح أقصر الطرق إلى المعلومات يصبح (الأوفى) خدمة عظيمة للباحثين والدعاة ولكل هواة الثقافة الإسلامية النقية، المستقاة من القرآن والسنة المرسخة للقيم والفضائل وحب الإنسان.
تمت الاستعانة بأرقى التقنيات والبرامج الحديثة مما يجعله ينافس أكبر محركات البحث في العالم، كما أنه يتميز بأنه الأول في عالم محركات البحث المتخصصة بالقرآن الكريم والسنة المطهرة.
والأصل أن الأوفى يأتي في ضمن مشروع عالم القرآن الكريم أي يدور حول القرآن الكريم فقط إلا أنه تم إدخال السنة الشريفة، لكونها أمرا لا بد منه في فهم القرآن الكريم، إذ هي المبينة والشارحة.(/)
وفاة الشيخ الدكتور المقريء عباس المصري
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[30 Nov 2004, 09:24 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فقد فقدت مصر والعالم الإسلامي بالأمس 16 شوال 1425 - 29/ 11 / 20004 عالما من علوم القراءات وهو الدكتور / عباس مصطفى أنور إبراهيم المصري فنسأل الله له الرحمة والمغفرة
وإنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرا منها
وهذه ترجمة موجزة للشيخ من موقع ملتقى أهل القرآن
http://www.ahlalquran.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2216
ترجمة الدكتور عباس المصري
ترجمة الشيخ الدكتور عباس المصري المقرئ الشهير
الاسم: عباس بن مصطفى أنور بن إبراهيم
لقبه: المصري
مولده: بالقاهرة في 27/ 7/1945
شيوخه: فضيلة الشيخ أحمد مصطفى قرأ عليه حفص من الشاطبية، ثم الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات قرأ عليه حفص من الشاطبية، ثم قرأ السبعة إلا قالون بالإفراد على الشيخ أحمد مصطفى، ثم قرأ قالون مع حفص بقصر المنفصل على الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف تلميذ الشيخ الزيات، ثم قرأ حفص بقصر المنفصل على الشيخ محمد عبد الحميد بالإسكندرية، ثم قرأ ثلاثة الدرة بالجمع على الشيخ أحمد مصطفي في خمسة عشر يوما، ثم قرأ الدرة بالإفراد على الشيخ محمد عبد الحميد في أربعة عشر يوما، ثم قرأ السبعة إلا حمزة و ابن عامر على فضيلة الشيخ بكري الطرابيشي و هو أعلى من يقرؤون الشاطبية سندا في العالم و كان ذلك في مسجده بحي المهاجرين بدمشق، ثم جمع عاصم و الكسائي و أفرد ورش ثم قالون ثم ابن كثير براوويه ثم أبا عمرو براوويه و ورش من طريق الأصبهاني من طيبة النشر على الشيخ محمد عبد الحميد، و كان آخر ما قرأه شعبة من طريق طيبة النشر على الشيخ أحمد مصطفى، و قد قرأ متن الدرة على الشيخ محمد عيد عبدين و أجازه بها متنا فقط.
تلامذته: أشهرهم و هم كثر جدا الشيخ صابر عبد الحكم، و الشيخ وليد إدريس و د/ توفيق العبقري من المغرب و توفيق اللبناني و قرأ عليه من أولاده ابنته مروة بقراءة حفص و ابنه محمد بقراءة عاصم من طريق الطيبة.
حياته العامة:
الشيخ متزوج و له ولدان و بنتان بارك الله فيهم، و الشيخ تخرج من كلية الشرطة برتبة ملازم سنة 1966 ثم حصل على الماجستير ثم الدكتوراة في سنة 1980 ثم استقال من كلية الشرطة و عمل بجامعة القاهرة كلية الحقوق فرع الخرطوم، ثم استقال و عمل بكلية الملك فهد الأمنية ثم عاد الشيخ إلى مصر منذ سنوات.
الشيخ الآن:
متفرغ للإقراء بمسجده المبارك و يصلي بالقراءات في الصلوات العادية بالمسجد أسأل الله أن يبارك في عمر الشيخ و ييسر له في وقته.
وهذه نبذة عنه يسيرة كتبها تلميذه الشيخ وليد إدريس
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24297&highlight=%DA%C8%C7%D3+%C7%E1%E3%D5%D1%ED
هذا وقد تشرفت بصحبة شيخنا الشيخ عباس في الفترة التي كان يعمل فيها أستاذا بكلية الملك فهد الأمنية بالرياض، وقرأت عليه ختمة كاملة برواية ورش عن نافع سنتي 1410 و 1411 هـ وأجازنا بها، ثم قرأت عليه بعد ذلك ختمة كاملة برواية حفص بقصر وتوسط المنفصل وأجازنا بها أيضاً، كما أني قرأت عليه بعض القرآن بالقراءات العشر وأجازني بها بناءً على أني قرأت بها كاملة على مشايخ آخرين وأجازوني بها.
والشيخ عباس شفاه الله وعافاه كان يقيم بشقة في حي البطحاء بالرياض ويعمل متطوعاً كإمام لمسجد صغير أسفل عمارة سكنية بالبطحاء إلى جانب عمله بالتدريس في كلية الملك فهد بحي النظيم.
وكما يعلم إخواننا من أهل الرياض فالمسافة بين سكنه وعمله في حدود ساعة بالسيارة ذهاباً ومثلها إياباً.
وكان الشيخ يبدأ يومه بعد أن يصلي إماما في مسجده صلاة الفجر وكان يقرأ فيها بالقراءات المختلفة حيث إن معظم المصلين في الفجر هم من طلبته الذين جاؤوا لقراءة القراءات عليه، وبعد الأذكار يتحلق حوله الطلبة ويقرؤون عليه، وكان يقرأ عليه عشرات الطلاب، والشيخ يحب إفراد القراءات عليه، فكل طالب يقرأ برواية، وإذا فرغ من الختمة شرع في ختمة جديدة بالرواية الأخرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويستمر الطلبة في القراءة عليه من الفجر إلى أن يحين وقت ذهابه للعمل، فيصاحبه بعضهم في طريقه إلى الشقة ويقرؤون عليه في المصعد، ثم ينتظرونه أمام باب الشقة ويقرؤون عليه إلى السيارة، ويركب معه في السيارة طالبان أو ثلاثة أو أربعة يقرؤون عليه إلى أن يصل إلى النظيم.
وبمجرد أن ينتهي من عمله قبيل العصر إذا به يجد بعض الطلاب ينتظرونه عند باب السيارة ويقرؤون عليه في طريق العودة من النظيم إلى البطحاء.
ثم تستمر القراءة عليه من العصر إلى الساعة 12 منتصف الليل تقريبا إما في المسجد وإما في البيت، وكان عابداً زاهداً من الصالحين، نحسبه كذلك والله حسيبه.
ولم أر على كثرة من رأيت من المقرئين مقرئاً يبذل نفسه ووقته للإقراء كما كان الشيخ عباس يفعل.
وأخشى أن يكون هذا هو الذي قضى عليه فقد كان يتحامل على نفسه مهما كان به من تعب أو مرض ليقرئ الناس
وكان يقرئ الطلاب محتسباً أجره عند الله لا يأخذ على القرآن أجراً
بل كان يحسن إلى الفقراء من طلابه من ماله ويواسيهم
وكان لا يتوقف عن الإقراء إلا ساعة أو أقل قبل المغرب يتوقف فيها عن الإقراء ليقرأ هو ما تبقى من ورده، وكان يختم القرآن كل أسبوع، وكان سريع القراءة جداً كان يقرأ أمامنا من حفظه المتقن الجزء في نحو 18 دقيقة، قرأ ختمة كاملة من حفظه على شيخنا الشيخ محمد عبد الحميد عبد الله فلم يخطىء في القرآن كله إلا في كلمة واحدة سها فيها (وهي: قدرناها بدل قدرنا إنها أو العكس)
وبعد عودتنا إلى مصر كنت أقيم بالإسكندرية وهو يقيم بالقاهرة، وقد شرفني فضيلته بزيارتي في بيتي بالإسكندرية ومعه ثلاثة من طلابه اصطحبوه في سيارته وقرؤوا عليه في الطريق ذهابا وإياباً، وألححت عليه أن يبيت معنا فأبى ورجع إلى القاهرة في نفس اليوم.
وكونه على فضله وشرفه يزور تلميذه العبد الفقير هو من دلائل تواضعه وكرم أخلاقه.
ومما تميز به الشيخ عباس حرصه على اقتناء كتب القراءات حتى صوّر معظم مخطوطات القراءات في العديد من مكتبات العالم
ويبذل المال الكثير في سبيل الحصول على كتاب في القراءات ليس عنده
أذكر أنه سمع بوجود كتاب المقدم في الأداء لابن يالوشة بإحدى المكتبات التونسية فكلف بعض التونسيين أن يصور له الكتاب، فأخبره أنهم طلبوا قيمة تصويره 800 ريال رغم أنه نحو 40 أو 50 صفحة فقط فلم يمانع وحصل على تلك الصورة ب800 ريال ثم جعل يعيرها للراغبين من طلابه لتصويرها وقد استعرته منه وصورته بـ 3 ريال أو نحوها
ومكتبته الضخمة في القراءات التي عانى في جمعها ما عانى من الأسفار والنفقات مبذولة لطلابه يستعيرون منها ويصورون ما يشاؤون
وفضائل شيخنا الشيخ عباس ومآثره عظيمة جليلة، هذه نبذة منها
ولعل الله أن ييسر قريبا بترجمة أكتبها له
رحم الله شيخنا وغفر له وعوض الأمة خيرا
اللهم ارحم عبدك عباسا وارفع درجته في المهدييين، و اخلفه في عقبه في الغابرين.
اللهم اغفر له وارحمه وعافاه واعف وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
اللهم جازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا.
اللهم أبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله.
اللهم ألبسه الحلل وأسكنه الظلل
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[30 Nov 2004, 09:26 ص]ـ
وقع سهوا عالما من علوم القراءات والصواب من علماء فأرجو المعذرة
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[30 Nov 2004, 07:25 م]ـ
رحمه الله، وغفر له، وأبدله دارًا خيرًا من داره، وأهلاً خيرًا من أهله، وزوجًا خيرًا من زوجه.(/)
النقد الفاسد
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[01 Dec 2004, 11:03 م]ـ
[بسم الله الرحمن الرحيم
أريد أن أتكلم هنا في هذا المقال عن النقد الفاسد الذي تبناه بعض المتأخرين من أدعياء السلفية في الرد على المخالفين. وهو مبني على الشتم والطعن ورميهم بالبدع والكفر والعياذ بالله. ولم يتذكروا قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري في كتاب الأدب " أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما". وأذكر القراء الأعزاء هنا قاعدة ذكرها الشيخ الألباني في شريط يتكلم عن الكفر والبدع: ليس كل من وقع في البدعة فهو مبتدع. وهذه قاعدة فهمها علماء السنة فلما يكفروا الناس بمجرد الوقوع في الكفر، فهناك ضوابط وشروط. وأنصح القراء بقراءة كتاب مفيد لشيخنا العلامة عبدالله القرني (ضوابط التكفير).
هؤلاء الأدعياء يبدعون الشخص بمجرد وقوعه في البدعة، ويخرجونه عن دائرة السلفية بمجرد اكتشاف خطأ منه وهذا لعمري هو الداء الذي لا دواء له. وحينما تبنوا هذه القاعدة بدعوا كثيراً من علماء المسلمين ومفكريهم: أمثال الشيخ البنا والمودودي وسيد قطب ثم سفر وسلمان وابن جبرين وبكر أبو زيد ... الخ. والحمد لله فإن عقيدتهم اتضحت حينما صدرت فتوى من هيئة كبار العلماء عن فتنة الإرجاء. وبذلك تبين للناس عقيدتهم وتبين فساد منهجهم في النقد والجرح والتعديل بخطاب الشيخ العلامة بكر أبو زيد. وأنصح القراء حتى يتبين لهم أكثر فساد منهجهم في الردود والجرح والتعديل كتاب الشيخ بكر أبو زيد (الردود) ثم الاطلاع مثلا على بعض التراجم في كتاب السير للإمام الذهبي في ترجمة الغزالي والرازي وغيرهما من علماء الأشاعرة.
وأنهي هذا المقال بالدعاء الخالص لأن يهديهم الله سبحانه إلى الصواب وأن يوفق شباب الإسلام لصون ألسنتهم عن الطعن في علماء الإسلام، وأذكرهم بقول الإمام الحافظ ابن عساكر (اعلم أن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة وأن من اطلق لسانه بالثلب على العلماء ابتلاه الله بموت القلب).
أبو عمار المليباري
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[30 Jan 2005, 02:36 م]ـ
وهذا مقال جميل بعنوان: الجرح والتجريح للكاتب رمضان أبوغالية
يقول فيه:
(الحمد لله الذى أمر عباده بالقسط والعدل بين الناس فقال "ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى" وصلى الله على الحبيب محمد صلىالله عليه وسلم أحسن الناس خلقا وأوفرهم أدباً وأعدلهم حكماً. وبعد.
فقد صارت هذه العبارة "الجرح والتجريح" عبارة مألوفة لا تصحيف فيها، فبعض شباب أمتنا لم يعد يعرف "الجرح والتعديل" الذي هو علم اختص به ثلة من علماء الأمة من أولي الفضل والعلم والتقى ولم يكن بابه يوماً مفتوحاً لعموم العلماء فضلاً عن عوام المسلمين.
عندما كنا صغاراً، كنا نتمتع أيما تمتع بنصب الفخاخ للطيور، نحضر لذلك ونعد العدة، نختار المكان والزمان في انتظار تلك الطيور، ثم نحاول توجيهها نحوالمصيدة، فإذا ما ابتعدت عنها بلغ منا الحزن مبلغه، أما إذا اقتربت أكثر فأكثر، ابتهجنا وانتشينا حتى إذا ما وقعت في المصيدة سررنا لذلك أيما سرورولقد كان وقوع الطير في الفخ أحب إلينا من الطير نفسه.
ذكرتني هذه الذكريات الطفولية بحال بعض شباب الأمة اليوم، فهم يلعبون نفس اللعبة يتمتعون بها أيما تمتع، فهم لا يفترون عن نصب الفخاخ والمصائد يحيطون ببعض العلماء إحاطة السوار بالمعصم، يبدأون بإعداد المصيدة والفخ لذلك العالم، يسألونه، فإذا أجاب بالعموم خصصوا وإذا أطلق قيدوا، فإذا ابتعد في إجابته امتعضوا ووجموا ولم ينشروا ما سمعوا. أما إذا أجاب بما أرادوا انتعشوا وانتفشوا وأذاعوا ما سمعوا ورأوا أن ذلك من فروض الأعيان.
هكذا طريقتهم، كحاطب ليل، تجميع شتات من هنا وهناك، وطعن في هذا وذاك، وحجر على عقول أبناء الأمة، بل أيضاً على أرحامها، فهى لم تنجب، حسب زعمهم، من العلماء إلا فلان أو فلان، أما غيرهم فهم يطالهم قانون الجرح والتجريح. عندما يتكلم غير هؤلاء العلماء لا بد من الدليل ودليل الدليل، أما فلان وفلان فقولهم فصل، يقبل دون جدل أو نقاش للدليل. سبحان الله، منطق أعوج وفهم سقيم أصيب به بعض أبناء الأمة.
إن اتهام جُل الأمة وقبل ذلك جُل علمائها بالبعد عن الهدى واتهامهم بالضلال وإقصاءهم عن أهل السنة والجماعة لمأساة حقيقية. إن هذه الأمة المكلومة لفى مسيس الحاجة لجرعات ترد إليها أنفاسها، وليست في حاجة إلى طعنات قاتلة فى الخاصرة. لقد ظلت عقيدة الأسلام هى النفس الأخير الذى، بفضل الله، حمى هذه الأمة من الإجهاز عليها فكيف بها عندما يخرج من شبابها من يشككها فى معتقدها.
إن عقيدة الأمة بخيرلا نطعن في أي من علمائها لخلاف اختلفوه أداه إليه إجتهادهم الذى هو حق اكتسبوه بفضلهم وجهدهم وعلمهم. وإنه لمن المضحكات المبكيات أن تكون هذه صورة دعوتنا وأن يكون شغلنا الشاغل جرجرة خلافات قديمة وإشغال الشباب بها وننسى أو نتناسى أحوال أبنائنا وبناتنا وشبابنا، كيف نحفظ عليهم دينهم وكيف نردهم إليه رداً جميلا، كيف ننقذ هذا العالم الحائر التائه الذي انحط بانحطاط المسلمين وعاد إلى سيرته الأولى قبل الإسلام.
فلننطلق إلى العمل والاجتهاد والتفوق والحرص على دين إخواننا وأخواتنا، يحث بعضنا بعضاً على الخير والتفوق والتميز فى كل المجالات حتى نعكس الصورة الناصعة لهذا الدين العظيم ولنترك المسائل الشرعية الدقيقة لعلماء الأمة التى لم يخلو منهم عصرأومصر وإن من فضل الله على هذه الأمة أن الأرحام فيها لاتنقطع عن إنجاب العلماء، فهى أمة ولود ودود، نسأل الله أن يكثر من علمائها وأن يزرع الود بينهم وأن يحفظهم من بطانة السوء.
وأخيراً، فيا علماء الإسلام حفظكم الله ورعاكم أجمعين. احفظوا شباب الأمة من الشقاق والخلاف واحذروا مصائد بطانة السوء فإن مصائدهم لا تكاد ترى أحياناً.)
_______________
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[30 Jan 2005, 02:37 م]ـ
وحول نفس الموضوع، هذا مقال آخر:
(الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فقد يسَّر الله لي " زيارة " بعض مجالس " آكلي لحوم البشر "! والجرَّاحين " الأطفال " الذين فهموا الشرع بالتقليد لبعض جهلة المتصدرين، وأصبحوا كالببغاوات يرددون ما يسمعون منهم ضاربين عرض الحائط قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}، وضاربين عرض الحائط كل حديث وأثر يأمرهم بالعدل والإنصاف والتثبت.
قال بعضهم: قال بعض شيوخنا! لا بدَّ من إحياء علم الجرح والتعديل من جديد!!
قلت: نعم! ولكن فلننتبه لأمور:
1. نريد إحياء علم الجرح والتعديل، لا ابتداع علم " الجرح والتجريح "!! فنحن لا نرى ممن يدعو هذه الدعوة أي تعديل! بل تجريح في تجريح فحريٌّ بعلمهم هذا أن يسمى علم " الجرح والتجريح "!!
2. وعلم " الجرح والتعديل " لا يقوم به " الصغار " و " الجهلة " بل لا بد له من أئمة كسفيان ومالك وشعبة ويحي بن سعيد القطان وغيرهم، والواقع اليوم أنه تجرأ على هذا العلم " صغار " القوم وأطفالهم، فهل هذا كذاك؟
3. ولا بدَّ لمن يقوم بهذا العلم من " علم " يطلع فيه على أحوال المتكلَّم عليه، ولا بدَّ من الإحاطة بحياته وأقواله وأفعاله حتى يتسنى له العدل في الحكم، أما الحكم على نقل مبتور، أو خبر ضعيف، أو الاعتماد على " وكالة يقولون "! فليس هذا من دأب علماء " الجرح والتعديل "!
4. ولا بدَّ لمن يقوم بهذا العلم أن يكون ثقة عدلاً في دينه، لا أن يكون ضعيفاً ساقط العدالة! والواقع أن كثيراً ممن يقوم على هذا " العلم "! اليوم – إلا من رحم الله – من النوع الثاني، فنحن قد عرفنا بعض هؤلاء " الجرَّاحين " لا يصلي صلاة الجماعة في المسجد! وبعضهم كان يتكلم في الشرع قدحاً وذمّاً في بعض الدعاة وصوت " التلفاز " يخرق آذاننا! وبعضهم سارق لجهود غيره متشبع بما لم يعط! ورابع وخامس وسادس .. الخ! فهل على مثل هؤلاء يعتمد في الجرح والتعديل وهم أحق بالجرح وأولى به؟!
5. وعلم الجرح والتعديل لا يقوم على " التقليد " بل على البينة والدليل، فهل إذا " جرح " فلان – المجروح أصلاً – فلاناً يؤخذ بقوله على أنه قرآن منزل؟؟!! بل لا بدَّ من ذكر دليله وبيَّنته على هذا الجرح وإلا كان محض افتراء يردُّ في وجهه! فكم لابن معين! من تعديل مرفوض! وكم لابن أبي حاتم! من تجريح مرفوض! أفيكون تجريح " فلان "! وتعديله مقبولين هكذا على الإطلاق؟؟!!
6. ولا بدَّ من تطبيق كافة قواعد الجرح والتعديل، ومن أهمها تقديم التعديل المفسر على الجرح المجمل، فكم من " مجروح " عُرفت عدالته ببينات كثيرة وبشهادات مختلفة، ثم يأتي " جرَّاح " ويدَّعي " جرحاً " مجملاً، أفيقبل مثل " التجريح "؟؟!!
فبهت " الجرَّاحون " الذين في المجلس ولم يستطيعوا جواباً، وكانوا قد ظنوا أن الأمر " شوربة "! وفوضى!
والله المستعان)
كتبه
إحسان بن محمد بن عايش العتيبي
أبو طارق
http://www.saaid.net/Doat/ehsan/12.htm
_________________(/)
نموذج من مكيدة اليهود
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[05 Dec 2004, 11:25 م]ـ
بسم الرحمن الرحيم
الرحيق المختوم لصفي الرحمن المباركفوري
قال ابن إسحاق: مر شاس بن قيس ـ وكان شيخاً [يهودياً] قد عسا، عظيم الكفر، شديد الضغن على المسلمين، شديد الحسد لهم ـ على نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأوس والخزرج في مجلس قد جمعهم، يتحدثون فيه، فغاظه ما رأي من ألفتهم وجماعتهم وصلاح ذات بينهم على الإسلام، بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية، فقال: قد اجتمع ملأ بني قَيْلَةَ بهذه البلاد، لا والله ما لنا معهم إذا اجتمع ملؤهم بها من قرار، فأمر فتي شاباً من يهود كان معه، فقال: اعمد إليهم، فاجلس معهم، ثم اذكر يوم بُعَاث وما كان من قبله، وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الأشعار، ففعل، فتكلم القوم عند ذلك، وتنازعوا وتفاخروا حتى تواثب رجلان من الحيين على الركب فتقاولا، ثم قال أحدهما لصاحبه: إن شئتم رددناها الآن جَذَعَة ـ يعني الاستعداد لإحياء الحرب الأهلية التي كانت بينهم ـ وغضب الفريقان جميعاً، وقالوا: قد فعلنا، موعدكم الظاهرة ـ والظاهرة: الحَرَّة ـ السلاح السلاح، فخرجوا إليها [وكادت تنشب الحرب].
فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج إليهم فيمن معه من أصحابه المهاجرين حتى جاءهم فقال: (يا معشر المسلمين، الله الله، أبدعوي الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن هداكم الله للإسلام، وأكرمكم به، وقطع به عنكم أمر الجاهلية، واستنقذكم به من الكفر وألف بين قلوبكم)
فعرف القوم أنها نزغة من الشيطان، وكيد من عدوهم، فبكوا، وعانق الرجال من الأوس والخزرج بعضهم بعضاً، ثم انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سامعين مطيعين، قد أطفأ الله عنهم كيد عدو الله شاس بن قيس.
هذا نموذج مما كان اليهود يفعلونه ويحاولونه من إثارة القلاقل والفتن في المسلمين، وإقامة العراقيل في سبيل الدعوة الإسلامية، وقد كانت لهم خطط شتي في هذا السبيل. فكانوا يبثون الدعايات الكاذبة، ويؤمنون وجه النهار، ثم يكفرون آخره؛ ليزرعوا بذور الشك في قلوب الضعفاء، وكانوا يضيقون سبل المعيشة على من آمن إن كان لهم به ارتباط مإلى، فإن كان لهم عليه يتقاضونه صباح مساء، وإن كان له عليهم يأكلونه بالباطل، ويمتنعون عن أدائه وكانوا يقولون: إنما كان علينا قرضك حينما كنت على دين آبائك، فأما إذ صبوت فليس لك علينا من سبيل.
كانوا يفعلون كل ذلك قبل بدر على رغم المعاهدة التي عقدوها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يصبرون على كل ذلك؛ حرصاً على رشدهم، وعلى بسط الأمن والسلام في المنطقة.(/)
فلوجة .. لفجرنا أهزوجة .. شارك بالنصرة ولو بتوقيع!
ـ[ hedaya] ــــــــ[08 Dec 2004, 06:43 م]ـ
فلوجة .. لفجرنا أهزوجة .. شارك بالنصرة ولو بتوقيع!
نص الموضوع:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتب الله على أهل العراق أن يكونوا في طليعة هذه الأمة للدفاع عن شرفها وكرامتها، واصطفى الله من أهل العراق المقاومة الإسلامية التي ترد كيد الأعداء والصليبيين ليس عن العراق وحده بل عن الأمة الإسلامية جمعاء. فهي رأس الحربة وصدر المواجهة ونصل السيف الذي يضرب الله به أمريكا ومن حالفها.
إن الشعوب الإسلامية اليوم قد وجبت عليها النصرة بكل معاني وتفاصيل هذه النصرة، لا عذر لأحد اليوم في نصرة إخوانه، وإنه اختبار حقيقي للولاء والبراء.
من هذا المنطلق تقوم السقيفة بالتعاون مع سرايا الدعوة بحملة لنصرة إخوننا في العراق، وهذه الحملة هي أضعف الإيمان، فليس بعد ذلك حبة خردل من إيمان.
وهذه هي وثيقة النصرة لأهلنا وإخواننا في الفلوجة، نعلنها بكل قوة وبدون تردد أننا معهم ضد هذا العدو الصليبي الحاقد، واننا ننصرهم ولو بكلمة بسيطة لعلها تعذرنا أمام الله يوم نقف بين يديه.
وهذا هو رابط وثيقة النصرة:
وثيقة النصرة لأهل الفلوجة
http://www.alsakifah.org/falojah.htm
كل ما نريده منكم أيها الإخوة الكرام هو تسجيل بريدكم في قائمة النصرة، ونشر هذه الصفحة في كل مكان تصل له أيديكم على الإنترنت.
بعون الله نسعى لتحقيق هدف جمع نصف مليون مؤيد لهذه الوثيقة. ثم لها ما بعدها بإذن الله.
يا ألف مليون .. وأين هم إذا دعت الجراح؟
هاتوا من المليار مليونا صحاحا من صحاح
لبوا نداء إخوانكم .. وانصروا إخوانكم في الفلوجة وعراق الإسلام.
والحمد لله رب العالمين.(/)
الحديث طويل .. اقرأه كله لأنه جميل جداً ومفيد ;;
ـ[ tafza] ــــــــ[29 Jan 2005, 10:44 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم ;
الحديث طويل .. اقرأه كله لأنه جميل جداً ومفيد
عن معاذ بن جبل رضى الله عنه عن ابن عباس قال: كنا مع رسول الله في بيت رجل من الأنصار في جماعة فنادى منادِ: يا أهل المنزل .. أتأذنون لي بالدخول ولكم إليّ حاجة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتعلمون من المنادي؟ فقالوا:
الله ورسوله أعلم فقال رسول الله: هذا إبليس اللعين لَعَنَه الله تعالى فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أتأذن لي يا رسول الله أن أقتله؟ فقال النبي: مهلاً يا عمر ..
أما علمت أنه من المُنظَرين إلي يوم الوقت المعلوم؟ لكن افتحوا له الباب فإنه مأمور، فافهموا عنه ما يقول واسمعوا منه ما يحدثكم قال ابن عباس رضي الله عنهما: فَفُتِحَ له الباب فدخل علينا فإذا هو شيخ أعور وفي لحيته سبع شعرات كشعر الفرس الكبير، وأنيابه خارجة كأنياب الخنزير وشفتاه كشفتي الثور فقال: السلام عليك يا محمد ...
السلام عليكم يا جماعة المسلمين فقال النبي: السلام لله يا لعين، قد سمعت حاجتك ما هي فقال له إبليس: يا محمد ما جئتك اختياراً ولكن جئتك إضطراراً فقال النبي: وما الذي اضطرك يا لعين فقال: أتاني ملك من عند رب العزة فقال إن الله تعالى يأمرك أن تأتي لمحمد وأنت صاغر ذليل متواضع وتخبره كيف مَكرُكَ ببني آدم وكيف إغواؤك
لهم، وتَصدُقَه في أي شيء يسألك، فوعزتي وجلالي لئن كذبته بكذبة واحدة ولم تَصدُقَه لأجعلنك رماداً تذروه الرياح ولأشمتن الأعداء بك، وقد جئتك يا محمد كما أُمرت فاسأل عما شئت فإن لم أَصدُقَك فيما سألتني عنه شَمَتَت بي الأعداء وما شيء أصعب من شماتة الأعداء فقال رسول الله: إن كنت صادقا فأخبرني مَن أبغض الناس إليك؟
فقال: أنت يا محمد أبغض خلق الله إليّ، ومن هو على مثلك فقال النبي: ماذا تبغض أيضاً؟ فقال: شاب تقي وهب نفسه لله تعالى قال: ثم من؟ فقال: عالم وَرِع قال: ثم من؟ فقال: من يدوم على طهارة ثلاثة قال: ثم من؟ فقال: فقير صبور إذا لم يصف فقره لأحد ولم يشك ضره فقال: وما يدريك أنه صبور؟ فقال: يا محمد إذا شكا ضره لمخلوق مثله ثلاثة أيام لم يكتب الله له عمل الصابرين فقال: ثم من؟ فقال: غني شاكر فقال النبي: وما يدريك أنه شكور؟
فقال: إذا رأيته يأخذ من حله ويضعه في محله فقال النبي: كيف يكون حالك إذا قامت أمتي إلى الصلاة؟ فقال: يا محمد تلحقني الحمى والرعدة فقال: وَلِمَ يا لعين؟ فقال: إن العبد إذا سجد لله سجدة رفعه الله درجة فقال: فإذا صاموا؟ فقال: أكون مقيداً حتى يفطروا فقال: فإذا حجوا؟ فقال: أكون مجنوناً فقال: فإذا قرأوا القرآن؟ فقال: أذوب كما يذوب الرصاص على النار فقال: فإذا تصدقوا؟ فقال: فكأنما يأخذ المتصدق المنشار فيجعلني قطعتين فقال له النبي: وَلِمَ ذلك يا أبا مُرّة؟
فقال: إن في الصدقة أربع خصال .. وهي أن الله تعالي يُنزِلُ في ماله البركة وحببه إلي حياته ويجعل صدقته حجاباً بينه وبين النار ويدفع بها عنه العاهات والبلايا فقال له النبي: فما تقول في أبي بكر؟ فقال: يا محمد لَم يُطعني في الجاهلية فكيف يُطعني في الإسلام فقال: فما تقول في عمر بن الخطاب؟ فقال: والله ما لقيته إلا وهربت منه
فقال: فما تقول في عثمان بن عفان؟ فقال: استحى ممن استحت منه ملائكة الرحمن فقال: فما تقول في علي بن أبي طالب؟ فقال: ليتني سلمت منه رأساً برأس ويتركني وأتركه ولكنه لم يفعل ذلك قط
فقال رسول الله: الحمد لله الذي أسعد أمتي وأشقاك إلى يوم معلوم فقال له إبليس اللعين: هيهات هيهات .. وأين سعادة أمتك وأنا حي لا أموت إلي يوم معلوم! وكيف تفرح على أمتك وأنا أدخل عليهم في مجاري
الدم واللحم وهم لا يروني، فوالذي خلقني وانظَرَني إلي يوم يبعثون لأغوينهم أجمعين .. جاهلهم وعالمهم وأميهم وقارئهم وفاجرهم وعابدهم إلا عباد الله المخلصين فقال: ومن هم المخلصون عندك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال: أما علمت يا محمد أن من أحب الدرهم والدينار ليس بمخلص لله تعالى، وإذا رأيت الرجل لا يحب الدرهم والدينار ولا يحب المدح والثناء علمت أنه مخلص لله تعالى فتركته، وأن العبد ما دام يحب المال والثناء وقلبه متعلق بشهوات الدنيا فإنه أطوع مما أصف لكم! أما علمت أن حب المال من أكبر الكبائر يا محمد، أما علمت أن حب الرياسة من أكبر الكبائر، وإن التكبر من أكبر الكبائر يا محمد أما علمت إن لي سبعين ألف ولد، ولكل ولد منهم سبعون ألف شيطان فمنهم من قد وَكّلتُه بالعلماء ومنهم قد وكلته بالشباب ومنهم من وكلته بالمشايخ ومنهم من وكلته بالعجائز، أما الشبّان فليس بيننا وبينهم خلاف وأما الصبيان فيلعبون بهم كيف شاؤا، ومنهم من قد وكلته
بالعُبّاد ومنهم من قد وكلته بالزهاد فيدخلون عليهم فيخرجوهم من حال إلي حال ومن باب إلي باب حتى يسبّوهم بسبب من الأسباب فآخذ منهم الإخلاص وهم يعبدون الله تعالى بغير إخلاص وما يشعرون أما علمت يا محمد أن (برصيص) الراهب أخلص لله سبعين سنة، كان يعافي بدعوته كل من كان سقيماً فلم اتركه حتى زني وقتل وكفر وهو الذي ذكره الله تعالى في كتابه العزيز بقوله تعالى كمثل الشيطان إذ قال للإنسان أكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين أما علمت يا محمد أن الكذب منّي وأنا أول من كذب ومن كذب فهو صديقي،
ومن حلف بالله كاذباً فهو حبيبي، أما علمت يا محمد أني حلفت لآدم وحواء بالله إني لكما لمن الناصحين .. فاليمين الكاذبة سرور قلبي، والغيبة والنميمة فاكهتي وفرحي، وشهادة الزور قرة عيني ورضاي، ومن حلف بالطلاق يوشك أن يأثم ولو كان مرة واحدة ولو كان صادقاً، فإنه من عَوّدَ لسانه بالطلاق حُرّمَت عليه زوجته! ثم لا يزالون يتناسلون إلي يوم القيامة فيكونون كلهم أولاد زنا فيدخلون النار من أجل كلمة يا محمد إن من أمتك من يؤخر الصلاة ساعة فساعة .. كلما يريد أن يقوم إلي الصلاة لَزِمته فأوسوس له وأقول له الوقت باقٍ وأنت في شغل، حتى يؤخرها ويصليها في غير وقتها فَيُضرَبَ بها في وجهه، فإن هو غلبني أرسلت إليه واحدة من شياطين الإنس تشغله عن وقتها، فإن غلبني في ذلك تركته حتى إذا كان في الصلاة قلت له انظر يميناً وشمالاً فينظر ..
فعند ذلك أمسح بيدي على وجه وأُقَبّلَ ما بين عينيه وأقول له قد أتيت ما لا يصح أبداً، وأنت تعلم يا محمد من أَكثَرَ الالتفات في الصلاة يُضرَب، فإذا صلى وحده أمرته بالعجلة فينقرها كما ينقر الديك الحبة ويبادر بها، فإن غلبني وصلى في الجماعة ألجمته بلجام ثم أرفع رأسه قبل الإمام وأضعه قبل الإمام وأنت تعلم أن من فعل ذلك بطلت صلاته، ويمسخ الله رأسه رأس حمار يوم القيامة، فإن غلبني في ذلك أمرته أن يفرقع أصابعه في الصلاة حتى يكون من المسبحين لي وهو في الصلاة، فإن غلبني في ذلك نفخت في أنفه حتى يتثاءب وهو في الصلاة فإن لم يضع يده
على فيه (فمه) دخل الشيطان في جوفه فيزداد بذلك حرصاً في الدنيا وحباً لها ويكون سميعاً مطيعاً لنا، وأي سعادة لأمتك وأنا آمر المسكين أنا يدعَ الصلاة وأقول ليست عليك صلاة إنما هي على الذي أنعم الله عليه بالعافية لأن الله تعالي يقول ولا على المريض حرج، وإذا أفقت صليت ما عليك حتى يموت كافراً فإذا مات تاركاً للصلاة وهو في مرضه لقي الله تعالى وهو غضبان عليه يا محمد وإن كنت كذبت أو زغت فأسال الله أن يجعلني رماداً، يا محمد أتفرح بأمتك وأنا أُخرج سدس أمتك من الإسلام؟
فقال النبي: يا لعين من جليسك؟ فقال: آكل الربا فقال: فمن صديقك؟ فقال: الزاني فقال: فمن ضجيعك؟ فقال: السكران فقال: فمن ضيفك؟ فقال: السارق فقال: فمن رسولك؟ فقال: الساحر فقال: فما قرة عينيك؟ فقال: الحلف بالطلاق فقال: فمن حبيبك؟ فقال: تارك صلاة الجمعة
فقال رسول الله: يا لعين فما يكسر ظهرك؟ فقال: صهيل الخيل في سبيل الله فقال: فما يذيب جسمك؟ فقال: توبة التائب فقال: فما ينضج كبدك؟ فقال: كثرة الاستغفار لله تعالي بالليل والنهار فقال: فما يخزي وجهك؟ فقال: صدقة السر فقال: فما يطمس عينيك؟ فقال: صلاة الفجر فقال: فما يقمع رأسك؟ فقال: كثرة الصلاة في الجماعة
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال: فمن أسعد الناس عندك؟ فقال: تارك الصلاة عامداً فقال: فأي الناس أشقي عندك؟ فقال: البخلاء فقال: فما يشغلك عن عملك؟ فقال: مجالس العلماء فقال: فكيف تأكل؟ فقال: بشمالي وبإصبعي فقال: فأين تستظل أولادك في وقت الحرور والسموم؟ فقال: تحت أظفار الإنسان
فقال النبي: فكم سألت من ربك حاجة؟ فقال: عشرة أشياء فقال: فما هي يا لعين؟ فقال: سألته أن يشركني في بني آدم في مالهم وولدهم فأشركني فيهم وذلك قوله تعالى وشاركهم في الأموال والأولاد وَعِدهُم وما يَعِدهُم الشيطان إلا غروراً، وكل مال لا يُزَكّى فإني آكل منه وآكل من كل طعام خالطه الربا والحرام، وكل مال لا يُتَعَوَذ عليه من الشيطان
الرجيم، وكل من لا يتعوذ عند الجماع إذا جامع زوجته فإن الشيطان يجامع معه فيأتي الولد سامعاً ومطيعاً، ومن ركب دابة يسير عليها في غير طلب حلال فإني رفيقه لقوله تعالي وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وسألته أن يجعل لي بيتاً فكان الحمام لي بيتاً وسألته أن يجعل لي مسجداً فكان الأسواق وسألته أن يجعل لي قرآناً فكان الشعر
وسألته أن يجعل لي ضجيعاً فكان السكران وسألته أن يجعل لي أعواناً فكان القدرية وسألته أن يجعل لي إخواناً فكان الذين ينفقون أموالهم في المعصية ثم تلا قوله تعالي إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين
فقال النبي: لولا أتيتني بتصديق كل قول بآية من كتاب الله تعالى ما صدقتك فقال: يا محمد سألت الله تعالى أن أرى بنى آدم وهم لا يروني فأجراني على عروقهم مجرى الدم أجول بنفسي كيف شئت وإن شئت في ساعة واحدة ..
فقال الله تعالى لك ما سألت، وأنا أفتخر بذلك إلي يوم القيامة، وإن من معي أكثر ممن معك وأكثر ذرية آدم معي إلي يوم القيامة وإن لي ولداً سميته عتمة يبول في أذن العبد إذا نام عن صلاة الجماعة، ولولا ذلك ما وجد الناس نوماً حتى يؤدوا الصلاة وإن لي ولداً سميته المتقاضي فإذا عمل العبد طاعة سراً وأراد أن يكتمها لا يزال يتقاضى به بين الناس حتى يخبر بها الناس فيمحوا الله تعالى تسعة وتسعين ثواباً من مائة ثواب وإن لي ولداً سميته كحيلاً وهو الذي يكحل عيون الناس في مجلس العلماء وعند خطبة الخطيب حتى ينام عند سماع كلام العلماء فلا يكتب له ثواب
أبداً
وما من امرأة تخرج إلا قعد شيطان عند مؤخرتها وشيطان يقعد في حجرها يزينها للناظرين ويقولان لها أَخرِجي يدك فتخرج يدها ثم تبرز ظفرها فتهتك ثم قال: يا محمد ليس لي من الإضلال شيء إنما موسوس ومزين ولو كان الإضلال بيدي ما تركت أحداً على وجه الأرض ممن يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله ولا صائما ولا مصلياً، كما أنه ليس لك من الهداية شيء بل أنت رسول ومبلغ ولو كانت بيدك ما تركت على وجه الأرض كافراً، وإنما أنت حجة الله تعالي على خلقه، وأنا سبب لمن سبقت له الشقاوة، والسعيد من أسعده الله في بطن أمه والشقي من أشقاه الله في بطن أمه فقرأ رسول الله قوله تعالى: ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ثم قرأ قوله تعالى: وكان أمر الله قدراً مقدوراً ثم قال النبي يا أبا مُرّة: هل لك أن تتوب وترجع إلى الله تعالى وأنا أضمن لك الجنة؟
فقال: يا رسول الله قد قُضِيَ الأمر وجَفّ القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة فسبحان من جعلك سيد الأنبياء المرسلين وخطيب أهل الجنة فيها وخَصّكَ واصطفاك، وجعلنى سيد الأشقياء وخطيب أهل النار وأنا شقي مطرود، وهذا آخر ما أخبرتك عنه وقد صدقت فيه
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[30 Jan 2005, 02:30 م]ـ
أخي الكريم؛ قبل أن أقرأ الحديث كاملاً لا بد أن أعرف درجته من الصحة أو الضعف؛ فأرجو منك أخي أن تبين لنا من خرجه من أصحاب الكتب المسندة، ومن أي مصدر نقلته؛ فإني أخشى أن يكون ضعيفاً أو موضوعاً
ـ[ tafza] ــــــــ[05 Feb 2005, 08:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم ;
فمعلوم ان الحديث علوما عديدة نستطيع منها الحكم على الحديث كونه صحيحا، حسنا، ام ضعيفا، متواترا ام احدا، ومنها علوم الجرح والتعديل والاسناد وطبقات الرواة وشروط عدالتهم وغيرها؛
الا ان المهم هو كيفية التعامل مع الديث الحسن لغيره والضعيف باصنافه، هل يعمل بها ام لا؟
والقاعدة المهمة التي عمل بها اهل الحديث في هذا الموضوع هي التشدد في احاديث التشريع والحلال والحرام، والتساهل في احاديث الفضائل والترغيب والترهيب ;(/)
الإعجاز العلمي في الحج
ـ[سلسبيل]ــــــــ[29 Jan 2005, 02:57 م]ـ
الإعجاز العلمي في الحج
لقد تحدث القرآن الكريم عن حقائق علمية وكونية كثيرة قبل أن يكتشفها العلماء بعشرات المئات من السنين مما يؤكد الإعجاز العلمي في القرآن بأنه لكل زمان ومكان ... لقد لاحظ العلماء أن في فريضة الحج اعجاز علمي نوجزه في النقاط التالية:
1. أن طواف الحاج حول الكعبة حاجا مرة واحدة في العام تشبه دوران الأرض حول الشمس مرة واحدة كل عام وأن طواف الحاج حول الكعبة 7 مرات يشبه دوران الكواكب السبعة السيارة حول الشمس.
2. إن طواف الحاج حول الكعبة 7 مرات في حركة دائرية من اليسار إلى اليمين تشبه حركة الكترونات الذرة في مسارتها السبعة حول النواة
3. أن هذه النمطية المدهشة والنظام الدقيق البديع في حركة الكواكب والنجوم والأجرام السماوية والكترونات الذرة وغيرها دون توقف أو اختلال وخلل في هذا النظام المحكم البديع ومنذ الأزل وحتى الآن ليؤكد بأن الخالق كل ذلك هو سبحانه الواحد الأحد مشرع الحج كفريضة أرادها أن تساير نظام مخلوقاته ونمطيتها المدهشة في الحركة والدوران.
4. أن طواف الحاج أو المعتمر حول الكعبة يحكي حركات ما في هذا الكون من أصغر شئ وهي الذرة إلى أكبر شئ وهي المجرة.
5. لقد لاحظ العلماء شيئا مدهشا وهو أن في طواف الحاج حول الكعبة في حركة دائرية عكس اتجاه عقارب الساعة من اليسار إلى اليمين مع وضع القلب " مضخة الدورة الدموية " في الجانب الأيسر من الجسم يعني كل ذلك في قانون حركة الطرد المركزي انخفاض الجهد المبذول في الدفع وهذا يعني أن الحاج لا يشعر بأي تعب أثناء الطواف , وقد تم تجربة هذه تجربة هذه الحقيقة على الواقع وتكرارها مرات ومرات مع الإستعانة بأجهزة ضغط الدم والقياس وغيرها فكانت النتائج مذهلة للغاية .. " د. عبد الباسط السيد
نقلا عن مجلة السياسة الكويتية(/)
محاولة شعرية ... رداً على منتقصي الصحابة رضي الله عنهم
ـ[سليل الاسلام]ــــــــ[30 Jan 2005, 11:25 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كان في نيتي أن افرد مقالاً ارد فيه على من ينتقص من عرض رسول الله عليه الصلاة والسلام، وعلى من ينتقص من سنته أو احد أصحابه فوجدت ذلك يلزم عدة مقالات وقد تصل أو لا تصل للمنشود ... فأحببت أن أجمع عدة مواضيع تحت مقال واحد فلم أستطع سوى أن أجود بهذه القصيدة .... والله من وراء القصد
القصيدة الملعونة ..........
بسم الله شعراً ضمته كتبي ... وكل سليلِ إسلامٍ في تأهبِ
علمنا أن الرفض في تقرّب ... لجهالنا فَهم أُولو النشبِ
يا عدوّ سنتي وخزت جنبي ... بقدح سنةٍ رواتها لك تنبي
بقول نبينا كريم النسبِ ... وبفعله وبتقريره عن كثبِ
دوسيّنا وابن مسعود وأبيّ ... رواةً تبشر بالعفو والغضب
كالغيث بات بأجواف السحبِ ... وهم يحثّونه برياح الطلبِ
عليكما نيران فكري تلبي ... نوازع حبي وغليلاً بقلبي
يا رافضياً من الولاء مسْبي ... ويا تلاوي قُل لبكرك فَلتتبي
وإلا فنارٌ من الله ستربّي ... كل عنيدٍ آبقٍ وراء غربي
وتُحرق أجفان كلّ طرفٍ غبي ... وتشوي جبينَ الخيانةِ والشنبِ
ومغرداً للخلائق خارج السرب ... ليجذب إليه عشاقاً ذوو ضربي
أيُحقر الدين بزور وبكذب ... وترجو السلامةُ منه بالهربي
أجاب الغدر مهلاً خفف عتبي ... ويا فكرةً للارهاب فارتقبي
وليس له ذاكَ والحبُّ سببي ... وأسألوا حرية العصرِ ماذنبي
شيطانةً أغوت الناس بالعَجَبي ... وحبُّ الدين حرزٌ من العطبي
فلا لحريةٍ من بيتٍ خربِ ... وإحذرأخيّ فلها لدغة عقربِ
ولذ من زيفها حثيثَ الهربِ ... كجذامٍ بل كجرثومةُ الجربِ
ورافضيٌ سعى قتلاً في حربي .... وعداءه لخير الناس والصحبِ
منتنةُ ريحه بخسةِ مذهبٍ .... عالةٌ ويؤذي خالص الذهب
يفوح بجيفتهِ أجيراً للنّدبِ .... إذاالرومُ ضُربت ناحَ فلتَضرِبي
لا تُسعده كل رامقةٍ بقطْبِ .... يساكن نده بنارٍ ذات لهبِ
عن مهماتنا يبيتُ كالمغتربِ .... نهرُه خئونٌ ويميل للنّضبِ
دَعَوْتُه لِيَدلوا بدلوهِ قُربي ... فيرى أنه من أحقر مذهبِ
يسبّون أسيادَ كلّ العَربِ ... وأمّنا الحميراء ذات النسبِ
عفيفةُ العرض شديدةُ الأدبِ ... مربّيها نبينا وبلا كذبِ
إن صدهم منا طارف الشنبِ ... فتقيةٌ إلى حين وقتٍ أنسب
متعتهم سرج وليُّهم للركْبِ ... وعائش حرةً ونسائُهم للّعبِِ
دُور الدِّعارة بينهم تنبي ... عن دينِ متعةٍ وخمرها للشربِ
اتّهموا عرض رسولٍ مقرّبِ ... فبات عرضهم غايةً للسلبِ
من أنفسهم فالله لا يُرْبي ... فساداً بل جزاءً للعطبِ
لحقدهم على الكرام النجبِ ... وزعموا بسبهم جنّةُ ربي
بل نارٌ تجدّون لها بالطلبِ ... أبوابٌ لدارِ الضيم والنصبِ
خذلتمو الحسين حلو المذهبِ ... وتعلنونها بين بكاءٍ وطربِ
تعذّبون أنفسكم وبدون ذنبٍ ... فزادكمُ الله جزاءَ الكذبِ
بدعة سلفٍ يجترّها من العقبِ ... من خانه عقلهُ أسيرُ الرّهبِ
فيا ساعياً لأجل كل غربي .... لا تجمع لأخراكَ زاد التعبِ
حتى الشرق بك أغرق مركبي .... وامتطاك بصهوةٍ لك وشجبِ
فإن هبّت يوماً رياح غضبي ... يسألها الرفض من أين تهبي
وعندها يلوّح لي بالذنب .... وبرائحةٍ لا يستسيغها شربي
ومن الثريّا تتساقط شهبي ... وبحارُ العلمِ في قلة وجدبِ
فعلمنةٌ ورفضٌ سحقاً وربي ... حان اللِّقا بسفاحٍ بعد قربِ
لردّ سنةٍ أعيت جميعَ النُّخبِ ... قومها القساورةُ أهل الذبِّ
أما كفى يا متزلّفُ نصَبي ... جولان والقدس بيد المُترقّبِ
وما حلّ ظلماً بسيناء النقبِ .... وفي الأنبار طفل للُّغمِ يحبي
فدعك من أمّنا فخرَ العربِ ... وفخر أمةٍ دينها هو نسبي
ولعرضكِ يا رافضةُ فانتدبِ ... واحذري من كل إفكٍ مكذّبِ
بوحيٌ يتلى عن خير نبي ... فيه براءةٌ فعيها واكتبي
ولا تقربي عرضاً صانهُ ربي ... ودعي القذفَ يا ساكنة القصبِ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Jan 2005, 03:28 م]ـ
اللهم اغفر لأخي الكريم سليل الإسلام ذنوبه، واجزه خير الجزاء على غيرته على دينك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم، ولا تؤاخذه يا رب بما صنع بعلم العروض، وما أحدثت فيه قصيدته هذه من الرضوض!
أخي سليل الإسلام! هذه القصيدة فهمت معناها العام، لكن لا أدري على أي بحر من البحور نظمتها؟ وكيف صبرت على نظمها؟
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[31 Jan 2005, 01:23 ص]ـ
من بحر الخفيف الكامل الرجز * الوافر المتقارب الهزج
(مبتسم)
ـ[سليل الاسلام]ــــــــ[31 Jan 2005, 02:26 م]ـ
يا أخوان ...
الظاهر اني طبيت في جزيرة بحر البحور ولا حسد ...
أليست المعاني ذات قيمة، والله لست شاعراً ولا أديباً ولكنني صيرت المعاني كألواح ترفعني في بحر لا يسبح فيه إلا بالعروض ...
فهمت من ردودكم بأنكم تعلمون بعلم العروض، لذا أرجو منكم توضيح الخلل في قصيدتي (خربطتي) بيتاً بيتاً ثم تنسبون كل بيت لبحره المفضل عندكم ..
وبذلك يتمزق مجهودي المتواضع ثم يرمى كل جزء منه في بحر الظلمات ....
في الحقيقة تحطيم وبالضربة القاضية ... فبعروضكم نسفتم المعاني العظيمة في الدفاع عن عرض رسول الله وسنته وأصحابه
وفي النهاية
إن أجري إلا على رب العالمين ...
والسلام خير ختام
سليل الاسلام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[31 Jan 2005, 02:51 م]ـ
أخي الحبيب سليل الإسلام لا تغضب علينا فنحن عرفنا قصدك ونيتك، ولك أجر عظيم بإذن الله على ذلك. ولو قلتَ ما قلت فيها نثراً لما تعرضنا للعروض. لكن كما تعلم أن الشعر كما قال الحطيئة:
الشعر صعبٌ وطويل سُلَّمُهْ * إذا ارتقى فيه الذي لا يعلمهْ
زلَّت به إلى الحضيض قدمه
وما كتبته بارك الله فيك في مذهبتك هذه أفضل ألف مرة مما يكتبه دعاة الحداثة، وأدعياء الأدب، فبارك الله فيك، وعلمنا وإياك ما ينفعنا، ولا (تزعل) علينا، فإنما قلنا ما قلنا حباً لك، ومداعبة. وخيرها في غيرها إن شاء الله تكتب القصيدة القادمة وتبدع فيها أيما إبداع، ونحن في انتظارها لنرى على أي البحور ستركب المرة القادمة، ولو بدأت ببحر الرجز، لكان خيراً لك إن شاء الله، وقد قال شوقي قديماً رحمه الله عندما كتب أرجوزة بديعة:
ركبت بحراً ثائراً هو الرَّجَزْ= قد زعموه مركباً لمن عَجَزْ
يرون رأياً وأرى خلافهُ = الكأس لا تُجمل السُّلافة
وصدق شوقي رحمه الله، فالكأس لا تجمل السلافة. والشاعر المبدع يبدع على كل البحور، وغيره لو ركب المحيط، ما جاء إلا بالخرابيط!
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[01 Feb 2005, 04:48 م]ـ
الظاهر اني طبيت في جزيرة بحر البحور ولا حسد ...
أخي الكريم أضحك الله سنك ..
حتى تكون القصيدة مستقيمة لا بد من تعلم:علم العروض والقافية.
وأنت سميتها (قصيدة) فداعبناك بهذه الكلمات ..
وفقك الله.
ـ[سليل الاسلام]ــــــــ[02 Feb 2005, 12:14 م]ـ
لحظة .. لحظة .. أفهم من عبارة (خيرها في غيرها) أن هذه الكلمات التي صنعتها لا تقرأ على الاطلاق، وأن علي أن أقرئها في بيتي لوحدي وأقول يا رب ما نشرتها من أجل أمتي لأنني أخطأت في علم العروض ولا أعرفه، وهي يارب في الدرج لحين أن أتعلم علمهم ...
وعلى شان خاطركم ...
يصير العنوان ((القصيدة الملعونة .... بفهم العقول المجنونة))
وأحدهم قال لي أن كلمة الحميراء والتي نسبت لأمنا عائشة رضي الله عنها هي من حديث موضوع فغيرتها إلى أم المؤمنين ...
تعبت وأنا أحاول أغير الشطر الأول من كل بيت كي لا يتفق مع الشطر الثاني ولم أستطع إلا بحذف ((معاني مهمة)) في نظري فقمت بتعديل مع الكلمات لأقربها من الوزن اللفظي وليس الشعري لتكون سلسة في القراءة ... وهذا تعديلي أرجو أن اكون قاربت للصواب
أما بعد ...
كان في نيتي أن افرد مقالاً ارد فيه على من ينتقص من عرض رسول الله عليه الصلاة والسلام، وعلى من ينتقص من سنته أو احد أصحابه فوجدت ذلك يلزم عدة مقالات وقد تصل أو لا تصل للمنشود ... فأحببت أن أجمع عدة مواضيع تحت مقال واحد فلم أستطع سوى أن أجود بهذه الكلمات .... وأرجو العذر منكم على تسميتها قصيدة وكلي أمل أن تسبح بكم في (بحر أمتي) ... والله من وراء القصد
القصيدة الملعونة ..........
بسم الله شعراً ضمته كتبي ... وكل سليلِ إسلامٍ في تأهبِ
علمنا أن الرفض في تقرّب ... لجهالنا فَهم أُولو النشبِ
يا عدوّ سنتي وخزت جنبي ... بقدح سنةٍ رواتها لك تنبي
بقول نبينا كريم النسبِ ... وبفعله وتقريره عن كثبِ
دوسيّنا وابن مسعود وأبيّ ... رواةً تبشر بالعفو والغضب
كالغيث بات بحواصل السحبِ ... وهم يحثّونه برياح الطلبِ
عليكما نيران فكري تلبي ... نوازع حبي وغليلاً بقلبي
يا رافضياً من الولاء مسْبي ... ويا تلاوي قُل لبكرك فَلتتبي
وإلا فنارٌ من الله ستربّي ... عنيداًآبقاً وراء غربي
وتُحرق أجفان الطرف الغبي ... وتشوي جبينَ الخيانةِ والشنبِ
ومغرداً للخلائق خارج السرب ... ليجذب له عشاقاً ذوو ضربي
أيُحقر الدين بزور وكذب ... وترجو النجاة منه بالهربي
أجاب الغدر فلتخفف عتبي ... ويا فكرةً للارهاب فارتقبي
وليس له ذاكَ والحبُّ سببي ... وأسأل حرية العصرِ ماذنبي
شيطانةً أغوت الكل بالعَجَبي ... وحبُّ الدين حرزٌ من العطبي
فلا لحريةٍ من بيتٍ خربِ ... وإحذرأخيّ فهي لدغة عقربِ
ولذ من زيفها حثيثَ الهربِ ... كجذامٍ بل كجرثومةُ الجربِ
ورافضيٌ سعى قتلاً في حربي .... وعداءه لخير الناس والصحبِ
منتنةُ ريحه بخسةِ مذهبٍ .... عالةٌ ويؤذي خالص الذهب
يفوح بجيفتهِ أجيراً للنّدبِ .... إذاالرومُ ضُربت ناحَ فلتَضرِبي
لا تُسعده كل رامقةٍ بقطْبِ .... ويجازيها بنارٍ ذات لهبِ
(يُتْبَعُ)
(/)
عن مهماتنا يبيتُ كالمغتربِ .... نهرُه خئونٌ ويميل للنّضبِ
دَعَوْتُه لِيَدلوا بدلوهِ قُربي ... فيرى أنه من أحقر مذهبِ
يسبّون أسيادَ كلّ العَربِ ... وأمّ المؤمنين ذات النسبِ
عفيفةُ العرض شديدةُ الأدبِ ... مربّيها نبينا بلا كذبِ
إن صدهم منا طارف الشنبِ ... فتقيةٌ إلى حين وقتٍ أنسب
متعتهم سرج وليُّهم للركْبِ ... وعائش حرةً ونسائُهم للّعبِِ
دُور الدِّعارة بينهم تنبي ... عن دينِ متعةٍ خمرها للشربِ
اتّهموا عرض رسولٍ مقرّبِ ... فبات عرضهم غايةً للسلبِ
من أنفسهم فالله لا يُرْبي ... فساداً بل جزاءً للعطبِ
لحقدهم على الكرام النجبِ ... زعموا أنْ بسبهم جنّةُ ربي
بل نارٌ تجدّون لها بالطلبِ ... أبوابٌ لدارِ الضيم والنصبِ
خذلتمو الحسين حلو المذهبِ ... وتعلنونها بين بكاءٍ وطربِ
تعذّبون أنفسكم وبدون ذنبٍ ... فزادكمُ الله جزاءَ الكذبِ
بدعة سلفٍ يجترّها من العقبِ ... من خانه عقلهُ أسيرُ الرّهبِ
فيا ساعياً لأجل كل غربي .... لا تجمع لأخراكَ زاد التعبِ
حتى الشرق بك أغرق مركبي .... وامتطاك بصهوةٍ لك وشجبِ
فإن هبّت يوماً رياح غضبي ... يسألها الرفض من أين تهبي
وعندها يلوّح لي بالذنب .... وبرائحةٍ لا يستسيغها شربي
ومن الثريّا تتساقط شهبي ... وبحارُ العلمِ في قلة وجدبِ
فعلمنةٌ ورفضٌ سحقاً وربي ... حان اللِّقا بسفاحٍ بعد قربِ
لردّ سنةٍ أعيت جميعَ النُّخبِ ... قومها القساورةُ أهل الذبِّ
أما كفى يا متزلّفُ نصَبي ... جولان والقدس بيد المُترقّبِ
وما حلّ ظلماً بسيناء النقبِ .... وفي الأنبار طفل للُّغمِ يحبي
فدعك من أمّنا فخرَ العربِ ... وفخر أمةٍ دينها هو نسبي
ولعرضكِ يا رافضةُ فانتدبِ ... واحذري من كل إفكٍ مكذّبِ
بوحيٌ يتلى عن خير نبي ... فيه براءةٌ فعِيها واكتبي
ولا تقربي عرضاً صانهُ ربي ... ودعي القذفَ يا ساكنة القصبِ
أخواني أطلب منكم محاولة تغيير وزن بعض الأبيات لأرى هل سيختل المعنى أم لا، وإذا رأيتم أنها مقبوله شعريا ولو بتقدير جيد أو مقبول ... فاطلب منكم الاعتذار في الحال عن ما بدر منكما من ترحيب بمشاركة الزوار وتسمية أقرب بحر سبحت فيه لأرسو على بر الأمان ...
