ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[27 Feb 2004, 06:28 م]ـ
فوائد بين يدي الشرح
الفائدة الأولى:
منهج أهل السنة والجماعة في العقيدة: اتباع الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح.
عقيدة أهل السنة والجماعة مبنية على الدليل من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم قال اله عز وجل (6 آيات)
وقال صلى الله عليه وسلم في حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه ( ... فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً , فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهدين الراشدين , تمسكوا بها , وعضوا عليها بالنواجذ , وإياكم ومحدثات الأمور , فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) رواه أبو داود 4607 والترمذي 2676 وغيرهما , وهذا لفظ أبي داود , وقال الترمذي (حديث حسن صحيح)
وفي صحيح البخاري 7280 عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى , قالوا: يا رسول الله! ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى)
وفي صحيح مسلم 767 عن جابر بن عبدالله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبته (أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله , وخير الهدي هدي محمد , وشر الأمور محدثاتها , وكل بدعة ضلالة)
وروى البخاري في صحيحه 1597 , ومسلم في صحيحه 1270 عن عابس بن ربيعة عن عمر رضي الله عنه (أنه جاء إلى الحجر الأسود فقبله , فقال: إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع , ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك)
وروى البخاري في صحيحه 2697 , ومسلم في صحيحه 1718 عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) وفي لفظ لمسلم (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهود رد).
وما جاء في هذه الرواية أعم من الأولى , لأنها تشتمل على من كان مُحدثا أو تابعاً لمحدث.
وروى الإمام أحمد 16937 , وأبو داود4597 وغيرهما – واللفظ لأحمد – عن معاوية رضي الله عنه قال (إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملة , وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة يعني الأهواء , كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة)
وانظر تخريجه وشواهده في تعليق الشيع شعيب الأرنؤوط وغيره على هذا الحديث في حاشية المسند.
وروى الإمام البخاري في صحيحه 5063 , ومسلم في صحيحه 1401 عن أنس في حديث طويل. آخره (فمن رغب عن سنتي فليس مني)
وإنما كانت عقيدة أهل السنة والجماعة مبنية على الكتاب والسنة , لأن ما يعتقد هو من علم الغيب , ولا يمكن معرفة ذلك إلا بالوحي كتابا وسنة.
وما جاء في الكتاب العزيز وثبت في السنة فإن العقل السليم يوافقه ولا يعارضه , ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كتاب واسع اسمه (درء تعارض العقل والنقل)
والمعول عليه في فهم النصوص ما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وما جاء عنهم من الفهم الصائب والعلم النافع , وقد فهموا معاني ما خوطبوا به من صفات الله عز وجل , لأن الكتاب والسنة بلغتهم , مع تفويضهم علم كيفياتها إلى الله عز وجل , لأن ذلك من الغيب الذي لا يعلمه إلا هو سبحانه , كما جاء عن الإمام مالك بن أنس في بيان هذا المنهج الصحيح , حيث قال عندما سئل عن كيفية الاستواء فقال (الاستواء معلوم , والكيف مجهول , والإيمان به واجب , والسؤال عنه بدعة)
وقد أوضح ما كان عليه الصحابة في صفات الله عز وجل الشيخ أبو البعاس أحمد بن علي المقريزي المتوفى سنة 845هـ في كتابه المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار 2/ 356 فقال (ذكر الحال في عقائد أهل الإسلام منذ ابتداء الملة الإسلامية إلى أن انتشر مذهب الأشعرية: اعلم أن الله تعالى لما بعث من العرب نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم رسولا إلى الناس جميعاً وصف لهم ربهم سبحاته وتعالى بما وصف به نفسه الكريمة في كتابه العزيز الذي نزل به على قلبه صلى الله عليه وسلم الروح الأمين , وبما أوحى إليه ربه تعالى , فلم يسأله صلى الله عليه وسلم أحد من العرب بأسرهم قرويهم وبدويهم عن معنى شيء من ذلك , كما كانوا يسألونه صلى الله عليه وسلم , عن أمر الصلاة والزكاة والصيام والحج وغير ذلك مما لله فيه سبحانه أمرٌ ونهي , وكما سألوه
(يُتْبَعُ)
(/)
صلى الله عليه وسلم عن أحوال القيامة والجنة والنار , إذ لو سأله إنسانٌ منهم عن شيء من الصفات الإلهية لنقل كما نقلت الأحاديث الواردة عنه صلى الله عليه وسلم في أحكام الحلال والحرام , وفي الترغيب والترهيب وأحوال القيامة والملاحم والفتن ونحو ذلك مما تضمنته كتب الحديث , معاجمها ومسانيدها وجوامعها , ومن أمعن النظر في دواوين الحديث النبوي ووقف على الآثار السلفية , علم أنه لم يرد قط من طريق صحيح ولا سقيم عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم. على اختلاف طبقاتهم وكثرة عددهم – أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن معنى شيء مما وصف الرب سبحانه به نفسه الكريمة في القرآن الكريم وعلى لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم , بل كلهم فهموا معنى ذلك , وسكتوا عن الكلام في الصفات. نعم! ولا فرق أحد منهم بين كونها صفت ذات أو صفة فعل , وإنما أثبتوا له تعالى صفات أزلية: من العلم والقدرة والحياة والإرادة والسمع والبصر والكلام سوقاً واحداً , وهكذا أثبتوا رضي الله عنهم ما أطلقه الله سبحانه على نفسه الكريمة: من الوجه واليد ونحو ذلك , مع نفي مماثلة المخلوقين , فأثبتوا رضي الله عنهم بلا تشبيه , ونزهوا من غري تعطيل , ولم يتعرض من ذلك أحدٌ منهم إلى تأويل شيء من هذا , ورأوا بأجمعهم إجراء الصفات كما وردت , ولم يكن عند أحد منهم ما يستدل به على وحدانية الله تعالى وعلى إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم سوى كتاب الله , ولا عرف أحدٌ منهم شيئا من الطرق الكلامية ولا مسائل الفلسفة , فمضى عصرُ الصحابة رضي الله عنهم على هذا , إلى أن حدث في زمنهم القول بالقدر , وأن الأمر أنفة , أي: أن الله تعالى لم يقدر على خلقه شيئاً مما هم عليه ... )
وهذا الذي أوضحه المقريزي هو ما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ظهور الفرق المختلفة , وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث العرباض بن سارية الذي مر ذكره قريباً ( ... فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً , فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهدين الراشدين , تمسكوا بها , وعضوا عليها بالنواجذ , وإياكم ومحدثات الأمور , فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة).
وليس المعقول أن يقال في هذا شيء من مذاهب هذه الفرق المختلفة في العقيدة التي حدثت في أواخر عهد الصحابة وبعده , كالقدرية والمرجئة والأشاعرة وغيرها , ليس المعقول أن يقال في شيء من ذلك: إنه الحق والصواب , بل الحق الذي لا شك فيه هو ما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولو كان شيء من هذه المذاهب حقا لسبقوا إليه رضي الله عنهم وأرضاهم , فلا يعقل أن يحجب حق. عن الصحابة ويدخر لأناس يجيئون بعدهم , قال إبراهيم النخعي كما في جامع بين العلم وفضله لابن عبدالبر 1/ 97 (لم يُدخر لكم شيءٌ خُبئ من القوم لفضل عندكم)
وقد نقل الحافظ ابن حجر في الفتح عند شرحه باب قوله الله تعالى (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) كلام نفيساً لأبي المظفر السمعاني , فقال 13/ 507 (واستدل أبي المظفرالسمعاني بآيات الباب وأحاديثه على فساد طريقة المتكلمين في تقسيم الأشياء إلى جسم وجوهر وعرض , قالوا فالجسم ما اجتمع من الافتراق والجوهر ما حمل العرض , والعرض ما لا يقوم بنفسه , وجعلوا الروح من الأعراض , وردوا الأخبار في خلق الروح من قبل الجسد والعقل قبل الخلق , واعتمدوا على حدسهم وما يؤدي إليه نظرهم , ثم يعرضون عليه النصوص فما وافقه قبلوه وما خالفه ردوه , ثم ساق هذه الآيات ونظائرها من الأمر بالتبليغ , قال: وكان مما أمر بتبليغه التوحيد , بل هو أصل ما أمر به فلم يترك شيئاً من أمور الدين وأصوله وقواعده وشرائعه إلا بلغه , ثم لم يدع إلى الاستدلال بما تمسكوا به الجوهر والعرض , ولا يوجد عنه ولا عن أحد أصحابه من ذلك حرفٌ واحدٌ فما فوقه , فعرف بذلك أنهم ذهبوا خلاف مذهبهم وسلكوا غير سبيلهم بطريق محدث مخترع لم يكن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه رضي الله عنهم , ويلزم من سلوكه العود على السلف بالطعن والقدح , ونسبتهم إلى قلة المعرفة واشتباه الطرق , فالحذر من الاشتغال بكلامهم والاكتراث بمقالاتهم , فإنها سريعة التهافت كثيرة التناقض , وما من كلام تسمعه لفرقة منهم إلا وتجد لخصومهم عليه كلاماً
(يُتْبَعُ)
(/)
يوازنه أو يقاربه , فكلٍّ بكل مقابل , وبعضٌ ببعضٍ مُعارض , وحسبك من قبيح ما يلزم من طريقتهم أنا إذا جرينا على ما قالوه وألزمنا الناس بما ذكروه لزممن ذلك تكفير العوام جميعاً , لأنهم لا يعرفون إلا الاتباع المجرد , ولو عرض عليهم هذا الطريق ما فهمه أكثرهم فضلاً على أن يصير منهم صاحب نظر , وإنما غاية توحيدهم التزام ما وجدوا عليه أئمتهم في عقائد الدين والعضُّ عليها بالنواجذ , والمواظبة على وظائف العبادات وملازمة الأذكار بقلوبٍ سليمة طاهرة عن الشبه والشكوك , فتراهم لا يحيدون عما اعتقدوه ولو قُطعوا إرباً إرباً , فهنيئا لهم هذا اليقين , وطوبى لهم هذه السلامة , فإذا كُفر هؤلاء وهو السواد الأعظم وجمهور الأمة , فما هذا إلا طي بِساط الإسلام وهدمُ منار الدين والله المستعان)
ما جاء في كلام أبي المظفر من ذكر خلق العقل فيه نظر , قال ابن القيم في كتابه المنار المنيف ص50 (ونحن ننبه على أمور كلية يُعرف بها كون الحديث موضوعاً) إلى أن قال ص66 (ومنها أحاديث العقل , كلها كذب ... وقال أبو الفتح الأزدي: لا يصح في العقل حديث , قاله أبو جعفر العقيلي وأبو حاتم ابن حبان , والله أعلم)
وقد نقل الحافظ ابن حجر في كتابه فتح الباري نقولاً عن جماعة من السلف إثبات الصفات من غري تشبيه أو تحريف أو تعطيل , وختم ذلك بكلام نفيس له , ومما قاله 13/ 407 - 408 (وأخرج البيهقي من طريق أبي داود الطيالسي قال (كان سفيان الثوري وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وشريك وأبو عوانة لا يحددون ولا يشبهون , ويروون هذه الأحاديث ولا يقولون كيف). قال أبو داود (وهو قولنا). قال البيهقي (وعلى هذا مضى أكابرنا)
وأسند اللالكائي عن محمد بن الحسن الشيباني قال (اتفق الفقهاء كلهم من المشرق إلى المغرب على الإيمان بالقرآن وبالأحاديث التي جاء الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفة الرب من غير تشبيه ولا تفسير , فمن فسر شيئا منها وقال بقول جهم فقد خرج عما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وفارق الجماعة , لأنه وَصفَ الربِّ بصفة لا شيء).
ومن طريق الوليد بن مسلم: سألت الأوزاعي ومالكاً والثوري والليث ابن سعد عن الأحاديث التي فيها الصفة؟ فقالوا (أمروها كما جاءت بلا كيف).
وأخرج ابن أبي حاتم في مناقب الشافعي عن يونس بن عبد الأعلى: سمعت الشافعي يقول (لله أسماء وصفات , لايسع أحداً ردُّها , ومن خالف بعد ثبوت الحجة عليه فقد كفر , وأما قبل قيام الحجة فإنه يعذر بالجهل , لأن علمَ ذلك لا يدرك بالعقل ولا الرؤية والفكر , فنثبت هذه الصفات , وننفي عنه التشبيه , كما نفى عن نفسه فقال " لَيسَ كَمِثلِِهِ شيءٌ ").
وأسند البيهقي بسند صحيح عن أحمد بن أبي الحواري , عن سفيان بن عيينة قال (كل ما وصف الله به نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوتُ عنه).
ومن طريق أبي بكر الضُّبَعي قال (مذهب أهل السنة في قوله " الرحمنُ عَلَى العَرشِ استَوَى " قال بلا كيف , والآثار عن السلف كثيرة , وهذه طريقة الشافعي وأحمد بن حنبل).
وقال الترمذي في الجامع عَقب حديث أبي هريرة في النُزول (وهو على العرش كما وصف به نفسه في كتابه , كذا قال غيرُ واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبهه من الصفات).
وقال في باب فضل الصدقة (قد ثبتت هذه الروايات فنؤمن بها ولا نتوهم , ولا يُقال كيف , كذا جاء عن مالك وابن عيينة وابن المبارك أنهم أمَروها بلا كيف , وهذا قولُ أهل العلم من أهل السنة والجماعة , وأما الجهمية فأنكروها , وقالوا هذه تشبيه. وقال إسحاق بن راهويه: إنما يكون التشبيه لو قيل يدٌ كيدٍ , وسمعٌ كسمعٍ).
وقال في تفسير سورة المائدة (قال الأئمة: نؤمن بهذه الأحاديث من غير تفسير , منهم: الثوري ومالك وابن عيينة وابن المبارك).
وقال ابن عبدالبر (أهل السنة مجمعون على الإقرار بهذه الصفات الواردة في الكتاب والسنة , ولم يُكيفوا شيئاً منها , وأما الجهمية والمعتزلة والخوراج فقالوا: من أقر بها فهو مشبه , فسماهم من أقر بها مُعطلة).
وقال إمام الحرمين في الرسالة النظامية (اختلفت مسالك العلماء في هذه الظواهر , فرأى بعضهم تأويلها , والتزم ذلك في آي الكتاب وما يصح من السنن , وذهب أئمة السلف إلى الانكفاف عن التأويل وإجراء الظاواهر على مواردها وتفويض معانيها إلى الله تعالى , والذي نرتضيه رأياً وندين الله به عقيدة اتباع سلف الأمة , للدليل القاطع على أن إجماع الأمة حجة , فلو كان تأويل هذه الظواهر حتماً لأوشك أن يكون اهتمامهم به فوق اهتمامهم بفروع الشريعة , وإذا انصرم عصر الصحابة والتابعين على الإضراب عن التاويل كان ذلك هو الوجه المتبع) انتهي
وقد تقدم النقل عن أهل العصر الثالث وهم فقهاء الأمصار , كالثوري والأوزاعي ومالك والليث ومن عاصرهم , كذا من أخذ عنهم من الأئمة , فكيف لا يوثق بما اتفق عليه أهل القرون الثلاثة , وهم خير القرون بشهادة صاحب الشريعة.
وما جاء في كلام الجويني من أن السلف يُفوضون معاني الصفات إلى عز وجل غير صحيح , فإنهم يفوضون في الكيف , ولا يفوضون في المعني , كما جاء عن مالك رحمه الله , فقد سئُل عن كيفية الاستواء فقال (الاستواء معلوم , والكيف مجهول , والإيمان به واجب , والسؤال عنه بدعة)
وإلى اللقاء مع الفائدة الثانية بإذنه تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[28 Feb 2004, 12:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
جزاك الله خيراً و أحسن إليك
فلكم أتحفتنا بفوائدكم
وهذا مذهب أهل السنة: التفصيل في الإثبات لصفات الله سبحانه و تعالى، و النفي المجمل كذلك.
وقد يكون ورد شيئ غير هذا في تلك الرسالة فلننظر مرة أخرى، و إن كان هذا بيِّن، لكن الذكرى بأصول المذهب السلفي في هذا الباب مهمٌ للغاية
شكر الله لكم مرةً أخرى.
ثم إنني أتسائل
ما أخبار ملتقى أهل القرآن!!
زادنا الله وإياك شرفا به
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[29 Feb 2004, 05:24 ص]ـ
وإياك أخي العزيز عبدالله وإن شاء الله نكون عند حسن الظن
وبالسنبة لملتقى أهل القرآن فهو كأي منتدى لا يقوم إلا نشاط أعضائه وهو بغير والحمد لله , وسيكون فيه شيء من التطوير إن شاء الله
أخوك في الله: أبوخطاب العوضي
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[01 Mar 2004, 10:39 م]ـ
الفائدة الثانية:
وسَطية أهل السنة والجماعة في العقيدة بين فرق الضلال
أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسطٌ بين الأمم , فإن اليهود والنصارى متضادون فاليهود جفوا في الأنبياء حتى قتلوا من قتلوا منهم , والنصارى غلوا في عيسى عليه السلام , فجعلوه إلهاً مع الله , وهذا من أمثلة تضادهم في الاعتقاد , ومن أمثلة تقابلهم في الأحكام أن اليهود لا يؤاكلون الحائض ولا يُجالسونها والنصارى بضدهم فإنهم يجامعونها.
وكما أن هذه الأمة وسط بين الأمم , فإن أهل السنة والجماعة وسطٌ بين فرق هذه الأمة , فهم:
أولاً: وسطٌ في صفات الله بين المعطلة والمشبهة , فإن المشبهة أثبتوا ولكنهم شبهوا ومثلوا , وقالوا: لله يدٌ كأيدينا , ووجه كوجوهنا , وهكذا , تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
وأما المعطلة فإنهم صوروا أن الإثبات يستلزم التشبيه , ففروا من الإثبات إلى التعطيل , تنزيهاً لله عن مشابهة المخلوقين بزعمهم , لكن آل أمرهم إلى أن وقعوا في تشبيه أسوأ , وهو التشبيه بالمعدومات فإنه لا يُتصور وجود ذات مجردة من جميع الصفات.
وأما أهل السنة والجماعة , فإنهم توسطوا بين هؤلاء وهؤلاء فأثبتوا بلا تشبيه , ونزهوا بلا تعطيل , كما قال عز وجل (ليسَ كملِهِ شيءٌ وهو السميع البصير) , فأثبتوا لله السمع والبصر كما أثبت الله ذلك لنفسه , فلم يُعطلوا ومع إثباتهم نزهوا ولم يُشبهوا , فالمشبهة عندهم الإثبات والتشبيه , والمعطلة عندهم التعطيل والتنزيه , وأهل السنة عندهم الإثبات والتنزيه فجمعوا الحسنيين: الإثبات والتشبيه , وسلِموا من الإساءتين: التشبيه والتعطيل , والمعطلة يصفون أهل السنة زوراً أنهم مُشبهة , لأنهم لم يتصوروا إثباتاً إلا مع التشبيه , وأهل السنة يصفون المعطلة بأنهم نافون للمعبود , قال ابن عبدالبر في التمهيد 7/ 145 (وأما أهل البدع والجهمية والمعتزلة كلها والخوراج , فكلهم يُنكرونها , ولا يحمل شيئاً منها على الحقيقة , ويزعمون أن من أقر بها مشبه , وهم عند من أثبتها نافون للمعبود).
ونقله عنه الذهبي في العلو ص1326 وعلق عليه قائلاً (صدق والله! فإن من تأول سائر الصفات وحمل ما ورد منها مجاز الكلام , أداه ذلك السلب إلى تعطيل الربِّ , وأن يشابه المعدوم , كما نُقل عن حماد بن زيد أنه قال: مثل الجهمية كقوم قالوا: في دارنا نخلة , قيل: لها سعف؟ قالوا: لا , قيل: فلها كَرَب؟ قالوا: لا , قيل: لها رُطب وقِنو؟ قالوا: لا , قيل: فلها ساق؟ قالوا: لا , قيل: فما في داركم نخلة!).
والمعنى أنه من نفى الله الصفات , فإن حقيقة أمره نفيُ المعبود , إذ لا يُتصور وجود ذات مجردة من جميع الصفات.
ولهاذ قال ابن القيم في المقدمة التي بين يدي قصيدته النونية (فالمشبه بعيد صنماً , والمعطل يعبدُ عدماً , والموحِّد يعبدُ إلهاً واحداً صمداً , " ليسَ كملِهِ شيءٌ وهو السميع البصير ").
وقال أيضاً (قلبً المعطل متعلقٌ بالعدم , فهو أحقر الحقير , وقلبُ المشبه عابدٌ للصنم الذي قد نُحت بالتصوير والتقدير , والموحد قلبُه متعبدٌ لمن ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيا: وهم وسطٌ في أفعال العباد بين الجبرية الغلاة الذين ينفون عن العبد الاختيار , ويجعلون أفعاله كحركات الأشجار , وبين القدير النفاة الذين يجعلون العبد خالقاً لفعله , وينفون تقدير الله عليه , فأهل السنة يثبتون للعبد مشيئتةً واختياراً , بهما يستحق الثواب والعقاب , لكن لا يجعلونه مستقلاًّ في ذلك , بل يجعلون مشيئته وإرادته تابعةً لمشيئة الله وإرادته , كما قال الله عز وجل (لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) , وهو سبحانه وتعالى خالقُ العباد وأفعال العباد , كما قال عز وجل (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ).
ثالثاً: وهو وسطٌ في باب الوعد والوعيد بين المرجئة الذي غلبوا جانب الوعد وأهملوا جانب الوعيد , فقالوا: إنه لا يضر مع الإيمان ذنب , كما لا ينفع مع الكفر طاعة , والخوارج والمعتزلة الذين غلبوا جانب الوعيد وأهملوا جانب الوعد , فجعلوا مرتكب الكبيرة خارجاً من الإيمان في الدنيا , خالداً مخلداً في النار في الآخرة , فأهل السنة والجماعة أعمَلوا نصوص الوعد ونصوص الوعيد معاً , وجعلوا مرتكب الكبيرة ليس خارجاً من الإيمان في الدنيا , وفي الآخرة أمره إلى الله , إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه , وإذا عذبه فإنه لا يخلده في النار كما يخلدُ فيها الكافر , بل يخرج منها ويدخل الجنة.
رابعاً: وهم وسطٌ في باب أسماء الإيمان والدين بين المرجئة الذين فرطوا , فجعلوا العاصي مؤمناً كامل الإيمان , وبين الخوارج والمعتزلة الذين أفرطوا فأخرجوه من الإيمان , ثم حكمت الخوارج بكفره , وقالت المعتزلة (إنه في منزلة بين المنزلتين) فأهل السنة وصفوا العاصي بأنه مؤمنٌ ناقص الإيمان , فلم يجعلوه مؤمناً كامل الإيمان , كما قالت المرجئة , ولم يجعلوه خارجاً من الإيمان كما قالت الخوارج والمرجئة , بل قالوا (هو مؤمن بإيمانه , فاسقٌ بكبيرته) فلم يعطوه الإيمان المطلق , ولم يسلبوا عنه مطلق الإيمان , ويجتمع في العبد إيمانٌ ومعصيةٌ وحب وبغض , فيُحب على ما عنده من الإيمان , ويُبغض على ما عنده من الفسوق والعصيان , وهو نظير الشيب الذي يكون محبوباً إذا نظر إلى ما بعده وهو الموت , وغير محبوب إذا نظر إلى ما قبله وهو الشباب , كما قال الشاعر:
الشيبُ كرهٌ وأن نفارقه ... فاعْجب لشيءٍ على البغضاء محبوب
خامساً: وهو وسطٌ بين الخوارج الذين كفروا عليا ومعاوية رضي الله عنهما ومن معهما وقاتلوهم واستحلوا أموالهم , وبين الروافض الذين غلوا في علي وفاطمة وأولادهما رضي الله عنهم , وجفوا في حق أكثر الصحابة , فأبغضوهم وسبوهم , فأهل السنة يحبون الصحابة جميعاً ويوالونهم ويُنزلونهم منازلهم ولا يقولون بعصمتهم , وقد قال الطحاوي في عقيدة أهل السنة والجماعة (ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفرط في حب أحد منهم , ولا نتبرأ من أحدٍ منهم , ونبغض من يبغضهم , وبغير الخير يذكرهم , ولا نذكرهم إلا بخير , وحبهم دينٌ وإيمانٌ وإحسانٌ , وبغضهم كفرٌ ونفاقٌ وطغيان)
ففي قوله رحمه الله (ونحب أصحاب رسول الله) سلامة أهل السنة من الجفاء , وفي قوله (ولا نفرط في حب أحد منهم) سلامتهم من الغلو , أي: ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , فلسنا جُفاة , ومع حبنا لهم فلسنا غلاة.
وقد أجمل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله هذه الأمور التي أهل السنة والجماعة فيها وسط بين فرق الضلال , في كتابه العقيدة الواسطية فقال ص107 - 113 (فهم وسط في باب صفات الله سبحانه وتعالى بين أهل التعطيل الجهمية وأهل التمثيل المشبهة , وهو وسطٌ في باب أفعال الله بين الجبرية والقدرية وغيرهم , وفي باب وعيد الله بين المرجئة والوعيدية من القدرية وغيرهم , وفي باب أسماء الإيمان والدِّين بين الحرورية والمعتزلة , وبين المرجئة والجهمية , وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الرافضة والخوارج)
وإلى اللقاء إن شاء الله مع الفائدة الثالثة
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[01 Mar 2004, 11:32 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أهلاً أبا خطاب
بالمناسبة فقد صدر كتاب جديد عن وسطية أهل السنة في باب القدر
(يُتْبَعُ)
(/)
للدكتور الفاضل، و الباحث المحرر / عواد المعتق، صدر ضمن رسائل متعددة عن عقيدة أهل السنة و الجماعة
و الدكتور - عواد - معروفٌ بالتحرير و التدقيق، و قول مايعتقده بصورةٍ واضحةٍ ملتزماً مذهب أهل السنة في هذا الباب.
تحياتي مرةً اخرة لك أبا خطاب
و أمنياتي للجميع بالتوفيق.
أخوك عبد الله
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[04 Mar 2004, 08:10 ص]ـ
الفائدة الثالثة:
عقيدة أهل السنة والجماعة مطابقة للفطرة
روى البخاري في صحيحه 1385 , ومسلم في صحيحه 2658 – واللفظ للبخاري – عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم (كل مولود يُولد على الفطرة , فأبواه يُهوادته أو ينصرانه أو يمجسانه ... ) الحديث.
وفي صحيح مسلم 2865 من حديث عياض بن حمار المجاشعي رضي الله عنه ( ... وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم , وإنهم أتتهم الشاطين فاجتالتهم عن دينهم , وحرمت عليهم ما أحللت لهم , وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً) الحديث.
وهذان الحديثان يدلان على أن دين الإسلام هو دين الفطرة , وعقيدة أهل السنة والجماعة مطابقةٌ للفطرة , ولهذا جاء في حديث معاوية بن الحكم السمي رضي الله عنه في صحيح مسلم 537 في قصة جاريته , وفيه أنه قال (أفلا أعتقها؟ قال ائتني بها , فأتيته بها , فقال لها: أين الله؟ قالت: في السماء , قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله , قال: اعتقها فإنها مؤمنة).
فهذه الجارية بفطرتها أجابت بأن الله في السماء , وقد قال الله عز وجل (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ) , والمراد بالسماء العلو , أو تكون (في) بمعنى (على) كما في قوله تعالى (وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْل) أي: على جذوع النخل.
وأما الذين لتبلوا بعلم الكلام , فإنهم يقولون (إن علو الله عز وجل علو قدر وقهر) , وأهل السنة والجماعة يقولون (إن علو الله عز وجل علو قدر وقهر وذات) وقد جاء عن بعض المتكلمين وغيرهم عباراتٌ تدل على أن السلامة والنجاة إنما هي في عقيدة العجائز المطابقة للفطرة , وقد نقل شارح الطحاوية عن أبي المعالي الجويني كلاماً ذم فيه علم الكلام , وقال فيه عند موته (وها أنا ذا أموت على عقيدة أمي , أو قال: على عقيدة عجائز نيسابور)
وفي ترجمة الرازي – وهو من كبار المتكلمين – في لسان الميزان 4/ 427 (وكان مع تبحره في الأصول يقول: من التزم دين العجائز فهو الفائز).
وقال أبو محمد الجويني والد إمام الحرمين في نصيحته لمشايخه من الأشاعرة 1/ 185 – مجموعة الرسائل المنيرية (فمن تكون الراعية أعلم بالله منه لكونه لا يعرف وجهة معبوده , فإنه لا يزال مظلم القلب , لا يستنير بأنوار المعرفة والإيمان).
وروى ابن سعد في الطبقات بإسناد صحيح على شرط مسلم 5/ 374 عن جعفر بن بُرقان قال (جاء رجلٌ إلى عمر بن عبدالعزيز فسأله عن شيء من الأهواء , فقال: الزم دين الصبي في الكتاب والأعرابي , واْلهُ عما سوى ذلك) وعزاه إليه النووي في تهذيب الأسماء واللغات 2/ 22.
وإلى اللقاء مع الفائدة الرابعة إن شاء الله تعالى
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[11 Mar 2004, 12:28 م]ـ
الفائدة الرابعة
الكلام في الصفات فرعٌ عن الكلام في الذات , والقول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر
أهل السنة والجماعة يُثبتون كل ما أثبته الله لنفسه وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات على وجه يليق بكماله وجلاله , من غير تكييف أو تمثيل , ومن غير تعطيل أو تأويل , ويقولون لِمن أثبت الذات ونفى الصفات وهم الجهمية والمعتزلة (إن الكلام في الصفات فرعٌ عن الكلام في الذات , فكما أننا نُثبت لله ذاتاً لا تُشبه ذوات المخلوفات , فيجب أن نثبت كل ما ثبت في الكتاب والسنة من الصفات دون أن يكون فيها مشابهةٌ للمخلوقات) , ويقولون لمن أثبت بعض الصفات وأول بعضها وهو الأشاعرة (القولُ في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر , فإن ما أثبت من الصفات على وجهٍ يليق بالله عز وجل , يلزمك الباقي على هذا الوجه اللائق بالله) , وانظر توضيح هذين الأصلين في كتاب التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ص31 - 46
وإلى اللقاء مع الفائدة الخامسة إن شاء الله
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[12 Mar 2004, 08:43 م]ـ
الفائدة الخامسة
السَّلفُ ليسوا مُؤوِّلةً ولا مُفوِّضة
من المعلوم أن سلف هذه الأمة من الصحابة وتابعيهم بإحسان يثبتون لله ما أثبته لنفسه , وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات , على وجه يليق بكماله وجلاله , فلا يُشبهون ولا يُعطلون ولا يُكيفون , بخلاف طريقة الخلف , التي هي التأويل لصفات الله عز وجل وصرفها إلى معان باطلة , وبخلاف طريقة المفوضة , التي زعم المؤولة أنها طريقة السلف , والتي يقولون فيها عن صفات الله عز وجل (الله أعلم بمراده بها) , وقد أوضح عقيدة السلف في الصفات الإمام مالك رحمه الله في كلامه المشهور لما سُئل عن كيفية الاستواء , فقال (الاستواءُ معلوم , والكيف مجهول , والإيمان به واجب , والسؤال عنه بدعة)
فهم لا يفوضون في المعنى , وإنما يفوضون في الكيفية , ومن زعم أن طريقة السلف من الصحابة ومن تبعهم تفويض في معاني الصفات , فقد وقد في محاذير ثلاثة هي: جهله بمذهب السلف , وتجهيله لهم , والكذب عليهم.
أما جهلة بمذهب السلف , فلكونه لا يعلم ما هو عليه , وهو الذي بينه الإمام مالك في كلامه المتقدم.
وأما تجهيله لهم , فذلك بنسبتهم إلى الجهل , وأنهم لا يفهمون معاني ما خوطبوا به , إذ طريقتهم على زعمه في الصفات أنهم يقولون (الله أعلم بمراده بها)
وأما الكذب عليهم , فإنما هو بنسبة هذا المذهب الباطل إليهم , وهو برآءُ منه.
وإلى اللقاء مع الفائدة السادسة إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[26 Mar 2004, 08:10 م]ـ
الفائدة السادسة
كلِّ من المشبهة والمعطلة جمعوا بين التمثيل والتعطيل
المعطلة هم الذين نفوا صفات الله عز وجل , ولم يُثبتوها على ما يليق بالله , وشُبهتُهم أن إثبات الصفات يستلزم التشبيه , لأنهم لم يتصوروا الصفات إلا وفقاً لما هو مشاهد في المخلوقين , فجرهم ذلك التصور الخاطئ إلى التعطيل , فكان ما وقعوا فيه أسوأ مما فروا منه , إذ كانت النتيجة أن يكون الله تعالى وتنَزَّه شبيهاً بالمعدومات , إذ لا يُتصور وجود ذات خالية من الصفات.
ويتضح ذلك في صفة كلام الله عز وجل , فإنهم لم يتصوَّروا من إثبات أن الله يتكلم بحرف وصوت إلا التشبيه بالمخلوقين , لأنه يلزمُ من ذلك أن يكون كلامه بلسان وحنجرة وشفتين , لأنهم لا يعقلون ذلك إلا في المخلوقين , وذلك التصور الخاطئ مردودٌ من وجوه:
الأول: أنه لا تلازم بين الإثبات والتشبيه , فإن الإثبات يكون مع التشبيه , وهو باطلٌ لا شك فيه , ويكون مع التنزيه , كما قال الله عز وجل (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) فأثبت السمعَ والبصر , ونفى مشابهة غيره له , وهذا هو اللائق بكمال الله وجلاله , وهو الحق الذي لا ريب فيه.
الثاني: أن ما زعموه من أن الإثبات يقتضي التشبيه , ومن أجله عطلوا الصفات , أداهم ذلك إلى التشبيه بالمعدومات , وهو أسوأ , وقد مر في كلام بعض أهل العلم ما يبين ذلك , لا سيما ما عزاه الذهبي إلى حماد بن زيد في التمثيل بالنخلة التي نفى أصحابها كل صفات النخل عنها , وقيل لهم (إذا فما في داركم نخلة!) وذلك في الفائدة الثانية.
الثالث: أنه قد وجد في المخلوقات حصول الكلام على خلاف ما هو مشاهدٌ في المخلوقين , فإن ذراع الشاة التي وُضع فيه السم للرسول صلى الله عليه وسلم كلمته وأخبرته بأنها مسمومة كما في سنن أبي داود 4510 , 4512.
وروى مسلم في صحيحه 2277 عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلمُ علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن).
وهذا من كلام بعض المخلوقات في الدنيا , وأما في الآخرة , فقد قال الله عز وجل (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) , وقال (وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ).
أفيقال: إن كلام الذراع والحجر والأيدي والأرجل لا يكون إلا بلسان وشفتين.
وإذا كانت هذه المخلوقات وُجد منها الكلام على وجه يخالف ما هو مشاهدٌ في المخلوقين , فإنه يجب إثبات الكلام لله عز وجل على وجه يليق بكماله وجلاله , دون أن يكون مشابهاً لأحد في خلقه.
وبهذا يتبين أن المعطلة جمعوا إلى التعطيل التشبيه , وأما المشبهة فإنهم أثبتوا الصفات لله عز وجل , لكن جعلوه فيها مشابهاً للمخلوقات , وقد أضافوا إلى كونهم مشبهةً التعطيل , وذلك أنهم لم يُثبتوا الصفات على وجه يليق بالله عز وجل , ويذلك كانوا معطلة.
وإلى اللقاء مع الفائدة السابعة إن شاء الله تعالى
وأعتذر على التأخر في طرح الفوائد المتبقية لفترة قليلة إن شاء الله , بسبب ضغط الدراسة والله المستعان
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[21 Apr 2004, 05:26 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أهلاً أبا خطاب
شكر الله لك
هل الفوائد - كامل المجموعة - موجودة على ملفات وورد
آمل بعثا أو إرسالها لي
مع تقديري لك
أمنياتي للجميع بالتوفيق.
أخوك عبد الله
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[23 Apr 2004, 04:39 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أعرف أخي الفاضل أني تأخرت في إكمال الموضوع ولكن ظروف العمل والدراسة منعتني من ذلك وإن شاء الله اجهز الموضوع لك وأرسله في أقرب وقت
وجزاك الله خيرا على المتابعة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[15 Jun 2004, 09:01 م]ـ
الفائدة السابعة
متكلَّمون يَذمُّون علمَ الكلام ويُظهرون الحَيرة والنَّدم
(يُتْبَعُ)
(/)
عقيدة أهل السنة والجماعة مبنية على الدليل من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه صحابته الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم , فهي صافية نقية , واضحةٌ جلية , ليس فيها غموض ولا تعقيد , بخلاف غيرهم الذين عولوا على العقول , وتأولوا النقول , وبنوا معتقداتهم على علم الكلام المذموم , الذي بين أهله الذين ابتلوا به ما فيه من أضرار , وندموا على ما حصل منهم من شغل الأوقات فيه من غير أن يظفروا بطائل , ولا أن يصلوا إلى حقٍّ , وفي نهاية أمرهم صاروا إلى الحيرة والندم , فمنهم من وُفق لتركه واتباع طريقة السلف , وجاء عنهم عيبُ الكلام وذمه.
فأبو حامد الغزالي رحمه الله من المتمكنين في علم الكلام , ومع ذلك فقد جاء عنه ذمه , بل المبالغة في ذمه , ولا يُنبئك مثلُ خبير , جاء ذلك عنه في كتابه إحياء علوم الدين , حيث بين ضرره وخطره , فقال ص91 - 90 (أما مضرَّته , فإثارةُ الشبهات وتحريك العقائد , وإزالتها عن الجزم والتصميم , فذلك مما يحصل في الابتداء , ورجوعها بالدليل مشكوك فيه , ويختلف فيه الأشخاص , فهذا ضرره في الاعتقاد الحق , وله ضررٌ آخر في تأكيد اعتقاد المبتدعة للبدعة , وتثبيته في صدورهم , بحيث تنبعث دواعيهم , ويشتدُّ حرصُهم على الإصرار عليه , ولكن الضرر بواسطة التعصب الذي يثور من الجدل)
إلى أن قال (وأما منفعته , فقد يُظن أن فائدته كشف الحقائق ومعرفتها على ما هي عليه , وهيهّات , فليس في الكلام وفاء بهذا الطلب الشريف , ولعل التخبيط والتضليل فيه أكثر من الكشف والتعريف , وهذا إذا سمعته من محدِّث أو حشوي ربما خطر ببالك أن الناس أعداءُ ما جهلوا , فاسمع هذا ممن خبر الكلام ثم قلاه بعد حقيقة الخبرة وبعد التغلغل فيه إلى منتهى درجة المتكلمين , وجاوز ذلك إلى التعمق في علوم أخر تناسب نوع الكلام , وتحقق أن الطريق إلى حقائق المعرفة من هذا الوجه مسدود , ولعمري لا ينفكُّ الكلام عن كشف وتعريف وإيضاح لبعض الأمور, ولكن على الندور في أمور جلية تكاد تفهم قبل التعمق في صنعة الكلام).
وقد نقل شارح الطحاوية عنه هذا الكلام وغيره في ذم الكلام ص236 , وقال ص238 (وكلامُ مثلِه في ذلك حجة بالغة).
ثم بين شارح الطحاوية أن السلف كرهوا علم الكلام وذموه: (لاشتماله على أمور كاذبة مخالفة للحق , ومن ذلك مخالفتها للكتاب والسنة , وما فيه من علوم صحيحة , فقد وعروا الطريق إلى تحصيلها , وأطالوا الكلامَ في إثباتها مع قلة نفعها , فهي لحمُ جَمل غث على رأس جبل وعر , لا سهل فيُرتقى , ولا سمين فيُنتقل , وأحسنُ ما عندهم فهو في القرآن أصحُّ تقريراً وأحسن تفسيراً , فليس عندهم إلا التكلف والتطويل والتعقيد).
إلى أن قال (ومن المحال أن لا يحصل الشفاءُ والهدى والعلمُ واليقين من كتاب الله وكلام رسوله , ويحصلُ من كلام هؤلاء المتحيِّرين , بل الواجب أن يجعل ما قاله الله ورسوله هو الأصل , ويتدبر معناه ويعقله , ويعرف برهانه ودليله , إما العقلي , وإما الخبري السمعي , ويعرف دلالته على هذا وهذا , ويجعل أقوال الناس التي توافقه وتخالفه متشابهة مجملة فيُقال لأصحابها: هذه الألفاظ تحتمل كذا وكذا , فإن أرادوا بها ما يُوافق خبر الرسول صلى الله عليه وسلم قُبل , وإن أرادوا بها ما يُخالفه رُد).
وقال أيضاً ص243 (قال ابن رُشد الحفيد – وهو من أعلم الناس بمذهب الفلاسفة ومقالاتهم – في كتابه تهافت التهافت " ومن الذي قال في الإلهيات شيئاً يعتدُّ به؟ " , وكذلك الآمدي – أفضل أهل زمانه – واقفٌ في المسائل الكبار الحائر , وكذلك الغزالي رحمه الله انتهى آخرُ أمره إلى الوقوف والحيرة في المسائل الكلامية , ثم أعرض عن تلك الطرق , وأقبل على أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم , فمات والبخاري على صدره , وكذلك أبو عبدالله محمد بن عمر الرازي , قال في كتابه الذي صنفه في أقسام اللذات:
نِهاية إقدام العقول عقالُ ... وغايةُ سعي العالمين ضلالُ
وأرواحنا في وحشة من جسومنا ... وحاصلُ دنيانا أذَى ووبالُ
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ... سوى أن جمعنا فيه: قيل وقالوا
فكم قد رأينا من رجال ودولةٍ ... فبادوا جميعاً مسرعين وزالوا
وكم من جبال قد عَلت شُرُفاتِها ... رجالٌ فزالوا والجبالُ جبالُ
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد تأملت تلك الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية , فما رأيتها تشفي عليلاً , ولا تروي غليلاً , ورأيتُ أقربَ الطرق طريق القرآن , اقرأ في الإثبات (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) , (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ) , واقرأ في النفي (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) , (وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً).ثم قال (من جرَّب مثل تجربتي , عرف مثل معرفتي)
وكذلك قال الشيخ أبو عبدالله محمد بن عبدالكريم الشهرستاني , إنه لم يجد عند الفلاسفة والمتكلمين إلا الحيرة والندم , حيث قال:
لعمري لقد طُفت المعاهد كلها ... وشيرتُ طرفي بين تلك المعالم
فلم أر إلا واضعا كفَّ حائر ... على ذقن أو قارعاً سنَّ نادم
وكذلك قال أبوالمعالي الجويني رحمه الله (يا أصحابنا! لا تشتغلوا بالكلام , فلو عرفتُ أن الكلام يبلغ بي إلى ما بلغ مما اشتغلت به) وقال عند موته (لقد خضتُ البحر الخِضم , وخليتُ أهل الإسلام وعلومهم , ودخلتُ في الذي نَهوني عنه , والآن فإن لم يتداركني ربي برحمته , فالويل لابن الجويني , وها أنا ذا أموت على عقيدة أمي , أو قال: على عقيدة عجائز نيسابور).
وكذلك قال شمس الدين الخسروشاهي – وكان من أجل تلامذة فخر الدين الرازي – لبعض الفضلاء , وقد دخل يوماً فقال (ما تعتقد؟ قال: ما يعتقده المسلمون , فقال: وأنتَ مُنشرح الصدر لذلك مستيقن به؟ أو كما قال , فقال: نعم , فقال: اشكر الله على هذه النعمة , لكنِّي – والله! – ما أدري ما أعتقد , - والله! – ما أدري ما أعتقد! - والله! – ما ادري ما أعتقد!) وبكي حتى أخضل لحيته.
وبن أبي الحديد الفاضل المشهور بالعراق:
فيكَ يا أغلوطة الفكَر ... حارَ أمري وانقضى عمري
سافرتْ فيك العقول فما ... ربحت إلا أذى السفر
فلحى الله الاُلَى زعموا ... أنَّك المعروف بالنظر
كذبوا إن الذي ذكروا ... خارجٌ عن قوة البشر
وقال الخونجي عند موته (ما عرفتُ مما حصلته شيئاً أن الممكن يفتقر إلى المرجِّح) ثم قال (الافقتارُ وصفٌ سلبيٌّ , أموت وما عرفتُ شيئاً).
وقال آخر (أضطجع على فراشي , وأضع الملحفة على وجهي , وأقابل بين حُجج هؤلاء وهؤلاء حتى يطلع الفجر , ولم يترجَّح عندي منها شيء)
إلى أن قال شارح الطحاوية (وتجد أحد هؤلاء عند الموت يرجع إلى مذهب العجائز , فيُقر بما أٌروا به , ويُعرض عن تلك الدقائق المخالفة لذلك , التي كان يقطع بها ثم تبين له فسادها , أو لم يتبين له صحتها , فيكونون في نهاياتهم – إذا سلموا من العذاب – بِمنزلة أتباع أهل العلم من الصبيان والنساء والأعراب).
وكان أبو محمد الجويني والد إمام الحرمين في حيرة واضطراب في صفات الله عز وجل , ثم صار إلى مذهب السلف , وألف رسالة نُصح لبعض مشايخه من الأشاعرة , وهي مطبوعة ضمن مجموعة الرسائل المنيرية 1/ 174 - 187.
وأعتذر لجميع الأخوة على هذا الانقطاع الطويل وذلك بسبب الدراسة , وإن شاء الله سأحاول أن أكون معكم يومياً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[17 Jun 2004, 02:48 م]ـ
الفائدة الثامنة
هل صحيح أنَّ أكثرَ المسلمين في هذا العصر أشاعرة؟
الأشاعرة هم المنتسبون إلى أبي الحسن الأشعري , وهو علي بن إسماعيل المتوفى سنة 330هـ رحمه الله , وقد مر في العقيدة بثلاثة أطوار: كان على مذهب المعتزلة , ثم في طور بين الاعتزال والسنة , يثبت بعض الصفات ويؤول أكثرها , ثم انتهى أمره إلى اعتقاد ما كان عليه سلف الأمة , إذ أبان عن ذلك في كتابه الإبانة , الذي هو من آخر كتبه أو آخرها , فبين أنه في الاعتقاد على ما كان عليه إمام أهل السنة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله وغيره من أهل السنة , وهو إثبات كلّ ما أثبته الله لنفسه , وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات , على ما يليق بالله , من غري تكييف أو تمثيل , ومن غير تحريف أو تأويل , كما قال الله عز وجل (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).
والأشاعرة باقون على مذهبه الذي كان عليه قبل الانتقال إلى مذهب أهل السنة والجماعة , وقد اشتهر عند بعض الناس مقولةٌ أن الأشاعرة في هذا العصر يُمثلون 95% من المسلمين , وهذه المقولة غير صحيحة من وجوه:
الأول: أن إثبات مثل هذه النسبة إنما يكون بإحصاء دقيق يؤدي إلى ذلك وهو غير حاصل , وهي مجرد دعوى.
الثاني: أنه لو سُلم أنهم بهذه النسبة , فإن الكثرة لا تدل على السلامة وصحة العقيدة , بل السلامة وصحةُ المعتقد إنما تحصل باتباع ما كان عليه سلف هذه الأمة من الصحابة ومن سار على نهجهم , وليست باتباع معتقد توفي صاحبُه في القرن الرابع , وقد رجع عنه , وليس من المعقول أن يُحجب حق عن الصحابة والتابعين وأتابعهم , ثم يكون في اتباع اعتقاد حصلت ولادته بع أزمانهم.
الثالث: أن مذهب الأشاعرة إنما يعتقده الذين تعلموه في مؤسسات علمية , أو تعلموه من مشايخ كانوا على مذهب الأشاعرة , وأما العوام – وهم الأكثرية – فلا يعرفون شيئاً على مذهب الأشعرية , وإنما هم على الفطرة التي دل عليها اعتقاد الجارية في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه , وقد تقدم.
والعقيدة المطابقة للفطرة هي عقيدة أهل السنة والجماعة , وقد مر إيضاح ذلك قريباً في الفائدة الثالثة.
وإلى اللقاء مع الفائدة التاسعة إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المستشار الفني]ــــــــ[20 Jun 2004, 08:07 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[23 Jun 2004, 09:47 م]ـ
الفائدة التاسعة
عقيدة الأئمَّة الأربعة ومَن تفقَّه بمذاهبهم
من أئمة أهل السنة الإمام أبو حنيفة والإمام مالك والإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل رحمهم الله , وعقيدتهم هي عقيدة السلف من الصحابة ومن سار على نهجهم.
وأما المشتغلون بالفقه بعدهم , فمنهم من يستفيد من علمهم في الفروع , ويُعول علي ما دلَّ عليه الدليل , أخذاً بوصايا الأئمة ا، فسهم , فإن كل واحد منهم جاء عنه الأمر باتباع الدليل , وتركِ قوله إذا كان الدليلُ على خلافه , وهؤلاء موافقون لهم في العقيدة.
ومنهم مَن يُقلدهم في مسائل الفروع , دون سعي إلى معرفة الراجح بالدليل , وهؤلاء منهم مَن يُوافقهم في العقيدة , وكثيرون منهم يتبعون مذهب الأشاعرة.
ومن أمثلة من تفقه في المذهب الحنفي وهو على عقيدة السلف الإمام أبوجعفر الطحاوي صاحب عقيدة أهل السنة والجماعة , وشارح هذه العقيدة علي بن أبي العز الحنفي , ومنهم في المذهب الشافعي عبدالرحمن ابن إسماعيل الصابوني , مؤلف عقيدة السلف و أصحاب الحديث , والذهبي صاحب كتاب العلو , وابن كثير صاحب التفسير , ومنهم في المذهب المالكي ابن أبي زيد القيرواني , وأبو عمر الطلمنكي , وأبو عمر بن عبدالبر , ومنهم في المذهب الحنبلي الإمام ابن تيمية , والإمام ابن القيم والإمام محمد بن عبدالوهاب.
وقد ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة كما في مختصره لابن الموصلي اثنين وأربعين وجهاً في إبطال قول من فسَّر الاستواء على العرش بالاستيلاء عليه , وذكر أن كثيراً من المالكية على منهج السلف في العقيدة فقال في 2/ 132 - 136 (الوجه الثاني عشر: أن الإجماع منعقدٌ على أن الله سبحانه استوى على عرشه حقيقة لا مجازاً , قال الإمام أبو عمر الطلمنكي – أحد أئمة المالكية وهو شيخ أبي عمر بن عبدالبر – في كتابه الكبير الذي سماه " الوصول إلى معرفة الأصول " فذكر فيه أقوال الصحابة والتابعين وتابعيهم وأقوال مالك وأئمة أصحابه , ما إذا وقف عليه الواقفُ علمَ حقيقة مذهب السلف , وقال في هذا الكتاب: أجمع أهل السنة على أن الله تعالى على عرشه على الحقيقة لا على المجاز.
القول الثالث عشر: قال الإمام أبو عمر بن عبدالبر في كتاب التمهيد في شرح حديث النزول " وفيه دليلٌ على أن الله تعالى في السماء على العرش فوق سبع سموات , كما قالت الجماعة وقرر ذلك " , إلى أن قال " وأهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة في القرآن والسنة , والإيمان بها وحملها على الحقيقة لا على المجاز , إلا أنهم لا يُكيفون شيئاً من ذلك , ولا يُحدُّون فيه صفة مخصوصة , وأما أهل البدع الجمهية والمعتزلة والخوارج , فكلهم يُنكروها ولا يحمل شيئاً منها على الحقيقة , ويزعمون أن من أقر بها مشبهٌ , وهم عند من أقر بها نافون للمعبود.
وقال أبو عبدالله القرطبي في تفسيره المشهور في قوله (الرحمن على العرش استوى): هذه المسألة للفقهاء فيها كلام , ثم ذكر أقوال المتكلمين , ثم قال: وقد كان السلف الأول لا يقولون بنفي الجهة ولا ينطقون بذلك , بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله تعالى كما نطق به في كتابه , وأخبرت به رسلُه , ولم يًنكر أحدٌ من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة , وإنما جهلوا كيفية الاستواء , كما قال مالك: الاستواء معلوم والكيف مجهول.
الوجه الرابع عشر: أن الجهمية لما قالوا إن الاستواء مجازٌ صرح أهل السنة بأنه مستوٍ بذاته على عرشه , وأكثرُ من صرح بذلك أئمة المالكية , فصرح به الإمام أبو محمد بن أبي زيد في ثلاثة مواضع من كتبه , وأشهرها الرسالة , وفي كتاب جامع النوادر , وفي كتاب الآداب , فمن أراد الوقوف على ذلك فهذه كتبه , وصرح بذلك القاضي عبدالوهاب , وقال: إنه استوى بالذات على العرش , وصرح به القاضي أبوبكر الباقلاني وكان مالكيا , حكاه عنه القاضي عبدالوهاب نصا , وصرح به أبو عبدالله القرطبي في كتاب شرح أسماء الله الحسنى , فقال: ذكر أبو محمد الحضرمي من قول الطبري يعني محمد بن جرير وأبي محمد بن أبي زيد وجماعة من شيوخ الفقه والحديث , وهو ظاهر كتاب القاضي عن القاضي أبي بكر نصا , وهو أنه سبحانه
(يُتْبَعُ)
(/)
مستوٍ على عرشه بذاته , وأطلقوا في بعض الأماكن فوق خلقه.
قال: وهذا قول القاضي أبي بكر في تمهيد الأوائل له , وهو قول أبي عمر بن عبدالبر , والطلمنكي وغيرهما من الأندلسيين , وقول الخطابي في شعار الدين.
وقال أبوبكر محمد بن موهب المالكي في شرح شرالة ابن أبي زيد: قوله إنه فوق عرشه المجيد بذاته , معنى (فوق) و (على) عند جميع العرب واحد , وفي كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تصديق ذلك , ثم ذكر النصوص من الكتاب والسنة واحنج بحديث الجارية وقول النبي صلى الله عليه وسلم لها (أين الله؟) وقولها (في السماء) وحكمه بإيمانها , وذكر حديث الإسراء , ثم قال: وهذا قول مالك فيما فهمه عن جماعة ممن أدرك من التابعين , فيما فهموا من الصحابة فيما فهموا عن نبيهم صلى الله عليه وسلم: أن الله في السماء بمعنى فوقها وعليها , قال الشيخ أبو محمد: إنه بذاته فوق عرشه المجيد , فتبين أن علوه على عرشه وفوقه إنما بذاته , إلا أنه بائنٌ مع جميع خلقه بلا كيف , وهو في كل مكان من الأمكنة المخلوقة بعلمه لا بذاته , لا تحويه الأماكن , لأنه أعظم منها , إلى أن قال: وقوله: على العرش استوى , إنما معناه عند أهل السنة على غير معنى الاستيلاء والقهر والغلبة والملك , الذي ظنت المعتزلة ومن قال بقولهم أنه معنى الاستواء , وبعضهم إنه على المجاز لا على الحقيقة , قال: ويُبين سوء تأويلهم في استوائه على عرشه على غير ما تأولوه من الاستيلاء وغيره , ما قد علمه أهل المعقول أنه لم يزل مستولياً على جميع مخلوقاته بعد اختراعه لها , وكان العرشُ وغيره في ذلك سواء , فلا معنى لتأويلهم بإفراد العرش بالاستواء الذي هو في تأويلهم الفاسد استيلاءٌ وملكٌ وقهرٌ وغلبةٌ , قال: وذلك أيضاً يبين أنه على الحقيقة بقوله (ومن أصدق من الله قيلا) فلما رأى المصنفون إفراد ذكره بالاستواء غير الاستيلاء , فأقروا بوصفه بالاستواء على عرشه وأنه على الحقيقة لا على المجاز , لأنه الصادقُ في قيله , ووقفوا عن تكييف ذلك وتمثيله , إذ ليس كمثله شيء , هذا لفظه في شرحه.
الوجه الخامس عشر: أن الأشعري حكى إجماع أهل السنة على بُطلان تفسير الاستواء بالاستيلاء , ونحن نذكر لفظه بعينه الذي حكاه عنه أبو القاسم بن عساكر في كتاب تبيين كذب المفتري , وحكاه قبله أبو بكر بن فوْرك وهو موجود في كتبه , قال في كتاب الإبانة وهي آخر كتبه قال:
(باب ذكر الاستواء) إن قال قائلٌ: ما تقولون في الاستواء , قيل: نقول له: إن الله تعالى مستوٍ على عرشه , كمال قال تعالى (الرحمن على العرش استوى) , وساق الأدلةَ على ذلك , ثم قال: وقال قائلون من المعتزلة والجهمية والحرورية: إن معني قوله (الرحمن العرش استوى) أنه استولى ملكَ وقهر , وجحدوا أن يكون الله على عرشه كما قال أهلُ الحق , وذهبوا في الاستواء إلى القدرة , ولو كان هذا كما قالوا كان لا فرق بين العرش والأرض السابعة السفلى , لأن الله تعالى قادرٌ على كل شيء والأرض والسموات وكل شيء في العالم , فلو كان الله مستوياً على العرش. بمعنى الاستيلاء والقدرة لكان مستوياً على الأرض والحشوش والأنتان والأقدار , لأنه قادرٌ على الأشياء كلها , ولم نجد أحداً من المسلمين يقول إن الله مستوٍ على الحشوش والأخلية , فلا يجوزُ أن يكون معنى الاستواء على العرش على معنى هو عام في الأشياء كلها , ووجبَ أن يكون معنى الاستواء يختص بالعرش دون سائر الأشياء , وهكذا قال في كتابه الموجز وغيره من كتبه).
وإلى اللقاء مع بقية الشرح إن شاء الله تعالى
ـ[موراني]ــــــــ[24 Jun 2004, 02:56 م]ـ
اضافة بسيطة الى ما جاء ذكره أعلاه في ذلك العرض القيم والدقيق:
لم يتركز ابن أبي زيد القيرواني على هذه المسائل في مقدمته للرسالة فقط.
بل جاء في آخر الجزء الثالث لكتابه (الذب عن مذهب مالك بن أنس في غير شيء من أصوله وبعض مسائله من فروعه وكشف ما لبس به بعض أهل الخلاف وما جهله من مخارج الأسلاف) , مخطوط Chester Beatty وهو النسخة الفريدة للكتاب قد نسخها تلميذ المؤلف في سنة احدى وسبعين وثلاثمائة في حلقة ابن أبي زيد بالقيروان.
جاء في آخر الكتاب رد ابن أبي زيد على من قال بالقيروان بخلق القرآن.
وقبل وفاة الشيخ درس محمد بن عبد الله بن سعيد بن عابد المعافري هذا الكتاب على ابن أبي زيد وأخذ عنه أيضا رسالته المسماة بالاستظهار في الرد على البكرية (أو الفكرية) من طريق الاجازة.
أما كتاب الأمر والاقتداء بأهل المدينة , فهو أيضا كتاب يدخل في هذا الباب , فانه انتشر بين المشارقة برواية الأندلسيين في أواخر القرن الرابع على يد عبد الله بن الوليد الأندلسي الذي استوطن الاسكندرية وكان فيها من (سادات المغاربة) وتوفي عام 488 بالقدس. (ترتيب المدارك , ج 7 , ص 238.)
هذا , ويذكر ابن أبي زيد كتبه الاقتداء في مقدمة كتاب النوادر والزيادات (ج 1 , ص 4) , فما لا شك فيه أن هذه الكتاب تناول هذا الموضوع المذكور في هذه الرابط , اذ جاء ذكر الكتاب أيضا كما يلي:
الاقتداء بأهل السنة بأهل المدينة , وأيضا:
كتاب الأمر والاقتداء والنهي عن الشذوذ عن العلماء وايجاب وائتمام بأهل المدينة (أنظر فهرسة ابن خير الاشبيلي , ص 246).
ويتبين من هذه التفاصيل أن ابن أبي زيد باعتباره فقيها أكثر منه (متكلما) تناول هذه القضايا الحاسمة في رسائل مستقلة وخارج رسالته أيضا.
وقد اعتصم أهل السنة بالقيروان بالنهي عن القول بخلق القرآن وانفاء الرؤية وعن وصف صفات الله كما وصفتها المعتزلة في ذلك العصر.
تقديرا
موراني
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[29 Jun 2004, 06:13 م]ـ
الفائدة العاشرة
التأليف في العقيدة على منهج السلف:
المؤلفاتُ في العقيدة على منهج السلف كثيرةٌ جدا , منها مؤلفات مستقلة , ومنها مؤلفات تشتملُ على العقائد وغيرها. أما الكتب المشتملة على العقائد وغيرها فمثل صحيح البخاري فإنه يشتمل على سبعة وتسعين كتاباً , أولها كتاب الإيمان , وآخرها كتاب التوحيد , وبينهما كتبٌ أخرى , مثل كتاب القدر وكتاب الأنبياء وكتاب الاعتصام بالكتاب والسنة , ومثل صحيح مسلم ففيه كتاب الإيمان , وهو أول الكتب , وكتاب القدر وغير ذلك , وكذا كتاب السنن الأربعة وغيرها , تشتمل على كتب العقيدة بعضها باسم الإيمان , وبعضها باسم السنة مثل كتاب السنة في سنن أبي داود.
وأما المؤلفات المستقلة في العقيدة فتنقسم إلى قسمين:
مؤلفات على طريقة المتقدمين , ومؤلفات على طريقة المتأخرين.
أما المؤلفات التي على طريقة المتقدمين , فهي تعني غالباً بإيراد الأحاديث والآثار مسندة , وفيها أسماء يدخل تحتها عدة مسميات , كالإيمان , والسنة , والرد على الجهمية , فمن المؤلفات باسم الإيمان: الإيمان لأبي بكر بن أبي شيبة , ولأبي القاسم بن سلام , ولابن أبي عمر العدني , ولابن منده , وغيرها.
ومن المؤلفات باسم السنة: السنة لمحمد بن نصر المرروزي , ولابن أبي عاصم , ولعبدالله بن الإمام أحمد , وللاّلكائي , وللخلال , ولابن شاهين , وأصول السنة لابن أبي زمنين , وشرح السنة للمزني وللبربهاري , والمختار في أًصول السنة لابن البنا.
ومن المؤلفات بسام الرد على الجهمية: الردّ على الجهمية للإمام أحمد , ولعثمان بن سعيد الدارمي , ولابن منده.
وهناك مؤلفات أخرى , كالتوحيد لابن خزيمة , والتوحيد لابن منده , والشريعة للآجري , والحُجة في بيان المحجّة لإسماعيل الأصبهاني , وعقيدة السلف وأصحاب الحديث للصابوني , وخلق أفعال العباد للبخاري , والعرش لابن أبي شيبة , والقدر للفرياني , والعظمة لأبي الشيخ , والرؤية والنزول والصفات كلها للدارقطني , وتعظيم قدر الصلاة لمحمد بن نصر المروزي , والبعث والنشور لأبي داود , وصفة الجنة والإمامة والرد على الرافضة كلاهما لأبي نعيم , وذم الكلام وأهله للهروي , والإبانة الكبرى لابن بطة.
وللمتقدمين والمتأخرين مؤلفات تشتمل على مسائل العقيدة باختصار من دون أسانيد , ككتاب السنة لأحمد , وعقيدة أهل السنة والجماعة للطحاوي , ومقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني , وصريح السنة لابن جرير الطبري , واعتقاد أهل السنة لأبي بكر الإسماعيلي , والإبانة الصغرى لابن بطة , والإبانة لأبي الحسن الأشعري , وعقيدة الحافظ عبدالغني , ولمعة والعلو كلاهما لابن قدامة , والعقيدة الواسطية والتدمرية والحموية كلها لابن تيمية.
وأما المؤلفات على طريقة المتأخرين , فهي تُعنى بإيراد الآيات والأحاديث والآثار والرد على المخالفين في كل موضوع على حده.
وعند ذكر الأحاديث والآثار يعزونها إلى كتب المؤلفين المتقدمين المسندة , فيُقال: رواه البخاري ومسلم وأبو داود , دون أن يذكروا شيئاً من الأسانيد , مثل الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار ليحيى العمراني , وشرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي , ومنهاج السنة ودرء تعارض العقل والنقل والإيمان كلها لابن تيمية , والعلو للذهبي , واجتماع الجيوش الإسلامية وحادي الأرواح إلى بلاد الأفراح والصواعق المرسلة علىالجهمية والمعطلة كلها لابن القيم , ومختصر الواعق المرسلة لمحمد بن الموصلي , وكتاب التوحيد للشيخ محمد عبدالوهاب , وشرحه تيسير العزيز الحميد لحفيده سليمان بن عبدالله , وشرحه الفتح المجيد لحفيده الشيخ عبدالرحمن بن حسن.
وما ذكرته من الكتب تمثيل وليس استقصاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما غَمز بعض المبتدعة بعضَ السنة لاشتمالها على أحاديث ضعيفة أو موضوعة فمردودٌ , وذلك أن عادة المحدثين إذا أسندوا الأحاديث فقد أحالوا المشتغلين بالعلم إلى أسانيدها للنظر فيها , وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة 4/ 15 أن عادة المحدثين أنهم يروون جميع ما في الباب لأجل المعرفة بذلك , وإن كان لا يحتج من ذلك إلا ببعضه , وذكر أيضاً أن المحدث يروي ما سمعه كما سمعه والدَّرك على غيرهلا عليه , وأهل العلم ينظرون في ذلك , وفي رجاله وإسناده وقال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان 3/ 75 (أكثرُ المحدثين في الأعصار الماضية من سنة مائتين جرّا إذا ساقوا الحديثَ بإسناده اعتقدوا أنهم برئوا من عهدتنه , والله أعلم).
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[06 Jul 2004, 05:40 م]ـ
نصُّ مقدِّمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني
من طبعة الجامعة الإسلامية بالمدينة
باب ما تنطق به الألسنة وتعتقده الأفئدة من واجب أمور الديانات
من ذلك الإيمانُ بالقلب والنُّطقُ أنَّ الله إلهٌ واحدٌ لا إله غيرُه , ولا شبيهَ له , ولا نَظيرَ له , ولا وَلَدَ له , ولا وَالِدَ له , ولا صاحبة له , ولا شريكَ له.
ليس لأَوَّلِيَّتِهِ ابتداءٌ , ولا لآخِريّتِه انقضَاءٌ , لا يَبْلُغُ كُنْهَ صِفَتِهِ الواصفون , ولاَ يُحيطُ بأمرِه المُتَفَكِّرونَ , يَعتَبِرُ المتفَكَّرونَ , بآياته , ولا يَتَفكَّرونَ في مَاهِيَةِ (1) ذاتِه , ولا يُحيطون بشيءٍ من عِلمه إلاَّ بِما شاء وَسِعَ كرْسِيُّه السَّموات والأرض , ولايِؤُوده حفظُهما وهو العليُّ العَظيمُ.
العالِمُ (2) الخبيرُ , المُدَبِّرُ القَديرُ , السَّمِيعُ البصيرُ , العَلِيُّ الكَبيرُ , وَانَّه فوقُ عَرشه المجيد بذاته , وهو في كلِّ مَكان بعِلمه.
خَلَقَ الإنسانَ , ويَعلمُ ما تُوَسْوِسُ به نفسُه , وهو أَقَرَبُ إليهِ من حَبْلِ الوَريدِ , وما تَسْقُطُ إلاَّ يَعلَمُها ولاَ حَبَّةٍ في ظُلُمَات الأرضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلا يابِس إلاَّ في كتاب مُبين.
على العرشِ استْوَى , وعَلى المُلْكِ احْتَوى , وله الأسماء الحُسنى والصِّفاتُ العُلى , لَم يَزَل بِجَميعِ صفاتهِ وأسمائِه , تَعالى أن تكون صفاتُه مَخلوقَةً , وأسماؤُه مُحْدَثَةً.
كلَّ موسى بكلامِه الَّذي هو صفةُ ذاتِه , ولا خلْقٌ مِن خَلقه , وَتَجَلَّى للجَبَل فصار دَكاًّ مِن جلالِه , وأنَّ القرآنَ كلامُ الله , وليس بمخلُوقٍ فَيبِيدُ , ولا صفة لمخلوقٍ فَيَنْفَدُ.
والإيمانُ بالقدَرِ خَيْرِه وشَرِّه , حُلْوِهِ وَمُرِّهِ , وكلُّ ذلك قَد قّدَّرَهُ اللهُ رَبُّنا , ومقاديرُ الأمورِ بيدِه , ومَصدَرُها عن قضائِه.
عَلِمَ كلَّ شيْءٍ قَبل كَونِه , فجَرَى على قَدَرِه , لا يَكون مِن عِباده قَولٌ ولا عَملٌ إلاَّ وقدْ قَضَاهُ وسبق عِلْمُه به , (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ).
يُضلُّ مَن يشاء , فيَخْذُلُه بعدْلِه , ويُهدي مَن يَشاء , فَيُوَفِّقُه بفضلِه , فكَلٌّ مُيَسَّرٌ إلى ما سَبَقَ مِن علمه وقَدَؤِه , مِن شقِيٍّ أو سعيدٍ.
تعالَى أن يكونَ في مُلْكِهِ ما لا يُريد , أو يكون لأَحَد عنه غنِىً خالقاً لكلِّ شيءٍ , ألاَ هو (3) رَبُّ العباد ورَبُّ أعمالِهم , والمُقَدِّرُ لِحَركاتِهم وآجالِهم.
الباعثُ الرُّسُل إليهِم لإقَامَةِ الحُجَّةِ عَلَيهم.
ثُمَّ خَتَمَ الرِّسالة والنَّذَارَةَ والنُّبُوَةَ بمحمَّد نَبيَّه صلى الله عليه وسلم (4) فجَعَلَه آخرَ المرْسَلين , بَشِيراً ونَذِيراً , وداعياً إلى الله يإذنِه وسِراجاً منيراً , وأنزَلَ عَليه كتابِه الحَكِيمَ , وشَرَحَ به دينَه القَويمَ , وهّدّى به الصِّرَاطَ المستَقيمَ.
وأنَّ الساَّعة َ آتَية ٌلا رَيْبَ فيها , وأنَّ الله يَبعَثُ مَن يَموتُ , كما بدأهم يعودون.
وأنَّ الله سبحانه وتعالَى ضاعَفَ لعباده المؤمنين الحسَنات , وصَفَحَ لهم بالتَّوبَة عن كبائرِ السيَّئات , وغَفَرَ لهم الصَّغائِرَ باجْتناب الكبائِر , وجَعَلَ مَن لَم يَتُبْ مِنَ الكبائر صَائراً إلى مَشيئتِه (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومَن عاقَبَه اللهُ بنارِه أخرجه مِنها بإيمانِه , فأدخَلَه به جَنَّتَه (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ) ويُخرِجُ منها بشفاعة النَّبِي صلى الله عليه وسلم مَن شَفَعَ لَه مِن أهلِ الكبائِر مِن أمَّتِه.
وأنَّ الله سبحانه قد خَلَقَ الجَنَّةَ فأَعَدَّها دارَ خُلُود لأوليائِه , وأكرَمهم فيها بالنَّظر إلّى وَجْهْه الكريم , وهي الَّتِي أَهْبَطَ منها آدَمَ نبِيَّه وخلِيفَتَه إلى أَرضِه , بما (5) سَبَقَ فِي سابِق عِلمِه.
وخَلَقَ النَّارَ فأعَدَّها دَارَ خُلُود لِمَن كَفَرَ به وألْحد في آياتِه وكتُبه ورُسُلِه , وجَعَلَهم مَحجُوبِين عن رُؤيَتِه.
وأنَّ الله تبارك وتعالى يَجيءُ يَومَ القيامَةِ وَالمَلَكُ صَفاًّ صَفاًّ , لِعَرْضِ الأُمَمِ وَحِسَابِهَا وثَوابِها , وتُوضَعُ الموازِين لَوَزْنِ أَعْمَالِ العِبَادِ , فمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأولئك هم المُفلِحون , ويُؤْتَوْنَ صَحائِفهم بأعمَالِهم , فمَن أُوتِي كتابَه بيمينه فسوف يُحاسَبُ حِساباً يَسيراً , ومَن أُوتِي كتابَه ورَاء ظَهْرِه فأولئِك يَصْلَوْنَ سَعيراً.
وأنَّّ الصَّرَاطَ حَقًّ , يَجُوزُه العبادُ بِقَدْرِ أعمالِهم , فناجُون مُتفاوِتُون في سُرعَة النَّجاةِ عليه مِن نار جَهَنَّم , وقَوْمٌ أَوْبَقَتْهُمْ فيها أعمالُهم.
والإيمانُ بِحَوْضِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم , تَرِدُهُ أمَّتُهُ لاَ يَظْمَأُ مَ شَرب مِنه , ويُذَادُ عنه مَنْ بَدَّلَ وغَيَّرَ.
وأنَّ الإيمانَ قَولٌ باللّسانِ , وإخلاَصٌ بالقلب , وعَمَلٌ بالجوارِح , يَزيد بزيادَة الأعمالِ , ويَنقُصُ بنَقْصِها (6) , فيكون فيها النَّقصُ وبها الزِّيادَة , ولا يَكْمُلُ قَولُ الإيمانِ إلاَّ بالعمل , ولا قَولٌ وعَمَلٌ إلاَّ بنِيَّة (7) , ولا قولٌ وعَمَلٌ وَنِيَّةٌ إلاَّ بمُوافَقَة السُّنَّ.
وأنَّه لا يكفرُ أَحدٌ بذَنب مِنْ أهْل القِبلَة.
وأنَّ الشُّهداءَ أحياءٌ عند ربِّهم يُرْزَقونَ , وأرْواحُ أهْل السَّعادَةِ باقِيةٌ ناعِمةٌ إلى يوم يُبْعَثون , وأرواحُ أهلِ الشَّقاوَةِ (8) مُعَذَّبَةٌ إلى يَوم الدِّين.
وأنَّ المؤمنِين يُفْتَنُونَ في قُبُورِهم ويُسْأَلُون (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ).
وأنَّ على العباد حَفَظَةً يَكتُبون أعمالَهم , ولا يَسقُطُ شيْءٌ مِن ذلك عَن عِلمِ ربِّهِم , وأنَّ مَلَكَ الموتِ يَقْبِضُ الأرواحَ بإذن ربِّه.
وأنَّ خيْرَ القرون القرنُ الَّذين رَأَوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم , وآمَنوا به , ثمَّ الَّذين يَلُونَهم ثمَّ الَّذين يَلونَهم.
وَأفْضَلُ الصحابة (9) الخُلَفاءُ الرَّاشدون المَهْديُّون , أبو بكر ثمَّ عُمر ثمَّ عُثمان ثمَّ عليٌّ رضي الله عنهم أجمعين.
وأن لاَ يُذكَرَ أَحَدٌ مِن صحابَةِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم إلاَّ بأحْسَن ذِكْرٍ , والإِمساك عمَّا شَجَرَ بَينهم , وأنَّهم أحَقُّ النَّاس أن يُلْتَمَسَ لَهم أَحَسَن المخارج , ويُظَنَّ بهم أحْسن المذاهب.
والطَّاعة لأئمَّة المسلمين مِن وُلاَة أمورِهم (10) وعُلمائهم , اتِّباعُ السَّلَفِ الصَّالِح واقتفاءُ آثارِهم , والاستغفارُ لهم , وتَركُ المراءِ والجِدَالِ في الدِّين , وتَركُ ما أَحْدَثَهُ المُحْدِثُونَ.
وصلَّى الله على سيِّدنا محمَّد] نبيِّه [(11) وعلى آله وأزواجهِ وذريته , وسلَّّم تَسليماً كثيراً.
ـــــــــــــــــــــ
1) في نسخة (مائية)
2) في نسخة (العليم)
3) في نسخة (إلا هو)
4) في نسخة (محمد صلى الله عليه وسلم)
5) في نسخة (لِما)
6) في نسخة (بنقص الأعمال)
7) في نسخة (وأنه لا قول ولا عمل إلا بنية)
8) في نسخة (الشقاء)
9) في نسخة (أصحابه)
10) في نسخة (أمرهم)
11) ما بين المعقوفين زيادة في نسخة
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[23 Jul 2004, 03:28 ص]ـ
نظم مقدِّمة الرِّسالة
للشيخ أحمد بن مشرَّف الأحسائي المالكي المتوفى سنة 1285 هـ
نقلاً من ديوانه ص17
الحمدُ لله حمداً ليس مُنحصرا ... على أياديه ما يخفى وما ظهرَا
ثم الصلاةُ وتسليمُ المهمينِ ما ... هبَّ الصبَّا فأدرَّ العارضَ المَطرَا
(يُتْبَعُ)
(/)
على الذي شاد بنيانَ الهُدى فسَما ... وساد كلَّ الَورَى فخراً وما افتخرَا
نبيِّنا أحمد الهادي وعَتْرته ... وصحبِه كلِّ مَن آوى ومن نصرَا
بعدُ فالعلمُ لم يظفر به أحدٌ ... إلاَّ سَمَا وبأسباب العُلى ظفرَا
لا سيما أصل علم الدِّين إنّ َ به ... سعادةَ العبد والمنْجَى إذا حُشرَا
باب ما تعتقدُه القلوب وتنطق به الألسن من واجب أمور الديانات
وأولُ الفرض إيمانُ الفؤاد كذا ... نُطقُ اللِّسانِ بما في الذِّكر قد سُطرَا
أنَّ الإلهَ إلهٌ واحدٌ صَمد ... فلا إله سوى مَن للأنام برَا
ربُّ السموات والأرضين ليس لنا ... ربٌّ سواه تعالى مَن لنا فطرَا
وأنهُ موجدُ الأشياء أجمعها ... بلا شريك ولا عَونْ ولا وُزرَا
وهو المُنزه عن ولد وصاحبة ... ووالد وعن الأشباه والنُّظرَا
لا يبلغن كُنْه وصفة الله واصفُه ... ولا يحيط به علماً مَن افتكرَا
وأنَّه أوَّل باق فليس له ... بدءٌ ولا منتهى سبحان من قدرَا
حيٌّ عليم ٌ قديرٌ والكلام له ... فرد ٌ سميعٌ بصيرٌ ما أراد جرَى
وأنَّ كرسيَّه قد وسعَا ... كلَّ السموات والأرضين إذ كبرَا
ولم يزل فوق ذاك العرش خالقُنا ... بذاته فاسأل الوحيين والفطرَا
إنَّ العلوَّ به الأخبارُ قد وردتْ ... عن الرَّسول فتابِع مَن رَوى وقرَا
فالله حق على المُلك احتوى وعلى الـ ... ـعرش استوى وعن التكييف كُن حَذِرَا
والله بالعلمِ في كلِّ الأماكن لا ... يخفاه شيءٌ سميعٌ شاهدٌ ويرَى
وأنَّ أوصافَه ليست بمُحدَثة ... كذاك أسماؤه الحُسنى لِمَن ذكرَا
وأن تنْزيلَه القرآنَ أجمعَه ... كلامُه غيرُ خلق أعجز البشرَا
وحْيٌ تكلَّم مولانا القديمُ به ... ولم يزل من صفات الله مُعْتبرَا
يُتلَى ويُحمل حفظاً في الصدور كما ... بالحظِّ يُثبِتُه في الصُّحف مَن زَبَرَا
وأن موسى كليمُ الله كلَّمه ... إلههُ فوق ذاك الطور إذ حضرَا
فالله أسمعه مِن غير واسطة ... من وصفه كلمات تحتوي عِبرَا
حتى إذا هام سُكراً في محبَّته ... قال الكليم: إلَهي أسأل النَّظرَا
إليك. قال له الرحمن موعظة ... أنَّي ترانِي ونوري يُدهشُ البصرَا
فانظر إلى الطور إن يثبت مكانته ... إذا رأى بعضَ أنواري فسوف ترَى
حتى إذا تَجلى ذو الجلال له ... تصدَّع الطورُ من خَوف وما اصطبرَا
فصل في الإيمان بالقدر خيره وشرِّه
وبالقضاء و بالأقدار أجمعها ... إيمانُنا واجبٌ شرعاً كما ذكرَا
فكلُّ شيء قضاه الله من أزَل ... طرًّا وفي لوحه المحفوظ قد سطرَا
وكلُّ ما كان من همٍّ و من فَرح ... ومن ضلال و من شكران مَن شكرَا
فإنَّه من قضاء الله قدَّره ... فلا تكن أنت مِمَّن ينكر القدرَا
والله خالقُ أفعال العباد و ما ... يجري عليهم فعن أمر الإلَه جرَا
ففي يديه مقادير الأمور و عن ... قضائه كلُّ شيء في الورى صدرَا
فمَن هَدى فبمحض الفضل وفَّقه ... و من أضلَّ بعدل منه قد كفرَا
فليس في مُلكه شيءٌ يكون سوى ... ما شاءه الله نفعاً كان أو ضررَا
فضلٌ في عذاب القبر وفتنته
و ل م تَمُت قطُّ من نفس وما قُتلت ... من قبل إكمالها الرِّزق الذي قُدرَا
وكلُّ روح رسولُ الموت يقبضُها ... بإذن مولاه إذ تستكمل العُمُرَا
وكلُّ من مات مسئولٌ ومفتتنٌ ... من حين يوضعُ مقبرواً ليُختبرَا
و أنَّ أرواحَ أصحاب السعادة في ... جنَّات عدن كطير يعلق الشَّجَرَا
لكنَّما الشُّهَدا أحيا و أنفسهم ... في جوف طير حسان تُعجب النَّظَرَا
وأنَّها في جنان الخلد سارحةٌ ... من كلِّ ما تشتهي تجني بها الثَّمرَا
وأنَّ أرواح من يشقى معذَّبةٌ ... حتَّى تكون مع الجُثمان في سَقَرَا
وأنَّ نفخةَ إسرافيلَ ثانية ... في الصُّور حقٌّ فيحيى كلُّ مَن قُبرَا
كما بدا خلقهم ربِّي يُعيدُهم ... سبحان من أنشأ الأرواحُ و الصُّوَرَا
حتى إذا ما دعا للجمع صارخُه ... و كلُّ ميْت من الأموات قد نُشرَا
قال الإلَه: قِفوهم للسؤال لكي ... يقتصَّ مظلُومُهم مِمَّن له قَهَرَا
فيوقَفون ألوفاً من سنينهمُ ... والشمسُ دانيةٌ والرَّشْحُ قد كثُرَا
وجاء ربُّك و الأملاكُ قاطبة ... لهم صفوفٌ أحاطت بالورى زُمرَا
وجيء يومئذ بالنار تسحبُها ... خزانها فأهالت كلَّ مَن نظرَا
لها زفيرٌ شديدٌ من تغيظها ... على العُصاة وترمي نحوهم شرَرَا
ويرسل الله صُحف الخلق حاويةً ... أعمالَهم كلَّ شيء جلَّ أو صغُرَا
(يُتْبَعُ)
(/)
فمَن تلقَّته باليمنى صحيفتُه ... فهْو السَّعيد الذي بالفوز قد ظفرَا
ومن يكن باليد اليسرى تناوُلها ... دعا ثُبوراً وللنيران قد حُشرَا
ووزنُ أعمالهم حقٌّ فإن ثقلت ... بالخير فاز وإن خفَّت فقد خسرَا
وأنَّ بالمثل تُجزى السيَّئات كما ... يكون في الحسنات الضِّعف قد وفرَا
وكلُّ ذنب سوى الإشراكِ يغفرُه ... ربِّي لِمَن شا وليس الشركُ مُغتفرَا
وجنَّة الخُلد لا تفنى وساكنُها ... مخَّلدٌ ليس يخشى الموتَ والكبرَا
أعدهَّا اللهُ داراً للخلود لِمَن ... يخشى الإلَهَ وللنَّعماء شمسَ الظهر والقمرَا
كذلك النارُ لا تفنى وساكنُها ... أعدهَّا الله مولانا لمَن كفرَا
ولا يخلد مَن يوَحِّدُه ... ولو بسفك دم المعصوم قد فَجَرَا
وكم يُنجي إلَهي بالشفاعة مِنْ ... خير البريِّة من عاص بِها سجرًا
[ SIZE=3] فصل في الإيمان بالحوض
وأنَّ للمصطفى حوضاً مسافتُه ... ما بين صَنْعَا وبُصرَى هكذا ذكرَا
أحلَى من العصل الصافي مذاقتُه ... وأنَّ كِيزَانَه مثلُ النجوم تُرَى
ولم يَرِدْه سوى أتباع سُنَّته ... سيماهم: أن يُرى التَّحجيل والغُرَرَا
وكم يُنحَّى ويُنفَى كلُّ مبتدع ... عن وِرْدِه ورجالٌ أحدثوا الغيرَا
وأن جسراً على النِّيران يَعبُرُه ... بسرعة مَن لمنهاجِ الهُدى عبَرَا
وأنَّ إيْمَانَنا شرعاً حقيقتُه ... قصدٌ وقولٌ وفعلٌ للذي أمرَا
وأنَّ معصيةَ الرحْمن تُنقصُه ... كما يزيد بطاعات الذي شَكَرَا
وأنَّ طاعةَ أولي الأمر واجبةٌ ... من الهُداة نجوم العلم والأُمرَا
إلاَّ إذا أمروا يوماً بمعصية ... من المعاصي فيُلغى أمرهم هَدَرَا
وأنَّ أفضلَ قرن للَّذين رأوا ... نبيَّنا وبهم دينُ الهُدى نُصرَا
أعِني الصحابةَ رُهبانٌ بليلهمُ ... وفي النهار لدى الهّيْجَا لُيوث شَرَى
وخيرُهم مَن ولِي منهم خلافته ... والسَّبق في الفضل للصِّدِّيق معْ عُمَرَا
والتابعون بإحسان لهم وكذا ... أتباع أتباعهم مِمَّن قفى الأثَرَا
وواجبٌ ذِكرُ كلّ من صحابته ... بالخير والكفُّ عمَّا بينهم شَجَرَا
فلا تخُض في حروب بينهم وقعت ... عن اجتهاد وكنْ إن خُضتَ معتذِرَا
والاقتداءُ بهم في الدِّين مفتَرَضٌ ** فاقَتد بهم واتَّبع الآثار والسُّوَرَا
وتركُ ما أحدثه المُحدِثون فكم ... ضلالة تبعت والدِّين قد هُجِرَا
إنْ الهُدى ما هدى الهادي إليه وما ... به الكتاب كتاب الله قد أمَرَا
فلا مراء وما في الدِّين من جدلِ ... وهل يُجادل إلاَّ كلُّ مَن كفرَِا
فهاك في مذهب الأسلاف قافيةً ... نظماً بديعاً وجيزَ اللَّفظ مختصرًا
يحوي مهمّات باب في العقيدة من ... رسالة ابن أبي زيد الذي اشتهرَا
والحمد لله مولانا ونسأله ... غفران ما قلَّ من ذنب وما كثرَا
ثمَّ الصلاةُ على مَن عمَّ بعثته ... فأنذر الثَّقلين الجنّ والبَشَرَا
ودينُه نَسَخ الأديانَ أجمَعَها ... وليس يُنْسَخُ ما دام الصَّفَا وحرَا
محمد خير كلِّ العالَمين ... ختم النبيِّين والرُّسل الكرام جَرَا
وليس من بعده يوحَى إلى أحد ... ومن أجاز فحَلَّ قتلُه هَدَرَا
والآلُ والصَّحبُ ما ناحت على فنَن ... وَرْقَا ومَا غرَّدت قُمْريّة سَحَرَا
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[11 Aug 2004, 02:31 ص]ـ
1 - قوله (باب ما تنطق به الألسنة وتعتقده الأفئدة من واجب أمور الديانات
من ذلك الإيمانُ بالقلب والنُّطقُ أنَّ الله إلهٌ واحدٌ لا إله غيرُه , ولا شبيهَ له , ولا نَظيرَ له , ولا وَلَدَ له , ولا وَالِدَ له , ولا صاحبة له , ولا شريكَ له)
عقد ابنُ أبي زيد القيرواني رحمه الله , هذا البابَ في مقدمة رسالته بالفقه , لأنه لَم يجعل التأليف في العقيدة مستقلاًّ , بل أتي به تحت هذا الباب في مقدمة رسالته , فصارت رسالتُه في الفقه , جمعت بين الفقهين: الفقه الأكبر , وهو ما يتعلق بالعقيدة التي لا مجال فيها للاجتهاد , وفقه الفروع , الذي فيه مجال للاجتهاد.
وما ذكره من التنصيص على قول اللِّسان واعتقاد القلب بين يدي هذه العقيدة , لأن ما يعتقدُ مطلوبٌ فيه أن يكون في القلب , وأن يكون على اللِّّسان , ولا يقال: إنه لم يذكر الأعمال , فيُشابه مرجئة الفقهاء , لأنه قد ذكر في المقدمة أن الإيمان يكون بالقلب واللسان والعمل.
وكلامُ ابن أبي زيد رحمه الله , هذا مشتملٌ على إثبات ألوهية الله وحده , وعلى النفي لأمور سبعة: نفيُ الإلهية عن غيره , ونفي التشبيه , ونفي النظير , ونفي الولد , ونفي الصاحبة , ونفيُ الشريك.
فقوله (أن الله واحدٌ لا إله غيره) مأخوذ من قوله تعالى (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ) وهو مشتملٌ على بيان أن الله وحدَه هو الإلهُ الحق الذي يجب أن تُفرد له العبادة وأن لا يكون لغيره نصيبٌ منها , ولهذا الأمر العظيم أرسل اللهُ الرسل وأنرل الكتب , كما قال الله عز وجل (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) , وقال (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) , وقال (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) , فالله خلق الخلق , وأرسل الرسل , وأنزل الكتب لأمرهم بعبادته وحده , وترك عبادة غيره , وهذا النوع من التوحيد – وهو توحيد الألوهية , وهو إفراد الله بالعبادة – هو أحدُ أنواع التوحيد الثلاثة , التي هي توحيد الألوهية وتوحي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[12 Aug 2004, 09:58 ص]ـ
1 - قوله (باب ما تنطق به الألسنة وتعتقده الأفئدة من واجب أمور الديانات
من ذلك الإيمانُ بالقلب والنُّطقُ أنَّ الله إلهٌ واحدٌ لا إله غيرُه , ولا شبيهَ له , ولا نَظيرَ له , ولا وَلَدَ له , ولا وَالِدَ له , ولا صاحبة له , ولا شريكَ له)
عقد ابنُ أبي زيد القيرواني رحمه الله , هذا البابَ في مقدمة رسالته بالفقه , لأنه لَم يجعل التأليف في العقيدة مستقلاًّ , بل أتي به تحت هذا الباب في مقدمة رسالته , فصارت رسالتُه في الفقه , جمعت بين الفقهين: الفقه الأكبر , وهو ما يتعلق بالعقيدة التي لا مجال فيها للاجتهاد , وفقه الفروع , الذي فيه مجال للاجتهاد.
وما ذكره من التنصيص على قول اللِّسان واعتقاد القلب بين يدي هذه العقيدة , لأن ما يعتقدُ مطلوبٌ فيه أن يكون في القلب , وأن يكون على اللِّّسان , ولا يقال: إنه لم يذكر الأعمال , فيُشابه مرجئة الفقهاء , لأنه قد ذكر في المقدمة أن الإيمان يكون بالقلب واللسان والعمل.
وكلامُ ابن أبي زيد رحمه الله , هذا مشتملٌ على إثبات ألوهية الله وحده , وعلى النفي لأمور سبعة: نفيُ الإلهية عن غيره , ونفي التشبيه , ونفي النظير , ونفي الولد , ونفي الصاحبة , ونفيُ الشريك.
فقوله (أن الله واحدٌ لا إله غيره) مأخوذ من قوله تعالى (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ) وهو مشتملٌ على بيان أن الله وحدَه هو الإلهُ الحق الذي يجب أن تُفرد له العبادة وأن لا يكون لغيره نصيبٌ منها , ولهذا الأمر العظيم أرسل اللهُ الرسل وأنرل الكتب , كما قال الله عز وجل (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) , وقال (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) , وقال (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) , فالله خلق الخلق , وأرسل الرسل , وأنزل الكتب لأمرهم بعبادته وحده , وترك عبادة غيره , وهذا النوع من التوحيد – وهو توحيد الألوهية , وهو إفراد الله بالعبادة – هو أحدُ أنواع التوحيد الثلاثة , التي هي توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات.
فتوحيد الألوهية: توحيد الله بأفعال العبد , كالدعاء والاستغاثة والاستعاذة والذبح والنذر , وغيرها من أنواع العبادة , كلها يجب على العباد أن يخصوا الله تعالى بها , وأن لا يجعلوا له فيها شريكاً.
وتوحيد الربوبية: هو توحيد الله بأفعاله , كالخلق والرزق والإحياء والإماتة والتصرف في الكون , وغير ذلك من أفعال الله التي هومختصٌّ بها , لا شريك له فيها.
وتوحيد الأسماء والصفات: هو إثباتُ ما أثبته الله لنفسه وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الاسماء والصفات على وجه يليق بكمال الله وجلاله , من غير تمثيل أو تكييف , ومن غير تحريف أو تعطيل.
وهذا التقسيم لأنواع التوحيد عرف بالاستقراء من نصوص الكتاب والسنة , ويتضح ذلك بأول سورة في القرآن وآخر سورة , فإن كلا منهما مشتملةٌ على أنواع التوحيد الثلاثة.
فأما سورة الفاتحة فإن الآية الأولى فيها , وهي (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) مشتملةٌ على هذه الأنواع , فإن (الْحَمْدُ لِلَّهِ) فيها توحيد الألوهية , لأن إضافة الحمد إليه من العباد عبادة , وفي قوله (رَبِّ الْعَالَمِينَ) إثبات توحيد الربوبية , وهو كون الله عز وجل رب العالمين , والعالَمون , هم كل من سوى الله , فإنه ليس في الوجود إلا خالق ومخلوق , والله الخالق , وكل من سواه مخلوق , ومن أسماء الله الرب.
وقوله (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) مشتمل على توحيد الأسماء والصفات , والرحمن الرحيم اسمان من أسماء الله يدُلان على صفة من صفات الله , وهي الرحمة , و أسماءُ الله كلها مشتقةٌ , وليس فيها اسم جامد , وكل اسم من الأسماء يدل على صفة من صفاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
و (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) فيه إثبات توحيد الربوبية , وهو سبحانه مالك الدنيا والآخرة , وإنما خصَّ يوم الدين بأن الله مالكُه , لأن ذلك اليوم يخضعُ فيه الجميع لرب العالمين , بخلاف الدنيا , فإنه وُجد فيها من عتا وتَجبر , وقال (فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى)
وقوله (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) فيه إثباتُ توحيد الألوهية , وتقديم المفعول وهو (إِيَّاكَ) يُفيد الحصرَ , والمعنى: نخصكَ بالعبادة والاستعانة , ولا نشرك معك أحداً.
وقوله (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ) فيه إثبات الألوهية , فإنَّ طلبَ الهداية من الله دعاءٌ , وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الدعاءُ العبادة) فيسأل العبدُ ربَّه في هذا الدعاء أن يَهديه المستقيم الذي سلكه النبيون والصدِّيقون والشهداء والصحون , هم أهل التوحيد ويسأله أن يُجنبه طريق المغضوب عليهم والضالين , الذين لم يحصل منهم التوحيد , بل حصل منهم الشرك بالله وعبادةُ غيره معه.
وأما سورة الناس فقوله تعالى (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) فيه إثباتُ أنواع التوحيد الثلاثة , فإن الاستعاذة بالله من توحيد الألوهية.
و (بِرَبِّ النَّاسِ) فيه إثبات الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات , وهو مثل قول الله عز وجل في الأول الفاتحة (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
وقوله (مَلِكِ النَّاسِ) فيه إثبات الربوبية والأسماء والصفات.
و (إِلَهِ النَّاسِ) فيه إثبات الألوهية والأسماء والصفات.
والنسبة بين أنواع التوحيد الثلاث هذه أن يقال (إن توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات مستلزمان لتوحيد الألوهية , وتوحيد الألوهية متضمن لهما) والمعنى أن من أقر بالألوهية فإنه يكون مقرا بتوحيد الربوبية وبتوحيد الأسماء والصفات , لأن مَن أقر بأن الله هو المعبود وحده فخصَّه بالعبادة ولم يجعل له شريكاً فيها , لا يكون منكراً بأن الله هو الخالق الرازق المُحيي المميتُ , وأن له الأسماء والصفات العُلى.
وأما من أقر بتوحيد الألوهية , وقد أقر الكفار الذين بُعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بتوحيد الربوبية , فلم يُدخلهم هذا الإقرار في الإٍسلام , بل قاتلهم حتى يعبدوا الله وحده لا شريك له , ولهذا يأتي كثيراً في القرآن تقريرُ توحيد الربوبية الذي أقر به الكفار , لإلزامهم بتوحيد الألوهية , ومن أمثلة ذلك قول الله عز وجل (أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ * أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ * أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ * أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * أَمَّنْ يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)
ففي كل آية من هذه الآيات تقريرُ توحيد الربوبية للإلزام بتوحيد الألوهية , فيقول في كل آية من هذه الآيات الخمس عقب تقرير توحيد الربوبية (أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ) والمعنى أن مَن تفرد بهذه الأفعال التي هي من أفعال الله وحده , يجبُ أن يُخص بالعبادة وحده , لأن مَن اختص بالخلق والإيجاد وغيرها من أفعال الله يجب أن يُخص بالعبادة وحده , وكيف يُعقل أن تكون المخلوقات التي كانت عدماً , وقد أوجدها الله , كيف يُعقل أن يكون لها نصيب من العبادة وهي مخلوقةٌ لله؟!.
ثم إنه لا بد لقبول العبادة والعمل الصالح من توفر شرطين:
(يُتْبَعُ)
(/)
أحدهما: أن يكون العمل لله خالصاً , والثاني: أن يكون لسُنة نبيه صلى الله عليه وسلم موافقاً.
فلا بد من تجريد الإخلاص لله وحده , ولا بد من تجريد المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم فلو وُجد العمل مبنيا على سُنة وفُقد شرط الإخلاص لم يُقبل , لقول الله عز وجل (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً) , ولو وُجد العملُ خالصاً لله لكنه لم يُبنَ على سُنة , بل بُني على البدع والمحدثات فإنه مردودٌ على صاحبه , لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) وفي لفظ لمسلم (من عملا عملاً ليس عليه أمرٌنا فهو رد) أي: مردود عليه غير مقبول منه.
ولا يُقال: إن العمل إذا كان خالصاً لله , ولم يكن مبنياًّ على سُنته , وكان قصدُ صاحبه حسناً أنه محمود ونافعٌ لصاحبه , ومِما يدل على ذلك أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قال للصحابي الذي ذبح أُضحيته قبل صلاة العيد (شاتُك شاةُ لحم) , فلم يعتبرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أُضحية , لأنها ذُبحت قبل ابتداء وقت الذبح الذي يبدأ بعد صلاة العيد , والحديث أخرجه البخاري (5666) ومسلم (1961) وقد قال الحافظ في شرحه في الفتح 10/ 17 (قال الشيخ أبو محمد بن أبي حمزة: وفيه أن العمل وإن وافق نية حسنةً لم يصح , إلا إذا وقع على وفق الشرع).
وفي سنن الدارمي 1/ 68 - 69: أن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه وقف على أناس في المسجد مُتحلقين وبأيديهم حصى ’ يقول أحدهم (كبروا مائة , فيُكبرون مائة , فيقول: هللوا مائة , فيُهللون مائة, فيقول: سبحوا مائة , فيُسبحون مائة , فقال: ما هذا الذي أراكم تصنعون؟ قالوا: يا أبا عبدالرحمن! حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح , قال: فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيعَ من حسناتكم شيءٌ , ويْحكم يا أمى محمد! ما أسرع هلكتكم! هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم , متوافرون وهذه ثيابُه لن تَبلَ , وآنيته لم تُكسر , والذي نفسي بيده إنكم لعلى مِلةٍ هي أهدى من مِلة محمد صلى الله عليه وسلم , أو مفتتحو باب ضلالة؟! قالوا: والله يا أبا عبدالرحمن! ما أردنا إلا الخير , قال: وكم من مريد للخير لن يصيبه). وهذا الأثر أورد الألباني في السلسلة الصحيحة رقم (2005).
وقل ابن أبي زيد رحمه الله (أن الله إلا واحد لا إله غيره) هو معنى كلمة الإخلاص (لا إله إلا الله) وهي مشتملةٌ على نفي عام وإثبات خاص فالنفي العام نفي العبادة عن كل مَن سوى الله , والإثبات الخاص إثباتها لله وحده , و (لا) نافيةٌ للجنس , وخبرها محذوفٌ تقديرُه: حقٌّ , والمقصود نفيُ وجود إله بحق سوى الله , وإلا فإن الآلهة بالباطل موجودةٌ وكثيرةٌ , وقد ذكر الله عن الكفار أنهم قالوا (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ).
والجملة الأولى من جُمل النفي السبع في كلام ابن أبي زيد (لا إله غيره) تأكيد لقوله (أن الله إلهٌ واحد) وختمها بقوله (ولا شريك له) , لبيان أن العبادة يجب أن تكون خالصة لله , وألا يكون له شريك في أي نوع من أنواع العبادة , والله تعالى واحدٌ في ربوبيته , وواحدٌ في ألوهيته , وواحدٌ في إسمائه وصفاته , وفلم يُشاركه أحدٌ في ألوهيته , فهو مستحق للعبادة دون من سواه , ولم يُشاركه أحد في ربوبيته , وفهو سبحانه وحده الخالقُ المدبر ولم يُشاركه أحد في أسمائه وصفاته , لأن المعاني اللائقة بالله لا يُشاركه أحدُ من خلقه فيها.
وقوله (ولا شبيه له ولا نظير) أي: أن اله لا مِثل له ولا يُشبه أحدُ من خلقه , بل هو المتفرد بصفاته , قال الله عز وجل (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) قال ابن كثير رحمه الله (أي ليس كخالق الأزواج كلها شيء , لأنه الفردُ الصمد الذي لا نظير له).
وهذه الآية أصلٌ في عقيدة أهل السنة في الأسماء والصفات , وهي الإثبات مع التنزيه , بخلاف المشبهة , فإن عندهم الإثبات مع التشبيه , وبخلاف المعطلة فإن عندهم التنزيه مع التعطيل , وأهل السنة أثبتوا الصفات , ونزهوها عن مشابهة المخلوقات.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله (وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) إثباتٌ لا سْمي السميع البصير , وهما يدلان على إثبات صفتي السمع والبصر.
وقوله (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) يدل على التنزيه , أي: أنه له سمعٌ لا كالأسماع , وبصرٌ لا كالأبصار.
وقال تعالى (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً) قال ابن كثير رحمه الله (قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: هل تعلمُ للربِّ مثلاً أو شبيهاً , وكذلك قال مجاهد وسعيد بن جُبير وقتادة وابن جريج وغيرهم).
وقال الله تعالى (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) والكفو هو المثلُ والنظير , قال القرطبي في تفسيره 20/ 246 (لم يكن له شبيهٌ ولا عدل , ليس كمثله شيء).
وكلمة (أَحَدٌ) جاءت في سياق النفي , فتكون عامةً في نفي كلِّ شبيه أو مثيل , وما جاء في تفسير ابن كثير من تفسير هذه الكلمة بالزوجة هو من قبيل التفسير بالمثال , وهذه الجملة من السورة مؤكدةٌ لما تقدم من الجُمل , ولا سيما الجملة الأولى , فهو سبحانه وتعالى أحدٌ , ولا يكون أحدٌ كفواً له.
وقوله (ولا وَلَدَ له , ولا وَالِدَ له , ولا صاحبةَ له) الصاحبةُ هي الزوجة , وقد جاء في القرآن نفي الولد والوالد والصاحبة عن الله عز وجل قال الله عز وجل (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) فنفى عنه الوالد والولد , ونفي عنه كل مثلٍ ونظير , ومنه الزوجة , وفي هذه السورة الكريمة إثباتُ أحديَّيه وصمديته , ونفيُ الأصول والفروع والنظراء عنه , فهو أحدٌ لا كُفء له , وهو صمدٌ لا ولد ولا والد له , والصمدُ هو الذي تصمد إليه الخلائق بحوائجها , وهو الغنيُّ عن كل مَن سواه , المفتقرُ إليه كل من عَداه , فلكمال غناه لا يحتاجُ إلي الوالد والولد , ولكونه واحداً أحداً لا يكون أحدٌ له مثلاً ونظيراً , والوالد جاء نفيهُ في القرآن الكريم في هذه السورة في قوله تعالى (وَلَمْ يُولَدْ) وأما الولد فقد جاء نفيهُ عن الله في آيات كثيرة , وذلك أن اليهود يقولون: عزيرٌ ابن الله , والنصارى يقولون: المسيح ابن الله , والكفار الذين بُعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: الملائكة بنات الله , ومن ذلك قول الله عز وجل في البقرة (وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ) وقال في المؤمنون (مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ) وقال في مريم (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً) وغير ذلك من الآيات منها في النساء والأنعام والتوبة ويونس والإسراء والكهف والأنبياء والصافات والزخرف والجن.
وأما الصاحبة فقد جاء نفيُها عن الله عز وجل في القرآن مع نفي الولد عنه في قوله عز وجل (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ ... ) وقوله في الجن (وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَداً) أي: تعالت عظمته.
وما جاء في كلام ابن أبي زيد - رحمه الله - من نفي الشبيه والنظير والوالد والولد والصاحبة هو نفيٌ على طريقة السلف , وهو نفيٌ متضمنٌ إثبات كمال الله عز وجل , فنفيُ الشبيه والنظير متضمنٌ إثبات كمال أحديته , ونفيُ الوالد والولد والصاحبة متضمن إثبات كمال غناه , وكل ما جاء في القرآن من نفي شيء من الله فإنه يتضمن إثبات كمال ضد ذلك المنفي , مثل قوله ( ... وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً) فإنه دال على إثبات كمال قدرته , وكذا قوله (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ) أي: من تعب , فهو متضمن إثبات كمال قدرته , ومثل قوله (وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) وهو دال على إثبات كمال عدله , وقوله (وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) فهو دال على إثبات علمه.
وهذا بخلاف النفي عند أهل الكلام , فإنه لا يدل على كمال , بل يُؤدي إلى تشبيه الله عز وجل بالمعدومات , وكما سبق إيضاح ذلك في الفائدة الثانية.
يتبع
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[16 Aug 2004, 07:35 م]ـ
ليس لأَوَّلِيَّتِهِ ابتداءٌ , ولا لآخِريّتِه انقضَاءٌ
كلام ابن أبي زيد هذا منتزعٌ من قول الله عز وجل (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) وفي هذه الآية إثبات اسم (الأول) لله عز وجل , الذي يدلُّ على أن كل شيء آيلٌ إليه , واسم (الآخر) الدالُّ على بقائه ودوامه وآخريته , وقد جاء تفسير الأسماء في هذه الآية في حديث مشتمل على دعاء وفيه (اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء , وأنتَ الآخر فليس بعدك شيء , وأنت الظاهر فليس فوقك شيء , وأنتَ الباطن فليس دونك شيء , اقْضِ عنَّا الدين وأغننا من الفقر) أخرجه مسلم في صحيحه 2713 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
ومعنى قول ابن أبي زيد هذا أن الله لم يسبقه عدم , ولا يلحقه عدم , وأما المخلوقات فلها بداية سبقها عدم , ولها نهاية يلحقها عدم.
وأما ما جاء في نصوص الكتاب والسنة من بقاء الجنة والنار ودوامهما ودوام أهلهما فيهما , فلا يُنافي كونه سبحانه الآخرَ الذي ليس بعده شيء , لأن بقاءه لازم لذاته , بخلاف الجنة والنار ومن فيهما , فإنه مكتسبٌ قد شاءه الله وأراده , ولو لم يشأه لم يحصل ولم يقع , قال ابن أبي العز الحنفي في شرح الطحاوية ص629 (وبقاء الجنة والنار ليس لذاتهما , بل بإبقاء الله لهما).
وقول ابن أبي زيد (ليس لأَوَّلِيَّتِهِ ابتداءٌ , ولا لآخِريّتِه انقضَاءٌ) أولى من قول الطحاوي في عقيدة أهل السنة والجماعة (قديمٌ بلا ابتداء , دائمٌ بلا انتهاء) لتعبيره بما يُطابق اسْمَي الله: الأول والآخر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[19 Aug 2004, 09:02 م]ـ
لا يَبْلُغُ كُنْهَ صِفَتِهِ الواصفون , ولاَ يُحيطُ بأمرِه المُتَفَكِّرونَ , يَعتَبِرُ المتفَكَّرونَ , بآياته , ولا يَتَفكَّرونَ في مَاهِيَةِ ذاتِه
أهل السنة يصفون الله بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم , على ما يليق به سبحانه وتعالى , مع فهم المعنى والجهل بالكيف , فهُم يُثبتون الصفات ولا يبحثون عن كيفياتها , وهم مفوضةٌ بالكيف دون المعنى , كما جاء واضحاً في الأثر المشهور عن مالك رحمه الله عندما سئُل عن كيفية الاستواء فقال (الاستواءُ معلوم , والكيف مجهول , والإيمان به واجب , والسؤال عنه بدعة).
ومعنى كلام ابن أبي زيد أنه لا يستطيع أحدٌ أن يصف الله بما هو عليه , بأن يعرف كيفية اتصافه بالصفات , لأن ذلك من الغيب الذي لا يعلمه إلا هو.
وقوله (ولاَ يُحيطُ بأمرِه المُتَفَكِّرونَ) أمرُ الله منه ما هو كوني قَدري , ومنه ما هو ديني شرعي , فالكونيُّ مقل قول الله عز وجل (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) , والشرعي مثل قوله (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى ... ).
وكل من الأمر الكوني والأمر الشرعي مشتملٌ على حكمة , فما قدره الله فلحكمة , وما شرعه الله فلحكمة , وقد يعلم العبادُ شيئاً من الحكم في الأمر الكوني القدري والأمر الشرعي , ولكنهم لا يحيطون بحكم الله في خلقه وشرعه , فإن الواجب الإيمان بالقدر , والاستسلامُ للأمر والنهي , سواء عرف العبادُ حكم ذلك لأم لم يعرفوها.
ولكنهم إذا عرفوا شيئاً من ذلك زاد إيمانهم ويقينهم , وإذا لم يعرفوا الحكمة في القدر والشرع فإن ذلك لا يثنيهم عن القيام بما هو واجب عليهم من الإيمان بالقدر والانقياد للأحكام الشرعية.
والذي اشتمل عليه كلام ابن أبي زيد رحمه الله نفيُ الإحاطة بالحكم والأسرار , لتعبيره (المُتَفَكِّرونَ) وليس المقصود معرفة الأحكام الشرعية , فإن ذلك مطلوبٌ في العلم والعمل , لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث (ما نهيتكم عن فاجتنبوه , وما أمرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم) أخرجه البخاري 7288 , ومسلم 1327.
وقوله (يَعتَبِرُ المتفَكَّرونَ بآياته) آيات الله نوعان: شرعية وكونية , فالآيات الشرعية هي التي اشتمل عليها القرآن الكريم , والآيات الكونية آياته في خلقه كالليل والنهار , والشمس والقمر وغير ذلك ويدل للاعتبار بالآيات الشرعية قول الله عز وجل (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) , وقوله (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) وقوله (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ).
ويدل للاعتبار بالآيات الكونية قول الله عز وجل (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) , وقوله (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) وقوله (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْعَالِمِينَ * وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ) , وقوله (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) , وقوله (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
وقوله (ولا يَتَفكَّرونَ في مَاهِيَةِ ذاتِه) الله عز وجل بذاته وصفاته الخالق وما سواه مخلوق , وقد مر في كلام ابن أبي زيد رحمه الله التفويض لكيفية الصفات , وأنه لا يبلغ كُنهَ صفته الواصفون , وكما أنه لا يجوز البحث في كيفية الصفات , فكذلك لا يجوز البحث في كيفية الذات , ولهذا قال (ولا يَتَفكَّرونَ في مَاهِيَةِ ذاتِه) أي حقيقتها والكيفية الني هي عليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[16 Sep 2004, 09:56 ص]ـ
4 - ولا يُحيطون بشيءٍ من عِلمه إلاَّ بِما شاء وَسِعَ كرْسِيُّه السَّموات والأرض , ولايِؤُوده حفظُهما وهو العليُّ العَظيمُ
هذه الجمل الأربع قطعةٌ من آية الكرسي المشتملة على عشر جمل ومثلها في الاشتمال على عشر جمل قول الله عز وجل (فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) نبه على ذلك ابن كثير رحمه الله عند تفسيره هذه الآية من سورة الشورى.
قوله (ولا يُحيطون بشيءٍ من عِلمه إلاَّ بِما شاء) من صفات الله عز وجل العلم , وعلمُه محيطٌ بكل شيء كمال قال الله عز وجل (لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) , أما المخلوقين فلا يعلمون من علمه إلا ما علمهم إياه , كما قال (وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ) , وقال (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً) , وقال (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً) , وأخبر الله عن نبيه نوح عليه الصلاة والسلام أنه قال (قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ... ) , وأمر الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يُخبر قومه أنه لا يعلم الغيب , فقال (قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيّ ... ) , وقال (قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).
وأخبر الله عن الملائكة أنههم (قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) , وقال الله عز وجل (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) , وقال الله عن الجن (وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً) , وقال (فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ).
وأما السنة فقد جاء فيها أحاديث كثيرة تدل على بيان أمور لا يعلمها الرسول صلى الله عليه وسلم , مثل قصة الإفك , فإنه لم يعلم براءة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها إلا بعد نزول القرآن في براءتها في آيات تُتلى في سورة النور , ومثل قصة العِقْد الذي فقدته عائشة رضي الله عنها في إحدى سفراتها مع النبي صلى الله عليه وسلم , وقد بقول في منزلهم للبحث عنه , وانتهى ماؤهم , فأنزل الله إليه آية التيمم , وعند رحيلهم وُجد العقدُ تحت الجمل الذي تركب عليه عائشة رضي الله عنها.
قال ابن كثير عن تفسير آية الكرسي (وقوله " وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ " أي: لا يطلع أحدٌ من علم الله على شيء إلا بما أعلمه الله عز وجل وأطلعه عليه , ويحتمل أن يكون المراد: لا يطلعون على شيء من علم ذاته وصفاته إلا بما أطلعهم الله عليه , كقوله " وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً ").
وقوله (وَسِعَ كرْسِيُّه السَّموات والأرض) الكرسي مخلوقٌ من مخلوقات الله , وثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه موضع القدمين , كما في المستدرك للحاكم 2/ 282 , وقال (إنه على شرط الشيخين ولم يخرجاه) ولم يتعقبه الذهبي , وفي إسناده عمار الدُّهني , وهو من رجال مسلم دون البخاري.
وانظر تخريجه في السلسة الضعيفة للشيخ الألباني 906 , والضعيف فيه هو المرفوع , وأما الأثر الذي جاء عن ابن عباس من تفسير الكرسي بالعلم , ففي إسناده جعفر بن أبي المغيرة , عن سعيد بن جبير , قال فيه الحافظ في التقريب (صدوق يتهم) , وقال ابن منده في كتاب الرد على الجهمية ص45 (لم يُتابع عليه جعفر , وليس بالقوي في سعيد بن جُبير) , وأورده الذهبي في ترجمت جعفر في الميزان 1/ 417 , وقال (وذكره ابن أبي حاتم وما نقل توثيقه , بل سكت) , ونقل ما تقدم عن ابن منده.
وقال الطحاوي في عقيدة أهل السنة والجماعة (والعرشُ والكرسيُّ حقَق).
وقوله (ولايِؤُوده حفظُهما) أي: لا يثقله ولا يشقُّ عليه , وهو نفي متضمن إثبات كمال قدرته , قال ابن كثير في تفسيره (أي: لا يثقله ولا يكترثه حفظ السموات والأرض ومن فيهما ومن بينهما , بل ذلك سهلٌ عليه يسيرٌ لديه).
وقوله (وهو العليُّ العَظيمُ) اسمان من أسماء الله يدلان على صفتين من صفات الله , وهما العلو والعظمة , والله تعالى متصفٌ بالعلوِّ بأنواعه الثلاثة: علو القدر , وعلوُّ القهر , وعلوُّ الذات , وقد جاء اسم الله العليّ في القرآن مقترناً بثلاثة من أسماء الله , وهي العظيم , والحكيم , والكبير مع تقدمه عليها في الذكر.
فاقترانه بالعظيم كما هنا , وفي أول سورة الشورى.
واقترانه بالكبير كما في سورة النساء (إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً) , وفي سورتي الحج ولقمان (وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ).
واقترانه بالحكيم كما في آخر سورة الشورى (إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[النووي]ــــــــ[20 Sep 2004, 03:27 م]ـ
بسم الله
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[23 Sep 2004, 07:12 ص]ـ
5 - العالِمُ الخبيرُ , المُدَبِّرُ القَديرُ , السَّمِيعُ البصيرُ , العَلِيُّ الكَبيرُ
العليم الخبير اسمان من أسماء الله يدلان على صفتي العلم والخبرة , وهما متقاربان في المعنى , وجاء في بعض النسخ (العليم) بدل (العلِم) , و (العليم) أولَى لأمرين:
الأول: أن (العليم) جاء في القرآن كثيراً مطلقاً غير مقيد , وأمَّا (العالم) فيأتي في القرآن مقيداً بعلم الغيب , كقوله تعالى (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) , وقوله (عَالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْض).
والثاني: أنه يأتي في القرآن كثيراً اقترانُ اسم (العليم) باسم (الخبير) مع تقدُّم اسم (العليم) كما قال الله عز وجل (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) , وقال (قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ).
وقوله (المُدَبِّرُ القَديرُ) القدير اسمٌ من أسماء الله يدل على صفة من صفات الله , وهي القدرة , قال الله عز وجل (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) , وقدرة الله عامةٌ لكل شيء , قال الله عز وجل (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً) , وقال (وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً) , وقال (إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ).
وأما المدبر على أنه من أسماء الله , وقد جاء وصف الله تعالى بالتدبير , كما قال الله عز وجل (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ) , وقال (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) , والله سبحانه وتعالى المُدبر للأمر المتصرف في الكون كيف يشاء , لا إله إلا هو.
وقوله (السَّمِيعُ البصيرُ) السميع والبصير اسمان من أسماء الله يدلان على صفتين من صفات الله , وهما السمع والبصر , وسمع الله محيطٌ بكل المسموعات , وبصره محيطٌ بكل المرئيات , قال الله عز وجل (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ).
وفي هذه الآية الكريمة الجمعُ في وصف الله بالسمع بين الفعل الماضي والمضارع والاسم , وهذان الاسمان يأتيان مقرناً بينهما في كثير من آيات القرآن ,كقوله (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) , وقوله (إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً) , وقوله (مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعاً بَصِيراً) , وقوله (وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).
وقوله (العَلِيُّ الكَبيرُ) العلي الكبير اسمان من أسماء الله يدلان على صفتي العلو والكبر , والله تعالى عال على كل شيء قهراً وقدراً وذاتاً , وهو أكبرُ من كل كبير وأعظمُ من كل عظيم , والمخلوقات كلها حقيرةٌ أمام كبرياء الله وعظمته سبحانه وتعالى.
وقد مر قريباً أن اسم الله العلي يأتي مقترناً باسم الكبير , ومر ذكر بعضُ الآيات في ذلك , ومنها أيضاً قول الله عز وجل (حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ).
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[16 Nov 2004, 06:01 ص]ـ
6 - وَانَّه فوقُ عَرشه المجيد بذاته , وهو في كلِّ مَكان بعِلمه]
(يُتْبَعُ)
(/)
لما ذكر ابن أبي رحمه الله أن من أسماء الله العلي , وقد ذكره قريباً مقترناً باسم العظيم , وبسام الكبير , بين في هذا أن علو الله عز وجل وفوقيته على عرشه أنه علو بالذات , كما أنه علي بالقدر وعلي بالقهر. وإنما نص على علوه على عرشه بذاته لما وُجد من يقول (إن علو الله علو قدر وعلو قهر , وأول علوه على عرشه باستيلائه عليه , وأنه ليس على العرش حقيقة بذاته) فعبر بعلو الذات ردا على من قال (إنه علو مجازي وليس بحقيقي) وهذا نظير قول السلف عن القرآن إنه غير مخلوقٍ لما وُجد من يقول (إنه مخلوق).
وأما قوله (وهو في كلِّ مَكان بعِلمه) فهو لنفي القول بالحلول والاتحاد , وهو أن الله حال في المخلوقات , متحد معها , مختلطٌ بها , فإن الله عز وجل الخالق , وكل ما سواه مخلوقٌ , والمخلوقات كلها كانت عدماً فأوجدها الله , ووجودها مباينٌ لوجودِ الله , وهو سبحانه وتعالى بائنٌ من خلقه , ليست المخلوقات حالة في الله , ولا الخالق حالا في المخلوقات.
ومعية الله فُسرت بأنها معيةٌ بالعلم , كما قال ابن أبي زيد القيرواني هنا , قال الله عز وجل (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) فقد بُدئت هذه الآية بالعلم , وخُتمت بالعلم.
وفُسرت بأنها معية حقيقة , والمعنى أن الله فوق عرشه بذاته , وهو مع خلقه دون امتزاج أو اختلاط , فإن المخلوقات صغيرةٌ حقيرةٌ أما عظمة الله وكبريائه , والله عز وجل مع كونه فوق عرشه , فهو قريبٌ من عباده , قال شيخ الإٍسلام ابن تيمية في الواسطية (وقد دخل فيما ذكرناه من الإيمان بالله الإيمانُ بما أخبر الله به في كتابه وتواتر عن رسوله صلى الله عليه وسلم وأجمع عليه سلف الأمة , من أنه سبحانه فوق سماواته على عرشه , عليٌّ على خلقه , وهو سبحانه معهم أينما كانوا , يعلم ما هم عاملون , كما جمع بين ذلك في قوله " هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" , وليس معنى قوله " وَهُوَ مَعَكُمْ " أنه مختلطٌ بالخلق , فإن هذا لا توجبه اللغة , وهو خلاف ما أجمع عليه سلفُ الأمة , وخلاف ما فَطَرَ الله عليه الخلق , بل القمر آيةٌ من آيات الله , من أصغر المخلوقات , وهو موضوعٌ في السماء , وهو مع المسافر وغير المسافر أينما كان , وهو سبحانه فوق العرش , رقيبٌ على خلقه , مُهيمنٌ عليهم , مطلعٌ إليهم , إلى غير ذلك من معاني ربوبيته , وكل هذا الكلام الذي ذكره الله سبحانه – من أنه فوق العرش وأنه معنا – حقٌّ على حقيقته , لا يحتاج إلى تحريف , لكت يُصانُ عن الظنون الكاذبة , مثل أن يُظن أن ظاهر قوله (في السماء) أن السماء تُقله أو تُظله. وهذا باطلٌ بإجماع أهل العلم والإيمان , فإن الله قد وسع كرسيه السماوات والأرض , وهو الذي يُمسك السماوات والأرض أن تزولا " وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ " , " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِه ").
إلى أن قال (وما ذُكر في الكتاب والسنة من قُربه ومعيته لا يُنافي ما ذُكر من علوه وفوقيته , فإنه سبحانه ليس كمثله شيء في جميع نعوته , وهو عليٌّ في دُنوه , قريبٌ في علوه).
ويشير شيخ الإسلام رحمه بالجملة الأخيرة وهي قوله (علي في دنوه , قريب في علوه) إلى ما جاء في حديث نزول الرب إلى السماء الدنيا حين يبقى الثلث الآخر من الليل , وحديث عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم 1348 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ما من يوم أكثر من أن يُعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة , وإنه ليدنو , ثم يُباهي بهم الملائكة , فيقول: ما أراد هؤلاء؟).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[30 Jan 2005, 06:19 م]ـ
7 - خَلَقَ الإنسانَ , ويَعلمُ ما تُوَسْوِسُ به نفسُه , وهو أَقَرَبُ إليهِ من حَبْلِ الوَريدِ , وما تَسْقُطُ إلاَّ يَعلَمُها ولاَ حَبَّةٍ في ظُلُمَات الأرضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلا يابِس إلاَّ في كتاب مُبين
علم الله محيطٌ بكل شيء , فقد علم أزلاً ما كان وما سيكون , وما لم يكن أن لو كان كيف يكون , كما قال الله عز وجل (وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) , فأخبر عن أمر لا يكون , وهو رجوعُ الكفار إلى الدنيا , وأنهم أو رُدوا لعادوا لما نُهوا عنه , وقال الله عز وجل (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) , وقال تعالى (إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِه ... ) , وقال تعالى (اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ * عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ * سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ) , وقال (وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) , وقال (عَالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) , وكل ما هو كائن في الوجود من حركة أو سكون قد سبق به علمُ الله , ولا يحصل لله علم في شيء لم يكن معلوماً له من قبل أزلاً >
قال شيخنا محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في كتابه أَضواء البيان 1/ 75 - 76 عند قوله تعالى (وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ ... ) قال (ظاهرُ هذه الآية قد يُتوهم منه الجاهل أنه تعال يستفيد بالاختبار علماً لم يكن يعلمه , سبحانه وتعالى عن ذلك علواًّ كبيراً , بل هو تعالى عالمٌ بكلِّ ما سيكون قبل أن يكون , وقد بين أنه لا يستفيد بالاختبار علماً لم يكن يعلمه بقوله جلا وعلا " وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ " , فقوله " وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ " بعد قوله " وَلِيَبْتَلِيَ " دليل قاطعٌ على أنه لم يستفيد بالاختيار شيئاً لم يكن عالماً به , سبحانه وتعالى عن ذلك علواًّ كبيراً , لأن العليم بذات الصدور غنيٌّ عن الاختبار , وفي هذه الآية بيانٌ عظيمٌ لجميع الآيات التي يذكر الله فيها اختبارَه لخلقه , ومعنى " إِلَّا لِنَعْلَمَ " أي: علماً يترتبُ عليه الثواب والعقاب , فلا يُنافي أنه كان عالماً به قبل ذلك , وفائدةُ الاختبار ظهور الأمر للناس , أما عالمُ السرِّ والنجوى فهو عالمٌ بكل ما سيكون كما لا يخفى).
وأما قول الله عز وجل (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) فقد فُسر بتفسيرين:
أحدهما: قُرُبه بالعلم والقُدرة والإحاطة , وهذا الذي يظهر من كلام ابن أبي زيد رحمه الله.
والثاني: قُربُ الملائكة , نظير قوله في الواقعة (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) وقد رجحه ابن كثير في تفسيره , وابن القيم كما في مختصر الصواعق 2/ 268 , وقد جاء في القرآن الكريم ذكرُ الضمير بلفظ التعظيم والمرادُ به الملائكة , كما في قول الله عز وجل (فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) والذي قرأه على الرسول صلى الله عليه وسلم جبريلُ , وقوله (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ) , وهو إنما جادل الملائكة , كما قال الله عز وجل (وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ * قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطاً قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا ... ) الآية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجندى]ــــــــ[30 Jan 2005, 06:28 م]ـ
جزاك الله خيراً على هذا الموضوع الطيب.
ـ[محتسب لله]ــــــــ[08 Feb 2005, 01:17 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بعلمكم الأمة
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[22 Jul 2005, 02:18 ص]ـ
كنت أتمنى إكمال الموضوع بنفسي , ولكن ليس كل ما يتمناه الإنسان يدركه.
فقد قام الأخ الفاضل (محمد الهاشمي المصمودي) بنشر كتاب كاملاً على صيغة ملف وورد , فجزاخ الله عنا خير الجزاء على ما قدم ونفع به.
وإن شاء الله سوف ابدأ في تنزيل كتاب آخر بعد العودة من السفر.
والله الموفق والهادي إلى سبيل الرشاد
اضعط هنا لتحميل كتاب: قطف الجني الداني شرح مقدمة ابن أبي زيد القيرواني ( http://www.alathar.net/modules/eboo...e=getit&boid=11)
ـ[سلسبيل]ــــــــ[22 Jul 2005, 06:48 ص]ـ
جزاك الله خيرا ... ولكن رابط الحفظ لا يعمل
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[23 Jul 2005, 08:39 ص]ـ
نعم لعلي أخبر الأخ صاحب الموقع بهذا الأمر
وبارك الله فيك على التنبيه
ـ[أبو حسن]ــــــــ[15 Aug 2005, 06:58 ص]ـ
مارأيكم في هذا الشرح
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[08 Sep 2005, 12:53 ص]ـ
لمن يريد تحميل الشرح كاملاً على هيئة كتاب الكتروني
اضغط هنا ( http://www.ebooks-center.net/click/go.php?id=25)
وبارك الله في الأخ إسلام إبراهيم على هذه الفكرة الرائعة(/)
فرصة لحفظ كتاب الله في (60) يوم
ـ[عادل التركي]ــــــــ[27 Feb 2004, 12:54 ص]ـ
السلام عليكم ورحمت الله وبركاته ... وبعد:
إنه لشرف عظيم أن يتم المسلم حفظ كتاب الله , ويحتاج ذلك إلى همة وعزيمة , ولكن هل من الممكن أن تقوم بهذا العمل المبارك في هذه المدة القصيرة (60) يوم.
في السنوات الأخيرة إنتشرت الدورات المباركة التي تعين على ذلك , وهذه الدورة - التى سأضع لك رابط الصفحة التى يمكنك التسجيل من خلالها - إحدى هذه الدورات ولكنها تتميز بميزات عن تلك الدورات المباركة , ومن أهم هذه المميزات:
1 - أنها في بلد الله الحرام (ففيه تضاعف الحسنات).
2 - وستكون هناك متفرغ للحفظ , فمن شروط القبول في الدورة أن (تسلم الجوّالات في أيام الدورة إلى إدارة الفندق حتى نهاية الدورة ولا تستخدم إلا في حال الرحلات) وأيضاً (يمنع اصطحاب أي كتب أو صحف أو أي مادة صوتية أو بصرية.).
3 - سوف يكون هناك مقابلة ومعاير معينة للقبول , ممايجعلك مطمأن أنك ستجلس مع إخوان لك قد حضروا لنفس هدفك وبنفس الهمة.
وقت الدورة: في الإجازة الصيفية.
لا أريد أن أطيل عليكم ولكنها فرصة جيدة لمن أراد حفظ كتاب الله , أو لمن حفظه ونسي بعضه ليراجع حفظه ,
علماً أن الحلقة تستقبل الطلاب والطالبات , ويشترط التسجيل مسبقاً , و هذا هو عنوان:
(قرآني) لحفظ القرآن في المسجد الحرام خلال شهرين ( http://www.qurani.cc/tasjeel/)
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[03 Mar 2004, 02:38 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا
فنعم الداعي والدعوه والمدعوا إليه.
والقضيه أخي الكريم ليست في الحفظ إنما مابعدالحفظ، فبعضهم قد يحفظ في اقل من المدة التي ذكرت أو أكثر،
ذلك لماقدعلم مماجاء في الصحيح مرفوعا من تفلت القرآن، حتى وصف ذلك صلى الله عليه وسلم، بأنه أشد تفلتا من العير في عقلها، فكتاب الله يحتاج الى من يتعاهده ليلا ونهارا , وقد ذهب ابن عبد البر ـ رحمه الله ـ إلى أن ذلك ليس مقصورا على كتاب الله فقط إنما على العلم جملة، قال: وإنما خص النبي صلى الله عليه وسلم حامل القرآن بوجوب تعهده، لأنه كان جل علم الصحابه ـ رضي الله عنهم ـ وهذه لفتنه نفيسة منه رحمه الله.
وإن كان في النفس شئ من هذا، فقد ذهب صاحب الافصاح ابن هبيرة ـ رحمه الله ـ إلى أن مرد ذلك لشده مباينة كلام الله لكلام البشر.
والله أعلم(/)
بشرى بشرى لا تفوتك الفرصة. البشرى للجميع
ـ[البسملة]ــــــــ[03 Mar 2004, 11:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني وأخواتي أعضاء المنتدى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرني أن أهنئكم وأهنئ كل مسلم ومسلمة وكل طالب علم بافتتاح منتديات حفاظ الوحيين
وهذه نبذة تعريفية عنها
منتدياتنا تهتم بحفاظ الوحيين الكتاب والسنة
وكل ماله علاقة بهما
وتشمل (التعليم عن بعد) في كل العلوم الشرعية - والدورات العلمية -
والدروس الشرعية - وحلقات مفتوحة في القرآن والحديث -
وعلوم الحديث- وعلوم القرآن - والتجويد – والقراءات – والإعجاز في القرآن والسنة - والتفسير وعلومه - وعلو الهمة - والمسابقات - والأدب الإسلامي -
والتدريب على الإلقاء – وإعداد البحوث - والتحقيق – والتأليف-
والطاقات البشرية – وبناء العقل – والإبداع - وتجارب الحفاظ – ودراسة أسباب الحفظ والنسيان – والطرائف والألغاز –
والمراكز والمعاهد - وجمعيات القرآن- وكل ما يخطر على البال
هذه باختصار هي منتديات حفاظ الوحيين
ونحن بهذه المناسبة الغالية علينا نتقدم إليكم بجزيل الشكر والعرفان
سائلين المولى أن يديمكم لنا وأن ينفع الله بكم الإسلام والمسلمين
ونسأل الله جل شأنه أن يجعلكم من السابقين الأولين في أمور الدنيا والدين
نتشرف بزيارتكم ونحن في انتظاركم ويد الله مع الجماعة
المنتديات افتتحت هذه الليلة شاركونا فرحتنا ولكم الأجر والثواب
العنوان www.alwhyyn.net
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
أحكام الأمرد من كلام ابن تيمية أحمد
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[07 Mar 2004, 12:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فهذه بعض الفوائد، والأحكام المتعلقة بالمردان، رأيت الحاجة إليها ماسة، والعلم بها ضرورة، لأن الحذر من مخالطتهم مطلوب لئلا تفسد القلوب، فيهلكها مقلب القلوب.
وقد جاء التحذير من مخالطتهم في كلام أهل العلم مسطور، ومكتوب، ومواقفهم في ذلك لا تخفى، وأخترت أن يكون النقل من كلام الحبر البحر الإمام شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام رحمه الله، ورضي عنه، وجعلنا وإياه في الفردوس الأعلى من الجنة، لأن كلامه في هذه المسألة كثير يغني عن النقل عن غيره من صغير وكبير ..
[تعريفه:
قال في القاموس ص 407: والأمردُ: الشابُ طَرَّ شارِبُهُ ولم تَنْبُتْ لحيته. ونحوه في لسان العرب 3/ 401.] (ليس لابن تيمية)
[حكم النظر إليه]
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى 15/ 374:
.... فإذا كان في ظهور الأمة، والنظر إليها فتنة وجب المنع من ذلك ... وهكذا الرجل مع الرجال، والمرأة مع النساء لو كان في المرأة فتنة للنساء، وفي الرجل فتنة للرجال لكان الأمر بالغض للناظر من بصره متوجها، كما يتوجه إليه الأمر بحفظ فرجه فالإماء والصبيان إذا كن حسانا تختشى الفتنة بالنظر إليهم كان حكمهم كذلك، كما ذكر ذلك العلماء.
قال المروذي: قلت لأبى عبدالله يعنى ـ أحمد بن حنبل ـ الرجل ينظر إلى المملوك؟
قال: إذا خاف الفتنة لم ينظر إليه كم نظرة ألقت في قلب صاحبها البلاء.
وقال المروذي: قلت لأبى عبدالله رجل تاب، وقال: لو ضرب ظهري بالسياط ما دخلت في معصية؛ إلا أنه لا يدع النظر؟!
فقال: أي توبة هذه؟! قال جرير: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجأة؟
فقال: اصرف بصرك ".
وقال ابن أبى الدنيا بإسناده عن أبى سهل الصعلوكي قال: سيكون في هذه الأمة قوم يقال لهم اللوطيون على ثلاث أصناف:
صنف ينظرون، وصنف يصافحون، وصنف يعملون ذلك العمل.
.. ووقفت جارية لم ير أحسن وجها منها على بشر الحافي فسألته عن باب حرب، فدلها، ثم وقف عليه غلام حسن الوجه فسأله عن باب حرب، فأطرق رأسه، فرد عليه الغلام السؤال فغمض عينيه، فقيل له: يا أبا نصر جاءتك جارية فسألتك فأجبتها، وجاءك هذا الغلام فسألك فلم تكلمه؟
فقال: نعم يروى عن سفيان الثوري أنه قال: مع الجارية شيطان، ومع الغلام شيطانان، فخشيت على نفسي شيطانية.
وروى ابن الجوزي بإسناده عن سعيد بن المسيب قال: إذا رأيتم الرجل يلح بالنظر إلى الغلام الأمرد فاتهموه.
وقد روى في ذلك أحاديث مسندة ضعيفة، وحديث مرسل أجود منها، وهو ما رواه أبو محمد الخلال ثنا عمر بن شاهين ثنا محمد بن أبي سعيد المقري ثنا أحمد بن حماد المصيصي ثنا عباس بن مجوز ثنا أبو أسامة عن مجالد عن سعيد عن الشعبي قال:" قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيهم غلام أمرد ظاهر الوضاءة فأجلسه النبي صلى الله عليه وسلم ورواء ظهره، وقال: كانت خطيئة داود في النظر".
هذا حديث منكر، وأما المسند فمنها ما رواه ابن الجوزي بإسناده عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" من نظر إلى غلام أمرد بريبة حبسه الله فى النار أربعين عاما".
وروى الخطيب البغدادي بإسناده عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:" لا تجالسوا أبناء الملوك فإن الأنفس تشتاق إليهم ما لا تشتاق إلى الجواري العواتق".
إلى غير ذلك من الأحاديث الضعيفة. اهـ بتصرف.
وقال رحمه الله في مجموع الفتاوي 15/ 419و 21/ 251:
ومن كرر النظر إلى الأمرد، ونحوه أو أدامه، وقال: إني لا أنظر لشهوة كذب في ذلك، فإنه إذا لم يكن معه داع يحتاج معه إلى النظر لم يكن النظر إلا لما يحصل في القلب من اللذة بذلك، وأما نظرة الفجأة فهي عفو إذا صرف بصره ..
وانظر (الاختيارات ص290)
وقال رحمه الله في مجموع الفتاوي 21/ 245:
(يُتْبَعُ)
(/)
والنظر إلى وجه الأمرد لشهوة كالنظر إلى وجه ذوات المحارم، والمرأة الأجنبية بالشهوة، سواء كانت الشهوة شهوة الوطء، أو شهوة التلذذ بالنظر، فلو نظر إلى أمه، وأخته، وابنته يتلذذ بالنظر إليها كما يتلذذ بالنظر إلى وجه المرأة الأجنبية كان معلوما لكل أحد أن هذا حرام، فكذلك النظر إلى وجه الأمرد باتفاق الأئمة.
وقول القائل: إن النظر إلى وجه الأمرد عبادة كقوله إن النظر إلى وجوه النساء أو النظر إلى وجوه محارم الرجل كبنت الرجل وأمه وأخته عبادة ومعلوم أن من جعل هذا النظر المحرم عبادة كان بمنزلة من جعل الفواحش عبادة قال تعالى (وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله مالا تعلمون)
ومعلوم أنه قد يكون في صور النساء الأجنبيات، وذوات المحارم من الاعتبار، والدلالة على الخالق من جنس ما في صورة المرد فهل يقول مسلم: إن للإنسان أن ينظر بهذا الوجه إلى صور نساء العالم، وصور محارمه ويقول: إن ذلك عبادة؟!
بل من جعل مثل هذا النظر عبادة فإنه كافر مرتد يجب أن يستتاب فإن تاب و إلا قتل، وهو بمنزلة من جعل إعانة طالب الفواحش عبادة، أو جعل تناول يسير الخمر عبادة، أو جعل السكر بالحشيشة عبادة فمن جعل المعاونة على الفاحشة بقيادة، أو غيرها عبادة، أو جعل شيئا من المحرمات التي يعلم تحريمها من دين الإسلام عبادة فإنه يستتاب فإن تاب، و إلا قتل وهو مضاهٍ للمشركين الذين إذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله مالا تعلمون ..
وقال رحمه الله في مجموع الفتاوي 15/ 415 - 419
النوع الثاني من النظر: كالنظر إلى الزينة الباطنة من المرأة الأجنبية فهذا أشد من الأول كما أن الخمر أشد من الميتة والدم ولحم الخنزير وعلى صاحبها الحد وتلك المحرمات إذا تناولها مستحلا لها كان عليه التعزير لأن هذه المحرمات لا تشتهيها النفوس كما تشتهى الخمر وكذلك النظر إلى عورة الرجل لا يشتهى كما يشتهى النظر إلى النساء ونحوهن وكذلك النظر إلى الأمرد بشهوة هو من هذا الباب وقد اتفق العلماء على تحريم ذلك كما اتفقوا على تحريم النظر إلى الأجنبية وذوات المحارم بشهوة، والخالق سبحانه يسبح عند رؤية مخلوقاته كلها، وليس خلق الأمرد بأعجب في قدرته من خلق ذي اللحية، ولا خلق النساء بأعجب في قدرته من خلق الرجال فتخصيص الإنسان بالتسبيح بحال نظره إلى الأمرد دون غيره كتخصيصه بالتسبيح بالنظر إلى المرأة دون الرجل وما ذاك لأنه أدل على عظمة الخالق عنده ولكن لأن الجمال يغير قلبه وعقله وقد يذهله ما رآه فيكون تسبيحه لما حصل فى نفسه من الهوى كما أن النسوة لما رأين يوسف أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما ذها بشرا إن هذا إلا ملك كريم .....
فلهذا الفرقان افترق الحكم الشرعي فصار النظر إلى المردان ثلاثة أقسام:
أحدها: ما تقترن به الشهوة فهو محرم بالاتفاق.
و الثاني: ما يحزم أنه لا شهوة معه كنظر الرجل الورع إلى ابنه الحسن، وابنته الحسنة، وأمه الحسنة، فهذا لا يقترن به شهوة إلا أن يكون الرجل من أفجر الناس، ومتى اقترنت به الشهوة حرم، وعلى هذا نظر من لا يميل قلبه إلى المردان كما كان الصحابة وكالأمم الذين لا يعرفون هذه الفاحشة فإن الواحد من هؤلاء لا يفرق من هذا الوجه بين نظره إلى ابنه وابن جاره وصبي أجنبي لا يخطر بقلبه شيء من الشهوة لأنه لم يعتد ذلك وهو سليم القلب من قبل ذلك ..
[القسم الثالث]: وإنما وقع النزاع بين العلماء في القسم الثالث من النظر، وهو النظر إليه بغير شهوة لكن مع خوف ثورانها ففيه:
وجهان في مذهب أحمد أصحهما وهو المحكي عن نص الشافعي وغيره: أنه لا يجوز. (الاختيارات ص290).
والثاني: يجوز لأن الأصل عدم ثورانها، فلا يحرم بالشك بل قد يكره.
(يُتْبَعُ)
(/)
والأول هو الراجح. كما أن الراجح في مذهب الشافعي، وأحمد أن النظر إلى وجه الأجنبية من غير حاجة لا يجوز، وإن كانت الشهوة منتفية لكن لأنه يخاف ثورانها، ولهذا حرم الخلوة بالأجنبية لأنه مظنة الفتنة، والأصل أن كلما كان سببا للفتنة فإنه لا يجوز فإن الذريعة إلى الفساد سدها إذا لم يعارضها مصلحة راجحة، ولهذا كان النظر الذي قد يفضي إلى الفتنة محرما إلا إذا كان لحاجة راجحة مثل نظر الخاطب، والطبيب، وغيرهما فإنه يباح النظر للحاجة مع عدم الشهوة، وأما النظر لغير حاجة إلى محل الفتنة فلا يجوز ..
[مخالطتهم، ومجالستهم]
وقال رحمه الله في مجموع الفتاوي 15/ 374:
وقال ابن أبي الدنيا:حدثني أبي وسويد قالا حدثنا إبراهيم بن هراسة عن عثمان بن صالح عن الحسن بن ذكوان قال: لا تجالسوا أولاد الأغنياء فإن لهم صورا كصور النساء، وهم أشد فتنة من العذارى".
وهذا الاستدلال والقياس والتنبيه بالأدنى على الأعلى وكان يقال: لا يبيت الرجل في بيت مع الغلام الأمرد.
وقال إبراهيم النخعي: كانوا يكرهون مجالسة الأغنياء وأبناء الملوك، وقال: مجالستهم فتنة إنما هم بمنزلة النساء.
وروى أبو الشيخ القزويني بإسناده عن بشر أنه قال: احذروا هؤلاء الأحداث.
وقال فتح الموصلي: صحبت ثلاثين شيخا كانوا يعدون من الأبدال كلهم أوصاني عند مفارقتي له اتق صحبة الأحداث، اتق معاشرة الأحداث.
وكان سفيان الثوري لا يدع أمرد يجالسه.
وكان مالك بن أنس: يمنع دخول المرد مجلسه للسماع فاحتال هشام ـ يعني ابن عمار ـ فدخل في غمار الناس مستترا بهم وهو أمرد، فسمع منه ستة عشر حديثا، فأخبر بذلك مالك فضربه ستة عشر سوطا فقال هشام ليتني سمعت مائة حديث وضربني مائة سوط.
وكان يقول: هذا علم إنما أخذناه عن ذوي اللحى، والشيوخ فلا يحمله عنا إلا أمثالهم.
وقال يحيى بن معين: ما طمع أمرد أن يصحبني ولا أحمد بن حنبل في طريق.
وقال أبو علي الروذباري: قال لي أبو العباس أحمد بن المؤدب: يا أبا علي من أين أخذ صوفية عصرنا هذا الأنس بالأحداث، ـ وقد تصحبهم السلامة في كثير من الأمور ـ؟
فقال: هيهات قد رأينا من هو أقوى منهم إيمانا إذا رأى الحدث قد أقبل نفر منه كفراره من الأسد، وإنما ذاك على حسب الأوقات التي تغلب الأحوال على أهلها فيأخذها تصرف الطباع، ما أكثر الخطأ، ما أكثر الغلط.
قال الجنيد بن محمد: جاء رجل إلى أحمد بن حنبل معه غلام أمرد حسن الوجه، فقال له: من هذا الفتى؟ فقال الرجل: ابني، فقال: لا تجىء به معك مرة أخرى، فلامه بعض أصحابه في ذلك فقال أحمد: على هذا رأينا أشياخنا، وبه أخبرونا عن أسلافهم.
وجاء حسن بن الرازي إلى أحمد، ومعه غلام حسن الوجه، فتحدث معه ساعة، فلما أراد أن ينصرف قال له أحمد: يا أبا علي لا تمش مع هذا الغلام في طريق!
فقال: يا أبا عبدالله إنه ابن أختي. قال: وإن كان لا يأثم الناس فيك.
[خروجهم إلى أمكن الفتنة]
وقال رحمه الله في مجموع الفتاوي 15/ 418
وكذلك المردان الحسان لا يصلح أن يخرجوا في الأمكنة والأزقة التي يخاف فيها الفتنة إلا بقدر الحاجة ... ولا من الجلوس في الحمام بين الأجانب ولا من رقصه بين الرجال ونحو ذلك مما فيه فتنة للناس والنظر إليه كذلك ..
[تبرجهم]
وقال رحمه الله في مجموع الفتاوي 15/ 418
فلا يمكن الأمرد الحسن من التبرج.
وقال رحمه الله في مجموع الفتاوي 28/ 20
وعليهم أن يأتمروا بالمعروف، ويتناهوا عن المنكر،ولا يدعوا بينهم من يظهر ظلما أو فاحشة ولا يدعوا صبيا أمرد يتبرج، أو يظهر ما يفتن به الناس، ولا أن يعاشر من يتهم بعشرته، ولا يكرم لغرض فاسد ..
وقال في مجموع الفتاوي 28/ 370
فإذا كان من الصبيان من تخاف فتنته على الرجال أو على النساء منع وليه من إظهاره لغير حاجة، أو تحسينه لاسيما بتبرجه في الحمامات، وإحضاره مجالس اللهو والأغاني فان هذا مما ينبغي التعزير عليه.
[الاستمتاع به و مضاجعته]
وسئل شيخ الإسلام رحمه الله مجموع الفتاوي 32/ 247
عن أقوام يعاشرون المردان، وقد يقع من أحدهم قبلة، ومضاجعة للصبي، ويدعون أنهم يصحبون لله، ولا يعدون ذلك ذنبا، ولا عارا، ويقولون نحن نصحبهم بغير خنا، ويعلم أبو الصبي بذلك، وعمه، وأخوه فلا ينكرون! فما حكم الله تعالى في هؤلاء؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وماذا ينبغي للمرء المسلم أن يعاملهم به والحالة هذه؟
فأجاب: الحمد لله الصبي الأمرد المليح بمنزلة المرأة الأجنبية في كثير من الأمور، ولا يجوز تقبيله على وجه اللذة بل لا يقبله إلا من يؤمن عليه كالأب، والأخوة، ولا يجوز النظر إليه على هذا الوجه باتفاق الناس بل يحرم عند جمهورهم النظر إليه عند خوف ذلك، وإنما ينظر إليه لحاجة بلا ريبة مثل معاملته والشهادة عليه، ونحو ذلك كما ينظر إلى المرأة للحاجة، وأما مضاجعته فهذا أفحش من أن يسأل عنه فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" مروهم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع ".
إذا بلغوا عشر سنين ولم يحتلموا بعد فكيف بما هو فوق ذلك؟
وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد قال:" لا يخلوا رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان ".
وقال:" إياكم والدخول على النساء، قالوا يا رسول الله أفرأيت الحم قال الحم الموت ".
فإذا كانت الخلوة محرمة لما يخاف منها فكيف بالمضاجعة؟.
وأما قول القائل: إنه يفعل ذلك لله فهذا أكثره كذب، وقد يكون لله مع هوى النفس كما يدعي من يدعي مثل ذلك في صحبة النساء الأجانب فيبقى كما قال تعالى في الخمر (فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما) وقد روى الشعبي عن النبي صلى الله عليه وسلم " أن وفد عبد القيس لما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم وكان فيهم غلام ظاهر الوضاءة أجلسه خلف ظهره وقال: إنما كانت خطيئة داود عليه السلام النظر". (1)
هذا وهو رسول الله، وهو مزوج بتسع نسوة، والوفد قوم صالحون، ولم تكن الفاحشة معروفة في العرب،وقد روى عن المشايخ من التحذير عن صحبة الأحداث ما يطول وصفه، وليس لأحد من الناس أن يفعل ما يفضي إلى هذه المفاسد المحرمة، وإن ضم إلى ذلك مصلحة من تعليم أو تأديب فإن المردان يمكن تعليمهم، وتأديبهم بدون هذه المفاسد التي فيها مضرة عليهم، وعلى من يصحبهم، وعلى المسلمين بسوء الظن تارة وبالشبهة أخرى بل روي:" أن رجلا كان يجلس إليه المردان فنهى عمر رضي الله عنه عن مجالسته ".
ولقي عمر بن الخطاب شابا فقطع شعره لميل بعض النساء إليه، (2) مع ما في ذلك من إخراجه من وطنه، والتفريق بينه وبين أهله، ومن أقر صبيا يتولاه ـ مثل ابنه وأخيه أو مملوكه أو يتيم عنده ـ من يعاشره على هذا الوجه فهو ديوث ملعون، ولا يدخل الجنة ديوث، فإن الفاحشة الباطنة ما يقوم عليها بينة في العادة، وإنما تقوم على الظاهرة، وهذه العشرة القبيحة من الظاهرة وقد قال الله تعالى (ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن)، وقال تعالى (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن) فلو ذكرنا ما حصل في مثل هذا من الضرر، والمفاسد وما ذكروه العلماء لطال سواء كان الرجل تقيا، أو فاجرا فإن التقي يعالج مرارة في مجاهدة هواه وخلاف نفسه، وكثيرا إما يغلبه شيطانه، ونفسه بمنزلة من يحمل حملا لا يطيقه فيعذبه، أو يقتله، والفاجر يكمل فجوره بذلك، والله أعلم.
وانظر: الاختيارات ص291
[الخلوة به]
تحوم الخلوة بأمرد حسن، ولو لمصلحة التعليم.
والاختيارات ص291
[تملك الأمرد]
وكذلك من ظهر منه الفجور يمنع من تملك الغلمان المردان الصباح ويفرق بينهما.
مجموع الفتاوي 28/ 370
[تعليمه]
ومن عرف بحبتهم ومعاشرتهم منع من تعليمهم.
الاختيارات ص291
[استحلال النظر إليهم]
يحرم النظر بشهوة إلى النساء، والمردان ومن استحله كفر إجماعا.
الاختيارات ص290
[وصفه والتغني بهم]
وسئل رحمه الله:
عن رجلين تراهنا في عمل زجلين، وكل منهما له عصبية، وعلى من تعصب لهما وفي ذكرهما التغزل في المردان وغير ذلك وما أشبههما أفتونا مأجورين؟
فأجاب:
(يُتْبَعُ)
(/)
الحمد لله هؤلاء المتغالبون بهذه الأزجال وما كان من جنسها هم، والمتعصبون من الطرفين، والمراهنة في ذلك، وغير المراهنة ظالمون معتدون آثمون مستحقون العقوبة البليغة الشرعية التي تردعهم، وأمثالهم من سفهاء الغواة العصاة الفاسقين عن مثل هذه الأقوال والأعمال التي لا تنفع في دين ولا دنيا بل تضر أصحابها في دينهم ودنياهم، وعلى ولاة الأمور وجميع المسلمين الإنكار على هؤلاء، وأعوانهم حتى ينتهوا عن هذه المنكرات، ويراجعوا طاعة الله ورسوله وملازمة الصراط المستقيم الذي يجب على المسلمين ملازمته فإن هذه المغالبات مشتملات على منكرات محرمات، وغير محرمات بل مكروهات، ومن المحرمات التي فيها تحريمه ثابت بالإجماع، وبالنصوص الشرعية، وذلك من وجوه:
أحدها: المراهنة على ذلك بإجماع المسلمين، وكذلك لو كان المال مبذولا من أحدهما أو من غيرها لم يجز لا على قول من يقول لا سبق إلا في خف أو حافر أو نصل ولا على قول من يقول السبق في غير هذه الثلاثة أما على القول الأول فظاهر وفي ذلك الحديث المعروف في السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" لا سبق إلا خف أو حافر أو نصل".
...... هذه الأقوال فيها من وصف المردان، وعشقهم، ومقدمات الفجور بهم ما يقتضي ترغيب النفوس في ذلك وتهييج ذلك في القلوب، وكل ما فيه إعانة على الفاحشة والترغيب فيها فهو حرام، وتحريم هذا أعظم من تحريم الندب والنياحة وذلك يثير الحزن، وهذا يثير الفسق والحزن قد يرخص فيه، وأما الفسق فلا يرخص في شيء منه، وهذا من جنس القيادة وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" لا تنعت المرأة المرأة لزوجها حتى كأنه ينظر إليها".
فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن وصف المرأة لئلا تتمثل في نفسه صورتها فكيف بمن يصف المردان بهذه الصفات؟ ويرغب في الفواحش بمثل هذه الأقوال المنكرات التي تخرج القلب السليم وتعمى القلب السقيم، وتسوق الإنسان إلى العذاب الأليم، وقد أمر عمر رضي الله عنه بصرب نائحة فضربت حتى بدا شعرها فقيل له يا أمير المؤمنين إنه قد بدا شعرها فقال: لا حرمة لها إنما تأمر بالجزع، وقد نهى الله عنه، وتنهى عن الصبر، وقد أمر الله به، وتفتن الحي، وتؤذي الميت، وتبيع عبرتها، وتبكي شجو غيرها إنها لا تبكي على ميتكم وإنما تبكي على أخذ دراهمكم".
وبلغ عمر أن شابا يقال له نصر بن حجاج تغنت به امرأة فأخذ شعره، ثم رآه جميلا فنفاه إلى البصرة، وقال: لا يكون عندي من تغنى به النساء فكيف لو رأى عمر من يغني بمثل هذه الأقوال الموزونة في المردان؟ مع كثرة الفجور، وظهور الفواحش، وقلة الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر فإن هؤلاء من المضادين لله، ولرسوله، ولدينه، ويدعون إلى ما نهى الله عنه، ويصدون عما أمر الله به، ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا ...
مجموع الفتاوي 32/ 249 - 251.
================
(1) تقدم أنه قال عنه: حديث منكر.
(2) في مجموع الفتاوي 28/ 370 تفصيل للقصة، ويبدوا أن هنا سقط، والله أعلم.
ـ[إمداد]ــــــــ[07 Mar 2005, 02:27 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع الله بك
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[17 May 2005, 12:35 ص]ـ
أخي إمداد وأنت جزاك الله خيرا
[السلام عليه]
قال ابن مفلح في الآداب الشرعية 1/ 357:
ويجوز السلام على الصبيان تأديبا لهم، وهذا معنى كلام ابن عقيل. وذكر القاضي في المجرد، وصاحب عيون المسائل فيها، والشيخ عبد القادر أنه: يستحب،
وذكره [النووي] في شرح مسلم إجماعا.
قال الشيخ تقي الدين [ابن تيمية] فأما الحدث الوضيء فلم يستثنوه، وفيه نظر.
وهو كما قال. اهـ.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[17 May 2005, 12:45 ص]ـ
فائدة
قال في الشرح الكبير20/ 57
ومعنى الشهوة أن يتلذذ بالنظر إليه.
ونحوه في المبدع 7/ 12، والإنصاف 20/ 58، والإقناع 3/ 300.
وقال القناوي الصوفي فتح الرحيم الرحمن شرح لامية ابن الوردي نصيحة الإخوان ص22:
قال السبكي: ضابط الشهوة المحرمة:
أن ينظر إلى الوجه الجميل فيلتذ به، فإذا نظر ليلتذ بذلك الجمال = فهو النظر بالشهوة، وهو حرام بإجماع،
قال: وليس المراد أن يشتهي زيادة على ذلك من الوقاع، أومقدماته فإن ذلك ليس بشرط بل زيادة في الفسق، قال: وكثير من الناس لا يقدمون على فاحشة، ويقتصرون على مجرد النظر، والمحبة، ويعتقدون أنهم سالمون من الإثم وليسوا بسالمين.
ونحوه في مغني المحتاج 3/ 131.(/)
مسائل في الدعاء الجماعي
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[09 Mar 2004, 10:24 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .. أما بعد: فالدعاء هو العبادة، صح به الخبر عن سيد البشر (صلى الله عليه وسلم). أخرجه أبوداود برقم (1479)، والترمذي برقم (2969)، والنسائي في الكبرى برقم (11464)، وابن ماجه برقم (3828) من حديث النعمان بن بشير.
وقد دل القرآن والسنة على فضله وعظيم مكانته، ومما جاءت به الآيات والأخبار في آدابه وضوابطه، النهي عن الاعتداء فيه مطلقًا، فيدخل فيه كل ما جانب الهدي المتبع فيه، وفي آدابه.
قال تعالى: (ادعوا ربكم تضرعًا وخُفية إنه لا يُحب المعتدين) [الأعراف:55]. فبدأت الآية الكريمة بذكر أدبين من آداب الدعاء وهما:
أ ـ (التضرع) وهو: الدعاء بخشوع وتذلل واستكانة.
ب ـ (الخفية) وهي: الدعاء سرًا في النفس، فهو أبعد عن شبهة الرياء، قال تعالى مثتيًا على زكريا ـ عليه السلام: (إذ نادى ربه نداءً خفيًا) [مريم: 3].
ثم عقب بقوله: (إنه لا يُحب المعتدين) .. فدل من باب الأولى على أن من خالف هذين الأدبين فقد اعتدى.
قال بعض المفسرين: "أي المعتدين برفع أصواتهم في الدعاء".اهـ.
قال الشيخ بكر أبو زيد: "فهذا يعم النهي عن كل اعتداءٍ، وتجاوزٍ في الدعاء، ومن مشموله: الابتداع في الدعاء على أي وجه كان في: زمان أو مكان، أو مقدار، أو أداء". تصحيح الدعاء (ص61).
ومما يدخل في معنى هذه الآية قوله (صلى الله عليه وسلم): "سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطَّهور والدعاء". أخرجه أحمد (4/ 87)، وابن ماجه (2/ 1271)، وأبو داود (1/ 169). قال ابن كثير في التفسير (2/ 222): إسناده حسن لا بأس به.
ومن المعلوم أن الأدب الأول قلما يتحقق إلا في السر، فلذلك أمرنا بالإسرار في الدعاء، ليكون على أكمل صورة، وما كان بحضور جماعة الناس، وجهرًا فهو مخالف للمشروع، إلا ما ثبت الاجتماع له أوالجهر فيه، كدعاء القنوت، والاجتماع على ذكر الله والتلبية في الحج، والاستسقاء.
ومن مظاهر الاعتداء بعض صور الدعاء الجماعي التي لم تكن معروفة فيما سبق .. من ذلك طلب الدعاء من الغير في منتدياتهم العامة، دعاءً مخصوصًا، كقول بعضهم: أطلب منكم الدعاء لأخي بالهداية .. أولأهلي بالشفاء!! .. ونحو ذلك.
ومن هذه الصور ما نراه من بعض الدعاة والوعاظ من مداومتهم على ختم دروسهم ومواعظهم بالدعاء، حتى أصبحت كل ملمة بالأمة ونازلة لها نصيب من هذا الدعاء.
وانصرف الناس عن القنوت وهو السنة في هذا الباب!!.
ولبيان حكم هاتين الصورتين اقتضى الحال أن نذكر الأصل الذي يقوم عليه معرفة البدع في هذا الباب، وهذا أراه يظهر من خلال جانبين:
الجانب الأول: ما يعرف بالسنة التركية، وهو أن يتهيأ فعل عمل ما في زمنه (صلى الله عليه وسلم)، أوفي زمن أصحابه ثم لا ينقل لنا أنهم عملوه، فترك هذا العمل يكون سنة تأسيًا به (صلى الله عليه وسلم).
وهذا من وجوه التفريق بين السنة والبدعة، ومن استحسن شيئًا من هذا القبيل فهو بهذا يدخل في باب استحسان ما لم يشرع، حتى وإن أورد عليه الأدلة، لأن كل بدعة لا بد لها من دليل يركن إليه أصحابها كما أشار لهذا الشاطبي في (الاعتصام).
ومن أصرح الأدلة على بدعية هذا العمل وما شابهه، قول ابن مسعود المشهور، عندما اتخذ بعض أصحابه مكانًا يجتمعون فيه للذكر فخرج إليهم، فقال: "يا قوم لأنتم أهدى من أصحاب محمد، أو لأنتم على شعبة ضلالة".
فدل على أن كل ما توافرت الدواعي لعمله في زمن السلف الصالح من الصحابة فمن بعدهم، ثم لم يعملوه يدخل في باب البدعة.
الجانب الثاني: إطلاق العبادة المقيدة، أو تقييد العبادة المطلقة، ذلك ينقلها من السنة إلى البدعة.
والدعاء يدخل في باب المطلق والمقيد، فما كان مقيدًا فلا يصح إطلاقه، وما كان مطلقًا فلا يصح تقييده.
فالمقيد كترتيب دعاء معين قبل الصلاة أو بعدها، أو ذكر أدعية دبر الصلاة طرفي النهار، أو نحو ذلك.
أما المطلق فلا يُحد بزمان ولا مكان ولا هيئة ولا كيفية.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الشيخ بكر أبو زيد: "في الذكر الجماعي، قاعدة هذه الهيئة التي يُردُّ إليها حكمها هي: أن الذكر الجماعي بصوت واحدٍ سرًا، أو جهرًا، لترديد ذكر معين وارد، أو غير وارد، سواءً كان من الكل، أو يتلقونه من أحدهم، مع رفع الأيدي، أو بلا رفع لها، كل هذا وصف يحتاج إلى أصل شرعي يدل عليه من الكتاب والسنة، لأنه داخل في عبادة، والعبادات مبناها على التوقيف والاتباع لا على الإحداث والاختراع؛ ولهذا نظرنا في الأدلة في الكتاب والسنة فلم نجد دليلاً يدلُّ على هذه الهيئة المضافة، فتحقق أنه لا أصل له في الشرع المطهر، وما لا أصل له في الشرع فهو بدعة؛ إذاً فيكون الذكر والدعاء الجماعي بدعة، يجب على كل مسلم مقتدٍ برسول الله (صلى الله عليه وسلم) تركها والحذر منها، وأن يلتزم بالمشروع.
وعليه: فالدعاء الجماعي بصوت واحدٍ، سواءً كان دعاءً مطلقًا، أو مرتبًا كأن يكون بعد قراءة القرآن، أو الموعظة، والدرس ... كل ذلك بدعة". اهـ. تصحيح الدعاء (ص134).
ومما يدخل في بابنا هذا من صنيع الصحابة: مجلس واحد للأنصار، وهي أول جمعة قبل مقدم النبي (صلى الله عليه وسلم) صلى بهم أسعد بن زرارة، وجلسوا يتذاكرون ما من الله عليهم به من الإسلام، وصلى بهم ركعتين وذبحت لهم شاة فكفتهم. وهذا من بلاغات ابن سيرين. خرجه عبدالرزاق برقم (5144). وهو مرسل صحيح، وله شواهد. انظر الفتح (2: 355).
قال الإمام أحمد: وأي شيءٍ أحسن من أن يجتمع الناس فيصلوا ويذكروا ما أنعم الله عليهم كما قالت الأنصار. رواه الخلال.
ومجلس آخر حضره عمر وهو ما رواه ابن سعد في طبقاته (3: 294) عن أبي سعد مولى أبي أسيد، قال: كان عمر بن الخطاب يعس المسجد بعد العشاء فلا يرى فيه أحدًا إلا أخرجه، إلا رجلا قائمًا يصلي، فمر بنفر من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيهم أبي بن كعب، فقال: من هؤلاء؟ قال أبي: نفر من أهلك يا أمير المؤمنين، قال: ما خلفكم بعد الصلاة؟ قال: جلسنا نذكر الله، قال: فجلس معهم، ثم قال لأدناهم إليه: خذ، قال: فدعا فاستقراهم رجلاً رجلاً يدعون، حتى انتهى إلي وأنا إلى جنبه، فقال: هات فحُصرت وأخذني من الرعدة أفكل، حتى جعل يجد مس ذلك مني، فقال: ولو أن تقول: اللهم اغفر لنا .. اللهم ارحمنا، قال: ثم أخذ عمر فما كان في القوم أكثر دمعة ولا أشد بكاء منه، ثم قال: إيهًا الآن فتفرقوا.
فأخذنا من هذين النصين جواز الاجتماع على الذكر والدعاء، ومن أثر عمر أخذنا جواز الدعاء الجماعي بدعاء أحد القوم وتأمين غيره على دعائه .. إذا لم يتخذ عادة.
وكأن الإمام أحمد لم يبلغه هذا! .. قال مهنا: سألت أبا عبدالله عن الرجل يجلس إلى القوم فيدعوا هذا، ويدعو هذا، ويقولون له أدع أنت؟.
فقال: لا أدري ما هذا؟.
وما نراه اليوم من توسع البعض في طلب الدعاء من كل أحد، وخاصة جماعة المسلمين، أو طلاب العلم المجتمعين في حلق لتلاوة كتاب الله، أو تدارس العلم، يدخل في صورة الدعاء الجماعي، وهو غير مشروع في كل موطن بل له آدابه وأماكنه المخصوصة، فلا يعدو المرء ما ورد به الشرع ولا يستحسن .. فإن من وجوه البدعة أن يكون العمل مشروعًا زمانًا أو مكانًا، ثم يعمل في غير زمانه أو مكانه.
كما إن هذه الصورة بذاتها ليس عليها دليل معتبر، وقد ثبت عن السلف إنكارها.
فعن أبي عثمان، قال: كتب عامل لعمر بن الخطاب إليه: أن ها هنا قومًا يجتمعون فيدعون للمسلمين وللأمير، فكتب إليه عمر: أقبل وأقبل بهم معك، فأقبل.
وقال عمر للبواب: أعِدَّ لي سوطًا، فلمَّا دخلوا على عمر، أقبل على أميرهم ضربًا بالسوط. أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (26191): بسند لا بأس به.
وذكره ابن وضاح في (البدع المنهي عنها ص 19) .. واستدل به الشيخ بكر أبو زيد على بدعية هذا العمل كما في تصحيح الدعاء (ص72).
وعن يونس بن عبيد: أن رجلاً قال للحسن! ما ترى في مجلسنا هذا؟ قوم من أهل السنة والجماعة لا يطعنون على أحد، نجتمع في بيت هذا يومًا، وفي بيت هذا يومًا، فنقرأ كتاب الله، وندعو لأنفسنا ولعامة المسلمين؟ قال: فنهى الحسن عن ذلك أشد النهي. الاعتصام للشاطبي (2: 200).
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن أبي العباس الفضل بن مهران (وهو من جملة الأصحاب الناقلين عن أحمد) قال: سألت أحمد، قلت: إن عندنا قومًا يجتمعون فيدعون ويقرؤون القرآن، ويذكرون الله تعالى، فما ترى فيهم؟ فقال لي أحمد: تقرأ في المصحف، وتذكر الله في نفسك، وتطلب حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
وقلت: فأخ لي يفعل هذا! فأنهاه؟ قال: نعم. قلت: فإن لم يقبل؟ قال: بلى إن شاء الله تعالى. فإن هذا محدث الاجتماع الذي تصف. المقصد الأرشد (2: 316).
وقد وردت الرواية بألفاظ أصرح من سابقتها .. وفيها جواب إمام الجرح والتعديل في زمانه يحيى بن معين .. إذ قال الفضل: سألت يحيى بن معين وأحمد بن حنبل، قلت: إن عندنا قومًا يجتمعون فيدعون ويقرؤون القرآن، ويذكرون الله تعالى، فما ترى فيهم؟ قال: فأما يحيى بن معين، فقال: يقرأ في المصحف، ويدعو بعد صلاة، ويذكر الله في نفسه. قلت: فأخٌ لي يفعل هذا؟ قال: انهه، قلت: لا يقبل؟ قال: عظه، قلت: لا يقبل، أهجره؟ قال: نعم.
ثم أتيت أحمد وحكيت له نحو هذا الكلام، فقال لي أحمد (أيضًا): يقرأ في المصحف، ويذكر الله تعالى في نفسه، ويطلب حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
وقلت: فأنهاه؟ قال: نعم. قلت: فإن لم يقبل؟ قال: بلى إن شاء الله تعالى؛ فإن هذا محدث الاجتماع والذي تصف، قلت: إن لم يفعل أهجره؟ فتبسم وسكت. اهـ. الآداب الشرعية لابن مفلح.
فلم يستثن أحد منهما الدعاء أو غيره مما وصف السائل، مع أن كل عمل قام به هؤلاء له دليله العام الذي يدخل تحته، ومع ذلك لم يُقرا هذا العمل، لما فيه من الخروج على هدي السلف.
ومن تأمل الصورة الثانية من صور الدعاء الجماعي المذكورة سابقًا، وهي الختم بالدعاء في التجمعات العلمية أو الوعظية ونحو ذلك، علم أنها لا تخرج عما وُصف، فهذا من ذاك لا دليل عليه، والله أعلم.
ولا يعني هذا المنع من الدعاء للغير مطلقًا، فإن هذا من المستحبات (طلبه المرء أو لم يطلبه)، لكن الأولى أن يكون ذلك بظهر الغيب، فقد أخبر النبي (صلى الله عليه وسلم) عن أكمل حالات هذه العبادة، بقوله: "ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك ولك بمثل". أخرجه مسلم.
وأولى في إجابة السائل أن يكون ذلك بظهر الغيب لا بحضوره، فهو أكمل لقوله (صلى الله عليه وسلم): "ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك ولك بمثل".
وإن كان هناك رأي لبعض محققي أهل العلم ينكرون ذلك، ويرون أنه خلاف الأولى، ولهم في ذلك سلف صالح، ولا بأس من التعريج عليه لكونه يوضح بعض ما ذهبنا إليه:
قال ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: "دعاء الغائب للغائب، أعظم إجابةً من دُعاء الحاضر؛ لأنه أكمل إخلاصًا وأبعدُ عن الشِّرك، فكيف يشبه دعاء من يدعو لغيره بلا سؤال منه، إلى دعاء من يدعو الله بسؤاله وهو حاضر؟ ". اهـ. الفتاوى (1: 328 ـ 329).
وقال: "من قال لغيره من الناس: ادع لي ـ أو لنا ـ وقصده أن ينتفع ذلك المأمور بالدعاء وينتفع هو أيضًا بأمره، ويفعل ذلك المأمور به كما يأمره بسائر فعل الخير، فهو مقتد بالنبي (صلى الله عليه وسلم) مؤتم به ليس هذا من السؤال المرجوح.
وأما إن لم يكن مقصوده إلا طلب حاجته لم يقصد نفع ذلك والإحسان إليه، فهذا ليس من المقتدين بالرسول المؤتَمِّين به في ذلك، بل هذا من السؤال المرجوح الذي تركه إلى الرغبة إلى الله ورسوله أفضل من الرغبة إلى المخلوق وسؤاله". اهـ. الفتاوى (1: 193).
فهذا من فقه هذه المسألة .. وقل من يتنبه له.
وقد ذكر في التوسل ثلاث مفاسد لسؤال المخلوقين:
الأولى: مفسدة الافتقار إلى غير الله.
الثانية: مفسدة إيذاء المسئول، وهو نوع من ظلم الخلق، والعبد مأمور بالإحسان إلى عباد الله.
الثالثة: وفيه ذل لغير الله، وهو ظلم النفس، ومطلوب من العبد أن يكون ذليلاً ومفتقرًا إلى الله.
وقال ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ في هذه المسألة: "هذا جائز، ولكني لا أجيزه، وأرى أن الإنسان يسأل الله تعالى بنفسه، دون أن يجعل له واسطة بينه وبين الله تعالى، وأن ذلك أقوى في الرجاء وأقرب إلى الخشية، كما أنني أرغب من الإنسان إذا طلب من أخيه الذي ترجى إجابة دعائه أن يدعو له، أن ينوي بذلك الإحسان إليه ـ أي إلى هذا الداعي ـ دون دفع حاجة هذا المدعو؛ لأنه إذا طلبه من أجل حاجته صار كسؤال المال وشبهه المذموم، أما إذا قصد نفع أخيه الداعي بالإحسان إليه ـ والإحسان إلى المسلم يثاب المرء عليه كما هو معروف ـ كان هذا أولى وأحسن والله ولي التوفيق". اهـ. فتاوى ابن عثيمين (1/ 77).
وقد كره جماعات من السلف طلب الدعاء منهم، لما في ذلك من التزكية لهم، ولاعتبارات أخرى كما سيأتي:
قال ابن رجب ـ رحمه الله ـ: " وكان كثير من السلف يكره أن يطلب منه الدعاء، ويقول لمن يسأله الدعاء: أي شيء أنا؟ وممن روى عنه ذلك: عمر بن الخطاب، وحذيفة بن اليمان ـ رضي الله عنهما ـ وكذلك مالك بن دينار، وكان النخعي يكره أن يُسأل الدعاء، وكتاب رجل إلى أحمد يسأله الدعاء، فقال أحمد: إذا دعونا نحن لهذا فمن يدعو لنا؟! ". معجم المناهي (ص87).
وحمل الشاطبي ـ رحمه الله ـ امتناعهم على قدر زائد ليس لذات الدعاء، وهو أن يُعتقد فيه أنه مثل النبي، وأنه وسيلة إلى أن يُعتقد ذلك، أو أن يُعتقد أنه سنة تلزم، أو يجري في الناس مجرى السنن الملتزمة. اهـ. الاعتصام (2: 200).
وللمسألة صلة .. إن شاء الله (تعالى).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Mar 2004, 11:53 ص]ـ
جزاك الله خيراً على هذا التنبيه والتحرير يا أخي الكريم فقد أثرت أمراً كثيراً ما نتعرض له.
فما تقول - وفقك الله - فيمن اعتاد أن يقول لصاحبه عند الفراق: لا تنسنا من صالح دعائك؟ هل يدخل هذا فيما نهي عنه؟ مع إنه لا يستحضر سوى نية أن يتحقق له المطلوب بسبب دعوة صادقة بظهر الغيب من هذا الصاحب، ولم يخطر بباله أن يكون ذلك من الإحسان إلى صاحبه كما استحب ذلك الشيخ ابن عثيمين.
وفقك الله ونفعنا وإياك بالعلم.(/)
شبكة أهل السنة الإسلامية
ـ[أهل السنة]ــــــــ[11 Mar 2004, 06:30 م]ـ
شبكة أهل السنة الإسلامية
تطل عليكم اليوم شبكة أهل السنة ( http://www.asunnah.net) بإطلالة جديدة.
شبكة أهل السنة , شبكة إسلامية شاملة تحتوي على:
*المقالات المتنوعة
*ركن الأخوات
*منبر للعلماء
*بطاقات دعوية
*فلاشات دعوية
* الأربعين النووية
*دليل للمواقع الإسلامية
*القرآن الكريم
*تسجيلات إسلامية
* وقريبا ركن الفتاوى
و غير ذلك الكثير الكثير ....
لزيارة الموقع
اضغط هنا ( http://www.asunnah.net)
http://www.asunnah.net/images/banners/banner3.gif (http://www.asunnah.net)(/)
هدية لمقتني المسند طبعة الرسالة
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[11 Mar 2004, 07:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، وآله، أما بعد:
فلا يخفى على الجميع أن الطبعة الميمنية لمسند الإمام أحمد في ستة مجلدات هي التي راجت، وانتشرت، وإليها يعزوا كل الباحثين، أو جلهم، وهي طبعة يعتريها الكثير من الخلل ... لكن بقي لها شرف السبق، وعزوا كثير من الكتب، ولما أخرجت مؤسسة الرسالة مسند الإمام أحمد بطبعته الجديدة في خمسين مجلدا لم تغفل ترقيم صفحات الميمنية فجعلته على جانب الصفحات عند ابتدائها، ولما كانت هذه الطبعة قد اقتناها معظم طلبة العلم، وقد يأخذ عليهم بعض الوقت البحث عن موضع الحديث الذي في المجلد الثلث صفحة 380 مثلا من الميمنية، هل هو في المجلد العاشر أو الثالث عشر أو الخامس والعشرين .. ؟
فقمت بترقم المجلدات وما يحويه كل مجلد من طبعة الرسالة من الصفحات من مجلد الميمنية، وعليك أن تشتري من المكتبة الملصق الصغير الذي بحجم رأس الإبهام ثم تكتب عليه، وتلصقه في كعب كل مجلد ليسهل عليك الوصول ..
1\ 1 - 75
2\ 75 - 160
3\ 161 - 234
4\ 234 - 305
5\ 305 - 374
6\ 374 - 409
7\ 409 - 466
انتهى المجلد الأول من الميمنية (الأرقام اليمنى من 1 - 7 هي مجلدات ط: الرسالة)
************
8\ 2 - 36
9\ 37 - 96
10\ 96 - 158
11\ 158 - 228
12\ 288 - 262
13\ 262 - 319
14\ 319 - 387
15\ 387 - 457
16\ 457 - 541
انتهى المجلد الثاني من الميمنية (الأرقام اليمنى من 8 - 16 هي مجلدات ط: الرسالة)
************
17\ 2 - 44
18\ 45 - 97
19\ 98 - 151
20\ 151 - 217
21\ 217 - 292
22\ 292 - 338
23\ 338 - 400
24\ 400 - 450
25\ 450 - 503
انتهى المجلد الثالث من الميمنية (الأرقام اليمنى من 17 - 25 هي مجلدات ط: الرسالة)
***************
26\ 2 - 43
27\ 43 - 88
28\ 88 - 159
29\ 159 - 239
30\ 239 - 304
31\ 304 - 366
32\ 366 - 419
33\ 419 - 5/ 35
انتهى المجلد الرابع من الميمنية (الأرقام اليمنى من 26 - 33 هي مجلدات ط: الرسالة)
***************
34\ 35 - 113
35\ 113 - 192
36\ 192 - 270
37\ 270 - 344
38\ 345 - 423
39\ 423 - 6/ 29 ومعه الملحق المستدرك من مسند الأنصار 39/ 434 - آخر المجلد.
