المقدم: في قوله (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18)) يقولون أن النملة صنعت من زجاج وتتحطم
د. عبد الرحمن: بعض الذين يكتبون في الإعجاز العلمي أن تعبيره بقوله (لَا يَحْطِمَنَّكُمْ) فيه إعجاز علمي لأن الحطم يكون للزجاج وهي من الزجاج وقد يكون هذا مقبولا لكن أقول الحطم والكسر كلها تصح في النملة.
-----------------
إتصال من الأخت أم محمد من السعودية: أي تفسير نستخدم؟
الإجابة: أنا أنصح دائمًا - ويبدو لي من سؤالها أنها ليست من المتخصصين – أنا أنصح بهذا التفسير الميسر الذي أصدره مجمع الملك فهد وهو تفسير سهل مكتوب على هامش المصحف تستطيع أن تقرأ المعاني بوضوح وسالم من أي مخالفة عقدية.
إتصال من أم عبد العزيز من السعودية: أقرأ في التفسير الموضوعي للقرآن وهذا فتح لي عالم روحاني آخر وصرت أشعر ماذا يقصد الصحابة "قرآن يمشي على الأرض" وأنا أجاهد نفسي وأقترح ثلاثة اقتراحات أول اقتراح أن التفسير الموضوعي يجب أن يفعّل في مدارس الأطفال بطريقة محببة لأنه هو الذي سيزرع في الطفل القيم والمبادئ. ثانيًا عندي صديقة عندها دكتوراة في التفسير ولكنها تشكو من مشاكل الحياة ووضعت الدنيا في قلبها فقلت لها العلم هل أُخذ إلا لنتلذذ به ولنجلس مجالس العلم ونستمتع به وكل يدلي بدلوه هذا العلم نزل لنا لنضع كلام الله في قلوبنا والدنيا في يدنا، أنا لي خبرة في دخولي في حلاوة الإيمان منذ 15 سنة والإيمان عندي يزيد وينقص وليس عندي دكتوراة والاقتراح الثالث من نظري للقنوات أستغرب لماذا وصل مجتمعنا إلى هذا الجهل؟ نحن لا نحتاج لشهادات حتى نسأل أسئلة تافهة، نحن في السعودية أكثر ناس ترفهين وعندنا فراغ لا نعلم أين نضعه فنذهب إلى الأسواق ونتكلم في أعراض الناس والعالم الآخر يتطور!
الإجابة: أشارت إلى مسألة العيش مع القرآن وهذا هدفنا من القرآن أن نقرب هذه المعاني للناس إما بالدلالة على كتاب وإما بالإجابة عن سؤال أو شيء من هذا القبيل لكن هذا لا يغني أن يبقى كل واحد مع نفسه يعيش مع القرآن ورمضان فرصة لهذا. وأشارت إلى صديقة معها دكتورة تعاني والدكتوراة ليس لها علاقة فالقرآن لنا جميعًا وعلينا أن نعيش معه ونحن جميعًأ مخاطبون به. وأما التفسير الموضوعي فأنا أؤيدها في أنه ينبغي أن يعتنى به بشكل تبسيطي للناس وكتاب الشيخ عبد الحميد طهماز الذي ذكرته لكم المعجزة والإعجاز وهذه السلسلة كان هدفه تقريب التفسير الموضوعي لعامة الناس وأنا أنصحها بهذه السلسلة وهي من مطبوعات دار القلم.
د. عبد المجيد من السعودية: عندي بعض الإشارات في سورة النمل أود من الدكتور أن يعلق عليها، الناظر في أسماء سور القرآن نجد عدة سورة سماها الله بأسماء بعض المخلوقات كالحيوانات البقرة والأنعام والنحل والنمل والعنكبوت والفيل فهل لهذه التسميات مغزى أو إشارة أو مجرد علامات على السورة فقط ليس إلا؟
الإجابة: لو تتبعت أسماء السور في القرآن هناك أسماء حيوانات البقرة والنحل والأنعام والنمل والفيل والعنكبوت هذه كل تسمية لها دلالة، البقرة لأنها ذكرت قصة البقرة وقصة البقرة كانت هي العبرة وليست البقرة نفسها لكن النبي صلى الله عليه وسلم سماها البقرة ونحن نتبعه في ذلك. وأيضًا سورة النمل النملة في الحقيقة وهذا الذي دعاني لاصطحاب هذا التفسير "الجواهر في تفسير القرآن الكريم هذا تفسير قديم بعض الناس لا يعرفوه وهو تفسير قديم صارت عليه ضجة الشيخ طنطاوي الجوهري كان مدرس علوم فأراد أن يفسر القرآن الكريم تفسيرًا علميًا، يأتي إلى سورة النمل لماذا سماها الله سورة النمل؟ قال النمل أمم وقبائل وشعوب ولو تتبعت النملة وبالمناسبة أدعو إلى سماع شريط الشيخ ناصر العمر بعنوان النملة تكلم فيه عن النملة ودقتها وعن أنها من الحيوانات الجادة جدًا وتعيش في شعوب في قرى النمل. هذا الكتاب تكلم عن النمل كلاما عجيبا وأنواع النمل وقرى النمل وكيف تبني النمل بيوتها وفيه تصوير لبيوت النمل وكيف تبني غرفها وفيه غرفة للضيوف وغرفة للعاملات الشغالات ولو تدخل على اليوتيوب وتبحث عن النمل تجد ما يدهشك في دقة النمل وانضباطها وأنك لا ترى نملة واقفة وإنما كل النمل يعمل ويذكرون قصة طريفة عن الكسائي
(يُتْبَعُ)
(/)
وذكرها الجواهري قال "إن الإنسان تلميذ للحيوان فقال لا تعجب إن تسمى بعض سور القرآن بحيوانات فإن الإنسان تعلم من الحيوان كثيرًا فهو تلميذه في الدفن عندما تطور ابن آدم (فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31) المائدة) وتعلم من هذه النملة التي تعلم الصبر والانضباط والدقة وعدم الاستسلام وقد تعلم منها الكسائي ويقولون تيمورلنك عندما انهزم في أول أمره وانهزم جيشه أوى إلى منطقة وهو حزين كسير فرأى نملة تصعد إلى مكان أملس وتسقط، 17 مرة حتى صعدت فقال سبحان الله! نملة 17 مرة وأنا من أول مرة أنهزم؟! والكسائي طلب العلم على كبر واستفاد من النملة فتسميتها بالنملة فيها عبرة لكن لا نريد أن نفصّل.
والسؤال الثاني: ذكر الله في سورة النمل ذكر الدابّة ولم يذكر من صفاتها وماهيتها شيء البتّة سوى أنه تحشر الناس فهل هناك أقوال للمفسرين ما هي هذه الدابّة؟ وهل هناك فائدة من إخفاء ماهيتها؟
د. عبد الرحمن: الدابة المقصود بها هنا علامة من علامات الساعة الكبرى كما في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم حديثًا لا أنسه قطّ قال أول علامات الساعة خروج الشمس من مغربها وخروج الدابة أيهما خرج أولا فالثاني فهو في إثر صاحبه فهي علامة من علامات الساعة، وهي دابة تكلم الناس أنت يا فلان مؤمن وأنت يا فلان كافر حتى أصبح يعيشون ويعرفون أن هذا مؤمن وهذا كافر. وهذا لا شك من العلامات الكبرى التي لا ينفع معها إيمان.
أبو محمد من السعودية: عندي فائدة في سورة النمل قال تعالى (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25)) هل نستفيد من هذه الآية أن السجود لا يكون إلا لله مع أن هناك سجود الملائكة لآدم فهل يمكن أن نقول أن شرع سليمان هو نسف لما عليه شريعة آدم أم أن سجود الملائكة لآدم كان سجود شكر والموضوع في النية قد يكون الفعل واحد لكن النية تختلف هذا شرك وهذا غير شرك؟
د. عبد الرحمن: السجود هو علامة من علامات التعظيم والله سبحانه وتعالى عندما أمر الملائكة بالسجود لآدم سجدوا فهم سجدوا استجابة لأمر الله سبحانه وتعالى فهو ليس سجودًا للبشر، السجود الذي سجده الملائكة هو بأمر الله فليس مخالفًا لأمر الله لأنه استجابة لأمره وهو تكريم لآدم عليه السلام والأمر أن السجود تكريم لكننا قد نهينا عنه وأنا لا نسجد إلا لله سبحانه وتعالى والهدهد كان أعقل من كثير من الناس وكان حريصًا على العقيدة. والهدهد أشار إلى نقطتين: التقطة الأولى أنه لا ينبغي السجود إلا لله سبحانه وتعالى وهذا أمر مستقر حتى عند الحيوانات والأمر الثاني أنه استغرب أن قوم سبأ تملكهم امرأة فدل هذا على أن ملك المرأة أمر مستغرب حتى عند الحيوانات مع أن النمل الذين تديرهم ملكة والنحل كذاك.
المقدم: الطريف أن الهدهد حكى الله على لسانه أنه قال (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ (25)) (الخبء) فكأنه هو يحتاج هذا.
أبو محمد: والفائدة الثانية مع أن الله أعطى سليمان الملك والتصرف بالريح وما إلى ذلك إلا أنه لا يعلم الغيب بدليل أن الهدهد قال له (فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ (22)) قد يكون هذا مفيداً في طرح بعض المذاهب المنحرفة الذين يغالون في آل البيت، سليمان أعطاه الله عز وجل ما لم يعط علياً رضي الله عنه ومع ذلك لم يعرف الغيب.
إتصال من الأخ هادي من السعودية: سليمان إتخذ القرار في قضية الهدهد (لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ (21)) والقرار الثاني (ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ (37)) فلماذا عملية الاستعجال في اتخاذ القرارات؟
الإجابة: أولًأ فيها إشارة أن سليمان عليه السلام قد أوتي ملكًا لم يؤته أحد من قبل وأن ليس هناك أحد سخر الله له الطير والإنس والجن يأتمرون بأمره اليوم نلاحظ اكتشاف الطائرة التي بدون طيار أفضل عتاد الجيوش لكن أين هو من الهدهد الذي ذهب وأرسل وأجاب! فسليمان عليه السلام كان حكيمًا في تعامله مع الهدهد (أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (21)) فلما جاءه الهدهد بالسلطان المبين جاء بتقرير مفصل حتى الهدهد ما قال سمعت وإنما جاء بتقرير مفصل (إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24))
سؤال الحلقة
عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو في قبة يوم بدر: اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن تشأ لا تعبد بعد اليوم. فأخذ أبو بكر رضي الله عنه بيده فقال: حسبك يا رسول الله، ألححت على ربك -وهو يثب في الدرع- فخرج وهو يقول: ...
فأي آية من آيات الجزء السابع والعشرين هي التي تلاها الرسول صلى الله عليه وسلم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[06 Sep 2010, 11:05 م]ـ
وهذا فيديو رائع عن حياة النمل
http://az.harunyahya.tv/videoDetail/Product/28228/THE_MIRACLE_IN_THE_ANT
الإعجاز في النمل
http://us1.fmanager.net/productDetail.php?dev-t=EDCRFV&objectId=9166
روابط الفيديو على اليوتيوب
http://www.youtube.com/watch?v=F0QgRKicYGU
http://www.youtube.com/watch?v=AZZ-7uwHzyM&feature=related
http://www.youtube.com/watch?v=2OY06gfFe2Y&feature=related
http://www.youtube.com/watch?v=5ukeZjY3VrQ&feature=related
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[06 Sep 2010, 11:16 م]ـ
وهذه معجزة العنكبوت استعدادًا لحلقة سورة العنكبوت
http://us1.harunyahya.com/Detail/T/EDCRFV/productId/9526/ معجزة_العنكبوت(/)
ضيف الحلقة (122) يوم الثلاثاء 28 رمضان 1431هـ
ـ[التفسير المباشر]ــــــــ[06 Sep 2010, 06:53 م]ـ
التفسير المباشر - الرياض
ستكون الحلقة رقم (122) يوم الثلاثاء 28 رمضان 1431هـ جلسة مشتركة بين فضيلة الشيخ الدكتور مساعد بن سليمان الطيار الأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود والدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري، الأستاذ المساعد بكلية التربية بجامعة الملك سعود.
وموضوع الحلقة هو:
- علوم سورة القصص.
- الإجابة عن أسئلة المشاهدين حول السورة وحول الجزء الثامن والعشرين من القرآن الكريم.
نسأل الله التوفيق والسداد،،
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الحلقة الثامنة و العشرون
سورة القصص
***********
http://ia360708.us.archive.org/20/items/thexinxyway_00030/tafsir28.gif
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط جودة عالية
http://ia360708.us.archive.org/20/items/thexinxyway_00030/tafsir28.AVI
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط جودة متوسطة
http://ia360708.us.archive.org/20/items/thexinxyway_00030/tafsir28.rmvb
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط للجوال
http://ia360708.us.archive.org/20/items/thexinxyway_00030/tafsir28_512kb.mp4
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط صوت
http://ia360708.us.archive.org/20/items/thexinxyway_00030/tafsir28.mp3
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الروابط علي اليوتيوب
http://www.youtube.com/watch?v=9JMOhiTuRns
http://www.youtube.com/watch?v=8jYpDIB-ZYQ
http://www.youtube.com/watch?v=1uxL98FvFOQ
http://www.youtube.com/watch?v=Osex4iCnkbw
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
روابط الحلقة كاملة علي موقع مشاهد
http://www.mashahd.net/view_video.php?viewkey=42b7fdce9ffc27fe9286
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
http://i910.photobucket.com/albums/ac309/HFDMHMD/Tawaqi3/Do3ae.gif
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[07 Sep 2010, 08:40 ص]ـ
مرحبًا بشيخنا الطيار ... وفقكم الله وسددكم وفتح عليكم .......
سؤالي:
ـ لم سميت سورة القصص ب (القصص) مع أنه لم يذكر فيها سوى قصة موسى مطولة؟!
ـ (ً لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ)
(لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ)
(سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ)
هل هناك دلالات لاختلاف الألفاظ غي خطاب موسى لأهله حين أراد بيان سبب ذهابه إلى التار؟ لأنني أجد مشكلة في حفظ هذه الآيات فلعل هناك فهمًا يثبت حفظي ...
ـ ليتكم تقفون وقفات استنباط فوائد من قصة قارون.
شكر الله لكم ووفقكم ...
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[07 Sep 2010, 02:46 م]ـ
جزى الشيخ خير الجزاء ..
يقول الله تعالى في سورة القصص:
ٹ ٹ ? ? ? چ چ چ ? ? ? ? ? ?? ? ٹ ٹ ٹ ٹ ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? چ القصص: 7
واليم هو البحر كما هو معلوم , ولكن موسى عليه السلام ألقي في النهر ولم يلق في البحر , فلم عبر عن النهر باليم؟
للأمانة هذا السؤال طرحه أحد المتخصصين في إحدى المحاضرات
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[07 Sep 2010, 06:25 م]ـ
بارك الله فيكم ..
وأحب أن أداخل فيما تحدث عنه الدكتور مساعد الطيار عن قارون وهل هو في زمن موسى أم لا .. فقد ذكر ابن كثير آثارا عن ابن عباس رضي الله عنه وعن بعض التابعين تفيد كلها أنه كان في زمن موسى بل أنه ابن عم موسى عليه السلام يقول ابن جرير:وأكثر أهل العلم على أنه كان ابن عمه والله أعلم. اهـ
وأورد ابن كثير آثارا في سبب هلاكه ودعاء موسى عليه وحوار موسى مع قارون وكلها تفيد أنه في وقته وهناك إسرائليات في الباب ضرب ابن كثير عنها صفحا ..
أما مدين فقد زرتها قبل مدة وأخذت لها صورا ومن العجيب أن هناك قرب البدع (مدين) بلدة تسمى مقنا فيها عين تدعى عين موسى تجري فيها الماء لأعلى وليس لأسفل وقد رأيتها بعيني ..
وهناك جبل على شاطئ البحر مقسوم نصفين يسمى (طيب اسم) ولو طبقت جزئيه لانطبقا زعم بعضهم أنها مكان فلق البحر والعجيب أن فيها كذلك عينا حلوة - على قربها من البحر - وقد وقفت عليها .. وأتمنى أن يتم هناك أبحاث ودراسة للمنطقة وخصوصا امتداها تحت البحر ..
وإليكم صور مدائن شعيب كما هو مشهور ..
http://lh6.ggpht.com/_w5hV8DjTGJQ/TIZU1IPbszI/AAAAAAAAAuE/1mNhrzPTto0/%D9%85%D9%86%20%D8%A8%D8%B9%D9%8A%D8%AF.jpg
http://lh3.ggpht.com/_w5hV8DjTGJQ/TIZU1ye5ipI/AAAAAAAAAuI/RxO5XTeWszg/%D8%B9%D9%86%D8%AF%D9%85%D8%A7%20%D9%86%D8%B2%D9%8 4%D8%AA.jpg
http://lh3.ggpht.com/_w5hV8DjTGJQ/TIZU3uEeCBI/AAAAAAAAAuQ/TdhK4HhqQ20/%D9%88%D9%87%D8%B0%D8%A7%20%D8%A8%D9%8A%D8%AA.jpg
http://lh4.ggpht.com/_w5hV8DjTGJQ/TIZU4O2xnVI/AAAAAAAAAuU/AI-B9UNCljo/%D8%A8%D9%8A%D8%AA%20%D9%85%D9%86%20%D8%A8%D9%8A%D 9%88%D8%AA%D9%87%D9%85.jpg
http://lh5.ggpht.com/_w5hV8DjTGJQ/TIZU41GbleI/AAAAAAAAAuY/awm7FGfTMng/%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A7%D8%AE%D9%8 4.jpg
http://lh4.ggpht.com/_w5hV8DjTGJQ/TIZU5VyIsvI/AAAAAAAAAuc/y7lrR4OzZDM/%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A7%D8%AE%D9%8 4%D9%84.jpg
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ام الحارث]ــــــــ[07 Sep 2010, 07:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تمت إضافة روابط الحلقة إلي المشاركة الاولي
بارك الله فيكم
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[08 Sep 2010, 07:06 ص]ـ
وهذا نص الحلقة بفضل الله تعالى وعذرًا على التأخير
سورة القصص
إسم السورة
د. عبد الرحمن: اليوم بإذن الله تعالى سوف نتحدث عن سورة القصص وكان الحديث يوم أمس عن سورة النمل وكان في أولها الحديث عن قصة موسى وكان لفت نظري لفتة في سورة طه وسورة الشعراء وسورة النمل وسورة القصص تبدأ بـ (طس، طسم، طه) فكانت كلها تبدأ بقصة موسى فقلت لو كنا من المولعين بالحديث عن الرموز والغرائب كما قال الدكتور فضل عباس حفظه الله في كتاب له عن القصص قال: لو كنا من المولعين بتتبع الرموز لقلنا هذه نربطها بالطور. لكن هذه لفتة تصلح للحفاظ الذي تتشابه عليهم هذه القصة.
د. مساعد: هذه تعتبر من اللطائف
د. عبد الرحمن: نريد أن نبدأ بإسم السورة إسم سورة القصص هل يعرف لها غير هذا الإسم؟
د. مساعد: لا يعرف لها إلا هذا الإسم سورة القصص فقط وبناء عليه فإن هذا يشير إلى أن هذه التسمية نبوية وهي أخذت من قوله (فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ (25)) والمراد بالقصص هنا هي قصة موسى عليه السلام وما حصل له مما ذكر في السورة.
د. عبد الرحمن: وفي أولها أيضًا قوله (نَتْلُوا عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ (3)) فيها معنى القصة
د. مساعد: فيها معنى القصة عمومًا لكن اللفظة التي اشتق منها الإسم هي هذه.
وقت نزول السورة
د. عبد الرحمن: دعنا نتحدث عن ترتيب نزولها، متى نزلت؟ في أي مرحلة من مراحل النزول؟
د. مساعد: هي نزلت في العهد المكي، مكية باتفاق وإن كان هناك بعض الآيات حُكي أنها مدنية أو نزلت على حدث مدني لأن فيها عن اليهود خبر كثير جدًا في هذه السورة وليس في قصة موسى وإنما ما سيأتي بعدها من المحاجة مع الكفار سيدخل معهم اليهود في بعض المحاجات عليهم الاحتجاج على الكفار
د. عبد الرحمن: وهذه قد تكون إشارة إلى أنها مدنية
د. مساعد: بعض العلماء رتب على بعض الآيات أنها مدنية لكن لا يمنع أن تكون احتجاجًا على الكفار وهي مكية لأن هناك اتصال بين اليهود والكفار وقد اجتهد الكفار على أن يجدوا طعنًا في النبي صلى الله عليه وسلم عند أصحاب النبوات السابقة وكان أقرب الناس إليهم اليهود في المدينة
د. عبد الرحمن: يبدو لي أن عدد من علماء بني إسرائيل الذين كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم اشتغلوا بتتبع المطاعن –إن صح التعبير- الآن هناك أناس متخصصون في إثارة الشبهات تجدهم حتى وأيضًا الحمد لله فينا أناس متخصصون في الرد على هذه الشبهات والانتصار للقرآن الكريم وهذه رسالة ينبغي أن نرسلها للكثير من الباحثين أنه ينبغي على الباحثين الإسلاميين أن يحرصوا على التخصص في جوانب العلوم الشرعية حتى عندنا خاصة في الدراسات القرآنية جانب إعجاز القرآن الكريم وتتبع الشبهات والرد عليها. والرد عليها أحيانًا هي كلمة عامة لكن الردود عليها لها مواطن مثلًا الرد على الشبهة في التلفزيون في قناة فضائية يختلف عن الرد على الشبهة في كتاب ويختلف عن الرد على الشبهة في بحث علمي محكّم يختلف عن الرد على الشبهة في مواقع الانترنت. وأيضًا اللغات التي ينبغي أن يتعلمها الإنسان حتى يناقش. وأتصور أن القرشيين والمشركين كانوا يذهبون إلى بني إسرائيل في المدينة وكان هناك أناس من علماء بني إسرائيل يكادون يكونون متخصصين في محاولة استخراج الطعون أو الشبهات أو الأسئلة الصعبة
د. مساعد: وهذا ظاهر في الآثار وفي الآيات. وهذه مسألة وأتمنى لو يخصص حلقات في كيفية معالجة هذه الشبهات، قديمًا كان بعضهم يقول أن الرد على الشبهة إثارة للشبهة لكن الآن مع الأسف مع الانترنت والفضائيات لم تترك لك مجالًا أن تخفي شيئا ليس كتابًا تمنعه والكتاب الذي عرضته بالأمس الجواهر مُنِع عندنا أيام الملك عبد العزيز رحمه الله تعالى عندما عُرض على علمائنا مُنع وكان لمنعه مسوّغ وكان هناك إمكانية أن تمنعه عن فئام من الناس أما اليوم فلا يمكن أن تمنعه، تصوير بي دي أف ينزل على الانترنت ينتهي الأمر كله.
(يُتْبَعُ)
(/)
د. عبد الرحمن: بالنسبة لكتاب الجواهر بالأمس كان فيه إشارة تكلم عن سورة النمل وغيرها مثل العتكبوت وغيرها التفسير هو لا يعادل ربع المادة العلمية أو أقل وثلاثة أرباع أو أكثر هو حديث عن النمل وعن قصص النمل وعن تاريخ النمل ومقابلات وتقارير في الجرائد. نعود إلى
موضوع سورة القصص الأساسي
د. مساعد: ألاحظ أن قول الله سبحانه وتعالى (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ (6)) قوله نمكن لهم كأنه هذا هو موضوع السورة (التمكين) ولو تأملت السورة ومساق قصة موسى عليه السلام تجد أنها تشير إلى هذا المعنى ماذا فعل فرعون ببني إسرائيل قبل موسى عليه السلام ولماذا فعل بهم هذا؟ وماذا كان من قدر الله أن يربي فرعون من سيكون هلاكه على يديه. ثم بعد ذلك تبدأ أحداث القصة في أن موسى عليه السلام يحصل منه ما حصل في قتل الفرعوني خطأ ثم هروبه عليه السلام ثم رجوعه بالرسالة وتتوالى الأحداث إلى أن يبدأ التمكين لبني إسرائيل لأن بني إسرائيل عاشوا فترة من الذل فاحتاجوا إلى تحميص فعاشوا في التيه أربعين سنة ثم بعد ذلك بدأ لهم التمكين بعد موسى عليه السلام لما دخلوا بيت المقدس. فهي إشارة إلى هذا المعنى، وأيضًا فيها إشارة خفية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ولأصحابه الذين كانوا في مكة وتنبيه لما سيحصل لهم فالهجرة فيها إشارة لهجرة موسى عليه السلام لأرض مدين وعودة موسى عليه السلام فيها إشارة إلى عودة النبي في فتح مكة ظافرًا منتصرًا فهناك تشابه كبير بين الأحداث التي عاشها النبي محمد صلى الله عليه وسلم والتي عاشها موسى عليه السلام
د. عبد الرحمن: وأيضًا يمكن أن تلمح في كل جانب من جوانب القصة هذا الجانب وهو التمكين سواء إما أن يكون مقدمة إلى التمكين أو طريق إلى التمكين. ولفت نظري وأنا أقرأ السورة لماذا ذكر هامان هنا؟ في قوله سبحانه وتعالى (وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6)) الله سبحانه وتعالى يذكر هامان مع فرعون ولفت نظري إلى فكرة وهو أن الطغاة -ويبدو أن هامان رئيس وزراء فرعون- أن الطغاة لا يستطيعون أن يتمكنوا بمفردهم وأنه لا بد لتمكينه من أن يستعين بأمثاله من الطغاة الذين يعينونه على ظلمه وهامان هذا رمز لهذه النوعية من الناس التي كما يقولون في المثل الشعبي: ما الذي فرعنك يا فرعون؟ قال لم أجد من يردعني عن الظلم. فالذي يعين هذا الفرعون هم شرذمة من حاشيته الذين يعينونه على الطغيان وذكر هامان في هذه السورة وفي قوله (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) غافر) نفس المعنى أنه يوجه خطابه إلى هامان وحتى في آخر السورة قارون وقارون نوع من هذه الحاشية السيئة فرعون وزبانيته كونه من الأغنياء المترفين من بني إسرائيل الذين وافقوا فرعون وحاشيته في هواهم وفي طغيانهم وتكبرهم فكان في ذكر هامان وذكر قارون في آخر السورة إشارة إلى كيف يتمكن الظَلَمة
د. مساعد: صحيح تمكّن بالجاه وتمكّن بالمال. ومآل كل واحد من هؤلاء الذين حصل لهم ما حصل ويبقى التمكين للمستضعفين الذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا.
د. عبد الرحمن: حتى هذه الآية نتوقف عندها في قوله (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6)) كل مقصد من هذه المقاصد في أول السورة أنه سبحانه يلخّص أن هؤلاء بني إسرائيل كانوا مستضعفين وأن هذا فيه عزاء للنبي صلى الله عليه وسلم ثم قال (وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً) ما قال نرفع عنهم الظلم فقط بل أضاف لهم هذه الكرامة، (وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) تبشير لهم بورث الأرض كلها
د. مساعد: (كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ (28) الدخان) إشارة إلى وراثة بني إسرائيل لأرض مصر لكن كيف كانت الوراثة هذه قد يقع فيها اختلاف.
د. عبد الرحمن: (وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ) التمكين موضوع السورة، ما المقصود بالتمكين؟
(يُتْبَعُ)
(/)
د. مساعد: التمكين هو لا شك بمعنى الغلبة في السلطة الدينية والدنيوية، وهذا حصل لبني إسرائيل على فترات ولكن من طبع بني إسرائيل الجحود والكفران فهذا الطبع جعلهم يتأخرون كثيرًا وقد أعطاهم الله سبحانه وتعالى الفرص الفرصة تلو الفرصة حتى إذا استنفذ ما عندهم جميعًا كان من قدر الله أن يزاحوا عن هذا التمكين وتأتي أمة محمد صلى الله عليه وسلم لأن هناك وعدًا لإبراهيم عليه السلام أنه يمكِّن ذريته وأن يجعل ذريته الملوك والأنبياء وكان له ذلك وتحقق لكن من خالف أمر الله فإن الله سبحانه وتعالى لا يحابي أحدًا فقد أخذوا فرصتهم ثم كان من قدر الله سبحانه وتعالى أن تنتهي النبوة بعيسى عليه السلام من بني إسرائيل ثم تنتقل إلى الشق الثاني إلى بني إسماعيل وليس لهم إلا إسماعيل ومحمد صلى الله عليه وسلم وبقيت آثار النبوة إلى اليوم التي هي نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
د. عبد الرحمن: الله سبحانه وتعالى أكرم إسحق وأبناءه بالنبوة، الفرع النبوي كان في ذرية إسحق في يعقوب وفي يوسف وابنائه وموسى وعيسى وأيوب ويونس وسلمان وداوود عددهم كبير جدا أما ذرية إسماعيل فلم يكن إلا محمد صلى الله عليه وسلم ولكنه صلى الله عليه وسلم هو خاتم الرسل وأفضلهم.
د. عبد الرحمن: في آخر حكمة من الحكم التي ذكرها الله تعالى (وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ) وأن من المقاصد التي ذكرها الله لتمكين بني إسرائيل إهانة فرعون وإدخال الحسرة على قلبه وعلى قلب من كان معه جنود الضلال وقد تم لهم هذا في الغرق.
د. مساعد: لاحظ أثر المرأة في هذا الموقف، لما جاء هذا الرضيع كرهه فرعون لكن امرأة فرعون فرحت به وألقي في قلبها محبة هذا الصبي، الله سبحانه وتعالى ألقى في قلبها محبة هذا الصبي ولذلك قالت (وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (9)) فهذا التقدير الإلهي يحتاج منا إلى تأمل ونظر في ما حولنا كم من الدول تربي مجموعات وتعطيها السلاح في مكان من الأماكن ثم هؤلاء الأفراد ينقلبون ويكونون ضد الدولة وكذلك في الحياة التي تعيشها أنت أحيانًا يأتي إنسان يعطي إنسانًا ويربيه فينقلب عليه. فهذا القدر العجيب نجد أن الله سبحانه وتعالى قد فعله في فرعون عليه من الله ما يستحق وجعله يربي ويتبنى من سيكون هلاكه على يديه وهو لا يدري.
د. عبد الرحمن: نعود إلى الحديث عن قصة موسى عليه السلام هنا. هناك كتاب أنصح الإخوة المشاهدين بقراءته "قصص القرآن الكريم" للدكتور فضل حسن عباس كتاب قيم فالدكتور فضل جمع قصة موسى عليه السلام ورتبها حسب نزول السور فذكر فائدة جميلة أريد أن أذكرها وهي أن سورة الأعراف فصّلت في قصة موسى مع فرعون وفي قصته مع بني إسرائيل ثم جاءت سورة طه فتحدثت عن مبدأ رسالة موسى عليه السلام وعن قصته مع فرعون وعن قصته مع بني إسرائيل، في الشعراء تحدث عن خبر موسى مع فرعون فقط، لما جاء في سورة النمل تحد عن جانب من رسالة موسى عليه السلام والآيات التي أعطاه إياها، في سورة القصص تحدث عن ثلاثة جوانب بدأها من الميلاد ثم مرورًا بالرسالة ثم حديثه مع فرعون وفصّل في ذلك ثم في سورة يونس تحدث عن خبره مع فرعون فقط، في سورة الصافات تحدث عن تكريمه وامتنانه على موسى عليه السلام، في سورة غافر تحدث عن قصته مع فرعون وكذلك في الزخرف وفي الدخان. في سورة الكهف تحدث عن قصة موسى مع الخضر، في سورة إبراهيم تحدث عن قصة موسى مع بني إسرائيل فقط في سورة النازعات تحدث عن قصة موسى مع فرعون فقط، في سورة البقرة تحدث عن كثير من قضايا موسى مع بني إسرائيل (يا بني إسرائيل)، في سورة المائدة تحدث عن قصة موسى مع بني إسرائيل، في بقية السور التي جاء فيها ذكر موسى فقط مثل (صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19)) في سورة الأعلى هذه فائدة جميلة وفائدة رائعة في تتبع القصص القرآن وأن يعاد ترتيب الأحداث بحيث مثل قصة موسى الأحداث التي وردت منذ ولادته ثم بدء إرساله ثم قصته مع فرعون ثم قصته مع فرعون مع بني إسرائيل، وهذه لفتة أحببت أن أشير إليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
د. عبد الرحمن: نقف بعض الوقفات في سورة القصص هناك بعض من سأل بعض الأسئلة في ملتقى أهل التفسير والإخوان يظنوني لا أطّلع على الأسئلة ولكني أطلع على كل الأسئلة وأحيانًا أرد وأحيانًا لا أرد وأحيانا لا نستطيع أن نتعرض لشيء منها، هذه الأسئلة التي معنا اليوم ذكر الأخ أبو عاتكة سؤالًا قال (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7))، واليم هو البحر كما هو معلوم ولكن موسى عليه السلام ألقي في النهر ولم يلق في البحر , فلم عبر عن النهر باليم؟. وسؤال آخر لعلنا نتناقش فيه في قوله (لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ) عندما قال لزوجته (لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ) في سورة النمل، (سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ) تقول الأخت أم عبد الله تسأل هذا السؤال هل اختلاف الألفاظ له دلالة؟
د. مساعد: صعب أن نأخذ كل اللفتات لكن هناك رسالة ولعلها تخرج وهي رسالة في جامعة أم القرى عن عموم قصص القرآن تستوعب كل قصص القرآن وكانت قصة موسى هي التي أخذت الحيز الأكبر المتشابه اللفظي دراسة متكاملة لها وأيضا كتب توجيه المتشابه تذكر مثل هذه الأسئلة يمكن الرجوع إليها.
د. عبد الرحمن: كقاعدة عامة في معرفة مثل هذه الأشياء أن السياق الذي وردت فيه مثلًا على سبيل المثال (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ (7)) عبّر بالإلقاء وفي قصته في سورة طه قال (أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ (39)) كيف عبّر هنا بالقذف وهنا بالإلقاء؟ القذف أشد لما ترجع إلى السياقات تجد أنه هنا يخاطب أم موسى فلا يمكن أن يقال لها اقذفيه لأن القذف فيه نوع من الشدة فقال (فَأَلْقِيهِ) تطمين لها تأنيس لها وهي أم وهو طفل رضيع. لكن في سورة طه لما تأتي إلى السياق تجد الله تعالى يخاطب موسى عليه السلام بعد أن أرسله وبعد أن تفضل عليه بالرسالة (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ) فهو يذكر له هذا كان موضوع قاسي وصعب ولكنك تغلبت عليه. فالسياق هو الذي استطعنا من خلاله أن نعرف الفرق بين التعبير بالإلقاء والتعبير بالقذف
د. مساعد: وهذا صحيح، السياق هو من أكبر الأشياء التي يجب أن نرجع إليها. وأيضًا الحال، حال الحدث مرتبطة بالسياق لكن السياق فيه قرائن لفظية وفيه قرائن حالية. فأنت تتحدث الآن عن جزء من القرآئن اللفظية وهي مرتبطة بجزء من القرآئن الحالية فأحيانًا تكون القرآئن الحالية مقدمة وأحيانًا تكوت القرائن اللفظية مقدمة فالسياق لا بد من اعتباره. وأذكر من طرائف الأعراب واحد لما سمع قصة موسى في هذه السورة كان فيها وعد لما قال (إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7)) قال يا بخت أم موسى بموسى! لأن الله سبحانه وتعالى كما يقول العلماء هنا (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7)) فيها أمران ونهيان وبشارة، فالعرب يدركون هذه الأسرار وإن لم يعبّروا عنها المتأخرون يتكلفون في إدراك هذه الأسرار فاجتهدوا في التعبير عنها وهذا فرق ما بين العربي القُحّ وبين من يتعلم العربية ليفهم بها، فالعربي لا يمكن أن يأتي ويبيّن المبيّن لأن هذا بيّن عنده وروعة هذا القرآن كانت عنده ظاهرة لكن نحن لأننا نحتاج أن نتلمس روعة القرآن ونأتي مثل هذه، بعض من يتكلم في الإعجاز يذكر هذه الآية كمثال ويناقشها ويبيّن ما فيها من وجوه الإعجاز وغرائب التعبير، لما قول غرائب التعبير يعني ما فيه من لطائف وإعجاز. قال (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ) أمر (فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ) أمر (وَلَا تَخَافِي) نهي (وَلَا تَحْزَنِي) نهي (إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ) بشارة أولى
(يُتْبَعُ)
(/)
(وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) بشارة ثانية فجمع في هذه الجملة أمران ونهيان وبشارتان أو خبران.
د. عبد الرحمن: في سورة هود (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44)) يعبر بها كثيرًا الذين يكتبون في البلاغة القرآنية وهذه الآية (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7)) فيها هذه المعاني ومفترض أنها تنوع الأمثلة في الاعجاز القرآني
د. مساعد: القصة طويلة لكن لو وقفنا عند قصة قتل القبطي لأنها تمثل هي منعطف حياة بعض الأحداث في الإنسان وهذا قدر الله سبحانه وتعالى لو تتأمل حياتك تجد أن لحظة معينة فاصلة صرفت مسارك إلى مسار آخر كنت متجهًا بشكل ثم اتجهت إلى مسار آخر. لما قال هذه القصة (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (14) وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا (15)) انتقلت الآن الأحداث، الإسرائيلي ينتصر بموسى عليه السلام قبل نبوته وموسى عليه السلام أخذته الحميّة لبني إسرائيل لأن بني إسرائيل يعرفون أنه منهم السحنة والدم وأمه المرضعة من بني إسرئايل فمجرد أن وكز القبطي قتله وهذا يدل على قوته ولهذا جاءت (وَاسْتَوَى) (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى) اكتمل بنيان جسمه لأنه يحتاج إلى هذا في دعوته, ولو تأملت بنيان موسى تجد أن القوة ظاهرة ولذلك لما دخل مدين وجد من دونهم امرأتين تذودان فلقوة بينانه قام فسقى لهما وردّ لهما غنمهما ثم غيرها من الأحداث وخروجه إلى الطور عليه السلام لأخذ التوراة، أمثلة كثيرة كان يحتاج للقوة فجاءت (وَاسْتَوَى) للتنبيه أن الله سبحانه وتعالى قد هيأه وأعدّه حتى في بنيانه وجسمه. هذه الحادثة صرفت مسار الحياة عند موسى عليه السلام من لا شيء إلى شيء ولهذا هذه نتيجتها أنه هرب وخاف من القتل ولكنه عاد آمنًا بل عاد بما هو أعظم من ذلك شرف الرسالة وصار أحد أولي العزم من الرسل فلا شك أننا حينما نتأمل بعض الأحداث تصرف الإنسان أن يكون عظيمًا والأمثلة في هذا كثيرة ولكن هذا نموذج.
د. عبد الرحمن: هناك مسألة لا أدري إن كنت توافقني عليها في موسى عليه السلام وهو أعظم أنبياء بني إسرائيل كان فيه قوة جسمية ألاحظ في الملوك وأنبياء بني إسرائيل فيهم هذه الصفة، طالوت عندما رشح لقيادة الجيش قال (قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ (247) البقرة) داوود كان معه في الجيش وكان معروفًا بقوته (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ (17) ص) وهو الذي قتل جالوت والله ذلل له الحديد وسليمان عليه السلام كان قويًا في ملكه وقويًا في بنيته وفي الحديث "لأطوفن الليلة على سبعين امرأة" وأيضًا في هذه القصة في تفاصيلها قد توحي بأن بني إسرائيل هؤلاء لا يسوسهم إلا هذا النوع من الرجال ويبدو أنهم شعب لا يمشي إلا بالقوة
د. مساعد: يبدو هذا في حياتهم وتاريخهم سواء كانوا تحت بني إسرائيل أو تحت غيرهم، ما كانوا يمشون إلا بالقوة ولهذا لا يصلح مع هؤلاء السلام، هذا قدر الله فيهم، لا يصلح معهم السلام، لا يصلح معهم السياسة والملاينة والملاطفة مع هذا الجنس لا تنفع وهذه ظاهرة جدا في تاريخهم فتناسي التاريخ لأجل مشكلات حضارية معاصرة هذا من الغفلة التي يحتاج أن ينتبه إليها المسلم
د. عبد الرحمن: قد تصل أحيانًا إلى أكثر من الغفلة وهي ترك هذا القرآن ظهريًا والآن اشغلونا بمفاوضات مباشرة وغير مباشرة والمشكلة ليست في كونها مباشرة أو غير مباشرة!
د. عبد الرحمن: نأتي إلى قصة موسى عليه السلام هنا عندما ذهب إلى مدين، الناس يقولون أنه ذهب إلى شعيب، ما رأيك في من يرى أن الشيخ الكبير في القصة هو شعيب عليه السلام؟
(يُتْبَعُ)
(/)
د. مساعد: إذا نظرنا في قضية التاريخ فشعيب عليه السلام كان متقدمًا جدًا وشعيب يذكر مع قوم عاد وثمود ولوط متقدم جدًا ولم يذكر مع هؤلاء أبدًا ولم يرد ذكر له. لكنه اشتبه أن شعيب أرسل إلى مدين وموسى عليه السلام ذهب إلى مدين فوقع هذا الاشتباه عند بعضهم أن الشيخ هو شعيب مع أنه لم يرد في أي خبر صحيح لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه إشارة إلى أنه شعيب فهذا من الوهم بل إن الحسن البصري نبه على هذا الوهم وأن هذا الرجل ليس بشعيب مما يدل على أن هذا الوهم كان قديمًا ولذلك في أسفار بني إسرائيل يسمونه يثرو أو يثرون (هذا الرجل)
د. عبد الرحمن: وأيضا البنتان قالتا (وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23)) ولو كان شعيبًا لكان رجلا معروفًا ومشهورًا ما دام أنه شيخ كبير معناه كان نبيًا في ذلك الوقت معناه ليس شعيبًا، هذا من جهة والأمر الثاني لو كان موسى تزوج بنت شعيب وبقي عنده هذه المدة لظهر في هذه القصة عشر سنوات وهو متزوج ابنة شعيب النبي وهذا لا يذكر في قصتة الطويلة التي ذكرت فيها تفاصيل أكثر من هذا؟! إذن واضح أنه ليس شعيب وإنما رجل صالح من مدين.
د. مساعد: لا شك أن مدين من العرب ولهذا موسى عليه السلام لما توجه إلى مدين توجه إلى جزيرة العرب وتزوج منها هم عندهم في كتبهم يسمونه صفّورة والإسم العربي لها عصفورة، إسم زوجة موسى عليه السلام.
د. عبد الرحمن: يلفت نظري عندما تقول عربي آسيا بنت مزاحم زوجة فرعون هي المرأة التي وقع في يدها موسى وهي التي حفظته وربته، آسيا بنت مزاحم كأنه إسم عربي.
د. مساعد: وهو كذلك.
د. عبد الرحمن: يعني زوجة فرعون عربية.
د. مساعد بناء على هذا الإسم لأن الإسم يعطي دلالة على الموطن.
د. عبد الرحمن: ويبدو أنها كانت هي الزوجة الوحيدة لفرعون لأنه قال (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) التحريم)
د. مساعد: يبدو من السياقات أنها المرأة الوحيدة.
د. عبد الرحمن: وإن كان يستغرب من فرعون أن يقتصر على امرأة واحدة!
د. مساعد: قد يكون عندهم عقائد أو قضايا في تشريعهم. قصة البنتين مع موسى عليه السلام أذكّر بما طرحه أخونا الدكتور عويض العطوي في هذه الآيات وله وقفات رائعة جدا عن القصة واختصارا للوقت لعلنا نرجع إليها وهي موجودة على النت في موقع الدكتور، له لفتات بديعة جدًا في موضوع هاتين الفتاتين. من اللطائف التي رأيتها في الآثار ولا أدري عن صحته عن إبن مسعود سأل عن الشجرة التي استظل تحتها موسى (فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ (24)) فذهب إلى هذه الشجرة وقالوا له أن مورِقة كل السنة، عبد الله ابن مسعود إتجه إلى مدين وسأل عن هذه الشجرة، هو مجرد خبر لا نعرف عن صحته أيًا ما كان لكن مثل هذه الأمور لا يبنى عليها عبادات ولا اعتقادات حتى لو جزمنا أن هذه الشجرة التي استظل تحتها موسى عليه السلام فليس هناك أي أمر مطلوب منا اعتقادًا أو عبادة أن نفعله.
د. عبد الرحمن: في التذييل في قصة قارون في سورة القصص يعني ذكر الله عز وجل ميلاد موسى عليه السلام وكيف تربى في بيت فرعون وكيف خرج خائفا عليه السلام من فرعون وقومه وبقي في مدين عشر سنوات وأكثر (فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ (29)) ثم جاء في قصة قارون في ختام القصة فقال (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ (76)) ما دلالة إيراد قصة قارون؟
د. مساعد: كنت أتأمل هل يُفهم أن قارون كان من قوم موسى أنه كان في عهد موسى عليه السلام؟ اللفظ لا يوحي بذلك، لا يلزم ذلك، قوله قارون من قوم موسى يحتمل أن يكون في عهد موسى عليه السلام أو بعده، إذا كان في عهد موسى عليه السلام فقطعا سيكون في وقت بقائهم في مصر ايام وجود فرعون وهذ يُضعف القصة لأنهم كانوا في التيه وما كان عندهم أموال ولا شيء. معرفة تاريخ موسى عليه السلام يشعرنا أو يوحي لنا أن قوله (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى) ليس المراد أنه كان مزامنًا لموسى وإنما إشارة إلى أنه من بني إسرائيل، أنه رجل من بني إسرائيل نسب إلى موسى تنبيهًا بما أن السورة متعلقة بموسى عليه السلام فجاء بهذه
(يُتْبَعُ)
(/)
القصة التي تدل على القوة بالمال، كيف تعامل قارون مع هذه النعمة العظيمة التي أعطاه الله إياها؟ تعامل معها ببطر وأشر وادعى أنه إنما أوتيها على علم عنده وأبان الله سبحانه وتعالى لنا ما يحصل من ضعف نفوسنا حينما نرى أصحاب الأموال (فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79)) لهذا نقول لكل غني من أغنياء المسلمين أن يعتبر من هذه القصة وأن يجتهد أن ينظر في قصة قارون وأن لا يتشبه بشيء مما فعله وإنما يخالف كل هذه الأشياء التي ذكرها قارون، تدعي الفضل وتنسبه لله سبحانه وتعالى فهو سبحانه وتعالى الذي أنعم عليك وهو الذي أعطاك وابتدأك وهو الذي يقدر أن يسلبك هذا.
د. عبد الرحمن: سبحان الله بالأمس في سورة النمل الله سبحانه وتعالى آتى سليمان عليه السلام ملكا عظيما وسخر له الطير والريح والجن وبالرغم من كل هذا الملك العظيم كان غاية في التواضع (فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) النمل) مباشرة يتذكر فضل الله عليه في أشد حالات الزهو والقوة، يسمع صوت النملة وهي تقول (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18)) فيقول (فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ (19)) ونأتي لهذا المغفل الأحمق قارون ما الذي عند قارون مقارنة بما أعطاه الله لسليمان؟! لا شيء، أو ذي القرنين؟ نأتي إلى قارون أعطاه المال ولكن غرته نفسه فقال (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي (78)) قال الله تعالى فيه (أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا (78)). لقت نظري في ختام سورة القصص في قوله سبحانه وتعالى (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83)) وفي أولها عندما قال (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4)) نلاحظ هذه المنهجية في عمل فرعون وفي عمل الطغاة بصفة عامة وهو "فرّق تسد" تريد أن تسيطر على الشعب فرّق وازرع الطبقية في المجتمع وهذه للأسف موجودة في المجتمعات الإسلامية الآن تجد طبقات تعاني من فحش الثراء وطبقات كثيرة جدًا تعاني من الحاجة والعوز وهذا قطعًا سيؤدي إلى التنازع وإلى الصدام فيما بينها ويبقى هذا المتسلط يراقب الموقف. انظر إلى هذه اللفتة (وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا) يعني جعل أهلها طوائف متفرقة، ما تعلقيك؟
د. مساعد: في قوله (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) كأنها خاتمة لقصة فرعون من جهة وقصة قارون من جهة أخرى وإن كانت قصة قارون أقرب لها، والله سبحانه وتعالى لما قال (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ) لم يقل الدنيا لأن الدنيا ليست الدار الحقيقية فكأنه قال في يوم القيامة هذه الدار لا تكون لهؤلاء الذين يريدون العلو وإنما تكون للذين لا يريدون العلو والبغي في الأرض. ولهذا نقول للحاكم المسلم الذي قدر الله له أن يكون وليًا للمسلمين في أي مكان وزمان لتكن هذه الآية نصب عينيك دائمًا (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) وهذه نبراس وهذه التي ختم بها عمر بن عبد العزيز حياته رضي الله عنه فقيل وهو ينازع الروح كان يتلو هذه الآية وهذه بشارة له رضي الله عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
د. عبد الرحمن: من اللفتات أيضًا في قصة موسى أنه أعطاه الله القوة وأعطاه الله العلم فلما قتل القبطي في أول حياته ندم عليه السلام واستغفر ربه وقال (قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ (17)) لن أكون عونا للمجرمين أبدًا ولاحظ وفي آخر السورة في خطاب النبي صلى الله عليه وسلم (وَمَا كُنتَ تَرْجُو أَن يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِّلْكَافِرِينَ (86)) نفس الفكرة، وهذا خطاب أيضًا لكل من آتاه الله سلطة، لكل من آتاه الله علمًا لكل من آتاه الله لسانًا أن لا يكون ظهيرًا للمجرمين وأن لا يكون عونًا للمنافقين ولا يكون عونًا للظلمة، وللأسف الشديد أن ترى بعض الناس آتاه الله علمًا فسخره لخدمة الضلال فأصبح ظهيرًا للمجرمين وظهيرًا للكافرين وظهيرًا للعلمانيين ولكل عدو للمسلمين.
د. مساعد: هذا مثاله موجود في القرآن الذي هو بلعام بن باعوراء في (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) الأعراف) وهي معروفة هذا مثال لعالم السوء الذي أعطاه الله العلم لكنه انسلخ منه نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينجينا من هذا. في قوله (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ (85)) فيها وجهان للتفسير: أن المراد بالمعاد يوم القيامة والوجه الآخر وهو أضعف منه أقل منه في التفسير وإن كان له لطف أن المراد إلى مكة، وإذا قلنا لمكة فهنا ترابط في الآيات كأنه لما أشار إلى ما حصل لموسى عليه السلام كأنه نبه النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيحصل له هجرة ثم سيعود كأنه أخبره كما أخبر أم موسى أنه سيُردّ إلى مكة وهو كما قلت أضعف من القول الأول.
د. عبد الرحمن: يعني (لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ) يعني إلى يوم القيامة يعني إشارة إلى البعث.
د. مساعد: ومن قال معاد بعضهم سمى مكة معاد جعل من أسمائها معاد هذا القول الثاني ولا مشاحة في ذلك.
د. عبد الرحمن: (وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (87)) إشارة إلى أنه إذا وصلت إلى العلم واستقر اليقين في قلبك ثم انحرفت فالعقاب شديد ثم قال (وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (87) وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88)) فيها إشارة أن السور المكية تركز على جانب العقيدة وجانب نبذ الشرك والعناية بالقرآن الكريم.
سؤال الحلقة في الجزء الثامن والعشرين أربع سور منها اثنتان مبدوءة بالأمر (سبِّح)، واثنتان بالمضارع (يُسَبِّح) فما هما السورتان المبدوءتان بالمضارع؟
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[08 Sep 2010, 02:23 م]ـ
بارك الله فيكم جميعًا ...
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[08 Sep 2010, 03:05 م]ـ
جزاكم الله خيرا
الأخت سمر كأنكم أخذتم سؤالي في التفريغ من المنتدى وليس من الحلقة لأن الشيخ عبد الرحمن لم يذكر سؤالي كما هو(/)
بحث أشار اليه د\مساعد للدكتور\عويض العطوي
ـ[ولد أهله]ــــــــ[07 Sep 2010, 06:02 م]ـ
أشار الدكتور مساعد في قصة موسى لبحثث نفيس للدكتور عويض العطوي ..
بحثت عنه ولم أجد ...
أرجو وضع اسم البحث .. ؟
ـ[إبراهيم الحميدان]ــــــــ[08 Sep 2010, 07:33 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أظنك تعني بحثه بعنوان: (المضامين التربوية في قصة موسى عليه السلام والعبد الصالح)
شارك به في المؤتمر الأول للرابطة العالمية لعلماء النفس في الفترة من 25 - 27 يوليو 2006م الموافق 28 - 6 - 1427هـ
وكان شعار المؤتمر: " علماء النفس المسلمين وقضايا العصر "
وذلك بقاعة الشارقة، جامعة الخرطوم.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[08 Sep 2010, 08:07 ص]ـ
لا يبدو أن هذا البحث متوفر على النت ولكني وجدت في موقع الدكتور العطوي سلسة محاضرات صوتية عن قصة موسى عليه السلام (8 حلقات) لم أتمكن من الاستماع لها كلها بعد لكن ربما تحتوي على ما اشير إليه من قصته عليه السلام مع الفتاتين في مدين.
الحلقات على هذه الروابط:
http://www.alatwi.net/show_sound.php?id=26
http://www.alatwi.net/show_sound.php?id=27
http://www.alatwi.net/show_sound.php?id=29
http://www.alatwi.net/show_sound.php?id=30
http://www.alatwi.net/show_sound.php?id=31
http://www.alatwi.net/show_sound.php?id=32
http://www.alatwi.net/show_sound.php?id=33
http://www.alatwi.net/show_sound.php?id=34
ولعل أحدًا من المشرفين الأفاضل يتصل بالدكتور العطوي ويطلب نسخة من البحث لعرضه علينا بارك الله بكم جميعًا ونفعنا بعلمكم.
ـ[أم أبيّ]ــــــــ[08 Sep 2010, 02:05 م]ـ
هل توجد مطبوعات او كتب عن ثمرات تدبر للشيخ العطوي اتمنى لو تضعوها لنا لو تكرمتم
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[08 Sep 2010, 02:22 م]ـ
موقع الدكتور عويض العطوي يحتوي على بعض المقالات والأبحاث التي يمكن الاستفادة منها وهذا رابطه
www.alatwi.net (http://www.alatwi.net)
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[08 Sep 2010, 03:02 م]ـ
طبع للشيخ كتاب حديثا بعنوان:
جماليات النظم القرآني في قصة المراوة في سورة يوسف
ـ[الجنوبي]ــــــــ[08 Sep 2010, 03:12 م]ـ
طبع للشيخ كتاب حديثا بعنوان:
جماليات النظم القرآني في قصة المراوة في سورة يوسف
منقول من هنا http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=111397
أحبيتي الكرام: السلام عليكم
أمابعد ..... فقد كنت أتجول يوم أمس في عدد من المكتبات ختمتها بالتدمرية فوقع نظري على كتاب كان قد أعلن عنه الدكتور عبدالرحمن الشهري وفقه الله هنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=111254) وهو (جماليات النظم القرآني في قصة المراودة في سورة يوسف) للدكتور عويض بن حمود العطوي عميد الدراسات العليا بجامعة تبوك وأستاذ البلاغة المشارك بقسم اللغة العربية بكلية التربية والآداب.
http://www.tafsir.net/images/jamaleat.jpg
فاشتريته مع مجموعة من الكتب , ولما عدت إلى هذه الكتب بعد منتصف الليل لأستعرضها كان هو محط النظر فلما أمسكته أبى علي أن أتركه حتى أنهيه وحرمني من النوم قبل الفجر وما ذاك إلا لعرضه الرائع ولغته الراقية وماحفل به من استنباطات نفيسة وقدرة على التحليل البلاغي الذي قل من يحسنه حينما ينظر إلى النص القرآني , وهذا فهرس الكتاب مع مقتطفات من ملخصه وخاتمته لبيان موضوعه ومادته:
الملخص: ومما قال فيه
" يهدف هذا البحث من خلال المنهج التحليلي إلى الكشف عن الأوجه البلاغية في قصة المراودة في سورة يوسف بغية إثراء الجانب التطبيقي في البلاغة القرآنية وبيان أثر المنهج البلاغي في كشف المعاني الدقيقة والإقناع بها ..... "
مقدمة
المبحث الأول:بيئة القصر.
المطلب الأول:مشهد الشراء.
المطلب الثاني: مشهد التمكين.
المطلب الثالث: مشهد الاصطفاء والرسالة.
المبحث الثاني: المراودة.
المطلب الأول:مشهد العرض والتهيؤ.
المطلب الثاني: مشهد الاعتصام والرفض.
المطلب الثالث: مشهد الحفظ الرباني.
المطلب الرابع: مشهد الاستباق.
المطلب الخامس: مشهد الشهادة.
المبحث الثالث: الكيد النسوي.
المطلب الأول: كيد النسوة.
المطلب الثاني: كيد امرأة العزيز.
المطلب الثالث: الكيد والسجن.
المبحث الرابع: البراءة وظهور الحق.
المطلب الأول: سؤال الملك.
المطلب الثاني: جواب النسوة.
المطلب الثالث: جواب امرأة العزيز.
الخاتمة و فيها:
1 - تنوع الدلالات البلاغية في القصة , وتآزرها في إبراز المعاني وخدمتها.
2 - تغير النمط الأسلوبي حسب مقتضى كل خطاب , سواء من ناحية المتحدث أم من ناحية الحدث.
3 - رقي لغة يوسف عليه السلام في القصة فقد جاءت كلماته وأساليبه غاية في الدقة والأناقة.
4 - ترجيح عدم حصول الهم من يوسف عليه السلام من أصله , بناء على دلالات أسلوبية واردة في لغة القصة.
5 - ظهور خطاب امرأة العزيز أكثر من غيره في القصة , وتنوعه على مستويات ثلاث: خطاب الرغبة , وخطاب التهديد , وخطاب الاعتراف والتوبة.
6 - تنوع تعريفات شخصيات القصة بطرق مختلفة: مثل العلمية , والموصولية , والإشارة , والإضافة , وقد كان أكثر تلك الشخصيات تنوعاً في التعريف امرأة العزيز , وقد يعود ذلك إلى أنها الشخصية الأكثر ظهوراً وحضوراً.
وفي نهاية البحث يوصي الباحث بالآتي:
1 - إبراز قدرة المنهج البلاغي على إيضاح معاني القرآن , من خلال العناية بالدراسات البلاغية التطبيقية للنص القرآني.
2 - الاهتمام بالقصة القرآنية على وجه الخصوص , وإظهار الإعجاز البلاغي فيها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ولد أهله]ــــــــ[09 Oct 2010, 09:30 م]ـ
عذرا على تأخر الرد ... لانشغالي بالأيام الماضية ..
ابراهيم الحميدان وسمر الأرناؤوط ... جزاكم الله خير على ماأفدتموني به ..
أخوي الجنوبي وأبوعاتكة جزاكم الله خير ..
شكرا لك أم أبي على مرورك ..(/)
ضيف الحلقة (123) يوم الأربعاء 29 رمضان 1431هـ
ـ[التفسير المباشر]ــــــــ[07 Sep 2010, 07:59 م]ـ
التفسير المباشر - الرياض
ضيف البرنامج في حلقته رقم (123) يوم الأربعاء 29 رمضان 1431هـ هو فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن يحيى صواب الأستاذ المشارك بكلية الآداب بجامعة صنعاء باليمن.
وموضوع الحلقة هو:
- علوم سورة العنكبوت.
- الإجابة عن أسئلة المشاهدين حول السورة وحول الجزء التاسع والعشرين من القرآن الكريم.
نسأل الله التوفيق والسداد،،
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الحلقة التاسعة و العشرون
سورة العنكبوت
***********
http://ia360706.us.archive.org/8/items/thexinxway_00031/tafsir29.gif
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط جودة عالية
http://ia360706.us.archive.org/8/items/thexinxway_00031/tafsir29.AVI
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط جودة متوسطة
http://ia360706.us.archive.org/8/items/thexinxway_00031/tafsir29.rmvb
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط للجوال
[/ URL]http://ia360706.us.archive.org/8/items/thexinxway_00031/tafsir29_512kb.mp4 (http://ia360708.us.archive.org/20/items/thexinxyway_00030/tafsir28_512kb.mp4)
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط صوت
http://ia360706.us.archive.org/8/items/thexinxway_00031/tafsir29.mp3 (http://ia360708.us.archive.org/20/items/thexinxyway_00030/tafsir28.mp3)
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الروابط علي اليوتيوب
[ URL]http://www.youtube.com/watch?v=3WAiq_jVyxA
http://www.youtube.com/watch?v=kT3ORyZpEkk
http://www.youtube.com/watch?v=xgYoSu0Q9w0
http://www.youtube.com/watch?v=vBNHbGtxQyg
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
روابط الحلقة كاملة علي موقع مشاهد
http://www.mashahd.net/view_video.php?viewkey=a9879c9389deae381165
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
http://i910.photobucket.com/albums/ac309/HFDMHMD/Tawaqi3/Do3ae.gif
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[08 Sep 2010, 03:02 م]ـ
مرحبًا بشيخنا صالح بن يحيى صواب ونسأل الله أن يفتح عليك ويوفقه ويسدده ...
لدي سؤال:
تكرر في السورةذكر (الفتنة) و (المجاهدة):
ـ (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ).
(وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)
فهل لذلك علاقة بموضوع السورة؟
ـــــــــــــ
وسؤال آخر:
ـ في قوله تعالى:
(مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)
نسمع من يتحدث عن الإعجاز العلمي في الآية فيقولون (الوهن والضعف في بيت العنكبوت وليس في خيوط العنكبوت) فمالمراد بذلك؟!
دمتم موفقين مسددين ...
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[08 Sep 2010, 06:13 م]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله! حلقة قيمة غنية بالفوائد نفعنا الله بعلمكم وزادكم من فضله وجزاكم عنا خير الجزاء على هذه الحلقة وكل حلقات البرنامج كتب الله أجركم ورفع قدركم وجعل هذا البرنامج في ميزان حسناتكم اللهم آمين.
إن كان غدًا العيد فإنه سيعز عليّ أن نفقد هذا التواصل اليومي مع كتاب الله عز وجل ولكن حسبنا ما تركتموه لنا من علم خلال الأيام السابقة نتدارسه من جديد ونستكمل على نفس النهج باقي سور القرآن الكريم إلى أن نلقاكم على خير إما بعد رمضان في برنامج قرآني مشابه أو إذا أمدّ الله تعالى في أعمارنا نلتقيكم على مائدة القرآن الرمضانية في العام المقبل إن شاء الله تعالى.
أشكر الله تعالى أولًا على تيسير هذا البرنامج ليظهر بالشكل الذي ظهر عليه وأشكر د. عبد الرحمن على جهده الواضح في البرنامج وحسن خلقه وأدبه وحسن اختياره للضيوف وأشكر كل فريق العمل في قناة دليل والقائمين على برنامج التفسير المباشر ولا أنسى أختي الفاضلة أم الحارث على جهدها المتميز في توثيق هذه الحلقات القرآنية التي ستبقى بإذن الله تعالى حتى بعد أن نرحل نحن من هذه الدنيا تبقى حجة لنا إن شاء الله يدعو لنا أحدهم بالخير مرة بعد مرة فتكون صدقة جارية لنا جميعًا. كما أشكر كل الإخوة أعضاء هذا الملتقى المبارك على تشجيعهم وحرصهم وتواصلهم وآرائهم حول البرنامج الذي يستحق بحق أن يكون أفضل برامج رمضان لهذا العام.
فإلى مزيد من التقدم بإذن الله وإلى مزيد من نفع الخلق بكتاب الله تعالى منهجهم للسعادة في الدارين
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[08 Sep 2010, 08:18 م]ـ
حلقة قيمة ... أجاد الشيخ حفظه الله فيها ...
حديث الشيخ عن الإبتلاء كان مؤثرًا ...
نسأل الله أن يثبتنا عند البلاء ولايجعلنا ممن إذا أصابته فتنة انقلب على وجهه ...
جزاكم الله خيرًا ..
وبما أن غدًا الخميس هو المكمل لرمضان فسننتظر حلقة الغد وهي الحلقة الختامية لرمضان هذا العام ...
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[08 Sep 2010, 08:37 م]ـ
http://sub5.rofof.com/img3/09gsjnm8.jpg (http://www.rofof.com)
http://sub5.rofof.com/img3/09irptg8.jpg (http://www.rofof.com)
من يتأمل بيت العنكبوت وضعفه يدرك مدى بلاغة القرآن ...
ومدى خطورة الشرك الذي يقبح في النفس بتأمل ذلك المثل ({مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} العنكبوت41
نسأل الله أن يميتنا على التوحيد وأن يجنبنا الشرك بجميع أنواعه.
ـ[ام الحارث]ــــــــ[08 Sep 2010, 08:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تمت إضافة روابط الحلقة القيمة إلي المشاركة الاولي
بارك الله فيكم
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[08 Sep 2010, 10:42 م]ـ
وهذا نص الحلقة بفضل الله تعالى
سورة العنكبوت
إسم السورة
د. صالح: هذه هي سورة العنكبوت كما هو واضح، وهذا الإسم هو الإسم المشهور لهذه السورة ولا يكاد يعرف لها إسم غير هذا الإسم. بل حتى وقت نزول السورة كما جاء في بعض الروايات كما هو موي عن عكرمة رحمه الله أن المشركين كانوا يستهزئون فيقولون سورة النمل وسورة العنكبوت فكانوا يستهزئون بهذا الإسم وهذا في الحقيقة ليس بغريب عند العرب أن يضرب مثل بأي شيء من الأشياء ولكنه من باب الاستهزاء ومن باب الإنكار ولا يعرف لهذه السورة إسم آخر غير هذا الإسم وكما قلنا كان مشهورًأ في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. غير أنه يمكن أن يقال لها "حم أحسب" كما يقال في سورة السجدة "الم تنزيل" تسمى بأولها ولكن هذا هو الإسم المشهور.
وقت نزول السورة:
د. صالح: هذه السورة هي من السور المكية عند جمهور العلماء وإن كان هناك قول يروى عن ابن عباس أنها مدنية ولكن الصحيح أنها مكية لكن يلاحظ أن هذه السورة ربما ظهر فيها طابع السور المدنية وذلك أنها كانت من أواخر ما نزل بمكة حتى أن بعض العلماء يقول أن ترتيبها 84 من ضمن 85 سورة نزلت في مكة ولم ينزل بعدها إلا سورة المطففين. هي من السور المكية على الصحيح والحديث فيها عن الأصنام وعبادة الأصنام وحديث عن المشركين وعن أوليائهم وطبعًا وكان هذا الإسم بارز في قول الله عز وجل (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41)). والإشارة إلى بيت العنكبوت هنا مهم جدًا فهو تشبيه للأويلاء الذي اتُخذوا من دون الله عز وجل فهناك عنكبوت اتخذت بيتًا واهنًا وهناك مشركون اتخذوا آلهة فمنفعة هذه الآلهة لهؤلاء المشركين كمنفعة هذا البيت الذي لا يمكن أن يقيه فهو مجرد خيوط وإن كانت حقيقة كما يقول بعض العلماء أنها خطوط قوية ولذلك أشير إلى مسألة ربما تجرأ بعض الناس وقال إن البيت هنا ليس المراد به البيت الذي هو خيوط العنكبوت وإنما المراد به البيت الاجتماعي لبيئة العنكبوت ذلك لأن خيوط العنكبوت خيوط قوية ونحن نقول حتى وإن كانت قوية فالبيت يبقى هشًّا ولا تحميها من أن يدهشسها إنسان أو يصبيها حجر أو نحو ذلك. ثم إن قوله إتخذت بيتًا لا يعني أنه بيت اجتماعي وإنما بيت للسكنى بنته هذا هو مثل المشركين وقد جاء التشنيع على المشركين في هذه السورة في مواطن كثيرة كما في قول الله عز وجل (إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا (17)) بيّن أن هذه الأصنام التي كان قوم إبراهيم يعظمونها أنها مجرد أوثان وهذا فيه تهوين لأمرها وهكاذ أيضًا ما اتخذه المشركين أولياء لا يعتمد عليها إلا كما يعتمد على بيت العنكبوت وهو أوهن البيوت.
د. عبد الرحمن: هذه فيها عدة تساؤلات في قضية العنكبوت أولًا، ما هي العنكبوت؟
د. صالح: هي حشرة من الحشرات المعروفة
(يُتْبَعُ)
(/)
د. عبد الرحمن: ماذا تسمونها عندكم في اليمن؟
د. صالح: العنكبوت
د. عبد الرحمن: ما لها إسم آخر؟ تسمى عندنا في اللهجة الشعبية "البشبشانة" لكنها معروفة عند الناس أنها تبني بيوتها وأنا قرأت البحث الذي ذكرته وهو يتحدث عن الإعجاز العلمي في بيت العنكبوت قال إن البيت الذي تبنيه العنكبوت هو بيت قوي ولكن الواقع يخالف ذلك ولكن أنت تستطيع بإصبعك أن تهدم بيت العنكبوت بسهولة
د. صواب: هو يتحدث عن الخيوط التي تنتجها وقال أنها قوية ولكن كما قلت كبيت هو في غاية الوهن.
د. عبد الرحمن: ذكر أن أنثى العنكبوت تقتل الذكر
د. صواب: نعم وهذا يدل على أن البيت بيت غير متماسك متفكك ولكن كما قلت وهذا مهم في الدراسات القرآنية والإعجاز العلمي أن ننظر إلى الآية بجميع جوانبها وجميع ألفاظها فقوله (كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا) هذا يدل على أنها بنت هذا البيت وهذا الذي فهمه السلف رحمهم الله تعالى.
د. عبد الرحمن: في سورة النمل كنت رجعت إلى كتاب "الجواهر في تفسير القرآن" للطنطاوي جوهري رحمه الله وكان مولعًا بتتبع التفسير العلمي في ذلك الوقت وهو كان قبل 98 سنة رحمه الله، في سورة العنكبوت وسورة النمل تحدث وأطال في خصائص العنكبوت وكيف تبني بيتها وأنواع العنكبوت لكن من الأشياء الأساسية في الموضوع الفرق بين النمل والعنكبوت أن النمل لا يعيش إلا في قرى وفي جماعات منظمة ومثله مثل النحل أما العنكبوت فليس لها هذا أبدًا بل هي فعلًا بيتها هو أوهن البيوت وهي لا تعيش إلا مفردة وبيتها من حيث البناء ضعيف وحتى من الناحية الاجتماعية ثبت عندهم أنه ضعيف. أما تفسير الآية فالمقصود به البيت الذي تبنيه. نأتي عند نقطة أخرى وهي وقت نزولها ذكرت أنها في أواخر العهد المكي لفت نظري هنا في سورة العنكبوت قصة نوح آخر سورة أشير فيها إلى قصة نوح هي في سورة العنكبوت وردت فيها هذه الآيتين في قوله سبحانه وتعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14) فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ (15)) ربطت بين أن كون سورة العنكبوت من آخر السور نزولًا في مكة وبين هذه المعلومة المهمة التي ما ذكرها الله عن نوح في أي موضع من القرآن الكريم
موضوع السورة
د. صالح: هذه المعلومة التي هي لبث نوح في قومه لها علاقة جدًا بموضوع سورة العنكبوت. موضوع سورة العنكبوت هو موضوع الابتلاء (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2)) ودعني قبل ذلك أشير إلى ما قبلها من سورة القصص وهي الآية الأخيرة من سورة القصص (وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88)) ولا تدعو مع الله إلهًا آخر إذا أنت سرت على هذا المبدأ وتمسكت بهذا المنهج فإنه لا بد أن تبتلى ولا بد لك من الصبر فجاءت هذه السورة لتتحدث عن الابتلاء وهذا هو الموضوع البارز في هذه السورة ولذلك افتتحت بقول الله عز وجل (الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)). تعال إلى نماذج الابتلاء، هذا نوح عليه السلام لبث في قومه 950 عام (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14)) فهناك علاقة بين موضوع السورة وبين هذه المعلومة التي ذكرت عن نوح عليه السلام. إذن تكذيب دام لمدة 950 سنة لا شك هذا نوع من الابتلاء. ثم لاحظ تقدم قصة إبراهيم وتأخر الإشارة إلى قصة عاد وثمود مع أن إبراهيم كان متأخرًا عنهم في الزمن وكثيرًا ما يأتي في القرآن قصة نوح عليه السلام ثم قصة هود عليه السلام ثم قصة صالح فلماذا قدّمت قصة إبراهيم هنا؟ لأن أيضًا الابتلاء كان ظاهرًا في قصة إبراهيم (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ (24)) وهذا غاية
(يُتْبَعُ)
(/)
الابتلاء أن يرمى به في النار فهذا هو غاية الابتلاء. ثم جاءت الإشارات بعد ذلك. قبل الحديث عن نوح عليه السلام هناك ابتلاء من نوع آخر ابتلاء من الوالدين ولذلك لاحظ أنه قال (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (8))، ما علاقة (وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ (3)) و (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ)؟ لأن فيها (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) فذكر الابتلاء (وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) إذن هناك ابتلاء من قبل الوالدين وهذه الآية نزلت في عدد من الصحابة وكان منهم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أمه امتنعت عن الطعام والشراب وصممت على أن تموت حتى يعود إلى دينه الذي كان عليه لكنه صمم ونزلت الآية لتقول لا، طاعة الوالدين واجبة ومصاحبتهما بالمعروف واجبة حتى وإن كانا مشركين ولكن لا طاعة لهما في معصية الله عز وجل وفي الشرك بالله سبحانه وتعالى فتجد أن السورة تتحدث عن الابتلاء، والحقيقة لا بد أن نشير إلى هذه القاعدة وهذه المسألة المهمة وهي أن الابتلاء في طريق الدعوة إلى الله وفي طريق الإيمان بالله هو سُنة من سنن الله عز وجل يقول الله سبحانه وتعالى (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ (214) البقرة) – وفي قرآءة نافع حتى يقولُ الرسول- فتصور ابتلاء وزلزلة حتى أن الرسول من الرسل يقول متى نصر الله؟ هو ومن معه ينتظرون وهذا يدل على الشدة التي وصلوا إليها فلا يمكن أن تدخلوا الجنة إلا بمثل هذا (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) آل عمران) وهذا ما كان للأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وهذا ما كان لمحمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم. أنت تصور النبي صلى الله عليه وسلم سيد البشرية على الإطلاق ومع ذلك يؤذى ويتآمر على قتله ويوضع السلا على ظهره وهو يصلي ويوضع الشوك في طريقه وتشج وجنته وتكسر رباعيته ويعاني كل هذه المعاناة! ولما خرج صلى الله عليه وآله وسلم تصور قائد الأمة قائد البشرية لما خرج إلى الطائف ماذا يصنع به؟ يؤمر السفهاء من الأطفال بأن يرمى بالحجارة حتى تدمى عقباه ويسيل الدم منه صلى الله عليه وسلم! كثير من الناس اليوم تغير عنده مفهوم الابتلاء وأصبح الابتلاء مسألة طارئة في حياة المؤمن وليس هذا بصحيح إنظر إلى سلف الأمة من بعض الصحابة رضي الله عنهم وقد ابتلي صهيب وعمار وبلال وسلمان وغيرهم وبعضهم قتل وسمية رضي الله عنها أول شهيدة في الإسلام من أجل دينها. لكن حتى العلماء البارزون المصلحون في هذه الأمة لو أن عالمًا من أعلام الأمة أُخذ إلى السجن لأصبحت مسألة غريبة! لكن الإمام أبو حنيفة ونبدأ به من حيث الزمن والإمام مالك والإمام الشافعي والإمام أحمد كل واحد من هؤلاء الأربعة ابتلي، الإمام أحمد عُذِّب وكان يُجلَد حتى سالت الدماء وتقرّح جسده من أجل أنه لم يقل كما قال المعتزلة في مسألة خلق القرآن، إمام مثل الإمام أحمد، أين الأمة؟! البعض يقول هذا لا يكون وهذا لا يزال في القرن الثالث الهجري. وكذلك مالك ضُرِب وجُلِد حتى خُلِعت يداه وكذلك أبو حنيفة مات في السجن.
د. عبد الرحمن: لعلنا نواصل الحديث عن علامات الابتلاء التي ذكرها الله في السورة بعد الفاصل.
د. عبد الرحمن: محور سورة العنكبوت الذي هو الابتلاء وأنه سنة ماضية في الأنبياء وفي أتابع الأنبياء إلى أن تقوم الساعة ثم ذكرت من علاماته الابتلاء بوالديه في أولها (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا)
(يُتْبَعُ)
(/)
د. صالح: سبق ذلك التأصيل لمسألة الابتلاء (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2)) هذه تأصيل ثم (وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ) هذا خبر (فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)) هذه كلها حقيقة لبيان أن الابتلاء كائن
د. عبد الرحمن: سبحان الله الآية الرابعة فيها إشارة إلى ما يعتقده كثير من الناس أن مسألة الدين ليس فيها ابتلاء ولا تمحيص فقال (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَاء مَا يَحْكُمُونَ)
د. صالح: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ (10)) هذه ابتلاء فبعض الناس يفهم أن هذا عذاب، لا، هذا ابتلاء. والابتلاء في الحقيقة هو نعمة يرفع الله عز وجل بها العبد درجات سواء كان هذا الابتلاء في المال أو الولد أو في الصحة أو بسبب الدين من عدو وهذا هو من اشد أنواع الابتلاء. واذكر ذلك الحديث الجميل الذي ذكره خباب بن الأرت لما جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكون "شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، فقلنا: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو لنا؟ فقال: (قد كان من قبلكم، يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض، فيجعل فيها، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، فما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمنّ هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله، والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون) الراوي: خباب بن الأرت المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - لصفحة أو الرقم: 6943 - خلاصة حكم المحدث: [صحيح]. إبن مسعود رضي الله عنه يقول وكأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحكي نبيًا من الأنبياء ضربه قومه حتى أسالوا الدم وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون، وهو النبي صلى الله عليه وسلم. بل قتل أنبياء قتلهم بنو إسرائيل، اليوم الخوف من عدم الابتلاء لكن الابتلاء ليس خارجًا عن سُنة الله عز وجل بل هي مسألة طبيعية. بالمناسبة أذكر أن ابن تيمية لما دخل السجن كان بسبب نصراني سبّ النبي صلى الله عليه وسلم فألّب عليه القوم فلما رجموا ذلك النصراني سُجِن من أجل النصراني، أريد أن اقول للناس أن ما يجري في زماننا اليوم من ابتلاء للمؤمنين ليس جديدًا ليس غريبًا كان موجودًا من قبل فلا تستغرب أن يقدّم الكافر أحيانًا عليك وأن يكّرم وأن يهان المسلم لدينه فهي سُنة ومن أراد أن يغير هذه السُنة فقد أخطأ، هي سنة ثابتة ولا بد من الابتلاء
د. عبد الرحمن: بل إنها علامة من علامات الإيمان إن شاء الله، إذا ابتلي الإنسان في عرضه أو دينه أو ماله
د. صالح: وبخاصة إذا كان من الكفار لأن الذي يحارب الكفار لا شك أن هذا دليل على إيمانه في الغالب وبخاصة إذا كان هذا من أجل الإيمان، نحن اليوم نستنكر أن يحاصر إخواننا في فلسطين ألم يحاصر النبي صلى الله عليه وسلم؟ هل كانت سياسته خاطئة عندما واجه الكفار ولم يتنازل لهم فأدى ذلك إلى حصار؟ كلا، لم تكن خاطئة. والله عز وجل يقول (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ (120) البقرة) فهذه سُنّة من سنن الله سبحانه وتعالى.
د. عبد الرحمن: من اللفتات المهمة التي لا نريد أن ننساها قول النبي صلى الله عليه وسلم أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل. ونلاحظ في قصص الأنبياء هنا أنهم ابتلوا في معظم شؤون الحياة ابتلي بقصة الإفك وابتلي في الدنيا بالحاجة وكان عليه الصلاة والسلام ربما يبيت الليالي وهو طاوٍ عليه الصلاة والسلام لا يجد ما يأكله وابتلي في أصحابه فقتوا من حوله وابتلي في أقاربه أبو لهب كذبه وابتلي بزوجته خديجة نلاحظ أنه شمل الابتلاء معظم حياته عليه الصلاة والسلام ومثله موسى وعيسى واتهمت مريم واتهمت عائشة فتلاحظ أنها سنة ماضية في أفاضل الأمم
(يُتْبَعُ)
(/)
د. صالح: هذه نريد أن نقولها للدعاة والمصلحين وللمؤمنين عمومًا أنه ليس شرط الابتلاء أن يعذّب الإنسان ويدخل السجن إنما قد تكون في وظيفتك وتبتلى أو يضيق عليك إما أن تكون لصًا إما أن تكون مرتشيًا إما أن تكون كذابًا أو يضيق عليك أحيانًا هذا نوع من الابتلاء والدين لا يأتي بالمجان ولو لم يكن هناك ابتلاء لكان الناس كلهم ما شاء الله ملتزمون وصالحون لكن الابتلاء مهم جدًا حتى يتميز ويمحص الله الناس.
د. عبد الرحمن: في قضية (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا (14)) النبي صلى الله عليه وسلم نزلت عليه هذه السورة في أواخر العهد المكي وقبيل هجرته إلى المدينة فكأن لسان الحال قد يقول أنا الآن ثلاثة عشر سنة وأنا في مكة ولم يستجب لي هؤلاء ولم يؤمن بي هؤلاء فجاءت هذه المعلومة مهمة جدًا للنبي صلى الله عليه وسلم عن نوح أنت الآن جلست 13 سنة واستجاب لك عدد انظر إلى نوح جلس 950 سنة فكذبه قومه، أنا أقول ذكر المدة هنا لأن في سورة نوح وفي سورة هود وفي غير مواضع لم تذكر المدة أما (فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا) فلم تذكر إلا في هذا الموطن، فقد يكون هذا إشارة إلى ما تفضلتم به. أيضًا نأتي إلى في قصة ابراهيم ما وجه الابتلاء في هذه السورة؟
د. صالح: وجه الابتلاء واضح جدًا في إبراهيم عليه السلام وحواره مع قومه ولكن الشاهد هنا في قول الله عز وجل (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ (24)) ولا شك أن التحريق قتل لكنه قتل بأبشع أنواع القتل، فرق بين أن يقضى عليه هم لم يريدوا قتله فقط ولا شك أنهم أرادوا قتله ولكنهم أرادوا أن يقتلوه بنوع من القتل وهو قتل يشتمل على العذاب وهو الإحراق بالنار ومعلوم ما صنعوا لإبراهيم عليه السلام من جمع الحطب ورميه بالمنجنيق إلى النار ولكن الله سبحانه وتعالى أنجاه ونحن إذ ننظر إلى ما كان من الابتلاء لهؤلاء الأنبياء والرسل والمؤمنين السابقين فلا بد أن ننظر إلى جانب آخر وهو جانب النتيجة والعاقبة، (اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ) فكانت النتيجة أن أنجاه الله من النار (فَأَنجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ) وهكذا ينجي الله عز وجل المؤمنين وتكون العاقبة للمؤمنين. ولها علاقة باسم السورة لأن إسم السورة دلّ على أن أولياء المشركين هم كبيت العنكبوت وأما المؤمنون فإن وليّهم هو الله سبحانه وتعالى.
د. عبد الرحمن: حتى في جواب إبرهيم عليه السلام عندما يشير إلى هذا الوهاء في العلاقة بينهم وبين ما يعبدون (وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا (25)). قصة لوط أشار إليها إشارة فقال (فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (26)) وهذه إشارة إلى هجرة النبي صلى الله عليه وسلم
د. صالح: المهاجر هنا إبراهيم عليه السلام وليس لوط. ولذلك لعل القارئ يلاحظ أن الوقف هنا وقف لازم (فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ) وقف لازم (وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي) فهاجر إبراهيم عليه السلام بعد ذلك. الحديث هنا عن إبراهيم عليه السلام ثم جاءت قصة لوط فيما بعد. لكن لوط عليه السلام كان هناك ابتلاء وهناك أنواع من الابتلاء منها التكذيب وهو نوع من الابتلاء لكن في حياة لوط عليه السلام التهديد بالإخراج وكذلك أيضًا الإعتداء على الضيوف ولا شك أن هذا نبي يدعو قومه إلى ترك الفاحشة ثم يأتيه أضياف فيأتي هؤلاء القوم ويتجرأون عليه وهو يحاول أن يصدهم (قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ (78) قَالُواْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ (79) هود) فإذا به عليه السلام (قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80)) تصور نبي يريد أن يدافع عن أضيافه وهؤلاء الأضياف ليسوا من هؤلاء القوم وهؤلاء القوم لا يريدون أن يعتدوا عليهم وإنما يريدون أن
(يُتْبَعُ)
(/)
يسيئؤا إليهم بارتكاب أبشع الفواحش مع هؤلاء الأضياف. ثم الجانب الآخر إذا بالنصر يأتي (قَالُواْ يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ (81)) وهنا أشار الله عز وجل إلى أنه أنجى لوطا وأنجى المؤمنين من أهله
د. عبد الرحمن: (وَلَمَّا أَن جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (33))
د. صالح: هنا (وَلَمَّا أَن جَاءتْ) لماذا استاء من مجيء أضيافه؟ خوفًا عليهم ولاحظ هنا لفتة جميلة البعض قد يقول (وَلَمَّا أَن جَاءتْ) ما فائدة (أن) هنا؟ لماذا لم يقل "ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم"؟ قال العلماء الفائدة هي شدة العلاقة بين المجيء وبين الجواب وهو الاستياء من مجيئهم فبمجرد أن جاؤوا استاء منهم (وَلَمَّا أَن جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ) بمجرد المجيء وهذه لم تأت بعد (لمّا) دائمًا ما جاءت إلا في هذا الموضع وفي قول الله عز وجل (فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ (19)) فهذه فائدة مجيء (أن)
د. عبد الرحمن: نأتي إلى مدين (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (36) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (37))
د. صالح: هذه ابتلاءات لكنها ابتلاء عام مع الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين وأن يأتي رسول مشهور بالصدق والكل يقولون له (إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ) ومع ذلك يتحول هذا الرسول الأمين إلى كاذب وخائن ولا يستجيب له أحد فهذا نوع من الابتلاء
د. عبد الرحمن: إذن هي كما تقول وكأن الله سبحانه وتعالى يسرد قصص الابتلاء
د. صالح: الابتلاء هذا يظهر من بداية السورة إلى آخر آية في السورة، آخر آية في السورة قول الله عز وجل (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)) وكأنها خلاصة لما سبق.
د. عبد الرحمن: نريد أن نتوقف مع القرآن الكريم في السورة. دائمًا يقول المفسرون أنه إذا وردت الحروف المقطعة في أول السور فهو من أقرب الآراء فيها أنها تحدي وأنها كأنه يقول الله سبحانه وتعالى أن هذا القرآن الذي تقرأونه هو مكون من هذه الحروف بدليل أنه لا يذكر حرفًا من الأحرف المقطعة إلا ويذكر بعدها القرآن، سورة العنكبوت لم يأتي بعدها القرآن مباشرة.
د. صالح: ولا شك أن الراجح من أقوال العلماء في الحروف المقطعة أنها إشارة إلى القرآن. ولذلك نجد غالبًا نجد أن الإشارة إلى القرآن تأتي مباشرة بعد هذه الحروف المقطعة: في سورة آل عمران (الم (1) اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ (3)) وفي الأعراف (المص (1) كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ (2)) ولا نطيل بذكر الأمثلة لكن هذه السورة وسورة القصص وسورة الروم لم يأت فيها الإشارة إلى القرآن بعد الحروف المقطعة ولكنها تضمنت الحديث عن القرآن. هذه السورة ابتدأت بـ (الم) ولم تأت الإشارة بعدها إلى القرآن مباشرة إلا أن في هذه السورة إثبات أن القرآن معجزة بل لم ينص القرآن على أن القرآن معجزة محمد صلى الله عليه وسلم كما نصت عليه هذه السورة. يقول سبحانه وتعالى (وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ (50)) المشركون يقولون لماذا لم تنزل آيات؟ نريد آية، نريد إحياء موتى، نريد أن يحول لنا جبالًا من ذهب نريد أن يفجر الأرض أنهارا وينابيع ونريد ونريد (وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ) ثم
(يُتْبَعُ)
(/)
قال (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51)) يطلبون آية وهذا القرآن بين ايديهم! ألا يكفي أن يكون هذا القرآن آية عظيمة (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ). إذن هذا دليل على أن المعجزة القرآنية هي المعجزة العظمى لمحمد صلى الله عليه وسلم بل إن على المسلم أن يتذوق إعجاز القرآن. البعض عندما يسمع عن معجزة موسى عليه السلام ومنها اليد والعصا أو معجزة عيسى كإحياء الموتى أو معجزة صالح عليه السلام وهي إخراج الناقة من صخرة صماء ثم ينظر إلى القرآن فيقول هذا كلام وتلك معجزات حسية باهرة! نقول لا، أين تلك المعجزات اليوم؟ لا نستطيع أن نشاهدها اليوم، لولا أنا مؤمنون بها لا نستطيع أن نشاهد لا معجزة موسى ولا معجزة عيسى ولا معجزة صالح ولا نبي من الأنبياء أما معجزة محمد صلى الله عليه وسلم ولأن رسالته خالدة إلى يوم القيامة فها هي موجودة بين أيدينا بل إن هذا الاعجاز يتجدد يومًا بعد يوم وكل يوم سواء في المجال البياني أو في المجال العلمي أو المجال الغيبي أو غير ذلك كل يوم تكتشف إعجازا من إعجاز القرآن الكريم فهو معجزة نراها حتى ولو لم يكن هناك اكتشافات جديدة فإن هذا القرآن بهذا الأسلوب وبهذه الأخبار وبهذه الكيفية لا شك أنه معجزة كبرى باقية إلى هذا اليوم وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها فهذا فيه دليل. وهذه السورة أيضًا أشارت إشارات مهمة جدًا إلى أن هذا القرآن معجزة ليس فقط هنا وإنما بيان أن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يقرأ وما كان يكتب (وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48)) إذن بمعنى لو كنت ممن يكتب أو ممن يقرأ لارتاب المبطلون قالوا إذن نعرف أنه متعلم أو أنه يكتب وأنه يقرأ في قصص الأولين فجاءنا مما قراه أو مما كتبه، لكن لا قراءة ولا كتابة فهو صلى الله عليه وسلم أميٌّ ومع ذلك يأتي بهذا هذا القرآن بهذا الكلام الفصيح بهذه العلوم بهذه الأخبار الغيبية يقص عليك قصص الأنبياء وكأنك تشاهدها دون أن يستطيع أحد أن يعترض أحد اعتراضًا ولو يسيرًا أو أ، يثير شكوكًا حول القرآن وحول هذه القصة، أهل الكتاب موجودون وعندهم كتبهم ومع ذلك ما استطاعوا أن يطعنوا في القرآن أو يقولون أنت أخطأت عندما جئت لنا بقصة يوسف هذه القصة الطويلة أخطأت في هذه التفاصيل أو قصة موسى نبيهم، أبدًا، من علّم محمدًا؟ من أين أتى بذلك؟ لا شك أنه الوحي يدل على أنه من عند الله عز وجل
د. عبد الرحمن: فائدة في قوله (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45)) ذكر الله فيها القرآن في سورة العنكبوت وفيها إشارة لارتباط القرآن بالصلاة.
سؤال الحلقة
وصف الله تعالى الريح التي عاقب بها عاد بالصرصر فما معنى صرصر؟(/)
ضيف الحلقة (124) يوم الخميس 30 رمضان 1431هـ
ـ[التفسير المباشر]ــــــــ[08 Sep 2010, 09:31 م]ـ
التفسير المباشر - الرياض
سيكون ضيف الحلقة رقم (124) يوم الخميس 30 رمضان 1431هـ هو فضيلة الشيخ الدكتور مساعد بن سليمان الطيار الأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود.
وموضوع الحلقة هو:
- علوم سورة الروم.
- الإجابة عن أسئلة المشاهدين حول السورة وحول الجزء الثلاثين من القرآن الكريم.
وهي آخر حلقات البرنامج لشهر رمضان 1431هـ نسأل الله أن يتقبل من كل من شارك في هذا البرنامج بجهدٍ قليل أو كثير وأن يجعله من العمل الصالح الخالص لوجهه الكريم،،
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الحلقة الثلاثون
سورة الروم
***********
http://ia360700.us.archive.org/22/items/thrxinxway_00031/tafsir30.gif
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط جودة عالية
http://ia360700.us.archive.org/22/items/thrxinxway_00031/tafsir30.AVI
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط جودة متوسطة
http://ia360700.us.archive.org/22/items/thrxinxway_00031/tafsir30.rmvb
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط للجوال
http://ia360700.us.archive.org/22/items/thrxinxway_00031/tafsir30_512kb.mp4
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط صوت
http://ia360700.us.archive.org/22/items/thrxinxway_00031/tafsir30.mp3
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الروابط علي اليوتيوب
http://www.youtube.com/watch?v=m6_ivVhWbyU
http://www.youtube.com/watch?v=BSTcdBudUDQ
http://www.youtube.com/watch?v=pnWxNwuf8S4
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
روابط الحلقة كاملة علي موقع مشاهد
http://www.mashahd.net/view_video.php?viewkey=0c2fb7ec445c517953c2
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
http://i910.photobucket.com/albums/ac309/HFDMHMD/Tawaqi3/Do3ae.gif
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[08 Sep 2010, 10:47 م]ـ
والشكر موصول لكم أهل برنامج التفسير المباشر على إخراجه لنا بهذه الصورة المشرّفة تقبل الله منكم ونفع بكم وجزاكم الله خيرًا
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[09 Sep 2010, 04:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
دعواتي لكم تترى في هذه الليلة الأخيرة من ليالي رمضان بأن يوفقكم ويسعدكم , حقيقة أنا ممتن لكم بأن فتحتم لي أفقا جديدا في فهم القرآن بحلقات هذا العام في العيش مع السورة والاستمتاع بوحدة موضوعها ومحور رسالتها , كانت السورة عندي تربطها رابطة الفاصلة وتضم في ثناياها فوائد متناثرة , لكن مع التركيز بعمق على قضية محور السورة والذي تناولتموه في هذه البرنامج بشكل موفق وجدنا لذة كبيرة في التعامل مع كتاب الله تعالى وأصبح من اليسير أن نفهم روعة تقسيم القرآن إلى هذه السور المائة وأربع عشرة سورة ,
سور توالت في النزول سبائك ... نظمت كعقد من سبيك جمان
قد يكون مر علينا حديث عن محور السورة كما تفضل به الدكتور عصام العويد في كتابه المراحل الثمان وكذلك ما يفعله الطاهر بن عاشور في كتابه ولكن أن تكون بهذا العمق والتركيز والتدليل الذي رأيناها في غالب حلقات البرنامج فلم أستمتع به إلا هنا ..
أكرر شكري وأسأل الله العظيم أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وأن يرزقنا فهمه والعمل به وأن يثيبكم الله على عملكم هذا
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[09 Sep 2010, 08:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
جزاكم الله خيرا على هذا الجهد طوال هذا الشهر المبارك، ثبتكم الله تعالى على طريق الحق والنور وأسأل الله لكم العفو والعافية.
ووجود هذه البرامج نعمة وهذه الملتقيات العلمية، حتى نسأل أهل الختصاص ونستفيد من أصحاب الفضيلة، وأسأل الله تعالى أن يتم عليكم نعمته، واليوم
اسم السورة سورة الروم، قال تعالى:
(((أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ))) (9: الروم)
من هذا التوجيه الإلهي يظهر والله أعلم أن القدماء سيظلون محتلين الصدارة في ما يخص القوة وعمارة الأرض، هل هذا صحيح؟
وهل في ذكر هذه الآية في هذه السورة إشارة إلى الحضارة التي ستقوم بأيدي الروم في المستقبل والتي سينبهر بها أهل الإسلام؟
وهل لهذا علاقة بذكر الآيات المتعددة في هذه السورة، والتي دعى الله تعالى عباده إلى التفكر فيها؟
والذي يقوي اعتقادي بأن السورة تشير إلى حضارة تقوم على أيدي الروم، هو قوله تعالى في نفس السورة:
(((ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ))) (41: الروم)
فلم يمر علي طوال مدة الدراسة أو الاطلاع، أن حضارة ظهر الفساد والتلوث بسببها مثل الحضارة التي تهيمن اليوم.
هذا والله أعلم وأحكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[09 Sep 2010, 01:33 م]ـ
اهتم الشيخ سعيد حوى رحمه الله في تفسيره "الأساس" اهتماماً ظاهراً بتحديد مقاصد السور، وله منهجه المتميز - في نظري - في تحديد المقصد والمحور ... إلخ، لكني لاحظت في الحلقات التي شاهدتها أنه لم يُذكر اسمه ولا رأيه إطلاقاً فهل من سبب لذلك، ليتكم تفيدونني وغيري بوجهة نظركم بخصوص هذا التفسير المظلوم - في وجهة نظري - في حلقة اليوم من التفسير المباشر، هذا مع أنه لا يخفى عليَّ كثرة النقول في هذا التفسير - من ابن كثير والنسفي والآلوسي والظلال- لكنني أتكلم عن جانب مقصد السورة وعلاقتها بالبقرة ... إلخ، والأساس على أقل الأحوال أفضل من كتابات الشيخ طهماز وقد أشرتم إليها في حلقة سورة النمل، وجزاكم الله خيراً.
ـ[نوال عبداللطيف الخياط]ــــــــ[09 Sep 2010, 03:18 م]ـ
دعواتي لكم تترى في هذه الليلة الأخيرة من ليالي رمضان بأن يوفقكم ويسعدكم , حقيقة أنا ممتن لكم بأن فتحتم لي أفقا جديدا في فهم القرآن بحلقات هذا العام في العيش مع السورة والاستمتاع بوحدة موضوعها ومحور رسالتها , كانت السورة عندي تربطها رابطة الفاصلة وتضم في ثناياها فوائد متناثرة , لكن مع التركيز بعمق على قضية محور السورة والذي تناولتموه في هذه البرنامج بشكل موفق وجدنا لذة كبيرة في التعامل مع كتاب الله تعالى وأصبح من اليسير أن نفهم روعة تقسيم القرآن إلى هذه السور المائة وأربع عشرة سورة ,
سور توالت في النزول سبائك ... نظمت كعقد من سبيك جمان
قد يكون مر علينا حديث عن محور السورة كما تفضل به الدكتور عصام العويد في كتابه المراحل الثمان وكذلك ما يفعله الطاهر بن عاشور في كتابه ولكن أن تكون بهذا العمق والتركيز والتدليل الذي رأيناها في غالب حلقات البرنامج فلم أستمتع به إلا هنا ..
أكرر شكري وأسأل الله العظيم أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وأن يرزقنا فهمه والعمل به وأن يثيبكم الله على عملكم هذا
ـ[ام الحارث]ــــــــ[09 Sep 2010, 10:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وأنتم بخير
وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال
تمت بفضل الله ومنته وكرمه إضافة الحلقة الاخيرة لهذا العام
ومع إنتهاء البرنامج أشعر بأنني أودع عزيزا علي
وأتمني بأن يستمر البرنامج علي مدي العام لما له من قدم سبق في مجال القران وعلومه
وأطلب من الاخوه في الملتقي مراسلة القناة لتفعيل ذلك
وأشكر أختي الفاضلة الكريمة الدكتورة سمر للدعوة التي وجهتها لي للانضمام للملتقي وتزكيتي للانضمام لفريق العمل
وعلى همتها العالية التي كانت عونا لنا على إكمال هذا العمل
وكذلك للدكتور عبد الرحمن الشهري لدعمه المستمر طوال الشهر
والحلقات كاملة موجودة علي موقع القناة علي اليوتيوب
http://www.youtube.com/tafsirdotnet
وكذلك علي موقع مشاهد
http://www.mashahd.net/groups_home.php?urlkey=tafsirmobasher1431&gid=228
** حصريا**نشيد برنامج التفسير المباشر كنغمة لجوالك
رابط صوت
http://ia360703.us.archive.org/20/it...24_chunk_2.mp3 (http://ia360703.us.archive.org/20/items/thexinxyway_00027/tafsir24_chunk_2.mp3)
التفسير المباشر له صفحة الان علي الفيس بوك
ندعوكم للانضمام
http://www.facebook.com/pages/mrkz-tfsyr-lldrasat-alqranyt/101102079949331#!/pages/brnamj-altfsyr-almbashr/103888659671331 (http://www.facebook.com/pages/mrkz-tfsyr-lldrasat-alqranyt/101102079949331#%21/pages/brnamj-altfsyr-almbashr/103888659671331)
هذا وما كان من توفيق فمن الله وما كان من خطأ أو نسيان فمني أو من الشيطان والله ورسوله منه براء
بارك الله فيكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Sep 2010, 10:17 م]ـ
الحمد لله رب العالمين الذي بنعمته تتم الصالحات، وأسأل الله أن يكتب أجركم جميعاً على ما بذلتم وقدمتم لخدمة هذا البرنامج ومشاهديه، وأهنئكم بالأجر والدعاء منا جميعاً.
وكل عام وأنتم بخير،،
ليلة عيد الفطر 1431هـ
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 Sep 2010, 12:48 ص]ـ
تقبل الله منك دكتور عبد الرحمن وكتب أجرك أنت وضيوفك الأفاضل وفريق العمل وكل من ساهم بدعم هذا البرنامج ونجاحه. وكل عام وأنتم بخير.
هذا نص الحلقة بفضل الله وعذرًا على التأخير
سورة الروم
(يُتْبَعُ)
(/)
إسم السورة
د. مساعد: سورة الروم لا يعرف لها إسم آخر غير هذا الإسم ويلاحظ بعض الناس يلتفت إلى المسميات والأسماء فكون سورة تسمى بإسم عدو لك والإسم عندنا له منزلة فكون السورة تسمى سورة الروم على ماذا يدل بالنسبة لقضية العدل مع الآخرين؟ في كونك تسمي سورة بإسم عدوك وتتلى وتسمى بهذا الإسم وهي مأخوذة من مبدأ السورة (الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2)) مثل ما ذكر الدكتور صالح صواب حفظه بالأمس في أن (الم) سورة العنكبوت لم يرد بعدها ذكر للقرآن كما هو في غالب ما يأتي من الأحرف المقطعة كذلك هذه السورة لم يرد ذكر مباشر للقرآن وإنما قال (الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3)) وهذا يدل على العناية بهذا الحدث كما سيأتي
د. عبد الرحمن: مع أنه ذكر القرآن في أثناء السورة
د. مساعد: لا تخلو سورة من ذكر القرآن لكن الذي استنبطه جمع من العلماء وأشار إليه ابن كثير وقال إن أغلب ما يأتي بعد الأحرف المقطعة القرآن أو شيء متعلق بالقرآن (حم (1) تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2) غافر) كلها تأتي بعدها شيء متعلق بالقرآن إلا سورة العنكبوت والروم لكن الأغلب جاء بعده ذكر القرآن.
د. عبد الرحمن: هذا ما يتعلق بتسميتها، إذن هي سورة ليس لها غير هذا الإسم. ولقد لاحظت ولعل الإخوة المشاهدين لاحظوا أن أكثر السور أو كثير من السور التي مرت معنا ليس لها إلا إسم واحد، إسم توقيفي مشهور مثل الروم العنكبوت القصص وهذه من فوائد هذا البرنامج كان توقفنا في كل حلقة مع سورة يعطي المجال للحديث عنها
د. مساعد: أنا أرى أن هذا نوع من التوفيق تغيير نمط البرنامج
د. عبد الرحمن: جزاك الله خيرًا لأنك أنت الذي أشرت عليّ أنت والدكتور محمد الخضيري بهذا عندما كنا في النماص.
وقت نزول السورة
د. عبد الرحمن: ننتقل إلى النقطة الثانية وهي متى نزلت هذه السورة في اي مرحلة بالضبط؟
د. مساعد: السورة مكية ولكن بالتحديد متى نزلت في أيّ العهد المكي؟ فيه خلاف ومبني على معرفة تاريخ هزيمة الروم ومتى كانت لكن ظاهر جدًا أن هزيمة الروم كان عندما علا شأن الإسلام وظهر ولهذا كان المشركون فرحوا بانتصار الفرس على الروم لأن الفرس ليسوا أهل كتاب وإنما مجوسًا والروم كانوا أهل كتاب فكأنهم الآن يفرحون على المؤمنين بانتصار من تدّعون أنهم كفار على من تدعون أنهم أهل كتاب مثلكم فالله سبحانه وتعالى أنزل هذه السورة بشأن هذا الحدث وأعطى وعدًا صادقًا بتحقق نصر الروم على الفرس
د. عبد الرحمن: لكن قد يكون من المقبول أن تقول أنها نزلت في السنة الخامسة من البعثة في هذه الحدود لأنه قال (فِي بِضْعِ سِنِينَ (4)) ووقع انتصار الروم على الفرس في هذه السنين
د. مساعد: إذا قلنا أنه السنة الثانية وكانت سبع سنوات فمعنى ذلك أنك ستأخذ سنتين من الهجرة وتنزل خمس سنوات هو وافق غزوة بدر على الصحيح فإذا أخذناه على أنه سبع سنين معناه يكون تقريبًا في السنة الثامنة من البعثة
د. عبد الرحمن: المفسرون يقولون أن كسرى قد غزا اسطنبول التي كانت حاضرة الروم فاستولى على البلاد وخرّبها وعاث فيها فسادًا ففرح بذلك المشركون فرحًا شديدًا وقالوا غلب المجوس والفرس وهم ليسوا أهل كتاب الروم وهم أهل كتاب مثلكم أيها المسلمون وهذا هو سر الفرح ثم وعد الله بأنه سينتصر الروم على الفرس في بضع سنين، ما معنى بضع سنين؟
د. مساعد: بضع سنين من ثلاثة إلى تسعة، الصديق رضي الله عنه راهن أبي بن خلف على انتصار الروم في بضع سنين، جعل بينه وبينه رهانًا إن انتصر الروم فإن له كذا وكذا وهذا قبل تحريم القمار ويقولون أنه من أمر الجاهلية التي نُسِخ ومضى. مهم جدًا أن ننتبه إلى مسألة في هذه الآيات ما يتعلق بالإعجاز الغيبي في القرآن بمعنى إخبار القرآن عن أمور غيبية. ومن قدر الله أمس استمعت إلى أحد النصارى على قناة نصرانية كانوا يتكلمون عن شيء من هذه القضايا فيما يتعلق بإخبار الغيب ويدّعون أن محمدًا صلى الله عليه وسلم في كل ما يدّعيه وما يزعم أنه من إخبارات الغيب أنه أخذها من الكتاب المقدس في زعمهم وأنا أتعجب أنهم يتغافلون عن أن هناك إخبارات بالغيب ليست كلها من الكتاب المقدس هناك إخبارات أخرى فلماذا لم تنظروا إليها؟! لتفترض جدلًا أن
(يُتْبَعُ)
(/)
محمدًا صلى الله عليه وسلم أخذ هذه من كتابكم وماذا عن الإخبارات الأخرى؟! مثل هذه (غُلِبَتِ الرُّومُ)؟! وغيرها من الإخبارات الغيبية؟! تحس أنهم هم انتقائيون جدًا والمراد زرع الشبهة أو الرد بنوع من الكراهة على هؤلاء المسلمين فقط وليس بحثًا علميًا مؤصلًا. الإعجاز الغيبي في القرآن واضح وضوحًا تامًا وهناك إعجازات غيبية وقعت مثل هذه الآية وهناك إعجازات غيبية للمستقبل لم تقع بعد مثل الدابة (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (82) النمل) إذن هناك أنواع من الإعجازات وإعجازات مستمرة، غيبي ومستمر مثل التحدي بالقرآن ومثل (وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ (7) الجمعة)
د. عبد الرحمن: وخاصة في قوله (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) الإسراء) فهذا تحد غيبي مطلق ومستمر
د. مساعد: وكأن هذا الخبر الغيبي غيبي وقع وانتهى. فالاخبارات بالغيب متنوعة منها ما هو إخبار بغيب ومستمر
د. عبد الرحمن: وإخبار بغيب قد مضى ولم يعرفه أحد من المعاصرين
د. مساعد: هذا الذي كان بعض النصارى يتكلمون عنه في أخبار لوط وموسى وإبراهيم ويعقوب عليهم السلام.
د. عبد الرحمن: هل تريد أن تذكر كلام الخطابي؟
د. مساعد: قبل أن أذكر كلام الخطابي "ثلاث رسائل في الإعجاز القرآني للرماني والكرماني وعبد القاهر الجرجاني"
د. عبد الرحمن: هذه رسالة في إعجاز القرآن للإمام الخطابي فيها كلام جميل عن الإعجاز الغيبي
د. مساعد: فيه كلام جميل عن الإعجاز ولا أخصص منطق الإعجاز الغيبي. وفي نظري أنه ما زال علم الإعجاز يحتاج إلى بحث أكثر تأصيلًا نعم موجود رسائل كثيرة وبحوث كثيرة لكن الغالب عليها طابع تقليدي اشبه ما يكون بتناسق وتناقل ليس هناك إبداعات حتى ولو في الجانب التاريخي أو جانب النقد لبعض أفكار الإعجاز والقضايا المرتبطة بالإعجاز. رسالة الخطابي رحمه الله رسالة متينة جدا وأنصح بقراءتها وأنصح أن يكون بين طلاب علوم القرآن مدارسة تاريخية لكتب إعجاز القرآن
د. عبد الرحمن: متقدمة
د. مساعد: طبعًا متقدمة
د. عبد الرحمن: لأن الخطابي متوفى سنة 388 هـ
د. مساعد: يقول الخطابي "وزعمت طائفة أن إعجازه إنما هو فيما تضمنه من الإخبار عن القرائن في مستقبل الزمان نحو قوله تعالى (غُلِبَتِ الرُّومُ) وكقوله (قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ (16) الفتح) ونحوهما من الأخبار التي صدّقت أقوالها مواقعها قلت ولا يُشَكّ بأن هذا وما أشبهه من أخباره نوع من أنواع إعجازه ولكنه ليس بالأمر العام الموجود في كل سورة من سور القرآن وأنا أقول هذا ضابط مهم يجب أن ينتبه إليه كل من يتكلم في إعجاز القرآن ويجب أن يفرّق بين ما تُحدي به وما هو من أنواع الإعجاز الأخرى، فإذن كان يريد أن ينبه أن هذا النوع أنا لا أقول ليس معجز هو معجز لكنه ليس هو النوع الذي تُحدي به. ما هو الضابط؟ ليس بالأمر العام الموجود في كل سورة من سور القرآن. وقد جعل الله سبحانه وتعالى في صفة كل سورة أن تكون معجزة بنفسها لا يقدر أحد من الخلق أن يأتي بمثلها فقال (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) البقرة) من غير تعيين فدلّ على أن المعنيّ فيه غير ما ذهبوا إليه. كلام دقيق جدًا
د. عبد الرحمن: يقول أن الاعجاز الذي وقع التحدي به ينبغي أن يكون موجودًا في كل سورة، هذا الضابط. الإعجاز الغيبي غير موجود في كل سورة، إذن صحيح هو نوع من الإعجاز لكن ليس هو الإعجاز الذي تحدى الله به
د. مساعد: قديمًا عندما كنت أقرأ في الإعجاز كنت أتعب وما استطعت أن أعرف مشكلة الإعجاز لما تبيت لي هذه المسألة بالذات وضحت وأزالت كثيرًا من المشكلات فأقول كيف كانت العرب تطالب بأن تأتي بمثل هذه الأمور؟ ما الذي كانت تطالب به العرب على وجه التحديد؟ الذي تطالب به شيء وتحديت به وكون القرآن فيه هذه القضايا المعجزة شيء آخر.
موضوع سورة الروم
(يُتْبَعُ)
(/)
د. عبد الرحمن: ما هو موضوع سورة الروم؟
د. مساعد: أنا اطلعت على بعض من تكلم في موضوع سورة الروم فوجدت أنه نوع من النقل في كتاب التفسير الموضوعي الذي صدر عن جامعة الشارقة، نوع من النقل الباهت لما تكلم به بعض المعاصرين وليس هناك تحديد دقيق والمسالة مسألة اجتهاد. ألاحظ أن الله سبحانه وتعالى عقّب قصة الروم لما قال سبحانه وتعالى (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)) كأني ألحظ أن هذه الآية هي مقصد السورة ولعله يدل عليه ما نسميه برد العجز على الصدر وفي آخر آية من السورة قال (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (60)) كأن موضوع السورة وعد الله لعباده المؤمنين بالنصر والتمكين مثل ما نصرهم، لأن الكلام عن النصر. المساقات التي بين هذه الايات نلاحظ أنها مساقات منبهة على هذا الوعد من أطراف متعددة خصوصًا أنها ركزت على جانب من جوانب اليوم الآخر، الجوانب المرتبطة باليوم الآخر ليست بعيدة عن قضية النصر وانتصار المؤمنين بل هي نهايتهم ومآلهم إلى هذه المآلات (فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (15)) مآلات هؤلاء المنتصرين في نهاية الأمر. الحديث عن يوم القيامة وتكاثره في السورة لا يعني أنه ليس له علاقة بالوعد الحديث عن الكفار وعن السير في الأرض وعن بعض أوصافهم تنبيه على أن هؤلاء لا يستحقون أن يكونوا فائزين بوعد الله سبحانه وتعالى فالذين هم أحق بوعد الله سبحانه وتعالى هم أتباع هذا النبي صلى الله عليه وسلم
د. عبد الرحمن: ولاحظ تكررت في السورة قوله (ويوم) وذكر العاقبة في إشارة إلى الوعد الأخروي وقد يكون هذا وعد دنيوي وأخروي في السورة وعد بالنصر والتمكين للمؤمنين في الدنيا والآخرة.
د. مساعد: لاحظ قوله (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُم مُّشْرِكِينَ (42) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (43)) تلاحظ القضايا مرتبطة بقضية النصر والتمكين هؤلاء الآن عاقبة الذين كفروا وكانوا مشركين ما هي؟ لأنهم خالفوا أوامر الله سبحانه وتعالى ما كانوا من أهل الوعد الحق. فكأنه ينبّه على أن لا تكونوا بأوصاف هؤلاء المشركين لكن ماذا تفعلون (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ (43)) وآيات أخرى كلها تدخل في هذا المجال. ومن لطائف الآيات التي ذكرتها قبل قليل (الله) تجد كثيرًا من المقاطع تبدأ بـ (الله) وهذه أشار إليها –من أجل الأخ محمد نصيف في ملتقى أهل التفسير – أشار إليها سعيد حوّى
د. عبد الرحمن: لا زال حديثنا متصلا حول سورة الروم. وقد وقف بنا الحديث عند ذكرك لما ذكره سعيد حوّى في كتابه الأساس وأنا رأيت ما كتبه الأخ محمد نصيف في الملتقى يقول لما أنتم تذكرون كتب عبد الحميد طهماز له كتب قيمة ولا تذكرون "الأساس" وأنا أعتذر له أنا شخصيًا وأنا ليس عندي كتاب الأساس ذهبت لأشتريه منذ سنوات فقال لي البائع 600 ريال قلت ما عندي إلا مائتين وتركته وما وجدته بعد ذلك ولكن إن شاء الله بعد توصيته هذه سأحرص على اقتنائه.
د. مساعد: أنا عندي في المكتبة ليس هو فقط لكن الواحد ينسى
د. عبد الرحمن: لعلنا إن شاء الله بعد الحديث نعرّف ببعض الكتب
د. مساعد: أنت جئت بهذه الفكرة في آخر حلقة في الزمن الأخير لكن لا بأس، هناك كتب أخرى. سعيد حوى رحمه الله تعالى من "الكلمة في سورة الروم ومحورها" يجعل دائمًا هذه العبارة "كلمة في سورة كذا ومحورها" فكرته أنه يرى أن سورة البقرة أصل وأن السور الأخرى شارحة لها. يقول قلنا إن محور السور الأربعة العنكبوت والروم ولقمان والسجدة هو مقدمة سورة البقرة وقلنا إن كلّا من هذه السور تفصّل في المقدمة تفصيلا يكمل بعضه بعضًا وقلنا أن سورة العنكبوت فصّلت موضوع الإيمان بالغيب وآثاره وموضوع الإيمان بالكتاب ولم تتوسع في موضوع الإيمان باليوم الآخر وهاهنا نلاحظ أن السياق الرئيسي لسورة الروم يكاد يكون منصبّا على موضوع اليوم الآخر وجاء بمجموعة من الآيات. ومن آخر ما ذكر من الملاحظ اللطيفة يقول ولاحظ هذه الملاحظة أن الآيات التي وصفت
(يُتْبَعُ)
(/)
المتقين في سورة البقرة قالت في جملة ما قالت (وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) البقرة) وهذه آخر آية في سورة الروم (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (60)) لاحظ ورود (يوقنون) في المكانين، فالسورة تكمل سورة العنكبوت وتفصل بشكل أخص من مقدمة سورة البقرة ما لم تتوسع في سورة العنكبوت في تفصيلها لهذه المقدمة. وقال من الملاحظ هنا أن هناك شبهًا آخر بينها وبين سورة يونس وبدأ يذكر بعض المشابهات وعلاقتها بسورة العنكبوت إلى أن قال إن من عجائب القرآن ما ورد في بداية سورة الروم فإن فيها وعدًا أن ينصر الله الروم على الفرس وهو وعد قد تحقق بعد نزول السورة بفترة وقد دلّ الله عز وجل على وقوعه وعدّ هذا بوقوع وعد في اليوم الآخر ثم سارت للتدليل على اليوم الآخر ومن ثم نجد في بداية السورة (وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7)) هاتين الآيتين بحاجة إلى وقفة خاصة مع ما يقع اليوم من الانبهار بالدنيا وزخارفها وانبهار بالحضارة هذه الآية نبراس للمؤمن أن يتأملها وجديرة بأن يقف عندها (وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) نفى العلم عنه ولكنه أثبت لهم علم آخر، لا يعلمون العلم الحقيقي الذي يدلهم على الله وعلى ما في اليوم الآخر قال (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) إلى آخر ما ذكر. وقال وتختتم السورة بقوله (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ) قال ومن عرف هذه النقطة فقد أدرك السياق الرئيسي لسورة الروم.
د. عبد الرحمن: إذن هو يرى أنها عن الآخرة، عن اليوم الآخر وهو الوعد الأخروي
د. مساعد: نعم الوعد. ثم طريقته أنه يقسّم إلى مقاطع، هو قسّم إلى أربع مقاطع المقدمة ومقدمة السورة قسمها أيضًا إلى مجموعتين.
د. عبد الرحمن: يبدو أن هذا منهج من يكتب في التفسير الموضوعي
د. مساعد: في الغالب ولكن هذا له طريقته ومنهجه
د. عبد الرحمن: من خلال قراءتي في الكتاب الذي سبق أن أعلنا عنه في الحلقات وفي ملتقى أهل التفسير موسوعة التفسير الموضوعي الذي صدر عن جامعة الشارقة بإشراف شيخنا الدكتور مصطفى مسلم حفظه الله، ملاحظتي الشخصية ولا أدري إن كان ظهر لك هذا أم لا أنه لم يكن هناك في كل معالجة للسورة أنا أعرف أن كل واحد من الباحثين أخذ سورة ولكن بعضهم ما استطاع أن يضع يده على موضوع السورة بدقة وتجد أن هناك نوع من الضبابية واضحة معظم السور المكية تتحدث عن العقائد، صحيح، لكن هناك موضوعات أدق من هذا كان الأولى بالباحثين أن يضعوها كعنوان للسورة لكن يظهر لي أن الحديث في التفسير الموضوعي أو في مقاصد السور يحتاج إلى تدبر وتدبر وتدبر وتكرار وتأمل حتى ينكشف لك هذا ثم تبني عليه ولذلك كان الشيخ عبد الحميد فراهي يحسن التقاط المقصد الرئيسي ثم يعمل على بيانه وحتى كتاب معارج التفكر ودقائق التدبر كتاب قيم لا أنكر أن فيه فوائد كثيرة جدًا للدكتور عبد الرحمن حبنكة لكن نلاحظ نفس الإشكالية ولكنه ما تناول إلا السور في العهد المكي وكان يرتبها حسب ترتيب النزول وهذا من نوادر الكتب التي صُنّفت على حسب ترتيب النزول انتهى فيها من السور التي نزلت في العهد المكي لكن نفس المشكلة عندما يأتي ويتحدث عن موضوع السورة نلاحظ نفس القضية في كتاب التفسير الموضوعي
د. مساعد: هذه المشكلة بحاجة إلى إعادة نظر. كتاب موسوعة التفسير الموضوعي في بعض الأحيان تلاحظ أن الجديد فيه تقسيم السور إلى مقاطع والباقي ليس فيه جديد كأنك تقرأ في كتاب تفسير الشيخ أبو بكر الجزائري المعنى الإجمالي والفوائد
د. عبد الرحمن: وهذا يحتاج إلى تنبيه الإخوة الباحثين التفسير الموضوعي ليس سهلًا ويحتاج إلى عمق علمي
(يُتْبَعُ)
(/)
د. مساعد: هناك قضية يجب أن ينتبه لها التفسير الموضوعي ليس له طريقة واحدة وأنا أعتب على من يسير التفسير الموضوعي بطريقة واحدة. يجب أن يكون عندنا قناعة أن التفسير الموضوعي ليس على طريقة واحدة بل هو طرائق متعددة وهناك حد أدنى إذا بلغه من كتب في التفسير الموضوعي نقول أنه الآن كتب تفسيرًا موضوعيًا كقضية فنية في التفسير الموضوعي لكن هل أحسن في أداء المعلومات؟ هذه قضية أخرى, نحن أحيانًا نريد أن نلزم الناس بطريقة معينة ونقول هذا التفسير الموضوعي وما عداه فيس كذلك، هذا لو أحد صنعه أو ألزم به فنقول لا
د. عبد الرحمن: من فوائد التفسير الموضوعي نحن في برنامجنا في رمضان هذا بالذات في هذا الشهر هو أن كل واحد يشاهد الحلقة يخرج منها بفائدة وهو نظرة إجمالية وكلية للسورة. مثلا سورة الروم قلنا سورة مكية ونزلت في مكة وليس لها إسم إلا سورة الروم وستون آية، موضوعها الأساسي الذي تحدثت عنه هو الوعد لعباده المؤمنين بالنصر والتمكين، هذا حتى عندما يقرأ أحدنا سورة الروم يعرف أن هذا موضوعها الأساسي ويربط بين الآيات بعضها مع بعضها بالموضوع الأساسي أرى أن هذه فائدة مهمة تعطيك نظرة كلية للسور القرآنية
د. مساعد: ولعلنا إن شاء الله في المستقبل يكون هناك تخصيص حلقات للتفسير الموضوعي ونظرة تاريخية وتقويمية. من الكتب التي قومت التفسير الموضوعي "منهج التفسير الموضوعي في القرآن الكريم، دراسة تحليلة" للدكتور سامر رشواني هذا من الكتاب من الكتب التي أعتبرها متميزة لأن الدكتور سامر من خلال طرحه طرح معتدل وبيان لبعض ما وجه من النقد للتفسير الموضوعي والإجابة عن بعض النقدات وأحيانا قد يتبني النقد ولكن في كثير من الأحيان يوجّه ويبين ويعلّق. وفي الحقيقة أنا أوجه رسالة للدكتور سامر ود. علي الأسعد وغيرهم من طلاب العلم في الشام في الدراسات القرآنية أن يكون بيننا وبينهم اتصال وكم أتمنى لو نلتقي في ملتقى أهل التفسير لأني أجد لهم مشاركات في أماكن أخرى وأتمنى أن يعطونا منها
د. عبد الرحمن: وأيضًا من الكتب التي يحسن لطالب العلم أو الإخوة المشاهدون أن يقرأوا فيها حتى يعرفوا التفسير الموضوعي، فكرته، نشأته، الكتب المهمة فيه، كيف تقسم السورة إلى مقاطع وأيضًا أنواعه التفسير الموضوعي أنه تفسير موضوعي للسورة كما نفعل الآن، تفسير موضوعي لموضوع من خلال السورة وهذا كنا تحدثنا عنه في حلقات برنامج التفسير المباشر في مرحلة مرت لأن هذه الحلقة بالمناسبة هذه هي الحلقة 124 من حلقات التفسير المباشر وأنت كنت أول ضيف في البرنامج وأنت اليوم آخر ضيف وهذا من المناسبات, هذا كتاب الذي هو "مباحث في التفسير الموضوعي للدكتور مصطفى مسلم حفظه الله" من الكتب القيمة التي أنصح بقراءتها للتعرف على أنواع التفسير الموضوعي أقسامه ونماذج منه متميزة كتبها الشيخ في هذا الكتاب والشيخ شارك معنا في رمضان أكثر من مرة.
د. مساعد: أيضا شيخنا الدكتور زيد عمر العيص "التفسير الموضوعي، التأصيل و؟ " هو لديه إضافة، عنده إضافات وعنده أيضًا شيء من النقد حتى في كتاب الدكتور سامر الرشواني نقد لبعض ما طرحه شيخنا الدكتور مصطفى مسلم سواء في التعريف أو في التمثيل وكذلك دكتور زيد كان يرى استدراكات. أقول أنه حري بنا أن نعالج هذه الموضوعات مرة بعد مرة ونخرج بطرائق متعددة مقبولة وأنا لا أزال أقول أنه يحسن بنا أن يكون عندنا نوع من النظر الشمولي في التفسير الموضوعي، لا يكون عندنا طريقة معينة، طريقة الشيخ فلان أو طريقة الشيخ فلان، طرائق متعددة، هي في النهاية تعطينا قضية معينة أننا ندرس هذه السورة أو ندرس هذا الموضوع في القرآن لكن كل واحد منا نظر إليه بطريقة معينة وأدّاه بطريقة معينة ولهذا نقول إن المتقدمين كان لهم دراسات موضوعية لكن نحن لعدم خبرتنا بالمخطوطات وعدم خبرتنا بتراجم هؤلاء العلماء ما نلتفت إلى بعض آثارهم وأذكر أنك طرحت مرة في الملتقى كتاب لأبي عبيدة قاسم بن سلام أو غيره هي نظرة موضوعية في أحد موضوعات القرآن
د. عبد الرحمن: لعله كتاب الطحاوي أحكام القرآن
(يُتْبَعُ)
(/)
د. مساعد: لا، غير أحكام القرآن، أذكر كتابًا آخر. رسالة القنوت لشيخ الإسلام ابن تيمية رسالة جميلة جدًا وهي موضوع لفظة في القرآن وعالجها معالجة تفسيرية وخلص بنتيجة ما هو القنوت في القرآن وهذا هو المراد. وقريب منها وبنفس الطريقة التي نهجها الشيخ أحمد حسن فرحات في رسائل المصطلحات هي نفس الفكرة أنت تريد أن تعرف لا تحتاج إلى كمّ من الإنشاء لأني ألاحظ أن الأسلوب الإنشائي يطغى على التفسير الموضوعي فيفسد الأفكار، أن تريد أن توصل هذه الأفكار أوصلها بأسلوب أدبي لكن لا يكون هو الطاغي والغالب على الكلام.
د. عبد الرحمن: أيضًا من الأمور التي ذكرها الدكتور زيد عمر المقالة القرآنية, نحن الآن نتحدث عن تفسير السورة تفسيرًا موضوعيًا هذا نوع، موضوع من خلال سورة نأتي مثلا على الأخلاق في سورة الحجرات أو العلاقات الاجتماعية في سورة النور
د. مساعد: وهذا أذكر واحد اعترض عليها في الملتقى الشيخ سعيد إعترض على الموضوع من خلال سورة لا يعتبره تفسيرًا موضوعيًا
د. عبد الرحمن: النقطة الثالثة الموضوع من خلال القرآن
د. مساعد: وهذا المتفق عليه
د. عبد الرحمن: تحدثنا في بعض حلقات البرنامج عنه قديما. ذكر الدكتور زيد إضافة إلى المقالة القرآنية بحيث أنك تبني مقالة في مجلة أو جريدة عن آية في القرآن وتفصلها فمثلًا تقول الحرص على المجتمع من خلال قصة النملة
د. مساعد: أنت ذكرتني بتاريخ، الشيخ مصطفى حفظه الله لما كان يدرسنا الكتاب قلت يا شيخ هناك قسم رابع، قال ما هو؟ قلت موضوع من خلال آية، فأذكره بضحكته المعهودة وابتسامته قال لا، هذا ليس تفسيرًا موضوعيًا قلت مثل التيسير للرسول صلى الله عليه وسلم من خلال (وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى (8) الأعلى) أذكر أنه قال لا، رفض هذا النوع.
د. عبد الرحمن: الدكتور زيد يؤيده وسماه مقالة قرآنية. أيضًا يمكن أن يضاف الخطبة القرآنية يأتي خطيب يخطب يوم الجمعة خطبة يبنيها على آية
د. مساعد: يركز على آية، فيها وجهات نظر ولهذا نقول معرفة المتفق عليه وبناء هذا المتفق عليه ما هو الشيء الذي إذا نحن عملناه دخلنا في التفسير الموضوعي وإذا نحن لم نعمله خرجنا عن التفسير الموضوعي وبعد ذلك يكون الحسن والقوة في إبراز هذا الجانب الموضوعي في القرآن
د. عبد الرحمن: يمكن أن نذكر فائدة في التفسير الموضوعي يختلف بها عن التفسير التحليلي وهي أن التفسير التحليلي يحرص على المفردات والتفاصيل، التفسير الموضوعي ينظر إلى النظر الكلية سواء قلت السورة فهو ينظر للسورة نظرة كلية أو قلت موضوع من خلال القرآن فهو كذلك أو قلت موضع من خلال القرآن فهو يريد أن يخرج القارئ أو يخرج المشاهد بمعرفة كيف تحدث القرآن الكريم عن موضوع الأخلاق؟ كيف تحدث عن موضوع الصبر؟ عن موضوع العلم؟ وكذلك إذا كانت على مستوى السورة أو على مستوى المفردة.
د. مساعد: لا أظن أن أحدا يختلف في فائدة التفسير الموضوعي وأنه يجمع لنا موضوعات، فإذا قلت ما هي أنواع المطلقات في القرآن؟ هذا سؤال فقهي، ستجمعها من خلال الآيات وهذه فكرة التفسير الموضوعي. فأنت تأتي أوصاف الملائكة في القرآن، أوصاف الأنبياء في القرآن، هذه لما تستحضرها جميعًا مع الآيات ستجد أنك أمام أمثلة واضحة وأمثلة بالفعل تعطيك فوائد جديدة ما تجدها إذا كنت تنظر إلى مقاصد الآيات فقط. نحن إذا كنا نتكلم عن مقاصد الآيات فقط قد يغيب عنا كلام الله سبحانه وتعالى عن بعض الآيات في مواطن أخرى لكن لما تنظر إلى الموضوع ستجد كل الموضوعات ستجتمع معي في مكان واحد
د. عبد الرحمن: جعنا قبل أن نختم أن نشير إلى بعض الأسئلة التي طرحها بعض الإخوان في ملتقى أهل التفسير، أذكر سؤالًا من ضمن الأسئلة أخت ذكرت هل هناك علاقة بين تسمية السورة الروم وبين بعض الآيات التي تشير (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ (41)) هل لهذا علاقة بالحضارة المعاصرة التي يكاد الروم هم الطرف الأقوى فيها؟
د. مساعد: أنا قرأت السؤال وأرى أن فيه بعد كبير جدًا ومحاولة تنزيل أحداث سورة الروم على الحضارة المعاصرة أرى أن فيه بعد شديد جدًا
د. عبد الرحمن: قد يقال أنه ليس مختصًا بهم هو موجود في الفرس والروم والعرب فهذا غير مختص بهم. في سورة الروم بعض الإشارات التي يذكرها أصحاب التفسير العلمي الآن مثل قوله (وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (46)) الحديث عن المياه وحديث عن البحر وحديث عن السفن وأنواع الرياح عندما قال (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاء وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48)) الحديث عن أنواع المطر ومراحل تكوّن السحب ثم هطول المطر موجود أيضًا في سورة الروم
د. مساعد: من قدر الله كنت بالأمس أستمع إلى أكثر من محاضرة في الاعجاز العلمي ورقة عمل في الإعجاز العلمي فأنا تعجبت كيف تدخل هذه القضايا في الإعجاز العلمي مع أنها قضية ما لها علاقة هي مجرد (وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18) التكوير) الصبح يتنفس ما وجه الإعجاز فيها؟ لأنه عبّر بالتنفس؟ هي المسألة مرتبطة بجو العربي ويعرفها فجاء الكلام عن قضايا مرتبطة بأنواع وأشياء كثيرة لا علاقة لها، لو كنت أتكلم عن قدرة الله في الكون أنا أقول هذا الكلام ممتاز، لكن الآية دلت عليه ولو بأقل شيء من الدلالة؟ لا، ليس هناك أي دلالة فيسمى إعجازًا فمثل هذا يجب أن ينتبه إليه ويُحذَر. أما كونه سبحانه وتعالى وهو العليم بخلقه يتكلم عن أنواع الرياح وأنواع المطر فهذه لا إشكال فيها وهي واضحة جدًا حتى عند العربي وهو يعرف تفاصيل هذه الأموروما يحتاج فيها
د. عبد الرحمن: هناك قضايا في الإعجاز العلمي تذكر في سورة الروم لكن الوقت أضيق من أن نتحدث عنها حتى في أولها (فِي أَدْنَى الْأَرْضِ (3)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 Sep 2010, 12:59 ص]ـ
أختي أم الحارث وفقك الله تعالى لكل خير وكتب أجرك ورفع قدرك كما رفعت هذه الحلقات للمسلمين يتابعونها في كل أنحاء الأرض.
صدقت والله فيما قلت وكان يكفي أحدنا حزنه على فراق شهر مبارك عزيز كرمضان لكن أن يكون الفراق مزدوجا هذا العام فإنه أمر يشق على النفس لأنه سيفوتنا خير كثير وهل هناك خير أكثر من تدارس كتاب الله تعالى يوميًا وتدبر آياته والتفكر فيها؟ ربما حق لنا أن نعيد الاستماع إلى الحلقات كل يوم في موعدها علنا نبقي صلتنا بهذا البرنامج وبكتاب الله تعالى ونستزيد من علوم كل سورة فيكون البرنامج بذرة خير تنمو لتصبح شجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء إن شاء الله.
أكرر شكري لك ودعائي لك بالتوفيق والسداد ورفع الدرجات ويشرفني أن تكوني معنا في هذا الملتقى المبارك وتسعدني هذه الهمة العالية لديك زادك الله من فضله وأنار قلبك بنور الإيمان والقرآن وأجزل لك المثوبة إنه جواد كريم.
إن شاء الله بعد العيد يكون بيننا تواصل لعلنا نفكر في مشروع قرآني جديد
بارك الله فيك وجزاك خيرًا وكل عام وأنت وأسرتك الكريمة وجميع أعضاء هذا الملتقى المبارك والمسلمين في كل مكان بخير
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 Sep 2010, 01:04 ص]ـ
تعقيبًا على ما ذكره الدكتور عبد الرحمن في خلال الحلقة عن تكرار كلمة (يوم) في سورة الروم فهذه الآيات التي وردت فيها هذه الكلمة جمعتها للتأمل فيها:
وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4)
وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (12)
وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (14)
فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (43)
وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ (55)
وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (56)
فَيَوْمَئِذٍ لَّا يَنفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (57)
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[10 Sep 2010, 02:17 ص]ـ
جزى الله خيرا
أسرة التفسير المباشر
وأجزل لهم الأجر والمثوبة
وأخص بالشكر هنا أختيّ الكريمتين أم الحارث وسمر الأرناؤوط
فلم أكن أشاهد البرنامج إلا على صفحات المنتدى من خلال ما يتم رفعه من روابط وتفريغات
فكتب الله أجركم ورفع ذكركم
ـ[الحسن محمد السوسي]ــــــــ[10 Sep 2010, 12:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقبل الله من الجميع وعيدكم مبارك
بارك الله فيكم لو تكرمتم بجمع حلقات البرنامج خصوصا الصوتية في موضع واحد أو ملف واحد أو حتى رفعها على موقع طريق الإسلام ليعم بها النفع ويسهل تحميلها.
من جهة أخرى أتمنى للبرنامج الإستمرار والتوفيق.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[11 Sep 2010, 01:58 م]ـ
جزاكم الله خيرا على إجابة سؤالي لا حرمكم الله تعالى الأجر والمثوبة:
د. عبد الرحمن: جعنا قبل أن نختم أن نشير إلى بعض الأسئلة التي طرحها بعض الإخوان في ملتقى أهل التفسير، أذكر سؤالًا من ضمن الأسئلة أخت ذكرت هل هناك علاقة بين تسمية السورة الروم وبين بعض الآيات التي تشير (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ (41)) هل لهذا علاقة بالحضارة المعاصرة التي يكاد الروم هم الطرف الأقوى فيها؟
د. مساعد: أنا قرأت السؤال وأرى أن فيه بعد كبير جدًا ومحاولة تنزيل أحداث سورة الروم على الحضارة المعاصرة أرى أن فيه بعد شديد جدًا
د. عبد الرحمن: قد يقال أنه ليس مختصًا بهم هو موجود في الفرس والروم والعرب فهذا غير مختص بهم.
وقد دفعني إلى السؤال ما لاحظه الدكتور الكريم الطيار في قوله التالي:
"ومن ثم نجد في بداية السورة (وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُاللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7)) هاتين الآيتين بحاجة إلى وقفة خاصة مع ما يقع اليوم من الانبهاربالدنيا وزخارفها وانبهار بالحضارة هذه الآية نبراس للمؤمن أن يتأملها وجديرة بأنيقف عندها (وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) نفى العلم عنه ولكنه أثبت لهم علم آخر، لا يعلمون العلم الحقيقي الذي يدلهم علىالله وعلى ما في اليوم الآخر قال (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَالْحَيَاةِ الدُّنْيَا) إلى آخر ما ذكر. وقال وتختتم السورة بقوله (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَالَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ) قال ومن عرف هذه النقطة فقد أدرك السياق الرئيسيلسورة الروم".
وبدأت أذكر أمورا، منها كتاب أبو علي ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين، هل شارك المسلمين بانحطاطهم في ما عليه العالم اليوم ... !(/)
حلقات التفسير المباشر لعام 1429 هـ (فيديو)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[26 Dec 2010, 09:56 ص]ـ
تقوم الأخت الفاضلة أم الحارث جزاها الله خيرًا بإضافة حلقات برنامج التفسير المباشر للعام 1429 هـ على قناة اليوتيوب الخاصة بالملتقى فأرجو متابعتها لأنها حلقات قيمة جديرة بالمتابعة لمن فاتته. وإن شاء الله يكون هناك مشروع قريب لتفريغ هذه الحلقات فمن يرغب في ذلك أن يراسلني لترتيب الأمر بإذن الله تعالى.
شكر الله تعالى لشيخنا الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري ولضيوفه الكرام في سائر الحلقات على هذا البرنامج القيم جعله الله تعالى في ميزان حسناتهم أجمعين.
وهذه أولى الحلقات:
http://www.youtube.com/watch?v=RGxjRD9kaAw
http://www.youtube.com/watch?v=RGxjRD9kaAw
http://www.youtube.com/watch?v=KzM1JGnc6F8
http://www.youtube.com/watch?v=UYbRVq-qHNs
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[26 Dec 2010, 09:58 ص]ـ
http://www.youtube.com/watch?v=QugfI6JcKxA
http://www.youtube.com/watch?v=iTaBvtmih5E
http://www.youtube.com/watch?v=Gvh-9OaYhxU
http://www.youtube.com/watch?v=PZ2WB_SPJ68
http://www.youtube.com/watch?v=H6QT0HwEFkU
http://www.youtube.com/watch?v=xB9hHBXLajo
ـ[ام الحارث]ــــــــ[26 Dec 2010, 03:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك يا دكتوره سمر
دائماً سباقة للخير
ـ[ام الحارث]ــــــــ[26 Dec 2010, 04:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحلقة الحادية عشر
صوت فقط
ضيف الحلقة: د صالح صواب
http://ia700300.us.archive.org/8/items/muslim2006_800/tafseermobasher11_11-09_64kb.mp3
بارك الله فيكم(/)
ملتقى برنامج (بينات) على قناة (المجد العلمية) الفضائية(/)
برنامج (بينات) على قناة المجد العلمية ممتع جداً
ـ[الجعفري]ــــــــ[15 Sep 2007, 10:47 م]ـ
في قناة المجد المباركة العلمية برنامج حواري ممتع جداً في تدبر آيات القرآن من أول القرآن يقف المتحاورون فيه في مكان جميل شرح يتداولون الفوائد القرآنية والعلمية في الآيات والكل يحمل في يده مصحفاً أثناء التحاور الجميل الذي يتميز بالعفوية وعدم التكلف والتنوع وحسن العرض وكأنك معهم في رحلة أخوية.
ما أبدعه من برنامج!
أدعو إخواني للاستمتاع بهذا البرنامج، ووقته بعد العصر وقبل المغرب بساعة تقريباً.
وأعضاء البرنامج هم: 1 - الشيخ مساعد الطيار .. 2 - الشيخ عبد الرحمن الشهري. 3 - الشيح الخضيري.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[15 Sep 2007, 11:48 م]ـ
جزاك الله خيراً على التنبيه ...
ـ[صالح بن عبدالله]ــــــــ[16 Sep 2007, 12:22 ص]ـ
سمعت عن البرنامج .. ما أجمله
لكن لا أعرف متى يعاد , فالشكر مقدما لمن يرشدني لوقت الإعادة
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[16 Sep 2007, 01:13 ص]ـ
ما اسم البرنامج وما موعد بثه بالضبط؟
ـ[ابوبنان]ــــــــ[16 Sep 2007, 04:09 ص]ـ
صدقت أيها الكريم
وكم أتمنى لو ينزل البرنامج هنا للتحميل
أبو بنان
ـ[دمعة الأقصى]ــــــــ[16 Sep 2007, 06:32 ص]ـ
اسم البرنامج بينات
يبث الساعة الخامسة مساءا
رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائع جدا.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[16 Sep 2007, 06:46 ص]ـ
الساعة الآن 6 و 45 صباحا وأنا أستمع إليه، وهو إعادة، ويبدو أنه بدأ الساعة 6 صباحاً
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Sep 2007, 12:08 م]ـ
جزاكم الله خيراً على التنبيه.
وفكرة البرنامج هي الحديث العفوي غير المتكلف كما تفضل الزملاء حول جزء من القرآن الكريم كل يوم من رمضان، وقد كنا نود أن نرتب الحديث بشكل أعمق، لكن لم يتيسر ذلك لأسباب منها ضيق الوقت، وكثرة الأشغال عند كل واحد منا، فسجلناه بهذه الطريقة العفوية في أيام معدودة، في أماكن متفرقة في الرياض والمنطقة الشرقية رغبة من المخرج في الخروج عن المألوف من التسجيل في الاستديوهات. ولذلك وقع الخلل في الصوت كثيراً، ولقينا بعض العناء في التصوير وظروفه، ولم ننته من آخر حلقة منه إلا قبيل المغرب من ليلة 30/ 8/1428هـ وكنت أخشى أن تفوتني صلاة التراويح مع جماعة مسجدي تلك الليلة لولا أن الله لطف بنا فكان رمضان الليلة التي تليها.
ومن الطرائف أننا سجلنا أكثر حلقاته تحت أشعة الشمس، فأتعبتنا كثيراً وخاصة أنا، ومرضت بسبب ذلك، والمخرج يصر ألا نسجل إلا في هذه الأجواء المشمسة حتى يكون أفضل للمشاهدة، وقد سجلنا بعض الحلقات والشمس بين عينيَّ في شروق الشمس أو غروبها فكنت أتكلم وأنا أتمنى انتهاء الحلقة في أقرب فرصة، أو ألوذ بالصمت وأدع الحديث للمشايخ.
ومن الطرائف التي وقعت لي أننا سجلنا عدة حلقات في الأسبوع الأخير من الفصل الصيفي 1428هـ وكنت أدرِّس هذا الفصل في الكلية، وفي اليوم الذي فيه موعد أحد المقررات التي أدرِّسها، والاختبار يبدأ الساعة الثامنة صباحاً، فانتهى التصوير بعد عدد من العوائق الساعة 7:45 دقيقة، وظننت أن الوقت يكفي للعودة من العمارية - منطقة خارج الرياض - إلى جامعة الملك سعود، ولكن للأسف تهت في طريق الخروج من العمارية، وأسئلة الطلاب معي، وطال بي التيه فلم اصل للقاعة إلا الساعة 8:30 بعد بدء اختبارات اللجان بنصف ساعة، فدخلتُ على الطلاب وأنا في غاية الحرج! وبادرت بإسكاتهم عن السؤال المحرج بتوزيع الأسئلة، وتطمينهم أنها أسئلة سهلة جداً، ولا تحتاج منهم إلا ربع ساعة فقط! وأخذت أعاتب نفسي على المشاركة في هذا البرنامج، والصبر على عناء تصويره بعد الفجر.
وكنت أذهب أنا والدكتور مساعد الطيار قبيل أذان الفجر معاً، أو يصلي معي الفجر ونذهب مباشرة، ولعل لأخي أبي عبدالملك تعليقاً على هذا البرنامج وفقه الله. ومنها أنه اعترض على تسمية البرنامج (بينات)، حيث اختلفنا في التسمية، فاقترح الدكتور محمد الخضيري أن نسميه 30 ×30 بمعنى ثلاثون فائدة في ثلاثين حلقة، وقد أعجبني هذا الاسم ابتداء. واقترحت أن يسمى (بينات) أخذاً من الآية الكريمة (وبينات من الهدى والفرقان) فأعجبوا بهذا الاسم، ثم بحثنا في آخر الأمر عن اسم مناسب فلم نجتمع على رأي، ثم ظهر البرنامج بالاسم الذي طرح أولاً.
أقول هذا أيها الإخوة حتى تعذروننا إن رأيتم خللاً في الصوت أو المعلومات التي تلقى أحياناً، فقد كانت ظروف التسجيل مليئة بالمنغصات، ونسأل الله أن يعفو عنا وأن يتقبل منا ومنكم في هذا الشهر الكريم.
وأما أوقات بث البرنامج فالذي أعرفه منها:
1 - حوالي الساعة الخامسة عصراً تتقدم قليلاً أو تتأخر قليلاً، وأظنه بحسب وقت الحلقات، فمدة الحلقة 50 دقيقة، وبعضها حدث بها خلل فكانت أقل من ذلك. وهذا على قناة المجد العلمية.
2 - الساعة السادسة صباحاً تعاد على القناة العامة والعلمية معاً. وهي التي أشار إليها أخي الشيخ إحسان العتيبي وفقه الله.
وسمعتُ أنها تعاد في آخر الليل على العلمية، لكن لا أدري بالضبط متى تكون بالضبط.
في 7/ 9/1428هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[19 Sep 2007, 01:42 م]ـ
إجابة وضحت عندي مشكل حيث أتوقف عند إحدي قنوات المجد ـ ولا أدري أهي العلمية أم العادية ـ حتي بان الأمر ولعلي أحظي بالإفادة من السادة العلماء الذين تعبوا من أجل راحتنا وتعليمنا فلله درهم.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[19 Sep 2007, 02:32 م]ـ
بارك الله في مشيخنا الكرام.
وأهلا وسهلا بأخينا أبي طارق الشيخ إحسان العتيبي في أول مشاركة له في ملتقانا.
ـ[العامر]ــــــــ[19 Sep 2007, 06:51 م]ـ
جزاكم الله خيراً على هذا البرنامج الرائع
. وليت نرى مزيد من هذه البرامج التي تعنى بكتاب الله وتدبره.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[19 Sep 2007, 08:24 م]ـ
أسأل الله أن ينفع بهذا المجهود، ويكتبه في ميزان حسنات من شارك فيه.
وقد شوقتموني لمشاهدته، وليس لأمثالي من سبيل إلى ذلك سوى توفيره مسجلا على الإنترنت. ولعل بعض الإخوة يتطوعون لهذا الأمر مأجورين بإذن الله.
ـ[أبو عبدالرحمن الزهراني]ــــــــ[19 Sep 2007, 10:42 م]ـ
كم أسعدني عصر هذا اليوم مشاهدة مشائخنا الفضلاء لأوّل مرة وهم يقدّمون هذا البرنامج الرائع على شاشة المجد، فلَهجَ لساني بالدّعاء لهم ..
فبارك الله فيكم ونفع بكم، ونرجو مواصلتكم في تقديم مثل هذا الإبداع ..
ـ[عبدالعزيز اليحيى]ــــــــ[20 Sep 2007, 02:46 ص]ـ
برنامج ممتع ورائع فكرة وأداء ومضمونا
سررت به كثيرا لكونه خطوة موفقة في تحبيب التفسير والتدبر والاستنباط للناس
أما طلب الكمال يا أباعبدالله فكم ضيع من فرص وأمات من مشاريع ولنعم ما صنعتم حين أخذتم بوصية النبي صلى الله عليه وسلم: "سددوا وقاربوا"
أسأل الله أن يوفقكم ويسددكم ويجعلكم مفاتيح للخير
ـ[لطيفة]ــــــــ[21 Sep 2007, 01:28 م]ـ
(((((ومن الطرائف أننا سجلنا أكثر حلقاته تحت أشعة الشمس، فأتعبتنا كثيراً وخاصة أنا، ومرضت بسبب ذلك، والمخرج يصر ألا نسجل إلا في هذه الأجواء المشمسة حتى يكون أفضل للمشاهدة، وقد سجلنا بعض الحلقات والشمس بين عينيَّ في شروق الشمس أو غروبها)))))
لحظت هذا،، وعجبت منه: confused:
ولم أجد له تفسيرا إلا أن الحلقات سجلت في الشتاء:)
شكر الله لكم .. وآجركم نعيما مقيما في جنات عدن.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[21 Sep 2007, 03:02 م]ـ
بارك الله فيكم دكتور عبدالرحمن والأساتذة الذين شاركوا معك في تسجيل هذا البرنامج، ولكم جعلني شرحك الآنف أحس بمزيج متناقض من الضحك وأنا أتخيل المواقف الطريفة التي مررتم بها فضيلتكم، والتألم لتألمكم وما سببه لكم من حرج ومرض، فأضحك الله سنكم، وجعل ذلك العمل المبارك في ميزان حسناتكم، وعوضكم بكل تعب ومشقة فيه سعادة وغبطة في الدنيا والآخرة.
ثم أستاذي الكريم: ألا يمكن أن تعملوا على تنزيل حلقات هذا البرنامج أو حتى بعضها على صفحات الملتقى، لتعم الفائدة وتشمل أكبر قدر ممكن، كون الذين هم من دول أخرى كالمغرب يختلف عليهم التوقيت كثيرا، ولعل بعضهم في انشغال حين بث البرنامج مما يصعب متابعته، والإفادة منه، أرجو إن أمكن الاهتمام وقد عودتمونا مسارعتكم لك مافيه خير، ووفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Sep 2007, 07:10 م]ـ
جزاكم الله خيراً. الحلقات مسجلة كلها عندي، ولو رأى الزملاء وضعها على الموقع صوتاً فعلنا إن شاء الله.
ـ[تاج الروح]ــــــــ[21 Sep 2007, 07:31 م]ـ
بارك الله في مشايخنا الكرام ونفع بهم
وشفاك الله وعافاك شيخنا الفاضل
ليتك تتكرم بوضع الحلقات - السابقة طبعاً - هنا لنستفيد مما جاء فيها، مواعيد البث والإعادة لا تناسب الكثيرين وأنا واحدة منهم
شكراً مقدماً ..
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[22 Sep 2007, 12:14 ص]ـ
وفقكم الله وبارك في جهودكم وأجزل لكم المثوبة.
ـ[الزياني]ــــــــ[22 Sep 2007, 12:47 ص]ـ
شكر الله لكم يا شيخ عبد الرحمن ونفع الله بكم وبالمشايخ الكرام.
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[22 Sep 2007, 11:46 م]ـ
حلقات اكثر من رائعة .... بل عيبها الوحيد كثرة الفوائد - وانعم بها عيبا - فأنت بين ثلاثة متخصصين في التفسير وعلوم القران ....... تأتيك محررة وملخصة ...
لكن الملاحظة المهمة التي فات ذكرها لأن البرنامج مسجل ... أن هناك تداخلا في الحوار بين المشائخ فلوكان العرض مرتبا لكن افضل .... والله اعلم
ـ[محب القراءات]ــــــــ[23 Sep 2007, 07:33 ص]ـ
جزى الله المشايخ الفضلاء خير الجزاء على هذا البرنامج الممتع والمفيد.
وقد استفدت واستمتعت كثيرا بالفوائد والوقفات واللطائف القيمة التي تلقى , ومنذ أن عرفت موعده وأنا حريص على متابعته. فأسأل الله أن يبارك في علمهم وينفع بهم.
وفكرة تغيير الأماكن في تسجيله والعفوية في إلقائه جدا رائعة , وفيها تجديد وخروج عن المألوف.
ولي ملاحظة على البرنامج وهي أن المشاهد والمستمع لهذا البرنامج يجد أن في جعبة المشايخ الكثير الكثير مما يودون الوقوف عنده والتعليق عليه من الآيات الكريمة , لولا ضيق الوقت , وكثيرا من الآيات يتجاوزونها ولا يقفون عندها , فحبذا لوتيسر للمشايخ الفضلاء إعادة تسجيله مستقبلا أن يحددوا آيات معينة لاستخراج الفوائد واللطائف منها , لعل هذا يكون أفضل (من وجهة نظري والله أعلم).
ونحن نعذر المشايخ بعد الذي ذكره الدكتور عبد الرحمن عن ظروف التسجيل وكونه جاء في وقت انشغالهم , فأسأل الله أن يثيبهم ويجزيهم خير الجزاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Sep 2007, 10:24 م]ـ
يمكن مشاهدة حلقتين من البرنامج هنا ( http://www.woroodalkhaleej.net/ramadan/782.rm) و هنا ( http://www.woroodalkhaleej.net/ramadan/787.rm) .
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[24 Sep 2007, 11:50 م]ـ
سر من رأى، وقد سررت معكم والحمد لله،أما ما ذكره أبو عبدالله فأقول - وقد لا يعرف أعضاء الملتقى ما بيني وبينه -: تستاهل ضربات الشمس وتأخرك عن طلابك، وقد كنت أعرف عنك الشجاعة وحب المشاكسة ولا أدري هل حب نجد حل مكان حب الجنوب! لو استطعت أن تجبر الشيخين على زيارة الجنوب والتصوير فيها لأنلتهم من هتان المطر وزخات (كلمة إعلامية) البرد أكثر مما أنالوك من حرارة الشمس النجدية، وعذرك أن الكثرة تغلب الشجاعة، ولكن في سبيل الله ما أحلى المنون،هنيئا لكم ما قمتم به من عمل جعله الله في موازين حسناتكم كما أسأله تعالى أن يحرمك على شمس يوم القيامة
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[24 Sep 2007, 11:59 م]ـ
جزاكم الله خيراً. الحلقات مسجلة كلها عندي، ولو رأى الزملاء وضعها على الموقع صوتاً فعلنا إن شاء الله.
افعل، جزاك الله خيرا، فالأمر لا يحتاج لرأي.
ـ[خالد البكري]ــــــــ[25 Sep 2007, 12:12 ص]ـ
جزاكم الله خير ونفع الله بكم ووفقكم الله يا مشائخنا الفضلاء على هذا البرنامج وأسال الله عز وجل أن تكون في موازين حسناتكم
ـ[المتخصصة]ــــــــ[25 Sep 2007, 01:58 م]ـ
برنامج رائع جداً.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[25 Sep 2007, 05:27 م]ـ
ماشاء الله، إن هذا لهو الإبداع على سجيته، فأجزل الله مثوبتكم، وزادنا من علمكم وأمثالكم من الفضلاء، وبانتظار المزيد من حلقات الفائدة والامتاع.
ـ[جاسم آل إسحاق]ــــــــ[27 Sep 2007, 12:36 ص]ـ
برنامج مفيد جدا، الوقت المخصص للبرنامج ضيق بالنسبة لكثرة المعلومات والفوائد
لكن،، ما هو اعتراض الشيخ مساعد وفقه الله على اسم البرنامج؟؟
نود بالاستفادة من بُعد نظر الشيخ في اطلاق المسميات في مثل هذه الأمور؟؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Sep 2007, 03:52 ص]ـ
أشكر جميع الإخوة والأخوات الذين عقبوا على الموضوع، وأبدوا إعجابهم بالبرنامج المتواضع الذي شاركت في تقديمه، وأنا أقول إنه متواضع فعلاً لأننا لم نتهيأ في الحقيقة له كما ينبغي، وإنما أردنا عدم تفويت الفرصة في نفع الناس عندما سنحت بالرغم من كثرة الأشغال عند الجميع، ومجيئ تسجيله في وقت حرج قبيل رمضان بأيام قلائل مع أن فكرته منذ أشهر. وكنا اجتمعنا حينها لوضع الخطوط العريضة لنجاح البرنامج، ثم ذهبت تلك الأفكار عندما استعجلنا في تسجيل حلقاته، ونسأل الله أن يتجاوز عن الخطأ والتقصير، ومثلكم يعذرنا على التقصير رعاكم الله.