وإن لم يكن في المستطاع نسبة هذه الكلمات لأي بحر ولو بتقدير ضعيف فسموا هذا البحر مجازا (بحر المعاني) ولن أقول لها القصيدة حتى يتم ردكم علي بما أطلب (مبتسم)، وإن كانت من بحر أمتي فأرجو منكم تثبيت الموضوع حتى يعلم الجميع أننا أمة قلوبها على ألسنتها ...
ولكم تحياتي ...
سليل الاسلام
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[02 Feb 2005, 01:52 م]ـ
يا أخي سليل الإسلام:
إذا كنت لا تحسن نظم الشعر، ولا تجيد معرفة علم العروض فالأفضل أن تكتب الموضوع بطريقة أخرى
وقد قيل:
إذا لم تستطع شيئاً فدعه وجاوزه إلى ما تستطيع
والأمر يا أخي يسير
ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها ...
هب أنه قرأ قصيدتك تلك رجل حاقد وهو عالم بالشعر ونظمه ... فماذا سيقول؟!
أرجو أن نجتهد في نشر مبادئنا وعقيدتنا بما نحسن ... فقيمة كل امرئ ما يحسنه ...
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ...
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Feb 2005, 01:24 ص]ـ
بارك الله فيك أخي سليل الإسلام على حسن خلقك، وسعة صدرك، وكما قال أخي أبو مجاهد الأمر فيه سعة، والشعر ضيق، وليس شرطاً في معانيك أن تكون شعراً، بل نثرك أفضل، وأما ما قمت به من (السمكرة) فلم تفلح في إصلاح الخلل، وإنما نقلته من بحر (الهجيني) إلى بحر (أبو خطوة).
ـ[سليل الاسلام]ــــــــ[04 Feb 2005, 06:27 م]ـ
أخي // أبو مجاهد
معاك حق، ولكن الشعر مختصر بشكل أكبر لذا فلتعد لباية كلامي قبل ذكر هذه الكلمات لترى أنني أحاول أن أجمع عدة مواضيع في أبيات شعرية لتختصر علي ما قد أسرده نثراً أو مقالاً ....
أستاذنا // عبدالرحمن الشهري ...
كان الأولى أن تخبرني قبل أن تغير عنوان موضوعي، ومعنى ذلك أنها ليست عندك قصيدة!!
أخي، لي تساؤل وهو مارأيك بهذه الكلمات؟؟ وهي لأي بحر أقرب؟؟ وهل الأجدى أن تصبح نثراً، مثلاً أضعها خلف بعض شطر ورى شطر إلى أن ينتهي سطر ثم هكذا لتكون نثراً أم ماذا؟؟
أخواني ... هذا جهد المقل، فأرجو منكم إحالتي على مواقع لعلم العروض وتعليمها وهذه هدية لكم وجدتها بالصدفة ...
أشقانيَ البحر البسيط .. .. وهالني ما أسمعه!!
والعقل منه مستشيط ... .. ما عاد للصبر سعه!!
أراه مغرورٌ سليط ... ... ينقُ نقّ الضفدعه!!!
لالا تقل أني عبيط .. ... ولا تقل لي إمّعه!!
ما دمت بالبحر محيط. ... فاشرح .. ومنْك المنفعه!!
والسلام خير ختام
سليل الاسلام
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[04 Feb 2005, 08:36 م]ـ
الأخ سليل الإسلام .... شكراً لك على هذه المشاركة.
تجد هنا موقعاً متخصصاً في تعليم العروض
http://www.arood.com/vb/index.php
بالنسبة لما كتبته أخي سليل الإسلام فهو لا ينتمي لأي بحر من بحور الشعر المعروفة، حاولت جاهداً أن ألتمس له أي بحر فضاقت البحور به، وكلام الأخ عبدالرحمن الشهري صحيح، ولا تحزن من هذا كما تفضل الأخ أبو مجاهد فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها. أنت تريد تكون شاعراً بالغصب! هذا لا يمكن. أنا مثلك درست لغة عربية، وحاولت أكتب الشعر لكن فشلت، وضحك علي الناس، فتركته مع تخصصي في اللغة ومعرفتي بعلم العروض. ولكن لنا أسوة في الأصمعي فقد كان عالماً بالشعر، ولكنه لم يستطع كتابته كما ينبغي، بل نسبت له أبيات ضعيفة لا تليق به.
تحياتي لكم جميعاً ولأريحيتكم وأدبكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليل الاسلام]ــــــــ[05 Feb 2005, 08:43 ص]ـ
الاستاذ // فهد الناصر
أشكرك على الموقع المفيد، قرأت فيه قليلاً فشعرت وكأني مصاب (بمتلازمة داون) وأول مرة أحس إني أتعتع في القراءة، لا أعلم أهو علم فوق المستطاع أم أن التقطيعات كانت سبباً في ذلك ...
سأحاول تعلم العروض فلدي قصيدة قادمة ولن أسبح هذه المرة في بحور العروض بل سألتقط الكنوز من على قاربي وفوق بحر تقربني منه أمواجه فأخوضه دون خوف من أصحاب العروض والعلم نور ...
يا أستاذي العزيز ...
لو أردت أن أكون شاعراً لقلت أي معاني وجعلتها على وزن بحر من بحور الشعر، ولكن كلماتي نظمتها على علم (الأعراض) والغيرة عليها وهي موزونه على البحر (الهائج) والذي ماجت به دماء قلب يغلي على مصائب المسلمين ...
هل تعلم أو قرأت ...
لا تقل قد ذهبت أربابه .... كل من سار على الدرب وصل
في إزدياد العلم إرغام العدى ... وجمال العلم إصلاح العمل
وقبل ذلك إصلاح النية، ولي تساؤل هل بعد هذه المعاني والتي أراها صادقة (ولا أزكي نفسي) وتحكي واقعاً معاشاً تستنتج أنها محاولة تعلم الشعر فقط؟؟
صدقني كتبتها بهذه الطريقة لعلمي بجاذبية الشعر عند الناس وذلك كي تصل محبة الرسول وصحبه وأتباعه لشغاف قلوبهم وإن أخطأت
الطريقة فذلك لا يعني خطأ المضمون وأنه لا ينفع وقد يكون عند الله أعظم من بحوركم المقيدة لكل مفيد ...
وذلك لأن علم العروض ليس أهم من الدفاع عن (الأعراض) ...
سأواصل لكن بما يروق لكم وعلى علم العروض إن شاء الله وسأحفظ قصيدتي هذه والتي بحرها يهيج في دمائي وافتخر بها كونها للدفاع عن عرض خير البشر صلى الله عليه وسلم، ولن أتراجع عن وزنها أبدا فإما أن تجدون لها بحرا تعيش فيه أو هجرت بحوركم ووضعتها في بحر يسوده قبول الجديد ولن أقبل أن تصبح كلماتي ميتةً ويحل هضمها لمجرد خروجها من البحور المعروفة ...
في النهاية أشكركم جميعاً الأستاذ// عبدالرحمن الشهري والأخ//عبدالرحمن السديس والأخ // أبو مجاهد والأستاذ //فهد الناصر ومقدرتفاعلكم بخصوص العروض وقد استفدت منكم ولن اجحد ذلك، ووضعتموني في بداية الطريق بعد أن كانت قدمي الأخرى خارجه،،فجزاكم الله عني خيراً
ورأيي أن علم الشريعة والدفاع عن أهلها أهم من الخوض في الشعر نفسه .. !!
وفي النهاية ... لا يليق منكم إلا العدل ... فأين مضمون كلماتي عن نقاشكم هذا ... ؟؟
قال تعالى: (إعدلوا هو أقرب للتقوى) .. الآية ...
والسلام خير ختام
سليل الاسلام
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Feb 2005, 09:05 ص]ـ
أخي الحبيب سليل الإسلام حفظك الله ورعاك. أنت في نثرك أشعر وأبلغ وفقك الله. وأسأل الله أن يوفقك وأن يكتب غيرتك على دينه في ميزان حسناتك، فمعذرة فقد ذهب بنا الحديث عن وزن الشعر بعيداً عن المضمون، وهذا صحيح. وما تفضلت به لا مزيد عليه، ونسأل الله أن ينتقم ممن يلغ في أعراض الصحابة وأمهات المؤمنين. ولكن لا عليك! (إن الله مع الذين اتقوا). وأولئك فئة أعمى الله بصيرتها عن الحق، وأضلها على علم، ومن يضلل الله فما له من هاد. وهم يعملون ويبذلون ويمكرون. والله غالب على أمره، ودين الله منصور شاءوا أم أبوا، وشئنا أم أبينا حتى نحن المسلمين.
وفقك الله، ونضر وجهك وجزاك خيراُ. وأسعدني رغبتك في تعلم العروض، ولا تضق به ذرعاً كما ضاق الذين لا يعلمون، فجاءوا بما أضحك الثكالى من الكلام.
ـ[سليل الاسلام]ــــــــ[05 Feb 2005, 11:16 ص]ـ
الأخ/ عبدالرحمن الشهري
ترى أحياناً الخطأ في الشئ يساعد على التحاور مع طلاب العلم أمثالكم ولا زلتم كذلك، وأسعدتني مداخلاتكم جميعاً سواء على سبيل الدعابة أو التوجيه،، وأنا صدقني لا أريد شكر على ما أقدمه لوجه الله ....
إن أجري إلا على رب العالمين ...
إخواني ...
سعدت وتشرفت بصحبتكم هذه الأيام، فسددكم الله، وجزاكم الله خيرا
ولكم السلام ... من سليل الاسلام ... الغريق في بحر الأوهام(/)
مفتون بمجموعة اخوات ... هذه قصتي (لا يوجد صور)
ـ[القناص الإسلامي]ــــــــ[30 Jan 2005, 02:10 م]ـ
وأنا ازور مواقع الإنترنت وأفتش بين صفحاتها باحثا عن ما يشبع رغباتي المتقلبه كألوان الطيف فساعة اشعر بميول ثقافية واخرى علمية وثالثة ....
حاولت ان اجد مجموعة من المواقع تشبع تلك الرغبات المتعددة والمتنوعة مع خلوها من المحاذير الشرعية قدر الإمكان
والذي دعاني الى البحث حول تلك المواقع اني كلما لبيت رغبة لهذه النفس الضعيفة *تعود مثقلة من غبار تلك المواقع
المليئة بما يجرح القلب ويخدش الحياء وبدلا من ان اعود سالما غانما اعود سقيما غارما ...
وبينما انا على تلك الحال لاح لي في سماء الأفق كوكبة من المواقع كعقد جومان موشى بأنواع شتى من المجوهرات
تسبي اللب وتسلب العقل وتجعل الحيران حليما والـ غيي رشيدا والتائه مهتديا والأعمى بصيرا ....
وقل ما شئت في حسنها وجمالها وروعتها وتناسق نظمها فالعبارة تقصر عن التعبير واللسان يعجز عن البيان
*
ان كان الشعراء قد تغزلوا بليلى وسلمى ودعدع فغزلي بتلك المواقع وان كان الهوى
قد جعل قيسا مجنونا بليلى وعنترة فارسا لعبلة وجميل متيم ببثينة فأنا كل ذلك في تلك المواقع ....
بوركت يد من رباها ومن نشأت في كنفه فرعاها ونماها نعم الأب ونعم المربي ونعم الإبن ونعم المتربي ...
*
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[30 Jan 2005, 02:21 م]ـ
حبذا أيها القناص الأديب لو أتحفتنا ببعض هذه المواقع لنعشقها كما عشقتها، ونشعر بما شعرت به نحوها
واختيارك دليل على ذوقك وعقلك؛ فنحن بانتظار ما يضيء لنا الطريق، ويضيف إلى ثقافتنا المزيد، ويشغلنا عن بنيات الطريق ....
ـ[محتسب لله]ــــــــ[08 Feb 2005, 01:12 ص]ـ
حبذا أيها القناص الأديب لو أتحفتنا ببعض هذه المواقع لنعشقها كما عشقتها، ونشعر بما شعرت به نحوها
واختيارك دليل على ذوقك وعقلك؛ فنحن بانتظار ما يضيء لنا الطريق، ويضيف إلى ثقافتنا المزيد، ويشغلنا عن بنيات الطريق ....
بارك الله فيكم ونفع بكم(/)
¨°؛© حتى تُتقبل أعمالنا ©؛°¨
ـ[عبد الله بن حميد الفلاسي]ــــــــ[30 Jan 2005, 08:28 م]ـ
< div align="center"> حتى تُتقبل أعمالنا
إعداد
عبد الله بن حميد الفلاسي </ div>
اضغط هنا لتحميل المقال على ملف ورد ( http://www.sahab.ws/3431/data/7ta_ttgbal_a3malna.zip)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد:
إن الباريَ سبحانه وتعالى بحكمته وعلمه خلق هذا الكون، وأودعه من الموجودات الملائكة والإنسَ والجن، والحيوانَ والنبات والجمادات، وغيرها من الموجودات التي لا يعلمها إلا هو.
كلُّ ذلك لأجل أمرٍ واحد لا ثاني له، ولأجل حقيقةٍ كبرى لا حقيقة وراءَها، إنه لأجل أن تكون العبودية له وحده دون سواه، ولأجل أن تعترف هذه الموجودات بربوبيته وتحقِّق ألوهيتَه، وتُقرَّ بفقرها واحتياجها وخضوعها له جل شأنه.
ولهذا سأتحدث في هذا المقال، عن معنى العبادة، وما هي أنواع العبادة؟ وما هي شروط صحة العبادة التي تقبل من العبد إذا أتى بها؟
فأقول مستعيناً بالله سبحانه وتعالى:
العبادة: هي الخضوع والذل، وسمي الدين عبادة؛ لأن العبد يؤديها بخضوع لله، وذل بين يديه، ولهذا قيل للإسلام: عبادة، والعبد: هو الذليل المنقاد لله، المعظم لحرماته، وكلما كان العبد أكمل معرفة بالله وأكمل إيماناً به، صار أكمل عبادة.
ولهذا كان الرسل عليهم الصلاة والسلام أكمل الناس عبادة؛ لأنهم أكمل الناس معرفةً وعلماً بالله، وتعظيماً له من غيرهم، صلوات الله وسلامه عليهم.
ولهذا وصف الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بالعبودية في أشرف مقاماته، مثل مقام الإسراء والامتنان والتحدي، فقال سبحانه: ((سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ))، وقال تعالى: ((الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ))، وقال تعالى: ((وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ)) إلى غير ذلك من الآيات.
وعرف شيخ الإسلام أحمد بن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ العبادة بقوله: «هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة».
وبعد أن اتضح لنا معنى العبادة وهي الخضوع والذل لله سبحانه وتعالى، لابد لنا من معرفة ما هي أنواع العبادة التي يحبها الله ويرضاه، ومن أنواع العبادة، مثل: الإسلام، والإيمان، والإحسان، والدعاء، والخوف، والرجاء، والتوكل، والرغبة والرهبة والخشوع، والخشية، والإنابة، والاستعانة، والاستعاذة، والاستغاثة، والذبح، والنذر، وغير ذلك من أنواع العبادة التي أمر الله سبحانه وتعالى بها كلها لله تعالى.
وتقوم العبادة على شرطين عظيمين، ويشترط فيها حتى تقبل عند الله عز وجل ويؤجر عليها العبد أن يتوفر فيها هذين الشرطين: الأول: الإخلاص لله سبحانه وتعالى، والثاني: موافقة العمل للشرع الذي أمر الله تعالى أن لا يُعبد إلا به.
< div align="center"> الشرط الأول
الإخلاص لله سبحانه وتعالى</ div>
قال تعالى: ((وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء))، ومعنى الإخلاص هو: أن يكون مراد العبد بجميع أقواله وأعماله الظاهرة والباطنة ابتغاء وجه الله تعالى، قال تعالى: ((وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى * إِلا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى))، وقال تعالى: ((إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُوراً))، وقال تعالى: ((مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ))، وقال تعالى: ((مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ»، وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ».
فتأمل معي أيها القارئ الكريم هذه الآيات والأحاديث التي تحثنا على الإخلاص لله، فالإخلاص مطلب عزيز، لا يصل إليه إلا عباد الله الصالحين.
فأخلص النية لله تعالى، وجعل حركاتك وسكناتك في السر والعلانية لله تعالى وحده، واحرص على الخير، عبادةً وذكراً، وإحساناً وبراً، قاصداً رب العالمين، متواضعاً له، شاكراً على نعمه الكثيره، خائفاً من التفريط والتقصير، ولا تلتفت لوساس الشيطان؛ لأنه يريد منك أن تنقطع ولا تستمر في طريقك إلى الله بوسوسته لك بأنك غير مخلصٍ لله.
ومما يعين على الإخلاص عدة أمور، منها:
1 - استحضار عظمة الله، وأن النفع كله بيده، فإن حياة الإنسان وصحته وهواءه وماءه وأرضه وسماءه بيد الله، وليس لأحد تصرف في صغير ولا كبير حتى يقصد بالعمل أو بشيء منه، قال الله تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ)) [الأعراف:194]. وقال تعالى: ((ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ)) [فاطر:13 - 14].
2 - مجاهدة النفس على الإخلاص، فقد قال تعالى: ((وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)) [العنكبوت:69].
3 - العلم بخطر الرياء، فقد حذر الله منه بقوله: ((وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)) [الزمر:65].
4 - أن تستعين بدعاء الله سبحانه بأن يوفقك للإخلاص، وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم دعاءً نتخلص به من الرياء، فقد روى الإمام أحمد عن أبي موسى الأشعري قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فقال: «أيها الناس: اتقوا هذا الشرك، فإنه أخفى من دبيب النمل»، فقال له من شاء الله أن يقول: وكيف نتقيه؟ وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله، قال: «قولوا: اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئاً نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه». وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الله بقوله: «اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، وعمل لا يرفع، ودعاء لا يسمع» رواه أحمد.
< div align="center"> الشرط الثاني
إتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم</ div>
والشرط الثاني هو موافقة العمل للشرع الذي أمر الله تعالى أن لا يُعبد إلا به وهو متابعة النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من الشرائع. فقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد».
قال ابن رجب رحمه الله: هذا الحديث أصل عظيم من أصول الإسلام وهو كالميزان للأعمال في ظاهرها، كما أن حديث: «إنما الأعمال بالنيات» ميزان للأعمال في باطنها، فكما أن كل عمل لا يُراد به وجه الله تعالى، فليس لعامله فيه ثواب، فكذلك كل عمل لا يكون عليه أمر الله ورسوله فهو مردود على عامله، وكل من أحدث في الدين ما لم يأذن به الله ورسوله، فليس من الدين في شيء.
وأمر النبي صلى الله عليه وسلم باتباع سنته وهديه ولزومهما قال عليه الصلاة والسلام: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ» وحذَّر من البدع فقال: «وإياكم ومحدثات الأمور فإن كلَّ بدعة ضلالة».
(يُتْبَعُ)
(/)
والعبادة طريق موصل إلى الله، فلا يمكن أن نسلك طريقاً يوصل إلى الله إلا إذا كان الله وضعه لنا، أما إذا لم يضعه فلن يوصل إلى الله، فلو تعبد شخص لله عبادة فإننا نمنعه حتى يقيم دليلاً على مشروعيته، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد»، ولهذا نقول: أن الأصل في العبادات الحظر إلا ما قام الدليل على مشروعيتها.
وليعلم أنه لابد أن يقوم الدليل على كون العبادة مشروعة في كل ما يتعلق بها، لابد أن تكون موافقةً للشرع في السبب، والجنس، والقدر، والكيفية، والزمان، والمكان، فهذه ستة شروط:
أولاً: السبب:
فمن شرع عبادة لسبب لم يجعله الشارع سبباً فإنها لا تقبل؛ لأن الشرع لم يأذن بها، مثل: أن يقول كل ما دخلت البيت لا أجلس حتى أصلي ركعتين، فنقول: هذه بدعة؛ لأنه لم يرد في الشرع أن دخول البيت سبب لصلاة ركعتين.
ثانياً: الجنس:
لو ضحى شخص بخيل تساوي قيمة الناقة عشر مرات، فإنه لا يجوز؛ لأن الأضحية من جنس المعين الخاص، الأبل والبقر والغنم، وليس من الخيل، فلا يصح التضحيه بها.
ثالثاً: القدر:
لابد أن تكون العبادة موافقة للشرع في القدر، القدر يعني الكمية، فمن أتى بعبادة زائدة عن القدر الذي شرعه الله ورسوله، فإما أن تبطل إذا كان لا يمكن فصلها عن بعضها البعض، وإما أن ينهي عن ما زائد ولا تبطل.
مثال على العبادة التي لا يمكن فصلها عن بعضها البعض:
لو صلى الظهر خمساً قلنا لا تصح الصلاة إذا كان متعمداً لأنها خالفة الشرع في القدر، ولو ركع مرتين في صلاة الظهر، قلنا لا تصح، لأنه خالف الشرع في القدر، ولو سجد سجوداً واحداً قلنا لا تصح، لأنها خالفة الشرع في القدر.
مثال على العبادة التي يمكن فصلها عن بعضها البعض:
لو أن رجلاً رمى الجمرات بثماني حصيات، فالسبع حصيات صحيح، والثامنة، باطلة، لأنها زيادة عن القدر المشروع.
رابعاً: الكيفية:
أن تكون مطابقة للشرع في كيفيتها؛ لأن الكيفية تدخل في صلب العبادة، فإن خالف في الكيفية فلا تصح العبادة، ولو أتى بأجزائها، فلو سجد ثم ركع، لم تصح صلاته، ولو بدأ بغسل الرجلين قبل الوجه لم يصح غسل الرجلين، ولو طاف على الكعبة، وجعل الكعبة عن يمينه، فإن طوافه لا يصح؛ لأنه خالف الشرع في كيفية العبادة.
خامساً: الزمان:
فإن أتى بالعبادة في غير زمانها المحدد، فإن كان قبله، لم تصح بالاتفاق، وإن كان بعده بعذر صحت، وإن كان بعده بغير عذر فقيل تصح مع الأثم، وقيل لم تصح وهذا الصواب.
مثال ذلك: رجل صلى الظهر قبل زوال الشمس معتقداً أنها زالت، ثم تبين أنها لم تزل، فنقول: أنها لا تجزء، ولكنها تصح نفلاً، لأنه نوى العبادة على نيتين، نية صلاة، ونية الظهر، فصحت نية الصلاة؛ لأن الصلاة تصح في كل وقت، ولا تصح نية الظهر؛ لأنها قبل دخول وقتها.
وإن صلى الظهر بعد خروج وقتها بعذر إما لنوم، أو نسيان، وما أشبه ذلك، فالصلاة صحيحة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من نسي صلاة أو نام عنها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها»، وإن كان بغير عذر، كما لو تعمد أن يصلي بعد الوقت بحيث يكون عنده حصه، أو درس أو عمل لا ينقضي إلا بعد الوقت، وصمم على أنه لن يصلي إلا بعد الوقت؛ فإن صلاته لا تصح على القول الصحيح لو صلى ألف مرة، والقول الثاني: تصح مع الأثم، والقول الصحيح: أنه لا تصح وأنها لا تقبل منه، وأنه يعتبر مخلاً بأحد أركان الإسلام.
سادساً: المكان:
لابد أن تكون موافقة للشرع في مكانها، فلو اعتكف إنسان في بيته في رمضان في العشر الأخيرة، فإنه لا يجزء، لماذا؟ لأن مكان الاعتكاف المساجد، قال تعالى: ((وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ)).
ولو طاف بالبيت خارج المسجد الحرام، لا يجزء؛ لأنه لم يوافق الشرع في المكان؛ لأن من شرط الطواف أن يكون في المسجد الحرام، وحتى لو كان هناك ضيق، فإنه لا يجزئه فلو فُرض أن ما حول المسجد الحرام ساحات، ويمكنه الطوف وطاف منها فإنه لا يجزء؛ لأنه خارج المسجد الحرام، فيكون مخالفاً للشرع في مكان العبادة.
فأهل الإخلاص والمتابعة، أعمالهم كلها لله، وأقوالهم لله، وعطاؤهم لله، ومنعهم لله، وحبهم لله، وبغضهم لله. فمعاملتهم ظاهراً وباطناً لوجه الله وحده. لا يريدون بذلك من الناس جزاء ولا شكوراً، ولا ابتغاء الجاه عندهم، ولا طلب المحمدة، والمنزلة في قلوبهم، ولا هرباً من ذمهم، وكذلك أعمالهم كلها وعبادتهم موافقة لأمر الله، ولما يحبه ويرضاه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المراجع:
- بيان التوحيد الذي بعث الله به الرسل جميعا وبعث به خاتمهم للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله.
- الشريط رقم 3 الوجه الثاني من شرح المنظومة في أصول الفقه للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
- خطبة الجمعة للشيخ سعود الشريم بعنوان: ((الإنسان بين العبودية والطغيان)).
- الأصول الثلاثة للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
- سؤال رقم 21519 و 14258من موقع الإسلام سؤال جواب.
- سؤال رقم 42528 و 10396من موقع الشبكة الإسلامية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[31 Jan 2005, 08:05 م]ـ
شكر الله لك أخي عبدالله على هذا المقال
وعندي سؤال استفسار وفقك الله؛ هل الصحيح أن يقال: من أسماء الله الباري [بالياء]؟ أم: البارئ بالهمزة؟
ـ[عبد الله بن حميد الفلاسي]ــــــــ[01 Feb 2005, 04:45 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم على حسن القراءة والمشاركة.
وبالنسبة لاستفسارك أخي الكريم:
البَارِيْ: الخالق تخفيف البارىء؛ ويقال: ((إنها مشيئة الباري تعالى))، والله أعلم(/)
سؤال عن جامعات أومعاهد لتدريس الشريعة الإسلامية
ـ[محمد نور لبني]ــــــــ[01 Feb 2005, 05:19 م]ـ
أريد الدراسة الشريعة الإسلامية بحيث لا أكون ملزم بحضور الدروس يعني أن يكون نظام الجامعة أو المعهد التي سأدرس فيها يسمح لي أن أدرس المناهج بنفسي وأتقدم إلى الامتحان
فهل تستطيعون أن تدلوني عن مثل هذه الجامعات أو المعاهد
جزاكم الله كل خير
ـ[عبدالله حسن]ــــــــ[19 Feb 2005, 06:06 ص]ـ
هذه قائمة ببعض الجامعات الاسلامية التي توفر فرصة لدراسة العلم الشرعي على الانترنت:
http://www.islamicau.org
http://www.open-university.edu
http://www.londonoc.com/Arabic/
http://www.loa.co.uk
ـ[محمد نور لبني]ــــــــ[19 Feb 2005, 09:56 ص]ـ
شكراً جزيلاً
وجزاك الله كل خير
الحمد لله أن أرسلك ألي لتجيبني فما أحد أجابني على هذا السؤال المعقد علماَ اني طرحته في الكثير من المنتديات
ـ[محمد نور لبني]ــــــــ[19 Feb 2005, 09:57 ص]ـ
شكراً جزيلاً
وجزاك الله كل خير
الحمد لله أن أرسلك ألي لتجيبني فما أحد أجابني على هذا السؤال علماَ اني طرحته في الكثير من المنتديات
وذلك إما لعدم الإهتمام أو لصعوبة السؤال
ـ[إمداد]ــــــــ[19 Feb 2005, 02:57 م]ـ
جزى الله خيرا القائمين على هذه الجامعات ونسأل الله ان يوفقهم ويخلص نياتهم
وهذا رابط أكاديمية حفاظ الوحيين http://www.alwhyyn.net/vb/index.php
ـ[عبدالله حسن]ــــــــ[25 Feb 2005, 12:03 ص]ـ
من المواقع الأخرى المساعدة على طلب العلم الشرعي:
http://www.alfeqh.com
http://www.quranway.net/
ـ[صالح الفويه]ــــــــ[25 Feb 2005, 11:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي صاحب الرساله والبحث عن العلم نشكر لك اهتمامك بطلب العلم واريد ان اشيرالى انه يوجد في اليمن جامعة الايمان تدرس عن بعد ويشرف على هذه الجامعة الشيخ الزنداني وهو من عرف بعلمه وتقواة ويوجد في لبنان جامعتين تدرس بالمراسله وفيها خير كثير لمن اراد طلب العلم
ـ[أبو زينب]ــــــــ[26 Feb 2005, 09:13 ص]ـ
اخي الكريم محمد وفقه الله
كذلك من المواقع التي تدرس العلم الشرعي موقع الأكاديمية الإسلامية التي تبث بالاشتراك مع قناة المجد الفضائية:
www.islamacademy.net
و التعليم بها مجاني وسوف تبدأ الدورة الجديدة قريبا.
ـ[محمد نور لبني]ــــــــ[26 Feb 2005, 09:31 ص]ـ
بارك الله بكم جميعاً يا أخوتي
بالنسبة إلى جامعة الإيمان
هل من الممكن أن تعطيني موقع الجامعة على الإنترنت أو البريد الإلكتروني أو أرقام هواتف للجامعة للإتصال بها
أريد أن أركز على الفكرة التي طرحا الأخ وهي المناهج التعليمية في جامعات الشريعة الإسلامية ومدى موثوقيتها
حيث أن هناك بعض الجامعات تدرس مواد بعيدة كل البعد عن الإسلام
فمثلاً في بلد ما لا أريد ذكر إسمه تقحم مواد تتحدث عن القومية وأفكار الأحزاب الاشتراكية والشيوعية في مناهج طلاب العلم الشرعي لتبدو وكأنها جزء من
الشريعة الإسلامية مما يسمم أفكار طلاب العلم
كما سمعت-ولست متأكد-أن إحدى الجامعات في لبنان والتابعة إلى ليبيا تدرس الكتاب الأخضر الذي ألفه القذافي
لذا يجب التمهل في إختيار الجامعة والإطلاع على مناهج الدراسة وتوجهاتها
ـ[صالح الفويه]ــــــــ[26 Feb 2005, 05:45 م]ـ
-:عناوين الجامعة كالتالي
ص. ب رقم (15542) صنعاء - الجمهورية اليمنية.
تليفون ـ 214756 - 1 - 00967، 400493 - 1 - 00967
فاكس ـ 400494 - 1 - 00967
iman@y.net.ye : البريد الإلكتروني
الاتصال المباشربالشيخ عبدالمجيد الزنداني رئيس الجامعةعلى فاكس رقم 009671341
ـ[أبو زينب]ــــــــ[26 Feb 2005, 11:58 م]ـ
موقع جامعة الإيمان على الشبكة هو:
http://www.eman-univ.edu.ye/
ولكن شروط القبول فيها غير التي ترغب فيها. و إن شئت طالع صفحة الشروط على الرابط:
http://www.eman-univ.edu.ye/admission.htm
ـ[صالح الفويه]ــــــــ[27 Feb 2005, 04:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الكرام بعد التحيه والاحترام على حد علمي ان الجامعة فيها مجال للانتساب ولها مكاتب من ضمن المكاتب مكتب في المدينة التي انا بها وهي الدمام وهناك من يدرس البكلريوس والماجستير على حسب ماسمعت من بعض الاخوان(/)
دلالة الأصول على تحريم الطبول
ـ[سلطان بن عبد الله]ــــــــ[01 Feb 2005, 10:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كتبها: طو يلب علم يرجو ممن انتفع بها أن يدعو لكاتبها بظهر الغيب
الحمد الله الذي أنار بصائر المؤمنين بنور القرآن العظيم، وأضاء قلوب الصالحين بمشكاة النبي الأمين، وصلى الله وسلم على المبعوث بالعدل والحق المبين، أما بعد:
فقد اطلعت على فتوى فضيلة الشيخ عبد المحسن العبيكان وفقه الله حول استخدام (الزير و الزلفة) في العرضة الشعبية كما نشرتها جريدة الوطن، وما ذهب إليه من إباحتها وما استدل به من أدلة، وحيث نشط كثير من محبي هذه العرضة لنشر هذه الفتوى واحتسبوا في تعليقها على المساجد، ونشرها في المجامع والمجالس، وكأنهم يدعون من خلالها إلى واجب أهمله الناس، أو سنة مؤكدة لا تقبل الإلباس، وهي على فرض إباحتها لا تعدو كونها من المتشابه الذي أمر المؤمن بتركه تورعا، والتنزه عنه استبراء للدين والعرض، فلماذا هذه الجهود في نشرها والتعب في توزيعها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: كما في الصحيحين من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه:
الحلال بين و الحرام بين و بينهما أمور مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لعرضه و دينه و من وقع في الشبهات وقع في الحرام كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه ... الحديث))
وحيث حرم الله على المؤمنين كتم البينات والهدى، وأمرهم بالبيان، استعنت بالله في كتابة هذه الورقة مناقشا لأدلة الشيخ العبيكان التي أوردها متحريا إصابة الحق في ذلك، متوخيا سلوك منهج أهل العلم والعدل في المناقشة والاستدلال، مراعيا الاختصار والإيجاز، سائلا الله أن يجعلنا من الهداة المهتدين، وأن يهدينا ويهدي بنا، وأن يجعل أعمالنا لله خالصة، ولسنة الرسول صلى الله عليه وسلم موافقة، فأقول (مستمدا العون من الله):
لا تخلو فتوى فضيلة الشيخ العبيكان في استدلاله على مقصوده عن وجوه الاستدلال التالية:
1 - استدلاله بعمومات نصوص جاءت الأدلة الأخرى بتخصيصها وقد تقرر عند أهل العلم أن الخاص يقضي على العام فاستدلاله بالأحاديث الواردة في الأمر بإعلان النكاح، أو الإذن باللعب للحبشة ونحوهم أدلة عامة قد خصصتها الأدلة الدالة على تحريم المعازف، وتحريم الطبل كما سيأتي بيانه، فليس من التحقيق أن تقدم النصوص العامة على النصوص الخاصة،بل منهج أهل الحق والهدى أن لا يضربوا النصوص بعضها ببعض بل يعملوا كل نص في موضعه، فيقال قد أذن النبي صلى الله عليه وسلم بإعلان النكاح وأمر به، ورخص في بعض اللهو واللعب في الأعياد، وإذا كانت هذه الرخصة يدخل في عمومها الطبل، فقد أخرجته نصوص أخرى صريحة في تحريمه، فلا يجوز الاستدلال بالعموم مع العلم بأدلة التخصيص، فالإطالة في ذكر الأدلة العامة إنما تروج على العوام الذي لا يفقهون دراية النصوص، والذين يحملهم كثرة الاستدلال على استعظام المستدل، وتهويل أمره عندهم.
2 - استدلاله بأدلة في غير موضع النزاع، كاستدلاله بالأدلة الصحيحة على إباحة الدف واللعب بالحراب، وهذا تكثر لا مسوغ له، فالنزاع مقتصر على الطبل (المشهور الآن بالزير والزلفة)،كذلك استدلاله بالإجماع على إباحة الغناء بدون آلة لهو، والإشكال بين المبيحين والمحرمين في الزير والزلفة فحسب، فليس من العدل والإنصاف التلبيس على العوام بأدلة في غير محلها، وسياقها على وجه الاحتجاج موهم لقليل البضاعة أنها دالة على المقصود بينما هي أدلة على أحكام أخرى ليس من بينها قضية النزاع.
3 - استدلاله بأصول عامة في الشريعة لا نخالف العبيكان فيها كاستدلاله بأن الأصل في الأشياء الإباحة، وأن الإسلام دين اليسر والسهولة، ولا أسهل على كل أحد من أن يستبيح ما حرم الله بتناوله لهذه الأصول، فالأصل الأول معارض بأصل آخر هو أن الأصل في المعازف التحريم، والطبول معروف عقلا وشرعا أنها من المعازف، والشيخ لا يجهل نصوص تحريم المعازف، فكان من الواجب أن يجتهد الشيخ العبيكان في إخراج الطبول من عموم المعازف، بدل أن يدخل الطبل في عموم الإباحة، إذ اشتمال المعازف على الطبول، أقوى من اشتمال أصل الإباحة على استعمالها، وأما يسر الشريعة فلا يتعارض مع ما حرمه الله فما حرمت الشريعة شيئا إلا كان في تحريمه اليسر والسهولة على قلوب المؤمنين، ومن
(يُتْبَعُ)
(/)
نظر فيما يعانيه المتزوجون من خسائر في أموالهم وأوقاتهم وأبدانهم علم أن اليسر والسهولة ليست في إباحة هذه الطبول.
4 - -استدلال العبيكان بأقوال لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله والشيخ ابن عثيمين رحمه الله والشيخ عبدالمحسن العبيكان نحسن الظن به وإن كنا نأمل أن تكون الفتاوى موثقة في موضوع تتوافر الهمم على نقله مكتوبة أو مسموعة حيث كثر في المتأخرين الاستدلال بأقوال الأئمة فاحتجنا إلى التوثيق حتى لا ينسب إلى الأئمة ما ليس من أقوالهم، خاصة أنه قد نقل عن الشيخ العثيمين ما هو مخالف لما نقله العبيكان في موضوع العرضة، كما إننا ننتظر من كبار طلاب الشيخين ما يفيد التأكيد على ما نقله العبيكان عنهما لأنهم ألزم للشيخين وأعرف بفتاويهما. مع العلم أن الحجة على كل أحد كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
5 - استدلاله بأعراف الناس وأفعالهم، وهذا ليس دليلا شرعيا تصادم به النصوص بإجماع أهل العلم إلا ماكان من فعل أهل المدينة في زمن التابعين، وقد اختلف فيه أما غيره فحاشا وكلا فكيف يصير أهل زماننا حجة على الأحكام الشرعية ولاحول ولاقوة إلا بالله.
6 - استدل الشيخ العبيكان بأدلة خاصة وهي أهم ما جاء في فتواه وأخصها حديث رواه الطبراني في المعجم الكبير (22/ 201) أن هبار زوج ابنته فضرب في عرسها بالكبر والغربال فسمع بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما هذا قالوا: زف هبار ابنته فضرب في عرسها بالكبر والغربال، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أ شيدوا النكاح أشيدوا النكاح هذا نكاح لا سفاح).
ثم ذكر العبيكان أن الألباني رحمه الله حسنه في صحيح الجامع والسلسلة الصحيحة، ثم ذكر أن الكبر: هو الطبل وقيل هو الطبل ذو الرأسين.
قلت: وما فعله الشيخ هنا يدل دلالة واضحة على أهمية التثبت في النقل والتروي في نسبة الأقوال إلى الأئمة، فنسبته تحسين هذا الحديث إلى الألباني مع القصة غلط واضح من وجهين:
الأول: أن الشيخ الألباني رحمه الله لم يحسن إسناد الحديث بهذه القصة التي فيها محل الاستدلال: بل قال رحمه الله بعد أن ضعف أسانيد هذه القصة قال في السلسلة الصحيحة (3/ 484): وجملة القول أن هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف لاضطرابه وجهالة بعض رواته، وضعف آخرين منهم،
فالذي حسنه الألباني من هذا الحديث إنما هو جملة أشيدوا النكاح، وذلك لوجود شواهد أخرى لهذه اللفظة فحسب، وأما القصة فالألباني رحمه الله برئ من تحسينها وتقويتها براءة الذئب من دم يوسف، كيف وقد قال في سند الحديث:
وهذا إسناد ضعيف مجهول، عبدالله بن هبار وابنه يحيى لم أجد من ترجمها، وأبو معشر اسمه نجيح ضعيف، وفي الطريق الأولى محمد بن عبيد الله العرزمي وهو متروك
كيف بعد هذا ينسب إلى الشيخ الألباني تحسين الحديث وتقويته بهذه القصة الواهية الضعيفة التي بنى عليها الشيخ العبيكان تحليله للطبل.
2 - أن الشيخ الألباني رحمه الله تعالى قال في كتابه تحريم آلات الطرب ص 92:
اعلم أخي المسلم أن الأحاديث المتقدمة صريحة الدلالة على تحريم آلات الطرب بجميع أشكالها وألوانها وأونواعها نصا على بعضها كالمزمار والطبل والبربط، وإلحاق لغيرها بها
كما نسب فضيلة الشيخ العبيكان – وفقه الله- إلى الإمام أحمد رحمه الله أباحة الطبل في الحرب وهو خلاف نص الإمام، فقد روى الخلال في كتابه الأمر بالمعروف: عن أحمد أنه قال:
وأكره الطبل وهو الكوبة نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم
واستثناء الحرب ليس في نص الإمام كما زعمه أصحابه
قال ابن قدامة في المغني: وقال أحمد رحمه الله لا بأس بالدف في العرس والختان وأكره الطبل وهو المنكر وهو الكوبة التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم
وأما آخر سهم في كنانة الشيخ العبيكان فهو ما ذكر من الاختلاف في تفسير الكوبة وهذا الاختلاف الذي وقع بين الفقهاء وبعض أهل اللغة كان ينبغي أن يكون سببا في التورع عن القول بالإباحة حيث إن أحد القولين محتمل وذلك حتى يتبين الأمر فربما كان المقصود بالكوبة الطبل، فكيف تجرأ الشيخ على الإباحة دون تبين، وقد تقرر عند أهل الأصول أنه إذا اجتمع حاظر ومبيح غلب جانب الحظر، وقد نقل ابن قاسم الإجماع على استحباب الخروج من الخلاف احتياطا ولاشك أن الأمر إذا تردد بين أن يكون حراما أو حلالا أن الاحتياط تركه كما لا يخفى.
(يُتْبَعُ)
(/)
مع أن الراجح أن الكوبة هي الطبل للأدلة التالية:
أولا: أن النرد سماه الرسول صلى الله عليه وسلم نردا كما في قوله صلى الله عليه وسلم: من لعب بالنرد فقد عصى الله و رسوله، (رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والحاكم عن أبي موسى وحسنه الألباني في سنن أبي داود وغيره. كما سماه النردشير كما في صحيح مسلم، ولو أراد الرسول النرد فإن يغلب على الظن أن يستعمل لفظة النرد أو النردشير لاستعاله لها في حديث آخر ولأنه أنصح الناس وأبينهم.
ثانيا: أن الفقهاء ورواة الحديث هم الذين فسروا الكوبة بالطبل، وقد قرر أئمة العلم أن رواة الحديث والفقهاء أعلم بمراد الرسول صلى الله عليه وسلم من أهل اللغة إذ الشريعة تنقل الألفاظ من استعمالها اللغوي إلى الاستعمال الشرعي، وهذا لا يحسنه إلا العلماء بالوحي، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالىفي كتابه درء التعارض: من كان أعلم بالأدلة الدالة على مراد المتكلم كان أعلم بمراده من غيره وإن لم يكن نبيا فكيف بالأنبياء فإن النحاة أعلم بمراد الخليل وسيبويه من الأطباء والأطباء أعلم بمراد أبقراط وجالينوس من النحاة والفقهاء أعلم بمراد الأئمة الأربعة وغيرهم من الأطباء والنحاة وكل من هذه الطوائف يعلم بالإضطرار من مراد أئمة الفن ما لا يعلمه غيرهم فضلا عن أن يعلمه علما ضروريا أو نظريا وإذا كان كذلك فمن له اختصاص بالرسول ومزيد علم بإقواله وأفعاله ومقاصده يعلم بالإضطرار من مراده ما لا يعلمه غيره اهـ جواهر كلامه رحمه الله.
ولذا فقد فسره ابن بذيمة وأقره أبو داود ولم يتعقبه وفسره أحمد بن حنبل وحسبك بهم علما في الحديث. ثم لم ينفرد ابن بذيمة وهو يروى الحديث بهذا التفسير بل في الطريق الآخر عن عبدالكريم الجزري عن قيس بن حبتر بلفظ:
((إن الله حرم عليهم الخمر والميسر والكوبة وهو الطبل وقال كل مسكر حرام))
فهذا عبدالكريم يروى عن قيس بن حبتر ذلك، بل ليس في الحديث ما يوحي أن تفسير الكوبة بالطبل مدرج بل يظهر أنه كلام الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه الرواية.
كما يؤيده ما رواه البيهقي عن ابن وهب: أخبرني ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة، عن أبي هريرة أو هبيرة العجلاني، عن مولى لعبد الله بن عمرو، عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إليهم ذات يوم وهم في المسجد فقال:
" إن ربي حرم علي الخمر، والميسر، والكوبة، والقنين "". والكوبة: الطبل.
أخرجه البيهقي (10/ 222) وأحمد (2/ 172) فهذا الحديث ليس فيه بيان من الذي فسر الكوبة بالطبل وليس في الإسناد ابن بذيمة، ولا ما يوحي بأنه مدرج مما يقول القول بأن التقسير هو من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم.
وهذا القول أرجح ولذا قال الألباني:
والكوبة هي الطبل كما جاء مفسرا في حديث ابن عباس وابن عمر وجزم به الإمام أحمد واعتمده ابن القيم.
وادعاء الإدراج في الحديث مخالف لأصول أهل الحديث بأن الأصل الرفع.
فهذا نص الحديث فيه تفسير الكوبة بالطبل وهولااء ائمة الحديث:يحيى بن إسحاق كما في كتاب الإشربة، للإمام أحمد، وابن بذيمة، وأبو داود، والإمام أحمد، ورواة الحديث بكل طرقه وائمة الشافعية كما في وسيط الغزالي: قال الكوبة: طبل المخنثين، وكما في مغني المحتاج للشربيني، وفي منهاج الطالبين للنووي، كلها تجمع على أن الكوبة الطبل، أفندع ذلك لقول أحد أهل اللغة.
ثالثا: مما يقوي ما سبق تحريم الطبل أصلا لدخوله في عموم المعازف، فلو لم يصح هذا الحديث لكان عموم الأدلة دالا على تحريمه، ولم يخرجه أي دليل عن هذا العموم، فكيف وقد جاء النص الصحيح الصريح بذلك كما قال القرطبي رحمه الله في تفسيره (2/ 312): صاحب كوبة وهي الطبل اهـ
وفي تفسير الطبري:قال مجاهد رحمه الله وهو أعرف تلاميذ بن عباس بتفسيره وقد عرض القرآن على ابن عباس ثلاث مرات يسأله عن كل آية ولذلك قدمه البخاري رحمه الله في صحيحه عن غيره يقول في قوله تعالى:
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ} (6) سورة لقمان
قال: اللهو هو الطبل اهـ
ومما يستأنس به من جهة اللغة أن الكوبة مأخوذة من الكب كما ذكره أحمد، فالطبل يكب على وجهه كما هو معلوم قال ابن فارس في المعجم: الكاف والباء أصل صحيح يدل عى جمع وتجميع لا يشذ منه شيء ثم قال ومنه كببت الشيء لوجهه أكبه كبا.
وخلاصة الكلام في الفتوى المنشورة عن الشيخ العبيكان حفظه الله أنها تقوم إما على نصوص عامة قد خصصتها نصوص أخرى أو أدلة في غير موضع النزاع أو أدلة ضعيفة أو ما ليس بدليل أصلا أو تفسير مرجوح.
فيتحرر مما سبق تحريم استعمال الطبول في العرضات إذا افترضنا أن هذه العرضات مباحة بدونه وخالية من كل منكر،كيف وهي مليئة بما فيه إثارة النعرات القبلية، وإعادة النزاعات الجاهلية، وشتم الأحياء والأموات، مع السقوط في القذف للأعراض، والتبجح بالوقاحة من القول، مع إنفاق الأموال على الشعراء الغاوين الذين هم في كل واد يهيمون ويقولون ما لايفعلون، والسمر على الباطل إلى ساعات متأخرة من الليل في صد عن ذكر الله وعن الصلاة، ولا شك أن كل عاقل يدرك أن هذا العمل من اللغو والباطل والسفه الذي لا تقره شريعة الحق والهدى ولا ترضاه قواعدها القائمة على جلب المصالح ودرء المفاسد، فأي مصلحة في بقاء الناس ساعات طويلة يستمعون إلى هؤلاء الشعراء يتشاتمون بمقذع القول، ووضيع الكلام، بينما هم يتقافزون منهكين لقواهم، مثيرين للغبار والتراب فوق رؤوسهم في منظر يترفع عنه من عنده مسكة من عقل، ولاحول ولا قوة إلا بالله.
هذا آخر ما تيسرجمعه على عجالة أحببت الاختصار فيه عسى الله أن ينفع به كاتبه وقارئه والعامل به والله مولانا ونعم المولى ونعم النصير. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
عبد الله بن بلقاسم البكري
الثلاثاء22/ 12/1425
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلطان بن عبد الله]ــــــــ[02 Feb 2005, 10:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هنا رأي الشيخ بن باز من موقعه على الانترنت
http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?title= ذم%20الأغاني%20والمعازف
وكذلك هذا رأي الشيخ العثيمين رحمهم الله جميعا
سئل العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
ماحكم استعمال الدف في العارضات والمناسبات للرجال وماحكم التصفيق لهم؟
الجواب:
أما الدف فلا بأس به للرجال عند قدوم غائب كبير أو لمناسبات كالأعياد وشبهها، وفي الأعراس تستعمله النساء فقط.
أما الطبل فلايجوز مطلقاً، والفرق بين الدف والطبل أن الدف مفتوح من أحد الجانبين وأما الطبل فهو مقفول من الجانبين وأما التصفيق فلا فائدة منه فلا نرى أن يصفق الرجال بل ولا النساء أيضاً في الأعراس إذ يكفي ماجاءت به السنة من اللهو.
(لقاء الباب المفتوح س3/ 70).
وسئل رحمه الله:
ماحكم العرضة الشعبية التي يتخللها الزير والطبل والشعر النبطي الذي لايخلو من الرثاء والغزل والمدح والذم جزاكم الله خيرا.؟
الجواب:
العرضة الشعبية إذا لم يكن لها سبب فإنها من العبث واللهو، واذا كان لها سبب كأيام الأعياد فإنه لابأس بها، لابأس أن يلعب الناس بالسيوف والبنادق وماأشبهها وأن يضربوا بالدف. أما الطبل والزير والأغاني التي تتضمن الهجاء والسب فهي محرمة ولايجوز للإنسان أن يحضر مثل هذه العرضات ويجب النهي عنها ونصيحة الناس بعدم حضورها لأن مجالس المنكر اذا حضرها الانسان شاركهم في الاثم وان لم يفعل لقوله تعالى: (وقد نزل عليكم في الكتاب ان اذا سمعتم ايات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخضوا في حديث غيره انكم اذا مثلهم ان الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا).
(لقاء الباب المفتوح س1231/ 52).
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Feb 2005, 01:11 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي سلطان.
وجزى الله الشيخ عبدالله بلقاسم كل خير، فما عرفته إلا عالماً حريصاً على الحق، وعلى تعليم الخير للناس. زاده الله من فضله، وسدد خطاه وإن كنا قد افتقدناه في ملتقى أهل التفسير فما ندري ماذا صرفه عنا، ونحن لا نستعمل الطبل ولا الكوبة في الملتقى، بل ولا الدف!
سلامي له وللجميع، وقد كنت قلت له قديماً ولعله قد نسي:
سَلِّمْ على جيرةِ المرواءِ مُعتادا = وقُل لهم: ذابَ قلبُ الصبِّ أو كادَ
في أبيات لا أذكرها.
* المرواء: الحي الذي يسكنه الشيخ عبدالله.
ـ[إمداد]ــــــــ[19 Feb 2005, 02:53 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك
ونسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه
ـ[ابو بشرى]ــــــــ[19 Feb 2005, 10:46 م]ـ
س/ هل لابن حزم رحمه الله قول في هذا الموضوع؟
لتمام الفائدة(/)
عودٌ على بدءٍ خفي!!
ـ[عبدالعزيز الضامر]ــــــــ[04 Feb 2005, 03:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الكرام في مُلتقى أهل التفسير ............ تحية طيبة وبعد:
فقد كنت منذ زمنٍ طويلٍ أُتابع هذا المُلتقى المُبارك, وأقطف من رياضه الفوائد والنفائس التي تكاد تختفي من كتاب أو صحيفة, ولا توجد إلا في عقول الدارسين النابهين الذين عاشوا مع القرآن فتفيئوا من ظلاله العلم والبركة.
وقد كنت مُتوارياً خلف ستائر البحث الأكاديمي فكان من الصعب عليَّ أن أجمع بين اثنتين, مما جعلني أكتفي بالتصفح والنظر فيما يُطرحُ فيه من الحوارات والأخبار العلمية الخاصة بالدراسات القرآنية, فعايشت حُلوه, وتجرَّعت مُره. [1]
وختاماً. أسأل الله تعالى أن أُوفق في طرح ما هو جديد ومفيد يتم به النفع والبركة.
- صورة مع التحية للمشرف العام.
- صورة مع التحية للمشرفين.
- صورة مع التحية لأعضاء المُلتقى.
--------------
[1] وهي لحظات انقطاع الملتقى الذي دام عِدَّة أيام.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[04 Feb 2005, 04:06 م]ـ
مرحبًا بالأخ الكريم عبد العزيز الضامر، وقد كنت أنتظر مشاركته في هذا الملتقى منذ زمن؛ إذ قد كان وعد بطرح بعض المقالات العلمية، فأسأل الله له ولنا ـ أعضاء الملتقى ـ التيسير والتوفيق.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[04 Feb 2005, 09:26 م]ـ
مرحباً أهلاً وسهلاً أخي عبدالعزيز
أسعدتنا بإطلالتك البهية
وسرنا ثناؤك الجميل
وبانتظار طرحك الجديد والمفيد
ودمت سالماً غانماً
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[04 Feb 2005, 09:45 م]ـ
مرحباً بأخي العزيز عبد العزيز,
طال انتظارك, وحسُنَ وفاؤك,
فأهلاً بك بين إخوانك وأحبابك,
وياليتك تُعَجِّل بفوائدك وزوائدك,
وفقك الله لكل خير.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Feb 2005, 03:28 ص]ـ
مرحباً بكم في ملتقى أهل التفسير. وأسأل الله لك التوفيق والسداد. وقد كنت أنتظر مشاركاتكم منذ زمن، فالحمد لله الذي جاء بكم على خير.(/)
اين اجد هذه القصيده؟
ـ[محب احمد بن حنبل]ــــــــ[05 Feb 2005, 01:46 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اين اجد قصيدة الزمخشري في الحنابله؟
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Feb 2005, 01:39 م]ـ
هما بيتان فقط ذكرهما سامحه الله في الكشاف عند تفسير قوله تعالى في سورة الأعراف وهي الآية 143: (ولَمَّا جاء موسى لميقاتنا وكلَّمَهُ ربُّهُ قال رَبِّ أَرني أنظر إليك ... الآية). وقد نقضها عليه ابن المنير الاسكندري في أبيات ثلاثة تجدها هناك في الانتصاف على الكشاف.
و أوسعُ مَنْ رأيتهُ فصَّلَ في هذا الموضوعِ، فهو المقَّريُّ التلمسانيُّ رحمه الله، في كتابه النفيس (أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض). عندما تعرض لإجازات القاضي عياض من علماء وقته، ذكر أنَّ القاضي عياض بعثَ للزمخشريِّ يطلب منه الإجازةَ، فرفض الزمخشريُّ أَنْ يُجيزالقاضي عياض!
فقال القاضي عياض: الحمد لله الذي لم يجعل عليَّ يداً لمبتدعٍ أو فاسقٍ أو نحو هذا من العبارات.
ثم أفاض المقري التلمساني في ذكر أخبار الزمخشري حتى ذكر فصلاً طويلاً بعنوان: (بين الزمخشري وأهل السنة)
فقال: و أنشد الزمخشري في كشافه لبعض العدلية يعرض بأهل السنة والجماعة المفلحين وينصر مذهبه الفاسد:
لَجماعة سموا هواهم سنةً= و جَماعةٌ حُمُرٌ لعَمْري مُوكَفَةْ
قد شبَّهوهُ بِخَلقهِ وتَخوَّفوا= شُنَعَ الورَى فتَستروا بالبَلْكَفَةْ
وليس إلا هذين البيتين للزمخشري لا أعرف له غيرهما، فليست قصيدة بالمعنى الاصطلاحي ما ذكرت أخي الحبيب. فإن كان عندك أزهار الرياض، فالحمد لله. عد إليه واقرأها فيه وفقك الله.
ومعنى قوله موكفة: أي موضوع عليها الوكاف على وزن كتاب وغراب، ما يوضع على ظهر الحمار والبعير كالحلس ونحوه.
ومعنى البَلْكَفَة: نَحْتٌ من قولِ أهلِ السنة (بِلا كيف) أو (بلا تكييف).
[ line]
وقد كتب الشاعر أبو مسلم البهلاني العُماني (1237 - 1338 هـ) قصيدةً عارضَ بِها هذه القصيدةَ معارضةً أدبيةً، تجدها في ديوانه يقول في أولها:
نَزِّه إلهك أن يُرى كي تعرفه = أتُراكَ تعرفه وتُثبتُ ذي الصفه
واعرف مقامك دون ما حاولتَهُ=إن التي حاولتَها لك متلفه
هذا التناقض في اعتقادك شاهد= يقضي عليك بأن دينك عجرفه
هب إن برهان العقول رفضتَهُ=فالنص تستر شمسه متكشفه
أيقول ربك لن تراني فارتدع= وتقول سوف أراك خلف البلكفَه
أو ليسه هذا عناد ظاهر= فاذهب أمامك موعد لن تخلفه
والعُماني يقرر فيها صواب مذهب الإباضية في هذه العقائد، وهو أشعر من الزمخشري، وفي قصيدته طول، وبعض الأبيات الجيدة كالتي ذكرتها لك. وهي طويلة في مائةٍ وثَمانيةِ أبياتٍ.
والردود على الزمخشري كثيرة جداً.
ـ[محب احمد بن حنبل]ــــــــ[05 Feb 2005, 11:55 م]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخ عبد الرحمن.
لكن له ابيات ذم فيها المذاهب ومن ضمنها المذهب الحنبلي وهي التي ابحث عنها.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Feb 2005, 11:39 م]ـ
معذرة إذاً، لا أعرف عنها شيئاً. لعل الإخوة الكرام يفيدوننا بها إن شاء الله.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[18 Mar 2005, 06:47 م]ـ
السلام عليكم ورجمة الله الابيات التي تطلبها ذكرت في طبعة الكشاف بدار المعرفة بيروت حيث وضعها المحقق اخر التفسير في ترجمة الزمخشري والتي يقول فيها
فان سالوا عن مذهبي لم ابح به واكتمه كتمانه لي اسلم
الى ان يقول
فان حنبليا قلت قالوا بغيض ثقيل حلولي مجسم
وهي مجموعة ابيات ذكرت هناك لا تحضرني الان فان لم تجدها ارسل لي على العنوان ادناه ابعثها اليك
واقبل التحيات
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[18 Mar 2005, 11:33 م]ـ
في مقدمة الفائق 1/ 9 تحقيق البجاوي وأبو الفضل.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[18 Apr 2009, 08:16 ص]ـ
من رسالة (الإتحاف بتمييز ما تبع فيه البيضاوي صاحب الكشاف) , لمحمد بن يوسف الصالحي الدمشقي - صاحب السيرة - أنقل هذه المجموعة:
(قال الزمخشري:
لجماعة سموا هواهم سنة=وجماعة حمرٌ لعمري موكِفه
قد شبهوه بخلقه وتخوفوا=شُنَع الورى فتستروا بالبلكفه
قال ابن أبي المُنَيِّر: انتقل إلى الهجاء وقد أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان ابن ثابت رضي الله عنه في المكافحة وهجا المشركين , فناسبته وقلت:
وجماعة كفروا برؤية ربهم=هذا ووعد الله ما إن يخلفه
وتلقبوا عدلية قلنا أجل=عدلوا بربهم فحسبهموا سفهه
وتلقبوا الناجين كلا إنهم=إن لم يكونوا في لظى فعلى شَفَه
وقال أبو حيان: قد نظم بعض علماء السنة وهو القاضي أبو بكر احمد بن خليل , فقال:
شبهت جهلاً صدر أمة أحمد=وذوى البصائر بالحمير الموكفه
وزعمت أن قد شبهوا معبودهم=وتخوفوا وتستروا بالبلكفه
ورميتهم عن شبهة سوَّيتها=رمى الوليد غدا يمزق مصحفه
وجب الخسار عليك فانظر منصفاً=في آية الأعراف فهي المنصفه
أترى الكليم أتى بجهل ما أتى=وأتى شيوخك ما أتوا عن معرفه
إلى أن قال:
لو كان كالمعدوم عندك لا يرى=ذهب التمدح في هواء السفسفه
إلى أن قال:
إن الوجوه إليه ناظرة بذا=جاء الكتاب فقلتموا هذا سفه
نطق الكتاب وأنت تنطق بالهوى=فهو الهوى بك في المهاوي المتلفه
وقال الإمام فخر الدين الجاربردي وهو ممن اجتمع بالقاضي ناصر الدين رحمه الله تعالى واخذ عنه:
عجبا لقوم ظالمين تستروا=بالعدل ما فيهم لعمري معرفه
قد جاءهم من حيث لا يدرونه=تعطيل ذات الله مع نفي الصفه
وقال القاضي تاج الدين السبكي رحمه الله تعالى:
لجماعة جاءوا وقالوا إنهم=للعدل أهل ما لهم من معرفه
لم يعرفوا الرحمن بل جهلوا ومن=ذا عورضوا للجهل عن لمح الصفه) , من اللوح السابع والثامن من المخطوط , وهو يحقق عن نسختين خطيَّتين في جامعة أم القرى , وسمعت أنه يبحث كذلك في الجامعة الإسلامية بالمدينة , والله أعلم.(/)
لقد كذبت في دعواك ... !!