انتهى المجلد الخامس من الميمنية (الأرقام اليمنى من 34 - 39 هي مجلدات ط: الرسالة)
***************
40\ 29 - 74
41\ 74 - 139
42\ 139 - 214
43\ 215 - 282
44\ 282 - 368
45\ 368 - إلى آخره
انتهى المجلد السادس من الميمنية (الأرقام اليمنى من 40 - 45 هي مجلدات ط: الرسالة).
والمجلدات من 46 - 50 فهارس.
والله أعلم.
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[11 Mar 2004, 11:15 م]ـ
بارك الله فيك .. لفتة مهمة، وفائدة قيمة.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[27 Aug 2006, 09:34 م]ـ
جزاكم الله خيرا، وأسأل الله أن ينفع بها.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[15 Sep 2006, 10:14 ص]ـ
جزاكم الله كل خير ونفع بكم
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[15 Sep 2006, 11:24 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد،فإن مثل هذه الأعمال تيسر البحث العلمي، وصدقني فإنني عندما أدرس لطلبتي مادة تقنيات البحث فإنهم يجدون صعوبة في محور التخريج، خاصة ما يتعلق بمسند الإمام أحمد، لأن المعجم المفهرس لألفاظ الحديث، و مفتاح كنوز السنة كلها تحيل عليها.
جزاكم الله خيرا.
و تفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[15 Sep 2006, 07:09 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا
أسأل الله أن ينفع بها.
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[01 Oct 2006, 07:28 ص]ـ
عفوًا دكتورنا الكريم
حضرتك قلت:
فإن مثل هذه الأعمال تيسر البحث العلمي، وصدقني فإنني عندما أدرس لطلبتي مادة تقنيات البحث فإنهم يجدون صعوبة في محور التخريج، خاصة ما يتعلق بمسند الإمام أحمد، لأن المعجم المفهرس لألفاظ الحديث، و مفتاح كنوز السنة كلها تحيل عليها.
فهذه الكتب انتهى عهدها والله أعلم ماذا يفعل الآن تخريج حديث عن طريق أي منهما.
اللهم إلا إذا كان على سبيل الدراسة فقط.
ولكم منا فائق الاحترام على جهودكم الكبيرة
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[19 Mar 2008, 07:11 م]ـ
أثابك الله أبا عبدالله .. ويسر أمرك في الدارين.(/)
الشيخ أبو الأعلى المودوي ومعالم تجديده ....
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[13 Mar 2004, 11:48 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير المرسلين. أما بعد:
فهذه سطور أكتبها عن الشيخ أبي الأعلى المودودي رحمه الله. الشيخ من كبار الدعاة والمجددين في العصر الحديث. أسس جماعة إسلامية في الهند تعتبر من أكبر وأنشط الحركات الإسلامية في الهند، وباكستان، وبنغلاديش وغيرها من البلدان.
ركز الشيخ على قضية الحاكمية وجدد معالمها التي كادت أن تمحى من عقول المسلمين. الشيخ يدعو المسلمين أن يفهموا الإسلام مفهوماً شاملاً كاملاً، فالدين كلمة تشمل المجالات المختلفة، ولأن الله له السلطة المطلقة فينبغي على المؤمن أن يدرك أنه لم يأمر بعبادة قاصرة على المساجد بل تعدو إلى شتى مجالات الحياة.
دعاة الجماعة يجمعون بين التراث القديم والأصول العلمية وبين ما هو جديد مقبول لا يعارض المفهوم الإسلامي المبني على الكتاب والسنة.
التكملة في المقالة الثانية ...(/)
معالم في طريق طلب العلم للشيخ عبدالكريم الخضير
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[14 Mar 2004, 02:42 ص]ـ
نزل في الأسواق اليوم
محاضرة الشيخ د/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير ((معالم في طريق طلب العلم)) والتي ألقيت يوم الأربعاء 12/ 1/1425 في جامع عثمان بن عفان بالرياض وهي الآن موجودة في
تسجيلات الراية الاسلامية غرب مخرج 14 في الدائري الشرقي بالرياض
ت/014921393ـــ ت/014911985(/)
الشيخ أبو الأعلى المودوي ومعالم تجديده (2)
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[14 Mar 2004, 10:29 ص]ـ
تحدثنا في الحلقة السابقة عن الجماعة الإسلامية التي أسسها الشيخ أبو الأعلى المودودي، وخلاصة أفكاره. واليوم أتحدث عن تفسيره.
كتب الشيخ تفسيره المعنون بـ (تفهيم القرآن الكريم)، تفسير عصري مناسب للناشئة، ليس تفسيراً حديثياً أو فقهياً أو نحوياً، لم يخصص تفسيره في شيء منها إنما استفاد من مختلف العلوم وضمن خلاصة الكلام.
الشيخ يبدي رأيه غالباً معتمداً على الكتاب والسنة، ويرد على المخالفين من أهل البدع والأهواء وأصحاب المذاهب الفكرية المنحرفة، والنظريات الخبيثة.
يركز الشيخ على شمولية الإسلام لجميع جوانب الحياة، وموضوع الحاكمية التي طالما نسيها الإنسان في الآونة الأخيره ولم يستحضرها.
ترجم التفسير إلى عدة لغات إلى العربية ولم تكتمل الترجمة، وهو مكتوب بالأردية، وترجم إلى المليبارية في 6 مجلدات. تميز التفسير بميزات منها:
1 - يذكر المقدمات المهمة التي تخص كل سورة في بدايتها مثل (تحرير اسم السورة، سبب النزول والترجيح، زمن النزول، موضوعات السورة). وهذه المقدمات موجودة في بداية كل سورة. وهذا التميز بهذا الشكل لم أجده في أي تفسير.
2 - لغة الشيخ راقية، وعصرية، يستمتع القارئ بها وبجمالها.
وفي التفسير بعض المآخذ سنبين بعضها في الحلقة القادمة ....(/)
سؤال
ـ[راكان]ــــــــ[23 Mar 2004, 02:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني الافاضل حفظكم الله
لي سؤال عن صحة هذا الحديث المدرج وماهو سنده؟
قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - للإمام علي بن أبي طالب: ياعلي , لاتنم إلا أن تأتي بخمسة أشياء وهي قراءة القرآن كله , والتصدق بأربعة آلاف درهم ,وزيارة الكعبة, وحفظ مكانك في الجنة وإرضاء الخصوم
قال علي: وكيف ذلك يارسول الله؟
قال النبي صلى الله عليه وآله سلم: أما تعلم انك إذا قرأت قل هو الله أحد ثلاث مرات فقد قرأت القرآن كله , وإذا قرأت الفاتحة أربع مرات فقد تصدقت بأربعة آلاف درهم , وإذا قلت لا إله إلا الله وحده لاشريك له , له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات فقد زرت الكعبة , وإذا قلت لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم عشر مرات فقد حفظت مكانك في الجنة , وإذا قلت استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه عشر مرات فقد أرضيت الخصوم
وجزاكم الله خير
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[26 Mar 2004, 12:48 ص]ـ
الحديث تعبت عليه ولم أقف له على سند إلى ساعتي هذه، ولعله مما وضعته الشيعة .. فقد قال الخليلي في الإرشاد: "وضعت الشيعة في فضائل آل البيت ثلاثمئة ألف حديث".
وفي مكتبتي كتاب (مسند علي بن أبي طالب رضي الله عنه) / تأليف يوسف أوزبك. ويتكون من سبعة مجلدات ويحوي آلاف الأحاديث الصحيحة والضعيفة، وللأسف ليس له فهرس، لأنه مرتب على الأطراف فالبحث فيه صعب، يستلزم تتبع المجلدات بكاملها ـ وهذا شيء شاق على في الوقت الحالي ـ وليس هناك كبير فائدة في الحصول على إسناده، فليس في مصنفات أهل السنة المعتمدة في الصحيح والضعيف، بل وليس في الموضوعات.
فإن أراد الأخ السائل الوقوف على سنده فعليه بهذا الكتاب، وإلا فمضانه في كتب الشيعة.
وقد سئلت عنه اللجنة الدائمة في المملكة العربية السعودية .. فكان جوابها كالتالي:
(هذا الحديث لا أصل له، بل هو من الموضوعات، من كذب بعض الشيعة كما نبه على ذلك أئمة الحديث).
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
نائب رئيس اللجنة
عبدالرزاق عفيفي
الرئيس
عبدالعزيز بن عبدالله بن بازانظر السؤال الأول من الفتوى رقم (9604) (4/ 462 ـ 463).
وكتبه/ يحيى البكري.
ـ[راكان]ــــــــ[26 Mar 2004, 11:10 م]ـ
استاذي الكريم
بارك الله فيك واحسن اليك على هذه الاجابه التي تعبت لاجد صحتها فلم اوفق
وفقك الله للخير والصلاح وشكرلك تبيانك لي الامر
تحياتي لك
ـ[طالب يتعلم]ــــــــ[29 Mar 2004, 11:24 ص]ـ
وجدت هذا والسؤال والاجابة عليه في موقع الاسلام سؤال وجواب ... أرجو أن يفيدك أخي الكريم
السؤال:
وصلني عبر البريد حديث إلى النبي عليه الصلاة والسلام، وقد رأيته في أكثر من منتدى.
ومن يكتبه يقول أوصلني عبر البريد.
وهذا نص الحديث:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يا علي لا تنم حتى تأتي بخمسة أشياء هي: قراءة القرآن الكريم كله، التصدق بأربعة ألاف درهم، حفظ مكانك في الجنة، إرضاء الخصوم.
فقال علي: وكيف يارسول الله – صلى الله عليه وسلم -؟
قال رسول الله صلى الله علية وسلم: أما تعلم يا علي أنك:
إذا قرأت (قل هو الله أحد) ثلاث مرات كأنك قرأت القرآن كله؟ وإذا قرأت (سورة الفاتحة) أربع مرات كأنك تصدقت بأربعة الأف درهم؟ وإذا قلت " لا إله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير " عشر مرات فقد حفظت مكانك في الجنة؟ وإذا قلت " أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه " عشر مرات فقد أرضيت الخصوم؟
ثم يختمونه بقولهم: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
فهل هذا الحديث صحيح.
الجواب:
الحمد لله
هذا الحديث باطل موضوع.
قال علماء اللجنة الدائمة عن هذا الحديث:
هذا الحديث لا أصل له، بل هو من الموضوعات، من كذب بعض الشيعة كما نبَّه على ذلك أئمَّة الحديث.
" فتاوى اللجنة الدائمة " (4/ 462، 463).
وقد سئل عنه الشيخ بن محمد بن صالح العثيمين فقال - رحمه الله -:
هذا الحديث الذي ذكره أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى علي بن أبي طالب رضي الله عنه بهذه الوصايا: كذب موضوع على النبي صلى الله عليه وسلم، لا يصح أن يُنسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن " مَن حدَّث عن النبي صلى الله عليه وسلم بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين "، و " مَن كذب على النبي صلى الله عليه وسلم متعمِّداً فليتبوأ مقعده من النار "؛ إلا إذا ذكره ليبيِّن أنه موضوع ويحذر الناس منه، فهذا مأجور عليه، والمهم أن هذا الحديث كذب على النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى علي ابن أبي طالب.
" فتاوى إسلامية " (4/ 111).
والله أعلم.
تجدونه على هذا الرابط ( http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=30765&dgn=4)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[راكان]ــــــــ[29 Mar 2004, 09:35 م]ـ
جزاك الله خير واحسن الله اليك
نفع الله بك وبعلمك
تحياتي لك(/)
قصيدة في قصتي مع الكتاب
ـ[ابو بشرى]ــــــــ[27 Mar 2004, 05:59 م]ـ
بالأمس كنت أرى الحياة فسيحة = خلي كتاب سابحا طول السنينْ
وزهدتُ فيه،وقلتُ: كبلني ولم = أحيَ الحياة مع الرفاق الباسمينْ
وأنا ابتساماتي قليلٌ حظها = والجسم أضحى ناحلا لا يستبينْ
والوجه أشحبُ، والعيون غوائر = والصدر دُفٌّ، والغبار على الجبينْ
ونسيتُ نفسي والكتاب يغُرّني = شغفا به، وأرى الخلائق ضاحكينْ
وعشقته، حتى سهرت لأجله = وخشيت - إن الحب يردي العاشقينْ
لمَ لا أروح وأغتدي متخففا = - من كل هم - في دروب السائرينْ
وهجرت خلي ... ،بل هجرت ديارهُ = وبحار عينيه تسر الناظرينْ
دين، ودنيا،كانت العينان في = نظري بحاراً لاتمل السابحينْ
وضحكت .. وانفرجت أسارير الهوى = وعشقت بعد الخل قوما آخرينْ
وصحبتُ من أبصرته متخففا = ممن غبطتُ من الرفاق السابقينْ
ويلي ... أراهم من بعيد فارهين = ويلي ... أراهم من قريب تائهينْ
ويلي ... خُدعتُ، وصار صدري ضيقا = ويلي ... فما تكفي للذاتي سنينْ
أبغي قرونا؛ كي أعيش منعما = فالعمر يسرع نحو سن الأربعينْ
قلتُ: الحياة قصيرة؛سأزيدها = بالعرض كي أحيا حياة الخالدينْ
وذكرتُ عهدا في صبايَ، كأنهُ = أفْق الفضاء رحابةً للضائقينْ
وذكرتُ خلاً قد هجرتُ، وزادني = شوقا إليه الضيق في دنيا الأنينْ
وخطوتُ خُطْواتٍ إليه فهالني = أني جهلتُ طريقهُ كالحائرينْ
أنكرتهُ، ونسيتُ أسراراً لهُ = ونسيتُ مفتاح القراءة من سنينْ
وأنا أغالبُ كي أعود لجنةٍ = فيها الحياة عريضةٌ للراغبينْ
فادعوا معي كي أستعيد سعادتي = إن الكتاب خليل كل السائحينْ
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[28 Mar 2004, 12:50 ص]ـ
حيّاك الله أبا بشرى
وما أسعدني- والله- بما تكتب
وهَلُمَّ إلى بعث سعيد
وإقبال من جديد
ولي ردٌّ أستأني به حتى ينضج
ثبتنا الله وإياك على الحق, وبصرنا به.(/)
افتتاح أكبر موسوعة سنية عن الشيعة الإثني عشرية
ـ[+صوت الحق+]ــــــــ[02 Apr 2004, 03:08 م]ـ
افتتاح أكبر موسوعة سنية عن الشيعة الإثني عشرية
http://www.wtv-zone.com/aylana/bringontheglitter/glitterlines/floralbar-02.gif
البينة ( http://www.albainah.net)
-----------------
كيف نفهم الأداء السياسي لشيعة العراق ( http://www.albainah.net/albianah/ViewArticle.asp?Operation=Update&ID=222)
-----------------
الشيعة يذبحون عالم سني لرفضة تعليق الرايات السود ( http://www.albainah.net/albianah/news.asp?Operation=Update&ID=362)
-----------------
العلاقات الإيرانية الإسرائيلية ( http://www.albainah.net/albianah/AllArticles.asp?intID=74&Topic=3&Section=16)
-----------------
سلسلة خطر الشيعة ( http://www.albainah.net/albianah/ViewSoundFiles.asp?operation=Update&ID=51&SoundName=%20 سلسة%20خطر%20الشيعة& section=%20 هذه%20هي%20الشيعة& ElementText= محمد%20بن%20إسماعيل)
----------------
خطر الروافض على الإسلام ( http://www.albainah.net/albianah/ViewSoundFiles.asp?operation=Update&ID=82&SoundName=%20 خطر%20الروافض%20على%20الإسلام& section=%20 هذه%20هي%20الشيعة& ElementText= د. عبد%20العزيز%20القارىء)
------------------
زواج المتعة ( http://www.albainah.net/albianah/ViewSoundFiles.asp?operation=Update&ID=50&SoundName=%20 زواج%20المتعة& section=%20 هذه%20هي%20الشيعة& ElementText= عثمان%20الخميس)
-----------------
علاقة الصوفية بالتشيع ( http://www.albainah.net/albianah/ViewSoundFiles.asp?operation=Update&ID=100&SoundName=%20 علاقة%20الصوفية%20بالتشيع& section=%20 إخوان%20الشيعة%20الإثني%20عشر& ElementText= إحسان%20إلهي%20ظهير)
-----------------
http://www.wtv-zone.com/aylana/bringontheglitter/glitterlines/floralbar-02.gif
ـ[+صوت الحق+]ــــــــ[06 Apr 2004, 02:41 م]ـ
لرفع الموضوع بارك الله فيكم
ـ[عبد اللطيف سالم]ــــــــ[20 Apr 2004, 12:46 ص]ـ
بارك الله بك(/)
ذكرى
ـ[فريق الاعلام الدعوي]ــــــــ[03 Apr 2004, 06:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
http://workforislam.com/media_team/019task/thekra-adv.jpg
دعوة لكل صاحب وصاحبة قلم سيال مبدع ..
ولكل من له القدرة على كتابة الكلمات التي تخاطب القلوب الحية المؤمنة ..
يعزم الموقع بإذن الله على إنتاج عدة إصدارات صوتية خاصة ستوضع تباعاً على الموقع ..
ونناشد الأدباء والكتاب وأصحاب الأقلام السيالة بالمشاركة في إعداد نصوص الكلمات التي ستنتج بشكل صوتي ..
ساهم مع الموقع في إعداد الخير ونشره على الشبكة ولك به الأجر العظيم
اضغط هنا ( http://workforislam.com/media_team/019task/thekra.htm)(/)
شاهد وتأمل تعاقب الليل والنهار في صورة حية للأرض من الفضاء
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[06 Apr 2004, 04:28 م]ـ
اضع بين يدي القراء الكرام الرابط التالي لتأمل صورة الأرض من الفضاء وفيها تعاقب الليل والنهار.
{إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب}
ملاحظة: يتم تحديث هذه الصورة كل 20 دقيقة.
اضغط هنا لمشاهدة الصورة ( http://ourplanet.ath.cx/satellite/ea.htm)(/)
من روائع العلامة ابن حزم في الحكمة
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[09 Apr 2004, 06:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن العلامة أبا محمد علي بن حزم الأندلسي علم من أشهر أعلام هذه الأمة له مكانة عظمى ومنزلة رفيعة في العلم .. لا تخفى
وقد برع العلامة أبو محمد ابن حزم في علوم شتى: كالفقه، والحديث، والأصول، والأدب والبلاغة والشعر، والتأريخ والأخبار، والنسب، والمنطق، والطب ....
وقد أوتي جدلا و حجة، وبلاغة، يأسر من اطلع على كلامه، ويملك قبله، وتقنعه، أو تفحمه حججه ...
وهو مع ذلك أديب شاعر ... من مهرة الشعراء له قصائد سارت بها الركبان ...
وهو أيضا حكيم مجرب له نظر ثاقب، وذهن يتوقد، وقوة ملاحظة .. وسبر، وتقسيم عجيب لأخلاق الناس ... وآدابهم.
وقد حصلت له خطوب، وحروب مع مخالفيه من العلماء جرت عليه محن، وفتن، وابتلاءات ... كان لها أثر في نفسه، وخلقه، وطبعه، وكشفت له من أمور الناس، وما تنطوي عليه أخلاقهم وصفاتهم شيئا كثيرا ...
فكان نتاج ذلك أن دون، وكتب كل ما تحصل له من ذلك في كتاب .. محاولة منه في معالجة أخلاق الناس، وحثهم على الجميل، وردهم عن القبيح ....
وهذا الكتاب اسمه: الأخلاق والسير في مداواة النفوس .. أو مداواة النفوس ...
يقول في مقدمة كتابه:
... جمعت في كتابي هذا معاني كثيرة، أفادنيها واهب التمييز تعالى بمرور الأيام وتعاقب الأحوال، بما منحني عز وجل من التهمم بتصاريف الزمان، والإشراف على أحواله، حتى أنفقت في ذلك أكثر عمري، وآثرت تقييد ذلك بالمطالعة له، والفكرة فيه على جميع اللذات التي تميل إليها أكثر النفوس، وعلى الازدياد من فضول المال، وزممت كل ما سبرت من ذلك بهذا الكتاب، لينفع الله تعالى به من يشاء من عباده ممن يصل إليه بما أتعبت فيه نفسي، وأجهدتها فيه، وأطلت فيه فكري، فيأخذه عفواً، وأهديته إليه هنيئاً، فيكون ذلك أفضل له من كنوز المال، وعقد الأملاك، إذا تدبره ويسره الله تعالى لاستعماله، وأنا راج في ذلك من الله تعالى أعظم الأجر لنيتي في نفع عباده، وإصلاح ما فسد من أخلاقهم، ومداواة علل نفوسهم، وبالله أستعين.
ولعلي أنتقي لإخواني في هذا المنتدى الطيب المبارك ما استحسنته في هذا الكتاب مع نصيحتي للكل بقراءته كاملا، فهو بحر طافح بالدرر، وممتلئ باليواقيت .. لا غنى لطالب العلم عنها ...
والآن وقت الشروع في المقصود:
قال رحمه الله ص 2:
لذة العاقل بتمييزه، ولذة العالم بعلمه، ولذة الحكيم بحكمته، ولذة المجتهد لله عز وجل باجتهاده، أعظم من لذة الآكل بأكله، والشارب بشربه، والواطيء بوطئه، والكاسب بكسبه، واللاعب بلعبه، والآمر بأمره، وبرهان ذلك، أن الحكيم العاقل والعالم والعامل واجدون لسائر اللذات التي سمينا، كما يجدها المنهمك فيها، ويحسونها كما يحسها المقبل عليها، وقد تركوها وأعرضوا عنها، وآثروا طلب الفضائل عليها، وإنما يحكم في الشيئين من عرفهما لا من عرف أحدهما ولم يعرف الآخر.
ثم قال:
إذا تعقبت الأمور كلها فسدت عليك، وانتهيت في آخر فكرتك باضمحلال جميع أحوال الدنيا، إلى أن الحقيقة إنما هي العمل للآخرة فقط، لأن كل أمل ظفرت به فعقباه حزن،
إما بذهابه عنك،
وإما بذهابك عنه،
ولا بد من أحد هذين الشيئين،
إلا العمل لله عز وجل؛ فعقباه على كل حال سرور في عاجل وآجل،
أما العاجل فقلة الهم بما يهتم به الناس، وإنك به معظم من الصديق والعدو،
وأما في الآجل فالجنة.
و قال:
لا تبذل نفسك إلا فيما هو أعلى منها، وليس ذلك إلا في ذات الله عز وجل في دعاء إلى حق، وفي حماية الحريم، وفي دفع هوان لم يوجبه عليك خالقك تعالى، وفي نصر مظلوم. وباذل نفسه في عرض دنيا، كبائع الياقوت بالحصى.
لا مروءة لمن لا دين له.
العاقل لا يرى لنفسه ثمناً إلا الجنة.
لإبليس في ذم الرياء حبالة، وذلك أنه رب ممتنع من فعل خير خوف أن يظن به الرياء.
العقل والراحة هو اطراح المبالاة بكلام الناس، واستعمال المبالاة بكلام الخالق عز وجل بل هذا باب العقل، والراحة كلها. من قدر أنه يسلم من طعن الناس وعيبهم فهو مجنون.
(يُتْبَعُ)
(/)
* من حقق النظر، وراض نفسه على السكون إلى الحقائق وإن آلمتها في أول صدمة كان اغتباطه بذم الناس إياه أشد وأكثر من اغتباطه بمدحهم إياه، لأن مدحهم إياه، إن كان بحق وبلغه مدحهم له، أسرى ذلك فيه العجب، فأفسد بذلك فضائله، وإن كان بباطل فبلغه فسره، فقد صار مسروراً بالكذب، وهذا نقص شديد. وأما ذم الناس إياه، فإن كان بحق فبلغه، فربما كان ذلك سبباً إلى تجنبه ما يعاب عليه، وهذا حظ عظيم، لا يزهد فيه إلا ناقص، وإن كان بباطل وبلغه فصبر، اكتسب فضلاً زائداً بالحلم والصبر، وكان مع ذلك غانماً، لأنه يأخذ حسنات من ذمه بالباطل، فيحظى بها في دار الجزاء، أحوج ما يكون إلى النجاة بأعمال لم يتعب فيها، ولا تكلفها، وهذا حظ عظيم لا يزهد فيه إلا مجنون. وأما إن لم يبلغه مدح الناس إياه، فكلامهم وسكوتهم سواء، وليس كذلك ذمهم إياه، لأنه غانم للأجر على كل حال، بلغه ذمهم أو لم يبلغه. ولولا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الثناء الحسن ذلك عاجل بشرى المؤمن لوجب أن يرغب العاقل في الذم بالباطل، أكثر من رغبته في المدح بالحق، ولكن إذا جاء هذا القول، فإنما تكون البشرى بالحق لا بالباطل، فإنما تجب البشرى بما في الممدوح لا بنفس المدح.
* ليس بين الفضائل والرذائل، ولا بين الطاعات والمعاصي إلا نفار النفس وأنسها فقط. فالسعيد من أنست نفسه بالفضائل والطاعات، ونفرد من الرذائل والمعاصي، والشقي من أنست نفسه بالرذائل والمعاصي، ونفرت من الفضائل والطاعات، وليس هاهنا إلا صنع الله تعالى وحفظه.
طالب الآخرة ليفوز في الآخرة متشبه بالملائكة،
وطالب الشر متشبه بالشياطين،
وطالب الصوت والغلبة متشبه بالسباع،
وطالب اللذات متشبه بالبهائم،
وطالب المال لعين المال لا لينفقه في الواجبات والنوافل المحمودة أسقط وأرذل من أن يكون له في شيء من الحيوان شبه!
ولكنه يشبه الغدران التي في الكهوف، في المواضع الوعرة، لا ينتفع بها شيء من الحيوان.
فالعاقل لا يغتبط بصفه يفوقه فيها سبع أو بهيمة أو جماد،
وإنما يغتبط بتقدمه في الفضيلة التي أبانه الله تعالى بها عن السباع والبهائم والجمادات، وهي: التمييز الذي يشارك فيه الملائكة.
فمن سر بشجاعته التي يضعها في غير موضعها لله عز وجل فليعلم أن النمر أجرأ منهن وأن الأسد والذئب والفيل أشجع منه،
ومن سر بقوة جسمه، فليعلم أن البغل والثور والفيل أقوى منه جسماً،
ومن سر بحمله الأثقال، فليعلم أن الحمار أحمل منه،
ومن سر بسرعة عدوه، فليعلم أن الكلب والأرنب أسرع عدواً منه،
ومن سر بحسن صوته، فليعلم أن كثيراً من الطير أحسن صوتاً منه، وأن أصوات المزامير ألذ وأطرب من صوته، فأي فخر وأي سرور في ما تكون فيه هذه البهائم متقدمة عليه.
رأيت أكثر الناس إلا من عصم الله تعالى ـ وقليل ما هم ـ يتعجلون الشقاء والهم والتعب لأنفسهم في الدنيا، ويحتقبون عظيم الإثم الموجب للنار في الآخرة بما لا يحظون معه بنفع أصلاً!:
من نيات خبيثة يضبون عليها من تمني الغلاء المهلك للناس وللصغار، ومن لا ذنب له،
وتمني أشد البلاء لمن يكرهونه، وقد علموا يقيناً أن تلك النيات الفاسدة لا تعجل لهم شيئاً مما يتمنونه أو يوجب كونه.
وإنهم لو صفوا نياتهم وحسنوها، لتعجلوا الراحة لأنفسهم، وتفرغوا بذلك لمصالح أمورهم، ولا قتنوا بذلك عظيم الأجر في المعاد، من غير أن يؤخر ذلك شيئاً مما يريدونه، أو يمنع كونه. فأي غبن أعظم من هذه الحال التي نبهنا عليها، وأي سعد أعظم من التي دعونا إليها؟
العلم
لو لم يكن من فضل العلم إلا أن الجهال يهابونك ويجلونك، وأن العلماء يحبونك ويكرمونك، لكان ذلك سبباً إلى وجوب طلبه، فكيف بسائر فضائله في الدنيا والآخرة!
ولو لم يكن من نقص الجهل، إلا أن صاحبه يحسد العلماء ويغبط نظراءه من الجهال، لكان ذلك سبباً إلى وجوب الفرار عنه، فكيف بسائر رذائله في الدنيا والآخرة!
لو لم يكن من فائدة العلم والاشتغال به، إلا أنه يقطع المشتغل به عن الوساوس المضنية، ومطارح الآمال التي لا تفيد غير الهم، وكفاية الأفكار المؤلمة للنفس، لكان ذلك أعظم داع إليه، فكيف وله من الفضائل ما يطول ذكره! ومن أقلها ما ذكرنا مما يحصل عليه طالب العلم،
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي مثله أتعب ضعفاء الملوك أنفسهم، فتشاغلوا عما ذكرنا بالشطرنج، والنرد، والخمر، والأغاني، وركض الدواب في طلب الصيد، وسائر الفضول التي تعود بالمضرة في الدنيا والآخرة، وأما فائدة، فلا فائدة.
من شغل نفسه بأدنى العلوم وترك أعلاها وهو قادر عليه، كان كزارع الذرة في الأرض التي يجود فيها البر، وكغارس الشعراء حيث يزكو النخل والزيتون.
نشر العلم عند من ليس من أهله مفسد لهم، كإطعامك العسل والحلواء من به احتراق وحمى، أو كتشميمك المسك والعنبر لمن به صداع من احتدام الصفراء.
الباخل بالعلم، ألأم من الباخل بالمال، لأن الباخل بالمال أشفق من فناء ما بيده، والباخل بالعلم بخل بما لا يفنى على النفقة، ولا يفارقه مع البذل.
من مال بطبعه إلى علم ما وإن كان أدنى من غيره فلا يشغلها بسواه، فيكون كغارس النارجيل بالأندلس، وكغارس الزيتون بالهند، وكل ذلك لا ينجب.
أجل العلوم ما قربك من خالقك تعالى، وما أعانك على الوصول إلى رضاه.
أنظر في المال والحال والصحة إلى من دونك، وانظر في الدين والعلم والفضائل إلى من فوقك.
العلوم الغامضة كالدواء القوي، يصلح الأجساد القوية، ويهلك الأجساد الضعيفة. وكذلك العلوم الغامضة. تزيد العقل القوي جودة وتصفية من كل آفة، وتهلك ذا العقل الضعيف.
لا آفة على العلوم وأهلها أضر من الدخلاء فيها، وهم من غير أهلها، فإنهم يجهلون، ويظنون أنهم يعلمون، ويفسدون، ويقدرون أنهم يصلحون.
من أراد خير الآخرة، وحكمة الدنيا، وعدل السيرة، والاحتواء على محاسن الأخلاق كلها، واستحقاق الفضائل بأسرها، فليقتد بمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وليستعمل أخلاقه وسيره ما أمكنه، أعاننا الله على الإتساء به، بمنّه آمين.
غاظني أهل الجهل مرتين من عمري:
أحدهما: بكلامهم فيما لا يحسنونه أيام جهلي،
والثاني: بسكوتهم عن الكلام بحضرتي، فهم أبداً ساكتون عما ينفعهم، ناطقون فيما يضرهم.
وسرني أهل العلم مرتين من عمري:
أحدهما: بتعليمي أيام جهلي،
والثاني بمذاكرتي أيام عملي.
من فضل العلم والزهد في الدنيا، أنهما لا يؤتيهما الله عز وجل إلا أهلهما ومستحقهما،
ومن نقص علو أحوال الدنيا من المال والصوت، أن أكثر ما يقعان في غير أهلهما وفيمن لا يستحقهما.
من طلب الفضائل لم يساير إلا أهلها، ولم يرافق في تلك الطريق إلا أكرم صديق من أهل المواساة، والبر، والصدق، وكرم العشيرة، والصبر، والوفاء، والأمانة، والحلم، وصفاء الضمائر، وصحة المودة.
ومن طلب الجاه والمال واللذات، لم يساير إلا أمثال الكلاب الكلبة، والثعالب الخلبة، ولم يرافق في تلك الطريق إلا كل عدو المعتقد، خبيث الطبيعة.
منفعة العلم في استعمال الفضائل عظيمة، وهو أنه يعلم حسن الفضائل فيأتيها ولو في الندرة، ويعلم قبح الرذائل فيجتنبها ولو في الندرة، ويسمع الثناء الحسن فيرغب في مثله، والثناء الرديء فينفر منه، فعلى هذه المقدمات يجب أن يكون للعلم حصة في كل فضيلة، وللجهل حصة في كل رذيلة،
ولا يأتي الفضائل ممن لم يتعلم العلم إلا صافي الطبع جداً، فاضل التركيب، وهذه منزلة خص بها النبيون عليهم الصلاة والسلام لأن الله تعالى علمهم الخير كله، دون أن يتعلموه من الناس.
وقد رأيت من غمار العامة من يجري من الاعتدال، وحميد الأخلاق إلى ما لا يتقدمه فيه حكيم عالم رائض لنفسه، ولكنه قليل جداً.
ورأيت ممن طالع العلوم، وعرف عهود الأنبياء عليهم السلام، ووصايا الحكماء، وهو لا يتقدمه في خبث السيرة،وفساد العلانية والسريرة شرار الخلق، وهذا كثير جداً، فعلمت أنهما مواهب، وحرمان من الله تعالى.
احرص على أن توصف بسلامة الجانب، وتحفظ من أن توصف بالدهاء فيكثر المتحفظون منك، حتى ربما أضر ذلك بك، وربما قتلك.
وطّن نفسك على ما تكره، يقل همك إذا أتاك، ويعظم سرورك،ويتضاعف إذا أتاك ما تحب مما لم تكن قدّرته.
إذا تكاثرت الهموم سقطت كلها.
الغادر يفي للمجدود (المحظوظ)، والوفي يغدر بالمحدود (عديم الحظ)، والسعيد كل السعيد في دنياه من لم يضطره الزمان إلى اختبار الإخوان.
طوبى لمن علم من عيوب نفسه أكثر مما يعلم الناس منها.
الصبر على الجفاء ينقسم ثلاثة أقسام:
فصبر عمن يقدر عليك ولا تقدر عليه،
وصبر عمن تقدر عليه ولا يقدر عليك،
وصبر عمن لا تقدر عليه ولا يقدر عليك.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالأول ذل ومهانة وليس من الفضائل.
والرأي لمن خشي ما هو أشد مما يصبر عليه: المتاركة والمباعدة.
والثاني فضل وبر: وهو الحلم على الحقيقة، وهو الذي يوصف به الفضلاء.
والثالث ينقسم قسمين: إما أن يكون الجفاء ممن لم يقع منه إلا على سبيل الغلط ويعلم قبح ما أتى به ويندم عليه، فالصبر عليه فضل وفرض، وهو حلم على الحقيقة.
وأما من كان لا يدري مقدار نفسه ويظن أن لها حقاً يستطيل به، فلا يندم على ما سلف منه، فالصبر عليه ذل للصابر، وإفساد للمصبور عليه، لأنه يزيد استشراء، والمقارضة له سخف، والصواب إعلامه بأنه كان ممكناً أن ينتصر منه، وإنه إنما ترك ذلك استرذالاً له فقط، وصيانة عن مراجعته ولا يزاد على ذلك.
وأما جفاء السفلة فليس جزاؤه إلا النكال وحده.
من جالس الناس لم يعدم هماً يؤلم نفسه، وإنما يندم عليه في معاده، وغيظاً ينضج كبده، وذلاً ينكس همته، فما الظن بعد بمن خالطهم وداخلهم؟
والعز والراحة والسرور والسلامة في الانفراد عنهم، ولكن أجعلهم كالنار تدفأ بها، ولا تخالطها.
لو لم يكن في مجالسة الناس إلا عيبان لكفيا، أحدهما الاسترسال عند الأنس، وبالأسرار المهلكة القاتلة، التي لولا المجالسة لم يبح بها البائح، والثاني: مواقعة الغلبة المهلكة في الآخرة، فلا سبيل إلى السلامة من هاتين البليتين إلا بالإنفراد عن المجالسة جملة.
لا تحقر شيئاً من عمل غد أن تحققه بأن تعجله اليوم وإن قل، فإن من قليل الأعمال يجتمع كثيرها، وربما أعجز أمرها عند ذلك فيبطل الكل.
لا تحقر شيئاً مما ترجو به تثقيل ميزانك يوم البعث إن تعجله الآن وإن قل، فإنه يحط عنك كثيراً، لو اجتمع لقذف بك في النار.
الوجع والفقر والنكبة والخوف، لا يحسن أذاها إلا من كان فيها، ولا يعلمه من كان خارجاً عنها.
وفساد الرأي، والعار، والإثم لا يعلم قبحها إلا من كان خارجاً عنها، وليس يراه من كان داخلاً فيها.
الأمن والصحة والغنى، لا يعرف حقها إلا من كان خارجاً عنها، وليس يعرف حقها من كان فيها.
وجودة الرأي والفضائل وعمل الآخرة، لا يعرف فضلها إلا من كان من أهلها، ولا يعرفه من لم يكن من أهلها.
أول من يزهد في الغادر، من غدر له الغادر، وأول من يمقت شاهد الزور من شهد له به، وأول من تهون الزانية في عينه، الذي يزني بها.
كثرة المال ترغب، وقلته تقنع.
كثرة وقوع العين على الشخص يسهل أمره ويهونه.
لا يغتر العاقل بصداقة حادثة له أيام دولته؛ فكل أحد صديقه يومئذ.
لا تجب عن كلام نقل إليك عن قائل حتى توقن أنه قاله، فإن من نقل إليك كذباً رجع من عندك بحق.
ثق بالمتدين وإن كان على غير دينك، ولا تثق بالمستخف وإن أظهر أنه على دينك.
من استخف بحرمات الله تعالى فلا تأمنه على شيء مما تشفق عليه.
من قبيح الظلم الإنكار على من أكثر الإساءة إذا أحسن في الندرة.
لم أر لإبليس أصيد، ولا أقبح ولا أحمق من كلمتين ألقاهما على ألسنة دعاته: إحداهما: اعتذار من أساء بأن فلاناً أساء قبله، والثانية، استسهال الإنسان أن يسيء اليوم لأنه قد أساء أمس، أو أن يسيء في وجه ما، لأنه قد أساء في غيره، فقد صارت هاتان الكلمتان عذراً مسهلتين للشر ومدخلتين له.
استعمل سوء الظن حيث تقدر على توفيته حقه في التحفظ والتأهب، واستعمل حسن الظن حيث لا طاقة بك على التحفظ، فتربح راحة النفس.
حد الجود وغايته أن يبذل الفضل كله في وجوه البر، وأفضل ذلك في الجار المحتاج، وذي الرحم الفقير، وذي النعمة الذاهبة، والأحضر فاقة.
ومنع الفضل من هذه الوجوه داخل في البخل، وعلى قدر التقصير والتوسع في ذلك يكون المدح والذم، وما وضع في غير هذه الوجوه فهو تبذير، وهو مذموم.
وما بذلت من قوتك لمن هو أمس حاجة منك فهو فضل وإيثار، وهو خير من الجود، وما منع من هذا فهو لا حمد ولا ذم، وهو انتصاف.
بذل الواجبات فرض، وبذل ما فضل عن القوت جود، والإيثار على النفس من القوت بما لا تهلك على عدمه فضل، ومنع الواجبات حرام، ومنع ما فضل عن القوت بخل وشح، والمنع من الإيثار ببعض القوت عذر، ومنع النفس أو الأهل القوت أو بعضه نتن ورذالة ومعصية.
والسخاء بما ظلمت فيه، أو أخذته بغير حقه ظلم مكرر، والذم جزاء ذلك لا الحمد، لأنك إنما تبذل مال غيرك على الحقيقة لا مالك.
(يُتْبَعُ)
(/)
حد الشجاعة بذل النفس للموت عن الدين، والحريم، وعن الجار المضطهد، وعن المستجير المظلوم، وعن الهضيمة ظلماً في المال والعرض، وفي سائر سبل الحق، سواء قل من يعارض أو أكثر.
والتقصير عما ذكرنا جبن وخور، وبذلها في عرض الدنيا تهور وحمق.
حد العفة أن تغض بصرك، وجميع جوارحك عن الأجسام التي لا تحل لك، فما عدا هذا فهو عهر.
حد العدل أن تعطي من نفسك الواجب وتأخذه. وحد الجور أن تأخذه ولا تعطيه.
وحد الكرم أن تعطي من نفسك الحق طائعاً، وتتجافى عن حقك لغيرك قادراً، وهو فضل أيضاً، وكل جود كرم، وفضل وليس كل كرم، وفضل جوداً. فالفضل أعم، والجود أخص، إذ الحلم فضل وليس جوداً، والفضل فرض زدت عليه نافلة.
كانت في عيوب، فلم أزال بالرياضة، وإطلاعي على ما قالت الأنبياء صلوات الله عليهم والأفاضل من الحكماء المتأخرين، والمتقدمين في الأخلاق، وفي آداب النفس، أعاني مداواتها، حتى أعان الله عز وجل على أكثر ذلك بتوفيقه ومنه، وتمام العدل ورياضة النفس والتصرف بأزمة الحقائق، هو الإقرار بها ليتعظ بذلك متعظ يوماً، إن شاء الله.
فمنها: كلف في الرضاء، وإفراط في الغضب، فلم أزل أداوي ذلك حتى وقفت عند ترك إظهار الغضب جملة، بالكلام والفعل والتخبط، وامتنعت مما لا يحل من الانتصار، وتحملت من ذلك ثقلاً شديداً، وصبرت على مضض مؤلم، كان ربما أمرضني وأعجزني ذلك في الرضا، وكأني سامحت نفسي في ذلك لأنها تمثلت أن ترك ذلك لؤم.
ومنها دعابة غالية، فالذي قدرت عليه فيها إمساكي عما يغضب الممازح، وسامحت نفسي فيها، إذ رأيت تركها من الانغلاق ومضاهياً للكبر.
ومنها عجب شديد، فناظر عقلي نفسي بما يعرفه من عيوبها، حتى ذهب كله، ولم يبق له والحمد لله أثر، بل كلفت نفسي احتقار قدرها جملة، واستعمال التواضع.
ومنها محبة في بعد الصيت والغلبة، فالذي وقفت عليه من معاناة هذا الداء الإمساك فيه عما لا يحل في الديانة، والله المستعان على الباقي.
ومنها إفراط في الأنفة بغضت إلي إنكاح الحرم جملة بكل وجه، وصعبت ذلك في طبيعتي، وكأني توقفت عن مغالبة هذا الإفراط الذي أعرف قبحه لعوارض اعترضت علي، والله المستعان.
ومنها حقد مفرط، قدرت بعون الله تعالى على طيه وستره، وغلبته على إظهار جميع نتائجه، وأما قطعه ألبتة فلم أقدر عليه، وأعجزني معه أن أصادق من عاداني عداوة صحيحة أبداً.
وأما سوء الظن فيعده قوم عيباً على الإطلاق وليس كذلك، إلا إذا أدى صاحبه إلى ما لا يحل في الديانة، أو إلى ما يقبح في المعاملة، وإلا فهو حزم، والحزم فضيلة.
... النائل مني لا يخلو من أحد وجهين لا ثالث لهما، إما أن يكون كاذباً، وإما أن يكون صادقاً. فإن كان كاذباً فلقد عجل الله لي الانتصار منه على لسان نفسه، بأن حصل في جملة أهل الكذب،
وبأن نبه على فضلي بأن نسب إلي ما أنا منه بريء العرض، وما يعلم أكثر السامعين له كذبه، إما في وقته ذلك، وإما بعد بحثهم عما قال.
وإن كان صادقاً فإنه لا يخلو من أحد ثلاثة أوجه:
إما أن أكون شاركته في أمر استرحت إليه استراحة المرء إلى من يقدر فيه ثقة، وأمانة، فهذا أسوأ الناس حالة، وكفى به سقوطاً وضعة.
وإما أن يكون عابني بما يظن أنه عيب وليس عيباً، فقد كفاني جهله شأنه، وهو المعيب لا من عاب،
وأما أن يكون عابني بعيب هو فيّ على الحقيقة وعلم مني نقصاً أطلق به لسانه، فإن كان صادقاً: فنفسي أحق بأن ألوم منه، وأنا حينئذ أجدر بالغضب على نفسي مني على من عابني بالحق.
وأما أمر إخواني (من نال منهم بحضرته) فإني لست أمسك عن الامتعاض لهم، لكني أمتعض امتعاضا رقيقاً لا أزيد فيه أن أندم القائل منهم بحضرتي، وأجعله يتذمم ويعتذر ويخجل ويتنصل، وذلك بأن أسلك به طريق ذم من نال من الناس، وأن نظر المرء في أمر نفسه والتهمم بإصلاحها أولى به من تتبع عثرات الناس، وبأن أذكر فضل صديقي فأبكته على اقتصاره على ذكر العيب دون ذكر الفضيلة، وأن أقول: إنه لا يرضى بذلك فيك، فهو أولى بالكرم منك، فلا ترض لنفسك بهذا، أو نحو هذا من القول.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما أن أهارش القائل فأحميه وأهيج طباعه وأستثير غضبه، فينبعث منه في صديقي أضعاف ما أكره، فأنا الجاني حينئذ على صديقي، والمعرض له بقبيح السب، وتكراره فيه، وإسماعه من لم يسمعه، والإغراء به، وربما كنت أيضاً في ذلك جانياً على نفسي ما لا ينبغي لصديقي أن يرضاه لي، من إسماعي الجفاء والمكروه، وأنا لا أريد من صديقي أن يذب عني بأكثر من الوجه الذي حددت، فإن تعدى ذلك إلى أن يساب النائل مني حتى يولد بذلك أن يتضاعف النيل، وأن يتعدى أيضاً إليه بقبيح المواجهة وربما إلى أبويّ وأبويه على قدر سفه النائل، ومنزلته من البذاءة وربما كانت منازعة بالأيدي، فأنا مستنقص لفعله في ذلك زارٍ عليه، متظلم منه، غير شاكر له.
لكني ألومه على ذلك أشد اللوم وبالله تعالى التوفيق.
وجدت أفضل نعم الله تعالى على المرء، أن يطبعه على العدل وحبه، وعلى الحق وإيثاره.
وأما من طبع على الجور واستسهاله، وعلى الظلم واستخفافه، فلييأس من أن يصلح نفسه أو يُقَوِّم طباعه أبداً، وليعلم أنه لا يفلح في دين، ولا في خلق محمود.
وأما الزهو، والحسد، والكذب، والخيانة، فلم أعرفها بطبعي قط، وكأنني لا حمد لي في تركها، لمنافرة جبلتي إياها، والحمد لله رب العالمين.
من عَيْبِ حبِ الذكر، أنه يحبط الأعمال إذا أحب عاملها أن يذكر بها، فكاد يكون شركاً، لأنه يعمل لغير الله تعالى، وهو يطمس الفضائل، لأن صاحبه لا يكاد يفعل الخير حباً للخير، لكن ليذكر به.
أبلغ في ذمك من مدحك بما ليس فيك، لأنه نبه على نقصك،
وأبلغ في مدحك من ذمك بما ليس فيك، لأنه نبه على فضلك،
ولقد انتصر لك من نفسه بذلك، وباستهدافه إلى الإنكار واللائمة.
لو علم الناقص نقصه لكان كاملاً.
لا يخلو مخلوق من عيب، فالسعيد من قلت عيوبه ودقت.
الإخوان والنصيحة والصداقة
إستبقاك من عاتبك، وزهد فيك من استهان بسيئاتك.
العتاب للصديق كالسبك للسبيكة، فأما تصفو وإما تطير.
من طوى من إخوانك سره الذي يعنيك دونك، أخون لك ممن أفشى سرك، لأن من أفشى سرك فإنما خانك فقط، ومن طوى سره دونك منهم، فقد خانك واستخونك.
لا ترغب فيمن يزهد فيك، فتحصل على الخيبة والخزي.
لا تزهد فيمن يرغب فيك، فإنه باب من أبواب الظلم، وترك مقارضة الإحسان، وهذا قبيح.
أكتم سر كل من وثق بك، ولا تفشي إلى أحد من إخوانك ولا من غيرهم، من سرك ما يمكنك طيه بوجه ما من الوجوه، وإن كان أخص الناس بك.
وابذل فضل مالك وجاهك لمن سألك أو لم يسألك، ولكل من احتاج إليك وأمكنك نفعه، وإن لم يعتمدك بالرغبة، ولا تشعر نفسك انتظار مقارضة على ذلك من غير ربك عز وجل، ولا تبن إلا على أن من أحسنت إليه أول مضر بك، وساع عليك، فإن ذوي التراكيب الخبيثة، يبغضون لشدة الحسد كل من أحسن إليهم إذا رأوه في أعلى من أحوالهم.
لا تنصح على شرط القبول،
ولا تشفع على شرط الإجابة،
ولا تهب على شرط الإثابة،
لكن على سبيل استعمال الفضل، وتأدية ما عليك من النصيحة والشفاعة، وبذل المعروف.
حد الصداقة الذي يدور على طرفي محدوده هو: أن يكون المرء يسوءه ما يسوء الآخر، ويسره ما يسره، فما سفل عن هذا فليس صديقاً، ومن حمل هذه الصفة فهو صديق، وقد يكون المرء صديقاً لمن ليس صديقه.
وليس كل صديق ناصحاً، لكن كل ناصح صديق فيما نصح فيه.
وحد النصيحة هو أن يسوء المرء ما ضر الآخر، ساء ذلك الآخر أو لم يسؤه، وإن يسره ما نفعه، سر الآخر أو ساءه، فهذا شرط في النصيحة زائد على شروط الصداقة.
وأقصى غايات الصداقة التي لا مزيد عليها من شاركك بنفسه، وبماله لغير علة توجب ذلك، وآثرك على من سواك.
ليس شيء من الفضائل أشبه بالرذائل من الاستكثار من الإخوان والأصدقاء، فإن ذلك فضيلة تامة متركبة، لأنهم لا يكتسبون إلا بالحلم، والجود، والصبر، والوفاء .. والعفة ... وتعليم العلم، وبكل حالة محمودة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولسنا نعني الشاكرية والأتباع أيام الحرمة، فأولئك لصوص الإخوان وخبث الأصدقاء، والذين يظن أنهم أولياء وليسوا كذلك. ودليل ذلك انحرافهم عند انحراف الدنيا. ولا نعني أيضاً المصادقين لبعض الأطماع، .... ، والمتآلفين على النيل من أعراض الناس، والأخذ في الفضول، وما لا فائدة فيه، فليس هؤلاء أصدقاء. ودليل ذلك أن بعضهم ينال من بعض، وينحرف عنه عند فقد تلك الرذائل التي جمعتهم، وإنما نعني إخوان الصفاء لغير معنى إلا لله عز وجل، إما للتناصر على بعض الفضائل الجدية، وإما لنفس المحبة المجردة فقط.
ولكن إذا أحصيت عيوب الاستكثار منهم، وصعوبة الحال في إرضائهم، والغرر في مشاركتهم، وما يلزمك من الحق لهم عند نكبة تعرض لهم، فإن غدرت بهم أو أسلمتهم، لؤمت وذممت، وإن وفيت، أضررت بنفسك، وربما هلكت، وهذا لا يرضى الفاضل بسواه، إذا تنشب في الصداقة، وإذا تفكرت في الهم بما يعرض لهم وفيهم من موت أو فراق أو غدر من يغدر منهم، كاد السرور بهم لا يفي بالحزن الممض من أجلهم.
وليس في الرذائل أشبه بالفضائل من محبة المدح، ودليل ذلك أنه في الوجه سخف ممن يرضى به، وقد جاء في الأثر في المداحين ما جاء، إلا أنه قد ينتفع به في الإقصار عن الشر والتزيد من الخير، وفي أن يرغب في ذلك الخلق الممدوح من سمعه.
بعض أنواع النصيحة يشكل تمييزه من النميمة، لأن من سمع إنساناً يذم آخر ظالماً له، أو يكيده ظالماً له، فكتم ذلك عن المقول فيه والمكيد، كان الكاتم لذلك ظالماً مذموماً، ثم إن أعلمه بذلك على وجهه كان ربما قد ولد على الذام والكائد ما لم يبلغه استحقاقه بعد من الأذى، فيكون ظالماً له، وليس من الحق أن يقتص من الظالم بأكثر من قدر ظلمه، فالتخلص من هذا الباب صعب إلا على ذوي العقول. والرأي للعاقل في مثل هذا، إن يحفظ المقول فيه من القائل فقط، دون أن يبلغه ما قال، لئلا يقع في الاسترسال زائد فيهلك. وأما في الكيد فالواجب أن يحفظه من الوجه الذي يكاد منه بألطف ما يقدر في الكتمان على الكائد، وأبلغ ما يقدر في تحفيظ المكيد، ولا يزد على هذا شيئاً.
وأما النميمة فهي التبليغ لما سمع مما لا ضرر فيه على المبلغ إليه، وبالله التوفيق.
النصيحة مرتان: فالأولى: فرض وديانة، والثانية: تنبيه وتذكير، وأما الثالثة: فتوبيخ وتقريع، وليس وراء ذلك إلا التركل واللطام، اللهم إلا في معاني الديانة، فواجب على المرء تزداد النصح فيها رضي المنصوح أو سخط، تأذى الناصح بذلك أو لم يتأذ.
وإذا نصحت فانصح سراً لا جهراً، وبتعريض لا تصريح، إلا أن لا يفهم المنصوح تعريضك، فلا بد من التصريح. ولا تنصح على شرط القبول منك، فإذا تعديت هذه الوجوه فأنت ظالم لا ناصح، وطالب طاعة،وملك لا مؤدي حق أمانة وأخوة.
وليس هذا حكم العقل، ولا حكم الصداقة، لكن حكم الأمير مع رعيته، والسيد مع عبيده.
لا تكلف صديقك إلا مثل ما تبذل له من نفسك، فإن طلبت أكثر، فأنت ظالم.
ولا تكسب إلا على شرط الفقد. ولا تتول إلا على شرط العزل، وإلا فأنت مضر بنفسك خبيث السيرة.
من أردت قضاء حاجته بعد أن سألك إياها، أو أردت ابتداءه بقضائها، فلا تعمل له إلا ما يريد هو لا ما تريد أنت، و إلا فأمسك، فإن تعديت هذا كنت مسيئاً لا محسناً، ومستحقاً للوم منه ومن غيره لا للشكر، ومقتضياً للعداوة لا للصداقة.
لا تنقل إلى صديقك ما يؤلم نفسه، ولا ينتفع بمعرفته، فهذا فعل الأرذال.
ولا تكتمه ما يستضر بجهله، فهذا فعل أهل الشر، ولا يسرك أن تمدح بما ليس فيك، بل ليعظم غمك بذلك، لأنه نقصك ينبه الناس عليه، ويسمعهم إياه، وسخرية منك وهزؤ بك، ولا يرضى بهذا إلا أحمق ضعيف العقل.
ولا تأس إن ذممت بما ليس فيك، بل افرح به، فإنه فضلك ينبه الناس عليه، ولكن افرح إذا كان فيك ما تستحق به المدح، وسواء مدحت به أو لم تمدح، واحزن إذا كان فيك ما تستحق به الذم، وسواء ذممت به أو لم تذم.
من سمع قائلاً يقول في امرأة صديقه قول سوء، فلا يخبره بذلك أصلاً، لا سيما إذا كان القائل عيابة، وقاعاً في الناس، سليط اللسان، أو دافع معرة عن نفسه، يريد أن يكثر أمثاله في الناس، وهذا كثير موجود. وبالجملة فلا يحدث الإنسان إلا بالحق، وقول هذا القائل لا يدري أحق هو أم باطل، إلا أنه في الديانة عظيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن سمع القول مستفيضاً من جماعة، وعلم أن أصل ذلك القول شائع وليس راجعاً إلى قول إنسان واحد، أو اطلع على حقيقته إلا أنه لا يقدر أن يوقف صديقه على ما وقف هو عليه، فليخبره بذلك بينه وبينه في رفق، وليقل له: النساء كثير، أو حصن منزلك، وثقف أهلك، أو اجتنب أمراً كذا، وتحفظ من وجه كذا. فإن قبل المنصوح وتحرز فحظ نفسه أصاب، وإن رآه لا يتحفظ ولا يبالي أمسك ولم يعاوده بكلمة، وتمادى على صداقته إياه، فليس في أن لا يصدقه في قوله ما يوجب قطيعته، فإن اطلع على حقيقة وقدر أن يوقف صديقه على مثل ما وقف عليه هو من الحقيقة، ففرض عليه أن يخبره بذلك، وأن يوقفه على الجلية. فإن غير فذلك، وإن رآه لا يغير اجتنب صحبته؛ فإنه رذل لا خير فيه ولا نقية.
ودخول رجل متستر في منزل المرء، دليل سوء لا يحتاج إلى غيره. ودخول المرأة في منزل رجل على سبيل التستر مثل ذلك أيضاً. وطلب دليل أكثر من هذين سخف.
وواجب أن يجتنب مثل هذه المرأة وفراقها على كل حال، وممسكها لا يبعد عن الدياثة.
الناس في أخلاقهم على سبع مراتب، فطائفة تمدح في الوجه وتذم في المغيب، وهذه صفة أهل النفاق من العيابين، وهذا خلق فاش في الناس غالب عليهم، وطائفة تذم في المشهد والمغيب، وهذه صفة أهل السلاطة والوقاحة من العيابين، وطائفة تمدح في الوجه والمغيب، وهذه صفة أهل الملق والطمع، وطائفة تذم في المشهد وتمدح في المغيب، وهذه صفة أهل السخف والنواكة. وأما أهل الفضل فيمسكون عن المدح والذم في المشاهدة، ويثنون بالخير في المغيب، أو يمسكون عن الذم. وأما العيابون البرآء من النفاق والقحة، فيمسكون في المشهد، ويذمون في المغيب، وأما أهل السلامة فيمسكون عن المدح وعن الذم في المشهد والمغيب ومن كل من أهل هذه الصفات قد شاهدنا وبلونا.
إذا نصحت ففي الخلاء وبكلام لين، ولا تسند سب من تحدثه إلى غيرك فتكون نماماً، فإن خشنت كلامك في النصيحة فذلك إغراء وتنفير، وقد قال الله تعالى "فقولا له قولاً ليناً" وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تنفروا"، وإن نصحت بشرط القبول منك فأنت ظالم، ولعلك مخطئ في وجه نصحك، فتكون مطالباً بقبول خطئك وبترك الصواب.
لكل شيء فائدة، ولقد انتفعت بمحك أهل الجهل منفعة عظيمة، وهي أنه توقد طبعي، واحتدم خاطري، وحمي فكري، وتهيج نشاطي، فكان ذلك سبباً إلى تواليف لي عظيمة المنفعة، ولولا استثارتهم ساكني، واقتداحهم كامني، ما انبعثت لتلك التواليف.
لا تصاهر إلى صديق ولا تبايعه، فما رأينا هذين العملين إلا سبباً للقطيعة، وإن ظن أهل الجهل أن فيهما تأكيداً للصلة فليس كذلك، لأن هذين العقدين داعيان كل واحد إلى طلب حظ نفسه. والمؤثرون على أنفسهم قليل جداً، فإذا اجتمع طلب كل امريء حظ نفسه، وقعت المنازعة، ومع وقوعها فساد المروءة،
الطمع أصل لكل ذل، ولكل هم، وهو خلق سوء ذميم. وضده نزاهة النفس، وهذه صفة فاضلة مركبة من النجدة والجود والعدل والفهم، لأنه رأى قلة الفائدة في استعمال ضدها فاستعملها، وكانت فيه نجدة انتجت له عزة نفسه فتنزه، وكانت فيه طبيعة سخاوة نفس فلم يهتم لما فاته، وكانت فيه طبيعة عدل حببت إليه القناعة وقلة الطمع.
فإذن، نزاهة النفس متركبة من هذه الصفات. فالطمع الذي هو ضدها متركب من الصفات المضادة لهذه الصفات الأربع، وهي الجبن والشح والجور والجهل. والرغبة طمع مستوفى متزايد مستعمل، ولولا الطمع ما ذل أحد لأحد. وأخبرني أبو بكر بن أبي الفياض قال: كتب عثمان بن محامس على باب داره بأستجة يا عثمان لا تطمع.
من امتحن بقرب من يكره، كمن امتحن ببعد من يحب ولا فرق.
اقنع بمن عندك، يقنع بك من عندك.
السعيد في المحبة هو من ابتلي بمن يقدر أن يلقي عليه قفله، ولا تلحقه في مواصلته تبعة من الله عز وجل ولا ملامة من الناس.
إذا ارتفعت الغيرة فأيقن بارتفاع المحبة.
الغيرة خلق فاضل متركب من النجدة والعدل، لأن من عدل كره أن يتعدى إلى حرمة غيره، وإن يتعدى غيره إلى حرمته؛ ومن كانت النجدة طبعاً له، حدثت فيه عزة، ومن العزة تحدث الأنفة من الاهتضام.
أخبرني بعض من صحبناه في الدهر عن نفسه، أنه ما عرف الغيرة قط، حتى ابتُلي بالمحبة فغار. وكان هذا المخبر فاسد الطبع، خبيث التركيب، إلا أنه كان من أهل الفهم والجود.
(يُتْبَعُ)
(/)
كنا نظن أن العشق في ذوات الحركة والحدة من النساء أكثر، فوجدنا الأمر بخلاف ذلك، وهو في الساكنة الحركات أكثر، ما لم يكن ذلك السكون بلهاً.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[14 May 2004, 05:17 م]ـ
الأخلاق والعادات
التلون المذموم هو التنقل من زي متكلف لا معنى له إلى زي آخر مثله في التكلف وفي أنه لا معنى له ...
وأما من استعمل من الزي ما أمكنه مما به إليه حاجة وترك التزيد مما لا يحتاج إليه فهذا عين من عيون العقل والحكمة كبير. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو القدوة في كل خير والذي أثنى الله تعالى على خلقُه والذي جمع الله تعالى فيه أشتات الفضائل بتمامها وأبعده عن كل نقص يعود المريض مع أصحابه راجلاً في أقصى المدينة بلا خُفٍ ولا نعل ولا قلنسوة ولا عمامة ويلبس الشعر إذا حضره وقد يلبس الوشي من الحبرات إذا حضره ولا يتكلف ما لا يحتاج إليه ولا يترك ما يحتاج إليه ويستغني بما وجد عما لا يجد. ومرة يمشي راجلاً حافياً ومرة يلبس الخف ويركب البغلة الرائعة الشهباء ومرة يركب الفرس عرياً ومرة يركب الناقة ومرة يركب حماراً ويردف عليه بعض أصحابه ومرة يأكل التمر دون خبز والخبز يابساً ومرة يأكل العناق المشوية والبطيخ بالرطب والحلواء يأخذ القوت ويبذل الفضل ويترك ما لا يحتاج إليه ولا يتكلف فوق مقدار الحاجة ولا يغضب لنفسه ولا يدع الغضب لربه عز وجل.
الثبات الذي هو صحة العقد والثبات الذي هو اللجاج مشتبهان اشتباهاً لا يفرق بينهما إلا عارف بكيفية الأخلاق. والفرق بينهما أن اللجاج هو ما كان على الباطل أو ما فعله الفاعل نصراً لما نشب فيه وقد لاح له فساده أو لم يلح له صوابه ولا فساده وهذا مذموم وضده الإنصاف.
وأما الثبات الذي هو صحة العقد فإنما يكون على الحق أو على ما اعتقده المرء حقاً ما لم يلح له باطله وهذا محمود وضده الاضطراب.
وإنما يلام بعض هذين لأنه ضيع تدبر ما ثبت عليه وترك البحث عما التزم أحق هو أم باطل؟
حد العقل استعمال الطاعات والفضائل، وهذا الحد ينطوي فيه اجتناب المعاصي والرذائل. وقد نص الله تعالى في غير موضع من كتابه على أن من عصاه لا يعقل. قال الله تعالى حاكياً عن قوم " وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير " ثم قال تعالى مصدقاً لهم " فاعترفوا بذنبهم فسحقاً لأصحاب السعير ".
وحد الحمق استعمال المعاصي والرذائل ... ولا واسطة بين العقل والحمق إلا السخف.
وحد السخف هو العمل والقول بما لا يحتاج إليه في دين ولا دنيا ولا حميد خلق مما ليس معصية ولا طاعة ولا عوناً عليهما ولا فضيلة ولا رذيلة مؤذية ولكنه من هذر القول وفضول العمل. فعلى قدر الاستكثار من هذين الأمرين أو التقلل منهما يستحق المرء اسم السخف، وقد يسخف المرء في قصة ويعقل في أخرى ويحمق في ثالثة.
وأما إحكام أمر الدنيا والتودد إلى الناس بما وافقهم وصلحت عليه حال المتودد من باطل أو غيره أو عيب أو ما عداه والتحيل في إنماء المال وبعد الصوت وتسبيت الجاه بكل ما أمكن من معصية ورذيلة فليس عقلاً، ولقد كان الذين [وصفهم] الله بأنهم لا يعقلون سائسين لدنياهم مثمرين لأموالهم مدارين لملوكهم حافظين لرياستهم، لكن هذا الخلق يسمى الدهاء، وضده العقل والسلامة.
وما إذا كان السعي فيما ذكرنا بما فيه تصاون، وأنفة = فهو يسمى: الحزم، وضده المنافي له التضييع.
وأما الوقار ووضع الكلام موضعه والتوسط في تدبير المعيشة ومسايرة الناس بالمسالمة فهذه الأخلاق تسمى الرزانة وهي ضد السخف.
أصول الفضائل كلها أربعة عنها تتركب كل فضيلة وهي: العدل، والفهم، والنجدة، والجود.
أصول الرذائل كلها أربعة عنها تتركب كل رذيلة وهي: الجور، والجهل، والجبن، والشح. وهذه أضداد الذي ذكرنا.
الأمانة والعفة نوعان من أنواع العدل والجود.
النزاهة في النفس فضيلة تركبت من النجدة والجود وكذلك الصبر. الحلم نوع مفرد من أنواع النجدة. القناعة فضيلة مركبة من الجود والعدل.
والحرص متولد عن الطمع والطمع متولد عن الحسد ويتولد من الحرص رذائل عظيمة منها الذل والسرقة والغصب والزنا والقتل والعشق والهم بالفقر.
والمداراة فضيلة متركبة من الحلم والصبر.
(يُتْبَعُ)
(/)
الصدق مركب من العدل والنجدة من جاء إليك بباطل رجع من عندك بحق وذلك أن من نقل إليك كذباً عن إنسان حرك طبعك فأجبته فرجع عنك بحق فتحفظ من هذا ولا تجب إلا عن كلام صح عندك عن قائله.
لا شيء أقبح من الكذب، وما ظنك بعيب يكون الكفر نوعاً من أنواعه فكل كفر كذب فالكذب جنس والكفر نوع تحته. والكذب متولد من الجور والجبن والجهل لأن الجبن يولد مهانة النفس والكذاب مهين النفس بعيد عن عزتها المحمودة.
رأيت الناس في كلامهم الذي هو فصل بينهم وبين الحمير والكلاب والحشرات ينقسمون أقساماً ثلاثة:
أحدها: من لا يبالي فيما أنفق كلامه فيتكلم بكل ما سبق إلى لسانه غير محقق نصر حق ولا إنكار باطل وهذا هو الأغلب في الناس.
والثاني: أن يتكلم ناصراً لما وقع في نفسه أنه حق ودافعاً لما توهم أنه باطل غير محقق لطلب الحقيقة لكن لجاجاً فيما التزم وهذا كثير وهو الأول.
والثالث: واضع الكلام في موضعه، وهذا أعز من الكبريت الأحمر.
لقد طال هم من أغاظه الحق.
اثنان عظمت راحتهما:
أحدهما في غاية المدح، والآخر في غاية الذم، وهما: مطرح الدنيا ومطرح الحياء.
من عجيب تدبير الله عز وجل للعالم أن كل شيء اشتدت الحاجة إليه كان ذلك أهون له وتأمل ذلك في الماء فما فوقه. وكل شيء اشتد الغنى عنه كان ذلك أعز له وتأمل في الياقوت الأحمر فما دونه.
الناس فيما يعانونه كالماشي في الفلاة كلما قطع أرضاً بدت له أرضون وكلما قضى المرء سبباً حدثت له أسباب.
صدق من قال: إن العاقل معذب في الدنيا. وصدق من قال إنه فيها مستريح! فأما تعذيبه ففيما يرى من انتشار الباطل وغلبة دولته وبما يحال بينه وبينه من إظهار الحق، وأما راحته فمن كل ما يهتم به سائر الناس من فضول الدنيا.
إياك وموافقة الجليس السيء ومساعدة أهل زمانك فيما يضرك في أخراك أو في دنياك وإن قل، فإنك لا تستفيد بذلك إلا الندامة حيث لا ينفعك الندم ولن يحمدك من ساعدته بل يشمت بك. وأقل ما في ذلك وهو المضمون أنه لا يبالي بسوء عاقبتك وفساد مغبتك.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[18 May 2004, 10:37 م]ـ
وإياك ومخالفة الجليس ومعارضة أهل زمانك فيما لا يضرك في دنياك ولا في أخراك. وإن قل فإنك تستفيد بذلك الأذى والمنافرة والعداوة وربما أدى ذلك إلى المطالبة والضرر العظيم دون منفعة أصلاً. إن لم يكن بد من إغضاب الناس أو إغضاب الله عز وجل ولم يكن لك مندوحة عن منافرة الخلق أو منافرة الحق فاغضب الناس ونافرهم ولا تغضب ربك ولا تنافر الحق.
الاتساء بالنبي صلى الله عليه وسلم في وعظ أهل الجهل والمعاصي والرذائل واجب فمن وعظ بالجفاء والاكفهرار فقد أخطأ وتعدى طريقته صلى الله عليه وسلم وصار في أكثر الأمر مغرياً للموعوظ بالتمادي على أمره لجاجاً وحرداً ومغايظة للواعظ الجافي فيكون في وعظه مسيئاً لا محسناً.
ومن وعظ ببشر وتبسم ولين وكأنه مشير برأي ومخبر عن غير الموعوظ بما يستفتح من الموعوظ فذلك أبلغ وأنجع في الموعظة. فإن لم يتقبل فلينتقل إلى الموعظة بالتحشيم وفي الخلاء فإن لم يقبل ففي حضرة من يستحي منه الموعوظ فهذا أدب الله في أمره بالقول واللين.
ومما ينجع في الوعظ أيضاً الثناء بحضرة المسيء على من فعل خلاف فعله فهذا داعية إلى عمل الخير. وما أعلم لحب المدح فضلاً هذا وحده وهو أن يقتدي به من يسمع الثناء. ولهذا يجب أن تؤرخ الفضائل والرذائل لينفر سامعها عن القبيح المأثور عن غيره ويرغب في الحسن المنقول عمن تقدمه ويتعظ بما سلف.
فصل في مداواة أدواء الأخلاق الفاسدة
من امتحن بالعجب فليفكر في عيوبه فإن أعجب بفضائله فليفتش ما فيه من الأخلاق الدنيئة فإن خفيت عليه عيوبه جملة حتى يظن أنه لا عيب فيه فليعلم أن مصيبته إلى الأبد وأنه لأتم الناس نقصاً وأعظمهم عيوباً. وأضعفهم تمييزاً. وأول ذلك أنه ضعيف العقل جاهل، ولا عيب أشد من هذين لأن العاقل هو من ميز عيوب نفسه فغالبها وسعى في قمعها والأحمق هو الذي يجهل عيوب نفسه إما لقلة علمه وتمييزه وضعف فكرته، وإما لأنه يقدر أن عيوبه خصال، وهذا أشد عيب في الأرض.
وفي الناس كثير يفخرون بالزنا واللياطة والسرقة والظلم فيعجب بتأتي هذه النحوس له وبقوته على هذه المخازي.
(يُتْبَعُ)
(/)
واعلم يقيناً أنه لا يسلم إنسي من نقص حاشا الأنبياء صلوات الله عليهم فمن خفيت عليه عيوب نفسه فقد سقط وصار من السخف والضعة والرذالة والخسة وضعف التمييز والعقل وقلة الفهم بحيث لا يتخلف عنه مختلف من الأرذال وبحيث ليس تحته منزلة من الدناءة فليتدارك نفسه بالبحث عن عيوبه والاشتغال بذلك عن الإعجاب بها وعن عيوب غيره التي لا تضره في الدنيا ولا في الآخرة.
وما أدري لسماع عيوب الناس خصلة إلا الاتعاظ بما يسمع المرء منها فيجتنبها ويسعى في إزالة ما فيه منها بحول الله تعالى وقوته.
وأما النطق بعيوب الناس فعيب كبير لا يسوغ أصلاً. والواجب اجتنابه إلا في نصيحة من يتوقع عليه الأذى بمداخلة المعيب أو على سبيل تبكيت المعجب فقط في وجهه لا خلف ظهره ثم يقول للمعجب ارجع إلى نفسك فإذا ميزت عيوبها فقد داويت عجبك ولا تمثل بين نفسك وبين من هو أكثر عيوباً منها فتستسهل الرذائل وتكون مقلداً لأهل الشر وقد ذم تقليد أهل الخير فكيف تقليد أهل الشر! لكن مثل بين نفسك وبين من هو أفضل منك فحينئذ يتلف عجبك وتفيق من هذا الداء القبيح الذي يولد عليك الاستخفاف بالناس وفيهم بلا شك من هو خير منك. فإذا استخففت بهم بغير حق استخفوا بك بحق لأن الله تعالى يقول " وجزاء سيئة سيئة مثلها " فتولد على نفسك أن تكون أهلاً للاستخفاف بك بل على الحقيقة مع مقت الله عز وجل وطمس ما فيك من فضيلة.
وإن أعجبت بآرائك فتفكر في سقطاتك واحفظها ولا تنسها وفي كل رأي قدرته صواباً فخرج بخلاف تقديرك وأصاب غيرك وأخطأت أنت. فإنك إن فعلت ذلك فأقل أحوالك أن يوازن سقوط رأيك بصوابه فتخرج لا لك ولا عليك والأغلب أن خطأك أكثر من صوابك وهكذا كل أحد من الناس بعد النبيين صلوات الله عليهم.
وإن أعجبت بعملك فتفكر في معاصيك وفي تقصيرك وفي معاشك ووجوهه فو الله لتجدن من ذلك ما يغلب على خيرك ويعفي على حسناتك فليطل همك حينئذ وأبدل من العجب تنقصاً لنفسك.
وإن أعجبت بعلمك فاعلم أنه لا خصلة لك فيه وأنه موهبة من الله مجردة وهبك إياها ربك تعالى فلا تقابلها بما يسخطه فلعله ينسيك ذلك بعلة يمتحنك بها تولد عليك نسيان ما علمت وحفظت. ولقد أخبرني عبد الملك بن طريف وهو من أهل العلم والذكاء واعتدال الأحوال وصحة البحث أنه كان ذا حظ من الحفظ عظيم لا يكاد يمر على سمعه شيء يحتاج إلى استعادته وأنه ركب البحر فمر به فيه هول شديد أنساه أكثر ما كان يحفظ وأخل بقوة حفظه إخلالاً شديداً لم يعاوده ذلك الذكاء بعد.
واعلم أن كثيراً من أهل الحرص على العلم يجدون في القراءة والإكباب على الدروس والطلب تم لا يرزقون منه حظاً. فليعلم ذو العلم أنه لو كان بالإكباب وحده لكان غيره فوقه فصح أنه موهبة من الله تعالى فأي مكان للعجب ها هنا! ما هذا إلا موضع تواضع وشكر لله تعالى واستزادة من نعمه واستعاذة من سلبها.
ثم تفكر أيضاً في أن ما خفي عليك وجهلته من أنواع العلم ثم من أصناف علمك الذي تختص به. فالذي أعجبت بنفاذك فيه أكثر مما تعلم من ذلك فاجعل مكان العجب استنقاصاً لنفسك واستقصاراً لها فهو أولى وتفكر فيمن كان أعلم منك تجدهم كثيراً فلتهن نفسك عندك حينئذ وتفكر في إخلالك بعلمك وأنك لا تعمل بما علمت منه فلعلمك عليك حجة حينئذ ولقد كان أسلم لك لو لم تكن عالماً. واعلم أن الجاهل حينئذ أعقل منك وأحسن حالاً وأعذر فليسقط عجبك بالكلية. ثم لعل علمك الذي تعجب بنفاذك فيه من العلوم المتأخرة التي لا كبير خصلة فيها كالشعر وما جرى مجراه فانظر حينئذ إلى من علمه أجل من علمك في مراتب الدنيا والآخرة فتهون نفسك عليك.
ما رأيت العجب في طائفة أقل منه في أهل الشجاعة فاستدللت بذلك على نزاهة أنفسهم ورفعتها وعلوها.
وإن أعجبت بجاهك في دنياك فتفكر في مخالفيك وأندادك ونظرائك ولعلهم أخساء وضعفاء سقاط فاعلم أنهم أمثالك فيما أنت فيه ولعلهم ممن يستحيا من التشبه بهم لفرط رذالتهم وخساستهم في أنفسهم وأخلاقهم ومنابتهم فاستهن بكل منزلة شاركك فيها من ذكرت لك.
وإن أعجبت بمالك فهذه أسوأ مراتب العجب فانظر في كل ساقط خسيس هو أغنى منك في تغتبط بحالة يفوقك فيها من ذكرت.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن أعجبت بمدح إخوانك لك ففكر في ذم أعدائك إياك فحينئذ ينجلي عنك العجب. فإن لم يكن لك عدو فلا خير فيك ولا منزلة أسقط من منزلة من لا عدو له فليست إلا منزلة من ليس لله تعالى عنده نعمة يحسد عليها عافانا الله.
فإن استحقرت عيوبك ففكر فيها لو ظهرت إلى الناس وتمثل إطلاعهم عليها فحينئذ تخجل وتعرف قدر نقصك إن كانت لك مسكة من تمييز.
وإن أعجبت بنسبك فهذه أسوأ من كل ما ذكرنا لأن هذا الذي أعجبت به لا فائدة له أصلاً في دنيا ولا آخرة. وانظر هل يدفع عنك جوعة. أو يستر لك عورة أو ينفعك في آخرتك ثم انظر إلى من يساهمك في نسبك وربما فيما أعلى منه ممن نالته ولادة الأنبياء عليهم السلام ثم ولادة الخلفاء ثم ولادة الفضلاء من الصحابة والعلماء ثم ولادة ملوك العجم من الأكاسرة والقياصرة ثم ولادة التبابعة وسائر ملوك الإسلام. فتأمل غبراتهم وبقاياهم ومن يدلي بمثل ما تدلي به من ذلك تجد أكثرهم أمثال الكلاب خساسة وتلفهم في غاية السقوط والرذالة والتبدل والتحلي بالصفات المذمومة فلا تغتبط بمنزلة هم فيها نظراؤك أو فوقك. ثم لعل الآباء الذين تفخر بهم كانوا فساقاً وشربة خمور ولاطة ومتعبثين ونوكى أطلقت الأيام أيديهم بالظلم والجور فأنتجوا ظلماً وآثاراً قبيحة تبقي عارهم بذلك الأيام ويعظم إثمهم والندم عليها يوم الحساب. فإن كان كذلك فاعلم أن الذي أعجبت به من ذلك داخل في العيب والخزي والعار والشنار لا في الإعجاب.
واعلم أن التعسف وسوء الملكة لمن خولك الله تعالى أمره من رقيق أو رعية يدلان على خساسة النفس ودناءة الهمة وضعف العقل لأن العاقل الرفيع النفس العالي الهمة إنما يغلب أكفاءه في القوة ونظراءه في المنعة.
وأما الاستطالة على من لا يمكنه المعارضة فسقوط في الطبع ورذالة في النفس والخلق وعجز ومهانة. ومن فعل ذلك فهو بمنزلة من يتبجح بقتل جرذ، أو بقتل برغوث، أو بفرك قملة وحسبك بهذا ضعة وخساسة.
وقد يكون العجب لغير معنى ولغير فضيلة في المعجب وهذا من عجيب ما يقع في هذا الباب وهو شيء يسميه عامتنا "التمترك" وكثيراً ما نراه في النساء وفيمن عقله قريب من عقولهن من الرجال، وهو عجب من ليس فيه خصلة أصلاً لا علم ولا شجاعة ولا علو حال ولا نسب رفيع ولا مال يطغيه وهو يعلم مع ذلك أنه صفر من ذلك كله لأن هذه الأمور لا يغلط فيها من يقذف بالحجارة وإنما يغلط فيها من له أدنى حظ منها.
ولقد تسببت إلى سؤال بعضهم في رفق ولين عن سبب علو نفسه واحتقاره الناس؟
فما وجدت عنده مزيداً على أن قال لي: أنا حر لست عبد أحد.
فقلت له: أكثر من تراه يشاركك في هذه الفضيلة فهم أحرار مثلك إلا قوماً من العبيد هم أطول منك يداً وأمرهم نافذ عليك وعلى كثير من الأحرار. فلم أجد عنده زيادة.
ودواء من ذكرنا الفقر والخمول فلا دواء لهم أنجع منه وإلا فداؤهم وضررهم على الناس عظيم جداً فلا تجدهم إلا عيابين للناس وقاعين في الأعراض مستهزئين بالجميع مجانبين للحقائق مكبين على الفضول. وربما كانوا مع ذلك متعرضين للمشاتمة والمهارشة وربما قصدوا الملاطمة والمضاربة عند أدنى سبب يعرض لهم.
إياك والامتداح فإن كل من يسمعك لا يصدقك وإن كنت صادقاً بل يجعل ما سمع منك من ذلك في أول معايبك. وإياك ومدح أحد في وجهه فإنه فعل أهل الملق وضعة النفوس وإياك وذم أحد لا بحضرته ولا في مغيبه فلك في إصلاح نفسك شغل.
من بديع ما يقع في الحسد قول الحاسد إذا سمع إنساناً يغرب في علم ما: هذا شيء بارد لم يتقدم إليه ولا قاله قبله أحد. فإن سمع من يبين ما قد قاله غيره قال: هذا بارد وقد قيل قبله. وهذه طائفة سوء قد نصبت أنفسها للقعود على طريق العلم يصدون الناس عنها ليكثر نظراؤهم من الجهال.
لا عيب على من مال بطبعه إلى بعض القبائح ولو أنه أشد العيوب وأعظم الرذائل ما لم يظهره بقول أو فعل بل يكاد يكون أحمد ممن أعانه طبعه على الفضائل ولا تكون مغالبة الطبع الفاسد إلا عن قوة عقل فاضل.
الخطأ في الحزم خير من الخطأ في التضييع.
من أراد الإنصاف فليتوهم نفسه مكان خصمه فإنه يلوح له وجه تعسفه.
قلما رأيت أمراً أمكن فضيع إلا فات فلم يمكن بعد.
الغالب على الناس النفاق ومن العجب أنه لا يجوز مع ذلك عندهم إلا من نافقهم.
أشد الناس استسهالا للعيوب بلسانه هو أشدهم استسهالاً لها بفعله.
(يُتْبَعُ)
(/)
اللقاء يذهب بالسخائم فكأن نظر العين للعين يصلح القلوب.
الذل عند النفوس الكريمة أشد من المرض والخوف والهم والفقر، وهو أسهل المخوفات عند ذوي النفوس اللئيمة.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[19 May 2004, 05:55 م]ـ
من عجائب الأخلاق أن الغفلة مذمومة وأن استعمالها محمود وإنما ذلك لأن من هو مطبوع على الغفلة يستعملها في غير موضعها، وفي حيث يجب التحفظ، وهو مغيب عن فهم الحقيقة فدخلت تحت الجهل فذمت لذلك.
وأما المتيقظ الطبع فإنه لا يضع الغفلة إلا في موضعها الذي يذم فيه البحث والتقصي.
حضور مجالس العلم
إذا حضرت مجلس علم فلا يكن حضورك إلا حضور مستزيد علم وأجر، لا حضور مستغن بما عندك طالباً عثرة تشنعها، أو غريبة تشيعها فهذه أفعال الأرذال الذين لا يفلحون في العلم أبداً.
فإذا حضرتها على هذه النية فقد حصلت خيراً على كل حال وإن لم تحضرها على هذه النية فجلوسك في منزلك أروح لبدنك، وأكرم لخلقك، وأسلم لدينك.
فإذا حضرتها كما ذكرنا فالتزم أحد ثلاثة أوجه لا رابع لها وهي:
إما أن تسكت سكوت الجهال فتحصل على أجر النية في المشاهدة، وعلى الثناء عليك بقلة الفضول، وعلى كرم المجالسة ومودة من تجالس.
فإن لم تفعل ذلك فاسأل سؤال المتعلم فتحصل على هذه الأربع محاسن، وعلى خامسة وهي استزادة العلم.
وصفة سؤال المتعلم أن تسأل عما لا تدري لا عما تدري فإن السؤال عما تدريه سخف، وقلة عقل وشغل لكلامك، وقطع لزمانك بما لا فائدة فيه لا لك ولا لغيرك، وربما أدى إلى اكتساب العداوات وهو بعد عين الفضول.
فيجب عليك أن لا تكون فضولياً فإنها صفة سوء، فإن أجابك الذي سألت بما فيه كفاية لك فاقطع الكلام، وإن لم يجبك بما فيه كفاية، أو أجابك بما لم تفهم، فقل له: لم أفهم، واستزده فإن لم يزدك بياناً، وسكت، أو أعاد عليك الكلام الأول، ولا مزيد فأمسك عنه. و إلا حصلت على الشر والعداوة ولم تحصل على ما تريد من الزيادة.
والوجه الثالث: إياك من أن تراجع مراجعة العالم، وصفة ذلك أن تعارض جوابه بما ينقصه نقصاً بيناً، فإن لم يكن ذلك عندك ولم يكن عندك إلا تكرار قولك أو المعارضة بما لا يراه خصمك معارضة فأمسك فإنك لا تحصل بتكرار ذلك على أجر، ولا على تعليم، ولا على تعلم بل على الغيظ لك، ولخصمك والعداوة التي ربما أدت إلى المضرات.
وإياك وسؤال المعنت ومراجعة المكابر الذي يطلب الغلبة بغير علم فهما خلقا سوء دليلان على قلة الدين، وكثرة الفضول، وضعف العقل، وقوة السخف وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وإذا ورد عليك خطاب بلسان أو هجمت على كلام في كتاب فإياك أن تقابله مقابلة المغاضبة الباعثة على المغالبة قبل أن تتبين بطلانه ببرهان قاطع. وأيضاً فلا تقبل عليه إقبال المصدق به المستحسن إياه قبل علمك بصحته ببرهان قاطع فتظلم في كلا الوجهين نفسك، وتبعد عن إدراك الحقيقة. ولكن أقبل عليه إقبال سالم القلب عن النزاع عنه، والنزوع إليه.
من اكتفى بقليله عن كثير ما عندك فقد = ساواك في الغنى، ولو أنك قارون، حتى إذا تصاون في الكسب عما تشره أنت إليه فقد حصل أغنى منك بكثير.
ومن ترفع عما تخضع إليه من أمور الدنيا فهو = أعز منك بكثير.
فرض على الناس تعلم الخير والعمل به فمن جمع الأمرين فقد استوفى الفضيلتين معاً، ومن علمه ولم يعمل به فقد أحسن في التعليم، وأساء في ترك العمل به فخلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً، وهو خير من آخر لم يعلمه، ولم يعمل به، وهذا الذي لا خير فيه أمثل حالاً وأقل ذماً من آخر ينهى عن تعلم الخير ويصد عنه.
ولو لم ينه عن الشر إلا من ليس فيه منه شيء ولا أمر بالخير إلا من استوعبه لما نهى أحد عن شر، ولا أمر بخير بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وحسبك بمن أدى رأيه إلى هذا فساداً، وسوء طبع، وذم حال، وقد صح عن الحسن أنه سمع إنساناً يقول: لا يجب أن ينهى عن الشر إلا من لا يفعله، فقال الحسن: ود إبليس لو ظفر منا بهذه حتى لا ينهى أحد عن منكر، ولا يأمر بمعروف.
وصدق الحسن جعلنا الله ممن يوفق لفعل الخير والعمل به، وممن يبصر رشد نفسه فما أحد إلا له عيوب إذا نظرها شغلته عن غيره، نسأل الله أن يحيينا، ويتوفانا على سنة محمد صلى الله عليه وسلم.
قال أبو عبد الله: انتهى المقصود اختياره من هذا الكتاب العظيم، نسأل الله أن ينفعنا بما علمنا.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله، وسلم.
30/ 3/1425هـ.
ـ[تواااقة]ــــــــ[22 Aug 2008, 08:44 م]ـ
جزااااااااك الله خيراَ على نقلك لسطور هذا الكتاب الرائع، وهوبالفعل من أفضل الكتب التي تحدثت عن النفس وعن معادن الناس وأخلاقهم ويكفي أنها خرجت من وحي تجربة طويلة لعالم عرك الحياة وسبر غورها.
بوركتم(/)
لا آفة على العلوم وأهلها أضر من الدخلاء فيها وهم من غير أهلها
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[13 Apr 2004, 12:05 ص]ـ
لا يقبل العلم إلا ممن عرف بطلبه
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على نبينا محمد، وآله، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فهذه نقول جميلة في مسألة جليلة .. لها جوانب لا تخفى على اللبيب أردت نفعك بها عند الحاجة إليها في
الرد على متعالم، أو جاهل جريء .. أو علماني خبيث .. ونحوهم .. ممن بدؤوا يتكلمون في الدين
، ويخوضون في التأويل، ويفسرون التنزيل كما يشاءون ..
قال العلامة ابن رجب رحمه الله في الحكم الجديرة بالإذاعة كما في المجموع 1/ 248:
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ".
فأمر الله ورسوله بالرد على من خالف أمر الله ورسوله، والرد على من خالف أمر الله ورسوله لا يتلقى إلا عمن عرف ما جاء به الرسول وخبره خبرة تامة. قال بعض الأئمة: لا يؤخذ العلم إلا عمن عرف بالطلب.
وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم نوعان: أمر ظاهر بعمل الجوارح، كالصلاة والصيام والحج والجهاد ونحو ذلك.
وأمر باطن تقوم به القلوب، كالإيمان بالله ومعرفته ومحبته وخشيته وإجلاله وتعظيمه والرضا بقضائه والصبر على بلائه.
فهذا كله لا يؤخذ إلا ممن عرف الكتاب والسنة، ومن لم يقرأ القرآن ويكتب الحديث لا نقتدي به في علمنا، فمن تكلم على شيء من هذا مع جهله بما جاء على الرسول فهو داخل فيمن يفتري على الله
الكذب، وفيمن يقول الله على ما لا يعلم، فإن كان مع ذلك لا يقبل الحق ممن ينكر عليه باطله لمعرفته ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم بل ينتقص به وقال: أنا وارث حال الرسول والعلماء وارثون
علمه، فقد جمع هذا بين افتراء الكذب على الله، والتكذيب بالحق لما جاء به {فمن أظلم ممن كذب على الله وكذّب بالحق لما جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين} فإن هذا متكبر على الحق والانقياد له،
منقاد لهواه وجهله، ضال مضل، وإنما يرث حال الرسول من علم حاله، ثم اتبعه، فإن من لا علم له بحاله فمن اين يكون وارثه؟
ومثل هذا لم يكن ظهر في زمن السلف الصالح حتى يجاهدوا فيه حق الجهاد وإنما ظهر في زمن قل فيه العلم وكثر فيه الجهل، ومع هذا فلا بد أن يقيم الله من يبين للأمة ضلاله، وله نصيب من الذل والصغار بحسب مخالفته لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم.
يا لله العجب، لو ادعى معرفة صناعة من صنائع الدنيا - ولم يعرفه الناس بها، ولا شاهدوا عنده آلاتها - لكذبوه في دعواه ولم يأمنوه على أموالهم، ولم يمكنوه أن يعمل فيها ما يدعيه من تلك الصناعة، فكيف بمن يدعي معرفة أمر الرسول وما شوهد قط يكتب علم الرسول ولا يجالس أهله ولا يدارسه؟
فلله العجب كيف يقبل أهل العقل دعواه، ويحكمونه في أديانهم، يفسدها بدعواه الكاذبة؟
إن كنت تنوح يا حمام البان * للبين، فأين شاهد الأحزان؟
أجفانك للدموع أم أجفاني * لا يقبل مدع بلا برهان
وقبله قال العلامة ابن حزم الظاهري رحمه الله في مداواة النفوس ص67:
لا آفة على العلوم وأهلها أضر من الدخلاء فيها وهم من غير أهلها فإنهم يجهلون ويظنون أنهم يعلمون ويفسدون ويقدرون أنهم يصلحون.
وقبلهم قال الإمام الشافعي رحمه الله في الرسالة ص 41:
فالواجب على العالِمِين أن لا يقولوا إلا من حيث علموا.
وقد تكلم في العلم من لو أمسك عن بعض ما تكلم فيه منه لكان الإمساك أولى به وأقرب من السلامة له إن شاء الله .. اهـ.
وقبلهم قال الإمام محمد بن سيرين: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم. رواه مسلم في مقدمة صحيحه 1/ 14.
فهذه أربعة نصوص قد تحتاجها، لتصفع بها وجه كثير ممن يتكلمون فيما لا يحسنون، ويهذون بما لا يعرفون ...
خصوصا من بعض كتاب الجلالة [الصحف: هكذا سماها العلامة بكر أبو زيد] المتعالمين المتجرئين على دين رب العالمين.
انتهى المقصود ..
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[13 Apr 2004, 12:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ الكريم عبد الرحمن السديس وفقه الله لكل خير
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فما نقلتَه فهو كلامٌ راااايقٌ ما أظنُّ منصفاً يأْبَاه أو يردَّه
و لكن ألا يرى فضيلتكم ما نحن بحاجة إليه من سعة في الصدر لقول الآخر، و مقارعته بالبيان و البرهان، بدلاً
من نسف شخصيَّتِه، و الحكم عليه - سلفاً - و إسقاطها، قبل أن ندرك كلامه، و رب كلمةٍ من أحدهم لا يدرك
معناها يفتح الله بها على قلبه إذا رأى صدقاً و نصحاً و إخلاصاً من الآخر.
مُرَاجَعةٌ آمل أن نستذكرها و نستَرْجِعَهَا
و الله من وراء القصد
محبك:
عبد الله
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[13 Apr 2004, 11:46 ص]ـ
وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أولا: أشكر لك تشريفي بالتعليق على ما كتبتُ.
ثانيا: لا شك أن ما ذكرتَه حق، والناس ليسوا سواء ..
فمنهم من ينفع فيه ما ذكرتَ ..
ومنهم مَنْ لا ينتهوا {وَلَوْ جَاءتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ}
فلكل مقال مقال، وهذا نوع من السلاح، قد تحتاجه ليس فقط للرد عليه،
ولكن لتعلم الناس مما لاعلم لديهم ممن يأخذوا، وعمّن يتلقوا ....
ومسألة نسف المتكلم هذه تحتاج إلى تفصيل .. فمن الناس من لابد أن ينسف، ويحذر منه، ويشهر أمره أن كان منظرا للباطل حاميا له .. وهذا ظاهر كثير عند السلف ..
وأما من يهذي هكذا ككثير ممن يكتبون من غير فكر، وتاصيل وإنما تقليد فهذا قد ينفع فيه ...
لكل مقام مقال ..
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[13 Apr 2004, 02:57 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله
أخي الشيخ الكريم / عبد الرحمن. .. حفظه الله
شكرا لمرورك ...
ثم إن ما ذكرته - أنت - أيضاً صحيح
و نحن هنا - بحمد الله - يكمل كلانا الآخر، فليس بمستغرب هذا التواصل، عسى أن يدوم و يتم على خيرٍ
دام فضلك
أخوك:
عبد الله(/)
دعوة لأهل الملتقى
ـ[ mohamadsyr] ــــــــ[18 Apr 2004, 02:45 ص]ـ
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
((ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون))
رحم الله الرنتيسي ونسأل الله تعالى أن يتقبله في زمرة الشهداء كما نسأله سبحانه أن يجمعنا معه عند حوض النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم وبعد:
إخوتي أهل ملتقى التفسير كلنا سمعنا وشاهدنا خبر اغتيال القائد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي فالذي أدعو إليه وأرجو أن يلبى النداء هو:
أن نعمل في ملتقى التفسير على نشر الآيات القرآنية التي تبعث في الأمة الأمل وتبعدها عن اليأس والقنوط
من خلال قراءات بيانية لهذه الآيات تدل على أننا نعيش القرآن واقعا لا مجرد تلاوة من غير تدبر.
لذلك فالواجب علينا أن نخصص رسائل اليوم وغدا احتراما لأرواح شهدائنا في مجال بث الأمل والحث على العودة إلى القرآن دستور الأمة الأول ودليل التائهين وملاذ الخائفين فاليوم الأمة في حالة ذهول وألم عجيب
فهيا ياحامل راية القرآن قم بواجبك وأظهر لنا أنك تعيش الأحداث وهذا لا يعني أني أنكر على الذين ينشرون أبحاثا ودراسات ترتبط بالدراسة الأكاديمية أو ترتبط بكتب التفسير أو تعلم التفسير ولكنني أرجو فقط تخصيص يوم أو يومين على الأقل (مراعاة للأحداث التي تقع بالأمة وخاصة ما حدث اليوم من اغتيال لرمز من رموز الجهاد في سبيل الله) لنشر الآيات التي توجه المسلمين إلى طريق النجاة والعرة في الدنيا والآخرة
أملي كبير أن يلبى طلبي فالحمد لله أهل الملتقى أصحاب علم وفضل فأفيدونا من علمكم فكلنا متعطشون إلى قراءة الواقع وتحليل الأحداث من منظار كتاب ربنا سبحانه وتعالى
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Apr 2004, 05:30 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم محمد ورحم الله الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي وتقبله عنده شهيداً.
وأتفق معك في أهمية الكتابة حول آيات الجهاد والشهادة في القرآن الكريم كتابة بيانية تبعث الأمل في نفوس المؤمنين بوعد الله ونصره لهذا الدين. وأرجو أن تجد هذه الدعوة صدى في نفوس الإخوة الكرام في الملتقى وفقهم الله وأخص أخي الكريم الأستاذ محمد إسماعيل عتوك الذي عودنا على دراساته البيانية المتفردة وفقه الله.
ـ[محمد إسماعيل]ــــــــ[19 Apr 2004, 02:27 ص]ـ
تلبية لدعوة الأخ ( mohamadsyr )، واستجابة مني لرغبة أخي عبد الرحمن الشهري، أتقدم إليكم بهذه المشاركة، هدية لروح الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، تقبله الله تعالى في قافلة الشهداء، وغفر له ما تقدم من ذنبه، وما تأخر00 اللهم آمين!
ركزوا رفاتك في الرمال لواء= يستنهض الوادي صباح مساء
يا ويحهم نصبوا منارًا من دم= يوحي إلى جيل الغد البغضاء
ــــــــــــــــــــــــ
من أ سرار الإعجاز البياني في القرآن
قال الله تعالى في صفة اليهود: (وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) [البقرة:61]
وقال جل جلاله في الآية الأخرى: {ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وضربت عليهم المسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون}
[آل عمران:112]
أخبر الله تعالى في هاتين الآيتين الكريمتين عن اليهود، بأنهم مَوْسُومون بالذلة، والمسكنة، وغضب من الله تعالى؛ لكفرهم بآياته، وقتلهم لأنبيائه بغير حق، وعصيانهم له، واعتدائهم على خلقه0
وفي قوله سبحانه: {وضربت عليهم الذلة والمسكنة} استعارة مكنية؛ حيث شبه كلاًّ من (الذلة والمسكنة) بالخيمة، التي تضرب على من فيها، فتشتمل عليه0 أو: بالطين، الذي يضرب على الحائط، فيلزمه00 وعلى الوجهين يكون كناية عن كون اليهود أذلاءَ صاغرين، وأهل مسكنة وفقر؛ إما على الحقيقة، وإما لتصاغرهم، وتفاقرهم0 فلا يوجد يهودي على وجه الأرض، وان كان غنياً، خالياً من زي الفقر، وخضوعه ومهانته
وفي قوله سبحانه: {وضربت عليهم الذلة}، ثم قوله: {ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس} ما يسأل عنه00 وهو: لماذا أطلق سبحانه لفظ (الذلة) في الأول، وقيده في الثاني؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ويجاب عن ذلك بأن المراد بالذلة الأولى: الذلُّ، والمهانة، والصغار على إطلاقه0 أما الذلة الثانية فالمراد منها ـ كما ذكر الفخر الرازي:" أن يحاربوا، ويقتلوا، وتغنم أموالهم، وتسبى ذرا ريهم، وتملك أراضيهم "0 وفسرها الألوسي بذلة هدْر النفس، والمال، والأهل0
ومما يدل على أن المراد بالذلة، في كل من الآيتين، ما ذكرناه من معنى، أن السياق يقتضيه؛ إذ ورد ضرب الذلة عليهم في آية البقرة عقب قوله تعالى، حكاية عن اليهود من بني إسرائيل:
{وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصرًا فإن لكم ما سألتم} 0
ثم أخبر سبحانه عنهم بقوله: {وضربت عليهم الذلة00} الآية، فجاء بضمير الغائب، عقب ضمير المخاطب للإشارة إلى أن ذلك راجع إلى اليهود جميعهم، وشامل للمخاطبين بقوله تعالى: {فإن لكم ما سألتم}، ولمن يأتي بعدهم إلى يوم القيامة0 ولهذا وهِم من عدَّ ذلك من قبيل الالتفات.
أما ضرب الذلة عليهم- في آية آل عمران- فقد ورد عقب قوله تعالى، في معرض الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين: {لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون} [آل عمران:111] 0 أي: لن يضروكم إلا ضررًا مقتصرًا على أذى، بقول من طعن في الدين، أو تهديد، أو نحو ذلك0 وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار منهزمين، ولا يضروكم بقتل، أو أسر، ثم لا يكون لهم نصر من أحد، ولا يمنعون منكم0
ثم أخبر سبحانه عقب ذلك عنهم بقوله: {ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وضربت عليهم المسكنة} 0 أي: أينما وجدوا، أخذوا، وقتلوا0 فهو كقوله تعالى: {فاقتلوهم حيث ثقفتموهم} [البقرة:191] 0
أما قوله تعالى: {إلا بحبل من الله وحبل من الناس} فيقتضي أن تلزمهم هذه (الذلة)، فلا تزول عنهم، أينما وجدوا، إلا بحبل من الله وحبل من الناس، على ألا يظهروا المحادَّة لله ورسوله، بالاتفاق؛ لقوله تعالى: {عن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين} [المجادلة:20] 00 وقوله تعالى: {ألم يعلموا أنه من يُحادِدِ الله ورسوله فإن له نار جهنم خالداً فيها ذلك الخزي العظيم} [التوبة:63] 0
فليس معهم حبل مطلق، بل مقيد، فهذا الحبل لا يمنعهم أن يكونوا أذلة، إذا فعلوا ما لم يعاهدوا عليه0 والمراد بالحبل: العهد والذمة0 أي: لا عز لهم قط إلا بهذه الواحدة، وهي التجاؤهم إلى العهد والذمة، لما قبلوه من الجزية0
وفي ذلك تنبيه على أن الكافر يحتاج إلى عهدين: عهد من الله تعالى، وعهد من الناس، يبذلونه له00 والأول يقتضي أن يكون ذلك الكافر من أهل كتاب أنزله الله تعالى، فإن لم يكن فلا عهد له، لا من الله تعالى، ولا من الناس0
فالاستثناء ـ هنا كما قال الألوسي متابعاً في ذلك الزمخشري ـ استثناء مفرَّغ من أعمِّ الأحوال0 والمعنى على النفي. أي: لا يسلمون من الذلة في حال من الأحوال، إلا في حال أن يكونوا معتصمين بذمة الله تعالى، أو كتابه الذي آتاهم، وذمة المسلمين، فإنهم بذلك يسلمون من القتل، والأسر، وسَبْي الذراري، واستئصال الأموال0
وقوله تعالى: {وباءوا بغضب من الله} 0أي: رجعوا به، واحتملوه وهو كناية عن استحقاقهم له، واستيجابهم إياه0 وهو من قولهم: باء فلان بفلان: إذا صار حقيقاً أن يقتل به0 فالمراد: صاروا أحقَّاء بغضب الله سبحانه00 وفي تنوين (الغضب) تعظيم لشأنه، وتفخيم له، وفي وصفه بكونه من الله تعالى تعظيم بعد تعظيم، وتفخيم بعد تفخيم0
ويفهم مما تقدم أن (الذلة) المذكورة في الآيتين، وكذلك (المسكنة)، لم تلصق باليهود، بعد ظهور دولة الإسلام ـ كما ذكر بعض المفسرين؛ وإنما ضربت عليهم ـ كما ذكر الشيخ ابن تيمية، من حين بعث المسيح صلى الله عليه وسلم فكذبوه، واستمر ذلك في أحفادهم، وسيستمر إلى يوم القيامة0 يدل على ذلك قوله تعالى: {إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة} [آل عمران:55] 0
فإذا ثبت ما ذكرناه، كان ذلك من باب المعجزات؛ لأنه- مع كونه إخبارًا عما مضى- هو إخبار عن غيب وقع، وعن غيب سيقع، إلى أن يرث الله الأرض وما عليها!
ــــــــــــــــــــــــــ
وللحديث بقية إن شاء الله!
(يُتْبَعُ)
(/)
محمد إسماعيل عتوك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Apr 2004, 10:35 ص]ـ
بارك الله فيكم.
ـ[محمد إسماعيل]ــــــــ[19 Apr 2004, 03:03 م]ـ
تتمة لما ذكرته في المقال السابق أقول، وبالله المستعان:
أشار الله جل جلاله بقوله: {ذلك} الأولى، في الآيتين الكريمتين السابقتين، إلى ما تقدم ذكره، من ضرب الذلة، والمسكنة على اليهود، وإلحاق الغضب بهم00 وما بعدها، من قوله تعالى: {بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله00} تعليل للمشار إليه0أي: ذلك المشار إليه كائن بسبب كفرهم، وقتلهم الأنبياء بغير حق0
أما {ذلك} الثانية، من قوله تعالى: {ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون} - في الآيتين الكريمتين- فهو إشارة إلى كفر أولئك اليهود بآيات الله تعالى، وقتلهم الأنبياء بغير حق00 وما بعدها تعليل له0 وليس تكريرًا للأول، يراد به التأكيد ـ كما ذهب إلى ذلك أكثر المفسرين؛ لأن التأكيد يجب أن يكون بشيء أقوى من المؤكَّد0 ومعلوم أن العصيان أقلُّ حالاً من الكفر بآيات الله تعالى0 فلهذا لا يجوز تأكيد الكفر به0 وكذلك لا يجوز تأكيد قتل الأنبياء بالاعتداء؛ لأنه أقلُّ حالاً منه0
وعلى هذا يكون قوله تعالى: {بما عصوا} راجع إلى قوله تعالى: {كانوا يكفرون بآيات الله} 0 وقوله تعالى: {وكانوا يعتدون} راجع إلى قوله تعالى: {ويقتلون النبيين بغير الحق} 0 فيكون جل جلاله قد ذكر شيئين، وقابلهما بشيئين؛ كما ذكر أولاً شيئين، وقابلهما بشيئين00 وهذا نوع من اللفِّ والنشْر لطيفِ المسلك، ويعد من محاسن الكلام، وجودة تركيبه0 وبذلك يخرج عن التكرير بدعوى التأكيد؛ كما ذكرنا أنفا0
وذكر الفخر الرازي وجهًا آخر محتملا؛ وهو أن يكون المراد من قوله تعالى {ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات00}: مَن تقدم من اليهود00 ويكون المراد من قوله تعالى {ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون}: مَن حضر منهم في زمان الرسول صلى الله عليه وسلم0
وعلى هذا لا يلزم التكرار أيضًا؛ فكأنه تعالى بيَّن علة عقوبة من تقدم منهم، ثم بيَّن أن من تأخر منهم، لما تبع من تقدم، كان لأجل معصيته، وعداوته مستوجبًا لمثل عقوبتهم، حتى يظهر للخلق جميعًا أن ما أنزله الله بالفريقين منهم، من البلاء والمحنة، ليس إلا من باب العدل والحكمة!
وقال تعالى: في آية البقرة: {ويقتلون النبيين بغير الحق}، ثم كرر ذلك بصيغة أخرى في آية آل عمران، فقال: {ويقتلون الأنبياء بغير حق} 0 وقد سبق ذلك قوله تعالى، في أول آل عمران: {ويقتلون النبيين بغير حق} [آل عمران:21]، ثم قوله تعالى، في النساء: {وقتلهم الأنبياء بغير حق} [النساء:155] 00 فدلَّ ذلك على أن بين (النبيين) و (الأنبياء) وبين (غير الحق) و (غير حق) فرقًا في الدلالة0 فما هذا الفرق، وما فائدته؟
وقد أجاب أبو حيان عن الأول بقوله:" ولا فرق في الدلالة بين (النبيين) و (الأنبياء)؛ لأن الجمعين، إذا دخلت غليهما الألف واللام، تساويا، بخلاف حالهما، إذا كانا نكرتين، لأن جمع السلامة، إذ ذاك ظاهر في القلة، وجمع التكسير على (أفعلاء) ظاهر في الكثرة "00 ولهذا عدَّ أبو حيان هذه المخالفة بين الجمعين من باب التفنن في الكلام0 وللمفسرين أقوال أخرى في التعليل لذلك، لم نذكرها خشية الإطالة0
والظاهر أن ما قاله أبو حيان هو الأنسب بالمقام0 فكلا الجمعين يراد به التعبير عن الكثرة للعلة التي ذكرها؛ وهي اقتران كل منهما بالألف واللام00 ولكن خولف بينهما، فجيء بـ (النبيين) في أول آل عمران، وفي البقرة بصيغة جمع السلامة؛ ليكون موافقًا لما ذكِر بعده من الجموع؛ وهو قوله تعالى: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين} [البقرة:62] 0 وقوله تعالى في أول آل عمران: {إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب اليم} [آل عمران:21] 0 فجيء بـ (النبيين)؛ ليكون موافقا لما قبله، وما بعده00 فلو جيء ـ في الموضعين- بـ (الأنبياء) بدلا من (النبيين)، لكان نشزًا من الكلام، يأباه النظم البليغ!
أما السؤال الثاني فقد أجيب عنه بأن الحق الأول، عرِّف بـ (ال) العهدية إشارة إلى الحق المعهود، الذي أذن الله تعالى أن تقتل النفس به، وهو المذكور في قوله تعالى: {ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق} [الأنعام:151] 0 وعلى هذا جاء قوله عليه الصلاة والسلام:" لا يحل دم امرىء مسلم إلا بإحدى ثلاث: كفر بعد إيمان، وزنا بعد إحصان، وقتل نفس بغير حق "00 أما الحق الثاني فنكِّر؛ لأن المراد به تأكيد العموم0 أي: لم يكن هناك حق، لا هذا الذي عرفه المسلمون ولا غيره0
وفي قوله تعالى: {ويقتلون النبيين بغير الحق} أو {الأنبياء بغير حق} ما يسأل عنه؛ لان قتل الأنبياء ـ عليهم السلام ـ لا يكون بحق، ولا غير حق، ولكن يكون على الحق00 فلم ذكر ذلك؟ .. وما الفائدة من ذكره؟
وأجاب أبو حيان عن ذلك بقوله:" لم يرد هذا على أن قتل النبيين ينقسم إلى قتل بحق، وقتل بغير حق0 بل ما وقع من قتلهم؛ إنما وقع بغير الحق؛ لأن النبي معصوم من أن يأتي أمرًا يستحق عليه فيه القتل00 وإنما جاء هذا القيد على سبيل التشنيع لقتلهم، والتقبيح لفعلهم مع أنبيائهم0 أي: بغير الحق عندهم0 أي: لم يدَّعو في قتلهم وجهًا، يستحقون به القتل عندهم "0
هذه هي صفات اليهود القبيحة، وهذه هي أخلاقهم البشعة، تكشف لنا عنها هذه الآيات الكريمة، وتفضح أصحابها، الذين يحاولون سترها بثوب شفاف من الرياء والخداع والمكر00 ولهذا استحقوا غضب الله تعالى، وضرب الذلة والمسكنة عليهم إلى يوم القيامة0 فواهم كل الوهم أولئك الذين يعتقدون، أو يظنون أن اليهود ينشدون السلام، ويسعون من أجل تحقيقه0 فهم لا يطلبون سلامًا، ولكن يطلبون استسلامًا0 وأنى لهم ذلك، وما زال في هذه الأمة شباب، يحملون على الأكف أرواحهم الطاهرة، ويستقبلون الموت بصدوهم العارية؛ ليفجروا أجسامهم دفاعًا عن الشرف والعزة والكرامة، ابتغاء مرضاة ربهم، وما زال نداؤهم يتردد صداه عبر الآفاق:
فلسطين تحميك منا الصدور فإما الحياة وإما الردى
ــــــــــــــــ
محمد إسماعيل عتوك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد القادر يثرب]ــــــــ[20 Apr 2004, 11:50 م]ـ
بارك الله بكم وبارك بهذه المشاعر الطيبة تجاه الشهداء
وشكر خاص للأستاذ الفاضل محمد اسماعيل عتوك على أبحاثه القيمة في إعجاز القرآن الكريم(/)
صلاة الضحى كالبدل عن قيام الليل
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[19 Apr 2004, 06:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على الهادي الأمين أما بعد:
فقد قال ابن القيم ـ رحمه الله (زاد المعاد 1/ 356) ـ:
.. لم يكن من هديه [صلى الله عليه وسلم] فعلها [صلاة الضحى] لغير سبب، وقد أوصى بها، وندب إليها، وحض عليها، وكان يستغني عنها بقيام الليل فإن فيه غنية عنها، وهي كالبدل منه، قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا} (62) سورة الفرقان.
قال ابن عباس، والحسن، وقتادة: عوضا وخلفا يقوم أحدهما مقام صاحبه فمن فاته عمل في أحدهما قضاه في الآخر.
فيا أخي الكريم إن قصرت في قيام الليل فلا تقصر في سبحة الضحى.
* وأما يتعلق بعدد الركعات لصلاة الضحى، فقد ذكر ابن القيم في زاد المعاد 1/ 351:
قال ابن القيم: قال الحاكم: صحبت جماعة من أئمة الحديث الحفاظ الأثبات فوجدتهم يختارون هذا العدد يعني أربع ركعات ويصلون هذه الصلاة أربعا لتواتر الأخبار الصحيحة فيه وإليه أذهب وإليه أدعو إتباعا للأخبار المأثورة واقتداء بمشايخ الحديث فيه.
وانظر مابعده
والله أعلم.
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[19 Apr 2004, 10:56 م]ـ
بارك الله فيك
و ما قاله ابن القيم هو تحقيق شيخ الإسلام في المسألة، و قد بحثها في مواضع بتوسع مرضي، فلينظر المجموع 22/ 282 - 285
و 23/ 204.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[20 Apr 2004, 11:37 ص]ـ
جزاك الله خيرا
على هذه الإضافة والفائدة.(/)
استقبال الغربيين في المؤسسات الإسلامية في أوربا
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[21 Apr 2004, 11:11 م]ـ
أبتدئ أولا بتقديم خالص الدعوات للقائمين على هذا الموقع المبارك، مشرفين ومشاركين، عسى الله أن ينفع بكم ويجعلنا وإياكم من الداعين إليه سبحانه على بصيرة، إنه مولى ذلك والقادر عليه.
واسمحوا لي إخوتي رعاكم الله أن أطلب منكم مساعدة أولية، وهي التوصل إلى طريقة إدراج الحواشي السفلية للتعليقات والتخريجات.
ثانيا: ألتمس منكم عدم البخل على أخيكم بالرأي والمشورة. فيما يتعلق بكل موضوع أنوي عرضه إن شاء الله بين أيديكم.
فإليكم الجزء الأول من هذه المحاولة:
توطئة
الحمد لله الذي جعلنا مسلمين، وأشهدَ على وحدانيته العالمين، وارتضى لهم هذا الدين،
وصلى الله وسلم على إمام المرسلين، الرحمةِ المهداةِ، والفراتِ المعينِ، سيدِنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إن الإقامة في بلاد الغرب فتحت أبوابا فقهية جديدة وملحّة، منها ما هو جديد ومنها ما قد تطرق إليه الفقهاء بإيجاز من قبل، ومن هذه المسائل الماسّة والحاقّة مسألة دخول الكافر إلى المسجد في بلاد الغرب، فإن العوامل التي أسهمت في عدم تناولها بالشكل الكافي، أن مقاصد دخول الذمي الذي يعيش في ظل الخلافة الإسلامية إلى المسجد كانت من أجل قضاء وعمل وبناء واجتياز في الغالب، ولأن الإسلام كان معيشا في الحياة اليومية، وشريعته كانت ممكنّا لها، فكان الذمي يتعرف على الإسلام من خلال ممارساته اليومية، ومخالطاته الرتيبة، إذن فهي ليست ذات المقاصد التي تأتي بهم إلى المساجد في هذه الأيام في بلاد الغرب فمنهم من يأتي رغبة منه وتطوعا لكي يتعرف على الإسلام أو للإعلان بشهادة التوحيد راغبا في التحرر من قيود المادية، والخروج من الحيرة العقدية التي فرضتها النظم العلمانية على المستويين الفكراني والممارساتي لها؛ ومنهم من يأتي كمؤسسات إنسانية اجتماعية تطلب مشورة الأئمة والمفكرين الإسلاميين بخصوص المشاكل التي تواجه العائلات المسلمة من قضايا الطلاق وعقوق الأبناء، وجنوحهم إلى الجريمة وغيرها، وكذلك المشاكل التي يواجهها المعلمون والمربّون الغربيون مع أبناء الجالية المسلمة نظرا لاختلاف الشرائع والثقافات والعادات، ولعدم تفهّمهم لهذا التداخل والتمازج، الشيء الذي يجعل العملية التربوية أكثر تعقيدا عندهم؛ أو كصحافة تريد أن تحقق هدف السبق عند الأزمات أو تريد أن تقوم ببرامج موثقة عن أوضاع الإسلام والمسلمين في الغرب، أو كطلبة جامعات ومثقفين اِخصائيين يقومون ببحوث عن الإسلام أو عن جانب منه حسب التخصص والحاجة؛ فلهذا كانت المساجد والمؤسسات والمراكز الإسلامية في الغرب هي المكان الوحيد المَعُوذ به والملتجأ إليه، وكان تواصلنا مع هؤلاء الوافدين إلى هذه المساجد أكثر منا مع غيرهم، فلمّا كثر الكلام هذه الأيام حول دخول الكافر المساجد في الغرب بين مؤيد ومعترض، بات تبيين الحكم الشرعي فيها ضرورةً، وتوضيحُه نبراساً يستضاء به في المسار الدعوي في الغرب كذلك، مستعينين بالله سبحانه، معززين ذلك بما جاء في كتاب الله وما صح من السنة النبوية المطهرة على فهم علماء الأمة الأثبات. كما سأتطرق بعجالة إن شاء الله إلى موضوع الصحافة والمؤسسات الاجتماعية والتربوية وغيرها فيما يتعلق باستقبالهم والتعاون معهم لخدمة قضايا المغتربين بشكل عام والمسلمين منهم بشكل خاص؛ ثم أختم بتوصيات ورؤى دعوية على المستوى التطبيقي آنية المدى، تفتح شهية المشتغلين في حقل الدعوة. وهكذا أكون قد جمعت بين الجانبين الفقهي والدعوي. عسى الله أن ينفعني وأحبتي القراء ويوفقنا لما يحبه ويرضاه، إنه نعم المولى ونعم النصير.
[ line]
الباب الأول: دخول الكافر المسجد الحرام
ذهب جمهور أهل العلم من المالكية والشافعية والحنابلة ومحمد بن الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة إلى حرمة دخوله المسجد الحرام، وذهب الحنفية إلى أن التحريم خاص بموسم الحج فقط أي عدم تمكينهم من الحج والعمرة.
وسأكتفي بذكر الأدلة في هذا الباب من غيرما نقل لأقوال الفقهاء طلبا للاختصار، بخلاف الباب الذي بعده، لأنه موضوع كتابنا.
1. أدلة الجمهور:
(يُتْبَعُ)
(/)
1. قوله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ"
2. قول النبي صلى الله عليه وسلم " لا يحج بعد هذا العام مشرك"
إلا أن مذهب الإمام أحمد وعطاء أن المراد من المسجد الحرام: مكة وما حولها من الحرم، واستدلوا بقوله تعالى "هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وقوله لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ" وأما الشافعية والمالكية ومحمد بن الحسن فقد جعلوا التحريم خاصا بذات المسجد الحرام ولا يتعداه.
3. أدلة الحنفية:
1. قوله تعالى (بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا) فإن تقييد عدم الدخول بهذا اللفظ يدل على اختصاصه بوقت من أوقات العام، أي لا يعتمروا ولا يحجوا بعد هذا العام.
2. قول النبي صلى الله عليه وسلم (ولا يحج بعد هذا العام مشرك)
3. قوله تعالى (وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً) فإن الخوف من الفقر يكون بسبب انقطاع تلك المواسم ومنع المشركين من الحج والعمرة، لأنهم كانوا يتاجرون في مواسم الحج، مما سيؤدي إلى الضرر بالمصالح المالية، فأخبرهم الله بأنه سوف يغنيهم من فضله.
4. إجماع المسلمين على وجوب منع المشركين من الحج، والوقوف بعرفة، ومزدلفة، وسائر أعمال الحج وإن لم تكن هذه الأفعال في المسجد الحرام.
3. الترجيح:
الذي يظهر بعد النظر في أدلة الفريقين أن رأي الجمهور هو الراجح وإليك المناقشة:
1. إن علة منع المشركين من دخول المسجد الحرام هي نجاسة الشرك ولذلك قال سبحانه "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا " أي فبسبب ذلك لا يجوز لهم أن يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا. وهذه هي علة المنع، ولا يعود الممنوع إلا إذا زال المانع وزوال المانع وهو الشرك لا يكون إلا بإسلامهم وبإسلامهم يعود الممنوع وهو قربهم المسجد الحرام، أي يجوز لهم حينئذ دخوله كغيرهم من المسلمين.
2. وقوله سبحانه " فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا " لفظ عام يؤيد ما ذهب إليه الجمهور، وقول السادة الأحناف أنه يدل على بعض أوقات السنة يحتاج إلى دليل مخصص، فإن قالوا: مخصصنا هو حديث علي الذي جاء في الصحيفة التي أرسله بها سيدنا رسول الله صبى الله عليه وسلم " ولا يحج بعد العام مشرك" والحج أيام معلومات لا غير، قلنا أولا أنتم تخصصون بخبر الواحد وهذا مخالف لقواعدكم أن قصر العام على بعض أفراده لا يكون إلا بسنة متواترة أو مشهورة لأن دلالته على جميع أفراده قطعية وليس هذا منها. وثانيا: أن الحديث بمنطوقه يدل على عدم السماح لهم بالحج بعد هذا العام، والظاهر من مفهومه أنه يجوز لهم الدخول إن لم يقصدوه للحج، وهذا غير صحيح، لأن مفهوم المخالفة معطّل وذلك بأنه خرج في الحج مخرج الغالب أي أن مشركي العرب خارج مكة ممن بعُد مُقامه كانوا في الغالب يأتون المسجد الحرام من أجل قضاء مناسك الحج والتجارة، إذن فالسماح لهم في غير أيام الحج يحتاج إلى دليل مستقل. ثالثا: إن الله ترك الاستفصال وعمم عدم الدخول، وترك الاستفصال في مقام الاحتمال ينزل منزلة العموم في المقال كما هو مقرر عند الأصوليين.
3. قوله تعالى " فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا " فقوله فلا يقربوا لفظ عام، والقرب يشمل الحج وغير الحج.
4. وأما قوله تعالى "وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" فلا دليل فيها لهم على ما ذهبوا إليه، لأن الله قد تكفل بإغنائكم عنهم من فضله إن شاء، هذا وأنتم في أشد الحاجة إليهم في مواسم الحج والعمرة، دفعا لتوقع الضرر بالمصالح المالية، فكيف وأنتم غير محتاجين إليهم في سائر الأيام.
5. أما إجماع المسلمين على وجوب منع المشركين من الحج، والوقوف بعرفة، ومزدلفة، وسائر أعمال الحج فهو صحيح، ولكن ليس فيه ما يشير إلى التخصيص بالحج وأعماله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Apr 2004, 12:20 ص]ـ
مرحباً بكم أخي الكريم مصطفى وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً للعلم النافع والعمل الصالح.
وأرجو أن نرى المزيد من البحوث والمشاركات العلمية الهادفة. ولا شك أن الموضوع الذي أشرتم إليه من النوازل التي ظهرت الحاجة إلى بحثها بحثاً علمياً في البلاد غير الإسلامية كما تفضلتم. وأسأل الله أن يفقهنا جميعاً في الدين، وأن يهدينا للصواب. وجزاك الله خيراً مرة أخرى على المشاركة ونرجو أن تجد من التفاعل مع ما تطرحونه من الأبحاث ما يسرك بإذن الله من أعضاء ملتقى أهل التفسير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[22 Apr 2004, 03:07 ص]ـ
الباب الثاني: دخول الكافر باقي المساجد.
أما دخول الكافر المساجد الأخرى فقد جوزه الأحناف (1) مطلقا، وهو ذات قول الشافعية (2) والحنابلة على الصحيح (3) إلا أنهم قيدوا ذلك بإذن المسلم له، سواء كان جنبا أو لا على الصحيح، لأنهم لا يعتقدون حرمته. وذهب المالكية (4) إلا المواق، والمُزَني من الشافعية (5) والحنابلة في قول (6) إلى المنع مطلقا إلا لضرورة عمل ونحوه.
1. عبارات الفقهاء:
1. الأحناف
قال الجصاص (7): وقال أصحابنا يجوز للذمي دخول سائر المساجد وإنما معنى الآية (إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام) على أحد وجهين إما أن يكون خاصا في المشركين الذين كانوا ممنوعين من دخول مكة وسائر المساجد لأنهم لم تكن لهم ذمة وكان لا يقبل منهم إلا الإسلام أو السيف وهم مشركوا العرب، أو أن يكون المراد منعهم من دخول مكة للحج. اهـ
وقال ابن عابدين في حاشيته (8) نقلا عن الإمام السرخسي في شرح السير الكبير قوله: إن الشافعي قال يمنعون من دخول المسجد الحرام خاصة للآية (إنما المشركون نجس) فأما عندنا لا يمنعون – أي الكفار - كما لا يمنعون من دخول سائر المساجد ويستوي في ذلك الحربي والذمي. اهـ
وقال ابن نجيم (9) في الكافر: ولا يمنع من دخول المسجد جنبا بخلاف المسلم. اهـ
قال السرخسي (10): .. ثم أخذ الشافعي رضي الله عنه بحديث الزهري فقال: يمنعون من دخول المسجد الحرام خاصة للآية. فأما عندنا فلا يمنعون عن ذلك كما لا يمنعون من دخول سائر المساجد ويستوي في ذلك الحربي والذمي وتأويل الآية: الدخول على الوجه الذي كانوا اعتادوا في الجاهلية على ما روي أنهم كانوا يطوفون بالبيت عراة. والمراد القرب من حيث التدبير والقيام بعمارة المسجد الحرام وبه نقول إن ذلك ليس إليهم ولا يمكنون منه بحال. اهـ
وقال ابن الهُمام (11): قال (ولا بأس بأن يدخل أهل الذمة المسجد الحرام) وقال الشافعي: يكره ذلك: وقال مالك: يكره في كل مسجد. للشافعي قوله تعالى "إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا" ولأن الكافر لا يخلو عن جنابة؛ لأنه لا يغتسل اغتسالا يخرجه عنها، والجنب يجنب المسجد، وبهذا يحتج مالك، والتعليل بالنجاسة عام فينتظم المساجد كلها. ولنا ما روي "أن النبي عليه الصلاة والسلام أنزل وفد ثقيف في مسجده وهم كفار" ولأن الخبث في اعتقادهم فلا يؤدي إلى تلويث المسجد. والآية محمولة على الحضور استيلاء واستعلاء أو طائفين عراة كما كانت عادتهم في الجاهلية.
وقال الكاساني (12): ولا بأس بدخول أهل الذمة المساجد عندنا.
[ line]
1. الدرالمختار 5/ 374، شرح السير الكبير 1/ 93، الأشباه والنظائر لابن نجيم 2/ 176، أحكام القرآن للجصاص 3/ 88 وغيرها.
2. مغني المحتاج ج1 ص71، روضة الطالبين ج1، 403، الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع ص 67، إعلام الساجد بأحكام المساجد 318 - 321، وغيرها.
3. المغني لابن قدامة مع الشرح الكبير (10/ 617)، المبدع لابن مفلح (3/ 425)
4. حاشية الصاوي على الشرح الصغير ج1 ص138، حاشية الدسوقي على الشرح الكبير ج 1ص 138، جواهر الإكليل للأبي المطبوع بحاشية مواهب الجليل للحطاب ج1 ص 23
5. فتح الباري (2/ 136)
6. الإنصاف للمرداوي (4/ 229)
7. أحكام القرآن للجصاص ج 4 ص279
8. حاشية رد المحتار لمحمد أمين الشهير بابن عابدين ج4 ص209
9. الأشباه والنظائر ص 325
10. شرح السير الكبير 1/ 96
11. فتح القدير، كتاب الكراهة (10/ 76)
12. بدائع الصنائع، كتاب الاستحسان (6/ 510)
[ line]
2. المالكية
قال الصاوي (1): يمنع دخول الكافر المسجد أيضا وإن أذن له مسلم إلا لضرورة عمل، ومنها قلة أجرته عن المسلم وإتقانه على الظاهر.اهـ
وقال الأبي (2):كشخص كافر ذكر أو أنثى فيحرم عليه دخوله إن لم يأذن له فيه مسلم، بل وإن أذن له فيه شخص مسلم إلا لضرورة كعمارة لم تمكن من مسلم أو كانت من الكافر أتقن. اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الدسوقي (3): وقوله (ولا يمكث فيه) أي ولا يمكث في المسجد للتيمم، قوله (لكافر) تشبيه في منع دخول المسجد (وإن أذن له مسلم) ما لم يدع ضرورة لدخوله كعمارة أي بأن لم يوجد نجار أو بناء غيره، أو وجد مسلم غيره ولكن كان هو أتقن للصنعة، فلو وجد مسلم غيره مماثل له في إتقان الصنعة لكن كانت أجرة المسلم أزيد من أجرة الكافر فإن كانت الزيادة يسيرة لم يكن هذا من الضرورة وإلا كان منها على الظاهر، كذا قرره شيخنا. اهـ
ونسب القرطبي (4) القول إلى أهل المدينة وقال:الآية عامة في سائر المشركين وسائر المساجد: وبذلك كتب عمر بن عبد العزيز إلى عماله ونزع في كتابه بهذه الآية يعني قوله تعالى: (فلا يقربوا المسجد الحرام) ويؤيد ذلك قوله تعالى: (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه) ودخول الكفار فيها مناقض لترفيعها، وفي صحيح مسلم وغيره "إن هذا المساجد لا تصلح لشيء من البول والقذر ... " (5) الحديث. والكافر لا يخلو عن ذلك، وقال صلى الله عليه وسلم:" لا أحل المسجد لحائض ولا لجنب " (6)، والكافر جنب، وقوله تعالى: (إنما المشركون نجس) فسماه الله تعالى نجساً فلا يخلو أن يكون نجس العين أو مبعداً من طريق الحكم، وأي ذلك كان فمنعه من المسجد واجب، لأن العلة وهي النجاسة موجودة فيهم، والحرمة موجودة في المسجد. انتهى كلام القرطبي.
وقال ابن العربي المالكي (7) في قوله تعالى: "فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا " .. دليل على أنهم لا يقربون مسجدا سواه لأن العلة – وهي النجاسة – موجودة فيهم والحرمة موجودة في المسجد ... وقال في منع المشركين من دخول المسجد الحرام نصاً، ومنع من دخول سائر المساجد تعليلا بالنجاسة، ولوجوب صيانة المسجد عن كل نجس. اهـ
وخالف المواق (8) في التاج والإكليل على مختصر خليل حيث قال - شارحا قول صاحب المختصر: (ككافر وإن أذن مسلم) - مايلي: ابن رشد: لم ينكر مالك بنيان النصارى في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم واستحب أن يدخلوا مما يلي موضع عملهم، وخفف ذلك وإن كان من مذهبه أن يمنعوا من دخول المسجد مراعاة لاختلاف أهل العلم في ذلك إذ منهم من أباح أن يدخلوا كل مسجد إلا المسجد الحرام لحديث ثمامة وربطه في المسجد الحرام. وعند هؤلاء أن النصراني غير متعبد بشعائر الإسلام بخلاف الجنب فافترقا في دخول المسجد. اهـ
[ line]
1. حاشيته على الشرح الصغير للدردير (1/ 138)
2. جواهر الإكليل 1/ 23.
3. حاشية الدسوقي على الشرح الكبير (1/ 223)
4. الجامع لأحكام القرآن (8/ 99،100)
5. صحيح مسلم مع شرح النووي (3/ 182)
6. ضعيف رواه أبو داود من طريق أفلت بن خليفة عن جسرة بنت دجاجة عن عائشة (عون المعبود 1/ 267) وذلك من أجل جسرة بنت دجاجة قال البخاري:عندها عجائب وقد ضعف الحديث جماعة منهم البيهقي وابن حزم وعبد الحق الإشبيلي، بل قال ابن حزم إنه باطل، كما في إرواء الغليل (ج1ص162)،أما شيخها أفلت ويقال له فُليت العامري فقد وثقه الإمام أحمد وأبو حاتم الرازي (ميزان الاعتدال1/ 399). أما رواية أم سلمة " إن المسجد لا يحل لجنب ولا حائض" فقد رواها ابن ماجة (1/ 511 مع تحقيق بشار عواد معروف) ففيها مجهولان أبو الخطاب كما في التقريب (2/ 392)، ومحدوج الذهلي: التقريب (2/ 161). قلت: تحسين الزيلعي له في نصب الراية (1/ 255)، ونقله تحسين ابن القطان في نفس الصفحة، وتصحيح الشوكاني في السيل الجرار (1/ 109) رحمهم الله ظانين أن الحديث بسندين وهم يحتاج إلى مناقشة: فالعلل فيه كثيرة: أولا جسرة كوفية تفردت ولا تحتمل مثل هذا الحديث، ثانيا متكلم فيها فقد قال فيها البخاري عندها عجائب كما سبق، و قال البيهقي فيها نظر، وقال ابن حبان فيما نقله أبو العباس البناني: عندها عجائب (ميزان الاعتدال 1/ 399)، ثالثا: فليت العامري مجهول، فقال الخطابي: ضعف هذا الحديث جماعة وقالوا أفلت مجهول اهـ (شرح السنن 1/ 67)، وقال البغوي: وضعف أحمد الحديث، لأن راويه وهو أفلت بن خليفة مجهول (شرح السنة 2/ 46)، رابعا: جسرة ليست مشهورة بالرواية عن عائشة فأين الرواة عن عائشة كعمرة، وعروة، والقاسم بن محمد، والأسود بن يزيد النخعي، وإن كان كوفيا فإن أمنا عائشة قالت فيه: ما دخل علي من تحت سماء الكوفة رجل أكرم علي من الأسود بن يزيد. خامسا والأهم: أن الحديث واحد بإسناد واحد وليس اثنين كما
(يُتْبَعُ)
(/)
يتوهم، والصحيح أن جسرة اضطربت فيه فروته مرة عن عائشة ومرة عن أم سلمة والصحيح جسرة عن عائشة، قال ابن أبي حاتم: قال أبو زرعة: جسرة عن أم سلمة والصحيح جسرة عن عائشة، (تفسبر ابن كثير (1/ 475)، تمام المنة (ص118، 119). إذن فالعلة في اضطراب جسرة من جهة، وتفردها بالحديث من جهة أخرى فهي لا تحتمل مثل هذا، وكذلك في جهالة أفلت، فكانت الخلاصة أن الحديث ضعيف وقد ضعفه الإمام أحمد والبيهقي، وعبد الحق الإشبيلي، وابن حزم كما سبق. وهو الصحيح إن شاء الله.
تنبيه: هذا تخريج محض وليس حكما في مسألة دخول الحائض والجنب المساجد. لأن في المسألة أدلة أخرى ومناقشات، ليس هذا مجالها. سيأتي بعضها ص21 - 23
7. تفسير آيات الأحكام ج 2 ص914.
8. مطبوع بهامش مواهب الجليل للحطاب الرعيني ج1 ص464
[ line]
3. الشافعية
قال النووي (1) في روضة الطالبين:
وله دخول مساجد غير الحرم بإذن مسلم وليس له دخولها بغير إذن على الصحيح فإن فعله عزر قال في التهذيب لو جلس فيه الحاكم للحكم فللذمي دخوله للمحاكمة بغير إذن وينزل جلوسه منزلة إذنه وإذا استأذن لنوم أو أكل فينبغي أن لا يأذن له وإن استأذن لسماع قرآن أو علم أذن له رجاء إسلامه هذا كله إن لم يكن جنبا فإن كان فهل يمنع من المكث وجهان أصحهما لا والكافرة الحائضة تمنع حيث تمنع المسلمة.
قال الإمام أبو يحيى زكريا الأنصاري في الغرر البهية في شرح البهجة الوردية
(قوله: وخرج بالمسلم الكافر) أي الجنب هو صريح في عدم منعه - أي دخول المسجد - مع الجنابة ويتجه أن يأثم بكل من القراءة والمكث وإن لم يمنع منهما؛ لأنه مكلف بفروع الشريعة لكن قد يوجد في عباراتهم ما يقتضي عدم الإثم ويوافقه ما تقدم من جواز تعليم القرآن بشرطه إلا أن يخص بغير الجنب وقد يستدل على عدم الإثم بأنه عليه الصلاة والسلام تكرر منه إدخال الكفار المسجد ولولا عدم الإثم لما وقع ذلك إذ لا يقر على معصية ولا يأذن فيها وبأنا نجوز للمسلم الإذن لهم في دخول المسجد ولو أثموا لما جاز ذلك؛ لأنه حينئذ إقرار على معصية اللهم إلا أن يدعي جواز الإقرار على المعاصي التي لا يعتقدونها والإذن فيها يتضمنها للمصلحة و الحاجة. اهـ
وقال الشربيني (2): وبالمسلم الكافر فإنه يمكن من المكث في المسجد على الأصح في الروضة وأصلها لأنه لا يعتقد حرمة ذلك. نعم الحائض والنفساء عند خوف التلويث كالمسلمة. وليس للكافر ولو غير جنب دخول المسجد، إلا أن يكون لحاجة، كإسلام، وسماع قرآن، لا كأكل وشرب وإن يأذن له مسلم في الدخول، إلا أن تكون له خصومة وقد قعد الحاكم للحكم فيه، وبغير النبي صلى الله عليه وسلم هو، فلا يحرم عليه.
وقال (3): وثبت أنه صلى الله عليه وسلم أدخل الكفار مسجده، وكان ذلك بعد نزول براءة فإنها نزلت سنة تسع وقدم الوفد عليه سنة عشر وفيهم وفد نصارى نجران وهم أول من ضرب عليهم الجزية فأنزلهم مسجده وناظرهم في أمر المسيح وغيره. اهـ
وقال كذلك (4) كذا يحرم دخول الكافر له إلاَّ بإذن مسلمِ قال الجويني: مكلَّف قال الأذرعي: ولم يشترط على الكافر في عهده عدم الدخول كما صرَّح به الماوردي وغيره وإن أذن له أو قعد قاض للحكم فيهِ وكان له حكومة جاز له الدخول ولو كان جنباً; لأنه لا يعتقد حرمة ذلك ويستحبّ الإذن له فيه لسماع قرآن ونحوهِ كفقه وحديث رجاء إسلامهِ لا لأكل ونوم فيه فلا يستحبُّ له الإذن بل يستحبُّ عدمه; وهو الظاهرِ بل قال الزركشي: ينبغي تحريمه والكلام في غير المسجد الحرام لأن في دخوله حرم مكة تفصيلاً يأتي في الجزية إن شاء الله تعالى. اهـ
وقال (5): وبالمسلم الكافر فإنه يمكن من المكث في المسجد على الأصح في الروضة وأصلها، وبغير النبي هو، فلا يحرم.
قال الإمام الرملي (6) "يحرم دخول الكافر له إلا بإذن مسلم قال الجويني مكلف قال الأذرعي ولم يشترط على الكافر في عهده عدم الدخول كما صرح به الماوردي وغيره وإن أذن له أو قعد قاض للحكم فيه وكان له حكومة جاز له الدخول ولو كان جنبا؛ لأنه لا يعتقد حرمة ذلك ويستحب الإذن له فيه لسماع قرآن ونحوه كفقه وحديث رجاء إسلامه لا لأكل ونوم فيه فلا يستحب الإذن له بل يستحب عدمه، وهو الظاهر بل قال الزركشي ينبغي تحريمه" اهـ
قال الزركشي (7) في إعلام الساجد: يمكن للكافر من دخول المسجد واللبث فيه، وإن كان جنبا فإن الكفار كانوا يدخلون مسجد رسول الله وفيهم الجنب. وقال: واعلم أن الرافعي والنووي رحمهما الله أطلقا أنه يجوز للكافر أن يدخل المساجد غير الحرم بإذن المسلم. والقيود:
1. أن لا يكون قد شرط عليه في عقد الذمة عدم الدخول، وإن كان قد شرط عليه ذلك لم يؤذن له.
2. أن يكون المسلم الذي أذن له مكلفا، كامل الأهلية.
3. أن يكون دخوله لسماع القرآن، أو علم ورجي إسلامه، أو دخل لإصلاح بنيان ونحوه، وقضية
كلام القاضي أبي علي الفارقي أنه لو دخل لسماع القرآن أو العلم وهو ممن لا يرجى إسلامه أنه
يمنع وليس لنا أن نأذن له في الدخول، أي كما إذا كانت الحالة تشعر بالاستهزاء، فأما إذا استأذن
لنوم أو أكل ونحوه، قال في الروضة: فينبغي ألا يؤذن له في دخوله لذلك، وظاهره الجواز، وقال
غيره:- أي غير النووي-لا يجوز لنا أن نأذن له في ذلك. قال الفارقي: وفي معنى ذلك الدخول لتعلم
الحساب واللغة. انتهى كلام الزركشي
وقال الماوردي (8): وأما سائر المساجد فيجوز أن يؤذن لهم في دخولها ما لم يقصد بالدخول استبذالها بأكل أو نوم فيمنعوا.
[ line]
1. روضة الطالبين (1، 403)
2. مغني المحتاج للشربيني ج1 ص71
3. مغني المحتاج (4/ 248)
4. نفس المرجع (1/ 204)
5. الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع ص 67
6. تحفة المحتاج في شرح المنهاج (1/)
7. إعلام الساجد بأحكام المساجد 318 - 321
8. الأحكام السلطانية 261
[ line]
نتابع أقوال علماء الحنابلة، ثم أدلة الفقهاء، والمناقشات في الرسالة القادمة إن شاء الله تعالى.(/)
الحلقة الثالثة من استقبال الغربيين في المؤسسات الإسلامية في أوربا
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[23 Apr 2004, 08:06 م]ـ
الحلقة الثالثة مع مسيرة استقبال الغربيين في المؤسسات الإسلامية في أوربا
[ line]
4. الحنابلة
قال ابن قدامة (1) في المغني: فأما مساجد الحل فليس لهم دخولها إلا بإذن المسلمين، لأن علياً رضي الله عنه بصر بمجوسي وهو على المنبر وقد دخل المسجد فنزل وأخرجه، وأخرجه من أبواب كندة. فإن أذن لهم في دخولها جاز في الصحيح من المذهب لأن النبي صلى الله عليه وسلم قدم عليه وفد أهل الطائف فأنزلهم المسجد قبل إسلامهم. وقال سعيد بن المسيب: قد كان أبو سفيان يدخل مسجد المدينة وهو على شركه، وقدم عمير بن وهب فدخل المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم فيه ليفتك به فرزقه الله الإسلام. اهـ
وقال في الكافي (2): وليس لهم دخول مساجد الحل بغير إذن مسلم. فإن دخل عزر لما روت أم غراب قالت رأيت عليا على المنبر وبصر بمجوسي فنزل فضربه، وأخرجه من أبواب كندة. فإن أذن له مسلم في الدخول جلز في الصحيح من المذهب، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قدم عليه وفد الطائف فأنزلهم المسجد قبل إسلامهم، وعنه لا يجوز لما روى عياض الأشعري أن أبا موسى قدم على عمر ومعه نصراني فأعجب عمر خطه وقال قل لكاتبك هذا يقرأعلينا كتابه، قال إنه لا يدخل المسجد قال لم؟ أجنب هو؟ قال هو نصراني فانتهره عمر ولأن الجنب يمنع المسجد، فالمشرك أولى اهـ.
وقال ابن القيم (3) رحمه الله: وأما دخول الكفار مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فكان ذلك لما كان بالمسلمين حاجة إلى ذلك ولأنهم كانوا يخاطبون النبي صلى الله عليه وسلم في عهودهم ويؤدون إليه الرسائل ويحملون منه الأجوبة ويسمعون منه الدعوة ولم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم ليخرج من المسجد لكل من قصده من الكفار فكانت المصلحة في دخولهم إذ ذاك أعظم من المفسدة التي فيه بخلاف الجنب والحائض فإنه كان يمكنهما التطهر والدخول إلى المسجد، وأما الآن فلا مصلحة للمسلمين في دخولهم مساجدهم والجلوس فيها، فإن دعت إلى ذلك مصلحة راجحة جاز دخولها بلا إذن. اهـ
وقال ابن مفلح (4) شارحا قول صاحب المقنع (وهل لهم دخول المساجد) أي مساجد الحل (بإذن مسلم؟ على روايتين):
إحداهما: وهي المذهب: المنع، لأن عليا بصر بمجوسي وهو على المنبر في المسجد، فنزل فضربه وأخرجه، وهو قول عمر، ولأن حدث الجنابة، والحيض يمنع، فالشرك أولى.
والثانية: يجوز بإذن مسلم، صححها في "الكافي" و "الشرح" وجزم به في "الوجيز"، لما روى أحمد (5) بإسناد جيد، عن الحسن، عم عثمان بن أبي العاص، أن وفد ثقيف قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فأنزلهم المسجد قبل إسلامهم، ليكون أرق لقلوبهم، وكاستئجاره لبنائه ولا سيما لمصلحة، وظاهر كلام القاضي: يجوز ليسمعوا الذكر، فترق قلوبهم، ويرجى إسلامهم. وقال أبو المعالي: إن شُرط المنع في عقد ذمتهم منعوا، وإن كان جنبا، فوجهان، فلو قصدوها بأكل ونوم منعوا، ذكره في "الأحكام السلطانية" وقد روي ما يدل على التفرقة بين الكتابي وغيره. اهـ
وقال (6) في الآداب الشرعية: فصل (في الخلاف في دخول الكافر مساجد الحل، والتفصيل فيه). وفي جواز دخول الكافر مساجد الحل بإذن مسلم لمصلحة روايتان قال في الرعاية الكبرى، والمنع مطلقا أظهر فإن جاز ففي جواز جلوسه فيه جنبا وجهان، وحكى بعض أصحابنا رواية الجواز من غير اشتراط إذن. وقال في المستوعب هل يجوز لأهل الذمة دخول مساجد الحل على روايتين، وذكر في الشرح وغيره أنه هل يجوز دخولها بإذن مسلم على روايتين، وأن الصحيح من المذهب الجواز فظهر من هذا أنه هل يجوز لكافر دخول مساجد الحل؟ فيه روايتان، ثم هل الخلاف في كل كافر أم في أهل الذمة فقط؟ فيه طريقان. وهل محل الخلاف مع إذن مسلم لمصلحة أو لا يعتبر، أو يعتبر إذن المسلم فقط؟ فيه ثلاث طرق. ومذهب الشافعي جواز دخوله بإذن مسلم ومذهب مالك وغير واحد أنه لا يجوز مطلقا، ومذهب أبي حنيفة أنه يجوز للكتابي دون غيره وليس لكافر دخولُ الحرمين لغير ضرورة قطع به ابن حامد وقدمه في الرعاية الكبرى وقيل يجوز. قال القاضي في شرح المذْهَب وقد أومأ إليه في رواية الأثرم، قال ابن تميم وحكى أكثر أصحابنا المنع من حرم مكة دون المدينة وقال في المستوعب لا يجوز
(يُتْبَعُ)
(/)
لكافر دخول الحرم وكذا ذكر في الشرح وغيره. اهـ
وقال المرداوي (7): على روايتين:
1. إحداهما: ليس لهم دخوله مطلقاً وهو المذهب، جزم به في المنور، ونظم نهاية ابن رزين، وقدمه في الفروع، والمحرر، وإدراك الغاية. قال في الرعاية: المنع مطلقا أظهر.
2. الرواية الثانية: يجوز بإذن مسلم كاستئجار لبنائه، ذكره المصنف في المغني والمذهب. قال (8) في الشرح: جاز في الصحيح من المذهب. قال (9) في الكافي، وتبعه ابن منجا: هذا الصحيح من المذهب. وجزم به في الوجيز، ومنتخب الأدمي. وصححه في التصحيح. وعنه: يجوز بإذن مسلم إذا كان لمصلحة. وقدم في الحاوي الكبير الجواز لحاجة بإذن مسلم.
تنبيه: ظاهر كلام المصنف: أنه لا يجوز لهم دخولها بلا إذن مسلم. وهو صحيح. وهو المذهب، وعليه أكثر الأصحاب. وجزم به في الوجيز، والمنور، ومنتخب الأدمي وغيرهم. وقدمه في الفروع، والمحرر، وغيرهما.
قال المصنف والشارح هذا أصح. قال في الرعاية: هذا أظهر. وحكى المصنف وغيره رواية بالجواز. وعنه يجوز بلا إذن إذا كان لمصلحة. ذكرها بعضهم. وقال في المستوعب: هل يجوز لأهل الذمة دخول مساجد الحل؟ على روايتين، فظاهر الإطلاق، وكلام القاضي: يقتضي جوازه مطلقا، لسماع القرآن والذكر، ليرق قلبه، ويرجى إسلامه. اهـ
ملاحظة:
لقد جزم المرداوي عند نقل الرواية الأولى بأن المنع مطلقا هو المذهب، ثم عند التنبيه جزم بأن الجواز بعد إذن المسلم هو الصحيح وهو المذهب مما يدل على أنه إما اضطرب في الجزم أو في نقله، وإما أراد بقوله "وهو المذهب" عن الأول: المنع من مطلق الدخول (أي الدخول من غير سبب ولا إذن)، لا المنع المطلق من الدخول، وهذا متجه، وهو المرتجى.
بعد عرض أقوال العلماء تلخص لدينا ما يلي:
• لا يجوز دخول الكافر إلى المساجد عند المالكية، إلا لعمارة أو إتقان صنعة، والمزني من الشافعية، وهو قول عند الحنابلة.
• يجوز عند الجمهور من الحنفية والشافعية والحنابلة على الصحيح والمواق من المالكية دخول الكافر إلى المساجد ولكن بإذن مسلمٍ له عند الشافعية والحنابلة وبغير إذن عند الحنفية.
[ line]
1. المغني مع الشرح الكبير (10/ 617)
2. الكافي في فقه الإمام أحمد (4/ 364)
3. أحكام أهل الذمة (1/ 191)
4. المبدع في شرح المقنع لابن مفلح الحنبلي (3/ 425)
5. سيأتي تخريجه.
6. الآداب الشرعية لابن مفلح (3/ 269)
7. الإنصاف في مسائل الخلاف (4/ 229)
8. المغني مع الشرح الكبير (10/ 617)
9. الكافي (4/ 180)
[ line]
تابعوا معنا الحلقات القادمة مع الأدلة والترجيح. ولا تَفُتْكم الأبواب ذوات الصلة كما بينت في التوطئة.(/)
مشترك جديد يتمنى لكم السداد والتوفيق
ـ[أبو محمد الريشي]ــــــــ[24 Apr 2004, 07:36 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الإعزاء
أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته
وشكر الله للإخوة القائمين على هذا الموقع الرائع والمفيد
وأسأل الله أن يعين الجميع لتقديم المفيد والقيم من المقالات والبحوث والفوائد وغيرها
والله يتولى الجميع
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[24 Apr 2004, 04:52 م]ـ
حيّاك الله أخي:
أبو محمد الريشي ,
ونحن سُعداء بتواجدك معنا, ومشاركتك لنا,
جعلنا الله وإياك مباركين أينما كُنَّا.(/)
العنوان الصحيح للكتاب
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[24 Apr 2004, 11:47 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كثيراً ما يغفل الناشرون عن وضع الاسم الصحيح للكتاب أو المؤلف. وهذا يعتبر نقصاُ في جودة الطباعة. إذ يهتم الباحثون وطلاب العلم بهذا الجانب. ولهذه الغفلة أمثلة كثيرة .. قد تجد كتاباً طبع بأسماء متغايرة فيظن البعض أنه كتاب آخر وإذا قرأه وجد أنه نفس الكتاب. فلا حول ولا قوة إلا بالله. وقد يطبع الكتاب ويكتب اسم المؤلف باسم لا يشتهر به. وأذكر بعض الأمثلة لهذه الغفلة فيما يلي: كتاب (الجرح والتعديل) للرازي، يظن الرجل في أول وهلة أنه للفخر الرازي صاحب التفسير الكبير ولكن هذا لا يظنه صاحب حديث إلا أن ذلك وارد لغيره. ولكن الكتاب لابن أبي حاتم الرازي.
وله أمثلة كثيرة .. أكتفي بهذا. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[24 Apr 2004, 06:10 م]ـ
* ومن الأمثلة على تلاعب بعض الناشرين بعنوان الكتاب, وعدم الاهتمام به:
- كتاب: "تناسق الدرر في تناسب السور", للحافظ جلال الدين السيوطي (ت:911) , اختصره من كتابه "قطف الأزهار في كشف الأسرار"؛ الذي يسميه اختصاراً بـ "أسرار التنزيل".
وفي مقدمة المؤلف لكتابه "تناسق الدرر" قال:
(وكنت أوّلاً سميّته "نتائج الفكر في تناسب السور"؛ لكونه من مستنتجات فِكري, كما أشرت إليه, ثم عدلت وسميته: "تناسق الدرر في تناسب السور"؛ لأنه أنسب بالمعنى, وأزيَدُ بالجناس). صـ26. ط: الدرويش.
طُبِعَ هذا الكتاب باسمه السابق, بتحقيق/ عبد الله محمد الدرويش, في عالم الكتب, عن مخطوطة كاملة في الظاهرية.
وطُبِعَ بعنوان: < أسرار ترتيب القرآن >, بتحقيق/ عبد القادر أحمد عطا, في دار الاعتصام, عن مخطوطة فيها نقص, وتحريف, والمهم هنا: لماذا غيّر المحقق عنوان الكتاب؟!
أجاب هو بنفسه في مقدمة التحقيق فقال:
(اسم هذا الكتاب: "تناسق الدرر في تناسب السور", وقد آثرنا تغيير اسمه على الوجه المُثبَت على واجهة هذه المطبوعة, وإثبات الاسم الأصلي داخله؛ لسبب نتحدث عنه في منهج التحقيق). صـ59.
ثم قال في منهج التحقيق:
(غيَّرنا عنوان الكتاب بما يتناسب مع العصر, وبُعداً عن الأسجاع المألوفة في عصر المُؤلف). صـ63.
هكذا بلا خجل!!
س/ ما الذي في عنوان السيوطي لا يناسب هذا العصر؟!!
س/ ومن صاحب الحق في تغيير عنوان الكتاب؟ , المُؤلف , أم المحقق, أم الناشر؟!
س/ ولو قال المحقق: (بُعداً عن الأسجاع المُتَكَلفة في عصر المؤلف) , لعرفنا سبباً وجيهاً في عدم اقتناعه بهذا العنوان, أما وصفها بالمألوفة فما العيب في ذلك؟
س/ لِنَتَخيّل:
أن كُلَّ محقق لم يُعجبه عنوان كِتاب, قام بتغييره, ما الذي سنعرفه من الكتب المُطَوَّرة لتَرقى عناوينها لهذا العصر العظيم الذي نعيش فيه؟!!
ناهيك عن الأمانة العلمية, وواجبات المحقق, ...(/)
من يعرف هذه العناوين ... ؟
ـ[مشارك]ــــــــ[24 Apr 2004, 04:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله ..
أتشرف بأن تكون هذه المشاركة أول مشاركة لي في هذا المنتدى .. وهو في الحقيقة طلب بسيط .. إن شاء الله ..
أنا أرغب من الأخوة الأكارم إعطائي العناوين البريدية الالكترونية لكلٍ ممن يلي:
وأرجو التأكد من صحتها .. وبدون روابط
الشيخ الجبرين
الشيخ عائض القرني
الشيخ عبد المحسن الزامل
الشيخ عبدالوهاب الطريري
الشيخ عبد العزيز السدحان
الشيخ عصام العويد
الشيخ عبد الله الشنقيطي
الشيخ سعد الشثري
الشيخ عبد العزيز الفوزان
الشيخ سعد الحميد
الشيخ محمد المنجد
وأنا آسف لأني لم أفدكم بشيء حتى الآن ..
وشكراً لكم
ـ[المنهوم]ــــــــ[24 Apr 2004, 06:43 م]ـ
حياك الله وبياك
وطلبك مجاب وتفضل هذا الرابط ففيه كل ما تريد وزيادة وتصفحه جيدا
http://www.saaid.net/
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[24 Apr 2004, 10:27 م]ـ
http://saaid.net/Warathah/1/hatif.htm
ـ[مشارك]ــــــــ[25 Apr 2004, 02:09 م]ـ
بسم الله ..
مشكورين يا اخوان .. على المجهود
وجزاكم الله خيراً(/)
من بديع أقوال العلامة (ابن قاسم): إثبات المسألة بدليلها تحقيق، وبدليل آخر تدقيق و ....
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[25 Apr 2004, 06:03 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين.
قال العلامة المتقِن (عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، النجدي، الحنبلي) -رحمه الله تعالى-: "إثبات المسألة بدليلها تحقيق، وبدليل آخر تدقيق، والتعبير عنها بفائق العبارة ترقيق، وبمراعاة علم المعاني والبديع في تركيبها تنميق، والسلامة فيها من اعتراض الشرع توفيق. ونسأل الله بأسمائه الحسنى الهداية والتوفيق؛ لما اختُلِفَ فيه من الحق إلى أقوم طريق" اهـ من "حاشيته على «الروض المربع شرح زاد المستقنِع» ": (1/ 9 - حاشية).(/)
الانتصار للمنهج السلفي
ـ[الانتصار للمنهج الحق]ــــــــ[25 Apr 2004, 09:25 ص]ـ
الانتصار للمنهج السلفي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد ..
فإن نعم الله على عباده كثيرة تزيد على العد، وتفوت الحصر إلا أن أشرفها وأعلاها وأعظمها وأغلاها منته سبحانه عليهم ببيان العقيدة والشريعة والمنهاج الحق الذي يسيرون عليه والذي ارتضاه لهم دينا، وكان من نعمته أن جعله بيناً واضحاً حقاً، يسير المأخذ سهل التناول، يشترك في أصل الفقه به والفهم له الكبير والصغير، الذكر والأنثى، العالم والعامي، وكان من مقتضى شكر هذه النعمة حمل هذا المنهج وتطبيقه والعمل به والسعي في نشره بين الناس، فما كان من البعض إلا أن استبدل بالشكر كفرانا وبالحمد والثناء جحودا وعصيانا، فهاجموه بالطعن والثلب، فساعة يدور الكلام حول منهج أهل السنة والجماعة انتقاصا، وأخرى بطعونات في دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ومرة بمراجعات لأصول الدعوة السلفية، وأخرى بهجمة على مناهج التعليم الشرعية .. إلخ، كل ذلك بسيل جارف من التهم والافتراءات كالتكفير، والتبديع، والتفسيق، والغلو، والتطرف، والإرهاب، والجمود، والسطحية، والنصوصية، والحرفية، والظلامية، والرجعية ... إلى آخر ما هنالك من قائمة لا تزيدها الأيام إلا طولا، فوجب على أهل هذا المنهج أن يبادروا للرد دفاعا عما يعتقدونه من الحق ومهاجمة لأولئك الطاعنين، فيجمعوا في ذبهم بين جهاد الدفع وجهاد الطلب، ليقطعوا الطريق على كل من يريد الطعن في هذا المنهج من مختلف الطوائف والتيارات، من كفرة حاقدين -كاليهود والنصارى- ممن يشكل ضغطا في الواقع ويعجل بعملية المهاجمة ويجرئ أذنابهم في الداخل من علمانيين منافقين يظهرون الانتساب للدين وهم أول طاعن فيه، وليبراليين ماجنين يريدون أن تشيع الفاحشة بين المؤمنين، وعصرانيين منحرفين يريدون أن يمسكوا العصا من المنتصف كالشاة العائرة بين الربضتين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، وكل من أشرب مشربا بدعيا -كالرافضة والصوفية- الذين لا يفتؤون يطعنون في هذا المنهج الذي هو غصة في حلوقهم وطعنة في صدورهم، فاشترك أولئك جميعا على عداوة هذا المنهج وعقدوا حلفا على مهاجمته والطعن في أهله، وإن هذه العداوة ليست بالمستغربة بل أسبابها معلومة وهي سنة جارية (لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي)، ولكن الذي لا يصح بحال أن يتقاعس أهل هذا المنهج عن حمله وتطبيقه والدعوة إليه والذب عنه والصبر على الأذى فيه، وأسوأ منه أن يحمل بعضهم لواء الطعن والتخطئة وإسلام إخوانه إلى أعدائه. إن الواجب كبير، والأمر جد خطير، فهذا نداء لكافة العاملين لهذا الدين من حملة هذا النور والحق من علماء ودعاة ومفكرين أن يقوموا بالواجب ويؤدوا أدوارهم، كل في مجاله ووفق تخصصه، تحملا للمسؤولية وأداء للأمانة تجاه ما يقع من هجمات على هذا المنهج الحق. وهذه الهجمة استهدفت أصولا ومفاهيم يجب الذب عنها والدعوة إليها عبر مختلف القنوات والوسائل، ومن هذا المنطلق تم إعداد هذه الورقات لتعين الغيورين من أتباع هذا المنهج على أداء هذا الواجب حيث احتوت على موضوعات ومفاهيم ووسائل لبيانها وتوضيحها، وقبل ذلك وبعده لا بد من الإشارة إلى أن ملاك الأمر وأسه إصلاح العلاقة مع الله فإن ما أصابنا بتقصيرنا وذنوبنا (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) نسأل الله أن يغفر لنا ويرحمنا، وأن ينصر دينه ويعلي كلمته، ويرد كيد الأعداء في نحورهم، إنه سبحانه خير مسؤول.
أولا: المفاهيم والموضوعات
هذه جملة من المفاهيم والموضوعات التي ينبغي الحديث عنها بما يحقق مقصد هذه الورقة من الدعوة إلى اتباع منهج السلف والذب عنه , وقد قسمت إلى أربعة أقسام:
أ - العقيدة والمنهج:
جُمِع تحت هذا العنوان الموضوعات التي تتعلق بشكل مباشر بعقيدة ومنهج السلف الصالح.
1 - مفهوم الغلو:
يكثر في الآونة الأخيرة نسبة الغلو إلى المنهج السلفي فيتعين على أتباع هذا المنهج أن يبرزوا الطبيعة المعتدلة لهذا الدين بين الأديان وللمنهج السلفي بين المناهج المبتدعة , وفي المقابل عليهم أن يظهروا صور الغلو عند اليهود والنصارى وعند أهل البدع والمنحرفين.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - التكفير والخوارج:
التكفير باب من أبواب العقيدة يراعى فيه الضوابط الشرعية , ولا يكون دين لا تكفير فيه , مع التحذير من التوسع في إطلاق التكفير والتحذير من بدعة الإرجاء التي تقصر التكفير على الاستحلال , وينبغي تحرير الفرق بين التكفير عند أهل السنة والجماعة والتكفير عند الخوارج.
3 - نواقض الإسلام:
ينبغي أن يبين للناس أن للإسلام نواقض تخرج منه منصوصاً عليها في الكتاب والسنة , مع التذكير بما استجد من الصور المعاصرة لها.
4 - الولاء والبراء والجوانب العملية لهما:
ترسيخ هذا المفهوم العقدي في نفوس الناس مع بيان من يكون له الولاء الكامل أو البراء الكامل ومن يجتمع في حقه ولاء وبراء, وبيان ما يترتب عليهما من أحكام شرعية، وتفنيد الشبه التي تثار حول هذه العقيدة.
5 - العلاقة مع الكفار:
ينبغي توضيح وجوب عداوة الكفار وبغضهم وأنه لا يتنافى مع العدل معهم , ولا الإحسان إلى غير الحربي منهم , مع الحرص على دعوتهم للإسلام.
6 - العلاقة مع أهل البدع:
يجتمع في المبتدع ولاء وبراء فتبذل له حقوق الإسلام ويحرص على دعوته , ويحذر منه ومن بدعته , ولا يمكَّن له ولا يعلى من شأنه , وأما من أظهر بدعة كفرية فهذا له شأن آخر.
7 - عداوة الكفار لأهل الإسلام:
لا يزال الكفار في قتال وعداوة لأهل الإسلام وأتباع المنهج الحق وما الحملة الصليبية المعلنة إلا شاهد على ذلك , فيؤكد على أن عداوتهم دينية , وأنهم لن يرضوا عن المسلمين حتى يتبعوا ملتهم.
8 - مظاهرة المشركين على المسلمين:
ينبغي توضيح خطورة مظاهرة المشركين على المسلمين وأنها ردة عن الإسلام أيا كان نوع هذه المظاهرة.
9 - الثوابت والمتغيرات:
تسمع دعاوى كثيرة تلغي وصف الثبوت عن الشريعة , وأخرى تدعي احترام الثابت وهي في الحقيقة تنفي عن أكثر الثوابت هذا الوصف فيتعين إبراز الثوابت والذب عنها وإيضاح معنى الثابت والمتغير.
10 - مظاهر الشرك والبدعة:
للشرك والبدعة مظاهرهما التي لابد أن تبين ويحذر الناس منها ويرد على دعاتها.
11 - مصدر التلقي ومنهج الاستدلال:
توضح هنا مصادر التلقي عند أهل السنة والجماعة مع التمييز بين المصادر الأصلية والفرعية ويوضح أيضا منهجهم في الاستدلال , وموقفهم من العقل , كما يبين أن أهل السنة يعطون النص حظه من الدلالة دون غلو ولا تقصير، ويُركز على مكانة فهم السلف لمعاني النصوص , مع كشف مصادر التلقي عند أهل الأهواء والبدع.
ب- المصطلحات:
الحديث هنا عن مصطلحات متداولة ينبغي تحريرها وتبيين موقف الشرع منها:
1 - الوسطية:
يشرح هذا المصطلح بما يوضح المنهج الأحق بوصف الوسطية بالأدلة والبراهين، وأن لها معياراً شرعياً يضبطها, ويبين أن هذا المصطلح يستخدم استخداماً سيئاً يتنافى مع حقيقته الشرعية.
2 - التقريب والتقارب:
يبين أن دعوى التقريب بين الأديان والمذاهب الباطلة، دعوى مرفوضة وأن حقيقتها هدم لأصول الإسلام، وأن أصحاب المنهج الحق لا يرضون إلا بالدخول تحت لواء الكتاب والسنة.
3 - التعايش والتسامح:
هذا المصطلح يحمل في طياته معنىً صحيحاً و معنىً فاسداً بحسب كل صورة من صوره , وعليه فلا يعطى حكما واحدا بل لكل صورة حكمها , وعلى دعاة الحق التنبه لشَرَكِ مثل هذه المصطلحات.
4 - الحرية:
الحرية حق مكفول لكل أحد بضوابطه الشرعية، ويؤكد هنا على زيف دعاوى الحرية عند الغرب وأشباههم, وعلى أن الحرية المنفلتة جرت على البشرية ألواناً من العذاب والمعاناة.
5 - التيسير:
التيسير وصف لازم للشريعة وهو لا يعني بحال التميع في الفتاوى ولا الأخذ بالرخص ولا الخضوع لضغط الواقع , فيعتنى بتجلية هذا المصطلح وما يخرج عنه أو يدخل فيه مع التحذير من الاستخدام السئ له.
6 - التطرف والتشدد:
يعتنى بإبراز معيار التطرف والتشدد , وذكر صور التطرف عند المخالفين , مع التنبيه على أن التطرف نوعان غلو وجفاء، وأن عامة من يتهمون أهل الحق به يقعون في النوع الثاني منه.
7 - الإرهاب:
يبين الفرق بين مفهوم الإرهاب في الشرع ومفهومه عند الغرب والذي هو ترجمة خاطئة للكلمة الانجليزية ( terrorism) والتي ترجمتها الصحيحة هي التخويف بغير حق.
8 - السلام العالمي:
(يُتْبَعُ)
(/)
مصطلح كثير الشيوع , منعدم في الواقع , أكثر من يطلقه هم أكثر من يخالفه , وهو في حقيقة الأمر مستحيل الحدوث تحت مظلة الحضارة الغريبة القائمة على العنف و الاعتداء , وامتصاص الخيرات.
9 - العلمانية والليبرالية التحررية:
مصطلحان متقاربان غير متحدين مخالفان للإسلام , ولا يصح بحال أن يجتمع في الشخص الواحد الإسلام والعلمانية أو الإسلام والليبرالية , لأن حقيقتهما تتناقض مع حقيقة الإسلام , ويعتنى بالرد على شبهات هؤلاء وأولئك.
10 - الديمقراطية:
يعتنى بالحديث عن الديمقراطية , لكونها طاغوت العصر فيبين أنها من صور الجاهلية المعاصرة مع التنبيه لزيف دعاوى الديمقراطية لا سيما في بلاد الغرب , وعلى أن الجوانب الحسنة فيها موجود أكثر منها وأحسن في الشرع المطهر , ويركز على الفوارق الجوهرية بين الديموقراطية والشورى، مع التأكيد على أن السيادة في الحكم للشريعة الإسلامية.
د-المرأة:
من أبرز ميادين المعركة بين الحق والباطل المرأة فالكفرة يعتقدون أنها أقوى وأسرع طريق لإفساد المسلمين, وأهل الإسلام يعتقدون أن في صلاح المرأة صلاح المجتمع , وفي الميدان ليبراليون ماجنون يريدون إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا , فكان لزاماً إبراز منهج السلف الصالح تجاه قضايا المرأة وعدم الاقتصار على الوقوف موقف المدافع.
1 - عمل المرأة:
يبين أن الأصل قرار المرأة في بيتها , وأن خروجها للعمل لابد أن يراعى فيه الضوابط الشرعية مع بيان ما تعانيه المرأة العاملة لاسيما في بلاد الغرب , مع إظهار مقصد أعداء الدين من خروج المرأة , والحرص على رد الشبهات حول عمل المرأة.
2 - حقوق المرأة وتكريم الإسلام لها:
لابد من إبراز مظاهر تكريم الإسلام للمرأة والحقوق الشرعية لها , وبيان إهانة المجتمعات الغربية لها كما يوضح أن كثيرا مما يدَّعى أنه من حقوق المرأة ليس كذلك مما يفهم معه خطورة ما في هذه العبارة من إجمال.
3 - ظلم المرأة:
جاء الإسلام ليرفع الظلم عن المرأة، فيحسن بأصحاب المنهج الحق أن لايقفوا موقف المدافع عنه لكثرة ما يتهم به من ظلم لها فعليهم بالمقابل ذكر صور ظلم المرأة عند دعاة التحرير وفي بلاد الغرب.
4 - دور المرأة في المجتمع:
على دعاة الحق بيان دور المرأة الواسع في إطاره الشرعي في مجتمعها وأنها بتطبيقه ليست معطلة عن العمل , وعليهم بيان المقاصد السيئة لمن يزعم أن المرأة نصف المجتمع المعطل.
5 - المرأة والولايات العامة:
يُوضح الحكم الشرعي لتولي المرأة الولاية العامة , كما يرد على الشبهات التي تثار حول هذه القضية مع التأكيد على خطورة التقليد الأعمى للغرب.
6 - تحرير المرأة:
لابد من إيضاح المقاصد من هذه الدعوى وأن ما يسمى بتحرير المرأة لم يساهم أبدا في النهضة الحضارية , و أن التحرير دعوى مرفوضة لأنها لم تُستعبد أصلا حتى يُدعى لتحريرها ..
7 - قيادة المرأة للسيارة:
لابد لأصحاب المنهج الحق من بيان الآثار السلبية لمثل هذا الأمر , وإبراز فتاوى العلماء في هذا الباب , والرد على كافة الشبهات، ولفت النظر إلى أنه الحاجز الذي بكسره يتم تغريب المرأة.
8 - حجاب المرأة:
يؤكد على أهمية الحجاب والحياء للمرأة , والتحذير من دعاة السفور , والتأكيد على خطر الموضة على المرأة المسلمة , وعلى أهمية تميزها ظاهراً وباطناً، مع تفنيد الشبهات التي تثار حول الحجاب، وأنه لا يتنافى مع حريتها الشخصية.
(د) أخرى:
1 - دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب:
من مظاهر الطعن في المنهج السلفي الكلام على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب همزا ولمزا , وإثارة للشكوك والشبهات الأمر الذي يستوجب التصدي لمثل هذه الطعون وتفنيد الشبهات , وتقرير أصول هذه الدعوة وبيان وسطيتها , مع تحذير الأخيار أن يكونوا أداة للطعن , وإسلام هذه الدعوة بعدم مراعاتهم للمصالح و المفاسد عند الحديث عنها.
2 - الحسبة:
ينبغي إحياء هذه الشعيرة في نفوس الناس، وانتداب جمع من المصلحين للاحتساب إعانة لأهل الحسبة مع بيان الآثار الإيجابية لهم في صيانة المجتمع، وأن خطأ المحتسب كخطأ غيره من أفراد المؤسسات الأخرى ولا يعود هذا الخطأ على أصل هذه الشعيرة بالنقض، وذلك على فرض صحة وقوع هذه الأخطاء و إلا فإن أكثرها أباطيل وأكاذيب.
3 - الحوار:
(يُتْبَعُ)
(/)
مع تزايد المطالبات بالحوار من مختلف التيارات، ينبغي التأكيد على أن يكون المقصود منه الوصول إلى الحق بالحجة والبرهان، مع إجراء قاعدة المصالح والمفاسد في هذا الباب، والتنبيه على أن الحوار وسيلة كغيره فلا يطغى على غيره من الوسائل فيلغيها.
4 - سد الذرائع:
التأكيد على شرعية هذه القاعدة واتفاق الفقهاء عليها وعلى أثرها في تحجيم الفساد، وأنه لا سبيل إلى إلغائها أو التضييق عليها متى ما طبق بضوابطه الشرعية، وأن الطعن فيها ومحاولة تجاوزها مؤذن بفساد عريض، كما يجب الرد على كافة الشبهات المثارة في وجه هذه القاعدة أو على تطبيقاتها الصحيحة في الواقع.
5 - الجهاد:
يؤكد على أن الجهاد من ثوابت الدين، وأنه جهادان دفع وطلب، مع بيان المشروع منه وما أدخل فيه خطأ أو ظلما، والدعوة إلى دعم المجاهدين في الثغور، ويحسن في هذا السياق الإشارة إلى ما تمارسه قوى الكفر في العالم ضد الإسلام وأهله وبيان من هو الجدير بوصف الإرهاب المذموم.
6 - مناهج التعليم:
صد الهجمة الشرسة على مناهج التعليم الشرعية بحجة أنها تغذي الغلو والتكفير والإرهاب، ببيان أن ما اشتملت عليه من أصول وثوابت كالولاء والبراء ونواقض الإسلام هو دين الله الحق الذي هو وسط بين الغالين والجافين، ورد مختلف الشبهات عنها، وفضح المطالبين بالتغيير من أعداء الداخل، وأسباب هذه المطالبة، مع إبراز معالم العنف والتطرف والغلو في مناهج المخالفين من كفرة حاقدين ومبتدعة ضالين، كما ينبغي التأكيد على أن مناهج التعليم الشرعية متعلقة بصبغتنا الإسلامية وأن التنازل عنها تنازل عن هذه الصبغة.
7 - الفتيا والاجتهاد:
تقرير أن الفتيا ليست حقاً مشاعاً لكل أحد بل لها شروطها وأحكامها، وأن أهلها هم العلماء، مع التأكيد على مجالات الاجتهاد وأنه لا يدخل في أصول الدين وثوابته، وذكر الضوابط الشرعية لقاعدة لا إنكار في مسائل الاجتهاد، وقاعدة تغير الفتوى بتغير الزمان والمكان.
8 - تجديد الخطاب الديني:
ينبغي توضيح حقيقة هذا الشعار وما يراد منه عند بعض حملته الذين يرفعونه تلبيسا وتدليسا لتمرير ما يريدون تمريره من مفاهيم باطلة ويعبثوا بما شاؤوا من أصول شرعية ويتلاعبوا بمضمون الخطاب الشرعي، موهمين أن التجديد واقع على وسائل تبليغ هذا الخطاب لا مضمونه، فينبغي التبيين والتفصيل وبيان ما يصح دخوله شرعا تحت هذا الشعار مما لا يصح.
9 - الجمعيات الخيرية:
الجمعيات الخيرية اليوم تتعرض لتضييق شديد وحرب شعواء تحت شعار محاربة الإرهاب، فينبغي نصرة هذه الجمعيات بالقول والفعل، والتأكيد على أهميتها وآثارها وفضائلها، ورد التهم الباطلة عنها، والتأكيد على الازدواجية التي يتعامل بها العالم الغربي مع هذه الجمعيات فبينا هو يحارب الإسلامية منها إذ هو يفتح الباب على مصراعيه للجمعيات غير الإسلامية مع ممارساتها الخطيرة.
ثانيا: الوسائل والأساليب
(أ) تناول الموضوعات والمفاهيم السابقة وذلك من خلال:
1 - خطب الجمعة.
2 - المحاضرات والدروس العلمية.
3 - الدورات الشرعية.
4 - المشاركة في الفضائيات.
5 - الكتابة في الصحف والمجلات
6 - المساهمة في المنتديات ومواقع الإنترنت.
7 - توزيع الكتب والكتيبات والأشرطة.
(ب) وسائل أخرى:
1. التناصح والتواصل مع العلماء والقضاة وتذكيرهم بدورهم وحاجة الأمة إليهم.
2. المناصحة للمسؤولين ومخاطبتهم.
3. مناصرة الداعين إلى المنهج السلفي والذب عنهم.
4. بيان انحرافات العلمانيين والليبراليين.