وأما ما تفضل به أخي العزيز الدكتور فاضل الشهري من تعقيب فلا أقول إلا أسعدك الله يا أبا صالح بطاعته، وأضحك سنَّك، ولم أنسكم قط ولم يزدني البعدُ إلا شوقاً إليكم وحنيناً. وقد أصبح لأشعار الحنين عندي معاني أوسع من ذي قبل بعد فراقي لأبها وأحبابي فيها، وقد كتبت قصيدة عندما سافرتُ من النماص إلى أبها ملأتها بالحنين، والشكوى من الغربة والنوى، فقال لي أبي رحمه الله: يا ولدي كل هذا والمسافة ساعة ونصف، فكيف لو تغربت بعيداً؟ فكلما قرأت تلك القصيدة وتذكرت كلامه ضحكتُ.
وأما عن تسجيل بعض الحلقات في أبها فقد أراد المخرج أن يسجل بعض الحلقات في أبها، وبعضها في المدينة، ولكن ضيق الوقت لم يمكنه من ذلك، ولو سُجلت بعض الحلقات في إحدى قمم منتزه السحاب أو السودة لكان شيئاً بديعاً، سقى الله تلك الجبال صوب العِهاد، وما يدريك لعل الله ييسر ذلك يوماً.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[27 Sep 2007, 09:07 م]ـ
الحمد لله، فقد كنت أتوقع أن الشيخ عبدالرحمن شاعر، من منطلق أن من يهتم بالشعر ويحفظ منه، ويتذوقه، لا شك يقوله، ولكم ترقبت مناسبة أساله عن ذلك، حتى تيقنت اليوم ومنه بما خطه أعلاه، ومن ثم أتمنى عليك دكتور عبدالرحمن أن ترسل لي ولو بعضا من قصائدك، لنستفيد من مواضيعها وأهدافها، ونستمتع بلغتها وبيانها، وتقبل الله عملكم، ووفقكم لكل مافيه الخير، وسائر إخواننا المسلمين، والسلام عليكم ورحمة الله.
ـ[الغزالي]ــــــــ[28 Sep 2007, 01:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شيخنا عبدالرحمن؛ أود أستفسر هل يمكن تسجيل أشرطة الفيديو؟ وكم يصل عددها؟
إذا طلبتها من مؤسسة المجد يلزم خطاب للأستاذ عبدالله الباز ريثما يتفرغ الإخوة كي يسجلونها
ولأنني ليس عندي العلمية فوقت الإعادة 6:00 صباحا غير مناسب؛ وأرسلت للمشرف برسالة جوال
لتغيير الموعد على العامة. فأقترح عرضه بعد العيد - إن شاء الله - إعادة؛ والله يحفظكم ويرعاكم.
ـ[خالد العمري]ــــــــ[28 Sep 2007, 01:39 ص]ـ
شيخنا الفاضل عبدالرحمن
نأمل وضع الدروس مسجلة في الموقع
رفع الله قدركم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجخيدب]ــــــــ[06 Oct 2007, 05:31 ص]ـ
برنامج أكثر من رآئع، ويستحق القائمون عليه كل الشكر والثناء، ولكم خالص الدعاء.
ـ[المتخصصة]ــــــــ[06 Oct 2007, 02:05 م]ـ
برنامج مفيد جداً وجميل ...
نفع الله بهم، ورفع قدرهم، وزادهم علماً وعملاً.
ـ[المسيطير]ــــــــ[07 Oct 2007, 05:13 ص]ـ
- جزى الله المشايخ الفضلاء خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
- وبرنامج (بينات) من أفضل البرامج التي قدمتها قناة المجد ..... فجزى الله القائمين عليها خير الجزاء.
- وقد لفت نظري إلى أن وقت البرنامج قبل المغرب بساعة تقريبا - عند الإفطار -، ووقت الإعادة قبيل الفجر .... وهما وقتا إجابة *- كما لا يخفى -، فنسأل الله أن يستجيب دعائنا للمشايخ حفظهم الله.
- ويبدو أن الوقتين قد أختيرا بعناية .... فأقترح على المشايخ الإصرار عليهما (الوقتين) في السنوات القادمة بمشيئة الله.
---
(*) على قول من يرى تصحيح حديث قبول الدعاء عند الإفطار.
ـ[أبو عبدالعزيز الجهني]ــــــــ[09 Oct 2007, 07:54 ص]ـ
«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®» جزى الله المشايخ خيراً على هذا البرنامج وأحسن إليهم ونفع بهم «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Oct 2007, 11:45 م]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً على هذه الدعوات الصادقة، نسأل الله أن يتقبلها وأن يجزيكم بخير منها.
وتعليقاً على كلام أخي العزيز المسيطير واستحسانه لوقت البرنامج أقول إن هذا الوقت حسب ما يردني من رسائل على رقم جوال وضعته للبرنامج خاصة من الأخوات يقول إن الوقت غير مناسب لأنه يوافق وقت إعداد الإفطار والإعادة وقت السحور، ويطالبن بتغيير الوقت بحيث يكون بعد التراويح مثلاً. لكنه بالنسبة للرجال مناسب جداً أقول هذا عن نفسي، وأيضاً لم يصلني من أحد من المشاهدين أنه غير مناسب. وهم يتوقعون أن الأمر بأيدينا، ونحن كغيرنا نشاهده لأول مرة على الشاشة، ونسأل الله العفو والقبول، وجزى الله من شجع ودعا خير الجزاء.
ليلة 28/ 9/1428هـ
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[10 Oct 2007, 05:06 م]ـ
البرنامج والحمد لله نلمس له قبول، وإعجاب عند كثير من الناس، ولعل مرد هذا إلى العفوية في الطرح، والتجديد فيه، وعدم الغوص فيما يشكل على غير المتخصص، فنسأل الله أن يبارك في جهود من قام بهذا البرنامج، والحقيقة أني رأيت بعض الحلقات الأخيرة واكتشفت فيها (دون غيرها) أن مشايخ البرنامج يحتاجون لبرنامج رجيم حيث ازدادت أجسامهم لكن لعل هذا بسبب ضغط الشاشة، وتصغيرها فياليت أهل القناة ينتبهون لهذا.
ـ[محمد بن مزهر]ــــــــ[16 Oct 2007, 10:56 م]ـ
جزى الله المشايخ ماقدموا في هذا البرنامج خير الجزاء
فقد كان غاية في الجمال والفائدةومما زادني به إعجابا البساطة التي تميز بها المشايخ وعدم التكلف والرتابة في الكلام والفوائد المطروحة وماذكرني هذا الحديث إلا حديث الطنطاوي رحمه الله فهما سيان في وصولهما إلى القلب ووضوحمها لكل المشاهدين مع مراعات الفوارق بين الناس هذا شيء جميل بدى جليا في بينات.
وهنا اقتراح للشيخ عبدالرحمن والمشايخ:
لم لايستمر البرنامج بعد رمضان بشيء من التأني في دراسة وتدبر السور؟
وإن كان طول الزمن يبدو عائقا لكن المقصد هو أن نعيش مع القران قراءة وفهما وتدبرا.
وإن كان هناك صعوبة في استمراره هل من الممكن أن تطبق فكرة بينات على برنامج (يتدارسونه بينهم)؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[30 Jan 2008, 09:57 ص]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا
وجزاك الله خيرا أخي (أبو المعتز القرشي) خاصة
واقتراح للمشايخ الفضلاء:
أن يتكرر البرنامج كل عام، وبالطريقة نفسها، وبالترتيب نفسه
لكن:
تتناولون كل عام 10 آيات أو أكثر من كل جزء من أوله كل حلقة
فتنهون في عام العشر الأول (أو العشرون)
والعام الذي يليه العشر (أو العشرون) التي تليها مباشرة
وهكذا في العام الثالث والرابع
ولن يأتي بضع سنوات إلا والقرآن كله مفسراً
وفي هذا الاقتراح - ولكم حقوق اختراعه! - فوائد، منها:
1. التحضير المسبق لتزداد الفوائد.
2. توزيع الآيات بين المشايخ لعدم التضارب - ليس من " الضرب "! - والتداخل
3. ختم القرآن تفسيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
4. ختم القرآن تلاوة، وهنا أفضل قراءة الآيات المراد تفسيرها قراءة متقنة في مقدمة الحلقة، لنجمع بين القراءة والتفسير.
5. ضمان استمرار البرنامج وخروج المشايخ وعدم الاعتذار بسبب الشمس أو المطر، ولا بأس من جعلها كلها في (أبها) لأجل لأجل خاطر شيخنا عبد الرحمن الشهري.
6. وحبذا التركيز في كمية الآيات على المعاني الروحية وعلى الرد من يطعن فيها إن كان ثمة من يستدل بها لذلك.
وغير ذلك من الفوائد.
وفقكم الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Feb 2008, 02:32 م]ـ
الحمد لله، فقد كنت أتوقع أن الشيخ عبدالرحمن شاعر، من منطلق أن من يهتم بالشعر ويحفظ منه، ويتذوقه، لا شك يقوله، ولكم ترقبت مناسبة أساله عن ذلك، حتى تيقنت اليوم ومنه بما خطه أعلاه، ومن ثم أتمنى عليك دكتور عبدالرحمن أن ترسل لي ولو بعضا من قصائدك، لنستفيد من مواضيعها وأهدافها، ونستمتع بلغتها وبيانها، وتقبل الله عملكم، ووفقكم لكل مافيه الخير، وسائر إخواننا المسلمين، والسلام عليكم ورحمة الله.
أشكرك أخي الكريم على حسن ظنك، وليست بتلك القصائد التي تستحق النشر، ولعلي أرسل لك على بريدك بعضها لعلك تفيدني بنقدك وتوجيهك.
بسم الله الرحمن الرحيم
شيخنا عبدالرحمن؛ أود أستفسر هل يمكن تسجيل أشرطة الفيديو؟ وكم يصل عددها؟ إذا طلبتها من مؤسسة المجد يلزم خطاب للأستاذ عبدالله الباز ريثما يتفرغ الإخوة كي يسجلونها ولأنني ليس عندي العلمية فوقت الإعادة 6:00 صباحا غير مناسب؛ وأرسلت للمشرف برسالة جوال لتغيير الموعد على العامة. فأقترح عرضه بعد العيد - إن شاء الله - إعادة؛ والله يحفظكم ويرعاكم.
وفقكم الله أخي العزيز. وأما حلقات البرنامج فهي عندي كلها بعد أن أعطوني نسخة منها على هيئة الكترونية، فهي لك إن شئت أن تمر في أي وقت لأخذها. ويمكن أخذها على عدد من أقراص الليزر ولعلي أحاول وضعها لك - إن شئت- على قرص DVD ، ولا حاجة إلى مخاطبة القناة.
وأما إعادة البرنامج بعد العيدفسيبدأون كما أخبروني بذلك ببثه مع بداية شهر صفر 1429هـ إن شاء الله، وقد طلبوا مني ومن الزملاء إعادة تسجيل أربع حلقات كان الصوت فيها رديئاً، واتفقنا على تسجيلها الأسبوع القادم بإذن الله.
والحقيقة أني رأيت بعض الحلقات الأخيرة واكتشفت فيها (دون غيرها) أن مشايخ البرنامج يحتاجون لبرنامج رجيم حيث ازدادت أجسامهم لكن لعل هذا بسبب ضغط الشاشة، وتصغيرها فياليت أهل القناة ينتبهون لهذا.
أخي العزيز الشيخ صالح وفقه الله
الأمر كما تفضلتَ سببه ضغط الصورة فعلاً، وكنت أشعر بحرجٍ شديد - على الأقل من أهلي في البيت - وأنا اشاهد الحلقات لظهوري فيها منفوخاً عريضاً بخلاف الواقع، وقد وردتني كثير من التعليقات على هذه الصور من الزملاء لكن ماذا نصنع والحال كما ذكرت.
وهنا اقتراح للشيخ عبدالرحمن والمشايخ:
لم لا يستمر البرنامج بعد رمضان بشيء من التأني في دراسة وتدبر السور؟
وإن كان طول الزمن يبدو عائقا لكن المقصد هو أن نعيش مع القران قراءة وفهما وتدبرا.
وإن كان هناك صعوبة في استمراره هل من الممكن أن تطبق فكرة بينات على برنامج (يتدارسونه بينهم)؟
أما استمرار البرنامج بعد رمضان، فالقائمون على القناة رأوا أن يكون موسمياً كل رمضان، ولذلك هم يطلبون الآن البدء في تسجيل ما يتعلق برمضان القادم إن شاء الله.
وأما فكرة تطبيق هذا الأسلوب في برنامج (يتدارسونه بينهم) فقد تناقشنا فيه وسنطبقه بإذن الله قريباً إن تيسر الأمر وسارت الأمور على ما رسمنا له، وأشكرك على تشجيعك وفقك الله.
جزاكم الله خيرا جميعا
وجزاك الله خيرا أخي (أبو المعتز القرشي) خاصة
واقتراح للمشايخ الفضلاء:
أن يتكرر البرنامج كل عام، وبالطريقة نفسها، وبالترتيب نفسه لكن:
تتناولون كل عام 10 آيات أو أكثر من كل جزء من أوله كل حلقة فتنهون في عام العشر الأول (أو العشرون)
والعام الذي يليه العشر (أو العشرون) التي تليها مباشرة وهكذا في العام الثالث والرابع
ولن يأتي بضع سنوات إلا والقرآن كله مفسراً.
وفي هذا الاقتراح - ولكم حقوق اختراعه! - فوائد، منها:
1. التحضير المسبق لتزداد الفوائد.
2. توزيع الآيات بين المشايخ لعدم التضارب - ليس من " الضرب "! - والتداخل.
3. ختم القرآن تفسيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
4. ختم القرآن تلاوة، وهنا أفضل قراءة الآيات المراد تفسيرها قراءة متقنة في مقدمة الحلقة، لنجمع بين القراءة والتفسير.
5. ضمان استمرار البرنامج وخروج المشايخ وعدم الاعتذار بسبب الشمس أو المطر، ولا بأس من جعلها كلها في (أبها) لأجل لأجل خاطر شيخنا عبد الرحمن الشهري.
6. وحبذا التركيز في كمية الآيات على المعاني الروحية وعلى الرد من يطعن فيها إن كان ثمة من يستدل بها لذلك.
وغير ذلك من الفوائد.
وفقكم الله
مرحباً بأخينا الحبيب وشيخنا الكريم إحسان العتيبي وفقه الله ونفع به، ونحن نسعد بمشاركتك معنا وإن كنت مقلاً جداً ولا أدري ما هو السبب.
وأما اقتراحاتك فهي موضع العناية والاهتمام، وقد اجتمعنا الأسبوع الماضي من أجل البرنامج وتسجيل حلقات العام القادم إن مد الله في الأجل، واتفقنا على أن نتناول في كل حلقة سورة واحدة من سور القرآن، وإن كانت السورة طويلة فيكون لها أكثر من حلقة. ونكمل في العام الذي يليه بقية السور. وتفرقنا على هذا، وكانت المبررات لهذا أن المتابع للبرنامج لا يرغب في أن تكون حلقاته مترابطةً بحيث لو فاته منها شيء لا يستفيد من متابعته لبقية الحلقات بخلاف الحديث العفوي غير المرتب فإنه يجذب المشاهدين وربما كان هذا هو سبب قبول الناس للبرنامج ابتداءً. والفكرة التي تفضلتم بها تطبق في برنامج (يتدارسونه بينهم) ففي كل حلقة تؤخذ مجموعة من الآيات وتفسر، وإن كان التفسير ليس بنفس الطريقة التي في برنامج (بينات) ولكن لعلنا نطور الأمر فيصبح برنامج (يتدارسونه بينهم) كبرنامج بينات من حيث الأسلوب ويتحقق الغرض الذي أشرتم إليه، وعلى كل حال فسأعرض توجيهاتكم وفقكم الله على الزملاء وسيفرحون بها ويثمنونها.
وإنني لأشكر الله سبحانه وتعالى أن رزقنا بأمثالكم من الإخوان الصادقين الذين يغضون الطرف عن هفواتنا - وهي كثيرة - ويقومون هذه الأخطاء ويشجعون على المزيد من العمل، ويدعون لنا بظهر الغيب ونحن ندعو لهم، وهذا هو الذي شجعنا على الاستمرار، وإلا فقد ترددنا في البدء لعلمنا بما يحتاجه هذا الظهور على الشاشة من العلم والمهارة والخبرة والتي لم نتلق عليها أي تدريب من قبل، ولكن نسأل الله أن يوفقنا للصواب وأن يرزقنا الإخلاص وأن يكفينا شر أنفسنا وسيئات أعمالنا.
الجمعة 24/ 1/1429هـ
ـ[إستبرق]ــــــــ[03 Feb 2008, 12:13 ص]ـ
واقتراح للمشايخ الفضلاء:
أن يتكرر البرنامج كل عام، وبالطريقة نفسها، وبالترتيب نفسه لكن:
أثابكم الله وجعل ذلك في ميزان حسناتكم،،، أبدعتم مشايخنا الأفاضل في هذا البرنامج ونحن بانتظار جديدكم،،، و أرى أن تكونوا دائما جلوس قريبين من بعض ـ يفضل جلسة عربية مريحة ـ ولو طلب منكم المخرج المشي أو الوقوف لأن الجلوس أدعى لاستحضار المعلومات بالنسبة لكم مشايخنا الأفاضل، كما أنه يعطي المشاهد أريحية أكثر في استقبالها،،، وقارنوا رعاكم الله بين حلقات الجلوس والمشي،،، أسأل الله لكم التوفيق والسداد
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Feb 2008, 09:56 ص]ـ
و أرى أن تكونوا دائما جلوس قريبين من بعض ـ يفضل جلسة عربية مريحة ـ ولو طلب منكم المخرج المشي أو الوقوف لأن الجلوس أدعى لاستحضار المعلومات بالنسبة لكم مشايخنا الأفاضل، كما أنه يعطي المشاهد أريحية أكثر في استقبالها،،، وقارنوا رعاكم الله بين حلقات الجلوس والمشي،،، أسأل الله لكم التوفيق والسداد
جزاكم الله خيراً وقد أخذنا بتوجيهكم هذا في الحلقتين الأخيرتين اللتين سجلناهما بدل حلقتين كان الصوت فيهما والصورة غير مناسبة وهما الحلقة الأولى والتاسعة فبارك الله فيكم.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[08 Feb 2008, 09:08 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل عبد الرحمن الشهري
وندعو لكم بالمزيد من العلم والفهم لكتاب الله ولعموم الشرع
ونفرح لوجودكم في مقام التوجيه والتعليم للناس وخاصة بعد مرور سنوات على الناس لا يسمعون هذا إلا ممن لم يحسن اعتقاده أو منهجه - غالبا -.
ونسأل الله لكم التوفيق
وسلامي للمشايخ الأفاضل
وليس عندي كبير ولا كثير شيء أشارك به
ويكفي الاستفادة إلا أن يتيسر ما أرى أن يستفاد منه
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Feb 2008, 01:26 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم، وأشكرك على تشجيعك ودعواتك.
ـ[إستبرق]ــــــــ[27 Feb 2008, 01:03 ص]ـ
< p> أخذنا بتوجيهكم هذا في <وفقكم الله وأنار بصيرتكم .... أنتم الأساتذة الموجهون ونحن طلاب مقترحون ....
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Feb 2008, 04:04 م]ـ
بارك الله فيكم.
سوف يعاد بث البرنامج ابتداء من الأسبوع القادم على القناة العلمية والعامة على النحو التالي حسب كلام القائمين على البرنامج:
في قناة المجد العلمية يوم الخميس الساعة العاشرة مساء بتوقيت مكة المكرمة.
يعاد على القناة العلمية فجر الجمعة الساعة الثالثة فجراً
ويعاد بعد صلاة الفجر مباشرة في مكة المكرمة يوم السبت على القناتين العلمية والعامة.
اليوم هو الأربعاء 20/ 2/1429هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[27 Feb 2008, 04:37 م]ـ
نفع الله بكم يا أباعبدالله، وزادكم هدى وتوفيقا
ـ[عصام]ــــــــ[28 Feb 2008, 05:02 م]ـ
المرجو من شيخنا الفاضل عبد الرحمان الشهري أن يحاول رفع الحلقات عى الشبكة العنكبوتية إن أمكن ذلك. و جزاكم الله خيرا على الخير
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[04 Apr 2008, 07:41 ص]ـ
رأينا الإعادة
وفرحنا بها
وكنت أحبذ لو كانت الحلقات يومي الاثنين والخميس! حتى يعيش الصائمون جوا شبيها بجو رمضان
لا أدري أظنه صعبا لكن هو في الخاطر
وخاصة إن كان قبل المغرب بقليل
وفقكم الله(/)
شاهد واستمع من هنا جميع حلقات برنامج (بينات) .. تأملات في أجزاء القرآن الكريم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Jul 2008, 07:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سبق الحديث حول برنامج (بينات) الذي بثته قناة المجد العلمية في رمضان 1428هـ على مدى 30 حلقة في موضوع على صفحات الملتقى هو
برنامج (بينات) على قناة المجد العلمية ممتع جداً ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9559)
وقد وردت طلبات كثيرة تطلب إعادة البرنامج أو نسخاً صوتية أو مرئية منه منذ نهاية شهر رمضان 1428هـ. وقد قام بعض المحتسبين جزاهم الله خيراً برفع حلقات البرنامج كاملة على الموقع، وأصبح بإمكانكم الآن مشاهدة جميع حلقات البرنامج. حتى الحلقات التي كان في تسجيلها الأول خلل وقمنا بإعادة تسجيلها بشكل أجود تجدونها ضمن هذه الحلقات. كما يقومون الآن بتفريغ البرنامج كتابياً وسيتم نشرها مكتوبة هنا بعد الانتهاء منها بإذن الله. كتب الله أجر كل من شارك في تسجيل ورفع ونشر هذه الحلقات ونسال الله التوفيق والإخلاص لوجهه تعالى.
في مكة المكرمة يوم الإثنين 11 رجب 1429هـ
الحلقة الأولى ( http://www.tafsircenter.com/bayeenat/bayeenat_1.WMV)
الحلقة الثانية ( http://www.tafsircenter.com/bayeenat/bayeenat_2.WMV)
الحلقة الثالثة ( http://www.tafsircenter.com/bayeenat/bayeenat_3.WMV)
الحلقة الرابعة ( http://www.tafsircenter.com/bayeenat/bayeenat_4.WMV)
الحلقة الخامسة ( http://www.tafsircenter.com/bayeenat/bayeenat_5.WMV)
الحلقة السادسة ( http://www.tafsircenter.com/bayeenat/bayeenat_6.WMV)
الحلقة السابعة ( http://www.tafsircenter.com/bayeenat/bayeenat_7.WMV)
الحلقة الثامنة ( http://www.tafsircenter.com/bayeenat/bayeenat_08.WMV)
الحلقة التاسعة ( http://www.tafsircenter.com/bayeenat/bayeenat_9.WMV)
الحلقة التاسعة (حلقة معادة بشكل أجود) ( http://www.tafsircenter.com/bayeenat/bayeenat_9new.wmv)
الحلقة العاشرة ( http://www.tafsircenter.com/bayeenat/bayeenat_10.WMV)
الحلقة الحادية عشرة ( http://www.tafsircenter.com/bayeenat/bayeenat_11.WMV)
الحلقة الثانية عشرة ( http://www.tafsircenter.com/bayeenat/bayeenat_12.WMV)
الحلقة الثالثة عشرة ( http://www.tafsircenter.com/bayeenat/bayeenat_13.WMV)
الحلقة الرابعة عشرة ( http://www.tafsircenter.com/bayeenat/bayeenat_14.WMV)
الحلقة الخامسة عشرة ( http://www.tafsircenter.com/bayeenat/bayeenat15-after.wmv)
الحلقة السادسة عشرة ( http://www.tafsircenter.com/bayeenat/bayeenat_16.WMV)
الحلقة السابعة عشرة ( http://www.tafsircenter.com/bayeenat/bayeenat_17.WMV)
الحلقة الثامنة عشرة ( http://www.tafsircenter.com/bayeenat/bayeenat_18.WMV)
الحلقة التاسعة عشرة ( http://www.tafsircenter.com/bayeenat/bayeenat_19.WMV)
الحلقة التاسعة عشرة (حلقة معادة بشكل أجود) ( http://www.tafsircenter.com/bayeenat/bayeenat_19new.wmv)
الحلقة العشرون ( http://www.tafsircenter.com/bayeenat/bayeenat20-after.wmv)
الحلقة الحادية والعشرون ( http://www.tafsircenter.com/bayeenat/bayeenat_21.WMV)
الحلقة الثانية والعشرون ( http://www.tafsircenter.com/bayeenat/bayeenat_22.WMV)
الحلقة الثالثة والعشرون ( http://www.tafsircenter.com/bayeenat/bayeenat_23.WMV)
الحلقة الرابعة والعشرون ( http://www.tafsircenter.com/bayeenat/bayeenat_24.WMV)
الحلقة الخامسة والعشرون ( http://www.tafsircenter.com/bayeenat/bayeenat_25.WMV)
الحلقة السادسة والعشرون ( http://www.tafsircenter.com/bayeenat/bayeenat_26.WMV)
الحلقة السابعة والعشرون ( http://www.tafsircenter.com/bayeenat/bayeenat_27.WMV)
الحلقة الثامنة والعشرون ( http://www.tafsircenter.com/bayeenat/bayeenat_28.WMV)
الحلقة التاسعة والعشرون ( http://www.tafsircenter.com/bayeenat/bayeenat29-after.wmv)
الحلقة الثلاثون ( http://www.tafsircenter.com/bayeenat/bayeenat_30.WMV)
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[14 Jul 2008, 08:24 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا عبد الله، ونفع بكم والأساتذة الأفاضل: د. مساعد الطيار ود. محمد الخضيري، وكل من ساهم في إخراج هذا البرنامج التلقائي الشيق المفيد، ولقد حاولت كثيرا -هنا بالمغرب- مشاهدة حلقاته لولا عدم وجود المجد العلمية على نايل سات الذي هي تخدم عندي حاليا، مما يجعل متابعة الحلقات في وقت جد متأخر من الصعوبة بمكان - لأني أتمكن من مشاهدتها عند إشتراكها مع المجد العامة فجرا بتوقيت مكة المكرمة، بينما عندنا يكون بعد الثانية صباحا، ولقد تكلفت وشاهدت بعض الحلقات، ثم تمنيت لو سجلت على الملتقى، وحققتم مشكورين هذه الأمنية، فجعل الله ذلك في ميزان حسناتكم، وإلى المزيد من البرامج النافعة الخادمة لكتاب الله الكريم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ملاحظة: حبذا لو أعلمتمونا كم المساحة الإجمالية التي تحتاجها على القرص المضغوط بالميجابايت، حال الرغبة في تسجيلها كاملة على الجهاز.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مها]ــــــــ[14 Jul 2008, 09:40 م]ـ
مفاجأة رائعة بحق!
وصلك الله بكل خير -كما وصلتنا بهذه الحلقات- ومن شارك معك.
لكن حاولت فتح جميع الحلقات، وفي كل مرة يخرج ( not found)
ـ[عصام]ــــــــ[15 Jul 2008, 03:06 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا عبد الرحمان و بارك فيكم
ـ[عصام]ــــــــ[15 Jul 2008, 03:09 ص]ـ
نعم انا أيضا لا أستطيع التحميل فهي غير موجودة
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[15 Jul 2008, 03:46 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا عبد الله ونفع بكم وبالمشايخ الكرام، وكم نتمنى لو أُسس إرشيف لدروس التفسير وعلوم القرآن المرئية، هنا في الملتقى أو في موقع آخر لتأثير الصورة والصوت كما تعلمون وفقكم الله ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Jul 2008, 01:11 ص]ـ
جزاكم الله خيراً، وقد تم إصلاح الخلل إن شاء الله.
ـ[الجعفري]ــــــــ[16 Jul 2008, 05:28 ص]ـ
جزاكم الله خيراً شيخنا عبد الرحمن على أن وضعتم روابط البرنامج ليستفيد منها الجميع وكتب ذلك في موازين حسناتكم ..
اطلعت على الرابط الي ذكرتموه أول كلامكم فوجده لموضوع لي في الإشارة إلى البرنامج فأسأل الله أن يشركني معكم في الأجر ...
قل آمين .....
وفقني الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح ...
ـ[أحمد تيسير]ــــــــ[17 Jul 2008, 12:47 ص]ـ
السيد المشرف العام .....
جزاكم الله خيراً على جهودكم المتواصلة في خدمة القرآن الكريم وأهله ..... ونسأل الله تعالى أن ينفعكم وينفع بكم.
ـ[تركي بن أحمد المحيسن]ــــــــ[18 Jul 2008, 12:34 م]ـ
جزاك الله كل خير وسدد على الخير خطاك ..
ـ[أسامة السلمي]ــــــــ[22 Jul 2008, 07:01 م]ـ
أشكر لكم ذلك، فقد كنت أتابعه كلَّ جمعة، وأعتبره زادًا أسبوعيًا ننهل من معين القرآن .. وكم تعجبني تعليقات الثلاثة، واستنباطاتهم، والخبرة اللغوية الفائقة، خاصةً إذا ما استشهد الشهري بالشواهد بل ويسألونه عنها ويتركون له الحديث العذب عنها.
وأعجبني استدراكه على الشيخين الفاضلين بتفسير وأهش بها على غنمي، بشيء من الطرافة.
وكذا تعجبني نظرات الخضيري الكلية عن مقاصد السور وموضوعها الأساسي بشكل يبعث الدهشة في نفسي، ويترك فضاءً واسعًا للتحليق في سماء السورة.
وكذا يعجبني الطيار في شغفه بالضوابط، وتحديد الدلالات ..
وكذا يعجبني الأدب الجم الذي في المشايخ الثلاثة، الذي يعتبر درسًا في آداب الحوار ..
ونحمد الله على هذه الصحوة القرآنية ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Jul 2008, 03:14 م]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً على تشجيعكم ودعواتكم الطيبة تقبل الله منكم ورزقنا جميعاً الإخلاص والتوفيق لخدمة القرآن وعلومه وطلابه بجهد المقل.
وأحببت شكر القائمين على رفع هذه الحلقات جزاهم الله خيراً فقد قاموا بإصلاح الخلل الفني في الحلقات 15، 20، 29 وتم رفعها مرة أخرى وإصلاح الروابط. كتب الله ذلك في موازين أعمالهم وبارك فيهم.
طلب من الجميع:
نعتزم بإذن الله تعالى تسجيل حلقات (بينات 1429هـ) مع بداية شهر شعبان. وننوي جعل محور الحديث في الحلقات عن سور القرآن من حيث مقاصدها وأسماؤها ومحاورها، بحيث يتناول في كل حلقة سورة، وربما في بعض السور أكثر من حلقة. وسوف يكون التسجيل في استديوا مخصص للبرنامج بدل الأماكن المفتوحة التي تم التسجيل فيها من قبل. فليتكم تفيدوننا بمقترحاتكم حول هذا حتى يخرج البرنامج بشكل أجود، وقد وعدتنا قناة المجد بعرض البرنامج في قناة المجد العامة بدل العلمية. علماً أنني قد سجلت كل المقترحات التي تفضل بها الزملاء في تعليقاتهم على البرنامج في مشاركة سابقة كما طلبت مقترحات من بعض المقربين وافادوني بها جزاهم الله خيراً. والله الموفق.
في 24/ 7/1429هـ
ـ[أبو مجاهد]ــــــــ[07 Aug 2008, 07:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله خيرا، وبارك الله فيكم
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[09 Aug 2008, 08:18 م]ـ
أعانكم الله لخدمة كتابه الكريم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Aug 2008, 04:09 م]ـ
يمكن من خلال هذه الروابط الاستماع للحلقات صوتياً فقط وتحميلها على الجهاز بصيغة MP3 بشكل جيد، وقد قام عدد من الأخوات جزاهن الله خيراً ياستخلاص الصوت من الحلقات التلفزيونية ورفعها على الموقع لإتاحتها لمن يرغب الاستماع إليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
نفع الله بهذه الجهود وبارك في أهلها.
الحلقة رقم (1)
استماع http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat1-Audio.mp3
تحميل - يمين الفأرة - حفظ على الجهاز هنا ( http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat1-Audio.mp3) .
الحلقة رقم (2)
استماع http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat2-Audio.mp3
تحميل - يمين الفأرة - حفظ على الجهاز هنا ( http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat2-Audio.mp3) .
الحلقة رقم (3)
استماع http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat3-Audio.mp3
تحميل - يمين الفأرة - حفظ على الجهاز هنا ( http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat3-Audio.mp3) .
الحلقة رقم (4)
استماع http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat4-Audio.mp3
تحميل - يمين الفأرة - حفظ على الجهاز هنا ( http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat4-Audio.mp3) .
الحلقة رقم (5)
استماع http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat5-Audio.mp3
تحميل - يمين الفأرة - حفظ على الجهاز هنا ( http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat5-Audio.mp3) .
الحلقة رقم (6)
استماع http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat6-Audio.mp3
تحميل - يمين الفأرة - حفظ على الجهاز هنا ( http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat6-Audio.mp3) .
الحلقة رقم (7)
استماع http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat7-Audio.mp3
تحميل - يمين الفأرة - حفظ على الجهاز هنا ( http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat7-Audio.mp3) .
الحلقة رقم (8)
استماع http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat8-Audio.mp3
تحميل - يمين الفأرة - حفظ على الجهاز هنا ( http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat8-Audio.mp3) .
الحلقة رقم (9)
استماع http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat9-Audio.mp3
تحميل - يمين الفأرة - حفظ على الجهاز هنا ( http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat9-Audio.mp3) .
إعادة الحلقة رقم (9) بشكل أخر
استماع http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat9new-Audio.mp3
تحميل - يمين الفأرة - حفظ على الجهاز هنا ( http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat9new-Audio.mp3) .
الحلقة رقم (10)
استماع http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat10-Audio.mp3
تحميل - يمين الفأرة - حفظ على الجهاز هنا ( http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat10-Audio.mp3) .
الحلقة رقم (11)
استماع http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat11-Audio.mp3
تحميل - يمين الفأرة - حفظ على الجهاز هنا ( http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat11-Audio.mp3) .
الحلقة رقم (12)
استماع http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat12-Audio.mp3
تحميل - يمين الفأرة - حفظ على الجهاز هنا ( http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat12-Audio.mp3) .
الحلقة رقم (13)
استماع http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat13-Audio.mp3
تحميل - يمين الفأرة - حفظ على الجهاز هنا ( http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat13-Audio.mp3) .
الحلقة رقم (14)
استماع http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat14-Audio.mp3
تحميل - يمين الفأرة - حفظ على الجهاز هنا ( http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat14-Audio.mp3) .
الحلقة رقم (15)
استماع http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat15-Audio.mp3
تحميل - يمين الفأرة - حفظ على الجهاز هنا ( http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat15-Audio.mp3) .
الحلقة رقم (16)
استماع http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat16-Audio.mp3
تحميل - يمين الفأرة - حفظ على الجهاز هنا ( http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat16-Audio.mp3) .
الحلقة رقم (17)
استماع http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat17-Audio.mp3
تحميل - يمين الفأرة - حفظ على الجهاز هنا ( http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat17-Audio.mp3) .
الحلقة رقم (18)
استماع http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat18-Audio.mp3
تحميل - يمين الفأرة - حفظ على الجهاز هنا ( http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat18-Audio.mp3) .
الحلقة رقم (19)
(يُتْبَعُ)
(/)
استماع http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat19-Audio.mp3
تحميل - يمين الفأرة - حفظ على الجهاز هنا ( http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat19-Audio.mp3) .
إعادة الحلقة رقم (19) بشكل أخر
استماع http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat19new-Audio.mp3
تحميل - يمين الفأرة - حفظ على الجهاز هنا ( http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat19new-Audio.mp3) .
الحلقة رقم (20)
استماع http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat20-Audio.mp3
تحميل - يمين الفأرة - حفظ على الجهاز هنا ( http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat20-Audio.mp3) .
الحلقة رقم (21)
استماع http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat21-Audio.mp3
تحميل - يمين الفأرة - حفظ على الجهاز هنا ( http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat21-Audio.mp3) .
الحلقة رقم (22)
استماع http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat22-Audio.mp3
تحميل - يمين الفأرة - حفظ على الجهاز هنا ( http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat22-Audio.mp3) .
الحلقة رقم (23)
استماع http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat23-Audio.mp3
تحميل - يمين الفأرة - حفظ على الجهاز هنا ( http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat23-Audio.mp3) .
الحلقة رقم (24)
استماع http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat24-Audio.mp3
تحميل - يمين الفأرة - حفظ على الجهاز هنا ( http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat24-Audio.mp3) .
الحلقة رقم (25)
استماع http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat25-Audio.mp3
تحميل - يمين الفأرة - حفظ على الجهاز هنا ( http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat25-Audio.mp3) .
الحلقة رقم (26)
استماع http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat26-Audio.mp3
تحميل - يمين الفأرة - حفظ على الجهاز هنا ( http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat26-Audio.mp3) .
الحلقة رقم (27)
استماع http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat27-Audio.mp3
تحميل - يمين الفأرة - حفظ على الجهاز هنا ( http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat27-Audio.mp3) .
الحلقة رقم (28)
استماع http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat28-Audio.mp3
تحميل - يمين الفأرة - حفظ على الجهاز هنا ( http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat28-Audio.mp3) .
الحلقة رقم (29)
استماع http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat29-Audio.mp3
تحميل - يمين الفأرة - حفظ على الجهاز هنا ( http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat29-Audio.mp3) .
الحلقة رقم (30)
استماع http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat30-Audio.mp3
تحميل - يمين الفأرة - حفظ على الجهاز هنا ( http://tafsircenter.com//bayeenat/bayeenat30-Audio.mp3) .
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[21 Aug 2008, 06:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
لقد من الله علي بمشاهدة بعض الحلقات
فكنت أدعو الله أن يجتمع المشايخ في الجنة كما اجتمعوا في أرضه لتدارس كتابه.
وكم أنا آسف بسبب كون التصوير في الاستديو هذه المرة
لكن لعل في الأمر خير لا أدركه
جزاهم الله خيرا
وأتمنى للمشايخ التوفيق
وأسأل الله أن يبارك في عملهم وعلمهم وفي اخوتهم، اللهم آمين.
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[23 Aug 2008, 02:20 ص]ـ
ما شاء الله ...
جزاكم الله خيرا و بارك فيكم و نفع بكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Sep 2008, 11:53 م]ـ
بدأ اليوم الأول من رمضان المبارك 1429هـ بث حلقات برنامج (بينات) في دورته الثانية. وهو يبث على قناة المجد العلمية الساعة الرابعة عصراً بتوقيت مكة المكرمة يومياً بإذن الله. وربما يعاد في العامة فجر اليوم التالي وربما على قناة المجد الرمضانية كذلك.
وقد تم تخصيص حلقات برنامج بينات هذا العام عن سور القرآن الكريم وعلومها من حيث تسميتها ومقاصدها وفضائلها وموضوعاتها والمناسبات بينها ونحو ذلك من لطائف علوم السور.
ـ[المتخصصة]ــــــــ[02 Sep 2008, 01:54 م]ـ
بارك الله فيكم، ونفع بكم، وجزاكم كل الخير على ما تقدموه للمسلمين.
ـ[التواقة]ــــــــ[03 Sep 2008, 07:03 ص]ـ
] [®] [^] [®] [السلام عليكم ورحمة الله وبركاته] [®] [^] [®] [
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
نشكر مشايخنا الكرام على برنامج بينات للعام الثاني على التوالي كان برنامج بينات حلقة علم في كل صباح رمضاني لكن مسيرتكم هذه السنة تبدو أكثر جودة وإتقانا.
ولدينا بعض الاقتراحات:
لماذا لا يكون بينات مشروعا إعلاميا في رمضان وغير رمضان إن الأمة تحتاج إلى كتاب ربها في رمضان وغير رمضان ولا شك أن هناك أمية بعلوم القرآن وكيف وهو بحر لا يحيط أحد بعلمه نتمنى أن نرى بسلسلة كتاب بينات مثلما بشرتمونا بكتاب تدبر وموقعا إلكترونيا خاصا بهذا البرنامج (فيه تلخيص لمعظم الفوائد بتوسع أكثر) وماذا عن إمكانية كونه مباشر لا تسجيل فهذا يمكن المشاهدين من طرح أسئلتهم عليكم وطلبناإليكم أن يتم بثه على قناة مجد العامة .. جزيتم خيرا ........
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Sep 2008, 02:04 م]ـ
شكر الله لكم هذه الاقتراحات والدعوات ونسأل الله التوفيق.
برنامج بينات هذا العام تأخر تسجيله - بسبب القناة - إلى الآن، فنسجل كل يوم حلقة أو حلقتين بعد الظهر مع ضيق الوقت والرغبة في الهدوء والسكينة هذا الشهر ولا سيما أننا ننعم فيه ولأول مرة منذ عشرين سنة بإجازة من العمل ولكن يبدو أننا لن ننتهي إلا بعد أكثر من منتصف الشهر من تسجيله. ولولا ما لمسناه من رغبة المشاهدين في استمراره لاعتذرنا عن تسجيله لصعوبة ظروف تسجيله علينا جميعاً.
وأما المقترحات فهي قيمة فعلاً وفي النية تطوير البرنامج وتنفيذ هذه الأفكار ونرجو أن يكون ذلك خلال العام القادم.
ـ[طالبة القرآن وعلومه]ــــــــ[05 Sep 2008, 02:21 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا
ـ[أبو يحيى بن يحيى]ــــــــ[05 Sep 2008, 06:59 ص]ـ
لا أظن الكلمات ستسعفي للتعبير عما بداخلي لكني سأحاول
فقد كنت قد تعرفت على فضيلة الشيخ الدكتور مساعد الطيار من خلال شرحه لأصول التفسير على قناة المجد العلمية و قد ملأ حبه قلبي بل و كان سسب تسجيلي هنا في هذا الملتقى لما علمت أنه مشارك فيه
و كذا تعرفت أيضا على فضيلة الدكتور الخضيري بنفس الطريقة حفظه الله و رعاه
أما فضية الدكتور الشهري فما عرفته أولا إلا من هذا المنتدى المبارك و قد لمست من كتاباته علما و أدبا جما أحسبه كذلك
ثم رزقني الله تعالى أن رأيت حلقة من برنامج بينات و التي تذاع بعد صلاة الفجر على المجد العامة
و هنا تعجز الكلمات عن وصف شعوري
لكني أسأل الله تعالى أن يجمعني و المشائخ الفضلاء في الدنيا بأن أحضر شيئا من مجالسهم المباركة
و أن يجمعني بهم في الفردس الأعلى
ـ[أبوحسان حسن]ــــــــ[07 Sep 2008, 01:38 ص]ـ
شيخنا الفاضل جزاه الله خيرا أين أجد الحلقات مفرغة لتكون مقروءة فقد بحثت عنها في المنتدى ولم أجدها
جزاكم الله خيرا
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[07 Sep 2008, 02:00 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نبارك لكم شهر رمضان ونسأل الله أن يبارك لنا فيه وأن يجعلنا من عتقائه من النار
وفقكم الله ورفع قدركم،، موقع رائع وقد استفدنا منه بارك الله في جهود الجميع،،
نبارك لكم تميز برنامج بيّنات 1428 ونسأل الله أن يكون لبرنامج بيّنات 1429 صدى كالسابق،، وفقكم الله
ذكرتم في برنامج ليالي رمضان بأن هناك تفريغا خاصا ببرنامج بينات 1428 نرغب بالاستفادة منه ونشره،،
نسأل الله أن يبارك في موقعكم،، ونسأل الله أن تكون هناك قناة متخصصة في علم التفسير
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[07 Sep 2008, 05:33 ص]ـ
للفائدة::
أوقات إعادة برنامج بينات 1429
الساعة الثانية والنصف تقريبا صباحا على المجد العلمية
والساعة الخامسة والثلث صباحا على المجد العامة والعلمية بعد صلاة الحرم المكي والمدني
ـ[التواقة]ــــــــ[13 Sep 2008, 05:38 ص]ـ
إلى الشيخ عبدالرحمن وفقه الله وسدد خطاه
لماذا لا يتم تفريغ برنامج بينات 28 في أقراص مدمجة تباع في المكتبات (إضافة بإذن الله إلى كتاب بينات المرتقب) فنحن وإن كان عندنا اشتراك dsl إلا أننا نعاني من تحميل جميع الحلقات وذلك لنشر هذه الحلفات بين الأخوات اللاتي لا يتمكن من مشاهدة البرنامج ناههيكم عن الذين ليس عندهم اشتراك ..
سدد الله خطاكم وأعانكم ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Sep 2008, 05:43 ص]ـ
نحن في الحقيقة لا ندري ماذا نملك من الحقوق بخصوص هذه الحلقات، فنحن نسجله بدون عقد ولا مواعيد تلتزم بها القناة وإنما نسجله تقديراً للمشاهدين الذين يطلبونه وإلا فالقناة لا تعطي هذا البرنامج أي عناية خاصة، فهم يعدوننا الساعة 1 للتسجيل ويبدأون 3 ونحن ننتظرهم مع كثرة الأشغال وظروف الصيام. ولم نأخذ إذنهم في نشرها على الملتقى وهم لم يسألوا عنها، وها هي متاحة للجميع هنا، ولا أظنه يسعنا توزيعها ونسخها بشكل رسمي، فليس إلا الجهود الفردية من أمثالكم وفقكم الله.
ولم أتمكن من مشاهدة أي حلقة منها بعدُ، وأسأل الله أن يتقبلها منا وأن يعفو عما فيها من السهو والخلل.
ـ[ام عبدالله السلفية]ــــــــ[13 Sep 2008, 05:57 ص]ـ
نسأل الله ان يبارك فيكم مشايخنا الفضلاء وجزاكم الله خيرا ورفع قدركم.
عندى اقتراح شيخنا الفاضل وهو تغيير خلفية البرنامج من الالوان الصارخة الى الالوان الهادئة التى تساعد على التركيز والراحة النفسية. ففى برنامج بينات 1428 مما جذبنى شخصيا لمتابعة البرنامج بادىء الامر هو منظر الخضرة والهيكل العام الذى اتسم بالهدوء بوجهة نظرى. ولكن هذا العام الالوان صارخة جدا مما تشتت الانتباه فلو كانت الالوان مائلة للطبيعة لكان أفضل والله اعلم.
والامر يرجع اليكم شيخنا ومعذرة اذا كانت هذة الرسالة بها اثقال عليكم وبارك الله فيكم ونفع بكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Sep 2008, 06:09 ص]ـ
طلبنا ذلك منهم ولم يستجيبوا.
الألوان غير مناسبة كما تفضلتم، والجلسة على ذلك الكنب غير مريحة أبداً، وقد طلبنا كراسي مريحة موجودة بجانبها يسجلون عليها برنامج ليالي رمضان، ولكنهم رفضوا ذلك وقالوا هذه أنسب!
لا بد أن نصبر هذا العام وأنتم كذلك حتى ييسر الله تطوير البرنامج بشكل آخر إن مدَّ الله في الأجل.
ـ[غُرباء]ــــــــ[15 Sep 2008, 07:05 ص]ـ
أحسن الله إليكم وشكر سعيكم وأجزل لكم المثوبة على البرنامج
أحمد المولى حمد الشاكرين أن منّ علي التسجيل في الملتقى أولاً ثم الرد على هذا الموضوع ثانياً لي فترة أرمق الملتقي من بُعد ويمتلئ قلبي بالحسرات لأني محرومة من خير عظيم وهو مشاركة أهل القرآن " الذي نحسبهم والله حسيبهم من أهل الله وخاصته "
بارك المولى فيكم ونفعنا بهذه العضوية ونفع بها
وسهل لنا ولكم كل خير
أشكر الأخت الفاضلة أم عبدالباري على إيضاح أوقات إعادة البرنامج لأني كنت أنوي إرسال رسائل نصيبه عبر الجوال لمن أعرف علهم يدركون هذا الخير العظيم كتب المولى لكِ الأجر على الإعانة
الألوان غير مناسبة كما تفضلتم، والجلسة على ذلك الكنب غير مريحة أبداً، وقد طلبنا كراسي مريحة موجودة بجانبها يسجلون عليها برنامج ليالي رمضان، ولكنهم رفضوا ذلك وقالوا هذه أنسب!
لا بد أن نصبر هذا العام وأنتم كذلك حتى ييسر الله تطوير البرنامج بشكل آخر إن مدَّ الله في الأجل.
لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع
واعتقد أن المعدين اختاروا هذه الألوان لأن الآن أغلب البرنامج في المحطات الفضائية الغير إسلامية بهذه الديزاينات .. ومن باب جذب أكبر قدر من المشاهدين تم الاختيار والله أعلم ..
وأسأل المولى العلي القدير أن يعظم لكم أجراً على ما تبذلوه شيخنا الكريم وأسله بمنه وكرمه أن يبدلكم من هذه الأريكة الغير مريحة {سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ}
احتسبوا الأجر جزآكم المولى خيراً وأعظم لكم أجراً
وليكن نصب عينيكم حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: " لأن يهدى الله بك رجلا واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم " رواه مسلم
أسال المولى العلي القدير أن ينفع بهذا البرنامج جمع غفير وأن يبارك في أعماركم وأوقاتكم وأرزاقكم وأعمالكم شيوخنا الأفاضل ..
ـ[أبو عبدالله الخليلي]ــــــــ[17 Sep 2008, 11:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رأيت في حلقة سابقة في برنامج بينات ذُكِرَ كتاب لأبي بكر الرازي يتناول تاملات في القرآن الكريم عالج فيها 1200 مسألة مع زميل له .. أرجو إفادتنا باسم الكتاب وهل هو متوفر على الشبكة
والطلب الآخر بارك الله فيكم كتاب ذكره الشيخ الخضيري حفظه الله فيما أذكر في العام الماضي في برنامج أفانين القرآن عن كتاب يتناول الشبهات الطاعنة في القرآن وتصنيفها وكيفية الرد عليها ..
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
أخوكم ومحبكم
أبو عبدالله الخليلي
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[18 Sep 2008, 12:43 ص]ـ
وقفات يسيرة لكن فيها خير عميم وأمور قد غفلنا عنها، وفقكم الله واعانكم ونسأل الله ان يبارك في هذا البرنامج، ما زلنا ننتظر التفريغات الخاصة ببينات 1428،، وفقكم الله لما يحب ويرضى
ـ[ام عبدالله السلفية]ــــــــ[18 Sep 2008, 11:32 ص]ـ
البرنامج شيوخنا الفضلاء بارك الله فيكم جميل جدا هذا العام.
فعدم تخصيص عدد معين من الحلقات لكل جزء من القرآن اعطى مجال فى الوقوف على كل المواضيع وتكون الاستفادة كبيرة ما شاء الله.
جزاكم الله خيرا و نتمنى ان يستمر البرنامج بعد رمضان
وكما قالت الاخت غرباء ((وأسأل المولى العلي القدير أن يعظم لكم أجراً على ما تبذلوه شيخنا الكريم وأسله بمنه وكرمه أن يبدلكم من هذه الأريكة الغير مريحة {سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ} ..
ـ[أبوحسان حسن]ــــــــ[18 Sep 2008, 12:51 م]ـ
كنت مسافرا برا بين مكة والرياض وقررت أن أقطع وحشة الطريق فما وجدت خيرا من المشايخ الثلاثة وفقهم الله رفقاء لي في الطريق حيث قمت بتنزيل اللقاءات على ذاكرة جهازي الكفي ثم وصلته بالشريط الممغنط وتشغيله بمسجل السيارة, فلا تسألوا عن المتعة والفوائد الجمة التي وجدتها وبفضل الله استمعت إلى ست حلقات متوالية.
فلهم منا الدعاء بأن يبارك الله في علمهم وأعمارهم
ـ[عبد الله العمر]ــــــــ[18 Sep 2008, 02:04 م]ـ
جهد مبارك جزيتم خيرا
ووفقكم الله في الدنيا والآخرة
ـ[الغامدي1]ــــــــ[19 Sep 2008, 06:20 ص]ـ
أخوتي الكرام (أتمنى أن أعرف اسم الشيخ الذي يقرأ قوله تعالى<شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان>
وهو يأتي في أول البرنامج وآخره
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[19 Sep 2008, 06:34 ص]ـ
الشيخ راشد العفاسي
ـ[فلاح المطيري]ــــــــ[19 Sep 2008, 05:56 م]ـ
الشيخ مساعد لعلك تقصد الشيخ القارىء مشاري بن راشد العفاسي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[19 Sep 2008, 10:11 م]ـ
نعم: مشاري بن راشد
ـ[أبو عبدالله الخليلي]ــــــــ[19 Sep 2008, 11:46 م]ـ
رأيت في حلقة سابقة في برنامج بينات ذُكِرَ كتاب لأبي بكر الرازي يتناول تاملات في القرآن الكريم عالج فيها 1200 مسألة مع زميل له .. أرجو إفادتنا باسم الكتاب وهل هو متوفر على الشبكة
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
شيخنا مساعد أرجو الإفادة جزاكم الله خيرا
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[20 Sep 2008, 02:44 ص]ـ
آية الصيام للشيخ مشاري العفاسي
http://www.al7jaz.com/kansha_89/Alaf...lsyeam1429.avi
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[20 Sep 2008, 04:31 م]ـ
تفسير الرازي المسمى بـ (أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة من غرائب آي التنزيل)
تحقيق الدكتور محمد رضوان الداية / أستاذ الأدب الأندلس والمغرب في جامعة دمشق
دار الفكر المعاصر / بيروت ـ لبنان
دار الفكر / دمشق ـ سورية
ولا أدري عن توفره في الشبكة.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[20 Sep 2008, 05:46 م]ـ
الكتاب المذكور لمحمد بن أبي بكر الرازي، وليس لأبي بكر الرازي.
ـ[أبو عبدالله الخليلي]ــــــــ[20 Sep 2008, 09:34 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك لله فيكم جميعا
في الحلقة الأولى من برنامج بينات لهذا العام كان من ضمن النقاش الكلام حول (تجربة) قد يجربها الإنسان في آيات الله في مثل علاج من مرض ونحوه وانتقل النقاش الى هل ينشر الشخص الذي (جرب) هذه الآيات - ان ينشر (تجربته) أو لا وأن المسألة محل خلاف .. فسؤالي مشايخنا الكرام - وليس لمثلي التعقيب على من هم مثلكم -
1 - هل كلمة تجربة هنا مناسبة .. حيث انها قد توقع في نفس الإنسان بأن آيات الله وكلامه يُجَرَّبُ فيها إلى أن تنجح التجربة - وما قد يجره هذا الإعتقاد إلى من لم تنجح معه (التجربة) إلى القول بعدم نجاح (التجربة) .. أليس الأفضل لو أبدلناها بكلمة اخرى - - حادثة مثلا -
2 - سؤالي الثاني حول نشر هذه الحادثة - فمثلا عندما تواجهني ظروف معينة ألتجأ إلى الله تعالى بكتاب الله وآياته وأتلوا سورة ما وغالبا لا اكاد أنهيها او أقارب إلا وفرج الله جل جلاله كربتي تلك .. وكنت أبلغ ذلك للكثير من الناس - فهل هناك حرج في هذا - وما الحكم الشرعي له.
جزاكم الله خيرا كما قلت لكم لست أهلا للتعقيب وإنما هو استفسار واستعلام نرجوا الله تعالى أن ييسر لنا التوجيه والنصح على أيديكم لما يحبه ربنا ويرضاه ..
محبكم
أبو عبدالله الخليلي
ـ[شموخ قلم]ــــــــ[21 Sep 2008, 06:47 ص]ـ
في الجزء الثاني تم التخلص من مشكلة الصوت حيث كان الصوت في الجزء الأول مزعج قليلا بسبب الهواء
ناسبني الجزء الثاني أكثر ولا أرى عليه أي ملاحظات
بوركتم وبورك مسعاكم
ـ[أنين]ــــــــ[22 Sep 2008, 05:40 م]ـ
جزاكم الله خير يا مشايخنا الفضلا والله يعلم اكتب والعبرة تخنقني
لجمال هذا البرنامج والله انه رااااااااااائع وقيم ولعل الله كتب له القبول لأخلاصكم نحسبكم كذلك ولا نزكيكم على الله
برنامج هادف فأنا لا اتحسر ع دقيقة واحده اقضيها في متابعته
فجزاكم الله خير يارب يزيدكم من فضله ويرزقنا مما رزقكم آآآآآآآآآآآآآمين
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[26 Sep 2008, 09:38 ص]ـ
يعلم الله رغبتي في الحصول على تفريغات حلقات بينات فأسأل الله ذلك وإن كان هناك مجال للمساعدة في مراجعة تفريغ الحلقات فجزاكم الله خيرا
ـ[أبوحسان حسن]ــــــــ[29 Sep 2008, 10:42 ص]ـ
ما زلنا ننتظر التفريغات الخاصة ببينات 1428،، وفقكم الله لما يحب ويرضى
ـ[حنين للجنان]ــــــــ[30 Sep 2008, 11:45 م]ـ
بارك الله فيكم ..
وزادكم من فضله ..
نرجو التكرم علينا بتنزيل تفريغ هذا البرنامج الرائع ..
لا حرمتم أجره ..
وأعانكم على إخلاص النية ..
ـ[غُرباء]ــــــــ[13 Oct 2008, 05:21 ص]ـ
السلام عليكم ..
أتمنى أن تفيدكم بعض التفريغات
لا أذكر من قام بهذا المجود الطيب الملفات موجودة لدي في الجهاز من فترة
وأحببت الإفادة ..
نفعني الله وإياكم بها
وبارك بالمشائخ الكرام ورفع درجاتهم بأعلى علين
على هذا البرامج المبارك
اضغط هنا لتحميل ملف بيّنات - 1428. zip
(433.00 كيلوبايت) ( http://www.joreyat.org/file/gymkxtmsrm7b/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Dec 2008, 05:53 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه بعض الحلقات التي وجدتها في ملفاتي قام بتفريغها بعض الأخوات من طالبات العلم جزاهن الله خيراً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Dec 2008, 06:56 م]ـ
وهذه حلقات أخرى من البرنامج جزى الله من قام بتفريغها خيراً كثيراً.
ـ[أبو عبدالله الخليلي]ــــــــ[11 Mar 2009, 08:22 م]ـ
والطلب الآخر بارك الله فيكم كتاب ذكره الشيخ الخضيري حفظه الله فيما أذكر في العام الماضي في برنامج أفانين القرآن عن كتاب يتناول الشبهات الطاعنة في القرآن وتصنيفها وكيفية الرد عليها ..
جزاكم الله خيرا وبارك لله فيكم جميعا
في الحلقة الأولى من برنامج بينات لهذا العام كان من ضمن النقاش الكلام حول (تجربة) قد يجربها الإنسان في آيات الله في مثل علاج من مرض ونحوه وانتقل النقاش الى هل ينشر الشخص الذي (جرب) هذه الآيات - ان ينشر (تجربته) أو لا وأن المسألة محل خلاف .. فسؤالي مشايخنا الكرام - وليس لمثلي التعقيب على من هم مثلكم -
1 - هل كلمة تجربة هنا مناسبة .. حيث انها قد توقع في نفس الإنسان بأن آيات الله وكلامه يُجَرَّبُ فيها إلى أن تنجح التجربة - وما قد يجره هذا الإعتقاد إلى من لم تنجح معه (التجربة) إلى القول بعدم نجاح (التجربة) .. أليس الأفضل لو أبدلناها بكلمة اخرى - - حادثة مثلا -
2 - سؤالي الثاني حول نشر هذه الحادثة - فمثلا عندما تواجهني ظروف معينة ألتجأ إلى الله تعالى بكتاب الله وآياته وأتلوا سورة ما وغالبا لا اكاد أنهيها او أقارب إلا وفرج الله جل جلاله كربتي تلك .. وكنت أبلغ ذلك للكثير من الناس - فهل هناك حرج في هذا - وما الحكم الشرعي له.
جزاكم الله خيرا كما قلت لكم لست أهلا للتعقيب وإنما هو استفسار واستعلام نرجوا الله تعالى أن ييسر لنا التوجيه والنصح على أيديكم لما يحبه ربنا ويرضاه ..
محبكم
أبو عبدالله الخليلي
هل من إجابة بارك الله فيكم
ـ[خادمة القرآن]ــــــــ[11 Mar 2009, 08:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والطلب الآخر بارك الله فيكم كتاب ذكره الشيخ الخضيري حفظه الله فيما أذكر في العام الماضي في برنامج أفانين القرآن عن كتاب يتناول الشبهات الطاعنة في القرآن وتصنيفها وكيفية الرد عليها ..
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
أخوكم ومحبكم
أبو عبدالله الخليلي
اسم الكتاب هو:
دعاوى الطاعنين في القرآن الكريم في القرن الرابع عشر الهجري والرد عليها.
تأليف: الدكتور عبدالمحسن المطيري.
كلية الشريعة جامعة الكويت.
طباعة دار البشائر الإسلامية
وهو كتاب ممتع جدا وغاية في الروعة نسال الله أن ينفع به الإسلام والمسلمين ويدحض به حجة المعتدين.
ـ[همام النجدي]ــــــــ[13 Mar 2009, 04:25 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[26 Mar 2009, 11:12 م]ـ
أحسن الله إليكم جميعًا
قرأت الآن الموضوع - متأخرًا - ثم قمتُ بتحميل الملفات التي بالمشاركة رقم 51 و قرأت منها بعضًا.
تعجبتُ أن بها كثيرًا من الأخطاء اللغوية التي لا أعلم هل هي من ألفاظ الشيوخ أم من الكاتب؟
هو يرفع المنصوب و ينصب المرفوع و هكذا!!!
أرجو الإفادة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Mar 2009, 07:45 م]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً على ما تفضلتم به، وتفريغ حلقات البرنامج كما هي قد يظهر فيه بعض الأخطاء التي هي من المشاركين أنفسهم وليست من الذي قام بالتفريغ جزاه الله خيراً أينما كان.
سوف نبدأ بإذن الله مواصلة حلقات برنامج بينات بداية من بعد غد الإثنين 3/ 4/1430هـ إن شاء الله،وسوف نبدأ بالحديث عن سورة آل عمران نسأل الله التوفيق والسداد. ولا نستغني عن توجيهاتكم وملحوظاتكم جميعاً.
ـ[نبض العزة]ــــــــ[31 Mar 2009, 02:17 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك في جهودكم وأعانكم ويسر لكم
لو ماكان منها إلا كسب دعوة المتابعين لهذا البرنامج الشيق ونشكر لك ياشيخنا عبدالرحمن حرصك على الإرتقاء بالبرنامج
ومن وجهة نظري كل ماكان المكان يتسم باللمسات االذوقية البسيطة كان أفضل
وحبذا يكون التسجيل للحلقات في حينها وتظهر بشكل سلسلة كاملة إما على شكل أشرطية سمعية أو أقراص أو غيرها حسب ماترونه مناسبا بعد نهاية الشهر حتى لايكون هناك تأخير لاحقا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Jan 2010, 11:24 ص]ـ
تفسير الرازي المسمى بـ (أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة من غرائب آي التنزيل)
تحقيق الدكتور محمد رضوان الداية / أستاذ الأدب الأندلس والمغرب في جامعة دمشق
دار الفكر المعاصر / بيروت ـ لبنان
دار الفكر / دمشق ـ سورية
ولا أدري عن توفره في الشبكة.
لم أكن أعلم عن تحقيق زميلنا في القسم الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن إبراهيم المطرودي لهذا الكتاب، حتى رأيتُ منه نسخة يوم الثلاثاء الماضي في معرض مؤلفات أساتذة قسم الثقافة الإسلامية بكلية التربية بجامعة الملك سعود الذي تم تنظيمه على هامش ملتقى رؤساء أقسام الثقافة الإسلامية يوم 12/ 1/1431هـ بجامعة الملك سعود. حيث فوجئت بهذا التحقيق، مع وجود بقية التحقيقات عندي من قبل. فسألتُ الدكتور عبدالرحمن عنه فأخبرني أنه لم يطبع منه إلا ألف نسخة، ولم يوزع للبيع في المكتبات وإنما ذهب أكثره إهداء هنا وهناك.
وأخبرني بأنه رأى منه نسخة مصورة على الانترنت، وقد عثرت عليها في مكتبة مشكاة الإسلامية على هذا الرابط
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=57&book=4102
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رشا الدغيثر]ــــــــ[25 Jul 2010, 01:55 م]ـ
هذه المناظر الجميلة في برنامج بينات أود أن أعرف في أي مدينة؟ وهل هي ملك لأحد أو مكان عام؟
ـ[رشا الدغيثر]ــــــــ[26 Jul 2010, 05:35 م]ـ
الأمكنة الطبيعية الجميلة في بينات في أي المدن؟ وهل هي خاصة أو عامة؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Jul 2010, 05:50 م]ـ
الأمكنة الطبيعية الجميلة في بينات في أي المدن؟ وهل هي خاصة أو عامة؟
لعلك تقصدين أول مرة يعرض فيها البرنامج عام 1428هـ، وقد تم التصوير في عدة مواقع منها مزارع خاصة في العمارية والدرعية قرب الرياض، ومنها شاطئ هادي في مدينة الخبر بالمنطقة الشرقية داخل أحد المجمعات السياحية.
وأما عام 1429هـ و 1430هـ فقد تم التصوير في الاستديو، ولعلنا نعود للتصوير الخارجي هذا العام 1431هـ إن شاء الله.
ـ[أم هادي]ــــــــ[28 Aug 2010, 11:36 ص]ـ
وجدت في جهازي 22 حلقة تفريغ لبرنامج 1928 ...
سأحاول أدرجها ........
جزا الله من قالها و فرغها خير الجزاء
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[28 Aug 2010, 01:48 م]ـ
شكر الله لك أختي الكريمة أم هادي ولكني أظنك تتحدثين عن نفس الحلقات الموجودة على هذا الرابط فأرجو التأكد منها قبل إضافتها حتى لا تتكرر.
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=15476(/)
اريد حلقات برنامج بينات (الجزء الثاني)
ـ[مشرقه]ــــــــ[13 Sep 2008, 07:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اريد حلقات برنامج بينات (الجزء الثاني) فديو او صوت
بحثت عنها في النت ولم اجدها اريدها سريعا الله يجزاكم خير
ـ[يسري بن حمدان المحمدي]ــــــــ[13 Sep 2008, 07:38 ص]ـ
أين أجد حلقات برنامج بينات مفرغة كتابة، بحثت عنها في الملتقى ولم أجدها ...(/)
هل حلقات برنامج بينات لعام 29 متاحة للتحميل؟
ـ[أبو عبدالله الخليلي]ــــــــ[02 Oct 2008, 03:06 م]ـ
السلام عليكم
أسأل بارك الله فيكم عن حلقات بينات لهذا العام .. هل هي متاحة للتحميل أم ليس بعد
بارك الله في القائمين على هذا البرنامج وجعله في ميزان حسناتهم آمين
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[03 Oct 2008, 03:41 ص]ـ
تجد 12 حلقة منها، بصيغ مختلفة، هنا:
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=84557(/)
استفسار عن حلقة في برنامج بينات
ـ[حنين للجنان]ــــــــ[04 Oct 2008, 04:57 م]ـ
بارك الله فيكم
تعليق المشائخ الفضلاء في برنامج بينات حول الآية الكريمة
(أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم ... )
في أي حلقة كانت؟؟
شاكرة لكم حسن تجاوبكم ....
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Oct 2008, 09:40 م]ـ
للأسف ليست الحلقات عندي لأفيدك، لكن هي 15 حلقة سُجِّلت وربَّما تكون في السادسة أو السابعة مثلاً لكونها في المنتصف تقريباً.(/)
حلقات مفرغة من بينات 1428
ـ[مصحفي حياتي]ــــــــ[27 Mar 2009, 08:38 م]ـ
الحمد لله وجدت هذا التفريغ لبرنامج بينات الرائع لعام 1428 هجري
وهو 21 حلقة ومفرغ بشكل جيد جدا.
الظاهر أنه تفريغ حرفي، حسب لهجة المشايخ دون تعديل كثير.
أسأل الله أن يبارك في جهودهم ويثيب مشايخنا خيرا.
الرابط من هنا
http://www.salafishare.com/arabic/263FCKB5L4VL/IC47USA.rar
ـ[طالب مثابر]ــــــــ[29 May 2009, 01:51 م]ـ
أخي الفاضل ...
بحثت كثيرًا عن حلقات مفرغة من برنامج بينات .. وشرعت في القيام بتفريغ بعض الحلقات فوجدت صعوبة في التفريغ بمفردي .. فسعيت في البحث مرةً أخرى لعلي أعثر على ضآلتي .. ويعلم الله كم كانت سعادتي بالغة حين رأيت مشاركتكم .. لكن ماسأني هو الرابط المذكور .. لاأعلم كيف التوصل للتحميل .. أم أن كناك رابط أخر لديكم .. آمل أفادتي عاجلاً .. ولا سيما أنني أردت العمل كاملاً قبل نهاية العام الدراسي .. لأني أحببت أن تعم الفائدة في نشره.
والله أسأل لكم خيري الدنيا والآخرة
أخوكم .. طالب مثابر
ـ[أبو إبراهيم]ــــــــ[29 May 2009, 02:13 م]ـ
أخي/ طالب مثابر الرابط رائع ويسهل التحميل منه بثواني ما عليك إلا كتابة الأرقام في المستطيل ثم ابدأ التحميل ...... لكن أين بقية الحلقات ...........
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[29 May 2009, 04:48 م]ـ
بارك الله فيكم على هذا الرابط القيم لبرنامج بينات. في الملتقى بعض حلقات البرنامج للعام الماضي أيضاً على هذا الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=12752
وأنا أقوم بطباعة الحلقات في هذه الدورة البرامجية الجديدة حول سورة آل عمران وهي موجودة على هذا الرابط
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=16181
ـ[أبو ضمام]ــــــــ[29 May 2009, 05:30 م]ـ
إخوتي في الله
جزاكم الله خيرا ..
وجزى الله مشايخنا خير الجزاء على برنامج بينات وغيره من البرامج
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[30 Nov 2009, 09:32 ص]ـ
الرابط المشار إليه في أول مشاركة ليس به أية حلقات الآن يبدو أنهم الغوا الملف فهل بالإمكان وضع رابط آخر ليتم تحميل الحلقات؟
ـ[طالبة القرآن وعلومه]ــــــــ[01 Dec 2009, 12:20 ص]ـ
الرابط المشار إليه في أول مشاركة ليس به أية حلقات الآن يبدو أنهم الغوا الملف فهل بالإمكان وضع رابط آخر ليتم تحميل الحلقات؟
الملف في المرفقات أختي الفاضلة
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[01 Dec 2009, 12:43 م]ـ
جزاك الله خيراً أختي الفاضلة على الملف وشكراً على سرعة استجابتك.
ـ[افق الدعوة]ــــــــ[28 Aug 2010, 01:54 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم الاسلام(/)
استئناف تسجيل حلقات برنامج (بينات) على قناة المجد العامة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Mar 2009, 08:08 م]ـ
بدأ اليوم الإثنين 3/ 4/1430هـ الزملاء د. مساعد الطيار ود. محمد الخضيري تسجيل حلقات برنامج (بينات) بعد التوقف عنه في 20/ 9/1429هـ. حيث كان التوقف عند الحلقة 15 من البرنامج وكانت نهايتها الحديث عن خواتيم سورة البقرة.
وقد استأنفنا الحديث اليوم في الحلقة 16 و 17 عن سورة آل عمران، وسيبدأ بثها يوم الأربعاء القادم 5/ 4/1430هـ بعد صلاة المغرب بتوقيت مكة المكرمة على قناة المجد العامة، ولا أدري متى تعاد الحلقة.
وأرجو أن يوفق الله للاستمرار في تسجيل بقية الحلقات،،
الإثنين 3/ 4/1430هـ
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[30 Mar 2009, 08:29 م]ـ
عوداً حميداً بإذن الله، وفقكم الله وسدد خطاكم ..
ـ[عبدالعزيز المشعلي]ــــــــ[30 Mar 2009, 09:03 م]ـ
ماشاء الله عودا حميدا ..
ومن البشائر ..
بشركم الله بالخير
وأقترح أن لا تتشتت الجهود في التفريغ والجمع للمادة بل يكون له موضوع دوري في الملتقى على وورد ..
ويكون قريب العهد من الحلقات
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[30 Mar 2009, 11:20 م]ـ
أعانكم الله أبا عبدالله أنت وبقية الزملاء الكرام، وفتح عليكم، وبارك فيما تقولونه، وجزاكم الله خيراً على ما تقومون به من خدمة لكتاب الله.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[30 Mar 2009, 11:24 م]ـ
ما شاء الله، بشرك الله بالجنة أخي الفاضل الدكتور عبد الرحمن على هذه البشارة الطيبة المباركة.
وجزى الله الأستاذين الفاضلين الدكتور مساعد الطيار والدكتور محمد الخضيري وإياك أخي الكريم خير الجزاء على هذا البرنامج النافع جعله الله تعالى في ميزان حسناتكم ونفعنا بعلمكم وزادكم علماً.
بانتظاركم يوم الأربعاء المقبل إن شاء الله تعالى.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[02 Apr 2009, 08:23 ص]ـ
للعلم فقط حلقة أمس الأربعاء من برنامج بينات كانت عن سورة الفاتحة (الفاتحة - 2) وليست عن سورة آل عمران كما ذكرتم أخي الدكتور عبد الرحمن في إعلانكم لعل المانع خيراً.
بانتظار جديد الحلقات للمتابعة وفقكم الله تعالى لكل خير.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Apr 2009, 11:17 ص]ـ
للعلم فقط حلقة أمس الأربعاء من برنامج بينات كانت عن سورة الفاتحة (الفاتحة - 2) وليست عن سورة آل عمران كما ذكرتم أخي الدكتور عبد الرحمن في إعلانكم لعل المانع خيراً.
بانتظار جديد الحلقات للمتابعة وفقكم الله تعالى لكل خير.
معذرة فهذا كلام القائمين على البرنامج في القناة عندما سجلنا الحلقات، ولكن لعلهم يأخذون وقتاً في مونتاج الحلقات فأخروها للأسبوع القادم والله أعلم.
ـ[عصام الثبيتي]ــــــــ[02 Apr 2009, 02:59 م]ـ
نفع الله بكم شيخنا المبارك
ـ[التواقة]ــــــــ[03 Apr 2009, 11:56 ص]ـ
بشرك الله بالجنة شيخنا.
جزاكم الله خيرا على ما تقومون به من خدمة للقرآن وأهله. لقد قربتم التفسير فكم تحتاج الأمة إلى أن تخاطب بكلام ربها ولا أرى علما ولا دعوة إلا بالقرآن.
وكثيرا كما كنت أقف إلى إحدى مناقب الصحابي ابن مسعود رضي الله عنه وهو أنه أول من جهر بالقرآن ولماذا عد منقبة (ما الفائدة العلمية والدعوية من هذا؟) فأدركت أن القرآن كان وسيلة دعوية عندهم
ـ[هبة المنان]ــــــــ[03 Apr 2009, 07:59 م]ـ
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، فلم أعلم ببداية التسجيل إلا الان، أحسن الله إليكم
ونفعنا بعلمكم، وجعلها حلقات مباركة
اللهم آمين
ـ[أم ديالى]ــــــــ[04 Apr 2009, 03:41 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد الدخاخني]ــــــــ[08 Jan 2010, 09:49 م]ـ
د. عبد الرحمن الشهري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله عنا خير الجزاء
أحتاج لحلقات برنامج بينات-1430 {المرئية والصوتية} كلها فكيف يمكن الحصول عليها؟
وقد حاولت مرارا على النت فلم أوفق.
أرجو إفادتي
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 Jan 2010, 01:08 م]ـ
شيخنا الفاضل الحلقات التي تعرض منذ ثلاثة اسابيع هي في سورة آل عمران ولكن حلقة واحدة كانت بديكور مختلف (أظنه الديكور الجديد المقاعد باللون البني) وقد كانت حول الآيات أما الحلقتان الماضيتان فكانتا بنفس الديكور السابق وأشعر أنها الحلقات التي أذيعت في أوائل شهر رمضان الماضي (الحلقة 15 و16) بحسب ترقيم الحلقات المفرغة المرفوعة على الملتقى ولم أكن قد طبعتها لأننا بدأنا من تفريغ الحلقة 18 فهل يمكن التوضيح هل هذه الحلقات جديدة أم مسجلة بارك الله فيكم؟
(الحلقات 15 و16 سترفعان على موضوع (حلقات بينات المكتوبة - سورة آل عمران)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 Jan 2010, 01:14 م]ـ
أخي الفاضل محمد الحلقات موجودة عندي لكني أحتاج لوقت لرفعها لكم فأرجو المعذرة ولكن الحلقات المفرغة موجودة في الملتقى على هذا الرابط
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=94067#post94067
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 Jan 2010, 01:18 م]ـ
هذا رابط بعض الحلقات
http://www.mashahd.net/search_result.php?search_id=%D8%A8%D8%B1%D9%86%D8% A7%D9%85%D8%AC+%D8%A8%D9%8A%D9%86%D8%A7%D8%AA+1430&search_type=search_videos&submit=%D8%A8%D8%AD%D8%AB
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 Jan 2010, 01:28 م]ـ
من قناة المجد العلمية
برنامج بينات
الحلقة الـ (1)
تأملات في سورة آل عمران
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r1.rm
الحلقة الـ (2)
تأملات في سورة عمران
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r2.rm
لحلقة الـ (3)
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r3.rm
لحلقة الـ (4)
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r4.rm
الحلقة الـ (5)
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r5.rm
الحلقة الـ (6)
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r6.rm
الحلقة الـ (7)
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r7.rm
الحلقة الـ (8)
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r8.rm
الحلقة الـ (9)
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r9.rm
الحلقة الـ (10)
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r10.rm
الحلقة الـ (11)
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r11.rm
الحلقة الـ (12)
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r12.rm
الحلقة الـ (13)
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r13.rm
الحلقة الـ (14)
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r14.rm
الحلقة الـ (15)
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r15.rm
الحلقة الـ (16)
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r16.rm
الحلقة الـ (17)
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r17.rm
الحلقة الـ (18)
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r18.rm
الحلقة (19]
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r19.rm
الحلقة 20
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r20.rm
الحلقة 21
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r21.rm
الحلقة22
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r22.rm
الحلقة 23
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r23.rm
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[26 Jun 2010, 11:54 ص]ـ
بدأت قناة المجد بحمد الله تعالى عرض حلقات برنامج بينات التي أشير إليها سابقاً ويوم الأربعاء الماضي كانت البداية مع سورة النساء وعلى العهد قمت بتفريغ الحلقة وهي موجود على هذا الرابط لأني فتحت لها مشاركة خاصة بعنوان
برنامج بينات - سورة النساء
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20255
بارك الله بكم جميعاً
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Jun 2010, 04:36 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خيراً على هذه المتابعة والخدمة للبرنامج وجعلها في موازين حسناتكم.
ـ[باحثة علم]ــــــــ[27 Jun 2010, 04:00 ص]ـ
بارك الله فيك وأحسن الله إليك
جعل كل هذا الجهد في ميزان حسناتكم يوم القيامة(/)
حلقة مااااااااااااااااتعة من برناج بينات
ـ[التواقة]ــــــــ[14 May 2009, 04:03 م]ـ
ذاكم أقل الوصف لتلك الحلقة من برنامج بينات التي عرضت أمس ..
فجزى الله شيوخنا خيرا على ماقدموا ..
ولدي سؤال حول تلك الآيات أتمنى من المشايخ الإجابة عليها ..
في وقفتكم مع آية (وإذ قالت الملائكة يامريم إن الله اصطفاك وطهرك .......... ) مع الآية التي تليها (يامريم اقنتي لربك واسجدي ...... ) ما مناسبة ذكر الصلاة بعد ذكر الاصطفاء؟ هل كانت الصلاة سبباً للاصطفاء؟ أم أنها دليل الاصطفاء؟ أي من يريد أن يصطفى فليكثر من الصلاة؟ خصوصا أن الآيات تحلق بك في صحبة زمرة من أهل الاصطفاء الإلهي لكنك حين تطالع بداية الآيات (إن الله اصطفى آدم ونوحا .... ) تسكن النفس لتتيقن أن هذا الإيمان هو من محض فضل الله عليهم والاصطفاء من أفضال الله التي يمن بها على من يشاء من عباده فلا سبيل إليه إلا بسؤال الله ذلك الفضل ..
وجزاكم الله خيرا ...
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 May 2009, 02:46 م]ـ
ما مناسبة ذكر الصلاة بعد ذكر الاصطفاء؟
هل كانت الصلاة سبباً للاصطفاء أم أنها دليل الاصطفاء؟ أي من يريد أن يصطفى فليكثر من الصلاة؟
إنَّ التوفيق للصلاة والتقرب لله بها بخشوع وسكينة علامة من علامات التوفيق للعبد. كما أنَّ إخلاص العبد لله، ومحافظته على هذه العبادة العظيمة سبب لزيادة التوفيق والهداية. فهما أمران متلازمان والله أعلم.
ولا شك أن الحديث عن هؤلاء المصطفين في تلك الآيات حديث عن صفوة البشر عليهم الصلاة والسلام، نسأل الله أن يزرقنا الاقتداء بهم، وأن يحشرنا معهم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 May 2009, 03:32 م]ـ
ما مناسبة ذكر الصلاة بعد ذكر الاصطفاء؟ هل كانت الصلاة سبباً للاصطفاء؟ أم أنها دليل الاصطفاء؟ أي من يريد أن يصطفى فليكثر من الصلاة؟ ...
الصلاة أبرز أعمال المصطفين من العباد، وأبرز المصطفين من العباد هم الأنبياء والرسل.
ولو تأملنا القرآن لرأينا أن القرآن يشير إلى ذلك:
إبراهيم الخليل:
(رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ) سورة إبراهيم (40)
إسماعيل:
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (54) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا (55)) سورة مريم
موسى:
(وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14)) طه
عيسى:
(وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا) مريم 31
محمد صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى جميع رسله:
(وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى) طه (132)
(قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) الأنعام
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[16 May 2009, 02:09 م]ـ
جزاهم الله خيرا وقد ذكر الشيخ الخضيري فائدة في ربط الرزق بالصلاة وقد تبادر للذهن آية سورة طه تصديقا لقوله حفظه الله إلا أنه لم يذكرها وهي قوله تعالى " (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى) "
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[18 May 2009, 12:35 م]ـ
فعلاً حلقة رائعة كالعادة وحرصاً مني على نشر ما جاء في الحلقة إليكم هذا الملف فيه مقدمة السورة والحلقة الثانية والخامسة (الأخيرة) مفرغة والعمل ما زال جارياً على باقي الحلقات (3 و4) وساضعها بين أيديكم حال جهوزها.
لا تنسونا من دعوة صالحة.(/)
برنامج بينات - سورة آل عمران الحلقة 6
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[25 May 2009, 08:31 ص]ـ
هذا تفريغ الحلقة السادسة من تفسير سورة آل عمران من برنامج بينات
http://www.islamiyyat.com/2008-11-19-15-41-55/2939--6.html(/)
حلقات برنامج بينات - سورة آل عمران - المكتوبة والمرئية
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[28 May 2009, 08:08 ص]ـ
حرصاً مني على نقل المفيد النافع لكم جميعاً حرصت على تفريغ حلقات برنامج بينات في الدورة البرامجية الجديدة وأضع بين أيديكم الحلقات التي تم تفريغها إلى الآن والباقي ما زال تحت الطباعة.
http://www.tafsir.net/vb/attachment.php?attachmentid=2514&d=1242639306
وهذا تفريغ الحلقة 6
http://www.islamiyyat.com/2008-11-19-15-41-55/2939--6.html
والحلقات موجودة على موقعي إسلاميات في حال تعذر فتح الملف على هذه الروابط
رابط الحلقة 2
http://www.islamiyyat.com/2008-11-19-15-41-55/2745--2.html
الحلقة 5
http://www.islamiyyat.com/2008-11-19-15-41-55/2916--5.html
الحلقة 6
http://www.islamiyyat.com/2008-11-19-15-41-55/2939--6.html
لا تنسوني من دعوة صالحة.
أرجو تثبيت هذا الموضوع حتى لا يضيع بين المشاركات بارك الله فيكم. وعند استكمال تفسير سورة آل عمران سيتم جمعها في ملف واحد ووضعها بين أيديكم لتسهيل الرجوع إليها.
ـ[الغزالي]ــــــــ[28 May 2009, 02:25 م]ـ
السلام عليكم
فاتتني حلقة البارحة فأود أعرف متى الإعادة خاصة على العامة
لأني قرأتها أن العاشرة والنصف صباح الجمعة فهل يوجد إعادة اليوم الخميس؟
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[28 May 2009, 07:33 م]ـ
أخي الفاضل الغزالي جزاك الله خيراً على مرورك.
الحلقة لا تعاد يوم الخميس على حسب علمي ولكنها تعاد الجمعة مرتين الإعادة الأولى الساعة 4.15 فجراً والإعادة الثانية الساعة 10.30 صباحاً.
إن شاء الله سأطبع الحلقة بأقرب وقت لأنها فاتتني بالأمس أيضاً.
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[30 May 2009, 12:29 ص]ـ
أبارك لك هذه الهمة وبارك الله فيك على هذه الدرر التي تنقلينها لنا وإلى مزيد منها فتح الله عليك.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[31 May 2009, 09:41 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على التشجيع. وهذا رابط الحلقة السابعة من برنامج بينات (الآيات من 51 إلى 63)
http://www.islamiyyat.com/2008-11-19-15-41-55/2960--7.html
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[04 Jun 2009, 06:41 م]ـ
هذا نص الحلقة 8 من برنامج بينات (الآيات 64 - 75)
http://www.islamiyyat.com/2008-11-19-15-41-55/2978--8.html
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[07 Jun 2009, 03:35 م]ـ
عذراً هذا رابط الحلقة 8 من جديد لأنه حصل خلل في الرابط السابق
http://www.islamiyyat.com/2008-11-19-15-41-55/2983--8.html
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[11 Jun 2009, 07:38 م]ـ
هذا رابط تفريغ الحلقة 9 من تفسير سورة آل عمران (الآيات 75 - 80)
http://www.islamiyyat.com/2008-11-19-15-41-55/2999--9.html
ـ[هبة المنان]ــــــــ[12 Jun 2009, 09:02 م]ـ
أختي الحبيبة / لاأقول إلا أحسن الله إليك
وجعل كل ماتقومين به في ميزانك 0000
ـ[سالم بن عمر]ــــــــ[13 Jun 2009, 08:06 م]ـ
أكرمك الله الكريم في الدنيا والآخرة
على ماتقومين به من جهود جبارة في هذا الملتقى المبارك
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[13 Jun 2009, 08:10 م]ـ
جزاكما الله خيراً أختي الكريمة هبة المنان وأخي الفاضل سالم بن عمر على تعقيبكما الطيب وتشجيعكما وهذا أقل الواجب تجاه هذا البرنامج القيم وهؤلاء العلماء الأفاضل أن نعينهم على كتابة هذا العلم لعلهم يجمعونه في المستقبل القريب بين دفتي كتاب ليستفيد منه المسلمون وتزخر به مكتباتهم.
فقط أحتاج منكم للدعاء الصادق بارك الله بكم.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[18 Jun 2009, 04:01 م]ـ
رابط تفريغ حلقة الأمس من برنامج بينات الحلقة العاشرة من سورة آل عمران (الآيات 81 - 90)
http://www.islamiyyat.com/2008-11-19-15-41-55/3015--10.html
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[25 Jun 2009, 01:57 م]ـ
هذا رابط تفريغ الحلقة 11 من برنامج بينات - سورة آل عمران من الآيات 92 - 97
http://www.islamiyyat.com/2008-11-19-15-41-55/3045--11.html
ـ[نايف السحيم]ــــــــ[01 Jul 2009, 04:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انقل لكم حلقات برنامج ببينات (سورة ال عمران)
بتاريخ 22 - 05 - 09
موضوع الحلقة: سورة آل عمران من الآية 44 الى الاية 52
جودة ممتازة
http://www.archive.org/download/muslim2006_1366/bayenat22-05-09.avi
جودة متوسطة
http://www.archive.org/download/muslim2006_1384/bayenat22-05-09.WMV
صوت
http://www.archive.org/download/muslim2006_1370/bayenat22-05-09.wma
بتاريخ 29 - 05 - 09
موضوع الحلقة: سورة آل عمران من الآية 52 الى الاية 63
جودة ممتازة
http://www.archive.org/download/muslim2006_1369/bayenat29-05-09.avi
جودة متوسطة
http://www.archive.org/download/muslim2006_1384/bayenat29-05-09.WMV
صوت
http://www.archive.org/download/muslim2006_1369/bayenat29-05-09.wma
بتاريخ 05 - 06 - 09
موضوع الحلقة: سورة آل عمران من الآية 64 الى الاية 75
جودة ممتازة
http://www.archive.org/download/muslim2006_1384/bayenat05-06-09.avi
جودة متوسطة
http://www.archive.org/download/muslim2006_1384/bayenat05-06-09.WMV
رابط صوت
http://www.archive.org/download/muslim2006_1384/bayenat05-06-09.wma
بتاريخ 12 - 06 - 09
موضوع الحلقة: سورة آل عمران من الآية 75 الى الاية 80
جودة ممتازة
http://www.archive.org/download/muslim2006_1397/bayenat12-06-09.avi
صوت
http://www.archive.org/download/muslim2006_1397/bayenat12-06-09.wma
بتاريخ 19 - 06 - 09
موضوع الحلقة: سورة آل عمران من الآية 81 الى الاية 90
جودة ممتازة
http://www.archive.org/download/muslim2006_1411/bayenat19-06-09.avi
صوت
http://www.archive.org/download/muslim2006_1411/bayenat19-06-09.wma
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[01 Jul 2009, 09:12 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل نايف على هذه الروابط وأرجو منك أن نجمع الملفات الصوتية والمرئية مع الملفات المكتوبة في مشاركة واحدة على غرار ما فعلنا مع برنامج التفسير المباشر في حلقات سورة ق والحجرات، وتكون المشاركة بعنوان
حلقات برنامج بينات - سورة آل عمران - المكتوبة والمرئية
هذا رابط الحلقات المكتوبة
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=16181
ما رأيكم؟
أرجو من شيخنا الفاضل عبد الرحمن الشهري أن يعطينا رأيه
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[01 Jul 2009, 05:24 م]ـ
هذا رابط تفريغ الحلقة الثالثة من البرنامج وبقيت لدي الحلقة الرابعة فقط ما زالت لم تُطبع لكن إن شاء الله تكون بين ايديكم في أقرب وقت. فقط أسألكم الدعاء.
http://www.islamiyyat.com/2008-11-19-15-41-55/3067--3.html
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[03 Jul 2009, 11:12 ص]ـ
وهذا رابط تفريغ الحلقة 12 من برنامج بينات - آل عمران (الآيات 104 - 110)
http://www.islamiyyat.com/2008-11-19-15-41-55/3072-----12.html
ـ[أبو دجانة المهاجر]ــــــــ[03 Jul 2009, 03:23 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله.
أنا شاهدت أول حلقة مباشر.
امتلأت فرحاً وسروراً.
جزاك الله خيراً.
وحبذا لو تم جمع كل الحلقات السابقة مع اللاحقة إن شاء الله.
فإن فيها الفوائد لطلبة العلم ما الله به عليم.
جزاك الله خيراً أخي نايف السحيم.
وبارك الله فيك، ولا حُرمت الأجر.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Jul 2009, 03:35 م]ـ
جزاكم الله خيراً على هذه الجهود الرائعة ونفع بعلمكم وجهدكم، وجعله في موازين حسناتكم.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[03 Jul 2009, 04:18 م]ـ
جزاك الله خيراً شيخي الفاضل دكتور عبد الرحمن على دمج الموضوعين وتعديل عنوان المشاركة لتكون أوضح.
بقي لكم في ذمتي الحلقة الرابعة وإن شاء الله تكون بين أيديكم في أقرب وقت ثم أضع الملف كاملاً الذي يشمل كل الحلقات.
لدي سؤال هل ستستكملون حلقات سورة آل عمران وتتوقفوا قبل رمضان أم أن البرنامج مستمر؟
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[09 Jul 2009, 01:52 م]ـ
وهذا رابط نص الحلقة 13 من البرنامج (الآيات 110 - 112)
http://www.islamiyyat.com/alqranwa3olomoh/2009-07-06-08-23-09/3124--13.html
هل يمكن تثبيت المشاركة شيخي الفاضل الدكتور عبد الرحمن بارك الله فيك؟
ـ[أبو دجانة المهاجر]ــــــــ[13 Jul 2009, 01:20 م]ـ
لا حرمتم الأجر أختنا سمر الأرناؤوط.
جزاكم الله خيراً.
رفع الله قدركم، ونفع الله بكم.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[13 Jul 2009, 07:44 م]ـ
وجزاك خيراً مثله أخي الفاضل أبم دجانة المهاجر وبارك فيك على التعقيب والدعاء.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 Aug 2009, 09:31 م]ـ
مناشدة:
الرجاء لمن لديه الحلقة الأخيرة من برنامج بينات بالصوت أو فيديو أن يرفعها لنا هنا حتى أقوم بتفريغها لأني تفاجأت أن الأربعاء الماضي تم عرض حلقة جديدة وكانت الحلقة في نهايتها فلم أتمكن من تسجيلها وطباعتها. وللأسف لم يتم عرض الحلقة في موعدها صباح الجمعة لا أدري ما السبب.
جزاكم الله خيراً
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[20 Aug 2009, 09:40 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين أنه تمت إعادة الحلقة التي فاتتني مساء أمس وهي الحلقة 14 من سورة آل عمران من الآيات 113 إلى 120 وهذا رابط الحلقة المفرّغة
http://www.islamiyyat.com/alqranwa3olomoh/2009-07-06-08-23-09/3343--14.html
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[26 Aug 2009, 12:07 م]ـ
حرصاً مني على عدم انقطاع هذا الخير من برنامج بينات ونظراً لأن البرنامج يعرض بشكل يومي في رمضان طلبت من الأخت الفاضلة أم خالد في منتدى موقع إسلاميات بالتكرم بتلخيص الحلقات لنا بدل تفريغها حرفياً وبدأت مشكورة من حلقة الخامس من رمضان وهذا النص أضعه بين أيديكم. أسال الله أن ييسر لنا عمل تلخيص أو تفريغ الحلقات الأربع الأولى خلال شهر رمضان.
برنامج بينات - آل عمران - الحلقة 18
قناة المجد الفضائية 5 رمضان 1430
(يُتْبَعُ)
(/)
(قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (137) هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (138) وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141)) آل عمران
مقدمة
تحدثنا في الحلقة الماضية عن الآيات {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)) فالله عز وجل يثني على العافين ويمتدحهم ويجعلهم من المحسنين ويعدهم بجنة عرضها السموات والأرض، غذن هناك مجال للاقتداء بالله عز وجل في هذا الأمر ولذلك قال (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152))
فكأن الله سبحانه وتعالى يقدم لهذا المبدأ وهذا الخلق الكريم بمدح هؤلاء ويقول إذا كان الرب يفعل ذلك بعباده وهي سنة من سننه فالعباد أحرى بهم أن يعفوا ويغفروا.
الأمر بالسير فى الأرض لتدبر السنن والموعظة بها
في الآية {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (137)} إشارة إلى الإعتبار بما مضى وأن لا يقطع الإنسان علاقته بالتاريخ فقد أُمرنا بالسير فى الأرض والضرب فيها لننظر ماذا فعل الله فيها. أبشروا أيها المؤمنين بأن العاقبة لكم ولا تيأسوا.
ألاحظ فى قوله تعالى {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (138)} بأن البيان عام لكل الناس ثم {وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ} خص المتقين وهذا أسلوب يتكرر فى القرآن أن الله يخص المؤمنين أحيانا.
وقوله أن هذه "سنن" فهى السنن التى تنطبق على الناس كلهم كما ذكرنا من قبل فى سورة البقرة. فمن سننه أن يدين الكافر على الكافر والمؤمن على المؤمن والكافر على المؤمن أحيانا فهذه هى المدافعة ومن سننه تعالى أن ينصر المؤمنين.
وقد خلت من قبلكم أمم ووقع بينهم الحروب ثم كانت العاقبة لهم وفى هذا بيان للناس جميعا. ثم خص المؤمنين لأنهم هم المنتفعين بالسنن فعى الموعظة والهدى لهم.
(وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ {139}) هى عطف على ما سبق فلا تضعفوا فى المستقبل ولا تحزنوا على ما سبق. ثم العلو وهو الغلبة. وقد يكون العلو هو الغلبة ولكن فى غزوة أحد يقول لهم (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ {139}) فما وجه العلو فيها ما دامت هناك هزيمة؟. فهو علو من نوع آخر فهو علو المنهج وعلو الحق. فإذا جلست مع غير المسلم تجد أن عندك علو. عُلو فى الثقة وتتحدث عن حقائق هى أسطع من الشمس. وفى معركة أحد تأكيد لهذا المعنى عندما أوشكت على الإنتهاء قام أبو سفيان يقول " أعلو هبل" ويقول النبى لأصحابه ألا تجيبون؟ قولوا " الله أعلى وأجل".
(يُتْبَعُ)
(/)
بعض الكتاب يريدون أن يتأول أنها غزوة النصر ولا شك أن مآلها خيرا ولكن الحقيقة أنها هزيمة. أحيانا يكون عندنا عاطفة غير الطريقة العلمية. فقد وقعت المصيبة ولا شك أن مآلها خيرا. ولو تابعنا هذا المبدأيكون القول بأن لو قتل جميع المؤمنين لكان خيرا. وهذا غير صحيح كما جاء فى سورة البروج مثلا. والآيات توضح (إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ) فقد قتل حمزة عم النبى والرسول صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته. إذا العُلو يستلزم الإيمان. وكلما كان المرء متمسكا بدينه يكون علوه لا شك فيه. حتى فى بلاد الكفر فإنهم يحترمون من هو على مبادئه ويعتز بمبادئه على عكس من يستحى أن يتمسك بدينه فى تلك البلاد.
ومن المهم دراسة "السنن" فعندنا خلل فى ذلك.فمن وجه عقله ونظره فى ماجعله الله على وجه الإرض يستطيع أن يستفيد فى حياته ولكن بعض الناس لا يلقى لهذه السنن بالا. فمثلا سنة جعل النهار معاشا والليل سباتا فإذا خالفت هذه السنة إختلت الحياة. ومن السنن أن المجتمع الذى يظلم ولو كان مسلما سلط الله عليهم "العدل" ولو كان من كافرين. فلا بد من دراسة السنن. وفى الآية (قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (137)) نجد أن "السنن" هى طرائق لا تحابى أحدا. والآية أيضا هى الأصل فى مشروعية دراسة علم التاريخ فهو ليس مجرد رواية وسرد للأحداث بل للموعظة. صحيح أن المسلمين كان لديهم عقيدة ولكن ما ساعد على إنتصارهم هو ظلم الدول التى قبلهم مما هيأ الجو لسقوطهم.
ونلاحظ أيضا فى الآية أن كلمة "سيروا" تأتى فى معنى السفر والسياحة مثل "امشوا" فلما كان الرزق كانت الآية (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15) الملك) أما فى القوة والحق فتأتى صفة (وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ) 20 المزمل.
دروس وعبر من معركة أحد
(إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ) لماذا يمسسكم بدلا من يمسكم؟ لما أصيب المسلمون فى أحد كان الكل فى حالة من الكآبة يرثى لها. فالله هنا يخفف عنهم بأن ما حدث لكم حدث لأقوام من قبلكم. مرة تهزمون ومرة تغلبون. لو جعل النصر حليفا للمؤمنين ما كفر أحد ولو جعل النصرحليفا للكافرين ما آمن أحد. فهذه سنة المرسلين فاذا كان أشرف أهل الأرض وأصحابه حصل لهم هذا فمن المنتظر حصوله لغيرهم. وهذه أيضا عن الضرب فى الأرض نفس العملية فيها المدافعة وتلك الأيام نداولها بين الناس وهو يحدث فى الآراء والمجالات والمنابر. ويتكرر نفس المعنى فى (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) آل عمران).
غزوة أحد فيها دروس. التعبير عن المصيبة بأنها "قرح" تعبير لطيف فيه إشارة إلى ما أصيبوا به من الجروح كما أستخدمت كلمة "تألمون" لنفس المعنى (وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (104) النساء)
(وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) آل عمران) وعلم الله هنا كما فى سورة العنكبوت {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} العنكبوت 3. فالعلم هنا ليس بعد جهل تعالى الله عن ذلك ولكن علم بظهور هذه الأشياء فالوقوع يصدق ما هو معلوم لديه فى اللوح المحفوظ.
قد يشارك الإنسان فى المعركة ولا يستشهد لأن الإستشهاد منة من الله تعالى وهذا هو الذى يتنافسون عليه. الذى يستشهد كأن الله إصطفاه وهذا المعنى ظاهر فى كثير من قصص الصحابة. فى قصة خالد بن الوليد الذى لم تهزم له راية فى الإسلام وقبل الإسلام مات على فراشه.
(يُتْبَعُ)
(/)
الفاصلة (وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) قد يقف عندها المتأمل. هل فيما سبق شىء مرتبط بالظلم يستدعى هذه الفاصلة؟ نعم. يوجد أكثر من إشارة (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ) المداولة التى حصلت هنا بسبب ظلم وقع و (وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء) قد تكون لأن إتخاذ الشهادة أو إصطفاء الله لعبده شرطه ألا يكون من الظالمين و (إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ) فالنفوس عندما تتعرض للهزيمة تتشوف تشوفا شديدا لمعركة قادمة للإنتقام وهذا ما شعر به الصحابة رضى الله عنهم حتى لما جاءت المعركة بعد أحد كانوا يتشوفون لأن يكفر عنهم ما وقع. فختم الله بها حتى لا يبالغ الذى يقول بأنه ظُلم بالإنتقام. حتى النبى صلى الله عليه وسلم وقع منه هذا لما رأى جثة حمزة فأقسم لأمثلن بسبعين.
وليمحص ويمحق معطوفة على ما قبلها. (وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141)) المؤمنون يحدث لهم التمحيص والتطهير من ذنوبهم وتنقية قلوبهم. ويكون نصر المؤمنين محقا للكافرين. وأيضا قد يعطى الله الكافرين شىء من النصر الظاهر ليستحقوا بذلك أن تنالهم عقوبة الله استحقاقا تاما فإذا ما قتلوا المؤمنين وظلموا عباد الله ورفعوا الصليب أو الصنم. وكل هذا سبب فى محقهم. والتعبير "محص" و"محق" فيها تقارب التمحيص تنقية والمحق إبادة وإزالة تامة. الفرق بين محص ومحق تلاحظون {(يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276) البقرة}. الأزمة المالية الحالية انهيارات. وفى الأزمات نجد الخاسر والرابح ولكن هذه الأزمة كلها إنهيارات وهذا من معانى المحق.
كتب مقترحة لدراسة الغزوات
أكد المشايخ الأفاضل على أهمية أن يقرأ الدارس السيرة مع القرآن. إقرأ معركة بدر ثم إقرأ سورة الأنفال وإقرأ عن غزوة أحد ثم إقرأ هذه الآيات.
كتب فى الغزوات:
* السيرة النبوية للدكتور محمد أبو شحاته
* والسيرة النبوية للأستاذ محمد الصولجان
* والغزوات لمحمد أحمد؟
* الجامعة الإسلامية -مجموعة السيرة -الغزوات
* كتاب الرحيق المختوم
* السيرة النبوية فى ضوء المصادر الأصلية دكتور مهدى رزق الله
* زاد المعاد لإبن القيم خاصة فى غزوة أحد.
* سبل الهدى والرشاد
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[26 Aug 2009, 03:27 م]ـ
تصحيح للكتب:
السيرة النبوية للدكتور محمد أبو شهبه
* السيرة النبوية للأستاذ محمد الصوياني
* الغزوات لمحمد أحمد باشميل رحمه الله؟ (ارجو من الدكتور مساعد إمدادنا بإسم الكاتب لأني لم أتبينه)
* الجامعة الإسلامية -مجموعة السيرة -الغزوات
* كتاب الرحيق المختوم
* السيرة النبوية فى ضوء المصادر الأصلية دكتور مهدى رزق الله
* زاد المعاد لإبن القيم خاصة فى غزوة أحد (في الجزء الثالث) ذكر الفوائد المستنبطة من الغزوات وبخاصة غزوة أحد
* سبل الهدى والرشاد
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[28 Aug 2009, 03:34 م]ـ
جزاكم الله خيراً على تصحيح الإسم. وهذا تلخيص حلقة 6 رمضان التي أعيدت فجر اليوم:
الحلقة 20
6 رمضان 1430
لم تذاع الدقائق الأولى من هذه الحلقة بسبب إذاعة الأخبار حول فشل إغتيال الأمير نايف)
ويبدو أن الحديث كان حول الآية {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ} 152 آل عمران}
الذين أذاعوا أثناء المعركة أن النبى صلى الله عليه وسلم قد قُتل هم اليهود والمنافقون.وفى رواية أن عمر بن الخطاب سمع يهوديا يقول أثناء المعركة" قُتل محمد" فسل سيفه وقال لا أسمعن أحد يقول هذا. وهذا يليق بعمر رضى الله عنه كان ثابتا وعرف أن خبر مقتل النبى إن كان صحيحا لا ينبغى أن يعلن فى هذا المكان. ماذا حصل للمؤمنين؟ أصابهم الهم الشديد وكادوا أن يفشلوا
دار نقاش حول ما وقع من الرماة يوم أحد.
(يُتْبَعُ)
(/)
يرى د. عبد الرحمن الشهري أنه لم يقع بين الرماة لا تنازع ولا فشل. والرماة ما خالفوا أمر الرسول. لسبب. هو أمرهم بالثبات فى أماكنهم. هل أمرهم بالثبات لأجل غير مسمى؟ ويمكن أن نوازن بين هذا الموقف الذى وقع فيه الرماة وموقف الصحابة عندما أمرهم النبى بالإتجاه إلى بن قريظة وقال (لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة). فمنهم من صلى هناك وأجّل الصلاة ومنهم من صلى فى الطريق وأكمل. قال لا تبرحوا أماكنكم وهم إجتهدوا فى فهم هذه العبارة بعد أن رأوا المشركين ينهزمون والمعركة تميل إلى النصر ولا حاجة هناك للبقاء فى هذا المكان وإتجهوا إلى الغنائم. .أين التنازع؟
ويقول د. محمد الخضيرى ود. مساعد الطيار بأن كان للرماة أمير وقف يقول لهم أن الرسول أمرنا وحذرنا ألا نبرح أماكننا حتى لو رأينا الطير يتخطفنا ولذلك (مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ). قال ابن مسعود:" ما ظننت أن أحدا منا فى أحد كان يريد الدنيا إلا لما قرأت الآية التى إستخرج بها الله خبيئة نفوس بعض الصحابة" وكانت أحد درسا واضحا أنه أيها الناس لا يكون لكم قصد إلا وجه الله والدار الآخرة وطاعة الله ورسوله.
ولذلك فإن الذى يظهر أن بالفعل وقع من الرماة معصية وعوقب المسلمون بذلك وكان درسا للمسلمين باقى حياتهم ولذلك مهما اختلف المسلمون وحصل بينهم تنازع إلا وحل فيهم الفشل. والعصر الحاضر أكبر دليل على ذلك.
وكذلك نرى من سياق الآيات أنه لا ذكر لليهود ولا المنافقين انتهى دورهم فى غزوة أحد فى التثبيط الأول (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (121) آل عمران وأيضا فى {إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124) آل عمران}.وصُفى الجيش ولم يبق إلا طائفتين {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (122)} الله ثبتهم لما بدأت المعركة كانوا صادقين ولم يحدث لهم التنازع ولذلك نصرهم وجاء وعد الله. {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152)} آل عمران. والحديث موجه للصحابة: فشلتم أنتم أى جبنتم أنتم وتنازعتم أنتم من بعد ما أراكم أنتم ما تحبون من النصر وبعدها قال من يريد الدنيا ثم صرفكم عنهم أنتم ليبتلبكم أنتم ثم عفا عنكم أنتم (مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) الحديث كله منصب على الصحابة.
والآيات الأخرى تؤكد أن ما حدث فى أحد هو مصيبة كما سماها القرآن {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا} 165 آل عمران. وممكن تسمى هزيمة. ولكن الحقيقة أن غزوة أحد معلم فى سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ان بعض المعاصرين الذين يكتبون التاريخ عندهم عاطفة غير منضبطة يريدون أن يظهروا الصحابة لا يحدث منهم خطأ, يقولون أن كل الصحابة كانوا مجاهدين ,كلهم كانوا متعبدين. ولكن يجب أن يكون عندنا اعتدال. والرأى الذى ذكر قبل قليل مجانب للإعتدال محاولة نسب الخطأ إلى غير الصحابة مع أن الله سبحانه وتعالى نص عليهم (نسبه إليهم). و نحذر أننا عندما نأتى للقرآن وعندنا ثقافة معينة نؤول القرآن تأويلات بعيدة ونصرفه إلى معانى فيها تكلفات من أجل القضية التى نتوقع أن تكون كذلك. ويُجنى فى الآخر على ظاهر القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
د. عبد الرحمن الشهري: الآن نحن نتحدث عن هذا الموضوع من منطلق نظم القرآن نفسه. نحن نتحدث عن قوله تعالى {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (121) آل عمران}. ثم جاء الحديث عن {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) آل عمران} إلى {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ} ثم {وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ}. فى قوله مسكم القرح ما هو هذا القرح؟ هو الإنكسار فى الجيش ثم جاء بعدها {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} هذا والله أعلم أن هذا القرح والإنكسار كان سببه ما أشيع أن النبى صلى الله عليه وسلم قد قتل فوقع الهرج فى صفوف المسلمين. من الذى أشاع؟ وأشاع ذلك المنافقون. (د. الخضيرى: الذى أشاعه ابن قمنة وبعض الصحابة تلقفوه والبقية من الصحابة استطاعوا أن يردوه)
ولكن هذا وقت وجيز ربما لا يتجاوز ساعة. من خلال {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} يمكن إستنباط منها أن الفشل والتنازع بسبب ما دب فى صفوفهم وضعف بعضهم. وقال بعدها {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (153)} آل عمران. فلما ثبتوا {ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152) آل عمران} لو كانوا هم المنكسرين لقال صرفهم عنكم وكف شرهم ولكن الله سبحانه وتعالى قد أشغل المسلمين بما وقع فى هذا الموقف من إنكسار. والمشركون فى هذا الموقف بالذات ولوا هاربين.
د. الخضيرى: على كل حال هذه فكرة يمكن أن تستنبط من السياق ونحن نستفيد كون يفتح الإنسان بصره وسمعه لما يقال من أفكار ثم يناقشها. كلام المفسرين جميعا والمشهور أن الرماة هم السبب.
آجالنا مقدرة ومكتوبة
{وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآَخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145) آل عمران}. هذه الآية معنى بارز للأشياء التى نستفيد بها من كتاب الله عز وجل ويتميز به المسلمون عن مَن لا يؤمنون بالأديان أو من كان إيمانهم بالقضاء والقدر ضعيفا. وهو علمنا أن آجالنا مقدرة ومكتوبة عند الله لا يزيد الحرص من آجالنا ولا تنقص الشجاعةمن آجالنا أيضا. قال النبى صلى الله عليه وسلم" إن الرزق ليطلب العبد أكثر مما يطلبه أجله" الراوي: أبو الدرداء المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1630 - خلاصة الدرجة: حسن
ولذلك نجد المسلم يسافر ويذهب ويحج ويتوكل على الله عز وجل ويعلم أن أجله سيأتيه فى الموعد والزمان والمكان الذى قدره سبحانه وتعالى ولا راد له. فلا تتلكع فى الأمر. وإفعل ما تراه خير لك من سفر أو رحلة أو عمل ما دام لا يخالف شرع الله فالموت والحياة بيد الله.
ونلاحظ فى الآية مسألة مهمة فى علوم القرآن {وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآَخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145) آل عمران} العطاء ما مقيد بشئ وهو هنا أطلق. فقد يفهم القاعدة أن هنا من يريد الدنيا يعطى. نأتى يسورة الإسراء يقول تعالى {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18) الإسراء} أى نعجل له هو ما نشاء نحن ولمن نريده نحن. وهذا ملحظ مهم جدا فى علوم القرآن (حمل المطلق على المقيد) وليست القاعدة مرتبطة بالأحكام كما يظن البعض
(يُتْبَعُ)
(/)
نقول أن للقرآن أحكام وأخبار والقاعدة تطلق للأحكام والأخبار.
وفى فهم آخر للآية فإن هذا الوعد من الله يتحقق لكل أحد. من كان يريد شئ فى الدنيا يؤته منها (أىِ ّ منها). ولهذا هذه الآية موضحة وسورة الإسراء تزيد فى الإيضاح أن لا يقع شئ إلا بالمشيئة الإلهية. أما من طلب الدنيا يحقق الله شئ منها. أى ليس كل ما يتمنى يتحقق وبهذا الفهم يمكن الجمع بين الآيتين.
النصر بالصبر والتقوى والإستغفار
فى الآية {بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125) آل عمران} قرن الله تعالى بين الصبر والنصر. وبعدها {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) آل عمران} و {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (138) آل عمران} وأيضا كرر الحديث عن التقوى من قبل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130) آل عمران} ونلاحظ فى المقطع الحديث عن الصبر وتكرار له. ({أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) آل عمران} {وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) آل عمران} فإن ما ضعفوا وما استكانوا إشارة إلى أن النصر مع الصبرولا يمكن أن يقع النصر أبدا بدون الصبر والتقوى.
ويأتى الله تعالى بمثال من الأمم السابقة {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) آل عمران} وقد وقع لكثير من الأنبياء. فالصحابة وقعوا فى هذا الموقف وأشيع بينهم أن النبى قد قتل وأنهم صبروا وثبتوا {وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) آل عمران} وكان النصر. قارنوا بين {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135)} وبين {وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) آل عمران}. فى موقف القتال يستغفرون أى أن القتال موطن للإستغفار وأن الإستغفار من أسباب النصر.
وهذا يؤكد المعنى الذين تحدثنا عنه.إنما الناس يؤتون قدر ذنوبهم, وأن النصر ليس مبتوراعلى حياة المسلم. النصر هو ثمرة لحياة المسلم وعمله أى (متصل). أنت تريد أن تكون فاسقا مفسدا فى الأرض ثم إذا جاءت المعركة تريد أن يكون النصر من الله!!. لا بد أن يكون لك إتصال حتى لو اتخذت العدة لا يمكن ان يحدث ذلك. لابد أن يكون لك إتصال. وحتى مع هذا الإتصال لا بد أن تشعر أنك مذنب ومقصر مهما عملت من أسباب التقوى ودخول الجنة. ولذلك قالوا {وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) آل عمران} يستغفرون عن ما وقعوا فيه من أخطاء (ذنوبنا) وعن ما تجاوزوا فيه من حدود الله (إسرافنا) وهذه مبالغة فى تقصى ما يحدث من خلل فى حق الله عز وجل وهى دليل على الصدق فى الطلب لأن الإنسان الذى يطلب بصدق يلح. قال صلى الله عليه وسلم (اللهم اغفر
(يُتْبَعُ)
(/)
لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني. اللهم اغفر لي هزلي وجدي وخطاياي وعمدي، وكل ذلك عندي) - الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6399 - خلاصة الدرجة: [صحيح]. هذا هو الإلحاح والتضرع
أثر العلم فى تثبيت المقاتلين
{وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) آل عمران} وفى قراءة أخرى (قُتِلَ) وهى تناسب مع {أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ} والقراءة الثانية (قاتل) هذا حالهم ونبيهم بينهم فهم قدوة لكم أى تأسوا بهم فأنتم لستم بدعا كما قال {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (137) آل عمران} فالأنبياء هذه حالهم يقاتلون وقد يقتلون.
توجد ثلاث معانى كأن الآية تشير اليها. الربيون إختلف المفسرون وكلاهما صحيح. إما الربيون جمع رَبانى نسبة إلى الرب أى أنهم علماء فقهاء أولياء لله. أو يقال نسبة إلى الرِبَة (الجماعة) وهم علماء كثيرون فقهاء ويكون المعنى أى نبى قاتل معه علماء كثيرون فما وهنوا ولا استكانوا. والمعنى الثانى نبى قُتِلَ معه من أصحابه علماء كثيرون كما حدث لكم قتل كثير منكم فاقتدوا بهم ولا تهنوا. الثالثة كأين من نبى قُتِلَ .. ثم تقف. أى النبى هو الذى قُتل. والربيون الذين معه لم يهنوا. وهى تناسب الموقف الذى تعرضوا إليه. والمعانى الثلاث كلها صحيحة ومناسبة.
ونلاحظ من حيث اللغة أنه نفى الوهن والضعف وبينهما معنى مشترك. الوهن أشد من الضعف وقد يكون الوهن قلبى والضعف جسدى. وإستكانوا أى خضعوا لعدوهم. ولما نفى عنهم ذلك فمعناه أنهم صبروا. وكأين أصلها (أى) أضيف لها الكاف. تفيد الكثرة
والآية تدل على أثر العلم فى تثبيت المقاتلين وهذا يتناسب لأن العلم سبب للصبر وتثبيت الأقدام. العلماء الراسخون فى العلم كأنهم راسخة جذورهم فى الأرض. مثل رسوخ الشجر والجبال. والنبى لم يقاتل إلا ومعه علماء. وهذا معناه أننا نقاتل عندما نربى الناس وقال النبى صلى الله عليه وسلم عن الإسلام " ذروة سنامه الجهاد" يعنى أعلى ما فى الإبل ,ما قام إلا على أرجل وأركان. ونحن نحتاج عندما نرفع راية الجهاد أن نربى الناس ويكون فيهم علماء كثير ربانيين وهم الآن قلة.
فائدة أثر العلم فى الإنتصار واضح فى قصة صلاح الدين. يوجد كتاب قيم د. ماجد الكيلانى "هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس". الهزائم التى وقعت للمسلمين كانت فى وقت كان الجهل فاشيا ومدارس القرآن الكريم فى دمشق مدرسة أو إثنين. منذ بدأت الأمة تصحو وتعد للنصر بدؤا بالمدارس وإعادة الناس للقرآن الكريم وتدبره والعمل به الى أن جاء النصر فى أيام صلاح الدين وعدد المدارس يزيد فى دمشق وحدها عن 500 دار. ولذلك كتب صلاح الدين المنجد كتاب"دور القرآن الكريم فى دمشق" وثانيا, من كان مع صلاح الدين فى الجيش؟ كان معه من الأعلام القاضى الفاضل عبد الرحيم البيسانى ومعه ابن قدامة صاحب المغنى وقد استشهد وكان معه من الفقهاء والقراء خلق كثير.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[28 Aug 2009, 04:56 م]ـ
الحلقة 19
برنامج بينات. حلقة 6 رمضان 1430
مقدمة
فائدة مرتبطة بكتاب التفسير الكبير الذى نسب للطبرانى وقد طبع حديثا.وقد رأى المحقق أن الكتاب ليس فيه شىء يمت للطبرانى.وقد وفق المحقق إلى أن كتاب تفسير الحداد اليمنى هو نفس الكتاب الذى نسب للطبرانى وقد بين ذلك. وهنا ننبه إلى قضية قد يحتاجها طلاب العلم إذ يظنون أن التحقيق هو تخريج الأحاديث أو نسبة الشواهد الشعرية للعقائدية. التحقيق هو حقيقة أول ما ينصب عليه هو هل هذا الكلام لهذا المؤلف أولا ونسبة الكلام لصاحبه بسرد أدلة على ذلك. والثانية فى القضية تحقيق أن هذا النص بالفعل كما تركه مؤلفه أى تحقيق النص. أما الزيادات مثل توثيق الأحاديث النبوية والأبيات الشعرية والآيات القرآنية وغيرها فمن فعله فقد أحسن ومن تركه فإنه قد أتى على أساس التحقيق. ونحن نحتاج إلى ضبط النص الآن أكثر من إحتياجنا لهذه الزيادات. وذلك يبين لك قيمة المحققين الكبار لا تجد فى كتاباتهم استطرادات
(يُتْبَعُ)
(/)
طويلة.
الإبتلاء من الدين
قال تعالى (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142)) آل عمران. حسبتم أى ظننتم. ومع أن الجهاد هونوع من الصبر ولكن أيضابعد الجهاد هناك الصبر على المبادئ وما حصل من أذى ولذلك ميز بين الجهاد والصير. لأن بعد الجهاد ربما نحتاج إلى صبر مثل الصبر على المصيبة مثلا. وقد يكون مناسب لقصة أُحد.
إن كثيرا من الناس يريد الدين "الناعم" يريد الدين الشهى أى فيه صدقة وصيام مثلا بدون أن تكون فيه تبعات وتضحيات وبلاء وتمحيص. ونقول يا أخى لا تظن أن الدين هكذا. من ظن ذلك فقد ظن محال من الأمر. {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)} العنكبوت. المؤمن يمُحص إيمانه ويعرف هل إيمانه صادق وهل عقيدته ثابتة أم أن الدين جاء لأنه وجد عليه أبويه. وهذا المعنى تكرر فى القرآن (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (16) التوبة. (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214) البقرة). يصل الحال بهم لإستعجال النصر ليس لأنهم لا يثقون بما عند الله ولكن من شدة البلاء الذى نزل بهم. وفى سورة يوسف (حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110)) وهذه قضية خطيرة يجب أن نعلم أن الدين عجن فيه البلاء ستبتلى فى أهلك ومالك وعملك ووطنك.
وهذا من فوائد غزوة أحد. أتظنون أنكم إذا غزوتم إنتصرتم وكل مرة النصرمضمون؟ بل فيه خسائر وقتلى وأسرى. ولاسيماأنها جاءت وفيها إستعداد. معركة بدر لم يكن فيها استعداد ثم أصبح مطلوب منهم مقاتلة المشركين. ثم نصرهم الله. أما فى أحد فقد كانوا مستعدين ويعرفون أن هناك معركة وقريبة من المدينة وهم متحمسون ولكن هزمتهم. وبعض الناس يقول لو نُصر الناس فى أحد أيضا حتى يتمكن الإيمان ثم يبتليهم فى معركة ثالثة أو رابعة ولكن جاء الإبتلاء فى أول معركة كانوا متوقعين فيها النصر. لأنهم فى بدر نصروا (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) آل عمران.
قضية الإبتلاء هذه يغفل عنها كثيرا ولذلك سرعان ما ننهزم نفسيا فى كثير من المواقف. بضغط من الإعلام والكفار أصبح من الناس من يظن أن الجهاد الأصل فيه الدفع فقط وليس جهاد طلب. مطلوب من المسلمين القتال لنشر الدين ويستشهدون. حتى أن من المسلمين من يعتب على المجاهدين فى فلسطين وأفغانستان والعراق ولكن من الوهم اننا وهنا والله يقول لا تهنوا وقد دب الوهن فى نفوس المسلمين وأصبح الناس يريدون الإسلام الرقيق أو فى شئ يردك عن الجهاد والتضحية. ولكن القرآن ليس كذلك. الله شرع الجهاد لتقوى قيمة الدين فى قلوبنا. فمثلا الأب يشترى السيارة بعرقه فيهتم بها أما الإبن تُشترى له السيارة بمال الأب فلا يهتم لأنها جاءت بدون تعب. الله عندما شرع هذه الأشياء تتضح قيمة الدين فأنا جاهدت وجدت ولذلك لن أفرط فيه لأنك ضحيت من أجل دينك. والناس الآن تتوقف عن الدين لأنه جاء ببساطة وما ضحى من أجل دينه وبذل من أجله النفيس والغالى. (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (121) آل عمران) أى أن هناك تضحيات وقد لا تعود إلى أهلك. لا يوجد دين سماوى أو وضعي ولا توجد جماعة تنتمى الى فكرة معينة لا تقاتل وهذا من سنة الله فى الناس فانظر أين تكون مقتولا أو قاتلا. هل أنت فى حزب
(يُتْبَعُ)
(/)
الله أم فى حزب الشيطان. هل رأينا الآن النصارى جلسوا وتركوا القتل والقتال؟ واليهود والمجوس تخلوا عن القتل؟. هذه قضية كونية أرادها الله تعالى. ولكننا نعترف أننا خذلنا من أنفسنا قبل أن نخذل من غيرنا. نقول لمن يريدوا أن يطبعوا مع اليهود ويمدوا يد السلام إليهم هل سيقنع الهود بهذا؟ سيقاتلون أكثر ويحاولون أن يستحوذوا على أشياء أخرى الإقتصاد والسياسة وأشياء كثيرة فى العالم الإسلامى والله لو تمكنوا من ذلك لآذوا المسلمين أذى عظيما. اليهود أعقل منهم يعرفون أنهم لابد يستمرون فى القتال ويحاولون أن يحصلوا على ما يريدون. ماذا جنى الذين طبعوا .. فما جنوا أى شىء.
تمني البلاء
وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143)) آل عمران. والتنبيه على أن محمد صلى الله عليه وسلم رسول مثل الرسل بمعنى أن السنن التى جرت على الرسل جرت على محمد صلى الله عليه وسلم. الرسل الذين حصل لهم قتال أو غيرهم مثل إبراهيم عليه الصلاة والسلام. نجد موافقات بين سيرة إبراهيم عليه الصلاة والسلام ومحمد صلى الله عليه وسلم هاجروا من بلادهم وهذا جزء من الإبتلاء. وفى النهاية من حصل له فى الدعوة الى الله إبتلاء فأنظر تجد أن هناك قدوة من الأنبياء.
بعض الصحابة الذين لم يلحقوا بركاب البدريين كانوا يتمنون أن يلقوا المشركين فى غزوة أخرى. ولم يتصوروا كيف تأتى الهزيمة والخذلان والله تعالى يقول لهم (وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143) أى إنتبهوا مع أن المؤمن إذا لقى العدو يجب عليه أن يثبت ولكن لا يتمنى لقاء العدو. وفى الحديث: {كتب إليه عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما فقرأته: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أيامه التي لقي فيها، انتظر حتى مالت الشمس، ثم قام في الناس خطيبا قال: (أيها الناس، لا تتمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف. ثم قال: اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم).الراوي: عبدالله بن أبي أوفى المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2965 خلاصة الدرجة: [صحيح]}
لا إيمان إلا ببلاء ولكن لا نتمنى البلاء وإن جاء البلاء نصبر وفى ساعات العافية نسأل العافية. إن الصحابة الذين كانوا يتمنون الموت كان من حبهم للرسول والجهاد معه والشهادة ولكن الخلل جاء من عصيان الرسول فى قضية إدارة المعركة ولكن هم ليسوا منافقين بل صادقين مخلصين.
المبدأ ليس معلقا على الرجال
َمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) آل عمران. قصة الثبات على المبدأ. وهو ليس معلق على الرجال. المسلمين يضعفون فى مواطن كثيرة ولكنهم مثل النار التى تخمد ويعلوها الرماد ثم تظهر مرة أخرى. ومن الناس من يتعلق بالرمور وإتخاذهم أندادا ووضع التماثيل لهم أما تحن فلا نتعلق بإنسان و لا نقدمه على الحق أو أن نعلق الحق به. فإن مات أو قتل فنحن باقون على الحق. وكذلك عندما يموت الداعية فمن الناس من يمل الدين و عندما يموت عالم بعض طلبة العلم يتكلمون بأسلوب وكأنهم يقولون بعد هذا العالم انتهت الدنيا. وهذه نوع من المبالغات الزائفة وأحيانا تدخل فى باب التأبين والنعى المحرم بأنه كان يعمل كذا وكذا. فالرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة ماتوا ولم يكن مثل هذا موجودا. وأنبه على طلبة العلم أن يتأنوا وينظروا وهذا النوع من الناس لا تستعجل به بل إقتدى بالرسول.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه الآيات نزلت فى معركة أحد فى أول الهجرة ومرت الأيام وهذه الآية موجودة. لما مات الرسول صلى الله عليه وسلم انطلق الخبر كالصاعقة وأسقط فى أيدى الصحابة. عمر بن الخطاب لم يحتمل أن يقول أحد (مات رسول الله) وهدد أن يضربه بسيفه. لما جاء أبو بكر الصديق قالوا مات رسول الله ذهب وقبله وقال لعمر إجلس يا عمر فأبى وقال أبو بكر من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات. أبو بكر قوى وثابت حفظت عنه كثير من المواقف الفاصلة. ثم قرأ هذه الآية {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) آل عمران}. لما سمع عمر الآية سقط وقال (كأنى ما سمعت هذه الآية). عندما نتحدث عن الآية فى المناسبة مثلا (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) 185 آل عمران. فإن تفسرها فى حالة فرح أو فى حالة وفاة تكون أشد تأثيرا؟. فمثلا أجمع الناس فى الحج وأفسر سور الحج. وفى رمضان تحدث عن آيات الصيام.
فى الخاتمة (انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) نحن مرتبطون بالله لا نعبد إلا الله وما محمد إلا رسول. دائما ننظر إلى ما يريده الله. وسنة محمد قد إرتضيناها لأن الله أمر بها. (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (132) آل عمران.
(انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ) فيها تصويربلاغى. كيف أن الإنسان الذى يعلق نفسه بشخص فإن مات توقف كيف ينقلب الإنسان على عقبيه أن يجعل رأسه عند عقبيه مشهد غاية فى السوء. انتبه يا مسلم الا تتوقف. ديننا ثابت حتى يوم القيامة لأننا نرى فى آخر الطريق جنة عرضها عرض السماوات والأرض وأن منهجك عالى (وأنتم الأعلون) فصاحب المنهج العالى لا ينقلب على عقبيه. إن الحياة الحقيقية فى الثبات والبقاء على المبدأ. ما نفر أبدا وهذا كان فى الجاهلية فما بال الإسلام.
(وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ).أولا الجزاء من الله وهذا كافى بأن يكون جزاء وافيا والثانى الشكر وهو أن تظهر عليه آثار الطاعة فى لسانه وأعماله. ما موطن الشكر هنا؟ شكروا ماذا؟ شكروا نعمة محمد صلى الله عليه وسلم والإسلام الذى جاء به ونعمة الثبات على المبدأ فمن ثبت ولم ينقص على عقبيه فهو شاكر.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[29 Aug 2009, 12:38 م]ـ
الحلقة 21
8 رمضان 1430
مقدمة - تعليقات على الحلقة السابقة
توقفنا عند أثر العلم فى تثبيت المؤمنين الصادقين فى الجهاد وإنطلقنا من قوله سبحانه وتعالى {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) آل عمران}. ومن معانى الربيين العلماء الصلحاء وذكرنا أن من أسباب ثبات هؤلاء فى الجهاد هو العلم الذى تعلموه ولا شك أن العلم الذى يثبت هنا هو العلم بالله وسننه وصدق الأنبياء وما جاءوا به.
الإشارة إلى وجود كتاب تفسير " السراج المنير" للإمام الخطيب الشربينى المتوفى 977 وهو كتاب نفيس. ذكر فى آخر قول {وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) آل عمران} أى فهلا قلتم وفعلتم مثل ذلك يا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؟. هو لم يفسر العبارة بل قال (أى) وهذه مسألة (لازم الخبر) وهى فائدة مهمة. من الكتب كتاب الشيخ عبد الرحمن السعدى (قواعد الحساب) اعتمد على فكرة لازم الخبر. صفات الله الحسنى يبين لوازمها. ويستفاد من الصفة التى يصف الله تعالى بها نفسه أو الإسم ما يستلزمه. فمثلا السميع العليم يلزم منها أنه شديد المراقبة ويسمع دعاؤك ويطلع فماذا يلزم منها؟ أن تراقب الله فى السر والعلن.
(يُتْبَعُ)
(/)
من مواطن الإجابة فى الدعاء إلتقاء الصفوف. وهو ثابت فى السنة النبوية والعجيب أنه ثابت فى القرآن أيضا فى هذه الآية وفى سورة البقرة فى {وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250) فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251) البقرة}. أن الدعاء هنا مستجاب. وهذه مواطن إقبال القلوب على الله هى مواطن إستجابة {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (62) النمل} لأن المضطر يقبل على الله بكلياته. حتى لو كان كافرا {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ (65) العنكبوت} أى فى مواطن الأضطرار.
فكرة المثانى تتكرر. منهج القرآن التكرار. لاحظوا أن القضية تتكرر فى السورة. وبلاغة القرآن بقتدى بها. فنحن نكرر الفوائد إقتداء بالمنهج لكى لا ننسى.
من كتاب الخطيب الشربينى, قال تعالى "ثواب الدنيا" ولما جاء ثواب الآخرة قال " وحسن ثواب الآخرة" قال أى فى الدنيا الذكر والغنيمة وخص ثوابه بالحسن وهى الجنة وخص ثوابها بالحسن إشعارا بفضله وأنه المعتد به عند الله. ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة. ما قال ثواب الآخرة فقط لأن الله يتخير لهؤلاء الصادقين الشهداء الثواب المضاعف أى أحسن الدرجات وهذا ثواب الشهداء. لأن ثواب الآخرة هو الجنة ولكن لهم حسن الثواب ولذلك لما أحسنوا أحسن إليهم وجاءت الفاصلة {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148) آل عمران} الجزاء من جنس العمل.
لوازم الخبر. يقول تعالى {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) هود} وأيضا {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42) فصلت} وأشار كثير من العلماء قالوا أن القرآن حق ,ولازمه حق كذلك. كلما أعملت ذهنك و تستنبط من القرآن فى الإستنباطات المنضبطة بالأصول الصحيحة, فهو حق لأنك تجد أن الشواهد تدل على ذلك. القرآن فيه ما يؤيد الإستنباط ففى هذه الآيات نتحدث عن الصبر نجد أن الآيات كلها تنصب على الصبر.
الله يطمع عباده بالمحبة {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} و {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} وهذا يدل على إن المحبة هى جزاء. ومن يريد أن يحول بينه وبين الجزاء فقد أساء. يؤؤل هذه المحبة تأويلا باردا فيقول هى إرادة الثواب سيحرم خيرا كثيرا. وهذا من معانى {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} من الآية 54 المائدة. والعجيب أن يحبهم ليس أن يحبونه.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (149) بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ (150) سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ (151) وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152) إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (153) آل عمران}
(يُتْبَعُ)
(/)
طاعة الكفار وإلقاء السمع إليهم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (149) آل عمران} من هم؟ منهم هؤلاء الذين كفروا واليهود والمنافقون وأيضا من تأثروا بالمنافقين ومن يستمعون لهم. إذن ياأهل الإيمان لا تكونوا سماعون لأمثال هؤلاء لأنهم لو كانوا يهدون لهدوا أنفسهم. لأن من أطاعهم ينقلب على عقبيه. وهذا ما نسمعه الآن, لاداعى للجهاد فى سبيل الله ,إن الدول لا تحرر إلا بالطرق السلمية, عليكم بالحوار وضبط النفس. ما هذا المنطق؟ أمريكا لا تستعمل هذا المنهج, واليهود لما دخلوا فلسطين لم يدخلوها بهذا المنطق. ونقول ({يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (149) آل عمران} لا تظنوا أن لا ناصر لكم فالله ناصركم وإن ظننتم ألا قوة لكم فاعلموا أن الله معكم.
أين الذين كفروا هنا فى غزوة أحد؟ أين طاعة الكفار؟ المنافقون قالوا نحن نصحنا محمدا بأن يقاتلهم فى المدينة وأن هذه قضية بين محمد وقومه لا شأن لنا بها. المنافقون يستمدون هذه العبارة من اليهود {أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (11) الحشر}. فى التفسير الميسر يقول بأنهم اليهود والنصارى والمنافقين والمشركين. هذا يدل على أن الآية أعم من أن تكون مرتبطة فقط بسورة أحد. لماذا لا نقول أن هؤلاء كان لهم دور فى تثبيط المؤمنين وثنيهم عن اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم أما النصارى لم يكن لهم دور فى أحد. وهذا يدل على أن الآية أعم من غزوة أحد.
فائدة متعلقة بالوقف
إذا جاء الخطاب (ياأيها) فإنه يدل أن هذا إستئناف منفصل عن ما قبله بمعنى أن الوقف على ما قبله وقف تام. وأن ما بعده إستئناف جديد. وقد يخلط على بعض الناس يقول كيف ان هذا إستئناف تام وأنتم تقولون أنه مرتبط بغزوة أحد. نقول أن التمام عند علماء الوقف نوعان:مطلق أى أن ما بعده ليس له علاقة بما قبله مطلقا ونوع جزئي له علاقة ولكن انتهى الحديث وأُتي بحديث مستقل ومرتبط بما سبق لجملة السياق. والسياق نوعان سياق جملة وسياق خبر أو قصة. سياق الجملة قد يحدث فيه خلاف فى العلماء هل هو وقف تام أم كافى. أما سياق القصة أو الحدث فلا خلاف فيه. والمقصود أن لا علاقة له مطلقا من ناحية الإعراب وليس من حيث المعنى. وهذا الوقف التام والكافى وهناك أيضا أنواع للتمام. ولكن نلاحظ أن القاعدة هذه لا تنطبق فى {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) الأحزاب}. أن ما من عموم إلا وقد خص حتى هذه القاعدة.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (149)} آية عامة من حيث المعنى وأن طاعة الكافرين والمنافقين تردك على أعقابك خاصة فى قضايا نصرة الدين ولكن لا يدخل فيها القضايا العامة مثل مهندس أو طبيب مثلا. لقد أصبح المسلمون يشتكون اليهود إلى اليهود والنصارى للنصارى وهذا لا يمكن. التاريخ يؤكد هذه القاعدة إلى اليوم والأمة عندما تعود لهذه القاعدة تنتصر وعندما تتخلى عنها تنهزم. هذه الآيات نزلت فى موطن محدد وهذا له دلالة , وهو أن بعض المسلمين قد تأثروا بما بثه اليهود والمنافقين بين صفوفهم.
الرعب من جنود الله
(يُتْبَعُ)
(/)
{سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ (151)} متى ألقي الرعب فى قلوب المشركين؟ عندما يتولى المسلمون ربهم يعتصمون بحبله اعتصاماً تاماً ويدخلون الحرب وليس في قلوبهم إلا الله سبحانه وتعالى. وعدهم الله بأن هؤلاء المشركين مهما كان معهم من العتاد والخطط الحربية فإن كانوا يملكون الأشياء المادية فإنهم لا يملكون قلوبهم هذه القلبو بيد الله والله يصرفها كيف يشاء وبما أنها فارغة من عبودية الله فإن الله فى ساعة الشدة يكشفها. {وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌٌ (43) إبراهيم} يفعل بها فعل الريح فالمقاتل معه سلاح فتاك ما عاد يمسكه بيده لأن المركز خواء إمتلأ بالرعب. الرعب جند من جنود الله , يلقيه الله فى قلوب هؤلاء فلا يبقى لهم مجال لأن تنفعهم أسلحتهم ولا عتادهم. في اليرموك كانوا يربطون بعضهم ببعض بالسلاسل في أرجلهم. أنزل الله تعالى هذه الآيات بعد المعركة.هل الآية (سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ) عن الماضى أم الحديث هنا عن المستقبل؟. الكلام عن المستقبل {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ (151) آل عمران} من هؤلاء الذين سيلقى فى قلوبهم الرعب؟ يبدو أنها من باب الوعد المتناسب مع المصيبة أو الهزيمة. مع أنه أصابكم ما أصابكم فإن الله يتولاكم ما دمتم رجعتم. يؤيد ذلك الآية التى بعدها {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152) آل عمران} ولذلك المعركة الكبرى التى حدثت بعد غزوة أحد فيها معنى الرعب وهي الأحزاب وهي مثال لإلقاء الرعب. (سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ) المقصود "بهم" اليهود لأن أحد وقعت فى شوال فى السنة الثالثة للهجرة وبعدها بأربعة أشهر في ربيع الأول من السنة الرابعة للهجرة بني النضير {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (2) الحشر}. إن هذا الرعب هو ذاك. اليهود لم يتوقعوا أن يهزموا. ولكن ما وقع في ذهني هو فى بني قينقاع ثم بني النضير ثم بني قريظة و الأحزاب ما توقعوا الهزيمة لأن العوامل المدية ما كانت توحي بذلك.
أثر الشرك على خواء القلب. إذا اعتمد الإنسان على غير الله تخلى عنه ذلك الغير عند وقوع الشدائد. وعكسه الإيمان {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) إبراهيم} وهى كلمة التوحيد. لاحظ أن الناس الذين عندهم نوازع شركية خوف من الجن والعين والسحرة يستغيثون بغير الله نجدهم أكثر الناس جبناً عند الشدائد. ولكن الموحد تجده فى وقت الشدة أثبت ما يكون وأكثر الناس ثقة بالله مع أن كل المعطيات المادية قد لا تساعد لذلك هو ثابت رابط الجأش هذا معنى تراه بين الإيمان بالله والثبات بما ملأ الله قلبه به من التوحيد. تلاحظ فى المعارك المعاصرة كيف يأتي الجندى المسلم بعتاد بسيط أما الجندى الكافر يأتي بعتاد كبير حتى أصبحت وبالاً عليه إلا أنه {وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌٌ (43) إبراهيم}.
وعد الله بنصر المؤمنين
(يُتْبَعُ)
(/)
{وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152) آل عمران} دخلنا فى أحد مرة أخرى. تحسونهم الحس بمعنى القتل الكثير. يدل على أنهم قتلوا كثيرا. وكلمة "بإذنه" يراد بها المعنى القدري وهذا يصدقه قوله تعالى {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (17) الأنفال} ويراد بها المعنى الشرعي لأن الله أذن لكم قتلهم والإثخان في القتل (فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12) الأنفال) فى هذا الموطن يحمد أن تقتل وتُرىِ المشركين القوة وتقذف في قلوبهم الرعب.
(حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ) صدق الله وعده فى حالة صدقكم معه, فجعلكم تحسونهم. ولكن اذا فشلتم وجبنتم وعصيتم بعد النصر لأنهم رأوا فلول العدو ذهبت والصحابة يلحقون بهم, قال بعدها (منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة) والسبب فى هذا هو التنازع بينكم. إرادة الدنيا إذا تغلبت على إرادة الآخرة سبب للهزيمة خصوصا اذا أدت إلى معصية الله لأن الانسان لا يستطيع أن يتخلص من نوازع نفسه الداخلية لأنه يحب الدنيا ولكن بدون معصية الله.
سؤال أين هم الملائكة فى المعركة؟ هل شاركت مشاركة فعلية فى أحد؟ شاركت فى بدر قطعا, ولكن فى أحد وباقي مغازي الرسول صلى الله عليه وسلم كانت المشاركة بالتطمين والتثبيت وليس بالغزو كما قال مجاهد. وقد يكون السبب (حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ) والله سبحانه وتعالى اشتطر (فإن تصبروا وتتقوا) وأنتم الآن لم تحققوا الشرط فلم يتحقق الوعد. مشاركة الملائكة لم تكن فقط في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم بل كان المؤمنون المؤمنون كانوا يشعرون بالملائكة بوجودهم فى الصفوف ويشعرون بالطمأنينة مع شدة المعركة. وإخواننا المحاربين الآن يقولون كنا نشعر بذلك.
(مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ) يقول ابن مسعود ما كنت أظن أن أحداً من الصحابة يريد الدنيا إلى أن نزلت هذه الآية. المقصود بالدنيا الغنائم، عصوا رسول الله لأجل لعاعة من الدنيا وكان ذلك بشيء من التأويل وتخلف عنهم النصر. فماذا نقول الآن نحن الآن أُشربت قلوبنا فى الدنيا وبعنا من أجلها كثيراً من أركان وفرائض هذا الدين ونرجو نصر الله ونرجو صدق موعوده؟!.
(ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ) إلا لأوقع بكم أشد العذاب. موقع العفو هنا عجيب. الخبر الآن كله عن ما وقع من بعض الصحابة من معصية ولذلك عتاب الله لهم أليم (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ) قال (ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ) ثم صرفكم عنهم ليختبرهم. هم لم ينجحوا فى هذا الإختبار فى هذه المرة ولكن الله سبحانه وتعالى عفى عنهم (وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ). انظر وقع هذا على الصحابة وهذه التربية بيّن لهم ما وقعوا فيه ثم عفا عنهم. النبى صلى الله عليه وسلم فى تبوك لما أذن لبعض المنافقين وهو يعلم أنهم كارهون للذهاب معه عاتبه و قال {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ (43) التوبة} قدم العفو وهذا دلالة على محبة الله لمحمد صلى الله عليه وسلم حتى في مثل هذه الحالة. لو تأملت مقامات محبة الله لنبيه صلى الله عليه وسلم فى القرآن حتى فى مثل هذه الآيات لوجدت شيئا عجيبا جدا تقف عنده موقف الخاشع لهذا الرب العظيم في محبة الله لنبيه وعلى المؤمنين أن يحبوه.
{إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (153) آل عمران} يصف حال المؤمنين لما بلغهم خبر مقتل الرسول أو لما داهمهم جيش المشركين وهم يجمعون الغنائم يفرون فى كل إتجاه ولا يلون على أحد. والرسول يدعوكم فى أخراكم. كان يقول" أيها الناس إليََّ إليََّ" كان يدعوهم إلى الجزاء الأوفى و الثبات والصدق أى لما يحييهم ويدعوهم إلى الآخرة أم في آخرهم؟. كتب السبرة تقول أنه لما فرّ الصحابة كان يناديهم من الجبل فقوله في أخراهم يعني من خلفهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[31 Aug 2009, 11:30 ص]ـ
الحلقة 22
9 رمضان 1430
مقدمة
تكلمنا فى الحلقة السابقة عن العلماء. العلم ليس على كل حال يهدي الإنسان الى الجنة ولكن العلم النافع, علم الكتاب والسنة وعلم هذه الشريعة العظيمة هو الذي يوصل الإنسان إلى المقاصد النفيسة في الدنيا وفي الآخرة.
لا زال الحديث عن غزوة أحد ووصلنا إلى قول الله عز وجل {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (153) آل عمران} هذه الآية مرتبطة بما قبلها ارتباطاً وثيقاً وأُذكِّر بما ذكرناه في الحلقة السابقة عن الوقف. وهنا الوقف ليس تاماً لأن الآية مرتبطة بما قبلها إعرابياً. قال تعالى (إذ تصعدون) إما أن تكون ثُم صرفكم إذ تصعدون أو ولقد عفا عنكم إذ تصعدون فتكون مرتبطة معنى واعراباً بما قبلها.
النبى صلى الله عليه وسلم يتخير مكان المعركة
تصعدون: معنى الاصعاد هو المشي فى الصعيد وهو الارض المنبسطة وبعضهم يقولون تصعدون من أصعد هو الصعود من مكان المعركة لأن أرض المعركة كان فيها جبال. وبعض اللغويون يقولون الصعود هو الرقي والاصعاد هو الانتشار في الصعيد وقوله تصعدون هنا من الاصعاد، من أصعد وليس صعد. لو تخيلنا المعركة لعرفنا معنى الإصعاد وكيف كان المسلمون ينتشرون في أرض المعركة وحبذا لو خلال التفسير جئنا بخريطة لموفع المعركة فهذه تعطي الذي يتعلم التفسير تقريب واضح لمكان المعركة.
نلاحظ أن النبى صلى الله عليه وسلم عندما يدير معركة يديرها باحترافية عالية جداً ليست القضية أننا نتكل على نصر الله وتنتهي القضية عند هذا بل إن نصر الله سبحانه وتعالى ينزل علينا لأننا اتخذنا الأسباب والاحتياطات التي أمرنا الله بها وخاصة الأماكن. فكان صلى الله عليه وسلم يتخذ كل الاحتياطات ومنها إختيار الأماكن. واختياره صلى الله عليه وسلم مكان بدر ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: أشيروا علي في المنزل، فقال الحباب بن المنذر لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت هذا المنزل أمنزل أنزلكه الله فليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخره؟ أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل هو الرأي والحرب والمكيدة. قال: فإن هذا ليس بمنزل، انطلق بنا إلى أدنى ماء القوم. . .} الراوي: - المحدث: ابن العربي - المصدر: أحكام القرآن - الصفحة أو الرقم: 1/ 391 خلاصة الدرجة: ثابت.
ثم ذكر الخطة المذكورة ليكون عندهم ماء وليس عند عدوهم ماء. العدو من استكبارهم تركوا الإستعداد وما شعروا إلا وقد وقعوا فى الفخ. وفي أحد جاء المشركون المدينة من شمالها لأنهم لا يستطيعون دخول المدينة من جنوبها لوجود القلاع والحصون واكتفوا أنهم جاؤوا إلى أرض منبسطة ووادي. والنبي صلى الله عليه وسلم اتخذ مكانا رائعا جعل فيه جيشه. جبل أحد عن يمينه وجبل الرماة عن يساره وخلفه. جبل الرماة صغير يمكن أن يوضع عليه سرية من الجيش تحمى وتدير رحى المعركة. تتعجب من إختيار النبي صلى الله عليه وسلم للمكان حتى لو أردنا أن ننسحب عندنا جبل ولذلك عندما وضع الرماة على الجبل قال لهم عليه الصلاة والسلام: لا تبرحوا أماكنكم حتى لو رأيتمونا تتخطفنا الطير.
أنا كنت فوق جبل الرماة وكنت أتساءل كيف يصل السهم من هذا المكان البعيد؟. ان هذه المسألة أشكلت على محمود شيت خطاب وهو رجل عسكرى من كبار من كتبوا في الحاضر في تاريخ الاسلام ومن كتبه كتاب (الرسول القائد) فجاء إلى أرض المعركة ولما راجع الروايات وجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وضع الرماة بالفعل فوق الجبل وضع آخرين في وسط الجبل للرمي. هؤلاء للرصد والحماية و وهؤلاء القيام الفعلي بالرمي. السهم لو رميت لا يتعدى 20 متر ثم يسقط والجبل أعلى من ذلك. أنظر فى غزوة الأحزاب وضع صلى الله عليه وسلم الخندق فى شمال المدينة. اختيارات كل هذه الأماكن تدل على الأخذ بالأسباب والعلم بالجغرافيا والفلك وكل الأسباب المحيطة معتبرة.
فائدة: متعلقة بالرسم.
(يُتْبَعُ)
(/)
" تَلْوُونَ" كتبت بواو واحدة ولو اننا نعتمد على الرسم – كما يقول بعض المستشرقين- لقرأناها "تلون" ولكن الأصل فى القراءة هو ما حفظ فى الصدور وليس ما كتب فى السطور. نجد أن هناك واو صغيرة أضافها علماء الضبط تنبيها على الواو الأخرى التى لم تكتب. والصحابة لم يكن عندهم إشكال في ذلك أن يكتبوها بواو واحدة ويقرأونها واوين، بعض العلماء المتأخرين أشاروا أنها من سوء هجاء المتقدمين أي كانوا ضعفاء فى الإملاء وليس هذا بصحيح. الإملاء اصطلاح تعارف عليه أهل كل عصر والإملاء إلى اليوم فيه خلافات. ألا ترون ان هذه فائدة تشير الى مفهوم الزوجية فى الحياة خلق الله كل شيء في الحياة على هيئة الزوجية، الآن في تلقي المصحف لا يقبل خط إلا بشهادة حافظ ولا يقبل حفظ حافظ إلا بشهادة مكتوب. هذين الشاهدين على ضبط النص القرآني. ونعمل بهذا إلى اليوم في رضد درجات الطلبة على الرغم من وجود التقنية لعمل ذلك. الصحابة كانوا لا يكتبون الآيات إلا بعدما يتأكدون منه.
(لا تلوون) معناها هربتم مسرعين حتى اذا ناديناكم لا تردون ولا تلتفتون وهذا ما وقع فى نفوسهم من الهلع والهروب في الموقف عصيب. ولم يكن صلى الله عليه وسلم بمنأى عن أصحابه ,كان هو الذي يثبت وهو الذي يدورون حوله وكانوا يقولون كنا نحتمي به لعلمهم انه أشجع الخلق. وشجاعة البدن راجعة إلى شجاعة القلب وثباته وثبات القلب راجع إلى الإيمان والإتصال بالله سبحانه وتعالى فأعظم الناس اتصالاً بالله سبحانه وتعالى هو أشجعهم قلباً وأشجع الناس قلباً هو أجرأهم. ومع هذه الصفات التى إتصف بها الرسول صلى الله عليه وسلم من الشجاعة والقوة لم يثبت أنه قتل بيده إلا أُبي بن خلف فى معركة أحد عندما قال بل أنا أقتلك يا عدو الله. فبالرغم من شجاعته صلى الله عليه وسلم إلا أنه لم يكن سفاكاً للدماء كما يتهمه الجهلاء.
{فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ}
الصحابة رضي الله عنهم وقع منهم ما وقع فى هذا الموقف فعاقبهم الله في نفس المكان. نستنبط فائدة أنه ينبغي على المؤمن ألا يحزن عندما يعاقَب فكان العقاب مباشرة فهذه نعمة وفي مصلحته. قد أعجل العقوبة لمحبته لك و لرحمته بك. ونجد بعضهم عندما يصاب بمصيبة فيعلوه الهم وبعضهم يتسخط ويقول أنا ماذا فعلت يا رب وكذا. أقول هذه نعمة على الانسان أن يعجل العقوبة. يقول حسن البصرى: إنني لأرى ذنبي في ولدي ودابتي وزوجي. وهذا من رحمة الله بالإنسان بتعجيل العقوبة حتى تأتى يوم القيامة بدونه وهو أيضا تقويم مباشر وحتى لا تتمادى في معصيتك. وما يؤكد ذلك {لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ} ويقول المفسرون في قوله (فأثابكم غماً بغم) عاقبكم الله غما, غم القتل والجراح بسبب أنكم غممتم رسول الله صلى الله عليه وسلم بمخالفتكم إياه وتنازعكم في الأمر، هذا قول ويشهد له واقع الصحابة. والقول الثاني وهو أقوم والله أعلم انه أثابكم غما بغم قتل رسول الله كان سبباً لزوال الغمّ الذي وقع في قلوبكم بالهزيمة والانكسار والمصيبة فلما سمعتم قتل رسول الله نسيتم مصيبتكم فكان ذلك من رحمة الله بكم. ولما علموا انه حي يرزق كأنه لم يصيبهم شىء يؤكد ذلك موقف الصحابية التي أبلغوها عن مقتل زوجها وأبيها وأخيها وهي تسأل ما فعل رسول الله؟ فقيل لها هو حيّ يرزقن فقالت كل مصيبة بعده جلل يعني سهلة أو صغيرة. الشيخ الشعراوى رحمه الله حام حول هذا المعنى الثاني فأجاد. الإصابة هنا كأنها بمعنى جزاء معنوي وليس من باب العقاب كما فى القول الأول أنها عقاب. أثابكم أي خفف عنكم المصيبة. (غماً بغم) فيها بيان معنى الأدوات هل الباء في (بغم) بمعنى على أو باء السببية أو باء بمعنى البدل يعني غماً بدل غم أو غماً بسبب غم أو غماً على غم.
(وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) يبدو أنها مرتبطة بالحدث كاملاً (حتى اذا فشلتم) (منكم من يريد الدنيا) هو خبير بعملكم. مجموعة أعمال حصلت منهم وكلها اعمال فناسب أن يكون الختام (وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) "خبير" يدل على الخبرة والعلم. فكل خبير عليم وليس كل عليم خبير. وتأكيد على ذلك قوله تعالى (مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ) لم يكن أحد يعلمها من الصحابة رضى الله عنهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
{ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154) آل عمران}
النعاس من الرحمة ومن الشيطان
{أَمَنَةً نُعَاسًا} يقول العلماء أن النعاس يأتي فى مواطن يكون فيها من الرحمان أو من الشيطان. المواطن التي يكون النعاس من الرحمن هو القتال أمام العدو. فالإنسان هو أمام عدوه يتوقع منه ضربة, فى تلك المواطن يسهر الشخص سهراً شديداً ويذهب نومه ولا وجود للإسترخاء. وهذه من المواطن التى كافأ بها الله تعالى المؤمنين وهذه من خصوصيات أصحاب الأنبياء أن يكافئهم مثل هذه المكافآت جزاء عاجلا جزاء لهم على صدقهم وهذا النعاس أمنة. وفي مواطن أخرى يأتي من الشيطان في خطبة الجمعة مثلا أو أثناء الصلاة أو في قيام الليل. قال أنس إن أبا طلحة قال: غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم أحد، قال فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه، ويسقط وآخذه. الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4562 خلاصة الدرجة: [صحيح]. وعن أبي طلحة قال: رفعت رأسي يوم أحد فجعلت أنظر، وما منهم يومئذ أحد إلا يميد تحت حجفته من النعاس فذلك قوله تعالى {ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا}. الراوي: أبو طلحة زيد بن سهل الأنصاري المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 366. خلاصة الدرجة: صحيح على شرط مسلم
قال (أمنة) أولا وهذا تطمين وتأمين لهم وفي بدر قال (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (11) الأنفال) وهنا (ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا) قدّم الامنة هنا لأنها حال خوف فناسب أن يقدم الأمنة وحالهم في بدر لم يكن حال خوف مطلق لكن ليست حالهم كحالهم في أُحد.
{وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ}
ومتى أهمتك نفسك أوكلك الله إليها وإذا كان همك الله والدار الآخرة تولى عنك وحفظك "احفظ الله تجده تجاهك".هذا المعانى الرائعة أثارها سيد قطب في ظلال القرآن (وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ) وقال هؤلاء الأنانيون، المسلمون يتخطفون وهؤلاء همتهم أنفسهم. ولا شك أن هؤلاء هم المنافقون أما المسلمون الصادقون فكانوا يقاتلون مع رسول الله. نلحظ الصالحين من عباد الله وطلاب العلم وغيرهم الذين يهتمون بتوعية الناس وقضاء حوائجهم وإعادة الدين لمجده, هؤلاء من يقضي حوائجهم فى بيوتهم؟ هذا ليس مشغولا بهذه الأشياء فلا يشغله الله بها. أما من ليس له همّ إلا نفسه يشغله الله بهذه الأشياء. مهما تفرغت لله اعلم أن الله يكفيك مؤونة الحياة قد أشغل بها كثيراً من عباده. يكفيه إياها من تفرغ له.
{يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ} يظنون أن الله لا ينصرهم وهذا لا يقع إلا ممن ضعف يقينه وهم المنافقون. ولذلك قال بعدها (ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ)
(يُتْبَعُ)
(/)
نحن نتهاون بقضية الظن وهو حسن الظن بالله وعدم امتلاء القلب يقينا بموعود الله. هذا وقع فى القرآن كثيرا من أولئك الذين لا يعرفون الله حق معرفته ولا يقدرونه حق قدره وفي سورة الفتح تركيز كثير على هذا المعنى (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (4) لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا (5) وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (6) وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (7))
كيف يظنون أن الله لا ينصر دينه ويترك جنوده ويسلمهم إلى عدوه، قال (عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ). (سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (11)) ثم قال (بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا (12)) أي هلكى خاسرين. ثم يقول تعالى (سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا (15) الفتح) فعوقبوا على ذلك أنهم لم يتبعوا الرسول ولم يشاركوه فى المعركة. وهو نفس المعنى هنا (يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ) ثم فصل {يقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا} وفيها تفصيل لتلك الأمور القلبية التى لا يطلع عليها إلا الله ولذلك قال (وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) متناسبة مع هذا الظن القلبي. (يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا) كأنهم يُسلبون الاختيار مع الرسول فهم جبناء لا يستحقون أن يُستشعروا. وهذا الذي أُبعد النعاس عنهم خوف القتل والآخرون المطمئنون بموعود الله أصابهم النعاس.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[31 Aug 2009, 02:29 م]ـ
الحلقة 23
10 رمضان 1430 هـ
{ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154) آل عمران}
(يُتْبَعُ)
(/)
تحدثنا عن قضية الظن الحسن وذكرنا أن المؤمن الموحد يحسن الظن بربه وخاصة في أوقات الشدائد واشتداد الكربات أما المنافق فلخوار قلبه وعدم علمه بالله سبحانه وتعالى يسيء الظن بالله جل وعلا ولذلك قال الله عز وجل ذاماً هؤلاء (يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) لا يزيدنا النظر فى هذه الآيات إلا إيمانا بالله وتصديقاً بنصر الله لهذا الدين ولأوليائه. في المعارك الحربية الآن بعد كل معركة يصدر بيان يظهر فيه القائد ما هي الخسائر فى الصفين؟ ما هي الحوادث التي وقعت؟. وهذا ما نتحدث عنه من قوله تعالى (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (121)) أشبه ما يكون بالبيان بعد المعكرة وليس من الرسول صلى الله عليه وسلم القائد الأعلى للمسلمين إنما هو من الله عز وجل. البيان يتكلم هذه الأحداث. ومن العجيب أنه يتكلم عن أسرار النفوس ولا يوجد بيان عسكرى دنيوي يتكلم عن النفوس دخلها جبن أو وسوسة. ولكن هذا البيان إشتمل على أسرار عجيبة في حديثه عن النفوس. أنظروا إلى هذه الدروس العجيبة في المعركة. إذا كان النصر إستمر للمسلمين فى غزوة بدر وفي أحد خاصة ولم يقع فيهم جروحات, لن تكون هذه الفائدة والعبر والدروس التي لا زالت الأمة تجدها للآن. ولكن الدروس التي تحققت للصحابة في وقت المعركة ولنا نحن إلى اليوم ما كانت لتتحقق إلا بهذا البلاء والإنكسار. قبل المعركة رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا. {تنفل رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفه ذا الفقار يوم بدر وهو الذي رأى فيه الرؤيا يوم أحد قال رأيت كأن في سيفي ذا الفقار فلا فأولته قتلا يكون فيكم ورأيت أني مردف كبشا فأولته كبش الكتيبة ورأيت أني في درع حصينة فأولته المدينة ورأيت بقرا تذبح فبقر والله خير فبقر والله خير فكان الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم} الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 7/ 183 خلاصة الدرجة: في إسناده عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو ضعيف.
الثلم الذي في سيفه هو أن يقتل أحد من أهل بيته وقد قتل حمزة وأما البقرة التي تذبح فأصحابه قتل منهم نفر وأما الدرع الحصينة فهي المدينة لكن الرسول صلى الله عليه وسلم ما تردد بعد أن رأى الرؤية وبقي في المدينة بل إستشار الصحابة. فلما أشاروا عليه بالخروج رأى أن إمضاءه للشورى أكثر مصلحة مع ما فيها من الخسائر. وبعد المعركة لم يعنف أو يعاتب أصحابه وهذه قضية مهمة للقائد عندما يأخذ مشورة أصحابه، فما بالنا اليوم إذا إختلف الواحد منا مع أصحابه يحتج بأنه هو أعلم.
في قوله (وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ) تذكرت موقف عبد الله بن أبيّ هو انخذل بالجيش وأكثر ما جعله ينخذل أن يقول محمدا يطيع الفتية وقد نصحته أن يبقى بالمدينة.فلما رأى النبي خرج من المدينة إستغل الفرصة وانسحب بالجيش.
هذا البيان الذي صدر من الله سبحانه وتعالى، كم فيه من الدروس التي نستنبطها. كل هذه الدروس من الإنكسارة وأكثرها من القرح الذي أصاب المؤمنين لما فيه من العبر والدروس. نذكر عمرو بن الجموح وهو شيخ أعرج قال للنبي صلى الله عليه وسلم إني أريد أن أطأ الجنة بعرجتي هذه وأبنائي يمنعونني و قد أراد الله له خيرا وقد إستشهد (وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ) من 140 آل عمران. وأيضاً عبد الله بن حرام أبو جابر في بدر خرج ابنه وإستشهد. فلما جاء يوم أحد طلب أن يخرج فإستشهد {لما قتل عبد الله ابن عمرو بن حرام يوم أحد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا جابر ألا أخبرك ما قال الله عز وجل لأبيك قلت بلى قال ما كلم الله أحدا إلا من وراء حجاب وكلم أباك كفاحا فقال يا عبدي تمن علي أعطك قال
(يُتْبَعُ)
(/)
يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية قال إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون قال يا رب فأبلغ من ورائي فأنزل الله عز وجل هذه الآية (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا) الآية كلها. الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 2276 خلاصة الدرجة: حسن}
عندما ذكرنا كلمة (بيان) هذه نستفيد فائدة عظيمة لما يحصل مثل هذا الأمر الذي حصل للمسلمين في أحد.ويتكرر في تاريخ المسلمين. لماذا لا يتوقف العلماء أمام ذلك الذي حدث ويستنبطون منه العبر؟ فما يحدث الآن في فلسطين والعراق وفي السودان والصومال وفي أفغانستان وغيرها ومع ذلك الدراسات التي تكتب قليلة لدراسة أسباب الهزيمة وأسباب الفشل. لذلك ندخل تجارب ونحن لا نعرف ما الذي مر بنا قبل ذلك. ألا ترون أن هذا يعتبر منهجاً قرآنياً. مثلا في أفغانستان انتهت بانتصار المسلمين ولكن ما حصل للمسلمين ما يرجونه بسبب إختلاف المجاهدين فيما بينهم وفي النهاية ذهب جهاد 14 عاما. الذين كتبوا عن هذا الموضوع قليل لكن لم تقدم دراسات وبيانات تبين مكمن الداء حتى لا تتكرر المشاكل علينا (حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ) من 152 آل عمران. هذه القضايا ليست غائبة عن الدراسات وليست غائبة عن الكتب ولكن المشكلة أنها لا تطبق ولا يعمل بها ولا يراد لها أن تطبق أصلا.
في معركة أحد الآن نتأمل بطولات وتضحيات لا نجدها في معارك أخرى. مثلا قصة حنظلة (غسيل الملائكة) الذي خرج للجهاد ليلة عرسه قصة لا تجدها إلا في هذه المعركة. والأمر الثاني هي البطولات التي وردت عن أبي دجانة وعن حمزة رضي الله عنه وعلي بن أبي طالب. {لما كان يوم أحد إنهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو طلحة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم مجوب عليه بحجفة له، وكان أبو طلحة رجلا راميا شديد النزع، كسر يومئذ قوسين أو ثلاثا، وكان الرجل يمر معه بجعبة من النبل، فيقول: (إنثرها لأبي طلحة). قال: ويشرف النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى القوم، فيقول أبو طلحة: بأبي أنت وأمي، لا تشرف، يصبك سهم من سهام القوم، نحري دون نحرك، ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم، وإنهما لمشمرتان، أرى خدم سوقهما، تنقزان القرب على متونهما، تفرغانه في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملآنها، ثم تجيئإن فتفرغانه في أفواه القوم، ولقد وقع السيف من يد أبي طلحة، إما مرتين وإما ثلاثا}. الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4064خلاصة الدرجة: [صحيح]. وأيضا نسيبة أم عمارة رضي الله عنها وكانت تقاتل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم. وهي التي ضربت إبن قمنة على كتفه ولكنه ضربها ضربة أقوى.
الشاهد أن كل هذا لم يشفع لهم. التضحيات لم تشفع للإختلاف والتنازع الذي حدث بينهم، وهذا درس وهذا ما نريد أن يبرز حتى تتعلم الأجيال. مضت بنا حوالي 200 سنة من إنحطاط المسلمين و تغلب أعدائهم عليهم والقادم قد يكون أكثر ولكن ما استفدنا من هذا كله ولم نستعد. فمثلا الجزائر وما حدث فيها بعد قتال طويل , هذه التجربة لا نقول لم تسجل ولكن لم تبرز منها الدروس التي تستفيد منها الأجيال.
(يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا) إعتراض على القدر. من هم المعترضون؟ لماذا لا تكون طائفة من المؤمنين بدليل قوله تعالى (وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) الأحزاب)؟ من المفسرين من يحملها على المنافقين. ولكن هنا هم أهل النفاق بدليل ما قبلها. نقول (يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ). وقد روى الزبير {لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اشتد الخوف علينا , أرسل الله علينا النوم , فما منا من رجل إلا ذقنه في صدره , قال: فوالله إني لأسمع قول معتب بن قشير , ما أسمعه إلا كالحلم: {لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا}. فحفظتها منه , وفي ذلك أنزل الله: {لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا} لقول معتب} الراوي: الزبير بن العوام المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير -الصفحة أو الرقم: 1/ 428 خلاصة الدرجة: إسناده صحيح
(يُتْبَعُ)
(/)
يرد الله تعالى عليهم (قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ) وهى آية عجيبة جدا لو نتأملها المتأمل فمن الأمور ما لا يعلمها إلا هو ومنها أن يموت الإنسان فمن قال هذا سواء كان من المنافقين أو من ضعاف الإيمان فهو جاهل. فإن وجوده في المعركة لا يلزم القتل والعكس.
(قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ) وسماها مضاجع وهذا من البلاغة بمكان فالميت المقتول على الأرض بعد موته كأنه مضجع عندما يريد أن ينام (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ) من 16 السجدة. سبحان الله الذي صور هذا المشهد أنت لما ترى القتلى لا تفرق بينه وبين المضجع. وكأنها إشارة إلى أن ما أصاب الإنسان من الموت بعده حياة أخرى مثل المضجع يغفو ثم يقوم. قرأت للواء محمود شيت خطاب في الحرب التي حصلت بين المسلمين واليهود في فلسطين أن أحد القادة يتفقد الجنودومواقعهم الحصينة وكان له قريب في موقع غير محصن ويوجد رجل آخر من عامة الجنود في مكان محصن فأخرجه منه ووضع قريبه في هذا المكان المحصن خوفاً عليه. فلما بدأت الحرب انطلقت قذيفة وإستقرت في المكان الذي فيه قريبه وسلم ذاك وانظر إلى النتيجة. المفسرون يذكرون قصة سليمان عليه السلام لما جاءه ملك الموت زائرا وجاءه رجل فنظر إلى هذا الرجل نظرة قوية فخاف الرجل. فلما خرج ملك الموت سأل من هذا الرجل قال سليمان هذا ملك الموت. فقال الرجل أرسلني إلى مكان بعيد وهذا من الخوف فأرسله سليمان إلى مكان بعيد. فملك الموت ذهب إلى هذا المكان وأخذ روحه ثم رجع إلى سليمان وقال كنت أعجب لأن الله أمرني أن أقبض روح هذا الشخص الذي كان عندك في مكان آخر ولكني كنت أراه عندك. وقد يقول البعض أن هذه من الإسرائيليات ولكن المهم العبرة. أعجبني قول الطبري في كلامه عن الإسرائيليات نبه على هذه القضية أنها قضية ممكنة مادامت هذه من القضايا الممكنة فأمرها سهل ودخلت في مجال أنها ممكن أن تكون واقعا ولا شك من المعجزات التي تكون للأنبياء.
(وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ) عندنا هنا الإبتلاء والتمحيص. الإبتلاء بمعنى الإختبار يعني يبتلي ما فيها من الإيمان والنفاق وحسن الظن بالله وسوء الظن بالله. والتمحيص هو تطهيرها من الذنوب وهو أخص. لماذا قال في الأول (صدوركم) والثانية (قلوبكم)؟ ذكرنا من قبل أن البيان جاء للحديث عن النفوس وتكلم عن المؤمنين وإن بعض المؤمنين صادق الإيمان ومنهم من وقع في التردد والظن وإن هناك منافقين نافقوا وانسحبوا فالله جعل في نهاية هذه المعركة نوع من التمييز بين هذه الصفوف فأنزل النعاس أمنة وهذا ما وقع إلا على المؤمنين الصادقين (ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ) هذه الطائفة كأن من علامات أنها صادقة خالصة هذا النعاس. أما المنافقين هؤلاء لم يدخل النعاس عليهم هم الذين قالوا (هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ) (يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ) كل هذا ليبتلي الله ما في صدوركم والابتلاء يعني الإختبار تعرض القلوب على محك الاختبار. والإختبار هو هذا الموقف الذي أصابهم بالذهول وبعضهم أسقط في يده لا يدري ماذا يفعل في الموقف العصيب حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم وقف وحيداً أصيب بالجراح وأصيب بالسهام وكان طلحة يقي الرسول وتصيبه السهام هؤلاء هم الفدائيون الحقيقيون. أراد الرسول أن يصعد على صخرة صغيرة فما إستطاع من ثقل الجراح. لا شك أن هذا هو غاية التمحيص. الإبتلاء أعم من التمحيص. التمحيص كأنه تتبع بقايا الذنوب. ويبدو أن ما في الصدور أعم من ما في القلوب ويبدو أن ما في الصدور يشمل ما في القلوب وما يوسوس حولها أي ما لم يدخل القلب بعد.وإذا عبر عن الصدر فهو يشمل ذات القلب وما حوله من الشكوك والظنون التي لم تستقر. فالإبتلاء جاء شاملا لما في الصدور وفيها القلوب. أما التمحيص للشيء الذي دخل في قلوبكم من الوهن وضعف الإيمان هذا يحتاج إلى التمحيص لكن قبل أن يدخل إلى القلب ويستقر فيه فهو من الابتلاء ولم يتمكن من القلب فعبر عنه بالصدور والتعبير بالصدور
(يُتْبَعُ)
(/)
أعم من التعبير بالقلوب والتعبير باللاء أعم من الابتلاء بالتمحيص .. فهو الشيء الذي دخل في قلوبكم من الوهن وهذا يحتاج إلى تمحيص. أما الإبتلاء فهو في الصدر. ألا ترون أيضا لأن الإبتلاء يراد به التفريق بين المؤمن والمنافق (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35) المؤمنون) أما التمحيص أن يقع شيء في هذه القلوب من ذنوب ونحوها فيمحصها الله بهذا الرعب حتى يزول لذا يمكن القول أن القلب هو محل إكتساب الذنب أو الحسنة {كنا عند عمر. فقال: أيكم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن؟ فقال قوم: نحن سمعناه. فقال: لعلكم تعنون فتنة الرجل في أهله وجاره؟ قالوا: أجل. قال: تلك تكفرها الصلاة والصيام والصدقة. ولكن أيكم سمع النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن التي تموج موج البحر. قال حذيفة: فأسكت القوم. فقلت: أنا. قال: أنت، لله أبوك! قال حذيفة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا. فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء. وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء. حتى تصير على قلبين، على أبيض مثل الصفا. فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض. والآخر أسود مربادا، كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا. إلا ما أشرب من مراه ". قال حذيفة: وحدثته؛ أن بينك وبينها بابا مغلقا يوشك أن يكسر. قال عمر: أكسرا، لا أبا لك! فلو أنه فتح لعله كان يعاد. قلت: لا. بل يكسر. وحدثته؛ أن ذلك الباب رجل يقتل أو يموت. حديثا ليس بالأغاليط}. الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 144خلاصة الدرجة: صحيح
أما الصدر فهو محل للهواجس والخواطر والظنون فذكر له الابتلاء. الخلاف بين العلماء هل القلب هو المقصود به المضغة التي في الصدر؟ في النهاية هو أنه المستقر به الوساوس والمقصود تمحيصه هو.
(وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) وهذا الختم للآية هو مناسب جداً لمضمونها، الموضوع في العلم الدقيق وفيما يتصل بالصدور من بداية الآية بل حتى من قوله (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّىءُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
{إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (155)}
الحديث في الآية السابقة كان مع قوم مرضى أما في هذه الآية فليس مع قوم فيهم نفاق بل هم من المسلمين ولا شك أن المسلم في حال الشدة يلحقه بعض خطاياه وذنوبه فيقع بشيء من الخوف والتولي وهذا لا يسلم منه أحد إلا من عصم الله وكمل إيمانه وقليل ما هم. (اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا) هذه تزيد من التأكيد أن من أكبر الأخطاء في أحد هي الهيبة التي دخلت قلوب الصحابة من كثرة أعداد المشركين. كانوا 1000 صاروا 700 بعد إنسحاب أبي والمشركين كان عددهم 3000 جاءوا بعدتهم وأتوا بالنساء معهم. فكان الوهن والمهابة التي وقعت في نفوسهم كانت من أسباب الفشل والتنازع بالإضافة إلى ما حدث من الرماة من مخالفة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم. فقوله (اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ) هو هذا وأدخل في نفوسهم مهابة الأعداء مما أوقع في نفوسهم الوهن وشىء من التردد. استزلهم الشيطان بالتولي فتولوا وتركوا رسول الله بسبب كسبهم. إستزلهم أى أوقعهم في الزلل (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ) من آل عمران 175. الشيطان كان يلقي في نفوس الصحابة نوع من الهيبة من المشركين. وخاصة في أحد كان للمشركين نوع من الشوكة. أولا كان خالد على الميمنة وكان عكرمة على اليسار وأبو سفيان يقود الجيش وحتى هند جاءت لتشفي غليلها. في الآية (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128) آل عمران) أذكر أن كل هؤلاء الذين ذكرناهم أسلموا وكلهم كانوا قواداً وهذا فضل الله تعالى. أبو سفيان في أحد كان ينظر المسلمون إليه كعدو بل رأس الأعداء وكذلك خالد و هند ولكن بعد ذلك أعزّ الله بهم الدين (عَسَى اللَّهُ أَنْ
(يُتْبَعُ)
(/)
يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (7) الممتحنة)
وأيضا هذه الآية نستفيد منها أن الإنسان لا يستهين بالذنوب لأنه إذا جاء الجد خذلته ذنوبه. فإذا كان أحدهم يعصي الله في شعبان ثم يقول أتوب في رمضان لكن المشكلة أن هذا ستخله ذنوبه، يريد أن يصلي يمنع من الصلاة، يريد أن يقرأ القرآن يجده أثقل عليه من جبل أحد والسبب الذنوب ولذلك العلماء يقولون (الحسنة تقول أختي أختي والسيئة تقول أختي أختي). علينا أن لا نتهاون في الذنب ونحن خطاؤن وأبناء الخطائين ولذلك نبادر بالتوبة ولا نتأخر في أن نتوب إلى الله تعالى وأن ننتبه للذنب وإن صغر. نتوب إلى الله تعالى حتى لا تدركنا عواقب هذه الذنوب وإلا ما الذي دعل بعض الصحابة ينخذلون في أحد وقال تعالى (ببعض ما كسبوا) هذا بعض ما كسبوا فكيف لو كان بكل ما كسبوا؟!
من لطائف الآية (إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (122)) تكلم هناك عن بداية المعركة وإنسحاب المنافقين وهنا تكلم عن ماحصل في المعركة (التولي). هناك قالوا (وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا) من 147 آل عمران وهنا قال (اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ) هناك يطلبون التثبيت وهنا يشير إلى ما وقع من أن الشيطان طلب لهم الزلة فزلت أقدامهم بسبب ما كسبوا وهذا من تناسب الألفاظ والمعاني في الآيات.
ولو تأملنا (يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ) كذلك أشار إليها في واقعة بدر (يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ) من الأنفال 41. الجمعان مراد بهم هناك أبو جهل ومحمد وهنا أبو سفيان والنبي ويقول العلماء هو جمع محمد وجمع أبو سفيان للقتال في أحد. من لطائف علوم القرآن أن نقول أن "الجمعان" هنا لها معنى وفي بدر لها معنى وإن كان المعنى من حيث المفردة واحدة (الجيشان)
في قوله (وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ) قدم الرب نموذجا للعفو عن أولئك الذين تولوا وخذلوا النبي صلى الله عليه وسلم في موقف شدة وأصابتهم بعض الظنون السيئة وهم خيار الناس فالله يعفو عنهم.وبعد قليل سيأتي أمر النبي للعفو عنهم (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) من 159 آل عمران.
فائدة لغوية: (وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) قال إبن عاشور هي من مبتكرات القرآن مثل (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ) من 1 الأنفال. وهذه لم تكن معروفة في لغة العرب قبل القرآن (ذات البين) صلاح العلاقة بينك وبين المسلمين. وذات الصدور تفهم منها بما تخفيه في صدرك وهو غير معروف. ذات الصدر هو المكان الذي لا يعلم ما فيه إلا الله.
ختم الآية (وَلَقَدْ عَفَا اللّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ) غفور للذنوب لأنه تقدم ذنب. وحليم لا يعاجل في العقوبة لأنه عفا, وهي مناسبة. ومن أعظم المواطن التي ينبغي تدبر القرآن فيها هي تدبر صفات الله وأسمائه ومواضعها من الآيات ومعانيها. وهي أكثر الأشياء التي تورث الإنسان محبة الله وفهم آياته وأسمائه وصفاته. غفور إسم يتضمن صفة والفصة يتضمن أثر والأثر أن الله ستر هذا الذنب وغفر عنه وحليم لم يعاجل بالعقوبة لحلمه سبحانه وتعالى.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[01 Sep 2009, 02:09 م]ـ
الحلقة 24
11 رمضان 1430
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (156) وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (157) وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ (158) فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ
(يُتْبَعُ)
(/)
يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) آل عمران
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا} عندما يأتي الخطاب بـ (ياأيها) الذين آمنوا فإن المخاطب به هم أهل الإيمان. قال ابن مسعود إذا قال يا أيها الذين آمنوا فارعنا سمعك فهو إما أمر تؤمر به أو شر تُنهى عنه. ولا شك أنه من الأوامر المرتبطة بالخير. {لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا} كأنها تتمة للفكرة السابقة التي ذكرت في الآية السابقة {يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا} من الآية154 آل عمران. الحقيقة هذا المعنى ركزت عليه الآيات لكثرة دورانه في عالم الناس وجوده في عموم الناس وهي أن يتوقع الناس أن الضرب في الأرض والسفر والخروج في القتال وغيره يجلب بالموت للإنسان. ولكن الموت بيد الله. كم من إنسان ورد موارد الموت ولم يصبه شىء فكم من القادة الذين مروا على الكثير من المعارك وملاقاة العدو ولم يصيبهم شىء. هذه القضية تتردد على ألسنة الكثير من النساء .. أخاف إبني يسافر أو يحج فيموت. كل خير تراه لنفسك وتؤمن به إعمل به. وقضية أن تموت أؤ لا تموت هي بيد الله. كم من مرة في مجلس معين يدخل ملك الموت ويأخذ من قد يكون أصغرهم سنا وأكبرهم مؤهلات للبقاء _كما يقال_ ويترك الآخرون. ولذلك فإن تأكيد الآيات على هذا المعنى لأنه مهم ولكثرة حاجة الناس إليه فينبغي أن يتطهر قلب المؤمن من هذا الشىء. وفيه أيضا إشارة إلى أن عدم الإيمان بقضاء الله وقدره من صفات الكفار. فقال (لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ) لمصلحة عادية (أَوْ كَانُوا غُزًّى) أو خروج للحرب. لا شك أن الذي يذهب للحرب مظنة القتل أكبر ولكنه قدم الضرب لأنه أكثر. (لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا) هل هذا فعلا حقيقة؟ أبدا لأنه ذكر في الآيات السابقة (قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ) من 154 آل عمران. في قصص كثيرة نجد سبحان الله أن الإنسان يسوق نفسه (يساق) إلى قدره. فهذا من المعتقدات الباطلة التي ينبه الله المؤمنين عليها. وأنها مما يشابه به المؤمنون الكفار. هؤلاء هذا إعتقادهم. إياكم أيها المؤمنون أن تشابهوا الكفار فيما يعتقدوا. وهذا الآن ملاحظ من الغربيين. يقتل منا كثير ومن أعدائنا أقل, انظر ما يصنعون هم على قتلاهم وما نصنع نحن على قتلانا. فرق كبير. أمهات الشهداء في فلسطين يهنؤون بإستشهاد أبنائهم بالرغم أنهم يصابون كل يوم في أبنائهم وأزواجهم. وبالرغم من ذلك راضيين صابرين ويعيشون حياة نفسية مستقرة.
(لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ) هذه أول عقوبة. والآن ولذلك الجنود الذين يقتلون في العراق تقام دعاوى من أهلهم ضد الحكومة هناك. وأهلهم يتسخطون وذلك لأنهم لا يؤمنون بالقضاء ولا يؤمنون بالقدر. من لطائف الآية لماذا قدم الموت في (عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا)؟ لتناسبها مع (إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى) الضرب يناسب الموت والغزو يناسب القتل. وفي الآية الثانية (وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) ذكر القتل أولا لأنه أقرب للمغفرة والرحمة من الموت فقدمها. لما جاء بالمغفرة والرحمة جاء بما يوصل لهما.
(وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ) عندنا إيمان راسخ أن الله هو الذى يحيي ويميت وأنت الآن حي فجاء أولا بيحيي. " من كتاب (الفرج بعد الشدة) للتنوخي" وحكى محمد بن الحسن بن المظفر، قال: حضرت العرض في مجلس الجانب الشرقي ببغداد، أيام نازوك، فأخرج خليفة نازوك على المجلس جماعة، فقتل بعضهم. ثم أخرج غلاماً حدث السن، مليح المنظر، فرأيته لما وقف بين يدي خليفة نازوك، تبسم. فقلت: يا هذا، أحسبك رابط الجأش، لأني أراك تضحك في مقام يوجب البكاء، فهل في نفسك شيء تشتهيه ? فقال: نعم، أريد رأساً حاراً ورقاقاً. فسألت صاحب المجلس أن يؤخر قتله إلى أن أطعمه ذلك، ولم أزل ألطف به، إلى أن أجاب، وهو
(يُتْبَعُ)
(/)
يضحك مني، ويقول: أي شيء ينفع هذا، وهو يقتل ? قال: وأنفذت من أحضر الجميع بسرعة، واستدعيت الفتى، فجلس يأكل غير مكترث بالحال، والسياف قائم، والقوم يقدمون، فتضرب أعناقهم. فقلت: يا فتى، أراك تأكل بسكون، وقلة فكر. فأخذ قشة من الأرض، فرمى بها، رافعاً يده، وقال وهو يضحك: يا هذا، إلى أن تسقط هذه إلى الأرض مائة فرج. قال: فوالله، ما استتم كلامه، حتى وقعت صيحة عظيمة، وقيل: قد قتل نازوك. لاوأغارت العامة على الموضع، فوثبوا بصاحب المجلس، وكسروا باب الحبس، وخرج جميع من كان فيه. فاشتغلت أنا عن الفتى، وجميع الأشياء، بنفسي، حتى ركبت دابتي مهرولاً، وصرت إلى الجسر، أريد منزلي. فوالله، ما توسطت الطريق، حتى أحسست بإنسان قد قبض على إصبعي برفق، وقال: يا هذا، ظننا بالله- عز وجل- أجمل من ظنك، فكيف رأيت لطيف صنعه. فالتفت، فإذا الفتى بعينه، فهنأته بالسلامة، فأخذ يشكرني على ما فعلته، وحال الناس والزحام بيننا، وكان آخر عهدي به." انتهى
(وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) ختم بالعلم. والآية مليئة بالتأكيد على معرفة الله لما في الصدور وما في القلوب ومراقبته. وفي هذه المعركة بالذات وما فيها من دروس عسكرية يؤكد على قضية أنه سبحانه وتعالى عليم بذات الصدور.
(وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ (158) لم يقل قتلتم أو متم في سبيل الله كأن الموت يقع على كل أحد وفي كل حال وقد يكون في سبيل الله أو لا يكون. وقدم القتل لشرفه لأنه في سبيل الله.
وجمع لهؤلاء بين المغفرة والرحمة (خير مما يجمعون). يعني ما أقبلتم عليه في الدار الآخرة خير لكم مما متم عنه فلِمَ الخوف من الموت؟ لِمَ الخوف من ملاقاة الموت؟. حالنا مثل حال الطفل أول ما يخرج من بطن أمه يصيح. لماذا تصيح؟ أنت تخرج من الضيق إلى السعة. هذا الطفل بعد ما يخرج يتنفس الصعداء ويحرك يديه ورجليه هل يفكر أن يرجع؟ لا. وكذلك حالنا الآن نشفق على الدنيا ونتمنى ألا نخرج منها. طيب ماذا سنلقى عند الله؟ هو خير لك من الدنيا وما فيها من الضيق والنكد وهذا عين الإيمان بالغيب وهذا من عجائب النفس أن الإيمان بالغيب لا يؤتاه كل أحد. ولهذا لو تأملت بعض الناس ينكر عليك إيمانك بالغيب وهو تجده يؤمن بالغيب من حيث لا يشعر لا يؤمن بالغيب الذي عندك ولكن يؤمن بغيب آخر ليس له مقدمات. الغيب الذي عندنا له مقدمات. بعض الناس لما يأتي يجادل فيها قد يغفل عنها خاصة من يناقشون الملاحدة وغيرهم أن الإيمان مقدمته عقلية. بعض الناس يظن أن الإيمان لا علاقة له بالعقل. الإيمان شيء والعقل شيء آخر هو يحاول أن يفصل بينهما. وليس بصحيح. هناك عقل فطري وأي كافر يؤمن لا يؤمن إلا بالعقل الفطري. لابد أن هناك مبدأ عقلي جعله يقتنع والعقل يهديه إلى أن يؤمن. إذا اقتنعت أن دين الله حق ستأتيك أشياء لا يدركها العقل الآن هي فوق العقل. القاعدة التي لا تستطيع أن تدركها بعقلك لا تأتيك. ما مقامك الآن؟ مقام التسليم ولكن لا تصل مقام التسليم إلا بعد مقام العقل {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} من البقرة 286. نقول لبعض الأخوة أن ينتبهوا لمثل ذلك. لا يناقش في هذا الموضوع أنت تؤمن بكذا. اثبت لى ودلل لي. المسأله ليست هنا, المسألة أن يؤمن بالله إلى آخر المقدمات العقلية فإذا إقتنع بهذا إقتنع بها فهذا جرء. أحيانا نناقش الجزئيات ونغفل الآخر.
(لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) كل الآيات التي جرت معنا تتحدث عن صنفين من الناس أو النفوس. تتحدث عن نفوس المؤمنين التي دخل الإيمان فيها فأثمرت ثمرات عجيبة مرت علينا. عندما ذكر المتقين {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) آل عمران} المتقين وذكر صفات {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135)} آل عمران. تحدث عن الذين ثبتوا في المعركة ومحص الله
(يُتْبَعُ)
(/)
قلوبهم وقضية الأيمان بالقضاء والقدر.وكلها صفات المؤمن الراسخ. وتحدث عن نفوس لا تثمر هذه الثمرات. نفوس أنانية مكذبة يصيبها جزع (لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ). أصلا معركة أحد ومجىء قريش كان بالحسرة على من قتل منهم في بدر. وكذلك {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130)} آل عمران. هذه النفوس المكذبة المتسخطة ليس عندها عفو ولا صبر ولا إحسان فلا يمكن أن ترجو منها , من تلك من النفوس المرابية {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)} آل عمران. قرأت في الكتب التي تتحدث عن الربا وقصص المرابين أن أشد الناس قلوبا هم المرابين. وقد يقتل المرابي أو يسرق الآخرين أو يسجنهم مقابل المال. في حين أن المؤمن الصادق قد يتنازل عن نصيب من الدنيا من أجل الآخرة. ولذلك قال (خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) فأطلق. وهذا من فوائد التفسير الموضوعي للقرآن عندما ننظر للسور كمقاطع قرآنية. نتحدث عن غزوة أحد كاملة , نتحدث عن صفات المؤمنين.
في قوله تعالى {وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ (158} لما ذكر المغفرة ذكر القتل. لما ذكر الموت ذكر الحشر و لم يذكر مغفرة. ذكر الأغلب ففي ملاقاة الناس وهو الموت. في الأولى نبه على فضل الشهادة في سبيل الله والثانية عامة لازمها الرجوع إلى الله. وهنا (لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ) من أساليب القصر لأن لا إله غيره.
{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) آل عمران}
(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ) يعني هذا اللين الذي حصل لك يا محمد كان رحمة من الله. وكون القائد يتميز باللين لا يمنعه من الحزم. هذا الذي وقع من الصحابة في أحد من معصية لان له رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذه لفتة مهمة للقائد. لا يرضى بالخطأ ولكن يعامل المخطئ معاملة أخرى. الخطأ يجب أن يكون درسا للأمة ولكن هؤلاء المخطئون انظر إلى ماجعلهم يخطئون إنهم بشر لابد أن يخطئوا. ينبغي لك أن تلين لهم وأن تقابل ما حصل منهم من عثرة أو سقطة باللين والرحمة ولذلك فإنه صلى الله عليه وسلم لم يقدم عقوبات وتأديب لمن نكثوا العهد ونزلوا من الجبل وكان هذا من رحمة الله.
(وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) هذا درس لكل القادة وأن يستوعبوا مَن تحتهم أن كان مدير مدرسة أو شركة أو غيرها بأي صورة من صور القيادة أن يكون لين الجانب وإتساع الصدر. لا يرضى بالخطأ ولكن المخطىء يعامله بحسب الحال وأن يلين له و يحتويه وإلا تخسره ويكون عدوا لك. كما كان لأبو عامر الفاسق كان من المنافقين في المدينة ولما قويت شوكة المسلمين ترك المدينة إلى قريش. فلما حارب المسلمين في أحد صنع أشياء أثرت في المسلمين ومنها أن حفر حفرا في ميدان المعركة فلما دارت الدائرة على المسلمين في آخر المعركة سقط صلى الله عليه وسلم في إحدى الحفر.
أظن أن بعض من انحرفوا عن الجادة كان من أسباب انحرافهم انهم في وقت من الأوقات عوملوا معاملة قاسية وأن من كان يربيهم لم يتخذ هذا الخلق العظيم في إحتوائهم. تجد أن لم يكن القائد متصفا بهذه الصفة مذا سيحصل؟ انه لا أستطيع ان يحتويه فلا يخرج عن الإطار. لأنه هو جاء اليك بقراره الشخصي ويخرج يقراره الشخصي. إن استعمال أسلوب العنف والقسوة في معالجة هفواته وأخطائه سيؤدي إلى أن تصنع عدوا. وهذا يفسر لنا وجود بعض من يكتبون في الصحافة والإعلام وقد كانوا في يوم من الأيام صالحين وشرفوا بهذا الخير العظيم. ما الذي جعلهم الآن حرابا وسهاما على الصالحين؟ هي قسوة في التربية مرت بهم. (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ). إن أولى الناس أن يكون قاسيا ولا ينفض عنه الناس هو صلى الله عليه وسلم لأنه نبي الله. حتى لو كان قاسيا فهم ملزمون بإتباعه.وبالرغم من ذلك قال تعالى حتى انت لو كنت قاسي لانفض الناس من حولك. من نحن الآن عندما يأتي أصحاب السلطة بقسوة وعنف. حتى الأب ربما إبنك أو إبنتك يفعل ما لا ترضاه عامله بشيء من اللين.
ثم قال (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) كان المتوقع أن يقال له لا تشاورهم لأن الشورى كانت سبباً للخروج. ولكن هذا تأكيد على أن الشورى أمر ثابت. هذه الهزيمة أو الإنكسار الذي وقع كان بالشورى ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعاتب أحدا. وهذا درس رائع قد نتشاور في أمر ,البعض يرى رأيا والنصف الآخر لا يراه , يقول هذا النصف قلنا لكم كذا. فيجب أن نتأدب. الأمر الثاني أن النبى صلى الله عليه وسلم رأى رؤيا كان من المتوقع أن ترجح رأي الذين وافقوه ولكن قال (ما ينبغي لنبي لبس لأمته أن يضعها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه. الراوي: محمد بن مسلم بن شهاب الزهري المحدث: الألباني - المصدر: فقه السيرة - الصفحة أو الرقم: 250خلاصة الدرجة: صحيح)
هذه الآية يجب أن تكون نبراسا وتدار في مجالسنا بين طلبة العلم ومن يكون مسؤلا يجب أن ينظر فيها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه) الإنسان في أمور التعليم والتربية يحس هذا بنفسه. إذا قسى في غير موطن القسوة يجد الناس تنفر منه وإذا هو رفق بالناس لانوا له وأعطاهم الخير الذي عنده. كلنا نقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم إلا إذا جاءت هذه الأخلاق لماذا نضعف ولا نستطيع أن نقتدي به؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[02 Sep 2009, 03:54 م]ـ
الحلقة 25
12 رمضان 1430 هـ
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160) آل عمران
{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)} هذه الآية تخص نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم وتبين لنا تلك العناية الربانية بهذا النبي الكريم وما حباه به ربه من أدب وقد جاء في الأثر {أدبني ربي فأحسن تأديبي. الراوي: - المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم: 18/ 375 خلاصة الدرجة: المعنى صحيح، لكن لا يعرف له إسناد ثابت} وإن كان حديثا ضعيفا ولكن معناه صحيح. وهذه الآية تدل على أن الله سبحانه وتعالى قد هيأ لنبيه من الرحمة اللين والعطف على أتباعه الشىء الكثير. ونحن أتباعه بحاجة ماسة أن نقتدي به لأنها تجمع تجمع القلوب مع أننا نلاحظ بين المسلمين المشاحنات الشىء الذي لا نرضاه ولا نحبه ونسأل الله ألا يجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا.
(فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) ثلاث أوامر متتالية , اعفو وإستغفر وشاور. ثم قال {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ}.آية فيها متسع للقول الكثير وممكن نأخذ منها فوائد عبر ودروس كثيرة ومنها أهمية اللين للقادة وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن يكون هناك إنفلات وجود إنفلات وفوضى بل إن جودة القيادة يكون فيها حزم ولين. ونلاحظ أن قال هنا هي رحمة من الله لك يا محمد أن جعلك لينا سمحا ومحبوبا لديهم. ثم قال عكس هذا (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) والبعض قد يتساءل ما الفرق بين فظ و غليظ القلب؟ الفظ هو الجافي الجلفالذي تخرج فلتات لسانه وتسمى فظاظة. وأما غِلظ القلب فهي قسوته. إنسان قاسي القلب لا يرق ولا يرحم ولا يعطف ويأخذ دائما مدخل بالشدة في الأمور والعنف ويحسم الأمور حسما فيه عنف إضرار بالآخرين ولا يراقب أحوال الناس ولا يحاول جمع كلمتهم بالرحمة والمودة واللين. ولذلك قال لو كنت أنت يا محمد فظا مع أن الله جمع لك من الصفات العظيمة وأنت سيد الثقلين لوكانت فيك هذه الصفة لإنفضوا من حولك. فإن كان الرسول وهو متصف بهذه الصفة فنحن من باب أولى.ولذلك نرى كثيرين من أهل العلم يكون عندهم فظاظة وغلظة إما في السمت والشكل وإما في طريقة إدارته. أما السمت فالمفروض أن يكون طالب العلم والداعية سمحا حتى في شكله وقسمات وجهه لأن الإنطباع الأول مهم جدا لمن يريد أن يتعامل معه. وكذلك لفظه في كلامه (خذ, إفعل, لا تفعل .. ). هذه الكلمات لا ينبغي أن تكون في قاموسه بل يكون إنسانا سمحا يستخدم الكلمات التي ترقق قلوبنا. والأمر الثالث في فعله وإدارته وقيادته {ما خير النبي صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يأثم، فإذا كان الإثم كان أبعدهما منه، والله ما انتقم لنفسه في شيء يؤتى إليه قط، حتى تنتهك حرمات الله، فينتقم لله. الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6786 خلاصة الدرجة: [صحيح]}. ونلاحظ في حادثة الإفك ماذا فعل الرسول صلى الله عليه وسلم. كانت علئشة تتهم وهو لا يعرف كيف يصل إلى الحقيقة في هذه القضية ومع ذلك ما تصرف تصرفا واحدا يخالف الهَدي العام له صلى الله عليه وسلم وفي آخر المطاف بعد مرور فترة طويلة جاء إلى عائشة وقال {قال: أما بعد، يا عائشة فإنه بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرؤك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم
(يُتْبَعُ)
(/)
تاب إلى الله تاب الله عليه} من الحديث الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4750خلاصة الدرجة: [صحيح]
هذه الآية تعتبر أصل في الَهدي النبوي في مثل هذه الأمور وأن هذا كان سمتا عاما في حياته وهو اللين وقد يقول قائل أن هذا ليس سهلا ولذلك هذا ما تدل عليه الآية بقوله (فبما رحمة) تركيب الآية فيه نوع من الغرابة وكان ممكن أن تكون فبرحمة من الله لنت لهم, فما دلالة هذه (ما)؟ دلالتها هو للتأكيد أن الرحمة التي أوتيها محمدا هي رحمة عظيمة ومؤكدة بهذا الأداء. أي إنها رحمة عظيمة من الله سبحانه وتعالى لا يستطيع أن يتصف بها كل أحد. في تاريخ الإسلام الناس الذين يوصفون بها - أي بالحلم- ليسوا كثير فيقال حليم بني فلان {إن فيك خلتين يحبهما الله الحلم والأناة. قال: يا رسول الله! أنا أتخلق بهما أم الله جبلني عليهما؟ قال: بل الله جبلك عليهما. قال: الحمد لله الذي جبلني على خلتين يحبهما الله ورسوله.الراوي: زارع بن عامر بن عبدالقيس العبدي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 5225 خلاصة الدرجة: صحيح} اذا وصف الإنسان بالحلم معناها أنه اتصف قبلها بالعقل والحكمة والصبر والإيمان وأنه يصبر ولا يستعجل وينتظر عواقب الأمور. والنبي صلى الله عليه وسلم كان فيه الصفة (الحلم) وصف بها أبوه إبراهيم {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ (75)} هود. وإسماعيل {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101)} الصافات. صفة الحلم من الصفات العظيمة التي ينبغي أن يتخلق بها الإنسان.
في هذه الآية يمكن أن نجعلها نبراسا لكل قائد وكل ومسؤل وكل مربي. وهذه فكرة أريد أن أطرحها على السادة المشاهدين فكرة العناية في القرآن بما يمكن أن نسميه آيات "الباب". المحدثون اعتنوا بأحاديث الباب والمفسرون لم يعتنوا بها ولم يكن من منهج التفسير. العز بن عبد السلام في كتابه (شجرة المعرفة والأحوال) كأني به استخدام هذا المنهج. لو نستطيع أن نخرج فهرسا بآيات الأحكام (الأحكام ليست مقصورة على الأحكام الفقهية). فإن قصرها على الأحكام الفقهية فيه إهدار لحوالي 70% من الآيات التي يمكن أن نستنبط منها أخلاق, سياسة, وغيرها. هذه آية في الأخلاق العامة. خاصة أخلاق القادة.
والحقيقة أن أخلاق الناس متنوعة. حديث بن عبد القيس يدل على أن هناك أخلاق جِبِلية. هذا العَالِم الذي جبل على أخلاق لا نرضاها فلو لم يكن عالما لما تتغير أخلاقه هذه. ولكن هناك الأخلاق التي تؤخذ بالتكلف أي التعلم. ونحن نبحث عن هذا النوع من الأخلاق. الإنسان لو عرف في نفسه أن أخلاقه ليست جيدة لماذا لا يتكلف الخلق الحسن؟ يتخلق. بعض الناس يعاتبك على الإبتسام ويعتبرها مخالفة لسمت العلم. من الذى وضع هذا السمت؟ يجب أن يكون عندنا المقياس وهو الرسول صلى الله عليه وسلم. وهنا نتعجب أحيانا مثلا في سلك القضاء قلما نجد قاضيا مبتسما. ونجد أن هذا صار سمتا. من أين جاء بهذا السمت؟ يدرسونه في أدب القاضي. أدب القاضي يكون على الكتاب والسنة. يجب أن نعيد جميع أخلاقنا إلى الكتاب والسنة وهدي الرسول صلى الله عليه وسلم. كان لينا سمحا. كان يجلس بين أصحابه ليس عليه شارة. من لا يعرفه لا يميزه بين أن أصحابه.يكون متكئا معهم. خاصة أن منها ما نص عليه {تبسمك في وجه أخيك لك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وبصرك للرجل الردئ البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة. الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 1956. خلاصة الدرجة: صحيح}.كيف يتعامل مع السائلين {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10)} الضحى
الآية تقول (لِنت) فما هي مظاهر اللين؟ هي التبسم والسماحة والعفو والكرم يأتيه الإعرابي يغلظ عليه بكلام و تصرفات ربما لا يرضاها بعض الناس. والنبي صلى الله عليه وسلم يتحملها وربما تبسم. انظر حاله مع أصحابه في أحد بعد الغزو لم يعاتبهم. بل أن من أسباب الهزيمة المشورة وأن أخذ برأيهم بعد المشورة
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم قال فإذا عزمت {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} من 159 آل عمران. هذه الآية تيبين أن الشورى حتى لو وقع خلاف ما تريد من المكروه فإذا اتخذت قرارا مبني على الشورى وفشلت فهذا أحسن من الرأي الصائب الذي ينفرد به الواحد. لاحظ {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} الذين قال في حقهم ذلك هم أناس أخطؤا في حق الرسول فصارت النكبة ومنها أن قُتل حمزة عمه وحبيبه وهو صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته ودخلت حلقتان في وجنته وشج رأسه ويقول الله جل وعلا أعف عنهم مع هذه الحالة العصيبة. الأولى بالعفو بأن لا يبقى في قلبك شىء عليهم. وهل هذا يكفي؟ لا. هذا لا يليق بمقامك أن تعفو فقط ولكن زد على ذلكأن تطلب لهم المغفرة من الله وهذا من الإحسان. الأمر الثالث ثم عد إلى مشورتهم. هؤلاء أخطأوا لا يعني ذلك أن انتهوا ويخرجوا من المجتمع. هم أناس طيبون صالحون يستشارون فيما يعرفون وينبغي أن تبقي لهم هيبتهم وكرامتهم وتلك الخطيئة يمحوها الله. وأنتم امحوها من صدوركم واستغفروا لهم.
هذه فيها افتة في غاية الروعة. يخطئ الكثير في مجتمعنا خاصة من الشباب سواء الصالحين أو غير الصالحين. فلا يجوز أن نجعل هذه الزلات عرضا أوحاجزا بل يجب أن يندمجوا ولا يجوز لنا أن نمكن الشيطان منهم فيتخذهم أعداء للمجتمع. فإذا أخطأ الشاب أو زلت القدم وعرفناه الخطأ وإعترف به وتاب عنه, تطوى صفحته. يبدأ صفحة جديدة ولا يُذكر بالذنب.حتى بين أفراد لأسرة.ماذا قال أحد الصحابة {أتي النبي صلى الله عليه وسلم بسكران، فأمر بضربه، فمنا من يضربه بيده ومنا من يضربه بنعله ومنا من يضربه بثوبه، فلما انصرف قال رجل: ما له أخزاه الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم). الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6781خلاصة الدرجة: [صحيح]} نفرق بين تصحيح الخطأ وبين معالجة المخطىء وضمه.
{وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} هذا أمر للرسول وأيضا لأمته. أحيانا ينطبع في أذهاننا أن الأمر خاص بقوم معينين. ولكن عند التبصر نجدها عامة. مثلا {القضاة ثلاثة قاضيان في النار وقاض في الجنة فأما الذي في الجنة فرجل عرف الحق فقضى به فهو في الجنة ورجل عرف الحق فلم يقض به وجار في الحكم فهو في النار ورجل لم يعرف الحق فقضى للناس على جهل فهو للنار. الراوي: - المحدث: الطحاوي - المصدر: شرح مشكل الآثار - الصفحة أو الرقم: 9/ 209.خلاصة الدرجة: صحيح} هل المقصود هو القاضي في المحكمة فقط؟. بل نحن نمارس الخطأ في حياتنا ربما أكثر من القاضى. المدرسة مثلا فيها طلاب كثيرون وكل واحد يشكى صاحبه. وأولادك في البيت وزوجاتك والجماعة في المسجد والجيران وغيرهم. هذا قضاء ونحن نمارسه و يجب أن نتقي الله. وأيضل (شاورهم) يفهم بعض الناس أن المقصود هو الملك أو المسؤول. بينما هي منهج حياة في بيتك مثلا لو تعلن أن الشورى مبدأ. وفي بيتك تشاور أفراد الأسرة ولو على قدرهم بدلا من قراراتك الخاصة فنحيي الشورى في بيوتنا. سنجد هذا أثر في تربيتهم ورضاهم وشعورهم بأنهم جزء من هذا البيت. وهذه قضبة غفل الناس عنها واشتغلوا بأن الشورى عند القائد. مثلا من الآيات أو الأحكام عموما منها {إن خيركم من علم القرآن أو تعلمه.الراوي: عثمان بن عفان المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 1/ 204. خلاصة الدرجة: إسناده صحيح} يتجه الذهن إلى القرآن فقط بل إنها تنطبق على جميع أنواع العلوم المرتبطة بالقرآن.
(فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ) متى تشاورنا ثم عزمنا يجب أن نجد في الأمر ولا نتردد. إذا اتخذ الأسباب التي تنضج القرار فيمضي ويتوكل على الله. إستمر لأن التردد يصيب الناس بفوضى. وهذا مبدأ في الإدارة (لا تتردد). والذي يمنع الناس من التنفيذ هو الخوف من الفشل. فقد يشاور ولكن يخشى من الفشل. انت أخذت الأسباب وشاورت وإستخرت وعزمت فتوكل على الله فالأمور كلها تقديرها بيد الله. وهذا يطمن الإنسان أنه قدم الأسباب والباقي على الله وإذا فشلت ما عندك مشكلة. هذا اسلوب صحيح في الإدارة. في هذا الموقف اتخذ النبى صلى الله عليه وسلم الأسباب وكان الأغلبية يريدون الخروج وكان لديه رأي
(يُتْبَعُ)
(/)
آخر تركه. فخرج وقع ما وقع. والله لم يقل أخطأت في الشورى. بل قال شاورهم.
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} فلازم الخبر أن توكل عليه فقال بعدها {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}.
{إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} لما ذكر قبلها {وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ (158)} كأنه أشار إلى معنى مرتبط بالقتال أشار إلى معنى في هذه الآية مرتبط بما قبلها.الآن الموقع موقع إنكسار ولكن هنا قدم النصر ثم الفشل من بعده. وهذا نوع من التعزيز لهم بعد هذا الإنكسارفالنصر من عند الله وإن ينصركم الله فلن يغلبكم أحد وهذا تحقق في بدر وهو قادر أن ينصركم في أحد كذلك ولكن فرطتم في بعض الأسباب. وهذه أشبه بأن تكون قاعدة عامة أن ينصر الله المؤمنين ولن يخذلهم أبدا. وهذا غاية التأمين. هذا التأمين الحقيقي أدخل على بركة الله وتوكل على الله هذا هو التأمين على الحياة. أنت الآن عندما تتوكل على الله, التوكل معناه إتخاذ الأسباب ثم تفويض الأمر لله سبحانه وتعالى وانظر إلى هذه الطمأنينة التي يشعر بها المؤمن وهو يتوكل {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} 58 الفرقان. أنت تقوم على مشروعاتك وأنت متوكل على الله, هذه الطمأنينة التي يشعر بها المتوكل يفتقر إليها الكافر والمنافق والعاصي.
كل الآيات تتحدث عن القلب والنفس والطمأنينة والإستقرار وما يشير إلى النفس مما يؤكد أهمية النفس. الآن الحضارة المادية لم تستطيع أن تصل إلى مكنون القلب حتى الدورات في تطوير الذات وغيرها تجد انها تتجه إلى تربية فضائل ولكنها فضائل مادية فلا استطاعت أن تخترق القلب. النظريات كلما تطورت تتجه إلى منهج الله. فهم الآن يقولون تبسم لتنجح في إدارتك وحياتك. ولكن نحن نقول تبسم لإبتغاء مرضاة لله. إن صاحب نظرية الإدارة بالأخلاق وكأنه جاء بشىء جديد. و هذه الآية التي تقدمت هي أصل. الغربيون اجتهدوافي التأكيد على الماديات لأن منطلقاتهم مادية ولا يرون إلا علم المادة. و الدورات ما تغير كثير عن آية أو حديث أقرؤها تغير حياتي وقناعاتي. هؤلاء ما وصلوا إلي الروح. ماذا غير الرسول صلى الله عليه وسلم في الصحابة؟ غير الروح حقيقة. ولذلك حضارة الرسول لم تبني على المادة كما كان في الأمم السابقة {تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا} من 74 الأعراف. و ماذا صنع الرسول صلى الله عليه وسلم حتى غير وجه الأرض؟ بهؤلاء الأعراب الأجلاف. راح إلى المقصود الأساسي هي الروح اشتغل عليها. {من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه.الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2014خلاصة الدرجة: [صحيح]} {من قام رمضان، إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه. الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 37خلاصة الدرجة: [صحيح]} اشتغل على القلوب فلما اشتغلت القلوب اشتغلت الأبدان.
نحن المسلمون لنا طريقة في التفكير ولنا حضارة ولنا منظومة فكرية متكاملة لابد أن نستفيد منها فأنت عندما تتأثر بآية من القرآن ولا تتأثر بنظريات وتتأثر بالحديث النبوي أكثر من النظريات فانت أقبل على هذا التراث والحضارة وتقرب إلى الله بها بتعلمها وبثها. وبحمد الله الآن أصبح المسلمون أكثر وعيا بقيمة ما بين يديهم من العلم و القرآن والسنة وأقبل الناس يتدبرونها ويعلموها وهذه نعمة من الله تعالى. ونحن نريد المزيد. نحن الآن نتحدث ساعة في آية واحدة ونشعر أننا لم نقول كل الأشياء وإذا أردنا أن نتوقف عند كل آية لكان في هذا درس كبير.
{وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} نلاحظ أن في القرآن يأتي الأمر بالتوكل يكون بالقصر والحصر. على الله. لأن التوكل جزء من التوحيد ولذلك يجب فيه إفراد الله سبحانه وتعالى. لا توكل إلا على الله. فنجد من يقول (توكلت على الله وعليك) وهذا خطأ. تقول وكلت فلان بشىء من باب الإنابة أما التوكل فهوليس إلا لله. ولهذا جاءت الواو باسلوب القصر يدل على أن التوكل عبادة لا تصرف إلا لله تعالى. تأملوا هذه الأعمال التي طلبت من العبد وكيف جاء النظم بها تجدون الأشياء التي لا تطلب إلا من الله تأتي بهذه الصيغة بالغالب. يدل على إننا في حاجة أن نفهم تلك اللغة التي نزل بها القرآن.
بعض الناس يسألون كيف أتدبر القرآن؟ نقول أن الآيات أنواع كما أخبر ابن عباس. هناك آيات إدراكها ليس بالعسير. وهناك آيات مرتبطة بعربية القرآن, لابد من معرفة اللغة لنتدبر من خلالها. وهناك آيات صعبة الفهم لا يدركها إلا العلماء. هذه الآيات , الأقدام عليها مظنة الزلل. هذه مراتب ثلاث يجب أن ننتبه لها.المرتبة العامة {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17)} القمر. هذه كثير من آيات القرآن على هذا المنوال. وهناك آيات مرتبطة بطريقة العرب في لفظها ونطقها واسلوبها كما ذكرنا, تحتاج إلى اللغة. مثلا هنا (وَعَلَى اللَّهِ) جاءت الواو للقصر غير أن يقول توكلوا على الله. وهذا الأسلوب ليس كل واحد يعرفه. لازم معرفة باللغة العربية ودلالاتها. وعندما نقول للناس تدبروا القرآن بتخيل أنه يمكنه تدبر القرآن كله ولكن إنتبه نحن نأمرك بالتدبر لكي لا يكون بينك وبين الله حاجرا ولكن هناك أصول
فائدة: أن الله ربط الإيمان بالتوكل {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (122)} آل عمران. كلما كان توكلك على الله أكثر زاد إيمانك وكلما زاد إيمانك زاد توكلك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[03 Sep 2009, 01:39 م]ـ
الحلقة 26
13 رمضان 1430 هـ
(تابع الحديث عن غزوة أُحد)
عمر بن الخطاب كان يقول إن سورة آل عمران أُحُدية نسبة إلى أُحد.
كنا قد وصلنا إل قوله تعالى (إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160)) وهذه قاعدة عامة وإن نصر الله تعالى إذا كتبه إلى جنده وأوليائه فلا خاذل لهم مهما كان عددهم وعدتهم. وجنود الله سبحانه وتعالى لا يعلمها إلا هو والمقاييس المادية التي تعودنا عليها في المعارك وفي النصر وفي الهزيمة ليست هي المقاييس التي تحكم هذه الأمة لأنه كما ذكر القرآن في مواطن كثيرة (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله).
وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (161) أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (162) هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (163) آل عمران
ما معنى يغل؟
المشهور أن الغُلول هو ما يؤخذ من الغنيمة قبل قسمتها وهذا من الكبائر أن يأخذ الجندي من الغنيمة قبل قسمتها. ولذلك قال صلى الله عليه وسلم عندما أخذ بعضهم شيئا من الغنيمة قبل قسمتها {في العبد الذي أصابه سهم عائر، فمات، فقال له الناس: هنيئا له الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلا، والذي نفسي بيده إن الشملة التي غلّها يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشعل عليه نارا، فجاء رجل بشراك أو شراكين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: شراك من نار، أو شراكان من نار. الراوي: أبو هريرة المحدث: البيهقي - المصدر: السنن الصغير - الصفحة أو الرقم: 3/ 398. خلاصة الدرجة: ثابت}.
هل معنى الآية أنه ما كان لنبي أن يأخذ من الغنيمة شىء قبل قسمتها؟.هذا المقصود الأساسي الذي لأجله نزلت الآية لما فقد الصحابة شيئاً من الغنيمة قال بعضهم لعل النبي صلى الله عليه وسلم أخذها. ونزلت الآية تدافع عن الرسول صلى الله عليه وسلم وأن رسول الله لا يمكن أبداً أن تنسب إليه هذه الخيانة وهذا دفاع عن النبى صلى الله عليه وسلم {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38)} الحج. وهذا يصدقه فإن كان الإنسان صادقا وأميناً يتولى الله الدفاع عنه وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم. .
وأيضا في قراءة متواترة أخرى (يُغَلّ) فيها دلالة على معنى آخر وهو أن ينسب للقادة العظماء المحبوبين للناس أن ينسبوا لشيء من الخيانة لأن هذا لا يليق بهم. قرآءة (ما كان لنبي أن يُغَلّ) تعني ما صحّ ولا استقام أن يُنسب لنبي الغلول لأن الغلول خيانة والخيانة لا تليق بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
ويمكن أن يحمل الغلول على المعنى العام وهو الخيانة, يقصد بالغلول أن ما كان لنبي أن يخون أمته سواء في أخذ شيء من الغنيمة قبل قسمتها أو غيرها وهذه شهادة للرسول صلى الله عليه وسلم بأنه قد وَفَّى في إبلاغ الرسالة ولذلك لما {أن الحسن بن علي أخذ تمرة من تمر الصدقة، فجعلها في فيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم بالفارسية: (كخ كخ، أما تعرف أنا لا نأكل الصدقة). الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3072خلاصة الدرجة: [صحيح]} وهي تمرة واحدة والذي أخذها وهو طفل غير مكلف وهي قد تكون من الصدقة وقد لا تكون لكنها هي من مال المسلمين أي من المال العام. وهذا من ورعه صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
(وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) هذا المعنى كأنه يشير إلى الغنيمة بعينها ويمكن أن يقاس عليه كل من يأخذ ما لا يحل له من أموال المسلمين. انظر إلى النص الذى روي عن إبن مسعود في كتاب "تفسير التحرير والتنوير" للطاهر بن عاشور يقول: {ومن اللَّطائف ما في البيان والتبيين للجاحظ: أنّ مَزْيَداً رجلاً من الأعراب سرق نافجة مسك فقيل له: كيفَ تسرقها وقد قال الله تعالى: (ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة)؟ فقال: إذَنْ أحمِلُها طيّبةَ الريح خفيفة المحمل. وهذا تلميح وتلقي المخاطَب بغير ما يترقّب. وقريب منه ما حكي عن عبد الله بن مسعود والدرك على مَن حكاها قالوا: لمّا بعث إليه عثمان ليسلِّم مصحفه ليحرّقه بعد أن اتَّفق المسلمون على المصحف الَّذي كُتب في عهد أبي بكر قال ابن مسعود: إنّ الله قال: (ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة) وإنِّي غالّ مصحفي فمن استطاع منكم أن يَغُلّ مصحفه فليفعل. يقول الطاهر بن عاشور "ولا أثق بصحَّة هذا الخبر لأنّ ابْن مسعود يعلم أنّ هذا ليس من الغلول".
والأثر في صحيح مسلم رواه بسنده {خطبنا ابن مسعود على المنبر فقال: من يغل يأت بما غل يوم القيامة، غلوا مصاحفكم، وكيف تأمروني أن أقرأ على قراءة زيد بن ثابت، وقد قرأت القرآن من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة وإن زيد بن ثابت ليأتي مع الغلمان له ذؤابتان، والله ما نزل من القرآن شيء إلا وأنا أعلم في أي شيء نزل، وما أحد أعلم بكتاب الله مني، وما أنا بخيركم، ولو أعلم مكانا تبلغه الإبل أعلم بكتاب الله مني لأتيته، قال أبو وائل: فلما نزل عن المنبر جلست في الحلق، فما أحد ينكر ما قال.الراوي: أبو وائل شقيق بن سلمة المحدث: ابن كثير - المصدر: فضائل القرآن - الصفحة أو الرقم: 80. خلاصة الدرجة: أصل هذا مخرج في الصحيحين}
كأنه يقصد خذوا مصاحفكم واحتفظوا بها ولا تسلموها ويكون الغلول بمعناه العام اللغوي.
السؤال كيف أدخل ابن مسعود أمر المصاحف وهو أمرا إيجابيا في الآية التي جاءت بشيء سلبي؟ أخذها على أنها صارت مثلاً فيقول أنا أمسك مصحفي لأنه يرى أن هذا المصحف هو كتبته بنفسه وأخذه من صلى الله عليه وسلم فعلى قراءة من يريدونه أن يقرأ وعو أعلم الناس وهو صادق رضي الله عنه. ولكن قرار عثمان كان مستندا إلى الشورى ورأي الجماعة. فخالف ابن مسعود نظام الشورى ثم رجع بعد ذلك إليها رضي الله عنه. ولكن المقصد من جهة التفسير والاستنباط ونريد أن ننبه السامع إلى أن الطاهر عاشور فيما ذهب إليه له جانب من الصحة يجعلنا نتلمس أمر آخر. هل ابن مسعود الآن في مقام التفسير أم في مقام الإستنباط؟ والصحيح أنه كان في الإستنباط. فالطاهر بن عاشور رحمه الله رأى أنه في مقام التفسير فاعترض ويحق له ولكن اذا قلنا أن المقام مقام الإستنباط فالأمر أيسر لأن القاعدة في الاستنباط أنه يجوز الاستدلال بالآيات في غير ما نزلت له بضوابط معروفة. إن ما فعل ابن مسعود صحيح بل يعتبر مستندا يرجع إليه إذا أردنا أن نستدل بآية في غير مقامها من باب الاستدلال وليس من باب التفسير. ولم يعترض عليه أحد من الصحابة كن علي بن أبي طالب موجودا وهو من أعلم الناس بالتفسير.وذلك لكي يفرق السامع بين مقام الإستنباط ومقام التفسير. اننا لو تبينا أن المعنى الذي ذهب إليه ابن مسعود لا يلزم بالآية إذا هي إستنباط. فما دام هو ليس من باب التفسير فانما هو مقام الإستنباط فمقام الإستنباط أوسع. ولعلها قاعدة يفَرِق بها القارئ بين مقام التفسير ومقام الإستنباط.
تعميم المقصود بالآية
في قضية الحرص على المال العام وعدم التهاون فيه. الآن حصل تهاون بين المسلمين في عموم المال وخصوصه. لماذا خصّ الخطاب في الآية بالنبي صلى الله عليه وسلم (وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)؟ الآية هي لعموم المسلمين وليست خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم ولكن معناها أن النبي أولى بأن يتنزه عن هذا الإثم الذي لا يليق بمقامه الشريف وأيضا هو قدوة للمسلم. وليس المقصود فقط الغلول وحده بل المقصود الأخذ من أموال المسلمين العامة بدون وجه حق فإن حكم هذه الآية داخل فيه (وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ
(يُتْبَعُ)
(/)
بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ). {يا أيها الناس من عمل منكم لنا على عمل فكتمنا منه مخيطا فما فوقه فهو غل يأتي به يوم القيامة فقام رجل من الأنصار – أسود كأني أنظر إليه – فقال: يا رسول الله: اقبل عني عملك، قال: وما ذاك؟ قال: سمعتك تقول كذا وكذا، قال: وأنا أقول ذلك، من استعملناه على عمل فليأت بقليله وكثيره، فما أوتي منه أخذ، وما نهى عنه انتهى. الراوي: عدي بن عميرة الكندي الحضرمي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 3581 خلاصة الدرجة: صحيح}. وهذا أُنتهك كثيراً الآن في المدارس والدوائر الحكومية وقطاعات كثيرة متصلة بالمال العام في حين تجب المحافظة عليه فهو أمانة. {كلكم راع فمسؤول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عنهم، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده، وهي مسؤولة عنهم، والعبد راع على مال سيده وهو مسؤول عنه، ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2554خلاصة الدرجة: [صحيح]}.
تجد الطلاب في نهاية العام الدراسي يكسرون ويفسدون أملاك المدرسة وهي مال الدولة. من هي الدولة؟ هي الأفراد. ومن الذي يُسأل عن هذا؟ أنت المسؤول عنه لأنه شاركت فيه {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ} من 205 البقرة.
كما يدخل في هذا أيضاً قضية العناية بالمال العام وقد أصبح التساهل فيها الآن كثير وعادي. مثل إستخدام سيارة العمل في المصالح الشخصية. بالإضافة إلى الآية يوجد حديث الرسول صلى الله عليه وسلم {قام فينا النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الغلول فعظمه وعظم أمره، قال: (لا ألفين أحدكم يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء، على رقبته فرس لها حمحمة، يقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك من الله شيئا، قد أبلغتك، وعلى رقبته بعير لها رغاء، يقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، وعلى رقبته صامت فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، أو على رقبته رقاع تخفق، فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئا قد بلغتك). الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 307 - خلاصة الدرجة: [صحيح]}. فالغلول فضيحة يوم القيامة نسأل الله السلامة.
انظر إلى الصحابي في الحديث الأول إستقال من عمله عندما رأى المسؤولية أما نحن الآن نتسابق على المناصب ونتهاون في استعمال المال. وأذكر الشيخ محمد بن عثيمين كان ورعاً في استعمال أوراق وهواتف وأموال المصلحة العامة إذا كانت المسألة خارج العمل أو مسألة خاصة. ومن الورع عدم استعمال المال العام مثل الورق والهواتف وغيرها في المصلحة الخاصة واليوم يقال هذا تشدد. ونقول أيها الناس انتبهوا ففي الآية وعيد شديد {ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ}. وقوله صلى الله عليه وسلم (هدايا العمال غلول) والعمال هم الموظفون الذين يعملون للدولة وغيرها. لا يصح للأستاذ أن يأخذ هدية من طالب من طلابه.
وفي حديث آخر للرسول صلى الله عليه وسلم عن العمال- والمقصود العامل هو موظف يعمل للدولة أو غيرها {استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من الأسد يقال له ابن اللتبية (قال عمرو وابن أبي عمر: على الصدقة) فلما قدم قال: هذا لكم. وهذا لي، أهدي لي. قال: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر. فحمد الله وأثنى عليه. وقال (ما بال عامل أبعثه فيقول: هذا لكم وهذا أهدي لي! أفلا قعد في بيت أبيه أو في بيت أمه حتى ينظر أيهدى إليه أم لا. والذي نفس محمد بيده! لا ينال أحد منكم شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه، بعير له رغاء. أو بقرة لها خوار. أو شاة تيعر). ثم رفع يديه حتى رأينا عفرتي إبطيه. ثم قال (اللهم! هل بلغت؟) مرتين. الراوي: أبو حميد الساعدي المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1832خلاصة الدرجة: صحيح}. مثلا طالب أعطى المدرس هدية فهذه غلول. وهي يجب أن ترد مع البيان والشرح بالأساليب التربوية المختلفة. كل من وجب عليه عمل لا يجوز أن يأخذ مقابله أجراً من غير من أعطاه أجر
(يُتْبَعُ)
(/)
عمله. وإن كان من الحكومة أو شركة أو حتى حلقات تحفيظ القرآن.
تتبع رضوان الله
{أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (162)}
عندما يذكر الله سبحانه وتعالى هؤلاء المؤمنين الصابرين وبالرغم مما وقع من الصحابة والعتاب وبعد ذلك العفو يبقى سؤال استنكاري (أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ). لاحظ المقارنة بين الصورتين بعد نهاية المعركة هؤلاء الذين اتبعوا رضوان الله، لم يقل اتبعوا أوامر الله لأنهم اتبعوا الأوامر التي تؤدي إلى رضوان الله. وبين هؤلاء الذين باؤوا أي رجعوا بسخط الله لاشك أنهم ليسوا سواء كما قال عمر بن الخطاب (قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار) ثم حتى هؤلاء الذين اتبعوا رضوان الله ليسوا سواء بل هم درجات (هم درجات عند الله). في قوله تعالى (أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ) هم لا يقصدون أن يتجنبوا سخط الله فقط بل يريدون رضوان الله. النفوس يجب أن تكون عالية الهمة. فنقول ماذا يحب الله؟ ثم نسعى إليه. من الناس من يتهاون ويكتفي بالقليل فقط ويريد أدنى الواجب وأقل شىء يُدخله الجنة. أحدهم اتصل يأسلني عن أقل الحج لأنه لا يريد أن يتعب نفسه، نقول يا أخي لماذا تتعب نفسك! هل هذا حالك أيضاً مع أمور الدنيا؟ هل تقول ياناس أعطوني راتب الكفاف فقط الذى يعيشني؟ لا يليق بالمسلم أن يكتفي فقط بأن يعمل لئلا يكون في النار بل عليه أن يكون عالي الهمة ليصل لأعلى الدرجات في الجنة ويشسعى لرضوان الله تعالى.
في أسلوب الآية نجد (أفمن) الهمزة هنا للإستفهام الإستنكاري. بمعنى أن ليس هؤلاء مثل هؤلاء. وتكلمنا من قبل عن المثاني في أساليب القرآن فيأتي بالشيء وضده. وهنا لما قال (اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ) قال (بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ) أي عمل عملا نتيجته السخط مع أنه فعلها لينتفع.
لما تتأمل في صفات الله تعالى هنا (إن الله يحب) وكان الصحابة ينتبهون لهذه الأشياء ويتتبعون محابّ الله. نجد آيات كثيرة فيها (رضي الله عن) و (الله يحب المحسنين) فما دام الله يحب إذاً يجب أن نتتبع محاب الله. عندما قال الرسول صلى الله عليه وسلم {ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره. قال: قلت: يا رسول الله! أويضحك الرب؟ قال: نعم. قلت: لن نعدم من رب يضحك خيرا.الراوي: أبو رزين لقيط بن عامر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 1/ 78خلاصة الدرجة: حسن}.
ومن لوازم الصفة (المحبة) أن تقوم إلى الصلاة مبكراً تريد المسارعة في مرضاة الله،. تتبع رضوان الله تحول حياتك إلى متعة. الواحد منا يفرح أن يرضي رئيسه فكيف بالله؟! وهو قد قال لك انه يحب المتوكلين ويحب المحسنين ويحب من يتقن عمله، وهذا دين عظيم. ولا شك أن تحبيب الله تعالى لعباده بهذه الأوصاف شيء عجيب جداً ولكنك تعجب ممن يفرغ هذه الصفات من مضامينها ويذهب بها إلى تأول بعيد جداً ويتكلف جاعلا هذه المعاني بعيدة في حين أن الصحابة رضي الله عنهم فهموها بسهولة. ولكن من يتأولون هذه الصفات هو في قرارة نفسه لا يستطيع تأويلها لكن النظرة الفلسفية والمعالجة الكلامية الفلسفية- التي كرهها علماء السلف ومنهم الشافعي- ابتعدوا فيه عن جادة الصواب مع أني على يقين أنهم في تعاملهم العام ليسوا كذلك. انظر إلى تتبع مرضاة الله في قصة لا فيها فلسفة بل بساطة بدون تكلف. دعا المأمون غلاما له و قال: ائتني بالماء لأتوضأ. فذهب الغلام و أتى بالماء, و لسرعته وخشيته من أمير المؤمنين وقع من يده الاناء فانكسر. فغضب أمير المؤمنين لهذا العمل. و أراد معاقبة الغلام. ولكن الغلام قال لأمير المؤمنين: يا أمير المؤمنين يقول الله تعالى "و الكاظمين الغيظ".قال المأمون: كظمت غيظي. قال الغلام: والعافين عن الناس. قال له: عفوت عنك. قال: والله يحب المحسنين. قال المأمون: أعتقتك لوجه الله الكريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأيضا في إتباع رضوان الله علينا أن نتتبع كثل هذه الآيات في كتاب الله. قال {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174)} ثم وصفهم {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174)} آل عمران.
وتوجد آيات تدل على مساخط الله مثل قول الله عز وجل {تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80)} المائدة. فانتبه أن تسلك هذا المسلك. وفقك الله لهذه الآيات والعمل بها. ونذكر كلمة عائشة رضي الله عنها قالت للسائل {دخلنا على عائشة فقلنا: يا أم المؤمنين! ما كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: كان خلقه القرآن الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم: 234 خلاصة الدرجة: صحيح لغيره}. الأخلاق التي أمر بها القرآن كان صلى الله عليه وسلم أكثر الناس تتبعاً لمحاب الله ورضوانه فهو يعفو ويصبر ويحلم ويعطي.
في الحلقة الماضية تكلمنا عن دورات تطوير الذات. ونقول أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير؟ أقرأ أي شيء لتطور نفسك ولكن أقرأ كتاب الله الذي فيه الخير كله فهو يخاطب البدن والروح ولكن تحتاج إلى من يتدبر. كل آية تفتح لك آفاقاً بلا حدود. من الملاحظ أن من عني بالدورات نجده ممن اعتقد ثم استدل على إعتقاده. يريد أن يدلل للأفكار التي درسها المعلومات من القرآن فيأتي بغرائب الإستدلالات وهذا لا نمنع منه لكننا نحذر منه وهو ما يسمى بـ "أسلمة المعرفة". يأتي بالآية لها معنى ووجه لا علاقة لها بما فكرته ويقول هذه الآية تدل على الفكرة ونجدها بعيدة كل البعد. وهذا يقع فيه من لا يفهم القرآن و"يتسَوّر" من أراد أن يستنبط يجب أن تكون لديه القدرة على ذلك.
فائدة: في قوله تعالى {هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} تقدم في السورة التكرار على علم الله وإحاطته ومراقبته هو أيضاً في قضية الغلول. يمكن أن تختلس ولا أحد يحاسبك، لكن الله بصير بالعباد. في قوله (هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ) وهي آية تحث على المنافسة والمسابقة في الخير وعلى {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)} آل عمران. ومادامت الدرجات عند الله , مفروض أن تسارعوا (فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة) الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7423 - خلاصة الدرجة: [صحيح]}
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[04 Sep 2009, 01:47 م]ـ
الحلقة 27
14 رمضان 1430 هـ
لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164) آل عمران
وجه الإمتنان
الله سبحانه وتعالى يمتن علينا أن بعث فينا محمدا. ولو تأملت هذه المنّة العظيمة علينا نحن المسلمين ببعث النبي كيف كنا قبله وكيف أصبحنا بعده؟. وماذا لو لم يكن هذا الفضل العظيم ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم؟ , كيف كانت تكون البشرية؟. ما هو وجه الإمتنان في هذه النعمة العظيمة؟. ولماذا الله سبحانه وتعالى ذكر صفات خصّ بها النبي صلى الله عليه وسلم {من أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ}؟
(يُتْبَعُ)
(/)
مناسبة الآية ووجودها بعد غزوة أحد. لو تصورنا الصحابة وقد أصيبوا بهذا المصاب الجلل وأصابتهم الجراح, والنفوس مكلومة يأتي التنبيه على هذه المنّة العظيمة وهي منّة بعثة النبي صلى الله عليه وسلم إليهم وأنه خصهم بهذه المنة بل أن الأنصار كانت لهم المنة مرتين, المنّة الأولى بكونهم ممن بعث لهم والمنّة الثانية أنه جاء إليهم مهاجرا وسماهم الأنصار. يقول انتبهوا إلى هذه النعمة وانتبهوا لهذا الفضل الذي بعثه الله إليكم فلا شك أن النفوس ترتاح. أنت تُذكِّر المريض بمنة الله التي بين يديه فتُهَون عليه المرض ويحمد الله سبحانه وتعالى. ولعل هذا أحد المناسبات في ذكر هذه المنّة العظيمة في هذا الموقف. وأيضاً يمكن أن يضاف أنه يقال لهم انتبهوا إنما بعث هذا الرسول صلى الله عليه وسلم لكم فأطيعوه وإياكم أن تخالفوه فإن خالفتموه وجدتم الشقاء ودونكم المثال الحيّ (أُحد) لما خالفتم شيئا من تزكيته لكم ماذا حدث لكم؟ ولذلك أعقبها بقوله تعالى {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165) آل عمران} من عند أنفسكم وليس من رسول الله ولا من الجهاد ولا من الدفاع عن الدين بل شىء أنتم وقعتم فيه فعوقبتم عليه.
ما وجه الإمتنان بالتلاوة؟ لماذا لم يقل بعث فيهم رسولا يفتح بهم البلاد ويقودهم من نصر إلى نصر ويعطيهم الدنيا, وهو ما يتوقع الناس أن يفرحوا به؟ لم يذكر شىء من ذلك ولكن قال {يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} وقال في موضع آخر {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58) يونس} المقصود أن فضل الله ورحمته هو الكتاب الذي أُنزل {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122) الأنعام} فهذا القرآن هو النور الذي نرى به كل شيء في هذه الحياة. المؤمن هو الوحيد الذي يرى ما وراء المادة بالقرآن ويرى ما وراء القبر وما وراء الموت وما وراء الدنيا. أما الكافر فهو يساق كل يوم إلى عالم مجهول. لا يدري من أين جاء ولا يدري أين سيذهب. أما المؤمن فجاءه من الله الثبات والهدى {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) الشورى} المنّة بإنزال هذا الكتاب علينا لا تعدلها منة والسبب فيها هو محمد صلى الله عليه وسلم ولذلك هو المنّة العظمى. وهي من الآيات الدالة على رعاية الله ومحبة الله لمحمد صلى الله عليه وسلم.
فائدة: من يتكلم عن نقل القرآن مِن مَن يخالفنا من المستشرقين أو من بعض الملاحدة أو من كان عنده شبهة من نقل القرآن سواء عن قصد أو غير قصد خاصة من بعض من يجتهدوا أن يخرجوا من القرآن ما يطعنون به عليه. نقول لهم لماذا دائماً تنظرون نظرة سلبية؟ لماذا لا تنظر إلى هذه الآيات التي تدلك على الكمال؟. إن بعض من بحثوا في تاريخ القرآن توصلوا إلى نتيجة يقول أن أولئك الذين جمعوا القرآن في عهد عثمان إحتمال النقص وارد عليهم لأنهم غير معصومون. نقول من أي شيء تنطلق؟ ألست تنطلق من آيات القرآن لتثبت ما تريد أن تصل إليه؟ انظر إلى هذه الآيات. الله سبحانه وتعالى يمتن على الناس برسول يتلو عليهم آياته. كم من الآيات التي كان يتلوها عليهم؟ ثم تعال إلى واقع النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرؤه عليهم في الصلوات والخطب والحِلَق. أليس يقول للصحابة أن {أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف كل شاف كاف. الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1374خلاصة الدرجة: صحيح} أليس يعلمون السور؟ اذا جمعت كل هذه
(يُتْبَعُ)
(/)
الدلائل والشواهد , ألا يدلك على أن القرآن قد حُفِظ كما نص الله تعالى {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) الحجر}. يقول تعالى (لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً) ثم تفاجأ بأنه من أكبر الوظائف الذي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم الذي هو مِنة من وظائفه أن يتلو القرآن، هل سيتهاونون في هذا الكتاب؟! لقد بذلوا كل شيء ليحافظوا عليه, فهو غاية الغاية. إذا تركوا ذلك فكأنهم لم يحققوا الهدف الذي بعث من أجله الرسول والهدف الذي أنزل به القرآن. بل إن الدليل التاريخي قاطع على أنهم كانوا أحرص الناس على جمعه وعلى حفظه. بين وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وبين جمع القرآن في مصحف لم يتجاوز سنتين وقد كان جمعه في القلوب منتشرا.
معنى المِنة
{لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً} أليس الإمتنان بالعطية مذموم؟ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى} من 264 البقرة .. هذا لأن الذي يمنّ ليس هو المتفضل الأصلي وهو مجرد واسطة لإيصال هذا الخير للغير , في حين أن منّة الله علينا فهي المنة الحقيقية. له المنة في كل تفاصيلها وفروعها. الله هو صاحب المنة هو الذي تفضل وأعطى ولذلك قال {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (17) الحجرات} إذن الفائدة أن الله له أن يمن على عباده بما يشاء. يمنّ عليك بأن رزقك وخلقك وبعث إليك الرسول صلى الله عليه وسلم ويمن عليك أن هداك للإيمان ولله المنّة. مثل هذه قضية الكبر. هذه قضية كانت تُشكل عليّ كيف أن الله نهانا عن الكِبر وقد جاء في الحديث {(ومن بغى على أخيه وتطاول عليه واستحقره حشره الله – تعالى – يوم القيامة في صورة الذر، يطؤه العباد بأقدامهم، ثم يدخل النار، ولم يزل في سخط الله حتى يموت، ....... ) الراوي: أبو هريرة و ابن عباس المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: المطالب العالية - الصفحة أو الرقم: 3/ 134 خلاصة الدرجة: موضوع}. وهو سبحانه وتعالى يصف نفسه بالكبر. لكني وجدت بالتأمل أن ذم الكِبر لنا لأننا ضعفاء ماذا نحن؟ ومم خُلقنا وماذا نحمل وإلى ماذا نصير؟ أما الله سبحانه وتعالى فهو الغني الكامل في غناه السيد الكامل في سؤدده الصمد الذي يصمد إليه في قضاء الحوائج ,الكبير فهو المتكبر وله الحق في ذلك وليس لأحد أن ينازعه هذا الأمر لا ملك مقرب ولا نبي مرسل فهو بحقّ الكبير المتكبر والذي يستحق ..
بعض إخوة فرنسيون أسلموا على فطرتهم وكثير من غير المسلمين فطرتهم سليمة بحيث لو وجد من يدله وينصحه لاستجاب. يقول أحدهم: أنا عشت طيلة عمري على النصرانية وكنت أسير في حياتي وصحتي جيدة وأشعر أن هناك من يستحق أن أشكره ولكني لم أعرف من هو ولم أقتنع أنه يمكن أن يكون عيسى لما جرى له من الإبتلاء لا يمكن أن يقدم إلي كل هذا, وأنا أعتقد أنه صلب. حتى وفقني الله وجدت ترجمة لمعاني القرآن فوجدت الإجابة على سؤالي من هو الذي يستحق الشكر في أول الفاتحة {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (1) الفاتحة} فقرأت فيها وتأملتها وقلت هذا إجابة السؤال وهو من يستحق أن أقدم له الشكر. فالفائدة الأولى أن الله صاحب المنّة.
ثانياً: يقول في القرآن أن أُرسل الرسول بشيراً للناس كآفة وهنا يختص بالمؤمنين لماذا؟ ما هو وجه التخصيص يا ترى؟ يظهر أن تمام المنة ظهرت على الذين استجابوا. فالكلام على تمام المنّة من لم يستجيبوا أرسل إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً فمنّ عليهم بإرساله لكنهم هم لم يستجيبوا، قال تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) الأنبياء} جميع العالمين ولكنهم لا يفقهون. لو تأمل الكافر ما وقع من الرسول صلى الله عليه وسلم في حال حياته على الكافرين ودرسها دراسة منطقية إنسانية لوجد تمام الرحمة منه. ولكن هؤلاء يأتون بعداء ولا يأتون بتجرد، كن كافرا ولكن أدرس حياة النبي بتجرد وادرس حياة غيره وانظر الفرق! الرسول صلى الله عليه وسلم كان رحيما وهو يتعامل مع الكفار. انظر إلى الكمال من هم الذين كانت
(يُتْبَعُ)
(/)
لهم المنة الكاملة هم الذين آمنوا واستجابوا. {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ}. ولذلك لو تأملت النص في قوله تعالى {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً} مع أنه في سورة الجمعة قال {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ} من 2 الجمعة. فهناك ذكر أنه بعثه في الأميين وهنا ذكر أنه بعثه في المؤمنين إذا المنّة على المؤمنين ولكن البعث كان للجميع.
ترتيب الخصائص
(يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ)
توضح الآية أبرز خصائص النبي صلى الله عليه وسلم وهي قدوة للمعلِّم والمربي. لماذا قدم التلاوة ثم قال يزكيهم ثم قال يعلمهم الكتاب والحكمة؟. وفي آية أخرى قدّم التعليم على التزكية (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ (129) البقرة)؟ قدمت التزكية هنا لأن لها علاقة بهذه النفسية التي يعالجها بعد المعكرة وما أصابها من الوهن والظن و الزلل فهي مناسبة. التلاوة هي بمثابة البلاغ وهي المهمة الأولى التي طلبت منه وهي الرسالة، طلب منه أن ينذر {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) المدثر}. قل لهم أن هذه الرسالة لكم فتتلو عليهم فتقوم عليهم الحجة. فإذا مَنَّ الله عليهم بالإستجابة يبدأ مشروع التزكية. التزكية قبل العلم لأن القلب إذا أقبل صار العلم له مكان في القلب لكن كيف تُعلِّم والقلب منصرف؟! هذا لا ينتفع ولذلك قال ابن عمر {سمعت ابن عمر يقول: لقد لبثنا برهة من دهر وأحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن، تنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فنتعلم حلالها وحرامها وأمرها وزاجرها وما ينبغي أن يوقف عنده منها كما يتعلم أحدكم السورة، ولقد رأيت رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان يقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يعرف حلاله ولا حرامه ولا أمره ولا زاجره ولا ما ينبغي أن يوقف عنده منه وينثره نثر الدقل. الراوي: القاسم بن عوف الشيباني المحدث: ابن منده - المصدر: الإيمان لابن منده - الصفحة أو الرقم: 106 - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح على رسم مسلم والجماعة إلا البخاري} البعض يقرأ القرآن بمخارجه ويقرأ الروايات وليس في قلبه من الإيمان مقدار ذرة. وهذا هو الترتيب المناسب لهذه الآية وللآية التي في سورة الجمعة {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} من 2 الجمعة. لكن في سورة البقرة لما ذكر إبراهيم عليه السلام {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129) البقرة} قدّم العلم لأن العلم هو الأصل وبه تكون التزكية فالتزكية مبنية على العلم ولكن من حيث الوجود في الواقع تكون التزكية أولا وهي قبول النفس لهذا الإيمان وإقبالها على الله ومعرفتها به ثم يأتي العلم والشرح والإيضاح والتفصيل. وفي الحديث {أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: دلني على عمل، إذا عملته دخلت الجنة. قال: تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان. قال: والذي نفسي بيده، لا أزيد على هذا. فلما ولي، قال النبي صلى الله عليه وسلم: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة، فلينظر إلى هذا. الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1397. خلاصة الدرجة: [صحيح]}.
معنى التزكية
(يُتْبَعُ)
(/)
والتزكية فيها جانبان الجانب الأول هو التطهير والجانب الثاني هو النماء. وهذان الجانبان لو تأملتهما في جميع المواطن التي وردت فيها الظكاة والتزكية تجدها واضحة. فمثلا الزكاة سميت الزكاة لأنها تطهر المال وتنميه وكذلك في النفوس. نحن الآن أخذنا بدل لفظ التزكية لفظ تربية وبعضهم يسميه تصفية وهي ليست مثل التزكية ومعنى التزكية فيه معنى التطهير والنماء يعني تخلية وتحلية. في سورة النور في قصة الإك قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21) النور} التعبير بالتزكية في غاية الدقة في القرآن وهي تنقية القلوب وتطهيرها بالقرآن وفهمه وتدبره. يتلو عليهم الآيات ثم يزكيهم لما قدم التلاوة على التزكية لأن البلاغ أولاً، هذا البلاغ واضح بالنسبة لهم ولذلك نقول أي بلاغ يكون فيه غموض فليس من التزكية في شيء، إذا كنت لا تستطيع إدراك الكلام الذي يقال لك فلا يمكنك أن تتزكى به،. فأنت لا تتزكى بكلام أنت لا تفهم معناه فهي أثر من آثار التلاوة أو البلاغ.
التزكية في القرآن قد أكد عليها تأكيدا كبيرا أكاد أجزم أنه لم يؤكد على شيء آخر مثله. أعلى التزكية هو التوحيد فهو أساس هذه التزكية والتزكية هي حمل هذه النفس للقيام بما أمرت به وتربيتها وحملها على الخير. انظر إلى ما أقسم الله عليه في سورة الشمس {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8)} أحد عشر قسماً اجتمعت على هذا الشيء! ثم {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) الشمس} أي طهرها ولاحظ أن التعبير فيه تهديد فيه شيء من الحرارة والشدة. فينبغي على الإنسان أن ينتبه لمسألة تزكية نفسه.
نقول ياعبد الله لا تترك نفسك سبهللاً, تقول "أنا كده , طبيعتي كده" لا، إنك لا تقول هذا للوظيفة مثلا فقط تقولها في طاعة الله تقول أخلاقي لا تتغير!. بل زكي نفسك, علمها, دربها , إرعها حق الرعاية, فأنت مطالب بهذا ولا يعفى عنك. كان بعض الناس يقول عندي خلق لا أستطيع أن أغيره إذا أغضبني ولدي أغضب. هذا غير صحيح بدليل أن إذا أغضبك الوزير أو الأمير تسكت!. كيف يصير عندك القوة النفسية لضبط نفسك؟ إنك تعرف أن هناك مشاكل. أنت قادر على تغيير نفسك ولكنك تهمل نفسك. {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) الشمس} أخفاها وأسفلها وأدناها.
ارتباط تزكية النفس بقراءة القرآن الكريم وتلاوته
فنقول لمن يريد أن يزكي نفسه عليك بالقرآن وتلاوته. ونقول لحامل القرآن زكي نفسك بالقرآن. إذا كنت تجد في نفسك من القصور ومن التقصير وأنت حامل للقرآن فإن تلاوتك فيها خلل فإن حملك للقرآن فيه خلل. لأن الله جعل ترابط بين التزكية والتلاوة فكأن التزكية أثر للتلاوة (يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ). وأنت يا من تقول كيف أزكي نفسي؟ عليك بالقرآن, تمسك به , إوجد لك طريقة تتعلم ما تستطيع منه وتحفظ ما تستطيع منه , اقترب منه. ما أجمل هذه العبارة التي قالها الصحابة {إعرض نفسك على القرآن}. من لطائف معنى إعرض نفسك على القرآن أن الحسن البصري رحمه الله قرأ {ص وَالْقُرْآَنِ ذِي الذِّكْرِ (1)} قرأها (صادِ) بالكسر وعليه فإنها عنده ليست حرفاً بل فعل أمر "صادِ" من المصاداة {فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) عبس} أي إعرض عملك على القرآن. ولكنها قراءة شاذة.
(يُتْبَعُ)
(/)
عندما يقول الله سبحانه وتعالى لنا {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ} رسولا, ماذا يصنع يا رب؟ يتلو عليهم آياتك أولا، هذه أول صفة. فالمفترض أن تتوقف مع هذه الصفة،. أنت الآن تتلو القرآن وتحفظ وتحمله معك. ثم قال (ويزكيهم) ينبغي أن نقيس أمورنا ليس بكثرة ما نقرأ بل بما نعمل ونتدبر. هذه الآية لو توقفنا معها واعرض نفسك عليها. أنت تقوم تصلي ثم تنام. ماذا فعلت بينهما ماذا صنعت مع القرآن؟ البعض يمنّ الله عليه بالقرآءة فتجده قبل صلاة الفجر يقرأ وبعد صلاة الفجر يقرأ ويقرأ القرآن بعد كل صلاة، فقلت له ما حالك مع القرآن؟ أنت يوميا تقضي 7 أو 8 ساعات مع القرآن فقال هكذا أنا من يوم أن تقاعدت. قلت ما تقاعدت؟ أنت الآن بدأت عملك الحقيقي مع القرآن. فتنشّط الرجل وصار يتدبر ويسأل ويكتب الأسئلة والفوائد. وهذه رسالة الله إلينا ماذا استفدت منها؟ نحن نقرأ لكن نريد ما يعيننا كيف نقرأ. يجب أن تسأل الناس ماذا استوقفك؟ لتحفزهم. في إحدى المسابقات بين الطلاب في رحلة كان السؤال (هات آية بكيت عندها) فقال أحدهم ما أذكر أني بكيت عند آية من آيات الله، هذا السؤال أثّر في نفسي أثرا كبيرا. هل من المعقول أن هذا القرآن كان يُبكي رسول الله والصحابة وأنا لم يبكيني؟! هذا ديل على أن عندي مشكلة. منهج ممتاز ان تبحث عن البكاء، إبك وحدك ولا تظن أنك عندما تبكي أو تتباكى أنك منافق، لمثل هذا فليبكي الإنسان وعلى حاله فليبكي. تأمل نزول هذه الآيات على الرسول ومعه جبريل ومعه الملائكة وهو يقود الجيش ومعه الصحابة. تأمل المشهد وتقول رضي الله عن هؤلاء وعفى الله عنهم وتتوق نفسك إلى مثل هذه الروحانيات التي عاشها هؤلاء. وفي الآية {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (109) الإسراء} غاية المدح لأهل العلم وهذه شهادة لمن بكى تأثراً من كلام الله عز وجل أنه صار من أهل العلم. وهذا العلم تظهر ثمرته على الجوارح.
بمناسبة الحديث عن القرآءة الشاذة في قوله (ص والقرآن ذي الذكر) (صادِ) أذكر أن القرآءات الشاذة فيها معاني لطيفة وهي لأهل العلم ولا نطلبها من كل أحد. في قوله تعالى (لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ) في بعض القرآءات الشاذة وردت (من أنفَسِكم) يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء من أنفس العرب وهو كذلك كما أخبر عن نفسه صلى الله عليه وسلم.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[05 Sep 2009, 02:05 م]ـ
الحلقة 28
15 رمضان 1430 هـ
وصيتين:
في كل يوم نرى أننا ما قلنا شيئاً في كتاب الله عز وجل وفي كل يوم نرى أن الكلام الذي نقوله والدروس والعبر التي نستنبطها شيء يسير مما ينبغي أن يؤخذ من هذا الكتاب العظيم ولذلك أوصي نفسي وأوضيكم أن نجعل هذا الكتاب نبراساً نستضيء به في سائر شؤوننا. وأوصي بوصيتين: الأولى أن نخلص لله جل وعلا في عملنا وفي ما نقول. والإخلاص بوابة الخلاص فلا عمل مقبول عند الله سبحانه وتعالى إلا به نسأل الله أن يجعلنا ممن يبتغون بعملكم وجه الله. والثانية أوصي من يستمع للبرنامج أن يكون مصحفه معه حتى يتابع الآيات ليعرف المعاني ويتوثق منها ويتابع الربط الذي يكون بين المقاطع لأننا أحياناً ننتقل بين الآيات للربط بينها وبيان شدة الاتصال بها. وهذا لا ينفع إلا حافظ أو إنسان يكون مصحفه بين يديه. ولا شك أن الإنسان إذا تابع بهذه الطريقة وأنصت وإستمع أنه يحظى بأجر مجالس الذكر التي قال صلى الله عليه وسلم {لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده الراوي: أبو سعيد الخدري و أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2700خلاصة الدرجة: صحيح}. ولعل بعضكم من يقول هذا مخصوص بالمساجد لا، هناك لفظ ذكر فيه المساجد ولفظ لم يذكر فيه. وما ذكر في المساجد لا يقيد ما لم يذكر فيه بل يكون من باب ذكر الفرد. فإذا اجتمع الناس في بيوتهم أو المدارس أو المحافل أو المساجد فهم داخلون بإذن الله في عموم هذا الحديث. ونحن نقول هذه أيضاً وسيلة جديدة للإستماع الذي يكون به الذكر.
ما زال الحديث عن الآية:
(يُتْبَعُ)
(/)
(لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164) أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165) آل عمران)
تكلمنا في الحلقة السابقة عن التزكية وثناء الله تعالى على نبيه.
المقصود بـ (الضلال)
(لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164)) ذكر تعالى امتنانه ببعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم والله سبحانه وتعالى له أن يمتن على عباده بما يشاء فهو سبحانه صاحب المنّة. نضيف في هذا المجلس كيف عقّب الله سبحانه وتعالى فقال {وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} والإشارة إلى الضلال الذي كان فيه العرب والبشرية قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم فكأنه هو الذي دل الأمة في هذه الجاهلية وكانت ضالة وتائهة وحائرة حتى أرسل الله محمدا صلى الله عليه وسلم فدلهّا. قال تعالى {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) الزخرف}. وفي مواضع أخرى وصفه الله تعالى أنه هو نفسه صلى الله عليه وسلم كان ضالا فهدى {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) الضحى} المقصود بالضلال هنا أنه لم يكن يدري عن هذا الخير وعن هذا القرآن ولا عن هذه التفاصيل الدقيقة. كان صلى الله عليه وسلم يتعبد ويتحنث في غار حراء ويرجو أن يجد من يدله في هذه الحيرة ولذلك قال {مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ} ولما جاءت التفاصيل في هذه الآية. حقيقة أن نزول القرآن منّة كبرى. هي منة على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى الأمة كلها. يقولون إذا أردت أن تعفر قيمة الشيء فتخيّل فقده، تصور ما يكون عليه حالنا بدون القرآن؟ يكون بيننا اختلافات وما في ثبات لأنه لا يوجد شىء نرجع إليه. نحن نقول للناس عليكم بالقرآن وبعضهم يقول أنا أرجع إلى القرآن فلا أجد ما تقولون وذلك لتفاوت الناس من حيث العلم والقدرة والفهم. ولكن الأمة كلها من تاريخ نزول القرآن إلى اليوم تعيش على هذا القرآن كلما تمسكت به انتصرت وفتح الله عليها وإذا تهاونت فيه إنتكست. مرت قرون طويلة على المسلمين يقتربون وينتصرون. ويصدق ذلك قوله صلى الله عليه وسلم {تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الراوي: مالك بن أنس المحدث: ابن عبدالبر - المصدر: التمهيد - الصفحة أو الرقم: 24/ 331 خلاصة الدرجة: محفوظ معروف مشهور عن النبي صلى الله عليه وسلم عند أهل العلم شهرة يكاد يستغني بها عن الإسناد} لابد أن نتمسك ليس فقط أن نقرأ. وقال (ان تضلوا) معناه أن هو هداية والتخلي عنه ضلال. وأيضاً هذا الوصف الذي عقب به سبحانه وتعالى وقال {لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} هذه الآية فيها إشارة إلى أن البشرية قبل محمد كانت في ضلال وفيها إشارة أخرى أنها إذا تخلت الأمة عن ما زكاهم به يرجعون إلى الضلال وهذا صحيح نجده الآن.
(وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) الضحى) قد يفهم البعض أن النبي صلى الله عليه وسلم كان على ملّة قومه ولكنه كان على الحنيفية ولم يكن من المشركين وذلك للتنبيه. كلمة (ضال) تدل على أنه لم يكن عالماً بتفاصيل الشريعة وفسرتها الآية الأخرى {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) الزخرف}.فالقرآن يفسِّر بعضه بعضا.
(يُتْبَعُ)
(/)
نجد أن وصف الضلال يوحش ولكن اذا عُرِف المقصود به بطل العجب. موسى عليه السلام وصف بالضلال {قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) الشعراء} وصف نفسه بهذا أي قبل أن يوحى إليه. وهذه قاعدة أن لا تستوحش من الأوصاف التي أطلقها الله على الأنبياء أحياناً بعض الناس ينزعج من هذه الأوصاف من باب تعظيم الأنبياء ولكن نقول له إنتبه فأنت على خطأ. فأنت تحسن في جانب الأنبياء ولكن قد تسيء الأدب مع الرب فهو أعلم مني ومنك وهو قال الكلام فانتبه أن تقع في هذه المشكلة فلابد من الميزان الدقيق. ولذلك نلاحظ {قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) هود} وهو يخاطب النبي نوح وقال أيضا مخاطبا الرسول صلى الله عليه وسلم {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ (205) الأعراف} لكن لا تأتي وتتقصد أن تقول أن النبي كان غافلاً، فإنتبه أن تسىء الأدب مع الله سبحانه وتعالى في أن تنفي عن أنبيائه ما وصفهم به هو سبحانه وتعالى فهو أعلم وأحكم في هذا. قضية أخرى أن بعض العبارات يكون لها معنى عرفي فيحملها الناس على المعنى العرفي ويدعون المعنى القرآني واللغوي مثل كلمة (أميّ) ومثلا كلمة (هلك) لا تقال إلا على الطغاة المفسدين والبغاة في الأرض ويقول بعض الناس ما بال الله قالها في حق يوسف {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ (34)}. (هلك) في اللغة تعني الموت. المعنى الزائد هذا عُرف عند الناس في هذا الزمان وإلا لم يكن موجودا. ألا ترى في علم الفرائض يقال هلك هالك عن زوج؟ فهذا العرف هو العرف اللغوي أو العرف القرآني كونه تغير أو كون الناس زادوا عليه أشياء إذن إذا أردت أن تستعمله في واقع الناس أرى أن لا تستعمل هذا الأسلوب فلا تقول أن الشيخ بن جبرين هلك لأن الناس يفهمون منها هذا الاستنباط ولكن عندما نفسر القرآن نحن نتحدث بلغة علمية وليس عندنا هذه المشكلة.
معنى الكتاب والحكمة
لما قال (وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) فيها ملحظ مهم وهي أنه لما نزلت هذه الآيات هذه سورة مدنية نزلت في وقت لم يكتب القرآن كاملا ولم يكن مجموعا في كتاب. فهذا الوصف القرآني فيه إشارة إلى نوع الحفظ الذي سيكون عليه وهو أن يكون فى كتاب. أي يعلمهم الكتاب وهو لما يكتمل. ولهذا يجب أن ننتبه إلى هذه اللفتة اللطيفة لجهات حفظ القرآن حفظ الصدور وحفظ السطور {رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3) البينة} التلاوة حفظ في الصدور والكتابة حفظ في السطور. ونقول إن هذه الإشارات واضحة أن الله سبحانه وتعالى سيهيء السبب لكتابة القرآن وحفظه كما قال تعالى {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) الحجر} حافظون هناك سبب. الله حافظه قطعا ولكن ما هو السبب الذي أوجده ليكون هذا الحفظ؟ السبب هو هؤلاء الصحابة الذين كتبوه ووثقوه.وهذا ليس بدعا منهم وإنما طان بتعليم الرسول صلى الله عليه وسلم، ما كان يوحى إليه صلى الله عليه وسلم إلا كان يدعو من يكتبها. كان صلى الله عليه وسلم يشير إليهم ويوحي إليهم أنه لابد من ضبط هذا العلم بالكتابة. وهم كانوا يبادرون أيضا بالكتابة. كان ينادي الكُتاب وكان غيرهم يكتبون لأنفسهم. لذلك قال صلى الله عليه وسلم {لا تكتبوا عني شيئا سوى القرآن، من كتب عني شيئا سوى القرآن فليمحه. الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: السخاوي - المصدر: فتح المغيث - الصفحة أو الرقم: 2/ 159خلاصة الدرجة: ثابت}. معنى واضح أنهم كلهم كانوا يكتبون القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
الفائدة الثانية أن الحكمة كما قال العلماء المراد بها السنة والكتاب هو القرآن. فالرسول كان يعلم الكتاب والحكمة. تسمية السنة بالحكمة فيها شيء من اللطف في التنبيه على أن ما جاء به صلى الله عليه وسلم فهو عين الحكمة لا يخالف الحكمة مطلقاً. إن قال شخص أليس الكتاب من الحكمة؟ نقول بلى ولكن كون تسمية السنة حكمة والقرآن كتاب فإن إفرادها معناه انها مرادة بذاتها ولذلك كان مصدر التشريع الكتاب والسنة. وإلا فالكتاب أيضا حكمة زقد وصفه الله تعالى بذلك {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34) الأحزاب} فالحكمة هي أيضا السنة. وهي الكتاب {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) هود} المقصود أن وصف السنة بالحكمة لا يعني منه نفيها عن القرآن ولكن المراد التنبيه على القيد الزائد في السنة فقد يفهم أن منزلتها أقل نقول لا ووصفها الله تعالى بأنها حكمة و أخبر صلى الله عليه وسلم عن نفسه {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) النجم}. هناك ملحظ في هذه القضية وهو أن الحكمة حقيقتها هي العمل بالعلم. عرّفها كثير من أهل العلم أن الحكمة هي أن تعمل بما تعلم، العلم الصادق إذا عُمل به حقا كان صاحبه حكيما. معنى هذا أن الكتاب لما أوحي إلى محمد صلى الله عليه وسلم قإنه صلى الله عليه وسلم د عمل بذلك كله فصار عمله وسنته القولية والفعلية والتقريرية حكمة لأنها جمعت بين العلم الصحيح والعمل الصالح المنضبط على منهج الله عز وجل.
مشروعية تعليم التجويد والتفسير
(يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) يدخل في تعليمه للكتاب تعليم تلاوته وكان صلى الله عليه وسلم يعتني بذلك. كان يعرض عليه أصحابه ويعرضه على جبريل وجبريل يعرض عليه. لا شك أن أول شيء تعلمه النبي من القرآن هو تلاوته وكيفية أدائه. وفيها أيضا فائدة أخرى وهي تقديم القرآن على السنة في التعليم وفي الإستدلال وفي الإستنباط وفي كل المجالات عندما يكون عندنا آية وحديث نبدأ بالآية ثم الحديث لأن الله سبحانه وتعالى قدم الكتاب على السنة حتى قال ابن تيمية (إن السنة لا يمكن أن تنسخ القرآن) يقصد بذلك أن القرآن محكم لا يأتي شيء في مرتبة ثانية لينسخه ويزيله. المقصود أن القرآن يقدّم ويعظم ويجل ويبدأ به. لما يكون عندنا درس تفسير ودرس سنة نبدأ بالتفسير. أيضاً التعليم يدخل فيه التجويد لأنه تعالى قال (يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ) تكلم عن التلاوة ثم جاء بتعليم الكتاب وأيضا يدخل فيها التفسير. وهذا يدل على أن من وظائف النبي الأساسية هي التعليم. قد يأتي من يقول أنه لم يحفظ عن النبي من التفسير إلا القليل وليس معنى ذلك أنه كان يترك شيئا مبهما على الصحابة لا يبينه لهم. بالعكس كان إذا أشكل شيء عليهم يسألون عنه. ومن ذلك دعاؤه لأبن عباس {أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الخلاء، فوضعت له وضوءا، قال: من وضع هذا. فأخبر، فقال: اللهم فقهه في الدين. الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 143خلاصة الدرجة: [صحيح]} قوله وعلمه الكتاب واضح أنه يقصد التفسير. وفي رواية أخرى علمه التأويل {اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل. الراوي: - المحدث: ابن عبدالبر - المصدر: الاستيعاب - الصفحة أو الرقم: 3/ 67خلاصة الدرجة: صحيح}. ويقصد بالكتاب القرآن وابن عباس رضي الله عنه كان بارعا في التفسير ولا شك أن هذا أحد فروع علوم هذا الكتاب.
عبرة من التاريخ
(يُتْبَعُ)
(/)
(وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) من ترك هذين المصدرين – الكتاب والسنة- وقع لا شك في الضلال المبين. من من استعرض تاريخ الأمة الإسلامية متى أخذت بهذين المصدرين عزّت وانتصرت ومتى تركتهما وقعت في الظلام. في عهد المأمون ترجمت الكتب اليونانية وغيرها من كتب الأمم السابقة. ماذا حدث للأمة؟ اختلفت وإضطربت ليس في أمور الفروع والتفاصيل وإنما في الأصول. وصار الناس لا هم لهم إلا الكلام ونشأت الفرق الفرقة الواحدة تنقسم إلى فرق كثيرة كل ذلك بسبب ترك الكتاب والسنة. ولذلك قيد الله للأمة في كل زمن من يعيدهم إلى المصدرين ناصعين أبيضين من غير أن يكون هناك شبهة ولا شك.
يوجد هنا استشكالين. الأول عن ترجمة الكتب. بعض الأمم التى كان لها تأثير في الحضارات السابقة العجيب أنه لم يرد لها ذكر لا في كتاب الله ولا في السنة وهذا فيه سر لعل من يسمع أن يبحث في ذلك. اليونان كان فيهم فلاسفة وحضارة كبيرة مسيطرة أثرت في العالم. والسؤال الثاني أنه من العجيب أن هذه الحضارة اليونانية بقيت آثارها في كتاباتها. وهذا يدل عليه القرآن في آيات كثيرة {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) القلم} و {الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) العلق} مما يدل على أهمية الكتابة. إن هذه الحضارة اليونانية التي ماتت ونسيت لم يكن أحد يتعلمها ولا يتفقه فيها فكيف نشأت فكرة إعادة هذه الحضارة في هذه الأمة التي فيها هذين المصدرين الكتاب والسنة؟! هذا يدعو للتعجب، هو نوع من الكيد. والقصة مذكورة في كتب التاريخ أن المأمون أرسل إلى ملك الروم يطلبها فإستشار بطارقته فقال أحدهم أنها ما دخلت على قوم إلا أفسدتهم. فإذا ثبتت القصة لا شك أنه يفسر جزء من هذا المعنى. السؤال أن الأمة التي كانت تعيش في هذا الوقت ما كانت بحاجة ان تبحث عن هدى في غير كتابها فما الذي ساق هؤلاء أن يبحثوا ويأخذوا مثل هذا؟ والعجيب أن هذه الفلسفة وصلت في علم الكلام ولا زال آثار هذه الفلسفة والمنطق اليوناني موجودا إلى اليوم موجود فيما يسمى علم الكلام. في كل زمان أناس يتشوفون إلى ما عند الأمم الأخرى ولا يثقون بما عند الأمة الإسلامية فهم منهزمون نفسيا. كنا قبل أربعين أو خمسين سنة صحيح الأمة الإسلامية ليس لديها إمكانيات فنحتاج أن نبتعث أبناؤنا للأمم الأخرى للإستفادة من علومهم الدنيوية. اليوم ما إستطعنا أن ننقل التقنية إلى بلادنا ثم بدأنا نبتعث أبناؤنا مرة أخرى مع علمنا بما هناك من الإنحراف والفتن والفساد والتجارب السيئة. من ذهب يرى أماكن الإبتعاث لا يجد جديداً فيها. يتعلمون على النت وهي موجودة لدينا. إذا ذهبت تكتسب عادات وتقاليد ليست من دينك ولا من عاداتك من المفترض ألا تتعرض لها وليس من الشرف أن تتعرض لها وتتعلمها. في عهد المأمون عندما طالب بترجمة الكتب اليونانية كان الناس يتشوفون إلى حضارات وثنية وحضارات بائدة لا قيمة لها في جانب الفكر والهدى بين أيدينا. منذ ترجمت من عهد المأمون إلى اليوم ما جنينا منها؟ فرقة واختلاف وبلبلة. نهاية إقدام العقول ورجعوا في النهاية إلى القرآن. قال الشوكاني إختلفوا في الروح على 1100 قولا والحق ما قاله سبحانه وتعالى في {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85) الإسراء} قد إختصر لك الطريق. أمثال هؤلاء في كل وقت تجدهم يتطلعون لما عند الآخر ويناقشون ويقولون نريد أن نعرف ما عند الأمم الأخرى. نحن لو كنا أمة ليس لدينا القرآن ولا رسول ولا دين لكنا وافقنا ولكننا أمة عندنا قدرات وعندناكتاب الله بين أيدينا ألا نستطيع أن نقوم بأنفسنا؟
ننظر لمثال آخر الأمة اليايانية وجنوب شرق آسيا نجحت أن تأخذ من الغرب ماتريد أن تأخذه. لما أرسل اليابانيون أبناءهم أول الأمر تأثروا بالغرب في طريقة أكلهم وعاداتهم. فلما عادوا ورآهم الإمبراطور الياباني أمر بقتلهم جميعاً قائلا ما أرسلتهم ليأتوني بعادات أنا أريد الشيء الذي تميزوا به من تكنولوجيل وتقنية. وفريق آخر ذهب إلى الغرب يمارس العادات اليابانية حتى في أكل الأرز. وكان الغربيون يضحكون منهم ولكن كان لهم هدف واضح حتى أن أول واحد منهم من عكف سنوات يقرأ النظريات و جلس يدرس في الجامعة وفي النهاية ما حصّل شيئاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
اشترى آلة وفكها ثم ركبها مرات فعرف بالخبرة والتأمل فعرف سر هذه الآلة ما عرفها بالدراسة. و قال الإمبراطور الآن اصنع لي هذه الآلة فصنعها من أولها لآخرها. ولما جاء الإمبراطور لإفتتاح أول آلة تصنعها اليابان فلما اشتغلت وسمع ضجيجها قال هذه أحسن موسيقى سمعتها في حياتي. ثم بعد ذلك إختطت اليابان طريق الصناعة وأخذوا من العالم الغربي، فهم استقبلوا منهم ماهم بحاجة إليه وانتهوا منهم.
نعمة العقوبة في الدنيا
أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165)
تشير هذه الآية إلى قاعدة عظيمة للمؤمنين. والإستفهام هنا إنكاري تعجبي. كأنه يقول لما أصابتكم هذه المصيبة تقولون هذا القول؟! أنّى هذا يعني من أين جاء هذا؟ هذه قاعدة إذا أصبت بمصيبة فاعلم ان الأصل أنها جاءت من عند نفسك. أنت أسأت في أمر ما فعوقبت بهذا العقاب وهذه نعمة من الله سبحانه وتعالى أن تعاقب في الحياة الدنيا ولهذا قال تعالى (قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُم). أي انما اصبتم جزاء ما اجترحتم وكسبتم. ولهذا قال بعدها {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} قدير على أن يقدر لكم هذا الجزاء ويصيبكم به فلا تستغربوا أن يقع هذا عليكم فإذن هذه من القواعد القرآنية وسنة ثابتة في القرآن. أن الإنسان لا يصيبه شىء إلا بكسبه. في الشورى قال {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30)} ما أصابكم شىء يسير وإذا راجعت الذنوب والمعاصي نجدها أكثر مما يقع من البلاء. ونلاحظ ونؤكد عليها من خلال هذه الآية {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} من 123 النساء قد يشكل أنت تقول ويعفو عن كثير وهنا يقول يجزى به؟ الجواب بأن ما يصيب الإنسان ليس هي هذه العقوبات الظاهرة من القتل والجرح والآلام العظيمةة حتى الهم والحزن {ما يصيب المسلم، من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5641خلاصة الدرجة: [صحيح]} هذا من العقوبات تخفيف ولذلك قال هذا كله جزاء لأشياء أنت فعلتها بنفسك. حدث قبل فترة أن بعض المشايخ جزاهم الله خيرا لما حدث بعض الآلام والعقوبات على المسلمين قال هذا من ذنوب المسلمين ما وقع لهم شىء إلا بذنوبهم وبعض الناس استنكروا هذا الأمر قالوا ما ذنب هذه الأطفال والنساء وكبار السن؟.و الحقيقة هذا غير صحيح. ما أصاب الناس من شيء فهو من تقصيره في حق ربه هذه قضية قررها القرآن وليست محل شك والحمد لله {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}. ولهذا فإن تأخير العذاب عن قوم لا يعني سلامتهم أو أنه لن يقع بهم بل قال في الآيات التالية {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (178) آل عمران} وهذه أشد من اذين يعاقبون في الدنيا. تذنب فتعاقب مباشرة هذا من رحمة الله بك ومن لطف الله بنا أن يعاقبنا وأحيانا لا يعلم ما هو الذنب الذي عوقب به من كثرة ذنوبنا بينما بعض الناس مثل الحسن البصري كان يعلم الذنب الذي يعاقب عليه لأنه كان يعد ذنوبه. فأنت إذا كثرت عليك ما تعلم على أي شيء وقعت هذه العقوبة. ابن سيرين اصيب في آخر عمره بالدين فحجز بذلك فلما سؤل عن الذنب قال عيّرت رجلا قبل أربعين سنة بهذا فإبتلاني الله به، تذكر ذنبه من أربعين سنة!.
ومقصود الآية أن ما أصابتكم مصيبة يوم أحد فقد أصبتم مثليها يوم بدر. قتل منكم في أحد ما يقارب السبعين من المسلمين وفي بدر قتلتم سبعين وأسرتم سبعين فلماذا تعجبون؟. وكان بعضهم يقول كيف نهزم؟ نحن مسلمون وهم مشركون فجاء الجواب هو من عند أنفسكم.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[06 Sep 2009, 09:00 م]ـ
الحلقة 29
16 رمضان 1430
مقدمة عن قيمة مدارسة القرآن
(يُتْبَعُ)
(/)
أحب أن أقترح عليكم وأنتم تستمعون إلى هذا البرنامج أن تأخذوا العبرة من هذه المدارسة التي تكون بيننا نحن وهي أن المدارسة تثري معرفة الإنسان بالقرآن. ولا أخفيكم سراً أننا نُحَضّر أشياء قبل أن يأتي لهذه الحلقات ونقرأ من الكتب بين أيدينا ونحاول أن نجمع ما قاله العلماء لنحكيها لكم بلغة سهلة ميسرة. وإذا بدأت الحلقة ثارت أشياء وجَدّت لنا أشياء ببركة المدارسة. فالمدارسة لها فضل عظيم على الإنسان ليس فقط في فهم القرآن ولكن أيضا في استخراج وإستنباط المزيد. ونريد أن ننقل هذه الخبرة للمشاهدين. أحياناً يفتح للإنسان في حال المدارسة ما يكون مغلقاً من قبل. مثلا لما قرأنا الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (156) آل عمران} تبين لي مسألة كنت أبحث عنها وهي لماذا قدم ماتوا على قتلوا؟ ففتح لي في أثناء الحلقة وقد كنت أبحث عنها. كنت أشرح جزء عم في أربع شعب في الكلية مفترض أن أقول نفس الكلام. وأسأل نفسي بعد المرة الأولى ماذا سأقول في المرة الثانية؟ سأعيد نفس الكلام يا له من تعب! ولكني في المرة الثانية يفتح لي ما لم يفتح في الأولى وفي الثالثة أكثر وهكذا. قلت لو ألفت بعد أول مرة لقلت ماذا أصنع بما كتبت؟ لو صبرت حتى الرابعة أو الخامسة لكان أفضل. من معاني المدارسة في اللغة معنى أنعا تتغازر المرعفة وتزيد من كثرة المدارسة والمدارسة مأخوذة من التكرار على الشىء. ومنها درس الزرع. عندما يأتي المزارع بالثمرة ويضعها في المكان الذي تطؤه الدابة فتظل تطأه حتى يخرج الحب من السنابل. هذا يسمونه "الدرس" لأنه تكرار حتى تخرج الثمرة. فتكرار النظر والتأمل والتدبر في المدارسة تتغازر المعرفة وفي المدارسة نجد أن كل شخص ينظر من زاوية مختلفة وتتراكم المعرفة. فهي تراكمية. أنت نفسك تكرر الدرس أو العقول تنظر من زوايا مختلفة.
ما هي الوسائل العملية في طريقة المدارسة؟ كيف يستطيع الناس في البيت أو أي مجلس أن يصلوا إلى نتيجة؟ أي مجموعة لو قالوا نحن لسنا من أهل التخصص أو من أهل العلم الشرعي كيف لنا أن نستفيد؟ يمكن أن يقرؤا كتاباً في التفسير والمعاني العامة ثم يتأملوا الآيات وما يمكن أن يستفيدوه من استنباطات. صحيح أن له أثر في ثقافة الشخص كلما كان المعلومات عنده أكثر كان الإستنباط أغزر وأجود ولكن لا يخلو قارئ للقرآن أن تكون عنده إستنباطات بل أحيانا إذا سمعت إلى إستنباطات بعض العامّة تستغرب كيف وصلوا إليها. أذكر مثالا في الآية {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) البقرة} هم وقفوا عند "الدماء" قالوا كيف عرف الملائكة أن بني آدم لهم دم ولحم؟ ألا يدل هذا على أن كان من سبق كانت له دماء؟. هذا السؤال لم يخرج إلا من خلال التأمل. تأملت كيف جاؤوا بالأسئلة، ناس بسطاء جدا في تخصص ليس شرعي ولكن فتح لهم هذا. فمن باب النصيحة للمسلمين لا يمنعكم مانع من التدبر ولكن لا تجعله تفسيرا تنشره بين العالمين. التدبر أمره أوسع يشمل التفسير وما قبل التفسير وما بعد التفسير، التفسير ثمرة من ثمرات التدبر ولذلك خوطب بالتدبر جميع الناس. وقد نزلت {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) النساء} في المنافقين ونزلت {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) محمد} للمشركين وهذا يدل على أن الخطاب ليس للعلماء فقط ولكن لعموم الناس. من يسمع هذا الكتاب مطالب بأن يفتح قلبه لكتاب الله. وفي كل العلوم أنت مطالب أن تتأمل وتتدبر. وفكرة مجالس للتدبر والتأمل فكرة رائعة وهي سنة نبوية كان صلى الله عليه وسلم يجلس مع جبريل وأصحابه للتدبر والصحابة كانوا يعملون ذلك. كان
(يُتْبَعُ)
(/)
عمر رضي الله عنه يجمع الصحابة يتناقشون في القرآن حتى يقولون {قال معاذ بن جبل: اجلس بنا نؤمن ساعة الراوي: الأسود بن هلال المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: تغليق التعليق - الصفحة أو الرقم: 2/ 21خلاصة الدرجة: موقوف صحيح}.
في المجالس أجود من أن تتحدث أنت والناس يستمعون فقط أن تشرك الناس في الحديث فإذا قالوا نريد منك كلمة إجعلها حوارا. إقرأ ىيات وعلّق عليها واطلب آراء الموجودين. في أحد المجالس خرجت مع الإخوان فقلت دعونا نتأمل في آيتين فقط نخرج منها بفوائد إن شاء الله كبيرة في قوله سبحانه وتعالى {طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى (2) طه} فقط وقلت ماذا تفهمون من "طه"؟ قال واحد هذا إسم للنبي صلى الله عليه وسلم وقال واحد منهم هذا صحيح واستشهد بأبيات من الشعر (نحن اليمانون يا طه) وآخر قال قرأتها في كتاب. قلت هل مر عليكم أنها من الحروف المقطعة التي في أوائل السورة؟ قالوا لم يمر علينا لكن هذا هو المعنى المشهور، قالوا فلماذا لا تُمد؟ قلت لأن طا وها لا تمد. وفي {مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى} سألت ما هي الفوائد؟ قال أحدهم إنها ما جاءت لتُشقي بل جاءت لتُسعد. إذا هي سورة السعادة. وهذا إستنباط جيد وصحيح. ثم أن فيها إثبات لصفة علو الله سبحانه وتعالى أنه أنزل القرآن {أَنْزَلْنَا}. أعجب الحاضرين هذا الحوار فجعلناه دوريا. هذه فكرة رائعة لإستخراج الأفكار وتوليدها وإشراك الآخرين. مثلاً الأولاد عندك في البيت دعهم يشاركونك ولديك كتب التفسير نريد للشباب والصغار بدل أن يعرفوا فقط المجلات والألعاب. الناس اشتغلوا بالفضائيات والنت. وبدأت تتقلص قيمة الكتاب. الأسر الناجحة من أسباب نجاحها ربطها بالكتب والقراءة. الحقيقة أصبحنا أمة تلقين. نُلقن ونتلقن. نأخذ الأشياء جاهزة ولا نفكر فيها. نريد أن نحيي الفهم والنظر والتدبر في كل الأشياء وليس في القرآن وحده. يجب علينا أن نفكر في كل ما يتلى علينا وفي كل ما نسمعه وفي كل ما نقوم به. أنتم الآن تصومون لماذا نصوم؟ لماذا شرع الله الصيام؟ لماذا شرعت قراءة القيام؟ لماذا شُرع التسبيح ونحن راكعون؟ لماذا نقول مع المؤذن إذا كبّر الله أكبر وإذا قال حي على الصلاة قلنا لا حول ولا قوة إلا بالله؟ وهكذا. الله وضع هذا بطريقة عجيبة جدا موافقة للعقل ولكننا غافلون. ومن الأمثلة الناجحة أن جعلت هذه سياسة لي في جلسات لجيران المسجد مستمرة منذ 15 عاما كان المراد أن تكون درساً كالعادة واحد يلقي والباقي يستمع. ولكن لماذا لا يشارك الجميع؟ واحد يقود الجلسة لكن الجميع يشارك في أول الأمر لم يكن مستساغا والآن أصبح جزء لا يتجزأ من الجلسة. نتكلم في التفسير أو أي موضوع أو نستضيف ضيفا لابد أن الجميع يشارك أو يبدي رأيه أو يضيف ولذلك الحضور فيها لا يتخلّف لا في الإجازات ولا في الدراسة. قرأنا من خلالها كتبا كثيرة وسافرنا أسفارا من إثر هذه الجلسة.
معنى كلمة أصاب
{أوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165) أل عمران} أصاب جاءت بمعنيين في هذه الاية: الأولى أصابتكم بمعنى الجراح والضر وأصبتم مثليها بمعنى نلتم أو أُعطيتم. فالإصابة الأولى فيها شيء ضار والثانية في شيء سار وكلاهما من مادة واحدة ولكن إختلف معناها في آية واحدة. الأولى معنى لازم والآخر متعدي أي أصبتم غيركم مثليها وهم المشركين. تقول سافرت فأصبت خيراً يعني نلت خيراً. فالفعل أصاب يأتي بمعنى متعدي ومعنى لازم (أصاب فلان جائزة). ومعنى آخر أصبت الصواب وأخطأت الجواب. أصبت بمعنى أردت وقصدت كما في قول الله عز وجل {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (36)} في سورة ص. وقد تكون في سورة ص أصاب بمعنى المطر و الصيّب هو مطر لأنه يصوب من السماء إلى الأرض بقوة أي يتجه. وهذا من الفوائد أن لغة القرآن التفقه فيها من ألذ ما يكون. إبحث في المعجم عن معنى أصاب موجودة في أصل صوَب ثم كيف أستخرجها من القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
كان المشايخ يضربون بالأمثال تقرب لنا حقائق لذة اللغة يقولون انظر مثلا إلى كلمة "جنة" جَنَّ معناها ستر جنّ الليل إذا أظلم وستر ويقول انظروا هذا الستر الموجود في مواد متعددة اشتُقت من هذه المادة الأساسية. الجنون من ستر العقل والجنين مستور بالبطن والجنة لأن أرضها قد سترت بالزرع والبستان يسمى جنة لأنه يستر من يدخل فيه والمِجَن هو الدرع والمجنّة هي المقبرة والجنّ لأنهم يستترون عن الأعين {يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27) الأعراف} كل هذا من مادة واحدة. كنت أدرس قصار المفصل {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6) الناس} وقال طالب {الجَنّة}! قال اللغة العربية صعبة فالجَنة والجِنة فرق كبير. قلت هذا أيضا موجود عندكم. مثلا park ما معناها "موقِف" وما معنى bark معناها "نباح" فضحك الطالب. أحدهم كان يمشي ويريد أن يسأل الشرطي عن الموقف فسأله بلفظ bark فقال له الشرطي إنبح في أي مكان.
تعليق الأخطاء على الغير
{قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} إن كل ما أصابكم يرجع إلى أنفسكم
ونفسك ذُمّ لا تذمم سواها بشرٍّ فهي أولى من ذممت
إذا وقع أحدكم في مصيبة يبدأ يعلق أخطاؤه على الآخرين والمفترض دائما-حتى تربويا- كلما وقعت في مصيبة حاسب نفسك أنت لأنها هي الجهة التي يمكنك أن تتصرف فيها وإعتبر أن الآخرين ليس لهم علاقة بالأمر بهذا تربي نفسك. وهذا هو المقصود بالآية. الله يريد أن يربي المسلمين المؤمنين أن يراجعوا أنفسهم دائماً ويراجعوا الخلل، هذا الجيش الذي يقوده الرسول صلى الله عليه وسلم وموجود به العشرة المبشرين بالجنة ماذا تريد أشرف من هذا الجيش؟ ومعهم جبريل وعدد من الملائكة الكرام وبالرغم من ذلك وقعوا في تقصير بسيط جدا وهو أنهم اجتهدوا إجتهادا في غير مكان. فأصابتهم سماها الله مصيبة وقد سبق أن نصركم الله من قبل في بدر. بالرغم من ذلك الخلل في أنفسكم. دائما راجع نفسك وخططك سواء في أمور الدنيا وأمور الدين وفي الأمور التربوية.وما أكثر مشاكلنا في حياتنا الاجتماعية التي نحتاج أن نراجع فيها أنفسنا (قل هو من عند أنفسكم) راجع نفسك كما ذكرنا في الحلقة السابقة عن ابن سيرين الذي يراجع ذنوبه قال أنا شمت برجل قبل أربعين سنة فابتليت بهذا. وما أكثر هذا في حياتنا اليوم. أنا استفدت من هذه وأجيب بها من يسألني. كثير من النساء يشتكين من أسرهن وأزواجهن فأقول سأبدأ بك أنت وأنت معترفة أنه توجد مشكلة ولا أعرف تفاصيلها، هل تفعلين كذا؟ هل أنت مقصرة في كذا. من خلالها أكاد أحل نصف المشكلة إن لم يكن كل المشكلة. أنا لا أملك الطرف الآخر الذي قد ينكر كل هذا الذي تقولين بيدي أن اصلح من أمامي، الطرف الذي أمامي أبدى الشكوى. أنت يا أختي افعلي كذا وكذا وستلاحظين تحسناً في النتائج. هذه قاعدة الآن في تطوير الذات يكتبون فيها الكتب. أنت المسؤول عن تصرفاتك، لا تعلق أخطاءك على الآخرين نبحث عن شماعة نعلقها عليها. يعتذر شخص عن عدم حضور صلاة الفجر فأقول نم مبكرا فيقول ميكروفون المسجد ضعيف. الشاهد هو {{قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ}} يجب أن تكون قاعدة للجميع أنت المسؤول عن تصحيح أخطائك.
وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (166) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167)
(يُتْبَعُ)
(/)
فهم القرآن قبل حفظه ضرورة. أول ما كنت أحفظ القرآن كنت لما جئت إلى هذه الآيات اتعب منها وكانت تعقدني أخاف أن أخطىء فيها مع أنها من أظهر الآيات إرتباطا ببعضها وأنا كنت أظن أن (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا) معنى جديد ولذلك أخاف أن أنساها. فالواحد منا يجب أن يفهم قبل أن يحفظ أو يجمع بينهما.
"المصيبة" هنا هي ما أصابكم يوم التقى الجمعان وهو يوم أحد. وسبق أن ذكرنا أن لفظ الجمعان في كل موطن يراد بها أناس معينون. قال {فَبِإِذْنِ اللَّهِ} ما هو الإذن؟ هذا الإذن القدري لكنه إذن يستلزم العلم أى بعلمه ومشيئته. يقول البعض كيف يأذن الله بأذية المؤمنين؟. فهذا نسميه الإذن القدري لا يلزم الرضى ولا يلزم أن الله يحبه لعباده ولكن هذا الإذن له نتيجة إيجابية وهي تكفير الذنوب. قد يقرأ بعض الطلاب أو العامة في كتاب لا يعرف معتقد مؤلفه فيقول بدل بإذن الله (بعلم الله) ولا يحس فيها مشكلة. لكن إذا تأملت تجد أن بعض المعتزلة ومن نحى نحوهم إذا جاء عند هذه الآية يقول (بعلم الله) لأنه يرى بزعمه أن الله لا يُقَدِّر الشر. يقول كيف يقدِّر الله المصيبة؟ لانه تلازم عنده الرضا مع القدر. أي أن الله لا يقدر إلا ما يرضى عنه. وهناك أمور كونية قدرية قد قدرها الله وإن كل مآلها بالنسبة للمؤمن خير كما قال صلى الله عليه وسلم {عجبا لأمر المؤمن. إن أمره كله خير. وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن. إن أصابته سراء شكر. فكان خيرا له. وإن أصابته ضراء صبر. فكان خيرا له - الراوي: صهيب بن سنان الرومي القرشي المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2999خلاصة الدرجة: صحيح} ولا يكون ذلك إلا للمؤمن. نعم هذه ضراء إصابتهم وكان بينهم محمد وإن هذا كان بقدر من الله وأنه سبحانه وتعالى أنزله عليهم وهو يعلم ذلك. والمآل هو {وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا} ولذلك قيل أن ليعلم المؤمنين واحد من المآلات في سبب تقدير هذه المصيبة.
{وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا} ما هذا العلم؟ هذا خطاب للناس، الله لا يستجد في علمه شىء جديد لأنه يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف كان يكون وهذا لا يكون لأحد. معناه أن علم الإنسان يستلزم الجهل , كان جاهلا ثم تعلم. والأمر الثاني أن علم الإنسان ملحوق بالنسيان. أنت تعلم مسألة و ممكن تتفيض في مسألة ثم تنساها أو تنسى تفاصيله ولذلك يذكرون في علم الحديث {من حدّث بشيء ونسي} يرويه عمن حدثه به ويقول حدثني فلان عن نفسي أني حدثته. فهذا علم البشر مسبوق بجهل ومتبوع بنسيان أما علم الله سبحانه وتعالى فغير مسبوق بجهل ولا ملحوق بنسيان ولذلك قال {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} من 255 البقرة وقال {لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى} من 52 طه.
{وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (166) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا} ليس معناها ذلك أن إبتلاهم ليعلم ولكي يظهروا حاشاه ولكن ليبينهم ويوضحهم ويكشفهم لكم أنتم وقال المفسرون لكي يتحقق في الواقع وأيضا ليترتب عليه الثواب والعقاب لأن العلم الإلهي المجرد لا يترتب عليه الثواب والعقاب وهذا من كمال عدل الله إلا عندما يظهر ويجازيه عليه. وهذا من آثار علم الظهور، وكثيرا ما يأتي هذا الأمر {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا (18) الأحزاب} وهذا ما وقع في بعض الفرق لما كانوا يحكمون العقل المجرد أو كانوا ينظرون إلى نوع من التماثل بين صفات الله تعالى وصفات العباد. فوقعوا في مثل هذه المشكلة. ظن بعضهم أن علم الله مثل علم الناس فوقع عنده إشكال في هذا ولهذا وصل بعضهم وهو من كبار علماء الكلام قال - في أحد مراحل حياته- قال إن الله يعلم الكليات ولا يعلم الجزئيات وهو قد رجع عن هذا الكلام وهذا يدلك على الخلل الذي يقع بسبب جعل العقل هو الحَكَم. وسبق أن قلنا أن العقل يفهم النص ويعترض عليه. إذا جاء العقل ليعترض على النص أو يتقدم عليه يحدث إشكال أما إذا جاء ليفهم النص فلا اشكال. فمن يقولون أنتم لا تحكّمون العقل والعقل ليس له مقام عندكم، هذا تَزَيُّد وهذا فهم خطأ. وقد شرحنا أن العلم علمان. علم قبل وعلم بعد. فالعلم الذي قبل
(يُتْبَعُ)
(/)
لا يترتب عليه جزاء ولا عقاب لكن يترتب في علم الظهور. {وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ} ليس علم متجددا بالنسبة لله هو الله عالم به قبل أن يقع وهذا يسمى علم الظهور فقط وليس علما متجددا. قد يقول البعض أنتم الآن تثقلون علينا بهذه المعلومات ما فائدة هذا؟ نقول فائدته أن تتبع ظاهر القرآن فالأصل فيه أنه تسلم ولا يقع الإشكال إلا عندما تجعل العقل حكما على النص. وأنت لما ترى الشيء يكثر فى القرآن وروده تعلم يقيناً أنه ما دام كثر وروده فإن له هذا المعنى الظاهر لا غير. إذا تكرر مرة واحدة تقول هذا فيه مشكل وأقول أنك معذور لأنه مر مرة واحدة. لا شك أن هذه من المواطن التي يضل فيها بعض الناس ولذلك قال تعالى {فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ} من 26 البقرة. والله يبتلي من يشاء بما يشاء. وهذا مصداق للآيات الأولى في آل عمران {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} من 7 آل عمران ومثل هذه الآية قد تشكل على ناس وناس أخطأوا في فهمها {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} من 7 آل عمران
وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167)
تكشف هذه الآية لنا عن حقيقة في نفوس هؤلاء المنافقون وكذب يتذرعون به وهم لا يعلمون أو يظنون أن المؤمنين بُلْه لا يفهمون. لا. إذا قال لهم المؤمنون ادخلوا معنا القتال. من هم هؤلاء؟ هم المنافقون عبد الله بن أبي ومن معه. جرى نقاش بينهم وبين المؤمنين لما أرادزا الإنسحاب في الساعة الحرجة قالوا لهم قاتلوا معنا. قالوا لن يكون هناك قتال {لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا} والله إنه أكذب من يكون في هذا، لو كان كلامكم صحيح كان يجب أن تخرجوا لتكسبوا الغنيمة والذكر الحسن وما خذلتم أهلكم وقبائلكم. أنت إذا رأيت واحد مشغول أو مسافر إعزم عليه من أجل أن تتجمل ويعدها لك حسنة. أنتم يا منافقون اعملوا بهذا.أنتم تقولون لن يكون قتال ولكن اخرجوا حتى تدفعوا عن أنفسكم الريبة. ولكنهم يعلمون أن سيكون قتال ودماء جاءوا في نفوسهم وتر. ولهذا نلاحظ {وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا} المؤمنون الذين يقولون قاتلوا أو ادفعوا عنا حمية. نحن أولى الناس بكم ونحن من قبيلتكم {قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ} هذه نفسية المنافق، الآن تدّعي الوطنية وتنتخي بيثرب والآن يثرب تهاجم فلو كنتم صادقين كنتم جئتم. تأمل بعض المعاصرين ممن فيهم ما فيهم من الدَخَن نجده يدعي الوطنية وهو ينتخي دائما بأمريكا ويستعدي أمريكا على بلده ويقول أنه وطني، ما أدري ما هذه الوطنية!.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[07 Sep 2009, 09:50 ص]ـ
الحلقة 29
16 رمضان 1430
مقدمة عن قيمة مدارسة القرآن
أحب أن أقترح عليكم وأنتم تستمعون إلى هذا البرنامج أن تأخذوا العبرة من هذه المدارسة التي تكون بيننا نحن وهي أن المدارسة تثري معرفة الإنسان بالقرآن. ولا أخفيكم سراً أننا نُحَضّر أشياء قبل أن يأتي لهذه الحلقات ونقرأ من الكتب بين أيدينا ونحاول أن نجمع ما قاله العلماء لنحكيها لكم بلغة سهلة ميسرة. وإذا بدأت الحلقة ثارت أشياء وجَدّت لنا أشياء ببركة المدارسة. فالمدارسة لها فضل عظيم على الإنسان ليس فقط في فهم القرآن ولكن أيضا في استخراج وإستنباط المزيد. ونريد أن ننقل هذه الخبرة للمشاهدين. أحياناً يفتح للإنسان في حال المدارسة ما يكون مغلقاً من قبل. مثلا لما قرأنا الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا
(يُتْبَعُ)
(/)
كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (156) آل عمران} تبين لي مسألة كنت أبحث عنها وهي لماذا قدم ماتوا على قتلوا؟ ففتح لي في أثناء الحلقة وقد كنت أبحث عنها. كنت أشرح جزء عم في أربع شعب في الكلية مفترض أن أقول نفس الكلام. وأسأل نفسي بعد المرة الأولى ماذا سأقول في المرة الثانية؟ سأعيد نفس الكلام يا له من تعب! ولكني في المرة الثانية يفتح لي ما لم يفتح في الأولى وفي الثالثة أكثر وهكذا. قلت لو ألفت بعد أول مرة لقلت ماذا أصنع بما كتبت؟ لو صبرت حتى الرابعة أو الخامسة لكان أفضل. من معاني المدارسة في اللغة معنى أنعا تتغازر المرعفة وتزيد من كثرة المدارسة والمدارسة مأخوذة من التكرار على الشىء. ومنها درس الزرع. عندما يأتي المزارع بالثمرة ويضعها في المكان الذي تطؤه الدابة فتظل تطأه حتى يخرج الحب من السنابل. هذا يسمونه "الدرس" لأنه تكرار حتى تخرج الثمرة. فتكرار النظر والتأمل والتدبر في المدارسة تتغازر المعرفة وفي المدارسة نجد أن كل شخص ينظر من زاوية مختلفة وتتراكم المعرفة. فهي تراكمية. أنت نفسك تكرر الدرس أو العقول تنظر من زوايا مختلفة.
ما هي الوسائل العملية في طريقة المدارسة؟ كيف يستطيع الناس في البيت أو أي مجلس أن يصلوا إلى نتيجة؟ أي مجموعة لو قالوا نحن لسنا من أهل التخصص أو من أهل العلم الشرعي كيف لنا أن نستفيد؟ يمكن أن يقرؤا كتاباً في التفسير والمعاني العامة ثم يتأملوا الآيات وما يمكن أن يستفيدوه من استنباطات. صحيح أن له أثر في ثقافة الشخص كلما كان المعلومات عنده أكثر كان الإستنباط أغزر وأجود ولكن لا يخلو قارئ للقرآن أن تكون عنده إستنباطات بل أحيانا إذا سمعت إلى إستنباطات بعض العامّة تستغرب كيف وصلوا إليها. أذكر مثالا في الآية {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) البقرة} هم وقفوا عند "الدماء" قالوا كيف عرف الملائكة أن بني آدم لهم دم ولحم؟ ألا يدل هذا على أن كان من سبق كانت له دماء؟. هذا السؤال لم يخرج إلا من خلال التأمل. تأملت كيف جاؤوا بالأسئلة، ناس بسطاء جدا في تخصص ليس شرعي ولكن فتح لهم هذا. فمن باب النصيحة للمسلمين لا يمنعكم مانع من التدبر ولكن لا تجعله تفسيرا تنشره بين العالمين. التدبر أمره أوسع يشمل التفسير وما قبل التفسير وما بعد التفسير، التفسير ثمرة من ثمرات التدبر ولذلك خوطب بالتدبر جميع الناس. وقد نزلت {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) النساء} في المنافقين ونزلت {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) محمد} للمشركين وهذا يدل على أن الخطاب ليس للعلماء فقط ولكن لعموم الناس. من يسمع هذا الكتاب مطالب بأن يفتح قلبه لكتاب الله. وفي كل العلوم أنت مطالب أن تتأمل وتتدبر. وفكرة مجالس للتدبر والتأمل فكرة رائعة وهي سنة نبوية كان صلى الله عليه وسلم يجلس مع جبريل وأصحابه للتدبر والصحابة كانوا يعملون ذلك. كان عمر رضي الله عنه يجمع الصحابة يتناقشون في القرآن حتى يقولون {قال معاذ بن جبل: اجلس بنا نؤمن ساعة الراوي: الأسود بن هلال المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: تغليق التعليق - الصفحة أو الرقم: 2/ 21خلاصة الدرجة: موقوف صحيح}.
(يُتْبَعُ)
(/)
في المجالس أجود من أن تتحدث أنت والناس يستمعون فقط أن تشرك الناس في الحديث فإذا قالوا نريد منك كلمة إجعلها حوارا. إقرأ ىيات وعلّق عليها واطلب آراء الموجودين. في أحد المجالس خرجت مع الإخوان فقلت دعونا نتأمل في آيتين فقط نخرج منها بفوائد إن شاء الله كبيرة في قوله سبحانه وتعالى {طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى (2) طه} فقط وقلت ماذا تفهمون من "طه"؟ قال واحد هذا إسم للنبي صلى الله عليه وسلم وقال واحد منهم هذا صحيح واستشهد بأبيات من الشعر (نحن اليمانون يا طه) وآخر قال قرأتها في كتاب. قلت هل مر عليكم أنها من الحروف المقطعة التي في أوائل السورة؟ قالوا لم يمر علينا لكن هذا هو المعنى المشهور، قالوا فلماذا لا تُمد؟ قلت لأن طا وها لا تمد. وفي {مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى} سألت ما هي الفوائد؟ قال أحدهم إنها ما جاءت لتُشقي بل جاءت لتُسعد. إذا هي سورة السعادة. وهذا إستنباط جيد وصحيح. ثم أن فيها إثبات لصفة علو الله سبحانه وتعالى أنه أنزل القرآن {أَنْزَلْنَا}. أعجب الحاضرين هذا الحوار فجعلناه دوريا. هذه فكرة رائعة لإستخراج الأفكار وتوليدها وإشراك الآخرين. مثلاً الأولاد عندك في البيت دعهم يشاركونك ولديك كتب التفسير نريد للشباب والصغار بدل أن يعرفوا فقط المجلات والألعاب. الناس اشتغلوا بالفضائيات والنت. وبدأت تتقلص قيمة الكتاب. الأسر الناجحة من أسباب نجاحها ربطها بالكتب والقراءة. الحقيقة أصبحنا أمة تلقين. نُلقن ونتلقن. نأخذ الأشياء جاهزة ولا نفكر فيها. نريد أن نحيي الفهم والنظر والتدبر في كل الأشياء وليس في القرآن وحده. يجب علينا أن نفكر في كل ما يتلى علينا وفي كل ما نسمعه وفي كل ما نقوم به. أنتم الآن تصومون لماذا نصوم؟ لماذا شرع الله الصيام؟ لماذا شرعت قراءة القيام؟ لماذا شُرع التسبيح ونحن راكعون؟ لماذا نقول مع المؤذن إذا كبّر الله أكبر وإذا قال حي على الصلاة قلنا لا حول ولا قوة إلا بالله؟ وهكذا. الله وضع هذا بطريقة عجيبة جدا موافقة للعقل ولكننا غافلون. ومن الأمثلة الناجحة أن جعلت هذه سياسة لي في جلسات لجيران المسجد مستمرة منذ 15 عاما كان المراد أن تكون درساً كالعادة واحد يلقي والباقي يستمع. ولكن لماذا لا يشارك الجميع؟ واحد يقود الجلسة لكن الجميع يشارك في أول الأمر لم يكن مستساغا والآن أصبح جزء لا يتجزأ من الجلسة. نتكلم في التفسير أو أي موضوع أو نستضيف ضيفا لابد أن الجميع يشارك أو يبدي رأيه أو يضيف ولذلك الحضور فيها لا يتخلّف لا في الإجازات ولا في الدراسة. قرأنا من خلالها كتبا كثيرة وسافرنا أسفارا من إثر هذه الجلسة.
معنى كلمة أصاب
{أوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165) أل عمران} أصاب جاءت بمعنيين في هذه الاية: الأولى أصابتكم بمعنى الجراح والضر وأصبتم مثليها بمعنى نلتم أو أُعطيتم. فالإصابة الأولى فيها شيء ضار والثانية في شيء سار وكلاهما من مادة واحدة ولكن إختلف معناها في آية واحدة. الأولى معنى لازم والآخر متعدي أي أصبتم غيركم مثليها وهم المشركين. تقول سافرت فأصبت خيراً يعني نلت خيراً. فالفعل أصاب يأتي بمعنى متعدي ومعنى لازم (أصاب فلان جائزة). ومعنى آخر أصبت الصواب وأخطأت الجواب. أصبت بمعنى أردت وقصدت كما في قول الله عز وجل {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (36)} في سورة ص. وقد تكون في سورة ص أصاب بمعنى المطر و الصيّب هو مطر لأنه يصوب من السماء إلى الأرض بقوة أي يتجه. وهذا من الفوائد أن لغة القرآن التفقه فيها من ألذ ما يكون. إبحث في المعجم عن معنى أصاب موجودة في أصل صوَب ثم كيف أستخرجها من القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
كان المشايخ يضربون بالأمثال تقرب لنا حقائق لذة اللغة يقولون انظر مثلا إلى كلمة "جنة" جَنَّ معناها ستر جنّ الليل إذا أظلم وستر ويقول انظروا هذا الستر الموجود في مواد متعددة اشتُقت من هذه المادة الأساسية. الجنون من ستر العقل والجنين مستور بالبطن والجنة لأن أرضها قد سترت بالزرع والبستان يسمى جنة لأنه يستر من يدخل فيه والمِجَن هو الدرع والمجنّة هي المقبرة والجنّ لأنهم يستترون عن الأعين {يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27) الأعراف} كل هذا من مادة واحدة. كنت أدرس قصار المفصل {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6) الناس} وقال طالب {الجَنّة}! قال اللغة العربية صعبة فالجَنة والجِنة فرق كبير. قلت هذا أيضا موجود عندكم. مثلا park ما معناها "موقِف" وما معنى bark معناها "نباح" فضحك الطالب. أحدهم كان يمشي ويريد أن يسأل الشرطي عن الموقف فسأله بلفظ bark فقال له الشرطي إنبح في أي مكان.
تعليق الأخطاء على الغير
{قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} إن كل ما أصابكم يرجع إلى أنفسكم
ونفسك ذُمّ لا تذمم سواها بشرٍّ فهي أولى من ذممت
إذا وقع أحدكم في مصيبة يبدأ يعلق أخطاؤه على الآخرين والمفترض دائما-حتى تربويا- كلما وقعت في مصيبة حاسب نفسك أنت لأنها هي الجهة التي يمكنك أن تتصرف فيها وإعتبر أن الآخرين ليس لهم علاقة بالأمر بهذا تربي نفسك. وهذا هو المقصود بالآية. الله يريد أن يربي المسلمين المؤمنين أن يراجعوا أنفسهم دائماً ويراجعوا الخلل، هذا الجيش الذي يقوده الرسول صلى الله عليه وسلم وموجود به العشرة المبشرين بالجنة ماذا تريد أشرف من هذا الجيش؟ ومعهم جبريل وعدد من الملائكة الكرام وبالرغم من ذلك وقعوا في تقصير بسيط جدا وهو أنهم اجتهدوا إجتهادا في غير مكان. فأصابتهم سماها الله مصيبة وقد سبق أن نصركم الله من قبل في بدر. بالرغم من ذلك الخلل في أنفسكم. دائما راجع نفسك وخططك سواء في أمور الدنيا وأمور الدين وفي الأمور التربوية.وما أكثر مشاكلنا في حياتنا الاجتماعية التي نحتاج أن نراجع فيها أنفسنا (قل هو من عند أنفسكم) راجع نفسك كما ذكرنا في الحلقة السابقة عن ابن سيرين الذي يراجع ذنوبه قال أنا شمت برجل قبل أربعين سنة فابتليت بهذا. وما أكثر هذا في حياتنا اليوم. أنا استفدت من هذه وأجيب بها من يسألني. كثير من النساء يشتكين من أسرهن وأزواجهن فأقول سأبدأ بك أنت وأنت معترفة أنه توجد مشكلة ولا أعرف تفاصيلها، هل تفعلين كذا؟ هل أنت مقصرة في كذا. من خلالها أكاد أحل نصف المشكلة إن لم يكن كل المشكلة. أنا لا أملك الطرف الآخر الذي قد ينكر كل هذا الذي تقولين بيدي أن اصلح من أمامي، الطرف الذي أمامي أبدى الشكوى. أنت يا أختي افعلي كذا وكذا وستلاحظين تحسناً في النتائج. هذه قاعدة الآن في تطوير الذات يكتبون فيها الكتب. أنت المسؤول عن تصرفاتك، لا تعلق أخطاءك على الآخرين نبحث عن شماعة نعلقها عليها. يعتذر شخص عن عدم حضور صلاة الفجر فأقول نم مبكرا فيقول ميكروفون المسجد ضعيف. الشاهد هو {{قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ}} يجب أن تكون قاعدة للجميع أنت المسؤول عن تصحيح أخطائك.
وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (166) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167)
(يُتْبَعُ)
(/)
فهم القرآن قبل حفظه ضرورة. أول ما كنت أحفظ القرآن كنت لما جئت إلى هذه الآيات اتعب منها وكانت تعقدني أخاف أن أخطىء فيها مع أنها من أظهر الآيات إرتباطا ببعضها وأنا كنت أظن أن (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا) معنى جديد ولذلك أخاف أن أنساها. فالواحد منا يجب أن يفهم قبل أن يحفظ أو يجمع بينهما.
"المصيبة" هنا هي ما أصابكم يوم التقى الجمعان وهو يوم أحد. وسبق أن ذكرنا أن لفظ الجمعان في كل موطن يراد بها أناس معينون. قال {فَبِإِذْنِ اللَّهِ} ما هو الإذن؟ هذا الإذن القدري لكنه إذن يستلزم العلم أى بعلمه ومشيئته. يقول البعض كيف يأذن الله بأذية المؤمنين؟. فهذا نسميه الإذن القدري لا يلزم الرضى ولا يلزم أن الله يحبه لعباده ولكن هذا الإذن له نتيجة إيجابية وهي تكفير الذنوب. قد يقرأ بعض الطلاب أو العامة في كتاب لا يعرف معتقد مؤلفه فيقول بدل بإذن الله (بعلم الله) ولا يحس فيها مشكلة. لكن إذا تأملت تجد أن بعض المعتزلة ومن نحى نحوهم إذا جاء عند هذه الآية يقول (بعلم الله) لأنه يرى بزعمه أن الله لا يُقَدِّر الشر. يقول كيف يقدِّر الله المصيبة؟ لانه تلازم عنده الرضا مع القدر. أي أن الله لا يقدر إلا ما يرضى عنه. وهناك أمور كونية قدرية قد قدرها الله وإن كل مآلها بالنسبة للمؤمن خير كما قال صلى الله عليه وسلم {عجبا لأمر المؤمن. إن أمره كله خير. وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن. إن أصابته سراء شكر. فكان خيرا له. وإن أصابته ضراء صبر. فكان خيرا له - الراوي: صهيب بن سنان الرومي القرشي المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2999خلاصة الدرجة: صحيح} ولا يكون ذلك إلا للمؤمن. نعم هذه ضراء إصابتهم وكان بينهم محمد وإن هذا كان بقدر من الله وأنه سبحانه وتعالى أنزله عليهم وهو يعلم ذلك. والمآل هو {وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا} ولذلك قيل أن ليعلم المؤمنين واحد من المآلات في سبب تقدير هذه المصيبة.
{وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا} ما هذا العلم؟ هذا خطاب للناس، الله لا يستجد في علمه شىء جديد لأنه يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف كان يكون وهذا لا يكون لأحد. معناه أن علم الإنسان يستلزم الجهل , كان جاهلا ثم تعلم. والأمر الثاني أن علم الإنسان ملحوق بالنسيان. أنت تعلم مسألة و ممكن تتفيض في مسألة ثم تنساها أو تنسى تفاصيله ولذلك يذكرون في علم الحديث {من حدّث بشيء ونسي} يرويه عمن حدثه به ويقول حدثني فلان عن نفسي أني حدثته. فهذا علم البشر مسبوق بجهل ومتبوع بنسيان أما علم الله سبحانه وتعالى فغير مسبوق بجهل ولا ملحوق بنسيان ولذلك قال {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} من 255 البقرة وقال {لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى} من 52 طه.
{وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (166) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا} ليس معناها ذلك أن إبتلاهم ليعلم ولكي يظهروا حاشاه ولكن ليبينهم ويوضحهم ويكشفهم لكم أنتم وقال المفسرون لكي يتحقق في الواقع وأيضا ليترتب عليه الثواب والعقاب لأن العلم الإلهي المجرد لا يترتب عليه الثواب والعقاب وهذا من كمال عدل الله إلا عندما يظهر ويجازيه عليه. وهذا من آثار علم الظهور، وكثيرا ما يأتي هذا الأمر {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا (18) الأحزاب} وهذا ما وقع في بعض الفرق لما كانوا يحكمون العقل المجرد أو كانوا ينظرون إلى نوع من التماثل بين صفات الله تعالى وصفات العباد. فوقعوا في مثل هذه المشكلة. ظن بعضهم أن علم الله مثل علم الناس فوقع عنده إشكال في هذا ولهذا وصل بعضهم وهو من كبار علماء الكلام قال - في أحد مراحل حياته- قال إن الله يعلم الكليات ولا يعلم الجزئيات وهو قد رجع عن هذا الكلام وهذا يدلك على الخلل الذي يقع بسبب جعل العقل هو الحَكَم. وسبق أن قلنا أن العقل يفهم النص ويعترض عليه. إذا جاء العقل ليعترض على النص أو يتقدم عليه يحدث إشكال أما إذا جاء ليفهم النص فلا اشكال. فمن يقولون أنتم لا تحكّمون العقل والعقل ليس له مقام عندكم، هذا تَزَيُّد وهذا فهم خطأ. وقد شرحنا أن العلم علمان. علم قبل وعلم بعد. فالعلم الذي قبل
(يُتْبَعُ)
(/)
لا يترتب عليه جزاء ولا عقاب لكن يترتب في علم الظهور. {وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ} ليس علم متجددا بالنسبة لله هو الله عالم به قبل أن يقع وهذا يسمى علم الظهور فقط وليس علما متجددا. قد يقول البعض أنتم الآن تثقلون علينا بهذه المعلومات ما فائدة هذا؟ نقول فائدته أن تتبع ظاهر القرآن فالأصل فيه أنه تسلم ولا يقع الإشكال إلا عندما تجعل العقل حكما على النص. وأنت لما ترى الشيء يكثر فى القرآن وروده تعلم يقيناً أنه ما دام كثر وروده فإن له هذا المعنى الظاهر لا غير. إذا تكرر مرة واحدة تقول هذا فيه مشكل وأقول أنك معذور لأنه مر مرة واحدة. لا شك أن هذه من المواطن التي يضل فيها بعض الناس ولذلك قال تعالى {فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ} من 26 البقرة. والله يبتلي من يشاء بما يشاء. وهذا مصداق للآيات الأولى في آل عمران {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} من 7 آل عمران ومثل هذه الآية قد تشكل على ناس وناس أخطأوا في فهمها {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} من 7 آل عمران
وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167)
تكشف هذه الآية لنا عن حقيقة في نفوس هؤلاء المنافقون وكذب يتذرعون به وهم لا يعلمون أو يظنون أن المؤمنين بُلْه لا يفهمون. لا. إذا قال لهم المؤمنون ادخلوا معنا القتال. من هم هؤلاء؟ هم المنافقون عبد الله بن أبي ومن معه. جرى نقاش بينهم وبين المؤمنين لما أرادزا الإنسحاب في الساعة الحرجة قالوا لهم قاتلوا معنا. قالوا لن يكون هناك قتال {لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا} والله إنه أكذب من يكون في هذا، لو كان كلامكم صحيح كان يجب أن تخرجوا لتكسبوا الغنيمة والذكر الحسن وما خذلتم أهلكم وقبائلكم. أنت إذا رأيت واحد مشغول أو مسافر إعزم عليه من أجل أن تتجمل ويعدها لك حسنة. أنتم يا منافقون اعملوا بهذا.أنتم تقولون لن يكون قتال ولكن اخرجوا حتى تدفعوا عن أنفسكم الريبة. ولكنهم يعلمون أن سيكون قتال ودماء جاءوا في نفوسهم وتر. ولهذا نلاحظ {وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا} المؤمنون الذين يقولون قاتلوا أو ادفعوا عنا حمية. نحن أولى الناس بكم ونحن من قبيلتكم {قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ} هذه نفسية المنافق، الآن تدّعي الوطنية وتنتخي بيثرب والآن يثرب تهاجم فلو كنتم صادقين كنتم جئتم. تأمل بعض المعاصرين ممن فيهم ما فيهم من الدَخَن نجده يدعي الوطنية وهو ينتخي دائما بأمريكا ويستعدي أمريكا على بلده ويقول أنه وطني، ما أدري ما هذه الوطنية!.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[07 Sep 2009, 07:14 م]ـ
الحلقة 30
17 رمضان 1430 هـ
وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (166) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167) الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (168) وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ
(يُتْبَعُ)
(/)
عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170)
الخذلان في وقت الشدة
(وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (166) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا) نبدأ بالحديث في مسألة الخذلان المؤمنين وقت الشدة وعقوبته. ويظهر ذلك جليا في موقف المنافقين في غزوة أحد عندما خذلوا النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة في موقف عصيب. كيف تصرف صلى الله عليه وسلم في هذا الموقف؟ لاحظ في قوله سبحانه وتعالى {وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (166) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا} قال المؤمنين ولم يقل وليعلم الذين آمنوا أما بالنسبة للمنافقين فقال الذين نافقوا. ولعل السبب في تغيير التعبير أن ظهور النفاق وبروزه في موقف خذلان هذا الجيش من المنافقين ظهر وكأنه يتجدد وكأنه يبرز لأول مرة للرسول صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين معه فجاء بالجملة الفعلية التي تفيد التجدد والحدوث. أما (ليعلم المؤمنين) هؤلاء المؤمنون الراسخون لم يتغير في موقفهم شيء فجاء بالجملة الإسمية. النبي صلى الله عليه وسلم عندما خذله المنافقين كان عددهم كبيراً يصل إلى ثلث الجبش و صلى الله عليه وسلم صبر وثَبَّت المؤمنين كلٌ في مكانه. ويقال في كتب السيرة أنه عُرض عليه أن يستعين باليهود فهم حلفاء فرفض وقال صلى الله عليه وسلم (مالي واليهود) فلم يستعن باليهود مع أن كان الموقف محرجا ولو كان إستعان بهم لقلنا هذا من باب السياسة الشرعية ولكان مقبولا عند كثير ممن يراقب الموقف ولكنه بالرغم من ذلك رفض وثبت الذين آمنوا ولم يستعين باليهود. الله يثبت المؤمنين في ساعات الشدة جزاء لهم على أعمالهم السابقة وإيمانهم وصدقهم مع الله وتوكلهم عليه. وتظهر آثار التثبيت في وقت الشدة. أيضا معرفة حقائق الناس ومعرفة أخلاق الناس وطبائعهم الذاتية. أظن أنه صلى الله عليه وسلم قد لاحظها بشدة في هذا الموطن فعندما عُرض عليه أن يستعين باليهود يعرف أن اليهود لا يقاتلون إلا من وراء جدر وأنهم جبناء يحبون الحياة ومثل هؤلاء لا يمكن أن يغامر الإنسان بوضعهم في معركة قد تكون مفرق طريق فقد يتسببون في مثل ما تسبب فيه عبد الله ابن أبيّ ويحدث من الفشل والخذلان أكثر مما حدث مع عبد الله ابن أبيّ. أتعجب لشىء في هذه السورة وسائر القرآن أن قلما يذكر مواقف المنافقين إلا وتُُتبع بالحديث عن اليهود هنا السورة ذكرت مواقف المنافقين وبعدها وبعدها {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} من 181 آل عمران. وفي سورة الحشر لما جاء موقف اليهود قال بعدها {أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (11)} وفي سورة الأحزاب لما ذكر المنافقين والأحزاب ذكر اليهود. لماذا؟ لوجود تشابه بين تصرفاتهم ومعرفتة هؤلاء بالحق وكتمانهم له ومعرفة هؤلاء بالحق وكتمانهم له. فالنبي صلى الله عليه وسلم لن يغامر بقبول مثل هؤلاء لأن في نهاية المطافسيرجع أثره على المسلمين. يبدو أن هناك اتفاق استراتيجي بين اليهود والمنافقين من عهد صلى الله عليه وسلم إلى اليوم. ونلاحظه ونراه كما كنا نشاهد عهد صلى الله عليه وسلم. إتفاق على أعلى المستويات وحتى في أخص الأمور وكأنهم أخوة. لا يستحوا من الله. لم ينتصر أهل الكتاب على معركة في التاريخ إلا وكان المنافقون هم الذين يدخلون عن طريقهم (الطابور الخامس) الذين يُفشلون الصف الإسلامي.
(يُتْبَعُ)
(/)
(هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ) إشارة إلى أنهم كانوا مذبذبين ولكنهم في هذه الحالة التي تكلم عنها الله سبحانه وتعالى كانوا أقرب للكفر منهم للإيمان ومآلهم في النهاية كان إلى الكفر. ما فائدة هذا الخطاب؟ هو خطاب خاص بتلك الحالة التي حدث فيها الخذلان من المنافقين فالله يبين أنهم في هذا الوقت هم للكفر أقرب منهم للإيمان. سؤال. عندما يثبت لهم جزءاً من الإيمان, ما هو هذا الجزء إذا قلنا أن الإيمان أعمال قلبية؟ الإيمان أجزاء كما أن الإسلام أجزاء. هذه الحقيقة يجب أن تكون معلومة. ولذلك أهل السنة يقولون أن الإيمان يزيد وينقص بحسب الأعمال وما يقع في القلب من تصديق الله عز وجل والتوكل والإخلاص. هم يؤمنون بالله ويؤمنون بموسى وإبراهيم ونوح ويؤمنون بكثير من الأنبياء الذين سبقوا موسى لكنهم ينازعون في عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم. وهم يعلمون محمدا كما يعلمون أبناءهم كما ذكر القرآن ولكن كذبوا به. هذا التكذيب أضر بإيمانهم كله. صار القدر من الإيمان الموجود في قلوبهم لا ينجيهم من الله لا ينفعهم في قبول إيمانهم وكذلك المنافقين. هذا القدر لا ينفع في براءة الذمة ولا في السلامة من العقوبة ولا في القبول عند الله. فهناك قدر من أصل الإيمان لابد أن يأتي جميع أركان الإيمان الستة إذا كذبت بواحد منها كأنما كذبت بها كلها. الذين كذبوا بنوح عليه الصلاة والسلام {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (105) الشعراء} لماذا قال كل المرسلين وما جاءهم مرسلين، إذا لماذا كذبوا بكل المرسلين؟ لأنهم كذبوا بنوح ومن كذب بالرسول كأنه كذب الرسل جميعا ولاحظ أن من كذب بالرسل فقد كذب بالله. والمعنى أن الإيمان الموجود مسماه فعلا ايمان ولكن هذا القدر من الإيمان لا ينفعهم بأن يكونوا مؤمنين ولا أن يخلصوا من عقوبة الله.
الألسن مغارف القلوب
(يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ) جاء بفعل مضارع للدلالة على التجدد وهذا يبدو أن يكون ملازما للمنافق. لأن النفاق يتجدد مرة بعد مرة. ويقال عن سيرة عبد الله بن أبيّ بالذات أنه كان يمارس أعمالا في غاية الصفاقة فكان في يوم الجمعة يصعد على المنبر يستنصت الناس ويقول "أيها الناس هذا رسول الله إستمعوا وأنصتوا" بطريقة كان يمجّها كثير من الصحابة والكل يعلم أنه هو كان رأس المنافقين وهو كاذب. وقال العلماء أنه ما يُنسب القول للأفواه إلا كان المراد به التكذيب. مثلا في قصة الإفك (يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ) نسب القول للأفواه ولذلك دل على أنه كذب. وكذلك في سورة الفتح وفي غيرها من سورة القرآن وذكر ذلك القرطبي وتكاد تكون مضطردة. نسبة القول بالألسن دل على أن القائل كاذب والكلام كذب. يقول الناس الآن إذا سمعوا كلاما يعرفون أنه كذب يقولون هو "كلام" أي ليس له قيمة وليس هو بحقيقة. الناس يظنون أن الصدق هو مطابقة الكلام للحقيقة. الحقيقة أنه في القرآن الصدق هو مطابقة الكلام للواقع ولما في القلب وإلا لا يكون صدقاً بدليل {ذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) المنافقون} هذا الكلام صحيح ومطابق للواقع ولكن لم يطابق ما في قلوبهم. {وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} لماذا سماهم كاذبين؟ لأنه غير مطابق للقلوب. هم صادقون في قولهم إنه رسول الله لكنهم كاذبون في الشهادة. والعلماء يقولون أن تمام الصدق هو أن يطابق الكلام ما في الواقع وأن يطابق ما في القلب وهذا تمام الصدق. وهذا هو معنى بيت الأخطل الذي يستشهد به كثير من العلماء:
لا تعجبنّك من خطيبٍ خطبة حتى يكون مع الكلام أصيلا
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما جُعل اللسان على الفؤاد دليلا
(يُتْبَعُ)
(/)
اذا كان الكلام من القلب ويظهر على اللسان. أما إذا كان {يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ} فهو ليس بصدق. ولذلك يقال عن خالد بن معدان التابعي المشهور كان يقول أن الألسن مغارف القلوب يعني نقّوا قلوبكم حتى إذا غرفت ألسنتكم شيئاً تغرف شيئاً من مكان نقيّ. هذا من التزكية الموجودة عند السلف والتي نفتقد كثيرا منها اليوم. في مرحلة الثانوية التي هي مرحلة التشكيل فلو أن الطالب اعتنى في هذه المرحلة بتزكية قلبه ونفسه وقرأ في كتب الزهد والزهد غير ما قد يتصور السامع من تقشف وإنما المقصود به التزكية وتربية القلوب. قيل للإمام أحمد هل يمكن أن يكون لأحد مال ويكون زاهدا؟ قال نعم اذا كان في يده وليس في قلبه. قد ترى غنياً وافر الغنى وتجده زاهداً.
(وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ) فيها نوع من التهديد لهم وقد تحدثنا من قبل عن لازم الخبر وهنا فيه تهديد لهم وتخويف للمؤمن وأن الله مطلع على ما في القلوب وأن على الإنسان أن يكون حذرا. وهذا لا نكاد نجد لها مثيل في المناهج الوضعية وهو التربية الذاتية للمسلم أن يكونالرقيب ذاتياً وأن يوقظ الإنسان في نفسه الرقيب الذاتي {إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119)} آل عمران و {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167)} آل عمران و {إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (54) الأحزاب}. أنت الآن بمفردك تستحضر معاني هذه الآيات العظيمة ورقابة الله عليك وأنه مطلع على كل ما في صدرك وأنه خبير به ولا يخفى عليه شىء من أمرك فتستيقظ في نفس الإنسان هذه الصفة وهي مراقبة الله في السر والعلن فتزكو نفس الإنسان وهذا من أهم معاني التزكية. استحضار رقابة المدير قد تعينك ولكن ليس مثل إستحضارك لمراقبة الله سبحانه وتعالى.للإنسان
(الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)
يستوقفني قوله تعالى (قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) أنتم الآن إنسحبتم من المعركة وتركتم المؤمنين وسيجيئكم الموت كيف ستدرؤه عن أنفسكم؟ لا تستطيعون. والتعبير بلفظ (فَادْرَءُوا) كأنه شيء لا بد منه ثقيل وتفر منه النفس فالمطلوب أن تدرأ عن نفسه لكن لا تستطيع كما قال تعالى في مواطن أخرى {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} من 78 النساء, جاء التعبير عن الموت في القرآن بطريقتين. {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} فصوّر الموت على أنه يلحقك ويدركك. وفي سورة الجمعة قال {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8) الجمعة} لم يقل فإنه مدردككم فعبر بتعبير أروع أنه ملاقيكم إذا فررتم منه من جهة جاءكم من جهة أخرى (يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10) كَلَّا لَا وَزَرَ (11) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (12) القيامة).
(الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا) الأخوة هنا ليست أخوة في الدين بل أخوة في الوطن لأن أغلبهم كانوا من الخزرج. من يقولون دواعي الوطنية البحتة التي لا ترتبط بالدين هذا غير صحيح وهذا لعب. كم رأينا من يكونوا إخواناً في الوطن وتكون بينهم من العداوة ما لا يعلمهم إلا الله. كيف نجمع هؤلاء؟. هؤلاء المنافقين هم من الأوس والخزرج واليهود كانوا مواطنين مع الرسول صلى الله عليه وسلم وخذلوه. كل القبائل اليهودية الثلاث خرجت من المدينة بواقع الخيانة العظمى التي هي إخلال بأعظم مقومات الوطنية والمواطنة. هم مواطنون في المدينة منذ مئات السنين وليسوا وافدين ولكن الناس الذين يقولون أن الوطنية يجب أن يجتمع الناس تحتها هذا غير صحيح ولا يوافقه الواقع ولكن حقيقة ما يجمع الناس هي المبادئ. المنافق عبد الله بن أبيّ كان ينظر أنه هو صاحب الوطن {يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ
(يُتْبَعُ)
(/)
لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (8) المنافقون} الأعز يقصد بها نفسه والأذل يقصد بها الرسول صلى الله عليه وسلم والمهاجرين ويرى أنه هو صاحب البلد وأن النبي صلى الله عليه وسلم والمهاجرين هم الوافدون. {قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا} الإشارة هنا في قعدوا فيه مه أنه سبق التأكيد على انخذال هذا الجزء من الجيش فيه نوع من التأكيد أنهم أهل قعود {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ (46) التوبة} القعود عن الجهاد صفة ذم في هذه المواطن. فهذا تصوير لحالهم (َالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا) القول والقعود وهذه قاعدة في العطف لو قيل قالوا وقعدوا أو قعدوا وقالوا هي متساوية ومتلازمة فهم حال قعودهم قالوا. وحال قولهم قعدوا.
تلاحظون أن المنافقين كأنهم يريدون أن يضخموا الخسائر ويقللون النصر في أعين المسلمين لكي يبرروا قعودهم وإنخذالهم ولذلك بيّن الله بعد هذه الآيات التالية أن من استشهدوا ما قتلوا وإنما انتقلوا للحياة الحقيقية فكأنه يريد للمؤمنين الصادقين أن ينتشلهم بعد الجراح من مشكلة المنافقين وهذه الأراجيف التي دائما تشيع بعد الإنتصارات. ثبت المؤمنون في فلسطين فأخذ المرجفون والمحللون يسحبون كل صور الإنتصار ويحولونها إلى هزيمة. كيف انتصرتم وقد قتل منكم كثير؟. كيف تقولون أنكم انتصرتم وفيكم جرحى؟!. والعجيب عندما ننظر إلى أهل الأرض لم نجد في القنوات واحدا قد تجهم أو غضب مما حصل.
فضل الشهادة
إن فلسفة الإنتصار الحقيقي للمعركة {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والصحابة أنه كان يغيب عنهم هذا المعنى الرائع في الشهيد وخاصة من استشهد في المعركة حمزة كان قتلته شنيعة. رماه وحشي بالحربة فوقعت في خاصرته وخرجت من ظهره. يقول وحشي رأيت حمزة في أثناء المعركة وهو يهدّ الناس هداً بسيفه مثل الليل فاختفيت وراء شجرة حتى تمكنت منه فرميته رمي الحبشة (خبراء في رمي الحراب) فإتجه إليّ ارادني قال فإبتعدت عنه حتى سقط. فتركته ثم نزعت رمحي فجاءت هند بنت عتبة رضي الله عنها وهي على الشرك فبقرت بطنه وأخرجت كبده ولاكتها وألقتها. كيف كان شكل حمزة في هذا الحال؟! ولما وقف عليه صلى الله عليه وسلم وكان في غاية التأثر قال (لن أُصاب بمثلك) تخيل موقفه صلى الله عليه وسلم وهو ينظر إلى عمه ثم يقول الله سبحانه وتعالى {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} هذا من الإيناس العجيب جدا. وهذا فيه ازدواج فهو من جهة ردٌ على المنافقين الذين هونوا من شأن الإنتصار. وفي قراءة ابن عامر (قُتِّلوا) مبالغة سبحان الله أي ما أكثر من قُتل منهم. وهذا يدل على أنهم بالفعل كانوا يشيعون روح الهزيمة. فهذه الآية رد على هؤلاء أن كنتم تحسبون أنهم قتلوا فهم لم يقتلوا بل في حياة أنتم لا تعلمونها ثم هي إيناس للرسول صلى الله عليه وسلم أن هؤلاء انتقلوا إلى حياة أخرى. وفيه تحضيض أولا نفى عنهم القتل {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا} أحياء عند ربهم هذه العندية لها معنى ثم قال فرحين. أنتم مكلومين وهم فرحين {بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} هم فرحين بما آتاهم الله من فضله (ويستبشرون) حتى كأنه يحسّر الصحابة على أنهم ما استشهدوا أيضا وما كسبوا هذا المكسب العظيم. وهذا ديدن الصحابة كانوا يعبرون من قُتل في المعركة له مزيّة. كما قال عبد الرحمن بن عوف لما قُتل مصعب قال قُتل مصعب وهو خيرٌ مني.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الحديث: سألنا عبدالله (هو ابن مسعود) عن هذه الآية: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون} قال: أما إنا سألنا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال (أرواحهم في جوف طير خضر. لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل فاطلع إليهم ربهم اطلاعة. فقال: هل تشتهون شيئا؟ قالوا: أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا؟. ففعل ذلك بهم ثلاث مرات. فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يُسألوا، قالوا: يا رب! نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى. فلما رأى أن ليس لهم حاجة تُركوا). الراوي: مسروق المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1887 - خلاصة الدرجة: صحيح
وذكر فضل الشهداء في القرآن والسنة النبوية كثير. في هذه السورة وأيضا في سورة البقرة في قوله سبحانه وتعالى {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154) البقرة}. هنا يقول {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} والحديث شرح ما جاء مجملا في هذه الآية. ويرزقون جاءت بالفعل المضارع دلالة على التكرار مرة بعد مرة. هذا في الحياة البرزخية وما جاء في سورة البقرة هو في الجنة (كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ (25)). لما قال فرحين حال ويرزقون فعل كأنه دلالة على أن قوله فرحين أنها صارت صفة لازمة فيهم وهو من الفرح المحمود لأنهم فرحين بنعمة الله وهذا الفضل هو منّة زائدة من الله.
لما قال فرحين قال (وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ) كأن المسلم الأصل فيه أن إذا كسب نعمة أن يدعو إخوانه لها وهذه من الصفات الموجودة في الكُمَّل والخُلَص. لاحظ الرابطة بين المؤمنين: هؤلاء ماتوا ومفروض أن ينسوا الدنيا وما فيها ولكن رابطة الأخوة تجلعهم يهمهم إخوانهم واشتاقوا أن ينال إخوانهم ما نالوه هم {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ (67) الزخرف} ومصداقه في قصة الرجل المؤمن الذي قتل {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26)} يتمنى لهم مثل ما وجد لنفسه من الخير ومن الفضل. المقصود بالشهيد عندنا أولاً هو من يقتل في المعركة في سبيل الله وقد قال العلماء أن الشهداء نوعان شهداء الدنيا والآخرة وشهداء الآخرة. شهداء الدنيا والآخرة هم الذين يقتلون في سبيل الله. أما شهداء الآخرة فقط فهؤلاء كثير وهذا من فضل الله ورحمته بعباده أن جعل الله الشهادة ينال فضلها آخرون يلحقون بهؤلاء {أتعلمون من الشهيد من أمتي؟ فأرم القوم، فقال عبادة: ساندوني. فأسندوه، فقال: يارسول الله! الصابر المحتسب. فقال رسول الله: إن شهداء أمتي إذا لقليل، القتل في سبيل الله عز وجل شهادة، والطاعون شهادة، والغرق شهادة، والبطن شهادة، والنفساء يجرها ولدها بسرره إلى الجنة، [قال: وزاد أبو العوام سادن بيت المقدس:] والحرق، والسل الراوي: راشد بن حبيش المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1396خلاصة الدرجة: حسن صحيح} وسّع صلى الله عليه وسلم معنى الشهادة. لكن هؤلاء الشهداء ليسوا في منزلة الشهيد ولا يعامل معاملته لأن الشهيد لا يصلى عليه ولا يغسل ويكفن في ثيابه أما هؤلاء فيغسّلون ويصلى عليهم ويكفنون كما يكفن سائر الموتى لكن الشهيد لمكانته ولعلو منزلته عند الله لا يصلّى عليه لأن الصلاة أصلا إستشفاع للميت وهذا شفعت له دماؤه وشفع له إقدامه على الموت {للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقاربه. الراوي: المقدام بن معد يكرب المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 1663. خلاصة
(يُتْبَعُ)
(/)
الدرجة: حسن صحيح غريب} واحدة منها كافية أن يقدم الإنسان روحه لله عز وجل في مكانها الصحيح فكيف إذا اجتمعت هذه كلها من الله وما لا نعلمه أكثر.
وأيضا من معاني {وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} قضية الإستبشار بالشهادة أولا والإستبشار يالإيمان والإستبشار بنصر الله لعباده المؤمنين وتوقع الخير للمسلم والظن به الظن الحسن. هؤلاء قد ماتوا وأصبحوا عند ربهم ولكن بالرغم من ذلك يستبشرون ويحسنون الظن بإخوانهم من خلفهم انهم سيسيرون على نفس الطريق وينالون نفس الأجر ومعنى الاستبشار تجده في القرآن. كما في سورة التوبة {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) التوبة} ففكرة الإستبشار في القرآن والإستبشار في الشهادة في سبيل الله سبحانه وتعالى والاستبشار بفضل الله وأن هؤلاء المؤمنون يستبشرون أن ينال اخوانهم من الشهادة مثل ما نالوا هم {لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه. الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 13. خلاصة الدرجة: [صحيح]} وموقف هؤلاء الشهداء من أعلى المواقف في محبة الخير لإخوانهم. أي أن استبشارهم هنا ليست للطلب بل من باب البشرى.
(فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} لا خوف عليهم فيها تغيير النظم وهو أحد أسباب الإشكال في التفسير والفهم. إذا تأملنا النظم قال {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} ثم قال {فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} ثم قال {وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ} ثم قال {أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} قد يظن البعض أنها يستبشرون ألا خوف عليهم فيكون (يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم) ما موقفها؟ ولهذا ننتبه إلى أهمية علم الإعراب في أنه يكشف المعاني. قد يقول قائل أن الصحابة لم يكن عندهم إهتمام بالإعراب وذلك لأن الإعراب كان عندهم سليقة أما نحن فنتكلف لكي نفهم وهذا ما يدل على أهمية العلم لأنه مهم جداً في هذا الباب. لما ننظر إلى (ألا خوف عليهم) نجد بعضهم قال هي بدل من قول (بالذين) يعني يستبشرون بالذين بألا خوف. وبعضهم جعلها مفعول لأجله كأنه قال يستبشرون بالذين من خلفهم لأنهم لا خوف عليهم. وبعضهم جعلها مفعول لفعل محذوف وهو يقولون كأنها يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم ويقولون للذين يلحقون بهم أقدموا فلا خوف عليكم ولا تحزنون. من الأشياء التي تشكل على طالب العلم المبتدئ قوله {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا} فيظن أنها يجب أن تكون (أمواتٍ) لأنها مختومة بالف وتاء يعني من جمع المؤنث السالم ولكن هي ليست جمع مؤنث سالم وإنما جمع تكسير لأن أصلها (ميِّت) فالتاء أصلية والآن صارت جمع تكسير وليس مؤنث سالم فقال (أمواتاً) لأن الألف والتاء مزيدتين و (أمواتاً) مفعول به لفعل (تحسب). أما فى آية البقرة {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154) البقرة} اختلف النظم فاختلف الإعراب (أمواتُ)
وأيضاً انظر إلى مكانة هؤلاء الشهداء عند الله سبحانه وتعالى كيف نقل الله حتى رغباتهم النفسية لإخوانهم الذين على قيد الحياة الآن يموت الميت ولا تدري ماذا يريد منك لكن في الاية الله سبحانه وتعالى نقل ما يتمناه الشهيد لك ونقل لك فضله ومكانته وجزاؤه عنده ونقل ما يتمناه لك، نسأل الله أن يرزقنا الشهادة في سبيله.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[08 Sep 2009, 01:33 م]ـ
الحلقة 31
(يُتْبَعُ)
(/)
فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)
أسباب التمكين للدين
إن هذا التعقيب القرآني على الغزوة العظيمة وهي ثاني غزوة من الغزوات الكبار في تاريخ الإسلام تعطينا إشارة إلى أسباب التمكين لهذا الدين في الأرض وأنه لا يمكن أن يتمكن الحق إلا بتضحيات وبذل وجراح وإبتلاءات قد تزهق فيها الأرواح بل تزهق فيها أرواح الصفوة الغالية. ونريد أن نتحدث عن ما في هذه الآيات من أسباب النصر والتمكين للمسلمين والرسل.
ذكر الله الصبر وكان الحديث عن الصبر في القرآن حديثاً متواصلاً على أنه من أسباب التمكين الكبيرة خاصة في قصة موسى عليه السلام {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137) الأعراف} كثر الحديث عن الصبر في قصة موسى وكيف ثبتهم الله بهذا.
وفي قصة سليمان عليه السلام جاء الحديث عن أسباب نصره وتمكينه بكثرة جنوده فقال {ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ (37) النمل} أشار إلى كثرة الجنود والإستعداد. وفي قصة النبي صلى الله عليه وسلم تحدث عن الصبرر وفي أُحد ظهر الصبر أنه سبب من أسباب التمكين في الأرض وإنه لا يمكن هذا الدين إلا بالإبتلاء والتمحيص {وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (166) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167) آل عمران}
التقوى أيضاً من أسباب النصر. {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120) آل عمران}.
وعدم التنازع أيضاً ونلاحظ أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أخذ بشوراهم قطع كل إختلاف بعد ذلك وهو لا شك من أسباب التمكين لأن التنازع هو أكبر سبب من أسباب الفشل وكونه يوجد أكثر من فريق للمسلمين هذا يدل على الفشل، قاعدة في الإسلام أن وجود الأحزاب والتحزبات دلالة على فشلنا. إذا تحزبنا لأشخاص أو لمبادئ أو غايات غير الراية التي قام عليها محمد صلى الله عليه وسلم وغير المهنج الذي سلكه الرسول صلى الله عليه وسلم ولنعلم أن هذا من أسباب الفشل. وعلينا جميعا أن نرجع إلى منهج محمد ونلتف حول هذا المنهج كما قال تعالى {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) آل عمران}. وهذا من صور العلو لمنهج الحق {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) آل عمران} من مظاهر الإستعلاء لمنهج الحق هو الوحدة وتوحيد الصف وتوحيد الكلمة والإستقامة على منهج صلى الله عليه وسلم أيضا. من أسباب التمكين أيضاً أولاً ترك الذنوب
(يُتْبَعُ)
(/)
كبيرها وصغيرها. وترك المعصية حتى للقائد ومن ولاه الله عز وجل أمرنا فإن طاعته فيما ولاه الله إياه واجبة علينا ما لم تكن معصية ومخالفته ولو كنا نرى أنها أحسن أو أخير فإن فيها إخلال بنظام المؤمنين في تعاملهم مع إدارة الحرب. الرسول صلى الله عليه وسلم لما شاور أصحابه وقد أمره الله بالشورة وامتثلها لم يخالف الشورى وحاول أن تنسجم الأمور. والصحابة أيضاً كان يجب عليهم أن يلتزموا أمر الرسول ولا يعصوه فلما عصوه أراهم الله ثمرة هذه المعصية وكيف عجل الله لهم العقوبة {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152) آل عمران}.
وأيضاً من أسباب التمكين الدعاء {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) آل عمران} وفي سورة البقرة {وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250) فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ} أي جاء النصر بعد الدعاء مباشرة. أيضاً من الأسباب الشورى. إذا كان الرعية والجنود يعامَلون كالقُطعان على أنهم أدوات أو آلات فلا شك أن تفقد معنويات الجنود وإخلاصهم لقائدهم وللمبدأ الذي يعيشون له. ولذلك جاء الأمر "شاورهم". أنت يا خير البشرية صلى الله عليك وسلم أكمل عقلاً وخير الثقلين لماذا يستشير من دونك؟ ولو كان أحد يستغني عن الشورى فهو أنت؟. يمدحهم الله تعالى أن (وأمرهم شورة بينهم) معنى ذلك أن الشورى من أسباب قوة الجيش وولائهم لقيادته ولمبدئه ثم كل جندي يشعر أنه مسؤول عن النصر والهزيمة. ولو ما شاورهم يقولون نحن لم نرد الحرب ولم نكن راضين. ومن أسباب التمكن أيضاً لما ذكر الله عز وجل "لا تهنوا" عدم السماح للوهن أن يدخل إلى القلوب والوهن هو الضعف ودخول الأسباب التي تجعل القلب ليس فيه عزيمة (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (139)) أي لا يجوز أن تسمحوا للوهن أن يدخل للقلوب. وقد يقول شخص أن الوهن يتسلل وهذا حق والشيطان لنا يقف بالمرصاد ولكن يجب علينا أن نضع العلماء في وسط الجيوش والمربيين والدعاة إلى الله عز وجل يتلوون عليهم القرآن يذكرهم بحقيقة هذه الحرب التي بيننا وبين أعدائنا، كلمات بعد الصلوات وقيام الليل تبعد هذا الوهن ونذكرهم بحياة الشهداء {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) آل عمران} إذا كنت خائفاً من القتل فإذا قتلت ستلقى خيراً مما لو تُركت. ومن أسباب التمكين مسارعة الإستجابة لله وللرسول {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) آل عمران} أي لا يكفي أن تطيع فقط بل تسارع. وفي تعقيبه تعالى على الشهداء {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) آل عمران} كانت صفة الإستجابة لله والرسول هي الصفة التي أهّلتهم لهذه العاقبة العظيمة وليس المقصود الإستجابة في موطن الحرب فقط بل الإستجابة لله المطلقة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)
(يُتْبَعُ)
(/)
الأنفال} والله تعالى والرسول لا يدعو إلا لما يحيي الإنسان ..
توسيع معنى الشهادة
ينفي القرآن الخوف والحزن لما قال لا خوف أي في المستقبل ولا حزن على ما فات {لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23) الحديد} وقال أيضا {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (277) البقرة} وهذا كثير في القرآن وهما ضمان في الماضي والمستقبل، وهما أمران يكادان يكونان متلازمين. أن يخاف الإنسان على مستقبله أو يحزن على شيء يفوته فيقال لك عندك ضمان لك في الماضي والمستقبل وهذا أمن ليس بعده أمن، إذا ضمنت على المستقبل وأمنت من الماضي لا يبقى عندك ما تخاف منه.
في المرة السابقة كنا نتحدث عن الشهيد وفضله وقد يقول قائل أن هذه فرصة لا تسنح إلا لقلائل من الأمة (فرصة الإستشهاد في المعركة) ولكن الله سبحانه وتعالى رحيم فتح الله لنا الفرصة بالنيّة فمن سأل الله الشهادة بصدق بلَّغه منازل الشهداء وإن مات على فراشه، هذه رحمة من الله. ولذلك نقول يا عبد الله أكثر من التطلع إلى هذه المنزلة فقد تموت في فراشك فيجعلك الله تعالى محشوراً مع الشهداء. السؤال أن تسأل الله الشهادة بصدق. ولذلك لما خرج صلى الله عليه وسلم بالصحابة في غزوة تبوك ترك صلى الله عليه وسلم في المدينة بعض الصحابة يتمنون أن يخرجوا معهم ولكن حبسهم عذر فقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه {أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع من غزوة تبوك، فدنا من المدينة، فقال: (إن بالمدينة أقواما، ما سرتم مسيرا، ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم). قالوا: يا رسول الله، وهم بالمدينة؟ قال: (وهم بالمدينة، حبسهم العذر). الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4423. خلاصة الدرجة: [صحيح]}. الجهاد باب أوسع من القتال، ولا يشترط أن يكون الجهاد بالخروج إلى المعركة بل الجهاد بماله ودعاءه. {أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيا في سبيل الله بخير فقد غزا). .الراوي: زيد بن خالد الجهني المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2843.خلاصة الدرجة: [صحيح]}. باب الجهاد مفتوح والحمد لله. ونحن نتحدث عن آيات الجهاد في يومنا هذا ننظر يمينا ويسارا كأنه يتحدث عن شيء محرم بينما هو ذروة سنام الدين حتى تكلم النبي صلى الله عليه وسلم عن أجر الشهيد وعاقبته وشارك بنفسه وتعرض للشهادة والصحيح أنه مات شهيداً لأنه مات مسموماً. والمفروض أن نتحدث عن هذه الشعيرة بصوت مسموع. صحيح أن هناك بعض الممارسات الخاطئة ولكنها لا تقدح في أهمية الجهاد في سبيل الله. هل بالفعل نحن صادقون أن نحذر الناس من هذا الأمر؟ إذا كنا صادقين فلنغلق وزارات الدفاع في البلاد كلها وفي البلاد الإسلامية. الجهاد جزء من حياتنا ونحن جهادنا على مبدأ وليس من أجل التوسع أو المال بل لأجل الله.ولكن يقام بشروطه المعتبرة شرعا أي في سبيل الله. ونحذر من الوقوع في ما يسيء إليه أو في غير ما شرع الله باعتباره هو جزء لا يتجزأ من حياة الناس ومن كينونة وجود الناس في الأرض {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251) البقرة} ولو تركت أنت السلاح ما تركه عدوك. وهذه قاعدة مهمة في الحياة. الله سبحانه وتعالى منذ أن سال دم بني آدم كتب القتل على بني آدم. وفي قوله {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) البقرة} ما أجمل أن يسفك دمك في سبيل الله لإعلاء كلمة الله كما كان من النبي صلى الله عليه وسلم في هذه المعركة. هذا طريق نسأل الله تعالى أن يبلغنا إياه.
(يُتْبَعُ)
(/)
{وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} هذه قاعدة قرآنية {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا (30) الكهف} فلينظر المسلم في هذه الفاصلة التي ختمت بها الآية. لم يضيع الله أجر الشهداء وأثابهم الثواب الكبير بل زادهم {يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) آل عمران} وهذا من حسن ظنهم بربهم ولهذا وصفهم بأنه استجابوا لله ورسوله. الله لا يضيع أجر المؤمنين الذين قتلوا ولا يضيع أجر المؤمنين الموجودين الآن الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما اصابهم القرح.
سرعة الإستجابة لله ورسوله
الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172)
القرح المقصود {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ} (من 140 آل عمران) ما أصاب المؤمنين من الجراح في معركة أحد والإنكسار. وهذه الآيات لها مناسبة تتعلق بحمراء الأسد. كان القتال في أحد في النصف من شوال قي السنة الثالثة وكان يوم سبت. وحصل الإنكسار وحصل ما حصل لرسول الله وأصحابه ثم رجعوا إلى المدينة وتسامع أصحاب النبي بأن أبا سفيان وقريش ينوون الرجوع إلى المدينة. والحقيقة أن المشركين لما أصابهم ذهول الإنتصار وأرادوا أن يحافظوا على هذه الغلبة فرجعوا فقال هؤلاء انكسروا فلماذا لا ترجعون إليهم؟. جاءت هذه الشبهة ولما سمع صلى الله عليه وسلم أراد ألا يطمع أهل مكة وقريش في المدينة وفي المسلمين فأمر من قاتلوا بالأمس أن يخرجوا ويلحقوا بعدوهم. وهذا فكرة غاية في الدلالة على أنه صلى الله عليه وسلم قد أوتي مجامع الحكمة والقيادة من أعلى جوانبها فأمر الصحابة الذين شهدوا أُحداً فقط أن يخرجوا ولم يأذن لأحد من من لم يشهد أُحد أن يخرج إلا جابر بن عبدالله رضي الله عنه. كانوا منشغلين بالجراح وكان بعضهم يحمل بعضهم على ظهورهم. ولكن انظر للإستجابة التامة لله ورسوله. هذا لا يطيقه الإنسان إلا إذا إمتلأ قلبه إيماناً ومحبة الله ورسوله وصدقا ويقينا وهذا ما حدث بالفعل. خرجوا حتى وصلوا حمراء الأسد. وتقع حمراء الأسد على طريق المدينة مكة فإذا خرجت من الحذيفة ترى الجبل على يمينك قائم سطحه أو رأسه مستوى وطرفاه من الغرب إلى الشرق. هذا هو جبل حمراء الأسد. ووصلوا إلى هناك وخيّم به الرسول صلى الله عليه وسلم حتى سمع بهم أبو سفيان فعرف أن ما أصابهم بالأمس هي عثرة أو كبوة جواد وليست هي انكساراً تاماً أو هزيمة، هي مصيبة ولكنها لم تكن القاضية {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) آل عمران} وسمع أبو سفيان بما حصل فهرب ولذلك سميت حمراء الأسد وجاءت الآيات لتثني على من خرج مع الرسول صلى الله عليه وسلم واستجابوا له بعد ما أصابهم الأذى الكبير. يكفيهم أن 70 من الصحابة يقتلون وهذه تحتاج لأسبوعين حتى الواحد يشفى نفسيا ويتخلص من آلآمه ويصلح حياته. قتل حمزة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أيضا صلى الله عليه وسلم كان مجروحا. هم خرجوا جميعاً استجابة له ولم يعترضوا. أراد أن يتم الأمر لهؤلاء وحتى يظهر لأولئك أنهم وإن أصيبوا في الأمس فهم قادرون أن يحققوا مرادهم ويصلوا إلى عدوهم. الله يكلف عباده المؤمنون ليرفع درجاتهم. هم في هذا الموقف في أمس الحاجة للراحة بعد المعركة والله قادر أن يكسر شوكة قريش من دونهم ولكن الله أراد أن يرفع درجاتهم فأراد أن يحملهم على ذلك حملا. وكان رسول الله قد جرح وشج رأسه وكسرت رباعيته وعندما أراد أن يصعد فوق إحدى الصخور في جبل أحد ما إستطاع مع أنها كانت قريبة حتى صعد على ظهر أحد الصحابة. وبالرغم من ذلك يؤمر بالخروج في اليوم التالي، فيها مشقة ولكن الله أرادها لهم لكي يرفع لهم الدرجات ويكونوا قدوة لنا. مثلاً في مشقة الحج والجهاد أنس بن النضر قيل أنه ضرب أكثر من ثمانين مرة تشوه تماماً حتى لم يُعرف من الضرب والتشويه، فالدرجات العلا من الجنة لا تنال إلا بالتعب والجهاد. نحن ندعو أن يكون القارئ متبصرا بالآيات أن يقرأ غزوة أحد أولا ثم يقرأ الآيات
(يُتْبَعُ)
(/)
فستجد من نفسك تفهم من المعاني واللطائف والأسرار الكثير ما لا تفهمه لو كنت تقرأ مباشرة.، الآيات تسلط الضوء على لقطات من المعركة وليست المعركة كلها.
الثبات على الحق
{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)} العلماء يقولون أن"الناسُ" هي العامة المراد به الخصوص. والمقصود أن أبا سفيان كان يريد أن يثبط المسلمين فأرسل من يقول أن أبا سفيان يجمع جنوده ليعود إليكم فسمي هنا "الناسُ" فهذه عام مراد به الخصوص. أما الناسَ" المقصود بها أبو سفيان ومن معه. وهو العام مراد به الخصوص. و العام على ثلاثة أنواع كما ذكر العلماء: عام غير مخصوص مثل {وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40) الأحزاب} فهذا لا يمكن أن يخص. والثاني عام مخصوص وهو كثير في القرآن {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ} من 11 النساء لا يراد به كل الأولاد فإن ولد القاتل والكافر لا يدخل فيها. الثالث هو العام الذي أريد به الخصوص وهو الذي ذكرناه هنا. وهو يكون لفظه لفظ العموم ولكن المتحدث يريد شخصا معينا. والعام في موضع يخصص في موضع آخر. وأنواع التخصيص متعددة. والعام المراد به الخصوص من لطائف علوم القرآن، قد يقال كيف نعرفه؟ فنقول انظر إلى هذا اللفظ هل يمكن تعميمه تعميماً مطلقاً على كل من يراد به؟ هذا إشارة إلى أنه مخصوص (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ) هنا هل كل الناس قالوا هذا الكلام؟ لا. إذن هو مخصص. ومثال ذلك أنه يكثر بين المعنيين بالإعجاز العلمي قوله سبحانه وتعالى {سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) فصلت}.هذه الآية من العام المخصوص وليست من العام الباقي على عمومه. القائل يرى أن "سنريهم" عام في جميع الكفار. وأنا أرى أنها خاصة بأهل مكة فقط. ما هو دليل التخصيص؟ هذه الآية يجب أن تنطبق على كل كافر منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم وحتى الآن لكن هل كل كافر تحقق فيه الآية؟ جماعات كبيرة من الكفار تحققت فيهم الآية ولكن أهل مكة نعم. ولذلك تنبه ابن عاشور إلى لازم الخبر قال {سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) فصلت} فيؤمنوا. وهذا وقع لكفار مكة وهذا دليل على أن هذه الآية ليست من العام المطلق بل العام الذى يراد به الخصوص مثل {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ} فالآية خاصة باهل مكة ولو عممتها يجب أن تثبت أن الله قد أوقع معنى هذه الآية عند الكفار منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم للآن. اليوم في أهل الكفر هل وقع فيهم هذا؟ لا العلماء منهم فقط من آمن واهتدى إذا اقتنع أن ما عندنا حق. محمل هذه الآية على العموم المطلق سببه عدم فهم علوم القرآن، موضوع العموم طويل وهو من أكبر أنواع علوم القرآن والتي هي من صلب علوم القرآن هو علم العموم والخصوص.
في قوله عز وجل {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ} فضلا عن الذي ذكرتموه ألا ترون أنه يقول للمؤمنين في كل زمان ومكان لو اجتمع الناس كلهم على أن يقولوا لكم شيئاً يخالف ما أمركم الله سبحانه وتعالى به فاعتصموا بالله وإياكم أن تنخذلوا من قبل مقالتهم. في زماننا هذا انظروا كيف أن الإعلام استحوذت عليه فئات من اليهود وصارت تتحكم فيه تسخره لخدمة أغراضهم وللصد عن سبيل الله ولكي يكون في خدمة مصالح الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم. ونحن قضايانا التي هي ذات حق واضح لا نستطيع أن نتواصل مع العالم بسبب أننا لا نملك الوسيلة الإعلاوية التي توصلها. ألا ترون أن عبر عن ذلك ليبقى المعنى يا أيها المؤمنون إذا قيل لكم أن الناس جميعا قد جمعوا لكم فلا تخشوهم واخشوني. يجب أن يكون عندكم من الثبات والصبر والتحمل واليقين بالله سبحانه وتعالى وبوعده وأنه لا يخلف الميعاد، إن كل قوى الكفر لو إجتمعت على أن تقاتل يجب أن يكون عندكم القوة والعزم والمدافعة والقيام
(يُتْبَعُ)
(/)
بأمر الله عز وجل. وهذه لفتة رائعة جداً ومؤيدة بمواقف كثيرة وأن الصحابة كانوا دائما أقل عددا وعدة من أعدائهم وما كانوا يترددون أبدا، في مؤتة كان عدد المسلمين ثلاثة آلاف بينما كان عدوهم 120 ألفاً، ليس المهم العدد والنسبة ومع ذلك في كل مرة يحققون إنتصارات حاسمة بسبب توكلهم على الله. وهذه الأشياء التي تذكر لا تزيدهم إلا إيمانا ولا تربكهم وى تضعفهم بل تزيدهم إيمانا ويقولون {حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}. في غزوة الأحزاب {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21) وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22) مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23) الأحزاب} لاحظ هذا المعنى هو الذي يجب أن يبقى. الآن أمريكا تأتي في العراق أو السودان تصاب قلوب كثيرة بالرعب، فيقال ستدك بنا المدن وتمتلئ القلوب رعبا وتبدأ الأراجيف في وسائل الإعلام. المفروض أن نكون أقوياء بالله عز وجل وأن نثبت ونزداد إيمانا كما في قوله الله عز وجل {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ (125) أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ (126) التوبة} تأتي هذه الفتنة مستمرة ومع ذلك لا يتعظون من المرة الأولى. لا شك مبدأ اليقين بوعد الله. والثبات مبدأ ليس سهلا. الثبات في مواطن الفتن. نسأل الله الثبات في المعارك. وما أكثر المعارك في حياة المسلم حتى مع النفس. الثبات على المبدأ والإستقرار والتواصي به مبدأ ينبغي أن نصبر عليه.
(حسبنا) بمعنى كافينا. والوكيل سبق بيانه. قالوا {حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} نعم الوكيل الله وكلوا أمرهم إلى الله سبحانه وتعالى وفوضوا أمرهم له. وفيها من معاني الكفاية. ونطيل فيها في المجلس القادم بإذن الله.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[09 Sep 2009, 01:35 م]ـ
الحلقة 32
الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175) وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (176) إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (177) وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (178)
العموم والخصوص
(يُتْبَعُ)
(/)
(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ) ذكرنا في الحلقة الماضية أنها نزلت في حمراء الأسد. وأن كلمة (الناس) الأولى في الاية مراد بها نعيم بن مسعود والثانية مراد بها الجموع التي كانت مع أبي سفيان. وتكلمنا عن علم العام والخاص وأن هذه من العام الذي أُريد به الخصوص وبيّنا أن هذا له ضوابط وأنه لا يكون هذا إلا في أناس معينين إما فرداً وإما جماعة. إضافة في موضوع العموم والخصوص أنها من المسائل العلمية اشتركت في علوم القرآن مع أصول الفقه. فمن يقرأ في علوم القرآن يجد العموم والخصوص "العام والخاص في القرآن الكريم" ومن يقرأ في أصول الفقه يجد العموم والخصوص. ولكن في علوم القرآن بعض الإضافات خاصة بالقرآن مثل عموم الأخبار وأمور تتعلق بالعقيدة. أي أن باب العموم والخصوص ليس خاصا بالأحكام الفقهية والشرعية. فهذا فرق بين تناول الأصوليين لها وتناول المتخصصين في علوم القرآن. وننبه القارئ في كتب علوم القرآن فهناك من يقول أن من كتبوا في علوم القرآن مثل السيوطي والزركشي لم يضيفوا جديدا على ما كتبهم من قبلهم من الأصوليين. نقول نعم وليس معنى ذلك اننا نحن لا نضيف ولذلك هناك جانب يتعلق بالأخبار وهذا مهمل وقد أغفل بالفعل.فنحن نضيف فيه كثيرا. ومن ما يمكن أن يضاف في هذه المسألة المهمة أن السلف عندهم قاعدة عامة وهي أنهم يعبّرون عن العام بمثال له وهذا جزء مما يتعلق بالمبحث العام. نقول إن كان علماء الأصول عُنوا بجانب الأحكام بالذات واشبعوه بحثا لأن مادة بحثهم كانت متعلقة بالأحكام إفعل ولا تفعل فإننا نحن أيضا يجب علينا أن نضيف إضافات مما تركه العلماء المتقدمون وهو يدخل في باب العموم.
أرسل الدكتور الشهري رسالتين: رسالة للمتخصصين في علوم القرآن أن يوسعوا دائرة البحث في الموضوع لتشمل ما لم يتحدث عنه الأصوليون عندما يدرّسوم مادة العموم والخصوص للطلاب يجب عليه أن ينظر نظرة أوسع من نظرة الأصوليون لأن كثيراً ممن يكتب في علوم القرآن نجد أن كل مراجعه في العموم والخصوص والمطلق والمقيد والمباحث المشتركة بين أصول الفقه وعلوم القرآن تجد أن المراجع كلها أصولية. ورسالة أخرى للزملاء المتخصصين في أصول الفقه أن يقتربوا أكثر من القرآن في دراستهم للموضوع وفي تطبيقهم وليتهم يطبقون هذه القواعد على القرآن الكريم أثناء تدريسهم لمادة أصول الفقه. ونحن ندرس في أصول الفقه في الشريعة كما ندرسها ونكتفي بمثال واحد لكل مسألة. ندرس آيات الأحكام في نفس الكلية فلا نجد صدى لتلك القواعد الأصولية التي ندرسها في مادة أصول الفقه. ولا زلت ادعو أن تفعل مادة أصول الفقه في تدريس آيات الأحكام مثلا كيف يطبّق باب العموم والخصوص باب المطلق والمقيّد وباب المجمل والمبين فيجد الطالب حلاوة ليس لها نظير عندما يطبق. وهذه دعوة عامة في العلوم الشرعية والتطبيقات وأذكر أن كان معنا دكتور محمد الخضيري والدكتور محمد بن صالح الفوزان في جلسات ورتبنا فيه أن يكون لنا نوع من التطبيقات في هذه المسائل فكانت مثمرة ولعل الدكتور محمد يعطينا بعض النماذج التي صنعها في أمثال القرآن.
أجاب د. محمد الخضيري إن مشكلتنا الكبيرة أننا ندرس العلوم الشرعية بأمثلة وقواعد جاهزة مسبقاً. ولكن أن يقول الشيخ مثلا إقرأ من أول النساء مثلا أين العموم فيها. وأين الخصوص؟ أين المطلق وأين المقيد وأين المبين؟ ويأخذنا آية آية سيكون عندنا دربة ومِران عظيمة جدا. أما أن نأخذ مثالاً واحداً في القياس (الخمر) وفي العموم (يوصيكم الله بأولادكم) وفي النسخ أربع آيات معروفة. لا يذكر مثال على التدرج إلا في تشريع الخمر بينما توجد آيات كثيرة المفترض أن تفعّل هذه المواد حتى تكون عملية في حياة الناس وهذا هو الإبداع وهذا هو الإعمال الحقيقي للعلوم الشرعية في حياة الناس. نجح أحد الأساتذة وهو من سوريا معنا في كلية الشريعة كان يدرّسنا النحو في السنة الرابعة. وفي يوم الأربعاء يعطينا واجبا يقول إعرب قول الله تعالى آية، سواء أخطأت أو أصبت المهم أن تحاول أن تعرب الآية. وفي يوم السبت يقف عند الباب يسحب الواجب وكل من جاء بالواجب أخذ نفس الدرجة سواء أخطأ أم أصاب يقول المهم شغلت مخك في إعراب الآية. وكان الإعراب ثقيل علينا أول مرة ثم تبين لنا أن إعراب
(يُتْبَعُ)
(/)
القرآن أيسر من إعراب كلام الناس. ثم يكتب الآية ثم نعربها جميعاً كلمة كلمة وانتهى الدرس. إنتهينا من الفصل الدراسي وقد أُزيلت عنا رهبة الإعراب. والعجيب في الأمر كان معنا الدكتور محمد خميس في كلية المعلمين وهو تخصص لغه عربية ومعه قراءات وهو في الأصل دكتوراه في اللغة العربية فقلت ما رأيك أن نجلس جلسات لإعراب القرآن؟ قال لا مانع فجلسنا وأعربنا، في المرة الأولى أو الثانية قال لي هل تصدق أن هذه أول مرة في حياتي أجلس جلسة إعراب القرآن أنا أتهيب من إعراب القرآن ولا أحب أن أمارس هذا الأمر ولكن أنت الآن تجعل لي القواعد أمثلة حية من كتاب الله وهذا يعين على الفهم. وهذا ما حرص عليه عبد الخالق عضيمة في كتابه العظيم "دراسات لأسلوب القرآن".
أيضاً في المسائل المشتركة بين علوم القرآن وأصول الفقه أخونا فهد الوهبي الآن يبحث هذه الحقيقة وله أشرطة ألقاها فيها معلومات مفيدة للغاية. وبيَّن ما هي المباحث التي تكلم فيها الأصوليون وما هي المباحث التي زادها الذين كتبوا في علوم القرآن ما يتعلق بعلوم القرآن وقد سمعت له في دورات علمية في الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه والحقيقة والظاهر والمأوّل كان فيها إضافات وابداعات. هذه المسائل يمكن أن تكون في ثلاث دوائر دائرة مشترك بين علوم القرآن وأصول الفقه ودائرة لعلوم القرآن ودائرة لأصول الفقه.
التوكل على الله
(وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173))
بيّنا في الحلقة السابقة المعنى العام. هذه كلمة عظيمة ويشرع قولها عند مجيء أو جثوم أو إقبال الكرب والأخطار العظيمة التي تأتي علي المؤمنين فتصيبهم في الحالة النفسية في مقتل ما لم يؤمنوا بهذه الكلمة ويؤمنوا بمقتضاها. فإن سمعت خبرا تقولها يعني الله هو كافينا وهو نعم من يُتوكل عليه فيذب عنا ونكون في معيته فنظفر بالنصر والتأييد. كلمة حسبُنا يقال فلان فأحسبني أي كفاني. ونحن نفهم الكفاية فهماً من الواقع الفقهي أن الكفاية هي أدنى الدرجات للوصول إلى الحاجة كأنه بمعنى الكفاف. ولكن المقصود بها الكفاية التامة أعطاني فأحسبني أي كفاني كفاية تامة وأغدق علي. لما تقول حسبنا الله يعني الله كافينا من كل وجه، سيعطينا الله من فضله ويحفظنا ويؤيدنا ويرفعنا وهي كلمة كبيرة وقيل في الأثر أن جبريل عليه السلام نزل على إبراهيم وهو سيُلقى في النار فقال هل لك إليّ حاجة؟ قال أما إليك فلا وأما إلى الله فنعم وقال حسبنا الله ونعم الوكيل. فأحسبه الله وكان نعم الوكيل {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (70) الأنبياء} وأيضاً عن ابن عباس: {حسبنا الله ونعم الوكيل}. قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا: {إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل}. الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4563 خلاصة الدرجة: [صحيح]. ولهذا نقول ليكن مما تذكر الله به هذه الآية {حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} في مثل المواقف كلما سمعت خبراً سيئاً أو أذى لمسلم أو أمراً دهم المسلمين أو أيضا في ذاتك. بعض الناس لما يسمع هذه الأشياء يخاف ويبدأ يحسب حساباته ويفكر في كل شيء إلا في هذه الكلمة لكن نقول له قل هذه الكلمة وتفكر في معناها {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (64) الأنفال} وأن الكفاية والحسب من عند الله أي هو كافيك فلا تجزع منهم ولا تتوقع شرا ما دام الله سبحانه وتعالى ناصرك وكافيك ومؤيدك. ومن يتأمل فيها أن من كان الله معه لا يضره ولو خذله البشر جميعاً ومن لم يكن الله معه لم ينفعه شيء وهذا معنى (إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160)) هذه نفس المعنى وممكن أن نأخذ منها
(يُتْبَعُ)
(/)
موضوعاً قيماً وهو كفاية الله لعباده المؤمنين لها آيات كثيرة منها هذه الآية وفي قصة إبراهيم وقصة يوسف وموسى والأنبياء كلهم وكيف أن الله كفاهم وعيسى كفاه الله وأنقذه
ثمرة التوكل
فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174)
وهذه هي النتيجة عندما قالوا حسبنا الله ونعم الوكيل كانت النتيجة (فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ). ولكن كيف لم يمسسهم سوء وهم مثقلون بالجِراح؟! ما المقصود بالسوء إذن؟ المقصود به أنهم لم يصيبهم سوء المعصية للرسول صلى الله عليه وسلم والله سبحانه وتعالى. ولكن هذه الجراح تندمل. ولكن ماذا فعل أعداؤهم {أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (162) آل عمران} الناس يرجعون بالغنائم ولكن هم رجعوا ومعهم سخط الله. انظر إلى (فانقلبوا) عبّر بالفاء لأنها تدل على سرعة الإستجابة وأنه نصرهم وثبتهم وأعانهم وغفر لهم ورفع درجاتهم. و"فضل" أي أزيد مما كانوا يرجون تفضل عليهم بشيء زايد. ويمكن أن يكون من معاني السوء أنه لم يصبهم بعد ذلك أذى، لم يمسسهم سوء من المشركين. قال (لم يمسسهم سوء) وهم أصابتهم الجراح فكأنه تجاهل الجراح هذه إذا حملناها على غزوة أُحد لكن لو حملناها على حمراء الأسد هم لم يدخلوا في حرب أصلاً. هم حققوا الاستجابة ومع ذلك لم يمسسهم سوء وانقلبوا بالنعمة والفضل من الله. وتذكر بعض الروايات عنهم أنهم وجدوا من النشاط في غزوة خمراء الأسد والخفة ما كانوا لا يعهدون في أنفسهم لأنهم كانوا جرحى لكن لما استجابوا وجدوا من الخفة والنشاط وهذا من فضل الله عليهم لاستجابتهم للرسول. صلى الله عليه وسلم
(رِضْوَانَ اللَّهِ) انظر التكرار فيما مر معنا {أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (162) آل عمران} وهذا تأكيد وإشارة إلى أنهم رضي الله عنهم في هذه المعركة كانوا يسيرون في رضوان الله أُنظر أين رضوان الله في هذه المعركة؟ هو في الإستجابة لأمره بقتال المشركين والوقوف أمامهم والتصدي للمشركين ورفع الدين وبذل كل الجهود في نصرة هذا الدين، وهذا كله إتّباع لرضوان الله تعالى وهذه محاب الله فعلى الإنسان أن يحاول أن يتتبع محاب الله يتتبع ما يحب الله (وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) لعلع الله تعلى يلحقه بهؤلاء.
أولياء الشيطان
إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175)
المفسرون لهم قولان في الآية لا تعارض بينهما. وبالتأمل نجد أن هذا صحيح وهذا صحيح. فالقول الأول (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ) أولياءه أي الذين يطيعونه ويوالونه يخوفهم ولذلك يسيرون في حياتهم كلها في خوف. مثلا لا تطلق لحيتك أنك لو أطلقتها يقول ستتعرض للمشاكل والتصنيف بأنك رجعي وإرهابي وأصولي، هذا من تخويف الشيطان لأوليائه الذين أطاعوه ومشوا في دربه، يخيفهم كلما أرادوا خيرا ثبطهم عنه إذا أراد أحدهم أن يصلي مع الجماعة يخوفه أن الناس يتهمونه فيخيفهم ويوهمهم بهذه التوهيمات. والقول الثاني للسلف في هذه الآية (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ) أي يخوفكم بأوليائه. أي أن (أولياءه) منصوب على نزع الخافض. هذا خروج في الحقيقة عن الظاهر. ولكن له دليل ودليله هو تتمة الآية {فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ}.نستفيد من الآية أن الشيطان يخوفهم ويخوف المؤمنين بأوليائه إذا أراد المؤمنون أن يفعلوا الخير قال انتبهوا الأعداء سيفعلوا بكم الأفاعيل سيجمعون عليكم من القتال والقنابل العنقودية وغيرها وتيدأ الأراجيف. أي يخوفكم أيها المؤمنون بأولياؤه قال الله {فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ}. يجب أن نعرف أن أعظم مكايد الشيطان في صده الناس عن دين الله هي مكيدة التخويف. ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجبن ومن الخوف مما يلقيه الشيطان في نفوس المؤمنين. والخوف من أحد الأسباب التي وقع بسببها الفشل والتنازع الذي وقع في قلوب
(يُتْبَعُ)
(/)
المجاهدين من الوهن والخوف من الأعداء وهذا من تخويف الشيطان ولذلك قال تعالى {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ} يُظهر أنهم أقوى منكم وهذه التتمة (فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ) تؤيد هذا المعنى. الواحدي في (البسيط في التفسير) وقف عند هذه الآية وأشار إلى قضية مهمة وهي أنك لا تفهم كلام السلف إلا إذا فهمت الإعراب فجمع بين الإعراب وبين كلام السلف في الآية ثم حلل تفسير السلفي في بعض المواطن. كان الإعراب بالنسبة لهم سجية. لما نقول {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ} قال السياق يخدم القول الثاني أي أنه يخوفكم بأولياؤه فلا تخافوهم. ولكن المعنى الأول أن الشيطان يخوّف أولياءه الذين اتبعوه هل هي بمعزل عن لا تخافوهم؟. إذا تأملت {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (76) النساء} يعني يزرع في نفوسهم الخوف فيتبعونه فلا تخافوهم لأن كيد الشيطان كان ضعيفاً , فكأن قوله (فَلَا تَخَافُوهُمْ) فيها المعنى اللازم إذا كان الشيطان يخوف أولياؤه فهم ضعفاء لأن مُخَوِّفهم ضعيف {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (76) النساء} فهذا يعتبر براعة ممن نبه على هذا المعنى وقد يقول قائل ما علاقة تخويف الشيطان بأوليائه؟ بينما يقول (فَلَا تَخَافُوهُمْ) نقول هذا هو الرابط.
ومصداق هذه الآيه نجده في الذين يخوفون الناس بالسحرة والكهان مثلا هؤلاء ضعفاء وهم أوسخ الناس يعيشون في الأماكن الرديئة لو كانوا يستحقون أن يُخافوا لعاشوا عيشة الملوك. بل إنهم بحاجة للملوك أكثر من حاجة الملوك لهم، ماذا قال السحرة لفرعون؟ {وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (113) الأعراف} لو كانت صناعتهم تنفعهم لما احتاجوا أن يقولوا ذلك.
وبعد أن حذر تعالى من الشيطان الذي يخوف أولياءه أنه أشار أيضا أن الكافرين كيدهم أيضاً في ضلال أيضا. الشيطان أصلا ولي للكافرين وأخذ على نفسه عهدا أن سوف يتفرغ لعداوة المؤمنين. فقال الله سبحانه وتعالى (فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) ولاحظ كيف قال (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) يعني شرط للتغلب على الشيطان وعلى أولياؤه أن تكون مؤمناً فكلما زاد إيمانك قل خوفك من الشيطان. المؤمن إذا إطمأن قلبه بالإيمان والصدق فإنه لا يخاف الشيطان وأولياؤه ولا يخاف من السحرة وغيرهم.
سنة الإملاء
وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (176) إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (177) وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (178)
في السورة هذه تكرار لكلمة "يسارعوا" {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) آل عمران} المسارعة إلى المغفرة أما هنا فالمسارعة إلى الكفر. النبي صلى الله عليه وسلم كان من شفقته على أمته أنه يحزن لما يرى هؤلاء على كفرهم ولذلك قال تعالى في سورة الشعراء والكهف (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6)) لا تقتل نفسك من الأسى والحزن للذين لم يستجيبوا لك. وأنت بلّغت وأدّيت ما عليك ولكنه هو الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم. {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آَثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6) الكهف} {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3)} الشعراء).
(يُتْبَعُ)
(/)
قال (وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ). لماذا يارب؟ {إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} يذكر لك العِلّة حتى تعرف الحكمة في إمهال هؤلاء وقد قال من قبل {حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}. يسارعوا إلى الكفر. ولكن يريد الله ألا يجعل لهم أيّ حظ في الآخرة أيّ حظ وأي نصيب من الخير {يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآَخِرَةِ} ولذلك هؤلاء يحشرون في الدرك الأسفل من النار. ثم قال عذاب عظيم ثم وصفهم أيضاً وقال أنه من شدة المسارعة إلى الكفر يذهبون للكفر كأنهم اشتروه {إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ} مقابل الإيمان الذي هو الرحمة والصدق وتكون به الطمأنينة الدنيوية والأخروية ومع ذلك يؤثرون الكفر فيشترونه كيف؟ طبعاً لا يوجد شراء للكفر ولكن لشدة حرصهم عليه شُبِّهوا بأنهم يشترون. وردّ عليهم {لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} وقال من قبل {وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} التكرار في الأول عذاب عظيم. لازم الخبر هو نفسه {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} إذا كانوا لا يضرون الله فهم لن يضروا أولياءه من باب أولى. ثم قال هؤلاء الكفار لماذا لم يعجل لهم العقوبة؟ قال {أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا} أي نمهلهم ليزدادوا إثماً ولهم عذاب أليم وهذا من كمال عدل الله لا يأخذ الظالم إلا بعد أن يوغل في الإثم والظلم فإذا أخذه أخذ عزيز مقتدر. فيأخذه أخذة لا يفلت منها. نجد هنا عذاب عظيم إلى قَدْره ثم أليم في وقعه في أجسادهم ثم عذاب مهين. عذاب عظيم إشارة إلى قدره وأليم إشارة إلى وقعه في أجسادهم والثالث مهين في نفوسهم فقد تتعرض أحياناً لموقف أليم وليس مهين والعكس. إذا صفعك أحدهم أمام الناس هذه إهانة ولو أنها غير مؤلمة جسديا لكنها مهينة والله سبحانه وتعالى جمع لهم بين عظيم ومهين وأليم.
هذه تُشكل على لحُفّاظ نجد عظيم ثم أليم ثم مهين. ولكن من وسائل الضبط وسيلة الضبط بالأسلوب المعجمي تأخذ الحرف الأول من كل كلمة تنظم منها كلمة. خذ من عظيم (عين) ومن أليم (ألف) ومن نهين (ميم) وهي كلمة عام إحفظها وهذه إحدى أساليب الضبط.
(إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ) الإملاء أي الإمهال. وإعطاء فرصة. وفي الآية رَدُ على من قصر تصوره ويقول ما بال التسونامي يجىء شمال آسيا ولا يجيء في أمريكا في الدولة الظالمة؟ كما قال تعالى {نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا} ليزدادوا إثماً. سُنة الإملاء سنة ربانية وقد يستمر هذا الإملاء سنين طويلة ليس بأعمارنا نقيس. ومن أكبر أخطائنا نحن البشر أننا نقيس بأعمارنا أي بالسنوات. منذ متى وأميركا متجبرة وفعلت باليابان ما فعلت {إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} العذاب المهين سيجيء لا محالة ولكن متى؟ هذا قدر الله، والله أدرى به ولذلك قال سبحانه وتعالى {فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17) الطارق} نستفيد من ذلك ألا نستبطىء النصر من الله. وأن لا يغرنا أن الكفار أقوياء وما زالوا يزدادون قوة، هذا من الإملاء سيأتي الله باليوم ترى فيه أمريكا قد سخطت. هذا يجعلنا عندما نلتقى مع هؤلاء لا نغتر بما هم عليه فلا تغتر بما هم عليه ولا تعترض على القدر فتقول لماذا وقع العذاب هنا ولم يقع هناك؟.
الآيات إذن فيها فوائد: قوله {لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا} هي نكرة في سياق النفي يعني (أي شيء). هؤلاء الكفار مهما صنعوا لن يضروا الله شيئاً. وتكرارها في الآيات {إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا} ثم يؤكد أيضا {لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} هذه نكرة في سياق النفي فهي تدل على العموم. وهناك فائدة الحقيقة أن النكرة في النفي والنهي والإستفهام كما ذكر العلماء تدل على العموم. أما النكرة في سياق الإثبات فإنها لا تدل على العموم إلا في بعض السياقات كما في قول الله عز وجل {عَلِمَتْ نَفْسٌ
(يُتْبَعُ)
(/)
مَا أَحْضَرَتْ (14) التكوير} السياق دل على أن نفس هنا عامة. الأصل أن النكرة في سياق الإثبات خصوص ولا تدل على العموم.
أيضا في قوله " لاتحسبن" وهناك قراءة" لايحسبن" وإن اختلف المخاطَب، لا تحسبن يا محمد أو لا يحسبن هؤلاء الذين نزل فيهم هذا الخطاب وهم الذين كفروا.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[11 Sep 2009, 01:06 م]ـ
الحلقة 33
مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (179) وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (180)
نلاحظ أن الآيات إستئناف لأن الحديث السابق كان عن الكفار والمنافقين منذ قول {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (178) آل عمران}. وقبل ذلك نلاحظ أن الآيات السابقة فيها إشارة واضحة إلى الكيد الذي كان عند الكفار والمنافقون واليهود للنبي صلى الله عليه وسلم في قوله {وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (176) آل عمران} إشارة إلى تطمين الرسول صلى الله عليه وسلم بأن نعم نحن نلاحظ هذا الكيد وهذا السعي للإفساد فيما بينكم بكل وسيلة ممكنة فنلاحظ أن يكرر {لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا} لإدخال الطمأنينة على قلبه صلى الله عليه وسلم وأصحابه. ونحن نقول أن هذا وعد من الله سبحانه وتعالى للمؤمنين في كل زمان أن الله وعدهم بالنصر إذا حققوا شروطه {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ (من 160 آل عمران)} بمعنى أنك إذا حققت شروط النصر فاطمئن ولن يضرك الأعداء شيئاً. وهذه تفتح باب الأمل والتفاؤل لكل المضطهدين من المسلمين في كل مكان أنهم ينبغي عليهم أولا أن يحققوا أسباب النصر في أنفسهم وفي أُسرِهم وأولادهم ويربوا أنفسهم تربية يستحقون معهها النصر. فالآيات التي مرت معنا كلها فيها إشارة أن النصر يوهب ولا يؤخذ. فالنصر من عند الله سبحانه وتعالى.حتى الملائكة لو نزلوا في المعركة ليس لكي يحققوا النصر لكن لتطمئن قلوبكم فقط أما النصر فمن عند الله. لأن البعض يقول نريد أن نُعد لكي ننتصر نقول أنت تعد لكي تكسب رضا الله وتحقق أسباب النصر أما حقيقة الانتصار فهو من عند الله سبحانه وتعالى يهبه لمن يشاء. و لذلك فمعركة أحد درس رائع كل مقومات النصر كانت موجودة في الجيش الإسلامي ولما وقع منهم المخالفة والعصيان وقع ما وقع من الإنكسار. الآيات أشارت إشارة غير مباشرة أن الكفار كانوا في غاية الغيظ من أن ينتصر محمد صلى الله عليه وسلم خاصة في بداية الحياة في المدينة واليهود والمنافقون كان عندهم أمل أن ينكسر محمد وأن يخرج من المدينة وكان عندهم طموحات سياسية.فلما وقعت المعركة وانتصر صلى الله عليه وسلم وكان في حمراء الأسد دليل على هذا الإنتصار.
{مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (179) آل عمران} هذا من رحمة الله بعباده المؤمنين أنه يبتليهم ببلايا ويصَّرف فيهم الفتن حتى يكون من حكمته أن يتعرف المؤمنون على من اندسّ فيهم وليس منهم. الكافر عرفت عداوته وانتهى. ونحن الآن في داخلنا ناس يتسترون بالدين. يصَلّون في الصف الأول ويجاهدون ويتكلمون بإسم الدين وقد تكون لحاهم أطول من
(يُتْبَعُ)
(/)
لحانا وأصواتهم بالقرآن خير من أصواتنا لكن في قلوبهم غل على الذين آمنوا وفي نفوسهم من الدَخَن ما الله به عليم، هؤلاء كيف نعرفهم؟ وكيف نتقي شرهم. ونحتاط منهم؟. هذه قضية خطيرة. الله بحكمته وبعلمه وحسن تقديره ينزل البلايا فيمحص الصدور. وهذه البلايا مع شدتها علينا إلا أن فيها هبات ورحمات فعلينا أن نشكر الله. نحن في فتنة غزة هذا العام بانت لنا أموراً كانت مخفية علينا ما كانت لتظهر حتى لو جاء انسان مطلع وبصير وأثبت لنا بالدلائل بعض الحقائق التي ظهرت لنا لأنكرناها وقلنا يا فلان أحسن ظنك إتقي الله هذا من وسوستكم أيها المحللون وغير ذلك. ولكن جاءت الفتنة من داخل غزة ومن داخل فلسطين ومن الدول العربية ومن القنوات الفضائية ومن الصحف ومن الكُتّاب ومن المسؤلين ومن الرؤساء ومن كل واحد حتى من طلاب العلم والدعاة وكشفت وأظهرت وأطلعتنا على خفايا {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} ما كان يذركم مختلطين لا يعرف بعضكم بعضا حتى تقدم هذه الفتن {يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} وهذا درس نستفيد منه أن الفتن لله فيها حِكم ومن حكمها أن يبين الله هؤلاء من هؤلاء وإن بعض الأمور لا تنهض إلا بالمشقة والإجتهاد وهذا منها، قال تعالى في سورة محمد {وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ (30) محمد} لو نشاء لأريناك هؤلاء المنافقين بعلامات يعرفون بها ويميزون من بين سائر الناس، قال {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ} أما لحن القول فستعرفون منه المنافقين معرفة تامة من كلامهم وعباراتهم ستعرفهم قطعا. أما أن تعرفهم بسيماهم فهذا لن يكون إلا بمشيئة الله وقد شاء الله لمحمد أن يعرفهم بسيماهم فعرفهم بأسمائهم وأسر بها لحذيفة بن اليمان.
لما يذكر الله في القرآن التمييز يقدم الخبيث أولاً " يميز" أي يفرز أو يفصل {لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (37) الأنفال} وأيضا {وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (59) يس} فكلها تشير إلى تمييز الخبيث المجرم وهذه فائدة أنه ليس الهدف من التمييز البيان فقط بل يميز المنافق من المؤمن ومحقه وإهلاكه وفضحه وكبته وهذا هو الذي ظهر في هذا المعنى. وفعلا بعد أحد ميّز الخبيث من الطيب وكبتهم ولم تقم لهم قائمة. كلمة "ميز" جاءت كلها مع الخبيث (وامتازوا اليوم أيها المجرمون) (ليميز الله الخبيث من الطيب) ولذلك إستنبط بعض العلماء أظنه تقي الدين الهلالي قال كلمة إمتاز وممتاز ويمتاز لا ينبغي أن تستخدم في الأمور الطيبة وينبغي أن تستعمل كما إستعملها القرآن في الأمور الخبيثة. وهذا فيه دقة في الاستنباط لكن هذا مصطلح قرآني إلا أن الناس تعارفوا على غير هذا المعنى ولا نريد أن نعممها فتغير عرف الناس.
{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ} لما قال سبحانه وتعالى {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} الكلام موجه للمؤمنين كيف تعرفون هذا من هذا. فلو أطلعهم على الغيب فلان كذا وفلان كذا لإنتهى الإبتلاء. فنبه الله على هذه الحكمة العظيمة أنه لا يطلع على مثل هذا الغيب لأنهم في مقام الإبتلاء. نلاحظ أن هذا من حكمة الله ولو أطلعنا الله على خبيئته لما صار هناك إبتلاء ولإنتفت الحكمة التي يريدها الله سبحانه وتعالى لهم. ولإنتفى شيء آخر أيضا وهو الإجتهاد أن تتعرف على الطيب من الخبيث وهذه عبادة. أنت تتبع قناة هذا وكتابات هذا لأجل أن يكون هناك جهاد تؤجر عليه لتعرف ماذا تدع وماذا تأخذ. وأمر آخر نجد أن النفوس من طبعها عندها فضول لمعرفة الغيب وتتشوق لمعرفته لكن الله رحمنا ألا يطلعنا على الغيب. إذا قيل لك أنك ستربح ألف مرة ولكنك ستخسر خسارة شديدة كيف تعيش حياتك؟ ومن رحمة الله أن غيّب عنا هذا ليست عقوبة لنا بل هي رحمة بنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
{عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ} فيها نوع من الإلتفات ما قال ما كان الله ليذركم على ما أنتم عليه ولكن يقول {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ} كأن الإبتلاء رحمة بالمؤمنين الذين اتصفوا بهذه الصفة هذه واحدة. والأمر الثاني أن قال {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ} كأن هناك قائل قال لماذا لا تطلعنا على الغيب لنعرف المنافق من المؤمن فنرتاح؟ لأن ليس من سنته سبحانه وتعالى ولا من حكمته أن يطلع أحد على الغيب إلا من إرتضى من رسول لذلك قال {يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ} ليطلعه على بعض الغيب. وقد أطلع الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم على شىء بالرؤيا التي رآها قبل المعركة. {وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ} قد يقول قائل ما موقعها الآن والكلام عن الغيب؟ هذه إشارة إلى أن ذكر الرسول هنا لأنه يطلع على جزء من الغيب {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27) الجن}
استدراك
حملت الآية على أنها خطاب للمؤمنين. وهناك قول آخر لإبن عباس ذكره الطبري يقول الله للكفار ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه من الكفر حتى يميز الخبيث من الطيب فيميز أهل السعادة من الشقاوة فهو يرى أنها خطاب للكفار.
{يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ} هذا المعنى تكرر في القرآن وهو الإجتباء والإصطفاء {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ (من 124 الأنعام} {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) آل عمران} هذه الآيات الإجتباء والإصطفاء التي خص بها الله هؤلاء الأنبياء من المهم التنبه إلى أمر وقد أشرنا إليه من قبل وهي أن سبحانه وتعالى الذي قال {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} قال {قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ (من 140 البقرة)}. فقد يرد في بعض من إجتباه الله في القرآن بعض الأفعال التي ذكرها الله عنهم أو بعض الأوصاف التي وصفهم الله بها فيأنف بعض المسلمين أن تنسب هذه الأوصاف لهؤلاء المجتبين ويدعي أن هذا منافي للأدب وأن هذا فيه سوء أدب. تأمل نحن نحمد لك حرصك على الأنبياء ولكن انتبه ألا تقع في سوء الأدب مع الله لأن الذي إجتبى هؤلاء هو الله سبحانه وتعالى وهو الذي ذكر هذه الإعال منهم ولكن قل أن يذكر ذنبا إلا ويذكر بعدها توبته منها وأن الله قد تاب عليهم. لذلك الحسن كان يقول ما ذكر الله ذنوب الأنبياء ليعيرهم بها ولكن لنقتدي بهم في التوبة. وهذا يفتح للمسلمين باب الإقتداء بأنس بشر يقع منهم أحيانا اجتهادات فيصيبون ويخطئون. صعب علينا أن نقتدي بالملائكة وهم لا يعصون الله ما أمرهم وليس عندهم شهوات ولهذا قال {قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا (من 93 الإسراء)} فنحن نأخذ جانب الرسالة ولا ننتبه للجانب البشري مع أنه واضح جداً. وهذه من نعم الله علينا أنه اجتبى من البشر رسلاً. صحيح أن النبي معصوم فهناك جانب من العصمة يغفل عنه كثير من الناس وهي العصمة من التمادي في الذنب. هذا لا يوجد في الأنبياء ما ذكر لنبي من ذنب إلا وذكر استغفاره وذكر توبة الله عليه. بل أن الله ينبهه عليه مثل ما حصل من داود في سورة ص {فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (من 24 ص)} ثم قال (فغفرنا له) مثل هذا إذا كان يذكر أنهم استغفروا هل استغفر ولم يغفر له شىء ولم يقع منه ذنب؟ يقول بن قتيبة أن بعض الناس يستوحش من نسب الذنب للنبي والله سبحانه وتعالى قد ذكره. لا يُستوحش من هذا لأني أنا لا أدعي شيئاً على النبي من ذات نفسي وإنما ذكره الله سبحانه وتعالى. وهذا ذكره البغوي عندما جاء لتفسير سورة يوسف {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24)} اختلف الناس في ما هو هم يوسف ويكادون يتفقون أنه الهمّ الفاحشة. أما همّ يوسف فقد اختلفوا فيه لكن الجواب الذي ذكرته عن ابن قتيبة قال وبعض الناس يصيبه الورع في أن
(يُتْبَعُ)
(/)
ينسب هذا إلى يوسف وهو أنه وقع في نفسه هذا الأمر ولكن الله عصمه. قال ولو كان هذا مما ينزه عنه الأنبياء لما قال به عامة السلف ولما ورد ذكره عند الصحابة والتابعين. قال عامة السلف أن الهم المذكور في الآية هو من جنس الهمّ الذي قامت به، ولكن بعض الناس يقول همت ليضربها مثلا. وهذا في الحقيقة تنقص من يوسف صلى الله عليه وسلم لماذا؟ كأنك تنزع عنه بشريته فلا يحصل به إقتداء. هذا التابعي الذي دعا الله أن إذا مرت به إمرأة أنه لا يفرّق بين لو مرّت به خشبة أو مرت به امرأة وأوتي ذلك هذه ليست فضيلة لأنه انتزع مقام الإبتلاء. يوسف بعد أن همّ هو أكمل لأنه هم بسيئة ولم يفعلها فكتب له بها حسنة. قال صلى الله عليه وسلم {من هم بسيئة، فإن عملها كتبت عليه سيئة، وإن لم يعملها كتبت له حسنة - الراوي: - المحدث: الشوكاني - المصدر: الفتح الرباني - الصفحة أو الرقم: 4/ 1753. خلاصة الدرجة: صحيح}. ننبه له في مثل هذه الأمور. تحقيق مثل هذه الأشياء يمشي مع عاطفته وبأسلوب خطابي وإنشائي بعيد عن العلم ويكرر ألفاظا ليس وراءها تحقيق. هذه أمور علمية يجب أن ننبه لها ونكون وقافين مع كتاب الله ومع سنة صلى الله عليه وسلم. وإلا إذا أنت منعت هذا فأنا عندما أسمع البخاري يقول أن صلى الله عليه ذكر حديثا عن موسى. {إن موسى كان رجلا حييا ستيرا، لا يرى من جلده شيء استحياء منه، فآذاه من آذاه من بني إسرائيل، فقالوا: ما يستتر هذا التستر، إلا من عيب بجلده: إما برص وإما أدرة، وإما آفة، وإن الله أراد أن يبرئه مما قالوا لموسى، فخلا يوما وحده، فوضع ثيابه على الحجر، ثم اغتسل، فلما فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها، وإن الحجر عدا بثوبه، فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر، فجعل يقول: ثوبي حجر، ثوبي حجر، حتى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل، فرأوه عريانا أحسن ما خلق الله، وأبرأه مما يقولون، وقام الحجر، فأخذ ثوبه فلبسه، وطفق بالحجر ضربا بعصاه، فوالله إن بالحجر لندبا من أثر ضربه، ثلاثا أو أربعا أو خمسا، فذلك قوله: {يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها} الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3404. خلاصة الدرجة: [صحيح]. وأدرة هي إنتفاخ الخصية. لو كنا نستخدم نفس الأسلوب ماذا نصدق؟ موسى كليم الله يمشي عريانا بين بني إسرائيل؟! لماذا لا نستوحش هذا؟ فهذا نص واضح وصريح لا يحتمل التأويل. التأويل إذا فتح بابه وصلنا إلى سفسطة الفلاسفة المشهورة.
في غزوة أحد لم يُقتل النبي صلى الله عليه وسلم مع أنه أوجعه المشركون وكادوا يقتلونه ولكن الله قد حفظ الرسل الذين يبلغون الرسالات من القتل فلم يقتل رسول من الرسل من الذين جاؤوا بالرسالات أما الذين جاءوا مجددين لرسالات سابقة فإن القرآن يذكر قتل الأنبياء وليس الرسل (ويقتلون الأنبياء). هذ أمر والأمر الآخر أن الله يجتبي الرسل. وقال سبحانه وتعالى {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ (من 253 البقرة)} تكليم الله للنبي من أفضل أنواع الإجتباء والاصطفاء. ولذلك فإن موسى ومحمد من أعلى الرسل زأفضلهم لأنهم حظوا بهذا. مسألة أخرى إستوقفتني كنا في حفل إحتفال جامعة الملك سعود بإنشاء كراسي أبحاث وتعطي من يدعم الكرسي تشريفاً بوضع إسمه في لوحة الشرف وتعطيه ميدالية الجامعة. فرأيت بعض من دعموا الكراسي من الأغنياء والمسؤلين الكبار وهم يشعرون بالسعادة عندما يرون أسماؤهم فتذكرت قوله سبحانه وتعالى {وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ (47) ص} فقلت سبحان الله الواحد منا يبحث عن التميز والشرف ويفرح به يعني عندي استعداد لدفع الملايين من أجل أن يوضع إسمي في لوحة الشرف فأقول كيف بهذا التمييز الذي ميز الله تعالى هؤلاء الأنبياء {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) آل عمران} آل إبراهيم ثم كيف اصطفى أبنائه كلهم أنبياء. أقول في نفسي ما هذا الشرف؟ وهذا هو الإصطفاء الحقيقي في الدنيا وفي الآخرة.، كيف يميزهم الله في الدنيا والآخرة وكل من يدخلون الجنة بسببهم
(يُتْبَعُ)
(/)
{وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (108) الصافات} انظر إلى النبي كيف ميزه الله في الحياة من الزهد في الدنيا {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) الشرح} وقلت أين نحن من هذا
{فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ} تكرر معنا أن التقوى ارتبط بها الصبر ولكن هنا ارتبط الإيمان بالتقوى لأن الإيمان هنا في هذه الآية هو المراد فجمعه مع التقوى فيصبح الإيمان هو ما يقع في القلب والتقوى هي العمل. {فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ}. لما كان الكلام عن الصبر والتقوى تكرر للتأكيد فلماذا لم يأتي هنا مرة أخرى؟ نقول أن لما ذكر قبلها {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ} و {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا}.وهنا قال {فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا} وإن تؤمنوا إيمانا صادقا وتتقوا الله بأعمالكم فتفعلوا الأوامر وتتركوا النواهي. إذا جمعتم بين هاتين الخصلتين فلكم أجر عظيم. تنكير الأجر ووصفه بالعظيم لتعظيمه. وأيضا كون الإيمان هنا أنسب لأنه ذكر الغيب هنا وما يليق بالغيب هنا هو الإيمان به. ولذلك إذا أخذنا بقول ابن عباس في {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ} بأنها خطاب للكفار فهذا يتناسب جداً. فائدة لغوية: (ليذر) فعل مضارع البعض يقول أن ليس له فعل ماضي ويقول آخرون أنه موجود (وذر) هذا القايس ولكنه لا يستخدم ونادر. وذر- يذر - وذراً
وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (180) ألا ترون أن الحديث عن البخل في هذا الموطن مرتبط إرتباطا شديدا بأمر الجهاد في سبيل الله؟ لأن الجهاد قد يكون بالبدن أو المال. وقدم الجهاد بالمال في كثير من الآيات باعتبار أنه ميسور لكثير من الناس وهو أيضاً العنصر الأعظم في قوة المؤمنين في جهادهم في سبيل الله ولذلك في عامة الايات يقدم جهاد المال على جهاد النفس. جهاد المال باعتبار أنه أول إختبار لك في صدقك فقد تكون مريضا لا تستطيع الجهاد. جاهد به حتى تبرئ ذمتك أمام الله وتري الله من نفسك خيراً. ثم أيضا تنتفي العبودية لهذا المال إذا كنت تعبد المال فلن تخرجه وتبذله في هذا الميدان. أما إذا كنت تعبد الله فهذا المال يصبح قليلا في عينك ليرضى ربك عنك ولعل ذكر البخل في هذا الموطن لهذه العِلّة.
وهناك قول آخر بأن البخل هنا أعم من البخل بالمال وإنه يدخل فيه البخل بالعلم لمناسبة ذكر أهل الكتاب كانوا يعرفون محمدا كما يعرفون أبنائهم وبالرغم من ذلك كذبوا وكتموا ذلك العلم. ولذلك في سورة التوبة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ (من 34 التوبة)} ثم قال {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (من 34 التوبة) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ (35)} جمع بين كتمان العلم الذي يكتمه علماء أهل الكتاب وبين عدم إخراج زكاة الذهب والفضة والعقوبة.
هذا من توسيع لمفهوم الآية ولكن ليس هو المقصود. أغلب المفسرين قالوا بأن المراد به الزكاة. وفي الحديث في البخاري قال {من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له ماله شجاعا أقرع، له زبيبتان، يطوقه يوم القيامة، يأخذ بلهزمتيه - يعني بشدقيه - يقول: أنا مالك أنا كنزك. ثم تلا هذه الآية: {ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله}. إلى آخر الآية. الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4565. خلاصة الدرجة: [صحيح]}. لعل يؤيد ذلك ما جاء بعدها {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) آل عمران} وهذا أيضاً يرجح قول ابن عباس أن الآيات ما زالت تخاطب الكفار. من تفاسير السلف يؤيد أن المقصود بالبخل البخل بالعلم وأن المقصود هم علماء اليهود ويحدث من علماء اليهود وكتمان الحق وهذا صحيح. وتحدثنا سابقاً عن التفريق بين مجال الإستنباط ومجال التفسير أنه إذا كان الكلام المذكور متناسقاً مع الآية فهو من باب التفسير وإذا لم يكن متناسقاً مع الآية فهو من باب الإستنباط وهذا ما ذُكر هنا وهو صحيح وذكره بعض السلف وكان أخص العلم العلم بالرسول وهذا يمكن أن يدخل في معاني قوله سبحانه وتعالى {اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (17) الشورى} الحق هو البين الظاهر المعلوم والميزان هو ما توزن به الأمور. فنحن الآن نرى الحديث عن البخل نقول البخل بالعلم أولى منه لأن إنفاق العلم أيسر من إنفاق المال فإذا بخل به الإنسان فيكون أشد من بخله بالمال
{بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} ممكن أن تشمل هذا وهذا. ولكن لما قال {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} هذا ما جعلكم تقصرونه على المال وليس بالضرورة ولكن قد يكون التطويق عن من بخل بعلمه فيكون البخل بالعلم والمال. وهذا ليس بالضرورة أن يكون صحيح أن الحديث بالمال أظهر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[11 Sep 2009, 02:17 م]ـ
الحلقة 34
وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (180) لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (182)
ذكرنا في اللقاء السابق أن السياق يتحدث عن البخل بالمال ولا يمنع دخول البخل بغير المال قياسا لأن النص (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ) يدخل فيه المال والعلم كما فسر البخاري أن الرسول فسره أنه البخل بالمال ومثل ما فسره ابن عباس بأنه البخل بالعلم وهو كتم اليهود أمر النبي صلى الله عليه وسلم. ومما يناسبه أن الآية قبلها {اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ} ولم يقل آمنوا بالله ورسوله مما يشير أن الإيمان بمحمد هو الإيمان بموسى وعيسى فلا غضاضة عليكم أن تؤمنوا بمحمد فرسولكم عيسى وموسى بشروا به. والأمر الثاني إذا إستقرأت آيات البخل في القرآن تجد أنها تأتي بالمال وتأتي العلم.
(سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) هذه هي عقوبة. والتطويق هو أن يوضع الشيء للإنسان كالطوق له. ففي يوم القيامة يطوق الإنسان جزاء له على عمله السيء يطوق ما بخل به على رقبته ويأتي البعير وله رغاء والشاة ولها ثغاء لأنه منع زكاتها ويأتي الذهب والفضة وقد طوق الإنسان بها فيكون ذلك علامة له في يوم الموقف وفضيحة أي فضيحة.
ما هي الذنوب التي يفضح أصحابها في الموقف يوم القيامة منها البخل ومنها الكبر {يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان يساقون إلى سجن في جهنم يسمى: بولس تعلوهم نار الأنيار، يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال. الراوي: جد عمرو بن شعيب المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2492. خلاصة الدرجة: حسن صحيح} ومنها الربا {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ (من 275 البقرة)} والغلول في الغنيمة {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ من 161 آل عمران} وتشتعل عليه في قبره، وأيضا الخيانة الغادر يرفع له لواء يوم القيامة، يقال: هذه غدرة فلان بن فلان - الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6177 - خلاصة الدرجة: [صحيح. نسأل الله ألا يفضحنا. الله يحاسب يوم القيامة كل واحد بمفرده ويقول {بينما أنا أمشي مع ابن عمر رضي الله عنهما آخذ بيده، إذ عرض رجل فقال: كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النجوى؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله يدني المؤمن، فيضع عليه كنفه ويستره، فيقول: أتعرف ذنب كذا: أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم أي رب، حتى إذا قرره بذنوبه، ورأى في نفسه أنه هلك، قال: سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، فيعطى كتاب حسناته. وأما الكافر والمنافق، فيقول الأشهاد: {هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين}. .الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2441.خلاصة الدرجة: [صحيح]} فإن فضل الله واسع سبحانه وتعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} في مقابلها {ولله ميراث السموات والأرض} هو الذي أعطاكم قبل أن تموتوا وهو الذي يرثكم بعد أن تموتوا فلماذا تبخلوا فيما طلب منكم أن تنفقوا فيه؟. الله هو الذي يعين المنفق على الإنفاق فعندما يرزقك الله المال ويعطيه لك ليس لذكاءك وغباء الآخرين وإنما هو رزق ساقه الله إليك بكرمه وفضله ويبتليك فيه {هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ (من 38 محمد)} هذه فلسفة كثير من الناس لا يفهمها. تقول لأحد الميسورين تبرع بمال فيبخل ويظن أنه أساء إلى هؤلاء ولكن أنت أسأت إلى نفسك، يبخل عن نفسه كأنه يقول لله أنا لا أريد هذا الأجر في الآخرة. هذا هو لسان حاله ولذلك الآيات {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) آل عمران} فيها معنى انتهز الفرصة ومنها في المال الذي تنفقه وهو مهم في قضية المسارعة فبإمكانك أن تنفقه في الجهاد ونشر العلم وفي طباعة الكتب قبل أن يفوتك هذا الخير. والعجيب أنه يموت البخيل ويترك هذا المال الذي بخل به على نفسه حسرة للورثةفهو يورث. سمعت قصة أن أحد التجار كان يبني مسجداً قبل أن يموت ثم مات قبل أن يكتمل المسجد فأوقفت كل الأعمال ليقتسم الأبناء التركة والأبناء بخلوا على أبيهم أن يكملوا المسجد من حصصهم بقيت 400 ألف لم يدفعوها مع أن الأب ترك الملايين، انظر ماذا يحدث بعدك؟ فأنفق وقدم لنفسك، قال سبحانه وتعالى {وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ (من 223 البقرة)}. وبعض التجار يتحسس من شىء ليس مطالبا به فالناس يتكلمن عن مشروع يعجبه فيدفع المال للمشروع ولكن المشروع يقدر الله أن يفشل فينزعج التاجر. نقول لا تنزعج فإن الذي عليك هو النيّة الصادقة ينتهي دورك عند دفعك للمال ويكتب لك الأجر. أما الثمرة والنتيجة فلست مطالباً بها. لو جاءك واحد ورأيت أنه صادق واعطيته ثم ظهر أنه سارق فقد كتب أجرك. ما بعد ذلك ليس مما تطالب به. صحيح أن الحرص والنظر في أين يذهب المال هذا مطلوب ولكن وقوع الفشل لا يعني أن تتوقف عن الدعم. ويدخل إبليس على التجار والمحسنين من هذا الباب بأن تتشكك أن يكونوا سارقين أو أن يفشل المشروع. أقول سبحان الله المفروض أن أجرك سيكتب كاملا لما تُخرج المال حتى لو سرق من أول ليلة. طبعا الإنسان يتأكد ويتثبت ولكن إياك أن تمنعه {أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رجل: لأتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته، فوضعها في يد سارق، فأصبحوا يتحدثون: تصدق على سارق، فقال: اللهم لك الحمد، لأتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية، فأصبحوا يتحدثون: تصدق الليلة على زانية، فقال: اللهم لك الحمد، على زانية؟ لأتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته. فوضعها في يدي غني، فأصبحوا يتحدثون: تصدق على غني، فقال: اللهم لك الحمد، على سارق، وعلى زانية، وعلى غني، فأتي: فقيل له: أما صدقتك على سارق: فلعله أن يستعف عن سرقته، وأما الزانية: فلعلها أن تستعف عن زناها، وأما الغني: فلعله يعتبر، فينفق مما أعطاه الله. الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1421خلاصة الدرجة: [صحيح]} الله يتقبل الصدقة. صحيح أن النفس تتشوف أن يرى ثمرة ماله، نعم. ولكن لا تغفل هذا الجانب. فأنت تتعامل مع الله ولا تتعامل مع الناس.
ملحظ آخر وهو موضوع المنة في الصدقة بعض المحسنين رأيناه يكاد يمن عليك وأنت تطلب مالاً لدعم مشروع خيري ويسأل من يشرف على المشروع؟ وما هي الضمانات؟ أنا محسن أنا أخبرتك عن هذا المشروع وسأتحمل عنك تبعة هذا. فإياك أن ترى أنك متفضل بل أنا المتفضل عليك وأسلوبك في التعامل هذا ومحاولة إبانة أنك تبحث عن الضمانات هذا فيه نوع من المنّة. ونلاحظ أن ما رأيت إنساناً يتشرط في إعطاء الصدقة إلا رأيت أن الصدقة لا تبلغ أثرها وإذا كان المحسن سمح النفس في صدقته يبارك الله فيها. بعض الناس تسأله هل تريد شيئاً يقول أبدا إفعلوا ما بدا لكم أسأل الله أن يتقبلها فتجد من أسباب البركة شيء لا يوصف. يقول إنسان هذا البئر أريدك أن
(يُتْبَعُ)
(/)
تحفره في أفقر مكان وعند أحوج الناس يكادون يموتون من العطش لماذا يشترط هذا؟ أو أحدهم يريد أن تصرف زكاته لطالب شريعة متعلم لغة عربية ذو مال، أقول لا تتشرط. ينبغي لنا عندما نتصدق أن يكون الإنسان سمحا.
{الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} هو بخل بشيء هو من فضل الله وهو الذي أعطاك ففي هذا نوع من إساءة الأدب مع الله. تعطي شخص مليون ثم تطلب منه خمسين ريالاً فيقول لماذا خمسين؟. الله يعطيك ثم يطلب منك من باب الإختبار ثم يثيبك عليه {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245) البقرة} هذا هو الإبتلاء. تستوقفني قصة الثلاثة من بني إسرائيل دائماً الذين ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم الأعمى والأقرع والأبرص {إن ثلاثة في بني إسرائيل: أبرص وأقرع وأعمى، بدا لله أن يبتليهم، فبعث إليهم ملكا، فأتى الأبرص فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: لون حسن، وجلد حسن، قد قذرني الناس، قال: فمسحه فذهب عنه، فأعطي لونا حسنا، وجلدا حسنا، فقال: أي المال أحب إليك؟ قال: الإبل - أو قال البقر، هو شك في ذلك: أن الأبرص والأقرع: قال أحدهما الإبل، وقال الأخر البقر - فأعطي ناقة عشراء، فقال: يبارك لك فيها. وأتى الأقرع فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: شعر حسن، ويذهب عني هذا، قد قذرني الناس، قال: فمسحه فذهب، وأعطي شعرا حسنا، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: البقر، قال: فأعطاه بقرة حاملا، وقال يبارك لك فيها. وأتى الأعمى فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: يرد الله إلي بصري، فأبصر به الناس، قال: فمسحه فرد الله إليه بصره، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الغنم، فأعطاه شاة والدا، فأنتج هذان وولد هذا، فكان لهذا واد من إبل، ولهذا واد من بقر، ولهذا واد من غنم، ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته، فقال: رجل مسكين، تقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال، بعيرا أتبلغ عليه في سفري. فقال له: إن الحقوق كثيرة، فقال له: كأني أعرفك، ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيرا فأعطاك الله؟ فقال: لقد ورثت لكابر عن كابر، فقال: إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت. وأتى الأقرع في صورته وهيئته، فقال له مثل ما قال لهذا، فرد عليه مثل ما رد عليه هذا، فقال: إن كنت كاذبا صيرك الله إلى ما كنت. وأتى الأعمى في صورته، فقال: رجل مسكين وابن سبيل، وتقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري، فقال: قد كنت أعمى فرد الله بصري، وفقيرا فقد أغناني، فخذ ما شئت، فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخدته لله، فقال: أمسك مالك، فإنما ابتليتم، فقد رضي الله عنك، وسخط على صاحبيك.الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3464خلاصة الدرجة: [صحيح]}
وما أكثر ما نراها من الناس عندما يأتي سائل يرده الناس ردا عنيفا وقد نهى عن ذلك {وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ (من 38 محمد)) في حين أن الله تعالى غني عنك وهو الغني ونحن الفقراء.
وفي قوله سبحانه وتعالى {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245) البقرة}} يذكر الشيخ الشعراوي لفتة جميلة أن هذا من إحترام الله لعبده كأن هذا المال ماله هو والمفروض ان يقول اعطني مما أعطيتك ولكن الله يحترمك كأنه مالك أنت الذي كسبته بنفسك يقول أقرضني غياه وإعطي عبدي هذا من مالك وأنا أعوضك بالخلف في الدنيا ثم تأتي المضاعفة التي لا حدود لها في الآخرة وهذا إحترام لإرادة العبد وإختباره وتكريمه. وهذه ترتبط بها الثواب والعقاب عندما يعطيك حرية الإنفاق فيترتب عليها الثواب والعقاب {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (من 9 الحشر)} وفينل من يتغلب على هذا الشح وما أكثرهم وفينا من يوفقه الله فيتغلب على الشح. وينفق في سبيل الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
(وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) إيراد هذه الجملة فيما يتعلق بالبخل واضح جدا. أنك تبخل ولكن الله سبحانه وتعالى له ميراث السماوات والأرض غني عن مالك وصدقتك. فإذن أنت الذي بحاجة لله سبحانه وتعالى. عندما نتأمل الآية بعض الناس يقول ليت فلان من الأغنياء يعطيني بعض المال ولا يقول يارب أعطني. كما حدث مع قارون لما خرج في زينته {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) القصص} لو قدّر الله -وهو نادر- جاءك رزق من فلان تجد أنك تشكره أكثر مما تثني على الله سبحانه وتعالى مع أن الله جعله سببا في وصول المال إليك. جاءت إمرأة إلى عمر بن عبد العزيز ومعها يتيمات لها ليعطيهم من العطاء. فلما أعطى الأولى قالت الحمد لله ولما أعطى الثانية قالت الحمد لله ولما أعطى الثالثة قالت شكر الله لك يا أمير المؤمنين قال أما وقد رددت الفضل إلى أهله فإنا كُنا نعطي وأما وقد جعلت الفضل إليّ فدعي هؤلاء يواسين الرابعة. علينا أن ننسب الفضل لله تعالى.
قصة عن صالح الراجحي وهي مشهورة ذكرت في الكتاب الذي أُلّف عنه وهي قصة فيها عبرة. وكان رجلا يعمل في بداية حياته لما جاء إلى هنا حمالا يحمل المتاع. هذا الرجل الغني بدايته جِدّ وكدّ وتعب. كان يمشي في شوارع الرياض فمر الملك عبد العزيز في موكبه وكان من عادته أن يفرّق المال على الناس خاصة بعد أن أنعم الله بنعمة البترول. فلما مرّ رأى هذا الرجل يمشي فرمى له ببعض الريالات فمر صالح من عندها ولم يلتقطها فتعجب الملك من ذلك الرجل وهو على غير عادة الناس. قال لصاحب السيارة قف وارجع لماذا لا تأخذ المال؟ قال أنا غني عنه ,الذي أعطاه يعطيني. يقول هذه الثقة بالله جعلت الله يعطي هذا الرجل عطاء واسعا حتى أنه صار في سنين لا يعرف كيف يؤدي زكاته ويبحث عن مخارج في كيف يخرج الزكاة من كثرتها تبقى شهراً كاملاً والناس يصطفون لأخذها حتى ينهيها قبل أن يذهب للعمرة. إذا وثق الإنسان بالله سبحانه وتعالى وجعل الأمر إليه سيجد كيف يحصل من الخير.
(وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) ختم بالعلم والخبرة ومرت قبل ذلك وهي هنا مرتبطة بأن البخل دسيسة في النفس وتظهر في العمل. فقال هذا الذي تعملونه الإنفاق أو عدم الإنفاق هو عمل والله خبير به ومجيء خبير تدل على العلم بما في النفوس من دسائس. قد تخفى على الناس
(لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181))
المقصود بها طائفة من اليهود الذين تجرؤا وقالوا هذه الكلمة الخبيثة فيها روايتان يقال {دخل أبو بكر الصديق , بيت المدراس , فوجد من يهود أناسا كثيرا قد اجتمعوا إلى رجل منهم يقال له: فنحاص , وكان من علمائهم وأحبارهم , ومعه حبر يقال له: أشيع. فقال أبو بكر: ويحك يا فنحاص , اتق الله وأسلم , فوالله إنك لتعلم أن محمدا رسول الله , قد جاءكم بالحق من عنده , تجدونه مكتوبا عندكم في التوراة والإنجيل , فقال فنحاص: والله _ يا أبا بكر _ ما بنا إلى الله من حاجة من فقر , وإنه إلينا لفقير! ما نتضرع إليه كما يتضرع إلينا! وإنا عنه لأغنياء , ولو كان عنا غنيا ما استقرض منا كما يزعم صاحبكم! ينهاكم عن الربا! فغضب أبو بكر , فضرب وجه فنحاص ضربا شديدا وقال: والذي نفسي بيده , لولا الذي بيننا وبينك من العهد لضربت عنقك يا عدوا الله , فأكذبونا ما استطعتم إن كنتم صادقين , فذهب فنحاص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد , أبصر ما صنع بي صاحبك! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: ما حملك على ما صنعت؟ فقال: يا رسول الله , إن عدو الله قد قال قولا عظيما , زعم أن الله فقير وأنهم عنه أغنياء! فلما قال ذلك غضبت لله مما قال , فضربت وجهه , فجحد ذلك فنحاص وقال: ما قلت ذلك , فأنزل الله فيما قال فنحاص ردا وتصديقا لأبي بكر: {لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء} الآية.الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة
(يُتْبَعُ)
(/)
التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/ 444. خلاصة الدرجة: إسناده جيد أو صحيح} وبعض الكتب تقول هذا لا يليق بخُلُق أبي بكر الرجل الأسيف ولكنه ليس كذلك إذا انتهكت حرمات الله بل هو من أقوى الصحابة.
وهذه الآية {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} فيها فائدة أن التعبير في القرآن الكريم "قد سمع الله " إشارة أنه كان في مجتمع سري أو مغلق وإنها لم تكن مما يقوله اليهود علنا ويكثرون منها ويتوقعون ألا تُعلن ولكن كشفهم الله وفضحهم. قالت عائشة رضي الله عنها {عن عائشة قالت الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات لقد جاءت المجادلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلمه في جانب البيت ما أسمع ما تقول فأنزل الله عز وجل {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله} الآية.الراوي: عائشة المحدث: ابن عساكر - المصدر: معجم الشيوخ - الصفحة أو الرقم: 1/ 163.خلاصة الدرجة: صحيح)
فنحاص جاء يشتكي ابا بكر فذكر أبو بكر ما قاله فنحاص فأنكر فنحاص فجاءت الآية شهادة من الله سبحانه وتعالى تؤكد معنى أن هذا المجتمع مغلق واستطاع فنحاص أن يُنكر وما عند ابي بكر ما يُثبت هذا الكلام فجاءت الشهادة من الله (قد سمع الله). وبمناسبة ذكر فضل أبى بكر الصديق أنه في غزوة أحد عندما جرح النبي وقتل بعض أصحابه وانسحب أبو سفيان بالجيش فنادى أبو سفيان هل فيكم محمد؟ فسكتوا بأمر النبي صلى الله عليه سولم، قال هل فيكم ابن أبي قحافة؟ (الذي هو أبو بكر.) فسكتوا، فقال هل فيكم ابن الخطاب؟ فسكتوا، فقال أبو سفينان قد كفيتم هؤلاء (ما دام هؤلاء قد قتلوا فقد ضاع أمركم) فما تمالك عمر بن الخطاب نفسه فقال قد أبقى لك الله ما يسوؤك، يستفاد من هذه القصة فائدة أن ترتيب الصحابة أبو بكر ثم عمر ترتيب حتى عند المشركين يعرفونه يعرفون أن أحق الناس بالولاية بعني النبي صلى الله عليه وسلم هو أبو بكر. ثم عمر وهذا أيضاً دليل يؤكد أحقية هؤلاء بالخلافة ويناقض ما يقوله الشيعة أنهم يقدمون علي على أبي بكر وعمر.
(لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181)) الكلام عن البخل، لكن هل المراد الإخبار بأن الله سمع أم المراد لازم الخبر وهو التهديد؟ المراد التهديد والوعيد بلا شك. وإن كان بعض الناس خلط فجعل اللازم هو المقصود وما عداه ليس بمقصود نقول لا، سمع بمعناها المعروف في اللغة وأن الله يسمع الأصوات سمعا وله سمع يليق به ولكن اللازم أيضا مقصود وذلك أن الله يتهددهم ولذلك جاء بعدها {سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ)
أليس من عقيدتنا أن كل ما يحدث هو مكتوب؟ إذن فلماذا يكتب مرة ثانية؟ هذا من تمام الضبط والإحكام في أمر الله عز وجل. الأشياء مكتوبة قبل الخلق في كتابه وعند النفخ وفي بداية كل سنة وفي بداية كل يوم وأيضا بعد العمل فيه كتابة وكلها متطابقة لا خلاف بينها. ولا تباين ولا اضطراب
من فوائد الآية لما قال {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} أن حكاية مثل هذا الكلام الذي لا تقبله النفس. ولولا أن ذكره الله لم يتجرأ أحد أن يقوله. فمن قال هذا في حقه هو تنقّص وأيما تنقص ومع ذلك ذكره الله نلاحظ بعض طلاب العلم يأنف من ذكر كلمة أو معتقد ويزعم أحياناً أن هذا فيه إشارة للشبهة. فنقول ليس هذا هو المنهج القرآني. نعم قد يكون هناك شبهة في بعض الأمور ولكن ليس هو المنهج يجب أن نفرق بين الأصل وما يخرج عن الأصل. الأصل أن إيراد الشبهة كاملة منهج قرآني، ذكر الكلام بمعايبه منهج قرآني ونلاحظ بعض طلبة العلم ممن يحقق بعض المخطوطات يواجه كلاماً لا يوافق عليه (مثل بجاه النبي) وهو يخالف هذا يقول ذكر المؤلف كلمة كذا. وأذكر أيضا نقلاً ذكره
(يُتْبَعُ)
(/)
ابن عطية في (المحرر الوجيز) في قول تعالى (من شر غاسق إذا وقب) قال ابن عباس كذا قال كلام لا يمكن أن يقوله ابن عباس، هذا التصرف ليس سليماً وليس من الأمانة العلمية وليس من الفقه. هل سنكون الآن على المنهج الذي ربانا عليه القرآن ليس هذا هو المنهج وإلا فلماذا تضع نقط على هذا الكلام؟ هل هناك أشنع من هذا الكلام على الله؟ هم ينسبون إليه الفقر.
ومن الفوائد أيضا من الآية سوء أدب اليهود مع الله ومع الأنبياء. كنت أقرأ في تلمود اليهود قرأت فيه كلاما في غاية الوقاحة والبشاعة والقبح مع الله ومع غير اليهود ثم وفي نفس اليوم أقرأ هذه السورة فوقفت عند هذه الآية وأقول سبحان الله لا تستغرب على اليهود هذا الحقد وسوء الأدب إذا كانوا أساؤا الأدب مع الله وقتلوا الأنبياء. لماذا نتوقع منهم اليوم من العدل والإنصاف؟ هذا من الجهل. بحقائق الأمور
نلاحظ فائدة أنه ثنّى على مقالتهم أنهم قتلوا الأنبياء الذي لا يحترم الله لا يحترم الأنبياء ولذلك قال (سنكتب ما قالو) وسنكتب أيضا قتلهم الأنبياء، أشار إلى هذا الذنب بالذات يعني أن هؤلاء الذين لا يعرفون قدر الله لا يعرفون قدر أنبيائهم، قد نستغرب كيق يقدمون على قتل نبي، إذا كان قدر الله عندهم بهذه الصورة فما هو موقفهم من الأنبياء؟!. أقل. ما قال "ونقول لهم ذوقوا" بل قال "ونقول ذوقوا" مقابل لما قالوه قاتلهم الله أنى يؤفكون. ثم يقول مبينا السبب {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}. لا يظلم وقد حرم الظلم على نفسه. هم يفعلون كل هذا على علم وعلى بينة وبالرغم من ذلك يكذبون ويتهمونالله بهذه الفرية العظيمة ولذلك كان الغضب عليهم {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) الفاتحة} لأنهم علموا ولم يعملوا. ما أوقح هؤلاء اليهود! من كلامهم على الله وقتلهم الأنبياء وقولهم على عيسى وأمه واتهامها أنها زانية. لما تتأمل تاريخهم خاصة تاريخهم الأخلاقي تجده في غاية السقوط. ولعله من إبتلاء للمسلمين في هذا الزمان ولعل إرتفاع شأن اليهود في هذا الزمان الآن هو عقاب لنا بعد تنازعنا وضعفنا.فأدام الله هذه الشرذمة التي حكى الله عنها في كتابه من سوء الأخلاق والسقوط وعصيان الله دليل في أننا حاجة ماسة للعودة إلى الله. ولذلك بعض اليهود قالوا لن تنتصروا علينا أيها المسلمون حتى يكون عددكم في صلاة الفجر كتعدادكم في صلاة الجمعة، هذا مؤشر، أنتم لستم ملتزمون بدينكم. المؤشر هو إقدامكم على صلاة الفجر. وفعلا في صلاة الجمعة أعداد كبيرة ولكن أين هم في صلاة الفجر للأسف؟
{وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} كيف نفى بصيغة المبالغة ولم يقل ليس بظالم للعبيد. بعض العلماء يقولون أن نفي الأكثر هو نفي للقليل هذا صحيح لكن نقول ما وجهه؟ مثل "زوارات" لعن الله زوارات القبور.الراوي: - المحدث: موفق الدين ابن قدامة - المصدر: الكافي - الصفحة أو الرقم: 1/ 275.خلاصة الدرجة: صحيح}. استنبط منها البعض أن يجوز للمرأة أن تزور مرة أو مرتين فلا تكون زوارة (صيغة مبالغة). والبعض قال زوارة مثل ظلام للعبيد. نحن نؤمن بأن الله لا يظلم مثقال ذرة ولذلك نستغرب لماذا قال ظلام؟. يقال جاء مناسبة مع كثرة العبيد،. لا يظلم هذا ولا يظلم هذا فإنه ليس بظلام. كما نلاحظ قول "للعبيد" لماكان أمرا لا يختص بالمسلمين بل يخص المؤمن والفاجر و خيّر وشرير قال للعبيد أي نفى الظلم عن كل عبد لله لكن لما يكون الخطاب للمؤمنين ينسبهم إليه {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) الحجر} ينسبهم لنفسه إضافة تشريف وتكريم. المراد هنا الكلام ليس مراد به المؤمنون بل كل الناس.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[13 Sep 2009, 12:56 م]ـ
الحلقة 35
(يُتْبَعُ)
(/)
الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (183) فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (184) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)
لقد ختمنا كلامنا في الحلقة السابقة ببيان بعض الفوائد في قوله تعالى (لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ (182)) لماذا جيء بصيغة "ظلام" ولم يقل "ظالم" للعبيد. وقلنا فائدة أخرى في قوله تعالى "العبيد" ولم يقل "العباد" وذلك ليشمل الناس كلهم البر والفاجر فهؤلاء لا يضافون إلى الله عز وجل لأنه لا يضاف منهم لله عز وجل من لا يتمثل العبودية الإختيارية. {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1) الكهف} إضافة إليه لأنه قام بحق العبودية. وأيضا {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (36) الزمر}. ونضيف أن الآية فيها تنزيه الله سبحانه وتعالى عن الظلم بالإضافة إلى أن صيغة المبالغة (ظلام) جيء بها لتتناسب مع صيغة الجمع في "العبيد". فيها إشارة أيضا أن الله سبحانه وتعالى وبالرغم أنهم عبيد له منقادون ليس لهم من الأمر شيء إلا أنه سبحانه وتعالى منزّه عن ظلمهم. والأصل أن السيد لا يُسأل عن ظلم عبيده وعن تصرفه معهم فهم لا يستطيعون أن يشتكوا لغيره لأنه هو سيدهم والمتصرف بأمرهم والله صاحب القدرة المطلقة الذي يخاف من الظلم هو الذي يخاف من عاقبة الأمر. السيد عندما يتورع عن ظلم عبيده فإنما هو خوفاً من العاقبة والله سبحانه لا يخاف العاقبة وبالرغم من ذلك أنه من كمال عدله أنه لا يظلم مقدار ذرة مع أنه لا يسأل عما يفعل وهذا من صفات كماله سبحانه وتعالى وعلوه وينبغي عندما نقرأ هذه الآيات نلاحظ وأنت تقرأ في سورة آل عمران والقرآن كله هل تجد شخصية النبي صلى الله عليه وسلم تظهر لك في هذه السورة؟ هذه الآيات التي نزلت الآن فيها وعظ وتهديد وبيان وتسلية كلها لا تدل على أن المتكلِّم بالقرآن هو النبي صلى الله عليه وسلم وهو في هذه المعركة وبعد هذه الجراح وإنما هي إشارة فيها دلالة إلى أن المتحدث هو من يملك الدنيا والآخرة ويعرف الغيب ويثيب ويعاقب ويتوعد ويتهدد وهو سبحانه وتعالى حتى يقول {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128) آل عمران} ويقول {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) آل عمران} وأيضا {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (180) آل عمران}. كما ذكر د. محمد بن موسى في كتابه القيم الإعجاز القرآني أنك عندما تقرأ كتب البشر تستطيع أن تستخلص شخصية المؤلف ولما تقرأ قصيدة تستخلص شخصية الشاعر وفي القرآن لا تستطيع أن تجد وراءه شخصية بشرية لا تجد فيها ما في البشر من الغضب والنوازع البشرية لا تجد إلا علم وقدرة وإحاطة. وهذا كان سبب إيمان بعض المشركين والمعاصرين من النصارى. هذه اللفتة كانت سببا لإيمان
(يُتْبَعُ)
(/)
بعضهم منهم من قال أنه كان يتوقع أن الكتاب لمحمد فراح يبحث عن شخصية محمد فلم يجد وجد أن المتكلم إنسان آخر وأن محمد مجرد مبلِّغ. وعلى العكس من ذلك الذي يقرأ في التوراة لا يجد فيها إشارة أو دلالة على أنها من عند الله ولا حتى من عند موسى ولا عيسى وفيه إشارة أن الذي كتب هذه التوراة والإنجيل أنه شخص ثالث لا هو الله ولا هو النبي الذي يزعمون أنه جاء بهذا الكتاب. ولذلك يقولون أن أقدم النسخ التي عثر عليها من التوراة بينها وبين موسى 300 سنة. والأناجيل أيضا التي كتبت بينها وبين عيسى مفاوز ومن كتبوها ليسوا من تلاميذه ولا من حواريه ولذلك فيها من التحريف الشىء العجيب، الله تعالى تكفّل بحفظ هذا القرآن. ولذلك عندما نتحدث في مجالسنا هذه الآية تدل على كذا وانظر إلى قوله تعالى كذا فنحن مطمئنون أن هذا حق وأنه كلام الله ونحن مطمئنون أن لم يدخله أي تحريف. وإن كان دخله تحريف لوجدنا في أنفسنا شيء في الإستنباط. ولكن عندهم في التوراة والإنجيل لا يوجد هذه الطمأنينة والشعور بالنعمة والفضل الذي امتن الله به على أهل القرآن.
وقلنا أن صيغة ظلام جيء بها من أجل الجمع ولهذا شاهد في سورة غافر قال تعالى {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3) غافر} فلما جاء بالذنب جاء بغافر ولما جاء إلى قوله تعالى {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82) طه} لما جاء للجماعة , لكل من تاب هو غفار مهما كثر ومهما كثرت ذنوبهم جاء بـ"غفار" صيغة مبالغة.
{الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}
هذا تابع لما قبله {الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} (من 181 آل عمران). هذا من جدل القرآن فهو يذكر شيئا من جدلهم ويرد عليهم ردا مفحما فيقول إن هؤلاء قالوا إن الله عهد إلينا على لسان الرسول الذي جاء إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار.يعني أنت يا محمد ليس لديك هذه الميزة أو الخصلة فنحن لا نؤمن لك حتى تكون كذلك. الله يرد عليهم {قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}. الذي قلتم أي بالقربان تأكله النار. وهذا يدل على أنكم كاذبون في دعواكم وأن هذه الدعوة مجرد مماحلة ومماحكة لا طائل من ورائها. في الأمم السابقة كما في قوله سبحانه وتعالى {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) المائدة} كيف تُقُبِل؟ قالوا أن الله إذا قرّب أحدهم شيئاً يرسل نارا فتحرق القربان فتكون هذه علامة على قبوله وسار ذلك في الأنبياء. ولذلك قصة طريفة يقولون بنى عبد الملك بن مروان دارا وبنى الحجاج بن يوسف دارا فجاءت صاعقة فأحرقت دار عبد الملك فتشاءم بذلك فجاءه الحجاج فقال يا أمير المؤمنين قد تقبل الله قربانك ولم يتقبل قرباني فسُريّ عن عبد الملك. لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ما خص به الله عن بقية الأنبياء قال {قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحلت لي الغنائم. الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3122. خلاصة الدرجة: [صحيح]} فنحن الأمة الوحيدة التي أحل الله لها الغنائم. هذه أراد اليهود أن يستغلوا هذه الثغرة ضد النبى صلى الله عليه وسلم ولكن جاءت على رؤوسهم. هناك أنبياء تقبل الله قرابينهم ونزلت النار على ما تقربوا به إلى الله ومع ذلك ما آمنتم بهم!. يا كذبة إذاً أنتم تريدون المماحكة! ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فائدة في المناظرة انظر كيف يلقن الله الحجة للنبي {قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} هذا ما كان يعرفه النبي ولكن الله يلقنه ويعطيه الحجة. ولما قال (بالبينات) دلالة على أن البينة التي يعرف بها أنه رسول أم لا أن هذه الأشياء ليست هي البينات. هذا الكتاب الذي جاء به محمد هو البينة الدالة على أنه رسول من عند الله كما قال تعالى {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51) العنكبوت} إن كنتم تطلبون آيات فقد جاءت هذه الآية العظمى أليست كافية بأن تؤمنوا بأنه رسول الله وأنه جاء بالبينة الحقة من الله. بعض الناس ربما يقول في نفسه أنا أرى أن دلالة معجزة موسى على نبوته أقوى من معجزة القرآن على نبوة محمد. معجزة موسى عصا يلقيها فتنقلب ثعبان وتأكل الثعابين يرى بعض الناس أن هذه دلالة أقوى والله يقول. {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51) العنكبوت}. في هذا إشارة أن دلالة القرآن على نبوة محمد أشد من دلالة معجزات الأنبياء السابقين على نبوتهم ولكن نحن فينا نقص وضعف في إدراك هذه الحقيقة من إدراك أعجاز القرآن بما فيه من الأسرار والحجج الجازمة بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وهذا ضعف فينا وخلل يجب علينا جميعا تداركه وأن نحيي في الأمة العناية بالقرآن ولغة القرآن حتى يتذوقوا هذه الأسرار التي جعلت القرآن حجة أبلغ من الحجج السابقة ولذلك تسمى الآية الكبرى للنبي صلى الله عليه وسلم على نبوته. فكما أن موسى كانت معجزته العصا فإن القرآن هو الآية الكبرى للنبي على نبوته.
يقول {قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}. فيها دلالة على أهمية معرفة التاريخ وأن من يناظر أمثال اليهود والنصارى وغيرهم ينبغي أن يكون عارفا بالتاريخ حتى يستطيع أن يحتج عليهم .. قد جاءت رسل بهذه القرابين وما آمنتم بهم. وهذه مسألة تاريخية فيها الدلالة على أهمية معرفة التاريخ عموما وتاريخ من تناظرهم خصوصا.
في قوله {فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ} هذه تكرر معناها في القرآن وفيها تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم أنت لست بدعا في هذا الطريق إن كنت كُذبت وأنت تضيق ذرعا بتكذيبهم لك فهناك رسل قد كذبوا قبلك جاءوا (بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ) بمعنى أنهم جاءوا بالشيء الواضح التام الذي تقوم به الحجة أنه مرسل من الله ومع ذلك كذبوا. فما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ليس بدعاً فليس بدعا أن يكذبوا رسول الله خاصة من هذه الأمة التى بلغت من البعد عن الحق الشيء الكثير جداً. ما آمنت بما رأت وهي تراه أمامها فكيف بشيء غيبي بما يخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بما عنده وهم يعلمون ان ما أخبرهم به هو الحق ولكن هذا هو الحسد.
لما قال بالبينات ثم قال والزبر والزبر جمع زبور ومادة زبر بمعنى كتب. ما الكتاب المنير هنا؟ الزبور إشارة لما سبق من الكتب والكتاب المنير إشارة إلى ما نزل على الرسول. أو أن تكون كلمة الكتاب اسم جنس بأنه الكتاب المنير الواضح إشارة إلى أنه ينير الطريق. البينات واضحة في نفسها والكتاب المنير فيه إشارة أنه ينير الطريق. وممكن ان نقول أن الزبر إما يراد به ما أنزل على الأنبياء السابقين أو الزبر ما أنزل على الأنبياء والكتاب يكون الجنس وهي الكتب التي أنزلت بما فيها كتاب النبي. ومعروف أن الزبور هو ما نزل و {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) الأنبياء} فسرها كثير من السلف بأنها التوراة.
(يُتْبَعُ)
(/)
أظن أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطمع في أن اليهود تسلم لأن ما عنده من الحق يوافق ما هو مزبور في كتبهم. كان يتطلع إلى ذلك أنه لما تأتيهم أدنى بينة من عندي توافق ما عندهم فيؤمنون لي، الله يقول له انتبه {فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ} صار عندهم أوضح بينة وأعظم معجزة فكذبوا، فإطمئن يا محمد ولا تحزن ولا تجزع إن كُذبت من قبل هؤلاء. وكان صلى الله عليه وسلم قبل أن يوحى إليه يحب أن يوافقهم فيما ليس عنده فيه وحي حباً بالخير ولأنهم أصحاب كتاب حتى أمر بمخالفتهم فيما يفعلون. هو جاء من مكة وكان أهل مكة مشركين فكان يتوقع من أهل الكتاب أن يؤمنوا به وقد أسلم منهم كثير مثل عبد الله بن سلام وكان لإسلامه صدى فقد كان حبرا من أحبار اليهود. وقد سعد النبي بإسلامه {لو آمن بي عشرة من أحبار اليهود لآمن بي كل يهودي على الأرض، أو على ظهر الأرض.الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن القيسراني - المصدر: ذخيرة الحفاظ - الصفحة أو الرقم: 4/ 1994 - خلاصة الدرجة: [فيه] محمد بن سليم ليس بالقوي}. ولكن الذين أسلموا من اليهود هم من غير الأحبار.
{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}. هذه الآية لما جاءت في هذا الموطن هل لها مناسبة؟ كأنها والله أعلم أن هذه إشارة إلى أنها سنة إلهية. بعد المعركة هناك من قتلوا واستشهدوا وناس نجوا هل معنى هذا أنهم سلموا سلامة لا موت بعدها؟ لا. وانما هي آجال، هي مسألة آجال مكتوبة ومحددة، وجاءت عاقبة القصة كلها أن الله محاسب الذين كذبوا والذين خذلوا وأيضا الذين صبروا. فقال تعالى {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} وهذه قاعدة قرآنية لا يتخلف عنها أحد. ولاحظ أنه عبر بـ (ذائقة) التذوق باللسان لكنه عبر هنا بالموت كأن فيه شىء يذاق. ثم قال {وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} فالحساب والعقاب والثواب الحقيقي هو ما يكون يوم القيامة يوم الحساب والفوز والنصر الحقيقي هو أيضاً هناك. فكأنها مناسبة لختام الحديث عن المعركة والدروس التي أخذت منها والحديث عن اليهود وما تقدم. جاءت الآية كأنها تذييل لهذه القصة. لاحظ (زحزح) معنى مكرر يدل على معنى التدافع كأنه يُدفع شيئاً فشيئاً عن النار كما في كبكبوا. كرر زح زح ويسمونها الرباعي المضعف مثل زلزل وزحزح وكبكب وجلجل. وفي الغالب تجد الدلالة المعنوية موافقة للنطق اللفظي وهذا من أسرار العربية أن مطابقة اللفظ للمعنى. عندما تقول جرجر تلاحظ فيه جر شيئاً فشيئاً، زحزح كأنه زح زح قليلا قليلا. لاحظ أن الأصل أن الإنسان في نار جهنم {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) العصر} وقال في سورة مريم {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (72) مريم}.ونلاحط كلمة "نذر" هنا. (من زحزح عن النار وأدخل الجنة) والإدخال لا يكون إلا برحمة الله نسأل الله أن يزحزحنا عن النار وأن يدخلنا الجنة بعظيم فضله ورحمته.
ويدلك على أن النجاة من النار تحتاج إلى بذل وإلى العمل والجهد والبذل, هذه الزحزحة لا تأتي بمجرد التمني وإنما لا بد من العمل. ابتلاءات أُحد كأنها من أجل هذه الزحزحة. وكذلك قال {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12)} العقبة هي العمل الصالح. ما هو؟ فَكُّ رَقَبَةٍ (13) البلد} العقبة هي العمل الصالح،. من يقتحم هذا العمل الصالح؟ فأعطى المثال فقال {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16)} مسغبة أي جوع شديد ثم قال {ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17)}. إذا نحن عندما نريد أن نقي أنفسنا من نار جهنم نحتاج إلى كثير من الجهد والعمل والبذل
(يُتْبَعُ)
(/)
حتى ننقذ أنفسنا ولذلك قال تعالى {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) الأعلى}. تزكى أي تفعل والتفعل يحتاج إلى بذل وتكلف والنبي صلى الله عليه وسلم قال {اتقوا النار ثم أعرض وأشاح ثم قال: اتقوا النار ثم أعرض وأشاح ثلاثا حتى ظننا أنه ينظر إليها. ثم قال: اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة.الراوي: عدي بن حاتم الطائي المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6540.خلاصة الدرجة: [صحيح]}. كأن النار فيك فيك ولكن إتقي الله بشق تمرة. في ختام سورة آل عمران قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200) آل عمران} أي اصبروا فإذا صبر عدوكم تحتاجون أن تغالبونهم في الصبر، مصابرة، صابرنا ثم قال رابطوا {وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
لاحظ في قوله زُحزح وأُدخل مبني للمجهول للعناية بالحدث وترك المحدِث. كما أنه قدم الزحزحة عن النار من باب التخلية على إدخال الجنة من باب التحلية وهو ترتيب واقعي فكما يقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة أحد إلا وقد صُفّي. وكأن من زحزح عن النار أنه قد لامسها ثم بعد عنها شيئا فشيئا حتى يخلص منها ثم يدخل الجنة ولهذا قال (فقد فاز) إذن بداية الفوز دخول الجنة. قيل للإمام أحمد متى تجد الراحة يا إمام؟ قال عند أول قدم أطؤها في الجنة. حتى بعد الخروج من النار وقبل دخول الجنة هناك قنطرة يقف عليها المؤمنون فيُصفى ما بينهم لأنه لا يدخل الجنة أحد وفي قلبه شيء على أخيه. سنجد أهوالاً عظيمة نسأل الله أن يقينا شرها ويدفع عنا ضرها برحمته.
هذا التفصيل الموجود عندنا عن اليوم الآخر غير موجود لا عند النصارى ولا عند اليهود. ولذلك يموت منهم ميت فيدعون أنه صعد إلى السماء عند إلههم المزعوم وأنه ينظر إليهم وغيره من هذا الكلام العجيب. الحمد لله المسلم عنده تفاصيل عن إذا مات كيف يغسل ويكفن وكيف يحاسب والأسئلة في القبر معروفة عندنا قبل الاختبار وعرصات يوم القيامة كذلك {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22) إبراهيم}. كأنه ينقل لنا نقلاً حياً ولكن نجد فينا الغفلة والتساهل.
أيضا فائدة في هذه الآية {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} الزمخشري له كلمة في كتابه الكشاف في التفسير عندما فسّر هذه الآية فعلق على "قد فاز" قال فأي فوز أعظم من ذلك!؟ البلقيني يقول استخرجت من كشاف الزمخشري اعتزاليات بالمناقيش لأن الزمخشري من المعتزلة وهم ينفون رؤية الله في الدنيا والآخرة ويستدلون بقول موسى {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي (من 143 الأعراف)}. لن تراني يعني مطلقا. يقول البلقيني أن هذا من الزمخشري "وأي فوز أعظم من ذلك" هذا نفي لرؤية الله في الآخرة ورؤية المؤمنين لله في الجنة هي أعظم فوز وهو أعظم من دخول الجنة. ولكن أقول أن هناك نوع من التكلّف في قول البلقيني وليس بالضرورة أن الزمخشري قصد هذا القول ولكن لما عهد فيه أنه يدس اعتزالياته ذهب الناس لكشف تلك المدسوسات. ومن أشدهم على الزمخشري أبو حيان الأندلسي ورأيت السمين الحلبي ينتصر للزمخشري على شيخه ماذا يقصد؟ يقول هذه دسيسة اعتزالية ويأتي تلميذه فيقول هذا من الشيخ تكلف أو تحامل.
مرت قصة في هذه الآية في رمضان قبل ثلاث سنوات كنت قادماً لصلاة التراويح في المسجد فسمعت جلبة على غير العادة فاستغربت وسالت قالوا امرأة سقطت في الداخل والنساء يستنجدون فأمرت النساء أن يستتروا فإذا بالمرأة قد جاءت وصلت النافلة قبل الصلاة وهي في التحيات اضطجعت على شقها الأيسر والنساء ما يدرون ماذا يصنعون فلما دخلنا إذا بالمرأة مستلقية لا ندري ماذا بها، ومن توفيق الله أنه كان معي في ذلك اليوم أحد الأطباء وفقه الله فناديته وعمل فحصاً مبدئياً للمرأة فقال يجب حملها الآن للمستشفى ونقلها في سيارته ودخلت للصلاة وهو قال لي يظهر أنها ماتت فقرأت في الصلاة وكنا وصلنا إلى هذه الآية (كل نفس ذائقة الموت) فكنت كلما قرأت تذكرت هذه الآية وهذا الموقف وفعلاً المرأة ماتت في الليلة الرابعة من رمضان في المسجد فاتصلت بأبنائها وذهبت إليهم أعزيهم وقلت والله لو خُيرت لكنت مكانها، ميتة في رمضان بعد صيام وفي بيت من بيوت الله وهي في صلاة، الملائكة تصلي عليها ما أجمل هذه الميتة. وهذا فضل واصطفاء ونحن نتحدث عن الإصطفاء في سورة آل عمران.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[15 Sep 2009, 11:45 ص]ـ
الحلقة 36
لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (186) وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187)
مقدمة
وقفنا في الحلقة السابقة عند قوله تعالى {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)} الفاصلة (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) تكررت في القرآن ولكن إذا تأملنا الآية سبق أن ذكرنا أن عندنا في كتاب ربنا من الوضوح الكامل لكل ما سيمر على المسلم وغير المسلم ومنها هذه الموازنة بين الحياة الدنيا وحياة الآخرة وبعد أن ذكر ما وعد الله به المؤمنين من الجنة قال {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} والمتاع هو ما يتمتع به الإنسان ثم ينقضي ولذلك سمي متاعاً وزاد في وصفه بأنه غرور يغتر به الإنسان إنما هو زائل. إذا تأملنا في هذه الآيات نجد أن فيها موعظة وعبرة غاية في التذكير ولكن كما قال الله سبحانه وتعالى {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) المطففين} ماذا يمنعنا أن نتعظ من مثل هذه الآيات؟ هو الرين الذي يكون على القلب وكلما كان الإنسان من ربه أقرب كان اتعاظه أكبر وكلما كانت المعاصي كثيرة على نفسه كلما إبتعد حتى يكره الموعظة ويقع عنده إعراض يصل إلى حد الكره. لماذا تذكره بخلاف ما هو متمتع به؟ والمشكلة أيضا كأن ختام الآية يشير إلى أن كون الإنسان لا يفوز بالجنة وفي كونه لا يتعظ ولا حتى يتذكر الموت أو يتنغص بذكر الموت هو الانشغال بالدنيا ولذلك قال العلماء والحكماء "حب الدنيا رأس كل خطيئة". كنت أظن هذه مبالغة ولكن وجدت أن الإنسان لا يعصي الله إلا عندما يحب الدنيا فيترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأعمال الصالحة وغير ذلك كل هذا بسبب حبه للدنيا. يجب على المسلم أن يطهر قلبه من حب الدنيا وليس المطلوب هو ألا يسعى فيها وألا يطلب المال بل المقصود ألا تقع في قلبه وألا تزاحم حرصه على الحياة الآخرة ولذلك قال {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} المتاع عندما يذكر في القرآن يراد به الشيء الذي يتمتع به ثم يزول {مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33) النازعات} ساوى بيننا وبين الأنعام ما يؤكل ويشرب لأنه يذهب ويزول. ولذلك وصف الكفار الذين لا يهتدون بهدى الله {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179) الأعراف} والله سوّى بيننا وبين الأنعام في جانب الاستمتاع بالأكل وبالحياة الدنيا فنحن والأنعام فيه سواء. فينبغي على المؤمن أن ينظر للآخرة وتصبح الدنيا في يده وسيلة لتلك الغاية السامية ولا يستطيع ذلك إلا من وفقه الله لذلك. تأمل في عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان كيف كان من الأثرياء في زمانه وبالرغم من ذلك كان لا يسبقه أحد في البذل للإسلام وفي معركة تبوك جهز جيش العُسرة فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأعطى فقال ما ضرّ عثمان ما فعل بعد اليوم. جمع القرآن بين أمرين في كونهما يغران الناس هما {وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (33) (من 33 لقمان)} الغَرور وهو الشيطان. إذاً أضر شيء بالإنسان هما هذان الأمران الشيطان الذي يوسوس الذي لا يكف عن الوسوسة والحياة الدنيا التي تغر الإنسان غرورا شديدا. وقد حمعها الشاعر فقال:
إبليس والدنيا ونفسي والهوى كيف النجاة وكلهم أعدائي
(يُتْبَعُ)
(/)
الشيطان أخذ على نفسه عهدا أن يتربص بنا ويأتينا من كل الطرق المتاحة له فلا غرابة أنه يوسوس وأنه يزين. بعد أن ذكر الموت ذكر البلاء وكأن هذا تعقيب على ما ذكرنا من قبل قصة أحد. أصبتم بالموت فكل الناس سيموتون. الموت إذا مزية إلا أن يموت الإنسان في سبيل الله لغاية عظمى وناس يموتون ميتة عادية.
البلاء يصيب الجميع
طيب هؤلاء ماتوا وانتهوا , الباقين صار لهم بلاء في أنفسهم وفي أموالهم أو أي الابتلاءات التي تصيب الإنسان. ولذلك عقب بذكر البلاء قال {لَتُبْلَوُنَّ} يعني لو سلمتم من البلاء في أُحد فإن البلاء ملازم لكم. فلأن تبتلوا في ذات الله خير من أن تبتلوا في غير ذلك. هل يسلم أحد من البلاء؟ الكبير أو الصغير؟ كل لا يسلم من البلاء {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) البلد} {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35) الأنبياء} الذي في سلامه من الإبتلاء هل يظن ألا يبتلى؟ بعض الناس لا يصاب بالأمراض بكثرة وبعضهم لا يصاب مثلا بموت أبنائه أو الفقر. هل هو بمنأى عن البلاء؟ لا بل ما هو فيه أشد مما هم فيه، فهو أيضا مبتلى. قال عبد الرحمن بن عوف ابتلينا بالضراء فصبرنا وابتلينا بالسراء فلم نصبر. فإن البلاء في السراء أيضا شديدا على النفس لأنه يحتاج إلى شكر. {لَتُبْلَوُنَّ} اللام للقسم والنون مشددة أي والله لتبلون. هذا المعنى تأكيداً لما قلنا سابقا من أن القرآن مثاني مذكور في قريب من هذه الصيغة في سورة البقرة {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) البقرة} هنا فيها تفصيل أكثر. تلك فيها تخفيف فقال "بشيء" يعني لم يتم البلاء من رحمته ألا يجمع البلاء على عبد فيبتلى في ماله ووطنه وخلافه ولكن بشيء يقلبه الله بين السراء والضراء حتى ينظر إلى عبوديته في كلتي الحالتين. وقال تعالى {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) الشرح} لا ينزل البلاء إلا ومعه رحمة وهذا من رحمة الله. قدم الأموال على الأنفس لأن البلاء فيها أكثر والناس أكثر تعلقا بها ويقولون المال شقيق الروح.
أصل في الحرب الإعلامية
{وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا} يشير إلى ما وقع من أهل الكتاب في أحد وما سيقع منهم على مدى التاريخ مع المسلمين وأنهم سيسمعون منهم أذى كثيراً. تعال نستعرض التاريخ ما قاله فنحاص اليهودي وأمثاله {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} هذه كانت شديدة على أبو بكر أشد من أن يضربوه وكذلك بعض الصحابة لأنه شعر بألم شديد لما سمعهم يسبوا الله تعالى, المشركون يعرفون أن بلال إذا سبوا الرسول فأنه أشد في أذيته من سبه هو نفسه فكانوا يسبون محمد ليؤذوه من شدة محبته صلى الله عليه وسلم. قالوا لأحد الصحابة عندما أمسكوه في مكة هل تود أنك في بيتك آمن سالم ومحمد مكانك؟ قال والله ما وددت أنني في بيتي وأن محمد تصيبه شوكة وهو في بيته وهذا من شدة محبته للرسول صلى الله عليه وسلم. وهذا الأذى مستمر إلى الآن , الذين أساؤا للنبي برسم الكاريكاتير يلاحظون أن المسلمين قد اشتعلوا غضبا وهذا من علامات الإيمان قد لا أتأثر إضا شتمني أحد لكن لا أتحمل أن يشتم أحد رسول الله صلى الله عليه وسلم. أبو بكر وهو أحلم الناس لم يتحمل وصفع اليهودي, نحن في أذى. هؤلاء يسبون إلى ديننا وتاريخنا والقرآن والمسلمين وهذا كله من الأذى. والله يقول {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا} بالتأكيد والقسم (لتسمعن) إشارة إلى أنه أكثر في الأذية وإلقاء التهم والإهانات.
(يُتْبَعُ)
(/)
لما أكد على السماع بعد البلاء دل على أن سيكون كثيراً وأن المؤمنين ينبغي لهم أن يكونوا ثابتين ولا يتأثرون بما يسمعون من الكفار. العجيب أنه قال أذى والأذى ليس هو الشيء الذي يضر الإنسان هو يؤذيه ويقلقه ويخرجه عن وضعه الطبيعي ولكنه لا يضره أي ليس فيه قتل ولا دماء ولا أشلاء وهو كثير الآن نجد الإعلام اليهودي الذي هيمن على العالم يشتغل على هذه القضية اشتغالا كبيرا فيصفنا بأوصاف بالغة في البشاعة والقبح وكل ذلك ينبغي ألا نقابله بالبغي والعدوان والظلم والخروج المشروع والتعقل. وهذا أذى وغالباً أذى مثل هؤلاء لا يأتي إلا ردة فعل لما يراه عليك من الخير. أي هو حسد. ولذلك قدم الذين أوتوا الكتاب على المشركين مع أن المشركين أشد كفرا من الذين أوتوا الكتاب ولكن الذين أوتوا الكتاب يحسدونا على ما أوتينا فماذا يفعلوا؟ يسمعوننا أنتم تفعلون كذا ورسولكم كذا تزوج تسع نساء وأشياء من هذا القبيل التي يريدون منها أن يستنقصوا من قدر رسول الله صلى الله عليه وسلم. إذا نظرنا من ناحية شعبية مستوى الأفلام فهي كثيرة الإساءة للإسلام يلتقطون ما يظنونه عيوبا في تاريخنا الإسلامي فيبرزونه. وعلى المستوى العلمي نجد دراسات كثيرة لكثير من المستشرقين والملحدين والمرتدين أيضا على نفس الوتر ويدعون الحيادية ولا منهج علمي فيطعنون في المسلمين وفي الصحابة في أمهات المؤمنين وفي قواد المسلمين وفي عدالة الصحابة. كل هذا داخل تحت هذا الأذى. ما الحل؟ {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا} وهذه تكررت كثيرا في هذه السورة. في مجال المعركة قال {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120) آل عمران} وهنا أيضا {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا} وهو مجال معركة أيضا. وقال ذلك من عزم الأمور يعني من الأمور التي يعزم عليها. من الأمور الشاقة التي لا يطيقها كل واحد ولذلك تحتاج هذه المعارك فعلا إلى حسن إدارة وسياسة وألا يستفزنا عدونا فيها. وهذا الآن الذي وقع فيه بعض الشباب هداهم الله لما سمعوا الإعلام الغربي يسب ويشتم ذهبوا يتصرفون تصرفات ليست من الصبر والتقوى في شيء. ما ذنب هذا النصراني المسكين الذي يعيش في البلد الفلاني أن يحرق بيته أو تكسر سيارته لأن الإعلام اليهودي يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!. أنا أذهب إلى الذي آذى فأناظره وألجمه الحجة أما هذا المسكين فليس له من أمره شيء. وهذا من الحكمة حسن إدارة المعركة. الآن هم يريدون أن يستفزونك حتى يزيدوا في الأذى حتى يقولوا للعالم كله انظروا تصرفات المسلمين!. هل هذه تصرفات تليق بمن يدعون أن عندهم رسالة للناس كافة! فيجب أن تقطع عليهم الطريق لذلك نحن الآن الحمد لله كثير من المسلمين أحسنوا استثمار هذه الفرص. لما سبوا الرسول صلى الله عليه وسلم بادرت كثير من الهيئات لإنشاء المنظمات للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم تعالوا نعرفكم، هم شرذمة قليلة تشيع هذا ولكن تعال للملايين التي لا تعرف شيئا تعالوا نعرفكم بهذا الشخص وحقيقته وقد دخل الناس في دين الله أفواجا وكانت خيرا. وهذا من حزم الأمور وحسن إدارتها استثمرناها. وجهات أخرى طبعوا المصاحف وترجموها وبذلوها للناس. إن حب الفضول دفع كثير من الناس الذين لا يسألون عن محمد عليه الصلاة والسلام وعن الإسلام أن يقولوا من هذا الرسول؟ وما هو الإسلام؟ نقرأ. فعرفوا أن الحقيقة غير ما يروج له هؤلاء الكذبة. ولذلك {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا} هذه أصل في الحرب الإعلامية. هذه الآية أصل في الجهاد الإعلامي ينبغي للمسلم أن يستحضرها. اليهود لما تسلموا الإعلام وأمسكوا بزمامه سلطوا الحرب على المسلمين. ماذا جنى العالم من ذلك؟ صار العالم لا يعرفون شيئا عن الإسلام إلا الإرهاب. تسأل بعض الغربيين ماذا تعرف عن المسلمين يقول العبارات التي يبرزونها وهي ليست مشرفة وهذا خطير وهذا لا يستغرب. عندما يأتي عدوك ليدير الحرب بشكل إحترافي أنا أحترمه ولكني ألوم نفسي بأني لا أقابله بمثل طريقته.
(يُتْبَعُ)
(/)
الإعلام الهادف الإسلامي الآن ما أحوجه للتقويم وإلى أن يكون صاحب رسالة وعندنا القدرة. هل نحن فقراء؟ وعندنا نقص في الكفاءات؟. أبدا عندنا رسالة سامية ونحن أولى أن نكون عالمين في إعلامنا. اليهود ليسوا أصحاب رسالة ولا تراث ولا تاريخ تاريخهم غير مشرف وحضارتهم غير مشرفة ليس لها بعد. ولكن بالرغم من هذا أنظر ماذا فعلوا. ونحن أصحاب رسالة سامية ومبادئ وقيادات وتاريخ مشرف تخاذلنا ولا نبرز هذا التراث والحضارة في وسائل إعلامنا وإنما ما نراه غير مشرّف ولا يكون هذا إعلام دولة إسلامية أو غير إسلامية بما فيها من انحراف ولكن بدأت الحمد لله وسائل الإعلام الهادفة في الدول الإسلامية والعالم العربي الآن في التنافس ونحن في طريقنا إن شاء الله لاسترداده. ماذا يصنع الإعلام؟ في إفريقيا الناس يستجيبون للدين بطريقة سهلة فسأل أحدهم ما السبب؟ وفي فرنسا يجلس الداعية عشر سنوات ولم يسلم على يدة أحد وهو داعية وعنده لغة وغيرها. السر يرجع إلى أمرين. أولا الدعاية الإعلامية المغرضة ضد المسلمين فتجد هناك مناعة قوية ضد المسلمين فلا يمكن أن يدخل في الإسلام يقول حتى لو صدقت فكل الناس ضده. والثانية الحسد. لما يقول هؤلاء العرب الذين هذه صورتهم, أيأتون بخير؟ لا والله ما أتبعهم. يمكن يأتي خير منهم وأكون في يوم تابعا لهم؟ لا والله. فيمنعه الحسد من قبول الحق وإتباعه. وقد قالها كثير منهم نحن نعلم أن هذا هو الحق ولكن لا نستطيع أن نسلم. لماذا؟ إنه يرى أن فيه غضاضة عليه. هذا الكبر والحسد مآله عند الله سبحانه وتعالى {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ (109) البقرة}. هذه آية واضحة وصريحة ممن يعلم السر وأخفى.
{وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} الأمور التي يعزم عليها وينبغي أن يتهيأ لها الإنسان لأنها شديدة وتحتاج إلى قوة وبأس وجد وصبر ومصابرة ومرابطة كما قال لقمان لإبنه وهو يعظه {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) لقمان} هذا من الأمور الصعبة والشاقة على النفس تحتاج أن يصبر عليها. كذلك هنا. الصبر على الإبتلاء ليس سهلا ولذلك المثابرة في رد المكايد يحتاج منك إلى جد وإلى مصابرة. وهذا ما ختمت به هذه السورة.
انتقال الحديث إلى اليهود أليس فيه غرابة؟ السورة تحدثت عن معركة أُحد أخرجت المنافقين. والمنافقين في الحقيقة مرجعهم اليهود وقد ذكرنا هذا من قبل. بدأ الحديث في السورة عن النصارى ثم أحد ثم اليهود. والتاريخ يؤكد أن اليهود كانوا مرجعية للعرب حتى المشركين حتى الرسول صلى الله عليه وسلم لما أُرسل واحتارت قريش كيف ترد عليه أو تثبت كذبه ذهبوا إلى اليهود لأنهم هم المستشارين ليعطوهم مسائل تثبت أنه كذاب لأنهم أهل كتاب. فالله سبحانه وتعالى نقل الحديث من المنافقين العملاء إلى أسيادهم القادة وهم اليهود. وهم بالفعل مرجع لهم من أول التاريخ واليوم.
كتمان العلم
{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} ليبينوا هذا الميثاق أي الكتاب للناس. والثمن القليل هو متاع الدنيا القليل والغرور الذي تكلم الله تعالى عنه. هذه الآية لو تأملتها انظر إلى من آمن من أهل الكتاب خاصة إذا كان من علمائهم ورهبانهم وأحبارهم تجد مصداق هذه الآية أهم ميثاق أخذ على هؤلاء أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم لأنه هو خاتم الأنبياء وتصديق الرسالة. إن تصديقهم به دليل على انتهاء العهد الذي كان لأهل الكتاب وإبتداء العهد التالي وهو للعرب. وهذا هو أكبر ما جادل فيه اليهود حتى اليوم وحاولوا إخفاءه. حتى أن بعضهم لما قامت عليه الحجة وأراد أن يفر قال نعم هو نبي ولكن هو للعرب. إذا كان نبياً فقد قال أنه رسول للناس جميعا فيجب أن تصدقه. فانقلبت عليه من حيث لا يشعر. وهذه قالها بعض نصارى العرب. التأكيد على أخذ الميثاق على أهل الكتاب عليه كثير من البحوث.أولا ورد
(يُتْبَعُ)
(/)
في سورة البقرة فكان هذا من باب المثاني تثنية الشيء. وتعرفون الزهراوين كأنهما سورتان متكاملتان يصبان في نهر واحد. هناك أخذ الميثاق وذكر الله النهي عن كتمان شيء ما أوحي من الكتاب حتى في أول البقرة يقول تعالى {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42) البقرة} وهنا في آخر آل عمران {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ}
هل هذا خطاب لأهل الكتاب فقط؟ هنا يأتي القياس. نقول هذا الخطاب ابتداء لأهل الكتاب ثم هو كذلك لكل من كان عنده علم يحتاج إليه الناس ولا يوجد عند غيره فإنه يدخل في هذه الآية. لماذا؟ لأنه أحيانا يتدارأ الفقهاء الفُتيا فلا تُنزّل هذه الآية عليهم مثل ما حدث عن بعض الصحابة وبعض التابعين أنهم كانوا يدعون الفتيا كلما جاء أحد يسأل قالوا إسأل فلاناً، من ورائهم. هذا لا يدخل في هذا الباب. بعض المفتين لمايسألك تقول له إسأل فلان فهو أعلم مني فيقول أنت تعرفه تقول نعم أنا أعرفه ولكن أحسن لك اسأل فلان أعلم مني. يقول {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ} يا شيخ لماذا تكتم العلم؟. أقول هنا انتبه إذا كان كاتم العلم في هذه اللحظة يؤثر في أمر جلل فيدخل في هذه الآية أما إذا كان لتدارؤ الفتيا لا تدخل في هذا الباب بل يمدح على ذلك كما كان الصحابة والتابعين يفعلون ذلك.