ـ[سلسبيل]ــــــــ[05 Feb 2005, 12:26 م]ـ
لحظات صدق مع النفس كفيلة بأن يرى كل منا عيوبه التي لا يراها غيره لأنه يراها بصورتها الحقيقة وقد تعرت من المظاهر الكاذبة التي ينخدع بها الآخرون وعندها للأسف يكتشف بأنه قد كان كاذبا فيما ادعى ..........
(ليست محاولة شعرية ..... ولا تمت لعلم العروض بأية صلة - والحمد لله - إنما هي مجرد كلمات .... أو ... أي شئ غير ذلك المسمى " شعر")
لقد كذبتَ في دعواكْ
بأنه حقا ..... مُناك
لو كنت محقا بذاك
لما آثرت ... هواك
لو كنت بحبه متشاغلا
لما شُغلت عنه بدنياك
لو كنت محبا خالصا لما
فتر اللسان عن ذكر من سواك
لو كنت محبا لما جفّ دمع
وما تجمدت من قسوة عيناك
ولتدبرت كلامه بليل ونهارِ
وما بلغت به .... رََواك
ولبررت أب وأم
ولصبرت لأجل من سواك
ولكنت واصلا رحما
ولو كانوا غير أهل لذاك
ولحلمت عن كل سفيه
لتُرضي بذا ..... مولاك
لو كان قلبك سليما لما
حسدت أخ على خير عَداك
ولكان قلبك عامرا به وله
وفيه خاصمت ..... عِداك
ولسعيت للخلق ناصحا لهم
لله ..... لا لأجل ... عُلاك
ولواليت من كان له وليا
وتبرأت مما تبرأ منه مولاك
ولتوكلت عليه وأيقنت
بأنه حقا ..... كفاك
ولما ركنت للأسباب
وحسبت بها قضاء حاجتك وغناك
ستَراها عما قريب تنقلب
هما وغما ..... تزيد شقاك
لو آثرت مراده لما أردت
إلا ما أراده ....... مولاك
لو آثرت مراده لما
أحببت إلا مااختاره مولاك
ولو وجدته لما أثقلك هم الـ
ـالخطوب ولو دهاك ما دهاك
ولجعلت همّك هما واحدا
وكان ديدنك رضا مولاك
ولا اتخذت غيره عزا لك
ولما افتخرت ... إلا بذاك
فكأني أراهم قد سخطوا عليك
فما انتفاعك وماجدواك؟
فمالي أراك لازلت طامعا
فيهم وتقيد بالذل ... يداك
فاستغني عنهم .... وانطلق
وحررأسيرا ينتظر الفكاك
وافتقر إلى مولاك
تجده عين عزك وغناك
ولكن أراك تؤثرالهوى
وتحسب أنك قد قتلت هواك
فيا حسرة العمر ضيعة إن
تكالب عليك غدا أحبابك قبل عِداك
ويا ويل عبد ظن أنه محسن
فإذا ظلوم .. مخادع .. أفاك!!
مالي أراك لا بصيرة ولا علم؟
مالي أراك .... تُنتهك حِماك؟!!
أأيقنت وصلا ... أتدعي الحب؟
وما عرفته بعد وما أدراك؟!
لو كنت محبا لما مددت يدا
إلا على ثقة بأنه يجيب دُعاك
وما تعلق قلبك بمال أوبنين
ولا كانت الدنيا بأسرها مبتغاك
ولتبعت سَنن الحبيب محمد ٌ
وما زلّت عن دربه خطاك
ولشمرت لعَلَم رأيته
فأنت في طلبه سائرا دنياك
ولكنت كالمسافر حقا
ولم تجعل الظل ... مُناك
وما بت ليلة إلا محاسبا
للنفس على تقصير عراك
ولتبت ساعة بعد ساعة
وصفيت قلبا من الران .. غَشاك
لو كنت مراقبا له على رؤية
لما وقعت أبدا ... في الشراك
ولكن جعلت الدنيا دارا
ونسيت هم معادك وأخراك
كل يوم تبيع دين بدنيا
فلا تحفظ الدين ولا تظفر بدنياك
وقلتَ قد ظفرت ُ إذ جل الـ
ـناس غثاء في هلاك
وحسبت يا مغرور أن
ذاك فضلٌ من كسب يداك
فيا رحمة الله إنا هالكون
إن لم تغثنا .... فرحماك!!
أتراك ... تنجو بذاك؟!
أم يسوء وجهك ويقال ما أشقاك؟
أبعد أن أبصرتَ نورا ً
سوء فعل ... وحرمات ... وانتهاك!؟
ورياء كدبيب النمل أخفى
وحظوظ للنفس .... فيها مبتغاك!!
ومشيت بين الناس بخشوع
فهل في القلب ... كذا تقواك؟
أم تدور غدا ويحك نادما
ويفتضح من حسبوه ملاك!!
أكفاك ما قد قيل أم أنه قد
مات قلبك ... فلا حراك!!
فلا وعيد تخاف ولا نارا ترى
ولا جنات في الخلد تَهواك
فاخرق عوائدك ... تفز
فراحتك في مفارقة هواك
وربي نفسك من جديد .. لعلها
ما زالت تحسب أنك في صباك
وافطمها عن كل سوء فإن
اهتديت فإنما ... بهداه هداك
والجأ إلى مولاك ثم الجأ إلى مولاك
وفر منه .. إليه، فذا شِفاك
واجعل على سمعك وفؤادك
رقيبا .. أمينا .. على حماك
فاللص مترقب لثغرةٍ
يلج منها فيكون فيها الهلاك
وآثر هواه على هواك
واشتغل به عن الخلق في مسعاك
وخل ما لا يفيد فإنه
يشغل البال ويضعف قِواك
ولا تبالي بعد القضاء أمرا
فإنما اختياره لك نعيمك ورضاك
به فادخل ... به فاخرج
مهما غشاك .... ما غشاك
وليس السبيل أن تريده إنما
كيف يريد ذاك مولاك؟
وافتقر إليه .... تجده
عين عزك .... وغناك
واختلي به ليلا فإنه
لا يزال يتقرب إن سارت خطاك
أتغمضُ جفنا؟ والعابدون به خلوا
وأنت َ .. أنت َ نائما!! ماذا دهاك؟؟
هيا .. فقد طال الرقاد
فقم لما فيه نجاتك و عُلاك
وامض ولا تلتفت لقاطع
أو عارض واحذر عِداك!!
وسر على نور فأنت ترى
ما تريد .... وترى مُناك
به تصحو ... به تحيا ..
به تقبض الجمر غير شاك
به ترتقي من أوحال الهوى
به تصفو حياتك وتحمد سراك
به تعلو .. ثم تعلو .. ثم تعلو
إلى أن .... تقرّ به ... عيناك
ـ[ابو الطيب]ــــــــ[14 Feb 2005, 01:01 م]ـ
بسم اللة الرحمن الرحيم لة الحمد كما ينبغى لجلال وجهة وعظيم سلطانة
اود ان اشكر الاخ العزيز (سلسبيل) على تلك الكلمات الجميلة فهى واللهى الحقيقة
وانى اتمنا لك التوفيق والنجاح
واخر دعونا انا الحمد للة رب العلمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[14 Feb 2005, 10:27 م]ـ
[/ color][/size][/B]
الأخت الكريمة سلسبيل
علم العروض من العلوم التي يُحمد الله - تعالى - على تعلّمه.
ومثله علم النحو، حتى لا يلحن الكاتب أمام الخلْق.
وفقك الله لكل خير.
ـ[سلسبيل]ــــــــ[22 Feb 2005, 04:50 م]ـ
جزاكما الله خير الجزاء وأشكر لكما دعواتكما الطيبة لأختكما في الله
علم العروض من العلوم التي يُحمد الله - تعالى - على تعلّمه.
ومثله علم النحو، حتى لا يلحن الكاتب أمام الخلْق.
الأخ الكريم خالد الشبل
إنما حمدت الله تعالى على السلامة- مما كنت سأقع به من خطأ فادح لو أني لم أنوه أن ما كتبت ليس له علاقة بعلم العروض – حيث آثرت ألا أتجنى على هذا الأدب الرفيع وألا أثير حفيظة محبي هذا العلم ومتذوقيه وهذه والله من المصائب التي أسأل الله أن يرفعها عني وهي الجهل بعلم العروض مع شدة حبي للشعر.(/)
ساهم في تدريس اللغة العربية في بريطانيا
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[08 Feb 2005, 09:51 م]ـ
الإخوة الكرام
جاءتني هذه الرسالة من أخ عزيز من الزملاء في بريطانيا، وهذا نصها:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي المسلم، أختي المسلمة
هذه دعوة من جميع أطفال المسلمين والعرب للتصويت على قرار تدريس اللغة العربية في بريطانيا بجانب اللغه الفرنسية والالمانية كما هو مذكور في الموقع تدريس اللغة العربية في تلك الدول سوف يساعدهم على فهم كتاب الله عز وجل وبالتالي نشر الدين الإسلامي وتعزيزه في نفوس الأطفال المسلمين هناك .... دعوة صادقة لوجه الله تعالى للتصويت ب نعم على القرار
أتمنى من كل من يقرأ هذه الرسالة القيام بنشرها في المنتديات والمجموعات البريدية لننال الأجر بإذن الله و لنساهم ولو بشكل قليل في نصرة هذا الدين
طريقة التصويت: ستجد في أسفل الصفحة السِؤال التالي
Should Arabic be taught in schools
بعدها اختر
Yes, it's a great idea
و جزاك الله خيرا
هنا موقع التصويت
http://news.bbc.co.uk/cbbcnews/hi/vote/votes/newsid_2399000/2399765.stm
انشرها وأنقذ أطفال المسلمين المغتربين
فالدال على الخير كفاعله
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[14 Feb 2005, 10:34 م]ـ
جزاكم الله خيرًا أخي د. مساعد على هذه الدلالة.
تقبل مقتي.(/)
ستشمخُ أيّها الأقْصى ... وتعلو المجد بغداد
ـ[سلسبيل]ــــــــ[08 Feb 2005, 10:48 م]ـ
لله در القائل:
ستشمخُ أيّها الأقْصى
وتعلوُ المجدَ بغدادُ
وتخفُقُ راية النصرِ
وشيكاً
بأبناءِ الأُولى سادُوا
بأتباع محمّد المختار - "صلى الله عليه وسلم "
وصحبِ محمّد الأخيارِ
وأيمُ الله ما بادُوُا
بأبناء صلاحِ الدين
وأحفاد محمّد الفاتح
أحرارٌ وآسادُ
بأهل الحربِ والأسياف
وأهل العلمِ والقرآن
فرسانٌ وعبّادُ
ملكنا هذه الدنيا
قروناً ننشُرُ الإحسان
وإنّا فيهِ روّادُ
على الجوزا رفعنا الرأس
وجاوزنا كواكبَها
ساداتٌ وأنجادُ
وسرنا فوقنا الرايات
نقيم العدلَ في الأقطارِ
لنا شعوبُ الأرض تنقادُ
حضارتنا كنورِ الشمس
تعزفُ لحنها الآفاق
إليها العزّ يرتادُ
يموتُ شهيدُنا بالحق
ليُحْيي موته الإسلام
وفي التاريخ أشهادُ
وينصر ديننا الأجيال
وتترا تتبعُ الأجيال
والإسلامُ ولاّد
ألا خسئت يهودُ الحقد
وقدْ خسئتْ قبلها الرومان
وما مكُروا وما كادُوا
جمعتم كلّ جيش النكْد
ونصر اللّه موعدُنا
وإن الجمْع مطرودُ
ـ[الازهري المصري]ــــــــ[20 Feb 2005, 03:06 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب عن التعبير عن مشاعرنا الدفينة(/)
مشروع لتسهيل الزواج يرجى من اهل الخير الدخول للضرورة
ـ[سبيل الله]ــــــــ[08 Feb 2005, 10:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية تحية طيبة لكل القائمين على هذا الصرح المعطاء، والبناء الرائع الذي يستند على اسس اسلامية وقواعد ايمانية وشباب قادرة على النهوض بحضارة اسلامية شامخة
اخوتي اعضاء ومشرفين في هذا المنتدى الشامخ لقد اتيت وكلي امل ان القى لديكم الترحيب والمساندة لما احمل من موضوع يخدم شبابنا المسلم الذي يحلم بغد ومستقبل مشرق مبني على ترسيخ للاخلاق الايمانية الصحيحة
وموضوعي هو اننا مجموعة من الشباب نقوم بادارة برنامج لدعم الشباب الفلسطيني للزواج (زفاف) احد مشاريع الجمعية الوطنية الفلسطينية للشباب (بناء) قطاع غزة-فلسطين
والبرنامج تأسس للمساهمة في تخفيف أعباء وتكاليف الزواج للشباب الغير قادر على تخطي هذه المرحلة كما يسعى البرنامج لتشجيع حركة الزواج في المجتمع الفلسطيني وتحقيق زيادة النمو السكاني وحماية الشباب من الانحراف الأخلاقي وحمايتهم من الانزلاق والسقوط ويعمل على تشجيع مبدأ التكافل الاجتماعي بالمساعدة بتزويج الشباب المحتاجين.
كما يشدد القائمين على البرنامج بأهمية تشجيع الناس ودعوتهم لتيسير سبل الزواج وتخفيف تكاليفه وترشيد نفقاته والدعوة إلى تقليل المهور منوهين إلى أهمية إبراز المفاهيم الصحيحة لقيم الزواج وتكوين الأسرة وإحياء القيم الوطنية والإسلامية المتعلقة بها.
ويسعى برنامج الزواج والقائمين عليه لتنظيم المزيد من حفلات الزفاف الجماعي لتخفيف تكاليف الزفاف وزيادة الترابط والتواصل الاجتماعي وتقديم المنح والمساعدات النقدية والعينية للمحتاجين من المقبلين على الزواج والقيام بمشاريع استثمارية لتنمية موارد البرنامج.
اذا اخوتي ادعوكم بعدما قراتم هذا الموضوع المهم جدا والحساس والذي هو حلم كل شاب وفتاة بان يعيشوا في بيت الزوجية وتكوين اسرة اسلامية معطاءة.
ادعوكم بان كل من يريد المساعدة وتقديم العون لتفعيل هذا البرنامج ودعمه ماديا ومعنويا عن طريقه او ايصال الفكرة والبرنامج الى الجمعيات والمؤسسات والمنظمات الخيرية والأهلية ورجال الخير وكل من يستطيع ان يدعم في بلده مثل هذه البرامج الخيرية، وان يساهم في تقديم الخير لكل من هو راغب في الزواج ولا يستطيع.
ويرجى من الاخوة من لايستطيعو توصيل الفكرة داخل بلده والراغبين في المساعدة وتقديم يد العون كتابة جمعيات او مؤسسات او منظمات نستطيع ان نتوجه لها كي تقوم بمساندتنا في هذا البرنامج الخيري
يرجى منكم تثبيت الموضوع لاهميته البالغة
وبارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا اخوتي على تحملكم لموضوعي الطويل
ولكم جزيل الشكر
والشكر لمن دخل وقرا ولم يستطع المساعدة
ودمتم بخير اخوتي
ادارة البرنامج
للاستفسار
تليفاكس/0097082853388 او
0097059322394
ملاحظة/هناك مفتاحين للدولة 00970 او 00972
بريد الكتروني: Pnay_zafaf@hotmail.com (pnay_zafaf@hotmail.com)
Kh_m2004@hotmail.com
Pnay_zafaf@yahoo.com(/)
دعوة الملايين من غير المسلمين
ـ[الالبانى]ــــــــ[10 Feb 2005, 10:49 م]ـ
السلام عليكم هذه رساله رايتها واردت ان اعرضها عليكم لارى ما رايكم فيها وما الواجب علينا
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وعلى آله وصحبه أجمعين ..
يقول المولى عز وجل:
وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ {33}
ويقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم)
إخواني وأخواتي في الله:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أما بعد، فهذه دعوة من أخوتكم في موقع طريق الإيمان للانضمام إلينا ومشاركتنا في مشروعنا الدعوي والمرتكز بشكل أساسي على دعوة غير المسلمين- غير العرب - عن طريق الإنترنت ... فالدعوة لدين الله يا أخوتي هي مسؤولية كل مسلم وليست بحكر على المشايخ والعلماء، ولا ننسى بأننا مسؤولون يوم القيامة عن وقتنا فيما أمضيناه وبأن كل أعمالنا مسطرة في لوح محفوظ، فهل بعد ذلك نتوانى في الإقبال على ما يسرنا رؤيته يوم القيامة في صحائفنا؟؟
لذا ندعوكم يا أخوتي، حتى نستثمر معاً فرصة الدخول إلى الانترنت فيما يرضي الله وينصر دينه، وذلك بنشر الخير والهداية للعالم كله وعلى منهج أهل السنة والجماعة ...
وبفضل من الله ونعمة فقد بدأنا في موقع طريق الإيمان بالعمل الدعوي منذ فترة طويلة، وقد أكرمنا الله ببعض الإنجازات الدعوية التي لا يستهان بها ولله الحمد والشكر، ومنها ما يلي:
1 – تصل رسائلنا الدعوية المنتقاة بعناية لحوالي عشرة ملايين غير مسلم حول العالم، وبشكل دوري ومدروس.
2 – أسلم بفضل الله العديد من غير المسلمين عن طريق مشاريعنا الدعوية المتعددة ..
3 – نقوم بإيصال القرآن الكريم مترجماً مع الكتب الأسلامية إلى أي مكان في العالم وإلى باب المستلم ومجاناً.
4 – أنشأنا عدة منتديات ومجموعات وقوائماً بريدية بعدة لغات للحوار والنقاش الهادئ والعلمي مع غير المسلمين وبإشراف أخوة مختصين وذوي كفاءات دينية ولغوية عالية.
5 – يتم استلام مئات الرسائل من غير المسلمين بشكل يومي ويتم الرد عليها والتواصل مع أصحابها لرفع أي شبهة أو إشكال حول الإسلام.
6 – يتم عملنا الآن باللغة الإنكليزية والفرنسية والإيطالية وسنقوم قريباً إن شاء الله بالتوسع للغات الألمانية والأسبانية والروسية واليابانية ثم بقية اللغات ...
والحمد لله، فإن مشاريعنا الدعوية كبيرة وطموحة وهي بحاجة لعونكم ومساعدتكم .. لذا فإننا نناشد كل من بإمكانه تقديم العون ولو بأي وسيلة أو مجال، ونناشد كل من يريد استثمار وقته على الانترنت بما هو خير، ونخص بالذكر كل من لديه علم ديني وخبرة في أي لغة أجنبية مع خبرة في استعمال النت، بأن يقبل دعوتنا إليه للمشاركة معنا، وتشريفنا بزيارة موقعنا " منتدى طريق الإيمان " على الرابط التالي:
http://www.imanway.com/vb (http://www.imanway.com/vb)
للتسجيل معنا، وسينتظره بعدها دعوة من أخوته لزيارة قسم الأعضاء الجدد، لإعطاء ملخص عن سيرته الذاتية وخبراته وإمكانياته التي يمكن بها مساعدتنا في العمل الدعوي ..
ولمن لديه خبرة باللغة الأنكليزية أو الفرنسية ويتقنها قراءة وكتابة فنرجو أن يشاركنا في المنتدى الأنكليزي والفرنسي لدعوة غير المسلمين على الرابط التالي:
http://www.en.imanway.com/ (http://www.en.imanway.com/)
http://www.imanway.com/fr (http://www.imanway.com/fr)
وكذلك نأمل مشاركتكم في مجموعة الياهو تروث زون لدعوة غير المسلمين للإسلام على الرابط التالي:
http://groups.yahoo.com/group/truth-zone (http://groups.yahoo.com/group/truth-zone)
نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من عباد الله الصالحين ومن الدعاة إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة ..
قال الله تعالى:
وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {105} التوبة
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
فريق العمل في موقع طريق الإيمان
ـ[طاهر]ــــــــ[16 Feb 2005, 12:14 ص]ـ
بارك الله فيكم(/)
إطلاق موقع الكاشف
ـ[الجندى]ــــــــ[11 Feb 2005, 09:14 م]ـ
إخوانى الكرام،،،
إيمانا منا بأهمية توحيد الجهود وتضافرها لمواجهة التحديات، وامتثالا لقوله تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى)، تم إطلاق موقع الكاشف - للشيخ سليمان الخراشى – ودمجه مع منتدى التوحيد، سائلين الله تعالى أن يجعل من ذلك خطوة على الطريق الصحيح للنهوض برسالتنا.
http://www.alkashf.net
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[11 Feb 2005, 09:33 م]ـ
وفقكم الله وأعانكم.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[11 Feb 2005, 11:05 م]ـ
أسأل الله يطرح لكم البركة في جهدكم ووقتكم، وأن ينفع بكم.
ـ[الجندى]ــــــــ[12 Feb 2005, 09:07 م]ـ
بارك الله فيكما
كذلك نعلن عن بدء أولى المواجهات الأخوية مع الشيخ سعد الحميد
http://www.alkashf.net(/)
يداً بيد حتى نكون من هؤلاء
ـ[عبد الله بن حميد الفلاسي]ــــــــ[14 Feb 2005, 08:02 ص]ـ
يداً بيد حتى نكون من هؤلاء
إعداد
عبد الله بن حميد الفلاسي
اضغط هنا لتحميل المقال على ملف وورد ( http://www.sahab.ws/3431/data/yadnbyad.zip)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد:
ما من مسلمٍ ومسلمة إلا ويتمنى أن يسمع كلمة تفرحه، وتزيل عنه هموم الدنيا التي أتعبته طول حياته، ويعمل في هذه الدنيا لأجل أن يسمعها.
ولكن يا تُرى هل سيسمعها؟
وممن سيسمعها؟!
وفي أي وقت سيسمعها؟!
إنها كلمة من رب العالمين، كلمة سيسمعها يوم الفصل بين العباد، كلمة يطير من يسمعها فرحاً، ويتمنى المسلم أن يسمعها الناس، كما يتمنى أن تقال لكل مسلم.
إنها قوله سبحانه وتعالى: «يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ»
لا أستطيع أن أتخيل حالي وحال كل من سيسمعها –أسأل الله أن يجعلنا ممن تُقال لهم–.
ولكن!!
لابد لنا أن نعرف أوصاف من ستقال له هذه الكلمات؟
وما هي شروطها؟ وكيف نستطيع تحقيقها؟
الجواب:
سنجدها في الآية التي بعد الآية التي ذكرناها،
وهي قوله تعالى: «الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ».
إذاً أوصافهم أنهم آمنوا بآيات الله، أي: آمنت قلوبهم وبواطنهم لله سبحانه وتعالى، وآمنوا بآيات الله تصديقاً بها، ويكون ذلك بالعلم بمعناها والعمل بمقتضاها.
ومن أوصافهم أنهم مسلمين لله، أي: منقادين في جوارحهم وظواهرهم لشرع الله، فجمعوا بين الاتصاف بعمل الظاهر والباطن.
فيا أيها القارئ الكريم، تخيل معي هذا الموقف المخيف، تخيل يوم ينادي المنادي بين الخلائق في عرصات القيامة، «يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ» فالكل في هذه اللحظات العصيبة يتمنى أن يكون ممن تقال له هذه الكلمات، بل إن الجميع يقول نحن من عبادك، فيقال لهم «الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ»، فيفرح الذين آمنوا؛ لأنهم استحقوها بإيمانهم، وإخلاصهم، وصدقهم مع الله.
تأمل معي هذه الآيات السابقة، هل إيماننا صادق مع الله؟ هل نحن ممن يعمل بما علم؟ هل نحن منقادون لشرع لله في ظاهرنا وباطننا؟
لماذا نجد في أنفسنا الضعف والتكاسل في تنفيذ أوامر الله؟ أليس من العيب علينا أن نتصف بالإسلام ونحن مقصرين في حقوقه وواجباته؟
لماذا إذا سمعنا نداء الصلاة ((حي على الصلاة، حي على الفلاح)) نذهب إلى الصلاة متكاسلين ... متأخرين؟ أليس عيبٌ علينا هذا الأمر؟
كيف يهنئ لنا بالٌ ونحن نسمع النداء ولا نذهب إلى الصلاة؟ كيف سنواجه ربنا وهذا حالنا؟ ماذا ستكون إجابتنا؟ وما هي أعذرنا؟
تأمل معي أخي الكريم قصة حنظلة بن أبي عامر رضي الله عنه، فهي من القصص العجيبة للصحابة وسرعة تنفيذهم لأوامر النبي صلى الله عليه وسلم، فحنظلة رضي الله عنه لما سمع داعي الجهاد، أجابه وكان جنباً، ولم يعط نفسه وقتاً ليتغسل خشية أن يتأخر عن الإجابة، فقال عنه النبي صلى الله عليه وسلم عندما استشهد: «إِنَّ صَاحِبَكُمْ تَغْسِلُهُ الْمَلاَئِكَةُ فَاسْأَلُوا صَاحِبَتَهُ».
وهذا أبو هُرَيْرَةَ رضى الله عنه يقول: «أَوْصَانِى خَلِيلِى بِثَلاَثٍ لاَ أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ صَوْمِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلاَةِ الضُّحَى، وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ». تأمل قوله لا أدعهن حتى أموت مع أنها من نوافل الطاعات فلله درهم من رجال أفذاذ.
ولم يكن هذا هو حال الرجال فقط بل كان نساؤهم كذلك فعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ لَمَّا نَزَلَتْ (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ) خَرَجَ نِسَاءُ الأَنْصَارِ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِهِنَّ الْغِرْبَانُ مِنَ الأَكْسِيَةِ. رواه أبو داود فالمرأة عزها بحجابها, وأمرها الله بستر عورتها عن الناس والمرأة كلها عورة. وقد أخل كثير من نسائنا بهذا الأدب الواجب والله المستعان.
لقد كان نساء الصحابة رضي الله عنهن من أتقى النساء وأرجحهن عقلا وفي جيل الصفوة والطهر وفي خير القرون ومع ذلك التزمن أمر الله تعالى بالحجاب ونحن في هذا الزمن المتأخر الذي كثرت فيه الفتن تخلت فيه المرأة عن حجابها وخرجت في لباس مبتذل والله المستعان.
فلماذا نرى كثيرٌ من بنات الإسلام في هذا الزمان ابتعدوا عن تعاليم الإسلام التي تدعوهن إلى الحشمة والتستر والعفاف؟ فما بال هذه الجوهرة والدرة المصونة أصبحت لعبه في أيدي العابثين الطامعين!!
لماذا نرى بعض الأباء والأمهات اهتمامهم مقصورٌ على دراسة الأبناء وتعلمهم اللغات الأجنبية، وغفلوا عن تعلم القرآن الكريم واللغة العربية، وإذا حان وقت الصلاة نجد البعض لا يأمر أبنائه وبناته بالصلاة، بل تجد بعض الأباء والأمهات لا يصلون؟!
ألم يعلموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مروهم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر).
أيعقل هذا الحال؟! أيعقل أن يكون الإسلام على جانبٍ من حياتنا اليومية؟
ولهذا لابد أن نغير من حياتنا، لابد أن نبدأ من جديد، نعاهد أنفسنا، بأن نكون مميزين، وكيف نحقق التميز؛ إلا بتمسكنا بالإسلام، وتعاليمه.
لابد أن نبدأ من الآن، وها هي يدي أضعها بيدك، لكي تساعدني وأساعدك، ونقف أمام الجميع، ونقول: بالإسلام الحقيقي نكون في المقدمة، وبالإسلام الحقيقي يتحقق النصر، وبالإسلام الحقيقي تذهب الهموم والغموم، وبالإسلام الحقيقي نكون سعداء للأبد.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
وكتب
عبد الله بن حميد الفلاسي
5/محرم/1426هـ - 14/ 2/2005م
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Feb 2005, 09:40 ص]ـ
شكر الله لك - أخي عبدالله - على هذا الموضوع المؤثر
ولو جُمعت الآيات التي ذكر فيها هذا الجزاء العظيم {لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} لعلم منها الأوصاف التي تنال بها هذه الكرامة الجليلة. والآيات هي:
{فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} (البقرة: من الآية38)
{مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} (البقرة: من الآية62)
{بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} (البقرة:112)
{الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنّاً وَلا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} (البقرة:262)
{الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} (البقرة:274)
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} (البقرة:277)
{فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} (الأنعام: من الآية48)
{فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} (لأعراف: من الآية35)
{أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} (يونس:62)
{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} (الاحقاف:13)
ـ[عبد الله بن حميد الفلاسي]ــــــــ[15 Feb 2005, 07:09 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم على هذه الإضافة والأمر كان في البال، ولكن رغبة في الاختصار وعدم الاطالة.(/)
وقفات مع حج بيت الله
ـ[الازهري المصري]ــــــــ[20 Feb 2005, 03:18 ص]ـ
ولنا مع الحج وقفات
هذه العبادة التي تغفر الذنب والتي يعود معها الإنسان كما ولدته أمه
هذه العبادة التي فيها من العبر ما فيها
فمن بدايتها إلى نهايتها تحتاج إلى وقفات
فمنذ أن يترك الإنسان أهله ذاهبا ومقتصدا بيت الله الخرام ثم الإحرام ومعانيه
ثم ترك المخيط والطيب وما فيه من التواضع الذي لا يكون إلا لله
ثم ذاك المشهد الرائع الذي لا يشبههه إلا مشهد الحشر الجميع في ملبس واحد وقصد واحد وحول بيت واحد ولهم آله واحد وكتابهم واحد ورسولهم واحد وكتابهم واحد وهدفهم واحد
هدفهم الفوز برضا الملك
جاءوا يقولون لبيك ربنا لبيك
وكيف لا وقد منحنا من النعم والفضل ما لا نعده ولا نحصيه
ونبدأ مع الوداع
يودع الإنسان أهله وماله وولده وبلده متوجها وقاصدا بيت الله الحرام
يترك كل هذا من أجل رب العالمين
وكأنه ينفذ يقوله تعالى: قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [التوبة: 24]
وكأنه يقول: أي رب تركت كل هذا من أجلك وأتيتك ملبيا
رب فمنّ عليّ بمغفرة لذنوبي يا رب العالمين
ثم الإحرام وفيه ما فيه
يمتنع الحاج عن مس الطيب وعن لبس المخيط وعن حلق شعره
هاهو يمتنع عن ما أحل الله
فكيف به يأتى ما حرم الله بعد ذلك
ثم الطواف والذكر
وهاهو يلبي نداء ربه
لبيك ربي لبيك
لبيك لا شريك لك
جئتك رب لأحمدك وأشكرك وأذكرك
وهاهنا امتثل لأمرك وأطوف كما أمرتني
وهنا نرى مع الحجر الأمر العجاب
نطوف بحجر ونقبل حجر ونرجم الحجر بالحجر
فما فضل هذا الحجر على ذاك!!
إنه الأمر الرباني
أنه من قال عنه: لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ [الأنبياء: 23]
ومادام الأمر من الله فعلينا النقياد والتسليم
بل أن اسم العبادة ذاته لنا معه وقفة
اسمها حج
والحج في اللغة القصد
ما الذي تقصده بالطواف حول الحجر او تقبيل الحجر او رجم الحجر بالحجر
الذي نقصده جميعا هو رضا رب الحجر والناس رب الشجر والورق والمطر رب كل شيء ومليكه
ولنا في النحر العجب العجاب
وفيه استعادة لمشهد إبراهيم وإسماعيل
جاءه إبراهيم ليقول له يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال ياأبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين
وهنا قمة الانقياد والاستسلام لرب العالمين
ولكن هذا الخليل قد حُرم الولد طيلة ثمانين عاما
ولما جاءه الولد أمره الله بذبحه
فهل له أن يتراجع مع أن الجميع يعلم غلاوة الابن وأضف إلى ذلك مجيئه بعد الثمانين
ولكن الأمر صدر من رب العالمين
لذا وجب التنفيذ
ثم السعي بين الصفا والمروة
وهو موقف أمنا هاجر وهي تبحث عن الماء لإنقاذ ولدها من الجوع القاتل
فاستنفذت الأسباب وتوكلت على ربها وخالقها فكان الجزاء من رب العالمين
إنه ماء زمزم الذي ما زلنا نشرب منه حتى الآن
ثم الوقوف على جبل عرفة الوقوف والإفاضة من عليها والذنوب قد ذهبت مع غروب يوم عرفة
وما أجملها إفاضة وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نترك عرفات ويعتقد أحدنا أن عليه ذنب
ولو استعرضنا مشاهد الحج لربطنها بمشاهد القيامة
الجميع في ثياب واحدة وفي محشر واخد لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى
ثم الوداع
وداع البيت
وداع مكة
يعود الحاج وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه
يعود كيوم ولدته أمه
فهل له أن يغتنم تلك المغفرة
فهل لأله أن ينهل من غفران ربه
هل يعود كما كان ويصبح حجه كما لو كان رحلة او فسحة
ام يعود وقد اعتبر وقد علم ان الامر عظيم وان العمرقصير
اللهم وقفنا لحج بيتك الحرام اللهم آمين(/)
عضو جديد
ـ[عبدالرحمن العامر]ــــــــ[22 Feb 2005, 09:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يسعدني ويشرفني المشاركة في هذا المنتدى المبارك مع هذه الثلة المباركة وفقنا الله وإياكم لمايحب ويرضى.
أخوكم المحب:
عبدالرحمن العامر
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[22 Feb 2005, 10:00 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً ومرحباً بك ضيفاً عزيزاً ومشاركاً مفيداً
ـ[الازهري المصري]ــــــــ[22 Feb 2005, 10:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بك أخي الحبيب بيننا وبإذن الله مفيدا ومستفيدا
أخوك المحب لك في الله الازهري
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[23 Feb 2005, 01:15 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً بك أخي الفاضل عبد الرحمن، وستجد هذا الملتقى دوحةً غناء، ذات ثمرات يانعة، فارْتَعْ ثَمَّ.
تقبل وِدّي القلبي.(/)
أول محرك بحث للقرآن الكريم والسنة النبوية
ـ[عادل التركي]ــــــــ[23 Feb 2005, 06:30 م]ـ
(الأوفى) أول محرك بحث للقرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة ( http://www.alawfa.com/index.php)
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[24 Feb 2005, 08:51 م]ـ
جزاك الله خيراً، والموقع مهم خاصة للباحثين وطلبة العلم.
ـ[عادل التركي]ــــــــ[02 Mar 2005, 06:12 ص]ـ
بارك الله فيك
وشكراً على مرورك
نفعني الله به وإياك والإخوة جميعا(/)
سبب إقبال الخلق على علم الخلاف وتفصيل آفات المناظرة والجدل وشروط إباحتها
ـ[سلسبيل]ــــــــ[24 Feb 2005, 01:24 م]ـ
توطئة لابد منها
ما أشد حاجتنا اليوم إلى توحيد طاقات علمائنا فيما ينفع الأمة ويوحد كلمتها - والبعد عن المناظرات وتدبيج الكلام بما لا نفع فيه أو الخوض في مناظرات لاطائل منها ولا تمت بأي صلة لواقع الأمة وما تعيشة وكأن المهتمين بذلك في عالم غير العالم وهمٍّ غير الهم -فلئن توحدت كلمة العلماء فلعمري أي شقاق نخشى؟! ولئن تفرقت فأي وحدة نرجو بعدها؟ فالأمة ستعود لعزها يوم أن يعود العلماء لسلطانهم ويعودوا علماء ربانيين "لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله "
وأول طريق عودتهم هو تجريدهم هذا العلم لله تعالى والعمل به ثم ترك الجدل وحب الظهور والمناظرات والخلاف مما ابتلي به كثير من العلماء إلا من رحم ربي ولأن هذا الضرب من التناظر المذموم والجدل مما عمت به البلوى واستفحل الخطب سواء في المعاهد والكليات أو مجالس العلم والملتقيات بل حتى في المنتديات ولا نبالغ بالقول إنه أصبح السمة والمعلَم البارز للتجمعات العلمية ... فصرنا لا نخرج من تجمعاتنا – في الغالب – إلا بزيادة الخرق وتوسيع هوة الخلاف، قال تعالى: " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم "
ولأننا في مركب واحد ونجاة العلماء نجاتنا جميعا
وغرقهم غرق للأمة بأسرها ولأنه رب مبلغ أوعى من سامع ... فإنني أسوق أسباب إقبال الخلق على علم الخلاف وتفصيل آفات المناظرة والجدل وشروط إباحتها من كتاب إحياء علوم الدين لأبو حامد الغزالي وقد نقلتها بتصرف وإيجاز .... لما رأيت من أهميتها وحاجتنا لها.
ولا يعرضن أحد عن الحق لمجرد أنه ظهر على لسان هذا العالم أو ذاك .... ولنقرأ الكلمات لا الهفوات السابقات
ولنتدبر المعاني لا الأسامي.
*********************
سبب إقبال الخلق على علم الخلاف وتفصيل آفات المناظرة والجدل وشروط إباحتها " بتصرف "
أولا: سبب إقبال الخلق على علم الخلاف وبداية ظهوره
" اعلم أن الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم تولاها الخلفاء الراشدون المهديون وكانوا أئمة علماء بالله تعالى فقهاء في أحكامه وكانوا مستقلين بالفتاوى في الأقضية فكانوا لا يستعينون بالفقهاء إلا نادرا في وقائع لا يستغنى فيها عن المشاورة فتفرغ العلماء لعلم الآخرة وتجردوا لها وكانوا يتدافعون الفتاوى وما يتعلق بأحكام الخلق من الدنيا وأقبلوا على الله تعالى بكنه اجتهادهم كما نقل من سيرهم فلما أفضت الخلافة بعدهم إلى أقوام تولوها بغير استحقاق ولا استقلال بعلم الفتاوى والأحكام اضطروا إلى الاستعانة بالفقهاء وإلى استصحابهم في جميع أحوالهم لاستفتائهم في مجاري أحكامهم وكان قد بقي من علماء التابعين من هو مستمر على الطراز الأول وملازم صفو الدين ومواظب على سمت علماء السلف فكانوا إذا طلبوا هربوا وأعرضوا فاضطر الخلفاء إلى الإلحاح في طلبهم لتولية القضاء والحكومات فرأى أهل تلك الأعصار عز العلماء وإقبال الأئمة والولاة عليهم مع إعراضهم عنهم فاشرأبوا لطلب العلم توصلا إلى نيل العز ودرك الجاه من قبل الولاة فأكبوا على علم الفتاوى وعرضوا أنفسهم على الولاة وتعرفوا إليهم وطلبوا الولايات والصلات منهم فمنهم من حرم ومنهم من أنجح والمنجح لم يخل من ذل الطلب ومهانة الابتذال فأصبح الفقهاء بعد أن كانوا مطلوبين طالبين وبعد أن كانوا أعزة بالإعراض عن السلاطين أذلة بالإقبال عليهم إلا من وفقه الله تعالى في كل عصر من علماء دين الله وقد كان أكثر الإقبال في تلك الأعصار على علم الفتاوى والأقضية لشدة الحاجة إليها في الولايات والحكومات ثم ظهر بعدهم من الصدور والأمراء من يسمع مقالات الناس في قواعد العقائد ومالت نفسه إلى سماع الحجج فيها فعلمت رغبته إلى المناظرة والمجادلة في الكلام فأكب الناس على علم الكلام وأكثروا فيه التصانيف ورتبوا فيه طرق المجادلات واستخرجوا فنون المناقضات في المقالات وزعموا أن غرضهم الذب عن دين الله والنضال عن السنة وقمع المبتدعة كما زعم من قبلهم أن غرضهم بالاشتغال بالفتاوى الدين وتقلد أحكام المسلمين إشفاقا على خلق الله ونصيحة لهم ثم ظهر بعد ذلك من الصدور من لم يستصوب الخوض في الكلام وفتح باب المناظرة فيه لما كان قد تولد من فتح بابه من التعصبات الفاحشة
(يُتْبَعُ)
(/)
والخصومات الفاشية المفضية إلى إهراق الدماء وتخريب البلاد ومالت نفسه إلى المناظرة في الفقه وبيان الأولى من مذهب الشافعي وأبي حنيفة رضي الله عنهما على الخصوص فترك الناس الكلام وفنون العلم وانثالوا على المسائل الخلافية بين الشافعي وأبي حنيفة على الخصوص وزعموا أن غرضهم استنباط دقائق الشرع وتقرير علل المذهب وتمهيد أصول الفتاوى وأكثروا فيها التصانيف والاستنباطات ورتبوا فيها أنواع المجادلات والتصنيفات وهم مستمرون عليه إلى الآن فهذا هو الباعث على الإكباب على الخلافيات والمناظرات لا غير ولو مالت نفوس أرباب الدنيا إلى الخلاف مع إمام آخر من الأئمة أو إلى علم آخر من العلوم لمالوا أيضا معهم ولم يسكنوا عن التعلل بأن ما اشتغلوا به هو علم الدين وأن لا مطلب لهم سوى التقرب إلى رب العالمين. و التلبيس في تشبيه هذه المناظرات بمشاورات الصحابة ومفاوضات السلف و اعلم أن هؤلاء قد يستدرجون الناس إلى ذلك بأن غرضنا من المناظرات المباحثة عن الحق ليتضح فإن الحق مطلوب والتعاون على النظر في العلم وتوارد الخواطر مفيد ومؤثر هكذا كان عادة الصحابة رضي الله عنهم في مشاوراتهم.
ثم ذكر شروط وعلامات طلب الحق وهي (بايجاز)
1 - أن لا يشتغل به وهو من فروض الكفايات من لم يتفرغ من فروض الأعيان
2 - أن لا يرى فرض كفاية أهم من المناظرة فإن رأى ما هو أهم وفعل غيره عصى بفعله .......... وربما يكون المناظر في مجلس مناظرته مشاهدا للحرير ملبوسا ومفروشا وهو ساكت ويناظر في مسألة لا يتفق وقوعها قط وإن وقعت قام بها جماعة من الفقهاء ثم يزعم أنه يريد أن يتقرب إلى الله تعالى بفروض الكفايات وقد روى أنس رضي الله عنه أنه قيل يا رسول الله متى يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال عليه السلام إذا ظهرت المداهنة في خياركم والفاحشة في شراركم وتحول الملك في صغاركم والفقه في أراذلكم حديث أنس قيل يا رسول الله متى يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الحديث أخرجه ابن ماجه بإسناد حسن
3 - أن يكون المناظر مجتهدا يفتي برأيه لا بمذهب الشافعي وأبي حنيفة وغيرهما حتى إذا ظهر له الحق من مذهب أبي حنيفة ترك ما يوافق رأي الشافعي وأفتى بما ظهر له
4 - الرابع أن لا يناظر إلا في مسألة واقعة أو قريبة الوقوع غالبا
فإن الصحابة رضي الله عنهم ما تشاوروا إلا فيما تجدد من الوقائع أو ما يغلب وقوعه كالفرائض ولا نرى المناظرين يهتمون بانتقاد المسائل التي تعم البلوى بالفتوى فيها بل يطلبون الطبوليات التي تسمع فيتسع مجال الجدل فيها كيفما كان الأمر وربما يتركون ما يكثر وقوعه ويقولون هذه مسألة خبرية أو هي من الزوايا فمن العجائب أن يكون المطلب هو الحق ثم يتركون المسألة لأنها خبرية ومدرك الحق فيها هو الإخبار أو لأنها ليست من الطبول فلا نطول فيها الكلام والمقصود في الحق أن يقصر الكلام ويبلغ الغاية على القرب لا أن يطول
5 - أن تكون المناظرة في الخلوة أحب إليه وأهم من المحافل وبين أظهر الأكابر والسلاطين
6 - أن يكون في طلب الحق كناشد ضالة لا يفرق بين أن تظهر الضالة على يده أو على يد من يعاونه ويرى رفيقه معينا لا خصما ويشكره إذا عرفه الخطأ وأظهر له الحق أن امرأة ردت على عمر رضي الله عنه ونبهته على الحق وهو في خطبته على ملإ من الناس فقال أصابت امرأة وأخطأ رجل .. فانظر إلى مناظري زمانك اليوم كيف يسود وجه أحدهم إذا اتضح الحق على لسان خصمه وكيف يخجل به وكيف يجهد في مجاحدته بأقصى قدرته وكيف يذم من أفحمه طول عمره ثم لا يستحي من تشبيه نفسه بالصحابة رضي الله عنهم في تعاونهم على النظر في الحق
7 - أن لا يمنع معينه في النظر من الانتقال من دليل إلى دليل ومن إشكال إلى إشكال فهكذا كانت مناظرات السلف ويخرج من كلامه جميع دقائق الجدل المبتدعة فيما له وعليه كقوله هذا لا يلزمني ذكره ولا خلاف أن إظهار ما علم من علوم الدين بعد السؤال عنه واجب لازم فمعنى قوله لا يلزمني أي في شرع الجدل الذي أبدعناه بحكم التشهي والرغبة في طريق الاحتيال والمصارعة بالكلام لا يلزمني وإلا فهو لازم بالشرع فإنه بامتناعه عن الذكر إما كاذب وإما فاسق
(يُتْبَعُ)
(/)
8 - أن يناظر من يتوقع الاستفادة منه ممن هو مشتغل بالعلم والغالب أنهم يحترزون من مناظرة الفحول والأكابر خوفا من ظهور الحق على ألسنتهم فيرغبون فيمن دونهم طمعا في ترويج الباطل عليهم.
ثم علق إجمالا على ماسبق بقوله " واعلم بالجملة أن من لا يناظر الشيطان وهو مستول على قلبه وهو أعدى عدو له ولا يزال يدعوه إلى هلاكه ثم يشتغل بمناظرة غيره في المسائل التي المجتهد فيها مصيب أو مساهم للمصيب في الأجر فهو ضحكة الشيطان وعبرة للمخلصين "
وقوله " فكذلك من غلب عليه حب الإفحام والغلبة في المناظرة وطلب الجاه والمباهاة دعاه ذلك إلى إضمار الخبائث كلها في النفس وهيج فيه جميع الأخلاق المذمومة "
بيان آفات المناظرة وما يتولد منها من مهلكات الأخلاق
1 - الحسد، ولا ينفك المناظر عن الحسد فإنه تارة يغلب وتارة يغلب وتارة يحمد كلامه وأخرى يحمد كلام غيره فما دام يبقى في الدنيا واحد يذكره بقوة العلم والنظر أو يظن أنه أحسن منه كلاما وأقوى نظرا فلا بد أن يحسده ويحب زوال النعم عنه وانصراف القلوب والوجوه عنه إليه.
2 - التكبر والترفع على الناس، ولا ينفك المناظر عن التكبر على الأقران والأمثال والترفع إلى فوق قدره حتى إنهم ليتقاتلون على مجلس من المجالس يتنافسون فيه في الارتفاع والانخفاض والقرب من وسادة الصدر والبعد منها والتقدم في الدخول عند مضايق الطرق.
3 - الحقد فلا يكاد المناظر يخلو عنه، ولا ترى مناظرا يقدر على أن لا يضمر حقدا على من يحرك رأسه من كلام خصمه ويتوقف في كلامه فلا يقابله بحسن الإصغاء بل يضطر إذا شاهد ذلك إلى إضمار الحقد وتربيته في نفسه وغاية تماسكه الإخفاء بالنفاق ويترشح منه إلى الظاهر لا محالة في غالب الأمر بل لو صدر من خصمه أدنى سبب فيه قلة مبالاة بكلامه انغرس في صدره حقد لا يقلعه مدى الدهر إلى آخر العمر.
4 - الغيبة وقد شبهها الله بأكل الميتة ولا يزال المناظر مثابرا على أكل الميتة فإنه لا ينفك عن حكاية كلام خصمه ومذمته وغاية تحفظه أن يصدق فيما يحكيه عليه ولا يكذب في الحكاية عنه فيحكي عنه لا محالة ما يدل على قصور كلامه وعجزه ونقصان فضله وهو الغيبة.
5 - تزكية النفس قال الله سبحانه وتعالى فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى وقيل لحكيم ما الصدق القبيح فقال ثناء المرء على نفسه ولا يخلو المناظر من الثناء على نفسه بالقوة والغلبة والتقدم على الأقران ولا ينفك في أثناء المناظرة عن قوله لست ممن يخفى عليه أمثال هذه الأمور وأنا المتفنن في العلوم والمستقل بالأصول وحفظ الأحاديث وغير ذلك مما يتمدح به تارة على سبيل الصلف وتارة للحاجة إلى ترويج كلامه ومعلوم أن الصلف والتمدح مذمومان شرعا وعقلا.
6 - التجسس وتتبع عورات الناس وقد قال تعالى ولا تجسسوا والمناظر لا ينفك عن طلب عثرات أقرانه وتتبع عورات خصومه حتى إنه ليخبر بورود مناظر إلى بلده فيطلب من يخبر بواطن أحواله ويستخرج بالسؤال مقابحه حتى يعدها ذخيرة لنفسه في إفضاحه وتخجيله إذا مست إليه حاجة حتى إنه ليستكشف عن أحوال صباه وعن عيوب بدنه فعساه يعثر على هفوة أو على عيب به.
7 - الفرح لمساءة الناس والغم لمسارهم ومن لا يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه فهو بعيد من أخلاق المؤمنين فكل من طلب المباهاة بإظهار الفضل يسره لا محالة ما يسوء أقرانه وأشكاله الذين يسامونه في الفضل ويكون التباغض بينهم كما بين الضرائر.
8 - النفاق فلا يحتاج إلى ذكر الشواهد في ذمه وهم مضطرون إليه فإنهم يلقون الخصوم ومحبيهم وأشياعهم ولا يجدون بدا من التودد إليهم باللسان وإظهار الشوق والاعتداد بمكانهم وأحوالهم ويعلم ذلك المخاطب والمخاطب وكل من يسمع منهم أن ذلك كذب وزور ونفاق وفجور فإنهم متوددون بالألسنة متباغضون بالقلوب نعوذ بالله العظيم منه فقد قال صلى الله عليه وسلم إذا تعلم الناس العلم وتركوا العمل وتحابوا بالألسن وتباغضوا بالقلوب وتقاطعوا في الأرحام لعنهم الله عند ذلك فأصمهم وأعمى أبصارهم .. الحديث أخرجه الطبراني من حديث سلمان بإسناد ضعيف رواه الحسن.
(يُتْبَعُ)
(/)
9 - الاستكبار عن الحق وكراهته والحرص على المماراة فيه حتى إن أبغض شيء إلى المناظر أن يظهر على لسان خصمه الحق ومنهما ظهر تشمر لجحده وإنكاره بأقصى جهده وبذل غاية إمكانه في المخادعة والمكر والحيلة لدفعه حتى تصير المماراة فيه عادة طبيعية فلا يسمع كلاما إلا وينبعث من طبعه داعية الاعتراض عليه حتى يغلب ذلك على قلبه في أدلة القرآن وألفاظ الشرع فيضرب البعض منها بالبعض والمراء في مقابلة الباطل محذور إذ ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ترك المراء بالحق على الباطل قال صلى الله عليه وسلم من ترك المراء وهو مبطل بنى الله له بيتا في في ربض الجنة ومن ترك المراء وهو محق بنى الله له بيتا في أعلى الجنة حديث من ترك المراء وهو مبطل الحديث أخرجه الترمذي وابن ماجه من حديث أنس مع اختلاف قال الترمذي حسن.
10 - الرياء وملاحظة الخلق والجهد في استمالة قلوبهم وصرف وجوههم والرياء هو الداء العضال الذي يدعو إلى أكبر الكبائر.
ثم ذكر أن هناك آفات أخرى متولدة عن هذه الآفات مثل:
الأنفة والغضب والبغضاء والطمع وحب طلب المال والجاه للتمكن من الغلبة والمباهاة والأشر والبطر وتعظيم الأغنياء والسلاطين والتردد إليهم والأخذ من حرامهم والتجمل بالخيول والمراكب والثياب المحظورة والاستحقار للناس بالفخر والخيلاء والخوض فيما لا يعني وكثرة الكلام وخروج الخشية والخوف والرحمة من القلب واستيلاء الغفلة عليه حتى لا يدري المصلي منهم في صلاته ما صلى وما الذي يقرأ ومن الذي يناجيه ولايحس بالخشوع من قلبه مع استغراق العمر في العلوم التي تعين في المناظرة مع أنها لا تنفع في الآخرة من تحسين العبارة وتسجيع اللفظ وحفظ النوادر إلى غير ذلك من أمور لا تحصى والمناظرون يتفاوتون فيها على حسب درجاتهم ولهم درجات شتى ولا ينفك أعظمهم دينا وأكثرهم عقلا عن جمل من مواد هذه الأخلاق وإنما غايته إخفاؤها ومجاهدة النفس بها.
ثم يختتم بقوله ..... ". وبالجملة هي لازمة لكل من يطلب بالعلم غير ثواب الله تعالى في الآخرة فالعلم لا يهمل العالم بل يهلكه هلاك الأبد أو يحييه حياة الأبد ولذلك قال صلى الله عليه وسلم أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لا ينفعه الله بعلمه فلقد ضره مع أنه لم ينفعه وليته نجا منه رأسا برأس وهيهات هيهات فخطر العلم عظيم وطالبه طلب الملك المؤبد والنعيم السرمد فلا ينفك عن الملك أو الهلك "
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Feb 2005, 01:08 م]ـ
موضوع جدير بالتأمل، جزاك الله خيراً.(/)
نفسك اولا:
ـ[ tafza] ــــــــ[27 Feb 2005, 03:00 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
نفسك اولا:
الميدان الاول هو انفسكم فان قدرتم عليها كنتم على غيرها اقدر
وان خانتكم فيها كنتم على غيرها اعجز فبادروا بالجهاد مع
انفسكم اولا .. ؟
مع ان اعداء الاسلام كثيرون ومع ان الاسلحة التي يملكونها عديدة
ومتطورة لكني لا اخشاهم على الاسلام بقدر ما اخشى عليه من المسلمين
الجاهلين، والعالمين غير العاملين، والعاملين غير المخلصين ..
فتدين الجاهل لا يكسبه الاخرة ولا ينفعه في الدنيا،
وعلم المرائى اخطر على الاسلام من اسلحة غير المسلمين .. ؟
والذين جفت في قلوبهم ينابع التقوى ودنت في ارواحهم درجات الامان
وقصرت عقولهم عن استيعاب مشاكل العصر وعلومه هؤلاء فروا بتدينهم
الاجوف جماعات عن مواجهة العصر نتيجة قصور في
اذهانهم او معارفهم او ضعف وخور في عقائدهم .. ؟
كثير ما يحدث خلط بين تجارب المسلمين وبين الدين الاسلامي فتلقى تبعات
وتطبيقات المسلمين على الاسلام.
ويتهم في مثله العليا وقيمه السامية بسبب سوء نية او سوء فهم.
وان اسوأ هذه المزاعم والمفاهيم الخاطئة تحويل الخلافات السياسية الى
خلافات دينية حتى تجاوز الامر الى حد التكفير الديني فتشوهت اذهان
الجاهلين. اضطربت قلوب ضعاف الايمان.وخلا الجو لاعداء الاسلام كي يكيلوا
الامر الواحد بمكيالين. ويزنونه بميزانين. وينسبوا مرض المريض الى دواء
لم يصفه له الطبيب. على ان علاج الامراض التي تصيب المجتمع اي
مجتمع انما تعالج بادوائها؟ ..
فمن رسالة النبي صلى الله عليه وسلم:
نعلم ان لا وصاية ولا سلطة لاحد على الدين الاسلامي من بعد الرسول
(اليوم اكملت لكم دينكم).
وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم:
يملك سلطة التبليغ واداء الرسالة. وليس لاحد من بعده ان يدعي سلطة
على الدين.
فاذا اردنا ان نقيس الامور بمقاييسها فعلينا ان (نعرف الحق كي نعرف
اهله). فاذا عرفنا حقيقة الاسلام عرفنا من هم المسلمون.
واذا قصرنا في معرفته اخطأنا في الحكم على من هو المسلم؟ ..
والقاصرون اذا شعروا بهوانهم على الناجحين وعجزهم عن بلوغ فضيلة
النجاح. اجهدوا انفسهم للنيل من الفضيلة واهلها خشية ان يدانوا
بها. وان يطالبوا بالاتيان بمثلها. وهذا مطلب عسير عليهم.
لذلك فهم ينسبون الرذيلة لاهل هذه الفضيلة عجزا منهم عن اصلاح
انفسهم.
اذن فالاسلام بريء من القصور الذي يعاني منه القاصرون وادعياء الاسلام. ولكن طبع كل عاجز ان يكره القادرين.
كما ان الجاهل يزري العلم ويصور الجهل منفعه. والبخيل يصور الكرم
اسرافا. دفعا للمشقة وايثارا للسلامة؟ ..
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه اجمعين(/)
سؤال عن عصمة الأنبياء؟
ـ[علي الريعان]ــــــــ[28 Feb 2005, 12:04 م]ـ
يسأل الكثير من الجهلة و الأعداء:
إذا كان الأنبياء و الرسل معصومين في الإسلام!!!
فلماذا أخطأ الرسل كلهم عليهم السلام (إلا ابن مريم عليهما السلام) بأخطاء متفاوتة؟؟؟
و حتى سيدهم الأمين عليه أفضل الصلاة و السلام:
+++ أخطأ في تأبير النخل!!!
+++ و أخطأ في أن عبس و تولى عن الأعمى ابن أم مكتوم!!!
فلماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إذا قال قائل:
هم معصومون من الأخطاء الشرعية!!!
فسوف أسأله:
لماذا إذا:
قال تعالى في سورة الحج:
{{و ما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته و الله عليم حكيم}} آية ((52))!!!
لماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
منقول.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 Feb 2005, 04:58 م]ـ
"فوكزه موسى" هل ارتكب موسى كبيرة؟ وهل هي عمد أم خطأ؟؟؟ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2121&highlight=%DA%D5%E3%C9+%C7%E1%C3%E4%C8%ED%C7%C1)
أبناء يعقوب عليه السلام أنبياء!! فكيف حصل منهم هذا؟!! ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2596&highlight=%DA%D5%E3%C9+%C7%E1%C3%E4%C8%ED%C7%C1)
ـ[علي الريعان]ــــــــ[01 Mar 2005, 09:20 ص]ـ
"فوكزه موسى" هل ارتكب موسى كبيرة؟ وهل هي عمد أم خطأ؟؟؟ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2121&highlight=%DA%D5%E3%C9+%C7%E1%C3%E4%C8%ED%C7%C1)
أبناء يعقوب عليه السلام أنبياء!! فكيف حصل منهم هذا؟!! ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2596&highlight=%DA%D5%E3%C9+%C7%E1%C3%E4%C8%ED%C7%C1)
جزاك الله خير الجزاء على تفضلك الرد المفيد.(/)
أبحث عن كتب معاصرة تناولت التاريخ الاسلامي
ـ[عبدالله حسن]ــــــــ[01 Mar 2005, 02:54 ص]ـ
أبحث عن كتاب يعرض التاريخ الاسلامي منذ بعثة الرسول عليه الصلاة و السلام الى الوقت المعاصر فهل من اقتراحات؟ و مارايكم في سلسلة التاريخ الاسلامي لمحمود شاكر؟(/)
الطريق إلى السعادة بالهموم
ـ[عبد الله بن حميد الفلاسي]ــــــــ[01 Mar 2005, 08:34 ص]ـ
الطريق إلى السعادة بالهموم
إعداد
عبد الله بن حميد الفلاسي
بسم الله الرحمن الرحيم
إن من مشاكل هذا الزمان، ويبحث الناس عن علاجها، هي الهموم.
الهموم أمرها مزعج إذا حلت بقلب الإنسان.
الهموم من أثقل الأنكاد.