5. رصد أقوال المخالفين من مختلف القضايا والرد عليهم.
6. استثمار الأحداث وتوظيفها بما ينصر المنهج السلفي.
7. استثمار من يمكن استثماره في نصرة المنهج السلفي وتوظيفه.
8. تفعيل دور المرأة في مناصرة قضيتها.
9. العمل على إيجاد خطة مستقبلية لأهل السنة إزاء المستجدات التي يتوقع حدوثها وكيفية التعامل معها.
10. إحياء دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب من خلال شرح كتبه وإقامة المحاضرات لتوضيح دعوته , والمشاركة في الفضائيات وإنشاء مواقع على شبكة الإنترنت.
(اللهم رب جبريل، وميكائيل، وإسرافيل، فاطر السماوات و الأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم).
أعده: مجموعة من طلبة العلم.
ـ[طالب علوم القرآن]ــــــــ[24 Jul 2008, 02:03 ص]ـ
موضوع أكثر من رائع ...
جزاك الله خيرا و جزا الله من أعد هذا الموضوع خير الجزاء ...
و جزاك الله خيرا على انتصارك للمنهج الحق ...
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[25 Jul 2008, 05:14 ص]ـ
جزاك الله خيراً.(/)
الحلقة الرابعة من استقبال الغربيين في المؤسسات الإسلامية في أوربا
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[26 Apr 2004, 04:20 ص]ـ
بعد أن عرضنا أقوال الفقهاء، نعرض الآن لأدلتهم ابتداءا بأدلة المجيزين:
ولَكم أتمنى أن تشاركونا بتعقيباتكم وآرائكم ........
عرض أدلة الفقهاء:
1. أدلة المجيزين:
1. مفهوم قوله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا" (1) أن غير المسجد الحرام مأذون لهم بقربه.
2. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة، يقال له ثمامة بن أثال، فربطوه بسارية من سواري المسجد، فظل النبي صلى الله عليه وسلم يدعوه في كل مرة خرج إليه ويقول له: ما عندك يا ثمامة حتى خرج عليه في اليوم الثالث فقال له فقال: (أطلقوا ثمامة). فانطلق إلى نخل قريب من المسجد، فاغتسل ثم دخل المسجد، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله (2).
3. عن أنس بن مالك قال: بينما نحن جلوس مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد، دخل رجل على جمل، فأناخه في المسجد ثم عقله، ثم قال لهم: أيكم محمد؟ والنبي صلى الله عليه وسلم متكىء بين ظهرانيهم، فقلنا: هذا الرجل الأبيض المتكىء. فقال له الرجل: ابن عبد المطلب؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (قد أجبتك). فقال الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم: إني سائلك فمشدد عليك في المسألة، فلا تجد علي في نفسك. فقال: (سل عما بدا لك). فقال: أسألك بربك ورب من قبلك، آلله أرسلك إلى الناس كلهم؟ فقال: (اللهم نعم). قال: أنشدك بالله، آلله أمرك أن نصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة؟ قال: (اللهم نعم). قال أنشدك بالله، آلله أمرك أن نصوم هذا الشهر من السنة؟ قال: (اللهم نعم). قال: أنشدك بالله، آلله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم نعم). فقال الرجل: آمنت بما جئت به، وأنا رسول من ورائي من قومي، وأنا ضمام بن ثعلبة، أخو بني سعد بن بكر (3).
4. كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم بالمنافقين بخلاف عامة الصحابة، وكانوا يصلون الصلاة في مسجد رسول الله ولم يخرجهم.
5. عن عثمان بن أبي العاص (4) أن وفد ثقيف (5) قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزلهم المسجد ليكون أرق لقلوبهم (6).
قال الشارح في عون المعبود (7): (أن وفد ثقيف لما قدموا): في شرح المواهب: وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد ثقيف بعد قدومه صلى الله عليه وسلم من تبوك في رمضان كما قال ابن سعيد وابن إسحاق، وقال بعضهم في شعبان سنة تسع. وأما خروجه من المدينة إلى تبوك فكان يوم الخميس في رجب سنة تسع اتفاقاً انتهى (ليكون): أي ذلك الإنزال (أرق لقلوبهم): أرق هاهنا اسم التفضيل من أرقّه إرقاقاً بمعنى ألانه إلانة وهو عند سيبويه قياس من باب أفعل مع كونه ذا زيادة، ويؤيده كثرة السماع كقولهم هو أعطاهم للدينار وأولاهم للمعروف، وهو عند غيره سماع مع كثرته قاله الرضى في شرح الكافية. فالمعنى أي ليكون إنزالهم المسجد أكثر وأشد إلانة وترقيقاً لقلوبهم بسبب رؤيتهم حال المسلمين وخشوعهم وخضوعهم واجتماعهم في صلواتهم وفي عباداتهم لربهم والله أعلم. اهـ
6. أن أوس بن حذيفة قال: "قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد ثقيف قال فنزلت الأحلاف على المغيرة بن شعبة وأَنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بني مالك في قبة له. قال مسدد: وكان في الوفد الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثقيف. قال كان كل ليلة يأتينا بعد العشاء يحدثنا. قال أَبو سعيد: قائما على رجليه حتى يراوح بين رجليه من طول ... الحديث (8)
7. كان اليهود يعطسون بالمسجد، لكي يشمتهم النبي صلى الله عليه وسلم. فعن أبي موسى الأشعري رضي اللّه عنه قال: "كان اليهودُ يتعاطسُونَ عندَ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يَرْجُون أن يقولَ لهم: يرحمُكُم اللَّهُ فيقولُ: "يَهديكُم اللَّهُ وَيُصْلِحُ بالَكُمْ" (9).
(يُتْبَعُ)
(/)
8. مناظرة النبي صلى عليه وسلم نصارى نجران في المسجد (10). قال صاحب مغني المحتاج (11) " وثبت أنه صلى الله عليه وسلم أدخل الكفار مسجده، وكان ذلك بعد نزول براءة فإنها نزلت سنة تسع وقدم الوفد عليه سنة عشر وفيهم وفد نصارى نجران وهم أول من ضرب عليهم الجزية فأنزلهم مسجده وناظرهم في أمر المسيح وغيره.
9. وقدم عمير بن وهب (12) وكان قد حلس مع صفوان بن أمية بعد أحد فقال لصفوان: لولا عيالي ودَين علي لأحببت أن أكون أنا الذي أقتل محمدا بنفسي، فقال صفوان: فكيف تصنع؟ فقال: أنا رجل جواد لا ألحق آتيه فأغتره، ثم أضربه بالسيف ثم ألحق بالجبل، ولا يلحقني أحد، فقال له صفوان فعيالك ودينك علي، فخرج فشحذ سيفه وسمه، ثم خرج إلى المدينة لا يريد إلا قتل محمد، فقدم المدينة .... فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما أقدمك؟ قال: جئت أفدى أُساراكم، قال: ما بال السيف؟ قال: أما إنا حملناها يوم بدر فلم نفلح ولم ننجح، قال: فما شيء قلته لصفوان وأنتما في الحجر، فأخبره الخبر. فقال وهب: هاه كيف قلتُ؟ فأعاد عليه، قال وهب: قد كنت تخبرنا خبر الأرض فنكذبك، فأراك تخبر خبر أهل السماء، أشهد ألا إله إلا الله وأنك رسول الله. وفي رواية محمد بن جعفر بن الزبير: "فأناخ بباب المسجد، قال عمر هذا عمير بن وهب جاء متوشحا السيف: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأدخله ... القصة." انظر أخي القارئ كيف جاء عمير ناويا القتل فأدخله المسجد، فما بالك بمن جاء من أجل أدنى من ذلك.
10. جاء أبو سفيان إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد نقض بني بكر الصلح وكانت تدخل في حلف قريش باعتدائهم على خزاعة وكانت تدخل في حلف المسلمين، يروي ابن هشام (13):" .. ثم خرج حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فدخل على ابنته أم حبيبة فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم طوته .... (14) ثم خرج حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه، فلم يرد عليه شيئا ثم ذهب إلى أبي بكر فكلمه أن يكلم له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ما أنا بفاعل، ثم أتى عمر بن الخطاب فكلمه، فقال: أنا أشفع لكم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فوالله لو لم أجد إلا الذّر (15) لجاهدتكم به. ثم خرج فدخل على علي ثم على فاطمة فقالا له كلاما شبيها باللذين قبله ... فقال: يا أبا الحسن، إني أرى الأمور قد اشتدت علي، فانصحني، قال: والله ما أعلم لك شيئا، ولكنك سيد بني كنانة، فقم فأجر بين الناس، ثم الحق بأرضك، قال أوَ ترى ذلك مغنيا عني شيئا؟ قال: لا والله، ما أظنه، ولكني لا أجد لك غير ذلك. فقام أبو سفيان في المسجد، فقال: أيها الناس إني أجرت بين الناس. ثم ركب بعيره فانطلق .... القصة. (16) وأما قصة مجيئه لإسلامه فهي في البخاري (17).
[ line]
1. سورة التوبة:28
2. البخاري، فتح الباري (2/ 129)، أبواب المساجد/ باب: الاغتسال إذا أسلم، وربط الأسير أيضا في المسجد. ومسلم مع شرح النووي (12/ 308) كتاب الجهاد والسير/ باب ربط الأسير وحبسه، وجواز المن عليه. عن أبي هريرة.
3. البخاري (فتح الباري 1/ 201)، كتاب العلم، باب ما جاء في في العلم، وقوله تعالى (وقل رب زدني علما)، القراءة والعرض على المحدث، ومسلم مع شرح النووي (2/ 125) كتاب الإيمان باب بيان الإيمان الذي يدخل به الجنة وأن من تمسك بما أمر به دخل الجنة عن أنس بن مالك وألفاظهما متقاربة.
4. هو عثمان بن أبي العاص بن بشر بن عبد بن دهمان الثقفي، يكنى أبا عبد الله، استعمله رسول الله على الطائف، بقي عليها في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وخلافة أبي بكر رضي الله عنه وسنتين من خلافة عمر. سير أعلام النبلاء (4/ 39)، الاستيعاب (3/ 153)، طبقات بن سعد (5/ 594)، أسد الغابة (3/ 476).
5. انظر قصة إسلام وفد ثقيف كاملة في زاد المعاد (3/ 498، 499، 500).
(يُتْبَعُ)
(/)
6. حسن رواه الإمام أحمد قال حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص (4/ 218)، وأبو داود (عون المعبود 8/ 267) عنه. وعفان هوابن مسلم الصفار أبو عثمان البصري قال عنه أبو حاتم: ثقة إمام، وقال مرة أخرى ثقة متقن متين. وقال العجلي ثقة ثبت صاحب سنة، وقال يعقوب بن شيبة السدوسي ثقة ثبت متقن، وقال ابن معين هو أثبت من أبي نعيم في حماد بن سلمة، قلت وحديثه في الكتب الستة وقد حدث عنه البخاري، وروى عنه الآخرون بواسطة. انظر سير أعلام النبلاء (9/ 25 - 32). وحميد هو الطويل. قال المنذري: "وقيل أن الحسن لم يسمع من عثمان بن أبي العاص" كما في عون المعبود (8/ 268)، - وهو مزبور في كتاب الاستيعاب (3/ 153) - قلت هذا القول معقب: فإن كان يقصد أنه لم يسمع منه مطلقا فمردود لأن ابن عبد البر قال في كتاب الاستيعاب (3/ 153): "والحسن أروى الناس عنه"، ونقل الإمام الذهبي عن حماد بن زيد عن أيوب –أي السختياني- عن الحسن قال دخلت على عثمان بن أبي العاص (5/ 461). وذكره الحسن وقال: ما رأيت أحدا أفضل منه (سير أعلام النبلاء 4/ 40)، ونقل الذهبي عن يونس بن عبيد عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص –نفس المصدر- وقال الإمام المزي: روى عنه الحسن البصري (5/ 118). وقال عز الدين بن الأثير في أسد الغابة: روى عنه الحسن البصري فأكثر (3/ 476). وإن قصد أنه لم يسمع هذا الحديث بالذات فهذا يحتاج إلى إثبات، لأن الأصل حمل عنعنة الحسن البصري عمن ثبتت روايته عنه على السماع حتى يثبت عدمه على الصحيح من أقوال أهل العلم وهو مذهب المتقدمين. \فهذا سند جيد.
7. عون المعبود (8/ 267).
8. ضعيف رواه أبو داود (عون المعبود 4/ 269). من طريق عبدالله بن الرحمن بن يعلى عن عثمان بن عبد الله بن أوس الثقفي عن جده، وعثمان قال عنه الذهبي في الميزان: محله الصدق. وثقه ابن حبان (3/ 42)، قال ابن منده: رواه شعبة عن النعمان بن سالم عن أوس بن أوس الثقفي، وقيل عن شعبة عن أوس بن أوس عن أبيه. اهـ (أسد الغابة 1/ 164). و قال ابن معين إسناد هذا الحديث صالح (الاستيعاب لابن عبد البر 1/ 208). وروى نحوه الإمام أحمد (4/ 343). والذي ذهب إلى تضعيف الحديث ضعفه من أجل عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الثقفي، فقد قال فيه يحيى بن معين: صالح، وقال أبو حاتم ليس بقوي، لين الحديث (أنظر تهذيب الكمال 4/ 193)، وقال النسائي ليس بقوي ونقل عن ابن معين أنه قال فيه: صويلح، وقال مرة ضعيف (انظر الضعفاء والمتروكين للنسائي 145)، و (الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 130)، قلت قال ابن حجر في التقريب: صدوق يخطئ ويهم (2/ 509)، وقد خرج له مسلم في صحيحه متابعة، وروى عنه ابن مهدي وعبد الرزاق (الكاشف 2/ 93)، وقال ابن معين صالح، وقال الدارقطني يعتبر به، أي أنه أوتي من قبل حفظه لا من قبل عدالته فيتقوى، وتابعه ابن منده عن شعبة عن النعمان بن سالم عن أوس بن حذيفة، والنعمان وثقه ابن معين وأبو حاتم والنسائي، (تهذيب الكمال 7/ 346)، وقال ابن حجر في التهذيب: وقال وكيع عن شعبة: حدثنا النعمان بن سالم وكان ثقة 10/ 453)،وقال ابن حجر في التقريب: ثقة (2/ 248). فهذه متابعة حسنة لو لم يشك ابن منده في وصله وقطعه. والله أعلم.
9. حسن رواه أحمد في المسند (4/ 400)، أبو داود (عون المعبود 4/ 378)، والترمذي تحفة الأحوذي 8/ 10)، و رواه النسائي في "اليوم والليلة" ص90، والحاكم في المستدرك 4/ 268،. من طريق حكيم بن ديلم عن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري.
10. البخاري (فتح الباري 8/ 428)، كتاب المغازي، باب قصة أهل نجران، مسلم مع شرح النووي (15/ 187) كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل ابن عبيدة بن الجراح رضي الله تعالى عنه.
11. مغني المحتاج (4/ 248)
12. ضعيف والحديث بتمامه رواه الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 364) عن أبي عمران الجوني عن أنس وقال في آخره رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. ومن طريق محمد بن جعفر بن الزبير: وقال رواه الطبراني مرسلاً وإسناده جيد، ورواه كذلك عن عروة بن الزبير نحوه مرسلا، وإسناده حسن، ورواه الطبراني في المعجم الكبير (17/ 58 - 59/ 61 - 62).
13. السيرة النبوية لابن هشام (5/ 50 - 51)
14. الطبري في تاريخه (2/ 154)، وابن سعد (8/ 114)
15. الذر: النمل
16. البيهقي في دلائل النبوة (5/ 8)، من طريق ابن اسحاق عن الزهري عن عروة بن الزبير عن مروان ابن الحكم والمسور بن مخرمة، وقد صرح فيه ابن اسحاق بالسماع من الزهري، وابن حجر في المطالب العالية (4/ 243) من مرسل محمد بن عباد بن جعفر بإسناد إليه صحيح، وفتح الباري 8/ 6، من رواية محمد بن عائذ الدمشقي من حديث ابن عمر، وابن كثير في البداية والنهاية 4/ 281.
17. البخاري مع فتح الباري (8/ 6) كتاب المغازي، باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح ..(/)
الحلقة الخامسة من استقبال الغربيين في المؤسسات الإسلامية في أوربا
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[30 Apr 2004, 02:31 ص]ـ
أدلة المانعين:
نظرت في أقوال المانعين فوجدتهم لا يخرجون في اعتماداتهم عن الأدلة الوالية:
1. فوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا (1) " قالوا إن علة التحريم هي النجاسة الحسية، فيسري التحريم إلى جميع المساجد الأخرى لجامع علة النجاسة.
2. قوله تعالى "فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَال" (2) وإدخال الكفار إلى المساجد ينافي ترفيع المساجد وتنزيهها وإعلاء ذكر الله فيها. ويؤيد ذلك ما رواه مسلم في صحيحه وغيره عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم "إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من البول والقذر، إنما هي لذكر الله عز وجل، والصلاة وقراءة القرآن " (3)
3. قوله تعالى " وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ" (4) قالوا: هذا في حالة الحرب لا في حالة السلم. ومفهوم الآية أنه في حالة السلم لا يأجر الكافر ولا يسمح له بالدخول إلى المساجد.
4. القياس على الجنب، فكما أن المسلم الجنب لا يجوز دخوله إلى المسجد، فكذلك فالكفار في الغالب لا يستنزهون من النجاسات، ولا يغتسلون من الجنابة.
2. مناقشة أدلة المانعين:
1. أما قول السادة المالكية أن نجاسة المشرك نجاسة حسية فلن أجد جوابا أحسن جمالا ولا أشمل دلالة مما ذكره الإمام الشوكاني في نيل الأوطار (5):قوله (إن المسلم) تمسك بمفهومه بعض أهل الظاهر وحكاه في البحر عن الهادي والقاسم والناصر ومالك فقالوا إن الكافر نجس عين وقووا ذلك بقوله تعالى "إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ". وأجاب عن ذلك الجمهور بأن المراد منه أن المسلم طاهر الأعضاء لاعتياده مجانبة النجاسة بخلاف المشرك لعدم تحفظه عن النجاسة وعن الآية بأن المراد إنهم نجس في الاعتقاد والاستقذار وحجتهم على صحة هذا التأويل أن اللَّه أباح نساء أهل الكتاب ومعلوم أن عرقهن لا يسلم منه من يضاجعهن ومع ذلك فلا يجب من غسل الكتابية إلا مثل ما يجب عليهم من غسل المسلمة. ومن جملة ما استدل به القائلون بنجاسة الكافر حديث إنزاله صلى اللَّه عليه وسلم وفد ثقيف المسجد وتقريره لقول الصحابة قوم أنجاس لما رأوه أنزلهم المسجد.
وقوله لأبي ثعلبة لما قال له: يا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إنا بأرض قوم أهل الكتاب أفنأكل في آنيتهم قال: (إن وجدتم غيرها فلا تأكلوا فيها وإن لم تجدوا فاغسلوها وكلوا فيها) (6) وسيأتي في باب آنية الكفار.
وأجاب الجمهور عن حديث إنزال وفد ثقيف بأنه حجة عليهم لا لهم لأن قوله ليس على الأرض من أنجاس القوم شيء إنما أنجاس القوم على أنفسهم بعد قول الصحابة قوم أنجاس صريح في نفي النجاسة الحسية التي هي محل النزاع ودليل على أن المراد نجاسة الاعتقاد والاستقذار. وعن حديث أبي ثعلبة بأن الأمر بغسل الآنية ليس لتلوثها برطوباتهم بل لطبخهم الخنزير وشربهم الخمر فيها يدل على ذلك ما عند أحمد وأبي داود من حديث أبي ثعلبة أيضاً بلفظ: (إن أرضنا أرض أهل كتاب وإنهم يأكلون لحم الخنزير ويشربون الخمر فكيف نصنع بآنيتهم وقدورهم) وسيأتي.
ومن أجوبة الجمهور عن الآية ومفهوم حديث الباب بأن ذلك تنفير عن الكفار وإهانة لهم وهذا وإن كان مجازاً فقرينته ما ثبت في الصحيحين من أنه صلى اللَّه عليه وسلم توضأ من مزادة مشركة (7) وربط ثمامة بن أثال (8) وهو مشرك بسارية من سواري المسجد. وأكل من الشاة التي أهدتها له يهودية من خيبر. وأكل من الجبن المجلوب من بلاد النصارى كما أخرجه أحمد وأبو داود من حديث ابن عمر. وأكل من خبز الشعير والإهالة لما دعاه إلى ذلك يهودي وسيأتي في باب آنية الكفار وما سلف من مباشرة الكتابيات والإجماع على جواز مباشرة المسبية قبل إسلامها وتحليل طعام أهل الكتاب ونسائهم بآية المائدة وهي آخر ما نزل وإطعامه صلى اللَّه عليه وسلم وأصحابه للوفد من الكفار من دون غسل للآنية ولا أمر به ولم ينقل توقي رطوبات الكفار عن السلف الصالح ولو توقوها لشاع. قال ابن عبد السلام: ليس من التقشف أن
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول أشتري من سمن المسلم لا من سمن الكافر لأن الصحابة لم يلتفتوا إلى ذلك.
وقد زعم المقبلي في المنار أن الاستدلال في الآية المذكورة على نجاسة الكافر وهم لأنه حمل لكلام اللَّه ورسوله على اصطلاح حادث وبين النجس في اللغة وبين النجس في عرف المتشرعة عموم وخصوص من وجه فالأعمال السيئة نجسة لغة لا عرفاً والخمر نجس عرفاً وهو أحد الأطيبين عند أهل اللغة والعذرة نجس في العرفين فلا دليل في الآية انتهى.
ولا يخفاك أن مجرد تخالف اللغة والاصطلاح في هذه الأفراد لا يستلزم عدم صحة الاستدلال بالآية على المطلوب والذي في كتب اللغة أن النجس ضد الطاهر قال في القاموس: النجس بالفتح وبالكسر وبالتحريك وككتف وعضد ضد الطاهر انتهى. فالذي ينبغي التعويل عليه في عدم صحة الاحتجاج بها هو ما عرفناك وحديث الباب أصل في طهارة المسلم حياً وميتاً أما الحي فإجماع وأما الميت ففيه خلاف. انتهى كلام الإمام الشوكاني رحمه الله.
إذن فخلاصة كلام الشوكاني، أن نجاسة الكافر نجاسة معنوية وهي نجاسة الاعتقاد، لا نجاسة الذوات والأعيان.
ملاحظة:
فإن قال قائل لقد وقعتم فيما فررتم منه بأن قلتم أن العلة في منع دخول الكافر المسجد الحرام هي النجاسة وإن كانت نجاسة معنوية وهي الشرك، فهذه علة مطردة، فيلزم أن تقولوا بموجبها، وهو منع الكافر من جميع المساجد لعلة في الكافر وهي الشرك!، قلنا إن ذلك لا يستقيم لاستثناء الله المسجد الحرام من عموم المساجد، فالمنع مقصور على المسجد الحرام، لخصه بالذكر دون باقي المساجد، فكان خاصا والخاص لا يقاس عليه، أي لا يتعدى موجبه وموضعه، فلا يتعدى المنع من الدخول إلى غير المسجد الحرام، والله أعلم.
2. وأما قوله تعالى "فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَال رِجَالٌ" (9) فلا دليل فيها على منع دخول الكافر المساجد لا تصريحا ولا تلميحا؛ فرجاء إسلام الكافر هو رفع للمساجد وتنزيه لها، ودعوة الكافر إلى الله داخل المساجد هذا عمل الأنبياء ومتبعيهم بحق لقوله تعالى: " وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ" (10) وهذا دليل أن الدعوة إلى الله من أقرب القربات إلى الله سبحانه وقوله "أحسن" بصيغة التفضيل تدل على أنها أحسن الأقوال على الإطلاق، وعدم تحديد المكان يدل على أن الدعوة تكون في كل مكان. وأقول إن أحسن الأقوال لا يليق بها إلا أحسن البقاع وأحسن البقاع على الإطلاق هي المساجد بالإجماع. ولذلك إدخال الكافر بهدف دعوته حاجة لابد منها.
3. وأما قوله تعالى " وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ" (11) قالوا: هذا في حالة الحرب لا في حالة السلم. قلت هذا التعليل عليل من وجوه:
أ: إن كان يجوز أن نجير الكافر في الحرب الذي لا حرمة لدمه فيه ففي السلم من باب أولى.
ب: أن إسماع الكافر كلام الله لدعوته واجب شرعي يأثم المسلم بتركه ويكون أشد إثما إذا منع غيره من تبليغ كلمة الله ويكون من الصادّين عن ذكر الله، والعياذ بالله.
ج: دخول الكافرين مسجد رسول الله في عام الوفود تدل على جريان العمل على ذلك فكان سنة متبعة.
4. مسألة قياس الكافر على المسلم الجنب تستوجب منا الحديث عن مسألتين:
أ. إثبات صحة حكم الأصل المقيس عليه فالذين ذهبوا إلى حرمة دخول الجنب المسجد وهو قول أبي حنيفة ومالك والشافعي، استدلوا بقوله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا " (12) قال ابن جرير الطبري (13) فاصلا في معنى الآية: (فتأويل الآية يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا المساجد للصلاة مصلين فيها، وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا تقربوها أيضا جنبا حتى تغتسلوا إلا عابري سبيل، والعابر السبيل المجتازه مرا وقطعا يقال منه: عبرت بهذا الطريق فأنا أعبره عبرا وعبورا، ومنه قيل عبر فلان النهر إذا قطعه وجازه، ومنه قيل للناقة القوية على الأسفار هي عبر الأسفار لقوتها على الأسفار اهـ. قال ابن كثير رحمه
(يُتْبَعُ)
(/)
الله (14): (وهذا الذي نصره – أي ابن جرير – هو قول الجمهور وهو الظاهر من الآية) اهـ. أي أن أصحاب هذا الرأي ذهبوا إلى أن المراد من الصلاة موضع الصلاة أي: لا تقربوا المسجد وأنتم جنب إلا مجتازين فيه للخروج منه وهو قول ابن مسعود وسعيد بن المسيب والضحاك والحسن وعكرمة والنخعي والزهري (15)، ومن السنة استدلوا بحديثي عائشة وأم سلمة المتقدمين وبينت أنهما حديث واحد اضطربت فيهما جسرة بنت دِجاجة فروته مرة عن عائشة ومرة عن أم سلمة كما بينا، وهو ضعيف (16) والحديث الثاني: عن أبي سعيد الخدري مرفوعا" يا علي لا يحل لأحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك" (17) وهو حديث متروك. وذهب المجيزون إلى أن المعنى في قوله تعالى ") إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ ": إلا أن تكونوا مسافرين ولا تجدون الماء فتيمموا للصلاة وهو قول علي وابن عباس وسعيد بن جبير ومجاهد (18). ومن جملة من قال بذلك ابن حزم حيث قال (19) (وكذلك الجنب لأنه لم يأت نهي عن شيء من ذلك وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" المؤمن لا ينجس" (20) وقد كان أهل الصفة يبيتون في المسجد وهم جماعة كثيرة ولا شك أن فيهم من يحتلم فما نهوا قط عن ذلك) اهـ. قلت ومثله وفد ثقيف في حديث (21) أوس بن حذيفة المتقدم عند أبي داود والإمام أحمد، وفيه: "قال كان كل ليلة يأتينا بعد العشاء يحدثنا" ولا شك أن فيهم من يحتلم، ولم يثبت أن النبي كان يسألهم عن ذلك ويستفصل، وهذا عام لا استثاء فيه. هذا وإن الإمام أحمد والشافعي (22) فرقوا بين المكث والاجتياز، فأجازوا العبور وهو قول ابن مسعود وابن عباس. وأجاز داود الظاهري والمزني صاحب الشافعي المكث مطلقا. واشترط أحمد الوضوء لمن أراد المكث.
ب. إثبات صحة القياس وهذا على افتراض رجحان الرأي الأول القائل بمنع المسلم الجنب من دخول المسجد: قالوا: إن علة القياس هي النجاسة، أي أنهم يقيسون الكافر على المسلم الجنب لجامع النجاسة، قلت هذا قياس معلول لعدم انضباط العلة، فالنجاسة ليست علةًّ في الجنب لحديث أبي هريرة (23): أنه لقيه النبيُّ صلى الله عليه وسلم في طريق من طرق المدينة وهو جنب، فانسلَّ فذهب فاغتسل. فتفقده النبي صلى الله عليه وسلم. فلما جاءه قال: "أين كنت" يا أبا هريرة قال: يا رسول الله! لقيتني وأنا جنب، فكرهت أن أجالسك حتى أغتسل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم" سبحان الله! إن المؤمن لا ينجس". فكيف نقيس الكافر على الجنب والعلة في الأصل غير ثابثة!. وهناك شيء لابد أن ننتبه إليه هو أن إثبات عدم الطهارة لا يستلزم إثبات النجاسة، قال الله سبحانه" فاعتزلوا النساء في المحيض، ولا تقربوهن حتى يطهرن، فإذا تطهرن فاتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين (24) " فأثبت الله عدم الطهارة للحائض في هذه الآية من غير إثبات للنجاسة، وجاء في صحيح مسلم (25) عن عائشة قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ناوليني الخمرة من المسجد، فقلت إني حائض، فقال: إن حيضتك ليست في يدك". وكذلك حديث أبي هريرة المتقدم، فأُثبِتت عدم الطهارة الموجَبَة لقراءة القرآن والصلاة والطواف وما تجب الطهارة له، بل الرجل يحدث حدثا أصغر فلا يكون طاهرا ولم يقل أحد أنه نجس وهذا محل إجماع.
4. خلاصة المسألة
لقد لاحظت أيها القارئ الكريم أن دخول الكافر سائر المساجد جائز على الراجح من أقوال العلماء وهو قول الجمهور، بل حتى الذين ذهبوا إلى منعهم من دخول المساجد منعوهم من الدخول المطلق لا من مطلق الدخول أي من الدخول الذي لا فائدة منه كأكل وشرب، واجتياز، وعبث، أو قُل لغير حاجة دعوية أو مصلحة شرعية، وأجازوا لضرورة عمل، الشيء الذي يفيد أن دخولهم رجاء إسلامهم أو لتحقيق مصلحة للمسلمين جائز من باب أولى. ناهيك عن أن أدلتهم لا تقوم مقام أدلة المجيزين فضلا عن أن تقدم عليها.
فتاوى العلماء:
فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية (26):
سئل رحمه الله عن دخول النصراني أو اليهودي في المسجد بإذن المسلم أو بغير إذنه أو يتخذه طريقا. فهل يجوز؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فأجاب رحمه الله: ليس للمسلم أن يتخذ المسجد طريقا فكيف إذا اتخذه الكافر طريقا فإن هذا يمنع بلا ريب. وأما إذا كان دخله ذمي لمصلحة فهذا فيه قولان للعلماء هما روايتان عن أحمد: أحدهما: لا يجوز وهو مذهب مالك; لأن ذلك هو الذي استقر عليه عمل الصحابة. والثاني: يجوز وهو مذهب أبي حنيفة والشافعي وفي اشتراط إذن المسلم وجهان في مذهب أحمد وغيره.
فتوى الشيخ ابن باز رحمه الله (27):
سئل رحمه الله: هل يجوز السماح للنصارى أو اليهود أو غيرهم من الكفار دخول المساجد لزيارتها، حيث إن بعض الدول الإسلامية تنظم مثل هذه الزيارات لبعض الشخصيات التي تزورها؟:
فأجاب رحمه الله: الحمد لله. لا حرج في دخول الكافر المسجد إذا كان لغرض شرعي وأمر مباح؛ كأن يسمع الموعظة، أو يشرب من الماء، أو نحو ذلك. لأن النبي صلى الله عليه وسلم أنزل بعض الوفود الكافرة في مسجده صلى الله عليه وسلم؛ ليشاهدوا المصلين، ويسمعوا قراءته صلى الله عليه وسلم وخطبة، وليدعوهم إلى الله من قريب، ولأنه صلى الله عليه وسلم ربط ثمامة بن أثال الحنفي في المسجد لما أتي به إليه أسيرا، فهداه الله وأسلم. والله ولي التوفيق.
فتوى الشيخ سلمان العودة (28):
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
دخول الكافر المسجد محل اختلاف بين الفقهاء، والأقرب أنه إذا كان لحاجة فهو جائز، ومن هذا القبيل دخول الكافر إذا كان لغرض السؤال عن الإسلام، أو لعمل يتعلق بالمسجد أو بمصالح المسلمين، وقد رُبط ثمامة بن أثال في سارية المسجد. انظر ما رواه البخاري (462) ومسلم (1764)، ودخل وفد نجران إلى المسجد انظر ما رواه البخاري (4380) ومسلم (2420)، ودخل ضمام بن ثعلبة وافد قومه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في المسجد في قصص وأخبار عديدة انظر ما رواه البخاري (63) ومسلم (12)، أما دخولهم لمجرد السياحة فلا نراه من هذا الباب ولا نراه جائزا. ً
فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (29)
يحرم على المسلمين أن يمكنوا أي كافر من دخول المسجد الحرام وما حوله من الحرم كله؛ لقوله تعالى: "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا" ... الآية، أما غيره من المساجد فقال بعض الفقهاء يجوز لعدم وجود ما يدل على منعه، وقال بعضهم لا يجوز قياسا على المسجد الحرام. والصواب جوازه لمصلحة شرعية أو لحاجة تدعو إلى ذلك: لسماع ما قد يدعوه للدخول في الإسلام، أو حاجته إلى الشرب من ماء في المسجد أو نحو ذلك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ربط ثمامة بن أثال الحنفي في المسجد قبل أن يسلم، وأنزل وفد ثقيف ووفد نصارى نجران قبل أن يسلموا في المسجد؛ لما في ذلك من الفوائد الكثيرة، وهي: سماعهم خطب النبي صلى الله عليه وسلم ومواعظه، ومشاهدتهم المصلين والقراء، وغير ذلك من الفوائد العظيمة التي تحصل لمن لازم المسجد. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
1. سورة التوبة:28
2. سورة النور 36
3. صحيح مسلم مع شرح النووي (3/ 182) كتاب الطهارة/باب غسل البول وغيره من النجاسات. السنن الكبرى للبيهقي2/ 413
4. التوبة: من الآية6
5. نيل الأوطار (1/ 25، 26)، ونحو هذا الكلام ذكره السرخسي في سطر واحد في المبسوط (1/ 47)، ونحوه في بدائع الصنائع (6/ 512).
6. البخاري (فتح الباري 9/ 776) كتاب الذبائح والصيد، باب آنية المجوس، والميتة. ومسلم (شرح النووي 13/ 68) كتاب الصيد والذبائح، باب الصيد بالكلاب المعلمة، عن أبي ثعلبة الخشني.
7. سيأتي تخريجه، ص 28
8. سبق تخريجه ص 11
9. سورة النور، الآية 36
10. سورة فصلت، الآية 33
11. التوبة: من الآية6
12. سورة النساء، الآية 43
13. جامع البيان في تفسير القرآن (5/ 64)
14. تفسير القرآن العظيم (1/ 476)
15. تفسير البغوي 01/ 343)
16. راجع تخريج الحديث ص 6
(يُتْبَعُ)
(/)
17. ضعيف جدا، رواه الترمذي (تحفة الأحوذي 10/ 159) عن أبي سعيد الخدري، قال ابن كثير في تفسيره (1/ 476): (حديث ضعيف لا يثبت فإن سالما هذا متروك وشيخه عطية ضعيف). قلت أما سالم فهو متروك: قال ابن عدي: عيب عليه الغلو، وكذا قال عمرو بن علي: ضعيف الحديث يفرط في التشيع (تهذيب الكمال 3/ 93) وقال ابن سعد (الطبقات 6/ 361): وكان سالم يتشيع تشيعا شديدا، وقال النسائي: ليس بثقة وقال ابن حبان: يقلب الأخبار ويخلط في الروايات، (الضعفاء والمتروكين للنسائي) ص 116، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 307)، الكاشف 1/ 270)، ميزان الاعتدال (7/ 224)، تهذيب التهذيب (3/ 433)؛ وأما عطية فهو عطية بن سعد العوفي الكوفي ضعفه الثوري، وهشيم، ويحيى بن معين، وأحمد، وأبو حاتم، والنسائي. الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 180)، الضعفاء والمتروكين للنسائي ص193، الكاشف (2/ 235)، لسان الميزان (7/ 306)، تهذيب التهذيب (7/ 224)، تهذيب الكمال 5/ 184). قلت ولقد دلس تدليس الشيوخ: قاال مسلم قال أحمد وذكر عطية العوفي فقال: هو ضعيف الحديث، بلغني أن عطية يأتي الكلبي فيأخذ عنه التفسير، وكان يكنيه بأبي سعيد فيقول: قال أبو سعيد. (تهذيب الكمال 5/ 184)، وذكره ابن رجب تحت باب: ذِكر من روى عن ضعيف وسماه باسم يُتوهم أنه ثقه. اهـ (شرح العلل طبعة دار العطاء بتحقيق نور الدين عتر 2/ 690)، وقال البخاري في تاريخه الصغير (1/ 267): قال أحمد في حديث عبد الملك، عن عطية عن أبي سعيد قال النبي صلى الله عليه وسلم: تركت فيكم الثقلين: أحاديث الكوفيين هذه متروكة. اهـ، قلت: وسند الحديث الذي نحن فيه كله كوفي: رواه الترمذي عن علي بن المنذر وهو شيعي ثقة، عن محمد بن فضيل بن غزوان وهو شيعي ثقة، عن سالم بن أبي حفصة وهو شيعي متروك، عن عطية العوفي وهو شيعي ضعيف. فاجتمعت في الحديث ثلاث علل: أولا: فيه سالم بن أبي حفصة وهو متروك، ثانيا: فيه عطية العوفي وهو ضعيف، ثالثا: السند كله كوفي وفي فضائل آل البيت، فكان حديثا متروكا والله أعلم. 18. تفسير البغوي (1/ 343).
19. المحلى 2/ 184
20. سيأتي تخريجه في نفس الصفحة.
21. سبق تخريجه ص 11
22. الأم 1/ 104، المجموع للنووي 2/ 199، نيل الأوطار 1/ 228، ابن قدامة في المغني 1/ 145
23. البخاري مع فتح الباري (1/ 513) كتاب الصلاة باب عرق الجنب، وأن المسلم لا ينجس، ومسلم مع شرح النووي (4/ 57) كتاب الحيض، باب على أن المسلم لا ينجس.
24. سورة البقرة، الآية 222.
25. صحيح مسلم مع شرح النووي (3/ 180) كتاب الحيض باب جواز غسل الحائض رأس زوجها وترجيله وطهارة سؤرها والاتكاء في حجرها وقراءة القرآن فيه. وغيره.
26. مجموع الفتاوى (22/ 193،194)
27. كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله (8/ 356).
28. أصدرها بتاريخ 22/ 6/1422، في موقعه على الإنترنيت.
29. فتاوى اللجنة الدائمة (6/ 276،277)(/)
موعظة
ـ[خالد بن سليمان العويشق]ــــــــ[01 May 2004, 02:25 م]ـ
موعظة
قل للذين شغلهم في الدنيا غرورهم إنما في غد ثبورهم ما نفعهم ما جمعوا إذا جاء محذورهم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم فكيف غابت عن قلوبهم وعقولهم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم أخذ المال إلى دار ضرب العقاب فجعل في بودقة 3 ليحمي ليقوي العذاب فصفح صفائح كي يعم الكي الإهاب ثم جيء بمن عن الهدى قد غاب يسعى إلى مكان لا مع قوم يسعى نورهم ثم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم إذا لقيهم الفقير لقي الأذى فإن طلب منهم شيئا طار 4 منهم لهب الغضب كالجذا 5 فإن لطفوا به قالوا أعنتكم ذا وسؤال هذا لذا 6 ولو شاء ربك لأغنى المحتاج وأعوز ذا ونسوا حكمة الخالق في غنى ذا وفقر ذا واعجبا كم يلقاهم من غم
الكبائر 1/ 35
__________________(/)
بين اللباس واللسان
ـ[فريق الاعلام الدعوي]ــــــــ[01 May 2004, 06:19 م]ـ
http://workforislam.com/media_team/020task/between.jpg
كما أن اللباس هو عنوان الإنسان وحقيقة نفسيته وشخصيته، كذلك كان اللسان عنواناً لما يبطنه المرء ويحويه من أخلاق وقيم وأفكار ومبادئ.
ويعرف صلاح المرء من فساده بعثرات لسانه، فالصالحون وإن تعثرت ألسنتهم فهي لا تتعثر إلا بالصلاح والتقوى وطيب الكلام، وأهل الفساد عثرات ألسنتهم تماثل عثرات بل وخطايا قلوبهم الميتة.
ولذا فقد أحببنا أن نعرج على شيء من المنكرات المنتشرة بين الناس وفي الأسواق مما ينبغي على العاقل اجتناب لبسه مما يخل بالمروءة والشخصية والمعتقد، كذلك الأمر بالنسبة لبعض منكرات اللسان وشيء من العبارات المنهي عنها شرعاً والتي لا تنبغي في ذات الله وجلاله سبحانه، وكلنا مؤاخذ بما يقول!!
http://workforislam.com/media_team/020task/between.htm(/)
هديتي لمنتداي الغالي ((تفضلوا))
ـ[المنهوم]ــــــــ[03 May 2004, 06:40 م]ـ
حمل الملف وادعو لي مشكورا
ـ[المنهوم]ــــــــ[04 May 2004, 06:25 م]ـ
معذرة
تفضلو ا الآن وشكرا
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[09 May 2004, 05:39 م]ـ
أخي المنهوم:
جزاك الله خيرًا على هذه الهدية، وشكر الله لمصممها، وليته حرر نقله للآيات من المصحف.
لكما دعواتي بالتوفيق.(/)
الحلقة السادسة: استقبال الغربيين في المؤسسات الإسلامية في أوربا
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[04 May 2004, 03:15 ص]ـ
الباب الثالث: استقبال المؤسسات التربوية والإنسانية وغيرها والتعامل معها:
إن الأسباب التي تدفع المؤسسات الاجتماعية والتربوية والإنسانية وغيرها للقدوم إلى مراكزنا الإسلامية متعددة، نركز فيها على الأسباب الرئيسة الجلية وهي ما تعانيه هذه المؤسسات من مشاكل تربوية مع جاليتنا، سواء أكان الخلل من جانبها لعدم تعودهم على التعامل مع عقائد وعادات وتقاليد أخرى، فتريد تكوين مفهوم تقريبي عن ديننا ورُؤانا وعاداتنا. أم كان الخلل فينا وهذا أظهر وهو استفحال كثير من المشاكل في أبنائنا كالجريمة والمخدرات والخروج المبكر من المؤسسات التعليمية: مدارسَ وجامعات، فأصبح ذلك يشكل إشكالية همّها مشترك بين الدعاة وخصوصا المشتغلين بالجوانب التربوية والاجتماعية منهم، وبين هذه المؤسسات. لأن مشاكل المغتربين هي قضيتنا ابتداءا، فضياع أبنائنا وأنفسِنا بضياع الأمة، وانحرافهم مرآة لانحراف الأمة، وليست مشكلةً يتحملها ويعاني منها المجتمع الغربي وحده.
فالخلل الذي من جانبنا، هو سوء الفهم - إن لم نقل انعدامه - وعدم الوعي من قبل الآباء أولاً بالواجب التربوي في الغرب، وتقصير ذوي السلطة التربوية من دعاة ومؤسسات إسلامية في الواجب التربوي ثانيا، إلى جانب المؤثرات الخارجية في بلاد الغرب، فكانت نتيجته أن كثيرا من الشباب تركوا المدارس والجامعات فبحثوا عن الربح العاجل، سواء كان حلال الأصل والوصف أم حرامَهما؛ وبحثوا عن العسيلة الآنية التي لا تحتاج إلى تبعات، فخدروا ضمائرهم، ووضعوا القطن في آذانهم، عوضا من أن يكونوا مصابيح إيمانية يستضاء بهم في الجامعات والمؤسسات الغربية، ويعلمون دورهم فيتعاملون بإيجابية مع الواقع فيؤثرون ويتأثرون، ويستفيدون ويفيدون. فيكونون أملنا في التمكين لرسالة التوحيد في الغرب، ومستقبلَنا في الإنتاج المعرفي والتغيير الحضاري ...
فتجد شبابنا يعيشون في كبريات المتناقضات التي يعرفها العقل البشري:
• انهزام داخلي وإحساس بالدونية مما يؤدي إلى النقمة على المجتمع الغربي ومعاداته إلى حد التجاوزات اللامبررة، والامعقولة فيترجم ذلك في الجريمة، والمخدرات ..
• اضطراب في الإحساس الداخلي بين الضمير الحي اليقظ الذي يريد الاستسلام لله سبحانه وعدم جِدَةِ الحرج في الصدر من قضائه، وبين المؤثرات المادية الطاغية على الحياة العامة التي تأزه إلى المعصية أزا.
• الشخصية المزدوجة والتعامل بوجهين مراضاة للجميع، فتجد الشاب إذا كان مع زملائه الغربيين بدأ يتسخط بالأصابِح والأماسي على المسلمين وإيذائهم للمجتمع الغربي، وإذا كان مع زملائه المسلمين بدأ بالنيل من المجتمع الغربي والحديث عن حقده الدفين، وكرهه لاقتسام لقمة العيش مع القاطنين الأجانب والمسلمين بصفة خاصة.
• تطبيع الانحراف، وتهوين المعصية وإلفُها، فلم يعد ذلك يحيك في الصدر ويخشى أن يطلع عليه الناس، بل بات الجِهار به حرية، ومسايرة للواقع ومعايشة إيجابية للغرب. مع ادعائهم ولائَهم للدين وأهله، ومعاداتهم لأمريكا وإسرائيل، وتعبيرهم عن غضبهم مع الشارع المسلم عند النكبات والدُّلامِسات.
وهذا كله يرجع إلى أسباب رئيسة تتمثل في:
1. ما كان ثقافيا: بين خلفية ثقافية موروثة من البلاد التي أتى منها، وبين الثقافة الغربية المفاجئة بكل تراكماتها، فهي بدورها متناقضة بين حضارة مادية غير مسبوقة في التاريخ، وبين خواء روحي غير مسبوق في التاريخ. بين اعتناء بالجانب الطيني الأرضي من الإنسان غير مسبوق في التاريخ، وبين إهمال للجانب الروحي العُلوي غير مسبوق في التاريخ.
2. ما كان تربويا: عدم إنشائية المعطيات السانحة للتربية الإسلامية وتبيئتها بالشكل الكافي. أي عدم تمهيد الأرضية اللائقة المساعدة على التربية الإسلامية المعتدلة الصحيحة للطفل في البيئة الغير معدّة لذلك، أو قل ببساطة عدم إعداد الأبناء تربويا للمتغيرات ببلاد الغربة.
(يُتْبَعُ)
(/)
3. ماكان نفسيا: وهي إعاشة الأبناء في مشاكل قديمة عانى منها الآباء في بلدانهم كمعاناة الفقر، والاضطهاد تحت الاحتلال كما في فلسطين المحتلة، أوالحروب الأهلية كما في الصومال. فيتحول الأبناء إلى أداة لتفريغ الأحقاد، فبالتالى إلى وسيلة عدوانية للانتقام من الغير، فيدفع الغير فواتير لا يعلم فيمَ يدفعها وعلامَ يدفعها.
4. ما كان اجتماعيا: وهي العفوية الأخلاقية والسلوكية التي جيء بها من البلدان عند الكثيرين، لا لفقرٍ وشحٍ في النظام الأخلاقي في الإسلام، ولكن لعدم التحلي به حتى صار عقلا جمعيا مألوفا مأنوسا مرتوبا، فما زال جزءا من ثقافتنا، وعضوا من مخروطنا السلوكي، لا يقبل النقض ولا التحول ولا حتى النقاش، بل صار المتحلي بالأخلاق مغاليا متكلفا غير مقتدى به، بل منكرا عليه. فما كان من هذه الضحية إلا أنها اصطدمت بنقيض سلوكي غربي منظم وواع، فقابلته بالنكران والعدوان.
وأما الخلل الذي من جانب المجتمع الغربي ساسَتِهم ومفكريهم على وجه خاص، الذي يتعلق بمشاكل المغتربين - وهذا مع تفاوت نسبي بين البلدان الغربية - هو في الغالب عدم الاقتراب من المغتربين بشكل صادق وهادف، وعدم محاولة التعرف على دينهم وثقافاتهم وعاداتهم، فيخطؤون في معظم الأحيان في تشخيص وتوصيف الخلل بشكل واضح وجلي ومعقول وعادل.
فلم يكلفوا أنفسهم عناء البحث والاستطلاع وهذا يرجع إلى أسبابٍ منها:
• استعلاء أصحاب القرار الغربي - في كثير من البلدان - بأفكارهم ونِتاج حضاراتهم على الموروث الثقافي الذي جاءت به هذه الأقليات إلى بلادهم، وذلك لعدم صلوحيتها من وجهة نظرهم لكي تُؤخذ بعين الاعتبار، لأنها لو كانت تنفع لنفعت أصحابها في بلادهم ولحلت أزمات بلدانهم الاقتصادية والاجتماعية قبل غيرها.
• دعوى عدم الاحتياج إلى هذه الثقافات، والاستغناء عنها لتوفّر البدائل الكثيرة والمتنوعة المستقاة من حضاراتهم وممارساتهم.
• مطالبة الآخرين أي المغتربين بالتكيّف والتأقلم مع طرائق وطبائع عيش الغربيين، بدعوى أن المغتربين هم المحتاجون للاستفادة من رفاهية الغرب وسلوانه.
• فرض أنماط حياة لا تتواءم ولا تتوافق وعقليات معظم المغتربين، لاختلاف المواريث الثقافية والمخازين العاداتية.
فكانت النتيجة هي اصطدامهم بالواقع في المدارس والجامعات والمؤسسات الاجتماعية والتربوية، فواجهتهم عقبات هائلة عسيرة التعبيد، وحواجز عالية صعبة الاجتياز، الشيء الذي يحتم عليهم وبكل إلحاح النزول عن أحلامهم وأوهامهم واستعمال الموضوعية والواقعية في التعامل مع هذه المشاكل، وذلك عن طريق:
• إشراك المغتربين في اتخاذ القرارات الإجرائية المتعلقة بتنظيم وإدارة أحوال المغتربين.
• إرسال لجان اِخصائية في علوم الاجتماع والتربية إلى بلداننا الإسلامية ومحاولة التعرف عن قرب على الأوضاع الثقافية والاجتماعية والاقتصادية عوضا من التعميمات في الحكم على الأشياء.
• استشارة أرباب الفكر من المغتربين قبل الإقدام على أي مشروع إدماجي.
• استفادة الدول الغربية بعضها من بعض فتستفيد الدول قليلة الخبرة في مجال التعامل مع الأقليات من الدول التي قطعت أشواطا عديدة فاكتسبت الخبرة والتجربة كفرنسا وبلجيكا وبريطانيا، حتى لا تقع الأولى في نفس الأخطاء فتُتعب نفسها وتُتعب المغتربين.
• تكثيف الدورات التثقيفية للمشتغلين من الغربيين بالعمل السياسي والتربوي والاجتماعي عن تاريخ البلدان المهاجَرِ منها، وحضاراتها.
• الانفتاح على أفكار وأطاريح المغتربين التي قد تفيدهم وبكل يقين، في حل كثير من مشاكلهم وخصوصا الاجتماعية منها والانسانية.
• تشجيع المبادرات والمشاريع التي يتقدم بها المشتغلون في المجال الإرشاد التربوي من المسلمين، وذلك لتحسين وتسهيل العملية التربوية على الجميع.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا، ورجوعا إلى مسؤوليتنا، فقد بات التواصل والتعاون من جهتنا كمسلمين في ديار الغرب مع المؤسسات الغربية صاحبة القرار من قبل عقلاء الدعوة وحاملي همومها فرضا وواجبا للاستفادة من آلياتهم وإمكانياتهم لخدمة قضايانا الاجتماعية والتربوية وترشيدها، ولاستجادة أسلم الحلول، والحفاظ على هُويّة أبنائنا من الأفول. فكانت حاجة ملحة في هذه الفترة الحرجة من واقع المسلمين في الغرب، ولست هنا في موقع المزايدة والتنظير على من قطع أشواطا في هذا المجال كإخواننا في أمريكا وفرنسا وبريطانيا وغيرها، من استقبال الساسة وأصحاب القرار والتحرك على مستوى المؤسسات، فثمة فرق شاسع بين أن نقوم بالمبادرة عن دراسة وتخطيط، وبين أن يخطط الغرب ويدخلنا في منظومته الإدماجية، فنصبح خانة في جدول أعمالهم، وحجرا من أحجار رقعة شطرنجهم. وللأسف أن معظم مشاريع التواصل من قِبل الذين ساروا في هذا المجال، هي من جنس الحالة الثانية. وكثير منها لا أثر له في الواقع اليومي يُذكر، أعني أن هناك انفصاما بين الأفكار واللقاءات المقصورة على طبقات التيارات الإسلامية، وبين انعكاساتها على الواقع تطبيقا وإفادة لأفراد الجالية المسلمة وجماعتهم.
ولذلك نحن في موقع إيقاظٍ للذين لا يزالون في سبات عميق في كثير من المساجد والمراكز والجمعيات في الغرب، وينامون نومة أهل الكهف في بعض الدول الأوربية، فهذا أوان الإفاقة والتحرك البنّاء والنظر بعمق إلى قضايا المسلمين في الغرب.
وكذلك في موقع إيقاظٍ للمشتغلين من الدعاة والمؤسسات الإسلامية بالتواصل مع المؤسسات الحكومية إنسانية واجتماعية وغيرها من نشوة الإعجاب بالنفس من حيث ثناء الآخرين عليهم، ومن حيث الإنجاز الآني المتمثل في اللقاءات ذاتها لا في ما تؤول إليه من نتائج عملية ملموسة اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج، فنفعّل الجانب العملي، فنحفّز عندهم وازع إشراك الجالية المسلمة في ثمار وريع هذه التحركات، وبالأحرى معايشتهم فيها، و إلا فما الفائدة إذا أصبحت الوسيلة هدفا نقف عنده ونطرب بتحقيقه.
فنكثف المجاهيد من أجل التعاون وربط العلائق مع المؤسسات الرسمية للعمل على فتح نَوادٍ إسلامية رياضية وترفيهية للشباب على نفس الطراز الغربي تقنيا وإدارة وتطويرا، وذلك للتفويت عليهم مرحلة المراهقة أو للتخفيف من حدة هذه المرحلة عن طريق الأنشطة الرياضية والثقافية والرحلات العلمية.
ونكثف المجاهيد من أجل التعاون مع المؤسسات التربوية والتعليمية للعمل على توجيه الشباب المسلم إلى التخصص في المجالات الاجتماعية والتربوية والأناسية للمساعدة مستقبلا في المنظومة التربوية والتوعوية، فيكون آلة من آلات البناء النهضوي، وجهازا من أجهزة المناعة عند الأقليات المسلمة.
ونكثف المجاهيد من أجل التعاون مع المؤسسات الاجتماعية لتفعيل دور الأسرة المسلمة حتى تنال دور الصدارة العليا والمرجعية المثلى في المسار التربوي كما كانت، فتحمل العبء الأكبر وتخفف من قبضة الحكومات على تسيير وإدارة العمل التربوي والتعليمي على نمطهم الإلحادي الذي يسفه عقيدة التوحيد ويكرس عقيدة الإلحاد.
وهذه وصية ابن حزم لنا جميعا – والمقيمون في الغرب على رأس القائمة - حيث قال ينذرنا: " فمن ترك الصغير والصغيرة حيث يدربان على سماع الكفر، ويتمرنان على جحد نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى ترك الصلاة، والأكل في رمضان، وشرب الخمر والأنس إليها حتى يسهل عليهما شرائع الكفر، أو على صحبة من لا خير فيه، والانهماك على البلاء: فقد عاون على الإثم والعدوان، ولم يعاون على البر والتقوى، ولم يقم بالقسط، ولا ترك ظاهر الإثم وباطنه - وهذا حرام ومعصية. ومن أزالهما عن المكان الذي فيه ما ذكرنا إلى حيث يدربان على الصلاة والصوم، وتعلم القرآن، وشرائع الإسلام، والمعرفة بنبوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والتنفير عن الخمر والفواحش: فقد عاون على البر والتقوى، ولم يعاون على الإثم والعدوان، وترك ظاهر الإثم وباطنه، وأدى الفرض في ذلك"
ونكثف المجاهيد من أجل التواصل مع هذه المؤسسات للعمل على المحافظة على ترابط الأسرة المسلمة وفك النزاعات الحاصلة في الداخل بأنجع الحلول وأسلم الوسائل، وذلك عن طريق التوصل إلى إمكانية إشراك مؤسساتنا الإسلامية وإعطائها صلاحية التدخل للنظر في القضايا الاجتماعية.
ونكثف المجاهيد من أجل ...
وهكذا نضع أيدينا على القضايا الأساس، والواجبات، ونكون قد تفادينا فخاخ دعوات الآخرين التي طالما اجترتنا إلى نوافل الأمور ومباحاتها بل مكروهاتها. وصدق والله مالك بن دينار حيث قال:
أعرَبْنا في الكَلامِ فمَا نَلْحن، ولَحنَّا في العملِ فَما نُعرِب(/)
موقع مفيد وفتاوى مهمة ...
ـ[مشارك]ــــــــ[07 May 2004, 02:25 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هذا رابط لفتاوى صوتية في مواضيع مهمة ..
http://www.sohari.com/nawader_v/fatawe/fatawe.htm
وهذا رابط الموقع الأصلي ..
www.sohari.com
أرجو أن يستفيد الجميع من هذا الموقع.
وشكراً لكم.(/)
فائدةٌ نفيسةٌ حولَ ابنِ خَلِّكان ومنهجِهِ في كتابِهِ " وَفَيَات الأعَيان"
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[14 May 2004, 04:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على نبينا محمد وآله ومن تبعه إلى يوم الدين أما بعد:
فهذه فائدة نفيسة حول منهج القاضي ابن خَلِّكان في كتابه " وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان "
وهو كتاب مشهور جدا موضوعه في التراجم العامة، ولا تخلوا منه مكتبة طالب علم فضلا عن عالم، وقد استفاد من هذا الكتاب معظم ـ إن لم أقل كل ـ من جاء بعده، وألف في التأريخ، أو السير، والتراجم ...
لكن على الكتاب مأخذ عظيم! رغم كثرة فوائدة، ومكانة مؤلفه بين العلماء في زمانه وبعده.
وهذا المأخذ يتضح لكلِ مَنْ مارس الكتاب، وقرأه، وقارنه بغيره ... ولما كان الحافظ ابن كثير رحمه يكثر النقل عنه جدا ويفيد منه كثيرا طفح الكيل عنده في ترجمة ابن الراوندي قبحه الله ..
كما في البداية والنهاية 14/ 764 ط: دار هجر [وأتركك الآن مع ابن كثير رحمه]
قال ابن كثير: [وفيات سنة 298هـ]
الزنديق أحمد بن يحيى بن إسحاق أبو الحسين المعروف بابن الراوندي
أحد مشاهير الزنادقة الملحدين عليه اللعنة من رب العالمين، كان أبوه يهوديا فأظهر الإسلام، فيقال: إنه حرف التوراة كما عادى ابنُه القرآن بالقرآن وألحد فيه، وصنف كتابا في الرد على القرآن سماه " الدامغ". وكتابا في الرد على الشريعة والاعتراض عليها سماه " الزمردة". وكتابا يقال له "التاج" في معنى ذلك، وله كتاب "الفريد" وكتاب " إمامة المفضول الفاضل".
وقد انتصب للرد على كتبه هذه جماعة منهم الشيخ أبو علي محمد بن عبد الوهاب الجبائى شيخ المعتزلة في زمانه، وقد أجاد في ذلك، وكذلك ولده أبو هاشم عبد السلام بن أبى علي، قال الشيخ أبو علي: قرأت كتاب هذا الملحد الجاهل السفيه ابن الراوندي، فلم أجد فيه إلا السفه، والكذب، والافتراء. قال وقد وضع كتابا في قدم العالم ونفى الصانع، وتصحيح مذهب الدهرية والرد على أهل التوحيد، ووضع كتابا في الرد على محمد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في سبعة عشر موضعا من كتابه، ونسبه إلى الكذب ـ يعنى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ـ وطعن على القرآن، ووضع كتابا لليهود والنصارى، وفضل دينهم على المسلمين؛ يحتج لهم فيها على إبطال نبوة محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، إلى غير ذلك من الكتب التي تبين خروجه عن الإسلام. نقله ابن الجوزي عنه. وقد أورد ابن الجوزي في منتظمه طرفا من كلامه وزندقته وطعنه على الآيات والشريعة. ورد عليه في ذلك.
وهو أقل وأخس وأذل من أن يلتفت إليه وإلى جهله وكلامه وهذيانه وسفهه وخذلانه وتمويهه وترويجه وطغيانه.
وقد أسند إليه حكايات من المسخرة والاستهتار والكفر والكبائر منها ما هو صحيح عنه، ومنها ما هو مفتعل عليه ممن هو مثلُه، وعلى طريقه ومسلكه في الكفر والتستر بالمسخرة [في نسخة: يخرجونها في قوالب مسخرة وقلوبهم مشحونة بالكفر والزندقة وهذا كثير موجود فيمن يدعى الإسلام وهو منافق يتمسخرون بالرسول ودينه وكتابه وهؤلاء ممن] قال الله تعالى فيهم (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم) وقد كان أبو عيسى الوارق مصاحبا لابن الراوندي قبحهما الله فلما علم الناس بأمرهما طلب السلطان أبا عيسى فأودع السجن حتى مات، وأما ابن الراوندي فهرب فلجأ إلى ابن لاوي اليهودي وصنف له ـ في مدة مقامه عنه ـ كتابه الذي سماه " الدامغ للقرآن " فلم يلبث بعده إلا أياما يسيرة حتى مات لعنه الله.ويقال: إنه أخذ وصلب.
قال أبو الوفاء بن عقيل: ورأيت في كتاب محقق أنه عاش ستا وثلاثين سنة مع ما انتهى إليه من التوغل في المخازي [في نسخة: في هذا العمر القصير] لعنه الله وقبحه، ولا رحم عظامه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ذكره القاضي ابن خلكان في الوفيات ودلَّس [في نسخة: قلس] عليه، ولم يجرحه بشيء، ولا كأن الكلب أكل له عجينا، على عادته في العلماء والشعراء؛ فالشعراء يطيل تراجمهم، والعلماء يذكر لهم ترجمة يسيرة، والزنادقة يترك ذكر زندقتهم، وأرخ ـ ابن خلكان ـ تاريخ وفاته في سنة خمس وأربعين ومائتين، وقد وهم وهما فاحشا والصحيح أنه توفى في هذه السنة ـ 298 هـ ـ كما أرخه ابن الجوزي وغيره. اهـ.
ولنقارن ترجمة ابن كثير لهذا المجرم، وترجمة ابن خلكان التي أشار ابن كثير إليها.
قال ابن خلكان في وفيات الأعيان 1/ 94:
الراوندي
أبو الحسين أحمد بن يحيى بن إسحاق الرواندي العالم المشهور له مقالة في علم الكلام، وكان من الفضلاء في عصره، وله من الكتب المصنفة نحو من مائة وأربعة عشر كتابا منها كتاب "فضيحة المعتزلة" وكتاب "التاج" وكتاب "الزمرد" وكتاب "القصب" وغير ذلك وله مجالس ومناظرات مع جماعة من علماء الكلام وقد انفرد بمذاهب نقلها أهل الكلام عنه في كتبهم توفي سنة خمس وأربعين ومائتين برحبة مالك بن طوق التغلبي، وقيل ببغداد، وتقدير عمره أربعون سنة، وذكر في البستان أنه توفي سنة خمسين والله أعلم رحمه الله تعالى.
ونسبته إلى راوند بفتح الراء والواو وبينهما ألف وسكون النون وبعدها دال مهملة وهي قرية من قري قاسان بنواحي أصبهان .. اهـ.
أرأيت الفرق بين الترجمتين! مع أنه رحمه الله قال في مقدمة كتابه 1/ 21: ... ولم أتساهل في نقله ممن لا يوثق به، بل تحريت فيه حسبما وصلت القدرة إليه ..
وقال الدكتور إحسان عباس محقق الكتاب: وقد أبدى بعض المعلقين على هوامش نسخ "الوفيات" قلقا شديدا لأن ابن خلكان لم يناوله بالذم .. [ثم نقل شيئا من كلامهم، وأما هو فلم يقل شيئا ولعله اكتفاء بما نقل].
والمقصود من هذا النقل والعرض معرفة ذلك لئلا يغتر أحد بمثل هذه التراجم لأعيان الزنادقة، و رؤوس أهل الضلال ..
ولا يظن أن الغرض من هذا انتقاص هذا العالم،أو انتقاص كتابه .. أو غيره بل محض النصيحة والبيان
والمؤلف له فضائل جمة، وفي كتبه علوم نافعة، ولعلي أنقل لك شيئا ترجمته من كتاب ابن كثير رحمه الله لنرى الإنصاف الذي قل في الناس ..
قال ابن كثير في البداية 17/ 588:
ابن خلكان قاضي القضاة شمس الدين أبو العباس احمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن خلكان الإربلي الشافعي أحد الائمة الفضلاء والسادة العلماء والصدور الرؤساء وهو أول من جدد في أيامه قضاء القضاة من سائر المذاهب فاشتغلوا بالأحكام بعد ما كانوا نوابا له وقد كان المنصب بينه وبين أبن الصائغ دولا يعزل هذا تارة ويولى هذا ويعزل هذا ويولى هذا وقد درس ابن خلكان في عدة مدارس لم تجتمع لغيره ولم يبق معه في آخر وقت سوى الأمينية وبيد ابنه كمال الدين موسى النجيبية توفي ابن خلكان بالمدرسة النجيبية المذكورة بايوانها يوم السبت آخر النهار في السادس والعشرين من رجب ودفن من الغد بسفح قاسيون عن ثلاث وسبعين سنة وقد كان ينظم نظما حسنا رائقا وقد كانت محاضرته في غاية الحسن وله التاريخ المفيد الذي رسم بوفيات الاعيان من أبدع المصفنات والله سبحانه أعلم.
وقال الإمام الذهبي: كان إماما، فاضلا، متقنا، عارفا بالمذهب، حسن الفتاوى، جيد القريحة، بصيرا بالعربية، علامة في الأدب والشعر وأيام الناس، كثير الاطلاع، حلو المذاكرة، وافر الحرمة، من سروات الناس، كريما، جوادا، مُمَدّحا، وقد جمع كتابا نفيسا في وفيات الأعيان.
وقال ابن العماد الحنبلي ومن محاسنه أنه كان لا يجسر أحد أن يذكر أحدا عنده بغيبة. انتهى من شذرات الذهب 7/ 648.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 May 2004, 11:30 م]ـ
جزاك الله خيراً على هذا التنبيه النفيس، والنقول الماتعة من كتب التراجم، وعلى بقية مشاركاتك العلمية الرصينة.
وأثني على ما تفضلت به أخي الكريم من قيمة كتاب (وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان) للقاضي ابن خلكان رحمه الله. وهذا الكتاب مليء بالفوائد، وقد عني بها عدد من العلماء فجمعوها وقيدوها، ولا سيما ضبطه للأعلام والكنى والألقاب ونحو وذلك. وقد جمعها عبدالسلام هارون رحمه الله في كتابه (مقيدات ابن خلكان) في مجلد.
كما يمتاز هذا الكتاب بجودة الاختيارات الشعرية للشعراء المترجمين، فهو من أنفس الكتب التي أحرص على حفظ المقطوعات الشعرية منها لعدد من الشعراء المغمورين، الذين لم تطبع دواوينهم. وقد دفع هذا بعض الباحثين إلى البحث في منهج ابن خلكان في التراجم الأدبية.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[16 May 2004, 11:57 م]ـ
الشيخ عبد الرحمن جزاك الله خيرا على التعليق المفيد
ومما يذكر هنا للفائدة سبب تسميته بابن خلكان ففيه أقوال:
1 - نسبة إلى قرية
2 - نسبة إلى جد من أجداده
3 - أنه سئل عن نسبه فقال خلِ كان يعني اسأل عن الرجل ودعك من السؤال عن آبائه وأجداده.
ينظر شذرات الذهب 7/ 650 الأصل وتعليق المحقق.(/)
احفظ رياض الصالحين في 40 يوم
ـ[فريق الاعلام الدعوي]ــــــــ[16 May 2004, 07:02 م]ـ
http://workforislam.com/media_team/021task/adv.jpg
شارك في دورة مكثفة لحفظ أحاديث " رياض الصالحين " في 40 يوماً
وانضم إلى ثمرات الخير التي وفق الله إليها أهل موقع "حفاظ الوحيين "
حيث حفظت معهم إحدى الأخوات كتاب الله في 40 يوماً.
وأخرى حفظت رياض الصالحين في 37 يوماً.
وأربع مشاركات يحفظن رياض الصالحين سيتممن حفظه بعد أسبوع تقريباً.
وأخوين يحفظان الصحيحين وسنهون حفظهم إن شاء الله بعد 48 يوماً.
تفضل وشارك ( http://workforislam.com/media_team/021task/alwhyyn.htm)(/)
فائدة مهمة حول السخاوي ومنهجه في كتابه " الضوء اللامع"
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[18 May 2004, 10:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على نبينا محمد وآله ومن تبعه إلى يوم الدين أما بعد:
فهذه فائدة مهمة حول منهج الحافط السخاوي في كتابه " الضوء اللامع لأهل القرن التاسع"
وهو كتاب مشهور معروف موضوعه في التراجم العامة لأهل القرن التاسع.
وهو كتاب مفيد قل أن تخلوا منه مكتبة، وقد استفاد من كتابه معاصريه، ومن جاء بعده ...
لكن على الكتاب مأخذ يوجب الحذر، والتحذير، رغم ما فيه من فوائد، ومكانة مؤلفه بين العلماء في زمانه وبعده.
وهذا المأخذ نبه عليه علم المجتهدين القاضي الشوكاني رحمه الله، وذلك في كتبه البديع: البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع في مواضع عدة من كتابه لعلي أسوق لك بعضها لتنظر ماذا قال ..
قال الشوكاني رحمه الله في ترجمة البقاعي 1/ 20:
وبرع في جميع العلوم وفاق الأقران لا كما قال السخاوي أنه ما بلغ رتبة العلماء بل قصارى أمره إدراجه في الفضلاء وأنه ما علمه أتقن فنا. قال: وتصانيفه شاهدة بما قلته. قلتُ: بل تصانيفه شاهدة بخلاف ما قاله، وأنه من الأئمة المتقنين المتبحرين في جميع المعارف، ولكن هذا من كلام الأقران في بعضهم بعض بما يخالف الإنصاف لما يجرى بينهم من المنافسات تارة على العلم، وتارة على الدنيا، وقد كان المترجم له منحرفا عن السخاوي والسخاوي منحرفا عنه وجرى بينهما من المناقضة، والمراسلة، والمخالفة ما يوجب عدم قبول أحدهما على الآخر، ومن أمعن النظر في كتاب المترجم له [البقاعي] في التفسير الذي جعله في المناسبة بين الآي والسور علم أنه من أوعية العلم المفرطين في الذكاء الجامعين بين علمي المعقول، والمنقول، وكثيرا ما يشكل على شيء في الكتاب العزيز فأرجع إلى مطولات التفاسير، ومختصراتها فلا أجد ما يشفى وأرجع إلى هذا الكتاب فأجد ما يفيد في الغالب اهـ. وانظر بقية الترجمة.
وقال الشوكاني [في ترجمة أحمد بن علي أبو العباس الحسيني الذي يعرف بابن المقريزي صاحب كتاب السلوك بمعرفة دول الملوك] 1/ 80:
وله مؤلفات غير هذه وجد بخطه أن تصانيفه زادت على مائتي مجلد وأن كبار شيوخه بلغت ستمائة نفس.
وكان متبحرا في التاريخ على اختلاف أنواعه، ومؤلفاته تشهد له بذلك وإن جحده السخاوي فذلك دأبه في غالب أعيان معاصريه.
وقال الشوكاني في ترجمة السيوطي 1/ 329: .. فإن السخاوي في "الضوء اللامع" وهو من أقرانه ترجمة مظلمة غالبها ثلب فظيع، وسب شنيع، وانتقاص، وغمط لمناقبه تصريحا، وتلويحا، ولا جرم فذلك دأبه في جميع الفضلاء من أقرانه ..
وقال 1/ 333: [بعد أن ذكر ثلب السخاوي لمؤلفاته] فهذه مؤلفاته على ظهر البسيطة محررة أحسن تحرير، ومتقنة أبلغ إتقان.
وعلى كل حال فهو غير مقبول عليه لما عرفت من قول أئمة الجرح والتعديل بعدم قبول الأقران في بعضهم بعضا مع ظهور أدنى منافسة فكيف بمثل المنافسة بين هذين الرجلين التي أفضت إلى تأليف بعضهم في بعض فإن أقل من هذا يوجب عدم القبول، و السخاوي رحمه الله وإن كان إماما غير مدفوع لكنه كثير التحامل على أكابر أقرانه كما يعرف ذلك من طالع كتابه "الضوء اللامع" فانه لا يقيم لهم وزنا، بل لا يسلم غالبهم من الحط منه عليه، وإنما يعظم شيوخه، وتلامذته، ومن لم يعرفه ممن مات في أول القرن التاسع قبل موته، أو من كان من غير مصره، أو يرجو خيره، أو يخاف شره ..
وقال 1/ 491: [في ترجمة علي الأشموني] .. قال السخاوي: وراج ورجح على الجلال السيوطي مع اشتراكهما في الحمق غير أن ذاك أرجح انتهى.
قلت: وهذا غير مقبول من السخاوي في كلا الرجلين على أن صاحب الترجمة ليس ممن ينبغي أن يجعل قرينا للجلال فبينهما مفاوز.
وقال في ترجمة أبو حامد الرملي المقدسي الشافعي 2/ 169: وانتقصه السخاوي وبالغ في ذلك على عادته المألوفة في أكابر أقرانه.
وفي ترجمة محمد بن محمد الدمشقي الشافعي المعروف بالخيضري 2/ 245:
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ترجمه السخاوي ترجمة طويلة كلها ثلب وشتم كعادته في أقرانه ومن أعجب ما رأيته فيها من التعصب أنه قدح في مؤلفات المترجم له ثم قال: إنه ما رآها وهذا غريب! ولكنه قد أبان العلة في آخر الترجمة فقال: وبالجملة فهو ممن فيه رائحة الفن بل هو من قدماء الأصحاب وأحد العشرة الذين ذكرهم شيخنا ـ يعني ابن حجرـ في وصيته وإن فعل معي ما أرجو أن يجازى بمقصده عليه.
وقال في ترجمة سبط الحافظ ابن حجر 2/ 354
وقد طار ذكره في الآفاق وتناقلت مؤلفاته الرفاق وأما السخاوي في "الضوء اللامع" فجرى على قاعدته المألوفة في معاصريه، وأقرانه فترجم صاحب الترجمة بما هو محض السباب، والانتقاض لا لسبب يوجب ذلك بل لمجرد كونه كان يعترض على جده الحافظ بن حجر أو يغلط في بعض الأحوال كما هو شأن البشر.
- وهذه تتعلق بالكتاب لكنها من نوع آخر قال 2/ 302: وقد أهمل الحافظ بن حجر ذكر ملوك الروم في الدرر الكامنة في أهل المائة الثامنة فلم يذكر من كان فيها منهم.
وكذلك السخاوي أهمل بعضا ممن كان منهم في المائة التاسعة وذكر بعضا وهذا عجيب! فإنهما يترجمان لجماعة من أهل سائر الديار هم معدودون من أحقر مماليك سلاطين الروم مع أنهما يترجمان لكثير من صغار الملوك، والأمراء الكائنين بالأندلس، واليمن، والهند، وسائر الديار، وهكذا أهملا غالب علماء الروم، ولم يذكرا إلا شيئا يسيرا منهم مع أنهما يترجمان لمن هو أبعد منهم دارا، وأحقر قدرا، فالله أعلم بالسبب المقتضى لذلك، وقد ذكرنا في هذا الكتاب كثيرا ممن أهملاه. اهـ.
وبعد هذا النقول لا يخطر ببالك ذم هذا الكتاب أو مؤلفه، أو تقبيحه، أو عدم نفعه، أو ... غيرها من الظنون فالكمال عزيز، والإنصاف مطلوب، والحق مرغوب ولعلي أختم كما بدأت بنقل عن الشوكاني في وصف هذا الكتاب.
قال الشوكاني 2/ 186: [في ترجمة السخاوي بعد أن سرد مؤلفاته]
ولو لم يكن لصاحب الترجمة من التصانيف إلا الضوء اللامع لكان أعظم دليل على إمامته فإنه ترجم فيه أهل الديار الإسلامية، وسرد في ترجمة كل أحد محفوظاته ومقرواته، وشيوخه، ومصنفاته، وأحواله، ومولده، ووفاته على نمط حسن، وأسلوب لطيف ينبهر له من لديه معرفة بهذا الشأن، ويتعجب من إحاطته بذلك، وسعة دائرته في الإطلاع على أحوال الناس فإنه قد لا يعرف الرجلُ ـ لا سيما في ديارنا اليمنية ـ جميعَ مسموعاتِ ابنِه أو أبيه أو أخيه فضلا عن غير ذلك، ومن قرن هذا الكتاب الذي جعله صاحب الترجمة لأهل القرن التاسع بالدرر الكامنة لشيخه ابن حجر في أهل المائة الثامنة؛ عرفَ فضلَ مُصَنَفِ صاحب الترجمة على مُصَنَفِ شيخه، بل وجد بينهما من التفاوت ما بين الثرى والثريا ولعل العذر لابن حجر في تقصيره عن تلميذه في هذا أنه لم يعش في المائة الثامنة إلا سبع وعشرين سنة بخلاف صاحب الترجمة فإنه عاش في المائة التاسعة تسع وستين سنة، فهو مشاهد لغالب أهله، وابن حجر لم يشاهد غالب أهل القرن الثامن ثم إن صاحب الترجمة لم يتقيد في كتابه بمن مات في القرن التاسع، بل ترجم لجميع من وجد فيه ممن عاش إلى القرن العاشر، وابن حجر لم يترجم في الدرر إلا لمن مات في القرن الثامن.
وليت أن صاحب الترجمة صان ذلك الكتاب الفائق عن الوقيعة في أكابر العلماء من أقرانه ولكن ربما كان له مقصد صالح.
وفي كتاب الشوكاني فوائد، ولطائف لعلي أنشط فأذكر بعضها. والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 May 2004, 04:54 م]ـ
بارك الله فيك يا شيخ عبدالرحمن وفتح عليك، لما تتحفنا به من النفائس والدرر الملتقطة. وكتب التراجم مليئة بالفوائد المتناثرة في مختلف العلوم، ولو اعتنى الباحث بجمع الفوائد الخاصة بالقرآن وعلومه لتحصل له فوائد كثيرة، ونقول نفيسة.
جزاك الله خيراً ونحن في انتظار ما وعدت به من فوائد البدر الطالع.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[21 May 2004, 07:15 م]ـ
كاتب الرسالة الأصلية: عبدالرحمن الشهري
ونحن في انتظار ما وعدت به من فوائد البدر الطالع.
جزاك الله خيرا، وبارك فيك على هذا الحث، والتشجيع ..
وأنا قلتُ لعلي أنشط، وأنت جلعلت لعلي محققة؛ فلا بد لي من الإجابة لبعض ما سألتم فإجابت أمثالكم عليّ متعينة.
والفوائد كثيرة لكن الوقت الذين يمضي في النقل والتدوين والتنسيق يعيق عن تحصيل مثيلاتها، فنسدد ونقارب.
وما أدري هل أضعها هنا تحت هذا العنوان، أو أفرد لها عنوانا آخر ليسهل الرجوع إليها عند الحاجة.
بانتظار رأيكم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 May 2004, 11:15 ص]ـ
ليكن ذلك حسب ما يتسع وقتكم وفقكم الله. وإنما أطمعنا في الطلب، ما نراه من الفوائد، وحسن الاختيار وفقك الله لكل خير. والأمر في وضعها بعنوان جديد يعود إليكم أخي الكريم.(/)
دعوة للدفاع عن الدين
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[19 May 2004, 01:49 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،،،
لا أدري إن كان من اللائق وضع هذا الطلب هنا أم لا و لكني أدعوا الأعضاء المسلمين الغيورين على هذا الدين للدفاع عنه ضد المنصرين الصليبيين اللذين فاقوا الحد بظلمهم و طغيانهم و أساءوا للدين و لرسول الله و زوجاته و أصحابه أبلغ إساءة!
الرجاء منكم الانضمام إلينا في منتديات الجامع الإسلامية للرد على النصارى ( http://www.aljame3.com/forums/index.php?). من أجل هذا الدين!
أنا لا أدري لم هوس بعض الأخوة بالرد على الشيعة و الصوفية و تجاهلهم النصارى! فهل الشيعة مثلاً يمثلون ثلث سكان العالم و هل هم ينفقون المليارات سنوياً لتشييع أهل السنة؟؟
الأولويات الأولويات إخواني!!!
نحن في انتظاركم و العديد من الشبهات تنتظر من يدحضها!
فهل من مشمر؟(/)
سؤال عن أبناء النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[20 May 2004, 12:17 ص]ـ
كنت تقدمت في هذا الموقع الموقر بسؤال سابق لم يلق إجابة من أحد, فعرضته على منتدى أهل الحديث, فحذفوا السؤال والاشتراك والمشترك ... وحذفوا "الثقة" معها ...
ولم يكن السؤال سوى هذا:
كم من الولد ((ثبت)) بالخبر الصحيح للنبي محمد عليه الصلاة والسلام؟؟؟؟
فلا أعلم عن غير إبراهيم -إن كنا نعتمد الصحيح فقط- وأما سائر من ذكر من البنين, فها أنا أبحث عن صحة الخبر والسند ...
فكلفني هذا السؤال ((المحرم)) أو ((الكفري)) اشتراكي!!
..............
وأربأ بالقائمين على هذا الموقع أن يفجعونا بفاجعة مثلها ...
"إنا لله وإنا إليه راجعون" ....
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[20 May 2004, 12:31 ص]ـ
أقول لك بصراحة يا شيخ أبا أحمد
بعض أسئلتك فيها غرابة، وتجعل من يقرأها يضع أكثر من علامة استفهام ليسأل عن مقصدك من إيرادها.
بالله عليك: ما غرضك من سؤالك هذا؟
وهل سبقك أحد من العالمين إلى إثارة مثله؟
ثم أين أنت من الأحاديث الكثيرة التي فيها: يا أبا القاسم، للنبي صلى الله عليه وسلم؟
اذهب إلى هذه الموقع: www.sonnh.com واكتب هذه الكنية: أبا القاسم في مكان البحث ثم اطلع على النتائج.
ومع ذلك فنحن نرحب بكل مشاركة لك فيها فائدة أو معلومة نافعة.
وأرجو أن لا تستعجل في الحكم على القائمين على ملتقى أهل الحديث فهم فيما نحسبهم من طلبة العلم المتميزين الحريصين على الخير والفائدة.
و ما تحمله من علم من الكتاب والسنة يدعوك إلى كظم الغيظ والعفو والتماس العذر لإخوانك.
وفقك الله يا شيخ أبا أحمد المقدسي.
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[20 May 2004, 01:04 ص]ـ
يا اخي العبيدي .. تطلب مني حسن الظن والتماس العذر ... فلم لم يفعل هذا "أهل الحديث", وهم أولى به؟؟
ثم يا شيخ "الغرابة" شيء, والمنكر الباطل شيء آخر ....
والسؤال يبقى سؤالا حتى يجاب عليه, مهما اشتدت غرابته وانقطعت سوابقه ...
وشهد الله ... أنني ما قصدت إلا ما يقصد العبد المستعلم.
والسؤال كما تراه "مثيرا" للاهتمام, لا "غريبا" ولا باطلا ... فمن كان أهلا للجواب فذلك الذي سألناه, فلينفعنا بعلمه نفعه الله ....
وما زلت مصرا على سؤالي, من جهلي بجوابه ابتداءا, ومن حاجتي للجواب ثانيا ...
اللهم علّمنا أنت كما تطعمنا أنت, واهدنا انت كما خلقتنا انت ... {الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين} ..
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[20 May 2004, 01:32 ص]ـ
وها قد بان صدق توجهي لله رب العالمين ... {فإن الله لا يهدي من يُضل}
فقد أرشدتني مسألتي إلى هدى ... ذلك الموقع الذي أرشدتني إليه, جزاك الله عني كل خير .. أبا مجاهد.
ـ[سليمان العجلان]ــــــــ[20 May 2004, 01:41 ص]ـ
الشيخ ابو أحمد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فان انتقادك منتدى أهل الحديث في هذا الموقع ليس من حقك ولا من حق كائن من كان فنحن في هذا الموقع نحسب انفسنا في روضة من رياض الجنه، نتدارس كتاب الله ونتعاون فيما بيننا للوصول لمرضات، وهذا هو الهدف الحقيقي من تواجدنا في هذا الملتقى الموفق باذن الله، فليس مرادنا أن ننتقد أونشتم ونحو ذلك فضلا عن كون منتدى أهل الحديث يقوم عليه اناس فضلا نحسبهم كذلك والله حسيبهم، وكونهم الغوا اشتراكك لايعني أنهم سيئون فهذه وجهة نظرهم، ولو كنت مكان المشرف لتبين لك أن هناك من يستحق الشطب نهائيا، وهذا من دواعي استمرار المنتدى بقوته وثقة طلاب العلم به، فهون على نفسك يا أخي الكريم، كما أتمنى من جميع الاخوه في هذا الملتقى أن يبتعدوا عن العبارات البعيده عن الأجواء العلمية المباشره كالالفاظ العامية البحته، أو الاعلان عن المناسبات الشخصية الخاصة.
هذه وجهة نظر ذكرتها اجتهادا فحسب.
وفق الله الجميع لما يحبه الله ويرضاه انه ولي ذلك والقادر عليه،وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[20 May 2004, 06:57 ص]ـ
حول سؤالك عن ثبوت أولاد للنبي صلى الله عليه وسلم افتح هذا الرابط:
http://www.sonnh.com/Hadith.aspx?Type=S&HadithID=156310
وهذا:
http://www.sonnh.com/Hadith.aspx?Type=S&HadithID=484977
عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر خديجة أثنى فأحسن الثناء، قالت: فغرت يوماً فقلت: ما أكثر ما تذكر حمراء الشدقين! قد أبدلك الله خيراً منها. قال: " أبدلني الله خيراً منها؟! قد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله أولادها وحرمني أولاد الناس ".
رواه أحمد وإسناده حسن. كما في مجمع الزوائد.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[20 May 2004, 10:35 ص]ـ
الأخ الكريم:
الأعضاء في ملتقى أهل الحديث قرابة 4500 شخص
وحصل مرات عديدة أن اندس بينهم من يريد بث البدع، بل وبعض اليهود ممن يريد التشكيك، والطعن في دين الإسلام!
والمشايخ المشرفون لا يعلمون الغيب، ولديهم مسؤليات كثيرة، فإذا غلب على ظنهم ( ... ) في كاتب ما فعلوا ( ... )
ولك أن تسأل نفسك لماذا أنا من بين هذه الألوف؟!
وبإمكانك أن تسجل مرة أخرى بغير هذا الاسم، أو تراسلهم على الخاص، فإذا تأكدوا من حصن القصد .. فهم يفرحون بإخوانهم في كل مكان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[20 May 2004, 12:23 م]ـ
ثم مع احترامي لشخصكم فمثل هذ ه الأسئلة العلم بها لا ينفع والجهل بها لا يضر وقد أشار القرآن إلى تجنب هذا المسلك فقال تعالى (يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى ............ )
ثم إن تتبع الغرائب لم يكن من هي السلف سواء في الأحاديث أو في غيرها
وفقك الله ونفع بك وسدد على الخير خطال
الشيخ المبارك: أبا أحمد: إن هذ الملتقى وقرينه (أهل الحديث) لهما درة وعقد لؤلؤ على الشبكة التي ملئت بالكثير من المواقع التا فهة فلنعرف لهما حقهما ولنحاول سلوك امنهج الذ ارتضاه مشرفو الملتقيات ولا نشذ عنه
واجبنا نحوهم الدعاء لهم لا التشهير بهم فهم لهم فضل علينا يجلس الواحد منهم الساعات الطويلة وهومليء بالأعباء الأخرى ولكنهم يضحون في سبيل تذليل الخير لكل من يدخل على هذا الملتقى وهم لا يحذفون مشاركة هكذا هباء إنما لهم نظر ثاقب وفكر صائب
وأنا أقول هذا من خلال تتبعي لمشاركات كثيرة حذفت
وأن أقولها لكل عضو اتقوا الله في هذا الملتقى وقرينه أهل الحديث ودعو العمل يسير فيهما بدون تكدير لصفو الأعضاء فهذا الملتقى لو جلست أتحدث عن مزاياه ما كفاني الوقت ويكفي أنه جمعنا بعلماء وطلبة علم فضلاء ما كان الواحد منا يحلم بسؤالهم ولا بالكلام معهم والاستفادة منهم فقرب البعيد وجمع الشتيت فلله الحمد والمنة وأسأل الله أن يبارك في القائمين على العمل في هذين الملتقين وأن يرفع بهذا العمل درجاته وأن ييسر لهم كل خير كما كانوا سببا في تيسيره لنا
والله الموفق لا رب سواه
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[20 May 2004, 01:58 م]ـ
الأخ الشيخ أبا أحمد:
سلام عليك. لك أن تراسل المشرفين هناك، فلربما خفي السبب عليك، أو أن من قوانين المنتدى شيئًا لم تنتبه له.
وأذّكر نفسي ثم أخي بقول مسلم بن الوليد:
* لعل له عذرًا وأنت تلوم *
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[21 May 2004, 12:04 ص]ـ
أخي أبو مجاهد .... لو صبرت علي, فيشهد الله أني جاهل مستعلم .... والحديث الذي سقته لا يقطع بذكر (الذكور) ... فقول النبي ورزقني منها (الولد) تصلح في الذكور والإناث {واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده}!! .... فاصبر علي وانفعني ينفعك الله ....
فما أعلمه حتى الساعة أن أولاده بالاسماء المذكروة من رواة السير, وما أدراك!!(/)
بريد يمنحك مساحة قدرها (قيقا) واحد، ويدعم الآوتلوك.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[20 May 2004, 01:36 م]ـ
من خلال:
http://www.spymac.com/user.php?action=register
تسجل بوضع المعرف الذي تختاره، ثم الرقم السري وتكرره، وتضع بريدك لإرسال التنشيط إليه ثم I agree
ثم continue to step 2
ثم أسئلة اختيارية وتستمر بالخطوات حتى النهاية ثم click to finish
ثم تذهب لبريدك الذي وضعته لهم لتجد رسالة منهم فيها شرح لبريدك والمساحة الممنوحة لك. وتجد فيها:
To verify
this e-mail address and activite your account, simply click on the below
link:
ثم تضغط على الرابط، وتنتهي من التسجيل.
وإذا لم تنشط البريد إذا سجلت خلال أسبوعين فسوف يحذفونه.
بعد التنشيط تستطيع الدخول إلى بريدك من خلال:
http://www.spymac.com/user.php?action=login
ولتغيير الرقم السري والملف الشخصي تذهب - بعد دخولك - إلى:
http://www.spymac.com/user.php?action=options (Click on Account
Information
ولقراءة البريد من الآوتلوك تضع ملقمات الوارد والصادر:
Incoming Mail Server: mail.spymac.com
Outgoing Mail Server: mail.spymac.com
وقد جربته على الآوتلوك وبالفعل وجدته جيدًا.
وسيكون بريد بالشكل التالي:
yourname@spymac.com
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 May 2004, 04:51 م]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا عبدالله على هذه المعلومة الثمينة.
ـ[ابو حذيفة]ــــــــ[23 May 2004, 02:30 ص]ـ
لعل من باب رفع الكلفة بيننا لأننا أهل ملتقى واحد أن أصارحك يا أخي أن مثل هذا الموضوع ليس هذا مكانه فهذا الملتقى للتفسير وما يتعلق به فمتى التزم هذا المنهج أثبت وجوده وكثر رواده وعم نفعه وإن أصبح يطرح فيه كل فكرة وسؤال ومعلومة لا تخدم التفسير فإني أخشى أن يكون لذلك دور سلبي وكم سعدت حينما توصلت لهذا المنتدى المبارك مع أن المنتديات المشابهة لا تحصى لكن يشوبها عدم الترتيب وتقبل كل طرح ولو خرج عن سياسة الموقع المعلنة. وعلى كل هذا رأي ولك أن ترمي به عرض الحائط إن لم تقبله، ولكن أرجو عدم التشاغل في تأييد هذا الرأي أو قبوله حتى لا ندخل في جدال فنقع فيما نراه غلطا ولك مني الدعاء بالثبات على هذا الدين ولعلني أراك في الفردوس وكل إخوتي في هذا الملتقى فقل آمين يا رعاك الله
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[27 May 2004, 07:57 م]ـ
الأخ خالد
بارك الله فيك، و هذا البريد صار عندي ضروريا، فالملفات التي أسلها لا يقبلها لا الهوتميل و لا غيره لكبرها، فجزاك الله خيرا.
لكن هل لك أن تشرح كيفية الإرسال، فأخوكم ضعيف في هذا الباب، يحتاج إلى توسع في شرح الطريقة مع تعريب الكلمات!
و جزاك الله خيرا
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[30 May 2004, 11:59 ص]ـ
أخي الشيخ عبد الرحمن أشكرك على دعواتك الجميلة.
أخي أبا حذيفة: جزاك الله خيرًا على ملحوظتك التي أحترمها، لكنني لا أوافقها، فكثيرون يحتاجون مثل هذه المعلومات، ربما لا تكون منهم. ثم إن هذا المنتدى المفتوح يصلح لمثل هذا.
http://members.lycos.co.uk/skaka1/up/up/multaqa.jpg
تقبل تحياتي القلبية.
أخي أبا تيمية: لم أفهم مرادك بقولك: كيفية الإرسال. أرجو إيضاحه.
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[30 May 2004, 04:55 م]ـ
الأخ خالد
بارك الله فيك
قصدي طريقة إرسال البريد؛ لأنني لم أجد وقتئذ صفحة البريد (الإرسال و الاستقبال)، إلا أنني وجدتها بعدئذ
و بقيت مشكلة عندي، و هي أنني حاولت إرسال ملفات مرفقة مع الرسالة لكنها لا تظهر على صفحة الرسالة، فهل لكم أن تفسروا لي ذلك مع بيان كيفية إرسال الملفات المرفقة بالرسالة، والله يبارك جهودكم و جزاكم الله خيرا
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[31 May 2004, 12:24 ص]ـ
الأخ أبا تيمية:
طبعًا ستستفيد من البريد كمخزن للرسائل ذوات الحجم الكبير، ولا يكون ذلك كذلك إذا وضعته في الآوتلوك، لأن الحجم سيتحمله جهازك، ولا فائدة حينئذ.
إذا ذهبت إلى صفحة البريد تجد Write Mail
http://webmail.spymac.com/gfx/mail/compose_icon.gif
ثم تجد أسفل مربع الرسالة من اليمين عدة أيقونات، كما في الصورة التالية
http://members.lycos.co.uk/skaka1/up/up/taimy.jpg
وما حُدد بالحمرة يعني مرفقات، فيظهر لك مربع حوار Add Attachments يعني أضف مرفقات، وهو من 3 خطوات، الأولى: تستعرض المرفق من جهازك، إن كانت فيه.
والثانية: تضغط على Attach file يعني: أرفق الملف.
والثالثة: تضغط Done لعمل الإرفاق. ولك أن تعيد الخطوة الأولى والثانية لعدد من المرفقات.
أخي أبا عبد الله الشهري: عندي كود [ img] معطل، فهل هو كذلك في المنتدى؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[06 Jul 2004, 12:17 ص]ـ
الشيخ أباتيمية؛ يمكنك الاستفادة في إرسال الملفات الكبيرة من هذا الموضوع:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=2112(/)
يا حافظ القرآن.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[21 May 2004, 09:32 م]ـ
عزمٌ يصول، و همّةٌ تترفعُ ** و سواعدٌ نحو العلا تتطلعُ
ومعالمٌ ُبنيت بنهج عقيدةٍ ** و بناؤها المرفوع لا يتصدعُ
يا قاريء القرآن ألف تحية ** قل لي بربك أيَّ باب تقرع
النور نورك و الملائك تنتشي ** في جانبيك، وعطرُها يتضوع (1)
اسلك سبيل الحفظ و اهنأ كلما ** ناداك للجنات بابٌ أوسع (2)
يا قاريء القرآن رتّل و ارتقِ ** فالربُّ يجزلُ .. والقراءة تشفعُ
يا قاريء القرآن رتّل و ارتقِ ** لك في رحاب الله عيشٌ أمتعُ
واشرح فؤادك بالكتاب و ذع به ** في دهرنا، ولك المكان الأرفع (3)
فالعلم نورٌ و انتصار عقيدةٍ ** و الجهل مرّ الدهر .. لايُتجرع
والنفس في روض الكتاب سعيدةٌ ** والعين في حسن اللطائف ترتع
دع من يبدل كل يوم ٍ حلّةً ** فالذكر حلّة جوهرٍ لا تخلع
آي الكتاب خزائن مملوءةبالمكرمات، و كل دارٍ بلقع
بالذكر يُخشى الله جل جلاله ** فالقلب يخفق، و المآقي تدمع (4)
و الذكر يخلد بعد صاحبه إذا ** آثاره اندرست وطال المضجع (5)
أخلص الى الله العزائم واعتصم ** فمن استعان بربه لا يجزع
سبحان من ملك الوجود بعلمه ** هو دافع الأمر الذي لا يُدفع
لاتبغ في حفظ الكتاب قناعةً ** و ابذل لحفظك همة لاتقنع
و لقد ينالك في الطريق مشقةٌ ** لكن أسقام الجهالة أوجع
قد يغلب النفس الشقاء فترعوي ** فاصرفْ أعنّتها إلى ما ينفع
وَ رِد المناهل واستطب من شهدها ** واسْتَبق أجمل ما يقال ويسمع
واسلم لأمتك الرءوم فعينها ** ترنو إلى عزم الشباب وتطمع
بالدين و العلم المفيد حياتها ** وإذا غوت عنه استبان المصرع
ولئن أضعنا الدين و العلم الذي ** يُحيي .. فنحن لما سواها أضيع
صالح العمري - الظهران
(1) لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الملائكة لتبسط أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع)
(2) للحديث الشريف: (من سلك طريقاً يبتغي فيه علما سهل الله له طريقا الى الجنّة)
(3) لقوله تعالى: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} المجادلة/11
(4) لقوله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء} فاطر/82
(5) للحديث الشريف: (إذا مات إبن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث .. وذكر منها " وعلم ينتفع به")
ـ[إكرام]ــــــــ[21 May 2004, 11:57 م]ـ
رائعة ..(/)
مسابقة سهلة فما رأيكم
ـ[عبدالعزيز الدغيثر]ــــــــ[22 May 2004, 11:16 ص]ـ
1 - - أطول كلمة في القرآن هي:" فأسقيناكموه". ()
2 - ورد ذكر غزوة بدر بالتفصيل في سورة التوبة ()
3 - ورد ذكر غزوة أحد بالتفصيل في سورة آل عمران ()
4 - نزلت أول سورة الممتحنة في حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه. ()
5 - عدد السور المبدوءة بـ (الحمد لله) أربع. ()
6 - سورة المجادلة لا تخلو آية منها من لفظ الجلالة. ()
7 - أعظم سورة في القرآن هي سورة الفاتحة وأعظم آية آية الكرسي. ()
8 - آية الصيف هي آية الدين. ()
9 - الآية التي سماها النبي صلى الله عليه وسلم: جامعة فاذة هي:" فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره". ()
10 - سورة يوسف ليس فيها ذكر للجنة ولا للنار. ()
ملحوظات:
· الإجابة ب (صح) أو خطأ.
· آخر موعد لاستلام الأجوبة يوم السبت من كل أسبوع.
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[22 May 2004, 07:44 م]ـ
السلام عليكم أخي، لكن لم تعلن بعد عن الجوائز!
على كل هذه الإجابات:
1. أطول كلمة في القرآن (أسقيناكموه) إن أردت كلمة بالرسم فنعم - والله أعلم - لأنها في القرآن بهذا اللفظ (فـ (أسقيناكموه) بالفاء. أما من غير الفاء فتساويه كلمة (أنلزمكموها) كلاهما عشرة حروف.
أما كلمة بالصرف فلا. لأن أن كلمة (إستبرق) سداسية وفعل (أسقى) رباعي.
2، 3. الله أعلم.
4. قصة حاطب نعم صحيحة إن شاء الله.
5. السور المفتتحة بالحمد إما أربع - إن اعتبرنا البسملة آية من الفاتحة - أو خمس - إن اعتبرنا الحمد أول الفاتحة -. والسور الأخرى هي: الأنعام، الكهف، سبأ، فاطر. والله أعلم.
6. نعم صحيح إن شاء الله.
7. نعم صحيح إن شاء الله.
8. آية الصيف هي آية الكلالة كما في حديث عمر، والله أعلم.
9. جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن رجلاً سأله عن آية جامعة فعلمه سورة الزلزلة - التي منها هذه الآية - لكن الحديث ضعفه العلامة الألباني رحمه الله. هذا مبلغ ما عرفت في هذا.
10. سورة يوسف ليس فيها ذكر الجنة والنار: تصريحاً بهذا اللفظ نعم.
لكن فيها: (وألحقني بالصالحين) ولحاقه بهم لا يكون إلا في الجنة. فكأنه قال: أدخلني الجنة.
بل الأصرح من ذلك قوله تعالى في تلك السورة: (ولدار الآخرة خير للذين اتقوا) ودار الآخرة هي الجنة - والله أعلم - كقوله تعالى: (لهم دار السلام عند ربهم) وقوله تعالى: (والله يدعو إلى دار السلام) وقال تعالى: (ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين) والمؤمنون يقولون في الجنة: (الذي أورثنا دار المقامة) فهذه الآيات وغيرها تسمي الجنة داراً، بل في آية النحل دار الآخرة نصاً. والله أعلم.
أما النار فلعل أقرب ما يدل عليها في السورة قوله تعالى: (ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين) إذا يحتمل أن يكون المعنى بالبأس عذاب الآخرة، لما يشاهد من استدراج الله لكثير من الكافرين المجرمين يموتون في الدنيا من غير عذاب. والله أعلم بمراده.
وأعتذر أخي أن الإجابة لم تقتصر على (صح) أو (خطأ) لأن المقام يستدعي تفصيلاً. ولعلنا لا نعدم من الإطالة نفعاً يستحق الملل بالقراءة.(/)
موقع الصحابة عليهم الرضوان
ـ[المدلج]ــــــــ[23 May 2004, 06:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الكرام,
أهديكم موقعا متواضعا مصمم لصحابة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. يحتوي الموقع بعض سيرهم ..
أفضالهم ..
ملاحمهم ..
تصاميم عنهم ..
و الكثير غير ذلك.
www.al-sahabah.com (http://www.al-sahabah.com)
راجين منكم المساهمة والدعاء.
من محتويات الموقع:
http://www.al-sahabah.com/wallpapers/abu_dujanah_800.jpg
و جزاكم الله خيرا.
ـ[ناصر الماجد]ــــــــ[23 May 2004, 10:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مرحبا بك أخي الكريم
وأشكرك على اطلاعنا على هذا الموقع نسأل الله تعالى أن يبارك في جهود المخلصين لدينه الغيورين ملته، و
نرجو أن يستمر تواصلك معنا.
وشكر لك مرة أخرى(/)
سؤال عن حدود الموالاة والمعاداة في الدين
ـ[علي الريعان]ــــــــ[28 May 2004, 10:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أخوتي الأعزاء .. المرة الأولى التي أشارك معكم .. آمل أن أكون ضيفاً خفيفاً ..
سؤالي سوف يكون مباشر .. أرجو أن أجد منكم أخوتي تجاوباً قد يسهم في تخلصي من دوامة أعاني منها وكثير من الأخوة غيري ...
قال الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم} [المائدة: 51
أرجو بيان حدود الموالاة التي يجيزها الشارع الحكيم مع اليهود والنصارى؟؟؟ وهل يدخل في حكم الآية السابقه غير اليهود والنصارى ((بوذيين،، .... ))؟؟!! 000066
والله يحفظكم ويرعاكم ويجزل لكم المثوبة جميعاً.
ـ[أبوحذيفة1]ــــــــ[29 May 2004, 05:12 م]ـ
أهلا بك أخي الحبيب
أخي الكريم لعل الأخوة لم يجيبوا على سؤالك لأنك لم تسأل عن نقطة معينة وإنما تسأل عن موضوع تولى الكفار بالعموم وهذا يحتاج لبسط وشرح طويل.
لكن هذه بعض الروابط لعل تراجعها أولا فإن وجدت فيها ضالتك فالحمد لله وإن اشكل عليك شيء فلعل الأخوة يساعدوك
http://www.khayma.com/kshf/R/brauh.htm
http://www.islammessage.com/ar/modules.php?name=News&file=article&sid=1913
http://www.salafi.net/books/book46.html
http://www.saaid.net/arabic/ar45.htm
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[29 May 2004, 08:13 م]ـ
وعليكم السلام: أخي الكريم هذه المسألة من المسائل المهمة في عقيدة المسلمين , والكلمات اليسيرة لا تكفي فيها وأحبذ أن تراجع إحدى هذه الكتب:
الولاء والبراء في الإسلام د. محمد القحطاني
الموالاة والمعاداة لمحماس الجلعود وهو أجود من الذي قبله على شهرته.
الولاء والبراء د. صالح الفوزان.
وفقك الله.
ـ[علي الريعان]ــــــــ[30 May 2004, 03:25 ص]ـ
كاتب الرسالة الأصلية: أبوحذيفة1
أهلا بك أخي الحبيب
أخي الكريم لعل الأخوة لم يجيبوا على سؤالك لأنك لم تسأل عن نقطة معينة وإنما تسأل عن موضوع تولى الكفار بالعموم وهذا يحتاج لبسط وشرح طويل.
لكن هذه بعض الروابط لعل تراجعها أولا فإن وجدت فيها ضالتك فالحمد لله وإن اشكل عليك شيء فلعل الأخوة يساعدوك
http://www.khayma.com/kshf/R/brauh.htm
http://www.islammessage.com/ar/modules.php?name=News&file=article&sid=1913
http://www.salafi.net/books/book46.html
http://www.saaid.net/arabic/ar45.htm
جزاك الله خير أخي الكريم على تفاعلك وإرشادي لكم هائل من المواقع التي تتناول هذه العقيدة المهمة لدى كل مسلم ...
سوف أعكف على قراءة مضمون تلك المواقع وأعود إن شاء الله.(/)
من لم يعرف الصحيحين فليس من أهل السنة
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[02 Jun 2004, 05:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله،، أما بعد:
فهذا موقف أعجبني، وكلام سرني وهو للشيخ شرف الدين ابن تيمية، وإن كان العنوان ليس على إطلاقه .. أتركك معه ..
قال الحافظ ابن رجب ـ رحمه الله ـ في ذيل طبقات الحنابلة 2/ 16 (في ترجمة الإمام الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي ـ رحمه الله ـ): ولقد عُقِد مرةً مجلسٌ لشيخِ الإسلامِ أبي العباسِ ابنِ تيميةَ، فتكلمَ فيهِ بعضُ أكابرِ المخالفينَ، وكان خطيبُ الجامعِ، فقالَ الشيخُ شرفُ الدينِ عبدُ اللهِ أخوْ الشيخِ (1): كلامُنا معَ أهلِ السنةِ، أما أنتَ: فأنا أكتبُ لكَ أحاديثَ من الصحيحينِ، وأحاديثَ من الموضوعاتِ، وأظنُهُ قالَ: وكلاماً من سيرةِ عنترَ فلا تُمَيّزُ بينهما!، أو كما قالَ، فسكتَ الرجلُ. اهـ.
ونحو هذا ما قاله أخوه إمام السنة شيخ الإسلام كما مجموع الفتاوي 4/ 71:
.. فإن فرض أن أحدا نقل مذهب السلف كما يذكره، فإما أن يكون قليل المعرفة بآثار السلف كأبي المعالي، وأبي حامد الغزالي، وابن الخطيب، وأمثالهم، ممن لم يكن لهم من المعرفة بالحديث ما يعدون به من عوام أهل الصناعة، فضلا عن خواصها، ولم يكن الواحد من هؤلاء يعرف بالبخاري، ومسلما، وأحاديثهما إلا بالسماع، كما يذكر ذلك العامة، ولا يميزون بين الحديث الصحيح المتواتر عند أهل العلم بالحديث، وبين الحديث المفترى المكذوب، وكتبهم أصدق شاهد بذلك، ففيها عجائب، وتجد عامة هؤلاء الخارجين عن منهاج السلف من المتكلمة والمتصوفة يعترف بذلك إما عند الموت، وإما قبل الموت، والحكايات في هذا كثيرة معروفة .. [ثم ذكر شيئا منها].اهـ.
هذا كلام جليل في هذين الكتابين، وهو كلام حق بلا شك، فمن لم يعرف الصحيحين فماذا عرف؟!
ولستُ بصدد بيان أهمية الصحيحين فهذا أمر مشهور غير خاف، لكن هذا النص قد شدني مُذْ قرأته قبل سنين لكني أضعتُ مكانه لأني قرأته في حال السفر، ولم أقيده، ثم لم أهتدي إليه إلا اليوم.
ويستفاد من هذين النصين تعظيم أئمة أهل السنة لهذين الكتابين، وأن الإعراض عنهما، والتشاغل عنهما بغيرهما من فعل أهل البدع المتشاغلين بكتب الكلام، والرأي، عن ما صح عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا نقص بين، لذا على طالب العلم العناية بهما، وكثرة مطالعتهما، ولو كان له ورد يومي منها لكان أفضل، وكذا بقية الستة، فمن لم يقرأ الصحيحين فماذا قرأ؟!، ولا يعني هذا إهمال غيرهما لكن لا يحسن بطالب علم سني ألا يمر عليهما.
ورحم الله الشوكاني حين قال: وليس في علم إنسان خير إذا كان لا يعرف علم الحديث، وإن بلغ في التحقيق إلى ما ينال. البدر الطالع 2/ 262.
-------------------------
(1) له ترجمة مليحة في ذيل طبقات الحنابلة 2/ 382.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Jun 2004, 10:37 ص]ـ
أحسن الله إليك أخي الكريم عبدالرحمن على هذه التنبيهات النفيسة، وفي زماننا هذا كذلك، تجد من يتصدى للتعليم والكتابة في المجلات والصحف، وهو مقصر تقصيراً كبيراً في معرفة أحاديث الصحيحين، فربما رد الأحاديث الصحيحة والمتفق عليها، لا لشيء إلا لجهله بأحاديث الصحيحين وجهله بمكانة الصحيحين عند أهل العلم. ولقد سمعت يوماً بعض الكتاب المشهورين وهو يتكلم بكلام في الدين ليس له خطام ولا زمام، ثم لا يتنبه لمعارضة كلامه لما ثبت في غير ما حديث في الصحيحين فقط، فإذا نبهه أحد لذلك، قال: ربما يكون هذا الحديث موضوعاً، فإذا قيل له هو في الصحيح، قال: حتى ولو كان في الصحيح ربما يكون وضعه أحد. في كلام يشبه هذا يضحك الرجل الحزين! ويجعلك تعجب من مستوى الثقافة التي وصلنا إليها في زمان اختلطت فيه كثير من المفاهيم لدى الناس، فأصبح فيه كاتب العمود الصحفي اليومي أعلم عند الناس من العلماء المحققين.
بل إنك لتقرأ في كتب النقاد والمفكرين - كما يسمون أنفسهم - فلا تجدهم يحتفون إلا بالواهي من الأحاديث دون التفات لما صح من الأحاديث التي ترده، وكل ذلك إمعاناً في صد الناس عن الهدى والله المستعان، ولو اكتفى هؤلاء بما ثبت من الأحاديث في الصحيحين وغيرهما لارتفع الخلاف، واجتمعت الكلمة ولكنهم لا يريدون ذلك.
وأنا أذكر نفسي بما ذكره الأخ عبدالرحمن من وجوب العناية بالصحيحين، وإدمان تدبرهما، والحرص على حفظهما لمن وفق لذلك وهم كثير ولله الحمد، فإن إحياء هذه السنة، نشر للدين نفسه، وإظهار للوجه الحقيقي للسنة، ويلزم من ذلك موت البدعة، ومعرفة الناس للصحيح من الضعيف.
نسأل الله أن يوفق المسلمين للعودة الصادقة للكتاب والسنة.
ـ[أمين نورشريف]ــــــــ[03 Jun 2004, 04:03 م]ـ
فإذا قيل له هو في الصحيح، قال: حتى ولو كان في الصحيح ربما يكون وضعه أحد. في كلام يشبه هذا يضحك الرجل الحزين!
أضحك الله سنك يا أبا عبدالله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[04 Jun 2004, 10:41 ص]ـ
أحسنتم بارك الله فيكم
والذي يحزنك أكثر مما ذكرتَ أنك تجد من يفتي، ويتصدى للكلام في المعضلات، وعمدته بعض المختصرات!
وهذا كثير. مع الأسف.(/)
خطأ من يقول لا إنكار في مسائل الخلاف
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[05 Jun 2004, 08:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، أما بعد:
فهذه مسألة لطيفة يحصل فيها أحيانا لبس وخلط، وهي مقولة لا إنكار في مسائل الخلاف، وقد رأيت الإمام ابن القيم رحمه الله قد أحسن في بيانه وجه الخطأ، ووضح الصواب في هذا فرحمه الله رحمة واسعة، وإن شيخه شيخ الإسلام قد بين هذا في مواضع .. لا تحضرني الآن لكن هذا بيان شامل واضح للمسألة.
قال رحمه الله: وقولهم إن مسائل الخلاف لا إنكار فيها ليس بصحيح فإن الإنكار إما أن يتوجه إلى القول والفتوى أو العمل. أما الأول: فإذا كان القول يخالف سنة أو إجماعا شائعا وجب إنكاره اتفاقا، وإن لم يكن كذلك فإن بيان ضعفه ومخالفته للدليل إنكار مثله، وأما العمل: فإذا كان على خلاف سنة أو إجماع وجب إنكاره بحسب درجات الإنكار.
وكيف يقول فقيه لا إنكار في المسائل المختلف فيها، والفقهاء من سائر الطوائف قد صرحوا بنقص حكم الحاكم إذا خالف كتابا أو سنة، وإن كان قد وافق فيه بعض العلماء، وأما إذا لم يكن في المسألة سنة، ولا إجماع، وللاجتهاد فيها مساغ لم تنكر على من عمل بها مجتهدا أو مقلدا.
وإنما دخل هذا اللبس من جهة أن القائل يعتقد أن مسائل الخلاف هي مسائل الاجتهاد، كما اعتقد ذلك طوائف من الناس ممن ليس لهم تحقيق في العلم، والصواب ما عليه الأئمة أن مسائل الاجتهاد ما لم يكن فيها دليل يجب العمل به وجوبا ظاهرا، مثل حديث صحيح لا معارض له من جنسه فيسوغ فيها إذا عدم فيها الدليل الظاهر. ـ ثم ذكر أمثلة إلى أن قال: ـ وأن القضاء جائز بشاهد ويمين إلى أضعاف أضعاف ذلك من المسائل، ولهذا صرح الأئمة بنقض حكم من حكم بخلاف كثير من هذه المسائل من غير طعن منهم على من قال بها. وعلى كل حال فلا عذر عند الله يوم القيامة لمن بلغه ما في المسألة من هذا الباب، وغيره من الأحاديث والآثار التي لا معارض لها إذا نبذها وراء ظهره، وقلد من نهاه عن تقليده، وقال له: لا يحل لك أن تقول بقولي إذا خالف السنة، وإذا صح الحديث فلا تعبأ بقولي. وحتى لو لم يقل له ذلك كان هذا هو الواجب عليه وجوبا لا فسحة له فيه، وحتى لو قال له خلاف ذلك لم يسعه إلا اتباع الحجة. أعلام الموقعين 3/ 288 - 289
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[06 Jun 2004, 12:12 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا، وبارك فيكم.
وللشيخ الفاضل (فضل إلهي ظهير) -حفظه الله- كتاب مفيد في هذا الباب اسمه «حُكم الإنكار في مسائل الخِلاف».
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[06 Jun 2004, 05:36 ص]ـ
ينظر مسائل الخلاف والاجتهاد: خطأ " لا إنكار في مسائل الخلاف " والصواب: " لا إنكار في مسائل الاجتهاد" ( http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/29.htm)
و بين المسائل الخلافية والمسائل الاجتهادية ( http://www.islamweb.net/php/php_arabic/ShowChapter.php?lang=A&BabId=5&ChapterId=5&BookId=294&CatId=201&startno=0)
ـ[معاذ الرفاعي]ــــــــ[08 Jun 2004, 10:35 ص]ـ
إنكار المنكر يرتبط ارتباطا وثيقا بالتغيير "من رأى منكم منكرا فليغيره .. "
ومن هنا كان اشتراط بعض أهل العلم في إنكار المنكر أن يكون مجمعا على إنكاره
إذا سلمنا بالتفريق بين مسائل الخلاف ومسائل الاجتهاد في تسويغ عملية الإنكار
فهل لنا أن نفرق هنا بين إنكار المنكر والنصيحة؟
فننكر – بما يقتضيه الإنكار من تغيير حسب الاستطاعة – وننصح حيث لا إجماع أو على الأقل لا اتفاق لجمهور الفقهاء فننصح بمعنى مجرد بيان ما نعتقد صوابه والدعوة إليه ..
فكرة قابلة للتداول
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[12 Jun 2004, 11:25 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
الأخ معاذ
لو اشترط على منكر المنكر أن يعلم أن هذا المنكر مجمعا عليه لم ينكر المنكر من الأمة إلا أقل أقل القليل.
والنبي صلى الله عليه وسلم قال من رأى منكم منكرا فليغيره ...
فإذا كان عندك علم وحجة بأنه منكر؛ فأنكر، والمنكر عليه إن كان يعتقد حله فسيبين ذلك ..
وينتقل فرضك إلى الإنكار بالقلب
والنصيحة أوسع من الإنكار.
والله أعلم.
ـ[معاذ الرفاعي]ــــــــ[12 Jun 2004, 04:37 م]ـ
في حالة كون موضوع المنكر مختلفا فيه
كيف لي أن أنكر وأغير المنكر باليد أولا كما هو منطوق الحديث في الوقت الذي لايخفى أن الأولى في هذه الحالة الإقناع باللسان والحجة والبرهان؟
أليس الأفضل والحالة كذلك (أن الموضوع مختلف فيه) أن أبادر بالنصيحة وليس بالإنكار فالنصيحة لا تكون إلا باللسان بل ويطلب فيها الرفق بالمنصوح؟
وأما إن كان الأمر مجمعا على إنكاره فلا إشكال حينئذ في الإقبال على تغييره باليد تطبيقا لمنطوق الحديث ..
ـ[معاذ الرفاعي]ــــــــ[12 Jun 2004, 04:51 م]ـ
إشكال آخر
من المعروف أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من وظيفة الحكومة الإسلامية، بمعنى أن الأمر القابل للاجتهاد والاختلاف قد تجعله الحكومة الإسلامية لمصلحة ما أمرا لازما، وتقيم الأمر بناء عليه فإذا سوغنا إنكار المنكر في مسائل الخلاف فكأننا نسوغ الافتئات على السلطان ..
أما لو جعلنا الأمر نصيحة وليس إنكارا (في مسائل الخلاف) فلا غضاضة في النصيحة حتى ولو كانت مخالفة لما جعله الحاكم أمرا لازما فالنصيحة أمر مسوغ في هذه الحال وفي كل حال حتى للحاكم نفسه والله أعلم
إشكالات تستحق النظر فيها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[19 Jun 2004, 12:29 ص]ـ
كاتب الرسالة الأصلية: معاذ الرفاعي
إشكالات تستحق النظر فيها
لعلك تراجع مباني هذه الإشكالات فأظنها تزول تلقائيا.
والله أعلم.
ـ[أبو سالم]ــــــــ[20 Jun 2004, 09:56 ص]ـ
لعلك تفند لنا يا شيخ عبد الرحمن هذه المباني وتزيل الشبه الكامنة فيها(/)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[حكيم السبيعي]ــــــــ[06 Jun 2004, 09:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من حكيم السبيعي إلى أحبته في ملتقى أهل التفسير
ما أقول لكم إلا ما أقوله لمن أحببتهم:
وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا
أهلا وسهلاً بالذين أودهم
وأحبهم في الله ذي الآلاءِ
أهلا بقوم صالحين ذوي تقى
غر الوجوه وزين كل ملاءِ
يا طالبي علم النبي محمدِ
ما أنتم وسواكم بسواءِ
يا نضَّر الله وجوهكم طلاب العلم؛ كيف لا؟ والعلم حياة القلوب، ونور البصائر، وشفاء الصدور، ورياض العقول، ولذة الأرواح، وأنس المستوحشين، ودليل المتحيرين، وهو الميزان الذي توزن به الأقوال والأعمال، وهو الإمام والعمل مأموم، وهو الكاشف أمام ظلمات الشبهات، والسد في موج الشهوات، والغنى لكل ذي فقر، والكنز الذي ليس بعده كنز.
قال معاذ رضي الله عنه:"طلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة .. ، منار سبل أهل الجنة، وهو الأنس في الوحشة، والصاحب في الغربة، والمحدِّث في الخلوة، والدليل على السراء، والمعين على الضراء، والسلاح على الأعداء"
مدارسته كالصيام والقيام أو أعظم من الصيام والقيام، والحاجة إليه أعظم من الحاجة إلى الشراب والطعام؛ كما قال أبوعبدالله أحمد بن حنبل: الناس إلى العلم أحوج منهم إلى الطعام والشراب، لأن الرجل يحتاج إلى الطعام والشراب مرة أو مرتين، وحاجته إلى العلم بعدد أنفاسه
ولما كان هذا .. دعتني نفسي أن ألج هذا الملتقى المبارك: ملتقى أهل التفسير، فأنتظم في سلكهم، وأحشر نفسي في زمرتهم، وقد قال عمر رضي الله عنه: (لقاء الإخوان جلاء الأحزان)، وقال عمر رضي الله عنه: ما أعطي عبد بعد الإسلام خيرا من أخ صالح، فإذا رأى أحدكم ودا من أخيه فليتمسك به، وكان التابعي مالك بن دينار يقول: لم يبق من روح الدنيا الا ثلاثة: لقاء الإخوان و التهجد بالقرآن و بيت خال يذكر الله فيه، وقال الحسن: "إخواننا أحب إلينا من أهلينا؛ إخواننا يذكرونا بالآخرة، وأهلونا يذكرونا بالدنيا". وسئل سفيان: ما ماء العيش؟ قال: "لقاء الإخوان". وقيل: حلية المرء كثرة إخوانه، وقال خالد بن صفوان: "إن أعجز الناس من يقصر في طلب الإخوان، وأعجز منه من ضيع من ظفر بهم".
هذا أخ من بني السبعان قد نزلا
لا يبتغي عندكم مالا ولا خولا
وإنما جاء يرجو صحبة شرفت
في العلم، والعلم أعلى ما رجي أملا
أسأل الله أن يحشرني وإياكم في زمرة العلماء، وأن يسلك بنا طريق الجنة، وأن يرفع درجتنا، ويقبل توبتنا، وويغسل حوبتنا، ويجيب دعوتنا، ويثبت حجتنا.
اللهم اجعلنا من أنصار دينك، وحملة كتابك، ووراث شرعك، وإخوان نبيك صلى الله عليه وسلم
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[06 Jun 2004, 09:52 م]ـ
وعليكم السلام:
حياك الله بين إخوانك مفيداً ومستفيداً , ويسعدنا انضمامك إلينا.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[12 Jun 2004, 05:28 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
حللت أهلا، ووطئت سهلا، فحيهلاً بك.(/)
استغل وقتك في فصل الصيف
ـ[ abdaluha] ــــــــ[07 Jun 2004, 12:59 ص]ـ
(استغل وقتك في فصل الصيف)
نحن الآن في العطلة الصيفية بعد أن انتهى الطلاب من مدارسهم فيجب على كل أب أو ولي أمر أن يستقلوا هذه العطلة ليستفيدوا أبنائهم وكذاك على الأبناء يجب عليهم أن يستقلوا هذه العطلة فيستفيدوا منها ويطوروا أنفسهم من كل ناحية فمن يحب الكمبيوتر يشارك في مراكز تعليمية للكمبيوتر ومن كان يحي لعب كرة القدم يشارك في إحدى النوادي ومن كان بوده حفظ القران الكريم فيشارك في المساجد أو حلقات لتحفيظ القران الكريم فينبغي على كل الناس أن يستقلوا هذه العطلة وهي خير الأوقات ففي العطلة يستطيع الناس السفر وممارسة هواياتهم فقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على ممارسة الهوايات وخاصة السباحة والرماية وركوب الخيل. وكواجب الأب نحو أبنائه أن يشتري لهم هدية في العطلة الصيفية لكي يتسلوا بها مثلا يشتري لهم كمبيوتر والكمبيوتر مفيد ولكن مثل ما الكمبيوتر مفيد أيضاٌ ضار فيتعلم به الولد أشياء فاسدة فيجب على ولي الأمر مراقبة أبنائه أو أن يشتري لهم هدية أخر مثل التلفاز والتلفاز به أيضاٌ أشياء فاسدة أكثر من الكمبيوتر وعلى ولي الأمر مراقبة أبنائه أو أن يشتري لهم هدية أخرى من نوع أخر مثل السفر والسفر مفيد ولكن السفر ربما يعلم الابن أشياء فاسدة ويجب أن يكون معه من يراقبه أو أن يكون مع أصدقاء طيبين ولكن يكون السفر مفيد أكثر لو كانت الرحلة إلى الأماكن المقدسة مثل المسجد النبوي وأن تكون الرحلة في عطلة الصيف فمن كان ذكياٌ أستغلها فيما ينفعه ولكن للأسف هناك شباب لا يقدرون هذه العطلة فمنها نكتسب ونحفظ القران الكريم فبدلاٌ من أن يستقلها في الخير يستقلها في الفساد مثل الانحراف ولكن هذا الفعل السيء بعينه فمن كان ذكياٌ يعرف كيف يستقل هذه العطلة فيطور نفسة
الطالب: عبد الله الفضلي
الصف: الأول المتوسط(/)
سند الإمام السيوطي - رحمه الله - في النحو والفقه
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[12 Jun 2004, 07:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر السيوطي سنده في علم النحو في ترجمة شيخه تقي الدين أحمد بن محمد الشُّمُنِّي من كتاب (المنجم في المعجم) , وهو كتاب في تراجم شيوخه , ترجم للشمنّي ثم ذكر سلسلة النحو , كما سماها إلى أبي الأسود الدؤلي مستنبط هذا العلم , وقد ذكرت في الحاشية الاسم الكامل لكل عَلَمٍ ومصدر ترجمته من (بغية الوعاة في طبقات اللغوين والنحاة) للسيوطي , ليرجع إليه من أراد الاستزادة.
قال السيوطي (أخذت النحو بحثاً وتحقيقاً عن الشيخ تقي الدين الشمني (1) , وهو اخذه عن الشمس الشَّطَّنوفي (2) , وهو أخذه جماعة منهم محب الدين محمد بن الشيخ جمال الدين بن هشام (3) , وهو أخذه عن الإمام أبي حيان (4) , وهو أخذ عن أبي الحسن بن الضَّائع (5) , وأبي الحسن الاُبَّذي (6) , وأخذا عن أبي علي الشَّلّوبِين (7) , وأخذ الشلوبين عن أبي الحسن نَجَبة بن يحيى الرُّعيني (8) , وأبي إسحاق بن ملكون (9) , وأخذا عن أبي القاسم عبدالرحمن بن محمد بن الرمَّاك (10) , ح , وأخذ الشَّلوبين أيضاً عن الحافظ أبي بكر محمد بن عبدالله بن يحيى الفهري (11) , وقرأه ابن الرماك وأبوبكر علي أبي الحسن علي بن عبدالرحمن بن الأخضر (12) , وأخذ ابن الرماك أيضاً عن أبي عبدالله بن أبي العافية (13) , وأبي الحسين بن الطراوة (14) , وقرأ ثلاثتهم على أبي الحجاج يوسف سليمان الأعلم (15) , وقرأ الأعلم على أبي القاسم إبراهيم بن محمد الإفليليّ (16) , وقرأ الإفليلي على محمد بن عاصم العاصمي (17) , وقرأ العاصمي على أبي عبدالله محمد بن يحيى بن عبدالسلام الرياحي (18) , والرياحي على أبي جعفر أحمد بن محمد بن النحاس (19) , والنحاس على أبي إسحاق الزَّجَّاج (20) , والزجاج على المبرد (21) , والمبرد على أبي عمر الجَرْمي (22) , وأبي عثمان المازني (23) , وقرأ على أبي الحسن الأخفش (24) , وقرأ الأخفش على سيبويه (25) , وأخذ سيبويه عن الخليل (26) , والخليل عن أبي عمرو بن العلاء (27) , وأبو عمرو عن نصر بن عاصم الليثي (28) , ونصر عن أبي الأسود الدؤلي (29) مستنبط هذا العلم). ص220 - 224
وإسناده في الفقه كما يلي:
ذكر السيوطي في مشيخته (المنجم في المعجم) (30) , سلسلة الفقه مختصرة في ترجمة شيخه شيخ الإسلام علم الدين أبي التقى صالح بن عمر الكناني البُلْقيني (-868) الذي تفرّد بعلو سلسلة الفقه , فإنّه كان آخر مَن بينه وبين الشافعي أربعة عشر نفساً.
قال السيوطي (أخذتُ الفقه عن شيخنا المذكور , وهو تفقه على والده شيخ الإسلام سراج الدين , وهو تفقه على الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عدلان , وهو تفقه على الوجيه عبدالوهاب بن حسين البهنسي , وهو تفقه على البهاء أبي الحسن علي بن هبة الله بن الجميَّزي , وهو تفقه من طريق العراقيين على قاضي القضاة شرف الدين أبي سعد عبدالله بن أبي عصرون , ومن طريق الخراسانيين على الشهاب الطوسي , وتفقه ابن أبي عصرون على القاضي أبي الحسن الفارقي , وهو تفقه على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي , والشيخ أبي نصر عبدالسيد بن الضبّاع , وهما تفقها على القاضي أبي الطيب الطبري , وهو تفقه على الشيخ أبي حامد الإسفراييني , وهو تفقه على أبي القاسم الدَّازكي , وهو تفقه على أبي إسحاق المروزي , وهو تفقه على أبي العباس ابن سريج.
وتفقه الشهاب الطوسي على الإمام محمد بن يحيى النيسابوري , وهو تفقه على حجة الإسلام أبي حامد الغزالي , وهو تفقه على إمام الحرمين , وهو تفقه على والده الشيخ أبي محمد الجويني , وهو تفقه على أبي بكر القفال شيخ طريقة المراوزة , وهو تفقه على أبي زيد محمد بن أحمد المروزي , وهو تفقه على أبي إسحاق المروزي , وهو تفقه على ابن سريج , وهو تفقه على أبي القاسم الأنماطي , وهو تفقه على المزني , وهو تفقه على الإمام الشافعي رضي الله عنهم أجميعن) ص172 - 174
كتاب الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي , إياد خالد الطباع , أعلام المسلمين 64
وإلى اللقاء مع شيء آخر عن الإمام السيوطي - رحمه الله -.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ــــــــــــــــ
1) تقي الدين الشمني: أحمد بن محمد بن محمد (801 - 872) بغية الوعاة 1/ 375
(يُتْبَعُ)
(/)
2) الشمس الشطنوفي: محمد بن إبراهيم بن عبدالله (بعد 750 - 832) بغية الوعاة 1/ 10
3) محب الدين بن جمال بن هشام: محمد بن عبدالله بن يوسف (750 - 799) بغية الوعاة 1/ 148
4) أبو حيان: محمد بن يوسف الأندلسي الغرناطي (654 - 745) بغية الوعاة 2/ 204
5) أبو الحسن بن الضائع: علي بن محمد بن علي (نحو 640 - 680) بغية الوعاة 2/ 204
6) أبو الحسن الأبذي: علي بن محمد بن محمد (- 680) بغية الوعاة 2/ 199
7) أبو علي الشلوبين: عمر بن محمد بن عمر (562 - 645) و " الشلوبين " معناه بلغة الأندلس: الأبيض الأشقر , بغية الوعاة 2/ 224
8) نجبة بن يحيى الرعيني: (520 أو قبلها – 591) بغية الوعاة 2/ 312
9) أبو إسحاق بن ملكون: إبراهيم بن محمد بن منذر الإشبيلي (- 584) بغية الوعاة 1/ 431
10) عبدالرحمن بن محمد بن الرمالك (- 541) بغية الوعاة 2/ 86
11) محمد بن عبدالله بن يحيى الفهري , لعلّه الذي ذكره في " بغية الوعاة " 1/ 218 باسم " محمد بن عبداله بن الجد الفهري البلّي (- 515) راجع صلة الصلة ص 544 أو الصلة.
12) توفي سنة (514) بغية الوعاة 2/ 174
13) أبو عبدالله بن أبي العافية: محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن خليفة بن أبي العافية الأزدي الكُتٌندِي (556 - 583) بغية الوعاة 1/ 154
14) أبو الحسين بن الطراوة: سليمان بن محمد بن عبدالله السَّبائي (-528) بغية الوعاة 1/ 602
15) أبو الحجاج يوسُف بن سليمان بن عيسى , المعروف بالأعلم الشَّنتمرِيّ (410 - 476) بغية الوعاة 2/ 356
16) أبوالقاسم إبراهيم بن محمد بن زكريا (352 - 441) بغية الوعاة 1/ 426
17) محمد بن عاصم النحوي العاصمي ال، دلسي , أبو عبدالله (-382) بغية الوعاة 1/ 123
18) أبو عبدالله محمد بن يحيى بن عبدالسلام الرَّياحي مذا في " المنجم " وفي " البغية " الرياحي (-353) , بغية الوعاة 1/ 362
19) أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل المعروف بابن النحاس (-338) بغية الوعاة1/ 362
20) أبوإسحاق الزجاج: إبراهيم بن السريّ بن سهل (241 - 311) بغية الوعاة 1/ 413
21) المبرّد: محمد بن يزيد بن عبدالأكبر , أبو العباس (210 - 285) بغية الوعاة 1/ 269
22) أبو عمر الجرمي: صالح بن إسحاق (-225) بغية الوعاة 2/ 8
23) أبو عثمان المازني: بكر بن محمد بن بقيّة (-249) وقيل غير ذلك , بغية الوعاة 1/ 463
24) أبو الحسن الأخفش: سعيد بن مسعد (-210) وقيل غير ذلك , بغية الوعاة 1/ 590
25) سيبويه: عمرو بن عثمان بن قنبر (-180) وقيل غير ذلك , بغية الوعاة 2/ 229
26) الخليل بن أحمد الفراهيدي
27) أبو عمرو بن العلاء بن عمار المازني , اختلف في اسمه على أحد وعشرين قولاً , رجح السيوطي " زيّان " , (-154) , بغية الوعاة 2/ 231
28) نصر بن عاصم الليثي (-89) , بغية الوعاة 2/ 313
29) أبو الأسود الدؤلي البصري: ظالم بن عمرو بن ظالم , وقيل: ابن سفيان ابن عمر بن حِلس , بغية الوعاة 2/ 22
30) ص 123(/)
أبواب الخير
ـ[فريق الاعلام الدعوي]ــــــــ[14 Jun 2004, 12:25 ص]ـ
http://workforislam.com/media_team/022task/abwab-adv.jpg
تفضل هنا رعاك الله ( http://workforislam.com/media_team/022task/abwab.htm)(/)
لغة عالمية
ـ[ش. م]ــــــــ[14 Jun 2004, 12:35 ص]ـ
الأخلاق لغة عالمية، يفهمها الجاهل والعالم، يفهمها الأحمق والنابغ، يفهمها العدو والصديق، يفهمها الرفيق والغشوم، يفهمها من يتحدث بلسانك ومن هو ذو لسان غريب، يفهمها قريبك الذي ألفك وعرف معالم شخصيتك ويفهمها البعيد الذي لم يتعامل معك من قبل
قد تستعصي هذه اللغة الراقية على بعضٍ ممن تحجرت منهم القلوب، وقامت أمام أعينهم سدود الظلم والجبروت، ووُسمت أركانهم بميسم الغلظة والفظاظة إلى أن جعلتهم لا يعون أن في الدنيا شيئا من حسن خلق، ولكن بفضل الله عز وجل يبقى هؤلاء قلة، فهم شواذ في الكون خارجون عن طبائع أهله، بل لعل الله يجعل منهم من يراجع نفسه أمام تلك السلوكيات الغريبة عليه
فإن الأخلاق يذل أمامها أعتى الرجال، وتلين أصلب القلوب، وتخضع أظلم النفوس، قد لا تعترف بذلك صراحة ولكن .. تضيء تلك المواقف الأخلاقية نافذة نور في حياتها فيفكر فيها وينتعش بالتحليق في أجوائها حينا من الزمان إلى أن تكبر فتتحول إلى هالة قوية من النور تضيء القلب وتنعكس على الجوارح
وقد تكون الاستجابة لهذه اللغة العالمية سريعا، فيعجب من يستقبلها، ويدهش بل ينبهر ثم يخضع راضيا، ويسرع متراجعا وقد طرد شعاع الحق ظلمة الباطل الذي كان عليه
الأخلاق .. كم اجتذبت إلى ساحة الحق أرتالا من البشر ذوي النفوس الوضيئة تأثرا بها، بل كم جذبت من ذوي النفوس الشديدة المستكبرة أو الشاردة عن الهدى
الأخلاق أسر للقلوب وأجمِلْ به من أسر! وزيغ للقلوب وأعظِم به من زيغ عن الضلال إلى الهدى! وصرف لها وأكرِم به من صرف عن الباطل إلى الحق!
ونتأكد بهذا من صدق مقولة (الدين المعاملة)، وماذا يكون الدين إن لم يكن تهذيبا للنفس وصيانة للقلب وتقويما للسلوك؟ ماذا يكون الدين إن لم يعلم أبناءه حسن التعامل مع غيرهم؟
وكيف أسلمت قرى بل أمم بأكملها؟ وما خبر أندونسيا وشرق آسيا عنا ببعيد، فالصين مثلا لم تطأها قدم فاتح من المسلمين، ولكن نور القرآن أعظم أثرا ولغة الأخلاق أسرع انتشارا، فلما بلغت أسماع أهلها أنباءُ هذا الدين ورأوا وسمعوا عنه ما ترجف له الأفئدة إعجابا وإجلالا سارعوا إلى دين الله زرافات ووحدانا، وما زالت أعداد المسلمين في تزايد كبير في هذه البلاد
وفي عصر الفتوحات الإسلامية كان المسلمون يفتحون البلاد، ثم يقوم الإسلام بعمله التلقائي في التأثير في القلوب، فما هي إلا برهة من الزمن إلا ويسارع أهلها إلى ساحة الحق ويصيرون من أخلص العباد وأكثرهم استماتة في سبيل دينهم الجديد، وهم الذين كانوا قبلا يقدمون الغالي والنفيس من أجل عقائدهم السابقة
ألم تكن الأخلاق ذلك النور الذي قذف في القلوب المظلمة فبدد ظلمتها؟ وتحولت رفقة النور إلى شمس ساطعة تضيء تلك النفوس رويدا رويدا إلى أن يعمها ضوء النهار في أصفى حالاته وأجلاها، فتغدو نفس المسلم شمسا تشع نورا وهدى وحسن خلق
وما تلك النفوس التي لا تتأثر بخلق حسن أو معاملة طيبة ولا تأسرها خصلة خير أو سماحة نفس أو رفعة جوارح أو سمو شمائل؟
وقد قال عليه الصلاة والسلام مخلدا سوء أثر الخلق الطالح: لكل ذنب توبة إلا سوء الخلق فإن صاحبه كلما خرج من ذنب دخل في ذنب
وهذه مواقف من دروس الأخلاق العملية التي كانت أعظم أثرا في النفوس: كان ثمامة بن أثال ملكَ اليمامة، جاءه كتاب من الرسول يعرض عليه الإسلام فألقاه باحتقار وازدراء، ثم أعلن العداوة للدين، وقتل عددا من الصحابة، وعزم على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم. أسره المسلمون يوما ولم يكونوا قد عرفوه، وربطوه في سارية المسجد، فجاء الرسول وعرفه وأمر بإكرامه وجمع ما في بيوت أزواجه من طعام وأمر أصحابه بتقديمه إليه، كما أمر أن تحلب ناقته ويسقى ثمامة من لبنها غدوة وعشية. ثم جاءه وسأله: ما عندك يا ثمامة؟ فقال: عندي يا محمد خير، فإن تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دمٍ، وإن تُنعِم تُنعِم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل تُعْطَ منه ما شئت. أعادها الرسول عليه ثلاثة أيام، وهو يعيد الجواب نفسه، وفي اليوم الثالث أطلقه دون فداء ولم يسئ إليه، أو يقتص لمن قتل من أصحابه.
خرج ثمامة إنسانا جديدا فقد رأى معاملة لم ير مثلها وشاهد حسن خلق في تعاملهم مع بعضهم بعضا، عاش ثلاثة أيام في رحاب المسجد يتلقى قلبه أنوار الهدى ويسمع الكلام الحق.
ويلين القلب القاسي لرقة ما يشاهد ويسمع من تآلف واجتماع وحسن تعامل، فتطهر وعاد إليهم رافعا صوته بالشهادتين، ولما سئل: لم لم تسلم وأنت بين أيدينا؟ قال: خشيت أن يقال أسلم خوفا في الأسر. وقال للرسول: والله ما كان على ظهر الأرض وجهٌ أبغض إليّ، من وجهك، وقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إليّ، ووالله ما كان دين أبغض إليّ، من دينك، فأصبح دينك أحبَّ الدين كله إليَّ، ووالله ما كان بلد أبغض إليّ من بلدك، فأصبح بلدك أحب البلاد كلها إليّ
ثم كان قويا في الحق، شديدا على قريش والمشركين حتى إنه قطع عنهم ما كانوا يشترونه من اليمامة متبعا سياسة المقاطعة التي أضرت بهم إلى أن لجؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره أن يرفع حصاره عنهم، ويعود إلى ما كانوا عليه
ورسولنا عليه السلام حين دخل مكة فاتحا دخلها مطأطئا شكرا لله، ثم أطلق كلمته الشهيرة بالعفو العام عن قريش كلها على ما فعلته فيه وفي أصحابه من شرور: اذهبوا فأنتم الطلقاء. وسجل التاريخ تلك الكلمة بأحرف العزة والسماحة في أعظم صفحات فصول العفو عند المقدرة
وزين العابدين علي بن الحسين قابله رجل فتكلم فيه بسوء فما كان منه إلا أن قال له بهدوء: (يا عبد الله .. ما أظهر الله لك من عيوبنا أكثر مما ستر علينا) رد صاعق من حفيد المصطفى مقابل من أساء إليه أبلغ الإساءة، فارتجف القلب الخاطئ عندما لا مسد دفء نور الحق ثم أفاء إلى ظل ظليل نادما على ما قدم، مؤكدا أن حسن الخلق لغة عالمية لا يحدها سور ولا يمنعها باب ولا يعوقها اختلاف لسان
http://www.alanwaar.net/aalamy.htm(/)
برنامج الباحث - في القرآن الكريم -الإصدار الثاني
ـ[عادل التركي]ــــــــ[18 Jun 2004, 05:57 ص]ـ
الأخوة أعضاء الملتقى المبارك يسرني أن أطلعكم على نزول النسخة الثانية من البرنامج المفيد لكل باحث في القرآن الكريم , واسم البرنامج /الباحث
وإليكم بعض التفاصيل عن البرنامج منقولة من موقع إقلاع سوفت:
[ size=3] الوصف: برنامج رائع من برمجة الاستاذ: سامر غازي محمد حسن يمكنكم من البحث في القرآن الكريم عن آية أو كلمة أو جزء من كلمة و يوفر العديد من المميزات
ميزات البرنامج الأساسية:
1 - سرعة عملية البحث.2 - وجود خيارات البحث التي تمكنك من إختيار البحث عن كلمة منفردة أو بحث شامل.
3 - سهولة الوصول للنتائج و إنتقاء الآية المطلوبة.
4 - خفة البرنامج بشكل كبير على الذاكرة.
5 - توفر دعم دائم للبرنامج عن طريق صندوق التحديث الذي سيمكنكم من التأكد من وجود إصدار جديد من عدمه مباشرة عن طريق الإنترنت , مع شرح ملخص لميزات الإصدار الجديد إن وجد.
6 - البرنامج مدمج مع شرح مفصل له , أو بإمكانكم إنزال الشرح فقط من هذه الصفحة.
7 - قاعدة البيانات مأخوذة من موقع عالم النور الذي استخدمها لصنع برنامج بحث في القرآن الكريم للمواقع و تستخدم قاعدة البيانات هذه في أكثر من موقع مثل موقع قهوة نت الذي أيضا استخدمها في برنامج بحث في القرآن للمواقع و بهذا تأكدت من بعد هذه القاعدة عن الأخطاء و كثرة المتابعة لها , و قد تم تصحيح بعض الأخطاء البسيطة جدا التي تمت الإشارة لها في تلك المواقع , و أنا دائم المتابعة لجميع المواقع التي تدعمها لمراجعة آخر المعلومات عنها و بإمكانكم عن طريق زر التحديث في البرنامج متابعة كل جديد عن البرنامج.
باسوورد الملف هو eqla3soft.com
مواصفات الإصدارة الجديدة
1 - تمت إضافة تفسير معاني القرآن الكريم كاملا للجلالين بالتعاون مع الأخ خالد ممدوح (الموقع) فشكرا له جزيل الشكر.
2 - تمت اضافة قائمة المفضلات التي تستطيع عن طريقه اختيار عدة آيات و في النهاية نسخها جميعها بدل ان تقوم بنسخ كل آية على حدى.
3 - تمت إضافة خاصية تحديد سورة واحدة ليتم فيها البحث او بين سورتين و ايضا تحديد الجزء الذي يتم فيه البحث أو بين جزئين.
4 - إضافة تفاصيل في أسفل البرنامج لتوفر لك المعلومات عن رقم الصفحة التي توجد بها الآية و رقم الجزء و تصنيفها (مكية او مدنية) و عدد آيات السورة التي توجد بها هذه الآية.
5 - تغير التصميم و بشكل جذري
6 - العيب الوحيد هو زيادة حجم البرنامج قليلا عن سابقه ".
ـ[عادل التركي]ــــــــ[18 Jun 2004, 06:27 ص]ـ
هذا هو عنوان البرنامج /
الباحث في القرآن الكريم - الإصدار الثاني ( http://www.vb-pro.net/pro/searcher/pages/searcher.htm)
لمن أراد الإطلاع على مصدر البرنامج ومميزاته.(/)
أبواب الخير ..
ـ[فريق الإعلام]ــــــــ[21 Jun 2004, 05:10 ص]ـ
http://workforislam.com/media_team/022task/abwab-adv.jpg
تفضل هنا رعاك الله ( http://workforislam.com/media_team/022task/abwab.htm)(/)
اول من قال العلم نور والجهل ظلمة هم العرب ..
ـ[ tafza] ــــــــ[26 Jun 2004, 12:47 ص]ـ
اول من قال العلم نور والجهل ظلمة هم العرب، وتلك لعمري منقبة من مناقب تراثهم الفكري منذ عصور ما قبل الاسلام.
وفي الاسلام وجدنا نبي هذه الامة يحث على طلب العلم مرة بعد مرة. ومن اقواله صى الله عليه وسلم في هذا المورد تعلموا العلم فان تعلمه حسنة ودراسته تسبيح والبحث عنه جهاد وطلبه عبادة وتعليمه صدقة وبذله لاهله قربة لانه معالم الحلال والحرام وبيان سبيل الجنة والمؤنس في الوحشة والمحدث في الخلوة والجليس في الوحدة والصاحب في الغربة والدليل على السراء والمعين على الضراء والزين عند الاخلاء والسلاح على الاعداء،
وبالعلم يبلغ العبد منازل الاخيار في الدرجات العلى ومجالسة الملوك في الدنيا ومرافقة الابرار في الاخرة، والفكر في العلم يعدل الصيام ومذاكرته تعادل القيام وبالعلم توصل الارحام وتفصل الاحكام، وبالعلم يعرف الله ويوحد وبالعلم يطاع ويعبد ..
وقال صلوات الله وسلامه عليه يوزن مداد العلماء ودماء الشهداء يوم القيامة فلا يفضل احدهما على الاخر، ولغدوة في طلب العلم احب الى الله من مئة غزوة، ولا يخرج احد في طلب العلم الا وملك موكل به يبشره بالجنة، ومن مات ومراثه المحارب والاقلام دخل الجنة ..
ومن اقوال علي رضي الله عنه:
اقل الناس قيمة اقلهم علما وقال: العلم نهر والحكمة بحر والعلماء حول النهر يطوفون والحكماء وسط البحر يغوصون والعارفون في سفن النجاة يسيرون ..
ومن اقوال العرب في ذلك:
العلوم اربعة، الفقة للاديان، والطب للابدان، والنجوم للازمان، والنحو للسان:
ومما سنوه في طريق العلم قولهم:
من نصب نفسه للناس اماما فعليه ان يبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، ولكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه، فان مؤدب نفسه ومعلمها احق بالاجلال من مؤدب الناس ومعلمهم ..
وفي الحث على طلب العلم والتنفير من طلب غيره قول سيد المرسلين: هلاك امتي شيئين، ترك العلم وجمع المال ..
وجاء رجل الى النبي صى الله عليه وسلم فقال:
ما افضل الاعمال؟ فقال: العلم بالله والفقه في دينه - وكررها عليه فقال الرجل: يارسول الله اسألك عن العمل فتخبرني عن العلم؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ان العلم ينفك معه القليل من العمل وان الجهل لا ينفعك معه كثير العمل ..
ومن اقوال سفيان الثوري التي لم ينفك يرددها:
لو ان اهل العلم اكرموا انفسهم واعزوا هذا العلم وصانوه وانزلوه حيث انزله الله لخضعت لهم رقاب الجبابرة وانقاد لهم الناس وكانوا لهم تبعا ..(/)
عاجل
ـ[راكان]ــــــــ[27 Jun 2004, 01:51 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني الكرام انتشر هذا النص في الاونه الاخيره في كثير من المنتديات والرسائل البريديه واريد التثبت من حقيقته واصله واريد تفسيره ان كان دعاء بدعه ........... وإليكم النص
فضل هذا الدعاء: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نزل عليّ جبرائيل وأنا أصلي خلف المقام فلما فرغت من الصلاة دعوت الله تعالى وقلت حبيبي علمني لأمتي شيئا إذا خرجت من الدنيا عنهم يدعون الله تعالى فيغفر لهم، فقال جبريل ومن أمتك يشهدون لا إله إلا الله وأنك محمد رسول الله ويصومون أيام الثلاثه البيض الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر ثم يدعون الله بهذا الدعاء فإنه مكتوب حول العرش وأنا يا محمد بقوة هذا الدعاء أهبط وأصعد وملك الموت بهذا الدعاء يقبض أرواح المؤمنين وهذا الدعاء مكتوب على أستار الكعبة وأركانها ومن قرأ من أمتك هذا الدعاء يأمن عذاب القبر ويكون من أمينا يوم الفزع الأكبر ومن موت الفجّار وغناه عن خلقه ويرزقه من حيث لا يحتسب وأنت شفيعه يوم القيامة يامحمد. من صام ((13و14و15)) من كل شهر ودعا بهذا الدعاء عند إفطاره أكرمه الله تعالى بعد كرمه وفرجا بعد فرجه وما مهموم أو مغموم أو محزون أو مديون وذو حاجة إلا فرّج الله همّه وغمّه وقضى دينه وحاجته يا محمد ما من عبد من أمتك يدعو بهذا
ملاحظة
: على من يقرأ هذا الدعاء أن يكون على طهارة ووضوء تامين ..
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على محمد وآله الطاهرين سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت المؤمن المهيمن سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت المصور الرحيم سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت السميع العليم سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت الحي القيّوم سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت البصير الصادق سبحانك أنت الله لا إله الله إلا أنت الواسع اللطيف سبحانك أنت الله لاإله إلا أنت العليّ الكبير سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت المجيد الحميد سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت الشكور الحليم سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت الواحد الأحد الفرد الصمد سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت الأول والآخر سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت الغفور الغفار سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت المبين المنير سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت الكريم المنعم سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت الرب الحافظ سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت القريب المجيب سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت الشهيد المتعال سبحانك
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
وشكر الله لكم حسن تجاوبكم معي
دمتم في رعايه الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Jun 2004, 02:17 م]ـ
في رأيي القاصر:
هذا الكلام الذي نقلته يظهر عليه علامات الوضع، لركاكة لفظه، وهو أشبه ما يكون بالتعليمات التي تكتب على أكياس الشاهي الأخضر.
ولعل الإخوة الكرام أهل العناية بالحديث أن يتكرموا بالتعليق عليه من الناحية الحديثية إن كان يوجد في كتب الموضوعات، وإن كنت أشك في أنه من الموضوعات القديمة، فلفظه يدل على أنه من الموضوعات المعاصرة. وتأمل هذه المقاطع:
(وقلت حبيبي علمني لأمتي شيئا إذا خرجت من الدنيا عنهم).
(فإنه مكتوب حول العرش وأنا يا محمد بقوة هذا الدعاء أهبط وأصعد وملك الموت بهذا الدعاء يقبض أرواح المؤمنين). وغيرها.
ولا تنس في الختام ملاحظة: (على من يقرأ هذا الدعاء أن يكون على طهارة ووضوء تامين .. ).(/)
من يعيننا على إيجادِ نسخٍ لهذه الرسائلِ الجامعيةِ؟؟
ـ[عبد الله زُقَيْل]ــــــــ[27 Jun 2004, 02:19 م]ـ
الحمدُ للهِ وبعدُ؛
طالبُ علمٍ لديهِ بحثٌ عن الإمامِ جعفرِ الصادقِ، ويحتاجُ إلى بعضِ الرسائلِ الجامعيةِ المهمةِ لبحثهِ، وقد وُجدت هذه الرسائلُ في موقع " مركز الملك فيصل للبحوثِ والدراساتِ الإسلاميةِ "، وبعد الاتصالِ بأحدِ الأحبةِ هناك زودني - جزاهُ اللهُ خيراً - بمعلوماتٍ كاملةٍ عن الرسائلِ في الموقع.
فمن يستطيعُ في هذا الملتقى المبارك أن يعيننا على إيجادِ نسخٍ لهذه الرسائل؟؟؟
ونتحملُ جميعَ مصروفاتِ البريدِ.
- عناوبن الرسائل:
1 - العنوان: الإمام جعفر الصادق وآراؤه في الإمامة: دراسة نقدية لما نسبه إليه الشيعة من الأباطيل
الباحث: محمد محفوظ أبوعكاز
المستوى: ماجستير
المانح: جامعة أم القرى بمكة.
كلية: الشريعة وأصول الدين
المشرف: أحمد بن ناصر الحمد
2 - العنوان: الإمام جعفر الصادق ومنهجه في الدعوة إلى الله تعالى
الباحث: عزت علي محمد السروجي
المستوى: دكتوراه
المانح: جامعة الأزهر.
كلية: أصول الدين
المشرف: موسى شاهين.
3 - العنوان: الإمام جعفر الصادق ومنهجه ومدرسته وأثره
الباحث: عبدالقادر محمود أحمد الدسوقي
المستوى: ماجستير
المانح: جامعة الأسكندرية.
كلية: الآداب.
المشرف: علي سامي النشار.
4 - العنوان: مرويات جعفر الصادق في السنة النبوية وأحوال الرواة عنه ونماذج مما نسب إليه
الباحث: لطيفة إبراهيم القاسم الهادي
المستوى: دكتوراه
المانح: جامعة أم القرى بمكة.
كلية: الشريعة وأصول الدين
المشرف: منصور العبدلي.
5 - العنوان: مرويات الإمام جعفر الصادق في الكتب التسعة
الباحث: مؤيد أسعد حسين دناوي
المستوى: ماجستير
المانح: جامعة آل البيت.
المشرف: صديق محمد مقبول.
أرجو أن لا يهمل طلبنا هذا، واحتسبوا الأجر.
بالمناسبة الرسائل الجامعية الموجودة في الموقعِ المشارِ هي مجردُ قاعدة بيانات فقط، ولا يوجدُ منها نسخٌ في المركز.
محبكم: عبد الله زقيل
ـ[أبوعادل الشريف]ــــــــ[28 Jun 2004, 12:04 ص]ـ
أخي الحبيب /
سأزور كلية الآداب بالأسكندرية وسأعمل وسعي للوصول إلى هذه الرسالة - العنوان: الإمام جعفر الصادق ومنهجه ومدرسته وأثره
الباحث: عبدالقادر محمود أحمد الدسوقي
المستوى: ماجستير
المانح: جامعة الأسكندرية.
كلية: الآداب.
المشرف: علي سامي النشار.
وسأحضر لك على الاقل خطة الرسالة بإذن الله دعواتكم لي بالتوفيق في دراسة الماجستير
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[08 Jul 2004, 06:00 ص]ـ
أخي الكريم هذه أرقام الرسائل بمركز الحفظ في مركز الملك فيصل، بإمكانك أن تودع لهم قيمة التصوير ويرسلونها لك عن طريق البريد السريع خلال أيام.
67315 - الإمام جعفر الصادق وفقهه عن طريق الجمهور /عامر عوادي هادي -: ماجستير
63664 - مرويات الإمام جعفر الصادق في الكتب التسعة /مؤيد أسعد حسين دناوي -: ماجستير
51476 - مرويات جعفر الصادق في السنة النبوية وأحوال الرواة عنه ونماذج مما نسب إليه /لطيفة إبراهيم القاسم الهادي -: دكتوراه
35319 - الإمام جعفر الصادق ومنهجه ومدرسته وأثره /عبدالقادر محمود أحمد الدسوقي -: ماجستير
25077 - الإمام جعفر الصادق ومنهجه في الدعوة إلى الله تعالى /عزت علي محمد السروجي -: دكتوراه
4186 - الإمام جعفر الصادق وآراؤه في الإمامة: دراسة نقدية لما نسبه إليه الشيعة من الأباطيل /محمد محفوظ أبوعكاز -: ماجستير
هذه أرقام هواتفهم:
(4622375/ 4613982 / 4657489/ 2934571 / 2934591/ 2934583
) الرياض.(/)
إلى الدكتور/ مساعد الطيار نفعنا الله بعلمه
ـ[أبوعادل الشريف]ــــــــ[28 Jun 2004, 12:13 ص]ـ
الاخ الدكتور/ مساعد الطيار حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ,,
يسعدني أن ألتقي بكم لأنهل من فيض تجاربكم، سبق وأن عرضت مشكلتي ومشكلة بعض الدارسين الذين يدرسون الماجستير في مصر وأوضحت بأنني جهزت خمس خطط وأكثر من عشرة موضوعات مقترحة وهناك موضوع وضعت فيه خلاصة جهدي وأعددت مخططا في حوالي 80 صفحة ولكن الموضوع عن تفسير الفخر الرازي وأحس أن الموضوع قد يستهلك مني عمرا فهل هذا التفسير جدير بهذا الجهد لأنني أجد على الرازي مآخذ هل أستمر في هذا الجهد أم بماذا تنصحوني؟
محبكم
أبو عادل الشريف
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 Jun 2004, 12:35 ص]ـ
الذي أعلمه أن منهج الرازي في تفسيره قد بحثه شيخنا عبدالرحيم الطحان قبل سنوات ليست بالقليلة في الأزهر كرسالة للدكتوراه.
وهناك رسالة أخرى للدكتور محسن عبدالحميد بعنوان: الرازي مفسراً.
وهذا رابط له صلة: حياة الرازي ومنهج تفسيره ( http://209.61.210.137/uofislam/behoth/behoth_motf/264/fehrs1.htm)
وهذا رابط آخر: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=243
ومع ذلك، فتفسير الرازي موسوعة كبيرة يمكن أن تبحث من جوانب متعددة.
وقد يكون من البحوث الجيدة المتعلقة بتفسيره:
استدراكات الرازي على من سبقه من المفسرين.
ترجيحات الرازي في تفسيره - جمع ودراسة
قواعد التفسير وأصوله من تفسير الرازي.
وأعتذر عن التطفل على شيخنا الكريم مساعد الطيار، والمجال لا زال له، ونحن بانتظار توجيهه ورأيه.(/)
الفروق بين العورة في الصلاة، والعورة في النظر
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[30 Jun 2004, 12:06 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
فهذا كلام جميل في التفريق بين العورة في باب النظر، وباب الصلاة ليس لي فيه إلا التنظيم
الفروق بين العورة في الصلاة، والعورة في النظر
في الصلاة العورة تُقَسّمُ ثلاثةُ أقسامٍ
1 - غليظة، وهي: عورة المرأة الحرة البالغة =كلها عورة إلا وجهها.
2 - خفيفة، وهي: عورة ابن سبع إلى أن يتم له عشر = القبل والدبر.
3 - متوسطة: غير من ذكر = من السرة إلى الركبة.
وأما في النظر:
فالحرة البالغة الأجنبية = لا يجوز للرجل أن ينظر إلى شيء من بدنها من غير ضرورة، أو حاجة.
وذوات المحارم، ومن دون البلوغ من الأجنبيات = يجوز النظر إلى ما جرت العادة بكشفه، ما لم يكن في المكشوف فتنة.
والطفلة التي دون سبع سنين = لا حكم لعورتها.
وللحاجة يجوز نظر الخاطب، أو الشاهد.
وأما الضرورة فيجوز النظر، واللمس؛ لما تدعو الضرورة إليه، كعلاج، أو إنقاذ من هلكة.
وكل ذلك بشرط ألا يكون بشهوة فإن كان لشهوة؛ فهو: حرام.
تنبيه: لا يجوز أن تكشفَ المرأةُ للطبيبِ، مع وجود الطبيبة، وإذا لم يوجد بعد البحث جاز بشرطين:
عدم الخلوة، ووجود المحرم. والله أعلم.
الفروق والتقاسيم للسعدي بتصرف ص138، وشرحه لابن عثيمين ص 247 - 248، ومجموع فتاوى ابن عثيمين 12/ 288
ـ[المحرر]ــــــــ[25 Mar 2005, 07:11 ص]ـ
التقسيم الثلاثي للعورة غير مستقيم،
فليس هناك فرق بين المغلظة والمتوسطة، والله أعلم.(/)
أرقام هواتف بعض المكتبات في الرياض
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[01 Jul 2004, 10:37 م]ـ
هواتف بعض المكتبات بمدينة الرياض:
التدمرية 4924706
الرشد4583712
العبيكان 4654424
طيبة 4253737
المؤيد 4932581
الخاني 4253883
الوطن 4792042
العاصمة 4915154
أطلس 4266104
ابن خزيمة 4769932
اللواء 4910585 فرع 4789211
الراية 4911985
الصميعي945 4262
زمزم 4260760
المعارف 4114535
المغني 4257019
مكتبات الكتب المستعملة:
الخزانة 4935319
المنهاج 4065553
فرع 2322095
فرع2631622
الموسوعة 4650874
تنبيه: بعض الأرقام قد تكون تغيرت.(/)
هل البقاء للأقوى أم للأصلح في هذه الأرض؟
ـ[ abohamzahashhame] ــــــــ[02 Jul 2004, 01:58 ص]ـ
سم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين
أما بعد:
فإن كثيرا من الأقلام تردد عبارة البقاء للأقوى وهي عبارة جاهلية تمثل شريعة الغاب ولكن الذي يحدوهم إلى هذا القول ما يرونه من انتصار الأقوياء على الضعفاء والمساكين كأمريكا اليوم
والله تعالى قد بين لنا في كتابه العزيز انه لا بد من الصراع بين الحق والباطل كما في سورة الأنبياء {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ {18}
*************
والحق في منهج الله أصيل في بناء هذا الوجود. ليس فلتة عابرة، ولا مصادفة غبر مقصودة. . إن الله سبحانه هو الحق. ومن وجوده تعالى يستمد كل موجود وجوده: ذلك بأن الله هو الحق، وأن ما يدعون من دونه هو الباطل، وأن الله هو العلي الكبير. . وقد خلق الله هذا الكون بالحق لا يتلبس بخلقه الباطل: ما خلق الله ذلك إلا بالحق. . ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك! والحق هو قوام هذا الوجود فإذا حاد عنه فسد وهلك: ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن. . ومن ثم فلا بد للحق أن يظهر، ولا بد للباطل أن يزهق. . ومهما تكن الظواهر غير هذا فإن مصيرها إلى تكشف صريح: بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق. .
والخير والصلاح والإحسان أصيلة كالحق، باقية بقاءه في الأرض: أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها، فاحتمل السيل زبدا رابيا، ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع، زبد مثله. كذلك يضرب الله الحق والباطل. فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض. كذلك يضرب الله الأمثال. . . ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون. ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار. يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة. ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء. .
وأنا أقرر في ثقة بوعد الله لا يخالجها شك , أن الهزيمة لا تلحق بالمؤمنين , ولم تلحق بهم في تاريخهم كله , إلا وهناك ثغرة في حقيقة الإيمان. إما في الشعور وإما في العمل - ومن الإيمان أخذ العدة وإعداد القوة في كل حين بنية الجهاد في سبيل الله وتحت هذه الراية وحدها مجردة من كل إضافة ومن كل شائبة - وبقدر هذه الثغرة تكون الهزيمة الوقتية ; ثم يعود النصر للمؤمنين - حين يوجدون!
ففي "أحد" مثلا كانت الثغرة في ترك طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وفي الطمع في الغنيمة. وفي "حنين" كانت الثغرة في الاعتزاز بالكثرة والإعجاب بها ونسيان السند الأصيل! ولو ذهبنا نتتبع كل مرة تخلف فيها النصر عن المسلمين في تاريخهم لوجدنا شيئا من هذا. . نعرفه أو لا نعرفه. . أما وعد الله فهو حق في كل حين.
نعم. إن المحنة قد تكون للابتلاء. . ولكن الابتلاء إنما يجيء لحكمة , هي استكمال حقيقة الإيمان , ومقتضياته من الأعمال - كما وقع في أحد وقصه الله على المسلمين - فمتى اكتملت تلك الحقيقة بالابتلاء والنجاح فيه ,جاء النصر وتحقق وعد الله عن يقين.
على أنني إنما أعني بالهزيمة معنى أشمل من نتيجة معركة من المعارك. . إنما أعني بالهزيمة هزيمة الروح , وكلال العزيمة. فالهزيمة في معركة لا تكون هزيمة إلا إذا تركت آثارها في النفوس همودا وكلالا وقنوطا. فأما إذا بعثت الهمة , وأذكت الشعلة , وبصرت بالمزالق , وكشفت عن طبيعة العقيدة وطبيعة المعركة وطبيعة الطريق. . فهي المقدمة الأكيدة للنصر الأكيد. ولو طال الطريق!
كذلك حين يقرر النص القرآني: أن الله لن يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا. . فإنما يشير إلى أن الروح المؤمنة هي التي تنتصر ; والفكرة المؤمنة هي التي تسود. وإنما يدعو الجماعة المسلمة إلى استكمال حقيقة الإيمان في قلوبها تصورا وشعورا ; وفي حياتها واقعا وعملا وألا يكون اعتمادها كله على عنوانها. فالنصر ليس للعنوانات. إنما هو للحقيقة التي وراءها. .
(يُتْبَعُ)
(/)
وليس بيننا وبين النصر في أي زمان وفي أي مكان , إلا أن نستكمل حقيقة الإيمان. ونستكمل مقتضيات هذه الحقيقة في حياتنا وواقعنا كذلك. . ومن حقيقة الإيمان أن نأخذ العدة ونستكمل القوة. ومن حقيقة الإيمان ألا نركن إلى الأعداء ; وألا نطلب العزة إلا من الله.
ووعد الله هذا الأكيد , يتفق تماما مع حقيقة الأيمان وحقيقة الكفر في هذا الكون. .
إن الإيمان صلة بالقوة الكبرى , التي لاتضعف ولا تفنى. . وإن الكفر انقطاع عن تلك القوة وانعزال عنها. . ولن تملك قوة محدودة مقطوعة منعزلة فانية , أن تغلب قوة موصولة بمصدر القوة في هذا الكون جميعا.
غير أنه يجب أن نفرق دائما بين حقيقة الإيمان ومظهر الإيمان. . إن حقيقة الإيمان قوة حقيقية ثابته ثبوت النواميس الكونية. ذات أثر في النفس وفيما يصدر عنها من الحركة والعمل. وهي حقيقة ضخمة هائلة كفيلة حين تواجه حقيقة الكفر المنعزلة المبتوتة المحدودة أن تقهرها. . ولكن حين يتحول الإيمان إلى مظهر فإن "حقيقة " الكفر تغلبه , إذا هي صدقت مع طبيعتها وعملت في مجالها. . لأن حقيقة أي شيء أقوى من "مظهر" أي شيء. ولو كانت هي حقيقة الكفر وكان هو مظهر الإيمان!
إن قاعدة المعركة لقهر الباطل هي إنشاء الحق. وحين يوجد الحق بكل حقيقته وبكل قوته يتقرر مصير المعركة بينه وبين الباطل. مهما يكن هذا الباطل من الضخامة الظاهرية الخادعة للعيون. . (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق). .
ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلًا. .
هذه هي السنة المقررة , فالحق أصيل في طبيعة الكون , عميق في تكوين الوجود. والباطل منفي عن خلقة هذا الكون أصلا , طاريء لا أصالة فيه , ولا سلطان له , يطارده الله , ويقذف عليه بالحق فيدمغه. ولا بقاء لشيء يطارده الله ; ولا حياة لشيء تقذفه يد الله فتدمغه!
ولقد يخيل للناس أحيانا أن واقع الحياة يخالف هذه الحقيقة التي يقررها العليم الخبير. وذلك في الفترات التي يبدو فيها الباطل منتفشا كأنه غالب , ويبدو فيها الحق منزويا كأنه مغلوب. وإن هي إلا فترة من الزمان , يمد الله فيها ما يشاء , للفتنة والابتلاء. ثم تجري السنة الأزلية الباقية التي قام عليها بناء السماء والأرض ; وقامت عليها العقائد والدعوات سواء بسواء.
والمؤمنون بالله لا يخالجهم الشك في صدق وعده ; وفي أصالة الحق في بناء الوجود ونظامه ; وفي نصرة الحق الذي يقذف به على الباطل فيدمغه. . فإذا ابتلاهم الله بغلبة الباطل حينا من الدهر عرفوا أنها الفتنة ; وأدركوا أنه الابتلاء ; وأحسوا أن ربهم يربيهم , لأن فيهم ضعفا أو نقصا ; وهو يريد أن يعدهم لاستقبال الحق المنتصر , وأن يجعلهم ستار القدرة , فيدعهم يجتازون فترة البلاء يستكملون فيها النقص ويعالجون فيها الضعف. . وكلما سارعوا إلى العلاج قصر الله عليهم فترة الابتلاء , وحقق على أيديهم ما يشاء. أما العاقبة فهي مقررة: (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق) والله يفعل ما يريد. ((الظلال))
***************
وقال تعالى:
(أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ) (الرعد:17) إن الماء لينزل من السماء فتسيل به الأودية , وهو يلم في طريقه غثاء , فيطفو على وجهه في صورة الزبد حتى ليحجب الزبد الماء في بعض الأحيان. هذا الزبد نافش راب منتفخ. . ولكنه بعد غثاء. والماء من تحته سارب ساكن هاديء. . ولكنه هو الماء الذي يحمل الخير والحياة. . كذلك يقع في المعادن التي تذاب لتصاغ منها حلية كالذهب والفضة , أو آنية أو آلة نافعة للحياة كالحديد والرصاص , فإن الخبث يطفو وقد يحجب المعدن الأصيل. ولكنه بعد خبث يذهب ويبقى المعدن في نقاء. .
(يُتْبَعُ)
(/)
ذلك مثل الحق والباطل في هذه الحياة. فالباطل يطفو ويعلو وينتفخ ويبدو رابيا طافيا ولكنه بعد زبد أو خبث , ما يلبث أن يذهب جفاء مطروحا لا حقيقة ولا تماسك فيه. والحق يظل هادئا ساكنا. وربما يحسبه بعضهم قد انزوى أو غار أو ضاع أو مات. ولكنه هو الباقي في الأرض كالماء المحيي والمعدن الصريح , ينفع الناس. (كذلك يضرب الله الأمثال) وكذلك يقرر مصائر الدعوات , ومصائر الاعتقادات. ومصائر الأعمال والأقوال. وهو الله الواحد القهار , المدبر للكون والحياة , العليم بالظاهر والباطن والحق والباطل والباقي والزائل.
فمن استجاب لله فله الحسنى. والذين لم يستجيبوا له يلاقون من الهول ما يود أحدهم لو ملك ما في الأرض ومثله معه أن يفتدى به. وما هو بمفتد , إنما هو الحساب الذي يسوء , وإنما هي جهنم لهم مهاد. ويا لسوء المهاد!:
(للذين استجابوا لربهم الحسنى , والذين لم يستجيبوا له لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به , أولئك لهم سوء الحساب , ومأواهم جهنم. وبئس المهاد). .
ويتقابل الذين يستجيبون مع الذين لا يستجيبون. وتتقابل الحسنى مع سوء العذاب. .
ومع جهنم وبئس المهاد. . على منهج السورة كلها وطريقتها المطردة في الأداء. . (الظلال))
إن هناك علاقة وثيقة بين الفساد الذي يصيب حياة البشر في هذه الأرض وبين ذلك العمى عن الحق الذي جاء من عند الله لهداية البشر إلى الحق والصلاح والخير. فالذين لا يستجيبون لعهد الله على الفطرة , ولا يستجيبون للحق الذي جاء من عنده ويعلمون أنه وحده الحق. . هم الذين يفسدون في الأرض ; كما أن الذين يعلمون أنه الحق ويستجيبون له هم الذين يصلحون في الأرض , وتزكو بهم الحياة:
أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى ? إنما يتذكر أولو الألباب. الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق. والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل , ويخشون ربهم , ويخافون سوء الحساب. والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم , وأقاموا الصلاة , وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية , ويدرأون بالحسنة السيئة , أولئك لهم عقبى الدار. . . . .
(والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه , ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل , ويفسدون في الأرض , أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار). .
إن حياة الناس لا تصلح إلا بأن يتولى قيادتها المبصرون أولو الألباب الذين يعلمون أن ما أنزل إلى محمد صلى الله عليه وسلم هو الحق. ومن ثم يوفون بعهد الله على الفطرة , وبعهد الله على آدم وذريته , أن يعبدوه وحده , فيدينوا له وحده , ولا يتلقوا عن غيره , ولا يتبعوا إلا أمره ونهيه. ومن ثم يصلون ما أمر الله به أن يوصل , ويخشون ربهم فيخافون أن يقع منهم ما نهى عنه وما يغضبه ; ويخافون سوء الحساب , فيجعلون الآخرة في حسابهم في كل خالجة وكل حركة ; ويصبرون على الاستقامة على عهد الله ذاك بكل تكاليف الاستقامة ; ويقيمون الصلاة ; وينفقون مما رزقهم الله سرا وعلانية ; ويدفعون السوء والفساد في الأرض بالصلاح والإحسان
إن حياة الناس في الأرض لا تصلح إلا بمثل هذه القيادة المبصرة ; التي تسير على هدى الله وحده ; والتي تصوغ الحياة كلها وفق منهجه وهديه. . إنها لا تصلح بالقيادات الضالة العمياء , التي لا تعلم أن ما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم هو الحق وحده ; والتي تتبع - من ثم - مناهج أخرى غير منهج الله الذي ارتضاه للصالحين من عباده. . إنها لا تصلح بالإقطاع والرأسمالية , كما أنها لا تصلح بالشيوعية والاشتراكية العلمية!. .
إنها كلها من مناهج العمي الذين لا يعلمون أن ما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم هو وحده الحق , الذي لا يجوز العدول عنه , ولا التعديل فيه. . إنها لا تصلح بالثيوقراطية كما أنها لا تصلح بالديكتاتورية أو الديمقراطية! فكلها سواء في كونها من مناهج العمي , الذين يقيمون من أنفسهم أربابا من دون الله , تضعهي مناهج الحكم ومناهج الحياة , وتشرع للناس ما لم يأذن به الله ; وتعبدهم لما تشرع , فتجعل دينونتهم لغير الله. .
(يُتْبَعُ)
(/)
وآية هذا الذي نقوله - استمدادا من النص القرآني - هو هذا الفساد الطامي الذي يعم وجه الأرض اليوم في جاهلية القرن العشرين. وهو هذه الشقوة النكدة التي تعانيها البشرية في مشارق الأرض ومغاربها. . سواء في ذلك أوضاع الإقطاع والرأسمالية , وأوضاع الشيوعية والاشتراكية العلمية!. . وسواء في ذلك أشكال الديكتاتورية في الحكم أو الديمقراطية!. . إنها كلها سواء فيما تلقاه البشرية من خلالها من فساد ومن تحلل ومن شقاء ومن قلق. . لأنها كلها سواء من صنع العمي الذين لا يعلمون أن ما أنزل على محمد من ربه هو الحق وحده ; ولا تلتزم - من ثم - بعهد الله وشرعه ; ولا تستقيم في حياتها على منهجه وهديه.
إن المسلم يرفض - بحكم إيمانه بالله وعلمه بأن ما أنزل على محمد هو الحق - كل منهج للحياة غير منهج الله ; وكل مذهب اجتماعي أو اقتصادي ; وكل وضع كذلك سياسي , غير المنهج الوحيد , والمذهب الوحيد , والشرع الوحيد , الذي سنه الله وارتضاه للصالحين من عباده.
ومجرد الاعتراف بشرعية منهج أو وضع أو حكم من صنع غير الله , هو بذاته خروج من دائرة الإسلام لله , فالإسلام لله هو توحيد الدينونة له دون سواه.
إن هذا الاعتراف فوق أنه يخالف بالضرورة مفهوم الإسلام الأساسي , فهو في الوقت ذاته يسلم الخلافة في هذه الأرض للعمي الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه , ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض. . فهذا الفساد في الأرض مرتبط كل الارتباط بقيادة العمي!. .