ومن فوائد الآية أن ينبغي بيان الحق للناس جميعا ولم يخص فئة معينة. وهذه مشكلة أهل الكتاب اليهود والنصارى أن عندهم خصوصية في علم الكتاب. مرت مرحلة كبيرة في التاريخ كان العلم مقصورا على الرهبان والأحبار. وعموم الناس لا يستطيعون أن يفهمون شيئا من الكتاب المقدس إلا بواسطة الرهبان والأحبار. الآن انفتح الباب وأصبح الكل يتحدث في الكتاب المقدس وينقدونه ويكذبونه ويردون ما فيه بالأدلة وما زال الرهبان في صوامعهم يظنون أنهم مازالوا يحتكرون الدين. عندنا الدين لكل أحد ولابد ومن حق كل مسلم أن يعرف ويتأمل حتى قال عمر بن عبد العزيز لا يهلك العلم حتى يكون سرا، هذه إشارة إلى هذا المعنى. قال سبحانه وتعالى هنا {لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ} هذه كانت تكفي ولكن قال {وَلَا تَكْتُمُونَهُ} للإشارة إلى أن الكتمان ذنب لأن البعض قد يقول غيري سيبينه ولكن الله سبحانه وتعالى قال لا تكتمونه. امتناعكم عن البيان هو كتمان. الأمر الثالث {فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ} الله قد أخذ ميثاق علماء الكتاب أن يبينوا الحق ويظهروه للناس ولا يكتمونه فماذا كان تصرفهم؟ ما قال فكتموه ولكن لجحودهم به واستهزائهم به وحدهم قال {فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا} قال "نبذوه" وهذا يقال للشيء الذي لا يبالى به. واشتروا به ثمنا قليلا أي باعوه بالدنيا.
أهل الكتاب لم يقدروا الله ولم يقدروا الأنبياء ولم يصدقوا موسى الذي جاءهم بالتوراة بل كذبوه وردوا عليه ما جاء به ونبذوه وراء ظهورهم من أجل الدنيا وحسداً للرسول صلى الله عليه وسلم. هذه الآية أخافت كثير من العلماء و أطارت النوم من عيونهم وعرضتهم للمهالك فكان كثير منهم تعرض لمقابلة الطغاة والصدع بالحق لأن الله أخذ الميثاق على أهل الكتاب. كم هم الذين حاولوا أن يثنوا الإمام أحمد عن أن يجهر بكلمة الحق في قضية خلق القرآن ولكن عندما يقرأ هذه الآية يسكت الناس. ماذا أصنع بهذه الآية وقد أخذ الله علي الميثاق؟. يعني نحن أخذ علينا الميثاق. نسأل الله أن يعيننا على أن نقوم بحق هذا الكتاب وأن نبينه للناس ولا نكتم شيئا منه ولا نشتري به ثمنا قليلا. أسأل الله لي ولكم ذلك.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[15 Sep 2009, 12:37 م]ـ
الحلقة 37
(يُتْبَعُ)
(/)
وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187) لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (188) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (189) إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (192) رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194) فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (195)
وقفنا في الحلقة السابقة عند قوله تعالى {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187)} وكما ختمنا أن هذه الآية وعيد لكل من أوتي علما أن يبينه للناس ولا يكتم شيئا ولا تأخذه في الله لومة لائم. وقد قلنا إن هذه الآية قد أقضت مضاجع العلماء وأطارت النوم عن أعينهم وعرضتهم للمهالك ولقوا بسبب القيام بها أذى يلقون به عند الله أجرا عظيما ورفعة ومنزلة عالية لأنهم قاموا بحق هذا الكتاب وأدوا زكاة هذا العلم فبينوا للناس ولم يكتموا شيئا مما أوتوه. ونسأل الله تعالى أن يجعلنا من هؤلاء القوم الذين يبينون الحق للناس ولا يخشون في الله لومة لائم. وننبه إلى مسألة مهمة وهي مسألة المسؤلية الاجتماعية لطلبة العلم أمام الأمة. فالله سبحانه وتعالى في هذه الآية أخذ الميثاق على أهل العلم أن يبينوه للناس ولا يكتمونه وذكر الله حال العلماء من أهل الكتاب وكيف أنهم فشلوا واشتروا بآياته ثمنا قليلا ونبذوه وراء ظهورهم وكتموا الحق. وأقول للإخوة الذين وفقهم الله لطلب العلم وهو لا شك شرف ومنزلة عالية ولكنه أيضا مسؤلية إجتماعية ينبغي على طالب العلم أن يستحضرها لأنني ألاحظ الكثير من طلبة العلم يؤثر التخفي ويؤثر عدم الظهور. هو يرغب في إفادة الناس ولكن لا يريد أن يسلك مسالكها لا يريد أن يخطب الجمعة ولا يلقي كلمة في مسجد ولا يريد أن يشرح كتاب ولا يسجل حديثا في الإذاعة أو في قناة فضائية ولا ينكر منكرا وإنما يشتغل بحاجة نفسه في زمان الناس في أمس الحاجة إلى علمه. نحن لم نأتي إلى هذا المكان لأننا أعلم الناس نحن أعرف الناس بتقصيرنا وجهلنا وقلة علمنا لكننا نجتهد ونحاول بقدر ما نستطيع أن نؤدي شيئاً من الأمانة التي افترضت علينا فأنا أدعو إخواني الذين يسمعون هذه الكلمة أن يراجعوا أنفسهم ويتغلبوا على الوساوس الشيطانية في نفوسهم ويقدموا لهذا الدين ما يستطيعون بالبلاغ خاصة في مجال البيان العلمي. هؤلاء العلماء الله أخذ عليهم الميثاق أن يبينوا ما تعلموا ويوضحوه للناس وفي القرآن والسنة قد بيّن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم عقوبة من يكتم العلم {
(يُتْبَعُ)
(/)
من كتم علما يعلمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار.الراوي: - المحدث: الزرقاني - المصدر: مختصر المقاصد - الصفحة أو الرقم: 1068.خلاصة الدرجة: صحيح}. ماذا يصنع طالب العلم الذي يتعلم ويفني عمره في التعلم ثم لا يبلغ منه شيئا؟!. لا أستطيع أن أفهم ماذا صنع بهذا العلم؟! قد يقول أنا أصلا مقصر, ليس لي حظ من العبادة والعمل كيف أقوم بين الناس وأذكّرهم وأبيّن لهم وأنا أعرف من نفسي الذنب والتقصير وعدم القيام بواجب هذه الكلمة التي أتحدث بها أمام الناس فأخشى أن أكون منافقا، أنا أخشى أن أحمل نفسي تبعة المسؤلية بشكل زائد وأنا مقصر فيما عندي. لو أخذنا بهذه الشبهة الشيطانية ما قام بالعلم أحد. من يزعم أنه غير مقصر أو أنه قد قام بكل شيء؟! هذه حقيقة من حيل الشيطان لهذا قد يقول قائل أين أُخذ عليّ هذا الميثاق؟ نقول أخذ عليك هذا الميثاق بنص الآية كل من أعطي العلم أخذ عليه الميثاق. ما دمت دخلت في سلك أهل العلم فقد دخلت في الميثاق.
أقول وفي نفسي شيء من الحسرة نلاحظ أن بعض من يتصدى للناس قد سؤل قبل أن يتفقه فيما يتكلم به. وهذه خطيرة أيضا وهذه مشكلة أخرى ننتبه لهذا الجانب. فالإنسان إذا أراد أن يتكلم يتكلم بما يعلم كن صادقا مع نفسك. اعرض علمك الذي تتكلم به على من يحسنه وكن صادقا في أخذ ملحوظاته بدون أن تكون في نفسك حرج من ملاحظاته. مرة أنزلت مقالا في ملتقى أهل التفسير عن بعض من يتصدى لعلم التفسير في بعض القنوات وهو لا يحسنه ولم يأخذه عن أهله وكلامه فيه ضعف وأخطاء علمية وأقوال لم يقل بها أحد من العلماء حصل انزعاج واتصل بي بعض الأخوة قالوا أنت ألقيت حجرا في ماء راكد وستثير الناس عليك بهذا المقال. قلت أنا لم أقل فلان ولا علان وصفت أوصافا فإذا واحد ظن أنني أردته أسأله هل أنت تُحضر لدرسك؟ إن قال نعم فقد خرج أنا أنتقد الذين لا يحضرون لدرسهم ولا يأتون الأمور من أبوابها. هل تعرف منهجية التفسير؟ إن قال نعم فقد خرج. من يتصدى للناس يجب أن ينتبه أن يكون على قدر المسؤلية التي وقف عندها أمام الناس ويجب أن يكون عندنا أيضا تقبل لو واحد منا صادفه انتقادات استفدنا منها كثيراً. ولا أقول من باب تزكية أنفسنا ولكن هكذا يجب أن نكون. الحقيقة. نحن نريد أن نضع الأمور في نصابها فنقول إن طالب العلم الذي درس وأصبح مؤهلا ينبغي عليه أن يبلغ وأن يعلم وأن يؤدي الأمانة والمسألة ليست تفضيل لك أن أقدمك وتصبح معروفا بين الناس. نتجاوز عن هذه النظرة ونخلص نياتنا لله سبحانه وتعالى. فمن يقوم بأمر الدين إذا تراجع الناس؟! ومن يقوم بأمر العلم وأمر الحق؟! وفي الجانب الآخر نحذر أشد التحذير فمن تصدى قبل أوانه فقد تصدر لهوانه وقد أساء لنفسه وللعلم وللقرآن. فالمسألة مسألة توازن والموفق هو من وفقه الله سبحانه وتعالى للعمل والبذل والأمة في أمس الحاجة الناس يسألون ويريدون من يبين لهم خاصة في المجتمع نجد كثيراً من الزملاء في الجامعات متخصصون وطلبة علم ولكنك لا تجد لهم أثرا في المجتمع. في مسجدي أجد ستة أو سبعة من طلبة العلم المميزين لم أظفر في يوم من الأيام بكلمة أو درس أو موعظة. لماذا؟ قالوا أنت موجود. كل واحد منكم له مسؤليته الخاصة به، كل واحد منكم عنده مسؤلية يقوم بها ويتصدى لها. أضف إلى ذلك في هذا الزمن في نظري أن الأمر صار أيسر من ذي قبل لأن الوسائل التي يمكن للإنسان أن يقوم بها لأداء هذه الأمانة تعددت. ممكن ألقي درسا أو خطبة جمعة أو حديثا إذاعيا أو تلفازيا ولا أجد دار نشر تنشر لي ولا جريدة الآن عبر الإنترنت يمكن أن تنشر ما تشاء من الخير والعلم وتنبه على الأخطاء وأسرع انتشارا من الجرائد والمجلات وأبقى وأسرع وصولا للناس. الوسائل التي يستطيع الإنسان أن يبلغ بها هذا العلم أصبحت كثيرة إذن الحجة قامت علينا فلنتق الله في هذا الأمر ولا نظن أن القضية أمر مستحب. هي أمانة وواجبة عليك يجب أن تؤديها وأن تقوم بهذه الأمانة خير قيام. أليست هذه من الأسئلة الأربعة التي ذكرها صلى الله عليه وسلم {لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيما فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه.الراوي: أبو برزة الأسلمي المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2417.خلاصة الدرجة: حسن
(يُتْبَعُ)
(/)
صحيح}.
قوله تعالى {لَا تَحْسَبَنَّ} وفيها قراءة (لا يحسبن).لاحظ أن بعض التفاسير كتبت على قراءة قالون مثل تفسير ابن عاشور. وبعض التفاسير كتبت على القراءة التي كان المفسر يقرأ بها فننتبه إلى أأمرين أن نص المصحف قد يكون كتب بتلك الرواية وبعض الناس قد يعتقد أنها خطأ. والأمر الثاني ممكن المصحف يكتب بقراءة حفص ولكن المفسر يفسر برواية قالون فننتبه بأي شيء يفسر المفسر وهذه من الفوائد التي تخفى على بعض طلبة العلم أو بعض المحققين مع الأسف.
قوله {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} متصلة بما قبلها. مازال الحديث عن أهل الكتاب اليهود بالذات لأنهم هم خالطوا الرسول صلى الله عليه وسلم. ولما سألهم صلى الله عليه وسلم عن بعض المسائل فأجابوه فرأوا أنهم حمدوا أنفسهم وفرحوا بما أعطوا صلى الله عليه وسلم من العلم الذي سألهم عنه أو أنهم كتموا وفرحوا بما كتموا ولكن قال {يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} وهو الآن ثنى عليهم بأمور لم يفعلوها وهذا كثير مما نجده في أخلاق اليهود ولهذا لما نتأمل أحوالهم مع النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوه ويدعون أنهم فعلوه وهم لم يفعلوه. هذه النفسية نبه عنها سبحانه وتعالى فقال {فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ} لو تأملنا الآية التي قبلها لما أخذ الميثاق عليهم ثم جاء بهذه الآية معناه أن ما يفعلونه الآن يستحق العذاب. قرأ مروان بن الحكم وكان في المدينة {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} فقال لئن كان كل واحد منا يفعل فعله ويفرح به ويحب أن يحمده الناس بأفعاله سيعذّب لنعذبن أجمعين. فأرسل غلامه إلى ابن عباس يقول إذا كان كل واحد عمل عملا وفرح به سنعذب أجمعين. فقال مالكم ولهذه الآية؟ إنما نزلت في اليهود جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألهم عن مسألة فكتموها وأظهروا غيرها فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ففرحوا أنهم تجاوزوا هذا الموقف وفرحوا بأنهم لبسوا عليه الأمر ولم يكشفهم فلما خرجوا نزلت هذه الآية {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ}. مراد ابن عباس في رده على مروان التنبيه على أن ما أدخله مروان في معنى الآية ليس في معنى الآية في شيء إنما معنى الآية مرتبط بمسألة أشبه ما نقول مصيرية مسألة مرتبطة بالدين. ونلاحظ أنهم كتموا أمرا عن النبي صلى الله عليه وسلم من أمور الدين واستحمدوا أنفسهم بهذا الفعل وفرحوا به. ابن عباس نبه على أن سياق الآيات للغرض المعين. وهذه فيها فائدة وهي أن التفسير اللغوي لا يكفي لفهم الآيات أحيانا فمروان بن الحكم من أهل اللغة وهو من بني أمية من قريش أي عربياً وليس أعجمياً وبالرغم من ذلك أخطأ في فهم هذه الآية على ظاهرها اللغوي ولكن ابن عباس نبه على أمر أدق وهو السياق الذي توجد فيه وسبب النزول ولذلك التفسير ليس باللغة فقط. التعامل مع القرآن يجب أن يكون فيه حذر ومراجعة لكلام المفسرين حتى تعرف أسباب النزول وهذه هامة جدا. لأننا نجد بعض من يفسر القرآن الكريم يعتمد على لغته وبعض المراجع اللغوية وهذا لا يكفي. مروان بن الحكم فهم الآية على ظاهرها. مثلا إذا أحد يقول ما شاء الله عليكم اخترتم هذا الديكور الجميل فنحن نبتسم ونسكت أو نفرح بما قيل ظنا انه منا. هذا هو الأمر الذي ذهب إليه مروان والآية تحكي أمرا آخر لا علاقة له بهذا الأمر، الذي ذهب إليه مروان لو كل امرئ فرح بما آتى وأحب أن يحمد على ما لم يفعل لنعذبن أجمعون هو فهمها على المعنى العام والمراد هو ما يتعلق بكتمان العلم الذي يؤثر في قضية عملية أو علمية ودليل ذلك اتصالها بالآية التي قبلها كما قال ابن عباس.
(يُتْبَعُ)
(/)
انظر ما ذكر أبو سعيد الخدري فيما رواه البخاري عنه قال {أن رجالا من المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الغزو تخلفوا عنه، وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتذروا إليه وحلفوا، وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا، فنزلت: {لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا}. الآية. الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4567خلاصة الدرجة: [صحيح]}. الظاهر أن الآية تشمل هذا وهذا ولكن لا تحمل على علتها لا تحمل على ما ذهب إليه مروان من أن الإنسان قد ينسب إليه أشياء وهو غير كاره وهي أشياء عادية. قد يشكل على البعض ما ذهب إليه ابن عباس والسياق أنها في اليهود واضح فكيف روى البخاري ما روى عن ابن سعيد؟. وهو روى عن مروان بن الحكم فهل هذا تناقض؟ نقول لا. قولهم "فنزلت" لا تلزم أنها سبب النزول المباشر لكن لو تأملنا الحدث الذي حدث من المنافقين هل يدخل في معنى الآية أم لا يدخل؟ يدخل، فكأن أبا سعيد أراد أن يقول أن الآية تشمل هذا الصنف من المنافقين الذين فعلوا هذا الفعل. انهم ادعوا أنهم قاموا بأمر في الإسلام ولم يقوموا به. ويؤكد ذلك ما رواه الطبري ابي حاتم عن ابن عباس {قوله يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا أن يقول الناس لهم علماء وليسوا بأهل علم لم يحملوهم على خير ولا هدى ويحبون أن يقول الناس أنهم فعلوا} أن يقول الناس أنهم قد فعلوا وبذلوا وجاهدوا وضحوا وهم لم يفعلوا شيئاً من ذلك وإنما كانوا يبحثون عن الدنيا وينبذون الكتاب وراء ظهورهم ويشترون به ثمنا قليلا ونحن نحذر من هذه الصفة. إحذر يا مسلم أن تتزيَّ أمام الناس بأنك من العُبّاد أو ممن يصلون الفجر ومن يقومون بأمر الدين وأنت لست كذلك. هذه وصية. في عصر الإعلام يحاول بعض الناس التزي بشيء ليس فيه من قريب أو بعيد يعني يظهر أنه من أهل الدين والإصلاح وهو من أهل الإفساد وأهل الفجور. نحذر أن نتصف بهذه الصفة.
{وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ختام لسورة آل عمران هذه السورة العظيمة التي يتحدث سبحانه وتعالى في أولها عن النصارى ثم غزوة أحد وطال الحديث فيها ثم يرجع الآن كما ختم سورة البقرة {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (284) البقرة} هنا نفس القضية يقول الله سبحانه وتعالى {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}. افهم من هذا أنه يأتي بيان ملكية الله للأشياء بعدما يذكر الأمر والنهي والتفاصيل يقول انتبهوا يا عبادي المُلك لي وحدي وأنتم عبادي وأنا المتصرف في ملكي كيف أشاء خصوصا بعد ربطها بالبقرة. وجاء بنفس اللفظ تقريبا في سورة آل عمران وبعد الأوامر. لا يُسأل عما يفعل. خذوها مأخذ الجد وقوموا بها فأنتم عبيد لله والله هو المالك لكم والمتصرف فيكم والذي بيده كل شيء من شؤونكم.
ثم ختام عجيب للسورة {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} ثم يذكر من صفاتهم {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} لاحظ كيف يذكر مواطن العبد في عبادته لربه سبحانه وتعالى وخلوته مع ربه وذكره له في قيامه وقعوده وعلى جنبه. وهناك فائدة تأمل عندما ذكر مواطن العبادة قال (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ) قدم القيام لأنه أشرف ولأن الأصل في العبادة أن تصلي قائما. ولكن لما ذكر المرض {وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (12) يونس} قدم المضجع
(يُتْبَعُ)
(/)
لأن الأصل في المريض أن يكون مضجعا فبدأ من تحت مراعاة لحالته. لأن المريض كلما كان مضجعا كان أشد مرضا قال دعانا لجنبه وهذا أدعى للإجابة أو قاعدا أخف. أما هنا ذكر العبادة قياما وهو الأصل. وبعضهم قال القنوت وهو طول القيام ثم بعدها قاعدا ثم على جنوبهم. وأيضا فيها أن الذكر يقال في كل الأحوال وليس في حالة واحدة فقط وما يكون من الذاكرين الله كثيرا حتى يذكر الله في كل أحواله. قالت عائشة رضي الله عنها تصف النبي صلى الله عليه وسلم {كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه.الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: العلل الكبير - الصفحة أو الرقم: 360. خلاصة الدرجة: صحيح}. يعني في الفراش وعندما يقوم وعندما يصلي وعندما يدخل ويخرج من الخلاء وعندما يركب, أي في كل الأحوال. ولا يكون الإنسان من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات حتى يكون كذلك. تصور لو كان الذكر مثل الصلاة لا يكون إلا في أوقات مخصوصة وطريقة مخصوصة سيكون صعباً. {أن رجلا قال يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به قال: لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله. الراوي: عبدالله بن بسر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3375. خلاصة الدرجة: صحيح}
لاحظوا أن من فضل الله علينا أن علمنا كيف نذكره. علمك ما هو الذكر الذي تقوله لتذكره به. أمرك أن تذكره ثم فال إذا أردت أن تذكرني فقل كذا وكذا. حتى الرسول صلى الله عليه وسلم يقول يوم القيامة أنه يأتي فيسجد بين يدي الله { .......... فأنطلق، فآتي تحت العرش، فأقع ساجدا لربي، ثم يفتح الله علي، ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه لأحد قبلي، ثم يقال: يا محمد! ارفع رأسك، سل تعط، واشفع تشفع، فأرفع رأسي، فأقول: يا رب! أمتي أمتي، فيقال: يا محمد أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب .... الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1466. خلاصة الدرجة: صحيح} أي يفتح علي أن أذكره بأشياء جديدة. كذلك هنا هذا من فضل الله علينا عندما قال هنا قولوا {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (192) رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194) فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ}. ما أجمل التعليم! يعلمك كيف تدعوه ويبشرك أنه يستجيب لك وهذه لا تكاد تجدها في كتب أهل الكتاب تعليم العبد كيف يذكر ربه. ولذلك نلاحظ في الاية {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا} هذه تعلموها من ربهم {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا (27) ص}. علمه كيف يدعوه. هذه الآية كان صلى الله عليه وسلم يذكرها إذا قام من الليل في العشر آيات الأخيرة من آل عمران قبل أن يصلي. وهذا يعطيك تنبيه لماذا خص الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الآيات؟ لأن هذه الآيات فيها تذكير بهذه العبادة عبادة الذكر والتفكر والأدعية عندما تقولها في ظلام الليل والإنسان مستقبل عبادة من أشرف العبادات وهي قيام الليل ويتلو هذه الآيات ستجد أنها مناسبة. أقول اختارها صلى الله عليه وسلم أو أوحي إليه بها وهي بالفعل في مكانها وأقول هذه سنة فاعملوا بها لتعلموا أن هذه الآيات وضعت في مكانها خصوصاً إذا علمنا أنها بدأت بأمر بيان عظمة الرب من خلال رؤية مخلوقاته {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ}. من هم أولوا الألباب؟ هم {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (192) رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ}. هم يخرجون من الذكر إلى التفكر ويتفكرون في السماوات والأرض ثم يدعون أي بدأوا بالذكر ثم عادوا إلى الذكر وهو الدعاء {فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}. وهناك أمر أتمنى ألا يغفل عنه الإنسان. يظن الناس أن الذكر باللسان ولكن الحقيقة أن الذكر بالقلب ولكنه يظهر على اللسان تقول نسيت شيء فذكرته أي ذكرته بقلبك. أفضل الذكر ما كان بالقلب واللسان. ذكر اللسان ذكر محمود ولكن أفضل منه وأعظم ذكر القلب لأنه هو الأصل. وهو الذي يطهر القلب ويزكي القلب ويتحرك به القلب وهو الذي ينسى ويغفل. لاحظ {لِأُولِي الْأَلْبَابِ} إشارة أن ذكر الله دليل على عقل صاحبه، الرجل كلما زاد ذكرك لله دل ذلك على عقلك وأنت صاحب لب وأنك فعلاً رجل عاقل لأنك تكثر من ذكر الله سبحانه وتعالى. نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من أهل القرآن المتدبرين له والعاملين به على أكمل وجه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[15 Sep 2009, 12:46 م]ـ
انتهت بفضل الله وقفات المشايخ الفضلاء في سورة آل عمران تقبل الله منا ومنهم ونفع بهم وزادهم علماً وإلى الملتقى في حلقات جديدة بعد رمضان إن شاء الله تعالى مع سورة أخرى من سور القرآن العظيم.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[12 Oct 2009, 07:50 م]ـ
من قناة المجد العلمية
برنامج بينات
الحلقة الـ (1)
تأملات في سورة آل عمران
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r1.rm
الحلقة الـ (2)
تأملات في سورة عمران
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r2.rm
لحلقة الـ (3)
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r3.rm
لحلقة الـ (4)
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r4.rm
الحلقة الـ (5)
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r5.rm
الحلقة الـ (6)
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r6.rm
الحلقة الـ (7)
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r7.rm
الحلقة الـ (8)
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r8.rm
الحلقة الـ (9)
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r9.rm
الحلقة الـ (10)
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r10.rm
الحلقة الـ (11)
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r11.rm
الحلقة الـ (12)
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r12.rm
الحلقة الـ (13)
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r13.rm
الحلقة الـ (14)
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r14.rm
الحلقة الـ (15)
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r15.rm
الحلقة الـ (16)
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r16.rm
الحلقة الـ (17)
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r17.rm
الحلقة الـ (18)
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r18.rm
الحلقة (19]
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r19.rm
الحلقة 20
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r20.rm
الحلقة 21
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r21.rm
الحلقة22
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r22.rm
الحلقة 23
http://woroodalkhaleej.com/ramadan09/6r23.rm
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[21 Oct 2009, 05:37 م]ـ
اسأل الله أن يجزيك خير الجزاء، وأن يجعل ما تقومين به خالصاً لمرضاة الله
3/ 11/1430هـ
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[21 Oct 2009, 07:48 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل عبد الملك على تعقيبك الطيب ودعائك وهذا ما أحتاجه وما يشجعني على المضي قدماً في تفريغ هذه الحلقات القرآنية النافعة لكم.
بارك الله فيك.
ـ[محمد بن عبدالعزيز الخضيري]ــــــــ[11 Nov 2009, 05:35 م]ـ
لا أملك لك وأنا أرى هذا البذل والعطاء لأجل القرآن وأهله إلا أن أدعو الله لك بالتوفيق والتسديد والمزيد حتى تلقي ربك الحميد.
ـ[زمرد]ــــــــ[12 Nov 2009, 02:53 ص]ـ
جهد مبارك، أشكرك أختي الفاضلة سمر وأسال الله ان يفتح عليك ويرزقك العلم بكتابه والعمل به.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[16 Nov 2009, 10:14 م]ـ
جزاكم الله خيراً شيخي الفاضل د. محمد الخضيري على تعقيبك الطيب وكما أقول دائماً هذا أقل ما يمكنني تقديمه لكم أهل القرآن في سبيل نشر هذا العلم الذي فتح الله تعالى به عليكم على المسلمين في أنحاء الأرض الذين هم بأمس الحاجة لفهم القرآن على النحو الذي تقدموه لنا وفقكم الله تعالى لكل خير ولخدمة كتاب الله تعالى. أسأل الله تعالى أن يتقبل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم لا سمعة فيه ولا رياء
وجزاك الله خيراً أختي الكريمة زمرد على تعقيبك ودعئاك ولك مثله إن شاء الله وأكثر.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 Jan 2010, 01:12 م]ـ
الحلقة 15
وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (121) إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (122) وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124) بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126) لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ (127) لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128)
الحديث عن غزوة أحد في سورة آل عمران. في المجلس السابق تحدثنا عن الآيات {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118) هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119)} هذه مسائل قلبية لا يطلع عليها أحد. الآن أحدث وسائل التجسس لا يمكن أن تطلعك على إن كان يحبك أو لا يحبك.هل يمكن أن يكتشف شئ يكشف هل فلان يحبك أو لا يحبك؟ الله أعلم. فهذه أعمال القلوب لا يعرفها إلا الله سبحانه وتعالى. أقول بالرغم من هذا التحذير والتنبيه من الله سبحانه وتعالى للمسلمين أن يكونوا حذرين جدا في هذه المسائل الحساسة مسألة البطانة وأن الأسرار لا ينبغي أن يطلع عليها إلامؤمن يكون معك في الصف.
تلاحظون أن هذه كلها تمهيد ومقدمة للحديث عن المعارك، معركةأحد الآن، وأنه ينبغي على كل قائد أو كل صاحب قرار أن يكون حذرا جدا في مسائل المعارك والحروب وأنه ينبغي في غاية السرية وغاية الحذر. وهذه الآيات من سورة آل عمران {مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (117) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118) هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119) إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120)} أربع آيات فيها تحذير وتنبيه لما ينبغي أن يحتاط ويحذر من إفشاءه , من تسرب معلومات, إعداد وانتباه من الأعداء.
وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (121). ويؤكد هذا المعنى في سورة التوبة لما ذكر الله سبحانه وتعالى قصة غزوة حنين وتبوك بعدها قدمها بمثل هذه المقدمة تماما. قال تعالى {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (16). يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آَبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (23) قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ
(يُتْبَعُ)
(/)
تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24)} وهذا يدلنا على أن موضوع القتال ينطلق أول ما ينطلق من القلوب. ماذا في قلبك من الولاية لله ولرسوله وللمؤمنين؟. إن كنت ستقاتل الكفار وأنت معجب بهم وتحبهم وتقربهم وتداهنهم وتجعلهم بطانة , كيف ستنتصر؟! لا يمكن. لكن يجب أن يكون التجرد والولاية والنصرة أولا في هذه الأنفس. إذا فزنا على أنفسنا وعلى شهواتنا في دواخلنا إستطعنا أن نصرع أعداءنا في الخارج. وتأكيد لمعنى عمل القلوب في المعارك والحروب قول الله سبحانه وتعالى {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18)} (الفتح) علم ما في قلوبهم من الصدق ومن الإيمان فأنزل السكينة عليهم وكذلك هنا.
وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (121)
قوله (وإذ غدوت) يعني خرجت غدوة في أول النهار وتبوئ أي تجعل كل إنسان في مكانه أي تنزلهم منازلهم {وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}. وفي قوله"إذ غدوت من أهلك" قال أهلك ولم يقل من بيتك أو من المدينة ولو قال إذ غدوت تبوئ للمؤمنين مقاعد تكون مفهومة. ولكن (من أهلك) إشارة للمكان الذي خرج منه النبي صلى الله عليه وسلم وفيه من الفوائد الشيء الكثير منها التنبيه على أن المسلم يخرج مجاهدا من بيته وأهله الذين يحبهم ويحبونه وقد باع نفسه لله فهذا ملحظ في قوله (من أهلك) تركتهم وهم أهل لك. وفي ذلك تأكيد على العمل القلبي. الآن يتجرد الإنسان من محبته للكافرين وحتى من أهله أيضا فلا يؤثر محبتهم على محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.وهذا المعنى أيضا مذكور في سورة التوبة {قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24)} ولذلك أقول أن المؤمنين يؤتون من هذا الجانب أولا وإذا نجحوا فيه نجحوا فيما بعده. والمشكلة أن هذا هو الذي يشغلنا كثيراً عن الجهاد. حتى في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم {سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (11)} (الفتح) هم ليسوا منافقين ولكن اشتغلوا بالدنيا.
وفي قوله (إذ غدوت من أهلك) قضية الغدوّ أي الإتيان بالأعمال في أول النهار وأن هذا مبارك ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على الخروج في الصباح ويحرص على أن يبدأ المعركة في الصباح وفي هذا دلالة على أن يختار الإنسان الوقت للبدء. فكما أن الأشخاص والأماكن يختلفون كذلك الأوقات ففيها ما هو مبارك وما هو أقل بركة. ولذلك إذا بدأ الإنسان معركة يبدأها في الوقت الذي يكون مباركا. وفي الآية {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (121)}. ولمحة أخرى أيضاً في قوله (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ) الإنسان الآن سيودع أهله ويذهب للقتال وقد لا يعود إليهم مرة أخرى ففيها العناية بهم وإعطاؤهم هذه العواطف الجميلة قبل أن يخرج للقتال وأن يجعلهم آخر شئ يخرج منهم وهذا آخر عهده بهم فهو يسلّم عليهم ويودعهم ويوصيهم ويدعو لهم "أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه وهم يقولون له " نستودع الله دينك وأماناتك وخواتيم أعمالك" حتى أن الرجل إذا أراد أن يخرج للقتال سمع كلمة من زوجته تثبته " إتقِ الله ولا يضرك هذا وأن الله عز وجل سيحفظنا" فهو يستبشر ويستنصر
(يُتْبَعُ)
(/)
ويرتاح ويطمئن فيخرج وقد شعر أن هذه المعنويات الجميلة قد خلّفها في بيته
إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (122)
بسبب المنافق عبد الله بن أبي بن سلول وقد تكون مثالا للذين "لا يألونكم خبالا". الطائفتان يقصد بهم قبيلة بنو سلمة وبنو حارثة كادوا أن ينسحبوا من معركة أحد ويتركوها بسبب رئيسهم عبد الله بن أبيّ ولكن الله ثبتهم فبقوا وثبتوا مع النبي صلى الله عليه وسلم {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا} {وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} فثبتوا. ولذلك يقول جابر {نزلت هذه الآية فينا: {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا}. بني سلمة وبني الحارثة، وما أحب أنها لم تنزل، والله يقول: {والله وليهما}. الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4051خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
فرب ضارة نافعة. (الله وليهما) في حق من ثبت إبتداء أشد. ولكن ثبتت له الولاية وهذا ما يريده جابر رضي الله عنه. وهذا مثال لقوله تعالى {لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ} فكون عبد الله بن سلول ينسحب بالجيش يدل على أنك إذا اتخذت بطانة فسيكون الأمر مثل ذلك، تخُذَل في أحرج المواقف. ولذلك فإن طالوت عليه السلام لما أراد أن يغزو عدوه جعل الله له شيئا يبتلي به الناس قال {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249)} (البقرة) تصفية حتى إذا دخل المعركة دخل فيها بأناس يثبتون ويصبرون فعرف بذلك الصادق من الكاذب من المنافق. أي أن سُنة الابتلاء هذه لا بد منها ولا يسلم منها أحد. ويقول البعض لماذا لا نلغي الاختبارات في المدارس والجامعات؟ نقول يا أخي كيف نعرف من يستحق هذه المكانة. الإبتلاء سنة في الدنيا والآخرة وفي الجنة والنار {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)} (البقرة).
{وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (122)} قوله سبحانه وتعالى "على الله" اسلوب من أساليب التوحيد أو الحصر. أي عليه وحده وليس على أحد سواه. والتوكل لا يجوز أن يكون على أحد من الناس. إنك تُوكل أحدا ولكن لا تتوكل عليه بمعنى أفوض الأمور ولهذا من الخطأ أن يقول الناس توكلت على الله ثم عليك. توكلت على الله يعني فوضت أمري على الله وحده ولكن وكلتك أن تقوم بالأمر الفلاني فلا بأس في ذلك. وهنا أمر مهم جدا في قضايا جهاد الكفار فمن أعظم الأشياء التى يجب أن يتربى عليها المؤمنون إذا أرادوا النصر على أعدائهم التوكل على الله. المعارك لها أسباب وعُدة ولكن كل هذه الأسباب والعدة ليست بشئ أمام تفويض العباد أمورهم إلى الله سبحانه وتعالى ولذلك على العباد ألا ينظروا إلى الأسباب. نعم يعدوا ويتخذوا الأسباب ويقوموا بما أوجب الله عليهم ولكن لا ينظروا إليها ولا يجعلوها ميزان بينهم وبين عدوهم. كم دخل المؤمنون معارك وعدوهم يزيد عليهم عدة وعتاداً وكل معارك المسلمين تكاد تكون كذلك. ومع ذلك ينصر الله أهل الإسلام بصدقهم وحبهم لله ولرسوله وولايتهم لله ورسوله وتوكلهم عليه وتفويضهم أمورهم إليه. الله عز وجل أصلا ينصر عباده وينصر دينه ولكن يأمرهم أن يتخذوا الأسباب. في معارك المسلمين الأولى أيام أبي بكر وعمر الجيوش التي أرسلت للشام لملاقاة الروم كان جيش شرحبيل بن حسنة وجيش عكرمة بن أبي جهل وجيش عمرو بن العاص وجيش أبو عبيدة كانت جيوش متفرقة تنازع الروم فلما أرسل عمر إلى خالد بن الوليد في فلسطين أمره بالإتجاه إلى اليرموك. خالد بن
(يُتْبَعُ)
(/)
الوليد رضي الله عنه وهو في هذا الإتجاه وقطع مسافة في البادية لقيه بعض الروم يخوفه قال ما أكثر جيوش الروم!. فقال أتخوفني بكثرة الروم والله لوددت أن الأشقر برئ من علته (الحصان) وأن الروم أضعفت في العدد. وفعلا لما اجتمعت جيوش المسلمين كانت خمسة أو ستة وثلاثين ألف مقاتل مقابل مائة وعشرون ألف ونصرهم الله سبحانه وتعالى. ونلاحظ في كلام خالد بن الوليد رضي الله عنه التوكل الصادق على الله مع التنظيم والترتيب. ولكن هناك توكل صادق وحقيقي على الله.وكانت في الجيوش بركة يثبتون الناس. كم من الصحابة رضي الله عنهم كان يحفر مكان قدمه حتى لا يتراجع ويحمل الراية. وسقطوا رضوان الله عليهم شهداء ولكن وقفوا وثبتوا وصدقوا ما عاهدوا الله سبحانه وتعالى عليه.
وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123)
الذلّة هنا بمعنى القلة وليس الذُل أي عددهم قليل لأن الآن ومثل ما ذكرنا قضية القلة والكثرة في المعارك خاصة معارك المسلمين ليست هي الأصل ولكن الأصل هو ثبات هؤلاء المؤمنين بما عندهم من إيمان. عشرة آلاف مقابل مائة ألف المنطق والعقل يقول أن هؤلاء سيهُزَمون ولكن أنظر إلى {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126)} و {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160)} ولاحظ أنه جاء بالتقوى في قوله تعالى {فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123)} إشارة إلى أن سيقع شئ في هذه الغزوة يخالف التقوى فوقعت الهزيمة ولذلك فإن هذه المقدمة {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (121) إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (122)} في البداية فيها مخالفة من المخالفات التي وقعت في هذه الغزوة. والإشارة الأخرى يذكّرهم ببدر. لقد نصركم في بدر وعددكم قليل فاتقوا الله إن أردتم النصر لعلكم تشكرون. والشكر يكون بالعمل. وما هو العمل؟.هو عمل الطاعة {اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13)} (سبأ).ليس الشكر مثل ما نجده الآن من ينتصرون يقيمون الحفلات والمهرجانات. هذا مخالف لما يحبه الله ورسوله. لم نجد أن الرسول أقام احتفالا أو مهرجانا عندما انتصر في بدر. الرسول هو قدوة لنا لم يفعل مثل هذا. فعندما نجد مثل هذا فنعتبر هذا نوع من المخالفة يحتاج الإنسان أن يعيد حساباته في هذا الأمر. إذا أردت أن تشكر الله فاشكره بالطاعة ولهذا من لطائف سورة سبأ أنها ذكرت آل داوود وكان آل داوود أهل شكر وهو مثال عملي للشكر. وبعدها مباشرة {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آَيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15)} (سبأ) وبعدها {فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (17)} (سبأ) مثال آخر ضد الشكر وهو كفر النعمة.
وفي قوله (أذلة) لمحة أخرى أيضا بالإضافة إلى قلة العدد وهو أن هذا الذل الظاهر بقلة العدد أورثكم تعلقا بالله وتوكلا عليه. كان عددهم 314 في بدر وكان عدوهم الألف أو فوق الألف. هذه الذلة جعلت المؤمنون لا يتكلون على شئ من أسبابهم وإتكلوا وإعتمدوا على الله ودخلوا المعركة ومعهم سلاح الإيمان ولذلك جاءت ضد هذه القضية في حنين {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25)} (التوبة) ماذا أإنت الكثرة؟! أنتم الآن اعتمدتم على الكثرة وتوكلتم عليها ورأيتم أن العدو سيكون لقمة سائغة وسهلة
(يُتْبَعُ)
(/)
جدا بالنسبة لكم. لا، فالأمر هو الذي يحسبه ويقول به هو الله سبحانه وتعالى فلا تنظروا إلى هذا العدد. ولذلك فإن (أذلة) فيها هذا المعنى وهو أن ذل القلب بين يدي الله عندما يكون في هذه المواطن بل في كل المواطن. فأنت ما دمت ذليلاً لله خاضعاً لله تعلم أن النصر لا ينزل إلا من عنده أبشِر بالنصر. أما إذا دخلت وأنت فيك من العنجهية والكبر والإعجاب بالعدد والخطط وغير ذلك فاعلم أن الله يكلك إليها ويريك ضعفك وضعفها. ولذلك ذكر الله أن هذا من أسباب هزيمة المشركين {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (47)} (الأنفال). معروفة قصة أبو جهل عندما قال لن نرجع حتى تنحر الجزر ونشرب الخمر وتعزف القيان وتسمع بنا العرب. وفعلا سمعت بهم العرب ولكن بخلاف ما كان يخطط له، قتلى أسرى. وبالإضافة إلى ما ذكر في (أذلة) فإن من يصف المؤمنين بهذا الوصف هو الله سبحانه وتعالى ولذلك جاء الوصف منه مقبول سبحانه وتعالى يصف المؤمنين أنهم أذلة بين يديه ولذلك نصرهم بخلاف لو جاء وصف المؤمنين أنهم أذلة من أعدائهم لما كان هذا مقبولا. فعماد النصر هو التقوى. الصحابة والخلفاء رضي الله عنهم كانوا كلهم ينطلقون من هذه المعاني. في كل المعارك يوصون ويقولون أنكم لن تنتصروا بالعُدّة ولا بالعدد وانما تنتصرون بأعمالكم. ويقال كتب عمر رضي الله عنه لجيش سعد وقال إنكم لا تنتصرون بعددكم ولا بعدتكم ولكن اللهَ اللهَ في الذنوب والمعاصي أن تؤتَوْا من قبلها. أحيانا بعضنا يقرأ هذه الكلمات في التاريخ ويقول أن هذه الوصايا فيها نوع من النرجسية، أين الدعم؟ أين السلاح؟ أين المال؟ أين الرجال؟ لكنك لما تتأمل القرآن الكريم تجد أن هذه القواعد ثابتة {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126)} ولكن بدون أن نهمل الأسباب نتخذ كل ما بوسعنا من الأسباب التي يستجلب بها النصر وهذا ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم.حتى التخطيط الحربي الدقيق كل ذلك نفعله ثم نعلم أن هذا لن يغنينا من الله شيئا ونعلم أنما النصر هو من عند الله وأننا ما فعلنا الذي فعلنا إلا طاعة لله.وأن الله قادر على أن ينصرنا وينصر أهل الإسلام في كل زمان ومكان بدون أن يتخذوا شيئا من الأسباب. ولكن الله تعبّدنا بإتخاذ هذه الأسباب وهذا أمر قد يغفل عنه بعض الناس. يقولون أن عمرو بن العاص في معركة أجنادين أرسل من يجس نبض الروم من باب اتخاذ الأسباب. فجاء الرسول فما شفى غليله. فأرسل رسولاً آخر فقال اسأل عن كذا وكذا ولكن ما شفى غليله. فذهب عمرو بنفسه إلى القائد ولو عرف القائد أن هذا عمرو بن العاص لقتله. فذهب عمرو بن العاص فتحدث مع القائد وكأنه أحس أنه قائدهم وقد سمع عن ذكائه ومواصفاته وكأنه أشار إلى من يقتله. فهم عمرو بن العاص إشارة الرجل فقال أنا من أحد عشر أرسلنا أمير المؤمنين لنكون مع عمرو بن العاص وأنا قد أعجبني كلامك وسأذهب أحضر لك العشرة حتى يسمعوا ما سمعت منك. فرأى القائد في ذلك فرصة وأفلت عمرو منه. الشاهد أنهم لم يغفلوا اتخاذ العدة ولكن لم يعتمدوا عليها وهذا هو الفرق.
إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124)
أي في بدر إذ يقول لهم كانوا أذلة. ومحتمل أن تكون في بدر أو في أحد {أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124)} وفي سورة الأنفال قال تعالى {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9)} (الأنفال) فقوله (مردفين) أي يردف بعضهم بعضا ولم يحدد كم يكون الرديف. فبينت هذه الآية أن الأرداف كان باثنين أي كل واحد أردف باثنين ويكون هذا تفسير لما أجمل في (مردفين) إذا قلنا أن هذه كانت في بدر {أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124)} ثم قال بلى أي يكفيكم ثم شرح أن {بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا
(يُتْبَعُ)
(/)
يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125)} أي ان صبروا واتقوا فيمدهم الله بمدد آخر من الملائكة وهذا سبحانه وتعالى ما يثبت المؤمنين في المعارك. نحن نقول ثلاثمائة مقابل ألف ولكن ثلاثة آلاف ملك الواحد منهم يساوي أهل الأرض جميعا ولكن تكرر المعنى مرة أخرى (إن تصبروا وتتقوا). وهذا شرط فعلا مذكور ومكرر. لو أردنا أن نتقصاه نجده في مواطن الجد والاجتهاد.
(يأتوكم من فورهم) أي يأتوكم مباغتين مسرعين فإن الله سبحانه وتعالى يعجل لكم بمن ينصركم من هؤلاء الملآئكة. قوله (يأتوكم من فورهم) يقصد أهل مكة يظنون أن من قلة عددكم أنهم قادرون على استئصالكم فيسرعون بالمجئ وهم يسرعون إلى حتفهم. ولذلك قال {يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125)} و (مسومين) أن كل من يقتلونه يتركون عليه وسما وعلامة تبين أنه قتيل الملائكة. وهذا ما ذكره الصحابة رضوان الله عليهم الذين شهدوا هذه المعركة أنهم كانوا يعرفون المقتول الذي قتل من الملآئكة. لاحظ أنه يمكن أن تحضر بذهن كل من يقرأ الآيات أن الله سبحانه وتعالى مادام أمدكم بألف أو بثلاثة آلاف أو خمسة آلاف من الملائكة فإن النصر متحقق مائة في المائة فقال الله سبحانه وتعالى لا، لا تظنوا هذا الظن قال سبحانه وتعالى {وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126)} يعني الآن عندما يعلم المسلمون أن الملآئكة يقاتلون معهم ليس أنه لن تنتصروا إلا بالملائكة، لا، ممكن أن ينصرك الله بغير الملآئكة بأن يلقي الرعب في قلوبهم ولكن هذا من باب تطمين قلوبكم فقط وإلا فإن النصر من عند الله وليس بسبب الملآئكة. فقد يقول قائل مادام الملآئكة موجودة لماذا لم يفنى المشركون؟ فنقول أن هذا أمر مرتبط بالحكمة الإلهية ولهذا كثير من الناس يغفل عن باب القدر إذا جاء مثل هذه الأشياء مادام معهم الملآئكة هو يتصور بعقله البشري بأن المفترض أن المشركين يفنوا عن بكرة أبيهم ولكن سبحانه وتعالى يبين أن وجود الملآئكة الأصل فيه للتطمين والبشرى والسكينة ولا يدخلون القتال إلا بأمر من الله سبحانه وتعالى فالأمر كله لله فإذن لم يؤمروا بأن يقاتلوا وأن يبيدوا إنما أمروا بضربات معينة محددة وهذا يتضح من خلال الآثار التي وقعت. فمعنى ذلك أن هؤلاء الملآئكة لم يباشروا كلهم القتال وإنما باشر من أذن له الله في مواطن محددة فقط وإلا فهم موجودون للتطمين والبشرى. ولذلك قال مجاهد أنهم لم يقاتلوا مع المؤمنين إلا في يوم بدر ولكن جاؤوا يوم أحد ويوم الخندق أيضا جاؤوا للتطمين والسكينة. وعليها حمل هذه الآية {وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ} أنهم لم يقاتلوا معكم في يوم أحد، أي من أجل الطمأنينة. ولكنها وردت في الأنفال في نص واضح. وفي رواية أن النبي يقول للصحابة رضي الله عنهم في المعركة هذا جبريل قد ركب ولبس لأمته للقتال معكم. وهذا في غزوة الخندق لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم وخلع رداءه قال ما تصنع يا محمد قال جبريل إني أمرت أن أغزو هؤلاء (بني قريظة) {لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من الخندق، ووضع السلاح واغتسل، أتاه جبريل عليه السلام، فقال: قد وضعت السلاح؟ والله ما وضعناه، فاخرج إليهم. قال: (فإلى أين). قال: ها هنا، وأشار إلى بني قريظة، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم إليهم. الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4117
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]} فلبس صلى الله عليه وسلم لأمته وأمر أصحابه {قال النبي صلى الله عليه وسلم لنا لما رجع من الأحزاب: لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة. الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 946
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]} احتذاء بالملائكة الذين خرجوا الآن مباشرة للقتال وهذا الشرف العظيم من لك بجيش مثل هذا يقوده الرسول صلى الله عليه وسلم وجبريل ولذلك يفخر حسان بن ثابت ويقول: جبريل تحت لوائنا ومحمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126)
هذا المدد بشرى لكم. هذا للتبشير فقد أخبرهم صلى الله عليه وسلم بوجود الملآئكة بينهم. أنا أتصور أن إذا قال صلى الله عليه وسلم للصحابة خبرا فكما يقول أبو بكر إن كان قال فقد صدق. هذه النفسية كيف ستقاتل؟ لا شك أنها تقاتل وهي مطمئنة ومرتاحة. وهذا التطمين الإلهي لهم بأن جعل الملائكة تقاتل معهم جعلهم يستقرون ويقاتلون وهم يشعرون بأنهم قد أمدوا بهؤلاء الملآئكة. ثم قال بعد ذلك {وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ} واطمئنان القلب هو الأصل لأنه إذا فزع القلب لإضطربت الجوارح ولذلك قالوا {قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250)} (البقرة) تثبيت القدم تربيط للقلوب {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (11)} (الأنفال) هذا من المستحسن أن نلاحظ ترابط بين بداية سورة الأنفال وبين هذه الآيات بل هناك بعض اختلاف {وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10)} (الأنفال) وهنا قال {(وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126)}. ومن حكمة إنزال الملآئكة أيضا {لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ (127)} أي من حكمة ترك جزء من المشركين أسرى ومشردين رجعوا قال الله تعالى {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} قد يتوب عليهم وقد يسلموا. كما نتأمل عكرمة بن أبي جهل كان على رأس جيش من جيوش المشركين في فتح مكة يحاول أن يصد محمد صلى الله عليه وسلم ولكن أصبح من قواد المسلمين الكبار في اليرموك {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} حتى محمد صلى الله عليه وسلم.
وقوله {لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ (127)} مرتبط بالملائكة {وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126)} أي يقطع طرفا بهذا الإمداد أي فريق من الذين كفروا. لماذا لم يبد المشركين عن بكرة أبيهم ما دام الملائكة موجودين؟ الله قال لا (طرفا). وقد لفت نظري في أدب الجاهلية لم أجد أحد منهم يعيّر المسلمين بقوله أنتم لم تنتصروا علينا بقوتكم بينما انتصرتم علينا بالملائكة لم أجد هذا. ولعل هذا من حكمة أنه لم يكون دور الملائكة دور ظاهر أي أن المسلمين لم يمارسوا القتال وناب عنهم الملائكة. لا، قتل من المسلمين كثير واستشهد منهم كثير. وهذا لو ظهر لآمن الناس كلهم مثل أيضا لو انتصر المسلمون في كل موقعة لآمن الناس كلهم. لأن من طبيعة النفس البشرية أن تميل مع القوي الذي لا يُهزَم ولكن الله يجعل ذلك ابتلاء {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} (آل عمران 140). الأخبار التي وردت أن الصحابي إذا أهوى بالسيف يريد أن يقتله فإذا به ينشق لأنه للملك ولكن هو يقاتل ولذلك قال {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} وهذه من الاستدراك أو الجمل المعترضة اللطيفة جدا. والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم. لأن أصل الخطاب بدون الإستدراك" ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون فجاءت "ليس لك من الأمر شيء" في موطن فيه من البراعة ما يجعلك تتأمل وتقف.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد يستدرك البعض في قول "فيه براعة" حيث هل يجوز أن يوصف كلام الله بأن به براعة استهلال؟ ولكن يمكن أن يقال أن هذا أسلوب عند العرب يسمى اصطلاحا "براعة استهلال". والقائل بهذا يرى أنه من باب الأدب مع الله ونحن نحمد له هذا ولكن هل كجانب علمي فيها انتقاص أو محذور؟ أو خطأ محض؟ ولكن نحن ننبه السامع إلى استخدام كلمات مثل "حسن التخلص" و" براعة الاستهلال". كلها نفس المعنى.
ومثل هذا أمر آخر ننتبه إليه في باب ما ينسب إلى الله سبحانه وتعالى أن أسماء الله توقيفية بألفاظها ومعانيها فما نزيد في أسماء الله شيئا لم يرد في الكتاب ولا في السنة.والصفات يتوسع العلماء فيها لأنها مستنبطة من الأسماء ولذلك يرون أيضا أن يضاف في الصفات ما لا يضاف في الأسماء فمثلا صفة المكر والخديعة تضاف بضوابط معينة ومعروفة {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (142)} (النساء) و {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30)} (الأنفال). الأمر الثالث وهو أوسع منهما وهو أفعال الله والباب فيها واسع جدا وهي واردة في السنة النبوية وواردة على ألسنة العلماء رحمهم الله تعالى فيقولون مثلا اللهم هازم الأحزاب مجري السحاب فهي ليست من باب أسماء الله ولا من باب الصفات لأن الصفات فيها نوع من الثبوت وهذه من باب الأفعال مثل اللهم العن الكفار واهزمهم يا هازم الأحزاب ويا مجري السحاب فلا يسمى الله المجري ولا يقال في صفاته المجري ولكنها الأفعال. والأفعال بابها واسع. والله أعلم. إذن القاعدة في ذلك أن في باب الإخبار أوسع بشرط أن لا يكون ما يُخبَر به عن الله فيه تنقّص. ونذكر أبيات جميلة للسيوطي في ألفيته عن البلاغة عندما تكلم عن سور القرآن الكريم وما فيها من حسن التخلص وحسن الاستهلال والبداءة فقال:
وسور القرآن في ابتدائها وفي خلوصها وفي انتهائها بالغة أبلغ وجه وأجلّ
وكيف لا وهو كلام الله جلّ ومن لا أمعن في التأمل بان له كل ما هو خفيّ وجلي
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 Jan 2010, 01:13 م]ـ
الحلقة 16
لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128) وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (129) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130) وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (131) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (132)
تحدثنا في المجلس السابق حول بعض معاني (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128)) ونتحدث اليوم عن بعض ما تفيدنا هذه الآية. قوله سبحانه وتعالى (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ) الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ونلفت النظر إلى قضية مهمة جدا في القرآن وهي تأديب الله سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم وتحليته له بالفضائل. وسيأتينا في السورة مجموعة من الأوامر مقصود بها النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة وإن كان الخطاب العام ممكن أن يشمل النبي صلى الله عليه وسلم ولكن الذي يقصد به النبي مباشرة أن يوجه له الخطاب كقوله سبحانه وتعالى (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ) هي مرتبطة بقوله {لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ (127)}. لو لاحظنا هذا مرتبط بجانب "الرد" لما جاء عند الآخر بعد أن قال (أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ) هذا احتمال أنه بعد أن يقطع طرفا منهم أي فريقا منهم أو يكبتهم فينقلبوا خائبين قال بعد ذلك (أو يتوب عليهم) على هؤلاء المشركين فإن تاب عليهم يسلمون وهذا من رحمة الله بعباده. فإن لم توقع لهم التوبة في قدر الله
(يُتْبَعُ)
(/)
فإنه يبقى لهم العذاب. والعذاب هنا يشمل العذاب الدنيوي والأخروي وان كان قطع الطرف والكبت هو جزء من العذاب ولكن هذا يكون عذاب مخصوص غير العذاب الأول. فإذن الآيات إذا تأملنا في قوله {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} كأن فيها نوع من التربية للنبي صلى الله عليه وسلم على الصبر وعدم العجلة في أمر هؤلاء مع أنه صلى الله عليه وسلم تمثل هذا الأمر لكن في بعض الحوادث المعينة وقد يكون صلى الله عليه وسلم قد دعا على قوم أو حصل منه شيء من هذا فينبهه الله سبحانه وتعالى على أن الأمر كله لله.ولذلك لما كان في يده أن يطبق على الكفار الأخشبين قال لا. روت عائشة رضي الله عنها {أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد؟ قال: لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث الله إليك ملك الجبال، لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال، فسلم علي، ثم قال: يا محمد، فقال: ذلك فيما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده، لا يشرك به شيئا.الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3231خلاصة حكم المحدث: [صحيح]}. فهذا الموقف الذي عاشه الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه الفترة يدل على أنه كان موقف عصيب وشديد وسبب النزول يدل على ذلك وقد ورد فيه حديثان. الأول {أن النبي صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته يوم أحد وشج في جبهته حتى سال الدم على وجهه فقال كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم صلى الله عليه وسلم وهو يدعوهم إلى ربهم عز وجل؟.الراوي: أنس بن مالك المحدث: ابن عساكر - المصدر: معجم الشيوخ - الصفحة أو الرقم: 1/ 42خلاصة حكم المحدث: صحيح}. فأنزل الله هذه الآية {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ}. والثاني {أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الآخرة من الفجر يقول: (اللهم العن فلانا وفلانا وفلانا). بعد ما يقول: (سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد). فأنزل الله: {ليس لك من الأمر شيء - إلى قوله - فإنهم ظالمون}. الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4559خلاصة حكم المحدث: [صحيح]}. وهذا يؤكد أن صلى الله عليه وسلم في موقف احتمل عليهم أو دعا عليهم أو استعجل عليهم فالله سبحانه وتعالى قال إن الأمر بيده {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ}. ولعل هذا السر في أن جاء بعدها {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (129)} وقدم المغفرة. وقد تدعو على رجل مشرك وقد كُتب في اللوح المحفوظ أنه يُسلم ويرفعه الله عز وجل ويتوب الله عليه ويغفر له كما قال سبحانه وتعالى {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ}.
وهذا أيضا ورد في سورة الممتحنة {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (7)} تصور هذا بعد أن اشتدت الإحن والقتال والخصومة بين المسلمين والكفار. وأعجب من ذلك أنه ختم الآية بطريقة غير معهودة في ختم الآيات {وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} فجاء بالقدرة أولا ولم يكتفي بها فالله قادر على أن يفعل ذلك له الملك قلوب العباد بين أصبعين من أصابعه يقلبها كما شاء. قال {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} يغفر لمن يشاء ويرحمه فيجعله من أهل الإسلام. لا يفهم من هذا عدم جواز الدعاء على الكافر ولكن من النبي صلى الله عليه وسلم لا شك إذا وقع منه فقبوله ليس كقبوله من غيره. وأيضا المقصود أن لا تستعجل في دعوة
(يُتْبَعُ)
(/)
الناس أو تستعجل في حصول مردود هذه الدعوة.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130)). قد يأتي سؤال ما مناسبة الحديث عن الربا في وسط الحديث عن آيات الجهاد وغزوة بدر وأحد تأتي آية عن المعاملات المالية وما يتصل بها؟ ما هي المناسبة؟. المفسرون يذكرون مناسبة ورود هذه الآية وسط الحديث عن الغزوة وهي مناسبة لطيفة ولها نظائر في القرآن الكريم. وينبغي على الذي يقرأ القرآن الكريم أن يلتفت إلى هذه المسألة وهي كيفية نظم القرآن الكريم ولماذا ترد الآيات في هذا الموضغ بالذات؟ لأن الله سبحانه وتعالى قال عن هذا الكتاب {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)} (فصلت). وقال {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1)} (هود). حتى تقرأ في بعض الكتب أن الله لم يقل كتاب أحكمت أجزاؤه أو أحكمت سوره إنما قال أحكمت آياته والآية هي أصغر وحدة في القرآن الكريم فمن باب أولى إحكام الكل. فإيراد الحديث عن أكل الربا والنهي عنه وسط الحديث عن آيات الجهاد والغزوة إشارة إلى أنه ينبغي على من يقاتل في سبيل الله أن يطهر ماله وأن يطهر عمله حتى جاء الحديث عن الصلاة أيضا في وسط آيات القتال وجاء الحديث عن الصلاة في وسط آيات الطلاق {وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (237) حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238) فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (239)} (البقرة). ينبغي على المسلم دائما أن يتفقد علاقته بالله سبحانه وتعالى يعني المقاتل في سبيل الله وهو يأكل الربا كيف والله سبحانه وتعالى يقول لمن لم ينتهي عن الربا {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (279)} (البقرة) كيف أنت تقاتل في سبيل الله وأنت تأكل الربا؟! لا يُقبل هذا. هذه مسألة ترابط أجزاء الشريعة بعضها ببعض. قد يسأل ما علاقة الربا وهذا سؤال جميل ولكن أيضا تأمل أنك أمام شريعة متكاملة والنظر إلى هذا أنه شريعة متكاملة يجعلك تنتبه إلى أنه تدخل هذه الشريعة وهي كالوشيجة الواحدة مرتبطة بعضها ببعض لا يمكن أن ينفك كالشبك خيط بخيط. فإذا جعلتها هي الأصل الجامع ثم انطلقت بعد ذلك تبحث لماذا خص الربا فهذه قضية أخرى. فالقضية العامة أننا حينما نسأل عن علاقة الآية بما حولها نحن نقول لا عندما تدخل القرآن اعرف أنه وشيجة واحدة متكاملة ولكن سؤالك هنا ليس عن الوشيجة العامة وإنما عن قضية خاصة. هل اختيار الربا هنا دون غيره من الذنوب قصد واحد؟ نقول نعم. هل اختيار الصلاة دون غيرها من الطاعات فيما يتعلق بالطلاق؟ نقول نعم. إذن السؤال هنا دقيق ومحدد. المتعلق بالربا هذا الربا يأسر قلبه أسرا ويكون قد بلغ الغاية من حب الدنيا. والذي أحب الدنيا بهذه الدرجة حتى صار يظلم عباد الله عبر ما يسمى الربا المضاعف لا يمكن أن يفلح في ساحة المعركة ولا يمكن أن يقدم النفس وهو لم يقدم المال ويرحم الضعفاء, فإذا كنتم صادقين فتطهروا من الربا الذي هو عنوان حب المال حتى تفوزوا بالتضحية بنفوسكم في سبيل الله عز وجل هذا وجه حسن. ووجه آخر أن الله سمى آكل الربا والمرابي بأنه محارب الله ورسوله وأنت الآن تأتي في المعركة وتظهر نفسك أنك تحارب لله وهذه لا تتوافق لذلك جاء النهي عنها. هذه الفوائد لما تجمعها كلها تجد أن هذه القضية مهمة جدا {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1)} (هود).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا من معاني الإعجاز في القرآن الكريم وهو الإعجاز التشريعي. يتكلم العلماء أن من أظهر معالمه هذا التكامل لا يمكن أن تجد بين شرائع الإسلام تعارض أبدا مع كثرتها {أن رجلا قال يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت عليّ فأخبرني بشيء أتشبث به قال لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله الراوي: عبدالله بن بسر المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 2/ 326خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]}. نقول نعم أن شرائع الإسلام كثيرة جدا. ولكنها لا تتعارض ولا تتناقض وبينها من الانسجام ومن التكامل ما يدل على أنها من لدن عزيز حكيم. وإذا رأيت عدم انسجام فأعلم أنه من فعل المكلف وفقهه ولا من حقيقة الشريعة. في قضية الإعجاز التشريعي ننادي إلى أن الناس أكثروا في قضية الإعجاز العلمي على اعتبار أنه هو المناسب لهذا العصر وأهملوا في الوقت نفسه الإعجاز التشريعي وهو إعجاز يحتاج إلى إظهار. لأن كثير من الخطاب العلماني والليبرالي إنما يضرب على هذا الوتر ويتكلم عن تنقيص الشريعة وأنها ليست متكاملة وغير صالحة لكل زمان ومكان. والمفترض أن ينبري علماء الشريعة وعلماء الإسلام والمفكرون المسلمون إلى أن يظهروا إعجاز الشريعة في هذا الباب وخصوصا من خلال آيات القرآن. فلماذا مراكز الإعجاز مثل الهيئة العالمية للإعجاز العلمي أن يكون أحد أولوياتها إظهار الإعجاز التشريعي. ما هو الإعجاز العلمي بمعنى المكتشفات وما يتصل بها بل أن هذا أولى وأحرص وأجدى لأنه صالح في كل وقت ويبرز محاسن هذا الدين ويقنع أهل الدين بدينهم. لو لاحظتم الآن القوانين الوضعية كثيرة. القانون اليوناني والفرنسي والبريطاني والشريعة الإسلامية والشريعة مكتوب فيها دراسات كثيرة. لاحظوا الآن القوانين الوضعية فيها دائما تطوير وتصحيح وهناك لجان كثيرة تشرف على هذه القوانين الوضعية وتطورها. تطور مثلا قانون الطلاق والأحوال الشخصية والميراث إلى آخره وتضع شروحا لها. لو تتبعون شروح هذه القوانين الوضعية تجدون أنها تطور بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية كلما ترقوا هم مثلا عندهم الطلاق ممنوع في بعض القوانين الوضعية ثم لما رأوا الفساد الذي استشرى بسبب هذا القانون طوروه إلى إباحة الطلاق وهذا يتوافق مع الشريعة الإسلامية. نأتي إلى تعدد الزوجات مثلا يمنع منعا مطلقا حسب بعض القوانين الوضعية ويعتبر جريمة ثم بعد ما رأوا ما ترتب عليه من مفاسد رأوا أن يطور ويباح التعدد بواحدة. تلاحظ كلما زادت خبرتهم ومعرفتهم بالقوانين يطورون بما يقترب من الشريعة الإسلامية. الله سبحانه وتعالى هو الخالق وهو المشرِّع. وهذه الحقيقة لو تبرز بشكل يبسط للناس نرى أن القانون الفرنسي الذي تتعامل به معظم الدول الإسلامية انظروا لما فيه من نواقص بعد التطور لماذا وصلوا؟ وانظروا إلى الشريعة الإسلامية. الآن لدينا مسألة حية مثل الأزمة المالية العالمية وهي متصلة بآيتنا هذه. الأزمة سرها الانحراف التام عن منهج الله سبحانه وتعالى في إدارة المال. الغرب اكتشف أن البنوك الإسلامية عن بكرة أبيها لم تدخل في هذه الورطة لا في قليل ولا في كثير. ولذلك جاء وفد من أمريكا وأوربا لدراسة ما هي حقيقة الاقتصاد الإسلامي الذي ما عرفناه وكنا نستهين به. وذهبوا إلى تقليل الفائدة.
مسألة أخرى وهي أن الإعجاز العلمي والإعجاز التشريعي والإعجاز العقدي يظن بعض الناس ويتصور أن هذه الأنواع من الإعجاز أنها بمنأى عن الإعجاز المتعلق بنظم القرآن وعربيته. يقول أن هذا العصر هو عصر العلم ويجب أن نبين الجانب العلمي وأن عصر الذين يفهمون في الإعجاز النظمي واللغة العربية قد انتهى وهذا يوجد خلل في هذا التفكير لأن المفترض أن أُوظف الإعجاز العلمي والتشريعي أو أي إعجاز أوظفه من خلال النظم. إذا لم يتوافق مع النظم أنا أعلم أن كلامك خطأ ولذلك ندعو الذين يشتغلون بهذه الأنواع من الإعجازات أن ينتبهوا إلى هذه المسألة قبل أن يأخذوا هذه الجملة أو الآية ويخرجونها عن مسارها ويعملون عليها الدراسات. ومن اللطائف مثال قوله تعالى {فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (37)} (الرجمن) رأيت أحدهم عرض صورة لنجم يتفجر فإذا به في شكل مثل شكل الوردة. أخذ الرسم من وكالة ناسا وكتب تحته (وردة كالدهان).
(يُتْبَعُ)
(/)
الله يقول انشقت السماء ولم يقل انشق النجم وأنت تقول نجم. النجم شيء والسماء شيء إلا أن يكون عند هذا القائل أن السماء والنجم شيء واحد. إذاً أنت تخالف أشياء كثيرة لا تتناسب مع النظم ولو قال أن هذا تقريب لما استطعت أن ترده. المقصود أن يجب أن يعتني من له عناية بالإعجاز العلمي أو التشريعي أو التاريخي أن يعتني بالنظم. المشكلة تأتي من بلاغة القرآن حتى المتخصصون في التفسير ليسوا كلهم على قدم واحدة في فهمهم للنظم العالي للقرآن. بعض الزملاء تخصصه فيزياء او كيمياء "فيطب" مباشرة في الآية ويتجاوز التفسير وخلافه ويدخل مباشرة إلى فهم للآية. نظم القرآن يحتاج إلى دراسة مستقلة وملكة علمية. كان الأولى بك قبل أن تنطلق إلى الإعجاز العلمي أن تمر بالإعجاز البلاغي والبياني وتتقنه وهذا من أسباب الخلل. وإلا الإعجاز العلمي هو في حقيقته إعجاز بلاغي (نظم). هؤلاء دعه يفكر كيف يشاء إذا أراد ليس هناك مشكلة في أن يتفكر ويتدبر ولكن أن يعلن هذا للناس ويقول: يا أيها الناس هذا هو فهم الآية , نقول لا, ليس هذا مكانك. هذا يجب أن يتولاه من هو أقدر وأدرى بهذه اللغة وأعرف للنظم ونقول لك هذا الفهم الذي فهمته لو صحيح يصح أن ينشر ويعلن أو غير صحيح فاجعله طيّ صدرك. ولا نمنع الناس أن يفكروا. بعضهم يقول إذن نحن ما ممكن أن نتفكر ونتدبر حتى نكون علماء؟. وهذا غير مقصود ولكن أن تشيع وتكتب وتقول أن هذا فهم الآية , نقول لا, دونك, لا تقول هذا حتى ترجع إلى أهل العلم كما قال الله عز وجل {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43)} (النحل). وهذا احترام للتخصص. بعضهم يتجاوز هذا ونحن لا نشك في نياتهم ولكن بعضهم يبالغ ويتجاوز ويقول أن فهم المفسرين كله خاطئ والصواب هو الذي جئت به أنا وهذا غير صحيح. وسبق أن ذكرنا أنه لا يمكن أن يأتي المتأخرون بفهم للقرآن لم يكن أصله عند الأولين فهم بنوا أصل الفهم. كونك تزيد أو تستنبط وتفهم فهوما جديدة مبنية على ذلك الأصل هذا لا مانع منه ولكن أصل الفهم وأصل المعنى الذي يعرف به مراد الله عز وجل لا يمكن أن يخلو العصر الأول من فهم لمراد الله ويأتي في العصر الأخير من فهم مراد الله وجهل أولئك مراد الله سبحانه وتعالى وهذه قاعدة مهمة جداً.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً) هناك شبهة تثار من بعض المفكرين ووسائل الإعلام يقولون أنتم بالغتم في تحريم الربا. والمحرم من الربا هو الربا المضاعف الذي كان في الجاهلية. هذا الكلام سمعته من رجل إعلامي كبير وأستاذ فاضل قال أنا لم آكل أضعافا مضاعفة بل ضعف واحد فقط وتمر المسألة. توجد مسألة في القرآن تسمى التدرج في التشريع والنسخ. ومسألة الربا هي من المسائل التي تدرج فيها الله سبحانه وتعالى في تشريعها للناس ما حرمه دفعة واحدة. جاء إلى مجتمع كلهم يأكلون الربا ويعيش معظم التجار عليه ثم يقول ممنوع وخصوصا أهل مكة وهم أهل تجارة. الله سبحانه وتعالى حرم الربا بالتدرج فبدأ بقوله في سورة الروم {وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ (39)} (الروم). أنتم تُرابون في أموال الناس ولكن لا يربو عند الله فيها ذم للربا, ولكن ليس فيها تحريم. فبعض الذين يتحسسون قالوا هذا فيه ذم للربا فتوقفوا عنه ولكن الذين يتعاملون به بقوا في تعاملهم به وهم معظم الناس حتى جاءت سورة آل عمران. سورة الروم سورة مكية قديمة كانت والله أعلم في السنة الخامسة من البعثة في أول العهد النبوي أما سورة آل عمران فقد نزلت في معركة أحد أي في السنة الثالثة أو الرابعة من الهجرة أي بعد سورة الروم بتسع سنوات تقريبا. الله سبحانه وتعالى يقول {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130)}. المفسرون يقولون أن هذا المفهوم لا معنى له يعني إنه تحريم للربا ولكن "أضعافا مضاعفة" تصف الواقع لأنهم كانوا يبالغون. ولكن ليس معناها أنه يجوز أن تأكلوا الربا ضعفا
(يُتْبَعُ)
(/)
واحدا. ولكن إذا فرضنا أن هذه الآية تحرم أكل الربا مضاعفا وتسمح بأكله ضعفا واحدا فقط, لكن جاءت آيات أخرى متأخرة في سورة البقرة وبإجماع العلماء أنها من أواخر ما نزل وفيها ميزة أنه فيها تصريح في قوله سبحانه وتعالى {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275)} (البقرة). ولكن إذا قلت أنا آخذ أي سورة في القرآن ألتزم بها. أن القرآن الكريم كله حق فيقال أنا ممكن أفتح المصحف وأي آية أقع عليها آخذها. نقول لا , القرآن الكريم ليس بهذه الطريقة يفهم القرآن ولا أي كتاب آخر نأخذ منه كلمة ونبني عليها. أي أن الله في آخر الأمر حرم الربا وأنه لا يجوز أن يستدل إلا بالآية في سورة البقرة على تحريم الربا. هي الآية الصريحة في تحريم الربا {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275)} (البقرة). وهذه فكرة النسخ.والسؤال هو لماذا تبقى الآية المنسوخة؟ لكي نعرف رحمة الله وتيسيره. ولو تأملنا في ترتيب آيات الربا نجد أنه معكوس, الروم ثم آل عمران ثم البقرة. وهذا يرجع أيضا إلى قصة نظم القرآن سواء في آياته أو سوره. لا يؤخذ الحكم من آية واحدة مستقلة. ونقول لمن يأتي لهذا الكتاب يريد أن يتعلم نقول أنتبه هناك شيء اسمه علوم القرآن , أدرس علوم القرآن لكي تتضح عندك مسائل كثيرة جداً قد تغفل عنها بل قد تقع في مشكلات وأنت لا تعرف مثل هذه القضية كما الآن إذا أخذ واحد سورة آل عمران فقط سيكون فهمه فيه شيء من السلامة من جهة النص كفهم مستقل. وهذه تذكرني بقصة علي بن أبي طالب وجد قاصاً يقصّ فقال ياهذا هل تعرف ناسخ القرآن من منسوخه؟ قال لا. قال إنما أنت ابن اعرفوني. أنت تريد الشهرة, هلكتَ وأهلكتْ. يعني ما أردت بالذي فعلت إلا أن تقول للناس اعرفوني عندما جلست وتصدرت وأنت لا تعرف هذه البديهية من بديهيات العلم.
قضية في فهم النص {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130)} جاءت لبيان الواقع وأن الربا حرام كله مضاعف أو غير مضاعف ولكن الآية جاءت للتنصيص على حالة كانت موجودة. لو رأيت شخصاً يريد أن يعتدي على مال إنسان نائم فقلت يا أخي حرام عليك تأخذ مال أخوك النائم؟!. هل معنى ذلك أنه لو كان غير نائم يحل لك أن تأخذ ماله؟ إنما تحدثت عن حالة واقعة ومشاهدة. المقصود من الحديث أن الآن أتحدث عن حالة معينة وهو الذي نزلت فيه الآية. كان أهل الجاهلية يأكلون الربا أضعافا مضاعفة. وهذا قيد غير مراد أو مفهوم غير مقصود. هل يستطيع الواحد أن يفهمه من النص؟ ولكن بالظروف والأحوال التي نزل فيها النص. والأحوال هذه لا يعرفها إلا من نزلت فيهم وهذا يؤكد على أهمية معرفة تفسير السلف.
وصورة الربا المضاعف أن يعطي الإنسان أخاه قرضا فيقول في رأس الحول تكون المائة مائة وعشرون, وإذا جاء نهاية العام ولم يستطع أن يسدد يقول له نعم تبقى المائة عليك ونزيد بدل مائة وعشرون تصير مائة وأربعون, وهكذا المضاعف. ويبقى هذا المسكين باستمرار يتضاعف عليه الربا وهذا يأكل جهد ذلك الفقير.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الأسلوب موجود في القرآن ويسمى القيد غير اللازم مثل قوله سبحانه وتعالى {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (23)} (النساء). أي أن إبنة زوجتي من غيري تحرم علي سواء كانت معي في البيت أو تعيش مع أبيها ولكنه قال (اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ) إشارة أنه غالبا تكون البنت مع أمها. وأيضا {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا} من الآية (33)} (النور) فيها قيد غير لازم وهذا كثير في القرآن. ونشير إلى أهمية أننا نحتاج إلى معرفة هذه الأحوال والعادات التي كانت عندما نزلت الآيات. مثلا أحوال اليهود والنصارى الذين نزلت بشأنهم الآيات وهذا لا يمكن أن يعرف إلا من خلال الآثار، ولا تعرف إلا بمعرفة أحوال الناس. وقد بحث هذا الموضوع "القيد غير اللازم" الدكتور فهد الرومي في "الصفة الكاشفة".
(وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130) وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (131)) كرر الحديث عن التقوى فقال بعدها {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)} وقال {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (138)} يعني في هذا المقطع ذكرت التقوى قرابة أربع أو خمس مرات وهذه تدل على أن سر الأمر وسر النصر وحقيقة التكليف أن يصل الإنسان إلى هذه المرحلة يمتلئ قلبه من خوف الله عز وجل وخوف عذابه حتى يرتدع عن كل ما حرمه الله فإذا جاءه أمر من الله عز وجل صار عنده من القوة النفسية على الزهد في ذلك المحرم وتركه اتقاء لوجه الله. يخاف من الله ويخاف من عذابه ولذلك لا تحدثه نفسه بالرجوع إلى هذا الأمر أو المناقشة فيه. الآن ما هي المشكلة نجد ناس مسلمين التقوى عندهم تصل درجة صفر أو واحد بالمائة أو اثنين بالمائة فلما تقول له {لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً} يقول ما هذا؟ وكذلك {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)}. تجده دائما يناقش لأن القلب خالي من الخوف وخالي أيضا من الطمع في فضل الله سبحانه وتعالى يتعامل مع هذه القضايا على أنها قوانين ولذلك يناقش فيها كأنها يناقش كلام بشر. لا يا أخي، يجب أن يمتلئ قلبك بالخوف من الله سبحانه وتعالى وهيبة له وإجلالا له وتعظيما لحرماته. إذا امتلأ القلب بذلك لما تصل الآية إلى سمع الإنسان تجده مباشرة يستجيب ولذلك نساء المؤمنين لما نزلت آية الحجاب في الليل ما صلّين الفجر إلا وهن متلفعات بمروطهنّ من سرعة الاستجابة. وذهبن يشققن ملاءاتهن حتى يحتجبن ولم يقلن في الصباح إن شاء الله نسال النبي صلى الله عليه وسلم. ومن أين نأتي بالثياب؟ ولا تكفينا الثياب!. لا، جاؤوا لصلاة الفجر وعليهن مثل الغربان. {عن أم سلمة قال: لما نزلت {يدنين عليهن من جلابيبهن} خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من الأكسية الراوي: أم سلمة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4101 خلاصة حكم المحدث: صحيح}. هذه هي الاستجابة. ولو تأخروا ما عوتبوا. قالت عائشة رضي الله عنها (رحم الله نساء الأنصار) وهذه من التقوى. نحن نحتاج قبل أن نشحن أولادنا بالتعليمات الإسلامية أن نخوفهم بالله ونزودهم بالتقوى ونذكرهم بالآخرة كما كان لقمان لما يعظ ابنه قال {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16)} (لقمان) يربي فيه مراقبة الله واطّلاعه على عبده وبعدها يقول {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17)} (لقمان). إذا وجد هذا في القلب فإن القلب يستقبل أي أوامر من دون أيّ إشكالات.
{وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130) وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (131)} وهذه مرتبطة بقوله {لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً} أي اتقوا الله واتقوا النار. وأهل السنة في مثل هذه المواطن ينبهون على أن النار مخلوقة خلافا لبعض الطوائف التي أنكرت أن تكون الجنة والنار مخلوقة.
ثم قال {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (132)} وكأن الأول التخلية وهي التقوى والثاني التحلية وهي الطاعة. فهذه مهم أن ننتبه لها أنه لما جعل القلب يوجل ويخاف وهذا نوع من التصفية والتخلية وجد حلاوة بالطاعة لله ورسوله وقال لعلكم ترحمون أي أن طاعة الله ورسوله توصل إلى رحمة الله سبحانه وتعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[17 Jan 2010, 11:47 ص]ـ
الحلقة 17
وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)
هذه الآيات كانت استطرادا في ثنايا الحديث عن غزوة أحد وفي مقدمة الحديث عنها. وقد بينا في الحلقة الماضية أن الحديث عن غزوة أحد استغرق قرابة ستين آية من سورة آل عمران بدأ من {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (121)} ثم جاءت آيات الربا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130)} إلى أن قال {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)} وقد لفت انتباهنا إلى أن بعد ما جاء بالتخويف بعد آيات الربا {وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (131)} جاء الإطماع في هذه الآية بشكل واضح في قوله سبحانه وتعالى {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133). إن لفظ "المسارعة" جاء في المسارعة في الخيرات كما في قوله {يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114)} وكذلك "المسابقة" في قوله تعالى {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21)} (الحديد). المسارعة هنا في قوله "سارعوا" جاء من المفاعلة للدلالة على التتابع في المسارعة لأن مادة فاعل أحيانا تدل على التتابع وأحيانا على التقارب. تقول سافر الرجل لا يلزم المقابلة وإنما التتابع في العمل نفسه. فقوله سارعوا كأنه إشارة التتابع في الأعمال التي توصل إلى المغفرة من الله سبحانه وتعالى {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)} وأيضا سارعوا إلى جنة عرضها السماوات والأرض. هذه الجنة عندما تكلم عن النار أعدت للكافرين {وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (131)} جاء بالمقابل وهو الجنة التي أعدت للمتقين وكرر كما ذكرنا لفظ "التقوى" فجعلها هنا لأهل التقوى الذين من صفتهم أنهم يتقون الله سبحانه وتعالى ويتقون النار أيضا.
"جنة عرضها السماوات والأرض" تكلم عنها المفسرون وأطنبوا الحديث عنها. بعضهم يقول إذا كان هذا عرضها فما هو طولها؟! لأن المعروف أن الطول أطول من العرض. وبعضهم يقول أن هذه الجنة إذا كان عرضها السماوات والأرض فأين هي أولاً؟ ثم أين النار؟ عندنا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم {في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، والفردوس أعلاها درجة، ومنها تفجر أنهار الجنة الأربعة، ومن فوقها يكون العرش، فإذا سألتم الله فأسالوه الفردوس. الراوي: عبادة بن الصامت المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2531. خلاصة حكم المحدث: صحيح}. مما يدل على أن إذا كان عرش الرحمن وهو أوسع المخلوقات دونه الجنة فهي أوسع من السماوات والأرض قطعا. وذلك الجواب على من قال إذا كانت الجنة عرضها السماوات والأرض فأين النار؟
(يُتْبَعُ)
(/)
نقول وهل ليس لله إلا السماوات والأرض؟!. الله عز وجل ملكوته عظيم جدا إنما أراد سبحانه وتعالى أن يبين لنا أو يقرب لنا هذه الحقيقة وهي اتساع الجنة ولكن لا يعني ذلك أنه ليس لله إلا السماوات والأرض كما يتوهم البعض. وبعض المفسرين أشار إلى أن العرب يضرب بالسماوات والأرض مثلٌ للسعة.
في (وسارعوا) المتابعة وأيضا فيها المنافسة من المفاعلة {خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26)} (المطففين) وأن المسارع كلما رأى أحدا قد سلك هذا الطريق يبذل جهده حتى يسبقه. فهي تتضمن هذا المعنى وهو المتابعة وتتضمن أيضا ألا يسبقك أحد إلى الله سبحانه وتعالى وجنته. وهذا هو المعنى الظاهر. {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)} كأن الناس كلهم يتسابقون إليها ويتنافسون عليها فينبغي عليك إن كنت حريصا أن تسارع وتبادر والنبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة يقول بادروا بالأعمال كأنك إنتهز الفرصة. وهذه الحقيقة كثيرا ما تفتح أبواب الخير للإنسان فيتباطأ في أول الأمر ثم يندم وأيضا تفوته الفرصة ولذلك فحين يُفتح لك باب من الخير اغتنم الفرصة وابدأ يأتيك العون من الله سبحانه وتعالى. أحيانا مثلا يقال هذا يا إخواني مشروع خيري من يريد أن يساهم فيه؟ يقول أحدهم أفكر فيه. متى قال أفكر فيه انتهى الموضوع. سبحان الله ما يدري لو قد ذهب هذا الأمر عليه ونسيه ولكن لو قال في تلك اللحظة هذه خمسة أو عشرة ريالات ما يدري لو يفتح له باب آخر من الخير وتكون هذه بوابة الخير له. وهذا هو التمثيل الحقيقي والتطبيق الواقعي لقوله "سارعوا" كل ما فتح باب من الخير ضع فيه شيئاً ولو قليل. يا أخي استغفر الله تقول استغفر الله. اذكر الله , تقول لا إله إلا الله. صلي على النبي تقول اللهم صلي عليه. هذه المسارعة. أي قدموا, قربوا, افعلوا, ابدأ ولا تتوانى إلا إذا كان الأمر يحتاج إلى خيره ولا تدري هل هو من الخير أو ليس من الخير وهنا يكون التريث محمودا أما إذا ثبت لديك أنه شيء من الخير وانه مقطوع به فلا تتردد في العمل. العبد المؤمن يخاف من عدم مسارعته أن يكون فيه شئ من المنافقين عندما قال سبحانه وتعالى {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ (46)} (التوبة). تثبيط الخيرات نسأل الله سبحانه وتعالى ألا يجعل فينا هذه الصفة فنحن نخشى ذلك. إذا فتح لك خير ثم سُد عنك إعرف أن عندك معصية. ولكن لاحظوا في نظم الآية أنه قال {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)} ولم يقل وسارعوا إلى الأعمال الصالحة وإنما قال سارعوا إلى ما أنتم متحققون من أن ثمرته هي المغفرة ومن أن ثمرته هي الجنة. وأنت في الإسلام عندك وضوح تام لما هي الأعمال الصالحة التي ينبغي عليك أن تسارع إليها، مثلاً المسارعة إلى الصلاة عند النداء أو قبل النداء هذه من المسارعة إلى المغفرة فهذه لا تحتاج إلى أن تستخير أو تشاور نفسك. الله سبحانه وتعالى قال {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (38)} (التوبة). هذا لم يسارع لأن القتال والجهاد في سبيل الله لا يحتاج إلى خيرة هذا من الأمور التي كان يتسابق فيها الصحابة. بل بعض الصحابة كان يقترع هو وابنه فمن اللازم أن يجلس أحدهما لرعاية الأهل. الأب يريد أن يخرج ويصر الابن على الخروج وأن الأب يبقى بين أهله فأقرعا بينهما مما يدل على إنهم يعرفون معنى المسارعة بمعنى بادر أنت في هذه الفرصة. بل أن بعض الصحابة خرج وهو يعرج لما سمع منادي الجهاد ومنهم من خرج وهو في عرسه مما يدل على أن الصحابة فهموا هذا الأمر فهما واضحا في حياتهم ولذلك كانوا يبادرون. انظر مثلا ما كان يحصل بين قبائل الأنصار الأوس والخزرج من المسابقة إلى نصرة النبي صلى الله عليه وسلم بحيث إذا
(يُتْبَعُ)
(/)
فاز هؤلاء بشيء يغارون منهم, ليس لأنهم يرون أن هؤلاء فازوا بشيء من جاه أو سمعة أو دنيا أو أن صلى الله عليه وسلم سيعطيهم أعطيات ولكن كيف ينالون هذا الخير ونحن قاعدون! فكانوا يسارعون إلى هذا الأمر. ونحن أحيانا يكون عندنا اجتماعات أو درس علمي فيؤذن للصلاة سبحان الله لا ادري ما الذي أصابنا فتجد أننا نكمل الصلاة وقد فات ركعة وأحيانا تفوتك إذا كنت محتاجاً لوضوء. مفترض أننا يكون عندنا شيء من الجد بأن قبل عشر دقائق من الصلاة ننتهي ويستعد الناس للصلاة. أما إذا استمرينا على هذا الحال فهو نوع من التقصير وعدم معرفة الأولويات. وفي الحديث {لو يعلم الناس ما في النداء و الصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، و لو يعلمون ما في العتمة و الصبح لأتوهما و لو حبوا الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5339خلاصة حكم المحدث: صحيح}. وهذا فضل المسارعة. ولكن الواقع الآن يؤذن ويقيم الصلاة وليس وراء الإمام إلا اثنين أو ثلاثة ثم يأتي الناس. فإذا بدأنا في الصلاة وأقيمت الصلاة نجد الصفوف على الأقل ثلاثة صفوف. للأسف تكتشف أن عندنا خطأ وخلل في هذا الجانب، فنحن نتوانى وهذا ليس مقصورا على العامة بل كثير من طلاب العلم نسأل الله أن يعافينا. سعد بن المسيب كان يفتخر ويقول أن ما فاتني تكبيرة الإحرام منذ أربعين سنة وفي قصة أخرى يقولون عنه أو غيره لما أخذه الشرطة ثم أطلقوه فجاء على خروج الناس من المسجد قالوا فبكى وقال والله ما رأيت هذه الوجوه منذ أربعين سنة. أي ما رأيت الناس يخرجون من المسجد منذ أربعين سنة لأنه كان دائماً في المسجد.
في الآية أيضا لفتة جميلة جدا أن بدأ بالمغفرة قبل الجنة (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ) كأن الجنة لا تدخل إلا بالمغفرة ولذلك نلاحظ أن في كثير من آيات القرآن يبدأ بالغفور قبل الرحيم والمغفرة قبل الرحمة لأنك لا تستحق الرحمة إلا بعد أن يغفر لك وتمحص. حتى أهل الإيمان عندما يتجاوزون القنطرة أو الصراط توجد قنطرة يجلسون عليها ليتقاصوا فيما بينهم لأن الجنة لا يستحق دخولها إلا من صُفي تماما أبيض من كل سوء {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43)} (الأعراف). وهذه تدخل في باب التحلية بعد التخلية. وفي الآية تشويق {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)} ومن ذا الذي لا يحب الجنة؟ ومن ذا الذي لا يحب المغفرة؟! الله ما قال سارعوا إلى الأعمال الصالحة لأن الأعمال الصالحة فبها تكليف. كما تقول الآن سارعوا إلى الجائزة الكبرى وبالتأكيد الجائزة الكبرى لا تنال إلا بوجود أسئلة أو عمل ولكن لا تقول سارع إلى الأسئلة بل يضع الجائزة أمامك وهذا الذي يشوق الناس. يقول {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)} كأنها مضمونة لكن أنت أقبِل فقط وسبحان الله قال في الحديث القدسي {عن النبي صلى الله عليه وسلم، يرويه عن ربه، قال: (إذا تقرب العبد إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإذا تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا، وإذا أتاني مشيا أتيته هرولة). الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7536خلاصة حكم المحدث: [صحيح]}. الله سبحانه وتعالى كريم ويقابل فعل العبد وشكره وعبادته بالكرم. لما قال {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} قد يُسأل من هم المتقون؟ في تفسير القرآن بالقرآن جاء وصفهم هنا في هذا الموطن. {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)}. ونرجع إلى فكرة النظم والعناية بالنظم. لما جاء عند الإنفاق بدأ بالتصريح
(يُتْبَعُ)
(/)
بقول "الذين" طبعا قوله "الكاظمين" فيها (الـ) تعني الذين. ولكن لا شك أن التصريح بـ"الذين" أقوى من (الـ) فلما بدأ بالإنفاق قال "الذين" ولم يقل "المنفقين" مع أن لو قال "المنفقين والكاظمين " لكانت متناسقة. قوله "الذين ينفقون" كأنه قصد على أن ينبه على أن هذا الإنفاق متجدد وليس ذلك صفة لازمة مع أنه ورد {وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ (17)} (آل عمران) ولكن في هذا الموطن يشار إلى أن الإنفاق تكون هذه الصفة متجددة والإنفاق خصوصا. ولما جاء للكاظمين وهو خلق مرتبط بالنفس قال (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ) لأنه خُلُق أي ما يتحلى به ويجب أن يكون وصفاً لازماً. و"العافين" أيضا وصف لازم وكذلك لما قال {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)} هذا إشارة إلى لازم الخبر في قوله (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) وكيف أنه ما قال (والمحسنين) كأن الآية الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والمحسنين لكنه قال (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ). فلو تأملنا الآية , نجدهم ينفقون في وقت الغنى والسعة والضراء غير ذلك أن يكون فقيرا لا يستطيع أن ينفق فينفق مثل ما ذكر عن عبد الله بن جعفر عندما كان ذاهبا للشام فمر بعجوز قدمت لهم ما تستطيع فقال لغلامه ما معك؟ قال معي عشرة ألف درهم, قال أعطيها إياها قال يكفيها كذا درهم فهي لا تعرف قال ولكني أعرف نفسي ولما ذهب إلى معاوية قال له ما وجد في الطريق فكافأه. المقصد من ذلك أن بعض الناس عندهم طبع الكرم في النفس والكرم في المال وقلّ أن يأتي كرم المال بدون أن يكون هناك كرم في النفس في الغالب لا يأتي كرم المال إلا مع كرم النفس. وأحيانا يكون العكس وهو قليل جداً أن الإنسان يعطي ويكون هناك بعض الانزعاج ولكن الغالب يتوافقان: كرم النفس وكرم المال. والأصل أن الكرم هو النفاسة والعلو فتسمية الإنسان الذي يعطي كريما ليس لأن معنى العطاء هو الكرم ولكن لأن هذا من أظهر الصفات التي يمتدح بها الإنسان وتكون ظاهرة عليه سميت هذه بهذه. فالكريم هو النفيس في الأشياء فيقال كريمة فلان لأنها نفيسة عنده والأحجار الكريمة لأنها عالية القدر ونفيسة.
لما بدأ بالإنفاق كان في ذلك إشارة إلى الجهاد بالمال وارتباطه بآيات الجهاد وآيات الربا. كلما جاء الربا في القرآن جاء معه آيات الإنفاق كما في سورة البقرة {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276)} وسورة الروم {وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ (39)}. الربا هو أخذ أموال الناس بغير حق. قيل إذا أردتم أن تربوا ربا حقيقيا ينفعكم عند الله سبحانه وتعالى فأنفقوا فإن الله يعطيكم بالدرهم الواحد عشرة أمثال إلى سبعين ضعف إلى سبعمائة ضعف أضعاف كثيرة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى وهي نسبة غير معلومة وهذا هو الربا الحقيقي. الناس يتفانون الآن ليكون عندهم نسبة 2% والله يعطيك نسبة لا تحلم بها!.
في قوله تعالى {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)} لاحظوا كيف جاء بهذه الأشياء متدرجة وهذا يذكرنا بالحديث حول سر ترتيب الأشياء في كتاب الله عز وجل. فأقول كيف جاء بالكظم ثم العفو ثم الإحسان تذكرنا بالقصة المشهورة لغلام للمأمون إذ أنكفأ الإناء الذي يحمله الغلام وكان حارا فانسكب عليه. شعر الغلام بالخوف فهو الآن في قبضة الأمير وسينتقم منه فقال يا أمير المؤمنين والكاظمين الغيظ، قال قد كظمت غيظي. قال والعافين عن الناس قال قد عفوت عنك، قال والله يحب المحسنين قال اذهب فأنت حرٌ لوجه الله. وهذا غلام فقيه إستغل الفرصة. كظم الغيظ هو مثل كظم القربة إذا امتلأت بالماء أمسك بطرفيها لكي لا يخرج منها الماء. هذا هو الكظم فكأنه قد امتلأت نفسه بحب الانتقام ولكنه أمسكها. لكن إذا كظم غيظه فلا يعني هذا أن ما بنفسه قد ذهب ولذلك جاء بعدها العفو وهو الإزالة. عفا الأثر أي ذهب أثره. وبعض الناس عنده القدرة على كظم الغيظ وليس لديه القدرة على العفو أي تبقى في نفسه وبعض الناس عندهم العفو وليس عندهم
(يُتْبَعُ)
(/)
الصفح {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22)} (النور). الصفح مرتبة أعلى من العفو وهو من أخلاق النفس العالية أي كأن الأمر ليس له ذكر البتة مثل ما قال يوسف عليه السلام {قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92)} (يوسف). والتزم {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100)} (يوسف) وما قال أخرجني من البئر لأنه التزم. لو قال وقد أحسن بي إذ أخرجني من البئر وهذه كان فيها ظلم فادح بالنسبة له ومع ذلك إلتزم وكأن الموضوع لم يكن. وقال {نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي} كأنه هو المخطئ. ثم {إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ}. وبعد أن قال تعالى "العافين" جاءت على اسم فاعل (ينفقون, الكاظمين, العافين) وفيه ارتباط بالفعل من جهة وليست فعلا خالص وليست في الاسم الخالص. اسم الفاعل مرتبط بالدلالة وكذلك بالإعراب. ولكن لما جاء عند الإحسان قال {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} وهذه الفاصلة فيها تنبيه على العموم أن الله يحب أي محسن في أي أمر كان. حتى في الحديث {ثنتان حفظتهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال (إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة. وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح وليحد أحدكم شفرته فليرح ذبيحته). الراوي: شداد بن أوس المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1955خلاصة حكم المحدث: صحيح}. علما بأن القتيل أو الذبيح لا يستفيد من القتل شيئا. و لما قال {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} هذا خبر وهذا من أساليب ذكر الأعمال التي يحبها الله ويحث عليها. {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195)} (البقرة) وأنت لا شك تحب أن تتبع ماضي الله وأن تعمل ما يحبه الله ولهذا لما قال يصفهم (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ) وصف واضح و (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ) وصف واضح و (وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ) وصف واضح فإن الله يحبهم ولكن لم يقل يحبهم بل قال (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) بمعنى أن هذه الصفات لا تكون إلا في المحسن. لماذا يحبهم؟ لأن هؤلاء قد بلغوا درجة الإحسان. وبالفعل لا يمكن أن الإنسان ينفق في السراء والضراء ويكظم الغيظ وكظم الغيظ ليس سهلا سهل أن يعبر عنه الإنسان بلسانه فهو من أيسر ما يكون ولكن والله في الواقع هو من أشد الأشياء. قال صلى الله عليه وسلم {ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6114خلاصة حكم المحدث: [صحيح]}. ويزيد على ذلك بأن يعفو عن من أغاظه وأساء إليه. بعض الناس لا يفهم المقصود بهذا الحديث عندما ينطقه (ليس الشديد بالصُرعة). يعني هو الذي يصرع صاحبه ولكن الحديث ليس الشديدُ بالصُرَعة. قال الرجل الصُرَعة هو الرجل المصارع القوي الذي يصرع غيره كأن تقول هذا الرجل طُلَعة أي واسع الاطلاع وهذا رجل رُحَلة أي كثير الترحال وهذا رجل صُرَعة أي يصارع.
(يُتْبَعُ)
(/)
(وسارعوا) في قراءة (سارعوا) وفي قراءة (وسارعوا)، سارعوا سقطت منها الواو فهل يجوز للإنسان أن يسقط حرفا من كتاب الله عز وجل؟ لا يجوز له ذلك. نقول أن هذان وجهان مقروءان من كتاب الله قرأ بهما النبي صلى الله عليه وسلم. في أحد المصاحف "سارعوا" وفي أحدها "وسارعوا" لأن الأصل هو ثبوت القراءة وصار الرسم تبعا لذلك فبدلا أن يكتبوا "سارعوا" في جميع المصاحف ولا يستدل على القراءة الأخرى فكتبوا في بعض المصاحف "سارعوا" وفي بعضها "وسارعوا" هم لما كتبوا المصحف أرادوا عند الكتابة أن تكون محتملة لجميع أوجه القراءات فإذا كانت الكتابة لا تسعف بأن يجمع فيها بين قراءتين جعلوا كل قراءة في مصحف فهذا يتلى في المصحف الكوفي وهذا في المصحف الشامي وبقيت هذه القراءات وهذا يدل على حرص الصحابة على نقل جميع ما جاء إليهم من كلام الله عز وجل دون أن يغيروا فيه. هذه طبعة نادرة ما جاء على وجهين كتب على أحدهما هذه من ظواهر ست تسمى ظواهر الرسم العثماني (سارعوا ووسارعوا) وأيضا (لا يخاف عقباها و ولا يخاف عقباها). الزيادة والحذف من هذه ثابتة لكن عادة في الكلمة مثل "الصراط" قد ترسم بوجه واحد ولكن هذه لا. (تجري من تحتها الأنهار و تجري تحتها الأنهار) (وصى , أوصى). أما النوع الآخر فهم كتبوه برسم والأمر موكول إلى القراءة ومهم أن ينتبه له من يعالج ما تعلق بالرسم حيث أن بعض الأوجه القرائية لا يمكن كتابته. مثل (اهدنا الصراط المستقيم) إشمام الصراط بالصاد أو السراط. فلا يمكن كتابتها فتكتب بوجه واحد لتدل على هذه وعلى تلك.
وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) وهذا من بلاغة النظم القرآني. لما قال {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} قد يقول قائل هؤلاء المحسنون طبقة عالية لا يخطؤون ولا يمر بهم شئ مما يمر ببني آدم من الذنب والمعصية والتجاوز فالله سبحانه وتعالى يقول {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} هم أيضا يذنبون. ما هو بذنب عادي بل فاحشة {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}. هذه الآية غاية في فتح باب الرجاء لكل مذنب فقال (والذين) لهم هذه الصفات الرائعة للمتقين الذين أعدت لهم جنة عرضها السماوات والأرض والتي أمرك الله أن تسارع إليها مفتوحة للجميع ومع ذلك وصف هؤلاء المتقين الذين يستحقون هذه الجنة التي عرضها السماوات والأرض فقال {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} والفاحشة هي الذنب الفاحش القبيح العظيم ولذلك ذكر الله في سورة الزمر {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)} والإسراف على النفس في المعاصي كأنك مشيت فيها شوطا بعيدا، {لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} وهنا أيضا قال {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً} أي لا تيأس من رحمة الله مهما ارتكبت من الفواحش ومن الذنوب ومن المعاصي. وسبحان الله العظيم في ديننا ليس بينك وبين الله أحد، اتصالك بالرب مباشرة. فأنت مهما أسرفت على نفسك من المعاصي لا تحتاج أن تذهب عند شيخ أو مفتي ولا تتصل بأحد ولا تطلب إذن من أحد وإنما تطلب من الله سبحانه وتعالى. قال {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ} ثم جملة اعتراضية جميلة {وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا
(يُتْبَعُ)
(/)
اللَّهُ} لكي تذهب وتسأله؟ وذلك في بعض الآثار {عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيما يحكي عن ربه عز وجل قال " أذنب عبد ذنبا. فقال: اللهم! اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا، فعلم أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب. ثم عاد فأذنب. فقال: أي رب! اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبا. فعلم أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب. ثم عاد فأذنب فقال: أي رب! اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا. فعلم أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب. اعمل ما شئت فقد غفرت لك ". قال عبد الأعلى: لا أدري أقال في الثالثة أو الرابعة " اعمل ما شئت ". الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2758خلاصة حكم المحدث: صحيح}. أي أن الله سبحانه وتعالى عندما يرى العبد يقول استغفر الله قال {أذنب عبدي ذنبا. فعلم أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب. اعمل ما شئت فقد غفرت لك}. ولكن عند الأديان المحرفة حتى يتوب معاملة طويلة متعبة كأنها تقف بينك وبين أن تتوب. لو كان الآن من شروط أن أتوب أن أذهب إلى المفتي قد أتكاسل وأقول فيها فضيحة ولكن هنا فلا. {ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} فتح لباب التوبة على مصراعيه بينك وبين الله سبحانه وتعالىـ تُب إلى الله وكرر التوبة ما شئت أن تذنب ثم تذكر الله واستغفرت كأنه ما حصل شيء. وهذا الاستغفار لا يحتاج إلى موقع كأن تذهب إلى مسجد أو غيره. في الليل أو في النهار نفس اللحظة التي أذنبت فيها. وكأن هذا من معاني النظم عندما قال سبحانه وتعالى {ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا} قال ذكروا الله فاستغفروا مباشرة ولم يقل ذكروا الله ثم استغفروا. يبادر إلى التوبة وهذا من معاني "سارعوا" عندما تذكر الذنب لا تقول إن شاء الله إلى الغد أتوب أو في رمضان أو بعد أن أحج أو بعد الأربعين. لا يا أخي إذا فعلت ذلك فقد يطبع على قلبك فلا توفق إلى التوبة مدى الحياة. ولذلك لما ذكرت ذنوب الأنبياء في القرآن كان من أعظم الحكم في ذكرها أن يذكر أنهم يبادرون إلى التوبة بعد الذنب مباشرة، وهذه من المزايا. انظر في قصة نوح عليه السلام قال {وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46)} (هود) قال نوح {قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (47)} (هود) مباشرة. لم يقل يا ربي سأستغفرك في وقت لاحق بل قال {إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ}. ذنوب الأنبياء يذكر بعدها مباشرة في كل المواطن في القرآن كيف أنهم عادوا إلى الله في وقت الذنب. ولذلك في قصة داود لما حكم بين الخصمين فاستمع إلى أحد الخصمين وترك الآخر {قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (24) فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآَبٍ (25)} (ص). وهذه دروس رائعة. الحسن البصري قال أن الله لم يذكر ذنوب الأنبياء ليعيبهم بها بل ذكرها لتهتدوا بهم في التوبة وهذا هو مقصد ذكرها. ولذلك أنت تطمئن كعبد مسكين تقول من أنا؟ النبي محمد صلى الله عليه وسلم والنبي داوود عليه السلام ومن أنا؟ وهؤلاء لما وقع منهم ما وقع استغفروا الله فغفر لهم فأنت إذن بادر. جعلها الله نور في حياتهم يقتدى بهم فيها. انظر {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ
(يُتْبَعُ)
(/)
نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87)} (الأنبياء) فنادى مباشرة جاءت "الفاء" في جميع هذه المواضع دليل على أنهم يسارعون إلى هذا الأمر. في هذه الآية نقطة الإصرار على الذنب عندما يذكر الله تعالى أن من صفات المتقين أنهم ما يصرون على الذنب وأنه إذا ذكر الله سبحانه وتعالى يتذكر مباشرة بعض الناس يجادل وقد قال سبحانه وتعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8)} (الحج) يجادل في الربا أو يجادل في شرب الخمر ويجادل في تأخير الصلاة أو في وجوب أو فرضية الصلاة ,يجادل في الله. الله ذكر هنا أن صفات المتقين أنهم لا يصرون على الذنب لم يذكر أن من صفاتهم أنهم لا يذنبون بل يذنبون وقد يقعون في فاحشة ولكنهم يتوبون. وقال {ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} ولذلك الإصرار والعياذ بالله قد يقع الإنسان في معصية قد تكون من الصغائر ولكن يصر عليها فتتحول بالإصرار من صغيرة إلى كبيرة. الإصرار هنا هو عدم طلب المغفرة من الله ولكن من أذنب واستغفر الله مرة بعد مرة هذا غير مُصِرّ. بعض الناس لا يفهم معنى الإصرار وقد يبتلى بعض العباد بذنب ما ولكنه كاره لهذا الذنب ويستغفر الله منه هذا لا يعتبر مُصرا. كما ذكرنا في الحديث , العبد يذنب فيستغفر فيقول سبحانه وتعالى "علم أن له ربا يغفر الذنوب".
أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136). هذا إطناب. لاحظ الآيات افتتحت بذكر التقوى والجنة وختمت بمثل ذلك كأنه إذا فعلتم ما فعلتم وحصل ما حصل فتأكدوا أن ذلك الوعد من الله سبحانه وتعالى سيتحقق. ولاحظ انها افتتحت بقول (أولئك) ما قال جزاؤهم إشارة إلى علو مكانتهم وأخلاقهم، جزاؤهم مغفرة وجنات بدأت بالمغفرة قبل الجنات.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 Jun 2010, 02:24 م]ـ
وجدت اليوم بفضل الله تعالى بعض الحلقات من برنامج بينات (تأملات في سورة آل عمران) على هذا الرابط:
http://www.almoso3h.com/tags/ بينات
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[11 Jun 2010, 09:50 ص]ـ
الإخوة الأفاضل تمكنت بفضل الله تعالى من تسجيل قسم كبير من حلقة برنامج بينات التي عرضت يوم الأربعاء الماضي ولكن ضاع عليّ بداية الحلقة وهذا تفريغ ما تمكنت من تسجيله فرجاء لمن لديه هذه الحلقة ولو كانت ملفاً صوتياً أن يرفعها هنا لأستكمل الباقي إن شاء الله تعالى.
كما أرجو من مشايخنا الفضلاء الاطلاع على نص الحلقة للتعليق والتصحيح في حال وجود خطأ غير مقصود
**************************************************
تأملات في سورة آل عمران من الآية 190 - 192
وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (189) إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (192) رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193)
(يُتْبَعُ)
(/)
يشير إلى الفرق بين تعامل العبد المؤمن مع هذه الكائنات وتعامل الكافر، هناك مسألة مهمة جداً أن الإيمان من آثاره التفكر في هذه الكائنات وأقول انظروا لعبارات الكفار من الشرق والغرب وخاصة من الغرب الذين يتكلمون عن الحضارة اليوم وهم يتكلمون عن الفضاء يستخدمون عبارات تدل على محاربة ومعاداة مثل "حرب النجوم، غزو الفضاء" عبارات فيها تحدي كأن ليس بينهم وبين هذه المخلوقات أي صلة بخلاف المسلم الذي يرى أن هذه المخلوقات مثله في الإيمان فيتمتع فيها. فائدة أخرى أن المسلم إذا كانت الحضارة منطلقة منه فإنه يعرف الحدود التي يجب أن يصل إليها ولا يتجاوز هذه الحدود في أمور لا تنفع البشرية. ولهذا يقول تعالى (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (55) طه) أية فكرة تقوم الآن على أن هناك كوكب آخر يمكن أن يسكن فيه الإنسان المسلم عنده قاعدة واضحة جداً من ربه في هذا المجال فلا يصرف الأموال في هذا المجال وإنما يصرفها في مجال آخر. ولهذا نحن ندعو من منّ الله تعالى بهذه التخصصات من علم الفلك وغيره أن يدعوا الناس بهذه العبادة، هناك كتاب لطيف إسمه "الإعجاز الإلهي في خلق الإنسان" ذكر بداية تكوين الإنسان وحاول أن يأتي به بصورة إيمانية مشرقة وكيف يمكن أن نوظف هذه المعارف لتقوية الإيمان وهذا للأسف غير موجود فتجد بعض المنتسبين للإسلام والباحثين إذا أراد أن يبين هذه يذهب إلى القرآن يحاول أن يستنبط منه ويفسر القرآن بما يسمى بالإعجاز العلمي مع أن عنده في مجاله ما هو أوسع من ذلك، أنت عندك آية عامة انطلق منها واشرح لنا بديع صنع الله سبحانه وتعالى في هذا المخلوق الذي هو الإنسان (وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21) الذاريات) فاشرح لنا لماذا خلق الله فينا من العجائب والقدرات وهذا الدم الذي يجري وقد ذكر أحد الإخو ة أن أحد الدكاترة درّسهم فكان أحياناً يلمح إلى بعض هذه الأشياء ومرة ذكر لهم عن عرق في الدماغ فقال لهم الدم يسري الآن في هذا العِرق بقدرة الله ولو أصيب الإنسان بجلطة فيه فإنه سيموت وهذا العرق صغير جداً يقاس بأقل من المليمترات فلما تشرح للناس مثل هذا وتربطه بقدرة الله تعالى (الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) الأعلى) فانظروا بديع صنع الله وهذا مجال رحب، ومع الأسف هذا الموضوع لم يطرح كثيراً وقد كان د. مصطفى محمود يُعنى بهذا في برنامج العلم والإيمان ومثل هذا مفيد جداً في عبادة التفكر التي أمرنا الله تعالى بها.
سجل القرآن الفرق بين أهل الإيمان وأهل الكفران فقال في سورة يوسف (وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105)) بينما أهل الإيمان قال فيهم (إن في خلق السموات سبحانك) هذا التفكر يفيدهم ويزيدهم إيماناً ولهذا قالوا بعدها (رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) آل عمران) فانظر المقارنة بين هذين الصنفين فأقول تجلّت آيات للكفار في هذا الزمان ما تجلّت لأحد قبلهم إلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ومع ذلك كلما جاءتهم آية ازدادوا طغياناً وكفراً والسبب هو عدم وجود الأصل الذي هو الإيمان بالله عز وجل. وهذه دعوة للباحثين الذي يبحثون في علوم الحياة أن يستثمروا هذه العلوم التي يعلمونها في نفع الناس وهذه المسائل تدور في المجالس المتخصصة ولكن نقلها لعامة الناس ولجمهور المسلمين لكي يعرف كل واحد قدر نعمة الله عليه وفضل الله سبحانه وتعالى عليه في تسخير السموات والأرض وما فيها من قدرة الله ودلائل قدرة الله التي تدعونا لاستقرار اليقين في قلوبنا وهذه عبادة من أجلّ العبادات ولذلك ختمها (سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) وهنا يأتي سؤال لماذا هذه الدعوة بالذات بعد أن يتفكر الإنسان بهذه المخلوقات وهذه القدرة الهائلة؟ يظهر لي والله أعلم أنه عندما يجد المسلم ويتفكر في هذه النعم الجليلة كأنه يقول يا رب أنا لا أطمح في الدرجات العالية من الجنة لأنني مقارنة بهذه النعم العظيمة في غاية التقصير فغاية ما أريده يا رب أن تقيني من عذاب النار وهذا يذكرنا بالآية السابقة (فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ (185) آل عمران) فكيف بنا ونحن أمرنا أن
(يُتْبَعُ)
(/)
ندعو الله بالفرودس الأعلى!
هذا الدعاء موجود أيضاً في أول السورة (الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16)) وهذا ثاني دعاء في السورة (سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) وهو تأكيد لهذا المعنى. وهذا يدخل في باب المتشابه أيضاً.
نختم قضية التفكر لو أن في أيام الربيع جلس أحدنا تحت ظل شجرة خمس دقائق يجعلها في عبادة التفكر فيما تستطيع عينه أن تقع عليه فهذه ورقة تسقط من الشجرة وهذا هواء يحرك الشجرة أمامه وهذه عشبة تميل على أختها، لاحظ وتأمل كل حركة تعلم يقيناً أن الله سبحانه وتعالى قد قدّره وعلمه بتفاصيله فانظر هل تستطيع أنت بعقلك الصغير أن تحوي هذا العالم الكبير؟! بالطبع لا، أنت لم تستطع وأنت تتأمل بأعلى ما يمكن من التركيز في محيط صغير لا يكاد يُذكر في هذا العالم الكبير فانظر قدرة الله سبحانه وتعالى وعظمته سبحانه وتعالى الذي يطّلع على جميه هذه الأمور ويعلمها بتفاصيلها وليس اليوم ولا الأمس ولكن علمه أزلي لا يمكن أن يخطئه شيء من هذا، هذه بحد ذاتها تعطيك قدرة هذا الرب ةعظمة هذا الرب سبحانه وتعالى.
ومن الأذكار التي ينبغي أن يرددها الإنسان دائماً ونستنبطها من هذه الآية أنه كلما رأى شيئاً يلفت نظره من آيات الله عز وجل أو تجلى له شيئ لم يفطن له من قبل يقول هذه الكلمات (رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) لأن هذا مقتضى ما ورد في القرآن وأعلى الأذكار ما ورد في القرآن.
العلم الذي مصدره الوحي، المؤمن المصدق الذي يعرف أن الله سبحانه وتعالى قدّر كل شيء وأن علمه سبحانه وتعالى محيط بكل شيء (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء (255) البقرة) و (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (59) الأنعام) هذا أتانا عن طريق الوحي والآن ننظر إلى حالات الكفار والمكذبين إذا قرأنا في كتبهم التي تتحدث عن الاكتشافات في فترات مختلفة لا يؤمنون بالخالق فينسبون كل شيء إلى الطبيعة ولذلك هذه الكتب منزوعة الإيمان (قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ (101) يونس) مهما كثرت الآيات فهي لا تزيد الكفار إلا طغياناً وكفراً.
في قوله (رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (192)) هذا من باب الإطناب يدل على أن الإنسان يتعوذ من شيء يعلمه ويعلم أنه هو الخزي التام، هو لا يتعوذ من شيء بسيط أو سهل وإنما من شيء عظيم في نفسه ولذلك هو يرجو الله سبحانه وتعالى ولذلك الإطناب في هذا المقام مستحب مثل الإطناب في الدعاء لله عز وجل بالمغفرة "اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطأي وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر" كان يمكن أن يقول اللهم اغفر لي ذنبي كله ولكن هذا الإطناب مراد منه الإلحاح والله تعالى يحب من العبد ذلك أن يتذلل له وأن يسأله بصدق ويمعن في السؤال. وهذا يسوقنا إلى فائدة في قوله تعالى (رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ (193)) قال بعض العلماء في الفرق بين المغفرة وتكفير السيئات أن هذا من الإطناب في الدعاء إحداهما تغني عن الأخرى ولكن المؤمن يلح في سؤال الله عز وجل وهذا هو الوجه الأول الذي ذكره الرازي في تفسير هذه الآية وإن كان يبدو أن الفرق بين اغفر لنا ذنوبنا وكفّر عنا سيئاتنا والله أعلم أن مغفرة الذنوب فضل من الله وتكفير السيئات مقابلة الأعمال السيئة بالأعمال الصالحة "الصلوات الخمس ورمضان إلى رمضان والجمعة إلى الجمعة
(يُتْبَعُ)
(/)
كفارات لما بينها إذا اجتنبت الكبائر" فالله عز وجل يقابل سيئاتك بحسناتك فتكفرها وتسترها. فإذا بقي شيء يحتاج إلى عفو الله عز وجل وتفضله عليك فذلك من الله. وهذا ملحظ له وجاهة في القرآن فمن تتبع لفظ المغفرة في القرآن يجد أن المغفرة تكون للشيء العظيم وأن فيها تفضل من باب المنّة وليست من باب المقابل وإن كانت مقابل عمل التوبة تقول اللهم اغفر لي ذنوبي هي دعاء عام لكن إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا كما يقال في المغفرة والتكفير (إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا (31) النساء) أي نجعل طاعتكم مكفرة لسيئاتكم إن اجتنبتم الكبائر أما إذا جاءت الكبائر فيبقى فضل الله تعالى وعفوه.
لما قال (رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ (192)) تأملت في الخزي جاءت أن العبارات تقصر عن بيان معناه، لو ذهبت إلى علماء اللغة ومن تكلم في الخزي يقرب المعنى لكن لما تقع في عمل مخزي ترى نفسك في هذا العمل المخزي وتحاول أن تعبر عنه لا تستطيع أن تعبر، في بعض القضايا والأحوال النفسية التي يدعو المسلم ربه أن لا يقع فيها مهما حاولت أن تعبر عنها في الألفاظ لن تستطيع أن تقرب هذا المعنى فالخزي هو انكسار في النفس بسبب معصية أو خطأ وقعت فيه فقد تخطيء على شخص ما فيصيبك خزي وقد يحدث منك شيء عفوي جداً يحصل لسائر الخلق مثل خروج الريح تشعر بالخزي مع أنك تعلم أن هذا الأمر يحدث من غيرك أيضاً لكنك تشعر بالإحراج والإنكسار ولو حاول شخص أن يعبر عن هذا الشعور تجد العبارات تقصر عن ذلك. فإذا تأملنا لفظ الخزي في القرآن تجده يوحي بالمعنى وإن لم تستطع أنت أن تصفه بعبارات تبين معناه. ولا شك أن إدخال الله سبحانه وتعالى لمن شاء أن يدخله جهنم هذا أعظم الخزي (رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ) هذا هو الذي يستحق أن يسمى خزي وهو أعلى الخزي.
أهل الإيمان استثمروا عبادة التفكر في التعبد لله عز وجل ودعائه وطلب أمور يحتاجون إليها وهذا بخلاف ما يشاع في هذا العصر أننا نتفكر من أجل أن نكون أمة رائدة وصانعة هذا كلام صحيح لكن قبل ذلك لن نصل إلى هذه المراحل حتى نعود إلى أصلنا في الإيمان، الصحابة رضوان الله عليهم كانوا في جاهلية جهلاء أكثر مما نحن عليه ولكن جعل الله هذا الإيمان في قلوبهم فصار عندهم من الحياة القلبية ما جعل هناك مسؤولية جماعية عند كل شخص يحمل همّ هذه الأمة كلها ولذلك قاموا قومة رجل واحد واستطاعوا في غضون أقل من سنوات أن يحطموا امبرطوريتين عظيمتين ويهشموا عروش ملوك كسرى وقيصر، سبب ذلك هي هذه الحياة التي وقرت في قلوبهم وهذا المعنى الذي تجلى لهم، نحن الآن في بلاد الخليج الأموال موجودة والثروات موجودة، العقول موجودة والدين واحد والموقع الجغرافي موقع مؤثر، انظر إلى اليابان كيف تصدّر منتجاتها لأنحاء العالم وهي في أقصى الأرض!، نحن الآن في بؤبؤ الأرض ولكنا فقدنا هذه الروح التي يجب أن نتحلى بها. نحن لا نشعر بعظمة ما نملكه من النعمة، حدثنا أحد المشايخ أقام معرضاً للحضارة الإسلامية في جنوب افريقيا وحضره أناس وجاءت امرأة عجوز ربما في الثمانين إلى ركن من يريد أن يدخل الإسلام فسالت عن التفاصيل فأعطيناها تعريفاً عن الإسلام فقالت أنا أعرف عن الإسلام ولكن كيف أدخل فيه فأرشدها إلى المكان وأعلنت إسلامها فقالت هكذا بكل بساطة أصبحت مسلمة؟! أليس هنا بروتوكول؟ قيل لها لا، أنت أصبحت مسلمة فبكت بكاء شديداً وأبكت من حولها وقالت كنت أخاف أن يدركني الموت وأنا لم أُسلِم وأنا قرأت عن هذا الدين وأعرف عنه تفاصيل كثيرة وهذا هو الدين الحق وخرجت من المعرض وقالت أنا عندي بنت وتنتظرني للدخول في الإسلام لكني خشيت لو ذهبت لأحضرها أني لا أدرككم. وشخص آخر أعطوه ترجمة لمعاني القرآن وهو قسيس فغاب يومين حتى قرأ الكتاب ثم عاد فقال هذا كتاب ليس كتاب عبادة أو دين بالمعنى الخاص وإنما منهج حياة متكامل وأنا قارئ ومطلع لكني ما كنت أتوقع أن القرآن هذا فقال له الشيخ هذا وأنت قرأته بلغة مترجمة ومهما حاولنا في الترجمات أن نوصل المعنى الذي في اللغة العربية لا يمكننا. فأقول نحن لا تشعر بقيمة هذا الإيمان. (رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا (193)) هذه الآية فيها إشارة إلى أنه ينبغي علينا أن ندعو للإيمان بصوت عالٍ وأن ننشره في كل مكان وأن يكون هو رسالة المسلم التي تظهر من لسانه ومن حاله، لا ينادي المسلم لنفسه ولا لدولته وإنما ينادي للإيمان وانظر قوله تعالى (رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ) ذكر الإيمان مطلقاً والإيمان إذا أُطلق فيكون لمن يستحق أن يؤمن به وهو الله سبحانه وتعالى. قال تعالى (رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ) نقول لكل من دخل هذا الدين إياك أن يكون نداؤك لفلان أو للحزب الفلاني وإنما يكون تحزبك للإيمان وأهل الإيمان ونحن ما ذقنا من هذه التحزبات إلا الخلافات والصراعات التي ملأت العالم الإسلام مع الأسف علماً أننا نصلي لقبلة واحد ونحج في مكان واحد، فلماذا لا نهتدي بهذه الآية البينة الواضحة (رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ)؟! أرجو من الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا ممن ينادون للإيمان وأن يجعلنا ممن يؤمنون به سبحانه وتعالى إيماناً كاملاً نحن وإخواننا.
سبحانك اللهم وبحمدك نستغفرك ونتوب إليك.
محاور الحلقة:
لفظ المغفرة في القرآن الغالب يَرِِد على وجه التفضّل والمنّة
المراد بالخزي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[11 Jun 2010, 03:20 م]ـ
جزاك الله الفردوس وجعل هذه الأعمال الكبيرة في ميزان حسناتك ...
ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[12 Jun 2010, 09:25 م]ـ
جهد مبارك، أختي الكريمة سمر
كتب لك الأجر مع المشايخ، وزادك من فضله
وأبشرك: فإننا نقوم بتحميل ماتقومي بتفريغه من برنامج بينات،وبدأنا من حلقات 1428 الذي كان شرح المشايخ الفضلاء بكل حلقة كان جزء من القر آن، وتوزع وتنشر بالبريد الالكتروني للأخوات
والآن ننتظر انتهاء من تفريغ سورة البقرة وآل عمران، ويكون بملف واحد لكل سورة إن أمكن،
رفع الله قدرك في الآخرة،
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[12 Jun 2010, 09:59 م]ـ
بارك الله فيك أختي الكريمة على كل ما تقومين به أيضاً.
ملف سورة آل عمران مجموع عندي تنقصه الحلقة رقع 4 وهي عندي لكن لم أفرغها بعد للأسف نظراً لبعض الظروف الخاصة. إذا شئت أرسله لك بعد أن ينتهي المشايخ من الحلقات الختامية للسورة.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[18 Jun 2010, 09:54 ص]ـ
تأملات في سورة آل عمران من الآية 195 إلى آخر السورة
هذا نص الحلقة الأخيرة من سورة آل عمران ويبدو أن الحلقة التي تحدث فيها علماؤنا الأفاضل عن الآيات 193 إلى الآية 195 لم تعرض فنرجو إعادة عرضها لاستكمال حلقات السورة إن شاء الله تعالى.
-----------------
تأملات في سورة آل عمران من الآية 195 – آخر السورة
فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ?195? لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ ?196? مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ?197? لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ ?198? وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ?199? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ?200?
توقفنا في اللقاء الماضي عند قوله تعالى (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى) ولعلنا في هذا اللقاء نواصل الحديث عن هذه السورة العظيمة. وقد سبق أن تحدثنا عما في هذه السورة من أعمال القلوب ومن الفضائل ومن الفوائد البلاغية ونحن لم نتحدث عن سورة آل عمران لما فيها من الفوائد وما فيها من العِبَر وإنما نحن نحاول أن نحبب المشاهد الكريم في مراجعة هذه السورة والتفكر فيها وإلا هي تحتاج لسنوات طويلة لتدبر هذه السورة -كما فعل ابن عمر مع سورة البقرة- لأن التفكر بالقرآن الكريم والعمل به وتكراره يحتاج إلى وقت وهو عمر المؤمن الحقيقي. وعمر المؤمن الحقيقي هو الوقت الذي قضاه مع القرآن، والوقت الذي استثمر هو الوقت الذي قضاه المؤمن مع كتاب الله يتأمله وينظر في معانيه.
بعد أن تحدثنا في اللقاءات الماضية عن دعاء المؤمنين (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ?191?) وتحدثنا عن عبادة التفكر وعن أعمال القلوب والغفلة التي يعيشها المسلمون، ثم بعد هذا الدعاء كله قال الله تعالى (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ?195?) ثم ذكر نماذج لهذه الأعمال (فَالَّذِينَ هَاجَرُوا
(يُتْبَعُ)
(/)
وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ)، هذه الآية أطال الله فيه التفصيل في الاستجابة لهذا الدعاء العظيم وقلنا سابقاً أن الله سبحانه وتعالى علّمنا في هذه السورة كيف ندعوه وأن على المؤمن أن يكثر من الدعاء بهذا الدعاء وأفضل دعاء دعاء القرآن وأفضل ما يدعو المؤمن به هو هذا الدعاء الذي علّمنا إياه الله سبحانه وتعالى في كتابه لأنه سبحانه أعلم بنفسه وأعلم بخلقه.
نقف وقفتين مع هذه الآية: أولاً سرعة استجابة الله لدعاء المؤمنين. كثيراً ما نسمع الناس تقول إننا ندعو ولا يُستجاب لنا في حين أن الله سبحانه وتعالى أشار في كتابه أنه سريع الاستجابة فقال (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ (186) البقرة) بمجرد الدعاء فإنه يستجيب لك لكن ليس بالضرورة أن تكون الاستجابة هي تحقيق ما تدعوه به وإنما ذكر العلماء أن الداعي لا يخلو من حالات إما أن يستجيب الله دعاءه فينفذ له ما طلب وإما أن يصرف عنه من الشرّ بقدر ما دعا به من الخير وإما أن يُرجئها الله سبحانه وتعالى له إلى الآخرة وهي أعظمها ولذلك قال الشافعي رحمه الله لرجل يقول أنه يدعو الله ولكنه لا يستجيب:
أتهزأ بالدعاء وتزدريه ولم تعلم بما صنع الدعاء
سهام الليل لا تُخطئ ولكن لها أجلٌ وللأجل انقضاء
النقطة الثانية في قوله سبحانه وتعالى (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى) وهذا وعد من الله سبحانه وتعالى وهو السيد وهو المالك وهو المتصرف أنه لن يضيع عمل عامل وأنك مهما عملت من عمل صَغُر أو كبُر فأنك سوف تجزى به ولذلك قال (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8) الزلزلة) وذكر في مواضع كثيرة في كتابه دقة الميزان (وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (47) الأنبياء) (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49) الكهف) هذا فيه طمأنينة للمؤمن وهو يدعو الله سبحانه وتعالى وهو يعلم أن الله سبحانه وتعالى تكفّل أن لا يضيع عمل عامل منكم، وهذا فيه تطمين للعبد لأنه من أشد ما يؤثر على العامل أنه لا يطمئن إلى الجزاء، العامل الذي يعمل في أحد المؤسسات ولم يستلم راتبه كيف تكون حالته وكيف تكون نفسيته؟! يقول حقوقي مضيّعة؟! ولكن عندما يأتيه ضمان بأن حقوقه محفوظة، وهنا الضمان من الله سبحانه وتعالى (إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (9) آل عمران).
لعل هذا تكملة لقوله تعالى (رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194) فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ (195)) هذا تأكيد وأن وعدي لكم بأن أجزيكم خير الجزاء وأنصركم على أعدائكم وأورثكم الجنة يوم القيامة أن ذلك لن يضيع عند الله سبحانه وتعالى وكل عمل قدمتموه لن يضيع عند الله سبحانه وتعالى (وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ (35) محمد) بمعنى لن يضيع أعمالكم. ولو تأملنا هذا التطمين الرباني لهم يجعلهم بالفعل يعملون حتى لو العمل الصغير والله سبحانه وتعالى لا يحقر العمل الصغير وقال صلى الله عليه وسلم (لا تحقرنّ من المعروف شيئاً) أي شيء يعمله العبد فيه خير فإنه سيعود عليه بالنفع والخير ولذلك الذي قطع غضن شجرة كانت تؤذي الناس أدخله الله سبحانه وتعالى به الجنة وهو عمل يسير لا يؤبه له.
(يُتْبَعُ)
(/)
في التفصيل لما قال تعالى (لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم) وهذا واضح أنه للجميع لكنه قال (مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى) وبتقليب النظر في ذكر الذكر والأنثى أو المؤمن والمؤمنة قصداً في بعض الأمور قطعاً يكون لحكمة (ذكر وأنثى) (مؤمن ومؤمنة) (والمؤمنون والمؤمنات) تحتاج لوقفة وتأمل ولعل أحداً يصل فيها إلى الحكم في هذا الموضوع.
لما سألت أم سلمة الرسول صلى الله عليه وسلم لا نجد للنساء ذكراً (وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ (32) النساء) وقيل أنها نزلت فيها كل الآيات التي ذكرت النساء والرجال، قالت ما لي أرى الله يذكر الرجال ولا يذكرنا؟ فأنزل الله تلك الآية والآية في سورة الأحزاب (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ (35) الأحزاب) فذكر هؤلاء جميعاً مع الرجال. وهذا يدل على أن التساؤلات مشروعة وهذه المرأة النبيهة سألت هذه التساؤلات المشروعة وجاء بعدها استجابة. ونرى فائدة في قوله تعالى (أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم) هذه شاملة ثم جاء (مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى) تنبيه على أن الجزاء سواسية ليس فيه تفاضل، أنتم سواء في الجزاء لا تؤثر الذكورية في زيادة أجر الذكر على المرأة ولا تؤثر أنوثة المرأة بنقص في الأجر ولهذا نقول أن هذا من الجوانب التي يجب أن ننتبه لها أن الرجل والمرأة يكونون في أمور على حد سواء وأحياناً يكون للرجل حال وللمرأة حال ولكن الغالب أن حال الرجل أفضل من حال المرأة هذا بتفضيل الله سبحانه وتعالى وليس تشفّياً وهذه القاعدة العامة والغالبة عند جميع الناس فالاستثناءات التي تحصل أحياناً في العالم، إمرأة تملك بلاد أو امرأة تملك وزارة أو امرأة مسؤولة عن رجال فهذه تعتبر شواذ لأن الأصل الغالب أن يكون الرجل هو المقدم. فلعل المقصود أنه لا يؤثر الجنس ذكر أو أنثى في قضية الجزاء عند الله سبحانه وتعالى.
في حديث أم سلمة يقول القرطبي في تفسيره "وروى الحاكم أبو عبد الله في صحيحه عن أُم سلمة أنها قالت: يا رسول الله، لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيء؟ فأنزل الله تعالى?: {فَ?سْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنْكُمْ مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى?} الآية. وأخرجه الترمذي".
من فوائد هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى خصّ العمل وذكر مثالاً ل‘مال الصالحة التي تقرّب إلى الله سبحانه وتعالى، فعممّ في الأول (أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى) فدخل فيه كل عمل صالح يعمله إنسان من ذكر أو أنثى فإن الله سبحانه وتعالى لا يضيعه، لكنه ذكر مثالاً على هذه الأعمال الصالحة وكأنها من أعلى الأعمال الصالحة فقال (فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ) ذكر الهجرة، (وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ) وليس سهلاً على الإنسان أن يخرج من دياره بطواعية، ولذلك نقول لإخواننا الذين شُرّدوا من ديارهم في كل مكان: هل تتوقعون أن أجركم كأجر غيركم؟ أنتم على أجر عظيم إن صبرتم واحتسبتم. ولذلك انظروا إلى إخواننا في فلسطين وأفغانستان والعراق وفي كل مكان كيف شُرِّدوا من ديارهم فلا يعرف الهمّ إلا من يكابده ولا المرارة إلا من يعانيها، فليس سهلاً أن تسمى لاجئاً لكن الله سبحانه وتعالى قد خصّك بأجر فقال (وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ) ليس سهلاً أن يخرج الإنسان من دياره بطواعية، وقال (وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي) لذلك نحن نذكر الإخوة الذين أخرجوا من ديارهم أن يحتسبوا الأجر عند الله سبحانه وتعالى أن لا يتسخطوا على قضاء الله وقدره فأن الله تعالى بقدر ما ابتلاهم بهذا البلاء في الدنيا فإنه قد أعد الله لهم من الأجر ما لم يعده لمن بقي آمناً في وطنه، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر النِعَم قال: " من أصبح معافى في بدنه، آمنا في سربه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها " والشاهد قوله " آمناً في سِربه". وهؤلاء الذين ذكرناهم
(يُتْبَعُ)
(/)
في هذا الزمن زمن الذل والهوان على المسلمين قد كثروا بالفعل وواجب عليهم أن يحتسبوا هذا الأمر عند الله سبحانه وتعالى فإن الله سيجزيهم عليه جزاءاً عظيماً. ثم جاء بالقسم في (لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ) هذه اللام موطّئة للقسم، فالله سبحانه وتعالى يُقسم وكأنه يضمن لهؤلاء الذين قاتلوا وقتلوا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيله يقسم الله عز وجل أن يكفّر عنهم سيئاتهم وجاء بالتكفير مقابل هذه الأعمال.
(لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ) هذا باب التخلية و (وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ) وهذا باب التحلية، هذه القاعدة الغالبة كما يقول تعالى في كثير من الآيات (غفور رحيم)، غفور هذه تخلية ورحيم تحلية، فهنا قال (وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ) وهذا الإدخال ليس لجنة واحدة وإنما جنات (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) الرحمن) (وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62) الرحمن) لا يُعطى الإنسان في الآخرة جنة واحدة وإنما هي جنات يتنقل بين هذه الروضات والمنازل المتعددة والقصور الفارهة العظيمة والخيام التي من لؤلؤ، هي جنات لمن يصبر على هذا الأذى والإخراج والهجرة وينال هذا الأجر العظيم ولهذا قال في آخر السورة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) فالمسألة تحتاج إلى صبر ومصابرة. وقد ذكر الصبر في أول السورة (الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ (17)) بدأ السورة بالصبر وختمها بالصبر ولذلك لم يُعطَ الإنسان عطاء أوسع من الصبر. ولذلك نلاحظ الآن نحن لا نعظّم خُلُق الصبر كما عظّمه الله عز وجل، نحن للأسف لم نتخلق بخلق الصبر وكل شيء عندنا في عجلة وقلة صبر، ابن القيم قال "إن الصبر هو سيد الأخلاق"، فالشجاعة صبر ساعة، الكرم صبر على بذل المال، الحلم على عدم الاستثارة، كل الأخلاق تجدها تحتاج إلى صبر. ولذلك لما ذكر تعالى في سورة البلد (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ?11? وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ ?12? فَكُّ رَقَبَةٍ ?13? أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ?14? يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ ?15? أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ?16? ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ ?17? أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ?18? وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ ?19? عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ ?20? البلد) تواصوا بالصبر لأن فك الرقبة وإطعام المسكين في يوم المسغبة هذه الأعمال العظيمة التي ذكرها تحتاج إلى صبر. ونحن للأسف لا نتدرب عليه ولا نُربى عليه بشكل يليق به، لا نربي أنفسنا ولا نربي أبناءنا ولا طلابنا ولا مجتمعاتنا على الصبر. وليس الصبر المذموم وإنما ضبط النفس وضبط الأخلاق والمفترض في إدارة المرور مثلاً أن يطرحوا دورات في الصبر، والغربيون نجحوا في هذا أكثر منا فتعودوا على الصبر والانتظار حتى في الصناعة والتعلم أما نحن بحكم المَدَنية المعاصرة التي تسهِّل على الناس أصبحنا نستبطئ الساعة فإذا أُعلن في مطار عن تأخير رحلة ترى الناس ينزعجون انزعاجاً هائلاً وما يدرون ما الحكمة من هذا التأخير.
في قوله سبحانه وتعالى (ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ) والثواب مأخوذ من مادة تاب وتاب إذا رجع، غذا تأملنا تسمية هذا بالثواب كأنه لك ثم تبت إليه لكن لا تتوب إليه إلا بالأعمال الصالحة وقريب منها المآب ولذلك قال (فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا (39) النبأ) مآب يعني مرجع، والمرجع بالأعمال الصالحة. وقالوا هذا الذي أعطاك الله هو ثواب، توبته عليك فكأنك رجعت إلى حال مقدرة. وكأنه تذكير بالحالة التي كنا عليها، فآدم عليه السلام كان في الجنة ثم أُهبِط منها بسبب الذنب والآن رجعنا إلى المكان الذي خرجنا منه وكأننا تبنا وأبنا إلى المكان الذي كنا فيه. لكن نلاحظ أن المكان كان في الجنة فأهبط منها والآن ينبغي منا أن نصعد إليها والصعود ينبغي له جهد وشغل وليس كالهبوط فيمكن بسيئة واحدة تهبط لكن الصعود يحتاج لبذل جهد (فَلَا اقْتَحَمَ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْعَقَبَةَ ?11? وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ ?12? فَكُّ رَقَبَةٍ ?13?). كل واحد منا يتصور أنه يصعد في سلم إلى السماء إلى الجنة معناه كلما أصلي أو أصوم أو أزكي أصعد إلى السماء درجة وكلما كان العمل فيه مشقة وجهد كلما كان الصعود أعلى. ولذلك هؤلاء أخرجوا من ديارهم وهاجروا وأوذوا في سبيل الله وقاتلوا وقتلوا كل هذه مصاعد.
وكأن القائل يقول انظر إلى هؤلاء الكفار يتمتعون ويتنعمون ونحن في هجرة وإخراج فقال (لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ) هذه الحقيقة نحتاج إلى التذكير بها وهي تقال كثيراً، كلما أراد أحدهم أن يمثل بالحضارة يقول انظروا إلى الغرب ماذا فعلوا وهذه مِنيّة صادقة وهذا حقّ لا نرده ولا نُنكره لكن لا نريد كثرة الطَرْق على هذا الجانب كأننا نحن متخلفين لأننا نحن أصحاب الحضارة والحضارة الحقيقية هي التي نبعت من الوحي ونحن أصحاب الحضارة الحقيقية وأصحاب الوحي والله سبحانه وتعالى (لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ) هم لا شك يتقلبون في النعم وشوارعهم أفضل من شوارعنا وحضارتهم المادية قد بلغوا فيها شأواً والذي نتمتع نحن به الآن هو من حضارتهم لا شك عندنا بذلك لكن الواقع الذي نعيشه اليوم محزن بالنسبة للمسلمين.
فائدة هنا الملاحظ أن الثواب هنا نُسب إلى الألوهية وليس إلى الربوبية وأن بداية الخبر كانت ربوبية (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ) لكن لما ذكرت بعض الأعمال المرتبطة بالعبودية جاء ذكر الألوهية لأن الألوهية من عند الله. والتوجيه أن مقام الألوهية مقام عبادة يعني ألِهَ أي عَبَد ولما ذكر جملة العبادات نسبها إلى الألوهية لأنها أنسب لها مع أن الثواب أحياناً قد يأتي من الرب لكن المقام الآن حسُن أن يذكر فيه لفظ الجلالة لارتباطه بالعبادات التي ذركت من قبل، هذا أمر والأمر الثاني أن الألوهية فيها عظمة وتمكن فكأنه أراد أن يبين أن هذا الثواب عنده وله ومُلكه فهو الذي يهب لمن يشاء ويمنعه من يشاء فهو أعطاهم الثواب من عنده تفضلاً فتستشعر هذا المعنى. وهناك معنى أن هذه الأعمال التي ذكر الله ثوابها أعمال فيها مشقة وكأنها ليس فيها معنى اللطف والربوبية، فيها قتل وفيها إخراج من الديار فعبر الله سبحانه وتعالى بالألوهية ليدل على أنه يستحق سبحانه وتعالى أن كل هذه التضحيات من أجل الله سبحانه وتعالى ولهذا قال بعدها (وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ). إن كان هناك ثواب فهو عنده، قُدّمت العندية على الثواب كما قالت امرأة فرعون (إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ (11) التحريم) الجار قبل الدار.
قال (لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ (196)) لا شك أن كثيراً من المسلمين وقعوا في مخالفة صريحة لهذه الآية وهو اغترارهم بالكافرين حتى قالوا وجدنا في الغرب إسلاماً بلا مسلمين، هذا غير صحيح مع أن هؤلاء يتقلبون في نعم عندهم حضارة ولا ننكر شيئاً من ذلك ونرى أنهم قد حازوا شيئاً ينبغي لنا نحن أن نحوزه ولكن علينا أن لا نغترّ به فما دام الإنسان قد فقد الإيمان وفقد الصلة بالله عز وجل فهو في الحقيقة فقد البوصلة في هذه الدنيا فلا يعلم أين يتجه؟ ولذلك انظر إليه يعيش الإنسان وهو يكدح في الدنيا ما عنده هدف آخر، ما الفائدة؟! ولأن أعيش في بيت شعر في صحراء قاحلة وأعرف من أنا ولماذا خُلِقت أحب إلي من أعيش في ناطحة سحاب وعندي ملذات الدنيا كلها ولا أدري لماذا خُلِقت.
حدثني أحدهم في قوله سبحانه وتعالى (قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ (26) المائدة) فقلت بنو إسرائيل ما كان تيههم أربعين سنة وإنما هم تائهون إلى اليوم لأن التيه الحقيقي هو الضلال عن الهداية وليس التيه أنهم ضلوا الطريق إلى فلسطين. هذه الهداية التي أنعم الله بها عليهم ينبغي أن نستحضرها دائماً ونعلم كيف يمكن أن تتجاوز العقبات وكيف تغفر خطاياك هذا الهم الأكبر عند المؤمن وهو ينرظر إلى ما عند الله وإلى ثواب الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
(لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ) فيها إشارة إلى أن الكفار لديهم من بهرج الحياة ما قد يغرّ المؤمن، وهذا واضح لمن يتأمل في حياتهم وما عندهم من حضارة وتكنولوجيا ولديهم أشياء متقدمة وهذا قد يغرّ، وهم يقولون هذا الكلام ونحن لا نشكك في النيات، هو يقولونه من باب حثّ المسلمين أن يأخذوا بأسباب القوة وهذا لا شيء فيه، لكنه قال تعالى (مَتَاعٌ قَلِيلٌ) لا يساوي أن يُغترّ به، بالرغم من كل هذا إلا أنه قال (مَتَاعٌ قَلِيلٌ). (ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ) معناه أن العبرة بالنهاية والمؤمن العاقل ينظر إلى النهاية لا تغرّه الحياة الدنيا، ينبغي أن ترضى أن تكون مشرداً بإيمانك ولا تكن عاقبتك إلا هذه العاقبة الحميدة ولا تستعجل كما يستعجل وبعضهم يرتد عن دينه والعياذ بالله. ولذلك يذكرون قصة جَبَلة ابن الأيهم عندما كان أميراً في النصارى من الغساسنة ثم أسلم في عهد عمر وكان يطوف حول الكعبة فوطئ أحد المسلمين على ردائه فأنف منه ولطمه فاشتكاه إلى عمر فقال لطمة بلطمة فكبرت في نفسه كيف يُلطم وهو أمير فاستمهل رسول عمر إلى اليوم الثاني فلما كان اليوم الثاني هرب وارتد ثم كبر وندم ندامة شديدة على ردّته وكتب قصيدة من ضمنها:
تنصّرت الأملاك من أجل لطمة وما كان فيها لو صبرت لها ضرر
لو كان صبرت وتحملت على أمل النجاة في الآخرة وعدم الاغترار بالدنيا والاستعجال بنعيمها.
(لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِّنْ عِندِ اللّهِ) هذا الذي ينبغي أن يسعى إليه الناس وينافسوا فيه، هذا هو السعي. وهنا يذكر بقضية التقوى التي ذكرت في هذه السورة كثيراً (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)) (لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِّنْ عِندِ اللّهِ وَمَا عِندَ اللّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ) النُزُل هو المكان الذي يُعَدُّ للضيف ولذلك في بعض البلاد يسمون الفنادق نُزل. (نُزُلاً مِّنْ عِندِ اللّهِ) وفيه إشارة إلى الاحتفاء الشديد بالمؤمن والمتقي وأنه يجد في الآخرة من الحفاوة، وسبحان الله المؤمن في الدنيا يُبتلى ثم منذ أن يموت يبدأ النعيم، منذ وفاته وفي قبره وفي الحشر وفي الجنة، يقول تعالى (أعد الله لهم) (أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) آل عمران) (نُزُلاً مِّنْ عِندِ اللّهِ) فيها إشارة إلى حفاوة ولذلك لو كنا فعلاً نعي هذه المعاني لعملنا لما بعد الموت ولذلك قيل" والكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت".
تكلم القرطبي عن الاستدراك في (لكن) (لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ) لأن هذا من غرائب الاستدراك، الاستدراك على ماذا؟ الاستدراك هنا حالي، لو تأملنا أنه كان يتكلم عن المؤمنين أولاً ثم ثنّى بالكلام عن الكفار، عندما قال (لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (197)) لكن المتقين حالهم مختلف تماماً. قال القرطبي في تفسيره: "في قوله تعالى (لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ) استدارك بعد كلام تقدّم فيه معنى النفي؛ لأن معنى ما تقدّم ليس لهم في تقلُّبِهم في البلاد كبير الانتفاع، لكن المتقون لهم الانتفاع الكبير والخُلْد الدائِم".
(وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِمْ) كأنه عود إلى ما حدث في أول السورة دعوة أهل الكتاب وأهل الإيمان فتختم السورة بما بدأت به. قال في أول السورة (اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ (3) مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ (4)) بدأت بذكر الكتب السابقة ثم عُرّج على حال أهل الكتاب ثم ذكر (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ) منهم مؤمنون صادقون خاشعون لله
(يُتْبَعُ)
(/)
يخشون الله (وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ (83) المائدة) يستجيبون الله يثني عليهم وكأنها تعريض وإلماحة إلى الذين نكثوا واستكبروا واستنكفوا أن يؤمنوا:إتقوا الله في أنفسكم" وهذا أيضاً إنصاف لهؤلاء الذين استجابوا وقد سبق الحديث عنها في السورة (لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) آل عمران). وأيضاً فيها فائدة (وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ) ذكر في الآية الأبرار الذين سبقت صفاتهم في هذه السورة.
قال (خَاشِعِينَ لِلّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً) وصفهم أنهم خاشعين وأنهم لا يشترون، خاشعين الخشوع يدل على صدق القلب وخوف من الرب ولا يشترون أن هذا الخشوع حملهم على أن لا يبيعوا شيئاً أو يشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً كما فعل أهل الكتاب الذين منعهم من الإيمان أنهم ىثروا حظوظهم الدنيوية لأنهم كانت تأتيهم أموال بسبب كونهم قسيسين ورهبان وباباوات، (لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً). ثم ذكر أن هؤلاءلهم الأجر (أُوْلَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ). وهذه الآية فيها فائدة وهي الثناء على أهل الفضل لما فيهم من الفضل من باب تشجيعهم وتثبيتهم. وعندما يأتي مثل هذا الإنصاف في الشريعة، حتى الذي أسلم والذي يريد أن يُسلم ولكنه متردد فيقال له (لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ) قيهم أناس صالحون، أناس صادقون، هذا يساعده فيقول لماذا لا أكون من هذا النوع؟
أيضاً قال (لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً) هل يُفهم من هذه الآية أن الذي يشتري بآيات الله ثمناً ضخماً يخرج منها؟ هذه للدلالة على ذكر الأعلى أو لذكر الواقع الذي وقع من هؤلاء أنهم اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً. ولو افترضنا أن الدنيا كلها كانت ثمناً للكفر بالله فهذا لا يكفي ولا تساوي الدنيا كلها وهذا كله ثمن قليل ولذلك قال قبلها (مَتَاعٌ قَلِيلٌ) التقلب في البلاد والتمكن منها وملك الدول والحكم كله متاع قليل.
(أُوْلَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ) الملاحظ المخالفة بين الربوبية والألوهية في هذه الصفحة كثيرة، محاولة استخراج الفروق الدقيقة بينها تحتاج إلى تأمل. قال (أُوْلَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ) رد الأجر إلى الربوبية، وقال أجرهم كأن فيه إثبات أن هذا استحقاق لهم. وقال (ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ) إشارة إلى فضله عليهم. ثم قال (إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) ما قال إن ربك سريع الحساب كما ذكرنا في قضية التعظيم في جانب الألوهية. ثم جاءت بالألوهية لما ذكر (خَاشِعِينَ لِلّهِ) لما كانت عبادة ذكر خاشعين لله. وقال (لَمَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ) والإيمان مرتبط بالعبودية.
في قوله سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) هذا ختام السورة. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ) النداء بوصف الإيمان وقد تكرر كثيراً في سورة البقرة وآل عمران النداء بوصف الإيمان ومعروف ما قيل فيه قديماً وحديثاً ونلاحظ في قوله (رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا) وهذا النداء منه النداءات الموجودة في القرآن الكريم فيه فائدة عدم الخجل من الدعوة إلى الله ونشره فهذا هو منهج الله الذي نزل به شرعه ونزلت به كتبه. نلاحظ لما جاءت هذه الأوامر قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ) وهناك فرق بين الصبر والمصابرة فالصبر هو حبس النفس على طاعة الله عز وجل وعن معصية الله وعلى أقدار الله المؤلمة. المصابرة هي أن يكون أمامك خصم يصبر على ما هو فيه من المعصية فأنت تصابره وهذا يكون في القتال لما يلتقي المؤمنون والكفار، هؤلاء صابرون وهؤلاء صابرون كل واحد منهم يصبر على باطله أو على حقه لكن ينبغي للمؤمن أن يصابر، يغالب هؤلاء فيصبر أكثر من صبرهم. يقول
(يُتْبَعُ)
(/)
النابغة:
سقيناهم كأساً سقونا بمثلها ولكننا كنا على الموت أصبرا
إصبر فعل أمر وصابر فعل أمر أيضاً ولكن هذا من المفاعلة التي تدل على أن هناك من يقابلك.
ثم قال (وَرَابِطُواْ) الاستقامة يمكن للإنسان أن يصبر ويمكن أن يصابر في مواقف لكن أن يرابط عليه ويدوم حتى يلقى الله ويتوفاه مع الأبرار هذا موطن الخلاف بين الناس ولذلك (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا (30) فصلت) ثبتوا على طاعة الله، وهذه الآية أصل في المرابطة على طاعة الله وفي سبيل الله والمرابطة ليست مقصودة فقط في الجهاد وإنما هي عامة ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث " ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ " قالوا: بلى. يا رسول الله! قال " إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط". وليس في حديث شعبة ذكر الرباط. وفي حديث مالك ثنتين " فذلكم الرباط. فذلكم الرباط. الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 251، خلاصة حكم المحدث: صحيح " هذا رباطٌ صالح لكل أحد.
(واتقوا الله) قد يصبر الإنسان ويصابر ويرابط لكن لا يتقي بمعنى أن الإنسان قد يختل المنهج أو الميزان أو المحرك لهذه الأمور فقد يرابط لأنها حميّة لوطنه أو لأهله، لا، إتقِ الله، إجعلها لله، واجعل الحامل لها هو الله ولذلك قال في الآية التي قبلها (وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا (120) آل عمران) وقال (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ (186) آل عمران) الصبر لا ينفع إذا كان مجرداً من التقوى ولا يجزى عليه الإنسان فلا بد من صبرٍ يكون الحامل عليه هو التقوى فقد يقع صبر بلا تقوى. وكأن هذه الآية لخصت السورة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ) تذكير بالأوامر التي ذكرت كلها الصبر على الجهاد والصبر على الخروج من الوطن والصبر على الأذى وعلى ما يلقونه من المشركين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ) فيها إشارة إلى ما تجده من العناء والمعاندة (إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ (104) النساء). و (وَرَابِطُواْ) فيها معنى الملازمة والرباط والطاعة في الجهاد.
(وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) ولذلك كما بدأت سورة البقرة بالفلاح ولذلك نربط بين الزهراويين ونحن نعرف أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يربط بينهما، قال السيوطي: ما وجدت سورتين متتاليتين إلا وجدت مناسبة بين آول الأولى وآخر الثانية وذكر مثالاً لذلك البقرة وآل عمران وذكر عدداً من السور، خاصة التي يقرن بينها النبي صلى الله عليه وسلم.
في قوله (وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) الفلاح مأخوذ من فلح الأرض لأن الفلاح يشق الأرض لكي يستنبتها ويخرج منها الزرع كأن فيها إشارة إلى هذا المعنى أن ما تقدموه فإنه يكون في النهاية رادّاً لك كما يفعل الفلاح فيرتد إليه خيرها.
أفضل ما كُتب عن سورة آل عمران في كتب التفسير:
كتاب في ظلال القرآن لسيد قطب من الكتب المميزة التي تكلمت عن هذه السورة وفيما يتعلق بمعركة أُحد بالذات والحديث عنها.
مراجعة كلام إبن القيم رحمه الله في زاد المعاد عندما تحدث عن الحِكَم المستنبطة من غزوة أُحد فهو ذكر حكماً عجيبة استنبطها من الآيات وغالب ما استنبطه من الآيات وأفرد لذلك فصلاً في أربعين أو ستين صفحة موجود في زاد المعاد.
وحضرت لشيخنا العلامة ابن عثيمين تفسير هذه السورة ليس كلها ولكن جزء منها وقد طبع في مجلدين فمن أراد أن يقرأ ما في هذه السورة من حكم وفوائد واستنباطات فعليه أن يقرأ ما ذكره الشيخ رحمه الله في تفسير ذلك.
وما كتبه ابن كثير في هذه السورة كلام رائع جداً جدير بالقرآءة.
ومنهم من أفرد هذه السورة بالحديث أذكر منهم الدكتور مصطفى الشكعة له كتاب تفسير سورة آل عمران
وكتب كثير من المعاصرين في تفسير السور
والتفسير الموضوعي للسور وقد أُشبعت دراسة وكتب عنها الأستاذ عبد الحميد طهماز ضمن سلسلته في التفسير الموضوعي.
سورة البقرة وآل عمران مع طولهما إلا أنهما يتميزان بكثرة المعاني وبسهولة الحفظ، فيهما سهولة بالغة ونوصي بحفظها.
بمناسبة انتهائنا من هذه السورة نكرر أن بعض السور نبّه النبي صلى الله عليه وسلم بفضلها أو نبّه عليها بفعله صلى الله عليه وسلم فتكون من باب الأحوال التي كان صلى الله عليه وسلم يقوم ببعض السور أو بعض الآيات فمن الحسن أن يتعلم المسلمون معاني هاتين السورتين لأن بهما فضل كبير جدا جداً وكثير من المعاني.