الهموم نار تستعر في القلوب.
الهموم حرقة تضطرم بها الأكباد.
أيها القارئ الكريم:
الدنيا طبيعتها المعاناة والمقاساة، فالإنسان حزين على ما مضى، مهموم بما يستقبل، مغموم في الحال، كما دل عليه قول الحق تعالى: ((لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ)).
أليست الدنيا دار هموم؟
ولكن نقول لكل مسلمٍ ومسلمة:
((وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)).
لا تكره المكروه عند حلوله ****** إن العواقب لم تزل متباينة
كم نعمة لا يستهان بشكرها ***** لله في طي المكاره كامنة
لماذا الحزن والضيق بسبب الهموم؟
لماذا لا نكون سعداء بهذه الهموم والغموم والمصائب؟
ولكن كيف نكون سعداء بهذه الهموم؟
تعال معي أيها القارئ الكريم لأدلك على طريق السعادة وأنت مصاب بالهموم:
الطريق الأول إلى السعادة بالهموم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلا وَصَبٍ وَلا هَمٍّ وَلا حُزْنٍ وَلا أَذًى وَلا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ» رواه البخاري.
سبحان الله!!
كيف لا نسعد بالهموم وهي كفارة لذنوبنا؟
كيف لا نسعد بالهموم وهي تكثير لحسناتنا؟
تأمل معي، وتفكر.
أليس همك أن يكفر الله عنك الخطايا، وتزيد حسناتك؟
الجواب: بلا شك نعم.
إذاً وداعاً للحزن بسبب الهموم، بل نقول: الحمد لله على هذه الهموم التي تكفر عن ذنوبنا، وتكثر من حسناتنا.
الطريق الثاني إلى السعادة بالهموم
هو ذكر الله تعالى، قال الله تعالى في شأن الذكر: ((الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ))، وقال سبحانه: ((وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً))، وقال: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ))، وقال: ((الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ)).
يشكوا الكثير من تسلط الهموم، ولكن ينسون ذكر الله، كم من شخص ابتلي بالهموم، فما أن يذكر الله، إلا وذهبت هذه الهموم، واطمئن قلبه، وارتاح باله.
فيا أيها القارئ الكريم هذه نصيحة مني، ما أن يتسلط عليك الهم، فاللجأ إلى ذكر الله، وقراءة القرآن، فهي تنسيك ما أصابك من هموم، فإذا نسيت همومك تحصل السعادة والراحة.
الطريق الثالث إلى السعادة بالهموم
هو المحافظة على الصلاة، قال تعالى: ((إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ)، وقال: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)).
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، أي: إذا نزل به أمر مهم أو أصابه غم.
فالصلاة راحة القلب، وقرة العين، وعلاج الهموم والأحزان.
الطريق الرابع إلى السعادة بالهموم
أن تكون الأخرة هي همك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلا مَا قُدِّرَ لَهُ» رواه الترمذي وصححه الألباني.
الله أكبر!!
(يُتْبَعُ)
(/)
يجعل الله الغنى في قلوبنا، ويجمع شملنا، وتأتينا الدنيا وهي راغمة، إذا كانت الأخرة هي همنا، ولما لا تكون الأخرة هي همنا وهي معادنا؟
في الأخرة سنسأل عن أعمالنا، هل أعمالنا صالحة تقربنا إلى الله، أم أعمال نحاسب عليها، وتبعدنا عن الله؟
وسنسأل عن أقوالنا، هل أقوالنا صالحة تقربنا إلى الله، أما أقوال نحاسب عليها وتعبدنا عن الله؟
بل ماذا سيكون حالنا في القبر ونحن نسأل؟
هل أدينا الحقوق؟ هل قمنا بالواجبات؟
قال ابن القيم رحمه الله في الفوائد: «إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده تحمّل الله عنه سبحانه حوائجه كلها، وحمل عنه كلّ ما أهمّه، وفرّغ قلبه لمحبته، ولسانه لذكره، وجوارحه لطاعته، وإن أصبح وأمسى والدنيا همه حمّله الله همومها وغمومها وأنكادها ووكَلَه إلى نفسه، فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق، ولسانه عن ذكره بذكرهم، وجوارحه عن طاعته بخدمتهم وأشغالهم، فهو يكدح كدح الوحوش في خدمة غيره .. فكلّ من أعرض عن عبودية الله وطاعته ومحبته بُلِيَ بعبودية المخلوق ومحبته وخدمته. قال تعالى: ((وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ))» أ. هـ
الطريق الخامس إلى السعادة بالهموم
هو دعاء الله سبحانه وتعالى، فالمسلم يلجأ إلى الله تعالى ويدعوه متضرعاً إليه بأن يعيذه من الهموم ويباعد بينه وبينها، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
وإليك أيها القارئ الكريم بعض الأدعية التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعوبها ويعلمها لبعض أصحابه:
• «يا حي ياقيوم برحتمك أستغيث أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين».
• «اللهم لا سهل إلا ماجعلته سهلاً، وأنت تجعل الحزن سهلاً إذا شئت».
• «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال».
• «لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ».
• ومن أعظم الأدعية التي تذهب الهموم والغموم والأحزان، هو قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «مَا أَصَابَ أَحَداً قَطُّ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجِلاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي، إِلا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجا. قَالَ: فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلا نَتَعَلَّمُهَا؟ فَقَالَ: بَلَى يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا».
الطريق السادس إلى السعادة بالهموم
هو كثرة الاستغفار، قال تعالى: ((وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ))، وقال نوح لقومه: ((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً)).
لعلنا أصبنا ذنباً، فسلط الله علينا هذه الهموم، أو قصرنا في حقٍّ من حقوق الله، أو حقوق الناس، فبالاستغفار تنفرج الأمور، ويرزقنا الله من حيث لا نحتسب، قال تعالى: ((وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)).
الطريق السابع إلى السعادة بالهموم
عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وليس ذلك إلا للمؤمن ... فعجباً لأمره.
الطريق السابع هو الصبر، الصبر ترياق للهموم، قال تعالى: ((إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ))، فالصبر عند الملمات من إمارات السعادة.
إذا بُليت فثق بالله وارض به ... إن الذي يكشف البلوى هو الله
إذا قضى الله فاستسلم لقدرته ... ما لامرئ حيلة فيما قضى الله
اليأس يقطع أحياناً بصاحبه ... لا تيأسن فإن الصانع الله
فهذه سبعة طرق أهديها إليك من كتاب ربنا عز وجل، ومن مشكاة النبوة حتى تكون سعيداً بهمومك وغمومك، وأحزانك، فلا تحزن بعد اليوم، وتذكر أن الله تعالى قال: ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً)) الطلاق: 4.
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المراجع:
1 - علاج الهموم، موقع إسلام سؤال وجواب.
2 - محمد بن سرار اليامي، ترياق الهموم، موقع صيد الفوائد.
3 - د. منقذ بن محمود السقار، حياتنا بين الهموم والأخرة، موقع صيد الفوائد.
4 - فتوى رقم 49676 من موقع الشبكة الإسلامية.
5 - فتوى رقم 21515 من موقع إسلام سؤال وجواب.
http://www.sahab.ws/3431/news/4605.html
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي جاسم]ــــــــ[01 Mar 2005, 05:57 م]ـ
جزاك اله خيرا أخي العزيز على هذه النصائح القيمة ...... ولكن لنا أن نسأل قبل كل شيء ما هي السعادة .. وهل السعادة هي انتفاء نقسيضها .. معظم الناس اليوم لا يعرف ما هي السعادة أو فلنقل السعادة بمفهومها العام والخاص أيضا قد لا تتجاوز حدود إشباع رغبات جامحة أو نزوات مضطربة وأهواء مزجاة متناسين جانب الروح فماذا كانت النتيجة .. مفسدسة للذوق وبلادة في الحس الإنساني وضمور في الشعور لا بل ومسخ لفطرة الإنسان البسسيطة فراح يجد ابتغاء السعادة كالذي يتخبطه الشيطان من المس .. ولا زال ذاك ديدنه ما إن ينجو من حوت من حيتان النفس حتى يهوي لغيابة جب الدنيا وليس له بعد هذا وذاك إلا الصلة بالله تعالى وليس له إلا يقضة الروح المؤمنة وإلا فما دون ذلك هو الخسر الذي قال تعالى فيه {إن الإنسان لفي خسر}
ـ[عبد الله بن حميد الفلاسي]ــــــــ[01 Mar 2005, 06:37 م]ـ
وإياك أخي علي جاسم.
وقد أصبت في كلامك حول توضيح معنى السعادة وحقيقتها.
وهناك محاضرة للشيخ سليمان الرحيلي بعنوان: ((كيف نسعد بالإسلام؟)) بين فيها حقيقة السعادة، وكيف نحققها بالإسلام، وهي محاضرة من أروع المحاضرات التي سمعتها في حياتها.
أنصحك بسمعها وعلى ما أظن أنها موجوده في موقع العلم الصحيح(/)
طلب مراجع لبحث عن (التكفير في ضوء السنة النبوية)
ـ[الشيباني]ــــــــ[04 Mar 2005, 02:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين اما بعد. فإني أحتاج مساعدتكم لي بذكر مراجع وروابط مساعدة لي في بحث بعنوان (التكفير في ضوء السنة النبوية) بحيث يستوعب البحث الاحاديث التي ورد فيها التكفير بصفة عامة وللمسلم بصفة خاصة, وبيان مفهوم التكفير, وأسبابه, وضوابطه, والشخص المؤهل لإصدار هذا الحكم ,مع العناية بإبراز الآثار السلبية للتوسع في إطلاقه, والاستشهادبالأحداث التاريخية قديما وحديثا ........ علما بأني قد جمعت بعض المصادر لكن احتاج إلى الزيادة والتوسع ..... فساعدوني جزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Mar 2005, 05:09 م]ـ
وفقك الله لكل خير. هذا الرابط فيه عدد من البحوث حول الموضوع أرجو أن تكون مفيدة لك.
بحوث حول التكفير وضوابطه ( http://saaid.net/book/search.php?do=title&u=%C7%E1%CA%DF%DD%ED%D1)
ـ[الشيباني]ــــــــ[04 Mar 2005, 11:50 م]ـ
وفقك الله لكل خير شيخنا الفاضل ,وجزاك خيرا ....(/)
محاور الحياة
ـ[علي جاسم]ــــــــ[04 Mar 2005, 05:36 م]ـ
المتأمل في الحياة اليوم يرى الحياة معقدة جدا متشعبة جدا .. لكن لو رجعنا للقرآن لوجدنا أن الله تعالى قد جعل للحياة محاور أساسية هي القاعدة التي تقوم عليها الأمم والمجتمعات .. أول هذه المحاور هي علة الخلق والإيجاد يقول تعالى {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} وهذا المحور أي العبادة يحفظ للإنسانية ديمومة قيامها على الأرض بمنهج الله تعالى في افعل ولا تفعل وبذلك تتفق حركة الإنسان بما يوافق سنة الله في الكون إذ الحق سبحانه يقول {وله أسلم من في السماوات والأرض} وهذا أمان للإنسان ما بعده أمان من ضلمات الحياة وفجاجها ومزالقها وهي بعد قد حفت بالملذات والزخاري وأهواء النفس .. لكن هل هنالك محاور أخر تتصل بمحور العبادة ليأخذ اتساقه ونسسقه وسليقته في ضمير الإنسانية .. والجواب نعم هنالك محورين أساسيين يعملان على حفظ التركيبة الإيمانية للإنسان إذ يقول تعالى {فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف} إطعام من جوع وأمان من خوف وكأنما العبادة لا تكون خالصة سليمة إلا إذا اقتاتت النفس وأمنت .. وهذان المحوران إذا ما فقدا في مجتمع ما أو أمة ما عملا على إضعاف البنية الإيمانية لتلك الأمة إذ الجوع مما قد يفضي للجريمة .. والخوف مما يفضي لها أيضا .. لذلك كان الجوع والخوف نوع من عذاب الله فقال تعالى {وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون} وحرب الجوع أو ما تسمى بالحروب الاقتصادية كانت من أسلحة الدول المتجبرة على البلدان الفقيرة لإضعاف الآصرة الاجتماعية التي تربط الأمة وتقويض الهيكلية الإيمانية في ضمير ذلك المجتمع .. ومن اللطائف أن المتتبع لأوصاف الجنة يجدها لا تعد هذه المحاور البسيطة - بغض النضر عن العبادة طبعا - إذ يقول تعالى {ادخلوها بسلام آمنين} ثم يقول تعالى {ولهم فيها ما تشتهي أنفسسهم ولهم فيها ما يدعون} فالأمان حفظ لطمئنينة القلب والقوت حفظ لسلامة البدن .. فحياتنا المعقدة على تشعبها وتنوعها وكثرة ما فيها من أغيار ومشارب لا تعد في الأصل هذه المحاور ..(/)
الضيق والسعة
ـ[علي جاسم]ــــــــ[04 Mar 2005, 05:52 م]ـ
من المفاهيم التي أساء الناس فهمها هي مفهومي الضيق والسعة .. والضيق والسعة في القرآن يربطهما الله تعالى بالذات الإنسانية وبالشعور الإنساني أو بمعنى آخر يرتبطان بالمساحة الإيمانية للإنسان ولنأخذ من كتاب الله تعالى نصين لتبيان هذا القول {يقول تعالى {وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم} تخيل أخي المسلم .. الأرض بما رحبت قد ضاقت عليهم لماذا لأنهم خالفوا أمر الله تعالى إذن حقيقة الضيق حقيقة نفسية شعورية تخاطب في الإنسان يقضة الضمير، لا علاقتها لها بالأمتار والأشبار .. بينما يقول تعالى في نص آخر {فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيء لكم من أمركم مرفقا} تخيل كهف على وحشته وضيقه قد صار عالما فيه الرحمة .. إذا انشرح القلب بالإيمان صار الكهف عالما تنشر فيه الرحمة وتكون فيه الرفقة الطيبة ومن الملاحظ أن كلمة ينشر تدل على الإنتشار والتوسع .. وإن ضاق الإيمان في القلب ضاقت الأرض بما رحبت بسهلها ونهرها ومرعاها ونسيمها .. وهذا هو مفهوم الضيق والسعة الذي أرادنا القرآن أن نتعامل على أساسه فيكون الضيق أين ما كانت المعصية والذنب وإن سكنا بروجا مشيدة .. وتكون السعة متى ما كانت القلوب آمنة مطمئنة بالإيمان ورحم الله القائل:
فوربك ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق
ـ[سلسبيل]ــــــــ[07 Mar 2005, 05:02 م]ـ
" والضيق والسعة في القرآن يربطهما الله تعالى بالذات الإنسانية وبالشعور الإنساني أو بمعنى آخر يرتبطان بالمساحة الإيمانية للإنسان "
.... " فيكون الضيق أين ما كانت المعصية والذنب وإن سكنا بروجا مشيدة .. وتكون السعة متى ما كانت القلوب آمنة مطمئنة بالإيمان "
.......... صدقت أخي الكريم ....
قال تعالى في سورة الأنعام:
فَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ
كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ (125)
إذن الضيق أو السعة إنما ينبع من داخل الإنسان فينعكس على الخارج والحمد لله فهذه نعمة كبيرة لا يعرف قيمتها إلا من ذاقها لذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى " أنا جنتي وبستاني في صدري "
ووصف سجنة بالقلعة بقوله تعالى " فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ "
والحمد لله الذي جعل الأمر كذلك فكم من ظالم قد طغى في الأرض وتجبر وضيق على أولياء الرحمن حياتهم ومعاشهم ولولا أن الله يثبت المؤمنين بالأمان والإطمئنان الذي يلقيه في قلوبهم لركنوا إليهم إلا قليلا
وعلى الجانب الآخر نجد أن من ضاق الإيمان في قلبه يظل كذلك وإن سافر شرقا أو غربا وطاف أرجاء الدنيا بحثا عن السعة.(/)
منطق الواقع ومنطق الحياة الصحيح
ـ[علي جاسم]ــــــــ[04 Mar 2005, 07:50 م]ـ
بين منطق الواقع ومنطق الحياة
في مجتمعاتنا الشرقية، لو رأى أحدنا شيخا كبيرا يرتدي ملابس رياضة يتمرن في متنزه أو يعدو بين الناس أو يقفز وفق تمرين معين .. ماذا يمكن أن يشعر تجاه هذا الشيخ؟؟ المسألة تكاد تكون بديهية –شيخ خرف – بينما لو رأى أحدنا هذا الشيخ يحتقب كيس تبغ ودفتر لفاف ليستعرض في المجالس مهاراته في التدخين ابتداء من اقتطاع الورقة مرورا بالتفنن بالأصابع وهي تمسك الكيس وتمسك الورقة الرقيقة وتضع التبغ بميزان كميزان الزارع وهو يضع البذور في حفرها وانتهاء برمي المتبقي من الدخينة .. ماذا سنشعر حينها تجاهه .. لربما اختلف الشعور من شخص لآخر واختلفت الرؤية بل التقييم من شخص لآخر .. فقد يعتبرها البعض رمز الوقار والحكمة ويعتبرها الآخر أنيس المجالس وثالث يعتبرها مجلبة للضرر والأمراض .. لكن مما لا شك فيه ولا مشاحة فيه،أنه لا يوجد من يشك بقدرة هذا الشيخ العقلية وهو يورد نفسه مورد الهلكة بهذه الدخينة بقدر ما هم كثير أولئك الذين يشكون بقدرته العقلية وهو يرتدي ملابس رياضية يتمرن في حديقة أو مكان عام على أعين الناس .. والمسألة مع النساء أدهى وأمر والألسنة الحداد معهن ليست حدادا فقط بل بواتر لا تبقي ولا تذر .. على أن الرؤية و التقييم تنقلبان رأسا على عقب في بلدان العالم فسلامة العقل واعتدال الأمزجة وأريحية الطبيعة هي عند ذاك الشيخ الواثب كالفتيان وعند تلك العجوز المتحركة بخفة الغلمان .. والجهل إن لم نقل التخريف عند ذاك الغارق في سحابة الدخان المنبعث من لفافته هذا بغض النضر عن اشمئزازهم من منظره .. فلماذا كانت اللفافة ضربا من ضروب الوقار والدراية هنا وكانت شعبة من شعب التخريف والجهالة هناك .. ؟؟؟
هذا هو الفرق بين منطق الواقع ومنطق الحياة .. فمنطق الواقع هو ما تعارف عليه المجتمع من تقاليد وسلوكيات وعادات فهي تنبع من موروث الأمة الاجتماعي صوابا كانت أم خطئا .. أما منطق الحياة فهو ينبع من فطرة الإنسان البسيطة وسنة الحياة، وهو بذلك أقرب لسلامة الذوق الإنساني واعتدال الأمزجة النفسية ..
سلامة المجتمع مقرونة بحركة الحياة التي يقوم بها .. مقرونة بطبيعة روح المجتمع .. مقرونة باقتراب الإنسان من منطق الحياة السوي المعتدل .. مقرونة بقدرته على التخلص من أوهاق التقليد أو العرف .. وهي بعد هذا وذاك دليل قوة الإنسان وقدرته على قولبة المجتمع بدل أن يتقولب هو للمجتمع وهذه العقبة الكئود ما انفكت تقيد الإنسان وتسلبه الخيرة بالمضي بما يناسب قناعاته الشخصية .. ولربما فعل الفعل ونفسه تعافه بل ويعافه منطق الحياة السليم .. ويترك الآخر ونفسه تتوق إليه لاعتبارات العرف والتقليد .. وهذه من أمهات العقبات التي كانت تعترض منهج الله تعالى عند كل أمة {قالوا وجدنا آبائنا كذلك يفعلون} {قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آبائنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد} وحتى مع قوم لوط فمنطق الواقع هو ما كانوا يفعلون بينما يأبى منطق الحياة السوية هذا السلوك {وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات} هذا منطق واقعهم بينما منطق الحياة والفطرة الإنسانية {قال يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم} لكنهم أبوا إلا أن تجري الأحداث بما يمليه عليهم واقعهم {قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد} ويأبى منطق السماء إلا أن تكون سنة الله في خلقه وفطرة الله التي فطر الوجود عليها هي العليا {فجعلنا عاليها سافلها} وهذا هو حال كل أمة تأخذ الأعراف والتقاليد فيها لباب الحياة .. يعيش الإنسان فيها ازدواجية شعور وتناقضات تبقى معه ويبقى فيها ما بقي أسير العرف الغث والتقاليد العجاف التي قد لا توافق منهج الله كما لا توافق منطق الحياة الصحيح .. والسؤال الذي نختم به الكلمة " هل يتفق الإسلام كمنهج مع منطق الحياة .. والجواب قطعا (نعم) ذلك لأن الإسلام دين الفطرة الإنسانية البسيطة فالإسلام هو منطق الحياة السوي المعتدل .. وقد أخبر تعالى ذلك بقوله {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه} ..
ـ[الجندى]ــــــــ[04 Mar 2005, 09:43 م]ـ
موضوع طيب اخى، بارك الله فيك(/)
منظومة القواعد الفقهية إلقاء صلاح الهاشم .. رااااااااائعة لا تفوتكم .. !!!
ـ[إمداد]ــــــــ[04 Mar 2005, 09:35 م]ـ
منظومة القواعد الفقهية إلقاء صلاح الهاشم .. رااااااااائعة لا تفوتكم .. !!!
إليكم أحبتي في الله متن القواعد الفقهية كاملة إلقاء القارئ صلاح الهاشم
http://www.alhashem.net/
منظومة القواعد الفقهية للشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالله ابن ناصر السعدي ((رحمه الله))
الحمدُ لله العلي الأَرفق وجامع الأشياء والمفرق
ذي النعم الواسعة الغزيرة والحكم الباهرة الكثيرة
ثم الصلاة مع سلام دائم على الرسول القرشي الخاتم
وآله وصحبه الأبرار الحائزي مراتب الفخار
اعلم هديت أن أفضل المنن علم يزيل الشك عنك والدرن
ويكشف الحق لذي القلوب ويوصل العبد إلى المطلوب
فاحرص على فهمك للقواعد جامعة المسائل الشوارد
فترتقي في العلم خير مرتقا وتقتفي سبل الذي قد وفقا
وهذه قواعد نظمتها من كتب أهل العلم قد حصلتها
جزاهم المولى عظيم الأجر والعفو مع غفرانه والبر
النية شرط لسائر العمل فيها الصلاح والفساد للعمل
الدِّينُ مبني على المصالح في جلبِها والدرء للقبائحِ
فإذا تزاحم عدد المصالحِ يُقدَّم الأعلى من المصالحِ
وضدُّه تزاحمُ المفاسدِ فارْتَكِب الأدنى من المفاسد
ومن قواعد شرعنا التيسيرُ في كل أمر نابَهُ تعسيرُ
وليس واجب بلا اقتدار ولا مُحَرَّم مع اضطرارِ
وكل محظور مع الضرورة بقدر ما تحتاجه الضرورة
وترجع الأحكام لليقين فلا يزيل الشكُ لليقين
والأصل في مياهنا الطهارة والأرض والسماء والحجارة
والأصل في الأبضاع واللحوم والنفس والأموال للمعصوم
تحريمها حتى يجيء الحل فافهم هداك الله ما يُمل
والأصل في عاداتنا الإباحة حتى يجيء صارف الإباحة
وليس مشروعا من الأمور غيرُ الذي في شرعنا مذكور
وسائل الأمور كالمقاصد واحكم بهذا الحكم للزوائد
والخطأ الإكراه والنسيان أسقطه معبودنا الرحمن
لكن مع الإتلاف يثبت البدل وينتفي التأثيم عنه والزلل
ومن مسائل الأحكام في التبع يثبت لا إذا استقل فوقع
والعرف معمول به إذا ورد حكم من الشرع الشريف لم يحد
معاجل المحظور قبل آنه قد باء بالخسران مع حرمانه
وإن أتي التحريم في نفس العمل أو شرطه فذو فساد وخلل
ومتلف مؤذيه ليس يضمن بعد الدفاع بالتي هي أحسن
وأل تفيد كل في العموم في الجمع والأفراد كالعليم
والنكرات في سياق النفي تعطي العموم أو سياق النهي
كذلك من وما تفيدان معًا كل العموم يا أُخيَّ فاسمعا
ومثله المفرد إذ يضاف فأفهم هديت الرشد ما يضاف
ولا يتم الحكم حتى تجتمع كل الشروط والموانع ترتفع
ومن أتى بما عليه من عمل قد استحق ما له على العمل
ويفعل البعض من المأمور إن شق فعل سائر المأمور
وكل ما نشأ عن المأذون فذاك أمر ليس بالمضمون
وكل حكم دائر مع علته وهي التي قد أوجبت لشرعيته
أو عكسه فباطلات فاعلما إلا شروطا حللت محرما
وكل شرط لازم للعاقد في البيع والنكاح والمقاصد
تستعمل القرعة عند المبهم من الحقوق أو لدى التزاحم
وإن تساوى العملان اجتمعا وفعل إحداهما فاستمعا
وكل مشغول فلا يشغل مثاله المرهون والمسبل
ومن يؤد عن أخيه واجبا له الرجوع إن نوى يطالبا
والوازع الطبعي عن العصيان كالوازع الشرعي بلا إفطان
والحمد لله على التمام في البدء والختام والدوام
ثم الصلاة مع سلام شائع على النبي وصحبه والتابع
منقول(/)
مجالس العلماء
ـ[إمداد]ــــــــ[04 Mar 2005, 09:49 م]ـ
من مجالس العلماء درس في علم التفسير من كتاب (المصباح المنير في اختصار تفسير ابن كثير) رحمه الله والأختصار لصفي الرحمن المباركفوري حفظه الله
يلقي هذا الدرس فضيلة الشيخ أحمد سعد الحمدان الغامدي رعاه الله عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى بمكة المكرمة
بجامع الشيخ بن باز رحمه الله بحي الششة بعد صلاة المغرب كل يوم أحد والدرس ينقل عن طريق الغرفةالصوتية التالية
http://download.howudodat.com/cgi-bin/cblaunch.cgi?server=67.19.26.58&room=qur-1
وهو درس قيم يحضره جمع غفير من طلاب العلم
ويجيب الشيخ على الأسئلة بعد العشاء عن طريق الموقع(/)
سلسلة شرح سنن أبي داود [كاملاً بحمد الله]- للشيخ عبدالمحسن بن حمد العباد -
ـ[إمداد]ــــــــ[06 Mar 2005, 02:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نبذة عن السلسلة: سلسلة مكتملة مكونة من 373 شريطاً بصيغتين rm & mp3 تشرح كتاب سنن أبي داود السجستاني رحمه الله رواية ودراية [كاملة بحمد الله]، والتي ابتدأ شرح الشيخ فيها عام 1420 - 1424هـ في المسجد النبوي الشريف.
اضغط هنا وتوكل على الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1906)
منقول(/)
هل ترغب استماع تفسير القران الكريم كاملا
ـ[إمداد]ــــــــ[07 Mar 2005, 02:45 م]ـ
قال الله عزوجل كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر أولوا الالباب
هذه دروس صوتية في تفسيركتاب الله عزوجل تعين على فهم كلام الله عز وجل
فاستمع إليها وتمتع بالفوائد العظيمة التي يهديك إياها هؤلاء العلماء الأفاضل
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للشيخ أبي بكر الجزائري رعاه الله من المسجد النبوي الشريف ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=groups&scholar_id=37&group_id=2)
تفسير سورة الأعراف وايات من سورة التوبة للعلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=83)(/)
بين الجهل وحول البصيرة
ـ[علي جاسم]ــــــــ[07 Mar 2005, 03:11 م]ـ
يقول الإمام الغزالي في تهافت الفلاسفة " إن العمى أقرب للخلاص من بصيرة حولاء " ويقول ابن سينا في رسائله " إن البلاهة أدنى للنجاة من فطنة بتراء " ويقول الأديب الانكليزي فرنسس باكون " لأن يجهل الإنسان كل شيء عن الله خير من أن يعرف شيئا خاطئا عن الله " .. ولا غرو إن اتفقت أفكار صدرت عن قرائح متغايرة من حيث الفكر والتركيبة الشخصية .. فالغزالي صوفي الفكر وابن سينا فلسفي الفكر والأخير أديب غزير العلم واسع الخيال .. وهذا الأمر إن كان يعني شيئا فلا يعني إلا أن النضرة الصحيحة للحياة تفضي لاعتدال الفكر وهذا بدوره يفضي لاتفاق الأفكار – إن لم نقل وحدة الأفكار -بغض النضر عن القائل .. وهذه الأقوال تختلف من حيث التركيبة اللفظية على أنها تتفق من حيث الفكرة العامة والمضمون .. وهو أن اللاعلم بالشيء أقرب للوصول إليه من علم خاطئ فيه .. و هذه الأقوال- وعلى هذا المفهوم- تجعل من مستويات المعرفة تتدرج لثلاث مراتب أدنى ووسط وأعلى ..
والأدنى هنا هو اعوجاج الفكرة أو (حول البصيرة) كما سماها الغزالي ثم بعد ذلك الجهل بالشيء ثم بعد ذلك المعرفة الصحيحة .. أي أن الجهل هو الوسط بين العلم الصحيح والعلم الخاطئ بالشيء ..
ولنا مع هذه الأقوال شيء من المراجعة و- نستميح الغزالي وابن سيناء والسيد باكون عذرا – فهذا التقسيم إن صح فإنما يصح إن اعتبرنا أن الجهل يعني الخواء والفراغ، وإلا فما فرق الجهل عن حول البصيرة إن كان الجهل يعني عدم التميز بين ما هو صحيح وما هو خاطئ لأن حول البصيرة يعني نفس الشيء , ولا أحسب الغزالي وصاحبيه أرادا غير هذا ,وهب أن رجلا يسقي بذور القطن باللبن ضنا منه أن اللبن يزيد القطن بياضا، أو أن آخر ينام وتحت فراشه خنجر على خلفية أن ثعبانا يطارده في منامه وقد عزم على قتله بهذا الخنجر .. فهل نقول في صاحب الخنجر وصاحب السقاية أنهما جهلاء أم أن فيهما حول فكر .. في الحقيقة كلا القولين صحيح، أو بمعنى آخر لا فرق بين اعوجاج الفكر والجهل فهما وجهين لعملة واحدة ذلك لأنا لا يمكن أن نصف الجهل بأنه فراغ لنجعل من الفراغ خير من امتلاء بسوء إذ لا وجود لما يسمى بالفراغ .. بل لا يمكن أن يتصور الفراغ في فكر الإنسان وخياله، خصوصا إن كانت المسألة تتعلق بالعقيدة، وقد يقال فالدهرية لا عقيدة لهم فهم يقولون {نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر} فهل هذا حول في العقيدة أم جهالة .. وكما أسلفنا كلا الأمرين صحيح، فجهلهم أن ليس لهم عقيدة، واعوجاج عقيدتهم أنهم يعتقدون أن الدهر هو الذي يهلكهم فصاروا جهلاء مع حول في عقيدتهم، أو أن جهلهم هو عين اعوجاج عقيدتهم والعكس صحيح، وقبل أن يعرف الإنسان شيئا عن الله على لسان الرسل كان يؤمن أن هنالك آلهة مدبرة لهذا الكون فمنها آلهة الرعود وآلهة البحار وآلهة الريح ومنهم من كانوا يضنون أن الكواكب آلهة فعبدوها وشاهدنا قصة إبراهيم مع ملكوت السماوات والأرض – كوكب ثم القمر ثم الشمس, ومنهم عبدة الأصنام ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا .. فهل هئولاء ذوي جهل أم بهم حول عقيدة وكما قلنا أن كلا الأمرين صحيح .. إذن فما الذي يجعل الجهل أقرب للنجاة من بصيرة حولاء .. ؟؟ بماذا امتاز الجهل عن اعوجاج العقيدة ليكون أعلى منها مرتبة باعتباره أدنى للنجاة منها .. ؟؟؟
إنه الإيمان .. نعم .. الفرق بين الجهل واعوجاج العقيدة هو الإيمان إذ الجاهل ذو عقيدة وإن كانت ساذجة بسيطة لكنه ليس بمؤمن بها بقدر صاحب العقيدة العوجاء وهذا ما جعله أقرب للنجاة من صاحبه أي أنه أقرب للنجاة لنقص في إيمانه بما يعتقد لا لنقص في عقله أصلا .. وهذا ما جعل من آمن من مكة بالنبي صلى الله عليه وسلم يسلم لله تعالى إذ منهم من كان يعبد الأصنام عن غير إيمان كامل بها فكان أقرب للهداية , ومنهم من كان يؤمن بها إيمانا كبيرا فكانت هدايته أصعب من غيره وهي بعد عقيدة لا يقبلها عقل سليم ولا تستسيغها فطر سوية معتدلة .. لكن الأمر كما قلنا متعلق بمساحة الإيمان بعقيدة ما, وعلى هذا الأساس ولو أردنا أن نخرج بصيغة منتقاة من هذه الصيغ الثلاث المذكورة سلفا فنقول " إن اللاإيمان في شيء أدنى للنجاة من الإيمان بشيء خاطئ " .. والحمد لله رب العالمين ..(/)
سلسة التوحيد العملى 1 - اكبر صنم يعبده المسلمون والمشركون معاً
ـ[أبو عبد الرحمن المصري]ــــــــ[08 Mar 2005, 11:09 ص]ـ
سلسلة التوحيد العملى
1 - (اكبر صنم يعبده المسلمون والمشركون معا)
فى القرن الماضى كان اكبر صنم يعبده المسلمون تلك الاضرحة والقبور الموجودة بالمساجد على اختلاف المسلمون فى درجة وكيفية الاعتقاد فى أصحاب هذه الأضرحة ولذلك كان هم من يتكلم فى التوحيد الحق هو محاربة الاعتقادات الباطلة فى اصحاب القبور ولكن اليوم تغيير الصنم ولم يعد صنما ساذجا كتلك الأصنام التى عبدها كفار مكة من حجر او عجوة 0 الان الصنم الجديد له قدره وتاثير مشاهد واحيانا يقع فى عبادته المسلم الملتزم بدين ربه واخطر ما فى الامر هو عدم الإدراك لحقيقة هذا الصنم والخلط فى التعامل معه 0انه الصنم الاكبر الذى يشترك لاول مرة المسلمون مع المشركون من كل الملل فى عبادته انه (الاسباب) لذلك لنا وقفتين الاولى مع صنم الاسباب فى الشرع والثانية مع الواقع الاليم الذى يبين ويؤكد الوقوع فى عبادته لترى التوحيد العملى عند المسلمين ثم نشرع في تصحيح المسار
الوقفة الاولى (صنم الاسباب)
اورد شيخ الاسلام ابن تيمية عن الاسباب قوله (" الالتفات الى الاسباب شرك وترك الاسباب بالكلية نقص فى العقل ومنع الاسباب ان تكون اسبابا قدح فى الشرع ") واضيف قول ابن القيم (" ان الله ياتى بالاشياء بالاسباب وياتى بالاشياء بغير الاسباب وياتى بالاشياء بضد الاسباب ") سبحانه انه على كل شىء قدير " وانظر الى ايات القران اولا امرت بالاسباب قال تعالى " واعدوا لهم ما استطعتم من قوة " ثم نهت عن الالتفات والاعتماد عليها فقال تعالى " ويوم حنين اذا اعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم من الله شيئا " ثم بين انه قد ياتى النصر بغيرها قال تعالى " ولقد نصركم ببدر وانتم اذلة " هذه تربية عملية مع الامر بالاسباب لا اريد التوسع فى شرح كلام ابن تميمة فهو موجود للاستزادة (مجموع الفتاوى حـ8) ولكن الواقع العملى يبين الاكتفاء بالالتفات الى الاسباب والركون اليها والاعتماد عليها حتى اصبحت صنما اعظم0 تامل ما يحدث للناس من مكروه او غيرة كيف يرجعونه الى اسباب او اشخاص او احداث وقد قال تعالى " والى الله ترجع الامور " لهذا عرف السلف التوحيد بقولهم " ان ترى كل شىء من الله رؤية تقطع الالتفات الى الاسباب " 0انت اذا اردت فعل شىء تنظر الى نفسك وقدرتها عليه فان استطعت اقبلت وان عجزت اعرضت او تنظر الى قدره الناس معك وتفعل كذلك وكل هذا نظر الى الاسباب اما النظر الى رب الاسباب فانت احيانا تتوجه اليه عند وجود القدرة والاسباب او عند وجود بعض القدرة وبعض الاسباب ولا تتوجه اليه عند استحالة الاسباب وهذا نقص فى توحيدك وايمانك تامل زكريا عليه السلام " ذكر رحمت ربك عبده زكريا اذ نادى ربه نداءا خفيا قال ربى انى وهن العظيم منى واشتعل الراس شيبا ولم اكن بدعائك ربى شقيا وانى خفت الموالى من ورائى وكانت امراتى عاقرا 000000 " انه يتوجه الى ربه مع استحالة الاسباب ويؤكد الاستحالة بين يدى الدعاء "وهن العظم " وهو اقوى ما فيه 0000 اشتعل الراس شيبا 0000000 امراتى عاقرا000 ولكن الايمان واليقين بقدرة الله وتجربته السابقة مع ربه "ولم اكن بدعائك ربك شقيا " دفعته الى التوجه لربه ولسان حاله يقول ما سالتك وخذلتنى او طلبت منك وتركتنى فبسابق اجابتك لى اسالك 0 هذا توحيد عملى من زكريا عليه السلام فى خصوصيات حياته0 ان كثيرا من الناس وقفوا مع صنم الاسباب ولم يتوجهوا الى الله فى كل حركاتهم وامالهم اصبح "الله " فى حياتهم هو الذى يصلون له ويزكون ويعتمرون ويحجون ويذهبون الى بيته يوم الجمعة وليس موجودا فى باقى حياتهم وليس ادل على ذلك من تجارب الشعوب0 والامثال التى هى افراز لتجارب الشعوب اصدق دليل ففى مصر تجربة شعب فى مثل جحا المصرى قالوا له اين تذهب يا جحا قال الى السوق لاشترى حمارا قالوا له قل ان شاء الله فقال واقول ان شاء الله ليه الفلوس فى جيبى والحمار فى السوق فلما عاد خاليا قالوا ماذا فعلت قال ان شاء الله الفلوس اتسرقت 0انه النظر الى الاسباب واليقين عليها الفلوس فى جيبى والحمار فى السوق وغاب عنه السلب بعد العطاء 0واكثرنا جحا اذا توفرت له الاسباب اقبل على الفعل ملتفتا اليها واذا لم تتوفر له الاسباب اعرض ولم بلتفت الى ربه واسمائةوصفاته التى امرنا ان ندعوه بها "ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها" – سالت الكثيرين واسالك 0 لله كم اسم0 000 الكل يجيب تسعة وتسعين اسما مع ان الاسماء فى الحقيقة اكثر من ذلك كما سنبين فيما بعد ولكن السؤال الاهم دعوت الله بكم اسم من الاسماء التسعة والتسعين اجابه الكثيرين لا تتعدى اصابع اليدين او اليد الواحدة واسال نفسك 0مع ان كل موقف من مواقف حياتك تحتاج فيه ان تدعوا الله باسم يتناسب مع هذا الموقف ولن تموت لن تموت حتى تتعرض لجميع المواقف التى تستلزم الدعاء بجميع الاسماء حتى اذا كنت فى قبرك وسئلت من ربك تكون الاجابة ليس كما يقول الناس ولكن كما جربته فى حياتك وكما قال ابراهيم "الذى خلقتى فهو يهدين والذى هو يطعمنى ويسقين واذا مرضت فهو يشقين والذى 0000000 " وكما سنشرح فى مقالاتنا القادمة ان شاء لله 0الان ادعوك اولا للمشاركة ثانيا ارجوك ان تجيب على السؤال دعوت الله بكم اسم من اسمائه التسعة والتسعين بحضورمع الاسم وما هى هذة الاسماء وسوف اجيب على الجميع بمفاجأة وفى انتظار مشاركتكم والسلام عليكم ورحمة الله0(/)
فأرة تتزوج جملاً
ـ[أبو عبد الرحمن المصري]ــــــــ[08 Mar 2005, 11:16 ص]ـ
سلسة التوحيد العملي
1 - أكبر صنم يعبده المسلمون والمشركون معاً
2 - "فأرة تتزوج جملاً "
قال ابن القيم "رات فأرة جملا فأعجبها فجرت خطامه فتبعها فلما وصلت الى باب بيتها وقف فنادى بلسان الحال إما أن تتخذى داراً تليق بمجبوبك او محبوبا يليق بدارك وهكذا انت اما ان تصلى صلاة تليق بمعبودك واما ان تتخذ معبودا يليق بصلاتك أ0هـ" واضيف الى كلامه اما ان توحد إلها يليق بتوحيدك واما ان توحد توحيدا يليق بإلاهك 0واكثر الناس توحيدهم لا يليق بربهم. فما قدروا الله حق قدرة بل فى قلوبهم آلهة قد لا يكون معها مكاناً لتوحيد ربهم , وبقدر عظم هذا الإله فى القلوب بقدر صغر إلههم المعبود فى قلوبهم , حتى انك ترى تباين عظيم فى قدر الله فى قلوب الناس , فمنهم من يعبد إلها عظيماً له الاسماء الحسنى والصفات والافعال المتصفة بالكمال اله على كل شىء قدير, ومن الناس من يعبد إلها يعجز ان يرزق من الاولاد الا اثنين "ولد وبنت " كما يريد اصحاب تنظيم الاسرة اله (أوزى) بل من الناس من إلاهه لا يصلح الا كميدالية يتخذها وِجه أمام للناس.
اخى الحبيب ان اول الدين واخره ان تعرف ربك ومعبودك باسمائه وصفاته وافعاله وان تعرفه من آياته المتلوه وآياته المجلوة , المتلوه من كتابه والمجلوه فى كونه وامرنا بالنظر والتفكر فيها ثم يكون فى قلبك احب اليك مما سواه ثم تسعى الى قربه دون غيره. إن أول ما خطب النبى صلى الله عليه وسلم قال "احبوا الله من كل قلوبكم احبو الله لما يغذوكم به من نعمه " 0 انظر إلى وجهك فى المرآه هذا الوجه به أربع أنواع من المياه مياه عذبة ومياه مالحة ومياه مرة ومياه لزجه , وهى من الإحكام بحيث لا يتسرب ماء على ماء كما يتسرب ماء البشر , فى فمك ماء عذب لتسعد وفى عينك ماء مالح لحفظها وفى اذنك ماء مر لدفع الهوام عنك وانت نائم وفى انفك ماء لزج لتنقيه الهواء , تأمل لو تبدل ماء مكان ماء كيف يكون حالك ولن أخوض فى الإعجاز الطبي ولكن أضع التأمل الذى يراه ابسط الناس والذى أمر الله به " فلينظر الإنسان 000000000000 فلينظر الإنسان 00000000" تأمل كف يدك ينبت الشعر فى ظهرالكف ولا ينبت فى بطنه والأصابع رتبت بحيث يكون الإبهام الأقوى فى مواجهة الباقى ولو تغير ذلك لما استطعت فعل شىء 0 تأمل لو كان لك عين واحدة وفمان بهما لسانان أو تغيير موضع أنفك واصبح فوق عينك أو ........ أو ............. هذا الباب فيه مؤلفات لا يتسع لها المقام , وغاية أمر الله بالنظر والفكر والتأمل هو معرفة الله بأسمائه وصفاته وافعاله ومحبته وطاعته ولكن "وما قدروا الله حق قدره " لهذا ألحد الملحدون وأشرك المشركون ولجأ المسلمون لغير الله 0 أورد الله هذه الآية ثلاث مرات الأولى " يا آيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنفذوه منه ضعف الطالب والمطلوب ما قدروا الله حق قدره " والثانية " الله خالق كل شيء وهو على كل شئ وكيل له مقاليد السماوات والأرض والذين كفروا بآيات الله أولئك هم الخاسرون قل أفغير الله تأمروني اعبد آيها الجاهلون ولقد أوحى إليك والى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضه يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون " والثالثة " وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شىء " تامل وقارن بين " لن يخلفوا ذبابا ولو اجتمعوا الله " وبين "الله خالق كل شىء " "والارض جميعاً قبضته والسموات مطوبات بيمينه 0000 واكثر من ذلك ليس الخلق والإيجاد فقط بل بعد الخلق " وهو على كل شىء وكيل" توكل بحفظه ورعايته قارن بين " وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه " وبين "له مقاليد السموات والارض " 0سبحانه ما قدروه حق قدره لانهم اعجبوا بعقولهم واعتقدوا ان هذه العقول والعلم والفهم يصل بهم الى حقائق الكون وكان هذا منشأ ضلالهم او كفرهم لان حقائق الكون لا يصلون إليها إلا بالآيات المتلوه او الآيات المجلوه لهذا ارسل الرسل بالآيات المتلوه وامرهم فيها بإعمال العقل فى الآيات المجلوه لهذا كانت الايه
(يُتْبَعُ)
(/)
الثالثة متعلقة بإرسال الرسل "وما قدروا الله حق قدره اذ قالوا ما أنزل الله على من شىء" , وأنت أخي الحبيب فى سلوكك نصيب من هذه الآية وأنا فما تقدر الله حق قدره فعندما تثق فى قدرتك والاسباب التى تملكها تترك رب الاسباب فما تقدر الله حق قدره وعندما تعجز قدرتك وتسقط الاسباب وتترك رب الاسباب ايضا ما تقدر الله حق قدره 0 اكثر الناس يقينهم بان الله على كل شىء قدير اقرب الى الشك وسلوكهم يقول "ان الله على بعض الاشياء قدير " وسلوكهم ان فلان قادر ان يفعل لى كذا وان المال كفيل بان يوفر لى كذا واننى عندى كامل المقدره ان افعل كذا 0 كما فعل جحا فى مقالتى السابقة عن صنم الاسباب وكل ذلك لانهم ما قدروا الله حق قدره , بينما يقول النيى (ص) " اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله واليك يرجع الامر كله " نقول نحن الحمد لله ولفلان فعل لى كذا ,ولنفسه فعلت كذا , والملك لله ولفلان ملك كذا ولى ملك كذا,0 والامور لا نرجعها كلها الى الله "انما نرجعها الى الاسباب إلا مارحم ربى 0ومن واقع هذا السلوك هذه الحكاية من واقع المسلمين لترى الدلالات العملية 0 "رجل صالح ابنه سيذهب الى الجيش ويريد أن يكون ابنه فى وحدة قريبة من بلده لا ان يكون فى اخر الحدود فجلس الى صاحب له يريد البحث عن واسطه تجعل ابنه بجواره فقال له صاحبه سوف اكلم لك اللواء فلان فهو أعلى رتبه وفعل فإذا بالرجل يفاجأ ان ابنه سيذهب الى وحدة فى آخر الحدود ولم تنفع الواسطة فجلس مهموما فمر به صاحب اخر فساله عن همه فقص عليه فقال له سوف اكلم لك الصول محمد فى التجنيد فهو جعل ابني بجوارى لما حدث لى ذلك لان بيده ملفات المجندين اما اللواء البعيد عن التجنيد فلا يملك ما يملكه من بيده ملفات المجندين , وفعل , فاذا بالرجل يجد ابنه فى اقرب الوحدات الى بيته ففرح , ومن يومها لا يجد رجل سيذهب ابنه للجيش إلا ويوصيه اذهب إلي الصول محمد فى التجنيد فهو الذى بيده ملفات المجندين لقد جربته 0 تأمل من بيده ملفات المجندين0000 ومن بيده ملفات العالمين00000من بيده ملكون السموات والارض00000 لما جرب دل ودعا الى من جربه واصبح يقينه عليه يقينا لا يخالطه شك 0 ولو انك دعوت ربك كما دعا زكريا عليه السلام فى مقالتى السابقه "ولم اكن بدعاءك رب شقيا " لكان دعوتك اليه لاتنقطع , ولخفق قلبك بقوله " ان ربى قريب مجيب " " ان ربى رحيم ودود ". " ان ربى قريب مجيب " " ان ربى رحيم ودود " " ان ربى قريب مجيب " " ان ربى رحيم ودود "(/)
موسوعة المحدث الألباني المسموعة
ـ[عادل التركي]ــــــــ[08 Mar 2005, 04:56 م]ـ
(نتاج علمي مبهر، وشيخ عالم جهبذ ..
يجتمعان في هذه السلسلة الكبيرة المباركة التي قام على جمعها ورعايتها محمد بن أحمد أبو ليلى الأثري وهو من لازم الشيخ المبارك محمد ناصر الدين الألباني في حياته وسجل علمه وقوله فكان أشبه في الملازمة بأبي هريرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم مع فارق الرتب العظيم بين المشبه والمشبه به، إلا أن ما اجتمعوا عليه سواء ... وهو سنة النبي المعصوم الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم ....
وقد قمنا في موقعنا طريق الإسلام بعمل مخصوص وجهد كبير لخدمة هذه السلسلة، فكان من هذا:
1) الاستئذان من أبي ليلى الأثري مشافهة لنشر مجموعه المبارك في موقع طريق الإسلام
http://www.islamway.com بصورة دعوية غير تجارية.
2) استعارة أشرطة الكاسيت من مشرف موقع أهل الحديث والأثر http://www.alathar.net والناشر لأشرطة الكاسيت التي تم العمل عليها تسجيلات ابن رجب بالمدينة المنورة.
3) تحويل هذه الأشرطة إلى امتدادين الأول بامتداد rm بضغط 11 والثاني بامتداد mp3 بضغط 32.
4) معالجة الصوت فنياً وتحسين جودته بأعلى صورة ممكنة، والمحافظة على سلامة التدفق الصوتي لنبرات الشيخ محمد ناصر الدين الألباني بخلاف ما كان عليه التسجيل الأساسي، إذ تم إبطاء التدفق الصوتي للأشرطة التي تدفقها أسرع من الوضع الطبيعي، وإسراع الأشرطة التي تدفقها الصوتي أبطأ من الوضع الطبيعي في كثير من الأشرطة ولله الحمد.
5) دراسة اسطوانات أهل الحديث والأثر (الاصدار الثالث) التي نشرها موقع http://www.alathar.net لهذه السلسلة المباركة وتفقد النقص بين الطرفين وجمعه في مكان واحد ليكون المجموع الفعلي بين أشرطة الكاسيت وملفات الأشرطة الموجودة في موقع أهل الحديث والأثر 695 شريطاً حتى الآن ولله الحمد والمنة.
بإمكانك أخي الكريم الاستفادة من هذه السلسلة المباركة، والاستفادة من جهود موقع أهل الحديث والأثر في صنعه لبرنامج (فهرسة الأشرطة) والتي تجد فيها فهرس لعناصر كل شريط بصورة تفصيلية لهذه السلسلة المباركة، ورابط التنزيل لهذا البرنامج: http://www.islamway.com/pro/setup-3-0-5.zip
مع العلم بأن البرنامج يتميز بميزة عجيبة تفوق التصور، ومن مميزاته ما يلي:
1) البحث عن أي كلمة في عناصر جميع أشرطة السلسلة، وإظهار نتائج البحث في قائمة.
2) عند النقر على أي نتيجة بحث فعندها يقوم البرنامج بإيصالك إلى رقم الشريط والموضع بالدقيقة والثانية التي ابتدأ الحديث عن الكلمة المراد البحث عنها.
3) إظهار عناصر كل شريط في نافذة مستقلة.
مثال:
أكتب كلمة (كحول) ستخرج لك تسع نتائج تحدث الشيخ فيها عن الكحول، وعند النقر على أحد النتائج فسوف يقوم البرنامج بتشغيل الملف المراد وتحديد ابتداء الحديث عن الكحول بالدقيقة والثانية.
ملاحظة:
البرنامج يتطلب إيجاد ملفات الصوت لكي يعمل بصورة جيدة، وعند رغبتك في الاستماع الفوري لما تبحث عنه فقم بالتوجه إلى أحد هذين الموقعين:
1.موقع طريق الإسلام: - بجودة صوت عالية rm11 & mp3 32 ومجموع الأشرطة 695 شريطاً (أفضل من ناحية الصوت وتنوع الإمتدادات) -: http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2012
2. موقع أهل الحديث والأثر – ومجموع الأشرطة 676 بصيغة rm 8.5 ( أفضل من ناحية التوقيت بكل دقة لنتائج البحث حيث اعتمد البرنامج على ملفات موقع أهل الحديث والأثر مع بعض العيوب الفنية في الصوت والتدفق الصوتي):
http://www.alathar.net/modules.php?name=Downloads&d_op=viewdownload&cid=35
هناك جهد آخر لهذه السلسلة المباركة يقوم به أبو ليلى الأثري، ولا ندري متى يتم الإنتهاء منه وطرح هذه الأشرطة متداولة في الأسواق.
ونود أن نشكر في نهاية هذه النبذة؛ أخانا الفاضل أبو محمد وهو أحد أنشط العاملين معنا في موقع طريق الإسلام ... )
منقول
موقع طريق الإسلام http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2012
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Mar 2005, 08:33 م]ـ
جزاك الله خيراً. ونسأل الله لهم التوفيق(/)
لابد من عودة وإن طال السفر
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[08 Mar 2005, 09:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد غبت عن عالم الحاسوب ومدخراته مدة من الزمن، أحسبها مدة طويلة، وخاصة عن هذا الموقع العزيز علي والقريب من روحي، وكان لي عذر أطويه عن البوح به، فما كل من كان له عذر يحسن أن يحدث به، وأعلم أنه قد فاتني الشئ الكثيرمدة غيابي، فالله هو المسؤول بمنه وكرمه أن يخلف علي خيرا مما فاتني، وأن يكتب لي الخير العميم فيما بقي.
كما أرجوا المعذرة ممن كتب لي ولم اتمكن من الرد عليه، والشكر لكل الأخوة الكرام الذين حاولوا الاتصال والسؤال عن أخيهم. وخاصة الاخوة الكرام عبد الرحمن الشهري والعبيدي ومحمد يوسف، وأسأل الله التوفيق للجميع
ومع هذه العودة فإني أتشور من أن اعود خالي الوفاض، فهذه رسالة عتيقة، كنت قد أرسلتها إلى أحد الأخوة معاتبا له لبادرة كانت منه، أحببت كما أحب هو أن اطرحها بين يدي اساتذة نقاد وقراء أكفاء، لعل فيها مايفيد والله المستعان.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرسالة على صفحة مستقلة بعد هذه الصفحه
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[08 Mar 2005, 10:11 م]ـ
عوداً وحميداً أخي الأديب ابن الشجري
وأرجو أن أكون أول المرحبين، وقد - واللهِ - همني خبر غيابك، وتمنيت أن أعرف سببه، وما هذا إلا لحبي لك في الله
ولو كنت أحسن نظم القوافي لنظمت لك بعض ما أحمله لك ولإخواني الكرام ممن هم على شاكلتك من مشاعر الحب والتقدير، ولكن .... ما الحيلة
على كل حال: حمداً لله على سلامتكم، وأرجو أن تكون بخير وصحة وسلامة
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[09 Mar 2005, 08:56 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأنا يسعدني أن أكون مرحبًا بالأستاذ الكبير ابن الشجري. وقِدْمًا قال مالكُ بنُ نويرةَ، رضي الله عنه، وعفا عنه:
جَزَينا بَني شَيْبانَ أمْسِ بِقَرْضِهمْ ** وعُدنا بمِثل البَدْء والعَودُ أَحْمَدُ
وهو مما سَبَق إليه، وأخذه الناس منه، كما قال ابن قتيبة في (الشعر).
وماليَ لا آخذُهُ أنا، أيضًا:
حَللتَ بنا أهلاً، فحَلَّ بنا السَّعْدُ ** وعدتَ بمثل البدء، والعود أحمدُ
لن نزال متطلعين لإحدى عتاق رسائلك.
تقبل وِدّي القلبي.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Mar 2005, 10:40 م]ـ
حياكم الله أخي العزيز، وأنا سعيد بعودتكم مرة أخرى، والحمد لله على السلامة.
ونحمد الله الذي جعل بيننا جميعاً في هذا الملتقى روحاً من الأخوة الإيمانية العلمية يعِزُّ علينا صرمُها وانقطاعها. وقد ذهبت بنا الظنون كل مذهب خشية أن يكون قد بدر مني ما أوجب هجركم للملتقى. فالحمد لله على العودة، ونسأل الله أن لا يريكم مكروهاً.
ـ[ابوبنان]ــــــــ[13 Mar 2005, 09:16 م]ـ
كنت في شوق لأقرأ إبداعك
ولي عودة لطرح مشكلة ليست خاصة بي بل بكثير من أحبتي ونود مشاركتك!!!!
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[13 Mar 2005, 10:51 م]ـ
مرحبا يابن الشجري
أرجو أن تكون شجرتك قد أعدت لنا ثمارًا، فوالله إنني لفي شوق لمطارحاتك الأدبية الراقية الرائعة.
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[05 Apr 2005, 03:00 ص]ـ
أشكر للأخوة الكرام والشيوخ النبلاء مشاعرهم العطرة، وأسأل الله لي ولهم العافية في الدارين.
وأخص بالشكر كل من تكرم ونقربأباخسه لوحة مفاتحه، مرحبا مهللا، فحياكم الله جميعا وحيا عكركم وذكركم.(/)
الرسالة العتابية
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[08 Mar 2005, 09:24 م]ـ
الكتاب الكتاب إذا أردت العتاب
إن العتاب مسافهة إذا كان مشافهة
رضي الله عن صحب محمد صلى الله عليه وسلم، فما أسرع أن أشرب الإيمان قلوبهم وسرى في جوارحهم، فعاشوه واقعا في حياتهم , فقل عتابهم فيما بينهم وكملت مروءتهم , وسادوا الدنيا بعدلهم وإنصافهم وتمام أخلاقهم , فكان كل واحد منهم تاريخ من التاريخ , ووجها مشرقا يمتد نوره حتى يومنا هذا، نتذكرهم بإعظام وإجلال، نتذكر حياتهم وإخوانياتهم ومودتهم فيما بينهم، فينتابنا الحياء تارة لبعد الشقة فيما بين حالنا وحالهم , وتارة تنسكب العبرات لغياب تلك المثل والهمم الباسقات عن واقع حياتنا اليوم، وعن ضمائر اخوتنا وتكلف مودتنا ولاحول ولاقوة إلا بالله.
وأشهد مالذ على خاطري وملأ سمعي ولم ينبؤ عنه بصري , من وصف لهم ولعمق أخوتهم، كماوصفهم رب العالمين في كتابه العظيم في غير ماآية، قال تعالى: ْْ {والذين تبؤو الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ولايجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون).
ياألله ياألله ماهذه الفضائل , وماهذه المكارم ... ! فتالله ماكانوا ملائكة ولارسلا ولامن عمار السماء، بل بشر ممن خلق سبحانه، وماهو والله إلا الإيمان بكل معانيه. ومكارم الاخلاق التي بعث صلى الله عليه وسلم لإتمامها.
لولا عجائب صنع الله مانبتت ... تلك المكارم في لحم ولاعصب
لقد تبدل الزمان وظهر ماكان يخشاه صلى الله عليه وسلم من تنافس على الدنيا وحطامها , وموت للضمير وانتحار للمروءة, فكل يوم تفجع بأخ لك , وكل ساعة تعزى في مروءة غائبة وأخوة زائفة , وإن أنت لم تتجرع مرارة الصبر وتعتقد أنك واحد من هذا الجنس، عشت وحيدا ومت غريبا , ولا بواكي لك، (لقد مضى سلف لنا أهل تواصل، أعتقدوا مننا، واتخذوا أيادي كثيرة ذخيرة لمن بعدهم، كان اصطناع المعروف عليهم فرض، وإظهار البر عليهم حق واجب، ثم جاء الزمان عن يسر فاتخذوا مننهم صناعة، وأياديهم تجارة، وبرهم مرابحة، واصطناع المعروف بينهم معاوضة، كنقد السوق، خذ وهات).
فلا جزى الله الشدايد أي خير لنقفها حوادث كامنه , وكشفها ستورا مسدلة على خيوط من الأخوة والتآخي هي في حقيقتها أوهى من بيت العنكبوت.
إنك لتصحب الرجل ساعة من الزمن، فتظن وتشعر أنك وإياه من رحم واحده، وسرعان ما تتلاشا كل الحواجز بينك وبينه , وترفعان ثوب الكلفة بينكما بيد من الصدق والإخاء، بل إن الهرة لتدخل دارك وتنام على فراشك وتطعم من طعامك وتشرب من سقائك , فترى أن لها حقا عليك من عطف ورحمة وإنتصار (نعم وانتصار على هرة الجيران)، فكيف بأخيك الذي ربط الله أخوتكما من فوق سبعة أرقع، وجعلها من دعائم الدين وحث عليها في غيرما موطن من الوحيين المنزلين.