ولقد شقيت البشرية في تاريخها كله ; وهي تتخبط بين شتى المناهج وشتى الأوضاع وشتى الشرائع بقيادة أولئك العمي , الذين يلبسون أردية الفلاسفة والمفكرين والمشرعين والسياسيين على مدار القرون. فلم تسعد قط ; ولم ترتفع "إنسانيتها" قط , ولم تكن في مستوى الخلافة عن الله في الأرض قط , إلا في ظلال المنهج الرباني في الفترات التي فاءت فيها إلى ذلك المنهج القويم. ((الظلال))
**********************
وبما أن الموضوع يلامس عقيدة المسلم مباشرة فلا بد من دراسة هذا الموضوع الجلل لتظهر الحقيقة جلية للناس
أبو حمزة الشامي
في 13 جمادى الأولى 1425 هـ الموافق 1/ 7/2004 م(/)
زيارة القبور والاستنجاد بالمقبور لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -
ـ[ابن العربي]ــــــــ[02 Jul 2004, 08:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
سئل أحمد بن تيمية رحمه الله عمن زار القبور ويستنجد بالمقبور في مرض به أو بفرسه أو بعيره يطلب إزالة المرض الذي بهم ويقول يا سيدي أنا جيرتك أنا حسبك فلان ظلمني فلان قصد أذيتي ويقول إن المقبور يكون واسطة بينه وبين اللع تعالى وفيمن ينذر للمساجد والزوايا والمشايخ حيهم وميتهم بالدراهم والإبل والغنم والشمع والزيت وغير ذلك يقول إن سلم ولدي فالشيخ علي كذا وكذا وأمثال ذلك وفيمن يستغيث بشيخه يطلب تثبيت قلبه من ذاك الواقع؟ وفيمن يجيء إلى شيخه ويستلم القبر ويمرغ وجهه عليه ويمسح القبر بيديه ويمسح بهما وجهه وأمثال ذلك؟ وفيمن يقصده بحاجته ويقول: يافلان ببركتك أو يقول قضيت حاجتي ببركة الله وبركة الشيخ؟ وفيمن يعمل السماع ويجيء إلى القبر فيكشف ويحط وجهه بين يدي شيخه على الأرض ساجداً وفيمن قال إن ثم قطباً غوثاً جامعاً في الوجود؟
أقتونا مأجورين وابسطوا القول في ذلك.
فأجاب: الحمد لله رب العالمين الدين الذي بعث الله به رسله وأنزل به كتبه هو عبادة الله وحده لا شريك له واستعانته والتوكل عليه ودعاؤه لجلب المنافع ودفع المضار كما قال تعالى:" تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصاً له الدين ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون "
يقول تعالى " وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً " وقال تعالى:" قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين " وقال تعالى: " قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذوراً "
قالت طائفة من السلف: كان أقوام يدعون المسيح وعزيراً والملائكة قال الله تعالى: هؤلاء الذين تدعونهم عبادي كما أنتم عبادي ويرجون رجمتي كما ترجون رحمتي ويخافون عذابي كما تخافون عذابي ويتقربون إلي كما تتقربون إلي فإذا كان هذا حال من يدعو الأنبياء والملائكة فكيف بمن دونهم؟
وقال تعالى:" أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا "
وقال تعالى:" قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له ".
فبين سبحانه أن من دعي من دون الله من جميع المخلوقات من الملائكة والبشر وغيرهم أنهم لا يملكون مثقال ذرة في ملكه وأنه ليس له شريك في ملكه بل هو سبحانه له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وأنه ليس له عون يعاونه كما يكون للملك أعوان وظهراء وأن الشفعاء عنده لا يشفعون إلا لمن ارتضى فنفى بذلك وجوه الشرك.
وذلك أن من يدعون من دونه إما أن يكون مالكاً وإما أن لا يكون مالكاً وإذا لم يكن مالكاً فإما أن يكون شريكاً وإما أن لا يكون شريكاً وإذا لم يكن شريكاً فإما أن يكون معاوناً وإما أن يكون سائلاً طالباً فالأقسام الأول الثلاثة وهي:
- الملك، والشركة، والمعاونة، منتفية وأما الرابع فلا يكون إلا من بعد إذنه
كما قال تعالى:" من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه " وكما قال تعالى:" وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى "
وقال تعالى:" أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أو لو كانوا لا يملكون شيئاً ولا يعقلون قل لله الشفاعة جميعاً له ملل السموات والأرض "
وقال تعالى:" الله الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش مالكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون "
وقال تعالى:" ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عباداً لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أرباباً أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون ".
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا جعل من اتخذ الملائكة والنبيين أرباباً كافراً فكيف من اتخذ من دونهم من المشايخ وغيرهم أرباباً؟!
والله تعالى أعلم
له تابع إن شاء الله
ـ[ابن العربي]ــــــــ[03 Jul 2004, 07:09 ص]ـ
وتفصيل القول
إن مطلوب العبد إن كان من الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله تعالى مثل أن يطلب شفاء مريضه من الآدميين والبهائم أو وفاء دينه من غير جهة معينة أو عافية أهله وما به من بلاء الدنيا والآخرة وانتصاره على عدوه وهداية قلبه وغفران ذنبه أو دخوله الجنة أو نجاته من النار أو أن يتعلم العلم والقرآن أو أن يصلح قلبه ويحسن خلقه ويزكي نفسه وأمثال ذلك فهذه الأمور كلها لا يجوز أن تطلب إلا من الله تعالى ولا يجوز أن يقول لملك ولا لنبي ولا شيخ سواء كان حياً أو ميتاً اغفر ذنبي ولا انصرني على عدوي ولا اشف مريضي ولا عافني أو عاف أهلي أو دابتي وما أشبه ذلك ومن سأل ذلك مخلوقاً كائناً من كان فهو مشرك بربه من جنس المشركين الذين يعبدون الملائكة والأنبياء والتماثيل التي يصورونها على صورهم ومن جنس دعاء النصارى للمسيح وأمه.
قال تعالى:" وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله "
وقال تعالى:" اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح بن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون ".
وأما ما يقدر عليه العبد فيجوز أن يطلب منه في بعض الأحوال دون بعض فإن " مسألة المخلوق " قد تكون جائزة وقد تكون منهياً عنها.
قال تعالى:" فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب " وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم ابن عباس:" إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله "
وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم طائفة من أصحابه: أن لا يسألوا الناس شيئاً فكان سوط أحدهم يسقط من كفه فلا يقول لأحد ناولني إياه وثبت في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال:" يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً بغير حساب وهم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون ".
والإسترقاء طلب الرقية وهو من أنواع الدعاء ومع هذا فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:" ما من رجل يدعو له أخوه بظهر الغيب دعوة إلا وكل الله بها ملكاً كلما دعا لأخيه دعوة قال الملك ولك مثل ذلك ".
ومن المشروع في الدعاء دعاء غائب لغائب ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة عليه وطلبنا الوسيلة له وأخبر بما لنا في ذلك من الأجر إذا دعونا بذلك فقال في الحديث:" إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإن من صلى علي مرة صلى الله عليه عشراً ثم اسألوا لي الوسيلة فإنها درجة في الجنة لا ينبغي أن تكون إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا ذلك العبد فمن سأل الله لي الوسيلة حلت له شفاعتي يوم القيامة ".
ويشرع للمسلم أن يطلب الدعاء ممن فوقه وممن هو دونه فقد روي طلب الدعاء من الأعلى والأدنى فإن النبي صلى الله عليه وسلم ودع عمر إلى العمرة وقال:" لا تنسنا من دعائك يا أخي "
لكن النبي صلى الله عليه وسلم لما أمرنا بالصلاة عليه وطلب الوسيلة له ذكر أن من صلى عليه مرة صلى الله بها عليه عشراً وأم من سأل له الوسيلة حلت له شفاعته يوم القيامة فكان طلبه منا لمنفعتنا في ذلك وفرق بين من طلب من غيره شيئاً لمنفعة المطلوب منه ومن سأل غيره لحاجته إليه فقط وثبت في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم ذكر أويساً القرني وقال لعمر:" إن استطعت أن يستغفر لك فافعل " وفي الصحيحين أنه كان بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما شيء فقال أبو بكر لعمر استغفر لي .........
وثبت في الصحيحين أن الناس لما أجدبوا سألوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يستسقي لهم فدعا الله لهم فسقوا وفي الصحيحين أيضاً أن عمر بن الخطاب رضي اللع عنه استسقى بالعباس فدعا فقال: اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فأسقنا فيسقون وفي السنن أن أعرابياً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: جهدت الأنفس وجاع العيال وهلك المال فادع الله لنا فإنا نستشفع بالله عليك وبك على الله فسبح رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه وقال:" ويحك إن الله لا يستشفع به على أحد من خلقه شأن الله أعظم من ذلك " فأقره على قوله " إنا نستشفع بك على الله " وأنكر عليه " نستشفع بالله عليك " لأن الشافع يسأل المشفوع إليه والعبد يسأل ربه ويستشفع إليه والرب تعالى لا يسأل العبد ولا يستشفع به.
والله تعالى أعلم
له تابع إن شاء الله
ـ[ابن العربي]ــــــــ[04 Jul 2004, 12:10 م]ـ
كيفية الزيارة الشرعية للقبور
وأما " زيارة القبور المشروعة " فهو أن يسلم على الميت ويدعو له بمنزلة الصلاة على جنازته كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه إذا زارو القبور أن يقولوا: سلام عليكم أهل دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لا حقون ويرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين نسأل الله لنا ولكم العافية اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم "
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" ما من رجل يمر بقبر رجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام "
والله تعالى يثيب الحي إذا دعا للميت المؤمن كما يثيبه إذا صلى على جنازته ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يفعل ذلك بالمنافقين فقال عز من قائل:" ولا تصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره " فليس في الزيارة الشرعية حاجة الحي إلى الميت ولا مسألته ولا توسله به بل فيها منفعة الحي للميت كالصلاة عليه والله تعالى يرحم هذا بدعاء هذا وإحسانه إليه ويثيب هذا على عمله فإنه ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به من بعده أو ولد صالح يدعو له.
والله تعالى أعلم
له تابع إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ snsn] ــــــــ[04 Jul 2004, 12:24 م]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خير ا على ذلك الموضوع الطيب
ـ[ابن العربي]ــــــــ[05 Jul 2004, 08:40 ص]ـ
(حكم من يأتي إلى قبر نبي أو صالح ويسأله ويستنجد به)
وأما من يأتي إلى قبر نبي أو صالح أو من يعتقد فيه أنه نبي أو رجل صالح وليس كذلك ويسأله ويستنجده فهذا على ثلاث درجات:
إحداها:
أن يسأله حاجته مثل أن يسأله أن يزيل مرضه أو مرض دوابه أو يقضي دينه أو ينتقم له من عدوه أو يعافي نفسه وأهله ودوابه ونحو ذلك مما لا يقدرعليه إلا الله عز وجل: فهذا شرك صريح يجب أن يستتاب صاحبه فإن تاب وإلا قتل.
وإن قال أنا أسأله لكونه أقرب إلى الله مني ليشفع لي في هذه الأمور لأني أتوسل إلى الله به كما يتوسل إلى السلطان بخواصه وأعوانه فهذا من أفعال المشركين والنصارى فإنهم يزعمون أنهم يتخذون أحبارهم ورهبانهم شفعاء يستشفعون بهم في مطالبهم وكذلك أخبر الله عن المشركين أنهم قالوا:" ما تعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى " وقال سبحانه وتعالى:" أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أو لو كانوا لا يملكون شيئاً ولا يعقلون قل لله الشفاعة جميعاً له ملك السموات والأرض ثم إليه ترجعون " وقال تعالى:" مالكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون " وقال تعالى:" من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه "
فبين الفرق بينه وبين خلقه فإن من عادة الناس أن يستشفعوا إلى الكبير من كبرائهم بمن يكرم عليه فيسأله ذلك الشفيع فيقضي حاجته: إما رغبة، وإما رهبة، وإما حياء وإما مودة وإما غير ذلك والله سبحانه لا يشفع عنده أحد حتى يأذن هو للشافع فلا يفعل إلا ما شاء وشفاعة الشافع من إذنه فالأمر كله له ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه:" لا يقولن أحدكم: اللهم اغفرلي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ولكن ليعزم المسألة فإن الله لا مكره له "
فبين أن الرب سبحانه يفعل ما يشاء لا يكرهه أحد على ما اختاره كما قد يكره الشافع المشفوع إليه وكما يكره السائل المسؤول إذا ألح عليه وآذاه بالمسئلة فالرغبة يجب أن تكون إليه كما قال تعالى:" فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب "
والرهبة تكون من الله كما قال تعالى:" وإياي فارهبون " وقال تعالى:" فلا تخشوا الناس واخشون "
وقد أمرنا أن نصلي على النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء وجعل ذلك من أسباب إجابة دعائنا.
وقال كثير من الضلال: هذا أقرب إلى الله مني وأنا بعيد من الله لا يمكنني أن أدعوه إلا بهذه الواسطة ونحو ذلك من أقوال المشركين فإن الله تعالى يقول:" وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان "
وقد روي: أن الصحابة قالوا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم – ربنا قريب فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ فأنزل الله هذه الآية. وفي الصحيح أنهم كانوا في سفر وكانوا يرفعون أصواتهم بالتكبير فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصماً ولا غائباً بل تدعون سميعاً قريباً إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته "
وقد أمر الله تعالى العباد كلهم بالصلاة له ومناجاته وأمر كلامنهم أن يقولوا: " إياك نعبد وإياك نستعين " وقد أخبر عن المشركين أنهم قالوا:" ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى "
ثم يقال لهذا المشرك: أنت إذا دعوت هذا فإن كنت تظن أنه أعلم بحالك وأقدر على عطاء سؤالك أو أرحم بك فهذا جهل وضلال وكفر وإن كنت تعلم أن الله أعلم وأقدر وأرحم فلم عدلت عن سؤاله إلى سؤال غيره؟ ألا تسمع إلى ما أخرجه البخاري وغيره عن جابر رضي الله عنه قال:" كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن يقول إذا هم أحدكم بأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم إني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه واقدرلي الخير حيث كان ثم ارضني به قال ويسمي حاجته "
أمر العبد أن يقول: استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم.
وإن كنت تعلم أنه أقرب إلى الله منك وأعلى درجة عند الله منك فهذا حق لكن كلمة حق أريد بها باطل فإنه إذا كان أقرب منك وأعلى درجة منك فإنما معناه أن يثيبه ويعطيه أكثر مما يعطيك ليس معناه أنك إذا دعوته كان الله يقضي حاجتك أعظم مما يقضيها إذا دعوت أنت الله تعالى فإنك إن كنت مستحقاً للعقاب ورد الدعاء مثلاً لما فيه من العدوان فالنبي والصالح لا يعين على ما يكره الله ولا يسعى فيما يبغضه الله وإن لم يكن كذلك فالله أولى بالرحمة والقبول.
والله تعالى اعلم
له تابع إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ snsn] ــــــــ[05 Jul 2004, 08:58 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله بارك الله فيك واعانك على حسن العبادة ونحن معك فذلك موضوع طيب ولا يدخل الجنة غير كل طيب
خلاصة موضوعك فى
(قل لله الشفاعة جميعاً له ملك السموات والأرض ثم إليه ترجعون)
ـ[ابن العربي]ــــــــ[06 Jul 2004, 08:51 ص]ـ
طلب الدعاء من الغير حياً كان أو ميتاً:
وإن قلت: هذا إذا دعا الله أجاب دعاءه أعظم مما يجيبه إذا دعوته فهذا هو:
القسم الثاني:
وهوأن لا تطلب منه الفعل ولا تدعوه ولكن تطلب أن يدعو لك كما تقول للحي: ادع لي وكما كان الصحابة رضوان الله عليهم يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء فهذا مشروع في الحي كما تقدم وأما الميت من الأنبياء والصالحين وغيرهم فلم يشرع لنا أن نقول: ادع لنا ولا اسئل لنا ربك ولم يفعل هذا أحد من الصحابة والتابعين ولا أمر به أحد من الأئمة ولا ورد فيه حديث بل الذي ثبت في الصحيح أنهم لما أجدبوا زمن عمر رضي الله عنه استسقى بالعباس وقال: اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فيسقون، ولم يجيئوا إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم قائلين: يا رسول الله ادع الله لنا واستسق لنا ونحن نشكوا إليك مما أصابنا ونحو ذلك لم يفعل ذلك أحد من الصحابة قط بل هو بدعة ما أنزل الله بها من سلطان بل كانوا إذا جاءوا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم يسلمون عليه فإذا أرادوا الدعاء لم يدعوا الله مستقبلي القبر الشريف بل ينحرفون ويستقبلون القبلة ويدعون الله وحده لا شريك له كما يدعونه في سائر البقاع.
وذلك أن في " الموطأ " وغيره عنه صلى الله عليه وسلم قال:" اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد "
وفي السنن عنه أنه قال: " لا تتخذوا قبري عيداً وصلوا علي حيثما كنتم فإن صلاتكم تبلغني "
وفي الصحيح عنه أنه قال في مرضه الذي لم يقم منه:" لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " يحذر ما فعلوا. قالت عائشة رضي الله عنها وعن أبويها: ولولا ذلك لأبرز قبره ولكن كره أن يتخذ مسجداً وفي صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال قبل أن يموت بخمس:" إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك "
وفي سنن أبي داود عنه قال:" لعن الله زوارات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج "
ولهذا قال علماؤنا لا يجوز بناء المسجد على القبور وقالوا: إنه لا يجوز أن ينذر لقبر ولا للمجاورين عند القبر شيئاً من الأشياء لا من درهم ولا من زيت ولا من شمع ولا من حيوان ولا غير ذلك كله نذر معصية وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصيه " واختلف العلماء: هل على الناذر كفارة يمين؟ على قولين: ولهذا لم يقل أحد من أئمة السلف: أن الصلاة عند القبور وفي مشاهد القبور مستحبة أو فيها فضيلة ولا أن الصلاة هناك والدعاء أفضل من الصلاة في غير تلك البقعة والدعاء بل اتفقوا كلهم على أن الصلاة في المساجد والبيوت أفضل من الصلاة عند القبور – قبور الأنبياء والصالحين – سواء سميت " مشاهد " أو لم تسم وقد شرع الله ورسوله في المساجد دون المشاهد أشياء فقال تعالى:" ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها " ولم يقل: المشاهد
وقال تعالى:" وأنتم عاكفون في المساجد " ولم يقل في المشاهد
وقال تعالى:" قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد "
وقال تعالى: " إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتي الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين "
وقال تعالى:" وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً "
وقال صلى الله عليه وسلم:" صلاة الرجل في المسجد تفضل على صلاته في بيته وسوقه بخمس وعشرين ضعفاً "
وقال صلى الله عليه وسلم:" من بنى لله مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة "
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما القبور فقد ورد نهيه صلى الله عليه وآله وسلم عن اتخاذها مساجد ولعن من يفعل ذلك وقد ذكره غير واحد من الصحابة والتابعين، كما ذكره البخاري في صحيحه والطبراني وغيره في تفاسيرهم وذكره وثيمة وغيره في " قصص الأنبياء " في قوله تعالى:"وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً "
قالوا: هذه أسماء قوم صالحين كانوا من قوم نوح فلما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم طال عليهم الأمد فاتخذوا تماثيلهم أصناماً وكان العكوف على القبور والتمسح بها وتقبيلها والدعاء عندها وفيها ونحو ذلك هو أصل الشرك وعبادة الأوثان ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:" اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد "
واتفق العلماء على أن من زار قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو قبر غيره من الأنبياء والصالحين – الصحابة وأهل البيت وغيرهم – أنه لا يتمسح به ولا يقبله بل ليس في الدنيا من الجمادات ما يشرع تقبيلها إلا الحجر الأسود وقد ثبت في الصحيحين: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقبلك ما قبلتك.
ولهذا لا يسن باتفاق الأئمة أن يقبل الرجل أو يستلم ركني البيت – الذين يليان الحجر – ولا جدران البيت ومقام إبراهيم ولا صخرة بيت المقدس ولا قبر أحد من الأنبياء والصالحين حتى تنازع الفقهاء في وضع اليد على منبر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما كان موجوداً فكرهه مالك وغيره لأنه بدعة وذكر أن مالكاً لما رأى عطاء فعل ذلك لم يأخذ عنه العلم ورخص فيه أحمد وغيره لأن ابن عمر رضي الله عنهما فعله.
وأما التمسح بقبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتقبيله فكلهم كره ذلك ونهى عنه وذلك لأنهم علموا ما قصده النبي صلى الله عليه وسلم من حسم مادة الشرك وتحقيق التوحيد وإخلاص الدين لله رب العالمين.
وهذا ما يظهر الفرق بين سؤال النبي صلى الله عليه وآله وسلم والرجل الصالح في حياته وبين سؤاله بعد موته وفي مغيبه وذلك أنه في حياته لا يعبده أحد بحضوره فإذا كان الأنبياء صلوات الله عليهم والصالحون أحياء لا يتركون أحداً يشرك بهم بحضورهم بل ينهونهم عن ذلك ويعاقبونهم عليه ولهذا قال المسيح عليه السلام:" ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد "
وقال رجل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: ما شاء الله وشئت فقال:" أجعلتني لله نداً ما شاء الله وحده " وقال:" لا تقولواما شاء الله وشاء محمد ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء محمد " ولما قالت الجويرية:" وفينا رسول الله يعلم ما في غد " قال:" دعي هذا وقولي بالذي كنت تقولين " وقال:" لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله "
ولما صفوا خلفه قياماً قال:" لا تعظموني كما تعظم الأعاجم بعضهم بعضاً "
وقال أنس: لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له لما يعلمون من كراهته لذلك ولما سجد له معاذ نهاه وقال:" إنه لا يصلح السجود إلا لله ولو كنت آمراً أحدا ًأن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها " ولما أُتي علي بالزنادقة الذين غلوا فيه واعتقدوا فيه الإلهية أمر بتحريقهم بالنار.
فهذا شأن أنبياء الله وأوليائه وإنما يقر على الغلو فيه وتعظيمه بغير حق من يؤيد علواً في الأرض وفساداً كفرعون ونحوه ومشايخ الضلال الذين غرضهم العلو في الأرض والفساد والفتنة بالأنبياء والصالحين واتخاذهم أرباباً والإشراك بهم مما يحصل في مغيبهم وفي مماتهم كما أشرك بالمسيح وعزير فهذا مما يبين الفرق بين سؤال النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصالح في حياته وحضوره، وبين سؤاله في مماته ومغيبه ولم يكن أحداً من سلف الأمة في عصر الصحابة ولا التابعين وتابعي التابعين يتحرون الصلاة والدعاء عند قبور الأنبياء ويسألونهم ولا يستغيثون بهم لا في مغيبهم ولا عند قبورهم وكذلك العكوف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن أعظم الشرك أن يستغيث الرجل بميت أو غائب كما ذكره السائل ويستغيث به عند المصائب يقول: يا سيدي فلان كأنه يطلب منه إزالة ضره أو جلب نفعه وهذا حال النصارى في المسيح وأمه وأحبارهم ورهبانهم ومعلوم أن خير الخلق وأكرمهم على الله نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأعلم الناس بقدره وحقه أصحابه ولم يكونوا يفعلون شيئاً من ذلك لا في مغيبه ولا بعد مماته وهؤلاء المشركون يضمون إلى الشرك الكذب فإن الكذب مقرون بالشرك وقد قال تعالى:" فاجتنبو الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور حنفاء لله غير مشركين به "
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:" عدلت شهادة الزور الإشراك بالله مرتين أو ثلاث "
وقال تعالى:" إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين"
وقال الخليل عليه السلام:" أإفكاً آلهة دون الله تريدون فما ظنكم برب العالمين "
فمن كذبهم أن أحدهم يقول عن شيخه: إن المريد إذا كان بالمغرب وشيخه بالمشرق وانكشف غطاؤه عليه وإن الشيخ إن لم يكن كذلك لم يكن شيخاً وقد تغويهم الشياطين كما تغوي عباد الأصنام كما كان يجري في العرب في أصنامهم ولعباد الكواكب وطلاسمهم من الشرك والسحر كما يجري للتتار والهند والسودان وغيرهم من أصناف المشركين من إغواء الشياطين ومخاطبتهم ونحو ذلك فكثير من هؤلاء قد يجري له نوع من ذلك لا سيما عند سماع المكاء والتصدية فإن الشياطين قد تنزل عليهم وقد يصيب أحدهم كما يصيب المروع من الإرغاء والإزباد والصياح المنكر ويكلمه بما لا يعقل هو والحاضرون وأمثال ذلك مما يمكن وقوعه في هؤلاء الضالين.
التوسل بالجاه
وأما القسم الثالث:
وهو أن يقول: اللهم بجاه فلان عندك أو ببركة فلان أو بحرمة فلان عندك: افعل بي كذا وكذا فهذا يفعله كثير من الناس لكن لم ينقل عن أحد من الصحابة والتابعين وسلف الأمة أنهم كانوا يدعون بمثل هذا الدعاء ولم يبلغني عن أحد من العلماء في ذلك ما أحكيه إلا ما رأيت في فتاوى الفقيه أبي محمد بن عبدالسلام فإنه أفتى: أنه لايجوز لأحد أن يفعل ذلك إلا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم إن صح الحديث في النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومعنى الاستفتاء: قد روى النسائي والترمذي وغيرهم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم علم بعض أصحابه أن يدعو فيقول:" اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بنبيك نبي الرحمة يا محمد يا رسول الله إني أتوسل بك إلى ربي في حاجتي ليقضيها لي اللهم فشفعه في "
فإن هذا الحديث قد استدل به طائفة على جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في حياته وبعد مماته قالوا: وليس في التوسل دعاء المخلوقين ولاستغاثة بالمخلوق وإنما هو دعاء واستغاثة بالله لكن فيه سؤال بجاهه كما في سنن ابن ماجة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه ذكر في دعاء الخارج للصلاة أن يقول:" اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا فإني لم أخرج أشراً ولا بطرا ًولا رياء ولا سمعة خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك أسألك أن تنقذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي فإنه لا يغفر الذنب إلا أنت "قالوا ففي هذا الحديث أنه سأل بحق السائلين عليه وبحق ممشاه إلى الصلاة والله تعالى قد جعل على نفسه حقاً قال تعالى:" وكان حقاً علينا نصر المؤمنين " ونحو قوله:" كان على ربك وعداً مسؤولا " وفي الصحيحين عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له:" يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد " قال الله ورسوله أعلم، قال:" حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً أتدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك فإن حقهم عليه أن لا يعذبهم "
وقد جاء في غير حديث:" كان حقاً على الله كذا وكذا " كقوله:" من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين يوماً فإن تاب، تاب الله عليه فإن عاد فشربها في الثالثة أو الرابعة كان حقاً على الله أن يسقيه من طينة الخبال قيل وما طينة الخبال قال عصارة أهل النار ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقالت طائفة: ليس في هذا جواز التوسل به بعد مماته وفي مغيبه بل إنما فيه التوسل في حياته بحضوره، كما في صحيح البخاري: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه استسقى بالعباس، فقال اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فأسقنا، فيسقون. وقد بين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنهم كانوا يتوسلون به في حياته فيسقون.
وذلك التوسل به أنهم كانوا يسألونه أن يدعو الله لهم فيدعو لهم ويدعون معه، ويتوسلون بشفاعته ودعائه كما في الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلاً دخل المسجد يوم الجمعة من باب كان بجوار " دار القضاء " ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائم يخطب فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائماً فقال:يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله لنا أن يمسكها عنا قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ثم قال: " اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والضراب وبطون الأودية ومنابت الشجر " قال: وأقلعت فخرجنا نمشي في الشمس ففي هذا الحديث أنه قال: ادع الله لنا أن يمسكها عنا وفي الصحيح أن عبدالله بن عمر قال: إني لأذكر قول أبي طالب في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث يقول:
وأبيض يستسقي الغمام بوجهه******ثمال اليتامى عصمة للأرامل
فهذا كان توسلهم به في الاستسقاء ونحوه ولما مات توسلوا بالعباس رضي الله عنه كما كانوا يتوسلون به ويستسقون وما كانوا يستسقون به بعد موته ولا في مغيبه ولا عند قبره ولا عند قبر غيره وكذلك معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه استسقى بيزيد بن الأسود الجرشي وقال: اللهم إنا نستشفع إليك بخيارنا يا يزيد ارفع يديك إلى الله فرفع يديه ودعا ودعوا فسقوا فلذلك قال العلماء يستحب أن يستسقى بأهل الصلاح والخير فإذا كانوا من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان أحسن ولم يذكر أحد من العلماء أنه يشرع التوسل والاستسقاء بالنبي والصالح بعد موته ولا في مغيبه ولا استحبوا ذلك في الاستسقاء ولا في الاستنصار ولا غير ذلك من الأدعية والدعاء مخ العبادة.والعبادة مبناها على السنة والاتباع وإنما يعبد الله بما شرع لا يعبد بالأهواء والبدع قال تعالى:" أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله "
وقال تعالى:" ادعوا ربكم تضرعاً وخيفة إنه لا يحب المعتدين "
وقال صلى الله عليه وآله وسلم:" إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الدعاء والطهور "
والله تعالى اعلم
له تابع إن شاء الله تعالى
ـ[ snsn] ــــــــ[06 Jul 2004, 09:07 ص]ـ
السلام عليكم اخى فى الله
سلمت يمينك
ـ[ابن العربي]ــــــــ[07 Jul 2004, 11:23 ص]ـ
حكم من إذا أصابته نائبة أو خوف استنجد بشيخه
وأما الرجل إذا أصابته نائبة أو خاف شيئاً فاستغاث بشيخه يطلب تثبيت قلبه من ذلك الواقع فهذا من الشرك وهو من جنس دين النصارى فإن الله هو الذي يصيب بالرحمة ويكشف الضر قال تعالى:" وإن يمسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله "
وقال تعالى:" ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده "
وقال تعالى:" قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون"
وقال تعالى:" قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذوراً "
فبين أن من يدعى من الملائكة والأنبياء وغيرهم لا يملكون كشف الضر عنهم ولا تحويلا.
فإذا قال قائل: أنا أدعو الشيخ ليكون شفيعاً لي فهو من جنس دعاء النصارى لمريم والأحبار والرهبان والمؤمن يرجو ربه ويخافه ويدعوه مخلصاًُ له الدين وحق شيخه أن يدعو له ويترجم عليه فإن أعظم الخلق قدراً هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أعلم الناس بأمره وقدره وأطوع الناس له ولم يكن يأمر أحداً منهم عند الفزع والخوف أن يقول: يا سيدي يا رسول الله ولم يكونوا يفعلون ذلك في حياته ولا بعد مماته بل كان يأمرهم بذكر الله ودعائه والصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وآله وسلم قال تعالى:" الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم
(يُتْبَعُ)
(/)
فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم "
وفي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن هذه الكلمة قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار وقالها محمد صلى الله عليه وآله وسلم يعني وأصحابه حين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم.
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يقول عند الكرب:" لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش الكريم لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش العظيم "
وقد رُوي أنه علم نحو هذا الدعاء بعض أهل بيته وفي السنن أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا حزبه أمر قال:" يا حي يا قيوم برحمتك استغيث "
وروي أنه علم ابنته فاطمة أن تقول: ياحي يا قيوم يا بديع السماوات والأرض لا إله إلا أنت برحمتك استغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا إلى أحد من خلقك ".
وفي مسند الإمام أحمد وصحيح أبي حاتم البستي عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:" ما أصاب عبداً قط هم ولا حزن فقال اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحد من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي إلا أذهب الله همه وغمه وأبدله مكانه فرحا"ً قالوا يا رسول الله أفلا نتعلمهن قال:" ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن "
وقال لأمته:" إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكشفان لموت أحد ولا لحياته ولكن الله يخوف بهما عباده فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة وذكر الله والاستغفار ".
فأمرهم عند الكسوف بالصلاة والدعاء والذكر والعتق والصدقة ولم يأمرهم أن يدعوا مخلوقاً ولا ملكاً ولا نبياً ولا غيرهم.
ومثل هذا كثير في سنته لم يشرع للمسلمين عند الخوف إلا ما أمر الله به من دعاء الله وذكره والاستغفار والصلاة والصدقة ونحو ذلك فكيف يعدل المؤمن بالله ورسوله عما شرع الله ورسوله إلى بدعة ما أنزل الله بها من سلطان تضاهي دين المشركين والنصارى؟
فإن زعم أحد أن حاجته قضيت بمثل ذلك وأنه مثل له شيخه ونحو ذلك فعباد الكواكب والأصنام ونحوهم من أهل الشرك يجري لهم مثل هذا كما قد تواتر ذلك عمن مضى من المشركين وعن المشركين في هذا الزمان فلولا ذلك ما عبدت الأصنام ونحوها قال الخليل عليه السلام:" واجنبني وبني أن نعبد الأصنام رب إنهن أضللن كثيراً من الناس "
-------------------------------------
أول ظهور الشرك:
ويقال: إن أول ما ظهر الشرك في أرض مكة بعد إبراهيم الخليل من جهة " عمرو بن لحي الخزاعي " الذي رآه النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجر أمعاءه في النار وهو أول من سيب السوائب وغير دين إبراهيم قالوا: إنه ورد الشام فوجد فيه أصناماً بالبلقاء يزعمون أنهم ينتفعون بها في جلب منافعهم ودفع مضارهم فنقلهاإلى مكة وسن للعرب الشرك وعبادة الأصنام والأمور التي حرمها الله ورسوله من الشرك والسحر والقتل والزنا وشهادة الزور وشرب الخمر وغير ذلك من المحرمات قد يكون للنفس فيها حظ مما تعده منفعة أو دفع مضرة ولولا ذلك ما أقدمت النفوس على المحرمات التي لا خير فيها بحال وإنما يوقع النفوس في المحرمات الجهل أو الحاجة فأما العالم بقبح الشيء والنهي عنه فكيف يفعله والذين يفعلون هذه الأمور جميعها قد يكون عندهم جهل بما فيه من الفساد وقد تكون بهم حاجة إليها مثل الشهوة إليها وقد يكون فيها من الضرر أعظم مما فيها من اللذة ولا يعلمون ذلك لجهلهم أو تغلبهم أهواؤهم حتى يفعلوها والهوى غالباً يجعل صاحبه كأنه لا يعلم من الحق شيئاً فإن حبك للشيء يعمي ويصم.
ولهذا كان العالم يخشى الله وقال أبو العالية سألت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم عن قول الله عز وجل:" إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب " فقالوا: كل من عصى الله فهو جاهل وكل من تاب قبل الموت فقد تاب من قريب وليس هذا موضع البسط لبيان ما في المنهيات من المفاسد الغالبة وما في المأمورات من المصالح الغالبة بل يكفي المؤمن أن يعلم أن ما أمر الله به فهو لمصلحة محضة أو غالبة وما نهى الله عنه فهو مفسدة محضة أو غالبة وأن الله لا يأمر العباد بما أمرهم به لحاجته إليهم ولا نهاهم عما نهاهم بخلاً به عليهم بل أمرهم بما فيه صلاحهم ونهاهم عما فيه فسادهم ولهذا وصف نبيه صلى الله عليه وسلم بأنه:" يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ".
والله اعلم
انتهى(/)
هل من روابط أو كتب على أي موقع تفيدني في كيفية تحقيق المخطوطات
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[03 Jul 2004, 01:28 ص]ـ
هل من روابط أو كتب على أي موقع تفيدني في كيفية تحقيق المخطوطات تحقيقا علميا بالأسلوب الحديث لتأليف الكتب وبورك فيكم
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[03 Jul 2004, 09:22 م]ـ
إليك هذا الرابط ولا تنسنا من دعائك
http://www.saaid.net/book/2/516.zip
ـ[موراني]ــــــــ[04 Jul 2004, 05:08 م]ـ
المرشد الوثيق الى أمهات المذهب المالكي وقواعد التحقيق للدكتور حميد لحمر (أستاذ في جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس , المغرب.
فاس 2002
موراني
ـ[سليمان العجلان]ــــــــ[04 Jul 2004, 06:30 م]ـ
من اجمل ما وقع بين يدي في فن التحقيق كتاب (تحقيق النصوص ونشرها) لعبد السلام محمد هارون، نشر مكتبة الخانجي بالقاهره،1415هجري، ويقع في 141 صفحة،ويكفيه جودة أن كاتبه صاحب باع طويل في التحقيق حيث حقق مالايقل عن خمسة وعشرين كتاباً، كلها مطبوعة ومتداوله، فيغنيك عن غيره إن وجدته.
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[04 Jul 2004, 06:56 م]ـ
السلام عليكم
بورك فيكم إخواني وأيدكم الله بنصره وجعلكم من جنود القرآن(/)
جديد فضيلة الشيخ د /عبد الكريم بن عبد الله الخضير .... حفظه الله
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[03 Jul 2004, 06:57 م]ـ
الدروس العلمية المكثفة الصيفية الخامسة
لفضيلة الشيخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله.
وذلك بشرح
منظومة البيقونية في مصطلح الحديث
في جامع ((خادم الحرمين الشريفين)) في مدينة حائل
ابتداءا من يوم السبت 15/ 5/1425 حتى يوم الإثنين17/ 5/1425 وسيكون الدرس بعد صلاة العصر مباشرة ...
وستبث باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط: http://liveislam.com/series/khudair.html
للاستفسار: ت/012355522 ف/012355533
أو البريد الالكتروني: kdeer15@hotmail.com(/)
كيف تكون محققا للمخطوطات؟
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[05 Jul 2004, 06:01 ص]ـ
محتويات العدد الرابع
السنة الأولى- شوال 1419هـ- يناير 1999م
أصول تحقيق المخطوطات
محمد السيد علي بلاسي
تدور كلمة "التحقيق" في اللغة حول: إحكام الشيء وصحته والتيقن، والتثبت. ففي مقاييس اللغة: يقال: ثوب محقق إذا كان محكم النسج قال:
تسربل جلد وجه أبيك إنا * * * كفيناك لمحققة الرقاقا
ويقال: حققت الأمر وأحققته: أي كنت على يقين فيه (1).
وفي اللسان: وحقه يحقه وأحقه كلاهما أثبته، وصار عنده حقاً لا شك فيه، وحق الأمر يحقه حقاً وأحقه. كان منه على يقين، تقول: حققت الأمر وأحققته إذا كنت على يقين منه (2).
أما عن المدلول الاصطلاحي للتحقيق، فهو: "إخراج الكتاب على أسس صحيحة محكمة من التحقيق العلمي في عنوانه، واسم مؤلفه، ونسبته إليه، وتحريره من التصحيف والتحريف، والخطأ، والنقص، والزيادة".
أو "إخراجه بصورة مطابقة لأصل المؤلف أو الأصل الصحيح الموثوق إذا فقدت نسخة المؤلف" (3).
فالتحقيق هو: "أن يؤدي الكتاب أداء صادقاً كما وضعه مؤلفه كماً وكيفاً بقدر الإمكان، فليس معنى تحقيق الكتاب أن نلتمس للأسلوب النازل أسلوباً هو أعلى منه، أو نحل كلمة صحيحة محل أخرى صحيحة بدعوى أن أولاهما أولى بمكانها، أو أجمل، أو أوفق، أو ينسب صاحب الكتاب نصاً من النصوص إلى قائل وهو مخطئ في هذه النسبة، فيبدل المحقق ذلك الخطأ، ويحل محله الصواب، أو أن يخطئ في عبارة خطأ نحوياً دقيقاً فيصحح خطأه في ذلك، أو أن يوجز عباراته إيجازاً مخلاً فيبسط المحقق عباراته بما يدفع الإخلال، أو أن يخطئ المؤلف في ذكر علم من الإعلام، فيأتي به المحقق على صوابه .. ليس تحقيق المتن تحسيناً، أو تصحيحاً، وإنما هو أمانة الأداء التي تقتضيها أمانة التاريخ فإن متن الكتاب حكم على المؤلف وحكم على عصره وبيئته، وهي اعتبارات تاريخية لها حرمتها، كما أن ذلك الضرب من التصرف على حق المؤلف الذي له وحده حق التبديل والتغيير" (4).
فالتحقيق -إذن- أمر جليل يحتاج من الجهد والعناية إلى أكثر ما يحتاج إليه التأليف، حتى لقد قال الجاحظ -قديماً-: "ولربما أراد مؤلف الكتاب أن يصلح تصحيفاً أو كلمة ساقطة، فيكون إنشاء عشر ورقات من حر اللفظ وشريف المعاني، أيسر عليه من إتمام ذلك النقص حتى يرده إلى موضعه من اتصال الكلام" (5).
فالعلماء العرب قديماً -قد عرفوا التحقيق، لا سيما عند توثيق النصوص وخاصة النصوص الشرعية، فقد كان لهم مناهج يتبعونها عند ذلك.
يقول الدكتور شوقي ضيف مؤكداً هذه الحقيقة: "لقد كانوا يعرفون كل القواعد العلمية التي نتبعها في إخراج كتاب لا من حيث رموز المخطوطات فحسب، بل أيضاً من حيث اختيار أوثق النسخ لاستخلاص أدق صورة للنص، ولعل خير ما يمثل عملهم في هذا الجانب إخراج اليونيني حافظ دمشق المشهور في القرن السابع الهجري لصحيح البخاري (6).
كما كان للعلماء العرب مؤلفات تتصل بالمنهج العلمي عند التأليف والتحقيق، من ذلك (7):
1 - مقدمة ابن الصلاح (أبو عمرو عثمان بن عبدالرحمن الشهرزوري، المتوفى سنة 643هـ) (8).
2 - تذكرة السامع والمتكلم في آداب العالم والمتعلم: لابن جماعة (بدر الدين بن أبي إسحاق إبراهيم الكناني، المتوفى سنة 733هـ) (9).
3 - التعريف بآداب التأليف: للسيوطي (جلال الدين عبدالرحمن، المتوفى سنة 911هـ) (10).
كل هذا وغيره يدل على أن أسلافنا الأفذاذ كان عندهم مناهج عند التأليف والتحقيق تكاد تقترب من مناهج المحدثين، إلا أنه مع هذا كله ومع بداية الاشتغال بالتحقيق في العصر الحديث لم يكن ثمة منهج معلوم يمكن أن يلتزم به المحققون، وإنما كان لكل منهم طريقته ومنهجه، على أنه قد استمدت بعض هذه الطرق من مناهج العلماء المسلمين في توثيق النصوص وخاصة النصوص الشرعية، كما استمد بعضها الآخر من مناهج المستشرقين في نشر التراث القديم. ومع مرور السنين بدأت الخبرات تتراكم وبدأ التفكير في تقنين هذه العملية ووضع الضوابط التي تحكمها (11).
صفات المحقق (12):
ينبغي لمن يتضلع بهذه المهمة الجليلة -وهي تحقيق المخطوطات- أن تتوفر فيه هذه الصفات:
1 - الإحساس بقيمة التراث العلمي والفكري إحساساً ينبع من الإيمان العميق بدوره الفعال في بناء حضارة الأمة عن طريق إحياء تراثها.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - الحب والتعلق بتراثنا المخطوط، ومعايشة، وتوثيق الصلة به على نطاق واسع قراءة ودراسة، وخبرة ودراية بأسراره ودقائقه وخصائصه، وأساليب تدوينه، ومناهج كتابته، وأنواع خطوطه.
3 - الخبرة والتمرس بتحقيق المخطوطات، والدراسة الواسعة بأصول تحقيقها، ومعرفة أصولها، وما كتبت به من خطوط متنوعة، مشرقية ومغربية، وفارسية .. ويستتبع ذلك التمرس بنهج النساخ ومصطلحات القدماء في الكتابة، مثل علامات التضبيب، واللحق، والإحالة .. ولابد من معرفة اصطلاحات القدماء في الضبط بالشكل، وعلامات إهمال الحروف غير المعجمية، وما يسمى بالتعقيبة.
4 - أن يكون المحقق على علم ودراية بموضوع الكتاب، فذلك أدعى إلى أن يكون العمل أكثر إتقاناً ودقة، مما لو تصدى له شخص آخر له جهة علمية أخرى.
5 - الأمانة العلمية التي تقتضي تحرير النص وتصحيحه، والاجتهاد في إخراجه على الصورة التي تمت به على يد مؤلفه دون أي تصرف، وفق أصول التحقيق المعتمدة عند شيوخ هذا العلم وأساطينه.
6 - الإلمام الواسع باللغة العربية وأساليبها ومفرداتها وسائر علومها؛ ما يذلل كثيراً من الصعاب التي قد تواجه المحقق في أساليب المخطوطة، ولغتها، حيث يجد من الحصيلة اللغوية ما يمكنه من تدقيق النظر، والوصول إلى الوجه الصحيح.
7 - التذرع بالصبر والأناة؛ لأن المحقق كثيراً ما تواجهه مشكلات وصعوبات قد تتطلب وقفات طويلة ومتأنية للوصول إلى علاجها الصحيح عن علم ويقين، وبعد طول بحث وتقص، بعيداً عن النظرة العجلى التي تأخذ بأقرب ما يتبادر إلى الذهن دون إعمال الفكر وتدقيق النظر وتقليب الأمر على جميع وجوهه المحتملة بغية الوصول إلى وجه الصواب.
8 - سعة الاطلاع على كتب التراث ومصادره في مختلف جوانب البحث والمعرفة، ومعرفة مناهج المؤلفين، وتوجهاتهم العلمية، وطرق لبحث في مصنفاتهم حول شتى العلوم مما يساعد المحقق على تحرير وتوثيق نصوص الكتاب الذي يعمل على تحقيقه.
الجوانب الفنية لتحقيق المخطوط:
يمكن أن نجمل تلك الجوانب -وبإيجاز شديد- في ثلاثة مراحل أساسية هي (13):
المرحلة الأولى:
تجميع نسخ المخطوطات، والمقارنة بينها وتحديد منازل النسخ.
ولكي نتوصل إلى معرفة النسخ المختلفة للكتاب الواحد ينبغي الرجوع إلى فهارس المكتبات والأعمال الببليوجرافية التي تحصي تراثنا المخطوط وتحدد أماكنه في مكتبات العالم مثل كتابي: تاريخ الأدب العربي: لكارل بروكلمان، وتاريخ التراث العربي: لفؤاد سيزكين. والكتابان يسجلان المخطوطات العربية الموجودة في مكتبات العالم تحت أسماء مؤلفيها، فكل مؤلف تذكر مؤلفاته التي وصلتنا، وكل كتاب منها تذكر نسخة والمكتبات التي توجد بها.
"وليس معنى ذلك أن يعمل (المحقق) على جمع كل ما يوجد من نسخ المخطوطة إذا كانت نسخها كثيرة مثل بعض الكتب المشهورة التي قد تصل مخطوطات بعضها إلى أكثر من مئة نسخة، وفي مثل هذه الحالة على المحقق أن يجتهد قدر الطاقة في الاطلاع على هذه النسخ، وجمع المعلومات عنها من خلال الاطلاع الميداني والمصادر والفهارس التي تتحدث عنها وتصفها، لكي يتسنى له اختيار النسخ الموثقة والمعتمدة منها، ويكتفي في الغالب بثلاث إلى خمس نسخ بالصيغة المذكورة.
وإذا لم يجد الباحث بع التحري والتقصي الدقيق سوى نسخة وحيدة جيدة وصحيحة وكاملة وموثقة فلا ضير في العمل على تحقيقها غير أنها تحتاج منه إلى جهد كبير، ودراية واسعة، ويقظة ووعي في التقويم والتصحيح (14).
ويلحق بتجميع النسخ مسألة تجديد منازلها، فليست كل مخطوطات الكتاب الواحد سواء في أقدارها، ففيها الكامل والناقص، وفيها القديم والمتأخر، وفيها الواضح والغامض، وفيها الموثق بسماعاته وإجازاته ومقابلاته وغير الموثق. وإذا كانت أفضل النسخ هي أقدمها وأكملها وأوثقها، فإن هذه المواصفات قلما تجتمع في نسخة واحدة، فقد تكون النسخة الأقدم ناقصة أ, متعذرة القراءة أو غير موثقة، وقد تكون النسخة الكاملة هي الأحدث، وقد توجد نسخ غير مؤرخة يصعب وضعها في مكانها الزمني بين النسخ الأخرى؛ وهنا تأتي أهمية دراسة الخط والرق وتواريخ التمليكات والسماعات والإجازات وتقصي الأشخاص الذين ورد ذكرهم في السماع أو الإجازة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد وضع برجشتراسر تصويراً عند المفاضلة بين النسخ الخطية والمتفاوتة؛ إذ يقول: "إن أقدار النسخ الخطية لكتاب ما متفاوتة جداً، فمنها ما لا قيمة له أصلاً في تصحيح نص الكتاب، ومنها ما يعول عليه ويوثق به، ووظيفة الناقد أن يقدر قيمة كل نسخة من النسخ ويفاضل بينها وبين سائر نسخ الكتاب، متبعاً في ذلك قواعد منها:
أ-أن النسخ الكاملة أفضل من النسخ الناقصة.
ب-النسخ الواضحة أحسن من غير الواضحة.
ج-النسخ القديمة أفضل من الحديثة.
د-النسخ التي قوبلت بغيرها أحسن من التي لم تقابل (15).
على أن تحديد منازل النسخ يتمخض عنه: اختيار النسخة التي تتخذ أصلاً للتحقيق تقابل عليه النسخ الأخرى، كما ينتج عنه تحديد النسخ التي أخذت عن بعضها بحيث يمكن الاستغناء عن النسخ المتشابهة والاكتفاء بالأصل الذي أخذت عنه.
المرحلة الثانية:
مرحلة التحقيق بكل ما ينطوي تحته من تثبت من مؤلف الكتاب وعنوانه وتحرير لنصه، أما عنوان الكتاب واسم المؤلف فغالباً ما يذكران في المقدمة. وفي حالة فقد أجزاء من المقدمة أو طمس إحدى هاتين المعلومتين، أو جزء من أيهما كأن نعثر على عنوان الكتاب ولا نعثر على اسم المؤلف، أو نعثر على اسم الكتاب أو اسم المؤلف ناقصين، في مثل هذه الحالات يلزم الرجوع إلى الكتب الببلوجرافية التي تحصي أسماء المؤلفين (16).
أما إذا فقدت المقدمة وفقد معها اسم الكتاب واسم مؤلفه فلا سبيل إلى التعرف على شخصيته إلا من خلال قراءة النص وتحديد موضوعه، والتمرس بأساليب المؤلفين وخصائصهم، والرجوع إلى الكتب الموسوعية أو كتب التخصص التي قد تكون نقلت نصوصاً عن هذا الكتاب وسمته أو ذكرت مؤلفه. وتلك كلها أمور تحتاج إلى خبرة واسعة بالتراث العربي وإحاطة شاملة بخصائص المؤلفين.
فإذا اطمأننا إلى عنوان الكتاب واسم مؤلفه، انتقلنا إلى النص نفسه، فإن كانت نسخة المؤلف هي التي ننشرها فلا مشكلة لأنها تجب كل نسخ الأخرى، أما إذا كنا أمام مجموعة من النسخ فيجب أن نرمز لكل منها برمز معين، وأن نتخذ أقدمها وأوثقها وأصحها أساساً لنشر، ونقابلها بالنسخ الأخرى ونثبت الخلافات بين النسخ في الحواشي.
ولكن تحقيق النص ليس مجرد مقابلة عدة نشخ على بعضها، ولا هو تصويب له أو تصحيح لأخطائه، وإنما هو محاولة للاقتراب من النص الذي تركه المؤلف وافتقدناه، ولهذا تجدر الإشارة إلى بعض المبادئ الأساسية التي ينبغي الالتفات إليها عند تحقيق النص وأهمها:
1 - أن المحقق ليس من مهمته تقويم النص أو تصحيح المعلومات الواردة به.
2 - أنه ليس من مهمته استكمال النقص الموجود في النص إلا إذا كان النص لا يستقيم دون إضافة، وفي هذه الحالة ينبغي أن توضع الإضافة بين معقوفتين.
أن تتخذ هوامش الصفحات في:
أ-إثبات الخلاف بين النسخ.
ب-تخريج النصوص، أي ردها إلى مصادرها، فإن كانت آية قرآنية ذكرت السورة التي وردت بها ورقمها فيها، وإن كان حديثاً ذكر المصدر الذي ورد به، وإن كان نصاً من كتاب رجع إليه في مصدره للتثبت منه وأثبت المصدر والصفحة التي نقل عنها.
ج-إثبات التعليقات والشروح، كالتعريف بالمواضيع والأشخاص المذكورين في النص، وتفسير العبارات الغامضة التي تحتاج إلى بسط ليتسنى فهم المراد منها.
د-التنبيه على الأخطاء العلمية التي وقعت في النص. أما الأخطاء الإملائية واللغوية فتصوب في موضعها ما لم تكن النسخ التي ننشرها هي أصل المؤلف. ففي هذه الحالة يستبقي الرسم الإملائي كما هو، ويستبقي الأخطاء اللغوية والنحوية كما هس لأنها جزء من تكوين المؤلف ودليل على ثقافته، ومع ذلك ينبغي التنبيه إلى الصواب في الحاشية.
هـ-ربط أجزاء الكتاب بعضها ببعض، بالإشارة إلى ما سبق أو ما سيأتي من الكتاب مما له علاقة بموضوع الحديث.
المرحلة الثالثة:
مرحلة الإخراج والنشر، وهي الصورة الأخيرة للكتاب المحقق وتشتمل على ما يلي:
أ-مقدمة التحقيق:
ويتناول فيها المحقق الأمور التالية (17):
1 - ترجمة مؤلف المخطوطة.
2 - التعريف بموضوع الكتاب وتحليل مادته، وبيان منهجه ومصادره.
3 - التحقيق في عنوان الكتاب.
4 - تحقيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه.
5 - وصف النسخ المعتمدة في التحقيق، ويقتضي ذلك ما يلي:
(أ) ذكر مصدر النسخة بلداً، وكتبة، أو شخصاً إذا كانت في حوزة أحد الأفراد، مع النص على الرقم الذي تحمله في مكان وجودها.
(يُتْبَعُ)
(/)
(ب) وصف الورقة الأولى بما فيها من عنوان الكتاب، واسم مؤلفه، وما حليت به من تمليكات وسماعات وقراءات، وما يوجد عليها من أختام.
(ج) عدد أوراق المخطوطات، ونوع الترقيم الموجودة، وإذا لم يوجد يتم التنبيه على ذلك، مع الإشارة إلى ما قد يوجد من خلط في ترتيب الأوراق إن وجد، ثم قياس الصفحة طولاً وعرضاً، وما تشتمل عليه من سطور.
(د) نوع الخط، وهل هو بقلم واحد أم مختلف، وهل ميزت العناوين بخط مغاير، ونوع المداد وألوانه، ونوع الورق، وجودة الخط من عدمها.
(هـ) أبرز الظواهر الإملائية المتبعة في الرسم الذي جرت عليه المخطوطة وموقف المحقق منه.
(و) المصطلحات الكتابية التي تظهر من خلال المخطوطة مثل: التعقيبات والإحالات، والرموز، والمختصرات، وعلامات السقط والتضبيب.
(ز) ما يوجد على النسخة من قراءات وسماع.
(ح) أسلوب النسخة في الضبط بالشكل من حيث الوجود، والتمام والصحة من عدمها.
(ط) بيان ما قد يعتور النسخة من تصحيفات وتحريفات، أو السلامة من ذلك، ومن حيث تمامها، أو نقصها، ووضوحها من عدمه.
(ي) بيان ما قد يطرأ على النسخة من عوادي الزمن: كالتآكل والخرم وآثار الأرضية والرطوبة.
(ك) النص على تاريخ النسخ إذا كان مصرحاً به في خاتمة النسخة، أو الاجتهاد في الوصول غليه من خلال الخبرة والدراية بالخطوط القديمة، وأنواعها، وتقدير أزمانها، وأنواع الورق، والزمن الذي يقدر له، مما يؤدي إلى زمن تقريبي لتاريخ النسخ وإذا ذكر الناسخ فلابد من التعرف عليه، والترجمة له، مما يزيد في أهمية المخطوطة وقيمتها.
(ل) وضع نماذج مصورة من المخطوطات المعتمدة في التحقيق بعد وصفها وتكون ممثلة لصفحة العنوان، وصفحة المقدمة والخاتمة وصور بعض السماعات والقراءات إن وجدت. فمثل هذه الصفحات -عادة- ما يذكر فيها اسم الكتاب واسم المؤلف والناسخ وتاريخ النسخ.
6 - بيان منهج التحقيق: لابد للمحقق من الإفصاح في المقدمة عن المنهج الذي سار عليه في التحقيق، والمنهج الذي اتبعه في اختيار النسخ المعتمدة، والأسباب التي أدت إلى ذلك الاختيار والرمز الذي به غلى كل منها، وإذا كان الكتاب قد سبق تحقيقه أو نشره فينبغي ذكر الأسباب التي دعت إلى إعادة تحقيقه ونشره إلى جانب الحديث ن منهج المحقق في المقابلة وإثبات الفروق وفي التصحيح والتقويم، وفي التعليقات والتخرج والهوامش والفهارس.
ب-نص المخطوط:
وينبغي أن يكون معداً إعداداً جيداً من حيث تنظيم الفقرات وترقيم الحواشي واستخدام علامات الترقيم وضبط الألفاظ التي قد تلتبس على القارئ وخاصة أسماء الأشخاص والأماكن.
ج-الفهارس:
وينبغي أن يختم الكتاب بمجموعة من الكشافات الهجائية التي تحلل محتواه، وتيسر استخدامه. كأن يوضع فهرس للآيات القرآنية، وآخر للأحاديث، وثالث للأعلام، ورابع للغة (18). وخامس للشعر، وسادس للأمثال، وسابع لموضوعات وفيه يبرز أدق جزئيات المسائل التي اشتمل عليها الكتاب.
وعن ترتيب الفهارس بعد الآيات القرآنية والأحاديث، يرى الأستاذ عبدالسلام محمد هارون: "أن النهج يقتضي تقديم أهم الفهارس وأشدها مساساً بموضوع الكتاب، فإن كان الكتاب كتاب تراجم وتاريخ قدّم فيه فهرس الأعلام، أو كتاب أمثال قدم فهرس الأمثال، أو قبائل قدم فهرس القبائل، وهكذا .. ثم تساق بعده سائر الفهارس مرتبة حسب ترتيبها المألوف (19). ومن الله العون، وهو ولي التوفيق.
الهوامش
(1) انظر: مقاييس اللغة: لابن فارس، تحقيق الأستاذ عبدالسلام محمد هارون، 2/ 15،16،19،ط، عيسى البابي الحلبي سنة 1371هـ.
(2) لسان العرب: لابن منظور، مادة حقق)، ط، دار المعارف.
(3) تحقيق التراث: د. عبدالهادي الفضلي، ص36، الطبعة الأولى -مكتبة العلم بجدة، سنة 1402هـ.
(4) تحقيق النصوص ونشرها: للأستاذ عبدالسلام محمد هارون، ط6، ص46،47، ط4 - مكتبة الخانكي بالقارة، سنة 1397هـ.
(5) المرجع السابق، ص52،53 –بتصرف يسير-، راجع: الحيوان: لأبي عثمان الجاحظ، تحقيق الأستاذ عبدالسلام محمد هارون، 1/ 79،ط2 –مصطفى البابي الحلبي، سنة 1385هـ.
(6) البحث الأدبي: د. شوقي ضيف، ص185،186،ط6 –دار المعارف. ولمزيد من التفصيل حول تألق العلماء العرب القدامى في وضع قواعد وأسس التحقيق، راجع الكتب التالية:
-مناهج العلماء المسلمين في البحث العلمي: لفرانتزر وزنتال، ط. دار الثقافة ببيروت، سنة 1961م.
(يُتْبَعُ)
(/)
-منهج تحقيق التراث بين القدامى والمحدثين: للدكتور رمضان عبدالتواب، ط الخانجي، سنة 1406هـ.
-تحقيق نصوص التراث في القديم والحديث: للدكتور الصادق عبدالرحمن الغرياني -ليبيا، سنة 1989م.
(7) راجع: منهج البحث الأدبي: د. علي جواد الطاهر، ص156، ط7، مطبعة الديواني ببغداد، سنة 1986م. تجد مزيداً من التفصيل.
(8) حققه محمد راغب الطباخ، ط1، المطبعة العلمية بحلب، سنة 1350هـ.
(9) طبع في حيد آباد الدكن، سنة 1353هـ.
(10) حققه الدكتور إبراهيم السامرائي ونشره في مجلة كلية الدراسات الإسلامية: العدد الثالث، بغداد 1970.
(11) المخطوط العربي: د. عبدالستار الحلوجي، ص275، -بتصرف يسير-، ط2 - مكتبة مصباح بجدة، سنة 1409هـ.
(12) تحقيق المخطوطات بين الواقع والنهج الأمثل: د. عبدالله ابن عبدالرحيم عسيلان، ص41 - 42، -بتصرف-، ط. مكتبة الملك فهد الوطنية، سنة 1415هـ.
(13) باختصار يسير عن: المخطوط العربي: ص276 وما بعدها. ولمزيد من التفصيل؛ راجع كتب تحقيق المخطوطات وأشهرها:
-أصول نقد النصوص ونشر الكتب: للمستشرق برجشتراسر، تقديم د. محمد البكري، ط دار الكتب، 1969م.
-تحقيق التراث العربي .. منهجه وتطوره: د. عبدالمجيد دياب، منشورات المركز العربي للصحافة –القاهرة 1983م.
-تحقيق المخطوطات بين الواقع والنهج الأمثل: د. عبدالله ابن عبدالرحيم عسيلان، ط. مكتبة الملك فهد الوطنية، سنة 1415هـ.
-تحقيق النصوص ونشرها: للأستاذ عبدالسلام محمد هارون، ط4 –الخانجي بالقاهرة، سنة 1397هـ.
-فهرسة المخطوط العربي: ميري عبودي فتوحي، من منشورات دار الرشيد بغداد، سنة 1980م.
-في منهج تحقيق المخطوطات: مطاع الطرابيشي، ط دار الفكر بدمشق، سنة 1403هـ.
-قواعد تحقيق المخطوطات: صلاح الدين المنجد، ط3 - دار الكتاب.
-محاضرات في تحقيق النصوص: د. أحمد محمد الخراط، ط2، دار المنارة بجدة، 1409هـ.
-منهج تحقيق النصوص ونشرها: تأليف الدكتور فوزي حمودي القيسي والدكتور سامي مكي العاني، ط. مطبعة المعارف ببغداد، سنة 1975م.
-مناهج تحقيق التراث بين القدامى والمحدثين: د. رمضان عبدالتواب، ط. الخانجي بالقاهرة1406هـ.
(14) تحقيق المخطوطات بين الواقع والنهج الأمثل: ص121،122.
(15) أصول نقد النصوص ونشر الكتب: للمستشرق برجشتراسر، ص14، ط. دار الكتب بالقاهرة، سنة 1969م.
(16) مثل: الفهرست: لابن النديم، ومفتاح السعادة ومصباح السيادة في موضوعات العلوم: لطاشكبري زاد، وهدية العارفين: للبغدادي، وكشف الظنون: لحاجي خليفة.
(17) لمزيد من التفصيل، راجع هذه الأمور في: تحقيق المخطوطات بين الواقع والنهج والأمثل: ص233 وما بعدها.
(18) وفيه ترتب المواد على حسب حروف الهجاء عند تحقيق المعاجم كما يفرد فهرس للألفاظ غير العربية وآخر لما فات المعاجم من الألفاظ.
(19) تحقيق النصوص ونشرها: ص98. وراجع: تحقيق المخطوطات بين الواقع والنهج والأمثل: ص245 وما بعدها، تجد مزيداً من التفصيل.
--------------------
نظرات سريعة في فن التحقيق أسد مولوي
إختيار الكتاب وجمع نسخه
بعد أن استكمل المحقق عدته، وخبر نفسه ـ وكل على نفسه بصيرة ـ فوجدها قادرة على اقتحام هذا الميدان ... يجب عليه أن يؤدّي زكاة علمه، ويخدم امته، ويوفي بعض الدين إلى المكتبة الاسلامية المجيدة، التي أمتعته ساعات طوال من عمره، وفتحت له أبواب رياضها وصدور خزائنها، وأطلعته على جواهرها وذخائرها.
إذا أراد هذا العامل في سبيل إحياء مجد امته، أن يسلك في عداد صانعي هذه الثقافة العظيمة وميسريها لطلابها ... وهو قد عد نفسه من الغير عليها المحبين لها الحانين عليها، الرامين إلى رفعتها وإعلاء شأنها.
عليه ـ وقد وضع نفسه في هذا الموضع ـ أن يتنكب سبيل الهدامين العابثين من أعداء الامة الاسلامية أو من أبنائها العققة، الذين شغلوا أنفسهم والامة معهم بأخبار المجان والملحدين، وبكتبهم وتراثهم المليء بالسموم ... الضار لهذه الامة في حاضرها ومستقبلها، كما ضرها أعظم الضرر في ماضيها.
وعليه أن يتحرى في اختيار الكتاب الذي يريد أن يحييه، أن يكون من الكتب التي تنفع الامة وتهديها في حاضرها ومستقبلها، أو تحفظ عليها شخصيتها وأصالتها أو تكبت أعداءها والحاقدين عليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
والامة المسلمة في حاضرها الراهن ـ وهي في بداية صحوتها ـ قد تكالبت قوى الكفر عليها، وتجمع أعداء الانسانية ضدها، وأجلبوا عليها بخيلهم ورجلهم وعَددهم (32) وعُددهم.
الامة المسلمة محتاجة لجهود أبنائها، فلا يحل لاي فرد منهم أن يضيع جهوده عبثا فيما لا طائل تحته، فضلاً عن أن يكون ظهيرا لاعدائها يصنع لهم ما يعود علىأبناء ملته بالدمار والخسار، ويعطل مسيرة امته نحو استعادة مكانتها التي أرادها لها الله ... خير امة اخرجت للناس.
هذه المرحلة ـ مرحلة اختيارالكتاب المراد إحياؤه ـ أخطر مراحل التحقيق ـ فيما أرى ـ وأدقها، تستدعي من المحقق المسلم النظر الفاحص، ودقة الملاحظة، والوجدان الحي، والغيرة البالغة ... لان ما ورثناه من الكتب منه ما كتبه المخلصون العارفون، وهو درر خالدة كشجرة طيبة أصلها ثابت في دين هذه الامة ووجدانها ... وفرعها في السماء متصل بالمبدأ الاعلى صاحب الجود والفيض والكرم ... تؤتي أكلها كل حين في ماضي الامة وحاضرها ومستقبلها عطاء ربانيا لا ينقطع بإذن الله تعالى، وأظهر أمثلة هذا النوع تراث أهل بيت الرحمة عليهم السلام وجدهم الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله.
ومما ورثناه ـ أيضا ـ ما كتبه المنحرفون والظالون وأعداء الاسلام، ممن اجتالته شياطين الانس والجن، وأمراض النفس، ومتع الحياة الدنيئة.
ومما ورثناه ـ كذلك ـ هذا الركام الغث الفاسد المفسد من أدب عبيد السلاطين من الشعراء، وشعرهم الذي قصروه على مدح الطاغوت والضحك على ذقنه، واستولوا به على أموال الامة يتناهبونه بينهم.
انظر إلى الشاعر المتملق يقول وقد حدثت بمصر زلزلة:
بالحاكم العدل أضحى الدين معتلياً * نجل الهدى وسليل السادة الصلحا
ما زلزلت مصر من كيد يراد بها * وإنما رقصت من عدله فرحا
انظر كيف يسقط الانسان، وتداس الضمائر، ويرقص على أشلاء المستضعفين! .. فالشاعر هنا لم يكتف بمدح طاغوته حتى صور الزلزلة المدمرة بصورة الرقص الخليع الذي اعتاده المترفون. ولم يلتفت إلى المستضعفين الذين هدمت دورهم على رؤوسهم وأصبحوا بلا مأوى! ومن هذه البابة تجد مؤرخي السلاطين ووعاظ السلاطين وفقهاء (33) السلاطين ... إلى آخر القائمة المشؤومة. هذا الركام الغثّ لطخة عار في تاريخنا الثقافي .. لا أظن المحقق المسلم ينحط إلى أن يشغل به نفسه ويضيع به عمره. وتراثنا طيب مبارك، شمل مختلف حقول المعرفة، ولم يقتصر على فرع من فروعها.
فكم هي الفائدة التي يسديها المحقق إلى اُمته حين يختار كتابا من طبنا القديم، فيخرجه إلى الناس سليما مفسرا موضحة عبائره! عقاقيره من إنتاج بلادنا ... إن لم تنفع الجسم لم تضره، لا كالادوية المجلوبة من مغرب شمس الفضيلة، التي يصح فيها قول الشاعر:
............................ * وداوني بالتي كانت هي الداء
وفي تراثنا الطيب الكثير، وأود أن يعلم أطباؤنا الفضلاء أن للمعاجم الطبية ـ التي تصف العقاقير وتذكر مقاديرها عند التركيب ـ ركنا كبيرا في مكتبتنا الاسلامية.
وما أظن مريض الطب الغربي الحالي أحسن حالا من مريض الرازي أو ابن سينا. وقد عادت الصين إلى الوخز بالابر ـ طبها القديم ـ تدرسه وتطبقه في المستشفيات. وقبلها الهند أدخلت طبها القديم مادة دراسية في جامعاتها، ومادة تطبيقية في مستشفياتها. وقل مثل ذلك في علوم الفلاحة والبيطرة وغيرها. ونستغني بذلك عن استيراد فسائل النخيل من أمريكا إلى بلاد النخيل! خلاصة الامر أن حسن الاختيار ـ بل الاجتهاد في الاختيار ـ هنا واجب عيني لا رخصة فيه.
* * *
وحين يقع اختيار المحقق على كتاب لم يحقق حسب القواعد المتعارفة، أو كانت لديه زيادة تنقير وتدقيق فاتت المحقق الاول، أو ظهرت من الكتاب نسخ (34) مخطوطة أصيلة تزيد الكتاب ثقة به واطمئنانا إليه واعتمادا عليه ... حينذاك يبدأ سعي المحقق في تجميع النسخ، وهي ـ في الوقت الحاضر ـ مصورات كلما ازدادت وضوحا في التصوير ازدادت شبها بأصلها، وحلت محله في القراءة وتهيئة النسخة للعمل (1).
وهنا تظهر فائدة فهارس المخطوطات، لمعرفة أماكن هذه النسخ والسعي في الحصول على مصوراتها.
ولا ننسى الاستعانة بذوي الخبرة في الهداية إلى مظانها وتقييمها، وفي إعانتهم للمحقق في تحصيلها بما لهم من صلات مع أصحاب الكتب والقائمين عليها.
* * *
فحص النسخ وتقييمها:
(يُتْبَعُ)
(/)
وهنا يأتي دور فحص النسخ لاعتماد مايجب الاعتماد عليه منها وإهمال ما ينبغي إهماله. وهذا الدور من أهم أدوار هذا الفن، لان نتيجة التحقيق وثمرة جهد المحقق مبنيتان عليه. وقد اعتورت مخطوطاتنا ظروف كانت حسنة حينا سيئة أحيانا كثيرة. وتداولتها ـ بعد أيدي النساخ ـ أيد كانت في الغالب غير أمينة:
فمن متولي وقف حسن له الشيطان وألجأه فقر المجتمع المتخلف إلى بيع ما تحت يده، فمزق الورقة الاولى ليضيع أثر الوقف، ففوت علينا معرفة عنوان الكتاب واسم مؤلفه وفوائد اخر.
ومن متعصب ضيق الافق ساءه أن يرى لعالم من غير أهل نحلته أثرا، فعدا عليه تمزيقا أو شطبا أو محوا أو تحريفا لما لا يروقه ...
ومن وارث جاهل صار ما وصل من ذخيرة الامة إليه لعبة لاُطفاله، مبذولاً لكل من هب ودبّ من معارفه.
ومن. . ومن. .
____________
(1) قلنا هذا، لاُنّ اختبار الورق والحبر لا يمكن إلاّ على المخطوطة نفسها. (35) دع عنك عاديات الطبيعة في النسخ نفسه من سهو وسبق قلم أو نظر .. وعاديات الطبيعة على الكتاب نفسه ـ ورقا وحبرا ـ من رطوبة وحشرات لها بالورق المكتوب ولع غريب. وليس معنى هذا إنكار ما لبعض الايدي ـ متولية وقف أو وارثة ـ من الامانة والحيطة على الكتاب. وليس هو كذلك إنكار فضل اولئك النساخ العارفين الضابطين، فأنت تقرأ في ترجمة ياقوت المستعصمي ـ الخطاط المعروف ـ أنه كان مولعا بنسخ نهج البلاغة بخطه المضبوط الجميل. وتقرأ في تراجم كثير من العلماء أنه كان يكتب خطا فصيحاً صحيحاً. هذه النوائب التي حلت بالكتاب ـ وغيرها كثير ـ توجب على المحقق أن يكون مدققاً منقباً حذرا، ينفض النسخة وجها لبطن، عند فحصه لها.
وليعلم أن للنسخ التي وصلت إلينا حالات غريبة منها:
1 ـ أن تكون النسخة كاملة سالمة واضحة الخطّ فصيحته جميلته، بخط مؤلفها أو خط معتمد موثوق به، أو تكون منقوطة مشكولة شكلاً كاملاً على الصحة، أو تحتوي ـ من الصور أو الرسوم البيانية أو غير ذلك ـ ما يضن به على الضياع. فالأَولى طباعة هذه النسخة بالتصوير، كي لا ندخل عليها من سهو القلم وأخطاء التطبيع ما يشوه جمالها ويذهب بصحتها. ولا يعتذرن ـ هنا ـ بصعوبة الحرف المخطوط، فأنه أمر مبالغ فيه، والمطلعون يعلمون أن في تراثنا مخطوطات رائعة الجمال تزري بالخط الطباعي مهما بلغ من الجمال والنظافة، لان الخط الطباعي خط ميت سطرته آلة ميتة، وخط اليد يستمد حياته من اليد التي كتبته.
والعمل الذي يقوم به المحقق في هذه النسخة:
أ ـ أن يقدم لها مقدمة وافية في ترجمة المؤلف ووصف النسخة وتوثيق نسبتها وبيان أهميتها ...
ب ـ أن يذيّلها بهوامش التحقيق الكافية، وبالفهارس التي توصل القارىء إلى (36) مطالبها (1).
2 ـ أن تكون النسخة من المطبوعات القديمة التي ضاعت اُصولها المخطوطة، وهذه ينبغي الحذر عند تحقيقها والتثبت البالغ، وأن يوكل أمرها إلى شيوخ المحققين.
3 ـ المترجمات إلى اللغات الاخرى ـ غير العربية ـ التي ضاعت اصولها المخطوطة، والعمل في هذا النوع ملقى على عاتق المترجم العارف، ويجدر به أن يستعين في ترجمتها بما سلم من كتب الؤلف باللغة العربية، وبما نقل من نصوص الكتاب في الكتب الاخرى.
وبعد هذه العجالة ـ التي لا يتسع المقام لاكثر منها ـ نعود إلى التقسيم الاعتيادي للنسخ، وهو أمر متفق عليه ـ أو يكاد ـ بين جمهرة المشتغلين بهذا الفن.
وعندهم أن أعلى النسخ هي النسخة التي كتبها المؤلف في آخر صورة أخرج بها كتابه للناس.
أو كتبت بخط معتمد وقرأها المصنف أو قرئت عليه وسجلت عليها هذه القراءة.
أو نسخة كتبت من نسخة المصنّف وعورضت بها أو قوبلت عليها.
أو نسخة كتبت في عصر المصنف وعليها سماعات العلماء.
أو تكون النسخة من النسخ التي حظيت باهتمام العلماء بالقراءة أو الاجازة أو السماع، وأن يكون فيها ما يدل على التصحيح.
هذه النسخ تقوم إحداها مقام الاخرى عند فقدانها، وهي النسخة التي يعبرون عنها بالاصل أو الام.
وهذا القول ليس على إطلاقه فان لكل نسخة من الخصائص ما يضطر المحقق إلى اعتمادها أو تركها، فرب نسخة لم يشفع لها قدمها أو حسن خطها أو كتابة عالم معروف لها. ورب نسخة تقدمت على نسخة أقدم منها أو أحسن خطا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعند اعتمادنا نسخة أصلا تكون النسخ الاخرى مساعدات في القراءة والنقط والضبط وزيادة ما أسقطه السهو ... وأشباه هذه الامور.
_____
(1) أنظر في هذا الباب: في منهج تحقيق المخطوطات ـ مطاع الطرابيشي ـ ص68 ـ 72. (37) هذا مجمل القول في نسخة الاصل.
وتبقى عندنا الكثرة الكاثرة من النسخ التي لا تملك من مميزات النسخة الاصل شيئا، أو التي يؤخّرها التقييم عن مرتبة الاصل، ولكن لها من القرائن الداخلية أو الخارجية ما يمنحها الثقة بها والركون إليها.
هذه النسخ أجود الطرق في تحقيقها الطريقة المعروفة بـ (التلفيق) وعلينا ـ والحالة هذه ـ أن نخرج من مجموع هذه النسخ نصا مرضيا، نتحرى فيه الصحة والكمال جهد الطاقة.
وفي الحواشي مضطرب واسع لاثبات الاختلافات بين النسخ وتوجيهها، ولتسجيل ما يعن لنا من ملاحظات واستدراكات وتوضيحات. وينبغي أن لا يفوتنا من النسخ شيء ذو فائدة، فنسجل كل ما نعثر عليه .. فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه.
وفي طريقتي التحقيق ـ طريقة الاصل أو طريقة التلفيق ـ تجب المحافظة على كل ما كتب في النسخ أو في هوامشها مما له علاقة بالكتاب بتسجيله في هوامش التحقيق.
تقويم النصّ:
بعد أن انتهى المحقق من اختيار الكتاب وجمع نسخه ـ وهي الان غالبا مصورات ـ وفحصها وعين منها لعمله ماعين، عليه أن يختار نسخة منها فيقرأها قراءة دقيقة فاحصة ليتمرس باسلوب المؤلف ويطلع على خصائص كتابته.
ثم تبدأ مرحلة من أدق مراحل التحقيق وأشدها تعبا، وهي مرحلة نسخ الكتاب بخط يده. وقد شاع ـ في هذه الاواخر ـ كتابة النسخة بواسطة الالة الكاتبة، وهي طريقة فيها من المحاذير مالانطيل بذكره ... اللهم إلا أن يكون الكاتب بالالة محققا ضابطاعارفا قادراً يطمأن إلى عمله.
يختار المحقق أسلم النسخ التي جمعها فينسخها بيده بخط واضح متباعد ما بين السطور فصيح الحروف بحيث يستطيع أن يدخل كلمة في السطر إن احتاج إلى إدخالها في مرحلة المقابلة.
وعند انتهاء النسخ يكون المحقق قد ازداد خبرة بكتابه ومراساً بخطه واطلاعا على مطالبه.
ثم تقابل هذه النسخة على أصلها الذي انتسخت عنه ليستدرك ما فوّته سهو النظر أو سهو الفكر.
ثم تقابل النسخ المخطوطة الاخرى ـ واحدة بعد واحدة ـ على هذه النسخة الجديدة، ويسجل المحقق ما يجده من الفروق بين النسخ في الهوامش (39).
والاولى أن تكون المقابلة بيد اثنين، يقرأ القارئ في النسخة المخطوطة وينظر المقابل في النسخة المنسوخة.
ثم يبدأ المحقق بالتدقيق والتنقير في نسخته ـ مع الرجوع إلى النسخ المخطوطة أحياناً ـ فيخرّج ما يحتاج إلى تخريج من حديث أو قول أو شعر، ويصحّح ما تصحف على النساخ، ويعلق التعليقات التي توضح غامض الكتاب أو تفسر مشكله أو ... بل يشمل بتعليقه كل ما يزيد الكتاب وضوحا أو تقوية لمطالبه، أو مناقشة لبعض مايرد فيه مما جاء العلم فيه بجديد. هذه النسخة هي مسودة المحقق التي يحتاجها إلى التبييض والترتيب ليدفع بها إلى المطبعة.
وفي عملية التبييض يجب أن يكون المحقق دقيقا في النسخ واضح الخط فصيحه مرتب الكتابة. وفي هذا الدور يكون تقطيع النص إلى فقرات، وفيه توضع علامات الترقيم الحديثة من فاصلة وعلامة تعجب و ... وفيه ـ أيضاً ـ يرتّب الهامش مناسباً للمتن. وينبغي أن تلاحظ دقة الارقام (الحسابية) التي تربط المتن بالهامش.
ومن علامات الترقيم التي شاعت وذاعت:
1 ـ النقطة (.) توضع بعد انتهاء الكلام.
2 ـ الفاصلة (،) توضع لتقسيم الجمل، وبعد كل سجعة من الكلام المسجوع.
3 ـ النقطتان المتعامدتان (:) توضعان بعد القول، مثل: قال فلان:
أما إذا تكرر القول مثل: قال محمد، قال علي: فتوضعان بعد (قال) الثانية، ويكتفى بالفاصلة بعد (قال) الاولى.
وتوضعان أيضا بعد التقسيم، مثل:
الكلام: إسم وفعل وحرف.
وتوضعان بعد التمثيل، مثل:
المبتدأ والخبر مثل: الاسلام منتصر.
وتوضعان كذلك بعد الشرح والتفصيل، مثل: (40) المبتدأ والخبر: إسمان مرفوعان ...
4 ـ علامة التعجب (!) توضع بعد جمل التعجب.
5 ـ علامة الاستفهام (؟) توضع بعد جمل الاستفهام.
6 ـ علامة الانكار (؟!).
7 ـ الشرطتان الافقيتان (ـ ـ) توضعان لحصر الجمل المعترضة.
(يُتْبَعُ)
(/)
8 ـ كلمة (كذا) أو علامة الاستفهام، توضع إحداهما إشارة إلى ما استبهم علىالمحقق وقد أثبته كما هو في المخطوط.
9 ـ النقاط الثلاث الافقية ( ... ) توضع محل البياض في المخطوط أو مكان ما حذفه المحقق.
10 ـ النجمة (*) توضع مساعدة لارقام الهوامش.
11 ـ الخط المائل (|) يوضع في متن الكتاب قبل أول كلمة من كل صفحة من المخطوط، ويوضع الرقم يمين الصفحة المطبوعة.
ويستعمل ـ أيضاً للفصل ـ بين رقم جزء وصفحة المصدر في الهامش.
12 ـ حرف الواو (و) يوضع بعد رقم صفحة المخطوط، مثل: 32 و، يعني وجه الورقة 32.
13 ـ حرف الظاء (ظ) يوضع بعد رقم صفحة المخطوط، مثل: 32 ظ، يعني ظهر الورقة 32.
14 ـ العضادتان [] تستعملان لما يزيده المحقق من عنده لاقتضاء السياق أو تصحيح النص، أو لما يضيفه المحقق من المصدر، ولابد في الاضافة أن تكون نافعة وإلا لم تصح.
15 ـ القوسان المزهرتان تستعملان لحصر الآيات القرآنية الكريمة.
16 ـ القوسان العاديتان () تستعملان لحصر الأحاديث النبوية الشريفة.
17 ـ القوسان المضاعفتان الصغيرتان «» تستعملان لحصر النصوص المنقولة عن كتب أخرى، أو أسماء الكتب، أو أسماء الاعلام ..
والشكلان الأخيران من الاقواس لم يستقر بهما الامر على قرار، فالمحقق مخير في استعمالهما. (41)
وللمحقق أن يصطلح من هذه المكملات المحسنات ـ أعني الاقواس والنجوم ـ على ما يزيد عمله وضوحا وييسر لقارىء كتابه سبل الدلالة، شرط أن يذكر في مقدمة التحقيق ما اصطلح عليه.
* * *
صنع الفهارس
حين ينتهي المحقق من كتابة مبيضة الكتاب التي يطمئن إليها، ويعمتد على مادونه فيها، ويرى أنه محاسب علىعمله فيها ... يدفعها إلى المطبعة التي اختارها نظيفة الخط محمودة العمل، ويختار لكتابه الاحجام المناسبة من الحروف والعلامات.
وأرى أن لا يكل مقابلة كراريس المطبعة مع مبيضته إلى غيره، وإن أعانه عارف بالفن فبها ونعمت.
فإذا تم عمل المطبعة في هذا القسم من الكتاب ـ وهو القسم الاعظم والمقصود الاصلي منه ـ اشتغل المحقق بصنع فهارس الكتاب. والفهرسة ضرورة لازمة، لان الكتاب بدونها خزانة مقفلة يعسر على القارىء والباحث استخراج ما يحتاجه منه. وأرى أن الكتب التي هي فهارس في واقعها كمعاجم اللغة، محتاجة إلى فهارس كثيرة. فقد صنع محققا «الفائق في غريب الحديث» للزمخشري، وهما الاستاذان محمد أبوالفضل إبراهيم، وعلي محمد البجاوي ... صنعا (فهرس الالفاظ اللغوية مرتبة على حروف الهجاء) (1) فذكرا المواد الغوية مرتبة على حروفها الاولى، وذكرا ضمن الموادّ الألفاظ اللغوية التي فسرت في هذا المعجم وأرقام صفحات أماكنها، فأحسنا بذلك صنعا ويسرا على الباحثين ووفرا عليهم كثيرا من الوقت.
فلوصنع محققوا المعجمات العربية فهارس مثل هذا الفهرس لكل معجم لأفادت فائدة عظيمة النفع في البحوث الاحصائية لالفاظ اللغة العربية الجليلة وفي غيرها.
____________
(1) هو الفهرس الثامن من الفهارس التي صنعاها، انظره في ج 4 | 241 ـ 345 من طبعتهما للفائق. (42)
البحوث اللغوية، فضلا عن تقريب اللفظ المبحوث عنه إلى القارىء وجعله منه على طرف الثمام.
وصنعا أيضاً ـ وهو من جميل ما صنعاً ـ فهرساً للموضوعات استخرجا عناوينه بدقة، ففتحا بذلك خزانة من خزائن الكتاب للباحثين.
وهذا محقق «النهاية في غريب الحديث والاثر» لابن الاثير، صنع له فهارس كثيرة، أسردها عليك كما ذكرها هو في ج 5| 307 وهي:
1 ـ فهرس الايات القرآنية الكريمة.
2 ـ فهرس الاشعار.
3 ـ فهرس أنصاف الابيات.
4 ـ فهرس الارجاز.
5 ـ فهرس الامثال.
6 ـ فهرس الأيام والوقائع والحروب.
7 ـ فهرس الخيل وأدوات الحرب.
8 ـ فهرس الاصنام.
9 ـ فهرس الاعلام.
10 ـ فهرس الامم والفرق والطوائف.
11 ـ فهرس الاماكن.
12 ـ فهرس الكتب التي ذكرت في متن الكتاب.
13 ـ فهرس مراجع التحقيق.
وقد طال الكلام في الفهارس، وهو بحث يستأهل أكثر من هذه السطور، وله مضطرب واسع في غير هذه النظرات السريعة إنشاء الله تعالى.ولكني وكلت الامر إليك ـ أخي المحقق ـ فانظر في الفهارس التي أجاد صنعها المحققون تنفتح لك أبواب واسعة وتظهر لك فهارس جديدة إن أنت أعملت فكرك مجتهدا، والتقليد ـ كما تعلم ـ سُنّة العاجزين. (43)
(يُتْبَعُ)
(/)
كتابة مقدمة التحقيق:
انتهى عمل المحقق في صلب الكتاب، وقد صفا الوقت لكتابة مقدمته، والمحقق خلال عمله اطلع على خفايا الكتاب، وقتل مخطوطاته درسا، وعرف مؤلفه معرفة وافية؛ فما عليه الان ـ وقد تجمعت له مادة كافية ـ إلا أن يعمل قلمه في كتابة المقدمة. وقد جرت العادة أن تبدأ المقدمة بترجمة مؤلف الكتاب، ودرجته العلمية، وأقوال العلماء فيه، وذكر المصادر التي ترجمت له.
ثم الحديث عن الكتاب وفائدته للامة وأهمية إحيائه، وعن الكتب التي تشبهه في موضوعه ومكانه بينها.
ثم وصف مخطوطاته وصفا دقيقا، والدلالة على أماكنها من مكتبات الدنيا، ويجب أن يرفق المحقق بهذا الوصف نماذج مصورة من أوائل المخطوطات وأواسطها وأواخرها.
ثم يذكر المحقق عمله في الكتاب ليكون القارئ على بيّنة من أمره فيطمئن إلى الكتاب ويقتنيه ذخيرة ثقافية نافعة، إنشاء الله تعالى.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
-------
مراحل تحقيق المخطوطات وضبطها
ملخص من كتاب
[توثيق النصوص وضبطها] لموفق عبد القادر
مقدمة
إن تحقيق النصوص أمانة دينية وعلمية وأخلاقية، وإن من واجب المحقق أن يعلم أن هذه النصوص إنما هي وثائق تاريخية لا يحق له أن يتلاعب بها وأن يجعل من نفسه مصححا أو مقوما لهذه الوثائق. وإن الأمانة العلمية تقتضي منه الحرص التام على نقل هذه الوثائق كما هي. لذا على المحقق أن يضع في ذهنه قبل كل شيء إثبات ما قاله المصنف خطأ كان أم صواباً، وأن لا ينصب نفسه حكما على هذه النصوص فيبيح تصحيحها أو تبديلها بنصوص أخرى. وعليه أن يكد ذهنه ليصل إلى النص السليم الذي قاله المصنف وأن يتحرى الدقة الكاملة والحذر الشديد ليفرق بين خطأ النساخ وخطأ المصنف واختلاف النسخ واختلاف الروايات. كما يجب أن يعارض بين النسخ المتعددة للوصول إلى الصواب. فالمعارضة بين النسخ مهمة في كشف صحة ما قاله المصنف وربما تكون هنالك ضرورة الإضافة من هذه النسخ للنسخة الأصل تقتضيها سلامة النص كإتمام نقص أو تصحيح تحريف أو تصحيف أو سقط كلام. وهذا يأتي بعد اتخاذ نسخة تكون أصلا بعد دراستها دراسة علمية دقيقة ثم معارضتها بالنسخ الأخرى والإشارة إلى الفروق بين النسخ في حاشية الكتاب مع التحري في الدقة في عدم إضافة أي لفظ أو تغيير أي عبارة من نسخة الأصل اللهم إلا لضرورة علمية لا مناص منها، فعندئذ يلجأ المحقق إلى الإضافة أو التبديل مستعينا بالنسخ الأخرى ولا يتم ذلك إلا بعد التمحيص الدقيق. وأفضل الوسائل للوصول إلى ما كتبه المصنف المقابلة وهي: أن يقابل المحقق نسخته على النسخ الأخرى لإصلاح ما يوجد من فروق أو تحريف أو زيادة أو نقص.
أولاً: توفر النسخ واختيار نسخة تكون أصلاً يُعتمد عليه في التحقيق:
بعد أن تتوفر النسخ الخطية للكتاب المراد تحقيقه يأخذ المحقق بدراسة هذه النسخ ويجب أن يراعي في اختيار نسخة تتخذ كأصل ما يلي:
1 - قدم النسخة المخطوطة. لا شك أن قدمها قد يكون من الأسباب التي ترشحها لأن تتخذ كأصل يعتمد عليه في التحقيق.
2 - النسخة التامة. لابد أن تكون النسخة تامة كاملة غير ناقصة. إضافة إلى أن النسخة قد تكون عورضت وقوبلت على نسخ أخرى، وقرأها عدد من العلماء وصححت وكتبت عليها البلاغات والسماعات وخطوط العلماء. فهي بهذا تكون مرشحة أكثر من غيرها لأن تتخذ أصلا يعتمد عليها في التحقيق إذا توفر ذلك.
3 - إذا تحصل المحقق على نسخة واحدة من المخطوطة يجب ألا يبدأ في تحقيقها حتى يتحصل على أخواتها من من النسخ الأخرى الموجودة في المكتبات، ولابد أن يسعى في الحصول عليها ليتم بها المقارنة والمقابلة بشكل صحيح. هذا إذا كان للمخطوطة نسخ أخرى موجودة في العالم.
ثانياً: تسمية الكتاب وصحة نسبته إلى المصنف:
بعد أن تجتمع لدى المحقق النسخ الكافية للتحقيق، لا بد أن يتأكد من تسمية الكتاب وصحة نسبته إلى المصنف. ويجب ألا يضيف المحقق الاسم من عنده لأن الأمانة العلمية تقضي ذلك. ويجب اتباع الخطوات التالية:
1 - الرجوع إلى ترجمة المصنف من كتب التراجم للتأكد من تسمية الكتاب.
2 - الرجوع إلى كتب الفهارس ككتاب الفهرست لابن نديم أو غيره من الكتب.
3 - قراءة مقدمة الكتاب وتصفح أجزائه بدقة إذ قد يصرح المصنف باسم الكتاب في ثناياه أو في آخره.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - إذا لم نعثر على اسم الكتاب إطلاقاً ينظر في مادته العلمية وبعد تحديدها نرجع إلى المؤلفات التي كتبت في الفن لعلها تقتبس منه وتشير إليه. ومن الواجب على المحقق في أمثال هذه الحالات الاستعانة بذوي الخبرات من أهل العلم والدراية والاستفادة منهم في التعرف على طبيعة الكتاب وبالتالي محاولة التوصل إلى اسم المؤلف وكتابه.
ثالثاً: ملاحظات عامة:
1 - السقط: كثيراً ما يقف المحقق أثناء مقارنته بين النسخ على سقط وقع به الناسخ، وقد يكون كلمة أو جملة أو سطراً. وقد ينبه الناسخ إلى وقوع هذا السقط فيشير إليه في الهامش. أما إذا لم يلحق ذلك السقط وعثر عليه في النسخ الأخرى فإنه يوضع بين [] معقوفتين ويشار إليه في حاشية الكتاب إلى أن هذه الزيادة من نسخة كذا وكذا. أما إذا لم يقف المحقق إلا على نسخة واحدة فإن بإمكانه أن يتم النقص سواء أكان هذا النقص من الناسخ أو ما اندرس بسبب التآكل والرطوبة بالرجوع إلى المصادر التي اقتبست نص كلام المؤلف أو المصادر التي لها صلة بمادة الكتاب.
2 - التصحيف والتحريف: التصحيف يحدث في تغيير نقط الحروف وحركاتها، أما التحريف فيقع في تغيير الكلمة أصلاً. فإذا كان من فعل النساخ وجب على المحقق أن يثبت ما هو صواب من فروق النسخ ويشير إلى ذلك في حاشية الكتاب. أما إذا كان في تحقيقه معتمدا على نسخة واحدة فيرجع إلى المصادر التي اقتبست كلام المصنف ونقلت عنه. فإن كان التحريف من الناسخ فلا مانع من تصحيح الخطأ وحصره بين معقوفتين [] ثم الإشارة إليه في حاشية الكتاب. أما إذا كان من المصنف فالأسلم أن يثبته كما هو ويشير إلى الصواب في حاشية الكتاب.
3 - التقديم والتأخير: قد يحدث تقديما أو تأخيراً للكلام وقد يقع في الأسماء أو في أبواب الكتاب، أو ترجمة تتقدم على ترجمة أو حديث أو غير ذلك. وعندها يجب على المحقق أن يشير إلى هذا التقديم والتأخير بعد التأكد التام من خلال المقارنة الدقيقة بين النسخ.
4 - الإعادة والتكرار: قد تعاد بعض الكلمات أو الأبواب أو الأعلام لأسباب قد تكون سهوا أو وهما من الناسخ أو غير ذلك.
5 - الخطأ الإعرابي والإملائي: المطلوب من المحقق أن يتثبت من عدة أمور قبل التغيير الذي يعمد إليه. عليه أن لا يلجأ إلى إثبات الصواب إلا بعد التأكد من أن هذا الخطأ هو خطأ حقيقي، ولا يمكن أن يحتمل وجها من وجوه العربية. ثم عليه معرفة المصنف وما يتعلق بشخصيته العلمية، فقد يكون المصنف نفسه يلحن وعندئذ يجب عليه أن يجمع أخطاء المصنف اللغوية ويضعها في فهرست الكتاب ثم في حالة إصلاح اللحن من قبل المحقق عليه أن يضع ما أصلحه بين [] ويشير إليه في حاشية الكتاب إلى ما كان في الأصل.
رابعاً: مكملات التحقيق وضرورياته:
1 - المقدمة: أن يقدم المحقق للكتاب مقدمة تتضمن أهمية الكتاب والأسباب التي دفعته إلى تحقيقه ونشره.
2 - ترجمة المصنف: لابد للمحقق أن يترجم للمصنف ترجمة وافية تعرف القارئ به وبمصادر ترجمته. فعلى سبيل المثال يجب أن تذكر: اسمه ونسبه، وكنيته ولقبه ومذهبه. ثم مولده ومنشؤه وطلبه للعم ورحلاته العلمية وشيوخه وتلاميذه والمدارس التي درس فيها وأقوال العلماء فيه ومؤلفاته ووفاته.
3 - ترجمة موجزة لناسخ الكتاب.
4 - دراسة الكتاب: لابد أن يبرز المحقق أهمية الكتاب الذي حققه ومدى الاستفادة منه وأهم عناصره وأثره فيما بعد بما في ذلك شخصية المصنف ومقدرته العلمية.
5 - الإشارة إلى رقم صفحات المخطوطة: كأن يشير المحقق إلى رقم صفحة المخطوطة المعتمدة في التحقيق وذلك بوضع [/] خط مائل يشير إلى بداية كل صفحة جديدة من المخطوطة، ويكتب في الهامش رقم الورقة وهل هي الوجه (أ) أو (ب).
6 - تقسيم الكتاب: من الضروري جدا المحافظة على تقسيم المصنف للكتاب وعدم إحداث تقسيم جديد يخالف تقسيم المصنف.
7 - الإضافات والزيادات على النص: كثيراً ما يتلاعب المحققون بأصل المصنف فيضعون عناوين للكتاب من عندهم وأشياء أخرى كثيرة. والأصح أن لا توضع هذه الزيادات في صلب الكتاب إلا للضرورة العلمية القصوى التي يتوقف عليها معنى الكلام فتوضع إكمالا للنقص.
8 - التعليقات والتخريجات: لابد للمحقق الناجح أن يهتم بتعليقاته على الكتاب من شرح كلمة غريبة أو معنى غامض أو كلمة تحتاج إلى توضيح أو التعريف بمدينة أو بلدة أو ضبط علم أو كنية أو لقب أو نسبة أو تخريج حديث أو بيت شعر أو رد اعتراض على المصنف، أو بيان وهم أو التعريف بعالم ذكر في الكتاب. وغير ذلك.
9 - الفهارس العلمية: ينبغي على المحقق أن يضع فهارس للكتاب على النحو التالي: فهرس التراجم، الأعلام، الجماعات والقبائل والأمم والطوائف، الأماكن، القوافي، مصادر الدراسة والتحقيق، ملحقات وتصويبات، موضوعات، دوريات.
ـ[الميموني]ــــــــ[20 Sep 2005, 04:56 م]ـ
جزاك الله خيرا
لم يتسن لي الوقت الآن لقراءته و لكن نظرت في بعضه
و أرى أنه يستحق الشكر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Feb 2006, 01:13 م]ـ
هذه قواعد نظرية جيدة يكاد يتفق على معظمها لدى المحققين، وتبقى الممارسة الواعية للتحقيق هي التي تشحذ المحقق، وتصقل معرفته للتعامل مع النصوص المخطوطة المستغلقة، ثم يزيد بصره بكلام بعض العلماء حتى يميزه عن غيره. والذي يبدو لي أن الكتاب المخطوط هو الذي يحدد المنهج الذي ينبغي السير فيه في تحقيقه. فلا تستطيع أن تحدد منهجاً موحداً لتحقيق جميع الكتب المخطوطة، وإن كان هناك حد أدنى من أصول التحقيق لا بد من الالتزام بها. وبعض الباحثين ينتقد بعض التحقيقات التي تقل حواشيها، كتحقيقات عبدالسلام هاورن مثلاً لكتب الجاحظ، ولم يتنبه للجهد الذي بذله المحقق لقراءة النص المخطوط المستغلق في أحايين كثيرة، وهذا هو الجانب المخفي في جهد المحقق، لا يكاد يتنبه له إلا القليلون ممن مارس هذا الأمر.(/)
بشرى إطلاق الأذان الألكتروني
ـ[عصفورة نت]ــــــــ[05 Jul 2004, 01:37 م]ـ
أنا مسرورة جدا لأزف إليكم نبأ ظهور برنامج إسلامي جميل يمكن من خلاله الاستماع للأذان أوتوماتيكيا خمس مرات في أوقات الصلاة الصحيحة، وهو من أشهر البرامج الدينية حسب إحصائية موقع ( download.com)، ويمكنكم تنزيل برنامج الأذان من الرابط التالي:
http://www.islamicfinder.org/athanDownload.php
ويحتوي البرنامج على المميزات التالية:
1 - إطلاق الأذان الأتوماتيكي في كل وقت من أوقات الصلاة.
2 - .أوقات الصلاة لأكثر من خمس ملايين مدينة وقرية حول العالم.
3 - .التقويم الهجري والميلادي.
4 - .الأذان من المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى، ومساجد مصر والبوسنة، وباكستان والأذان بصوت الداعية يوسف إسلام.
5 - .الدعاء المسنون بعد الأذان.
6 - يحتوي البرنامج على طرق حساب أوقات الصلاة المعتمدة في العالم الإسلامي وإمكانية اختيار أي منها.
7 - اشتماله على خاصية الخيارات المتقدمة.
8 - يحتوي على خاصية التنبيه قبل أو بعد الأذان من خلال تلاوة للقرآن الكريم لسورة مختارة، مع إمكانية إضافة صوتيات أخرى.
9 - يمكن المستخدم من اختيار الأذان بأصوات المؤذنين من مختلف المساجد المشهورة حول العالم.
10 - عرض صور متحركة لمختلف المساجد المشهورة من خلال البرنامج.
11 - تحديد اتجاه القبلة
12 - اشتماله على خاصية تغيير الألوان خلفية البرنامج حسب رغبة المستخدم.
فمن فضلك أخبر زملاءك عن هذا البرنامج وساهم في نشره متذكرا قول رسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم:
" الدال على الخير كفاعله".(/)
مثلث الغزالي من رموز السحر عند المتصوفة هل اجد معلومة عنه عندكم
ـ[حنبل]ــــــــ[05 Jul 2004, 07:15 م]ـ
مثلث الغزالي و الخاتم و المرموز و حساب ابجد بعد الطرق التى يستخدمها كهنة المتصوفة و سحرتهم اريد معلومات تفصلية عنها فهل اجد عندكم المساعدة.
ـ[علي جاسم]ــــــــ[03 Mar 2005, 11:18 ص]ـ
أخي المستعلم .. كان ابن القيم من أمر الغيب الذي ما جرى عليه أو فيه القلم بينما كان هنالك شيخ علم عالم عابد يذود عن الإسلام بعلمه ورد الفلاسسفة على أدبارهم ودحض حججهم وبين بهتان عقولهم بتحفته المسماة تهافت الفلاسفة كان اسم هذا الشيخ (أبو حامد الغزالي) .. ولا أحسبك قرأت هذا الكتاب .. على أنك لو قرأته لا أحسبك تفقه منه الكثير .. على أنك لوفقهت منه اليسير لما حدثتك نفسك بالخوض بسيرة هذا العلم فضلا عن جعله في زمرة السحرة .. أما بالنسبة للمقولة التي ذكرتها عن ابن القيم فلو أنك أكملتها لأدركت أن لديك خلطا كما كان لابن القيم خلطا في الأمور فابن القيم ينسب أفكار الغزالي للباطنية ولا أعرف والله من ألف كتاب فضائح الباطنية .. أليس هو الغزالي .. بل كيف يفضحهم هنا ليأخذ من فكرهم هناك .. ويقول ابن القيم أيضا في نفس الكتاب الموسوم " وأن الغزالي قد قصد التصوف لما ثبت في النفوس مدح الزهد " ويكأن الغزالي قد شغفته الدنيا حبا فراح يتنسك ويتصوف ليمدح بين الناس .. وهل هذا الوصف مما ينطبق على الغزالي .. على أن ابن القيم كان يسمي كتاب الإحياء للغزالي من أجل كتبه .. وارجع إن شئت لكتاب درء التعارض لابن تيمية وابت تيمية كما تعلم شيخ ابن القيم .. وانضر كيف كان ابن تيمية يرجع بل يستصوب فكر الغزالي في كثير من المسائل الفلسفية على وجه التخصيص .. وأخيرا أخي الفاضل إن أردت بسسؤالك هذا أن نجعل الغزالي في زمرة السحرة فلا أزيد على {عفا الله عنك} ..(/)
إسلام أكاديمي ..
ـ[فريق الإعلام]ــــــــ[05 Jul 2004, 11:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
http://workforislam.com/media_team/023task/academy.jpg
http://www.islamacademy.net(/)
جهود الازهرفى محاربة التصوف (3) الشيخ على محفوظ ينقل اجماع علماء الازهرعلى بدعية المولد
ـ[حنبل]ــــــــ[06 Jul 2004, 10:20 ص]ـ
http://www.sd-sunnah.com/vb/showthread.php?s=&postid=3874#post3874(/)
جهود الازهر فى محاربة التصوف (2) شيخ الازهر السابق التصوف خطر على سلامة الدين
ـ[حنبل]ــــــــ[06 Jul 2004, 10:21 ص]ـ
http://www.sd-sunnah.com/vb/showthread.php?s=&threadid=924(/)
جهود الازهر فى محاربة التصوف (1) مشيخة الازهر تطلب من وزير ال
ـ[حنبل]ــــــــ[06 Jul 2004, 10:22 ص]ـ
http://www.sd-sunnah.com/vb/showthread.php?s=&threadid=923(/)
ملك المحدثين الفتني ينقل الاجماع على عدم جوازالاستغاثةوزيارة القبور بغرض الدعاء عندها
ـ[حنبل]ــــــــ[06 Jul 2004, 08:03 م]ـ
http://www.sd-sunnah.com/vb/showthread.php?s=&threadid=934(/)
خصومات من 20% إلى 70% في مكتبة الرشد بالرياض
ـ[الشامل]ــــــــ[07 Jul 2004, 02:49 ص]ـ
تشهد مكتبة الرشد بمدينة الرياض عروض لابأس بها خصوصا أن هذا المعرض لأول مرة يقام في هذه المكتبة وأحببت أن أوضح للإخوان بعض هذه الكتب المخفضة ومنها على سبيل المثال لا الحصر
1/ إتحاف الخيرة المهرة للبوصيري ت/ عادل سعد وغيره (مكتبة الرشد) 11مجلد بقيمة 125
2/ الجدول في إعراب القرآن لمحمود صافي ت/ لبنة الحمصي (دار الرشيد) 16 مجلد بقيمة 250
3/ العبر في خبر من غبر للذهبي (الكتب العلمية) 4 مجلدات بقيمة 50
4/ الكامل في التاريخ لابن الأثير ت/ عمر تدمري (الرشد) 11 مجلد بقيمة 128
5/ المجموع شرح المهذب للنووي ت محمد المطيعي (الإرشاد) 23 مجلد بقيمة 370
6/ المصنف للصنعاني ت/ أيمن الأزهر (الكتب العلمية) 12 مجلد بقيمة 175
7/ المطالب العالية لإبن حجر ت/ أيمن أبو عالي (قرطبة) 10 مجلدات بقيمة 180
8/ المعجم الأوسط للطبراني ت/ طارق عوض الله (الحرمبن) 10 مجلدات بقيمة 220
9/ المعجم الكبير للطبراني ت/ حمدي السلفي (إحياء التراث) 25 مجلد بقيمة 290
10/ المنهل العذب المورود لأمين خطاب (إحياء التراث) 8 مجلدات بقيمة 140
11/ الموسوعة الشوقية لأحمد شوقي جمع / إبراهيم الأبياري (الكتاب العربي) 10 مجلدات بقيمة 175
12/ النوادر والزيادات لإبن أبي زيد ت/ محمد حجي (الغرب الإسلامي) 15 مجلد بقيمة 350
13/ الوافي بالوفيات للصفدي ت/ أحمد أرناؤؤط وتركي (إحياء التراث) 29 مجلد بقيمة 330
14/ بدائع الصنائع للكاساني ت/ محمد عدنان درويش (إحياء التراث) 6 مجلدات بقيمة 75
15/ تاريخ الطبري له ت/ محمد أبو الفضل إبراهيم (إحياء التراث) 11 مجلد بقيمة 165
16/ تاريخ مدينة السلام للخطيب البغدادي ت/ بشار عواد (الغرب الإسلامي) 17 مجلد بقيمة 450
17/ تحفة الإشراف للمزي ت/ بشلر عواد (الغرب الإسلامي) 13 مجلد بقيمة 450
وغيرها كثيروالمعرض لم يبق منه إلا القليل أسبوع وبضعة أيام والله الموفق والهادي إللى سواء السبيل!!!
ـ[موراني]ــــــــ[07 Jul 2004, 09:14 م]ـ
هل يمكنكم وضع الرابط لدار الرشد
في الملتقى؟
بارك الله فيكم
موراني
ـ[الشامل]ــــــــ[08 Jul 2004, 01:44 ص]ـ
أخي الموفق (أهل القيروان) الرابط هو www.rushd.com/-60k
ومن الكتب المخفضة أيضا هي مايلي
1/ تفسير التحرير والتنوير لابن عاشور (التاريخ) 30مجلد بقيمة 320
2/ تهذيب اللغة للأزهري ت/ عبد السلام هارون (مصري) 17 مجلد بقيمة 175
3/ جامع الأصول لابن الأثير (الفكر) ت/ عبد السلام علوش 12 مجلد بقيمة 180
4/ حاشية ابن عابدين له (الكتب العلمية) 12 مجلد بقيمة 180
5/ روضة الطالبين للنووي ت/ عادل عبد الموجود (الكتب العلمية) 8 مجلدات بقيمة 135
6/ زاد المسير لابن الجوزي (المكتب الإسلامي) 9 مجلدات بقيمة 115
7/ شرح النووي على مسلم ت/ خليل شيحا (المعرفة) 10 مجلدات بقيمة 110
8/ عون المعبود للعظيم ىبادي ت/ عبدالرحمن عثمان (إحياء التراث) 14 مجلد بقيمة 140
9/ لسان العرب لابن منظور (صادر) 18 مجلد بقيمة 155
10/ مجمع البحرين للهيثمي ت/ عبد القدوس نذير (الرشد) 9 مجلدات بقيمة 105
11/ معجم البلدان للحموي (صادر) 7 مجلدات بقيمة 100
وأحب أن أفيد الاخوة القراء أنني لم أنشر هذا الأمر لطلبة العلم إلا من باب التواصي ونشر الخير للجميع وليس لي علاقة بالرشد حتى أعلن هذا الأمر فيكون متاجرة لهم كلا والله وأخيرا لا تنسوا أخاكم من الدعاء له بظهر الغيب والثبات له ولكم حتى الممات إنه أكرم مسؤؤل وخير مأمول ..........
ـ[الموحد 2]ــــــــ[08 Jul 2004, 06:19 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الشامل،
وهذا من باب التعاون على البر والتقوى إن شاء الله.
جعلك الله مباركاً أينما كنت ..
ـ[موراني]ــــــــ[08 Jul 2004, 09:22 ص]ـ
شكرا جزيلا يا الأخ (الشامل)
وبارك الله فيك
سأتصل بالمكتبة من هذا الطريق طالبا بعض المنشورات منها.
موراني
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[08 Jul 2004, 11:08 ص]ـ
هل استطيع شراء كتب عن طريق الانترنت وفقك الله أرجوا أن تريد علي ياسرع وقت
أو إن أمكن أن ارسل مالا لأي شخص في الرياض وبعد ذلك آتي للرياض لكي استمل الكتب منه
ـ[الشامل]ــــــــ[08 Jul 2004, 11:16 م]ـ
أخي المبارك لا علم لدي عن هذا الأمر ولعل الاقتراح الثاني أفضل من وجهة نظري خصوصا أن فترة المعرض محودة وأتمنى أن أساعدك بهذا الامر لكنني لست مقيما في الرياض وجزيت خيرا
قال الشاعر - رحمه الله -
ما الفضل إلا لأهل العلم إنهم
على الهدى لمن استهدى أدلاء
وفضل كل امريء ماكان يحسنه
والجاهلون لأهل العلم أعداء
ـ[لاجئ فلسطيني]ــــــــ[15 Jul 2004, 04:02 ص]ـ
اخوي الشامل هل الاسعار التي وضعتها بجانب الكتب هي بالدولار او بالريال ارجوا افادتي بارك الله بكم فالعناوين اكثر من رائعة وشوقتني لها الله يكرمك
اخوك ابو جهاد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[15 Jul 2004, 08:33 ص]ـ
أعتذر على التطفل
ولكن سعر الكتب بالريال بارك الله فيك
ـ[لاجئ فلسطيني]ــــــــ[15 Jul 2004, 03:04 م]ـ
اخوي ابو الخطاب العوضي جزاكم الله خير ورفع الله قدركم المهم ان نعرف الجواب ولا يهم من الذي يجيب
اخوكم ابو جهاد(/)
مليار مع الرسول صلى الله عليه وسلم
ـ[مشارك]ــــــــ[07 Jul 2004, 06:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ملف مليار مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
http://www.islamtoday.net/Miliar_with_M/index.html
اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم:
http://www.icsfp.com/AR/(/)
جديد فضيلة الشيخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[08 Jul 2004, 06:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أمابعد:
فيسرنا وفقكم الله وضع كل جديد لفضيلة شيخنا الشيخ د. عبدالكريم الخضير في هذا الرابط ووضع كل جديد تحته وفي نفس هذا الموضوع بحيث لانجعل كل منشط جديد في موضوع منفصل فسنضع جميع مايتعلق باعلانات دروس ودورات ومحاضرات ولقاءات الشيخ في هذا الموضوع وهذا اللتنبيه وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
....................
الدروس العلمية المكثفة الصيفية السابعة
لفضيلة الشيخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله.
وذلك بشرح
كتاب الصلاة من عمدة الأحكام (للحافظ عبدالغني) وكتاب الموقظة في مصطلح الحديث (للذهبي)
في جامع ((الشيخ صالح الونيان)) في حي الخليج بمدينة بريدة
ابتداءا من يوم السبت 22/ 5/1425 حتى يوم الخميس5/ 6/1425 وسيكون الدرس بعد صلاة العصر مباشرة ...
وستبث باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط: http://liveislam.com/series/khudair.html
للاستفسار: ت/012355522 ف/012355533
أو البريد الالكتروني: kdeer15@hotmail.com
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[16 Jul 2004, 02:13 ص]ـ
صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم
محاضرة لفضيلة الشيخ د / عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله
بعد مغرب يوم الجمعة الموافق 28/ 5/1425
في جامع ((الملك عبدالعزيز رحمه الله)) بمدينة الرس
وستبث المحاضرة باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط:
http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي قناة حامل المسك الرئيسية ...
للاستفسار: ت/012355522 ف/012355533 جوال /054884916
أو البريد الالكتروني: kdeer15@hotmail.com
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[21 Jul 2004, 04:46 م]ـ
الدروس العلمية المكثفة الصيفية الثامنة
لفضيلة الشيخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله.
وذلك بشرح
كتاب اللقطة، الوصايا، الفرائض، النكاح، الطلاق، اللعان، الرضاع من عمدة الأحكام (للحافظ عبدالغني)
في جامع الأخوين في حي الرحاب بجدة
ابتداءا من يوم السبت 7/ 6/1425 حتى يوم الخميس12/ 6/1425 وسيكون الدرس بعد صلاة العصر مباشرة ...
وستبث باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط: http://liveislam.com/series/khudair.html
للاستفسار: ت/012355522 ف/012355533
أو البريد الالكتروني: kdeer15@hotmail.com
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[26 Jul 2004, 05:20 م]ـ
فاسألوا أهل الذكر
محاضرة لفضيلة الشيخ د / عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله
بعد مغرب يوم الثلاثاء الموافق 10/ 6/1425
في جامع ((التركي)) شمال حديقة الأمير ماجد بن عبدالعزيز بجدة
وستبث المحاضرة باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط:
http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي قناة حامل المسك الرئيسية ...
للاستفسار: ت/012355522 ف/012355533 جوال /0505542548
أو البريد الالكتروني: kdeer15@hotmail.com
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[28 Jul 2004, 05:20 م]ـ
الدروس العلمية المكثفة الصيفية التاسعة
لفضيلة الشيخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله.
وذلك بشرح
كتاب الطهارة من المحرر في الحديث لابن عبدالهادي رحمه الله
في جامع (مدحت شيخ الأرض) في حي البيبان بمكة المكرمة
ابتداءا من يوم السبت 14/ 6/1425 حتى يوم الأربعاء 25/ 6/1425 وسيكون الدرس بعد صلاة العصر مباشرة بتوقيت مكة المكرمة ...
وستبث باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط: http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي قناة حامل المسك الثانية ...
للاستفسار: ت/012355522 ف/012355533
أو البريد الالكتروني: kdeer15@hotmail.com
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[10 Aug 2004, 05:05 م]ـ
شرح حديث (مانهيتكم عنه فاجتنبوه)
محاضرة لفضيلة الشيخ د / عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله
بعد مغرب يوم الخميس الموافق 26/ 6/1425
في جامع ((الجفالي)) بمدينة خليص
وستبث المحاضرة باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط:
http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي قناة حامل المسك الرئيسية ...
للاستفسار: ت/012355522 ف/012355533 جوال /0503652540
أو البريد الالكتروني: kdeer15@hotmail.com
ـ[عادل التركي]ــــــــ[11 Aug 2004, 06:29 ص]ـ
بارك الله في الشيخ وحفظه , ونفعنا بعلمه.
وجزاكم الله خيراً على عملكم المبارك.
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[11 Aug 2004, 06:03 م]ـ
واياكم أخي ...
...............
الدروس العلمية المكثفة الصيفية العاشرة
لفضيلة الشيخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله.
وذلك بشرح
كتاب الأطعمة والاشربة واللباس والجهاد والعتق من عمدة الأحكام (للحافظ عبدالغني)
في جامع سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله بمدينة الطائف
ابتداءا من يوم السبت 28/ 6/1425 حتى يوم الأربعاء 2/ 7/1425 وسيكون الدرس بعد صلاة العصر مباشرة ...
وستبث باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط: http://liveislam.com/series/khudair.html
للاستفسار: ت/012355522 ف/012355533
أو البريد الالكتروني: kdeer15@hotmail.com
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[29 Aug 2004, 07:41 م]ـ
الدروس العلمية المكثفة الصيفية الثانية عشرة
لفضيلة الشيخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله.
وذلك بشرح
كتاب القصاص والحدود والأيمان والنذور من كتاب عمدة الأحكام (للحافظ عبدالغني)
في جامع الشيخ سليمان الراجحي بالحفر.
ابتداءا من يوم السبت 12/ 7/1425 حتى يوم الثلا ثاء 15/ 7/1425 وسيكون الدرس بعد صلاة العصر مباشرة ...
وستبث باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط: http://liveislam.com/series/khudair.html
للاستفسار: ت/012355522 ف/012355533
أو البريد الالكتروني: kdeer15@hotmail.com
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[01 Sep 2004, 08:51 م]ـ
شرح حديث
(من كان يؤمن بالله .. فليقل خيرا او ليصمت)
محاضرة لفضيلة الشيخ د / عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله
بعد مغرب يوم الجمعة الموافق 18/ 7/1425
في جامع ((الحريق)) بمدينة الحريق
وستبث المحاضرة باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط:
http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي قناة حامل المسك الرئيسية ...
للاستفسار: ت/012355522 ف/012355533 جوال /0505266520
أو البريد الالكتروني: kdeer15@hotmail.com
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[01 Sep 2004, 11:51 م]ـ
شرح حديث
(من كان يؤمن بالله .. فليقل خيرا او ليصمت)
محاضرة لفضيلة الشيخ د / عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله
بعد مغرب يوم الجمعة الموافق 18/ 7/1425
في جامع ((الحريق)) بمدينة الحريق
وستبث المحاضرة باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط:
http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي قناة حامل المسك الرئيسية ...
للاستفسار: ت/012355522 ف/012355533 جوال /0505266520
أو البريد الالكتروني: kdeer15@hotmail.com
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[10 Sep 2004, 07:14 ص]ـ
الدروس العلمية المكثفة الصيفية الخامسة عشر
لفضيلة الشيخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله.
وذلك بشرح
بعد العصر: شرح كتاب الجنائز من بلوغ المرام
بعد العشاء: شرح كتابي الزكاة والصيام من البلوغ.
في جامع الصحابي سلمان الفارسي رضي الله عنه.
ابتداءا من يوم السبت 26/ 7/1425 حتى يوم الخميس 2/ 8/1425
وستبث باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط: http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي حامل المسك الثانية
للاستفسار: ت/012355522 ف/012355533
أو البريد الالكتروني: kdeer15@hotmail.com
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[15 Sep 2004, 09:06 م]ـ
الدروس العلمية المكثفة الصيفية السادسة عشر
لفضيلة الشيخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله.
وذلك بشرح
كتابي الزكاة والصيام من موطأ الامام مالك بن أنس رحمه الله
في جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله بحي السلام بالرياض
.
ابتداءا من يوم السبت 4/ 8/1425 حتى يوم الثلاثاء 28/ 8/1425
وستبث باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط
http://www.liveislam.com/series/khudair.html
وفي حامل المسك الثانية
للاستفسار: ت/012355522 ف/012355533 ج / 0503269054
أو البريد الالكتروني kdeer15@hotmail.com
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[13 Oct 2004, 09:36 ص]ـ
نبشر الجميع أنه سيبث باذن الله تعالى برنامج التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح في إذاعة القرآن الكريم
والذي يتولى شرحه فضيلة شيخنا الشيخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير يوميا طيلة أيام شهر رمضان المبارك
في شرح كتاب الصيام منه وسيكون وقت بثه في تمام الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت مكة المكرمة
وسيبث باذن الله تعالى في صفحة الشيخ على الرابط.
http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي قناة حامل المسك الثانية
للاستفسار: هاتف / 012355522 ناسوخ / 012355533
أوالبريد الالكتروني: kdeer15@hotmail.com
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Oct 2004, 11:32 ص]ـ
جزاكم الله خيراً، ونسأل الله أن يجزي الشيخ عبدالكريم خيراً وأن يزيده توفيقاً وسداداً.
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[22 Nov 2004, 12:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أمابعد:
فيسرنا وفقكم الله وضع كل جديد لفضيلة شيخنا الشيخ د. عبدالكريم الخضير في هذا الرابط ووضع كل جديد تحته
وفي نفس هذا الموضوع بحيث لانجعل كل منشط جديد في موضوع منفصل فسنضع جميع مايتعلق باعلانات
دروس ودورات ومحاضرات ولقاءات الشيخ في هذا الموضوع وهذا اللتنبيه وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
اللقاء الخامس ضمن لقاءات الشيخ في اذاعة القرآن ضمن برنامج معكم على الهواء والذي هو بعنوان:
((كيف يبني طالب العلم مكتبته؟؟؟))
بعد عصر الثلاثاء 6/ 4/1425 من (4إلى 6) مساءا
وسيدير هذا اللقاء الأستاذ / فهد بن عبدالعزيز السنيدي وفقه الله.
وسينقل هذا اللقاء في صفحة الشيخ في موقع البث الاسلامي نقله على الهواء مباشرة على الرابط:
http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي قناة حامل المسك الرئيسية.
للاستفسار: ت/012355522 ف / 012355533
أو البريد الالكتروني kdeer15@hotmail.com
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[22 Nov 2004, 03:46 ص]ـ
الدروس العلمية المكثفة
لفضيلة الشيخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله.
وذلك بشرح
كتاب الحج من بلوغ المرام
في جامع الصحابي سلمان الفارسي.
ابتداءا من يوم الاثنين9/ 10/1425 حتى يوم الجمعة 13/ 10/1425 وسيكون الدرس بعد المغرب وبعد العشاء.
وستبث بإذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط:
http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي حامل المسك الثانية
للاستفسار: ت/012355522 ف/012355533
أو البريد الالكتروني: kdeer15@hotmail.com
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[26 Nov 2004, 02:35 ص]ـ
الدروس العلمية المكثفة
لفضيلة الشيخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله.
وذلك بشرح
كتابي الزكاة والحج من موطأ الامام مالك بن أنس رحمه الله
في جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله بحي السلام بالرياض.
ابتداءا من يوم السبت 14/ 10/1425 وسيكون الدرس بإذن الله تعالى بعد صلاة العشاء.
وستبث باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط: http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي حامل المسك الثانية ...
للاستفسار: ت/012355522 ف/012355533 ج / 0503494441
أو البريد الالكتروني: khodir@gawab.com
................
تنبيه!!!
من أراد الإشتراك في برنامج الرسائل الدعوية لمعرفة كل جديد للشيخ ماعليه الا ارسال اسمه ورقمه والمدينة التي يسكن فيها برسالة على الجوال (0503494441) أو الفاكس 012355533 أو البريد الالكتروني khodir@gawab.com
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[30 Nov 2004, 05:32 ص]ـ
شرح المحرر في مكة في دروس مكثفة ودورية ...
بإذن الله عزوجل سيستأنف
فضيلة الشيخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله
الأربعاء القادم 18/ 10/1425
الدرس الشهري في مكة المكرمة والذي مازال يشرح فيه فضيلته كتاب الطهارة من ((المحرر في الحديث)) لابن عبدالهادي
وذلك في جامع مدحت شيخ الأرض بجوار إشارة البيبان
وستكون بإذن الله تعالى الدروس مكثفة ...
بواقع درسين بعد عشاء الأربعاء ودرسين بعد عشاء الخميس.
وسينقل الدرس إن شاء الله تعالى في صفحة الشيخ بالبث الإسلامي على الرابط:
http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي حامل المسك الثانية ...
للاستفسار: ت/012355522 ف/012355533 ج / 0503494441
أو البريد الالكتروني: khodir@gawab.com
............
نكرر التنبيه!!!
من أراد الاشتراك في برنامج الرسائل الدعوية لمعرفة كل جديد للشيخ ماعليه إلا إرسال اسمه ورقمه والمدينة التي يسكن فيها برسالة على الجوال (0503494441) أو الفاكس 012355533 أو البريد الالكتروني khodir@gawab.com
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[30 Mar 2005, 05:22 م]ـ
بإذن الله عزوجل سيستأنف
فضيلة الشيخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله
الأربعاء 20/ 2/1426
الدرس الشهري في مكة المكرمة والذي مازال يشرح فيه فضيلته كتاب الطهارة من ((المحرر في الحديث)) لابن عبدالهادي
وذلك في جامع مدحت شيخ الأرض بجوار إشارة البيبان
وستكون بإذن الله تعالى الدروس مكثفة ...
بواقع درس بعد عصر الأربعاء ودرس بعد عصر الخميس.
وسينقل الدرس إن شاء الله تعالى في صفحة الشيخ بالبث الإسلامي على الرابط:.
www.liveislam.net
وفي غرفة الشيخ الخاصة به في القسم العربي في البالتوك ...
للاستفسار: ت/012355522 ف/012355533 ج / 0503494441
أو البريد الالكتروني: khodir@gawab.com
............
نكرر التنبيه!!!
من أراد الاشتراك في برنامج الرسائل الدعوية لمعرفة كل جديد للشيخ ماعليه إلا إرسال اسمه ورقمه والمدينة التي يسكن فيها برسالة على الجوال (0503494441) أو الفاكس 012355533 أو البريد الالكتروني khodir@gawab.com
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[06 Apr 2005, 03:08 م]ـ
شرح حديث (((قل آمنت بالله ثم استقم)))
محاضرة لفضيلة الشيخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير وفقه الله بعد مغرب يوم الجمعة 29/ 2/1426هـ الموافق8/ 4/2005م
في جامع ابن القيم بالجبيل الصناعية.
وستبث المحاضرة في موقع البث الاسلامي www.liveislam.net
وفي غرفة الشيخ الخاصة به في القسم العربي في برنامج البالتوك.
.................................................. .....
نكرر التنبيه!!!
من أراد الاشتراك في برنامج الرسائل الدعوية لمعرفة كل جديد للشيخ ماعليه إلا إرسال اسمه ورقمه والمدينة التي يسكن فيها برسالة على الجوال (0503494441) أو الفاكس 012355533 أو البريد الالكتروني khodir@gawab.com
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Apr 2005, 05:17 م]ـ
نسأل الله لكم التوفيق وللشيخ الكريم عبدالكريم الخضير. وأشكركم على هذا التنظيم والحرص على نفع طلاب العلم، واتباع هذه الأساليب السهلة والرائعة في إيصال الخير.
بارك الله فيكم وزادكم هدى وتوفيقاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[11 Jun 2005, 09:56 ص]ـ
الدورة العلمية المكثفة بالمدينةالنبوية
الأربعاء 4/ 5/1426
بدأ الدورة العلمية المكثفة بالمدينة النبوية و الذي سشرح فيه فضيلة الشيخ د. عبدالكريم الخضير
حفظه الله.
((كتاب الجامع من المحرر في الحديث)) لابن عبدالهادي
وذلك بالجامعة الاسلامية بالمدينة النبوية
يوميا بعد صلاة العصر الي يوم الخميس الموافق 9/ 5/1426
وسينقل الدرس إن شاء الله تعالى في صفحة الشيخ بالبث الإسلامي على الرابط
http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي قناة الشيخ بالقسم العربي علي برنامج البال تالك ...
للاستفسار: ت/012355522 ف/012355533 ج / 0503494441
أو البريد الالكتروني: khodir@gawab.com
............
نكرر التنبيه!!!
من أراد الاشتراك في برنامج الرسائل الدعوية لمعرفة كل جديد للشيخ ماعليه إلا إرسال اسمه
رقمه والمدينة التي يسكن فيها برسالة على الجوال (0503494441) أو الفاكس 012355533 أو
البريد الالكتروني khodir@gawab.com
للاستفسار: ت/012355522 ف/012355533 ج / 0503494441
أو البريد الالكتروني: khodir@gawab.com
............
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[14 Jun 2005, 05:21 م]ـ
بعد مغرب هذا اليوم 7/ 5/1426 محاضرة
(ضوابط ومحاذير للمفتي والمستفتي)
بمسجد قباء بالمدينة النبوية لفضيلة الشيخ د / عبدالكريم بن عبدالله الخضير وفقه الله.
وسينقل الدرس إن شاء الله تعالى في صفحة الشيخ بالبث الإسلامي على الرابط
http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي قناة الشيخ بالقسم العربي علي برنامج البال تالك ...
للاستفسار: ت/012355522 ف/012355533 ج / 0503494441
أو البريد الالكتروني: khodir@gawab.com
............
نكرر التنبيه!!!
من أراد الاشتراك في برنامج الرسائل الدعوية لمعرفة كل جديد للشيخ ماعليه إلا إرسال اسمه
رقمه والمدينة التي يسكن فيها برسالة على الجوال (0503494441) أو الفاكس 012355533 أو
البريد الالكتروني khodir@gawab.com
للاستفسار: ت/012355522 ف/012355533 ج / 0503494441
أو البريد الالكتروني: khodir@gawab.com
............
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[17 Jun 2005, 06:46 ص]ـ
بدأ الدورة الدورة المنهجية المتقدمة في العلوم الشرعية
بالدمام
11/ 5/1426 هـ
و الذي سشرح فيه فضيلة
الشيخ د. عبدالكريم الخضير
حفظه الله.
((أحاديث الأحكام: بلوغ المرام من أول باب الخيار من كتاب البيوع))
وذلك بجامع سلمان الفارسي
يوميا بعد صلاة العصر الي يوم الخميس الموافق 16/ 5/1426
وسينقل الدرس إن شاء الله تعالى في صفحة الشيخ بالبث الإسلامي
على الرابط
http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي قناة الشيخ بالقسم العربي علي برنامج البال تالك ...
للاستفسار: ت/012355522 ف/012355533 ج / 0503494441
أو البريد الالكتروني: khodir@gawab.com
............
نكرر التنبيه!!!
من أراد الاشتراك في برنامج الرسائل الدعوية لمعرفة كل جديد للشيخ ماعليه إلا إرسال اسمه
رقمه والمدينة التي يسكن فيها برسالة على الجوال (0503494441) أو الفاكس 012355533 أو
البريد الالكتروني khodir@gawab.com
للاستفسار: ت/012355522 ف/012355533 ج / 0503494441
أو البريد الالكتروني: khodir@gawab.com
............
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[22 Jun 2005, 06:32 م]ـ
الدورة العلمية الصيفية الكبرى لفضيلة الشيخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير بالرياض
ستبدأ بإذن الله تعالى بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب
بحي السلام بمدينة الرياض
يوم السبت 18/ 5/1426 وستنتهي يوم الأربعاء 7/ 6/1426
وسيكون الجدول على النحو التالي:
الدرس الأول: الفجر
(((ألفية العراقي))).
الدرس الثاني: العصر
((البيوع من موطأ الإمام مالك بن أنس))
الدرس الثالث: المغرب
الأسبوع الأول: (((منظومة الزمزمي في علوم القرآن))).
الأسبوع الثاني: (((حائية ابن أبي داود في العقيدة))).
الأسبوع الثالث: (((مجمع الأصول لابن عبد الهادي))).
للاستفسار ت / 0096612355522 ف / 096612355533 ج / 0966503494441
الرقم المخصص للدورة 0551634002
البريد الالكتروني / khodir@gawab.com
للراغبين في السكن من خارج مدينة الرياض تسجيل بياناتهم على البريد الالكتروني
Dorh@gawab.com
في موعد أقصاه 10/ 5/1426
وستنقل الدورة إن شاء الله تعالى في صفحة الشيخ بالبث الإسلامي على الرابط
http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي قناة الشيخ بالقسم العربي علي برنامج البال تالك ...
نكرر التنبيه!!!
من أراد الاشتراك في برنامج الرسائل الدعوية لمعرفة كل جديد للشيخ ماعليه إلا إرسال اسمه
رقمه والمدينة التي يسكن فيها برسالة على الجوال (0503494441) أو الفاكس 012355533 أو
البريد الالكتروني khodir@gawab.com
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[13 Jul 2005, 06:34 م]ـ
الدورات العلمية والمحاضرات لفضيلة الشيخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله في صيف عام 1426
1. شرح جامع الترمذي من أوله وذلك في جامع الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في بريدة وستبدأ في يوم السبت 10/ 6/1426 هـ الى الأربعاء 21/ 6/1426 هـ وسيكون الدرس بعد العصر من كل يوم عدا يومي الخميس والجمعة.
...........................................
2. اكمال شرح المحرر في الحديث لابن عبدالهادي كتاب الطهارة في جامع الامام عبدالعزيز بن باز في مكة المكرمة وستبدأ في يوم الاثنين 26/ 6/1426 هـ الى الأربعاء 5/ 7/1426 هـ وسيكون الدرس بعد العصر من كل يوم عدا يومي الخميس والجمعة.
...........................................
3. لقاء مفتوح (مع الأئمة والخطباء واعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) وذلك بعد عشاء يوم الأحد 2/ 7/1426هـ وسيكون اللقاء في (قاعة دار الحديث المكية) تنسيق مندوبية الزاهر بمكة المكرمة.
...........................................
4. شرح كتاب تقريب الأسانيد وترتيب المسانيد للحافظ العراقي في جامع الشيخ عبداللطيف آل الشيخ في المدينة المنورة وستبدأ في يوم السبت 15/ 7/1426 هـ الى الأربعاء 26/ 7/1426 هـ وسيكون الدرس بعد العصر من كل يوم عدا يومي الخميس والجمعة.
...........................................
5. لقاء مفتوح وذلك بعد عشاء يوم الجمعة 21/ 7/1426هـ وسيكون اللقاء في جامع الشيخ عبداللطيف آل الشيخ في المدينة المنورة.
...........................................
6. لقاء مفتوح وذلك بعد مغرب يوم الخميس27/ 7/1426هـ وسيكون اللقاء في مدينة ينبع الصناعية.
...........................................
7. لقاء مفتوح وذلك بعد مغرب يوم الأربعاء3/ 8/1426هـ وسيكون اللقاء في جامع الشيخ سليمان الراجحي في حفر الباطن.
...........................................
8. اكمال شرح بلوغ المرام وستبدأ في يوم السبت 6/ 8/1426 هـ الى الخميس 11/ 8/1426 هـ وسيكون الدرس بعد العصر من كل يوم.
...........................................
9. اكمال شرح كتاب البيوع من موطأ الامام مالك بن أنس رحمه الله وسيبدأ الشيخ مغرب يوم السبت 13/ 8/1426 هـ الى يوم الأربعاء 24/ 8/1426 هـ عدا يومي الخميس والجمعة.
...........................................
وستنقل جميع هذه الدروس والمحاضرات في موقع البث الاسلامي www.liveislam.net
وفي غرفة الشيخ الخاصة في برنامج البالتوك في القسم العربي sh-Abdulkarem-khudair
...........................................
للاستفسار جوال 0503494441
أو البريد الألكتروني khodir@gawab.com
...........................................
مع تحيات المكتب العلمي لفضيلة الشيخ د. عبدالكريم الخضير
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[31 Aug 2005, 05:32 م]ـ
اللقاء المفتوح
مع فضيلة الشيخ د/
عبد الكريم بن عبد الله الخضير حفظه الله
وذلك في جامع عمر بن عبدالعزيز في ينبع الصناعية.
وذلك بعد مغرب يوم الخميس 27/ 7/1426هـ
وستبث بإذن الله عز وجل على موقع البث الإسلامي
http://www.liveislam.net/
وفي غرفة الشيخ الخاصة به في القسم العربي في برنامج البالتوك
sh-Abdulkarem-khudair
للاستفسار: جوال / 0503494441
أو البريد الالكتروني: khodir@gawab.com
..............................
نكرر التنبيه!!!
من أراد الاشتراك في برنامج الرسائل الدعوية لمعرفة كل جديد للشيخ ماعليه إلا
إرسال اسمه ورقمه والمدينة التي يسكن فيها برسالة على الجوال
(0503494441) أو الفاكس / 012355533 أو البريد الالكتروني
khodir@gawab.com
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[31 Aug 2005, 10:30 م]ـ
اللقاء المفتوح
لفضيلة الشيخ د/
عبد الكريم بن عبد الله الخضير حفظه الله
وذلك في جامع عمر بن عبدالعزيز في ينبع الصناعية.
وذلك بعد مغرب يوم الخميس 27/ 7/1426هـ
وستبث بإذن الله عز وجل على موقع البث الإسلامي
http://www.liveislam.net/
وفي غرفة الشيخ الخاصة به في القسم العربي في برنامج البالتوك
sh-Abdulkarem-khudair
للاستفسار: جوال / 0503494441
أو البريد الالكتروني: khodir@gawab.com
..............................
نكرر التنبيه!!!
من أراد الاشتراك في برنامج الرسائل الدعوية لمعرفة كل جديد للشيخ ماعليه إلا
إرسال اسمه ورقمه والمدينة التي يسكن فيها برسالة على الجوال
(0503494441) أو الفاكس / 012355533 أو البريد الالكتروني
khodir@gawab.com
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[23 Sep 2005, 03:38 ص]ـ
مسائل وإشكالات في الصيام
محاضرة لفضيلة الشيخ د / عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله
بعد عشاء يوم الجمعة الموافق 19/ 8/1426هـ
في جامع ((القاضي)) بحي التعاون بمدينة الرياض والذي يؤمه الأخ الفاضل (ناصر القطامي)
وستبث المحاضرة باذن الله عزوجل في موقع البث الاسلامي
www.liveislam.net
وفي قناة الشيخ الخاصة به في القسم العربي في البالتوك sh-Abdulkarem-khudair ...
للاستفسار: ج/ 0500045674
فحيا الله الجميع ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[26 Sep 2005, 01:17 ص]ـ
شرح باب أفضل الصيام من كتاب الصيام من عمدة الأحكام
درس لفضيلة الشيخ د / عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله
بعد مغرب يوم الاثنين الموافق 22/ 8/1426هـ
في جامع ((فيصل بن فهد)) بحي الملقا بمدينة الرياض
وستبث المحاضرة باذن الله عزوجل في موقع البث الاسلامي
www.liveislam.net
وفي قناة الشيخ الخاصة به في القسم العربي في البالتوك sh-Abdulkarem-khudair ...
وفي موقع مؤسسة الدعوة الخيرية
http://www.al-daawah.net/
للاستفسار: ج/ 0503494441
فحيا الله الجميع ...
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[12 Feb 2006, 06:17 ص]ـ
الدورة المنهجية المتقدمة
في العلوم الشرعية بالمنطقة الشرقية
الدورة الرابعة - السنة الثالثة
لفضيلة الشيخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله.
وذلك بشرح
متن بلوغ المرام (من باب إحياء الموات)
الوقت / بعد صلاة العشاء
مدة الدرس / أسبوع
وذلك في جامع/ أمينة الحسون بحي الريان بالدمام
(خلف المخازن الكبرى)
ابتداءا من يوم الاحد 13/ 01/1427
وستبث باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط:
http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي قناة الشيخ الخاصة به في القسم العربي في البالتوك sh-Abdulkarem-khudair
للاستفسار: ج/ 0503494441
......................
نكرر التنبيه!!!
من أراد الاشتراك في برنامج الرسائل الدعوية لمعرفة كل جديد للشيخ ماعليه إلا
إرسال اسمه ورقمه والمدينة التي يسكن فيها برسالة على الجوال
(0503494441) أو الفاكس / 012355533 أو البريد الالكتروني
khodir@gawab.com(/)
احفظ الله يحفظك
ـ[إمداد]ــــــــ[08 Jul 2004, 10:40 م]ـ
أحفظ الله يحفظك
عن أبي العباس عبد الله بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ:" يَا غُلاَمُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الأمة لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلاَمُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ" رواه الترمذي، وأحمد، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (7957).
فهذا الحديث يتضمن وصايا عظيمة وقواعد كلية من أهم أمور الدين، حتى قال بعض العلماء: تدبرت هذا الحديث فأدهشني وكدت أطيش. وقال بعض السلف: إذا أردت أن توصي صاحبك أو أخاك أو أبنك فقل له: أحفظ الله يحفظك. وقال سليمان بن داود عليهما السلام: تعلمنا مما تعلم الناس ومما لم يتعلم الناس فما وجدنا كحفظ الله في السر والعلن.فوا أسفا من الجهل بهذا الحديث وقلة التفهم لمعناه.
* قوله صلي الله عليه وسلم "أحفظ الله يحفظك" أي: أحفظ حدوده وحقوقه وأوامره ونواهيه، وحفظ ذلك هو الوقوف عند أوامره بالامتثال وعند نواهيه بالاجتناب وعند حدوده فلا يتجاوز ما أمر به وأذن فيه إلي ما نهي عنه وحّذر منه؛ فمن فعل ذلك فهو من الحافظين لحدود الله الذين مدحهم الله في كتابه، وقال تعالي:" هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ؛ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ" ففسر الحفيظ في الآية بالحافظ لأوامر الله، ومن أعظم ما يجب حفظه من أوامر الله الصلاة، وقد أمر الله بالمحافظة عليها فقال:"حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى" ومدح المحافظين عليها بقوله:" وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ". وكذلك الطهارة فإنها مفتاح الصلاة، قال النبي صلي الله عليه وسلم:"وَلاَ يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلاَّ مُؤْمِن ٌ"صحيح رقم (952) في صحيح الجامع. ومما يُؤمّر بحفظه الأيّمان، قال الله عز وجل:" وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ " والأيّمان: هو ما سبق اللسان من غير قصد كقول الإنسان: لا والله، وبلي والله. فإن الأيّمان يقع الناس فيها كثيراً ويُهمل كثيرٌ منهم ما يجب حفظه فلا يحفظه ولا يلتزمه. ومن الأشياء المأمورين بحفظها الرأس والبطن كما في الحديث الذي حسنه شيخنا الألباني برقم (935) في السلسلة الصحيحة أنه صلي الله عليه وسلم قال: "فليحفظ الرأس وما وعي وليحفظ البطن وما حوى" وحفظ الرأس وما وعي يدخل فيه حفظ السمع والبصر واللسان من المحرمات قال تعالي:"إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً " وحفظ البطن وما حوى يتضمن حفظ القلب عن الإصرار علي ما حرم الله، ويتضمن أيضا حفظ البطن من إدخال الحرام إليها من المآكل والمشارب. ومن أعظم ما يجب حفظه من نواهي الله عز وجل اللسان والفرج؛ فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنه صلي الله عليه وسلم قال:" من حفظ ما بين لحييه (اللسان) ورجليه (الفرج) دخل الجنة" صحيح أنظر صحيح الجامع برقم (140). والأمثلة علي ذلك كثيرة.
* وقوله صلي الله عليه وسلم "يحفظك" أي من حفظ حدوده وراعي حقوقه حفظه الله فإن الجزاء من جنس العمل، وحفظ الله لعبده يدخل فيه نوعان: أحدهما حفظه له في مصالح دنياه كحفظه في بدنه وولده وأهله وماله؛ قال عمر بن عبد العزيز:" ما من مؤمن يموت إلا حفظه الله في عقبه وعقب عقبه"، وقال ابن المنكدر:" إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده وولد ولده والدّويّرات التي حوله فما يزالون في حفظ من الله وستر". ومتي كان العبد مشتغلا بطاعة الله فإن الله يحفظه في تلك الحال؛ قال بعض السلف: من أتقي الله فقد حفظ نفسه، ومن ضيّع تقواه فقد ضيّع نفسه والله غني عنه. قال بعض السلف:" إني لأعصى الله فأعرف ذلك في خلق خادمي ودآبتي.
(يُتْبَعُ)
(/)
النوع الثاني من الحفظ وهو أشرف النوعين: حفظ الله للعبد في دينه وإيمانه؛ فيحفظه في حياته من الشبهات المضّلة ومن الشهوات المحّرمة، ويحفظه عند موته فيتوفاه علي الأيمان.
* وقوله صلي الله عليه وسلم "أحفظ الله تجده تجاهك" معناه أن من حفظ حدود الله وراعي حقوقه وجد الله معه في كل أحواله حيث يتوجه يحوطه وينصره ويّوفقه ويُسدّده "إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ" قال قتاده:" من يتقي الله يكن معه، ومن يكن الله معه فمعه الفئة التي لا تُغلب، والحارس الذي لا ينام، والهادي الذي لا يضل". بل كتب بعض السلف إلي أخ له فقال:" أما بعد، فإن كان الله معك فمن تخاف؟؟ وإن كان عليك فمن ترجو؟؟؟
* قوله صلي الله عليه وسلم "إذا سألت فأسأل الله، وإذا استعنت فأستعن بالله" هذا مُقتبسٌ من قوله تعالي "إياك نعبد وإياك نستعين" فإن السؤال هو دعاؤه والرغبة إليه، والدعاء هو العبادة كما في الحديث الصحيح عن النعمان بن بشير رضي الله عنه برقم (3407) في صحيح الجامع. فتضمن هذا الكلام أن يُسأل الله عز وجل وحده ولا يُسأل غيره، وأن يُستعان بالله دون غيره.
وقال صلي الله عليه وسلم:" من لم يسأل الله يغضب عليه" صحيح، أنظر صحيح الجامع (2418)، وفي النهي عن مسألة المخلوقين أحاديث كثيرة صحيحة، وقد بايع النبي صلي الله عليه وسلم جماعة من أصحابه علي أن لا يسألوا الناس شيئاً ومنهم: أبو بكر وأبو ذر وثوبان رضي الله عنهم أجمعين، وكان أحدهم يسقط السوط منه وهو علي نآقته فلا يسأل أحد أن يناوله إياه.
وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلي الله عليه وسلم:"فَإِذَا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ أَوْ نِصْفُ اللَّيْلِ نَزَلَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا جَلَّ وَعَزَّ فَقَالَ هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأُجِيبَهُ "
وأعلم أن سؤال الله عز وجل دون خلقه هو المُتعيّن، لأن السؤال فيه إظهار الذل من السائل والمسكنة والحاجة والافتقار، وفيه الاعتراف بقدرة المسئول علي رفع هذا الضر ونيل المطلوب وجلب المنافع ودرء المضآر، ولا يصلح الذل والافتقار إلا لله وحده العزيز الغفار لأنه حقيقة العبادة، وكان الإمام أحمد بن حنبل يدعو ويقول:" اللهم كما صنت وجهي عن السجود لغيرك فصنه عن المسألة لغيرك؛ ولا يقدر علي كشف الضر وجلب النفع سواك ".
فأعلم أن الله سبحانه يُحب أن يُسأل، والمخلوق يكره أن يُسأل، ولهذا قال وهب بن مُنبه لرجل كان يأتي الملوك:" ويحك تأتي من يُغلق عنك بابه ويُظهر لك فقره ويُواري عنك غناه، وتدع من يفتح لك بابه نصف الليل ونصف النهار، ويُظهر لك غناه، ويقول ادعني أستجب لك؟؟
وقال طاووس لعطاء: إياك أن تطلب حوائجك إلي من أغلق دونك بابه ويجعل دونها حجابه، وعليك بمن بابه مفتوح إلي يوم القيامة أمرك أن تسأله، ووعدك أن يُجيبك.
وأما الاستعانة بالله عز وجل دون غيره من الخلق، فلأن العبد عاجز عن جلب مصالحه ودفع مضآره، ولا مُعين له علي مصالح دينه ودنياه إلا الله عز وجل، فمن أعانه فهو المُعان ومن خذله فهو المخذول، وهذا تحيق قول لا حول ولا قوة إلا بالله، فإن المعني لا تحوّل للعبد من حال إلي حال ولا قوة له علي ذلك إلا بالله، وهذه الكلمة هي كنز من كنوز الجنة، فالعبد مُحتاج إلي الاستعانة بالله في فعل المأمورات وترك المحظورات والصبر علي المقدورات كلها في الدنيا وعند الموت وبعده من أهوال البرزخ ويوم القيامة، ولا يقدر علي الإعانة علي ذلك إلا الله عز وجل، فمن حقق الاستعانة عليه في ذلك كله أعانه.قال بعض السلف:" يارب عجبت لمن يعرفك كيف يرجو غيرك، وعجبت لمن يعرفك كيف يستعين بغيرك.
* قوله صلي الله عليه وسلم "رُفعت الأقلام وجفت الصحف" هو كناية عن تقدم كتابة المقادير كلها والفراغ منها من أمد بعيد، فإن مقادير الخلائق قد كُتبت قبل أن يخلق الله السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، كما في صحيح مسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
* قوله صلي الله عليه وسلم "وأعلم أن الأمة لو اجتمعت علي أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا علي أن يضروك بشيء؛ لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك " المراد: إنما يُصيب العبد في دنياه مما يضره أو ينفعه فكله مُقدّر عليه، ولا يُصيب العبد إلا ما كُتب له من مقادير ذلك في الكتاب السابق، ولو أجتهد علي ذلك الخلق كلهم جميعا. وقد قال تعالي:" قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا" وقال:" مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا" وقوله:" قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ "
وأعلم أن مدار جميع هذه الوصية علي هذا الأصل وما ذُكر قبله وبعده فهو مُتفرع عليه وراجع إليه، فإن العبد إذا علم أنه لن يُصيبه إلا ما كتب الله له من خير وشر ونفع وضر وأن اجتهاد الخلق كلهم علي خلاف المقدور غير مُفيد البتة علم حينئذٍ أن الله وحده هو الضآر النافع المعطي المانع، فأوجب ذلك للعبد توحيد ربه عز وجل وإفراده بالطاعة وحفظ حدوده، فإن المعبود إنما يُقصد بعبادته جلب المنافع ودفع المضآر، ولهذا ذم الله من يعبد من لا ينفع ولا يضر ولا يُغني عن عابده شيئاً فمن يعلم أنه لا ينفع ولا يضر ولا يُعطي ولا يمنع غير الله أوجب له ذلك إفراده بالخوف والرجاء والمحبة والسؤال والتضرع والدعاء وتقديم طاعته علي طاعة الخلق جميعاً، وأن يتقي سخطه ولو كان فيه سخط الخلق جميعاً، وأن يُفرده وحده بالاستعانة به والسؤال له وإخلاص الدعاء له في حال الشدة وحال الرخاء، وليكن لسان حاله في كل وقت من أوقاته قائلاً: اللهم إني أبرأ من الثقة إلا بك، وأبرأ من الأمل إلا فيك، وأبرأ من التسليم إلا لك، وأبرأ من التفويض إلا إليك، وأبرأ من التوكل إلا عليك، وأبرأ من الصبر إلا علي بابك، وأبرأ من الذل إلا في طاعتك، وأبرأ من الرهبة إلا لجلالك العظيم، اللهم تتابع برك، وأتصل خيرك، وكمل عطائك، وعمت فواضلك، وتمت نوافلك، وبر قسمك، وصدق وعدك، وحق علي أعدائك وعيدك ووعدك. وصلي الله علي نبينا محمد وآله وصحبه وسلم الهم تسليماً كثيرا.
منقول من موقع صيد الفوائد
ـ[ mouad] ــــــــ[16 Jul 2004, 04:44 ص]ـ
جزاك الله خيرا
بميزان حسناتك
ـ[إمداد]ــــــــ[19 Jul 2004, 11:04 م]ـ
امين وأسأل الله أن ينفعنا بهذه الموعظة(/)
أولياء الله
ـ[إمداد]ــــــــ[09 Jul 2004, 01:15 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد صَلَّى اللهُ وسلم عَلَيْهِ وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
إنَّ أولياء الله عز وجل هم كما قال الله تبارك وتعالى: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ [يونس:62 - 63] فلا يكون الكافر ولياً من أولياء الله، فالكافر هو عدوٌ لله وهو الطاغوت ووليه الشيطان وهم حزبه وجنده وأعوانه
هل من الممكن أن يكون عوام أهل السنة والجماعة من أولياء الله، أم لا بد أن يكونوا علماء أو طلبة علم؟
إن أولياء الله -تبارك وتعالى- لا يشترط فيهم أن يكونوا علماء أو طلبة علم كما ذكر شَيْخ الإِسْلامِ رحمه الله.
فالولاية: هي إيمان وتقوى الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ [يونس:63] فكل من حقق الإيمان والتقوى فهو ولي لله تبارك وتعالى بالمعنى الخاص، وكل من آمن بالله ورسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهو ولي لله بالمعنى العام؛ لكن تنقص ولايته بمقدار ما يكون فيه من تقصير أو ارتكاب لما حرم الله، أو تفريط فيما أوجب الله تبارك وتعالى.
والعلماء إنما يفضلون على بعض العوام بأنهم يعلمون ما جاء عن الله ورسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالتفصيل، وإلا فقد يوجد في بعض العوام من قوة الإيمان والصدق والإخلاص واليقين والرغبة والرهبة والإنابة وكل الأعمال الإيمانية الظاهرة أو الباطنة كما عند العلماء، أو ما هو أكثر من بعض العلماء؛ لكن المزية: أن العلماء يعلمون حدود ما أنزل الله على رسوله تفصيلاً، وهذه لا شك أنها مزية، ولكن لو تجرد العلم من التقوى لم ينفع صاحبه.(/)
بلوغ المرام
ـ[إمداد]ــــــــ[09 Jul 2004, 03:10 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين: ــ
فإنني استعنت بالله تعالى في كتابة شرح بلوغ المرام للحافظ ابن حجر وذلك من الدروس المسجلة التي ألقاها سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
وذلك لما رأيت في هذا الشرح على وجازته من الفوائد العظيمة سواء كان ذلك في التعريف برواة الحديث والأئمة المخرجين للأحاديث أو بيان منزلة الحديث من ناحية الصحة والضعف وبيان الأحكام الشرعية والترجيح بين الأقوال والتوفيق بينها مع بيان أدلة كل فريق، ولما لسماحته من المكانة العظيمة في قلوب المسلمين عموما وطلاب العلم خصوصا فإنني أرجو أن أكون أديت بعض الواجب نحو هذا الإمام الجليل من أئمة المسلمين.
ويسرني أن أقدم لكم هذه الدروس التي قمت بنسخها على شكل حلقات وهذه الحلقة الاولىوسأواصل إن شاء الله
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول رحمه الله (الحمد لله) بعد التسمية يقول الحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة قديما وحديثا.
الشرح: من عادة المؤلفين أنهم يبدأون بالتسمية ويثنون بالحمدله تأسيا بكتاب الله العزيز لأنه بدئ بالتسمية والحمد لما جمعه الصحابة جعلوا الفاتحة في أوله.
وتأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم في مخاطباته ومراسلاته فكان يسمي الله جل وعلا.
وعملا بالحديث المشهور ((كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أجذم)) وفي بعض الروايات ((فهو أبتر)) يعني ناقص البركة.
وفي بعضها ((بالحمد)) وفي بعضها ((بذكر الله))
وقد جرى الأئمة على البدء بالتسمية والحمد له.
والحمد لله سبحانه وتعالى: هو الثناء عليه بجميع المحامد مع محبته وتعظيمه وإجلاله سبحانه وتعالى.
ونعم الله كثيرة كما قال الله عزوجل ((وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها)) وهي ظاهرة وباطنة
منها ما هو باطن يعرفه الإنسان من نفسه ويدري عنه من نفسه ولا يعلمه الناس ومنها ما هو ظاهر يعرفه كل أحد ونعم الله الظاهرة كثيرة مما أوجد لنفع العباد من السماء والأرض وأنهار وبحار وثمار وأنعام تنفع الناس وشمس وقمر ينتفع بها الناس إلى غير ذلك من نعم الله العظيمة.
وأعظمها بعث الأنبياء عليهم الصلاة السلام. فبعث الرسل وإنزال الكتب لهداية الخلق وإرشادهم إلى أسباب النجاة كل هذا من نعمه العظيمة.
ومنها ما هو باطن كون الإنسان يؤمن بربه ويعطيه الله من قوة الإيمان واليقين والشوق إليه سبحانه وتعالى والأنس بمناجاته وذكره جل وعلا.
وما يتاح للعبد من صحة وعافية في بدنه وما له وأولاده فنعم الله لا تحصى لا ظاهرها ولا باطنها
((والصلاة والسلام على رسوله نبينا محمد))
والصلاة تطلق على الثناء من الله عزوجل على عبده في الملأ الأعلى كما قال أبو العالية رحمه الله التابعي الجليل.
وتطلق على الثناء ((هو الذي يصلي عليكم وملائكته))
يعني يثني عليكم ويرحمكم جل وعلا.
فإذا جمع بين الصلاة والرحمة كانت الصلاة بمعنى الثناء، والرحمة بمعنى الإحسان والجود والكرم كما قال عزوجل في حق الصابرين ((أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة)) أي ثناء من الله من الله ورحمة لهم. بتوفيقهم وتصبيرهم وإنزال السكينة على قلوبهم إلى غير ذلك.
النبي: من النبأ والإخبار يعني ينبىء عن الله ويخبر عن الله وعما كان فيما مضى وعما يكون في المستقبل.
والرسول: لأنه مرسل أرسله الله إلى أهل الأرض يبلغهم أمر الله ونهيه وافضل الرسل وأكرمهم وأعظمهم شأنا هو نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وكلهم عظيم وكلهم جليل عليهم الصلاة والسلام. اختارهم الله عزوجل للرسالة وشرفهم بالعبودية الخاصة عليهم الصلاة والسلام.
ولكن خاتمهم وأفضلهم وإمامهم هو نبينا محمد عليه الصلاة والسلام.
ويشرع لنا الإكثار من الصلاة والسلام عليه فقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال (من صلى على واحدة صلى الله عليه بها عشرا)
وجاء الكتاب والسنة بالدلالة على شرعية الإكثار من الصلاة والسلام عليه كما قال الله عزوجل (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا وسلموا تسليما)
(يُتْبَعُ)
(/)
والآية تدل على شرعية الإكثار من الصلاة والسلام عليه وأن ذلك قربة عظيمة أمر الله عزوجل بها وجاء ت السنة بذلك أيضا في مواضع مطلقا وفي مواضع مقيدا
بعد الأذان إذا انتهى المؤذن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويقو ل اللهم رب هذه الدعوة التامة وكذا يوم الجمعة وعند الدعاء يحمد ربه ويصلي على الرسول عليه الصلاة والسلام ثم يدعو وذلك من أسباب الإجابة وعند ذكره عليه الصلاة والسلام
ويصلي على أصحابه واتباعه تبعا له عليه الصلاة والسلام كما جاء في السنة.
(وعلى آله وصحبه الذين ساروا في نصرة دينه سيرا حثيثا) هذا هو الواقع فقد نصروا دينه فالصحابة الكرام نصروا دينه وأيدوه وجاهدوا في سبيل الله كسروا كسرى وقصروا قيصر ونصروا دين الله رضي الله عنهم وأرضاهم وهكذا أتباعهم ورثوا علمهم لهم حق في الصلاة والسلام والدعاء لهم تبعا وقد ساروا على نهج الصحابة في العلم والعمل والتوجيه إلى الخير فلهم منا جزيل الدعاء رحمة الله عليهم وأكرم مثواهم وجزا هم عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم خيرا
والعلماء ورثه الأنبياء كما جاء في الحديث الشريف من طرق كثيرة (أكرم بهم وارثا وموروثا) فالعلماء هم ورثة الأنبياء ورثوا علمهم فالأنبياء. ما ورثوا دينارا ولا درهما. ما بعثهم الله لجمع الدراهم ولا ليكنزوا الدنيا وإنما بعثوا ليبلغوا رسالات الله ولذلك قال عليه الصلاة والسلام (نحن معا شر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة) فالأنبياء لا يورثون لأنهم ما أرسلوا ليجمعوا الدنيا وليس من شأنهم جمع الدنيا وإنما جاءوا ليبلغوا رسالات الله وينفقوا الدنيا للدعوة إلى الله وللتأليف على دين الله
فلهذا ما خلفوه فهو صدقة يقوم ولي الأمر بعدهم بتصريفه في وجوه الخير ونفع المسلمين فالعلماء هم وراثهم كما جاء في الحديث. (فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب) وفي لفظ (كفضلي على أدناكم) وقال (والعلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذة أخذ بحظ وافر) فالعلماء وراث الأنبياء في علمهم وتبليغ رسالة الله وإرشاد الناس إلى دين الله فجدير بطالب العلم أن يعنى بهذا الأمر وأن يكون له فيه اجتهاد كامل وحرص عظيم ليحصل تركة الأنبياء ليرثوا الأنبياء بالعلم
ويروى عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه أنه خرج ذات يوم إلى السوق وقال للناس أنتم هاهنا وتركة النبي صلى الله عليه وسلم تقسم في المسجد فذهب الناس إلى ذلك لينظروا فإذا هي حلقات العلم فقالوا لهم هذه تركة محمد عليه الصلاة والسلام هذا أرثه هو العلم النافع والتوجيه إلى الخير والنشر لدين الله من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام
ولذا قال المؤلف (أكرم بهم وارثا وموروثا) وارثا وهم العلماء وموروثا وهو محمد عليه الصلاة والسلام والصحابة.
ثم بين رحمه الله أنه ألف هذا الكتاب المختصر وهو بلوغ المرام وهو كما قال المؤلف مختصر حذف أسانيده ولم يكثر المتون ويبلغ عددها ألفا وخمسمائة تقريبا ما بين حديث مطول وما بين حديث مختصر بالإشارة وبالطرف لكنها أمهات في الأحكام محررة مهذبة وهي أصول ينبني عليها غيرها من الأدلة الحديثية والأحكام الشرعية.
والحديث: هو كلام النبي صلى الله عليه وسلم و أفعاله وما أقر عليه هو أقواله وأفعاله وتقريراته هذا هو الحديث الشريف.
(للأحكام الشرعية) الأحكام جمع حكم وهو مقتضى الأدلة الشرعية من واجب ومحرم ومكروه ومندوب ومباح فالأحكام الشرعية هي متقضى الأدلة الشرعية من كتاب الله وسنة رسوله يقال له الأحكام.
وهي أقسام خمسة:
الواجب والمحرم والمكروه والمندوب والمستحب والمباح ويضاف إليها صحة العقود وبطلانها.
كلها أحكام أخذت من الأدلة الشرعية ودلت عليها الأدلة الشرعية فالحكم تقضى
الدليل من إيجاب شئ أو تحريمه أو كراهته أو استحبابه أو إباحته أو صحته أو بطلانه.
(حررته تحريرا بالغا أي تاما قد بالغ فيه ليصير من يحفظه من بين أقرانه نابغا تحريرا بالغا أي مبالغا من صحة الحديث أو ضعفه أو ما فيه من علة قد اعتنى رحمه الله بهذا عناية تامة.
أي في العلم والفضل من اعتنى به وحفظه نبغ في العلم والفضل على زملائه الذين لم يعنوا كعنايته
(وليستعين به الطالب المبتدي ولا يستغني عنه الراغب المنتهي)
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو كتاب ينفع الطالب المبتدي نفعا كبيرا ‘ ولا يستغني عنه من بلغ في العلم القمة لأن فيه أمهات الأحاديث وأمهات الأدلة وكل محتاج إليها الطالب المبتدي والراغب المنتهي كل محتاج إلى ما فيه من الأحاديث العظيمة (وقد بينت) أي أوضحت عقب كل حديث من أخرجه من الأئمة وصدق في ذلك وقد بين ذلك في هذا الكتاب لإرادة نصح الأمة لأن بيان من خرج الأحاديث بيان صحتها وضعفها لا شك أنه من نصح الأمة والدين النصيحة
والنصيحة لأي مؤلف كان أن يوضح الأدلة وأن يبين درجات الأحاديث وأن لا يغفل عن ذلك بل يبين. هذا من النصح والمؤلف قد فعل ذلك وأدى هذا الواجب كثير من المؤلفين يجمعون الأحاديث ويعزونها ولكن لا يبينون درجاتها من الصحة والضعف وبعضهم لا يعزوها بل يأتي بها بدون خطام ولا زمام وهذا نقص كبير.
وأحسن منه عزاها إلى أهلها ومن رواها ولكن إذا لم يتبعها ببيان درجاتها يكون العزو ناقصا إلا إذا عزاها إلى الصحيحين فالصحيحان معروفان وأنهما يتلقيان بالقبول ولكن قد يعزوها إلى غير الصحيحين إلى الأربع أو مسند أحمد وموطأ مالك أو الطبرانى أو الدار قطني أو الدار مي.فيحتاج طالب العلم إلى أن يعرف حالها هل هي من الأحاديث الصحيحة أو الضعيفة أو الموضوعة
الحاصل أن كثيرا من الأئمة قد أجتهد في هذا وهو كثير جدا قد يعزونه ولكن لا يبينونه لأسباب منها أن بعضهم قد يشغل عن ذلك بأمور كثيرة تشغله عن العناية بمراجعة الأدلة وبيان حالها.
ومنها أنه قد يكون قاصرا وليس بقدرته أن يعرف مراتب الأدلة ولكنه دعت الحاجة إلى أن يجمعها وليس في قدرته أن يوضح درجاتها وحكمها عند أهل العلم.
وقد تكون هناك أسباب أخرى تحول بينه وبين البيان والمؤلف قد وفق في كتاب هذا رحمه الله إلى بيان حال الأحاديث التي يذكرها وبيان حكمها من الصحة والضعف ونحو ذلك وقد أحسن ذلك رحمه الله.
فإذا قال أخرجه السبعة والمراد: الإمام أحمد في مسنده والستة الذين هم البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه الذين أهل السنن لأربع
وإذا قال الستة فالمراد غير أحمد وهم البخاري ومسلم والسنن لأربع
وإذا قال الخمسة فالمراد غير البخاري ومسلم وهم الإمام أحمد والسنن لأربع
وقد يقول: رواه لأربعة وأحمد فالعبارة واحدة وإذا قال لأربعة فالمراد أهل السنن لأربع
وإذا قال رواه الثلاثة فالمراد أبو داود والترمذي والنسائي فقط دون ابن ماجه
وإذا قال متفق عليه فالمراد البخاري ومسلم وهي عبارة مشهورة عند أهل العلم يقصدون به البخاري ومسلم إلا صاحب المنتقى المجد بن تيميه رحمه الله إذا قال متفق عليه فإنه يريد البخاري ومسلما والإمام أحمد ثلاث وما سوى ذلك فهو مبين فيقول رواه الطبراني رواه الدار قطني رواه الدارمي رواه صاحب المختارة إلى غير ذلك وإذا قال أخرجه الشيخان أو أخرجاه هما البخاري ومسلم قال رحمه الله:ـ وسميته (بلوغ المرام من أدلة الأحكام) أي بلوغ المقصد من أدلة الأحكام وهذه مبالغة وإلا فإن طالب العلم يحتاج إلى المزيد وإلا فبلوغ المرام فيه جملة أصول فإن من حفظه بلغ المرام في الأصول وليس معنى هذا أنه عرف كل شئ في علم الحديث هناك أحاديث كثيرة لم يذكرها المؤلف رحمه الله يحتاجها طالب العلم لمعرفة الأدلة والبحث .. (والله أ سأل) لفظ الجلالة منصوب في محل مفعول من جهة الإعراب
(والله أسأل أن لا يجعل ما علمنا علينا وبالا وأن يرزقنا العمل بما يرضيه سبحانه وتعالى) هذا دعاء حسن ينبغي لكل طالب أن يسأل ربه وأن يجعل ما علمه إياه رحمة له وإحسانا إليه وسببا لنجاته وأن لا يجعله وبالا لأن من تعلم ولم يعمل به يكون علمه وبالا عليه كاليهود.
لهذا ينبغي لطالب العلم أن يسأل ربه دائما أن يرزقه العمل بما علم وأن يعيذه من مشابهة اليهود في التخلف عن العمل هذا داء عضال وخطر عظيم ينبغي لكل مؤمن وكل طالب العلم أن يسأل ربه جل وعلا كثيرا في سجوده وتشهده في كل وقت أن يعلمه العلم النافع وأن يرزقه العمل به وأن لا يجعله وبالا عليه.
فقد تقدم في كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله في المقدمة التي قدمها لهذا الكتاب وبين حاله وأنه مختصر في أصول الأدلة الحديثية وأنه محرر تحريرا بالغا للعلة التي ذكرها في المقدمة. والآن يبدأ في الأحاديث التي قدم لها
ـ[أويس القرني]ــــــــ[10 Jul 2004, 06:13 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
جزاك الله خيرا على هذا الجهد المبارك وجعله في موازين حسناتك، لكن لو جعلته بارك الله فيك على الوورد كان أنفع وفقك الله لإتمام هذا الشرح المبارك
ـ[إمداد]ــــــــ[11 Jul 2004, 12:46 ص]ـ
شكرا لك على اهتمامك، ويمكنك أخي الكريم أويس القرني أن تحدد النص وتنسخه إلى وورد
وادعوا لي بالتوفيق
ـ[إمداد]ــــــــ[11 Jul 2004, 03:04 م]ـ
(باب المياه)
جمعها لأنها أنواع منها الطاهر والطهور والنجس ومنها المكروه لهذا جمعها.
ثم قال عن أبي هريرة رضي الله عنه: أي روينا عن أبي هريرة أو جاء الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه.
الحديث الأول: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في البحر (هو الطهور ماؤه الحل ميتته) أخرجه الأربعة وابن أبي شيبه واللفظ له وصححه ابن خزيمة و الترمذي ورواه مالك والشافي واحمد.
أخرجه الأربعة وهم أبو داوود و الترمذي والنسائي وابن ماجه السنن الأربع.
ووفاتهم معروفة لدى أهل العلم
أبو داوود توفي سنة 275هـ والترمذي توفي سنة 279هـ والنسائي ثلاث و ثلاثمائة 303هـ وهو آخرهم موتا وابن ماجه سنة 273هـ رحمة الله عليهم
كل هؤلاء من القرن الثالث ولم يدرك القرن الرابع منهم إلا النسائي لأنه مات سنة 303هـ.
هم أئمة حفاظ ألفوا السنن الأربع وكانت هذه السنن مرجعا كبيرا لأهل العلم في أحاديث الأحكام.
وأخرجه ابن أبي شيبة أيضاً: وهو عبد الله بن محمد بن أبي شيبة العبسي الإمام المشهور شيخ البخاري ومسلم والحافظ الجليل رحمه الله له مؤلفات كالمسند والمصنف وغيرهما.
كانت وفاته سنة 235هـ.
وصححه الترمذي تقدم بيان وفاته وهو أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة السلمي الترمذي الإمام المشهور والحافظ الجليل كان كفيف البصر والظاهر أنه كف بصره بعد أن جمع الحديث لأنه جاء في كتابه ما يدل على أنه قرأ الحديث وكتبه رحمه الله.
وصححه ابن خزيمة أيضا الإمام المشهور محمد ابن إسحاق ابن خزيمة النيسابوري المشهور أبو بكر.
كانت وفاته سنة 311هـ وهو إمام جليل صاحب الصحيح.
ورواه الإمام مالك وهو إمام مشهور من الأئمة الأربعة وهو إمام دار الهجرة في زمانه وكان مضرب المثل في الحفظ والإتقان للحديث
وكانت وفاته سنة 179هـ وهو من أعيان القرن الثاني.
والشافعي تلميذ مالك وهو إمام جليل وهو من أعيان المائة الثانية وأول الثالثة
توفي رحمه الله سنة 204هـ عن أربع وخمسين. وفاته مولد الإمام مسلم صاحب الصحيح.
الإمام احمد مشهور هو الإمام الرابع من الأئمة الأربعة وهو تلميذ الشافعي رحمه الله وهو أحمد بن حنبل الشيباني أبو عبد الله.
كانت وفاته سنة 241هـ آخر الأئمة الأربعة موتا
أولهم أبو حنيفة رحمه الله كانت وفاته سنة 150هـ أو 151هـ
ثم مالك مات سنة 179هـ
ثم الشافعي رحمه الله سنة 204هـ
ثم احمد سنة 241هـ
هؤلاء الأئمة الأربعة المشهورون في الفقه
رووا هذا الحديث عن أبي هريرة رضي الله وأرضاه وأبو هريرة مشهور بالكنية
واختلفوا في اسمه واسم أبيه على أقوال أشهرها وأرجحها عن جمع من أهل العلم كابن عبد البر والنووي أنه عبد الرحمن بن صخر الدوسي وكان إماماً جليلاً وحافظاً عظيماً حفظ من الحديث الشيء الكثير وذكر كثير من المحدثين أنه أحفظ الصحابة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان يدرس الحديث ليلاً ونهاراً ويلازم النبي صلى الله عليه وسلم حتى حفظ شيئا كثيرا ومن ذلك هذا الحديث
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (في البحر) أي لما سئل عن ماء البحر (هو الطهور ماؤه الحل ميتته)
وكان لهذا الحديث سبب: وهو أنه سئل عليه الصلاة والسلام سأله ناس وقالوا يا رسول الله إنا نركب البحر ونحمل معنا القليل من الماء فإن توضأنا به عطشنا
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال: (هو الطهور ماؤه الحل ميتته) فبين أن البحر طهور الماء،حل الميتة وما ذاك إلا لأن من جهل حكم الماء فهو بالجهل لحكم الحيوانات أشد فبين له النبي صلى الله عليه وسلم الأمرين، أن البحر طهور الماء حل الميتة وإن كان الماء مالحاً لكن لا يضره ذلك ولا يمنع من كونه طاهراً طهورا يُغتسل به ويُتوضأ به ويُستخلص منه ماء شرب لا بأس فهو طهور الماء حل الميتة قال الله جل وعلا} وأنزلنا من السماء ماء طهورا ً {هو الذي أنزل الماء من السماء وأقره في الأرض وجعل البحر مالحاً وجعل الأنهار الحلوة كل هذا يدل على حكمته وقدرته الباهرة سبحانه وتعالى أن جعل هذا عذباً وهذا ملحا أجاجا وهذا نهر جار وهذا بحر قار إلى غير ذلك سبحان الحكيم العليم
فالمقصود من ذلك الدلالة على أن البحر طهور الماء حل الميتة والحمد لله على نعمته العظيمة
والحديث المذكور صححه جمع من أهل العلم وله طرق وممن صححه ابن عبد البر وابن خزيمة و الترمذي وابن منده ... وغيرهم والشاهد فيه أن البحر طهور الماء حل الميتة، فلنا الوضوء منه والاغتسال والشرب منه كل ذلك جائز لقوله صلى الله عليه وسلم في البحر (هو الطهور ماؤه الحل ميتته)
الحديث الثاني: وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(إن الماء طهور لا ينجسه شئ) أخرجه الثلاثة وصححه أحمد
أبو سعيد: هو سعد بن مالك بن سنان الخدري الأنصاري كان من الحفاظ المكثرين من الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم كانت وفاته بعد الحرة بعد سنة 63 هـ
يقول رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الماء طهور لا ينجسه شئ) هذا من أجمع الكلم
فدل هذا الحديث على فائدة عظيمة من جوامع الكلم يدلنا عليه الصلاة والسلام على أن الماء لا ينجسه شئ هذا هو الأصل فالأصل فيه الطهارة في ماء الأنهار والبحار والآبار ومياه الأمطار، الأصل طهارة الغدران في البراري كل ذلك الأصل فيه الطهارة حتى تعلم ما ينجسه وإلا فالأصل هو الطهارة
قال الله تعالى} وأنزلنا من السماء ماءاً طهوراً {وجعل هذا الماء طهرة لنا .. هذا الماء الذي في الأرض مما أنزله من السماء وأقره في الأرض كما قال عزوجل
} وأنزلنا من السماء ماءاً بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون}
الحديث الثالث: وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله
(إن الماء لا ينجسه شيء إلا ما غلب على ريحه وطعمه ولونه) أخرجه ابن ماجة وضعفه أبو حاتم
ودل حديث أبي أمامة أنه كذلك إلا إذا وجد ما ينجسه من نجاسة تغلب عليه من ريح أو طعم أو لون فعند ذلك ينجس عند أهل العلم جميعاً
وحديث أبي أمامة ضعفه أبو حاتم رحمه الله
وهو محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي الرازي الحافظ الجليل ضعفه لأن فيه راوياً يقال (رشدين بن سعد) ضعيف الرواية رحمه الله وأبن ماجة خرجه للعلم ليعلم حاله وابن ماجة هو صاحب السنن
وقد أجمع الناس علىضعف رشدين فالحديث ضعيف بذلك ولكن العمدة على إجماع أهل العلم فقد أجمع العلماء على أن الماء إذا تغير دال على أن الأصل في المياه الطهارة
جاء هذا لحديث فيطعمه أو لونه أو ريحه بالنجاسة نجسفالعمدة على ما أجمع عليه أهل العلم في هذا الباب
وحديث أبي سعيد رضي الله عنه بئر بضاعة كانت بئراً معروفةً في المدينة كان يلقى فيها من النتن وخرق ثياب النساء والرجال أشياء فاستنكر الناس ذلك وسألوه صلى الله عليه وسلم فأخبرهم صلى الله عليه وسلم أن الماء طهور و أن هذه البئر مادامت لا يغيرها ما يلقيه الرياح فيها وما يلقى فيها من هذه القاذورات فإن ماءها طهور لأنه ماء قوي يدفع عن نفسه ولهذا يذوب فيه ما يلقى ويستحيل فيه ولا يؤثر عليها فهذا قال فيه: أن الماء طهور لا ينجسه شيء) هذه القاعدة قاعدة كلية أن الماء طهور مياه الآبار وغير مياه الآبار
إلا ما تغير كما تقدم فإنه ينجس بذلك إذا تغير بالنجاسة أما لو تغير بشيء طاهر كأن ألقت فيه الرياح أوراق الشجر أو التراب أو ما أشبه ذلك أو نقلت إليه روائح من بعيد من ميته أو غيرها فإن هذا لا يضره بنجاسة وإنما تغير بطهارة كتبن أو تغير بأوراق الشجر أو طول مكث بأن نبت فيه الطحلب ونحوه فهذا لا يضره مادام اسم الماء باقياً فإنه طهور ولو تغير بالطاهرات العادية التي لا تخرج عن كونه ماءاً
(يُتْبَعُ)
(/)
أما إذا تغير بشيءوخرج عن كونه ماءاً ويعطيه اسماً آخر فإنه ينتقل عن الماءإلى اسم اخر كما يقع في الألبان والأمراق وأشباه ذلك فإنه إذا مرقه باللحم طبخ باللحم صار مرقاً وإذا صب عليه اللبن صار لبناً وإذا جعل فيه التمر وهرس فيه التمر أو الزبيب صار شراباً نبيذاً وإذا عن كون اسمه الماء لم يكن طهوراً وصار إلى الطهارة فقط كمياه الفواكه وأشباهها
فالمقصود أنه مادام اسم الماء باقياً فإنه طهور وإذا خرج عن اسمه صار لبناً أو مرقاً أو شاهي أو قهوة وما أشبه ذلك خرج ما يتعلق بحكم النجاسة إذا وقعت في الماء ولم تغيره في حديث القلتين
...