محاور الحلقة:
- ذِكْر الذكر والأنثى أو المؤمن والمؤمنة قصداً لحكمة
- سبب نزول قوله تعالى (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى (195))
- عظيم أجر من أُخرِج قهراً من وطنه
- قاعدة التخلية قبل التحلية
- مدار الأخلاق على الصبر
- مناسبة نسبة الثواب للألوهية
- التيه والضياع الحقيقي هو الصلال عن الهداية
- قوله تعالى (لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ)
- سبب ارتداد جبلة بن الأيهم عن الإسلام
- الاستدراك حاليّ في قوله تعالى (لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا)
- الفرق بين الصبر والمصابرة
- الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) أصلٌ في المصابرة
- المناسبة بين أول السورة مع آخر السورة المقارنة لها
- أفضل ما كُتِب عن سورة آل عمران
انتهت بحمد الله تأملات سورة آل عمران.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[باحثة علم]ــــــــ[18 Jun 2010, 11:32 ص]ـ
بارك الله فيك أختي الفاضلة
جزاك الله الفردوس الأعلى
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Jun 2010, 06:56 م]ـ
بارك الله في أختي الكريمة سمر على هذه الجهود في المتابعة والتلخيص والترتيب، وقد استفدت من كتابتها ولا زلتُ أستفيدُ فجزاها الله خيراً وتقبل منها.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[18 Jun 2010, 09:31 م]ـ
جزاكم الله خيراً على تعقيباتكم الطيبة وهذا فضل من الله تعالى علينا أن يسر لنا هذا العلم عبر هذا البرنامج القيم الذي أدعو الله سبحانه وتعالى أن يستمر في تقديم هذه التأملات القرآنية النافعة والقيمة لا حرمنا الله من جهودكم في خدمة القرآن وعلمكم.(/)
اسطوانات برنامج بينات
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[12 Oct 2009, 11:13 م]ـ
**إسطوانات برنامج بينات**
للمشايخ الفضلاء:
د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري
د. محمد بن عبد العزيز الخضيري
د. مساعد بن سليمان الطيار
وهو البرنامج الذى أذيع على قناة المجد وهو برنامج يقوم على تفسير للقرآن الكريم جزءاً جزءاً وتأملات في بعض الآيات وفى الحقيقة هو برنامج رائع لن تمل من تكرار سماعه ومشاهدته ولا غرابة ولا عجب فى هذا لأنه متعلق بأشرف كلام وهو كلام رب العالمين فسبحان من كان هذا كلامه, وستجد فى هذا البرنامج وستعجب بتعليقات المشايخ الأفاضل وإستنباطتهم وكذلك الخبرة اللغوية الفائقة والإستشهادات والدلالات وكذلك النظرات الكلية لمقاصد السورة وموضوعها الأساسي
بشكل يبعث الدهشة في النفس ويترك فضاءً واسعًا للتحليق في سماء السورة ستراه إن شاء الله بنفسك, وللعلم أن الإسطوانة الثالثة تتكلم خاصة عن تفسير سورة البقرة. دمتم فى طاعة الله
يبلغ حجم الإسطوانة 685 ميجا بايت وهى مبرمجة تعمل تلقائيا أو من على الجهاز ...
والإسطوانة مقسمة على 4 ملفات مضغوطة حجمه تقريبا 200 أو أقل بناءاً على نصيحة الأخوة الكرام وبفضل الله بروابط مباشرة تدعم الإستكمال ودائمة بإذن الله تعالى
روابط تحميل الإسطوانة الأولى
الجزء الأول
http://elmohnd.com/mohnad/monwa/pynat1.part1.rar
الجزء الثانى
http://elmohnd.com/mohnad/monwa/pynat1.part2.rar
الجزء الثالث
http://elmohnd.com/mohnad/monwa/pynat1.part3.rar
الجزء الرابع
http://elmohnd.com/mohnad/monwa/pynat1.part4.rar
روابط جديدة من الفاضل عماد أحمد سعيد _حفظه الله
باسوورد فك الضغط بالمرفقات
http://rapidshare.com/files/235207626/Pynat1.part1.rar
http://rapidshare.com/files/235214627/Pynat1.part2.rar
http://rapidshare.com/files/235221928/Pynat1.part3.rar
http://rapidshare.com/files/235231009/Pynat1.part4.rar
http://rapidshare.com/files/235239701/Pynat1.part5.rar
http://rapidshare.com/files/235248351/Pynat1.part6.rar
http://rapidshare.com/files/235249824/Pynat1.part7.rar
الأسطوانة على رابط واحد مباشر من الفاضل أبو حمزة _حفظه الله
http://abohamza.egyptmall.net/Bynat1.rar
روابط تحميل الإسطوانة الثانية
الجزء الأول
http://elmohnd.com/mohnad/monwa/pynat2.part1.rar
الجزء الثانى
http://elmohnd.com/mohnad/monwa/pynat2.part2.rar
الجزء الثالث
http://elmohnd.com/mohnad/monwa/pynat2.part3.rar
الجزء الرابع
http://elmohnd.com/mohnad/monwa/pynat2.part4.rar
روابط جديدة من الفاضل عماد أحمد سعيد _حفظه الله
باسوورد فك الضغط بالمرفقات
http://rapidshare.com/files/235457940/Pynat2.part1.rar
http://rapidshare.com/files/235462973/Pynat2.part2.rar
http://rapidshare.com/files/235468540/Pynat2.part3.rar
http://rapidshare.com/files/235474882/Pynat2.part4.rar
http://rapidshare.com/files/235480461/Pynat2.part5.rar
http://rapidshare.com/files/235492742/Pynat2.part6.rar
الأسطوانة على رابط واحد مباشر من الفاضل أبو حمزة _حفظه الله
http://abohamza.egyptmall.net/Bynat2.rar
روابط تحميل الإسطوانة الثالثة
الجزء الأول
http://elmohnd.com/mohnad/monwa/pynat3.part1.rar
الجزء الثانى
http://elmohnd.com/mohnad/monwa/pynat3.part2.rar
الجزء الثالث
http://elmohnd.com/mohnad/monwa/pynat3.part3.rar
الجزء الرابع
http://elmohnd.com/mohnad/monwa/pynat3.part4.rar
روابط جديدة من الفاضل عماد أحمد سعيد _حفظه الله
باسوورد فك الضغط بالمرفقات
http://rapidshare.com/files/235258556/Pynat3.part1.rar
http://rapidshare.com/files/235267705/Pynat3.part2.rar
http://rapidshare.com/files/235277382/Pynat3.part3.rar
http://rapidshare.com/files/235285949/Pynat3.part4.rar
http://rapidshare.com/files/235297404/Pynat3.part5.rar
http://rapidshare.com/files/235311549/Pynat3.part6.rar
الأسطوانة على رابط واحد مباشر من الفاضل أبو حمزة _حفظه الله
http://abohamza.egyptmall.net/Bynat3.rar
ـ[عبدالله العاصمي]ــــــــ[12 Dec 2009, 06:27 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً
وبالنسبة لكلمة السر الخاصة بفك ضغط الملفات فقد أشرت إلى وجودها في المرفقات ولكن لا يوجد في المشاركة أي مرفق
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[13 Dec 2009, 08:35 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل عبد الله على التنبيه وقد سقط سهواً عدم إرفاق الملف.
هذا هو رمز فك الملفات المضغوطة كما جاء في المرفق:
EMADFOFOO
بالحرف الكبيرة- كابيتل
أو
بسم الله الرحمن الرحيم
ـ[أم رنيم]ــــــــ[29 Dec 2009, 12:14 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
لكن الروابط لاتفتح معي؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الدخاخني]ــــــــ[28 Jan 2010, 01:24 م]ـ
الأخت المباركة سمر الأرنؤوط
جزاكم الله خيرا على هذا الجهد المبارك
لكن هذه الروابط لا تعمل
فكيف يمكنني الحصول على هذه الإسطوانات (من الرياض أو غيرها)
برجاء إفادني
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[26 Feb 2010, 09:09 ص]ـ
عذراً أخي الفاضل فهذه الروابط نقلتها من منتدى فرسان الحق.
هذه روابط بديلة أتمنى أن تعمل
روابط بديلة مباشرة
http://abohamza.egyptmall.net/Bynat1.rar
http://abohamza.egyptmall.net/Bynat2.rar
http://abohamza.egyptmall.net/Bynat3.rar
روابط جديدة للاسطوانات التلاتة مقسمة الى اجزاء على المديافاير
رابط تحميل الإسطوانة الأولى
http://www.mediafire.com/?sharekey=524a70c8e8c76b9aba46cd2d5c58fd96501d9c56 8fd4686c16f8cf40558950b4
رابط تحميل الإسطوانة الثانية
http://www.mediafire.com/?sharekey=524a70c8e8c76b9aba46cd2d5c58fd96501d9c56 8fd4686cb16e5c9d3b204475
رابط تحميل الإسطوانة الثالثة
http://www.mediafire.com/?sharekey=524a70c8e8c76b9aba46cd2d5c58fd96501d9c56 8fd4686cdaada8390b259c5f
ـ[أم رنيم]ــــــــ[02 Mar 2010, 12:07 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[افق الدعوة]ــــــــ[02 Dec 2010, 01:52 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
هل بامكاني بعد تحميلها بيعها في الدار عندنا ويكون المردود لصالح الدار اي في خدمة كتاب الله
ارجو الاجابة
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[02 Dec 2010, 09:26 ص]ـ
بارك الله بكن أخواتي الفاضلات،
بالنسبة لبيع الأسطوانات فيمكن سؤال من قام بعملها وهم الإخوة في موقع فرسان الحق على هذا الرابط:
http://www.forsanelhaq.com/
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[02 Dec 2010, 10:34 ص]ـ
بارك الله في جهود الدكتورة سمر
وكتب أجرها في الدارين(/)
بدء التسجيل لبرنامج بينات يوم الإثنين 27/ 12/1430هـ والبدء بسورة النساء بإذن الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Dec 2009, 08:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اجتمعنا اليوم الجمعة 24/ 12/1430هـ لمناقشة تطوير برنامج بينات ومحاولة تقديم أفضل للبرنامج، وسوف نبدأ التسجيل يوم الإثنين القادم بإذن الله ويوافق 27/ 12/1430هـ. وسوف نكمل ما تبقى من سورة آل عمران ثم نشرع في سورة النساء بإذن الله.
نرجو أن نوفق في الاستمرار، وقد قمنا بإنشاء هذا القسم الجديد لبرنامج بينات ضمن ملتقى البرامج الإعلامية القرآنية سعياً لمتابعة حلقاته، ومن ضمن الأفكار التي اتفقنا عليها للخروج بفوائد قيمة ما يلي:
1 - ترتيب الفوائد بحيث يقوم كل واحد بتحضير ثلاث فوائد أساسية في الحلقة ونتحدث في كل حلقة عن وجه واحد من المصحف، وقبل التسجيل يتم ترتيب الفوائد حتى لا يقع التكرار.
2 - عرض الكتب بشكل مستمر، بحيث يكلف كل واحد بعرض كتاب مع مراعاة عدم التكرار وتسجل الكتب في قائمة. ولعل من يملك منكم قائمة بالكتب التي سبق عرضها في بينات يعرضها في الملتقى لنتلافى تكرارها، ويمكن استخراجها من تفريغ الحلقات الذي قامت به الأستاذة سمر الأرناؤوط وفقها الله وكتب أجرها.
3 - ينظر في تهيئة الحلقات السابقة التي تم تفريغها بعد مراجعتها للطباعة لكثرة المقترحات بذلك، ونحن نستشيركم في ذلك. هل هو مناسب أن تخرج في كتب أم لا؟
4 - فتح قسم خاص للبرنامج في ملتقى البرامج الإعلامية بملتقى أهل التفسير، ليكون ميداناً لأرشفة حلقات البرنامج وتسجيلها ومتابعتها، ومعرفة أخبار البرنامج والأفكار التطويرية له، ويسعدني تلقي رغبة من يتبرع بالإشراف والمتابعة لهذا الملتقى من الأعضاء أو العضوات الفضلاء.
5 - الاستماع للآيات محل الحديث بصوت الشيخ المنشاوي في أول الحلقة بعد بدايتها.
6 - يكتب اسم السورة بشكل ثابت في الشاشة، وينبه المشرف على البرنامج للعناية بذلك، ويضاف في كل حلقة رقم الآيات التي يتم الحديث عنها.
7 - كتابة الفوائد وتسليمها للمعد ليضعها على الشاشة بين الفينة والأخرى.
8 - تسجل مداخلات مسجلة لبعض المشايخ في حدود 3 - 5 دقائق وتوضع في الحلقات بشكل مناسب، وإن أمكن التعليق عليها من قبلنا فهو جيد إذا تيسر تهيئتها قبل تسجيلنا.
هذه الأفكار التي اتفقنا عليها، وإن رأيتم فكرة مفيدة سهلة التنفيذ، تضيف للبرنامج شيئاً فنحن نسعد بتنفيذها إن شاء الله.
ـ[وليد الزامل]ــــــــ[17 Dec 2009, 02:46 ص]ـ
شكر الله سعيكم وبارك جهودكم
برنامج بينات من اجمل وامتع ما شاهدت من البرامج التلفزيونية
ولعل من الأمور التي قربته للناس عفوية المشايخ الفضلاء في الطرح
1 - ترتيب الفوائد بحيث يقوم كل واحد بتحضير ثلاث فوائد أساسية في الحلقة .. إلخ
جميل جداً ن لكن ارجوا ان لا تطغ َالرتابة على العفوية!
3 - نظر في تهيئة الحلقات السابقة التي تم تفريغها بعد مراجعتها للطباعة لكثرة المقترحات بذلك، ونحن نستشيركم في ذلك. هل هو مناسب أن تخرج في كتب أم لا؟
مناسب جداً!
5 - الاستماع للآيات محل الحديث بصوت الشيخ المنشاوي .. إلخ
لا اعتقد ان هناك ضرورة ملحة لذلك، فوقت البرنامج قصير، و عرض الآيات بصوت احد من القراء خصوصا كالمنشاوي قد يأخذ وقتا طويلا
هذا ما احببت التعليق عليه
وفق الله الجميع لمرضاته
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Dec 2009, 06:37 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي وليد وجزاكم خيراً على اهتمامكم وحرصكم على نجاح البرنامج.
وقد تم تسجيل الحلقات الثلاث المتبقية للحديث عن خاتمة سورة آل عمران.
وربما تبث الحلقة الأولى منها يوم الأربعاء القادم 6/ 1/1431هـ
ـ[مجاهدالشهري]ــــــــ[11 Jan 2010, 12:56 م]ـ
جزاكم الله خيراً شيخنا على ما تقدمونه من خدمة للقرآن أسأل الله أن يجعله في موازين حسناتكم
أقترح لو كان هناك شريط أسفل الشاشة كما كان في برنامج سابق لكم في المجد (لا يحضرني اسمه) يوضح بعض معاني الكلمات التي قد تخفى معانيها على البعض
وكذلك أقترح لو ترتب النقاط التي سوف تناقش في تفسير الآيات مثلاً:-
يبدأ بالمعنى الإجمالي للآيات بعد تلاوتها كاملة، ثم أسباب النزول إن وجدت، ثم الأحكام الفقهيه أو العقدية المستنبطة من الآيات، ثم الأسرار البيانية والفوائد اللغوية، ... وهكذا
ويقسم وقت الحلقة بناءً على النقاط التي سوف تناقش؛؛؛؛
كتب الله لكم عظيم الأجر(/)
برنامج بينات - تأملات في سورة النساء- الحلقة الأولى
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[25 Jun 2010, 10:23 ص]ـ
بدأت قناة المجد بث الحلقات التي سجلها علماؤنا الأفاضل د. عبد الرحمن الشهري ود. مساعد الطيار ود. محمد الخضيري في سورة النساء وقد تم عرض الحلقة الأولى يوم الأربعاء الماضي وهذا تفريغ الحلقة كما وردت واسأل الله تعالى أن يتمكن الأخ نايف السحيم أو غيره من الإخوة من الحصول على الحلقة مرئية ومسموعة لإضافتها هنا ونعمل معاً منذ الأسبوع القادم بإذن الله على رفع الحلقة فيديو وصوت وأنا أقوم بالتفريغ حلقة بعد حلقة إن شاء الله.
------------------------
برنامج بينات - سورة النساء
الحلقة الأولى
وقفات مع سورة النساء
(يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ?1?) هذه الآية هي مفتتح سورة النساء وسورة النساء هي موضوع درسنا في هذه الحلقة. هذه السورة العظيمة من أطول سور القرآن إن لم تكن السورة الثانية في الطول وهي سورة قد تضمنت موضوعات كثيرة وإن كان مقصودها عند كثير من أهل العلم واحداً واضحاً مبيناً. سنتحدث إن شاء الله في هذه الحلقة حول مضامين هذه السورة والمعلومات العامة عنها والتعريف بها لكي تكون مقدِّمة بين يدي الحديث عن آياتها ومقاطعها.
من المعتاد في الحديث في أول السورة أن نتحدث عن إسم السورة ودلالاته ونتحدث عن مكان نزول السورة هل نزلت في مكة أو المدينة وبعض الناس لا يتفطّن إلى أهمية مثل هذه المقدمات ويظن أنها ليست داخلة في صلب فهم المعنى في حين أننا إذا عرفنا أنها نزلت في المدينة أو في السنة الخامسة أو السادسة أو في أول العهد المدني أو في آخره له دلالة في فهمها والعلماء يستنبطون من ذلك فوائد كثيرة وخاصة في السور المليئة بالأحكام مثل سورة النساء وهي مليئة بالأحكام الفقهية التي تخص النساء. أيضاً الحديث عن ترتيب نزولها متى نزلت وما هي السور التي سبقتها والتي جائت بعدها، معرفة ترتيبها مهم جداً لمن أراد أن يتدبر الآيات على الوجه الصحيح. أيضاً من ناحية أنها من أطول السور وأنها من السبع الطوال.
إسم السورة:
نبدأ بإسم السورة لماذا سميت سورة النساء بهذا الإسم؟ المفسرون غالباً يذكرون سبباً ويقولون أن هذه السورة هي أكثر السور التي وردت فيها أحكام للنساء. وردت أحكام للنساء في سورة البقرة فوردت أحكام (وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ (221) البقرة) و (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ (233) البقرة) وما يتعلق بالطلاق والرضاعة وعدة المتوفى عنها زوجها وغيره وكل هذه من الأحكام التي تتعلق بالنساء. أيضاً سورة الطلاق فيها أحكام النساء ولكنها خاصة في موضوع الطلاق وما يتعلق به. وغير ذلك من السور مثل سورة الأحزاب وسورة النور ورد فيها حديث عن النساء لكن سورة النساء خصصت بهذا الإسم ليس فقط لأنها اشتملت على أحكام تخص النساء فقط ولكن لأنها -لو تأملها المتأمل- عدد آيات السورة 176 وأعجبني حديث للدكتور إبراهيم عبد الرحمن خليفة وهو أستاذ في التفسير في جامعة الأزهر -وأنصح بقراءة كتب هذا الرجل- فهو من أساتذة التفسير الممحصين فله كتاب في تفسير في سورة النساء "التفسير التحليلي لسورة النساء" وهو كتاب صغير الحجم لكنه توقف عند ما لم يتوقف عنده غيره. وتحدث وقال إن هذا سبب فيه نوع من السطحية لأن هناك سور كثيرة تحدثت عن النساء، فلأنها تحدثت عن النساء ليس هذا السبب الدقيق لتسميتها بـ (النساء) وإنما لأنه سرى في هذه السورة وتغلغل فيها موضوعان من ألصق الموضوعات في التعامل مع النساء وهما الإنصاف والإصلاح. موضوع الإنصاف وموضوع الإصلاح، ورد في سورة النساء الحديث عن حقوق النساء وعندما سنتحدث عن مقاصد السورة سنقول أنها في حقوق الضعفاء وكما ذكر الدكتور عبد الحميد طهماز هو عمّمها وقال أنها "حقوق الإنسان في سورة النساء" وله كتاب بهذا العنوان وقال إن هذه السورة أرست مبادئ حقوق الإنسان بكل معاني الكلمة وذكر نماذج حقوق الضعفاء، حقوق النساء وحقوق اليتامى
(يُتْبَعُ)
(/)
وهم كلهم من الضعفاء لكن سميت السورة بسورة النساء لأنها تحدثت في الحقيقة عن جوانب كثيرة تهم النساء من أهمها الإنصاف وهي ما تحتاجه المرأة من زوجها ومن وليّها إن كانت يتيمة أو من والدها إن لم تكن يتيمة، والإصلاح فحقوق النساء ليست فقط في أن تعطيها حقها وإنما أيضاً في أن تصلحها وتربيها وأن تتعهدها بحسن التربية والرعاية حتى إذا تزوجت كانت نعم الزوجة فتكون امرأة صالحة في مجتمعها. فحلّل الدكتور عبد الرحمن خليفة قضية تسميتها سورة النساء واشتملت السورة على موضعين عظيمين دقيقين وهو موضوع إنصاف المرأة وإصلاحها وأن روح الإنصاف والإصلاح يسري في السورة كلها.
في قضية الإنصاف (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا ?3?) وفي قضية الإصلاح (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ?34?) هذا إصلاح وإنصاف. ومن الإصلاح (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا ?35?) ومن الحقوق الآية التي بعدها (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ?36?) العلماء عدّوا الزوجة من الصاحب بالجنب لأنها تصحب الإنسان أطول صحبة.
وأيضاً من أهم الحقوق فيها الحقوق المالية (الإرث) وهذه كانت في الجاهلية ملغاة ولعلنا إذا جئنا إليها نقف وقفات عند ما يتعلق بحفظ الإنسان للجانب المالي للمرأة، وما ذكره الدكتور خليفة مهم جداً أن هذه السورة تبين لنا رعاية الإسلام للمرأة رعاية خاصة بحيث أنه من تكريمه لها أن سمّى السورة باسمها ونحن نعلم أن تسمية السورة هو نوع من التكريم، كونه يراعى جانب النساء فتسمى هذه سورة النساء وهي ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا في الحقيقة جانب نحن نغفل عنه لأنه صار عندنا مسلمات ولا ننتبه له لكن بعض الدارسين وخصوصاً من غير المسلمين – ونحن نتكلم عن المنصفين منهم- يسترعي انتباهه كيف اعتنى الإسلام بالمرأة فسمى سورة كاملة طويلة بإسم هذه الفئة وهي فئة النساء وتجد بعضهم يقارن كم عدد آيات هذه السورة بالسور الأخرى ويعمل مقارنات معينة لكي يوصل رسالة أن الإسلام لم يظلم المرأة وأنه اعتنى بها عناية فائقة. آخرون يعرفون هذا الجانب لكن مع الأسف يتجاهلونه ونحن لا بد لنا أن نظهره ونبينه لأن الظلم الذي يحصل على المرأة الموجود اليوم بالصور القديمة إذا لم تكن من منطلق إسلامي نعرف أنها ظلم لأنه وقع فيها خلل لأن ما سماه الإسلام وما شرعته الشريعة لا يمكن أن يكون فيه ظلم للمرأة أبداً. ومن عرف حال المرأة في جميع العوالم ونظر إلى حال المرأة في الإسلام سيرى أنها معززة مكرّمة ولا يوجد ما يُزعم إلا ممن فسدت فطرته أو كان فيه خلل في تصوراته. ومن الطرائف التي تحكى في هذا تنقل عن الشيخ صالح العايد يقول كانت هناك امرأة غربية تناقش مرة عن الإسلام -والغرب للأسف عنده فكرة سيئة أن المرأة مظلومة في الإسلام- فيقول أنا زوجتي عيّنت لها سائقاً برتبة بروفيسور فاستغربت قال نعم ومتى ما شاءت في ليل أو نهار يذهب بها ويقضي لها حوائجها ويشتري لها أغراضها فاستغربت فقال لها أنا سائق زوجتي وأنا أذهب بها. وهذه لفتة من اللفتات الجميلة جداً في اننا نوصل لهؤلاء كيف نتعامل وميف تعامل النبي
(يُتْبَعُ)
(/)
صلى الله عليه وسلم مع النساء وأن الصور التي نجدها من ظلم المرأة هذه غالباً تكون بسبب جهل أو بسبب عادات ليست من الإسلام في شيء. وأيضاً هي من الأفراد والأفراد لا يمكن أن يضروا الإسلام ومن أراد أن يحاكم الإسلام فليرجع إلى نصوص الإسلام الصحيحة من الكتاب والسُنّة وما كان عليه الصحابة.
قبل أن نتجاوز موضوع التسمية لماذا سميت السورة بسورة النساء أسماء سورة النساء الثابتة هي "سورة النساء" وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم تسميتها سورة النساء، عبد الله بن مسعود لما قال له النبي صلى الله عليه وسلم إقرأ عليّ فقرأ ابن مسعود فقال فقرأت من سورة النساء حتى إذا بلغت (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا (41)) قال صلى الله عليه وسلم حَسْبُك. وأيضاً عبد الله بن مسعود لما صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم قيام الليل قال فهممت بأمر سوء، قال لما صلى افتتح بسورة البقرة فقلت يركع في المائة فقرأ حتى ختمها ثم قرأ سورة النساء فقلت يركع في آخرها ثم افتتح سورة آل عمران قال حتى هممت بأمر سوء قال وما هممت به يا أبا عبد الرحمن؟ قال هممت أن أركع بعدها. وأيضاً حديث عمر في الكلالة لما سأل قال سالت الرسول صلى الله عليه وسلم عن الكلالة فقال تكفيك آية الصيف. لكن الصحابة دار على ألسنتهم سورة النساء ولم يُعرف لها إسم غيره والإسم كان بتوقيف وهذا من السماء التي ذاعت وشاعت ولا نعلم أن أحداً من الصحابة سماها إسماً آخر.
بعضهم يسميها سورة النساء الكبرى أو سورة النساء الطولى، المشهور عند المفسرين أن سورة النساء الصغرى هي سورة الطلاق وأن سورة النساء فقد اشتهر في كتب التفسير أنها سورة النساء الطولى وهذا الوصف صحيح ولا إشكال فيه لكن ليس فيه شيء ثابت فلم نر هذه التسمية في حديث صريح أو نحو ذلك عن أحد من المعتبرين. يبقى ما جاء في حديث إبن مسعود لما جاء في ىيات العِدَدَ (وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ (4) الطلاق) بيّن أن هذه الآية الواردة في سورة النساء القصرى نزلت بعد الآية التي وردت في الطولى فحمل هذا بعضهم أن سورة النساء هي سورة النساء الطولى وهذا غير صحيح، الطولى الواردة في حديث ابن مسعود الذي رواه البخاري المقصود به سورة البقرة وهو يشير إلى قول الله تعالى (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا (234)) هذا ليس فيه إشكال. لكن وصفها بأنها سورة النساء الطولى أرى أنه وصف صحيح خصوصاً أن غالب الأسماء اجتهادية وليست توقيفية وهي وصف للسور. لما قال الطولى عُرِف بأنها سورة البقرة لأنها أطول سورة في القرآن. وسورة النساء إذا أطلقت فهي هذه السورة. ناقش الدكتور عبد الرحمن خليفة فقال: أتجعلون عليها أي المتوفى عنها زوجها -وهذا نص البخاري- إذا كانت حاملاً التغليظ ولا تجعلون لها الرخصة لا نزلت سورة النساء القصرى بعد الطولى. وأجاد الطاهر عاشور في هذه الفكرة وذكر أنه لا يعرف لسورة النساء إسماً آخر وقال لكن يؤخذ مما روي في صحيح البخاري عن ابن مسعود "إذا نزلت سورة النساء القصرى يعني سورة الطلاق أنها شركت هذه السورة في التسمية بسورة النساء لأن سورة الطلاق مشهورة بسورة الطلاق وهو سماها سورة النساء الصغرى قال وهذه السورة تميز عن سورة النساء الطولى ولم أقف عليه صريحاً ووقع في كتاب بصائر ذووي التمييز للفيروز أبادي أن هذه السورة تسمى سورة النساء الكبرى واسم سورة الطلاق سورة النساء الصغرى ولم أراه لغيره". والفيروز أبادي يحتهد في تسمية بعض السور. ولا شك أن الإسم هذا كونه سورة النساء الطولى بمفهوم المخالفة لكلام ابن مسعود ليس فيه إشكال وما دام وصفاً فالمسألة فيها سعة وخصوصاً أن أسماء السور ليست توقيفية في غالبها، توجد هناك أسماء توقيفية كثيرة لكن الأكثر من الأسماء المتعددة المذكورة في كتب التفسير أنها أسماء اجتهادية ولهذا يقولون الأفضل أن لا نقول أن السورة توقيفية إلا إذا ثبت فيها النص وإما إذا لم يثب فيها النصّ تتوقف ولا تجزم بها.
(يُتْبَعُ)
(/)
من لطائف السورة فيما يتعلق بقضية رعايتها وعنايتها بالنساء وذكرت كثيراً من الأحكام التي تتعلق بهن خُتمت السورة بموضوع مرتبط بالنساء وهي آية الكلالة (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَآ إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِن كَانُواْ إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَاء فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (176)).
نزول السورة
نتحدث عن نزول هذه السورة، بإجماع العلماء أنها سورة مدنية. ومن يعرف نزولها والآيات التي وردت فيها وأسباب النزول يجزم بذلك ومن يقرأ السورة يعلم أن موضوعاتها موضوعات مدنية وهذا لم يكن محل إشكال عند أحد من المفسرين فيما نعلم، هي سورة مدنية بإجماع المفسرين.
بعض الذين كتبوا في علوم القرآن يقولون أن السور التي ورد فيها (يا أيها الناس) فهي مكية وهذه فيها (يا أيها الناس) فكيف تقولون أنها مدنية؟ هذه الأشياء التي ذكروها إنما أرادوا بها بيان مواصفات للسور المدنية وليس تحديد أن ما ورد فيه (يا أيها الناس) هي سورة مدنية فيقولون يغلب على السور المكية أن يرد فيها (يا أيها الناس) على (يا أيها الذين آمنوا) والعكس لكن الوصف ذكروه بالتحديد قالوا "كل سورة ذكر فيها (يا ايها الناس) ولم يذكر فيها (يا ايها الذين آمنوا) فهي مكية".وهذه السورة مليئة بـ (يا أيها الذين آمنوا) وكذلك سورة البقرة فهذا الرابط غير مضطرد ولكن هو دلالة تتعرف فيه على السور المكية وهو يدخل في باب الضوابط والسيوطي رحمه الله تعالى جعله قولاً مستقلاً يتكلم عن الأقوال في المكي والمدني وأرى أن هذا ليس بدقيق في تعريف المكي والمدني، هم نظروا للمخاطَب فقالوا ما كان خطاباً لأهل مكة فهو مكي وما كان خطاباً لأهل المدينة فهو مدني، كيف نعرف الخطاب أنه مكي أو مدني؟ قالوا الخطاب الذي فيه (يا أيها الناس) فهو خطاب لأهل مكة ولكن هذا غير مضطرد ولهذا كونه من باب الضوابط أولى من كونه قول مستقل لأن القول أنه قول مستقل ليس دقيقاً. المشكلة أن السيوطي جعله في الضوابط من جهة وجعله قول، القول هو في الحقيقة باعتبار المخاطَب لكنه عندما أراد أن يحدد المخاطَب قال (يا أيها الناس) و (يا أيها الذين آمنوا). لا أظن السيوطي قال:
القول الأول: ما نزل بمكة فهو مكي وما نزل بالمدينة فهو مدني
القول الثاني: ما كان قبل الهجرة مكي وما كان بعد الهجرة مدني،
القول الثالث: ما كان (يا أيها الناس) مكي وما كان (يا أيها الذين آمنوا) مدني
هو يقول ما كان خطاباً لأهل مكة فهو مكي وما كان خطاباً لأهل المدينة فهو مدني لكن عندما أراد أن يحدد الخطاب قال (يا أيها الناس) مكي و (يا أيها الذين آمنوا) مدني، وهذا غير منضبط ويحتاج إلى مراجعة.
السور التي افتتحت بـ (يا أيها الناس) سورتان وقد ذكر فيها الزركشي في البرهان لطيفة جميلة قال: افتتحت سورتان بـ (يا أيها الناس) الأولى سورة النساء والثانية سورة الحج أما الأولى فذكرت ابتداء خلق بني آدم وأما الثنية فقد ذكرت ابتداء القيامة فهذه في ابتداء الدنيا وهذه في ابتداء الآخرة. والغريب أن سورة الحج فيها خلاف هل هي مكية أو مدنية وإن كان الذي يظهر من أسلوبها العام أنها مكية ولكن فيها موضوعات مدنية لكن الحكم بأن تكون مكية أو مدني هذه تحتاج إلى نظر ولعلنا نصل إليه إذا أمد الله في أعمارنا. والعجيب أن فيها ضابطين من الضوابط التي يقولون أنها تبيّن المكّي وهي أنه فيها (يا أيها الناس) وفيها سجدة ولذلك هي مكية وهم يقولون ما كان فيه سجدة فهو مكي وما كان فيه (يا أيها الناس) فهو مكّي وفيها أيضاً في آخرها (يا أيها الذين آمنوا). عائشة رضي الله عنها أشارت في قولها ما نزلت سورة البقرة وآل عمران أو البقرة والنساء إلا وأنا عنده وهذا دليل على أنه صلى الله عليه وسلم لم يبنِ بها إلا بعد أن نزلت هذه السورة ولا شك أن هذه السورة لم تنزل جملة واحدة إنما نزلت ووصفت بأنها سورة النساء وهذا وصفها وتتابع القرآن وأضيف إليها ما أضيف ومما أضيف إليها قوله سبحانه وتعالى (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن
(يُتْبَعُ)
(/)
تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58)) هذه بعد فتح مكة وهذه قصتها كما سيأتي أن الرسول صلى الله عليه وسلم دخل جوف الكعبة ثم خرج وتلا هذه الآية والصحابة يقولون أن هذه الآية نزلت عليه وهو في جوف الكعبة، تلا هذه الآية وقال أين طلحة؟ فأعطاه مفتاح الكعبة وهو معهم إلى اليوم. المقصود أن هذه السورة لو تأملناها وبحثنا فيها لمّح حولها الطاهر بن عاشور أنها تكاد تكون متأخرة يعني في السنة السادسة وما بعدها لكن تقع القضية وهي بما أنها متعددة النزول ثم يضم بعضها لبعض بالتحديد متى بدأ نزول هذه السورة فوصفت بهذا الإسم، قد يكون متقدماً عن السنة السادسة وقد يكون المتكامل في السنة السادسة وما بعدها. وهذه القضية لم يُعنى بها علماء علوم القرآن بهذه التفاصيل وهي مكان جيد للبحث ولم يُعنى بها من تتبّع ترتيب النزول وقد سبق أن ناقشنا هذه الفكرة وطرحنا الجميع بين الطريقتين فتكون مقدمة السورة –كما قال ابن عاشور- فيها تفصيلات لترتيب النزول ووضع الفوائد المرتبطة بهذا ثم بعد ذلك يفسر القرآن على حسب ترتيب النزول في المصحف وإذا وردت فوائد أيضاً مرتبطة بترتيب النزول عند الآيات المحددة التي يريد من يرى ترتيب النزول أن يبيّنها يمكن أن يبيّنها هنا على نفس الطريقة، وبهذا نسلم من إشكالية مخالفة ترتيب النزول وهي عسرة جداً لو تراجع مثلاً معارج التدبر لعبد الرحمن البنا رحمه الله تعالى لكي تصل إلى الآية أو السورة فيها عسر لأنه خالف الترتيب المعروف مخالفة تامة. السؤال هو أن ترتيب النزول هذا غير ممكن فالذين كتبوا في تفسير القرآن حسب النزول والكلام عن ترتيب سورة النساء ومتى نزلت بالضبط مع أن هذه المسألة مهمة جداً ولكن الغريب أنه ليس هناك عناية بها في كتب علوم القرآن ولذلك الآن أنت لا تستطيع أن تصل للحقيقة لأنها مسألة تاريخية، هذه مثل أسباب النزول تماماً وكنا نحتاج أن يخبرنا الصحابي أن هذه الآية نزلت في اليوم الفلاني ثم إذا نزلت آية أخرى يقول نزلت هذه الآيات في اليوم الفلاني هذه مسألة تاريخية بحتة مثل أسباب النزول لكن لم يُنقل. والعجيب أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كان يُقسم ويقول والله ما من آية في كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن نزلت وأين نزلت، لكن الآن نحن لا نستطيع أن نحدد هذه التفاصيل التي كان يعتني بها ويعرفها. وكان يقول ولو أعرف أحداً أعلم مني بكتاب الله تبلغه المطيّ لرحلت إليه. للأسف نحن لا نعتني بهذا ولذلك يذكرون عن جابر أنه سافر لأجل حديث واحد وأذكر أن أحد الصحابة سافر إلى صحابي آخر لكي يخبره أن الآية الفلانية نزلت في الموضوع الفلاني- جابر بن عبد الله مع عبد الله بن أميس- فالشاهد أن هذه الدقائق والتفاصيل مهمة جداً ولو كان الآن بين أيدينا تاريخ ترتيب القرآن حسب النزول لكان في ذلك علم كثير. وهنا يأتي سؤال آخر: لعلّها حكمة في إخفاء مثل هذه التفاصيل لكي لا يكون بين أيدينا اليوم إلا ترتيب القرآن حسب ما نجده الآن في المصحف. الله سبحانه وتعالى قد قدّر أن الأمر يبقى على ما هو عليه الآن بين أيدينا أنه لا يترتب كثير فائدة في التكليف والتشرعيات والهداية والوصول إلى المقاصد العظمى من وراء ذلك، صحيح أن فيها لطائف وفيها فوائد ولو جاءت لكان الإنسان يستنير في بعض المواطن لكن في باب الهداية التي أُنزل القرآن لتحقيقها أنها ليست مقصودة ولذلك لم يحفظها الله تعالى ولم ترتفع الهمم لحفظها وضبطها مع العلم أنه لا يستغنى عن معرفة ترتيب النزول في المصحف الآن، عبد الله بن مسعود لما يقول: تغلّظون عليها لا نزلت آية النساء القصرة بعد الطولى. يعرف تاريخ النزول لأن باب النسخ في القرآن الكريم مبني على هذا الموضوع وهذا لا إشكال فيه. ابن عباس في الكلام عن القتل في سورة الفرقان نزلت قبل سورة المائدة. هناك جانب في قضية الترتيب ظاهر واعتنى به العلماء ما يتصل بالنسخ وما يتصل بالمكي والمدني هذا معروف وواضح جداً لكن داخل هذه التفاصيل لا نعرف، يعني هل قصة موسى التي وردت في سورة طه نزلت قبل قصة موسى التي في سورة الأعراف وكلاهما مكي؟ لا ندري، يحتاج هذا إلى نظر ثم يبقى في
(يُتْبَعُ)
(/)
النهاية اجتهاداً. الطاهر بن عاشور في قضية إعمال العقل في محاولة الترتيب هذه يقول بعد كلام طويل: فالذي يظهر أن نزول سورة النساء كان في حدود سنة سبع وطالت مدة نزولها ويؤيد ذلك أن كثيراً من الأحكام التي جاءت فيها مفصلة تقدمت مجملة في سورة البقرة من أحكام الأيتام والنساء والمواريث فمعظمها سورة النساء شرايع تفصيلية في معظم نواحي حياة المسلمين الاجتماعية من نظم الأموال. فكون سورة البقرة مدنية وسورة النساء مدنية أيهما نزل أولاً؟ واضح جداً أنه بالأدلة العقلية من الممكن الوصول أحياناً إلى الترتيب. وهذا ليس فيه إشكال.
مقصود السورة:
بعد أن تحدثنا عن إسم السورة ونزول السورة وأنها مدنية وأنها متأخرة في النزول المدني نتحدث عن مقصود السورة. الذي يظهر من كلام كثيرين ممن تحدثوا أنها تتحدث عن حقوق الضعفاء أو حقوق النساء ويدخل فيهم الأيتام وما يتصل بهم. ونريد أن نشير إلى الآيات والمواطن التي أشير فيها إلى مثل هذه الأمور لا على سبيل الحصر وإنما نذكر أمثلة. قال الله عز وجل في أولها (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء (1)) يبين حقيقة مهمة وهي معرفة حقيقة الزوجة بالنسبة للرجل وأنها ليست مخلوقاً غريباً أو غير طاهر كما كانت الأمم الأوروبية تتعامل معها على أنها مملوكة وتسجل بإسم الزوج إلى الآن فيقال فلانة بكنية زوجها، وهذه إهانة للمرأة أنها لا تُنسب إلى أبيها ثم إذا طُلِّقت رجعت إلى نسبها الأول ولا تبقى على الزوج معناه أنهم يتركون النسب الأصل. ولا ندري ما الحكمة من هذا؟ والغريب في الأمر أن الذين ينادون بحقوق المرأة كأنهم يتغافلون ويتعامون عن مثل هذه الأشياء قصداً لأنهم يعرفون أنها ضد ما يدعون إليه وإلا بعض هؤلاء يذكرون فلانة من المسلمين وتُنسب إلى زوجها وهذه عندنا غاية الإهانة فالمرأة تنسب إلى أهلها كما ينسب الرجل إلى أهله وذويه ويبقى هذا النسب لاصقاً بها حتى تموت، هي إنسانة مستقلة كما أن الرجل كذلك.
أيضاً تحدثت السورة عن نكاح اليتيمات وشأن الأيتام في هذه السورة كما ذكرنا قبل قليل عما ورد في التحرير والتنوير لابن عاشور قد ذكر في سورة البقرة مجملاً وفي هذه السورة ذكر مفصلاً بل ذكرت أحكام خاصة بالأيتام لم تذكر في سورة البقرة مثل نكاح اليتيمات، قال الله عز وجل في أول السورة (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ (3)).
وتحدثت السورة عن صداق المرأة لأن هذا من حقوقها وأيضاً نسبه إليها نركز على هذه القضية لأنه نلاحظ الآن أن هناك هجمة من دعاة تحرير المرأة على أن المرأة في الإسلام مظلومة نحن نقول تحرير المرأة في الإسلام أو نقول تحرير المرأة من جهة الإسلام أن التحرير الحقيقي نابع من الإسلام وهو دين الله سبحانه وتعالى وهو الذي قال (وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ (4)) نسب الصدقات لها ولهذا ليس لأحد بأي حق لا لأبٍ ولا لأمٍ ولا لأختٍ وهذا لا شك نوع من التكريم ولا بد أن يوازن بين ما كان سابقاً من حضارات وما كان معاصراً للإسلام وما كان بعده وما نجده اليوم من الحضارات وكيف تتعامل مع المرأة.
في تفصيلات الأيتام قال أيضاً (وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيبًا (6)) في تفصيلات الأموال وإيتاء المرأة حقها كاملاً في الميراث خلافاً لما كان يفعل في الجاهلية أو خلافاً لما تفعله الحضارة الغربية لأن الرجل يتصرف بالمال كيف يشاء ولا يعطي أبناءه فقال عز وجل (لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا
(يُتْبَعُ)
(/)
تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا (7)) سواء كانت الأموال بالمليارات أو ريالاً واحدة تعطى المرأة حقوقها كاملة لا تظلم منه شيئاً _وسنأتي فيما بعد لسبب نزول هذه الآية قصة ابنتي سعد بن الربيع رضي الله عنه-
فائدة: يكثر عند الناس الآن قول (لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ) ويجهلون أن هذا هو أحد أقسام المواريث وليس هو كل الميراث، قد تكون أحياناً أكثر من حق الرجل وسنأتي لتفصيلها فيما بعد ولكننا نجده مع الأسف يكثر على ألسنة بعض المتشرعين تجده يذكر هذا (لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ (11)) ويجعلها قاعدة كيف تكون قاعدة وليست قاعدة في الباب الذي جاءت فيه فأحياناً تأخذ البنت النصف و تأخذ الأخت النصف.
جاء ذكر إشارات لطيفة جداً في مراعاة حقوق اليتامى لا أظن أن شيئاً من دساتير قوانين الأرض الموجودة يمكن أن يتنبه أو يشير إليها مع أنها في غاية الأهمية لتعظيم حقهم كما في قوله عز وجل (وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا (8)) يتيم حاضر قسمة مال إنسان لا صلة له به يقال لا تنسوا أن تعطوه شيئاً فإن هذا يُذهب ما في نفسه، هذه اللفتة لا يراد منها البقاء على هذا الحكم وحده وإنما يراد منها شيئاً آخر وهو انتبهوا إلى حضور النفوس وإعطائهم وتكريمهم ورحمتهم والعطف عليهم ولو كانت هذه الحقوق قسمت من عند الله عز وجل لكن أنتم أيضاً ليكن لكم فضل ولتكن لكم يد حانية على مثل هؤلاء.
ثم جاءت قسمة المواريث التي نصت نصاً واضحاً على حقوق البنات والأم والإخوة لأمّ والزوجات ووضحت هذا توضيحاً بالغاً بحيث لا يبقى شك في هذه الأمور ولذلك توضع حقوق النساء واضحة جداً (يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيمًا (11)) نصّ على حقوق هؤلاء النساء نصّاً وبالتفصيل لئلا يُعتدى على حقوقهن. قد يقال لماذا وصّى بذلك؟ من واقع المرأة أنها تبقى ضعيفة ومن ضعفها قد لا تجرؤ على المطالبة بحقها فالله سبحانه وتعالى يتولّى بنفسه النصّ بحقها وأن يأخذ حقّها لها. وللأسف نجد البعض ممن يتولون ميراث عوائلهم يتأخرون في تقسيم الميراث وتحدث مشكلات وأخواتهن يكن في أسوأ حال وهو في غنى ونعيم ولا يلتف إليهن وهذا كله بسبب تأخير قضية الميراث وهذا مع الأسف موجود فهذا الذي يفعل هذا هذا ليس هو الإسلام، الإسلام غير هذا، والتطبيق الذي يعمله هذا تطبيق جاهلي أو حظوظ نفس عنده وليس من الإسلام في شيء.
أيضاً من الحقوق في أول السورة في قوله (وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا (5)) وهم من الضعفاء أيضاً، والسؤال كيف يقول (وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ) ما دامت أموالهم فلماذا ينهانا الله أن نعطيهم أموالنا؟ المقصود ولا تؤتوا السفهاء أموالهم هم لكنه نسبها إلى الولي لأنه هو المسؤول والمتصرف وهذا فيه حفاظ على حقوق المجتمع وهذه لفتة رائعة جداً تضاف إلى اللفتة التي أشرنا إليها قبل قليل، عناية الإسلام بالمجتمع نفسه وأن المال مع أنه مالك ويحق لك التصرف فيه إلا أنك إذا كنت تتصرف فيه تصرفاً غير رشيد فإنه من حق المجتمع أن يتدخل، وهذه مسؤولية جماعية ولذلك قال (وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ) فكأنها مال لك تحافظ عليه لأنك رأيت من السفيه سوء تصرف في المال وقال بعد ذلك (الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً) المجتمع لا يقوم إلا بالجانب الاقتصادي وإذا رأينا رجلاً يبذِّر ماله ويضرب به في وجوه محرّمة ويسرف سرفاً واضحاً فهذا يؤذي اقتصاد البلد ويؤذي الناس في مدخراتهم وفي أموالهم فيجب العقد على يده وأن يُحجر عليه. وسنتحدث لاحقاً عما ذكره العلماء عن السَفَه في حق النفس والسَفَه في حق الغير. ولعلنا نصل بهذا الحديث إلى نهاية هذه الحلقة ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لفهم كلامه جلّ وعلا وأن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
محاور الحلقة:
سبب تسمية السورة بسورة النساء قصداً لحكمة.
كتاب "التفسير التحليلي لسورة النساء" للدكتور إبراهيم عبد الرحمن خليفة أستاذ التفسير في الأزهر
كتاب "حقوق الإنسان في سورة النساء" للدكتور عبد الحميد طهماز
أبرز جانبين تعرّضت لهما السورة هما الإنصاف والإصلاح
من تكريم الإسلام للمرأة تسمية سورة بإسمها
سورة النساء لا يُعرَف لها إسم آخر.
سورة النساء بالإجماع من السور المدنية
من علامات كون السورة مكية النداء فيها بـ (يا أيها الناس) أو وجود السجدة فيها.
بداية نزول سورة النساء
مقصد السورة بيان حقوق النساء ومن تبعهم من الضعفة كالأيتام
من موضوعات السورة نكاح اليتيمات
تكريم الإسلام للمرأة بأن جعل لها حق التملك
من موضوعات السورة حق المرأة من الميراث
بُثّت الحلقة بتاريخ 11 رجب 1431هـ الموافق 23/ 6/2010م
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 Jul 2010, 11:42 م]ـ
الحلقة الاولى
http://www.ibtesama.com/vb/imgcache/2960.imgcachehttp://www.ibtesama.com/vb/imgcache/2960.imgcache
http://www.al-wed.com/pic/8124.gif
http://ia360706.us.archive.org/1/items/way2Allah.com0238/Baynat_30_6.gif
==============
رابط جودة عالية
http://ia360705.us.archive.org/5/ite...aa/baynat1.AVI (http://ia360705.us.archive.org/5/items/baynat1-3alnesaa/baynat1.AVI)
==============
رابط جودة متوسطة
http://ia360705.us.archive.org/5/ite...a/baynat1.rmvb (http://ia360705.us.archive.org/5/items/baynat1-3alnesaa/baynat1.rmvb)
==============
رابط صوت
http://ia360705.us.archive.org/5/ite...aa/baynat1.mp3 (http://ia360705.us.archive.org/5/items/baynat1-3alnesaa/baynat1.mp3)
==============
ـ[أم نجود]ــــــــ[16 Dec 2010, 05:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أختي الفاضلة سمر الأرناؤوط وجعله في ميزان حسناتك
ملاحظة صغيرة لأختي أن كل الروابط الموضوعة للحلقة الأولى لا تعمل
فياليت يتم تعديلها بارك الله فيكم
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[16 Dec 2010, 06:48 م]ـ
شكر الله لك أختي الكريمة أم نجود على مرورك وملاحظتك وإن شاء الله أختي أم الحارث تنظر في الروابط.
يمكنك متابعة الحلقات من روابط قناة ملتقى أهل التفسير على اليوتيوب ما عليك إلا أن تضغطي على زر القناة على اليوتيوب في أعلى هذه الصفحة ويظهر لك فهرس كل الحلقات لبرنامج بينات وغيره من برامج قدمها أعضاء هذا الملتقى المبارك.
ـ[أم نجود]ــــــــ[25 Dec 2010, 05:44 م]ـ
حاضر، أنا قمت بالإشتراك في قناة الملتقى على اليوتيوب
بارك الله فيكم وجزاكم كل الخير(/)
برنامج بينات - تأملات في سورة النساء - الحلقة 2
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[01 Jul 2010, 12:06 م]ـ
الحلقة الثانية
تأملات في سورة النساء
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1))
المناسبة بين سورتي آل عمران والنساء
تحدثنا في الحلقة الماضية عن مقدمات في التعريف سورة النساء واليوم نتحدث عن السورة ونبدأ بأول آياتها وسنحاول قدر المستطاع أن نقف وقفات متأملة. وقبل ذلك كنا نسينا في الحلقة الماضية أن نتحدث عن المناسبة بين هذه السورة والتي قبلها.
من المناسبات بين هاتين السورتين أن سورة آل عمران كانت في محاجّة أهل الكتاب وفي سورة النساء أيضاً محاجّة لأهل الكتاب بشكل كبير. أيضاً ذُكرت غزوة أُحد في سورة آل عمران مطولاً وأشير إلى شيء منها في هذه السورة كما قال تعالى (فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً (88) النساء). بصفة عامة يمكن القول أن سورة البقرة غلب الحديث فيها عن بني إسرائيل وسورة آل عمران تحدثت عن النصارى بشكل كبير وجاءت سورة النساء تحدثت عن حقوق المجتمع نفسه وعن حقوق الإنسان وأفضل أن نقول أن سورة النساء في حقوق الإنسان بصفة عامة لأن فيها حقوق المرأة وحقوق اليتامى وحقوق السفهاء وفيها حقوق المجتمع نفسه وهذا يدفعنا للحديث عن موضوع حقوق الإنسان التي رسّخها الإسلام بكل صدق وبكل إنصاف وموضوع الإنصاف وموضوع الإصلاح واضح وظاهر في سورة النساء لأن الآن تنتهك حقوق الإنسان في العالم ويُذاع أن الذين روّجوا لحقوق الإنسان هم الغرب وأن الحصارة الغربية هي التي جاءت بحقوق الإنسان التي أهدرها الإسلام وأهدرتها الديانات السابقة في حين أن الإسلام هو الذي جاء فعلاً بحقوق الإنسان وحفظها وفصّلها تفصيلاً واضحاً في القرآن الكريم والسنة ولكن في سورة النساء بصورة خاصة ظهر جلياً الإنصاف والحقوق على وجهها للناس جميعاً ولعلنا لما نقف عند الآيات نقف عند كل حق من هذه الحقوق بإذن الله تعالى.
من لطائف خاتمة سورة آل عمران كانت بالخطاب الخاص (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ (200)) وبداية سورة النساء كانت بالخطاب العام (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ (1)). لما ابتدأت السورة بالخطاب (يَا أَيُّهَا النَّاسُ) معنى ذلك أنها ستتحدث عن حقوق مرتبطة بالإنسان من حيث هو إنسان. ونحن نتكلم عنها في واقع المجتمع المسلم إلا أن كل إنسان يطلع على هذه التشريعات يرى أنها تناسبه وأيضاً لا نشك أنه يتمنى أن يُعامل بهذه الطريقة بكل هذه الحقوق. حتى المعاملة بين المسلمين وغيرهم (فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ (88)) ستأتي أحكام متعلقة بالتعامل مع المنافقين ومع الكفار كلها مفصّلة.
وأيضاً ختمت سورة آل عمران (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)) وبدأت سورة النساء بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ (1)) معناه أن التقوى مطلوبة، اختتمت آل عمران بالتقوى وافتتحت النساء بالتقوى لكن ارتبطت هذه التقوى بالربوبية لأنه خطاب عام للناس وتلك بالألوهية لتضخيم جانب الهيبة لله تعالى. وأيضاً جانب الأمانات والودائع ذُكِر في سورة النساء كنوع من الحقوق التي يجب أداؤها وهذه الأمانات ذكرت في سورة آل عمران ولكن بشكل خاص (وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187)) وكذلك في جانب النبيين (وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى
(يُتْبَعُ)
(/)
ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ (81)) وقبلها (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِمًا ذَلِكَ (75)) فجاء التأكيد على هذه الأمانات أيضاً في قوله تعالى (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58) النساء).
أيضاً في جانب التحاكم نلاحظ أنها جاءت في سورة النساء بشكل ظاهر وجاءت في سورة آل عمران، في سورة النساء قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (59)) وقال تعالى أيضاً في بيان هذا الأمر والتشديد فيه (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا (65))
في جانب الجهاد أيضاً سورة آل عمران تحدثت عن غزوة أُحُد بشكل واضح جداً وبيّنت الجهاد وما يلزم فيه والتضحيات التي تبذل فيه والشهادة ونصر الله للمؤمنين وفي سورة النساء أيضاً جاء ذكر الجهاد في قوله عز وجل (فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (74)).
وهذه كلها مناسبات في الموضوعات وبعضها مناسبات في الألفاظ أو الجمل من ناحية الابتداء والختم.
وقد ظهر وجه من أوجه الحقوق في سورة النساء وهو حق القرآن نفسه وهو التدبر والاستنباط الذي ذكره الله في هذه السورة في قوله (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا (82)) ثم جاء بعدها (وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً (83)) فدلّت هذه الآية على أن الاستنباط أخصّ من التدبر، التدبر عام ثم الاستنباط لا يحسنه إلا الخاصة وهذا من الحقوق التي يجب الوفاء بها للقرآن حتى ينتفع به فيمكن أن نقول هذه من حقوق الإنسان أن يقوم طائفة من العلماء المتدبرين باستنباط ما فيه من فوائد حتى تعود على المجتمع المسلم بصفة عامة بالنفع.
تأملات في سورة النساء
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1))
بعد هذه اللمحة عن أوجه التشابه بين السورتين لعلنا نبدأ بهذه السورة نسأل الله الإعانة والسداد والتوفيق والإنسان يحرص على أن يكون فيما يقوله مسدداً قال الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ (71) الأحزاب) فجعل تقوى الله أردفها بسداد القول، قال الشيخ بن باز "والسداد من التقوى ولكن لأهميته وعِظَم منزلته خصّه الله سبحانه وتعالى" فتقوى الله تسبق كل شيء حتى السداد في القول قال (اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ (71)) ولعلّ هذه –والله أعلم- إحدى مناسبات الافتتاح بهذه الآية في الخُطَب وفي خُطبة النِكاح لأن الإنسان يقرأ الآية الأولى في سورة النساء (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)) ويقرأ الآية في سورة الأحزاب (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ (71)) نسأل الله سبحانه وتعالى أن يسددنا فيما نقوله من استنباطات وفوائد.
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1))
في افتتاحه سبحانه وتعالى لهذه السورة العظيمة (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء (1)) افتتاح رائع جداً. أولاً النداء هذا لا يخرج منه أحد لا مسلم ولا غير مسلم وكلهم يدخلون في هذا الخطاب، فهو أمر لجميع الناس الذين يبلغهم هذا الخطاب بتقوى الله سبحانه وتعالى فيقول (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ) ما قال اتقوا الله فهنا أمر بالتقوى لجميع الناس المسلم وغير المسلم وتذكير له بأنه مربوب لله سبحانه وتعالى وأنه لا يخرج عن ربوبية الله سبحانه تعالى لا برّ ولا فاجر، لا مسلم ولا غير مسلم حتى الملحد الذي ينكر أن هناك إله فهو لا يخرج عن هذا النداء ولا يخرج عن ربوبية الله سبحانه وتعالى شاء أم أبى. هذا أولاً تعميم الخطاب للجميع وهذا يدل على رحمة الله سبحانه وتعالى بنا.
قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ) لأن الربوبية ومظاهرها يمكن أن يتعرف عليها كل إنسان بخلاف الألوهية التي قد يحتاج الإنسان فيها إلى الوحي في أنه يتعرف على الله وما يستحقه وما يجب من الثناء عليه لكن الربوبية آياتها عقلية ظاهرة يستطيع أي إنسان أن يهتدي من خلال آيات الربوبية إلى وجوب تقوى الله سبحانه وتعالى. فهذا الارتباط عجيب، في أول آية أُمر الناس فيها بالعبادة في القرآن (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) البقرة) نفس الاستدلال، وهنا قال (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ) تستطيعون من خلال آيات الربوبية أن تصلوا إلى هذا المعنى الذي يُراد أن تقوموا به. وهذا نصّ عليه سبحانه وتعالى (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ (61) العنكبوت) موضوع الربوبية. أبو حنيفة كان يناظر بعض الناس في موضوع الربوبية فتأخر عليهم قالوا ما بالك؟ قال قد أهمّني أمر منعني من الحضور وهو أنني سمعت بخبر سفينة مليئة بالأموال ومليئة بالخيرات وهي تسير في البحر وليس لها قائد وتهتدي إلى طريقها دون قائد يقودها فقالوا جميعاً هذا غير ممكن قال بل هذا ممكن، فقال سبحان الله! سفينة تُنكرون أنها تمشي في البحر دون قائد وتزعمون أن هذا الكون كله ليس له خالق! فالشاهد أن هذه مسألة عقلية.
الأمر الثاني أنه وصف نفسه بوصف يجبب إليه خلقه فقال (رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم) والإنسان يشعر بالامتنان لمن أحسن إليه ولا يُنكر الإحسان إلا رجل ليس عنده مروءة، فالله يقول (الَّذِي خَلَقَكُم) امتنّ عليكم بالخلق وهذه موجودة في القرآن كثيراً. لكنه قال أيضاً (خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ) وهذا غاية المساواة، أين الدعوة إلى المساواة التي ينادي بها الغرب والله سبحانه وتعالى نصّ عليها في الكتاب؟! وجاء بها في أكثر من موضع فقال (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) الحجرات) وهنا يقول (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا
(يُتْبَعُ)
(/)
وَنِسَاء (1)) فإذن أثبت الله تعالى في هذه الآية أن أصل البشر كلهم نفس واحدة وهو آدم عليه السلام فعلامَ يتفاضل الناس؟ كما قال الشاعر
الناس من جهة التمثال أكفاءُ أبوهم آدم والأم حواء
فإن يكن لهم من أصلهم نسبٌ يفاخرون به فالطين والماء
لكن التفاضل الحقيقي هو بالتقوى. فهنا قال (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا) والمقصود بـ (زوجها) هنا حواء لأن بعض الناس يفهم أن الزوج هو الرجل وإنما الزوج هنا المقصود به المرأة. ولذلك في اللغة يقولون للمرأة والرجل زوج لأن كل واحد منهما مفرد فإذا انضم إليه صاحبه أصبح زوجاً لكن يقولون استخدم الفقهاء بكثرة في كتب الفقه الزوجة في مقابلة الزوج وإلا فهي لغة رديئة أن يقال للمرأة (زوجة). وفي باب الفرائض إذا أرادوا أن يذكروا مسألة فرضية يقولون هلك هالك عن زوجة أو عن زوج يححدون إذا كان ذكراً قالوا زوج وإذا كانت أنثى قالوا زوجة وهذا من باب التفريق عند الفقهاء استخدام اللغة الرديئة.
قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ) وبعدها قال (وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ) لما جاء في مقام التكليف جاء بالألوهية ولما كان المقام الأول مقام ربوبية قال (ربكم). بعض الفلاسفة الذين عاشوا في ظل الإسلام مثل ابن الطفيل كتب قصة رمزية إسمها "حيّ بن يقظان" حيّ أخذها من حياة ويقظان أخذها من اليقظة، ورسم في هذه القصة أن الإنسان لو قذف في أي مكان وليس عنده أيّ معلِّم فإنه يصل إلى الخالق، هذه النتيجة التي يذكرها في قصة إنسان تُرك وهو طفل رضيع في غابة وأُرضع من قِبَل الحيوانات وكبُر حتى تعّرف على الخالِق لأن غاية ومقصود الفلسفة تصل إلى هذا وهو التعرف على الخالق دون الوحي ودون النبوة لكن مهما كان هذه القضية العقلية لا يُختلف عليها أن الإنسان يصل إلى إثبات الخالق وأن له رباً بالدليل العقلي ويصل إليها بمقدمات ونتائج معروفة لكن كيف يُعبد هذا الخالق هذه لا يصل إليها إلا بالوحي والشرع. ولهذا استنتسخ حيّ بن يقظان الفلسفي إلى صور صارت صوراً بالقصص الممتعة مثل طرزان وماوكلي وهي نفس الفكرة وكثيراً لا يعرفون الأساس الفلسفي لها، ولا شك أنها انتقلت إلى مرحلة إثارة وتشويق المقصد منها أن الإنسان لو جُعِل في بيئة فيها حيوانات سيصبح إنساناً مدركاً وعاقلاً ويستطيع أن يصل إلى معلومات لكن تفاصيل الشرع لا بد فيها من الوحي. وحتى تفاصيل الخلق والاستدلال على الرب سبحانه وتعالى لا يمكن أن تصل إليها بالعقل كما تصل إليها بالوحي، أرسطو عندما يقول أن الكرسي هو الفَلَك التاسع ويتكلمون عن الأفلاك ويسمون الملائكة أفلاك ويحاولون أن يصوروا هذه المخلوقات وهذا الكون العظيم بالعقل وهذا لا يمكن تقرأ كلامهم فتضحك منه لكن عندما تقرأ قول الله سبحانه وتعالى (مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا (51) الكهف) تضحك من هذه السفسطة ومحاولة إدخال العقل في أمور لا يمكن أن تعرفها إلا عن طريق الوحي، الله سبحانه وتعالى يقول أنه خلق السموات والأرض وكيف خلقها (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30) الأنبياء) هذه تفاصيل لا يمكن أن تصل إليها بالعقل أبداً.
والعجيب في مثل هذا الأمر كون الله سبحانه وتعالى وضّح توضيحاً بيّناً كيف نشأ الإنسان كيف بدأ الإنسان وليس غريباً أن يخرج داروين بنظرية التطور والارتقاء ليس غريباً لأنه لم يتعرف على الإسلام لكن الذين نستغربه أن يكون الإنسان بين يديه هذا الكتاب من ربه ويقرأوه ثم يضلّ الطريق ويذهب إلى مثل هذه الأفكار الرديئة وهذا يعود إلى أمرين: الأول ضعف المتلقي أن المتلقي ضعيف والأمر الثاني قوة المُلقي معنى ذلك أن الكتاب الذي كتبه داروين كان فيه من القوة ومن الشيء الذي يبهر الذي ليس عنده ثقافة دينية ويجعله يقتنع. وقد لا يكون قوة الملقي بقدر ما أعطيت الفكرة من الترويج والحشد مثل كارل ماركس جاء بالفكرة الشيوعية وقامت عليها دولة بالدم والسيف وقتلت من
(يُتْبَعُ)
(/)
المسلمين ما يقارب العشرين مليون لإقرار هذه الفكرة. يقولون بعدما انتهت الشيوعية علّق كارل ماركس أنا كنت فقط أحلم وأفكر وأنتم جعلتموها صحيحة، وقال هذا لا يمكن في عالم البشر أن هذه الفكرة الشيوعية تنتشر ويكون لها نصف الكرة الأرضية ويتديّن بها الناس بقوة السلاح، سبعون سنة وهي تحكم في الأرض ثم تهاوت من نفسها!.
المقصد أنه مع وضوح هذا عندنا في شرعنا والسنة النبوية واضح جداً وأستغرب كيف يصل المسلم ويتبع مثل هذه النظريات! ولا زال بعض من كان يدرّسنا يؤمن بهذه الأفكار! مع العلم أنها الآن لم تسقط من ناحية علمية فقط بأن الجانب العلمي قد أسقط ولكن حتى من الناحية العقلية لما تنظر إليها فهي متهافتة عقلاً بغض النظر عما جاؤوا به من أدلة وهي ليست بأدلة.
لما قال (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ (1)) معناها أن مرجع كل هذه البشرية إلى نفس واحدة ولهذا قيل "النساء شقائق الرجال" بمعنى أن الله سبحانه وتعالى بقدره جعل هذه المرأة التي خُلِقت كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من ضلع جعل لها طبائع وخصائص مستقلة تناسبها غير طبيعة الرجل ولكن في الأمر القدري والأمر الشرعي فهم على حدٍ سواء. ولذلك من باب الفائدة التي نذكرها أنه حينما نتكلم عما يقال عن مساواة الرجل بالمرأة وقد ذكر الشيخ ابن عثيمين قال إن هذه الكلمة ليست دقيقة وإنما الصواب أن يقال (العدل) لأن المساواة غير ممكنة والذين يطالبون بالمساواة بين الرجل والمرأة هي مطالبة مخالفة للعقل والواقع ولذا نقول لمن يطالب قبل أن تطالب بالمساواة في الحقوق طالِب بالمساواة في الخلق يعني إجعل الرجل امرأة أو اجعل المرأة رجلاً وهنا تقد المساواة أما أن تكون الطبيعة مختلفة وتريد المساواة بينهم فهذا مستحيل. لا بد أن يكون لكل منهما خصائص ولهذا عبارة الشيخ محمد رحمه الله تعالى "العدل" أن تعطي المرأة ما يناسبها وتعطي الرجل ما يناسبه وهذا هو الذي جاء في هذه السورة.
في قوله تعالى (الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا) أشرنا إلى أن حواء خُلِقت من آدم وأنها خلقت من ضلع ويشيع بين الناس أنها خلقت من ضلع أعوج وليس في الحديث ما يدل على أن الضلع أعوج " استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء"، الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3331، خلاصة حكم المحدث: [صحيح] " نحن نستنبط من قوله (وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه) أن الضلع أعوج ولكن الرواية الصحيحة الثابتة في الصحيحين أنها ليست من ضلع أعوج. والعِوَج هنا في الاتّباع والأخلاق وفي التفكير أيضاً تجدها تميل إلى أشياء معينة لا ينظر إليها الرجل وليست هي الأسلم في إدراة دفة الحياة ولكنها الأسلم في إدارة دفّة البيت والأولاد والأسرة وما يتصل بذلك.
قال تعالى (وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا) هذه الحقيقة لا تعرفها إلا من طريق الوحي وهي أن حواء خُلِقت من آدم ولم تخلق مع آدم وإنما هي منه ولذلك نلاحظ أنها ضعيفة حتى في التكوين لأنها جزء من الرجل وخلقت من ضلع والضلع عظم رقيق ولذلك المرأة تدور دائماً في عالم الرجل باستمرار، يقولون الناس ما خلّوْن إلا تحدثن في الرجال ولكن الرجال قد يتحدثون في النساء وقد يتحدثون في الدنيا والأرض والزرع وحديث "أبو زرع" شاهد في هذا. هذا الضلع لو أخذته ليس كعظم الفخذ أو الساق قاسي صلب، لا، هي لينة تستطيع أن تعطفها يميناً أو يساراً مما يدل على أنها قابلة للاستجابة ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم أوصى أن يؤخذ من النساء كما قال (فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء) لأن المرأة مهما كانت طبائعها فيها شيء من الخلل والضعف إذا كانت طيبة قبلت التوجيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال " وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج " وكسرها طلاقها وإن استمتعت بها استمتعت بها على عوج. فلييأس كل رجل في أن يتوقع أن تترك المرأة ما فطرها الله تعالى وطبعها عليه من الأمور التي تميل إليها وتحبها فيصرفها إلى ما يريده هو وما يراه مناسباً للواقع وللحياة وللمستقبل وما يتصل بذلك. وهذا يعطينا فقه أن العمل في الممكن، الرسول صلى الله عليه وسلم يرشدنا إلى أن هذا هو الممكن فأنت تعمل ضمن الممكن فلا تهدر وقتك ومالك لتجعل المرأة رجلاً إنما عليك أن تهذبها وتناصحها والحياة لا تستقيم إلا بههذ الصورة (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا (30) الروم) أن المرأة بضعفها وهذه الأخلاق التي ذكرها الله سبحانه وتعالى عنها هكذا تستقيم الحياة، حياة المرأة مع الرجل، فحتى المرأة التي تطالب بالمساواة هي نفسها لا تحب الرجل الذي ليس له رأي والرجل الذي يتبعها في كل صغيرة وكبيرة. في بعض البيوت المرأة هي المسيطرة وهي التي تفرض رأيها وهي التي تصرف، هذه المرأة غير سعيدة في حياتها وهي غير راضية عن زوجها قطعاً لأن المرأة تحب الرجل الذي له رأي ويسددها ويعطيها ويمنعها ويكون صاحب كلمة.
في قوله تعالى (وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء (1)) استخدام كلمة (بثّ) في غاية البلاغة والبيان، فيها إشارة إلى انتشار خلق آدم وأن كل هذه البشرية التي تبلغ المليارات هي من رجل واحد وقال تعالى (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا (13) الحجرات) وكلهم من أصل واحد وهو آدم عليه السلام. قال تعالى في القرآن (فَكَانَتْ هَبَاء مُّنبَثًّا (6) الواقعة) وقال (يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) القارعة) فسبحان الله فيها معنى الانتشار واضح جداًً. هذا المعنى نستنبط منه معنى دقيقاً تنبه إليه أحد الطلاب النجباء واسمه عبد الله بن سعود الحربي وهو من أنجب الطلاب يدرس الماجستير وكنت قد قسّمت عليهم أجزاء القرآن وكلّفتهم استنباط الفوائد من الآيات فاستنبط من هذه الآية معنى لم أجده لغيره وهو أنه في آخر الآية قال تعالى (وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) هنا ذكر الأرحام فيه غرابة، لماذا جاء ذكر الأرحام في هذه الآية؟ قال الطالب: قال في بداية الآية (وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء) والبثّ فيه إشعار أن ذرية آدم سوف يتفرقون وأن هذه فطرة الله التي فطر الناس عليها أنهم يتفرقون فما دام أن هذه فطرة قد خلق الله الناس عليهم وهي أنهم يتنشرون ويتفرقون وهذه حال الناس فلا تنسوا الأرحام أن تصلوها، صحيح أن هذه الفطرة التي فطر الله عليها الناس وأنهم ينبثون في الأرض سعياً للرزق ربما تجد الوالد الآن وأولاده في انحاء البلاد، فكأن البثّ سبب من أسباب الانقطاع فنبّه على ما يسد به هذا الخلل وهو الانقطاع والانتشار والانشغال بالدنيا ونسيان من تجب عليك صلته ومواصلته من الوالدين والأقارب. ونفهم من هذا أنه تقوى لله عز وجل لأنه أحياناً وهذه حقيقة لا مصلحة لك دنيوية لا في الواقع ولا في المنظور من صلة بعض أقاربك لأنهم نقص عليك، ليس هناك منفعة دنيوية ولا حتى سُمعة لأنه منحطّ السمعة مثلاً عليه سوابق أو مشاكل ولا ترجو منه نفعاً ولكن تفعل ذلك تقوى لله عز وجل لأن الله أمرك بذلك وحثّك عليه وجعل صلتك لهذا الأمر تقوى لله جل وعلا وهو أمر يحبه الله جل وعلا لأن الرحِم تعلّقت بعرش الرحمن وقالت هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال ألا ترضين أن أصِلَ من وصلك وأقطع من قطعك؟ فالصلة ستكون من الله لمن يصل هذه الرحِم وخصوصاً فيمن لا يصلك قال صلى الله عليه وسلم " ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها، الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5991، خلاصة حكم المحدث: [صحيح] ".
(يُتْبَعُ)
(/)
نتساءل في وجه الربط بين سعة الرزق وإنساء الأثر وصلة الرحم عندما قال صلى الله عليه وسلم " من سره أن يبسط له في رزقه، أو ينسأ له في أثره، فليصل رحمه. الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2067، خلاصة حكم المحدث: [صحيح] " ولم يقل فليتق الله أو فليحرض على الصلاة مع أن هذه مسألة اجتماعية أخلاقية وهي من مهارات التواصل كما يقولون الآن وإذا بها من صلب الدين. وما ظهر لي فيها شيء دليل على أن هذا الجانب الاجتماعي في الإسلام ليس جانباً هامشياً وإنما جانب في أصول الدين وفي عقيدة المسلم. وقد تكون أن هذه رحِم ومن وصل الرحِم رُحِم وكان من مظاهر هذه الرحمة أن يبسط له في رزقه وأن يُنسأ له في أجله وأن يكون ذلك محمدة له في أهله، واتصال الرحِم بالرحمة كان لها أثر في آثار تلك الرحمة على هذا الواصل للرحِم. وربما من آثار صلة الرحم أو من مستلزماتها الإنفاق، الصلة بالمال لأنه أحياناً الصلة بالقول فقط لا تكفي في موضع يحتاج فيه إلى الصلة بالمال فقال "يبسط له في رزقه" ما ستنفقه في صلة الرحم ستعوّض به في رزقك بأن يبسطه الله تعالى لك.
في قضية تقديم الرجال على النساء يظهر أن ينسجم مع وضع هذه السورة ومن العدل وضع الأمر في نصابه فالرجل مقدّم لأنه هو الأصل في الخِلقة وأنه هو صاحب التبليغ وهذا ليس استهانة بالمرأة. فعندما تعطي كل ذي حق حقه ليس استهانة بمن أعطي حقه، أنت إذا وضعت الطفل خلف الكبير تكون أعطيته حقه ورحمته ووضعته في المكان اللائق به فليس هذا التأخير ظلماً له بل هو حماية له. وفي الإسلام الذي يقاتل ويحمي الديار هم الرجال فهذا ليس ظلماً للرجال ولكن هذا الذي خلقوا له وهم مستعدون للقيام به والمرأة عندنا لا تقوم هذا المقام ليس لأننا لا نرضى لها بأن تكون مساوية للرجل ولكن لأن خِلْقتها لا تهيؤها للقيام بهذه المهمة ولذلك قال عمر ابن أبي ربيعة:
كُتِب القتل والقتال علينا وعلى النساء جرّ الذيول
كل واحد له اختصاص. ونقول لهؤلاء المنادون بالمساواة بين الرجل والمرأة في كل شيء أنه بأدنى نظرة عقلية تسقط مقالة هؤلاء ولكنها أهواء وشهوات في النفوس تهدف إلى مآرب معينة. وصدق من قال إن المشروع الليبرالي في البلاد العربية وخصوصاً في بلادنا نحن يبدأ بالمرأة وينتهي بالمرأة مروراً بالمرأة ما عندهم مشروع آخر، في المشاريع الليبرالية الموجودة في دول العالم هناك مشاريع إصلاح الناس ومعايشهم والمناداة بحقوق الضعفاء وغير ذلك تجريم الظالمين والوقوف في وجه الطغيان أياً كان هذه من ضمن أجندات من يعملون بهذا الأمر لكن عندنا اقتصر الأمر على المرأة واقتصرت حقوق المرأة على التبرّج والاختلاط والسفور مع أن لها حقوقاً تستحق أن يُطالب بها ومهدرة ولا يذكرونها ولذلك الذين يطالبون بالمساواة فيهم سفاهة.
قال تعالى (وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) لماذا جاء بوصف القرابة في هذا الموطن؟ لعله والله أعلم أن موضوع صلة الرحم تحتاج إلى رقابة داخلية وأن الإنسان يتقي الله عز وجل فيها تقوى حقيقية، فقد تحضر مجلس العائلة الشهري أو السنوي وترى أنك قد حققت جانب الصلة، والحقيقة أن الصلة فيها شيء من المراقبة فلان يحتاج إلى مناصحة فتناصحه، وفلان عليه دين يحتاج أن تساعده في قضائه وأنت قادر على ذلك وقادر على أن تساعده أو تعينه وتخرجه من مأزقه فقضايا الرحم مثل قضايا النكاح والطلاق والصلة بالنساء تحتاج إلى رقابة داخلية ولذلك يكثر في آيات الطلاق التذكير بالتقوى وهنا جاء التذكير بالرقابة والله أعلم.
محاور الحلقة:
أوجه الشبه بين موضوعات سورة النساء وآل عمران
إعتناء سورة النساء بذِكْر حقوق الإنسان
من حقوق القرآن في السورة التدبر والاستنباط
افتتاح السورة بخطاب الله لعموم الناس
لا يمكن الوصول إلى وجوب عبادة الله وكيفية عبادته إلا بالوحي.
الصحيح أن يقال "العدل بين النساء والرجال" لا المساواة.
الإشارة إلى صلة الرحم في الآية
فضائل صلة الرحم
مناسبة قرن رقابة الله مع صلة الرحم
بُثّت الحلقة بتاريخ 18 رجب 1431 هـ الموافق 30/ 6/2010م
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Jul 2010, 05:03 ص]ـ
بارك الله فيكم وتقبل منكم، جهدٌ مشكورٌ، وعملٌ مبرور.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 Jul 2010, 11:56 م]ـ
الحلقة الثانية
http://www.ibtesama.com/vb/imgcache/2960.imgcachehttp://www.ibtesama.com/vb/imgcache/2960.imgcache
http://www.al-wed.com/pic/8124.gif
http://ia360706.us.archive.org/1/items/way2Allah.com0238/Baynat_30_6.gif
==============
رابط جودة عالية
http://ia360706.us.archive.org/1/ite...aynat_30_6.avi (http://ia360706.us.archive.org/1/items/way2Allah.com0238/Baynat_30_6.avi)
==============
رابط جودة متوسطة
http://ia360706.us.archive.org/1/ite...ynat_30_6.rmvb (http://ia360706.us.archive.org/1/items/way2Allah.com0238/Baynat_30_6.rmvb)
==============
رابط جودة موبايل
http://ia360706.us.archive.org/1/ite...30_6_512kb.mp4 (http://ia360706.us.archive.org/1/items/way2Allah.com0238/Baynat_30_6_512kb.mp4)
==============
رابط صوت
http://ia360706.us.archive.org/1/ite...aynat_30_6.mp3 (http://ia360706.us.archive.org/1/items/way2Allah.com0238/Baynat_30_6.mp3)
==============
مشاهدة الفيديو مباشرة
http://blip.tv/file/3831774
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ياسين مبشيش]ــــــــ[11 Jul 2010, 05:03 ص]ـ
السلام عليكم جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع القيم، فقد أجدتم، وأحب أن أصحح خطأ لغويا في التركيب "ابن عثيمين قال أن ... "
الصواب في همزة إن إذا جاءت بعد القول أن تكسر همزتها، قال ابن مالك رحمه الله في الخلاصة:
فاكسر في الابتدا وفي بدء صلة وحيث "إن" ليمين مكملة
أو حكيت بالقول أو حلت محل حال كزرته وإني ذو أمل
وعليه فالصواب أن يقال: ... ابن عثيمين قال إن .. " أي بكسر الهمزة.
وفقكم الله.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[11 Jul 2010, 08:04 ص]ـ
شكراً لك أخي الفاضل ياسين على التنبيه وأؤكد لك أن هذا الخطأ الذي أشرت إليه لم يكن عن جهل مني بقواعد اللغة العربية فأنا حريصة جداً على سلامة ما أكتب وما أنقل من الأخطاء اللغوية وكثيراً ما أصلح الخطأ في مشاركات غيري. وتأكد أن مثل هذه الأخطاء تحصل عن غير قصد من سرعة طباعة الحلقة ويتم تنقيحها أكثر من مرة ولكن العين لا ترى دائماً الخطأ واضحاً فكم حوت الكتب على أخطاء لغوية وإملائية غير مقصودة. فارأف بنا أخي فهذه الحلقة هي عبارة عن ثماني صفحات في وورد فإذا وجدت خطأ واحداً فيها فهذا دليل حرص مني بإذن الله.
مع هذا لك الشكر على التنبيه ولكني أردت التوضيح ليتأكد الجميع من حرصي على سلامة مشاركاتي من الأخطاء لغوية كانت أو إملائية.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Jul 2010, 08:24 ص]ـ
شكراً لك أخي الفاضل ياسين على التنبيه وأؤكد لك أن هذا الخطأ الذي أشرت إليه لم يكن عن جهل مني بقواعد اللغة العربية فأنا حريصة جداً على سلامة ما أكتب وما أنقل من الأخطاء اللغوية وكثيراً ما أصلح الخطأ في مشاركات غيري. وتأكد أن مثل هذه الأخطاء تحصل عن غير قصد من سرعة طباعة الحلقة ويتم تنقيحها أكثر من مرة ولكن العين لا ترى دائماً الخطأ واضحاً فكم حوت الكتب على أخطاء لغوية وإملائية غير مقصودة. فارأف بنا أخي فهذه الحلقة هي عبارة عن ثماني صفحات في وورد فإذا وجدت خطأ واحداً فيها فهذا دليل حرص مني بإذن الله.
مع هذا لك الشكر على التنبيه ولكني أردت التوضيح ليتأكد الجميع من حرصي على سلامة مشاركاتي من الأخطاء لغوية كانت أو إملائية.
بارك الله فيك يا دكتورة سَمر فإننا نتحدث باللحن والخطأ في البرنامج وأجدها عندك في التفريغ على الصواب، وقد يكون فتح الهمزة بل هو كذلك من خطأنا نحن في الكلام في البرنامج. وليس من الكتابة.
جزاكم الله خيراً يا أستاذ ياسين على نصيحتنا، وبارك الله فيكم يا دكتورة على قبولكم النصيحة، وأعانك الله علينا وعلى أخطائنا المتكررة.
ولا نزالُ بألفِ خَيرٍ ما تناصحنا حتى في مثل هذه الدقائق العلمية.
ـ[تهاني سالم]ــــــــ[09 Oct 2010, 04:54 م]ـ
جزاك الله خيرا عزيزتي سمر,
ولكن هل هناك بقية فيما يتعلق بسورة النساء فأنا مهتمة جدا بهذا الخصوص؟؟؟؟؟(/)
**حلقات برنامج بينات**تأملات في سورة النساء**فيديو وصوت**
ـ[ام الحارث]ــــــــ[02 Jul 2010, 07:10 م]ـ
http://www.foxsoft.org/vb/team/Najem1992/000.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/129.gif
((( برنامج بينات)))
(((تأملات في سورة النساء)))
http://www.al-wed.com/pic-vb/129.gif
الشيخ عبد الرحمن الشهري
الشيخ مساعد الطيار
الشيخ محمد الخضيري
==============
الحلقة الاولى
http://www.ibtesama.com/vb/imgcache/2960.imgcachehttp://www.ibtesama.com/vb/imgcache/2960.imgcache
http://www.al-wed.com/pic/8124.gif
http://ia360706.us.archive.org/1/items/way2Allah.com0238/Baynat_30_6.gif
l http://www.archive.org/download/baynat1-3alnesaa/baynat1.rmvb V
==============
رابط جودة عالية
http://ia360705.us.archive.org/5/ite...aa/baynat1.AVI (http://ia360705.us.archive.org/5/items/baynat1-3alnesaa/baynat1.AVI)
==============
رابط جودة متوسطة
http://ia360705.us.archive.org/5/ite...a/baynat1.rmvb (http://ia360705.us.archive.org/5/items/baynat1-3alnesaa/baynat1.rmvb)
==============
رابط صوت
http://ia360705.us.archive.org/5/ite...aa/baynat1.mp3 (http://ia360705.us.archive.org/5/items/baynat1-3alnesaa/baynat1.mp3)
مشاهدة الفيديو مباشرة
http://blip.tv/file/3864677
==============
==============
الحلقة الثانية
http://www.ibtesama.com/vb/imgcache/2960.imgcachehttp://www.ibtesama.com/vb/imgcache/2960.imgcache
http://www.al-wed.com/pic/8124.gif
r http://www.archive.org/download/way2Allah.com0238/Baynat_30_6.rmvb v]
==============
رابط جودة عالية
http://ia360706.us.archive.org/1/items/way2Allah.com0238/Baynat_30_6.avi
==============
رابط جودة متوسطة
http://ia360706.us.archive.org/1/items/way2Allah.com0238/Baynat_30_6.rmvb
==============
رابط جودة موبايل
http://ia360706.us.archive.org/1/items/way2Allah.com0238/Baynat_30_6_512kb.mp4
==============
رابط صوت
http://ia360706.us.archive.org/1/items/way2Allah.com0238/Baynat_30_6.mp3
==============
مشاهدة الفيديو مباشرة
http://blip.tv/file/3831774
==============
==============
الحلقة الثالثة
http://www.ibtesama.com/vb/imgcache/2960.imgcachehttp://www.ibtesama.com/vb/imgcache/2960.imgcache
http://www.al-wed.com/pic/8124.gif
p http://www.archive.org/download/baynat1-3alnesaa/bayan3.rmvb j
==============
رابط جودة عالية
http://ia360705.us.archive.org/5/ite...saa/bayan3.AVI (http://ia360705.us.archive.org/5/items/baynat1-3alnesaa/bayan3.AVI)
==============
رابط جودة متوسطة
http://ia360705.us.archive.org/5/ite...aa/bayan3.rmvb (http://ia360705.us.archive.org/5/items/baynat1-3alnesaa/bayan3.rmvb)
==============
رابط صوت
http://ia360705.us.archive.org/5/ite...saa/bayan3.mp3 (http://ia360705.us.archive.org/5/items/baynat1-3alnesaa/bayan3.mp3)
مشاهدة الفيديو مباشرة
http://blip.tv/file/3864770
==============
==============
الحلقة الرابعة
http://www.ibtesama.com/vb/imgcache/2960.imgcachehttp://www.ibtesama.com/vb/imgcache/2960.imgcache
http://www.al-wed.com/pic/8124.gif
==============
http://www.archive.org/download/way2Allah.com0245/Baynat_14_7.rmvb [R
رابط جودة عالية
http://ia360707.us.archive.org/9/items/way2Allah.com0245/Baynat_14_7.avi
==============
رابط جودة متوسطة
http://ia360707.us.archive.org/9/items/way2Allah.com0245/Baynat_14_7_512kb.mp4
==============
رابط صوت
http://ia360707.us.archive.org/9/items/way2Allah.com0245/Baynat_14_7.mp3
وستتوالي الحلقات ان شاء الله
http://i910.photobucket.com/albums/ac309/HFDMHMD/Tawaqi3/Do3ae.gif
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[02 Jul 2010, 08:37 م]ـ
جزاك الله الفردوس الأعلى أختي الفاضلة أم الحارث على رفع هذه الحلقات القيمة لبرنامج بينات.
ما رأيك في أن ندمج الموضوع مع الحلقات المكتوبة لتكون في مشاركة واحدة؟ أو ترغبين في إبقاء مشاركة للحلقات المرئية والمسموعة منفصلة عن الحلقات المكتوبة؟ أشيري عليّ بارك الله فيك ونفع بك.
الحلقة الأولى موجودة عندي فيديو وأحتاج لرفعها إلى أحد المواقع ولكني لم أجرب بعد فأرجو إسداء النصح في أسهل طريقة لرفعها.
ـ[ام الحارث]ــــــــ[02 Jul 2010, 10:08 م]ـ
الاخت الفاضلة سمر سوف أتواصل معك ان شاء الله لافضل طريقة لعرض الموضوع
وهناك العديد من الحلقات الاخري للشيخ الشهري تحتاج التنسيق
بارك الله فيكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نايف السحيم]ــــــــ[08 Jul 2010, 03:10 م]ـ
بارك الله فيك اختي ام الحارث
جزاك الله خير
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Jul 2010, 08:08 م]ـ
شكر الله سعيكم وتقبل عملكم أخواتي الكريمات، وجعل ما تبذلونه من جهد ووقت في موازين حسناتكم، ولا نملك لكم إلا الدعاء ظاهراً وباطناً نسأل الله أن يتقبله.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 Jul 2010, 05:28 م]ـ
وهذا رابط الحلقة الثالثة من موقع الموسوعة:
http://www.almoso3h.com/video/6072/ بينات-تدبر-سورة-النساء-الايتان-1 - و-2
ـ[ام الحارث]ــــــــ[10 Jul 2010, 11:04 م]ـ
==============
الحلقة الاولى
http://www.ibtesama.com/vb/imgcache/2960.imgcachehttp://www.ibtesama.com/vb/imgcache/2960.imgcache
http://www.al-wed.com/pic/8124.gif
http://ia360706.us.archive.org/1/items/way2Allah.com0238/Baynat_30_6.gif
==============
رابط جودة عالية
http://ia360705.us.archive.org/5/items/baynat1-3alnesaa/baynat1.AVI
==============
رابط جودة متوسطة
http://ia360705.us.archive.org/5/items/baynat1-3alnesaa/baynat1.rmvb
==============
رابط صوت
http://ia360705.us.archive.org/5/items/baynat1-3alnesaa/baynat1.mp3
==============
وستتوالي الحلقات ان شاء الله
لا تنسونا من صالح دعائكم
ـ[ام الحارث]ــــــــ[10 Jul 2010, 11:06 م]ـ
==============
الحلقة الثالثة
http://www.ibtesama.com/vb/imgcache/2960.imgcachehttp://www.ibtesama.com/vb/imgcache/2960.imgcache
http://www.al-wed.com/pic/8124.gif
http://ia360706.us.archive.org/1/items/way2Allah.com0238/Baynat_30_6.gif
==============
رابط جودة عالية
http://ia360705.us.archive.org/5/items/baynat1-3alnesaa/bayan3.AVI
==============
رابط جودة متوسطة
http://ia360705.us.archive.org/5/items/baynat1-3alnesaa/bayan3.rmvb
==============
رابط صوت
http://ia360705.us.archive.org/5/items/baynat1-3alnesaa/bayan3.mp3
(http://ia360705.us.archive.org/5/items/baynat1-3alnesaa/baynat1.mp3) ==============
وستتوالي الحلقات ان شاء الله
لا تنسونا من صالح دعائكم
ـ[باحثة علم]ــــــــ[10 Jul 2010, 11:31 م]ـ
ماشاء الله حقا رائع والله
بارك الله فيك أختنا الفاضلة وبارك الله فيكن جميعا
الله يجعله في ميزان حسناتكم يوم القيامة
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 Jul 2010, 11:34 م]ـ
جزاك الله خيراً أختي الفاضلة أم الحارث على هذه الروابط والحمد لله أنك حصلت على الحلقة الأولى. سأقوم بإضافة الروابط مع نص كل حلقة أيضاً.
ـ[ام الحارث]ــــــــ[16 Jul 2010, 01:12 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تم اضافة الحلقة الرابعة في المشاركة الاولي
وهذا رابط تفريغ الحلقة جزي الله الدكتورة سمر علي كل مجهوداتها
http://www.tafsir.net/vb/t20744.html
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[16 Jul 2010, 06:19 ص]ـ
جزاك الله خيراً أختي الفاضلة أم الحارث على جهدك المتميز ونفعنا بك وكتب لك الأجر العظيم. سأقوم بإضافة الروابط للحلقة المرئية والمسموعة مع مشاركة تفريغ الحلقة الرابعة أيضاً لتكون في موضوع واحد.
ـ[أبو نسيبة]ــــــــ[21 Jul 2010, 01:33 ص]ـ
جزاكم الله خيرا .. أحسنتم إذ رفعتم الحلقات على الشبكة فهناك من لا يصل إليها إلا منها
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[22 Jul 2010, 09:43 ص]ـ
الإخوة والأخوات الأفاضل ممن ينتظرون حلقة أمس من برنامج بينات:
لم تعرض حلقة جديدة في سورة النساء وإنما كانت الحلقة إعادة للحلقة الأولى من سورة آل عمران لذا اقتضى التنويه.
ولكن يبدو أن الحلقة ليست مفرغة وهي مختلفة عن الحلقة التي سبق وفرّغناها ولهذا أمهلوني بعض الوقت لتفريغها ورفعها إن شاء الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Jul 2010, 11:55 ص]ـ
الإخوة والأخوات الأفاضل ممن ينتظرون حلقة أمس من برنامج بينات:
لم تعرض حلقة جديدة في سورة النساء وإنما كانت الحلقة إعادة للحلقة الأولى من سورة آل عمران لذا اقتضى التنويه.
ولكن يبدو أن الحلقة ليست مفرغة وهي مختلفة عن الحلقة التي سبق وفرّغناها ولهذا أمهلوني بعض الوقت لتفريغها ورفعها إن شاء الله.
جزاكم الله خيراً.
يبدو أنها انتهت الحلقات المسجلة في سورة النساء إذن؟
ـ[نايف السحيم]ــــــــ[22 Jul 2010, 12:04 م]ـ
بارك الله في الجهود
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[22 Jul 2010, 12:25 م]ـ
ربما يكون أفضل أن تتوقف الحلقات في سورة النساء حتى تبدأوا بها من جديد إن شاء الله مع بداية شهر رمضان فمعظم المشاهدين يتابعون البرنامج خلال رمضان ولا يعلمون أنه يعاد باقي العام.
بلغنا الله وإياكم رمضان ونفعنا بما علمكم الله في هذه السورة وأخواتها في القرآن الكريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[امة الوهاب]ــــــــ[18 Aug 2010, 12:38 م]ـ
بارك الله جهدكم وشكر سعيكم وجعل ما تقدمون في موازين حسناتكم.
ليتكم أكملتم رفع هاته الحلقات القيمة،فقد تعذر علينا متابعتها عبر قناة المجد العلمية ولا خبر على إعادتها على المجد العامة.(/)
برنامج بينات - تأملات في سورة النساء - الحلقة 3
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[08 Jul 2010, 12:31 م]ـ
الحلقة الثالثة
تأملات في سورة النساء من الآية (1) إلى الآية (2)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا (2))
تحدثنا في الحلقات الماضية عن بعض علوم السورة والآية الأولى واليوم نكمل ما بدأناه فيما يتعلق بالآية الأولى في قوله (وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)) وكنا وقفنا عند بعض فوائد هذا المقطع.
نبدأ بأول قضية أشرنا إليها وهي قضية العطف في قوله (وَاتَّقُواْ اللّهَ) مع أنه ابتدأ بقوله (اتَّقُواْ رَبَّكُمُ) فعطف بالألوهية على الربوبية في الأمر بالتقوى. وظاهر الأمر أن الأمر الأول (اتَّقُواْ رَبَّكُمُ) أنه مرتبط بعموم الناس والخلق مرتبط بالربوبية وأما الآخر مرتبط بالتشريع وغالباً ما يأتي التشريع مع إسم الجلالة (الله) وفيه من المهابة ما فيه وكأن القضايا التشريعية تحتاج إلى إلزام وتكليف فهي تحتاج إلى شيء من المهابة في الأمر فجاء بقتوى الله سبحانه وتعالى هنا دون الأمر بالربوبية.
وأيضاً من المسائل التي أشرنا إليها في وجه ارتباط آخر الآية (وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ) لماذا نبّه هنا على صلة الرحم وأشرنا إل أن هذا يناسب ما ذكره في أول الآية (وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء) وذكرنا أن معنى (بثّ) بمعنى نشر وأن البث من مستلزماته الانتشار في الأرض وهذا مظنة انقطاع الأرحام وعد التواصل بينهم فنبّه في آخر الآية إلى ضرورة صلة الرحم لأن هذا يحتاج فعلاً إلى أن يقام وأن يجاهد الإنسان نفسه بالتواصل مع أرحامه فقال (وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ) أن تقطعوها لأن كثيراً من المفسرين لا يربط بين الأمر بصلة الرحم في هذه الآية ومناسبتها في هذه الآية، والمناسبة أنه قال (وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء) وهذا مظنة قطيعة الرحم وانتشار الناس.
وهذا يؤخذ منه أن هذه السورة جاءت أيضاً لوضع الوشائج بين الناس واحترام هذه الوشائج وتقديرها فسنجد في هذه السورة احترام الأيتام وما يكون من الصلة بين الأزواج وكيفية التعامل فيها ومسائل كثيرة حتى ذكر في السورة قوله عز وجل (لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (114)) نلاحظ كيف أن الربط عامة جاء في هذا السورة (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ (128)) هذه السورة جاءت لإدراك هذا المعنى والتنبيه عليه والربط بين الناس وإيجاد التراحم بينهم واللُحمة ولأجل ذلك قسمت الأموال وقسمها الله سبحانه وتعالى لأجل أن لا يحدث بينهم خلاف أو شرّ أو إشكال في هذه الأموال التي تأتيهم من مورّثيهم، فهي قضية في غاية الخطورة، ننظر إلى إخواننا ونجد أننا نتساهل في أمر هذه الروابطط فإذا انقطعت لا تسعفنا إمكانياتنا في أن نربط، فنقول لا، البداية من هنا (وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ) يعني الرحِم هذه لا بد أن نعتني بها وأن نحافظ عليها وأن نعلم أن وصلها والحفاظ عليها قربى لله عز وجل فإذا حصل خلل ونحن قد اعتنينا سهل علينا إعادة الوصل مرة أخرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
صلة الرحم الموجودة في أو ل الآية نلاحظ أن السورة كلها تؤكد هذا المعنى من حيث (يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ (11)) هذه صلة رحم، (وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ (12)) العلاقة بين الزوج وزوجته متعلقة بالرحم أيضاً، تقسيم التركات والمواريث هذه صلة رحم وعدم تقسيم المواريث هذا يوصل إلى قطيعة رحم. البدء بقوله (وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ) إضافة إلى الصة الموجودة بين بثّ والأرحام لكن بقية السورة كلها تؤكد هذا المعنى وهذا يسمى براعة الاستهلال عند البلاغيين. والدكتور عبد الحميد طهماز رحمه الله –وقد توفي الدكتور نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته- ولعلّنا نعرّف بكتابه "حقوق الإنسان في سورة النساء" للشيخ عبد الحميد محمود طهماز رحمه الله وهو من أهل حماه من سوريا توفي عن 75 سنة، له سلسلة "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" وهي سلسلة ميسرة ومبسطة وتقرأ الكتاب هذا بالرغم من وجازته فتأخذ فكرة عن سورة النساء وكذلك بقية سور القرآن الكريم. والشاهد أنه سمى الكتاب "حقوق الإنسان في سورة النساء" الآن ما أكثر المواثيق التي تكتب لحقوق الإنسان من الأمم المتحدة والقوانين المعاصرة، ليس هناك الآن نصّ في هذه الحقوق التي يزعمونها على مسألة صلة الأرحام التي جاء بها الإسلام، هذا المعنى الشرعي السماوي "صلة الرحم" وحتى عندما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن الرحم عندما خُلِقت فتعلّقت بالعرش واستجارت بالله سبحانه وتعالى من القطيعة قالت هذا مقام العائد بك من القطيعة فقال ألا يرضيك أن أصل من وصلك وأن أقطع من قطعك، وتأمل قوله تعالى (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (23) محمد) ونحن ننظر للموضوع ببساطة شديدة على أن مسألة الرحم مسألة اختيارية إن شئت أن تصل وإلا أنت في حلّ ولكن المسألة ليست بهذه البساطة بدليل العقاب (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (23)) إن توليتم عن الاستجابة لهذا الأمر. صلة الرحم واضحة في سورة النساء بشكل كبير جداً وكونها من أظهر حقوق الإنسان على أخيه فضلاً عن أنها تكون حقوق المسلم على أخيه، حقوق الأقارب. وهناك مسألة مهمة وهي أنه قد يفهم بعض الناس أن الصلة تعني أن لا يحدث منه سوء وليس هذا هو المقصود هناك حقوق وقطيعة بمعنى أن يقطع الإنسان الرحم ويسيء إليها وهناك سلبية في التعامل مع الأرحام، لا يؤذيهم ولكنه لا ينفعهم ولا يصلهم ولا يقدم لهم خيراً ولا يتبع جنازتهم ولا يعود مريضهم ولا يواسي ضعيفهم وهذا حرام أيضاً لأن المأمور به هي الصلة والصلة أن تصل ببرّك وإحسانك ونفسك وعونك ورِفْدك وأشياء كثيرة جداً ولهذا نقول ليس المطلوب منك ليس أن تكون غير مؤذٍ ولكن المطلوب أن تُحسن وتجتهد في الإحسان وأن تبالغ فيه ما استطعت. ولو جلسنا نتحدث عن طريقة النبي صلى الله عليه وسلم في إيصال هذا المعنى إلى أصحابه وإقناعهم به وبيان كيف كان صلى الله عليه وسلم يصل رحمه ويوصي بصلة الرحم لن تكفينا جلسة ولا جلستين.
هناك كتاب طُرِح حديثاً سنقرأ منه عبارة ونعلّق عليها وهو كتاب جديد طبعته الأولى عام 1430 هـ من كتب التفسير وهو "فتح الرحمن في تفسير القرآن" للإمام القاضي مجير الدين بن محمد العليمي المقدسي الحنبلي توفي سنة 927 هـ. في نفس السورة في الآية التي نتكلم عنها لما تكلم عن قوله (يا أيها الناس) يقول خطاب لجميع بني آدم ثم قال الناس نعتٌ لـ (أيّ) والناس والمؤمنون ونحوهما تعمّ العبيد عند أحمد وأصحابه وأكثر أتباع الله (نذكر هذا لكي أنبّه أثر المذهب في إبراز هذه الفائدة مع أن كثيراً من المفسرين لا يذكر هذه الفائدة). لكنه أشار إلى مذهب الإمام أحمد أنه يرى أن كلمة (الناس) تشمل الحرّ والعبد والمؤمنون. إذن في الخطاب هنا بالأمر أو النهي يشمل هؤلاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
(وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ) فيها قراءتان، (وَالأَرْحَامَ) قراءة الجمهور والقرآءة الأخرى (وَالأَرْحَامِ) وهذه قراءة حمزة. يقول العُليمي قراءة العامّة بالنصب أي واتقوا الأرحام أن تقطعوها وقرأ حمزة بالخفض (وَالأَرْحَامِ) أي به وبالأرحام وقال الأولى أفصح (قرآءة الجمهور). وهذا منهج للعلماء سلكوه في إبراز الفصيح والأفصح من القراءات وبعض المتأخرين ينزعج من هذا التعبير أنه لا يجيز قول الفصيح والأفصح مع أن هذا مخالف لقوانين لغة العرب، ولغة العرب فيها فصيح وأفصح، لكن كل كلام الله سبحانه وتعالى في الذروة العليا من الفصاحة ثم يتفاضل بعد ذلك. ولكن لا يُفهم من قول أفصح أن الثاني ليس فصيحاً، بينما هذه القرآءات وصلت إلى حد الفصاحة التامة ثم بعد ذلك تتفاضل في مجال الفصيح والأفصح فقط. وربما لو عبّروا بدل الفصيح والأفصح بعبارة أخرةى تكون ألطف مثل أشيع، مثلاً نقول (وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ) هذا أشيع في الاستخدام، لكنهم وصفوه بالأفصح لأن العرب يستخدموها. هذه مصطلحات ليس فيها إشكال لأنها مصطلحات معروفة ومتداولة. والأخطر من هذا في هذه القرآءة هو موقف البصريين اعتراضهم على القرآءة حتى أن المبرِّد توفي سنة 285 هـ وهو أكبر البصريين في عصره قال عن هذه القرآءة: "لو قرأ بها قارئ في الصلاة لتأبطت نعلي وخرجت من الصلاة". يرى أنها قرآءة فاسدة بالنسبة له. ونلاحظ أن كثيراً ممن عالج قضية القرآءات يتشدد في الاعتراض على من اعترض فيتكلم عن المبرّد أو يتكلم عن غيره من العلماء الذين اعترضوا على بعض القرآءات تجد أنه يكون سليطاً أحياناً وبعضهم يكون شديداً في النقد والحقيقة أن هناك ملحظ أرى أنه مهم جداً ينبغي أن لا نغفل عنه وهو البحث عن السبب الذي دعا هذا العالِم الكبير _نحن نتكلم عن المبرِّد إمام أهل البصرة في زمانه وليس طالب علم- فلم أجد إلى الآن من بحث عن السبب الموجب الذي دفعه للإعتراض على القرآءة ولو عرفنا السبب يخفف عنا وطأة التعامل مع هذا العالِم أو غيره. عندنا عاطفة في تلقي هذه المعلومة وأنه قد ردّ قراءة متواترة! ولا يُتصوّر أن المبرِّد ينكر القرآءة لو كانت متواترة عنده، لكن كان هناك قوانين يعملها المبرِّد أوصلته إلى هذه النتيجة. وإن كنا نحن نخالف، ولكن المقصد أنه لا بد أن نعرف ما هو السبب الموجِب ولا يُتصور أن مثل هذا العالِم كان يُطلق هذا جزافاً.
ودراسة التاريخ ضرورية جداً في هذا الباب وأظن والله أعلم وهذه تمر في كل مسائل العلم وليست في القرآءات وحدها. أحياناً تجد مسألة في بادئ الأمر قولاً فيه شذوذ ثم بعد ذلك يتتابع الناس حتى ينقطع مثل هذا القول فتستغرب كيف قال فلان مثل هذا القول؟! لأنه تصور المسألة بصورة معينة. البحث التاريخي في أي أمر يُجلّي لنا الحقيقة. ولذلك في موضوع القرآءات أشيعت القرآءات المتواترة واتفق على أن هؤلاء القرّاء كل ما يتلون به قد تواتر وأنه منضبط وقد فحصه العلماء فحصاً إسنادياً ولغوياً بحيث لا يلدّ عنه شيء، هذا جاء في القرن الرابع (ابن مجاهد ومن بعده) وما كانوا يطلقون عليهم متواتر وإنما كانوا يقولون قرآءة مستفيضة، لكنهم يرون أنه ما قرأ بها فلان إلا لأنه قرأها على عدد يستحيل تواطئهم على الكذب أو لا يمكن أن يكون هذا النقل فيه شيء من الاختيار الشخصي الخارج عن الرواية. في السابق كان ذلك محتملاً في عهد المبرِّد أو غيره من الأئمة المتقدمين الذين رويت عنهم مثل هذه الاعتراضات كان ذلك غير موجود ومن المحتمل أن هذه القرآءة كانت بمحض السليقة أو اللغة وهذا احتمال وارد لأنها ما تواترت عندهم ولهذا ينقدها نقداً لغوياً متجرداً ولا ينظر إلى الاعتبارات الأخرى وربما لو علِم بصحة الرواية مثلاً فتختلف القضية. وقد وقع الطبري رحمه الله في مثل هذا كثيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
وجه تخطئة المبرِّد للقرآءة: هو قال وقرآءة العامة بالنصب (وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ) يعني واتقوا الأرحام الأرحام مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره. وقراءة العامّة يقصد بها قرآءة بقية القراء وليس عامة الناس، قرآءة العامة يعني قرآءة الجمهور. حمزة الكوفي خالف القراء وقرأ (وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامِ) بالجرّ فقالوا وجه التخطئة "كيف يا حمزة تعطف ظاهراً على مُضمر؟ " يعني واتقوا اللهَ الذي تساءلون به (الهاء في (به) يعتبر ضمير فعطف عليه إسم ظاهر فقالوا هذا خطأ وهذه القرآءة مردودة. ويقولون العرب لا تعطف إسماً ظاهراً على مُضمر، فعندما قال (وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامِ) عطف كلمة الأرحامِ وهي ظاهرة على الضمير الذي هو الهاء في (به) هذا هو الخطأ لكن لما تتبع لغة العرب تجد أنها استخدمت هذا الأسلوب. معناها أن المبرِّد حكم بحسب علمه وبما رأى وهو كان إمام اللغة في عصره لكنه فات عليه كثير من الشواهد الشعرية التي عطفت فيها العرب الظاهر على المضمر ولو رآها المبرِّد لرجع لأنه رجّأع وأوّاب
إبن عاشور وهو يعترض على المبرِّد قال: يقول المبرِّد " لو قرأ الإمام بهذه القرآءة لتأبطت نعلي وخرجت من الصلاة" وهذا من ضيق العطن وغرور بأن العربية منحصرة فيما يعلمه ولقد أصاب ابن مالك في تجويزه العطف على المجرور بدون إعادة الجرّ. وإبن مالك من أكثر من أورد الشواهد ولذلك يتهمونه بأنه يصنع الشواهد وأنه يأتي بشواهد لا يعرفها المتقدمون من النُحاة ونحن نبرّئ ابن مالك من مثل هذا لكنه كان رجلاً واسع الإطلاع وقد ذكر هذا ألفيته
وحجّتي قراءة ابن عامر وكم لها من عاضدٍ وناصر
العربية واسعة سعة لا يمكن أن يحيط بها أحد كما قال الشافعي العربية لا يحيط بها إلا نبي. وعليه فمتوقع أن يحدث من هؤلاء الأئمة رغم إطلاعهم في العربية أن يندّ عنه كثير. الإمام الطبري على سعة اطلاعه كان ينكر بعض القواعد الإعرابية بهذه الحجة. محمد عبد الخالق عضيمي رحمة الله عليه في كتابه "دراسات في أسلوب القرآن الكريم" الذي أخذ عليه جائزة الملك فيصل عام 1401 هـ العجيب هذا الرجل في كل قضية من قضايا اللغة التي قيل فيها ضعيف أو شاذ أو قليل أو نادر أو منكر أو غيرها من العبارات التي يُحكم فيها على أسلوب معين بأنه لا يمكن أن يكون في العربية بدأ يتتبّع الشواهد من القرآءات القرآنية ويستخرج أحياناً على القضية التي قيل فيها شاذ أحياناً 25 موطن ومثال في القرآن أنه قرئ به ويقول كيف يُحكم عليه بالشذوذ وقد ورد في أفصح كلام وأيضاً ورد في 25 موطناً في القرآن؟!
هذا يعيدنا إلى القضية الاستقرائية وخصوصاً في اللغة العربية وأنك تضع شيئاً معيناً نصب عينيك وتدخل إلى العلم العربية وأنت لا تريد شيئاً غيره تبحث. وأذكر في الصف الأول في الكلية فجاءنا قضية الكلمات التي بنيت على الفعل المبني للمجهول لا يُعرف لها المبني للمعلوم، هناك عدد من الكلمات العربية تُعرف بالمبني للمجهول فيقول صاحب الكتاب "وهذه كلمات في لغة العرب لا تتجاوز الخمس أو العشر" وذكر نماذج، يقول تتبعتها في العربية فأخرجت من لسان العرب أكثر من سبعين كلمة. وهذا يدل على أن قضية الاستقراء مسألة مهمة للخروج بنتائج صحيحة ومنضبطة لأن العالِم لا يضع خاطره في شيء معين فيندّ عنه كثير.
الختام في قول الله عز وجل (إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) هذا الختام مناسب جداً للمعنى الذي ورد في الآية وهو التقوى (اتَّقُواْ رَبَّكُمُ) (وَاتَّقُواْ اللّهَ) وقضية صلة الأرحام فالتقوى يحتاج التأكيد عليها أن يقال لك هناك رقابة عليك لأن التقوى داخلية والنبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر قضية التقوى أشار إلى صدره، يعني محل التقوى القلب، فأساسها قلبي فإذن حتى يُخوّف العبد ليلتزم هذه التقوى ويقوم بها فلا بد أن يقال له هناك رقابة من الله سبحانه وتعالى والله يراقبك ومطلّع عليك في سرّك وعلانيتك في ليلك ونهارك في كل حال من أحوالك لن تغيب عن نظر الله سبحانه وتعالى في أي حال من الأحوال وهذا الذي يحدو الإنسان على التقوى، لأن الآن قد تتقي أمام الناس أو أمام المصلين أو أمام طلابك أو أمام من تخافه أو تخشاه لكن إذا كنت في خلوة من
(يُتْبَعُ)
(/)
خلواتك تصرفت كيف تشاء فيقال لك إتق الله، الله رقيب عليك مطلع عليك لا تغيب عنه لحظة، إذن ركن التقوى هو المراقبة. وفي قضية الأرحام المراقبة مهمة جداً لأنه يمكن أن لا تحسن وأن لا تسيء ولا يسألك أحد لكن يبقى حق الله، اتق الله، أنت الآن إن نجوت من مراقبة أرحامك سواء قدّمت لهم أو لم تقدم، وصلتهم أو لم تصلهم فإن الله سيسألك عن هذه الرحِم، إتق الله، هذه ليست قضية اختارية لكنها قضية يتعبّد الإنسان بها. ولا شك أن الختام واضح وظاهر المناسبة.
لو تأملنا الآية فيها نوع من العموم (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) ولذلك في قولة عتبة بن ربيعة للرسول صلى الله عليه وسلم "ناشدتك الله والرحِم" وهي من عادات الجاهلية عندهم مع أنهم كانوا يخلّون ببعضها مثل قضية اليتيم بالذات والمرأة مع أنهم كانوا يعنون بالرحِم ويسألون بها لكن هناك صور من الرحم عندهم فيها خلل من عاداتهم في الجاهلية وجاء الإسلام ليصحح هذا الخلل، يبقي ما بقي صحيحاً عندهم ويتمم.
إذن هذه الآية عامة ثم دخل في التفصيلات ولهذا ابتدأ بحق اليتيم فقال (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) ثم قال مباشرة (وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ) اليتامى جنس من الأرحام مما كان يخل به أهل الجاهلية فحسن الابتداء به ولأنهم أضعف هؤلاء الأصناف لا يستطيعون أن يعبّروا عن حقوقهم ولا أن يستجلبوها ولا أن يدافعوا عنها ولهذا جاءت العبارة (وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ) آتوا، أدّوا، أعطوا بيان للحق وأمر بتقديمه من دون مقدمات لأن حق ظاهر جداً. (وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ) نسب الأموال إليهم معناه أن هذا المال ليس تفضلاً منكم ولكنه حق ثابت لهم خالص لا شك فيه ولا بديل.
سؤال يرد في كتب التفسير: كيف يقول (وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ) وصفة اليتم تزول عن الشخص إذا بلغ لأنهم يقولون اليتيم الذي مات والده من الناس والذي ماتت والدته من البهائم وسمي اليتيم يتيماً لأنه منفرد ويقال هذه قصيدة يتيمة يعني ليس لها نطير أو شجرة يتيمة منفردة بعيدة عن الشجر، واليتيم سمي يتيماً لأنه أصبح بلا معين ولا ناصر مات والده الذي كان يعيضده وينصره، فلما يبلغ تزول عنه صفة اليتيم فيستحق أن يُعطى المال إذا بلغ رشده وزالت عنه صفة اليتم. والخطاب في الآية (وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ) لأن اليتيم يحتاج إلى ماله يُنفَق عليه منه قبل بلوغه فيُعطى حقه فلا يتكفف الناس ويسألهم، وإنما يُعطى ماله الذي هو له والذي هو حقه. ومعنى المال في هذه الآية يختلف عن المعنى في الآيات التي ستأتي (وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ (6)). فالآية الأولى مقصود بها أن تنفق عليه من ماله وهو صغير والآية الثانية تعطيه ماله بعد أن تستوثق منه.
وفي قوله تعالى (وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ) التعبير بالإيتاء يختلف عن التعبير بالإعطاء (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) الكوثر)، ويأتي في القرآن الإيتاء ويأتي الإعطاء وكلاهما معناهما الكلي واحد لكن هناك فرق بين الإيتاء والإعطاء. وقد يكون في افيتاء معنى التأتي شيئاً فشيئاً أما الإعطاء فيكون جملة ولكن هذا يحتاج لتتبع أكثر واستقراء أكثر ولكن هذا الذي يظهر لي في معنى الإيتاء أنه يأتي شيئاً فشيئاً والإعطاء دفعة واحدة (جَزَاء مِّن رَّبِّكَ عَطَاء حِسَابًا (36) النبأ) جاءهم دفعة واحدة (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) أعطيه دفعة واحدة وانتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
(وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ) الإنسان الذي يخاف الله عز وجل لا يحب أن يكون ما يأكله خبيثاً ولا ما يأخذه خبيثاً فيقول (وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ) لأنه ما تأخذه من مال هذا اليتيم سيكون خبيثاً لأنك تأخذه بغير حق. والعجيب أنه يصف الخبث في المال في أكثر من موطن في القرآن مما يدل على أن وصف الخبيث مع أنه أحياناً لا يكون ظاهراً له مدى الخبث الذي يكون في مثل هذه الأموال وأيضاً يدخل عليه الخبث في ماله كله وحياته وفي أهله فيفسد عليه ماله الطيب. والخَبث فيما يبدو أنه درجات بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر أجرة الحجّام وحلوان الكاهن ومهر البغي ذكر في كل واحدة منها أنه خبيث مما يدل على أن الخبث أصناف هناك خبث بمعنى أنه ليس هو الأولى ولا ينبغي للإنسان أن يجعل رزقه منه ليس لأنه محرماً لأن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى الحجّام أجره ومع ذلك سمّى أجرة الحجام خبيثة لأنها شيء مسترذل ليس هو الأولى أن يجعل الإنسان مهنته الأساسية التي يعيش منها ويسترزق هذه الصنعة. ويصل الخبث إلى أن تفعل الفِعل المحرّم فتأخذ منه أجرة كما هو مهر البغي نسال الله العفو والسلامة. ويصل الخبث أن يكون فيه تعدي على حقوق الآخرين كما في أكل مال اليتيم. وقد يزيد الخبث على ذلك من الاسترزاق من السحر والشعوذة والكهانة وادعاء علم الغيب والشرك بالله عز وجل والعياذ بالله وبيع الأصنام.
(وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ) اليتامى جاء الحديث في هذه السورة عن حقوقهم كثيراً وعن التحذير الشديد من أخذ أموالهم أو التساهل في أكل شيء منها بغير حق أو التهاون في رعاية حقوقهم، فلو يبحث موضوع اليتامى في سورة النساء فهو بحث طويل.
ذِكْر آيات اليتم في القرآن لا أتصور أن مسلماً يسمع هذه الآيات ولا يتأثر بها ولهذا من قدر الله سبحانه وتعالى أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم يتيماً ولهذا ذكّره الله سبحانه وتعالى بآية النعمة عليه في سورة الضحى (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (6)) وهذه مفخرة لليتيم أن سيده محمد صلى الله عليه وسلم كان يتيماً ولهذا في نفس السورة قال تعالى (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9)) ولهذا سبحان الله قال (كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18) الفجر) (فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) الماعون) انظر كيف هي أخلاقيات أهل الجاهلية مع أنهم كانوا يتساءلون بالأرحام كيف كانوا يتعاملون مع الضعفاء وهم من الأرحام! لما تذكر مثل هذه الايات التي وردت في اليتيم ستجد فيها غناء ولم يشر أي دستور من دساتير البشر إلى هذه الحيثية وبهذا الوضوح حتى مراعاة نفسية اليتيم وتفاصيلها ومشاعرها وأحساسيها قال تعالى (وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا (8)) أين تجد هذا؟! هؤلاء ليس لهم حق قانوني مثل الورثة لكن بما أنهم حضروا يعطوا شيئاً. هذه السورة العظيمة ظاهر فيها إعطاء هؤلاء اليتامى حقهم والدفاع عن حقوقهم وبيان لهم والذي ينتصر لهم هو الله سبحانه وتعالى أوليس حرياً بنا نحن أن ننتصر للضعفاء كما انتصر الله لهم في هذه السورة الكريمة أياً كان هؤلاء الضعفاء حتى لو كانوا من الكفار! هؤلاء الضعفاء ينبغي لنا أن ننتصر لهم وأن نعلي قدرهم وأن نأخذ بحقهم وأن لا ندع أحداً ينتهك شيئاً من حقوقهم وأن نبعث الرحمة في قلوب الناس تجاههم لأنهم يستحقون ذلك ولأن الله سبحانه وتعالى أمرنا بذلك ولأن الله سبحانه وتعالى فعل ذلك وآثرهم فحري بنا أن نفعل هذا. منظمات حقوق الإنسان ينبغي أن تفعّل في الدول الإسلامية وأن يشارك بها أهل العلم والفضل لأنها في حقيقتها دفاع عن حقوق الضعفاء والمساكين والرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول" إنما تُنصرون وترزقون بضعفائكم"، ولقد فرّطنا في هذا الأمر غاية التفريط ونحن نرى كثيراً من إخواننا المسلمين في كثير من بلاد العالم تنتهك حقوقهم حتى حقوقهم في الحياة حقوقهم حتى في الطعام والشراب والدراسة وأصبحنا لا نحرّك ساكناً نسأل الله أن يلطف بنا وبهم، صحيح أنه موجود في بعض الدول الإسلامية دور لرعاية الأيتام
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه مبادرات رائعة لكن هذا التشريع السماوي الذي ذكره الله تعالى في القرآن في أكثر من موضع جدير بأن يكون حظه أكثر من هذا سواء على مستوى الدول أو الأفراد ولكن نسأل الله أن يتجاوز عنا. يذكر بعض المحامين أنه إذا جاءته قضية لأرملة أو يتيم فإنه يدافع عنها بدون مقابل فيقولون أنه ما قام بشيء من هذا إلا عوضه الله عز وجل بقضية أخرى حصّل منها خيراً كثيراً.
في قوله تعالى (وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ) هذه من لطائف القرآن، هل الآن النهي منصبّ على أن هذه السورة لا تأكل أموالهم إلى أموالكم، بعض اللغويين يقول (إلى) بمعنى (مع) يعني تأكل أموالهم مع أموالكم أو على قول التضمين يعني تأكلوا أموالهم ضامّينها إلى أموالكم فيقدّم الفاعل أو الشبيه بالفعل لكي يتناسب مع حرف الجر (إلى) لا تأكلون أموالهم ضامّينها إلى أموالكم. السؤال هل هذا القيد مقصود النهي (وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ)؟ (إلى) لو أكلته بدون أن تدخله إلى مالك؟ واضح أن فيه اختلاط، وهذا هو الغالب في التصرف أن يضمّ مال اليتيم إلى مال الشخص ويدمجهما بحيث يذوب هذا بهذا لكن ذاك أشد وأنكى لو أكل مال اليتيم صراحة!. ولهذا (وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ) هذا نهي رقم ثلاثة لأنه قال أولاً (وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)، ثانياً (وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ) والثالثة (وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ) فإذن يكون هناك نوع من العدل لأنه عندما تخلط سيكون تمييز مال اليتيم عن مالك صعباً. لذلك ستأتي الآيات الدالة على إباحة اختلاط المال لكن بما يصلحه وهو العدل. لذلك جاء الجواب عنها في قوله تعالى في سورة البقرة (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ (220)) لأنها جاءت في حلّ إشكالية لما تحرّج الصحابة من خلط أموال اليتامى مع أموالهم خشية أن يصيبهم شيئ من الحرج فصار الحرج مضاعفاً لأن مال اليتيم سيتلف بشكل مضاعف عندما تشتري له خبزاً لوحده وطعاماً لوحده ستتضاعف عليه التكلفة بخلاف ما لو أكل مع المجموعة ودخل كسهم من أسهمهم فالله عز وجل رفع الحرج عنهم وبيّن أن رفع الحرج متصل بالتقوى (فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ (220) البقرة) وقدّم المفسد لأنه أغلب أو لأنه يراد تهديده، لما يؤتى بعلم الله يراد منه التهديد ويراد به العجلة والمثوبة. (وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) أي لشق عليكم ولأمركم بالفصل في كل ذرّة. ونحن نقول الإنسان يتقي الله ويراقبه في هذا الأمر. حتى في التجارة إذا دخل الإنسان في تجارة وأراد أن ينمي مال اليتيم يدخل في تجارة يتيقن بالفعل أنها محل النماء، أو يغلب على ظنه.
(إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا (2)) الحوب هو الإثم العظيم ولذلك ذكره هنا ولم يرد في القرآن إلا في هذا الموطن إشارة إلى أنه ذنب عظيم.
لماذا عبّر بالأكل ولم يعبر بالأخذ في الآية (وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ)؟ هل لأن الأغلب في انتفاع الناس بالأموال الأكل؟ لذلك جاء (وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَّمًّا (19) الفجر). الذي ذُكِر أن أكثر ما يستخدم المال هو للأكل فعبر عنه بذلك والمقصود أخذ المال. وأيضاً الأكل فيه إشارة إلى أنه لا يبقي له أثراً يعني يأخذ كل أموال اليتيم ولا يترك له أثراً فلا يأكل اليتيم فيه أي شيء فالتعبير (إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا) هو متناسب مع هذا النهي العظيم جداً المتعلق باليتيم وكأنه يحتاج بالفعل لهذا التهديد الشديد لأن هذا الفعل إن فعلتموه فإنه إثم وليس إثماً فقط بل إنه إثم كبير وعبّر عنه بالحوب الدال على ضخامة هذا الإثم ثم أيضاً وصفه بأنه كبير.
محاور الحلقة:
التنبيه في الآية على ضرورة صلة الرحم
براعة الاستهلال في السورة
كتاب "حقوق الإنسان في سورة النساء" لعبد الحميد طهماز رحمه الله
أوجه القرآءة في قوله تعالى (وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ)
إعتراض البصريين على قراءة (والأرحامِ) بالجرّ
وجه ردّ قرآءة (الأرحامِ) بالجرّ: قالوا لا يعطف إسم ظاهر على مُضمر
مناسبة ختم الآية بقوله تعالى (إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
المُراد باليتيم
المُراد بقوله (وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ)
بُثّت الحلقة بتاريخ 26 رجب 1431 هـ الموافق 7/ 7/2010م
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 Jul 2010, 05:20 م]ـ
وهذا رابط الحلقة المرئية من موقع الموسوعة:
http://www.almoso3h.com/video/6072/ بينات-تدبر-سورة-النساء-الايتان-1 - و-2
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 Jul 2010, 11:38 م]ـ
==============
الحلقة الثالثة
http://www.ibtesama.com/vb/imgcache/2960.imgcachehttp://www.ibtesama.com/vb/imgcache/2960.imgcache
http://www.al-wed.com/pic/8124.gif
http://ia360706.us.archive.org/1/items/way2Allah.com0238/Baynat_30_6.gif
==============
رابط جودة عالية
http://ia360705.us.archive.org/5/ite...saa/bayan3.AVI (http://ia360705.us.archive.org/5/items/baynat1-3alnesaa/bayan3.AVI)
==============
رابط جودة متوسطة
http://ia360705.us.archive.org/5/ite...aa/bayan3.rmvb (http://ia360705.us.archive.org/5/items/baynat1-3alnesaa/bayan3.rmvb)
==============
رابط صوت
http://ia360705.us.archive.org/5/ite...saa/bayan3.mp3 (http://ia360705.us.archive.org/5/items/baynat1-3alnesaa/bayan3.mp3)
==============(/)
تابعوا الليلة الحلقة الرابعة من تأملات سورة النساء
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[14 Jul 2010, 06:40 ص]ـ
تابعوا الليلة حلقة بينات على قناة المجد العامة حيث يستكمل علماؤنا الأفاضل د. مساعد الطيار ود. عبد الرحمن الشهري ود. محمد الخضيري تأملاتهم في سورة النساء.
حلقة الليلة هي الحلقة الرابعة من هذه التأملات
تعرض الحلقة الليلة بعد صلاة المغرب بتوقيت مكة المكرمة وانتظروا تفريغ الحلقة وروابطها المرئية والمسموعة قريباً.
متابعة نافعة بإذن الله.(/)
برنامج بينات - تأملات في سورة النساء - الحلقة 4
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[15 Jul 2010, 12:51 م]ـ
الحلقة الرابعة
تأملات في سورة النساء الآية (3)
(وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ (3))
قوله سبحانه وتعالى (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ) دخلنا في موضوع آخر متعلق باليتامى في البداية كان الحديث عن المال والآن مرتبط بالزواج، والبعض يستغرب من نظم الآية ففيه غرابة لأنه مرتبط بسبب النزول من جهة وأيضاً مرتبط بحقوق اليتامى من جهة أخرى.
(وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى) قال بعض المفسرين ومنهم أبو عبيدة معمر بن المثنى البصري: إن الخوف هنا بمعنى العلم يعني وإن علمتم ألا تقسطوا في اليتامى، فقال (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى) والمراد بالقسط هنا العدل بمعنى وإن خفتم أو تبين لكم أنكم لن تعدلوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم، فالنظم هنا فيه غرابة لا يبيّنه إلا سبب النزول.
سبب النزول:
هذه الآية تُشكل على كثير من الناس بل إنه قد جاءني مرة في المسجد رجلان اختلفا اختلافاً شديداً حول معنى هذه الآية وما سر البداية بها بهذه الصورة فلما كشفت لهما عن سر النزول زال عنهما كل العجب والاندهاش السابق وهذا يبين أنه ينبغي أن لا نستقل بفهم القرآن لمجرد ألفاظه بل نحتاج إلى الروايات وكلام والسلف وما قاله السابقون فيما يحيط بهذه الآية سواء ما يتصل بأسباب النزول أو بالناسخ والمنسوخ أو بقصة الآية وما يتصل بها.
والإمام البخاري روى عن السيدة عائشة رضي الله عنها " أن رجلا كانت له يتيمة فنكحها، وكان لها عذق، وكان يمسكها عليه، ولم يكن لها في نفسه شيء، فنزلت فيه: {وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى}. أحسبه قال: كانت شريكته في ذلك العذق وفي ماله. الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4573، خلاصة حكم المحدث: [صحيح] " يمسك هذه اليتيمة لأجل هذا العذق لا يطمع فيها هي وإنما يطمع بما عندها.
وروى البخاري أيضاً " أنه سأل عائشة عن قول الله تعالى: {وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى}. فقالت: يا ابن أختي، هذه اليتيمة تكون في حجر وليها، تشركه في ماله، ويعجبه مالها وجمالها، فيريد وليها أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها، فيعطيها مثل ما يعطيها غيره، فنهوا عن أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن ويبلغوا لهن أعلى سنتهن في الصداق، فأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن. قال عروة: قال عائشة: وإن الناس استفتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية، فأنزل الله: {ويستفتونك في النساء}. قالت عائشة: وقول الله تعالى في آية أخرى: {وترغبون أن تنكحوهن}. رغبة أحدكم عن يتيمته، حين تكون قليلة المال والجمال، قالت: فنهوا - أن ينكحوا - عمن رغبوا في ماله وجماله في يتامى النساء إلا بالقسط، من أجل رغبتهم عنهن إذا كن قليلات المال والجمال. الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4574، خلاصة حكم المحدث: [صحيح] "
الرجل قد لا تقوى نفسه على أن يعطي اليتيمة ما يعطيه لغيرها إذا نكحها فيقال له إتق الله صحيح أنت الولي وأنت المسؤول وليس هناك أحد يحاسبك قللت الصداق أو أكثرته وهي لا تستطيع أن تدافع عن نفسها فالله عز وجل يقول لك إتق الله ما دمت لا تستطيع أن تحمل نفسك على العدل في حقها وإعطائها صداقاً تعطيه لغيرها من النساء فحريٌّ بك أن تتركها ويأتيها رجل أنت تحاسبه على أي نقص في صداقها وأنت تنكح ما طاب لك من النساء وخيّره الله ولم يقل له تنكح مرة واحدة أخرى بل مثنى وثلاث ورباع فلماذا تضيّق على نفسك وتأتي إلى المكان الضيّق الذي قد يصيبك منه إثم كبير.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعائشة رضي الله عنها بيّنت معنى القسط أنه العدل وأنه القسط أي الحقّ المستوجب لها وهو واحد لأنه من العدل إعطاؤها الحق المستوجب لها من الصداق أنها تُعامل بمثل ما تعامل به مثيلاتها. فإذا تبيّن هذا الآن تبين قضية النظم بعضه ببعض انتقلنا من حال اليتامى وأموالهم إلى حال اليتامى وأزواجهم.
ولا بد من الإشارة إلى لغة السيدة عائشة رضي الله عنها وهي تفسّر فلغتها في غاية الروعة ولذلك ننصح بقراءة كلامها في كتب السيرة وكتب السنة وعائشة رضي الله عنها من أفصح الصحابة وكانت حافظة للشعر وحافظة للأدب.
والأمر الثاني أن الآية (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء) إذا جمعناها مع الآية (وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاء الَّلاتِي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا (127) النساء) نجمع هذه الآية مع هذه الآية يتضح المعنى. مستشرق ألماني إسمه بارت كان يتحدث عن هذه الآية من باب التفسير الموضوعي يقول هذه الآية لا يمكن أن تُفهم بمفردها -ومنهج التفسير الصحيح أن سبب النزول مؤثر في فهم الآية ولذلك الذين يهونون من شأن سبب نزول الآية ويقولون أنه ليس مهماً ويمكن أن تفهم القرآن الكريم بدون معرفة سبب النزول هذا غير صحيح وهناك آيات كثيرة لا يمكن أن تفهمها فهماً صحيحاً إلا إذا عرفت سبب النزول مثل هذه الآية- لكن على افتراض أنه هوّن من شأن سبب النزول لجأ إلى الحل الآخر وقال: ولا يمكن أن تفهم هذه الآية إلا إذا ضممنا لها الآية التي في السورة نفسها وهي (وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاء الَّلاتِي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ) لا شك أنها توضح المعنى وعائشة رضي الله عنها استشهدت بها. وتفسير القرآن بالقرآن يحل مشكلة عند بعض الذين لا يعتبرون أسباب النزول ولا يرونه كافياً. فالعناية بسبب النزول لا بد منه.
سؤال: هل إرشاد الولي هنا أو إتاحة الفرصة له أن يتزوج مثنى وثلاث ورباع مقتصر على هذه الظروف أو هي متاحة لكل أحد؟
هي بلا شك متاحة لكل أحد ولكن الله عز وجل يقول له لا تضيق على نفسك فقد أبحت لك كما أبحت لسائر الناس أن يعددوا فيتزوجوا الواحدة والاثنتان والثلاث والأربع وأن يجمعوا بين الأربع فلماذا أنت يضيق نظرك على أن تصل إلى موطن فيه إثم عليك عندما تتوقع أن لا تعدل مع هذه اليتيمة.
هناك كاتبة -والنساء بصفة عامة يعارضن التعدد طبعاً لا شرعاً ولو يم يرد به الشرع لكان لهم شأن آخر -الكاتبة تقول التعدد غير مباح على الإطلاق، فلما سئلت عن دليلها قالت دليلها أن إباحة التعدد في سورة النساء مخصوص بحالات وهي حالات الأولياء الأوصياء على اليتيمات اللاتي ليس له رغبة أن ينكحها أو أنه سيظلمها فقال له الله لا تظلم هذه اليتيمة فتعال نعطيك فرصة أن تتزوج أربعة، تقول فقط في هذه الحالة أما غير هذه الحالة فلا يجوز له أن يعدِّد. وهذا ردٌ مضحك ونحن نقول لو كان مجال الاستدلال عندنا هو مجرد هذه الآية يمكن أن يقال هذا ولكن نحن عندنا دين وعندنا أصول وقواعد فهل نهدم تلك الأصول لأجل فهم خاطئ للآية؟! هل فهم الصحابة هذا الفهم؟ حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عدّد لم يكن عنده يتيمات. للأسف هذا نوع من التعبير عن ألوان الهوى، وصاحب الهوى يبحث عما يدعم به هواه بأي صورة. عندنا مئات وعشرات من القواعد والأصول التي نستند عليها لإباحة وحلّية التعدد فهل نأتي لهذا الفهم من هذه الكاتبة هداها الله لنردّ بها شرع الله عز وجل؟! لنفترض جدلاً لو وافقنا هذه الكاتبة في فهمها لهذه الآية فما هو حالها مع القرآن في غيره؟ بمعنى أنه إن كانت تلزم غيرها به فيجب أن تلزم نفسها بغيره من الأوامر وسنجد عندها من الخطأ والخلل والمخالفات لدين الله الشيء الكثير معناه أن دين الله لا يعنيها بشيء
(يُتْبَعُ)
(/)
وإنما أرادت فقط أن تستند إلى ما يستند إليه فقط. أحياناً بعض الشبهات يكون معها ما يشبه الدليل فيظن القارئ له أو غير العارف بأصول التفسير ورأي العلماء فيه يظن أن رأيها جميل وأن هذه الآيات نزلت في اليتيمات وفي أوليائهم ثم إن الله ترك لهم الفرصة فكلامها جميل وناسب أن يقول ذلك. وهناك فهم آخر لهذه الآية يقول أحد الكتاب أنه يجوز للرجل أن يتزوج بأكثر من أربعة بدليل هذه الآية (فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ (3) النساء) لأنه جمع بين اثنتين وثلاثة وأربعة فصارت تسعة وقال الآية دلالة واضحة أن المسألة مفتوحة بدليل (ما طاب لكم) ثم إن الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة وهو تزوج تسع فلماذا غاب عن العلماء هذا الفهم الدقيق الذي وفقني الله إلى الانتباه إليه ويرى أنه لم يُسبق إليه! وهذا المذهب ذهب إليه بعض الروافض وهو مخالف لإجماع المسلمين ومخالف للغة نفسها والزجّاج بيّن أن البعض فهموا هذا المعنى وأن هذا مخالف للغة فلا تعني مثنى وثلاث ورباع أن تجمعها على بعضها وإنما تأخذ هذا أو هذا أو هذا. مثل ما في سورة فاطر (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ (1) فاطر) فصاحب الثلاث ليس هو صاحب الرباع وصاحب الرباع ليس هو صاحب الثلاث ولذلك نقول لا بد من فهم لغة العرب والتفقه بلغة العرب والحرص عليها حتى نفهم القرآن بشكل صحيح وهذا القول ليس من باب الترف ولا من باب التقعّر وإنما لأنك إن لم نفعل ذلك سندخل في متاهات كبيرة ونفهم فهماً خاطئاً لا يريده الله ولا رسوله.
والإنسان أحياناً يحاول أن يقتنص وينسى أن هناك أشياء أخرى تكتنف الدليل وتسمى شبهة دليل وهي ليست بدليل وقال أحدهم الإسلام جاء بتحريم التعدد فقلت أين ذلك؟ قال (فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ (3)) فقلت أكمل الآية (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ) فقال وفي السورة نفسها قال تعالى (وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ (129)) إذن النتيجة لن تستطيعوا أن تعدلوا إذن هي واحدة. فقلت يا أخي بارك الله فيك هل فهم أحد قبلك هذا الفهم من سلف الأمة الذين عرف عنهم أنهم يعددون؟ هذا فيه اتهام لجيل الصحابة أنهم ما فهموا هذا الدين! فسألته هل تعرف معنى العدل المذكور في الآية الأولى ومعنى العدل المذكور في الاية الثانية؟ قال: لا، قلت لا، قد ترد الكلمة في كتاب الله عز وجل في أكثر من موطن وكل موطن لها معنى، مثل كلمة الكتاب (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) البقرة) مقصود به القرآن، (وَوُضِعَ الْكِتَابُ (49) الكهف) مقصود به كتاب الأعمال وقد يقصد به التوراة والإنجيل. فقلت العدل المذكور في قول الله تعالى (وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ (129) النساء) الله عز وجل يقرّ التعدد لأنه يقول (فلا تميلوا) يعني الشيء الذي لا تطيقونه في العدل هو الشيء الخارج عن إرادتكم وهو الميل القلبي، هناك مجال للعدل في الحياة الزوجية وهو القسم في الأشياء الظاهرة المبيت والنفقة وما إلى ذلك أما الأشياء التي لا تطيقونها فإن الله سبحانه وتعالى قد رفع عنكم وعفا عنكم فيها حتى ميل القلب بين الأولاد، قول اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم أمر بالعدل ومع ذلك أظن كل أب يعلم من نفسه أن هناك من أبنائه من هو أقرب من غيره ومع هذا لا يحاسب عليه الإنسان لأنه خارج عن التكليف وخارج عن الطوق والقدرة أما العدل المادي فمطلوب أن تنفق عليهم سواء. ولذلك يقول الشافعي: ناظرت أربعين عالماً فخصمتهم وناظرني جاهل واحد فخصمني.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء (3)) النكاح هنا يراد به الزواج وقد يرد النكاح بمعنى الوطء، وقف العلماء عند (ما) مع أن الذين يتحدث عنهم من العقلاء (مَنْ للعاقل وما لغير العاقل في الأكثر) فمجيء (ما طاب) يحتاج لنظر فقالوا (ما طاب) بمعنى الطيب وهي في موطنها للصفة وليست للذات لكن بعض العلماء فهم أنها جاءت للذات فقال لِمَ عُبِّر عن (ما) هنا بدل (من)؟ فنقول أن (ما) هنا جاءت في مكانها لأن التعبير هنا بمعنى الطيب أي انكحوا الطيب والطيب حال وصفة وليست ذات فجاءت (ما) في مكانها. وفي هذه الآية مشروعية البحث عن الطيب من النساء بمعنى أن يجتهد الإنسان لنفسه في ذلك فلا يلام الإنسان في بحثه عن المرأة ذات الدين والجمال والمنصب ونحو ذلك لأن هذا كله من الطيب المطلوب بحسب أذواق الناس ولذلك هي تركت مطلقة مفتوحة فما يطيب لك قد لا يطيب لآخر. وأنت عليك أن تجتهد في هذا الأمر ولا تلام وعليك أن تسال وتتحقق هذه المرأة كيف صفتها كيف إخوانها كيف أخواتها كيف طولها كيف شعرها لأنك تبحث عن الطيب والله أمرك أن تبحث عن الطيب وإن كان البعض قد بالغ في هذه المسألة بحيث أنه لا يجد ذلك البشر لأنه يبحث عن صفات كاملة. ومن باب الفائدة رأيت أن أكثر المتشددين هم الذين يبتلون فعليك أن تجتهد وتتوكل على الله.
(وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ) قد يُفهم من هذه الآية فأن يها إتاحة الفرصة للرجل أن يختار ما يشاء وليس هناك خيار للمرأة في هذا السياق في حين أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أنه لا تنكح البكر حتى تُستأمر فهناك المرأة تملك أن تقبل أو لا تقبل لكن ليس من عادة المرأة أن تخرج وتبحث عن الرجل ليخطبها وهذا من تكريم المرأة أنها دائماً مطلوبة وليست طالبة. هنا ذكر الله أن الرجل يبحث عما يطيب له والمرأة من حقها أن تقبل أو لا تقبل وهذا لا شك أنه تكريم.
والسؤال الذي يقع لماذا أبيح للرجال التعدد ولم يبح للنساء؟ أو لماذا لم يكن الزواج بواحدة فقط؟ لا شك أن دراسة مثل هذه الموضوعات مع الجانب الشرعي تحتاج إلى من عنده عقل ولديه قدرة على الاحتجاج. وقد دعت بعض النساء أن تتزوج المرأة بأكثر من رجل وهذا من الغفلة في جميع الشرائع هذا لا يوجد، هذه غفلة عن أمر أصله في العقل وهذا قد حصل من أحد أساليب البغايا الذي كان في الجاهلية أن المرأة تعرض نفسها على أكثر من رجل فإذا جاء الولد تختار هي الرجل الذي تنسب إليه الولد، تجمعهم ثم تقول لهم يا فلان أنت أبوه، هذا ليس نكاحاً وإنما من السفاح وهو ليس من صور النكاح الشائعة المعروفة. نحن نحتاج إلى العقل وبعض الحجج العقلية لتزيل هذه المشكلة عند الذي عنده شبهة في هذا الأمر. وهناك دراسات في هذا الجانب منها قدرة الرجل على التعامل مع أكثر من امرأة وعدم قدرة المرأة على التعامل مع أكثر من رجل. ومن الناحية الطبية أفاد بها الدكتور عبد المحسن المطيري أنه خلال العلاقة بين الرجل والمرأة ودخول جسم غريب إلى جسم المرأة فالمرأة تكون مع الأيام مطهِّر خاص لما يأتيها من الرجل بحيث تعقم المكان تماماً وهذا يأتي مع الأيام ويتأقلم هذا المطهِّر مع الرجل وحده ولذلك يقول البغايا من أشنع من يرى منهن أنهن ذوات روائح منتنة جداً. ويذكر الدكتور عبد المحسن أن رجلاً أراد أن يدخل على بغيّ في فندق -نسأل الله السلامة - فلما دخل الغرفة فإذا برائحة مثل رائحة البالوعة فقال أخذت الفوطة من أول الغرفة ووضعها على أنفه. وهذا أمر معروف عند البغايا لأن هذا الرجل يأتي ويأتي غيره وغيره وكل واحد يأتيها فتجتمع أوساخ وقاذورات هؤلاء الرجل فيها فيصبح الجسم يضطرب ولا يعرف ماذا يعقِّم لأن المعقّم لرجل واحد يحتاج لفترة حتى يتأقلم مع هذا الجسم. وهذا يبين لنا الحكمة العظيمة في هذا التشريع الرباني المتسق مع العقل والفطرة واتفقت عليه الأديان كلها والله تعالى سبحانه هو الذي خلق وهو أدرى بهذه الأمور ولذلك من بداية السورة (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا (1)) فالخالق هو الذي يرتب هذه الأمور
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا النقاش مع أمثال هؤلاء يجب أن يكون مبنياً على إيمان هؤلاء بالله وبما أنزله أو عدمه فإذا كانوا يؤمنون فإذن كأنهم يعترضون على الله وهذا لا مجال فيه للمخاصمة.
والمرأة بطبيعتها تنزعج من مسألة التعدد وإن كانت تؤمن به شرعاً ولهذا قد تسمع منها كلاماً ظاهره قد يكون مخالفاً للشرع وهي لا تقصد هذا وإنما هذا طبعها، فلا يوجد إلا النوادر من النساء اللواتي يرضين بالتعدد. قضية التعدد تثار الآن بشكل كبير ويطعن فيها ويطعن في الشرع الإسلامي وأن هذا انتهاك للمرأة وكرامتها بينما مسألة التعدد هو السبيل الوحيد الذي يحل مسألة العنوسة وحتى طمع الرجل في أكثر من امرأة ففي المجتمعات الغربية حيث التعدد غير جائز فبديل الرجل الذي يطمع في أكثر من امرأة هو معاشرة النساء وقد يكون للبعض مئات اللواتي عاشرهن وانتهت العلاقة بهن وهذه تحصل مع رجال مثقفون وأحدهم طبيب سجل عدد العلاقات التي أقامها مع نساء فبلغت 150 امرأة. فالتعدد من احترام المرأة وتقدير المرأة.
(فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً) وقال (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى) يعبر عن الخوف والمفسرون يقولون أنه يعني به العلم فلماذا يعبر القرآن في مثل هذه المواضع عن العلم بلفظ الخوف؟ ورد تعليل جميل لأهل اللغة يقول أن الخوف هو الذي يبعثك على العلم وأن الجهل هو من أكبر أسباب الخوف وأن العلم من أكبر أسباب الطمأنينة فالذي يقودك إلى التعلم شيء من الخوف والبحث عن المعرفة أو الخوف من الوقوع في مخالفة فيكون الخوف دافعاً للتعلم. وقد ذكر العلم في القرآن الكريم في سورة الممتحنة (فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ (10)) فعبّر عن فكرة واحدة وهي غلبة الظن لأنه (وإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ) هذا ظنّ لأنه لن تتيقن أنك لن تقسط كما أنك لن تتيقن أنك لن تعدل، فهنا مجال للخوف يعني أنت تخاف فعلاً ويغلب على ظنك أنك لن تعدل ولن تقسط فلك الحق أن تخاف لأنك إن لم تعدل فأنت جدير بالخوف من العقوبة، وهذا من دقائق اللغة فالذي يأتي لظاهر اللفظ وليس عنده تعمق في اللغة سيقع في إشكالات مثل قوله تعالى (إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (27) النبأ) مع أنه جاء متوقعاً حصول الخير والكفار لا يؤمنون بالبعث أصلاً فالحال مع هؤلاء كيف يقال (لَا يَرْجُونَ)؟ مثل هذه التعبيرات وقف عندها علماء اللغة وبينوا دقة التعبير بهذا اللفظ في هذا الموطن في هذا السياق وأن المراد بـ (لا يرجون) لا يخافون لأنه عكس الرجاء وجاء بعكس الرجاء لأنه أريد عكس الرجاء وجاء به لفظ الرجاء. نحن ندعو من يقرأ في التفسير أن يعنى بهذه الأمور عناية تامة جداً وأن يلتفت لمثل هذه الدقائق هذا لكي يفهم بلاغة القرآن العالية. المفسرون ذكروا أن (خفتم) في الآية بمعنى علمتم ولكن لماذا جاء التعبير بالخوف عن العلم هذا لا شك لأنه هذا السر البديع في البلاغة وأنه فعلاً من يغلب على ظنه أنه لن يعدل بين زوجاته فإنه جدير أن يخاف وأن يتوقف.
كيف يعرف الإنسان الأشياء التي ينبغي أن يتحسسها من نفسه حتى يعلم أنه لا يستطيع العدل؟
أولاً: الموارد المالية لما يعلم أن موارده شحيحة فإذا جاء بامرأة أخرى فسيكون هناك مشكلة في الصرف على اثنتين إما أن يعطي هذه ويعطي هذه وإما يزيد لهذه قليلاً وينقص لهذه قليلاً فيبقى في حرج شديد
والثانية: الجانب العاطفي النفسي لأنه قد يكون من النوع الذي إذا أحبّ أسرف في الحب وإذا أبغض أسرف في البغض هذا لا يصلح للنساء ولا يصلح أن يدير بيتاً فقد بيقى الأسبوع والأسبوعين هاجراً لزوجته لأنها قالت له كلمة.
الثالث: البدني أن تكون قدرته على إشباع كل زوجاته جنسياً وهذه قضية مهمة وبعض الناس يستهينون بها فقد يتزوج مثلاً فتاة شابة صغيرة وعنده زوجته الأولى يبقى في حرج شديد فقد يجد شهوته عند الصغيرة وينسى الكبيرة فيخلّ في هذا الأمر وينسى أن هذا حق لله عز وجل أوجبه أن يؤديه لهذه الكبيرة ما دامت زوجته لها حقوق فيجب أن يعطيها حقها.
(يُتْبَعُ)
(/)
بعض الناس من خلال هذه الآية يتخذ التطبيقات الخاطئة ذريعة لمنع الحكم أو الاعتراض عليه ونقول أنه يجب أن نفصل بين الحكم والتطبيقات، الذي حكم هو الله سبحانه وتعالى لا إشكال فيه البتة ولكن يشتبه في التطبيقات. ونجد في كثير من القضايا أن التطبيقات غير الصحيحة لقضايا الإسلام تنجر على الإسلام وهذا خطأ. لما نأتي إلى قانون وضعي مثل قضية الإشارة التي وضعت لتنظيم الناس والإشارة قد تكون مشكلة أحياناً فلا يمكن أن يقال ألغوا جميع الإشارات إذا كان التطبيق لبعضها خاطئاً!
والعجيب أن قضية تعدد الزواج في الإسلام قد تكون القضية الأولى التي يعترض بها الغربيون والنصارى وأعداء الإسلام على الإسلام ففي أي مجمع تذهب إليه في أي جامعة أوروبية تلقي درساً أو محاضرة أو يتاح لك فرصة للكلام تجدهم يطرحون سؤالاً واحداً: لماذا يبيح الإسلام التعدد؟ وهذا إهانة للمرأة، فنقول لهم ليس الإسلام وحده جاء بالتعدد وإنما كل الشرائع السابقة فيها تعدد وفي الإنجيل والتوراة وحتى في الجاهلية وحتى الآن في افريقيا عندهم تعدد، سليمان عليه السلام وداوود كان لهم عدة زوجات والإسلام ما جاء إلا بقصرهم على أربعة، ولذلك لما أسلم غيلان كان عنده عشراً فقال له صلى الله عليه وسلم أمسك أربعاً وسرّح سائرهن. الإسلام جاء وهذه قضية معروفة ومتعارف عليها فهذا شيء مستغرب كيف يغفل عن هذه الحقائق الموجودة عند السابقين وحتى عند الوثنيين الآن ولم نسمع أحداً اعترض على الوثنيين لكن هناك مسألة أن هذه علامة أن الإعلام شوه هذه المسألة بشكل عجيب وأكثروا الأفلام والمسلسلات أن الذي يعدد رجل فاشل ظالم منحرف وأن الأصل الزواج بواحدة لدرجة أن المرأة ترضى أن يكون لزوجها عشيقات ولا يكون له زوجة! وهذا التعدد كان موجوداً في آبائنا وأجدادنا وكانوا يجمعون بين ثلاث أربع نساء في بيت واحد ويحل مشاكل كثيرة.
أراد أحدهم أن يبين أن الإعلام هو السبب محاربة التعدد وهو بريطاني أنشأ مسرحية اختلق مشكلة حلها لا يكون إلا بالتعدد لكن كلما جاؤوا يتحدث بالمشكلة يصلون إلى التعدد فيتوقفون ويرجعون، مثلاً رجل عنده امرأة وهذه المرأة أصيبت بشلل كامل وهو في صحة شبابه، ما الحل؟ تجده يأتي بخادمة ثم يأتي بحل ثاني وثالث وفي كل هذه المشاهد يكون الحل المناسب هو التعدد ويظهر في النهاية أنهم أعرضوا عن حل التعدد لمعنى حضاري، لأنه موجود في الإسلام نحن نحاربه فقط لا غير وإلا في الحقيقة هو حل لحالات عديدة. وذكر أحد المحللين الاقتصاديين الألمان أن الحل الوحيد للأزمة الاقتصادية الموجودة الآن هو الاقتصاد الإسلامي فلما قيل له لماذا لا توصي باعتماده قال لا أستطيع! (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم (109) البقرة) بيّن سبحانه وتعالى أنه مهما كنا منفتحين معهم فلهم طريقهم التي يسيرون فيها ولن يتفقوا معنا. ويؤكد هذه الحقيقة ويرد على الغرب رداً بليغاً أن أكثر من يسلم من الغربيين هم النساء من حين ما تعلم عن العدل والرحمة المفروضة على الزوج تجاه الزوجات من العدل بينهن والإنفاق عليهن وحفظهن أول ما تسلم تقول أريد زوجاً فيقال لها ليس هناك إلا رجل متزوج تقول لا مانع أن أكون الثانية أنا فقط أريد رجلاً يحميني، وقد بلغت الخامسة الثلاثين من عمري وأخذوا زهرة شبابي والآن لا يرغب أحد بالزواج بي وقد أبقى هكذا إلى أن أبلغ الثمانين، بينما في الإسلام هذا لا يوجد ويمكنها أن تتزوج.
في عام 1416 هـ في المجر كان عدد المسلمين الأصليين 500 شخص و90% من هؤلاء نساء لأنه لا يعرف فضل الإسلام وخصوصاً في الحياة الزوجية مثل النساء لأنها ذاقت ويلات الحياة الغربية فلما تسمع أن الرجل مسؤول عنها وينفق عليها وهو القائم على شؤونها تسلم.
محاور الحلقة:
أهمية معرفة سبب النزول في فهم الآيات
رأي الإسلام في تعدد الزوجات
مشروعية البحث عن الطيب من النساء وهو أمر نسبي
طعن أعداء الدين على الإسلام لأنه شرّع التعدد
المراد بالخوف في قوله تعالى (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ)
الخوف هو الباعث على العلم والتعلم والعلم من أكبر أسباب الطمأنينة
كيف يعلم الإنسان من نفسه أنه لن يصيب العدل
الرد على من زعم أن التعدد ظلم وتعدي على كرامة المرأة
بُثّت الحلقة بتاريخ 2 شعبان 1431 هـ الموافق 14/ 7/2010م
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Jul 2010, 06:09 م]ـ
بارك الله فيك يا دكتورة على صبرك على تفريغ هذه الحلقات، وقد قرأتُ هذه الحلقة كاملة وتذكرت ما فيها من فوائد، وقمت - بعد إذنك - ببعض التصويبات لعلها وقعت لنا أثناء الكلام.