إن للأخوة حق قل من أداه، فلقد إنتكست كثير من الفطر , فلا بهدي الإسلام اهتدت ولابمروءة الجاهلية التزمت، بل ظن كثير من الناس،أن حق أخيك عليك أن تحدثه ويحادثك، وتجامله ويجاملك , وتسامره ويسامرك , وتطعمه ويطعمك ... ، ثم هو وشأنه، مساكين هؤلاء ماذاقو معنى الاخوه ولاعرفوه.
فلعمر الحق ماجاوزت هذه الخصال الترابط الحيواني , فقل لي بربك: أين من يهتم لهمك ويأرق لأرقك، ويحزن لحزنك ويبكي لبكائك , ويسر لسرورك، فإن نزلت بساحتك الهموم، نسي همه وأشتغل لذب مانزل بك، وإن اضافتك ضائقة وجدها من منن الدهر كي يسعى بمالديه اليك مواسيا لك في محنتك , فلربما ضر نفسه لينفعك، يأتيك مسرعا مرددا:
أخاك أخاك من يسعى معك ... ومن يضر نفسه لينفعك
فماهو إلا كالشمعة تحرق نفسها لتظئ لك الطريق , لاترقب منك حمدا ولاذما, و لاجزاءا ولاشكورا.
فلاتظنن ـ يارعاك الله ـ أن هذا ضرب من الخيال أو نسج من ألأذهان وإبداع، بقدر ماهو متمثل في أمم ممن شرح الله صدرهم للإيمان ومكارم الأخلاق.
ودونك التاريخ , قلب صفحاته، وانظر في أعطافه، ترى أن هذه الأمة قدأنجبت (بدورازاهرة) من الرجال، كل فرد منهم بأمة يقف التاريخ عنده، لقد ضربوا أروع الأمثلة في الأخوة الصادقة،حتى لربما آثر أحدهم الموت عن صاحبه.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذان صحابيان جليلان الحارث بن هشام المخزومي وعكرمة إبن أبي جهل رضي الله عنهما، قتلا في وقعة اليرموك وهما يتدافعان الماء كل واحد منهما يؤثربه صاحبه، فلما أثخنت الحارث الجراح، إستسقى الماء فأتي به اليه، ولماتناوله نظرإلى عكرمة صريعا في مثل حاله، فرد الإناءعلى الساقي وقال:امض إلى عكرمة، فمضى إليه فأبى أن يشرب قبله، فرجع إلى الحارث فوجده ميتا، فرجع إلى عكرمة فوجده قد مات، فلم يشرب واحد منهم. أولائك آبائي فجئني بمثلهم ... ، رضي الله عنهم وأرضاهم.
إن من لم يصبر مع هذه المحن الأخويه صبر الكرام , سلاسلو البهائم، إن في الموت راحة للمؤمن من كل عناء، تدمع له العين ويحزن له القلب، وليس للمؤمن غاية معه إلا الصبر والاحتساب والرضى لقضاء الله وقدره، ولكن البلاء كل البلاء، موت الوفاء , وفقد الإخاء ,ووأد الموده، ثم لاتجد من يعزيك،أو يفطن لحالك فيواسيك.
وقبل أن أختم الحديث، فالعاقل من اتهم نفسه ,وظن بإخاوانه , وعرف أهل زمانه , وعلم علم اليقين أن مايرجوه من بني جنسه ماهو الاضرب من الخيال أو طلب للمحال، فلينعم بماقص علينا من أخبار السالفين،وليؤد للناس الذي لهم وليسأل الله الذي هو له، وفي الله خلف وعوض من كل شئ، وليلم نفسه قبل لوم ألآخرين.
لست الملوم أنا الملوم لأنني ... علقت آمالي بغير الخالق
وختاما: فلاتحسبن أن كتابنا هذا عنوان هجركم، أو أذان الأخلال بمودتكم، فماسطرناه للشكوى أو وصف البلوى، إذا لاحترقت أحرفه بين يديكم، لحرارة المشاعر، وتوارد الاحزان،واستعظام الموقف، ولاستعرتم مع أعينكم أعينا تسعفكم الدموع، فمازال للعتاب في ساحتكم موضع، وللاخوة من قلبكم مرتع، وإليها أوجه هذا الخطاب , فماهذا الكتاب إلا لهو أدبي، نطرد به مايعتري الخاطر من هموم وأعباء.
إذا كنت في كل الامور معاتبأ ... صديقك لم تلق الذي لاتعاتبه
فعش واحدا أوصل أخاك فإنه ... مقارف ذنب مرة ومجانبه
وإن أنت لم تشرب مرارا على القذى ... ظمئت وأي الناس تصفومشاربه
ولعلي اذكرك بماقال أبو الفضل رحمه الله: قديوحش اللفظ وكله ود، ويكره الشئ وليس من فعله بد , هذه العرب تقول: لاأبا لك في الامر إذا أهم , وقاتله الله ولايريدون الذم، وويل أمه للأمر إذا تم، ولذوي الالباب أن ينظروا في القول إلى قائله، فأن كان وليا فهو الولاء وإن خشن وإن كان عدوا فهو البلاء وإن حسن. (بكلامه عنونت وبه ختمت)
وما أحسبني والله لك إلا وليا.
فسلا م الله عليك ورحمته وبركاته، سلاما يتصل أمثاله بسمعك أبدا مابقيت.
ـ[سلسبيل]ــــــــ[19 Mar 2005, 04:36 م]ـ
ليت كل رسائل العتاب بين الأخوان تكون كهذه الرسالة العتابية إذا لاستحال العتاب عين الود وقرين المحبة ....
النص الأصلي بواسطة ابن الشجري
الكتاب الكتاب إذا أردت العتاب
إن العتاب مسافهة إذا كان مشافهة
فالمداد لسان فصيح لما يعجز عنه اللسان ..... يشترك مع بالتعبير ويتميز عنه بالتروي ووحسن التدبير وليس ذلك إلا لمن جعل من الحروف والكلمات رسل محبة وسلام ... وحملها على أوراق من حسن الظن وصفاء النفس ... فحري لهذه الرسل أن تكرم وفادتها وألا تُرد سفارتها ....
*****************************************
أقوال عن الأخوان من كتاب آداب العشرة وذكر والصحبة والأخوة
(أبو البركات الغزني)
قال الحريري: «تعامل القرن الأول فيما بينهم بالدين زماناً طويلاً حتى رق الدين ثم تعامل القرن الثاني بالوفاء حتى الوفاء ثم تعامل القرن الثالث بالمروءة حتى ذهبت المروءة ثم تعامل القرن الرابع بالحياء حتى ذهب الحياء ثم صار الناس يتعاملون بالرغبة والرهبة».
وكتب عالم إلى من هو مثله: «أن اكتب لي بشيءٍ ينفعني في عمري»
فكتب إليه: «بسم الله الرحمن الرحيم.
استوحش من لا إخوان له وفرط المقصر في طلبهم وأشد تفريطاً من ظفر بواحد منهم فضيعه ولوجد أن الكبريت الأحمر أيسر من وجدانه وإني أطلبه منذ خمسين سنة ولم أجد إلا نصف صديق».
قال أبو زائدة: «كتب الأحنف إلى صديق له: أما بعد فإذا قدم أخ لك موافق فليكن منك بمنزلة السمع والبصر فإن الأخ الموافق أفضل من الولد المخالف. ألم تسمع قول الله عز وجل لنوح عليه السلام في ابنه»: «إِنَهُ لَيسَ مِن أَهلِكَ إِنَهُ عَمَلٌ غَيرَ صَالِحٍ».(/)
باستشهاد الزعماء يطيب القتال ويحلو النصر
ـ[سلسبيل]ــــــــ[09 Mar 2005, 10:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه الصلاة وأتم التسليم
أما بعد:
قال تعالى " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا "
نبارك لأمتنا الإسلامية إستشهاد الزعيم الشيشاني أصلان مسخادوف والحمد لله أن هذه الأمه لا زالت تزف الشهداء واحدا تلو الآخر وتقدم دمائها رخيصة في سبيل عقيدتها ولا تزال عصبة منهم على الدين ظاهرين ولعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم .... وكلما سقط بطل في ميادين الدفاع عن الحق حمل الراية من بعدة مجاهد آخر مكبرا ومهللا ....
فالله أكبر كبري يا أمتي .... الله أكبر هذا أوان المَقدم
الله أكبر لا لن أنثني ....... حتى أموت دون دين محمد
الله أكبر قد بعت لله دمي .... الله أكبر .. ذاك ذاك المقصد
الله أكبر جلجلت في أمتي ..... الله أكبر رغم أنف الملحد
الله أكبر صوتها يعلو .. ويعلو .... حتى تعود أمتي للمورد
ـ[سلسبيل]ــــــــ[09 Mar 2005, 05:49 م]ـ
كانت تلك كلمات على عجالة دون سابق ترتيب ثم رأيت إكمالها بهذه وأعتذر إن كان بها خلل في العروض في مجرد كلمات تأثرا باستشهاد المناضلين عن حق الأمة واحدا تلو الآخر
الله أكبر يا أمتي قد مضى ..... ليل طال فيه المرقد ِ
الله أكبر قد أفاق الضيغم ... بشراك عزا وسؤدد
أمتي كم فرطوا وضيعوا ... وثبطوا من عزمك المتقد
أمتي كم حطموا آمالك ... وكم انبرى غثاءهم متوعد
أمتي كم شوهو تاريخك ... وطاولوا في علاه الفرقد
وكم علت ضحكاتهم .... قد كان حسا لا يعي .. متبلد
أمتي فامضي بعزم كبري ... ودعي ذاك الغثاء المزبد
الله أكبر يا دنيا اسمعي .... الله أكبر يا جبال فرددي
الله أكبر يا بحار فكبري ... الله أكبر يا أمتي .. فلنقتد
الله أكبر يا مآذن فاصدحي ... الله أكبر لن يسود المعتدي
الله أكبر .. وعزنا في المسجد ... والله ينصر جنده ويُسددِ
هاتي حسامك والكتاب وكبري ... تحت ظليهما أنت تسعدِ
ذاك الظلال إن ابتغيت كرامة ... فاستظلي .... ترشدِ
ـ[سلسبيل]ــــــــ[14 Mar 2005, 02:35 م]ـ
موسكو – ايلاف: كشفت وسائل الإعلام الروسية أمس أن الزعيم الشيشاني الجديد سعدو اللايف عبد الحليم الذي اختير خليفة لأصلان مسخادوف يتحدر من أصول سعودية واسمه الحقيقي أحمد فيروز.
وأكدت مصادر أمنية شيشانية أن القرار العسكري والتحكم بالفصائل المسلحة في الحركة الإنفصالية الشيشانية ستظل بقبضة شامل باسييف والقيادات الميدانية النافذة الأخرى في الحركة الإنفصالية وأن عبد الحليم سيكون زعيما شكليا.
وكان بيان قد نشر على أحد مواقع الحركة الإنفصالية أعلن عن اختيار رئيس محكمة الشريعة سعدو اللايف عبد الحليم خليفة لمسخادوف تنفيذا لاتفاق سابق لقيادة الحركة يقضي بأن يتولى رئيس المحكمة مهمام الرئيس وحتى توافر الأجواء لإجراء انتخابات حرة في الشيشان.
وأكد ممثل مسخادوف في أوربا عمر خامبييف اختيار سعدو اللايف منوها بأن له من العمر 34 عاما وهو ضليع في مجال الشريعة وعمل قبل الحرب قاضيا في المحكمة العليا الشيشانية وأن مسخادوف عرف عبد الحليم جيدا وأوصى بنفسه أن يكون خليفته في حال تعرضه لحادث ما.
وقالت مصادر في وزارة الداخلية الشيشانية الموالية لموسكو أن المعطيات المتوافرة عن عبد الحليم تشير إلى أنه داعية إسلامي.
(نقلا عن السياسة الكويتية)(/)
فضل العلم وشرف أهله
ـ[إمداد]ــــــــ[09 Mar 2005, 10:32 م]ـ
فضل العلم وشرف أهله
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه- نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه، ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين .. أما بعد:
فهذه كلمة موجزة في: فضل العلم، وشرف أهله. لقد دلت الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة على فضل العلم والتفقه في الدين، وما يترتب على ذلك من الخير العظيم والأجر الجزيل، والذكر الجميل، والعاقبة الحميدة لمن أصلح الله نيته، ومن عليه بالتوفيق.
والنصوص في هذا كثيرة معلومة، ويكفي في شرف العلم وأهله أن الله عز وجل استشهدهم على وحدانيته، وأخبر أنهم هم الذين يخشونه على الحقيقة والكمال. قال تعالى: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
فاستشهد الملائكة وأولي العلم على وحدانيته سبحانه، وهم العلماء بالله، العلماء بدينه، الذين يخشونه سبحانه ويراقبونه، ويقفون عند حدوده، كما قال الله عز وجل: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ومعلوم أن كل مسلم يخشى الله، وكل مؤمن يخشى الله، ولكن الخشية الكاملة إنما هي لأهل العلم، وعلى رأسهم الرسل عليهم الصلاة والسلام، ثم من يليهم من العلماء على طبقاتهم.
فالعلماء هم ورثة الأنبياء، فالخشية لله حق، والخشية الكاملة إنما هي من أهل العلم بالله والبصيرة به، وبأسمائه، وصفاته، وعظيم حقه سبحانه وتعالى، وأرفع الناس في ذلك هم الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ثم يليهم أهل العلم على اختلاف طبقاتهم في علمهم بالله ودينه. والجدير بالعالم أينما كان، وبطالب العلم، أن يعنى بهذا الأمر، وأن يخشى الله، وأن يراقبه في كل أموره، في طلبه للعلم، وفي عمله بالعلم، وفي نشره للعلم، وفي كل ما يلزمه من حق الله، وحق عباده.
وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في الصحيحين في حديث معاوية رضي الله عنه، أنه صلى الله عليه وسلم قال: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وهذا الحديث العظيم له شواهد أخرى، عن عدة من الصحابة رضي الله عنهم، وهو يدل على أن من علامات الخير ودلائل السعادة، أن يفقه العبد في دين الله، وكل طالب مخلص في أي جامعة أو معهد علمي أو غيرهما، إنما يريد هذا الفقه ويطلبه، وينشده .. فنسأل الله لهم في ذلك التوفيق والهداية وبلوغ الغاية.
ومن أعرض عن الفقه في الدين فذلك من العلامات على أن الله ما أراد به الخير، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
يقول صلى الله عليه وسلم فيما رواه الشيخان عن أبي موسى رضي الله عنه: مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلِم وعلّم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به
فالعلماء الذين وفقوا لحمل هذا العلم طبقتان: إحداهما حصّلت العلم ووفقت للعمل به، والتفقه فيه، واستنبطت منه الأحكام، فصاروا حفاظا وفقهاء، نقلوا العلم وعلموه الناس وفقهوهم فيه، وبصروهم ونفعوهم، فهم ما بين معلم ومقرئ، وما بين داعٍ إلى الله عز وجل، ومدرس للعلم، إلى غير ذلك من وجوه التعليم والتفقيه.
أما الطبقة الثانية فهم الذين حفظوه ونقلوه لمن فجّر ينابيعه، واستنبط منه الأحكام، فصار للطائفتين الأجر العظيم، والثواب الجزيل، والنفع العميم للأمة. وأما أكثر الخلق فهم كالقيعان التي لا تمسك ماء، ولا تنبت كلأ لإعراضهم وغفلتهم وعدم عنايتهم بالعلم.
تابع بقية الكلمة من موقع سماحة الشيخ بن باز رحمه الله ( http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=bz01323.htm)
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[14 Mar 2005, 02:52 م]ـ
جزاك الله خيرًا أخي إمداد.
ـ[إمداد]ــــــــ[08 Jun 2005, 12:02 ص]ـ
امين وإياك
وهذه محاضرة قيمة للشيخ صالح ال الشيخ وفقه الله عن فضل أهل العلم وصفتهم
للاستماع
http://audio.islamweb.net/audio/listenbox.php?audioid=90248
للحفظ
http://audio.islamweb.net/audio/download_.php?audioid=90248
من الشبكة الأسلامية(/)
تمت إضافة (دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية) في موقع الكاشف
ـ[الجندى]ــــــــ[10 Mar 2005, 02:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أبشر الأخوة بأنه بعد اتصال مع الدكتور الفاضل عبدالله الغصن صاحب الكتاب (أو الرسالة الجامعية) وبعد اتصال مع الناشر (دار ابن الجوزي) .. أرسلوا لنا (دسك) الكتاب بكل أريحية واحتساب - جزاهم الله خيرًا -.
وقد تم تقسيم الكتاب على حسب الشبهات المثارة على شيخ الإسلام، ووضعه في قسم (كشف الشبهات).
والكتاب جد مهم لا سيما لمن يحاور أهل البدع الطاعنين في الشيخ رحمه الله؛ لأنه أتى على جميع شبهاتهم بالنقض العلمي.
أسأل الله أن ينفع بهذا العمل.
وتسعدنا ملاحظاتكم ..
تجدونه على هذا الرابط:
http://www.alkashf.net/shobhat/12
كتبه سليمان بن صالح الخراشى(/)
مشكلة (عجز القادرين على التمام) هل أجد لديكم حلا!!!!!!
ـ[ابوبنان]ــــــــ[14 Mar 2005, 01:06 ص]ـ
لي صاحب محب للقراءة نهم ويستوعب مايقرأ وجامع لنوادر الكتب فهو ينفق فيها نفقة من لا يخشى الفقر
ويديم النظر في علومها ونوادرها بل ينقد ويقوم ويعارض ويرد على هنات بعض الكتاب ويوافق آخرين
يكاد يعرف كتبه بمجرد لمسها أكثر الناس معرفة له باعة المكتبات فكم من مرة دلفت وإياه إلى الرشد أو العبيكان أو التدمرية أو الجنوب وكنوز المعرفة والتراثية وغيرها من مكاتب هذا البلد المبارك فيستقبله باعة المكاتب كأنه صديق حميم بل سأله أحدهم عن مكان كتاب فأفاده
وكم من مرة جلست معه الساعات الطوال نتحاور في أصول العلم وفروعه في التراث والمعاصرة في القديم والجديد فلا تعدم منه خبر أو فائدة
مع صغر سن على ماعنده من فضل علم مع صلاح ظاهر وحسن تعبد ولا نزكي على الله أحدا ...................... لكن!!!!!
لم يلقي درسا ولم يخط مقالا أو يعتني بفتية يربيهم على طاعة الله ولم يخطب أو يحاضر حسب علمي
طاقة معطلة وكنز لكن من يميط عنه الخباء أحبتي لا أخفيكم فعزلته مع الكتب سببت له حدة لا يصبر عليه إلا من احتسب أجر الأخوة في الله
هذا صاحبي بل أخي في الله
هل نرى لكم مشاركة في حل هذه المشكلة
(لا تنسوه من دعوة في مواطن إجابة الدعاء فهو في كربة)
محبكم أبو بنان
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[14 Mar 2005, 02:05 ص]ـ
أعرف كثيرين على هذا الحال، لكن ليس بهذا التطرف!
أنصحه بطلب العلم على المشايخ، فهذه نعمة و ثروة تضاف إلى نفائسه .. بل ربما تحولت اهتماماته لجمع شرائط و تسجيلات المشايخ بدلاً من الكتب:)
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[14 Mar 2005, 01:40 م]ـ
أخي الكريم أبا بنان
ما دام صغيرًا في السن، كما تذكر، فدعْه يكملْ خلوته مع الكتب، وسيأتي وقت ترسخ فيه قدمه في العلم، ويفيد منه الخلْق.
ملحوظة أخينا د. هشام وجيهة، فلربما اكتسب منهم - مع العلم - نشرَ الخير.
أرى أن يديم النظر في كتب التراجم، ولو تدارست معه بعض الكتب التي تحث على العلم والتعليم، كالجامع لابن عبد البر، والتذكرة لابن جماعة، وغيرهما لربما كان حسنًا.
أسأل الله لنا وله التوفيق لكل خير.
ـ[علي جاسم]ــــــــ[15 Mar 2005, 11:59 ص]ـ
أخي الكريم .. تحضرني الان كلمات رائعة للسيد قطب .. يقول فيها بما معناه .. أنا نعيش أضعاف أعمارنا إن عشناها لغيرنا أما إن عشنا أعمارنا لأنفسنا فهي قصيرة محدودة بحياتنا منتهية بانتهائها " انتهى قول سسيد قطب .. وهذه أخي الفاضل هي رسالة الإنسان في الحياة وبها تصلح الحياة والعرب تقول قديما " العقول لواقح " وقد ذم الله تعالى من يكوتمون العلم فقال {لتبيننه للناس ولا تكتمونه} ثم قال تعالى {فنبذوه وراء ضهورهم} والعلم كرامة من الله تعالى فهو القائل {يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا} .. فحياتنا أخي الفاضل لا تصلح إن لم يهتم المسلم لأمر أخيه المسلم وليكن شعارنا في قرارة أنفسنا {إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت} وليكن شعارنا أيضا {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة} متى ما آثرنا حب إخواننا ونصحهم وهدايتهم على أنفسنا فنحن تلاميذ محمد ابن عبد الله .. على أن الله تعالى هو القادر كما علمنا أن يرفع عنا العلم إن عافت نفوسنا نشره أو تكاسلت وهو القادر أيضا على أن يرفع أهل العلم درجات فيما لو بذلوه لله تعالى وهو القائل {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} فلصاحب العلم أقول .. قدّم لنفسسك خيرا فقد أنعم الله عليك بما تحسسد عليه .. والله الموفق ..
ـ[ابوبنان]ــــــــ[30 Mar 2005, 03:15 ص]ـ
شكرا د. هشام رأي موفق وبارك الله فيك
لا عدمنا منك خيرا أخ خالد
نقل موفق لعله أصاب الهدف أخ جاسم
لي طلب من مشائخنا في كبينة القيادة في هذا المنتدى أن يتحفونا بما عندهم
والله ولي التوفيق
ابوبنان
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[31 Mar 2005, 10:40 ص]ـ
الأستاذ الفاضل أبا بنان وفقهما الله لكل خير. حياك الله وحيا الله صاحبك الطُّلَعَة، ووفقه لكل خير، ونفع به الإسلام والمسلمين، وزاده علماً وهدى وتوفيقاً. وقد ذكرني حديثك عنه بالعلامة الراحل أحمد راتب النفاخ رحمه الله. فقد ذكر أهل التراجم عنه ذلك، وكثرة ولعه بالكتب، وإدمانه للقراءة، وبصره بالكتب وبما فيها من نفائس الأنفاس، وفرائد المسائل والعلوم. ولكنه قد شارك بتحقيق قليل من الكتب، وحرر بعض البحوث. ولم يؤثر عنه الكثير من التصانيف، ولا المشاركات. ولكن أرجو لصديقك أن يفوقه لصغر سنه، وتوفر وسائل العلم في وقتنا أكثر من ذي قبل.
أما الرأي في مثل حال صاحبك، فإن الناس مواهب وقدرات، ولكل من الناس وجهة يحبها، ويألفها، ويرتاح لها، ويبدع فيها، ويثقل عليه غيرها وإن سهل على من هو أقل منه. وإكراه النفس على غير ما تحب فيه مشقة. فلعله في هذه المرحلة من حياته يحب القراءة وأنعم بها من محبوب، فهي الأنيس الصادق، ورحم الله الجاحظ فقد كفى في هذا الباب، بوصفه للكتاب. غير أنه لا بد من الانتفاع بهذه المعارف التي حصلها بطريقة مناسبة، ليست بالضرورة إلقاء الدروس، والمحاضرات. بل بالتأليف، والبحث، وإعانة طلاب العلم بدلالتهم على مواطن البحوث والمسائل. ونحو ذلك. وأحسب أن صاحبك - لكثرة قراءته - لا يخفى عليه هذا، وأهمية تبليغ العلم، وأجر فاعل ذلك. ولكن لعله يتحين الفرصة المناسبة، حتى يشتد عوده، ويستوي على أشده، ثم يبدأ بعد ذلك في التصدي للتعليم. ولعله قد ساءه تصدي الصغار للمسائل الكبار، وما جر ذلك على الناس من البلاء، فأراد أن يتجنب العثار، والله الموفق سبحانه وتعالى.
أسأل الله أن يوفقه لكل خير، وما أسعدنا يا أبا بنان بأن يشاركنا صاحبك في هذا الملتقى العلمي، نستفيد منه ومن خبرته العلمية، ولعل هذا يفتح له باباً لنشر ما عنده وفقه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سعد الخمعلي]ــــــــ[27 Sep 2009, 05:28 م]ـ
جزاكم الله خيرا ..(/)
حرفان لا أكثر
ـ[علي جاسم]ــــــــ[15 Mar 2005, 12:18 م]ـ
حرفان لا أكثر ..
هنالك مسألة قد أخذت -على سذاجتها- مساحة كبيرة في العالم عموما والعالم العربي خصوصا والإسلامي على أخص الخصوص .. والأدهى والأمر أن فينا سماعون وسماعات لمن ينعقوا بهذه القضية في كل واد ومحفل .. تلك هي قضية النصفية أي " المرأة نصف المجتمع " وراحت الجمعيات والندوات والجلسات والأحزاب النسوية ومنضمات حقوق المرأة .. الخ .. راحت –وعلى صعيد الوطن العربي –تطالب بحقوق المرأة باعتبارها نصف المجتمع وبالتالي فهي والرجل وكما يقول المصطلح الاقتصادي – ففتي ففتي – في المجتمع فكان من نتيجة هذا التخبط أن نشزت في مجتمعاتنا توجهات جديدة وتبددت طاقات كثيرة في أمر قد اختصره القرآن الكريم بحرفين لا أكثر .. نعم حرفين .. وهما "الميم والنون "إذ يقول تعالى {وخلق منها زوجها ليسكن إليها} وما معنى منها .. ولنترك الهاء والألف فهما مضافان (لمن) .. هذه (المن) هنا تبضيعية أي أن المرأة في الأصل بضع من الرجل ولما كانت بضع من الرجل صار المجتمع الذي يريده الإسلام مكون من جزء واحد بعضه من بعض .. وليس نصفين يغالب أحدهما الآخر .. فأيهما أفضل مجتمع بنصفين أم مجتمع بجزء واحد بعضه من بعض ..
ولمن يتخبطون في العماء ممن ينادون بهذه القضية نقول .. إن أخذنا بقولكم أن المرأة نصف المجتمع .. ولكن أي مجتمع هذا الذي المرأة نصفه .. هل هو مجتمع المدينة أم المجتمعات القبلية والريفية أم حتى عند من يقطنون البوادي والقفار إذ للمرأة دور مغاير في كل لون من ألوان هذه المجتمعات ولها أيضا مساحة من حركة المجتمع في كل شعبة من هذه الشعاب .. وهل واجبات المرأة في الريف هي نفسها في المدينة .. بالتأكيد لا .. إذن كيف كانت هنا نصف المجتمع وهناك أيضا ففي أحدهما – ولا بد – غضاضة بحق المرأة وهنا نكون قد عدنا كما بدأنا " ضياع لحق المرأة " وهنا بان بطلان (النصفية) .. بل قد يكون دور المرأة في القرى والأرياف أكثر من دور الرجل ولها على قياسكم ثلاثة أرباع المجتمع وليس النصف .. وفي أيام الحروب يكون دور الرجل أكبر من دور المرأة فلها أيضا على قياسكم ربع المجتمع وللرجل ثلاثة أرباعه وهذه أيضا من تخبطات النصفية ..
ولأرباب النصفية نقول أيضا ألا توافقونا أن لكل شيء حقيقة .. فإن تجرد عن حقيقته انتفت قيمته وانحط قدره .. إذن فما حقيقة رسالة المرأة .. ؟؟ وقد تخالفونا الرأي بمقتضى مذهبكم في هذا الأمر .. ولا عجب .. وليس بضائرنا هذا الخلاف فهنالك ما لا يختلف عليه اثنان إلا مجادل لا يبغي إلا الجدل والتهويش وعهدنا بكم أنكم متحضرون عقلانيون متمدنون .. ون .. ون .. ون .. الخ، هذا الأمر الذي لا مماراة فيه هو ناموس الوجود وقانون الكون وسنة الله وفطرته التي فطر الناس عليها .. إذ جعل سبحانه المرأة مستودع العاطفة والشعور وجعل الرجل مستودع القوة والبأس ولا يمكن أن يكون هذا الأمر عبثا فهذه سنة الحياة وصبغة الله .. لتقوم رسالة المرأة في الحياة بمقتضى تركيبتها الشعورية والوجدانية وتقوم رسالة الرجل بمقتضى تركيبته الجسمانية والعقلية لتدبير أمور المعيشة وما إلى ذلك .. فحقيقة رسالة المرأة من حقيقة فطرتها الخلقية وحقيقة رسالة الرجل كذلك .. وما بعد ذلك إلا تخبط يفضي لشحوب في معطيات الأمة التربوية والأخلاقية .. وهنا بان أيضا تيه النصفية وبطلانها .. على أن الحديث يطول كثيرا في هذا الأمر .. لكنا عرضنا شعبة من شعاب تخبطهم وما لم نذكره أدهى وأمر ولو أردنا أن نسبر غور هذه القضية من حيث انعكاساتها على بنية المجتمع بل وعلى بنية الآصرة البيتية وعلى متعلقات تربوية بالأبناء .. لسودنا صفحات فيها .. وحسبنا من الإسهاب ما أوردناه ..
و لنرجع -على عجالة -للآية الكريمة فنقول إن الله تعالى يقول {ليسكن} وكلمة يسكن تعني أن الرجل كان قبل السكون بحال ليس من جنس السكون إذ لو كان ساكنا أصلا لاستحال سكونه إذ فيها تحصيل حاصل وهذا محال .. إذن كان الرجل مضطربا قبل المرأة واضطرابه باعتبار معترك الحياة ونصب العمل .. ثم بعد ذلك قال تعالى {إليها} وكلمة إلى في اللغة إن قيلت فهي تشير لطرفين مبتدأ أمر ومنتهاه .. فالمرأة مبتدأ نهار الرجل كونه قد انطلق منها وانتهى نهاره بالمرأة فهو منها وإليها طرفي النهار ..
وهذه وببساطة فسيولوجية الآصرة الأسرية وهذه هي حقيقة العلاقة بين المرأة والرجل وهذا هوا المجتمع المتكامل في منهج الله تعالى من حيث الدور والرسالة المناطة بكل من الرجل والمرأة .. ولله الحمد قبلا وبعدا ..(/)
المحاسبة وأثرها على زيادة الإيمان
ـ[عبد الله بن حميد الفلاسي]ــــــــ[15 Mar 2005, 04:15 م]ـ
اضغط هنا لتحميل الملف ( http://www.a-falasi.com/maqalat.php?do=show_subject&ID=16)(/)
مع القرآن ..
ـ[علي جاسم]ــــــــ[16 Mar 2005, 10:40 ص]ـ
مراتب الصلاة ..
صنف الحق سبحانه الصلاة في القرآن لستة مراتب " ثلاثة منجيات وثلاثة مهلكات " وهي مراتب بعضها فوق بعض .. قال تعالى في المنجيات {قد فلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون} المؤمنون، ثم قال تعالى {والذين هم على صلواتهم يحافظون} المؤمنون، وقال تعالى في سورة المعارج {الذين هم على صلاتهم دائمون} وهذه مراتب الصلاة المنجيات .. أعلاها الخشوع وأدناها المداومة وأوسطها المحافظة " أما بالنسبة للمهلكات .. قال تعالى {ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين} المدثر ثم قال تعالى {وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يرائون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا} النساء ثم قال تعالى {فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون} الماعون وهذه الثلاث المهلكات " التكاسل مع الرياء ثم السهو عن الصلاة ثم عدم الصلاة وهو أدناها " فانضر أخي المسلم أين تسلسلك من هذا التصنيف القرآني فإن كنت من الخاشعين فاحمد الله تعالى .. وإن كنت ما دون ذلك فجاهد نفسك لبلوغ أعلى مراتب الصلاة والله يقول {وفي ذلك فليتنافس المتنافسون} وقال أيضا {لمثل هذا فليعمل العاملون} .. والحمد لله رب العالمين ..(/)
برنامج للقرآن
ـ[صالح الفويه]ــــــــ[17 Mar 2005, 12:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الى الاخوة في الملتقى: السلام عليكم ورحمة الله
يوجد برنامج جميل للأستماع الى القران الكريم وهو مفيد لمن لم يطلع عليه
www.SearchTruth.com
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[17 Mar 2005, 11:32 م]ـ
جزاك الله خيراً
وهذا الموقع أجمل: http://www.ayaat.com/
وهذه زيادة مجانية ستعجبك إن شاء الله:
http://www.islamweb.net/ver2/archive/index2.php?thelang=A&vPart=161
وهذا موقع ممتاز فيه تفسير المنتخب، وهو تفسير ميسر ممتاز:
http://www.elazhar.com/Quran/Default.asp
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[18 Mar 2005, 03:33 ص]ـ
وهذا موقع آخر ممتاز
http://quran.muslim-web.com/(/)
المعشوقة الغالية
ـ[إمداد]ــــــــ[20 Mar 2005, 01:27 م]ـ
المعشوقة الغالية
--------------------------------------------------------------------------------
يا سلعة الرحمن لست رخيصة
تلك الأمنية التي يسعى إليها الساعون
معشوقة تشغل قلوب العارفين
وتسهر ليل المتعبدين
لتعرفها
استمع الى الشيخ محمد العريفي وفقه الله
http://www.islamcvoice.com/mas/open...2f8e2a6026bf816
لحفظ المحاضرة
http://mohadrat5.islamcvoice.com/a1483.ram
للأستماع لمزيد من محاضرات الشيخ وفقه الله
http://www.islamcvoice.com/mas/list.php?cat=29(/)
إثبات هوية ..
ـ[علي جاسم]ــــــــ[21 Mar 2005, 05:52 م]ـ
نحن اليوم أحوج ما نكون لإثبات الهوية الإسلامية على صعيد أنفسنا أولا ثم المحيط الذي نعيش فيه ثانيا ثم العالم أخيرا، وإثبات الهوية طبعا يكون من حيث السلوك وهذا بدوره نابع من فيض الإيمان القائم على العقيدة السليمة، ومن حيث المنهجية الحياتية ومن حيث الرؤية، بل حتى من حيث المظهر العام .. وما هذه الحاجة الملحة لإثبات الهوية إلا لأن معالم المسلم قد تعرضت – ولازالت تتعرض- لعوامل تعرية إثر انفتاح الأمم والحضارات بعضها على بعض بقضها وقضيضها وغثها وسمينها فأثرت في جسم المجتمع المسلم باعتبار التناقض بين الرؤى والمنطلقات والغايات المحركة للمجتمع لكل حضارة (الإسلامية والغربية) فاضطربت حياة المسلم لهذا المدّ على حين فتور وهزال في المسلمين فأخذت المفاهيم الإنسانية والأسس الاجتماعية بل حركة حياة المجتمع المسلم، أخذت منحى آخر قد لا يختلف عن منهجية الإسلام في ظاهره، من حيث أنه لا يتفق مع المضمون الإنساني في الإسلام ولا يتفق مع رسالة الإنسان باعتباره حامل الأمانة وخليفة الله في الأرض، فضلا عن اعتبار الأمة المحمدية خير أمة أخرجت للناس لماذا .. ألأنها تخترع .. لا .. ألأنها تكتشف .. لا .. ألأنها تصنّع .. لا .. هي خير أمة للخير المكنون في ضميرها النابض .. وللنور المشع من وجدانها المشرق .. للرسالة الإنسانية التي تحركها {تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} ثم عقب تعالى بذكر تلك الأمم وبنفس الآية {ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم} وهذه هي الغاية التي يريد الله من المسلم أن ينطلق بها وإليها وهذه هي هوية المسلم التي بها عزته {ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين} وبها علوه {وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} فصار إثبات الهوية هو إثبات للنفس أولا أنها ثبتت على مبدأ وإثبات للعالم أيضا أن الإسلام جوهرة مكنونة لا تؤثر بها عوامل التعرية مهما طال عليها الأمد ..(/)
عود على بدء " هكذا فلتكن رحلة العمر "
ـ[سلسبيل]ــــــــ[22 Mar 2005, 11:55 ص]ـ
ولم أر من عيوب الناس عيب .... كعجز القادرين على التمام
كنت قد وضعت الجزء الأول من هذه المقالة قبل انقطاع الملتقى في موسم الحج ..... وانتهى الموسم وانقضت رحلة الحج ولكن هذه الرحلة لا تزال في بدايتها ولا تزال بحاجة لمن يدلها على طريقها حتى لا تضل وحتى تعود لديارها سالمة كما عاد الحجيج
هكذا فلتكن رحلة العمر ... (1)
ها أنت يا نفس تتأهبين لرحلة العمر .....
فكوني من الحاج ّ ولا تكوني من الركب .... أجل ستكون رحلة العمر وسأحرص على أن تكون هذه الرحلة انطلاقتي الحقيقية .... لن تضيع أي دقيقة سدى بل سأستغل كل اللحظات إما في طاعة أو ذكر أو عمل نافع ... لن أهتم كثير بالمظاهر والكماليات بعد اليوم فلن أهتم بمظهري أكثر من اللازم ولن أهتم بمطعمي إلا بما أقوم به صلبي وسأنام أينما أجد لي مكان طاهر .... لا يهم إن نمت على سرير مرفه أو افترشت الأرض والتحفت السماء ....
لن أفكر بالدنيا وآلامها بل سأبذل قصارى جهدي أن أؤدي الشعائر و الطاعات كما يريد ربي ... لن أغضب وإن ضايقني الناس أو اشتد الزحام بل سأكون متسامحا معهم لين الجانب لأني أريد الله أن يعفوا عني لذا سأعفوا عنهم وسأوطن نفسي على مساعدتهم وإيثارهم على نفسي وإن أساءوا .... فأنا لم أعد أهتم كثير بالناس ولم أعد أتدخل بما لا يعنيني لأني أراه .... أراه .... أينما التفت وحيثما توجهت إنني أراه وإن أغمضت جفني لذا سأراقب أفكاري وخواطر قلبي أن تضل أو تزيغ وسأظل معه ... معه .... يؤنس وحشتي ويرحم عبرتي ويحفظني في غربتي .... فيزيد به يقيني ويطمئن به قلبي فيطوف في الملكوت قلبي ويردد لساني " لبيك اللهم لبيك .... لبيك لا شريك لك لبيك "
هكذا فلتكن رحلة العمر ... (2)
وقبل انطلاق رحلتي اذكرك يا نفس بإصلاح النية وتجديد التوبة والأوبة إلى الله
وها أنا أعلنها جهارا لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك " ليعلو صوتها فوق كل صوت وأظل بها مرددا طول رحلتي ... في هبوطي ... في صعودي ... في كل أحوالي ... لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك .... ثم استقبلي البيت واسألي رب البيت العون والنصرة فإن أعانك فقد كُفيت " وإن ينصركم الله فلا غالب لكم " وأرملي في طوافك وإياك أن تثقل خطاك " يا أيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض "
وانظري أين سار الحبيب عليه الصلاة والسلام فسيري لعل خطى على خطى وخف على خف وإن سعيت فتذكري هاجر بين الصفا والمروة كيف سعت تذكر أنه لا بد من السعي مع التوكل ... فالقلوب تتوكل والجوارح تعمل.
فإياك أن تنشغلي عن هذه الفرصة العظيمة برزقك ورزق عيالك ... ورددي معي " وفي السماء رزقكم وما توعدون "
وإن شربت ما زمزم فتضلعي واذكري أنه لا بد من الفرج بعد الشدة وأن مع العسر يسرا فالليل مهما طال لا بد من الفجر فثقي بربك القائل " ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب "
هكذا فلتكن رحلة العمر ... (3)
ما أعظم هذا اليوم إنه يوم عرفه وما أدراك ما عرفه! هل عرفته يا نفس فما لي أراك لا زلت مقصرة؟!! وعن ربك غافلة؟!! أتعبت ِ؟ تذكري الراحة في مفارقة الراحة والنعيم لا ينال بالنعيم
فاصبري إنها أياما معدودات وسرعان ما تنقضي وينجلي الغبار ... فتتبين المنازل إذن فشمري للجنة وجدي في يومك هذا فسرعان ما تغيب الشمس وتنقضي نعمة كنتِ بها مغبونة
أوحسبتِ أن السفر راحة؟! هيهات فمهما تقدم العلم والتكنولوجيا سيظل قطعة من عذاب فليس للمسافر راحة إلا في الإياب وليس له دارا يطمئن بها ويقر إلا داره ...
فبيتي لربك قائمة قانتة ليمدك بقوة ترمين بها الشيطان ووساوسه عندما يسفر الصبح وكلما وسوس فاقذفيه بحصا من اليقين والتوكل يندحر خائبا مدحورا
وبعدها اعمدي إلى هواك فاذبحيه بسكين الرضا والتسليم " وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى "
وإياك أن تظني أن هناك من يستطيع أن ينوب عنك في هذه الأعمال .. لا .. بل أنت يا نفس وأنت فقط مكلفة بالقيام بأعباء هذه الرحلة ولا تسقط عنك بعد أن قامت عليك الحجة فسألي الله المعونة والثبات وأن تعودي إلى ديارك سالمة حيث لا بد لك أن تعودي فاستعدي للرحيل فقد أزف وودعي رفقاء رحلتك وكوني من الحياة على طرف ثم أحذري قطاع الطرق أن يغيروا وقد قربتِ من الوصول وبدت المعالم تتضح لك فلا اطمئنان إلا بعد أن تضعين قدمك في دارك التي تزينت لك وانتظرتْ قدومك " وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين "
وتنادَين ... " ادخلوها بسلام آمنين "
"ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون "
وعندها تتذكرين هذه الرحلة وقد انقضت أيام الغربة والعناء " لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين "
وزال التعب بلقاء الأحباب وطابت الجنات بجوار رب كريم للذنب غفورا وللقليل شكورا وبالعبد رحيما رؤؤفا وعندها فقط تنتهي رحلتك ويكون سعيك مشكورا.
فحي على جنات عدن فإنها ........ منازلنا الأولى وفيها المخيم
ولكننا سبي العدو فهل ترى ........ نعود إلى أوطاننا ونسلم؟؟(/)
تساؤلات مأموم ٍ خَلْفَ إمامتِه.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[22 Mar 2005, 03:01 م]ـ
لا تعذلوني إن فقدتُ صوابي =ولبستُ ما بين الصفوفِ حجابي!!
تلتاعُ قافيتي، ويصرخُ خافقي =وتضجُّ أسئلةٌ بغيرِ جوابِ ..
صَرَختْ مؤّذنةٌ فيا جُمَعُ اشهدي =خَدَرَ العقولِ على صدى زريابِ!!
والديكُ ماتَ فما رأيتُ دجاجتي =تُعلي الأذانَ بزيِّها البِنْجَابي!!
وأتََتْ إمامتُنا فأُسقطَ جمعنا =جَرْحى .. وقتلى أسهمٍ و حِرابِ!!
ما ذنبُ من سَلَبِ الهوى وجدانَهُ =من سِحْرِ جفنٍ لا بسحرِ خطابِ
أ أغضُّ طرفي؟! أم أحملقُ مقلتي =أم أستديرُ بوجهتي للبابِ؟!
هي عورةٌ إن أقبلتْ أو أدبرتْ =أين المواعظُ يا أولي الألبابِ؟!
فإذا تلتْ فينا آحاديثَ التُّقى =فالعينُ تخطبُ في هوى الأحبابِ
وإذا استفاضتْ في المكارمِ والحيا =ضحكَ الفضاْ من قلّةِ الآدابِ!!
وإذا رَوَتْ قصصَ العفافِ تقدّمتْ =زمرُ السفورِ بجحفلٍ غلاّبِ!!
وإذا استحثّت للجهادِ كتائبا =فاضتْ دموعُ الخوفِ في الأهدابِ
وإذا تخوّلتْ المُقامَ فأوجزتْ =تاقتْ رقابُ القومِ للإطنابِ!!
وإذا أشارتْ للبلاءِ رأيْتُها =دائي ومعضلتي وأُسَّ مصابي!!
هل ظلَّ في الصفِّ المقدّمِ روضةٌ =أم دِمْنةٌ للفاسقِ المتصابي!!
وإذا وقفتُ أمامَها هل أنثني؟! =أم انحني كالأحمقِ المتغابي!!
يا ويحَها ما حيلتي فيها إذا .. =انتقضَ الوضوءُ بحُسِنِها الخلاّبِ؟!
ومن الذي يقفو إمَامَتَنا إذا =حاضتْ إمامتُنا على المحرابِ؟!
أم كيف تتلو الآيَ خاشعةً إذا =ما انساب ما ينسابُ كالميزابِ؟!
ماذا اعترى صوتَ الخطيبةِ كلما =رَفَسَ الجنينُ ببطنها المُتّرابي؟!
أم كيف تعلو يا رفاقي منبرا =ومَخَاضُها المشئومُ بالأبوابِ؟!
وإذا أردتُ سؤالَ مُفْتيتي فهلْ =أخلو بها .. لأبثَّها أوصابي؟!
وإذا أُجِبْتُ فهلْ أقبّلُ رأسَها =أم هل أصافحُها بكفِّ خِضَابِ؟!
ماذا إذا نادت: أقيموا صفّكمْ =ساووا مناكبَ مُصطفى ورَبَابِ؟!
ما حالُ خنْزبَ والخشوعُ مُجَنْدلٌ =فحضورُ حضرَتِهِ غدا كغيابِ؟!
قولوا: أ تلك حقيقةٌ؟! أم أنّها =أضغاثُ أحلامٍ وطيفُ سرابِ؟!
يا أمةَ الإسلامِ سيري واثْبُتي =وثقي بنصرِ الواحدِ الوهّابِ
أرأيت صبرَ نبيِّنا في دينِهِِ =واذكر بلاءَ الآلِ والأصحابِ
آمنتُ بالله الكريمِ وحكمِهِ =في الناسِ .. في الأقدارِ .. في الأسبابِ
ديني هو الدينُ القويمُ ونَهْجُهُ =نورُ الحياةِ وقمّةُ الآدابِ
جُنْدَ السفورِ: وجوهُكم مفضوحةٌ =أنتم دُعاةُ الشرِّ والإرهابِ
عنوانكم حريّةٌ مزعومةٌ =تسعى لتأسرَ شِرعتي وكتابي!!
أتخالفُ الدينَ الحكيمَ كأنّما =تُسدي القصورَ لواهبِ الألبابِ
سبحانَ ربّي عن تطاولِ عبدِهِ =والويلُ ثمَّ الويلُ للكذّابِ
إن لم يكنْ للدين فيكم غيرةٌ =تحمي .. فأين شهامةُ الأعرابِ؟!
يا ضيعة الأديانِ حين يفضُّها =جافٍ .. ومكرُ منافقٍ .. ومُحابي!!
صونوا جناب العلمِ عن غَدراتِهم= عن هجمةِ التغريبِ والإغرابِ
فلعلَّ في سطو الفواجرِ هزّةً =تثني القلوبَ لسنُّة ٍ و كتابِ
ولعلَّ في سطو الأعادي بعثةٌ =لإخائنا في صولة الأحزابِ
هذا البُغَاثٌ وتلك نبْتةُ فتنةٍ =وسؤالُ دهرِكَ: أين أُسْدُ الغابِ؟!
الحقُّ أبلجُ .. والكتابُ مؤيّدٌ * * * " وليغْلِبنَّ مُغَلِّبُ الغلاّبِ .. " *
* اقتباس من بيتٍ لحسّان رضي الله عنه في هجاء قريش:
زعمتْ سخينةُ أن ستغلبُ ربّها * * * فليغلبنَّ مغلبُ الغلاّبِ ..
شعر المهندس صالح بن علي العَمْري
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Mar 2005, 03:18 م]ـ
فتح الله على الشاعر والناقل، فقد أجاد الشاعر صالح كعادته، وفقه الله وزاده هدى وتوفيقا.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[23 Mar 2005, 12:51 ص]ـ
لا فض فوه. وجزاك الله خيرا على النقل.
ـ[الجندى]ــــــــ[23 Mar 2005, 02:28 ص]ـ
بارك الله فيك اخى
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[23 Mar 2005, 07:27 ص]ـ
أخي الكريم د. عبد الرحمن الشهري
أشكر لك مرورَك العاطر.
الأخ الموفق عمار
جزاك الله خيرًا على دعوتك.
أخي العزيز الجندي
شكرًا على مرورك ودعائك.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[26 Mar 2005, 12:57 م]ـ
أخي الكريم خالد
شكر الله لك هذه المشاركات والنقولات.
وأستميح العذر بسؤال عن الشاعر المجيد صالح العمري أين أجد مشاركاته؟
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[27 Mar 2005, 07:35 ص]ـ
جزاك الله خيرًا يا د. مساعد.
حقيقة لا أعرف للشاعر صالح العمري صفحة على الانترنت، وقصائده تسير بها الركبان، من هنا وهناك، ولكنه من أعضاء الملتقى، وقد أرسلت إليه برسالة للحضور، فلعله يجيب.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[27 Mar 2005, 01:41 م]ـ
أخي الكريم
قد أرسلت له رسالة منذ زمن عبر الملتقى، لكنه لم يردَّ عليها، ولعله يطلع على هذه المشاركة فيتحفنا بأشعاره.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[27 Mar 2005, 02:50 م]ـ
قصدتُ رسالة جوال، وقد دلني - وفقه الله - على صفحته ( http://saaid.net/wahat/salehalamri/m.htm) ، ضمن موقع صيد الفوائد. وربما وجدتَ بعضَها في واحة الأدب ( http://saaid.net/wahat/index.htm)، ضمن الموقع.
بارك الله فيه، وجزاه خير الجزاء.(/)
كيف تسجل الاعمال علينا;;
ـ[ tafza] ــــــــ[25 Mar 2005, 10:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم;
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته;
من امضى يومه في غير حق قضاه، او فرض اداه، او مجد بناه،او حمد حصله او خير اسسه او علم اقتبسه فقد عق يومه؛؛
كيف تسجل علينا الاعمال التي نقوم بها في الدنيا وتعرض علينا في الاخرة؛؛
ـ اذا كان الناس في العصور الخالية لا يتصورون كيف تسجل اعمال الانسان واقواله ثم تعرض عليه يوم القيامة فان الانسان القرن الحادي والعشرين يجب عليه ان لا يستبعد ذلك وخاصة بعد تقدم الانسان في اكتشاف مناهل الحياة والاختراعات؛؛
ولقد اثبت العلم اليوم ان ما يقوم به الانسان من عمل او يتحدث من كلام يسجل عليه تسجيلا دقيقا وسيبقى هذا التسجيل قائما الى ما شاء الله؛؛
فنحن حين نريد الكلام؛ نقوم بتحريك الشفاه وتتحرك الالسنة فتتحرك معها موجات في الهواء وقد كتب الله لهذه الموجات ان تظل محفوظة لا تزول ولا تمحى؛ فتظل هذه الامواج الصوتية تتحكرك منذ ان تكلم الانسان فهذه قضية سلم بها العلماء في القرن العشرين وهي لا تصطدم مع ما جاء به الاسلام في تسجيل اعمال الانسان واقواله بل تتفق معه الاتفاق كله؛؛
واما عن الاعمال التي يقوم بها في الضوء او الظلام امام مشهد من الناس او في الخلوة فهي ايضا مسجلة لان الانسان تصدر منه حرارة بصورة مستمرة وهذه الموجات الحرارية التي تصدر من الانسان تظل مكانها لا تزول؛؛
ويمكن ان تلتقط لها صور فتعطينا صورا فوتوغرافية عن اعمالنا التي قمنا بها؛؛
واذا كان العلم يستطيع ان يخرج صورا لما مضى في العهود القديمة فقد استطاع ان يصور ما وقع قبل ساعات؛؛
{الاسلام يتحدى} والتفاصيل العلمية ـ يتضح منها جليا ان اجهزة الكون تقوم بتسجيل كامل لكل اعمال الانسان فكل ما يدور في اذهاننا يحفظ الى الابد وكل ما ننطق به من كلمات تسجل بدقة فائقة؛؛
فنحن نعيش امام كاميرات تعمل دائما ولا تفرق بين ليل او نهار؛ حتى اعمالنا القلبية والعضوية كلها تسجل بدقة تامة؛ وما بيدنا الا ان نسلم ان كلا منا سوف يقدم امام محكمة الهية؛ التي اعدت هذا النظام العظيم لتحضير الشهادات والله اعلم؛؛(/)
عندما سقطت الأسباب 000وركعت الألباب
ـ[أبو عبد الرحمن المصري]ــــــــ[26 Mar 2005, 11:18 ص]ـ
سلسلة التوحيد العملى
1 - اكبر صنم يعبده المسلمون والمشركون معاً
2 - فارة تتزوج جملاً
3 – عندما سقطت الأسباب 000وركعت الألباب-
ماذا لو وجدت نفسك تثور بها الشهوات 00وتشتعل فيها اقبح الامنيات 00 وتعجز عن كبح جماحها؟ بل ماذا لو ان امراة امتلىء قلبها بحبك 00 واشتعل فيها بركان الشغف الى قربك؟ 00 إنك إن تملك نفسك عما تجده فى قلبك من امراة 00 لن تملك نفسك عما تجده فى قلب امراة منك 00 وقد شغفها الحب 00 وتأمرت على طلب القرب 00 وهى صاحبة سطوه 00 وانت صاحب كبوه 00.
- ماذا لو رايت نفسك وحيداً طريداً شريداً لا اهل 00 ولا مال ولا عمل0 ولا مأوى؟
- ماذا لو رايت نفسك صاحب مال 00 تستطيع شراء الوديان والجبال 00 وتُسخر به جحافل الرجال 0؟
- ماذا لو ضرب المرض فى اعضاءك ولم يكن احد على الارض فى مثل بلاءك؟
- ماذا لو غلبك الناس على امرك واصبح كل من على الارض ضدك؟.
- ماذا لو
- ماذا لو
اعلم اخى الحبيب ان الايام ستتغير عليك بين هذا وذاك وان لم يكن بنفس التفاصيل والاوصاف, لكنها ايام بين طاعة ومعصية 0 بين قوة وضعف 0بين فقر وغنى 0 بين مرض وصحة 0 بين عز وذل 0 بين فرح وحزن 0 بين علم وجهل 0 بين 00000000
واعلم اخى الحبيب ان الله تبارك وتعالى يريد بذلك ان يستخرج منك عبودية السراء وعبودية الضراء , وان يسمع نداءك ودعاءك فى كل ذلك , والتوحيد العملى ان نؤمن بذلك وتتوجه اليه فيه فهو القائل "قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شىء قدير " , فالملك ملكه00 والحكم حكمه 00 والامر امره 00 وفى القران تطبيق عملى من الانبياء عليهم السلام فى التوجه الى الله فهذا يوسف عليه السلام "رب السجن احب الى مما يدعوننى اليه والا تصرف عنى كيدهن اصبوا اليهن واكن من الجاهلين " وأنت لابد إن تعرضت لذلك ان تجئر اليه " ان لم تعصمنى هلكت " وسط امواج الشهوات المتلاطمه ليس لك من ينتشل يدك الغارقة غيره فهل مددت يدك؟ هل ارتفع منك نداء "من يعصمنى غيرك "؟ وهذا موسى عليه السلام يخرج خائفا يترقب لا مال ولا اهل ولا عمل ولا مأوى "ثم تولى الى الظل فقال رب انى لما انزلت الى من خير فقير فجاءته احداهما تمشى على استحياء قالت ان ربى يدعوك ليجزيك اجر ما سقيت لنا فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين قال انى اريد ان انكحك إحدى ابنتى هاتين على ان تأجرني ثمانى حج فان اتممت عشرا فمن عندك 000 " توجه الى ربه وهو جالس فى الظل وقبل ان يقوم من الظل جاءه الامان وشقة وعروسة وعقد عمل بثمان سنين 0 يامن تريد عملا يامن تريد زوجة كيف حال توجهك الى الله؟ ولو قلت لى دعوت ولم يستجاب لى فاعلم ان الاجابه مستفيضة فى اللقاءات القادمه
- تأمل سليمان وقد اُعطى المال 00 والجن والرجال00 فتوجه الى ربه " ربى اوزعنى ان اشكر نعمتك التى انعمت على " بينما قارون قال "انما اوتيته على علم عندى".
- تأمل ايوب وهو ينادى " وايوب اذ نادى ربه انى مسنى اضر وانت ارحم الراحمين فاستجبنا له " وكان قد ضاع ماله وحشمة وعيالة ولم يترك له المرض عضوا.
- تأمل نوح عليه السلام "ولقد نادانا نوح فلنعمم المجيبون " ,وقال " فدعا ربة انى مغلوب فانتصر ففتحنا ابواب السماء "
- تأمل توجه يونس وابراهيم وزكريا وعيس وباقى الانبياء عليهم السلام فى مواقف متغايره انت تتعرض لها وقد قال تعالى " واذا سألك عبادى عنى فانى قريب اجيب " لكن قال " اجيب دعوه الداع اذا دعان " 000" اذا دعان "000 تأمل " اذا دعان " لهذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية ان " الدعاء من اهم الاسباب" , والناس ياخذون بكل الاسباب الا اهمها تامل ابراهيم عليه السلام يخالف نواميس الاسباب فيترك الاسباب او قل هى تركتة كلها مع ان الشرع امر بها ولم يات منها الا بالدعاء "رب اسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة من الناس تهوى اليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ربنا انك تعلم ما نخفى وما نعلن وما يخفى على الله من شىء فى الارض ولا فى السماء "
- تامل رجل يترك امراة ورضيع فى جبال وسط صحراء ولا زرع ولا ماء ولا بشر ثم ينصرف 00 فتقول "الى من تتركنا با ابراهيم" فيلتف لا يستطيع جوابا ويخفى فى قلبه كل مشاعر اب عاش عمره بلا ولد , ويتمنى الولد فلما جاءه بعد مائة عام يتركه للهلاك (ربنا انك تعلم ما نخفى) , وتقول له زوجته آالله امرك بهذا؟ فيقول نعم قالت إذاً لن يُضيعنا 0000 هنا سقطت الاسباب أمام امر الله ولم يبقى الا الدعاء , فدعا ابراهيم وايقنت هاجر ان امر الله لا يُضٍيع , واصبحت رحلة اليقين والاستسلام 00ركن من اركان الاسلام 0
- يقال ان هاجر لما اشتد صراخ رضيعها وليس معها ماء ولا غذاء صعدت الصفا لتنظر لعلها تجد طيرا فى السماء00 يدل على الماء00 او سببا من الاسباب ,فلم تجد فنزلت الى المروة وصعدت تنظر فلم تجد كررت ذلك سبع مرات بحثا وطلبا للسبب وصراخ رضيعها يدوى وسط الجبال فلما أعياها البحث وأجهدها التعب وسقطت كل الاسباب نظرت الى السماء وقالت " يارب جف ضرعى " " يارب جف ضرعى " فنزل جبريل فى الحال وضرب الارض بجناحه فانفجر الماء وقال لو دعوتٍنا من اول مرة لاجبناكى.(/)
((الرسالة الموقرة ... للعلمانية المحتقرة))
ـ[سليل الاسلام]ــــــــ[28 Mar 2005, 12:09 م]ـ
بسمك اللهم ينطقُ الخطيب، سبحانك ربي فأنت القريب، ما سبّح الحوت في البحر العجيب، أدعوك ربي فأنت المجيب، سدّد القول لا تجعله يغيب، ولا تجعله عند الناس غريب، وصلي اللهم على رسولك الحبيب، ما غرّد الشادي على الغصن الرطيب، واجمعنا به وبجمعه المهيب. لا تبنون بما أكتب حُكما، ولكن نصيحة صغتها حِكما، ومن أُوتي الحكمة صار نجما، وعليه الله قد أنعما .. ! فبسم الله أبدأ القول، والصلاة والسلام على الرسول، وعلى آله وصحبه ومن والاه في الفعل والقول، فاقرئوا يا أصحاب العقول، حتى وإن كان في المقال طول، في ذبي عن الدين حياة كالقصاص!! من المبطلين بلا سيف ولا رصاص!! لكل أسلوبه وهذا أسلوبي الخاص، أنا لست من أهل الاختصاص!! ولست الأديب القاص، بآي الكتاب والحديث بنيت الأساس، فلا تفرّون من الحق فمنه لا مناص!!!
هو علي عهد ... فأما بعد
لا تغمد منجل الحق أبدا، واحصد أفكار الزور حصدا، يا ناهياً من كان عبدا، لمنكرٍ بات للمعروف ندا، لا تكن في سجنهم مقيدا، باغتهم بسيف الكلمة، واخرج لهم من خلف الأكمة، ارمهم بسهم الكتاب بلا منه، وأغر عليهم بخيول السنة، وأسرج لها الأعنة، وكلما أينعت الألسنة، تدعوإلى العلمنة، فعليك قطافها، وإخماد نارها في مهدها، وإفساد تربتها وتعكير صفوها، وقطع إمدادها، وتجفيف مائها ... !!