وعن عبد الله بن عمر t قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا كان الماء قلتين لم يحمل الخبث) وفي لفظ (لم ينجس) أخرجه الأربعة وصححه ابن خزيمة والحاكم وابن حبان
ش / تقدم أن المراد بالأربعة هم أهل السنن أبو داوود والترمذي والنسائي و أبن ماجة وصححه ابن خزيمة والحاكم وابن حبان
كان أحسن أن يقول ابن حبان والحاكم لأن ابن حبان شيخ للحاكم ولكن من باب التسامح في العبارة
هذا الحديث تنازع العلماء في صحته فزعم قوم أنه مضطرب وأنه لا يصح وأنه معارض لحديث (الماء طهور لا ينجسه شيء) لأن له روايات كثيرة متعددة
وقال آخرون بل هو صحيح وهذا هو الصواب أنه صحيح كما صححه الأئمة ومنهم ابن خزيمة رحمه الله ومنهم ابن حبان ومنهم الحاكم وآخرون
والحديث صحيح لا بأس به ولا تعارض بينه وبين الأحاديث السابقة فالأحاديث السابقة أحاديث منطوقة حكمها منطوق صريح (أن الماء طهور لا ينجسه شيء)
وهذا الحديث يدل على أنه إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث أي لم يؤثر فيه الخبث لكثرته يعني غالباً
وفي (لم ينجس) تفتح الجيم (نَجَس) وتضم من باب (نجُس) لغتان معروفتان أي لم يكن نجساً
وهو وصف اغلبي.
أراد النبي صلى الله عليه وسلم بهذا أن الماء الكثير في الغالب لا تؤثر فيه النجاسة العارضة العادية القليلة وإنما تؤثر في المياه القليلة ولهذا أمر بإراقة الإناء الذي ولغ فيه الكلب كما سيأتي. لأنه ماء قليل غالبا في الإناء وريق الكلب له تأثير من أثر الولغ فكانت الحكمة تقتضي إراقته لأنه في الغالب يتأثر بولوغ الكلب في طعمه وما يتعلق بمنفعته. فإذا كان الماء قليلا تأثر وأريق وإن لم يبن فيه تغير في الطعم واللون والريح
وإذا كان كثيرا لم يتأثر في الغالب بل يكون له حكم الطهارة هذا هو الأغلب. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام (إذا كان الماء قلتين لم يحمل الخبث)
مفهومه أنه إذا كان أقل يحمل وينجس لكن يعارض المفهوم حديث أبي سعيد المتقدم أن الماء طهور لا ينجسه شئ.
والقاعدة عند أهل العلم: أن المنطوق مقدم على المفهوم لأن المفهوم له معاني وقد يراد وقد لا يراد. فوجب أن يقدم عليه المنطوق ولكن مادون القلتين يستفاد من حديث القلتين أنه يحتاج إلى عناية و نظر وتأمل وأن لا يتساهل فيه لأنه مظنة التأثر بالنجاسة فينبغي فيه أن يلاحظ فإن ظهرت فيه النجاسة بتغير طعمه أو لونه أو ريحه ترك.أو كان ذلك التغير في القليل فإنه مظنة التأثر فإنه يراق كما حديث إذا ولغ الكلب من إناء أحدكم.
وإذا كان لا يتأثر لكثرته أو لعدم ظهور أثر النجاسة فيه وإن كان قليلا فإنه طهور وعلى هذا القول جمع من أهل العلم وهو قول أهل المدينة ومنهم مالك رحمه الله. وبعض من السلف والخلف وهو اختيار أبي العباس بن تيميه رحمه الله وابن القيم وجماعة وهو الأرجح من حيث الدليل لأن المفاهيم لا تعارض المنطوقات الصريحة ولأن المفهوم محتمل والحكم الصريح لا يحتمل فوجب الأخذ بالصريح ولأنه اجمع أهل العلم على أن الماء إذا تغير بالنجاسة بطعم أو لون أو ريح نجس وبقى ما عدا الإناء تحت النظر والتأمل، فإن ظهر فيه تغير أو ما يدل على التغير ويخشى منه الشرّ والضرر لقلته يكون كالمتغير كما في إراقة الماء إذا ولغ فيه الكلب ومالا فلا.
فالحاصل أن مادون القلتين محل نظر وعناية فإن ظهر فيه التغير ترك فالأصل (ان الماء طهور لا ينجسه شئ).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا هو الجمع بين الأخبار الواردة في هذا الشأن والقلة بالضم ما يطيق الرجل المعتدل الخلقة من القرب المعروفة من قلال هجر قيل إنها تَسَع أربع قرب غير كبيرة عادية من قلال الحجاز وشيء فجعلت خمس قرب على سبيل الاحتياط في تقدير جماعة من أهل العلم. فإذا كانت بهذه المثابة وصل الماء قلتين فهو محل لدفع النجاسة عن نفسه وعدم التأثر غالبا وإذا كان أقل من ذلك فهو في الغالب يتأثر بل يعتنى به ويلاحظ حتى لا يستعمل النجاسة.
ـ[إمداد]ــــــــ[15 Jul 2004, 01:08 ص]ـ
عفوا لقد وقع خطأ مطبعي في شرح هذا الحديث ولذلك أعيد كتابته
وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الماء لا ينجسه شيء إلا ما غلب على ريحه وطعمه ولونه) أخرجه ابن ماجة وضعفه أبو حاتم
ودل حديث أبي أمامة أنه كذلك إلا إذا وجد ما ينجسه من نجاسة تغلب عليه من ريح أو طعم أو لون فعند ذلك ينجس عند أهل العلم جميعاً
وحديث أبي أمامة ضعفه أبو حاتم رحمه الله
وهو محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي الرازي الحافظ الجليل ضعفه لأن فيه راوياً يقال له (رشدين بن سعد) ضعيف الرواية رحمه الله، وأبن ماجة خرجه للعلم به ليعلم حاله،وابن ماجة هو صاحب السنن
وقد أجمع الناس علىضعف رشدين فالحديث ضعيف بذلك ولكن العمدة على إجماع أهل العلم فقد أجمع العلماء على أن الماء إذا تغير طعمه أو لونه أو ريحه بالنجاسة نجس، فالعمدة على ما أجمع عليه أهل العلم في هذا الباب
وحديث أبي سعيد رضي الله عنه دال على أن الأصل في المياه الطهارة
جاء هذا لحديث في بئر بضاعة كانت بئراً معروفةً في المدينة كان يلقى فيها من النتن وخرق ثياب النساء والرجال أشياء فاستنكر الناس ذلك وسألوه صلى الله عليه وسلم فأخبرهم صلى الله عليه وسلم أن الماء طهور و أن هذه البئر مادامت لا يغيرها ما يلقيه الرياح فيها وما يلقى فيها من هذه القاذورات فإن ماءها طهور لأنه ماء قوي يدفع عن نفسه ولهذا يذوب فيه ما يلقى ويستحيل فيه ولا يؤثر عليها فهذا قال فيه: (أن الماء طهور لا ينجسه شيء) هذه القاعدة قاعدة كلية أن الماء طهور مياه الآبار وغير مياه الآبار
إلا ما تغير كما تقدم فإنه ينجس بذلك إذا تغير بالنجاسة أما لو تغير بشيء طاهر كأن ألقت فيه الرياح أوراق الشجر أو التراب أو ما أشبه ذلك أو نقلت إليه روائح من بعيد من ميته أو غيرها فإن هذا لا يضره بنجاسة وإنما تغير بطهارة كتبن أو تغير بأوراق الشجر أو طول مكث بأن نبت فيه الطحلب ونحوه فهذا لا يضره مادام اسم الماء باقياً فإنه طهور ولو تغير بالطاهرات العادية التي لا تخرج عن كونه ماءاً(/)
محاضرات الملتقى الأول لدعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب (الحقيقة والأثر والمنهج ورد ....
ـ[ابن العربي]ــــــــ[10 Jul 2004, 08:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
محاضرات الملتقى الأول لدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب (الحقيقة والأثر والمنهج ورد الافتراءات) وهي عبارة عن ثلاث عشر محاضرة سجلت على أشرطة ونحن هنا نقوم بتفريغ تلك الأشرطة رجاء الانتفاع بها من قبل الخاصة والعامة.
المحاضرة الأولى:" الإمام محمد بن عبدالوهاب حياته وآثاره "
ألقاها فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء.
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين وصلى الله وسلم وبارك على سيد الأولين والآخرين وإمام المتقين محمد بن عبدالله فصلوات الله وسلامه عليه أبداً دائماً إلى يوم الدين وعلى آله وصحابته أجمعين وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
فنشكر الله جل وعلا أن هيئا هذا الوقف وقف السلام رجالاً سعو جهدهم في إيجاد هذا الوقف وفي بناء هذا المسجد قبل كل شيء ثم وجود هذا الوقف النافع فهذا المسجد الذي أقيم على هذا المستوى وسعى في القيام فيه رجالاً أحسبهم ولا أزكي على الله أحداً ذو إخلاص وحرص على الخير حسب ما علمنا وتعاملنا معهم فلقد قاموا مشكورين بناء هذا المسجد وبالسعي في تشييده والسهر في ذلك حتى خرج هذا المسجد بهذا المستوى الجيد من غير إسراف ومجاوزة ولكنه شيد على طريقة متواضعة نافعة جمعت بين بناء المسجد وهذا الوقف العظيم ونسأل الله للقائمين عليه والساعين في ذلك المثوبة من رب العالمين وليبشروا بالخير فإن الله جل وعلا يثيب العبد على كل عمل صالح يعمله إذا أخلص نيته لله فالساعي في الخير بنفسه بماله بقلمه كل أولئك شركاء في الأجر وفضل الله واسع ومن بنا لله مسجداً بنا الله له مثله في الجنة وإني لأرجو للساعين والقائمين على هذا المثوبة من رب العالمين وأن لا يحرمهم الأجر والثواب وأن يجزي من بذل خيراً خير إنه على كل شيء قدير.
أخواني الأفاضل:
موضوع هذه الليلة افتتاح الملتقى الأول للتعريف بدعوة الإمام شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وقبل ابتداءه في هذا نعلم أن الله جل وعلا فضل أمة محمداً صلى الله عليه وسلم فجعلها خير الأمم وأفضل الأمم" كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " فبين الله لهذه الأمة مكانتها ومنزلتها وخصوصيتها وهي أنها خير أمة أخرجت للناس فالأمة المحمدية خير الناس للناس إذ هي أمة لها القيادة والسيادة ولها المكانة الرفيعة دينها أكمل الأديان كتابها خير الكتب نبيها أفضل الأنبياء والمرسلين شريعتها أتم الشرائع وأكملها "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً " أمة مرحومة وأمة لا يزال الخير فيها باقياً وأمة هي خاتم الأمم وأمة سيضل دينها باقي إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.
وفي الحديث " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله "
أمة لا تجتمع على ضلالة أمة الخير فيها لا يزال مستمراً كلما ضعف هيئا الله لها من أبنائها من ينهض بها ومن يعيدها إلى الطريق المستقيم ويهديها سواء السبيل.
أيها الأخوة الأفاضل:
بعث الله أنبياءه ورسله مبشرين ومنذرين بعدما بدأ الشرك في قوم نوح وحدث ما حدث بعث الله نوحاً عليه السلام ثم تتابعت الرسل كل رسول يمضي يعقبه رسول بعده " ثم أرسلنا رسلنا تترى " هؤلاء الرسل مهمتهم البشارة والنذارة" رسلاً مبشرين ومنذرين " ومهمتهم إقامة حجة الله على العباد لتنقطع الحجة لألا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل هؤلاء الرسل صفوة الخلق وخيرة الخلق وأفضل الخلق كلفوا بحمل الرسالة فحملوها وأدوا الأمانة ونصحوا لأممهم بذلوا جهدهم في سبيل هداية أممهم فهدى الله من شاء وأضل من شاء ما من نبي بعث إلا وله أعداء يخاصمونه ويجادلونه ويكذبونه ويقابلون دعوته بالتكذيب والإنكار " وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون "
(يُتْبَعُ)
(/)
تلك العداوة للرسل ليست لهوان الرسل على الله ولكن تلك العداوة للرسل فيها فائدة كبرى وهي:
1/ عظيم ثواب الرسل بصبرهم وثباتهم
2/ ليتميز الحق من الباطل فإذا وجد الأعداء والخصوم والمناوءون وجد في مقابلهم من يدافع عن الحق ويناظل عن الحق والهدى رسل الله تفاوتوا في كثرة الأتباع فمن رسل الله من يأتي ليس معه أحد ومنهم من يأتي ومعه الرجل والرجلان وليس ذلك لقصور في بيان الرسل ولكن الله يهدي من يشاء بفضله ويضل من يشاء بعدله.
تتابعت الرسالات وعمت جميع الخلائق " ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت " وهم متفقون على أن التوحيد أول مبدأ رسالتهم " وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون " والرسل متفاوتون في الفضل فأولي العزم أفضلهم " تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات " فنوح وإبراهيم وموسى وعيسى وخاتمهم سيد الأولين والآخرين أولئك أولي العزم " فاصبر كما صبر أولي العزم من الرسل " وتميز الخليلان إبراهيم و محمد بأنهما أفضل أولي العزم ثم اختار الله سيد الأولين والآخرين ليكون أفضل الجميع وسيد الجميع وإمام الجميع " أنا سيد ولد آدم ولا فخر " حقاً إنه سيدهم وإمامهم وأنه الشاهد على الأمم أن الرسل قد بلغتهم رسالات ربهم ختمت أنبياء بني إسرائيل بعيسى ابن مريم وقد بشر بمحمد صلى الله عليه وسلم لقرب عهده به " إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد " رفع الله عيسى إلى السماء واندرست بطول الزمن الملة الحنفية اندرست بطول العهد فما بين محمداً وعيسى زهاء ستة قرون لم يكن فيها نبي وإنما بقايا على الملل السابقة بقايا من اتباع عيسى والمتمسك بشريعته يقلون وينفذون حتى وجد زمن لم يبقى على الأرض من يعرف الحق أحداً
فأظلمت الأرض بالجهالات والضلالات وأظلمت بالطغيان والفساد " "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس " فرحم الله الخليقة بهذا النبي الكريم محمد بن عبدالله هذا النبي من ولد إسماعيل بن إبراهيم " إن الله اصطفى إسماعيل واصطفى من إسماعيل كنانة واصطفى من كنانة قريشاً واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم فأنا خيركم حسباً ونسباً "
أشرقت الأرض بعد ظلماتها واستنارت واهتدت بعد الغواية بإطلالة مبعث محمداً صلى الله عليه وسلم بعث هذا النبي الكريم كما قلنا على حين فترة من الرسل واندراس من العلم واختار الله له بلده مكة شرفها الله التي ولد فيها وأسلافه إلى إسماعيل كلهم فيها وترعرع فيها ونشأ فيها وعاش بين أهلها لمدة أربعين عاماً " الله أعلم حيث يجعل رسالته " فاختاره الله لأن يكون النبي الخاتم للأنبياء والرسالات بعثه بما بعث به إخوانه الأنبياء والمرسلين ليدعوا إلى توحيد الله ليدعو إلى إخلاص الدين لله بعثه في زمن كانت الأرض تعج بملل متطاحنة وآراء متباينة وملل مختلفة يهودية ونصرانية ومجوسية ووثنية هذه أصول الملل ويدخل تحتها أنواع ابتدأ النبي الكريم دعوته بمكة يدعو العرب عشيرته بني عمه أقاربه رحمه يدعوهم إلى لا إله إلا الله.ليقولوها ويعملوا بمقتضاها وينصروها ويؤيدوها ويحملوا لوائها فلما ابتدأ الدعوة قوبل بالتكذيب والإنكار وعورضت دعوته وأوذي اتباعه وجرى ما جرى وهو صابر محتسب يدعو إلى الله سراً وجهاراً وليلاً ونهاراً يعرض نفسه على أندية العرب وملتقيا تهم وفي مواسمهم يدعوهم إلى الله ويتلو عليهم القرآن فمن مستجيب وهم قليل ومن صاد ومن متوقف ومن ومن ولكن واصل دعوته وهاجر إلى المدينة وفرضت الفرائض وأوجبت الواجبات ودخل الناس في دين الله أفواجاً فما توفى صلى الله عليه وسلم إلا وجزيرة العرب قد انقادت لدعوته واستجابت لطريقته ودخلوا في دين الله أفواجاً فأقر الله عينه وشرح صدره فصلوات الله وسلامه عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
توفي صلى الله عليه وسلم وقد ترك أمته على المحجة البيضاء والطريقة الواضحة الجلية ليلها كنهارها أنحرف من أنحرف من العرب وارتد من ارتد من العرب وكاد الإسلام أن يذهب وكاد دولة الإسلام أن تقيض وكاد، وكاد ولكن ثبت الله قلوب أصحابه الكرام ولا سيما الصديق رضي الله عنه فظهر من قوة إيمانه ويقينه وقوة غيرته على دين الله ما تحققت به معجزة النبي حيث أشار بخلافته وأومأ أو نص على خلافته فقام بالمهمة خير قيام إلى أن رد العرب إلى حضيرة الإسلام وقضا على مدعي النبوة وعلى كل معارض ومجادل فعاد الناس إلى حضيرة الإسلام ثم انطلقت تلك الجحافل المؤمنة شرقاً وغرباً تفتح القلوب والبلاد وتنير الطريق وتهدي العباد وتخرجهم من ظلمات الجهل إلى نور العلم والهدى مضى على ذلك حقبة من الزمن ولكن من حكمة الله أن يكون بين الحق وبين الباطل نزال وجدال وأن الحق لا يمكن أ ينفرد وحده بل لا بد من الباطل يقارنه ليظهر الحق من الباطل " هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن ليبلوكم أيكم أحسن عملاً" فالحق لا بد أن يقارنه باطل حكمة الله " وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين ".
بدأت تلك الظاهرة متمثلة في فرقة الخوارج الذين خرجوا في أواخر عهد عثمان فقالوا في عثمان بآرائهم الباطلة وأفها مهم الخاطئة ما قالوا إلى أن قتل الخليفة ظلماً وعدواناً فسل السيف على أهل الإسلام وعاث المسلمون في دمائهم وخرجت الخوارج على علي لتكفر علي والصحابة وتدعي أنهم كفار فارقوا الشرع وعصوا الرب وهكذا إلى أن قاتلهم الصحابة ولكن بقاياهم لا يزالون يتواجدون ثم خرجت فرق شتى وضلالات متباينة كلها شذت عن منهج الله القويم وعن طريق المستقيم ونبينا قد قال لنا:" إني تارك فيكم ما لم تضلوا إن اعتصمتم به كتاب الله " لكن لما فرطت الأمة في هذا الاعتصام بكتاب الله وبدأ الضعف حصلت تلك المبادئ والبدع والآراء المتباينة الضالة والنبي أخبرنا " أن خير القرون قرنه ثم الذين يلونه ثم الذين يلونه فما مضى القرن الثالث إلا وقد لوث العالم الإسلامي ببدع وأفكار غريبة وآراء باطلة هدامة وفدت إليها من أفكار غير المسلمين ومن تراث اليونان وغيرهم من فلاسفة وغيرهم وما زال هذا الباطل ينمو حتى حورب أصل الإسلام وشيد البناء على القبور وطيف بها كما يطاف بالبيت العتيق وحصل على الإسلام من النكسات ومن الآلام ما الله به عليم وتتابعة الفتن والمحن على هذه الأمة ولكن مع كثرة الفتن والمحن فالشرع لا يزال قائماً لأن الله ضمن لهذا الدين البقاء والقرآن لا يزال محفوظاً والسنة لا تزال محفوظة " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " وفي كل قرن يهيئ الله لهذه الأمة من يجدد لها معالم دينها ومن يردها إلى الصواب ومن يهديها إلى الطريق المستقيم فما موقف أئمة الإسلام وعلماء الصحابة ثم التابعون وتابعيهم وما موقف الإمام أحمد والشافعي ومالك وأبي حنيفة والبخاري ومسلم وأبو خزيمة وغيرهم من أئمة الإسلام وما مواقف من جاء بعدهم ومن سار على نهجهم من علماء الأمة في شرق الأرض وغربها يناضلون عنها هذه الشريعة ويدافعون عنها ويوضحون الحجة ويدحضون بالحق الباطل " بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ".
وجاءت حروب التتار وكم قتل من المسلمين من قتل ودمر من مساجدهم وأتلف من تراثهم ما أتلف ومع هذا فقد عادت الأمة بعد جراحها قوية ....
وجاءت الحروب الصليبية إلى غير ذلك مما توالت على الأمة من محن وفتن ومع هذا كله فشرع الله لا يزال عزيزاً باقياً مهما حاول الأعداء القضاء عليه " يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون " فشت البدع في الأمة بدع الشرك وتعظيم القبور والطواف بها والذبح إلى أهلها والاستغاثة بهم والالتجاء إليهم وضعف التمسك بالدين وعادت بعض دول الإسلام إلى مشابهة الجاهلية في عدم وجود الحق وعدم من يقوم لهذا الدين بالدعوة والتوحيد.
أما جزيرة العرب ماعدا الحرمين وخاصة نجد فقد عادت في القرون المتأخرة في جهالة وبعد عن الخير فليس فيها مطامع لأحد صحراء قاحلة لا يأتيها إلا أفذاذ من الناس هاربين ولاجئين إليها عندما تضيق بهم الأمور في بلادهم كانت نجد في غاية من ..... والقلة والضعف منذ حرب اليمامة في عهد الصديق ونجد أخبارها طويت أو ضعفت وقلت.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي مطلع القرن الحادي عشر وفق الله بفضله رجلاً من أبناء هذا البلد هداه الله للطريق المستقيم ومن عليه بفهم كتاب الله وبفهم سنة محمداً صلى الله عليه وسلم وفهم ما عليه سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان وخيار هذه الأمة فقرأ كتاب الله وفهمه وقرأ سنة رسول الله وألم وتتلمذ على علماء عصره ...... الرأي والعلم في الاحساء والبصرة والمدينة ومكة وفي بلده يتلقى العلم ويتلقى التحصيل وقد فتح الله على قلبه فقارن بين واقع مجتمعه ومادل الكتاب والسنة عليه فرأى أن هذا المجتمع مجتمع يعيش على أمور تخالف شرع الله لا سيما في أصل الدين وأساسه فأرتد أن يدعو قومه إلى الله وأراد أن يبين منهج الله وأراد أن يكشف لهم الحقيقة ويريهم المنهج القويم ويدلهم على كتاب ربهم وسنة نبيهم وهدي أئمة الهدى من الصحابة ومن سار على نهجهم لكن القوم قد أشربوا الباطل ونشئوا وهرموا عليه فعندما ابتدأ الدعوة إلى الله قوبل بالإنكار وقوبل بالتكذيب وقوبل بالعداء وقيل له جئت الناس بما لا يعرفه آبائهم وقيل له إنك أتيت بمذهب خامساً زائد على المذاهب الأربعة وقيل، وقيل لكنه لم يلتفت لتلك الأمور بل شد المئزر وقام لله قيام صدق وإخلاص وعلم الله ذلك منه فوفقه وأعانه.وكان يعرض دعوته لمن يثق به ممن يرجوا أن ينصرها ويؤيدها ولكن الله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم فعندما ضاقت بالشيخ الحيل وضاقت به الأرض بما رحبت ولم يجد ناصراً ولا مؤيداً لجاء إلى الله وفوض أمره إلى الله واستعان بمن هو على كل شيء قدير.
فسخر الله له وهيئا الله له إمام من أئمة المسلمين وفرداً من أفذاذ ذلك الزمان ألا وهو الإمام محمد بن سعود بن مقرن آل سعود فقبل هذه الدعوة واقتنع بها وارتضاها واطمئن إليها وشرح الله صدره لها فآوى الشيخ وأيده ونصره ودافع عنه واتخذه أمام له يقتدي به ويتأسى به ويسمع ويطيع لتوجيهاته لأنه يراها حقاً وهدى وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء فهذا الإمام رحمه الله لما بين له الحق شرح الله صدره لقبوله واطمئن لذلك وعاهد الشيخ على القيام بالدعوة إلى الله ونشر هذه الدعوة في هذا البلد وما جاورها عسى الله أن يجعل فيها خيراً وعسى الله أن يوفق لقبولها فقام الإمامان بهذا الواجب لكنهم فوجئوا بالعداء من قومهم ولا سيما بعض المنتسبين إلى العلم الذين يرون أن في انضوائهم تحت هذه الدعوة سلباً لصلاحياتهم وإذهاباً لمكانتهم وتحولهم من أمة متبوعة إلى أناس تابعين عند ذلك أوضح الشيخ طريقته بالتدريس والكتابة للعلماء والمسؤولين في كل قطر يعرض عليهم منهجه ودعوته وأنه لم يأتي الناس بأمر غريب ولكن جاء بكتاب الله وبسنة رسوله ويطلب من كل من وقف أن يبدي اعتراضه أو يوضح منهجه أو يقدح في هذا المنهج الذي جاء به حتى يتبين هل قدحه مبني على حق أم منطلق من هوى وتعصب بغيض هذه الدعوة مضت في سبيلها محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب جاهدا في الله وسارا يدعوان كل من حولهم إلى الانضواء تحت هذه الدعوة وسماع الحق والعمل به وقبوله ولاطمئنان إليه فيستجيب من يستجيب وينأ من ينأ ولكن بطول الزمن ولله الحمد وصبر أولئك مكن الله لهذه الدعوة فوضح أمرها واستبان للناس منهجها واستفاد منها من في هذه البلد ومن غيرها من العالم الإسلامي وعرفوا أنها دعوة صالحة ومنهج إسلامي كتاب وسنة وما أجمع عليه سلف هذه الأمة.
أيها الأخوة
لكل داع إلى الله عدو حتى يكون هذا العدو سبباً في انتشار هذا الحق ووضوح هذا السبيل وأعداء الشيخ قالوا عنه ما قالوا وافتروا عليه من الأباطيل ما افتروا ولكن ولله الحمد ذهبت تلك الأباطيل ووضح الحق واستبان الهدى " وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا"
(يُتْبَعُ)
(/)
كانت نجد والجزيرة متفرقة في ولايتها فجمعهم الله على إمام واحد وكان الفقر سائد فأغناهم الله وكان الجهل متمكناً فعلمهم الله وكانت العصبية رافعة لوائها فأزالها الله بهذه الدعوة الصالحة التي جمعت القلوب على الخير والهدى والعلم النافع والاتحاد على الكتاب والسنة والأخوة الإيمانية الصادقة القائمة على هذا المنهج العظيم دعوة أصلحت القلوب والبلاد دعوة جلبت الخير والرغد ودعوة بصرت من العمى وهدت من الجهل إذ هي دعوة سارت في منهجها على منهج محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم لم تكن هذه الدعوة من تلقاء الشيخ من فكره ورأيه ولا من كتاب قلده ولكنها دعوة من كتاب وسنة وهو لا يدعي لنفسه العصمة ولكن يدعو من خالفه إلى أن يقول فيما قال أي كلمة ولهذا يخاطب بعض من يناوئه قائلاً: وإني أشهد الله وملائكته ومن حضرني من عباده المؤمنين أنكم لو قلتم في شيء مما قلته أنه مخالف للكتاب والسنة لكنت أول الناس رجوعاً عنه ولكني ولله الحمد على طريق مستقيم ملة إبراهيم حنيفاً وما أنا من المشركين ".
لقد تنوع خصومه في عيبه وفي ذمه وفي القدح في دعوته بأمور عظيمة وشبه باطلة.
أما هذه الدعوة الصالحة فقد قامت على أمور:
على توضيح الدين للأمة وهداية الناس إلى طريق الله المستقيم كانوا يعبدون الأشجار والأحجار ويطوفون بالقبور ويحكم فيهم الكهان والمشعوذون والسحرة والطغاة فأبدل الله ذلك بدين الإسلام بوضوح الشريعة فاعتنقوها عن إيمان وقناعة.
كان الشرك ظاهراً والتوحيد خفياً إلا عند نزر من الناس فجاءت هذه الدعوة لترفع لواء التوحيد لا إله إلا الله لتوضيحها وبيانها وبيان شروطها وأركانها حتى تكون العبادة لله خالصة كان الناس يخضعون للأعراف الجاهلية والقوانين الظالمة فجاءت هذه الدعوة لتقول للناس مرجعكم فيما تنازعتم فيه كتاب الله وسنة رسوله " وإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً "
خالفتمونا في أنكم قلتم الأولياء يعظمون وتطلب الشفاعة منهم وإلى غير ذلك. ونحن نقول أولياء الله حقاً هم المتقون والشفاعة ملك لله لا تطلب من غيره وإنما تطلب منه جل وعلا " من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه قل لله الشفاعة جميعاً "
تنازعتم في أعراف الجاهلية وأحكامها الباطلة ونحن نقول ردو التنازع إلى الكتاب والسنة ليحكم فيكم كتاب الله وسنة محمد صلى الله عليه وسلم
دعوة جاءت لتقول للناس أيها الناس اتبعوا الكتاب والسنة ودعوا التعصب الباطل الذي حقيقته قبول الآراء بلا دليل والجمود على آراء الناس بلا حجة فكتاب الله واضح المعالم وسنة رسول الله بينة فاعملوا بها ودعوا التعصب للمشائخ وأرباب الطرق وسيروا على المنهج القويم.
جاءت هذه الدعوة لتقول للناس الاجتهاد لم يغلق بابه وكل مسلم يجتهد في البحث عن الحق من مصادره الأساسية وأما أن نتمسك بعادة وتقليد لا أساس لها فذاك عين الباطل.
جاءت هذه الدعوة لتقول للناس انظروا إلى ما دل الكتاب والسنة عليه وما أجمع عليه سلف الأمة فإن الله يقول:" ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا "
فنحن ندعوكم إلى ما أجمع عليه سلف الأمة من الصحابة والتابعين أجمعوا على أن العبادة بكل أنواعها حق لله أجمعوا على أن من ذبح أو دعا غير الله فإنه بهذا قد أتى كفراً وضلالاً أجمعوا على وجوب اتباع الرسول والإيمان به وتحكيم سنته وتقديمها على كل الآراء والأقوال.
أجمعوا على وجوب السمع والطاعة لولاة الأمور في المعروف أجمعوا على أن مرجع الناس الكتاب والسنة ليس لهم مرجع سواه.
جاءت هذه الدعوة لتقول لهم أيضاً يا أيها الناس دعوا تعظيم أرباب الطرق وعظموا الرسول واتباع الرسول عظموا رسول الله بأي شيء باتباع سنته بتحكيم شريعته بطاعة الله " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله "
(يُتْبَعُ)
(/)
جاءت لتهذب العقيدة وتنقيها من أدران الشرك وأنواع البدع حتى عاد هذا المجتمع في زمن شابه به أيام محمد بن عبد الله من حيث التمسك والعمل والقيام بالواجب فالحمد لله رب العالمين إن خصوم هذه الدعوة أرادوا تشويهها ونقلوها إلى غيرهم بصورة مشوهة كاذبة فمما قالوا: إن أرباب هذه الدعوة حكموا على الناس بالكفر وأن الشيخ محمد بن عبد الوهاب كفر عموم الأمة وحكم عليها بالكفر والخلود في النار " كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا " والشيخ قد تبرأ منها ولم يأتي ليكفر الناس جاء ليدعوا الناس ويهديهم إلى سواء السبيل ولم يقل للناس بأنهم كفار وهو لا يكفر إلا من كفر الله ورسوله ممن عرف الحق فحاد عنه كبراً وعناداً.
قالوا إن ابن عبد الوهاب كفر من لم يستجب له وزعم أن المسلمين الذين لم يخضعوا لدعوته كفار وقد رد هذا القول وتبرأ منه وقال " سبحانك هذا بهتان عظيم ".
قالوا عن الشيخ إن مذهبه مذهب الخوارج لماذا؟ قالوا إنه يحكم على من عبد القبور وطاف بها بأنه حلال الدم ..... والشيخ برئ من مذهب الخوارج كله الشيخ برئ من مذهب الخوارج وبرئ من كل المذاهب الضالة وهو على منهج مستقيم يدعو إلى الله على علم وبصيرة
قالوا عن الدعوة أيضاً إنها مذهب خامس والشيخ يتبرأ ويقول نحن في الفروع على مذهب الإمام أحمد بن حنبل إلا أن يتبين دليل يخالف ذلك المنهج.
قالوا إن الشيخ ابن عبد الوهاب لا يصلي على النبي والشيخ يرى أن الصلاة على النبي في الصلاة ركن من أركانها.
قالوا إنهم يقولون اللهم صلي على محمد يقصد نفسه محمد وكل هذا من الاغاليط والأكاذيب.
قالوا إنه يقول لو أتستطيع أن أهدم قبر النبي لفعلت.
وقالوا إنه يقول العصا التي أحملها أحب إلي من محمد.
وقالوا عنه ما قالوا وأنه يكفر أهل القبلة وأنه وأنه
وكل هذه آراء باطلة وأكاذيب وتشويه للحقيقة لكن مع مرور الزمن استبان لكل ذي لب سليم أن هذه الدعوة دعوة صادقة خالصة وأن مناوئيها قد افتروا الكذب والله جل وعلا حكيم عليم في ذلك.
أيها الأخوة هذه الدعوة دعوة إلى الخير وكل ما نعيشه في هذا البلد وآثار ذلك الأمن والرغد إنما هي من آثار تلك الدعوة الصالحة رحم الله من دعا ومن أعان ومن نصر ومن أيد ووفق الله البقية للخير ووفق الله ولاة أمرنا للخير والصلاح وجعلهم أئمة هدى وحماة لهذه العقيدة والمدافعين عنها.
أيها الأخوة تعلمون رحمكم الله أن هذا البلد اليوم يعاني حملات ضالة شرسة قائمة على الحقد والكراهية لهذا الدين وأهله إعلام جائر وقنوات مفسدة ضالة ووسائل إعلام منحرفة لا يهمها سوى الكذب والأباطيل وتشويه الحقيقة وتناسي الفضائل علينا جميعاً أن نتمسك بدين الله وأن نعتصم بحبل الله جميعاً وأن نتآمر بالمعروف ونتناها عن المنكر فيما بيننا وأن نحفظ شبابنا ونسعى في جمع كلمتهم ونسعى في تحذيرهم من دعاة السوء من دعاة الفتنة من الدعاة الذين يحبون أن يضلوا هذه الأمة بعد هداها وأن يفرقوها بعد اجتماعها وأن يلقوا بينهم العداوة والبغضاء حسداً لما رأوا في هذا البلد من النعمة والفضل
نحن محسودون على ديننا الذي جمع الله به قلوبنا إذ القلوب لا تجتمع إلا على هذا الدين نحن محسودون على أمننا الذي نعيشه والعالم في اضطراب وقلق وانقسامات سياسية وتناحر حزبية ونحن نعيش في هذا البلد في أمن واستقرار محسودون على رغد العيش الذي تفضل الله به علينا وعلى هذه القيادة التي نرجو من الله أن يأخذ بناصيتها إلى ما فيه الخير والصلاح للأمة في حاضرها ومستقبلها.
يا شباب الإسلام تمسكوا بدينكم وحافظوا على إسلامكم وحذروا دعاة الضلال وحذروا دعاة الفتنة وحذروا ممن يريدون أن يلقوا في قلوبكم بشر أو يحدثوا في قلوبكم شر أو يكرهوا إليكم بلادكم ودينكم أو يسخروكم لتنفيذ باطلهم وأغراضهم الدنيئة فتمسكوا بهذا الدين وتمسكوا به لعلكم تفلحون
أسأل الله أن ينصر دينه ويعلي كلمته ويجمع قلوب المسلمين على طاعته ويولي عليهم خيارهم وأن يصلح ولاة أمرنا وأن يرزقهم الاستقامة على الهدى وأن يعيذنا وإياهم من نزغات الشيطان
وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله وعلى آله وصحبه. (1)
-------------------------------
(1) النقاط التي في النص كلمات لم تكن واضحة في الشريط.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Jul 2004, 06:52 م]ـ
جزاكم الله خيراً على هذا العمل، وما رأيكم لو قمتم بالاختيار والانتقاء لما ترونه مناسباً منها، فأخشى أن يطول عليكم الأمر. أسأل الله لكم العون والسداد.
ـ[موراني]ــــــــ[12 Jul 2004, 07:49 م]ـ
أنظر أيضا هذا الرابط وأدخل في:
المؤتمر العلمي الأول.
كان موضوعه القاضي عبد الوهاب فهناك تجدون مواضيع المحاضرات
التي حسب علمي لم تنشر بعد.
موراني
ـ[موراني]ــــــــ[12 Jul 2004, 10:20 م]ـ
عفوا! ....
أنظر هنا:
موراني
http://www.bhothdxb.org.ae/mainpage.htm(/)
بن خلدون فى مقدمته: الصوفية هم من ادخلو السحر فى ملة الاسلام.
ـ[حنبل]ــــــــ[11 Jul 2004, 09:52 ص]ـ
يذكر بن خلدون أن بعض المتصوفة كانو اول من خاضوا فى نوع من السحر هو علم أسرار الحروف - مثل بن عريي الذى نقل الاجماع على تكفير الشيخ برهان الدين البقاعي من علماء القرن السادس - و يثبت ابن خلدون ان اول من تعامل بالسحر فى الامة المحمدية هم الصوفية فقال:
((هذا العلم- السحر - حدث فى الملة بعد صدر منها و عند ظهور الغلاة من المتصوفة - الحلاج، بن عربي، العفيف التلمسانى، بن سبعين، ابن الفارض - و جنوحهم إلى كشف حجاب الحس، و ظهور الخوارق على أيديهم و التصرفات فى عالم العناصر، و تدوين الكتب و الاصطلاحات و مزاعمهم فى تنزل الوجود عن الواحد و ترتيبه. و زعموا أن الكمال الاسمائى مظاهر أرواح و الافلاك و الكواكب و أن طبائع الحروف و أسراراها سارية فى الاسماء فهى سارية فى الاكوان)) المقدمة لابن خلدون ص 930
الخلاصة:
- ان الصوفية هم اول من اشتغل بعلم السحر فى الامة الاسلامية.
- أن الصوفية هم السبب فى نشر هذا العلم و ذلك بسبب تأليفهم للكتب فيه.
- اهم نقطة فى كلام بن خلدون انه يطلق على ما يسميه الصوفية كرامات أنها خوارق و هى كلمه تطلق فى حق السحرة و المشعوذين و الدجاجلة و هذه كافية فى إظهار نظرة ابن خلدون رحمه الله للصوفية و التصوف.(/)
إبراء للذمه
ـ[عاشق الشهاده]ــــــــ[13 Jul 2004, 03:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إبراء للذمه
وحفظا للأعراض
وحرصا على نسائنا
أنكر بشأن قرار توسيع عمل المرأه
*المفتي*
تلفون: 027322611
فاكس:027369416
الشيخ صالح اللحيدان (رئيس مجلس القضاء)
تلفون:027369988
فاكس:027327200
أنشر تؤجر
اخواني واخواتي فعلا الوضع خطير
يجب ان لا يسكت عليه
اخوكم في الله
عاشق الشهاده(/)
"الاعلام بين الإيجابية والسلبية"
ـ[ hedaya] ــــــــ[13 Jul 2004, 05:08 ص]ـ
"الاعلام بين الإيجابية والسلبية"
تبرز أهمية الإعلام يوما بعد يوم، مع مرور الزمن أصبح يقينا أنه لا غنى للأمم والشعوب عن الاعلام بأنواعه وتصنيفاته المتعددة. فالاعلام وسيلة فعالة لأصحاب المبادئ والأفكار والقيم .. والناظر إلى مسيرة التاريخ يدرك أن الاعلام تم توظيفه توظيفا ساعد على نشر الدعوات والأفكار، وبالمقابل أخذ الاعلام منحى سلبيا خطيرا، فكان الصدام المدوى بين رسالتين يحلمهما الإعلام.
و بما أن حماة الإنسانية ودعاة الرسالات السماوية وأصحاب القيم الراقية يجعلون من الاعلام وسيلة ايجابية، فنرى أن الأخلاق تنمو والأفكار تستنير بالاعلام السوي النقي، وهذا ساعد على نشر القيم والمبادئ ولنا بالتاريخ عبرة وعظة. وإن كان الوسائل الإعلامية تتنوع وتختلف يوما بعد يوم، إلا أنها تحمل في الأخير صفة توصيل الخطاب المعتدل إلى البشرية جمعاء. ولنا في رسول الله ومن سار على نهجه أسوة في هذا المجال.
وبالجانب الآخر نرى أن الاعلام المضاد للإعلام الايجابي يدعو إلى نشر الفساد وهدم الأفكار والقيم والأخلاق، وإن تغلف بغلاف الحرية والثقافة العالمية. فهذه البرامج الإعلامية الوافدة علينا كل يوم تحمل شعار الحرية والعالمية بيد، وباليد الأخرى حربة سامة تخترق العقول قبل العيون.
ويعلب اليهود دورا بارزا في اشعال نار هذه المأساة الإعلامية، فالشركات الإعلامية والبرامج التلفزيونية لا تخلوا أبدا من معالم وأدوات الهدم الأخلاقي والفكري.
ولا ننسى شركات الإنتاج التي تستحوذ عليها المجموعات اليهودية الصهيونية، والتي لا هم لها سوى اختراق المجتمعات الإسلامية تحت شعار العولمة.
وكما قال الدكتور محمد العوضي: ((هذه عولمة من النصف التحتاني)).
وإذا ما أردنا أن نرد على هذا الإعلام بإعلام آخر نجد دعاة الانسانية وحماة العالمية يقفون صفا واحدا ضد أي إعلام يفضح إعلامهم ونهجهم. وما المسلسلات التي تتناول الغطرسة الصهيونية والقضية الفلسطينية عنا ببعيد.
إذن كان لزاما علينا أن نعلنها حربا إعلامية لا هوادة فيها، على أن تكون حاملة كل ما يميزنا عنهم وعن نهجهم، وأعني بهذا المصداقية والشفافية وتقبل الآراء ونشر الأفكار وترسيخ المبادئ. وإن كنا نخشى سابقا دخول غمار الإعلام مخافة أن نصاب بشيء من شهواته أو حتى عقباته، فإن الوسائل قد تعددت الآن ابتداء من رسالة على البريد الإلكتروني ومرورا بالصحف والمجلات وانتهاءا بالقنوات الفضائية.
وقد يكون التضييق على حاملي الرسالة السامية من قبل حماة ((السامية)) سببا رئيسيا لعدم بروز الصوت الانساني المعتدل، إلا أن هذا يمنعنا من ممارسة العمل ضمن الوسائل المتاحة. فلم يعد مبررا أن نرفض المشاركة في اللقاءات التلفزيونية وإن كانت المذيعة امرأة أو رمز من رموز العلمانية. واعتقد أننا تجاوزنا مرحلة الرأي الشرعي من الإعلام منذ أمد بعيد.
إذا أردنا أن نحمي مبادئنا ومبادئ الإنسانية، فعلينا أن نكون أصحاب هيمنة كبرى على الإعلام _ كما يصفها اليهودي نعوم تشومسكي _ فقيمنا ومبادؤنا ليست بحاجة إلى هذه الوسائل، إذ أن لها ذاتية كبرى تفتقر إليها كل دعوة وفكرة أخرى.
ولكننا بحاجة إلى أن نلفت النظر إليها عن طريق الإعلام، أو بمعنى آخر أن نكون روادا بهذا الطريق. لنسير معا نحو ((هيمنة الإعلام الصادق)) من أجل كل قيمة ومبدأ إنساني نقي.
والله من وراء القصد.(/)
شرح بلوغ المرام لسماحة الشيخ ابن باز 3
ـ[إمداد]ــــــــ[13 Jul 2004, 10:33 م]ـ
الحديث السادس: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يغتسل أحدكم في الماء الدائم وهو جنب) أخرجه مسلم وللبخاري (لايبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لايجري، ثم يغتسل فيه) ولمسلم (منه) ولأبي داود (ولايغتسل فيه من الجنابة)
هذا الحديث دليل على أنه لا يجوز للمسلم أن يغتسل في الماء الدائم أو يبول فيه وهو جنب
ليس له أن يغتسل وهو جنب، وليس له أن يبول فيه، لأن الماء الدائم ضعيف لا يدفع عن نفسه فإذا بيل فيه واغتسل فيه من الجنابة قذره على الناس فربما تكاثرت هذه الأشياء حتى لا تغيره وتؤثر فيه
فسد الباب عليه الصلاة والسلام ومنع من استعمال هذا الشيء حفظا للماء ورفقا بالناس لأنهم في حاجة دائما إلى الماء كالغدران في البراري فالناس بحاجة إليها يشربون ويغتسلون ويسقون بهائمهم فالبول فيها والاغتسال فيها يقذره على الناس
أما غير الجنب فقد يغتسل للتبرد فلا يؤثر في الغالب لأنه ليس به شئ بخلاف الجنب فقد يكون متلطخا بأشياء من آثار الجنابة وإن كان المني طاهرا ولكنه قذر فيؤدي ذلك إلى تقذير المياه وربما أفضى إلى تنجيسها ولهذا خص الجنب بالنهي
أما غير الجنب فقد يحتاج إلى هذا وقد لا يحتاج إليه حالة الجنب لازمه وغيرالجنب قد يحتاج إليه وقد لا يحتاج من باب التبرد أو النظافة فليس هناك مايو جب الغسل فأمره أوسع
وإذا نهى عن كل واحد منهما فالجمع بينهما أولى فإذا نهى عن البول في الماء الدائم أو الاغتسال في الماء الدائم وهو جنب فالجمع بينهما بأن يبول ويغتسل هذا أشد في النهى.
* ثم الصواب أن هذا النهى للتحريم وأما قول من قال بالكراهة فلا وجه له لأن الأصل في النهي التحريم قال النبي صلى الله عليه وسلم (ما نهيتكم عنه فاجتنبوه) وهكذا من قال بالتفصيل إن كان كثيرا فهو للكراهه وإن كان قليلا فهو للتحريم فليس له وجه واضح ثم هو يسهل على الناس التساهل في هذه الأمور والواجب سد الأبواب التي سدها الرسول صلى الله عليه وسلم وحمى ما حماه النبي صلى الله عليه وسلم وهذه مقاصدها ظاهرة ومصالحها ظاهرة فيجب أن يكون النهيُ على ظاهره في الماء مطلقا ولو كان كثيرا ما دام الماء دائما. أما الأنهار الجارية فأمرها واسع، الماء الجاري في الأنهار الجارية فأمرها أسهل فلا حرج في الغسل فيها ولا البول فيها لأنه اصلى الله عليه وسلم قا ل (الدائم الذي لا يجري) فمفهومه: أن الجاري بخلاف ذلك
(ثم يغتسل) ورد فيه وجهان: بالرفع وهو ظاهر وروي بالنصب (ثم يغتسلَ) بنصبه بأن محذوفه كما قد ينصب بعد الواو و (أو) في مواضع وإن كان الشرط هنا ليس بتام وهو أن ينصب بعد الواو أو بعد (أو) لكن جاء النصب في الرواية على هذا المعنى والمشهور في الرواية الرفع
(ثم يغتسلُ فيه) ويجوز النصب بالعطف على لا يبولن
(لا يبولن ..... ثم لا يغتسل) أيضا لا هذا ولا هذا كونه يبول ثم يغتسل فيجمع بين السيئتين كونه يبول ويغتسل وهو جنب ولهذا صرح في رواية أبي داوود بما هو واضح ((ولا يغتسل فيه من الجنابة)) فصرح فيه بالأمرين وأنهما منهيان لا مجرد الجمع بل هذا وهذا والمعنى واضح في ذلك في النهي عن كل واحد منهما مفردا وعن الجمع بينهما من باب أولى
والسر في ذلك والله أعلم كما تقدم أنه وسيلة إلى التنجيس و التقذير فمنع
أما حكم الماء فالصواب أنه لا ينجس إلا إذا تغير كما تقدم إذا تغير بنجاسة إذا بال فيه أو اغتسل فيه فالماء باق على طهوريته مالم يتغير بنجاسة هذا هو الأصل ((إن الماء طهور لا ينجسه شئ))
فلا يلزم من النهي تنجيس الماء وهكذا إذا أدخل يده في الإناء قبل أن يغسلها ثلاثا إذا قام من النوم فنهى عن هذا لا يجوز له حتى يغسلها ثلاثا لكن لو أدخل يده في الماء لا ينجس الماء ولا يفسد فالماء على طهوريته أخذا بالأصل (إن الماء طهور لا ينجسه شيء) ولكنه أساء حين ادخل يده في الإناء فعليه التوبة والاستغفار.
(يُتْبَعُ)
(/)
والصواب أنه ممنوع عن إدخال يديه في الإناء إذا قام من النوم حتى يغسلها ثلاثا ولا سيما نوم الليل فهو أشد ولكن لو فعل فلا ينجس الماء بل هو باق على طهور يته هذا هو الصواب لأن عندنا أصلا وهو أصل عظيم يجب أن نأخذ به ويجب أن يبقى معنا دائما ((إن الماء طهور لا ينجسه شئ))
سؤال / ..... حتى ولو كان جنبا؟
ج / ولوكان جنبا لا يفسد الماء
...
ـ[إمداد]ــــــــ[21 Jul 2004, 02:58 م]ـ
الحديث التاسع: وعن رجل صحب النبي صلى الله عليه وسلم قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم (أن تغتسل المرأة بفضل الرجل أو الرجل بفضل المرأة وليغترفا جميعا) أخرجه أبو داوود والنسائي وإسناده صحيح
ش / قد تكلم فيه بعضهم فأخطأ والصواب كما قال المؤلف إسناده جيد وكون الصحابي مبهما لا يضر لأن الصحابة كلهم عدول رضي الله عنهم وأرضاهم
فلا يضر كون الصحابي مبهما ما دام عرف أنه صحابي وفي رواية أنه صحب النبي صلى الله عليه وسلم أربع سنين كما صحبه أبو هريرة يدل على تثبت الراوي ومعرفته له معرفة تامة
وذهب الجمهور إلى أن النهي للكراهة وترك الأولى واحتجوا على هذا بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغتسل مع أزواجه، ..... ومعلوم أنه يفضل بعدها شئ ويفضل بعده شئ وأنه كلا منهما سوف يغتسل بفضل صاحبه فيكون النهي للكراهة وترك الأولى بدليل من فعله من أصحابه ولحديث ابن عباس الذي بعده أنه كان يغتسل بفضل ميمونة فدل ذلك على أن ذلك النهي ليس للتحريم ولكنه للكراهة وترك الأولى عند الإمكان عند إمكان وجود الماء الآخر الذي يغتسل فيه ويتوضأ به أما إذا دعت الحاجة إلى هذا الذي فضل من المرأة فإنه يكون للكراهية والغسل واجب والوضوء واجب فلا كراهة مع الواجب مع الحاجة إلىالماء ولكن عند وجود الماء وتيسر الماء فالأولى أن لا يغتسل من فضلها وأن لا تغتسل من فضله و ما يبقى في الإناء منه ومنها لهذا الحديث.
وما يبقى منها أشد لحديث الحكم بن عمرو الغفاري أن النبي صلى الله عليه وسلم (نهى عن الوضوء بفضل طهور المرأة) فما جاء من النهي عن الوضوء بفضل طهورها وغسلها يدل على أنها اكد في الكراهة
وحديث الرجل هذا يدل على الأمرين وأنهما جميعا كل واحد لا يغتسل كل واحد منهما بفضل الآخر وبعضهم ذكر أن فضله لا كراهة فيه لكن الدعاوى كثيرة وظاهر وهذا الحديث يدل على كراهة هذا وهذا فلا تغتسل بفضله ولا هو بفضلها عند عدم الحاجة وعند الحاجة تزول الكراهة وفعل النبي صلى الله عليه وسلم يدل على أن هذا النهي ليس للتحريم ولكن من باب الكراهة ومن باب ترك الأولى فكونه اغتسل بفضل ميمونة لما اغتسلت بجفنة فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يغتسل منها فقالت: إني كنت جنبا فقال إن الماء لا يُجنب
يُجنِب من أجنب الرباعي ويقال لا يَجنُب: من الثلاثي جنب ويقال: لا يجنب من جَنِب مثل فرح فهي ثلاث لغات
المعنى لا يأخذ الماء حكم الجنابة لا يتأثر بل هو باق على طهور يته فعلم من هذه الروايات الثلاث. رواية الرجل الذي صحب النبي صلى الله عليه وسلم وحديث ابن عباس وقصة ميمونة وهو في السنن.
فلا كراهة مع الحاجة إلى الشيء أو تعين الشيء إذا احتاج إليه أو تعين زالت الكراهة. وكذلك إذا أراد أن يبين الحكم للناس زالت الكراهة ليعرف أن الشرب قائما مكروه وتركه أولى فإذا فعله لبيان الجواز وبيان الحكم الشرعي صار في حقه مندوبا وصار مأجورا لأنه أراد بهذا بيان الشريعة مثلما أن النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن الشيء ثم يفعل خلافه لبيان الجواز فهو في حقه قربة وطاعة أو هو مأجور بها عليه الصلاة والسلام لأنه أراد بذلك بيان التشريع بيان حكم الشرع.
هكذا في القيام للجنازة لما مرت قام لها ثم جلس عليه الصلاة والسلام من باب التشريع في أشياء كثيرة ينهى عن الشيء ثم يفعله أو يأمر بشيء ثم يتركه هذا من باب بيان التشريع وأن الأمر ليس للوجوب والنهي ليس للتحريم فلهذا فعل ما نهى عنه أو ترك ما أمر به لا لغرض المخالفة ولكن لقصد بيان التشريع وأن الأمر ليس للوجوب وأن النهي ليس للتحريم وهكذا أتباعه من العلماء إذا فعلوا ما نهى عنه نهي كراهة أو تركوا ما أمر به أمر استحباب لبيان حكم الشرع وأن الأمر ليس للوجوب
وأن النهي ليس للتحريم يكون من باب التشريع وبيان الشرع ويكون مأجورا على هذا الشيء الذي فعله لكونه أراد البيان والإيضاح.
والله أعلم
سؤال / ....... عن تخريج ابن حبان والحاكم؟
ج ـ لا بأس به ولكن ابن حبان والحاكم وابن خزيمة هؤلاء العلماء في تصحيحهم لين ولكن ما صححوه يعتبر من باب الحسن إذا لم يعارضه معارض أقوى منه.
إذا ما عارض ما هو أقوى منه لا يلتفت إلى تحسينه وتصحيحه. لأنهم بالاستقراء يتساهلون ابن حبان والحاكم وابن خزيمة أيضا وابن خزيمة أعلاهم ثم ابن حبان ثم الحاكم.
فبالاستقراء قد وجد أشياء صححها الحاكم وإذا فيها موضوعات خفي عليه وضعها ..... .
س ـ
ج ـ نستفيد من حديث ابن عمر الاحتياط وأن لا نتساهل فيه كالكثير لأن هذا القليل قد يتأثر فيحتاج إلى تأمل لأنه قد يكون تأثر في طعمه أو لونه أو ريحه لقلته ونحن بالعجلة وعدم التأمل لم نراع هذا الشيء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمداد]ــــــــ[30 Jul 2004, 03:03 ص]ـ
الحديث الثاني عشر: وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
((طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب)) أخرجه مسلم
وفي لفظ له ((فليرقه)) و للترمذي: ((أخراهن أو أولاهن))
ش / أبو هريرة رضي الله عنه تقدم لنا أن أحسن ما قيل فيه أنه عبد الرحمن بن صخر الدوسي رضي الله عنه الصحابي الجليل الحافظ بل اشتهر عند أئمة الحديث أنه أحفظ الصحابة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسباب مبينة في محلها
قال صلى الله عليه وسلم ((طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب)) رواه مسلم وفي لفظ له أي مسلم ((فليرقه)) وللترمذي ((أخراهن أو أولاهن))
قال صلى الله عليه وسلم ((إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات)) وهكذا رواه الشيخان زاد مسلم: (أولاهن بالتراب)
وله شاهد أيضا من حديث عبد الله بن مغفل وأحاديث أخرى في الباب
كلها تدل على أن ولوغ الكلب له خصوصية في تعداد الغسلات وخلط بعضها بالتراب
قيل لأنه يشتمل على أمر يضر الناس من وجهة الطب و من وجهة المعنى فبولغ في ذلك لهذا المعنى
والصواب أن ذلك لخبث نجاسته لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ((طهور إناء أحدكم)) ولو كان الطب لكان الأمر آخر والصواب أن الغسل لنجاسته وخبثه لأن الإناء ليس محلا للحدث فعلم أنه إنما غسل للنجس / والتطهير يكون لكل نجاسة أو حدث من جهة المكلفين أما غير المكلفين فلا يكون إلا للنجس، فليس للحدث فالجماد ليس منه حدث بل يكون من النجس والإناء ليس مكلفا بالطهارة المعنوية من الأحداث وهكذا الأراضي وغير ذلك.
فالحاصل أن هذا يدل على أن هذا الإناء أصابته نجاسة فلهذا شرع تطهيرها بالماء والتراب وجاء بهذا العدد ولا بد من سبع لحكمة بالغة ومن الظاهر في ذلك أنها المبالغة في السلامة من آثار ولوغه ولعل مع النجاسة شيئا آخر قصده الشارع وعلمه من شر ولوغه وريقه فيكون مع النجاسة أشياء أخرى اقتضت الغسل بالتعداد بهذا العدد المعين مع التراب
* وهذا خاص بالكلب ولا يقاس عليه غيره لأن العبادات توقيفية أي أمور لا تدرك بالرأي والقياس وإنما بالتوقيف ولم يأت في غير الكلب تعداد الغسل بهذا المعنى وإنما جاء في الكلب خاصة فبول الأعرابي كما جاء في حديث الأعرابي كما سيأتي صب عليه ماءاً فقط وترك يسيل بالماء وتفرق به الماء
والحائض قال لها إذا أصابها دم الحيض تحتُّه وتقرصه بالماء و تنضحه وتصلي فيه)
وروي في بعضها (بماء وسدر) بماء وحجر تحكه بالحجر، هذا يدل أن هذه الخصوصية لريق الكلب
* وبول الصبي جاء فيه أن يُنضح بالماء إذا لم يأكل الطعام ويغسل إذا كان يأكل الطعام ولم يرد فيه التسبيع فدل هذا على ذلك خاص بالكلب فقط
* وأما ما ولغ فيه فإنه يراق لأن ريقه له أثر فيه وولوغ الكلب عادة يكون في الأواني الصغيرة والماء الذي فيها قليل فلهذا قال: (فليرقه) وإن كانت هذه الرواية انفرد بها بعض الرواة ولكنه ثقة فالأولى أن يراق هذا الماء لأنه في الغالب قليل ليس من المياه الكثيرة التي تدفع عن نفسها كالقلتين وما هو أكثر منها فالغالب أن هذه الأواني مياهها قليل فجاء فيه الإراقة بخلاف ما لو كان حوضاً و ماءً كثيراً فإنه لا يراق (والماء الطهور لا ينجسه شيء كما تقدم) إذا ولغ في حوضٍ أو غدير أو في جابية وما أشبه ذلك أو في إناء كبير بخلاف المعتاد لا يراق لأنه يدفع عن نفسه حينئذٍ
فكلام النبي صلى الله عليه وسلم يحمل على العادة المعروفة بين الناس وأن الأواني ليس بالكبيرة بل تحمل وتنقل من هنا وهنا
* وأما الحكمة في التراب والله أعلم أن ذلك لإزالة الآثار التي تقع من الولوغ لأن في الولوغ أشياء قد يكون طبيه وقد تكون لأشياء أخرى مؤذية فيكون في غسلها بالتراب إزالة لها وقلعاً لأثرها
وكونه في الأولى كما في رواية مسلم ليتعقبها الماء فلا يبقى لها أثر لأن الماء الذي بعده ست غسلات الأخيرة تنقي المحل من التراب ومن بقية آثار الولوغ
وأما رواية ((إحداهن أو أخراهن)) هذا شك من الراوي والشاك يقدم عليه من أثبت
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن من روى أولاهن فقد أثبت بدون شك فيكون أولى , أولى الغسلات تكون بالتراب وإن جعلها في الثانية حصل المقصود لكن الأولى أن يكون التراب في الأولى
لحديث عبد الله بن مغفل (وعفروه الثامنة بالتراب) كما جاء في الصحيحين
كثير من أهل العلم على أن التراب إذا نظر إليه بمفرده صار ثامناً فإذا نظر إليه بضمه إلى إحدى الغسلات صارت الغسلات سبعاً
وقال بعضهم يجب أن تكون الغسلات ثماناً أخذاً بالظاهر حديث عبدالله بن مغفل رضي الله عنه (و عفروه الثامنة بالتراب)
وإذا فعل ذلك أخذ بحديث عبد الله بن مغفل فلا بأس وهذا من باب الحيطة ومن باب الأخذ بالظواهر وإن اعتبر ما قاله الجمهور من أن المراد بالثامنة إن نظر إلى مفردها فهي ثامنة وإن نظر إلى ضمها إلى الماء فهي سابعة فهو قول قريب وليس ببعيد، وليس في الزيادة إلى الثامنة مضرة بل هي خير لا شر لظاهر حديث عبد الله بن مغفل ولكن أغلب الأحاديث الصحيحة في الصحيحين وغيرها ليس فيه إلا السبع فإذا اكتفى بالسبع كفى وحمل قوله في الثامنة على أنها بالنظر إلى كونها ترابا يعتبر ثامنة وبالنظر إلى كونها مضمومة إلىإحدى الغسلات فهي سابعة.
كما في الروايات الأخرى.
يبقى أن نعرف حكم النجاسات الأخرى فيكفي فيها المكاثرة بالماء وظن النقاء فإذا غسل بقية النجاسات بما يظن أنه أزال الأثر كفى ولا يلزمه أن يكون سبعاً ولا ستاً ولا خمساً ولا ثلاثاً المهم أن يريق الماء على النجاسة بما يظن أنه أزال أثرها ولم يبقى لها بقية إذا كانت في ثوب أو إناء أو غير ذلك فالعدد الخاص بالسبع خاص بالكلب
الحديث الثالث عشر: وعن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: في الهرة (أنها ليست بنجس , إنما هي من الطوافين عليكم) أخرجه الأربعة وصححه الترمذي وابن خزيمة
أبو قتادة: هو الحارث بن ربعي الأنصاري الفارس المعروف صحابي جليل
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: في الهرة (إنها ليست بنجس) بفتح الجيم هو نجس العين
يقال: نجس و متنجس هذا المشهور عند أئمة اللغة
ما كانت بنجاسته ثابتة كالكلب والخنزير , ما أصابته نجاسة طارئه كالثوب تطرأ عليه النجاسة يقال نجس
أخبر النبي أصلى الله عليه وسلم أن الهرة ليست بنجس ثم علل بأنها من الطوافين وفي رواية أخرى (و الطوافات)
هذا يدل على أن العلة في رفع النجاسة عنها أنها من الطوافين علينا و الطوافات ومن رحمة الله سبحانه وتعالى أن سامح العباد وعفا عن آثار الهرة من جهة ولوغها أو مما يصيب الناس من جسدها فإنها من الطوافين علينا فولوغها في الماء أو أكلها من الطعام لا ينجس الطعام ولا ينجس الماء بل ذلك عفو وليست بنجس لأنها من الطوافين مما نبتلى به والله عفا عن ذلك وإن كانت في نفسها محرمة الأكل لأن النبي نهى عن ثمن السنور والكلب فهي محرمة الأكل وهي من السباع التي لا تؤكل لأن الرسول (حرم كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير) فهي من جنس السباع كالثعلب والذئب والأسد والنمر والكلب، كلها محرمة
ولكن الهرة تأنس بالناس وتطوف عليهم وتدخل في بيوتهم فمن رحمة الله أن عفا عما تصيبه بفمها لأنها تخالط وتطوف على الناس فإذا حكم بنجاستها تعب الناس من ذلك وشق عليهم ذلك فمن رحمة الله أن رفع عن العباد الحرج والعسر والمشقة وألحق بذلك على الصحيح الحمار والبغل فإنها محرمان ولكن يعفى عن سؤرهما وعرقهما كالهرة لأنه من الطوافين علينا ولأن الناس يحتاجون للبغل والحمار يركبونهما ويحملون عليهما الحاجات ولا سيما قبل وجود السيارات كانت هذه الحيوانات هي آلة الركوب ونقل الحاجات مع الإبل
أما الخيل فهي مباحة فهي مما أباح الله أكله فهي من جنس الإبل والغنم بولها وعرقها و سؤرها كله طاهر
أما الحُمر فهي محرمة ولهذا بحث في سؤرها وفي عرقها
والصواب والذي عليه المحققون أنها ملحقة بالهرة وأنه يتسامح في سؤرها فإذا شرب الحمار أو البغل في إناء فلا حرج في استعمال ما بقي منه ذلك
وكذلك إذا ركبه عريا وعرق ظهر الحمار أو البغل فلا بأس بذلك.
وكذلك ما يقع من مخاط إذا حرك أنفه كل ذلك يعفى عنه لأن راكبه وسائسه يصاب بذلك.
أما بوله وروثه فهو نجس كبقية الحيوانات المحرمة روثه نجس وبوله نجس.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالهرة بولها نجس وروثها نجس وهكذا بقية السباع والحيوانات المحرمة كلها بولها وأرواثها نجسة فالكلام في السؤر والعرق وهذا محل بحث والصواب أنه من الحمار والبغل والهرة يعفى عنه ويؤخذ طهارته من كونه من الطوافين علينا والطوافات.
...
الحديث الرابع عشر: وعن أنس رضى الله عنه قال: جاء أعرابي فبال في طائفة المسجد فزجره الناس فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم فلما أقصى بوله أمر النبي بذنوب من ماءٍ فأهر يق عليه)) متفق عليه.
هذا الحديث حديث أنس رضى الله عنه بن مالك الأنصاري
أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى أعرابيا بال في طائفة المسجد فزجره الناس أي هموا به تكلموا عليه. فقال صلى الله عليه وسلم دعوه فلما قضى بوله وفي رواية أقصى بوله أي أبعد بوله دعاه النبي صلى e فعلمه أن هذه المساجد لا يصلح فيها شئ من هذا القذر والبول ولكنها بنيت لذكر الله وقراءة القرآن والصلاة لا لهذا.
وفي رواية أخرى من حديث أبي هريرة عند البخاري نحو هذا أيضا. قال فيه
((إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين))
هذا يدل على أنه ينبغي الرفق بالجهلة وتعليمهم وإرشادهم إلى ما يجب عليهم لأن هذا أبلغ في تعليمهم وأبلغ في دعوتهم إلى الخير وأبعد عن التنفير من دين الإسلام وهذا الدين دين اليسر والتسهيل والرحمة قال تعالى ((يريد الله بكم اليسر)) ((وما جعل عليكم في الدين من حرج)) وقال صلى الله عليه وسلم ((إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين))
والجاهل عدو نفسه يحتاج إلى رفق إلى حكمة حتى لا يزداد شره وحتى لا ينفر عن دين الله.
وأمر بسجل من ماء وفي رواية (بدلو من ماءٍ) والدلو ملأى فصب على بوله فدل ذلك على أن البول يطهر بالمكاثرة إذا بال على أرض أو شئ في الأرض كالبسط جمع بساط فإنه يكاثر بالماء ويكفى ذلك المكاثرة بالماء يكفى في طهارتها فإن الماء يكثر عليها ويذهب بأجزائها هاهنا وهاهنا فتكون الأرض طاهرة بالمكاثرة ولو بغير نية فلو صب عليه ماء بغير من له نية أو صبه من لم يعلم بالأرض أو جاء المطر حصل المقصود لأن هذه من باب إزالة النجاسات لا من طهارة الأحداث فلا تحتاج إلى نية، المقصود هو المكاثرة بالماء الطيب الطهور فيحصل بذلك زوال النجاسة.
والواجب على المعلمين والمسلمين التعليم بالرفق واليسر والتيسير والرحمة حتى لا ينفروا عن دينهم وحتى يكون ذلك أبلغ لقبول الجاهل وانتفاعه بذلك.
والله المستعان.
فائدة من الأسئلة: ثم يلاحظ أيضا إذا كانت النجاسة لها جرم أي لها جسم فإنها تنقل إذا كانت النجاسة عذرة أو قطعة دم أو من اللحوم النجسة مثل قطع لحم الحمار أو لحم الكلب لها رطوبة فتنقل الأجزاء إلى بعيد والرطوبة التي بعدها هي التي يراق عليها الماء. أما قطع العذرة ونحوها لا يصب عليها الماء فقط بل تنقل وتشال ويصب الماء على آثارها أما هذا في البول
س 2ـ هل الخنزير يقاس على الكلب؟
ج / بعض العلماء قاس على هذا ولكن لا دليل على ذلك ولا صحة للقياس.
س/ زيادة لفظ (والطوافات) رواه أبو داود وغيره جيده لا بأس بها.
س/ أيهما أفضل تصحيح الترمذي وابن خزيمة/
جـ / ابن خزيمة ما تتبعناه لكن الترمذي متساهل رحمه الله قد يكونان متقاربين لكن الترمذي له أشياء وهم فيها أحاديث كثيرة صححها وليس كذلك ولهذا صار أهل العلم يتحرجون من تصحيحه ولا يعتمدون عليه إلا بعد النظر والتأمل. وابن خزيمه له شئ من ذلك هو من الأئمة رحمة الله ولكن يظهر من شرطه أنه يتسامح بعض الشيء.
...
الحديث الخامس عشر: وعن ابن عمر رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
((أحلت لنا ميتتان و دمان فأما الميتتان فالجراد والحوت وأما الدمان فالطحال والكبد)) أخرجه أحمد وابن ماجه وفيه ضعف.
هو عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله عنه وعن أبيه
أخرجه احمد إذا أطلق احمد فالمراد به الإمام احمد بن محمد بن حنبل الشيباني الإمام المشهور والمراد أخرجه في المسند وإذا كان في غير المسند يبين كالزهد، والناسخ والمنسوخ وأشباه ذلك.
وابن ماجه معروف وهو عبد الله بن محمد بن ماجه القزويني صاحب السنن.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفيه ضعف لأنه من رواية عبد الرحمن بن زيد بن أسلم العدوي عن أبيه وعبد الرحمن لا يساوى شيئا فالحديث ضعيف جداً من سوء حفظه. لهذا أشار المؤلف إلى هذا بقوله وفيه ضعف والضاد في ضعف تفتح وتضم في لغة العرب.
وقد جاء هذا الحديث من غير طريق عبد الرحمن بن زيد.
عن طريق سليمان بن بلال أحد رجال الشيخين عن زيد بن أسلم لكنه موقوف لم يقل فيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل وقفه على ابن عمر.رضي الله عنه
قال الحفاظ كأبي حاتم الرازي وابوزرعة الرازي و الدارقطني رحمهم الله قالوا إن المحفوظ هو الوقف وأن ابن عمر رضي الله عنهما ما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسل إنما مقاله هو من نفسه وهذا هو الصواب أنه موقوف لا مرفوع. ولكن عبد الرحمن بن زيد لقلة حفظه رفعه فغلط.
* وهذا الموقوف في حكم المرفوع لأن قول الصحابي ((أحل لنا كذا حرم علينا كذا أمرنا بكذا ونهينا عن كذا)) حكمه حكم الرفع على الصحيح عن أهل الحديث. حكم الرفع على الصحيح عند أهل الحديث. لأنه ليس هناك محلل ولا محرم إلا الشارع وهو الرسول فيما يبلغه عن الله عز وجل. فحكمه حكم الرفع
ومعلوم أن الميتة حرام والدم حرام فبين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ــ أن معناه الرفع أن الميتة استثنى منها والجراد السمك فليسا محرمين
الميتات محرمات بنص القرآن الكريم إلا أنه يستثني من ذلك ميته الجراد وميتة الحوت
وقد تقدم حديث أبي هريرة رضي الله عنه (هو الطهور ماؤه والحل ميتته)
ولقوله سبحانه وتعالى {أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعاً لكم وللسيارة} فإن طعامه ما يكون على ظاهره وما يوجد من الحيوانات هو طعامه وما يصاد منه فالله أباح لعباده هذا رحمة منه سبحانه وتعالى وإحساناً ورزقاً للعباد لهذا المخلوق العظيم.
وقد ثبت في الصحيحين من حديث جابر وغيره .. قصة ((العنبر)) التي أخرجها الله للسرية التي كانت على ساحل البحر الأحمر (وهي سرية كانت فيها مائة مقاتل) كان القائد فيها أبو عبيده وكانوا في أشد الحاجة إلى الطعام قد نفدت أزوادهم فأخرج الله لهم حوتاً عظيماً مثل الجبل فأكلوا منه مدة طويلة شهراً أو قريباً منه حتى سمنوا على إثر ذلك
قالوا: جعل أبو عبيده في قحف عينه اثنا عشر رجلاً لسعة قحف عينه وهو حوت عظيم جداً أخرجه الله لهم وجعله رزقاً لهم وهو ميت فلما أخبروا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك قال: وهو رزق ساقه الله لكم هل معكم منه شيء فقدموا له بعض الشيء عليه الصلاة والسلام ليطيب نفسهم ويبين لهم أنه حل
والجراد كذلك لا يذبح فهو حلال حياً وميتاً وليس من شأنه أن يذبح وكانوا يأكلونه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم قال: عبد الرحمن بن عوف غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات نأكل الجراد
سواءً مات حتف أنفه أو بأسباب كأكياس يجمع فيها أو ما يشبه ذلك مما يسبب موته فهو حلال
وأما الدمان فالكبد والطحال فإنهما دم ولكنه ليست من الدم المسفوح وإنما من الدم الجامد لا يحرم علينا كالدماء التي تكون في العروق بعد الذبح فإنها لا تضر فهذا دم جامد أحله الله لنا في نفس الذبيحة في داخل الذبيحة كأشباه ما يكون في عروقها وفي لحمها لا تحرم علينا
وإنما يحرم الدم المسفوح الذي ساح من البهيمة عند الذبح أما ما بقي في عروقها ولحمها فإنه لا يحرم علينا وهكذا الكبد والطحال وما أشبه ذلك فيها وإن كانا دمين جامدين فيهما حل لنا وهذا من تيسير الله ورحمته وإحسانه جل وعلا
...
الحديث السادس عشر: وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه فإن في أحد جناحيه داءاً و في الآخر دواء) أخرجه البخاري وأبو داود وزاد (وإنه يتقي بجناحه الذي فيه الداء))
تقدم أن أبا هريرة اختلف في اسمه واسم أبيه على أقوال كثيرة وأن أشهرها عبد الرحمن بي صخر الدوسي وعاش إلىاخر خلافة معاوية رضي الله عنه فتوفى في عهده سنة 56 وقيل ثمان وخمسين وقيل سبع وخمسين.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
((إذا وقع الذباب)) الذباب معروف ((في شراب أحد كم)) وفي رواية أخرى ((طعام أحدكم)) وفي لفظ ((في إناء أحدكم)) رواه البخاري في الطب وفي بدء الخلق
(يُتْبَعُ)
(/)
وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري عند أحمد والنسائي وابن ماجه وفيه ضعف حديث ابن ماجه، وله شاهد عن أنس عند البزار و قال الحافظ رجاله ثقات.
وقد طبع أخيراً رواية البزار وجمعها وتوّلاها الدكتور الأعظمي فيمكن المراجعة فيه.
فالمقصود أن لهذا الحديث شاهدان أحدهما حديث أبي سعيد وهو جيد الإسناد عند احمد والنسائي وابن ماجه.
والثاني من حديث أنس عند البزار وقال الحافظ رجاله ثقات
وهو يدل على أن وقوع الذباب في الشراب أو في الطعام أو في اللبن وما أشبه ذلك لا يحرمه ولا ينجسه وأن السنة غمسه للعلة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم وأنه يتقى بجناحه الذي فيه الداء. وأن في أحد جناحيه الداء وفي الآخر شفاءً فصار الذي فيه الداء كالسلاح يتقي به فإذا وقع في شيء اتقاه بالذي فيه الداء ورفع الذي فيه الدواء ليسلم من الانغماس والسقوط فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يغمس حتى يكون دواؤه يقابل داءه فيكون الشارب للماء أو الدواء أو اللين سليما منه فدواؤه يقابل داءه فيبقى الشراب والطعام سليما. ولم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإراقة الشراب ولا بترك الطعام فدل ذلك على أن وجود هذا الذباب لا ينجس الطعام ولا يمنع من شربه وأكله و هكذا ما أشبه ذلك من الحشرات الصغيرة التي لا دم لها كالبعوض وإن كان فيه دم لكنه دم ضعيف وهكذا النحلة والزنبور والحيوانات الصغيرة التي قد يبتلى بها الناس وهذه الأمور تقع في الشراب كل ذلك يعفى عنه بل تنقل وتطرح لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال (فليطرحه) فيغمسه ثم يرفعه ويطرحه ويشرب شرابه ويأكل طعامه.
ومن الفوائد أنه لا ينجّس الماء وهذا هو الشاهد من ذكره في كتاب الطهارة ومحله كان في كتاب الأطعمة وذكره هنا ليبين أنه لا ينجس الشراب سواء كان لبنا أو غيره بل يطرح ويشرب الشراب يؤكل الطعام
وقد اعترض كثير من الأطباء الجهلة على هذا وزعموا أن في هذا تقذيراً للطعام فلم يصيبوا ولم يفلحوا في هذا الطعن فالحديث صحيح وله شواهد.
وفائدته معروفه وهي أن الغمس يجعل الداء قد زال بمقابله الدواء ومكافحة الدواء فيسلم صاحب الطعام والشراب فالأمر وضحه النبي صلى الله عليه وسلم وبينه فلا وجه للاعتراض على ذلك.
وقد شهد الأطباء المتبصرون بحسن هذا العلاج ولسنا في حاجه إلى شهادتهم ولكن من باب أن هناك من يعترض وهناك من يجيب فيقابل هذا بهذا ويسلم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سلم بحمد الله.
واعتراض الأطباء مقابل بالأطباء الذين عرفوا وجه الصواب وذكروا أن هذا من محاسن الإسلام ودلائل صحة رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلم على نبوته عليه الصلاة والسلام.
وفي رواية أبي سعيد ((وأن في جناحيه سماًّ)) سماه سما وهو الداء.
الحديث السابع عشر: عن أبي واقد الليثي رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((ما قطع من البهية وهي حية فهو ميت)). أخرجه أبو داود والترمذي وحسنه واللفظ له.
الذي في سنن أبي داود والترمذي ((فهو ميتة))
ش / أبو واقد الليثي هو الحارث بن عوف رضي الله عنه
الذي في سنن أبي داود والترمذي فهو ميتة وهذا وقع من بعض النساخ فهو ميت والذي في الأصول فهو ميتة. وله شاهد أيضا عند ابن ماجه من حديث ابن عمر وهو بسند ٍحسن وشاهد آخر عند الحاكم عن أبي سعيد بسند جيد أيضا
وهو دليل على أن ما قطع من البهيمة وهي حية كالبعير والبقرة والغنم وسائر الصيود فإنه يكون ميته محرمة لأنه لا بد ا أن يذبح بالطريقة الشرعية فإذا لم يذبح بطريق شرعي فما يقطع منه وهو حي فله حكم الميتات.
جاء في بعض الروايات والطرق أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وكان في المدينة من يجب الأسنمة ويقطع الأليات فأنكر عليهم ذلك عليه الصلاة والسلام وأخبرهم أنه ميتة
فالحاصل أن ما يقطع من البهيمة سواء كان ألية أو أذنا أو غير ذلك فهو ميتة لا يجوز أكله وإن كانت لحوما تؤكل بالذكاة الشرعية. والله أعلم
وكان الأولى بهذه الأحاديث الثلاثة كتاب الأطعمة لأنها تتعلق بالأطعمة ولكن ذكرها هنا ليبين طهارتها فالذباب لا ينجس الشراب والجراد والطحال والميتة من البحر لا ينجس لأنه طاهر. وأن ما قطع من البهيمة فهو ميتة وأنه يكون نجسا فإذا وقع في الماء نجسه إذا كان قليلا وغير طعمه أو لونه أو ريحه
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا المقصود من ذكره ها هنا في كتاب الطهارة.
انتهى الوجه الثاني من الشريط الاول
ـ[إمداد]ــــــــ[18 Aug 2004, 01:00 ص]ـ
باب الآنية
الأواني جمع إناء. والمراد بذلك الوعاء أو الأوعية التي يكون فيها ماء الوضوء وما هو أعم من ذلك كالطعام والشراب وغير ذلك ولما كان المتوضئ والمغتسل يحتاجان غالبا إلى الأواني ناسب ذكر الأواني ولذلك بين المحدثون والفقهاء أحكام الأواني بالأدلة.
ثم ذكر الأواني وذكر ما فيها من الأدلة ليعلم المسلم حكم الآنية التي يستعملها.
والأصل في هذا الباب حل جميع الأواني وطهارة جميع الأواني هذا هو الأصل. أن جميع الأواني من حجر أو طين أو جلد أو حديد أو نحاس أو غير ذلك الأصل فيها أنها حل وطاهرة ولا بأس باستعمالها هذا هو الأصل وهو الأصل في الأعيان كما قال عزوجل
(وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعاً منه) والأصل أن ما وجد في الأرض فهو حل لنا وجائز لنا استعماله. لأنه خلق من أجلنا ونحن مخلوقون لعبادة ربنا فجعل الله هذه الأشياء في هذه الدنيا لنا لنستعين بها على طاعته من المكلفين من الجن والإنس وأن يعينوا غيرهم على طاعة الله.
فمن استعملها في طاعة الله فقد استعملها لما خلقت له ومن صرفها لغير ذلك فقد عصى واستعملها لغير ما خلقت له. وبهذا يعلم أن السؤال يتوجه إلى من حرم الأشياء إذا حرم شيئا يقال له لماذا حرمت ولا يتوجه السؤال لمن أحل وأباح واستعمل لأنه على الأصل إلا إذا جاء الاشتباه واشتبه عليه المباح المحظور يسأل لمن استباح ذلك عند الاشتباه وإلا فالأصل توجيه السؤال لمن حرم ومنع لأنه على خلاف الأصل فيقال لم حرمت هذا ولم منعت هذا هو الأصل
* أما العبادات التي يتقرب بها إلى الله فالأصل فيها المنع لأنها توقيفية ليس للناس أن يشرعوا لأنفسهم شيئا من العبادة بل هذا شأن الرسل عليهم الصلاة والسلام أرسلهم جل وعلا هم المبلغون عن الله فالعبادات ليس للرأي فيها مجال بل إلى الله تعالى هو الذي يشرعها لعباده ويرسل بها الرسل وينزل بها الكتب فما شرعه الله فهو المشروع و ما لم يشرعه الله فإن التقرب به وتشريعه للناس يكون من قبيل البدع كما في حديث عائشة رضى الله عنها ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) وما جاء في معناه
* هاتان قاعدتان عند أهل العلم عظيمتان وهما أنّ الأصل في العبادات التوقيف فلا يقال هذا مشروع وهذا حرام إلا بإذن من الشارع.
· أما الأصل في الأعيان من مأكول وملبوس وأواني تستعمل وأشباه ذلك فالأصل فيها الحل و الإباحة إلا ما حرمه الشرع وهذا خلاف الأصل فيها فيمتثل أمر الشرع فيما منع ومن ذلك الذهب والفضة فقد جاء الشرع بمنع اتخاذهما أواني
...
الحديث الثامن عشر: عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تشربوا في آنية الذهب والفضة ولا تأكلوا في صحافهما، فإنها لهم في الدنيا ولكم في الآخرة)) متفق عليه
(فإنها لهم) أي الكفار كما هو المفهوم من السياق ولأنهم معروفون باستحلالها واستعمالها
والرسول صلى الله عليه وسلم يبين لنا أن هذه للكفار ليست حلاً لهم ولكنهم بالنظر إلى أنهم لا يبالون يستعملونها لعدم إيمانهم وعدم أخذهم بأمر الله فلا تتشبهوا بهم في ذلك أنتم
* والحكمة في ذلك في منع المسلمين منها مع الحكمة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم وهي النهي عن التشبه بالكفار في ذلك و ما ذكره العلماء أن فيها وسيلة إلى الخيلاء والتكبر لأن من استعمل أواني الذهب والفضة قد يجره هذا إلى التكبر والتعاظم على الناس ووسيلة أيضا لكسر قلوب الفقراء إذا رأوها وهم محرومون منها
وفيها ما فيها من الرفاهية والتلذذ بالشيء النفيس وبكل حال العمدة في هذا نهيه عليه الصلاة والسلام وإنذار عن ذلك وما عدا من العلل فهو محل اجتهاد من العلماء ويكفينا نهيه صلى الله عليه وسلم عن ذلك فإن ظهرت الحِكم والأسرار في الحُكم فنور على نور وخير لطالب العلم وإن لم تظهر ولم ينص عليها الشارع فلا ضرر في ذلك لأننا عبيد مأمورون علينا أن نتمثل سواء عرفنا الحكمة أم لم نعرف وإنما صاحب الهوى وصاحب الجحود هو الذي يحكم رأيه ويحكم عقله ولا يمتثل إلا ما أرشده إليه عقله فهو ليس عبدا لله وإنما هو عبد لهواه وعقله
(يُتْبَعُ)
(/)
أما المؤمن فشأنه أن يمتثل أمر الله وأن يبادر إلى طاعته سبحانه وطاعة رسوله e وإن لم يتضح له أسرارُ ذلك وحكمة ذلك
و حذيفة رضي الله عنه صحابي جليل يقال له صاحب السر لأن النبي أسر إليه بأسماء المنافقين وهو صحابي وأبوه صحابي قتل أبوه يوم أحد غلطاً ومن قتله هو من المسلمين. توفي حذيفة بعد مقتل عثمان رضي الله عنه بأربعين ليلة وهوالمشهور في تاريخ وفاته.
...
الحديث التاسع عشر: وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((الذي يشرب في إناء الفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم)) متفق عليه.
ظاهر الحديث كون الإناء من الذهب أو الفضة كله
.........
وثبت في حديث ابن عمر عند الدار قطني والبيهقي وسنده حسن ((من شرب في إناء ذهب أو فضة أو في إناء فيه شئ من ذلك فإنه يجرجر في بطنه نار جهنم))
فهذا يدل على أن المشترك الذي فيه شئ من الفضة أو شيء من الخشب أو غير ذلك داخل في النهى أيضا وأنه لا ينبغي استعمال إناء الفضة الذي هو إناء كامل من الفضة ولا ما هو مخلوط أو مموه بذلك لأن العلة والمعنى موجودان. وينبغي ترك ذلك وأن تكون هذه الأشياء للكفار لا لنا لاستعجالهم العاجلة وإيثارهم لها ولسنا مثلهم.
ويستثنى من ذلك الضبة في الإناء من الفضة كما سيأتي في آخر الباب فلا بأس أن يضبب الإناء بشيء من الفضة لأنها أخف من الذهب وأقل كلفة وأقل شأنا فلهذا جاء فيها التسامح بخلاف الذهب فإنها ممنوعة مطلقا.
س / الجمع بين حديث ابن عمر وحديث الاستثناء لشيء من الفضة:
ج / هذا عام وهذا خاص، يدل على تخصيص حديث ابن عمر والخاص مقدم على العام وحديث أم سلمه مثل حديث حذيفة دال على تحريم إناء الذهب والفضة لأن حديث أم سلمة في الفضة وزاد مسلم في رواية (في إناء ذهب أو فضة) فهو مثل حديث أبي حذيفة في المنع من ذلك وأنه لا يجوز له استعماله للشرب فيها و الأكل فيها. ويلحق بذلك عند أهل العلم استعمالها في الوضوء والغسل وهو الشاهد من ذكره هنا إذا حرم الأكل فيها والشرب هكذا الاستعمال في الوضوء والغسل، وكلام الشارح ليس بجيد عند ما اعترض على هذا، والصواب ما قاله أهل العلم، حتى حكى بعضهم إجماعا أن استعمالها في الوضوء والغسل كالأكل والشرب لا يجوز، ثم أيضا إيجاد مثل هذه الأواني وسيلة إلى استعمالها بالأكل والشرب فيها فينبغي تركها بالكلية لأن في صنعها وجعلها أواني وتهيئتها للشرب والأكل وسيلة إلى استعمالها في ذلك.
وهكذا استعمالها في الطهارة هو وسيلة إلى الشرب والأكل وهو امتهان أكبر إذا حرم فيها الأكل والشرب مع أن الضرورة تدعو إلى ذلك فتحريمها في استعمالها اظهر وأولى من حيث المعنى. ففيه امتهان أكثر وفيه كسر لقلوب الفقراء ويكون فيه الخيلاء أكثر فما قاله الجمهور وهو كالإجماع من أهل العلم أظهر وأولى وأنه يحرم استعمال أواني الذهب والفضة في الأكل والشرب والطهارة وسائر أنواع الاستعمال كأن تتخذ زينة في المجالس لا يجوز ذلك لأنها وسيلة إلى استعمالها في الأكل والشرب ونحو ذلك
ويدخل في ذلك أكوابُ الشاي وأكواب القهوة ويدخل في ذلك أيضاً الملاعق فإنها تستعمل للشرب والأكل.
...
الحديث العشرون: وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إذا دُبغ الإهاب فقد طهر)) أخرجه مسلم.
الحديث الحادي والعشرون: وعن الأربعة ((أيما إهاب دبغ)).
الحديث الثاني والعشرون: وعن سلمه بن المحبق رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((دباغ جلود الميتة طهورها)) صححه ابن حبان
الحديث الثالث والعشرون: وعن ميمونة رضي الله عنها قالت: مر النبي صلى الله عليه وسلم
بشاة يجرونها فقال ((لو أخذتم إهابها)) فقالوا إنها ميتة فقال ((يطهرها الماء والقرظ)) أخرجه أبو داوود والنسائي.
هذه الأحاديث الثلاثة حديث ابن عباس وميمونة وسلمة ابن المحبق
المحبق: يقال بالفتح وبالكسر وقال بعضهم يفتح عند المحدثين ويكسره اللغويون.
والحاصل أنه لغتان المحبَّق والمحبِّق. وقد أخرجه أبو داوود والنسائي.
(يُتْبَعُ)
(/)
والأحاديث الثلاثة وما جاء في معناها تدل على أن جلود الميتة تباح وتطهر بالدباغ كجلد الإبل والبقر والغنم وأشباهها مما يؤكل لحمه. إذا ماتت ودبغت طهرت كما هو صريح حديث ابن عباس ((إذا دبغ الإهاب فقد طهر))
قال النووي رحمه الله: (الإهاب جلد ما يؤكل لحمه) ويطلق على غيره جلد وأديم ويقال لجلد ما يؤكل لحمه إهاب، وتطهيره يقال له الدبغ
وجاء في الرواية الثانية ((أيما إهاب دبغ فقد طهر))
وجاء في حديث سلمة ((دباغ جلود الميتة طهورها)) أي تطهيرها
ويجوز طَهورها بالفتح أي أداة تطهيرها يقال للماء الذي يعد للتطهر طهور.
والمعنى أن الدباغ أداة الطهور
أو أنه هو تطهيرها كما يقال وضوء للفعل وطهور للفعل وكذلك الدباغ تطهير لها من آثار النجاسة لأنها تنجس بالموت فيكون الدباغ ذكاة للجلد وطهور له.
وحديث ميمونة كذلك في نفس الموضوع قال ((يطهرها الماء والقرظ)) في حديث ابن عباس عن ميمونة أنه كان عنده داجن قد ماتت فقال (ألا أخذتم إهابها فدبغتموه فانتفعتم به)
وهذه الروايات كلها تدل على أن جلود الميتة يطهرها الدباغ وهذه أصح من حديث عبد الله ابن عكيم الذي فيه ((إذا أتاكم كتابي هذا فلا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب)) رواه أهل السنن و في رواياته:
((قبل أن يموت بشهر)) وفي بعضها أكثرمن ذلك وفي بعضها روى عن أشياخ له.
فهو حديث فيه اضطراب وليس بشيء عند أهل العلم والأحاديث التي ذكرت تدل على ضعفه وعدم صحته فهو حديث ليس بشيء ولو صح لكان محمولا على الإهاب قبل الدبغ فلا ينتفع به وأما بعد الدبغ فليس بمنهيِّ عنه ولكنه حديث ضعيف لأنه مضطرب وليس بشيء عند أهل الحديث وهذه الأحاديث الصحيحة تدل على ضعفه وتؤكد ما فيه من الاضطراب والضعف
ولو فرضنا صحته كما قال أحمد رحمه الله في رواية وذهب إليه فإن هذه الأحاديث تكون مقدمة عليه وهي الأرجح عند من لم يقل بالنسخ
ومن قال بالنسخ فليس ببعيد لأن الأحاديث الصحيحة فيها الدلالة على تطهير الدباغ من جلود الميتة فلا يكون ناسخا لها هو / وإن كان بعض الروايات (قبل موته بشهر) أو كذا فإن هذه الأحاديث أولى بأن تكون ناسخا له لأنها أظهر وأصح وأنفع للأمة وأقرب إلى قواعد الشريعة فتكون أولى والترجيح أقرب إلى هذا لأن مقام التاريخ مجهول فلا يتم العلم بالنسخ إلا بعد أمرين بعد العلم بالتاريخ وتعذر الجمع فالجمع غير متعذر هنا والتاريخ غير محفوظ فالصواب الترجيح
أو الجواب بأن المراد بالإهاب قبل الدبغ أما بعد الدبغ فلا كراهة ولا نجاسة بل هو طاهر
* ثم اختلف أهل العلم رحمة الله عليهم في هذا هل هذا عام في كل الجلود كجلود السباع وغيرها أم هذا خاص بجلود ما يؤكل لحمه كالإبل والبقر والغنم؟
على أقوال، وأحسنها وأظهرها و أقربها أن هذا في جلود ما يؤكل لحمه لأنه إذا مات صار نجسا وحرم علينا فجعل الله الدباغ ذكاة لجلده أما لحمه فقد انتهى صار خبيثا بالموت أما الجلد فقد جعل الله له طهورا بالدباغ لينتفع به من يحتاج إليه من الفقراء وغيرهم رحمة من الله عزوجل
فالناس قد تعظم بهم الحاجة فجعل الله الدباغ طهرة وذكاة للجلد إن احتاج إليه وأحبَّ أن ينتفع به جاز ذلك بعد الدبغ
والصواب أنه يستعمل الإهاب في المائعات واليابسات هذا هو الصواب لأنه طهر وما دام طهر فيستعمل في المياه وغيرها لأنه قد تطهر بالدباغ
وفيه مسألة أخرى فيما يظهر بالدباغ وقيل أنه طاهر في الحياة كالهرة والحمار والبغل على المختار أنه طاهر في الحياة فلا ينفع الدباغ في جلودها وقيل في كل شيء ما عدا الخنزير والكلب وقيل أقوال أخرى معروفة عند أهل العلم
ولكن أقربها هو جلد ما يؤكل لحمه فالدباغ ذكاته كما في الرواية الأخرى من حديث ابن عباس عند أحمد بسند صحيح (فإن الدباغ ذكاته) والذكاة لا يكون إلا لما يؤكل لحمه لا يكون الدباغ ذكاة إلا لما يؤكل لحمه
وإن كان القول بأن الأحاديث عامة قول جيد وقوي، له قوته لعموم الأدلة وأن جميع الجلود تطهر بذلك قول له قوته للعموم ولكن أظهر الأقوال وأقربها للصواب أن هذا في جلد ما يؤكل لحمه وأن الورع يقتضي ترك ما سوى ذلك
...
سؤال عن استعمال الساعات والأقلام الذهبية؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ج / أما الأنثى فلا حرج أما الرجال فلا يجوز لأن النبي صلى الله عليه وسلم منع من التختم بالذهب والتختم بالذهب أقل من الساعة فالساعة من باب أولى وأما الفضة فأمرها أسهل وقد أباحه للرجل التختم بالفضة ولكن ترك الساعة الفضية أولى لأنها أكثر من الخاتم فالأولى في حقه والأحوط ترك ذلك
وهكذا الأقلام من الذهب والفضة، الذهب يحرم بلا شك على الرجل والفضة كذلك تركها أولى وإن كان الأمر فيها أسهل.
س ـ الاضطراب في سند حديث عبد الله بن عكيم هل في السند أم في المتن؟
ج ـ فيهما جميعا في المتن والسند
س / ما حكم اتخاذ أسنان من الذهب؟
ج / إذا دعت الحاجة إليه فلا بأس به مثلما أمر النبي صلى الله عليه وسلم باتخاذ أنف من الذهب لمن قطع أنفه.
أما اتخاذه للزينة فلا يجوز.
أما إذا دعت الحاجة فلا بأس، لأنها أصبغ من غيرها وأثبت وأقل تأثرا بالأوساخ والروائح غير المناسبة وروى عن جماعة من الصحابة أنهم ربطوا أسنانهم بالذهب فإذا تيسر غير الذهب من أشياء أخرى تقوم مقامها فهذا أولى وأحسن.
...
الحديث الرابع والعشرون: وعن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله: إنا بأرض قوم أهل كتاب، أ فنأكل في آنيتهم؟ قال: ((لا تأكلوا فيها إلا أن لا تجدوا غيرها فاغسلوها وكلوا فيها)) متفق عليه
أبو ثعلبة مشهور بكنيته، الخشني بطن قضاعة مشهور وقضاعة قيل أنها من العرب المستعربة وقيل من قحطان
واختلف المحدثون في اسمه واسم أبيه على أقوال كثيرة ولكنه مشهور بكنيته رضي الله عنه وهو من أهل البادية وكان يعتني بالصيد وقد سأل النبي e هذا السؤال يا رسول الله إنا بأرض قوم أهل كتاب يعني من اليهود والنصارى أ فنأكل في آنيتهم؟
= هذا فيه أن المؤمن يسأل أهل العلم فيما أشكل عليه يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته وأهل العلم الذين نقلوا عنه وبعد وفاته يسأل العلماء فلا ينبغي إذا جهل شيئا أن يسكت بل يسأل ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)) = ((فقال لا تأكلوا فيها إلا أن لا تجدوا غيرها فاغسلوها وكلوا فيها))
وهذا يدل على أنه ينبغي توقي أواني المشركين لأنه لا يُؤمن شرب الخمر فيها أو أكل الميتة فيها إلى غير ذلك مما يتساهلون فيه لكن إذا احتاج إليها غسلها وأكل فيها وهذا باب الند والتوجيه والأخذ بالأصلح والدليل على أنه للندب إن طعام أهل الكتاب حل لنا لأن الله أحل لنا طعامهم ونساءهم فدل على أن غسل أوانيهم ليس بواجب علينا كما أن طعامهم حل لنا نأكل في أوانيهم، إذا أباح الله طعامهم في أوانيهم دل ذلك على أنه لا يلزم الغسل
إلا إذا كان هناك أسباب توجب ذلك كوجود خمر فيها فيغسل لتطهيرها منه أ ووجود ميتة أو مات بالخنق كوقيذ أو ما أشبه ذلك مما يعتبر ميتة
وجاء في بعض الروايات عند أحمد وأبي داوود ((أنه كان يشرب فيها الخمر ويؤكل فيها الخنزير)) فقال اغسلوها فإذا كانت بهذه المثابة مما يأكلون فيه الخنزير و من الميتات التي ليس فيها ذكاة أو شرب الخمر وجب غسلها لهذا وإلا فالأصل الطهارة في الأواني والأصل أن الله أباح لنا طعامه ويكون في أوانيهم فحل لنا استعمالها لكن أراد النبي صلى الله عليه وسلم التوقي والحيطة والأخذ بما هو الأسلم ولا سيما إذا كانت الطائفة التي حول الإنسان يراها تشرب الخمر في أوانيها ويستعمل فيها الميتة والخنزير فإنه في هذه الحالة يتحتم غسلها لغسل الآثار
ومما يدل على جواز استعمال أواني المشركين حديث عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه توضئوا من مزادة امرأة مشركة وهذا في حديث طويل أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين
...
الحديث الخامس والعشرين: عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه توضئوا من مزادة امرأة مشركة متفق عليه في حديث طويل
(يُتْبَعُ)
(/)
شرح الحديث: وهذا الحديث حديث عظيم له شأن فإن النبي صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه أصابه ظمأ فبعث عليا رضي الله عنه وأحد الصحابة رجلين يلتمسان الماء ففي طريقهما قابلتهما امرأة بين مزاد تين على جمل لها فسألاها أين الماء قالت: عهدي به البارحة هذه الساعة يعني بينهم يوم وليلة من الماء بعيد فقالوا لها توجهي معنا قالت إلى أين قالا: إلى النبي عليه الصلاة والسلام قالت ذاك الذي يذكر أنه الساحر فذهبت معهما فلما جاءت إليه أمر بأخذ الماء من هاتين الصفيحتين وكانا مليئتين بالماء وقال للناس استقوا فاستقى الناس في أوعيتهم ما يحتاجون من الماء فطرح فيه البركة وعادت كما كانت كأنها لم تمس بشيء عادت المزادتان كما كانت ملأى فتعجبت المرأة من هذا الأمر العظيم ثم جمعوا لها ما تيسر من تمر و غيره وأعطوها لأن أهل البادية يرغبون في مثل هذه الوسائل وغيرها ولا سيما وقت الحاجة فجمعوا لها ما شاء الله ثم من تمر وغيره وأعطوها ثم انطلقت إلى أهلها وقالت: لقد جئتكم من عند أسحر الناس أو أنه هو رسول الله حقا. ثم كانت بعد ذلك سببا لإسلام قومها. لما رأت أن المسلمين يتجنبون فريقها فقال بعضهم لبعض أنهم ما تجنبونا إلا لما جرى على يد هذه الجارية ودعا بعضهم بعضا إلى الإسلام فأسلموا لما أخبرتهم بهذه الآية العظيمة والمعجزة العظيمة وأن الله بارك في هذا الماء فشرب القوم واستقوا جميعا وبقى ماؤها كما كان و مزاد تها كما كانتا ملآنين، هذه من آيات الله العظيمة سبحانه وتعالى
* وفيه من الفوائد استعمال أواني المشركين فإن المزادة من الجلد مدبوغ فيه ماؤهم فدل ذلك على أن أوانيهم من جلود وغيرها طاهرة هذا هو الأصل ودل على أن الدباغ طهور للجلد لأن هذا الجلد من ذبائحهم، وذبائحهم لها حكم الميتات وطهرها الدباغ واستعملوها في الماء واستعملها المسلمون في الماء فدل ذلك على أن الدباغ مطهر للجلود لجلود الميتة نستعمل في اليابس والرطب جميعا كما جاء في الحديث.
وفيه علم من أعلام النبوة فإن الله جل وعلا أنزل البركة في هذا الماء الذي كان في المزادتين حتى شرب منه الناس واستقى منها الناس وعادتا ملآنين كما كانتا أولا ولم تنقص.
وفيه جواز الأخذ من الإنسان الذي فيه حاجة إذا دعت الحاجة إلى ذلك فلا بأس أن يؤخذ منه ولاسيما إذا كان لا يضره ماء كثير ينقذ به العطشان ولا يضر صاحبه. فإذا وجد إنسان ماءاً مع إنسان وهو عطشان يخشى على نفسه لا بأس أن يأخذ من مائه ولو بقوة لينقذ نفسه فإنه ينقذ نفسه ولا يضر صاحبه.
...
الحديث السادس والعشرون: وعن أنس بن مالك رضى الله عنه: أن قدح النبي صلى الله عليه وسلم انكسر فاتخذ مكان الشعب سلسلة من فضة. أخرجه البخاري.
الشعب: الصدع والشق.
سلسلة بالكسر وما وقع في الشرح بالفتح فليس بجيد السلسة: المصدر سلسلة يُسلسله سلسلةً أي ربطه وأما الأداة التي ربط بها هذه يقال لها سلسلة وهي القطعة من الفضة أو الحديد التي يربط بها الإناء يقال لها السلسلة بالكسر
فالفعل بالفتح والأداة التي ربط بها بالكسر
* هذا فيه دلالة على جواز ربط الشعب بسلسلة من فضة وأن المحرم كله من الفضة أما المضبب بفضة قليلة لا تخرجه عن كونه قدح خشب أو نحوه فلا بأس به لهذا الحديث الصحيح لأنها مصلحة ظاهرة فيه شيء قليل من الفضة مما يمتهن ويستهان به بخلاف الذهب فإنه لا يباح شيء منه فلا بأس باتخاذ السلسلة من الفضة إذ انكسر القدح أو انشق طرفه فربطته فلا بأس بذلك لهذا الحديث الصحيح الذي رواه البخاري رحمه الله. وهو نص في مسألة القدح وبقى هذا القدح عند أنس إلى ما شاء الله.
ـ[المنصور]ــــــــ[22 Aug 2004, 01:23 ص]ـ
أسأل الله تعالى أن يرفع قدرك، وأن يجزيك عن المسلمين خير الجزاء، ولعمري إن عرفت قيمة ماتفعل بإدراجك علوم الإمام ابن باز فلعلك لاتعرف كم دعوت لك بالتوفيق والمغفرة.
وأسأل الله تعالى أن يعينك على التمام.
ـ[إمداد]ــــــــ[24 Aug 2004, 05:56 ص]ـ
جزاك الله خيراعلى دعواتك وعلى تشجيعك وأسأل الله أن يجعل أعمالنا خلصة لوجهه الكريم وأن يعين على إتمام هذا الكتاب
ـ[إمداد]ــــــــ[27 Aug 2004, 12:11 ص]ـ
باب إزالة النجاسة وبيانها
يعني باب وجوب إزالة النجاسة أو باب ما ورد من الأدلة في إزالة النجاسة،
(يُتْبَعُ)
(/)
و إزالة النجاسة واجب أن تزال بما جعله الله مزيلاً وتزال بالماء الطهور وتزال أيضا بأشياء أخرى كالاستجمار في الدبر والقبل فإن هذا يزيل النجاسة أيضاً ويطهر المحل وكذلك إزالتها بالحك ومسح النعل والخف بالتراب كما جاء ذلك في السنة
فالإزالة تكون تارة بالماء وتارة بغيرها كما جاءت بذلك النصوص
وقوله: وبيانها أي بيان جنس النجاسات ليس المراد بيان النجاسات كلها وإنما بيان جنس النجاسات
والنجس يراد به الشيء القذر سميت النجاسة بذلك لقذارتها كالبول والعذرة ونحوها وهو الشيء القذر الذي يتقذر منه النفوس ولهذا قيل له نجاسة
وسمي المشركون نجساً لقذارة أعمالهم وعقائدهم وخبثها وبطلانها ولمخالفتها للحق ولهذا سميت نجساً لأنهم تلبسوا بأشياء قذرة خبيثة وبالعقائد الباطلة
أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجى خادم النبي صلى الله عليه وسلم
خدم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين وتوفى النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن عشرين سنة
وكان إماماً عالماً من علماء الصحابة وعمّر أكثر من مائة عام عمّره الله د عا له النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة في ماله وولده والبسط في أجله فأطال الله حياته وعمّر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من ثمانين عاما بعد رسول لله صلى الله عليه وسلم ومات سنة 92هـ أو 93هـ من الهجرة عاش قبل الهجرة تسع سنين أو عشر سنين وتوفي وله مائة سنة وسنتان أو ثلاث ثم توفي رضي الله عنه
قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخمر تتخذ خلا قال: ((لا)) أخرجه مسلم في صحيحه والترمذي رحمه الله وقال حسن صحيح
الحديث يدل على أن الخمر لا يجوز أن تخلل إذا اشتدت وصارت مسكرة لا يجوز أن يخللها بفعله أو غيره بل يجب أن تراق وتتلف
ولهذا لما نزل تحريمها في السنة السابعة أو الثامنة من الهجرة أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإراقتها فلما سمع بذلك طلحة وعنده جماعة يتعاطون الشرب أمر بإتلاف ما عندهم من الخمور وإراقتها وروى أبو داوود وغيره أن أبا طلحةرضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن خمور عنده لأيتام هل يبيعها أو يريقها فقال لا بل أرقها فأراقها ...
فدل ذلك على أن الخمر متى وجدت وجب أن يراق لئلا يشربها أحد وتعزيرا لمن أبقاها فيجب أن تراق لأنه منكر يجب أن يزال
لكن لو تخللت بدون أن تخلل فالذي عليه جمهور أهل العلم أنه لا يجب أن تراق لأنه زال شرها فإذا زال ما فيها من المسكر وزالت شدتها وصارت خلا فإن الخل مباح قال النبي صلى الله عليه وسلم ((نعم الإدام الخل)) والخل الذي لا يسكر هو ما حمض من عصير العنب وغيره يقال له خل.
والخل هو ما تقوى حموضته من عصير عنب أو رمان أو غير ذلك يسمى خلاًّ والخل إذا ما تخللت بنفسها من غير علاج فلا حرج فيها.كالماء ينجس ثم تزول النجاسة بنفسها لكثرته مثل ماء المطر أصابته النجاسات وتغير ثم زال التغير وذهب لون النجاسة وطعمها ولونها فإن الماء يعود طاهرا طهورا كما كان أول
ا وكذلك البئر إذا سقط فيها شيء وزال التغير لكثرة مائها وما أشبه ذلك
وهكذا الخمر إذا اشتدت نجست عند الجمهور ووجب إراقتها وإذا زال هذا التغير وهذا الاشتداد وعادت إليها طهارتها وصارت طيبة وسارت خلا.
لكن لا تخلل .. بصب ماء عليها أو ملح أو عصر شيء عليها بل تراق وتتلف إذا اشتدت وظهر ت علا مات السكر فيها.
وللناس في هذا أقوال ثلاثة:
أحدها: أن الخمر لا تطهر أبدا سواء تخللت بنفسها أم خللها أحد بل تجب إراقتها مطلقا.
والثاني: أنها تطهر مطلقا خللها زيد أو عمرو أو تخللت بنفسها فإنها تستعمل وهذا مصادم للحديث.
والقول الثالث: التفصيل فإن تخللت بنفسها أبيحت وإن خللها غيره وضعت وأريقت. وهذا أعدل الأقوال وهو قول الجمهور القول بالتفصيل هو أعدل الأقوال أن تخللت بنفسها أبيحت وإن خللها الغير حرمت ووجب إراقتها سدا لذريعة حفظها وبقائها حتى تتخلل فإن الواجب إتلافها متى وجد فيها الاشتداد.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم سمح لهم بأن ينبذوا الزبيب في السقاء اليوم و اليومين والثلاثة فإذا انقضت الثالثة شربه أوسقاه غيره وإلا أراقه لئلا يشتد
والجمهور على نجاستها وخبثها. أي الخمر
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال بعض السلف والتابعين لا تنجس فهي في نفسها طاهرة لأن الخمر إما عنب وإما شبه ذلك لا تنجس ولكن يجب أن تراق وأن تتلف كما يتلف غيرها من المنكرات قاله جماعة من التابعين وبعض المتأخرين.
والمشهور عند الجمهور والأئمة الأربعة أنها تنجس بالاشتداد والسكر لأن النجاسة هي القذارة فهي لشدتها صارت قذرة يجب اجتنابها وعدم لمسها وشربها هذا يدل على انها في النجاسة كالبول والغائط
وإلى هذا يميل الشيخ تقي الدين بن تيميه رحمه الله .. فإنه يوافق الجمهور ويتبع السنة ويتابع الجمهور و لايخالفهم ....
فدل على أن يرى نجاستها أو لأن القول بنجاستها مما يعين على إتلافها وإراقتها والبعد عنها بخلاف ما إذ قيل بطهارتها فإنه يتساهل المتساهلون ببقائها للانتفاع بها ... والاستفادة من خمرها فإذا عرف أنها نجسة وأنها منكرة يجب أن تراق وأن تتلف ويبتعد عنها وأن لا يبقى شيء منها في بيت المسلم
لأن بقاءها بقصد التخليل أو التخلل وسيلة إلى شربها واستعمالها والمنكر يجب أن يتلف وأن يبادر إلى إتلافها قدر الطاقة والإمكان.
الحديث الثامن والعشرون: وعنه رضي الله عنه قال: لما كان يوم خيبر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا طلحة فنادى ((إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية فإنها رجس)) متفق عليه.
يوم خيبر وقع في أول السنة السابعة من الهجرة في صفر جاء النبي e إلى خيبر وحاصرهم وقاتلهم وفتح بلادهم عليه الصلاة والسلام ثم استعملهم في خيبر حراثين فلا حين يفلحون الأرض لأن المسلمين كانوا مشغولين بالجهاد ثم أمر بإجلائهم في آخر حياته فأجلاهم بعد ذلك عمر رضي الله عنه
قال يوم خيبر لما وقع الناس في الحمر فأصابت الناس مجاعة لأنه حاصر اليهود حصارا شديدا وتأخر الفتح فأصاب الناس مجاعة فوقع الناس ذات يوم في الحمر حمر أهل خيبر التي كانت خارج البلد فأخذوها وذبحوها وطبخوها في القدور وظهر ريحها للناس
فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا؟ فقال الحمر طبخها الناس فأمر بأكفاء القدور وقال أكفئوها واكسروها فقالوا يا رسول الله أو نغسلها فقال أو ذاك فأمر بغسلها وأمر بإراقة اللحوم وأخبر بأنها رجس وإنها نجس خبيثة فدل ذلك على أن الحمر لا يجوز أكلها وثبت فيها أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أنس وحديث على رضي الله عنه وحديث ابن عمر وجابر وجماعة كثيرة من الصحابة رضي الله عنهم
وهي تعد متواترة لكثرتها وصحتها عند جماعة من أهل العلم وهي محرمة
قال ابن عبد البر وهو أبو عمر إمام أهل المغرب في زمانه المتوفى سنة 463هـ يقول رحمه الله ((وقد انعقد إجماع أهل العلم اليوم على تحريمها بلا خلاف وما روى عن بعض السلف أنها حرمت لأنها دواب كانت تأكل القمامة والنجاسات حول البلد ـ قال أبن عباس وجماعة أنها حرمت لأجل هذا ـ
والصواب أنها حرمت لذاتها لا لأجل أنها ترعى خارج القرية لأنها رجس كما جاء في الحديث، حرمت لذاتها.
وثبت في الصحيحين عن على رضي الله عنه وأرضاه أنه حرم لحوم الحمر الأهلية يوم خيبر وجاء هذا في روايات أخرى عن جابر وغيره وحديث عبد الله بن أبي أوفى
فالمقصود أن هذه الأحاديث متواترة على الصحيح متواترة لفظا ومعنى.
لأن التواتر هو أن يجتمع جماعة على حديث واحد ينقلونه ويستحيل تواطؤهم على الكذب اتفاقا أو خلفةً.
ومن تأمل هذه الأحاديث الواردة عن الصحابة في الباب ودلا لتها وعظم أسانيدها عرف أنها لا يمكن أن تقع صدفة وأن يتفق على هذا الحكم صدفة بل يستحيل عليها ذلك
والحاصل أن هذه الأحاديث صحيحة مستفيضة ومتواترة دالة على تحريم الحمر الأهلية لإجماع أهل العلم على ذلك فيما بعد عصر التابعين
ـــــــــــــــــــــــــ
وروى عن ابن عباس التوقف في ذلك وأن الحمر من دواب القرية وروى أنها تباح للضرورة كالميتة وهذا لا يختلف فيه فالميتة تباح من الحمر وغيرها من المحرمات.
س .....
ج /ظاهر هذا أنها كانت مباحة لهم ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم تحريمها عليهم
* وفيه فائدة وهي جواز النسخ قبل الفعل. يجوزان ينسخ الشيء قبل أن يفعل لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اكفئوها واكسروها فقالوا يا رسول الله: أو نغسلها فقال أو ذاك.
استدل به بعض أهل العلم على جواز النسخ قبل الفعل
وقال آخرون بل هذا يدل على أن الأمر بالكسر ليس للوجوب بل للندب فلما طلبوا الغسل قال: أو ذاك. فدل على أن الأمر بكسرها ليس للوجوب وإنما هو للندب ولهذا أذن لهم صلى الله عليه وسلم في غسلها بدل كسرها.
وفي هذا جواز الجمع بين الله ورسوله في قوله ((الله ورسوله أعلم)) وهذا الفعل وقع كثيرا فدل على جواز ذلك
وأما جاء في حديث ((بئس الخطيب أنت)) لما قال ((ومن يعصهما فقد غوى))
فحمل على أن ذلك في جواز المعصية لأنه قال ((من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما)).
وقيل أن الأمر نسخ ..
وقيل أن هذا في باب الخطب لأن الخطب ينبغي التوسع والإيضاح وبكل حال فهو إما منسوخ وإما شاذ للأحاديث الصحيحة الكثيرة الدالة على جواز الجمع بينهما لحديث
(ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان إن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما)) في الصحيحين و حديث أنس هذا في الصحيحين
وجاء ذلك في أحاديث كثيرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله التميمي]ــــــــ[27 Aug 2004, 11:26 م]ـ
جزاك الله خير اخي الكريم وجعل ما كتبته في ميزان حسناتك يوم القيامه ... وحبذا لو جعلت الشرح على ملف وورد ونسقته ..
محبكم
ابوفهد
ـ[إمداد]ــــــــ[29 Aug 2004, 01:33 ص]ـ
جزاكم الله خيرا سأفعل ذلك إن شاء الله
ـ[الراية]ــــــــ[10 Sep 2004, 02:06 م]ـ
emdad
جزاك الله خيرا
وابشر والله بالخير، فخدمتك لهذا الامام هي والله من القرب الى الله عز وجل في نشر العلم
فلا عدمنا يد عكفت على خدمة العلم النافع من أمثالكم
لازلتم موفقين ومسددين بارك الله فيكم وفي أعماركم.
آمين
أخي الكريم هل قمتم بوضع هذا الشرح في ملتقى اهل الحديث؟
ـ[إمداد]ــــــــ[10 Sep 2004, 11:49 م]ـ
االجواب لأ وإن شاءالله إذا كملت كتاب الطهارة فسأرسله لهم
...
باب إزالة النجاسة وبيانها
يعني باب وجوب إزالة النجاسة أو باب ما ورد من الأدلة في إزالة النجاسة،
و إزالة النجاسة واجب أن تزال بما جعله الله مزيلاً وتزال بالماء الطهور وتزال أيضا بأشياء أخرى كالاستجمار في الدبر والقبل فإن هذا يزيل النجاسة أيضاً ويطهر المحل وكذلك إزالتها بالحك ومسح النعل والخف بالتراب كما جاء ذلك في السنة
فالإزالة تكون تارة بالماء وتارة بغيرها كما جاءت بذلك النصوص
وقوله: وبيانها أي بيان جنس النجاسات ليس المراد بيان النجاسات كلها وإنما بيان جنس النجاسات
والنجس يراد به الشيء القذر سميت النجاسة بذلك لقذارتها كالبول والعذرة ونحوها وهو الشيء القذر الذي يتقذر منه النفوس ولهذا قيل له نجاسة
وسمي المشركون نجساً لقذارة أعمالهم وعقائدهم وخبثها وبطلانها ولمخالفتها للحق ولهذا سميت نجساً لأنهم تلبسوا بأشياء قذرة خبيثة وبالعقائد الباطلة
أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجى خادم النبي صلى الله عليه وسلم
خدم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين وتوفى النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن عشرين سنة
وكان إماماً عالماً من علماء الصحابة وعمّر أكثر من مائة عام عمّره الله د عا له النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة في ماله وولده والبسط في أجله فأطال الله حياته وعمّر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من ثمانين عاما بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات سنة 92هـ أو 93هـ من الهجرة عاش قبل الهجرة تسع سنين أو عشر سنين وتوفي وله مائة سنة وسنتان أو ثلاث ثم توفي رضي الله عنه
قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخمر تتخذ خلا قال: ((لا)) أخرجه مسلم في صحيحه والترمذي رحمه الله وقال حسن صحيح
الحديث يدل على أن الخمر لا يجوز أن تخلل إذا اشتدت وصارت مسكرة لا يجوز أن يخللها بفعله أو غيره بل يجب أن تراق وتتلف
ولهذا لما نزل تحريمها في السنة السابعة أو الثامنة من الهجرة أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإراقتها فلما سمع بذلك طلحة وعنده جماعة يتعاطون الشرب أمر بإتلاف ما عندهم من الخمور وإراقتها وروى أبو داوود وغيره أن أبا طلحة سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن خمور عنده لأيتام هل يبيعها أو يريقها فقال لا بل أرقها فأراقها ...
فدل ذلك على أن الخمر متى وجدت وجب أن يراق لئلا يشربها أحد وتعزيرا لمن أبقاها فيجب أن تراق لأنه منكر يجب أن يزال
لكن لو تخللت بدون أن تخلل فالذي عليه جمهور أهل العلم أنه لا يجب أن تراق لأنه زال شرها فإذا زال ما فيها من المسكر وزالت شدتها وصارت خلا فإن الخل مباح قال النبي صلى الله عليه وسلم ((نعم الإدام الخل)) والخل الذي لا يسكر هو ما حمض من عصير العنب وغيره يقال له خل.
والخل هو ما تقوى حموضته من عصير عنب أو رمان أو غير ذلك يسمى خلاًّ والخل إذا ما تخللت بنفسها من غير علاج فلا حرج فيها.كالماء ينجس ثم تزول النجاسة بنفسها لكثرته مثل ماء المطر أصابته النجاسات وتغير ثم زال التغير وذهب لون النجاسة وطعمها ولونها فإن الماء يعود طاهرا طهورا كما كان أول
ا وكذلك البئر إذا سقط فيها شيء وزال التغير لكثرة مائها وما أشبه ذلك
وهكذا الخمر إذا اشتدت نجست عند الجمهور ووجب إراقتها وإذا زال هذا التغير وهذا الاشتداد وعادت إليها طهارتها وصارت طيبة وسارت خلا.
لكن لا تخلل .. بصب ماء عليها أو ملح أو عصر شيء عليها بل تراق وتتلف إذا اشتدت وظهر ت علا مات السكر فيها.
وللناس في هذا أقوال ثلاثة:
(يُتْبَعُ)
(/)
أحدها: أن الخمر لا تطهر أبدا سواء تخللت بنفسها أم خللها أحد بل تجب إراقتها مطلقا.
والثاني: أنها تطهر مطلقا خللها زيد أو عمرو أو تخللت بنفسها فإنها تستعمل وهذا مصادم للحديث.
والقول الثالث: التفصيل فإن تخللت بنفسها أبيحت وإن خللها غيره وضعت وأريقت. وهذا أعدل الأقوال وهو قول الجمهور القول بالتفصيل هو أعدل الأقوال أن تخللت بنفسها أبيحت وإن خللها الغير حرمت ووجب إراقتها سدا لذريعة حفظها وبقائها حتى تتخلل فإن الواجب إتلافها متى وجد فيها الاشتداد.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم سمح لهم بأن ينبذوا الزبيب في السقاء اليوم و اليومين والثلاثة فإذا انقضت الثالثة شربه أوسقاه غيره وإلا أراقه لئلا يشتد
والجمهور على نجاستها وخبثها. أي الخمر
وقال بعض السلف والتابعين لا تنجس فهي في نفسها طاهرة لأن الخمر إما عنب وإما شبه ذلك لا تنجس ولكن يجب أن تراق وأن تتلف كما يتلف غيرها من المنكرات قاله جماعة من التابعين وبعض المتأخرين.
والمشهور عند الجمهور والأئمة الأربعة أنها تنجس بالاشتداد والسكر لأن النجاسة هي القذارة فهي لشدتها صارت قذرة يجب اجتنابها وعدم لمسها وشربها هذا يدل على انها في النجاسة كالبول والغائط
وإلى هذا يميل الشيخ تقي الدين بن تيميه رحمه الله .. فإنه يوافق الجمهور ويتبع السنة ويتابع الجمهور و لايخالفهم ....
فدل على أن يرى نجاستها أو لأن القول بنجاستها مما يعين على إتلافها وإراقتها والبعد عنها بخلاف ما إذ قيل بطهارتها فإنه يتساهل المتساهلون ببقائها للانتفاع بها ... والاستفادة من خمرها فإذا عرف أنها نجسة وأنها منكرة يجب أن تراق وأن تتلف ويبتعد عنها وأن لا يبقى شيء منها في بيت المسلم
لأن بقاءها بقصد التخليل أو التخلل وسيلة إلى شربها واستعمالها والمنكر يجب أن يتلف وأن يبادر إلى إتلافها قدر الطاقة والإمكان.
الحديث الثامن والعشرون: وعنه رضي الله عنه قال: لما كان يوم خيبر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا طلحة فنادى ((إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية فإنها رجس)) متفق عليه.
يوم خيبر وقع في أول السنة السابعة من الهجرة في صفر جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر وحاصرهم وقاتلهم وفتح بلادهم عليه الصلاة والسلام ثم استعملهم في خيبر حراثين فلا حين يفلحون الأرض لأن المسلمين كانوا مشغولين بالجهاد ثم أمر بإجلائهم في آخر حياته فأجلاهم بعد ذلك عمر رضي الله عنه
قال يوم خيبر لما وقع الناس في الحمر فأصابت الناس مجاعة لأنه حاصر اليهود حصارا شديدا وتأخر الفتح فأصاب الناس مجاعة فوقع الناس ذات يوم في الحمر حمر أهل خيبر التي كانت خارج البلد فأخذوها وذبحوها وطبخوها في القدور وظهر ريحها للناس
فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا؟ فقال الحمر طبخها الناس فأمر بأكفاء القدور وقال أكفئوها واكسروها فقالوا يا رسول الله أو نغسلها فقال أو ذاك فأمر بغسلها وأمر بإراقة اللحوم وأخبر بأنها رجس وإنها نجس خبيثة فدل ذلك على أن الحمر لا يجوز أكلها وثبت فيها أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أنس وحديث على رضي الله عنه وحديث ابن عمر وجابر وجماعة كثيرة من الصحابة رضي الله عنهم
وهي تعد متواترة لكثرتها وصحتها عند جماعة من أهل العلم وهي محرمة
قال ابن عبد البر وهو أبو عمر إمام أهل المغرب في زمانه المتوفى سنة 463هـ يقول رحمه الله ((وقد انعقد إجماع أهل العلم اليوم على تحريمها بلا خلاف وما روى عن بعض السلف أنها حرمت لأنها دواب كانت تأكل القمامة والنجاسات حول البلد ـ قال أبن عباس وجماعة أنها حرمت لأجل هذا ـ
والصواب أنها حرمت لذاتها لا لأجل أنها ترعى خارج القرية لأنها رجس كما جاء في الحديث، حرمت لذاتها.
وثبت في الصحيحين عن على رضي الله عنه وأرضاه أنه حرم لحوم الحمر الأهلية يوم خيبر وجاء هذا في روايات أخرى عن جابر وغيره وحديث عبد الله بن أبي أوفى
فالمقصود أن هذه الأحاديث متواترة على الصحيح متواترة لفظا ومعنى.
لأن التواتر هو أن يجتمع جماعة على حديث واحد ينقلونه ويستحيل تواطؤهم على الكذب اتفاقا أو خلفةً.
ومن تأمل هذه الأحاديث الواردة عن الصحابة في الباب ودلا لتها وعظم أسانيدها عرف أنها لا يمكن أن تقع صدفة وأن يتفق على هذا الحكم صدفة بل يستحيل عليها ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
والحاصل أن هذه الأحاديث صحيحة مستفيضة ومتواترة دالة على تحريم الحمر الأهلية لإجماع أهل العلم على ذلك فيما بعد عصر التابعين
ـــــــــــــــــــــــــ
وروى عن ابن عباس التوقف في ذلك وأن الحمر من دواب القرية وروى أنها تباح للضرورة كالميتة وهذا لا يختلف فيه فالميتة تباح من الحمر وغيرها من المحرمات.
س .....
ج /ظاهر هذا أنها كانت مباحة لهم ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم تحريمها عليهم
* وفيه فائدة وهي جواز النسخ قبل الفعل. يجوزان ينسخ الشيء قبل أن يفعل لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اكفئوها واكسروها فقالوا يا رسول الله: أو نغسلها فقال أو ذاك.
استدل به بعض أهل العلم على جواز النسخ قبل الفعل
وقال آخرون بل هذا يدل على أن الأمر بالكسر ليس للوجوب بل للندب فلما طلبوا الغسل قال: أو ذاك. فدل على أن الأمر بكسرها ليس للوجوب وإنما هو للندب ولهذا أذن لهم صلى الله عليه وسلم في غسلها بدل كسرها.
وفي هذا جواز الجمع بين الله ورسوله في قوله ((الله ورسوله أعلم)) وهذا الفعل وقع كثيرا فدل على جواز ذلك
وأما جاء في حديث ((بئس الخطيب أنت)) لما قال ((ومن يعصهما فقد غوى))
فحمل على أن ذلك في جواز المعصية لأنه قال ((من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما)).
وقيل أن الأمر نسخ ..
وقيل أن هذا في باب الخطب لأنالخطب ينبغي التوسع والإيضاح وبكل حال فهو إما منسوخ وإما شاذ للأحاديث الصحيحة الكثيرة الدالة على جواز الجمع بينهما لحديث
(ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان إن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما)) في الصحيحين و حديث أنس هذا في الصحيحين
وجاء ذلك في أحاديث كثيرة.
الحديث التاسع والعشرون: وعن عمرو بن خارجة رضي الله عنه قال: خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم بمنى وهو على راحلته ولعابها يسيل على كتفي)) أخرجه أحمد والترمذي وصححه.
عمرو بن خارجه الأنصاري ويقال الأسدي.
((على كتِفيْ)) أو ((على كتفَيَّ)) وعند أحمد ((بين كتفيَّ)) وهذا يدل على أن الإبل لعابها طاهر لأن هذا هو الأصل في الأعيان الطهارة والإبل مأكولة اللحم وهي طاهرة في نفسها لعابها وبولها وعرقها كله طاهر على الصحيح من أقوال أهل العلم أن ما يؤكل لحمه روثه وبوله كله طاهر ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم الذين استوخموا المدينة أن يذهبوا إلى إبل الصدقة ويشربوا من ألبانها و أبوالها. فدل على طهارتها.
ولعاب الدابة المأكول لحمها كالإبل والبقر والغنم والصيود طاهر وهكذا ما كان طاهرا في الحياة وإن كان لا يؤكل لحمه كبني آدم لعابه طاهر ومثل الهرة لعابها طاهر. ولهذا لو شربت من الإناء لا ينجس. وهكذا البغال والحمير على الصحيح لعابها طاهر. وهكذا على الصحيح لعابها طاهر و سؤرها على الصحيح لأنها من الطوافين علينا ....
وحديث عمرو بن خارجة هذا حديث طويل فيه ((أن الله أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث وسمعه يقول الولد للفراش وللعاهر الحجر وسمعه يقول من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا)) واختصره المؤلف فساق طرفا منه للدلالة على طهارة لعاب الإبل ونحوها من مأكول اللحم واللعاب ما يسيل من الفم.
انتهى الوجه الأول من الشريط الثاني
ونسأل الله التوفيق للإتمام
الحديث الثلاثون: وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول ال صلى الله عليه وسلم له يغسل المنى ثم يخرج إلى الصلاة في ذلك الثوب وأنا أنظر إلى أثر الغسل. متفق عليه.
هذا الحديث يدل على طهارة المني وأنه ليس بنجس ليس مثل البول و العذرة لا، بل هو أصل الإنسان لأن أصل الإنسان الماء وهو طاهر وليس بنجس ولكنه يغسل من باب النظافة يغسل رطبه ويفرك يابسه وليس غسله لنجاسته ويجوز الصلاة في الثوب بعد غسله وحته منه لهذا الحديث. وجاء عن عائشة و ابن عباس وغيرهما أنهما لما سئلا عن ذلك أمر السائل أن يحُتَّه بعود أو عظم أو نحو ذلك ويصلي
وللناس في هذا خلاف، بعض أهل العلم يرى نجاسة المني
والصواب أنه طاهر لأن ما دل عليه حديث عائشة رضي الله عنها نص في هذه المسألة كما جاء في الآثار الأخرى
(يُتْبَعُ)
(/)
ولأنه أصل ابن آدم فدل ذلك على أنه ليس بنجس بل هو طاهر ويكفي فركه و حته ولكن غسله بالماء أكمل وأفضل لأمرين أحدهما أنه أنظف.
والثاني: أنه أحوط لمراعاة القول الثاني.
...
الحديث الثالث والثلاثون: وعن أبي السمح رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((يغسل من بول الجارية، ويرش من بول الغلام))
أخرجه أبو داوود والنسائي وصححه الحاكم. وهو حديث جيد لا بأس بإسناده
أبو السمح خادم النبي صلى الله عليه وسلم واسمه إياد وقيل غير ذلك وليس لأبي السمح غير هذا الحديث الواحد.
أخبر أنه صلى الله عليه وسلم قال: يغسل بول الجارية ويرش بول الغلام))
وجاء عند أحمد بسند جيد عن على رضي الله عنه نحو هذا.
أنه صلى الله عليه وسلم قال)) ينضح بول الغلام الرضيع ويغسل بول الجارية)).
وفي الصحيحين من حديث أم قيس الأسدية أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بصبي فبال عليه فأتى بماء فرش على محل البول ولم يغسله. وفي رواية: فأتبعه إياه ولم يغسله.
وهذا الذي في الصحيحين مطابق لحديث أبي السمح وحديث علي عند أحمد في المسند وغير هما
والخلاصة أن هذه الأحاديث تدل على أن الصبي حال صغره ولم يتغذ بالطعام بل يتغذى بلبن أمه فإنه يرش بوله إذا بال على الإنسان وينضح بوله بالماء حتى يعمه الماء وليس هناك حاجة إلى عصره ودلكه ونحو ذلك بل يكفي أن يرش بالماء حتى يعمه الماء
أما الجارية وهي البنت فيغسل بولها.
وفي حديث علي عند أحمد بإسناد جيد قال قتادة ـ وهو أحد رواة السند هذا ما لم يطعما فإذا طعما غسلا جميعا.
وهذا هو الصواب في هذه المسألة.
وهناك قول آخر أنهما يغسلان جميعاً.
وقول ثالث أنهما يرشان جميعا.
والصواب هو التفصيل.
ومن قال إنهما يرشان كإمام أهل الشام الأوزاعي رحمه الله ولعله لم تبلغه السنة، السنة فيها التفصيل وليس لأحد كلام مع السنة إذا جاء نهر الله بطل نهرمعقل إذا جاءت السنة شفت وكفت.
و الصواب التفصيل وهو أنه يرش ينضح بول الغلام إذا لم يأكل الطعام ويغسل من بول الجارية.
وقد اشتهر الآن تغذية الأطفال بالألبان المجمدة المعروفة من ألبان البقر والغنم فهل يرش بوله أم يغسل والحديث إنما جاء فيمن يتغذى بلبن أمه لا بلبن آخر وهذا خرج عن كونه يتغذى بلبن أمه بل يتغذى بألبان أخرى كألبان البقر والغنم
فالأقرب في هذا أنه يغسل كالجارية أخذا بالاحتياط وعملا بظاهر الحديث فإن الحديث فيما يتعلق بالرضيع الذي يتغذى بلبن أمه وهذا ما صار رضيعا الآن صار يطعم من الخارج وهناك نوع آخر قريب من لبن الأم فإذا شبه بلبن الأم في باب الرش فهو وجه جيد بالنظر إلى أنه لم يتغذى بالطعام أو بما يتغذى به الناس الكبار بل يتغدى بنوع خاص يشبه لبن الأم ويقرب منه ويدانيه وهذا له وجه القول بالقياس على لبن الأم وجيه جدا ولكن الاحتياط التفصيل لأنه انفصل عن الأم ولم يكن رضيعا لها فإذا احتاط الإنسان وعمل بالأقرب إلى السلامة فهو حسن
س: .....
ج / إذا تغذى بلبن امرأة أخرى فإنه لا يغسل لأن لبنهما متقارب
س .....
ج / الفرق بينهما أن هذا لبن الأم وهذا لبن حيوان
...
الحديث الرابع والثلاثون وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: في دم الحيض يصيب الثوب ـ ((تحته ثم تقرصه بالماء ثم تنضحه ثم تصلى فيه)). متفق عليه.
ش / وفي لفظ ((ثم تغسله)) وفي رواية النسائي وغيره (تغسله بماء وسدر)
هذا الحديث بمجموع رواياته يدل على أن دم الحيض يغسل ويحك إذا كان له جرمُ وأثر يحك بحجر أو عظم أو ظفر ثم يغسل ثم يصلى فيه بعد ذلك.
فدل على فوائد منها أن دم الحيض نجس كسائر الدماء لأنه يغسل إذا أصاب الدم البدن أو الثوب يغسل ويحك من باب كمال الطهارة يحك بحجر أو ظفر أو بعظم أو ما أشبه ذلك أو بعود يحك بشيء يزيل هذا المتجمع ثم يغسل بعد ذلك بقية أثره ثم يصلى فيه فدل ذلك على نجاسته ووجوب غسله ووجوب إزالته ودل على أن الثوب الذي فيه النجاسة لا يصلى فيه بل يصلى في الثوب الطاهر
...
الحديث الخامس والثلاثون وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قالت خولة يا رسول الله فإن لم يذهب الدم؟ قال ((يكفيك الماء ولا يضرك أثره))
أخرجه الترمذي وسنده ضعيف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ش = هذا الحديث وإن كان ضعيفا لأنه من رواية ابن لهيعة لكن يستشهد به في هذا المقام.
ولقوله جل وعلا ((فاتقوا الله ما استطعتم)) وقوله تعالى ((لا يكلف الله نفسا إلا وسعها))
وعزاه صاحب المنتقى إلى أبي داود وهو حديث له قوته لأن ابن لهيعة ليس بذاك المطروح وإنما ضعف الحديث من سوء حفظه لما احترقت كتبه ساء حفظ فهو يستشهد به.
وحديث أسماء كافٍ في المقام ولكن القاعدة في مثل هذه الأشياء (فاتقوا الله ما استطعتم) يفعل ما استطاع منها فإذا غسله بالصابون أو الأشنان أو السدر وبقى له أثر لم يزل لا يضر إذا بقى له أثر من حمرة أو صفرة بعد الغسل المطلوب لا يضر الأثر
س / ما العلة في التفريق بين بول الجارية وبول الغلام؟!
ج / اختلف العلماء في العلة ومعلوم أن المسلمين عليهم الأخذ بالأحكام مطلقا وإن لم يعرفوا علتها وحكمتها لأنه يعلم أن ربه عليم حكيم. لا يشرع شيئا إلا وله حكمة
((إن ربك حكيم عليم)) ((إن الله كان عليما حكيما))
وعندنا قاعدة وهي أن الشرع كله حكمة منزه عن العبث
ولكن ليس بشرط تحكيم العقول لأننا عبيد مأمورون علينا أن نمتثل وإن لم نعرف الحكمة والسر من هذا الشيء لكن إذا ظهرت الحكمة فهذا خير إلى خير ونور إلى نور وعلم إلى علم. ومن قال أنه لا يعمل إلا إذا علم الحكمة و إلا فلا فهو تابع لهواه وليس بعبد كامل الطاعة وإنما كامل الطاعة من أطاع مولاه وأتبع شريعته وإن خفي عليه سر ذلك الشيء المعين المأمور.
# والعلماء قالوا في ذلك أقوالا
منهم من قال إن العلة أن بول الغلام ينتشر و يشق غسله فيكفي النضح وبول الجارية لا ينتشر بل يكون في محل واحد فلا يشق غسله.
وقال آخرون بل العلة غير هذا وهي أن الغلام يكثر حمله في الغالب ويحب كثيرا أكثر من الأنثى فخفف الله غسل بوله إذا كان صغيرا بالرش لكثرة حمله وتناوله بين الرجال والنساء فكان من الرحمة أن شرع رشه فقط.
وقال آخرون أن العلة أن أصل الذكر من الماء والطين فأخذت أحكامه والأنثى أصلها اللحم والدم لأن حواء خلقت من آدم فكانت بناتها مثلها تغسل أبوالهن والذكر أصله من الطين فلا يغسل بل يكتفي بالرش
# وكل هذه أشياء محتملة أقربها عندي والله أعلم وأقواها هو الأول أن بول الغلام ينتشر هاهنا وهاهنا ولا يبقى في محل
والشارع معروف عنه التيسير والتخفيف فيما تعم به البلوى ولهذا جعل الهر مباح السؤر لأنه من الطوافين علينا وهذه الحشرات الصغيرة التي تقع في الماء لا تضر مثل الذباب وغيره لأن الناس يبتلون بها. وكذلك على الصحيح الحمار والبغل وإن كانت محرمة الأكل فإنه يعفى عن سؤرها وعرقها لأن الناس يركبونها وينتفعون بها وتعم البلوى بها فكلما كانت البلوى به أكثر كانت الرحمة والتوسعة فيه أكثر
والولد تعم البلوى بحمله ويكثر بوله على الناس ولا يقع في محل بل ينتشر ها هنا و ها هنا فكانت الرحمة بالتوسعة في ذلك والتيسير في ذلك
س
ج / كل الدماء نجسة عند أهل العلم قاطبة ولكن دم الحيض أشدها ولكن يعفى عن يسيرها إذا وقع للإنسان جرح أو رعاف أو نحو ذلك لأنه مما تعم به البلوى على القاعدة إذا كان الإنسان في ثوبه شيء يسير لا يضر وينبغي تطهيره من هذه الآثار النجسة لا يترك بل يعفى عن اليسير مما قد تعم به البلوى
س / والدماء المسفوحة؟
ج / هي المرادة الدماء المسفوحة خاصة. أما الدم الذي يبقى في عروق الدابة ونحوها
فلا يحكم بنجاستها بل هي طاهرة مباحة.
س / ما هوحكم الدم اليسير؟:
ج / يعفى عن الدم اليسير مثل الرعاف وأشباهه إن أصاب الثوب شيء يسير يعفى عنه لأنه تعم به البلوى لأن الإنسان لا يسلم من جرح في يده أو بثرة في عينه أو شيء من لثته فهذا الشيء اليسير يعفى عن كما جاء عن الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم ـ في ذلك.
س / هل يقدر اليسير بقدر؟:
ج / لا. بل هو حسب العرف كل إنسان مسئول عن نفسه ما عدا يسيرا تعم به البلوى فهذا لا يضر.
وهذا كله عند التعمد وأما إذا صلى بثوب فيه نجاسة ما درى عنها إلا بعد الصلاة فالصحيح أنه لا يضره ولو كان كثيرا. كما لو كان ناسيا له أو جاهلا به لكن هذا فيما يتعمد.
واليسير لو تعمد وصلى بها فهذه يعفى عنها.(/)
عضو جديد يحتاج الى مساعدتكم فلا تبخلوا عليه
ـ[الداعية]ــــــــ[14 Jul 2004, 10:27 ص]ـ
الحمد الله و كفي و الصلاة و السلام على عبده الذى اصطفي
احبائي اهل التفسير
السلام عليكم ورحمة الله.
اخواني عندى مشكلة احتاج الى نصحكم و ارشاداتكم حولها و اسال الله ان يجعل ذلك فى ميزان حسناتكم.
اخواني انا اشترك الان فى عدد من المنتديات التى تخص بلدي حيث يكثر العوام المسلمين منهم متأثرين بالتصوف اما غير المسلمين فهم نصاري.
المشكلة انى احببت ان اعرض لهم مذهب اهل السنه و الجماعة فاحترت من اين ابدا و احترت فى اختيار الوسائل المناسبة التى تسهل وصول هذا المنهج لهم حتى يفهموه بصورة صحيحة و لا تجعلهم يصدون و يندون.
فلجأت اليكم استفيد من علومكم و خبرتكم فى مجال الدعوة الى الله بإستخدام الانترنت لنرسم معا معالم خطة تحتوي على الخطوات و الوسائل المناسبة لدعوة هؤلاء.
ـ[ابن العربي]ــــــــ[14 Jul 2004, 03:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ابدأ أولاً بالتوحيد المبسط على شكل سؤال وجواب
مثل كتاب العلامة عبدالله بن جار الله الجارالله
الجامع الفريد للأسئلة والأجوبة على كتاب التوحيد
فهو كتاب سهل وبسيط يصلح للعوام وكذلك للمتعلم
وكذلك كتب حافظ الحكمي التي على شكل السؤال والجواب في التوحيد
والتوحيد الصحيح إذا رسخ في القلب كان كفيل بإزالة البدعة
والله اعلم
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[17 Jul 2004, 06:45 ص]ـ
تفضلي هذا الرابط وهو على شكل سؤال وجواب
هنا ( http://www.ahlalquran.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1648)
وإن شاء الله أفيدك بالمزيدلاحفا(/)
مختصر ترجمة فضيلة الشيخ د. عبدالكريم الخضير حفظه الله
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[14 Jul 2004, 06:14 م]ـ
* اسمه: عبد الكريم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن حمد الخضير.
* مكان وتاريخ الولادة: ولد في بريده سنة 1374هـ.
* عمله: عضو هيئة التدريس في قسم السنة وعلومها في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
* شيوخه:
* في القصيم:
1 - الشيخ مبارك بن حسن الراجح رحمه الله.
2 - الشيخ إبراهيم بن محمد المشيقح حفظه الله.
3 - الشيخ محمد ذاكر حفظه الله.
4 - الشيخ محمد بن صالح المطوع رحمه الله.
5 - الشيخ صالح بن أحمد الخريصي رحمه الله.
6 - الشيخ صالح السكيتي رحمه الله.
7 - الشيخ علي الضالع رحمه الله.
8 - الشيخ محمد بن علي الروق رحمه الله.
9 - الشيخ فهد بن محمد بن حمود المشيقح حفظه الله.
* في الرياض:
1 - الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الغديان حفظه الله.
2 - سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله.
3 - الشيخ فهد بن حمين الفهد الحمين حفظه الله.
4 - الشيخ عبد الرحمن السد حان حفظه الله.
5 - الشيخ عبد العزيز الداود حفظه الله.
6 - الشيخ عبد العزيز الفالح حفظه الله.
7 - الشيخ صالح بن عبد الرحمن الأطرم حفظه الله.
* مؤلفاته:-
1 - الحديث الضعيف وحكم الاحتجاج به (مطبوع).
2 - تحقيق النصف الأول من فتح المغيث للسخاوي.
3 - تحقيق الرغبة شرح النخبة (مخطوط).
4 - شرح قصب السكر (مخطوط).
5 - شرح الورقات (مخطوط).
6 - شرح التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح (مخطوط).
- وله تعليقات و تنبيهات على أمهات الكتب والشروح من كتب التفسير والحديث والعقيدة وغيرها.
تعريفه:-
هو عبد الكريم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن حمد الخضير يكنى بأبي محمد من مواليد بريده سنة 1374 هـ ويبلغ من العمر الآن قرابة الخمسين أمد الله في عمره على الطاعة .. قرأ القران على مقرئ في الصبا اسمه مبارك بن حسن الراجح ثم قرأ على الشيخ إبراهيم بن محمد المشيقح ثم في سنة 1385 هـ قرأ على فضيلة الشيخ محمد ذاكر قسما كبيرا من القران وحفظ عليه البقرة وال عمران ,,,
دراسته النظامية:-
دخل المدرسة الابتدائية سنة 1381 هـ ثم تخرج منها سن1386 هـ على اثرها دخل المعهد العلمي في بريده سنة1387 هـ وتخرج فيه سنة 1393 هـ ثم التحق بعدها بكلية الشريعة بالرياض في السنه نفسها وتخرج فيها سنة 1397 هـ على إثرها عين معيدا بكلية اصول الدين في قسم السنة وعلومها ثم واصل وتابع الدراسه العليا فحصل على درجة الماجستير سنة 1402هـ وكانت رسالته بعنوان (الحديث الضعيف وحكم الاحتجاج به). ثم بعد ذلك في سنة 1407هـ حصل على شهادة الدكتوراه وكانت رسالته بعنوان (تحقيق النصف الأول من فتح المغيث بشرح الفية الحديث للحافظ محمد بن عبد الرحمن السخاوي) عين على اثرها أستاذا مساعدا في قسم السنه وعلومها بكلية اصول الدين وعمل بها استاذا مساعدا الى أن تقاعد تقاعدا مبكرا في 27/ 8/1424 هـ وهو ابن خمسين سنة.
طلبه للعلم:-
في سنينه الأولى قرأ على الشيخ محمد بن صالح المطوع رحمه الله مبادئ العلوم (ثلاثة الاصول - واداب المشي إلى الصلاة - وزاد المستقنع وكتاب التوحيد) وغيرها من المتون في أصول العلم .. ثم قرأ ولازم صاحب الفضيله الشيخ صالح بن احمد الخريصي رئيس محاكم القصيم في وقته رحمه الله ثم انتقل إلى الرياض فقرأ على الشيخ عبدالله بن عبد الرحمن الغديان في أصول الفقه والقواعد الفقهيه وعلى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله في (الفرائض وفي تفسير ابن كثير وفي سنن الترمذي) وغيرها من الكتب وقد لازمه وقرأ عليه في المسجد وفي بيته رحمه الله .. ثم بعد تخرجه من كلية الشريعة وفي السنة التمهيدية تفرغ لجرد المطولات وقراءتها والتعليق عليها واستخراج مكنوناتها فقد قرأ حفظه الله في كتب التفسير والحديث وكتب العقائد وقد قرأ أيضا في كتب الفقه والتاريخ والأدب ,,, ثم قرأ على الشيخ صالح بن عبد الرحمن الأطرم أوائل شرح البخاري للحافظ بن حجر وأما بالنسبة لشيوخه في المعهد العلمي في بريده فمنهم الشيخ صالح السكيتي والشيخ على الضالع والشيخ محمد الروق رحمهم الله والشيخ فهد بن محمد المشيقح حفظه الله وغيرهم!
,,,
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما بالنسبة لشيوخه الذين تتلمذ على يديهم في كلية الشريعة فنذكر منهم الشيخ فهد الحمين والشيخ عبد العزيز الداود والشيخ عبد العزيز الفالح والشيخ عبد الرحمن السد حان حفظهم الله وغيرهم من العلماء والمشائخ ,,,
* كما يتجلى حرص الشيخ حفظه الله على طلب العلم من خلال مكتبته العلمية العامرة بأصناف الكتب والمخطوطات تعد مرجعا لكثير من الباحثين.
مشاركا ته العلمية:-
للشيخ مشاركات علميه كثيرة من خلال إشرافه على الرسائل المقدمة لنيل درجة الماجستير والدكتوراه في قسم السنة وعلومها , ومن خلال دوراته العلمية المتنوعة والتي تم تسجيل كثير منها ومن ذلك (شرح كتاب الصيام من زاد المستقنع- وكتاب الحج من الكتاب نفسه- وشرح حديث جابر في الحج- وشرح نخبة الفكر ونظمها- وشرح الورقات ونظمها) وشروح كثيرة وأكثرها مسجل ولله الحمد.
ولقد شارك الشيخ في دورات علمية في كثير من أنحاء المملكة.
* كما أن للشيخ أيضا مشاركات إذاعية في إذاعة القرآن الكريم وهي:
* أول هذه البرامج لقاء في موكب الدعوة تحدث فيها عن حياته العلمية والعملية اجرى هذا اللقاء الاستاذ محمد المشوح أذيع سنة 1420هـ.
* كماأن له ثلاثون حلقة في فقه الصيام نشر في رمضان سنة 1421هـ.
* كما أن له أيضا درس أسبوعي في الإذاعة نفسها في شرح مختصر صحيح البخاري للزبيدي.
* كما أن له ثلاثون حلقة في الهدي النبوي في رمضان أذيع سنة 1423هـ.
*كما أن له ثلاثون حلقة في الشمائل النبوية أذيع في رمضان سنة 1424هـ.
*كما أن له ثلاث عشرة حلقة في فقه الامام البخاري في الحج أذيع في موسم الحج سنة 1424هـ.
* كما أن له لقاءات في الاذاعة نفسها حول مكتبة طالب العلم.
*كما أنه يجيب عن اسئلة المستمعين في اذاعة القرآن ويبث كل يوم جمعة في الرابعة عصرا.
دروسه:
للشيخ دروس علميه متفرقة على فترات في أكثر أيام الأسبوع
وقد قرأ عليه حفظه الله في دروس سابقة كثير من المتون والشروح العلمية منهاما أتم كاملا ومنها ما قرأ بعضها نذكرها بإيجاز:
(شرح الورقات للمحلي , القلائد العنبرية في شرح المنظومة البيقونية , خلاصة الكلام , التعليقات السنية على العقيدة الواسطية لابن سعدي , التوحيد لابن خزيمة , مختصر قواعد ابن رجب لابن سعدي , شرح علل الترمذي , فتح الباري , ألفية الحديث , البلبل في أصول الفقه , الباعث الحثيث , قصب السكر , الموطأ , مسند الإمام أحمد , المنتقى للمجد ابن تيمية , فتح المجيد , كتاب التوحيد , تيسير العزيز الحميد , قرة عيون الموحدين , الآجرومية , أخصر المختصرات , المفهم شرح مختصر صحيح مسلم للقرطبي , الموقظة للذهبي , فتح المغيث , الكافي لابن قدامة , ثلاثة الأصول , الأربعين النووية، الدرر السنية، تفسير الجلالين , تفسير ابن كثير) ...
ويقرأ عليه أثناء الدروس الآن جملة من كتب أهل العلم كما هو مبين في الجدول
في صفحة الشيخ:
http://liveislam.com/series/khudair.html
وأخيرا حفظ الله الشيخ وأمد في عمره و نفع الإسلام والمسلمين بعلمه ووفقه لكل خير وحفظه من الفتن ما ظهر منها وما بطن(/)
برنامج القرآن الكريم مع التفسير - الإصدار الثالث
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[15 Jul 2004, 02:14 ص]ـ
نسخة مصغرة محسنة من الإصدار الثالث من هذا البرنامج، وتتميز هذه النسخة بالمميزات التالية: 1 - عرض القرآن الكريم مشكولاً كاملاً بنفس ترتيب صفحات المصحف. 2 - عرض تفسير للآيات في نفس صفحة الآيات بواسطة سبعة تفاسير هي: ابن كثير، القرطبي، الطبري، الجلالين، البغوي، السعدي، أضواء البيان للشنقيطي. 3 - مزود بترجمتين انجليزية وفرنسية لمعاني القرآن الكريم. 4 - مزود بالرسم العثماني للمصحف إضافة إلى الرسم الإملائي. 5 - البرنامج به امكانية البحث بأكثر من طريقة: بدون تشكيل، بالتشكيل، أو بموضوع الآيات.
حجم ملف البرنامج: 32 ميجا بايت.
تحميل البرنامج ( http://www.sahab.org/books/count.php?book=804&action=download&goto=files/tafseer/quran_tafseer_3_setup.exe)(/)
شيوخ القرآن بالإسكندرية
ـ[ابن عبدالشافي]ــــــــ[18 Jul 2004, 12:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,
جزاكم الله خيراً هلا دللتموني على من يمكن أن أحفظ القرآن الكريم على يديه من الشيوخ الأجلَّاء المجيدين، وذلك بمدينة الإسكندرية بمصر ..
جعلكم الله وإيانا من أهل القرآن و ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ..(/)
مسألة: هل في القرآن شيء أفضل من شيء؟
ـ[أبو المنذر المصري]ــــــــ[20 Jul 2004, 02:18 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد
فهذه نبذة مختصرة عن تفاضل آي القرآن، أسأل الله أن ينفع بها
أفرد الإمام الزركشي رحمه الله، هذه المسألة ببحث مستقل في كتابه "البرهان في علوم القرآن"، وذكر الآراء التي قيلت في هذه المسألة:
أولا: قال البعض بأنه، لا فضل لبعض القرآن على بعض، لأن الكل كلام الله، وكذلك أسماؤه تعالى لا تفاضل بينها، واحتجوا بأن الأفضل يشعر بنقص المفضول، وكلام الله حقيقة واحدة لا نقص فيه، وهذا رأي ابن كلاب رحمه الله، ومن تبعه كأبي الحسن الأشعري والقاضي أبي بكر الباقلاني رحمهما الله، وكان هذا الرأي بمثابة رد فعل لقول المعتزلة بخلق القرآن، حيث ظنوا أن الرد عليه، يستلزم القول بأن كلام الله معنى واحد قائم بذاته، مجرد عن الصيغة (وهو ما عبره عنه بالكلام النفسي)، لا فضل لبعضه على بعض، بل وذهبوا إلى أن هذا المعنى المجرد عن الصيغة مسموع دون أن يكون هناك كلام، وهذا من الإفتراضات المستحيلة، إذ أنهم يعلقون إدراك الشيء بالحواس على وجوده، فكل وجود عندهم، يصح تعلق الإدراكات كلها به، وهذا بطبيعة الحال، مخالف لمذهب أهل السنة والجماعة، الذين يقولون بأن القرآن كلام الله، تكلم به سبحانه وتعالى بصوت وحرف، وأنه سبحانه وتعالى يتكلم بما شاء وقتما شاء، فهو بإعتبار أصله، صفة ذات، وبإعتبار آحاده، صفة فعل تتعلق بمشيئة الله عز وجل، كما قرر ذلك ابن عثيمين رحمه الله، ويقولون أيضا، بتفاضل كلام الله عز وجل، وأن بعضه أفضل من بعض، كما سيأتي إن شاء الله.
وممن نقل الزركشي رحمه الله، قوله بهذا الرأي، من أهل السنة والجماعة، مالك رحمه الله، حيث قال: وروي معناه عن مالك، قال يحيى بن يحيى: تفضيل بعض القرآن على بعض خطأ، وكذلك كره مالك أن تعاد سورة أو تردد دون غيرها، وهذا ما أنقله، والعهدة على راويه (وهو الزركشي رحمه الله، في البرهان (1/ 438) طبعة مكتبة دار التراث)، ولا أدري هل هذا يعني أن مالك رحمه الله، قد خالف أهل السنة في هذه المسألة، أم أنه يمكن تخريج كلامه على أصول أهل السنة، والله أعلم.
ونقل أيضا، قول ابن حبان رحمه الله، وهو من أئمة أهل السنة والجماعة المعتبرين، حيث قال في حديث أبي بن كعب رضي الله عنه: (ما أنزل الله في التوارة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن، إن الله لا يعطي لقاريء التوارة والإنجيل من الثواب مثل ما يعطي لقاريء أم القرآن إذ الله بفضله فضل هذه الأمة على غيرها من الأمم، وأعطاها من الفضل على قراءة كلامه أكثر مما أعطى غيرها من الفضل على قراءة كلامه)، قال: وقوله: أعظم سورة، أراد به في الأجر، لا أن بعض القرآن أفضل من بعض.
ثانيا: وقال قوم بالتفضيل لظواهر الأحاديث، ثم اختلفوا:
فقال البعض بأن الفضل راجع إلى عظم الأجر ومضاعفة الثواب بحسب إنفعالات النفس وخشيتها وتدبرها وتفكرها عند ورود أوصاف العلا، وهذا قول، على ما يبدوا مشابه لقول ابن حبان رحمه الله.
وقال البعض، بأن الفضل يرجع لذات اللفظ، فما تضمنه قوله تعالى: (وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم)، وآية الكرسي وآخر سورة الحشر، وسورة الإخلاص من الدلالات على وحدانيته وصفاته، ليس موجودا مثلا في قوله تعالى: (تبت يدا أبي لهب وتب)، وما كان مثلها، فالتفضيل إنما هو بالمعاني العجيبة وكثرتها، لا من حيث الصفة، ويرجح الزركشي رحمه الله هذا الرأي بقوله: وهذا هو الحق.
ومضمون هذا الكلام مماثل لرأي شيخ الإسلام رحمه الله، في هذه المسألة، حيث قال، في جواب أهل العلم والإيمان، بأن الكلام له نسبتان: نسبة إلى المتكلم به، ونسبة إلى المتكلم فيه، فهو يتفاضل بإعتبار النسبتين وبإعتبار نفسه أيضا، فإن (قل هو الله أحد) و (تبت يدا أبي لهب) كلاهما كلام الله تعالى، وهما مشتركان من هذه الجهة، لكنهما متفاضلان من جهة المتكلم فيه، المخبر عنه، فالآيات الأولى كلام الله وخبره الذي يخبر به عن نفسه، وصفته التي يصف بها نفسه، وكلامه الذي يتكلم به عن نفسه تعالى، والآيات الثانية كلام الله الذي يتكلم به عن بعض خلقه، ويخبر به ويصف
(يُتْبَعُ)
(/)
به حاله، وهما في هذه الجهة متفاضلان، بحسب تفاضل المعنى المقصود بالكلامين. اهـ، وكلام الشيخ عز الدين (الذي نقله الزركشي رحمه الله)، يؤيد كلام ابن تيمية السابق، حيث قال: كلام الله في الله أفضل من كلام الله في غيره، فـ (قل هو الله أحد)، أفضل من (تبت يدا أبي لهب)، وعلى ذلك بنى الغزالي كتابه المسمى "جواهر القرآن"، وقد اختار القاضي أبو بكر بن العربي رحمه الله، هذا الرأي، واستدل بحديث: (إني لأعلمك سورة هي أعظم السور في القرآن، قال: (الحمد لله رب العالمين)، وحديث أبي بن كعب رضي الله عنه: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي آية في كتاب الله أعظم؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: يا أبي، أتدري أي آية في كتاب الله أعظم؟ قال: قلت: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم)، قال: فضرب في صدري وقال: ليهنك العلم أبا المنذر، ومن مجموع هذه الآراء يتبين رجحان هذا القول، والله أعلم.
ولكني، للأمانة العلمية، أنقل رد أحد المخالفين، وهو القاضي شمس الدين الخويي، كما ذكره الزركشي رحمه الله، حيث قال: كلام الله أبلغ من كلام المخلوقين، وهل يجوز أن يقال بعض كلامه أبلغ من بعض؟، جوزه بعضهم لقصور نظرهم، وينبغي أن يعلم أن معنى قول القائل: هذا الكلام أبلغ من هذا الكلام، أن هذا في موضعه له حسن ولطف، وذاك في موضعه له حسن ولطف، وهذا الحسن في موضعه أكمل من ذاك في موضعه، فإن من قال: إن (قل هو الله أحد) أبلغ من (تبت يدا أبي لهب وتب) يجعل المقابلة بين ذكر الله وذكر أبي لهب، وبين التوحيد والدعاء على الكافرين، وذلك غير صحيح، بل ينبغي أن يقال: (تبت يدا أبي لهب وتب) دعاء عليه بالخسران، فهل توجد عبارة للدعاء بالخسران أحسن من هذه! وكذلك في (قل هو الله أحد)، لا توجد عبارة تدل على الوحدانية أبلغ منها، فالعالم إذا نظر إلى (تبت يدا أبي لهب وتب) في باب الدعاء بالخسران، ونظر إلى (قل هو الله أحد)، في باب التوحيد لا يمكنه أن يقول: أحدهما أبلغ من الآخر، وهذا القيد يغفل عنه بعض من لا يكون عنده علم البيان.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[20 Jul 2004, 01:40 م]ـ
أخي أبا المنذر وفقك الله
أرجو أن تقارن ما نقلتَه في موضوعك هذا بما سبق أن كتبتُه بنفس العنوان هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=978)
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[20 Jul 2004, 10:19 م]ـ
عجبت لهذا الاختلاف و قد تضافرت الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية على كون آيات القرآن تتفاضل و بعضها أحسن من بعض.
و من شهور قليلة اعترض علينا أحد النصارى بقول الله تعالى: {و ما ننسخ من آية أو ننساها نأت بخير منها أو مثلها} لأنه يدل - من وجهة نظره - أن بعض كلام الله ليس حسنًا و أن هناك ما هو أحسن منه و كان ردي هو الآتي:
ثانياً. . كون الله ينسخ آية بأحسن منها لا إشكال فيه؛ فنحن نؤمن بأن كل كلام الله حسن و أحسن من كلام البشر و لكن بعض كلامه أحسن من بعض: فلدينا أن التوراة و القرآن أحسن من سائر كتب الله و القرآن أحسن من سائر الكتب بما فيها التوراة و حتى في القرآن لدينا أن السور تتفاضل فسورة تعادل ربع القرآن و أخرى تعادل ثلثه و هكذا ... و سورة الفاتحة أفضل سورة في القرآن فهي أفضل و أحسن كلام الله.
و كل هذا في إطار أن كلام الله كله حسن و أحسن من كلام البشر.(/)
فضل الصلاة على النبي صلىالله عليه وسلم
ـ[إمداد]ــــــــ[20 Jul 2004, 11:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الفوائد والثمرات الحاصلة بالصلاة على الرسول عليه الصلاة والسلام
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد …
الفوائد والثمرات الحاصلة بالصلاة على الرسول عليه الصلاة والسلام
الأولى: امتثال أمر الله سبحانه وتعالى.
الثانية: موافقته سبحانه في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وإن اختلفت الصلاتان فصلاتنا
عليه دعاء وسؤال.
الثالثة: موافقة ملائكته فيها.
الرابعة: حصول عشر صلوات من الله على المصلي مرة.
الخامسة: أنه يرفع له عشر درجات.
السادسة: أنه يكتب له عشر حسنات.
السابعة: أنه يمحى عنه عشر سيئات.
الثامنة: أنه يرجى إجابة دعائه إذا قدمها أمامه، فهي تصعد الدعاء إلى رب العالمين، وكان موقوفا بين السماء والأرض قبلها.
التاسعة: أنها سبب لشفاعته صلى الله عليه وسلم إذا قرنها بسؤال الوسيلة له أو أفردها
العاشرة: أنها سبب لغفران الذنوب.
الحادي عشر: أنها سبب لكفاية الله العبد ما أهمه.
الثاني عشر: أنها سبب لقرب العبد منه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.
الثالث عشر: أنها تقوم مقام الصدقة لذي العسرة
الرابع عشر: أنها سبب لقضاء الحوائج.
الخامس عشر: أنها سبب لصلاة الله على المصلي وصلاة ملائكته عليه.
السادس عشر: أنها زكاة للمصلي وطهارة له.
السابع عشر: أنها سبب لتبشير العبد بالجنة قبل موته.
الثامن عشر: أنها سبب للنجاة من أهوال يوم القيامة.
التاسع عشر: أنها سبب لرد النبي صلى الله عليه وسلم على المصلي والمسلم عليه.
العشرون: أنها سبب لتذكر العبد ما نسيه.
الحادي والعشرون: أنها سبب لطيب المجلس، وأن لا يعود حسرة على أهله يوم القيامة.
الثاني والعشرون: أنها سبب لنفي الفقر.
الثالث والعشرون: أنها تنفي عن العبد إسم البخل إذا صلى عليه عند ذكره صلى الله عليه وسلم.
الرابع والعشرون: نجاته من الدعاء عليه برغم الأنف إذا تركها عند ذكره صلى الله عليه وسلم.
الخامس والعشرون: أنها ترمي صاحبها على طريق الجنة وتخطئ بتاركها عن طريقها.
السادس والعشرون: أنها تنجي من نتن المجلس الذي لا يذكر فيه الله ورسوله ويحمد ويثني عليه فيه ويصلي على رسوله صلى الله عليه وسلم.
السابع والعشرون: أنها سبب لتمام الكلام الذي ابتدئ بحمد الله والصلاة على رسوله.
الثامن والعشرون: أنها سبب لوفور نور العبد على الصراط.
التاسع والعشرون: أنه يخرج بها العبد عن الجفاء.
الثلاثون: أنها سبب لإبقاء الله سبحانه الثناء الحسن للمصلى عليه بين أهل الأرض والسماء لأن المصلي طالب من الله أن يثني على رسوله ويكرمه والجزاء من جنس العمل، فلا بد أن يحصل للمصلي نوع من ذلك.
الحادي والثلاثون: أنها سبب للبركة في ذات المصلي وعمله وعمره وأسباب مصالحه، لأن المصلي داع ربه أن يبارك عليه وعلى آله، وهذا الدعاء مستجاب والجزاء من جنسه.
الثاني والثلاثون: أنها سبب لنيل رحمة الله له لأن الرحمة إما معنى الصلاة وإما من لوازمها و موجباتها، فلا بد للمصلي عليه من رحمة تناله.
الثالث و العشرون: أنها سبب لدوام محبته للرسول عليه الصلاة والسلام وزيادتها وتضاعفها، وذلك عقد من عقود الإيمان الذي لا يتم إلا به لأن العبد كلما أكثر من ذكر المحبوب واستحضاره في قلبه واستحضار محاسنه تضاعف حبه له وتزايد شوقه إليه واستولى على جميع قلبه.
المصدر: جلاء الأفهام في الصلاة و السلام على خير الأنام
تأليف: إبن قيم الجوزية منقول
ـ[موراني]ــــــــ[22 Jul 2004, 01:46 م]ـ
ربما تستفيد من هذا الكتاب - ان لم يكن لك علم به -
فضل الصلاة على النبي (ص) من تأليف اسماعيل بن اسحاق القاضي ,
شيخ المالكيين ببغداد.
تحقيق عبد الحق التركماني.
رمادي للنشر. الدمام. 1996
موراني(/)
اسال عن الشريعة الاسلامية
ـ[ Abu Mohamed] ــــــــ[21 Jul 2004, 08:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة والسلام على خاتم النبيين و المرسلين
اسال عن الشريعة الاسلامية كثر الهجوم على الشريعة استنادا للمارسات بعد الدول باسم الشريعة
و سؤالى هو ما معنى الشريعة من الكتاب و السنة
و اريد ان اعرف عن الحدود وكيفية تطبيقها وخاصة عن حد الردة
وضع غير المسلم فى دولة الشريعة
وضع المراة وهل يحق لها ان تكون قاضى او وزيرة او رئيس دولة.
وبارك الله فيكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Jul 2004, 01:38 ص]ـ
أخي الكريم أبا محمد وفقه الله. مرحباً بكم أخي العزيز بين إخوانك في هذا الملتقى العلمي.
وأما سؤالك فهو سؤال كبير، ونحن نحرص هنا على البقاء في دائرة التفسير والدراسات القرآنية بقدر المستطاع، وسؤالك هذا يمكن أن يوجه لمواقع أخرى تتولى الإجابة عنه مثل:
الإسلام اليوم ( http://www.islamtoday.net)
وستجد الجواب المفصل بإذن الله، وأرجو أن تعذرنا وفقك الله.(/)
فرص ذهبية للطلاب .. سارعوا باغتنامها ..
ـ[ hedaya] ــــــــ[22 Jul 2004, 06:05 م]ـ
فرص ذهبية للطلاب ... بادروا لاغتنامها
(لن تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع , عن عمره فيما أفناه , وعن شبابه فيما أبلاه , وعن علمه ماذا عمل به , وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه) صدق رسول الله
جلي أن الحديث بدأ بالإشارة إلى أهمية استغلال العمر كله في طاعة الله، وخص فترة منه دونا عن الباقي، تلك هي فترة النماء والازدهار والطاقات المتوهجة، إنها فترة الشباب والحيوية التي يكون الإنسان أكثر ما يكون قدرة على العطاء والبذل لدينه وأمته، فترة تتشكل فيها شخصية الشاب وتوجهاته وقناعاته، فما بالكم إن اجتمعت على الشباب الدراسة؟ أي فترة هذه؟؟ بالتأكيد تمر على الطالب كطيف لطيف، ذاك أنها ببساطة فترة جميلة تحمل عادة أفضل الذكريات بما فيها من لحظات سعادة أو ألم، لكنها تبقى الأيام الأجمل في حياة الفرد، بل والأهم، إذ هي التي تصقل عقليته وتوجهه في مسار حياته العملية، ولا ريب أنها تمتاز بالوضوح الشديد في الأهداف، فالطالب عادة لا يحمل من الهموم الدنيوية الكثير، كما يرى طريقه في العمل واضحا، حضور للمحاضرات ثم عودة للمنزل للأكل والنوم ومن ثم الاستذكار. وما هي إلا سنوات قلائل وينقلب الحال رأسا على عقب فيظل الشاب بعد التخرج يلهث بحثا عن وظيفة أفضل أو أجر أعلى، وينحت في الصخر ليتمكن من بناء مستقبله زاهرا ومن تكوين أسرة ينعم معها بالسعادة. وتأخذه دوامة الحياة فلا يكاد يرى أهله وأصدقاءه إلا فيما ندر، فضلا عن أن يتابع أحوال أمته، أو يقوم بعمل دعوي أو اجتماعي.
فلنقتنص إذا قوله صلى الله عليه وسلم: (اغتنم شبابك قبل هرمك).
جدير بالطلاب إذا أن يعوا حقيقة أن المجتمع الجامعي هو مجتمع واسع ومفتوح على كافة الأصعدة والرؤى، وصدر رحب يستوعب من العقول والفئات شتاتا متفرقا، قلما توفر مثله في سكن أو عمل. كما أن هذا المجتمع الواسع يقضي مع بعضه أكثر من نصف اليوم تحت الجدران نفسها، ويمر بنفس الظروف عادة من انتصارات وانكسارات، أفراح وأتراح، ومن ثم كان لا بد لكل كيس فطن أن يلتفت انتباهه لهذا الوسط الخصب، فيبذل لزملائه مما يحبه لنفسه، ويعطي لرفاقه مما منّ عليه الله به، وكثيرا ما رأينا نماذج رائعة في البذل والعطاء والتفاني، طلاب يعطون من وقتهم لمساعدة زملائهم علميا وشرح ما التبس عليهم من غامض المقررات ... ونماذج أخرى مضيئة: طلاب تنفطر قلوبهم حبا لزملائهم فيندفعون لدعوتهم نحو كل خير، وإبعادهم عن كل غث وسمين، ولا يضنون على زملائهم وزميلاتهم بما أكرمهم به الله من علم نافع ديني ودنيوي.
وهنا نلتفت أيضا لقوله صلى الله عليه وسلم (لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من الدنيا وما فيها). فلننتهز إذا هذا العرض السخي من رب العباد ونبدأ بأبسط طرق الدعوات وهي انضباط كامل لا يداخله تفلت، وتقديم للقدوة الإسلامية الجميلة علما وخلقا، ثم حرص على مصلحة الزملاء فهم أعز علينا من أنفسنا، تبرق أمامنا حياة الدعاة إلى الله وننتبه أننا لسنا طلابا فقط بل نحن حملة مشاعل الخير والنور للبشرية جمعاء، ومن ثم ننطلق في ميادين العطاء والخير، ونتسابق للبذل لدعوتنا ونعطي من أوقاتنا وأموالنا ما قد يرد مدخنا عن تدخينه أو يرشد متبرجة إلى حجابها أو يمنع اختلاطا لا مجال له في قاعات الدراسة، وليكن نهجنا في ذلك هدوئا بسيطا، وابتسامة ودودا، وحبا للخير فياضا، نتمثل فيه قوله تعالى (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)، وكلما واجهنا في ذلك مشقة أو رهقا تذكرنا نبينا الكريم وهو يدعو إلى ربه في مكة وفي الطائف وتدمى قدماه الشريفتين ولا يزيده ذلك إلا إصرارا على تبليغ دعوة الإسلام نقية صافية.
لا يفوتنا أيضا أن نلمح الجانب الفكري في مرحلة الدراسة المتميزة بإعمال التفكير في كل أمر، فلنحرص دوما هنا أن تكون لنا آراؤنا فيما حولنا، نعيش حياتنا ناظرين لغايتنا التي خلقنا الله من أجلها، ونعلم أنا قد جئنا الدنيا لنضيء جوانبها ونعمرها بالخير الفياض، ومن ذلك أن نهتم بالمشاركة في كل نشاط تتاح لنا فرصة الإبداع فيه، كما نشارك فيما يعقد من ندوات وننبري لإبداء من يتراءى لنا من رأي في قضايا أمتنا المعذبة، و (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم). وليكن همنا دوما أن نكون عناصر فعالية ومشاركة لا أصحاب خمول وركون، نجتهد في الانضمام لأعمال الطلاب واتحاداتهم وبث روح الخير فيها، نجتهد في أن نضع أعمال الطلاب وانفعالاتهم على طريقها الصحيح، فلا إفراط ولا تفريط.
ومن جميل الصنع أن نمد أيدينا لمن سبقونا بأعمال الطلاب نلتمس منهم بعد الله عونا، ونستقي من خبراتهم التي نحتتها السنين، سواء كانوا بنفس أماكن الدراسة أم فرقت بينهم أراض أو بحار، ولنعلم يقينا أن تعاوننا مع زملائنا لتحقيق هذه الأهداف الجميلة هو أقصر الطرق للوصول إليها، ذاك أن يد الله مع الجماعة، والطالب منفردا لا يرى عيوبه ولكن مع زملائه يختلف الأمر فالآراء يتبادلونها والخبرات يتعاقبونها والمصالح يتعاونون على قضائها والمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه، وعمل المجموعة قطعا يحمل في طياته من الخير الكثير والكثير، ولا يعوقنا انتظارنا لخطط المجموعة عن إعمال عقولنا نبشا وراء كل جديد نقدمه في سبيل رفعة أمتنا.