جزاك الله عنا وعن المشاهدين والقراء خيراً ونفع بجهودك، وبارك لك في وقتك وعافيتك.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[15 Jul 2010, 09:06 م]ـ
جزاك الله خيراً مشرفنا الفاضل على مرورك وعلى تصحيح بعض الأخطاء وكنت على ثقة خلال تفريغ الحلقة أني لم أجد صنعاً هذه المرة لأن الصوت كان ضعيفاً على غير عادة وكنت أتوقف كثيراً لأستبين الكلمة فعذراً على ذلك وإن شاء الله لا تتكرر هذه المشكلة في الحلقات القادمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ام الحارث]ــــــــ[16 Jul 2010, 01:07 ص]ـ
==============
الحلقة الرابعة
http://www.ibtesama.com/vb/imgcache/2960.imgcachehttp://www.ibtesama.com/vb/imgcache/2960.imgcache
http://www.al-wed.com/pic/8124.gif
==============
رابط جودة عالية
http://ia360707.us.archive.org/9/ite...aynat_14_7.avi (http://ia360707.us.archive.org/9/items/way2Allah.com0245/Baynat_14_7.avi)
==============
رابط جودة متوسطة
http://ia360707.us.archive.org/9/ite...14_7_512kb.mp4 (http://ia360707.us.archive.org/9/items/way2Allah.com0245/Baynat_14_7_512kb.mp4)
==============
رابط صوت
http://ia360707.us.archive.org/9/ite...aynat_14_7.mp3 (http://ia360707.us.archive.org/9/items/way2Allah.com0245/Baynat_14_7.mp3)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[16 Jul 2010, 06:23 ص]ـ
جزاك الله خيراً أختي الفاضلة فقد سبقتيني لإضافة الروابط هنا بارك الله فيك وفي وقتك وجهدك وكتب أجرك ونفع بك(/)
برنامج بينات- مقدمات في سورة آل عمران- الحلقة الأولى
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[23 Jul 2010, 11:46 ص]ـ
برنامج بينات 2009
مقدمات في سورة آل عمران
الحلقة الأولى
بعد أن انتهينا من الحديث عن سورة البقرة ولله الحمد وتوقفنا معها وقفات كثيرة في موضوعاتها وفضائلها وأسمائها ننتقل اليوم للحديث عن سورة آل عمران. وسورة آل عمران حتى في السنة النبوية إذا ذكرت تذكر معها سورة البقرة فهما سورتان متلازمتان في فضائلهما وترتيبهما والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ البقرة وآل عمران، وكان يامر "اقرأوا البقرة وآل عمران". نتحدث عن مقدمات هذه السورة، إسمها، فضائلها، وجه ارتباط هذه السورة بالتي قبلها والموضوعات التي تعودنا أن نتحدث عنها في هذا اللقاء.
إسم السورة:
إسم السورة المشهور والذي لا يزال باقياً إلى اليوم هو سورة آل عمران. هناك طبعاً أسماء مشتركة والرسول صلى الله عليه وسلم قرنها بسورة البقرة فقال "اقرأوا الزهراوين" فتسمى الزهراء بناءً على هذا الحديث النبوي. لكن هناك بعض الأسماء قد تكون أوصافاً يسميها الصحابة من باب الوصف مثل سورة المجادِلة أو المجادَلة لوقوع الجدال من النصارى في حقيقة عيسى عليه السلام "إن مثل عيسى" هذا وصف، فلينتبه السامع إلى بعض العلماء قد يذكر للسورة إسماً مستنبطاً من حدث معين في السورة لكن الإسم المشهور والذي وردت فيه الآثار النبوية هو "آل عمران" والزهراء مفرد الزهراوين. ورد ذكر آل عمران في قول الله سبحانه وتعالى (إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33)) هذا يدعو إلى النظر أن الله سبحانه وتعالى لم يقل آل نوح وإنما قال اصطفى نوحاً بينما قال آل ابراهيم وآل عمران. الآل كما هو معروف هم الأهل، الأقربون لنسل إبراهيم ثم الأقربون لنسل عمران. لو تأملنا نوح عليه السلام لا شك أنه قال تعالى عنه (وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ (77) الصافات) ومه هذا لم يذكر آله كما ذكر غيره في هذه الآية فكأن الاصطفاء خاص في نوح مباشرة ثم في إبراهيم وآله ثم بعمران وآله. وآل عمران هم من آل إبراهيم وهذا خاصٌ من خاصّ وإبراهيم من نوح.
سر تسمية السورة
كونها سميت السورة بآل عمران كان فيه إشارة إلى فضيلة خاصة في هذه النسبة لآل عمران وفي هؤلاء الذين سميت بهم السورة كونهم اختُصوا بهذه التسمية ولهذا نجد مثلاً سورة مريم وهي من آل عمران وسميت سورة بإسمها. هذا هو سبب التسمية لورود آل عمران في هذه السورة.
ومما يتعلق بهذا الموضوع أن عمران هذا الرجل الصالح ليس له ذكر من جهة التاريخ ما هي أوصافه؟ ما هي أعماله؟ لم ترد وإنما ورد تشريفه في مثل هذه الآية. آل عمران هو المذكور في التاريخ عمران وابنته مريم وأختها زوج زكريا ومن زكريا ولد يحيى فهو منتسب لعمران من جهة الأم ومن مريم عيسى عليه السلام وهو منتسب إلى عمران من جهة الأم فآل عمران لم يذكر ذكوراً منهم إنما ذُكرت مريم وأختها، مريم ولدت عيسى وأختها ولدت يحيى فآل عمران هم هؤلاء الثلة من الأنبياء وزكريا نسيب لهم لأنه تزوج من أخت مريم، فهؤلاء هم آل عمران الذين ذكروا. وقد يكون هناك غيرهم لكنهم لم يذكروا. وهناك أم مريم زوجة عمران (إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ (35))
وهناك من قال عمران المذكور هنا المقصود به هو والد موسى وهارون عليهما السلام ولكن عندما تتأمل في سياق الآيات التي بعده فليس هناك ذكر لوالد موسى وإنما الحديث عن مريم فالصحيح أنه عمران هو والد مريم وليس عمران والد موسى عليه السلام ويبدو أنهم كانوا يسمّون بأسماء أنبيائهم كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بإسم هارون. وبعض المؤرخين يذكرون أن هناك فرق كبير بين مريم وموسى يقولون بينهما 1800 سنة. ويتحدثون في قضية مشابهة عندما يتحدث المفسرون في قصة الرجل الذي كان في مدين عندما هاجر موسى عندما جاء موسى عليه السلام إلى والد الفتاتين (وأبونا شيخ كبير) فبعض المفسرين يقولون أن المقصود بهذا الشيخ الكبير هو شعيب عليه السلام وكثير من المفسرين ينفي هذا الكلام، ويبدو أن سبب الوهم هو (مدين) يعني مناسبة المكان. قد يقع الوهم من التشابه في الأسماء.
(يُتْبَعُ)
(/)
الذي يظهر أن عمران المقصود في السورة هو والد مريم عليها السلام لأن أصل السورة وموضوعها الأساس هو محاجّة أهل الكتاب في تأليههم لعيسى عليه السلام فذِكر آل عمران في السورة ليقال على أن عيسى هذا له نسب وله أهل وليس إلهاً كما تزعمون يا أيها النصارى! وهذه قضية على ما اعتقد سر تسمية السورة بهذا الإسم، بإسم هذه الأسرة أي أن عيسى هذا هو فرد من أفراد أسرة طيبة صالحة معروفة ومشهورة بالنبوة والرسالة فإياكم أن تفعلوا كما فعل النصارى. ثمانون آية من السورة جاءت في هذا الغرض.
مناسبات هذه السورة مع ما قبلها وهي سورة البقرة: عندما تتأمل السورتين فهما متلازمتان وعندما تنظر إليهما تجد أن بينهما تكاملاً نشير إلى بعض أوجه هذا التكامل بين السورتين كأنهما سورة واحدة:
1 - في سورة البقرة قال في بدايتها (الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)) ذكر الفلاح في أول سورة البقرة وفي آخر سورة آل عمران جاء قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)) أول سورة البقرة وخاتمة سورة آل عمران ذكر فيهما الفلاح كأنهما سورة واحدة.
2 - في سورة البقرة يذكر الله سبحانه وتعالى هداية الكتاب للناس جميعاً ثم يذكر أصناف الناس المؤمنون ثم الكافرون ثم المنافقون وصفاتهم، في سورة آل عمران يذكر الشبهات التي نشأت بعد نزول هذا الكتاب والاعتراضات التي جاءت من الطوائف ومنهم النصارى. فيقول تعالى في أول السورة (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7)) هذا بعد نزول الكتاب وهذا تعريف بالكتاب وأنه جاء هداية للناس (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) البقرة)
3 - في البقرة ذكر قصة آدم عليه السلام وأنه خُلِق من غير أب ولا أم وفي سورة آل عمران ذكر قصة خلق عيسى عليه السلام من أم بلا أب فكأنما يقول إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم الذي ذكرنا لكم قصة خلقه في سورة البقرة فإن كنتم تعجبون من هذا فذاك أعجب.
4 - اليهود، في سورة البقرة جاء الحِجاج معهم والتذكير لهم بنعمة الله وقصتهم والتفصيل في ذلك وبيان أنهم كذبوا وكفروا وجحدوا وأكثروا من الاعتراض والمحاجة، وفي آل عمران مع النصارى لأن الطائفتين مقترنتان إذا ذُكرت إحداهما ذُكرت الأخرى. وهما تفسير لما جاء في فاتحة الكتاب (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)) المغضوب عليهم اليهود ذكروا في سورة البقرة والضالين النصارى ذكروا في سورة آل عمران.
5 - من المناسبات أيضاً أنه في سورة البقرة كثر الحث على الجهاد (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ (216)) وذكر القتال وما يتصل به وفي سورة آل عمران ذُكر الجهاد في غزوة أُحد وتبعاته والبلاء به وأن الله يتخذ من المؤمنين شهداء والدروس المستفادة من هذا الجهاد. ولذلك قرابة ستين أو أكثر آية من سورة آل عمران في غزوة أُحد دروسها وفوائدها وأشير إلى غزوة بدر في آيتين أو أربع آيات والباقي في غزوة أُحد.
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - في خواتيم سورة البقرة جاء الدعاء ولكنه دعاء يتصل بأصل التشريع أن لا يكلِّفنا الله بما لا نطيق وأن لا يؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا وفي أول وآخر سورة آل عمران ورد الدعاء بالثبات على الإيمان وفي مغفرة الذنوب (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8)) (رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194)) هناك مناسبة في الدعاء، في البقرة جاء الدعاء في آخرها وفي آل عمران جاء الدعاء في آخرها، في البقرة جاء الدعاء متصلاً في أصل الدين وأصل التكليف وفي آل عمران جاء الدعاء بالثبات على الدين وما يتصل بذلك.
7 - مقدمة السورتين فيهما تقارب أيضاً.
ارتباط السورتين البقرة وآل عمران فيما بينهما وارتباطهما مع الفاتحة فسورة الفاتحة كما ذكرنا سابقاً هي خلاصة القرآن الكريم كله جامعة وكأن ما جاء بعدها شرحٌ لها.
لذا يمكن أن نقول أن سورة آل عمران بُنيت على ركنين أساسيين
أولهما تقرير عقيدة الألوهية والتوحيد ومحاجة النصارى هو في هذا الأصل لأنهم يجادلون في ألوهية عيسى أو في بنوته ولكن الله سبحانه وتعالى يؤكد في هذه الآية التي تصل إلى 83 آية يذكرون أنها نزلت مرة واحدة كلها جدال مع النصارى في هذا الأصل وهو إثبات عقيدة الألوهية وأن الله سبحانه وتعالى هو وحده المستحق للعبادة وأن عيسى عليه السلام ما هو إلا نبي من الأنبياء الذين أرسلهم الله تعالى.
الركن الثاني هو التشريع وخاصة تشريع الجهاد وتفاصيله كما ذكر في غزوة أُحد وأطال في تفاصيلها وقد كان لها وضع خاص عندما تقهقر المسلمون وكان لهم فيها درس جديد غير درس غزوة بدر التي كان فيها انتصارات وغنائم، أُحد كان فيها انكسار وأصيب النبي عليه الصلاة والسلام وقُتل من الصحابة كثير واستشهد حمزة رضي الله عنه فكان درساً قاسياً جداً فجاءت سورة آل عمران تفصِّل في هذا الجانب. وآيات الجهاد في السورة فيها دروس كثيرة جداً وعِبَر كثيرة للجهاد في الإسلام وأحكامه وتشريعه. ونوصي بقراءة كلام إبن القيم في كتابه زاد المعاد إستفاض في ذكر الدروس المستنبطة من غزوة أُحد وأفرد لها فصلاً كاملاً.
في بداية بداية السورة نزلت 83 آية في قصة وفد نجران وقصة وفد نجران على الصحيح أنه متأخر في السنة التاسعة والطاهر ابن عاشور رحمه الله أشار أنه السنة الثانية خلافاً للمشهور والقصة واضحة جداً لأنه ذكر فيها الحسن والحسين في قضية المباهلة وهما ما كانا موجودان في السنة الثانية. لكن نُلمِح إلى قضية ترتيب القرآن نحن نقرأ القرآن الآن مرتباً ولكن قد لا نقف أحياناً في تأمل هذه الآيات، فمثلاً غزوة أحد جاءت بعد في ترتيب السورة مع أنها متقدمة في الزمن والمحاجة مع النصارى جاءت متقدمة في السورة مع أنها متأخرة في الزمان. وهي كانت يطلق عليها سورة آل عمران منذ بدأت تنزل آيات هذه السورة وهذه تدعو إلى التأمل وصحيح أن بعض المعاصرين له إبداع في مثل هذا فيمن ينظر في ترتيب السور وترتيب الآيات بحسب النزول وبعض علمائنا المتأخرين عنوا بهذا ويستفاد من بعض الأفكار التي يطرحونها تصور لنا ونحن نقرأ هذا الجو الذي تتكلم عنه السورة وكيف بدأ هذا الأمر وهو المحاجة مع النصارى وأُُخِّر ما هو مقدم في الزمان وهو الحديث عن غزوة أحد.
سبب نزول الآيات:
ما يذكره المفسرون أن الآيات 83 الأولى نزلت في وفد نجران في السنة التاسعة للهجرة والتي سميت عام الوفود -كما يسميها علماء السيرة- لكثرة ما ورد على النبي صلى الله عليه وسلم من وفود. ولكن هناك إشكاليات في قبول مثل هذا لأن جو السورة كما يقول سيد قطب رحمه الله يشير إلى أنها نزلت في أوائل العهد المدني وليس في السنة التاسعة وهناك مؤشرات على صحة هذا الاستنتاج ويكون السبب الذي ذكره المفسرون غير مسلَّم به فيدخل في هذه المحاججة وفد نصارى نجران وغيرهم ويكون من معانيها أن وفد نجران لما جاؤوا في السنة التي جاؤوا فيها كان
(يُتْبَعُ)
(/)
مما قرئ عليهم هذه السورة. ونزلت آية المباهلة في حقهم مثلاً. على سبيل المثال في هذه الآيات حديث عن اليهود في قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ (21)) وهؤلاء ليسوا النصارى وإنما هم اليهود. وأيضاً فيها حديث عن الذين في قلوبهم زيغ (فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ (7)) لو تأملنا القرآن الكريم ما وصفت طائفة بالزيغ إلا اليهود (فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ (5) الصف) أيضاً لم يوصف بالرسوخ في العلم إلا علماء اليهود المؤمنون كما في قوله (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا (7)) (لَّكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ (162) النساء). هذه الإشارات ترجح والله أعلم أن هذه الآيات ليست خاصة بوفد نجران على الخصوص وإنما نزلت لمجادلة أهل الكتاب عموماً ويدخل فيهم اليهود ابتداءً، وهم الذين ينطبق عليهم أنهم يثيرون هذه الشبهات ابتغاء الفتنة، وهذا شغل اليهود. ولذلك قال بعض المفسرين أن النصارى عندما جادلوا النبي صلى الله عليه وسلم في أمور كان يكفي أن يجاب عليهم بتلاوة سورة مريم كما فعل جعفر مع النجاشي فإنه مجرد أنه تلا على النجاشي وعلماء النصارى سورة مريم وكان فيها جواباً شافياً لما أراده النصارى وهو أن عيسى عليه السلام عبد من عباد الله (ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) مريم) لكن هنا لما نتأمل في مجادلة النصارى يأتي الحديث عن أشياء عن الذين حاولوا قتل عيسى وصلبه (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ (157) النساء) فالجو كأنه جدال مع اليهود ابتداءً. وهذا كلام وجيه لكن عبارات المتقدمين في النزول فيها تسامح فلا يلزم إن قلنا أنها نزلت سورة آل عمران في وفد نجران أن تكون نزلت فيهم مباشرة دون غيرهم وإنما اختلط، فيه نوع من الاختلاط فلا يُترك ما ذكره الصحابة وخصوصاً ابن اليمان أشار في صحيح البخاري أنها نزلت في وفد نجران وهو ممن شهد الحادثة فنقول للتقريب بين وجهات النظر أن من هذه الآيات 83 آيات نزلت محاجة بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين نصارى وفد نجران واختلطت بآيات أخرى فعُبِّر عنها بمجموعها أنه نزلت في نصارى وفد نجران ولا نقول أن الآيات من الآية الأولى إلى الآية 83 نزلت بخصوص وفد نجران فقط ابتداء وإنما نقول من هذه الآيات ما نزل بخصوصهم فنسب إليهم فالحدث بالنسبة للصحابة يُحفظ، فلعل هذا يقرب الفكرة. وهو قاعدة أنه في الغالب عندما يتكلم العلماء عن سبب نزول سورة آل عمران نصارى وفد نجران لا يريدون أنه ليس له سبب نزول آخر ففيها آيات متعددة وعندنا غزوة أحد فلو قال أحد سبب نزولها غزوة أحد لا يبعد وإنما المقصد النظر إلى أول السورة.
فائدة: أحياناً بعض الروايات في سبب النزول تكون روايات من الناحية الإسنادية غير قوية وتعبيرات المفسرين غير صريحة فعندها نلجأ إلى سياق الآيات ونظمها فيظهر لنا ترجيح إما تقوية لهذا القول أو ذاك أو ترجيح قول آخر قد يكون أولى. وهذا يعطي جانباً آخر عند المرجِّح وهو الجانب التاريخي ولذلك مع الأسف تجد أن النقد التاريخي قد يكون موجوداً عند بعض المفسرين لكن جمع اصول النقد التاريخي والاستفادة منها –ولا نقول تطبيقها بحذافيرها- لأنه دائماً وهذه قاعدة مهمة ينتبه لها طالب العلم تطبيق منهج علم بحذافيره على منهج علم آخر هو كسر للعلم الثاني مثلما جاء بعضهم وأراد يطبق منهج قبول الرواية الحديثية في الأحكام في أحاديث الحلال والحرام على السيرة النبوية خرج بعدها منهج السيرة صفحات يسيرة. المقصد النظر في أصول المنهج التاريخي والبحث التاريخي يفيدنا بقضايا مرتبطة بهذا المنهج كما ذكرت سابقاً عن اليهود وكونهم ذُكِروا في هذه الآيات ولعلنا أن نعطي بعض الأصول وبعض القواعد التي يمكن أن يستفيد منها السامع في تحرير مثل هذه القضايا حتى لا يكون عنده لبس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكرنا قبل قليل أن سورة آل عمران مبنية على قضيتين قضية أهل الكتاب ومحاجتهم، تقرير العقيدة وتشريع الجهاد ولذلك لما ننظر إلى مناقشة آل الكتاب في اول السورة 83 آية وبقية آياتها في غزوة أحد وتأملت الربط بينهما بين قضية أهل الكتاب ومناقشتهم وتقرير العقيدة وأسلوب الجدل وبين قضية غزوة أحد، هاتان قضيتان هما البارزتان في هذه السورة والسورة تدور حول هذين الموضوعين، ما هو الرابط بينهما؟ الذي يظهر أن هذين هما نوعي الجهاد: الجهاد بالحجة والجهاد بالسيف، الجهاد بالحجة وهو أهم وأعظم وأدوم وأصون لأصل الدين وأحفظ لعُرى الإسلام وهذا جاء في مناقشة أهل الكتاب ومجادلتهم ومحاورتهم بحجج عظيمة بيّنة واضحة ظاهرة متينة تاريخية أصلية وهذا الجهاد الصحيح وأنه هو شأن المقاتل الشجاع في حوار أمثال هؤلاء وأن هؤلاء العلماء الربانيين الذين انتصروا للدفاع عن هذا الدين في الرد على الطوائف الضالة وفي الرد على أهل الكتاب وعلى كل من يحرّف ويزيغ ويُلَبِّس على الناس الدين ويتخذ من المتشابه حجة للطعن في هذا الدين، أن هؤلاء من أعظم المجاهدين في سبيل الله وهو من أعظم أنواع الجهاد وهو مقدّم وآياته أطول زأمكن ثم يأتي بعد ذلك الجهاد لحماية المسلمين وتمكين الدولة الإسلامية وإظهار سماحة هذا الدين وبسط عدل الإسلام على الأرض وأن هذا يأتي في غزوة أُحد. وأن هؤلاء مجاهدون في الذبّ عن أصل الدين والملّة وثوابت هذا الدين وأن هؤلاء مجاهدون في الذبّ عن المسلمين وعن الدولة الإسلامية.
ننتقل إلى السورة نفسها. هذه السورة جاءت في تقرير العقيدة، في بدايتها من قوله (الم (1) اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2)) في هذا المقطع من الآية رقم 1 إلى الآية رقم 6 حديث عن هذا الموضوع وبداية قوية جداً في تقرير توحيد الألوهية وإثبات أن الله لا إله إلا هو الحي القيوم وأيضاً فيه إثبات أن مبدأ التوحيد مبدأ تواطأت عليه جميع الرسالات السماوية فقال تعالى (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ (3) مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ (4)) فدلّ على أن هذا الأصل وهو تقرير توحيد الألوهية مبدأ تواطأت عليه جميع الكتب السماوية التوراة والانجيل والقرآن. ثم وصف القرآن الكريم بوصف الفرقان في هذه الآيات ولم يقل وأنزل القرآن وإنما قال (وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ) وهذه الصفة من الصفات تحتاج لوقفة فالكتب السماوية هي كلها فرقان بين الحق والباطل ولذلك قال الله سبحانه وتعالى (وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53) البقرة) المقصود به هنا التوراة لأنها تفرق بين الحق والباطل. ينبغي على المحتج بالقرآن وهو يفسر للناس معانيه أن يرسخ في أذهان الناس هذه الحقيقة حقيقة أن هذا القرآن لما تستند إليه وتعتمد عليه أنك في واقع الأمر تضع فرقان أنت تفرق للناس بين الحق وبين الباطل وأنه ينبغي إن كان دليلك واضحاً من القرآن والسنة أن يكون قلبك في غاية الاطمئنان وأن هذا مبدأ جاء من أجله هذا القرآن وهو التفريق حتى التفريق العلمي (وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ) وهذا أحد معاني قوله (وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52) الفرقان). ونلاحظ ونحن نحتج بالقرآن تذكر آية من القرآن فما يستطيع إنسان حتى الذي يخالفك تجد أن هناك نوع من الرهبة لا يستطيع أن يتوقف. وحتى من الناحية العلمية عندما يستدل البعض بآيات قرآنية في بعض المسائل العلمية تجد أن النزاع في حين أن المفترض أن يتوقف عن النزاع عندما تكون الآية واضحة في الدلالة على الموضوع من الناحية العلمية وهذا مقصود الفرقان أنه يفرق بين الصواب والخطأ وبين الحق والباطل وأنه ينبغي عليك ما دمت مؤمناً بهذا القرآن أن يكون هذا الفرقان حاضر في ذهنك عندما تكون الدلالة واضحة من القرآن لا يحتاج إلى أن تورد فيه أدلة واستشكالات ما دام القرآن قد فرق في هذا الموضوع.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه النقطة تعيدنا إلى مسألة الارتباط بين سورة البقرة وآل عمران في هذا الأمر، في أول سورة البقرة قال (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) البقرة) لا ريب فيه يعني لا شك فيه فإذا كان كذلك لا بد أن يكون فرقاناً يفرق بين الحق والباطل ويقف كل متحدث عند حدوده لا يتعداها، إذا نزلت آية ما أحد يتعداها.
بعد أن ذكر هذا الوصف العجيب للقرآن في هذا السياق قال (وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ) ولكن سماه هو ليس بالوصف المعهود له وهو القرآن وإنما وصفه بالفرقان ثم بعد ذلك بقليل قسّم الناس إلى نوعين من هذه الآيات (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ (7)) الآيات المحكمات هي معظم القرآن وأمّ الكتاب أي معظمه (وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ) معناه أنه ليس فرقاناً عند هؤلاء، (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا) هؤلاء ينظرون إليه على أنه فرقان (يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا) حتى في المسائل العلمية عند النظر في الآيات المتشابهة في القرآن الكريم ينبغي أن ينظر إليها على أنه فرقان بين الحق والباطل وكأن صفة الفرقان هنا نهي من الخوض في المتشابهات التي جاءت بعدها.
لفتة: ونحن نتكلم عن الفرقان وما ربطنا في سورة البقرة ننتقل إلى سورة النساء قال تعالى (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا (82) النساء) أوصاف القرآن هناك بحوث ولله الحمد خرجت في هذا الموضوع لكن هل يمكن أن نقول أن هناك جانباً يحتاج إلى بحث فيما يتعلق بأوصاف القرآن بحث موضوعي يبين لنا بالفعل عن دقة هذه الأوصاف وارتباطها بالسورة بموضوعات السورة بنفس الإسم ودلالة القرآن على نفس الإسم فهو فرقان. غزوة بدر سميت فرقاناً لأنها فرّقت بين الحق والباطل بين جنود الله وجنود الشيطان وهذا القرآن سمي فرقاناً وما أوتي موسى سواء -على خلاف الوارد في آية البقرة هل المراد عطف صفات أو عطف ذوات- أياً كان ففيه وصف الفرقان. هذه الأوصاف التي وصف بها القرآن لو بحث بحثاً موضوعياً جيداً لخرج لنا فوائد دقيقة مهمة جداً وهذه من فوائد التفسير الموضوعي.
قال تعالى (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ) فرّق بين هذا الكتاب والكتب السابقة في التعبير فقال (نزّل وأنزل) ذكر بعض العلماء أن الدلائل على أن القرآن نزل مفرقاً أنه جاء التعبير بالتنزيل (نزّل) ونحوه للدلالة على التنجيم الذي خالف فيها القرآن الكتب السابقة فالقرآن نزل مفرقاً حسب الأحداث والوقائع والحكم الربانية والكتب السابقة نزلت جملة واحدة كما هي ألواح موسى فهنا جاء بالتفريق بينهما واضحاً (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ) لكن قد يشكل على هذا قوله (مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ (4)) فنقول والله أعلم هذا بالنظر إلى نزوله للواقع وهذا بالنظر إلى القرآن كله أنه أُنزل هداية وفرقاناً بين الناس، عبّر عنه بنزّل وأنزل، استنباط ابن عباس قال نزّل جملة إلى السماء الدنيا ثم نزل منجماً.
كتب الله السابقة نزلت جملة وقع من بعض المتأخرين إعتراض على هذا وأنه ليس هناك دليل على أن الكتب السابقة أنزلت جملة وأن آية (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً (32) الفرقان) هذا افتراض من المشركين ولا يلزم أنه كان كذلك. من العلل التي ذكروها استدراكاً على هذا القول هو أنه إذا كان نزل كاملاً فإذا وقع عند هؤلاء الأقوام شيء يحتاج إلى بيان فكيف يبيّن لهم؟ هم نظروا للموضوع بالقرآن والقرآن له هذه الخاصية نقول أنه يجب أن ننتبه أن وحي الله سبحانه وتعالى لأنبيائه ليس وحياً واحداً فلو افترضنا أنه وقع مثل ما وقع لموسى عليه السلام عندما سًئل من أعلم أهل الأرض؟ قال أنا، فعاتبه الله تعالى وسارت الرحلة التي أمره الله بها هذا لا يلزم أن
(يُتْبَعُ)
(/)
يكون في التوراة لكنها تكون مما حُكي من الحكمة التي أنزلت على موسى عليه السلام. فإذن نقول ما لم ينزل في هذه الكتب التي نزلت جملة واحدة من أحكام معينة فإنه ينزل في النوع الثاني من الوحي وهو السنة التي يتلقاها نبي من الأنبياءفلا إشكال في هذا الذي أشار إليه بعض العلماء، إذن هناك فرق بين نزّل وأنزل وأن نزّل تدل على التفريق وأنزل تدل على الجملة وكما ذكرنا (أنزل الفرقان) إشارة إلى تكامله فبعد أن تكامل صار كله مُنزلاً.
الوحي الذي كان ينزل على النبي عليه الصلاة والسلام نوعان ومتتابع ينزل عليه قرآن وينزل عليه وحي وهو السُنة وهو معروف وهنا لفتة جميلة جداً وهي أن الذين يزعمون أن القرآن الكريم هو من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وهذا إجماع المستشرقين وأن مصدر القرآن بشري لكن عندما نقارن بين القرآن الكريم والسنة النبوية يعني خذ القرآن الكريم وصحيح البخاري، إقرأ هذا وإقرأ هذا لا يوجد وجه شبه مع أن كلام النبي صلى الله عليه وسلم في ذورة الفصاحة والبلاغة إذا قورن بكلام البلغاء والفصحاء فكلامه صلى الله عليه وسلم قطعة من النور ومن البلاغة لكن عندما قارنه بالقرآن الكريم لا يوجد أي شبه وهذه لفتة قليل من تنبه لها ولقد صنع ذلك الدكتور ابراهيم العوضي في كتاب له واثبت الفرق وهو ظاهر أصلاً للناظر لكن عندما تطيل النظر يظهر فروقات علمية. التوراة عندما نزلت على موسى عليه السلام دفعة واحدة وبقيت بقية الأمور التي في إصلاح بني إسرائيل وهدايتهم تأتي خارج الكتاب أما القرآن الكريم وهذا من فضائل هذه الأمة أن الوقائع التي مرت بها الأمة موجودة في القرآن الكريم. أتأمل في قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ (11) النور) عائشة تقول ما كنت أتوقع أن ينزل الله فيّ قرآناً وإنما غاية ما كانت تأمله أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم رؤيا يبين براءتها لكن من فضل الله عليها وعلى النبي صلى الله عليه وسلم أن نزل الوحي في القرآن الكريم. وكذلك في سورة الحجرات كان من الممكن أن ينبه النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه عندما يرفعون صوتهم عليه كان بإمكانه أن ينبههم ويوجههم فيقول لا ترفعوا أصواتكم عندي وكان لزاماً عليهم أن يتبعوه لكن من فضل الله عليه وتكريمه أنه نزل الوحي منه يؤدبهم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2) الحجرات) وكأنه من تكريم الله له وأيضاً لحياء النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم لو تخفضوا أصواتكم (إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ (53) الأحزاب) وهذه من الأشياء الجميلة التي تبين فضائل هذه الأمة وأشياء كثيرة من الأحداث اليومية كانت تذكر في القرآن وليس في السُنّة. هذه مزية يجب أن تكون عندنا بالنظر الحسن وليس من يتخذها نقداً وطعناً في القرآن.
محاور الحلقة:
الكلام على أسماء سورة آل عمران
تسمية هذه السورة بآل عمران إشارة إلى فضيلة آل عمران
بعض أهل العلم ذكر أن المراد بعمران هنا والد موسى عليه السلام
مناسبة سورة آل عمران لسورة البقرة
من مناسبات سورة آل عمران لسورة البقرة أن الله ذكر فيها الجهاد والغزو في سبيل الله
الكلام في سورة آل عمران كان في ركنين مهمين: تقرير التوحيد وتشريع الجهاد
ما قيل في سبب نزول سورة آل عمران
عبارات المتقدمين في أسباب النزول فيها تسامح
النظر التاريخي مما ينبغي الالتفات إليه في أسباب النزول
في سورة آل عمران إشارة إلى أن الجهاد على نوعين: الجهاد بالحُجّة والجهاد بالسيف
التوحيد مما تواطأت إليه جميع الشرائع السماوية
القرآن فرقان بين الحق والباطل محكمه ومتشابهه
القرآن نزل منجّماً على خلاف باقي الكتب السماوية
من فضائل هذه الأمة أن ما وقع لها من الحوادث جاء الوحي بالكلام عليه(/)
**تجمييع حلقات برنامج بينات**تأملات في سورة آل عمر ان** فيديو وصوت**
ـ[ام الحارث]ــــــــ[30 Jul 2010, 01:58 م]ـ
http://www.foxsoft.org/vb/team/Najem1992/000.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/129.gif
((( برنامج بينات)))
(((تأملات في سورة آل عمر ان)))
http://www.al-wed.com/pic-vb/129.gif
الشيخ عبد الرحمن الشهري
الشيخ مساعد الطيار
الشيخ محمد الخضيري
==============
http://www.ibtesama.com/vb/imgcache/2960.imgcachehttp://www.ibtesama.com/vb/imgcache/2960.imgcache
http://www.al-wed.com/pic/8124.gif
الايات من 44 - 52
r http://www.archive.org/download/www.forsanelhaq.com_77/bayenat22-05-09_med.rm v
الجودة العالية
http://www.archive.org/download/musl...at22-05-09.avi (http://www.archive.org/download/muslim2006_1366/bayenat22-05-09.avi)
جودة متوسطة
http://www.archive.org/download/musl...at22-05-09.WMV (http://www.archive.org/download/muslim2006_1384/bayenat22-05-09.WMV)
صوت
http://www.archive.org/download/musl...at22-05-09.wma (http://www.archive.org/download/muslim2006_1370/bayenat22-05-09.wma)
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الآية 52 الى الاية 63
r http://www.archive.org/download/www.forsanelhaq.com_77/bayenat29-05-09_med.rmv
جودة ممتازة
http://www.archive.org/download/musl...at29-05-09.avi (http://www.archive.org/download/muslim2006_1369/bayenat29-05-09.avi)
جودة متوسطة
http://www.archive.org/download/musl...at29-05-09.WMV (http://www.archive.org/download/muslim2006_1384/bayenat29-05-09.WMV)
صوت
http://www.archive.org/download/musl...at29-05-09.wma (http://www.archive.org/download/muslim2006_1369/bayenat29-05-09.wma)
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
من الآية 64 الى الاية 75
r http://www.archive.org/download/www.forsanelhaq.com_77/bayenat05-06-09_med.rm r
جودة ممتازة
http://www.archive.org/download/musl...at05-06-09.avi (http://www.archive.org/download/muslim2006_1384/bayenat05-06-09.avi)
جودة متوسطة
http://www.archive.org/download/musl...at05-06-09.WMV (http://www.archive.org/download/muslim2006_1384/bayenat05-06-09.WMV)
رابط صوت
http://www.archive.org/download/musl...at05-06-09.wma (http://www.archive.org/download/muslim2006_1384/bayenat05-06-09.wma)
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
من الآية 75 الى الاية 80
rhttp://www.archive.org/download/www.forsanelhaq.com_77/bayenat12-06-09_med.rmv
جودة ممتازة
http://www.archive.org/download/musl...at12-06-09.avi (http://www.archive.org/download/muslim2006_1397/bayenat12-06-09.avi)
صوت
http://www.archive.org/download/musl...at12-06-09.wma (http://www.archive.org/download/muslim2006_1397/bayenat12-06-09.wma)
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الآية 81 الى الاية 90
rhttp://www.archive.org/download/www.forsanelhaq.com_77/bayenat19-06-09_med.rm v
جودة ممتازة
http://www.archive.org/download/musl...at19-06-09.avi (http://www.archive.org/download/muslim2006_1411/bayenat19-06-09.avi)
صوت
http://www.archive.org/download/musl...at19-06-09.wma (http://www.archive.org/download/muslim2006_1411/bayenat19-06-09.wma)
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الايات من 92 - 98
r http://www.archive.org/download/baynatsuratelemraneposide1/92-98.rmvb v
جودة عالية
http://www.archive.org/download/baynatsuratelemraneposide1/92-98.AVI
جودة موبايل
http://www.archive.org/download/baynatsuratelemraneposide1/92-98_512kb.mp4
جودة صوت
http://www.archive.org/download/baynatsuratelemraneposide1/92-98.mp3
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الاية 121
r http://www.archive.org/download/baynatsuratelemraneposide1/121.rmvbv
جودة عالية
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.archive.org/download/all-islamic-535/baynat-1.AVI
جودة موبايل
http://www.archive.org/download/all-islamic-535/baynat-1_512kb.mp4
جودة صوت
http://www.archive.org/download/baynatsuratelemraneposide1/121.mp3
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الاية 133
rhttp://www.archive.org/download/baynatsuratelemraneposide1/133.rmvbv
جودة عالية
http://www.archive.org/download/all-islamic-535/baynat-2.AVI
جودة موبايل
http://www.archive.org/download/all-islamic-535/baynat-2_512kb.mp4
جودة صوت
http://www.archive.org/download/baynatsuratelemraneposide1/133.mp3
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الاية 137
جودة عالية
http://www.archive.org/download/all-islamic-535/baynat-3.AVI
جودة موبايل
http://www.archive.org/download/all-islamic-535/baynat-3_512kb.mp4
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الاية 142
rhttp://www.archive.org/download/baynatsuratelemraneposide1/142.rmvbv
جودة عالية
http://www.archive.org/download/all-islamic-535/baynat-5.AVI
جودة موبايل
http://www.archive.org/download/all-islamic-535/baynat-5_512kb.mp4
جودة صوت
http://www.archive.org/download/baynatsuratelemraneposide1/142.mp3
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الاية 143
جودة عالية
http://www.archive.org/download/all-islamic-535/baynat-6.AVI
جودة موبايل
http://www.archive.org/download/all-islamic-535/baynat-6_512kb.mp4
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الاية 146
جودة عالية
http://www.archive.org/download/all-islamic-535/baynat-7.AVI
جودة موبايل
http://www.archive.org/download/all-islamic-535/baynat-7_512kb.mp4
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الاية 153
جودة عالية
http://www.archive.org/download/all-islamic-535/baynat-8.AVI
جودة موبايل
http://www.archive.org/download/all-islamic-535/baynat-8_512kb.mp4
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الاية 154
rhttp://www.archive.org/download/baynatsuratelemraneposide1/154.rmvbv
جودة عالية
http://www.archive.org/download/all-islamic-535/baynat-9.AVI
جودة موبايل
http://www.archive.org/download/all-islamic-535/baynat-9_512kb.mp4
جودة صوت
http://www.archive.org/download/baynatsuratelemraneposide1/154.mp3
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الاية 156
جودة عالية
http://www.archive.org/download/all-islamic-535/baynat-10.AVI
جودة موبايل
http://www.archive.org/download/all-islamic-535/baynat-10_512kb.mp4
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الاية 159
rhttp://www.archive.org/download/baynatsuratelemraneposide1/159.rmvbv
جودة عالية
http://www.archive.org/download/all-islamic-535/baynat-11.AVI
جودة موبايل
http://www.archive.org/download/all-islamic-535/baynat-11_512kb.mp4
جودة صوت
http://www.archive.org/download/baynatsuratelemraneposide1/159.mp3
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الاية 161
جودة عالية
http://www.archive.org/download/all-islamic-535/baynat-12.AVI
جودة موبايل
http://www.archive.org/download/all-islamic-535/baynat-12_512kb.mp4
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الاية 164
جودة عالية
http://www.archive.org/download/all-islamic-535/baynat-13.AVI
جودة موبايل
http://www.archive.org/download/all-islamic-535/baynat-13_512kb.mp4
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الاية 165
r http://www.archive.org/download/baynatsuratelemraneposide1/165.rmvbv
جودة عالية
http://www.archive.org/download/baynatsuratelemraneposide1/165.AVI
جودة موبايل
http://www.archive.org/download/baynatsuratelemraneposide1/165_512kb.mp4
جودة صوت
http://www.archive.org/download/baynatsuratelemraneposide1/165.mp3
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الاية 169
(يُتْبَعُ)
(/)
rhttp://www.archive.org/download/BaynatSuratAlemraneposide2/169.rmvbv
جودة عالية
http://www.archive.org/download/BaynatSuratAlemraneposide2/169.AVI
جودة موبايل
http://www.archive.org/download/BaynatSuratAlemraneposide2/169_512kb.mp4
جودة صوت
http://www.archive.org/download/BaynatSuratAlemraneposide2/169.mp3
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الاية 173
rhttp://www.archive.org/download/BaynatSuratAlemraneposide2/173.rmvbv
جودة عالية
http://www.archive.org/download/BaynatSuratAlemraneposide2/173.AVI
جودة موبايل
http://www.archive.org/download/BaynatSuratAlemraneposide2/173_512kb.mp4
جودة صوت
http://www.archive.org/download/BaynatSuratAlemraneposide2/173.mp3
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الاية 179
rhttp://www.archive.org/download/BaynatSuratAlemraneposide2/179.rmvbV
جودة عالية
http://www.archive.org/download/BaynatSuratAlemraneposide2/179.AVI
جودة موبايل
http://www.archive.org/download/BaynatSuratAlemraneposide2/179_512kb.mp4
جودة صوت
http://www.archive.org/download/BaynatSuratAlemraneposide2/179.mp3
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الاية 180
rhttp://www.archive.org/download/BaynatSuratAlemraneposide2/180.rmvbv
جودة عالية
http://www.archive.org/download/BaynatSuratAlemraneposide2/180.AVI
جودة موبايل
http://www.archive.org/download/BaynatSuratAlemraneposide2/180_512kb.mp4
جودة صوت
http://www.archive.org/download/BaynatSuratAlemraneposide2/180.mp3
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الاية 186
rhttp://www.archive.org/download/BaynatSuratAlemraneposide2/186.rmvbv
جودة عالية
http://www.archive.org/download/BaynatSuratAlemraneposide2/186.AVI
جودة موبايل
http://www.archive.org/download/BaynatSuratAlemraneposide2/186_512kb.mp4
جودة صوت
http://www.archive.org/download/BaynatSuratAlemraneposide2/186.mp3
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الاية 187
rhttp://www.archive.org/download/BaynatSuratAlemraneposide2/187.rmvbv
جودة عالية
http://www.archive.org/download/BaynatSuratAlemraneposide2/187.AVI
جودة موبايل
http://www.archive.org/download/BaynatSuratAlemraneposide2/187_512kb.mp4
جودة صوت
http://www.archive.org/download/BaynatSuratAlemraneposide2/187.mp3
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الاية 190
r http://www.archive.org/download/BaynatSuratAlemraneposide2/190.rmvbv
جودة عالية
http://www.archive.org/download/BaynatSuratAlemraneposide2/190.AVI
دودة موبايل
http://www.archive.org/download/BaynatSuratAlemraneposide2/190_512kb.mp4
جودة صوت
http://www.archive.org/download/BaynatSuratAlemraneposide2/190.mp3
http://i910.photobucket.com/albums/ac309/HFDMHMD/Tawaqi3/Do3ae.gif
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[30 Jul 2010, 02:03 م]ـ
سلمت يمينك أختي الفاضلة أم الحارث على هذا الجهد المتميز ورفع قدرك وأجزل لك المثوبة وأعانك على استكمال ما بقي من هذه الحلقات النافعة بارك الله بكل من أعدها وقدمها وجمعها وجعلها متاحة للجميع يستفيدون مما فيها من تأملات قرآنية قيمة نافعة.
ـ[ام الحارث]ــــــــ[30 Jul 2010, 11:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تم بحمد الله اضافة سبع حلقات أخري
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[31 Jul 2010, 07:49 ص]ـ
جزاك الله خيراً أختي الفاضلة أم الحارث على تجميع هذه الحلقات وإليك روابط نصوص هذه الحلقات من موقعي إسلاميات ولعلك تضعين كل رابط تحت الحلقة التابعة له إذا أذنت.
الآيات 44 - 52
http://www.islamiyyat.com/alqranwa3olomoh/2009-07-06-08-23-09/2939--6.html
الآيات 52 - 63
http://www.islamiyyat.com/alqranwa3olomoh/2009-07-06-08-23-09/2960--7.html
الآيات 64 - 75
http://www.islamiyyat.com/alqranwa3olomoh/2009-07-06-08-23-09/2983--8.html
الآيات 75 - 80
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.islamiyyat.com/alqranwa3olomoh/2009-07-06-08-23-09/2999--9.html
الآيات 81 - 90
http://www.islamiyyat.com/alqranwa3olomoh/2009-07-06-08-23-09/3015--10.html
الآيات 92 - 98
http://www.islamiyyat.com/alqranwa3olomoh/2009-07-06-08-23-09/3045--11.html
الآيات 104 - 110
http://www.islamiyyat.com/alqranwa3olomoh/2009-07-06-08-23-09/3072--12.html
الآيات 110 - 112
http://www.islamiyyat.com/alqranwa3olomoh/2009-07-06-08-23-09/3124--13.html
الآيات 113 - 120
http://www.islamiyyat.com/alqranwa3olomoh/2009-07-06-08-23-09/3343--14.html
الآيات 121 - 128
http://www.islamiyyat.com/alqranwa3olomoh/2009-07-06-08-23-09/3972-----15.html
الآيات 128 - 132
http://www.islamiyyat.com/alqranwa3olomoh/2009-07-06-08-23-09/3989-----16.html
الآيات 133 - 136
http://www.islamiyyat.com/alqranwa3olomoh/2009-07-06-08-23-09/4007-----17.html
الآيات 137 - 141
http://www.islamiyyat.com/alqranwa3olomoh/2009-07-06-08-23-09/3378--18.html
الآيات 142 - 144
http://www.islamiyyat.com/alqranwa3olomoh/2009-07-06-08-23-09/3395-----19.html
الآيات 145
http://www.islamiyyat.com/alqranwa3olomoh/2009-07-06-08-23-09/3394--20.html
الآيات 149 - 153
http://www.islamiyyat.com/alqranwa3olomoh/2009-07-06-08-23-09/3408--21.html
الآيات 153
http://www.islamiyyat.com/alqranwa3olomoh/2009-07-06-08-23-09/3423-----22.html
الآيات 154
http://www.islamiyyat.com/alqranwa3olomoh/2009-07-06-08-23-09/3424--23.html
الآيات 156 - 159
http://www.islamiyyat.com/alqranwa3olomoh/2009-07-06-08-23-09/3432--24.html
الآيات 159 - 160
http://www.islamiyyat.com/alqranwa3olomoh/2009-07-06-08-23-09/3439-----25.html
الآيات 160 - 163
http://www.islamiyyat.com/alqranwa3olomoh/2009-07-06-08-23-09/3446-----26.html
الآيات 164
http://www.islamiyyat.com/alqranwa3olomoh/2009-07-06-08-23-09/3454-----27.html
الآيات 164 - 165
http://www.islamiyyat.com/alqranwa3olomoh/2009-07-06-08-23-09/3467-----28.html
الآيات 165 - 167
http://www.islamiyyat.com/alqranwa3olomoh/2009-07-06-08-23-09/3478--29.html
الآيات 166 - 170
http://www.islamiyyat.com/alqranwa3olomoh/2009-07-06-08-23-09/3482-----30.html
الآيات 170 - 173
http://www.islamiyyat.com/alqranwa3olomoh/2009-07-06-08-23-09/3492--31.html
الآيات 173 - 178
http://www.islamiyyat.com/alqranwa3olomoh/2009-07-06-08-23-09/3498-----32.html
الآيات 179 - 180
http://www.islamiyyat.com/alqranwa3olomoh/2009-07-06-08-23-09/3505-----33.html
الآيات 180 - 182
http://www.islamiyyat.com/alqranwa3olomoh/2009-07-06-08-23-09/3506--34.html
الآيات 183 - 185
http://www.islamiyyat.com/alqranwa3olomoh/2009-07-06-08-23-09/3519-----35.html
الآيات 186 - 187
http://www.islamiyyat.com/alqranwa3olomoh/2009-07-06-08-23-09/3536-----36.html
الآيات 187 - 195
http://www.islamiyyat.com/alqranwa3olomoh/2009-07-06-08-23-09/3537--37.html
تأملات في الآيات 195 - إلى آخر السورة
http://www.islamiyyat.com/alqranwa3olomoh/2009-07-06-08-23-09/4510----------195---.html(/)
***بث مباشر لبرنامج بينات على قناة المجد على الانترنت**
ـ[ام الحارث]ــــــــ[04 Aug 2010, 06:15 ص]ـ
http://www.foxsoft.org/vb/team/Najem1992/000.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/129.gif
بث مباشر لبرنامج بينات علي قناة المجد
http://www.al-wed.com/pic-vb/129.gif
==============
http://www.ibtesama.com/vb/imgcache/2960.imgcachehttp://www.ibtesama.com/vb/imgcache/2960.imgcache
http://www.al-wed.com/pic/8124.gif
برنامج بينات لمشايخنا الافاضل الدكتور الشهري والخضيري والطيار
من أفضل البرامج التي تعتني بالقران الكريم وبيان معانيه ولطائفه
وقد بحثت عن بث مباشر لقناة المجد علي الانترنت ولم أجد الروابط الموجودة علي
المواقع المختلفة تعمل
ولكن ولله الحمد وجدت موقعا لاخوة لنا في بريطانيا يوفرون البث المباشر الحي
لقناة المجد وغيرها من القنوات الاسلامية وبجودة جيدة مجانا
كما يوفر الموقع خاصية تسجيل الحلقات ووضعها في مكتبة خاصة بالمستخدم
يطلب الموقع التسجيل فيه وبعدها تستطيع مشاهدة العديد من القنوات الاخري
مثل
قناة العفاسي
قناة الفجر
قناة الحوار
قناة المجد
قناة المجد قران
قناة الناس
قناة الرحمة
قناة القدس
وغيرها من القنوات المختلفة باللغة العربية والانجليزية والاوردية والتركية
http://www.islambox.tv
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
http://i910.photobucket.com/albums/ac309/HFDMHMD/Tawaqi3/Do3ae.gif
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[04 Aug 2010, 07:38 ص]ـ
بشّرك الله تعالى بالقبول وبجنان عرضها السموات والأرض أختي الكريمة أم الحارث وجزى الله الإخوة القائمين على هذا العمل والموقع خير الجزاء. فكم يحتاج إخواننا وأخوتنا المسلمين في بلاد الغرب لهذه القنوات وبرامجها القرآنية القيمة النافعة. وكذلك كثير من الأعضاء الزوار الذين لا يملكون أجهزة تلفزيون أو لا يصلهم بث هذه القنوات سيكونون ممن يدعون لكم بكل خير.
وبانتظار بشائرك أختي الكريمة لك خالص الدعاء بالتوفيق والسداد.
ـ[ام السبعه]ــــــــ[15 Aug 2010, 05:27 ص]ـ
نفعكم الله بما علمكم ونفع بكم(/)
برنامج (بينات) لرمضان 1431هـ من النَّماص
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Aug 2010, 01:01 ص]ـ
http://tafsir.net/vb/mwaextraedit4/extra/01.png
منذ زرتُ النماص في 28/ 5/1431هـ ومعي الزملاء الفضلاء الدكتور مساعد الطيار ومحمد الخضيري (1) لإلقاء بعض المُحاضرات هناك أُعجبَ الزملاءُ بطبيعة النماص الجميلة، وخضرة أرضها، وارتفاع جبالها، فاقترحت عليهم أن نقوم بتسجيل برنامج (بينات) في إجازة الصيف في النماص، فأعجبوا بالفكرة وتم عرض الأمر على قناة المجد فوافقوا. وقررنا أن يبدأ التسجيل في 19/ 8/1431هـ حتى 25/ 8/1431هـ.
وسافرنا للنماص في التاريخ المحدد وبدأنا في التسجيل في مواقع متفرقة من النماص وما حولها، نظراً لكثرة المصطافين وازدحام الأماكن المناسبة للتسجيل بالناس وصعوبة التسجيل مع وجود الأصوات هنا وهناك، فقد قمنا بتسجيل أكثر حلقات البرنامج في مدينة تنومة التي تقع جنوب النماص بحوالي 30 كيلو لهدوءها ودفء الجو قليلاً بها مقارنة بالنماص التي لم تتوقف الأمطار بها وبرودة الجو فيها وقلة الأماكن المناسبة للتسجيل بها، وقد سجلنا في عدد من الاستراحات الخاصة المطلة على تهامة جزى الله أصحابها خيراً فقد أكرمونا وبالغوا في إكرامنا واستقبالنا، ولكن حتى ظروف هذه الاستراحات لم تكن مواتية في النهار فكنا نبدأ التسجيل بعد الثانية عشرة ليلاً وننتهي مع طلوع الشمس، وكثيراً ما كان يؤذن للفجر ونحن نتحدث في البرنامج، فكنا نشير إلى ذلك بناء على توجيه المخرج فنقول: نحن نسمع الآن أذان الفجر ونشير إلى المكان. وقد فقدنا في أكثر الحلقات القدرة على التصوير في الطبيعة الخضراء وعلى ضفاف بعض الأودية الجارية لعدم وجود الكهرباء. ولم نتمكن إلا من تسجيل حلقتين فقط في الهواء الطلق.
وقد وقعت العديد من المواقف الطريفة أثناء تسجيل هذه الحلقات، قد كنا نبدأ في بعض الحلقات ثم إذا بدأنا في التسجيل بدأ هطول المطر بغزارة فنضطر للتوقف واللجوء للظل ونقل الأجهزة والكاميرات بسرعة خوفاً عليها من المطر، وغيرها من المواقف التي لعلنا نذكرها يوماً.
وقد انتهينا من التسجيل صباح الجمعة 25/ 8/1431هـ، ووقفنا عند قوله تعالى في سورة النساء: (وَمَن يُطِع ِاللّه َوَالرَّسُول َفَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءوَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا {69} ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ عَلِيمًا {70).
وأرجو أن يجد المشاهدون الفضلاء في هذه الحلقات ما يعينهم على تدبر القرآن وفهمه، ونعتذر سلفاً عن القصور في التسجيل لظروف التسجيل التي لم نتمكن من التحكم فيها.
الرياض في 27/ 8/1431هـ
ـــ الحواشي ـــ
(1) انظر هنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=102374) .
ـ[ابو فارس]ــــــــ[08 Aug 2010, 01:14 ص]ـ
شكرا اخي عبدالرحمن 000 كان الجو مناسباً جداً في محافظة بلقرن لو سجلتوا عددا من الحلقات
ـ[إشراقة فجر]ــــــــ[08 Aug 2010, 06:32 ص]ـ
أسأل الله أن يجعلكم مباركين أينما كنتم
شاكرين مقدرين لكم هذا الجهد المبارك
بانتظاااار البرنامج وبشغف ,,
ـ[المتخصصة]ــــــــ[08 Aug 2010, 06:56 ص]ـ
ماشاء الله .. بارك الله فيكم ونفع
هل حدد وقت للبرنامج؟
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[08 Aug 2010, 07:44 ص]ـ
ما شاء الله! تقبل الله تعالى منكم وجعل هذه الحلقات في ميزان حسناتكم.
ننتظر البرنامج كعادتنا في رمضان. البرنامج يبثّ عادة (بحسب السنوات السابقة) على قناة المجد العلمية عصراً ثم يعاد على المجد العامة قبل صلاة الفجر بتوقيت مكة المكرمة لكن إن شاء الله يتم الإعلان عن المواعيد بعد أن تؤكدها القناة وستوضع كل البرامج ومواعيدها في جدول خاص برمضان في هذا الملتقى.
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[08 Aug 2010, 12:40 م]ـ
بارك الله في جهودكم وجعلكم الله: (مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءوَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[09 Aug 2010, 10:28 ص]ـ
آمين.
شكر الله للإخوة والأخوات حرصهم، وأسأل الله أن لا يحرمنا بركة دعائهم، واهتبل الفرصة هنا لأشكر الأخوين الفاضلين الدكتور محمد والدكتور عبد الرحمن، وكذا طاقم العمل الذي خرج معنا من قناة المجد، وكل من أعاننا ـ في النماص وتنومة ـ على إتمام هذا العمل، ولله الحمد والمنة أولاً وآخرًا، وأسأل لنا جميعًا الإخلاص والقبول، إنه سميع مجيب.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[10 Aug 2010, 02:19 ص]ـ
لقد شهدتُ أحد أيام تسجيل حلقات برنامج بينات لهذا العام مع الصحبة المباركة _ الطيار والشهري والخضيري _ ووالله ليس مَن رأى كمَن سمع، وإني أكتب هذه الكلمات ليقرأها مَنْ يشاهد برنامج بينات ويحسب أن المشايخ متكؤون على آرائك مخملية ويتنقلون من مكان جميل إلى أجمل في رغد وراحة، بينما هم يعانون ويبذلون لتقديم الأفضل.
فأول يوم تسجيل كنت في صحبتهم في تنومة واذكر أننا جلسنا من الرابعة عصراً وحتى ما بعد الساعة الثانية فجراً _ أي 10 ساعات _ لتسجيل خمس حلقات فقط! وهذا بسبب ما يعتري أحوال التسجيل من خلل وعطل غير مقصود، وكثيراً ما رأيتهم يبدؤون ثم يعيدون الحلقة بسبب بعض الخلل الفني، فأشفقتُ لحالهم، وسرَّني صبرهم على أنْ يقدموا هذه المعاني واللفتات المستنبطة من القرآن الكريم للناس سهلة ممتعة في شهر فضيل.
ووالله لقد شعرت بالتعب وأنا على أريكتي متكئ، وهم جلوس قد انتصبتْ ظهورُهم، ولكن يجدون ثوابهم عند ربهم في موازين حسناتهم إنه كريم واسع الفضل.
29 شعبان 1431هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قرة العين]ــــــــ[10 Aug 2010, 03:41 م]ـ
كتب الله لهم الأجر، وبلغنا وإياهم شهر رمضان المبارك، وأعاننا وأعانهم على صيامه وقيامه ..
ننتظر البرنامج بشغف.
ـ[ام الحارث]ــــــــ[10 Aug 2010, 03:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل عبد الرحمن الشهري
هل تحدد موعد برنامج بينات على قناة المجد
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Aug 2010, 05:04 م]ـ
سألتهم الآن فقالوا:
البث الأول: الساعة 4.30 عصرا بتوقيت مكة المكرمة على قناة المَجد العلمية.
الإعادة الأولى: الساعة 1.45 فجراً على قناة المجد العلمية.
الإعادة الثانية: الساعة 6 صباحا على قناة المجد العامة والعلمية.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Aug 2010, 05:16 م]ـ
شكرا اخي عبدالرحمن 000 كان الجو مناسباً جداً في محافظة بلقرن لو سجلتوا عددا من الحلقات
بارك الله فيكم يا أبا فارس وفي بلقرن كلهم، ولعل ذلك يكون في سنة قادمة.
أسأل الله أن يجعلكم مباركين أينما كنتم
شاكرين مقدرين لكم هذا الجهد المبارك
بانتظاااار البرنامج وبشغف ,,
شكراً لكم ونسأل الله أن ينفع به وأن يغفر لنا التقصير والزلل.
ماشاء الله .. بارك الله فيكم ونفع
هل حدد وقت للبرنامج؟
نعم حددوه 4.30 عصراً كل يوم على المجد العلمية وهي لا توجد عندنا وأظن معظم الناس لا توجد عندهم للأسف لأنها مشفرة، ولكنه يعاد الساعة 6 صباحاً على العامة، ولعلها تسجل مستقبلاً وتفرع على الملتقى.
ما شاء الله! تقبل الله تعالى منكم وجعل هذه الحلقات في ميزان حسناتكم.
ننتظر البرنامج كعادتنا في رمضان. البرنامج يبثّ عادة (بحسب السنوات السابقة) على قناة المجد العلمية عصراً ثم يعاد على المجد العامة قبل صلاة الفجر بتوقيت مكة المكرمة لكن إن شاء الله يتم الإعلان عن المواعيد بعد أن تؤكدها القناة وستوضع كل البرامج ومواعيدها في جدول خاص برمضان في هذا الملتقى.
جزاكم الله خيراً والأمر كما توقعتم.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[10 Aug 2010, 06:13 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء على هذا العمل، وآمل أن تكون استفادتنا قريبة بوضع البرامج على الإنترنت
ـ[حاتم ظهران]ــــــــ[12 Aug 2010, 02:07 م]ـ
الله يحفظكم
كم كان ودي أن تشرفونا في الباحة (كله حبا فيكم وتشريف لنا بكم)
جزاكم الله خيرا يادكتورنا الفاضل على ما تقدموه
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[12 Aug 2010, 04:53 م]ـ
للتنبيه فقط أن برنامج بينات لم يعرض فجر اليوم على قناة المجد العامة كما أُعلن سابقاً فأرجو التأكد من القناة لأننا ننتظر هذه الحلقات لتسجيلها ورفعها وتفريغها بارك الله بكم جميعاً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Aug 2010, 02:08 ص]ـ
للتنبيه فقط أن برنامج بينات لم يعرض فجر اليوم على قناة المجد العامة كما أُعلن سابقاً فأرجو التأكد من القناة لأننا ننتظر هذه الحلقات لتسجيلها ورفعها وتفريغها بارك الله بكم جميعاً.
هذه مشكلة متكررة في دقة أوقات العرض للأسف.
وأرجو ممن تابع البرنامج وضع أوقات العرض الدقيقة للبرنامج على العلمية والعامة إن كان يعرض فيها.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[13 Aug 2010, 09:18 ص]ـ
اليوم أيضاً تابعت القناة العامة منذ الساعة 4 فجراً إلى ما بعد السابعة فلم يعرض البرنامج لذا أرجو التأكد من القناة نفسها إن كان لكم تواصل معكم وإلا سينقضي الشهر قبل أن نتابع حلقة واحدة!
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[13 Aug 2010, 01:09 م]ـ
مع كل أسف لن يعرضوه في المجد العامة هذه السنة كما أخبرني منسق البرنامج
ـ[ام الحارث]ــــــــ[13 Aug 2010, 01:26 م]ـ
مع كل أسف لن يعرضوه في المجد العامة هذه السنة كما أخبرني منسق البرنامج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طلبت من أخت فاضلة أن تسجله من المجد العلمية عندما لم يعرض في أول يوم علي المجد العامة وسأتواصل معها لمعرفة الجديد
ونسأل الله التيسير
بارك الله فيكم
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[13 Aug 2010, 01:41 م]ـ
شكر الله لك دكتور مساعد فقد عجزت وأنا أتابع القناة ليل نهار وكل يوم أخصص فترة للمتابعة. أتصور أن قرار القناة فيه كثير من الظلم للمشاهدين وأشعر هذا العام من سياسة القنوات العربية والمفترض أن تكون إسلامية أنهم يريدون إبعادنا عن كتاب الله تعالى فكم من المحطات ألغت برامج قرآنية صرفة بحجة أن برامجها مزدحمة.
لا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل!
ربما ييسر الله تعالى أن تعرض الحلقات بعد رمضان على القناة العامة!
وأقترح إن كان لديكم نسخة من تسجيل الحلقات أن نقوم بعرضها على قناة البث المباشر الجديدة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Aug 2010, 02:50 م]ـ
مع كل أسف لن يعرضوه في المجد العامة هذه السنة كما أخبرني منسق البرنامج
كنتُ أتوقع هذا من قبل لترددهم في الإجابة عندما سألتهم، ولذلك أقترح أن نتوقف عن تسجيله لقناة المجد العلمية ونفكر بطريقة أخرى العام القادم إن أحيانا الله، وقد أعجبتني فكرة الشيخ نبيل العوضي في تسجيله لبرامجه وتعبه من أجلها، ثُمَّ يُوزِّعها على القنوات فيما بعدُ.
سأطلبُ نسخةً من الحلقات إن شاء الله ونرفعها على الملتقى إذنْ، فالمَجدُ العلميَّة لا يشاهدها إلا القليلُ، ولستُ منهم بعد أن أخذت طبق الفلك الإسلامي من أجل قناة دليل أول ما خرجت.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[14 Aug 2010, 12:11 ص]ـ
بورك فيكم
وكذلك الشيخ المنجد فأحيانا يُعرض برنامجه على 4 أو 5 قنوات كلها مباشرة لأنه يقوم بإنتاجها عن طريق مؤسسة زاد , لكن أظن المسألة تحتاج لدعم مادي كبير كي يكون الانتاج مستقلا ,ولن تعدم الأمة من أهل الخير ..
ـ[ام الحارث]ــــــــ[14 Aug 2010, 09:10 ص]ـ
تم بحمد الله ونوفيقه تسجيل البرنامج من قناة المجد العلمية وسنبدأ من اليوم فى وضع الروابط
والشكر موصول لموقع الطريق الى الله لتسجيلهم البرنامج
صفحة البرنامج على الموقع
http://www.way2allah.com/modules.php?name=Khotab&op=Series&id=2207
وصفحة الشيخ عبد الرحمن الشهرى
http://www.way2allah.com/modules.php?name=Khotab&op=AuthorVedio&id=231
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[14 Aug 2010, 10:31 ص]ـ
بشرك الله تعالى بجنة عرضها السموات والأرض أختي الفاضلة أم الحارث أنت وكل من ساهم برفع هذه الحلقات.
جزاكم الله خيراً
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[14 Aug 2010, 11:26 ص]ـ
أختي أم الحارث سؤال تقني: هل يمكن تنقية صوت حلقة بينات التي أشرت إليها ففي الخلفية صوت (صرصار الأشجار) وهو يؤثر على نقاوة الصوت؟ بارك الله فيك.
ـ[ام الحارث]ــــــــ[15 Aug 2010, 09:31 ص]ـ
أختي أم الحارث سؤال تقني: هل يمكن تنقية صوت حلقة بينات التي أشرت إليها ففي الخلفية صوت (صرصار الأشجار) وهو يؤثر على نقاوة الصوت؟ بارك الله فيك.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بوركتي يا دكتوره سمر وبوركت جهودك
للأسف لا يمكن فصل الاصوات عندما تتداخل
هل ستقومين بتفريغ كتابى لبرنامج بينات حتى أرفقه مع ملفات الفيديو
بارك الله فيك
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[15 Aug 2010, 10:14 ص]ـ
بارك الله فيك أختي الكريمة أم الحارث.
لن أتمكن من تفريغ هذه الحلقات الأولى المسجلة في نفس المكان لأن هذا الصوت في الخلفية يتعبني فأنا أعاني من حساسية مفرطة في الأصوات تسبب لي صداعاً نصفياً. لذا طلبت من الأخت أم عبد الله أن تقوم بالتفريغ وستقوم بما تستطيع على ما فهمت منها وهذا ليس وعداً بالتفريغ لكل الحلقات للأسف. لكن ربما نجد من يساعدنا ويكسب الأجر واالطلب بالمساعدة ما زال مفتوحاً للجميع.(/)
***برنامج بينات**الشيخ الشهري والطيار والخضيري**رمضان 1431*فيديو وصوت*
ـ[ام الحارث]ــــــــ[14 Aug 2010, 07:23 م]ـ
http://www.foxsoft.org/vb/team/Najem1992/000.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/129.gif
بينات
رمضان 1431
قناة المجد العلمية
http://www.al-wed.com/pic-vb/129.gif
==============
فضيلة الشيخ الدكتور
عبد الرحمن بن معاضة الشهري
مساعد الطيار
محمد بن عبد العزيز الخضيري
حفظهم الله
http://www.ibtesama.com/vb/imgcache/2960.imgcachehttp://www.ibtesama.com/vb/imgcache/2960.imgcache
http://www.al-wed.com/pic/8124.gif
الحلقة الاولي
مقدمة عن سورة النساء (11/ 8/2010)
http://ia360709.us.archive.org/10/items/all-islamic-1391/majd-BAYNAt-12-8-10.gif
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط جودة عالية
http://www.way2allah.com/modules.php?name=Khotab&op=GetMirror&id=39990&khid=27700
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط جودة متوسطة
http://www.way2allah.com/modules.php?name=Khotab&op=Detailes&khid=27700#UP
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط صوت
http://www.way2allah.com/modules.php?name=Khotab&op=GetMirror&id=39991&khid=27700
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الحلقة الثانية
أول سورة النساء (12/ 8/2010)
رابط جودة عالية
http://ia360709.us.archive.org/10/items/all-islamic-1391/majd-BAYNAt-12-8-10.AVI
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط جودة متوسطة
http://ia360709.us.archive.org/10/items/all-islamic-1391/majd-BAYNAt-12-8-10.rmvb
(http://ia360706.us.archive.org/15/items/tafsirmobasher1/mobasher1.rmvb)
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط للجوال
http://ia360709.us.archive.org/10/items/all-islamic-1391/majd-BAYNAt-12-8-10_512kb.mp4
(http://ia360709.us.archive.org/10/items/all-islamic-1391/majd-BAYNAt-12-8-10_512kb.mp4)
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط صوت
http://ia360709.us.archive.org/10/items/all-islamic-1391/majd-BAYNAt-12-8-10.mp3
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الحلقة الثالثة
حلقة 3 سورة النساء آية (2) (13/ 8/2010)
http://ia360707.us.archive.org/11/items/all-islamic-1396/majd-bayenat-13--8-10.gif
رابط جودة عالية
http://ia360707.us.archive.org/11/items/all-islamic-1396/majd-bayenat-13--8-10.AVI
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط جودة متوسطة
http://ia360707.us.archive.org/11/items/all-islamic-1396/majd-bayenat-13--8-10.RM
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط للجوال
http://ia360707.us.archive.org/11/items/all-islamic-1396/majd-bayenat-13--8-10_512kb.mp4
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
حلقة 4 سورة النساء آية (4) (14/ 8/2010)
http://ia360701.us.archive.org/14/items/all-islamic-1398/majd-bayanat-14-8-10.gif
رابط جودة عالية
http://ia360701.us.archive.org/14/items/all-islamic-1398/majd-bayanat-14-8-10.AVI http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط جودة متوسطة
http://ia360701.us.archive.org/14/items/all-islamic-1398/majd-bayanat-14-8-10.rmvb
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط للجوال
http://ia360701.us.archive.org/14/items/all-islamic-1398/majd-bayanat-14-8-10_512kb.mp4
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط صوت
http://ia360701.us.archive.org/14/items/all-islamic-1398/majd-bayanat-14-8-10.mp3
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
حلقة 5 سورة النساء آية (5_6) (15/ 8/2010)
http://ia360701.us.archive.org/14/items/all-islamic-1405/majd-baynat-5-15-8-10.gif
رابط جودة عالية
http://ia360701.us.archive.org/14/items/all-islamic-1405/majd-baynat-15-8-10.AVI
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط جودة متوسطة
http://ia360701.us.archive.org/14/items/all-islamic-1405/majd-baynat-5-15-8-10.RM
(يُتْبَعُ)
(/)
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط للجوال
http://ia360701.us.archive.org/14/items/all-islamic-1405/majd-baynat-15-8-10_512kb.mp4
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط صوت
http://ia360701.us.archive.org/14/items/all-islamic-1405/majd-baynat-5-15-8-10.mp3
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
: حلقة 6 سورة النساء آية (7) (16/ 8/2010) بينات)
http://ia360706.us.archive.org/2/items/all-islamic-1409/majd-bayanat-16-8-10.gif
رابط جودة عالية
http://ia360706.us.archive.org/2/items/all-islamic-1409/majd-bayanat-16-8-10.AVI
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط جودة متوسطة
http://ia360706.us.archive.org/2/items/all-islamic-1409/majd-bayanat-16-8-10.RM
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط للجوال
http://ia360706.us.archive.org/2/items/all-islamic-1409/majd-bayanat-16-8-10_512kb.mp4
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط صوت
http://ia360706.us.archive.org/2/items/all-islamic-1409/majd-bayanat-16-8-10.mp3
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الحلقة (7): تفسير آيات سورة النساء
http://ia360704.us.archive.org/9/items/all-islamic-1412/majd-baynat-7-17-8-10.gif
رابط جودة عالية
http://ia360705.us.archive.org/9/items/all-islamic-1412/majd-baynat-7-17-8-10.AVI
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط جودة متوسطة
http://ia360705.us.archive.org/9/items/all-islamic-1412/majd-baynat-7-17-8-10.RM
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط للجوال
http://ia360705.us.archive.org/9/items/all-islamic-1412/majd-baynat-7-17-8-10_512kb.mp4
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط صوت
http://ia360705.us.archive.org/9/items/all-islamic-1412/majd-baynat-7-17-8-10.mp3
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الحلقة (8): تفسير آيات سورة النساء.
http://ia360702.us.archive.org/21/items/all-islamic-1417/majd-baynat-8-18-8-10.gif
رابط جودة عالية
http://ia360703.us.archive.org/21/items/all-islamic-1417/majd-baynat-8-18-8-10.AVI http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط جودة متوسطة
http://ia360703.us.archive.org/21/items/all-islamic-1417/majd-baynat-8-18-8-10.RM http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط للجوال
http://ia360703.us.archive.org/21/items/all-islamic-1417/majd-baynat-8-18-8-10_512kb.mp4
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط صوت
http://ia360703.us.archive.org/21/items/all-islamic-1417/majd-baynat-8-18-8-10.mp3
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الحلقة (9): تفسير آيات سورة النساء.
http://ia360701.us.archive.org/9/items/all-islamic-1422/majd-baynat-9-19-8-10.gif
رابط جودة عالية
http://ia360701.us.archive.org/9/items/all-islamic-1422/majd-baynat-9-19-8-10.AVI
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط جودة متوسطة
http://ia360701.us.archive.org/9/items/all-islamic-1422/majd-baynat-9-19-8-10.RM
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط للجوال
http://ia360701.us.archive.org/9/items/all-islamic-1422/majd-baynat-9-19-8-10_512kb.mp4 http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط صوت
http://ia360701.us.archive.org/9/items/all-islamic-1422/majd-baynat-9-19-8-10.mp3 http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الحلقة (10): تفسير آيات سورة النساء
http://ia360701.us.archive.org/17/items/all-islamic-1432/majd-bayenat-20-8-10.gif
رابط جودة عالية
http://ia360700.us.archive.org/17/items/all-islamic-1432/majd-bayenat-20-8-10.AVI http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط جودة متوسطة
http://ia360700.us.archive.org/17/items/all-islamic-1432/majd-bayenat-20-8-10.RM
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
(يُتْبَعُ)
(/)
رابط للجوال http://ia360700.us.archive.org/17/items/all-islamic-1432/majd-bayenat-20-8-10_512kb.mp4
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط صوت
http://ia360700.us.archive.org/17/items/all-islamic-1432/majd-bayenat-20-8-10.mp3
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الحلقة (11): تفسير آيات سورة النساء.
http://ia360702.us.archive.org/15/items/all-islamic-1437/majd-baynat-21-8-10.gif
رابط جودة عالية
http://ia360702.us.archive.org/15/items/all-islamic-1437/majd-baynat-21-8-10.AVI
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط جودة متوسطة
http://ia360702.us.archive.org/15/items/all-islamic-1437/majd-baynat-21-8-10.rmvb
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط للجوال http://ia360702.us.archive.org/15/items/all-islamic-1437/majd-baynat-21-8-10_512kb.mp4
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط صوت
http://ia360702.us.archive.org/15/items/all-islamic-1437/majd-baynat-21-8-10.mp3 http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الحلقة (12): تفسير آيات سورة النساء.
http://ia360701.us.archive.org/1/items/all-islamic-1440/majd-baynat-22-8-10.gif
رابط جودة عالية
http://ia360701.us.archive.org/1/items/all-islamic-1440/majd-baynat-22-8-10.AVI http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط جودة متوسطة
http://ia360701.us.archive.org/1/items/all-islamic-1440/majd-baynat-22-8-10.rmvb
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط للجوال http://ia360701.us.archive.org/1/items/all-islamic-1440/majd-baynat-22-8-10_512kb.mp4
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط صوت
http://ia360701.us.archive.org/1/items/all-islamic-1440/majd-baynat-22-8-10.mp3
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الحلقة (13): تفسير آيات سورة النساء.
http://ia360705.us.archive.org/11/items/all-islamic-1445/majd-baynat-13-23-8-10.gif
رابط جودة عالية http://ia360704.us.archive.org/11/items/all-islamic-1445/majd-baynat-13-23-8-10.AVI
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط جودة متوسطة
http://ia360704.us.archive.org/11/items/all-islamic-1445/majd-baynat-13-23-8-10.rmvb
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط للجوال http://ia360704.us.archive.org/11/items/all-islamic-1445/majd-baynat-13-23-8-10_512kb.mp4
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط صوت
http://ia360704.us.archive.org/11/items/all-islamic-1445/majd-baynat-13-23-8-10.mp3
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الحلقة (14): تفسير آيات سورة النساء.
http://ia360701.us.archive.org/14/items/all-islamic-1450/majd-baynat-14-24-8-10.gif
رابط جودة عالية http://ia360701.us.archive.org/14/items/all-islamic-1450/majd-baynat-14-24-8-10.AVI
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط جودة متوسطة
http://ia360701.us.archive.org/14/items/all-islamic-1450/majd-baynat-14-24-8-10.rmvb
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط للجوال http://ia360701.us.archive.org/14/items/all-islamic-1450/majd-baynat-14-24-8-10_512kb.mp4
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط صوت
http://ia360701.us.archive.org/14/items/all-islamic-1450/majd-baynat-14-24-8-10.mp3
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الحلقة (15): تفسير آيات سورة النساء.
http://ia360705.us.archive.org/12/items/all-islamic-1458/majd-baynat-15-25-8-10.gif
رابط جودة عالية http://ia360704.us.archive.org/12/items/all-islamic-1458/majd-baynat-15-25-8-10.AVI
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط جودة متوسطة
http://ia360704.us.archive.org/12/items/all-islamic-1458/majd-baynat-15-25-8-10.rmvb
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط للجوال http://ia360704.us.archive.org/12/items/all-islamic-1458/majd-baynat-15-25-8-10_512kb.mp4
(يُتْبَعُ)
(/)
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط صوت
http://ia360704.us.archive.org/12/items/all-islamic-1458/majd-baynat-15-25-8-10.mp3
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الحلقة (16): تفسير آيات سورة النساء.
http://ia360708.us.archive.org/2/items/all-islamic-1462/majd-baynat-16-26-8-10.gif
رابط جودة عالية
http://ia360709.us.archive.org/2/items/all-islamic-1462/majd-baynat-16-26-8-10.AVI
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط جودة متوسطة
http://ia360709.us.archive.org/2/items/all-islamic-1462/majd-baynat-16-26-8-10.rmvb
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط للجوال
http://ia360709.us.archive.org/2/items/all-islamic-1462/majd-baynat-16-26-8-10_512kb.mp4
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط صوت
http://ia360709.us.archive.org/2/items/all-islamic-1462/majd-baynat-16-26-8-10.mp3
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الحلقة (17): تفسير آيات سورة النساء.
http://ia360703.us.archive.org/23/items/all-islamic-1481/majd-baynat-27-8-10.gif
رابط جودة عالية
http://ia360703.us.archive.org/23/items/all-islamic-1481/majd-baynat-27-8-10.AVI
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط جودة متوسطة
http://www.archive.org/download/all-islamic-1471/majd-baynat-27-8-10.rmvb
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط للجوال
http://ia360703.us.archive.org/23/items/all-islamic-1481/majd-baynat-27-8-10_512kb.mp4
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط صوت
http://ia360705.us.archive.org/0/items/all-islamic-1471/majd-baynat-27-8-10.mp3
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الحلقة (18): تفسير آيات سورة النساء.
http://ia360705.us.archive.org/15/items/all-islamic-1476/majd-baynat-28-8-10-.gif
رابط جودة عالية
http://ia360705.us.archive.org/15/items/all-islamic-1476/majd-baynat-28-8-10-.AVI
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط جودة متوسطة
http://ia360705.us.archive.org/15/items/all-islamic-1476/majd-baynat-28-8-10-.rmvb
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط للجوال
http://ia360705.us.archive.org/15/items/all-islamic-1476/majd-baynat-28-8-10-_512kb.mp4
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط صوت
http://ia360705.us.archive.org/15/items/all-islamic-1476/majd-baynat-28-8-10-.mp3
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الحلقة (19): تفسير آيات سورة النساء.
http://ia360703.us.archive.org/23/items/all-islamic-1481/majd-baynat-29-8-10.gif
رابط جودة عالية
http://ia360703.us.archive.org/23/items/all-islamic-1481/majd-baynat-29-8-10.AVI
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط جودة متوسطة
http://ia360703.us.archive.org/23/items/all-islamic-1481/majd-baynat-29-8-10.rmvb
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط للجوال
http://ia360703.us.archive.org/23/items/all-islamic-1481/majd-baynat-29-8-10_512kb.mp4
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط صوت
http://ia360703.us.archive.org/23/items/all-islamic-1481/majd-baynat-29-8-10.mp3
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الحلقة (20): تفسير آيات سورة النساء.
http://ia360706.us.archive.org/23/items/all-islamic-1485/majd-baynat-30-8-10.gif
رابط جودة عالية
http://ia360706.us.archive.org/23/items/all-islamic-1485/majd-baynat-30-8-10.AVI
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط جودة متوسطة
http://ia360706.us.archive.org/23/items/all-islamic-1485/majd-baynat-30-8-10.rmvb
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط للجوال
http://ia360706.us.archive.org/23/items/all-islamic-1485/majd-baynat-30-8-10_512kb.mp4
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط صوت
http://ia360706.us.archive.org/23/items/all-islamic-1485/majd-baynat-30-8-10.mp3
(يُتْبَعُ)
(/)
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الحلقة (21): تفسير آيات سورة النساء.
http://ia360702.us.archive.org/7/items/all-islamic-1490/majd-bayanat-31-8-102.gif
رابط جودة عالية
http://ia360702.us.archive.org/7/items/all-islamic-1490/majd-bayanat-31-8-102.AVI
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط جودة متوسطة
http://ia360702.us.archive.org/7/items/all-islamic-1490/majd-bayanat-31-8-102.rmvb
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط للجوال
http://ia360702.us.archive.org/7/items/all-islamic-1490/majd-bayanat-31-8-102_512kb.mp4
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط صوت
http://ia360702.us.archive.org/7/items/all-islamic-1490/majd-bayanat-31-8-102.mp3
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الحلقة (22): تفسير آيات سورة النساء.
http://ia360707.us.archive.org/5/items/all-islamic-1493/majd-bayanat-1-9-10..gif
رابط جودة عالية
http://ia360707.us.archive.org/5/items/all-islamic-1493/majd-bayanat-1-9-10..AVI
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط جودة متوسطة
http://ia360707.us.archive.org/5/items/all-islamic-1493/majd-bayanat-1-9-10..rmvb
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط للجوال
http://ia360707.us.archive.org/5/items/all-islamic-1493/majd-bayanat-1-9-10._512kb.mp4
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط صوت
http://ia360707.us.archive.org/5/items/all-islamic-1493/majd-bayanat-1-9-10..mp3
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الحلقة (23): تفسير آيات سورة النساء.
http://ia360700.us.archive.org/20/items/all-islamic-1499/majd-baynat-2-9-10.gif
رابط جودة عالية
http://ia360700.us.archive.org/20/items/all-islamic-1499/majd-baynat-2-9-10.AVI
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط جودة متوسطة
http://ia360700.us.archive.org/20/items/all-islamic-1499/majd-baynat-2-9-10.rmvb
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط للجوال
http://ia360700.us.archive.org/20/items/all-islamic-1499/majd-baynat-2-9-10_512kb.mp4
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط صوت
http://ia360700.us.archive.org/20/items/all-islamic-1499/majd-baynat-2-9-10.mp3
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الحلقة (24): تفسير آيات سورة النساء.
http://ia360703.us.archive.org/6/items/all-islamic-1502/majd-baynat-3-9-10.gif
رابط جودة عالية
http://ia360703.us.archive.org/6/items/all-islamic-1502/majd-baynat-3-9-10.AVI
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط جودة متوسطة
http://ia360703.us.archive.org/6/items/all-islamic-1502/majd-baynat-3-9-10.rmvb
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط للجوال
http://ia360703.us.archive.org/6/items/all-islamic-1502/majd-baynat-3-9-10_512kb.mp4
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط صوت
http://ia360703.us.archive.org/6/items/all-islamic-1502/majd-baynat-3-9-10.mp3
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الحلقة (25): تفسير آيات سورة النساء.
http://ia360707.us.archive.org/11/items/all-islamic-1509/majd-baynat-4-9-1.gif
رابط جودة عالية
http://ia360707.us.archive.org/11/items/all-islamic-1509/majd-baynat-4-9-1.AVI
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط جودة متوسطة
http://ia360707.us.archive.org/11/items/all-islamic-1509/majd-baynat-4-9-1.rmvb
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط للجوال
http://ia360707.us.archive.org/11/items/all-islamic-1509/majd-baynat-4-9-1_512kb.mp4
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط صوت
http://ia360707.us.archive.org/11/items/all-islamic-1509/majd-baynat-4-9-1.mp3
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الحلقة (26): تفسير آيات سورة النساء.
http://ia360707.us.archive.org/10/items/all-islamic-1513/majd-baynat-5-9-101.gif
(يُتْبَعُ)
(/)
رابط جودة عالية
http://ia360707.us.archive.org/10/items/all-islamic-1513/majd-baynat-5-9-101.AVI
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط جودة متوسطة
http://ia360707.us.archive.org/10/items/all-islamic-1513/majd-baynat-5-9-101.rmvb
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط للجوال
http://ia360707.us.archive.org/10/items/all-islamic-1513/majd-baynat-5-9-101_512kb.mp4
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط صوت
http://ia360707.us.archive.org/10/items/all-islamic-1513/majd-baynat-5-9-101.mp3
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الحلقة (27): تفسير آيات سورة النساء.
http://ia360706.us.archive.org/14/items/all-islamic-1517/majd-baynat-6-9-10.gif
رابط جودة عالية
http://ia360706.us.archive.org/14/items/all-islamic-1517/majd-baynat-6-9-10.AVI
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط جودة متوسطة
http://ia360706.us.archive.org/14/items/all-islamic-1517/majd-baynat-6-9-10.rmvb
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط للجوال
http://ia360706.us.archive.org/14/items/all-islamic-1517/majd-baynat-6-9-10_512kb.mp4
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط صوت
http://ia360706.us.archive.org/14/items/all-islamic-1517/majd-baynat-7-9-10.mp3
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الحلقة (28): تفسير آيات سورة النساء.
http://ia360706.us.archive.org/21/items/all-islamic-1522/majd-baynat-7-9-10.gif
رابط جودة عالية
http://ia360706.us.archive.org/21/items/all-islamic-1522/majd-baynat-7-9-10.AVI
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط جودة متوسطة
http://ia360706.us.archive.org/21/items/all-islamic-1522/majd-baynat-7-9-10.rmvb
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط للجوال
http://ia360706.us.archive.org/21/items/all-islamic-1522/majd-baynat-7-9-10_512kb.mp4
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط صوت
http://ia360706.us.archive.org/21/items/all-islamic-1522/majd-baynat-7-9-10.mp3
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الحلقة (29): تفسير آيات سورة النساء.
http://ia360702.us.archive.org/14/items/all-islamic-1527/majd-baynat-8-9-10.gif
رابط جودة عالية
http://ia360702.us.archive.org/14/items/all-islamic-1527/majd-baynat-8-9-10.AVI
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط جودة متوسطة
http://ia360702.us.archive.org/14/items/all-islamic-1527/majd-baynat-8-9-10.rmvb
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط للجوال
http://ia360702.us.archive.org/14/items/all-islamic-1527/majd-baynat-8-9-10_512kb.mp4
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط صوت
http://ia360702.us.archive.org/14/items/all-islamic-1527/majd-baynat-8-9-10.mp3
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
الحلقة (30): تفسير آيات سورة النساء.
رابط جودة عالية
http://ia360707.us.archive.org/21/items/all-islamic-1532/majd-baynat-9-9-10.AVI
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط جودة متوسطة
http://ia360707.us.archive.org/21/items/all-islamic-1532/majd-baynat-9-9-10.rmvbhttp://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط صوت
http://ia360707.us.archive.org/21/items/all-islamic-1532/majd-baynat-9-9-10.mp3
http://aseral7zn.jeeran.com/line/b.gif
رابط صفحة البرنامج علي قناة أهل التفسير علي اليوتيوب
http://www.youtube.com/tafsirdotnet
متجدد ان شاء الله
http://i910.photobucket.com/albums/ac309/HFDMHMD/Tawaqi3/Do3ae.gif
ـ[ام السبعه]ــــــــ[15 Aug 2010, 05:24 ص]ـ
بارك الله فيكم وثبتكم على الحق
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[15 Aug 2010, 05:49 ص]ـ
أسأل الله أن يجزيهم عنا خير الجزاء، أهل العلم، وأستغرب أمرا، صحيح أن الاخوة تمنوا أن لا يكون التصوير في الاستديو، لكن لما كان التصوير ليلا، وإن كان مازال أفضل من الاستديو.
ـ[أم البررة]ــــــــ[15 Aug 2010, 01:38 م]ـ
هل للبرنامج إعادة؟
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[15 Aug 2010, 01:45 م]ـ
جزاك الله خيرا،،،
ـ[ام الحارث]ــــــــ[17 Aug 2010, 03:05 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تمت اضافة الحلقة الثالثة والرابعة الي المشاركة الاولي ورابط البرنامج علي اليوتيوب
بارك الله فيكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Aug 2010, 11:30 ص]ـ
جزاكم الله خيراً يا أم الحارث وتقبل منكم.
ـ[امة الوهاب]ــــــــ[18 Aug 2010, 12:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فضلا،متى تكون إعادة البرنامج؟ وهل هي على قناة المجد العامة؟
جزاكم الله خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[18 Aug 2010, 03:30 م]ـ
للأسف أختي البرنامج يعرض فقط في رمضان على قناة المجد العلمية وليس له إعادة على المجد العامة ولكن يمكنك متابعة الحلقات التي ترفعها الأخت الكريمة أم الحارث أولاً بأول جزاها الله خيراً هي ومن يساهم في تسجيل ورفع هذه الحلقات القرآنية القيمة وسامح الله إدارة قناة المجد على حرماننا من متابعته كعادتنا في رمضان على العامة.
ـ[ام الحارث]ــــــــ[18 Aug 2010, 10:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تم بحمد الله اضافة الحلقتان الخامسة والسادسة
بارك الله فيكم
ـ[العطاء]ــــــــ[20 Aug 2010, 08:40 م]ـ
بارك الله في هذه الجهود الكبيرة وجعلها الله ثقلا في موازين حسناتكم
الحلقة الثالثة لا يوجد رابط صوتي لها, ألا يمكنكم تنزيله؟
وشكر الله لكم.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[23 Aug 2010, 08:26 ص]ـ
الحلقة (7): تفسير آيات سورة النساء.
http://www.prameg.com/zakhref/fawasel/10.gif
* رابط فيديو جودة avi عالية * ( http://ia360705.us.archive.org/9/items/all-islamic-1412/majd-baynat-7-17-8-10.AVI)
=========================
* رابط فيديو جودة ram متوسطة * ( http://ia360705.us.archive.org/9/items/all-islamic-1412/majd-baynat-7-17-8-10.RM)
=========================
* رابط صوت جودة mp3 عالية * ( http://ia360705.us.archive.org/9/items/all-islamic-1412/majd-baynat-7-17-8-10.mp3)
=========================
* رابط فيديو جودة mp4 عالية * ( http://ia360705.us.archive.org/9/items/all-islamic-1412/majd-baynat-7-17-8-10_512kb.mp4)
=========================
* رابط فيديو جودة ogv عالية * ( http://ia360705.us.archive.org/9/items/all-islamic-1412/majd-baynat-7-17-8-10.ogv)
http://www.prameg.com/zakhref/fawasel/10.gif
الحلقة (8): تفسير آيات سورة النساء.
http://www.prameg.com/zakhref/fawasel/10.gif
* رابط فيديو جودة avi عالية * ( http://ia360703.us.archive.org/21/items/all-islamic-1417/majd-baynat-8-18-8-10.AVI)
=========================
* رابط فيديو جودة ram متوسطة * ( http://ia360703.us.archive.org/21/items/all-islamic-1417/majd-baynat-8-18-8-10.RM)
=========================
* رابط صوت جودة mp3 عالية * ( http://ia360703.us.archive.org/21/items/all-islamic-1417/majd-baynat-8-18-8-10.mp3)
=========================
* رابط فيديو جودة mp4 عالية * ( http://ia360703.us.archive.org/21/items/all-islamic-1417/majd-baynat-8-18-8-10_512kb.mp4)
=========================
* رابط فيديو جودة ogv عالية * ( http://ia360703.us.archive.org/21/items/all-islamic-1417/majd-baynat-8-18-8-10.ogv)
http://www.prameg.com/zakhref/fawasel/10.gif
الحلقة (9): تفسير آيات سورة النساء.
http://www.prameg.com/zakhref/fawasel/10.gif
* رابط فيديو جودة avi عالية * ( http://ia360701.us.archive.org/9/items/all-islamic-1422/majd-baynat-9-19-8-10.AVI)
=========================
* رابط فيديو جودة ram متوسطة * ( http://ia360701.us.archive.org/9/items/all-islamic-1422/majd-baynat-9-19-8-10.RM)
=========================
* رابط صوت جودة mp3 عالية * ( http://ia360701.us.archive.org/9/items/all-islamic-1422/majd-baynat-9-19-8-10.mp3)
=========================
* رابط فيديو جودة mp4 عالية * ( http://ia360701.us.archive.org/9/items/all-islamic-1422/majd-baynat-9-19-8-10_512kb.mp4)
=========================
* رابط فيديو جودة ogv عالية * ( http://ia360701.us.archive.org/9/items/all-islamic-1422/majd-baynat-9-19-8-10.ogv)
http://www.prameg.com/zakhref/fawasel/10.gif
الحلقة (10): تفسير آيات سورة النساء.
http://www.prameg.com/zakhref/fawasel/10.gif
* رابط فيديو جودة avi عالية * ( http://ia360700.us.archive.org/17/items/all-islamic-1432/majd-bayenat-20-8-10.AVI)
=========================
* رابط فيديو جودة ram متوسطة * ( http://ia360700.us.archive.org/17/items/all-islamic-1432/majd-bayenat-20-8-10.RM)
=========================
* رابط صوت جودة mp3 عالية * ( http://ia360700.us.archive.org/17/items/all-islamic-1432/majd-bayenat-20-8-10.mp3)
=========================
* رابط فيديو جودة mp4 عالية * ( http://ia360700.us.archive.org/17/items/all-islamic-1432/majd-bayenat-20-8-10_512kb.mp4)
=========================
* رابط فيديو جودة ogv عالية * ( http://ia360700.us.archive.org/17/items/all-islamic-1432/majd-bayenat-20-8-10.ogv)
http://www.prameg.com/zakhref/fawasel/10.gif
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[24 Aug 2010, 09:36 ص]ـ
رفع الباري قدركم جميعا وشكر لكم
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[24 Aug 2010, 05:05 م]ـ
أسأل الله أن يجزي كل من سعى في إخراج هذا البرنامج على النت، وأسأل الله لي وللجميع القبول والتوفيق.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[24 Aug 2010, 07:53 م]ـ
بارك الله بكم وأكثر من أمثالكم. ما شاء الله تبارك الله
ـ[راجية الهدى]ــــــــ[25 Aug 2010, 09:03 م]ـ
جزاك الله خيرا أختي ,كم كنت مشتاقة لسماع هذه الحلقات والحمد لله أني وجدتها هنا , بارك الله في جهودك ,وواصلي تنزيل الحلقات.
ـ[راجية الهدى]ــــــــ[25 Aug 2010, 09:06 م]ـ
والآن تعاد الحلقات في القناة العامة الساعة ربما السادسة فجرا أو بعدها بقليل.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[27 Aug 2010, 12:06 ص]ـ
بشرك الله بالخبر أختي الكريم راجية الهدى. سأتابع في الموعد المحدد وأؤكد الخبر إن شاء الله تعالى
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[27 Aug 2010, 12:09 ص]ـ
الحلقة (11): تفسير آيات سورة النساء.
http://www.prameg.com/zakhref/fawasel/10.gif
* رابط فيديو جودة avi عالية * ( http://ia360702.us.archive.org/15/items/all-islamic-1437/majd-baynat-21-8-10.AVI)
=========================
* رابط فيديو جودة ram متوسطة * ( http://ia360702.us.archive.org/15/items/all-islamic-1437/majd-baynat-21-8-10.rmvb)
=========================
* رابط صوت جودة mp3 عالية * ( http://ia360702.us.archive.org/15/items/all-islamic-1437/majd-baynat-21-8-10.mp3)
=========================
* رابط فيديو جودة mp4 عالية * ( http://ia360702.us.archive.org/15/items/all-islamic-1437/majd-baynat-21-8-10_512kb.mp4)
=========================
* رابط فيديو جودة ogv عالية * ( http://ia360702.us.archive.org/15/items/all-islamic-1437/majd-baynat-21-8-10.ogv)
http://www.prameg.com/zakhref/fawasel/10.gif
الحلقة (12): تفسير آيات سورة النساء.
http://www.prameg.com/zakhref/fawasel/10.gif
* رابط فيديو جودة avi عالية * ( http://ia360701.us.archive.org/1/items/all-islamic-1440/majd-baynat-22-8-10.AVI)
=========================
* رابط فيديو جودة ram متوسطة * ( http://ia360701.us.archive.org/1/items/all-islamic-1440/majd-baynat-22-8-10.rmvb)
=========================
* رابط صوت جودة mp3 عالية * ( http://ia360701.us.archive.org/1/items/all-islamic-1440/majd-baynat-22-8-10.mp3)
=========================
* رابط فيديو جودة mp4 عالية * ( http://ia360701.us.archive.org/1/items/all-islamic-1440/majd-baynat-22-8-10_512kb.mp4)
=========================
* رابط فيديو جودة ogv عالية * ( http://ia360701.us.archive.org/1/items/all-islamic-1440/majd-baynat-22-8-10.ogv)
http://www.prameg.com/zakhref/fawasel/10.gif
الحلقة (13): تفسير آيات سورة النساء.
http://www.prameg.com/zakhref/fawasel/10.gif
* رابط فيديو جودة avi عالية * ( http://ia360704.us.archive.org/11/items/all-islamic-1445/majd-baynat-13-23-8-10.AVI)
=========================
* رابط فيديو جودة ram متوسطة * ( http://ia360704.us.archive.org/11/items/all-islamic-1445/majd-baynat-13-23-8-10.rmvb)
=========================
* رابط صوت جودة mp3 عالية * ( http://ia360704.us.archive.org/11/items/all-islamic-1445/majd-baynat-13-23-8-10.mp3)
=========================
* رابط فيديو جودة mp4 عالية * ( http://ia360704.us.archive.org/11/items/all-islamic-1445/majd-baynat-13-23-8-10_512kb.mp4)
=========================
* رابط فيديو جودة ogv عالية * ( http://ia360704.us.archive.org/11/items/all-islamic-1445/majd-baynat-13-23-8-10.ogv)
http://www.prameg.com/zakhref/fawasel/10.gif
الحلقة (14): تفسير آيات سورة النساء.
http://www.prameg.com/zakhref/fawasel/10.gif
* رابط فيديو جودة avi عالية * ( http://ia360701.us.archive.org/14/items/all-islamic-1450/majd-baynat-14-24-8-10.AVI)
=========================
* رابط فيديو جودة ram متوسطة * ( http://ia360701.us.archive.org/14/items/all-islamic-1450/majd-baynat-14-24-8-10.rmvb)
=========================
* رابط صوت جودة mp3 عالية * ( http://ia360701.us.archive.org/14/items/all-islamic-1450/majd-baynat-14-24-8-10.mp3)
=========================
* رابط فيديو جودة mp4 عالية * ( http://ia360701.us.archive.org/14/items/all-islamic-1450/majd-baynat-14-24-8-10_512kb.mp4)
=========================
* رابط فيديو جودة ogv عالية * ( http://ia360701.us.archive.org/14/items/all-islamic-1450/majd-baynat-14-24-8-10.ogv)
http://www.prameg.com/zakhref/fawasel/10.gif
الحلقة (15): تفسير آيات سورة النساء.
http://www.prameg.com/zakhref/fawasel/10.gif
* رابط فيديو جودة avi عالية * ( http://ia360704.us.archive.org/12/items/all-islamic-1458/majd-baynat-15-25-8-10.AVI)
=========================
* رابط فيديو جودة ram متوسطة * ( http://ia360704.us.archive.org/12/items/all-islamic-1458/majd-baynat-15-25-8-10.rmvb)
=========================
* رابط صوت جودة mp3 عالية * ( http://ia360704.us.archive.org/12/items/all-islamic-1458/majd-baynat-15-25-8-10.mp3)
=========================
* رابط فيديو جودة mp4 عالية * ( http://ia360704.us.archive.org/12/items/all-islamic-1458/majd-baynat-15-25-8-10_512kb.mp4)
=========================
* رابط فيديو جودة ogv عالية * ( http://ia360704.us.archive.org/12/items/all-islamic-1458/majd-baynat-15-25-8-10.ogv)
http://www.prameg.com/zakhref/fawasel/10.gif
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[امة الوهاب]ــــــــ[27 Aug 2010, 04:48 ص]ـ
ماذكرته أختي الفاضلة راجية الهدى صحيح،فقد تابعت الحلقة أمس حوالي الساعة السادسة صباحا بتوقيت مكة المكرمة.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[27 Aug 2010, 11:48 ص]ـ
الحمد لله على هذه النعمة.
هل من الأخوات الكريمات من بإمكانها تفريغ حلقات برنامج بينات لتعم الفائدة؟ وأنا أتكفل بتنقيح الحلقات أولًا بأول.
لمن ترغب في ذلك أرجو مراسلتي على الخاص للتنسيق بارك الله بكن ونفع بكن جميعًا ولو كان لدي مزيد وقت لقمت بذلك بنفسي لكن لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها فأرجو أن تعينوني في هذا الأمر حتى لا نُحرم من فوائد هذا البرنامج القيم جزى الله علماءنا وكل من ساهم في إخراجه لنا خيرًا عظيمًأ
ـ[راجية الهدى]ــــــــ[27 Aug 2010, 04:12 م]ـ
أنا أود المشاركة، لكن مشكلتي أني بطيئة في الكتابة على الجهاز.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[27 Aug 2010, 04:18 م]ـ
شكر الله لك أختي الكريمة إذا شئت أن تبدأي وإن شاء الله تتعودين مع الوقت، ليس هناك وقت محدد لإنهاء كل حلقة وأنا بطبعي لا أحب التشديد على أحد فلن أطلب من أحد أن ينهي الحلقة خلال يوم لأني أقدر ظروف الجميع.
إذا قررت أن تبدأي أرجو أن تكتبي رقم الحلقة التي ستقومين بتفريغها وتاريخ البدء وإسمك هكذا نعرف من يفرغ ماذا فلا يحصل تداخل في الحلقات مثلاً:
بينات - الحلقة الأولى - راجية الهدى - 27/ 8/2010م
بينات - الحلقة الثانية - الإسم - التاريخ
بينات - الحلقة الثالثة - الإسم - التاريخ
وليس شرطاً أن تبدأي بالحلقة الأولى بل يمكنك اختيار أية حلقة مما هو متوفر في الروابط في أعلى الصفحة لكن المهم تحديد الحلقة ومن يقوم بالتفريغ.
بارك الله فيك وأدعو الله لك ببركة في الوقت واهنأي أختي الكريمة بالأجر العظيم
شكر الله لك وجزاك خيراً وأتمنى التفاعل الطيب من باقي الأخوات الكريمات
ـ[راجية الهدى]ــــــــ[28 Aug 2010, 02:59 م]ـ
سأبدأ أنا بالدرس الأول , وعذرًا تحملي بطئي وتأخري, أسأل الله أن يرزقنا الإخلاص.
ـ[راجية الهدى]ــــــــ[28 Aug 2010, 03:01 م]ـ
هل هناك تنسيقات معينة،كحجم الخط، ونوعه، والألوان.
ـ[ام الحارث]ــــــــ[28 Aug 2010, 03:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في الجميع وأسأل الله أن يكون في موازيين أعمالكم
تمت اضافة الروابط حتي الحلقة الخامسة عشر في المشاركة الاولي
اذا واجهتكم أي مشكلة تقنية الرجاء ابلاغي
وقد لاحطت أن الحلقة السادسة ليس بها صوت بعد الدقيقة التاسعة صورة فقط فها واجهتكم نفس المشكلة
جزاكم الله خيرا
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[28 Aug 2010, 03:05 م]ـ
شكر الله لك أختي الكريمة راجية الهدى تفاعلك وابدأي على بركة الله وسأقوم بوضع إسمك مع الحلقة الأولى على هذا الرابط الذي خصصته لمشروع التفريغ وساضع ملفًا مرفقًا لحلقات البرنامج (تأملات في سورة النساء) التي قدمها ماشيخنا الأفاضل قبل رمضان وهي ثلاث حلقات أرجو أن يكون التنسيق مشابهًا نوعًا ما.
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21706
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[29 Aug 2010, 07:16 ص]ـ
الحلقة (16): تفسير آيات سورة النساء.
http://www.prameg.com/zakhref/fawasel/10.gif
* رابط فيديو جودة avi عالية * ( http://ia360709.us.archive.org/2/items/all-islamic-1462/majd-baynat-16-26-8-10.AVI)
=========================
* رابط فيديو جودة ram متوسطة * ( http://ia360709.us.archive.org/2/items/all-islamic-1462/majd-baynat-16-26-8-10.rmvb)
=========================
* رابط صوت جودة mp3 عالية * ( http://ia360709.us.archive.org/2/items/all-islamic-1462/majd-baynat-16-26-8-10.mp3)
=========================
* رابط فيديو جودة mp4 عالية * ( http://ia360709.us.archive.org/2/items/all-islamic-1462/majd-baynat-16-26-8-10_512kb.mp4)
=========================
* رابط فيديو جودة ogv عالية * ( http://ia360709.us.archive.org/2/items/all-islamic-1462/majd-baynat-16-26-8-10.ogv)
http://www.prameg.com/zakhref/fawasel/10.gif
ـ[ام الحارث]ــــــــ[03 Sep 2010, 05:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تم بفضل الله إضافة الحلقات إلي الثانية والعشرون
بارك الله فيكم
ـ[راجية الهدى]ــــــــ[04 Sep 2010, 07:50 م]ـ
أين الرابط أختي أم الحارث ,جزاك الله خيرا؟
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[05 Sep 2010, 07:04 ص]ـ
في أول مشاركة هنا أختي راجية الهدى بارك الله فيك.
ـ[ام الحارث]ــــــــ[11 Sep 2010, 11:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تم بحمد الله إضافة الحلقات من الثالثة والعشرون الي الثلاثين
بارك الله فيكم
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[17 Oct 2010, 08:46 ص]ـ
رجاء من الأخت الفاضلة أم الحارث مراجعة روابط برنامج بينات فكثير منها لا يعمل كما ذكرت لي بعض الأخوات وقد جربت بنفسي بعضها فلم تعمل وكذلك روابط اليوتيوب بعضها لا يستجيب فأرجو منك متابعة الأمر لأن هذا يعيقنا ويؤخرنا عن تنقيح الحلقات المفرغة وتفريغ الحلقات الباقية.
جزاك الله خيرا وشكر الله لك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[01 Nov 2010, 10:53 ص]ـ
الأخت أم الحارث بارك الله فيك. هناك خلل في الروابط الموجودة هنا ولسنا قادرين على فتحها بأية ضيغة. وأرجو التأكد من روابط الحلقة 17 و18 لأنهما على موقع الطريق إلى الله وموقع اليوتيوب نفس الحلقة.
بانتظار تعديل الروابط ورفعها مجددا لك الشكر الجزيل
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[30 Nov 2010, 07:17 م]ـ
الأخت الفاضلة أم الحارث
أرجو مراجعة الروابط لأنها لا تعمل وأنا أحتاج لتنقيح الحلقات المتبقية من البرنامج لرفعها على الملتقى والبدء بمشروع آخر بإذن الله.
أحتاج الحلقات 26 و28 عاجل إذا أذنت
ـ[ام الحارث]ــــــــ[30 Nov 2010, 11:52 م]ـ
الأخت الفاضلة أم الحارث
أرجو مراجعة الروابط لأنها لا تعمل وأنا أحتاج لتنقيح الحلقات المتبقية من البرنامج لرفعها على الملتقى والبدء بمشروع آخر بإذن الله.
أحتاج الحلقات 26 و28 عاجل إذا أذنت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخت الفاضلة سمر الارناؤوط
الرجاء ذكر أرقام الحلقات التي تريدون روابطها
وسأبدأ برفع الحلقات من الحادية والعشرون الي الاخيرة علي قناة الملتقي علي اليوتيوب
أما بقية الحلقات فهي موجودة علي هذا الرابط
http://www.youtube.com/my_playlists?p=B3D16CF319ECB12F
بارك الله فيكم
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[01 Dec 2010, 09:12 ص]ـ
شكر الله لك أختي الفاضلة أم الحارث. إذا تم رفع الحلقات من 21 إلى الحلقة الأخيرة على اليوتيوب فهي تفي بالغرض بإذن الله تعالى فتكون هكذا في موقع واحد يسهل الوصول إليه.
جزاك الله خيرًا وبارك لك في وقتك وجهدك.(/)
مشروع تفريغ حلقات برنامج بينات للعام 1431 هـ - هل من متطوعين؟
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[28 Aug 2010, 10:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جرت العادة في السنوات السابقة أن أقوم بتفريغ حلقات برنامج بينات لتعم الفائدة وتكون الحلقات متوفرة بين يدي الجميع متى احتاجوها ولعل مشايخنا الأفاضل يفكرون لاحقًا في جمعها في كتاب إن شاء الله تعالى.
وهذا العام لم نتمكن من التفريغ بعد أولًا لأن قناة المجد العامة لم تعرض الحلقات في الأسابيع الأولى ولكن بحمد الله عادت لعرض إعادة الحلقة يوميًا الساعة السادسة صباحًا بتوقيت مكة المكرمة. لكن لأن وقتي يضيق عن تفريغ كل الحلقات لالتزامي بتفريغ حلقات التفسير المباشر أحتاج لمساعدة الأفاضل والفاضلات من أهل الملتقى ممن يجدون عندهم القدرة على التفريغ.
الحلقات متوفرة فيديو على الملتقى على هذا الرابط
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21401
لذا من يرغب بالمساعدة في التفريغ عليه أن يحدد الحلقة التي يرغب بتفريغها وتاريخ بدء التفريغ ويكون التسليم بعد عدة أيام حتى لا تتجمع علي الحلقات لتنقيحها وفي الأسفل الحلقات ورقمها وكل حلقة نضع بجانبها من يقوم بتفريغها حتى لا يقوم أكثر من شخص بتفريغ نفس الحلقة.
الحلقة الأولى - الإسم - تاريخ البدء
الحلقة الثانية - الإسم - تاريخ البدء
الحلقة الثالثة - الإسم - تاريخ البدء
الحلقة الرابعة - الإسم - تاريخ البدء
الحلقة الخامسة - الإسم - تاريخ البدء
الحلقة السادسة - الإسم - تاريخ البدء
الحلقة السابعة - الإسم - تاريخ البدء
الحلقة الثامنة - الإسم - تاريخ البدء
الحلقة التاسعة - الإسم - تاريخ البدء
الحلقة العاشرة - الإسم - تاريخ البدء
الحلقة 11 - الإسم - تاريخ البدء
الحلقة 12 - الإسم - تاريخ البدء
الحلقة 13 - الإسم - تاريخ البدء
الحلقة 14 - الإسم - تاريخ البدء
الحلقة 15 - الإسم - تاريخ البدء
الحلقة 16 - الإسم - تاريخ البدء
الحلقة 17 - الإسم - تاريخ البدء
الحلقة 18 - الإسم - تاريخ البدء
الحلقة 19 - الإسم - تاريخ البدء
الحلقة 20 - الإسم - تاريخ البدء
الحلقة 21 - الإسم - تاريخ البدء
الحلقة 22 - الإسم - تاريخ البدء
الحلقة 23 - الإسم - تاريخ البدء
الحلقة 24 - الإسم - تاريخ البدء
الحلقة 25 - الإسم - تاريخ البدء
الحلقة 26 - الإسم - تاريخ البدء
الحلقة 27 - الإسم - تاريخ البدء
الحلقة 28 - الإسم - تاريخ البدء
الحلقة 29 - الإسم - تاريخ البدء
والحلقات المسجلة عددها 29 كما علمت من الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله.
أرجو التفاعل مع هذا المشروع لنتعاون في توثيق هذه الحلقات وتذكروا من السهل لأحدنا أن يجد ما يريده جاهزًا لكن الأجمل والأكثر أجرًا أن يكون له سهم في هذا العمل النافع فلا تترددوا في المساعدة كتب الله أجركم ورفع قدركم واثابكم بكل حرف ألف ألف حسنة والله يضاعف لمن يشاء.
لمن يرغب بمزيد من المعلومات أو توجيهات في التفريغ أرجو مراسلتي على الخاص.
ولولا أني لست قادرة على التفريغ لظروف خاصة ما طلبت المساعدة فبارك الله بكم جميعًا ووفقنا لما يحب ويرضى
شكر الله لكم.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[28 Aug 2010, 03:09 م]ـ
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
أولى المتطوعات جزاها الله خيرًا الأخت راجية الهدى إذن
الحلقة الأولى - راجية الهدى - 18 رمضان 1431 هـ الموافق 28/ 8/2008م
مرفق مع الرسالة نموذج من التفريغ أرجو أن تحاول الأخوات الالتزام بنفس التنسيق على الأقل ليكون سهلًا علي متابعته وتنقيحه وتعديله إن لزم الأمر.
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[28 Aug 2010, 04:17 م]ـ
الحلقة الثانية والثالثة أختكم أم عبدالباري .. شكر الله سعيكم
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[28 Aug 2010, 04:48 م]ـ
شكر الله لك أختي الكريمة أم عبد الباري ورفع قدرك وبارك في وقتك. سيتم إضافة إسمك إلى الجدول إن شاء الله بجانب الحلقات التي اخترت.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[28 Aug 2010, 04:50 م]ـ
تحديث جدول الحلقات:
الحلقة الأولى - راجية الهدى- 18 رمضان 1431 هـ
الحلقة الثانية - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ
الحلقة الثالثة - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Aug 2010, 10:53 م]ـ
أشكر الأخت الدكتورة سمر الأرناؤوط على اهتمامها ببرنامج بينات وتفريغ ما فيه من فوائد علمية، وأشكر بقية الإخوة والأخوات الذين يشاركون في تفريغه وأسأل الله لهم البَرَكة في الوقت والعلم. ونحن نعود لهذه التفريغات دوماً لمراجعة ما فيها من الفوائد بين الحين والآخر.
أسأل الله لكم القبول وحسن الثواب.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[28 Aug 2010, 11:00 م]ـ
شكر الله لكم مروركم وتشجيعكم دكتور عبد الرحمن نسأل الله القبول والتوفيق في هذا المشروع إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[29 Aug 2010, 01:48 ص]ـ
سأكون معكم بإذن الله ....
الحلقة الرابعة والخامسة ...
ـ[عبير ال جعال]ــــــــ[29 Aug 2010, 04:51 ص]ـ
مشاركة في فعل الخير وليس والله من وقت فراغ فأنني سأقوم بتفريغ
الحلقة السابعة وإن تمكنت من وقت فراغ أخر أكملت معك بقية التفريغ؟؟؟
اسال الله الفتح والتيسير
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[29 Aug 2010, 05:26 ص]ـ
جزاكم الله خيراً أخواتي الفاضلات على هذه الهمة العالية وكتب أجركم ورفع قدركم.
تحديث جدول الحلقات:
الحلقة الأولى - راجية الهدى- 18 رمضان 1431 هـ
الحلقة الثانية - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ
الحلقة الثالثة - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ
الحلقة الرابعة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ
الحلقة الخامسة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ
الحلقة السابعة - عبير آل جعال - 19 رمضان 1431 هـ
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[29 Aug 2010, 05:55 م]ـ
شكر الله سعيكن، وبارك في أوقاتكن، وجعلها معمور بالطاعة.
وأسأل الله أن لا يحرمكن الأجر والمثوبة، وأن يجعلكن من خدام كتابه الكريم.
لكن أتمنى أن تبقوا اسم المتحدث أمام كلامه، فهو أفضل في التوثيق لمن يقرأ المشاركات مكتوبة.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[29 Aug 2010, 11:09 م]ـ
شكر الله لك مرورك دكتور مساعد ودعاءك ولك بمثله وأكثر بإذن الله.
إن شاء الله يتم إضافة إسم المتحدث في التفريغ الحالي.
ـ[راجية الهدى]ــــــــ[29 Aug 2010, 11:16 م]ـ
أخني سمر أنا كنت أظن أن التفريغ حرفي، وكما ذكر شيخنا-حفظه الله ونفعنا به -لابد من كتابة اسم الشيخ وهكذا كنا نعمل في تفريغات الدروس في المعهد، والأستاذات كن يقلن لنا في التفريغ يكتب كل شيء، أما في التلخيص نضيف العناوين ونحذف السلام والحمدلةونكتب مايهمنا فقط من فوائد ولايصح لنا أن نسمي التلخيص تفريغ.
ـ[راجية الهدى]ــــــــ[29 Aug 2010, 11:38 م]ـ
وقد رجعت للتفريغ القديم لآل عمران فوجدته مناسب جدًا وجميل.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[29 Aug 2010, 11:51 م]ـ
شكر الله لك أختي الكريمة ويمكنك التفريغ على غرار سورة آل عمران لكن أحب أن أشير أني تفريغ الحلقات السابقة من سورة النساء ليس تلخيصا لأني لم أحذف منه إلا أسماء المتحدثين بينما بقي كل النص موجودا.
فابدأي على بركة الله بالتفريغ الحرفي وفقك الله تعالى
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[30 Aug 2010, 06:25 ص]ـ
نفع الله بك أخت سمر، وببقية الأخوات الفضليات، وجعل ما تسطرونه في ميزان حسناتكم يوم تكون الحسنة أغلى من الدنيا وما فيها، وإن هذا لمن خير ما يقضي به الإنسان وقته، وإن الله ليدخل الجنة بالسهم الواحد ثلاثة: إن الله عز وجل يدخل الثلاثة بالسهم الواحد الجنة: صانعه يحتسب في صنعته الخير، والممد به، والرامي به.
فسرن وأبشرن أيتها الأخوات، فخيركم من تعلم القرآن وعلّمه.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[30 Aug 2010, 09:44 ص]ـ
جزاك الله خيرًا دكتور عمر على هذا التشجيع وهذا الدعاء وأحمد الله تعالى الذي سخرنا لهذا العمل وجعلنا ممن يشغلون أوقاتهم بما ينفع في الدنيا والآخرة. أما في الدنيا فأني أؤكد للأخوات أني وجدت بركة في الوقت لم أجدها من قبل في حياتي وأحيانًا تمر علي شهور وأنا أفرغ على الأقل ست حلقات أسبوعيًا أجد فيها سعادة ومتعة لا توصف فأسأله تعالى أن يبارك للأخوات المتطوعات في أوقاتهن فيشعرهن ببركة هذا العمل فيسعدون به في الدنيا وإني بحسن ظني بالله آمل أن يكون أجره يوم القيامة عظيمًأ ولعله يكون وسيلتي لمنزلة ربما لا أبلغها بعمل غيره.
شكر الله لك دكتور عمر تشجيعك وهذا من طيبك وحسن خلقك بارك الله لك وزادك علمًا وحشرنا في زمرتكم أهل القرآن يوم القيامة، اللهم آمين.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[30 Aug 2010, 12:22 م]ـ
سؤال عاجل للأخت عبير آل جعال بخصوص الحلقة السابعة
أختي الكريم أردت أن أسألك إن كنت بدأت تفريغ الحلقة السابعة أم بعد لأني منذ ثلاثة أيام شاهدت إحدى الحلقات على قناة المجد العامة وظننتها بحسب تاريخ اليوم أنها الحلقة 18 فقمت بتفريغ جزء كبير منها خلال عرضها واليوم اكتشفت أنها كانت الحلقة السابعة لإغن لم تكوني بدأت بها فأرجو أن تتركيها لي أكمل ما بقي منها وهو ليس بكثير وإن كنت بدأت بها أرسلت لك ما طبعته خلال الحلقة حتى لا يضيع كثير من وقتك بارك الله فيك.
بانتظار ردك لك ولجميع الأخوات المتطوعات جزيل الشكر والتقدير والامتنان.
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[30 Aug 2010, 01:36 م]ـ
بارك الله في الجميع ...
كانت لنا تجارب سابقة مع أخوات فاضلات في تفريغ دروس علمية .. ومن خلال تجربتي أرى أن الأفضل هو التفريغ الحرفي توثيقًا للمادة المسموعة .. لذلك أرجو من جميع الأخوات الالتزام بالتفريغ الحرفي ...
ثم بعد ذلك حين جمع الحلقات في ملفات لعل من يجمع يحذف بعض العبارات العامية أو المكررة مع إبقاء اسم المتحدث كما ذكر الدكتور مساعد ....
وفق الله الجميع ...
أرجو وضع جدول زمني لتسليم التفريغات على ترتيب الحلقات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[30 Aug 2010, 01:47 م]ـ
شكر الله لك أختي الكريمة أم عبد الله وإن شاء الله يلتزم الجميع بما ذكرت.
بالنسبة للجدول الزمني للتفريغ أخشى أن أحدد وقتًا أضيّق فيه على الأخوات لأن فيهن من لها سابق خبرة في التفريغ ومنهن حديثات عهد به لذا سأترك الأمر لكل واحدة منكن ووقتها بارك الله بكن. وكلما انتهت حلقة ترسلوها لي على بريدي الخاص لأقوم يتنقيحها وتسنيقها في ملف واحد إن شاء الله تعالى.
ـ[راجية الهدى]ــــــــ[02 Sep 2010, 02:12 م]ـ
جزاك الله خيرا أختي على رحابة صدرك وأسأل الله لنا العون والتوفيق.
ـ[خالد البكري]ــــــــ[11 Sep 2010, 07:06 م]ـ
شكر الله سعيكم وبارك الله فيكم والله لا يحرمكم من الاجر يارب العالمين
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[15 Sep 2010, 09:11 ص]ـ
تذكير للأخوات الفاضلات اللواتي يشاركن في مشروع تفريغ حلقات برنامج بينات لهذا العام:
مضى على بداية المشروع أسابيع ولم يصلني بعد أية حلقة مكتملة لتنقيحها، أعرف أني لم أضع جدولا زمنيا محددا حتى لا أضيق على أحد لأننا كنا في رمضان ولم أشأ أن أثقل عليكن لكن الآن انقضى رمضان والعيد فأرجو من الأخوات متابعة الموضوع وإرسال ما تم تفريغه من الحلقات حتى أقوم بالتنقيح ورفع الحلقات على الملتقى ليستفيد منها الجميع.
سيكون هذا الأسبوع هو لاستلام الحلقات التي تم الاتفاق عليها قبل أن نبدأ المجموعة الجديدة من الحلقات ابتداء من الأسبوع القادم لذا أرجو التعاون فهذا المشروع ضخم ويحتاج إلى التزام ومجهود ومتابعة حتى ننتهي منه ونبدأ بمشروع آخر بإذن الله.
بانتظار ما لديكن من حلقات وأرجو التواصل معي على الخاص إن كان لدى إحداكن مشكلة ما.
بارك الله بجهود الجميع
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[15 Sep 2010, 02:22 م]ـ
فصبر جميل أختنا سمر:)، نرسل لكم الحلقة الثانية اليوم على البريد بحول الله
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[16 Sep 2010, 01:52 ص]ـ
وكفى الله المؤمنين القتال!!
أختنا د. سمر - سلّمكم الله-
للتو تمّ إرسال الحلقة الثانية من برنامج بيّنات مفرغاً، شكر الله للمشايخ هذه الفوائد الجليلة وأثابهم خيرا ...
نعتذر عن التقصير والتأخير أختنا سمر في إرسال المادّة العلمية ...
تذّكر:)
والعافين عن النّاس ..
والله يحب المحسنين
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[16 Sep 2010, 07:36 ص]ـ
شكر الله لك أختي الكريمة أم عبد الباري وصلت الحلقة بفضل الله تعالى وأعتذر إن بدى كلامي شديدًا ولكن أختي الكريمة ما قلت ذلك إلا من تجارب سابقة عديدة يبدأ المشروع فيها بحماس ثم يختفي المتطوعين وأنتهي باستكمال المشروع وحدي ولولا أن ظروفي لا تسمح لما أثقلت على أحد منكن ولعملت بصمت على عادتي ووضعت ما لدي تحت تصرف الجميع ليستفيدوا منه.
أكرر اعتذراي إن كان في كلامي شدة وما كان ذلك هو القصد وإنما أردت أن أحرك الساكن لنستكمل المشروع فما زال أمامنا عدد كبير من الحلقات.
جزاك الله خيرًا على الحلقة وسأقوم بمراجعتها ورفعها بإذن الله تعالى خلال اليوم وأرجو أن يتسع صدرك وصدر الأخوات لملاحظاتي فالهدف النهائي لدينا جميعًا هو توفير هذه الحلقات للناس ولو على حساب راحتنا ووقتنا فكل ذلك بأجر والحمد لله رب العالمين.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[16 Sep 2010, 07:38 ص]ـ
الأخت الكريمة راجية رضا ربي ستفرّغ الحلقة الثامنة من برنامج بينات بإذن الله تعالى
الحلقة الثامنة - الأخت راجية رضا ربي - 7 شوال 1431 هـ
نحتاج للمزيد من المتطوعات الجدد أو الأخوات الكريمات اللواتي بدأن معنا المشروع إذا رغبن في تفريغ حلقة جديدة أرجو إعلان رغبتهن هنا حتى نعدل الجدول إن شاء الله
شكر الله لكن جميعًا هذه الهمة وهذه الرغبة في المساعدة بهذا المشروع المبارك
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[17 Sep 2010, 03:44 ص]ـ
جزاكم الله خيراً أخواتي الفاضلات على هذه الهمة العالية وكتب أجركم ورفع قدركم.
تحديث جدول الحلقات:
الحلقة الأولى - راجية الهدى- 18 رمضان 1431 هـ
الحلقة الثانية - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ
الحلقة الثالثة - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ
الحلقة الرابعة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ
الحلقة الخامسة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ
الحلقة السابعة - عبير آل جعال - 19 رمضان 1431 هـ
الحلقة الثامنة - راجية رضا ربي - 7 شوال 1431ه
الحلقة التاسعة - أم عبدالباري – 8شوال 1431ه
الحلقة العاشرة- أم عبدالباري - 8 شوال 1431ه
أختنا د. سمر: تمّ الانتهاء من تفريغ الحلقة الثالثة من هذه السلسلة المباركة، ولله الحمد والمنّة في الأولى والأخرى
ـ[شعاع]ــــــــ[17 Sep 2010, 04:08 ص]ـ
للتو عرفت عن المشروع ... والحمد لله مازالت الفرصة لي متاحة
يسعدني أن أفرغ معكن مع إن الدوام الجامعي أوشك على البدء لكن إن شاء الله أنظم وقتي بين التفريغ والدراسة
سأفرغ بعون الله الحلقة 11 و12
وفقكم الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[17 Sep 2010, 06:29 ص]ـ
جزاكم الله خيراً أخواتي الفاضلات على هذه الهمة العالية وكتب أجركم ورفع قدركم.
تحديث جدول الحلقات:
الحلقة الأولى - راجية الهدى- 18 رمضان 1431 هـ
الحلقة الثانية - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ
الحلقة الثالثة - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ
الحلقة الرابعة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ
الحلقة الخامسة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ
الحلقة السابعة - عبير آل جعال - 19 رمضان 1431 هـ
الحلقة السادسة - أم عبدالباري- 8 شوال- 1431
الحلقة الثامنة- راجية رضا ربّي- 7 شوال- 1431
الحلقة التاسعة- أم عبد الباري - 8 شوّال- 1431
الحلقة العاشرة- أم عبدالباري - 8 شوّال - 1431
الحلقة الحادية عشر- شعاع - 8 شوّال- 1431
الحلقة الثانية عشر- شعاع - 8 شوّال- 1431
ا
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[17 Sep 2010, 06:56 ص]ـ
شكر الله لك أختي الفاضلة أم عبد الباري على الحلقتين الثانية والثالثة وقد وصلتني على الخاص وأنتظر وصول الحلقة الأولى لرفعها بالتسلسل إن شاء الله تعالى. كما أشكر لك همتك على أخذ حلقات جديدة وعلى الاهتمام بتحديث جدول الحلقات وعذراً على تأخري بالرد ولكن الاتصال بالنت حيث أنا الآن ضعيف وغير منتظم فأرجو أن تعذروني إن لم أتواجد بشكل مستمر.
الأخت الكريمة شعاع بارك الله في وقتك وجهدك وجزاك عنا خير الجزاء على همتك ورغبتك بالمساعدة في التفريغ جعل الله ما تقومون به جميعًا في مزان حسناتكم.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[17 Sep 2010, 08:27 ص]ـ
آخر تحديث للجدول:
الحلقة الأولى - راجية الهدى- 18 رمضان 1431 هـ
الحلقة الثانية - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثالثة - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الرابعة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ
الحلقة الخامسة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ
الحلقة السادسة - أم عبدالباري- 8 شوال- 1431
الحلقة السابعة - سمر الأرناؤوط - جاهزة
الحلقة الثامنة- راجية رضا ربّي- 7 شوال- 1431
الحلقة التاسعة- أم عبد الباري - 8 شوّال- 1431
الحلقة العاشرة- أم عبدالباري - 8 شوّال - 1431
الحلقة الحادية عشر- شعاع - 8 شوّال- 1431
الحلقة الثانية عشر- شعاع - 8 شوّال- 1431
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[21 Sep 2010, 03:16 م]ـ
تم بحمد الله تفريغ الحلقة الرابعة وارساله بالخاص.
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[22 Sep 2010, 12:14 ص]ـ
تم إرسال تفريغ "الحلقة الثلاثون" على بريدك د. سمر.
أرجو ألا يكون قد سبقني أحدٌ لتفريغها ....
فلعل النّفس تاقت للعيش معها ولم تفصح عن ذلك.
إلا بعد انتهاء الحلقة عند قول الله تعالى ...
ومن يُطع الله والرَّسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيّين والصدِّيقين والشُّهداء والصّالحين وحسن أولئك رفيقاً.
ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليماً.
لعلنا ننال بركتها، وندخل معهم بعد رحمة الكريم المنّان ..
سلكَ الله بنا وبكم سبيلهم وألحقنا بهم. أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ..
يقول الله تعالى حاكيا عن الكليم موسى عليه السلام:
قال عسى ربي أن يهديَني سواء السبيل.
.
فهداه الله أيَّ هداية .. وأعطاه الله أي عطاء .. فعلى قدر إقبالك على الله .. تكون عطايا الله إليك ..
نسأله من فضله .. إنّه جواد كريم
أسيرُ خَلف رِكابِ النُّجب ِ ذا عَرَجِ ...
مؤملاً غيرَ الذي يقضي به عَرَجي ..
فإن ظفرتُ بهم من بعد ما سبقوا.
فَكَم لِربِّ السَّما في ذَاكَ مَن فَرَجِ
وإن بَقيتُ بظهرِ الأرضِ مُنقَطِعاً ...
فَمَا على أعرجٍ في ذاكَ مِن حرجِ
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[22 Sep 2010, 08:19 ص]ـ
اخواتي الفاضلات أم عبد الله وأم عبد الباري وصلت الحلقات بارك الله بكن وكتب أجركن إن شاء الله وجعلكن من المتسابقات لرضوان الله تعالى ولفردوسه الأعلى.
اطمئني أختي الكريمة أم عبد الباري على الحلقة الثلاثين فلم يسبقك إليها أحد تقبل الله منك هذا الجهد الطيب.
آخر تحديث للجدول:
الحلقة الأولى - راجية الهدى- 18 رمضان 1431 هـ
الحلقة الثانية - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثالثة - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الرابعة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الخامسة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ
الحلقة السادسة - أم عبدالباري- 8 شوال- 1431
الحلقة السابعة - سمر الأرناؤوط - جاهزة
الحلقة الثامنة- راجية رضا ربّي- 7 شوال- 1431
الحلقة التاسعة- أم عبد الباري - 8 شوّال- 1431
الحلقة العاشرة- أم عبدالباري - 8 شوّال - 1431
الحلقة الحادية عشر- شعاع - 8 شوّال- 1431
الحلقة الثانية عشر- شعاع - 8 شوّال- 1431
الحلقة الثلاثون - أم عبد الله - جاهزة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Sep 2010, 08:36 ص]ـ
ما شاء الله تبارك الله.
أسأل الله أن يبارك في هذه الجهود المخلصة، وأن يتقبلها بقبولٍ حسنٍ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رقي]ــــــــ[22 Sep 2010, 07:12 م]ـ
بإذن الله ومعونته تفريغ الحلقة 16 و17
نفع الله بنا وبكم
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[22 Sep 2010, 09:15 م]ـ
اخواتي الفاضلات أم عبد الله وأم عبد الباري وصلت الحلقات بارك الله بكن وكتب أجركن إن شاء الله وجعلكن من المتسابقات لرضوان الله تعالى ولفردوسه الأعلى.
اطمئني أختي الكريمة أم عبد الباري على الحلقة الثلاثين فلم يسبقك إليها أحد تقبل الله منك هذا الجهد الطيب.
آخر تحديث للجدول:
الحلقة الأولى - راجية الهدى- 18 رمضان 1431 هـ
الحلقة الثانية - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثالثة - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الرابعة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الخامسة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ
الحلقة السادسة - أم عبدالباري- 8 شوال- 1431
الحلقة السابعة - سمر الأرناؤوط - جاهزة
الحلقة الثامنة- راجية رضا ربّي- 7 شوال- 1431
الحلقة التاسعة- أم عبد الباري - 8 شوّال- 1431
الحلقة العاشرة- أم عبدالباري - 8 شوّال - 1431
الحلقة الحادية عشر- شعاع - 8 شوّال- 1431
الحلقة الثانية عشر- شعاع - 8 شوّال- 1431
الحلقة الثلاثون - أم عبد الله - جاهزة
الحلقة الثالثة عشر- أم عبدالباري- 13 - شوال- 1431
الحلقة الرابعة عشر- ام عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة الخامسة عشر- ام عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة السادسة عشر- رٌ قي- 13 - شوال - 1431
الحلقة السابعة عشر- رُقي - 13 - شوال- 1431
الحلقة الثامنة عشر- أم عبدالباري -13 - شوال - 1431
الحلقة التاسعة عشر - أم عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة العشرون - أم عبدالباري - 13 - شوال - 1431
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[23 Sep 2010, 08:14 ص]ـ
جزاكن الله خيراً أخواتي الفاضلات وكتب أجركن.
أختي الفاضلة أم عبد الباري هل تأذنين بالحلقة العشرين فقد طلبت تفريغها الأخت يسرا السعيد لكن لم يكن لدي اتصال بالنت بالأمس لضيف إسمها بارك الله بك
الجدول بعد آخر تحديث:
الحلقة الأولى - راجية الهدى- 18 رمضان 1431 هـ
الحلقة الثانية - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثالثة - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الرابعة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الخامسة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ
الحلقة السادسة - أم عبدالباري- 8 شوال- 1431
الحلقة السابعة - سمر الأرناؤوط - جاهزة
الحلقة الثامنة- راجية رضا ربّي- 7 شوال- 1431
الحلقة التاسعة- أم عبد الباري - 8 شوّال- 1431
الحلقة العاشرة- أم عبدالباري - 8 شوّال - 1431
الحلقة الحادية عشر- شعاع - 8 شوّال- 1431
الحلقة الثانية عشر- شعاع - 8 شوّال- 1431
الحلقة الثالثة عشر- أم عبدالباري- 13 - شوال- 1431
الحلقة الرابعة عشر- ام عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة الخامسة عشر- ام عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة السادسة عشر- رٌ قي- 13 - شوال - 1431
الحلقة السابعة عشر- رُقي - 13 - شوال- 1431
الحلقة الثامنة عشر- أم عبدالباري -13 - شوال - 1431
الحلقة التاسعة عشر - أم عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة العشرون - يسرا السعيد - 13 - شوال - 1431
الحلقة الثلاثون - أم عبد الله - جاهزة
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[23 Sep 2010, 02:33 م]ـ
على الرّحب والسَّعة، لها ذلك، وأبلغيها منّي السَّلام ...
وكفى الله المؤمنين القتال:)
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[23 Sep 2010, 05:57 م]ـ
أختنا د. سمر:)
لعلنا نستبدل الحلقة (20) بالحلقة (22)، ولعل النّفس تكون شحيحة هذه المرّة في التنازل عنها إن سبقني بها أحد
أترك الميدان الآن ...
لما تبقى من هذه الحلقات النيِّرات للأخوات الكريمات وهي:
(21 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29)
ولنا عودة بحول الله تعالى ..
نستعين بالله، والله الموفّق والهادي إلى صراطه المستقيم ..
(يا حيِّ يا قيُّوم برحمتك نستغيث، أصلح لنا شأننا كُلَّه ولا تَكِلنا إلى أنفسنا طرفة عين)
نسأل الله تعالى أن ينفعنا بهذه السورة وبسائر كتابه الكريم، وأن يعيننا على تطبيق ما تعلمناه، إنّه على ما يشاء قدير
ـ[يسرا السعيد]ــــــــ[23 Sep 2010, 09:07 م]ـ
سلمك الله من كل سوء أختى الكريمة أم عبد الباري وشكر لك، وأسعدنى بمشاركتكم تفريغ هذه الحلقات النافعة ونسأل الله القبول من الجميع، ولا تؤاخذينى فى اقتناصي الحلقة منك وذلك لعدم علمى بهذه المشاركة إلا متأخراً ولهذا سارعت بالانضمام إليكم وأبلغت أختى سمر بهذا بارك الله لى بها يا رب ويسر لها أمرها وشرح صدرها وبارك لها في أوقاتها.
جمعنا الله على الخير دوماً ولك وللأخوات جميعاً أطيب التحيات.
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[23 Sep 2010, 09:55 م]ـ
حيَّاكِ اللهِ وبيَّاكِ، وشَكَرَ اللَّهُ لكِ دعاءكِ الطيِّب ..
لاضَير، فالقرآنُ رَحِمٌ بين أهلِهِ ..
نسأل الله العظيمَ، ربَّ العرشِ الكريمِ، أن يجعلنا وإيَّاكم والجميع مِمَّن يُسارعونَ في الخيراتِ وهُم لها سَابقون ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[راجية الهدى]ــــــــ[24 Sep 2010, 12:41 ص]ـ
سأفرغ بإذن الله الحلقة 26
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[24 Sep 2010, 01:57 ص]ـ
شكر الله للأخت راجية الهدى على تنبيهنا على خطأ كتابتنا للفظة: إنّه على ما يشاء قدير " وأنه لا يجوز ذكره على إطلاقه
وحقيقةً لم نكن على علم مسبق بأنّ هذه اللفظة لا ينبغي ذكرها إلا مقيّدا فشكر الله لها ورفع قدرها، فالمؤمن مرآة أخيه ..
وقد وجدت كلاما عن هذه اللفظة لسماحة الوالد محمد بن صالح العثيمين في كتابه الشرح الممتع على زاد المستقنع - كتاب الجنائز- (5/ 322 - 323)، لم نعلم بها إلا الآن، ونسأل الله أن يزيدنا وإياكم من فضله ..
قال الشيخ - رحمه الله - "فإن قال قائل: عبارة ترد كثيراً عند الناس (إنه على ما يشاء قدير) هل هذا جائز؟
قلنا: لا يجوز إلا مقيداً، لأنك إذا قلت: (إنه على ما يشاء قدير) أوهم أن ما لا يشاء لا يقدر عليه، وهو قادر على الذي يشاء والذي لا يشاء.
لكن إذا قيّدت المشيئة بشيء معيّن صح، كقوله تعالى: (وهو على جمعهم إذا يشاء قدير) أي: إذا يشاء جمعهم فهو قادر عليه.
وكذلك في قصة الرجل الذي أدخله الله الجنة آخر ما كان، فقال الله له: (إني على ما أشاء قادر)، لأنه يتعلق بفعل معين ".
ـ[رقي]ــــــــ[24 Sep 2010, 07:41 ص]ـ
سأفرغ بإذن الله ومعونته الحلقة 29
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[24 Sep 2010, 09:23 ص]ـ
جزاكن الله خيراً أخواتي الفاضلات وكتب أجركن.
أختي الفاضلة أم عبد الباري هل تأذنين بالحلقة العشرين فقد طلبت تفريغها الأخت يسرا السعيد لكن لم يكن لدي اتصال بالنت بالأمس لضيف إسمها بارك الله بك
الجدول بعد آخر تحديث:
الحلقة الأولى - راجية الهدى- 18 رمضان 1431 هـ
الحلقة الثانية - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثالثة - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الرابعة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الخامسة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ
الحلقة السادسة - أم عبدالباري- 8 شوال- 1431
الحلقة السابعة - سمر الأرناؤوط - جاهزة
الحلقة الثامنة- راجية رضا ربّي- 7 شوال- 1431
الحلقة التاسعة- أم عبد الباري - 8 شوّال- 1431
الحلقة العاشرة- أم عبدالباري - 8 شوّال - 1431
الحلقة الحادية عشر- شعاع - 8 شوّال- 1431
الحلقة الثانية عشر- شعاع - 8 شوّال- 1431
الحلقة الثالثة عشر- أم عبدالباري- 13 - شوال- 1431
الحلقة الرابعة عشر- ام عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة الخامسة عشر- ام عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة السادسة عشر- رٌ قي- 13 - شوال - 1431
الحلقة السابعة عشر- رُقي - 13 - شوال- 1431
الحلقة الثامنة عشر- أم عبدالباري -13 - شوال - 1431
الحلقة التاسعة عشر - أم عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة العشرون - يسرا السعيد - 13 - شوال - 1431
الحلقة الثلاثون - أم عبد الله - جاهزة
الحلقة الثانية والعشرون- أم عبدالباري - 15 - شوال- 1431
الحلقة السادسة والعشرون - راجية الهدى-15 - شوال- 1431
الحلقة التاسعة والعشرون - رُقي- 15 - شوال- 1431
ستتبقى الحلقات التالية: " 21 - 23 - 24 - 25 - 27 - 28"
قَرُبنا من خطِّ النِّهاية فمن يُسابق ...
ـ[راجية الهدى]ــــــــ[24 Sep 2010, 02:36 م]ـ
جزاك الله خيرًا على هذا التأصيل للمعلومة ,اسأل الله أن يزيدنا علمًا وعملاً.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[24 Sep 2010, 08:31 م]ـ
لا يسعني أمام هذه الهمة العالية والمسابقة في الخير إلا أن أحمد الله تعالى على نعمة الإسلام ونعمة المحبة فيه ونعمة حب خدمة كتابه العزيز فجزاكن الله خيراً أيتها الأخوات الفاضلات جميعًا وأسأله تعالى أن يجزل لكن الأجر والمثوبة وأن يحشرنا في زمرة المتحابين فيه المسارعين إلى مرضاته بارك الله بكن.
أختي الفاضلة أم عبد الباري كلما قرأت في ردك (وكفى الله المؤمنين القتال) أتصور أننا نحمل السيوف ونتقاسم الحلقات كما تقتسم غنائم الحرب فارفقي بنا واجعليها سلمًا وسلامًا وقانا الله وإياك شر القتال! هنيئًا لك الفوز بجائزة السباق فلك حصة الأسد في التفريغ كتب الله لك ولكل الأخوات أعظم الأجر والثواب.
أُشهد الله تعالى أني فخورة بكن جميعًا وسعيدة بهذا المشروع القيم ولا عجب فهذه همّة النساء إن اجتمعن على شيء لا يقف بوجههن أحد!
آخر تحديث للجدول:
الحلقة الأولى - راجية الهدى- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثانية - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثالثة - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الرابعة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الخامسة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ
الحلقة السادسة - أم عبدالباري- 8 شوال- 1431
الحلقة السابعة - سمر الأرناؤوط - جاهزة
الحلقة الثامنة- راجية رضا ربّي- 7 شوال- 1431
الحلقة التاسعة- أم عبد الباري - 8 شوّال- 1431
الحلقة العاشرة- أم عبدالباري - 8 شوّال - 1431
الحلقة الحادية عشر- شعاع - 8 شوّال- 1431
الحلقة الثانية عشر- شعاع - 8 شوّال- 1431
الحلقة الثالثة عشر- أم عبدالباري- 13 - شوال- 1431
الحلقة الرابعة عشر- ام عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة الخامسة عشر- ام عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة السادسة عشر- رٌ قي- 13 - شوال - 1431
الحلقة السابعة عشر- رُقي - 13 - شوال- 1431
الحلقة الثامنة عشر- أم عبدالباري -13 - شوال - 1431
الحلقة التاسعة عشر - أم عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة العشرون - يسرا السعيد - 13 - شوال - 1431
الحلقة الثانية والعشرون- أم عبدالباري - 15 - شوال- 1431
الحلقة السادسة والعشرون - راجية الهدى-15 - شوال- 1431
الحلقة التاسعة والعشرون - رُقي- 15 - شوال- 1431
الحلقة الثلاثون - أم عبد الله - جاهزة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[24 Sep 2010, 08:47 م]ـ
بارك الله فيكِ وأثابك خيراً ..
قد رَفَقتُ بكم، وجعلتها فيئاً بلا حرب ولا قتال:)
ولستُ هِزَبراً حتى أنالها كاملةً!
بل معكم في مأدبةٍ واحدة نتقاسم الخير سويّاً ..
صدق الله إذ يقول: يختصُّ برحمته من يشاء، والله ذو الفضل العظيم ..
رزقنا الله وإياكم هذه الرَّحمة، وهذا الفضل العظيم ..
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[24 Sep 2010, 09:23 م]ـ
شكر الله لك أختي الكريمة أم عبد الباري والحمد لله على الصُلح وانتهاء القتال! وأسأل الله تعالى أن تنالي الأجر كاملًا وكل أخت من الفاضلات اللواتي شاركن معنا ولو بالنية أو بالدعاء جعلنا الله دائمًا من المجتمعين على مأدبة القرآن في الدنيا وعلى مآدب الفردوس الأعلى
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[25 Sep 2010, 01:36 ص]ـ
مرحبًا بكن ياكريمات .....
أختي الفاضلة / سمر
يوجد خطأ في الجدول الحلقة الثلاثون ليست من تفريغي بل من تفريغ الأخت الفاضلة أم عبد الباري .. فأرجو تصويبه حتى لاأُحمد بما لم أفعل ...
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[25 Sep 2010, 06:07 ص]ـ
بارك الله فيك أختي الفاضلة أم عبد الله على التنبيه وهذا خطأ غير مقصود مني ربما للسرعة التي أكتب بها وإن شاء الله كلكن لكن الأجر فلا تقلقي وهذا آخر تحديث للجدول مع التصحيح
آخر تحديث للجدول:
الحلقة الأولى - راجية الهدى- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثانية - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثالثة - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الرابعة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الخامسة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ
الحلقة السادسة - أم عبدالباري- 8 شوال- 1431
الحلقة السابعة - سمر الأرناؤوط - جاهزة
الحلقة الثامنة- راجية رضا ربّي- 7 شوال- 1431
الحلقة التاسعة- أم عبد الباري - 8 شوّال- 1431
الحلقة العاشرة- أم عبدالباري - 8 شوّال - 1431
الحلقة الحادية عشر- شعاع - 8 شوّال- 1431
الحلقة الثانية عشر- شعاع - 8 شوّال- 1431
الحلقة الثالثة عشر- أم عبدالباري- 13 - شوال- 1431
الحلقة الرابعة عشر- ام عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة الخامسة عشر- ام عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة السادسة عشر- رٌ قي- 13 - شوال - 1431
الحلقة السابعة عشر- رُقي - 13 - شوال- 1431
الحلقة الثامنة عشر- أم عبدالباري -13 - شوال - 1431
الحلقة التاسعة عشر - أم عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة العشرون - يسرا السعيد - 13 - شوال - 1431
الحلقة الثانية والعشرون- أم عبدالباري - 15 - شوال- 1431
الحلقة السادسة والعشرون - راجية الهدى-15 - شوال- 1431
الحلقة التاسعة والعشرون - رُقي- 15 - شوال- 1431
الحلقة الثلاثون - أم عبد الباري - جاهزة
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[25 Sep 2010, 06:51 ص]ـ
الأخوات الكريمات
كتب الله لكن الأجر والمثوبة.
جهد مميز ... ومثالا يحتذى به. http://www.shababonaizah.com/images/smilies/h27.gif
وبإذن الله يكون مداد لجهود أخرى http://www.shababonaizah.com/images/smilies/h34.gif
ـ[رقي]ــــــــ[25 Sep 2010, 07:09 ص]ـ
أسعدكم المولى ..
ـ[يسرا السعيد]ــــــــ[26 Sep 2010, 11:08 ص]ـ
الحلقة العشرون جاهزة بفضل الله.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[26 Sep 2010, 06:40 م]ـ
أسأل الله أن يكتب لكن غُنم هذه الحلقات، وأن يبارك جهودكن، وأن ييسر لكن أموركن.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[26 Sep 2010, 09:26 م]ـ
جزاك الله خيرًا دكتور مساعد، هذا أقل الواجب تجاه ما تقدموه لنا وهذا المشروع يسعدنا جميعًا.
عليكم البرامج وعلينا التفريغ فتخد الله لكم أبواب العلم مشرعة ننهل منها جميعًا بإذن الله ونزداد فهمًا لكتاب الله تعالى.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[26 Sep 2010, 09:28 م]ـ
آخر تحديث للجدول
آخر تحديث للجدول:
الحلقة الأولى - راجية الهدى- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثانية - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثالثة - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الرابعة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الخامسة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ
الحلقة السادسة - أم عبدالباري- 8 شوال- 1431
الحلقة السابعة - سمر الأرناؤوط - جاهزة
الحلقة الثامنة- راجية رضا ربّي- 7 شوال- 1431
الحلقة التاسعة- أم عبد الباري - 8 شوّال- 1431
الحلقة العاشرة- أم عبدالباري - 8 شوّال - 1431
الحلقة الحادية عشر- شعاع - 8 شوّال- 1431
الحلقة الثانية عشر- شعاع - 8 شوّال- 1431
الحلقة الثالثة عشر- أم عبدالباري- 13 - شوال- 1431
الحلقة الرابعة عشر- ام عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة الخامسة عشر- ام عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة السادسة عشر- رٌ قي- 13 - شوال - 1431
الحلقة السابعة عشر- رُقي - 13 - شوال- 1431
الحلقة الثامنة عشر- أم عبدالباري -13 - شوال - 1431
الحلقة التاسعة عشر - أم عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة العشرون - يسرا السعيد - 13 - شوال - 1431 - جاهزة
الحلقة الثانية والعشرون- أم عبدالباري - 15 - شوال- 1431
الحلقة السادسة والعشرون - راجية الهدى-15 - شوال- 1431
الحلقة التاسعة والعشرون - رُقي- 15 - شوال- 1431
الحلقة الثلاثون - أم عبد الباري - جاهزة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[27 Sep 2010, 08:34 ص]ـ
بحمد الله تعالى وفضله ثم بمجهودات الأخوات الكريمات اللواتي يساهمن في مشروع تفريغ حلقات بينات نبدأ على بركة الله رفع الحلقات أولًا بأول بعد تنقيحها واعذروني على التأخر لظروف خاصة وانشغالي وعدم انتظام النت عندي هذه الأيام.
وهذه أولى الحلقات:
-
الحلقة الأولى – رمضان 1431 هـ
تأملات في سورة النساء الآية (1)
د. عبدالرحمن الشهري: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أيها الأخوة المشاهدون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وحياكم الله في هذا اللقاء المتجدد في برنامجكم برنامج" بينات" وسوف نبتدئ -بإذن الله تعالى- في هذا اللقاء وما يتلوه من لقاءات بالحديث والوقوف عند آيات سورة النساء، هذه السورة العظيمة التي تعد ثاني سورة من سور القرآن من حيث الطول، وقد اشتملت هذه السورة على الكثير من الأحكام والكثير من الاستنباطات والفوائد وسوف يكون حديثنا في هذا اللقاء مع المشايخ الدكتور:محمد الخضيري والدكتور:مساعد الطيار. -بإذن الله تعالى-
في هذا اللقاء ابتداء سوف نتحدث في هذه السورة بصفة مجملة لعلنا نتحدث إن شاء الله عن إسم السورة وعن مقصد السورة الأعظم الذي تحدثت عنه أو دارت حوله هذه السورة، ونتحدث عن نزول هذه السورة، ومايمكن أن يسمى معلومات السورة
د. محمد الخضيري:أو علوم السورة
د. عبدالرحمن الشهري: علوم السورة. قبل أن ندخل فيها فلعلنا نبدأ يا دكتور محمد بالحديث عن اسم السورة سورة النساء لماذا سميت سورة النساء؟ ثم نأتي نتحدث بعد ذلك عن مناسبة سورة النساء -إن شاء الله -لما سبقها وماتحدثنا عنه في سورة آل عمران وما بعدها بإذن الله تعالى فنبدأ على بركة الله تعالى شيخ محمد.
د. محمد الخضيري: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. طبعًا نحن في هذه الليلة نصور في مكان لم نعتد التصوير فيه، في هذه الأماكن الطيبة بلدة ماذا؟ تنومة. وأيضًا في هذه الاستراحة الجميلة لأحبتنا من آل سليمان جزاهم الله عنا كل خير، وأيضًا في هذا العام 1431 قبيل شهر رمضان، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يتم علينا حلقات هذا البرنامج على خير، ونحن عدنا إلى ما كنا عليه سابقًا من تصوير حلقات البرنامج في الخارج وليس في داخل الإستديو نظرًا لطلب كثير من الإخوة أن نعود لتلك العفوية وتلك الأماكن المفتوحة من أجل تضفي على البرنامج شيئًا من الحيوية والتجديد أيضًا وخصوصًا في البرامج الدينية التي تفتقر في كثير من الأحيان إلى الإبداع والتجديد، فلعل هذا البرنامج يكون أحد البرامج المبدعة وأسأل الله أن يكون له ذلك دائما وأبدًا.
طبعًا هذه السورة كما ذكرت يا دكتور عبد الرحمن هي سورة النساء وهي سورة مدنية نزلت بعد هجرة النبي-صلى الله عليه وسلم - وهذا معنى قولنا سورة مدنية، إذا قيل مدنية معناه بعد الهجرة وإذا قيل مكية قبل الهجرة. سميت سورة النساء ولا تشتهر هذه السورة بغير هذا الاسم وذلك والله أعلم أخذًا من لفظ في أول آية من آياتها عندما قال الله سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً). الحقيقة من يقرأ هذه السورة من أولها إلى آخرها يجد أنها عنيت بأمرالنساء، وأظهرت كثيرًا من الأحكام وأنصفت النساء، ودعت إلى إصلاح أحوالهن، وتغيير ما كان عليه أهل الجاهلية من هضمهن لكثير من حقوقهن، ومن يتتبع هذا في هذه السورة يجد أنه واضح وجلي. وأنا أقول في كون النساء يحظين باسم لسورة تعتبر من أطول سور القرآن يدل بلا شك على عناية القرآن بأمر النساء، وإخراجهن من ظلمات الظلم الذي كن يعشن فيه فلو كان القرآن أو كان الإسلام يهضم المرأة حقها ما ذُكرت أو جعل اسمها
د. عبدالرحمن الشهري:يعني جنس النساء
د. محمد الخضيري:جنس النساء عنوانًا لسورة عظيمة من سور القرآن
د. عبدالرحمن الشهري:في الوقت الذي لايوجد فيه سورة باسم سورة الرجال
(يُتْبَعُ)
(/)
د. محمد الخضيري:أو الذكور أو كذا. قال الله –عزوجل- في آية الخلق أو أنواع الجنين قال (يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا) فقدّم الإناث في الهبة لبيان أنهن مما كرمه الله عز وجل وشرّفه وأعطاه الحق الوافي وهذا لايمنع أن تقال الحقيقة بالنسبة للمرأة في كل شيء وتنصف ويدعى إلى إصلاح جميع أحوالها وأن يقوم الرجل عليها قيامًا راشدًا لايشعر فيه بالعلو الذي يدعو إلى الظلم ولكن العلو الذي يدعو إلى الإصلاح والإنصاف والرأفة والرحمة والرفق بهن.
د. عبدالرحمن الشهري: وهذا مقتضى القوامة على وجهها الصحيح.
د. محمد الخضيري: نعم صحيح
د. عبدالرحمن الشهري: بالنسبة للاسم يا دكتور مساعد في كونها توقيفية يعني لم يثبت أنها سميت سورة النساء إلا بهذا الاسم أليس كذلك؟
د. مساعد الطيار: هذا الظاهر, وبناءً عليه نقول أنه إذا ورد يعني لسورة من السور إسم واحد فالأقرب أنه ثابت عن النبي –صلى الله عليه وسلم – والرسول –صلى الله عليه وسلم –لما سأله عمر عن الكلالة قال تكفيك
د. عبدالرحمن الشهري: آية الصيف
د. مساعد الطيار: التي في سورة النساء
د. عبدالرحمن الشهري: التي في سورة النساء
د. مساعد الطيار: نعم. يعني مهم جدًا في التسميات النبوية البحث عن حكمة التسمية لأنه كونه صدر عن النبي –صلى الله عليه وسلم –لايكون إلا عن حكمة هناك علة لكن قد يقول قائل لم نجد الصحابة –رضي الله عنهم- قد عنوا بالبحث عن هذه الحكمة ولا وجدنا مثلاً من بعدهم من التابعين وأتباعهم من قد بحثوا عن هذه الحكم والعلل، فهذا من العلوم التي هي تعتبر من المُلَح وليست من متين العلم فعدم الوصول إليه لا يؤثر والوصول إليه يعني يكسب ..