فالعلمانية لا تثمر، إلا بالحنظل المر، وآكلها يتوهم النصر، حاملا على ظهره الوزر، فكل ما في الأمر، هم قطيع من بقر، ليس لهم الظفر، فشيطانهم يغلبهم، ونفوسهم تتعبهم، والغرب يرعبهم، بزيف الحب يوهمهم، وبالسلام إليهم يجذبهم، وبظاهر أخلاقه يبهرهم، فكيف يكون لهم الفلاح، وهم يكفنون بقايا الصلاح ... !!!
أيها العلماني ...
فلتسأل إخواني، منك ماذا دهاني؟؟ قتلت وجداني، بليلك القاني، وحزبك الجاني، على كل فضيلة، ونشرت بين أهلي الرذيلة، يا علماني مضطرب، يهتز للطرب، يقول يا عرب، راميا كل صلاته، بربه في جميع أوقاته، وإن دنت وفاته، كسول إذا أطاع، نشيط إذا ضاع، قبلته في صلاته، تحتل نيله وفراته، ويخشى في الفلوجه، أن تباد علوجه، فكل علج بالعلوج يقتدي،و يختار أن يردى مع الردي ... !!
قال تعالى: {وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا} (6) سورة الفتح
يا قمة النفاق ... أتدّعون الاخلاق
تريدون أن يوفق، بين فقيهٍ وعفلق، أخلاقكم اهم من العبادة، وعندكم تفوق الصلاة بزياده، إذن فبمنطقكم المهين، يصبح نصف المسلمين، ليسوا لله عابدين، ماداموا عندكم فضّين، فيترك لأجلكم المسكين، عبادة أشهر وسنين، لقلتها عندكم في الموازين، عندها ويل ثم ويل للمرائين ... !!!
قال تعالى: {الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ*وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} (7) سورة الماعون
يا فيروسا له هجوم ...
حثالة العصر وقد تدوم، لكن بضربات منها لا تقوم، فلن تنفعكم ابتسامة الروم، والتي تؤرقكم في النوم، فأخلاقهم الباهرة، لن تنفعهم في الساهرة، فمن يكفر بالله المجيد، فهو عن الأخلاق بعيد، غير متأدبٍ مع خالقه، لأنه يكذبه ويشاققه، ويكره صلاة تؤرقه، لأنها تنهاه وخلفه لا تفارقه!!
قال تعالى: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} (45) سورة العنكبوت
هذه العلمانية ...
أخلاق تجارية، مصالح جلية، توافه حضارية، لا تريد أن تستيقض، من هذا المرض، كي لا يصدمها الواقع، بنور الحق الساطع، فتصبح أعمالها كالسراب، وتعتزل ولا يطرق لها باب ... !!
قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (56) سورة الذاريات
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال صلى الله عليه وسلم ((إنما بعثت لأتتم مكارم الاخلاق)) .. فالنجاة دين وأخلاق .... وليست حرية وأخلاق ... أو بتمسك في الدين غث ... فإنما الحرية هي العبث ... !!
قال تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ} (115) سورة المؤمنون
وقال صلى الله عليه وسلم في حديث: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن) ... وهم يحلون الزنا بلين الجناب، ويعارضون منه الاغتصاب .. !!
فيا طالب الحقيقه ...
إذا مهد الله على الخليقة، خلقاً فلأجل أن يسلكوا طريقه، وتقوى أواصر دينه الوثيقه، ويعبدونه بعيدا عن النجاسه، وعن حب الظهور أوالرياسه، حتى تكون الحياة له، ولا يعكرها الأبله، ونعيش له في الدنيا، لتكون كلمة الله هي العليا، ونخطو لجنة المئوى .. !!
قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (162) سورة الأنعام
فيا علماني ...
اقصص لي ولأخواني ...
بداية نهجكم الفاني ...
قال بصوت رخيم وفاضح ...
منهجنا هو التسامح، من يعتنقه لا شك رابح، وعندنا منظمة للحقوق، تمنع الظلم والعقوق، ولك حرية الاختيار، في شأنك وشأن الجوار، فأنت على الفطرة، حتى وإن أحببت بقرة، وأنجبتم عشرة، لأنها في المعروف عِشرة ... !!
بدايتنا تسلط الكنيسة، لاحتكار العقول الكيسة، فضجت الناس وقتها، ورمت الدين خلفها، وهذا عندنا الحل الوحيد، لنواكب كل جديد، فلا دين يحكم دنيانا، ولا آمر عن فعلنا ينهانا، وبهذا سننتج، وربما على الصلاة نعرج .. !!
قال تعالى: {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (101) سورة آل عمران
ونحن الآن نعيش، نفس التسلط والطيش، من رجال الهيئات، أهل العيون الساهرات، بل ومن كل الناس، الذين وضعوا دينهم أساس، يضايقونني وصديقتي، ويحرمونني من فرحتي، يا لهم من قساه، كل بيده عصاه، يأمر بعينيه، وينهى بيديه، نقول له هناك مراتب، للنهي فلا تعاتب، يقول أعلنتها متحديا، فبذلت لك اليدا ... !!
قال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} (110) سورة آل عمران
آه ... من حياة صعبة، فنحن أهل الموهبة، وأهل الهوى والأشربة، عقولنا نيره، صفاتنا خيره،فأتركونا فنحن المهره، نواعم البشرة، وسنطور لكم الكره، كي لا تفجّرها الإبره، ونطور المدارس، لتكون بلا حارس، فالكل في شغله، وفكرته وعمله، كلهم يريد الاختراع، ويريد السعادة والامتاع، لكن الدين هو العقبة الوحيدة، ويجب أن نعجل له المكيدة، كي لا نبقى في الذل عبيده ... !!
قال تعالى: {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا*وَأَكِيدُ كَيْدًا*فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا} (15 - 17) سورة الطارق
نحن العلمانية العربية، فرقوا بيننا وبين عقول غربية، وبكل خسة وكل أذية، لم يبيحوا تشبهي بهم في جزئية، وقالوا من يرتد فستلحقة المنية، متناسين مبادئ الحرية الشخصية .. !!
قال تعالى: {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ} (71) سورة المؤمنون
حتى نصفي الآخر ظلموه، وفي البيت قيدوه وكبلوه، وأخذوا ماله وتركوه، وفي قضاء أموره رافقوه، وطلبوا الإذن من عائلوه، ولمشاهدتي في الدش لم يدعوه، فالحقيقة عندي وهم عنها مانعوه، فأي ظلام هم لها يرضوه، وأين يجد المظلوم قلباً عندما يطردوه، نحن نريد لنا أمّا،، تفتينا وتخبرنا علما، كما لدى المؤمنين أماً، تدعى عائشة إبنة صديقٍ سما، ولتكن آمنة من مانهاتن، خطيبة نائل وفاتن .. !!
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} (23) سورة الجاثية
يحاربون بيننا الابداع، وهو في أوطاننا مضاع، وكلما قلنا لهم نريد تنقيحا، للسنة ولرجالها تجريحا، قالوا العلم يورث بالوراثة، ولن يحوزه أهل الدياثة، وهو لا يؤخذ بالسماجة، محال على أهل اللجاجة، ولن تؤذن عن الديك الدجاجة ... !!
قال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ ... } الآية (34) سورة النساء
فائدة:
((لم يرضوا من الله بهذه الأفضال، فتركهم الله يهيمون في الظلال))
سحقاً لموقض الفتن ...
علمانيٌ عفن، محفزاته فن، وطرب وطنّ، ليجذب أهل الغباء، فيرمون كل رداء، يجعلهم في استحياء، يستخدم الصحافه، وبكل سخافه، يدعو لمبادئ عقيمة، تجر لأمور وخيمة، لا تبشر بالسلامة، بل تقود إلى الندامة، وأظن أنه وبلا ملامة، ممن تقوم عليهم القيامة، فلا دين ولا خجل، ولا رادع ولا وجل، فشرار الناس ينسون الشهادة، وهم لذكر الله أهلُ بلادة ... !!!
قال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً} (142) سورة النساء
نظرتهم للغرب ...
هي إنبهار وحسب، وتتبعٌ وحب، يهون له التعب، لأنهم أهل النسب، ليت شعري .. يسمع أو يكتب، أمع الريح من حيث تهب؟؟!! ويحكم سحروكم بالحضارة، ونسبوها لأنفسهم بمهارة، تقولون هم أهل الاختراعات، وتنسون أنها مجرد أكتشافات، أذن بها رب الارض والسموات، وكأنكم تنسبون، ذلك لزرق العيون، ثم تتناسون، فضل خالق الكون، فلولاه ما كان للحضارة أن تكون، فسبحان من يقول للشئ كن فيكون ... !!!
قال تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} (117) سورة البقرة
فالسيارة أو الطائرة للركوب والزينة، والله هو الذي خلقها وهي عليه هينه، بأمر كن تبدأ صناعتها، ويتحرك العالم لتكوينها، وتعبّد في العالم مساراتها، بلا جبرية بل بفتح بابها، فسبحان موجد أسبابها، وفي الآية دليل على إيجادها ... !!
قال تعالى: {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (8) سورة النحل
كل الحرية لكم ... تريدونها لكم، ولمن كان معكم، تجبرون غيركم، أن يستمع لأنغامكم، وأن يشم من دخانكم، وأن يشاهد تبرجكم، فهذه حريتكم، التي تلغي غيركم، وتقولون لنا، هذه حقوقنا، فإن سمعتم، أو رأيتم، أو استنشقتم، فعلى نفسها جنت، براقش بما فعلت، وترددون قولة شيطانكم، لا تلوموني ولوموا أنفسكم ... !!!
قال تعالى: {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (22) سورة إبراهيم
أيها المؤمن ...
أنك مع المنافقين في جهاد، فجادلهم إن تقلبوا في البلاد، ولا تخش منهم الأوغاد، وسل عليهم قلمك، وجاهدهم بلسانك، وبعلمك وبيانك، وحديثك وقرآنك ... !!
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (73) سورة التوبة
وقال ابن القيم عن أحد مراتب الجهاد التي ذكرها في مختصر زاد المعاد:
""المرتبة الثالثة: جهاد الكفار والمنافقين. وهو أربع مراتب: أحدهما: القلب. الثانية: اللسان. الثالثة: المال. الرابعة: النفس. وجهاد الكفار أخص باليد، وجهاد المنافقين أخص باللسان."" انتهى كلامه يرحمه الله.
وهذه مقالتي ...
ولن تكتمل فرحتي، إلا إن زالت بها معصيتي، واعانتني على شقوتي ... فيارب تقبل مني هذا العمل، واهد قارئه لترك العلل، فإن اخطأت فإني أبرأ إليك ربي من الزلل، وإن اصبت فأنت الاعلم وأنت الأجل، ولك اللهم المثل الأعلى إن قيل المثل!
قال تعالى: {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (118) سورة المائدة
والحمد لله على ما صنع، وما أعطى وما منع، وما أعزّ وما وضع، ما صَدح مُغرّدٌ أو هَجع. ربُّ الأرض والسماوات، وما بينهما من كائنات سبحانه المُتعالي يسرّ اختزالي ... لمقالي!!
في هذه الكلمات ...
ما زاد أهل العلمنة إلا في العناد .... ما زاد أهل العلمنة إلا في العناد
والسلام خير ختام
سليل الاسلام(/)
**ّ100فائدة من سورة يوسف**فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد**
ـ[إمداد]ــــــــ[01 Apr 2005, 10:52 ص]ـ
**ّ100فائدة من سورة يوسف**فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد**
--------------------------------------------------------------------------------
الحمد لله رب العالمين وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين وبعد
هناك عدة أسئلة عن أمور تتعلق بسورة يوسف، وسنتحدث إن شاء الله في هذا الدرس عن بعض الفوائد المأخوذة من هذه السورة والقصة العظيمة و هذه السورة تحكى قصة نبي كريم من أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام.
وفي هذه السورة عبر كثيرة وفوائد ودروس للمؤمنين، وفيها كذلك أحكام استنبطها العلماء من هذه القصة التى أوحاها الله سبحانه وتعالى إلى نبيه - صلي الله عليه وسلم - وتمتاز هذه القصة بجمال الأسلوب إذ ليس عند النصارى ولا عند اليهود في سوره يوسف مثل هذه التفاصيل أبداً، وهذه القصة يذكر الله -سبحانه و تعالى - فيها ما حصل لنبيه يوسف عليه السلام. فلنأخذ بعض هذه الفوائد من هذه السورة ..
(الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3) إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (5) وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6))
قال الله سبحانه وتعالى (لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ (7)) و ذكر قبلها انه قد أٌرى نبيه يوسف وهو صغير رؤيا عجيبة ويؤخذ من هذا:
1 - تعاهد الأب أبنائه بالتربية، و يقرب إليه من عنده استعداد للفهم والعلم والفقه و أن يخصَّه بمزيد من العناية؛ لأنه كلما كان الإقبال أكثر من الشخص ينبغي أن يكون العطاء له أكثر.
2 - أن الرؤيا الصالحة من الله وذلك لأن يوسف رأى رؤيا حق و أمره أبوه ألا يقص الرؤيا على اخوته.
3 - أن كتم التحدث بالنعمة للمصلحه جائز و لذلك قال (لا تقصص رؤياك على اخوتك) مع إن الرؤيا نعمة هنا (فيكيدوا لك كيدا) إذاً لو كتم إنسان نعمة الله عليه و لم يفشها لئلا يتضرر من الحسد فهذا لا بأس به، وأما التحدث بالنعمة فيكون عند أمْن الحسد فيذكر الإنسان نعمة ربه عليه
4 - أن الشيطان يدخل بين الإخوة، فيوغر صدور بعضهم على بعض مع كونهم أشقاء فيصيرهم أعداء.
5 - أن على الأب أن يعدل بين أولاده ما أمكن وانه لو كان أحد الأولاد يستحق مزيد عناية فإن على الأب ألا يظهر ذلك قدر الإمكان حتى لا يوغر صدور الاخرين.
6 - أن الله سبحانه و تعالى يجتبى من يشاء من عباده و يصطفى و هذا الاصطفاء من الله عز و جل نعمه، فأنت مثلاً تأمَّل كيف أن الله سبحانه وتعالى اصطفاك فلم يجعلك جماداً بل جعلك إنساناً، تأمل كيف اصطفاك الله فلم يجعلك كافراً بل جعلك مسلماً، تأمل أن الله عز وجل لم يجعلك من أهل الكبائر الفسقه المجرمين من أهل البدعة بل جعلك من أهل السنة، وإذا لم تكن من أهل الكبائر فتأمل اصطفاء الله ولم يجعلك من أهل الكبائر وجعلك من أهل الاستقامة والطاعة والدين، وإذا كنت طالب علم فان الله اصطفاك اصطفاء أخر بأن جعلك صاحب علم، وإذا كنت داعيه فهذا اصطفاء أخر من الله بأن جعلك ليس فقط من أصحاب العلم بل جعلك تدعو إلى هذا العلم، وهكذا، فإذا هي اصطفاءات من الله سبحانه و تعالى للعباد.
(يُتْبَعُ)
(/)
7 - أن البيت الطيب يخرج منه الابن الطيب انظر إلي قوله تعالى (وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)
((لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ (7) إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (8) اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ
وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ (9) قَالَ قائل مَّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ (10)
8 - أن الغيرة تدفع أصحابها للضرر والإيذاء فإنه لما غاروا من أخيهم سعوا في إيذاءه.
9 - أن هذه الغيرة يمكن أن تؤدى إلي الكيد والقتل و ليس مجرد الإيذاء فان هذه القضية قد أوصلتهم إلى أن يسعوا إلى قتل أخيهم (اقتلوا يوسف)
10 - تبييت التوبة قبل الذنب توبة فاسدة؛ يعنى إذا قال أحد نذنب ثم نتوب فهو مجرد ذنب ثم نستقيم ...... فلنذنب، هذه توبة فاسدة، لماذا؟ قال تعالى (اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ) إذاً هم قالوا نذنب ثم نتوب، هذه توبة فاسدة. وما أدراهم أنهم سيستقيمون على الدين و الصلاح، فبعض الناس يقول له الشيطان أنت الآن أذنِب ثم تتوب، فينتكس هذا المسكين و يذهب على وجهه في المعاصي.
((قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11) أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12) قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ 13) قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَّخَاسِرُونَ (14) فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ (15))
11 - أن الإنسان إذا ظن سوء بإنسان فلا يصلح أن يلقنه حجة لأنه يستخدمها عليه ولذلك يعقوب لما قال (وأخاف أن يأكله الذئب) هو لقنهم حجه استعملوها بعد ذلك قالوا حصل ما تكره وتركنا يوسف عند متاعنا وأكله الذئب، لذا لا ينبغي لإنسان إن شك في شخص أن يلقنه حجة يمكن أن يستخدمها بعد ذلك.
12 - أن الله عز و جل ثبَّت يوسف من بدء أمره فإنه لما كان في البئر (وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ) ولكن ومتى تحدث هذه التنبئة؟ بعد حين.
(وجاءوا أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ (16) قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17) وجاءوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18))
.13 - أن المتظاهر بالأمر ينكشف أمره لأهل البصيرة ولو استخدم التمثيل فإنهم جاءوا أباهم عشاء يبكون فهذا تمثيل (قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ).
14 - العمل بالقرائن ومشروعية العمل بالقرائن فإن يعقوب رأى قميصاً لم تعمل فيه أنياب الذئاب قميص سليم مغموس بدم فكيف أكله الذئب- ما هذا الذئب الذي له ذوق يأتي للولد ويخلع قميصه ثم يأكله-كيف يأكله الذئب والقميص سليم ما به تمزيق.
15 - جواز المسابقة ومشروعيتها، فالمسابقة تكون على الخيل و السهام … .. لا تبقى إلا في نصل أو خف أو حافر أي على الإبل و الخيل و السهام.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه الأمور التي تعين على الجهاد تجوز المسابقة فيه بجعل أي مقابل أما إذا كان ليس من الأمور المعينة على الجهاد ونشر الدين فلا يجوز السبق به بجائزة فصار عندنا المسابقات على ثلاث أنواع:
أ-جائز بعوض:
مثل مسابقه سهام الرمي بالبندقية على الخيل، مسابقه الرمي بالطائرات، بالدبابات، بأي وسيله بالرمي لأنه معين على الجهاد يجوز أن يجعل فيه جوائز، فابن تيميه رحمه الله أدخل فيها المسابقات المعينة على نشر الدين. فلو عملنا مسابقه في حفظ القرءان وحفظ السنة وحفظ العلم يجوز أن تكون بجُعل أي بمقابل بجائزة.
ب- القسم الذي بغير عوض مثل المسابقة على الأقدام و اختلفوا في الغطس قال بعضهم يلحق بالأول لأنه يعين على الجهاد فمسابقة الأقدام تجوز بدون جائزة……. بغير مقابل………. هذا مثال.
ج-المحرم: مثل نقر الديكه، مناطحة الكباش، مصارعه الثيران. لا تجوز لا بجائزة و لا بغير جائزه لانه فيها تعذيب للحيوان.
مسألة:
ما حكم الملاكمة؟ لا تجوز لأن فيها ضرباً على الوجه وأيضا هناك مسابقات أخرى غير جائزة لأن فيها كشف عورات أو فيها قمار وهذا على سبيل المثال.
16 - إنباء المشكوك في أمره بذلك لعله يتوب قال (بل سولت لكم أنفسكم)
17 - الصبر الجميل ما هو الفرق بينه وبين الصبر العادي
الصبر الجميل: قال العلماء الذين ليس فيه تشكي ولا جزع يعني يصبر بدون تشكي ولا جزع
(وَجَاءتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلاَمٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (19) وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20) وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (21) وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22))
18 - البشارة بالأمر السار (قال يا بشرى هذا غلام) وقد تكون البشارة بالأمر السيئ (فبشرهم بعذاب أليم) لكن اكثر ما تستعمل البشارة في الأمر الحسن.
ويجوز إعطاء مقابل لمن بشرك بالخير كما أن كعب (رضى الله عنه) لما جاءه الذي يبشره بتوبة الله عليه خلع له قميصه فأعطاه إياه، فمن بشرك و قال نجحت، أو جاءك ولد، أو بَشَرَكَ بأمر طيب فتكافؤه على البشارة بهدية بأي شيء يُرضيه أو بأي شئ يطيب نفسه جزاء ما أدخل السرور عليك، فقول العامة (هات البشارة) يعنى له وجه.
19 - أن الشراء يطلق على البيع و الشراء قال (وشروه بثمن بخس) يعنى باعوه بثمن بخس، و كلمة شراء في اللغة تطلق على البيع أيضا
20 - أن بيع الحر و أكل ثمنه من الكبائر العظيمة و هكذا فعل هؤلاء باعوا حراً وأكلوا ثمنه.
21 - مِنَّة الله على يوسف أن جعله يتربى في بيت عز و ليس أن يكون ذليلا مهاناً، لذا قال عزيز مصر لامرأته (أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو تتخذه ولدا ..... ).
22 - أن الشاب إذا نشأ في طاعة الله فان الله يؤتيه علماً و حكمةً. (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)
(وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24))
23 - خطورة الخلوة بالمرأة في البيت (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ) فهذه الخلوة المحرمة تؤدى إلى المصائب العظيمة.
24 - كيد المرأة بيوسف فإنها استعانت عليه لإيقاعه في الحرام بأمور كثيرة:-
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً: راودته هي، فلم يبدأ الشر منه ولكن بدأ منها، والمرأة إذا دعت الرجل إلى الحرام غير إذا دعى الرجل المرأة للحرام، لأنها إذا دعت الرجل إلى الحرام أزالت الحواجز النفسية فالرجل يخشى إذا دعا المرأة إلى الحرام أن ترفض أو تستنجد بأهلها لكن إذا المرأة دعته للحرام…، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم في السبعة الذين يظلهم الله في ظله (ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال). لماذا؟ لأن الحرام صار سهل لأنها هي التي دعته.
ما هي وسائل الجذب؟
أولا: راودته.
ثانيا: هو في بيتها أي ليس غريباً، يُشك فيه إذا دخل البيت.
ثالثا: أنها غلقت الأبواب وغاب الرقيب وهذا أدعى للوقوع في الحرام.
رابعا: أنها شجعته على ذلك و قالت هيت لك. تعالى……. هيا.
خامسا: أنه كان شاباً، وداعي الزنا عند الشباب أكبر.
سادسا: أنها كانت سيدته لها عليه الأمر و النهى و الطاعة.
سابعا: كان عبداً و داعي الزنا عند العبد أكبر من الحر لأن الحر يخشى الفضيحة أما العبد فينظر إليه من مستوى أدنى.
ثامنا: أن الرجل كان غريباً عن البلد،والغريب لا يخشى الفضيحة مثل بن البلد ويوسف كان غريباً.
تاسعا: أن المرأة كانت جميلة وداعي الزنا بالجميلة أكبر.
عاشرا: أن المرأة كانت ذات سلطان تدافع عنه يعنى عن حبيبها فيكون داعي الزنا أكبر.
حادي عشر: أن زوجها ما عنده غيره فهو بالرغم من علمه بما حصل إلا انه أبقى الحبل على الغارب، فما اخرج يوسف وفصَلَه عن زوجته و بقى الأمر كما هي عليه فقط يعنى (أعرض عن هذا ....... ) (استغفري لذنبك ..... ).
ثاني عشر: أنها استعانت عليه بكيد النسوة زيادةً للفتنة.
ثالث عشر: أنها هددته بالسجن.
إذاً هناك أسباب كثيرة جداً داعية إلي أنه يزني ومع ذلك صمد فلم يزن و بالتالي فإنه بلغ عند الله شأناً عظيماً.
25 - أن الله تعالى يُعِين أولياءه في اللحظات العصيبة بأمور تثبتهم (لولا أن رأى برهان ربه) فهو إذاً كاد، لكن أراه الله برهاناً جعله ينصرف، فالله يعين وليه في اللحظات العصيبة.
ما هو هذا البرهان؟
قيل: رأى وجه أبيه يعقوب، وقيل رأى كف يعقوب يمدها، كذا قيل و لكن ما على ذلك أدله لكن يكفى أن نقول انه برهان من الله ليوسف صرفه عن هذا الحرام.
26 - أن الإنسان لولا معونة الله لا يثبت على الحق، لولا توفيق الله و تسديده لا يثبت على الحق (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء)
(وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25) قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ (26) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ (27) فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (29))
27 - أن شهادة القريب علي قريبه أقوى من شهادة البعيد على القريب (وشهد شاهد من أهلها) قال ابن عباس: هو رجل كبير ذو لحيه، وهذا أصح مما قيل انه صغير أنطقه الله، أما قصه الرضيع فضعيفة في الشاهد هذا والراجح أنه رجل كبير ذو لحيه و فيه العمل بالقرائن كما تقدم. يعنى إذا كان قميصه ممزق من الخلف معناه هي التي تطارده وهو يهرب. لو كان قميصه ممزق من الأمام هو يهجم عليها و هي تدافع عن نفسها.
28 - عظم كيد المرأة قال تعالى (إن كيدكن عظيم) والذي يتأمل كيف حاكت هذه المرأة المؤامرة و غلقت الأبواب و قالت هيت لك واستعانت بالنسوة. يعنى أن المرأة إذا أرادت أن تكيد كادت، وهذا شئ خلقه الله واستعظمه.
29 - عظم جمال يوسف عليه السلام الذي أخذ بالألباب وقال عليه الصلاة والسلام (إن يوسف أوتى شطر الحسن) نصف جمال العالم في يوسف عليه السلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
(وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (30) فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ (31) قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِّنَ الصَّاغِرِينَ (32))
30 - سرعة سريان الشائعات بين النساء (وقال نسوة ..... ) وكالة الأنباء مجرد ما تتلقى خبر بالذات مثل هذا إلا و هو في البلد منتشر، دارت الأخبار بسرعة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه. (فلما سمعت بمكرهن) و هذا كيد النساء تريد أن ترد الآن فجمعتهن وأعددت لهن متكأ وآتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن، هو خادم في البيت يطيع رغماً عنه اخرج عليهن، خرج عليهن فلما رأينه انشغلن بجماله عن السكاكين التي تعمل في الأيدي، و قطعن أيدهن وسالت الدماء بدون إحساس وهذا يدل على شده جمال يوسف عليه السلام لدرجه أن ألم تقطيع الأيدي ما عاد يشعرن به أمام رؤية يوسف عليه السلام.
31 - أن الملائكة يمتازون بجمال الخلقة و إن هذا استقر عند الناس لذلك النسوة هؤلاء لما راءوا جمال يوسف (قالوا ما هذا بشر إن هذا إلا ملك كريم) فعند الناس مستقر أن الملك جميل الخلقة و الشيطان قبيح جدا.
قيل أن الجاحظ كان جالساً فجاءت امرأة مع صائغ و قالت مثل هذا و أشارت إلي الجاحظ ثم انصرفت، فالجاحظ استغرب فذهب وتبعه حتى وصل إلي المحل قال ما هذا؟ قال هذه امرأة جاءتني فقالت اعمل لي حلياً عليه صورة الشيطان فقلتُ لها و ما أدراني ما صورة الشيطان حتى اعملها لك؟ قالت: ورائي فقادتني إليكَ فقالت مثل هذا.
فاستقر في أذهان الناس إن الشيطان شكله قبيح وان المَلَك شكله جميل، والله عز و جل قال عن جبريل (ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى) (النجم:6) أي جمال وقال عن شجره الزقوم (طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ) (الصافات:65) في القبح.
(قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34) ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35))
32 - أن المسلم إذا خُيِّر بين المعصية و بين الصبر على الشدة. يصبر على الشدة و يُؤثر أن يطيع الله ولو رَمَوه بسوء (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ)
واستعانة يوسف بالله (وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ) يعنى الإنسان ضعيف و يوسف يقول هذا أن الإنسان بدون توفيق من الله ضعيف والمقاومة تنهار فأي واحدٍ يتعرَض لحرام فالمفروض أن يلجأ إلى الله بالدعاء أن يُخَلِصَه من هذا وإنه يصرف عنه الشرَّ و الفحشاء.
33 - استجابةُ الله لأوليائه والدعاة المخلصين (فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ) يسمع دعاء عبده (الْعَلِيمُ) بحال هذا العبد الذي يدعوه.
(وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36))
34 - أن سيما الصالحين تُعرَف في وجوههم، يعنى الآن اثنان في السجن ومعهم يوسف فلماذا لجئا إليه؟ هل هما يعرفان يوسف من قبل أنه صاحب علم؟ أو أنه يعبر الأحلام؟ لا.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلماذا لجئا إليه (إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) يعنى عليك سيما الصلاح و علامات الصالحين – إذاً أهل الصلاح يظهر عليهم و الناس يحبونهم و ينجذبون إليهم – رغم أن أهل البلد من الكفار فساقِ الملك وخبَّاز الملك و الملك كافر و البلدة كافرة و يوسف هو الموحد الوحيد لجئا إليه (إنا نراك من المحسنين) حالتك وسيرتك وهيئتك و أفعالك، أنت شخص من المحسنين. كما يقول العامة (من أهل الله).
(قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37) وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ (38) يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (40) يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41) وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42)).
35 - أن الداعية إذا أراد أن يُلَقِنَ أناساً الحق فإنه يجعلهم يثقون به و يطمئنهم بأنهم قد وقعوا على خبير، قال (لا يأتيكما طعام .. ) قبل الجواب لكسب الثقة، فالداعي يحتاج أولاً إلى كسب ثقة المدعو و هي قضيه مهمة، فبعض المدعوين قد يلجأ إلى داعية فلابد أن يكون الداعية خبير وعنده ما يعطيه و يثق فيه (قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37) وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِي) وبدأ قضية الدعوة للتوحيد وهي الفائدة التالية.
36 - أن الداعي أول ما يبدأ به التوحيد، فلقد أرسل الرسول - صلي الله عليه وسلم - معاذاً إلى اليمن وقال: (إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ أَهْلِ كِتَابٍ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَةُ اللَّهِ فَإِذَا عَرَفُوا اللَّهَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ فَإِذَا فَعَلُوا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ فَإِذَا أَطَاعُوا بِهَا فَخُذْ مِنْهُمْ وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ)) قال (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ) و قال قبلها (إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ)
ثم بدأ (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) مع أنهما سألاه عن رؤيا وينتظران الإجابة عن الرؤيا لكن ما كان ليجيب حتى يعلمهم ما هو أهم كما ثبت في الصحيح عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَتَى السَّاعَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَا أَعْدَدْتَ لَهَا قَالَ مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَثِيرِ صَلَاةٍ وَلَا صَوْمٍ وَلَا صَدَقَةٍ وَلَكِنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ قَالَ أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ يعني ما هو الأهم الآن هل هو معرفة وقت الساعة أم الاستعداد لها، فصرف السائل عن الأقل أهميه إلى الشيء الأكبر أهميه. فهما سألا عن الرؤيا فجاءتهم الإجابة أولاً بالتوحيد.
37 - أن تعبير الرؤيا فتوى (قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ) ولذلك قال العلماء لا يجوز لمن لا يعرف في تعبير الرؤى أن يتكلم فيها فبعض الناس عندما تقص عليه رؤيا يقول (أُجَرِب) إيش أُجَرِب؟ إما عندك علم وإما ما في شيء أسمه أُجَرِب (قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ)
ذكر الشيخ سعد بن سعدي رحمه الله أن الكلام في الرؤى مثل الفتوى والكلام عليه بغير علم يأثم مثل الفتوى بغير علم
منقول من (أهل الحديث)
وللموضوع بقية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمداد]ــــــــ[23 Apr 2005, 02:38 م]ـ
38 - جواز اتخاذ الأسباب الجائزة للنجاة قال (اذكرني عند ربك) حتى إذا خرج ذكر القصة للملك والملك ربما يجري تحقيقاً في الموضوع يخرج بسببه يوسف من السجن بريء.
لكن الشيطان يفعل الكيد بأولياء الله فأنسى الرجل هذا بعد ما طلع من السجن ويمكن فرح أن صاحبه قتل وهو نجا فأنسته الفرحة القصة القديمة (وادكر بعد أمه) ادكر هذه أصلها بالذال والتاء (اذتكر) علي وزن افتعل وهما متقاربتان فالتاء ثقيلة بعد الذال فقلبت دال… .. والذال والدال ثقيلتان متتاليتان فأدغمت الذال والدال فصارت دال مشددة والتشديد دليل علي وجود إدغام أي أن هناك حرف دخل في حرف.
(وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (43)
قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ (44) وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَاْ أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45) يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46) قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49))
39 - أن الرؤيا الصحيحة الحق ممكن يراها الكافر لكن نادرا لأن الملك هذا الذي رأى سبع بقرات سمان وسبع سنبلات هذه رؤيا حق تعبيرها فعلاً حصل ودلت على أن هناك سبع سنوات خصب ثم سبع سنوات عجاف وبعد سنه يأتي فيها الفرج فممكن الشخص الكافر يرى رؤيا صحيحه لكن نادراً. إنما أكثر ما يرى الرؤيا الحق الصحيحة المؤمنون.
40 - أن الشخص الذي ذهب ليوسف علَّمه يوسف من غير مقابل…. يعني يوسف ما قال أولا أخرجوني وبعدين أخبركم ما هو تأويل الرؤيا.
كان ممكن يقول طلعوني من السجن أتكلم. خلوني في السجن ما أعطيكم …. فبذل يوسف العلم بلا مقابل. لما قال (يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46) قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ) مباشرةً.
41 - أن في هذه الآية من أصول الاقتصاد وحفظ المال ما فيها. لماذا؟
لأنه قال ذروه في سنبله وإذا فرط الحب معرض للتلف أكثر مما إذا بقي في السنبل لذلك قال (فذروه في سنبله) لأنه أحفظ 0000
(إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ) إذاً لابد من الاحتياط والأخذ من أيام الرخاء لأيام الشدة فالآن تأكلون قليلاً منه والباقي يُخزَّن (ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ) هذه أصول الاقتصاد، انظر كيف أن النبوة فيها تخطيط للمستقبل ومواجهة الحالات الطارئة فيها السبع سنوات العجاف تأخذ مثلاً من السبع السنوات التي قبلها كيف قضية التخزين و كيف قضية تقسيم الأشياء علي كل سنة. فكل سنة لها نصيب بحيث أن ترحيل الأشياء من سنة إلي سنة لكي يحصل سد الحاجة.
(يُتْبَعُ)
(/)
42 - كيف عرف يوسف أنه سيأتي عام رقم خمسة عشر رخاء يعني قال (سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46) قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ)
فسرها يوسف سبع سنوات رخاء ثم سبع سنوات شدة، من أين أتى يوسف بأنه سيأتي بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون يعني عام خمسة عشر هذا رخاء فيه مطر والناس يعصرون الزيتون ويستخرجون الزيت والسمسم إلي أخره…. يعصرون… .. يعني من الرخاء ويغاث الناس بالمطر؟
قيل إن هذا مما فهمه الله ليوسف وعلَّمه إياه لأنه لو كان عام رقم خمسة عشر عام جدب وقحط ما صارت سبع بقرات هزيله وسبع سنبلات يابسات كانت صارت ثمان سنبلات وثمان بقرات هزيله فلما رأى سبعه ثم سبعه معناه أن الذي بعدها ليس جدب وإلا صارت ثمانية فهذا من دقائق الفهم علي أية حال ومما علمه الله ليوسف.
(وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50) قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51) ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52) وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ (53) وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ (54))
43 - أن الداعية إلي الله لا يخرج إلا بعد تبرئة ساحته ليخرج إلي المجتمع نظيفا يعني الآن سمعة يوسف بين الناس ملطخة بالشائعات (ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35)) أشاعوا عليه التهم الباطلة وقالوا أنه راود امرأة العزيز وكذبوا عليه. فلا بد أول أن تثبت براءة يوسف أمام الناس لابد من تنظيف السجلات الماضية وإعادة الأمر ناصعاً وإحقاق الحق ولذلك لما جاء الملك أُعجب بالتفسير جداً -وهذه فيها مكانةٌ له - أي الملك - لأنه بسبب رؤياه ستكون هناك سياسة لإنقاذ الشعب فلا شك أنه سُر بهذا- فأراد مكافأة يوسف فلما قال أتوني به ما خرج يوسف علي الفور والنبي صلي الله عليه وسلم تواضع جداً لمّا قال (رحم الله أخي يوسف لو كنت مكانه لأجبت الداعي) تواضع منه قال هذا.فيوسف عليه السلام عنده نظرة بعيدة ما مهم الآن أن يخرج من السجن فقط؟ المهم إصلاح الأخطاء الماضية إصلاح المفترى عليه. لا بد أن تعاد الأمور إلي نصابها ويصحح الخطأ ويثبت أنه بريء أمام الناس وأنه مظلوم كل هذه السنوات في السجن مظلوم (قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ) هذه العلاقة المشهورة للقصة أن النساء قطعن أيديهن في مجلس ….اشتهرت
(قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ) و اعترفت امرأة العزيز وبالتالي ثبتت براءة يوسف أمام كل الناس ولذلك لما جاء الطلب مرة ثانية زاد منزلة عند الملك ففي المرة الأولي (قال أتوني به) وفي الثانية (وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي) شوف الفائدة لو خرج أول مرة خلاص خذ مائة ألف ومع السلامة لكن لا؟ الآن أستخلصه لنفسي… الآن هذا يعني سيكون
(يُتْبَعُ)
(/)
مقربا عنده حظيا ملبي طلباته من المقربين (فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ).
(قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55) وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56) وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ (57))
44 - جواز طلب المنصب إذا كان الشخص أقدر واحد علي القيام به دون أن يضر بنفسه (قال اجعلني علي خزائن الأرض) وبيَّن قدراته للملك (إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ).
فجواز أن يذكر الإنسان قدراته ليطلب المنصب لمصلحة المجتمع وليس لمصلحته الشخصية جائز، يوسف هل طلب الآن لمصلحته الشخصية؟ لا، لكن لأجل مصلحة البلد كلها ثم هو يستثمر المنصب في الدعوة إلي الله، ليس طلب المنصب لشيء شخصي وإنما لمنفعة دينية ولمنفعة عامة وليست خاصة. ثم أنه ما في واحد أقدر من يوسف علي تولي هذا المنصب.
فيجوز للأقدر أن يتقدم إذا كانت نيته نفع المسلمين.
45 - أن الله يُمَّكِن للصالحين إذا حَسُنَت نواياهم. قال تعالى (وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56) وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ). لما سُئِل الشافعي أيهما أفضل أيُبتلى أم يُمَّكن؟
أي السؤال أيهما أفضل للمسلم أيبتلى ويصبر علي الابتلاء وعلي الأذى والاضطهاد و كذا وكذا ويُؤجَر عليه أو الأفضل أن يُمَّكن حتى يستفيد من التمكين في نشر الدين ونشر الدعوة؟ إيش الأفضل؟ قال الشافعي عبارة عظيمة (لا يُمَّكن حتى يبتلى).
ليس هناك تمكين يأتي هكذا من الهواء والنبي صلي الله عليه وسلم ما مُكِن في المدينة حتى أبتلي في مكة وكذلك الصحابة ويوسف مثال… .. متى مُكِن؟ بعدما أبتلي بالجب وبالسجن وبالذل وبالعبودية .... أولاً رموه في الجب فصبر على كيد أخوته وظلم أولي القربى أشد فظاظة على النفس
ظلمه أقرب الناس له أخوته وكاد يموت ويهلك و بعدين أخذوه وبيع عبدا وعانى ذل العبودية واشتغل خادم ودخل السجن ثم لما صبر علي كل هذه جاء التمكين فما جاء التمكين ليوسف هكذا مباشرة قال الشافعي (لا يُمَّكن حتى يبتلى) سنة الله في الدعوات وهكذا حصل لأنبياء الله والأولياء 0 يعني موسى تغلب علي فرعون بعد إيش؟
ابتلاءات كثيرة (قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ) (الأعراف:129) كلها ابتلاءات وهذا ما حصل بعد ذلك
(الأعراف:137) (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ) لكن بعد الابتلاء
والنبي صلي الله عليه وسلم كم أوذي بالحصار والجوع والتعذيب وقتل أصحابه وكان يُضرب الصحابي حتى لا يستطيع أن يستوي قاعدا من الضرب ويُقال له هذا الجُعل إلهك فيقول نعم من التعذيب وهكذا حتى أن الله مكنهم
46 - اجتمع ليوسف الثلاث أنواع من الصبر. هم:
الصبر على طاعة الله.
والصبر عن معصية الله.
والصبر على أقدار الله المؤلمة.
وهذا الصبر درجات فالصبر على طاعة الله وعن معصية الله أعلى درجه من الصبر على أقدار الله المؤلمة لماذا؟
لأن الصبر على أقدار الله المؤلمة مالك فيه حيله إلا الصبر.ماذا تفعل إلا الصبر؟ لا يمكن.
(يُتْبَعُ)
(/)
شيء مقدور وقع وانتهى مالك الآن فيه إلا الصبر. أما الواجب والمحرم فعندك خيار في فعل الواجب أو عدم فعل الواجب…… في ارتكاب المحرم أو عدم ارتكاب المحرم…. فتكون مجاهدة النفس فيه أقوى أما المقدور مالك فيه إلا حبس النفس عن التشكي والصخب والنياحه ونحو ذلك. لكن فعل الواجب وترك المحرم والصبر على فعل الواجب مثل الصبر على صلاه الفجر وهذا مثلا واجب كما الصبر عن الزنا وهو محرم أكمل أجراً ومنزله عن الصبر على أقدار الله المؤلمة… .. ولو سألنا سؤالا فقلنا أيهما أكمل…. صبر يوسف على السجن و إلقاء اخوته له في الجب اكمل أم صبره عن الزنا بامرأة العزيز أكمل؟ بناء على ما تقدم يكون الصبر عن الزنا أكمل وافضل أجرا
فاجتمع ليوسف عليه السلام الثلاث أنواع كلها فإنه صبر على طاعة الله ولا زال على صله بربه وحتى لما تسلم المنصب صبر على طاعة الله ولم يُطغه منصبه فهو يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم تولى فعدل وحكم فكان من المقسطين.
ما هو الفرق بين القاسط والمقسط؟ القاسط هو الظالم قال تعالى (وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً) (الجن:15)
أما المقسط قال تعالي (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (المائدة:42) (إن المقسطين على منابر من نور وما ولوا) فإذا تولوا ولاية عدلوا فيها وبين أولادهم وزوجاتهم يعدلون.
فيوسف تولى الولاية وصبر وأمره الله بما أمره به وصبر وحصلت له فرصه للوقوع في المحرمات فصبر ولم يقع فيها وتعرض للإيذاء والاضطهاد والأشياء المؤلمة فصبر فكان يوسف عليه السلام قد اكتمل له الصبر من جميع الجهات.
(وَجَاء إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ (58) وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ (59) فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ (60) قَالُواْ سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ (61) وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (62))
47 - لو قال قائل كيف عرفهم وهم لم يعرفوه؟ فالجواب أنه فارقهم وهو صغير وهم كبار فالصغير يتغير عليك إذا رأيته بعد عشر سنوات لكن أنت لا تتغير كثيرا إذا كنت كبيرا فلو مثلا واحد عمره ثلاثين ثم رأيته عمره أربعين ما يتغير عليك كثيرا لكن إذا رأيته عمره عشره وبعد ذلك رأيته عمره عشرين تغير عليك كثيرا مع إن العشر سنوات هي هي. إذاً هو عرفهم وهم لم يعرفوه لأنه فارقهم وهو صغير وهم كبار فلما رآهم بعد هذه المدة عرفهم
يعني عد كم جلس في قصر العزيز وكم جلس في السجن وكم جلس وزيرا حتى جاءوا إليه بعد سبع سنوات سمان لما بدأت العجاف جاءوا يطلبون المدد إذاً أقل شيء عندك واحد وعشرون سنه تقريباً ……… لبث في السجن بضع سنين وهذه سبع سنوات سمان غير المدة التي قضاها بعد الجب وشروه بثمن بخس وفى قصر العزيز مده فهي قرابة واحد وعشرين سنه تغير يوسف عليهم كثيراً.
ثم هم عددهم معروف وإذا كان بعضهم تغير فبعضهم لم يتغير كثيراً فلما وجد العدد وهم لم يتغيروا كثيرا عليه ولا شك أنه صاحب فراسة أكثر منهم وهو يتوقع أن يأتوا وهم لا يتوقعون إطلاقا أن الذي رموه في الجب هو الآن وزير. فهذه العوامل مجتمعه من أسباب انه عرفهم وهم له منكرون.
48 - ذكاء يوسف عندما قال (قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ).
لما جهزهم بجهازهم وأعطاهم من الميره وما يحتاجه المسافر قال ائْتُونِي بأخ لكم من أبيكم… .. وقيل إن هذا حصل بأنه استدرجهم ليقصوا عليه قصته يعنى من أين أنتم؟ ومن أنتم؟ ومن أهلكم؟ ومن أبوكم؟ كم عدد الأولاد؟ كم عدد أفراد الأسرة؟ هذا شيء وارد أن يسأل وزير التموين أو الشخص المكلف بتوزيع الحصص أو الميره في السنوات العجاف أن يسأل عن عدد أفراد الأسرة لكي يعطيهم على حسب عدد الأسرة. فلما قالوا باقي واحد في البيت فقال حتى أصدقكم هاتوا هذا الذي تقولون أنه باقي في المرة القادمة حتى تكونوا صادقين في الادعاء وإلا لا أعطيكم شيئا أبدا فأوجد عندهم الحافز بأن يأتوا بأخيهم لأنه
(يُتْبَعُ)
(/)
اشتاق إليه ويريد أن يراه وعلى أية حال يوسف مؤيد بالوحي فما يفعله من الأمور في عدد منها يحتمل أنه وحي من عند الله أوحى به إليه.
49 - إكرامُ الضيف وتزويدٌ المسافر بما يحتاج (أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ) وأنه ينبغي على المسلم أن تكون هذه عادته المستمرة. (أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ) لكم ولغيركم.
50 - جواز اتخاذ الحيلة المباحة للتوصل للمقصود المباح.
فإنه قال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم يعنى الأوعية التي جعلوا فيها الطعام والبضاعة التي وصلوا بها من بلادهم ليشتروا بها الطعام .... اجعلوها في رحالهم وأعيدوها فيها حتى إذا انقلبوا إلي أهلهم وفكوا المتاع عرفوا ذلك بأنهم أخذوا الطعام منا بلا ثمن فيحملهم ذلك زيادة على العودة.فإذا اكتشفوا ذلك سيقولون نسوا أن يأخذوا منا الثمن. الآن لابد أن نرجع ونعيد الثمن إليهم .... يوسف يريدهم أن يرجعوا بأخيه (اجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ). فتوصل بالحيلة المباحة إلى المقصود المباح.
لأن بعض الناس قد يكون عندهم قصد مباح ويتخذ إليه وسيله محرمه. مثلاً يقول أريد أن آتى بزوجة لابد لي من شهادة زور فيكذب أو يزور لأجل هذا، وهذا لا يجوز وأخبث الناس من يتوصل إلي الحرام بوسيلة حرام كمن يتوصل إلي الزنا بالتعارف المشبوه أو الكلام مع النساء الأجنبيات وغير ذلك فالوسيلة حرام والقصد حرام وبعض الناس قد يقول أنا أريد أن أتحدث مع النساء لأتوصل إلي زوجه فقد يكون يريد الزواج لكن الوسيلة حرام وإبليس يغويه فيجعل قصده حرام والوسيلة حرام فلابد إذاً إن يكون المقصود حلال والسبيل إليه حلالا.
(فَلَمَّا رَجِعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (63) قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64))
51 - أن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين فقال (قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ) فالمؤمن كيس فطن لذلك يعتبر بما أصابه في الماضي ويمتنع عليه إن يحصل له مثلما حصل له من قبل بفطنته وذكاءه ولا يكون مُغفلاً.
ـ[إمداد]ــــــــ[26 Apr 2005, 01:34 ص]ـ
52 - أن التوكل على الله هو السبب في دفع المكروهات. فإن يعقوب لم يقل لن أرسله معكم فقط بل اعتمد على الله (فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) فتوكل يعقوب على الله عز وجل.
(وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ (65) قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِّنَ اللّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (66))
53 - أن الإكرام-إكرام الناس- وسيله إلى جذبهم.
قال الشاعر (أحسن إلي الناس تستعبد قلوبهم) لكن هذا البيت فيه أمور خطيرة لأنه قال تستعبد قلوبهم ونحن نؤمن أن العبودية لله. فالإنسان يستميل القلب بالمعروف نعم لكن لا يستعبد لأن العبودية هذه لله فلا يجوز للإنسان إن يستعبد غيره لا بالإحسان ولا غيره.
إذا الإحسان يستميل قلوب الناس ولذلك قالوا (قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ) هذا الرجل أكرمنا جدا أكرمنا لما قدمنا عليه وهذه بضاعتنا ردت إلينا فأرسل معنا أخانا.
(يُتْبَعُ)
(/)
54 - أن الإنسان إذا رأى أنه محتاج لفعل أمر لكن فيه نسبه مخاطره مع شخص أخر لأن فيه شئ من عدم الثقة. فإن أخذ الموثق من الله … وأن يقول له عاهدني بالله العظيم أن تفعل كذا ولا تفعل كذا…… أن ذلك مما يقلل نسبه المخاطرة لذلك يعقوب قال (لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِّنَ اللّهِ) الموثق الميثاق مثل أن يحلفوا له بالله العظيم أنهم يردون أخاهم ويرجعونه (لَتَأْتُنَّنِي بِهِ)
55 - أن الإنسان إذا غُلِبَ على أمره فهو معذور وهذا من فقه يعقوب حينما قال إلا أن يُحَاط بكم. فهو صح أن يطلب منهم أن يردوا أخاهم لكن فيما يقدرون عليه لكن إذا غُلِبوا ولم يستطيعوا أبداً فهم معذورون (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَاَ) (البقرة:286)
56 - أن إعلان التوكل على الله بعد إبرام العقود مما يُزيدها بركه وخيرا وتذكيرا للطرفين بما تعاقدا عليه فماذا قال يعقوب (قال الله على ما نقول وكيل) توكلنا على الله وماذا قال موسى للرجل الصالح حينما قال لموسى (قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ) (القصص:27) قال موسى (قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ) (القصص:28) فهاتان كلمتان من نبيين بعد إبرام العقود…… .. إذاً الإنسان إذا أراد إن يُبرم عقداً مهما في العقود فإنه يبين التوكل على الله ليكون هذا واضح بين الطرفين وهذه عبارة أنبياء ينبغي أن يُقتضي بهم فيها إذا أبرمت عقدا أو اتفاق فقل والله على ما نقول وكيل. فكل منهم يعظ نفسه بالله إن الله رقيب مطلع يشاهد ويشهد على هذا العقد وعلى الاتفاق وعلي هذا الميثاق.
(وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (67) وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (68))
57 - أن أخذ الأسباب للوقاية من العين أمر مشروع بدون وسوسه فإن يعقوب قال لأبنائه (وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ) أولاد يعقوب كان فيهم جمال وهم عدد وذكور وإذا صار الواحد عنده ذكور وعدد وفيهم جمال هذه مجلبه للعين ولذلك يكون عدم ظهورهم كلهم معاً في مكان واحد أحسن.
58 - أن الإنسان المسلم عليه أن يدفع الريبة عن نفسه … .. يعني إذا كان تصرف معين يجعل الناس يرتابون فيك فلا تفعل……. البلاد من زمان كان لها سور والسور له باب يدخل البلد ناس يخرجون ناس والأبواب تغلق في وقت معين يعنى لو جاءت قافلة بالليل تنام عند الباب لثاني يوم الصبح … فدخول هؤلاء العدد (إحدى عشر) من باب واحد مرة واحدة …دفعة واحدة… ممكن يثير الريبة أن هؤلاء يريدون شراً يريدون أمراً .. عصابة…. ولذلك قال (لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ) فليس فقط من أجل قضيه العين وإنما من أجل ألا يثيروا الريبة فيهم… لئلا يظن بهم ظن سوء ….أنهم لصوص .. يريدون أمراً خطير.
لذلك ينبغي على المسلم إذا كان بإمكانه أن يدفع الريبة عن نفسه عليه أن يفعل ذلك ولا يتصرف تصرفا يثير الشبهة فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
59 - أن اتخاذ الأسباب لا يمنع من وقوع قدر الله. فإن القدر إذا كان سيقع فسيقع لكن العقل والشرع يقتضيان الأخذ بالأسباب لكن لابد أن يعرف الذي يتخذ السبب أن السبب لن يحول بينه وبين وقوع القدر إذا كان الله قد قضى من قبل أن القدر سيقع ولذلك قال يعقوب من فقهه- (وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ) - (وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ) ممكن يقع بهم المكروه.
ما هي النسبة الأكبر؟ أن يقع بك المكروه إذا اتخذت الأسباب لمنعه؟ أم إذا ما اتخذت الأسباب لمنعه أي النسبتين أكبر؟ إذا ما اتخذت الأسباب لأن المكروه سيقع بك بنسبه أكبر… ولذلك فإن الأخذ بالأسباب لا ينافى التوكل على الله لكن السبب لا يمنع بالضرورة قدر الله إذا كان الله عز وجل قد قضاه. قيل لابن عباس لما تكلم مره في القضاء والقدر قيل له: هذا الهدهد يري مكان المياه في باطن الأرض فما بال الطفل يصيده؟ - أي له قدره غريبة علي معرفة مكان الماء وقيل أن سليمان كان يستعين به في الأسفار من أجل معرفة مكان الماء - قال بن عباس: لا يُغنى حذر من قدر …… .. إذاً اتخاذ الأسباب الشرعية مطلوب لكن لابد أن تعتقد أن السبب لا يمنع القضاء إذا أراد الله أن يُنزِلَه.
(وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَاْ أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (69) فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ (70) قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِم مَّاذَا تَفْقِدُونَ (71) قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَن جَاء بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ (72) قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ عَلِمْتُم مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ (73) قَالُواْ فَمَا جَزَآؤُهُ إِن كُنتُمْ كَاذِبِينَ (74) قَالُواْ جَزَآؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (75)).
60 - إكرام الأخ أخاه. قيل نزل كل اثنين في غرفه فتبقى واحد وهو أخوهم الصغير لأن عددهم فردى (إحدى عشر) وقال (قَالَ إِنِّي أَنَاْ أَخُوكَ) تأكيد .. فعرفه بنفسه…. وأكيد أن هذا الصغير يعرف أن له أخ أسمه يوسف ربما كان يعرف أيضا القصة (إِنِّي أَنَاْ أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) فلعله طلب منه أن يُخفى أمره. الشاهد أنه أواه إليه وأكرمه وكيف لا يكون الإكرام وقد فرقت السنون بينهم في هذه المدة الطويلة.
61 - أن يوسف عليه السلام أراد أن يأخذ أخاه بالحيلة الشرعية ولا يريد أن يأخذ أخاه على حسب دين الملك الجاهلي وإنما على حسب شريعة يعقوب 00 في شريعة يعقوب كان السارق يؤخذ عبداً عند المسروق منه 00 فأراد ذلك بحيله فماذا فعل؟ لما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه - (بعض المغفلين قرأ جعل السقاية في رجل أخيه) - ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون فاقبلوا عليهم ماذا تفقدون؟ قالوا نفقد صواع الملك.
62 - أن الجعاله مشروعه وهى أن تقول من وجد ضالتي فله ألف ريال مثلا هذا جُعل تجعل مبلغ مقطوع لمن فعل لك شيء معين…. هذه غير الاجاره فالاجاره العمل فيها معلوم والجعاله العمل فيها غير معلوم. ففي الاجاره لا تقول من وجد بعيري .. لأن وجدان البعير ممكن يأخذ ساعة ممكن يأخذ سنه وأنت تبحث عن بعير الرجل. لكن لا يجوز أن يكون الجعل مجهولا (من وجد محفظتي فله ما فيها) يمكن يطلع فيها ريال ويمكن يكون فيها ألف
إذاً لابد من عقد الجعاله أن يكون الجعل معلوم ولو كان العمل مجهول. قالوا (وَلِمَن جَاء بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ) وحمل البعير معلوم أنه يحمل خمسين كيلو مثلاً من الطعام أو القمح.
63 - (وأنا به زعيم) جواز عقد الكفالة. يعنى كفيل بحِمْل البعير فهذان عقدان بكلمتين من القرآن فهذا من بلاغه القرآن في كلمات بسيطة جدا مشروعيه عقد الجعاله والكفالة ثم بعد ذلك استدرجهم يوسف عليه السلام (فَمَا جَزَآؤُهُ) أنتم احكموا (قَالُواْ جَزَآؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ) الذي يوجد في رحله هو نفسه جزاؤه أي يُؤخذ عندنا عبداً.
(يُتْبَعُ)
(/)
(فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاء أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاء أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (76) قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَاناً وَاللّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ (77))
64 - أن الإنسان إذا أراد أمرا فعليه أن يهيئ له الأسباب لئلا ينكشف فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه لأنه لو بدأ بوعاء أخيه ووجده صارت مكشوفة لكنه بدأ بأوعيتهم ثم استخرجها من وعاء أخيه وهذا يدل على إحكام الخطة فان الله تعالى لما أراد أن يأخذ أخاه عنده هيئ الله له كل هذا وجعل الأمر يسير حتى يخرج أخوه يوسف وهم لا يشكون في الأمر وأن أخاهم سارق وأخذ أخاهم بشريعة يعقوب ولم يؤخذ بدين الملك.
65 - وجوب التحاكم إلي شريعة الله وعدم جواز التحاكم إلي القوانين الجاهلية والأنظمة الخبيثة وإنما إلي شرع الله عز وجل وكتابه وسنه رسوله صلي الله عليه وسلم (مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ) ولكن بشرع الله.
(قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (78) قَالَ مَعَاذَ اللّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلاَّ مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ إِنَّا إِذاً لَّظَالِمُونَ (79))
66 - أن كتاب الله يجب أن يؤخذ ويُعمل به بما أراده عز وجل والمقصود من الآية يُعمل به
أما ما ليس مقصودا منها فلا يُعمل به وهذا مبنى على قصه في هذه الآية (قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً) حصُلت لأبى على بن عقيل وهو واحد من أهل العلم الكبار الذين لهم منزله كبيره بين الناس حصل أن له ولد يهيئه ويعلمه ويحبه جدا والناس يحبون الشيخ ويعرفون منزله ولده…. فمات الولد …… فالناس اكتئبوا وأصابهم الهم والغم والحزن بموت هذا الغلام لأنهم يحبون أباه ويعلمون كيف يحب هذا الأب أبنه فجاءوا إليه يعزونه وجاءوا إليه عند المقبرة ولما أنزلت الجنازة في القبر قام واحد من العامة فصرخ وقال (قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ) يعني بالعزيز الله عز وجل لأن العزيز اسم من أسمائه …إن له شيخا كبيراً يعني هذا الولد له أباً شيخاً كبيراً فخذ أحدنا مكانه…… فضج الناس لذلك كثيرا انفعلوا وصرخوا وبكوا بكاء شديداً فنهاهم الشيخ وقال: يا أيها الناس إن القرآن لم ينزل ليثير الحزن لكن نزل ليعالج الحزن
أي القرآن نزل للحزين يسليه … مكروب القرآن يفك كربه.
إذاً بعض الناس يستعملون الآيات في غير ما أنزلت من أجله فالفائدة هنا أن الآيات ينبغي أن تستعمل فيما أنزلت من أجله وليس فيما لم تنزل لأجله.
67 - بدعه ما يفعله بعض الناس من استعمال الآيات في غير مواضعها إذا رأى موسى جاء قال (جئت على قدر يا موسى) وإذا أكل قال (آتنا غدائنا) الشاهد من الكلام أن بعض الناس يستعملون القرآن في غير ما أنزل من أجله …. وهناك فرق بين الاقتباس الصحيح وبين ما سبق فمثلا يقول البعض كثرت الفتن وصار الناس في أمر مريج واختلطت عليهم الأمور فهذا اقتباس وهو صحيح …وهذا غير العبث بالآيات كما قال محمد عبده زميل جمال الدين الأفغاني وعنده انحرافات كثيرة وجمال الدين كان أسوء منه بكثير وهذا محمد عبده كان يتناقش مع واحد نصراني وكان يقول النصراني كيف تقولون أن القرآن فيه كل شئ فقال محمد عبده نعم فقال النصراني أين شراب الكوكا في القران فقال (وتركوك قائما) فهذا عبث. هذه أصلا معروفه فعل وفاعل ومفعول به.