وقبل هذا وذاك نتذكر أننا كطلاب لا بد لنا من التفوق العلمي لنأخذ بزمام أمتنا إلى ذرى المجد والرفعة، فدراستنا بكل جد واجتهاد هي قطعا طاعة لله، و (من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع) وجلي لنا أن أمتنا تفتقد المهندس الماهروالمدرس المتمكن والطبيب الحاذق والصانع المتقن والأديب البليغ، فلنكن نحن هؤلاء بشيء من العمل المخلص الدؤوب. ولنعلم أن تأثير عامل متقن لصنعته أو كاتب قلمه في سبيل الله أو محاضر يحسن تدريس مادته هو تأثير عظيم بلا شك وفضل كبير ما نوى به صاحبه رضا الله.(/)
شرح حديث العرباض بن سارية - رضي الله عنه - لابن عثيمين - رحمه الله
ـ[إمداد]ــــــــ[22 Jul 2004, 09:42 م]ـ
عن أبي نجيح العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون , فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودعٍ فأوصنا , قال - أوصيكم بتقوى الله عزوجل , والسمع والطاعة وإن تأمر عليك عبد , فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً. فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ , وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة - رواه أبوداود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
· الشرح: قوله -وعظنا - الوعظ: هو التذكير المقرون بالترغيب أو الترهيب , وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتخول أصحابه بالموعظة ولا يكثر عليهم مخافة السآمة , قوله - وجلت منها القلوب - أي خافت , - وذرفت منها العيون - أي بكت حتى ذرفت دموعها - فقلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودعٍ فأوصنا - لأن موعظة المودع تكون موعظة بالغة قوية فأوصنا قال - أوصيكم بتقوى الله عزوجل - وهذا من فقه الصحابة رضي الله عنهم أنهم استغلوا هذه الفرصة ليوصيهم النبي صلى الله عليه وسلم بما فيه خير , قال - أوصيكم بتقوى الله عزوجل - وتقوى الله اتخاذ وقاية من عقابه بفعل أوامره واجتناب نواهيه وهذا حق الله عزوجل - والسمع والطاعة - يعني لولاة الأمور أي اسمعوا ما يقولون وما به يأمرون واجتنبوا ما عنه ينهون , - وإن تأمر عليكم عبد - يعني وإن كان الأمير عبداً فأسمعوا له وأطيعوه , وهذا هو مقتضى عموم الآية - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ... -] النساء59]. قوله - فإنه من يعش منكم - أي من تطول حياته فسيرى اختلافاً كثيراً ووقع ذلك كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقد حصل الاختلاف الكثير في زمن الصحابة رضي الله عنهم ثم أمر صلى الله عليه وسلم بأن نلتزم بسنته أي بطريقته وطريقة الخلفاء الراشدين المهدين والخلفاء الذين خلفوا النبي صلى الله عليه وسلم في أمته علماً وعبادة ودعوة وعلى رأسهم الخلفاء الأربعة أبوبكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم. - المهديين - وصف كاشف , لأن كل رشاد فهو مهدي ومعنى المهدين الذين هدوا أي هداهم الله عزوجل لطريق الحق - عضوا عليها بالنواجذ - وهي أقصى الأضراس وهو كناية عن شدة التمسك بها ثم حذر النبي صلى الله عليه وسلم. ثم حذر النبي صلى الله عليه وسلم من محدثات الأمور فقال - إياكم - أي أحذركم من محدثات الأمور وهي الأمور وهي ما أحدث في الدين بلا دليل شرعي وذلك لأنه لما لأمر بلزوم السنة والحذر من البدعة وقال - فإن كل بدعة ضلالة - رواه أبوداود والترمذي وقال حديث حسن صحيح. وفي الحديث فوائد منها: حرص النبي صلى الله عليه وسلم على موعظة أصحابه , حيث يأتي بالمواعظ المؤثرة التي توجل لها القلوب وتذرف منها الأعين.
· ومنها: أن الإنسان المودع الذي يريد أن يغادر إخوانه ينبغي له أن يعظهم موعظة تكون ذكرى لهم , موعظة مؤثرة بليغة , لأن المواعظ عند الوداع لا تنسى.
· ومنها: الوصية بتقوى الله عزوجل , فهذه الوصية هي وصية الله في الأولين والآخرين لقوله تعالى - ... وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ... -] النساء131].
· ومنها: الوصية بالسمع والطاعة لولاة الأمور وقد أمر الله بذلك في قوله - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ... -] النساء59 [ ... وهذا الأمر مشروط بأن لا يؤمر بمعصية الله , فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة في معصية الله لقول النبي صلى الله عليه وسلم - إنما الطاعة في المعروف - ومن هنا نتبين الفائدة في قوله تعالى - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ... -] النساء59] ... حيث لم يعد الفعل عند ذكر طاعة أولياء الأمور بل جعلها تابعة لطاعة الله ورسوله.
(يُتْبَعُ)
(/)
· ومن فوائد هذا الحديث: حرص النبي صلى الله عليه وسلم على موعظة أصحابه كما أنه حريص على أن يعظهم أحياناً بتبليغهم الشرع , فهو أيضاً يعظهم مواعظ ترقق القلوب وتؤثر فيها.
· ومنها: أن ينبغي للواعظ أن يأتي بموعظة مؤثرة في الأسلوب وكيفية الإلقاء ولكن بشرط ألا يأتي بأحاديث ضعيفة أو موضوعة , لأن بعض الوعاظ يأتي بالأحاديث الضعيفة والموضوعة يزعم بأنها تفيد تحريك القلوب , ولكنها وإن أفادت في هذا تضر , فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال - من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين -.
· ومن فوائد هذا الحديث: أن العادة إذا أراد شخص أن يفارق أصحابه وإخوانه فإنه يعظهم موعظة بليغة , لقوله " كأنها موعظة مودعٍ ".
· ومنها: طلب الوصية من أصحاب العلم.
· ومنها: أن لا وصية أفضل ولا أكمل من الوصية بتقوى الله عزوجل قال تعالى - ... وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ... -] النساء131] , وقد سبق شرحها , وقد سبق شرحها.
· ومنها: الوصية بالسمع والطاعة لولاة الأمور وإن كانوا عبيداً لقوله صلى الله عليه وسلم - والسمع والطاعة وإن تأمر عليك عبدٌ - لأن السمع والطاعة لهم تنتفي به شرور كثيرة وفوضى عظيمة.
· ومن فوائد الحديث: ظهور آية من آيات الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال - من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً - والذين عاشوا من الصحابة رأوا اختلافاً كثيراً كما يعلم ذلك من التاريخ.
· ومن فوائد الحديث: لزوم التمسك بسنة الرسول عليه الصلاة والسلام لا سيما عند الاختلاف والتفرق ولهذا قال - فعليكم بسنتي -. ومنها: أنه ينبغي التسمك الشديد حتى يعض عليها بالنواجذ , لئلا تفلت من الإنسان.
· ومن فوائد الحديث: التحذير من محدثات الأمور , والمراد بها المحدثات في الدين , وأما ما يحدث في الدنيا فينظر فيه إذا كان فيه مصلحة فلا تحذير منه ’ أما ما يحصل في الدين فإنه يجب الحذر منه لما فيه التفرق في دين الله , والتشتت وتضيع الأمة بعضها بعضاً.
· ومن فوائد الحديث: أن كل بدعة ضلالة , وأنه ليس في البدع ما هو مستحسن كما زعمه بعض العلماء , بل كل البدع ضلالة فمن ظن أن البدعة حسنة فإنها لا تخلو من أحد أمرين: إما أنها ليست بدعة وظنها الناس بدعة , وإما أنها ليست حسنة وظن اهو أنها حسنة , وأما أن تكون بدعة وحسنة فهذا مستحيل بقول النبي صلى الله عليه وسلم- فإن كل بدعة ضلالة -. شرح الأربعين النووية للشيخ/ ابن عثيمين رحمه الله ــــــــــ(/)
سؤال عاجل
ـ[أبو المنذر المصري]ــــــــ[23 Jul 2004, 02:11 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد
في مناقشة لي مع أحد الإخوة من خريجي جامعة الأزهر، وهو شافعي المذهب، حول شرعية المسح على الجوارب المعروفة الآن بـ (الشراب)، قال لي بأن المسح عليها لا يجزأ، وذكر لي أن هذا الأمر من باب التساهل، وأن كثيرا من المترخصين في هذه المسألة، لا يهتمون حتى بالمسح بطريقة صحيحة، واحتج بما يلي:
أولا: أن المذاهب الثلاثة، أجمعت على عدم جوازه، وانفرد الأحناف رحمهم الله، بتجويزه بشرطين هما:
أن يكون ثخينا، ليشبه الخف في سمكه.
أن يكون غير منفذ للماء.
وفي الحقيقة لم تكن لدي أدلة كافية، حين المناقشة، فاحتججت بفعل الصحابة رضي الله عنهم، ومن أبرزهم، كما قال أبو داود رحمه الله: عللي بن أبي طالب، وابن مسعود، والبراء بن عازب، وأنس بن مالك، وأبو أمامة، وسهل بن سعد، وعمرو بن حريث، فقال لي بأن مفهوم الجورب عندهم، مختلف عن مفهومه عندنا، فهم يعنون الجورب الصفيق، ولم أدر أأحتج بحديث المغيرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على الجوربين والنعلين، حيث أنني لا أعرف درجته، لقصوري في تخريج الأحاديث، وقد قرأت في "فقه السنة" للشيخ سيد سابق رحمه الله، أن أبا داود رحمه الله قد ضعف هذا الحديث.
ثانيا: وذكر لي هذا الأخ الكريم، فتوى الشيخ عطية صقر، حفظه الله، وهو أحد علماء الأزهر المعتبرين، وقد سمعها منه شخصيا، ومضمونها أن الجوارب المنتشرة الآن لا يصح المسح عليها بأي حال من الأحوال لأنها منفذة للماء.
فأرجو من إخواني، تفصيل هذه المسألة، بأدلة شرعية معتبرة، لأنني في مقام مناظرة مع ذلك الأخ الكريم، وأنا ممن يخالفه في هذه المسألة، وأعتذر لأن هذا الموضوع بعيد إلى حد ما عن موضوعات المنتدى، وقد بعثته لملتقى أهل الحديث، ولكنه مغلق الآن للصيانة، وجزاكم الله خيرا.
ـ[هداية]ــــــــ[10 Aug 2004, 04:39 م]ـ
شكرا لإثارة هذا الموضوع وأنا مهتمة بهذه المسالة وسألت عنها كثيرا وسأنتظر رد الأخوة الأعضاء
ـ[عادل التركي]ــــــــ[13 Aug 2004, 09:35 ص]ـ
رحم الله الشيخ ابن عثيمين رحمة واسعة فقد تحدث عن موضوع المسح بكلام نفيس جميل , سيغنيك أخي الكريم عن البحث في هذه المسألة - سواء جواز المسح وحكمه أو مدته أو شروطه وكل ما في هذه المسألة - , وأنصحكم إخواني بأن تستمعوا إلى هذه المادة التى ستشفي نهمكم في هذه المسألة تفصيلا.
وخاصة لك أخي أبو المنذر المصري بعد سماعك لكلام الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين -رحمه الله - فناظر من شأت فمعك الدليل الصحيح الصريح.
تفضل أخي هنا ولا تردد ( http://www.binothaimeen.com/modules.php?name=Web_Links&l_op=viewlink&cid=220)
ولكن يجب أن تمسك بقلم وورقة وتتابع مع الشيخ وتخيله أمامك يشرح لك بأسلوبه الجميل.
هذا هو ما ورّث العلماء , فرحم الله الشيخ ابن عثيمين رحمة واسعة
قولو ا: آمين.(/)
جيتكم طاب عليكم
ـ[الطائي]ــــــــ[24 Jul 2004, 05:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دخلت الملتقى واعجبني واحب ان اكون عضو بينكم
وعسى [إن شاء الله] ما أكون ضيف ثقيل عليكم
تحياتي لكم
اخوكم الطائي
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[24 Jul 2004, 10:09 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله مفيداً ومستفيداً بين إخوانك في رياض القرآن، وبين أهله
وأحب أن أنبهك على حطأ كتابي وقعت فيه، ويقع فيه غيرك كثيراً عندما يكتبون: إن شاء الله
يكتبونها: إنشاء ... ، وهذا يحيل المعنى ...
ولذلك صححتها لك
انظر هنا الفرق بين إنشاء الله وإن شاء الله ( http://www.kl28.com/mag/article.php?ArtID=28&Issue=1)(/)
حول المحكم والمتشابه
ـ[أبو المنذر المصري]ــــــــ[25 Jul 2004, 03:20 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد
فهذه نبذة مختصرة حول المحكم والمتشابه، أصلها مأخوذ من شرح الشيخ محمد عبد المقصود حفظه الله، لمذكرة الشيخ الشنقيطي رحمه الله في أصول الفقه، أسأل الله أن ينفع بها
المحكم والمتشابه:
أولا: تعريفهما:
تعريف المحكم لغة: ذكر الزركشي رحمه الله في "البرهان": أن أصله لغة المنع، فتقول: أحكمت بمعنى رددت، وسمي الحاكم حاكما لأنه يمنع الظالم منظلمه، ومنه حكمة اللجام، وهي التي تمنع الفرس من الإضطراب.
ومنه قول جرير:
أبني حنيفة احكموا سفهائكم إني أخاف عليكم أن أغضب، أي امنعوا سفهائكم.
وقد اختار الدكتور محمد لطفي الصباغ، في "اللمحات"، معنى الإتقان، فقال: المحكم: اسم مفعول من أحكم، أي أتقن، يقال: بناء محكم، أي متقن، لا وهن فيه ولا خلل.
تعريف المتشابه لغة:
اسم فاعل من تشابه، أي أشبه بعضه بعضا، وذكر الزركشي رحمه الله، أن أصله أن يشتبه اللفظ في الظاهر مع إختلاف المعاني.
وأما إصطلاحا، فقد اختلفت آراء العلماء في تعريف المحكم والمتشابه، ومن أبرز ما قيل في هذه المسألة:
¨ أن المحكم: ما عرف المراد منه، والمتشابه: ما استأثر الله بعلمه، كقيام الساعة والحروف المقطعة في أوائل السور، وهذا قول القرطبي رحمه الله، وقد رجحه الدكتور محمد لطفي الصباغ، وذكره الشيخ مناع القطان رحمه الله، في مقدمة الآراء التي سردها في هذه المسألة.
¨ أن المحكم: ما لايحتمل إلا وجها واحدا، والمتشابه: ما احتمل أوجها. اهـ، ففي قوله تعالى: (ثلاثة قروء)، يكون لفظ (ثلاثة)، على هذا التفسير، محكما لأنه لا يحتمل إلا معنى واحدا، وهو العدد ثلاثة، وأما لفظ (قروء)، فهو، على هذا التفسير، من المتشابه، لأنه مشترك لفظي يحتمل أكثر من معنى، فهو يأتي بمعنيين (الطهر والحيض)، والخلاف في هذه المسألة مبسوط في كتب الفقه، حيث رجح الأحناف رحمهم الله، معنى الحيض، ورجح الجمهور معنى الطهر، وهو الراجح إن شاء الله، والله أعلم.
¨ أن المحكم: ما استقل بنفسه ولم يحتج إلى بيان، والمتشابه: ما لا يستقل بنفسه واحتاج إلى بيان برده إلى غيره. اهـ، وعليه تكون آيات صفات الله عز وجل (محكمة المعنى)، وإن كانت كيفياتها، من المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله، كما نبه إلى ذلك الشيخ الشنقيطي رحمه الله، في مناقشته لقول ابن قدامة رحمه الله بأن آيات الصفات متشابهة، فهذا لفظ مجمل يحتاج إلى تبيين، وبيانه، أنها محكمة المعنى متشابهة الكيفية، وعلى هذا الرأي (أي أن المتشابه: ما لا يستقل بنفسه واحتاج إلى بيان برده إلى غيره)، يكون قوله تعالى: (إن الشرك لظلم عظيم)، من المتشابه، لأنه يحتمل الظلم بمعناه الواسع، ويحتمل الشرك خاصة، فاحتاج هذا اللفظ إلى غيره (وهو تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم، للظلم في هذه الآية بأنه الشرك)، ليظهر معناه المراد.
¨ أن المحكم: هو آيات الأحكام، والمتشابه هو: القصص والأمثال.
¨ أن المحكم: هو الناسخ، والمتشابه: هو المنسوخ.
¨ أن المحكم: هو ما اتصلت حروفه، والمتشابه: ما تقطعت حروفه، (كالحروف المقطعة في أوائل السور)، ويصف الشيخ محمد بن عبد المقصود، حفظه الله، هذا الرأي، بأنه رأي ضعيف، فكم من كلمات اتصلت حروفها، ولا معنى لها، فقد يجمع الإنسان حروفا متعددة في لفظ واحد، ولا يظهر من هذا اللفظ معنى واضح، والله أعلم.
¨ وهناك تعريف للمحكم، في علم الأصول، وهو: اللفظ الذي ظهرت دلالته بنفسه على معناه ظهورا قويا على نحو أكثر مما عليه المفسر، ولا يقبل التأويل ولا النسخ. فهو، كما يقول الدكتور عبد الكريم زيدان في "الوجيز" لا يحتمل التأويل، لأن وضوح دلالته بلغت حدا ينتفي معها أي إحتمال للتأويل. وهو لا يقبل النسخ، لأنه:
· إما أن يدل على حكم أصلي لا يقبل بطبيعته التبديل والتغيير، كالنصوص الواردة بالإيمان بالله واليوم الآخر والرسل، وتحريم الظلم، ووجوب العدل ونحو ذلك.
· وإما أن يقبله بطبيعته، ولكن اقترن به ما ينفي إحتمال نسخه، كقوله صلى الله عليه وسلم: (الجهاد ماض إلى يوم القيامة).
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم ذكر الدكتور عبد الكريم، تقسيما آخر، للمحكم، فهو إما أن يكون:
· محكما لعينه، وهو يشمل النوع السابق (أي الذي اقترن بما يدل على نسخه).
· وإما أن يكون محكما لغيره، وهو المحكم لإنقطاع الوحي بموته صلى الله عليه وسلم، والمحكم يأتي في المرتبة الأولى من مراتب واضح الدلالة، ويليه المفسر، ثم النص، ثم الظاهر.
وجدير بالذكر أن الزركشي رحمه الله، قد حكى الخلاف في هذه المسألة على 13 قولا.
مسألة: الإحكام والتشابه العام:
وقد فصل الحسين بن محمد النيسابوري رحمه الله، كما حكاه عنه الزركشي، القول فيها كالتالي:
¨ أولا: وصف الله عز وجل آيات القرآن كلها بأنها محكمة، في مواضع منها قوله تعالى: (كتاب أحكمت آياته). اهـ، أي أتقنت، فيكون معنى الإحكام العام في هذه الآية، الإتقان، الذي يشمل كل آيات القرآن.
¨ ثانيا: وصف الله عز وجل آيات القرآن كلها بأنها متشابهة، في مواضع منها قوله تعالى: (كتابا متشابها). اهـ، أي أنه متشابه في المثلية والإتقان، وهذا هو معنى التشابه العام، فآيات القرآن كلها متشابهة من حيث الإتقان.
¨ ثالثا: وهو أن منه محكما ومنه متشابه، لقوله تعالى: (منه آيات محكمات هن أم الكتاب). اهـ، وعليه حدث الخلاف في تعريف المحكم والمتشابه، إصطلاحا، كما تقدم، وهذا هو التفصيل الذي ارتضاه الشيخ محمد بن عبد المقصود، حفظه الله.
مسألة: القول في تفسير قوله تعالى: (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم)، وهل الواو في قوله تعالى: (والراسخون في العلم)، عاطفة، أم إستئنافية؟
رجح ابن قدامة رحمه الله، في روضة الناظر، أن الواو إستئنافية، وقال بأنه الأصح من جهة السياق وقواعد اللغة، لما يلي:
¨ أولا: أنه لو كانت الواو عاطفة، أن يكون السياق كالتالي: (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم، ويقولون آمنا به)، وهو خلاف سياق الآية: (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به).
¨ ثانيا: أنه لو كان الراسخون في العلم، يعلمون تأويله، لكان إبتغاء التأويل محمودا، ولكن الله عز وجل ذم إبتغاء التأويل في صدر الآية، (فأما الذين في قلوبهم مرض فيتبعون ما تشابه منه)، فوصف متبعي التأويل بأنهم مرضى القلوب، وكذا ذمه الرسول صلى الله عليه وسلم، في حديث عائشة مرفوعا: فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذرهم.
¨ ثالثا: ولأن قولهم: (آمنا به)، يدل على نوع تفويض وتسليم لشيء لم يقفوا على معناه، سيما إذا أتبعوه بقولهم: (كل من عند ربنا) فذكرهم ربهم ها هنا يعطي الثقة به والتسليم لأمره، وأنه صدر من عنده كما جاء من عنده المحكم.
¨ رابعا: ولأن لفظة (أما) لتفصيل المجمل، فذكره لها في الذين في قلوبهم زيغ مع وصفه إياهم بإتباع المتشابه وإبتغاء تأويله يدل على قسم آخر يخالفهم في هذه الصفة وهم الراسخون.
ويقول الدكتور الصباغ: ومما يؤيد أن الواو إستئنافية، لا عاطفة في قوله تعالى (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم)، دلالة الإستقراء في القرآن، ذلك أنه تعالى إذا نفى عن الخلق شيئا وأثبته لنفسه، عز وجل، فقد دل الإستقراء، كما يقول الأستاذ الشنقيطي في "أضواء البيان"، أنه لا يكون له في ذلك الإثبات شريك، كقوله تعالى: (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله).
ويقول الخطابي رحمه الله: لو كانت الواو في قوله تعالى (والراسخون)، للنسق، أي العطف، لم يكن لقوله تعالى: (كل من عند ربنا) فائدة، والمعنى، والله أعلم، كيف يفوضون علم ما علموه؟.
ويقول الشيخ الشنقيطي، رحمه الله، في "أضواء البيان"، بأن القول بأن الوقف تام على قوله تعالى: (إلا الله) وأن قوله تعالى: (والراسخون في العلم) إبتداء كلام، هو قول جمهور العلماء، وممن قال بذلك عمر وابن عباس وعائشة وعروة بن الزبير وعمر بن عبد العزيز وابن مسعود وأبي بن كعب وغيرهم كثير.
وممن حرر الخلاف في هذه المسألة (مسألة الوقف في قوله تعالى "إلا الله") فأجاد، الشيخ مناع القطان رحمه الله، في "المباحث"، حيث حكى الخلاف في هذه المسألة، فقال ما ملخصه:
(يُتْبَعُ)
(/)
¨ أولا: ذهب الجمهور، إلى أن الواو في قوله تعالى: (والراسخون في العلم) للإستئناف، وقد سبق في كلام الشنقيطي رحمه الله.
¨ ثانيا: ذهب بعض العلماء وعلى رأسهم مجاهد، رحمه الله، إلى أن الواو عاطفة، فقد روي عنه أنه قال: عرضت المصحف على ابن عباس من فاتحته إلى خاتمته، أقفه عند كل آية وأسأله عن تفسيرها، واختار هذا القول النووي رحمه الله، فقال في شرح مسلم: إنه الأصح لأنه يبعد أن يخاطب الله عباده بما لا سبيل لأحد من الخلق إلى معرفته، والرد على كلام النووي رحمه الله: أن لله عز وجل أن يمتحن خلقه بما شاء، فلا مانع أن يمتحنهم بالإيمان بما لا يعلمون معناه، ولا أدل على ذلك من الحروف المقطعة، في أوائل السور، فالجمهور على أنها مما استأثر الله عز وجل بعلمه.
ثم حرر، رحمه الله، الخلاف في هذه المسألة بناء على تعريف التأويل، فقد اختلف العلماء في تعريفه، على 3 أقوال:
¨ أولا: صرف اللفظ عن الإحتمال الراجح إلى الإحتمال المرجوح لدليل يقترن به، وهذا هو إصطلاح أكثر المتأخرين.
¨ ثانيا: التفسير، وهذا ما يكثر الطبري، رحمه الله، من إستخدامه في تفسيره.
¨ ثالثا: هو الحقيقة التي يؤول إليها الكلام، فتأويل ما أخبر الله به عن ذاته وصفاته هو حقيقة ذاته المقدسة وما لها من حقائق الصفات، وتأويل ما أخبر الله به عن اليوم الآخر هو نفس ما يكون في اليوم الآخر، ومن أبرز الأمثلة على هذا المعنى:
· قوله تعالى: (هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا)، فالتأويل في هذه الآية هو وقوع المخبر به، وهو يوم القيامة، وساعتها يندم مكذبوا الرسل ويسألون الشفاعة، ويتمنون الرجوع إلى الدنيا ليستكثروا من الصالحات، ولكن هيهات.
· قوله تعالى: (وقال يأبت هذا تأويل رءياي)، فيوسف صلى الله عليه وسلم، قال هذا بعد وقوع الرؤيا التي حكاها لأبيه في أول السورة.
ويشمل التأويل بهذا المعنى، أيضا الإمتثال، بالفعل إن كان أمرا، والترك إن كان نهيا، ومن ذلك قول عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده: "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي" يتأول القرآن، تعني قوله تعالى: (فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا)، فرسول الله صلى الله عليه وسلم، امتثل بفعل ما أمر به.
وبناءا على ما سبق، يجمع بين القولين، كالتالي:
¨ أولا: من قال بأن الواو للإستئناف، إنما عنى بذلك، المعنى الثالث للتأويل، وهو حقيقة الأمر المخبر به، لأنه غيب لا يعلمه إلا الله.
¨ ثانيا: ومن قال بأن الواو للعطف، فأدخل الراسخين في العلم، إنما عنى المعنى الثاني، وهو التفسير، فتفسير ألفاظ صفات الله عز وجل، مما يعلمه العلماء الراسخون في العلم، وإن كانت كيفياتها مجهولة، والله أعلم.
مسألة: أنواع المحكم:
تكلم الدكتور الصباغ، عن هذه المسألة في "اللمحات"، فقال:
المحكم درجات في وضوحه، ومن أجل ذلك يتفاوت الناس في إستيعابه كله وفهمه والإحاطة بمعانيه ومدلولاته، ثم قسم المحكم، إلى قسمين، فقال ما ملخصه:
¨ أولا: هناك آيات واضحات جدا يستطيع كل إنسان أن يفهمها، إذا كان عارفا باللغة العربية.
¨ ثانيا: هناك آيات لا يدرك مدلولها إلا العلماء الواقفون على أسرار العربية، القادرون على الإفادة من قواعد الإستنباط وأصول الفقه وقواعد البلاغة، ثم نبه إلى أن إدخال هذا القسم في المتشابه، لمجرد خفائه عن بعض الناس، غلط دون شك.
مسألة: أنواع المتشابه:
وقد تكلم عنها أيضا الدكتور الصباغ في "اللمحات"، فقال ما ملخصه:
وهو (أي المتشابه) أيضا درجات، فبعضه أشد تشابها من بعض، وقد توسع فيه بعض العلماء، الذين يقولون بأن المتشابه يمكن معرفة معناه، حتى جعلوا، كما سبق، الكلمة الغريبة التي يكشف عن معناها في كتب غريب القرآن، أو معجمات اللغة، من المتشابه.
¨ التقسيم الأول:
وقد ذكروا فيه أن المتشابه ثلاثة أنواع:
· أولا: متشابه من جهة اللفظ: وهو الذي أصابه الغموض بسبب اللفظ وهو نوعان:
o نوع يرجع إلى الألفاظ المفردة: وذكروا له ضربين:
q ضرب يرجع إلى الغرابة: مثل (الأب) فق قوله تعالى: (وفاكهو وأبا).
(يُتْبَعُ)
(/)
q وضرب يرجع إلى الإشتراك، وهو يقصد، والله أعلم، الإشتراك اللفظي، وهو: إستخدام اللفظ الواحد لأكثر من معنى، كلفظ العين، على سبيل المثال، فهو يطلق على عين الماء، وعلى عين الإنسان الذي يبصر بها، وعلى الذهب، وعلى الجاسوس، ومن أبرز الأمثلة القرآنية على هذا: قوله تعالى: (ثلاثة قروء)، فالقرء يطلق على الضدين (الطهر والحيض)، وبناءا عليه حدث الخلاف الشهير بين العلماء في عدة المطلقة، ولا شك أن هذا الضرب، هو من المتشابه عند من توسع في إطلاق التشابه، ولعل هذا الخلاف الفقهي، هو الذي جعلهم يطلقون عليه وصف التشابه، والله أعلم.
o ونوع يرجع إلى جملة الكلام المركب، وذكروا لذلك ثلاثة أضرب:
q ضرب ينشأ عن إختصار الكلام.
q وضرب ينشأ عن بسط الكلام.
q وضرب ينشأ بسبب نظم الكلام.
وهذه الأضرب، أفتقر إلى أمثلة عليها، وإن كنت قد سمعت تسجيلا للدكتور عبد الله بدر، حفظه الله، وهو أحد علماء الأزهر، تكلم فيه عن هذه المسألة بالتفصيل، وذكر الأمثلة الوافية عليها، ولكن لا تحضرني في هذا الوقت، فأرجوا من إخواني سد هذا النقص.
· ثانيا: ومتشابه من جهة المعنى، وهو الذي أصابه الغموض بسبب المعنى نفسه، وقد ذكر الراغب الأصفهاني رحمه الله، في "مفرداته" أن منه أوصاف الله تعالى وأوصاف القيامة، وهذا هو نفس كلام ابن قدامة رحمه الله، في "روضة الناظر"، وقد استدرك عليه الشنقيطي رحمه الله،في مذكرته في أصول الفقه، هذا الإطلاق، فينبغي أن يقيد الأمر في مسألة أوصاف الله عز وجل، بأنها متشابهة الكيفية، لا المعنى، فمعناها اللغوي واضح، وما استدرك على ابن قدامة رحمه الله، يستدرك على الراغب رحمه الله، وممن أكد على هذا شيخ الإسلام رحمه الله، حيث ذهب إلى أن إعتبار آيات الصفات من المتشابه غلط، وإن كان قد قرر أن حقيقة ما تدل عليه الآيات من حقائق الأسماء والصفات من المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله، فقال: (وأما حقيقة ما دل عليه ذلك من حقائق الأسماء والصفات فهذا من تأويل المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله).
¨ التقسيم الثاني:
وذكروا للمتشابه تقسيما آخر من حيث إمكانية معرفته، فقالوا: إنه ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
· أولا: قسم لا سبيل إلأى الوقوف عليه كوقت الساعة وخروج الدابة.
· ثانيا: وقسم للإنسان سبيل إلى معرفته، كالألفاظ الغريبة.
· ثالثا: وقسم متردد بين الأمرين، يختص بمعرفته بعض الراسخين في العلم ويخفى على من دونهم، وقد رجح الدكتور الصباغ، أن المتشابه من هذه الأضرب هو الأول فقط، وأما الألفاظ الغريبة وما يستطيع الراسخون في العلم معرفة معناه، فهو من المحكم، وإن كان إدراكه غير متيسر لكل أحد.
مسألة: المنحرفون والمتشابه:
تتضح هذه المسألة، بذكر أمثلة من سلوك المنحرفين فيها:
¨ أولا: منهج مؤولة الصفات، وجلهم من المتأخرين، الذين اعتمدوا تعريف التأويل على أنه: صرف اللفظ عن الإحتمال الراجح إلى الإحتمال المرجوح لدليل يقترن به، وعليه صرفوا ألفاظ آيات الصفات عن معانيها الظاهرة المتبادرة للذهن، إلى معان أخرى مرجوحة لأمور ظنوها قرائن تصلح في هذا المقام، مبناها تنزيه الخالق عز وجل عن مشابهة خلقه، فقالوا: (استوى) بمعنى (استولى) وأولوا صفة الوجه على أنها الذات، وصفة اليد على أنها القدرة والقوة والنعمة، وهكذا، ولو التفتوا لحقيقة، أن الإشتراك في التسمية لا يعني الإشتراك في المسمى، فليس معنى أن لله عز وجل يد، وللإنسان يد، أنهما متماثلتان، لمجرد إطلاق لفظ "اليد" على كليهما، وحقيقة أن الكلام على الصفات، فرع عن الكلام على الذوات، فكما أن ذات الخالق عز وجل لا تشابه ذوات مخلوقاته، فكذا صفاته، لا تشابه صفات مخلوقاته، لو التفتوا لكل هذا، لما وقعوا فيما وقعوا فيه من التأويل بداعي التنزيه.
¨ ثانيا: منهج الباطنية وغلاة الشيعة: وهؤلاء اعتمدوا على تأويلات باطلة، لا تمت للنصوص الشرعية بصلة، وقد نقل الدكتور الصباغ أمثلة على هذا المنهج المنحرف، من كتاب "القرامطة" لإبن الجوزي رحمه الله، ومنها:
(يُتْبَعُ)
(/)
· ما ذكره ابن الجوزي رحمه الله، نقلا عن غلاة الشيعة الذين يعتقدون بعقيدة التناسخ الباطلة وينكرون القيامة، ونقل عنهم قولهم: (وأما النفوس المنكوسة المغموسة في عالم الطبيعة المعرضة عن طلب رشدها من الأئمة المعصومين فإنها أبدا في النار، على معنى أنها تتناسخ في الأبدان الجسمانية وكلما فارقت جسدا تلقاها آخر واستدلوا بقوله تعالى: (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها)).
· ونقل عنهم أيضا أنهم يفسرون الصيام بالإمساك عن كشف السر، ويفسرون البعث يوم القيامة بالإهتداء إلى مذاهبهم.
· ومما نقل عنهم، أنه يفسرون الجنابة، بأنها إفشاء السر، وليست الجنابة، بمعناها الشرعي، عند جماهير المسلمين، والله أعلم.
· بل وذهب بعضهم، كما يقول الدكتور الصباغ، إلى تفسير الحروف المقطعة على أنها رموز لكلمات يستدلون منها على أحقية علي رضي الله عنه بالخلافة، بل استدل بعضهم على أن عليا كان أحق بالرسالة من محمد صلى الله عليه وسلم، كما ذكر ذلك محمد رشيد رضا رحمه الله.
· وذهب فريق ثان إلى تفسير هذه الحروف بحساب الجمل واستنتجوا من ذلك وقت قيام الساعة، ويهذون بهذيانات باطلة.
مسألة: فوائد المتشابه:
¨ أولا: فوائد المتشابه الذي يمكن علمه:
وقد ذكرها الدكتور الصباغ في "اللمحات"، فقال ما ملخصه:
· حث العلماء على النظر الموجب للعلم بغوامضه والبحث عن دقائقه.
· ظهور التفاضل وتفاوت الدرجات إذ لو كان القرآن كله محكما لا يحتاج إلى تأويل لاستوت منازل الخلق ولم يظهر فضل العالم على غيره.
· الحصول على الثواب الأكبر، ذلك لأن المتشابه يوجب فهمه التعمق في معرفة النحو والمعاني وغيرهما والوقوف على أساليب العرب والعلوم الأخرى.
¨ ثانيا: فوائد المتشابه الذي لا يمكن علمه:
· إبتلاء العباد بالوقوف عنده، والتوقف فيه، والتفويض والتسليم، والتعبد بالإشتغال به من جهة التلاوة كالمنسوخ وإن لم يجز العمل بما فيه.
· إستكمال جوانب التأثير في العقيدة، وذلك لتتوافر للعقيدة الصفة المهمة التي تجعلها عقيدة تملأ النفس، وتحوز الإعجاب.
· إقامة الحجة على الناس جميعا بهذا الكتاب، الذي جاء بكل ما يتطلع إليه الناس أفرادا وجماعات سواء كان في العقيدة التي تنأى عن الخرافة والباطل، وتدعو إلى الإيمان بحقائق يدرك الناس بعضها ويعجز العقل البشري عن إدراك بعضها، أو كان في التشريع المتكامل أو في الحياة الروحية السامية التي أقامها بين الناس.
· إقامة الحجة على العرب البلغاء حيث نزل القرآن بلغتهم، ومع ذلك فقد عجزو عن الوقوف على معنى بعض الآيات، فدل ذلمك على أنه منزل من عند الله تبارك وتعالى.(/)
ضيف جديد
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[26 Jul 2004, 04:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
ضيف جديد بملتقاكم.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا للاستفادة والإفادة.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 Jul 2004, 04:58 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحباً بك في روضة من رياض العلم، وبستان من بساتين المعرفة، وملتقى من ملتقيات أهل الفضل
ونحن في انتظار مشاركاتك الجادة - إن شاء الله -.
ـ[أويس القرني]ــــــــ[27 Jul 2004, 12:48 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلا وسهلا بالشيخ (أبو عمر السمرقندي) وإن كنت جديدا في هذا الملتقى فأنت في غيره معروفة جهودكم وفقكم الله لكل خير ونفع بكم (ومرحبا ألف)
ـ[المحرر]ــــــــ[01 Aug 2004, 05:32 ص]ـ
حياك الله يا شيخ (أبو عمر)
وأطلب منك طلباً خاصاً:
لا تنس ملتقى أهل الحديث!(/)
متى تتوقف خطاك .... ؟
ـ[سلسبيل]ــــــــ[27 Jul 2004, 03:46 م]ـ
متى تتوقفُ خُطاك ..... ؟
هل تشعر بأهمية أن يكون للإنسان هدفا يسعى إليه في الحياة؟ .... ويجاهد للوصول إليه! ويتحمل الصعاب من أجله ثم إذا ما وصل إليه أحس بسعادة ما بعدها سعادة ..... وراحة ما بعدها راحة .....
لعلك تفكر بأن تكون من أصحاب الأهداف بل تقرر أن تكون كذلك .... وتلتفت حولك فلا ترى هدفا عظيما .... تهيئ نفسك للتضحية من أجله! ربما تسهر الليالي لتصل إليه ....... ربما قلت في نفسك .... حياتي جميلة هكذا تسير باطمئنان ... فماذا أريد أكثر!؟ .... ولماذا اتعب نفسي بالبحث عن هدف مصطنع؟! ربما قلت أنا سعيد بحياتي ... أؤدي واجباتي تجاه ربي .... ومرتاح في عملي وفي بيتي ....
نعم قد يكون هذا حقا .... ولكن ذلك لا يغنك عن هدفك ... فالإنسان الناجح الطموح لابد ألا يقر أبدا بمرتبة وصل إليها ولو حاز كل ما يتمنى من رفعة ومجد ونجاح فدائما يطلب نجاح أكبر ورفعة أكثر .... وكأنه يشرب من ماء مالح فكلما شرب كلما عطش أكثر .... ألا ترى معي أن طالب المال إن حاز مليونا طلب المليون الثاني والثالث ... فلا عجب بعدها من طالب للأهداف السامية ألا يتوقف ولا يقنع .... فلئن حققت أهدافك من دراسة ونجاح في العمل واستقرار في الحياة لاتقنع بها وتقف عندها فتنقلب أهدافك التي حققتها عليك لا لك .... لأنك سجنت نفسك بها فلم تعد ترى ما وراءها
فالأهداف لا تنتهي .... وليس لها حدود ... وليست حكرا على أحد .... فاصنع هدفك الآن ... واجعله ديدنك ولا يفارقك ليلا أو نهارا حتى تصل إليه ولكن مما يؤسف له أن أغلبنا صارت أهدافه متعلقة فقط بأكله وشربه ومسكنه ولبسه ووظيفته وحياته الفانية بل ورزقه الذي ضمنه الله له أنه لن يموت حتى يستوفيه فارتفع بهدفك وارتقي بأفكارك لترتقي ... فارتقاءك بهمك كفيل بارتقائك
فاجعل رضا الله هدفك ... وصحبة القرآن هدفك ... والتطور بمهاراتك هدفك ... وتطبيق السنة هدفك ... ومساعدة الآخرين هدفك ... وتحسين أخلاقك هدفك .... والوصول لمرتبة الإحسان هدفك ... وغيرها مما أنت أعلم بها .... عندها ستجد أن للحياة طعما آخر! وستجد أنك تقبل عليها بنشاط أكبر وهمة بل وبقوة أكبر حتى صار هدفك يعيش معك بل صرت تراه ... لذا فخطواتك ثابتة مهما قابلتها من محن وعقبات بل إن ذلك مما يزيد إصرارك وعزيمتك على المواصلة .... ولكن إياك أن تقنع بما نلت من هدف بل جدد أهدافك .... فكلما وصلت لهدف ... هيئ نفسك للهدف التالي وهكذا سر ولا تتوقف إلا وقد وضعت رجلك في الجنة .... بل الفردوس الأعلى منها .... عندها تكون قد حققت هدفك الأكبر وعندها فقط تتوقف خطاك(/)
ماذا تعرف عن أئمة الحرم المكي 1
ـ[إمداد]ــــــــ[28 Jul 2004, 02:09 ص]ـ
الشيخ/سعود الشريم
هو سعود بن إبراهيم بن محمد آل شريم من الحراقيص من بني زيد من قضاعة قحطان وهي قبيلة مقرها مدينة شقراء بنجد ..
• ولد بمدينة الرياض عام 1386 هـ ..
• درس المرحلة الإبتدائية بمدرسة عرين .. ثم المتوسطة في المدرسة النموذجية .. ثم الثانوية في اليرموك الشاملة والتي تخرج منها عام 1404 هـ .. ثم إلتحق بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة .. تخرج منها عام 1409 هـ .. ثم إلتحق عام 1410 هـ بالمعهد العالي للقضاء ونال درجة الماجستير فيها عام 1413 هـ ..
-*-*-*-*-
• تلقى العلم مشافهة عن عدد من المشائخ الأجلاء من خلال حضور حلقات دروسهم ما بين مقل له ومكثر .. منهم سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز – رحمه الله تعالى – في عدة متون خلال دروس الفجر بالجامع الكبير بالرياض .. والشيخ العلامة عبد الله بن الجبرين في منار السبيل في الفقه وكذا الاعتصام للشاطبي ولمعة الاعتقاد لابن قدامة وكتاب التوحيد للشيخ محمد ابن عبد الوهاب وفقه الأحوال بالمعهد العالمي للقضاء أثناء الدراسة .. والشيخ الفقيه عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل عضو المجلس الأعلى للقضاء سابقاً حيث قرأ عليه في حاشية الروض المربع في الفقه الحنبلي وكذا تفسير ابن كثير .. كما تلقى العلم عن الشيخ عبد الرحمن البراك في الطحاوية والتدمرية .. والشيخ عبد العزيز الراجحي في شرح الطحاوية .. والشيخ فهد الحمين في شرح الطحاوية .. والشيخ عبد الله الغديان عضو هيئة كبار العلماء في القواعد الفقهية وكتاب الفروق للقرافي أثناء الدراسة في المعهد العالي للقضاء .. والشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء في فقه البيوع أثناء الدراسة بالمعهد العالي للقضاء عام 1410 هـ ..
-*-*-*-*-
• في عام 1412 هـ صدر أمر خادم الحرمين الشريفين بتعيينه إماماً وخطيباً بالمسجد الحرام ..
• وفي عام 1413 هـ عين بأمر ملكي قاضياً بالمحكمة الكبرى بمكة المكرمة ..
• وفي عام 1416 هـ تفرغ لنيل درجة الدكتوراه بجامعة أم القرى .. وقد نال الشهادة بتقدير (امتياز) وكانت بعنوان (المسالك في المناسك) مخطوط في الفقه المقارن للكرماني .. وكان المشرف على رسالته الشيخ / عبد العزيز آل الشيخ المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء ..
• في عام 1414 هـ صدرت الموافقة السامية بتكليفة بالتدريس في المسجد الحرام ..
-*-*-*-*-
? وقفات من حياة الشيخ سعود الشريم:
1) يعتبر الشيخ سعود من القراء المتقنين للقرآن الكريم .. ويلحظ هذا كل من صلى خلفه – حفظه الله تعالى - ويروي عن نفسه:
أنه كلن يستغل وقته في مرحلة شبابه في حفظ القرآن الكريم حتى أنه حفظ سورة النساء عند إشارات السيارات في فترة الانتظار!! ..
2) يقعد الشيخ بعد صلاة الظهر في غرفته المباركة في الحرم المكي حيث يجيب على أسئلة المستفتين .. وهذه الطريقة من أيسر الطرق للوصول للشيخ والدخول عليه وطلب أي شيء منه ..
-*-*-*-*-
? من مؤلفاته:
- كيفية ثبوت النسب (مخطوط) ..
- كلاامات الأولياء (مخطوط) ..
- المهدي المنتظر عند أهل السنة والجماعة (مخطوط) ..
- المنهاج للمعتمر والحاج ..
- وميض من الحرم (مجموعة خطب) ..
- خالص الجمان تهذيب مناسك الحج من أضواء البيان ..
- أصول الفقه سؤال وجواب (مخطوط) ..
- التحفة المكية شرح حائية ابن أبي داود العقدية (مجلد مخطوط) ..
- حاشية علا لامية ابن القيم (مخطوط) ..
-*-*-*-*-
? خطب ودروس ومحاضرات للشيخ:
http://www.islamway.com/bindex.php?...&scholar_id=101
هم الفراغ وفقه الترويح ..
http://www.islamway.net/bindex.php?...&scholar_id=216
القرآن كاملاً بصوت الشيخ سعود الشريم
http://www.islamweb.net/pls/iweb/au...ree=6&vqerraa=1
-*-*-*-*-
? وقفات مع خطب الشيخ:
القسوة نقص في طبيعة المرء .. وارتكاس بالفطرة إلى منزلة السبُع البهيم .. بل إلى منزلة الجماد الأصم الذي لا يعي ولا يهتز .. فخليق بالمرء أن يتصون عنها .. ويأخذ حذره منها (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ) ..
(يُتْبَعُ)
(/)
أما اللين والدعة فهما كمال في طبيعة المرء .. وتمام يرقى به .. ويكون حياً نابضاً بالحب والرأفة .. التي عزّت وأوعزت في غير ما مجتمع ..
ولم يُرَ عيوب الناس عيبٌ ... كنقص القادرين على التمام
المرء القاسي القلب هو الذي تستعبده الفظاظة الغائلة .. والغظاظة الغالبة .. ويتحكم في أعماله وتوجهاته .. عت صلد .. به يخبو قبسه .. ويكبو فرسه .. فيجر معه متاعب الدنيا والآخرة .. إذ لا يقسو على الناس إلا من هو معجب بنفسه وطبعه .. حتى ليُرى منه ما يخشى ويتقى .. وما لا يرى مما هو خفي أطم وأدهى ..
ألا فليت شعري ما الذي يحمل المرء على أن يقسو قلبه .. ؟!!
أهو فطرة يفطر عليها القاسي فيدعي جبيلتها .. ؟! كلا .. فالله جل شأنه يقول: (خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين) ..
أم هي نقيصة يجدها المرء في نفسه .. ثم يسدها بغلظة وعنف يحتال بهما على نفسه .. ؟!! .. ربما
أم هو الحسد والتشفي وحب الذات .. ؟؟! .. ليس ببعيد ..
-*- من خطبة نحن والقسوة -*-
-*-*-*-*-
والقلم هو خطيب الناس وفصيحهم .. وواعظهم وطبيبهم .. بالأقلام تدبر الأقاليم .. وتساس المماليك .. القلم نظام الأفهام .. يخطها خطاً فتعود أنظر من الوشي المرقوم .. وكما أن اللسيان بريد القلب .. فإن القلم بريد اللسان الصامت .. وإذا كان الأمر كذلك فقلمك يا أخي لا تذكري به عورة إمرئ .. إذ كلك عورات وللناس أقلام ..
-*- من خطبة أمانة القلم -*-
-*-*-*-*-
العري سمة حيوانية بهيمية .. ولا يميل إليه إلا من هو أدنى من الإنسان .. ومتى رؤي العري والتعري جمالاً وذوقاً وتقدماً ومسايرة لركب الغافلين فقولوا على الفطرة السلام ..
ولتبدأ الآذان مصغية في سماع ما يبكي ويحزن من مآسي التفنن والتنويع في الانسلاخ والتجرد عن قيم الإسلام .. ناهيكم عن سوء العواقب الموخزة .. وحينئذ واقعون لا محالة فيما حذرنا منه الباري بقوله: (يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا) ..
-*- من خطبة اللباس بين الستر والتعري -*-
-*-*-*-*-
السعادة ليست في وفرة المال .. ولا سطوة الجاه .. ولا كثرة الولد .. ولاحسن السياسة .. السعادة أمر لا يقاس بالكم .. ولا يشترى بالدنانير .. لا يملك بشر أن يعطيها .. كما أنه لا يملك أن ينتزعها ممن أوتيها ..
السعادة دين يتبعه عمل .. ويصحبه حمل النفس على المكاره .. وجبلها على تحمل المشاق والمتاعب .. وتوطينها لملاقاة البلاء بالصبر .. والشدائد بالجلد .. والسعيد من آثر الباقي على الفاني .. (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً) .. (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) ..
-*- من خطبة السعادة المنشودة -*-
-*- المصادر-*-
كتاب / أئمة المسجد الحرام ومؤذنوه لـ عبد الله الزهراني ..
كتاب / وميض من الحرم / المجموعة الثالثة ..
كتاب / وميض من الحرم / المجموعة الرابعة ..
مجلة الفتيان / العدد (46) شوال - ذو القعدة 1423 هـ .. ===============================
منقول من موقع
منتديات طريق الهداية http://www.hedayaway.net/vb
ـ[موراني]ــــــــ[28 Jul 2004, 07:59 م]ـ
لمجرد استفادة , أنظر:
المختصر من كتاب نشر النور والزهر في تراجم أفاضل مكة من القرن العاشر الى القرن الرابع عشر
تأليف الشيخ عبد الله مرداد أبو الخير
مطبوعات نادي الطائف الأدبي. 1398
موراني
ـ[إمداد]ــــــــ[29 Jul 2004, 06:30 م]ـ
الشيخ/عبد الرحمن السديس
هو أبو عبد العزيز عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن محمد بن عبد الله (الملقب بـ السديس) ..
يرجع نسبه إلى عِنِزَة القبيلة المشهورة ..
من محافظة البكيرية بمنطقة القصيم ..
-*-*-*-*-*-
(يُتْبَعُ)
(/)
- حفظ القرآن الكريم في سن الثانية عشرة .. حيث يرجع الفضل في ذلك بعد الله لوالديه .. فقد ألحقه والده في جماعه تحفيظ القرآن الكريم بالرياض .. بإشراف فضيلة الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله آل فريان .. ومتابعة الشيخ المقرئ محمد عبد الماجد ذاكر .. حتى منّ الله عليه بحفظ القرآن الكريم على يد عدد من المدرسين في الجماعة كان آخرهم الشيخ محمد علي حسان ..
-*-*-*-*-*-
- نشأ في الرياض والتحق بمدرسة المثنى بن حارثة الإبتدائية .. ثم بمعهد الرياض العلمي .. وكان من أشهر مشايخه عبد الله المنيف والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن التويجري وغيرهما ..
- تخرج من المعهد عام 1399 هـ بتقدير ممتاز ..
- ثم إلتحق بكلية الشريعة بالرياض وتخرج منها عام 1403 هـ .. وكان من أشهر مشائخه في الكلية ..
الشيخ / صالح العلي الناصر - رحمه الله تعالى -
الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ ..
الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين ..
الشيخ / د. صالح بن غانم السدلان ..
الشيخ / د. عبد الرحمن بن عبد الله الدرويش ..
الشيخ / د. عبد الله بن علي الركبان ..
الشيخ / د. عبد الرحمن السدحان ..
-*-*-*-*-*-
- عين معيداً في كلية الشريعة بعد تخرجه منها في قسم - أصول الفقه - واجتاز المرحلة التمهيدية (المنهجية) بتقدير ممتاز ..
- وكان من أشهر مشائخه فيه العلامة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الغديان ..
- عمل إماماً وخطيباً في عدد من مساجد مدينة الرياض .. كان آخرها مسجد الشيخ العلامة عبد الرزاق العفيفي - رحمه الله تعالى - ..
إلى جانب تحصيله العلمي النظامي في الكلية قرأ على عدد من المشائخ في المساجد واستفاد منهم يأتي في مقدمتهم:
العلامة الشيخ / عبد العزيز بن باز - رحمه الله تعالى - ..
الشيخ العلامة / عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله تعالى - ..
الشيخ / د. صالح الفوزان ..
الشيخ / عبد الرحمن بن ناصر البراك ..
الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله الراجحي .. وغيرهم جزاهم الله خير الجزاء ..
-*-*-*-*-*-
- في عام 1404 هـ صدر التوجيه الكريم بتعيينه إمامً وخطيباً في المسجد الحرام .. وقد باشر عمله في شهر شعبان من نفس العام يوم الأحد الموافق 22/ 8 في صلاة العصر .. وكانت أول خطبة له في رمضان من العام نفسه بتاريخ 15/ 9 ..
-*-*-*-*-*-
- وفي عام 1408 هـ حصل على درجة الماجستير بتقدير ممتاز من كلية الشريعة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - قسم أصول الفقه - عن رسالته (المسائل الأصولية المتعلقة بالأدلة الشرعية التي خالف فيها ابن قدامة الغزالي .. ) .. وقد حظيت أولاً بإشراف فضيلة الشيخ العلامة عبد الرزاق العفيفي عليها .. ونظراً لظروفه الصحية فقد أتم الإشراف فضيلة الشيخ د. عبد الرحمن الدرويش ..
-*-*-*-*-*-
- انتقل للعمل بعد ذلك محاضراً في قسم القضاء بكلية الشريعة بجامعة أم القرى بمكة المكرمة ..
- حصل على درجة الدكتوراه من كلية الشريعة بجامعة أم القرى بتقدير ممتاز مع التوصية بطبع الرسالة عن رسالته الموسومة (الواضح في أصول الفقه لأبي الوفاء بن عقيل الحنبلي دراسة وتحقيق .. ) وكان ذلك في 1416 هـ .. وقد أشرف على الرسالة الأستاذ د. أحمد فهمي أبو سنة .. وناقشها معالي الشيخ د. عبد الله بن عبد المحسن التركي وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد .. والدكتور علي بن عباس الحكمي رئيس قسم الدراسات العليا الشرعية بجامعة أم القرى ..
-*-*-*-*-*-
عين بعدها أستاذاً مساعداً في كلية الشريعة بجامعة أم القرى ..
يقوم مع عمله بالإمامة والخطابة بالتدريس في المسجد الحرام .. حيث صدر توجيه كريم بذلك عام 1416 هـ .. ووقت التدريس بعد صلاة المغرب في العقيدة والفقه والتفسير والحديث مع المشاركة في الفتوى في موسم الحج وغيره ..
- قام بكثير من الرحلات الدعوية في داخل المملكة وخارجها .. شملت كثيراً من الدول العربية والأجنبية .. وشارك في عدد من الملتقيات والمؤتمرات ..
- له عضوية في عدد من الهيئات والمؤسسات العلمية والدعوية والخيرية ..
- رشحه الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز - رحمه الله تعالى - لعضوية الهيئة الشرعية للإغاثة الإسلامية التابعة لرابطة العالم الإسلامي وغيرها ..
(يُتْبَعُ)
(/)
- له نشاط دعوي عن طريق المشاركة في المحاضرات والندوات في الداخل والخارج ..
- له اهتمامات علمية عن طريق التدريس والتصنيف يشمل بعض الأبحاث والدراسات والتحقيقات والرسائل المتنوعة ..
- المسائل الأصولية المتعلقة بالأدلة الشرعية التي خالف فيها ابن قدامة الغزالي ..
- الواضح في أصول الفقه دراسة وتحقيق ..
- كوكبة الخطب المنيفة من جوار الكعبة الشريفة ..
- إتحاف المشتاق بلمحات من منهج وسيرة الشيخ عبد الرزاق ..
- أهم المقومات في صلاح المعلمين والمعلمات ..
دور العلماء في تبليغ الأحكام الشرعية ..
رسالة إلى المرأة المسلمة ..
- التعليق المأمول على ثلاثة أصول ..
- الإيضاحات الجلية على القواعد الخمس الكلية ..
وعنده عدد من الأبحاث والمشروعات العلمية فيما يتعلق بتخصصه في أصول الفقه ..
- الشيخ عبد الرزاق العفيفي ومنهجه الأصولي ..
- كلام رب العالمين بين علماء أصول الفقه وأصول الدين ..
- معجم المفردات الأصولية تعريف وتوثيق وهو نواة موسوعة أصولية متكاملة إن شاء الله ..
- الفرق الأصولية استقراء وتوضيح وتوثيق ..
- تهذيب بعض موضوعات الأصول على منهج السلف رحمهم الله ..
- العناية بإبراز أصول الحنابلة رحمهم الله وخدمة تحقيق بعض كتب التراث في ذلك ..
-*-*-*-*-*-
-*- اخترت لكم -*-
القرآن كاملاً بصوت الشيخ / عبد الرحمن السديس
خطب ومحاضرات ودروس للشيخ عبد الرحمن
-*-*-*-*-*-
-*- وقفات مع خطب الشيخ -*-
- إنَّ دروبَ الإحسان والتفانيَ فيها آفاقٌ واسعة خلاّبة .. تنعَم فيها النفوس المسلمة الرضيّة بجمال السّعَة وبُعد المدى وجلال العاقِبة .. وإنّ العمل الخيريَّ والإغاثيّ إيمانٌ مُسعِد وخُلق كريم لأَلَقِ اليقين مُصعِد .. كيفَ وهو تدرّجٌ في سُلّم النّجاح .. وصعود إلى مراقي الفلاح .. فالله عزّ وجل يقول: (وَ?فْعَلُواْ ?لْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) .. كما أنّه يرفع المسلمَ إلى أعلى الكمالاتِ في براءةِ النفوس من الشّحّ والإمحال .. وبسط الرّاحة بالبذل والنّوال .. وهو مِن الأدلة على كمالِ الإيمان وحسنِ الظّنّ بالله سبحانه ..
إنّ الإحسانَ والبرَّ والحنوَّ على الفقراء والمنكوبين والمشرَّدين واللاجئين والثكالى واليتامى مِن جرّاء الحروب والكوارثِ وآثار الخطوب والحوادث ليمثِّل أنقى وأبقى وأغلى وأعلى مثالٍ للبريّة .. يتصوّره قلبٌ برّ رحيم وضمير يقِظ كريم .. وليت شِعري كم هي مضيئة مُشرقةٌ .. ومِن أغلال الشحِّ والأنانيّة معتَقَة .. تلك الصّورة الخلاّبة خصوصًا إذا قورِنت بصورةِ الحِقد الدّفين الذميم والهدم والتّشريد اللئيم ..
-*- من خطبة / هُبّوا للعمل الإغاثي -*-
-*-*-*-*-*-
ـ[إمداد]ــــــــ[04 Aug 2004, 02:45 ص]ـ
الشيخ الدكتور عمر السبيل
باديء ذي بدء أقول إن الله سبحانه وتعالى قد أنعم على هذه البلاد بنعم كثيرة، فهي مهبط الوحي ومنبع الرسالة، وفي أراضيها «الحرمان الشريفان» مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة وقد نبع في هذين الحرمين وعلى مرَّ العصور الكثير من العلماء الفضلاء، ومنهم الأئمة الذين يؤمون المسلمين في صلواتهم، وهم يعلمون علوم الشرع في حلقاتهم.
ولأن حياتهم تعد قدوة لجيل عصر العولمة، فإن هذه المجلة قد أولت اهتمامااً خاصاً وبحب عميق ومتابعة من رئيس تحريرها الموقر بأئمة الحرمين الشريفين أحياءً وأمواتاً، فبدت منذ أكثر من سنة وهي تنشر تراجم وسير أصحاب الفضيلة أمثال: الشيخ عبدالله الخياط، والشيخ عبدالله الخليفي، والدكتور عبدالرحمن السديس، والدكتور صالح بن حميد، والدكتور علي الحذيفي، والدكتور سعود الشريم، وهاهي تواصل حلقاتها وتختار في هذه الحلقة أحد أئمة الحرم المكي الشريف ألا وهو فضيلة الشيخ الدكتور عمر السبيل رحمه الله تعالى.
لقد كان الدكتور عمر السبيل إنساناً خلوقاً، عالماً حافظاً لكتاب الله عز وجل كان فقيهاً مؤدباً، متواضعاً مع نفسه ومع الآخرين، حفظ بعض القرآن الكريم لديّ والبعض الآخر حفظه على يد بعض الأساتذة في الحرم المكي الشريف، وفي جامعة أم القرى الفيتة أتقن روايتي حفص وشعبة عن عاصم الكوفي ونال سنده.
لقد كانت له ـ رحمه الله ـ مواقف حية وجوانب مضيئة أشير إلى بعض منها:
1 - ترك عمادة كلية الشريعة، وتفرغه للتدريس خدمة للعلم وطلابه.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - كان صاحب الفضل في إحياء حلقة خاصة عن علم القراءات في الحرم المكي الشريف.
3 - تواصله مع محبيه ومشايخه الذين كانوا يخجلون من دماثة خلقه وأدبه وقد زارني أكثر من مرة وكان يقول لي في كل مرة: «اجلس ياشيخ أنا أصب القهوة وأنت شيخنا»، وكانت الزيارات متبادلة بيننا، وكان وفياً لجيرانه ولأساتذته ولزملائه ولأحبائه، وهذه الصفات مأخوذة من السلف الصالح الذين كانوا يؤثرون بعضهم بعضاً حباً ووداً ودعاء.
4 - ومن تواضعه الجم أنه رفض بشدة أن يكتب عنه وعن ترجمته في زاوية أئمة الحرمين، وكان يردد دائماً أنه طالب علم لا يستحق ذلك.
5 - كلما هاتفني أو هاتفته يسأل أول ما يسأل: هل حلقة القراءات مستمرة؟ وكنت أطمئنه أنها مستمرة بحمد الله وتوفيقه سبحانه وتعالى.
6 - حبه للحرم ولدروسه الأسبوعية وحضوره مبكراً بعد صلاة المغرب استعداداً لصلاة التراويح وذلك في شهر رمضان المبارك.
وبعد:
فهذه بعض المواقف والجوانب التي ذكرتها في هذه العجالة عن الشيخ عمر السبيل رحمه الله تعالى.
لمحات من حياته
ــ ولد الدكتور عمر في عام 1377هـ/1958م.
ــ درس الابتدائية بمكة المكرمة.
ــ أكمل المرحلة الثانوية في معهد الحرم المكي وحفظ القرآن خلال هذه الفترة.
ــ تخرج في معهد الأرقم بن الأرقم لتحفيظ القرآن.
ــ تخرج في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض وحصل منها على درجة البكالوريوس في الشريعة.
ــ حصل على درجة الماجستير والدكتوراه في الفقه الإسلامي من جامعة أم القرى بمكة.
ــ عمل فيها رئيساً لقسم الشريعة ووكيلاً لكلية الشريعة ثم عميداً لها بجامعة أم القرى بمكة.
ــ عيّن إماماً وخطيباً للحرم المكي سنة 1413هـ.
ــ توفي الشيخ بمستشفى الهدا في يوم الجمعة 1/ 1/1423هـ وصلي عليه بالمسجد الحرام 2/ 1/1423هـ وصلى عليه والده فضيلة الشيخ محمد السبيل إمام وخطيب المسجد الحرام ودفن في مقابر العدل .. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يسكنه فسيح جناته .. آمين.
المعلومات عن الشيخ مأخوذة من المجلة العربية على الإنترنت
ـ[إمداد]ــــــــ[05 Aug 2004, 03:42 ص]ـ
فضيلة الشيخ عبدالله الخليفي رحمه الله
إمام وخطيب المسجد الحرام سابقاً
هو الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن الخليفي.
الولادة: ولد في منطقة القصيم بمدينة البكيرية عام 1333هـ تقريباً.
المنشأ: نشأ وترعرع في مدينة البكيرية في بيئة دينية صالحة محافظة على تعاليم الإسلام، حيث كان والده شيخاً جليلاً وإماماً لأحد مساجد البكيرية وكان جده الشيخ عبدالله شيخاً جليلاً وعالماً كبيراً وقاضياً بمدينة البكيرية.
هذه البيئة الدينية والعلمية أثرت تأثيراً كبيراً على نشأة فضيلة الشيخ عبدالله فقد كان والده حريصاً كل الحرص على تربيته تربية دينية.
حفظ الشيخ عبدالله القرآن الكريم على يد والده الجليل الشيخ محمد الخليفي وله من العمر حوالي سبعة عشر عاماً.
طلب العلم في بداية نشأته على يد والده الشيخ محمد الخليفي.
وممن طلب العلم على أيديهم أيضاً الشيخ محمد بن مقبل والشيخ عبدالعزيز بن سبيّل وسماحة الشيخ عبدالله بن حسن آل الشيخ والشيخ سعد وقاص البخاري العالم المعروف في التجويد.
وفضيلة شيخنا المحبوب عبدالله الخليفي ـ رحمه الله ـ جمع بين الدراسة الحديثة بمدرسة تحضير البعثات بمكة المكرمة إضافة إلى حلقات العلم على أيدي المشائخ السالف ذكرهم.
أعماله:
عمل في بداية حياته إماماً لأحد مساجد مدينة البكيرية إحدى مدن القصيم، وبعد ذلك بفترة طلبه الملك فيصل ـ رحمه الله ـ ليكون إماماً عنده، بعد ذلك أشار الملك فيصل ـ رحمه الله ـ بتعيينه إماماً وخطيباً في المسجد الحرام وذلك عام 1365هـ. فباشر فضيلته وظيفته الجديدة ومهمته الكبيرة إماماً وخطيباً في المسجد الحرام وظل كذلك حتى وافاه الأجل وهو قائم بعمله خير قيام.
ومن زملائه في الإمامة في أول تعيينه كل من الشيخ عبدالمهيمن أبوالسمح والشيخ محمد عبدالرزاق حمزة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفضيلة الشيخ عبدالله من كبار المربين، فلقد اشتغل بالتدريس والإدارة منذ عام 1373هـ وكان آخرها مدير مدرسة حراء الابتدائية بمكة المكرمة. وفضيلة شيخنا المحبوب الشيخ عبدالله الخليفي شيخ وقور عليه سمة الصالحين تعلوه المهابة وتحفه السكينة متواضعاً محبوباً، دمث الأخلاق، جميل الألفاظ، رقيق الإحساس، بكاء بالقرآن تغلبه العبرة، شديد التأثير. يَبكي ويُبكي، تشهد له جناب المسجد الحرام كم بكى وكم أبكى فيها من أنفس مؤمنة وأرواح طاهرة.
ولفضيلة شيخنا المحبوب مشاركات كثيرة في مجال الإرشاد والتوعية العامة والتأليف وذلك من خلال أحاديثه المذاعة أسبوعياً تحت عنوان دروس من الفقه الإسلامي.
أنشد فيه العديد من الشعراء ...... ومنهم الشيخ سعود الشريم ومنها:
فالله نسأل أن يثيب إمامنا ** بحبوحة في جنة الرضوان
وكذا زواج الحور في جناته ** بل نظرة في الواحد الديّان
وصلاة ربي وسلامه ** للمصطفى الطيب الأردان
ومما يجدر ذكره ولا يحق لنا أن نتجاهله ونغفله أن فضيلة الشيخ عبدالله ابن محمد الخليفي إمام وخطيب المسجد الحرام ـ رحمه الله ـ هو أول من جمع المصلين على صلاة التهجد آخر الليل في العشر الأواخر من رمضان خلف إمام المسجد الحرام فبدأها ـ رحمه الله ـ بعدد يسير من المصلين في حصوة باب السلام جهة بئر زمزم فتزايد العدد يوماً بعد يوم وكثرت الصفوف من صف إلى صفين إلى ثلاثة، وهكذا بدأ يتزايد عدد المصلين ويكثر توافدهم للصلاة خلف فضيلته وازداد عددهم عاماً بعد عام وظل كذلك ـ رحمه الله ـ حتى أصبح من يصليها خلفه بالآلاف ثم شاركه فيها باقي الأئمة واستمرت تقام هذه الصلاة في العشر الأواخر من رمضان كل عام حتى وقتنا الحاضر يصليها مئات الألوف من المقيمين والوافدين خلف أئمة الحرم المكي الرسميين، جعل الله ذلك في موازين حسناته.
مؤلفاته ووفاته:
وكتاباته في الصحف منها مقال أسبوعي ينشر في جريدة عكاظ الغراء، ومن مؤلفاته المباركة:
1ـ إرشاد المسترشد إلى المقدم في مذهب أحمد.
2ـ القول المبين في رد بدع المبتدعين.
3ـ المسائل النافعة.
4ـ فضل الإسلام.
5ـ الثقافة العامة.
6ـ خطب الجُمع في المسجد الحرام.
7ـ أدب الإسلام.
8ـ التربية الإسلامية.
9ـ دواء القلوب والأبدان من وساوس الشيطان.
10ـ المعاملات الربوية.
11ـ مناسك الحج.
هذه بعض مؤلفاته نفع الله بها .. ثمرة جهده .. وبعد حياة حافلة بمزيد من بذل العلوم ونشر التعليم الدعوة والإرشاد وعموم الفائدة التي كان يبثها للمسلمين من خلال خطبه ومواعظه أو بين دفتي كتبه ودروسه الإذاعية، حان لهذا القمر المضيء ونوره الساري أن يتوارى عن الأنظار ويوسد الثرى فاستجاب لنداء ربه وودع الدنيا بأسرها ولحق بالرفيق الأعلى بتاريخ 28/ 2/1414هـ وذلك في مدينة الطائف، ودفن بمكة المكرمة ـ رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ـ جزاء ما قدم من قراءة كتابه الكريم الذي طالما أبكى المصلين وأشجن العابدين ولما بذله ـ رحمه الله ـ من علم نافع وعمل صالح نرجو أن يكون ذخراً له في يوم المعاد
ـ[إمداد]ــــــــ[05 Aug 2004, 11:00 م]ـ
.
هو من شيوخنا الأفاضل ـ رحمه الله تعالى ـ شيخ الأمراء والوزراء والعلماء، الذي أوتي علماً نافعاً وصوتاً حسناً عذباً جميلاً، لا تكلف في قراءته ولا تقليد في خطبه، التزم المسجد الحرام مدة من الزمن إماماً وخطيباً، متع المصلين بجمال صوته وبلاغة خطبه، إنه حقاً وحقيقة الإمام والخطيب المثالي، خفيف في صلاته يلدغ في خطبه، محبوب عند الناس.
هو الباكي والخاشع إذا قرأ وصلى، فأبكى الناس وأشجاهم خشوعاً .. هذا هو شيخنا صاحب مزايا متعددة قارىء معروف وخطيب مفوه وكاتب اجتماعي سهل ممتع، إمام أكبر بقعة على وجه الأرض .. فمن هو الشيخ عبدالله خياط رحمه الله تعالى؟
نسبه
هو أبوعبدالرحمن عبدالله بن عبدالغني بن محمد بن عبدالغني خياط، ينتهي نسبه إلى قبيلة بليّ من قضاعة التي هاجرت بعض فروعها من شمال الحجاز إلى بلاد الشام، ثم انتقل أجداده إلى الحجاز في القرن الثاني عشر الهجري.
ولادته
ولد في مكة المكرمة في التاسع والعشرين من شهر شوال عام 1326هـ ونشأ في بيت علم وكان أبوه مثقفاً ثقافة دينية وله إلمام بالفقه الحنفي والتفسير والحديث.
تعليمه
(يُتْبَعُ)
(/)
ــ تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة الخياط بمكة المكرمة ودرس المنهج الثانوي بالمدرسة الراقية على عهد الحكومة الهاشمية.
ــ درس على علماء المسجد الحرام وحفظ القرآن الكريم في المدرسة الفخرية.
ــ التحق بالمعهد العلمي السعودي بمكة وتخرج فيه عام 1360هـ.
مشايخه
ــ سماحة الشيخ عبدالله بن حسن آل الشيخ رئيس القضاة في الحجاز (وقد لازمه قرابة عشر سنوات).
ــ فضيلة الشيخ عبدالظاهر محمد أبوالسمح إمام وخطيب المسجد الحرام والمدرس فيه.
ــ فضيلة الشيخ محمد عبدالرزاق حمزة إمام وخطيب المسجد النبوي والمدرس فيه.
ــ فضيلة الشيخ أبوبكر خوقير المدرس بالمسجد الحرام.
ــ فضيلة الشيخ عبيدالله السندي المدرس بالمسجد الحرام.
ــ فضيلة الشيخ سليمان الحمدان المدرس بالمسجد الحرام.
ــ فضيلة الشيخ محمد حامد الفقي المدرس بالمسجد الحرام.
ــ فضيلة الشيخ المحدث مظهر حسين المدرس بالمسجد الحرام.
ــ فضيلة الشيخ إبراهيم الشوري مدير المعهد العلمي السعودي والمدرس فيه.
ــ فضيلة الشيخ محمد عثمان الشاوي المدرس بالمسجد الحرام والمعهد العلمي السعودي.
ــ فضيلة الشيخ محمد بن علي البيز المدرس بالمعهد العلمي السعودي.
ــ فضيلة الشيخ بهجت البيطار المدرس في المعهد العلمي السعودي.
ــ فضيلة الشيخ تقي الدين الهلالي المدرس بالمسجد الحرام والمعهد العلمي السعودي.
ــ فضيلة الشيخ حسن عرب المدرس بالمدرسة الفخرية.
ــ فضيلة الشيخ محمد إسحاق القاري مدير المدرسة الفخرية والمدرس بها.
أهم أعماله
ــ صدر الأمر الملكي بتعيينه إماماً في المسجد الحرام عام 1346هـ وكان يساعد الشيخ عبدالظاهر أبوالسمح في صلاة التراويح وينفرد بصلاة القيام آخر الليل.
ــ عين عضواً في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بموجب الأمر الملكي الصادر في 18/ 1/1347هـ.
ــ عين مدرساً بالمدرسة الفيصلية بمكة بموجب خطاب مدير المعارف في 12/ 2/1352هـ.
ــ اختاره الملك عبدالعزيز ليكون معلماً لأنجاله وعينه مديراً لمدرسة الأمراء بالرياض عام 1356هـ واستمر في هذا العمل حتى وفاة الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ عام 1373هـ.
ــ انتقل إلى الحجاز وعين مستشاراً للتعليم في مكة بموجب الأمر الملكي رقم 20/ 3/1001 في 7/ 4/1373هـ.
ــ وفي عام 1375هـ أسندت إليه إدارة كلية الشريعة بمكة بالإضافة إلى عمله كمستشار واستمر في هذا العمل حتى عام 1377هـ.
ــ وفي عام 1376هـ كلف بالإشراف على إدارة التعليم بمكة بالإضافة إلى عمله كمستشار.
ــ عين إماماً وخطيباً للمسجد الحرام بموجب الأمر السامي عام 1373هـ واستمر في هذا العمل حتى عام 1404هـ حيث طلب من جلالة الملك إعفائه لظروفه الصحية.
ــ صدر الأمر الملكي بتعيينه رئيساً للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بناء على ترشيح من سماحة المفتي الأكبر الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ـ رحمه الله ـ وذلك عام 1380هـ ولكنه اعتذر عن ذلك وطلب الإعفاء لظروف خاصة.
ــ تم اختياره عضواً في مجلس إدارة كليتي الشريعة والتربية بمكة بموجب خطاب وزير المعارف رقم 1/ 3/5/ 4095 في 27/ 11/1383هـ.
ــ عمل رئيساً لمجلس إدارة دار الحديث المكية وعضواً في اللجنة الثقافية برابطة العالم الإسلامي.
ــ تم اختياره عضواً في اللجنة المنبثقة من مجلس التعليم الأعلى لوضع سياسة عليا للتعليم في المملكة بموجب خطاب سمو رئيس مجلس الوزراء رقم 1343 في 27/ 5/1384هـ.
ــ تم اختياره مندوباً عن وزارة المعارف في اجتماعات رابطة العالم الإسلامي بمكة بموجب خطاب وزير المعارف رقم 1/ 2/3/ 1510 في 13/ 10/1384هـ.
ــ صدر الأمر الملكي باختياره عضواً في هيئة كبار العلماء منذ تأسيسها في 8/ 7/1391هـ.
ــ تم ترشيحه عضواً في مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي في 28//1393هـ.
ــ صدر الأمر الملكي في 18/ 6/1391هـ باستثنائه من النظام وعدم إحالته للتقاعد مدى الحياة.
مؤلفاته
(1) التفسير الميسّر (ثلاثة أجزاء).
(2) الخطب في المسجد الحرام (ستة أجزاء).
(3) دليل المسلم في الاعتقاد، على ضوء الكتاب والسنة.
(4) اعتقاد السلف.
(5) ما يجب أن يعرفه المسلم عن دينه.
(6) حِكم وأحكام من السيرة النبوية.
(7) تأملات في دروب الحق والباطل.
(8) صحائف مطوية.
(9) لمحات من الماضي.
(10) الفضائل الثلاث.
(11) الرواد الثلاث.
(12) على درب الخير.
(13) الربا في ضوء الكتاب والسنة.
(14) الحدود في الإسلام على ضوء الكتاب والسنة.
(15) تحفة المسافر (أحكام الصلاة والصيام والإحرام في الطائرة).
(16) البراءة من المشركين.
(17) قصة الإيمان.
(18) شخصيات إسلامية.
(19) المصدر الثاني للتشريع الإسلامي.
(20) عندما ينعكس الوضع.
(21) قال لي محدثي.
(22) التربية الاجتماعية في الإسلام.
(23) الخليفة الموهوب.
(24) مبادىء السيرة النبوية.
(25) دروس من التربية الإسلامية.
(26) حركة الإصلاح الديني في القرن الثاني عشر.
هذا بالإضافة إلى مشاركات علمية ودعوية متعددة في مختلف وسائل الإعلام.
وفاته
انتقل إلى رحمة الله تعالى في مكة المكرمة صباح يوم الأحد السابع من شهر شعبان عام 1415هـ بعد عمر حافل بجلائل الأعمال، وشيعه خلق كثير من المحبين له والعارفين بفضله يتقدمهم الأمراء والعلماء والوزراء ورجال الفكر والثقافة والتربية والتعليم ... رحم الله فضيلته وأسكنه فسيح جناته.
المعلومات عن الشيخ مأخوذة من المجلة العربية على الإنترنت
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمداد]ــــــــ[05 Aug 2004, 11:09 م]ـ
- هو محمد بن عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز آل عثمان الملقب السبيل
- من قبيلة بني زيد في نجد , وبنو زيد من قضاعة القبيلة القحطانية المشهورة
- ولد بمدينة البكيرية إحدى مدن منطقة القصيم في عام 1345هـ
- حفظ القرآن الكريم على والده , وعلى الشيخ عبدالرحمن الكريديس , كما قرأه في مكة العلامة السلفي الشيخ سعدي ياسين اللبناني عضو رابطة العالم الإسلامي ولديه منه إجازة في القراءة
- دَرَسَ العلوم الشرعية والعربية على الطريقة التقليدية في الحلقات العلمية في المساجد على علماء بلده , ومنهم قاضي البكيرية فضيلة الشيخ محمد بن مقبل , وشقيقه فضيلة الشيخ عبدالعزيز ابن سبيل قاضي البكيرية ثم المدرس بالمسجد الحرام , ثم انتقل إلى بريدة وأخذ العلم عن سماحة الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد حينما كان رئيساً لمحاكم القصيم , كما قرأ في مكة المكرمة على المحدثين الشيخ عبدالحق الهاشمي , والشيخ أبي سعيد عبدالله الهندي , ولديه منهما إجازة في الحديث.
- دَرسَ في وزارة المعارف والمعاهد العلمية ما يقارب عشرين عاماً
- عُينَ إماماً وخطيباً في المسجد الحرام ورئيساً للمدرسين والمراقبين فيه عام 1385هـ , ثم عُينَ نائباً لرئيس الإشراف الديني على المسجد الحرام 1390هـ , واستمر في تشكيلها الجديد باسم الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي , حتى عُينَ رئيساً لها عام 1411هـ.
- عضو في المجمع الفقهي في رابطة العالم الإسلامي منذ إنشائه ولا يزال
- عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية
- يقوم بتدريس بعض العلوم الشرعية والعربية بالمسجد الحرام منذ عين إماماً فيه وحتى الآن
- قام بجولات دعوية وإرشادية في كثير من دول العالم الإسلامي وغيرها
- شارك في عدة مؤتمرات في الداخل والخارج
- له من المؤلفات ديوان خطب صدر منه جزآن وتحت الطبع جزآن , ورسالة في حد السرقة , ورسالة بعنوان الأدلة الشرعية في بيان حق الراعي والرعية , ورسالة في القاديانية , وهذا المؤَّلف , وديوان شعر. وكلها مطبوع
كتب هذه الترجمة واشرف على طبع هذا الكتاب وتصحيحه عبدالمجيد بن محمد بن عبدالله السبيل كان الله في عونه
منقول من كتاب بحث حول: الخط المشير إلى الحجر الأسود في صحن المطاف ومدى مشروعيته.للشيخ محمد السبيل حفظه الله
ـ[إمداد]ــــــــ[05 Aug 2004, 11:21 م]ـ
ويمكنكم تحميل الكتاب المشار إليه
ـ[إمداد]ــــــــ[14 Apr 2005, 12:12 م]ـ
الشيخ/علي عبدالله جابر
ولد الشيخ علي جابر في مدينة جدة عام 1373هـ وبالتحديد في شهر ذي الحجة, الا انه عند بلوغه الخامسة من عمره انتقل الى المدينة المنورة مع والديه لتكون مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم مقر اقامته برفقة والديه.
يقول الشيخ علي جابر عن تلك المرحلة: (بعد انتقالي الى المدينة النبوية التحقت بمدرسة دار الحديث فأكملت بها المرحلة الابتدائية والاعدادية, ثم انتقلت الى المعهد الثانوي التابع للجامعة الاسلامية وبعدها دخلت كلية الشريعة وتخرجت فيها عام 95/ 1396هـ بدرجة امتياز, فالتحقت بالمعهد العالي للقضاء عام 96/ 1397هـ وأكملت به السنة المنهجية للماجستير, ثم اعددت الاطروحة وكانت عن (فقه عبدالله بن عمر رضي الله عنهما وأثره في مدرسة المدينة) , ونوقشت الرسالة عام 1400هـ وحصلت على درجة الماجستير). التدريس لكن الشيخ علي جابر, بعد حصوله على الماجستير اعتذر عن القضاء, بعد ان تم تعيينه قاضيا في منطقة (ميسان) , بالقرب من الطائف,
ثم صدر أمر ملكي كريم من جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز -يرحمه الله- باخلاء طرفه من وزارة العدل, وتعيينه محاضرا في كلية التربية بالمدينة المنورة فرع جامعة الملك عبدالعزيز بالمدينة المنورة وبالتحديد في قسم اللغة العربية والدراسات الاسلامية, وباشر التدريس بها في العام الجامعي 1401هـ, الا ان طموح الشيخ علي جابر لم يكن قاصرا عند هذا الحد, وقد انتابته في ذلك الحين, اعراض عدة, هل يواصل دراسته? أم يتوظف? هذه الارادة القوية, وحب العلم وطلبه, جعلت الشيخ يقرر بعد تخرجه من الجامعة, اكمال الدراسات العليا, ويتحدث عن ذلك قائلا: (الارادة الربّانية شاءت ان اواصل الدراسة الجامعية في مراحلها العليا حتى يتسنى لي الحصول على أكبر قسط من العلم, وحتى
(يُتْبَعُ)
(/)
يتسنى لي الالتقاء بعدد آخر من العلماء في غير المنطقة التي عشت فيها, وبحمد الله تم لي ذلك, فقد انتقلت الى الرياض وظفرت بمشايخ أجلاء). كان حلم الشيخ علي جابر ان يحصل على الدكتوراه, بعد انقطاع دام سنوات عديدة, لكنه استطاع ان يتقدم بأطروحته في الفقه المقارن لنيل درجة الدكتوراه في رسالته بعنوان (فقه القاسم بن محمد بن ابي بكر الصديق) التي نوقشت في الثاني والعشرين من شهر رمضان المبارك عام 1407هـ وحصل بموجبها على مرتبة الشرف الأولى. حصل على الدكتوراه وفي الوقت نفسه كان إماما لصلاة التراويح في المسجد الحرام. ويوضح أحد المقربين منه تلك المرحلة بالقول (في اليوم الذي حصل فيه الشيخ جابر على الدكتوراه كان دوره في الامامه, حيث كانت مقسّمة على ثلاثة أئمة فيؤم أحد المشايخ يوما ويرتاح يومين, وصادف ان ذلك اليوم كان نصيبه, ورغم ذلك لم يغب عن الامامة فجاء من المطار مباشرة الى المحراب ليقوم بواجبه). هذا الرجل استطاع بحبه واخلاصه للعلم والعمل, ان يجني ثمرة والده -رحمه الله- الذي تمنى ان يصبح أحد ابنائه صاحب علم شرعي, فاستطاع الشيخ بصبره ومثابرته على طلب العلم, ان يحقق أمنية والده حتى بعد وفاته. وعن ذلك يقول الشيخ علي جابر: (كان والدي -يرحمه الله- لايسمح لنا بالخروج للعب في الشارع والاحتكاك بالآخرين, حتى توفاه الله, كنت لا أعرف الا الاتجاه الى المسجد النبوي ومن ثم الدراسة وأخيرا العودة الى البيت, لقد كان لوالدي -رحمه الله- دور كبير في تربيتي وتنشئتي وانتقل الى جوار ربه في نهاية عام 1384هـ وعمري آنذاك لايتجاوز الاحد عشر عاما ثم تولى رعايتي, من بعده, خالي -رحمه الله- بالمشاركة مع والدتي).
وفاة والد الشيخ علي جابر وهو في هذه السن المبكرة لم تجعله يتجه في الاتجاه المعاكس, فحفظ القرآن الكريم قبل سن البلوغ, وأتقن الحفظ, فلم يكن يخطئ فيه الا نادرا, وفي فترات متباعدة وقد قال لي ذات مرة في جلسة جانبية انه يراجع يوميا جزءين من القرآن غيباً, وزاد ذلك بحرصه على طلب العلم منذ صغره حتى انه تخرج في الجامعة ومن قبلها وبعدها في مرحلتي الماجستير والدكتوراه بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الاولى, يقول الشيخ علي جابر عن ذلك: إن وجودي في المدينة المنورة ودراستي في دار الحديث والجامعة الاسلامية كان له أكبر الاثر في توجيهي الوجهة السليمة وختمت تلك الوجهة بانضمامي الى جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية التي عشت فيها فترة هي من أحسن فترات حياتي. ورغم مثابرة الشيخ علي جابر وجده واخلاصه في طلب العلم وبُعده عن الراحة والتقاعس, الا انه يعتبر نفسه لم يفعل شيئا ولم يكن له دور فيه سوى المتابعة, ويتحدث فضيلته عن ذلك بقوله: لا استطيع ان أدّعي لنفسي انني كنت بنفسي مجردا اقوم بهذا الدور ولكن اقول ان توفيق الله عز وجل هو الذي شجعني وحباني ومنحني هذه المسيرة التعليمية التي اختتمت بالحصول على الدكتوراه وان كانت لم تنته من حيث العلم وانما انتهت من حيث الناحية الرسمية في الدراسات العليا, ولمشايخنا الذين تتلمذنا عليهم في كلية الشريعة دور كبير في ان يتوجه الانسان بعد التخرج صوب الدراسات العليا, لان النفس اذا ألفت الراحة وتقاعست بعد الحصول على الاجازة العالية يصعب عليها بعد ذلك مواصلة الدراسات العليا ما لم يكن الطريق موصولا بعضه ببعض, وهذه نصيحة مشايخنا وقد قمنا بها حسب الاستطاعة وقدر الامكان.
علاقة خاصة مع العلاقة التي كانت تربط الشيخ علي جابر بجلالة الملك خالد -يرحمه الله- حيث كان اماماً خاصاً لمسجده في قصره بالطائف الا ان فضيلته اراد الاحتفاظ بهذه العلاقة عندما قال: (أما عن علاقتي بالملك الراحل خالد بن عبدالعزيز -يرحمه الله ويسكنه فسيح جناته- فهي علاقة خاصة احتفظ بها لنفسي سائلاً المولى جل وعلا لخلفه الصالح خادم الحرمين الشريفين ن-حفظه الله- التوفيق والسداد لما فيه صلاح الاسلام والمسلمين). المغريات وعندما نعود الى النشأة التي عاش فيها الشيخ علي جابر طفلاً ثم شاباً التي لم يتأثر فيها بالمغريات التي واجهت أقرانه يتحدث الشيخ علي جابر عن تلك المرحلة بقوله: (بالنسبة للظرف الذي عشته فانا ما شعرت -بحمد الله- بفارق كبير بين مجتمع النشأة الذي عشته في الصغر وبين المجتمع الآخر الذي يأتي بعد ان يبلغ الانسان
(يُتْبَعُ)
(/)
مرحلة مبكرة من العمر تأتيه ما يسمى بالمغريات والتحديات, فكما قلت ان من نعمة الله عليّ وتوفيقه لي أن أحاطني بنخبة من الاخوان الصالحين الذين يكبرونني قليلاً في السن من الذين عاشوا في المدينة المنورة ودرسوا في الجامعة الاسلامية, وكما قلت أن الانسان يمكن أن يتكيف مع المجتمع من خلال ما درس وتعلم اذ يستطيع تطبيقه في واقع حياته ويضيف قائلاً: (بحمد الله الظرف الذي عشته في المدينة النبوية والالتقاء بهؤلاء الاخوة الذين وفقهم الله عز وجل لكي يحيطوا بي في تلك السن التي تمر على كل شاب من الشباب وهي ما تسمى فترة المراهقة وقد تتغير به هذه المرحلة احياناً اذا لم يوفق الى اناس يدلونه على الخير ويرشدونه اليه, ولكن بحمد الله وفقني الله عز وجل في تخطي هذه المرحلة على أحسن ما يكون).
نصيحة ولم ينس الشيخ علي جابر وصيته للشباب بحفظ القرآن الكريم وتدبر معانيه فكان ينصح ويجتهد في النصيحة سواء لمن حوله أو طلابه في الجامعة فيقول لهم: (ما من شك أن حفظ كتاب الله تعالى هو نعمة من الله عز وجل, وهذه النعمة اختص الله بها عز وجل من شاء من عباده, وان الشاب المسلم متى وجد في نفسه قدرة على حفظ كتاب الله تعالى فإن عليه التوجه الى أحد المساجد التي تعنى بتدريس القرآن الكريم ونشره لأن ذلك سوف يعينه مستقبلاً في حياته العلمية والعملية). لكن الشيخ علي جابر يطالب العلماء والمفكرين الى أن يقوموا باحتضان الشباب والتغلغل في أعماق نفوسهم حتى يعرفوا ما عندهم من مشكلات فيعالجونها على ضوء ما رسمته الشريعة الاسلامية حيث يقول فضيلته: (الصحوة الاسلامية الآن تمر بمرحلة طيبة لكنها في حاجة من العلماء والمفكرين الى احتضان هؤلاء الشباب ولا يبتعدون عنهم يحجزون أنفسهم فيما هم موكلون فيه من أعمال فإنهم ان لم يقوموا بهذه المهمة الجليلة فيخشى أن تكون العاقبة وخيمة والعياذ بالله) , وفي المقابل فإن الشيخ علي جابر يوجه حديثه للشباب بقوله: (يحسن بالشاب المسلم أن يذهب الى حلق العلماء في الحرمين الشريفين وفي غيرهما من المساجد وعليه أن يسأل العلماء الذين منحهم الله عز وجل الفقه والبصيرة في هذا الدين حتى يعيش عيشه منضبطة ومتمشية مع ما جاء في كتاب الله تعالى وفي سنة رسوله عليه الصلاة والسلام). القضاء بعد حصول الشيخ على جابر على الماجستير رشح للقضاء في منطقة (ميسان) قرب الطائف الا انه اعتذر عن هذا المنصب ويوضح الشيخ علي جابر أسباب اعتذاره عن تولي منصب القضاء بقوله: ورد في حديث نبوي صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (القضاة ثلاثة: قاضيان في النار وقاضٍ في الجنة) , والذي يتتبع أخبار القضاة في عصور الاسلام المزدهرة يجد ان اغلبهم كانوا يعينون من قبل ولاتهم بعد أن علم الوالي سعة علمه وكمال فقهه واحاطة ادراكه بالمسائل الشرعية وأهليته لتولي منصب القضاء, ومع ذلك فإن بعضاً من الأئمة والاعلام رفض تولي هذا المنصب لا لعجزه عن ممارسته وانما لما يعلمه علم اليقين ان حسابه عند الله عظيم.
المصدر. جريدة عكاظ. (الجمعة - 3/ 8/1425هـ
http://www.sohari.com/nawader_t/mekkah/ali_jaber_seerah.html
صفحة تلاوات الشيخ علي جابر
http://www.sohari.com/nawader_t/mekkah/ali_jaber.html
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Apr 2005, 01:16 م]ـ
جزاكم الله خيراً على هذه الفوائد.
ـ[إمداد]ــــــــ[18 Apr 2005, 09:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراعلى كلماتك التشجيعية
واسأل الله ان يجعلنا من المتحابين بجلاله
وان ينفع بنا
ـ[أثرية]ــــــــ[04 May 2005, 12:31 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وثقل الله موازينكم
هل تعرفون من يلقي الدروس الآن في الحرم المكي؟
وكيف يمكن الحصول على هذه الدروس؟
ـ[إمداد]ــــــــ[06 May 2005, 10:01 م]ـ
هناك مجموعة من العلماء يلقون الدروس بالمسجد الحرام منهم أئمة المسجد الحرام
ومن الدروس المستمرة يوميا بعد صلاة المغرب درس للشيخ عبد الرحمن العجلان وفقه الله وبارك في عمره تحت مكبرية المؤذنين
وتسجل جميع هذه الدروس ويمكن الحصول عليها مجانا عندما تحضر معك اشرطة فارغة للتسجيل عند زيارتك لمكتبة الحرم المكي الشريف بشارع المنصور بعد جسر مؤسسة النقد
ـ[إمداد]ــــــــ[06 May 2005, 10:16 م]ـ
عبدالظاهر أبو السمح (1300 - 1370 هجري)
هو الشيخ عبدالظاهر بن محمد أبو السمح امام وخطيب المسجد الحرام. ولد في بلدة تلين بمصر في عام 1300هـ وهو من عائلة اشتهرت برعايتها لشؤون تحفيظ القران الكريم حقبة من الزمن حفظ القران الكريم على يد والده وهو في التاسعة من عمره التحق بالأزهر فقرأ الروايات السبع وحفظ مجموعة في الحديث والتفسير والفقة واللغة وغيرها وعرضها على مشايخ الازهر ,وكان يحضر مجلس الشيخ محمد عبده وهو صغير السن
ثم اتصل بالشيخ امين الشنقيطي فأنار له سبيل العقيدة السلفية فعكف على دراسة كتب ابن تيمية وابن الجوزي ثم عمل بمدرسة ابتدائية بالسويس ثم عاد الى القاهرة وطلب العلم بمدرسة دار الدعوه عين مدرساً بمدرسة الاسكندرية وهناك اسس جماعة انصار السنة فاعتدي عليه وهو يؤم الناس في المسجد بسبب دعوته الى توحيد الله ثم طلبه الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله فقدم الى مكة فشمله برعايته وعينه اماما وخطيبا للمسجد الحرام ثم اسس مدرسة دار الحديث بمكة المكرمة وقد كان الشيخ محمد عبدالرزاق حمزة رحمهما الله سنده الاكبربعد الله في بث الدعوة ونشر العقيدة بهذه الدار التى تخرج منها الكثير من طلبة العلم ,ودعاة التوحيد ومازال اماما وداعيا الى الله جل و علا والى ان توفى رحمه الله بمصر عام 1370هـ
ومن مؤلفاته::حياة القلوب بدعاء علام الغيوب ,الكرامات, الرسالة المكية
للاستماع لنموذج من تلاوته
http://www.sohari.com/nawader_t/mekkah/listen/abo-sam7-fate7a-a3la-1374.ram
للحفظ
http://www.sohari.com/nawader_t/mekkah/abo-sam7-fate7a-a3la-1374.ram
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمداد]ــــــــ[03 Jun 2005, 01:42 ص]ـ
فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين (1347 - 1421 هجري)
هو أبو عبد الله محمد بن صالح بن محمد بن سليمان بن عبد الرحمن العثيمين الوهيبي التميمي.
كان مولده في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك عام 1347هـ، في مدينة عنيزة - إحدى مدن القصيم- بالمملكة العربية السعودية .. تعلم القران الكريم على جده من جهة أمه عبد الرحمن بن سليمان الدامغ -رحمه الله- ثم تعلم الكتابة وشيئاً من الأدب والحساب والتحق بإحدى المدارس وحفظ القرآن عن ظهر قلب في سن مبكرة، وكذا مختصرات المتون في الحديث والفقه.
وكان فضيلة الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي - رحمه الله - قد رتب من طلبته الكبار لتدريس المبتدئين من الطلبة وكان منهم الشيخ محمد بن عبد العزيز المطوع -رحمه الله- فانضم إليه فضيلة شيخنا .. ولما أدرك ما أدرك من العلم في التوحيد والفقه والنحو جلس في حلقة شيخه فضيلة الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي فدرس عليه في التفسير والحديث والتوحيد والفقه وأصوله والفرائض والنحو.
ويعتبر الشيخ عبدالرحمن السعدي شيخه الأول الذي نهل من معين علمه وتأثر بمنهجه وتأصيله واتباعه للدليل وطريقة تدريسه، وقد توسم فيه شيخه النجابة والذكاء وسرعة التحصيل فكان به حفياً ودفعه إلى التدريس وهو لا يزال طالباً في حلقته.
وفي سنه 1376هـ توفي شيخه عبدالرحمن السعدي فتولى بعده إمامة المسجد بالجامع الكبير في عنيزة والخطابة فيه والتدريس بمكتبة عنيزة الوطنية التابعة للجامع والتى أسسها شيخه عام 1359هـ .. ولما كثر الطلبة وصارت المكتبة لا تكفيهم صار يدرس في المسجد الجامع نفسه واجتمع إليه طلاب كثيرون من داخل المملكة وخارجها حتى كانو يبلغون المئات وهؤلاء يدرسون دراسة تحصيل لا لمجرد الاستماع - ولم يزل مدرساً في مسجده وإماماً وخطيباً حتى توفي -رحمه الله-.
وقد ام المصلين رحمه الله في صلاة التراويح عام 1403 ه ويوما واحدا في صلاة التهجد ليلة التاسع والعشرين مع الوتر
توفي الشيخ - رحمه الله - يوم الأربعاء الخامس عشر من شهر شوال سنة 1421هـ .. و صلى عليه في المسجد الحرام بعد صلاة العصرالآلاف المؤلفة وشيعته إلي المقبرة في مشاهد عظيمة لا تكاد توصف ثم صلي عليه من الغد بعد صلاة الجمعة صلاة الغائب في جميع مدن المملكة و في خارج المملكة جموع أخرى لا يحصيها إلا باريها، ودفن بمكة المكرمة رحمه الله رحمة واسعة ..
للاستماع لتلاوة الشيخ من المسجد الحرام ودعاء القنوت من موقع شبكة النوادر الاسلامية
http://www.sohari.com/nawader_t/mekkah/3uthaimeen.html
ـ[إمداد]ــــــــ[22 Aug 2005, 12:27 ص]ـ
السيرة الذاتية للشيخ أسامة خياط.إمام الحرم المكي
--------------------------------------------------------------------------------
الاسم و النسب:
أسامة بن عبد الله بن عبد الغني بن محمد بن عبد الغني بن إبراهيم خياط. ينتهي نسبه إلى قبيلة " بَلي" من قُضَاعة.
المولد و النشأة:
ولد في "حي حارة الباب" المجاور للجبل المعروف "بجبل الكعبة" ببلد الله الحرام مكة المكرمة في اليوم الأول من شهر رجب من عام خمسة و سبعين و ثلاثمائة و ألف من الهجرة.
و نشأ بها و تلقى بها علومه الأولية و الابتدائية و المتوسطة و الثانوية و الجامعية، و نشأ في كنف والده فضيلة العلامة الشيخ عبد الله بن عبد الغني خياط، إمام و خطيب المسجد الحرام، عضو هيئة كبار العلماء، المولود في مكة المكرمة عام 1326ه، المتوفى بها في السابع من شهر شعبان عام 1415ه.
المؤهلات العلمية:
1/ شهادة البكالوريس في الشريعة الإسلامية من قسم الشريعة الإسلامية بكلية الشريعة و الدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى بمكة المكرمة عام 1397ه.
2/ شهادة " الماجستير في الشريعة الإسلامية " شعبة الكتاب و السنة من كلية الشريعة و الدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى في مكة المكرمة عام 1402ه.
3/ شهادة " الدكتوراة في الشريعة الإسلامية " شعبة الكتاب و السنة من كلية الشريعة و الدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى في مكة المكرمة عام 1408ه.
4/ إجازات في الإسناد:
(يُتْبَعُ)
(/)
*حصل على إجازات إسنادية لرواية الكتب الستة و الموطأ و مسند الإمام أحمد و سائر أمهات السنة الأخرى من جماعة من المُسْنِدِيْن من أهل الحديث بعد أن قرأ عليهم، ومن هؤلاء المُسْنِدِيْن:
أ - فضيلة العلامة المُحدِث المُسْنِد الشيخ /عبيد الله المباركفوري. رحمه الله
ب - فضيلة العلامة المُحَدِّث المُسْنِد المعمَّر / أبو الفيض علم الدين ياسين بن محمد الفاداني المكي رحمه الله أعلى أهل عصره إسناداً.
ج-فضيلة العلامة المُحدث المُسْنِد الشيخ/ محمد حياة السنبهلي شيخ دار الحديث في سهارنفور.
* كما حصل على إجازة في التجويد من فضيلة الشيخ محمود عبد الرحمن اليحيى بقصر المنفصل.
5/ إجازات علمية من والده:
1 - حصل على إجازة من والده فضيلة العلامة الشيخ عبد الله بن عبد الغني خياط المكي بعد أن حفظ عليه القرآن مجوداً برواية حفص عن عاصم.
2 - حصل على إجازة علمية من والده بعد أن لازمه ملازمة علمية امتدت زهاء عشر سنوات قرأ عليه فيها طائفة من كتب أهل العلم في مختلف العلوم الشرعية:
- فقرأ عليه كتاب " الترغيب و الترهيب من الحديث الشريف " كاملاً للحافظ المنذري رحمه الله.
- و قرأ عليه كتاب " الجامع " لأبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي رحمه الله من أوله إلى نهاية كتاب الأحكام.
- و قرأ عليه كتاب " المنار المنيف في الصحيح و الضعيف " للإمام ابن القيم رحمه الله 0
- و قرأ عليه كتاب " اختصار علوم الحديث " للإمام الحافظ ابن كثير القرشي رحمه الله.
- و قرأ عليه كتاب " الفصول في اختصار سيرة الرسول " للإمام الحافظ ابن كثير أيضاً.
- و قرأ عليه مجموعة من كتب العقيدة منها: " العقيدة الواسطية " و " الحموية الكبرى " و " التدمرية " و" الفرقان بين أولياء الرحمن و أولياء الشيطان" و كلها لشيخ الإسلام ابن تيمية، و" الطحاوية " للإمام أبي جعفر الطحاوي رحمه الله0
- و قرأ عليه كتاب " أصول الفقه " للعلامة الشيخ عبد الوهاب خَلاَّف رحمه الله و بعضاً من " روضة الناظر " للإمام الموفق ابن قدامه رحمه الله.
- و قرأ عليه بعضاً من كتاب " تفسير القرطبي " و بعضاً من كتاب " الإتقان في علوم القرآن " للإمام السيوطي رحمه الله.
شيوخه:
أولاً: في العقيدة:
1/ والده الشيخ عبد الله عبد الغني خياط رحمه الله كما تقدم.
2/ سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله (حيث حضر دروسه في العقيدة التي كان يلقيها في المسجد الحرام حين يقدم مكة كل عام).
3/ فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الفتاح بركة حفظه الله.
ثانياً: في التفسير و علوم القرآن:
4/ فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الصادق عرجون رحمه الله.
5/ فضيلة الأستاذ الدكتور محمد محمد أبو شهبه رحمه الله.
6/ فضيلة الأستاذ الشيخ السيد سابق رحمه الله.
7/ فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بن عبد المنعم القيعي رحمه الله
8/فضيلة الأستاذ الدكتور يوسف بن عبد الرحمن الضبع حفظه الله
9/ فضيلة الأستاذ الشيخ عبد الرحمن بن حسن حبنكة الميداني رحمه الله.
ثالثاً: في التجويد:
10/ فضيلة الأستاذ الشيخ سليمان إمام الصغير عضو لجنة مصحف الأزهر الشريف.
11/ فضيلة الأستاذ الشيخ محمد صديق إمام الخولي أستاذ علم التجويد و القراءات بجامعة الأزهر0
رابعاً: في الحديث و علومه:
12/ فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد بن محمد نور سيف هلال حفظه الله
13/ فضيلة الأستاذ الدكتور / عبد المجيد محمود حفظه الله
14/ فضيلة الأستاذ الدكتور مصطفى التازي رحمه الله
15/ فضيلة الأستاذ الدكتور عبد العظيم الغباشي رحمه الله
16/ فضيلة الأستاذ الدكتور العجمي دمنهوري الحويج حفظه الله
خامساً: في الفقه و أصوله:
17/ فضيلة الأستاذ الدكتور محمد مندور حفظه الله
18/ فضيلة الأستاذ الدكتور محمد العروسي عبد القادر حفظه الله
19/ فضيلة الشيخ العلامة عبد الله البسام رحمه الله (حيث حضر دروسه التي كان يلقيها بعد صلاة المغرب في المسجد الحرام)
20/ فضيلة الأستاذ الدكتور نزيه بن كمال حماد حفظه الله
21/ فضيلة الأستاذ الدكتور حامد شمروخ حفظه الله
22/ فضيلة الشيخ عبد الكريم طربية حفظه الله
سادساً: في النحو و الصرف و البلاغة:
23/ سعادة الأستاذ الدكتور أحمد مكي الأنصاري حفظه الله
24/ سعادة الأستاذ الدكتور محمد هاشم عبد الدائم رحمه الله
(يُتْبَعُ)
(/)
سابعاً: في منهج البحث و التحقيق:
25/ فضيلة الأستاذ الشيخ السيد أحمد صقر المحقق البحَّاثة المشهور رحمه الله
الأعمال التي أسندت إليه:
1/ عين معيداً في قسم الشريعة الإسلامية بكلية الشريعة و الدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى عام 1399ه
2/ عين محاضراً في قسم الشريعة الإسلامية في الكلية نفسها عام 1403ه.
3/ عين أستاذاً مساعداً في قسم الكتاب و السنة بكلية الدعوة و أصول الدين بجامعة أم القرى عام 1409ه
4/ انتخب رئيساً لقسم الكتاب و السنة بكلية الدعوة لثلاث فترات متتالية.
5/ عين مدرساً في المسجد الحرام بموجب الأمر السامي الكريم ذي الرقم (6600) في 29/ 4/1410 وقام بتدريس الصحيحين و علوم الحديث، و العقيدة الواسطية و موطأ الإمام مالك و المنتقى للإمام ابن الجارود، و تفسير الإمام البغوي، و ما يزال مستمراً بحمد الله.
6/ اختير عضواً في مجلس الشورى في دورته الأولى عام 1414ه بموجب الأمر الملكي ذي الرقم
أ/16 بتاريخ 3/ 3 /1414ه.
7/ عين إماماً و خطيباً لأحد المساجد بمكة المكرمة بموجب قرار معالي وزير الحج و الأوقاف الشيخ عبد الوهاب بن أحمد عبد الواسع.
8/ عين إماماً و خطيباً للمسجد الحرام بموجب الأمر السامي ذي الرقم 7/ب/1599 في 3/ 2/1418ه.
9/ عين عضواً في المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة عام 1418ه بناء على ترشيح سماحة رئيس المجلس الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز و معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي آنذاك الدكتور عبد الله بن صالح العبيد.
10/ عمل أميناً عاماً مساعداً لهيئة الإعجاز العلمي في القرآ ن و السنة برابطة العالم الإسلامي مدة تقارب العامين.
المؤلفات والبحوث:
(1) كتاب " مختلف الحديث بين المحدثين و الأصوليين و الفقهاء " دراسة حديثيه أصولية فقهية تحليلية.
(2) كتاب " التقييد و الإيضاح لما أطلق و أغلق من كتاب ابن الصلاح " للحافظ العراقي رحمه الله. " دراسة و تحقيق و شرح "
(3) كتاب " التفسير النبوي للقرآن "
(4) كتاب " شهر الرحمة و المغفرة " ثلاثون لقاءاً رمضانياً.
(5) كتاب " بناء الشخصية المسلمة تحت أضواء الكتاب و السنة ".
(6) كتاب " المدخل إلى دراسة الصحيحين "
(7) كتاب " المدخل إلى دراسة الموطّأ ".
(8) كتاب " السراب الأكبر " في بيان تهافت الفكر الماركسي.
(9) كتاب " دليل المسلم في الاعتقاد على ضوء الكتاب و السنة " (تحقيق و تخريج).
(10) كتاب " اعتقاد السلف " (تحقيق و تخريج).
(11) مجموعة مقالات نشرت في (مجلات: المنهل، التضامن الإسلامي، الرابطة، الحج) و (الصحف: عكاظ، المدينة، الندوة) و أحاديث إذاعية أذيعت عبر موجات إذاعات: (القرآن الكريم، نداء الإسلام، البرنامج الثاني)
المؤتمرات و الرحلات:
حضر طائفة من المؤتمرات و الندوات التي أقيمت في ربوع المملكة العربية السعودية.
كما سافر في رحلات عمل و رحلات علمية و دعوية إلى مصر، و تونس، و تركيا، و ماليزيا، و هولندا وبريطانيا.
منقول من موقع مكاوي
و هذه قراءة مرتلة من المصحف الكريم للشيخ الفاضل ..
لبعض السور (الفاتحة و البقرة و الإسراء)
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=souraaview&qid=620&tid=7
سورة النبأ
http://www.sohari.com/nawader_t/mekkah/osamah-5aya6-esha-7-8-1424.ram
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[18 Mar 2006, 05:45 م]ـ
هذه أبيات قليلة قلتها فى الشيخ الفاضل عبد الرحمن السديس إمام الحرم المكى حفظه الله ورعاه ولم أحظ بشرف اللقاء به والسلام عليه فأرجو ممن يعرفه أن يقرأه سلامى ويقرأها عليه وله الشكر الجزيل والدعاء
أنصت للسديس يتلو كلام ربنا*****بأناةٍِِ وبعزةٍٍ ووضوح معانى
أنصت لرجل بقية سلف أمةٍٍ*****عبدت إلها واحداً ما له ثانى
فكأنك تسمع رجلاً من صحابة محمدٍٍ*****فقيهاً موحداً عالماً بالأركانٍ
إذا تلا آية فيها رحمة*****حلقت أرواحنا فى الفردوس والجنانٍ
وإذا قرأ آية بها وعيد وشدة*****إرتعدت فرائسنا خوفاً من الرحمنٍ
فهنيئاً لكم دولة توحيدٍٍ وسنةٍٍ*****بداعية مؤمن طاهر الجنان
ودامت بلادكم تحيا بقرآنٍٍ وسنةٍٍ*****تكفل بحفظهما الواحد الديان
أعلم أنك تكره الثناء ولكن *****فاض قلبي محبةً فنطق لساني
****************************************
خوك الذى يحبك فى الله: أبو محمد الظاهرى المصرى
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[22 Mar 2006, 12:31 ص]ـ
من الأفضل عدم نشر مثل هذه الموضوعات في هذا الملتقى فهو متخصص في التفسير ولك مني ألف حب وتقدير
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[24 Mar 2006, 12:05 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخى أبي حذيفة وأعتذر .....
رزقكم الله حب الصالحين ....
ـ[أبوعبدالرحمن الأحمدي]ــــــــ[12 Apr 2006, 09:30 م]ـ
شكر الله لكم أخي الغالي جهد مبارك نفع الله بك
ولكن ننتظر جديدك عن الشيخ صالح آل طالب نفع الله بك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمداد]ــــــــ[02 May 2006, 05:42 ص]ـ
أخي أبو حذيفة بارك الله فيك الملتقى المفتوح فيه مواضيع كثيرة غير متعلقة بالتفسير ولكنها مفيدة ولو قرأت العناوين فقط لعرفت ذلك(/)
"الأجازة الصيفية ... لا افراط ولا تفريط "
ـ[ hedaya] ــــــــ[29 Jul 2004, 01:57 م]ـ
http://upload.serverseed.com/pictars3/agaza.gif(/)
أيميلات وهواتف العلماء والمشايخ
ـ[ابوفالح الاكلبي]ــــــــ[30 Jul 2004, 08:46 م]ـ
هام ... أيميلات وهواتف العلماء والمشايخ .... لمن يريد الفايدة
هواتف وايميلات المشايخ وأهل العلم ...... لمن يريد الفائدة .... هام
لا تحق من المعروف شئ رسالة جوال أو رسالة بريد أو مكالمة أو فاكس أو ........................
مشرف / موقع عبدالعزيز بن باز
ahmad@ibnbaz.org.sa
الشيخ / محمد المختار الشنقيطي
webmaster@shankeety.com
الشيخ سلمان بن فهد العودة
salman@aloadah.com
الشيخ / عائض بن عبدالله القرني
AAlqarni@al-islam.com
الشيخ / سليمان بن ناصر العلوان
snallwan@hotmail.com
الشيخ / علي بن خضير الخضير
khodair_site@hotmail.com
الشيخ محمد بن حمود النجدي
alathry@alathry.net
الشيخ عثمان الخميس
almanhaj@almanhaj.com
الشيخ / محمد المنجد
questions@islam-qa.com
الشيخ / سعد البريك
sogian@hotmail.com
الشيخ / محمد الدويش
dweesh@dweesh.com
الشيخ / مازن الفريح
mazen@sheikh-mazen.net
الشيخ / عبد الرحمن بن محمد الهرفي
a_alharfi@hotmail.com
الشيخ / حامد بن عبدالله العلي
hamed_alali@yahoo.com
الشيخ / فيصل مولوي
fatawa@mawlawi.net
الدكتور / مازن مطبقاني
mazen_mutabagani@hotmail.com
الشيخ الدكتور/ فالح بن محمد الصغير
falehmalsgair@yahoo.com
الأستاذ / عصام العطار
alattar-web@ifrance.c om
الشيخ / ناصر الفهد
alssalaf@yahoo.com
الشيخ / عبدالمحسن بن ناصر العبيكان
al-obikan@maktoob.com
الشيخ الدكتور / محمد بن حسين الجيزاني
maljezane@hotmail.com
الشيخ / محمد بن عبد الرحمن العريفي
Arefy@hotmail.com
الشيخ / عبدالكريم الغضية
gdyyah@yahoo.com
الشيخ / سعد بن سعيد الحجري
hjry@naseej.com
عبدالله بن سليمان الحبيشي
alhobieshi@hotmail.com
الهواتف:
عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ
4829730/ 01
4810005/ 4828390/01
عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين
4596520/ 01
4253050/ 01
4250416/ 01 فاكس
صالح بن محمد اللحيدان
4829802/ 01
4655279/ 01
بكر بن عبدالله ابو زيد
4511541/ 01
4655279/ 01
عبدالمحسن العباد
8475207/ 04
صالح بن فوزا ن الفوزان
4588570/ 01
4787840/ 4767420/01
عبدالله بن عبدالرحمن الغديان
4111729/ 4113796/01
عبدالله بن محمد الغنيمان
3694401/ 06
3230526/ 06
ابو بكر الجزائري
8254837/ 04
8371500/ 04
فيحان بن شالي المطيري
8363309/ 04
علي بن سعيد الغامدي
8282071/ 04
8384093/ 04
054593813
عبدالمحسن بن عبدالله الزامل
4240870/ 01
4037628/ 01
عبدالله بن سليمان المنيع
5561712/ 01
5586254/ 02
055501731
عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي
2582939/ 01
4915930/ 01
عبدالله البسام
5561554/ 02
عبدالرحمن بن ناصر البراك
2582899/ 01
2410428/ 01
عبدالله بن محمد المطلق
2584837/ 01
4214086/ 01
صالح بن عبدالله بن حميد
5580639/ 02
محمد السبيل
5733277/ 02
5565503/ 02
سعود الشريم
5746004/ 7545/02
عبدالرحمن السديس
5275819/ 02
علي بن عبدالرحمن الحذيفي
8253596/ 04
عبدالباري الثبيتي
8370300/ 04
عبدالمحسن القاسم
8292028/ 04
055372032
صلاح البدير
055470866
سليمان العلوان
3816716/ 06
055151311
صالح بن غانم السدلان
4643083/ 01
احمد بن عبدالله العمري
8411883/ 04
053334044
أنيس بن احمد طاهر
8486115/ 04
055300229
سلمان بن فهد العودة
3820789/ 06
054250250
عبدالوهاب بن ناصر الطريري
4622706/ 01
سعيد بن مسفر القحطاني
5571424/ 02
بعد صلاة المغرب
ناصر عبدالكريم العقل
2318972/ 01
055142120
سعد بن عبدالله البريك
055441178
سفر بن عبدالرحمن الحوالي
5281050/ 02
محمد بن سعيد القحطاني
5281141/ 02
ابراهيم بن عبدالله الغيث
4210696/ 01
055419565
ناصر العمر
2491455/ 0
عائض بن عبدالله القرني
4196663/ 01 فاكس
054222000
ابراهيم بن عبدالله الدويش
3337191/ 06
3333003/ 06
يوم الثلاثاء بعد المغرب
محمد بن صالح المنجد
8827789/ 03 من الساعة الواحدة ظهراً إلى الساعة الثالثة عصراً عدا الجمعة
علي عبدالخالق القرني
02/ 5376142
محمد عبدالرحمن العريفي
2460368/ 01
055845140
ابراهيم الفارس
4910307/ 01
4912482/ 01
سعيد بن علي بن وهف القحطاني
49843 80/ 01
عمر بن سعود العيد
4259612/ 01
055457377
يحي اليحي
8344095/ 04
عبدالعزيز بن محمد السدحان
4250470/ 01
055469946
عبدالرحمن المحمود
2326327/ 01
محمد حسن الدريعي
4630858/ 01
محمد بن عبدالرحمن الدخيل
8380022/ 04
055308749
عبدالرحمن الفريان
4312090/ 01
عبدالعزيز بن ابراهيم القاسم
4240734/ 01
055484807
خالد بن علي المشيقح
3248076/ 06
055148076
صالح بن عواد المغامسي
055319008
عبدالكريم بن ابراهيم الغيضة
055304127
عبيد بن سالم العمري
055321442
عبيدالله بن احمد القحطاني
054549596
منصور بن عبدالعزيز السماري
4923434/ 01
سلطان العويد
8412749/ 03
عبدالرزاق عبدالمحسن العباد
8471810/ 04
055308367
عبدالله الجلالي
3642705/ 06
محمد جميل زينو
5561827/ 02
موسى بن حسن ميان
8640407/ 04
055315688
عابد السفياني
5565220/ 02
سليمان اللحيدان
055667261
محمد بن عبدالعزيز المسند
2390210/ 01
عبدالله بن عبدالوهاب سرداد
055314323
ابراهيم بن صالح الخضيري
4216724/ 01
055404373
عبدالعزيز بن محمد الداود
4595956/ 01
4412103/ 01
عبدالله بن صالح القصير
055255565
صالح الأطرم
2328798/ 01
4585443/ 01
سعد بن ناصر الشثري
4886247/ 01
عبدالكريم بن عبدالله الخضير
2330025/ 01
2330056/ 01
عبدالمحسن بن ناصر العبيكان
4259762/ 01
4260616/ 01
علي الجمعة
3810560/ 06
عبدالعزيز العقل
3242111/ 06
3246576/ 06
عبدالله بن صالح الفوزان
3234178/ 06
سعيد الدعجاني
6831669/ 02
عبدالله بن سليمان الحبيشي
8232980/ 04
054362202
سعد بن سعيد الحجري
2270479/ 07
053752282
عبدالعزيز السويدان
055804137
بدر بن نادر المشاري
055409983
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[كساب]ــــــــ[04 Aug 2004, 07:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا ........ وبارك الله فيك(/)
عضو جديد
ـ[المزمل]ــــــــ[01 Aug 2004, 07:30 ص]ـ
[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته [/
006699 متمنيا للجميع التوفيق والسداد
وكل ماتحب أن تعاملا * FF0000* به به كل العبادعاملا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Aug 2004, 09:17 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكم الله أخي الكريم المزمل، وأسأل الله لك التوفيق والسداد. وتوقيعك يبشر بخير إن شاء الله.(/)
يا إخوة ويا أخوات ... هذه هي الحقيقة ... فادخلوا فورا دون تردد
ـ[كساب]ــــــــ[04 Aug 2004, 07:19 ص]ـ
أنصح نفسي وإياكم ولا تنسوني من دعواتكم
كن في الدنيا كأنك غريب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله ومن والاه .. وبعد:
إعلم أخي الحبيب أن هذه الحياة الدنيا أنفاس معدودة في أماكن محدودة. وأن هذه الحياة (بحر) و الأنفاس (مراكب) تقربنا إلى الشاطئ. وأن الحياة (سفر)، وهو إن طال العمر أو قصر لابد أن ينتهي إلى المنزل والمستقر في نهاية المطاف: إما إلى جنة أبداً، أو إلى نار أبداُ.
فهل من مشمّر إلى الجنة؟ أم تريد القعود مع القاعدين؟
فحيّ على جنات عدن فإنها ... منازلنا الأولى وفيها المخيم
أخي الحبيب ..
لقد دق ناقوس الرحيل، وتهيأ الركب للمسير، فوضعوا الزاد، وملئت المزاد، و حملت الإبل .. وأنتم لم تزل في الرقدة الأولى بعد!
أخي الحبيب ..
كلنا لابد أن يركب قطار الآخرة و يسافر. فهل تريد أن ترحل كريماً، ويحسن استقابلك، وتنزل منزلاً؟
أم تريد أن تذهب مخفوراً؟ وتُستقبل مهاناً؟ وتلقى ملوماً مدحوراً؟
إن من أراد سفراً سأل ونقّر، وأعد له العدة وفكر، وهيّأ له الزاد وقدّر. فما بالنا نغفل عن السفر الطويل إلى الآخرة؟
إن الأيام تسير بنا وإن لم نسر، والأنفاس مراحل تقربنا إلى القبر الذي هو أول منازل الآخرة. وبعد ذلك أهوال وأهوال.
فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة ... وإلا فإني لا إخالك ناجياً
فماذا تراك قد أعددت لهذا السفر الطويل الذي بدأ بالفعل منذ نزلت من بطن أمك؟
أيام عمرك تذهب ... وجميع سعيك يَكتب
ثم الدليل عليك منك ... فأين أين المهرب؟
فالبدار البدار .. فلا يوجد ثم طريق للهرب أو الفرار.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: {بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا}.
فبادر يا أخي بالأعمال الصالحة في زمن المهلة قبل أن تفلت من يدك الفرصة.
قال: {لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله: من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه}.
وقال: {نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ}.
فالفراغ نعمة عظيمة لمن شغلها بطاعة الله تعالى. فالنفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك هي بالباطل.
لقد هاج الفراغ عليك شغلاً ... وأسباب البلاء من الفراغ
يُحكى أن رجلاً كان يحاسب نفسه، فحسب يوماً سني عمره، فوجدها ستين سنة. فحسب أيامها، فوجدها واحداً وعشرين ألف يوم وخمسمائة يوم.
فصرخ صرخة، و خرّ مغشياً عليه. فلما أفاق قال: يا ويلتاه، أنا آتي ربي بواحد وعشرين ألف ذنب وخمسمائة ذنب؟!
يقول هذا لو كان يقترف ذنباً واحداً في كل يوم، فكيف بذنوب كثيرة لا تحصي؟
ثم قال: آه عليّ، عمرت دنياي، وخربت أخراي، وعصيت مولاي، ثم لا أشتهي النقلة من العمران إلى الخراب. وأنشد:
منازل دنياك شيّدتها ... وخرّبت دارك في الآخرة
فأصبحت تكرهها للخرا ... ب وترغب في دارك العامرة
وفي الحديث: {اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك}.
واعلم أخي الحبيب أن لك موضعين تندم عندهما حيث لا ينفع الندم:
الأول: عند الاحتضار؛ حيث تريد مهلة من الزمن لتصلح ما أفسدت، وتتدارك ما ضيعت، ولكن هيهات.
الثاني: عند الحساب؛ حيث تُوفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون.
قال ابن مسعود رضي الله عنه: (ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه؛ نقص فيه أجلي، و لم يزد فيه عملي).
وقال سعيد بن جبير: (إن كل يوم يعيشه المؤمن غنيمة).
أخي الحبيب ..
إن الليل و النهار رأس مال المؤمن؛ ربحها الجنة، وخسرانها النار. والسنة شجرة: الشهور فروعها، والأيام أغصانها، والساعات أوراقها، والأنفاس ثمارها. فمن كانت أنفاسه في طاعة؛ فثمرته شجرة طيبة، ومن كانت أنفاسه في في معصية؛ فثمرته حنظل والعياذ بالله.
قال الحسن: (من علامة إعراض الله عن العبد أن يجعل شغله فيما لا يعينه؛ خذلاناً من الله عز وجل).
(يُتْبَعُ)
(/)
و قال أبو حازم: (إن بضاعة الآخرة كاسدة، يوشك أن تنفق، فلا يُوصل منها إلى قليل ولا كثير. ومتى حيل بين الإنسان والعمل لم يبق إلا الحسرة والأسف عليه، ويتمنى الرجوع إلى حال يتمكن فيها من العمل، فلا تنفعه الأمنية).
يا هذا .. الليل و النهار مراحل ينزلها الناس مرحلة مرحلة حتى ينتهي بهم ذلك إلى آخر سفرهم. فإن استطعت أن تقدم في كل مرحلة زاداً لما بين يديها، فافعل. فإن انقطاع السفر عن قريب ماهو، والأمر أعجل من ذلك. فتزود لسفرك، واقض ما أنت قاض من أمرك، فكأنك بالأمر قد بغتك.
إنما الدنيا إلى الجنة والنار طريق ... والليالي متجر الإنسان والأيام سوق
قال الحسن رحمه الله: (ما مرّ يوم على ابن آدم إلا قال له: ابن آدم، إني يوم جديد، و على عملك شهيد، وإذا ذهبت عنك لم أرجع إليك، فقدّم ما شئت تجده بين يديك، وأخّر ما شئت فلن يعود أبداُ إليك).
تؤمل في الدنيا طويلاً و لاتدري ... إذا جنّ ليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من صحيح مات من غير علة ... وكم من مريض عاش دهراً إلى دهر
وقال أبو نصر آبادي: (مراعاة الأوقات من علامات التيقظ).
وقال مورق العجلي: (يا ابن آدم .. تؤتى كل يوم برزقك وأنت تحزن، وينقص عمرك وأنت لا تحزن وتطلب ما يطغيك وعندك ما يكفيك).
وقال الحسن: (لم يزل الليل والنهار سريعين في نقص الأعمار، وتقريب الآجال. هيهات، قد صبّحا نوحاً وعاداً وثموداً وقروناً بين ذلك كثيراً، فأصبحوا قد أقدموا على ربهم ووردوا على أعمالهم. وأصبح الليل والنهار غَضّين جديدين لم يبلهما ما مرّا به، مستعدين لما بقي بمثل ما أصاب به من مضى).
لقد كان السلف الصالح مشغولين دائماً بالآخرة، منتبهين لقيمة الوقت.
قال ابن مهدي: (كنا مع سفيان الثوري جلوساً بمكة، فوثب و قال: النهار يعمل عمله).
وقال علي ابن أبي طالب رضي الله عنه: (إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة، وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة، ولكل منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فاليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل).
أخي الحبيب ..
ينبغي أن تذكر نفسك دائماً بهذا السؤال: لماذا خُلقنا؟ ويجيب رب العزة: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56].
ثم تأمل قول أبي الدرداء رضي الله عنه: (لولا ثلاث ما أحببت العيش يوماً واحداً: الظمأ لله بالهواجر، والسجود لله في جوف الليل، ومجالسة أقوام ينتقون أطياب الكلام كما يُنتقى أطياب الثمر).
وانظر أخي الكريم إلى وصية النبي التي حكاها ابن عمر رضي الله عنهما: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل).
قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله: (إن الدنيا ليست بدار قراركم، كتب الله عليها الفناء، وكتب على أهلها الظعن. فأحسنوا ما بحضرتكم من النقلة، وتزودوا فإن خير الزاد التقوى).
سبيلك في الدنيا سبيل مسافر ... ولابد من زاد لكل مسافر
ولابد للإنسان من حمل عدة ... ولا سيما إن خاف صولة قاهر
قال الحسن: (ابن آدم، إنك بين مطيتين يوضعانك: الليل إلى النهار، والنهار إلى الليل، حتى يسلمانك إلى الآخرة. فمن أعظم خطراً منك؟).
ياهذا، إنك لم تزل في هدم عمرك منذ خرجت من بطن أمك. وإنما أنت أيام معدودة، كلما ذهب يوم ذهب بعضك.
ألم تر أن اليوم أسرع ذاهب ... وأن غداً للناظرين قريب
سأل الفضيل رجلاً: كم أتت عليك؟ قال: ستون سنة. فقال: فأنت ننذ ستين سنة تسير إلى ربك، ويوشك أن تبلغ. فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون.
ومن عجب الأيام أنك جالس ... على الأرض في الدنيا وأنت تسير
فسيّرك يا هذا كسير سفينة ... بقوم جلوس والقلوع تطير
وقال داود الطائي: (يا ابن آدم، فرحت ببلوغ أجلك، وإنما بلغته بانقضاء مدة أجلك. وسوّفت بعملك، كأن منفعته لغيرك!).
إنا لنفرح بالأيام نقطعها ... وكل يوم مضى يُدني من الأجل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً ... فإنما الربح والخسران في العمل
أخي الحبيب ..
إنما الزمان أشرف شيء؛ فلا تضيعه في البطالة. احرص على الطاعات، واغتنم الأوقات قبل الفوات.
اغتنم ركعتين زلفى إلى الله ... إذا كنت فارغاً مستريحا
وإذا هممت بالقول في الباطل ... فاجعل مكانه تسبيحاً
قال الحسن: (لقد أدركت أقواماً كان أحدهم أشح بعمره من أحدكم بدرهمه).
(يُتْبَعُ)
(/)
والوقت أنفس ما عنيت بحفظه ... وأراه أسهل ما عليك يُضيّع
يحكى أن أبا موسى الأشعري اجتهد قبل موته، فقيل له: لو رفقت بنفسك؟ فقال: إن الخيل إذا أرسلت فقاربت رأس مجراها أخرجت جميع ما عندها. والذي بقي من أجلي أقل من ذلك.
وماالمرء إلا راكب ظهر عمره ... على سفر يطويه باليوم والشهر
يبيت ويضحى كل يوم وليلة ... بعيداً عن الدنيا قريباً من القبر
ياهذا .. أمس أجل، واليوم عمل، وغداً أمل. فلا يلهينك الأمل عن العمل.
كان يزيد الرقاشي يقول لنفسه: (ويحك يا يزيد، من ذا الذي يصلي عنك بعد الموت؟ من ذا الذي يصوم عنك بعد الموت؟ من ذا الذي يرضي ربك عنك بعد الموت؟ ثم يقول: أيها الناس، ألا تبكون وتنوحون على أنفسكم باقي حياتكم؟).
ترحل من الدنيا بزاد من التقى ... فعمرك أيام وهن قلائل
قال ابن مسعود رضي رضي الله عنه: (إنكم في ممر من الليل والنهار، في آجال منقوصة، وأعمال محفوظة، والموت يأتي بغتة. فمن يزرع خير فيوشك أن يحصد رغبة، ومن زرع شراً فيوشك أن يحصد ندامة، ولكل زارع ما زرع).
تمر الليالي والحوادث تنقضي ... كأضغاث أحلام ونحن رقود
وأعجب من ذا أنها كل ساعة ... تجدّ بنا سيراً ونحن قعود
قال يحيى بن معاذ: (لست أبكي على نفسي إن ماتت، إنما أبكي لحاجتي إن فاتت).
نروح ونغدو لحاجتنا ... وحاجة من عاش لا تنقضي
تموت مع المرء حاجته ... وتبقى له حاجة ما بقي
أخي الحبيب .. هل آن الأوان لكي تبادر وتشمّر في جمع الغنائم الباردة قبل أن تُمنعها؟!
قال أحمد بن عاصم الأنطاكي: (هذه غنيمة باردة: أصلح ما بقي من عمرك؛ يغفر لك ما مضى).
ولله در القائل:
إذا كنت أعلم علماً يقيناً ... بأن جميع حياتي كساعة
فلم لا أكون ضنيناً بها ... وأجعلها في صلاح وطاعة؟
طوبى لمن سمع ووعى، وحقق ما ادعى، ونهى النفس عن الهوى، وعلم أن الفائز من ارعوى، وأن ليس للإنسان إلا ما سعى.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[أويس القرني]ــــــــ[04 Aug 2004, 01:52 م]ـ
جزاك الله خيرا على نصحك، ونفع بك أينما كنت
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[04 Aug 2004, 05:10 م]ـ
بورك فيك يا أخ كساب، وكم نحن ـ والله ـ بحاجة لمثل هذه الأقوال في الرقائق، وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى.(/)
مختارات، وفوائد من اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية للبعلي
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[05 Aug 2004, 12:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على النبي الأمين، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فهذه مختارات، وفوائد علقتها من كتاب الأخبار العلمية من الاختيارات الفقهية لشيخ الإسلام ابن تيمية لأبي الحسن البعلي، والطبعة المعزو إليها هي التي حققها أحمد الخليل.
وسأقتصر على نقل الكلام من غير عنونة للفائدة، ولا حتى توضيح للعبارة المغلقة، فقد تحتاج نادرا إلى الرجوع إلى الكتاب لتعرف متعلق الكلام، وكان غرضي من نقلها إلى ما يسمى بالوورد = تسهيل الرجوع إليها عند الحاجة، ونقلتها هنا لتعم بها الفائدة.
ص 11: والمائعات كلها حكمها حكم الماء قَلتْ أو كثرت، وهو رواية عن أحمد ومذهب الزهري، والبخاري، وحكي رواية عن مالك، وذكر في شرح العمدة أن نجاسة الماء ليست عينية لأنه يطهر غيره فنفسه أولى.
ص11: ونص الأئمة أحمد ـ رحمه الله ـ وغيره: إذا سقط عليه ماء من ميزاب ونحوه، ولا أمارة تدل على النجاسة لم يلزم السؤال عنه، بل يكره ...
ص 14: تحريم الشيء مطلقا يقتضي تحريم كل جزء منه إلا ما استثني؛ إذ النهي عن الشيء نهي عن بعضه.
ص14 وقد غلطت طائفة من أصحاب أحمد حيث حكت قولا بإباحة يسير الذهب تبعا لقوله في الآنية عن أبي بكر عبد العزيز، وأبو بكر إنما قال ذلك في باب اللباس والتحلي، وباب اللباس أوسع.
ص 15 يحرم استقبال القبلة، واستدبارها عند التخلي مطلقا سواء في الفضاء والبنيان وهو رواية اختارها أبو بكر عبد العزيز ولا يكفي انحرافه عن الجهة.
ص15: قال أبو داود للإمام أحمد في الرجل يعطس في الصلاة المكتوبة، وغيرها؟ قال أحمد يحمد الله، ولا يجهر، قلتُ: أيحرك بها لسانه؟ قال: نعم.
ص 15 - 16: إذا عطس في الخلاء: نقل صالح وابن منصور: يحمد في نفسه.ونقل بكر بن محمد: يحرك به شفتيه في الخلاء. قال القاضي بحيث لا يسمعه ...
ص 16: ويكره السلت والنتر، ولم يصح الحديث في الأمر به، والمشي والتنحنح عقيب البول بدعة.
ص 17: ويجزي الاستجمار ولو تعدى الخارج إلى الصفحتين والحشفة وغير ذلك لعموم الأدلة بجواز الاستجمار ولم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم في ذلك تقدير.
ص17: ويجزى بعظم وروث. قلتُ: وكذا ما نهي عنه في ظاهر كلامه ـ والله أعلم ـ لحصول المقصود ولأنه لم ينه عنه لأنه لا ينقي بل لإفساده فإذا قيل: يزول بطعامنا مع التحريم، فهذا أولى.
والأفضل في الاستنجاء الجمع بين الماء والحجر، ولا يكره الاقتصار على الحجر على الصحيح.
ص18: السواك يطلق على الفعل، وعلى ما يتسوك به وهو مذكر. قال الليث: وتؤنثه العرب أيضا، وغلطه الأزهري في ذلك، لكن تبعه ابن سيده في المحكم.
ص18: والأفضل بيده اليسرى وقال أبو العباس: ما علمت إماما خالف فيه.
والسواك ما علمت أحدا كرهه في المسجد والآثار تدل على أن السلف كانوا يستاكون فيه فكيف يكره؟
ص19: لم يرد الوضوء بمعنى غسل اليد، والفم إلا في لغة اليهود.
ص 20: [الوضوء] وهو من خصائص هذه الأمة كما جاءت الأحاديث الصحيحة " إنهم يبعثون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء ". وأن النبي صلى الله عليه وسلم يعرفهم بهذه السيما، فدل على أنه لا يشاركهم فيه غيرهم، والحديث الذي رواه ابن ماجه، وغيره أنه توضأ مرة مرة، ومرتين مرتين، وثلاثا ثلاثا، وقال هذا وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي ". ضعيف عند أهل العلم بالحديث لا يجوز الاحتجاج بمثله، وليس عند أهل الكتاب خبر عن أحد من الأنبياء أنه كان يتوضأ وضوء المسلمين.
ص20: وتجب النية لطهارة الحدث لا الخبث وهو مذهب جمهور العلماء ولا يجب نطقه بها سرا باتفاق الأئمة الأربعة، وشذ بعض المتأخرين فأوجب النطق بها، وهو خطأ مخالف للإجماع، ولكن تنازعوا هل يستحب النطق بها؟ على قولين في مذهب أحمد وغيره، والأقوى عدمه الاستحباب، واتفق الأئمة على أنه لا يشرع الجهر بها، ولا تكرارها، وينبغي تأديب من اعتاده، وكذا في بقية العبادات لا يستحب النطق بالنية لا عند الإحرام، ولا غيره.
ص22: وإن منع يسير وسخ الظفر ونحوه وصول الماء صحت الطهارة، وهو وجه لأصحابنا، ومثله كل يسير منع وصول الماء حيث كان كدمٍ وعجينٍ.
ص22: ولا يستحب إطالة الغرة وهو مذهب مالك ورواية عن أحمد.
والوضوء إن كان مستحبا له أن يقتصر على البعض لوضوء ابن عمر لنومه جنبا إلا رجليه.
ص22: وهل المسح أفضل؟ أم غسل الرجلين؟ أم هما سواء؟ ثلاث روايات عن أحمد، والأفضل في حق كل أحد بحسب قدمه فالأفضل للابس الخف أن يمسح عليه، ولا ينزع خفيه اقتداء به صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ولمن قدماه مكشوفتان الغسل، ولا يتحرى لبسه ليمسح عليه، وكان صلى الله عليه وسلم يغسل قدميه إذا كانتا مكشوفتين ويمسح إذا كان لابس الخفين.
ص26: ومن غسل إحدى رجليه ثم أدخلها [الخف] قبل غسل الأخرى فإنه يجوز له المسح عليها من غير اشتراط خلع ما لبسه قبل إكمال الطهارة كلبسه بعدها.
ص28: والدم والقيء وغيرهما من النجاسات الخارجة من غير المخرج المعتاد لا تنقض الوضوء، ولو كثرت، وهو مذهب مالك والشافعي.
ص28: ويستحب الوضوء من أكل لحم الإبل ... وفي المسائل: يجب الوضوء من لحم الأبل لحديثين صحيحين لعله آخر ما أفتى به.
ص28: ومال أبو العباس أخيرا إلى استحباب الوضوء دون الوجوب من مس النساء، والأمرد إذا كان لشهوة.
قال: إذا مس المرأة لغير شهوة فهذا مما علم بالضرورة أن الشارع لم يوجب منه وضوءا، ولا يستحب الوضوء منه.
ص29: والناس إذا اعتادوا القيام، وإن لم يقيم لأحدهم أفضى إلى مفسدة، فالقيام دفعا لها خير من تركه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[05 Aug 2004, 01:56 م]ـ
ولا يستحب الغسل لدخول مكة، والوقوف بعرفة، والمبيت بمزدلفة، ورمي الجمار ولا لطواف الوداع، ولو قلنا باستحبابه لدخول مكة كان نوع عبث للطواف لا معنى له.
ص31: ولا تدخل الملائكة بيتا فيه جنب إلا إذا توضأ.
ص33: لا يجب على الرجل حمل الماء للطهارة.
ص36: وكل من صلى في الوقت كما أمر بحسب الإمكان فلا إعادة عليه، وسواء كان العذر نادرا أو معتادا، وقاله أكثر العلماء.
والجريح إذا كان محدثا حدثا أصغر فلا يلزمه مراعاة الترتيب، وهو الصحيح من مذهب أحمد، وغيره، فيصح أن يتيمم بعد كمال الوضوء؛ بل هذا هو السنة، والفصل بين أبعاض الوضوء بتيمم بدعة.
ولا يستحب حمل التراب معه للتيمم قاله طائفة من العلماء خلافا لما نقل عن أحمد.
ص 38: وإذا كان على وضوء وهو حاقن يحدث ثم يتيمم إذ الصلاة بالتيمم وهو غير حاقن أفضل من صلاته بالوضوء وهو حاقن.
ص 40: أما تخليل الذمي الخمر بمجرد إمساكها: فينبغي جوازه على معنى كلام أحمد، فإنه علل المنع بأنه لا ينبغي لمسلم أن يكون في بيته الخمر، وهذا ليس بمسلم؛ ولأن الذمي لا يمنع من إمساكه.
ص 41: وتطهر الأرض النجسة بالشمس والريح إذا لم يبق أثر النجاسة، وهو مذهب أبي حنيفة، و يجوز التيمم عليها، بل تجوز الصلاة عليها بعد ذلك، ولو لم تغسل.
ويطهر غيرها بالشمس والريح أيضا، وهو قول في مذهب أحمد، ونص عليه أحمد في حبل الغسال.
ص 43: ولا يجب غسل الثوب، والبدن من: المِدَّةِ [في المطبوع: المذي وهو خطأ نبه عليه الشيخ أبو تيمية إبراهيم]، والقيحِ، والصديدِ ولم يقم دليل على نجاسته، وحكى أبو البركات عن بعض أهل العلم طهارته.
ص44: وإذا تكرر من الزوج الوطء في الفرج، ولم ينزجر فرق بينهما، كما قلنا: فيما إذا وطئها في الدبر ولم ينزجر.
ص 45: ويجوز للحائض الطواف عند الضرورة، ولا فدية عليها.وهو خلاف ما يقوله أبو حنيفة: من أنه يصح منها مع لزوم الفدية، ولا يأمرها بالإقدام عليه، وأحمد ـ رحمه الله تعالى ـ يقول ذلك في رواية إلا أنهما لا يقيدانه بحال الضرورة. وإن طافت مع عدم الضرورة فمقتضى توجيه هذا القول يجب الدم عليها.
ويجوز للحائض قراءة القرآن، بخلاف الجنب، وهو مذهب مالك، وحكي رواية عن أحمد.
وإن خشيت نسيانه وجب.
ص46: و لا حد لأقل النفاس، ولا لأكثره، ولو زاد على الأربعين، أو الستين، أو السبعين، وانقطع؛ فهو: نفاس.
ولكن إن اتصل فهو دم فساد [في المطبوع: إفساد]، وحينئذ فالأربعون منتهى الغالب.
ص 47: والحامل قد تحيض. وهو مذهب الشافعي، وحكاه البيهقي رواية عن أحمد بل حكى أنه رجع إليه.
ص 30 ويكره الذكر للجنب لا للحائض.
ص 50: ولا تلزم الصلاة صبيا، ولو بلغ عشرا، وقاله جمهور العلماء، وثواب عبادة الصبي له.
ص 50: ومن ترك الصلاة؛ فينبغي الإشاعة عنه بتركها حتى يصلي، ولا ينبغي السلام عليه، ولا إجابة دعوته. قال الإمام أحمد في رواية أبي داود: إذا قال الرجل: لا أصلي، فهو: كافر. قال أبو العباس فعلى هذا لا يشترط أن تكون الدعوى من ذي ولاية ...
ص 51: والمحافظ على الصلاة أقرب إلى الرحمة ممن لم يصلها ولو فعل ما فعل.
ص 53: وتارك الصلاة عمدا لا يشرع له قضاؤها، ولا تصح منه، بل يكثر من التطوع، وكذا الصوم وهو قول طائفة من السلف ... وليس في الأدلة ما يخالف هذا، بل يوافقه.
ص 53: وأمره عليه الصلاة، والسلام المجامع في نهار رمضان بالقضاء ضعيف؛ لعدول البخاري ومسلم عنه. وذكره في ص 162.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[07 Aug 2004, 11:43 م]ـ
ص 56: فإن كثيرا من العلماء من يطلق القول بالسنة على ما يذم تاركه، ويعاقب تاركه شرعاً.
ص57: وأكثر الروايات عن أحمد: المنع من أذان الجنب، وتوقف عن الإعادة في بعضها، وصرح بعدم الإعادة في بعضها، وهو اختيار أكثر الأصحاب، وذكر جماعة عنه رواية بالإعادة، واختارها الخرقي.
ص57: وفي إجزاء الأذان من الفاسق روايتان: أقواهما عدمه؛ لمخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وأما ترتيب الفاسق مؤذنا فلا ينبغي قولا واحدا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ص58: وإذا أقيمت الصلاة وهو قائم يستحب له أن يجلس، وإن لم يكن صلى تحية المسجد، قال ابن منصور: رأيت أبا عبد الله أحمد خرج عند المغرب، فحين انتهى إلى موضع الصف أخذ المؤذن في الإقامة فجلس. اهـ.
قلتُ: انظر مأخذ هذا الفعل في المعني 2/ 67.
ص60: ويستحب أن يجيب المؤذن ويقول مثل ما يقول، ولو في الصلاة، وكذلك يقول في الصلاة كل ذكر ودعاء وجد سببه في الصلاة.
وظاهر كلامه هنا يقول مثلما يقول حتى في الحيعلة، وقال في موضع آخر: يقول مثل ما يقول إلا في الحيعلة، فيقول: لا حول ولا قوة إلا بالله.
ص60: وقد اتفق العلماء على أنه لا يستحب التبليغ وراء الإمام، بل يكره إلا لحاجة، وقد ذهب طائفة من الفقهاء أصحاب مالك، وأحمد إلى بطلان صلاة المبلغ إذا لم يحتج إليه.
ص65: وتستحب الصلاة بالنعل وقاله طائفة من العلماء.
ص65: والله تعالى أمر بقدر زائد على ستر العورة في الصلاة، وهو أخذ الزينة فقال: (خذوا زينتكم عند كل مسجد الأعراف) فعلق الأمر باسم الزينة لا بستر العورة إيذانا بأن العبد ينبغي له أن يلبس أزين ثيابه وأجملها في الصلاة.
ص75: وظاهر كلام أبي العباس أنه يجب تسوية الصفوف؛ لأنه عليه الصلاة، والسلام "رأى رجلا باديا صدره فقال: لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ". وقال عليه الصلاة و السلام: "سووا صفوفكم فإن تسويتها من تمام الصلاة". متفق عليهما، وترجم عليه البخاري بباب"إثم من لم يقم الصف" قلتُ: ومن ذكر الإجماع على استحبابه فمراده ثبوت استحبابه لا نفي وجوبه، والله أعلم.
ص76: ووقوف المأموم بحيث يسمع قراءة الإمام، وإن كان في الصف الثاني، أو الثالث؛ أفضل من الوقوف في طرف الصف الأول مع البعد عن سماع قراءة الإمام، لأن الأول صفة في نفس العبادة فهو أفضل من صفة مكانها، كما رجحنا الرمل مع البعد في الطواف على الدنو مع ترك الرمل.
ص 77: والأفضل أن يأتي في العبادات الواردة على وجوه متنوعة بكل نوع منها كالاستفتاحات، وأنواع صلاة الخوف، وغير ذلك، والمفضول قد يكون أفضل لمن انتفاعه به أتم.
ص77: ويستحب الجهر بالبسملة للتأليف كما استحب أحمد ترك القنوت في الوتر تأليفا للمأموم.
ص78: .. فتذكر [البسملة] في ابتداء جميع الأفعال، وعند دخول المنزل، والخروج منه للبركة، وهي تطرد الشيطان، وإنما تستحب إذا ابتدأ فعلا تبعا لغيرها لا مستقلة، فلم تجعل كالهيللة والحمدلة ونحوهما.
ص80: ووقوف القارئ على رؤوس الآيات سنة، وإن كانت الآية الثانية متعلقة بالأولى تعلق الصفة بالموصوف، أو غير ذلك.
ص 80: والقراءة القليلة يتفكر أفضل من الكثير بلا تفكر وهو المنصوص عن الصحابة صريحا.
ص80: وما خالف المصحف، وصح سنده صحت الصلاة به، وهذا نص الروايتين عن أحمد.
ومصحف عثمان أحد الحروف السبعة، وقاله عامة السلف وجمهور العلماء.
ص81: وأحمد، وغيره استحب في صلاة الجهر سكتتين عقيب التكبير للاستفتاح، وقبل الركوع لأجل الفصل، ولم يستحب أن يسكت سكتة تتسع لقراءة المأموم، ولكن بعض أصحابه استحب ذلك.
ص82: والمرأة إذا صلت بالنساء جهرت بالقراءة، و إلا فلا تجهر إذا صلت وحدها.
ص84: ولا تجوز الصلاة على غير الأنبياء إذا اتخذت شعارا، وهو قول متوسط بين قول من قال بالمنع مطلقا، وهو قول طائفة من أصحابنا، ومن قال بالجواز مطلقا، وهو منصوص أحمد.
ص85: والتسبيح المأثور أنواع:
أحدها: أن يسبح عشرا، ويحمد عشرا، ويكبر عشرا.
والثاني: إن يسبح إحدى عشرة، ويحمد إحدى عشرة، ويكبر إحدى عشرة.
والثالث: أن يسبح ثلاثا وثلاثين، ويحمد ثلاثا وثلاثين، ويكبر ثلاثا وثلاثين؛ فيكون تسعة وتسعين.
والرابع: أن يقول ذلك، ويختم المائة بالتوحيد التام، وهو لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير.
الخامس: أن يسبح ثلاثا وثلاثين، ويحمد ثلاثا وثلاثين، ويكبر أربعا وثلاثين.
السادس: أن يسبح خمسا وعشرين، ويحمد خمسا وعشرين، ويكبر خمسا وعشرين ويقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير خمسا وعشرين. اهـ.
قلتُ: راجع فتح الباري لابن حجر 2/ 328، فقد بين أن النوع الثاني غلط. واستغربه ابن القيم في الزاد 1/ 300.
(يُتْبَعُ)
(/)
يبقى النوع السادس في قوله: ويقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير خمسا وعشرين، وظاهر الحديث أنه يقال: لا إله إلا الله. والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[09 Aug 2004, 09:06 م]ـ
ص87: ولا يكره رفع بصره إلى السماء في الدعاء، لفعله صلى الله عليه وسلم، وهو قول مالك والشافعي، ولا يستحب.
ص88: ويكون دعاء الاستخارة قبل السلام.
ص90: ولا يثاب على عمل مشوبا إجماعا.
ص 91: قال أبو العباس: والذي تبين لي أن سجود التلاوة واجب مطلقا في الصلاة، وغيرها، وهو رواية عن أحمد، ومذهب طائفة من العلماء، ولا يشرع فيه تحريم، ولا تحليل هذا هو السنة المعروفة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعليها عامة السلف، وعلى هذا فليس هو صلاة، فلا يشترط له شروط الصلاة، بل يجوز على غير طهارة، واختارها البخاري لكن السجود بشروط الصلاة أفضل، ولا ينبغي أن يخل بذلك إلا لعذر فالسجود بلا طهارة خير من الإخلال به.
ص 92: ولو أرد الإنسان الدعاء فعفر وجهه في التراب، وسجد له ليدعوه فهذا سجود لأجل الدعاء، ولا شيء يمنعه، وابن عباس سجد سجودا مجردا لما جاء نعي بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال صلى الله عليه وسلم:"إذا رأيتم آية فاسجدوا ". وهذا يدل على أن السجود يشرع عند الآيات فالمكروه هو السجود بلا سبب.
ص94: وإن نسي سجود السهو سجد، ولو طال الفصل، أو تكلم، أو خرج من المسجد، وهو رواية عن أحمد.
ص96: .. كالوجهين في صلاة الجنازة إذا أعادها بعد أن صلاها غيره، وانبنى على الوجهين في صلاة الجنازة جواز فعلها بعد الفجر والعصر مرة ثانية، والصحيح أن ذلك يقع فرضا وأنه يجوز فعلها بعد الفجر والعصر
ص96: والطواف بالبيت أفضل من الصلاة فيه، وهو قول العلماء.
ص 96: والذكر بقلب أفضل من القراءة بلا قلب.
ص96: قال إبراهيم بن جعفر لأحمد: الرجل يبلغني عنه صلاح أفأذهب فأصلي خلفه؟ قال: قال لي أحمد: انظر إلى ما هو أصلح لقلبك فافعله.
ص 96: قال الإمام أحمد: معرفة الحديث، والفقه أعجب إلي من حفظه.
ص96: ويجب الوتر على من يتهجد بالليل، وهو مذهب بعض من يوجبه مطلقا.
ص97: و يقرأ أول ليلة من رمضان في العشاء الآخرة سورة القلم؛ لأنها أول ما نزل، ونقله إبراهيم بن محمد الحارث عن الإمام أحمد، وهو أحسن مما نقله غيره: أنه يبتدئ بها التراويح.
ص98: وما سن فعله منفردا كقيام الليل، وصلاة الضحى، ونحو ذلك إن فعل جماعة في بعض الأحيان فلا بأس بذلك لكن لا يتخذ سنة راتبة.
ص98: وتستحب المداومة على صلاة الضحى لمن لم يقم في ليلة، وهو مذهب بعض من يستحب المداومة عليها مطلقا. قلت: لكن أبو العباس له قاعدة معروفة، وهي أن كل ما ليس من السنن الراتبة لا يداوم عليه لئلا يلحق بالرواتب، كما نص الإمام أحمد على عدم المواظبة على سورتي السجدة، و هل أتى على الإنسان في فجر يوم الجمعة.
ص99: وقول الإمام أحمد في الرجوع إلى قول التابعي عام في التفسير وغيره.
ص99: وتقول المرأة في سيد الاستغفار وما في معناه: وأنا أمتك بنت أمتك، أو بنت عبدك، ولو قالت: وأنا عبدك، فله مخرج في العربية بتأويل شخص.
ص99: وتكفير الطهارة والصلاة وصيام رمضان وعرفة وعاشوراء للصغائر فقط، وكذا الحج لأن الصلاة ورمضان أعظم منه.
ص99: وكثرة الركوع والسجود وطول القيام سواء في الفضيلة وهو إحدى الروايتين عن أحمد.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[16 Aug 2004, 02:36 م]ـ
ص100: وكل من عبد عبادة نهي عنها، ولم يعلم النهي، لكن هي من جنس المأمور به مثل الصلاة وقت النهي، وصوم يوم العيد = أثيب على ذلك. والفتاوي 20/ 31.
ص101: ويقضي السنن الرواتب ويفعل ما له سبب وقت النهي.
ص103: والجماعة شرط للصلاة المكتوبة، وهو إحدى الروايتين عن أحمد، واختارها ابن أبي موسى وأبو الوفاء بن عقيل، ولو لم يمكنه الذهاب إلا بمشيه في ملك غيره فعل، فإذا صلى لوحده لغير عذر لم تصح صلاته. والفتاوى 24/ 101.
ص 104: ولا تدرك الجماعة إلا بركعة.
ص105: وحكى أبو العباس في صلاة الفريضة خلف صلاة الجنازة روايتين، واختار الجواز.
ص105: والمأموم إذا لم يعلم بحدث الإمام حتى قضيت الصلاة أعاد الإمام وحده.
(يُتْبَعُ)
(/)
ص105: ويلزم الإمام مراعاة المأموم إن تضرر بالصلاة أول الوقت، أو آخره.
ص106: وكان أبو العباس إذا أُتي بالمصروع وعظ من صرعه، وأمره، ونهاه، فإن انتهى وأفاق المصروع أخذ عليه العهد ألا يعود، وإن لم يأتمر، ولم ينتهي، ولم يفارقه، ضربه حتى يفارقه، والضرب في الظاهر يقع على المصروع، وإنما يقع في الحقيقة على من صرعه، ولهذا لا يتألم من ضربه، ويصحو.
ص106: ويجب تقديم [في إمامة الصلاة]، من قدمه الله ورسوله ولو شرط الواقف خلافه، فلا يلتفت إلى شرط يخالف شرط الله ورسوله.
ص106: وإذا كان بين الإمام والمأمومين معاداة من جنس معاداة أهل الأهواء والمذاهب، ولم ينبغي أن يأمهم؛ لأن المقصود بالصلاة جماعة الائتلاف، ولهذا قال لصلى الله عليه وسلم:" لاتختلفوا فتختلف قلوبكم ". فإن أمهم فقد أتي بواجب، ومحرم يقاوم الصلاة فلم تقبل؛ إذا الصلاة المقبولة ما يثاب عليها.
ص107: وإذا فعل الإمام ما يسوغ فيه الاجتهاد اتبعه المأموم فيه، وإن كان هو لا يراه مثل القنوت في الفجر، ووصل الوتر ..
ص107: ولا تصح الصلاة خلف أهل الأهواء، والبدع، والفسقة؛ مع القدرة على الصلاة خلف غيرهم.
ص107: وتصح إمامة من عليه نجاسة يعجز عن إزالتها بمن ليس عليه نجاسة.
ص108: ولا يجوز أن يُقْدِم العامي على فعل لا يعلم جوازه، ويفسق به إن كان مما يفسق به.
ص108: وتصح صلاة الجماعة، ونحوها قدام الإمام لعذر، وهو قول في مذهب أحمد.
ص108: وتصح صلاة الفذ [خلف الصف] لعذر.
ص110: وتقصر الصلاة في كل ما يسمى سفرا سواء قل، أو كثر، ولا يتقدر بمدة، وهو مذهب الظاهرية.
ص111: وقرر أبو العباس قاعدة نافعة وهي: أن ما أطلقه الشارع يعمل بمطلق مسماه، ووجوده، ولم يجز تقديره وتحديده بمدة ... [ثم ذكرة أمثلة].
ص111: ويوتر المسافر، ويركع سنة الفجر، ويسن ترك غيرهما، والأفضل له التطوع في غير السنن الراتبة، ونقله بعضهم إجماعا.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[22 Aug 2004, 02:32 ص]ـ
ص111: والجمع في السفر يختص بمحل الحاجة، لا أنه من رخص السفر المطلقة كالقصر.
ص112: وأوسع المذاهب في الجمع مذهب أحمد ..
ص112: ولا موالاة في الجمع في وقت الأولى، وهو مأخوذ من نص الإمام أحمد في جمع المطر، وإذا صلى إحدى الصلاتين في بيته، والأخرى في المسجد فلا بأس، ومن نصه في رواية أبي طالب والمروذي [في المطبوع المروزي وهو خطأ] للمسافر أن يصلى للعشاء قبل أن يغيب الشفق، وعلله أحمد بأنه يجوز له الجمع.
ص113: ولا يشترط للجمع والقصر نية.
ص121: ويقرأ في أولى فجر الجمعة " الم~ السجدة"، وفي الثانية "هل أتى على الإنسان "، ويكره مداومته عليهما، وهو منصوص أحمد وغيره، ويكره تحري سجدة غيرها، والسنة إكمال سورتي " السجدة"، "وهل أتى ".
ص122: وإذا وقع العيد يوم الجمعة فاجتزئ بالعيد، وصلوا ظهرا جاز إلا للإمام، وهو مذهب أحمد.
ص123: والتكبير فيه [عيد الفطر] أوله من رؤية هلال شوال، وآخره انقضاء العيد، وهو فراغ الإمام من الخطبة على الصحيح.
ص126: فالتفريق بين السنة والبدعة في المداومة أمر عظيم ينبغي التفطن له.
ص129: ولا يشهد بالجنة إلا لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم، أو اتفقت الأمة على الثناء عليه، وهو أحد القولين، وتواطؤ الرؤيا كتواطؤ الشهادات.
ص131: ولا يجوز لأحد أن يترحم على من مات كافرا، أو من مات مظهرا للفسق مع ما فيه من الإيمان كأهل الكبائر.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[22 Aug 2004, 02:34 ص]ـ
ص136: ونقل الجماعة عن أحمد كراهة القرآن على القبور، وهو قول جمهور السلف، وعليها قدماء أصحابه، ولم يقل أحد من العلماء المعتبرين أن القراءة عند القبر أفضل ... واتخاذ المصاحف عند القبر بدعة ولو للقراءة، ولو نفع الميت لفعله السلف، بل هو عندهم كالقراءة في المساجد، ولم يقل أحد من الأئمة المعتبرين أن الميت يؤجر على استماعه للقرآن، ومن قال: أنه ينتفع بسماعه دون ما إذا بَعُد = فقوله باطل يخالف الإجماع، والقراءة على الميت بعد موته بدعة بخلاف القراءة على المحتضر فإنها تستحب بياسين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ص136: وقال أبو العباس: في غرس الجريدتين نصفين على القبرين إن الشجر والنبات يسبح ما دام اخضر فإذا يبس انقطع تسبيحه، والتسبيح والعبادة عند القبر مما توجب تخفيف العذاب، كما يخفف العذاب عن الميت بمجاورة الرجل الصالح كما جاءت بذلك الآثار المعروفة.
ص137: ولم يكن من عادة السلف إذا صلوا تطوعا، أو صاموا تطوعا، أو حجوا تطوعا، أو قرؤوا القرآن أن يهدوا ثواب ذلك إلى أموات المسلمين، فلا ينبغي العدول عن طريق السلف فإنه أفضل وأكمل.
ص137: قال أبو العباس في موضع آخر: الصحيح أنه ينتفع الميت بجميع العبادات البدنية من الصلاة، والصوم، والقراءة، كما ينتفع بالعبادات المالية من الصدقة، والعتق، ونحوهما باتفاق الأئمة، وكما لو دعا له واستغفر له.
ص 138: واتفق السلف، والأئمة على أن من سلم على النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره من الأنبياء والصالحين فإنه لا يتمسح بالقبر، ولا يقبله بل اتفقوا أنه لا يستلم، و يقبل إلا الحجر الأسود. والركن اليماني يستلم ولا يقبل على الصحيح.
قلتُ: علق البعلي على كلام ابن تيمية، ثم علق الفقي على كلام البعلي، ثم علق ابن عثيمين على كلام الفقي فراجعه هناك. رحمهم الله جميعا.
ص 139: وإذا سلم على النبي صلى الله عليه وسلم استقبل القبلة، ودعا في المسجد ـ ولم يدع مستقبلا للقبر ـ كما كان الصحابة يفعلونه، وهذا بلا نزاع أعلمه، وما نقل عن مالك فيما يخالف ذلك مع المنصور فليس بصحيح.
ص139: والصواب الذي عليه المحققون أن الخضر عليه السلام ميت لم يدرك الإسلام.
قلت: هذا المعروف المشهور عن شيخ الإسلام في مواضع من كتبه، وهو ما نقل عنه أصحابه، لكن جاء في مجموع الفتاوى 4/ 338 رسالة فيها نقل مخالف لهذا، قال جامع الفتاوى ابن قاسم في حاشية: هكذا وجدت هذه الرسالة.اهـ
قلت: انظر نقد هذه الرسالة للشيخ صلاح مقبول أحمد في مقدمة تحقيقه لكتاب الحافظ ابن حجر "الزاهر النضر في حال الخضر " فقد ذكر في ص45: نقدا لجزء من الرسالة التي أوردها ابن قاسم. وفي مقدمة الكتاب فوائد أخرى حول المسأالة.
وانظر كذلك ما كتبه الشيخ الفاضل محمد عزير شمس في المجموعة الخامسة من جامع المسائل ص 8 - 9، حول نسبة هذا الرأي لشيخ الإسلام.وعيسى بن مريم عليه السلام لم يمت بحيث فارقت روحه بدنه، بل هو حي مع كونه توفي.
والتوفي الاستيفاء، وهو يصلح لتوفي النوم، ولتوفي الموت؛ الذي هو: فراقُ الروحِ [في المطبوع زيادة: و] البدنَ، ولم يذكر القبض الذي هو قبض الروح والبدن جميعا.
ص140: ومذهب سلف الأمة، وأئمتها أن العذاب، أو النعيم لروح الميت، وبدنه.
وأن الروح تبقى بعد مفارقة البدن منعمة، أو معذبة، وأيضا: تتصل بالبدن أحيانا، فيحصل له معها النعيم أو العذاب.
ولأهل السنة قول آخر: أن النعيم أو العذاب يكون للبدن دون الروح، وعلماء الكلام لهم أقوال شاذة فلا عبرة بها.
وروح الآدمي مخلوقة وقد حكى الإجماع على ذلك محمد بن نصر المروزي وغيره.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[18 Sep 2004, 08:58 م]ـ
ص141 - 145: بين شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ بطلان صحة نسبة بعض القبور المنسوبة للأنبياء عليهم السلام، أو الصحابة، من أهل البيت، وغيرهم، أو من بعدهم من التابعين ..
في السطر الثالث ص144: عن أبي محمد عبد الملك بن خلف.
والصواب: عن أبي محمد عبد المؤمن بن خلف.
ص148: يجوز نقل الزكاة، وما في حكمها لمصلحة شرعية وانظر ص154.
ص148: ومن أقام فيها [الولاية على الأموال] بنية العدل، وتقليل الظلم، فهو كالمجاهد في سبيل الله.
ص 151: ويلحق بالمدفون حكما الموجود ظاهرا في مكان خراب جاهلي، أو طريق غير مسلوك.
ص154: ولا ينبغي أن تدفع الزكاة لمن لا يستعين بها على طاعة الله، فإن الله تعالى فرضها معونة لطاعته لمن يحتاج إليها من المؤمنين كالفقراء، والغارمين، أو لمن يعاون المؤمنين، فمن لا يصلي من أهل الحاجات لا يعطى شيئا حتى يتوب، يلتزم أداء الصلاة في وقتها.
ص 154: وبنو هاشم إذا منعوا خمس الخمس جاز لهم الأخذ من الزكاة.
ص154: ويجوز صرف الزكاة إلى الوالدين، وإن علوا، وإلى الولد وإن سفل، إذا كانوا فقراء، وهو عاجز عن نفقتهم، لوجود المقتضي السالم من المعارض المقاوم .. وكذا إن كانوا غارمين، أو مكاتبين، أو أبناء سبيل.
ص 155: ومن ليس معه ما يشتري به كتبا يشتغل فيها يجوز له الأخذ من الزكاة ما يشتري له به منها ما يحتاج إليه من كتب العلم التي لا بد لمصلحة دينه، ودنياه منها.
ص156: ومن لم يحج حجة الإسلام وهو فقير أعطي ما يحج به.
ص 156: ويبرأ بدفع الزكاة إلى ولي الأمر العادل؛ فإن كان ظالما لا يصرف الزكاة في المصارف الشرعية؛ فينبغي لصاحبها ألا يدفعها إليه، فإن حصل له ضرر بعدم دفعها إليه فإنها تجزئ عنه أذا أخذت منه بهذه الحالة عند أكثر العلماء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[20 Sep 2004, 07:23 م]ـ
ص157: ولا تسقط الزكاة والحج والديون ومظالم العباد على من مات شهيدا.
ص157:وإعطاء السُّؤَّال فرض كفاية عن صدقوا.
ص157: من سأل غيره الدعاء لنفع ذلك الغير، أو نفعهما أثيب، وإن قصد نفع نفسه فقط نهي عنه كسؤال المال، وإن كان قد لا يأثم.
وقال أبو العباس في الفتاوى المصرية لا بأس بطلب الناس الدعاء بعضهم من بعض، لكن أهل الفضل ينوون بذلك أن الذي يطلبون منه الدعاء إذا دعا لهم كان له من الأجر على دعائه أعظم من أجره لو دعا لنفسه وحده.
ص158: ومن خطر بقلبه انه صائم غدا فقد نوى.
ص159: ويصح صوم الفرض بنية من النهار، إذا لم يعلم وجوبه من الليل، كما إذا شهدت البينة بالنهار ... ومن تجدد له صوم بسبب، كما إذا قامت البينة بالروية في أثناء النهار فإنه يتم بقية يومه، ولا يلزمه قضاء، وإن كان قد أكل.
ص161: وقال النبي صلى الله عليه وسلم:"من فطر صائما فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء". صححه الترمذي من حديث زيد بن خالد، والمراد بتفطيره أن يشبعه.
ص161: ومن أكل في شهر رمضان معتقدا أنه ليل فبان نهارا فلا قضاء عليه، وكذا من جامع جاهلا بالوقت أو ناسيا.
ص161: وإذا أكره الرجل زوجته على الجماع في رمضان يحمل عنها ما يجب عليها.
ص 162: ولا يقضي متعمد بلا عذر صوما، ولا صلاة، ولا تصح منه. وما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر المجامع في رمضان بالقضاء فضعيف؛ لعدول البخاري ومسلم عنه. وتقدم نحوه ص53.
ص 162: وإذا شرعت المرأة في قضاء رمضان وجب عليها إتمامه، ولم يكن لزوجها تفطيرها.
ص164: وصيام يوم عاشوراء كفارة سنة ولا يكره إفراده بالصوم.
ص164: ولم يصح عنه [صلى الله عليه وسلم] في رجب شيء. [صيامه].
ص 165: وأما ثامن شوال فليس عيدا لا للأبرار، ولا للفجار، ولا يجوز لأحد أن يعتقده عيدا، ولا يحدث فيه شيئا من شعائر الأعياد.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[21 Sep 2004, 05:11 م]ـ
ص 165: فصل في مسائل التفضيل ص 165 - 167. منها:
وليلة القدر من أفضل الليالي وهي في الوتر في العشر الأخير من رمضان، والوتر قد يكون باعتبار الماضي؛ فيطلب إحدى وعشرين، وليال ثلاث إلى آخره.
وقد يكون باعتبار الباقي لقوله صلى الله عليه وسلم:" لتاسعة تبقى "الحديثَ، فإذا كان الشهر ثلاثين، فتكون تلك من ليالي الأشفاع، وليلة الثانية والعشرين تاسعة تبقى، وليلة أربع سابعة تبقى، كما فسره أبو سعيد الخدري، وإن كان تسعا وعشرين كان التاريخ بالباقي كالتاريخ بالماضي.
ص167: والغني الشاكر والفقير الصابر: أفضلهما أتقاهما تعالى فإن استويا في التقوى استويا في الدرجة.
ص167: وصالحوا البشر أفضل باعتبار النهاية، وصالحوا الملك أفضل باعتبار البداية.
ص167: ورمضان أفضل الشهور وَيَكْفُرُ من فضّل رجباً عليه.
ص167: قال أبو العباس: ولا أعلم أحدا فضّل تربة النبي صلى الله عليه وسلم على الكعبة إلا القاضي عياض، ولم يسبقه إليه أحد، ولا وافقه عليه أحد.
ص 167: والصلاة وغيرها من القرب بمكة أفضل، والمجاورة بمكان يكثر فيه إيمانه وتقواه أفضل حيث كان.
ص 168: وقال ابن عقيل من أصحابنا: وإن قرأ القرآن عند الحكم الذي أنزل له، أو ما يناسبه؛ فحسن كقوله لمن دعاه إلى ذنب تاب منه (وما يكون لنا أن نتكلم بهذا)، وقوله إذا ما أهمه أمر (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله).
ص 170: ويلزم الإنسان طاعة والديه في غير المعصية ـ وإن كانا فاسقين ـ وهو ظاهر إطلاق أحمد، وهذا: فيما فيه منفعة لهما، ولا ضرر؛ فإن شق عليه، ولم يضره = وجب، وإلا فلا.
ص 174: ومَن ميقاته الجحفة كأهل مصر والشام إذا مروا على المدينة، فلهم تأخير الإحرام إلى الجحفة، ولا يجب عليهم الإحرام من ذي الحليفة، وهو مذهب أبي حنيفة ومالك.
ص 176: ويحرم طوافه بغير البيت العتيق اتفاقا، واتفقوا أنه لا يقبله ولا يتمسح به؛ فإنه من الشرك والشرك لا يغفره الله، ولو كان أصغر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ص 176: ويكره الخروج من مكة لعمرة تطوع، وذلك بدعة لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أصحابه على عهده لا في رمضان ولا في غيره، ولم يأمر عائشة بها، بل أذن لها بعد المراجعة تطييبا لقلبها، وطوافه بالبيت أفضل من الخروج اتفاقا، وخروجه عند من لم يكرهه على سبيل الجواز.
ص176: والذين أوجبوا الوضوء للطواف ليس معهم دليل أصلا، وما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما طاف توضأ، فهذا وحده لا يدل فإنه كان يتوضأ لكل صلاة.
ص 178: والأجر في الأضحية على قدر القيمة مطلقا.
ص 178: ولا تضحية بمكة، وإنما هو الهدي.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[15 Nov 2004, 01:33 م]ـ
ص 179: ومكة المشرفة فتحت عنوة، ويجوز بيعها لا إجارتها فإن استأجرها، فالأجرة ساقطة يحرم بذلها.
ص180: ولو باع ولم يسم الثمن صح بثمن المثل كالنكاح.
ص180: ولا يصح بيع ما قصده به الحرام؛ كعصير يتخذه خمرا إذا علم ذلك، كمذهب أحمد، وغيره، أو ظن، وهو أحد القولين، ويؤيده أن الأصحاب قالوا: لو ظن المؤجر أن المستأجر يستأجر الدار لمعصية كبيع الخمر، ونحوها = لم يجز له أن يؤجره تلك الدار، ولم تصح الإجارة، والبيع والإجارة سواء.
ص181: ويكره أن يتمنى الغلاء، قال أحمد: لا ينبغي أن يتمنى الغلاء.
ص181: ولا يربح على المسترسل أكثر ما يربح على غيره، وكذا المضطر الذي لا يجد حاجته إلا عند شخص ينبغي أن يربح عليه مثل ما يربح على غيره، وله أن يأخذ منه بالقيمة المعروقة بغير اختياره.
ص 182: وإذا اتفق أهل السوق على أن لا يتزايدوا في السلعة وهم محتاجون إليها ليبيعها صاحبها بدون قيمتها فإن ذلك فيه من غش الناس ما لا يخفى، وإن ثَم من يزايد فلا بأس.
ص 184: الصحيح في مسألة البيع بشرط: البراءة من كل عيب، الذي قضى به الصحابة، وعليه أكثر أهل العلم: أن البائع إذا لم يكن علم بذلك العيب فلا رد للمشتري، ولكن إذا ادعى أن البائع علم بذلك، فأنكر البائع حلف أنه لم يعلم فإن نكل قضي عليه.
ص 186: ويحرم كتم العيب في السلعة، وكذا لو أعلمه به ولم يعلمه قدر عيبه، ويجوز عقابه بإتلافه، أو التصدق به، وقد أفتى به طائفة من أصحابنا.
ص 187 والجار السوء عيب.
ص 188: ويجوز بيع المصوغ من الذهب والفضة بجنسه من غير اشتراط التماثل، ويجعل الزائد في مقابلة الصنعة سواء كان البيع حالا، أو مؤجلا مالم يقصد كونها أثمانا.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Feb 2005, 01:40 م]ـ
ص131: ولا يجوز لأحد أن يترحم على من مات كافرا، أو من مات مظهرا للفسق مع ما فيه من الإيمان كأهل الكبائر.
المكتوب باللون الأحمر خطأ، وصوابه في المشاركة رقم 7و 8:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=125715&posted=1
--------------------------------------------
ص189: ويحرم بيع ا للحم بحيوان من جنسه إذا كان المقصود اللحم.
ص189: ويجوز بيع الموزونات الربوية بالتحري، وقاله مالك.
ص190: وتحرم مسألة التورق، وهو رواية عن أحمد.
ص198: ويلزم الأعلى التستر بما يمنع مشارفته على الأسفل، وإن استويا، وطلب أحدهما بناء السترة؛ أجبر الآخر مع الحاجة إلى السترة، وهو مذهب أحمد. [ذكره في "باب الصلح وحكم الجوار"].
ص198: وليس لللإنسان أن يتصرف في ملكه بما يؤذي به جاره؛ من: بناء حمام، وحانوت طباخ، ودقاق. وهو مذهب أحمد.
ص199: والمضاررة مبناها على القصد والإرادة، أو على فعل ضرر لا يحتاج إليه، فمتى قصد الإضرار، ولو بالمباح، أو فعل الإضرار من غير استحقاق = فهو مضار.
وأما إذا فعل الضرر المستحق للحاجة إليه، والانتفاع به؛ لا لقصد الأضرار = فليس بمضار، ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث النخلة التي كانت تضر صاحب الحديقة لما طلب من صاحبها المعاوضة عنها بعدة طرق، فلم يفعل فقال:"إنما أنت مضار ثم أمر بقلعها ". [رواه أبو داودرقم:3636] فدل على أن الضرار محرم لا يجوز تمكين صاحبه منه.
ص199: ومن كانت له ساحة تلقى فيها التراب، والحيوانات، ويتضرر الجيران بذلك، فإنه يجب على صاحبها أن يدفع ضرر الجيران: إما بعمارتها، أو إعطائها لمن يعمرها، أو يمنع أن يلقى فيها ما يضر بالجيران.
(يُتْبَعُ)
(/)
ص200: ومن طولب بأداء دين عليه، فطلب أمهالا = أمهل بقدر ذلك اتفاقا، لكن إذا خاف غريمه منه احاط عليه بملازمته، أو بكفيل أو بترسيم عليه.
ص201: ومن كان قادرا على وفاء دينه، وامتنع؛ أجبر على وفائه بالضرب، والحبس، ونص على ذلك الأئمة من أصحاب مالك، والشافعي، وأحمد، وغيرهم.
قال أبو العباس: ولا أعلم فيه نزاعا ..
ص202: والإسراف ما صرفه في الحرام، أو كان صرفُه في المباح يضر بعياله، أو كان وحده ولم يثق بإيمانه وصرف في مباح قدرا زائدا على المصلحة.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Feb 2005, 01:42 م]ـ
ص222: ويجوز للمستأجر إجارة العين المؤجرة لمن يقوم مقامه بمثل الأجرة وزيادة ..
ص222: ولا يصح الاستأجار على القراءة، وإهدائها إلى الميت، لأنه لم ينقل عن أحد من الأئمة الإذن في ذلك. وقد قال العلماء: إن القارىء إذا قرأ لأجل المال فلا ثواب له فأي شيء يهدي للميت؟!
وإنما يصل للميت العمل الصالح.والاستئجار على مجرد التلاوة لم يقل به أحد من الأئمة، وإنما تنازعوا في الاستئجار على مجرد التعليم.
ص223والمستحب أن يأخذ الحاج عن غيره ليحج، لا أن يحج ليأخذ ... ففرق بين من يقصد الدين والدنيا وسيلته، وبين عكسه فالأشبه: أن عكسه ليس له في الآخرة من خلاق.
ص223: وأما ما يؤخذ من بيت المال فليس عوضا، وأجرة، بل رزق للإعانة على الطاعة فمن عمل منهم لله أثيب، ومن يأخذ فهو رزق للمعونة على الطاعة.
ص225: وإذا ركن المؤجر إلى شخص ليؤجره لم يجز لغيره الزيادة عليه، فكيف إذا كان المستأجر ساكنا في الدار؟ فإنه لا يجوز الزيادة على الساكن في الدار.
ص226: وإذا عمل الأجير بعض العمل أعطي من الأجرة على قدر ما عمل.