د. عبدالرحمن الشهري: يزيدك معرفة
د. محمد الخضيري: يقين
د. عبدالرحمن الشهري: ويعينك على التدبر الصحيح لمعانيها عندما تفهم أنت الآن يعني مثًلا على سبيل المثال أذكر الدكتور إبراهيم خليفة أو إبراهيم عبد الرحمن خليفة له كتاب بعنوان "التفسير التحليلي لسورة النساء" فقال الآن سورة النساء نحن نقول أنها سميت بسورة النساء لأنه ذكر فيها حقوق النساء وذكر فيها النساء كثيرًا وهذا سبب مقبول ومشهور في كتب التفسير والذي يقول به فهو مصيب
د. محمد الخضيري:وقوله صحيح
د. عبدالرحمن الشهري: قال ولكن الذي أراه أن هناك معنى عميق في تسمية سورة النساء بهذا الاسم وهو أن سورة النساء عدد آياتها 176 آية يظهر بوضوح في هذه السورة معنيان متصلان بالمرأة
د. محمد الخضيري:جميل
د. عبدالرحمن الشهري: وهذان المعنيان منتشران في سورة النساء والمعنى الأول هو الإنصاف
د. محمد الخضيري: إنصاف المرأة
د. عبدالرحمن الشهري: نعم، والمعنى الثاني هو الإصلاح. فيمكن أن نقول أن الإنصاف والإصلاح الموجود في سورة النساء ولأن المرأة تحتاج الإنصاف وتحتاج الإصلاح، لذلك نحن لو قلنا أن حقوق النساء في سورة النساء أو قلنا أن سورة النساء هي سورة الحقوق حقوق المرأة وحقوق الأيتام وحقوق الضعفاء ..... إلخ فهذا معنى مقبول لكن هناك معنى الإنصاف والإصلاح الذي تحتاجه المرأة تحتاج الإنصاف إذا كانت في الميراث، وتحتاج الإنصاف إذا كانت زوجة وتحتاج الإنصاف إذا كانت ابنة، أمًا.إلخ، وإذا كانت يتيمة أيضًا، وتحتاج الإصلاح لأنه من حقوق المرأة الإصلاح وهو القيام على تربيتها
د. محمد الخضيري: وتهذيبها
د. عبدالرحمن الشهري: وتهذيبها وتعليمها حتى إذا تزوجت تكون على مستوى المسؤولية ,
د. محمد الخضيري: دعني أذكر بعض الآيات الدالة على الإنصاف
د. عبدالرحمن الشهري: على هذا المعنى
د. محمد الخضيري: وعلى الإصلاح
د. عبدالرحمن الشهري: نعم، اذكرها
د. محمد الخضيري: مثلاً في الإنصاف قال الله –عزوجل – في أول السورة قال (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ) هذا إنصاف
د. عبدالرحمن الشهري: لليتيمة
د. محمد الخضيري: إي، إذا خاف الإنسان ألا يقسط ويعدل في حق اليتيمة فيعطيها مهرًا مثل ما تعطى نظيراتها من النساء فلا ينبغي لولي اليتيمة أن يتزوج بها لئلا يضر بمهرها وحقها في ذلك الأمر
د. عبدالرحمن الشهري: هذا إنصاف
(يُتْبَعُ)
(/)
د. محمد الخضيري: مثال الإنصاف. مثال الإصلاح (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا)
د. عبدالرحمن الشهري: هذا إنصاف
د. محمد الخضيري هذا إصلاح
د. عبدالرحمن الشهري: وإصلاح نعم
د. محمد الخضيري:هذا إصلاح
د. عبدالرحمن الشهري: وأيضا (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ)
د. محمد الخضيري:نعم هذا إصلاح
د. عبدالرحمن الشهري: نعم هذا إصلاح أيضًا، صدقت.
د. مساعد الطيار:لكن يا شيخ عبد الرحمن المعنى الذي ذكره الدكتور إبراهيم يدخل في كونه من الحقوق.
د. عبدالرحمن الشهري: لا شك
د. مساعد الطيار:فالإنصاف والإصلاح
د. محمد الخضيري:حقان
د. مساعد الطيار:حقان من الحقوق المرتبطة بالمرأة
د. عبدالرحمن الشهري: هو طبعا هو الآن ماذا يقصد الدكتورالخليفة؟ يقول الآن السورة سميت سورة النساء لهذه العلة لأنه قد انتشر فيها معنى الإنصاف والإصلاح المرتبط بالنساء الذي تحتاجه النساء، أما إذا تحدثنا عن الموضوع الآخر وهو ما هو موضوع سورة النساء أصلاً؟ قلنا موضوعها الحقوق حقوق المرأة، وحقوق الضعفاء، وحقوق الأيتام،
د. مساعد الطيار: وحقوق الورثة
د. عبدالرحمن الشهري: حقوق الورثة وهذه ستأتي معنا بكثرة
د. مساعد الطيار:مفصلة نعم
د. عبدالرحمن الشهري: فهذا يعني جانبان مختلفان أليس كذلك
د. مساعد الطيار:هذا صحيح
د. عبدالرحمن الشهري: موضوعات السورة وجانب تسميتها بسورة النساء
د. مساعد الطيار:و بما أنك ذكرت قبل قليل قضية العناية بالنساء يعني هي الحقيقة قضية مهمة ومن أخطر الأمور في نظري أن يكون الحق معك ولكنك لم تستطع بيانه
د. عبدالرحمن الشهري: نعم
د. مساعد الطيار: ولهذا من يضل من نساء المسلمين، ويذهبن إلى النظر إلى حقوقهن كحقوق المرأة الغربية هذا دلالة كبيرة جدًا على جهل هذه المرأة وأنها لم تعرف حقها الصحيح، وإلا فإننا نجد أن كثيرًا من النساء الغربيات إذا أسلمن أدركن أنهن بالإسلام وصلن إلى حقهن الصحيح
د. عبدالرحمن الشهري: نعم
د. مساعد الطيار: وأول حقوقهن هو قضية الحجاب. يعني يعتبر من الحقوق الكبيرة جدًا للمرأة التي نجد مع الأسف أن كثيرًا من المسلمات فرّطن فيه، وظنن أنه من التزمت أو ظنن أنه من
د. محمد الخضيري:من التضييق
د. مساعد الطيار:من التضييق على المرأة وهو في الحقيقة نوع من الإكرام، لم يدرك هذا الإكرام إلا من وقع في سوء الجاهلية فانتقل إلى الإسلام، فما بال بنات المسلمين اليوم ومعهن هذا النور يفقدنه ويتنازلن عنه؟! ولذا نقول مهم جدًا أن ننتبه أن عندنا الحق لكن عندنا ضعف في بيان هذا الحق و في إيصاله
د. محمد الخضيري:يعني قصدك يا شيخ مساعد أن هذه السورة تعطي المسلم القوة في بيان هذا الحق
د. مساعد الطيار:نعم
د. محمد الخضيري:وفي إظهاره لأنه يعتمد في إظهاره على كلام ربه سبحانه وتعالى والغريب أنه يأتي بشكل تنصيصي
د. مساعد الطيار:نعم
د. محمد الخضيري:يعني مثلاً انظر عندما يقول (خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً) يذكر النساء مع الرجال ثم يقول (لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ) كذلك في قول الله –عز وجل- (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ) وفي قوله في آخر السورة (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ) تنصيص على هذه المواطن بحيث يجهر المسلم بها ويعلم أنه يستند فيها إلى حق صريح ليس محلاً للاجتهاد ولا أيضًا للتواري ويعني عدم الوضوح
د. مساعد الطيار:صحيح
د. محمد الخضيري:نعم
د. عبدالرحمن الشهري: الحقيقة مسألة حقوق الإنسان في سورة النساء موضوع مهم جدًا
د. محمد الخضيري:نعم
د. عبدالرحمن الشهري: وقد أفرد يعني الدكتور-رحمه الله وغفر له - الدكتور عبد الحميد طهماز هذا الكتاب سماه (حقوق الإنسان في سورة النساء)
د. محمد الخضيري:نعم
(يُتْبَعُ)
(/)
وتحدث فيه بحديث طويل عن قضية كيف أن الغرب يعني يتشدق الآن بحقوق الإنسان وكأن كثيرًا من الناس حتى من المثقفين المسلمين يظنون أن ترسية مبدأ حقوق الإنسان ووضع أصول هذه الحقوق كأنها غربية النشأة وأن المسلمين لم يعرفوا حقوق الإنسان إلا لما جاءتهم من الغرب وبدأ الغرب يروجون لها كأن الإسلام لايعرف حقوق الإنسان ولم يضع لها. وأنا أقول سورة فقط كنموذج مع أن القرآن الكريم مليء بالحديث عن حقوق الإنسان
د. محمد الخضيري: صحيح
د. عبدالرحمن الشهري: والسنة النبوية، لكن في سورة النساء فقط فيها حديث مفصل ودقيق عن حقوق الإنسان سواءً النساء، أو الأيتام، أو حقوق الورثة، بصفة عامة والورثة قد يكونون كل الناس
د. محمد الخضيري:نعم. الأب، والابن، والزوج، والزوجة، والإخوة، والأخوات، والأخ لأم، والأخت للأم، والأشقاء كلهم يدخلون، فيعني مجرد الحديث عن سورة النساء حديث أتصور لو يتتبعه متتبع يجد فيه تفاصيل كثيرة
د. محمد الخضيري:أنا أقول يا أبا عبد الله أنه حقوق الإنسان التي ذكرت في سورة النساء وحدها فيها من الجوانب التي يعني يلمسها الإنسان في هذه السورة ما لا يمكن أن تجده في دساتير الأرض كلها، سأعطيك آية واحدة تسمى آية الحقوق في نفس السورة
د. عبدالرحمن الشهري: إيوه
د. محمد الخضيري: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ) لو تأخذ كل واحد من هؤلاء وتأخذ كيف الآية نصت على حقه ستجد من بين هؤلاء من لايذكر في دساتير الدنيا كلها مثلاً (وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ)
د. عبدالرحمن الشهري: نعم
د. محمد الخضيري: الصاحب بالجنب هو الصديق في العمل، الذي يسافر معك، الذي يركب بجوارك في الطائرة يسمى صاحبًا بالجنب، بالله عليك إقرأ في أي دستور لحقوق الإنسان في الأرض
د. عبدالرحمن الشهري: هل أعطت هذا النوع؟
د. محمد الخضيري: أبدًا، يمكن ولا تحدثت عنه، ولا أعطته أي جانب من الجوانب إنما تجد الحقوق الإنسان في العالم الغربي تتصل في حق البدن، والإيذاء، حق المال، حقوق معينة ظاهرة وواضحة لكن هذه الحقوق الدقيقة واللطيفة والمهمة في نفس الوقت لاتجد أحدًا يلتفت لها وهذا ما يميز يعني ألفاظ القرآن ومعانيه عن هذه الدساتير المختلقة
د. عبدالرحمن الشهري: بل حتى يعني مصداقًا لهذه الفكرة جبر الخواطر إن صح أن نسميها
د. محمد الخضيري: نعم
د. عبدالرحمن الشهري: مراعى في هذه السورة في قوله سبحانه و تعالى (وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ) هم ما لهم حق في التركة ما لهم حق في التركة منصوص عليه ولكن الله يقول إذا حضر أحد من هذه الفئة القسمة فلا تنسوهم
د. محمد الخضيري:الله أكبر!
د. عبدالرحمن الشهري: يعني أعطوه ما يرضيه، أعطوه ما يجبر خاطره حتى لايخرج من هذه القسمة وفي نفسه شيء من الحسد أو في نفسه شيء من التشوف.
د. محمد الخضيري:بل يا أبا عبد الله في جبر الخواطر هناك ما هو أدق أيضًا من هذا
د. عبدالرحمن الشهري: ما هو؟
د. محمد الخضيري وهو أنك إذا بذلت المال لامرأتك مهرًا لها ينبغي لك أن تبذله بطيب نفس منك (وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً) يقولون نحلة ليست هي العطية، النحلة هي العطية التي يكون صاحبها يعني
د. عبدالرحمن الشهري: طيب النفس
د. محمد الخضيري طيب النفس فيها
د. مساعد الطيار:ولهذا قال (فَإِنْ طِبْنَ)
د. محمد الخضيري:نعم (فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا)
د. عبدالرحمن الشهري: كما أنكم أنتم أعطيتموه بطيب نفس فلا تأخذونه إلاإذا
د. محمد الخضيري:إذا طابت أنفسهن به
د. عبدالرحمن الشهري: جميل
د. محمد الخضيري:بالله عليك أين تجد من يتحدث عن طيب النفس في عطاء مال أو أخذ مال؟!
د. مساعد الطيار:إذن المشكلة ليست في الدستور الذي سميناه الدستور الإسلامي إنما في التطبيق
د. محمد الخضيري:نعم
د. عبدالرحمن الشهري::ترى يعني يا إخواني ترى بالمناسبة كثير من المسلمين, كثير منا لايفهم هذه المعاني من الآية
د. محمد الخضيري:نعم
(يُتْبَعُ)
(/)
د. عبدالرحمن الشهري: يعني (وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً) صدقاتهن:جمع صداق يعني المهر
د. محمد الخضيري: نعم
د. عبدالرحمن الشهري: نحلة، وهذه الآية واضحة في أن المهر والصداق حق خالص للمرأة ,
د. محمد الخضيري: نعم
د. عبدالرحمن الشهري: تعالوا عندنا في المجتمعات الآن كثير من أولياء الأمور الآن يعتبر المهر هو أولى به هو أولى به ويأخذه ولايعطي للبنت أو الزوجة منه شيء
د. محمد الخضيري:صحيح.
د. عبدالرحمن الشهري: أين هذا الفهم للآية على وجهها؟! فأنا أتصور أننا بحاجة ماسّة حقيقة بأن نقرب معاني القرآن الكريم للناس وأن نحاول سواء في برنامجنا هذا أو حتى بصفة عامة وصية لإخواني الذين يمكن أن يبنوا للناس معاني القرآن أن يقربوا المعاني للناس، يعني هذا القرآن الكريم فيه من البلاغة ,وفيه من الإعجاز وفيه من الفصاحة ما لايدرك اليوم بمجرد قراءة القرآن
د. محمد الخضيري صحيح
د. عبدالرحمن الشهري وإنما يحتاج فعلاً إلى أن تبين للناس المعاني الدقيقة لهذه الآيات وأيضًا الدلالات التي تشتمل عليها هذه الآيات المعجزة. فمثلاً الآن عندما تقول (وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً) أن النحلة في اللغة، لايقال عن العطية نحلة إلا إذا كانت عن طيب نفس وهذا المفترض في المهر يكون عن طيب نفس
د. محمد الخضيري:نعم. أمر آخر يتصل بهذا ما أدري الأخ أبو عبد الملك إذا كان عندك فكرة تقولها؟
د. مساعد الطيار:لا، أنا أكملها في فكرة أخرى
د. محمد الخضيري:وهو حول هذه السورة وبيان دلالتها للناس أنا أرى أن هذه السورة ينبغي تقريرها في مناهج الدراسة وخصوصًا عند النساء أولاً لكثرة أحكام النساء الموجودة فيها، ثانيًا لأنه يذكر هذه الحقوق ويدل عليها ويؤكد يعني بطرق مختلفة وتبين هذا الشأن العظيم للمرأة في الإسلام،
د. عبدالرحمن الشهري بل حتى الرجال عفوًا الرجال هم معنيون بهذه السورة لأنها حقوق هم يقومون بها تجاه النساء
د. محمد الخضيري: نعم
د. مساعد الطيار:صحيح , يعني عليهم الحقوق
د. عبدالرحمن الشهري:نعم
د. مساعد الطيار:قد يقول قائل هذه السورة قبل قليل قلت الشيخ عبد الرحمن أنها ثاني أطول سورة
د. عبدالرحمن الشهري:في القرآن
د. مساعد الطيار:في القرآن, قد يقول قائل هل هذه السورة كلها نزلت دفعة واحدة؟
د. محمد الخضيري:نعم
د. مساعد الطيار:أو هي من الذي نزل شيئًا بعد شيء؟ طبعًا الظاهر أنها لم تنزل لم يذكر أنها طبعًا نزلت دفعة واحدة بل هناك آيات تدل على أنها نزلت متأخرة جدًا
د. محمد الخضيري:نعم
د. مساعد الطيار:وآيات نزلت متقدمة ثم هي كما عادة يعني العادة في
د. عبدالرحمن الشهري:نزول الوحي
د. مساعد الطيار:في نزول القرآن كما ذكر زيد بن ثابت، وتأليفه هو جمع الآيات بعضها على بعض ولكن الذي أمر بها هو الله – سبحانه وتعالى-ولهذا ترتيب الآيات باتفاق العلماء توقيفي
د. عبدالرحمن الشهري:توقيفي، نعم، يعني الآيات وراء بعض
د. محمد الخضيري:أي نعم الآيات التي في السورة
د. مساعد الطيار:نعم قوله (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ) قبل قوله (وآتوا اليتامى)
د. محمد الخضيري:نعم
د. مساعد الطيار: نعم
د. محمد الخضيري:وأنها الآية الأولى
د. مساعد الطيار:نعم وأنها الآية الأولى،ولهذا بنى على هذه المسألة بعض العلماء حكمًا أنه لايجوز تنكيس
د. عبدالرحمن الشهري: الآيات
د. مساعد الطيار:الآيات
د. عبدالرحمن الشهري:تنكيسها يعني قراءتها بالعكس
د. مساعد الطيار:قراءتها بالعكس، نعم لأنه يخل لاشك بنظم القرآن و يخل بالمعاني لأن المعاني مترتبة هكذا
د. عبدالرحمن الشهري:وهذا غالبًا ما أظنه يفعله دكتور مساعد إلا واحد عابث يقرأ السورة من آخرها للأول صح أم لا؟
د. محمد الخضيري:وجدت يا أبا عبد الله إخوانا في إفريقيا، ولعله بعض الناس الآن يستمعون إلينا يقيسون حفظ الحافظ بقراءته للسورة من آخرها إلى أولها
د. مساعد الطيار:يعني هذي مجرد
د. عبدالرحمن الشهري:اختبار
د. مساعد الطيار:اختبار
د. محمد الخضيري:لا، لا ليست للتعنت، لكن نقول أيضًا لاينبغي أن يفعل هذا
د. مساعد الطيار:هذا تمام
د. محمد الخضيري:نعم لأنه وإن كان مقياس لحفظ الحافظ إلا أن مثل هذا يعني قد يعني
د. عبدالرحمن الشهري:فيه نوع من الإنقاص
(يُتْبَعُ)
(/)
د. محمد الخضيري:نعم فيه إنقاص من قدر القرآن، وتغيير لترتيبه الذي أنزله الله عليه
د. مساعد الطيار:ولهذا نحن نقول قضية مهمة جدًا يكثر الحديث عنها اليوم أن من يروم البحث عن ترتيب نزول الآيات والسور فإنه لن يستطيع أن يصل إلى ترتيب كلي.
د. محمد الخضيري: وإنما إجمالي
د. مساعد الطيار:يعني في بعض السور إجمالي أما في بعضها فمحال
د. محمد الخضيري: نعم
د. عبدالرحمن الشهري: نعم
د. مساعد الطيار:ولهذا من باب النصيحة لكتاب الله
د. عبدالرحمن الشهري: لعدم ورود دليل
د. مساعد الطيار:لعدم ورود دليل قطعي
د. محمد الخضيري: صحيح, نعم
د. مساعد الطيار:من باب النصيحة لكتاب الله أن ينتبه من يريد أن يفعل هذا الفعل وألا يحتج بفعل من فعله مثل بعض الذين كتبوا في هذا
د. عبدالرحمن الشهري: الذين كتبوا في التفسير
د. مساعد الطيار:فنحن نشكر لهم عملهم ولكن ليس هو العمل الصحيح
د. محمد الخضيري: نعم
د. مساعد الطيار:وقد سئلت إذا كان هناك فوائد في ترتيب النزول فكيف نستطيع أن نستفيد؟ فقلت لهم: الجواب واضح جدًا: من عُنيَ بترتيب النزول من العلماء فإنه يذكر الفوائد في مكان الآية بمعنى أنه لايمكن أن نجد أن أحدًا من العلماء يتكلم عن آيات الطلاق وبينها ناسخ ومنسوخ ولايتكلم عن هذه القضية
د. عبدالرحمن الشهري: المتقدم والمتأخر
د. مساعد الطيار: المتقدم والمتأخر ويمكن أن يُجعل في مقدمة كل سورة تنبيه على المتقدم والمتأخر والحديث عنه بحيث أن يكون مرتبطًا بالآيات نفسها على نفس الترتيب وعلى نفس النسق فالله سبحانه وتعالى من حكمته أن جعل الآيات هكذا وأنت كأنك لما تريد ترتب الآيات على النزول تخالف هذه الحكمة
د. محمد الخضيري: صحيح
د. عبدالرحمن الشهري: نعم
د. مساعد الطيار: وهذه قضية مهمة جدًا أن ننتبه لها. قضية أخرى ونحن نتكلم عن هذه السورة وعن موضوعات السورة ومقاصدها، ننتبه أيضًا إلى ملحظ مهم جدًا وهو أن كل من سبقنا من العلماء سبق إلى مقاصد الآيات يعني ما هو المقصود من هذه الآية؟، ماذا تريد هذه الآية؟ ما الذي توصله هذه الآية؟ ما الذي نفهمه منها؟ فهذه القضية مهمة جدًا في أننا نركز عليها وألا يشغلنا الحديث عن مقاصد السور وعن موضوعات السور وعن غيرها، لايشغلنا الحديث فيكون طاغيًا على مقاصد الآيات، ومعنى ذلك أن يكون عندنا نوع من التوزان حال الطرح فنذكر مقاصد السور ونتكلم عن الوحدة الموضوعية فيها، ونتكلم عن الموضوعات التي فيها، هذا جانب، ولكن أيضًا هناك جانب مهم جدًا وهو الجانب المراد الذي هو تفسير السورة على حسب
د. عبدالرحمن الشهري: ترتيبها الموجود في المصحف
د. مساعد الطيار: نعم ترتيبها الموجود في المصحف
د. عبدالرحمن الشهري: مع أن يعني تعليقًا على هذا الكلام يا دكتور ليس هناك أحد ممن كتب تفسير القرآن الكريم على حسب ترتيب نزوله تحدث عن ترتيب الآيات لأنهم ما يستطيعون أن يجزموا بأن هذه الآية نزلت قبل هذه الآية في السورة نفسها فترتيبهم للنزول هو ترتيب للسور إجمالاً فقط مع أن ما ذكرت أنت الآن سورة النساء لم تنزل دفعة واحدة
د. مساعد الطيار: نعم
د. عبدالرحمن الشهري: فقطعًا نزل جزء منها، ثم نزل بعده جزء من سورة أخرى أو سورة أخرى كاملة ثم نزلت تكملة بقية النساء وهكذا، يعني ليس هناك قول قاطع تطمئن إليه في ترتيب النزول، أنا متفق معك مائة في المائة صحيح
د. محمد الخضيري:أدل الأدلة على ذلك سورة البقرة هي أول سورة أنزلت بعد هجرة النبي –صلى الله عليه وسلم –على قول كثير من العلماء لكن المجزوم به أيضًا أن هذه السورة امتد نزولها إلى قبيل وفاة النبي –صلى الله عليه وسلم –لأن آيات الربا من آخر ما أنزل في سورة البقرة من آخر ما أنزل على النبي –صلى الله عليه وسلم –وفيها قول الله –عزوجل -
د. عبدالرحمن الشهري: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ)
د. محمد الخضيري: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ)
د. عبدالرحمن الشهري: طيب كيف يصنعون هذولا المشايخ الذي فسروا القرآن الكريم على حسب ترتيب النزول مثل الشيخ محمد عزت دروزة، ومثل الشيخ العناني العراقي، ومثل الشيخ عبدالرحمن حبنكة ترى
د. محمد الخضيري الميداني نعم رحمهم الله
(يُتْبَعُ)
(/)
د. عبدالرحمن الشهري: فسروها على أنها أول سورة نزلت في المدينة وتكلموا عنها أنها أول سورة ثم بعد ذلك جاءت سور النساء وغيرها مع أنه استمر نزولها من أول العهد المدني إلى آخر العهد المدني
د. محمد الخضيري:نعم
د. مساعد الطيار: نعم
د. عبدالرحمن الشهري: نعم فيعني وضعهم لها في الأول صح هي ابتدأ أولها لكنها استمرت ثمان سنوات أو عشر سنوات
د. مساعد الطيار: ولهذا نلاحظ مثلاً سبب نزول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى)
د. عبدالرحمن الشهري: في سورة النساء
د. مساعد الطيار: نعم أو (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) وأمثالها فإنها لها أسباب نزول أو أحوال نزول تدل على تأخرها وأن هذه الآية نزلت بعد تلك الآية نجزم يقينًا من خلال هذه الأحوال
د. محمد الخضيري:صحيح
د. مساعد الطيار: مما يدل على أن قضية ترتيب الآيات تكفّل الله -سبحانه وتعالى- بها ولهذا ارتبطت بقضية الإعجاز وأي مخالفة لهذا الترتيب فإنه يخل بهذا النوع من الإعجاز وهو ترتيب النظم على هذه الشاكلة، فمثلًا من يبحث في التفسير الموضوعي فيخرج الآية من مساقها
د. عبدالرحمن الشهري: نعم
د. مساعد الطيار:ويدرسها من خلال الموضوع مهما بلغ من الفوائد واللطائف والأشياء التي يستنبطها يبقى أن هناك نقصًا في ربط هذه الآية بمساقها بمعنى أنها لها في مساقها
د. عبدالرحمن الشهري: يعني معاني ودلالات
د. مساعد الطيار: أحوال ومعاني دالة لايمكن حينما تأخذها أن تتحدث عنها
د. محمد الخضيري:نعم
د. مساعد الطيار: ونعم أنت حينما تخرجها مع مثيلاتها من الموضوعات تخرج فوائد فنقول إذن هي القضية قضية توازن مهمة جدًا. ولهذا أنا استغرب من بعض الباحثين من إذا اقتنع بفكرة وأراد أن يبرز هذه الفكرة
د. عبدالرحمن الشهري: همّش الأفكار الأخرى
د. مساعد الطيار: نعم، جاء إلى ما تكلم به العلماء المتقدمون وألغاه كأنه لا يفيد أبدا، فبعضهم مثلاً يدعي أن دور التفسير التحليلي انتهى والآن جاء دور التفسير الموضوعي يعني بعبارات فيها شيء من الغرابة
د. عبدالرحمن الشهري: صحيح
د. مساعد الطيار: لكن نقول
د. عبدالرحمن الشهري: مبالغة
د. مساعد الطيار:لكن نقول الاعتدال والتوازن هو الأمر المطلوب
د. محمد الخضيري:حول موضوع الحقوق الحقيقة أنا لاحظت في السورة إذا قلنا أن موضوعها هو الحقوق أو حقوق الضعفاء الأمر بالتقوى فيها تكرر كثيرًا والعجيب أنه كلما ذكرت هذه الحقوق والعلاقات مع الناس وأداء هذه الحقوق بشكل يتقي فيه العبد ربه سبحانه وتعالى ويراقبه فيه أولاً قبل أن يراقب المخلوقين والأنظمة واللوائح التي يضعها الناس لتنظيم أحوالهم،نحن نلاحظ هذه السورة افتتحت بالتقوى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ) لما جاء في موضوع يعني أداء حق المرأة عندما يكون الرجل قد يسمونه عند العامة طمح عنها، وإلا نشز عنها يعني ماعاد صار له رغبة فيها قال –جل وعلا – (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (128) وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا)
ننتهي من هذا، بعدها تأتي آية الأمر بالتقوى في القرآن في قول الله –عز وجل- (وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ) أنا أعرف المشايخ الآن نزل المطر ماشاء الله
د. عبدالرحمن الشهري:الحمد لله، المطر
(يُتْبَعُ)
(/)
د. محمد الخضيري:نسأل الله أن يجعله خيرًا وإن كان فيه شيء من الحقيقة الضررعلى برنامجنا لكن نحن نقول يجعل الله فيه الخير للمسلمين، اللهم اجعله صيبًا نافعًا وبارك لنا في هذا البرنامج واجعله من البرامج المباركة
د. عبدالرحمن الشهري:اللهم آمين
د. محمد الخضيري:النافعة لعباده فأقول يعني الحقيقة هذه السورة أبرزت مع الحقوق قضية التقوى ونحن نقول يجب علينا عندما نتكلم عن الحقوق دائمًا مع الناس أن نبرز قضية التقوى
د. مساعد الطيار: صحيح
د. محمد الخضيري:لأنه لايمكن أن يستجيب الناس لها ولا أن يستقيموا على العمل بها ولا أن يقوموا بها في كل مكان تصور مع النساء بالله عليك أنت الملك وأنت القادر على أن تظلم أو تعدل أو تتفضل من الذي يجبرك على ترك هذا أو عمل هذا إلا إذا عمر قلبك بالتقوى؟! ولذلك من أول السورة إعلان (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا) إذن اتقوا فيه شيء عظيم جدًا يستحق أن يقال (اتَّقُوا) وهو أن هناك حقوق وحقوق لإناس ضعفاء يملكك الله –عز وجل –أمرهم
د. مساعد الطيار: ولهذا مصداق لقولك لو ذهبت إلى المحكمة ونظرت لإحدى يعني إهدار هذا الحقوق من بعض الناس يعني الزوج يظلم زوجته، والإنسان يأخذ مال غيره ولا يرده، و إنسان يفعل
د. محمد الخضيري:أموال يتامى
د. مساعد الطيار: أموال يتامى كلها راجعة إلى عدم التقوى
د. محمد الخضيري:صحيح
د. عبدالرحمن الشهري:نعم
د. مساعد الطيار: ولو كانت التقوى موجودة لزال كثير من هذه القضايا
د. محمد الخضيري:العجيب اقتران التقوى بآيات الطلاق والخصومات الزوجية
د. عبدالرحمن الشهري:كثيرًا
د. محمد الخضيري:متصل في القرآن
د. مساعد الطيار: صحيح
د. محمد الخضيري:في البقرة، في سورة النساء، في سورة الطلاق
د. مساعد الطيار: في الطلاق
د. محمد الخضيري: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا)
د. مساعد الطيار: يعني أربع مرات أو خمس مرات
د. محمد الخضيري: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا) (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ) كلها سبحان الله تأتي في هذا الميدان لأنه ميدان نزاع وخصومة والتقوى تخف فيه.
د. عبدالرحمن الشهري:يعني لايمكن أن تفرض على رجل أنه يعدل مع زوجته، أو يعدل مع اليتيمة التي هي موليته إذا لم يكن هو من نفسه يعني يجد وازعًا من دينه وخوفه من الله –سبحانه وتعالى –
د. محمد الخضيري:صحيح، نعم.
د. عبدالرحمن الشهري: نعم
د. مساعد الطيار: أيضًا من القضايا المهمة طبعًا في قضية السورة سبقت وأن أشرنا فقط إلى جزء منها وهي قضية موضوعات السورة. قبل قليل قلنا أن التوازن مطلوب في التعاطي مع المعلومات نحن بحاجة في نظري إلى النظر في موضوعات كل سورة قبل الدخول في تفسيرها وأيضًا حتى قبل قراءتها أو قبل حتى حفظها بحيث أنه يكون عندك تصور لموضوعات السورة، والكلام عن موضوعات السورة نقول أن هناك موضوعات تفصيلية، وهناك موضوعات عامة ونحن نريد الموضوعات العامة بمعنى أن هذه المجموعة من الآيات تتحدث عن كذا، هذه المجموعة من الآيات تتحدث عن كذا، هذه المجموعة من الآيات تتحدث عن كذا، بهذا الشكل هذا المقصود من موضوعات السورة، ولو أن قارئ القرآن وضع في مصحفه الخاص مثلاً على حاشية المصحف مثلاًبداية السورة مثلاً الأمر بالتقوى، قد تعطي إنسان آخر تقول ما موضوع الآية؟ يقول لك موضوع الآية خلق آدم أو خلق البشر، لماذا؟ لأنه نظر إلى
د. عبدالرحمن الشهري: (خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا)
د. مساعد الطيار: وقد يأتي واحد آخر ويضع موضوعًا آخر، لكن المقصود وإن تعددت نظراتنا إلى الموضوعات إلا أنه يقال النظر الخاص لكل واحد منا وهو يقرأ هذه السورة وعنده تصور خارقي لهذه الموضوعات التي تتحدث عنها السورة فإننا نعتبر أنه شيء جيد، وقد جربت أحيانًا في بعض الدروس في أننا نتأمل السورة ونحاول نستخرج منها المقاطع يعني هذا المقطع ينتهي أين أين ينتهي وأذكر أني كنت أستفيد من المصحف الباكستاني المصحف الباكستاني فيه ميزة
د. محمد الخضيري:الركوعات
د. مساعد الطيار: هي الركوعات يكتبون عليها عين والآن المصحف الكويتي الذي صدر قريبًا
د. محمد الخضيري:نعم يراعي
(يُتْبَعُ)
(/)
د. مساعد الطيار: استفادوا من هذه الركوعات ووضعوها وأنا الحقيقة أدعو أن يستفاد من هذه الركوعات لأنها في الغالب تكون في موقف تام فتمثل وحد متكاملة وقد يكون ضمن هذه الوحدة المتكاملة أكثر من موضوع فيمكن أن يلتفت إليها، وكما قلنا سابقًا في أحد برامج بينات لما تكلمنا عن فائدة هذا المصحف، وهذي العين أنها مفيدة للحفاظ من جهة فيقفوا على مواقف معينة، مفيدة لأئمة التراويح أن يقفوا على مواقف أيضًا تامة أو كافية، هذا أيضًا دعوة أن يكون هناك نوع من التدبر المتعلق بموضوعات السورة وبجمعها أقول أيضًا لو جمعت موضوعات السورة كلها ثم وضعت أمامك في لوح كبير ونظرت لموضوعات كل سورة فتستطيع أن تعرف ما هي الموضوعات الكلية التي ناقشها القرآن من خلال النظر الأولي لهذه الموضوعات.
د. محمد الخضيري:أنا من خلال دعوتك هذه يا دكتور مساعد الحقيقة ألحظ أن كل سورة يكاد يكون هناك يعني عنوان كما أسلفنا في سورة النساء مثلاً هي سورة الحقوق حقوق الضعفاء أو نحو ذلك تلحظ هناك عنوان عام ثم داخل هذا العنوان العام عدد من الموضوعات مثل ما ذكر الدكتور مساعد قبل قليل هذه الموضوعات ممكن تجعلها موضوعات رئيسية أو غير رئيسية. أيضًا في ثنايا السورة تجد هناك موضوعات فرعية تتردد يمينًا ويسارًا في ثنايا هذه الموضوعات الرئيسة، ما الذي يمنع الباحث أو التالي للقرآن وهو يقرأ سورة النساء إذا مر التقوى قال التقوى مر مرة واحدة لما مر عليه مرة ثانية اثنين مر ثالثة ثلاثة أربعة، إذا تكررتبين له أن هذا الموضوع أشبه مايكون بالموضوعات الرئيسية للسورة، قدر بذلك ما هي الموضوعات الرئيسة في هذه السورة وما هي الموضوعات الفرعية في السورة، هذه الموضوعات الفرعية لا تخلو من حالين: إما أن تكون موضوعًا يمُهد له في هذه السورة فهو فرعي ثم يُؤسس يعني يكون أساسيًا في السورة التالية
د. عبدالرحمن الشهري:وهذا صحيح يليها
د. محمد الخضيري:الشيء الثاني إما أن يبقى موضوعًا فرعيًا لايتكرر في القرآن مرة أخرى ماذا نستفيد من هذا؟
د. عبدالرحمن الشهري:أن هذا هو مكانه
د. محمد الخضيري:هذا هو حجمه في الإسلام وهذا هو حجمه في القرآن.
د. عبدالرحمن الشهري:نعم
د. محمد الخضيري:إذن فنحن ينبغي لنا إذا تحدثنا عنه إذا دعونا إليه إذا أنكرنا على إنسان خالف فيه ننكر بهذا الحجم
د. عبدالرحمن الشهري:بهذا القدر وبهذا الحجم
د. محمد الخضيري: نعم. ولذلك مما يرد به على الشيعة في موضوع ركنية الولاية أو الإمامة، أين هي الآيات التي تدل على الإمامة في القرآن أهل السنة قالوا لهم:هذا الركن الركين الذي لايثبت إسلام إنسان عندكم إلابه أين هو في القرآن
د. عبدالرحمن الشهري:ولايوجد أي
د. محمد الخضيري:فإذا لم تأت آية واحدة للدلالة عليه إلابنوع من التأويل والتأويل المتعسر
د. عبدالرحمن الشهري:والتحريف حتى
د. محمد الخضيري:إي نعم، ولا توجد آية صريحة بل ولا سورة تدل على هذا المعنى دلنا ذلك على أن هذا لايمكن أن يكون ركنًا ولادالاً على إيمان مؤمن ولاكفران كافر
د. مساعد الطيار: صحيح
د. محمد الخضيري:فمن هنا نتوقع أننا نستفيد هذه الفائدة الجليلة من هذا التقسيم الموضوعي لما يرد في السورة
د. مساعد الطيار: وأيضًا لو أن إنسان أيضًا من باب الفائدة لو أنه أراد التفصيل أكثر
د. محمد الخضيري:نعم
د. مساعد الطيار: فإنه سيجد موضوعات كثيرة جدًا جدًا من الموضوعات الخفية أيضًا وسبق أن طرحنا في سورة آل عمران إشارة إلى بعض الموضوعات مثلاً
د. محمد الخضيري:الثبات (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا)
د. مساعد الطيار: كأنه أيضًا الدكتور عبد الرحمن أشار إلى مثلاًموضوع لطيف جدًا وهو قضية العلم بالنيات هذا الذي يتكلم بالقرآن يخبر عن نيات لايمكن أن يكون هذا من عند محمد –صلى الله عليه وسلم –كيف يعرف محمد –صلى الله عليه وسلم –كما يزعم المستشرقون أنه من عنده كيف يعرف خفايا هذه النفوس؟!
د. محمد الخضيري:سبحان الله!
د. مساعد الطيار: وكيف يقدر ما فيها وكيف يعرف ويقول (إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا) مايدريه عن همهما؟!
د. محمد الخضيري:صحيح
د. مساعد الطيار: فإذن أنا أقول حتى لو دخلنا إلى هذه التفاصيل فانظر كم من الذي سيأتيك في قضية الموضوعات
د. عبدالرحمن الشهري:صحيح
(يُتْبَعُ)
(/)
د. مساعد الطيار: شيء لايحصر يعني لايحصر
د. عبدالرحمن الشهري:لعل هذا يفتح لنا الباب يا إخواني نتحدث عن موضوع ما تطرقنا إليه وهو علاقة سورة النساء بسورة آل عمران يعني ما المناسبة بين سورة النساء والسورة التي قبلها وهي سورة آل عمران؟ تذكرون أننا تحدثنا في سورة آل عمران حديثًا طويلاً عن النصارى وعن مجادلة أهل الكتاب وعن محاججتهم وكان حديث سورة آل عمران يدور حول هذا كثيرًا
د. محمد الخضيري:قرابة مائة وعشرين آية في آخر السورة نزلت عليهم
د. عبدالرحمن الشهري:كلها نقاش مع النصارى، أيضًا سورة النساء فيها نقاش وفيها محاججة لأهل الكتاب كثير
د. محمد الخضيري: نعم
د. عبدالرحمن الشهري: وهذه أيضًا من مزايا السور التي نزلت في المدينة لأن النبي –صلى الله عليه وسلم احتك باليهود كثيرًا في المدينة، وكان هناك نقاش وهناك جدال، أيضًا هناك وفود من النصارى زاروا النبي –صلى الله عليه وسلم –وسألوا أسئلة وأوردوا إيرادات، والصحابة –رضي الله عنهم كانوا يحضرون مثل هذه اللقاءات، فكانت تأتي هذه السور تجيب عن هذه الشبهات، ونحن اليوم بالمناسبة ويعني أقول هذا للإخوة المشاهدين في أمس الحاجة حتى على مستوى المسلم العادي أن يتعلم عندما يقرأ الشبهات حول القرآن الكريم، يعني أنت الآن يادكتور مساعد الآن تقول إن المستشرقين يقولون إن القرآن الكريم من عند محمد
د. محمد الخضيري:أعوذ بالله
د. عبدالرحمن الشهري:أنا أقول يا دكتور محمد هذه الشبهة يكاد يجمع عليها كل المستشرقون و الطاعنون في القرآن ويقولون إن القرآن الكريم ليس من عند الله يعني مصدرية القرآن وإنما هو من عند محمد وهذا قرآن محمد
د. محمد الخضيري:عجيب
د. عبدالرحمن الشهري:في حين أن التأمل في آيات القرآن الكريم لاتجد فيها شخصية محمد
د. مساعد الطيار:صدقت
د. عبدالرحمن الشهري:أبدًا شخصية النبي –صلى الله عليه وسلم –تجدها تظهر في الحديث النبوي
د. محمد الخضيري:صحيح
د. عبدالرحمن الشهري:واضحة أليس كذلك؟
د. محمد الخضيري:بلى
د. مساعد الطيار:نعم
د. عبدالرحمن الشهري:تجدها واضحة في الأحاديث النبوية تجد فيها غضب أحياناً تجد فيها عطف تجد فيها شفقة
د. مساعد الطيار:إخبار عن أحواله أما هنا ليس هناك إخبار
د. عبدالرحمن الشهري:أما في القرآن الكريم فهو مختلف تمامًا عن الحديث النبوي. وبالمناسبة أنا أذكر كتاب ثمين جدًا, ونادر حتى في كتب التراث الإسلامي موازنة بين أسلوب القرآن وأسلوب النبي –صلى الله عليه وسلم في الحديث
د. محمد الخضيري:عجيب
د. عبدالرحمن الشهري:كتبه الدكتور إبراهيم عوض وهذا الحقيقة مع أنه من الموضوعات المهمة كان المفترض أنها تكتب من قديم
د. مساعد الطيار:صحيح
د. عبدالرحمن الشهري:هناك موازنة بين القرآن الكريم نسيج وحده مختلف أسلوبه، لغته، لاتستطيع أن تستشف من وراء آيات القرآن الكريم شخصية بشرية أبدًا
د. مساعد الطيار:هذا صحيح
د. محمد الخضيري:سبحان الله
د. مساعد الطيار:أبدًا، وهذا أحد الردود على المستشرقين
د. عبدالرحمن الشهري:نعم،إنما تستشف أن وراءه شخصية إله
د. محمد الخضيري:لا شك
د. عبدالرحمن الشهري: نعم إله قادر، عظيم، يعلم السر، يعلم الغيب، ويعلم كما تفضلت خفايا النفوس، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، هذا محمد –صلى الله عليه وسلم -يعرف هذا، أنا أقول هذ من أوجه المناسبة بين سورة النساء وسورة آل عمران حديثها عن أهل الكتاب ومحاجة أهل الكتاب، هل هناك مناسبات أخرى
د. مساعد الطيار:وهناك مناسبات لفظية، آخر آية
د. محمد الخضيري:نعم
د. عبدالرحمن الشهري: وهي (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ)
د. مساعد الطيار:لالا
د. محمد الخضيري:لا، (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ)
د. مساعد الطيار: (وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
د. عبدالرحمن الشهري: جميل، ثم هنا قال (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ)
د. مساعد الطيار:نعم،انتقل من التقوى الخاصة إلى التقوى العامة التقوى الخاصة بالمؤمنين في آل عمران
د. عبدالرحمن الشهري: جميل
د. مساعد الطيار:والتقوى العامة للناس في سورة النساء
د. محمد الخضيري:أيضًا الحديث في الجهاد في سورة آل عمران حديث ظاهر جدًا
د. مساعد الطيار:جدًا، نعم
(يُتْبَعُ)
(/)
د. محمد الخضيري:وهنا أيضًا (فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ) (فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا) (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ) ....... إلخ. أيضًا في سورة آل عمران آيات التوحيد
د. عبدالرحمن الشهري: نعم
د. مساعد الطيار:والتوحيد أيضًا ظاهر في هذه السورة كما هو ظاهر في سورة آل عمران،وإن كان في سورة آل عمران أظهر،وأكثر
د. مساعد الطيار:الإشارة إلى المنافقين أيضًا في آل عمران
د. محمد الخضيري:نعم الإشارة إلى المنافقين في آل عمران واضحة جدًا
د. مساعد الطيار:وتفصيل في النساء
د. محمد الخضيري: (فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا)
د. عبدالرحمن الشهري: غزوة أحد
د. محمد الخضيري: نعم، بالمناسبة آيات غزوة أحد المذكورة في سورة آل عمران جاءت تتمتها في سورة النساء (فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ) يقال إن هذا كان في غزوة أحد.
د. عبدالرحمن الشهري: جميل جدًا يعني هذه أوجه، أتصور المتأمل في السورة يجد أوجه ارتباط أكثر بين سورة النساء وبين سورة آل عمران مناسبات لفظية كما تفضلت ومناسبات أيضًا
د. مساعد الطيار:معنوية، نعم
د. عبدالرحمن الشهري: نعم، وأنا أذكرالحقيقة كتاب قيم -قبل أن أنساه- تحدث حديث رائع عن سورة النساء بالذات مع أنه موضوعه ليس سورة النساء فقط وهو كتاب لصديقنا الأستاذ الدكتور عماد زهير حافظ له كتاب بعنوان (منهج القرآن الكريم في رعاية ضعفاء المجتمع) فتحدث عن حقوق المرأة، وتحدث عن الأيتام وتحدث عن حقوق الميراث، وكيف أن الله –سبحانه وتعالى في سورة النساء تولى قسمة التركة كاملة. وفعلاً لعلنا إن شاء الله عندما نتحدث عن آيات المواريث سنبرز هذا الجانب بإذن الله
د. محمد الخضيري: إن شاء الله
د. عبدالرحمن الشهري: وهي فعلاً تؤكد معنى أنها سورة الحقوق كأنها تعطي كل ذي حقٍ حقه على أكمل وجه. لعلنا يعني نكتفي بها الحديث في هذا اللقاء الأول في حديثنا عن سورة النساء والذي سجلناه في هذا المكان الجميل في مدينة تنومة وقد تخللها مطر أمطر علينا فنعتذر
د. محمد الخضيري:لكن حتى إعداد الإستديو بهذا الشكل الذي يراه إخواننا المشاهدين
د. عبدالرحمن الشهري: كان متعبًا
د. محمد الخضيري:كان متعبًا، الآن لنا خمس ساعات ننتظر حتى نسجل هذه الحلقة
د. عبدالرحمن الشهري: فنرجوا، نحن نلتمس العذر
د. محمد الخضيري: نعم
د. عبدالرحمن الشهري: من التقصير ولعلنا إن شاء الله نلقاكم أيها الأخوة المشاهدون في لقاء قادم يعني أشكر الزملاء الدكتور محمد الخضيري والدكتور مساعد الطيار على ماتفضلا به في هذا اللقاء ونلقاكم بإذن الله تعالى
د. محمد الخضيري:لاتنسى إخواننا المصورين
د. عبدالرحمن الشهري: أشكر إخواننا المخرج والأخوة الزملاء المصورين في هذا اللقاء وأصحاب الإستراحة الإخوان آل سليمان أسأل الله أن يجمعنا وإياكم والإخوة على خير نلقاكم بإذن الله على خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بُثّت الحلقة بتاريخ 1 رمضان 1431 هـ الموافق 11/ 8/2010م
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[27 Sep 2010, 08:36 ص]ـ
تم تفريغ الحلقة السَّادسة ولله الحمد.
هل هناك أي تعليقات على ما تمّ تفريغه سابقاً حتى نتفاداه في القادم؟
بوركت جهودكِ د. سمر.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[27 Sep 2010, 08:37 ص]ـ
الحلقة الثانية – رمضان 1431 هـ
تأملات في سورة النساء
د. الشهري: بسم الله الرّحمن الرّحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلّم وبارك على سيّدنا ونبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أيّها الأخوة المشاهدون الكِرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ومرحبًا بكم في هذا المجلس القرآني اليومي "بيّنات" والذي يأتيكم في هذا الشهر المبارك، وحديثنا لايزال مستمرًا حول سورة النّساء. وقد كنّا في الحلقة الماضية تحدّثنا مع المشايخ الفضلاء، الدكتور: محمد بن عبدالعزيز الخضيري الأستاذ المساعد بكلية المعلمين في جامعة الملك سعود، وأخي فضيلة الشيخ الدكتور: مساعد بن سليمان الطيّار الأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود. تحدّثنا حول سورة النّساء، وتحدّثنا عن نزولها في
(يُتْبَعُ)
(/)
المدينة، وتحدّثنا عن موضوعها، وتحدّثنا عن تسميتها بسورة النّساء، وسبب تسميتها بهذا الاسم. ولعلنا في هذا اللقاء الثّاني أن نبدأ في الحديث عن بيان معاني هذه السّورة من أوّلها، ونتوّقف عند بعض الفوائد والاستنباطات من هذه الآيات العظيمة، وقبل أن نبدأ في الحديث عن هذه الآيات، لعلنا نستمع إلى الآيات الثلاث الأُول من هذه السّورة ثم نواصل الحديث بعد ذلك.
قراءة للشيخ: محمد صِدّيق المنشاوي – رحمه الله تعالى – رحمةً واسعة. من الآية: "1 - 3" من سورة النّساء.
(يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ?1? وَآَتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا ?2? وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا ?3?)
وبعد استماعنا أيُّها الإخوة لهذه الآيات العظيمة من هذه السُّورة، لعلنا نبدأ في الحديث معكم يا شيخ محمد حول دِلالة هذا النداء في أول سُورة النِّساء (يا أيُّها النّاس اتقوا ربّكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ) ما هي يا تُرى دِلالة هذا النّداء والعموم الواسع الذي فيه؟.
د. الخضيري: طبعاً نحن قررنا في الحلقة الماضية أنّ هذه السورة " سورة الحقوق"، وهذه الحقوق عامة وليست خاصّة وافتُتحت بحق الله عز وجل الذي هو عبادة الله عزّ وجل وتقواه. وهذا النّداء يناسبه العُموم" يا أيّها النّاس" كما في سورة البقرة في أول نداء فيها عندما قال (يا أيّها النّاس اعبدوا ربّكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون) فهنا الحقيقة لمّا ذكرنا في الجلسة الماضية، وفي الحلقة الأولى من حلقات هذه السّورة "المناسبات بين السُّورتين"، كان ينبغي أن نشير إلى المناسبة بين سورة النّساء وآل عمران من هذه الزاوية، ففي سورة آل عمران "هي سورة التوحيد" فهي في حق الله عزّ وجل الخالص، وفي هذه السّورة ذُكر فيها الحُقوق عامّة، ورُكِّزَ فيها على حقوق من يَحتاج إلى التركيز على حقّه من الضُّعفاء والمساكين والأيتام وغيرهم، وأيضاً من الوَرثة وبيان حُقوقهم مُفصّلة، فكأنّها جارية على قاعدة القرآن عندما يُذكر حق الله يُذكر حق المخلوق. كذلك حتى في أركان الإسلام لمّا ذُكرت الصّلاة يُذكر بعدها إيتاء الزّكاة حقُّ الله وحقُّ العبد، لأنّ الإسلام بُني على أنّ كماله وتمامه أن يؤدّي العبد الحقَّ كاملًا في زاويتين، الزّواية المتصلّة بالرّب سبحانه وتعالى وبها يُبدأ، والزّاوية المتصلّة بالعبد، وبهذا يُعطى كُلَّ ذي حق حقّه. ولذلك نحن نقول وليحذر كل مسلم من أن ينصرف إلى أداء حق الله مثلاً الخاص به جلّ وعلا من توحيده وعبادته والصّلاة له وذكره ويُهمل حقّ من ولاّه الله سبحانه وتعالى أمرهم من زوجة، أمٍّ، أبٍّ، ابن، جارٍ إلى آخره فإنَّ هذا خَلل كبير جدّاً في تدّين المسلم لربّه جلّ وعلا.
د. الشهري: إذاً هذا يعني سبب إضافة هذا النداء العام في أول سورة النّساء، هل لديك إضافة دكتور مساعد في هذه النقطة بالذات؟.
د. الطيّار: فقط التركيز طبعاً على جانب، وهو ذكر الربوبية مع لفظ النّاس في هذه الآية، وكذلك في بداية سورة البقرة: (يا أيّها النّاس اعبدوا ربّكم)، ونلاحظ أنّه لمّا كان الحديث عن النّاس جميعًا جاء الوصف بالربوبية، وإذا كان الحديث عن المؤمنين يجيء وصف الألوهية، قد يجيء بلفظ الربوبية ولكن يكثر ذِكر الألوهية، للدِّلالة على أنّ المؤمينن اختصُّوا بعبادة الله وهي العبادة الحقّة فحُقَّ لهم أن يُنادَوا باسم الألوهية، فإذاً إذا جاء الاسم العام بلفظ النّاس ناسبه الربوبية، وإذا جاء الوصف الخاص بالمؤمنين ناسبه الألوهية، وهذا يكاد يكون مضطّرداً في القرآن، وهو يدخل كما تُلاحظ في ما يُسمّى بـ "براعة الاستهلال" قال (يا أيها النّاس اتقوا ربّكم)،
(يُتْبَعُ)
(/)
مثل ما ذكر أخونا محمد الخضيري أن تحدّث عن جملة من الحقوق كحق الرّب سبحانه وتعالى في تقواه.
وبراعة الاستهلال في السور وموضوع بدايات فواتح السّور، من المواطن التي يحسن تدبّرها، ولهذا أيضا لو أنّ القارئ للقرآن وضع لنفسه جلسات تدَّبُرية خاصّة للنّظر بفواتح السّور، وكذلك خواتم السّور فإنّه سيجد ما يُسمّى بردّ العجز على الصّدر من جهة عود الخواتم على البدايات. وكذلك سيجد في البدايات الإشارة إلى الموضوع الذي تتكلّم عنه السّورة، من حيث الإجمال. فإذا قال إنّ عندنا عددًا من السّور تكرّر فيها المطلع مثل (الحمد لله) ورد في خمس سور، فنقول انظر لما بعدها ستجد الإشارة إلى الموضوع. أو أحيانًا تكلّم عن الكتاب مثل (آلر تلك آيات الكتاب الحكيم) في سورة يونس، (آلر. كتاب أحكمت آياته ثمّ فُصّلت من لدن حكيم خبير) في سورة هود، (آلر. تلك آيات الكتاب المبين) في سورة يوسف. كذلك (طسم. تلك آيات الكتاب المبين) في سورة الشّعراء، فلمّا يتأمّل المقدمات، سيجد أنّها مع أنّها تكلّمت عن القرآن إلا أنّ كُلَّ سورة اختصّت بحالٍ من أحوال القرآن أو صفة من صفاته
د. الشهري: يعني تقصد وكيف نربط بين هذا الاستهلال بهذه الصّفة وبين موضوع السورة
د. الطيّار: نعم، لا شك.
د. الشّهري: يعني هذا براعة الاستهلال المقصود به كيف يستهِّل المتكلم كلامه بإشارة خَفيّة يفهمها الذّكي على موضوعه الذي سوف يتحدّث عنه.
د. الخضيري: وهذا من البلاغة.
د. الشّهري: لا شك أنّ هذا من أوجه البلاغة التي يعتبرها العرب.
د. الطيّار: لو تكرّمتم أبو عبد الله
د. الشّهري: تفضّل.
د. الطيّار: هنا قاعدة مهمّة جدّا فيما يتعلق بهذه الموضوعات، بعض النّاس يقول كيف تُنزِّلون كلام الله سبحانه وتعالى على كلام البشر، نقول هنا يجب أن ننتبه أن الله سبحانه تعالى قال: "إنّا أنزلنه قرآناً عربيّاً".فإذاً هو على سنن العرب
فننظر للعرب بما كانت تعتني، فنجد أنّ لغة القرآن قد بلغت الذروة في هذا فمنها براعة الاستهلال، يعني براعة الاستهلال في الشِّعر هي التي تجلبك لسماع بقية القصيدة، فإذا كانت بداية القصيدة بداية باهتة أو بداية صريحة قد أيضاً لا تشّدك، لكن حينما تكون البداية بداية استهلالية رائعة جداً مثل: قفا نبكِ، فهذه تشُّد القارئ إلى أن يستمع إلى هذه القصيدة و أن ينظر إلى ما فيها.
د. الشهّري: كنت أظن الحقيقة يا إخواني، أنَّ الذي يعتني بمثل هذه التفاصيل، يعني الآن عندما تقول أنت الآن والله سورة النّساء سورة جاءت لكي تُرسي مبادئ وحقوق الإنسان وحقوق الضعفاء، وتُعطي كلَّ ذي حق حقّه، فجاءت من أجل ذلك مُقدّمتها على هذا النَّمط "يا أيَّها النّاس اتقوا ربّكم الذِّي خلقكم من نفس واحدة" يعني الآن عندما يأمرك بأداء الحقوق، يذِّكرك في البداية أنّكم كلكم من نفس واحدة يعني أنت الآن، وهذه اليتيمة، وهذا المظلوم وهذا الظّالم، كلكم أصلكم واحد يعني تذكير حقيقة، حتى الكافر " الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها .... وإلى آخره"، كنت أظن أنّ الذي يعتني بمثل هذه التفاصيل البلاغية في البداية هم العرب فقط، ثمّ وجدت حتى في الآداب الأجنبية: في الفرنسية، في الألمانية يعتنون بهذا عناية شديدة، بل حتى في الدساتير يا إخواني الآن، عندما يأتي الإعلام العالمي لحقوق الإنسان فيبدأ بمقدِّمة، فيأتي شُرَّاح القوانين ويقولون: وانظر قد بُدئ هذا القانون بهذا النص قصداً لكي يكون دالاً على المضمون بشكل كذا وكذا وكذا. فأقول سبحان الله العظيم القرآن الكريم قد جاء على أوفى وأكمل ما يكون من هذه القوانين، فجاء في مُستهل هذه السُّورة التي جاءت لإرساء حقوق الإنسان وحقوق الضُّعفاء بهذه البداية التي تكلمتم عنها وهي فعلاً مقدّمة بليغة وفيها براعة الاستهلال واضحة جدّاً جدّاً.
د. الخضيري: أيضاً نضيف إلى هذا إلى أن نذّكر إخواننا المشاهدين، بأنّ الانتباه كما ذكر الدكتور مساعد قبل قليل أن الانتباه إلى مطلع السّورة،
د. الشهري: قد يكون مطلع السورة حرف
د. الخضيري: أنّه مهم جدًا في معرفة موضوعها، ومضمونها، ومقصودها. فلينتبه كلُّ واحد منّا إلى هذا المطلع في معرفة ذلك المقصود.
د. الشّهري: فكرة جميلة جدّاً، لو أحد يركزّ عليها الواحد في رمضان مثلًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
د. الخضيري: نعم، مثال ذلك هذه السورة الآن: سورة المائدة (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود) هي سورة العقود حقيقة، مثال آخر في سورة آل عمران: (آلم. الله لا إله إلا هو الحيّ القيّوم * نزَّل عليك الكتاب). العادة أنّ الحروف المقطعة يأتي بعدها ذكر الكتاب مباشرة، في هذه السّورة فُصل بذكر التوحيد، ممّا يدل على أنّ التوحيد مقصودٌ في هذه السّورة، وهو أعظم مقاصد هذه السورة، فنقول للنِّاس انتبهوا لهذا وركِّزُّوا عليه.
وأمّا ما ذكره الدكتور مساعد قبل قليل من قضية ردِّ العجز على الصَّدر، وأنّه من الأساليب البلاغية المعروفة المشهورة عند العرب، فهو لا تكاد سورة تخلو منه فخاتمة كل سورة تجدها مؤيدة لمقدمتها، بل خاتمة سُور القرآن هي في الحقيقةِ لون من ألوان ردِّ العجز على الصَّدر من جهة أنّها أكّدت ما ذُكرَ في السّور الأولى من القرآن. فمثلاً: انظر إلى سورة الفاتحة وسورة النّاس، سورة الفاتحة ذُكرت فيها ثلاثة أسماء لله عزّ وجل: الله، والرّب، والملك. كذلك في سورة النّاس: (قل أعوذ برب النّاس. ملك النّاس. إله النّاس). نفس البداية، سورة الفلق: ذكر فيها الحسد والسّحر وما يتصّل بها، وهي مذكورة في سورة البقرة، سورة الصّمد هي في التوحيد، وسورة آل عمران هي في التوحيد. وهكذا رُدّت السور السبع الطوال الموجودة في أول القرآن، رُدَّ العجز عليها، في آخر سور القرآن السَّبع القصيرة التي خُتِم بها كتاب الله عزّ وجل.
د. الشّهري: أنا أظن أنّ فيه تأليف لأحد العلماء، نسيت حقيقة، أنا أحاول أتذكر اسمه، لكن عنوانه: "الدُّرر اللوامح في أسرار الفواتح". تحدّث فيها عن أسرار فواتح السّور، لا أدري هل هو من كتب السيوطي المفقودة، أو من كتب غيره، لكن أتوقع أنَّ مثل هذا المعنى الذي أشار إليه الدكتور مساعد وأشرتم إليه دكتور محمد، معنىً لم يكن غائباً عن العلماء السّابقين، وكانوا فعلاً يلتمسون في مطالع السُّور وفي أوائلها دِلالات من هذا النوُّع، وهي الحقيقة باب من أبواب الاجتهاد والاستنباط والتَّدبر وإعمال الذِّهن في آيات القرآن الكريم وفهمها.
د. الخضيري: طيب، من تمام براعة الاستهلال في هذه الآية حقيقة، كيف أنّه يُذّكر- مثل ما ذكرتم دكتور عبدالرحمن قبل قليل- خَلقِنا من نفسٍ واحدة، لبيان أنَّ لبعضنا على بعضٍ حقّاً، إذا كُنَّا نحن الآن خرجنا من أبٍّ واحد، إذاً بعضنا له على بعض حق، كحق القرابة، والأصل الواحد، ولذلك نحن يجب علينا أن نُراعي هذا في حق الضعيف، والمرأة، والمسكين وغيرهم.
قال تعالى: " وخلق منها زوجها" أيضاً هذه المرأة التي يُراد أن يُتحنَّنّ عليها، وتُرحم ويُرفق بها، تراها خُلقت منك، يعني هي بعضٌ منك. فأنت إن ظلمت ظلمت بعضك، وإن قطعت قطعت بعضك.
د. الشهري: ولعله قال: ولا تقتلوا أنفسكم. لهذا المعنى
د. الخضيري: سبحان الله. قال: "وخلق منها زوجها ثم قال" وبث منهما". أذكر أنّ لك لفتة في هذا الموضوع.
د. الشّهري: طبعا في هذه الآية: قال: " وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحامَ. تذكرون هذه الآية فيها خلاف نحوي مشهور، وهو أنَّ حمزة وهو أحد القرّاء السبعة قرأ: واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحامِ إنّ الله كان عليكم رقيباً.
د. الخضيري: عطف الاسم الظّاهر على الضمير.
د. الشّهري: نعم، فالنَّحويون عندما قرأ والأرحامِ بالكسر، قالوا أخطأت، أخطأت يا حمزة بقراءتك هذا الحرف بالكسر، ووجه الخطأ عندهم أنّه عطف الاسم الظّاهر على الاسم المضمر، يعني عطف الأرحام وهو إسم ظاهر، على الضّمير في قوله (به). واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحامِ.
د. الخضيري: وبالأرحامِ.
د. الشِّهري: نعم. قراءة الجمهور: واتّقوا الله الذي تساءلون به والأرحامَ. فالمفسرون يقولون: والأرحامَ أن تقطعوها يعني: اتقوا الأرحام أن تقطعوها.
(يُتْبَعُ)
(/)
طيب، ما مناسبة النّهي عن قطيعة الرَّحم في هذه الآية؟ المناسبة كما ذَكرها أحد الطُّلاب وأنا أشيد به، وهو أحد طلابي في مرحلة الماجستير وهو الأخ: عبدالله بن سعود الحربي، كنت أعطي الطلاّب فكرة، كنت أدّرسهم مادة أحكام القرآن، فقلت لهم يا إخواني لا نريد أن نكرر الكلام، ونريد أن نأتي بشيء مفيد جديد في تدريس آيات الأحكام، فكنت أقسِّم على الطلاّب القرآن الكريم بحيث كل واحد منهم يأخذ جزء منه، ويستنبط منه فوائد. لأنَّ المقصود بآيات الأحكام هو استبناط الآحكام منها، فكان من نصيب الأخ عبدالله أول سورة النّساء إلى آيات محددّة، فربط بين النَّهي عن قطيعة الرحم وبين دلالة بثّ في الآية نفسها، وقال إن ّ سبحانه وتعالى قال: وبثّ منهما رجالاً كثيراً ونساء. وكلمة "بثّ" فيها دلالة على الانتشار، وانتشار بني آدم، وذرّية بني آدم في الأرض مظنّة قطيعة الرّحم، حتى اليوم، إذا ذهب أحدهم إلى الرياض مثلاً، والآخر إلى كندا، والآخر إلى أوروبا وهم أبناء رجل واحد، فإنّه لبعد المسافات وانشغالهم، فهذا مظنة قطيعة الرحم، فجاء الأمر في نفس الآية: بصلة الرّحم فقال: "واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام " أن تقطعوها، " إن الله كان عليكم رقيبا"،فأنا وجدت الحقيقة مناسبة جميلة جدا بديعة لم أجد من نبّه إليها، وهي الصّلة: لماذا جاء الأمر بصلة الرّحم في الآية: وهي لمناسبة قوله" "وبثَّ منها رجالاً كثيراً ونساء".
د. الطيّار: أيضًا من الفوائد المهمة جداً، لما قال:" الذي خلقكم من نفس واحدة" وهي مبدأ السواسية، والرسول صلى الله عليه وسلم قد أكّد هذا المعنى: كُلُكم لآدم، وآدم من تراب. وقال: لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى.
فهذا مبدأ كأنّ الآية تشير إليها، وبناء على هذا فالحقوق التي بينكم أنتم فيها أيضاً سواء، لا يتمايز في هذه الحقوق واحد عن آخر بسبب نسب أو حسب، فالحقوق كُلّها تُنزَّل على هؤلاء جميعاً بدرجة واحدة، ليس هناك تفاضل أبداً في هذه الحقوق، وفي الحقوق المالية بالذات الفقير، والغني، والحسيب وغير الحسيب، والشرّيف والوضيع. كلهم سواسية في هذا الحكم وأنا أذكر من اللطائف ما يتعلق بقضية السواسية، أنّ العقل أحيانًا يَتصوَّر إدراكاً معيّناً، ولكنّه لا يكون هو الصّواب لأنّ لله حكم غائية قد تكون غائية عن هؤلاء الأشخاص، وأنا سأذكر حادثتين للحِكم الغائية.
الحادثة الأولى: إن لم أكن أهِم سمعتها من الدكتور محمد، وهو أنَّ الشَّيخ بن سعدي رحمه الله تعالى و كان قاضياً يقضي، ليس هناك محكمة، وإنّما يقضي في بيته ويأتي النّاس يتخاصمون، فجاء اثنان من البادية ومعهم طفل صغير، في قماش، وكان لهم أب وهم يرعون ماشيته، هم الذين يُشرفون على مال أبيهم بعد أن كَبِروا، وزوّجوا أباهم عن كِبر، وجاء بهذا الولد، ولمّا جاء أمر هذه التركة سمعوا هم أنّ حق هذا الطّفل الرضيع مثل حقّهم سواء، فالعقل البشري ما أدرك الحكمة الغائية، ونظر إلى قضية أنا تعبان أين حقّي، فجاءوا للشيخ ابن سعدي يسألونه هل بالفعل هذا حكم الله، وقصّوا عليه القصّة، فهل بالفعل حقّه مثل حقنا ونحن تعبنا وفعلنا وفعلنا قال: نعم، وذكر لهم الآيات، فقالوا: رضينا بحكم الله ورجعوا. فإذا هذه حكمة غائية، أنت لا تُدركها الآن، ولهذا دائماً نقول إذا نحن حكّمنا العقل دون الشّرع ولم نجعل العقل تبعاً للشرع فثق ثقة تامّة أنّه سيقع أخطاء كثيرة جدّاً.
د. الشهري: أنت ترى أنّها مخالفة للعقل والحكمة الإلهية ترى غير ذلك.
د. الخضيري: انظر إلى هذا، وتأكيده في قول الله " يا أيها الذين آمنوا كونوا قوّامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيّاً أو فقيراً فالله أولى بهما". لا تشهد للفقير لأجل فقره، تقول والله لأنّه فقير سأشهد له ولو كان جائراً، أو لن أشهد عليه أخشى أن أزيد مشكلته مشكلة، لا، يعني مبدأ السَّواسية الذي ذكره الدكتور في أن يُعامل النّاس بالفعل، حقوقهم تثبت سواء كانوا أغنياء أو فقراء، صغار أو كبار، ذكور أو إناث، مبدأ يُؤخذ من قوله تعالى: "من نفس واحدة ".
(يُتْبَعُ)
(/)
د. الشِّهري: تلاحظون يا إخواني في أوّل آية، الحقيقة أول آية من سورة النّساء مليئة بالمعاني، لاحظوا في ختام هذه الآية، يعني الآية مليئة بالحقوق والحديث عن الحقوق، والواجبات وكثير منها حقوق تتعلق بتعاملك مع الآخرين، فقال: " إنّ الله كان عليكم رقيبا" يعني أشار الله سبحانه وتعالى إلى مراقبة الله سبحانه وتعالى لك في جميع أعمالك.
د. الخضيري: كأنّه يؤكد معنى التقوى التي مرّت مرتين في الآية. عجيب سبحان الله
د. الطيّار: وهذا يدخل في رد عجز الآية على صدرها.
د. الشّهري: يعني أنت تنظر لها من جهة عندما تأمر بالتقوى، فهو استحضار لمراقبة الله سبحانه وتعالى، لكنّ الله يؤكد هذا، ولا يتركها لك حتى تستنبطه، وإنّما يؤكده لك ويقول: إنّ الله كان عليكم رقيباً. فكان ماذا؟ فسيحاسبكم، فانتبه، لازم الخبر، فما دام أنّ الله رقيب فانتبه لنفسك، فما دام الله رقيب فمعناه أنّ الله سيحاسبك، فكل ما سوف يأتي فإنّ الله قد أمرك به، وفي عدم وفائك به فأنت مُعرَّض للحساب. ولذلك العجيب، الحقيقة أنّها فعلاً لفتة عظيمة، ولفتة الدكتور مساعد في قضية العناية بالآية الأولى في السّورة وعلاقتها ببقية السّورة، لفتة ممتازة جدا وهي بارزة واضحة.
د. الطيّار: في قضية لما قال: " وخلق منها زوجها".
د. الخضيري: طبعاً النبي صلى الله عليه وسلّم أثبت هذا وهو ما يُصَّدق هذه الآية ووممّا تُفسَّر السّنة به القرآن: إنّ المرأة خُلقت من ضلع- أي من ضلع آدم- وإنّ أعوج ما في الضّلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها، وإن استمتعت بها استمتعت بها على عِوج.
د. الشهري: المقصود بالضلع.
د. الخضيري: طبعاً أضلاع الصدَّر. أيضا يدل على الانحناء والدَّلالة على الميلان، أيضاً الانضمام إلى الأصل وهو ميلانها إلى الرّجل، دائما هي تحوم حوله، وتكون رغبتها فيه، لذلك يقال النّساء ما خلون إلا تحدّثن في الرِّجال، أمّا الرِّجال فقد يتحدّثون في الأرض، والزّرع، والضّرع وغيرها ولا يتحدّثون في هذا الأمر، إلا إذا كانوا من ذوي الشّهوات، أو قد امتلأت بطونهم وسرت في أنفسهم شهوتهم بنسائهم.
د. الطيّار: طبعاً في قضية علمية الحقيقة في هذا الموضوع، وهو أنّه طبعاً يُذكر في الآثار أنّ آدم عليه الصّلاة والسّلام نام نومة فقام فإذا بجواره حوّاء، فقال من أنتِ؟، قالت: أنا حوّاء، فَسَألها: من أين خُلقتِ؟، قالت: خُلقتُ من ضلعك، أو شيء من هذا. فالمقصود هذه القصة أنا رأيت بعض من يُشدّد النّكير عليها، وينقل عن الألباني رحمه الله تعالى أيضاً تضعيف هذه والتشديد على ضعفها.
والحقيقة أنّ هذه المسألة مسألة علمية يجب أن ننظر إليها بنظر متوزان، وأن ننظر كيف كان أسلافنا من الصَّحابة والتَّابعين وأتباعهم وكذلك من جاء بعدهم، كيف نظروا إل هذه القضية، وأنا يعجبني حقيقة الإمام الطبري يعني وضع ضوابط مهمّة جدّاً جدّاً للتعامل مع مثل هذه الأخبار عند قوله سبحانه وتعالى: "فأزّلهما الشيطان عنها ".تكلّم عن ما ذكره المفسرون من دخول إبليس الجنّة من خلال الحيّة. ووضع ضوابط مهمّة جدّاً جدّاً.
من هذه الضوابط أنّه قال: ما كان من كتاب الله موافقاً، وهنا الآن لمّا ننظر لهذه القصّة المذكورة. وكتاب الله في نوع من التوافق لأنّه قال: "خلق منها زوجها". أيضاً ذكر قضية: أنّها من الأمور الممكنة وهذا لا شك أنّه قطعاً من الأمور الممكنة، وذكَر قضية أنّ هذا الخبر المذكور لايردّه عقل ولا خبر بخلافه، فهو في حيّز الإمكان ما زال، وذكر أيضاً: أن يكون موافقاً للعربية، لأنَّ القرآن نزل على لسان العرب، وذكر أيضاً ضابطاً مهمّاً وهو تتابع أهل التأويل عليه، فإذا تتابع أهل التأويل عليهم ومرّ على عقل ابن عبّاس، وعقل مجاهد، وعقل عطاء، وعقل ابن مسعود وغيرهم، وكُلُّهم أمّروه وما لحظوا فيه شيئاً، فالمفترض علينا أن يكون عندنا على الأقل احترام لهذه العقول، التي مرّ عليها هذا الخبر ولم تستنكره مثلما استنكرتَه أنت، وأنا أقول مهم جدّاً من نظر في هذه الضوابط يجعل مثل هذا الخبر ليس مُشكلاً، ما دام أهل التأويل من الصَّحابة والتّابعين وأتباعهم ومن جاء بعدهم قد ذكروا هذا وليس فيه أيّ منقصة أو أيِّ نكارة في هذا الخبر.
د. الشّهري: وهي تعتبر يعني من الروايات الإسرائيلية.
د. الطيّار: نعم، نعم.
(يُتْبَعُ)
(/)
د. الخضيري: إذا أذنت لي.
د. الشهري: نعم، تفضَّل، يا دكتور محمد.
د. الخضيري: من لطائف هذه الآية التي أشار إليها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، وقد خرج تفسيره لسورة النّساء في مجلّدين، وأنا أوصي الحقيقة طُلاَّب العلم بقراءته، لأنَّ الشيخ إذا فسَّر علَّم، يعني يُعلّمك كيف تصل إلى المعلومة ويشرح لك كل ما يستغلق عليك، يعني ما يدع شيئاً إلا ويُبينه إن كان إعراباً، إن كان قراءة، إن كان كذا، فقد تقرأ في كُتب التفسير لا تفهم معلومة ولا تستطيع أن تصل إلى فهمها إلى عبر معلّم.
قال: " وبثَّ منهما رجالاً كثيراً ونساء" لمّا ذكر رجال، ذكر كثيراً قال: لأنّ كثرة الرِّجال النِّعمة فيها أتمّ، والعِزُّ فيها أكثر، فكلما كانت الأمّة فيها رجالٌ أكثر، كان ذلك أتم في النِّعمة وأعزّ أيضاً للأمّة، ولذلك جعل الله عزّ وجل الكثرة فيهم لإظهار هذه القِيمة وهي عزّة الأمّة.
د. الشّهري: جميل، مع أنّ الواقع أنّ العكس هو الصَّحيح، أنَّ النّساء أكثر من الرِّجال.
د. الخضيري: طبعاً، واقع الأمر، لكن كلما كثر الرِّجال دلّ ذلك على عزّة الأمّة. الآن في مجتمعنا نحن في الإحصائيات الأخيرة، آخر إحصائية قبل سنوات تبيّن أنّ الرِّجال عندنا 51%، والنساء 49%.
د. الشهري: فيه معنى الحقيقة أريد أن أتحدث عنه، نحن نتحدث عن حقوق النّساء، وأنا أريد أن أتحدث عن حقوق الرِّجال. في قوله سبحانه وتعالى في سورة النّساء: "الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها". فأنت تجد هنا هناك فضل لآدم عليه الصلاة والسلام على حواء بأنّه هو الأصل. في سورة البقرة في قوله تعالى: أُحِلَّ لكم ليلةَ الصِّيام الرّفث إلى نسائكم هُنَّ لباس لكم وأنتم لباس لهنّ.
هنا لماذا قدّم الله تعالى وصف المرأة بأنّها لباس للرّجل، على وصف الرَّجل بأنّه لباس للمرأة. لا أدري هل مرّ عليكم مثل هذا؟
المشايخ: أبداً.
د. الشّهري: أنا يظهر لي معنىً، وهو أنّ المرأة في قُدرتها على احتواء الرَّجل، وعلى سَتره، وعلى عفّته، بتحبّبها إليه، وتقديرها له، واحترامها له، والقيام بحقّه. وتقدير أنّ الرّجل هو أصل للمرأة، أنّ هذا هو أحفظ للأسرة، وأحفظ لقلب الرّجل، من قدرة الرّجل على أن يكون لباساً للمرأة. ولذلك قُدَّمت وصف المرأة بأنّها لباس للرّجل قبل أن يُذكر وصف الرَّجل بأنّه لباس للمرأة. لأنَّ المرأة أقدر في رأيي على أن تَعُفَّ الرّجل وأن تحتويه، بما آتى الله سبحانه وتعالى المرأة من صفات ومن ما فُطرت عليه من أخلاق.
د. الخضيري: ولأنهّا أيضاً هي قيّمة البيت حقيقةً، يعني هي ملكة البيت، يعني إذا جاء الرَّجل إليها فكأنّه يأوي إلى شيء، يسكُن إليها.
د. الشَّهري: لتسكنوا إليها.
د. الخضيري: التعبير القرآني عظيم. هذا السَّكن بما أنَّ البيت يستر الإنسان. أيضاً المرأة كأنّها لباسٌ له تحتويه لتستره.
د. الشِّهري: وأنا أتصوَّر أنّ هذا من حقوق الرّجل على المرأة، لأنّ بعض النّساء حقيقةً ليست سكناً.
د. الخضيري: أنا فصّلت هذا يا أبا عبد الله، ولعلّ أبو عبد الملك يعني يقيّم ما ذكرته في أمرين. قلت: الرّجل عليه الأمان الخارجي، والمرأة عليها الأمان الدّاخلي، فالرَّجل يحقق الأمان الخارجي، عندما يشتري مثلاً بيتاً أو يُؤجِّر بيتاً ويضع فيه الطّعام والشّراب وغير ذلك، يبقى هنا الآن، لتكتمل السَّعادة ولترفرف على هذا البيت، المرأة تقوم بدورها في أن تجعل هذا البيت بالفعل يحوي هذه الأسرة، ويكون سكناً لهذه الأسرة، البيت موجود، والأثاث موجود، والطّعام موجود. بقي الآن دور المرأة في كونها تُضفي عليه، فإذا قامت المرأة بهذا الدّور صار البيت سكناً، ولابد أن يكون هذا البيت سعيداً. أمّا إذا انعكس الأمر، الرّجل أمّن البيت وجاب الطّعام والأثاث، والمرأة صار لسانها أطول منها، ولا ترضى بشيء ولا تقنع، ودائماً تخرج من بيتها، خرّاجة ولاّجة، وصارت كلما جاء الزّوج وإذا بها منصرفة لعملها، أو لاتصالاتها مع صويحباتها، أوخارجة لجيرانها ما صارت سكناً، ضاق صدر الرّجل فظهر ذلك على تصرّفاته،فبدأت السَّعادة تخرُج من البيت.
د. الشهري: ما أدري هل ترون فعلاً قضية تقديم وصف المرأة بأنّها لباس للرّجل" هنّ لباس لكم" أليس هذا المعنى دقيق فيها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
د. الخضيري: واضح جدّاً، خصوصاً في آية الصيام: "أُحِلَّ لكم ليلة الصيام الرّفث إلى نسائكم". طبعاً الليل لباس وستر، وللزّوج ستر خاص فيه، يكون مكوّنًا من هذه المرأة التي هي أصلًا خُلقت من ضلعه، فهي لباسٌ له.
د. الطيّار: هناك قضية يكثر الحديث عنها: وهي هل يمكن إدراك سرّ البلاغة من خلال معرفة مدلول اللّفظ، وموقعه في الآية وهي لفظة (وبثّ)؟، لاحظ استخدام لفظ " بثّ"، " يوم يكون النّاس كالفراش المبثوث"، وأيضاً: "فكانت هباءً منبثاً"،يعني بثّ بمعنى نشر. لو أنت تأمّلت، أو قلت لأحدهم أعطِنا من دلالة "بثَّ" هذا السّر الإعجازي في اختيار الألفاظ، لم تُختَر لفظة " نشر" أو غيره مما يدل على المعنى، إنّما بث. مهما اجتهد المجتهد ليُعبّر عن دِقّة هذا الاختيار وتناسق هذا الاختيار مع محيط الآية، يعني ما قبل اللّفظ وما بعدها، أو مع مثيلاتها فإنّه يبقى أنّه يقدِّم لنا شيئا يسيراً، ولكن يبقى في النّفس شيء لا يمكن أن يخرج، لذلك فإدراك سر الإعجاز صعب، والتعبير عنه أصعب.
د. الشّهري: إي والله صحيح، كنت أتحدّث مع أستاذ للّغة الفرنسية، وأستاذ متمكن ما شاء الله في المغرب، فقلت له: كيف أنت في اللغة العربية يا دكتور؟. فكان متكأً فجلس وتنّهد فقال: انظر، اللّغة العربية هي اللغة التي يصح أن يُقال عنها لغة!
د. الخضيري: سبحان الله!.
د. الشهري: أنا ولله الحمد، أتحدّث الفرنسية، وأتحدّث الإسبانية، ولديّ معرفة جيدة باللغة الإنجليزية، لكن الحقيقة اللغة العربية هي اللغة التي تحتوي المعاني الدينية، المعاني التي يريد الله سبحانه وتعالى أن تبلغ البشر ما وجدت أكثر قدرةً عن التعبير عنها من اللغة العربية.
د. الخضيري: لا إله إلا الله.
د. الشّهري: ويقول هذا وكأنّي أثرت نقطة حسّاسة في نفسه. وقال: هذه قناعة وصلت لها بعد دراسة عميقة للغات اللّغة الأوروبية، ولمّا أتأمّل في اللّغة العربية، وجدت فعلاً أنّ فيها من الثراء، وقال: أنا لا أقول هذا تعصبّاً لكوني عربيّا ولا، أبداً، ولكنّي أجزم وأنا أريده ولديّ بعض الأبحاث في هذا. الحقيقة اندهشت من ذلك الحديث الذي تحدّث فيه عن بلاغة اللغة العربية وقدرتها على حمل المعاني القرآنية والرَّبانية.
د. الخضيري: طيّب، أنا بدا لي أمر ما أدري إذا توافقوني عليه أم لا؟ الله أراد أن ينبث النّاس، أنا أرى من يريد أن يجمع النّاس في مكان واحد، يخالف هذه السُنَّة والإرادة الإلهية، وهذا مما يُضِّر الآن بالنّاس، وخُصوصاً الآن بعد مجيء الحضارة إلى مثل دُولنا نحن التي تعتبر يعني واضح التخلّف عليها، وهذا شيء مشهود، اجتمع النّاس في مدن، هذه المدن تكلفة الآن يعني اجتماع النّاس فيها أصبحت باهظة جدّاً، في التصريف، في الكهرباء، في الماء، في توزيع الطرق، في توزيع الحقوق إلى آخره. ولذلك أصبحت عبئاً على النّاس. ألا ترون، أنّ بقاء النّاس كما كانوا سابقاً يعمرون الأرض، وينبثّون فيها، الرُّعاة في أماكنهم،وأهل الجبال في جبالهم، وأهل السُّهول في سهولهم، وأهل الرّمال في رمالهم، وأهل الصَّحاري والقُطب أيضاً يبقون في أماكنهم. لتُعمَر هذه الأرض لينتفع كل جماعة منهم بما عند الجماعة الأخرى.
د. الشِّهري: والحقيقة فعلاً، أضّر تجمّع النّاس في أماكن محدّدة، أضّر فعلاً بهم إضراراً بالغاً، يعني انظر لبعض المناطق، على سبيل المثال: عندنا في الرّياض مثلا، تجمّع النّاس في الرّياض، وأتوا من كل مكان، وضاقت الرِّياض حقيقة بمن فيها، وأصبح العيش فيها صعباً، وأصبح أيضاً القدرة على شراء أرض غالٍ جدّاً، في حين لو تفرّق النّاس في أماكنهم وعُمرت الأرض لكانت خفّت عليهم واستطاع الجميع أن يعيشوا فيها، وأنا أتصّور حتى في الحضارات القديمة، أنا كنت أقرأ في كتاب في الجغرافيا قديماً في كون النّاس في العادةً يتجمّعون عند أماكن موارد المياه، وعند الأنهار ولذلك الحضارات قامت على شواطئ الأنهار، إلى اليوم فيما يبدو لي، حتى تعاني منها مصر فيما يبدو لي، تعاني من تجمّع النّاس في القاهرة على ضفاف النّيل. وأن أكثر أجزاء مصر خالية الآن غير معمورة، وهذا كلُّه يخالف كلمّة " بثّ"، نحن نقول لا جمعوهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
د. الخضيري: الغربيون انتبهوا لهذا، ولذلك حتى في مصالحهم، يحاولون قدر المستطاع إبقاء النّاس في أماكنهم، حتى الجامعات مثلاً لا يجمعونها في المدن الرئيسية، يضعون كل جامعة في مكان حتى يُعمر المكان.
د. الطيّار: بالفعل، حتى يكون متوازنًا.
د. الخضيري: نعم متوازن، ولا يحصل هذا الغلاء الذي ذكره أبو عبد الله الذي ضيّق على النّاس.
د. الطيّار: طبعًا، لو أهل الاجتماع والذين لهم علاقة بمصالح الدولة، ينظرون لمساوئ لهذا الاجتماع لكان حسناً.
ما أدري إذا كان باقي وقت يا دكتور عبدالرحمن.
د. الشهري: نعم، نعم، ما زال الوقت متاحاً.
د. الطيّار: طيب، أيضاً في كلمة " بثّ"، قد يرجع البعض من يقرأ في تفاسير السَّلف يجد أن مثل السُّدّي قال: بثّ بمعنى " خلق"، فيقول ما علاقة " بثّ" بمعنى " نشر" بـ (خلق)؟، وهذه القضيّة مهمّة، أن ننتبه إلى قيمة أمرين: قيمة معرفة دلالة اللغة العربية وأصل الاشتقاق في اللفظة، ومعرفة كلام السّلف، لكي يكون عندنا قدرة على الرّبط بين كلام السَّلف والمعنى اللُّغوي، وإذا بنا نجد حينما نقرأ أنّ كلام السّلف وإن لم يكن مدلولاً لُغويّاً مباشراً، أنّه لا يخرج عن هذا المدلول، إمّا أن يكون لازماً من اللَّوازم، أو من الأسباب أي علاقة السبب بالمسبب، أو أنّه جزء من معنى اللّفظ، أو غيره، هناك علاقات معيّنة. فإدراك طالب علم التفسير لهذه العلاقات مهم جدّاً، فلمّا يأتي بثَّ بمعنى خَلَق، أيهما الآن أوسع من الآخر؟. لا يكون بث إلا بعد خلق، لازم له، كأنّه أشار إلى الأصل، فهو الخلق وأنّه لن يحصل هذا البث إلا على الخلق، فمثل هذه الدقائق أو إدراكها، البعض يقول تفسير السلف كلام عادي.
د. الشهري: يعني الآن عفواً، أنا أريد الآن أسأل سؤالين؟ أنت قلت الآن: قال السُدّي، من هو السُدّي إذا أُطلق عند المفسريّن؟
د. الطيّار: طبعا السُدّي، هو السُدّي الكبير.
د. الشهري: الذي هو إسماعيل بن عبدالرحمن السُّدي.
د. الطيّار: نعم، توفي سنة 128، وقيل أنه رأى أنس بن مالك، و لهذا بعضهم يضعه في طبقات التابعين.
د. الشهري: طبعاً أنا سألت هذا السؤال حقيقة يا بو عبد الملك، ودكتور محمد، لأنّ فعلا كثيرٌ من النّاس يسمعون يقولون: قال السُّدي، قال مجاهد، يقرأونه في كتب التفسسير، طبعاً أنت إذا كنت لا تفرّق بين السُدّي ومجاهد وابن عبّاس لا تثمّن كلام هذا ولا هذا، في حين إذا عرفت مكانتهم في تاريخ التفسير، وأن كلمة مثلاً مجاهد وقتادة لها وزنها عند المفسرين، إذا وجدت قال: مجاهد، خلاص لم، كما يقولون، كان يقول سفيان: إذا أتاك التفسير عن مجاهد فحسبك به، أنا والله كنت أدرس الطلاب في تفسير فتح القدير وهو يذكر هذا بكثرة هذا قول مجاهد وقتادة، وهذا قول السُدّي، فقلت وقّفوا يا شباب من هو مجاهد؟ جاهد!، طيب قتادة، وهم طلاب كلية شريعة، تكتشف فعلا!، انا قلت يا إخواني القراءة في تراجم المفسِّرين مهمّة، أنك تعترف عن المفسرين الذين يُنقل عنهم تفسير القرآن الكريم. لأنّه يأتيك ناس بكل بساطة الآن ويقول: بلا قتادة، بلا مجاهد، بلا السُّدي أنا عربي وأستطيع أن أفهم العربية وسوف أخلَّي بيني وبين القرآن، وجنَّب هؤلاء، طيب يا أخي هل تعرف هؤلاء من هم؟! هم رجال ونحن رجال!! لا يا أخي، ليست المسألة بهذه البساطة. المسألة أكبر من كذا، هؤلاء الصحابة وهؤلاء التابعين، تخصصوا وانقطعوا لفهم القرآن الكريم، وهم أهل اللُّغة، وهم الذين شاهدوا أهل التنزيل، وصحبوا النبي صلى الله عليه وسلّم. هذه كلها لا تنطبق عليك لا من قريب ولا من بعيد، المسألة ليست لغة وتذهب تراجع لي لسان العرب، هذا فقط تعليق على قولنا السُدّي
د. الطيّار: في أيضاً فائدة مهمّة جدا وسبق أن أشرنا بها في بعض الحلقات: وهي الإظهار في مقام الإضمار، وكل موطن له خصوصيته، هنا قال: واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام. إنّ الله، ولم يأتي إنّه، وهذا لزيادة تربية المهابة، نعرف أنّ لفظ الجلالة، الإتيان به، في هذه المواطن لتربية المهابة في نفس العبد في أنّه إن لم يفعل هذا فإنّه يخالف أمر الله.
د. الشَّهري: هذه لفتة كريمة حتى في استهلال السّورة، لإظهار مهابة الله في قلوب من تُخاطبُ بها، حتى يستجيبوا لهذه الحقوق والأوامر التي فيها.
(يُتْبَعُ)
(/)
لعلنا نختم، انتهى الوقت أيها الإخوة، لعلنا نختم بهذه الفائدة اللطيفة التي تفضّل بها الدكتور مساعد الطيّار، وأسأل الله أن يُربّي في قلوبنا وفي نفوسنا المهابة منه سبحانه وتعالى. ونلتقى بكم في الحلقة القادمة، أيّها الأخوة المشاهدين من هذا البرنامج " بيّنات" والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
بُثّت الحلقة بتاريخ 2 رمضان 1431 هـ
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[27 Sep 2010, 08:49 ص]ـ
شكر الله لك أختي الكريمة أم عبد الباري على الهمة العالية وسلمت يمينك ويمين كل الأخوات.
التفريغ طيب ولله الحمد ولا أريد أن أثقل عليكن في عملية التنسيق ولكني ساضع ملاحظاتي فإن تيسر أخذها بالاعتبار أكون شاكرة وممتنة وإلا قمت بالتنسيق بنفسي حتى تظهر كل الحلقات بنفس الطريقة:
الآيات القرآنية حبذا لو توضع بين أقواس () وليس ""
أتمنى أن تحول الكلمات العامية مباشرة إلى الفصحى فمثلا كلمة (إيش) فهي تتكرر كثيرا في الكلام
كذلك الكلمات التي هي محط الكلام مثل (طيب) و (يعني) و (إي نعم) لا داعي من وجهة نظري لكتابتها
الكلمات التي لا تكون واضحة أرجو وضع علامة استفهام مكانها باللون الأحمر لتمييزها ويسهل إضافتها
أما علامات التنقيط فملاحظاتي تتعلق بالمسافات بين الكلمات وعلامات التنقيط وهي قبل الفاصلة والنقطة وعلامات الاستفهام وغيرها لا تكون هناك مسافة وإنما المسافة تكون مسافة واحدة بين النقطة والكلمة التي تليها.
هذه تبقى ملاحظات وقد تبدو للبعض أنها غير ذات أهمية لكن بالنسبة لي فالتنسيق مهم جدًا خاصة إذا شاء مسايخنا الأفاضل جمع الحلقات في كتاب فهذا يسهل العمل إن شاء الله والسبب الآخر أني شديدة الدقة في مثل هذه الأمور وحريصة على التناسق التام لكل ما يتم تفريغه فاصبروا على دقتي وإلا قمت أنا بتصحيح التنسيق ولا حرج.
شاكرة ومقدرة كل مجهود يبذل في تفريغ هذه الحلقات وإن شاء الله تستكمل جميعها في وقت قريب.
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[27 Sep 2010, 09:03 ص]ـ
عُلِم .. جاري التطبيق والمُتابعة ..
ـ[رقي]ــــــــ[27 Sep 2010, 12:00 م]ـ
بفضل الله ومعونته تم تفريغ الحلقة 16
ـ[شعاع]ــــــــ[29 Sep 2010, 04:54 م]ـ
تم تفريغ الحلقة 11 وإرسالها
وجاري تفريغ الحلقة 12
ولله الحمد والمنة
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[29 Sep 2010, 05:00 م]ـ
شكر الله لك أختي الكريمة شعاع وصلت الحلقة 11 وساقوم يتنقيحها ثم رفعها بعد استكمال الحلقات التي قبلها وبانتظار الحلقة 12 لك ولجميع الأخوات خالص الشكر والتقدير والامتنان وصادق الدعاء بالقبول
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[30 Sep 2010, 01:42 ص]ـ
تمَّ تفريغ الحلقة التاسعة ولله الحمد ..
http://tadabor.com/view/default/images/newhome/alnsaa.jpg
الهيئة العالمية لتّدبر القرآن الكريم
http://tadabor.com/
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[01 Oct 2010, 08:19 ص]ـ
آخر تحديث للجدول:
الحلقة الأولى - راجية الهدى- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثانية - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثالثة - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الرابعة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الخامسة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ
الحلقة السادسة - أم عبدالباري- 8 شوال- 1431 هـ - جاهزة
الحلقة السابعة - سمر الأرناؤوط - جاهزة
الحلقة الثامنة- راجية رضا ربّي- 7 شوال- 1431
الحلقة التاسعة- أم عبد الباري - 8 شوّال- 1431 هـ - جاهزة
الحلقة العاشرة- أم عبدالباري - 8 شوّال - 1431
الحلقة الحادية عشر- شعاع - 8 شوّال- 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثانية عشر- شعاع - 8 شوّال- 1431
الحلقة الثالثة عشر- أم عبدالباري- 13 - شوال- 1431
الحلقة الرابعة عشر- ام عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة الخامسة عشر- ام عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة السادسة عشر- رٌ قي- 13 - شوال - 1431 هـ - جاهزة
الحلقة السابعة عشر- رُقي - 13 - شوال- 1431
الحلقة الثامنة عشر- أم عبدالباري -13 - شوال - 1431
الحلقة التاسعة عشر - أم عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة العشرون - يسرا السعيد - 13 - شوال - 1431 - جاهزة
الحلقة الثانية والعشرون- أم عبدالباري - 15 - شوال- 1431
الحلقة السادسة والعشرون - راجية الهدى-15 - شوال- 1431
الحلقة التاسعة والعشرون - رُقي- 15 - شوال- 1431
الحلقة الثلاثون - أم عبد الباري - جاهزة
************************************************** *
أرجو من أختي الفاضلة أم عبد الله أن ترسل لي الحلقة الخامسة إن انتهت منها حتى أتمكن من رفع ما يليها من حلقات بالتسلسل بإذن الله.
جزاكن الله خيرًا على هذا المجهود الرائع
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[01 Oct 2010, 09:39 م]ـ
استفسار من الأخت أم عبد الباري حفظها الله تعالى:
عند محاولة تنقيح الحلقة الثالثة التي قمت مأجورة بتفريغ هل تبين لي أنها ليس الحلقة الثالثة من البرنامج فأرجو التأكد مما تم طباعته وتحديد رقم الحلقة لأني حاولت كل الروابط المتوفرة للحلقة فوجدتها غير ما تم تفريغه بارك الله بك وكتب أجرك
أنا بالانتظار لأن الحلقات بعدها مجمّدة إلى حين نجد حلاً لهذه الحلقة
شكر الله لك ولجميع الأخوات معنا في هذا المشروع الطيب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[01 Oct 2010, 11:56 م]ـ
!! البيان التالي!!
لم أفهم دكتورة سمر هل هذا السؤال مني أم أنّه موجّه لي؟
حقيقة تبيّن لي دكتورة سمر أني ابتدأت التفريغ من موقع الطريق إلى الله من الحلقة السادسة، امّا الحلقة الثالثة فلا أدري من أين أتيت بها!، ولا اظّنه إلا الرّابط الذي قامت برفعه أختنا أم الحارث، الحلقة التي قمت بتفريغها استفتحها الشيخ مساعد الطيار وكانت القراءة للشيخ محمد أيوب يوسف للآية (1 - 2) من سورة النساء فهل هذا الترتيب صحيح؟
علماً بأنّ الحديث في هذه الحلقة لم يزل جارياً عن بداية السورة والحديث عن معنى واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام
امّا الحلقة التي أشرتي لها دكتورة سمر والتي استفتحها الشيخ محمد الخضيري فرأيت أن الشيخ استفتح بآية وآتوا اليتامي
أرجو من المشايخ الفضلاء حل هذ ه الإشكالية
وكفى الله المؤمنين القتال!
ملاحظة: قد يكون هناك تقديم وتأخير غير مقصود في ترتيب بعض الحلقات على موقع الطريق إلى الله
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[02 Oct 2010, 06:32 ص]ـ
شكر الله لك أختي الفاضلة، إنه أمر محير بالفعل ففي رابط الحلقة الثالثة التي رفعتها الأخت أم الحارث على اليوتيوب والتي على موقع الطريق إلى الله يذكر الدكتور الخضيري أنه المجلس الثالث والآية التي تحدثوا عنها كما أشرت هي الآية الثانية.
الآن صار عندنا مشكلة أخرى وهو أنك قمت بتفريغ الحلقة الثالثة والسادسة فإذا كانت الثالثة هي السادسة فماذا تكون السادسة؟ هذه لم أنقحها بعد؟!
بكل الأحوال يمكن متابعة الحلقات من جديد على قناة المجد العامة لأنها تعرض مساء السبت بعد صلاة المغرب بتوقيت مكة المكرمة.
لي رجاء الآن من جميع الأخوات اللواتي يقمن مأجورات بالتفريغ أن تضع كل واحدة منكن الرابط الذي أخذت منه الحلقة مع التفريغ هكذا أتأكد منها وإذا كان ترتيب الحلقات متداخل نعيد ترتيبها بعد سؤال المشايخ الفضلاء بإذن الله.
بدأت أخشى أن تتكرر الجهود إذا كانت كل واحدة من الأخوات تعمل على روابط مختلفة. لذا أنصح بالالتزام بروابط الأخت أم الحارث بحسب التسلسل الموجود في الملتقى هنا والله الموفق
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[02 Oct 2010, 07:01 ص]ـ
الأخت الفاضلة أم عبد الباري وجدت الحلقة التي قمت بتفريغها على أنها الحلقة الثالثة بعد بحث في الحلقات وتبين لي أنك قمت بتفريغ الحلقة الثالثة من تأملات في سورة النساء بالفعل لكن هذه ليست حلقة رمضان وإنما الحلقات القديمة التي تم عرضها قبل رمضان (هي مجموعة أربع حلقات وقد قمت بتفريغها في وقتها ورفعتها على الملتقى) يبدو أنه حصل تداخل في الروابط. وهذا رابط الحلقة:
http://www.youtube.com/tafsirdotnet#p/u/203/m2UVGBzD1yc
وستلاحظين أن التسجيل في الاستديو بينما حلقات رمضان خارج الاستديو في مدينة النماص لكني أتوقع أنك تفرغين من الرابط الصوتي وليس من الفيديو.
الآن الحلقة الثالثة الموجودة على موقع الطريق إلى الله واليوتيوب لم تفرّغ بعد فهل ترغبين بتفريغها أم نعرضها على الأخوات؟
بارك الله بكن جميعًا وكتب أجركن ونفع بكن.
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[02 Oct 2010, 07:18 ص]ـ
الحمدلله على كل حال، وفي كًلٍّ خير.
لا بأس من إعادة تفريغها مرة أخرى
وأرى من الأفضل أن تجعلوا في هذه الصفحة رقم الحلقة وأمامها رقم الآيات المتعلقة بهذه الحلقة حتى يتم التأكد من التفريغ
والله الموفَّق ..
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[02 Oct 2010, 12:35 م]ـ
آخر تحديث للجدول:
أرجو من أختي الفاضلة أم عبد الله أن ترسل لي الحلقة الخامسة إن انتهت منها حتى أتمكن من رفع ما يليها من حلقات بالتسلسل بإذن الله.
بقي لي من التفريغ القليل سأحاول أن أرسله لك ِ اليوم بإذن الله ...
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[02 Oct 2010, 05:28 م]ـ
لا تقلقي أختي الفاضلة أم عبد الله لأننا بحاجة لتفريغ الحلقة الثالثة مجددا يمكنك أخذ بعض الوقت لاستكمال الحلقة الخامسة ريثما تجهز الحلقة الثالثة بارك الله بك
ـ[راجية الهدى]ــــــــ[02 Oct 2010, 06:33 م]ـ
بارك الله في الجهود ,ونسأله الإخلاص.
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[03 Oct 2010, 05:52 ص]ـ
لا تقلقي أختي الفاضلة أم عبد الله لأننا بحاجة لتفريغ الحلقة الثالثة مجددا يمكنك أخذ بعض الوقت لاستكمال الحلقة الخامسة ريثما تجهز الحلقة الثالثة بارك الله بك
شكر الله لك ِ ويسر أمورك ِ ....
تم بحمد الله الإنتهاء من الحلقة الخامسة وارسالها بالخاص ....
فلك الحمد ربي على سعة فضلك وتوفيقك ...
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[03 Oct 2010, 07:20 ص]ـ
شكر الله لك أختي الكريمة، وصلت الحلقة والرابط الصوتي بارك الله فيك وكتب أجرك
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[03 Oct 2010, 09:32 ص]ـ
تم تفريغ الحلقة الثالثة .. والله الموفَّق ..
ـ[رقي]ــــــــ[03 Oct 2010, 09:49 ص]ـ
سأفرغ بمعونة الله الحلقات 23 و27
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[03 Oct 2010, 02:22 م]ـ
آخر تحديث للجدول:
الحلقة الأولى - راجية الهدى- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثانية - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثالثة - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الرابعة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الخامسة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ
الحلقة السادسة - أم عبدالباري- 8 شوال- 1431 هـ - جاهزة
الحلقة السابعة - سمر الأرناؤوط - جاهزة
الحلقة الثامنة- راجية رضا ربّي- 7 شوال- 1431
الحلقة التاسعة- أم عبد الباري - 8 شوّال- 1431 هـ - جاهزة
الحلقة العاشرة- أم عبدالباري - 8 شوّال - 1431
الحلقة الحادية عشر- شعاع - 8 شوّال- 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثانية عشر- شعاع - 8 شوّال- 1431
الحلقة الثالثة عشر- أم عبدالباري- 13 - شوال- 1431
الحلقة الرابعة عشر- ام عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة الخامسة عشر- ام عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة السادسة عشر- رٌ قي- 13 - شوال - 1431 هـ - جاهزة
الحلقة السابعة عشر- رُقي - 13 - شوال- 1431
الحلقة الثامنة عشر- أم عبدالباري -13 - شوال - 1431
الحلقة التاسعة عشر - أم عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة العشرون - يسرا السعيد - 13 - شوال - 1431 - جاهزة
الحلقة الثانية والعشرون- أم عبدالباري - 15 - شوال- 1431
الحلقة السادسة والعشرون - راجية الهدى-15 - شوال- 1431
الحلقة التاسعة والعشرون - رُقي- 15 - شوال- 1431
الحلقة الثلاثون - أم عبد الباري - جاهزة
************************************************** *
أرجو من أختي الفاضلة أم عبد الله أن ترسل لي الحلقة الخامسة إن انتهت منها حتى أتمكن من رفع ما يليها من حلقات بالتسلسل بإذن الله.
جزاكن الله خيرًا على هذا المجهود الرائع
الحلقة الثالثة والعشرون - رُقِيّ- 24 - شوّال- 1431
الحلقة السَّابعة والعشرون - رُقِيّ-24 - شوّال- 1431
ستتبقى الحلقات التالية (21 - 24 - 25 - 28)
والتنافس في الخير لم يزل قائماً ..
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[03 Oct 2010, 07:24 م]ـ
تم الانتهاء من تفريغ الحلقة العاشرة من هذه السلسلة ولله الحمد ..
http://tadabbor.com/view/default/images/newhome/ehtmam.jpg
الهيئة العالمية لتدبِّر القرآن الكريم
http://tadabbor.com/nhome
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[03 Oct 2010, 08:42 م]ـ
جزاكن الله خيرًا أيتها الأخوات الفضليات على هذه الهمة العالية وكتب لكن بكل حرف آلآف الحسنات
آخر تحديث للجدول:
آخر تحديث للجدول:
الحلقة الأولى - راجية الهدى- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثانية - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثالثة - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الرابعة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الخامسة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة السادسة - أم عبدالباري- 8 شوال- 1431 هـ - جاهزة
الحلقة السابعة - سمر الأرناؤوط - جاهزة
الحلقة الثامنة- راجية رضا ربّي- 7 شوال- 1431
الحلقة التاسعة- أم عبد الباري - 8 شوّال- 1431 هـ - جاهزة
الحلقة العاشرة- أم عبدالباري - 8 شوّال - 1431 - جاهزة
الحلقة الحادية عشر- شعاع - 8 شوّال- 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثانية عشر- شعاع - 8 شوّال- 1431
الحلقة الثالثة عشر- أم عبدالباري- 13 - شوال- 1431
الحلقة الرابعة عشر- ام عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة الخامسة عشر- ام عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة السادسة عشر- رٌ قي- 13 - شوال - 1431 هـ - جاهزة
الحلقة السابعة عشر- رُقي - 13 - شوال- 1431
الحلقة الثامنة عشر- أم عبدالباري -13 - شوال - 1431
الحلقة التاسعة عشر - أم عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة العشرون - يسرا السعيد - 13 - شوال - 1431 - جاهزة
الحلقة الثانية والعشرون- أم عبدالباري - 15 - شوال- 1431
الحلقة الثالثة والعشرون - رُقِيّ- 24 - شوّال- 1431
الحلقة السادسة والعشرون - راجية الهدى-15 - شوال- 1431
الحلقة السَّابعة والعشرون - رُقِيّ-24 - شوّال- 1431
الحلقة التاسعة والعشرون - رُقي- 15 - شوال- 1431
الحلقة الثلاثون - أم عبد الباري - جاهزة
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[03 Oct 2010, 09:20 م]ـ
وبانتهاءِ الحلقة العاشرة- بفضل الله- نكون بذلك أخواتي الفاضلات
قد قطعنا مرحلتين من هذه الرِّحلة الميمونة ..
ومَضَى الثُّلُثُ والثلُثُ كثيرٌ .. أيُّها الرَّكبُ إنَّ هذا العُمرَ قصيرُ ..
وأضحَى الرَّكبُ سَائِراً في القَفرِ .. مُؤمِّلاً الوُصَولَ قَبلَ يَومِ النَّحرِ ..
(عدسة القريض)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[05 Oct 2010, 01:56 م]ـ
تم بفضل الله تعالى تنقيح بعض الحلقات وقمت بإضافة أربع منها في مشاركة مستقلة سيكون فيها فقط نصوص الحلقات وأتمنى أن تترك التعليقات في هذه المشاركة أو التواصل معي على الخاص حتى لا تختلط النصوص مع تعلقيات الإخوة والأخوات أو ملاحظاتهم.
أرجو المعذرة لأني أتأخر برفع الحلقات وذلك لانشغالي الشديد أولا ثم لبطء النت عندي فروابط الصوت والفيديو للحلقات تتوقف عدة مرات وأحيانا لا تعمل فأضطر للإنتظار حتى أتمكن من سماع الحلقة كاملة.
شكر الله لكل من ساهم في هذا المشروع وأثابكم المولى عز وجل بما هو أهله
هذا هو رابط نصوص الحلقات
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=122529&posted=1#post122529
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تهاني سالم]ــــــــ[09 Oct 2010, 05:37 م]ـ
هل يمكنني المشاركة في هذا المشروع المبارك,
إن كان هذا ممكنا لإغنني أرغب بتفريغ الحلقة 21, حرصا على الترتيب , ولا أعرف سبب تركها, وتفريغ ما بعدها.
ومن أين أحصل على الحلقات, حتى أستطيع تفريغها.
والله أرغب في هذا بغي الثواب من الله, أدعوا لي ببركة الوقت .....
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[09 Oct 2010, 08:19 م]ـ
هل يمكنني المشاركة في هذا المشروع المبارك,
إن كان هذا ممكنا لإغنني أرغب بتفريغ الحلقة 21, حرصا على الترتيب , ولا أعرف سبب تركها, وتفريغ ما بعدها.
ومن أين أحصل على الحلقات, حتى أستطيع تفريغها.
والله أرغب في هذا بغي الثواب من الله, أدعوا لي ببركة الوقت .....
الحمدلله الذّي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النُّشور ...
الحمدلله على إعادة الحياة مرة اخرى لهذه الصفحة
بمساهمة الأخت الكريمة تهاني
حياك الله أختنا المباركة معنا في هذا المشروع الذي طالت غيبة الأخوات فيه وعسى المانع خيراً
أستأذن الأخت الدكتورة سمر الأرناؤوط في تلبية طلب الأخت
الحلقات الصوتية الخاصة بهذا البرنامج عبر هذا الرابط
http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21401
http://www.way2allah.com/modules.php?name=Khotab&op=Series&id=2207
شكر الله لك~، وزادكِ من فضله
ـ[تهاني سالم]ــــــــ[09 Oct 2010, 09:23 م]ـ
يا أم عبد الباري ألف شكر على الترحيب الحار الذي لا أستحقه
وسأبدأ بالتنفيذ فورا
لكن ما هي طريقة التفريغ, لأني لاحظت بعض الحلقات مكتوبة بدون ذكر قائل الكلام, وبعضها بالعكس كان اسم القائل فيها موجودا, فمالمطلوب؟ , فالأمر عندي سيان .....
ـ[تهاني سالم]ــــــــ[09 Oct 2010, 09:29 م]ـ
فقط من أجل التأكيد, هل الحلقة 21, هي:
سورة النساء آية 37
أم لا؟؟؟
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[10 Oct 2010, 04:48 ص]ـ
يا أم عبد الباري ألف شكر على الترحيب الحار الذي لا أستحقه
وسأبدأ بالتنفيذ فورا
لكن ما هي طريقة التفريغ, لأني لاحظت بعض الحلقات مكتوبة بدون ذكر قائل الكلام, وبعضها بالعكس كان اسم القائل فيها موجودا, فمالمطلوب؟ , فالأمر عندي سيان .....
حيّاكِ الله وبيّاكِ،، طريقة التفريغ اخية على غِرار ما ذُكِر في هذا الرّابط،، جزيتي الجنّة ..
http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=22390
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[10 Oct 2010, 04:58 ص]ـ
فقط من أجل التأكيد, هل الحلقة 21, هي:
سورة النساء آية 37
أم لا؟؟؟
نعم هو ذاك،، وفقك الله لما أحبّه
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[10 Oct 2010, 05:07 ص]ـ
الحلقة الثالثة والعشرون - رُقِيّ- 24 - شوّال- 1431
الحلقة السَّابعة والعشرون - رُقِيّ-24 - شوّال- 1431
ستتبقى الحلقات التالية (21 - 24 - 25 - 28)
والتنافس في الخير لم يزل قائماً ..
الحلقة الحادية والعشرون - أختنا تهاني سالم وفقّها الله - 2 - ذي القعدة- 1431
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 Oct 2010, 06:30 ص]ـ
عذرا على الانقطاع عنكن أيتها الأخوات الفاضلات وذلك بسبب انقطاع النت لعدة أيام.
الأخت تهاني أهلا بك معنا في هذا المشروع المبارك وفقك الله لكل خير وكتب أجرك وجزاك خيرا كثيرا
الحلقة 21 لك إن شاء الله والتفريغ يمكنك الاطلاع على إحدى الحلقات المفرغة على هذا الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=22390
وأشكر أختي الكريمة أم عبد الباري على المتابعة والترحيب بالأخت تهاني معنا في المشروع المبارك فجزاك الله عني كل خير.
آخر تحديث للجدول:
الحلقة الأولى - راجية الهدى- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثانية - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثالثة - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الرابعة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الخامسة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة السادسة - أم عبدالباري- 8 شوال- 1431 هـ - جاهزة
الحلقة السابعة - سمر الأرناؤوط - جاهزة
الحلقة الثامنة- راجية رضا ربّي- 7 شوال- 1431
الحلقة التاسعة- أم عبد الباري - 8 شوّال- 1431 هـ - جاهزة
الحلقة العاشرة- أم عبدالباري - 8 شوّال - 1431 - جاهزة
الحلقة الحادية عشر- شعاع - 8 شوّال- 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثانية عشر- شعاع - 8 شوّال- 1431
الحلقة الثالثة عشر- أم عبدالباري- 13 - شوال- 1431
الحلقة الرابعة عشر- ام عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة الخامسة عشر- ام عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة السادسة عشر- رٌ قي- 13 - شوال - 1431 هـ - جاهزة
الحلقة السابعة عشر- رُقي - 13 - شوال- 1431
الحلقة الثامنة عشر- أم عبدالباري -13 - شوال - 1431
الحلقة التاسعة عشر - أم عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة العشرون - يسرا السعيد - 13 - شوال - 1431 - جاهزة
الحلقة الواحدة والعشرون - تهاني سالم - 2 ذي القعدة - 1431
الحلقة الثانية والعشرون- أم عبدالباري - 15 - شوال- 1431
الحلقة الثالثة والعشرون - رُقِيّ- 24 - شوّال- 1431
الحلقة السادسة والعشرون - راجية الهدى-15 - شوال- 1431
الحلقة السَّابعة والعشرون - رُقِيّ-24 - شوّال- 1431
الحلقة التاسعة والعشرون - رُقي- 15 - شوال- 1431
الحلقة الثلاثون - أم عبد الباري - جاهزة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[10 Oct 2010, 06:31 ص]ـ
نستبدل تفريغ الحلـ 19ـقة،،، بالحلـ 25 ـقة، ونعتذر لكم د. سمر
الحلقات المتبقية هي (19 - 24 - 28)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 Oct 2010, 06:37 ص]ـ
هل تقصدين أنك تودين تفريغ الحلقة 25 بدل 19 أختي الكريمة أم عبد الباري؟
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 Oct 2010, 07:25 ص]ـ
آخر تحديث للجدول:
الحلقة الأولى - راجية الهدى- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثانية - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثالثة - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الرابعة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الخامسة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة السادسة - أم عبدالباري- 8 شوال- 1431 هـ - جاهزة
الحلقة السابعة - سمر الأرناؤوط - جاهزة
الحلقة الثامنة- راجية رضا ربّي- 7 شوال- 1431
الحلقة التاسعة- أم عبد الباري - 8 شوّال- 1431 هـ - جاهزة
الحلقة العاشرة- أم عبدالباري - 8 شوّال - 1431 - جاهزة
الحلقة الحادية عشر- شعاع - 8 شوّال- 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثانية عشر- شعاع - 8 شوّال- 1431
الحلقة الثالثة عشر- أم عبدالباري- 13 - شوال- 1431
الحلقة الرابعة عشر- ام عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة الخامسة عشر- ام عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة السادسة عشر- رٌ قي- 13 - شوال - 1431 هـ - جاهزة
الحلقة السابعة عشر- رُقي - 13 - شوال- 1431
الحلقة الثامنة عشر- أم عبدالباري -13 - شوال - 1431
الحلقة التاسعة عشر -
الحلقة العشرون - يسرا السعيد - 13 - شوال - 1431 - جاهزة
الحلقة الواحدة والعشرون - تهاني سالم - 2 ذي القعدة - 1431
الحلقة الثانية والعشرون- أم عبدالباري - 15 - شوال- 1431
الحلقة الثالثة والعشرون - رُقِيّ- 24 - شوّال- 1431
الحلقة الرابعة والعشرون -
الحلقة الخامسة والعشرون - أم عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة السادسة والعشرون - راجية الهدى-15 - شوال- 1431
الحلقة السَّابعة والعشرون - رُقِيّ-24 - شوّال- 1431
الحلقة الثامنة والعشرون -
الحلقة التاسعة والعشرون - رُقي- 15 - شوال- 1431
الحلقة الثلاثون - أم عبد الباري - جاهزة
ـ[تهاني سالم]ــــــــ[10 Oct 2010, 03:27 م]ـ
سأقوم بتفريغ الحلقة 19 أيضا التي تركتها أم عبد الباري, لأني مهووسة بالترتيب, أكره أنا أرى اختلالا فيه .....
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 Oct 2010, 04:55 م]ـ
شكر الله لك أختي الكريمة تهاني على همتك العالية وأشكر لك بشكل خاص حبك للترتيب وكرهك للاختلال فيه فهذا شيء مشترك بيننا.
آخر تحديث للجدول:
الحلقة الأولى - راجية الهدى- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثانية - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثالثة - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الرابعة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الخامسة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة السادسة - أم عبدالباري- 8 شوال- 1431 هـ - جاهزة
الحلقة السابعة - سمر الأرناؤوط - جاهزة
الحلقة الثامنة- راجية رضا ربّي- 7 شوال- 1431
الحلقة التاسعة- أم عبد الباري - 8 شوّال- 1431 هـ - جاهزة
الحلقة العاشرة- أم عبدالباري - 8 شوّال - 1431 - جاهزة
الحلقة الحادية عشر- شعاع - 8 شوّال- 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثانية عشر- شعاع - 8 شوّال- 1431
الحلقة الثالثة عشر- أم عبدالباري- 13 - شوال- 1431
الحلقة الرابعة عشر- ام عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة الخامسة عشر- ام عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة السادسة عشر- رٌ قي- 13 - شوال - 1431 هـ - جاهزة
الحلقة السابعة عشر- رُقي - 13 - شوال- 1431
الحلقة الثامنة عشر- أم عبدالباري -13 - شوال - 1431
الحلقة التاسعة عشر - تهاني سالم - 2 ذي القعدة - 1431
الحلقة العشرون - يسرا السعيد - 13 - شوال - 1431 - جاهزة
الحلقة الواحدة والعشرون - تهاني سالم - 2 ذي القعدة - 1431
الحلقة الثانية والعشرون- أم عبدالباري - 15 - شوال- 1431
الحلقة الثالثة والعشرون - رُقِيّ- 24 - شوّال- 1431
الحلقة الرابعة والعشرون -
الحلقة الخامسة والعشرون - أم عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة السادسة والعشرون - راجية الهدى-15 - شوال- 1431
(يُتْبَعُ)
(/)
الحلقة السَّابعة والعشرون - رُقِيّ-24 - شوّال- 1431
الحلقة الثامنة والعشرون -
الحلقة التاسعة والعشرون - رُقي- 15 - شوال- 1431
الحلقة الثلاثون - أم عبد الباري - جاهزة
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[11 Oct 2010, 04:18 ص]ـ
شكر الله لك أختي الكريمة تهاني على همتك العالية وأشكر لك بشكل خاص حبك للترتيب وكرهك للاختلال فيه فهذا شيء مشترك بيننا.
آخر تحديث للجدول:
الحلقة الأولى - راجية الهدى- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثانية - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثالثة - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الرابعة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الخامسة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة السادسة - أم عبدالباري- 8 شوال- 1431 هـ - جاهزة
الحلقة السابعة - سمر الأرناؤوط - جاهزة
الحلقة الثامنة- راجية رضا ربّي- 7 شوال- 1431
الحلقة التاسعة- أم عبد الباري - 8 شوّال- 1431 هـ - جاهزة
الحلقة العاشرة- أم عبدالباري - 8 شوّال - 1431 - جاهزة
الحلقة الحادية عشر- شعاع - 8 شوّال- 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثانية عشر- شعاع - 8 شوّال- 1431
الحلقة الثالثة عشر- أم عبدالباري- 13 - شوال- 1431
الحلقة الرابعة عشر- ام عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة الخامسة عشر- ام عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة السادسة عشر- رٌ قي- 13 - شوال - 1431 هـ - جاهزة
الحلقة السابعة عشر- رُقي - 13 - شوال- 1431
الحلقة الثامنة عشر- أم عبدالباري -13 - شوال - 1431
الحلقة التاسعة عشر - تهاني سالم - 2 ذي القعدة - 1431
الحلقة العشرون - يسرا السعيد - 13 - شوال - 1431 - جاهزة
الحلقة الواحدة والعشرون - تهاني سالم - 2 ذي القعدة - 1431
الحلقة الثانية والعشرون- أم عبدالباري - 15 - شوال- 1431
الحلقة الثالثة والعشرون - رُقِيّ- 24 - شوّال- 1431
الحلقة الرابعة والعشرون -
الحلقة الخامسة والعشرون - أم عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة السادسة والعشرون - راجية الهدى-15 - شوال- 1431
الحلقة السَّابعة والعشرون - رُقِيّ-24 - شوّال- 1431
الحلقة الثامنة والعشرون -
الحلقة التاسعة والعشرون - رُقي- 15 - شوال- 1431
الحلقة الثلاثون - أم عبد الباري - جاهزة
الحلقة الرابعة والعشرون - أم عبدالباري- 3 - ذي القعدة- 1431
الحلقة الثامنة والعشرون- أم عبدالباري - 3 - ذي القعدة - 1431
ـ[رقي]ــــــــ[12 Oct 2010, 11:18 ص]ـ
تمّ بتوفيق الله ومعونته تفريغ الحلقات 17 و23 و29
نسأل الله أن يجعل أعمالنا كلها صالحة ولوجهه خالصة
همسة
قال ابن القيم:
فالصدق والإخلاص أن تبذل كلّك لمحبوبك وحده,
ثمّ تحتقر ما بذلت في جنب ما يستحقه,
ثمّ لا تنظر إلى بَذْلِك .. !!
ـ[تهاني سالم]ــــــــ[12 Oct 2010, 03:40 م]ـ
عزيزتي سمر السلام عليكم
تتبعت روابط الحلقات التي وضعتيها لي, أما الموجود على موقع الملتقى فلم يعمل عندي, تأتيني صفحة تبلغني بعدم وجود المطلوب.
وأما رابط موقع الطريق إلى الله فإنني قمت بتحميلها عدة مرات, وفي كل مرة لا أدري أين تذهب الحلقة, بمجرد أن أغلق الجهاز تضيع مني , وأقوم ببحث كامل عنها في الجهاز فلا أجدها.
الموضوع هذا حيرني, ولا أدري ماذا أفعل, علما بأني لست خبيرة أبدا ببرامج الكمبيوتر, فما العمل؟؟؟
ـ[راجية الهدى]ــــــــ[12 Oct 2010, 09:41 م]ـ
سآخذ الحلقة 28وأسأل الله العون.
ـ[راجية الهدى]ــــــــ[13 Oct 2010, 10:29 م]ـ
لم أنتبه أخواتي أن أختي أم عبد الباري أخذتها.
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[13 Oct 2010, 11:16 م]ـ
نزولاً عند رغبة الأختين الكريمتين:
راجية الهُدى و رُقِي
فإنّي أهب لهما الحلقـ 24ــ 28ــة
والله الموفّق
ـ[راجيه رضا ربي]ــــــــ[14 Oct 2010, 12:48 ص]ـ
السلام عليكم
أود توضيح لي كيف أرسل للأخت سمر الحلقة الثامنه فقد انتهيت منها منذ يومين وارسلت لها بالخاص ولا أجد الرد
وأخشى أنني أكون سبب في تأخيرها
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[14 Oct 2010, 07:15 ص]ـ
شكر الله لكن جميعًا أخواتي الفاضلات:
أختي الكريمة رقي وصلت الحلقات بارك الله فيك وسأقوم بمساعدة الأخت الكريمة يسرا بتنقيحها ورفعها بالتسلسل
أخواتي الفاضلات أم عبد الباري، راجية الهدى ورقي أسال الله أن تكن دائما من المتسابقات إلى الخير وإلى الفردوس الأعلى بإذن الله تعالى، بانتظار معرفة من ستأخذ أية حلقة حتى أقوم بتحديث الجدول
أختي الكريمة تهاني سالم شكر الله لك وعذرًا على خلل الروابط ولعل الأخت الفاصلة أم الحارث تنظر فيها (أعلم أنها في إجازة) لكن أتمنى عليها مراجعة الروابط. لذا أنصحك أختي بتحميل الروابك من اليوتيوب على صفحة ملتفى أهل التفسير وهذا الرابط للقناة:
http://www.youtube.com/tafsirdotnet
أختي الكريمة راجية رضا ربي شكر الله لك وكتب أجرك، لم يصلني شيء على الخاص بعد لكن أرجو أن تراسليني على عنواني التالي:
islamiyyat@gmail.com
أجدد الشكر للجميع والدعوات الصادقة لكن بقبول العمل ورفع الدرجات وجزيل الثواب في الدنيا والآخرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[راجية الهدى]ــــــــ[14 Oct 2010, 10:20 ص]ـ
سآخذ الحلقة 28 أختي د/سمر.
ـ[رقي]ــــــــ[14 Oct 2010, 09:53 م]ـ
وأنا بإذن الله الحلقة 24
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[15 Oct 2010, 06:46 ص]ـ
شكر الله للجميع هذه الهمة العالية وهذا التعاون الطيب جعل الله تعالى كل ما تقمن بي أخواتي الفاضلات في ميزان حسناتكم
آخر تحديث للجدول:
الحلقة الأولى - راجية الهدى- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثانية - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثالثة - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الرابعة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الخامسة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة السادسة - أم عبدالباري- 8 شوال- 1431 هـ - جاهزة
الحلقة السابعة - سمر الأرناؤوط - جاهزة
الحلقة الثامنة- راجية رضا ربّي- 7 شوال- 1431
الحلقة التاسعة- أم عبد الباري - 8 شوّال- 1431 هـ - جاهزة
الحلقة العاشرة- أم عبدالباري - 8 شوّال - 1431 - جاهزة
الحلقة الحادية عشر- شعاع - 8 شوّال- 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثانية عشر- شعاع - 8 شوّال- 1431
الحلقة الثالثة عشر- أم عبدالباري- 13 - شوال- 1431 - جاهزة
الحلقة الرابعة عشر- ام عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة الخامسة عشر- ام عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة السادسة عشر- رٌ قي- 13 - شوال - 1431 هـ - جاهزة
الحلقة السابعة عشر- رُقي - 13 - شوال- 1431 - جاهزة
الحلقة الثامنة عشر- أم عبدالباري -13 - شوال - 1431
الحلقة التاسعة عشر - تهاني سالم - 2 ذي القعدة - 1431
الحلقة العشرون - يسرا السعيد - 13 - شوال - 1431 - جاهزة
الحلقة الواحدة والعشرون - تهاني سالم - 2 ذي القعدة - 1431
الحلقة الثانية والعشرون- أم عبدالباري - 15 - شوال- 1431
الحلقة الثالثة والعشرون - رُقِيّ- 24 - شوّال- 1431 - جاهزة
الحلقة الرابعة والعشرون - رقي - ذي القعدة - 1431
الحلقة الخامسة والعشرون - أم عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة السادسة والعشرون - راجية الهدى-15 - شوال- 1431
الحلقة السَّابعة والعشرون - رُقِيّ-24 - شوّال- 1431
الحلقة الثامنة والعشرون - رتجية الهدى - ذي القعدة - 1431
الحلقة التاسعة والعشرون - رُقي- 15 - شوال- 1431 - جاهزة
الحلقة الثلاثون - أم عبد الباري - جاهزة
ـ[رقي]ــــــــ[17 Oct 2010, 01:13 م]ـ
تمّ بفضل الله تفريغ الحلقة 27
نسأل الله الإخلاص والقبول
ومضة
قال ابن الجوزي:
إنّ مواعظ القرآن تُذيب الحديد
وللفهوم كل لحظة زجرٌجديد
و للقلوب النيّرة كلّ يومٍ به وعيد
غير أنّ الغافل يتلوه ولايستفيد .. !
ـ[شعاع]ــــــــ[17 Oct 2010, 05:20 م]ـ
تم تفريغ الحلقة 12 ولله الحمد والمنة
هل هناك حلقات أخرى للتفريغ؟ .. أو أحد يريد مساعدة ياليت تخبروني.
وفقكم الله ولاحرمكم الأجر
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[17 Oct 2010, 07:42 م]ـ
الله لكن أخواتي الفاضلات، أعجز عن شكركن لذا أقول (جزاكن الله خيراً)
آخر تحديث للجدول:
الحلقة الأولى - راجية الهدى- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثانية - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثالثة - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الرابعة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الخامسة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة السادسة - أم عبدالباري- 8 شوال- 1431 هـ - جاهزة
الحلقة السابعة - سمر الأرناؤوط - جاهزة
الحلقة الثامنة- راجية رضا ربّي- 7 شوال- 1431 - جاهزة
الحلقة التاسعة- أم عبد الباري - 8 شوّال- 1431 هـ - جاهزة
الحلقة العاشرة- أم عبدالباري - 8 شوّال - 1431 - جاهزة
الحلقة الحادية عشر- شعاع - 8 شوّال- 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثانية عشر- شعاع - 8 شوّال- 1431 - جاهزة
الحلقة الثالثة عشر- أم عبدالباري- 13 - شوال- 1431 - جاهزة
الحلقة الرابعة عشر- ام عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة الخامسة عشر- ام عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة السادسة عشر- رٌ قي- 13 - شوال - 1431 هـ - جاهزة
الحلقة السابعة عشر- رُقي - 13 - شوال- 1431 - جاهزة
الحلقة الثامنة عشر- أم عبدالباري -13 - شوال - 1431
الحلقة التاسعة عشر - تهاني سالم - 2 ذي القعدة - 1431
الحلقة العشرون - يسرا السعيد - 13 - شوال - 1431 - جاهزة
الحلقة الواحدة والعشرون - تهاني سالم - 2 ذي القعدة - 1431
الحلقة الثانية والعشرون- أم عبدالباري - 15 - شوال- 1431
الحلقة الثالثة والعشرون - رُقِيّ- 24 - شوّال- 1431 - جاهزة
الحلقة الرابعة والعشرون - رقي - ذي القعدة - 1431
الحلقة الخامسة والعشرون - أم عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة السادسة والعشرون - راجية الهدى-15 - شوال- 1431
الحلقة السَّابعة والعشرون - رُقِيّ-24 - شوّال- 1431 - جاهزة
الحلقة الثامنة والعشرون - رتجية الهدى - ذي القعدة - 1431
الحلقة التاسعة والعشرون - رُقي- 15 - شوال- 1431 - جاهزة
الحلقة الثلاثون - أم عبد الباري - جاهزة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بصمة ارتقاء]ــــــــ[17 Oct 2010, 08:09 م]ـ
جزى الله خيراً كل من ساهم في تفريغ حلقات البرنامج الرائع ((بينات)) أسأل الله أن يجعله في موازين حسناتكم.
أقدم لكم *برنامج تفريغ الأشرطة* وهولا يقوم بالتفريغ بنفسه كما يظن البعض لكنه يسهل عملية التفريغ
وضعته في الملتقى التقني http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=124154#post124154
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[18 Oct 2010, 04:40 ص]ـ
الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات
بدأ العد التنازلي لإنهاء التفريغ،، ونسأل الله القبول وأن ينفعنا بهذ السورة الجليلة
وأن يشملنا الباري وإياكن بمنّه وكرمه بقوله جلّ في علاه:
فالصالحات قانتات حافظاتٌ للغيبِ بما حفظ الله ..
أرجو من الله الكريم المنّان أن ألحق بالرّكب وألا أتأخر عنكنّ
ملاحظة:
من خلال متابعة الحلقات، وجدت انّ هناك فوائد جديرة بالانتقاء وان يُفرد لها مشاركة مستقبلاً
ولعلّي أشير إلى بعضها خصوصاً فيما يتعلّق بالمواضيع التي أشار إليها المشايخ الفضلاء
بأنّها جديرة بالبحث العلمي لأهل الاختصاص .. ولعلّ الأخوات يساعدني في ذكر ما جاء فيها
أذكر طرفاً منها::
* تطبيق القوامة في السنة النبوية وعمل الصحابة
* الموعظة وأثرها في سورة النّساء
* فكرة اقتبستها من دروس المشايخ وأرى من المناسب الإشادة بها هنا:
رسم آيات الأحكام في القرآن الكريم، بأن تُرسم خريطة تاريخية تُبيّن ما هي الفريضة التي تقدّمت أو ما هو الحكم الذّي تقدّم، هل الصيام تقدّم على الوصيّة أو الحجّ أو الزّكاة أو غيرها من آيات الأحكام، بحيث عندما نأتي ندرس آيات الأحكام نعرف كيف تدرّج، كيف كانت تاريخ هذه الأحكام بأيُّهما بُدِئ ثمّ ما هو الثّاني ثمّ ما هو الثّالث، وما هي مناسبة فرض هذا الحكم في هذا الوقت بالذّات وفي هذه المناسبة.
والله الموفّق لكل خير
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[18 Oct 2010, 06:05 ص]ـ
جزاك الله خيرًا أختي الكريمة بصمة ارتقاء على اهتمامك وعلى برنامج التفريغ لعل الأخوات ينتفعن به مستقبلًا
أختي الكريمة أم عبد الباري بارك لك وفيك وشكر لك هذا الاقتراح والخير يتبعه الخير عندما يكون العمل خالصاً لله تعالى والنية صادقة. فكرتك قيمة وأتمنى أن تضيف الأخوات الفاضلات ما لديهن وإن شاء الله بعد الانتهاء من التفريغ نضع مشاركة بما تفضلت يشاركنا فيها جميع أعضاء الملتقى ومشايخنا الكرام حتى تفتح أبواب البحث العلمي في النقاط التي تطرق لها البرنامج وربما تكون عناوين رسائل ماجستير أو دكتوراه
بارك الله بالجميع وأكرر عجزي عن شكركن لكن أسأل الله تعالى أن يجزيكن بما هو أهله سبحانه الجواد الكريم
ـ[محمد بن عبدالعزيز الخضيري]ــــــــ[18 Oct 2010, 06:44 ص]ـ
لاشلت منكن العشر ولا طوي منكن النشر
لا أدري كيف أثمن هذه الجهود من هؤلاء الفضليات، ولكن حسبهن أن ندعو لهن بظهر الغيب ضارعين صادقين.
ولايفوتني أن أذكرهن بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله به طريقا إلى الجنة)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[18 Oct 2010, 08:26 ص]ـ
شكر الله لكم دكتور محمد هذا المرور وهذا التعقيب وجزاك الله خيرا وأخويك الفاضلين على هذه الحلقات المميزة فتح الله لكم أبواب العلم مشرّعة ننهل منها جميعًا. فبارك الله بكم أن أتحتم لنا هذه الفرصة لكسب الأجر.
نحن في الخدمة دكتور وما نرجوه منكم أن لا تنقطعوا عنا من مثل هذه البرامج القرآنية النافعة بإذن الله.
نسأل الله القبول لنا ولكم
ـ[رقي]ــــــــ[22 Oct 2010, 06:32 م]ـ
في طريقك إلى الله لن تجد لوحات تُحدد السرعة القصوى!
بل (سابقوا) و (سارعوا)، فإن استطعت أن تُسارع وتُسابق فافعل ..
وستجد أول الطريق مزدحماً، وفي آخر الطريق لن تجد إلا قلة مختارة مصطفاة .. !
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[27 Oct 2010, 07:08 ص]ـ
عذرًا على الإنقطاع عنكم وذلك لظروف قاهرة فلا تنسوني من دعواتكم الصالحة بظهر الغيب لعلّ الله تعالى يفرّج الكرب
آخر تحديث للجدول:
الحلقة الأولى - راجية الهدى- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثانية - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثالثة - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الرابعة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الخامسة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة السادسة - أم عبدالباري- 8 شوال- 1431 هـ - جاهزة
الحلقة السابعة - سمر الأرناؤوط - جاهزة
الحلقة الثامنة- راجية رضا ربّي- 7 شوال- 1431 - جاهزة
الحلقة التاسعة- أم عبد الباري - 8 شوّال- 1431 هـ - جاهزة
الحلقة العاشرة- أم عبدالباري - 8 شوّال - 1431 - جاهزة
الحلقة الحادية عشر- شعاع - 8 شوّال- 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثانية عشر- شعاع - 8 شوّال- 1431 - جاهزة
الحلقة الثالثة عشر- أم عبدالباري- 13 - شوال- 1431 - جاهزة
الحلقة الرابعة عشر- ام عبدالباري - 13 - شوال- 1431 - جاهزة
الحلقة الخامسة عشر- ام عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة السادسة عشر- رٌ قي- 13 - شوال - 1431 هـ - جاهزة
الحلقة السابعة عشر- رُقي - 13 - شوال- 1431 - جاهزة
الحلقة الثامنة عشر- أم عبدالباري -13 - شوال - 1431
الحلقة التاسعة عشر - تهاني سالم - 2 ذي القعدة - 1431
الحلقة العشرون - يسرا السعيد - 13 - شوال - 1431 - جاهزة
الحلقة الواحدة والعشرون - تهاني سالم - 2 ذي القعدة - 1431
الحلقة الثانية والعشرون- أم عبدالباري - 15 - شوال- 1431
الحلقة الثالثة والعشرون - رُقِيّ- 24 - شوّال- 1431 - جاهزة
الحلقة الرابعة والعشرون - رقي - ذي القعدة - 1431
الحلقة الخامسة والعشرون - أم عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة السادسة والعشرون - راجية الهدى-15 - شوال- 1431
الحلقة السَّابعة والعشرون - رُقِيّ-24 - شوّال- 1431 - جاهزة
الحلقة الثامنة والعشرون - رتجية الهدى - ذي القعدة - 1431
الحلقة التاسعة والعشرون - رُقي- 15 - شوال- 1431 - جاهزة
الحلقة الثلاثون - أم عبد الباري - جاهزة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[29 Oct 2010, 07:04 ص]ـ
الأخوات الفاضلات بارك الله بكن جميعًا. إلى الآن تمت إضافة نصوص الحلقات من 1 إلى 14 على رابط (نصوص حلقات برنامج بينات 1431 هـ) والبقية تأتي بإذن الله وأنا بانتظار الحلقة 15 من الأخت أم عبد الباري حفظها الله تعالى لأقوم بإضافة المزيد من الحلقات المنقحة.
جزى الله خيرا كل من ساهم معنا في هذا المشروع ولو بدعوة صادقة بظهر الغيب.
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[30 Oct 2010, 05:27 ص]ـ
تمّ تفريغ الدرس الخامس عشر من هذه السلسلة المباركة، نسأل الله من فضله ...
http://tadabor.com/uploads/04_00_40_ma3naeltadabbor.jpg
http://tadabor.com/uploads/10_22_52_e3landawramedia.gif
فوائد منتقاة من بينات 1431
الله يَقُول (ولا تَتَمَنَّوا ما فضَّلَ الله به بعضكم على بعض)،هذا التَّفضيل الذِّي بين البَشر، فيما بيننا الآن هو من الله سبحانه وتعالى، فأنتَ عندما يقع في نفسك هذا فأنتَ تتسَّخَط على الله سبحانه وتعالى، أنّه لماذا رَفَع هذا علينا وهكذا.
هذا وقد جاء في هذا المعنى قول الشّاعر:
أَلاّ قُلِّي من بَاتَ لي حَاسِداً .. أَتَدرِي عَلى من أسَأت الأَدَب.
أسأتَ على اللّه سُبحَانه ... لأنَّك لم تَرضَى لي ما وَهَب.
فَعَاقَبَكَ اللهُ أن زَادني ... وسَدَّ عليكَ وجُوهَ الطَّلب.
د. عبدالرّحمن الشِّهري
(واسألوا الله من فضله).كل ما رأيت خير لإِنسان اسأل الله أن يُبارك له، وأن يرزقك الله من فضله. طبعاً إذا سألت الله من فضله فلا يلزم أنّك تسأل نفس هذه النِّعمة بل اسأل أكثر، وَدعِ الأمرَ لله أنت قد تسأل شيئا ثُمَّ لا تُوَفَّق أولا يكون هو الخَير أو لا تكون مناسبة لك في حال من حالاتك أو في زمن من أزمانك، فأنت احرص على أن تَكِل الأمر إلى الله، ترى الله عزَّوجل إذا أوكلت الأمر إليه أعطاك ما يُناسبك، ويَصلُح لك، ويُصلِحُك، ويُوصِلُك للمَنَازِل العُليا.
د. محمد الخضيري
الدعاء نعمة كبيرة جِدّاً جِدّاً، ويشرح الصَّدر، الآن الدُّعاء إذا تأمَّلته تجد أنّك في النِّهاية أنت المستفيد، إن أجاب الله لك فَهُو خَير، وإن صَرَفَ به سوءاً فهو خَير، وإن ادَّخره لك في الآخرة فهُو أكثر خير.
بعض النَّاس يقول: كيف يُرَد عنِّي شر، بمثله؟ نقول: تأمّل نفسك، وحَيَاتك أَلاَ يَمُر بك مواقف ثَواني لو أنت أقدمت لَذَهبت! فمباشرة تقول لعلّها بسبب دعوة دَعوتُها فجعلها الله هنا، فبدلاً من أن يُعطِيَكَ هذا الذّي دَعوتَهُ ردَّ عنك هذا الشَّر.
د. مساعد الطيّار
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[30 Oct 2010, 03:29 م]ـ
شكر الله لك أختي الفاضلة أم عبد الباري على الحلقة وجاري تنقيحها لإضافتها.
وشكر الله لك أيضًا هذه الفوائد المنتقاة وليتك تفتتحين مشاركة خاصة بهذه الفوائد حتى لا تضيع بين جدول الحلقات وتعليقاتنا عليها بارك الله فيك ونفع بك. ثم يقوم الأعضاء بإضافة ما وجدوه من فوائد في هذه الحلقات المباركة.
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[31 Oct 2010, 05:31 ص]ـ
تمّ إرسال الحلقة الثامنة عشر، والله المُوَّفق
http://www.tadabbor.com/uploads/03_56_07_ahsan-el-qass.jpg
الهيئة العالمية لِتَدبُّرِ القرآن الكريم
http://www.tadabbor.com/home
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[01 Nov 2010, 10:48 ص]ـ
شكر الله لك أختي الكريمة أم عبد الباري على الحلقة. وبعد أن بدأت في تنقيحها تبين لي أنها هي نفسها الحلقة 17 التي تم تفريغها فراجعت روابط الحلقات على موقع الطريق إلى الله وموقع اليوتيوب فإذا هي الحلقة نفسها مكررة لذا أرجو من الأخت أم الحارث بارك الله فيها أن تتأكد من الروابط لأتمكن من استكمال تنقيح ورفع الحلقات التي صارت جاهزة.
بارك الله بكن جميعا
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[01 Nov 2010, 10:49 ص]ـ
آخر تحديث للجدول:
الحلقة الأولى - راجية الهدى- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثانية - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثالثة - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الرابعة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الخامسة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة السادسة - أم عبدالباري- 8 شوال- 1431 هـ - جاهزة
الحلقة السابعة - سمر الأرناؤوط - جاهزة
الحلقة الثامنة- راجية رضا ربّي- 7 شوال- 1431 - جاهزة
الحلقة التاسعة- أم عبد الباري - 8 شوّال- 1431 هـ - جاهزة
الحلقة العاشرة- أم عبدالباري - 8 شوّال - 1431 - جاهزة
الحلقة الحادية عشر- شعاع - 8 شوّال- 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثانية عشر- شعاع - 8 شوّال- 1431 - جاهزة
الحلقة الثالثة عشر- أم عبدالباري- 13 - شوال- 1431 - جاهزة
الحلقة الرابعة عشر- ام عبدالباري - 13 - شوال- 1431 - جاهزة
الحلقة الخامسة عشر- ام عبدالباري - 13 - شوال- 1431 - جاهزة
الحلقة السادسة عشر- رٌ قي- 13 - شوال - 1431 هـ - جاهزة
الحلقة السابعة عشر- رُقي - 13 - شوال- 1431 - جاهزة
الحلقة الثامنة عشر- أم عبدالباري -13 - شوال - 1431 - جاهزة
الحلقة التاسعة عشر - تهاني سالم - 2 ذي القعدة - 1431
الحلقة العشرون - يسرا السعيد - 13 - شوال - 1431 - جاهزة
الحلقة الواحدة والعشرون - تهاني سالم - 2 ذي القعدة - 1431
الحلقة الثانية والعشرون- أم عبدالباري - 15 - شوال- 1431
الحلقة الثالثة والعشرون - رُقِيّ- 24 - شوّال- 1431 - جاهزة
الحلقة الرابعة والعشرون - رقي - ذي القعدة - 1431
الحلقة الخامسة والعشرون - أم عبدالباري - 13 - شوال- 1431
الحلقة السادسة والعشرون - راجية الهدى-15 - شوال- 1431
الحلقة السَّابعة والعشرون - رُقِيّ-24 - شوّال- 1431 - جاهزة
الحلقة الثامنة والعشرون - راجية الهدى - ذي القعدة - 1431
الحلقة التاسعة والعشرون - رُقي- 15 - شوال- 1431 - جاهزة
الحلقة الثلاثون - أم عبد الباري - جاهزة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[01 Nov 2010, 11:32 ص]ـ
لا حلّ إلا من خلال مراجعة نصوص االدروس المفرغة مرة أخرى وترتيب عرضها في البرنامج ..
الله يقول في كتابه: فصبرٌ جميل
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[01 Nov 2010, 12:27 م]ـ
إن شاء الله أختي الحبيبة، إلى الآن الحلقات المرفوعة مرتبة بحسب رقم الحلقة والآيات التي تناولتها ولم يحدث هذا الخلط إلا مع هاتين الحلقتين 17 و18 ويبدو أن هناك حلقة مفقودة أو ربما أعيدت نفس الحلقة في اليوم التالي لأني أذكر (وليصحح لي د. عبد الرحمن) أنه أخبرني أنهم قاموا بتسجيل 29 حلقة فقط من البرنامج وليس 30 كما هو واضح من الحلقات، هذا والله أعلم.
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[01 Nov 2010, 06:02 م]ـ
حل الإشكال السَّابق - هذا ما تبيَّن لي من ترتيب حلقات البرنامج بعد مراجعة ترتيب بث الآيات في الحلقات- والله أعلم-
الحلقة السابعة عشر- رُقي - من الآية (34 - 35) آيات القِوامة - الجزء الأوّل (جاهزة)
الحلقة الثامنة عشر- تهاني سالم - من الآية (34 - 35) آيات القِوامة - الجزء الثاني
الحلقة التاسعة عشر - تهاني سالم - من الآية (36) آية الحقوق العشرة من سورة النِّساء
الحلقة العشرون - يسرا السعيد - الآية (37) (جاهزة)
الحلقة الواحدة والعشرون - أم عبدالباري - من الآية (38 - 42)
الحلقة الثانية والعشرون- رُقيّ - الآية (43) (جاهزة)
الحلقة الثالثة والعشرون - رقي - من الآية (44 - 46)
الحلقة الرابعة والعشرون - أم عبدالباري - من الآية (47 - 49)
الحلقة الخامسة والعشرون - راجية الهدى- من الآية (49 - 55)
الحلقة السادسة والعشرون - رُقِيّ- من الآية (56 - 57)
الحلقة السابعة والعشرون- راجية الهدى -من الآية (58 - 60)
الحلقة الثامنة والعشرون - الأختين: رُقي وأم عبدالباري- من الآية (60 - 70) الحمدلله الذّي بنعمته تتم الصّالحات
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[02 Nov 2010, 08:32 ص]ـ
نعم صدقت أختي الكريمة وشكر الله لك.
استمعت إلى بداية الحلقة التاسعة عشر على اليوتيوب (بحسب الترقيم الموجود على الموقع) فوجدت أن الحديث مكملًا لأواخر الحلقة السابعة عشر أي الحديث عن آية القوامة فيبدو أنه قد أعيد عرض الحلقة السابعة عشر مرتين في اليوم السابع عشر والثامن عشر من رمضان واللهم أعلم وعلى هذا فكل الحلقات مرتبة بشكل صحيح وننتظر البقية لتنقيحها ورفعها والحمد لله ما بقي إلا القليل.
الحلقات التي وصلتني كلها منقحة إلا الحلقة 27 فهناك خلل في الملف وكلما حمّلته يتوقف عند نقطة معينة والحلقة ليست متوفرة على اليوتيوب فإذا كانت إحداكن لديها الملف بصيغة ملف صوت أرجو إرساله لي على الخاص أو رفعه على مركز تحميل الملتقى بارك الله بكن جميعًا.
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[03 Nov 2010, 01:44 م]ـ
عدد الحلقات المرفوعة للآن (28) حلقة ..
في الحلقة الثامنة والعشرون وردَ في نهايتها هذه الجملة ...
: نتوقّف عند هذه الآيات ونبتدأ بإذن الله بما بعدها في المجلس القادم ..
وكانت نهاية المطاف عند الآية (70)
فهل تمّ تفسير الآيات التي بعدها ...
ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعاً (71) وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيداً (72) وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ الله لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً (73).
أم توقف الحديث عند قول الله (ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما (70)
بارك الله في الجميع
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[04 Nov 2010, 08:20 ص]ـ
بارك الله فيك أختي الفاضلة. مما بدا لي بعد مراجعة الحلقتين الأخيرتين عندي (29 و30) بحسب الترقيم السابق (28 و29) بحسب الترقيم الجديد) هما حلقة واحدة أيضًا وتوقف الحديث عند الآية (ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ عَلِيمًا (70)) لذا يكون مجموع الحلقات غير المكررة 28 حلقة فقط والله أعلم.
ـ[رقي]ــــــــ[04 Nov 2010, 02:10 م]ـ
تم إرسال الحلقة 24 سابقاً و23 حالياً
من الآية 44 إلى الآية 46
تقبّل الله منّا ومنكم ونفع بنا جميعًا
ومضة:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
أيها الناس احتسبوا أعمالكم , فإنّ من احتسب عمله , كُتِب له أجر عمله وأجر حُسبته
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[04 Nov 2010, 06:07 م]ـ
شكر الله لك أختي الفاضلة وكتب أجرك. الحلقة وصلت وسأقوم بتنقيحها بإذن الله.
وأنتظر الحلقة 19 من الأخت الكريمة تهاني حتى أرفع بعض الحلقات الجاهزة إن شاء الله.
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[05 Nov 2010, 04:44 م]ـ
تم تفريغ الحلقتين – بفضل من الله ومعونته –
الواحدة والعشرون
الرابعة والعشرون ..
(حَلَقَة مُميَّزة) "شُجُونُ التَّوحيد (حقُّ الله على العبيد) ".
هذه الأُمَّة كَانَ النَّبي صلى الله عليه وسلّم يَتخَوَّف عليها من الشِّرك، الشِّرك بجميع أَنواعِه وصُنُوفه، ولذلك نحن نقول يجب على المسلم أن يحذِّر من الشِّرك، ولا يَغتَرّ بأنّه لمَّا بانت له علامة التَّوحيد أنّه بمنجاة عن الشِّرك، إذا كَان أبو الأنبياء وإمام الحُنَفاء (إبراهيم عليه الصَّلاة السَّلام) يخافُ من الشِّرك ويقول (واجنُبني وبَنيَّ أن نَعبُد الأصنام. رَبِّ إنَّهُنّ أضللن كثيراً من النَّاس) فنحنُ نخاف والله. لذلك نحن نقول يجب على الدُّعاة والوُعَّاظ والعُلَماء ألاَّ يَفتَأُوا أبداً أن يُذَّكِرُّوا بهذا الحقّ لله عزَّوجل، وأنَّ هذا من أعظم الأُصُول بل هو أجَّلُها وأعظَمُها، وأنَّ الشَّرائع كلُّها اتَّفقت عليه.
د. محمد بن عبدالعزيز الخضيري.
هذا إبراهيم وهُوَ في هذه المكانة يسأل الله أن يُجَنِّبَهُ عبادة الأصنام، ويأتي بعضنا أحيانا عندما يقول عبارة فيها شُبهة الشِّرك يُنهى عنها، فيقول يا أخي: نحن مُوَحِّدون، نحنُ كَذا، نحنُ كذا، بدلاً من أن يُبادر ويقول نعوذ لله من الشِّرك، وأستغفر الله ممّا قُلت.
فيقول الله (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ) الذِّين يمدحُون أنفسهم ويرون أنّه ما هُم عليه خَير وبِرّ، ويُبَالِغون في الغُرور بما هم فيه، الله سبحانه وتعالى يُذكِّرهُم في مساق الذَّم لصنيعهم (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ) على وجه الاستنكار لهذا الصَّنيع، وأنّه لا ينبغي للمسلم أن يُزَّكِي نفسه وأن يغتَّر بعمله، بل ينبغي على المؤمن دائماً أن يتواضع وأن يسأل الله سبحانه وتعالى القَبُول والإخلاص، والسِّتر، والعافية، والمعافاة، لعلّ الله سبحانه وتعالى أن يعفُوَ عنه ويُنَجِيّه.
د. عبدالرّحمن الشِّهري
جزى الله المشايخ الفُضلاء خير الجزاء
أسأل الله جلّ في عُلاه أن يُتِمّ عليهم نعمة إنهاء تفسير كتابه إلى سورة النّاس إنّه على ذلك قدير
اقتراحٌ مُستَقبِلي: نرجو من الله تعالى أن يكون لقناةِ أهل التفسير درسٌ خاص
بِعنوان (معالمُ أو آياتُ التَّوحيد في القرآنِ الكريمِ)
نسأل الله - بمنِّه وكَرمه – أن يتقبّل منّا ومنكم .. وأن ينفعنا وإيّاكم بما قيل في هذه السُّورة الكريمة
http://filaty.com/i/1010/81290/.gif
تمّ الانتهاء من تفريغ حلقات برنامج (بيّنات 1431) مع غروب شمس عصر يوم الجمعة المبارك 28 - ذي القعدة- 1431
ـ[رقي]ــــــــ[05 Nov 2010, 05:29 م]ـ
تمّ الانتهاء من تفريغ حلقات برنامج (بيّنات 1431) مع غروب شمس عصر يوم الجمعة المبارك 28 - ذي القعدة- 1431
نسأل الله أن ينفعنا وينفع بنا وأن يسخدمنا لخدمة دينه وكتابه ..
ونسأله الاخلاص والقبول ..
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[05 Nov 2010, 07:26 م]ـ
شكر الله لك أختي الفاضلة أم عبد الباري على إنجاز ما لديك من حلقات أسأل الله تعالى أن يتقبل منك ويجعل ما فرّغتيه في ميزان حسناتك رفعة درجات في جنات النعيم.
وشكر الله لك أختي الكريمة رقي على ما بذلتيه إلى الآن من تفريغ للحلقات سلميت يمينك وأثابك الله تعالى بما هو أهله
آخر تحديث للجدول (ترقيم الحلقات كما كان في السابق حتى لا يختلط الأمر على الأخوات اللواتي يفرّغن):
الحلقة الأولى - راجية الهدى- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثانية - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الثالثة - أم عبد الباري- 18 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الرابعة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة الخامسة - أم عبد الله - 19 رمضان 1431 هـ - جاهزة
الحلقة السادسة - أم عبدالباري- 8 شوال- 1431 هـ - جاهزة
(يُتْبَعُ)
(/)