(يُتْبَعُ)
(/)
(فَلَمَّا اسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ خَلَصُواْ نَجِيّاً قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقاً مِّنَ اللّهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّىَ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (80) ارْجِعُواْ إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُواْ يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ (81))
68 - استعظام شأن العهد واستشعار المسئولية والعمل لتحقيق ما أخذ على الإنسان من الموثق الغليظ.
فإن هؤلاء لما استيئسوا منه خلصوا نجيا – وبعض الناس فهموا فهما خطأ وقالوا هربوا وهذا خطأ – إنما يعنى المساره فيما بينهم والتشاور بكلام خاص بينهم ماذا نفعل؟
(قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقاً مِّنَ اللّهِ) وقال لا ابرح الأرض حتى يأذن لي أبى أو يحكم الله لي بأن أخذ أخي أو تنتهي هذه المشكلة وفعلا وقف أخوه يوسف هذا الموقف الشديد في هذه الكربة. وهذا يختلف تماما عن حالهم لما تحايلوا وأخذوه وألقوه في غيابات الجب. فتغير حال أخوة يوسف وتابوا إلي الله بعد ذلك ويعنى في الحقيقة هم بدؤوا القصة مجرمين أخذوا أخاهم ووضعوه بالبئر لكن بعد ذلك تابوا إلي الله ولعلهم حصل لهم تغير على مراحل هذه كانت مرحله من المراحل.
(وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيْرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (82) قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (83) وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84))
69 - أن الإنسان يؤيد كلامه بالشواهد إذا احتمل التكذيب أي إذا كان كلامك محتمل أن يكذبه الشخص الأخر برهن له بالشواهد فقالوا اسأل القرية التي كنا فيها وإنا لصادقون. لأنه مادام الشك في كلامهم فليؤخذ الخبر من مصادر أخرى خذ من مصادر أخرى لكي تتأكد من كلامنا.
70 - أن الصبر الجميل عاقبته حميدة والفرق بينه وبين الصبر العادي. الصبر الجميل الذي لا يبوح فيه صاحبه بالشكوى بل يفوض أمره لله.
71 - حسن الظن بالله عز وجل وهذا من مقتضيات التوحيد وعكسه من قادح التوحيد
يعقوب كم سنه الآن بعيد عن ولده اكثر من عشرين سنه تقريبا ومع ذلك قال عسى الله أن يأتينى بهم جميعا ما قال عسى أن يأتينى بالولد هذا الصغير الآن هو يعرف أنه حي لكن أسير في مصر عند الملك ...... لكن هو يقول على هذا وعلى الأول وما عنده يقين أن يوسف مات إلى الآن وما يدرى أين يوسف لكن لازال ظنه بالله قويا (عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً)
72 - أن البكاء لا ينافى الصبر (وَقَالَ يَا أسفي عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ) فمن البكاء والدمع انقلب سواد عينيه بياضا من كثره البكاء. ما هو الفرق بين البكاء والنياحه؟ وهل يجوز لمن مات له ميت أن يبكى عليه؟
نعم يجوز والدمعه التي نزلت من النبي صلي الله عليه وسلم كانت رحمه وشفقة على الولد التي تفيض روحه في حجر النبي صلى الله عليه وسلم, والنياحه ليست بكاء إنما هي صراخ، زعيق، اعتراض على القضاء والقدر. البكاء ممكن يكون رحمه شفقة، وغلبة نفس، أما النياحه تسخط على القضاء والقدر وفيها شق الجيوب يمكن أن تشق الفستان أو الجيوب ممكن تحلق شعرها ممكن تلطم خديها أو يلطم وجهه هذه نياحه (ليس منا من شق الجيوب ولطم الخدود) والنائحة عقوبتها شديدة يوم القيامة لها سربال من قطران ودرع من جرب أي ثوب من نحاس مذاب ودرع من جرب .. إلا أن تتوب إلي الله لأن النياحه من الكبائر.
(يُتْبَعُ)
(/)
(قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ (85) قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (86) يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87))
73 - أن الإنسان المسلم يشكو إلي الله ولا يشكو أمره إلي الناس والشكوى للمخلوق هي شكوى الرحيم إلي الذي لا يرحم.
74 - الفرق بين التحسس والتجسس…. أن التجسس فيه الاطلاع على العورات والاستماع إلي حديث من لا يريدك أن تستمع إلي حديثه أما التحسس فهو تفقد الأخبار … .. جمع المعلومات بدون أن تسمع لحديث قوم لا يريدون أن تستمع لحديثهم ولا النظر من ثقب الباب أو اطلاع على عورات القوم والتجسس فيه الاطلاع على عورات القوم والاستماع إلي الحديث خفيه وهذا حرام أما أن تسأل وتقول هل رأيت فلان ذهب من هنا؟ هل مر بك فلان؟ تجد مجلس عام تسمع الكلام
ربما فيه معلومة تفيدك في البحث عن المفقود إذا التجسس في الشر والتحسس في الخير التجسس وسائله محرمه والتحسس وسائله مباحة فقد تسأل حلاق أو واحد في الطريق فتجمع معلومات للوصول إلي شيء مباح.
75 - تحريم اليأس من رحمه الله وأنه مناف للتوحيد وأن القنوط من رحمه الله مناف للتوحيد فهو أمر محرم ولا يجوز.
(فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88) قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ (89) قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90) قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ (91) قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92)).
76 - أن الله عز وجل يؤيد المظلوم ولو بعد حين ويجعله في منزله عالية إذا صبر وأتقى فكان أخوه يوسف الذين كادوا له جاءوا إليه اليوم متسولين شحاذين يقولون مسنا وأهلنا الضر تصدق علينا إن الله يجزى المتصدقين. أذلهم الله له هؤلاء الذين ظلموه أتي بهم الله أذلاء صاغرين يقولون تصدق علينا إن الله يجزى المتصدقين - أن الإنسان إذا رأى قريبه في ذل فإنه لا يزيد همه وذله بل يرق لحاله ويوقف المأساة، فيوسف ما كان يريد أن يتشفى، لو كان يريد أن يتشفى كان تركهم يسألون زيادة ويتذللون ويردهم مره ثانيه وثالثه ويعذبهم، لكن لما رأى الحال وصل بهم إلي هذا رق بهم وأوقف الأمر وكشف الحقيقة (قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ) كشف الموضوع فالإنسان لا يتمتع بمآسي الآخرين، فإن بعض الناس عندهم هذا الأمر… يمعن ويتمتع بالمآسي ويوسف عليه السلام لا يمكن أن يفعل ذلك.
78 - أن الإنسان لا يقول هذا المنصب بذكائي وصلت إليه وهذه المكانة بقدراتي الجبارة.
أنظر يوسف قال (قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا) اعتراف لله بالمنة .. فالإنسان مهما وصل لا يغتر بما وصل إليه من مرتبه أو مرحلة ويردها إلي الله (قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا) اعتراف لله بالمنة.
79 - الجمع بين التقوى والصبر وأن الله يعقب العواقب الحميدة لمن يتقى ويصبر.
80 - أن المسلم يراعى مشاعر إخوانه فيوسف قال (لا تثريب عليكم اليوم).
81 - العفو عند المقدرة.
82 - الدعاء لمن أخطأ عليك بالمغفرة (يغفر الله لكم) فإذا واحد ظلمك قلت يغفر الله لك .... نعم فلك أجر عظيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
(اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ (93) وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ (94) قَالُواْ تَاللّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ (95) فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (96) قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ (97) قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (98)).
83 - معجزات الأنبياء.
فإن القميص لما ألقى على وجه يعقوب رجع بصيرا مع أن لو أب أعمى أتيت له بقميص ولده لا يحدث هذا فالله عز وجل يخرق العادة بمعجزات الأنبياء كما حصل في هذه المعجزة المشتركة ليوسف ويعقوب عليهما السلام بإلقاء القميص على وجه يعقوب فيرتد بصيرا.
84 - أن الأشياء المعنوية يحس بها الإنسان يعنى عندما يقول (إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ) هل يوسف ريحه يوجد في مصر إلى فلسطين؟ لكن هناك قوه خفيه الله أودعها في نفوس الناس يمكن أن تكون معجزه ليعقوب عليه السلام أن شم رائحة ولده عبر هذه المسافة الطويلة جدا.
85 - استحباب البشارة وأن البشير يسبق الناس الى المُبَشر (فلما أن جاء البشير) هذا أول واحد السابق الذي يسبق بالخبر السار يسمى بشير، واستحباب البشارة واستحباب المكافأة على البشارة كما ورد في السنة.
86 - طلب الاستغفار من الأب عند عقوقه، فإنهم عقوا أباهم فما هى الكفارة إذا واحد عق أباه أو أمه؟. أن يقول يا أبى استغفر لى هذا من كفارات العقوق لأن هؤلاء قالوا (يا أبانا استغفر لنا)
87 - اعترافهم بالخطأ بقولهم (إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ).
88 - التماس أوقات الإجابة في الدعاء لأن يعقوب ما دعا مباشرة بل أخره…. قال بعض المفسرين أخر الدعاء إلى السحر، يعني سوف استغفر، ولم يُعجِل بالدعاء لعظيم جريمتهم وأراد أن يخلص لله الدعاء ويتحرى ساعة الإجابة شفقة على أولاده لعل الله أن يتجاوز عنهم.
(فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ (99) وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100))
89 - إكرام الأبوين وبرهما.
لأنه أوى إليه أبويه وضمهما إلي مسكنه الخاص والباقي أنزلهم في غرف الضيوف. مثل أن يكون لك غرفة خاصة مهيئة مزينه فإذا جاء والدك أو والدتك تؤويهم في نفس المكان الذي أنت فيه؟ أم في غرفة الضيف؟
غرفة الضيف يمكن أن تكون لأي أحد لكن إذا أنزلتهم في مكانك الخاص فهذا زيادة إكرام وهذا ما يليق بالوالدين … .. والبر بهما.
90 - طمأنة الخائف (ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ) آمنين لا خوف عليكم.
مثل ما قال الرجل الصالح في قصة موسى (قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (القصص:25) لأن هذا ما يحتاج إليه الشخص الخائف.
91 - (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ) فيها مزيد إكرام كما تقدم.
92 - (وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً) كان هذا جائز في شريعتهم ولا يجوز في شرعنا لحديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لَا يَصْلُحُ لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ وَلَوْ صَلَحَ لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا مِنْ عِظَمِ حَقِّهِ عَلَيْهَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ كَانَ مِنْ قَدَمِهِ إِلَى مَفْرِقِ رَأْسِهِ قُرْحَةً تَنْبَجِسُ بِالْقَيْحِ وَالصَّدِيدِ ثُمَّ اسْتَقْبَلَتْهُ فَلَحَسَتْهُ مَا أَدَّتْ حَقَّهُ) فإن شرع من كان قبلنا شرع لنا ما لم ينسخ أو ينهي عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكر بن كثير (2/ 644) في تفسير هذه الآية "وخروا له سجداً" {أي سجد له أبواه وإخوته الباقون. وكانوا أحد عشر رجلاً وقد كان هذا سائغاً في شرائعهم إذا سلموا على الكبير يسجدون له ولم يزل هذا جائزاً من لدن آدم إلى شريعة عيسى عليه السلام, فحرم هذا في هذه الملة وجعل السجود مختصاً بجناب الرب سبحانه وتعالى هذا مضمون قول قتادة وغيره. وفي الحديث أن معاذاً قدم الشام فوجدهم يسجدون لأساقفتهم فلما رجع سجد لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "ما هذا يا معاذ؟ " فقال إني رأيتهم يسجدون لأساقفتهم وأنت أحق أن يسجد لك يا رسول الله فقال: "لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها". وفي حديث آخر: أن سلمان لقي النبي صلى الله عليه وسلم في بعض طرق المدينة وكان سلمان حديث عهد بالإسلام فسجد للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: "لا تسجد لي يا سلمان واسجد للحي الذي لا يموت" والغرض أن هذا كان جائزاً في شريعتهم ولهذا خروا له سجداً.}
93 - أن تأويل الرؤيا ممكن أن يقع بعد سنين طويلة. أي أن الإنسان يرى رؤيا اليوم يتحقق تأويلها بعد عشرين سنه …ثلاثين سنه وأنه لا يشترط أن يرى الواحد الرؤيا اليوم…… .. غدا يقع تأويلها؟ لا.
يمكن أن يكون هناك فارق كبير بين وقوع الرؤيا حقيقة وانطباق الرؤيا علي الواقع وبين الرؤيا نفسها.
94 - الحفاظ على مشاعر الآخرين وعدم جرحها وإيذاءها فإن يوسف قال (وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي) ما قال بعد ما ظلمني أخوتي ما قال بعد ما القوني في الجب… .. يعنى وضع اللوم على الشيطان بدلا من أن يضعه على أخوته وهذا من مكارم الأخلاق ومما يليق بالأنبياء ……هذه أخلاق الأنبياء.
95 - الاعتراف لله بالنعم في جميع الأحوال التي يتقلب فيها الإنسان.
(أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ) (وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ) أي منه من الله على أن جمع شمل العائلة مره أخرى وإخراجي من الجب نعمه…. وإخراجي من السجن نعمه… ولم شمل العائلة نعمه.
96 - قال يوسف: (أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ) ولم يقل الجب فلماذا؟
طبعا يلاحظ أن يوسف هنا قال (أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ) ولم يقل الجب مراعاة لإخوانه لأنهم هم الذين القوه في الجب فأعرض عن ذكره بالمرة …. فأنت إذا ظلمك أحد أقربائك مثلا فلا تقل الحمد لله انتهينا من المشاكل التي عملها فلان بل اعرض عن هذا واضرب عنه صفحا ولا تذكره وهذا من مكارم الأخلاق. وهذا خلق الأنبياء (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ) (الأنعام:90)
97 - أن الله لطيف وأنه يلطف بعباده وكم لطف بيوسف فلم يجعله يموت في الجب ولا يجعله يبقى في السجن ولم يبقى فقيرا ولم يبقى مظلوما و إنما لطف به وجمعه بأهله بعد سنين
98 - قد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن أن لا تلاقيا…فسبحان من جمع هذه الأسرة بعد هذه الفترة الطويلة.
(رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (102)).
99 - أن الإنسان المسلم إذا اكتملت له نعم الله فإنه يسأل الله الوفاة على الإسلام وبقى أن يهتم جدا بالخاتمة وهى الوفاة على الإسلام. لذلك لما رأى يوسف كل ما يريد يتحقق ... العزة في الدنيا تحققت والملك صار إليه والمكانة والغنى واجتماع الأهل ومجيء الأبوين .... تحقق كل ما يريد ماذا قال؟ (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ) هذه منه (وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ) وحصل كل ما يريد أيش الدعاء؟
(تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) فإذا نلت كل ما تتمنى في الدنيا بقى شيء مهم وهى أن تخرج منها على ما يرضى الله (تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) الصالحين فيهم الأنبياء الذين مضوا قبله فهم الرفيق الأعلى (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً) (النساء:69) ولذلك النبي صلي الله عليه وسلم لما نزل به الموت خير…. يبقى في الدنيا أو يلتحق بالرفيق الأعلى قال بل الرفيق الأعلى ورحل. من هم الرفيق الأعلى؟ هؤلاء النبيون والصديقون والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. وهو الأعلى لأنه عند الله (وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ) (الحديد:19).
100 - (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111) هذه الآية وكل من الآيتين (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)) & (لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ (7))
دلت بمجموعها علي أن المراد من القصة هو الوقوف علي العبر والعظات التي فيها وأنها ما كانت قصة مفتراه ولكنها تصديق لما جاء من قبل لأهل الكتاب وتفصيل للشرائع وهداية للخلق من الغواية والضلال ورحمة للمؤمنين……… وعلية فلن ينتفع بهذه الآيات إلا أولوا الألباب أي أصحاب العقول الزكيه الطاهرة وهكذا سائر القصص في القرآن.(/)
فاتحة الكتاب فضلها وتفسيرها للشيخ عبد الباري الثبيتي حفظه الله
ـ[إمداد]ــــــــ[01 Apr 2005, 11:31 ص]ـ
فاتحة الكتاب فضلها وتفسيرها للشيخ عبد الباري الثبيتي حفظه الله
--------------------------------------------------------------------------------
ملخص الخطبة
1 - فضل القرآن الكريم. 2 - من فضائل سورة الفاتحة. 3 - تفسير السورة. 4 - قسمة الصلاة بين العبد وبين الله تعالى.
الخطبة الأولى
أما بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله، قالَ تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].
كتابُ ربِّنا يهدي إلى أقومِ سبيلٍ، ويحقِّق للسائرين على نهجِه الفوزَ العظيم. ومن القرآنِ سورةٌ قصيرةُ الآياتِ عظيمةُ المعنى جليلةُ المبنى، تسكُب في النفس السكينةَ، وتفيض على القلبِ طُمأنينة، فيها عقيدةٌ وعبادة وجزاء ومَثوبة ووَعد ووعيد، هي الواقية لأنها تقِي قارئها السوءَ، وهي الشِّفاء يُستشفَى بها العليل، هي الصلاةُ لأنّه لا صلاةَ بدونها، وهي السبعُ المثاني لأنها تثَنَّى وتكرَّر في الصلاة.
اشتملت على إصلاحِ النّفس وإصلاحِ المجتمع، وأرست أسُسَ الأمن والاستقرار والسعادةِ في الأرض، هي خيرُ ما أنزِل، فعن أبيّ بن كعب رضي الله عنه أنه قال له الرّسول: ((لأعلِّمنَّك سورةً ما أنزِلَ في التوراة ولا في الإنجيلِ ولا في الفرقان سورة كانت خيرًا منها))، قال: ((فاتحةُ الكتاب هي السبعُ المثاني والقرآن الذي أوتيتُه)) [1].
هي أحَدُ النّورَين، فعن ابن عبّاسٍ رضي الله عنهما قال: بينَما جبريلُ قاعدٌ عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم سمِع نقيضًا من فوقِه، فرفع رأسه فقال: هذا بابٌ من السماءِ فتِح اليومَ، لم يفتَح قطّ إلا اليوم، فنزل منه ملك فقال: هذا مَلكٌ نزل إلى الأرضِ لم ينزِل قطّ إلاّ اليوم، فسلَّم وقال: أبشِر بنورَين أوتيتَهما لم يؤتاهما نبيٌّ قبلَك: فاتحةُ الكتاب وخواتيمُ سورة البقرة، لن تَقرَأَ بحرفٍ منهما إلا أُعطيتَه. رواه مسلم [2].
هي رُقيةٌ، فعن أبي سعيدٍ الخدريّ رضي الله عنه أنَّ ناسًا من أصحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أَتَوا على حيٍّ من أحياء العرَب فلم يَقروهم، فبينما هم كذلك إذ لدِغ سيِّد أولئك فقالوا: هل معَكم من دواءٍ أو راقٍ؟ قالوا: إنّكم لم تقرونا، ولا نفعَلُ حتى تجعَلوا لنا جعلاً، فجَعَلوا لهم قطيعًا من الشّاء، فجعل يقرَأ بأمِّ القرآن ويجمع بزاقَه ويتفِل فبرَأ، فأتوا بالشاءِ فقالوا: لا نأخُذه حتى نسألَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فسألوه فضحِك وقال: ((وما أدراكَ أنها رقية؟! خذوها واضرِبوا لي معكم بسهمٍ)) رواه البخاري [3].
إنَّ سورةً بهذا الفضل والمقامِ نتطلَّع إلى أن نقفَ على كنوزِها وندرِكَ معانيَها ونوثِّقَ صِلَتَنا بها ونهتدِيَ بهُداها لنحقِّق أثرَها.
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
ثناءٌ على الله بما أنعَمَ علينا وما أعطانا. الثّناءُ حقٌّ لله سبحانه، هو المستحِقّ للحَمدِ بسبَبِ كَثرةِ نِعَمه وأنواعِ آلائه على العباد. الحمدُ فيه معنى الاعترافِ الذي هو إقرارٌ مِنَ العبدِ بتقصيرهِ وفقرة وحاجتِه واعترافٌ للهِ جلّ وعلا بالكمالِ والفضل والإحسان، وهذا من أعظمِ ألوانِ العبادة؛ ولهذا قد يعبُد العبد ربَّه عبادةَ المعجَبِ بعمَلِه فلا يقبَلُ منه؛ لأنَّ الإعجابَ لا يتَّفق مع الاعترافِ والذّلِّ، ولا يدخل العبدُ على ربِّه من باب أوسَعَ وأفضل من بابِ الذّلِّ له والانكسار بين يدَيه، ذلك أنَّ من أعظم معاني العبادةِ الذلَّ له سبحانه؛ ولهذا كان نبيّنا كثيرَ الاعتراف لله على نفسِه بالتَّقصير والظلمِ، كان يقول: ((اللّهمّ إني ظلمتُ نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوبَ إلا أنت، فاغفِر لي مغفرةً من عندك وارحمني، إنّك أنت الغفور الرحيم)) أخرجه البخاري ومسلم [4].
الْحَمْدُ لِلَّهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
شُعورٌ يفيض به قلبُ المؤمِنِ بمجرَّدِ ذكرِه لله، فإنَّ وجودَه ابتداءً ليس إلاّ فيضًا مِن فيوضاتِ النِّعمة الإلهية التي تستجِيش الحمدَ والثناءَ، في كلِّ لمحةٍ في كلِّ لحظةٍ في كلِّ خُطوة تتوالى آلاءُ الله على العبد وتتواكب وتغمُر خلائقَه كلَّها وخاصّةً هذا الإنسان، ومن ثَمَّ كان الحمدُ لله ابتداءً وكان الحمد لله ختامًا دليلَ الإيمان، وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ [القصص:70].
ومع هذا يبلُغ من فضلِ الله سبحانه على عبدِه المؤمن أنه إذا حمِد الله حمدًا يليق بجلالِه كتبَها له حسنةً ترجحُ كلَّ الموازين، ففي سننِ ابن ماجه عن عبد الله بن عمَرَ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حدّثهم: ((إنَّ عبدًا من عبادِ الله قال: يا ربِّ لك الحمدُ كما ينبغِي لجلال وجهِك ولعظيم سلطانك، [فعضلت بالملكين فلم يدريا كيف يكتبانها، فصعدا إلى السماء] وقالا: يا ربَّنا إنَّ عبدَك قد قال مقالةً لا ندرِي كيفَ نكتبُها، قال الله عزّ وجلّ وهو أعلم بما قال عبدُه: ماذا قال عبدي؟ قالا: يا ربِّ، إنّه قال: يا ربّ لك الحمد كما ينبغي لجلالِ وجهِك وعظيم سلطانك، فقال الله عزّ وجلّ لهما: اكتبَاهَا كما قال عبدي حتى يلقاني فأجزِيَه بها)) [5].
لفظ الجلالة (الله) هو الاسمُ الأعظم للهِ عزّ وجلّ على قولِ طائفةٍ مِن أهلِ العلم، الذي تلحَق به الأسماءُ الأخرى، ولا يشاركه فيه غيره. ومن معاني (الله) أنه الإله المعبودُ المتفرِّد باستحقاقِ العبادة.
رَبِّ الْعَالَمِينَ أي: ربّ كلِّ شيءٍ وخالقه والقادِر عليه، كلُّ ما في السموات والأرض عبدٌ له وفي قبضَتِه وتحت قَهرِه.
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ،
اسمُ الرحمن كاسمِ الله؛ لا يُسمَّى به غيرُ الله ولم تسمَّ به أحد، فالله والرّحمن من الأسماء الخاصّة به جلّ وعلا، لا يشاركه فيها غيرُه، أمّا الأسماء الأخرى فقد يسمَّى بها غير الله كما قال سبحانه عن نبيِّه: بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [التوبة:128]. والرّحمن والرّحيم مأخوذان منَ الرّحمة، فالرّحمن رحمةُ عامّة بجميع الخلقِ، والرّحيم رحمةٌ خاصّة بالمؤمنين. الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ صِفةٌ تستغرِق كلَّ معاني الرحمةِ وحالاتها ومجالاتها، تتكرَّر في صُلب السّورة في آيةٍ مستقلَّة لتؤكِّدَ السّمَةَ البارِزة في تلك الرّبوبيّة الشاملة.
مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ
وقُرئ مَلِكِ، والفَرقُ بين الوصفَين بالنّسبة إلى الربِّ سبحانه أنّ الملِك صِفةٌ لذاتِه والمالِكَ صِفةٌ لفِعلِه، ويومُ الدين يومُ الجزاء من الربِّ سبحانه، وهو يوم يدين الله العبادَ بأعمالهم أي: يجازِيهِم بها.
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ
أي: نخصُّك بالعبادة، ونخصّك بالاستعانة، لا نعبد غيرَك، لا نطلُبُ إلاّ عونَك، لا نستعِين بغيرك، لا نستَغني عن فضلِك، وقدِّمت العبادة على الاستعانَةِ لكون الأولى وسيلةً إلى الثانية، وقرِنَت العبادةُ بالاستعانة للدّلالة على أنَّ الإنسانَ لا يستطيع أن يقومَ بعبادةِ الله إلاّ بإعانةِ الله له وتوفيقِه، وهو إقرارٌ بعجزِ الإنسان عن القيامِ بالعباداتِ وعن حملِ الأمانةِ الثَّقيلة إذا لم يُعِنه الله، وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ [الأعراف:43].
قال ابن القيِّم رحمه الله: "إنَّ موضعَ الرّقيَةِ منَ السورة إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، ولا ريبَ في أن هاتين الكلِمَتين من أقوى أجزاءِ هذا الدواء؛ فإنَّ فيهما من عمومِ التّفويضِ والتوكُّل والالتجاء والاستعانةِ والافتقار والطّلَب والجمع بين أعلَى الغايات ـ وهي عبادةُ الربّ وحدَه ـ وأشرفِ الوسائل ـ وهي الاستعانةُ به على عبادته ـ ما ليس في غيرِها، وتأثيرُ الرُّقَى بالفاتحَةِ وغيرِها مِن علاج ذواتِ السّموم سِرٌّ بديع، ونفسُ الراقي تفعل في نفسِ المرقيّ، فيقع في نفسِها فِعلٌ وانفعال كمَا يقَع بين الداءِ والدّواء، فتقوَى نفس الراقي وقوَّتُه بالرّقيَة على ذلك الدواء، فيدفعه بإذن الله" [6].
اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ
(يُتْبَعُ)
(/)
دعاءٌ صريح، حظُّ العبد من الله، وهو التضرُّع إليه والإلحاح علَيه أن يرزقَه هذا المطلبَ العظيم الذي لم يُعطَ أحدٌ في الدّنيا والآخرة أفضل منه، كما منَّ الله على رسوله بعدَ الفتحِ بقوله: وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا [الفتح:2]. أي: قوِّ هدايَتَنا، وفِّقنا إلى معرفةِ الطريق الصحيح والاستقامةِ عليه، ثبِّتنا حتى لا ننحرفَ أو نزيغَ عنه، فقد يكون الإنسانُ اليومَ مهتديًا وغدًا من الضالّين.
اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ،
لا دعاءَ مفروضٌ على المسلم قولُه غير هذا الدعاء، فيتوجَّب على المسلم قولُه عِدّةَ مرّات في اليوم، وهذا يدلّ على أهمّيّة الطّلَب الذي له أثرُه في الدنيا والآخرة. وفي قوله: اهْدِنَا ولم يقل: "اهدِني" تربِيةٌ للمسلم على تذكُّر إخوانِه وتقوية معاني الأُلفة، وفيه إِزالةٌ لمشاعِرِ الأثَرَة والأنانية، فكما أنّك تحبّ لإخوانِك ما تحبّ لنفسك فادعُ لهم بما تدعو لنفسِك. والاجتماعُ على الهدى مطلَبُ المؤمِنين، وكَثرةُ السّالكين أُنس وثباتٌ للسّائرين، والسّالِكُ وحدَه قد يضعُف وقد يملّ أو يسقُط أو تأكلُه الذّئاب.
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ
وهم رسولُ الله وأصحابُه، يعني: الذين حازوا الهدايةَ التامّة ممّن أنعم الله عليهم من النّبيِّين والصِّدِّيقين والشّهداءِ والصالحين، ولا يخرُج المكلَّفون عن هذه الأصنافِ، فكلُّ الخَلقِ ينتمي لواحدٍ من هذه الأصناف: الذين أنعَم الله عليهم هم الذين سلَكوا الصراطَ المستقيم وعرفوا الحقَّ وعمِلوا بمقتَضَاه، أمّا الذين عرَفوا الحقَّ وخالفوه فهم المغضوبُ عليهم، والعامِلون بلا عِلمٍ هم الضالّون، قال تعالى: قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا [الكهف:103، 104]. قدِّمَ المغضوبُ عليهم على الضّالّين لأنَّ أمرَهم أخطر وذنبَهم أكبَر، فإنَّ الإنسانَ إذا كان ضلالُه بسبَبِ الجهل فإنّه يرتفِع بالعلم، وأما إذا كان هذا الضّلالُ بسبب الهوَى فإنّه لا يكاد ينزِع عن ضلاله، ولهذا جاء الوعيد الشديدُ في شأنِ من لا يعمَل بعَمَلهِ.
خاتمةُ سورةِ الفاتحة هي مناسِبَة لكلِّ ما ورد في السّورة من أوَّلها إلى آخرها، فمَن لم يحمَدِ الله تعالى فهو مغضوبٌ عليه وضالّ، ومن لم يؤمِن بيومِ الدِّين وأنَّ الله سبحانه وتعالى مالِكُ يومِ الدّين ومَلِكه ومَن لم يخصَّ الله تعالى بالعبادةِ والاستعانةِ ومن لم يهتدِ إلى الصراط المستقيم فهم جميعًا مغضوبٌ عليهم وضالّون.
بارَك الله لي ولَكُم في القرآنِ العَظِيم، ونَفَعني وإيَّاكم بما فيهِ مِنَ الآيات والذِّكر الحكيم، أقول هذا القولَ، وأستغفِر الله واستغفِروه، إنّه هو الغفور الرّحيم.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] أخرجه الترمذي في التفسير (3125)، والنسائي في الافتتاح (914)، وعبد الله في زوائد المسند (5/ 114) بنحوه، وصححه ابن خزيمة (500، 501)، وابن حبان (775)، والحاكم (2048)، وهو في صحيح سنن الترمذي (2499). وفي الباب عن أبي هريرة وأبي سعيد بن المعلى رضي الله عنهما.
[2] صحيح مسلم: كتاب صلاة المسافرين (806).
[3] صحيح البخاري: كتاب الطب (5736)، وهو عند مسلم أيضا في السلام (2201).
[4] صحيح البخاري: كتاب الدعوات (6326)، صحيح مسلم: كتاب الذكر (2705) عن أبي بكر رضي الله عنه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: علمني دعاء أدعو به في صلاتي، قال: ((قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا)) الحديث.
[5] سنن ابن ماجه: كتاب الأدب (3801)، وأخرجه أيضا الطبراني في الكبير (12/ 343) والأوسط (9249)، والبيهقي في الشعب (4/ 94)، قال البوصيري في الزوائد (4/ 130): "هذا إسناد فيه مقال، قدامة بن إبراهيم ذكره ابن حبان في الثقات، وصدقة بن بشير لم أر من جرحه ولا من وثقه، وباقي رجال الإسناد ثقات"، وأورده الألباني في ضعيف الترغيب (961).
[6] الطب النبوي (ص139).
الخطبة الثانية
(يُتْبَعُ)
(/)
الحَمد لله الذي خلق فسوّى، والذي قدر فهدى، أحمده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لاَ إلهَ إلاّ الله وَحدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ سيّدَنا ونبيَّنا محمّدًا عَبده ورَسوله، صلَّى الله عَليه وعَلَى آله وصَحبه.
أمّا بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوَى الله.
ورد في صحيح مسلِمٍ عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: سمِعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله تعالى: قسمتُ الصلاةَ بيني وبين عبدي نِصفين ولِعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ قال الله تعالى: حمِدَني عبدي، وإذا قال: الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قال الله تعالى: أثنى عليَّ عبدي، وإذا قال: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ قال: مجَّدَني عبدي، فإذا قال: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ قال: هذا بيني وبين عَبدي ولِعبدي ما سأَل، فإذا قال: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ قال: هذا لِعبدي ولِعبدي ما سأل)) [1]. ولعلَّ هذا الحديثَ الصحيح يبيِّن مِن سِياق هذه السّورةِ ويكشِف سِرًّا من أسرارِ اختِيارها ليردِّدَها المؤمِن سبعَ عشرةَ مرّة في كلِّ يوم وليلة أو ما شاء الله أن يردِّدَها كلَّما قام يدعوه في الصلاة.
حّرِيّ بهذه السورَة التي تُعَدّ ركنًا من أركان الصلاة أن يقرَأَها المصلِّي بتُؤَدةٍ وتأنٍّ وتدبُّر وخشوعٍ وحضور قَلبٍ، مستحضِرًا معانيها، محقِّقًا مخارِجَ حروفها في الصّلاة السّرّيَّة والجهريّة، عن وائلِ بنِ حجر قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قرأ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ فقال: ((آمين)) ومدَّ بها صوتَه [2]. ومعنى (آمين): اللّهمّ استجِب، وهي ليست من السورة. ويُستحَبّ للقارِئِ الفّصلُ بسكتَةٍ بين آخرِ السّورة وقولِ آمين، وفي الحديث عن رسول الله أنه قال: ((إذا أمَّن الإمامُ فأمِّنوا؛ فإنَّه من وافق تأمينُه تأمينَ الملائكةِ غفِرَ له ما تقدَّم من ذَنبِه)) رواه البخاري ومسلم [3].
ألا وصلّوا ـ عباد الله ـ على رسولِ الهدَى، فقد أمركم الله بذلك في كتابِه فقال: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].
اللّهمّ صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمّد، وارض عن الخلفاء الأربعة الراشدين ...
--------------------------------------------------------------------------------
[1] صحيح مسلم: كتاب الصلاة (395).
[2] أخرجه أحمد (4/ 315)، وأبو داود في الصلاة (932)، والترمذي في الصلاة (248)، والنسائي في الافتتاح (879)، وابن ماجه في الصلاة (855)، والدارمي في الصلاة (1247)، وحسنه الترمذي، والنووي في المجموع (3/ 369)، وصححه الدارقطني (1/ 687)، وابن حبان (1805)، وهو في صحيح سنن الترمذي (205).
[3] صحيح البخاري: كتاب الدعوات (7402)، صحيح مسلم: كتاب الصلاة (410) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
من موقع المنبر
http://www.alminbar.net/alkhutab/kh...p?mediaURL=7787
للاستماع
http://media.islamtoday.net/real/m/1057.ram
للحفظ
http://media.islamtoday.net/real/m/1057.zip
__________________(/)
رسائل الماجستير والدكتوراه بجامعة الإمام على أقراص مدمجة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Apr 2005, 05:51 ص]ـ
تدرس عمادة البحث العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض فكرة طباعة رسائل الماجستير والدكتوراه الصادرة من الجامعة على أقراص مدمجة CD لتكون قريبة من تناول الباحثين.
كما أعلنت العمادة التي تصدر «مجلة الجامعة» الفصلية المحكّمة عن إصدار المجلة على أقراص مدمجة كذلك وتحويل الأعداد الأربعين السابق نشرها إلى مستندات رقمية.
وقال وكيل عمادة البحث العلمي للشؤون الثقافية والنشر الدكتور سعود آل حسين في حديثه لـ «الرياض»: «تدرس العمادة هذه المقترحات الطموحة، ومازالت لدينا بعض الاحتياجات المادية والإجراءات القانونية التي تكفل حقوق الباحثين، إلا أننا نطمح للشروع في هذا المشروع غير المسبوق».
ونفى الدكتور آل حسين أن يكون نشر الرسائل على أقراص إليكترونية سبيلاً لضياع حقوق المؤلفين فهو يرى أن نشر الرسالة باسم مؤلفها أحفظ لها من بقائها مخبأة في رفوف الجامعات، حيث تكون عرضة للسطو والسرقة العلمية منها دون أن يعرف أحد بذلك، مشيراً إلى أن الرسائل الجامعية المجمدة في رفوف المكتبات الجامعية لا يعرف محتواها إلا الباحث والمشرف فقط.
كما أكد الدكتور آل حسين أن المشروع -إن طرح- فسوف يكون عاماً للجمهور، ولن يقتصر على الباحثين فقط، وسوف تطرح الأقراص للبيع في الأسواق.
وأشار الدكتور آل حسين إلى أن عمادة البحث العلمي بدأت منذ أربع سنوات باستيداع الرسائل الجامعية لديها، مطبوعة على الورق وعلى أقراص رقمية، وقد تحصل لدى العمادة من هذا النظام إيداع أكثر من 560 رسالة علمية ما بين رسالة ماجستير ورسالة دكتوراه.
وأضاف الدكتور آل حسين: «إن العمادة تصدر العديد من البحوث المحكمة والكتب والرسائل الجامعية، مشيراً إلى أن العمادة ستفرغ قريباً من إصدار عدد من الكتب». وأضاف أن عمادة البحث العلمي تقوم بمتابعة الترقيم الدولي المعياري بالاشتراك مع مكتبة الملك فهد الوطنية، كما أنها تشارك في مشروع وزارة التعليم العالي لنشر ألف رسالة علمية، والتي بلغت 58 رسالة حتى الآن.
المصدر ( http://www.alriyadh.com/2005/04/02/article52823.html)
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[02 Apr 2005, 07:18 ص]ـ
الحمد لله أن هناك من يفكرون هذا التفكير الإيجابي جداً وفقهم الله للخير ونشره
وجزاك الله خيرا أخي الكريم
* ملاحظة: ارجوا مراجعة رسائلة الخاصة
ـ[عادل التركي]ــــــــ[04 Apr 2005, 07:40 م]ـ
هذه بشرى تشكر عليها
قبل فتره طرح عليَّ أحد الأخوة سؤالاً ماذا أستفدنا - يقصد عامة الناس والمجتمع ككل - من بحوث الجامعات , فالآن يمكن للجميع الإستفادة منها , بل حتى طلاب الدراسات أنفسهم لم يستفيدوا كما يجب منها , وهنا أنبه إلى أمر مهم وهو:
لماذا يغلق على هذه الرسائل بعد الظهر , رغم أن المكتبة المركزية مستمرة في العمل طوال اليوم , و حتى مكتبات الكليات لا يمكنك الدخول فيها بعد نهاية الدوام الرسمي .... فهل هذا هو مصير جهد خلاصة طلاب العلم وأساتذة الجامعات!!!
أقترح لهذا المشروع الجميل أقتراحين:
الأول: أن يوضع سيدي خاص لكل كلية ليستفيد الطلاب المتخصصون في الكلية من هذه السيديات التي في مجال تخصصهم نفسه ولاتختلط عليهم فنون العلم , لأنه كما أعرف لا يمكن جمع كل رسائل الجامعة في سيدي واحد ,فارجوا أن ترتب الرسائل بحسب التخصص وليس على ترتيب آخر مثل تاريخ المناقشة أو غير ذلك.
ثانياً: لم لا يوضع موقع على الشبكة العنكبوتيه وتوضع عليه هذه الرسائل العلمية لتتم الفائدة حتى لمن هم خارج هذه البلاد.
ارجوا أن يصل الرأي إلى أهل الرأي.
وجزاك الله خير
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[09 Apr 2005, 11:37 م]ـ
قرأت هذا الخبر وفرحت به كثيراً في موقع المختصر لكن المشكلة في المدة التي سيحتاجها هذا هذا المشروع نسأل الله أن يعجل في أخراجه وأن تتأسى الجامعات الأخرى بهذا التوجه المفيد
ـ[طالب المعالي]ــــــــ[01 Jul 2005, 12:11 ص]ـ
السلام عليكم
الفكرة رائعة بحق.
ولكن لدي اقتراح آخر: ماذا لو وضع كل دارس للماجستير او الدكتوراه، كتيب مختصر بل مختصر المختصر لرسالته، فأكثر الرسائل في الغالب تحوي كلاما مكررا وحشوا. فيذكر في هذا الكتيب الخلاصة من رسالته ومحتوياتها ومدى خدمتها للعلم، ومن اراد الاستزادة فلينتظر ولادة هذا المشروع المبارك
وبارك الله فيكم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Jul 2005, 02:02 م]ـ
النظام يلزم كل طالب بوضع ملخص لرسالته ويرفقه برسالته. وهو باللغتين العربية والانجليزية. ولا يتجاوز خمس ورقات.
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[02 Jul 2005, 03:07 م]ـ
بارك الله فيكم وفي الجامعة.
ـ[الراية]ــــــــ[13 Jul 2005, 12:22 ص]ـ
لعل هذه الفكرة تتجاوز خندق الدراسة الى ساحة الواقع
وجزاك الله خيراً
ياشيخ عبدالرحمن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[18 Jan 2008, 04:58 ص]ـ
هل من جديد بخصوص هذا المشروع؟
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[18 Jan 2008, 07:49 ص]ـ
ما بين أول مشاركة وآخر مشاركة في الموضوع أزيد من سنتين
وكذا الحال في كثير من الأمور
سبحان الله
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[03 Aug 2008, 05:47 ص]ـ
هل من جديد بخصوص هذا المشروع؟
للتذكير.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Aug 2008, 05:36 م]ـ
أصدرت الجامعة أعداد مجلة الجامعة في قرص مدمج لا يصل إليه أحد. وقد حاولتُ الحصول على نسخة فلم أفلح بعدُ.
وأما الرسائل فلا أدري عن الجديد حولها.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[03 Aug 2008, 06:07 م]ـ
أصدرت الجامعة أعداد مجلة الجامعة في قرص مدمج لا يصل إليه أحد.
لماذا؟ أهو في المريخ:)
والله أستغرب من استمرار سطوة هذه العقليات المصادرة أو المتحكمة في المعلومة، وقد عانيت من مثلها في زيارتي الأخيرة إلى تونس، حيث أردت الحصول على دليل الأطروحات والرسائل الجامعية بجامعتي الزيتونة وكلية الآداب بتونس، ففوجئت بسطوة بعض الموظفين وتحكمهم في مصير هذا الدليل، وعدم توفر نسخة إلكترونية منه إلا لمن لديه واسطة، كأن محتواها سر من أسرار الدولة، والحال أن الاطلاع على هذا الدليل من الحاجات الضرورية التي لا يمكن للباحث أن يعمل بدونها. وقد اضطررت لاصطحاب بعض الأساتذة حتى حصلت على ما أردت.
وأعتقد أن من أهم الأمور التي يجب على الأساتذة الجامعيين أن يفرضوها على إدارة الجامعة هي تسهيل الحصول على هذه الأدلة إلكترونيا (إما في شكل ملف، أو على موقع الجامعة) وعدم السماح لأي موظف بأن يتجاوز حدود دوره الوظيفي.
وقد لاحظت أن أحد أسباب هذه الظاهرة (وليس هو السبب الوحيد) هو استغلال بعض الموظفين لعدم وضوح التعليمات أو عدم نشرها علنا أوعدم معرفة الطلبة والأستاذة لحقوقهم، وذلك لاكتساب دور (أو مكانة) يشعره بالزهو والانتشاء.
أما بخصوص النشر الإلكتروني لمحتوى الأطاريح والرسائل، فأرى، أنه خلافا لما يعتقده البعض، من أهم الأمور التي تحفظ الحقوق الفكرية والأدبية للطلبة، وليس العكس. ومعظم الجامعات الدولية نشرت فعلا رسائلها الجامعية على مواقعها الإلكترونية.
ومن الضروري أن يفهم الباحثون العرب أن النشر الإلكتروني للأطروحة لا يضر بالنشر الورقي بل يفيده كثيرا، وهذا الرأي معروف ومنتشر في الأوساط الجامعية الغربية.
ـ[د على رمضان]ــــــــ[03 Dec 2010, 04:39 م]ـ
أرجو أن نرى هذه الرسائل والمجلة الخاصة بالجامعة قريبا هنا 0(/)
التربية الاجتماعية في الإسلام ..
ـ[ tafza] ــــــــ[05 Apr 2005, 08:31 م]ـ
منقول ...... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التربية الاجتماعية في الإسلام;
رعاية الإسلام للروابط الاجتماعية ;
نظرة الإسلام إلى المجتمع الإنساني
سورة الحجرات (49)
بسم الله الرحمن الرحيم ;
قال الله تعالى: {ياأيُّها النَّاسُ إنَّا خَلَقْناكُمْ من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شُعُوباً وقبائِلَ لِتَعارَفُوا إنَّ أكرمكُمْ عندَ الله أتقاكُمْ إنَّ الله عليمٌ خبير (13)}
ـ إن مسؤولية بناء المجتمع الإسلامي العالمي تقع على عاتق الرجل والمرأة على السواء.
ـ خلق الله تعالى آدم وحواء وجعل من ذريَّتهما الشعوب والقبائل والأجناس والألوان، فالناس كلُّهم إخوة، لذلك فلابدَّ لجسور التوادد والتواصل من أن تبقى قائمة بينهم، فلا تفاضل بين لون وآخر، أو عرق وآخر، بل مساواة بين الجميع أمام الله تعالى؛ الَّذي يُكرَمُ الناس لديه على درجة تقواهم، فمن نال شرف التَّقوى حصل على وسام مرضاة الله، والله أعلم بأعمال مخلوقاته خبير بنواياهم.
في رحاب الآيات:
في ثنايا الآية الكريمة معنى الخطاب الإلهي الموجَّه للبشر جميعاً: يا أيُّها الناس! نحن خلقناكم بقدرتنا من أصل واحد، وأوجدناكم من أب وأم، فلا تفاخر بالأجداد والآباء، ولا اعتداد بالحسب والنسب، كلُّكم لآدم وآدم من تراب. وجعلناكم شعوباً شتَّى، وقبائل متعددة ليحصل بينكم التعارف والتآلف، ويتلاشى التناحر والتخالف. أمَّا اختلاف الألسنة والألوان، وتباين الطباع والأخلاق، وتفاوت المواهب والاستعدادات، فإنما هو تنوُّع لا يقتضي النزاع والشقاق، بل يقتضي التعاون للنهوض بجميع التكاليف، والعمل على نهوض المجتمع الإنساني وتحقيق الخلافة في الأرض. لذلك لا يكون التفاضل بين الناس بالأحساب والأنساب، بل بالتَّقوى والعمل الجادِّ المخلص، فمن أراد شرفاً في الدنيا، ومنزلة في الآخرة فليتَّق الله، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «من سرَّهُ أن يكون أكرم الناس فليتَّقِ الله» (رواه الترمذي وقال حسن صحيح). والتَّقوى معناها مراعاة حدود الله تعالى أمراً ونهياً، والاتِّصاف بما يرضيه عنَّا. وقد رفع الإسلام لواء التَّقوى لينقذ البشرية من عواقب العصبية للجنس، أو للقبيلة، أو للأسرة، بشتَّى الأسماء، وهي في حقيقتها عصبيَّة جاهلية، والإسلام منها براء، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم عنها: «دعوها فإنها نتنة» (رواه أبو داود)، وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الله أذهب نخوة الجاهلية وتكبُّرها بآبائها، كلُّكم لآدم وحواء، وإن أكرمكم عند الله أتقاكم، فإذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوِّجوه» (أخرجه البيهقي)، وأخرج الترمذي عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من اتقى الله أهاب الله منه كلَّ شيء، ومن لم يتَّق الله أهابه الله من كلِّ شيء».
وهذه هي القاعدة الَّتي يقوم عليها المجتمع الإسلامي؛ المجتمع الإنساني العالمي الَّذي تحاول البشرية في خيالها المحلِّق أن تحقِّق لوناً من ألوانه ولكنَّها أخفقت، لأنها لا تسلك الطريق الوحيد الموصل إليه، وهو الطريق إلى الله تعالى. لذلك نجد أن الله جلَّ وعلا يخاطب رسوله الكريم بتلك العبارة الشاملة، الَّتي تتَّسع لتشمل سائر الأجناس والمذاهب والَّتي تنفي التحيُّز أو التعصُّب: {قُلْ أعوذُ بربِّ النَّاس * مَلِكِ النَّاس * إله النَّاس} (114 الناس آية 1ـ3). فالله هو ربُّ الناس جميعاً، والربُّ هو المربِّي والموجِّه والراعي والحامي، وهو ملك الناس جميعاً، والملك هو المالك الحاكم المتصرِّف، وهو إله الناس جميعاً، والإله هو مَنْ وَلِه الكلُّ به ولهجوا باسمه، ونادوا من أعماق قلوبهم أن الحمد لله ربِّ العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن هنا نرى أن الإسلام بعد أن وضع القواعد السليمة لبناء النفس المؤمنة، سعى لإشباع نوازع النفس البشرية التوَّاقة إلى الفوز والتفوُّق على الآخرين، فبيَّن أن سبيل التنافس والتسابق ينحصر في المكرمات الَّتي تكسب رضا الله، كما قال تعالى: {…وفي ذلك فليتنافسِ المُتَنافسون} (83 المطففين آية 26) أي في الأسباب الموصلة إلى ذلك النعيم ليَكُنِ التنافس والتسابق، وما أكثر هذه الأسباب كالاستزادة من التخلُّق بالأخلاق الفاضلة قولاً وعملاً، والإكثار من البذل والتضحية والفداء، والإقبال على العلم والتعلُّم بنَهم.
وهكذا يأخذ كلُّ مؤمن مكانه في فردوس النعيم حسب جِدِّه وجهده، ولذا كانت الجنَّة درجات، وكانت علِّيون الدرجة العليا الَّتي ينالها أولو الألباب، وهم الصفوة من خواص المحبِّين لحضرة الله، والعاملين الملتزمين بشرعه الخالد الحنيف.
سورة النساء (4)
{ياأيُّها النَّاسُ اتَّقوا ربَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُمْ من نفسٍ واحدةٍ وخَلَقَ منها زوجَهَا وبثَّ منهما رِجالاً كثيراً ونساءً واتَّقوا الله الَّذي تَسَاءَلُونَ به والأرحامَ إنَّ الله كان عليكُمْ رقيباً (1)}
ومضات:
ـ إن الناس كلَّهم عائلة واحدة، مهما تعدَّدت أجناسهم وتلوَّنت بشرتهم، فأبوهم جميعاً آدم وأمُّهم حواء.
ـ إن قضية خلق هذا الكمِّ الهائل من الناس من نفس واحدة، منذ سيِّدنا آدم وإلى يوم القيامة، لهي معجزة وآية رائعة تدلُّ على عظمة الله تعالى، وتدفع إلى إجلاله والخشية منه.
ـ بمقدار ما نخشع لعظمة الله، علينا أن نصل أرحامنا ونقوِّي أواصر المحبَّة معهم، وندعمهم بالعطاء المادي والروحي لتزهر شجرة العلاقات الإنسانية بورد الرحمة والتراحم.
في رحاب الآيات:
لقد افتتح الله تعالى سورة النساء بخطابه للناس جميعاً، داعياً إيَّاهم إلى عبادته وحده، ومنبِّهاً لهم إلى قدرته الَّتي خلقهم بها من نفس واحدة؛ وهي نفس آدم عليه السلام والَّتي خلق منها زوجها وهي حوَّاء، فالأصل البشري واحد والنماذج لا حصر لها. وإن إلقاء نظرة على التنوُّع في خصائص الأفراد، على هذا المدى الواسع الَّذي لا يمكن أن يتماثل فيه فردان تمام التماثل على توالي العصور، لتدلُّ على دقَّة إبداع اليد المدبِّرة عن علم وحكمة، وتجعل العين والقلب يجولان في ذلك المتحف الحي، فيتمليان النماذج الَّتي لا تنفد. ومهما تشعَّب الناس بعد ذلك إلى أمم وبلدان وأجناس فإنما تشعُّبهم هذا ما هو إلا كتشعُّب العائلة الواحدة، والإخوة من أب واحد وأم واحدة، وحريٌّ بهذا التوحُّد في منشئهم وأصلهم أن يؤدِّي إلى تعاونهم وتعارفهم وتلاقيهم على الخير، والَّذي يرتكز على المبدأ الإنساني؛ وأن يصلوا أرحامهم ليكونوا أتقياء حقاً، وليظفروا بمرضاة الله، فقد أخرج الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: أمَّا ترضَيْن أني أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى، قال: فذلك لك».
وقد تَرفعُ ظروف الحياة أفراداً وتخفض آخرين، وقد تغني فئات، وتفقر فئات، وقد يؤدي تباعد البلدان واختلاف المناخ إلى تنوُّع ألوان البشر وتمايز العادات والأفكار، وكلُّ ذلك بإذن الله وإرادته، لكن الكلَّ عند الله سواء في آدميتهم وإنسانيتهم، وهم سواء أمام القانون الإلهي وفي كيان المجتمع الإنساني الواحد، يتأثَّر مجموعهم بفردهم وفردهم بمجموعهم، وليس لأحدهم فضلٌ على الآخر إلا بالتَّقوى.
إن التفكُّر في أصل الإنسان وتكوُّن الأجناس البشرية، يستوجب العمل على تمتين العلاقات الأسرية والاجتماعية والأممية، ليستمر التعاون والنماء بين جميع أبناء العالم كأفراد لأسرة واحدة. وهكذا يؤكِّد الإسلام على الوحدة الإنسانية بين الناس، بوصفهم إخوة ينحدرون من أصل واحد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهنا يجدر بنا أن نلاحظ كثرة خطاب القرآن للناس بهذه الألفاظ الَّتي تشعرهم بوحدة أصلهم الإنساني: (ياأيُّها الناس .. يابني آدم .. ) فالتشريع القرآني يسمو بالناس إلى أفق ترقى معه كرامة الإنسانية جمعاء، بصرف النظر عن أديانهم وأعراقهم وألوانهم فيقول: {ولقد كرَّمْنَا بني آدمَ .. } (17 الإسراء آية 70) وتلك الكرامة تضمن للناس جميعاً حقهم في الحياة، والفكر والعقيدة والتعلُّم والعيش الكريم، ويرقى إلى ذروة السمُوِّ الإنساني حين يجعل أساس الثواب والعقاب للناس مرتكزاً على نواياهم وأعمالهم لا على ظواهرهم، قال صلى الله عليه وسلم: «إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسادكم ولكن إلى قلوبكم وأعمالكم» (رواه مسلم).
وقد كرَّر الله تعالى الأمر بالتَّقوى في أوَّل الآية وفي آخرها، ليشير إلى عظيم حقِّه على عباده، كما قرن تعالى بين التَّقوى وصلة الرحم ليدلَّ على أهمِّية هذه الرابطة الوثيقة؛ فعلى الإنسان أن يرعى رابطة الإيمان بالله، وروابط القرابة وصلة الرحم، ولو أدرك الناس هذا لعاشوا في سعادة وأمن، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الرحم معلَّقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله» (متفق عليه). وصلة الرحم تنبثق من الأسرة الواحدة، وتمتدُّ لتشمل أفراد المجتمع بكامله، ولا تستقيم أمور الأسرة الَّتي هي الخلية الأولى في بناء المجتمع، إلا إذا تراحم أفرادها، وتوثَّقت عرى المحبَّة فيما بينهم. ولن تستطيع الأسرة أن تحيا بمعزل عن الآخرين، لأن أعباء الحياة كثيرة، ولابدَّ من التعاون بين الأفراد، ومن باب أولى التعاون بين الأهل، إذ الأقارب للإنسان كالرِّداء الواقي الَّذي يحميه من حرِّ الصيف وقرِّ الشتاء، وهم كالمحارة الَّتي تنغلق على اللؤلؤة لتحميها من عوادي الزمن، فإذا ما تخلَّى الإنسان عن قرابته فكأنما انسلخ عن جلده، أو ترك أعضاءه هملاً مشاعاً تعبث بها الخطوب وصروف الأيام!.
ولا يمكن أن تقوم علاقة وطيدة بين الأفراد وذويهم، إلا على أسس المحبَّة والرحمة، والتسامح والإيثار وبذل الخير، ومدِّ يد المساعدة، ونفي التشاحن والبغضاء والأنانية الَّتي تعمل كالمعول في هدم الروابط الاجتماعية. وقد حثَّ الرسول صلى الله عليه وسلم على الرحمة في قوله: «الراحمون يرحمهم الله تعالى، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، الرحم شحنة من الرحمن من وصلها وصله الله، ومن قطعها قطعه الله تعالى» (أخرجه أبو داود والترمذي).
وتتَّسع دائرة الرحمة لتشمل الناس جميعاً، فالناس كما علمنا إخوة، وما أجدر الإخوة أن يتراحموا، فيعطي الغني الفقير، ويصفح المحسن عن المسيء، ويرحم الكبير الصغير، ويعين القوي الضعيف. بمثل هذه الأخلاق ساد المسلمون الأوائل، وأرسَوْا دعائم حضارة رائعة، أضاءت ظلمات الجهل الَّذي تَمَلَّكَ الإنسانَ ردحاً طويلاً من الزمن. والله تعالى حفيظ مطَّلع على جميع أحوالنا، فلا مفرَّ من الرقابة الإلهية الَّتي ترصد كلَّ حركة وكلَّ سكنة، وتعلم ما أسررنا وما أعلنَّا، فلا يغيب عن علم الله شيء في الأرض ولا في السماء، ولابدَّ أن يجازي من يفرِّط في تعاليم الله، جزاءً شديداً عادلاً، ويكافئ الساجدين له المستسلمين لعظمته المحافظين على تطبيق شرعه.
فالعاقل هو من يقدِّر حساباته بدقَّة ويعمل لآخرته كما يعمل لدنياه، وتكون دنياه مزرعة يحصد إنتاجها يوم الحساب، فقد روى أبو يعلى شداد بن أوس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الكيِّسُ من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أَتْبَعَ نفسَهُ هواها وتمنَّى على الله» (رواه الترمذي).
ولا تقف الرحمة الإلهية عند حدود الإنسان بل تتعدَّاه إلى الحيوان، فعن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بينما رجل يمشي بطريق اشتدَّ عليه العطش، فوجد بئراً فنزل فيها فشرب، ثمَّ خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلبُ من العطش مثلَ الَّذي كان قد بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفَّه ماءً ثمَّ أمسكه بفيه، حتى رَقِيَ فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له. قالوا: يا رسول الله إن لنا في البهائم أجراً؟ فقال: في كلِّ كبد رطبة أجر» (متفق عليه).(/)
من هم العماء؟؟؟؟
ـ[القناص الإسلامي]ــــــــ[07 Apr 2005, 05:08 م]ـ
من هم العلماء؟؟؟؟؟
أثناء تصفحي للإنترنت وقعت عيني على موقع من أفضل المواقع التي اعرفها، انه موقع الراصد، فقلت لنفسي لعلي أن أكون سباقا للخير هذا اليوم وأدل إخوتي على هذا الموقع،
الموقع عبارة عن حلقة وصل مع برنامج الراصد في قناة المجد، تقديم فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد، يتم عرض البرنامج كل أسبوع بين صلاتي المغرب والعشاء حسب توقيت مكة المكرمة.
وهذا اقتباس من الموقع عن الحلقة القادمة:
*******************
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف بالأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
العلماء ورثة الأنبياء العلماء هم أمل هذه الأمة في النهوض العلماء هم السبيل إلى الخروج
كيف تتعامل مع العلماء؟
كيف تعرف العالم؟
من هو العالم؟
ما هي أقسام العلماء؟
كل هذا وغيربه ستجده في الحلقة
ولهذا فإننا سنطرح هذا الموضوع في حلقة الراصد هذا الأسبوع حيث أنه لا تزال المشاركة مفتوحة عبر المنتدى أو عبر البريد الالكتروني info@rased.ws أو عبر فاكس البرنامج 0096638877044 بطرح جميع التساؤلات والاستفسارات التي تراودكم والسلام عليكم ورحمة الله ورحمة الله وبركاته.
*******************
لمزيد من المعلومات عن الموقع استخدم الرابط التالي:
http://www.elrased.com/mn_articles/...ck=aW5kZXgucGhw(/)
مع أفضل أناس بعد الأنبياء (الصحابة والعلماء)
ـ[د. محمد مشرح]ــــــــ[07 Apr 2005, 06:39 م]ـ
واجب الأمة نحو حملة دينها
مع أفضل أناس بعد الأنبياء {الصحابة والعلماء}
الحلقة الثالثة
مع الخليفة الأول (أبوبكر الصديق رضي الله عنه)
من كأبي بكر –بعد الأنبياء -؟
عن بن مطعم رضي الله تعالى عنه قال أتت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأمرها أن ترجع إليه قالت أرأيت إن رجعت فلم أجدك؟ كأنها تقول: الموت، قال صلى الله عليه وسلم فإن لم تجديني فأتي أبا بكر رضي الله عنه) [1]
إنها إشارة إلى أنه مرشح لأن يكون الخليفة بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا الحديث مروي في أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى لما سار عليه مؤلفه الإمام البخاري رحمه الله من الشروط والموازين العلمية الدقيقة.