ص226: ولا يجوز أن يستأجر من يصلي عنه نافلة ولا فريضة في حياته ولا مماته باتفاق الأئمة.
ص227: ونصوص أحمد كثيرة في المنع من إجارة المسلم داره من أهل الذمة، وبيعها لهم ..
قال أبو طالب: سألت أبا عبد الله عن الرجل يغسل الميت بكراء؟
قال: بكراء! واستعظم ذلك. قلت: يقول: أنا فقير.قال: هذا كسب سوء.
ووجه هذا النص: أن تغسيل الموتى من أعمال البر، والتكسب بذلك يورث تمني موت المسلمين فيشبه الاحتكار.
ص230: كسب الحجام خير من سؤال الناس. [نقلته بتصرف].
ص230: ... فإن ترك الواجب عندنا كفعل المحرم ..
ص231: والعارية تجب مع غناء المالك.
ص233: وما ألهى، وشغل عن ما أمر الله به = فهو منهي عنه، وإن لم يحرم جنسه كالبيع والتجارة وأما سائر ما يتلهى به البطالون من أنواع اللهو، وسائر ضروب اللعب مما لا يستعان به في حق شرعي =فكله حرام.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[29 Apr 2005, 10:15 م]ـ
ص233: جواز الرهان في العلم وافقا للحنفية لقيام الدين بالجهاد والعلم، والله أعلم.
ص242: ولو بايع الرجل مبايعات يعتقد حلها ثن صار المال إلى وارث، أو منتهب [كذا: وأظن الصواب: متهب]، أو مشتري يعتقد تلك العقود محرمة فالمثال الأصلي لهذا اقتداء المأموم بصلاة إمام أخل بما هو فرض عند المأموم دونه، والصحيح الصحة.
وما قبضه الإنسان بعقد مختلف فيه يعتقد صحته لم يجب عليه رده في أصح القولين.
ص242: وظاهر كلام أبي العباس أن نفس المصيبة لا يؤجر عليها، ـ وقاله أبو عبيدة ـ بل إن صبر أثيب على صبره، قال: وكثيرا ما يفهم من الأجر غفران الذنوب فيكون فيها أجر بهذا الاعتبار.
[قلت: مجموع الفتاوي 10/ 123وفتح الباري 10/ 105و108 - 110]
ص 245: ومن استقذ مال غيره من الهلكة ورده استحق أجرة المثل، ولو بغير شرط، في أصح القولين، وهو منصوص أحمد، وغيره.
ص246: ولا تملك لقطة الحرم بحال، ويجب تعريفها أبدا، وهو رواية عن أحمد، واختارها طائفة من العلماء.
ص 248: يجوز عندنا بيع الوقف إذا تعطلت منفعته.
ص249: ولا يصح الوقف على الأغنياء على الصحيح.
ص253: ويجب أن يولى في الوظائف، وإمامة المساجد الأحق شرعا، وأن يعمل ما قدر عليه من عمل الواجب، وليس للناس أن يولوا عليهم الفاسق، وإن نفذ حكمه، أو صحت الصلاة خلفه، واتفق الأئمة على كراهة الصلاة خلفه، واختلفوا في صحتها، ولم يتنازعوا أنه لا ينبغي توليته.
ص 254: ولا يلزم الوفاء بشرط الواقف إلا إذا كان مستحبا خاصة، وهو ظاهر المذهب أخذا من قول أحمد في اعتبار القربة في أصل الجهة الموقوف عليها.
ص254: ويجوز تغيير شرط الواقف إلى ما هو أصلح منه، وإن اختلف ذلك باختلاف الزمان والمكان، حتى لو وقف على الفقهاء، والصوفية، واحتاج الناس إلى الجهاد صرف إلى الجند، وإذا وقف على مصالح الحرم وعمارته فالقائمون بالوظائف التي يحتاج إليها المسجد من التنظيف والحفظ والفرش وفتح الأبواب وإغلاقها ونحو ذلك يجوز الصرف إليهم.
ص 255: وقول الفقهاء: نصوص الواقف كنصوص الشارع ـ يعني ـ: في الفهم، والدلالة لا في وجوب العمل، مع أن التحقيق أن لفظ الواقف، والموصي، والناذر والحالف، وكل عاقد يحمل على مذهبه، وعادته في خطابه، ولغته التي يتكلم بها، وافق لغة العرب، أو لغة الشارع أو لا، والعادة المستمرة، والعرف المستقر في الوقف يدل على شرط الواقف أكثر مما يدل لفظ الاستفاضة. [وينظر:إعلام الموقعين 1/ 315].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[29 Apr 2005, 11:07 م]ـ
ص255: ولا يجوز أن يولى فاسقا في جهة دينية كمدرسة وغيرها مطلقا؛ لأنه يجب الإنكار عليه وعقوبته فكيف يولى؟!
وظاهر كلام أبي العباس في موضع آخر خلاف ذلك وإن من نزل تنزيلا شرعيا لم يجز صرفه بلا موجب شرعي.
ص 255: وكل متصرف بولاية إذا قيل له افعل ما تشاء فإنما هو لمصلحة شرعية حتى لو صرح الواقف بفعل ما يهواه، أو ما يراه مطلقا فهو شرط باطل لمخالفته الشرع، وغايته أن يكون شرطا مباحا، وهو باطل على الصحيح المشهور.
ص256: والمكوس إذا اقطعها الإمام الجند فهي حلال لهم، إذا جهل مستحقها. وكذا إذا رتبها للفقراء، والفقهاء، وأهل العلم.
ص257: ومن أكل المال بالباطل: قوم لهم رواتب أضعاف حاجاتهم، وقوم لهم جهات كثيرة معلومها كثير يأخذونه، ويستنيبون بيسير.
والنيابة في مثل هذه الأعمال المشروطة جائزة، ولو عينه الواقف، إذا كان مثل مستنيبه.
[إذا لم يكن في ذلك مفسدة راجحة]. مصحح من هامش المطبوع.
ص258: ومن وقف وقفا مستقلا ثم ظهر عليه دين، ولم يمكن وفاء الدين إلا ببيع شيء من الوقف، وهو في مرض الموت بيع باتفاق العلماء.
وإن كان الوقف في الصحة فهل يباع لوفاء الدين؟ فيه خلاف في مذهب أحمد وغيره ومنعه قوي. قلت: وظاهر كلام أبي العباس: ولو كان الدين حادثا بعد الوقف.
قال: وليس هذا بأبلغ من التدبير، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم" باع المدبر في الدين". و الله أعلم.
ص 262: وجوز جمهور العلماء تغيير صورة الوقف للمصلحة كجعل الدور حوانيت ..
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[02 May 2005, 10:37 م]ـ
ص263: وما فضل عن حاجة المسجد صرف إلى مسجد آخر لأن الواقف له غرض في الجنس والجنس واحد .. ويجوز صرفه في سائر المصالح، وبناء مساكن لمستحقي ريعه القائمين بمصالحه. وإن علم أن وقفه يبقى دائما وجب صرفه لأن بقاءه فساد.
ولا يجوز لغير الناظر صرف الفاضل.
ص264: وإعطاء المرء المال ليمدح ويثنى عليه = مذموم، وإعطاؤه لكف الظلم، والشر عنه، ولئلا ينسب إلى البخل = مشروع؛ بل هو محمود مع النية الصالحة.
والإخلاص في الصدقة أن لا يسأل عوضها دعاء من المعطَى، ولا يرجو بركته، وخاطره، ولا غير ذلك من الأقوال، قال الله تعالى (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا).
ص265: ومن العدل الواجب من له عليك يد، أو نعمة أن تجزيه بها، والهبة تقتضي عوضا مع العرف.
ص265: ولا يجوز للإنسان أن يقبل هدية من شخص ليشفع له عند ذي أمر، أو أن يرفع عنه مظلمة، أو يوصل إليه حقه، أو يوليه ولاية يستحقها، أو يستخدمه في الجند المقاتلة، وهو مستحق لذلك.
ويجوز للمهدي أن يبذل في ذلك ما يتوصل به إلى أخذ حقه، أو دفع الظلم عنه، وهو المنقول عن السلف، والأئمة الأكابر.
ص267: ويجب التعديل في عطية أولاده على حسب ميراثهم ..
ثم هنا نوعان:
1 - نوع يحتاجون إليه من النفقة في الصحة والمرض، ونحو ذلك؛ فتعديله بينهم فيه:
أن يعطي كل واحد ما يحتاج إليه، ولا فرق بين محتاج قليل أو كثير.
2 - ونوع يشتركون في حاجتهم إليه من عطية، أو نفقة، أو تزويج، فهذا لا ريب في تحريم التفاضل فيه.
وينشأ من بينهما:
3 - نوع ثالث وهو:
أن ينفرد أحدهما بحاجة غير معتادة مثل أن يقضي عن أحدهما دينا وجب عليه من أرش جناية، أو يعطي عنه المهر، أو يعطيه نفقة الزوجة، ونحو ذلك ففي وجوب إعطاء الآخر مثل ذلك نظر.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 May 2005, 09:23 م]ـ
ص275: ويقبل تفسير الموصي مراده وافق ظاهر اللفظ أو خالفه، وفي الوقف يقبل في الألفاظ المجملة، والمتعارضة، ولو فسره بما يخالف الظاهر، فقد يحتمل القبول كما لو قال: عبدي أو خيلي أو ثوبي وقف، وفسره بمعين، وإن كان ظاهره العموم وهذا أصل عظيم في الإنشاءات التي يستقل بها دون التي لا يستقل بها كالبيع، ونحوه.
ص283: والمسلم يرث من قريبه الكافر الذمي بخلاف العكس؛ لئلا يمتنع قريبه من الدخول في الإسلام.
ص290: وليس للأبوين إلزام الولد بنكاح من لا يريد، فإن امتنع فلا يكون عاقا كأكل ما لا يريد.
ويحرم النظر بشهوة إلى النساء و المرد، ومن استحله كفر إجماعا.
ص291: وتحرم الخلوة بغير محرم ولو بحيوان يشتهي المرأة، أو تشتهيه كالقرد، وذكره ابن عقيل.
وتحرم الخلوة بأمرد حسن، ومضاجعته، كالمرأة الأجنبية، ولو لمصلحة التعليم، والتأديب، والمقر موليه عند من يعاشره لذلك = ملعون ديوث.
ومن عرف بمحبتهم أو معاشرتهم منع من تعليمهم.
297: قال الإمام أحمد في رواية حنبل لا يعقد نصراني، ولا يهودي عقدة نكاح لمسلم، ولا مسلمة، ولا يكونان، وليين لمسلم ولا مسلمة بل لا يكون الولي إلا مسلما.
وهذا يقتضي أن الكافر لا يزوج مسلمة بولاية ولا وكالة وظاهره: يقتضي أن لا ولاية للكافر على بنته الكافرة في تزويجها المسلم.
وقال أبو العباس في موضع آخر: لا ينبغي أن يكون الكافر متوليا لنكاح مسلم، ولكن لا يظهر بطلان العقد، فإنه ليس على بطلانه دليل شرعي.
ص298: قال الإمام أحمد في رواية محمد بن الحسن في أخوين صغير وكبير: ينبغي أن ينظر إلى العقل، والرأي. وكذلك قال في رواية الأثرم في الأخوين الصغير والكبير: كلاهما سواء، إلا أنه ينبغي أن ينظر في ذلك إلى العقل وارأي.
وظاهر كلام أحمد هذا أنه لا أثر للسن هنا. واعتبره أصحابنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[04 Jun 2005, 05:28 م]ـ
ص301: وفقد النسب والدين لا يقر معهما النكاح بغير خلاف عن أحمد.
ص303: ولا ريب في أن النكاح مع الإعلان يصح، وإن لم يشهد شاهدان، وأما مع الكتمان والإشهاد فهذا مما ينظر فيه. وينظر: الفتاوي 32/ 130.
ص313: ويكره نكاح الحرائر الكتابيات مع وجود الحرائر المسلمات قاله القاضي، وأكثر العلماء، كما يكره أن يجعل أهل الكتاب ذباحين مع كثرة ذباحين مسلمين، ولكن لا يحرم.
ص314: ولا يحرم في الآخرة ما يحرم في الدنيا من التزوج بأكثر من أربع، والجمع بين الأختين، ولا يمنع أن يجمع بين المرأة وبنتها هناك.
ص314: إذا شرط الزوج للزوجة في العقد، أو اتفقا قبله أن لا يخرجها من دارها، أو بلدها، أو لا يتزوج عليها، أو لا يتسرى، أو إنْ تزوج عليها؛ فلها تطليقها = صح الشرط.
وهو مذهب الإمام أحمد.
ولو خدعها، فسافر بها، ثم كرهته لم يكرهها بعد ذلك، وإذا أراد أن يتزوج عليها، أو يتسرى، وقد شرط لها عدم ذلك؛ فقد يفهم من إطلاق أصحابنا = جوازه بدون إذنها؛ لكونهم إنما ذكروا أنّ لها الفسخ.
ولم يتعرضوا للمنع.
قال أبو العباس: وما أظنهم قصدوا ذلك، وظاهر الأثر، والقياس = يقتضي منعه، كسائر الشروط الصحيحة.
ص316: ولو شرطت أنه يطأها في وقت دون وقت؛ ذكر القاضي في الجامع: أنه من الشروط الفاسدة.
ونص الإمام أحمد ـ في الأمة ـ: يجوز أن يشترط أهلها أن تخدمهم نهارا، ويرسلوها ليلا. يتوجه منه صحة هذا الشرط إنْ كان فيه غرض صحيح؛ مثل أن يكون لها بالنهار عمل، فتشترط أن لا يستمتع بها إلا ليلا، ونحو ذلك.
ص316: وشرط عدم النفقة فاسد، ويتوجه صحته؛ لا سيما إذا قلنا: إنه إذا أعسر الزوج، ورضيت الزوجة به لم تملك المطالبة بعد.
ص319: وترد المرأة بكل عيب ينفر عن كمال الاستمتاع.
ص321: وإذا دخل النقص على الزوج لعيب بالمرأة، أوفوات صفة، أو شرط صحيح، أو باطل، فإنه ينقص من المسمى بنسبة ما نقص هذا النقص من مهر المثل.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[05 Nov 2005, 12:57 ص]ـ
ص322: عكسها.
ص322: ويرجع الزوج المغرور بالصداق على من غره من المرأة أو الولي في أصح قول العلماء.
ص323: ولو قيل إن من لم يعلم التحريم فهو في ملك المحرمات بمنزلة أهل الجاهلية كما قلنا على إحدى الروايتين أن من لم يعلم الواجبات فهو فيها كأهل الجاهلية فلا يجب عليهم القضاء.
ص325: وإذا أسلمت الزوجة والزوج كافر ثم أسلم قبل الدخول أو بعد الدخول فالنكاح باق ما لم تنكح غيره والأمر إليها ولا حكم له عليها ولا حق لها عليه.
ص 327: والصداق المقدم إذا كثر وهو قادر على ذلك لم يكره إلا أن يقترن بذلك ما يوجب الكراهة من معنى المباهاة ونحو ذلك، فأما إذا كان عاجزا عن ذلك كره بل يحرم إذا لم يتوصل إليه إلا بمسألة أو غيرها من الوجوه المحرمة، فأما إن كثر وهو مؤخر في ذمته، فينبغي أن يكره، هذا كله لما فيه من تعريض نفسه لشغل الذمة.
ص334: كل من أهدي أو وهب له شيء بسبب فإنه يثبت له حكم ذلك السبب بحيث يستحق من يستحق ذلك السبب، ويثبت بثبوته ويزول بزواله، ويحرم بحرمته ويحل بحله حيث جاز قبول الهدية ..
ص335: ويتوجه صحة السلف في العقود كلها كما يصح في العتق.
ص342: وإن كانت عادتهم يسمون مهرا كثيرا، ولكن لا يستوفونه قط، مثل عادة أهل الجفاء مثل الأكراد وغيرهم، فوجوده كعدمه، والشرط المتقدم كالمقارن والإطراد العرفي كاللفظي. وقال أبو العباس: وقد سئلت عن مسألة من هذا وقيل لي: ما مهر مثل هذه؟ فقلت: ما جرت العادة بأنه يؤخذ من الزوج، فقالوا إنما يؤخذ المعجل قبل الدخول، فقلت: هو مهر مثلها.
ص346: والأشبه جواز الإجابة لا وجوبها إذا كان في مجلس الوليمة من يهجر، وأعدل الأقوال: أنه إذا حضر الوليمة وهو صائم إن كان ينكسر قلب الداعي بترك الأكل = فالأكل أفضل، وإن لم ينكسر قلبه = فإتمام الصوم أفضل.
ولا ينبغي لصاحب الدعوة الإلحاح في الطعام للمدعو إذا امتنع فإن كلا الأمرين جائز، فإذا ألزمه بما لا يلزمه كان من نوع المسألة المنهي عنها، ولا ينبغي للمدعو إذا رأى أنه يترتب على امتناعه مفاسد أن يمتنع فإن فطره جائز، فإن كان ترك الجائز مستلزما لأمور محذورة ينبغي أن يفعل ذلك الجائز، وربما يصير واجبا، وإن كان في إجابة الداعي مصلحة الإجابة فقط، وفيها مفسدة الشبهة فأيهما أرجح؟ قال أبو العباس: هذا فيه خلاف فيما أظنه.
ص349: والكنائس ليست ملكا لأحد وأهل الذمة ليس لهم منع من يعبد الله فيها؛ لأنا صالحناهم عليه والعابد بينهم وبين الغافلين أعظم أجرا ...
وينكر ما يشاهده من المنكر بحسبه ويحرم بيعهم ما يعملونه كنيسة أو تمثالا ونحوه وكل ما فيه تخصيص لعيدهم أو تمييز له.
ص351: ويكره الأكل والشرب قائما لغير حاجة ...
واختلف كلام أبي العباس في أكل الإنسان حتى يتخم هل يكره أو يحرم؟ وجزم أبو العباس: في موضع آخر بتحريم الإسراف وفسر بمجاوزة الحد.
.. ويقول عند الأكل بسم الله فإن زاد: الرحمن الرحيم (1) كان حسنا فإنه أكمل بخلاف الذبح فإنه قد قيل: إن ذلك لا يناسب.
-------
(1) انظر للفائدة: معجم المناهي اللفظية ص623، وتصحيح الدعاء ص350.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[17 Nov 2005, 06:39 م]ـ
ص353: ويجب على المرأة خدمة زوجها بالمعروف من مثلها لمثله، ويتنوع ذلك بتنوع الأحوال فخدمة البدوية ليست كخدمة القروية وخدمة القوية ليست كخدمة الضعيفة.
ص353: ولو تطاوع الزوجان على الوطء في الدبر فرق بينهما، وقاله أصحابنا، وعلى قياسه المطاوعة على الوطء في الحيض.
ص363: لو بذلت له مالا على أن تملك أمرها فإن الإمام أحمد نص على جواز ذلك؛ لأن الأصل جواز الشرط في العقود.
ص365:
ولا يقع طلاق السكران، ولو بسكر محرم، وهو رواية عن الإمام أحمد اختارها أبو بكر، ونقل الميموني عن أحمد: الرجوع عما سواها فقال: كنت أقول يقع طلاق السكران حتى تبينت، فغلب عليّ أنه لا يقع.
ص366:
ولا يقع طلاق المكره والإكراه يحصل إما بالتهديد، أو بأن يغلب على ظنه أنه يضره في نفسه، أو ماله بلا تهديد. وقال أبو العباس: في موضع آخر كونه يغلب على ظنه تحقق تهديده ليس بجيد؛ بل الصواب: أنه لو استوى الطرفان = لكان إكراها.
وأما إن خاف وقوع التهديد، وغلب على ظنه عدمه فهو= محتمل في كلام أحمد وغيره ..
وإن سحره ليطلق = فإكراه.
وقال أبو العباس: تأملت المذهب فوجدت الإكراه يختلف باختلاف المكرَه عليه فليس الإكراه المعتبر في كلمة الكفر كالإكراه المعتبر في الهبة ونحوها، فإن أحمد قد نص في غير موضع على:
أن الإكراه على الكفر لا يكون إلا بتعذيب: من ضرب، أو قيد، ولا يكون الكلام إكراها.
وقد نص: على أن المرأة لو وهبت زوجها صداقها أو مسكنها فلها أن ترجع بناء على أنها لا تهب له إلا إذا خافت أن يطلقها أو يسيء عشرتها. فجعل خوف الطلاق أو سوء العشرة إكراها في الهبة ولفظه في موضع آخر: لأنه أكرهها.
ومثل هذا لا يكون إكراها على الكفر فإن الأسير إذا خشي من الكفار أن لا يزوجوه وأن يحولوا بينه وبين امرأته =لم يبح له التكلم بكلمة الكفر.
ومثل هذا لو كان له عند رجل حق من دين أو وديعة فقال: لا أعطيك حتى تبيعني أو تهبني، فقال مالكٌ: هو إكراه، وهو قياس قول أحمد ومنصوصه في مسألة: ما إذا منعها حقها لتختلع منه، وقال القاضي تبعا للحنفية والشافعية: ليس إكراها.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[10 Dec 2005, 12:04 ص]ـ
ص368:
ومن حلف بالطلاق كاذبا يعلم كذب نفسه لا تطلق زوجته ولا يلزمه كفارة يمين.
ص368:
لو قال: أنت طالق، أنت طالق. وقال: نويت بالثانية التأكيد فإنه يقبل منه رواية واحدة.
ص369:
المخبر إذا خالف خبره الأصل اعتبر فيه العدالة.
ص378:
ومن علق الطلاق على شرط أو التزمه لا يقصد بذلك إلا الحض أو المنع؛ فإنه يجزئه فيه كفارة يمين إن حنث، وإن أراد الجزاء بتعليقه طلقت كُره الشرطُ أولاً.
ص379:
ويتوجه إذا حلف ليفعلن كذا أن مطلقه يوجب فعل المحلوف عليه على الفور ما لم تكن قرينة تقتضي التأخير؛ لأن الحض في الأيمان كالأمر في الشريعة.
ص383:
وللعلماء في الاستثناء النافع قولان:
أحدهما: لا ينفعه حتى ينويه قبل فراغه من المستثنى منه. وهو قول الشافعي والقاضي أبي يعلى ومن تبعه.
والثاني: ينفعه وإن لم يُرِده إلا بعد الفراغ، حتى لو قال له بعض الحاضرين: قل: إن شاء الله. فقال: إن شاء الله. نفعه، وهذا هو مذهب أحمد الذي يدل عليه كلامه وعليه متقدمو أصحابه، واختيار أبي محمد وغيره وهو مذهب مالك وهو الصواب.
ص385:
اليمين في جانب النفي أعم من اللفظ اللغوي، وفي جانب الإثبات أخص.
ص388:
ويتوجه أن يفرق بين ما يسوغ الخلاف فيه؛ كبيع الأشنان بالأشنان متفاضلا، ولا ما لا يسوغ فيه الخلاف؛ كالحيل الربوية، وكمسألة النبيذ.
ص389:
وإذا حلف لا يفعل شيئا ففعله ناسيا ليمينه أو جاهلا بأنه المحلوف عليه فلا حنث عليه، ولو في الطلاق والعتاق، وغيرهما ويمينه باقية. وهو رواية عن أحمد ورواتها بقدر رواة التفرقة.
ويدخل في هذا من فعله متأولا إما تقليدا لمن أفتاه أو مقلدا لعالم ميت مصيبا كان أو مخطئا.
ص396:
وما يُخرج في الكفارة المطلقة غير مقيد بالشرع بل بالعرف قدرا و نوعا من غير تقدير ولا تمليك، وهو قياس المذهب في الزوجة والأقارب والمملوك والضيف والأجير المستأجر بطعامه.
والإدام يجب إن كان يطعم أهله بإدام وإلا فلا، وعادة الناس تختلف في ذلك في الرخص والغلاء واليسار والإعسار وتختلف بالشتاء والصيف.
396:
الواجبات المقدرات في الشرع من الصدقات على ثلاثة أنواع:
تارة تقدر الصدقة الواجبة ولا يقدر من يعطاها كالزكاة.
وتارة يقدر المعطى ولا يقدر المال كالكفارات.
وتارة يقدر هذا وهذا كفدية الأذى.
وذلك لأن سبب وجوب الزكاة هو المال؛ فقدر المال الواجب.
وأما الكفارات فسببها فعل بدنه،كالجماع واليمين والظهار، فقدر فيها المعطى كما قدر العتق والصيام.
وما يتعلق بالحج فيه بدن ومال، فعبادته بدنية ومالية فلهذا قدر فيه هذا وهذا.
ص398:
ولو شتم شخصا فقال: أنت ملعون ولد زنا؛ وجب عليه التعزير على مثل هذا الكلام، ويجب عليه حد القذف إن لم يقصد بهذه الكلمة أن المشتوم فعله خبيث كفعل ولد الزنا.
ولا يحد القذف إلا بالطلب إجماعا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[13 Dec 2005, 12:27 ص]ـ
ص398:
والقاذف إذا تاب قبل علم المقذوف هل تصح توبته؟ الأشبه أنه يختلف باختلاف الناس.
وقال أبو العباس في موضع آخر: قال أكثر العلماء إن علم به المقذوف لم تصح توبته، وإلا صحت ودعا له واستغفر. وعلى الصحيح من الروايتين: لا يجب له الاعتراف لو سأله فيعرض ولو مع استحلافه؛ لأنه مظلوم، وتصح توبته.
وفي تجويز التصريح بالكذب المباح هاهنا نظر، ومع عدم توبة وإحسان = تعريضه كذب ويمينه غموس. واختيار أصحابنا: لا يعلمه بل يدعو له في مقابلة مظلمته.
ص399:
وولد الزنا مظنة أن يعمل عملا خبيثا كما يقع كثيرا، وأكرم الخلق عند الله أتقاهم.
401:
ويرجع إلى أهل الخبرة حيث يستوي المتداعيان، كما رجع إلى أهل الخبرة بالنسب.
404:
المجهول في الشرع كالمعدوم.
406:
قلت [البعلي]: علَّق أبو العباس القول بذلك على أن لا يكون الإجماع على خلافه.
412:
النفقة والسكنى تجب للمتوفى عنها في عدتها بشرط إقامتها في بيت الزوج، فإن خرجت فلا جناح إذا كان أصلح لها.
413:
قال الله تعالى: {فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن} وهذا الأجر هو النفقة والكسوة، وقاله طائفة منهم الضحاك وغيره.
414:
والعمة أحق من الخالة، وكذا نساء الأب يقدمن على نساء الأم؛ لأن الولاية للأب، فكذا أقاربه، وإنما قدمت الأم على الأب؛ لأنه لا يقوم مقامها هنا في مصلحة الطفل، وإنما قدم الشارع عليه السلام خالة بنت حمزة على عمتها صفية؛ لأن صفية لم تطلب، وجعفر طلب نائبا عن خالتها فقضى لها بها في غيبتها.
415:
على عصبة المرأة منعها من المحرمات فإن لم تمتنع إلا بالحبس = حبسوها، وإن احتاجت إلى القيد قيدوها.
415:
وما ينبغي للولد أن يضرب أمه، ولا يجوز لهم مقاطعتها بحيث تتمكن من السوء بل يلاحظونها بحسب قدرتهم، وإن احتاجت إلى رزق وكسوة كسوها، وليس لهم إقامة الحد عليها، والله سبحانه وتعالى أعلم.
وينظر مجموع الفتاوى 34/ 177.
417:
قال في " المحرر ": لو أمر به ـ يعني القتل ـ سلطان عادل أو جائر ظلما مَن لم يعرف ظلمه فيه؛ فقتله = فالقود، أوالدية على الآمر (1) خاصة.
قال أبو العباس: هذا بناء على وجوب طاعة السلطان في القتل المجهول وفيه نظر، بل لا يطاع حتى يعلم جواز قتله، وحينئذ فتكون الطاعة له معصية، لا سيما إذا كان معروفا بالظلم، فهنا الجهل بعدم الحِل، كالعلم بالحرمة. وقياس المذهب: أنه إذا كان المأمور ممن يطيعه غالبا في ذلك أنه يجب القتل عليهما، وهو أولى من الحاكم والشهود فإنه سبب يفضي غالبا بل هو أقوى من المكره.
-------------------
(1) في المطبوع: الآخر.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[06 Jan 2006, 08:56 م]ـ
ص419:
ومن رأى رجلا يفجر بأهله جاز له قتلهما فيما بينه وبين الله تعالى وسواء كان الفاجر محصنا أو غير محصن معروفا بذلك أم لا، كما دل عليه كلام الأصحاب، وفتاوى الصحابة، وليس هذا من باب دفع الصائل كما ظنه بعضهم، بل هو من عقوبة المعتدين المؤذين.
وأما إذا دخل الرجل ولم يفعل بعد فاحشة ولكن دخل لأجل ذلك فهذا فيه نزاع، والأحوط لهذا أن يتوب من القتل في مثل هذه الصورة ومن طلب منه الفجور كان عليه أن يدفع الصائل عليه فإن لم يندفع إلا بالقتل كان له ذلك باتفاق الفقهاء.
ص421:
الصبي المميز يعاقب على الفاحشة تعزيرا بليغا.
ص 422:
ويجري القصاص في اللطمة والضربة ونحو ذلك وهو مذهب الخلفاء الراشدين وغيرهم، ونص عليه أحمد في رواية إسماعيل بن سعد الشالنجي.
ص423:
وولاية القصاص والعفو عنه ليست عامة لجميع الورثة بل تختص بالعصبة وهو مذهب مالك. وتخرج رواية عن أحمد.
ص424:
وتؤخذ الدية من الجاني خطأ عند تعذر العاقلة في أصح قولي العلماء، ولا يؤجل على العاقلة إذا رأى الإمام المصلحة فيه، ونص على ذلك الإمام أحمد، ويتوجه أن يعقل ذوو الأرحام عند عدم العصبة إذا قلنا تجب النفقة عليهم.
ص425:
وأما ضربه [المتهم بالقتل] ليقر فلا يجوز إلا مع القرائن التي تدل على أنه قتله فإن بعض العلماء جوز تقريره بالضرب في هذه الحال وبعضهم منع من ذلك مطلقا.
ص426:
المذنب إذا لم يعرف فيه حكم الشرع فإنه يمسك فيحبس حتى يعرف فيه الحكم الشرعي فينفذ فيه.
ص426:
وإذا زنى الذمي بالمسلمة قتل ولا يصرف عنه القتل بإسلامه ولا يعتبر فيه أداء الشهادة على الوجه المعتبر في المسلم، بل يكفي استفاضته واشتهاره.
ص426:
وإن حملت امرأة لا زوج لها ولا سبب حدت إن لم تدع الشبهة ..
ص426:
وغلظ المعصية وعقابها بقدر فضيلة الزمان والمكان، والكبيرة الواحدة لا تحبط جميع الحسنات لكن قد تحبط ما يقابلها عند أهل السنة.
427:
واللص الذي غرضه سرقة أموال الناس، ولا غرض له في شخص معين فإن قطع يده واجب، ولو عفا عنه رب المال.
428:
وتصح التوبة من ذنب مع الإصرار على آخر إذا كان المقتضي للتوبة منه أقوى من المقتضي للتوبة من الآخر أو كان المانع من أحدهما أشد هذا هو المعروف عن السلف والخلف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سعودالعكوز]ــــــــ[07 Jan 2006, 02:30 ص]ـ
الله يجزاك خير ..
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[11 Jan 2006, 09:57 م]ـ
جزاك الله خيرا، وشكرا على تشريفك الموضوع ..
--------------------
ص428:
ويلزم الدفع عن مال الغير.
ص428:
والأفضل ترك قتال أهل البغي حتى يبدؤوا الإمام، وقاله مالك.
ص429:
وعلي كان أقرب إلى الصواب من معاوية.
ص429:
ومن استحل أذى من أمره ونهاه بتأويل فكالمبتدع ونحوه يسقط بتوبته حق الله تعالى وحق العبد.
ص429:
ومن أجهز على جريح لم يأثم ولو تشهد.
ص429:
مَن جهل قدر الحرام المختلط بماله فإنه يخرج النصف والباقي له.
ص430:
وأجمع العلماء على أن كل طائفة ممتنعة عن شريعة متواترة من شرائع الإسلام فإنه يجب قتالها حتى يكون الدين كله لله كالمحاربين وأولى.
ص432:
ومن التعزير الذي جاءت به السنة ونص عليه أحمد والشافعي: نفي المخنث، وحلق عمر رأس نصر بن حجاج ونفاه لما افتتن به النساء، فكذا من افتتن به الرجال من المردان بل هو أولى.
ص433:
والتعزير بالمال سائغ إتلافا وأخذا، وهو جار على أصل أحمد؛ لأنه لم يختلف أصحابه أن العقوبات في الأموال غير منسوخة كلها، وقول الشيخ أبي محمد المقدسي: "ولا يجوز أخذ ماله" يعني: المعزر فإشارة منه إلى ما يفعله الولاة الظلمة.
ص433:
من كتم ما يجب بيانه كالبائع المدلس والمؤجر والناكح وغيرهم من العاملين، وكذا الشاهد والمخبر والمفتي والحاكم ونحوهم، فإن كتمان الحق مشبه بالكذب، وينبغي أن يكون سببا للضمان كما أن الكذب سبب للضمان فإن ترك الواجبات عندنا في الضمان كفعل المحرمات، حتى قلنا: لو قدر على إنجاء شخص بإطعام أو سقي فلم يفعل فمات = ضمنه، فعلى هذا فلو كتم شهادة كتمانا أبطل بها حق مسلم = ضمنه، مثل أن يكون عليه حق ببينة، وقد أداه حقه، وله بينة بالأداء، فيكتم الشهادة حتى يغرم ذلك الحق.
وكما لو كانت وثائق لرجل فكتمها أو جحدها حتى فات الحق، ولو قال: أنا أعلمها ولا أؤديها فوجوب الضمان ظاهر.
ص434:
التعزير على الشيء دليل على تحريمه من هذا الباب ما ذكره أصحابنا وأصحاب الشافعي من قتل الداعية من أهل البدع، كما قتل الجعد بن درهم والجهم بن صفوان وغيلان القدري، ولقتلهم مأخذان: أحدهما:
كون ذلك كفرا كقتل المرتد ردة مجردة أو مغلظة، وهذا المعنى يعم الداعي إليها وغير الداعي إذا كفروا فيكون قتلهم من باب قتل المرتد.
والمأخذ الثاني: لما في الدعاء إلى البدعة من إفساد دين الناس، ولهذا كان أصل الإمام أحمد وغيره من فقهاء الحديث وعلمائهم يفرقون بين الداعي إلى البدعة وغير الداعي في رد الشهادة، وترك الرواية عنه والصلاة خلفه وهجره، ولهذا ترك أصحاب الكتب الستة ومسند أحمد الرواية عن مثل عمرو بن عبيد ونحوه، ولم يتركوا عن القدرية الذين ليسوا بدعاة، وعلى هذا المأخذ فقتلهم من باب قتل المفسدين المحاربين؛ لأن المحاربة باللسان كالمحاربة باليد، ويشبه قتل المحاربين للسنة بالرأي قتل المحاربين لها بالرواية، وهو قتل من يتعمد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قتل النبي الذي كذب عليه في حياته، وهو حديث جيد لما فيه من تغيير سنته.
ص439:
وخبر من قال له رئي جني بأن فلانا سرق كذا، كخبر إنسي مجهول = فيفيد تهمة.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[23 Jan 2006, 05:02 م]ـ
ص440:
ومن غضب، فقال: ما نحن مسلمون؛ إن أراد ذم نفسه لنقص دينه = فلا حرج فيه ولا عقوبة.
ص441:
ومن دعي عليه ظلما له أن يدعو على ظالمه بمثل ما دعا به عليه نحو: أخزاك الله أو لعنك أو يشتمه بغير فرية نحو يا كلب يا خنزير فله أن يقول له مثل ذلك.
ص442:
ذكر العلماء أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يسقط بذلك بل عليه أن يأمر وينهى ولا يجمع بين معصيتين.
ص447:
ويجتمع الجلد والرجم في حق المحصن وهو رواية عن أحمد اختارها شيوخ المذهب.
ص447:
وأما قتال الدفع فهو أشد أنواع دفع الصائل، ودفع الصائل عن الحرمة والدين واجب إجماعا، فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه، فلا يشترط له شرط بل يدفع بحسب الإمكان.
وقد نص على ذلك العلماء أصحابنا وغيرهم فيجب التفريق بين دفع الصائل الظالم الكافر، وبين طلبه في بلاده.
(يُتْبَعُ)
(/)
والجهاد منه ما هو باليد، ومنه ما هو بالقلب، والدعوة، والحجة، واللسان، والرأي، والتدبير والصناعة؛ فيجب بغاية ما يمكنه، ويجب على القعدة لعذر أن يخلفوا الغزاة في أهليهم ومالهم.
ص447:
وكثيرا ما يكون ثواب بعض المستحبات، أو واجبات الكفاية أعظم من ثواب واجب كما لو تصدق بألف درهم وزكى بدرهم.
ص448:
قال ابن بختان سألت أبا عبد الله عن الرجل يغزو قبل الحج؟ قال: نعم إلا أنه بعد الحج أجود. وسئل أيضا: عن رجل قدم يريد الغزو ولم يحج فنزل على قوم فثبطوه عن الغزو، وقالوا: إنك لم تحج تريد أن تغزو؟ قال أبو عبد الله: يغزو ولا عليه فإن أعانه الله حج ولا نرى بالغزو قبل الحج بأسا. قال أبو العباس: هذا مع أن الحج واجب على الفور عنده، لكن تأخيره لمصلحة الجهاد كتأخير الزكاة الواجبة على الفور لانتظار قوم أصلح من غيرهم، أو لضرر أهل الزكاة وكتأخير الفوائت للانتقال عن مكان الشيطان ونحو ذلك، وهذا أجود ما ذكره بعض أصحابنا في تأخير النبي صلى الله عليه وسلم الحج إن كان وجب عليه متقدما.
ص448 - 449:
وإذا دخل العدو بلاد الإسلام فلا ريب أنه يجب دفعه على الأقرب فالأقرب؛ إذ بلاد الإسلام كلها بمنزلة البلدة الواحدة، وأنه يجب النفير إليه بلا إذن والد ولا غريم، ونصوص أحمد صريحة بهذا وهو خير مما في المختصرات.
لكن هل يجب على جميع أهل المكان النفير إذا نفر إليه الكفاية؟ كلام أحمد فيه مختلف، وقتال الدفع مثل أن يكون العدو كثيرا لا طاقة للمسلمين به، لكن يخاف إن انصرفوا عن عدوهم عطف العدو على من يخلفون من المسلمين؛ فهنا قد صرح أصحابنا بأنه يجب أن يبذلوا مهجهم ومهج من يخاف عليهم في الدفع حتى يسلموا، ونظيرها أن يهجم العدو على بلاد المسلمين وتكون المقاتلة أقل من النصف، فإن انصرفوا استولوا على الحريم، فهذا وأمثاله قتال دفع لا قتال طلب لا يجوز الانصراف فيه بحال، ووقعة أحد من هذا الباب.
والواجب أن يعتبر في أمور الجهاد برأي أهل الدين الصحيح الذين لهم خبرة بما عليه أهل الدنيا، فأما أهل الدنيا الذين يغلب عليهم النظر في ظاهر الدين فلا يؤخذ برأيهم ولا برأي أهل الدين الذين لا خبرة لهم في الدنيا.
ص449:
الرباط أفضل من المقام بمكة إجماعا.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[24 Jan 2006, 06:54 م]ـ
ص449:
ولا يستعان بأهل الذمة في عمالة ولا كتابة؛ لأنه يلزم منه مفاسد أو يفضي إليها.
ص450:
وإن مثل الكفار بالمسلمين فالمثلة حق لهم لهم فعلها للاستيفاء وأخذ الثأر، ولهم تركها، والصبر أفضل، وهذا حيث لا يكون في التمثيل بهم زيادة في الجهاد، ولا نكال لهم عن نظيرها، فأما إذا كان في التمثيل السائغ لهم دعاء إلى الإيمان وزجر لهم عن العدوان = فإنه هنا من إقامة الحدود والجهاد، ولم تكن القضية في أُحُدٍ كذلك = فلهذا كان الصبر أفضل؛ فأما إن كانت المثلة حق الله تعالى فالصبر هناك واجب، كما يجب حيث لا يمكن الانتصار ويحرم الجزع.
ص451:
كل ما قبضه الكفار من الأموال قبضا يعتقدون جوازه فإنه يستقر لهم بالإسلام كالعقود الفاسدة والأنكحة والمواريث وغيرها، ولهذا لا يضمنون ما أتلفوه على المسلمين بالإجماع.
ص453:
وإذا قال الإمام من أخذ شيئا فهو له، أو فضل بعض الغانمين على بعض، وقلنا: ليس له ذلك على رواية: هل تباح لمن لا يعتقد جوازه أخذه؟ ويقال: هذا مبني على الروايتين: فيما إذا حكم بإباحة شيء يعتقده المحكوم له حراما.
وقد يقال: يجوز هنا قولا واحدا؛ لأنا نفرق دائما في تصرفات السلطان بين الجواز وبين النفوذ؛ لأنا لو قلنا تبطل ولايته وقسمه وحكمه لما أمكن إزالة هذا الفساد إلا بأشد منه فسادا فينفذ دفعا لاحتماله لما هو شر منه.
ص454:
من قدر على أخذ مبلغ حقه من هذا المال المشترك، فله ذلك؛ لأن مالكيه متعينون، وهو قريب من الورثة، لكن يشترط انتفاء المفسدة من فتنة أو نحوها.
ص455:
والطفل إذا سبي يتبع سابيه في الإسلام، وإن كان مع أبويه، وهو قول الأوزاعي، ولأحمد نص يوافقه، ويتبعه أيضا إذا اشتراه، ويحكم بإسلام الطفل إذا مات أبواه أو كان نسبه منقطعا مثل كونه ولد زنا أو منفيا بلعان، وقاله غير واحد من العلماء.
ص457:
(يُتْبَعُ)
(/)
والكتابة الذي بأيدي الخيابرة الذين يدعون أنه بخط علي في إسقاط الجزية عنهم باطل، وقد ذكر الفقهاء من أصحابنا وغيرهم كأبي العباس بن سريح والقاضي أبي يعلى والقاضي الماوردي، وذكر أنه إجماع وصدق في ذلك.
قال أبو العباس: ثم إنه عام إحدى وسبعمائة جاءني جماعة من يهود دمشق بعهود في كلها أنه بخط علي بن أبي طالب في إسقاطه الجزية عنهم، وقد لبسوها ما يقتضي تعظيمها، وكانت قد نفقت على ولاة الأمور من مدة طويلة فأسقطت عنهم الجزية بسببها، وبيدهم تواقيع ولاة الأمور بذلك، فلما وقفت عليها تبين لي في نقشها ما يدل على كذبها من وجوه عديدة جدا.
ص458:
ومن كان من أهل الذمة زنديق يبطن جحود الصانع، أو جحود الرسل، أو الكتب المنزلة، أو الشرائع، أو المعاد، ويظهر التدين بموافقة أهل الكتاب = فهذا يجب قتله بلا ريب، كما يجب قتل من ارتد من أهل الكتاب إلى التعطيل، فإن أراد الدخول في الإسلام فهل يقال: إنه يقتل أيضا كما يقتل منافق المسلمين لأنه ما زال يظهر الإقرار بالكتب والرسل؟
أو يقال: بل دين الإسلام فيه من الهدى والنور ما يزيل شبهته بخلاف دين أهل الكتابين؟
هذا فيه نظر.
458:
ويمنع أهل الذمة من إظهار الأكل في نهار رمضان فإن هذا من المنكر في دين الإسلام.
ويمنعون من تعلية البنيان على جيرانهم المسلمين، وقال العلماء: ولو في ملك مشترك بين مسلم وذمي؛ لأن ما لا يتم الواجب إلا به = فهو واجب.
ص460:
ويكره الدعاء بالبقاء لكل أحد؛ لأنه شيء قد فرغ منه، ونص عليه الإمام أحمد في رواية أبي أصرم وقال له رجل: جمعنا الله وإياك في مستقر رحمته، فقال: لا تقل هذا.
وكان أبو العباس: يميل إلى أنه لا يكره الدعاء بذلك، ويقول: إن الرحمة ههنا المراد بها الرحمة المخلوقة، ومستقرها الجنة، وهو قول طائفة من السلف.
ص460:
واختلف كلام أبي العباس في رد تحية الذمي، هل ترد مثلها أو وعليكم فقط؟
ويجوز أن يقال: أهلا وسهلا.
ويجوز عيادة أهل الذمة، وتهنئتهم، وتعزيتهم، ودخولهم المسجد للمصلحة الراجحة، كرجاء الإسلام، وقال العلماء: يعاد الذمي، ويعرض عليه الإسلام، وليس لهم إظهار شيء من شعار دينهم في دار الإسلام لا وقت الاستسقاء، ولا عند لقاء الملوك.
ص461:
وإذا أبى الذمي بذل الجزية أو الصغار أو التزام حكمنا = ينقض عهده.
ص461:
ولا حق للرافضة في الفيء.
ص464:
لا يجوز أن يعان بالمباح على المعصية، كمن يعطي اللحم والخبز لمن يشرب عليه الخمر ويستعين به على الفواحش، ومن أكل من الطيبات ولم يشكر فهو مذموم.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[27 Jan 2006, 08:52 م]ـ
ص464:
وما يأكل الجيف فيه روايتان الجلالة.
ص464:
وعامة أجوبة أحمد ليس فيها تحريم، ولا أثر لاستخباث العرب فما لم يحرمه الشرع = فهو حل، وهو قول أحمد، وقدماء أصحابه.
ص465:
وقوله تعالى: {فمن اضطر غير باغ ولا عاد}. قد قيل إنهما صفة للشخص مطلقا فالباغي كالباغي على إمام المسلمين، وأهل العدل منهم كما قال الله تعالى: {فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء}، والعادي كالصائل قاطع الطريق الذي يريد النفس والمال. وقد قيل: إنهما صفة لضرورته فالباغي: الذي يبغي المحرم مع قدرته على الحلال، والعادي: الذي يتجاوز قدر الحاجة كما قال: {فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم} وهذا قول أكثر السلف، وهو الصواب بلا ريب، وليس في الشرع ما يدل على أن العاصي بسفره لا يأكل الميتة، ولا يقصر ولا يفطر بل نصوص الكتاب والسنة عامة مطلقة، كما هو مذهب كثير من السلف، وهو مذهب أبي حنيفة وأهل الظاهر وهو الصحيح.
ص467:
ومن امتنع من أكل الطيبات بلا سبب شرعي = فمبتدع مذموم، وما نقل عن الإمام أحمد أنه امتنع من أكل البطيخ لعدم علمه بكيفية أكل النبي صلى الله عليه وسلم له = فكذب.
ص468:
وإذا لم يقصد المذكي الأكل بل قصد مجرد حل ميتة لم تبح الذبيحة.
ص468:
وما أصابه بسبب الموت كأكيلة السبع ونحوها فيه نزاع بين العلماء، هل يشترط أن لا يتيقن موتها بذلك السبب، أو أن يبقى معظم اليوم، أو أن يبقى فيها حياة بقدر حياة المذبوح، أو أزيد من حياته، أو يمكن أن يزيد؛ فيه خلاف، والأظهر: أنه لا يشترط شيء من ذلك، بل متى ذبح فخرج منه الدم الأحمر الذي يخرج من المذكى المذبوح في العادة ليس هو دم الميتة = فإنه يحل أكله وإن لم يتحرك في أظهر قولي العلماء.
ص469:
والقول بأن أهل الكتاب المذكورين في القرآن هم من كان أبوه وأجداده في ذلك الدين قبل النسخ والتبديل = قول ضعيف، بل المقطوع به بأن كون الرجل كتابيا أو غير كتابي هو حكم يستفيده بنفسه لا بنسبه، فكل من تدين بدين أهل الكتاب = فهو منهم سواء كان أبوه أو جده قد دخل في دينهم أو لم يدخل، وسواء كان دخوله بعد النسخ والتبديل أو قبل ذلك، وهو المنصوص الصريح عن أحمد ـ وإن كان بين أصحابه خلاف معروف ـ وهو الثابت بين الصحابة بلا نزاع بينهم. وذكر الطحاوي أن هذا إجماع قديم.
ص470:
ويحرم ما ذبحه الكتابي لعيده، أو ليتقرب به إلى شيء يعظمه وهو رواية عن أحمد.
ص470:
والذبيح إسماعيل وهو رواية عن أحمد واختيار ابن حامد وابن أبي موسى، وذلك أمر قطعي.
ص470:
والصيد لحاجة = جائز، وأما الصيد الذي ليس فيه إلا اللهو واللعب = فمكروه، وإن كان فيه ظلم للناس بالعدوان على زرعهم وأموالهم = فحرام.
ص473:
ويحرم الحلف بغير الله تعالى، وهو ظاهر المذهب، وعن ابن مسعود وغيره: لأن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقا.
قال أبو العباس: لأن حسنة التوحيد أعظم من حسنة الصدق وسيئة الكذب أسهل من سيئة الشرك.
ص473:
واختلف كلام أبي العباس في الحلف بالطلاق فاختار في موضع: التحريم وتعزيره، وهو قول مالك ووجه لنا.
واختار في موضع: آخر أنه لا يكره، وأنه قول غير واحد من أصحابنا؛ لأنه لم يحلف بمخلوق ولم يلتزم لغير الله شيئا، وإنما التزم لله كما يلتزم بالنذر، والالتزام لله أبلغ من الالتزام به بدليل النذر له واليمين به، ولهذا لم تنكر الصحابة على من حلف بذلك كما أنكروا على من حلف بالكعبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[28 Jan 2006, 08:00 م]ـ
ص474:
والعهود والعقود متقاربة المعنى أو متفقة، فإذا قال: أعاهد الله أني أحج العام = فهو نذر وعهد ويمين، وإن قال: لا أكلم زيدا = فيمين وعهد لا نذر، فالأيمان تضمنت معنى النذر، وهو أن يلتزم لله قربة لزمه الوفاء بها، وهي عقد وعهد ومعاهدة لله؛ لأنه التزم لله ما يطلبه الله منه، وإن تضمنت معنى العقود التي بين الناس، وهو: أن يلتزم كل من المتعاقدين للآخر ما اتفقا عليه = فمعاقدة ومعاهدة يلزم الوفاء بها إن كان العقد لازما، وإن لم يكن لازما خُيِّر، وهذه أيمان بنص القرآن ولم يعرض لها ما يحل عقدتها إجماعا.
ص474:
ومن كرر أيمانا قبل التكفير فروايتان ثالثها وهو الصحيح إن كانت على فعل فكفارة وإلا فكفارات.
ص475:
النذر: توقف أبو العباس في تحريمه، وحرمه طائفة من أهل الحديث.
وأما ما وجب بالشرع إذا نذره العبد أو عاهد عليه الله أو بايع عليه الرسول أو الإمام أو تحالف عليه جماعة = فإن هذه العقود والمواثيق تقتضي له وجوبا ثانيا غير الوجوب الثابت بمجرد الأمر الأول؛ فيكون واجبا من وجهين، ويكون تركه موجبا لترك الواجب بالشرع والواجب بالنذر، هذا هو التحقيق وهو رواية عن أحمد وقاله طائفة من العلماء.
ص478:
ولو نذر الطواف على أربع طاف طوافين، وهو المنصوص عن أحمد، ونقل عن ابن عباس.
ص480:
قد أوجب النبي تأمير الواحد في الاجتماع القليل العارض في السفر فهو تنبيه على أنواع الاجتماع.
ص480:
وأجمع العلماء على تحريم الحكم والفتيا بالهوى، وبقول أو وجه من غير نظر في الترجيح.
ص480:
ويجب العمل بموجب اعتقاده فيما له وعليه إجماعا.
ص481:
ولا يجوز الاستفتاء إلا ممن يفتي بعلم وعدل.
ص481:
وشروط القضاء تعتبر حسب الإمكان.
ص481:
ويجب تولية الأمثل فالأمثل، وعلى هذا يدل كلام أحمد وغيره، فيولي لعدمه أنفع الفاسقين وأقلهما شرا وأعدل المقلدين، وأعرفهما بالتقليد، وإن كان أحدهما أعلم والآخر أورع = قدم فيما قد يظهر حكمه ويخاف الهوى فيه الأورع، وفيما ندر حكمه ويخاف فيه الاشتباه الأعلم.
ص481:
وأكثر من يميز في العلم من المتوسطين إذا نظر وتأمل أدلة الفريقين بقصد حسن ونظر تام = ترجح عنده أحدهما لكن قد لا يثق بنظره بل يحتمل أن عنده ما لا يعرف جوابه، فالواجب على مثل هذا، موافقته للقول الذي ترجح عنده بلا دعوى منه للاجتهاد، كالمجتهد في أعيان المفتين والأئمة إذا ترجح عنده أحدهما قلده والدليل الخاص الذي يرجح به قول على قول أولى بالاتباع من دليل عام على أن أحدهما أعلم وأدين.
وعلم أكثر الناس بترجيح قول على قول أيسر من علم أحدهم بأن أحدهما أعلم وأدين؛ لأن الحق واحد ولا بد.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[29 Jan 2006, 07:57 م]ـ
ص482:
ليس للحاكم وغيره أن يبتدئ الناس بقهرهم على ترك ما يشرع وإلزامهم برأيه اتفاقا، ولو جاز هذا لجاز لغيره مثله، وأفضى إلى التفرق والاختلاف.
ص482:
ومن أوجب تقليد إمام بعينه استتيب، فإن تاب، وإلا قتل وإن قال: ينبغي =كان جاهلا ضالا.
ص483:
ومن كان متبعا لإمام فخالفه في بعض المسائل لقوة الدليل، أو لكون أحدهما أعلم وأتقى = فقد أحسن. وقال أبو العباس في موضع آخر: بل يجب عليه.
ص486:
قال في المحرر وغيره: ويشترط في القاضي عشر صفات. قال أبو العباس: إنما اشترطت هذه الصفات فيمن يولى لا فيمن يحكمه الخصمان.
ص495:
ويقبل الجرح والتعديل بالاستفاضة.
ص497:
قال أصحابنا: ولا ينقض الحاكم حكم نفسه ولا غيره إلا أن يخالف نصا أو إجماعا.
قال أبو العباس: يفرق في هذا بين ما إذا استوفى المحكوم له الحق الذي ثبت له من نفس، أو مال أو لم يستوف، فإن استوفى فلا كلام، وإن لم يستوف فالذي ينبغي نقض حكم نفسه، والإشارة على غيره بالنقض.
ص497:
وليس للإنسان أن يعتقد أحد القولين في مسائل النزاع فيما له والقول الآخر فيما عليه باتفاق المسلمين كما يعتقد أنه إذا كان جارا استحق شفعة الجوار وإذا كان مشتريا لم يجب عليه شفعة الجوار.
ص501:
ولو زكوا الشهود ثم ظهر فسقهم ضمن المزكون.
ص502:
وخبره [القاضي] في غير محل ولايته، كخبره في غيره زمن ولايته.
ص502:
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن كان له عند إنسان حق ومنعه إياه = جاز له الأخذ من ماله بغير إذنه إذا كان سبب الحق ظاهرا لا يحتاج إلى إثبات مثل: استحقاق المرأة النفقة على زوجها، واستحقاق الأقارب النفقة على أقاربهم، واستحقاق الضيف الضيافة على من نزل به.
وإن كان سبب الحق خفيا يحتاج إلى إثبات =لم يجز وهذه الطريقة المنصوصة عن الإمام أحمد، وهي أعدل الأقوال.
ص504:
وللمحكوم عليه أن يطالب الحاكم عليه بتسمية البينة؛ ليتمكن من القدح فيها بالاتفاق.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[01 Feb 2006, 08:20 م]ـ
ص505:
وما لا يمكن قسمة عينه إذا طلب أحد الشركاء بيعه بيع وقسم ثمنه وهو المذهب المنصوص عن أحمد في رواية الميموني وذكره الأكثرون من الأصحاب.
ص510:
ويجب أن يفرق بين فسق المدعى عليه وعدالته، فليس كل مدعى عليه يُرضى منه باليمين، ولا كل مدع يطالب بالبينة، فإن المدعى به إذا كان كثيرا والمطلوب لا تعلم عدالته فمن استحل أن يقتل، أو يسرق = استحل أن يحلف لا سيما عند خوف القتل أو القطع.
ص511:
قال أصحابنا: ومن تغليظ اليمين بالمكان عند صخرة بيت المقدس! وليس له أصل في كلام أحمد ونحوه من الأئمة، بل السنة أن تغلظ اليمين فيها كما تغلظ في سائر المساجد عند المنبر.
ص512:
ولا يحلف المدعى عليه بالطلاق وفاقا.
ص513:
ويجوز أخذ الأجرة على أداء الشهادة وتحملها، ولو تعينت إذا كان محتاجا، وهو قول في مذهب أحمد، ويحرم كتمها ويقدح فيه.
ص514:
وإذا أدى العبد شهادة قبل الطلب قام بالواجب، وكان أفضل، كمن عنده أمانة أداها عند الحاجة، والمسألة تشبه الخلاف في الحكم قبل الطلب.
ص514:
ويشهد بالاستفاضة ولو عن واحد تسكن نفسه إليه.
ص516:
وقوله تعالى {ممن ترضون من الشهداء} يقتضي أنه يقبل في الشهادة على حقوق الآدميين من رضوه شهيدا بينهم، ولا ينظر إلى عدالته كما يكون مقبولا عليهم فيما ائتمنوه عليه.
وقوله تعالى في آية الوصية {الوصية اثنان ذوا عدل} أي صاحبا عدل، العدل في المقال هو الصدق والبيان الذي هو ضد الكذب والكتمان كما بينه الله تعالى في قوله: {وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى} والعدل في كل زمان ومكان وطائفة بحسبها، فيكون الشاهد في كل قوم من كان ذا عدل فيهم، وإن كان لو كان في غيرهم لكان عدله على وجه آخر.
وبهذا يمكن الحكم بين الناس وإلا فلو اعتبر في شهود كل طائفة أن لا يشهد عليهم إلا من يكون قائما بأداء الواجبات وترك المحرمات كما كان الصحابة = لبطلت الشهادات كلها أو غالبها.
ص517:
ونبأ الفاسق ليس بمردود بل هو موجب للتبين والتثبت كمقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} وفي القراءة الأخرى {فتثبتوا} فعلينا التبين والتثبت إذا جاء فاسق، وإنما أمرنا بالتبين والتثبت عند خبر الفاسق الواحد، ولم يؤمر به عند خبر الفاسقين، وذلك أن خبر الاثنين يوجب من الاعتقاد ما لا يوجبه خبر الواحد، أما إذا علم أنهما لم يتواطئا = فهذا قد يحصل العلم.
ص518:
ويحرم اللعب بالشطرنج، وهو قول أحمد وغيره من العلماء، كما لو كان بعوض، أو تضمن ترك واجب، أو فعل محرم إجماعا، وهو شر من النرد، وقاله مالك.
ص518:
ومن ترك الجماعة فليس عدلا، ولو قلنا: هي سنة.
ص518:
وتحرم محاكاة الناس المضحكة ويعزر هو ومن يأمر به لأنه أذى.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[07 Feb 2006, 04:41 م]ـ
ص534:
وإذا أقر العامي بمضمون محضر وادعى عدم العلم بدلالة اللفظ، ومثله يجهله = قبل منه على المذهب.
ص536:
ويعتبر في الإقرار عرف المتكلم فيحمل مطلق كلامه على أقل محتملاته.
انتهى المراد نقله من هذا الكتاب المبارك النفيس، أسأل الله أن ينفع به ناقله وقارئه إنه على كل شيء قدير، والله سبحانه وتعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
ويمكن تحميل الفوائد على ملف وورد من هنا
http://saaid.net/book/open.php?cat=4&book=2190(/)
مسألة مشكلة في المواقيت فمن لديه علم فلا يبخل به.
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[05 Aug 2004, 12:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
صورة المسألة: رجل ينوى العمرة، وتجاوز الميقات إلى جهة الحرم ثم خرج من حدود الآفاق (المواقيت) ثم عاد وأحرم من ميقات آخر، فهل عليه حرج؟
إن قلنا يلزمه العودة والإحرام من الميقات الذي مر به فيلزم من ذلك إلزام جميع أهل الجنوب واليمن المسافرون لشمال مكة كالمدينة وينبع وتبوك وغيرها شمالاً بالرجوع إلى يلملم، وكذلك يلزم أهل الشرقية والرياض ونجد عموماً بالرجوع إلى قرن والإحرام منها وإلا أثموا، ويتصور مشقة الأمر أكثر إذا كان السفر بالطائرة، ويلزم منه أن أهل المدينة كذلك لو سافروا إلى أبها أن يعودوا إلى ذي الحليفة أو يهبطوا بالطائرة في جدة ويعتمرون ثم يستأنفون أسفارهم؟
وهل يحمل قوله صلى الله عليه وسلم (هن لهن ولمن مر عليهن من غير أهلهن) على تقسيم المواقيت إلى أصلى وفرعي؟ أو هو محتمل للمساواة بين جميع المارة لجميع المواقيت؟
لو تفضل من لديه علم بطرح ما يفيد، لأن هذه المسألة من المشكلات والحوادث معاً خاصةً بعد ظهور السفر بالطائرة.
وفق الله الجميع.(/)
لن أصلى حتى تحضروا لي أكبر شيخ
ـ[كساب]ــــــــ[05 Aug 2004, 01:41 م]ـ
لن اصلي حتى تحضروا لي اكبر شيخ يستطيع الاجابة على اسئلتي الثلاثة،،
يقال أن هناك شاب ذهب للدراسه في أحد البلاد الشيوعية وبقي فترة
من الزمن ثم رجع لبلاده واستقبله أهله أحسن استقبال ولما جاء موعد
الصلاة رفض الذهاب الى المسجد وقال لا أصلي حتى تحضروا لي
أكبر شيخ يستطيع الإجابة على أسئلتي الثلاثه
أحضر الأهل أحد العلماء
فسأل الشاب ماهي أسئلتك
قال الشاب: وهل تظن باستطاعتك الإجابة عليها عجز عنها أناس كثيرون قبلك
قال الشيخ: هات ما عندك ونحاول بعون الله
قال الشاب: أسئلتي الثلاثة هي:
1 - هل الله موجود فعلا؟ واذا كان كذلك ارني شكله؟
2 - ماهو القضاء والقدر؟
3 - اذا كان الشيطان مخلوقا من نار .. فلماذا يلقى فيها و هي لن تؤثر فيه؟
وما ان انتهى الشاب من الكلام حتى قام الشيخ وصفعه صفعة قوية على وجهه جعلتته يترنح من الألم
غضب الشاب وقال: لما صفعتني هل عجزت عن الإجابة؟
قال الشيخ: كلا وانما صفعتي لك هي الإجابة
قال الشاب لم أفهم
قال الشيخ: ماذا شعرت بعد الصفعة
قال الشاب شعرت بألم قوي
قال الشيخ: هل تعتقد ان هذا الألم موجود
الشاب: بالطبع وما زلت أعاني منه
قال الشيخ: أرني شكله
قال الشاب: لا أستطيع
قال الشيخ: فهذا جوابي على سؤالك الأول كلنا يشعر بوجود الله بآثاره وعلاماته ولكن لا نستطيع رؤيته في هذه الدنيا
ثم أردف الشيخ قائلا: هل حلمت ليلة البارحة أن أحدا سوف يصفعك على وجهك
قال الشاب: لا
قال الشيخ: أو هل أخبرك أحد بأنني سوف أصفعك أو كان عندك علم مسبق بها
قال الشاب: لا
قال الشيخ: فهذا هو القضاء والقدر لاتعلم بالشيء قبل وقوعه
ثم أردف الشيخ قائلا: يدي التي صفعتك بها مما خلقت؟
قال الشاب: من طين
الشيخ: وماذا عن وجهك؟
قال الشاب: من طين أيضا
الشيخ: ماذا تشعر بعد ان صفعتك؟
الشاب: اشعر بالالم
الشيخ: تماما .. فبالرغم من ان الشيطان مخلوق من نار .. لكن الله جعل
النار مكانا اليما للشيطان
بعدها اقتنع الشاب وذهب للصلاة مع الشيخ وحسن اسلامه بعدما
أزيلت الشبهات من عقله
ـ[هداية]ــــــــ[19 Aug 2004, 01:53 ص]ـ
جزاك الله كل خير على هذه القصة المفيدة والحقيقة أنها أعجتني ولكني تأثرت أكثر حينما قصصتها على بعض الناس وتفاجأت بشدة تأثرهم بها لدرجة أن إحداهن حينما سمعتها قالت لقد درست العقيدة فى الكلية ولم أفهم القضاء والقدر كما فهمته من هذه القصة!!!! وأخرى قالت ما زال فىّ شئ من الأوهام حتى سمعت القصة!!!! والحقيقة أني لم أعرف أ أسعد لهذا الكلام أم يزيد استغرابي؟؟؟؟؟؟
ولكن يبقى الأجر في ميزان حسناتك إن شاء الله ولا تحرمنا من قصص كهذه
ـ[الازهري المصري]ــــــــ[19 Aug 2004, 02:02 ص]ـ
بارك الله فيك اخي
ـ[عبدالله التميمي]ــــــــ[29 Aug 2004, 07:52 م]ـ
جزاك الله يا أ خي ... ولو وزعت هذه القصة على ورقة ونشرت لكانت افضل ..
اخوكم
عبد الله بن فهد الخضيري التميمي(/)
إزالة مصحف التور
ـ[ muniri] ــــــــ[06 Aug 2004, 09:57 م]ـ
من يعييننا علي إزالة مصحف النور لانه يشتغل دائما عند فتح أي ملف من الوورد - كلما أفتح أي كتاب من المآت الكتب المكتوبة علي الوورد فانه يوخر في فتح الملفات- وقد أنزعجت به كثيرا جدا
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[07 Aug 2004, 10:50 م]ـ
بإمكانك الاستفادة من هذا الموضوع:
طريقة تركيب برنامج القرآن (مصحف النور) وأيضا إزالته في الوورد xp (http://alsaha2.fares.net/sahat?14@217.oAp2mdtjSTj.4@.ef2b44f/42)(/)
شارك معنا في حملة المليون ضد الرذيلة
ـ[كساب]ــــــــ[09 Aug 2004, 01:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من أجل مجتمع نقي ..... مليون ضد الرذيلة
هل أنت محب للفضيلة؟
هل أنت محب لمجتمعك؟
هل أنت محب لوطنك؟
إذا كنت كذلك فأنت لا سواك مدعو لمشاركتنا في حملة ((مليون ضد الرذيلة)) لتوزيع مليون شريط من شريط فضيلة الشيخ/ محمد المنجد ((صدمة كاميرا الجوال))
أضغط هنا ( http://www.nabd-alwafa.com/mluoon/)
ـ[عادل التركي]ــــــــ[14 Aug 2004, 05:37 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على مجهودكم.
ولكن لدي وجهة نظر الآ وهي أن تلفون الكامرا ليس هو المشكلة بحد ذاته ولكن تخلف بعض الشباب هداهم الله في سوء أستخدامه , وتسخير كل جديد وكل تقنية لخدمة شهواتهم.
فالشباب هم من يجب أن نقدم لهم التوعية و يجب أن يربى الشباب على أن يستخدموا هذه النعم في ما أباح الله.
وأما من يطالب بإيقاف جوالات الكامرا فأقول جزاكم الله خيرا وبارك في جهدكم وسدد خطاكم ولكن شبابنا يجب أن يحسن التعامل مع هذه التقنية , فمطالب إيقاف مثل هذا النوع من الجوال لن تجدي على المدى البعيد لأنه كما نسمع أن الشركات المصنعة لمثل هذه الجوالات ستوقف تصنيع الجوالات التى بدون كامرا , فلا بد من التوعيه والتثقيف.
وهي تقنية مثلها مثل غيرها كما فيها مضار فيها منافع , وقد شاهدت بعضا من العقلاء والمثقفين من يمتلك هذا الجوال ولكنه يعرف أين يستخدمه وكيف يستفيد منه.
ومثل ذلك الشبكة العالمية - النت - كيف يستغلها البعض في السوء وكيف أستفاد منها البعض وسخرها لخدمة الدين - مثل هذا الملتقى المبارك - , رغم أنه وجد من حذر منها وشدد في محاربتها ولكن في النهاية لم يفد محاربة التطور بل الصحيح تطويعه ليكون خادماً لنا لا هادما.
هذا لا يعني أني أطالب بالسماح لمثل هذه الجوالات لا والله - بل إنني لاأملك جوال كامرا ولن أشتريه حتى أنحد عليه وأحتاج لخدماته - ولكن نحن شعب مستهلك ولسنا بصناع قرار فكيف نتحكم ونتشرط وليس بيدنا حل ولا عقد!!؟
ومن هنا أقول ليتنا بدأنا في صناعة مثل هذه التقنية كي نصنعها على ما يوافق ما نريد ولا نكون مستهلكين فقط , خاصة وأننا:
(1) نستهلك من الجوالات الكثير و تجمهر الشباب يومياً في محلات الإتصالات أكبر دليل - وكأنها بورصة للأسف هذا هو هم الواحد منهم آخر مانزل - ,
(2) وأيضاً سهولت صناعتها - وأكبر دليل أن شبابنا هم من يعمل صيانة لها وهناك كثير من الدورات لصيانة الجوالات وإصلاحها -
(3) وقلت تكاليفها- فلا تقارن بالسيارات ونحوها.
جزاكم الله خيرا على هذا التعاون الرائع و اظن أن ريالاً واحداً - قيمة الشريط - مبلغ رمزي جدا فيجب علينا التعاون في توعية المجتمع وتثقيفه ولو بهذا الريال الواحد.
اخيراً أريد أن أنبه إلى أن في شبابنا الكثير ممن لديهم الغيرة والتمسك بالدين ولكن أعمال الشواذ منهم قد تفسد على البقية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ارجوا أن لا يفهم حديثي خطأ ولا يفسر الكلام بغير ما يحتمل
إن أردت إلا الإصلاح فإن أصبت فمن الله , وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.(/)
العلم رحم بين أهله ... الطيار نموذجاً
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[09 Aug 2004, 10:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كثيراً ما يكون الهم الأكبر لدى الباحث تحصيل ما يفيده في بحثه والاطلاع على بحوث الغير، والناس حال النظر لبحوث الآخرين ذوو اتجاهات مختلفة ونفسيات عجيبة! ..
فمنهم من يتشح العباءة السوداء (تشبيهاً بالقبعة السوداء عند أهل التفكير) وينظر لسلبيات البحث ومواطن الخلل فيه.
ومنهم من ينظر للبحث الآخر على أنه لبنة في صرح العلم الشامخ وأنه عصارة فكرٍ إنساني يستحق التقدير كما يستحق النقد والتمحيص ..
بهذا التقديم المختصر أبدي إعجابي الكبير بتلك النفسية التي يحملها فضيلة الدكتور مساعد بن سليمان الطيار حيال البحوث والدراسات في مجال الدراسات القرآنية فعلى ما يتميز به من تحرير دقيق وجودة فذة في الطرح إلا أن قلمه الناقد لا يخلو من عبارة إشادة أو اعتراف بجميل ..
وهكذا أسجل هذا الكلام مؤملاً أن أحقق به هدفين:
الأول: الثبيت والتشجيع بذكر المحاسن لفضيلته.
الثاني: أن يحذو الباحثون حذوه.
وفقه الله وجميع الباحثين لكل خير ..
والله الموفق،،
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Aug 2004, 02:24 م]ـ
صدقت أخي الكريم فهد، وأراك قد اختصرت في مقام الإطناب. وأبو عبدالملك خير عون لنا جميعاً وفقه الله وبارك في علمه، والشيء من معدنه لا يستغرب.
ـ[أبو بكر الأمريكي]ــــــــ[11 Aug 2004, 03:49 م]ـ
السلام عليكم
اتماما للفائدة
هذا رابط ترجمة الشيخ في ملتقى أهل الحديث لا أدري أهي موجودة في هذا المنتدى أم لا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt...%E3%D3%C7%DA%CF
وهذه إجابات له على بعض أشئلة تتعلق بالتفسير وعلوم القرآن وجدتها في غاية النفع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt...%E1%D8%ED%C7%D1
ـ[عادل التركي]ــــــــ[13 Aug 2004, 03:19 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسنت أخي فهد
فالشيخ مساعد محبوب بين الناس وطلاب العلم خاصة - وذلك لتواضعة واستماعه لكل رأي وتفريغ نفسه لكل من طلبه جزأً من وقته ,وطرح النصح والإرشاد خاصة للمبتدئين رغم مشاغله وعدم الإكتفاء بالنقد فقط فجزاه ربي كل خير وأثابه على جهده خير الثواب - , والله - سبحانه وتعالى - إذا احب عبدا ألقى حبه بين الناس - نحسبه كذالك ولا نزكي على الله أحدا -.
ولكن أنبه ألى أنك قلت: (الشيخ الطيار نموذجا) فالساحة فيها من أمثال الشيخ ومن هم أهل للإشادة و بيان محاسنهم , ولولا علمي بأنهم يكرهون ذلك لسميت منهم , - أما أنت فالله يعينك على الشيخ مساعد فلن يقبل هذا الثناء منك رغم صدقك فيه و وقوعه على من يستحقه -.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأخ أبو بكر الأمريكي: رابط الإجابات لا يعمل عندي بارك الله فيك , فليتك تتأكد منه وجزيت خيرا.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[17 Feb 2008, 08:41 م]ـ
حفظ الله شيخنا، وبارك في علمه وعمره ووقته.
شخصية مميزة، وأنموذج فريد قل أن تجد له نظير، عرفته من خلال كتاباته ومشاركاته، عرفته ناقدا بصيرا، محررا دقيقا، كاتبا بديعا، سبّاقا إلى الخير، منفقا للعلم خدوما لطلابه.
فأسأل الله أن يجعله مباركا حيثما كان، وأن يجعل ماقدمه ومايقدمه رفعة في درجاته، وعونا له على طاعة مولاه، وسلما لمرضاته.
ـ[مها]ــــــــ[17 Feb 2008, 09:32 م]ـ
هو "مشارك الباحثين"، وهو "الأستاذ المشارك بكلية المعلمين".*
رفع الله قدره، وخلد في العالِمين ذكره.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* سابقا قال عنه د. عبدالرحمن الشهري: (هو "مساعد الباحثين"، وهو "الأستاذ المساعد بكلية المعلمين"، وهو قبل ذلك "مساعد الطيار" ... )
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[18 Feb 2008, 02:20 ص]ـ
كلمة حق يا شيخ فهد يستحقها الشيخ مساعد، وتستحق الإشادة بطرحك لهذا الكلام.
جزاك الله خيرا
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[18 Feb 2008, 08:45 ص]ـ
أنعم وأكرم بالشيخ المفيد أبي عبدالملك .. وقد لمستُ منه هذا في مناسبات مختلفة،كان آخرها ـ ولن تكون الأخيرة بإذن الله ـ الجلسة العلمية الجميلة التي جمعتنا بإخواننا في طيبة الطيبة يوم السبت 22/ 1429هـ،والتي كتب عنها أخونا أبو عبدالرحمن المدني في أحد مقالاته في هذا الملتقى.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[19 Feb 2008, 03:09 م]ـ
نعم، أنعم بشيخنا الفاضل مساعد- حفظه الله ورعاه- فما طرح موضوعا إلا وخرجنا منه بفائدة، وما طلبه أحد إلا ولبى طلبه على خير ما يكون، بأسلوب الحكيم، وفقه البصير، ولولا خشيتي من رؤية حفنة تراب في يده، لقلت مايستحقه من الثناء الجميل، والحمد الجزيل، لشخصه الفاضل الكريم، ولكن لعلنا نستعيض عن ذلك بما ندعو له: أن يزيده الله من فيض علمه، وبحر حكمته، وعميم عطائه، وأن يحشرنا وإياه في زمرة أوليائه، إنه سميع مجيب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[19 Feb 2008, 04:29 م]ـ
صدقتم جميعا أيها الإخوة
وقد وقع لي ذلك مع الشيخ مساعد وفقه الله - وهو لايعرفني حتى الآن - وذلك قبل سنوات، بل قبل ظهور الانترنت، فقد اتصلت عليه بالهاتف لأسأله عن مسألة في مباحث علوم القرآن، فاهتم بهذا السؤال وكتب جوابه محرراً وأرسله بالفاكس .. وكأنه يعرفني معرفة قوية ..
فبارك الله فيه وأكثر في الأمة من أمثاله.
ـ[إيمان]ــــــــ[20 Feb 2008, 12:27 ص]ـ
لا أبالغ إذا قلت عن الدكتور مساعد أنه أمة ُ ُ في رجل ... فالشيخ شكر الله سعيه ورفع الله قدره لا يمل ولا يكل من مد يد العون للباحثين على اختلاف مسائلهم وتنوع حاجاتهم، ووالله كم هي المرات التي أشكلت علي مسائل علمية شائكة فأجد الإجابات العلمية الكافية الشافية عند فضيلته .....
((فإن استطاع القلم أن يذكر آثار الناس، فهو يقف عاجزاً عن سرد مناقب شخينا الفاضل الدكتور مساعد))
أسأل الله أن يبارك في علمه وعمله وينفع به الإسلام والمسلمين ........
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[20 Feb 2008, 01:04 ص]ـ
تحية على طبق من ورد الياسمين الدمشقي، ومضمخة بعبير الجوري، ومحفوفة بندى الريحان ومفعمة بالحب، والتقدير، والعرفان للحبيب الدكتور مساعد ... طيّر الله شهرته ومحبته في الآفاق والأنفس وجعل كل ذلك سلماً يرقى به إلى الفردوس الأعلى .... وطريقاً لرفقة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ...
أجل إخواني الكرام: العلم عمل صالح وخلق نبيل، وسلوك جميل قبل أن يكون قولاً وكتاباً ....
وفقنا الله جميعاً لطاعته ومحبته واقتفاء سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
وقد حكى لي بعض الإخوة عن الدكتور مساعد فكأن الله عز وجل أعطاه اسمه كله وليس نصيباً منه فقط ... فهو لا يألو جهداً في مساعدة الطلاب والباحثين ...
وفقه الله وحفظه وأيده وبارك فيه
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[25 Sep 2008, 07:34 ص]ـ
للرفع:
لأكون من الداعين لأستاذنا المفضال، المفيد ... بما نحتاج ... ويزيد، الدكتور مساعد الطيار، بحسن العلم والعمل. جمعتني به سويعات عابرة، على أرض "التحلية"، لعل الله يمتعنا بساعات وأيام من النقاش معه والاستفادة منه،، ومن سائر الفضلاء، بحوله وقوته.
ـ[رضا التومي]ــــــــ[25 Sep 2008, 08:09 ص]ـ
و بما أن المجال لا زال متاحا. (ابتسامة)
فلقد استفدت من الشيخ مساعد في الماسنجر قبل فترة , و أعطاني من وقته بكل أخوّة و جمال تعليم - وهو لا يعرفني -.
أسأل الله أن يزيده علما نافعا وعملا صالحا و الجميع.
ـ[المنصور]ــــــــ[25 Sep 2008, 02:04 م]ـ
يبدو أن المستفيدين من الشيخ كثر.
فقد أفادني بإحدى المخطوطات أثناء إعدادي لرسالة الدكتوراه.
فلم يكن بد من شكره في مقدمة البحث.
وأذكر أنني قابلت الشيخ عندما ابتدأ الشيخ مع زميليه الشيخين الخضيري والشهري أحد برامج التفسير في قناة المجد فقلت له في حينها: (ماذا فعلتم بالناس، أصبحنا نرى أثر هذه البرامج حتى في مجالسنا العائلية، لقد فتحتم للناس أبوابا للتدبر). وكان قصدي من ذلك حكاية واقع من رأيتهم تأثروا بهذه البرامج النافعة والتي تحتاج إلى جهاد كبير في إعدادها وعرضها.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا ويرزقه العلم والإخلاص، وأن يجنبا جميعا الفتن ماظهر منها وما بطن، هو شيخنا الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري وشيخنا الفاضل الدكتور محمد الخضيري، وجميع القراء الكرام.(/)
وجهة نظر في (الدراسات العليا)
ـ[عادل التركي]ــــــــ[11 Aug 2004, 06:12 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة أعضاء الملتقى المبارك السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد:
أعلم أن هذا المنتدى مخصص للقرآن وما يتعلق به من علوم , وأنه يطرح فيه مسائل خاصة بهذا المجال , وهو يضم نخبة من المهتمين بهذه العلوم.
وقد يستنكر البعض طرح مثل هذا الموضوع في ملتقى لأهل التفسير , ولكن ارجوا من المشرف على الموقع وأعضاء ورواد المنتدى أن يسمحوا لي بطرح مثل هذا الموضوع هنا , وذلك لعلمي بأن المشرفين وكثير من الأعضاء وزوار المنتدى هم من حملت الشهادات العليا - دكتوراة وما جستير - أو من طلاب العلم المهتمين بدفع مسيرة العلم في البلاد الإسلامية عموماً , وفي بلادنا خصوصاً.
ولذلك قررت أن أنقل لكم هذا المقال الذي يتحدث عن واقع حملت الشهادات العليا في احدى البلاد العربية , وفيه يتحدث الدكتور عن وجهت نظرة - الخاصة - في الدراسات العليا.
علماً أني لا أوافقه في كل ما ذكر ولكن طرحت الموضوع للنقاش حوله بما ينفع في الرفع من شأن الدراسات العليا , والتنبه لما وقعت فيه تلك الدولة من أخطاء لنستفيد منها ولا نسلك نفس المسار الذي سارت عليه.
عموماً لا أريد أن أطيل عليكم وأترككم مع المقال الذي كان بعنوان: (دراساتنا العليا .. بلا وكسة!!)
" يقولون فى المعجم الوسيط، أن بيع الوكس هو البيع بالخسارة، وحين تعضنا حالات المغص والوكس والتهرب من الزوجات، ندوخ بين الشوارع باحثين عن الخبير الأرخص والأجود، وتصدمنا عشرات من لافتات تشى بأن الدكتور عمر دراسات عليا فى الطب والجراحة، والمحاسب زيد تمهيدى ماجستير فى المحاسبة والضرائب، والمحامية ليلى دراسات عليا فى الشريعة والقانون، وعند التعامل مع حلول الكثير من مشاكلنا تصدمنا عشرات الألقاب بالدكترة والمعلمة لمتنطعين على المقاهى والمكاتب ومواقف السيارات، ويزدحم مجتمعنا بأعداد غفيرة من حملة شهادات دراسات عليا مضروبة، ونظل نعانى من المغص والوكس والتهرب من الزوجات.
الدراسات العليا فى جامعاتنا مشكلة قومية تثير الحزن والأسى، فقد أصبح من السهل على أى عاطل أو شبه عاطل من الجامعيين، تتوفر لديه بعض شروط ورقية ومادية يسهل استيفاء مستنداتها، أن يتقدم بطلب إلى إدارة أى كلية جامعية، ويتم تسجيله طالبا للدراسات العليا ويحتل اسمه رقما جديدا فى قوائم إحصائية تضم آلاف من طلاب العلم الضعفاء، وأسباب ضعف دراساتنا العليا يرجع إلى قصور الأداء فى ثلاث جهات، 1 - فى الأقسام العلمية بالجامعات.
2 - وفى نوعية الطلاب.
3 - وفى الإدارات الحكومية.
القصور فى الأقسام العلمية بالجامعات، يرجع لأن كثيرا من الأقسام ترى أن نشاطها الصورى فى مجال الدراسات العليا يحقق لها وجاهة وظيفية، تتذرع بها للحصول على بعض المال لأعضاء هيئة التدريس فى مجتمع لا يهتم بتحسين الأوضاع المالية لأساتذة الجامعة، فبعض الأقسام لا تعترف بضعف إمكانياتها اللازمة لإنجاز مهمة البحوث العلمية، لذلك نجد أن عضوا بهيئة التدريس قد يكلفه القسم العلمى بتدريس خمسة مواد مختلفة لطلاب الدراسات العليا، مما يتعارض مع الإمكانات الطبيعية والعلمية لأى أستاذ، وفى النهاية يحط فى رأس طلاب الدراسات العليا خواء ثقافى لانشغال الأساتذة بتحقيق أسباب الحياة المادية وقلة حيلتهم فى دفع تخلف أساليب الإدارة فى التخطيط والمتابعة، وفى المحصلة يسرى بين الجميع تخلف حضارى يخلط بين متطلبات الحفظ والفهم والبحث والتلقين.
والقصور فى نوعية طلاب الدراسات العليا، يرجع إلى أن قليلا منهم معيدون يعينون كنواة لأعضاء هيئة التدريس فى الجامعة، وفئة المعيدين فى الجامعات ومراكز البحوث تضم ندرة من المتفوقين الذين يتم تعينهم بناء على كفاءتهم الشخصية، وتضم وفرة من الضعفاء الذين يرجع وجودهم إلى فساد حسابات ذوى سلطة يتصدون لتعيين الضعفاء من أقاربهم وتابعيهم، أما الغالبية العظمى من طلاب الدراسات العليا فهم بشر عاطلون عن العمل، فتيات ينتظرن الزواج فى مجتمع تهرأت فيه معايير الزواج ليضم أكثر من ثلاثة ملايين فتاة عانس تجاوزن حاجز الثلاثين من العمر، وشباب لا يجدون منافذ للسفر أو العمل أو الخدمة العامة مدفوعة الأجر، وموظفون ذوى عيال يتقاضون مرتبات اقرب ما تكون إلى إعانات البطالة، يحترفون الهروب من وطأة ظروف العمل طمعا فى التغيير أو تفاخرا بالأمل فى ذلك التغيير، وهكذا تصبح الأرضية النفسية لغالبية طلاب الدراسات العليا، مبنية على خواء فكرى شديد، لا يشعرون بالأمان نحو المستقبل، ينحشرون فى طابور مزدحم من بطالة العلم والعلماء، ويتدافع الجميع نحو فساد قيم البحث ومصادرة الطموح.
والقصور فى أداء الإدارات الحكومية، يرجع لأن كثيرا من المديرين يعانون من آثار البطالة المقنعة على إداراتهم، فيميلون للتخلص من أى عدد ممكن من الموظفين العاطلين، ليقوموا بجمع أوراق أية شهادات علمية أو دورات تدريبية، يخضع كثير منها لكل أساليب التدليس والخداع فى التخطيط والتنفيذ، تلك الإدارات الحكومية تخدع نفسها وتخدع موظفيها، وتضيع الموارد البشرية للمجتمع، فبحكم الجهل أو الكسل أو الإحباط، لا تضع تلك الإدارات خططا علمية لتدريب العاملين وتحسين جودة إنتاجهم، ولا تفرق بين بحوث العلمية تمهد للتعامل مع المستقبل، وبين دورات وظيفية ترفع تكنولوجية الأداء.
وأخيرا فالدراسات العليا فى بلادنا - والكلام مازال للكاتب - مصيبة تنخر فى عقل مجتمعنا، تحتاج إلى دراسات علمية جادة، تسعى لأن ترفع عن كاهل الأساتذة والطلاب والمجتمع ما يحط على الرؤوس من تفتيت للموارد البشرية، ويعتمل فى النفوس من تشدق بالألقاب وتسريب حيثيات الإبداع والتخصص العلمى0
د. ياسر العدل" أ. هـ
هذا رأي د / ياسر - وكما سبق وقلت أنا لا أوافقه في كل مايقول - فما هو رأيك أنت , فالموضوع كله (وجهة نظر).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Aug 2004, 07:23 ص]ـ
شكراً لك أخي عادل على نقل هذا المقال. والأمر كما تفضلت وجهة نظر، وهي جديرة بالتأمل. وليس معنى النقل الموافقة كما تفضلت.
ويبدو لي أن هناك فروقاً في أوضاع الدراسات العليا بين الدول العربية. فبعض الدول العربية عريقة في مجال الدراسات العليا كمصر مثلاً، فهي تقدم هذه الدراسات منذ عشرات السنين، وخريجوها بالآلاف إن لم يكن بأكثر من ذلك. فربما وصلت الحال إلى التساهل في كثير مما ينبغي عدم التساهل فيه من شروط القبول للدراسات العليا، ثم الدراسة ونيل الشهادة بعد ذلك.
وأما في دول الخليج فالدراسات العليا لا تزال في بدايتها، والحاجة لا تزال قائمة إلى توسيع برامج الدراسات العليا لتغطية الحاجة العلمية لهذه الدول، وهناك ملحوظات على برامج الدراسات العليا، ولا سيما التي تتعلق بالدراسات القرآنية، وقد كتبت فيها مقالات ولا تزال تكتب؛ رغبة في النهوض بها، والرقي بمستوى منسوبيها من الطلاب، غير أنه قد يغيب عن الباحث الأكاديمي أحياناً بعض الأمور التي تتحكم في مسيرة الدراسات العليا، ليس منها الحاجة ولا الكفاءة ولا غيرها من الشروط المتوقعة، وإنما قد تخضع لاعتبارات خارجية.
شكراً لك أخي الكريم عادل، وأسأل الله التوفيق للجميع.
ـ[عادل التركي]ــــــــ[13 Aug 2004, 01:36 ص]ـ
شكراً لك يا شيخ / عبد الرحمن على مرورك وتعليقك الجميل.
وحبذا لو زودتنا ببعض ما كتبت من تعليقات ومقالات حول هذا الموضوع لتعم الفائدة.
ثم إنك قلت: (قد يغيب عن الباحث الأكاديمي أحياناً بعض الأمور التي تتحكم في مسيرة الدراسات العليا) , وقد شوقتني لمعرفت هذه الأمور فهل لي أن اعرفها؟
و حول هذا الموضوع هل من الممكن أن يثبّت الموضوع الذي فيه بعض العناوين التى ينصح بها لبحوث الدراسات.
أو تلخص هذه العناوين في عناوين مختصرة ليطلع عليها المهتمون بهذا الموضوع.
وجزاك الله خيرا على اهتمامك بالمنتدى وسرعة تعليقك على المقال.(/)
أرجو الإفادة
ـ[هداية]ــــــــ[11 Aug 2004, 03:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: -
هل صيغة … (اللهم صل على محمد طب القلوب ودواؤها وعافية الأبدان وشفائها ونور الأبصار وضيائها وعلى آله وسلم) تعتبر من الصيغ البدعية في الصلاة على نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم
أرجو الإفادة ولو أني أرجح أنها بدعية ولكن أريد مزيدا من التوضيح والأدلة حيث أنه جرت مناقشات حولها لبعض ممن ينسبون لطلب العلم وكانوا يدافعون عنها … فأرجو من أهل العلم الإفادة وقولا لا يحتاج إلى قول بعده وجزاكم الله خيرا.
ـ[عادل التركي]ــــــــ[13 Aug 2004, 08:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأولا: لست من أهل العلم وقد أشترطتم الإجابة أن تكون من أهل العلم - وأضن هذا الشرط قد أحجم الأعضاء بسببه عن المشاركة ولو برأي - ولكن من باب التبليغ بما علمت.
وثانياً: فقولك (ولو أني أرجح أنها بدعية) يختصر الموضوع فالصلاة الصحيحة الواردة في الصحيحين كافية عن البحث عما يدور الشك حوله- فقد روى البخاري ومسلم عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: قيل يا رسول الله: أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف الصلاة؟ فقال: قولوا اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد) (1) إلا إذا كان ذلك نقاشاً علمياً وأنتم تطلبون البحث والفائدة.
وثالثأ: فلم أجد في بحثي عن هذه الصلاة تعليق من العلماء الا في كتاب (السنن والمبتدعات) للشيخ محمد عبد السلام خضر الشقيري (2) وأنقل لك ما ورد في الكتاب بتصرف , قال: - بعدما أور نص عبارة الصحيحين وبعض الزيادات عليها من الكتب السته والموطأ -
" فصل
يقول محمد بن أحمد رحمه الله وهداه هذه الروايات الأخيرة لا تساوي في الصحة بجانب روايات البخاري ومسلم وأصحاب السنن والموطأ شيئاً فلا ينبغي العدول عنها إلى غيرها قال السيوطي في الحرز المنيع قرأت في الطبقات للتاج السبكي نقلا عن أبيه ما نصه أحسن ما يصلى به على النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الكيفية التي في التشهد - وهي رواية الصحيحين والسنن - قال ومن أتى بها فقد صلى على النبي صلى الله عليه وسلم بيقين ومن جاء بلفظ غيرها
فهو من إتيانه بالصلاة المطلوبة في شك لأنهم قالوا كيف نصل عليه فقال قولوا فجعل الصلاة عليه منهم هي قول ذا - ثم قال وكان لا يفتر لسانه عن الإتيان بهذه الصلاة أه وبعد كلام قال ولا خلاف أن من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم بكيفية من الكيفيات المروية الصحيحة الرواية عنه صلى الله عليه وسلم في ذلك فقد أدى فرض الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وهذا الإجماع يشهد أنها على التخيير ويجب عند أهل النظر أن يتخير الإنسان للصلاة عليه أصحها سنداً وأتمها معنى قال وقد كنت في أيام شبيبتي إذا صليت على النبي صلى الله عليه وسلم أقول اللهم صل وبارك وسلم على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت وسلمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد فقيل لي في منامي أأنت أفصح أو أعلم بمعاني الكلم وجوامع فصل الخطاب من النبي صلى الله عليه وسلم لو لم يكن معنى زائد لما فضل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فاستغفرت الله من ذلك ورجعت إلى نص التفضيل في موضع الوجوب وفي نص الاستحباب وقال فائدة استدل بتعليمه صلى الله عليه وسلم لأصحابه كيفية الصلاة عليه بعد سؤالهم عنها أنها - أي رواية الصحيح والسنن - أفضل الكيفيات في الصلاة عليه لأنه لا يختار لنفسه إلا الأشرف والأفضل ويترتب على ما لو حلف أن يصلي عليه أفضل الصلاة فطريق البر أن تأتي بذلك أهـ "
ثم ذكرفصل في بيان أحاديث وأخبار ومنامات واهية وبدع في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم, وسرد فيه الأحاديث الباطلة ولأقوال والصلوات البدعية.
وبعدها عقد فصلاً أنكر فيه ما ورد عن الشيخ محمد السبكي , وذكر بعض الصلوات التى وردت عنه أو عن بعض تلامذته مما هو بدعة لا يصح ومن تلك البدع التى ذكرها قال: "وكذا قولهم صل على محمد طب القلوب ودوائها وعافية الأبدان وشفائها ونور الأبصار وضيائها الخ "
وقال بعد ذلك:
(يُتْبَعُ)
(/)
"فمن أراد السلامة فليتجنب هذه الخزعبلات كلها وأن لا يتعبد إلا بما هو أعلى صحة وأقوى سندا كحديث الصحيحين وغيرهما والله الموفق إذا فهمت هذا فاعلم أن الصلوات البكرية والدرديرية والميرغنية كلها مخترعات ومبتدعات "
ثم سرد بعض الكتب التى انحرفت في ذلك وشدد النكارة عليها.
وختم حديثه عن تلك الأقوال البدعية بقوله: " فاعلم أنه حدث في الدين وشرع لم يأذن به الله فلا تتعبد أخي أصلا إلا بكل ما يتعبد به محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ولا تلتفت إلى ما لم يخرج من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلا فلست محبا له ولا متبعا لما جاءك به ولا مطيعا لربك في قوله) وما آتاكم الرسول فخذوه (وقوله) واتبعوه لعلكم تهتدون (ولا تكونن آمنا من أن يكون لك نصيب من آية) فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم (قال الإمام أبو بكر ابن العربي في شرحه على الترمذي
حذار حذار من أن يلتفت أحد إلى ما ذكره ابن أبي زيد فيزيد في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وارحم محمداً فإنه قريب من بدعة لأن النبي عليه السلام علم الصلاة بالوحي فالزيادة فيها استقصار له واستدراك عليه ولا يجوز أن يزد على النبي عليه السلام حرف أ ه وقال الإمام النووي في الأذكار ما حاصله وأما زيادة وارحم محمداً وآل محمد فهذا بدعة لا أصل لها قال وقد بالغ الإمام أبو بكر بن العربي في إنكار ذلك وتخطئة ابن أبي زيد في ذلك وتجهيل فاعله أ ه فهذه زيادة خفيفة لا تساوي عشر معشار الزيادات التي زادوها وألفوا فيها ألوف المجلدات العديدة ومع هذا فقد أنكروا عليها أشد إنكار فكيف إذا رأوا ما حدث وعم وطم وصارت السنة بجانبه نسياً منسياً وشيئاً لا يذكر إلا في بطون كتب السنن فلا حول ولا قوة إلا بالله فيا عباد الله إن الزيادة على تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم بدعة ضلالة لا تقربكم من الله بل تبعدكم عن دار كرامته ورضوانه لأنه سبحانه لا يعبد إلا بما شرع لا بالمحدثات والبدع يا عباد الله أتظنون أن ما ألفه لكم شيوخكم من الصلاة والتسليم أفضل مما خرج من فم المعصوم صلى الله عليه وسلم لا شك أنه كذلك عندكم وإلا فلماذا لا تصلون على النبي بما ورد في الصحاح والسنن بل لا تعرفونه بالكلية أفضلتم مشائخكم على نبيكم الذي لو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعه و لو نزل موسى فاتبعتموه وتركتم نبيكم لضللتم يا عباد الله اذكروا قوله تعالى) فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما (فكروا في والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به
اعلموا عباد الله أنكم لو حفظتم لفظا واحداً مما في الصحاح أو السنن فصليتم به على النبي صلى الله عليه وسلم طول حياتكم واستغنيتم به عن جميع ما ألفه الناس لأثابكم الله أجراً عظيما وهذا مما لا يشك فيه إنسان ولو أعرضتم بل وحرقتم الدلائل وجميع كتب الصلوات المؤلفة ونسفتموها في اليم نسفا لما حصل لكم أدنى عقاب من الله وهل يعاقبكم الله على العمل بالسنن وترك البدع كلا والله" أهـ بتصرف (3).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع البخاري في كتاب تفسير القرآن باب قول الله (إن الله وملائكته يصلون على النبي) (4/ 1802) , ومسلم كتاب الصلاة باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد (1/ 305/406)
وجميع روايات الكتب السته والموطأ متفقة تقريباً كلها مع هذه الرواية وفي بعضها زيادة (في العالمين).
(2) طبعت دار الفكر تحقيق محمد خليل هراس.
(3) انظر السنن والمبتدعات , محمد عبد السلام خضر الشقيري , (ص 226 - 248).
ـ[هداية]ــــــــ[15 Aug 2004, 05:44 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه اللإفادة وجعلها في ميزان حسناتك لقد انتفعت بها وأزالت ما كان البعض يحاول اقناعنا به
ثم إني لم اقصد الإشتراط على من يرد على هذا الموضوع ولكنني أحسب أن غالبية أعضاء المنتدى من طلبة العلم وأهله والله حسيبهم ولا أزكي على الله أحدا .... وجزاك الله كل خير مرة أخرى(/)
لطائف من كلام بن القيم
ـ[المدمر]ــــــــ[14 Aug 2004, 03:17 م]ـ
لطائف من كلام ابن القيم
لطائف من كلام ابن القيم
قال ابن القيم:
حب الدنيا رأس كل خطيئة
أولا: أن حبها يقتضي تعظيمها وهي حقيرة عند الله
ثانياً: أن الله لعنها ومقتها وأبغضها إلا ما كان له فيها
ثالثا: أن محبتها تجعلها أكثر همّ العبد
رابعاً: أن مُحبها أشد الناس عذاباً بها
خامساً:إنه إذا أحبها صيرها غايته
وفي الحديث: من كانت الدنيا أكبر همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله
المرجع: بدائع الفوائد
ـ[الازهري المصري]ــــــــ[19 Aug 2004, 11:50 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا
فالله يعلم قدر ابن القيم في قلبي
ـ[ alnamakya] ــــــــ[20 Aug 2004, 02:04 ص]ـ
اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا
جزاك الله خيرا
اخيكم النمكيه
ـ[سيف الإسلام]ــــــــ[20 Aug 2004, 06:32 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء
كلمات و الله أحسست و أنا أقرأها إنها مليئه بالعبر.
و السلام عليكم ورحمه الله و بركاته(/)
دروس في علم الفرائض (تفسير ايات المواريث)
ـ[إمداد]ــــــــ[14 Aug 2004, 11:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير آيات المواريث
الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ باللّه من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان، وسلّم تسليماً.
أما بعد: فإن الله فرض المواريث بحكمته وعلمه، وقسمها بين أهلها أحسن قسم وأعدله، بحسب ما تقتضيه حكمته البالغة ورحمته الشاملة وعلمه الواسع، وبيَّن ذلك أتمّ بيان وأكمله، فجاءت آيات المواريث وأحاديثها شاملة لكل ما يمكن وقوعه من المواريث، لكن منها ما هو صريح ظاهر يشترك في فهمه كل أحد، ومنها ما يحتاج إلى تأمل وتدبر.
وكان أهل الجاهلية في جاهليتهم لا يورثون النساء، ولا الصغار من الذكور، ويقولون: لا يعطى إلا من قاتل وحاز الغنيمة، فأبطل الله هذا الحكم المبني على الجهل والظلم، وجعل الإناث يشاركن الذكور بحسب ما تقتضيه حاجتهن، فجعل للمرأة نصف ما للرجل من جنسها، ولم يحرمها كما فعل أهل الجاهلية، ولا سوّاها بالرجل كما فعله بعض المنحرفين عن مقتضى الفطرة والعقل، ثم قال:) آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً) (النساء: من الآية11).وقال في آية أخرى:) وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ) (النساء: من الآية12)) تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (النساء:13)) وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ) (النساء:14) وقال في آية ثالثة:) يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (النساء: من الآية176)
فبيَّن الله تعالى أنه فرض المواريث بحسب علمه وما تقتضيه حكمته، وأن ذلك فرض منه لازم لا يحل تجاوزه ولا النقص منه، ووعد من أطاعه في هذه الحدود وتمشى فيها على ما حدّه وفرضه، جنات تجري من تحتها الأنهار خالداً فيها، مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصدِّيقين والشهداء والصالحين، وتوعد من خالفه وتعدى حدوده، بأن يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين.
كما امتنّ بفضله علينا بالبيان التام حتى لا نضل ولا نهلك، فلله الحمد رب العالمين.
واعلم أنك إذا جمعت قوله (صلى الله عليه وسلم): "ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فهو لأولى رجل ذكر"، إلى آيات المواريث؛ وجدتها قد استوعبت عامة أحكام المواريث ومهماته، وها أنا أشرح ذلك بحول الله، فأقول وبالله أقول:
آيات المواريث التي ذكرها الله نصاً في المواريث ثلاث:
الآية الأولى: في إرث الأصول والفروع.
الآية الثانية: في إرث الزوجين وأولاد الأم.
الآية الثالثة: في إرث الإخوة لغير أم.
فأما الآية الأولى فقوله تعالى:
{11 - 12} {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا *
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه الآية والتي بعدها والآية التي هي آخر السورة هن آيات المواريث المتضمنة لها. فإنها مع حديث عبد الله بن عباس الثابت في صحيح البخاري "ألْحِقوا الفرائض بأهلها، فما بقي فلأولى رجل ذكر" - مشتملات على جل أحكام الفرائض، بل على جميعها كما سترى ذلك، إلا ميراث الجدات فإنه غير مذكور في ذلك. لكنه قد ثبت في السنن عن المغيرة بن شعبة ومحمد بن مسلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى الجدة السدس، مع إجماع العلماء على ذلك.
فقوله تعالى: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ} أي: أولادكم -يا معشر الوالِدِين- عندكم ودائع قد وصاكم الله عليهم، لتقوموا بمصالحهم الدينية والدنيوية، فتعلمونهم وتؤدبونهم وتكفونهم عن المفاسد، وتأمرونهم بطاعة الله وملازمة التقوى على الدوام كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} فالأولاد عند والديهم موصى بهم، فإما أن يقوموا بتلك الوصية، وإما أن يضيعوها فيستحقوا بذلك الوعيد والعقاب.
وهذا مما يدل على أن الله تعالى أرحم بعباده من الوالدين، حيث أوصى الوالدين مع كمال شفقتهم، عليهم.
في هذه الآية بيّن الله أن الأولاد وهم الفروع ثلاثة أقسام: ذكور خلّص، وإناث خلّص، ومختلط من الجنسين.
فالذكور الخلّص لم يقدِّر لهم ميراثاً فدل، على أنهم عصبة يرثون بالسوية
.فمثلا لو مات شخص عن عشرة أبناء فالمال بينهم بالسوية
والإناث الخلّص قَدَّر ميراثهن للواحدة النصف، ولمن فوق الثنتين الثلثان، وقد دل الحديث ومفهوم قوله:) وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْف) (النساء: من الآية11) على أن للثنتين الثلثين
.فمثلا لو مات شخص عن بنت واحدة وعم فللبنت النصف وللعم الباقي
ويحل محلها بنت الابن فلو مات شخص عن (بنت ابن) وعم فلبنت الابن النصف والباقي للعم
ولو مات شخص عن بنتين ومعتق فللبنتين الثلثان وللمعتق الباقي
وهكذا لو كن ثلاثا أو أكثر فيشتركن في الثلثين
ويحل محلهن بنات الابن فيأخذن الثلثين عند تعددهن بشرط عدم وجود فرع وارث أعلى منهن
فلو مات شخص عن ثلاث (بنات ابن) وعم فلبنات الابن الثلثان وللعم الباقي
بقي أن يقال: من أين يستفاد أن للابنتين الثنتين الثلثان بعد الإجماع على ذلك؟
فالجواب أنه يستفاد من قوله: {وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ} فمفهوم ذلك أنه إن زادت على الواحدة، انتقل الفرض عن النصف، وليس بعده إلا الثلثان. وأيضا فقوله: {لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} إذا خلَّف ابنًا وبنتًا، فإن الابن له الثلثان، وقد أخبر الله أنه مثل حظ الأنثيين، فدل ذلك على أن للبنتين الثلثين.
وأيضًا فإن البنت إذا أخذت الثلث مع أخيها - وهو أزيد ضررًا عليها من أختها، فأخذها له مع أختها من باب أولى وأحرى.
وأيضا فإن قوله تعالى في الأختين: {فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ} نص في الأختين الثنتين.
فإذا كان الأختان الثنتان -مع بُعدهما- يأخذان الثلثين فالابنتان -مع قربهما- من باب أولى وأحرى. وقد أعطى النبي صلى الله عليه وسلم ابنتي سعد الثلثين كما في الصحيح.
بقي أن يقال: فما الفائدة في قوله: {فَوْقَ اثْنَتَيْن}؟. قيل: الفائدة في ذلك -والله أعلم- أنه ليعلم أن الفرض الذي هو الثلثان لا يزيد بزيادتهن على الثنتين بل من الثنتين فصاعدًا. ودلت الآية الكريمة أنه إذا وجد بنت صلب واحدة، وبنت ابن أو بنات ابن، فإن لبنت الصلب النصف، ويبقى من الثلثين اللذين فرضهما الله للبنات أو بنات الابن السدس، فيعطى بنت الابن، أو بنات الابن، ولهذا يسمى هذا السدس تكملة الثلثين.
ومثل ذلك بنت الابن، مع بنات الابن اللاتي أنزل منها.
وتدل الآية أنه متى استغرق البنات أو بنات الابن الثلثين، أنه يسقط مَنْ دونهن مِنْ بنات الابن لأن الله لم يفرض لهن إلا الثلثين، وقد تم. فلو لم يسقطن لزم من ذلك أن يفرض لهن أزيَد من الثلثين، وهو خلاف النص.
وكل هذه الأحكام مجمع عليها بين العلماء ولله الحمد.
والمختلط من الجنسين لم يقدر لهم ميراثاً، فدل على أنهم عصبة ولكن للذكر مثل حظ الأنثيين
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد بين علماء الفرائض أن العصبة هم من ليس لهم نصيب مقدر شرعا بل إذا انفردوا يأخذون المال كله وإذا كان معهم صاحب فرض أخذ فرضه والباقي للعصبة وإذا لم يبق شيء يسقطون
فلو مات شخص عن ابنين وبنت فالمسألة من خمسة اسهم لكل ابن اثنان وللبنت واحد
أما الأصول؛ فابتدأ الله بيان إرثهم بقوله:) وَلِأَبَوَيْه) (النساء: من الآية11) إلى آخره فذكر لهم حالتين:
إحداهما: أن يكون للميت أحد من الأولاد الذكور أو الإناث.
الثانية: أن لا يكون للميت أحد من الأولاد.
ففي الحال الأولى: ميراث كل واحد من الأبوين السدس فرضاً، والباقي للأولاد إن كانوا ذكوراً أو ذكوراً وإناثاً؛ لأنهم حينئذٍ يكونون عصبة، وعصبة الفروع أولى من عصبة الأصول؛ لأن الفروع جزء من الميت
.فلو مات رجل عن أبيه وأمه وابنين فلكل واحد من الأبوين السدس وللابنين الباقي بالسوية
ولو ماتت امرأة عن أبيها وأمها وابن وبنت فلكل واحد من الأبوين السدس والباقي للابن والبنت للذكر مثل حظ الأنثيين
وإن كان الأولاد إناثاً خلّصاً، أخذن فرضهن والباقي - إن وجد - يأخذه الأب؛ لأنه أولى رجل ذكر، ولا يتصور أن يبقى له شيء إذا كن اثنتين فأكثر مع الأم
.فلو مات شخص عن أب وأم وبنت واحدة فللأم السدس وللبنت النصف وللأب السدس فرضا والباقي تعصيبا
ولو مات شخص عن أب وأم وبنتين فللأب السدس وللأم السدس وللبنتين الثلثان انتهى المال ولم يبق باق
وفي الحال الثانية: وهي أن لا يكون للميت أحد من الأولاد، وورثه أبواه، فقد فرض الله للأم الثلث، وسكت عن الأب فيكون له الباقي، إلا أن يكون للميت إخوة اثنان فأكثر، فقد فرض الله لها أي الأم السدس فقط والباقي للأب. {فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ} سواء كانوا إخوة أشقاء، أوإخوة لأب، أوإخوة لأم، ذكورًا كانوا أو إناثًا، وارثين أو محجوبين بالأب أو الجد ولكن بشرط كونهم اثنين فأكثر، ويشكل على ذلك إتيان لفظ "الإخوة" بلفظ الجمع. وأجيب عن ذلك بأن المقصود مجرد التعدد، لا الجمع، ويصدق ذلك باثنين.
وقد يطلق الجمع ويراد به الاثنان، كما في قوله تعالى عن داود وسليمان {وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ} وقال في الإخوة للأُم: {وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ}
فأطلق لفظ الجمع والمراد به اثنان فأكثر بالإجماع. فعلى هذا لو خلف أمًّا وأبًا وإخوة، كان للأُم السدس، والباقي للأب فحجبوها عن الثلث إلى السدس، مع حجب الأب إياهم
فلو ماتت امرأة عن أخوين أو ثلاث اخوة وأب وأم فالأم لها السدس لوجود جمع من الأخوة والباقي للأب ولاشيء للأخوة فهنا الاخوة حجبوا الام الى السدس مع أنهم لم يرثوا شيئا
ولو مات شخص عن أم وأخ شقيق وأخ لأب فللأم السدس لوجود جمع من الأخوة ولاشيء للأخ لأب
.لو مات شخص عن أب وأم فللأم الثلث والباقي للأب تعصيبا لعدم الفرع الوارث وعدم جمع من الأخوة
وتأمل قوله عز وجل:) وَوَرِثَهُ أَبَوَاه) (النساء: من الآية11)؛ فإنه ربما يؤخذ منه أنه لو ورثه معهما غيرهما، لم يكن للأم الثلث، فيكون فيه إشارة إلى ميراث الأم في العمريتين، أو الغراوين وهما زوج وأم وأب، وزوجة وأم وأب، يعني اجتمع أحد الزوجين مع الوالدين فإن للزوج أو الزوجة فرضه، ثم تعطى الأم ثلث الباقي بعده، والباقي للأب، وذلك أن الله جعل للأب مثليها إذا انفردا بالمال، فقياس ذلك أن يكون له مثلاها إذا انفردا ببعضه، والله أعلم
فلو مات شخص عن زوجة وأم وأب فللزوجة الربع وللأم ثلث ما تبقى وللأب الباقي يقسم المال على أربعة أسهم للزوجة سهم ويبقى ثلاثة للأم منها ثلث يعني سهم واحد من ثلاثة ,للأب الباقي سهمان
ولو ماتت امرأة عن زوج وأم أب فللزوج النصف وللأم ثلث الباقي وللأب الباقي يجعل المال ستة أسهم نصفها للزوج ثلاثة
يبقى ثلاثة ثلثها للأم سهم واحد وللأب سهمان
ولو أخذت الأم الثلث كاملا لكان نصيبها أكثر من الأب لأنها حينئذ تأخذ سهمين وللأب سهم واحد والأصل أن للذكر مثل حظ الأنثيين
ثم قال سبحانه وتعالى:- (من بعد وصية يوصي بها أودين)
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم قال تعالى: {مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ} أي: هذه الفروض والأنصباء والمواريث إنما ترد وتستحق بعد نزع الديون التي على الميت لله أو للآدميين، وبعد الوصايا التي قد أوصى الميت بها بعد موته، فالباقي عن ذلك هو التركة الذي يستحقه الورثة.
وإنما قدّم الدَّين على الوصية لما روى أحمد والترمذي وابن ماجه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال: إنكم تقرؤون) مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْن) (النساء: الآية12)
وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى بالدَّين قبل الوصية.
وهذا الحديث وإن كان في إسناده مقال إلا أنه يعضده المعنى والإجماع؛
أما المعنى فلأن الدَّين واجب على الميت والوصية تبرع منه، والواجب أولى بالتقديم من التبرع.
وأما الإجماع فقد أجمع أهل العلم على تقديم الدَّين على الوصية.
فإن قيل: فما الحكمة في تقديم الوصية على الدين في الآية الكريمة؟
فالجواب: إن الحكمة - والله أعلم - هو أن الدَّين واجب والوصية تبرع؛ والتبرع ربما يتساهل به الورثة ويستثقلون القيام به فيتهاونون بأدائه بخلاف الواجب، وأيضاً؛ فالدَّين له من يطالب به، فإذا قُدِّر أن الورثة تهاونوا به فصاحبه لن يترك المطالبة به، فجبرت الوصية بتقديم ذكرها، والله أعلم.
الوصية تكون بالثلث فأقل لغير وارث.
فأما الوصية للوارث فحرام غير صحيحة، قليلة كانت أو كثيرة؛ لأنّ الله قسّم الفرائض ثم قال: تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (النساء:13)) وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ) (النساء:14)
والوصية للوارث مِنْ تعدِّي حدود الله؛ لأنها تقتضي زيادة بعض الورثة عما حدَّ الله له وأعطاه إياه، وعن أبي أمامة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث". رواه الخمسة إلا النسائي، وقد أجمع العلماء على العمل بمقتضى هذا الحديث.
لكن إن أجاز الورثة المرشدون الوصية لأحد من الورثة، نفذت الوصية؛ لأن الحق لهم، فإذا رضوا بإسقاطه سقط، ولحديث ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تجوز وصية لوارث إلا أن يشاء الورثة". رواه الدارقطني.
وأما الوصية لغير الوارث فإنها تجوز وتصح بالثلث فأقل، ولا تصح بما زاد عليه؛ لأن الثلث كثير، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيدخل ما زاد عليه بالمضارة، ولحديث ابن عباس أنه قال: لو أن الناس غضوا من الثلث إلى الربع! فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الثلث والثلث كثير" متفق عليه.
فإن أجاز الورثة المرشدون الوصية بما زاد على الثلث صح ذلك؛ لأن الحق لهم فإذا رضوا بإسقاطه سقط.
وقد اختلف العلماء رحمهم الله: متى تعتبر إجازة الورثة الوصية للوارث أو بما زاد على الثلث؟
فالمشهور من مذهب الإمام أحمد عند أصحابه: أنها لا تعتبر إلا بعد الموت، فلو أجازوا قبله لم تصح الإجازة ولهم الرجوع.
والراجح أن الإجازة إن كانت في مرض موت المورث صح وليس لهم الرجوع، وإن كانت في غير مرض موته لم تصح ولهم الرجوع، وهذا مذهب مالك واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ذكره في "بدائع الفوائد" صفحة (4) من الجزء الأول).
ثم قال سبحانه و تعالى: {آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا}
فلو ردَّ تقدير الإرث إلى عقولكم واختياركم لحصل من الضرر ما الله به عليم، لنقص العقول وعدم معرفتها بما هو اللائق الأحسن، في كل زمان ومكان. فلا يدرون أَيُّ الأولادِ أو الوالِدين أنفع لهم، وأقرب لحصول مقاصدهم الدينية والدنيوية.
{فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} أي: فرضها الله الذي قد أحاط بكل شيء علمًا، وأحكم ما شرعه وقدَّر ما قدَّره على أحسن تقدير لا تستطيع العقول أن تقترح مثل أحكامه الصالحة الموافقة لكل زمان ومكان وحال
المراجع
1 - تفسير السعدي رحمه الله
2 - تسهيل الفرائض للشيخ بن عثيمين رحمه الله
3 - تلخيص الفرائض للشيخ بن عثيمين رحمه الله
وللموضوع بقية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمداد]ــــــــ[02 Dec 2009, 12:37 م]ـ
والآية الثانية: تتعلق بميراث الزوجين والإخوة لأم الذين لا يرثون إلا بالفرض وليس لهم تعصيب، ولا يرثون بالتعصيب بحال، وهؤلاء يرثون من جهة قرابة الأم ومن جهة الزوجية ونصيبهم إنما هو بالفرض فقط.
ذكر تعالى الله عز وجل ميراث الزوج والزوجة فقال {وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ} أي ولكم أيها الرجال نصف ما ترك أزواجكم من المال إِن لم يكن لزوجاتكم أولاد منكم أو من غيركم
فلو هلكت هالكة عن زوج وعم فللزوج النصف لعدم الفرع الوارث وللعم الباقي لآنه عاصب
{فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمْ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ} أي من ميراثهن، وألحق بالولد في ذلك ولد الإِبن بالإِجماع
فلو هلكت هالكة عن زوج وابن فللزوج الربع لوجود الفرع الوارث وللابن الباقي لأنه عاصب
حالات إرث الزوج من الزوجة
حالات إرث الزوج من الزوجة: إذا ماتت الزوجة عن زوجها،
فلها حالتان: فالحالة الأولى: إذا كان لها ولد، قال الله تعالى: وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ [النساء:12]. الحالة الثانية: ليس لها ولد، فله النصف مما تركت، ولم يفصل إن كان الولد من الزوج أو من غيره فهو على العموم. ......
{مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ} أي من بعد الوصية وقضاء الدين
{وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ} أي ولزوجاتكم واحدة فأكثر الربع مما تركتم من الميراث إِن لم يكن لكم ولد منهن أو من غيرهن.
{فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ} أي فإِن كان لكم ولد منهن أو من غيرهن فلزوجاتكم الثمن مما تركتم من المال {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ} وفي تكرير ذكر الوصية والدين من الاعتناء بشأنهما ما لا يخفي.
ولميراث الزوجة من زوجها المتوفى حالتان:
الحالة الأولى: عدم وجود الفرع الوارث، وفرضهاالربع؛ لقول الله تعالى: وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ [النساء:12].
الحالة الثانية: وجود الفرع الوارث، وفرضها الثمن؛ لقوله تعالى: فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ [النساء:12].
مثال الحالة الأولى: مات رجل عن زوجة وأب وأم، ففي هذه الصورة ترث الزوجة الربع؛ لعدم وجود الفرع الوارث، ولأنها منفردة؛ لأن الميت إذا كان له أكثر من زوجة فهن شركاء إما في الربع أو في الثمن، ويشترك في الربع أو الثمن أربع نسوة فما دون، ولا يجوز أكثر من ذلك. فمثلاً: إذا مات رجل عن أم وأب وأربع زوجات وخمس إماء، فللأربع الزوجات الربع يشتركن فيه جميعاً. وليس للإماء شيء؛ لأنهن لسن وارثات.
مثال على الحالة الثانية: هلك عن ابن وبنت وأم وأخت وزوجة، فللزوجة في هذه الصورة الثمن؛ لوجود الفرع الوارث، وهكذا إذا كن أكثر من واحدة؛ فإنهن يشتركن في الثمن. ......
ميراث الإخوة لأم {وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً} أي وإِن كان الميت يورث كلالة أي لا والد له ولا ولد وورثه أقاربه البعيدون لعدم وجود الأصل أو الفرع
ومعنى كلالة: ألا يكون للميت أصول ولا فروع،
والكلالة مأخوذة من الإكليل وهو ما يحيط بالرأس،
والكلالة هي القرابة التي تحيط بالإنسان وليست من أصله ولا من فرعه أي: ليس له ولد ولا والد،
ومعنى لاولد له: أي عند موته بأن لم يولد له أولاد أو ماتوا أثناء حياته
ولا والد: يعني مات أبوه وجده من جهة الأب قبله فلا يوجد منهم أحد وقت موته
{أَوْ امْرَأَةٌ} عطف على رجل والمعنى أو امرأةٌ تورث كلالة {وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ} أي وللمورّث أخ من أم أو أخت من أم
قال صاحب أضواء البيان رحمه الله
أجمعوا على أن قوله: {وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً} الآية. أنها في إخوة الأم. وقرأ سعد بن أبي وقاص: وله أخ أو أخت من أم.
والتحقيق أن المراد بالكلالة عدم الأصول والفروع كما قال الناظم:
ويسألونك عن الكلالة ... هي انقطاع النسل لا محالة
لا والد يبقى ولا مولود ... فانقطع الأبناء والجدود
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا قول أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - وأكثر الصحابة وهو الحق إن شاء الله تعالى
واختلف في اشتقاق الكلالة.
واختار كثير من العلماء أن أصلها من تكاله إذا أحاط به ومنه الإكليل لإحاطته بالرأس،
و كلمة "الكل" لإحاطته بالعدد لأن الورثة فيها محيطة بالميت من جوانبه لا من أصله ولا فرعه. ومعنى كلالة: ألا يكون للميت أصول ولا فروع،
والكلالة مأخوذة من الإكليل وهو ما يحيط بالرأس، والكلالة هي القرابة التي تحيط بالإنسان وليست من أصله ولا من فصله أي: ليس له ولد ولا والد، فمن ليس له ولد ولا والد فإنه يورث كلالة؛ لأنهم كالمحيطين بالميت بخلاف الأصول فإنها فوقه والفروع تكون تحته،
ومعنى لاولد له أي عند موته بأن لم يولد له أولاد أو ماتوا أثناء حياته
ولا والد يعني مات أبوه وجده من جهة الأب قبله فلا يوجد منهم أحد وقت موته
وأما الإخوة فهم محيطون به، مأخوذ من الأكليل وهو مايحيط بالرأس فقيل لهم: كلالة، فيرثون كلالة إذا لم يكن للميت والد ولا ولد.
فالإخوة للأم كذلك لا يرثون إلا عند عدم الولد والوالد، وكذلك الإخوة الأشقاء والإخوة لأب لا يرثون إلا عند عدم الولد والوالد، ولكن كما هو معلوم أنه بالنسبة للولد الذكر أو الذكور والإناث يأخذون الميراث ولا يبقى للإخوة شيء، وأما إذا كانوا إناثاً خلصاً فلهن النصف أو الثلثان والباقي يأخذه أقرب من يكون للميت، والإخوة الأشقاء هم أقرب من يكون للميت إذا لم يكن له أصول ولا فروع،
{فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ} أي فللأخ من الأم السدس وللأخت للأم السدس أيضاً.
{فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ} أي فإِن كان الإِخوة والأخوات من الأم أكثر من واحد فإِنهم يقتسمون الثلث بالسوية ذكورهم وإِناثهم في الميراث سواء،
وقد أجمع العلماء على أن المراد في هذه الآية الإِخوة للأم
قال الشيخ صالح الفوزان:
ويرث الواحد من الأخوة لأم السدس سواء كان ذكرا أم أنثى , ويرث الاثنتين فأكثر منهم الثلث بينهم بالسوية الذكر والأنثى سواء , لقوله تعالى: وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ
وقد أجمع العلماء على أن المراد بالأخوة في هذه الآية الكريمة الأخوة لأم , وقرأها ابن مسعود وسعد بن أبي وقاص: (وله أخ أو أخت من أم).
وقد ذكرهم الله تعالى من غير تفضيل , فاقتضى ذلك تسوية الأنثى بالذكر قال الإمام ابن القيم: " وهو القياس الصحيح والميزان
ويشترط لإرث الأخ لأم أو الأخت لأم السدس شروط ثلاثة:
الشرط الأول: عدم الفرع الوارث
الشرط الثاني: عدم الأصل من الذكور الوارثين.
الشرط الثالث: انفراده.
الشرطان الأولان مأخوذان من تعريف الكلالة
لأن الله اشترط لأرثهم أن يكون كلالة
والشرط الثالث من قوله تعالى {وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ}
ويشترط لاستحقاق الأخوة لأم الثلث ثلاثة شروط
الشرط الأول: أن يكونوا اثنين فأكثر ; ذكرين كانوا أو أنثيين أو ذكر وأنثى أو أكثر من ذلك.
هذا الشرط أخذناه من قوله تعالى: {فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ} أي أكثر من واحد
الشرط الثاني: عدم الفرع الوارث من الأولاد وأولاد البنين وإن نزلوا.
الشرط الثالث: عدم الأصل من الذكور الوارثين وهو الأب والجد من قبله.سبق بيان مأخذ هذي الشرطين
{مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ} أي بقصد أن تكون الوصية للمصلحة لا بقصد الإِضرار بالورثة أي في حدود الوصية بالثلث لقوله عليه الصلاة والسلام: (الثلث والثلث كثير)
{وَصِيَّةً مِنْ اللَّهِ} أي أوصاكم الله بذلك وصية
{وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ} أي عالم بما شرع حليم لا يعاجل العقوبة لمن خالف أمره.
حدود الله تعالى
{تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13) وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ (14)}
{تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ} أي تلك الأحكام المذكورة شرائع الله التي حدّها لعباده ليعملوا بها ولا يعتدوها {وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} أي من يطع أمر الله فيما حكم وأمر رسوله فيما بيّن، يدخله جنات النعيم التي تجري من تحت أشجارها وأبنيتها الأنهار
{خَالِدِينَ فِيهَا} أي ماكثين فيها أبداً
{وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} أي الفلاح العظيم
{وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ} أي ومن يعص أمر الله وأمر الرسول ويتجاوز ما حدّه تعالى له من الطاعات
{يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا} أي يجعله مخلداً في نار جهنم لا يخرُج منها أبداً
{وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ} أي وله عذاب شديد مع الإِهانة والإِذلال والعذاب والنكال.(/)
كيف حاللكم يا حفاظ ورمضان على الأبواب؟
ـ[سلسبيل]ــــــــ[15 Aug 2004, 08:06 م]ـ
كيف حالكم يا حفاظ ورمضان على الأبواب؟
ياحفاظ كتاب الله رمضان على الأبواب لم يبق إلا شهران ويأتي بإذن الله تعالى هذا الضيف العزيز الذي طال انتظارنا له والأيام تمضي سراعا وكل آت قريب هذا الشهر الذي تزيد به الختمات والمسابقة بالخيرات
شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن ... فهل راجعتم حفظكم لتقوموا به عن ظهر غيب؟ إن لم تكونوا راجعتم الحفظ فالبدار ... البدار فلا زال هناك شهران كاملان يمكنكم أن تثبتوا حفظكم ... فلا يتفلت منكم أو يصعب أثناء التراويح والقيام .... فوالله خير ما يقضي به المسلم عمره مع القرآن متعلما ومعلما وداعيا ومطبقا فإنه الطريق القويم وحبل الله المتين والركن الركين في هذا الزمن الأليم .... وكما قال تعالى (ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ... ) فمن أراد الختمات ومصاحبة الآيات فليعد العدة وليراجع الحفظ فلعله أنسي منه شيئا وإن كان هذا ديدن الحفاظ في كل وقت ومكان فهم دائموا الحل والترحال من فاتحة الكتاب إلى المعوذات ومن المعوذات إلى فاتحة الكتاب ... وهكذا إلى يحين أجلهم ويجزيهم ربهم برحمته الغرفات ويرتقوا في الدرجات(/)
موقع ضعه في المفضلة! وصدقني لن تندم
ـ[كساب]ــــــــ[16 Aug 2004, 02:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إنطلاقا من قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (الدال على الخير كفاعله)
وقوله: (لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خيرا لك من حمر النعم)
وقوله: (من دعا إلى هدى كان له من الأجور مثل أجور من تبعه دون أن ينقص ذلك من أجورهم شيئا)
دليل فجر الإسلام
http://islamfajr.com
قال صلى الله عليه وسلم: الدال على الخير كفاعله ومن دعا إلى هدى كان له من الأجور مثل أجور من تبعه دون أن ينقص ذلك من أجورهم شيئا
الله أكبر!!
ياله من دين عظيم!!
ورب كريم!!
فأين المشمرون؟.؟.؟
فالإستثمار الحقيقي هو الدلاله على الخير!!
......................
أخي نحن نساهم في نشر المواقع الإسلامية فشارك معنا في ذلك
ـ[عادل التركي]ــــــــ[17 Aug 2004, 01:37 ص]ـ
الأخ المبارك / كساب
جزاك الله خير على هذا الرابط الجميل جداً
وقد جعلته في مقدمت مفضلتي
إنه ليس مجرد موقع واحد فقط
بل هو مجموعة ضخمة من المواقع
ولا أكون مبالغ إن قلت أنه في حد ذاته يستحق أن يكون هو (المفضلة) ففيه روابط جميلة
أتمنى لللقائمين عليه التوفيق وأن يواصلوا جهدهم ليرفعوا من قيمة الموقع أكثر
شكراً لك.
ـ[*أميرة بيتها*]ــــــــ[18 Aug 2004, 10:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أشكركعلى هذه الأفادة الطيبة جعلها الله في ميزان حسناتك آمين وأقترح أن يساهم كل من لديه موقع يفيد به أعضاء هذا الموقع في كتابته هنا ولكم مني هذه المواقع أرجو من الله أن تكون ذات فائدة عظيمة لكم.
http://www.mknon.net/nesaa/youthrabbhen/youthrbbhen.htm
http://www.islamweb.net/php/php_arabic/index.php
http://fatawaweb.com/fatawa/forumdisplay.php?forumid=7
http://www.alshamsi.net/malomat/index.html
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عادل التركي]ــــــــ[19 Aug 2004, 02:25 ص]ـ
*أميرة بيتها* وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اقتراحك جميل , وقد طرح في هذا الملتقى المبارك تحت عنوان / هل لديك عنوان موقع في النت يخدم القرآن وعلومه؟ ضعه هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&postid=8862#post8862)
ـ[الازهري المصري]ــــــــ[19 Aug 2004, 11:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليكم بعض المواقع الرائعة عن علوم القرآن
WWW.QQURAN.COM
WWW.4QURAN.NET
وتقبل الله منا ومنكم(/)
هذه الجنه
ـ[المدمر]ــــــــ[16 Aug 2004, 02:57 م]ـ
السلااام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
أخي .. يا من يرنو قلبك للجنان ^^^ ويشتد شوقك في حنان ^^^ هذه هي الجنة: لؤلؤ منثور &&& وحسان وحور &&& وحدائق وقصور &&& ونور يتلالا &&& وريحانة تهتز &&& وانهار تجري &&& وفاكهة كثيرة &&& لا مقطوعة ولا ممنوعة &&& وفرش مرفوعة &&& فيها ما لا عين رأت &&& ولا أذن سمعت &&& ولا خطر على قلب بشر &&& فأنى للأقلام أن تشمل وصفها &&& واني للمداد أن يوفيها نعتها &&&
هي جنة طابت وطاب نعيمها ... فنعيمها باق وليس بفان
فواااسعد من سكن حب الجنة غلاف قلبه،،، فتيمه وحطمه،،، واشغله فاكلمه،،، حتى تراءى للناظرين مكسورا بين يدي من يملكها " وهو رب العالمين " ... يطلب وده في مرضاته ... ويرجو قربه في طاعته ... ويمشي إليه بكل ما شرعه واستحبه ... يسأله دخول الجنة ليهدا قلبه ويستكين قلقه وفزعه ^-^
وشكر الله لكم(/)
وداعا لفكرنا السلبي
ـ[المدمر]ــــــــ[16 Aug 2004, 03:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد:
الكثير منا يحاول أن يترك المعاصي والذنوب أو العادات السيئة التي في شخصيته، ولكن تواجهنا مشكلة وهي:
العودة لما كنا عليه من المعاصي والذنوب أو العادات السيئة.
وفي الحقيقة أن هذا الأمر مهم، ولابد من تسليط الضوء عليه، ونتكاتف كلنا لحل هذه المشكلة التي نعاني منها، ووضع النقاط على الحروف حتى نستطيع التخلص منها.
فمثلاً: صاحب المعاصي والذنوب أو العادة السيئة يقول: حاولت أن أتركها، ولم استطيع.
أو يقول: تركتها مدة أسبوع ثم عدت.
أو يقول: لا استطيع تركها أبداً.
وفعلاً هذا هو حالنا مع هذه الأمور، دائماً نقول هذه الكلمات.
ولكن هل جربنا أن ندع هذه الكلمات، ونغير فكرنا قليلاً؟!
سيقول البعض: كيف ندع هذه الكلمات، ونغير فكرنا قليلاً؟!
لفعل أي شيء أو ترك أي شيء يحتاج الإنسان للقيام به ثلاثة أمور:
1 - إرادة.
2 - عمل.
3 - صبر.
فمثلاً: أريد أن أترك عادة الشرب باليد اليسرى، أو أترك التدخين، أو أريد القيام لصلاة الفجر، أو أريد حفظ القرآن .. الخ.
فلابد لك أولاً: أن تعزم وتقوي إرادتك للقيام بهذا الشيء، لا تقول سأحاول، ولا تقول هذا الأمر صعب عليه.
دع عنك هذه الكلمات السلبية، هذه الكلمات التي تحطمك وتثبط من عزيمتك، حولها إلى كلمات إيجابيه، بل قل:
سأترك هذا الشيء بإذن الله، وأسأل الله أن يعيني على ذلك، فالإنسان لا يستطيع عمل أي شيء إلا بتوفيق من الله، فالعبد إن وفقه الله، فسيجد الأمور ميسرة عليه.
فلهذا لابد أن نخلص في عملنا لله، ولو كانت عادة، حتى أن بعض أهل العلم قال: إن عادات العلماء عبادات ..
لماذا عاداتهم عبادات؟ هل يعقل أن يكون النوم عبادة؟
فأقول: نعم عبادة إذا احتسبنا الأجر لله.
تذكر دائماً أن الله سيعوضك خيراً من ذلك إذا تركت المعاصي والذنوب، سيعوضك خيراً في الدنيا وخيراً في الأخرة.
ولهذا قلت لك يا أخي القارئ لابد أن تعزم على الفعل، وتجعله خالصاً لله، وتطلب العون والتوفيق والسداد على ذلك من الله.
فبعد هذا الأمر، لابد أن تعمل، فمثل: القيام لصلاة الفجر، لابد لك أن تنام مبكراً، وتذكر أذكار النوم، وتسأل الله أن يعينك على الاستيقاظ للصلاة، وتضع المنبة، أو تخبر من يستطيع إيقاظك للصلاة، ثم تنام، وسترى التوفيق من الله.
ولابد أن ننتبه لأمر مهم يغفل عنه الكثير من الناس، ألا وهو: الذنوب والمعاصي، الذنوب والمعاصي سبب لعدم استيقاظنا لصلاة الفجر، بل سبب لتضييع الصلوات ..
الذنوب تسبب لك قسوة القلب، فتبعدك عن عبادة الله، والتقرب إليه، ومناجاته.
فكم من شخص كان قائماً لليل، ذاكراً لله في النهار، ولكن بسبب ذنب أو معصية حُرم من هذه الخيرات والأجور، ونسأل الله العافية.
ولهذا لابد لنا من العمل والمثابرة على ذلك، فالمدخن يبتعد عن التدخين، لا يقول: سأحاول، ولكن يقول سأترك الدخان لله، وابتغي الأجر من الله، فإنها معصية وذنب، وأنا تائب منها، وأسأل الله أن يعينني على ذلك، ويعمل ويبدأ من نفس اللحظة، لا يقول غداً سأبدأ، فإن هذا من تسويف الشيطان.
فبعد أن يبدأ بالعمل، يأتي ما لا يستطيع عليه الكثيرون، ألا وهو: الصبر، الصبر بدايته مره، ولكن في النهاية له حلاوة ولذة في القلب.
إذا استطعت أن تنتصر على نفسك وحبك للشهوات ستجد السعادة فيما قمت به، ستجد أنك انتصرت في أكبر معركة خضتها، وستجد نفسك أنك ملزم بخوض معارك أخرى.
ولكن متى ... ؟!
إذا صبرت على ما عزمت القيام به، اصبر واحتسب الأجر، ألا تريد الأجر والثواب من الله، فصبر يا أخي الكريم.
قال تعالى: ((وبشر الصابرين)) وقال تعالى: ((والله يحب الصابرين))، وقال جل شأنه: ((إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)).
وأذكرك أخي القارئ بقوله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين)).
أخي القارئ إن الله يخاطبنا بصفة الإيمان، يدعونا بالاستعانة بالصبر والصلاة، ثم يقول عز وجل: ((إن الله مع الصابرين)) إن الله معنا إذا صبرنا واحتسبنا الأجر، وسألنا الله الإعانة والتوفيق.
فماذا بعد هذا كله؟!
هل ستفكر؟
هل ستحاول؟
أم أنك ستعمل من الآن وتعزم وتثابر، وهذا الكلام ليس فقط في ترك المعاصي والذنوب، بل نستطيع أن نطبقه في حياتنا العملية حتى نكون ناجحين فيها، ومتميزين.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل(/)
أئتوني بمثله عشرا
ـ[سلسبيل]ــــــــ[17 Aug 2004, 07:51 م]ـ
ائتوني بمثله عشرا
يا ويحه كيف نجا؟ … .. و هذا الطريق وعرا
يا ويحه كيف سلم؟ ....... ولم يقع في الحفرا
فكم ضل قبل عابد ........ مترهب .. لا يفترا
وكم هوى من عالم ........ برأيه معاند مستكبرا
وكم غوى من شاعر ....... بقوله مفتخرا
وكم تعدى مبتدع ........... بسوء مقاله جاهرا
وكم وكم من جاهل ......... يريد إصلاحا فيدمرا
وكم وكم من فرق ٍ .......... تذكي خلافا وتضرما
أتراني أنجو بعدها؟ ........ أتراني أكون فيها الأخسرا؟!
أو ليس قارئٌ ومتصدق ........ أول من فيها يسعرا
ومقاتل في الصف سار .......... في نارها يستعرا
أوليس يصبح منا مؤمنٌ ......... ويمسى بعرض قليل كافرا؟
أوما طاشت عقول ٌ ............ لما ظُن أن فيها دررا
ياويحه كيف سلم ............. بل كيف استلذ جمرا
كيف مشى ثم مشى ......... وما عاد أدراجه متقهقرا
كيف طوى هذا الزمان؟ ...... وما غره ما إليه هُرعا
كيف مضى في غربةٍ؟ ........ قانعا بما لديه مصابرا
فلم ينازع الخلق مخاصما ...... ولم يحسد لخيربشرا
وما كان إلا لمولاه سائرا ........ وما كان إلا بطاعته مشمرا
كيف أدلج في سيره؟ ........... وكأنه على نور مستبصرا
كيف بان له الطريق؟ ......... فسار على دربه مستبشرا!
كيف فرّق ما تردد؟ .......... وكيف تأسى بعُمرا
كيف له حال ما تقلب؟! ..... وكأنه لأيامه المدبرا؟!
فإن أصبح شر كان راضيا ......... وإلا يبيت الشاكرا
كيف له قلب كسير ٌ؟ ....... يتفكر فيما يرى معتبرا
ودمع له يهرقهُ ............. في آخر الليل معتذرا
كيف لم يخش أذاهم؟ ........ كيف لم يرهب العيش مفتقرا؟
كيف لم يخش أن يُرمى بجرم ...... أو يرمقوه شزرا
من لي بمثل هذا فأظفرا ........... بمثل هذا يكون الفخرا
بمثل هذا يعود الأمل .............. بمثل هذا يرجع النصرا
فأتوني بمثله ألفا ....... لا بل يكفي مثله عشرا(/)
سبب نزول سورة التوبة
ـ[خالد فايز]ــــــــ[17 Aug 2004, 10:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
سوف أتكلم عن سبب نزول سورة التوبة وإليكم الآيات:
قوله تعالى {وَإِن نَكَثوا أَيمانَهُم مِن بَعدِ عَهدِهِم وَطَعَنوا في دينِكُم فَقاتِلوا أَئَّمَةَ الكُفرِ} قال ابن عباس: نزلت في أبي سفيان بن حرب والحرث بن هشام وسهيل بن عمرو وعكرمة بن أبي جهل وسائر رؤساء قريش الذين نقضوا العهد وهم الذين هموا بإخراج الرسول.
قوله تعالى {ما كانَ لِلمُشرِكينَ أَن يَعمُروا مَساجِدَ اللهِ} قال المفسرون لما أسر العباس يوم بدر أقبل عليه المسلمون فعيروه بكفره وقطيعة الرحم وأغلظ علي له القول فقال العباس: ما لكم تذكرون مساوينا ولا تذكرون محاسننا فقال له علي: ألكم محاسن قال: نعم إنا لنعمر المسجد الحرام ونحجب الكعبة ونسقي الحاج ونفك العاني فأنزل الله عز وجل رداً على العباس {ما كانَ لِلمُشرِكينَ أَن يَعمُروا} الآية.
قوله تعالى {أَجَعَلتُم سِقايَةِ الحاجِّ} الآية.
أخبرنا أبو إسحاق الثعالبي رحمه الله قال: أخبرنا عبد الله بن حامد الوزان قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله المنادي قال: أخبرنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي قال: حدثنا معاوية بن سلام عن زيد بن سلام عن أبي سلام قال: حدثنا معمر بن بشير قال: كنت عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل ما أبالي أن لا أعمل عملاً بعد أن أسقي الحاج وقال الآخر: ما أبالي أن لا أعمل عملاً بعد أن أعمر المسجد الحرام وقال آخر: الجهاد في سبيل الله أفضل مما قلتم فزجرهم عمر وقال: لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوم الجمعة ولكني إذا صليت دخلت فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما اختلفتم فيه ففعل فأنزل الله تعالى {أَجَعَلتُم سِقايَةَ الحاجِّ وَعِمارَةِ المَسجِدِ الحَرامِ} إلى قوله تعالى {وَاللهُ لا يَهدي القَومَ الظالِمينَ}.
رواه مسلم عن الحسن بن علي الحلواني عن أبي توبة.
وقال ابن عباس في رواية الوالبي: قال العباس بن عبد المطلب حين أسر يوم بدر: لئن كنتم سبقتمونا بالإسلام والهجرة والجهاد لقد كنا نعمر المسجد الحرام ونسقي الحاج ونفك العاني فأنزل الله تعالى {أَجَعَلتُم سِقايَةَ الحاجِّ وَعِمارَةَ المَسجِدِ الحَرامِ} الآية.
وقال الحسن والشعبي والقرظي: نزلت الآية في علي والعباس وطلحة بن شيبة وذلك أنهم افتخروا فقال طلحة: أنا صاحب البيت بيدي مفتاحه وإلي ثياب بيته وقال العباس: أنا صاحب السقاية والقائم عليها وقال علي ما أدري ما تقولان لقد صليت ستة أشهر قبل الناس وأنا صاحب الجهاد فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال ابن سيرين ومرة الهمذاني: قال علي للعباس: ألا تهاجر ألا تلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال: ألست في أفضل من الهجرة ألست أسقي حاج بيت الله وأعمر المسجد الحرام فنزلت هذه الآية.
قوله تعالى {يا أُيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَتَّخِذوا آَباءَكُم وَإِخوانَكُم} الآية قال الكلبي: لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة جعل الرجل يقول لأبيه وأخيه وامرأته: إنا قد أمرنا بالهجرة فمنهم من يسرع إلى ذلك ويعجبه ومنهم من يتعلق به زوجته وعياله وولده فيقولون: نشدناك الله أن تدعنا إلى غير شيء فنضيع فيرق فيجلس معهم ويدع الهجرة فنزلت يعاتبهم {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَتَّخِذوا آَباءَكُم وَإِخوانَكُم} الآية.
ونزلت في الذين تخلفوا بمكة ولم يهاجروا قوله تعالى {قُل إِن كانَ آَباؤُكُم وَأَبناؤُكُم} إلى قوله {فَتَرَبَّصوا حَتّى يَأَتِيَ اللهُ بِأَمرِهِ} يعني القتال وفتح مكة.
قوله تعالى {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا إِن كَثيراً مِنَ الأَحبارِ وَالرُهبانِ لَيَأَكُلونَ أَموالَ الناسِ بِالباطِلِ} نزلت في العلماء والقراء من أهل الكتاب كانوا يأخذون الرشا من سفلتهم وهي المأكل التي كانوا يصيبونها من عوامهم.
قوله تعالى {وَالَّذينَ يَكنِزونَ الذَهَبَ وَالفِضَّة وَلا يُنفِقونَها في سَبيلِ اللهِ} الآية.
(يُتْبَعُ)
(/)
أخبرنا أبو إسحاق المقري قال: أخبرنا عبد الله بن حامد قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم قال: حدثنا محمد بن نصير قال: حدثنا عمرو بن زرارة قال: حدثنا هشيم قال: حدثنا حصين عن زيد بن وهب قال: مررت بالزبدة فإذا أنا بأبي ذر فقلت له: ما أنزلك هذا قال: كنت بالشام فاختلفت أنا ومعاوية في هذه الآية {وَالَّذينَ يَكنِزونَ الذَهبَ وَالفِضَّةَ وَلا يُنفِقونَها في سَبيلِ اللهِ} فقال معاوية: نزلت في أهل الكتاب فقلت: نزلت فينا وفيهم وكان بيني وبينه كلام في ذلك وكتب إلى عثمان يشكو مني وكتب إلي عثمان أن أقدم المدينة فقدمتها وكثر الناس علي حتى كأنهم لم يروني قبل ذلك فذكرت ذلك لعثمان فقال إن شئت تنحيت وكنت قريباً فذلك الذي أنزلني هذا المنزل ولو أمروا علي حبشياً لسمعت وأطعت رواه البخاري عن قيس عن جرير عن حصين.
ورواه أيضاً عن علي عن هشيم.
والمفسرون أيضاً مختلفون فعند بعضهم أنها في أهل الكتاب خاصة.
وقال السدي: هي في أهل القبلة.
وقال الضحاك: هي عامة في أهل الكتاب والمسلمين.
قال وقال عطاء ابن عباس في قوله تعالى {وَالَّذينَ يَكنِزونَ الذَهَبَ وَالفِضَّةَ} قال: يريد من المؤمنين.
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن إبراهيم النجار قال: حدثنا سليمان بن أيوب الطبراني قال: حدثنا محمد بن داود بن صدقة قال: حدثنا عبد الله بن معافى قال: حدثنا شريك عن محمد بن عبد الله المرادي عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي جعدة عن ثوبان قال: لما نزلت {وَالَّذينَ يَكنِزونَ الذَهَبَ وَالفِضَّةَ} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تباً للذهب والفضة قالوا: يا رسول الله فأي المال نكنز قال: قلباً شاكراً ولساناً ذاكراً وزوجة صالحة.
قوله تعالى {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا ما لَكُم إِذا قيلَ لَكُم اِنفِروا} الآية.
نزلت في الحث على غزوة تبوك وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رجع من الطائف وغزوة حنين أمر بالجهاد لغزو الروم وذلك في زمان عسرة من البأس وجدب من البلاد وشدة من الحر حين أخرقت النخل وطابت الثمار فعظم على الناس غزو الروم وأحبوا الظلال والمقام في المساكن والمال وشق عليهم الخروج إلى القتال فلما علم الله تثاقل الناس أنزل هذه الآية.
قوله تعالى {اِنفِروا خِفافاً وَثِقالاً} نزلت في الذين اعتذروا بالضيعة والشغل وانتشار الأمر فأبى الله أن يعذرهم دون أن ينفروا على ما كان منهم.
أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى قال: أخبرنا أبو عمرو بن مطر قال: حدثنا إبراهيم بن علي قال: حدثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا سفيان بن عيينة عن ابن جدعان عن أنس قال: قرأ أبو طلحة {اِنفِروا خِفافاً وَثِقالاً} فقال: ما أسمع الله عذر أحداً فخرج مجاهداً إلى الشام حتى مات.
وقال السدي: جاء المقداد بن الأسود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عظيماً ثميناً فشكا إليه وسأله أن يأذن له فنزلت فيه {اِنفِروا خِفافاً وَثِقالاً} فلما نزلت هذه الآية اشتد شأنها على الناس فنسخها الله تعالى وأنزل {لَّيسَ عَلى الضُعفاءِ وَلا عَلى المَرضى} الآية ثم أنزل في المتخلفين عن غزوة تبوك من المنافقين قوله تعالى {لَو كانَ عَرَضاً قَريباً} الآية.
وقوله تعالى {لَو خَرَجوا فيكُم مّا زادُوكُم إِلا خَبالاً} وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج عسكره على ثنية الوداع وضرب عبد الله بن أبي عسكره على ذي حده أسفل من ثنية الوداع ولم يكن بأقل العسكرين فلما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم تخلف عنه عبد الله بن أبي بمن تخلف من المنافقين وأهل الريب فأنزل الله تعالى يعزي نبيه {لَو خَرَجوا فيكُم مّا زادُوكُم إِلّا خَبالاً} الآية.
قوله تعالى {وَمِنهُم مَّن يَقُولُ اِئذَن لّي} الآية.
(يُتْبَعُ)
(/)
نزلت في جد بن قيس المنافق وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تجهز لغزوة تبوك قال له: يا أبا وهب هل لك في جلاد بني الأصفر تتخذ منهم سراري ووصفاء فقال: يا رسول الله لقد عرف قومي أني رجل مغرم بالنساء وأني خشيت إن رأيت بنات الأصفر أن لا أصبر عنهن فلا تفتني بهن وائذن لي في القعود عنك وأعينك بمالي فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: قد أذنت لك فأنزل الله هذه الآية فلما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني سلمة وكان الجد منهم: من سيدكم يا بني سلمة قالوا: الجد بن قيس غير أنه بخيل جبان فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وأي داء أدوأ من البخل بل سيدكم الأبيض الفتى الجعد بشر بن البراء بن معرور فقال وَقالَ رَسولُ اللهِ وَالحَقُّ لاحِقٌ بِمَّن قالَ مِنا مَن تَعُدّونَ سَيّدا فَقُلنا لَهُ جَدُّ ِبنُ قَيسٍ عَلى الَّذي نُبَخِّلُهُ فينا وَإِن كانَ أَنكَدا فَقالَ وَأَيُّ الداءِ أَدوى مِنَ الَّذي رَمَيتُم بِهِ جَدّاً وَعالى بِها يَدا وَسُوِّدَ بِشرُ ِبنُ البَراءِ بِجُودِهِ وُحُقَّ لِبِشرٍ ذِى النَدا أَن يُسَوَّدا إِذا ما أَتاهُ الوَفدُ أَنهَبَ مالَهُ وَقالَ خُذوهُ إِنَّهُ عائِدٌ غَدا وما بعد هذه الآية كلها للمنافقين إلى قوله تعالى {إِنَّما الصَدَقاتُ لِلفُقراءِ} الآية.
قوله تعالى {وَمِنهُم مَن يَلمِزُكَ في الصَدَقاتِ} الآية.
أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي قال: حدثنا عبد الله بن حامد قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم قسماً إذ جاءه ابن ذي الخويصرة التميمي وهو حرقوص بن زهير أصل الخوارج فقال أعدل فينا يا رسول الله فقال: ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل فنزلت {وَمِنهُم مَن يَلمِزُكَ في الصَدَقاتِ} الآية.
رواه البخاري عن عبيد بن محمد عن هشام عن معمر.
وقال الكلبي: نزلت في المؤلفة قلوبهم وهم المنافقون قال رجل يقال له أبو الخواصر للنبي عليه قوله تعالى {وَمِنهُم الَّذينَ يُؤذونَ النَبِيَّ وَيَقولونَ هُوَ أُذُنٌ} الآية.
نزلت في جماعة من المنافقين كانوا يؤذون الرسول ويقولون ما لا ينبغي قال بعضهم: لا تفعلوا فإنا نخاف أن يبلغه ما تقولون فيقع بنا فقال الجلاس بن سويد نقول ما شئنا ثم نأتيه فيصدقنا بما نقول فإنما محمد أذن سامعة فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال محمد بن إسحاق بن يسار وغيره نزلت في رجل من المنافقين يقال نبتل بن الحارث وكان رجلاً أذلم أحمر العينين أسفع الخدين مشوه الخلقة وهو الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم: من أراد أن ينظر الشيطان فلينظر إلى نبتل بن الحارث وكان ينم حديث النبي صلى الله عليه وسلم إلى المنافقين فقيل له: لا تفعل فقال: إنما محمد أذن من حدثه شيئاً صدقه نقول ما شئنا ثم نأتيه فنحلف له فيصدقنا فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال السدي: اجتمع ناس من المنافقين فيهم جلاس بن سويد بن الصامت ووديعة بن ثابت فأرادوا أن يقعوا في النبي صلى الله عليه وسلم وعندهم غلام من الأنصار يدعى عامر بن قيس فحقروه فتكلموا وقالوا: لئن كان ما يقوله محمداً حقاً لنحن أشر من الحمير ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فدعاهم فسألهم فحلفوا أن عامراً كاذب وحلف عامر أنهم كذبة وقال: اللهم لا تفرق بيننا حتى تبين صدق الصادق من كذب الكاذب فنزلت فيهم {وَمِنهُم الَّذينَ يُؤذونَ النَبِيَّ} ونزل قوله {يَحلِفونَ بِاللهِ لَكُم لِيُرضوكُم}.
قوله تعالى {يَحذَرُ المُنافِقونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيهِم سُورةً تُنَبِّئُهُم} الآية.
قال السدي: قال بعض المنافقين: والله لوددت أني قدمت فجلدت مائة جلدة ولا ينزل فينا شيء يفضحنا فأنزل الله هذه الآية.
وقال مجاهد: كانوا يقولون القول بينهم ثم يقولون عسى الله أن لا يفشي علينا سرنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله تعالى {وَلَئِن سأَلتَهُم لَيَقولُنَّ إِنَّما كُنّا نَخوضُ وَنَلعَبُ} قال قتادة: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وبين يديه ناس من المنافقين إذ قالوا: يرجو هذا الرجل أن يفتح قصور الشام وحصونها هيهات له ذلك فأطلع الله نبيه على ذلك فقال نبي الله: اجلسوا على الركب فأتاهم فقال: قلتم كذا وكذا فقالوا: يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال زيد بن أسلم ومحمد بن وهب: قال رجل من المنافقين في غزوة تبوك: ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً ولا أكذب ألسناً ولا أجبن عند اللقاء يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقال عوف بن مالك: كذبت ولكنك منافق لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب عوف ليخبره فوجد القرآن قد سبقه فجاء ذلك الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ارتحل وركب ناقته فقال: يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب ونتحدث بحديث الركب نقطع به عنا الطريق.
أخبرنا أبو نصير محمد بن عبد الله الجوزقي أخبرنا بشر بن أحمد بن بشر حدثنا أبو جعفر محمد بن موسى الحلواني حدثنا محمد بن ميمون الخياط حدثنا إسماعيل بن داود المهرجاني حدثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال: رأيت عبد الله بن أبي يسر قدام النبي صلى الله عليه وسلم والحجارة تنكته وهو يقول: يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون.
قوله تعالى {يَحلِفونَ بِاللهِ ما قالُوا} الآية.
قال الضحاك: خرج المنافقون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك وكانوا إذا خلا بعضهم ببعض سبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وطعنوا في الدين فنقل ما قالوا حذيفة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أهل النفاق ما هذا الذي بلغني عنكم فحلفوا ما قالوا شيئاً من ذلك فأنزل الله تعالى هذه الآية كذاباً لهم.
وقال قتادة ذكر لنا أن رجلين اقتتلا رجلاً من جهينة ورجلاً من غفار فظهر الغفاري على الجهيني فنادى عبد الله بن أبي يا بني الأوس انصروا أخاكم فوالله ما مثلنا ومثل محمد إلا كما قال القائل: سمن كلبك يأكلك فوالله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فسمع بها رجل من المسلمين فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فأرسل إليه فجعل قوله تعالى {وَهَمُّوا بِما لَم يَنالوا} قال الضحاك: هموا أن يدفعوا ليلة العقبة وكانوا قوماً قد أجمعوا على أن يقتلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم معه يلتمسون غرته حتى أخذ في عقبة فتقدم بعضهم وتأخر بعضهم وذلك كان ليلاً قالوا: إذا أخذ في العقبة دفعناه عن راحلته في الوادي وكان قائده في تلك الليلة عمار بن ياسر وسائقه حذيفة فسمع حذيفة وقع أخفاف الإبل فالتفت فإذا هو بقوم متلثمين فقال: إليكم يا أعداء الله فأمسكوا ومضى النبي عليه الصلاة والسلام حتى نزل منزله الذي أراد فأنزل الله تعالى قوله {وَهَمُّوا بِما لَم يَنالوا}.
قوله تعالى {وَمِنهُم مَّن عاهَدَ اللهَ} الآية.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن الفضل حدثنا أبو عمرو محمد بن جعفر بن مطر قال: حدثنا أبو عمران موسى بن سهل الحوني قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا محمد بن شعيب قال: حدثنا معاذ بن رفاعة السلمي عن أبي عبد الملك علي بن يزيد أنه أخبره عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة الباهلي أن ثعلبة بن حاطب الأنصاري أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالاً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويحك يا ثعلبة قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه ثم قال مرة أخرى: أما ترضى أن تكون مثل نبي الله فوالذي نفسي بيده لو شئت أن تسيل معي الجبال فضة وذهباً لسالت فقال: والذي بعثك بالحق لئن دعوت الله أن يرزقني مالاً لأوتين كل ذي حق حقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم ارزق ثعلبة مالاً فاتخذ غنماً فنمت كما ينمو الدود فضاقت عليه المدينة فتنحى عنها فنزل وادياً من أوديتها حتى جعل يصلي الظهر والعصر في جماعة ويترك ما سواهما ثم نميت وكثرت حتى ترك الصلاة إلى الجمعة وهي تنمو كما ينمو الدود حتى ترك الجمعة فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
(يُتْبَعُ)
(/)
ما فعل ثعلبة فقالوا: اتخذ غنماً وضاقت عليه المدينة وأخبروه بخبره فقال: يا ويح ثعلبة ثلاثاً وأنزل الله عز وجل {خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةٌ تُطَهِرَهُم وَتُزكيهِم بِها} وأنزل فرائض الصدقة فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلين على الصدقة رجلاً من جهينة ورجلاً من بني سليم وكتب لهما كيف يأخذان الصدقة وقال لهما: مرا بثعلبة وبفلان رجل من بني سليم فخذا صدقاتهما فخرجا حتى أتيا ثعلبة فسألاه الصدقة وأقرآه كتاب رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال: ما هذه إلا جزية ما هذه إلا أخت الجزية ما أدري ما هذا انطلقا حتى تفرغا ثم عودا إلي فانطلقا وأخبرا السلمي فنظر إلى خيار أسنان إبله فعزلها للصدقة ثم استقبلهم بها فلما رأوها قالوا: ما يجب هذا عليك وما نريد أن نأخذه منك قال: بلى خذوه فإن نفسي بذلك طيبة وإنما هي إبلي فأخذوها منه فلما فرغا من صدقتهما رجعا حتى مرا بثعلبة فقال أروني كتابكما أنظر فيه فقال: ما هذه إلا أخت الجزية انطلقا حتى أرى رأيي فانطلقا حتى أتيا النبي عليه الصلاة والسلام فلما رآهما قال: يا ويح ثعلبة قبل أن يكلمهما ودعا للسلمي بالبركة وأخبروه بالذي صنع ثعلبة والذي صنع السلمي فأنزل الله عز وجل {وَمِنهُم مَن عاهَدَ اللهَ لَئِن آَتانا مِن فَضلِهِ لَنَصَّدَقَنَّ} إلى قوله تعالى {وَبِما كانوا يَكذِبونَ} وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من أقارب ثعلبة فسمع ذلك فخرج حتى أتى ثعلبة فقال: ويحك يا ثعلبة قد أنزل الله فيك كذا وكذا فخرج ثعلبة حتى أتى النبي عليه الصلاة والسلام فسأله أن يقبل منه صدقته فقال: إن الله قد منعني أن أقبل صدقتك فجعل يحثو التراب على رأسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا عملك قد أمرتك فلم تطعني فلما أبى أن يقبل منه شيئاً رجع إلى منزله وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقبل منه شيئاً ثم أتى أبا بكر رضي الله عنه حين استخلف فقال: قد علمت منزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم وموضعي من الأنصار فاقبل صدقتي فقال: لم يقبلها رسول الله وأنا أقبلها فقبض أبو بكر وأبى أن يقبلها فلما ولي عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتاه فقال: يا أمير المؤمنين اقبل صدقتي فقال: لم يقبلها رسول الله عليه الصلاة والسلام ولا أبو بكر أنا أقبلها منك فلم يقبضها وقبض عمر رضي الله عنه ثم ولي عثمان رضي الله عنه فأتاه فسأله أن يقبل صدقته فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقبلها ولا أبو بكر ولا عمر وأنا أقبلها فلم يقبلها عثمان فهلك ثعلبة قوله تعالى {الَّذينَ يَلمِزونَ المُطَّوِّعينَ مِنَ المُؤمِنينَ في الصَدَقاتِ} الآية.
أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد بن جعفر أخبرنا أبو علي الفقيه أخبرنا أبو علي محمد بن سليمان المالكي قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى حدثنا أبو النعمان الحكم بن عبد الله العجلي حدثنا شعبة عن سليمان عن أبي وائل عن ابن مسعود قال: لما نزلت آية الصدقة جاء رجل فتصدق بصاع فقالوا: إن الله لغني عن صاع هذا فنزلت {الَّذينَ يَلمِزونَ المُطَّوِّعينَ مِنَ المُؤمِنينَ في الصَدَقاتِ وَالَّذينَ لا يَجِدونَ إِلّا جُهدَهُم} رواه البخاري عن أبي قدامة عبيد الله بن سعيد عن أبي النعمان.
وقال قتادة وغيره: حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصدقة فجاء عبد الرحمن بن عوف بأربعة آلاف درهم وقال: يا رسول الله مالي ثمانية آلاف جئتك بنصفها فاجعلها في سبيل الله وأمسكت نصفها لعيالي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بارك الله لك فيما أعطيت وفيما أمسكت فبارك الله في مال عبد الرحمن حتى أنه خلف امرأتين يوم مات فبلغ ثمن ماله لهما مائة وستين ألف درهم وتصدق يومئذ عاصم بن عدي بن العجلان بمائة وسق من تمر وجاء أبو عقيل الأنصاري بصاع من تمر وقال: يا رسول الله بت ليلتي أجر بالجرير أحبلاً حتى نلت صاعين من تمر فأمسكت أحدهما لأهلي وأتيتك بالآخر فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينثره في الصدقات فلمزهم المنافقون وقالوا: ما أعطى عبد الرحمن وعاصم إلا رياء وإن كان الله ورسوله غنيين عن صاع أبي عقيل ولكنه أحب أن يزكي نفسه فأنزل الله تعالى هذه الآية.
قوله تعالى {وَلا تُصَلِّ عَلى أَحدٍ مِّنهُم مّاتَ أَبَداً}.
(يُتْبَعُ)
(/)
حدثنا إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الواعظ إملاء أخبرنا يوسف بن عاصم الرازي حدثنا العباس بن الوليد النرسي حدثنا يحيى بن سعيد القطان حدثنا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: لما توفي عبد الله بن أبي جاء ابنه إلى رسول الله صلوات الله عليه وقال: أعطني قميصك حتى أكفنه فيه وصل عليه واستغفر له فأعطاه قميصه ثم قال: آذني حتى أصلي عليه فآذنه فلما أراد أن يصلي عليه جذبه عمر بن الخطاب وقال: أليس قد نهاك الله أن تصلي على المنافقين فقال: أنا بين خيرتين أستغفر لهم أو لا أستغفر ثم نزلت عليه هذه الآية {وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِّنهُم مّات أَبَداً وَلا تُقِم عَلى قَبرِهِ} فترك الصلاة عليهم رواه البخاري عن مسدد ورواه مسلم عن أبي قدامة عبيد الله بن أبي سعيد كلاهما عن يحيى بن سعيد.
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم النصراباذي أخبرنا أبو بكر بن مالك القطيعي حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي عن محمد بن إسحاق حدثني الزهري عن عبد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: لما توفي عبد الله بن أبي دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة عليه فقام إليه فلما وقف عليه يريد الصلاة عليه تحولت حتى قمت في صدره فقلت: يا رسول الله أعلى عدو الله عبد الله بن أبي القائل يوم كذا وكذا كذا أعدد أيامه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبتسم حتى إذا كثرت عليه قال: أخر عني يا عمر إني خيرت فاخترت قد قيل لي {اِستَغفِر لَهُم أَو لا تَستَغفِر لَهُم إِن تَستَغفِر لَهُم سَبعينَ مَرَّةً فَلَن يَغفِرَ اللهُ لَهُم} لو علمت أني إن زدت على السبعين غفر له لزدت قال: صلى صلى الله عليه وسلم ومشى معه فقام على قبره حتى فرغ منه قال: فعجبت لي وجراءتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ورسوله أعلم.
قال: فوالله ما كان إلا يسيراً حتى نزل {وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِّنهُم مّاتَ أَبَداً وَلا تُقِم عَلى قَبرِهِ} الآية.
فما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده على منافق ولا قام على قبره حتى قبضه الله تعالى.
قال المفسرون: وكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما فعل بعبد الله بن أبي فقال: وما يغني عنه قميصي وصلاتي من الله والله إني كنت أرجو أن يسلم به ألف من قومه.
قوله تعالى {وَلا عَلى الَّذينَ إِذا ما أَتَوكَ لِتَحمِلَهُم} نزلت في البكائين وكانوا سبعة معقل بن يسار وصخر بن خنيس وعبد الله بن كعب الأنصاري وسالم بن عمير وثعلبة بن غنمة وعبد الله بن مغفل أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا نبي الله إن الله عز وجل قد ندبنا للخروج معك فاحملنا على الخفاف المرفوعة والنعال المخصوفة نغزو معك فقال: لا أجد ما أحملكم عليه فتولوا وهم يبكون.
وقال مجاهد: نزلت في بني مقرن معقل وسويد والنعمان.
قوله تعالى {الأَعرابُ أَشَدُّ كُفراً وَنِفاقاً} نزلت في أعاريب من أسد وغطفان وأعاريب من أعاريب حاضري المدينة.
قوله تعالى {وَمِمَّن حَولَكُم مِّنَ الأَعرابِ مُنافِقونَ} قال الكلبي: نزلت في جهينة ومزينة وأشجع وأسلم وغفار من أهل المدينة يعني عبد الله بن أبي وجد بن قيس ومعتب بن بشير والجلاس بن سويد وأبي عامر الراهب.
قوله تعالى {وَآَخَرونَ اِعتَرَفوا بِذُنوبِهِم} قال ابن عباس في رواية ابن الوالبي: نزلت في قوم كانوا قد تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك ثم ندموا على ذلك وقالوا: نكون في الكن والظلال مع النساء ورسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الجهاد والله لنوثقن أنفسنا بالسواري فلا نطلقها حتى يكون الرسول هو يطلقها ويعذرنا وأوثقوا أنفسهم بسواري المسجد فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بهم فرآهم فقال: من هؤلاء قالوا: هؤلاء تخلفوا عنك فعاهدوا الله أن لا يطلقوا أنفسهم حتى تكون أنت الذي تطلقهم وترضى عنهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أقسم بالله لا أطلقهم ولا أعذرهم حتى أؤمر بإطلاقهم رغبوا عني وتخلفوا عن الغزو مع المسلمين فأنزل الله تعالى هذه الآية فلما نزلت أرسل إليهم النبي صلوات الله عليه وأطلقهم وعذرهم فلما أطلقهم قالوا: يا رسول الله هذه أموالنا التي خلفتنا عنك فتصدق بها عنا وطهرنا واستغفر لنا فقال: ما
(يُتْبَعُ)
(/)
أمرت أن آخذ من أموالكم شيئاً فأنزل الله عز وجل {خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم} الآية.
وقال ابن عباس: كانوا عشرة رهط.
قوله تعالى {وَآَخَرونَ مُرجونَ لأَمرِ اللهِ} الآية.
نزلت في كعب بن مالك ومرارة بن الربيع أحد بني عمرو بن عوف وهلال بن أمية من بني واقف تخلفوا عن غزوة تبوك وهم الذين ذكروا في قوله تعالى {وَعَلى الثَلاثَةِ الَّذينَ خُلِّفوا} الآية.
قوله تعالى {وَالَّذينَ اِتَّخَذوا مَسجِداً ضِراراً وَكُفراً} قال المفسرون: إن بني عمرو بن عوف اتخذوا مسجد قباء وبعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتيهم فأتاهم فصلى فيه فحسدهم إخوتهم بنو عمرو بن عوف وقالوا: نبني مسجداً ونرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي فيه كما يصلي في مسجد إخواننا وليصل فيه أبو عامر الراهب إذا قدم من الشام وكان أبو عامر قد ترهب في الجاهلية وتنصر ولبس المسوح وأنكر دين الحنيفية لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وعاداه وسماه النبي عليه الصلاة والسلام أبا عامر الفاسق وخرج إلى الشام وأرسل إلى المنافقين أن استعدوا بما استطعتم من قوة وسلاح وابنوا لي مسجداً فإني ذاهب إلى قيصر فآتي بجند الروم فأخرج محمداً وأصحابه فبنوا مسجداً إلى جنب مسجد قباء وكان الذي بنوه اثني عشر رجلاً حزام بن خالد ومن داره أخرج إلى المسجد وثعلبة بن حاطب ومعتب بن قشير وأبو حبيبة بن الأرعد وعباد بن حنيف وحارثة وجارية وابناه مجمع وزيد ونبتل بن حارث ولحاد بن عثمان ووديعة بن ثابت فلما فرغوا منه أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنا بنينا مسجداً لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة والليلة الشاتية وإنا نحب أن تأتينا فتصلي لنا فيه فدعا بقميصه ليلبسه فيأتيهم فنزل عليه القرآن وأخبر الله عز وجل خبر مسجد الضرار وما هموا به فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك بن الدخشم ومعن بن عدي وعامر بن يشكر والوحشي قاتل حمزة وقال لهم: انطلقوا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدموه واحرقوه فخرجوا وانطلق مالك وأخذ سعفاً من النخل فأشعل فيه ناراً ثم دخلوا المسجد وفيه أهله فحرقوه وهدموه وتفرق عنه أهله وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتخذ ذلك كناسة تلقى فيها الجيف والنتن والقمامة ومات أبو عامر بالشام وحيداً غريباً.
أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى حدثنا العباس بن إسماعيل بن عبد الله بن ميكال أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى الأهوازي أخبرنا إسماعيل بن زكريا حدثنا داود بن الزبرقان عن صخر بن جويرية عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص عن أبيها قال: إن المنافقين عرضوا بمسجد يبنونه يضاهون به مسجد قباء وهو قريب منه لأبي عامر الراهب يرصدونه إذا قدم ليكون إمامهم فيه فلما فرغوا من بنائه أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنا بنينا مسجداً فصل فيه حتى نتخذه مصلى فأخذ ثوبه ليقوم معهم فنزلت هذه الآية {لا تَقُم فيهِ أَبَداً}.
قوله تعالى {إِنَّ اللهَ اِشتَرى مِنَ المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم وَأَموالَهُم} الآية.
قال محمد بن كعب القرظي: لما بايعت الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة بمكة وهم سبعون نفساً قال عبد الله بن رواحة: يا رسول الله اشترط لربك ولنفسك ما شئت فقال: أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم قالوا: فإذا فعلنا ذلك فماذا لنا قال: الجنة قالوا ربح البيع لا نقيل ولا نستقيل فنزلت هذه الآية.
قوله تعالى {ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذينَ آَمَنوا أَن يَستَغفِروا لِلمُشرِكينَ} أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الشيرازي أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن حميرويه الهروي أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخزاعي حدثنا أبو اليمان قال: أخبرني شعيب عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال: لما حضر أبا طالب الوفاة دخل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية فقال: أي عم قل معي لا إله إلا الله أحاج لك بها عند الله فقال أبو جهل وابن أبي أمية: يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب فلم يزالا يكلمانه حتى قال آخر شيء كلمهم به على ملة عبد المطلب فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لأستغفرن لك ما لم أنه عنه فنزلت {ما
(يُتْبَعُ)
(/)
كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذينَ آَمَنوا أَن يَستَغفِروا لِلمُشرِكينَ وَلَو كانوا أُولِى قُربى مِن بَعدِ ما تَبَيَّنَ لَهُم أَنَّهُم أَصحابُ الجَحيمِ} رواه البخاري عن إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري.
ورواه مسلم عن حرملة عن ابن وهب عن يونس كلاهما عن الزهري.
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو النيسابوري أخبرنا الحسن بن علي بن مؤمل أخبرنا عمرو بن عبد الله البصري أخبرنا موسى بن عبيدة قال: أخبرنا محمد بن كعب القرظي حدثنا محمد بن عبد الوهاب أخبرنا جعفر بن عون قال: بلغني أنه لما اشتكى أبو طالب شكواه التي قبض فيها قالت له قريش: يا أبا طالب أرسل إلى ابن أخيك فيرسل إليك من هذه الجنة التي ذكرها تكون لك شفاء فخرج الرسول حتى وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر جالساً معه فقال: يا محمد إن عمك يقول إني كبير ضعيف سقيم فأرسل إلي من جنتك هذه التي تذكر من طعامها وشرابها شيئاً يكون لي فيه شفاء فقال أبو بكر إن الله حرمها على الكافرين فرجع إليهم الرسول فقال: بلغت محمداً الذي أرسلتموني به فلم يحر إلى شيئاً.
وقال أبو بكر: إن الله حرمها على الكافرين فحملوا أنفسهم عليه حتى أرسل رسولاً من عنده فوجد الرسول في مجلسه فقال له مثل ذلك فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله حرم على الكافرين طعامها وشرابها ثم قام في إثر الرسول حتى دخل معه بيت أبي طالب فوجده مملوءاً رجالاً فقال: خلوا بيني وبين عمي فقالوا: ما نحن بفاعلين ما أنت أحق به منا إن كانت لك قرابة فلنا قرابة مثل قرابتك فجلس إليه فقال: يا عم جزيت عني خيراً يا عم أعني على نفسك بكلمة واحدة أشفع لك بها عند الله يوم القيامة قال: وما هي يا ابن أخي قال: قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له فقال: إنك لي ناصح والله لولا أن تعير بها فيقال: جزع عمك من الموت لأقررت بها عينك قال: فصاح القوم: يا أبا طالب أنت رأس الحنيفية ملة الأشياخ فقال: لا تحدث نساء قريش أن عمك جزع عند الموت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا أزال أستغفر لك ربي حتى يردني فاستغفر له بعد ما مات فقال المسلمون ما يمنعنا أن نستغفر لآبائنا ولذوي قراباتنا قد استغفر إبراهيم لأبيه وهذا محمد صلى الله عليه وسلم يستغفر لعمه فاستغفروا للمشركين حتى نزل {ما كانَ لِلنَّبيِّ وَالَّذينَ آَمَنوا أَن يَستَغفِروا لِلمُشرِكينَ وَلَو كانوا أُولِى قُربى}.
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد الحراني حدثنا محمد بن عبد الله بن نعيم حدثنا محمد بن يعقوب الأموي حدثنا الحر بن نصير حدثنا ابن وهب أخبرنا ابن جريج عن أيوب بن هانيء عن مسروق بن الأجدع عن عبد الله بن مسعود قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر في المقابر وخرجنا معه فأخذنا مجلسنا ثم تخطى القبور حتى انتهى إلى قبر منها فناجاه طويلاً ثم ارتفع وجئنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم باك فبكينا لبكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إنه أقبل إلينا فتلقاه عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله ما الذي أبكاك فقد أبكانا وأفزعنا فجاء فجلس إلينا فقال: أفزعكم بكائي فقلنا: نعم فقال: إن القبر الذي رأيتموني أناجي فيه قبر آمنة بنت وهب وإني استأذنت ربي في زيارتها فأذن لي فيها واستأذنت ربي في الاستغفار لها فلم يأذن لي فيه ونزل {ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذينَ آَمَنوا أَن يَستَغفِروا لِلمُشرِكينَ} حتى ختم الآية.
{وَما كانَ اِستِغفارُ إِبراهيمَ لأَِبيهِ إِلّا عَن مَّوعِدَةٍ وَعَدَها إِيّاهُ} - فأخذني ما يأخذ الولد للوالدة من الرقة فذلك الذي أبكاني.
قوله تعالى {وَما كانَ المُؤمِنونَ لِيَنفُروا كافَّةً} قال ابن عباس في رواية الكلبي: لما أنزل الله تعالى عيوب المنافقين لتخلفهم عن الجهاد قال المؤمنون: والله لا نتخلف عن غزوة يغزوها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا سرية أبداً فلما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسرايا إلى العدو نفر المسلمون جميعاً وتركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده بالمدينة فأنزل الله تعالى هذه الآية.
منقول من كتاب (أسباب النزول) للإمام أبي الحسن علي الواحدي النيسابوري(/)
فوائد
ـ[صالح الفويه]ــــــــ[18 Aug 2004, 10:47 م]ـ
ايه في كتاب الله تعالى تبين المنهج الذي كان عليه السلف في تبليغ هذا الدين وان نكون امه ميسرين لا معسين وان نقدم هذا الدين سهلا ميسرا حتى تربى الامه على صغار العلم قبل كبارة وما احوجنا في هذا العصر الى مدارسه اصول الدين وان نترك الشواد شواذالمسائل يقول ابن كثير في تفسيرة: قل يا محمد لهؤلاء المشركين: ما أسألكم على هذا البلاغ وهذا النصح أجراً تعطونيه من عرض الحياة الدنيا، {] [ U] وَمَآ أَنَآ مِنَ ?لْمُتَكَلِّفِين F: اي وما أريد على ما أرسلني الله تعالى به، ولا أبتغي زيادة عليه، بل ما أمرت به أديته، لا أزيد عليه ولا أنقص منه، وإنما أبتغي بذلك وجه الله عز وجل، والدار الآخرة، قال سفيان الثوري عن الأعمش ومنصور عن أبي الضحى عن مسروق قال: أتينا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، فقال: يا أيها الناس من علم شيئاً فليقل به، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم؛ فإن من العلم أن يقول الرجل لما لا يعلم: الله أعلم؛ فإن الله عز وجل قال لنبيكم صلى الله عليه وسلم {قُلْ مَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَآ أَنَآ مِنَ ?لْمُتَكَلِّفِينَ} أخرجاه من حديث الأعمش، به. وقوله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَـ?لَمِينَ} يعني: القرآن ذكر لجميع المكلفين به من الإنس والجن، قاله ابن عباس رضي الله عنهما، وروى ابن أبي حاتم عن أبيه عن أبي غسان مالك بن إسماعيل: حدثنا قيس عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {لِلْعَـ?لَمِينَ} قال: الجن والإنس، وهذه الآية الكريمة كقوله تعالى:
{لأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَن بَلَغَ}
[-----------------------------------------------------------------------------
[
--------------------------------------------------------------------------------
About Altafsir | Unique Features | About the Institute | About ITG
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[27 Feb 2005, 10:20 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي صالح على هذه الفائدة المهمة، التي نحتاج إليها كثيراً.