وهذا أمر قد حدث وتحققت المعجزة للنبي صلى الله عليه وسلم فقد ولي الصديق رضي اله عنه الخلافة وكانت إرادة الله تعالى وحكمته البالغة جلت قدرته ... فقد حدثت في عهده حوادث لولا الله ثم أبو بكر لحدث ما لم يحمد عقباه وكان أول حدث أذهل المسلمين انتقال الحبيب صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى ... فكان أبو بكر هو الرجل الذي هدأ الأمور ووضح الأمر للناس وتجلى قول النبي صلى الله عليه وسلم لو وضع إيمان أبي بكر في كفة و إيمان الأمة مجتمعة في كفة أخرى لرجح إيمان أبي بكر ولقد صدّق النبي صلى الله عليه وسلم من أول وهلة؛ فما تلكأ أبدا بل واسى النبي صلى الله عليه وسلم بماله ونفسه ووقف معه المواقف الصعبة الكثيرة التي تحتاج إلى مجلدات لاستخلاص جوانب العظمة في شخصه ومواقفه رضي الله عنه في حياته كلها ...
والموقف الثاني موقف إنفاذ جيش أسامة والذي كان عليه الصلاة والسلام قد وجهه لحرب الروم قبل أن يشتد عليه المرض فلما اشتد المرض على الحبيب صلى الله عليه وسلم عسكر في منطقة الجرف –بضم الجيم – إلى أن يتضح الأمر فلما لحق النبي عليه الصلاة والسلام بالرفيق الأعلى تبودل الرأي بين أهل الحل والعقد فكان رأي جمهورهم أن يرجع الجيش إلى المدينة للدفاع عنها من هجمات الخصوم وكان رأيه أن ينفذ الجيش لما وجهه النبي صلى الله عليه وسلم وقال قولته المشهورة: والله لا أحل لواء عقده رسول الله صله الله عليه وسلم ... فكان رأيا حازما حفظ للمدينة والأمة بيضتها وتبين سداد رأيه بعد ذلك كما سأبينه –إن شاء الله تعالى -
والموقف الثالث موقفه من الردة فقد قاد الأمة في وقت حرج جدا وكان رأيه خلاف رأي الأغلبية وهو قتال المرتدين جميعا على اختلاف ردتهم (الذين تركوا الزكاة أو الذين ارتدوا عن الإسلام كله) وقال قولته المشهورة والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة ... إن شخصية الصديق جمعت الصفات العظيمة للرجل العظيم الذي قاد الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان يتمتع بصفات كثيرة منها:الهدوء و والتؤدة والشجاعة والحزم والرحمة والعلم جعلته يبكي وهو يقرأ القرآن ويرحم المؤمنين ومن يستحق الرحمة ولكنه في المواقف العصيبة الرجل الصلب الحازم وجه أحد عشر لواء لتأديب المرتدين فما دار العام حتى رجع الجميع إلى دائرة الإسلام وأضحى جيشه يدق أبواب فارس والروم أكبر دولتين في ذلك الوقت وأشير هنا إلى بعض الثمرة التي تمخضت من مواقف الصديق منها: أنه جنب الأمة كارثة كان يمكن أن تحل بها حيث وضح للناس طبيعة الوفاة وأن الله حي لا يموت فانصرفوا لاحتيار خليفة ترجع إليه الأمة في هذا المصاب الجلل وبخاصة إذا ما تذكرنا أن أعداء الإسلام يحيطون بالمسلمين إحاطة السوار على اليد وقد تبين الاستعداد الذي ظهر من الجميع لغزو المدينة والقضاء على الإسلام تماما ... وكان اختيار خليفة مثل الصديق سدا منيعا بدد الخطر الداهم وأوقف الزحف الغاشم فقد حسبوا للمسلمين ألف حساب وقالوا -وهو قول صحيح - لو لم يكن المسلمون أقويا لما وجهوا جيشا في هذا الظرف لغزو الروم ولما وجهوا أحد عشر لواء لقتال المرتدين وهذا من بركة الإتباع ... هذا هو الخليفة العظيم الذي يقف التاريخ مبهورا تجاه أعماله العظيمة سواء ما كان منها قبل انتقال النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى أو بعده ومع ذلك تسمع هذه الأيام نعيقا كنعيق الغربان من أناس لا يحترمون أنفسهم يتفوهون بكلمات إساءة إلى الصديق الرجل الثاني بعد النبي صلى الله عليه وسلم ... وللأسف الشديد لم يعط حقه من الدراسة من قبل محبيه؛ والمسلمون كلهم يحبونه ما عدا بعض شواذ الأمة؛ يتمتعون بضحالة في التفكير وعمى عن الرؤية الصحيحة وانحراف عن الصواب وبعد عن السداد، وتجاف عن المسلك السليم والسريرة الصافية والسيرة الحسنة. ولولا الخوف على الغافل الجاهل لما أشير إلى مثل أولئك الذين لا يستحقون سوى السخرية والإعراض وأن يصبح هؤلاء أثرا بعد عين في نفايات التاريخ الذي عفا عليها الزمن،فإنهم لو كان عندهم أثارة من علم أو قطمير من عقل لاحترموا –على الأقل عصرهم؛ هذا العصر عصر الاتصال الرهيب والقنوات الفضائية والشبكة الاتصالية التي حطمت الحجب وقطعت المسافات الشاسعة وجعلت العالم كغرفة واحدة فكان الأولى ألا يصدر منهم ما يظهر سفههم أمام الملايين والصمت خير لهم وأصلح من نطق يعري فكرا ضحلا يحملونه يؤذي ويسيء إلى من يصدر عنه قبل غيره ...
--------------------------------------------------------------------------------
[1]- التجريد الصريح، الزبيدي، 2/ 55 - 56.(/)
أنفع وصية من شيخ الإسلام ابن تيمية لابن القيم في دفع الشبهات (وفوائد أخرى)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[14 Apr 2005, 05:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على الهادي الأمين المبعوث رحمة للعالمين، وآله، وصحبه، والتابعين، أما بعد:
فإن الاستفادة من تجارب العلماء من أَولَى ما يعتني به طالب العلم خاصة إن كانت لأكابر علماء السنة، والمسألة في باب الاعتقاد، وما أريد ذكره هنا هو ما يتعلق بموضوع الشبهات التي غدت في عصرنا كالريح تأتيك من كل مكان في كل مكان! فإلى الله المفر.
وهذه فائدة أنقلها لك من تجربة الإمام ابن القيم نصحه بها شيخه الإمام ابن تيمية، وأتبعها إن شاء الله ببعض النقول النافعة نفعني الله، وإياك بما نقول ونسمع.
قال الإمام المحقق ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتابه عظيم النفع مفتاح دار السعادة 1/ 140:
[في شرحه لحديث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ لكميل بن زياد النخعي ـ رحمه الله ـ .. ]
وقوله " ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة"
هذا لضعف علمه، وقلة بصيرته إذا وردت على قلبه أدنى شبهة قدحت فيه الشك والريب؛ بخلاف الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه ولا قدحت فيه شكا؛ لأنه قد رسخ في العلم، فلا تستفزه الشبهات، بل إذا وردت عليه ردها حرس العلم وجيشه مغلولة مغلوبة.
والشبهة وارد يرد على القلب يحول بينه وبين انكشاف الحق له فمتى باشر القلب حقيقة العلم لم تؤثر تلك الشبهة فيه، بل يقوى علمه ويقينه بردها، ومعرفة بطلانها، ومتى لم يباشر حقيقة العلم بالحق قلبه قدحت فيه الشك بأول وهلة، فإن تداركها و إلا تتابعت على قلبه أمثالها حتى يصير شاكا مرتابا.
والقلب يتوارده جيشان من الباطل:
جيش شهوات الغي.
وجيش شبهات الباطل.
فأيما قلب صغا إليها، وركن إليها تشربها، وامتلأ بها، فينضح لسانه، وجوارحه بموجبها،
فإن أشرب شبهات الباطل = تفجرت على لسانه الشكوك، والشبهات، والإيرادات = فيظن الجاهل أن ذلك لسعة علمه؛ وإنما ذلك من عدم علمه، ويقينه، وقال لي شيخ الإسلام ـ رضي الله عنه ـ وقد جعلت أورد عليه إيرادا بعد إيراد ـ: لا تجعل قلبك للإيرادات، والشبهات مثل السفنجة، فيتشربها فلا ينضح إلا بها، ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها، فيراها بصفائه، ويدفعها بصلابته، و إلا فإذا أشربت قلبك كل شبهة تمر عليها صار مقرا للشبهات. أو كما قال.
فما أعلم أني انتفعت بوصية في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك.
وإنا سميت الشبهة شبهة لاشتباه الحق بالباطل فيها، فإنها تلبس ثوب الحق على جسم الباطل، وأكثر الناس أصحاب حسن ظاهر، فينظر الناظر فيما ألبسته من اللباس، فيعتقد صحتها و أما صاحب العلم واليقين فإنه لا يغتر بذلك، بل يجاوز نظره إلى باطنها، وما تحت لباسها = فينكشف له حقيقتها.
ومثال هذا: الدرهم الزائف، فإنه يغتر به الجاهل بالنقد نظرا إلى ما عليه من لباس الفضة، والناقد البصير يجاوز نظره إلى ما وراء ذلك؛ فيطلع على زيفه.
فاللفظ الحسن الفصيح هو للشبهة بمنزلة اللباس من الفضة على الدرهم الزائف، والمعنى كالنحاس الذي تحته، وكم قد قتل هذا الاغترار من خلق لا يحصيهم إلا الله.
وإذا تأمل العاقل الفطن هذا القدر، وتدبره رأى أكثر الناس يقبل المذهب، والمقالة بلفظ، ويردها بعينها بلفظ آخر، وقد رأيت أنا من هذا في كتب الناس ما شاء الله، وكم رد من الحق بتشنيعه بلباس من اللفظ قبيح.
= يتبع بإذن الله.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[19 Apr 2005, 11:49 م]ـ
قال الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله في شرح الطحاوية
شريط (10) دقيقة (34) ثانية (50):
المعتصم هو:كتاب الله، وسنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، إذا أشكل عليك أمر، ولم تدركه بعقلك الناقص القاصر؛ فاعتصم بحبل الله، وبكتابه، وحسبك حسبك.
وقبلها في شريط (8) دقيقة (23) ثانية (30)
كل ما يخالف الحق أي نظرية، أو استدلال يعارض به ما جاء عن الله، ورسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - = فهو باطل منذ الوهلة الأولى، فكل ما يعارض الحق فهو باطل.
وليس بلازم أن يكون الإنسان عنده القدرة على تزييف تلك الشبهة، ما يلزم.
المهم أن الحق عندي ثابت فما يدعى أن هذا يعارضه أو هذا يعرض كذا = فهو مردود مدفوع.
اعتصم بالحق، واثبت على الحق، واطرح كل ما خالفه.
أحببت أؤكد على هذا، فهو ينفع المسلم، ويريح باله، عند ورود الشبهات على قلبه، أو ورود الشبهات على أذنه وسمعه، وقد انفتح على الناس أبواب شر في هذا العصر ممثلة في وسائل الإعلام، وفي تلك الشبكة المعروفة بالإنترنت، هي وسائل عظيمة الأثر في الخير والشر، ولكن أكثر ما تستعمل في الشر لأن أكثر الناس على غير هدى ..
كونوا على حذر مما يطرح في هذه الوسائل، فإن الآن أصبح الناس في فتنة، فتنة مدلهمة أصبح كل مبطل يستطيع أن يتكلم، المبتدع يتكلم، والملحد يتكلم، يطرح الشبهات، المبتدع المعروف بالبدعة، والمتسنن الذي ينتسب للسنة، فإن من المنتسبين للسنة من تتسرب إليه أفكار، وتوجهات فيحملها، ويحمل لواءها = فيصير ـ والعياذ بالله ـ داعي فتنة سواء مما يتعلق بالاعتقادات، أو السلوكيات.
ومن أخبث من ظهر من المنتسبين للسنة في هذا البلد من يعرف بـ "حسن بن فرحان المالكي" هذا الذي ينسب للسنة، وطرحه، وعرضه، وكلامه = يكذب انتسابه، فإنه اتخذ أئمة السنة هدفا له فيما يلقيه في محضراته في الأمكنة المشبوهة، وفيما ينشره نشرا خاصا، أو عاما، فحذار من الاغترار به، فكل من يتضامن معه، أو يعتذر عنه = فهو متهم في دينه .. [ويراجع بقية كلام الشيخ على هذا الضال].
= يتبع بإذن الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[19 Apr 2005, 11:53 م]ـ
علق أخونا الشيخ حارث همام على هذا الموضوع في ملتقى أهل الحديث بقوله:
وهذه فائدة في التفريق بين الشبهة والاعتراض الصحيح:
لاشك أن الفوارق بين الحق والباطل كثيرة يراها من نوّر الله بصيرته بالعلم والإيمان، ولكن من أظهر ما يميز به الاعتراض الصحيح على القول المقرر بدليل عن الشبهة، هو أن الاعتراض الصحيح يكون محله صحة الدليل أو الاستدلال، موجهاً للنص أو ما استنبط منه، أما الشبهة فإنها تتوجه نحو القول المقرر بالأدلة الصحية الثابتة لتبطله بقياس أو إلحاق أو إلزام بقول آخر دون تعرض لصحة الدليل أو الاستدلال. فالشبهة اشتباه أو التباس بين أمرين يعجز البعض عن التفريق بينهما فيجمعهما في الحكم. مقدماً الرأي في حكمه على ما استقر بالشرع.
ولهذا نصح شيخ الإسلام تلميذه بأن يكون قلبه كالزجاج والزجاج صلب صاف، أما قوة القلب وصلابته فتكون باشتغال صاحبه في أعماله الظاهرة والباطنة فعمل القلب يمرن القلب كما يمرن عمل اليد الساعد فيشده ويقويه، وأما صفاؤه وبهاؤه فيكون بنور الوحي الذي يضيء له فينظر من خلاله، بخلاف الاسفنجة الفارغة غير المشبعة فإنها تمتص كل مايرد فلاقوة لها ولا صفاء مع خوائها، وهكذا القلب الخالي الذي لم يتشبع بنصوص الوحي، ولم يمرن عضلته بأعمال القلوب فتقوى.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[19 Apr 2005, 11:55 م]ـ
قال العلامة الصفدي في الوافي 7/ 15 - 16
وسألته في سنة ثماني عشرة أو سبع عشرة وسبع مائة وهو بمدرسته بالقصاعين عن قوله تعالى (وأخر متشابهات) فقلت له: المعروف بين النحاة أن الجمع لا يوصف إلا بما يوصف به المفرد من الجمع بالمفرد من الوصف؟
فقال: كذا هو.
فقلت: ما مفرد متشابهات؟
فقال: متشابهة.
فقلت: كيف تكون الآية الواحدة في نفسها متشابهة، وإنما يقع التشابه بين آيتين؟
وكذا قوله تعالى (فوجد فيها رجلين يقتتلان) كيف يكون الرجل الواحد يقتتل مع نفسه؟
فعدل بي من الجواب إلى الشكر، وقال: هذا ذهن جيد، ولو لازمتني سنة لانتفعت.
وسألته في ذلك المجلس عن تفسير قوله تعالى (هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها) إلى قوله تعالى (عما يشركون)؟
فأجاب بما قاله المفسرون في ذلك، وهو آدم وحواء وأن حواء لما أثقلت بالحمل أتاها إبليس في صورة رجل وقال: أخاف من هذا الذي في بطنك أن يخرج من دبرك أو يشق بطنك، وما يدريك لعله يكون بهيمة، أو كلبا فلم تزل في هم حتى أتاها ثانيا، وقال: سألت الله تعالى أن يجعله بشرا سويا، وإن كان كذلك سميه عبد الحارث، وكان اسم إبليس في الملائكة الحارث، فذلك قوله تعالى (فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما) وهذا مروي عن ابن عباس.
فقلت له: هذا فاسد من وجوه:
لأنه تعالى قال في الآية الثانية (فتعالى الله عما يشركون)، فهذا يدل على أن القصة في حق جماعة.
الثاني: أنه ليس لإبليس في الكلام ذكر.
الثالث: أن الله تعالى علم آدم الأسماء كلها، فلا بد وأنه كان يعلم أن إبليس الحارث. الرابع: أنه تعالى قال (أيشركون ما لا يخلق شيئا وهو يخلقون) وهذا يدل على أن المراد به الأصنام؛ لأن ما لما لا يعقل، ولو كان إبليس لقال مَن التي هي لمن يعقل.
فقال: ـ رحمه الله تعالى ـ فقد ذهب بعض المفسرين إلى أن المراد بهذا قصي؛ لأنه سمى أولاده الأربعة عبد مناف وعبد العزى وعبد قصي وعبد الدار، والضمير في يشركون له، ولأولاده من أعقابه الذين يسمون، أولادهم بهذه الأسماء، وأمثالها.
فقلت له: وهذا أيضا فاسد؛ لأنه تعالى قال (خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها)، وليس كذلك إلا آدم؛ لأن الله تعالى خلق حواء من ضلعه.
فقال: ـ رحمه الله تعالى ـ المراد بهذا أن زوجه من جنسه عربية قرشية، فما رأيت التطويل معه.
وسألته في ذلك المجلس عن قول المتكلمين في الواجب والممكن؛ لأنهم قالوا: الواجب: ما لا يتوقف وجوده على وجود ممكنة، والممكن: ما يتوقف وجوده على وجود واجبه؟
فقال: ـ رحمه الله ـ هذا كلام مستقيم.
فقلت: هذا القول هو عين القول بالعلة، والمعلول.
فقال: كذا هو إلا أن ذلك علة ناقصة، ولا يكون علة تامة إلا بانضمام إرادته، فإذا انضمت الإرادة إلى وجود الواجب تعين وجود الممكن.
ثم اجتمعت به بعد ذلك مرات عديدة، وكان إذا رآني قال:
أيش حس الإيرادات؟!
أيش حس الأجوبة؟!
أيش حس الشكوك؟!
أنا أعلم أنك مثل القدر التي تغلي تقول: بق بق بق أعلاها أسفلها، وأسفلها أعلاها لازمني لازمني تنتفع.
وكنت أحضر دروسه ويقع لي في أثناء كلامه فوائد لم أسمعها من غيره، ولا وقفت عليها في كتاب رحمه الله تعالى. وعلى الجملة فما رأيت، ولا أرى مثله في اطلاعه، وحافظته ولقد صدق ما سمعنا به عن الحفاظ الأول، وكانت هممه علية إلى الغاية؛ لأنه كان كثيرا ما ينشد:
تموت النفوس بأوصابها * ولم تشك عوداها ما بها
وما أنصفت مهجة تشتكي * أذاها إلى غير أحبابها
وينشد أيضا:
من لم يُقد ويُدسُّ في خيشومِه * رهجُ الخميسِ فلن يقود خميسا(/)
هلاك اميركا البغيضة:
ـ[ tafza] ــــــــ[16 Apr 2005, 12:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم;;
هلاك اميركا البغيضة:
لقد سن الله تعالى في ارضه، وبين خلقه، سننا، وارادها لهم ذكرى وتذكرة، فهي ثابتة لا تتغير، ودائمة لا تتحول، وان من بين هذه السنن التي سنها بين الامم، انها لو وصلت الى حال ينعدم فيه صلاحها ويدوم فيه طغيانها، وينتشر فيه افسادها، ويزداد يوما بعد يوم طغيانها، ولا تعود الى ربها رغم امهاله لها، فقد آن الآوان لزوالها، وانحطاطها ودمارها، ولن تجد لسنة الله تبديلا، ولن تجد لسنته تحويلا ..
هذا الموضوع قارئي الكريم نرى انه جدير بالنشر، فضلا عن القراءة، وهو يمثل وجهة نظر في الاسباب المؤدية الى هلاك اميركا البغيضة ..
التأله:
لقد ادعت امريكا لنفسها من القدرات ما لا يليق اطلاقه الا على الله تعالى، فهي تمارس علاقاتها مع كافة دول العالم على طريقة فرعون عندما قال:
((ياايها الملأ ما علمت لكم من اله غيري)) (القصص 38)
وعندما قال:
((ما اريكم الا ما ارى وما اهديكم الا سبيل الرشد)) (غافر29)
فنراها تتعامل مع الدول من منطلق الشعور المملوء بالغطرسة والتجبر وكأنها تقول انها تعز من تشاء وتذل من تشاء خاصة خطابها بعد احداث 11 ايلول 2001 فأعلنت لدول العالم اما ان تدخلوا في حلف معنا ضد الارهاب واما تكونوا مع الارهاب ونسلط عليكم آلتنا الحربية من الطائرات والصواريخ فبسبب ممارستها ما لا يحق لاحد ان يقوم به الا الاله الحق استحقت ان يحيق بها العذاب الالهي كما حاق بفرعون عندما ادعى الالوهية قال تعالى:
((ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون)) (الاعراف. (137
الذنوب:
صحيح ان الذنوب قد تقع من اي انسان او أمة، الا ان امريكا هي ابرز من يقود العالم نحو الموبقات، ومن اهمها الاقتصاد القائم على البنوك الربوية، ثم ما تنفذه من مخططات لتغيير السلوك السوي لدى بني الانسان من خلال انتاجها للافلام الاباحية وافلام الجريمة، المفعمة جمعيا بكل الوان الانحرافات التي تخطر على بال الانسان او لا تخطر، هذا اضافة لفرض ارائها الضالة وافكارها الشاذة في السياسة والاقتصاد وغيرها على دول العالم مع تدخلها في الشؤون الداخلية لتلك الدول ومحاولة تغيير هويتها وخصوصياتها تحت مسمى العولمة لذا فأن هذه الدولة المتجبرة المتكبرة قد وضعت نفسها في موضع من يستحق ان ينزل عليه الغضب الالهي قال تعالى:
((فكلا اخذنا بذنبه فمنهم من ارسلنا عليهم حاصبا ومنهم من اخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الارض ومنهم من اغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون)) (العنكبوت. (40
الظلم:
لا يختلف اثنان على الحجم الهائل للظلم الذي اوقعته امريكا على الدول والشعوب والافراد فهي تمارسه من خلال تدخلاتها وضغوطها السياسية واضافة الى استعمال قواها العسكرية ..
ان ذكر مسلسل الظلم الامريكي للبشرية يمتد عبر قرون وذلك منذ انشائها، فقد مارس المهاجرون الاوائل اليها جميع الوان التنكيل والقتل والتشريد للهنود الحمر وهم السكان الاصليين لتلك البلاد ..
اما في العصر الحديث فأن امريكا هي الدولة الوحيدة في العالم التي استخدمت السلاح الذري مرتين ضد اليابان حيث ابادت الملايين من البشر ..
وهذا الظلم سيسبب نزول غضب الله الذي قال:
((وما كان ربك ليهلك القرى بظلم واهلها مصلحون)) (هود 117)
وقال تعالى:
((وما كنا مهلكي القرى الا واهلها ظالمون)) (القصص 59)
وقال ايضا:
((انا مهلكوا اهل هذه القرية ان اهلها كانوا ظالمين)) (العنكبوت. (31
البطر:
وهو كفر النعمة، وكفرها يكون اما بجحد المنعم بها واما بعدم شكره او باستخدامها في غير ما خلقت لاجله كصناعة الخمر والمتاجرة بالجنس وتصنيع السلاح لاخضاع الامم ظلما وعدوانا وتوجيه الابحاث العلمية فيما فيه ضرر على الانسانية كالاستنساخ البشري واما اشبه ذلك ..
ومعلوم ان البطر سبب من اسباب هلاك الامم قال تعالى:
((وكم اهلكنا من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم الا قليلا وكنا نحن الوارثين)) (القصص. (58
الاجرام:
امريكا هي بيت الجريمة في العالم فنسبة وقوع الجرائم في داخلها هي اعلى نسبة بين جميع شعوب الارض ..
وكذلك نسبة ممارستها الجريمة بحق كافة البلدان فهي لا تتورع لحظة في سبيل تحقيق مصالحها الذاتية باستعمال جميع انواع اسلحة الفتك والقتل الجماعي قال تعالى:
((سيصيب الذين اجرموا صغار عند الله وعذاب شديد بما كانوا يمكرون)). (الانعام (124
الترف والاسراف:
معلوم لدى الجميع ان اعظم دولة تعيش حالتي الترف والاسراف هي امريكا انه ترف واسراف في كل شيء في المأكل والمشرب والملبس والمسكن والمركب والاثاث وغيرها كثير والشعب الامكريكي بسبب ما هو فيه من الترف والاسراف استشعر لنفسه التميز دون بقية شعوب الارض ولذلك فانهم قد اتوا فعلا من الافعال التي يهلك الله تعالى بها الامم قال تعالى:
((واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا)) (الاسراء. (16
محاربة الاسلام واهله:
لقد ورثت امريكا العداء للمسلمين من امها العجوز برطانيا فقد اعلنت الحرب على الاسلام واهله بعد ان وصفتهم بـ (الارهابيين) واعلنت هذه الحرب باسم الصليبية كما قال المسعور بوش الصغير ..
وانما استهدفت هذه الحرب كل مسلم على وجه الارض مع ان الله تعالى سيخزيهم ويطفئ نار حروبهم، ولكنهم مع هذا دخلوا في اسباب حلول عقوباته الدنيوية والاخروية امام اعين المسلمين وهم ينظرون، وفي النصوص ما يشهد لذلك ..
ختاما:
وحتى يحين الموعد النهائي لمحو سيرة هذا البلد البغيض فأن الله تعالى ـ بين الحين والآخر ـ يرسل ما يكفي من علامات القدرة التي تفضح اميركا على رؤوس الملأ، وبالذات المفتونين بها، ويفضحها بالذات بالاشياء التي تتبجح بها على العالم، ومكوك كولومبيا المقبور شاهد ليس بالاول، وبالطبع فأنه لن يكون الاخير ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ tafza] ــــــــ[17 Apr 2005, 02:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
املنا بالله كبير لاننا مؤمنون وايماننا عميق بان الله يسهل للمؤمن اختراق الدرب الى حيث الحق وان نصرنا مؤكد على الشر مؤكد ان شاء الله بمعنى تعجيز الشر حتى لو بقى ايذاؤه وعندما يعجز الشر يصاب بالاحباط وينكمش الى دائرة الاستحقاق الانساني الصحيح في علاقة الناس ببعضهم وعلاقة الدول ببعضها ..
جميعكم ترون الظلم الذي يقع على العرب والمسلمين وليس هناك ظلم يقع على الامم الاخرى بقدر الظلم الذي يقع على العرب والمسلمين وبالذات من الصهيونية وامريكا وكأن تصميم خط الاساس وهو ما نعرفه لاننا قرأنا في القرآن الكريم ..
ان تصميم خط الاساس لوارثى الفكرة الصهيونية ومؤسسيها ضد العرب ودورهم الاسلامي اساسا بل هي مصممة ضد المؤمنين بالله وغير المؤمنين بالفكرة الصهيونية .. ??
ولكن المؤمنين بالله ليسوا كلهم بمستوى من الوعي بحيث يعرفون هذه الحقيقة كما اننا نلاحظ ان من يعرف هذه الحقيقة ويجاملون الصهيونية على حساب الحق .. !!
ـ[ tafza] ــــــــ[17 Apr 2005, 09:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ان امريكا لم تكن مصممة عند الخط الاساس لمعاداة العرب والمسلمين وكانت العلاقة حتى الخمسينات من القرن الماضي طبيعية بين امريكا والعرب والمسلمين بل احيانا تصور بعض العرب ان امريكا بسبب ما تدعيه من انها تناصر الشعوب في نيل حريتها في ضوء شعاراتها يمكن ان تناصر بعض العرب في صراعهم مع الاستعمار القديم الذي كان استعمار ايطاليا وفرنسيا وانكليزيا ..
وقد حاولت امريكا ان توحى لبعض العرب والمسلمين بانها تناصرهم بسبب ايمانها بشعارات انسانية عامة ولكن امريكا في حقيقة الامر لم تكن حتى في ذلك الوقت تناصر العرب والمسلمين طبقا لما تقوله من انها تناصر بعضهم بسبب شعاراتها الداعية للتحرر التي هي مناقضة لشعارات الاستعمار القديم ..
وانما كانت تتصرف لتحل محل الاستعمار القديم وتطرده او تقلص حجم تأثيره ونفوذه ومصالحه في الوطن العربى والبلدان النفطية بشكل خاص لكى تحل محله وتثبت مصالحها ووجد المنظرون الصهاينة فرصتهم ليدخلوا يقينا ثابتا لدى الادارات الامريكية المتعاقبة منذ مطلع النصف الثاني من القرن الماضي ..
ان المصالح مشتركة والتحالف ضرورى بين الصهيونية وكيانها البغيض المغتصب على حساب العرب المؤمنين في فلسطين والعراق وبين المصالح الامريكية فنشأ هذا التحالف منذ ذلك الوقت واستمر ينمو بقدر تقلص النفوذ الغربى الاستعماري القديم في المنطقة واحلال النفوذ الامريكى محله وبقدر تراجع دور الاتحاد السوفيتي القديم وقوة التأثير المقابلة التي صنعت التوازن او قدرا من التوازن في المنطقة طبقا لصراع النفوذ والمصالح وبقدر نمو التأثير الصهيونى داخل امريكا وعندما تنامت القدرة التأثيرية الصهيونية داخل امريكا في السيطرة عى بيوت المال والاعمال والاقتصاد بوجه عام صار قلة من حكام امريكا يصلون البيت الابيض دون ان يكون للصهيونية دور في ايصالهم اليه وبذلك احكم التحالف بين الكيان الصهيوني والادارات الامريكية المتعاقبة وصار الهدف مشتركا في قهر شعب الامة العربية وعندما يقهر شعب الامة العربية يسهل قهر المسلمين وعندما يكسر جناح الايمان العظيم او يضعف يزول الاسلام ومبادئه الانسانية العظيمة السمحاء ويضعف صف الايمان في عموم العالم ومنذ مؤتمر بازل عام 1897 الى يومنا هذا تمضي القرارات الصهيونية التي اتخذت في هذا لمؤتمر بنفس الاتجاهات التي ارادها الصهاينة انذاك ..
ـ[ tafza] ــــــــ[19 Apr 2005, 07:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اعداء الايمان اعداء حقيقيون عندما نقول ان امريكا والصهيونية صار على خط واحد عدوين للايمان والمؤمنين والعرب والعروبيين اي عدوين لكل غيرة عربية على العربي ولكل غيرة مؤمنة على المؤمنين ..
وان خططهما مشتركة ومنسقة لاذاء هذا العربي او ذاك وهذا المسلم او ذاك وهذا المؤمن او ذاك وليس مصادفة ان نجد منذ عشرين سنة تقريبا اوعلى وجه التحديد منذ ما يقارب خمسة عشرة عاما ..
ان كل الفعاليات الامريكية الصهيونية المشتركة موجهة ضد العرب والمسلمين على وجه التحديد سواء في تجزئة بلدانهم واضعافها او في خلق مشاكل اقتصادية لهم من جنوب شرق اسيا الى الشرق الاوسط او احتلالهم عسكريا كما حصل في فلسطين وافغانستان والعراق ..
او باستهدافهم عسكريا استهدافا مباشرا كما حصل ضد مصر والاردن عندما كانت الضفة الغربية مودعة لديه امانة من فلسطبن في السابق وضد لبنان وسوريا ..
اذن هذه هى الصورة اعداء الامة اصبحوا واضحين وعلى الامة ان تعرف من هم ابناوءها وتجمعهم وتحض فيهم روح الحمية المؤمنة وان تعرف من هم اصدقاؤها وقبل كل هذا وذاك ان تعرف من هم اعداؤها .. ?? وان تعد لهم لكى لا تندم حيث تفوت الفرصة ..
ان هذا الكلام موجه لكل من يؤمن ايمانا حقيقيا وعلى العرب المؤمنين ان يعيدوا النظرة في حساباتهم بطريقة صحيحة لكي لا يندموا حيث تفوت الفرصة في يوم ما لان المجاملة مهما انصبت على هذا او ذاك من المؤمنين فهى مجاملة مؤقتة لعزل الهدف الذى يراد ايذاؤه ومن ثم معاودة اختيار هدف جديد ..
وعلى العرب المؤمنين ان لا يرضخوا للابتزاز الامريكى الصهيوني الجديد فقد ابتزت الصهيونية العالم الغربي والعالم كله منذ عام 1941 الى يومنا هذا بغطاء من عمله هتلر ضد اليهود او ما ادعوا انه عمله ضد اليهود واليوم تحاول امريكا بعد 11 أيلول ان تستنسخ نفس الطريقة التى اتبعتها الصهيونية وبالتنسيق معها لابتزاز العالم كله وتخترع يوميا عدوا جديدا تحت ذريعة محاربة الارهاب ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ tafza] ــــــــ[21 Apr 2005, 03:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
بعض النظريات تقول ان ليس هناك استجابة بمعنى التطور والرقي والتصاعد دون وجود تحد يستفزها وينشط عوامل قدرتها اما في مجال الطبيعة فتؤكد القواعد الفزيائية ان لكل فعل رد فعل يساويه بالقوة ويعاكسه بالاتجاه ..
وذلك هو الحد الادنى الطبيعي لمسيرة الحياة .. ?
وفي ضوء الواقع العربي الحالي تبدو الامور بعيدة عن هذا المنظور ولعل الموضوع يستوجب الوقفة والنظر بل الاستغراب والذهول، فهل هذا هو واقع العرب الحقيقي .. ?
وهل ان أمة العرب ستبقى دون مستوى النموا .. ?
او دون مستوى الاستجابة للتحدي .. ?
منذ خلق الله تعالى هذا العالم الفسيح، بل هذا الكون العظيم، جعل سبحانه وتعالى التوازن مرتكزا لهما في الخلق وفي مسيرة الحياة،
فالكواكب تسير بانتظام ونظام خالقها دون اختلال ..
((وكل في فلك يسبحون))،
ام الصيف والشتاء، الليل والنهار، الخير والشر، وغيرها فهي عناصر ومرتكزات لتوازن هذه الحياة الدنيا ..
بل ان الحياة لا يمكن ان تستمر دونها، ولعل ذلك ينطبق على كل اتجاهات هذه الحياة بما فيها توازن القوة الدولية لكي لا تستفرد عناصر الشر وحدها بمقدرات الشعوب فتسير بها الى مسارت العبودية والظلم والاستحواذ مثلما حدث الان بعد هذا التفرد الامريكي على القطبية الدولية الواحدة واقرارها،،
بل اصرارها على تطبيق بنوذ ما يسمى بنظام العولمة في شتى مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والتكنولوجية والمعلوماتية لتحقيق السيطرة المطلقة على هذا العالم وفق معطيات النهج الامريكي الشرير الذي يتواءم ..
بل ينطلق اصلا من النهج الصهيوني العالمي الخبيث في محور للشر يفوق كل ما شهده تاريخ هذه الدنيا من عناصر ظلم وخبث وشر على الاطلاق ..
فهم يفرضون على الاخرين الركوع والخنوع والخضوع لارادتهم ويرفضون التوازن والاستقلال والسيادة للاخرين ..
وبذلك رفعوا معاولهم لتهشيم الارادة العربية وتحطيم جسور العبور بين العرب والمسلمين وتهديم القدرات العربية والاسلامية لضمان تحقيق ما يسعون اليه دون منازع ..
((بعد ان تيقنوا ان نهضة العرب تعني انهيار نهضتهم، وقوة العرب تعني اندحار قوتهم)) ... ??(/)
الترقيم وعلاماته
ـ[الجندى]ــــــــ[16 Apr 2005, 09:39 م]ـ
الترقيم وعلاماته
من كتاب مناهج البحث العلمى. للدكتور فرج الله عبد البارى ص (101 – 106)
على الباحث ان يهتم جدا بعلامات الترقيم ووضع الفواصل والنقط لان هذه العلامات تدل على فهم الباحث للكلام الذى يكتب والعبارات التى يصوغها.
والترقيم لم يكن معروفا من قبل، ولكن ادخله ((احمد زكى)) باشا (الملقب بشيخ العروبة) فقد كانت له جولة فى الميادين البكر، هى ادخال علامات الترقيم على الكتابة العربية وفق النسق المستعمل فى كتابة اللغات الأوربية، وكان القارئ قبل استعمال هذه العلامات يعمد دائما فى حركات القراءة والوقوف على الذهن والقريحة، وليس امامه اشارات، أو علامات ترشده الى ذلك.
ومن اجل ذلك فكر ((احمد زكى)) فى إدخال هذه العلامات، وقد فصّل ذلك فى رسالة أصدرها عام 1912 جاء فيها:
واول من اهتدى الى ذلك رجل من علماء النحو، من روم القسطنطينية اسمه (ارسطوفان) من أهل القرن الثانى قبل الميلاد، ثم توفرت امم الإفرنج من بعده على تحسين هذا الاصطلاح، واتقانه إلى الغاية التى وصلوا إليها فى عهدنا الحاضر.
وأشار إلى ان اللسان العربى مهما بلغت درجته من العلم لا يتسنى له فى اكثر الأحيان ان يتعرف مواقع فصل الجمل، وتقسيم العبارات او الوقوف على المواضع التى يحسن السكوت عندها، ورأى ان الوقت قد حان لإدخال هذا النظام فى كتابتنا الحالية، مطبوعة او مخطوطة، تسهيلا لتناول العلوم، فبدا ((احمد زكى)) بمراجعة الكتب العربية التى وضعها النابغون من السلف الصالح فى الوقوف والامداد، ورجع الى ما تواضع عليه الإفرنج فى هذا المعنى، وما كتبه العلامة (ده ساسى) فوجد أن الطريقة العربية القديمة التى اشار إليها ((السرنجاوى)) و ((الشاطبى)) لا تختلف عن الطريقة العربية الحديثة إلا فى جزئيات طفيفة. واصطلح على تسمية هذا العمل بالترقيم، لان هذه الكلمة تدل على العلامات، والإشارات، والنقوش التى توضع فى الكتابة، وفى تطريز المنسوجات.
وعلامات الترقيم هى:
أشهر علامات الترقيم:
1 - الفصلة (،).
2 - الفصلة المنقوطة (؛).
3 - الوقفة (.).
4 - علامة الاستفهام (؟).
5 - علامة الانفعال (التأثر) (!).
6 - النقطتان (:).
7 - الشرطة أو الوصلة (-).
8 - التضبيب (التنصيص) (" ")
9 - القوسان {()}.
10 - علامة الحذف والإضمار ( ..... ).
وهذه العلامات (،؛.:؟!) لا توضع فى أول الكلام، وهذا يعنى انها لا توضع فى أول السطر.
موضع استعمال علامات الترقيم:
أولاً: الفاصلة (،):
والغرض منها أن يسكت القارئ عندها سكتة خفيفة، ليميز بعض أجزاء الكلام عن بعضه، وتوضع فيما يأتى:
1 - بين الجمل التى يتركب من مجموعها كلام تام، مثل: إن محمداً طالب نبيل: لا يؤذى أحداً، ولا يكذب فى كلامه، ولا يقصر فى درسه.
2 - بين الكلمات المفردة المتصلة بكلمات أخرى تجعلها شبيهة بالجملة فى طولها، مثل: ما خاف عامل صدق، ولا تلميذ عامل بنصائح والديه ومعلمية، ولا صانع مجيد لصناعته، غير مخلف لمواعيده.
3 - بين أنواع الشىء وأقسامه، مثل: فصول السنة أربعة: الربيع، والصيف، والخريف، والشتاء.
4 - بعد لفظ المنادى: مثل: يا على، أحضر الكتاب.
ثانياً: الفصلة المنقوطة (؛):
والغرض منها أن يقف القارئ عندها وقفة متوسطة، وأكثر استعمالها فى الآتى:
1 - بين الجمل الطويلة التى يتركب من مجموعها كلام مفيد، وذلك لإمكان التنفس بين الجمل عند قراءتها، ومنع خلط بعضها ببعض بسبب تباعدها، مثل، إن الناس لا ينظرون إلى الزمن الذى عمل فيه العلم؛ وإنما ينظرون إلى مقدار جودته وإتقانه.
2 - بين جملتين تكون الثانية منهما سبباً فى الأولى، مثل: نال على الجائزة؛ لانه نجح بتفوق.
3 - أو تكون مسببة عن الأولى، مثل: زيد مخلص لوطنه؛ فلا غرابة أن يختاره الشعب رئيساً للبلاد.
ثالثاً: الوقفة أو النقطة (.):
وتوضع فى نهاية الجملة التامة المستوفية كل مكملاتها، مثل: فى التأنى السلامة، وفى العجلة الندامة. ومثل: خير الكلام ما قل ودل، ولم يطل فيمل.
رابعاً: علامة الاستفهام (؟):
(يُتْبَعُ)
(/)
وتوضع فى نهاية الجملة المستفهم بها عن شىء، مثل: فيم كنت؟ أين تذهب؟ لم تتعلم؟
خامساً: علامة الانفعال (!):
توضع فى آخر الجملة التى يعبر بها عن الانفعالات النفسية كفرح، أو حزن، أو تعجب، أو استغاثة، أو دعاء، مثل: يا بشرى!. نجحت فى الامتحان!. وا أسفاه!. ما أجمل هذا البستان!. النار!. أغيثونا!. ويل للظالم!. مات فلان!. رحمه الله!.
سادساً: النقطتان (:):
النقطتان تستعملان لتوضيح ما بعدهما، وتمييزه عما قبله، وذلك يكون فى الآتى:
بين القول والمقول، أو ما يشبهها فى المعنى، مثل: قال حكيم: العلم زين، والجهل شين. ومثل: ومن نصائح أبى لى كل يوم: لا تؤخر عمل يومك إلى غدك. وبين الشىء وأقسامه، أو أنواعه، مثل: أصابع اليد خمسة: الإبهام، والسبابة، والوسطى ...
ومثل: اثنان لا يشبعان: طالب علم، وطالب مال.
وقبل الأمثلة التى توضح قاعدة وقبل الكلام الذى يوضح ما قبله مثل: بعض الحيوان يأكل اللحم: كالأسد، والنمر، والذئب، وبعضه يأكل النبات: كالفيل، والبقر، والغنم، ومثل: أجزاء الكلام العربى ثلاثة: أسم، وفعل، وحرف.
سابعاً: الشرطة أو الوصلة (-):
وتوضع بين ركنى الجملة إذا طال الركن الأول، لأجل تسهيل فهمها مثل: إن الطالب الذى يدأب على المذاكرة، ولا يضيع وقته سدى – ينجح بتفوق.
ثامناً: التضبيب (التنصيص) (" "):
ويوضع بين قوسيهما المزدوجين كل كلام ينقل بنصه، وحروفه، مثل قوله تعالى "إذا جاء نصر الله والفتح" (النصر) وقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - "اليد العليا خير من اليد السفلى".
تاسعاً: القوسان لمخـ () لمجـ:
ويوضع بينهما الألفاظ التى ليست من أركان هذا الكلام، كالجمل المعترضة، وألفاظ الاحتراس، والتفسير، مثل: القاهرة (حرسها الله) عاصمة لجمهورية مصر العربية، ومثل: إن كان لى ذنب (ولا ذنب لى) فما له غيرك من غافر، ومثل: حُلوان (بضم فسكون) مدينة جنوبى القاهرة، طيبة الهواء.
عاشراً: علامة الحذف: ( .... ) الخ:
وتوضع مكان الكلام المحذوف، للاقتصار على المهم منه، أو لاستقباح ذكره، مثل: أحببتك يا صديقى، لأدبك وعملك .....
ومثل: جبل المقطم أشهر جبال مصر .. بنى عليه صلاح الدين الأيوبى قلعته المشهورة.
ومثل: السد العالى يفيد البلاد فى اتساع رقعة الأرض المنزرعة ... وانتشار الصناعة ... وكثرة الإنتاج الذى يجعل مصر ترفع رأسها بين الأمم ... ولا تحتاج إلى غيرها، بل غيرها يحتاج إليها فى كل ما تنتج من، سماد، وغلات زراعية ... وخير عميم.
تنبيه:
لا يوضع من هذه العلامات فى أول السطر إلا القوسان، وعلامة التنصيص. وقد سبق ما يفيد ذلك (1)
========
(1) أخذنا هذه المعلومات عن علامات الترقيم من كتاب المختارفى قواعد الإملاء والترقيم المقرر على المعاهد الأزهرية من ص (50 – 65) قطاع المعاهد الأزهرية طبعة 1420هـ / 2000 م.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Apr 2005, 09:49 م]ـ
بارك الله فيك يا أخي الكريم. هذه المعلومات في غاية الأهمية للباحث والكاتب. ويا ليتنا نستطيع جميعاً الالتزام بها في كتابتنا في الملتقى؛ فإنها توضح مقاطع الكلام ومفاصله، وتدرب الباحث على حسن التعبير.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[16 Apr 2005, 10:21 م]ـ
الأستاذ الكريم الجندي
شكرًا لك على هذا النقل المبارك.
أرى أن الفاصلة المنقوطة تغني عنها الفاصلةُ، فأنت لا تريد أن تُعلم القارئَ بأن (لأن) أو (إذ) أو غيرهما من أدوات البيان للتعليل من فاصلة منقوطة. وأما (!) فالمعهود أنها للتعجب، ولا يُستحسن - في ظني - أن تطغى علامات الترقيم على الكتابة، فالمقصود منها إزالة اللبس عن القارئ في الفصل بين الجمل، والتقسيم، والوقف، والاستفهام، والاعتراض ...
دلنا أستاذنا الدكتور محمد حسن إلى كتاب الإملاء للشيخ الأزهري حسين والي، رحمه الله، فألفيته في أحد المعارض فاقتنيته، فإذا هو كتاب ملئ عِلمًا غزيرًا في هذا الفن.
تقبل ودي.
ـ[الجندى]ــــــــ[19 Apr 2005, 12:32 م]ـ
شيخنا الفاضل عبد الرحمن الشهرى بارك الله فيك
الأخ الفاضل خالد الشبل
من الملاحظ ان بعض العلامات المذكورة فى هذا الموضوع لا يتم استخدامها فى المنتديات والبعض الاخر تم استبدال مهمتها مكان علامات اخرى.
فالفاصلة المنقوطة نادراً ما تستخدم بين الكتاب، والشرطة أو الوصلة تستخدم للاعتراض بدلاً من الاقواس، بل بلغنى من احد الإخوة بوجود كتاب استغنوا عن الشرطتين والأقواس فى إدراج الجمل الاعتراضية، وصار الادراج بين فاصلتين عاديتين. مثال ذلك: فالنبى، صلى الله عليه وسلم، كان من قريش،كذلك هناك علامة الإضمار التى اصبحت تستخدم مكان الفصلة فى بعض الاحيان.
على العموم مما تعلمته أن علامات الترقيم ليست قواعد نحوية لا يجوز مخالفتها، بل هى مجرد رموز اصطلح الكتاب عليها، وهدفها الأساسى توضيح الكلام.
والله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Apr 2005, 02:04 م]ـ
بارك الله فيكما. نعم كما تفضل أخي العزيز خالد الشبل بأن كتاب الشيخ الأزهري حسين والي من المختصرات المركزة، والتي تشبه المتون العلمية القديمة، لدقته ووجازته. وقد أجاد فيه رحمه الله، وكان نادر الوجود، ثم رأيته في المكتبات بعد ذلك.
وهناك كتاب (فن الترقيم في العربية) للدكتور عبدالفتاح الحموز، الذي طبعته دار عمار بالأردن، من أجود الكتب في هذا.
وأَمَّا ما ذَكرهُ أخي خالدُ عن علامةِ الفاصلةِ المنقوطة (؛) فأَتفقُ معه فيه من جهةِ أَنَّ هذه العلامة تكادُ تَختفي من كتابات الكُتَّابِ؛ استغناءً بِما تُؤديهِ اللفظةُ من التعليلِ، غيرَ أَنَّ هذه العلامةَ تُساعدُ الغافلَ عن معنى اللفظةِ أن يكون لنبرة صوته أثناء القراءة معنى التعليل إذا رأى العلامة قبل أن يقرأ اللفظة، حيث إن اللفظة تؤدي المعنى عند قراءتها لا قبل ذلك.
وعلامات الترقيم تشبه اللوحات الإرشادية على الطرق قبل وصول المكان لا بعده، بشرطِ أَن تُوضعَ العلاماتُ في مواضعها المتفق عليها، إنْ كان ثَمَّةَ اتفاق، وتأمل اللوحات الإرشادية، فإنك ستلاحظ معناها عند الوصول إليه، ولكن لن تتنبه له قبل ذلك، وبالتالي لا يمكنك التعامل معه كما لو كنت تنبهت له قبل الوصول إليه. وعلامات الترقيم تعين القارئ على السلامة أثناء القيادة، وتأمل من يقرأ على المشايخ في المساجد كم يلحنون مع أنهم من المتقنين للقراءة بدليل عودتهم للصواب مباشرة، وفي ظني لو كان ممن يتقن التعامل مع هذه العلامات - إن كان الكتاب أو المحقق قد راعاها بالطبع - لما وقع منه هذا الخطأ، أو لقل وقوعه فيه. والله أعلم
وأما علامات الترقيم في منتديات الانترنت وصفحاتها بصفة عامة فهي موضوع بحاجة إلى مقال طريف من الأستاذ خالد الشبل، يضيف فيه جديداً إلى هذا الفن اللطيف. يذكر فيه أنواعها، واستعمالاتها، وغرائبها. وهو فن قد راعاه المصممون لهذه المنتديات، ومبرمجو برامج المحادثة (المسنجر)، وقد اضطررنا لإزالة هذه العلامات من المنتدى نزولاً عند رغبة أحد الزملاء، لما ذكره من الحرج في وجودها، وإن لم أكن مقتنعاً بذلك، فهي تؤدي ما لا تؤديه العبارات، ولا علامات الترقيم المعروفة. ولعل الأستاذ خالد في مقالته يبين هذا إن شاء الله.(/)
المُصَنَّف، المُؤَلَّف، المُدَوَّن
ـ[خلود]ــــــــ[17 Apr 2005, 06:41 م]ـ
مُصَنَّف، مُؤَلَّف، مُدَوَّن
ما الضابط في اطلاق هذه الأوصاف على كتاب ما؟(/)
العلامة عبد الله بن بيه
ـ[المجدد الوسطي]ــــــــ[18 Apr 2005, 06:10 ص]ـ
السلام عليكم اخوتي سانضم اليكم في هذا المنتدى المبارك لعل الله ينفع بالدخول بين الصالحين من امثالكم وساحاول ان افيدكم عن علم من الاعلام الا وهو سماحة العلامة عبد الله بن بيه
وهذا موقعه
www.binbayyah.net (www.binbayyah .net)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Apr 2005, 12:30 م]ـ
مرحباً بكم أخي الكريم، ونسأل الله لك التوفيق والعون، وللشيخ الجليل عبدالله بن بيه الشنقيطي وفقه الله وسدده.(/)
الجرح والتعديل للعلماء والدعاة؟ للشيخ حامد العلي
ـ[إمداد]ــــــــ[18 Apr 2005, 10:03 م]ـ
الجرح والتعديل للعلماء والدعاة؟
السؤال: السلام عليكم
ماهي ضوابط الجرح والتعديل، علي سبيل المثال نقد شيخ ما أو داعيه ما أوحتي أخ ما في بعض ما يقول، أو يفعل، فما هو حدود المسموح من دلك حتي لا نقع في الذنب
نرجو الأيضاح مع التفصيل اثابكم الله
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فإنه ينبغي التنبّه إلى أنه من الناس من يخلط هنا بين ثلاثة أبواب:
أحدها: الجرح والتعديل الذي يكون لرواة الحديث، تميّيزا للحديث المقبول من المردود، وهذا قد مضى زمانه، أو لشهود الحكم والقضاء، وهذا إنما يكون في القضاء.
والثاني: معرفة من تؤخذ عنه الفتوى، أويُطلب عليه العلم الشرعي.
والثالث: واجب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والنصح لكل مسلم.
ولكلّ باب من هذه الأبواب ضوابطه، والخلط بينها، من أسباب الغلط في الفكر والسلوك في باب الحكم على الناس، من العلماء، والدعاة، والمجاهدين، والمصلحين، والمفكرين، ما أثمر كثيرا من الفوضى في الساحة الإسلامية.
ذلك أنه بعض الناس يزيّن له الشيطان، أنّه يجب على طالب للعلم، أن ينشغل بتجريح الدعاة وأهل العلم وتعديلهم، مع أنّه ـ إن فعل ذلك ـ سيفعله مقلدا لغيره، والمقلّد جاهل باتفاق العلماء، مع أن التقليد إنما يكون فيما يحتاج العبد إليه من أمر دينه، وعامّة الناس، وكذا طلاب العلم، ليسوا بحاجة إلى هذا الباب إلا في حدود ضيقة، بل هم مأمورون بكفّ ألسنتهم عن الإنشغال بعيوب الناس، ولاريب أن هذا هو الأصل العام الذي دلت عليه نصوص الشرع، واستقامت عليه قواعده، أن إنشغال العبد بنجاة نفسه، والتفاته إلى إصلاح باطنها وظاهرها، يجب أن يكون همّه الأكبر، ينفق فيه عمره كلّه، فقضيّة الحساب الإلهي مبنيّة على فردية التبعة، وحتى إذا تعدّى فعل العبد إلى غيره ـ أمرا بالمعروف أو نهيا عن المنكر ـ فهو من باب إصلاح نفسه، وفعل مالابد له من فعله لئلا يقع في الذنب، فهو راجع إلى إصلاح النفس أصلا.
ولاريب أن تربية طلاب العلم، على إصلاح قلوبهم، وألسنتهم، واعمالهم، وأحوالهم، وغرس الخلق الكريم فيهم، كما قال الإمام عبدالله بن المبارك رحمه الله: (طلبت الأدب ثلاثين سنة , وطلبت العلم عشرين سنة , وكانوا يطلبون الأدب قبل العلم) ذكر ابن الجزري في غاية النهاية، وذ كر عنه ابن الجوزي في صفة الصفوة (كاد الأدب يكون ثلثي العلم).
أنّه خيرٌ لهم من إشغالهم بتتبّع عورات الناس، فتقسو قلوبهم، وتغلظ طباعهم، ويتحوّلون إلى بلاء على الأمّة، يُفتَنون ويَفتِنون غيرهم، ثم إن سنة الله أن يعود ظلمهم عليهم، فيعتدى عليهم بمثل ما اعتدوا ما صح في الحديث: " يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته " رواه أصحاب السنن من حديث البراء رضي الله عنه.
والمقصود أن إشغال طلاب العلم بجرح الدعاة وتعديلهم والكلام في أعراضهم،وتتبع عوراتهم وأخطاءهم، ضرب من الجهل والتخبّط، ولهذا لايعرف مثل هذا النهج في سلوك سبيل العلم الشرعي فيما مضى في تاريخ أمتنا.
أما معرفة من تؤخذ عنه الفتوى، ويُطلب عليه العلم، فقد ذكر العلماء أن طالب العلم يتجنب أهل البدع، والأهواء، ويلازم أهل المعرفة بالكتاب والسنة، من العلماء الربانيين، كما ورد عن ابن سيرين ومالك رحمهما الله: (إن هذا العلم دين، فأنظروا عمن تأخذون دينكم).
وقد ذكروا أن من أهم صفات المعلّم أن يكون ذا خلق حسن ليقتدي به الطلبة، مع حسن الهدي والسمت، كما روى الخطيب في الجامع عن إبراهيم بن حبيب الشهيد قال: قال لي أبي (يا بُني إيت الفقهاء والعلماء , وتعلم منهم، وخذ من أدبهم، وأخلاقهم، وهديهم , فإن ذاك احب إلي لك من كثير من الحديث)، وفي الزهد لإبن المبارك: عن الحسن البصري: (كان الرجل يطلب العلم فلا يلبث أن يُرى ذلك في تخشّعه وهديه ولسانه ويده)، فمن ظهرت عليه آثار العلم هذه، من أهل السنة، فهو أولى من يطلب عليه العلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا استرشد طالب العلم مع إخلاص النية، وصدق التوجه، يييسر الله له من يرشده إلى أهل العلم الذين هذه صفتهم، أما أن ينشغل بجرح العلماء وتعديلهم، تقليدا لما يقوله غيره، بحجّة أنه ينظر عمّن يأخذ عنه دينه! فما هو إلا تلبيس إبليس.
أما واجب الأمر بالمعروف، و النهي عن المنكر، والنصح للمسلمين، في باب التحذير من البدع، والأهواء المضلّة، في الأقوال، والأفعال، والأحوال غير الشرعية، وتحذير الناس منها، والردّ على أهل الضلالة، وكشف عوار بدعهم، مع ذكر اسماءهم إن اقتضى المقام ذلك، ولم يتم واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا به، فهذا إنما يجب على أهل العلم بشروطه المعروفة، لايخاطب به كلّ الناس، ولايصح أن ينشغل به طالب للعلم عمّا هو أولى، لكن إن وقع له من ذلك ما يصير به مكلفا أن يقوم بهذا الواجب، قام به إن تمّت شروطه، وإلا فإن إشغال طالب العلم به في أول الطلب، فساد في منهجه.
هذا وقد تقرر عند أهل العلم، أنه لاينقد كلام أهل العلم، والقائمين بالدعوة، إلاّ من تأهّل لذلك، وحينئذ يجب عليه أن يتحلّى بالإنصاف، فلايبخس الفضل، ولا يهدر الحسنات، بل يزن ما عند غيره ممن ينقده، من صواب وخطأ، وسنة وبدعة، وطاعة،ومعصية، ويحكم عليه بالعدل والقسطاس المستقيم، هذا هو منهج أهل السنة والجماعة.
كما قال الشيخ الإمام عبد الرحمن بن حسن: (وليعلم أن المؤمن تجب موالاته ومحبته على ما معه من الإيمان، ويبغض ويعادي على ما معه من المعاصي، وهجره مشروع إن كان فيه مصلحة وزجر وردع، وإلا فليعامل بالتأليف وعدم التنفير والترغيب في الخير برفق ولطف ولين لان الشريعة مبنية على جلب المصالح ودفع المضار والله ولى الهداية). مجموعة الرسائل والمسائل النجدية2/ 135
وقال شيخ الإسلام ابن يتمية: (ومن جعل كل اجتهاده في طاعة اخطأ في بعض الأمور مذموما معيبا ممقوتا فهو مخطئ ضال مبتدع) مجموع الفتاوى 19/ 5
وقد شيخ الإسلام عن أهل السنة قاطبة هذه الخصلة الحميدة، قال رحمه الله: (قلت قد ذم أهل العلم والإيمان من أئمة العلم والدين من جميع الطوائف من خرج عما جاء به الرسول، في الأقوال والأعمال باطنا أو ظاهرا ومدحهم هو لمن وافق ما جاء به الرسول، ومن كان موافقا من وجه، ومخالفا من وجه، كالعاصي الذي يعلم أنه عاصي، فهو ممدوح من جهة موافقته، مذموم من جهة مخالفته.
وهذا مذهب سلف الأمة وأئمتها من الصحابة ومن سلك سبيلهم في مسائل الأسماء والأحكام، والخلاف فيها أول خلاف حدث في مسائل الأصول، حيث كفرت الخوارج بالذنب وجعلوا صاحب الكبيرة كافرا مخلدا في النار، ووافقتهم المعتزلة على زوال جميع إيمانه وإسلامه وعلى خلوده في النار، لكن نازعوهم في الاسم فلم يسموه كافرا، بل قالوا هو فاسقا لا مؤمن ولا مسلم ولا كافر فأنزلوه منزلة بين المنزلتين، فهم وإن كانوا في الاسم إلى السنة أقرب، فهم في الحكم في الآخرة مع الخوارج.
وأصل هؤلاء أنهم ظنوا أن الشخص الواحد، لا يكون مستحقا للثواب والعقاب والوعد والوعيد والحمد والذم، بل إما لهذا وإما لهذا فأحبطوا جميع حسناته بالكبيرة التي فعلها) (شرح العقيدة الإصفهانية ص 138)
أما إن كان الشخص المخطىء من أئمة العلم، فكما قال الإمام الذهبي: " (ثم إن الكبير من أئمة العلم، إذا كثر صوابه، وعلم تحرّيه للحق واتّسع علمه، وظهر ذكاؤه، وعرف صلاحه، وورعه، واتّباعه، تُغفر له زلته، ولا نضله ونطرحه وننسى محاسنه، نعم ولا نقتدي به في بدعته وخطئه، ونرجوا له التوبة من ذلك) السير 5/ 271
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا(/)