وهنا كلام جيد حول هذه الفائدة: أسلوب القرآن في عرض رسالة الإسلام ( http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=293&CID=3&SI=q10#q10)(/)
اين الكاتب ابن الشجري
ـ[ابوبنان]ــــــــ[19 Aug 2004, 01:20 ص]ـ
ليس سرا ان سبب دخولي هذا المنتدى بل معرفتي بوجوده
هو اطلاعي على احدى مشركاته القيمة لكن اين هو فقد افتقدته في هذا المنتدى القيم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Aug 2004, 10:11 ص]ـ
أسألُ مثلك السؤال نفسه؟ ربما يكون مشغولاً.
لعل له عذراً ونحن نلومُ!
أسأل الله أن يحفظكم جميعاً.(/)
الحكمة ضآلة المؤمن
ـ[عمار اكرم مصطفى العكيلي]ــــــــ[19 Aug 2004, 02:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا.*والصلاة والسلام على الرسول الامين واله وصحبه اجمعين //اخي المسلم اود ان اعلمك ان الحياة فرص فاغتنم فرصتك قبل فوات الاوان (ان تقول نفس ياحسرتى على ما فرطت في جنب الله) واني قد كنت في اشد ضنك ومحنة وعذاب وحرمان ,وفي تلك الشدة وبين اناس لايذكرون الله الاقليلا وأكيد اخي القاريء الكريم تود وتريد معرفة محنتي وحكمتي فان سرد محنتي طويلة وعصيبة! حيث اني مسلم عراقي وحين دارت رحى الحرب بين ايران والعراق وقعت في الاسر وكان عمري تسعة عشر عاما اي في عام 1986 م فاصطدمت بواقع مرير في ايران وخصوصا اهل السنة وان قلت انا من اهل السنة والجماعة فهذا هو الجرم الكبر ووالله العظيم حتى كتاب الله الكريم منعوه عنا في الاسر بدعوى اننا كفرة ولا يجوز ان نقرا كتاب الله الذي هم يتهموه تارة بالزيادة وتارة بالنقصان وتارة بالتحريف ولكن (وانه لكتاب عزيز لاياتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه) وصدق الله والاسر اسر بكل ما تتصوره وزيادة ولكن اخي المسلم اني لعلى يقين ان الله يعطي الصبر على قدر المشقة وفي تلك المحنة شرعت بحفظ كتاب الله العزيز كاملا والحمد لله الذي اكرمني به فياأخي المسلم بادر بطاعة الله وأوامره وانتهي عن ما نها الله عنه واعلم انه ليس اسعد في الدنيا ممن حمل هذا الكتاب العظيم وعمل به مااستطاع واسال الله ان يهدينا لما اختلف فيه من الحق باذنه
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Aug 2004, 03:34 م]ـ
وفقك الله أخي عمار، وأسأل الله لي ولك وللجميع الثبات على الحق وحسن الخاتمة.
ويا حبذا أخي عمار لو ذكرت لنا الطريقة التي حفظت بها القرآن على الرغم من قسوة الأسر. لعلنا أن ننتفع بهذه التجربة.(/)
من كنوز السنه --------
ـ[المدمر]ــــــــ[19 Aug 2004, 03:46 م]ـ
&& من كنوز السنة &&
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حديث من صحيح مسلم فى أهمية الدعوة لأخيك بظهر الغيب:
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِى سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ صَفْوَانَ - وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ - وَكَانَتْ تَحْتَهُ الدَّرْدَاءُ
قَالَ قَدِمْتُ الشَّامَ فَأَتَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فِى مَنْزِلِهِ فَلَمْ أَجِدْهُ وَوَجَدْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ فَقَالَتْ أَتُرِيدُ الْحَجَّ الْعَامَ فَقُلْتُ نَعَمْ. قَالَتْ فَادْعُ اللَّهَ لَنَا بِخَيْرٍ فَإِنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ «دَعْوَةُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّمَا دَعَا لأَخِيهِ بِخَيْرٍ قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلٍ». صحيح مسلم
فانظر أخى الكريم فى أن الدعوة تُشفع بملك،،،
وقد قال الله عن الملائكة (لا يعصون الله ما أمرهم)،
فكيف بك وأنت يدعوا لك ملك!!!
ألسنا بحاجة للإنتباه والحفاظ على هذا المكسب العظيم ... !
اللهم يامقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على طاعتك
اللهم أغفر لي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات
اللهم آمين.(/)
هذي صورة نادره للشيخ العلامة عبدالرحمن السعدي رحمة الله ..
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[19 Aug 2004, 11:31 م]ـ
هذي صورة نادره للشيخ العلامة عبدالرحمن السعدي رحمة الله وبجانبه الشيخ ابن عقيل اطال الله في عمره علما ان الشيخ ابن عقيل لا زال على قيد الحياه وعمرة الان قرابة 95 سنه ولا زال يدرس الدروس العلميه ولا زال بصحته ولله الحمد الا ان كبر السن له دور في عدم وضوح صوت الشيخ وانحناء ظهره وانا زرته قبل ايام قلائل سلمت عليه وقبلت راسه وعرفته بنفسي قال لي حياك الله كيف حال الاهل والوالد والوالده طيبين كيف قلت له بخير الله يسلمكم قال لي من تدرس عنده وكيف المشايخ في بلدكم قلت الحمدالله بخير الله
يحفظكم والشيخ مخصص خمس او ست اوقات في اليوم للتدريس في بيته بجانب مسجده المعروف في حي
الهدى في الرياض مقابل حي السفارات ودمعت عيني عندما رايت العدد القليل الذي ياتي للشيخ واتسائل
في نفسي اين طلبة العلم عن هذا الشيخ ابن عقيل تلميذ السعدي رحمه الله والشيخ يجلس عنده عدد من طلبه
ويتختارون الكتاب الذي يريدون حتى يشرححه لهم ومن اي كتاب ووجدت كل طالب تقريبا معه كتاب مختلف
وكل طلب له وقت معين غفر الله للشيخ واطال الله في عمره وموضوع اخر اعجبني وشدني عندما كنت
اصلي بجانب الشيخ وكان احفاذ الشيخ وابن الشيخ الذي هو الامام للمسجد بعد الصلاه قام طفل صغير وهو
من احفاذ الشيخ وعمره تقريبا 6 سنوات او اقل وقبل راس الشيخ ونزل على يده وقبلها بقوة تربيه
مشايخ ماشاءالله وانا اتسائل دائما اين انتم يا طلبة العلم عن هذا الشيخ اين انتم يا اهل الرياض عن هذا
الشيخ وللاسف سئلت بعض المستقيمين لا يعرفونه!!! تعجبت الله المستعان.
http://onaizah.com/1/yousef/taaam.jpg
منقول: http://alsaha2.fares.net/sahat?128@174.EI1Smng52cn.0@.1dd619b0
ـ[عبدالله التميمي]ــــــــ[27 Aug 2004, 08:17 م]ـ
أما عن الشيخ ابن عقيل حفظه الله .. فأنا ولله الحمد قرأت عليه نواقض الإسلام الخمس الأول .. ثم كنت آتيه ولا اجده غالبا او يكون مشغول وذلك يوم الإربعاء بعد العصر .. ثم انقطعت عنه لمدة سنه تقريبا .. لعل الله ييسر لنا الاستزادة من الشيخ والوصول إليه .. ومن اسباب عدم مجئ بعض طلبة العلم دوما إلى الشيخ هو بعد المسافة عن منزل الشيخ الكائن في حي السفارات ..
محبكم
ابوفهد
ـ[إمداد]ــــــــ[07 Feb 2005, 12:42 ص]ـ
جزاك الله خيرا ورحم الله الشيخ عبد الرحمن السعدي وبارك في حياة الشيخ بن عقيل
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[11 Feb 2005, 01:48 ص]ـ
ليتك هداك الله لم تضع صورةً في هذا المنتدى العلمي فهذا ليس محلها، فقد يقع في نفس عاميِّ مر مرور الكرام أن طلبة العلم يتعلقون بصور علماءهم، علماً بأني تذكرت قصةً حصلت في درس الشيخ ابن عثيمين رحمه الله نقلها لي من حضرها، وهي أن الطلاب فبيل الدرس تناقلوا صورة الشيخ ابن سعدي حتى وصلت للشيخ محمد فأخذها وتوقعوا أ، يصدر منه ما يفصح عن عاطفته وحبه الجياش لشيخه، فإذا بالشيخ بهدوء يأخذ الصورة ويقول نعم كان الشيخ ابن سعدي يفعل هكذا بشماغه ثم مزق الصورة ورماها في سلة المهملات التي بجانبه، وفي نظري أن الشيخ رحمه الله أراد أن يشير إليهم بأن هذا ليس مكان الصور بل هو مكان للعلم.
وفق الله الجميع وعوداً حميداً ...
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[14 Feb 2005, 10:19 م]ـ
أخي الكريم عبد الله الميمان
الذي سمعتُه أن هذه القصة حصلت في طريق الشيخ إلى بيته، ولا أظن أن طلبة العلم يتناقلون الصورة داخل الجامع.(/)
ارجو الافادة ......... افادكم الله
ـ[الازهري المصري]ــــــــ[19 Aug 2004, 11:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجو الافادة
سالني البعض عن الجمع بين ايتي"اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا كل ءاية يعرضوا"
وآية"وما منعننا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
وجزاكم الله خيرا
ـ[الازهري المصري]ــــــــ[20 Aug 2004, 07:04 ص]ـ
الا من مجيب؟؟؟
ـ[سلسبيل]ــــــــ[21 Aug 2004, 02:51 م]ـ
بعد أن طلب المشركون من رسول الله- صلى الله عليه وسلم
أن يجعل الصفا ذهبا أوحى الله إلى نبيه (أني قد سمعت الذي قالوا فإن شئت أن نفعل الذي قالوا فإن لم يؤمنوا نزل العذاب فإنه ليس بعد نزول الآية مناظرة وإن شئت أن نستأني بقومك استأنيت بهم) قال: " يا رب استأن بهم " وهذا ما قالة ابن جبير
وعن ابن عباس قال: سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم - أن يجعل الصفا ذهبا وأن ينحي الجبال فيزرعوا فقيل له: إن شئت أن نستأني بهم وإن شئت أن يأتيهم الذي سألوا فإن كفروا هلكوا كما أهلكت من كان قبلهم من الأمم وقال: " لا بل استأن بهم " وانزل الله تعالى: (وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون) تفسير ابن كثير –
ـ[سلسبيل]ــــــــ[21 Aug 2004, 04:47 م]ـ
وأما الجمع بينها وبين آية قتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا كل آية يعرضوا)
فإنه والله أعلم أن هذه آية حدثت بدون أن يطلبوا هم ذلك لتدلل على اقتراب الساعة وأن الدنيا قد آذنت بفراق وقد ثبت عن ابن مسعود: " خمس قد مضين الروم والدخان واللزام والبطشة والقمر " وانشقاق القمر امر قد وقع في زمان النبي عليه الصلاة والسلام وهو إحدى المعجزات التي أيد الله بها رسوله الكريم ... فلا تعارض بين الآيتين ... فإن الآيات التي تحدثت عنها سورة الإسراء أتت بعدما طلبوا هم ذلك كناقة صالح قال تعالى في الآية التي بعدها (وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالأيات إلا تخويفا)
ثم إنهم لم يطلبوا ذلك إلا عنادا واستكبارا لذا مضت سنة الله في خلقة أن من طلب آية ثم كفر بها بعدما جاءته فله عذاب شديد قال تعالى في سورة المائدة (قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين) وذلك بعدما طلب بني اسرائيل مائدة من السماء
ـ[الازهري المصري]ــــــــ[22 Aug 2004, 10:58 م]ـ
بارك الله لكم وجزاكم خيرا(/)
لؤلؤة في بحر الفضائيات
ـ[فريق الاعلام الدعوي]ــــــــ[20 Aug 2004, 01:12 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.workforislam.com/media_team/024task/almajd.jpg
لؤلؤة في بحر الفضائيات ( http://www.workforislam.com/media_team/024task/almajdTV.htm)
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[20 Aug 2004, 05:56 ص]ـ
جزاك الله خيرًا.
قناة المجد الفضائية بديل صالح. وفقهم الله.
الروابط في الموقع لا تعمل.(/)
من اسرار القران
ـ[صالح الفويه]ــــــــ[20 Aug 2004, 08:50 ص]ـ
قال الشعبي عن بشير بن شكل: سمعت ابن مسعود يقول: إن أجمع آية في القرآن في سورة النحل {إِنَّ ?للَّهَ يَأْمُرُ بِ?لْعَدْلِ وَ?لإْحْسَانِ} الآية، رواه ابن جرير، وقال سعيد عن قتادة قوله: {إِنَّ ?للَّهَ يَأْمُرُ بِ?لْعَدْلِ وَ?لإْحْسَانِ} الآية، ليس من خلق حسن كان أهل الجاهلية يعملون به، ويستحسنونه، إلا أمر الله به، وليس من خلق سيىء كانوا يتعايرونه بينهم، إلا نهى الله عنه وقدم فيه. وإنما نهى عن سفاسف الأخلاق ومذامها. (قلت): ولهذا جاء في الحديث: " إن الله يحب معالي الأخلاق، ويكره سفسافها " وقال الحافظ أبو نُعيم في كتاب معرفة الصحابة: حدثنا أبو بكر محمد بن الفتح الحنبلي، حدثنا يحيى بن محمد مولى بني هاشم، حدثنا الحسن بن داود المنكدري، حدثنا عمر بن علي المقدمي عن علي بن عبد الملك بن عمير، عن أبيه، قال: بلغ أكثم بن صيفي مخرج النبي صلى الله عليه وسلم فأراد أن يأيته، فأبى قومه أن يدعوه، وقالوا: أنت كبيرنا، لم تكن لتخف إليه، قال: فليأته من يبلغه عني ويبلغني عنه، فانتدب رجلان، فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم فقالا: نحن رسل أكثم بن صيفي، وهو يسألك من أنت، وما أنت؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اما انا فمحمد بن عبدالله واما ما انا؟ فانا عبد الله ورسوله ثم تلا ان الله يامر بالعدل .......... فاتيا اكثم فاخبراة ..... فقال اني اراه يامر بمكارم الاخلاق وينها عن ملائمها ..... فكونوا في هاذا الامر رءوسا ولاتكونوا اذنابا
ـ[ابو شفاء]ــــــــ[03 Sep 2004, 08:39 م]ـ
سؤال جميل
ما اعلمه وبدون مراجعة القران
داء من تخرج روحه" قال ربي ارجعون , كلا انها كلمة هو قتئلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون "
دعاء اهل النار " احرجنا منها ......... "
ـ[ابو شفاء]ــــــــ[03 Sep 2004, 08:59 م]ـ
المعذرة اضافة خطأ(/)
دعوه لأهل المدينه -----------
ـ[المدمر]ــــــــ[20 Aug 2004, 03:50 م]ـ
فرصه لاتعوض لأهل المدينه بمناسبة الدوره العلميه المقامه في مسجد عبداللطيف الشيخ وخاصه درس التفسير الذي يلقيه فضيلة الشيخ صالح بن عواد المغامسي ففضيلة الشيخ يثني عليه كثير من المشائخ في التفسير ودرس الشيح سيكون بعد صلاة العشاء من السبت 4/ 7/1425.(/)
فتيا الإمام ابن باز ـ رحمه الله ـ في حكم الكتابة بالاسم المستعار
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[21 Aug 2004, 02:13 ص]ـ
في لقاء الشيخ بطلاب قسم الإعلام بكلية اللغة جاء سؤال:
ما حكم الكتابة بالاسم المستعار في الصحافة، كأن يكتب الشخص مقالا بغير اسمه الحقيقي؟
فأجاب الشيخ:
إذا كان فيه مصلحة فلا بأس،
وتكون الأسماء صادقة، كأن يكتب: مسلم بن عبد الله، أو: عبد الله بن عبد الرحمن، وهكذا.
فتاوى إسلامية جمع الشيخ محمد المسند 4/ 370(/)
نساء ورد ذكرهن في القرآن الكريم
ـ[سلسبيل]ــــــــ[21 Aug 2004, 03:04 ص]ـ
لقد ورد في القرآن الكريم نساء ذكرن بشكل صريح أو ضمني ومن هؤلاء:
(1) حواء: ورد ذكرها في قوله تعالى: (وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنّة) البقرة 35. وهي حواء، وسميت بهذا الاسم، لأنها خلقت من شيء حيّ.
(2) مريم: ورد ذكرها في قوله تعالى: (واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكاناً شرقيا) مريم 16وقد سميت باسمها سورة من سور القرآن الكريم (سورة مريم).
(3) امرأة لوط: ورد ذكرها في قوله تعالى (ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط) التحريم 10. وكانت خيانتها في الدين، ولم تكن في الفاحشة، حيث كانت تدل قومها على اضياف لوط عليه السلام.
(4) امرأة نوح: (ورد ذكرها في قوله تعالى ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح) التحريم 10. وكانت خيانتها كذلك في الدين، وليس في الفاحشة، حيث كانت تسخر مع قومها الساخرين من نوح عليه السلام.
(5) زوجة زكريا: ورد ذكرها في قوله تعالى (قال أنَّى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر، وامرأتي عاقرا) آل عمران 40 وابنها يحيى، الذي ورد ذكره قي قوله تعالى (يا يحيى خذ الكتاب بقوة).
(6) زوجة إبراهيم: سارة بنت عمه عليه الصلاة والسلام أم اسحاق، ورد ذكرها في قوله تعالى (وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب) هود 71.
(7) زوجة عزيز مصر: وهي زليخا، ورد ذكرها في قوله تعالى: (وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه) يوسف 21، وعزيز مصر الذي اشترى يوسف عليه السلام كان يدعى قطفين.
(8) نسوة المدينة: ورد ذكرهن في قوله تعالى: (وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه) يوسف 30، وقيل أنهن خمسة: امرأة الساقي، وامرأة الحاجب، وامرأة الخباز، وامرأة السجّان، وامرأة صاحب الدواب.
(9) ناقضة الغزل: وهي ريطة بنت عمرو بن سعد بن زيد، ورد ذكرها في قوله تعالى: (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً) النحل 92. وكانت خرقاء تغزل هي وجواريها من الغداة إلى نصف النهار، ثم تأمرهن فينقضن جميعاً ما غزلن، فكان هذا دأبها لا تكف عن الغَزل، ولاتبقي ما غزلت.
(10) زوجة موسى: ورد ذكرها في قوله تعالى: (وهل أتاك حديث موسى، إذ رأى ناراً فقال لأهله امكثوا) طه 10، وهي صفورا بنت شعيب عليه السلام.
(11) أم موسى: ورد ذكرها في قوله تعالى: (وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه) القصص 7، وهي يوكابد، أُمرت بإلقاء ابنها موسى عليه السلام في اليمّ (نيل مصر).
(12) أخت موسى: ورد ذكرها في قوله تعالى (وقالت لأخته قصيه) القصص 11، وكانت أسنّ من موسى عليه السلام، ومن هارون.
(13) بلقيس: ورد ذكرها في قوله تعالى: (إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم) النمل 23، وهي بلقيس بنت شراحيل، غلبت على المُلك بعد أبيها، وكان قومها يعبدون الشمس، وعرشها كان من ذهب وفضة مكلل بأنواع الجواهر.
(14) امرأة فرعون: ورد ذكرها في قوله تعالى (وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأة فرعون) التحريم 11، وهي آسية بنت مزاحم، ولم يكن لها ولد، وقيل هي التي سمّت موسى بهذا الاسم، لأنه وُجد بين ماء وشجر, أظهرت ايمانها يوم الزينة، فأمر فرعون أن توتد على ظهرها أوتاد، وأن ترضخ بصخرة عظيمة إن لم ترجع، فقالت (رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة).
(15) المُجادلة: ورد ذكرها في قوله تعالى: (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله) المجادلة 1? وهي خولة بنت حكيم وقيل: خولة بنت ثعلبة، وزوجها هو أوس بن الصامت رضي الله عنه.
(16) حمّالة الحطب: ورد ذكرها في قوله تعالى: (وامرأته حمالة الحطب المسد) 4، وهي أم جميل بنت حرب بن أمية، كانت تحمل الشوك، فتضعه في طريق النبي صلى الله عليه
وسلم، وزوجها أبو لهب: عبدالعزى، كني بذلك لتلهّب وجنتيه وإشراقهما، أو في النار مناسبة لحاله فيها.
منقول(/)
لا يزال يحترق .. !!
ـ[سلسبيل]ــــــــ[21 Aug 2004, 02:55 م]ـ
اليوم 21 أغسطس ذكرى حرق المسجد الأقصى
ففي هذا اليوم من عام 1969 قام أحد اليهود بإحراق المسجد الأقصى ......
واليوم 21 أغسطس 2004 لا يزال المسجد الأقصى يحترق! لا يزال يحترق رغم أن البعض يرى أن ناره أطفئت!! إلا أني أراها تشتعل .... وتشتعل فمن يطفئ النار؟؟
قد خدعونا بقولهم " أطفئت النار " وما أطفئت .... بل زاد لهيبها وهذا المسجد الأقصى لا يزال يصرخ .... ويستغيث .... وإني لأسمع نداءه وأسمع أنينه قد تكالبت عليه الجراح من طول السنين وألم الإنتظار وزاد الأسى! فمتى؟ ومتى؟
بالله يامسلمون تذكروا مسجدكم .. وهبوا لنصرته، وانسوا خلافاتكم فيما بينكم من أجل أولى القبلتين فإن لم يجمعنا المسجد الأقصى وما يحدث له فأي حدث بعدها يجمعنا ويوحد كلمتنا؟؟ .... فوالذي رفع السماء لو أن بيت أحدكم احترق لما وسعته الدنيا إلا بعد إنقاذه
وهذا بيت الله يحرق ويكبل ويهان أمام أعينكم وأنتم صامتون!! فما عذركم لربكم غدا
وما قولكم لرسولكم أم تردون عنه ويقال (إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك) .... ما فرطوا بعدك ... ما ضيعوا بعدك؟ ...
رفيق صلاح الدين هل لك عودة؟ ....... فإن جيوش الروم تنهى وتأمر
رفاقك في الأغوار شدوا سروجهم ....... وجيشك في حطين صلوا وكبروا
تعال إلينا فالمروءات اقفرت ........... وموطن آبائي زجاج مكسر
يطاردنا بالموت ألف خليفة ....... ففي الشرق هولاكو وفي الغرب قيصر!!
ـ[سلسبيل]ــــــــ[21 Aug 2004, 02:58 م]ـ
القدس لنا فذرات رمالها اختلطت بدمائنا ... ونسيم هوائها يشفي جراح قلوبنا .. القدس لنا وليست لسوانا ... أسألوا الرسول - عليه الصلاة والسلام عن مسراه وأين كان؟
اسألوا الأنبياء وقد صلوا في القدس عن إمامهم من يكون؟ اسألوا المسجد عن مسرى الرسول وآثار البراق التي لا تزال تقول .. القدس لنا .... اسألوا عمر وخالد وأبو عبيدة
بن الجراح .. اسألوا صلاح الدين ... اسألوا الحجر والشجر .. اسألوا التاريخ ... اسألوا ضمائركم ونبض عروقكم .. لن تجدوا إلا إجابة واحدة " القدس لنا "
بالله يا لائمي هذي مصائبنا ......... فكيف تهدأ يا هذا مراثينا
أخاف أبسم والأقصى يعاهدني .... أن أجعل القوم يشتاقون حطينا
ـ[سلسبيل]ــــــــ[21 Aug 2004, 09:34 م]ـ
وإتماما للفائدة فهذه مقتطفات مختاره من اصدار (القدس لنا) لجمعية إحياء التراث الإسلامي بدولة الكويت
* نعم الصلى هو
عن أبي ذر قال تذاكرنا ونحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أيهما أفضل: أمسجد رسول الله أم بيت المقدس؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صلاة في مسجدي أفضل من أربع صلوا ت فيه، ولنعم المصلى هو، وليوشكن أن يكون للرجل مثل شطن فرسه من من الأرض حيث يرى منه بيت المقدس خير له من الدنيا جميعا " قال: أو قال خير له من الدنيا وما فيها (أخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي) وصححه الألباني
شرح مفردات الحديث: الشطن: الحبل والجمع أشطان
بعض دلالات الحديث " ولنعم المصلى هو "
1 - من أعلام النبوة ففيه بشارة بفتح بيت المقدس قبل أن يفتح
2 - اهتمام الصحابة رضوان الله عليهم في السؤال عن المسجد الأقصى
3 - مكانة المسجد الأقصى في نفوس المسلمين وفي الشرع الإسلامي
4 - ثناء النبي صلى الله عليه وسلم على المسجد المبارك
5 - وفيه أجر الصلاة في المسجد الأقصى بـ (250) صلاة
6 - دلالة بأن قضية الأقصى ستبقى حية في نفوس أبناء هذا الدين لا يزعزع ذلك اعتقادنا بذلك إنكار الأعداء
7 - فيه إشارة إلى عظم المسئولية الموكلة لأهل الأقصى
8 - وهناك لفتة مهمة بأنه قد يأتي زمان لا يستطيع أحد من المسلمين الإقامة حول الأقصى 9 - أن نسخ القبلة الأولى لم يلغ منزلتها الشرعية في الإسلام بل بقيت منزلته محفوظة
10 - أن قضية بيت المقدس لا تنفصل أبدا عن قضية الإسلام الكبرى
بيت المقدس وما حوله في القرآن الكريم
ذكر سبحانة وتعالى بيت المقدس وما حوله في القرآن الكريم وذلك في الآيات التالية:-
1 - قال تعالى " (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير) الإسراء 1
2 - قال تعالى (ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين) الأنبياء 17
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - قال تعالى (ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين
4 - قال تعالى (وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهره .. ) سبأ 18
5 - قال تعالى (والتين والزيتون. وطور سينين) ذكر بعض المفسرين أن المقصود بالتين: بلاد الشام وأن المقصود بـ الزيتون: بيت المقدس
6 - قال تعالى (وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا ... ) البقرة 58
7 - قال تعالى (وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين) المؤمنون الآية 50 قال بعض المفسرين المراد بيت المقدس
8 - قال تعالى (يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين) المائدة 21
صحابة شدوا الرحال إلى بيت المقدس
ابو عبيدة بن الجراح
بلال بن رباح
معاذ بن جبل
عياض بن غنم
خالد بن الوليد
عبادة بن الصامت
تميم بن أوس الداري
عبد الله بن سلام
أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر
معاوية بن أبي سفيان
عبد الله بن عمر بن الخطاب
أبو ريحانة
شداد بن أوس
سلامة بن قيصر
أبو جمعة الأنصاري
عوف بن مالك الأشجعي
عمرو بن العاص
أبو أبي أيوب الأنصاري
فيروز الديلمي أو الحميري
أبو محمد النجاري
في بيت المقدس
في بيت المقدس سكن وهاجر أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام.
. في بيت المقدس أولى القبلتين وثالث المساجد التي تشد إليها الرحال.
. في بيت المقدس مسرى النبي صلى الله عليه وسلم.
. في بيت المقدس صلى النبي صلي الله عليه وسلم إماما بالأنبياء.
. في بيت المقدس يضاعف أجر وثواب الصلاة.
. في بيت المقدس خيرة الله من أرضه, يجتبي إليها حزبه من عباده.
. في بيت المقدس قيام الطائفة المنصورة, وعقر دار المؤمنين.
. في بيت المقدس ينطق الشجر والحجر ويقول: يا مسلم هذا يهودي خلفي تعال فأقتله.
. في بيت المقدس يتحصن المسلمون من الدجال ولا يدخله.
. في بيت المقدس ستعود الخلافة الإسلامية على مناهج النبوة.في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس صلاة المهدي عليه السلام بعيسى والمسلمين إماما
. في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس أرض المحشر والمنشر
فهلا عرف المسلمون
{لماذا القدس لنا}
للمسلمين
القدس للمسلمين طال الزمان أو قصر فالعاقبة للمتقين وستعود إلينا بإذن الله وهذا وعده سبحانه والله لايخلف الميعاد
القدس للمسلمين حق لا شك فيه مها ادلهم الزمن وتكالبت الأعداء لايفت في عضدنا تقادم الزمان ولا يؤثر في عزيمتنا أكاذيب اليهود الباطلة
القدس للمسلمين لأن الله جعل هذه الأرض المقدسة لأطهر وأقدس أمة، الأمة التي تحمل أطهر وأقدس رسالة وهي أمة محمد صلى الله عليه وسلم
القدس للمسلمين وهم الذين بذلوا أرواحهم لطرد الروم والصليبين منه ودفعوا تسع حملات صليبة عنه فأين كان اليهود كل هذه القرون إذا كانوا أصحاب حق في القدس
القدس للمسلمين حق قدره الله تعالى وقد سماه مسجدا قبل أن يفتح المسلمون القدس للدلالة على أنه موضع سجود لله وحده القس للمسلمين وهي أرض وقفية لا يحق بيعها أو تسليمها لأعداء الله قتلة الأنبياء ولن نتنازل أو نفرط بشبر منها
ـ[سليمان داود]ــــــــ[21 Aug 2004, 09:59 م]ـ
ألا يكفي أنها بوابة السماء؟؟؟؟؟
فقد عرج سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم الى السماء منها؟؟؟
وحتى عودته من السماء لم تكن مباشرة الى مكة؟؟؟
بل عاد الى القدس ومنها عاد الى مكة؟؟؟
ومنها رفع السيد المسيح عيسى ابن مريم؟؟؟
لأنها بوابة السماء؟؟؟
حتى أسمها مختلف فهو مستمد من القداسة
اللهم أرزقنا المشاركة في فتحها يوم فتحها
والصلاة فيها يوم يعتلي منبر بيت المقدس من يفتحها؟؟؟
ـ[سلسبيل]ــــــــ[20 Aug 2005, 02:09 م]ـ
ولا يزال يحترق ....
ولا زالت ناره تستعر في ضمير كل حر
صغير أو كبير
غني أو فقير
في الأرض السليبة هناك
أو بعيد وروحه هناك
فالأقصى في سويداء قلوبنا جميعا
شئنا أم أبينا
علمنا أم جهلنا
أنه الهواء الذي نتنفسه
والماء الذي نشربه
أغلى من دمائنا
وأعز من أرواحنا
حلم الشيخ الهرم
وأمل الفتى اليافع
قصة روتها الأم لطفلها الرضيع
فجرت دماء القدس في شريانه
بذرة رماها الفلاح في بستانه
فهو يراها كلما حركت الريح الأغصان
وكلما تفتحت زهرة
أوحتى كلما وخزته شوكه
درة استودعها البحار القاع سرا
فهو يسائل عنها البحر مرة
والأسماك مرة
لعلها تخبره بأوان العودة
وتفشي السر مرة
قصيدة ترنم بها الشاعر في أبياته
فبغيرها تخاصم قوافيه أوزانه
ولا تطيب أشعاره
أنشودة يحن بها الغريب لأوطانه
ويسلو بها عن أحبابه
فلا تفارقه وإن فارق الأوطان
ولا تهجره وإن هُجر عن الأوطان
ملحمة سطرها الشهيد بدمائه
وعلى ثراها تناثرت أشلاءه
فصارت تحت الأرض جذورا
وفوقها ورودا
إلى أن يتحقق يوما ...
حلم الشيخ الهرم
وأمل الفتى اليافع
فقتص الأم لطفلها الرضيع
أهزوجة النصر وأفراحه(/)
حديث (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها)
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[21 Aug 2004, 04:40 م]ـ
*حدثنا سليمان بن داود المهري أخبرنا ابن وهب أخبرني سعيد بن أبي أيوب عن شراحيل بن يزيد المعافري عن أبي علقمة عن أبي هريرة فيما أعلم
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها) أبوداود- الملاحم – ما يذكر في قرن المائة
حديثٌ صحيح.
أخرجه أبوداود في السنن رقم4291 , وأبو عمرو الداني في الفتن 3/ 742/364 , والهروي في ذم الكلام ص246 , والحاكم في المستدرك 4/ 522 , والبيهقي في معرفة السنن والآثار 1/ 28/422 , ومناقب الشافعي 1/ 137 , وابن عدي في الكامل 1/ 123 , وابن عساكر في تبين كذب المفتري 51 - 52 , والخطيب في تاريخ بغداد 2/ 61 , والطبراني في المعجم الأوسط 6/ 323 - 324/ 6527 , وابن حجر في توالي التأنيس بمعالي إدريس ص46 , من طرق عن ابن وهب: أخبرني سعيد بن أبي أيوب عن شراحيل بن يزيد المعافرى عن أبي علقمة عن أ [ي هريرة – فيما أعلم عن رسول الله صلى الله عليه (إن الله يبعثُ على رأس كل مئة شنةٍ من يُجددُ لها دينها).
ووقع عند الحاكم والهروي (شرحبيل) بدل (شراحيل)! وهو خطأ , قال شيخنا في السلسلة الصحيح 2/ 151 (ولا أراه محفوظاً , وقد أشار إلى ذلك الحافظ في ترجمة شرحبيل بن شريك من التهذيب).
*قال الطبراني عقب الحديث (لا يُروى هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد , تفرد به ابنُ وهب).
*وقال العراقي وغيره – كما في فيض القدير 2/ 282 (سنده صحيح)
*وقال السخاوي في المقاصد الحسنة ص122 , وابن الديبع الشيباني في تمييز الطيب من الخبيث ص51 (وسنده صحيح , رجاله كلهم ثقات , وكذا صححه الحاكم)
وحكى المناوي في الفيض 2/ 282 وغيره تصحيح الحاكم له.
*وقال السيوطي – كما في عون المعبود 11/ 267 (اتفق الحافظ على أنه حديث صحيح , ومن نص على صحته من المتأخرين: أبوالفضل العراقي وابن حجر , ومن المتقدمين: الحاكم في المستدرك والبيهقي في المدخل)
ورمز لصحته في الصغير رقم1845 , وقال شيخنا – أي الألباني – في صحيحه رقم1874 (صحيح)
*وقال في الصحيحة رقم599 (والسند صحيح , رجاله ثقات رجال مسلم)
قلت: وهو كمال قالوا , وقد صححه الإمام أحمد كما في السير 10/ 46 لكن تصحيح الحاكم لم أجده في مطبوع المستدرك , قال شيخنا (فلعله سقط ذلك من النسخ المطبوعة من المستدرك).
قلت: أو يكون منْ نصب تصحيحه للحاكم من العلماء إنما هو بناءً على إخراجه إياه في المستدرك , فاستلزموا صحته عنده من ذلك , ولعل في كلمة العلامة السخاوي في – المقاصد – بعد حكايته تصحيح الحاكم له (فإنه أخرجه في مستدركه) ما يؤيد ذلك والله أعلم.
هذا , وقد غمز الإمام أبوداود – رحمه الله – في صحته بعد أن أخرجه في السنن , فقال (رواه عبدالرحمن بن شريح الاسكندراني , لم يجُزْ به شراحيل)
يريد – رحمه الله – أن عبدالرحمن أعضله , فأسقط أبا علقمة وأباهريرة , وهذا لا يقدح في الحديث لسببين:
الأول: أن سعيد بن أبي أيوب أرفع منزلة من عبدالرحمن بن شريح , قال الحافظ في التقريب رقم2510 فيه (ثقة ثبت) بينما قال عن عبدالرحمن رقم4342 (ثقة فاضل).
الثاني: أن مع سعيد زيادة علم , وهي زيادة ثقة , فيجب أن تقبل. أفاده الشخاوي , انظر: الصحيحة 2/ 151.
وقوله الراوي (فيما أعلم) ليس بشك في وصله , بل قد جعل وصله معلوماً له , كمال قال السخاوي , وقد اعتمد الأئمة هذا الحديث.
وقد أعله بعضهم باختلاف الناس في تحديد المجددين , وأن كل طائفة تدعي أن إمامها هو المجدد , وتلك علةٌّ عليلةٌّ!! إذ المُجدد لا يشترط أن يكون واحداً فقط , بل يمكن أن يكون أكثر من واحد كما قال صاحب عون المعبود 11/ 164 وغيره.
قال الحاقظ ابن كثير – كما في كشف الخفاء 1/ 283 وغيره (وقد ادعى كل قومٍ في إمامهم أنه المراد بهذا الحديث والظاهر – والله أعلم – أنه يعمُّ حملةَ العلمِ من كل طائفة وكل صنف من أصناف العلماء: من مفسرين , ومحدثين , وفقهاء , ونحاة و ولغويين , إلى غير ذلك من الأصناف)
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الحافظ ابن حجر في الفتح 13/ 295 (لا يلزم أن يكون في رأس كل مئة سنة واحد فقط بل يكون الأمر فيه كما ذكر في الطائفة وهو متجهٌ , فإن اجتمع الصفات المحتاج إلى تجديدها لا ينحصر في نوعٍ من أنواع الخير , ولا يلزم أن جميع خصال الخير كلها في شخصٍ واحدٍ , إلا أن يُدعى ذلك في عمر بن عبدالعزيز فإنه كان القائم بالأمر على رأس المائة الأولى باتصافه بجميع صفات الخير، وتقدمه فيها؛ ومن ثم أطلق أحمد أنهم كانوا يحملون الحديث عليه، وأما من جاء بعده؛ فالشافعي - وإن كان متصفاً بالصفات الجميلة - إلا أنه لم يكن القائم بأمر الجهاد، والحكم بالعدل , فعلى هذا , كل من كان مُتصفاً بشيءٍ من ذلك عند رأس المئة هو المراد , سواء تعدد أم لا)
وقال في توالي التأنيس (حمل بعض الأئمة (مَنْ) في الحديث على أكثر من واحد , وهو ممكن بالنسبة للفظ الحديث)
قلت: فـ (مَنْ) تصلح للواحد فما فوقه , كما أفاده المناوي – أيضا – في الفيض 2/ 282.
**وكأن ابن الأثير يضع السكين على المفصل حينما قال (لا يلزم أن يكون المبعوث على رأس المائة رجلاً واحداً وإنما قد يكون واحداً وقد يكون أكثر منه؛ فإن لفظة (مَنْ) تقع على الواحد والجمع، وكذلك لا يلزم منه أن يكون أراد بالمبعوث: الفقهاءَ خاصة - كما ذهب إليه بعض العلماء - فإنّ انتفاع الأمة بغيرهم أيضاً كثير مثل: أولي الأمر، وأصحاب الحديث، والقراء والوعاظ، وأصحاب الطبقات من الزهاد؛ فإن كل قومٍ ينفعون بفن لا ينفع به الآخر؛ إذ الأصل في حفظ الدين حفظ قانون السياسة، وبث العدل والتناصف الذي به تحقن الدماء، ويُتمكن من إقامة قوانين الشرع، وهذا وظيفة أولي الأمر. وكذلك أصحاب الحديث ينفعون بضبط الأحاديث التي هي أدلة الشرع، والقرّاء ينفعون بحفظ القراءات وضبط الروايات، والزهاد ينفعون بالمواعظ والحث على لزوم التقوى والزهد في الدنيا. فكل واحد ينفع بغير ما ينفع به الآخر ... فإذا تحمل تأويل الحديث على هذا الوجه كان أولى، وأبعد من التهمة، فالأحسن والأجدر أن يكون ذلك إشارة إلى حدوث جماعةٍ من الأكابر المشهورين على رأس كل مائة سنة، يجددون للناس دينهم .. (
وهنا يلزمنا ذكر حديثان الأول (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاثٍ وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي (واه مسلم في صحيحه 3/ 1523 كتاب الإمارة حديث رقم 1920.
(لا تزال طائفة من أمتي على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله (رواه الترمذي في سننه 5/ 26 كتاب الإيمان رقم2641 , وابن ماجخ في المقدمة رقم6 , وأحمد في المسند 3/ 436 , 5/ 34 - 35 , وعلى بن الجعد في مسنده رقم1111 , واللالكائي في شرح أصول الأعتقاد رقم172 , والداني في الفتن ص171 - 172 , وابن حبان في صحيحه رقم61 , والحاكم في معرفة علوم الحديث ص2 , والخطيب البغدادي في شرف أصحاب الحديث رقم11 , 44 ,45 , وغريهم من طريق شعبة: حدثنا معاوية بن قرة عن أبيه مرفوعاً (إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم , لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة) الحديث
قال الترمذي (حديث حسن صحيح)
قلت: وإسناده صحيح على شرط الشيخين , خلا قرة رضي الله عنه , فإنه من رجال السنن الأربعة. وفي الباب عن عمران بن حصين , وجابر بن عبدالله , وجابر بن سمرة , وعمر بن الخطاب , وأبي هريرة , ومعاذ بن جبل , وأبي أمامة , وعبدالله بن عمرو وغيرهم.
وهو حديث متواتر , كمال قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الاقتضاء ص6 , والسيوطي في قطف الأزهار المتناثرة ص216 , والكتاني في نظم المتناثر ص93 , وشيخنا الألباني رحمه الله في صلاة العيدين ص39 - 40 وغيرهم.
ثم رأيت في ذم الكلام للهروي ص246 , والحيلة لأبي نعيم 9/ 97 - 98 , وتوالي التأنيس لابن حجر ص48 , من طريق حميد بن زنجويه: سمعت أحمد بن حنبل يقول: يُروى في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله يَمُن على أهل دينه في رأس كل مئة سنةٍ برجلٍ من أهل بيتي يبين لهم أمر دينهم)
وسنده صحيح إلى الإمام أحمد , وقال السبكي في الطبقات 1/ 199 (وهذا ثابت عن الإمام أحمد)
وله طرق أخرى عند ابن عبدالبر في (الانتقاء من فضائل الأئمة الثلاثة الفقهاء) ص126.
قلت: لكن متنه فيه نكارة , إذ حصر المجدد في رجل واحد , وأن يكون من أهل البيت , هذا مع ضعف إسناده , لجهالتنا بالإسناد فيما فوق الإمام أحمد , نقول هذا – وإن كان الظاهر احتجاج أحمد به - , لأنه لا يجوز نسبةُ حديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بعد ثبوت صحة الإسناد إليه صلى الله عليه وسلم لدينا , وهذا غيرُ متوفرٍ لنا في مثل هذا اللفظ للحديث , وقد علمت أن الذي ثبت لدينا بالإسناد الصحيح هو اللفظ السابق.
وقال أبوبكر البزار – كما في توالي التأنيس (سمعت عبدالملك بن عبدالحميد الميموني: قال أحمد بن حنبل: رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يقول: إن الله يُقيضُ في راس كل مئةِ سنةٍ مًنْ يُعلم الناس دينهم) أهـ بتصرف.
وسنده صحيح ‘ليه – أيضا - , عبدالملك ثقة فاضل , لازم أحمد أكثر من عشرين سنة , كما في التقريب رقم4692
من كتاب منهاج أهل السنة والجماعة في العقيدة والعمل ص9 - 11(/)
أشهر قراء العالم الاسلامي ... صور
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[22 Aug 2004, 01:28 م]ـ
أشهر قراء العالم الاسلامي من جمهورية مصر العربية:
رحمهم الله جميعا(/)
ويبقى وجه ربك
ـ[المدمر]ــــــــ[22 Aug 2004, 06:19 م]ـ
ويبقى وجه ربك
لابد أن يأتي يوم ويرحل فيه كل الخلائق ولا يبقى في الكون إلا خالقه .. الله سبحانه وتعالى .. فإذا نفخ إسرافيل النفخة الاولى وصعق من في السموات والارض .... فعندها يقول الله سبحانه وتعالى لملك الموت يا ملك الموت: من بقي من خلقي؟ فيقول ملك الموت: سبحانك لم يبق إلا جبريل وميكائيل وأنا عبدك الماثل بين يديك!!
فيقول الله: اذهب واقبض روح جبريل .. فيذهب ويقبض روح جبريل!!!
فيقول الله: من بقي يا ملك الموت من خلقي؟
فيقول لله سبحانه وتعالى: لم يبق الا ميكائيل وأنا!!؟
فيقول الله: اذهب واقبض روح ميكائيل!!!!؟
فيذهب ويقبض روح ميكائيل ..
فيقول الله تعالى: من بقي من خلقي يا ملك الموت؟
فيقول ملك الموت: سبحانك لم يبق إلا عبدك الماثل بين يديك ........ ؟
فيقول الله: ُمت يا ملك الموت!!؟
وعندما يموت يقول ملك الموت: وعزتك وجلالك لو كنت أعلم أن سكرات الموت شديدة هكذا لدعوتك أن تعفيني من قبض أرواح العباد ..
لا إله إلا الله .. كل من عليها يفنى ويزول ويبقى وجه الله سبحانه وتعالى ذو الجلال والإكرام(/)
من مظاهر التقصير والخطأ في تربية الأولاد
ـ[إمداد]ــــــــ[23 Aug 2004, 08:25 م]ـ
بالرغم من عظم مسؤولية تربية الأولاد إلا أن كثيرا من الناس قد فرط بها، واستهان بأمرها، ولم يرعها حق رعايتها، فأضاعوا أولادهم، وأهملوا تربيتهم، فلا يسألون عنهم، ولا يوجهونهم.
وإذا رأوا منهم تمردا أو انحرافا بدءوا يتذمرون ويشكون من ذلك، وما علموا أنهم هم السبب الأول في ذلك التمرد والانحراف كما قيل:
ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له إيَاك إياك أن تبتل بالماء
والتقصير في تربية الأولاد يأخذ صورا شتى، ومظاهر عديدة تتسبب في انحراف الأولاد وتمردهم، فمن ذلك ما يلي:
بقية الموضوع في الماف المرفق
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[24 Aug 2004, 02:21 م]ـ
حملت الملف لكنه لا يعمل فهل لك أن تضعه ثانية
ـ[إمداد]ــــــــ[24 Aug 2004, 08:20 م]ـ
من مظاهر التقصير والخطأ في تربية الأولاد
بالرغم من عظم مسؤولية تربية الأولاد إلا أن كثيرا من الناس قد فرط بها، واستهان بأمرها، ولم يرعها حق رعايتها، فأضاعوا أولادهم، وأهملوا تربيتهم، فلا يسألون عنهم، ولا يوجهونهم.
وإذا رأوا منهم تمردا أو انحرافا بدءوا يتذمرون ويشكون من ذلك، وما علموا أنهم هم السبب الأول في ذلك التمرد والانحراف كما قيل:
ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له إيَاك إياك أن تبتل بالماء
والتقصير في تربية الأولاد يأخذ صورا شتى، ومظاهر عديدة تتسبب في انحراف الأولاد وتمردهم، فمن ذلك ما يلي:
1 - تنشئة الأولاد على الجبن والخوف والهلع والفزع:
فمما يلاحظ على أسلوبنا في التربية- تخويف الأولاد حين يبكون ليسكتوا؛ فنخوفهم بالغول، والبعبع، والحرامي، والعفريت، وصوت الريح، وغير ذلك.
وأسوأ ما في هذا- أن نخوفهم بالأستاذ، أو المدرسة، أو الطبيب؛ فينشأ الولد جبانا رعديدا يفرق من ظله، ويخاف مما لا يخاف منه.
وأشد ما يغرس الخوف والجبن في نفس الطفل- أن نجزع إذا وقع على الأرض، وسال الدم من وجهه، أو يده، أو ركبته، فبدلاً من أن تبتسم الأم، وتهدئ من روع ولدها وتشعره بأن الأمر يسير- تجدها تهلع وتفزع، وتلطم وجهها، وتضرب صدرها، وتطلب النجدة من أهل البيت، وتهول المصيبة، فيزداد الولد بكاءً، ويتعود الخوف من رؤية الدم، أو الشعور بالألم.
2 - تربيتهم على التهور، وسلاطة اللسان والتطاول على الآخرين، وتسمية ذلك شجاعة:
وهذا خلل في التربية، وهو نقيض الأول، والحق إنما هو في التوسط.
3 - تربيتهم على الميوعة، والفوضى، وتعويدهم على الترف والنعيم والبذخ:
فينشأ الولد مترفاً منعماً، همه خاصة نفسه فحسب، فلا يهتم بالآخرين، ولا يسأل عن إخوانه المسلمين، لا يشاركهم أفراحهم، ولا يشاطرهم أتراحهم؛ فتربية الأولاد على هذا النحو مما يفسد الفطرة، ويقتل الاستقامة، ويقضي على المروءة والشجاعة.
4 - بسط اليد للأولاد، وإعطاؤهم كل ما يريدون:
فبعض الوالدين يعطي أولاده كل ما سألوه، ولا يمنعهم شيئاً أرادوه، فتجد يده مبسوطة لهم بالعطاء، وهم يعبثون بالأموال، ويصرفونها في اللهو والباطل، مما يجعلهم لا يأبهون بقيمة المال، ولا يحسنون تصريفه.
5 - إعطاؤهم ما يريدون إذا بكوا بحضرة الوالد، خصوصا الصغار:
فيحصل كثيرا أن يطلب الصغار من آبائهم أو أمهاتهم طلبا ما، فإذا رفض الوالدان ذلك لجأ الصغار إلى البكاء؛ حتى يحصل لهم مطلوبهم، عندها ينصاع الوالدان للأمر، وينفذان الطلب، إما شفقة على الولد، أو رغبة في إسكاته والتخلص منه، أو غير ذلك؛ فهذا من الخلل بمكان، فهو يسبب الميوعة والضعف للأولاد.
وذلك أن الولد يبكي، فتعطيه أمه الثدي، فينطبع في نفسه أن الصراخ هو الوسيلة إلى الوصول إلى ما يريد، ويكبر على هذا
6 - شراء السيارات لهم وهم صغار:
فبعض الوالدين يشتري لأولاده السيارة وهم صغار، إما لأن الابن ألح عليه في ذلك، أو لأن الأب يريد التخلص من كثرة طلبات المنزل، ويريد إلقاءها على ولده، أو أن الابن ألح على الأم، والأم ألحت على الأب، أو لغير ذلك من الاعتبارات.
فإذا تمكن الولد من السيارة فإنه- في الغالب- يبدأ في سلوك طريق الانحراف، فتراه يسهر بالليل، وتراه يكثر الخروج من المنزل، وتراه يرتبط بصحبة سيئة، وربما آذى عباد الله بكثرة التفحيط، وربما بدأ في الغياب عن المدرسة، وهكذا يتمرد على والديه، فيصعب قياده، ويعز إرشاده.
(يُتْبَعُ)
(/)
7 - الشدة والقسوة عليهم أكثر من اللازم:
إما بضربهم ضربا مبرحا إذا أخطأوا- ولو للمرة الأولى- أو بكثرة تقريعهم وتأنيبهم عند كل صغيرة وكبيرة، أو غير ذلك من ألوان الشدة والقسوة.
8 - شدة التقتير عليهم:
فبعض الآباء يقتر على أولاده أكثر من اللازم، مما يجعلهم يشعرون بالنقص، ويحسون بالحاجة، وربما قادهم ذلك إلى البحث عن المال بطريقة أو بأخرى، إما بالسرقة، أو بسؤال الناس، أو بالارتماء في أحضان رفقة السوء وأهل الإجرام.
9 - حرمانهم من العطف والشفقة والحنان:
ما يجعلهم يبحثون عن ذلك خارج المنزل؛ لعلهم يجدون من يشعرهم بذلك.
10 - الاهتمام بالمظاهر فحسب:
فكثير من الناس يرى أن حسن التربية يقتصر على الطعام الطيب، والشراب الهنيء، والكسوة الفخمة، والدراسة المتفوقة، والظهور أمام الناس بالمظهر الحسن، ولا يدخل عندهم تنشئة الولد على التدين الصادق، والخلق الكريم.
11 - المبالغة في إحسان الظن بالأولاد:
فبعض الآباء يبالغ في إحسان الظن بأولاده، فتجده لا يسأل عنهم، ولا يتفقد أحوالهم، ولا يعرف شيئاً عن أصحابهم؛ وذلك لفرط ثقته بهم، فتراه لا يقبل عدلا ولا صرفا في أولاده، فإذا وقع أولاده أو أحد منهم في بلية، أو انحرف عن الجادة السوية، ثم نبه الأب عن ذلك- بدأ يدافع عنهم، ويلتمس المعاذير لهم، ويتهم من نبهه أو نصحه بالتهويل، والتعجل، والتدخل فيما لا يعنيه.
12 - المبالغة في إساءة الظن بهم:
وهذا نقيض السابق، فهناك من يسيء الظن بأولاده، ويبالغ في ذلك مبالغة تخرجه عن طوره، فتجده يتهم نياتهم، ولا يثق بهم البتة، ويشعرهم بأنه خلفهم في كل صغيرة وكبيرة، دون أن يتغاضى عن شيء من هفواتهم وزلاتهم.
13 - التفريق بينهم:
فتجد من الناس من يفرق بين أولاده، ولا يعدل بينهم بالسوية، سواء كان ذلك ماديا أو معنويا.
فهناك من يفرق بين أولاده في العطايا والهدايا والهبات، وهناك من يفرق بينهم بالملاطفة والمزاح، وغير ذلك، مما يوغر صدور بعضهم على بعض، ويتسبب في شيوع البغضاء بينهم، ويبعث على نفورهم وتنافرهم.
ومن مظاهر التفريق بين الأولاد- ما تجده عند بعض الآباء، حيث يخص أحد أبنائه الكبار بمبلغ من المال، ويشتري له قطعة أرض، وربما بناها له دون حاجة إلى ذلك، فإذا قيل له: وما نصيب الصغار والبنات؟ قال: الصغار نعطيهم إذا كبروا، والبنات يتزوجن ويكفيهن الأزواج المئونة.
بل ربما أعطى بعض الأولاد، ومنع بعضهم الآخر، أو زوج بعضهم دون الآخر مع أن السن متقاربة، والحاجة واحدة، ولكنه يفرق بينهم لهوى في نفسه، أو لأن هذا من تلك الزوجة الأثيرة عنده، وذاك من الزوجة التي ليس لها ود في قلبه.
ولا شك أن هذا التصرف باطل ينافي العدل بين الأولاد، فمن الذي يضمن لهذا الرجل أن يعيش حتى يكبر أبناؤه الصغار؟ ومن الذي يضمن له أنهم سيعيشون حتى يكبروا؟ ومن الذي يضمن له أنه سيستمر على غناه ويساره حتى يكبروا.
ثم إن البنات لهن حق ولو تزوجن، فالذي يليق بالوالد إذا أعطى أحدا من أولاده شيئاً أن يعطي الآخرين مثله أو أن يدخره لهم، أو أن يكتب على هذا المعطى أنه أخذ كذا وكذا، فإما أن يكون دينا عليه، أو يحسم من حقه من الميراث بعد وفاة الوالد، وهكذا؛ فذلك لا ينافي العدل. كما لا ينافي العدل- أيضا- أن يعطي بعض الأولاد ما يحتاجه من علاج، أو نفقة دراسية، أو أن يشتري له سيارة إذا كان محتاجا لها، وهكذا يعطي كل من احتاج إلى شيء من النفقة أو نحوها.
ولا يلزمه إذا أعطى أحدا من أولاده على نحو ما مضى أن يعطي الآخرين في الوقت نفسه.
أما العطية والهبة التي تكون لغير حاجة؛ حيث يخص بها بعضهم دون بعض- فذلك مما ينافي العدل.
14 - التسخط بالبنات:
وهذا- قبل أن يكون خللاً في التربية- هو خلل في العقيدة، فبعض الناس إذا رزقه الله بنتاً تسخط بها، وضاق ذرعاً بمقدمها، ولا شك أن هذا الصنيع من أعمال الجاهلية وأخلاق أهلها، الذين ذمهم الله- عز وجل- في قوله: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [النحل: 58 - 59].
(يُتْبَعُ)
(/)
وما أشبه الليلة بالبارحة، فلو زرت أحد مستشفيات الولادة في بلاد المسلمين، وقلبت طرفك في وجوه الذين ولد لهم بنات، وراقبت كلامهم، وسبرت أحوالهم عند إخبارهم بذلك- لوجدت توافقا عجيبا، وتطابقا غريبا بين حال كثير من هؤلاء، وحال الجاهليين الذي قص الله علينا أمرهم.
وفي بعض المستشفيات قد يكتشفون ما برحم المرأة قبل الولادة عبر الأشعة الصوتية، فإذا كان ما في الرحم ذكرا بشروا، وإن كان أنثى اقصروا، بل ربما عزوا - عياذا بالله-.
فتسخط البنات أمر خطير وفيه عدة محاذير، منها:
أ- أنه اعتراض على قدر الله- عز وجل-.
ب- أن فيه ردا لهبة الله بدلا من شكرها، وكفى بذلك تعرضا لمقت الله.
ج- أنه تشبه بأخلاق أهل الجاهلية.
د- أنه دليل على السفه والجهل والخلل في العقل.
هـ- أنه تحميل للمرأة ما لا تطيق؛ فبعضهم يغضب على المرأة بمجرد إتيانها بالأنثى، وما علم أنه هو السبب لو كان يعقل؛ إذ يعامل المرأة معاملة من لو كانت ولادة الذكور باختيارها.
و- أن فيه إهانة للمرأة وحطاً من قدرها.
15 - ومن صور التقصير في تربية الأولاد تسميتهم بأسماء سيئة:
فهذا خلل في التربية وجناية على الأولاد، قال الشيخ العلامة بكر أبو زيد- حفظه الله-: "إني تأملت عامة الذنوب والمعاصي، فوجدت الذنوب والمعاصي إذا تاب العبد منها- تجذمها التوبة، وتقطع سيئ أثرها لتوها؛ فكما أن الإسلام يجب ما قبله وأكبره الشرك- فإن التوبة تجب ما قبلها متى اكتملت شروطها المعتبرة شرعا، وهي معلومة أو بحكم المعلومة.
لكن هناك معصية تتسلسل في الأصلاب، وعارها يلحق الأحفاد من الأجداد، ويتندر بها الرجال على الرجال، والولدان على الولدان، والنسوة على النسوان، فالتوبة منها تحتاج إلى مشوار طويل العثار؛ لأنها مسجلة في وثائق المعاش من حين استهلال المولود صارخاً في هذه الحياة الدنيا إلى ما شاء الله من حياته، في شهادة الميلاد، وحفيظة النفوس، وبطاقة الأحوال، والشهادات الدراسية، ورخصة القيادة، والوثائق الشرعية ...
إنها "تسمية المولود، التي تعثر فيها "الأب" فلم يهتد لاسم يقره الشرع المطهر، ويستوعبه لسان العرب، وتستلهمه الفطرة السليمة.
وهذه واحدة من إفرازات التموجات الفكرية التي ذهبت ببعض الآباء كل مذهب، كل بقدر ما أثر به من ثقافة وافدة، وكان من أسوئها ما نفث به بعض المستغربين منها من عشق كلف، وظمأ شديد لأسماء الكافرين، والتقاط كل اسم رخو فتخاذل وعزوف سادر عن "زينة المواليد" الأسماء الشرعية".
فمن الأخطاء التي تقع في تسمية المولود ما يلي:
أ- تسميتهم بالأسماء الممنوعة المحرمة: كتسميتهم بأسماء الله المختصة به؛ مثل الأحد، الرحمن، الله، الخالق، ومن ذلك الأسماء المعبدة لغير الله- تعالى- مثل عبد النبي، عبد الحسين، عبد علي، وكذلك تسميتهم بالأسماء الأجنبية الخاصة بأعدائنا من اليهود والنصارى وغيرهم؛ مثل: جورج، ود يفيد، وما يكل، وجو زيف، وديانا، وجا كلين، لأن هذا يجر- ولو على المدى البعيد- إلى موالاتهم.
ب- تسميتهم بالأسماء التي ينبغي تجنبها والتي قد تكون محرمة: كتسميتهم بأسماء الجبابرة والطواغيت؛ أمثال: فرعون، وهامان، وقارون، ومن كان في قافلتهم وعلى شاكلتهم مثل ماركس، ولينين، وستالين، وفر ويد؛ لأن التسمي بهم ينم عن الرضا بأفعالهم، والمحبة لمناهجهم.
ج- تسميتهم بالأسماء التي يظن أنها من أسماء الله- تعالى-: فهذه من الأسماء المكروهة شرعا كالتسمية ب: عبد المقصود، وعبد الستار، وعبد الموجود.
د- تسميتهم بالأسماء المكروهة أدبا وذوقا: وهي التي تحمل في ألفاظها تشاؤما، أو معاني تكرهها النفوس، كحرب، وحما ر، وكلب، ومرة.
هـ- تسمية الأولاد بالأسماء التي تسبب الضحك وتثير السخرية: مثل: شحات، وفلفل، وخيشة، وجحش، وبغل، وفجل.
و- التسمية بالأسماء التي توحي بالتميع والغرام وخدش الحياء: مثل: هيام، ومعناه: الجنون في العشق، وكذلك وصال، وفاتن، وفتنة، وشادية.
ز- التسمية بأسماء الملائكة: خاصة للنساء؛ إذ يخشى أن يكون تشبهاً بالمشركين.
ح- تسميتهم بالأسماء التي تتضمن تزكية دينية، مثل: برة.
16 - مكث الوالد طويلاً خارج المنزل:
فبعض الآباء يهمل منزله، ويمكث طويلاً خارجه، مما يعرض الأولاد للفتن، والمصائب، والضياع والانحراف، ومن مظاهر ذلك ما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
أ- الاشتغال عن الأولاد بالبيع والشراء والتجارة، ولو عوتب الأب على ذلك لقال: إنما أعمل لأجلهم.
ب- السفر الطويل خارج البلد للعمل أو النزهة.
ج- العكوف الساعات الطوال مع الأصحاب في الاستراحات والمتنزهات.
د- إهمال البيت الأول إذا بنى الأب بزوجة جديدة، وسكن معها بمسكن جديد؛ فكم من الناس من يهمل بيته الأول إذا بنى بزوجة جديدة، فيضيع الأولاد، ويتشردون، بسبب انشغال والدهم، وبعده عنهم.
هـ- كثرة خروج الأم من المنزل إما للأسواق أو للزيارات.
هذه بعض مظاهر المكث خارج المنزل، فكم في هذا الصنيع من إهمال للأولاد، وكم فيه من تعريض لهم للفتنة، وكم فيه من حرمان لهم من الشفقة والرعاية والعناية، وما أحسن ما قيل:
ليس اليتيم من انتهى أبواه من هم الحياة وخلفاه ذليلا
إن اليتيم هو الذي تلقى له أماً تخلت أو أباً مشغولا
17 - الدعاء على الأولاد:
فكم من الوالدين- وخصوصا الأمهات- من يدعو على أولاده، فتجد الأم- لأدنى سبب- تدعو على ولدها البريء بالحمى، أو أن يقتل بالرصاص، أو أن تدهسه سيارة، أو أن يصاب بالعمى أو الصمم، وتجد من الآباء من يدعو على أبنائه بمجرد أن يرى منهم عقوقا أو تمردا ربما كان هو السبب فيه.
وما علم الوالدان أن هذا الدعاء ربما وافق ساعة إجابة، فتقع الدعوة موقعها، فيندمان ولات ساعة مندم.
ولهذا قال- عليه الصلاة والسلام-: "لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة تسأل فيها عطاء فيستجيب لكم".
18 - التربية على سفا سف الأمور، وسيئ العبارات، ومرذول الأخلاق:
كتقليد الكفار، وتعويد البنات على لبس القصير من الثياب، ومن ذلك تعويدهم على إطلاق العبارات النابية، والكلمات المقذعة، وذلك من خلال كثرة ترديد الوالدين لتلك العبارات، أو من خلال نبز الأولاد بالألقاب عند مناداتهم، مما يجعل الأولاد يألفون هذه العبارات، ولا يراعون آداب الكلام.
19 - فعل المنكرات أمام الأولاد، أو إقرارهم عليها:
كشرب الدخان، أو حلق اللحية، أو سماع الأغاني، أو مشاهدة الأفلام الساقطة، أو متابعة المسلسلات التليفزيونية، وكتبرج المرأة أمام بناتها، وكثرة خروجها من المنزل لغير حاجة، إلى غير ذلك، فهذا كله يجعل من الوالدين قدوة سيئة للأولاد.
وكذلك قد يرى الوالد على أولاده بعض المنكرات، فلا تراه يحرك ساكناً تجاههم؛ مما يجعلهم يستمرؤون المنكر.
20 - جلب المنكرات للمنزل:
سواء كانت من المجلات الخليعة، أو من أجهزة الفساد المدمرة، أو الكتب التي تتحدث عن الجنس صراحة، أو غيرها من المنكرات.
فخذه وسائل تخريب، ومعاول هدم، وأدوات فساد وانحلال، ومدارس لهدم العقيدة وتمييع الأخلاق، والتدريب العملي على ارتكاب الفواحش؛ فهذه الوسائل لها قدرة كبيرة على الإقناع، ولها تأثير بالغ في تنحية دور الأسرة في التربية.
21 - كثرة المشكلات بين الوالدين:
فهذا العمل له دوره السيئ على الأولاد، فما موقف الولد الذي يرى والده وهو يضرب والدته؟ ويغلظ عليها بالقول؟ وما موقفه إذا رأى أمه تسيء معاملة والده؟
لا شك أن نوازع الشر ستتحرك في نفسه، ومراجل الحقد ستغلي في جوفه، فتزول الرحمة من قلبه، وينزع إلى الشر والعدوانية.
22 - التناقض:
كأن يأمر الوالد أولاده بالصدق وهو يكذب، ويأمرهم بالوفاء بالوعد وهو يخلف، ويأمرهم بالبر والصلة وهو عاق قاطع، أو ينهاهم عن شرب الدخان وهو يشرب، وهكذا ... وليس معنى ذلك أن يترك الوالد نصح أولاده إذا كان مقصراً أو مفرطاً في بعض الأمور، بل ينبغي أن ينصح لهم، ولو لم يكن عاملا بما يقول، وإنما المقصود بيان أن التناقض بين القول والفعل- يفقد النصائح أثرها.
23 - العهد للخادمات والمربيات بتربية الأولاد:
فهذا الأمر جد خطير، خصوصا إذا كانت الخادمة أو المربية كافرة؛ فذلك مدعاة لانحراف الأولاد، وفساد عقائدهم وأخلاقهم.
24 - ترك البنات يذهبن للسوق بلا محرم:
ولا شك أن هذا تفريط عظيم وإخلال بالأمانة، فمن الناس من يذهب ببناته إلى السوق الذي يبيع فيه الرجال، فيمكثن فيه الساعات الطوال، يتجولن بين الباعة بدون محرم؛ مما يعرضهن للفتنة، ويجعلهن تفين غيرهن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولو قيل لبعض هؤلاء: لِم لا تنزل معهم إلى السوق؟ لقال: أستحي أن يراني أحد معهن! سبحان الله، أ تستحي من الناس ولا تستحي من الله؟! أما تخاف العقوبة؟! أما تخشى الفتنة؟! لو كان عندك غنم ما تركتها بلا راع يرعاها، أعرضك أرخص عندك من غنمك؟! أما تخشى عليه من الذئاب الضارية؟!
ومن رعى غنما في أرض مسبعه ونام عنها تولى رعيها الأسد
25 - إهمال الهاتف وترك مراقبته في المنزل:
فبعض الآباء- هداه الله- لا يلقي للهاتف بالاً، ولا يراقبه البتة، بل ربما أعطى كل واحد من أبنائه وبناته هاتفا خاصا في غرفته، أو يعطيهم هاتفا جوالا ولو كانوا لا يدركون مخاطره، ولا يستفيدون منه على الوجه الصحيح. وما علم أن الهاتف إذا أسيء استخدامه أصبح معول هدم وخراب؛ فكم جر من بلايا ورزايا، وكم قاد إلى الشرور والمحن، وكم انتهك بسببه من عرض، وكم خرب لأجله من بيت.
26 - الغفلة عما يقرؤه الأولاد:
فالقراءة- ولا شك- تصوغ الفكر، وتؤثر في القارئ سلبا أو إيجابا.
وبعض الآباء لا يلقى لها بالاً، فلا يسأل عن قراءة أولاده، ولا يوجههم إلى القراءة النافعة، ولا يحذرهم من القراءة الضارة.
27 - احتقار الأولاد وقلة تشجيعهم:
ومن مظاهر ذلك:
أ- إسكاتهم إذا تكلموا، والسخرية بهم وبحديثهم؛ مما يجعل الولد عديم الثقة بنفسه، قليل الجرأة في الكلام والتعبير عن رأيه.
ب- التشنيع عليهم إذا أخطأوا ولمزهم إذا أخفقوا في موقف، أو تعثروا في مناسبة، مما يولد لديهم الخجل والهزيمة، ويشعر الوالد بالعجب والكبرياء، فيتكون بذلك الحاجز النفسي بين الطرفين؛ فلا يمكن بعده للوالد أن يؤثر في أولاده.
ج- ازدراؤهم إذا استقاموا: وهذا أشد الاحتقار وأعظم صوره، فتجد من الآباء من يحتقر أولاده إذا رأى منهم تقى وصلاحا واستقامة وهداية، مما يجعلهم يضلون، وعلى أعقابهم ينكصون، فيصبحون بعد ذلك عالة عليه، وسببا لجر البلايا إليه.
28 - قلة العناية بتربيتهم على تحمل المسؤولية:
فبعض الآباء لا يربي أولاده على تحمل المسؤولية؛ إما لإراحتهم، أو لعدم ثقته بهم، أو لعدم مبالاته في تربيتهم، فتجد من الآباء- على سبيل المثال- من لديه محلات تجارية كثيرة، وتجده يستقدم العمال من خارج بلاده، وربما كانوا من الكفار، وربما استعان بمن يعمل عنده من أهل بلده، وأولاده في المنزل لا عمل لهم، بل ربما عملوا عند غيره. وقد يكون الأبناء مقصرين أو عاقين، ولكن ما دور الأب تجاههم؟
أما إذا كان الأولاد يشتغلون بطلب العلم، أو الدعوة إلى الله، أو نحو ذلك من معالي الأمور، وأراد الوالد أن يفرغهم لما توجهوا إليه من تلك الأعمال العظيمة- فلا بأس بذلك، بل إن الوالد يحمد على صنيعه هذا.
وإنما اللوم يقع لمن تركهم عالة على غيرهم، وهو قادر على استصلاحهم، والأخذ بأيديهم إلى ما ينفعهم.
29 - عدم إعطائهم فرصة للتصحيح والتغيير للأفضل:
فبمجرد أدنى خطأ أو زلة- تجد بعض الآباء يزري بولده، ولا يكاد ينسى هذا الخطأ له، فإذا سرق الولد ناداه باسم السارق، وإذا كذب ناداه باسم الكذاب، وكأن هذه الأخطاء ضربة لازب لا تزول، أو وصمة عار لا تنمحي، ومن هنا ينشأ الولد وفي نفسه أنه سارق أو كذاب، فلا يحاول التخلص من عيبه، ولا يجد من يعينه على ذلك.
30 - سوء الفهم لنفسية الأولاد وطبائعهم:
فكثير من الآباء لا يفهم نفسية أولاده، ولا يعرف طبائعهم وأمزجتهم؛ فالأولاد تختلف أمزجتهم وطبائعهم؛ فمنهم من يغضب بسرعة، ومنهم من يتسم بالبرود، ومنهم من هو معتدل المزاج، فمعاملتهم بنمط واحد- بالرغم من تباين نفسياتهم- قد يتسبب في انحرافهم وميلهم.
31 - قلة المراعاة لتقدير مراحل العمر التي يمر بها الولد:
فتجد من الوالدين من يعامل الولد على أنه طفل صغير، بالرغم من أنه قد كبر، فهذه المعاملة تؤثر في نفس الولد وتشعره بالنقص، فلكل مرحلة من مراحل العمر معاملتها الخاصة التي يجدر بالوالد مراعاتها، والأخذ بها.
32 - الشماتة بالمبتلين:
فبعض الآباء إذا رأى مبتلى بدأ يشمت به، ويتهم أهله بالتقصير في تربيته، بدلاً من أن يسأل الله السلامة لنفسه، والعافية لهذا المبتلى؛ فكم من الناس من انحرف أبناؤه وضلوا؛ بسبب شماتته، وذرابة لسانه، وجرأته على الناس.
33 - قلة الاهتمام باختيار مدارس الأولاد:
(يُتْبَعُ)
(/)
فكم من الآباء من لا يهتم بذلك، فتجده لا يسأل عن المدرسة التي سيدرس فيها ابنه، ولا عن المدرسين وسلوكهم وأخلاقهم، ولا عن المناهج الدراسية، ولا عن نوعية الطلاب الذين يدرسون في المدرسة مع ابنه.
34 - إلحاقهم بالمدارس الأجنبية:
التي تفسد عقائدهم وأخلاقهم، خصوصا إذا كانوا صغارا، أو قليلي الحصانة من العلم والتقوى.
وقد لا يقتصر فسادهم على أنفسهم، بل يصبحون معاول هدم لأمتهم.
35 - قلة التعاون مع مدارس الأولاد أو انعدامه بالكلية:
فكثير من الآباء لا يتعاون مع المدارس التي يدرس فيها أولاده، بل ربما لا يعلم أين يدرسون.
36 - الدفاع عن الولد بحضرته خصوصا في المدرسة:
فقد يحدث أن يقوم أحد المدرسين أو المسؤولين في المدرسة بتأنيب طالب من الطلاب أو عقابه، ثم يأتي والده وقد غضب غضبة مضرية، وبدلاً من الحوار الهادئ مع صاحب الشأن، وبدلا من أن يكون ذلك بعيداً عن ناظري الولد- تجد ذلك الوالد يطلق العبارات النابية على الأستاذ أو المسؤول، ويصب جام غضبه عليه، وينزله في الحضيض بحضور ولده، ومن هنا تقل قيمة المدرسة في نفس الولد، ويشعر بالزهو والتيه والإعجاب بالنفس، فلا يكاد بعد ذلك يصيخ السمع للمعلمين والمربين.
37 - ترك المبادرة في تزويج الأبناء مع الحاجة والمقدرة:
فمن الآباء من لا يحفل بهذا الأمر؛ فتراه لا يبادر إلى تزويج أبنائه مع حاجاتهم إلى الزواج، ومع غنى الأب، واستطاعته أن يزوجهم.
وهذا خطأ فادح؛ حيث يترتب عليه مفاسد عظيمة تعود على الفرد والأمة؛ فبسببه تتعطل الشباب عن الزواج إلى سن متأخرة، وبسببه تضيع أعراض، وأخلاق.
وقد يصاب ذلك الابن الذي لم يبادر في تزويجه بمرض عضال، إما بسبب حادث سيارة أو غير ذلك، فلا يتمكن معه من الزواج، ولا يقبل أحد أن يزوجه بسببه؛ فمن يقوم على رعايته، خصوصاً إذا كان الوالدان كبيرين وليس عندهما من يقوم به، بل قد لا يجد من يلتفت إليه بعد فراق والديه الدنيا، كما أن المنية قد تفاجئ هذا الذي أخر زواجه، فيتوفى دون أن تكون له ذرية تدعو له، وتترحم عليه، وتحي ذكره.
وإذا عاش ذلك الذي أخر زواجه ربما عاش ممزقا مشتتا متعرضا للفتن.
والذي يؤخر زواجه يحرم من سكون النفس، وطمأنينة القلب، وفضائل الزواج المتعددة.
ثم إن الزواج مشروع في دين الإسلام، وأقل درجات المشروعية الإباحة، بل إن المتأمل في أدلة الشرع يجدها لا تدل على الإباحة فحسب، بل تدل على الاستحباب، أو الوجوب.
وقد ذهب جمع من أهل العلم إلى أن النكاح فرض عين يأثم تاركه مع القدرة عليه، قال بذلك أهل الظاهر.
والذي نص عليه ابن حزم أنه واجب على الرجال دون النساء.
ونقل الكاساني عن بعض الحنفية أنه فرض كفاية كالجهاد، وصلاة الجنازة، ونقل عن آخرين أنه واجب. والقائلون بالوجوب من الحنفية منهم من عده واجبا كفائياً كرد السلام، ومنهم من جعله واجبا عينيا عملا لا اعتقادا على طريق التعيين كصدقة الفطر والأضحية. والقول بوجوبه رواية عن أحمد، وهو قول بعض الحنابلة.
وذهب بعض شافعية العراق إلى القول بأنه فرض كفاية يقاتل أهل البلد الذي يمتنعون منه.
وقد استدل القائلون بالفرضية، أو الوجوب العيني، أو الكفائي بالنصوص الآمرة بالنكاح كقوله- تعالى-: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} [النساء: 3].
وقوله: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ} [النور: 32].
وقوله صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء".
فالأمر عندهم للوجوب، ولم يأب صارف يصرفه عن الوجوب، وقد تأكد الوجوب من إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم أن النكاح من سنته، ومن إنكاره صلى الله عليه وسلم على من ترك النكاح، وعزم على التبتل.
وذهب جمهور أهل العلم إلى استحباب النكاح للتائق إليه الذي لا يخشى على نفسه الوقوع في الزنا؛ فإن كان توقانه شديدا؛ بحيث يخشى على نفسه الوقوع في الزنا وجب عليه الزواج متى قدر على تكاليفه.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه نبذة يسيرة من أقوال أهل العلم في الزواج وأهميته ومع ذلك تجد بعض الآباء لا يلقي بالاً لهذا الأمر؛ مما ينذر سوء المنقلب، على الأبناء بخاصة، وعلى الأمة بعامة. فحقيق على الآباء أن يعوا هذا الأمر، وأن يسعوا في تزويج أبنائهم عند حاجة الأبناء، ويسار الآباء.
38 - إجبار الابن على نكاح من لا يريد:
كأن يقول الوالد لابنه تزوج بنت عمك، أو بنت خالك، أو بنت الوجيه الفلاني، أو التاجر الفلاني، أو نحو ذلك.
وإذا لم يتزوج غضب عليه الوالد أشد الغضب، بل ربما هجره.
وهذا الصنيع لا يجوز؛ فليس للوالد إجبار ابنه على الزواج من أسرة معينة، أو فتاة معينة؛ فقد يرى الابن ما لا يرى والده؛ فقد لا يجد ميلاً لمن أشار والده بها، وقد يكون طامحا لأسرة أخرى؛ وهكذا ..
نعم للوالدين أن يشيرا عليه، ولهما أن يحاولا إقناعه، وفتح المجالات أمامه، وإبداء المسوغات له.
ولكن ليس لهما إجباره، فقد يضرانه من حيث أراد نفعه.
رام نفعاً فضر من غير قصد ومن البر ما يكون عقوقا
قال شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله-: "ليس لأحد من الأبوين أن يلزم الولد بنكاح من لا يريد، وأنه إذا امتنع لا يكون عاقاً.
وإذا لم يكن لأحد أن يلزمه بأكل ما ينفر منه مع قدرته على أكل ما تشتهيه نفسه- كان النكاح كذلك، وأولى؛ فإن أكل المكروه مرارة ساعة، وعشرة المكروه من الزوجين على طولي يؤذي صاحبه، ولا يمكن فراقه.
39 - تأخير زواج البنات بغير مسوغ شرعي:
فمن الآباء من يؤخر زواج ابنته بلا مسوغ شرعي؛ فتراه يرد الخاطب الكفؤ، ويؤخر زواج ابنته إما لكونها وحيدته فلا يرغب في فراقها، أو لرغبته في أن تخدمه، أو لأنها موظفة ويرغب في مالها، أو لأنه ينتظر خاطبا غنياً يتقدم لموليته، أو لغير ذلك من الأسباب.
وهذا حرمان للفتاة من حقها في الزواج؛ فكيف تكون حالها وهي ترى أترابها من بنات عمها، أو بنات خالها، أو صديقاتها وهن يحملن الأطفال، ويسعدن بالأزواج؟
إنها تحترق كمدا وغماً، وحسرة؛ فتبعة ذلك التأخير يتحملها الأب؛ لأن الأصل أن يبادر إلى تزويجها متى تقدم لها الخاطب الصالح.
أما تأخير الزواج، ورد الخاطب بلا مسوغ- فشذوذ، وخروج عن الأصل الشرعي والعرفي، وهو تمكين الفتاة من الزواج.
فإذا ارتضت المرأة رجلا، وكان كفوا فليس لوليها منعها من التزوج به.
فيا أيها الأب الناصح لابنته، خف الله، وارحم موليتك، وتذكر بأنك لست مخلدا في هذه الدنيا، وتذكر بأن الأنثى لا بد لها من رجل يحوطها برعايته أباً كان، أو أخاً، أو عماً، أو خالا.
فإذا انتقلت عن هذه الدنيا، ولم تدخل ابنتك عش الزوجية، وأنت السبب فمعنى ذلك أنها ستكون عالة على إخوانها، أو أحد قاربها.
وقد تبتلى بمن لا يخاف الله فيها، سواء كان ذلك زوج أمها إذا تزوجت أمها بعد فراقك، أو زوجة أحد إخوانها، أو غير أولئك، فتتحول حياتها إلى جحيم لا يطاق.
40 - تزويج البنات بغير الأكفاء:
فمن الآباء من لا يقصر في المبادرة إلى تزوج ابنته، ولكنه يقصر في اختيار الزوج المناسب، فتراه لا يتحرى الكفؤ الذي يرضى دينه وخلفه، إما لقلة اهتمامه بأمر ابنته، أو لرغبته في التخلص من تبعتها وبقائها بلا زوج، وإما لعجلته وخرقه، وإما لطمعه في المال إذا تقدم إليه غني، أو لرغبته في الوجاهة والمنصب والسمعة إذا تقدم له من هو كذلك، أو يزوجها للقريب الذي يستحي من رد طلبه.
أما الدين القويم، والخلق الكريم فلا يخطر بباله، ولا يدور في خياله.
ولهذا قد تبتلى بتارك للصلاة، أو مدمن للمخدرات، أو شرس الأخلاق، جافي الطبع.
ولا حرج أن يسأل الإنسان عن المنصب، والحسب، والنسب، ونحو ذلك من الاعتبارات.
لكن الحرج أن تكون هي المحكمة في المفاضلة، والترجيح دون اعتبار للدين والخلق، وهذا من الخلل والتفريط.
41 - إرغام البنت على الزواج بمن لا تريده:
فمن الآباء من إذا خطبت إليه ابنته، واقتنع بالخاطب - أياً كانت دوافع الاقتناع- أعطى الموافقة التامة دون أن تعلم البنت بشيء؛ فإذا قرب موعد الزفاف همس الولي في أذنها؛ كي تهيئ نفسها لزوجها.
وهذا من الخلل؛ فقد لا ترضى البنت بالزوج؛ فإذا أجبرت على الزواج منه كانت حياتهما ضرباً من النكد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا جاء الشرع الحكيم بمنع الولي من إكراه موليته على الزواج؛ لأن ذلك ليس من حقه، جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن".
قالوا يا رسول الله! وكيف إذنها؟ قال: "أن تسكت".
وعلى هذا فلا يجوز تزويج المولية بغير إذنها، ولا يعني اشتراط إذنها أن الولي غير لازم في نكاحها؛ فالصواب من القول أن تتفق إرادتها وإرادة وليها في التزويج.
نعم لوليها أن يحاول إقناعها بالزواج إذا كانت ترفضه، وله إقناعها بالزوج الصالح إذا كان ترده، ولكن ليس له إجبارها.
ولا يعني ذلك أن تتعنت المرأة بحجة أنها لا تجبر.
42 - دخول الوالد في كل صغيرة وكبيرة من أمر ولده إذا تزوج: فمن الوالدين- أباً كان أو أماً- من يفرض وصاية عامة، ويضع سياجا محكماً على أولاده بنين وبناب حتى بعد أن يتزوجوا؛ فتراه يتدخل في شؤونهم الخاصة، ويأتي بيوتهم على غرة، ويفرض أراءه التي قد تكون مجانبة للصواب. وهذا من الخلل في التعامل مع الأولاد؛ فاللائق بالوالد أن يترك أولاده يعيشون حياتهم الخاصة بهم، وألا يكون حجر عثرة في طريق سعادتهم.
ولا يعني ذلك أن يترك منا صحتهم، ودلالتهم على ما فيه صلاحهم وفلاحهم، وإنما المقصود من ذلك لزوم الاعتدال في شتى الأحوال.
تساؤلات
هذه بعض مظاهر التقصير في تربية الأولاد، فماذا نؤمل بعد هذا الإهمال؟ وماذا سنحصد من جراء ذلك التقصير؟ أو بعد هذا نطمع في استقامة الأولاد؟ نحيطهم بكل ما يؤدي إلى الانحراف، ثم نرجو بعد ذلك صلاحهم وفلاحهم؟
ومن هنا نعلم أية جناية نجنيها على الأولاد حين نقذف بهم إلى معترك الحياة في جو هذه التربية الخاطئة، ثم ما أسرعنا إلى الشكوى منهم حين نراهم منحرفين أو عاقين أو متمردين؛ ونحن قد غرسنا بأيدينا بذور هذا الانحراف، أو العقوق، أو التمرد.
أين تربيتنا- في هذه الإعصار المتأخرة- من تربية سلفنا الصالح الذين خرجوا لنا أكرم جيل، وأفضل رعيل لا يدانيهم أحد من بعدهم، ولا يبلغ شأوهم من لحق بهم. فمن كان وراء هؤلاء الأبطال؟ ومن الذي صنع أولئك الرجال؟
إننا لو سبرنا أحوالهم، وتتبعنا سيرهم- لوجدنا أن وراء كل واحد منهم- بعد توفيق الله- أباً عظيما أو أماً عظيمة يربون أولادهم على طلاب الكمال، ونشدان المعالي.
منقول من كتاب التقصير في تربية الأولاد مظاهره وسبل الوقاية والعلاج
لمحمد بن إبراهيم الحمد(/)
موقع إسلامية لا وهابية
ـ[كساب]ــــــــ[24 Aug 2004, 06:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا موقع إسلامية لا وهابية
تفضلوا بالدخول
أضغط هنا ( http://www.alwahabih.com/)(/)
وفاة الشيخ سعيد.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[25 Aug 2004, 03:40 م]ـ
السلام عليكم
وصلني على البريد هذا الخبر:
وفاة الشيخ سعيد الحسي ( http://www.yah27.com/vb/showthread.php?p=25506#post25506)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Aug 2004, 12:10 ص]ـ
رحمه الله وغفر له.
ـ[إمداد]ــــــــ[26 Aug 2004, 10:09 م]ـ
عظم الله اجر الجميع بقفد هذا العالم الجليل وهذا من علامات الساعه موت العلماء فنسال الله ان
يكون ماواه الجنه وان يرزق ذويه الصبر والسلوان
إن العين لتدمع
وإن القلب ليحزن
وإنا على فراقك يا شيخنا لمحزونون
ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا
فلا حول ولا قوة إلا بالله
وإنا لله وإنا إليه راجعون
رحم الله الشيخ رحمة واسعة
ـ[عبدالله التميمي]ــــــــ[27 Aug 2004, 08:15 م]ـ
غفر الله له ورحمة ..
وهذه سيرته من الرابط الذي وضعته يا أخي ..
لمحات عن الشيخ سعيد العبد الله
(1341 هـ - 1425 هـ)
هو سعيد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مصطفى ابن الشيخ عبيد بن الشيخ صالح الحسي نسبة لمنطقة الإحساء في المملكة العربية السعودية، منشأ أسرة الشيخ والتي غادرها أجداده قبل ثلاثمائة عام تقريباً، واستوطنوا شمال سورية في قرية (تادف) قرب حلب، ثم انتقل قسم منهم واستوطنوا شرق محافظة حماة وهم أسرة الشيخ، واستوطن قسم منهم غرب محافظة حمص.
· ولد في قرية الجنان التابعة لمدينة حماة عام 1341 هـ الموافق 1923 م، وفي عامه السادس كف بصره إثر علاج شعبي لعينيه، وكان ذلك خيراً له.
· بدأ تعليمه وقرأ القرآن من عامه السابع بعد أن كف بصره، وحفظه على شيخه الشيخ عارف النوشي في قرية الجنان، وبعد حفظه للقرآن انتقل إلى مدينة حماة، ودرس على علمائها من العلوم المختلفة وعلوم القرآن والقراءات، فتلقى القراءات السبع على شيخه الشيخ نوري أسعد الشحنة، وكان كفيفا، وأتم القراءات الثلاث المتممة للعشر على شيخه العلامة الشيخ عبد العزيز عيون السود أمين الإفتاء في مدينة حمص، ودرس الفقه الشافعي على شيخه الشيخ توفيق الصباغ الشيرازي، والفقه الحنفي على الشيخ زاكي الدندشي، والشيخ محمد الحامد علامة حماة، ودرس أصول الفقه على الشيخ محمود العثمان، والأدب والبلاغة على الشيخ سعيد زهور، والصرف على الشيخ عارف قوشجي، والتفسير على الشيخ مصطفى علوش، ومن شيوخه الشيخ سعيد الجابي الذي حارب البدع ونصر السلف، وكان شيخ السلف في عصره، رحم الله الجميع.
· بعد وفاة شيخه الشيخ نوري أسعد الشحنة عين الشيخ سعيد العبد الله بإجماع العلماء خلفا لشيخه لمشيخة الإقراء في حماة ومدرساً للقرآن وعلومه في مدرسة دار العلوم الشرعية التي تخرج منها عام 1940 م بعد أن أجيز من الشيخ نوري الشحنة بالقراءات السبع وأجيز من الشيخ عبد العزيز عيون السود بالدرة (والطيبة شفويا).
· أسس معهد دار الحفاظ والدراسات القرآنية في مدينة حماة، الذي تخرج منه عدد كبير من حملة القرآن الكريم، وتوزعوا في البلاد ينشرون هذا الخير في ربوع العالم الإسلامي
· كان لا يشبع من العلم، بكافة أنواعه، فقد كان موسوعة في العلوم، فإلى جانب علمه بالقرآن والقراءات، كان مرجعا في التفسير والفقه والحديث، بحرا في علوم اللغة وآدابها، يطرب لسماع الشعر، ويحفظ الكثير من الأشعار والمتون في جميع العلوم والفنون، وقد نظم العديد من القصائد والمنظومات التي تدل على التمكن في لغة الضاد لغة القرآن الكريم
· كانت مكتبته العامرة ولا تزال مرجعا لطلاب المعرفة، لما حوت من مراجع قيمة في مختلف العلوم والفنون.
· أدخل التقنية الحديثة في تلقي العلم وتلقينه، فكان من أوائل مَن أدخل التسجيل الصوتي، فكان يكلف بعض تلاميذه بالقراءة، أو تسجيل المتون، أو كتب التفسير والقراءات واللغة والحديث، ثم يعود إليها ليسمعها، حتى تكونت عنده مكتبة صوتية لا تقل قيمة عن المكتبة المقروءة (وكان لي الشرف أن سجلتُ له العديد من الكتب القيمة).
(يُتْبَعُ)
(/)
· كان مثالاً صادقاً لعلماء السلف إخلاصاً وكرماً وخلقاً وفضلاً. فقد امتاز بدماثة الخلق، وقوة الحجة، والكرم المفرط، حيث كان هو الذي ينفق على طلابه الذين حملوا هذا العلم الشريف ويكرمهم، ويسأل عنهم، ويتصل بهم، ويعمل على خدمتهم، وتيسير سبل العمل لهم، حتى إنه كان يتفقد أبناءهم وعائلاتهم في حياتهم وبعد وفاتهم.
· كان حنفي المذهب، ولكنه يتتبع الدليل، سلفي العقيدة، مع روحانية شفافة، يحب العلماء السابقين ويعنف من ينتقدهم، أو ينتقص منهم
· ظل طيلة حياته المباركة يسعى لعمل الخير، فبنى العديد من المساجد في القرى والمدن، وكان يساهم في جمع التبرعات لكل عمل خيري، فكان ولا يزال مقصداً لكل مَن يسعى في مشروع خيري.
· في عام 1966 م تزوج الشيخ ورزق بثلاثة ذكور هم (عبد الله ومحمد عبد الحكيم وعبد الباري) وكلهم من حفظة القرآن الكريم ومن الجامعين للقراءات)، وخمس بنات (اكتسبن منه العلم والخلق والأدب)
· ترك مدينته حماة عام 1979 م وغادرها إلى مكة المكرمة حيث عرف أهل الفضل له فضله، فعيّن مدرساً للقرآن والقراءات في جامعة (أم القرى)، وأصبح بيته مركزاً علميا، نهل منه شداة العلم ومحبو القرآن من جميع البلدان الإسلامية، وبعد أن كان فضله مقصوراً على مدينة حماة، أصبح له طلاب من شرقي المعمورة وغربيها، وأخذ منه الإجازة في القراءات المئات وما زال ـ أمد الله في عمره ـ يقرئ صباح مساء في منزله العامر بمكة المكرمة بعد انتهائه من الجامعة.
· خلال إقامته في السعودية، كان يقوم بزيارة (دولة قطر)، حيث كان يستدعيه (الشيخ عبد الله إبراهيم الأنصاري مدير إدارة إحياء التراث الإسلامي ـ رحمه الله ـ) كل سنة في رمضان، فيعقد الحلقات والندوات القرآنية للذكور والإناث، وكان ممن قرأ عليه الشيخ عبد الله الأنصاري ـ رحمه الله ـ والشيخ الدكتور حسن عيسى عبد الظاهر والشيخ عنتر حشاد ـ رحمه الله ـ والشيخ رأفت وافي ـ رحمه الله ـ والشيخ عبد اللطيف زايد ـ رحمه الله ـ والدكتور سامي التايه، والدكتور حسان محمد سعيد مبيض والدكتور أحمد حازم تقي الدين والأستاذ وصفت الشيخ وغيرهم الكثير من الرجال والنساء، فأرسى نواة طيبة من حفظة القرآن الكريم ومجوديه وجامعي القراءات من ذكور وإناث، فقامت نهضة قرآنية في هذا البلد الصغير أخذت تزاحم في الفضل أكبر بلدان العالم الإسلامي، فكثرت المدارس والحلقات القرآنية، وزاد عدد الحفظة، وأقيمت المسابقات لحفظ كتاب الله تعالى ورصدت لها الجوائز القيمة، وأسست وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية قسم تحفيظ القرآن الكريم، وهو يضم المئات من المراكز، والآلاف من الطلاب والطالبات، كما أسست وزارة التربية والتعليم وحدة التحفيظ، ويتبعها أيضا مراكز عديدة للكبار والصغار والذكور والإناث، هذا إلى جانب العديد من المراكز الخاصة لتحفيظ القرآن الكريم التي افتتحها أهل الخير للذكور والإناث لحفظ القرآن وتعليم تلاوته وعلومه، وما زالت قطر تنهل من رحلة الشيخ إليها عظيم الفائدة وبالغ الأثر في خدمة كتاب الله تعالى.
· بعض المجازين من الشيخ في القراءات:
1. الشيخ محمد نبهان المصري (العشر)
2. الشيخ فؤاد جابر المصري (العشر)
3. الشيخ عبد الله حامد السليماني (العشر)
4. الشيخ أمين إدريس فلاتة (العشر)
5. الشيخ عمر بن محمد السبيل ـ إمام الحرم المكي (عدة قراءات)
6. الشيخ محمد عبد الحكيم سعيد العبد الله (القراءات السبع)
7. الشيخ عبد البارىء بن سعيد العبد الله (عدة قراءات)
8. الشيخ حاتم طبشي (ست قراءات)
9. الشيخ محمد الأزوري (العشر)
10. الشيخ فائز عبد القادر شيخ الزور (عدة قراءات)
11 ـ والعبد الفقير يحيى الغوثاني
وغيرهم ممن أخذ العشر وقراءات وروايات متفرقة ومتعددة كل حسب قراءته ومنشئه وبلده.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا غيض من فيض من سيرة الشيخ العطرة، ولا نستطيع أن نجمع فضائل شيخنا ـ أطال الله في عمره ـ فيكفي أن نقول: إنه بقية السلف الصالح، وحامل راية القرآن الكريم (علما وعملا، قولا وتطبيقا، خلقا وفضلا، همة ونشاطا، بذلا وعطاء، مظهرا ومخبرا)، وحامل راية الإسلام (دعوة له وجهادا في سبيله، أمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر، سعيا في الخير ومحاربة للشر، انتصارا للسنة ومحاربة للبدعة، نشرا للعلم ومحاربة للخرافة والجهل، واعترافا لأهل الفضل بفضلهم من السابقين والمعاصرين)
ترجمة الشيخ بقلم أحد تلامذته
اسمه ونسبه:
هو العلامة الفقيه القارئ المقرئ الشيخ سعيد بن عبد الله ابن محمد العبد الله الحسّي الحموي ثم المكي. ويرجع أصله إلى قبيلة بني خالد القاطنين بالإحساء، حيث غادرتها أسرته من نحو ثلاثمئة عام تقريباً.
مولده:
ولد في سنة 1341 هـ في قرية من قرى حماة تعرف بقرية (الجِنان).
نشأته:
نشأ في حجر أبوين عُرفا بالصلاح والتقوى، وكُفّ بصره في السنة السادسة من عمره.
حياته العلمية:
حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة وهو دون العاشرة. ثم انتقل إلى مدينة حماة لطلب العلم، والتتلمذ على علمائها، فتلقى القراءات السبع من طريق الشاطبية على الشيخ نوري بن أسعد الشحنة (ت 1369 هـ) شيخ قراء حماة آنذاك، كما أخذ تتمة العشر من طريق درّة ابن الجزري عن شيخ قراء حمص وأمين الفتوى بها العلامة عبد العزيز عيون السود (ت 1399 هـ) وكذلك أخذ عنه علم الفرائض، والحديث، ودرس عليه ألفية ابن مالك في النحو كما أخذ الفقه الحنفي على الشيخ العلامة زاكي الدندشي، ودرس أصول الفقه على الشيخ محمود عثمان.
وحضر في تفسير القرآن الكريم على الشيخ العلامة محمد الحامد (ت 1389 هـ) والشيخ مصطفى علوش.
وأخذ علم الصرف على الشيخ عارف قوشجي، وتلقى علم الأدب والبلاغة على عدة علماء منهم الشيخ سعيد زهور.
كما استفاد من الشيخ سعيد الجابي - رحمهم الله تعالى جميعهم -.
محفوظاته:
بما أن الشيخ - رحمه الله - كان كفيف البصر فقد رزقه الله تعالى بصيرة ثاقبة، وقلباً حافظاً، وعقلاً متيقظاً، فحفظ كثيراً من المتون من نظم ونثر.
ففي علم القراءات والتجويد والرسم: الشاطبية، والدرّة والطيّبة، وناظمة الزهر، والمقدمة الجزريّة، ورسالة أبي ريمة في التجويد، والرائيّة في علم الرسم، وهداية المرتاب للسخاوي.
وفي الحديث والمصطلح: جواهر البخاري، وألفية السيوطي، ومتن غرامي صحيح، والبيقونية.
وفي الفقه: المنظومة الكواكبية، ومتن القدوري في الفقه الحنفي، ومتن أبي شجاع، ومنظومة الزبد كلاهما في الفقه الشافعي، والرحبية ومتن السراجية كلاهما في علم الفرائض. كما يحفظ مختصر المنار في أصول الفقه، والسلم في المنطق.
وفي اللغة العربية والبلاغة: ألفية ابن مالك، والآجرومية، والجوهر المكنون في الثلاثة الفنون.
وغيرهما من المتون العلمية.
أعماله:
درّس في حماة، كما درّس كذلك في قريته، وبعد وفاة شيخه الشيخ نوري الشحنة عام 1369 هـ تولى مشيخة الإقراء بحماة خلفاً لشيخه.
كما أسّس معهداً للدراسات القرآنية واللغوية باسم معهد الإمام الشاطبي. كما كان عضو جمعية العلماء في حماة.
وفي عام 1400 هـ قدم حاجاً إلى مكة المكرمة فطاب له الجوار لبيت الله الحرام فعُيّن أستاذاً للقراءات في جامعة أم القرى مدة سبعة عشر عاماً.
مؤلفاته:
لم يكن للشيخ وقت للتأليف، حيث كان جلّ وقته في التعليم والإقراء، ولذا لم يكن لجانب التأليف النصيب الوافر من وقت الشيخ، ومع ذلك فله إسهام في خدمة القرآن الكريم من ناحية النظم فمن منظوماته:
- نشر العطر في بيان المد والقصر في أربعمائة بيت.
- نظم كتاب صريح النص في الكلمات المختلف فيها عن حفص.
- مراتب المدات.
- له تحريرات كثيرة في أوجه ورش.
- نظم كتاب تهذيب الألفاظ لابن السكيت في ثلاثة آلاف بيت، ولم يتمه.
إلى غير ذلك من المنظومات في اللغة والرسم يسّر الله طبعها.
وقد قام - حفظه الله - بتسجيل القراءات العشر كاملة في إحدى عشرة ختمة مستظهراً جميع الأوجه والاختلافات مع جودة الأداء والإتقان،
ولم يزل الشيخ قائماً بما أوقف وقته عليه من الإقراء حيث تلقى عنه القرآن الكريم جمّ غفير من العلماء وطلبة العلم ومنهم من أخذ عنه العشر، حتى توفاه الله تعالى واختاره إليه.
بارك الله فيه، ورحمه رحمة واسعة وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
ـ[إكرام]ــــــــ[02 Sep 2004, 02:37 ص]ـ
رحمه الله .. يالها من سيرة ذهبيّة!
جزاكم الله خيراً ..(/)
عندما تجلس وحدك!!
ـ[ hedaya] ــــــــ[26 Aug 2004, 01:47 م]ـ
عندما تجلس وحدك، وتسمع صوتك الداخلي يهمس:
ماذا تريد من الحياة؟ ما هو هدفك؟
........... ثم ماذا؟
وإلى متى؟!
http://www.uploadyourimages.com/img/712420intaleq.gif
عندها احرص ألا تنشغل عن الإجابة، احرص أن تعير صوتك الداخلي أعظم اهتمام، عندما تتخيل نفسك وأنت تشهد جنازتك، قف وانظر إلى حياتك التي تعيشها، إنك تمتلك فرصة للتغيير، انطلق .. فحياتك –لا تزال- بيدك ..
نبضات قلبك مسؤولة فهل أعددت للسؤال جواباً؟
إن لم يكن فلا تقلق، لا تطرق رأسك:
بعد ماذا؟!
ثم تمضي، إن ربك غافر الذنب قابل التوب، والتوبة عنده تجبُّ ما قبلها، بل وتجعل السيئة حسناتٍ فأبشر،
هاتِ يدك وامنحني أخوتك فإني لك ناصح أمين .. دقات قلبك .. وضعت يدي فوقها أولاً؛ لأنها صدى الهموم، فيها لحظات الترقب والرهبة، فيها (أنتَ) بين الماضي والحاضر، حيثُ كنتَ وكيف تكون .. سمعت أنينها الذي يهز الكيان منادياً:
حائرٌ لست أدري أين أذهب؟!
http://server5.theimagehosting.com/image.php?img=Tajlisuwa7dak.gif
ابدأ من اللحظة ولا تسوّف، قل:
ربيَ الله ثم استقم، ولتكن دقاتك من اليوم سعادة، الملائكة هم أولياؤك فلا خوف عليك ولا أنت تحزن، لك البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله .. فلمَ تحتار، وممّ ترهب؟!
ازرع الأمل في قلبك .. واعلم أنك عندما تخلص نيتك، وتهاجر بها لله وفقط لله، عندما تحب خالقك سبحانه بقلبك كله، ثم تجعل كل حب فيه ولأجله، عندما تثق بالله عز وجل وتتوكل عليه، وعندما توجّه اهتمامك نحو عظائم الأمور فإنك لا محالة ستتذوق حلاوة عيشك، وستشعر باللذة والراحة حتى وإن كنتَ في قمة العناء ..
جاهد نفسك بدوام المحاسبة، أشعل حماسها الداخلي، وكن مسؤولاً عنها، جدد إشراقة حياتك بالأوراد والذكر والدعاء العريض، اقرأ ثم اقرأ، وتفكر ثم تفكر، بادر واسعَ دوماً للبناء،، أنت مركز، ومحور، وبؤرة فاستقطب الكلّ حولك، كن قدوة واستعن بهدي الحبيب محمد –صلى الله عليه وسلم-، غيّر .. كن واضحاً ثابتاً عالماً بالغاية والوسيلة، وليكن الصدق شعارك تنجو، اصدق الله، ونفسك، والآخرين، وعاقب من عصى الله فيك بأن تطيع الله فيه، حاول أن تفهم الآخرين ليفهموك، وأعطهم المتنفس للتعبير، احرص ألا تفرض على أحد ما تريد أنت، أحبب بلا شروط، وتقبل الناس على ما هم عليه، وكن متعاوناً ..
ابتسم حتى وإن كنت مغضباً .. ولتكن ابتسامتك من الأعماق صادقة، ساعد غيرك: بالكلمة الطيبة، وبالثناء والدعاء، وبنية حسنة، وصوت رقيق مهذب، ولا تقل: أصلح نفسي ثم أصلح غيري! بل .. أصلح نفسي وغيري، وليكن شعارك: (ما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب)، وتذكر أن الكل أعظم من مجموع أجزائه، فالتزم الجماعة وإن خالفوك، واعلم أنه ما خلق أحد ليهمش، فلا تهمش أحداً ..
كن غيوراً على دينك، اعمل لنصرته، واحرص أن تفهمه فهماً صحيحاً فلا تقدم نافلة على فريضة، ادرس منهج الأنبياء الكرام والصالحين فأنتَ من سيغسل قلوب الناس ويخرجها من ظلام الفشل إلى نور الأمل، أنتَ من سيجعل الناس أعداداً لها قيمة في الحياة.
ربما أنني استرسلت في نصحك فأطلت، واستعملت أفعال أمر فقسوت، ولكني أسألك أن تلتمس لي عذراً فحبك والشوق إلى لقائك تحت ظلال طوبى بات يملأ قلبي، مع أني لا أعرفك، فأخوة الإيمان كافية ..
بعثتُ إليك من قلبي نداءً أجب يا صاحبي رباً دعاكَ
أفِق يا صاحِ لم نخلق لنلهو ولا لنصارعِ الدنيا عراكا
تذكّر يا أخيّ يد المنايا إذا اختطفتك قاطعة هواكَ
إذا بكت العيون عليك حزناً وأوهى الموت من نزع قواكَ
قرر ثم حاول، وأبشر ..
استعن بالله ولا تعجز فالله كافٍ عبده ..(/)
هدية: تردد قناة المجد للقرءان على قمرين عرب سات، ونايل سات .....
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[26 Aug 2004, 11:05 م]ـ
تردد قناة المجد للقرءان على
1 - القمر عرب سات 2 - ب الواقع فى 30.5 درجة شرقا فى هذا التردد ايضا قناة المجد و قناة المجد للاطفال
التردد 12620 القطبية عمودى السيمبل رايت 27500 ومعدل التصحيح 3/ 4
freq 12620 Polarity: vertical Sympol Rate: 27500 FEC: 3/4
================================================== ========
2- القمر نايل سات الواقع فى 7 درجات شرقا
التردد: 12052 القطبية: عمودى السيمبل رايت: 27500 معدل التصحيح: 3/ 4
Frequency : 12052, Polarity: vertical , Sympol Rate: 27500 , FEC: 3/4
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[31 Aug 2004, 09:00 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي العزيز. وقد استمعت إليها، وهي رائعة فعلاً. جلست تقريباً نصف ساعة أمامها، فسمعت عدداً من القراء منهم من مات ومنهم من لا يزال على قيد الحياة. ولهم طريقة جميلة في عرض التلاوت بعدة طرق على الشاشة، بحيث يختم القرآن كل يومين (48) ساعة، وكل قارئ يقرأ ما يقرب من ثلاثين آية، ويبدأ من حيث انتهى من سبقه على مدار اليوم.
أسأل الله أن يجزي القائمين عليها خيراً، وأظنهم سيطورون عملهم في المستقبل بحيث يكون هناك برامج أخرى حول القرآن والتفسير. أما الآن فمقتصرون على التلاوة فحسب.
شكراً لك مرة أخرى أخي أبا حنيفة رحمك الله.
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[02 Sep 2004, 08:58 م]ـ
بارك الله فيكم اخي عبدالرحمن:
هناك أيضا مزية أخرى وهي وجود تلاوات بالتسجيل الخارجي لعدد من كبار القراء من أمثال محمد صديق المنشاوي وعبدالباسط ..... وهي تعرض بشكل جميل جدا مع مراعاة قطع رفع الأصوات بالتكبير والصياح من الحضور ... والبث يبدأ من بعد الساعة الواحد ليلا الى الساعة العاشرة صباحاً.
والله ولي التوفيق وبارك الله في الجميع .....(/)
ماذا تعرف عن أئمة المسجد النبوي الشريف
ـ[إمداد]ــــــــ[27 Aug 2004, 01:08 ص]ـ
الشيخ عبدالعزيز بن صالح , إمام وخطيب المسجد النبوي , سابقاً - رحمه الله
هو الشيخ عبدالعزيز بن صالح بن ناصر بن عبدالرحمن آل صالح , ويرجع نسبه إلى قبيلة عنزه المشهورة.
ولد في بلدة المجمعة في نجد , عام 1329هـ , وتوفي والداه وهو صغير , فاعتنى به أخوه عثمان وحرص على تعليمه , حتى حفظ القرآن وهو صغير ثم أخذ يقرأ على مشايخ بلده , ولازم الشيخ عبدالله العنقري ودرس عليه في التوحيد والفقه والتفسير والحديث والفرائض والنحو.
وقد آنس منه شيخه التحصيل والجد في العلم , فعينه إماماً وخطيباً بجامع المجمعة وهو لم يتجاوز العشرين من عمره , كما عينه رئيساً لهيئة الأمر بالعروف والنهي عن المنكر , وكان ينوب عن شيخه في تدريس الطلاب حال غيابه , كما أنه رُشّح للقضاء لكنه اعتذر فأُعفي منه.
ثم طُلب مرة أخرى للقضاء وأُلزم به فالتزم قاضياً في المدينة النبوية , ولما توفي الشيخ ابن زاحم رئيس المحكمة , عُيِّن مكانه , واستقل برئاسة الدوائر الشرعية في المدينة وصار هو المرجع في الشؤون الدينية في عموم المنطقة , وصاحب الكلمة المطلقة هناك , إضافة إلى أنه أصبح إماماً في المسجد النبوي قرابة خمسين عاماً , وقد كان يمتاز بسلاسة القراءة وعذوبة اللفظ والتجويد – رحمه الله.
قال الشيخ عبدالله البسام: كان لي معه مجالس ومناقشات , ولدي خبرة جيدة به , فهو بحكم شخصيته القوية , وبحكم مناصبه الرفيعة , يعتبر من وُجهاء العلماء , ومن ذوي النفوذ والكلمة المسموعة , والإشارة النافذة , مما جعل ولاة الأمر يُجِلّونه ويحترمونه , ويثقون الثقة التامة بتوجيهاته وآرائه.
وقد كان رحمه الله عضواً في هيئة كبار العلماء , وعضواً في مجلس القضاء الأعلى , وكان يُدَرِّس بالمسجد النبوي الشريف.
توفي رحمه الله في يوم الإثنين 17\ 2 \ 1415هـ في مدينة جدة , ونقل إلى المدينة وصُلي عليه في المسجد النبوي بعد صلاة المغرب , ودفن بالبقيع , وقد كانت جنازته جنازتاً مشهوده حيث شيعه جموعٌ من المواطنين , وحصل زحام شديد , وكان مشهداً عظيماً , تجلى فيه تقدير الناس ومحبتهم له رحمه الله.
ومما يجدر ذكره هنا أن الشيخ له موقف لا يُنسى , حيث هدى الله على يديه الإمام الشنقيطي صاحب التفسير , إلى منهج السلف , وقد كان على عقيدة الأشاعرة , فلما أنه جاء إلى الحج , وزار مسجد النبي صلى الله عليه وسلم , حصل أن التقى بالشيخ عبدالعزيز بن صالح وجرى بينهما مناقشات وجَلَسات , وكان الشيخ ابن صالح يأتي بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية ويقرأها مع الشيخ محمد الأمين , ويتدارسها معه , حتى شرح الله صدر العلامة الشنقيطي إلى الحق , وأصبح من المدافعين عنه وعن معتقد أهل السنة .... فرحمهما الله رحمةً واسعة وأسكنهما فسيح جناته , وجمعنا بهم في الفردوس الأعلى إنه جواد كريم والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أعدّ الترجمة: أبوعبدالملك. منقول
ـ[إمداد]ــــــــ[27 Aug 2004, 01:12 ص]ـ
فقيد العلم والعمل عبدالله بن محمد بن زاحم
هو الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب بن عثمان بن زاحم بن أزد قحطان في اليمن، هاجر أجداده إلى نجد واستقروا فيها منذ امد طويل.
ولد صاحب الترجمة في قرية القصب من قرى اليمامة في الوشم في سنة 1350ه وكان أبوه إماماً لمسجد القصب فاهتم بتحفيظه القرآن الكريم، وتلقينه مبادئ العلوم الأساسية، ولما توفي والده - وكان له اثنا عشر عاماً - انتقل إلى رعاية عمه الشيخ عبدالله بن عبدالوهاب في الرياض الذي كان رئيساً للمحكمة الشرعية الكبرى هناك. وفي عام 1363ه انتقل عمه الشيخ عبدالله إلى المدينة المنورة مع أسرته فكان في معيته، فقدموا المدينة المنورة بعد أداء فريضة الحج، وهي المرة الأولى التي يزور فيها مكة والمدينة، والتحق بعد استقرارهم بالمدينة بالمدرسة الناصرية الابتدائية، وبعد تخرجه منها عمل بوظيفة مساعد كاتب ضبط في المحكمة بالمدينة، ثم راح مساءً ينهل من علوم المشايخ آنذاك، كالشيخ محمد الخيال، والشيخ عبدالعزيز بن صالح، والشيخ عبدالرحمن الإفريقي، وغيرهم.
ولما افتتح المعهد العلمي بالرياض سنة 1371ه، ترك الشيخ وظيفته في المحكمة والتحق به للاستزادة من العلم، وكان يحضر دروس الشيخ محمد بن إبراهيم، والشيخ بن عُودان وعبدالرزاق عفيفي، والشيخ عبدالعزيز بن باز، وكان في فترات الإجازة يعود إلى المدينة المنورة لملازمة علمائها، فقرأ على الشيخ محمد الأمين الشنقيطي وغيره، وبعد تخرجه من المعهد، التحق بكلية الشريعة في الرياض، وتخرج فيها عام 1378ه، فعين مساعداً لرئيس محكمة حائل، فلما تقاعد رئيسها صار رئيساً لها عام 1380ه في حائل.
وفي سنة 1390ه عاد إلى المدينة المنورة مساعداً لرئيس المحكمة فيها، ثم عين إماماً وخطيباً في المسجد النبوي الشريف أواخر عام 1391ه.
وعيّن رئيساً لمحاكم منطقة المدينة المنورة عام 1416ه بعد وفاة رئيسها السابق الشيخ عبدالعزيز بن صالح، وبعد سنة طلب إحالته على التقاعد فأجيب إلى طلبه في أواخر سنة 1417ه.
له عدد من الكتب والرسائل المطبوعة، وهي مختارات من الخطب التي ألقاها من منبر المسجد النبوي، وله نشاطات في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة.
وافاه أجله المحتوم في الثالث من ذي القعدة عام 1423ه.
وحزن الناس لفقده، رحمه الله رحمة واسعة.
إن في الله عزاء من كل مصيبة وخلفاً من كل هالك ودركاً من كل فائت {وإنما يُوفى الصَّابرون أجرهم بغير حساب}.
كتبه محمد بن عثمان القاضي @
@ أمين المكتبة العلمية الصالحية - عنيزة الخميس 27 ذو القعدة 1423العدد 12641 السنة 38 جريدة الرياض
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمداد]ــــــــ[03 Sep 2004, 03:51 ص]ـ
الشيخ علي الحذيفي
هو علي بن عبد الرحمن بن علي بن أحمد الحذيفي، نسبة إلى قبيلة آل حذيفة من العوامر ..
ولد عام 1366هـ بقرية القرن المستقيم ببلاد العوامر، في أسرة متدينة، حيث كان والده إماماً وخطيباً في الجيش السعودي .. تلقى تعليمه الأولي في كُتَّاب قريته، وختم القرآن الكريم نظراً على يد الشيخ محمد بن إبراهيم الحذيفي العامري، مع حفظ بعض أجزائه، كما حفظ ودرس بعض المتون في العلوم الشرعية المختلفة. وفي عام 1381هـ التحق بالمدرسة السلفية الأهلية ببلجرشي وتخرج فيها بما يعادل المرحلة المتوسطة، ثم التحق بالمعهد العلمي ببلجرشي عام 1383هـ وتخرج فيه سنة 1388هـ، مكملاً للمرحلة الثانوية.
واصل دراسته الجامعية بكلية الشريعة بالرياض عام 1388هـ وتخرج فيها عام 1392هـ، وبعد تخرجه عين مدرساً بالمعهد العلمي ببلجرشي وقام بتدريس التفسير والتوحيد والنحو والصرف والخط إلى جانب ما يقوم به من الإمامة والخطابة في جامع بلجرشي الأعلى.
عمل في الجامعة الإسلامية منذ عام 1397هـ، فدرس التوحيد والفقه في كلية الشريعة، كما درَّس في كلية الحديث وكلية الدعوة وأصول الدين، ودرس المذاهب بقسم الدراسات العليا، وهو الآن عند تاريخ إعداد هذه الترجمة 1418هـ يقوم بتدريس القراءات بكلية القرآن الكريم ـ قسم القراءات.
وإلى جانب عمله بالتدريس الجامعي، فقد تولى الإمامة والخطابة لفترات في مسجد قباء ـ ثم عين إماماً وخطيباً للمسجد النبوي في 6/ 6/1399هـ، ونقل بعد ذلك إماماً إلى المسجد الحرام في أول رمضان عام 1401هـ ثم أعيد إماماً وخطيباً للمسجد النبوي عام 1402هـ.
للاستماع إلى نماذج من تلاواته اليك هذا الرابط
http://www.sohari.com/nawader_t/mekkah/7uthaifi.htm
ـ[إمداد]ــــــــ[03 Sep 2004, 11:48 م]ـ
إبراهيم الأخضر
هو: إبراهيم بن الأخضر القيم، ولد في المدينة المنورة عام 1364هـ، نشأ بها وتلقى تعليمه في مدارسها، حيث درس في مدرسة دار الحديث، ثم مدرسة النجاح، فالمعهد العلمي، ثم المدرسة الصناعية الثانوية.
حفظ القرآن الكريم على الأستاذ عمر الحيدري، وقرأه على شيخ القراء في المسجد النبوي الشريف/ الشيخ حسن بن إبراهيم الشاعر برواية حفص، ثم قرأ عليه القراءات السبع.
وقرأ وتتلمذ على عدد من المشايخ، منهم: الشيخ عامر بن السيد عثمان، والشيخ أحمد بن عبد العزيز الزيات، وتتلمذ كذلك على الشيخ عبد الفتاح القاضي وقرأ عليه القراءات العشر، وتتلمذ في العقيدة والفقه واللغة على الشيخ عبد الله بن محمد الغنيمان.
مارس العديد من الوظائف والمهام، حيث ابتدأ حياته العملية مدرساً في التعليم الصناعي، فمدرساً بمدرسة أبي بن كعب لتحفيظ القرآن الكريم في المدينة المنورة، ثم إماماً في المسجد الحرام.
بعد ذلك عين برتبة أستاذ مساعد في كلية القرآن الكريم وكلية الدعوة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ودرس في المعهد العلمي للدعوة الإسلامية التابع لجامعة الإمام.
ومنذ عام 1406هـ ولمدة تسع سنوات، شارك بالإمامة في المسجد النبوي الشريف، وقد تتلمذ عليه في القراءات الكثير من الطلبة داخل المملكة وخارجها.
له نشاط كبير في مجال تحفيظ القرآن الكريم والخدمات الاجتماعية، وهو عضو في عدد من اللجان والجمعيات، ومنها:
جماعة تحفيظ القرآن.
الجمعية الخيرية للخدمات الاجتماعية.
لجنة التحكيم المحلية والدولية لمسابقة القرآن الكريم التي تقيمها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد.
كما إن له نشاطاً إعلامياً وأدبياً إذ شارك في عدد من الحلقات الإذاعية والتلفزيونية، وألقى العديد من المحاضرات في منتديات علمية مختلفة، وكذلك له تسجيلات قرآنية وأشرطة كاسيت في معظم مكتبات العالم الإسلامي.
---------------------------
المصدر:
خطاب من صاحب الترجمة.
http://www.al3ez.net/mag/main_page.htm
ـ[إمداد]ــــــــ[06 Sep 2004, 12:33 ص]ـ
الشيخ صالح الزغيبي
ولد في القصيم، ونشأ في طلب العلم، حيث حفظ القرآن الكريم، وظل يترقى إلى أن أكرمه الله تعالى بإمامة الحرم النبوي الشريف منفرداً، في حوالي عام 1345هـ فمكث فيها ما يقرب من خمس وعشرين سنة.
كان رحمه الله صالحاً، عابداً، لا يفتر عن تلاوة القرآن الكريم، حريصاً على الإمامة والجماعة لم يتخلف عن صلاة قط إلا لمرض، ولم يخرج من المدينة المنورة إلا مرة واحدة للحج.
وله في ذلك غرائب ونوادر، فمن ذلك: أنه دخل في الصلاة مرة، فاحتاج للوضوء فأشار للناس أن مكانكم، ثم ذهب فتطهر وعاد للصلاة ولم يستخلف؛ لأنه كان حريصاً أن لا تفوته جماعة الحرم النبوي ما دام بالمدينة.
وكان إمام الحرم المكي في وقته ربما يطلق على نفسه: إمام الحرمين، وقد حاول جاهداً أن يصلي بالمسجد النبوي ولو مرة واحدة حتى يتحقق بهذا اللقب فلم يمكنه الشيخ من ذلك.
ومن عجائب ما وقع له أنه استيقظ مرة لصلاة الفجر، وبعد أن توضأ وأراد لبس الحذاء لدغته عقرب في قدمه، ولم يجد من يسعفه أو يخبر نائبه، فتجلد ونزل إلى الحرم كعادته، وانتظر موعد الإقامة ـ وهي بعد ثلث ساعة من الأذان ـ ولم يقدمها حرصاً على إدراك الناس للجماعة ـ وكل ذلك ولم يعلم بحالته أحد ـ وبعد الانتهاء من الصلاة أخبر بعض الحاضرين فقرأ عليه بعضهم وسارعوا في إسعافه.
وكان رحمه الله إذا أتى لصلاة العصر لا يخرج حتى يصلي العشاء، وإذا أتى لصلاة الفجر لا يخرج حتى تطلع الشمس.
ولما ثقل في آخر عمره صار ينيب عنه الشيخ عبد العزيز ين صالح (انظر ترجمته)، في الجهرية والجمعة والتراويح.
توفي صاحب الترجمة سنة 1370هـ عن عمر يناهز الثمانين، ودفن بالبقيع رحمه الله تعالى.
---------------------
المصدر:
"التراويح أكثر من مائة عام في مسجد النبي عليه السلام" ـ عطية محمد سالم ص 115ـ 118.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمداد]ــــــــ[06 Sep 2004, 12:40 ص]ـ
هو محمد أيوب بن محمد يوسف بن سليمان عمر.
ولد في مكة المكرمة عام 1372هـ. وبها نشأ وتلقى تعليمه الأولي، حيث حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ/ خليل بن عبد الرحمن القارئ في مسجد بن لادن التابع لجماعة تحفيظ القرآن عام 1385هـ، وحصل على الشهادة الابتدائية من مدرسة تحفيظ القرآن التابعة لوزارة المعارف عام 1386هـ، ثم انتقل إلى المدينة المنورة ودرس المرحلتين المتوسطة والثانوية في معهد المدينة العلمي، وتخرج فيه عام 1392هـ.
التحق بالجامعة الإسلامية وتخرج في كلية الشريعة عام 1396هـ، ثم تخصص في التفسير وعلوم القرآن، فحصل على درجة الماجستير من كلية القرآن، وكان موضوع الرسالة ((سعيد بن جبير ومروياته في التفسير من أول القرآن إلى آخر سورة التوبة)).
وحصل على درجة الدكتوراه من الكلية نفسها عام 1408هـ، وكان موضوع الرسالة: ((مرويات سعيد بن جبير في التفسير من أول سورة يونس إلى آخر القرآن)).
عمل بعد تخرجه في المرحلة الجامعية الأولى معيداً بكلية القرآن من 1397 ـ 1398هـ، وكلف بأمانة امتحانات الكلية لمدة عشر سنوات، وأصبح عضو هيئة التدريس في قسم التفسير منذ حصوله على الدكتوراه، وما زال في هذه الوظيفة حتى تاريخ إعداد هذه الترجمة سنة 1418هـ.
وإضافة إلى عمله الجامعي فهو عضو في اللجنة العلمية بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
كما تولى الإمامة والخطابة في عدد من مساجد المدينة، ومنها:
إمام متعاون في المسجد النبوي منذ عام 1410هـ.
إمام في مسجد قباء لصلاتي التراويح والقيام.
إمام مسجد العنابية من عام 1394 ـ 1403هـ.
إمام مسجد عبد الله الحسيني من 1403هـ ـ حتى تاريخ إعداد هذه الترجمة.
يعمل خطيباً في مسجد أحمد بن حنبل بالحرة الشرقية.
وإضافة إلى دراسته في المدارس الحكومية والجامعة فقد تتلمذ على العديد من المشايخ والعلماء في المدينة ودرس عليهم ألواناً من العلوم الشرعية، ومنها التفسير وعلومه، الفقه على المذاهب الأربعة، الحديث وعلومه ومصطلحه، التفسير وأصول الفقه، وغير ذلك.
وكان من شيوخه: الشيخ عبد العزيز محمد عثمان ـ الشيخ محمد سيد طنطاوي ـ الشيخ أكرم ضياء العمري ـ الشيخ محمد الأمين الشنقيطي ـ الشيخ عبد المحسن العباد ـ الشيخ عبد الله محمد الغنيمان ـ الشيخ أبو بكر الجزائري ـ وغيرهم.
حصل على عدد من الإجازات في القراءات ومنها:
إجازة برواية حفص من شيخ قراء المدينة حسن بن إبراهيم الشاعر، ومن الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات، والشيخ خليل بن عبد الرحمن القارئ.
شارك في عدد من الندوات والمؤتمرات، ومنها:
ندوة الشباب في مدينة كامبيس في البرازيل مع وفد من الجامعة الإسلامية.
دورات لتعليم اللغة العربية في عدد من الدول الإسلامية: باكستان، تركيا، السنغال، ماليزيا.
إمامة صلاة التراويح في مسجد برمنجهام ببريطانيا بتكليف من الجامعة الإسلامية.
يعد الشيخ محمد أيوب من القراء المشهورين في المملكة والعالم الإسلامي، وله تسجيلات قرآنية في الإذاعة والتلفزيون، وقد سجل له مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف القرآن كاملاً، حيث يتم بثه من إذاعة القرآن الكريم، وسجلت له أيضاً قراءات صلاة التراويح والقيام في المسجد النبوي الشريف، وهي تنشر كذلك تباعاً في الإذاعة.
له مقالة بعنوان: (أليس للعلماء حق كغيرهم) وهي عن حياة الشيخ الحافظ الجامع محمود سيبويه رحمه الله.
---------------------------
المصدر:
مقابلة مع صاحب الترجمة.
http://www.al-madinah.org/arabic/59.htm
ـ[الراية]ــــــــ[10 Sep 2004, 02:17 م]ـ
الاخ الكريم
emdad
جزيت خيرا على هذه التراجم ... وبانتظار المزيد
وفقك الله
وما ذكرتم عن الإمام الشنقيطي صاحب التفسيروانه حين قدم المملكة كان على عقيدة الأشاعرة.
فقد اشتهر بين بعض طلبة العلم أن الشيخ عندما قدم لهذه البلاد كان أشعريًا، وسبب ذلك ما نقله عطية سالم رحمه الله في ترجمته من تحاوره مع الشيخ ابن صالح والشيخ ابن زاحم رحمهما الله حول " الوهابية " وما تقرر عنده عنهم مما هو خلاف الواقع.
(انظر ترجمته، ص 36، 37 عطية سالم) (ص 68 السديس).
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم اطلعت على ماجاء في رسالة " جهود الشيخ الشنقيطي في تقرير العقيدة " للشيخ عبدالعزيز الطويان (1/ 63 - 69)؛ حيث بين بالنقول أنه تحول من الأشعرية للسلفية في موريتانيا قبل قدومه للمملكة.
وأكد هذا صاحب كتاب " السلفية في موريتانيا " (ص 358). ومما قاله: (قد يظن البعض أنه لم يعتنق هذه العقيدة - أي السلفية - إلا بعد وصوله إلى هذه البلاد، وهذا خلاف الحقيقة ............... الخ).
نقلت هذا من هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22001
التعليق رقم / 11
وشكرا لك
ـ[إمداد]ــــــــ[11 Sep 2004, 12:10 ص]ـ
جزا الله خيرا أخي الكريم على هذا التنبيه المهم
الشيخ عبد الباري الثبيتي
إمام الحرم النبوي الشريف، القارئ الشيخ عبد الباري بن عوض ابن علي الثبيتي، ولد في مكة المكرمة عام 1380هـ ونشأ بها وتلقى تعليمه الأولي والثانوي في مدارسها، ثم تابع دراسته الجامعية والعليا، فحصل على بكالوريوس العلوم من جامعة الملك عبد العزيز بجدة عام 1405هـ وعلى الدبلوم العالٍ في الشريعة بتقدير ممتاز من جامعة أم القرى بمكة المكرمة عام 1409هـ، ثم على ماجستير من كلية الشريعة بنفس الجامعة بتقدير ممتاز عام 1415هـ، وهو حين كتابة هذه الترجمة (1418 هـ) يحضر لدرجة العالمية الدكتوراه من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
عمل مدرساً لتحفيظ القرآن بمكة المكرمة وهو في سن مبكرة قبل ان يتجاوز التاسعة من عمره، وأشرف على بعض حلقات تحفيظ القرآن الكريم بمدينة جدة.
ابتعث عام 1397هـ من قبل جماعة تحفيظ القرآن الكريم بمكة المكرمة لإمامة المسلمين في صلاة التراويح لشهر رمضان في أحد المراكز الإسلامية ببريطانيا.
حصل على المركز الأول في المسابقة الدولية لتحفيظ القرآن وتلاوته وتجويده في عامها الأول التي أقيمت بمكة المكرمة عام 1399هـ.
له نشاطات متعددة في مجال تحفيظ القرآن الكريم والخدمات الاجتماعية، وهو عضو في عدة مجالس وجمعيات خيرية ولجان ومنها:
مجلس إدارة الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة.
الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة.
الجمعية الخيرية للخدمات الاجتماعية بجدة.
لجنة تحكيم المسابقة المحلية لتلاوة القرآن الكريم وتجويده.
مدير المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد بجدة.
ومنذ أواخر عام 1414هـ، وهو يشارك في إمامة وخطابة المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة.
وقد أم الناس قبل ذلك في صلاة التراويح والتهجد بالمسجد الحرام
في صحيفة الجزيرة بتاريخ الثلاثاء 24 ,شوال 1422 العدد:10694 رأيت الخبر التالي
بحضور سماحة الشيخ عبد العزيزآل الشيخ
إمام المسجد النبوي الشيخ عبد الباري الثبيتي يناقش الدكتوراه
* المدينة المنورة مروان عمر قصاص:
يشارك سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وادارة البحوث العلمية والافتاء في مناقشة الرسالة العلمية التي يقدمها فضيلة الشيخ عبدالباري بن عواض الثبيتي امام وخطيب المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة لقسم الفقه بالجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة لنيل الدكتوراه في الفقه بعنوان «مسائل الإمام أحمد بن حنبل الفقهية رواية حرب بن اسماعيل الكرماني»، والتي اشرف عليها فضيلة الاستاذ الدكتور فيحان بن شالي المطيري عضو هيئة التدريس بالجامعة الاسلامية ويشارك بمناقشتها فضيلة الاستاذ الدكتور حمد بن حماد الحماد عضو هيئة التدريس بالجامعة وذلك مساء يوم السبت القادم بصالة المحاضرات الكبرى بالجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة.
ـ[إمداد]ــــــــ[12 Sep 2005, 02:26 م]ـ
نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية
لفضيلة العلامة الشيخ بكر عبدالله أبو زيد
نسبه:
بكر بن عبد الله أبو زيد بن محمد بن عبدالله بن بكر بن عثمان بن يحيى بن غيهب بن محمد, ينتهي نسبه إلى بني زيد الأعلى, وهو زيد بن سويد بن زيد بن سويد بن زيد بن حرام بن سويد بن زيد القضاعي, من قبيلة بني زيد القضاعية المشهورة في حاضرة الوشم, وعالية نجد, وفيها ولد عام 1365 هـ.
حياته العلمية:
(يُتْبَعُ)
(/)
درس في الكتاب حتى السنة الثانية الابتدائي, ثم انتقل إلى الرياض عام 1375 هـ, وفيه واصل دراسته الابتدائية, ثم المعهد العلمي, ثم كلية الشريعة, حتى تخرج عام 87 هـ/ 88 هـ من كلية الشريعة بالرياض منتسبا, وكان ترتيبه الأول.
وفي عام 1384 هـ انتقل إلى المدينة المنورة فعمل أمينا للمكتبة العامة بالجامعة الإسلامية.
وكان بجانب دراسته النظامية يلازم حلق عدد من المشايخ في الرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة.
ففي الرياض أخذ علم الميقات من الشيخ القاضي صالح بن مطلق, وقرأ عليه خمسا وعشرين مقامة من مقامات الحريري, وكان- رحمه الله- يحفظها, وفي الفقه: زاد المستقنع للحجاوي, كتاب البيوع فقط.
وفي مكة قرأ على سماحة شيخه, الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز كتاب الحج, من (المنتقى) للمجد ابن تيمية, في حج عام 1385 هـ بالمسجد الحرام.
واستجاز المدرس بالمسجد الحرام الشيخ: سليمان بن عبد الرحمن بن حمدان, فأجازه إجازة مكتوبة بخطه لجميع كتب السنة, وإجازة في المد النبوي.
في المدينة قرأ على سماحة شيخه الشيخ ابن باز في (فتح الباري) و (بلوغ المرام) وعددا من الرسائل في الفقه والتوحيد والحديث في بيته, إذ لازمه نحو سنتين وأجازه.
ولازم سماحة شيخه الشيخ محمد الأمين الشنقيطي نحو عشر سنين, منذ انتقل إلى المدينة المنورة, حتى توفي الشيخ في حج عام 1393 هـ- رحمه الله تعالى- فقرأ عليه في تفسيره (أضواء البيان) , ورسالته (آداب البحث والمناظرة) , وانفرد بأخذ علم النسب عنه, فقرأ عليه (القصد والأمم) لابن عبد البر, وبعض (الإنباه) لابن عبد البر أيضا, وقرأ عليه بعض الرسائل, وله معه مباحثات واستفادات, ولديه نحو عشرين إجازة من علماء الحرمين والرياض والمغرب والشام والهند وإفريقيا وغيرها, وقد جمعها في ثبت مستقل.
وفي عام 1399 هـ / 1400 هـ, درس في المعهد العالي للقضاء منتسبا, فنال شهادة العالمية (الماجستير) , وفي عام 1403 هـ تحصل على شهادة العالمية العالية (الدكتوراه).
حياته العملية:
وفي عام 87 هـ / 88 هـ لما تخرج من كلية الشريعة اختير للقضاء في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم فصدر أمر ملكي كريم بتعيينه في القضاء في المدينة المنورة, فاستمر في قضائها حتى عام 1400 هـ.
وفي عام 1390 هـ عين مدرسا في المسجد النبوي الشريف, فاستمر حتى عام 1400 هـ.
وفي عام 1391 هـ صدر أمر ملكي بتعيينه إماما وخطيبا في المسجد النبوي الشريف, فاستمر حتى مطلع عام 1396 هـ.
وفي عام 1400 هـ اختير وكيلا عاما لوزارة العدل, فصدر قرار مجلس الوزراء بذلك, واستمر حتى نهاية عام 1412 هـ, وفيه صدر أمر ملكي كريم بتعيينه بالمرتبة الممتازة, عضوا في لجنة الفتوى, وهيئة كبار العلماء.
وفي عام 1405هـ صدر أمر ملكي كريم بتعيينه ممثلا للمملكة في مجمع الفقه الإسلامي الدولي, المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي, واختير رئيسا للمجمع.
وفي عام 1406هـ عين عضوا في المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي, وكانت له في أثناء ذلك مشاركة في عدد من اللجان والمؤتمرات داخل المملكة وخارجها, ودرس في المعهد العالي للقضاء, وفي الدراسات العليا في كلية الشريعة بالرياض.(/)
سؤال عن كتاب: (إحياء علوم الدين) للغزالي رحمه الله.
ـ[الازهري المصري]ــــــــ[27 Aug 2004, 01:08 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورد في احد المنتديات ما يلي" أبو حامد الغزالي (450 – 505) وهو محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي , حجة الإسلام ولد في الطابران , قصبة طوس بخرسان وتوفي بها. رحل إلى نيسابور ثم إلى بغداد , فالحجاز , فبلاد الشام , فمصر ثم عاد إلى بلدته.
لم يسلك الغزالي مسلك الباقلاني ’ بل خالف الأشعري في بعض الآراء وخاصة فيما يتعلق بالمقدمات العقلية في الاستدلال , وذم علم الكلام وبين أن أدلته لا تفيد اليقين كما في كتبه (المنقذ من الضلال , التفرقة بين الإيمان والزندقة) وحرم الخوض فيه فقال (لو تركنا المداهنة لصرحنا بأن الخوض في هذا العلم حرام) اتجه نحو التصوف , واعتقد أنه الطريق الوحيد للمعرفة.
وعاد آخر حياته إلى السنة من خلال دراسة صحيح البخاري.
متى كان الغزالى حجة الاسلام وقد كتب فى احياء علوم الدين مالم يكتبه يهودى او نصرانى ليدمر الاسلام مثلما فعل ذلك الرجل
ومتى عاد الغزالى الى النهج الصحيح واذا كان الامر كذلك لماذا لم يامر بحرق كتاب الضلال
اماتة علوم الدين التى قال فى احد كلماته لان ترى ابا يزيد مرة واحدة خير لك من ان ترى الله سبعين مرة وغيرها وغيرها من الطوام الكبرى
الم يضع الغزالى باب كاملا بعدم تزويج المريد ونسى ان الحديث الشريف يقول النكاح من سنتى ومن رغب عن سنتى فليس منى
وقال ايضا
ان الغزالى عندما مات ترك قصرا وبيتا كبيرا به حديقة وبستان بعدما تكلم عن الزهد بكلام
ما طبقه هو اولا بنفسه ولايستطيع رجل على وجه الارض ان يطبقه
يااخى لا يستطيع احد على وجه الارض ان يحجم رحمة الله
ولكن التوبة لها شروط واول شروط التوبة الاقلاع عن المعصية فمتى رجع هذا الرجل
وامر بتحريق هذا الكتاب ومتى تبراء مما كتبه
ان كتب الضلال بما فيها الانجيل المحرف لو جمعت منذ عهد ادم ووضعت فى كفة ووضع احياء
علوم الدين فى كفة لفاقها هذا الكتاب الذى ضيع امم باكملها
وايضا
هذه بعض المنقولات للعلماء فى كتاب الاحياء:
-. قال عنه "محمد بن علي بن محمد بن حَمْدِين القرطبي (ت 508هـ): إنَّ بعضَ من يعظ ممن كان ينتحل رسمَ الفقهِ ثم تبرأ منه شغفاً بالشِّرعةِ الغزّالية والنحلةِ الصوفيَّةِ أنشأ كرَّاسةً تشتمل على معنى التعصب لكتاب "أبي حامد" إمام بدعتهم. فأين هو مِن شُنَع مناكيرِه، ومضاليلِ أساطيِره المباينةِ للدين؟ وزعم أنَّ هذا مِن علم المعاملة المفضي إلى علم المكاشفةِ الواقعِ بهم على سرِّ الربوبيَّةِ الذي لا يسفر عن قناعه، ولا يفوز باطلاعه إلا مَن تمطَّى إليه ثبج ضلالته التي رفع لها أعلامها، وشرع أحكامها أ. هـ
-قال عنه "محمد بن الوليد الفهري الأندلسي الطرطوشي" (ت 520هـ): فأمّا ما ذكرتَ مِن "أبي حامد"؛ فقد رأيتُه، وكلَّمتُه، فرأيتُه جليلاً مِن أهل العلم، واجتمع فيه العقل والفهم، ومارسَ العلومَ طولَ عُمُرِه، وكان على ذلك معظم زمانه، ثم بدا عن طريق العلماء، ودخل في غِمار العمَّال، ثم تصوَّف، وهجر العلومَ وأهلَها، ودخل في علوم الخواطر، وأرباب القلوب، ووساوس الشيطان، ثم شابها بآراء الفلاسفة، ورموز "الحلاَّج"، وجعل يطعن على الفقهاء والمتكلمين، ولقد كاد أن ينسلخ مِن الدين! فلمَّا عمل " الإحياء": عمَد يتكلم في علوم الأحوال، ومرامز الصوفية، وكان غيرَ أنيسٍ بها، ولا خبيٍر بمعرفتها، فسقط على أمِّ رأسه، وشحن كتابه بالموضوعات. أ.هـ
- وقال "أبو الفضل القاضي عياض بن موسى" (ت 544هـ): والشيخ أبو حامد ذو الأنباء الشنيعة، والتصانيف الفظيعة، غلا في طريقةِ التصوُّفِ، وتجرَّد لنصر مذهبهم، وصار داعيةً في ذلك، وألَّف فيه تواليفه المشهورة - (أي: الإحياء) - أُخذ عليه فيها مواضعُ، وساءتْ به ظنونُ أمَّةٍ، والله أعلم بسرِّه، ونَفَذَ أمرُ السلطان عندنا وفتوى الفقهاء بإحراقها والبعد عنها فامتُثِل لذلك.
ومما نسب إلى الغزالي قوله: [ليس في الإمكان أفضل مما كان]
أي ليس في إمكان الله خلق العالم بأفضل مما هو عليه الآن!!
قال ابن حزم: (ومن قال إنه ليس عند الله أصلح مما عمل بنا .... فهو كافر) اهـ
ولقد أعترف البيجوري بصحة نسبة هذه العبارة إلى الغزالى!
واخيرا
الا تدرى ان اخو الغزالى كان رجل يعمل عمل قوم لوط وضبط وهو يسرق اموالا من خزانة الدولة فى زمانه
كيف تدافع عن الغزالى الذى ضيع الاسلام والمسلمين
والله لو كان الامر بيدى لقبل ان ابداء بالشيعة واليهود لابداء باحراق جميع كتب الاحياء للغزالى الموجودة على وجه الارض
"أ. هـ
ارجو الافادة وجزاكم الله خيرا
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[27 Aug 2004, 01:38 م]ـ
أخي الكريم
دعك من هذه النقول المستلة من الكتب، واقرأ سيرته من كتاب سير أعلام النبلاء للذهبي، ففيها كنوز ثمينة تمثل منهجاً علمياً في تراجم الرجال. وعهدي بها قديم، ولكني أذكر أن ترجمة الذهبي للغزالي ولابن حزم تعتبر من التراجم الحافلة القيمة.
فاقصد البحر، وخل القنوات!!
ولعلك تتحفنا ببعض الدرر التي سطرها الحافظ الذهبي رحمه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هداية]ــــــــ[27 Aug 2004, 06:24 م]ـ
لقد زادت حيرتي .... حيث أني كنت منذ مدة طويله أرغب في شراء كتاب إحياء علوم الدين ولكن قرأت أن به بعض الأمور التي لا توافق الشرع وأنه تم إحراقه في بعض الدول فصرفت النظرعن الكتاب ..... ومع مرور الوقت شعرت أني إن قرأته سأستفيد بما فيه من خير وأترك الباقي وخاصة بعدما سمعت من تأثر كثير من المشايخ به وأنه أفادهم أو غير مجرى حياتهم فعزمت على شرائه مجددا ولكن بعد شهر رمضان وذلك حتى أعكف على قراءته بلا توقف والآن وبعد أن قرأت هذا الكلام الخطير زادت الحيرة وزادت وزادت؟؟؟
ولكن بصفتي مسلمة وليس لها خبرة بهذه الأمور فإني أعتقد أن مسائل التكفير هذه مسائل خطيرة وليس بسهولة أن يلج فيها المسلم
ثم إن أبو حامد قد مضى إلى رب كريم لا يظلم أحدا فهلا نتوقف عن هذه الأمور؟؟؟
وكذلك ليس من مصلحة المسلمين الآن أن نشغلها ونشغل أنفسنا بتقييم إنسان صار له مئات السنين من سكان المقابر ... ونحن لا نزال نختلف هل كفر أم لا؟؟ ولا نزال متوقفين بذات الزمن لا ننظر للأمام ولا نحاول ان نوجهه طاقاتنا الفكريه بما يخدم أمتنا أو حتى نحاول أن نطور من واقعنا أو نصنف مؤلفات تكون معينا لأحفادنا بما يناسب زماننا ...
وأنا فعلا مازلت في حيرة من أمري ... وسأصلي الإستخارة ولكن إن كان عندكم ما ينفعني وينقذني من هذه الحيرة فسأكون لكم شاكرة
ملاحظة بيت الشعر الذي في التوقيع به خلل وهو قول خبيب بن عدي والصواب
ولست أبالي حين أقتل مسلما ..... على أي جنب كان في الله مصرع
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Aug 2004, 02:21 ص]ـ
الأخت الكريمة هداية: هناك تهذيب جيد لكتاب إحياء علوم الدين للمحقق الجليل عبدالسلام هارون رحمه الله بعنوان (تهذيب إحياء علوم الدين) في مجلدين.
وأشكر الشيخ أبا مجاهد على تعقيبه وتوجيهه.
ـ[زاهر الشهري]ــــــــ[28 Aug 2004, 03:24 ص]ـ
قدم الشيخ / أحمد الحربي رسالة علمية (دكتوراه) في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، وعنوانها هو (أصول الدين عند أبي حامد الغزالي)، وهي موجودة في مكتبة جامعة الإمام، قسم الرسائل العلمية، وقد اطلعت عليها،
وخلاصتها:
أن الغزالي لم يثبت على قول واحد، وسبب ذلك كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – أن عنده من الذكاء والطلب مايتشوف به إلى طريقة خاصة الخلق، ولم يقدر له سلوك طريق خاصة هذه الأمة من السلف الصالح، وهذا كما هو أخبر به عن نفسه.
ومن ثم أصبح الغزالي يكتب لثلاث فئات مختلفة، كل مايناسبه، وذلك لأنه كان يعتقد أن الإنسان الكامل له ثلاث مذاهب:
1 - مذهب بحسب التقليد.
2 - مذهب بحسب الشائع أو المذهب الذي ينسب إليه.
3 - مذهب بحسب اعتقاده هو بينه وبين نفسه وبين خاصته.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى 6/ 54: ((والغزالي في كلامه مادة فلسفية كبيرة بسبب كلام ابن سينا في " الشفا " وغيره؛ " ورسائل إخوان الصفا " وكلام أبي حيان التوحيدي. وأما المادة المعتزلية في كلامه فقليلة أو معدومة كما أن المادة الفلسفية في كلام ابن عقيل قليلة أو معدومة وكلامه في " الإحياء " غالبه جيد لكن فيه مواد فاسدة: مادة فلسفية ومادة كلامية ومادة من ترهات الصوفية؛ ومادة من الأحاديث الموضوعة.)) انتهى.
وقال أيضاً في 4/ 63: ((وتجد أبا حامد الغزالي - مع أن له من العلم بالفقه والتصوف والكلام والأصول وغير ذلك مع الزهد والعبادة وحسن القصد وتبحره في العلوم الإسلامية أكثر من أولئك - يذكر في كتاب " الأربعين " ونحوه كتابه: " المضنون به على غير أهله "؛ فإذا طلبت ذلك الكتاب واعتقدت فيه أسرار الحقائق وغاية المطالب وجدته قول الصابئة المتفلسفة بعينه قد غيرت عباراتهم وترتيباتهم ومن لم يعلم حقائق مقالات العباد ومقالات أهل الملل يعتقد أن ذاك هو السر الذي كان بين النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وأنه هو الذي يطلع عليه المكاشفون الذين أدركوا الحقائق بنور إلهي. فإن أبا حامد كثيرا ما يحيل في كتبه على ذلك النور الإلهي وعلى ما يعتقد أنه يوجد للصوفية والعباد برياضتهم وديانتهم من إدراك الحقائق وكشفها لهم حتى يزنوا بذلك ما ورد به الشرع. وسبب ذلك أنه كان قد علم بذكائه وصدق طلبه ما في طريق المتكلمين والمتفلسفة من الاضطراب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وآتاه الله إيمانا مجملا - كما أخبر به عن نفسه - وصار يتشوف إلى تفصيل الجملة فيجد في كلام المشايخ والصوفية ما هو أقرب إلى الحق؛ وأولى بالتحقيق من كلام الفلاسفة والمتكلمين والأمر كما وجده لكن لم يبلغه من الميراث النبوي الذي عند خاصة الأمة من العلوم والأحوال: وما وصل إليه السابقون الأولون من العلم والعبادة حتى نالوا من المكاشفات العلمية والمعاملات العبادية ما لم ينله أولئك. فصار يعتقد أن تفصيل تلك الجملة يحصل بمجرد تلك الطريق حيث لم يكن عنده طريق غيرها لانسداد الطريقة الخاصة السنية النبوية عنه بما كان عنده من قلة العلم بها ومن الشبهات التي تقلدها عن المتفلسفة والمتكلمين حتى حالوا بها بينه وبين تلك الطريقة. ولهذا كان كثير الذم لهذه الحوائل ولطريقة العلم. وإنما ذاك لعلمه الذي سلكه والذي حجب به عن حقيقة المتابعة للرسالة. وليس هو بعلم وإنما هو عقائد فلسفية وكلامية كما قال السلف: " العلم بالكلام هو الجهل "؛ وكما قال أبو يوسف: " من طلب العلم بالكلام تزندق ". ولهذا صار طائفة ممن يرى فضيلته وديانته يدفعون وجود هذه الكتب عنه حتى كان الفقيه أبو محمد بن عبد السلام - فيما علقه عنه - ينكر أن يكون " بداية الهداية " من تصنيفه؛ ويقول: إنما هو تقول عليه مع أن هذه الكتب مقبولها أضعاف مردودها والمردود منها أمور مجملة وليس فيها عقائد ولا أصول الدين. وأما " المضنون به على غير أهله " فقد كان طائفة أخرى من العلماء يكذبون ثبوته عنه وأما أهل الخبرة به وبحاله فيعلمون أن هذا كله كلامه لعلمهم بمواد كلامه ومشابهة بعضه بعضا ولكن كان هو وأمثاله - كما قدمت - مضطربين لا يثبتون على قول ثابت. لأن عندهم من الذكاء والطلب ما يتشوفون به إلى طريقة خاصة الخلق ولم يقدر لهم سلوك طريق خاصة هذه الأمة الذين ورثوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم العلم والإيمان وهم أهل حقائق الإيمان والقرآن - كما قدمناه - وأهل الفهم لكتاب الله والعلم والفهم لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتباع هذا العلم بالأحوال والأعمال المناسبة لذلك كما جاءت به الرسالة.
ولهذا كان الشيخ " أبو عمرو بن الصلاح " يقول - فيما رأيته بخطه -: أبو حامد كثر القول فيه ومنه. فأما هذه الكتب - يعني المخالفة للحق - فلا يلتفت إليها. وأما الرجل فيسكت عنه ويفوض أمره إلى الله. ومقصوده: أنه لا يذكر بسوء لأن عفو الله عن الناسي والمخطئ وتوبة المذنب تأتي على كل ذنب وذلك من أقرب الأشياء إلى هذا وأمثاله ولأن مغفرة الله بالحسنات منه ومن غيره وتكفيره الذنوب بالمصائب تأتي على محقق الذنوب فلا يقدم الإنسان على انتفاء ذلك في حق معين إلا ببصيرة لا سيما مع كثرة الإحسان والعلم الصحيح والعمل الصالح والقصد الحسن. وهو يميل إلى الفلسفة لكنه أظهرها في قالب التصوف والعبارات الإسلامية. ولهذا فقد رد عليه علماء المسلمين حتى أخص أصحابه أبو بكر بن العربي فإنه قال: " شيخنا أبو حامد دخل في بطن الفلاسفة ثم أراد أن يخرج منهم فما قدر ". وقد حكي عنه من القول بمذاهب الباطنية ما يوجد تصديق ذلك في كتبه. ورد عليه أبو عبد الله المازري في كتاب أفرده ورد عليه أبو بكر الطرطوشي ورد عليه أبو الحسن المرغيناني رفيقه رد عليه كلامه في مشكاة الأنوار ونحوه ورد عليه الشيخ أبو البيان والشيخ أبو عمرو بن الصلاح وحذر من كلامه في ذلك هو وأبو زكريا النواوي وغيرهما ورد عليه ابن عقيل وابن الجوزي وأبو محمد المقدسي وغيرهم.)) انتهى. [/ size]
ـ[الازهري المصري]ــــــــ[28 Aug 2004, 10:53 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني في الله
اعتذر اليكم عن اثارة هذا الموضوع
ولكن ماحدث هو ان الموضوع اثير في احد المنتديات وكنت ابحث عن ردود كافية
ولكن نصحني بعض الاخوة بعدم الرد .... فجزاهم الله خيرا
شيخنا ابو مجاهد:ساحاول باذن الله نقل الترجمة
اختنا:هداية تم التصيحي وجزاكم الله خيرا
المشرفون:شكرا على تعديل الاسم
ـ[النووي]ــــــــ[15 Sep 2004, 10:08 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أحبابنا الكرام الكتاب طبع أخيراً بطبعة جميلة شيقة جذابة في مجلدين فقط فيها إحياء علوم الدين للإمام مجدد القرن الخامس الإمام الغزالي رحمه الله ومعها كتاب تخريج الحافظ العراقي لأحاديث الكتاب وأيضاً كتاب الإملاء على الإحياء للغزالي ط دار السلام
ولا يقدح في الكتاب بعد ذلك إلا من قد قسى قلبه فأصبح كالحجارة.
وكم من ذو نعمة محسود رحم الله الإمام الغزالي وسائر علماء المسلمين المخلصين.
من درر الإمام الغزالي
قال الغزالي: لما رأيت أصناف الخلق قد ضعف إيمانهم إلى هذا الحد بهذه الأسباب
(سبب من الفلاسفةـ ومن أدعياء التصوف ـ ومن ادعياء التعليم ـ وسبب من معاملة الموسمين بالعلم.)
ورأيت نفسي لازمة مجتهدة ملبة بكشف هذه الشبه، حتى كان فضح هؤلاء أيسر عندي من شربة الماء لكثرة خوضي في علومهم وطرقهم أنقدح في نفسي أن ذلك متعين في الوقت محتوم. فماذا تغنيك العزلة وقد عم الداء
ومرض الأطباء وأشرف الخلق على الهلاك؟
.................................................. .................
قالت نفسه: متى تشتغل أنت بكشف الغمة ومصادمة الظلمة والزمان زمان الفترة والدور دور الباطل؟ ولو اشتغلت بدعوة الخلق إلى الحق لعاداك أهل الزمان جميعهم وأنى تقاومهم فكيف تعايشهم ولا يتم ذلك إلا
بزمان مساعد ــــــــــــــ وسلطان متدين قاهر؟
فترخصت بيني وبين الله تعالى بالأستمرار على العزلة تعلالاً بالعجز عن إظهار الحق بالحجة.
فقدر الله تعالى فأمر السلطان أمر إلزام بالنهوض إلى نيسابور لتدارك هذه الفتنة.
فخطر لي أن سبب الرخصة قد ضعف فلا ينبغي أن يكون ملازمتك العزلة طلباً للكسل والراحة وطلب عز النفس وصونها عن أذى الخلق. ((ألم،أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون)) .........
..........................
إلى أن قال: فشاورت في ذلك جماعة من أطباءالقلوب فاتفقوا على الإشارة بترك العزلة
والخروج من الزاوية وانضاف إلى ذلك منامات من الصالحبن كثيرة متواترة تشهد بأن هذه الحركة مبدأ خير. قدرها الله على رأس هذه المائة وقد وعد الله بإحياء دينه على رأس كل مائة. فاستحكم الرجاء وغلب حسن الظن بهذه الشهادات ويسر الله الحركة إلى نيسابور في ذي القعدة سنة 499هـ وبلغت مدة العزلة
إحدى عشرة سنة. ....
ثم قال: وأنا أعلم أني وإن رجعت إلى نشر العلم فما رجعت، فإن الرجوع عود إلى ما كان، وكنت في ذلك الزمان أنشر العلم الذي يكسب الجاه، وأدعوا إليه بقولي وعملي وكان ذلك قصدي ونيتي،
وأما الأن فأدعو إلى العلم الذي به يترك الجاه ويعرف به سقوط رتبته.
هذا الآن قصدي ونيتي ويعلم الله ذلك مني وأنا أبغي أن أصلح نفسي وغيري. ولا أدري أأصل إلى مرادي أم أخترم دون غرضي؟ ولكني أومن إيمان يقين ومشاهدة أنه لاحول ولا قوة إلا بالله وأني لم أتحرك لكنه حركني، وأني لم أعمل ولكنه استعملني، فأسأله أن يصلحني أولاً ثم يصلح بي. ويهديني ثم يهدي بي. وأن يريني الحق حقاً ويرزقني اتباعه، ويريني الباطل باطلاً ويرزقني اجتنابه.
.......... رسالة سبب نشر العلم بعد الإعراض عنه ................................
وقفات سريعة مع الرسالة:
1ـ سعة فقه الإمام الغزالي مما جعل تصحيح أحوال الأمة أيسر عنده من شربة الماء.
2ـ الفقه قبل التعبد والعزلة.
3ـ عسر الدواء لمن عرف الداء معرفة جلية فعكف يداوي نفسه (11) سنة.
4ـ بعد هذه المدة الطويلة يتردد في ترك العزلة وهذا دليل على لذة المراقبة بل المعاينة التي وجدها في العزلة.
5ـ من عظيم فضل االتعبد والعزلة إحتقار النفس ومعرفة دائها ودواءها.
6ـ حسن الأدب مع اصحابه فاستشارهم في أمر لا يخفاه فقهه أدب معهم وحفظاً لطيب المعشر.
7ـ وقفات الإمام مع نفسه وطول عذله لها وإلجامها عن رغباتها.
8ـ الفرق بين حال الإمام قبل العزلة وبعدها من حيث أحوال الباطن.
أين نحن من حالاً قريباً من حال الإمام فكم من نفس تتشوف لحب الظهور وكم من حب لفضول المخالطة
وكم من تصدر للمجالس ولما نريش بعد. أخيراً أسأل الله أن يبلغنا أعلى مقامات الإحسان فضلاً منه وتكرماً وأن يرزقنا الإقتداءبسير المحسنين وأن يثبتنا على صراطه المستقيم.وصلى الله وسلم
على أعظم خلقه سيدنا وحبيبنا وقرة أعيننا محمد وعلى آله وصحبه.
ـ[علي جاسم]ــــــــ[04 Mar 2005, 02:40 م]ـ
يقول ابن تيمية في درء التعارض " أن الغزالي قد ألقى بنفسه في بطون الفلاسفة فلما أراد أن يخرج منهم لم يقدر " لكن هل هذا القول يعني كفران الغزالي .. على أن الغزالي يقول عن نفسه " إنما أنا مزجا البضاعة " وهذا القول لا يعني بطريقة أو بخرى أنه كافر أو حتى أنه مخطي .. أما بالنسسبة لما نقل عن الغزالي من أنه قد ذم علم الكلام في منقذه من الضلال فهذا قول خداج وفهم خداج إذ يقول الغزالي في علم الكلام " فصادفته علما وافيا بمقصوده غير واف بمقصودي وإنما مقصوده حفظ عقيدة أهل السنة وحراستها عن تشويش أهل البدع .. ثم يقول بعد ذلك بعدما ذكر أهل الفتن .. فأنشأ الله تعالى طائفة من المتكلمين وحرك دواعيهم لنصرة السنة بكلام مرتب يكشف عن تلبيسات أهل البدع المحدثة .... ثم يقول بعد ذلك فيهم أي أهل علم الكلام " فقد قام طائفة منهم بما ندبهم الله تعالى إليه فأحسنوا الذب عن السنة والنضال عن العقيدة ... ولعمر الله لا أجد في هذا الكلام ما يسيء لعلم الكلام .. أما قوله " فوجدته وافيا لمقصده غير واف لمقصدي " نعم ذلك لأن الغزالي كما ذكر ابن تيمية أن عنده من الذكاء ما يتشوف به إلى طريقة خاصة .. ولا ضير في هذا الأمر مع رجل كالغزالي من حيث الهمة والعلم والغاية .. ولكل من يروم معرفة فكر الغزالي فليقرأ منقذه من الضلال .. وحسسبي من الإطالة هذه الأخيرة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي جاسم]ــــــــ[04 Mar 2005, 02:58 م]ـ
أما بالنسبة للإحياء .. ففيه الغث والسمين ونفعه أكثر من ضره .. وكان ابن القيم وشيخه ابن تيمية إذا ما ذكرا كتاب الإحياء يسميانه " أجل كتب الغزالي "أما بالنسبة لما نسب للغزالي من أنه قاتل " ليس بالإمكان أفضل مما كان " فهذا قول الهزيلية وهم من المعتزلة والهزيلية أتباع أبي الهزيل ومن مذهبهم أن خالقية الله منتهية إلى حد أي أنه لا يقدر أن يخلق شيئا آخر .. ولا أعرف والله كيف يمكن أن يتصور مسلم أن الغزالي بغزارة علمه وسعة فكره يقول هذا القول والله تعالى لا يئوده شيء وهو على كل شيء قدير .. أما بالنسبة للرواية التي ذكرها الغزالي من أن رؤية أحد الصالحين خير من رؤية الله مائة مرة .. فهذا الكلام وكل كلام على شاكلته من أهل التصوف والعارفين له ضاهر ليس كباطن ففي رواية مشابهة .. أنه زار قبر أبا يزيد البسطامي ملك فسأل هل بقي أحد من أصحاب أبي يزيد فأشاروا لشيخ وقالوا هذا آخر أصحاب الشيخ فلما جلسس الملك إليه سأله ما تذكر من أقوال أبي يزيد فقال الشيخ أن أبا يزيد قال من رآني لا يدخل النار .. فانتفض الملك مغاضبا وقال كيف وأبو لهب رأى محمد .. فقال له الشيخ ياهذا .. أبو لهب كان يرىى يتيم أبو طالب ولم يكن يررى رسول الله محمد .. وأحسبها قد تبينت فكرة - من رآني لا يدخل النار - .. على أن الله تعالى يقول {ومنهم من ينضر إليك أفأنت تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون} وهل كل رؤية رؤية .. بالتأكيد لا إذ الرؤية التي قصدها أبو يزيد تلك الرؤية التي تحرك في القلب باعث الإيمان وهذا الباعث يفضي للهداية وهذه الهداية تنجي من النار .. وهذه هي فلسفة - من رآني لا يدخل النار - .. على أن الذي بين أهل التصوف وخصومهم لا يتعدى ثلاث كلمات - من ذاق عرف - .. والحمد لله رب العالمين ..
ـ[إمداد]ــــــــ[08 Mar 2005, 11:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
للأطلاع على كلام الذهبي في الموضوع انظر المجلد 19/ 339
رأي الشيخ الألباني في الموضوع في سلسلة الأحاديث الضعيفة 1/ 18
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[10 Sep 2005, 04:26 م]ـ
جزى الله الإخوة الذين دفعوا الشبهة، و دافعوا عن إمام جليل من كبار أئمة المسلمين، و يكفيه مدحا و تعديلا إطباق أئمة علوم الشرع على تلقيبه " حجة الإسلام الغزالي "، و ما كان خوضه في الكلام في الفلسفة إلا لدحض دعاوى المبطلين و رد شبههم - بنفس بضاعتهم - دفاعا عن الدين، و إن كان بعض من جاء بعده - ممن لم يعش في عصره، و لم يشهد الشبه التي انبرى الإمام الغزالي لكشفها و نفيها - قد أخذوا عليه أنه ساهم في نشر الفلسفة و غيرها من علوم الكلام بقيامه بالاستدلال بها في دحض شبهات اصحابها ضد الإسلام، وهذا مجرد رأي، ولم يبدعه أحد من الأئمة المنصفين، فضلا عن أن يرميه بالضلال أو أن يكفر ه، بل أقروا بفضله و علمه، فتأمله.
وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه سيكون في هذه الأمة في آخرها من يلعن أوائلها، و قد وقع ما أخبر عنه صلى الله عليه و سلم، وما رمي الإمام الغزالي بما تقدم ذكره إلا مثل على ذلك.
رحم الله الإمام أبي حامد الغزالي رحمة واسعة، و جزاه عن الإسلام و المسلمين خير الجزاء، و حسبك في تعديله و الثناء عليه تلقيبه ب " حجة الإسلام " من أئمة الإسلام.
ألم تدع هذه التسمية من في قلوبهم بغضاء إلى التفكر في دلالتها؟
إن كل أو جل من اتهموا الغزالي - ممن ذكر آنفا - كان دافعه الهوى و التعصب لرأي ما، أو لم يقرأ كتاب " إحياء علوم الدين "، و إنما سمع من منتقديه من غير اطلاع، و هذا لا يصح مع علو مكانة المنتقد، و مع علو كبر الاتهام. وقد كان الأجدر بالمدعين عليه بالباطل أن يتفكروا في اختياره لعنوان كتابه: إحياء علوم الدين
* و مما يحزن المرء ذيوع اتهام كثير من أئمة الإسلام بالباطل، من غير تثبت أو تحقق، انتصارا لمذهب من المذاهب، و كذا رمي الأحاديث النبوية الشريفة - التي صححها أئمة علوم الحديث - بالضعف؟
إنه لم يكد يسلم لنا حديث شريف من الطعن فيه، بدعوى قول قيل في أحد رواته، بغير تحقيق أو تمحيص، و ذلك بدعوى " تخريج " الأحاديث، فإن ذكرت لهم ما قاله الأباني مثلا في مثل بعض هؤلاء من " المخرجين " المعاصرين: من قلة البضاعة و الهوى و حب الشهرة، أعرضوا، و لووا رؤسهم.بل تطاولوا و جهلوا في القول، بمثل ما طفح منهم في حق إمام جليل مثل " حجة الإسلام الغزالي " / فكيف تتوقع من تطاولهم على من دونه بدرجات؟
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[20 Sep 2005, 10:07 ص]ـ
و حسبك في بيان بهتان الضالين، الذين يرمون الإمام أبي حامد الغزالي بالضلال - بل و الكفر - باحتجاج أئمة كبار مثل ابن حجر و النووي بآرائه الفقهية في كتابيهما: " فتح الباري " و " المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج "، بل ذكر الذهبي في كتابه " تذكرة الحفاظ " أن الغزالي يعد مجدد الإسلام في المائة الخامسة - هو و جماعة - و كذا قال السيوطي، فتأمله
فهل هؤلاء جهال، أم غيرهم هم الجهال؟
و في مقالة تالية سأبين ذلك إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو المكارم العربي]ــــــــ[24 Sep 2005, 10:05 م]ـ
ارجو من الاخوان مراجعة ترجمة الغزالي في الطبقات الكبرى للسبكي فقد دحض العديد من الافتراءات حوله. وكذلك ترجمته في كتاب هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس للكيلاني. والامام الغزالي بين مادحيه وناقديه للشيخ يوسف القرضاوي. وتعليق د. عبدالحليم محمود على المنقذ من الضلال.
أما اتهام الغزالي بأنه دخل في بطون الفلاسفة ولم يستطع ان يخرج فهي مقولة تلميذه ابن العربي وللعلم فإن شيخ الاسلام ابن تيمية عندما رد على الفلاسفة في كتابه منهاج السنة النبوية كان ينقل كلام الغزالي في تهافت الفلاسفة حرفا بحرف حتى الامثلة التي ضربها الغزالي كان ينقلها بنفسها!
ولمراجعة ذلك ينظر كتاب الله والدين والعالم د. جلال شرف فقد ناقش بينهما.
كما أن قول الغزالي بضاعتي مزجاة كان يتكلم عن الفلسفة لانه لم يدرسها على شيخ بل قرأ كتبهم
أما من انتقد الغزالي من القدماء فبعضهم لم يقرأ كتب الغزالي اصلا كالامام المازري بل نقل اليه كلام وبنا عليه نقده
اما ما وقع في المغرب من تحريق للاحياء لانه بدأ كتابه بالهجوم علي الفقهاء الذين اتخذوا الفقه غاية بدل الاخرة وذمهم اشد الذم (انظر كتاب العلم من الاحياء9
والاحياء له مختصرات كثيرة لابن الجوزي وابن قدامة وجمال الدين القاسمي وصالح الشامي وعبدالسلام هارون وغيرهم يستطيع الشخص قراءتها اذا كان لديه تحفظات على الاصل.
كما أن الغزالي في اصول الدين ترك الاخذ بالتأويل في الصفات في اخر كتاب الفه في علم الكلام وهو الجام العوام عن علم الكلام وقد الفه قبل وفاته بخمسة عشر يوما.
مع العلم بأن كتب الغزالي من اركان علم اصول الفقة عند اهل السنة حتى ان ابن قدامة في روضة الناظر كان ينقل عنه دون ان يذكر اسمه
يراجع موقع الامام الغزالي للنظر في كتبه ومعرفة ما كتب عنه.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[28 Sep 2005, 12:08 ص]ـ
و هاكم تلك المقالة التي آثرت أن أنشرها مستقلة في هذا القسم من الملتقى - لخصوص موضوعها - و وضعتها هنا أيضا ليتكامل السياق و يترابط بعضه ببعض، و فيها بيان لبطلان ما ادعي على الإمام الغزالي من منكر القول، بما صرح هو بنقيضه في كتابه " إجياء علوم الدين "، و كفى بكلامه شاهدا له:
--------------------------------------------------------------------------------
اختلف الناس في حكمهم على الإمام أبي حامد الغزالي، و ذلك الاختلاف عائد إلى ما رمي به ذلك الإمام الجليل من مفتريات باطلة، كان دافعها الحقد و الحسد، أو الجهل و عدم التثبت، أو الخلاف المذهبي و التعصب المذموم، و يكفينا في تعديل الغزالي و توثيقه ما قاله الإمام الذهبي في ترجمته له في كتابه " سير أعلام النبلاء "، قال:
" الشيخ الإمام البحر، حجة الإسلام، أعجوبة الزمان، زين الدين، أبو حامد محمد بن محمد بن أحمد الطوسي الشافعي الغزالي، صاحب التصانيف و الذكاء المفرط، تفقه ببلده أولا، ثم تحول إلى نيسابور في مرافقة جماعة من الطلبة، فلازم إمام الحرمين، فبرع في الفقه في مدة قريبة، و مهر في الكلام و الجدل حتى صار عين المناظرين، و أعاد للطلبة، و شرع في التصنيف ". (ج 19 / ص 322 و 323).
*******************
ومما دعاني للكتابة في شأنه - رضي الله عنه - ما قرأته في هذا الملتقى من سؤال عنه، و ما رماه به بعض المبطلين من ضلال و كفر، و العياذ بالله، و قد رددت و دفعت عنه تلك الأباطيل و الأضاليل، امتثالا لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: " من رد عن عرض أخيه كان له حجابا من النار " رواه أبو داود، و أخرجه الترمذي و حسنه.
و إذا كان هذا في حق عامة المسلمين، فهو في حق خاصتهم و أئمتهم أولى، و إذا كان ذلك في أعراضهم فهو في دينهم و معتقدهم أولى و أعلى.
- و قد آثرت أن تكون هذه المقالة منفردة عن ردي و كلامي المتقدم، لأذكر مثلا واحدا لبطلان ما رمي به الغزالي - رحمه الله - ثم نقله النقلة من غير تحقق و لا تثبت، فظلموه و أساءوا إليه، و توارث الناس ذلك الحط من قدره - بل و النيل من دينه و عقيدته - و ها كم ما نقله أبو المظفر يوسف في كتاب له، و حكاه عنه الذهبي، قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
((ولأبي المظفر يوسف سبط ابن الجوزي في كتاب رياض الأفهام في مناقب أهل البيت " قال:
ذكر أبو حامد في كتابه " سر العالمين وكشف ما في الدارين " فقال في حديث {من كنت مولاه فعلي مولاه}: أن عمر قال لعلي بخ بخ أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة، قال أبو حامد: وهذا تسليم ورضى، ثم بعد هذا غلب عليه الهوى حبا للرياسة وعقد البنود وأمر الخلافة ونهبها فحملهم على الخلاف فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون،
وسرد كثيرا من هذا الكلام الفسل الذي تزعمه الإمامية،
وما أدري ما عذره في هذا؟
والظاهر أنه رجع عنه وتبع الحق فإن الرجل من بحور العلم والله أعلم.
هذا إن لم يكن هذا وضع هذا و ما ذاك ببعيد، ففي هذا التأليف بلايا لا تطيب)). (سيرأعلام النبلاء، 19/ 328)
********************
و هذا الرأي صحيح، و لا يعقل صدوره عن إمام وصف بمجدد الإسلام في المائة الخامسة، و ها كم دليل بطلان نسبته إليه، و كذب عزوه له، فقد صرح بنقيض ذلك في كتابه " إحياء علوم الدين " - و الكتاب بين يدي الآن، و أنا أنقل منه، و ليس من أسطوانة ( c.d ) ، قال:
" و أن يعتقد فضل الصحابة - ي الله عنهم - و ترتيبهم، و أن أفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه و سلم: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي، رضي الله عنهم، و أن يحسن الظن بجميع الصحابة، و يثني عليهم كما أثنى الله عز و جل و رسوله صلى الله عليه و سلم و عليهم أجمعين.
فكل ذلك مما وردت به الأخبار، و شهدت به الآثار، فمن اعتقد جميع ذلك، موقنا به، كان من أهل الحق و عصابة السنة، و فارق رهط الضلال و حزب البدعة، فنسأل الله كمال اليقين، و حسن الثبات في الدين لنا و لكافة المسلمين برحمته، إنه أرحم الراحمين، و صلى الله على سيدنا محمد و على كل عبد مصطفى ". انتهى كلام الإمام الغزالي هنا. (إحياء علوم الدين، الجزء الأول، صفحة 161، طبعة دار الشعب، القاهرة).
* فهل يستقيم كلامه الوضيء هذا مع ما نسب إليه من باطل مما نقله أبو المظفر آنفا؟ اللهم لا، ثم لا، ثم لا.
و قد أورد الإمام الغزالي كلامه المذكور في (كتاب قواعد العقائد) - في إحياء علوم الدين - قال: و فيه أربعة فصول، و جعل الفصل الأول (و الذي نقلنا منه ما تقدم): " في ترجمة عقيدة أهل السنة في كلمتي الشهادة، التي هي أحد مباني الإسلام ". (1/ 154).
فهل يعقل عاقل لديه ذرة عقل أن من جعل عمر رضي الله عنه مقدما في الفضل و المرتبة علي علي كرم الله وجهه - و رضي الله عنهما و عن الصحابة أجمعين - أن يكون قد قال فيه أنه نهب الخلافة من سيدنا علي؟
فهذا و الله كلام مدسوس عليه، و منحول و متقول عليه، و دليل ذلك ما أوردناه من كلامه، بل من معتقده الذي هو معتقد كل مسلم صحيح الإيمان.
بل انظر ما قاله في (الركن الرابع في السمعيات و تصديقه صلى الله عليه و سلم فيما أخبر عنه) - قال: و مداره على عشرة أصول - قال في الأصل السابع:
" أن الإمام الحق - بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم - أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، رضي الله عنهم ". (الإحياء، 1/ 201).
و قال في الأصل الثامن:
" أن فضل الصحابة رضي اتلله عنهم على حسب ترتيبهم في الخلافة " (1/ 202)
**********************
فهذا مثل لما افتروه من قول باطل تقولوه على الإمام الغزالي، و زيفه واضح، كما بيناه مما صرح هو بخلافه، و الحال كذلك في بقية ما أنكر عليه من أقوال ظاهرة البطلان مما سنبين حقيقتها بعد إن شاء الله تعالي 0
و لاندعي لأحد عصمة من اتلخطأ، و الأمر كما قال الإمام الذهبي:
" الغزالي إمام كبير، و ما من شرط العالم أنه لا يخطئ ". (سيرعلام النبلاء، 19/ 339)
ـ[الراية]ــــــــ[01 Oct 2005, 07:27 م]ـ
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
و "الإحياء" فيه فوائدُ كثيرةٌ، لكنْ فيه مواد مذمومةٌ، فإنَّه فيه مواد فاسدة مِن كلام الفلاسفة، تتعلق بالتوحيد، والنُّبوة والمعاد، فإذا ذكر معارفَ الصوفية كان بمنزلة مَن أخذ عدواً للمسلمين ألبسه ثيابَ المسلمين وقد أنكر أئمة الدين على "أبي حامد" هذا في كتبه، وقالوا: مرضه "الشفاء"، يعني "شفاء ابن سينا" في الفلسفة، وفيه مع ذلك مِن كلام المشايخ الصوفية العارفين المستقيمين في أعمال القلوب الموافق للكتاب والسنَّة ...
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[11 Oct 2005, 07:49 م]ـ
هناك تهذيب جيد لكتاب إحياء علوم الدين للمحقق الجليل عبدالسلام هارون رحمه الله بعنوان (تهذيب إحياء علوم الدين) في مجلدين.
استسمح الشيخ عبد الرحمن في هذه المشاركة:
إن عبد السلام هارون عالم جليل ومحقق مبدع رحمه الله، وكان له الأثر الواضح في كتب أهل العلم. ولقد رأيت صنيعه في إحياء علوم الدين ويا ليته لم يحذف شيئا من أصل الكتاب فقد نص على أنه حذف الأحاديث الضعيفة في الإحياء - ولا يخفى على طلبة العلم وجود الأحاديث الضعيفة بله الموضوعة في الإحياء -، وإبقاء الكتاب بنصه كما صنفه المؤلف أفضل مع شيء من الترتيب والتعليق إن احتاج الأمر إلى ذلك.
ويبقى صنيع عبد السلام هارون نافع لمن ليس لديه القدرة في تمييز الحديث الصحيح من غيره، ولمن ليس لديه الرغبة في قرآءة أصل الكتاب. والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)